You are on page 1of 934

‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫كتاب في الحديث عن الفتن وأخبار آخر الزمان مما‬


‫أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وذكر أشراط‬
‫الساعة والمور العظام التي تكون قبل يوم القيامة مما‬
‫يجب اليمان به لخبار الصادق المصدوق عنها الذي ل‬
‫ينطق عن الهوى إن هوى إل وحي يوحى ‪ .‬وقد احتوى‬
‫الكتاب على أشراط الساعة الصغرى والكبرى وذلك‬
‫في الجزء الول والخبار بحوادث يوم القيامة أيضا‬
‫وذلك في الجزء الثاني من الكتاب‬

‫وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وبعتتد فهتتذا كتتتاب‬

‫الفتن والملحم في آخر الزمان مما أخبر به رسول اللتته صتلى اللته‬

‫عليه وسلم وذكر أشراط الساعة والمور العظتتام التتتي تكتتون قبتتل‬

‫لخبار الصادق المصدوق عنها الذي‬


‫ليمان به ِ‬
‫يوم القيامة مما يجب ا ِ‬

‫ل ينطق عن الهوى إن هو إل وحي يوحى‪.‬‬

‫د‬
‫م ٍ‬
‫مح ّ‬
‫ة ُ‬
‫م ِ‬ ‫ج ّ‬
‫ل ِبأ ّ‬ ‫و َ‬
‫عّز َ‬
‫ة الله َ‬
‫م َ‬
‫ح َ‬
‫َر ْ‬

‫‪1‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫س َ‬
‫لم‬ ‫صل َةُ َ‬
‫وال ّ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه ال ّ‬ ‫َ‬

‫قال أبو داود‪ ،‬حدثنا عثمان بن أبتتي شتتيبة‪ ،‬حتتدثنا كتتثير بتتن هشتتام‪،‬‬

‫حدثنا المسعودي عن سعيد بن أبي بردة عن أبي موستتى الشتتعري‬

‫متتة‬
‫متتتي هتتذه أ ّ‬
‫قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬أ ّ‬

‫ب فتتي الختترة عتتذاب َُها فتتي التتدنيا ال ِْفت َت ً‬


‫ن‬ ‫ة ليتتس عليهتتا عتتذا ٌ‬
‫حوم ٌ‬
‫مْر ُ‬
‫َ‬

‫والزلز ُ‬
‫ل والقتل"‪.‬‬

‫وقد ذكرنا فيما تقدم إخبتتاره صتتلى اللتته عليتته وستلم عتتن الغيتتوب‬

‫الماضية وبسطناه في بدء الخلق وقصص النبياء وأيتتام النتتاس إلتتى‬

‫زمانه وأتبعنا ذلك بذكر سيرته عليه الصتلة والستلم وأيتامه وذكرنتا‬

‫شمائله ودلئل نبوته وأردفناها بما أخبر به عن الغيوب التتتي وقعتتت‬

‫بعده صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وقد طابق ذلك إخباره كما شتتوهد ذلتتك‬

‫عيانا ً قبل زماننا هذا‪ ،‬وقد أوردنا جملة فتتي آختتر كتتتاب دلئل النبتتوة‬

‫من سيرته صلى الله عليه وسلم وذكرنا عند كل زمتتان متتا ورد فيتته‬

‫من الحتتديث الختتاص بتته عنتتد ذكرنتتا حتتوادث ووفيتتات العيتتان كمتتا‬

‫بسطنا في كل سنة ما حتتدث للخلفتتاء والتتوزراء والمتتراء والفقهتتاء‬

‫‪2‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والصلحاء والشعراء والتجار والدباء والمتكلمين ذوي الراء وغيرهتتم‬

‫من النبلء‪ ،‬ولو أعدنا ذكر الحاديث المتقدمة هاهنتتا مبستتوطا ً لطتتال‬

‫ذلك‪ ،‬ولكن نشير إلى ذلك إشارة لطيفة ثم نعود إلى ما قصدنا إليتته‬

‫هاهنا وبالله المستعان‪.‬‬

‫َ‬
‫سي َ َ‬
‫قع‬ ‫ه َ‬ ‫س َ‬
‫لم ب ِأن ّ ُ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه ال ّ‬ ‫سو ُ‬
‫ل َ‬ ‫بعض ما أخب ََر الّر ُ‬

‫إشارة نبوية إلى أن أبا بكر الصديق رضي الّله عنه‬

‫سيلي أمر المة بعد الرسول عليه السلم‪:‬‬

‫فمن ذلك قوله صلى الله عليه وستلم لتلتك المتترأة التتتي قتال لهتا‬

‫ن‬
‫ض بتتالموت فقتتال‪" :‬إ ِ ْ‬ ‫ت إن لم َأجد َ‬
‫ك كأنها ت ُعَتّر ُ‬
‫َ‬
‫ارجعي فقالت أَرأي ْ َ‬

‫ر" رواه البخاري فكان القائم بعده بتتالمر أبتتو‬


‫ديني فآتي أبا بك ٍ‬ ‫لَ ْ‬
‫م تج ِ‬

‫بكر‪ ،‬وقوله صلى الله عليه وسلم حين َأراد َأن يكتب للصتتديق كتاب تا ً‬

‫بالخلفة فتركه لعلمه َأن َأصتتحابه ل يعتتدلون عنتته لعلمهتتم بستتابقته‬

‫وفضله رضي الله عنتته فقتتال‪" :‬يتتأبى اللتته والمؤمنتتون إل أبتتا بكتتر"‬

‫ضًا‪ ،‬وقوله‪" :‬باللذين متتن بعتتدي أبتتي‬


‫فوقع كذلك وهو في الصحيح أي َ‬

‫‪3‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بكر وعمر" رواه أحمد وابن ماجة والترمتتذي وحستتنه وصتتححه ابتتن‬

‫اليمان‪ ،‬وقد روي من طريق ابن مسعود وابتتن عمتتر وأبتتي التتدرداء‪،‬‬

‫وقد بسطنا القول في هذا فتتي فضتتائل الصتتحيحين والمقصتتود‪ :‬أنتته‬

‫وقع المر كذلك وّلي أبو بكر الصتتديق بعتتد رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم الخلفة ثم وليها بعده عمر بن الخطاب كما أختتبر صتتلى‬

‫الله عليه وسلم سواء بسواء‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن المسلمين يفتتحون مصر‪:‬‬

‫وروى مالك والليث عن الزهري‪ ،‬عن ابن كعب بن مالك‪ ،‬عن أبيه‬

‫صَر‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫ذا افْت َت َ ْ‬
‫حت ُ‬ ‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إ ِ َ‬
‫َ‬
‫خْيرا ً فَإ ِ ّ‬
‫ن لهم‬ ‫وصوا بالِقْبط" وفي رواية‪َ" :‬فاسَتو ُ‬
‫صوا ب ِأهِْلها َ‬ ‫فاست ْ‬

‫حمًا"‪.‬‬
‫ذمة وََر ِ‬

‫وقد افتتحها عمرو بن العاص في سنة عشرين أيام عمر بن‬

‫الخطاب رضي الله عنه‪ ،‬وفي صحيح مسلم عن أبي ذر عن رسول‬

‫‪4‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن أرضا ً يذ ْ َ‬
‫كر فيها‬ ‫حو َ‬
‫سَتفت َ ُ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إنكم َ‬

‫ة ورحمًا"‪.‬‬
‫ط فاسَتوصوا بأهلها خيرا ً فإن لهم ذم ً‬
‫القيرا ُ‬

‫إشارة نبوية إلى أن دولتي فارس والروم ستذهبان إلى‬

‫غير عودة‪:‬‬

‫هلك‬‫وقال صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه في الصحيحين‪ِ" :‬إذا َ‬
‫سَرى فل كسرى بعده والذي‬ ‫صَر بعده وإذا هلك ك ِ ْ‬ ‫قَْيصر فل قَي ْ َ‬
‫ن كنوَزهما في سبيل الّله"‪.‬‬ ‫نفسي بيده ل ِت ُن ِْفُق ّ‬
‫وقد وقع ذلك كما أخبر سواء بسواء‪ ،‬فإنه في زمن أبي بكتتر وعمتتر‬

‫وعثمان انزاحت يد قيصر ذلك الوقت واسمه هرقل عن بلد الشتتام‬

‫والجزيرة وثبت ملكه مقصورا ً علتتى بلد التتروم فقتتط والعتترب إنمتتا‬

‫كانوا يسمون قيصر لمن ملك الروم مع الشام والجزيرة‪ ،‬وفتتي هتتذا‬

‫الحديث بشارة عظيمة لهل الشام وهي أن يد ملتتك التتروم ل تعتتود‬

‫إليها أبد البدين ودهر الداهرين إلى يوم الدين‪ ،‬وسنورد هذا الحديث‬

‫قريبا ً إن شاء الله بإسناده ومتنه‪ ،‬وأما كسرى فإنه سلب عامة ملكه‬

‫في زمن عمر ثم استأصل ما في يده في خلفة عثمتتان‪ ،‬وقيتتل فتتي‬

‫سنة اثنتين وثلثين ولله الحمد والمنة‪ ،‬وقد بسطنا ذلك مطتتول ً فيمتتا‬

‫‪5‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سلف وقد دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه أنتته‬

‫مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه بأن يمتتزق ملكتته كتتل ممتتزق‬

‫فوقع المر كذلك‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن عمر رضي الّله عنه سيقتل‪:‬‬

‫وثبت في الصحيحين متتن حتتديث العمتتش وجتتامع بتتن راشتتد عتتن‬

‫شفيق بن سلمة عن حذيفة قال‪ :‬كنا جلوسا ً عند عمتتر فقتتال‪ :‬أيكتتم‬

‫يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه في الفتنة? قلت‪ :‬أنا‪ .‬قال‪:‬‬

‫هات إنك لجريء‪ ،‬فقلت ذكر فتنتتة الرجتتل فتتي أهلتته ومتتاله ونفستته‬

‫وولده وجاره تكفرها الصلة والصدقة والمر بالمعروف والنهي عتتن‬

‫المنكر‪ ،‬فقال‪ :‬ليس هتتذا أعنتتي إنمتا أعنتي التتي تمتتوج متتوج البحتتر‬

‫فقلت يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا ً مغلقا ً فقال‪" :‬وَي ْ َ‬


‫حك أيفتح‬

‫ل‬ ‫م يكسر? فقلت بل يكستتر قتتال إذا ل يغلتقُ أبتتدا ً قلتتت أ َ‬


‫جت ْ‬ ‫الباب أ ْ‬

‫ن الباب?"‪.‬‬
‫م َ‬
‫ن عمَر يعلم ِ‬ ‫فقلنا لحذيفة فَ َ‬
‫كا ّ‬

‫‪6‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪ :‬نعم إنتي حتدثته حتديثا ً ليتس بالغتاليط فقتال فهبنتا أن نستأل‬

‫حذيفة من الباب فقلنا المسروق فسأله فقال عمر هكذا وقع المتتر‬

‫سواء بعدما قتل في سنة ثلث وعشرين وقعتتت الفتتتن بيتتن النتتاس‬

‫وكان قتله سبب انتشارها بينهم‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى ما سيصيب عثمان بن عفان رضي الّله‬

‫عنه من المحنة‪:‬‬

‫وأخبر صلى الله عليه وستلم عتتن عثمتتان بتن عفتان أنته متتن أهتتل‬

‫الجنة على بلوى تصيبه‪ ،‬فوقع المر كذلك حصر في الدار كما بستتط‬

‫ذلك في موضعه وقتل صابرا ً محتسبا ً شهيدا ً رضتتي اللتته عنتته‪ ،‬وقتتد‬

‫لعلم بتته‬
‫ذكرنا عند مقتله ما ورد من الحاديث في النتتذار لتتذلك وا ِ‬

‫قبل كونه فوقع طبق ذلك سواء بستتواء‪ ،‬وذكرنتتا فتتي يتتومي الجمتتل‬

‫وصفين ما ورد من الحاديث بكون ذلك وما وقتتع فيهمتتا متتن الفتنتتة‬

‫والخبار والله المستعان‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إشارة نبوية إلى أن عمار بن ياسر رضي الّله عنه‬

‫سيقتل‬

‫لخبار بمقتل عمار‪ ،‬وأما ذكر الخوارج الذين قتلهم علي بن‬
‫وكذلك ا ِ‬

‫أبي طالب رضي الله عنه ومقتهم وبعث ذي الندبة منهم‪ ،‬فالحاديث‬

‫الواردة في ذلك كثيرة جدا ً وقد حررنا ذلك فيما ستتلف وللتته الحمتتد‬

‫والمنة وقد ذكرنا عن مقتل علي الحديث المتتذكور التوارد فتي ذلتتك‬

‫بطرقه وألفاظه‪.‬‬

‫تحديد الرسول مدة الخلفة من بعده بثلثين سنة‬

‫وإشارته إلى أنها ستتحول بعد ذلك إلى ملك عضوض‪:‬‬

‫وتقتتدم الحتتديث التتذي رواه أحمتتد وأبتتو داود والنستتائي والترمتتذي‬

‫وحسنه من طريق سعيد بن جهمان عن سفينة أن رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬الخلفة بعتتدي ثلثتتون ستتنة ثتتم تكتتون ملكتًا‪.‬‬

‫وقد اشتملت هذه الثلثون سنة على خلفة أبي بكر الصديق‪ ،‬وعمتتر‬

‫الفاروق وعثمان الشهيد‪ ،‬وعلي بن أبي طالب الشتتهيد أيض تًا‪ ،‬وكتتان‬

‫‪8‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ختامها وتمامها بستة أشهر وليها الحستن بتن علتي بعتد أبيته‪ ،‬وعنتد‬

‫تمام الثلثين نزل عن المر لمعاويتتة بتتن أبتتي ستتفيان ستتنة أربعيتتن‬

‫وأصفقت البيعة لمعاوية بن أبي سفيان وسمي ذلتتك عتتام الجماعتتة‬

‫وقد بسطنا ذلك فيما تقدم‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن الّله سيصلح بالحسن رضي الّله عنه‬

‫بين فئتين عظيمتين من المسلمين‬

‫وروى البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه ستتمع رستتول اللتته‬

‫صلى الله يقول والحسن بن علي إلى جانبه على المنبر‪" :‬ابني هتتذا‬

‫سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتتتين متتن المستتلمين" وهكتتذا‬

‫وقع سواء‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن أم حرام بنت ملحان رضي الّله عنها‬

‫ستموت في غزوة بحرية‬

‫وثبت في الصحيحين عن أم حرام بنت ملحان أن رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم ذكر أن غزواته في البحر تكتتون فرقتتتين وتكتتون أم‬

‫‪9‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حرام مع الولين‪ ،‬وقد كان ذلك في سنة سبع وعشرين متتع معاويتتة‬

‫حين استأذن عثمان في غزو قبرص فأذن له فركب بالمسلمين فتتي‬

‫المراكتب حتتى دخلهتا وفتحهتا قستترًا‪ ،‬وتتوفيت أم حتترام فتي هتذه‬

‫الغزوة في البحر وقد كانت مع زوجة معاوية فأخته بنت قرظة‪ ،‬وأما‬

‫الثانية فكانت في سنة اثنتين وخمسين في َأيتتام ملتتك معاويتتة وقتتد‬

‫مر معاوية ابنه يزيد على الجيش إلى غزو القسطنطينية‪ ،‬وكان معه‬
‫أ ّ‬

‫سادات الصحابة منهم أبو أيوب النصاري وخالد بن يزيد رضتتي اللتته‬

‫عنه فمات هنالك وأوصى إلى يزيد بن معاوية وأمره أن يدفنه تحتتت‬

‫سنابك الخيل وأن يوغل به إلى أقصى متتا يمكتتن أن ينتهتتي بتته إلتتى‬

‫جهة نهر العدو ففعل ذلك‪ ،‬وتفرد البخاري بما رواه متتن طريتتق ثتتور‬

‫بن يزيد بن خالد بن معدان عتتن عمتتر بتتن الستتود العنستتي عتتن أم‬

‫حرام أنها سمعت رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬أول‬

‫جيش من أمتي يغزون البحر قتتد أوجبتتوا قتتالت أم حتترام فقلتتت يتتا‬

‫رسول الله أنا فيهم? قال‪ :‬إنتتك فيهتتم قتتالت‪ :‬ثتتم قتتال رستتول اللتته‬

‫‪10‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صلى الله عليه وسلم "أول جيتتش متتن أمتتتي يغتتزون مدينتتة قيصتتر‬

‫مغفور لهم قلت أنا منهم يا رسول الله قال‪ :‬ل"‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن الجيش المسلم سيصل إلى الهند‬

‫والسند‬

‫لمام أحمد‪ ،‬حدثنا يحيى بن إسحاق‪ ،‬أنا البراء‪ ،‬عتتن الحستتن‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫عن أبي هريرة‪ .‬وحدثني خليلي الصادق رسول الله صلى اللتته عليتته‬

‫وسلم أنه قال‪" :‬يكون في هذه المة بعث إلى الستتند والهنتتد" فتتإن‬

‫أنا أدركته واستشهدت فتتذاك وإن أنتتا فتتذكر كلمتتة رجعتتت فأنتتا أبتتو‬

‫هريرة المحرر قد أعتقني من النتتار" ورواه أحمتتد أيضتا ً عتتن هشتتيم‬

‫عن سيار عن جبر بن أبي عبيدة عن أبي هريرة قال‪ :‬وعتتدنا رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم غزوة الهند فإن استشهدت كنت من خير‬

‫الشهداء‪ ،‬وإن رجعت فأنتا أبتو هريترة المحترر‪ .‬ورواه النستائي متن‬

‫حديث هشام وزيد بن أبي أنيسة عن سيار عن جابر‪ ،‬ويقال هذا خبر‬

‫عن أبي هريرة فذكروه‪ ،‬وقد غتتزا المستلمون الهنتد فتتي ستتنة أربتتع‬

‫‪11‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأربعين في إمارة معاوية بن أبتتي ستتفيان رضتتي اللتته عنتته فجتترت‬

‫هناك أمور فتتذكرناها مبستتوطة‪ ،‬وقتتد غزاهتتا الملتتك الكتتبير الستتعيد‬

‫المحمتتود بتتن شتتنكنكير صتتاحب بلد غزنتتة ومتتا والهتتا فتتي حتتدود‬

‫أربعمائة ففعل هنالك أفعال ً مشهورة وأمورا ً مشكورة وكسر الصتتنم‬

‫العظم المسمى بسومنات وأختتذ قلئده وستتيوفه ورجتتع إلتتى بلده‬

‫سالما ً غانمًا‪ ،‬وقد كان نواب بني أميتتة يقتتاتلون التتتراك فتتي أقصتتى‬

‫بلد السند والصين‪ .‬وقهروا ملكهم القال العظتتم ومزقتتوا عستتاكره‬

‫واستحوذوا على أمواله وحواصله‪ ،‬وقد وردت الحاديث بذكر صفتهم‬

‫ونعتهم ولنذكر شيئا ً من ذلك على سبيل اليجاز‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن المسلمين سيقاتلون الترك‬

‫قال البخاري‪ ،‬حدثنا أبو اليمان‪ ،‬وأخبرنا أبو شعيب‪ ،‬أخبرنا أبو الزناد‪،‬‬
‫عن العرج‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪:‬‬
‫ة حتى تقاتلوا قوما ً نعاُلهم الشعُر وحتى ت َُقاِتلوا‬ ‫"ل تقوم الساع ُ‬
‫ن‬
‫جا ّ‬ ‫ههم ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫جو َ‬‫ن وُ ُ‬
‫ف كأ ّ‬
‫ف النو ِ‬‫مَر الوجوه ذل َ‬
‫الترك صِغاَر العين ح ْ‬
‫ة لهذا المرِ حتى يدخ َ‬
‫ل‬ ‫دهم كراه ً‬‫ة وتجدون خي َْر الناس أش ّ‬ ‫مط َّرقَ ُ‬
‫ال ْ َ‬
‫ن‬
‫لسلم وليأت ِي َ ّ‬ ‫خياُرهم في الجاهلية خياُرهم في ا ِ‬ ‫ن ِ‬
‫س معاد ُ‬‫فيه والنا ُ‬
‫ل أهله‬ ‫ن له مث ُ‬ ‫ن يراني أحبط إليهِ من أن يكو َ‬ ‫نل ْ‬ ‫دكم زما ٌ‬ ‫على أح ِ‬
‫وماله"‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تفرد به البخاري‪ ،‬ثم قال حدثنا يحيى حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬عتتن معمتتر‪،‬‬

‫عن همام بن منبه‪ ،‬عن أبي هريرة أن النبي صلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫قال‪" :‬ل تقوم الساعة حتى تقاتلوا حورا ً وكرمان من العتتاجم حمتتر‬

‫الوجتتوه فطتتس النتتوف كتتأن وجتتوههم المجتتان المطرقتتة نعتتالهم‬

‫الشعر"‪ ،‬وأخرجه الجماعتتة ستوى النستتائي متتن حتتديث ستفيان بتن‬

‫عيينة‪ ،‬ورواه مسلم من حديث إسماعيل بن أبتتي خالتتد كلهمتتا عتتن‬

‫قيس بن أبي حازم‪ ،‬عن أبي هريتترة فتتذكر نحتتوه‪ .‬قتتال ستتفيان بتتن‬

‫عيينة وهم أهتتل البتتارز كتتذا يقتتول ستفيان‪ ،‬ولعتتل البتتارز هتتو ستوق‬

‫الفسوق الذي لهم‪ ،‬وقال أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا جريتتر بتتن حتتازم‬

‫سمعت الحسن‪ ،‬حدثنا عمرو بن ثعلتب‪ ،‬ستمعت رستول اللته صتلى‬

‫الله عليه وسلم يقتتول‪" :‬إن متتن أشتتراط الستتاعة أن تقتتاتلوا قومتا ً‬

‫عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة"‪ .‬ورواه البخاري متتن‬

‫حتتديث جريتتر بتتن حتتازم‪ ،‬والمقصتتود أن التتترك قتتاتلهم الصتتحابة‬

‫ث‬
‫فهزموهم وغنموهم وسبوا نساءهم وأبنتتاءهم‪ ،‬وظتتاهر هتتذا الحتتدي َ‬

‫‪13‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يقتضتتي أن يكتتون هتتذا متتن أشتتراط الستتاعة‪ ،‬فتتإن كتتانت أشتتراط‬

‫الساعة ل تكون إل بين يديها قريبا ً فقد يكون هتتذا أيض تا ً واقع تا ً متترة‬

‫أخرى عظيمة بين المسلمين وبين الترك حتى يكون آخر ذلك خروج‬

‫يأجوج ومأجوج كما سيأتي ذكر أمرهم‪ ،‬وإن كتتانت أشتتراط الستتاعة‬

‫أعم من أن تكون بين يتتديها قريبتا ً منهتتا فإنهتتا تكتتون ممتتا يقتتع فتتي‬

‫الحملة ولو تقدم قبلها بدهر طويل‪ ،‬إل أنه مما وقع بعتتد زمتتن النتتبي‬

‫صلى الله عليه وستتلم‪ ،‬وهتتذا هتتو التتذي يظهتتر بعتتد تأمتتل الحتتاديث‬

‫الواردة في هذا الباب كما ستتترى ذلتتك قريبتا ً إن شتتاء اللتته تعتتالى‪،‬‬

‫وذكرنا ما ورد في مقتل الحسين بن علي بكربلء في أيام يزيتتد بتتن‬

‫معاوية كما سلف‪ ،‬وما ورد في الحاديث من ذكتتر خلفتتاء بنتتي أميتتة‬

‫وغلمة بني عبد المطلب‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى ما سيكون من تولي بعض الصبية لمر‬

‫المسلمين وما سيكون في ذلك من فساد وإفساد‬

‫وقال أحمد‪ ،‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا أبو أمية هم وابن يحيى بن سعيد بن‬
‫العاص‪ ،‬أخبرني جدي سعيد بن عمرو بن سعيد عن أبي هريرة قال‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬هلكة أمتي على‬
‫يدي غلمة" فقال مروان وما معنا في الحلقة أحد قبل أن يلي‪ :‬شيئا ً‬
‫فلعنة الله عليهم غلمة‪ .‬قال وأنا والله لو شئت أن أقول بني فلن‬
‫وبني فلن لفعلت‪ .‬قال‪ :‬فكنت أخرج مع أبي إلى بني مروان بعد ما‬
‫ملكوا فإذا هم يبايعون الصبيان ومنهم من يبايع له وهو في حزامه‪،‬‬
‫فقلت هل عسى أصحابكم هؤلء أن يكونوا الذين سمعت أبا هريرة‪،‬‬
‫قال لنا عنهم إن هذه الملوك يشبه بعضها بعضًا‪ .‬ورواه البخاري‬
‫بنحوه عن أبي هريرة‪ ،‬والحاديث في هذا كثيرة جدا ً وقد حررناها‬
‫دم الحديث في ذكر الكذاب والمبير من ثقيف‪،‬‬ ‫في دلئل النبوة‪ ،‬وتق ّ‬
‫والكذاب هو المختار بن أبي عبيد الذي ظهر بالكوفة أيام عبد الله‬
‫بن الزبير‪ ،‬والمبير هو الحجاج بن يوسف الثقفي الذي قتل عبد الله‬
‫دم‪ ،‬وتقدم حديث الرايات السود التي جاء بها بنو‬ ‫بن الزبير كما تق ّ‬
‫العباس حين استلبوا الملك من أيدي بني أمية وذلك في سنة اثنتين‬
‫وثلثمائة حيث انتقلت الخلفة من مروان بن محمد بن مروان بن‬
‫الحكم بن أبي العاص‪ ،‬ويعرف بمروان الحمار ومروان الجعدي‬
‫لتعلمه على الجعد بن درهم المعتزلي‪ ،‬وكان آخر خلفاء بني أمية‬
‫وصارت للسفاح المصرح بذكره في حديث رواه أحمد بن حنبل في‬
‫مسنده‪ ،‬وهو أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن‬
‫العباس بن عبد المطلب أول خفاء بني العباس كما تقدم ذلك‪،‬‬
‫وقال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا جرير بن حازم‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن سابط‪ ،‬عن أبي ثعلبة الخشني‪ ،‬عن أبي عبيدة بن‬
‫الجراح ومعاذ بن جبل‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن‬
‫الله بدأ هذا المر نبوة ورحمة وسيكون خلفة ورحمة وسيكون‬
‫عزا ً وحرمة وسيكون ملكا ً عضوضا ً وفسادا ً في المة يستتتحلون بتته‬

‫الفروج والخمور والحرير وينصرون علتتى ذلتتك ويرزقتتون أبتتدا ً حتتتى‬

‫يلقوا الله عز وجل"‪ .‬وروى البيهقي من حديث عبد الله بن الحتتارث‬

‫‪15‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بن محمد بن حاطب الجمحي‪ ،‬عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عتتن‬

‫أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يكتتون بعتتد‬

‫النبياء خلفاء يعملون بكتاب الله ويعدلون في عبتتاد اللتته‪ ،‬ثتتم يكتتون‬

‫من بعد الخلفاء ملتوك يأختذون بالثتأر ويقتلتون الرجتال ويصتطفون‬

‫الموال فمغير بيده ومغير بلسانه ومغير بقلبه وليس وراء ذلتتك متتن‬

‫ت فتي صتحيح البختاري متن حتديث شتعبة عتن‬


‫ليمان شيء"‪ .‬وثبت َ‬
‫ا ِ‬

‫فرات الفرار عن أبي حازم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬كانت بنو إسرائيل تسوسهم النبياء كلما هلك نبي‬

‫خلفه نبي وإنه ل نبي بعدي وإنه سيكون خلفاء كثيرون لما قالوا فما‬

‫تأمرنا يا رسول الله? قال‪" :‬فوا ببيعة الول فالول وأعطوهم حقهم‬

‫فإن الله سائلهم عما استرعاهم"‪ .‬وفتتي صتتحيح مستتلم متتن حتتديث‬

‫أبي رافع‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬ما كان نبي إل كان له حواريون يهدون بهديه ويستنون‬

‫بسنته‪ .‬ثم يكون من بعدهم خلوف يقولون ما ل يفعلون ويعملون ما‬

‫ينكرون"‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إشارة نبوية إلى أن اثني عشر خليفة قرشيا ً سيلون أمر‬

‫المة السلمية‬

‫وثبت في الصحيحين من رواية عبد الملك بن عمير‪ ،‬عتتن جتتابر بتتن‬

‫سمرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليتته وستتلم "يكتتون اثنتتا عشتتر خليفتتة‬

‫كلهم من قريش"‪ .‬رواه أبتتو داود متتن طريتتق أختترى عتتن جتتابر بتتن‬

‫سمرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬ل يزال هذا‬

‫الدين قائما ً حتى يكون"‪ .‬وفي روايتة‪ :‬ل تتزال هتذه المتة مستتقيما ً‬

‫أمرها ظاهرة على عدوها حتى يمضي منهم اثنا عشتتر خليفتتة كلهتتم‬

‫من قريش قتتالوا ثتتم يكتتون متتاذا? قتتال‪ :‬ثتتم تكتتون الفتترج" فهتتؤلء‬

‫المبشر بهتتم فتتي الحتتديثين ليستتوا الثنتتي عشتتر التتذين زعتتم فيهتتم‬

‫الروافض ما يزعمون متتن الكتتذب والبهتتتان وأنهتتم معصتتومون‪ ،‬لن‬

‫أكثر أولئك لم يل أحد منهم شيئا ً من أعمال هذه المتتة فتتي خلفتتة‪،‬‬

‫بل ول في قطر من القطار ول بلد متتن البلتتدان‪ ،‬وإنمتتا ولتتي منهتتم‬

‫علي وابنه الحسن بن علي رضي الله عنهما‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ليس المقصود بالخلفاء القرشيين الثني عشر أولئك‬

‫الذين تتابعوا بعد الرسول عليه السلم سردا ً‬

‫وليس المراد من هؤلء الثني عشتتر التتذين تتتتابعت وليتهتتم ستتردا ً‬

‫إلى أثناء دولة بني أمية لن حتتديث ستتفينة‪" :‬الخلفتتة بعتتدي ثلثتتون‬

‫سنة" يمنع من هذا الملك‪ ،‬وإن كتان التتبيهقي قتد رجحته وقتتد بحثنتا‬

‫معه في كتاب دلئل النبوة في كتابنا هذا بما أغنى عن إعتتادته وللتته‬

‫الحمد‪ ،‬ولكن هؤلء الئمة الثني عشر وجد منهم الئمتتة الربعتتة أبتتو‬

‫بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وابنه الحسن بن علتتي أيضتًا‪ ،‬ومنهتتم‬

‫عمر بن عبد العزيز كما هو عند كثير من الئمة وجمهور المتتة وللتته‬

‫الحمد‪ ،‬وكذلك وجد منهم طائفة من بنتتي العبتتاس وستتيوجد بقيتهتتم‬

‫فيما يستقبل من الزمان حتى يكون منهم المهتتدي المبشتتر بتته فتتي‬

‫الحاديث التتواردة فيتته كمتتا ستتيأتي بيانهتتا وبتتالله المستتتعان وعليتته‬

‫التكلن‪ ،‬وقد نص على هذا الذي بيناه غير واحد كما قررنا ذلك‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عدم صحة ما ورد من أن اليات بعد المائتين‪ ،‬وأن خير‬

‫المسلمين بعد المائتين من ل أهل له ول ولد‬

‫قال ابتتن متتاجه‪ :‬حتتدثنا الحستتن بتتن علتتي الخلل‪ ،‬حتتدثنا عتتون بتتن‬

‫عمارة‪ ،‬حدثني عبد الله بن المثنى بن ثمامة بن عبتتد اللتته بتتن أنتتس‬

‫بن مالك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عتتن أبتتي قتتتادة قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬اليات بعد المتتائتين"‪ ،‬ثتتم أورده‬

‫ابن ماجه من وجهين آخرين عن أنتتس عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم بنحوه ول يصح‪ ،‬ولو صح فهو محمول على ما وقع من الفتنتتة‬

‫لمام أحمد بن حنبتتل وأصتتحابه‬


‫بسبب القول بخلق القرآن والمحنة ل ِ‬

‫من أئمة الحديث كما بسطنا ذلك هنالك‪ ،‬وروى رواد بن الجراح وهو‬

‫منكر الرواية عن ستتفيان الثتتوري عتتن ربعتتي عتتن حذيفتتة مرفوعتًا‪:‬‬

‫"خيركم بعد المائتين خفيف الحاذ" قالوا‪ :‬وما خفيف الحاذ يا رستتول‬

‫الله? قال‪" :‬من ل أهل له ول ولد" وهذا منكر‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خير القرون قرن الرسول عليه السلم ثم الذين يلونهم‬

‫ثم الذين يلونهم ثم تنتشر المفاسد‬

‫وثبت في الصحيحين من حديث شعبة‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن زهدم‬


‫بن ضرب‪ ،‬عن عمران بن‬
‫حصين قال‪ :‬قال رسول الله صتلى اللته عليتته وستتلم‪" :‬خيتتر أمتتتي‬

‫قرني ثم الذين يلونهم قال عمران فل أدري ذكر بعد قرنه قرنيتتن أو‬

‫ثلثتتة ثتتم إن بعتتدكم قوم تا ً يشتتهدون ول يستشتتهدون ويخونتتون ول‬

‫يؤتمنتتون وينتتذرون ول يوفتتون ويظهتتر فيهتتم الستتمن" وهتتذا لفتتظ‬

‫البخاري‪.‬‬

‫ذكر سنة خمسمائة‬

‫قال أبو داود‪ :‬حدثنا عمرو بتتن عثمتتان‪ ،‬حتتدثنا أبتتو المغيتترة‪ ،‬حتتدثني‬

‫صفوان‪ ،‬عن شريح بن عبيد‪ ،‬عن سعد بتتن أبتتي وقتتاص‪ ،‬عتتن النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬إني لرجو أن تنجو أمتتتي عنتتد ربهتتا‬

‫من أن يؤخرها نصف يوم قيل لسعد وكم نصف يوم قال خمستتمائة‬

‫سنة"‪ .‬وقد تفرد به أبو داود‪ ،‬وأخرج أحمد بن حنبتتل عتتن أبتتي ثعلبتتة‬

‫‪20‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الخشني من قوله مثل ذلك وهتتذا التحديتتد بهتتذه المتتدة ل يبقتتى متتا‬

‫يزيد عليها إن صح رفع الحديث‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫لم يصح عن الرسول أنه ل يمكث في الرض قبل‬

‫الساعة ألف سنة ولم يحدد الرسول مدة معينة لقيام‬

‫الساعة‬

‫فأما ما يورده كثير من العامة من أن النبي صلى الله عليه وسلم ل‬

‫يؤلتتف تحتتت الرض فليتتس لتته أصتتل‪ .‬ول ذكتتر فتتي كتتتب الحتتديث‬

‫المعتمدة ول ستتمعناه فتتي شتتيء متتن المبستتوطات ول شتتيء متتن‬

‫المختصرات‪ ،‬ول ثبت في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه‬

‫ت الساعة بمتتدة محصتتورة وإنمتتا ذكتتر شتتيئا ً متتن أشتتراطها‬


‫حدد وق َ‬

‫وأماراتها وعلماتها على ما سنذكره إن شاء الله تعالى‪.‬‬

‫ضيء‬
‫جاز ت ُ ِ‬ ‫ن أ َْرض ال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫خَبر اْلوارد في ظُ ُ‬
‫هور َنار ِ‬ ‫كر ال ْ َ‬
‫ِذ ْ‬

‫ن أ َْرض ال ّ‬
‫شام‬ ‫م ْ‬ ‫ها أ َ ْ‬
‫عَناق الِبل ببصرى ِ‬ ‫لَ َ‬

‫‪21‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ ،‬حدثنا شعيب عن الزهري قال‪ :‬قال‬

‫سعيد بن المسيب أخبرني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليتته‬

‫ج ناٌر من أرض الحجاز تضيُء‬


‫ة حتى تخر َ‬
‫م الساع ُ‬
‫وسلم قال‪" :‬ل ت َُقو ُ‬

‫لها أعناقُ الب َ‬


‫ل ب ُِبصرى"‬

‫ورواه مسلم من حديث الليث عن عقيل عن ابن شهاب‪.‬‬

‫ظهور النار في المدينة واستمرارها شهرا ً عام ‪654‬‬

‫للهجرة‬

‫وقد ذكر الشيخ شهاب الدين أبو شامة‪ ،‬وكان شتتيخ المحتتدثين فتتي‬

‫زمتتانه وأستتتاذ المتتؤرخين فتتي أوانتته أنتته فتتي ستتنة أربتتع وخمستتين‬

‫وستمائة في يوم الجمعة خامس جمادى الخرة ظهتترت نتتار بتتأرض‬

‫المدينة النبوية في بعض تلك الوديتتة طتتول أربعتتة فراستتخ وعتترض‬

‫أربعة أميال تسيل الصخر حتى يبقى مثل النتتك‪ ،‬ثتتم يصتتير كتتالفحم‬

‫السود وإن ضوءها كان الناس يسيرون عليه بالليل إلى تيمتتاء وأنهتتا‬

‫استمرت شهرًا‪ ،‬وقد ضبط ذلك أهل المدينتتة وعملتتوا فيهتتا أشتتعارًا‪،‬‬

‫‪22‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد ذكرناها فيما تقدم‪ .‬وأخبرني قاضي القضاة صدر الدين علي بن‬

‫القاسم الحنفي قاضتتيهم بدمشتتق عتتن والتتده الشتتيخ صتتفي التتدين‬

‫مدرس الحنفية ببصرى أنه أختتبره واحتتد متتن العتتراب صتتبيحة تلتتك‬

‫لبتتل فتتي‬
‫الليلة ممن كان بحاضرة بلد بصرى أنهتم شتاهدوا أعنتتاق ا ِ‬

‫ضوء هذه النار التي ظهرت من أرض الحجاز‪.‬‬

‫قب َل َ َ‬
‫ة‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫سّلم ِبال ْ ُ‬
‫غُيو ِ‬ ‫و ً‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ه ً‬
‫ر ِ‬
‫خَبا ِ‬
‫ذكُر إ ِ ْ‬

‫ه َ‬
‫ذا‬ ‫مان ََنا َ‬
‫عدَ َز َ‬
‫بَ ْ‬

‫لمام أحمد بن حنبل‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ،‬حدثنا عروة عن ثتتابت‪،‬‬


‫قال ا ِ‬

‫حدثنا عليان بن أحمد البكري‪ ،‬حدثنا أبو زيد النصتتاري قتتال‪" :‬صتتلى‬

‫بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صتتلة الصتتبح ثتتم صتتعد المنتتبر‬

‫فخطبنا حتى حضرت الظهر ثم نزل فصلى العصتتر ثتتم صتتعد المنتتبر‬

‫فخطبنا حتى غابت الشمس فحدثنا بما كتان ومتتا هتتو كتتائن فأعلمنتتا‬

‫أحفظنا"‪ .‬وقد رواه مسلم منفردا ً في كتاب الفتن من صتتحيحه عتتن‬

‫يعقوب بن إبراهيم الدورقي‪ ،‬وحجتتاج بتتن الشتتاعر عتتن أبتتي عاصتتم‬

‫‪23‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الضحاك بن مخلد النبيل عتتن عتتروة عتتن علتتي عتتن أبتتي يزيتتد وهتتو‬

‫عمرو بن أخطب بن رفاعة النصاري‪.‬‬

‫إشارات نبوية إلى الحداث الماضية والمستقبلة حتى‬

‫قيام الساعة‬

‫وقال البخاري في كتاب بدء الخلق من صحيحه‪ ،‬وروى عن عيسى‬


‫بن موسى عنجار عن رقية عن قيس بن مسلم عن طارق بن‬
‫شهاب قال‪ ،‬سمعت عمر بن الخطاب يقول‪ :‬قام فينا رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم مقامًا‪.‬‬
‫َ‬
‫ل الّناِر‬ ‫مَنازِل َهُ ْ‬
‫م وأهْ ُ‬ ‫جن ّةِ َ‬
‫ل ال َ‬‫ل أه ْ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫حّتى د َ َ‬ ‫خْلق َ‬‫ن بدء ال ْ َ‬ ‫خب ََرَنا عَ ْ‬
‫"فأ ْ‬
‫سَيه"‪.‬‬‫ن نَ ِ‬‫م ْ‬‫ه َ‬ ‫سي َ ُ‬
‫ه ون َ ِ‬ ‫حَفظ َ ُ‬‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ك َ‬ ‫حِف َ‬
‫ظ ذ َل ِ َ‬ ‫مَنازِل َُهم َ‬‫َ‬
‫هكذا ذكره البخاري تعليقا ً بصيغة التمريض‪ ،‬عن عيسى بن موستتى‬

‫عنجار‪ ،‬عن أبي حمزة عن رقية فالله أعلم‪ ،‬وقال أبتتو داود فتتي أول‬

‫كتاب الفتن من سننه‪ :‬حدثنا عثمان عن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬عتتن‬

‫العمش عن أبي وائل عن حذيفة قال‪" :‬قام فينا رسول اللتته صتتلى‬

‫مهِ ذلتك إلتتى‬ ‫ك شيئا ً يكو ُ‬


‫ن فتتي مَقتتا ِ‬ ‫الله عليه وسلم قائمًا"‪" .‬فما ت ََر َ‬

‫متته‬
‫عل َ‬
‫ستتيه قتتد َ‬ ‫حِف َ‬
‫ظه من حفظه ونسَيه من ن َ ِ‬ ‫قيام الساعة إل حدثه َ‬

‫‪24‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه‬
‫ل وج ت َ‬ ‫ه ليكون الشتتيُء فتتأذ ُ‬
‫كرة كمتتا يتتذكر الرج ت ُ‬ ‫أصحابي هؤلء وإ ِن ّ ُ‬

‫ه ثم إذا َرآهُ عََرَفه"‪.‬‬


‫ب عَن ْ ُ‬ ‫الرجل إذا َ‬
‫غا َ‬

‫شهادة حذيفة بحدوث بعض ما أخبر به الرسول عليه‬

‫السلم لم يبق من الدنيا إل اليسير‬

‫وهكذا رواه البخاري من حديث سفيان الثوري‪ ،‬ومسلم متن حتديث‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد التترزاق‪.‬‬


‫جرير كلهما عن العمش به‪ ،‬وقال ا ِ‬

‫أخبرنا معمر عن علي بن زيد عن أبي نصتترة عتتن أبتتي ستتعيد قتتال‪:‬‬

‫ت ي َتتوم‬ ‫"صلى ِبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صتتلةَ العصتتر َ‬
‫ذا َ‬
‫َ‬
‫ما ي َك ُتتو ُ‬
‫ن ِإلتتى‬ ‫شْيئا ً ِ‬
‫م ّ‬ ‫س فَل َ ْ‬
‫م ي َد َعْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ت ال ّ‬
‫ش ْ‬ ‫غاب َ ِ‬ ‫خط َب ََنا إلى أ ْ‬
‫ن َ‬ ‫م فَ َ‬
‫م قا َ‬
‫ث ّ‬

‫ه‬
‫س تي َ ُ‬
‫ن نَ ِ‬
‫مت ْ‬ ‫ي ذل ِت َ‬
‫ك َ‬ ‫س َ‬ ‫حِف َ‬
‫ظه ون َ ِ‬ ‫من َ‬
‫ك ِ‬ ‫حِف َ‬
‫ظ ذل ِ َ‬ ‫يوم القيامة إ ِل ّ َ‬
‫حد ّث ََناه َ‬
‫َ‬
‫ن الل ّت َ‬
‫ه‬ ‫حل ْتوَةٌ وَإ ِ ّ‬
‫ن التتدنيا خض تَرةٌ ُ‬ ‫فكتتان ممتتا قتتا َ‬
‫ل‪ :‬يتتا أيهتتا الن ّتتاس إ ِ ّ‬

‫ستتاَء ِإلتتى‬ ‫مُلو َ‬


‫ن َفات ُّقوا الدنيا واّتقوا الن ّ َ‬ ‫ف ت َعْ َ‬ ‫خل ََفك ْ‬
‫م ِفيَها فََناظ ٌِر ك َي ْ َ‬ ‫ست َ ْ‬
‫ا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫متتن التتدنيا ِفيمتتا‬
‫ي ِ‬
‫متتا ب َِق ت َ‬
‫ن َ‬
‫ب وَإ ِ ّ‬
‫ن ت َغْتُر َ‬
‫سأ ْ‬‫م ُ‬
‫ش ْ‬ ‫ل وَقَد ْ د َن َ ِ‬
‫ت ال ّ‬ ‫ن َقا َ‬
‫أ ْ‬

‫مْنه"‪.‬‬
‫ضى ِ‬
‫م َ‬
‫ما َ‬
‫ي من يومكم هذا ِفي َ‬
‫مثل ما ب َِق َ‬
‫مضى ِ‬
‫َ‬

‫‪25‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫علي بن زيد بن حتتدجان التتتيمي لتته غتترائب ومنكتترات‪ ،‬ولكتتن لهتتذا‬

‫الحديث شواهد من وجوه أخر‪ ،‬وفي صحيح مسلم متتن طريتتق أبتتي‬

‫نصرة عن أبي سعيد بعضه وفيه الدللة على ما هو المقطوع بتته أن‬

‫ما بقي من الدنيا بالنسبة إلى ما مضى منها شتتيء يستتير جتتدا ً ومتتع‬

‫هذا ل يعلم مقداره على التبيين والتحديد إل الله عز وجل‪.‬‬

‫ل أساس للسرائيليات التي تحمد ما مضى وما بقي من‬

‫الدنيا‬

‫كما ل يعلتم مقتتدار متتا مضتتى إل اللتته عتتز وجتتل والتتذي فتتي كتتب‬

‫لسرائيليين وأهل الكتاب من تحديتتد متتا ستتلف بتتألوف ومئات متتن‬


‫ا ِ‬

‫السنين قد نص غير واحد من العلماء على تخبطهم فيتته وتغليطهتتم‪،‬‬

‫معَتتة‬
‫ج ْ‬
‫وهم جديرون بذلك حقيقيون به وقد ورد في حتتديث‪" :‬ال تد ُن َْيا ُ‬

‫ختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتَرة"‪.‬‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتع ال ِ‬
‫ج َ‬
‫ن ُ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫ِ‬

‫ول يصح إسناده أيضًا‪ ،‬وكتتذا كتتل حتتديث ورد فيتته تحديتتد وقتتت يتتوم‬

‫ستتأُلون َ َ‬
‫ك‬ ‫القيامة على التعيين ل يثبت إسناده وقد قال الله تعالى‪" :‬ي َ ْ‬

‫‪26‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من ْت ََهاهَتتا‪،‬‬ ‫من ذِك َْراهَتتا‪ ،‬إلتتى رب ّت َ‬ ‫ها‪ ،‬في َ‬


‫ك ُ‬ ‫ت ِ‬
‫م أن ْ َ‬
‫سا َ ِ َ‬
‫مْر َ‬
‫ن ُ‬
‫ساعَةِ أّيا َ‬
‫عن ال ّ‬
‫َ‬

‫ة أ َْو‬ ‫م ي َل ْب َث ُتتوا إ ِل ّ عَ ِ‬
‫شتي ّ ً‬ ‫م ي ََروَْنها ل َت ْ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫ها‪َ ،‬‬
‫كأن ّهُ ْ‬ ‫خ َ‬
‫شا َ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬
‫منذُِر َ‬
‫ت ُ‬
‫َ‬
‫ما أن ْ َ‬
‫إ ِن ّ َ‬

‫حاها"‪.‬‬
‫ضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫عن ْتد َ َرب ّتتي‬ ‫عل ْ ُ‬
‫مَها ِ‬ ‫ما ِ‬
‫ها قل إ ِن ّ َ‬
‫سا َ‬
‫مْر َ‬
‫ن ُ‬
‫ساعَةِ أّيا َ‬
‫عن ال ّ‬ ‫وقال‪َ" :‬يسأُلون َ َ‬
‫ك َ‬
‫َ‬
‫ة‬ ‫ت َوالْرض ل َتأتيك ُ ْ‬
‫م إ ِل ّ ب َغَْتتت ً‬ ‫وا ِ‬ ‫جّليَها ل ِوَقْت َِها إ ِل ّ هُوَ ث َُقَلت في ال ّ‬
‫سم َ‬ ‫ل َ يُ َ‬

‫عن ْد َ الل ّهِ ولك ّ‬


‫ن أك ْث َتَر الن ّتتاس‬ ‫عل ْ ُ‬
‫مَها ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ي عَن َْها قُ ْ‬
‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫حف ّ‬
‫ك َ‬ ‫سأُلون َ َ‬
‫ك َ‬
‫كأن ّ َ‬ ‫يَ ْ‬

‫مون"‪.‬‬
‫ل ي َْعل ُ‬

‫ة‬
‫ستتاع ُ‬
‫ت ال ّ‬
‫واليات في هذا والحاديث كثيرة وقال الله تعالى‪" :‬اقتَرب َ ِ‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتُر"‪.‬‬ ‫وان ْ َ‬
‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتقّ الَق َ‬

‫ة ك ََهات َْين"‪.‬‬
‫ساعَ َ‬ ‫وثبت في الحديث الصحيح‪" :‬ب ُعِث ْ ُ‬
‫ت أَنا وال ّ‬

‫اقتراب الساعة‬

‫وفي رواية‪" :‬إن كادت لتسبقني" وهذا يدل علتتى اقترابهتتا بالنستتبة‬

‫م‬
‫هتت ْ‬
‫م وَ ُ‬
‫حستتاب ُهُ ْ‬
‫ب للّناس ِ‬
‫إلى ما مضى من الدنيا‪ .‬وقال تعالى‪" :‬اقتر َ‬

‫جُلوه"‪.‬‬ ‫متُر الّلتهِ فَل َ ت َ ْ‬


‫ستت َعْ ِ‬ ‫ضون"‪.‬وقتال تعتالى‪" :‬أتتى أ ْ‬ ‫ِفي غَْفل َةٍ ُ‬
‫معْرِ ُ‬

‫‪27‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من ُتتوا‬
‫نآ َ‬ ‫ن ب َِهتتا َواّلتت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ن ل َ ي ُؤْ ِ‬
‫مُنتتو َ‬ ‫ل ب ِهَتتا ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ج ُ‬
‫س تت َعْ ِ‬
‫وقتتال تعتتالى‪" :‬ي َ ْ‬

‫ق"‪.‬‬ ‫ن أن َّها ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫من َْها وَي َعْل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫ن ِ‬
‫فُقو َ‬ ‫م ْ‬
‫ش ِ‬ ‫ُ‬

‫حشر المسلم مع من أحب يوم القيامة‬

‫وفي الصحيح أن رجل ً متن العتتراب ستتأل رستتول اللته صتلى اللته‬

‫ت ل َهَتتا? فََقتتا َ‬ ‫َ‬ ‫عليه وسلم عن الساعة فقال‪" :‬إ ِن َّها َ‬


‫ل‬ ‫ة فَ َ‬
‫متتا أع تد َد ْ َ‬ ‫كائ ِن َت ٌ‬

‫متتل وَل َك ِّننتتي‬ ‫عد ّ ل ََها ك َث َْرةَ َ‬


‫ص تل َةٍ وَل َ عَ َ‬ ‫ل َوالل َهِ يا رسول الله ل َ ْ‬
‫مأ ِ‬ ‫ج ُ‬
‫الّر ُ‬

‫ن‬ ‫ما فَرِ َ‬


‫ح المستتلمو َ‬ ‫ت" فَ َ‬
‫حب َب ْ َ‬
‫نأ ْ‬
‫م ْ‬
‫مع َ َ‬
‫ت َ‬
‫ل‪ :‬أن ْ َ‬ ‫سول َ ُ‬
‫ه‪ ،‬فََقا َ‬ ‫ب الل ّ َ‬
‫ه وََر ُ‬ ‫ح ّ‬
‫أ ِ‬

‫م ب ِهَ َ‬
‫ذا الحديث‪.‬‬ ‫يءٍ فََر َ‬
‫حه ُ ْ‬ ‫بِ َ‬
‫ش ْ‬

‫من مات فقد قامت قيامته‬

‫وفي بعض الحاديث أنه عليه السلم سئل عن الستتاعة فنظتتر إلتتى‬

‫ساعَت ُك ُ ْ‬
‫م"‪.‬‬ ‫حّتى تأِتيك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ك هَ َ‬
‫ذا الهََرم َ‬ ‫غلم فقال‪" :‬ل َ ْ‬
‫ن ُيدرِ َ‬

‫والمراد انخرام قرنهم ودخولهم في عالم الخرة‪ ،‬فإن كل من متتات‬

‫فقد دخل في حكم الخرة‪ ،‬وبعض الناس يقول‪ :‬من مات فقد قامت‬

‫قيتتامته‪ ،‬وهتتذا الكلم بهتتذا المعنتتى صتتحيح‪ ،‬وقتتد يقتتول هتتذا‪ ،‬بعتتض‬

‫‪28‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الملحدة ويشيرون به إلتتى شتتيء آختتر متتن الباطتتل‪ ،‬فأمتتا الستتاعة‬

‫العظمى وهي وقت اجتماع الولين والخرين في صتتعيد واحتتد فهتتذا‬

‫مما استأثر الله تعالى بعلم وقته‪.‬‬

‫مفاتيح الغيب خمس ل يعلمهن إل الّله‬

‫ن الل ّت َ‬
‫ه‬ ‫م قتترأ‪" :‬إ ِ ّ‬ ‫ن إ ِل ّ الل ّ ُ‬
‫ه ث ُت ّ‬ ‫خمس ل َ ي َعْل َ ُ‬
‫مه ُ ّ‬ ‫كما ثبت في الحديث‪َ " :‬‬

‫متتا ت تد ِْري‬
‫حتتام وَ َ‬
‫متتا فِتتي الْر َ‬ ‫ث وَي َعْل َت ُ‬
‫م َ‬ ‫ل ال ْغَي ْ َ‬
‫ساعَةِ وَي َُنز ُ‬ ‫عل ْ ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫عند َهُ ِ‬
‫ِ‬

‫ن الل ّ َ‬
‫ه عَِليم‬ ‫ت إِ ّ‬
‫مو ُ‬
‫س ِبأي أْرض ت َ ُ‬ ‫غدا ً وَ َ‬
‫ما تد ِْري ن َْف ٌ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ت َك ْ ِ‬
‫س ُ‬ ‫ما َ‬
‫س َ‬
‫ن َْف ٌ‬

‫خِبير"‪.‬‬
‫َ‬

‫الرسول عليه السلم ل يعلم متى الساعة‬

‫ولما جاء جبريل عليه الصلة والسلم في صورة أعرابي فسأل عن‬

‫لحسان أجتتابه صتتلى اللتته عليتته وستتلم عتتن‬


‫لسلم ثم اليمان ثم ا ِ‬
‫ا ِ‬

‫ذلك‪ ،‬فلما سأله عن الساعة قال له‪" :‬ما المسئول عنهتتا بتتأعلم متتن‬

‫السائل‪ ،‬قال فأخبرني عن أشراطها فتتأخبره عتتن ذلتتك كمتتا ستتيأتي‬

‫إيراده بسنده ومتنه مع إسناده وأشكاله من الحاديث‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫باب‬

‫ذكر الفتن جملة‬

‫ن شاءَ الل ّ ُ‬
‫ه تعالى‬ ‫ثم تفصيل ذكرها بعد ذلك إ ْ‬

‫إشارة نبوية إلى تعاقب الخير والشر‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا يحيى بن موسى‪ ،‬حدثنا الوليد‪ ،‬حدثنا ابن جتتابر‪،‬‬

‫حدثني بئر بن عبد الرحمن الحضرمي‪ ،‬حدثني أبو إدريتتس الختتولني‬

‫أنه سمع حذيفة بن اليمان يقتتول‪ :‬كنتتا النتتاس يستتألون رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عتتن الشتتر مخافتتة أن‬

‫شتتر َفجاَءنتتا الل ّت ُ‬


‫ه‬ ‫يدركني فقلت يا رسول الله‪" :‬إ ِّنا ك ُّنا ِفي َ‬
‫جاهِل ِي ّتةِ وَ َ‬

‫ل ب َْعتد َ ذ َِلت َ‬
‫ك‬ ‫هت ْ‬
‫م وَ َ‬ ‫ر? َقتا َ‬
‫ل‪ :‬ن ََعت ْ‬ ‫ن َ‬
‫شت ٍ‬ ‫مت ْ‬
‫خْير ِ‬
‫هذا ال َ‬ ‫ِبهذا الخير فَهَ ْ‬
‫ل ب َعْد َ َ‬

‫ل‪ :‬قَ توْ ٌ‬


‫م‬ ‫ه? فَقتتا َ‬
‫خن ُت ً‬
‫متتا د َ َ‬ ‫ن قُل ْ ُ‬
‫ت‪ :‬وَ َ‬ ‫خ ٌ‬
‫م وفيهِ د َ َ‬ ‫خْير? َقا َ‬
‫ل‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ال ّ‬
‫شر ِ‬

‫م وي ُن ْك َُر ُقلت‪ :‬فهل بعد ذلك الخي ترِ متتن‬


‫ي ي ُعَْرف منهُ ُ‬
‫هدي ِ‬
‫ن ب ِغَي ْرِ َ‬
‫دو َ‬
‫ي َهْ ُ‬

‫م إ ِل َي َْها قَذ َُفوهُ ِفيهتتا‪.‬‬ ‫ل‪ :‬نعم دعاةٌ على أبواب جهنم م َ‬
‫جاب َهُ ْ‬
‫نأ َ‬‫َ ْ‬ ‫شّر? َقا َ َ َ ْ‬
‫َ‬

‫‪30‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬ ‫جل ْتد َت َِنا وي َت َك َل ّ ُ‬


‫متتو َ‬ ‫ن ِ‬
‫مت ْ‬
‫م ِ‬
‫م لنتتا‪ .‬قتتال هُت ْ‬
‫صتْفهُ ْ‬
‫قلتتت يتتا رستتول اللتته ِ‬

‫ة‬
‫ماعَت َ‬
‫ج َ‬
‫م َ‬ ‫ن أ َد َْرك َن ِتتي ذ َل ِت َ‬
‫ك? قَتتال‪ :‬ت َل ْتَز ْ‬ ‫مْرن ِتتي إ ِ ْ‬
‫ما تأ ُ‬ ‫ِبأل ْ ِ‬
‫سن َت َِنا‪ .‬قلت‪ :‬فَ َ‬

‫ة‪ .‬قَتتا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ماعَت ٌ‬ ‫م وَل َ َ‬
‫ج َ‬ ‫متتا ُ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬
‫م إِ َ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م ي َك ُ ْ‬ ‫مُهم‪ .‬قُل ْ ُ‬
‫ت‪ :‬فإ ِ ْ‬ ‫ما َ‬
‫مين وإ ِ َ‬
‫سل ِ ِ‬
‫م ْ‬
‫ال ُ‬

‫حت ّتتى ي تد ْرِك َ َ‬


‫ك‬ ‫جَرةٍ َ‬ ‫صتتل َ‬
‫شت َ‬ ‫ض بأ ْ‬ ‫ك ال ِْفَرقَ ك ُل َّها وَل َتتو أ ْ‬
‫ن ت َعَت ّ‬ ‫ل ت ِل ْ َ‬
‫َفاعْت َزِ ْ‬

‫علتتتتتتتتتتتتتتتى ذ َِلتتتتتتتتتتتتتتتك"‪.‬‬
‫ت َ‬ ‫َ‬
‫ت وَأْنتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتوْ ُ‬
‫ال َ‬

‫ثم رواه البخاري أيضا ً ومسلم‪ ،‬عن محمد بن المثنى‪ ،‬عن الوليد بتتن‬

‫مسلم‪ ،‬عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به ونحوه‪.‬‬

‫لسلم غريبا ً كما بدأ‬


‫عودة ا ِ‬

‫وثبت في الصحيح من حديث العمش‪ ،‬عن أبي إستتحاق‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫الحوص‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى اللتته‬

‫دأ فَط ُتتوبى‬


‫غريبتا ً كمتتا ب َت َ‬ ‫ريبا ً و َ‬
‫ستي َُعود ُ َ‬ ‫سل َ َ‬
‫م َبدأ غَ ِ‬ ‫ن ال ِ ْ‬
‫عليه وسلم‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ن ال َْقَباِئل"‪.‬‬
‫م َ‬
‫ح ِ‬ ‫من الغَُرَباُء? قا َ‬
‫ل‪ :‬النزائ ُ‬ ‫ِللغَُرَباءِ ِقي َ‬
‫ل وَ َ‬

‫ورواه ابن ماجة عن أنس وأبي هريرة‪.‬‬

‫باب‬

‫‪31‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫افتراق المم‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا محمد بتتن بشتتر‪،‬‬

‫حدثنا محمد بن عمرو‪ ،‬عن أبي سلمة‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة قتتال‪ :‬قتتال‬

‫دى‬ ‫ت ال ْي َهُتتود ُ عَل َتتى إ ِ ْ‬


‫حت َ‬ ‫رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستلم‪" :‬ت ََفّرقَت ِ‬

‫ن فِْرقَ ً‬
‫ة"‪.‬‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫مِتي عََلى ث َل َ ٍ‬
‫ث وَ َ‬ ‫ة وت ََفّرقَ ْ‬
‫تأ ّ‬ ‫ن فِْرقَ ً‬
‫سب ِْعي َ‬
‫وَ َ‬

‫ورواه أبو داود عن وهب بن تقية‪ ،‬عن خالد‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن عمتترو‬

‫به‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن الفتن ستفرق المة وأن النجاة‬

‫ستكون في لزوم الجماعة‬

‫وقتتال حتتدثنا عمتترو بتتن عثمتتان بتتن ستتعيد بتتن كريتتش بتتن دينتتار‬

‫الحمصي‪ ،‬حدثنا عباد بن يوسف‪ ،‬حدثنا صفوان بن عمرو‪ ،‬عن راشتتد‬

‫بن سعد‪ ،‬عن عوف بن مالك قال‪ :‬قال رسول الله صلى اللتته عليتته‬

‫ة‬
‫جّنتت ِ‬
‫حد َةٌ ِفتتي ال َ‬ ‫ة فَ َ‬
‫وا ِ‬ ‫ن فِْرقَ ً‬
‫سب ِْعي َ‬
‫دى وَ َ‬ ‫وسلم‪" :‬إ ِفْت ََرقَ الي َُهود عََلى إ ِ ْ‬
‫ح َ‬

‫ة‬ ‫ت الّنصتتاَرى عَل َتتى اث ْن َت َي ْتتن وستتبعي َ‬


‫ن فرق ت ً‬ ‫ن ِفي الّناِر‪ ،‬وافْت ََرقَ ِ‬
‫سب ُْعو َ‬
‫و َ‬

‫‪32‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه‬ ‫حتد َةٌ فتتي الجن ّتتة‪ ،‬وال ّت ِ‬


‫ذي ن َْفستتي ب ِي َتدِ ِ‬ ‫حدى وسبعون في الّنارِ وََوا ِ‬
‫فإ ِ ْ‬

‫ن فِْرَقة فواحتدة فتي الجن ّتةِ واثنتتان‬


‫سبعي َ‬
‫مِتي على ثلث و َ‬ ‫ل ََتفت َرِقَ ّ‬
‫نأ ّ‬

‫وسبعون في الّناِر" قيل يا رسول الله من تراهم? قال‪" :‬الجماعتتة"‪.‬‬

‫تفّرد به أيضا ً وإسناده ل بأس به أيضًا‪ ،‬وقال ابن جماعة أيض تا ً حتتدثنا‬

‫هشام هو ابن عامر‪ ،‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ،‬حدثنا أبو عمرو‪ ،‬وحتدثنا‬

‫قتادة عن أنس بن مالتتك قتتال‪ :‬قتتال رستتول الل ّتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫ة وِإن‬
‫ن فرقت ً‬
‫ستب ِْعي َ‬
‫ت علتتى ِإحتتدى و َ‬ ‫ن بني ِإسرائي َ‬
‫ل افتتترق ْ‬ ‫وسلم‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ة كّلهتتا فتتي الن ّتتارِ إل واحتتدةً‬


‫ن فرقت ً‬ ‫متي ستفترق على اث ْن َت َْين و َ‬
‫سب ِْعي َ‬ ‫أ ّ‬

‫ة"‪.‬‬
‫وهي الجماع ُ‬

‫وهذا إسناد جيد قوي على شرط الصحيح تفرد به ابتن متاجه أيضتًا‪،‬‬

‫وقال أبو داود حدثنا أحمد بن حنبتتل ومحمتتد يحيتتى بتتن فتتارس قتتال‬

‫حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان هو ابن عمرو‪ ،‬حتتدثنا أزهتتر بتتن عبتتد‬

‫الله الحراري قال أحمد عن أبي عامر الهوزني عن معاويتتة بتتن أبتتي‬

‫سفيان أنه قام فقال أل إن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم قتتام‬

‫ن أهل الكتتتاب افَْترقُتتوا علتتى اث ْن َت َي ْتتن‬


‫م ْ‬ ‫ن قَب ْل َك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫م ْ‬
‫ن َ‬
‫فينا وقال‪" :‬أل إ ِ ّ‬

‫‪33‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مل ّت َ‬
‫ة ستتتفترق علتتى ثلث وستتبعين اثنتتتان‬ ‫وسبعين مل ّت ً‬
‫ة وأن هتتذه ال ِ‬

‫جماعتتتة"‪.‬‬
‫وستتتبعون فتتتي الّنتتتارِ وواحتتتدةٌ فتتتي الجنتتتة وهتتتي ال َ‬

‫تفرد به أبو داود وإسناده حستتن‪ ،‬وفتتي مستتتدرك الحتتاكم أنهتتم لمتتا‬

‫سألوه عن الفرقة الناجية من هم قال ما أنا عليه اليوم وأصتتحابي"‪.‬‬

‫وقد تقدم في حديث حذيفة أن المخلص من الفتن عند وقوعها اتباع‬

‫الجماعة ولزوم الطاعة‪.‬‬

‫ل تجتمع المة على ضللة‬

‫وقد قال‪ :‬حتتدثنا العبتتاس بتتن عثمتتان الدمشتتقي‪ ،‬حتتدثنا الوليتتد بتتن‬

‫مسلم‪ ،‬حدثنا معاذ بن رفاعة السلمي‪ ،‬حدثنا أبو خلتتف العمتتى أنتته‬

‫سمع أنس بن مالتتك يقتتول‪ :‬ستتمعت رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫ف‬ ‫ضت َ‬
‫للةٍ فتتإذا رأيتتتم الختل َ‬ ‫جتمعَ علتتى َ‬ ‫مِتي ل َ ْ‬
‫ن تَ ْ‬ ‫وسلم يقول‪" :‬إن أ ّ‬

‫سوادِ العظ َتتم" ولكتتن هتتذا حتتديث ضتتعيف لن معتتاذ بتتن‬


‫فعليكم بال ّ‬

‫رفاعة السلمي ضعفه غير واحد متتن الئمتتة‪ ،‬وفتتي بعتتض الروايتتات‬

‫عليكم بالسواد العظم الحق وأهله فأهل الحتتق هتتم أكتتثر المتتة ول‬

‫‪34‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سيما في زمان الصدر الول ل يكاد يوجد فيهم من هتتو علتتى بدعتتة‪،‬‬

‫وأما في العصار المتأخرة فل يعدم الحق عصابة يقومون به‪.‬‬

‫الذن باعتزال الناس عند اشتداد الفتن وتحكم الهواء‬

‫كما قال في حديث حذيفة فإن لم يكن لهم إمتتام ول جماعتتة قتتال‪:‬‬
‫َ‬
‫ض بأصتتل شتتجرة حتتتى ي ُتد ْرِك َ َ‬
‫ك‬ ‫ك الِفرقَ كّلها وََلو أ ّ‬
‫ن ت َعَت ّ‬ ‫ل تل َ‬
‫"فاعَْتز ْ‬

‫ت عََلى ذِلك"‪.‬‬
‫ت وأن َ‬
‫المو ُ‬

‫لسلم غريبا ً وسيعود غريبًا‪ .‬وورد فتتي‬


‫وتقدم الحديث الصحيح‪ .‬بدأ ا ِ‬

‫ه الّله"‪.‬‬
‫ل الل ّ ُ‬
‫الحديث‪" :‬ل تقوم الساعة على أحدٍ يقو ُ‬

‫والمقصود أنه إذا ظهرت الفتن فإنه يسوغ اعتزال الناس حينئذ كما‬

‫ب ُ‬
‫كتت ّ‬
‫ل‬ ‫مت َّبعا ً وإ ِعْ َ‬
‫جا َ‬ ‫طاعا ً وَهَ َ‬
‫وى ُ‬ ‫م َ‬
‫حا ً ُ‬ ‫ثبت في الحديث‪" :‬فِإذا رَأيت ُ‬
‫ش ّ‬

‫متتتتَر العَتتتتوام"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ستتتت َ‬ ‫ِذي رأي برأيتتتته فَعَل َي ْتتتت َ‬


‫ك وَد َعْ أ ْ‬ ‫صتتتتةِ نف ِ‬
‫وي َ‬
‫ك بخ َ‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا عبتد اللته بتن يوستف‪ ،‬أخبرنتا مالتك عتن عبتد‬

‫الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبتتي ستتعيد قتتال‪:‬‬

‫خي ْتتر متتال‬ ‫ك أن ي َك ُتتو َ‬


‫ن َ‬ ‫ش ُ‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ُ" :‬يو ِ‬

‫‪35‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ضعَ اْلقط ْتتر ناجيتا ً بتتديِنه متتن‬


‫ل وموا ِ‬ ‫م ي ُت ّب َعُ ب َِها َ‬
‫شَعف الجبا ِ‬ ‫المسلم غن ٌ‬

‫الِفَتن"‪.‬‬

‫لم يخرجتته مستلم‪ ،‬وقتد رواه أبتتو داود والنستتائي وابتن متاجه متتن‬

‫طريق ابن أبي صعصعة به‪ ،‬ويجوز حينئذ ستتؤال الوفتتاة عنتتد حلتتول‬

‫ح به الحديث‪.‬‬
‫الفتن وإن كان قد نهى عنه لغير ذلك كما ص ّ‬

‫النهي عن تمني الموت‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا حسن‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬حدثنا ابن يونس‪ ،‬عن أبي‬
‫ن‬
‫مّني ّ‬
‫هريرة‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬ل ي َت َ َ‬
‫ه‬
‫مات انقطع عمل ُ‬ ‫ه وإّنه إذا َ‬ ‫ن قَْبل أ ْ‬
‫ن َيأت ِي َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ل َ ي َد ْ ُ‬
‫عو ب ِهِ ِ‬ ‫أحد ُك ُ ُ‬
‫م المو َ‬
‫ن عمُرهُ إل خيرًا"‪.‬‬ ‫ه ل َيزيد ُ المؤم َ‬ ‫وإن ّ ُ‬
‫والدليل على جواز ستتؤال المتتوت عنتتد الفتتتن الحتتديث التتذي رواه‬

‫أحمد في مسنده عن معاذ بن جبل في حديث المنام الطويل وفيتته‪:‬‬

‫ت‬
‫من ِتتي وإذا أَرد ْ َ‬
‫ح َ‬
‫ن ت َغِْفَر لتتي وت َْر َ‬
‫ت وأ ْ‬
‫خْيرا ِ‬ ‫م اني اسأُلك فع َ‬
‫ل ال َ‬ ‫"الل ّهً ّ‬

‫متتن‬
‫ب َ‬ ‫حب ً َ‬
‫ك وح ّ‬ ‫سأل ُ َ‬
‫ك ُ‬ ‫ن الل ّهُ ّ‬
‫م ِإني أ ْ‬ ‫مْفُتو ٍ‬ ‫ة فَت َوَفِّني إ ِل َي ْ َ‬
‫ك غَي َْر َ‬ ‫بقوم ِفتن َ ً‬

‫حّبتتتتتتك"‪.‬‬
‫متتتتتتل يقرُبنتتتتتتي إلتتتتتتى ُ‬
‫ل عَ َ‬ ‫ب ُ‬
‫كتتتتتت ّ‬ ‫حتتتتتت ّ‬
‫حّبتتتتتتك و ُ‬
‫يُ ِ‬

‫وهذه الحاديث دالة على أنه يأتي على الناس زمان شتتديد ل يكتتون‬

‫‪36‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫للمستتلمين جماعتتة قائمتتة بتتالحق إمتتا فتتي جميتتع الرض وإمتتا فتتي‬

‫بعضها‪.‬‬

‫رفع العلم بموت العلماء‬

‫وقد ثبت في الصحيح‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو أن رسول اللتته صتتلى‬

‫ن‬
‫مت َ‬
‫ه ِ‬ ‫م انت َِزاعتا ً ي َن ْت َ ِ‬
‫زعت ُ‬ ‫ض العلت َ‬ ‫ن الل ّت َ‬
‫ه ل َ ي َْقب ِت ُ‬ ‫الله عليه وسلم ّقال‪" :‬إ ّ‬

‫م‬
‫م ِبموت العلماء حتى إن ّتته إذا لتتم ي َب ْتقَ عَتتال ِ ٌ‬
‫ض العل َ‬
‫ن َيقب ُ‬
‫الّناس ولك ِ ْ‬

‫ضلوا وأضّلوا"‪.‬‬ ‫ؤساَء جهال ً َفسئ ُِلوا َفأفْت َ ْ‬


‫وا بغي ْرِ علم فَ َ‬ ‫سر َ‬
‫خذ َ الّنا ُ‬
‫ات ّ َ‬

‫إشارة نبوية إلى بقاء طائفة من المة على الحق حتى‬

‫تقوم الساعة‬

‫ق‬
‫حت ّ‬
‫هرين علتتى ال َ‬ ‫مِتي َ‬
‫ظا ِ‬ ‫نأ ّ‬
‫م ْ‬
‫ة ِ‬
‫وفي الحديث الخر‪" :‬ل ت ََزال طائف ٌ‬

‫حت ّتتى يتتأِتي أمتُر الل ّتهِ وهُتتم‬


‫م َ‬
‫ن ختتالفهُ ْ‬
‫مت ْ‬ ‫ختذ َل َهُ ْ‬
‫م َول َ‬ ‫م متتن َ‬
‫ضتترهُ ْ‬
‫ل يَ ُ‬

‫كذلك"‪.‬‬

‫وفي صحيح البخاري وهم على ذلك‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إشارة نبوية إلى أن الّله سيبعث لهذه المة كل مائة‬

‫سنة من يجدد لها أمر دينها‬

‫قال عبد الله بن المبارك وغير واحد من الئمة وهم أهتتل الحتتديث‪،‬‬

‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا سلمان بن داود النهري‪ ،‬حدثنا ابن وهب‪ ،‬حدثنا‬

‫سعيد بن أبي أيوب‪ ،‬عن شراحيل بن يزيد المغازي عن أبتتي علقمتتة‬

‫عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن الل ّت َ‬
‫ه‬

‫سن َةٍ من ُيجد ّد َ ل ََها أمَر ِديَنها"‪.‬‬ ‫ث لهذه المةِ على رأس ُ‬
‫كل مائ َةِ َ‬ ‫ي َب ْعَ ُ‬

‫تفرد به أبو داود‪ ،‬ثم قال عبد الرحمن بن شريح لم يتحتتر شتتراحيل‬

‫يعني أنه موقوف عليه‪ ،‬وقد ادعى كل قوم فتتي إمتتامهم أنتته المتتراد‬

‫بهذا الحديث‪ ،‬والظاهر والله أعلم أنه يعم جملة أهل العلم متتن كتتل‬

‫طائفتتة وكتتل صتتنف متتن أصتتناف العلمتتاء متتن مفستترين ومحتتدثين‬

‫وفقهاء ونحاة ولغويين إلى غير ذلك من الصناف والله أعلم‪ ،‬وقوله‬

‫في حتتديث عبتتد اللتته بتتن عمتترو‪" :‬إن اللتته ل يقبتتض العلتتم انتزاعتا ً‬

‫ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلماء" ظاهر في أن العلم ل ينتتتزع‬

‫من صدور الرجال بعد أن وهبهم الله إياه‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بعض أشراط الساعة التي أخبر بها الرسول عليه السلم‬

‫وقد ورد في الحديث الخر الذي رواه ابن ماجه عتتن بنتتدار ومحمتتد‬

‫بن المثنى عن غندر عن شعبة سمعت قتتتادة يحتتدث عتتن أنتتس بتتن‬

‫مالك قال‪ :‬أل أحدثكم حديثا ً سمعته من رسول الله صلى اللته عليته‬

‫ط‬ ‫نأ ْ‬
‫ش تَرا ِ‬ ‫مت ْ‬
‫ن ِ‬
‫وستتلم ل يحتتدثكم بتته أحتتد بعتتدي? ستتمعت منتته‪" :‬أ ّ‬

‫متتر‬
‫خ ْ‬
‫ب ال َ‬
‫ش تَر َ‬ ‫م وي َظ ْهََر الجهل وَي َْف ُ‬
‫شتتو الزنتتا وت ُ ْ‬ ‫ساعَةِ أن ُيرفَعَ العل ُ‬
‫ال ّ‬

‫ن لخمستتين امتترأةً قَي ّت ٌ‬


‫م‬ ‫حت ّتتى يكتتو َ‬
‫ستتاُء َ‬ ‫ب الّرجتتا ُ‬
‫ل وت َب َْقتتى الن ّ َ‬ ‫وي َتذ ْهَ َ‬

‫د"‪.‬‬
‫حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ٌ‬
‫وا ِ‬

‫وأخرجاه في الصحيحين من حديث غندر به‪.‬‬

‫رفع العلم من الناس في آخر الزمان‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير‪ ،‬حدثنا أبي وكيع‪،‬‬
‫عن العمش عن شقيق‪ ،‬عن عبد الله قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪" :‬يكون بين يدي الساعة أيام‪ ،‬يرفع فيها العلم‬
‫وينزل فيها الجهل‪ ،‬ويكثر فيها الهرج"‪ ،‬والهرج القتل‪ ،‬وهكذا رواه‬
‫البخاري ومسلم من حديث العمش به‪.‬‬
‫وقال ابن ماجة‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬عن أبي مالك الشجعي‪ ،‬عن‬
‫ربعي بن خراش‪ ،‬عن حذيفة بن اليمان قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬

‫‪39‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ما‬‫حّتى َ‬ ‫ب َ‬ ‫شي الثو ِ‬ ‫ما يد ُْرس و َ‬ ‫م كَ َ‬ ‫سل َ ُ‬‫س ال ِ ْ‬ ‫الله عليه وسلم‪" :‬يد ُْر ُ‬
‫ري النسيان على‬ ‫س ِ‬
‫ة َوي ْ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫ك وَل َ َ‬ ‫س ٌ‬‫صلةٌ وَل َ ن ُ ُ‬ ‫م وَل َ َ‬
‫صَيا ٌ‬ ‫ي ُد َْرى ِ‬
‫ن‬ ‫ة وتبَقى َ‬ ‫َ‬
‫ب في ل َي ْل َةٍ فَل َ ي َب َْقى في الْرض ِ‬
‫م َ‬ ‫ف ِ‬ ‫طوائ ِ ُ‬ ‫ه آي ٌ‬‫من ْ ُ‬ ‫الك َِتا ِ‬
‫َ‬
‫مةِ ل‬ ‫خ الكبيُر والعجوُز يقولون أد َْرك َْنا أَباَنا على هَذِهِ الك َل ِ َ‬ ‫الّناس الشي ُ‬
‫صد َقَ ٌ‬
‫ة‬ ‫ك َول َ‬ ‫س ٌ‬
‫صَيام َول ن ُ ُ‬ ‫صل َةٌ َول ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ه وهم ل ي َد ُْرون َ‬ ‫ه إل ّ الل ّ ُ‬ ‫ِإل َ‬
‫ة ثم‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫فَ َ‬
‫رض عنه حذيف ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ذلك‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫ثلث‬ ‫عليه‬ ‫دها‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫د‬‫ر‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫فة‬
‫َ‬ ‫حذي‬‫ُ‬ ‫عنه‬ ‫ض‬
‫َ َ‬‫ر‬ ‫أع‬
‫جيهم من الناِر"‪.‬‬ ‫ة ت ُن ْ ِ‬
‫ل علْيه في الثالثة فقال فاصل ٌ‬ ‫َ‬ ‫أقْب َ َ‬
‫وهذا دال على أن العلم قد يرفع من الناس في آختتر الزمتتان حتتتى‬

‫إن القرآن يستتري عليتته النستتيان فتتي المصتتاحف والصتتدور ويبقتتى‬

‫الناس بل علم‪ ،‬وإنما الشيخ الكبير والعجتتوز المستتنة يختتبران بتتأنهم‬

‫أدركوا الناس وهم يقولون ل إلتته إل اللتته فهتتم يقولونهتتا علتتى وجتته‬

‫التقريب إلى الله عز وجل فهي نافعة لهم وإن لم يكن عنتتدهم متتن‬

‫العمل الصالح والعلم النافع غيرها‪ ،‬وقوله‪ :‬تنجيهم متتن النتتار يحتمتتل‬

‫أن يكون المراد أنها تدفع عنهم دخول النار بالكليتتة ويكتتون فرضتتهم‬

‫القول المجرد لعدم تكليفهم بالفعتتال التتتي لتتم يختتاطبوا بهتتا واللتته‬

‫تعالى أعلم‪ ،‬ويحتمل أن يكتتون المعنتتى أنهتتا تنجيهتتم متتن النتتار بعتتد‬

‫دخولها‪ ،‬وعلى هذا فيحتمل أن يكونوا من المتتراد بقتتوله تعتتالى فتتي‬

‫الحديث القدسي‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه إل ّ‬
‫دهرِل َ ِإلتت َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ن َقال َيوما ً ِ‬
‫م َ‬ ‫م ْ‬
‫ن من الّنارِ َ‬
‫ج ّ‬
‫خرِ َ‬
‫"وعّزتي وجلِلي ل ْ‬

‫ال ل ّتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫كما سيأتي بيتتانه فتتي مقامتتات الشتتفاعة‪ ،‬ويحتمتتل أن يكتتون أولئك‬

‫قوما ً آخرين والله أعلم‪ ،‬والمقصود أن العلم يرفع فتتي آختتر الزمتتان‬

‫ويكثر الجهل‪ ،‬وفي هذا الحديت إخبار بأنه ينزل الجهل أي يلهم أهتتل‬

‫ذلك الزمان الجهل وذلك من الخذلن نعوذ بالله منتته‪ ،‬ثتتم ل يزالتتون‬

‫كذلك في تزايد من الجهالة والضللة إلى أن تنتهي الحياة الدنيا كمتتا‬

‫جاء في الحديث ما أخبر به الصادق المصدوق فتتي قتتوله‪" :‬ل َ ت َُقتتو ُ‬


‫م‬

‫م إ ِل ّ على ِ‬
‫شَرارِ الناس"‪.‬‬ ‫ه الل ّ ُ‬
‫ه وَل َ تقو ُ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ة عََلى أ َ‬
‫حدٍ يُقو ُ‬ ‫ساعَ ُ‬
‫ال ّ‬

‫ذكر شرور تحدث في آخر الزمان‬

‫وإن كان قد وجد بعضها في زماننا أيضا ً‬

‫إشارة نبوية إلى بعض شرور ستكون‬

‫قال أبو عبد الله بن ماجة رحمه الله في كتاب الفتن من سننه‪،‬‬
‫حدثنا محمود بن خالد الدمشقي‪ ،‬حدثنا سليمان بن عبد الرحمن أبي‬
‫أيوب‪ ،‬عن ابن مالك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عطاء بن أبي رباح‪ ،‬عن عبد الله‬

‫‪41‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بن عمر قال‪ :‬أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‪:‬‬
‫ذكر شرور تحدث في آخر الزمان وإن كان قد وجد بعضها في‬
‫زماننا أيضًا‪.‬‬
‫ن‬ ‫عوذ ُ ِبالل ّهِ أ ْ‬ ‫ن َوأ ُ‬ ‫م ب ِهِ ّ‬ ‫صال إ ِ َ‬
‫ذا اب ْت ُِليت ُ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مهاجري َ‬ ‫شَر ال ُ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫"َيا َ‬
‫شا‬ ‫م ت َظ َْهر الَفاحشة في قوم قط حّتى ي ُعْل ُِنوا ِبها إل فَ َ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫كوهُ ّ‬ ‫ُتدرِ ُ‬
‫ضت في أسلفهم الذين‬ ‫م َ‬ ‫كن َ‬ ‫مت ُ‬ ‫ن والوجاعُ التي ل ْ‬ ‫فيهم الطاعو ُ‬
‫جوِْر‬ ‫ؤون َةِ و َ‬ ‫م ُ‬ ‫شد ّةِ ال َ‬ ‫نو ِ‬ ‫ذوا بالسِني َ‬ ‫ل إ ِل ّ أ ِ‬
‫خ ُ‬ ‫صوا المكيا َ‬ ‫وا‪ ،‬ولم ي ُن ِْق ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ْ‬
‫مِنعوا آلَقطَر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫من َُعوا زكاةَ أموالهم إ ِل ُ‬ ‫ن عليهم‪ ،‬ولم ي َ ْ‬ ‫السلطا ِ‬
‫ه‬
‫سول ِ‬ ‫ضوا عهد َ الل ّهِ وعَهْد َ َر ُ‬ ‫م ي َن َْق ُ‬ ‫مط َُروا وَل َ ْ‬ ‫م َلم ي ُ ْ‬ ‫ول الب ََهائ ِ ُ‬ ‫ماِء‪ ،‬ول َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫م وما لم‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ما في أي ْ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ذوا ب َعْ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫م فأ َ‬ ‫ن غَي ْرِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫علي ِْهم عَد ُوّا ً ِ‬ ‫ط َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫إ ِل ّ َ‬
‫سُهم‬ ‫ل الله بأ َ‬ ‫جع َ َ‬ ‫ه إل َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫خروا بما أنز َ‬ ‫ب الل ّهِ و َ‬
‫س ِ‬ ‫حكم أئمُتهم بكتا ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫ب َي ْن َُهم"‪.‬‬
‫تفّرد به ابن ماجه وفيه غرابة‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬حدثنا صالح بن عبد‬
‫الله‪ ،‬حدثنا الفرج بن فضالة الشامي‪ ،‬عن يحيى بن سعيد‪ ،‬عن‬
‫محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫ل ِفيها‬ ‫ح ّ‬ ‫ة َ‬ ‫صل َ َ‬‫خ ْ‬ ‫شَرةَ َ‬ ‫مس عَ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫متي َ‬ ‫تأ ّ‬ ‫الله عليه وسلم‪ِ" :‬إذا فعل ْ‬
‫ة‬
‫مان َ ُ‬ ‫م د َُول وال َ‬ ‫مغْن َ ُ‬ ‫ل ِإذا كان ال َ‬ ‫ي يا رسول الله? َقا َ‬ ‫ل وما هِ َ‬ ‫البلء ِقي َ‬
‫ديَقه‬ ‫ه وب َّر ص ِ‬ ‫م ُ‬‫مغَْرما ً وأطاع الرجل زوجته وعَقّ أ ّ‬ ‫مغَْنما ً والزكاة َ‬ ‫ُ‬
‫جدِ وكان زعيم القوم‬ ‫ه‪ ،‬وارتفعت الصوات في المسا ِ‬ ‫وجفا أَبا ُ‬
‫حرير‬ ‫س ال َ‬ ‫ت الخمر ول ُب ِ َ‬ ‫شرب ُ‬ ‫شره و ُ‬ ‫ة َ‬ ‫مخافَ َ‬ ‫ل َ‬ ‫م الرج ُ‬ ‫م وأك َْر َ‬ ‫أْرذ َل َهُ ْ‬
‫عن ْد َ‬ ‫مةِ أّولَها فَل ْي َْرت َِقُبوا ِ‬ ‫ن آخُر هذِهِ ال ّ‬ ‫ف ول َعَ َ‬ ‫مَعاز ُ‬ ‫ت وال ْ َ‬ ‫ذت الَقْينا ُ‬ ‫واتخ َ‬
‫سخًا"‪.‬‬ ‫َ‬
‫سفا ً أو م ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫مراَء أو َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ك ِريحا ً َ‬ ‫ذل ِ َ‬
‫ثم قال الترمذي‪ :‬هذا حديث غريب ل نعرفه من حديث علي إل من‬
‫هذا الوجه‪ ،‬ول نعلم أحدا ً‬
‫روى هذا الحديث عن يحيى بن سعيد النصاري عن أبي الفرج بن‬
‫فضالة‪ ،‬وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه‪ ،‬وقد روى‬
‫عنه وكيع وغير واحد من الئمة‪ ،‬وقال الحافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا‬
‫محمد بن الحسين القيسي‪ ،‬حدثنا يونس بن أرقم‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن‬
‫عبد الله بن حسن بن حسن‪ ،‬عن زيد بن علي بن الحسين‪ ،‬عن‬

‫‪42‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن علي بن أبي طالب قال‪ :‬صلى بنا رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم صلة الصبح فلما صلى صلته ناداه رجل متى‬
‫الساعة فزبره رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهره وقال‬
‫اسكت حتى إذا أسفر رفع طرفه إلى السماء فقال‪ :‬تبارك رافعها‬
‫ومدبرها ثم رمى ببصره إلى الرض فقال تبارك داحيها وخالقها‪ ،‬ثم‬
‫قال أين السائل عن الساعة فجثا الرجل على ركبتيه فقال أنا بأبي‬
‫ف الئمة وتصديق بالنجوم‬ ‫حي ْ ِ‬ ‫أنت وأمي سألتك فقال‪" :‬ذلك عند َ‬
‫ة‬
‫حش ُ‬ ‫مغَْرما ً والفا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫صدقَ ُ‬ ‫مْغنما ً وال ّ‬ ‫ب باْلقدِر‪ ،‬وحتى تتخذ المانة َ‬ ‫وتكذي ٍ‬
‫مك"‪.‬‬ ‫ك هََلك قَوْ ُ‬ ‫دة فَعِن ْد َ ذل َ‬ ‫زَيا َ‬
‫ثم قال البزار ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ،‬ويونس بن أرقم كان‬
‫صادقا ً وروى عنه الناس وفيه ثقة شديدة‪ ،‬ثم قال الترمذي‪ :‬حدثنا‬
‫علي بن محمد‪ ،‬أخبرنا محمد بن يزيد عن المسلم بن سعيد عن‬
‫رميح الحذامي عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫م لغير‬ ‫ة مغنما ً والزكاة مغرما ً وُتعا ّل َ َ‬ ‫خذ َ الغِني والمان ُ‬ ‫وسلم‪" :‬إذا ات ّ ِ‬
‫صى أَباه‪،‬‬ ‫ه وأق َ‬ ‫ه وأد َْنى صديق ُ‬ ‫م ُ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ل امرأَته وع ّ‬ ‫الدين‪ ،‬وأطاع الرج ُ‬
‫م‬
‫م وكان زعي ُ‬ ‫ة فاسُقهُ ْ‬ ‫جدِ وساد َ القبيل َ َ‬ ‫ت في المسا ِ‬ ‫ت الصوا ُ‬ ‫وظَهر ِ‬
‫ت‬ ‫ه‪ ،‬وظهرت ْالَقي َْنا ُ‬ ‫ة شر ِ‬ ‫ل مخاف َ‬ ‫القوم أرذلهم ِ وأكرم الرج ُ‬
‫مةِ أوََلها فل ْي َْرَتقبوا‬ ‫خر هذه ال ّ‬ ‫نآ ِ‬ ‫ت الخموُر‪ ،‬ول َعَ َ‬ ‫شرِب َ ِ‬ ‫ف‪ ،‬و ُ‬ ‫معاز ُ‬ ‫وال َ‬
‫ت ت ََتاب َعُ كِنظام بال‬ ‫عند ذلك ريحا ً حمراء وخسفا ً ومسخا ً وقذفا ً وآيا ٍ‬
‫ه فَت ََتاَبع"‪.‬‬ ‫قُط ِعَ سلك ُ ُ‬
‫ثم قال‪ :‬هذا حديث غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ .‬حدثنا عباد بن‬
‫يعقوب الكوفي‪ ،‬حدثنا عبد الله بن عبد القدوس عن العمش‪ ،‬عن‬
‫هلل بن يساف‪ ،‬عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله‬
‫ف‪ ،‬فقال رجل‬ ‫خ وقذ ُ‬ ‫ف ومس ُ‬ ‫س ٌ‬ ‫خ ْ‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬في هذه المةِ َ‬
‫ن‬
‫ت القيا ُ‬ ‫من المسلمين ومتى ذلك يا سول الله? قال‪ :‬إذا ظهر ِ‬
‫ت الخموُر"‪.‬‬ ‫رب ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫فو ُ‬ ‫والمعاز ُ‬
‫ثم قال هذا حديث غريب‪ ،‬وروي هذا الحديث عن العمش عن عبد‬
‫ل‪ ،‬وقال‬ ‫الرحمن بن سابط عن النبي صلى الله عليه وسلم مرس ً‬
‫الترمذي‪ :‬حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي‪ ،‬حدثنا زيد بن‬

‫‪43‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الحباب‪ ،‬أخبرني موسى بن عبيدة‪ ،‬أخبرني عبد الله بن دينار عن‬


‫ت‬‫ش ْ‬‫م َ‬ ‫ابن عمر قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إذا َ‬
‫م سلط الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫جَرفََها ابناُء الملوك فار ُ‬
‫س والرو ُ‬ ‫مطي ْ َ‬
‫طى و َ‬ ‫متي ال ْ َ‬
‫أ ّ‬
‫شراَرها على خياِرها"‪.‬‬
‫حديث غريب‪ ،‬وقد رواه أبو معاوية عن يحيى بن سعيد النصاري‪،‬‬
‫عن عبد الله بن دينار‪ ،‬عن ابن عمر فذكره ول نعرف له أص ً‬
‫ل‪.‬‬
‫وثبت في الصحيحين‪ ،‬وسنن النسائي‪ ،‬واللفظ لتته متتن طريتتق عبتتد‬

‫الله بن طاوس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة عن النبي صلى اللتته عليتته‬

‫وسلم قال‪" :‬نحن الخرون الولتتون يتتوم القيامتتة‪ ،‬نحتتن أول النتتاس‬

‫دختتول ً إلتتى الجنتتة"‪ ،‬وفتتي صتتحيح مستتلم‪ ،‬متتن طريتتق جريتتر‪ ،‬عتتن‬

‫العمش عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬نحن الخرون الولون يوم القيامة? وأول من يدخل الجنة"‪،‬‬

‫الحديث‪ ،‬روى الحافظ الضياء متتن طريتتق عبتتد اللتته بتتن محمتتد بتتن‬

‫عقيل‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن سعيد بن المسيب‪ ،‬عن عمر بتتن الخطتتاب‪،‬‬

‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن الجنة حرمتتت علتتى‬

‫النبياء كلهم حتى أدخلها‪ ،‬وحرمت على المتتم حتتتى تتتدخلها أمتتتي"‪،‬‬

‫وفي سنن أبي داود‪ ،‬من حديث أبي خالد الدالني‪ ،‬مولى جعدة‪ ،‬عن‬

‫أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وستتلم‪ ،‬قتتال‪" :‬أتتتاني جبريتتل‪،‬‬

‫‪44‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فأراني باب الجنة الذي يدخل منه أمتي"‪ ،‬فقال أبو بكتتر‪ :‬يتتا رستتول‬

‫الله‪ ،‬وددت أني معك حتى أنظر إليه‪ ،‬فقال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬أما إنك يا أبا بكتتر أول متتن يتتدخل الجنتتة متتن أمتتتي"‪.‬‬

‫وثبت في الصحيح‪ :‬فيقول الله‪ :‬أدخل من ل حساب عليه‪ ،‬من أمتتتك‬

‫متتن البتتاب اليمتتن‪ ،‬وهتتم شتتركاء النتتاس فتتي بقيتتة البتتواب‪ ،‬وفتتي‬

‫الصحيحين من حديث الزهري‪ ،‬عن حميد بن عبد الرحمن‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬متتن أنفتتق‬

‫زوجين من متتاله فتتي ستتبيل اللتته دعتتي متتن أبتتواب الجنتتة‪ ،‬وللجنتتة‬

‫أبواب‪ ،‬فمن كان من أهل الصلة يدعى من باب الصتلة‪ ،‬ومتن كتان‬

‫من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة‪ ،‬ومن كان متتن أهتتل الجهتتاد‬

‫دعي من باب الجهاد‪ ،‬ومتتن كتتان متتن أهتتل الصتتيام دعتتي متتن بتتاب‬

‫الريان‪ ،‬فقال أبو بكر‪ :‬والله يا رسول الله‪ ،‬ما على أحد من ضتترورة‬

‫دعي من أيها دعي‪ ،‬فهل يدعى منها كلها أحد‪ ،‬يا رسول اللتته? قتتال‪:‬‬

‫نعم‪ ،‬وأرجو أن تكون منهم"‪ ،‬وفي الصحيحين من حديث أبي حتتازم‪،‬‬

‫عن سهل بن سعد‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬فتتي‬

‫‪45‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الجنة ثمانية أبواب‪ ،‬باب منها يسمى الريان‪ ،‬ل يتتدخله إل الصتتائمون‬

‫فإذا دخلوا منه أغلق فلم يدخل منه أحد غيرهم"‪.‬‬

‫ذكر دخول الفقراء الجنة قبل ا َ‬


‫لغنياء‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬عن محمد بن عمرو‪،‬‬
‫عن أبي سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬تدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم‪،‬‬
‫وهو خمسمائة عام"‪ ،‬وأخرجه الترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من حديث‬
‫محمد بن عمرو‪ ،‬قال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪ ،‬وله طرق عن أبي‬
‫هريرة‪ ،‬فمن ذلك ما رواه الثوري‪ ،‬عن محمد بن زيد‪ ،‬عن أبي حازم‪،‬‬
‫عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن‬
‫فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم‪ ،‬وذلك‬
‫خمسمائة عام"‪ ،‬الحديث بطوله‪ ،‬وقال أحمد‪ :‬حدثنا أبو عبد‬
‫الرحمن‪ ،‬حدثنا حيوة هو ابن شريح‪ ،‬أخبرني أبو هانئ‪ :‬أنه سمع أبا‬
‫عبد الرحمن الحبلي‪ ،‬يقول‪ :‬سمعت عبد الله بن عمر‪ ،‬يقول سمعت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬إن فقراء المهاجرين‬
‫يسبقون الغنياء يوم القيامة‪ ،‬يعني إلى الجنة‪ -‬بأربعين خريفًا"‪ ،‬وكذا‬
‫رواه مسلم‪ ،‬من حديث أبي هانىء حميد بن هانىء‪ ،‬به‪ ،‬وقال أحمد‪:‬‬
‫حدثنا حسين‪ ،‬هو ابن محمد‪ ،‬حدثنا داود‪ ،‬هو ابن نافع‪ ،‬عن مسلم بن‬
‫بشر‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪" :‬التقى مؤمنان على باب الجنة‪ ،‬مؤمن غني‪ ،‬ومؤمن‬
‫فقير‪ ،‬كانا في الدنيا‪ ،‬فأدخل الفقير الجنة‪ ،‬وحبس الغني‪ ،‬ما شاء‬
‫الله أن يحبس‪ ،‬ثم أدخل الجنة‪ ،‬فلقيه الفقير‪ ،‬فقال‪ :‬يا أخي‪ ،‬ماذا‬
‫حبسك? والله لقد احتبست حتى خفت عليك‪ ،‬فيقول‪ :‬أي أخي‪ ،‬إني‬
‫حبست بعدك محبسا ً فظيعا ً كريهًا‪ ،‬ما وصلت إليك حتى سال مني‬
‫من العرق ما لو ورده ألف بعير كلها أكلت حمضا ً لصدرت عنه‬

‫‪46‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫راوية"‪ ،‬وثبت في الصحيحين من حديث أبي عثمان النهدي‪ ،‬عن‬


‫أسامة بن زيد‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬قمت‬
‫على باب الجنة‪ ،‬فإذا عامة من دخلها المساكين‪ ،‬وقمت على باب‬
‫النار‪ ،‬فإذا عامة من يدخلها النساء"‪ ،‬وفي صحيح البخاري‪ ،‬من‬
‫حديث مسلمة بن زرير‪ ،‬عن أبي رجاء‪ ،‬عن عمران بن حصين مثله‪،‬‬
‫رواه عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أبي رجاء‪ ،‬عمران بن‬
‫ملحان‪ ،‬عن عمران بن حصين‪ ،‬سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول‪" :‬نظرت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء‪ ،‬ونظرت‬
‫في النار فرأيت أكثر أهلها النساء"‪ ،‬وروى مسلم عن شيبان بن‬
‫فروخ‪ ،‬عن أبي الشهب‪ ،‬عن أبي رجاء‪ ،‬عن ابن عباس‪ :‬أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم اطلع في النار‪ ،‬فرأى أكثر أهلها النساء‪،‬‬
‫واطلع في الجنة‪ ،‬فرأى أكثر أهلها الفقراء‪.‬‬
‫ل‪ ،‬ثم روى من حديث‬ ‫وقد رواه مالك عن يحيى بن سعيد مرس ً‬
‫صالح المزي عن سعيد الحريري عن أبي عثمان الهروي عن أبي‬
‫هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إذا كان‬
‫أمراؤكم خياركم ونقباؤكم سمحاءكم وأموركم شورى بينكم فظهر‬
‫الرض خير لكم‪ ،‬وإذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلءكم‬
‫وأموركم إلى نسائكم فبطن الرض خير لكم من ظهرها"‪.‬‬
‫ثم قال غريب ل نعرفه إل من حديث صالح المزي وله غرائب ل‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا خلف بن‬ ‫يتابع عليها وهو رجل صالح‪ ،‬وقال ا ِ‬
‫الوليد‪ ،‬حدثنا عباد بن عباد‪ ،‬عن خالد بن سعيد‪ ،‬عن أبي الرداد‪ ،‬عن‬
‫أبي سعيد الخدري قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫ه وَلي ْ‬
‫ضرِب َّنهم المؤمنون حّتى‬ ‫ن مضُر عباد َ الله حتى ل يعبد َ الل ّ ُ‬ ‫"ل َت ُ ْ‬
‫ضرِب َ ّ‬
‫من َُعوا"‪.‬‬‫ل يُ ْ‬
‫تفّرد به أحمد من هذا الوجه‪ .‬قال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ،‬حدثنا‬
‫حماد يعني ابن سلمة عن أيوب عن أبي قلبة عن أنس عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في‬
‫المساجد"‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث حماد بن سلمة‪ ،‬عن‬
‫أيوب‪ ،‬عن أبي قلبة‬
‫عبد الله بن زيد الجرمي‪ ،‬زاد أبو داود عن قتادة كلهمتتا عتتن أنتتس‬

‫عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ .‬وسيأتي ذكر أشتتراط الستتاعة فتتي‬

‫حديث ابن مسعود وفيه‪" :‬وتزخرفتتت المحتتاريب ونختترت القلتتوب"‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يزيد بن مروان‪ ،‬أخبرنا شريك بن عبد الله‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬
‫عن عثمان بن عمر‪ ،‬عن زادان أبي عمر‪ ،‬عن عليم قال‪ :‬كنا جلوستا ً‬

‫على سطح معنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قتتال‬

‫يزيد‪ :‬ل أعلمه إل عنس الغفتتاري والنتتاس يخرجتتون فتتي الطتتاعون‪،‬‬

‫فقال عنس يا طاعون خذني قالها ثلثا ً فقال له عليم لم تقول هذا?‬

‫ت‬
‫دكم المتتو َ‬
‫ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل ي ََتمّنى أح ُ‬

‫ن عنتتده انقطتتاعَ عملته ول ي ُتَرد ّ فَي ُ ْ‬


‫ستتْعتب" فقتال‪ :‬إنتي ستمعت‬ ‫فتتإ ّ‬

‫م تَرةَ‬
‫رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬بتتاِدروا بتتالموت إ ْ‬

‫ة الرحم‬ ‫ف ال َ‬
‫ذم وقطيع َ‬ ‫ط وب َي ْعَ الحكم واستخفا ِ‬ ‫السفهاء وكثرةَ ال ُ‬
‫شَر ِ‬

‫ووجود فئ َةٍ يتخذون القرآ ُ‬


‫ن مزاميَر يقدمونه للنتتاس يلهتتونهم بتته وإن‬

‫ل منهم فقهًا"‪ .‬تفّرد به أحمد‪.‬‬


‫كانوا أق ّ‬

‫‪48‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فصل‬

‫ذكر المهدي‬

‫الذي يكون في آخر الزمان وهو أحد الخلفاء الراشدين‬

‫والئمة المهديين وليس بالمنتظر الذي تزعم الروافض‬

‫وترتجي ظهوره من سرداب في سامراء فِإن ذاك ما ل‬

‫حقيقة له ول عين ول أثر‬

‫أما ما سنذكره فقد نطقت به الحتتاديث المرويتتة عتتن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم صتتلى اللتته عليتته وستتلم أنتته يكتتون فتتي آختتر‬

‫الدهر وأظن ظهوره يكون قبل نتتزول عيستتى ابتتن مريتتم كمتتا دلتتت‬

‫على ذلك الحاديث‪.‬‬

‫بعض ما ورد في ظهور المهدي من الثار‬

‫لمام أحمد بن حنبل‪ :‬حدثنا حجاج وأبو نعيم قال‪ :‬حدثنا قطر‬ ‫قال ا ِ‬
‫عن القاسم بن أبي برة عن أبي الطفيل قول حجاج سمعت عليا ً‬
‫يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لو لم يبق من الدنيا‬
‫إل يوم لبعث الله رجل ً منا يملها عدل ً كما ملئت جورًا‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أبو نعيم رجل ً مني‪ ،‬وقال مرة يذكره عن حبيب عن أبي‬
‫الطفيل عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ .‬ورواه أبو داود‪،‬‬
‫عن عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬عن أبي نعيم الفضل بن دكين‪ .‬وقال‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا فضل بن دكين‪ ،‬حدثنا يس العجلي عن إبراهيم‬ ‫ا ِ‬
‫بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن علي قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫ة"‪.‬‬ ‫ه الل ّ ُ‬
‫ه في ليل ٍ‬ ‫ح ُ‬
‫صل ِ ُ‬
‫ت يُ ْ‬‫ل البي ِ‬ ‫مّنا أهْ َ‬‫الله عليه وسلم‪" :‬المهديّ ِ‬
‫رواه ابن ماجه عن عثمان بن أبي شيبة عن أبي داود الجبري عن‬
‫س العجلي‬ ‫س بن معاذ الزيات فهو ضعيف وي َ‬ ‫س العجلي وليس ي َ‬ ‫ي َ‬
‫هذا أوثق منه وقال أبو داود حديث عن هارون بن المغيرة حدثنا‬
‫عمر بن أبي قيس عن شعيب بن خالد عن أبي إسحاق قال‪ :‬قال‬
‫علي ونظر إلى ابنه الحسن فقال إن ابني هذا سيد كما سماه‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمى‬
‫باسم نبيكم صلى الله عليه وسلم يشبهه في الخلق ول يشبهه في‬
‫الخلق ثم ذكر قصة يمل الرض عدل ً وقد عقد أبو داود السجستاني‬
‫رحمه الله كتاب المهدي مفردا ً في سننه فأورد في صدره حديث‬
‫جابر بن سمرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل ي ََزال هذا‬
‫ة ك ُل ُّهم تجتمع عليه‬ ‫خليف ً‬ ‫شر َ‬ ‫ن قائما ً حتى يكون عليكم اث َْنا عَ َ‬ ‫الدي ُ‬
‫المة"‪ .‬وفي رواية‪" :‬ل يزال هذا الدين عزيزا ً إلى اثني عشر خليفة"‬
‫ة خفيفة فقلت لبي ما قال?‬ ‫قال‪ :‬فكّبر الناس وضجوا ثم قال كلم ً‬
‫قال‪ :‬كلهم من قريش وفي رواية قال فلما رجع إلى بيته أتته قريش‬
‫فقالوا ثم يكون ماذا? قال "ثم تكون الفرج"‪ .‬ثم روى أبو داود من‬
‫حديث سفيان الثوري‪ ،‬وأبي بكر بن عباش‪ ،‬وزائدة‪ ،‬وقطر‪ ،‬ومحمد‬
‫بن عبيد وكلهم عن عاصم بن أبي النجود وهو ابن بهدلة‪ ،‬عن زر بن‬
‫حبيش‪ ،‬عن عبد الله هو ابن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى‬
‫ول‬ ‫ده لط ّ‬ ‫الله عليه وسلم قال‪" :‬لو لم يبقَ من الدنيا إل يوم قال زائ ِ‬
‫ئ‬
‫مّني أو من أهل بيتي ُيواط ُ‬ ‫م حتى ي ُب َْعث فيه رجل ِ‬ ‫الله ذلك اليو َ‬
‫م أبيه اسم أبي زاد من حديث قطر‪" :‬يمل الرض‬ ‫اسمه اسمي واس ُ‬
‫جورًا"‪.‬‬ ‫ت ظلما ً و َ‬‫مل ِئ َ ْ‬‫سطا ً وعَد ْل ً كما ُ‬ ‫قِ ْ‬

‫‪50‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال في حديث سفيان‪" :‬ل تذهب أو ل تنقضي الدنيا حتى يملك‬


‫ب رج ٌ‬
‫ل من أهل بيتي يواط اسمه اسمي"‪.‬‬ ‫العر َ‬
‫وهكذا رواه أحمد‪ ،‬عن عمر بن عبيد وعن سفيان بتتن عيينتتة‪ ،‬ومتتن‬

‫حديث سفيان الثوري كلهم عن عاصم به رواه الترمذي متتن حتتديث‬

‫السنانيين وقال حسن صحيح‪ .‬قال الترمذي‪ :‬وفتتي البتتاب عتتن علتتي‬

‫وأبي سعيد وأم سلمة وأبتتي هريتترة‪ ،‬ثتتم قتتال الترمتتذي حتتدثنا عبتتد‬

‫الجبار بن العلء العطار‪ ،‬حدثنا سفيان بن عيينة‪ ،‬عن عاصم‪ ،‬عن زر‪،‬‬

‫عن عبد الله‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يلي رجتتل متتن‬

‫أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي"‪.‬‬

‫قال عاصم‪ :‬وأخبرنا أبو عاصم عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬لو لم يبق من الدنيا إل يوم لطول الله ذلتتك‬

‫اليوم حتى يلي الرجل من أهتتل بيتتتي يتتواطىء استتمه استتمي" هتتذا‬

‫حديث حسن صحيح‪ .‬وقال أبو داود‪ :‬حدثنا سهل بن تمتتام بتتن بريتتع‪،‬‬

‫حدثنا عمران القطان‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عتتن أبتتي نصتترة‪ ،‬عتتن أبتتي ستتعيد‬

‫جلتتى‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬المهتتديّ منتتي أ ْ‬

‫‪51‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ف يمل الرض قسطا ً وعدل ً كما ملئت ظلما ً وجتتورا ً‬


‫الجبهة أقَنى الن ْ ِ‬

‫ن"‪.‬‬
‫سِني َ‬
‫سب ْعَ ِ‬
‫يملك َ‬

‫وقال أبو داود حدثنا أحمد بن إبراهيم حتتدثنا عبتتد اللتته بتتن إبراهيتتم‬

‫جعفر الرقي حدثنا أبو المليح الحسن بن عمر عن زياد بن بيان عتتن‬

‫علي بن نفيل عن سعيد بن المستتيب عتتن أم ستلمة قتالت ستمعت‬

‫عْترتتتي متتن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬المهتتدي متتن ِ‬

‫َولد فاطمة"‪.‬‬

‫قال عبد الله بن جعفر‪ :‬سمعت أبا المليح يثني على علي بتتن نفيتتل‬

‫ويذكر فيه صلحًا‪ ،‬ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبتتي شتتيبة‪ ،‬عتتن‬

‫أحمد بن عبد الملك‪ ،‬عن أبي المليح الرقي‪ ،‬عن زيتتاد بتتن بيتتان بتته‪،‬‬

‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا محمد بن المثنى‪ ،‬حدثنا معاذ بن هشام‪ ،‬حدثني‬

‫أبي‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن صالح بن الخليل‪ ،‬عن صاحب له عتتن أم ستتلمة‬

‫زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫ج رجل من أهتتل المدينتتة‬


‫ف عند موت خليفة فيخر ُ‬
‫قال‪" :‬يكون اختل ٌ‬

‫هاربا ً إلتتى مك ّتتة فيتتأتيه نتتاس متتن أهتتل مكتتة فيخرجتتونه وهتتو كتتاره‬

‫‪52‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ف‬
‫ست ُ‬ ‫ث متتن الشتتام فَت ُ ْ‬
‫خ َ‬ ‫فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه ب َعْ ٌ‬

‫بهم البيداُء بين مكة والمدينةِ والمقام ويبعث إليتته ب َعْتتث متتن الشتتام‬

‫ة‪ ،‬فتتإذا رأى النتتاس ذلتتك أتتتاه‬ ‫ف بهم البيداُء بين مك ّ َ‬


‫ة والمدينت ِ‬ ‫س ُ‬ ‫فَت ُ ْ‬
‫خ َ‬

‫ب أهتتل العتتراق فيبتتايعونه‪ ،‬ثتتم ي َْنشتتأ رجتتل متتن‬


‫أبدال الشام وعصائ ِ ُ‬

‫ث‬ ‫ث إليهم بعثا ً فَي َظ ْهَتترو َ‬


‫ن عليهتتم وذلتتك ب َعْت ُ‬ ‫قريش أخواله ك َل ْ ٌ‬
‫ب في َب ْعَ ُ‬

‫ة لمن لم يشهد بيعته كلتب‪ ،‬فيقستم المتال ويعمت َ‬


‫ل فتي‬ ‫خي ْب َ ُ‬
‫ب وال َ‬ ‫َ‬
‫كل ٍ‬

‫لستلم بجرانتته إلتى الرض‪ ،‬فيلبتتث ستتبع‬


‫الناس ستتنة نتبيه ويلقتتى ا ِ‬

‫ستتتتتتنين ثتتتتتتم يتتتتتتتوفى ويصتتتتتتلي عليتتتتتته المستتتتتتلمون"‪.‬‬

‫وقال أبو داود‪ ،‬قال هارون يعني ابن المغيتترة‪ ،‬حتتدثنا عمتتر بتتن أبتتي‬

‫قيس‪ ،‬عن مطرف بن طريف‪ ،‬عن أبي الحسن‪ ،‬عن هلل بن عمتترو‬

‫سمعت عليا ً يقول قال النبي صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬يختترج رجتتل‬

‫من وراء النهر يقال له الحارث بن حران على مقدمة رجل يقال لتته‬

‫منصور يوطىء أو يمكن لل محمد كما مكنت قريتتش لرستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم وجبت على كل مؤمن نصرته أو قال إجتتابته"‪.‬‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا حرملة بن يحيى المصري وإبراهيم بن ستتعيد‬

‫‪53‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الجوهري قال‪ :‬حدثنا أبو صالح عبد الغفتتار بتتن داود الحرانتتي‪ ،‬حتتدثنا‬

‫ابن لهيعة عن أبي زرعة عن عمرو بن جابر الحضرمي عن عبد اللتته‬

‫بن الحارث بن جزء الزبيدي قال‪ :‬قال رسول اللته صتلى اللته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي يعني سلطانه"‪.‬‬

‫ِإخبار الرسول عليه السلم ببعض ما سيلقي آل بيته‬

‫الكرام من متاعب وأهوال‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا معاوية بن هشام‪،‬‬
‫حدثنا علي بن صالح‪ ،‬عن يزيد بن أبي زياد‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن‬
‫علقمة‪ ،‬عن عبد الله قال‪ :‬بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم اغَْروَْرقت عيناه وتغير لونه قال‪ :‬فقلت ما نزال نرى في‬
‫ل بيت اختار الله لنا الخرةَ على‬ ‫وجهك شيئا ً نكرهه فقال‪" :‬إنا أه ُ‬
‫ون بعدي بلء وتشريدا ً وتطريدا ً حتى يأتي قوم‬ ‫سيلَق ْ‬
‫الدنيا وإن بيتي َ‬
‫من قَِبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخبز فل ي ُعْ َ‬
‫طوَنه‬
‫َ‬
‫ه حتى يدفعوها إلى‬ ‫سألوا فل ي َْقب َُلون َ ُ‬ ‫ن ما َ‬ ‫صرون في ُعْط َوْ َ‬‫فيقاتلون فَي ُن ْ َ‬
‫ورًا‪ ،‬فمن أدرك ذلك‬ ‫ج ْ‬‫ت َ‬ ‫رجل من أهل بيتي فيملها قسطا ً كما ُ‬
‫مل ِئ َ ْ‬
‫منكم فليأتهم ولوحبوا ً على الثلج"‪.‬‬
‫ففي هذا السياق إشارة إلى بني العباس كما تقدم التنبيه على ذلك‬
‫عند ذكر ابتداء دولتهم في سنة اثنتين وثلثين ومائة‪ ،‬وفيه دللة على‬
‫أن المهدي يكون بعد دولة بني العباس وأنه يكون من أهل البيت‬
‫من ذرية فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم ثم من ولد‬
‫الحسن والحسين‪ ،‬كما تقدم النص على ذلك في الحديث المروي‬
‫عن علي بن أبي طالب والله تعالى أعلم‪ .‬وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا‬

‫‪54‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫محمد بن يحيى وأحمد بن يوسف قال‪ ،‬حدثنا عبد الرزاق عن سفيان‬


‫الثوري عن خالد الخزاعي أبي قلبة عن أبي أسماء الرحبي عن‬
‫ل عند‬ ‫ثوبان قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ي ُْقت َ ُ‬
‫ة كل ُّهم ابن خليفةٍ ل يصير إلى واحد منهم ثم ت َط ْل ُ ُ‬
‫ع‬ ‫زكم ِ ثلث ُ‬
‫كن ْ ِ‬
‫ت السود من قَِبل المشرق فيقاتلونكم قتال ً لم يقاتله قوم‪ ،‬ثم‬ ‫الرايا ُ‬
‫ذكر شيئا ً ل أحفظه قال فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا ً على الثلج‬
‫فإنه خليفة الله المهدي"‪.‬‬
‫تفّرد به ابن ماجه‪ ،‬وهذا إسناد قوي صحيح‪ ،‬والظاهر أن المراد‬
‫بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة يقتل عنده ليأخذه ثلثة‬
‫من أولد الخلفاء حتى يكون آخر الزمان فيخرج المهدي ويكون‬
‫ظهوره من بلد المشرق ل من سرداب سامراء كما تزعمه جهلة‬
‫الرافضة من أنه موجود فيه الن وهم ينتظرون خروجه في آخر‬
‫الزمان‪ ،‬فإن هذا نوع من الهذيان وقسط كثير من الخذلن وهوس‬
‫شديد من الشيطان إذ ل دليل عليه ول برهان ل من كتاب ول من‬
‫سنة ول من معقول صحيح ول استحسان‪.‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا رشيد بن سعد‪ ،‬عن يونس بن‬
‫شهاب الزهري‪ ،‬عن قبيصة بن ذؤيب‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال‬
‫ت سود‬ ‫ن رايا ُ‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يخرج من خراسا َ‬
‫ب بإيلياء"‪.‬‬
‫فل يردها شيء حّتى ت ُْنص ُ‬
‫هذا حديث غريب وهذه الرايات السود ليست هي التي أقبل بها أبو‬
‫مسلم الخراساني فاستلهب بها دولة بني أمية في سنة اثنتين‬
‫وثلثين ومائة‪ ،‬بل رايات سود أخر تأتي بصحبة المهدي وهو محمد‬
‫بن عبد الله العلوي الفاطمي الحسني رضي الله عنه يصلحه الله‬
‫في ليلة أي يتوب عليه ويوفقه ويفهمه ويرشده بعد إن لم يكن‬
‫كذلك‪ ،‬ويؤيده بناس من أهل المشرق ينصرونه ويقيمون سلطانه‬
‫ويشدون أركانه وتكون راياتهم سوداء أيضا ً وهو زي عليه الوقار لن‬
‫راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء يقال لها‬
‫العقاب‪ ،‬وقد ركزها خالد بن الوليد على الثنية التي هي شرقي‬
‫دمشق حين أقبل من العراق فعرفت الثنية بها فهي الن يقال لها‬

‫‪55‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثنية العقاب‪ ،‬وقد كانت عذابا ً على الكفرة من نصارى الروم‬


‫والعرب ووطدت حسن العاقبة لعباد الله المؤمنين من المهاجرين‬
‫والنصار ولمن كان معهم وبعدهم إلى يوم الدين ولله الحمد‪،‬‬
‫وكذلك دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح إلى مكة‬
‫وعلى رأسه المغفر وكان أسود وفي رواية كان متعمما ً بعمامة‬
‫سوداء فوق البيضة صلوات الله وسلمه عليه‪ ،‬والمقصود أن‬
‫المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان يكون أصل‬
‫خروجه وظهوره من ناحية المشرق ويبايع له عند البيت كما دل‬
‫على ذلك نص الحديث‪ ،‬وقد أفردت في ذكر المهدي جزءا ً على حدة‬
‫ولله الحمد‪.‬‬
‫وقال ابن ماجه أيضًا‪ :‬حدثنا نصر بن علي الجهضمي‪ ،‬حدثنا محمد‬
‫بن مروان العقيلي‪ ،‬حدثنا عمارة بن أبي حفصة‪ ،‬عن زيد العمي‪،‬‬
‫عن أبي الصديق الناجي‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع وإل ّ فتسع‬
‫تنعم فيها أمتي نعمة لم يسمعوا بمثلها قط تؤتي الرض أكلها ول‬
‫يدخر منها شيء والمال يومئذ كروس يقوم الرجل فيقول يا مهدي‬
‫أعطني فيقول خذ"‪.‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬حدثنا محمد بن يسار‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ،‬حتتدثنا‬

‫شعبة سمعت زيدا ً العمي‪ ،‬سمعت أبتتا الصتتديق النتتاجي يحتتدث عتتن‬

‫أبي سعيد الخدري قال‪ :‬خشينا أن يكون بعد نبينا حدث فستتألنا نتتبي‬

‫الله صلى الله عليه وسلم فقال‪" :‬إن في أمتي المهدي يخرج يعيش‬

‫خمسا ً أو سبعا ً أو تسعا ً يجيء إليه الرجل فيقتتول يتتا مهتتدي أعطنتتي‬

‫قال فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحملها"‪ .‬هتتذا حتتديث حستتن‪،‬‬

‫‪56‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد روي متتن غيتتر وجتته عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪ ،‬وأبتتو‬

‫الصديق الناجي اسمه بكر بن عمرو‪ ،‬ويقال بكر بن قيس‪ ،‬وهذا يدل‬

‫على أن أكبر مدته تسع وأقلهتتا خمتتس أو ستتبع‪ ،‬ولعلتته هتتو الخليفتتة‬

‫الذي يحثي المال حثيا ً والله تعالى أعلتتم‪ .‬وفتتي زمتتانه تكتتون الثمتتار‬

‫كثيرة والزروع غزيرة والمال وافرا ً والسلطان قتتاهرا ً والتتدين قائم تا ً‬

‫والعدو راغما ً والخير في أيامه دائمًا‪ ،‬وقال ا ِ‬


‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا خلتتف‬

‫بن الوليد‪ ،‬حدثنا عبتتاد بتتن عبتتاد‪ ،‬وحتتدثنا خالتتد بتتن ستتعيد‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫الوداك‪ ،‬عن أبي سعيد‪ :‬قال رجل والله ما يتتأتي علينتتا أميتتر إل وهتتو‬

‫شر من الماضتتي‪ ،‬قتتال أبتتو ستتعيد فقلتتت‪ :‬لتتول شتتيء ستتمعته متتن‬

‫رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم لقلتتت مثتتل متتا يقتتول ستتمعت‬

‫رسول الله صلى الله عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬إن متتن أمرائكتتم أميتترا ً‬

‫يحثو المال حثوا ً ول يعده يأتيه الرجتتل فيستتأله فيقتتول ختتذ فيبستتط‬

‫ثوبه فيحثو فيه وبسط رسول الل ّتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم ملحفتتة‬

‫غليظة كانت عليه يحكتتى صتتنع الرجتتل ثتتم جمتتع عليتته أكتافهتتا قتتال‬

‫فيأختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذه ثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم ينطلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتق"‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تفّرد به أحمد من هذا الوجه‪ ،‬وقال ابن ماجه‪ :‬حتتدثنا هدبتتة بتتن عبتتد‬

‫الوهاب‪ ،‬حدثنا سعد بن عبد الله الجنيد‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن علي بن زياد‬

‫اليماني‪ ،‬عن عكرمة بن عمار‪ ،‬عتتن إستتحاق بتتن عبتتد اللتته بتتن أبتتي‬

‫طلحة‪ ،‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى اللتته عليتته‬

‫وسلم يقول‪" :‬نحن ولد عبد المطلب ستتادة أهتتل الجنتتة أنتتا وحمتتزة‬

‫وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي" قال شيخنا أبتتو الحجتتاج‬

‫لسناد علتتي بتتن زيتتاد‬


‫المزي‪ :‬كذا وقع في سنن ابن ماجه‪ .‬في هذا ا ِ‬

‫اليماني‪ ،‬والصواب عبد اللتته بتتن زيتتاد الستتحيمي‪ .‬قلتتت وكتتذا أورده‬

‫البخاري في التاريتتخ‪ ،‬وابتتن حتتاتم فتتي الجتترح والتعتتديل وهتتو رجتتل‬

‫مجهول وهذا الحديث منكر‪ ،‬فأما الحديث الذي رواه ابتتن متتاجه فتتي‬

‫سننه حيث قال رحمه الله‪ :‬حدثنا يونس بن عبد العلى‪ ،‬حدثنا محمد‬

‫بن إدريس الشافعي‪ ،‬حدثني محمد بن خالد الجنتتدي‪ ،‬عتتن أبتتان بتتن‬

‫صالح‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن أنس بتتن مالتك أن رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قتتال‪" :‬ل يتتزداد المتتر إل شتتدة‪ ،‬ول التتدنيا إل إدبتتارًا‪ ،‬ول‬

‫الناس إل شحًا‪ ،‬ول تقوم الساعة إل على شرار الناس‪ ،‬وما المهتتدي‬

‫‪58‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إل عيسى ابن مريم"‪ ،‬فإنه حديث مشهور بمحمد بتتن خالتتد الجنتتدي‬

‫الصنعاني المؤذن شتتيخ الشتتافعي‪ ،‬وقتتد روى عنتته غيتتر واحتتد أيضتا ً‬

‫وليس هو بمجهول كما زعمه الحاكم‪ ،‬بل قد روى عن ابن معين أنتته‬

‫وثقه‪ ،‬ولكن من الرواة من حدث به عنه أبتتان عتتن أبتتي عيتتاش عتتن‬

‫الحسن البصري مرس ً‬


‫ل‪ ،‬وذكر شيخنا في التهتتذيب عتتن بعضتتهم أنتته‬

‫ي يتتونس بتتن عبتتد‬


‫رأى الشافعي في المنتتام وهتتو يقتتول‪ :‬كتتذب علت ّ‬

‫العلى الصدفي ويونس من الثقات ل يطعن فيه بمجرد منام‪ ،‬وهتتذا‬

‫الحديث فيما يظهر بادىء التترأي مختتالف للدحتتاديث التتتي أوردناهتتا‬

‫في إثبات أن المهدي غير عيسى ابن مريم‪ ،‬أما قبتتل نزولتته فظتتاهر‬

‫والله أعلم‪ ،‬وأما بعده فعند التأمتتل ل منافتتاة بتتل يكتتون المتتراد متتن‬

‫ذلك أن يكون المهدي حق المهدي هتتو عيستتى ابتتن مريتتم ول ينفتتي‬

‫ذلك أن يكون غيره مهديا ً أيضًا‪ ،‬والّله أعلم‪.‬‬

‫ذكر َأنواع من الفتن وقعت وستكثر وتتفاقم في آخر‬

‫الزمان‬

‫‪59‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إذا كثر المفسدون هلك الجميع وإن كان فيهم‬

‫الصالحون‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا مالك بن إسماعيل‪ ،‬حدثنا ابن عيينة أنه سمع‬
‫الزهري يروي عن عروة عن زينب بنت أم سلمة‪ ،‬عن أم حبيبة‪ ،‬عن‬
‫زينب بنت جحش أنها قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫ل للعرب من شر قد‬ ‫ه ِإل الل ّ ُ‬
‫ه وي ْ ُ‬ ‫من النوم محمرا ً وهو يقول‪" :‬ل إل َ‬
‫مْثل هذه وعقد ِتسعين أو‬ ‫ج ِ‬ ‫ج ومأجو َ‬ ‫م من ردم يأجو َ‬ ‫ح اليو َ‬ ‫اقترب فُت ِ َ‬
‫خَبث"‪.‬‬‫ك وفينا الصالحون? قال‪ :‬ن ََعم ِإذا كثر ال َ‬ ‫مائة قيل? أو ن َهْل ِ ُ‬
‫وهكذا رواه مسلم‪ ،‬عن عمرو الناقد‪ ،‬عن سفيان بن عيينتتة‪ ،‬وقتتال‪:‬‬

‫عقد سفيان بيده عشرة‪ ،‬وكذلك رواه عن حرملتتة‪ ،‬عتتن ابتتن وهتتب‪،‬‬

‫لبهام والتي تليهتتا‪ ،‬ثتتم‬


‫عن يونس الزهري به‪ .‬وقال‪ :‬وحلق بإصبعيه ا ِ‬

‫رواه عن أبي بكر‪ ،‬عن ابن أبي شتعبة وستعيد بتن عمترو وزهتر بتن‬

‫حرب وابن أبي عمر‪ ،‬عتتن ستتفيان‪ ،‬عتتن الزهتتري‪ ،‬عتتن عتتروة‪ ،‬عتتن‬

‫زينب‪ ،‬عتتن حبيبتتة‪ ،‬عتتن أم حبيبتتة‪ ،‬عتتن زينتتب فتتاجتمع فيتته تابعيتتان‬

‫وزينبتتتتان وزوجتتتتتان أربتتتتع صتتتتحابيات رضتتتتي اللتتتته عنهتتتتن‪.‬‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا موسى بن إسماعيل‪ ،‬حدثنا وهيتتب‪ ،‬حتتدثنا ابتتن‬

‫طاوس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليتته وستتلم‬

‫قال‪" :‬فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقتتد وهيتتب بتته‬

‫‪60‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تسعين"‪ .‬وروى البخاري من حديث الزهري‪ ،‬عن هنتتد بنتتت الحتتارث‬

‫الفراستتية أن أم ستتلمة زوج النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتالت‬

‫ن الل ّهِ متتاذا‬


‫استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فزعا ً يقول‪" :‬سبحا َ‬

‫ة من الخزائن? ومتتاذا َأنتتزل اللتته متتن الفتتتن? متتن يتتوقظ‬


‫زل الليل َ‬
‫أن ِ‬

‫ة فتي‬
‫ب كاستتيةٍ فتي التدنيا عاريت ٌ‬ ‫صتّلي َ‬
‫ن? ُر ّ‬ ‫ب الحجرات ل ِك َ ْ‬
‫ي يُ َ‬ ‫ح َ‬
‫صوا ِ‬

‫الخرة"‪.‬‬

‫لسلمية‬
‫إشارة نبوية إلى تغلغل الفتن في الوساط ا ِ‬

‫ثم روى البخاري ومسلم من حديث الزهري‪ ،‬عن عروة‪ ،‬عن أسامة‬

‫بن زيد قال‪ :‬أشرف النبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم علتتى أطتتم متتن‬

‫أطام المدينة فقال‪" :‬هَ ْ‬


‫ل ترون ما أرى? قتتالوا‪ :‬ل‪ ،‬قتتال‪ :‬فتتإني لرى‬

‫ل بيتتتتتتتتتوتكم ك َوَقْتتتتتتتتتع المط َتتتتتتتتتر"‪.‬‬


‫خل َ‬
‫ن تقتتتتتتتتتع ِ‬
‫الِفت َتتتتتتتتت َ‬

‫وروي من حديث الزهري‪ ،‬عن ستتعيد‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي‬

‫ص العلتتم وَي َب َْقتتى‬


‫ن وي َن ُْقت ُ‬
‫ب الزمتتا ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يتقتتار ُ‬

‫ج‪ .‬قالوا يا رسول الله ِإيما هو? قتتال‪:‬‬


‫ن ويكثر الهْر ُ‬
‫ح وتظهر الفت ُ‬
‫الش ّ‬

‫‪61‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل القتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫ل"‪.‬‬ ‫القتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬

‫ورواه أيضا ً عن الزهري‪ ،‬عن حميد‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬ثتتم رواه متتن‬

‫حديث العمش‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود وأبي موسى‪.‬‬

‫كل زمن يمضي هو خير من الذي يليه‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا محمد بن يوسف‪ ،‬حدثنا ستتفيان‪ ،‬عتتن الزبيتتر‪،‬‬

‫جاج‪،‬‬
‫ح ّ‬
‫عن عدي قال‪ :‬أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من ال َ‬

‫فقال‪" :‬اصبروا فإنه ل يأتي على الناس زمان إل الذي بعده شر منه‬

‫حتى تلقوا ربكم سمعت هتتذا متتن نتتبيكم صتتلى اللتته عليتته وستتلم"‪.‬‬

‫وروي عن الترمذي من حتتديث الثتتوري فقتتال حستتن صتتحيح‪ ،‬وهتتذا‬

‫الحديث يعبر عنه العوام فيما يوردونه بلفظ آخر كل عام ترذلون‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى ما سيكون من فتن شديدة تقتضي‬

‫الحذر منا والبعد عنها‬

‫وروى البخاري ومسلم من حديث الزهري‪ ،‬عن سعيد بن المستتيب‪،‬‬

‫عن أبي سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬

‫‪62‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م فيهتتا خيتٌر‬
‫ن فتن القاعد ُ فيها خير من القاِئم‪ ،‬والقتائ ُ‬
‫وسلم‪" :‬ستكو ُ‬

‫ف لهتتا‬ ‫ن يُ ْ‬
‫شتتر ْ‬ ‫مت ْ‬
‫متتن الماشتتي‪ ،‬والماشتتي فيهتتا خيتٌر متتن الستتاعي َ‬

‫مَعاذا ً فَل ْي َعُد ْ به"‪ .‬ولمسلم عن أبي‬


‫مْلجأ أو َ‬
‫شرِْفه فمن وجد فيها َ‬
‫ست َ ْ‬
‫تَ ْ‬

‫بكرة نحوه بالبسط منه‪.‬‬

‫رفع المانة من القلوب‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا محمد بن كثير‪ ،‬حدثنا سفيان‪ ،‬حدثنا العمتتش‪،‬‬

‫عن زيد بن وهب‪ ،‬حدثنا حذيفة قال‪ :‬حتتدثنا رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الختتر حتتدثنا قتتال‪" :‬إن‬

‫المانة نزلت في جذور قلوب الرجال ثتتم نتتزل القتترآن فعلمتتوا متتن‬

‫سنة وحتتدثنا عتتن رفعهتتا قتتال‪" :‬ينتتام الرجتتل‬


‫القرآن ثم علموا من ال ّ‬
‫ل َأثرهتتا مثت َ َ‬
‫ل أث َترِ ال ْتتوك ْ ِ‬
‫ت"‪ ،‬ثتتم‬ ‫ِ‬ ‫ض المانة من قلبه فيظ َت ُ ُ‬
‫ة فت ُْقب َ ُ‬
‫م َ‬
‫الن ّوْ َ‬

‫ه علتتى‬
‫جت َ ُ‬
‫حَر ْ‬
‫مرٍ د َ ْ‬ ‫جل ك َ َ‬
‫ج ْ‬ ‫ينام النومة فتقبض فيبقى أثرها مثل أثر الم ْ‬

‫من ْت َِبرا ً ليس فيه شيُء فيصبح النتتاس فيتبتتايعون‬ ‫ك َفنَف َ‬


‫ط‪ ،‬فَت ََراهُ ُ‬ ‫رجل َ‬

‫جل ً أمينًا‪ ،‬ويقتتال‬


‫ة‪ ،‬فيقال إن في بني فلن ر َ‬
‫ول يكاد أحد ُيؤذي المان َ‬

‫‪63‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جل َتد َهُ ومتتا فتتي قلبتته مثقتتا ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ل حبت ِ‬ ‫ما أظ َْرَفة ومتتا أ ْ‬
‫هو َ‬
‫للرجل ما أعَْقل ُ‬

‫ت‪ ،‬ف تِإن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خْرد َ َ‬


‫ما أبالي أّيكتتم ب َتتاي َعْ ُ‬
‫ي زمان و َ‬
‫ن‪ ،‬ولقد أتى عل ّ‬
‫ل من ِإيما ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م‪ ،‬وِإن كان نصرانيا ً أو يهودي تا ً رده عل ت ّ‬
‫ي‬ ‫سل ُ‬ ‫كان مسلما ً رده عل ّ‬
‫ي ال ِ ْ‬

‫م فمتتتتا كنتتتتت َأبتتتتايعُ إ ِل ّ فلنتتتتا ً وفلنتتتتًا"‪.‬‬


‫متتتتا الي َتتتتو َ‬
‫َ‬
‫ه‪ ،‬وأ ّ‬
‫عي ِ‬
‫ستتتتا ِ‬
‫َ‬

‫ورواه مسلم متتن حتتديث العمتتش بتته‪ ،‬ورواه البختتاري متتن حتتديث‬

‫الزهري عن سالم عن أبيه‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن الفتنة ستظهر من جهة المشرق‬

‫ومن حديث الليث‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قام إلى جنب المنبر وهو مستقبل المشرق فقال‪" :‬أل‬
‫ة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطا َ‬
‫ن أو قال قَْر ُ‬
‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ن الفتن َ‬
‫إِ ّ‬
‫الشمس"‪.‬‬
‫ورواه مسلم من حديث الزهري وغيره‪ ،‬عن سالم به‪ ،‬ورواه أحمتتد‬

‫من طريق عبد الله بن دينار‪ ،‬والطبراني من رواية عطية كلهما عن‬

‫عبد الله‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن الفساد سيكثر حتى ليغبط الحياء‬

‫الموات‬

‫‪64‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا إسماعيل‪ ،‬حدثني مالك‪ ،‬عن أبتتي الزنتتاد‪ ،‬عتتن‬

‫العرج‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬سمعت رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫ل ب َِقْبر الرجل فَي َُقو َ‬


‫ل يا‬ ‫م الساعة حتى يمر الرج ُ‬
‫وسلم يقول‪" :‬ل تقو ُ‬

‫ليتني مكاَنه"‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى عودة الصنمية قبل قيام الساعة إلى‬

‫بعض أحياء العرب‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ ،‬حدثنا شعيب‪ ،‬عن الزهري‪ .‬أختتبرني‬

‫سعيد بن المسيب أنا أبا هريرة قال‪ :‬سمعت رسول الله صتتلى اللتته‬

‫س‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫نسا‬ ‫ت‬ ‫يا‬ ‫ة حتى تضط َرب َ‬
‫أل‬ ‫عليه وسلم يقول‪" :‬ل تقوم الساع ُ‬
‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ِ َ‬

‫ة د َْوس الذي كانوا يعبتتدون فتتي‬


‫صة طاغي ُ‬ ‫خل َ َ‬
‫صة‪ ،‬وذو الخل َ‬ ‫على ذي ال َ‬

‫الجاهلية"‪.‬‬

‫إخبار الرسول عليه السلم بما ستتفجر عنه الرض‬

‫العربية من ثروات هائلة وما سيكون لهذه الثروات من‬

‫إثارة الشقاق وأسباب النزاع والقتال بين الناس‬

‫‪65‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي‪ ،‬عن عقبة بن خالد‪،‬‬

‫حدثنا عبيد الله عن حتتبيب بتتن عبتتد الرحمتتن‪ ،‬عتتن جتتده حفتتص بتتن‬

‫عاصم‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪:‬‬

‫خذ ْ منه‬
‫ضر فل يأ ُ‬ ‫َ‬
‫ح َ‬
‫سر عن كنز من ذهب فمن َ‬
‫ح ِ‬
‫ت أن ي َ ْ‬
‫شك الفرا ُ‬
‫"ُيو ِ‬

‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيئًا"‪.‬‬

‫قال عقبة‪ :‬وحدثنا عبد الله‪ :‬حدثنا أبو الزناد‪ ،‬عتتن العتترج‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫سُرعن‬
‫ح ِ‬
‫هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إل أنه قال‪" :‬ي َ ْ‬

‫جَبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن ذ َ َ‬
‫هتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتب"‪.‬‬ ‫َ‬

‫وكذلك رواه مسلم من حديث عقبة بن خالد من التتوجهين‪ ،‬ثتتم رواه‬

‫عن قتيبة‪ ،‬عن يعقوب بن عبد الرحمن‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي‬

‫هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل تقتتوم الستتاعة‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫س عََليه فَي ُْقت َ ُ‬
‫ل ِ‬ ‫ت عن جبل من ذهب ي َْقتِتل النا ُ‬
‫سَر الفرا ُ‬
‫ح ِ‬
‫حتى ي َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل رجل منهم لعلي أكون أنتتا ال ّت ِ‬
‫ذي‬ ‫ة وتسعون ويقول ك ّ‬
‫سع َ ٌ‬ ‫كُ ّ‬
‫ل مائة ت ِ ْ‬

‫جتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو"‪.‬‬ ‫َ‬
‫أن ْ ُ‬

‫ثم روى من حديث عبد الله بن الحارث بن نوفل قتتال‪ :‬كنتتت واقف تا ً‬

‫‪66‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مع أبي بن كعب في ظل أجم حسان فقال‪ :‬ل يزالط الناس مختلفة‬

‫أعناقهم في طلب الدنيا قلت أجل قتتال‪ :‬إنتتي ستتمعت رستتول اللتته‬

‫جبل من‬ ‫َ‬


‫سَر عن َ‬
‫ح ِ‬
‫شك الفرات أن ي َ ْ‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول‪ُ" :‬يو ِ‬

‫ده ل َئ ِ ْ‬
‫ن ت ََرك ْن َتتا‬ ‫عن ْت َ‬
‫ن ِ‬
‫مت ْ‬
‫ساروا إليتته فيقتتول َ‬
‫س َ‬
‫مع به النا ُ‬
‫ب فِإذا اس َ‬
‫ذه ِ‬

‫ن به كّله‪ ،‬قتتال فَي َْقَتتلتتون عليتته َفيْقت َتتل ِ‬


‫متتن‬ ‫س يأخذون منه ل َي ُذ ْهَب َ ّ‬
‫النا َ‬

‫كُ ّ‬
‫ل مائ َةٍ تسع ٌ‬
‫ة َوتسعون"‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى ظهور كثير من الدجالين قبل قيام‬

‫الساعة وإلى مفاجأة الساعة للناس وهم عنها لهون‬

‫غافلون‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا أبواليمان‪ ،‬أخبرنا شعيب‪ ،‬حدثنا أبو الزناد‪ ،‬عن‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬ل تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما‬
‫ما واحدة‪ ،‬وحتى ي ُب َْعث دجالون كذابون قريب‬ ‫واه َ‬ ‫مقتلة عظيمة د َعْ َ‬
‫ل ي َْزعم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى‬ ‫من ثلثين ك ّ‬
‫كثُر‬ ‫ن وت َظ ْهََر الفت ُ‬
‫ن وي ْ‬ ‫ب الزما ُ‬ ‫كثَر الزلز ُ‬
‫ل وي َت ََقاَر َ‬ ‫م وت َ ْ‬ ‫ي ُْقَبض العل ُ‬
‫م رب المال من‬ ‫ل حتى يهِ ّ‬ ‫ل‪ ،‬وحتى َيكثر فيكم الما ُ‬ ‫ج وهو ال َْقت ْ ُ‬ ‫ال ْهَْر ُ‬
‫ضه فيقول الذي ي َْعرضة عليه ل أ ََرب لي به‪،‬‬ ‫صد َقََتة وحتى ي َْعر َ‬ ‫ي َْقَبل َ‬
‫ن‪ ،‬وحتى يمر الرجل بقبر الرجل‬ ‫س في البنيا ِ‬ ‫ل النا ُ‬ ‫طاوَ َ‬‫وحتى ي َت َ َ‬
‫ربها فإ َِذا طلعت‬‫مغ ْ ِ‬‫من َ‬ ‫س ِ‬
‫فيقول يا ليتني مكاَنه‪ ،‬وحتى تطلعُ الشم ُ‬

‫‪67‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ل ينفع نفسا ً إيمانها لم تكن‬ ‫ورآها الناس آمنوا أجمعون‪ ،‬ولكن حي َ‬


‫شر‬ ‫آمنت من قبل َأوكسبت في إيمانها خيرًا‪ ،‬ولَتقومن الساعة وقد ن َ َ‬
‫ن الساعة وقد‬ ‫طوَياِنه‪ ،‬ولتَقوم ّ‬ ‫ما بينهما فَل َ ي َت ََباي ََعاِنه ول ي َ ْ‬ ‫ن َثوبه َ‬‫الرجل ِ‬
‫من الساعة وهو يلي ُ‬
‫ط‬ ‫ه‪ ،‬ولتقو َ‬ ‫حِته فل ي َ ْ‬
‫طعم ُ‬ ‫انصرف الرجل بلبن ل ِْق َ‬
‫َ‬
‫ه إلى ِفيه فل‬ ‫عة وقد رفع أك ْل َت َ ُ‬ ‫سا َ‬‫ن ال ّ‬‫م ّ‬
‫ي فيه‪ ،‬ولت َُقو َ‬ ‫سِق َ‬‫ضه فل ي َ ْ‬‫حو ْ َ‬‫َ‬
‫ي َط ْعَ ُ‬
‫مها"‪.‬‬
‫وقال مسلم‪ :‬حدثني حرملة بن التجيبي‪ ،‬أخبرنتتا ابتتن وهتتب‪ ،‬أخبرنتتا‬

‫ابن يونس عن ابن شهاب أن أبا إدريس الجولني قال‪ :‬قتتال حذيفتتة‬

‫بن اليمان‪ :‬والله إني لعلم الناس بكل فتنة كائنتتة فيمتتا بينتتي وبيتتن‬

‫الساعة وما بي أن ل يكون رسول الله صلى الله عليتته وستتلم أستّر‬

‫َلي في ذلك شيئا ً لم يحدثه غيري‪ ،‬ولكن رسول الله صلى الله عليتته‬

‫وسلم قال وهو يحدث مجلسا ً أنا فيه عن الفتن فقتتال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم وهو يعد الفتن منهن ثلث ل يكتتدن يتتذرن‬

‫شيئًا‪ ،‬ومنهن فتن كرياج الصيف منها صغار ومنها كبار‪ ،‬فقال حذيفتتة‬

‫فذهب أولئك الرهط كلهم غيري‪ ،‬وروى مسلم من حديث نفير‪ ،‬عتتن‬

‫سهل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬منعت العراق درهمها وقفيزها‪ ،‬ومنعت الشتتام متتديها‪،‬‬

‫ودينارهتتا‪ ،‬ومنعتتت مصتتر إردبهتتا‪ ،‬ودينارهتتا وعتتدتم متتن حيتتث بتتدأتم‬

‫‪68‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بتتدأتم شتتهد ذلتتك لحتتم أبتتي‬

‫هريتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترة ودمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا إسماعيل‪ ،‬حدثنا الحريري‪ ،‬عن أبتتي نصتترة‬


‫وقال ا ِ‬

‫قال‪ :‬كنا عند جابر فقال‪ :‬يوشك أهل العراق أن ل يجيء إليهم دينتتار‬

‫ول مدى‪ ،‬قلنا من أين ذاك? قال‪ :‬من قبل الروم يمنعون ذلك‪ :‬قال‪:‬‬

‫ثم سكت هنيهة ثم قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"يكون في آخر أمتي خليفتتة يحثتتو المتتال حثتتوا ً ل يعتتده عتتدًا"‪ ،‬قتتال‬

‫الحريري فقلت لبي نصرة وأبي العلء كأنه عمتتر بتتن عبتتد العزيتتز?‬

‫فقتتتتتال‪ :‬ل‪ .‬رواه مستتتتتلم متتتتتن حتتتتتديث الحريتتتتتري بنحتتتتتوه‪.‬‬

‫لمام أحمد حدثنا أبو عامر‪ ،‬حتتدثنا أفلتتح بتتن ستتعيد النصتتاري‬
‫وقال ا ِ‬

‫شيخ من أهل قباء من النصار‪ ،‬حدثني عبد اللتته بتتن رافتتع متتولى أم‬

‫سلمة قال‪ :‬سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول اللتته صتتلى اللتته‬

‫ن‬ ‫وما ً َيغتت ُ‬


‫دو َ‬ ‫ي قَ ْ‬ ‫ش َ‬
‫ك أن ت ُد ْن ِ َ‬ ‫ن طالت بكم مد ّةٌ أوْ َ‬
‫عليه وسلم يقول‪" :‬إ ِ ْ‬

‫ط الل ّهِ وي َُروحون في الفتنة في أيديهم مثتتل أذنتتاب البقتتر"‪.‬‬


‫خ ِ‬
‫س َ‬
‫في َ‬

‫‪69‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأخرجه مستتلم‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن عبتتد اللتته بتتن عيتتن‪ ،‬عتتن زيتتد بتتن‬

‫الحباب‪ ،‬عن أفلح ابن سعيد به‪:‬‬

‫إشارة نبوية إلى ما سيكون من ظهور صنفين من أهل‬

‫النار والعياذ بالّله رب العالمين‬

‫ثم روي‪ ،‬عن زهر بن حرب‪ ،‬عن سهيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‬

‫من أهل النتتار‬


‫ن ِ‬
‫صن َْفا ِ‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ِ " :‬‬

‫ستَيا ٌ‬
‫ط كأذ ْن َتتا ِ‬
‫ب الب ََقترِ يضتتربون بهتتا النتتاس‬ ‫معَُهم ِ‬
‫م َ‬
‫هما ب َعْد ُ قو ٌ‬
‫لم أَر ُ‬

‫مةِ اْلب ْ‬
‫ختتت‬ ‫ستن ِ َ‬ ‫ن َ‬
‫كأ ْ‬ ‫س ته ُ ّ‬
‫ت رؤو ُ‬
‫ميل ٌ‬
‫م ِ‬
‫ت ُ‬
‫متتاِئل ٌ‬
‫ت َ‬
‫سَيات عاري َتتا ٌ‬ ‫ونساُء َ‬
‫كا ِ‬

‫ة‬
‫ن ريحَها وإن ريحها لتوجد ُ من مسير ِ‬
‫جد ْ َ‬
‫ة ول ي َ ِ‬
‫جن ّ َ‬ ‫دخل ْ َ‬
‫ن ال َ‬ ‫المائلةِ ل ي َ ْ‬

‫كذا وكذا"‪.‬‬

‫بعض مبررات ترك المر بالمعروف والنهي عن المنكر‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي‪ ،‬حدثنا أبتتو ستتعيد‪ ،‬حتتدثنا‬

‫أبو مكحول عن أنس بن مالك قال‪ :‬قيتتل يتتا رستتول اللتته متتتى نتتدع‬

‫مث ْ ُ‬
‫ل متتا‬ ‫الئتمار بالمعروف والنهي عن المنكر? قال‪" :‬إذا ظهر فيكم ِ‬

‫‪70‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ظهر في بني ِإسرائيل? ِإذا كانت الفاحشة في كبتتاركم والعلتتم فتتي‬

‫َأراِذلكتتتتتتتتتتتتتم والملتتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫ك فتتتتتتتتتتتتتي صتتتتتتتتتتتتتغاركم"‪.‬‬

‫رواه ابن ماجه‪ ،‬عن العباس بن الوليد‪ ،‬عن زيد بن يحيتتى بتتن عبيتتد‪،‬‬

‫عن الهيثم بن حيد‪ ،‬عن أبي معبد حفص بن عيلن مكحول‪ ،‬عن أنس‬

‫فذكر نحوه‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى ما سيكون من خروج الناس أفواجا ً من‬

‫الدين‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا معاوية بن عمتر‪ ،‬حتدثنا أبتتو إستحاق‪ ،‬عتتن‬


‫وقال ا ِ‬

‫الوزاعي‪ ،‬حدثنا أبو عمار‪ ،‬حدثني جار جابر بن عبد الله قال‪ :‬قدمت‬

‫ي فجعلت أحدثه عن افتراق النتتاس‬


‫من سفر فجاءنا جابر ليسلم عل ّ‬

‫وما أحدثوا فجعل جابر يبكي ثم قال سمعت رسول الله صتتلى اللتته‬

‫س دخلتتوا فتتي ديتتن اللتته َأفواجتتا ً‬


‫ن النتتا َ‬
‫عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬إ ِ ّ‬

‫وسيخرجون منه أ َْفواجًا"‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ِإخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بنشوب فتن مهلكة‬

‫تجعل القابض على دينه أثناءها كالقابض على الحجر‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن إسحاق‪ ،‬حدثنا ابن لميعتتة‪ ،‬حتتدثنا‬


‫وقال ا ِ‬

‫أبو يونس عن أبي هريرة‪ ،‬وقال حسن حتتدثنا أبتتو لميعتتة‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬

‫يونس عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪:‬‬

‫ن ك ََق ِ‬
‫طيتع الليتل المظلتم يصتبح‬ ‫ب فَِتت ٌ‬ ‫"وَي ْ ٌ‬
‫ل للعرب من شرٍ قد اقتتر َ‬

‫الرجل مؤمنا ً ويمسي كافرا ً يبيع قوم ديَنهم بعََرض متتن التتدنيا قليتتل‬

‫وك"‪.‬‬
‫مر أو قتتال علتتى الش ت ْ‬
‫خ ْ‬
‫المتمسك يومئذ بدينهِ كالقاِبض على ال َ‬

‫وقال حسن في حديث تخبط الشوك‪:‬‬

‫إشارة نبوية إلى ما سيكون من تجمع المم ضد‬

‫المسلمين استضعافا ً لهم وطمعا ً فيهم‬

‫مع كثرة المسلمين ووفرة عددهم حينئذ‬


‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو جعفر المدايني‪ ،‬حدثنا عبد الصتتمد بتتن‬
‫وقال ا ِ‬

‫حبيب الزدي‪ ،‬عن أبيه حبيب عبد الله‪ ،‬عن ستتبيل‪ ،‬عتتن عتتوف‪ ،‬عتتن‬

‫‪72‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أبي هريرة قال‪ :‬سمعت رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‬

‫لثوبان‪" :‬كيف أنتتت يتتا ثوبتتان إذا تتتداعت عليكتتم المتتم كمتتا تتتداعى‬

‫الكلة على قصعتها‪ .‬فقال بأبي أنت وأمي يا رستتول اللتته أمتتن قلتتة‬

‫بنا? قال‪ :‬ل بل أنتم يومئذ كثير ولكن يلقي في قلوبكم الوهن‪ ،‬قال‪:‬‬

‫حّبكم الدنيا وكراهي َُتكم القتال"‪.‬‬


‫وما الوهن يا رسول الله? قال‪ُ " :‬‬

‫ة‬
‫إشارة من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن فتن ً‬

‫مهلكة ستحدث وإن النجاة منها في البعد عنها وتجنب‬

‫طريقها‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا معمتتر عتتن رجتتل عتتن‬
‫وقال ا ِ‬

‫عمرو بن وابصة السدي عتتن أبيتته قتتال‪ :‬إنتتي بالكوفتتة فتتي داري إذ‬

‫ج‪،‬‬
‫ي فقلت عليكم السلم فل ّ‬
‫سمعت على باب الدار السلم عليكم إل ّ‬

‫فلما دخل فإذا هو عبد الله بن مسعود‪ ،‬فقلت أبتتا عبتتد الرحمتتن أيتتة‬

‫ي النهتتار‬
‫ساعة زيارة هذه? وذلك في نحتتر الظهتتر فقتتال‪ :‬طتتال عل ت ّ‬

‫فذكرت من أتحدث إليه قال فجعل يحدثني عتتن رستتول اللتته صتتلى‬

‫‪73‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ع‪،‬‬ ‫ضت َ‬
‫طج َ‬ ‫م فيها خيتٌر متتن الم ْ‬
‫ة النائ ُ‬
‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬تكون فتن ٌ‬

‫ن ال َْقتتاِئم‬
‫مت َ‬
‫خي تٌر متتن القاعتتدة والقاع تد ُ فيهتتا خي تٌر ِ‬
‫والمضطجعُ فيها َ‬

‫والَقاِئم فيها خير من الماشي? والماشي خيٌر من الراكب‪ ،‬والراكتتب‬

‫متتتى‬ ‫ها ك ُّلها في الناِر‪ :‬قل ُ‬


‫ت يتتا رستتول اللتته و َ‬ ‫ن الساعي? قَت ْل َ َ‬
‫م َ‬
‫خيٌر ِ‬
‫َ‬

‫مُرني‬
‫جليسه‪ ،‬قال‪ :‬فما َتأ ُ‬ ‫ن الرج ُ‬
‫ل َ‬ ‫ذلك? قال‪ :‬أّيام الهَْرج حين ل َ يأ َ‬
‫م ُ‬

‫داَرك‪ .‬قال قلتتت يتتا‬


‫ل َ‬ ‫ك وَي َد َ َ‬
‫ك وادخ ُ‬ ‫ف نفس َ‬
‫ت ذلك‪ .‬قال اكُف ْ‬
‫ن أدرك ُ‬
‫إِ ْ‬
‫َ‬
‫ل بيت َت َ‬
‫ك‪ :‬قتتال‬ ‫ل فأقِْف ْ‬ ‫جل عَل َ ّ‬
‫ي داري? قا َ‬ ‫خ َ‬
‫لر ُ‬ ‫ن دَ َ‬
‫ت إِ ْ‬
‫رسول الله أَراي ْ َ‬

‫دك واصتتنع هكتتذا وق‬


‫ت ِإن دخل على بيتي? قال فادخل مستتج َ‬
‫افَرأي ْ َ‬

‫صه فلما‬ ‫لس ب َي ْت ِ َ‬


‫ك‪ .‬قال يعني واب ِ‬ ‫حْلسا ً من أ ْ‬
‫ح َ‬ ‫دك وك ُ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ف لساَنك وَي َ َ‬
‫ّ‬

‫طتتتتتتتتتتار قلتتتتتتتتتتبي م َ‬
‫طتتتتتتتتتتاره"‪.‬‬ ‫قتتتتتتتتتتتل عثمتتتتتتتتتتان َ‬

‫فركبت حتى أتيت دمشق فلقيتتت حتتذيم بتتن فاتتتك الستتدي فحلتتف‬

‫بالله الذي ل إله إل هو لقد سمعته من رسول الله صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪.‬‬

‫إشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ضروب‬

‫من الفتن ستكون وإن النجاة منها من اعتزال المجتمع‬

‫‪74‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كما حدثنا ابن مسعود‪ ،‬وقال أبو داود حدثنا عثمان بن أبي شيبة‪،‬‬
‫حدثنا وكيع عن عثمان السحام‪ ،‬حدثني مسلم بن أبي بكرة عن أبيه‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنها ستكون فتنة‬
‫س خير من القائم? والقائم‬ ‫طجعْ فيها خير من الجالس والجال ُ‬ ‫ض َ‬‫م ْ‬ ‫ال ُ‬
‫ما‬
‫عي‪ .‬قال يا رسول الله َ‬ ‫خير من الماشي والماشي خير من السا ِ‬
‫م‬‫ه‪ ،‬ومن كانت َله غَن َ ٌ‬ ‫حقْ بإ ِب ِل ِ ِ‬ ‫ل فل ْي َل ْ َ‬
‫مُرني? َقال‪ :‬من كانت له ِإب ٌ‬ ‫َتأ ُ‬
‫ه‪ .‬قال‪ :‬فمن َلم‬ ‫ض ِ‬‫حقْ ِبأْر ِ‬ ‫ت َله أرض فل ْي َل ْ َ‬ ‫ن َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه‪ ،‬وَ َ‬
‫م ِ‬ ‫فَل ْي َل ْ َ‬
‫حقْ ب ِغَن َ ِ‬
‫جرٍ ثم‬ ‫ح َ‬
‫حد ّهَ ب ِ َ‬‫سي ِْفهِ فيد ُقّ عََلى َ‬ ‫مد ْ ِإلى َ‬ ‫كن له شيُء من ذلك فل ْي َعْ َ‬ ‫يَ ُ‬
‫جاَء"‪.‬‬
‫طاعَ الن ّ َ‬‫ست َ َ‬ ‫ج ما ا ْ‬ ‫لي َن ْ ُ‬
‫وقد رواه مسلم من حديث عثمان السحام بنحوه‪.‬‬
‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا الفضل عن عياش عن بكير عن بشر بن سعيد‬
‫عن حسين بن عبد الرحمن الشجعي أنه سمع سعد بن أبي وقاص‬
‫يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا لحديث قال‪ :‬قلت يا‬
‫رسول الله أرأيت إن دخل على بيتي وبسط يده ليقتلني? فقال‬
‫سط ْ َ‬
‫ت‬ ‫ن بَ َ‬ ‫م وتل‪" :‬ل َئ ِ ْ‬‫كاْبن آد َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ك ُ ْ‬
‫ك"‪.‬‬ ‫ي يد َ‬ ‫ِإل ّ‬
‫انفرد به أبو داود من هذا الوجه‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬حدثنا ليث بن سعد عن عياش بن‬

‫عباس عن بكر بن عبد الله عتتن بشتتر بتتن ستتعيد أن ستتعد بتتن أبتتي‬

‫وقاص "قال عند فتنة عثمان بتتن عفتتان أن رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫ة القاعتد ُ فيهتا خيتٌر متتن القتتائم‬


‫ن فتنت ٌ‬
‫عليه وسلم قال‪ِ" :‬إنهتتا ستتكو ُ‬

‫ت ِإن‬ ‫َ‬
‫خْير من الماشي والماشي خيٌر من الساعي‪ .‬قال‪ :‬أرأي ْ َ‬
‫والقائم َ‬

‫‪75‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫دم‪.‬‬
‫ن كتتابن آ َ‬
‫كتت ْ‬ ‫ستت َ‬
‫ط يتتده أي ليقتلنتتي قتتال ُ‬ ‫دختتل علتتى بيتتتي فب َ َ‬

‫وهكذا رواه الترمذي عن قتيبتتة عتتن الليتتث عتتن عيتتاش بتتن عبتتاس‬

‫القنياني عتتن بكيتتر بتتن عبتد اللته بتن الشتج عتن بسترة بتتن ستعيد‬

‫الحضرمي عن سعيد بن أبي وقاص فذكره وقال هذا حديث حستتن‪،‬‬

‫لسناد رجل ً يعني الحسين‪ ،‬وقيتتل‬


‫ورواه بعضهم عن الليث فزاد في ا ِ‬

‫الحلبي بن عبدِ الرحمن‪ ،‬ويقال عبد الرحمن بن الحسين عتتن ستتعد‪،‬‬

‫كما رواه أبو داود فيما تقدم آنفًا‪.‬‬

‫نصح الرسول عليه السلم بتحمل الذى عند قيام الفتن‬

‫والبعد عن المشاركة في الشر‬

‫ثم قال أبو داود‪ :‬حدثنا مستتدد‪ ،‬حتدثنا عبتتد التتوارث بتتن ستعد‪ ،‬عتتن‬

‫محمد بن حجارة‪ ،‬عن عبد الرحمن بن نزوان‪ ،‬عتتن هتتذيل‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫ن‬
‫موسى الشعري قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬إ ِ ّ‬

‫سي‬ ‫ح فيها مؤمنا ً وي ُ ْ‬


‫م ِ‬ ‫م يصب ُ‬ ‫ساعَةِ فَِتنا ً ك ََق ِ‬
‫طيع الليل المظل ِ ً‬ ‫دي ال ّ‬
‫ن يَ َ‬
‫ب َي ْ َ‬

‫ح كافرًا‪ :‬القاعد ُ خيرمن القتتائم والماشتتي‬ ‫كافرا ً ويمسي مؤمنا ً وي ُ ْ‬


‫صب ُ‬

‫‪76‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م وقَط ّعُتتوا أوْت َتتاَرك ُ ْ‬


‫م واضتترُبوا‬ ‫ستي ّك ُ ْ‬ ‫فيها خيٌر من الساعي‪َ ،‬فك ّ‬
‫سروا قِ ِ‬

‫خي ْرِ اب ِْني‬ ‫حدٍ منكم فَل َْيك ْ‬


‫ن كَ َ‬ ‫ل ي َعِْني عََلى أ َ‬
‫خ َ‬ ‫سُيوفَك ُ ْ‬
‫م ِبالحجارة‪ ،‬فِإن د ُ ِ‬ ‫ُ‬

‫م"‪.‬‬
‫آد َ َ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أم حرام‪ ،‬حدثني أبو عمران الجوني عتتن‬


‫ثم قال ا ِ‬

‫عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال‪ :‬ركب رسول اللتته صتتلى اللتته‬

‫س‬
‫ب النتتا َ‬
‫صتتا َ‬
‫نأ َ‬
‫ت إِ ْ‬ ‫خل َْف ُ‬
‫ه فقا َ‬
‫ل‪" :‬يا أبا ذ َّر أرأي ْ َ‬ ‫عليه وسلم َوأْرد َفَِني َ‬

‫شك ِإلى مسجدك ك َْيتت َ‬


‫ف‬ ‫من ِفرا ِ‬
‫م ِ‬
‫ن تقو َ‬
‫طيعُ معه أ ْ‬ ‫شديد ل َ ت َ ْ‬
‫ست َ ِ‬ ‫جوعٌ َ‬

‫صِبر‪ ،‬قال يا أبا ذر‪ :‬أرأيتتت ِإن‬ ‫ه أعْل َ ُ‬


‫م‪ .‬قال‪ :‬ا ْ‬ ‫ع? قلت الله ورسول ُ‬
‫صن َ ُ‬
‫تَ ْ‬

‫أصاب الناس موت شديد ٌ كيف تصنع قلت الله ورسوله أعلتتم‪ .‬قتتال‪:‬‬

‫ضهم بْعض تا ً يعنتتي حتتتى‬


‫س َبع ُ‬ ‫صب ِْر‪ .‬قال يا َأبا ذر‪ :‬أرأيت ِإن قَت َ َ‬
‫ل النا ُ‬ ‫ا ْ‬

‫ت َغْرِقَ حجارهُ ال ْب َي ْ ِ‬
‫ت من الدماِء كيف تصنع قال اللتته ورستتوله أعلتتم‪.‬‬

‫ختذ ُ‬ ‫ك‪ .‬قتتال‪ :‬فتِإن لتتم أْتتَر ْ‬


‫ك أفأ ُ‬ ‫ك وأغل ِقْ عَل َي ْ َ‬
‫ك َباَبت َ‬ ‫قال‪ :‬اقْعُد ْ في ب َي ْت ِ َ‬

‫لحي? قتتال‪ِ :‬إذا ً ت ُ َ‬


‫شتتارك ُُهم فيمتتا هتتم ِفيتته‪ ،‬ولكتتن ِإن خشتتيت أن‬ ‫ست َ‬
‫ِ‬

‫ك كَ ْ‬
‫ي ي َْبوُء بتتإثمه‬ ‫ك عََلى وَ ْ‬
‫جه ِ َ‬ ‫دائ ِ َ‬ ‫ف فاْلق ط ََر َ‬
‫ف رِ َ‬ ‫سي ْ ِ‬
‫شَعاعُ ال ّ‬ ‫ي َُروّعَ َ‬
‫ك ُ‬

‫و ِإثمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك"‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ ،‬وقد رواه أبتتو داود عتتن مستتدد وابتتن متتاجه‬
‫هكذا رواه ا ِ‬

‫وعن أحمد بتتن عبتتدة كلهمتتا عتتن حمتتاد بتتن زيتتد عتتن أبتتي عمتتران‬

‫الجوني عن المشعث بن طريف عن عبد الله بن الصامت عتتن أبتتي‬

‫ذر بنحوه‪ ،‬ثم قال أبو داود‪ :‬ولم يذكر المشعث في هذا الحديث غيتتر‬

‫حماد بن زيد‪ ،‬وقال أبو داود‪ :‬حدثنا محمد بن يحيى بن فارس‪ ،‬حدثنا‬

‫عفان بن مسلم‪ ،‬حدثنا عبد الواحد بن زياد‪ ،‬حدثنا عاصم الحول عن‬

‫أبي لبيبة قال‪ :‬سمعت أبا موسى يقول قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى‬

‫ديكم فتنا ً كقطع الليل ُيصب ُ‬


‫ح الرجل فيهتتا‬ ‫الله عليه وسلم‪ِ" :‬إن بين أي ِ‬

‫مسي كافرا ً ويمسي مؤمنا ً ويصبح كتتافرا ً القاع تد ُ فيهتتا خي تٌر‬


‫مؤمنا ً وي ُ ْ‬

‫عي قتتال‬
‫سا ِ‬
‫شي خير من ال ّ‬
‫من القائم والقائم خيٌر من الماشي والما ِ‬
‫َ‬
‫حل َ َ‬
‫س ب ُُيوتكم"‪.‬‬ ‫مُرنا? قال‪ :‬كانوا أ ْ‬
‫فما َتأ ُ‬

‫إشارة الرسول عليه السلم إلى ما سيكون من ردة‬

‫بعض المسلمين إلى الصنمية‬

‫‪78‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ،‬حدثنا حماد بن زيتتد عتتن‬


‫وقال ا ِ‬

‫أيوب عن أبي قلبة عن أبي أسماء عن ثوبان قال‪ :‬قال رسول اللتته‬

‫ت مشتتارقَها‬ ‫َ‬
‫ض فرأيت ُ‬
‫ه َزَوى لتتي الر َ‬
‫ن اللت ّ‬
‫صلى الله عليه وستتلم‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ت الكنَزيتتن‬
‫طيت ُ‬
‫من َْها‪ ،‬وإ ِّني أعْ ِ‬
‫مِتي سيبلغ ما ُزِوي ِ‬ ‫مل َ‬
‫كأ ّ‬ ‫مغارَِبها وِإن ُ‬
‫و َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ت ة ٍ ول َ‬ ‫ت ربتتي أن ل ي ُهْل َك ُتتوا ب ِ َ‬
‫ستن َةٍ ب َِعا َ‬ ‫ض‪ ،‬وِإنتتي ستأل ُ‬
‫متَر والبيت َ‬
‫ح َ‬
‫ال ْ‬
‫َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ن َربتتي‬
‫م‪ ،‬وإ ّ‬ ‫م فََيس تت َِبيح ب َي ْ َ‬
‫ض تت َهُ ْ‬ ‫س ته ِ ْ‬
‫وى أن ُْف ِ‬
‫س َ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ط عليهم عدّوا ِ‬ ‫يُ َ‬

‫ت ِقضتتاَء فتإ ِّنه ل ي ُتَرد‪ ،‬وِإنتتي‬ ‫جت ّ‬


‫ل قتتال ي َتتا محمتد ُ ِإنتتي ِإذا قضتتي ُ‬ ‫عَّز وَ َ‬

‫م عتتدوا ً متتن‬ ‫سل ّ َ‬


‫ط عليه ْ‬ ‫ن ل َ أ َهْل ِك َُهم ِبسنة َ‬
‫عامة ول أ َ‬ ‫أعْط َي ْت ُ َ‬
‫ك لمتك أ ْ‬

‫ن َأق َ‬
‫طارِهَتتا‪،‬‬ ‫ن ب َي ْت َ‬
‫م ْ‬ ‫معَ عَل َْيه ْ‬
‫م َ‬ ‫جت َ َ‬
‫م ولو ا ْ‬
‫ضت َهُ ْ‬ ‫سهم فََيستبي َ‬
‫ح ب َي ْ َ‬ ‫وى أنف ِ‬
‫س َ‬
‫ِ‬

‫م‬
‫ض ته ُ ْ‬ ‫ك ب َْعضا ً وي َ ْ‬
‫س تِبي ب َعْ ُ‬ ‫م ي ُهْل ِ ُ‬
‫ضه ُ ْ‬
‫ن ب َعْ ُ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬
‫كو َ‬ ‫ها َ‬ ‫ن ب ِأ َقْ َ‬
‫طارِ َ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫أو قال َ‬

‫ض تعَ فتتي أمتتتي‬ ‫ضّلي َ‬


‫ن‪ ،‬وِإذا وُ ِ‬ ‫م ِ‬
‫على أمِتي الئمة ال ُ‬ ‫ب َْعضًا‪ ،‬وإ ِّنما أ َ َ‬
‫خاف َ‬

‫ق‬ ‫ف َلم ي ًْرفَعْ عنهم ِإلى َيوم القيامة ول تقوم الساعة حتى ت َل ْ َ‬
‫حتت َ‬ ‫السي ُ‬

‫قبائ ُ‬
‫ل من أمتي بالمشركين وحتى ت َعُْبد قبائل من أمتي الوثان‪ ،‬وِإنه‬

‫ن‬ ‫َ‬ ‫سيكون في أمتي كذابون ثلثون ك ّ‬


‫م الن ّب ِّييتت َ‬
‫م أّنه ن َِبي وأنا خات ُ‬
‫ل يزع ُ‬

‫‪79‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حتتق ل‬
‫دي‪ ،‬ول ت َتَزال طائفتتة متتن أمتتتي ظتتاهرين علتتى ال َ‬
‫ي ب َعْت ِ‬
‫ل ن َب ِت ّ‬

‫جتتت ّ‬
‫ل"‪.‬‬ ‫عتتتّز وَ َ‬
‫يضتتترهم متتتن ختتتالفهم حتتتتى يتتتاتي أمتتتر اللتتته َ‬

‫رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه من طرق عن أبي قلبتتة‬

‫عبد الله بن زيد الجرمي‪ ،‬عن أبي أسماء عمرو بن مزيد‪ ،‬عن ثوبتتان‬

‫بن محمد بنحوه‪ ،‬وقال الترمذي حسن صحيح‪.‬‬

‫فتنة الحلس‪:‬‬

‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا هارون بن عبد الله‪ ،‬حدثنا أبو داود‪ ،‬حدثنا يحيى‬
‫بن عثمان بن سعيد الحمصي‪ ،‬حدثنا أبو المغيرة‪ ،‬حدثني عبد الله بن‬
‫سالم‪ ،‬حدثني العلء بن عتبة عن عمر بن هانىء العنسي سمعت‬
‫عبد الله بن عمر يقول‪" :‬كنا قعودا ً عند رسول الله فذكر الفتن‬
‫فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الحلس فقال قائل يا رسول الله‬
‫وما فتنة الحلس? قال هي حرب وهرب‪ ،‬ثم فتنة السراء دخلها أو‬
‫دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه ابني وليس مني‬
‫إنما أوليائي المتقون‪ ،‬ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع‪،‬‬
‫ثم ٍ فتنة الدهيماء ل تدع أحدا ً من هذه المة إل لطمته حتى إذا قيل‬
‫انقضت عادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ً ويمسي كافرا ً حتى يصير‬
‫الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان ل نفاق فيه وفسطاط نفاق‬
‫ل إيمان فيه‪ ،‬فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده"‪.‬‬
‫وتفرد به أبو داود‪ ،‬وقد رواه أحمد في مسنده عن أبي المغيرة‬
‫بمثله‪.‬‬
‫وقال أبوداود‪ :‬حدثنا القعنبي‪ ،‬حدثنا عبد العزيز يعني ابن أبي حازم‬
‫عن أبيه عن عمارة بن عمرو عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن‬

‫‪80‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫س فيه‬ ‫ن يأِتي ي ُغَْرب َ ُ‬ ‫ش َ َ‬‫ن أ َوْ َ‬ ‫رسول الله قال‪" :‬ك َي ْ َ‬


‫ل النا ُ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ما ٌ‬‫ف ِبكم وََز َ‬
‫ك بين‬ ‫شب ّ َ‬‫م واختلفوا فكانوا هكذا و َ‬ ‫جت عُُهودهُ ْ‬ ‫مَر َ‬‫س قد َ‬ ‫ة والنا ُ‬ ‫غَْرب َل َ ً‬
‫ه? قال‪ :‬تأخذون بما تعرفون‬ ‫ه? قالوا كيف بنا يا رسول الل ّ‬ ‫أصاب ِعِ ِ‬
‫متكم"‪.‬‬ ‫عا ّ‬ ‫مر َ‬ ‫صِتكم وت َذ َُرون أ ْ‬ ‫خا ّ‬ ‫كرون ت ُْقبلون على أمرِ َ‬ ‫عون ما ت ُن ْ ِ‬ ‫وت َد َ ُ‬
‫قال أبو داود‪ :‬هكذا روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم من غير وجه‪ ،‬وهكذا رواه ابن ماجه عن‬
‫هشام بن عمار ومحمد بن الصباح عن عبد العزيز بن أبي حازم به‪.‬‬
‫لمام أحمد عن حسين بن محمد عن مطرف عن أبي‬ ‫فقد رواه ا ِ‬
‫حازم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فذكر مثله أو نحوه‪ ،‬ثم‬
‫قال أبو داود‪ :‬حدثنا هارون بن عبد الله‪ ،‬حدثنا الفضل بن دكين‪،‬‬
‫حدثنا يونس يعني ابن أبي إسحاق عن هلل بن حباب أبي العلمة‪،‬‬
‫حدثنا عكرمة‪ ،‬حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص قال‪ :‬بينما نحن‬
‫حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة أو ذكرت عنده‬
‫ت أمانات ُُهم وكانوا‬ ‫خّف ْ‬ ‫ت عهودهم و َ‬ ‫ج ْ‬ ‫فقال‪" :‬ورأيتم الناس قد مَر َ‬
‫هكذا وشّبك بين َأصابعه‪ ،‬قال فقمت اليه فقلت كيف أفعل عند ذلك‬
‫خذ ْ بما‬ ‫ساَنك و ُ‬ ‫كل َ‬ ‫مِلك عَل َي ْ َ‬ ‫م ب َي َْتك وا ْ‬ ‫داك? قال‪ :‬الَز ْ‬ ‫هف َ‬ ‫جَعلِني الل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ة‪.‬‬
‫م ِ‬
‫صةِ نفسك َودع عنك أمر الَعا ّ‬ ‫عليك بأمر خا ّ‬ ‫كر و َ‬ ‫ف وَد َعْ ما ُتن ِ‬ ‫ت َعْرِ ُ‬

‫وهكذا رواه أحمتتد عتتن أبتتي نعيتتم والفضتتل بتتن دكيتتن بتته‪ ،‬وأخرجتته‬

‫النسائي في اليوم والليلة عن أحمد ابن بكار عن مخلد بن مزيد عن‬

‫يونس بن أبي إسحاق فذكر بإسناده نحوه‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أنه ستكون فتنة وقع اللسان فيها أشد‬

‫من وقع السيف‬

‫‪81‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا محمد بتن عبيتد‪ ،‬حتدثنا حمتاد بتن زيتد‪ ،‬حتدثنا‬

‫الليث عن طاووس عن رجل يقال لته زيتاد عتن عبتتدالله بتن عمترو‬

‫ة‬ ‫ستت َ ُ‬
‫كون فِت ْن َت ٌ‬ ‫ه صتتلى اللتته عليتته وستتلم ‪" :‬إ ِن ّتته َ‬
‫قال‪ :‬قال رسول الل ّ‬

‫ن وَقْتتع‬ ‫َ‬ ‫ب قَت ْل َ َ‬


‫ها في الّناِرة وقْعُ اللسان فيهتتا أش تد ّ ِ‬
‫مت ْ‬ ‫ب العََر َ‬
‫صي ُ‬
‫ست ُ ِ‬
‫و َ‬

‫ف "‪.‬‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي ْ ِ‬
‫ال ّ‬

‫وقد رواه أحمد عن أسود بن عامر عن حماد بتتن ستتلمة‪ ،‬والترمتتذي‬

‫وابن ماجه من حديثه عن الليث عن طاووس عن زياد وهو العجتتم‪،‬‬

‫ويقال له زياد سمين كوش‪ ،‬وقتتد حكتتى الترمتتذي عتتن البختتاري أنتته‬

‫ليس لزياد حديث سواه‪ ،‬وأن حماد بن زيد رواه عن الليتتث موقوفتًا‪،‬‬

‫وقد استمرك ابن عساكر على البخاري هذا فإن أبا داود من طريتتق‬

‫حماد بن زيد مرفوعا ً فالله أعلتتم‪ ،‬وقتتال ا ِ‬


‫لمتتام أحمتتد حتتدثنا وكيتتع‪،‬‬

‫وقال‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬حدثنا العمش عن زيد بتتن وهتتب عتتن عبتتد‬

‫الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبدالله بن عمر وكنت جالستتأ معتته‬

‫في ظل الكعبة وهو يحدث الناس قال‪ :‬كنا مع رسول الله صلى الله‬

‫مَناِدي رستتول الل ّتهِ صتتلى‬ ‫عليه وسلم في سفر فنزلنا منزل إ ِذ ْ نا َ‬
‫دى ُ‬

‫‪82‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫س‬ ‫ة قال َفانتهي ُ‬


‫ت ِإليه وهو يخطب النتتا َ‬ ‫مع َ ُ‬
‫جا ِ‬
‫الله عليه وسلم الصلةُ َ‬

‫ن شيء قبِلي إ ِل ّ كان حقتا ً علتتى اللتته‬


‫ويقول‪ :‬ل أيها الناس ِإنه لم َيك ْ‬
‫ه شتترا ً‬ ‫متتا ي َعْل َ ُ‬
‫مت ُ‬ ‫خيرا ً لهم وُينذَِر ُ‬
‫هم َ‬ ‫ما ي َعَْلم ُ‬
‫ه َ‬ ‫ه على َ‬
‫من ْ ُ‬
‫عَباد َهُ ِ‬
‫أن يدل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ب آخَرهتتا بلُء وفت ت ٌ‬
‫سُيصتتي ُ‬
‫ة هذه المةِ في أّولها و َ‬
‫عافي َ َ‬ ‫لهم‪ ،‬أل َ وَإ ِ ّ‬
‫ن َ‬

‫مهِْلكت ِتتي‬ ‫يرافق بعضها بعضا ً تجيُء الفتنة فيقول المتتؤم ُ‬


‫ن هتتذه هتتذه ُ‬

‫ف‪ ،‬ثم تجيُء فيقول هذه هذه ثم تجيُء فََيقول هذه هذه ثم‬
‫ثم ت َْنكش ُ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫ة فَل ْت ُد ْرِك ْ ُ‬
‫ه ميتت ُ ُ‬ ‫خ َ‬
‫ل الجن َ‬ ‫ح عن النارِ وي ُد ْ َ‬
‫حَز َ‬
‫شف‪ ،‬فمن أحب أن ي َُز ْ‬
‫تنك ِ‬

‫ت إ ِل َتتى النتاس متا يحتب أن ُيتوَتى‬ ‫وهو يؤمن ِبالّله واليوم ال ِ‬


‫خر ولي ْتتا ِ‬
‫َ‬
‫متترة قلبتهِ فَل ْي ُط ِعْت ً‬
‫ه ِإن‬ ‫ده وث َ َ‬ ‫مامتا ً فأعط َتتاهُ صتْفَق َ‬
‫ة يت ِ‬ ‫ِإليه‪ ،‬ومن َبايع إ ِ َ‬

‫معَتها‬
‫ست ِ‬ ‫طاعَ وقال مرة ما اسُتطاع "‪ .‬قال عبتتد الرحمتتن‪ :‬فل َ َ‬
‫متتا َ‬ ‫ست َ َ‬
‫أ ْ‬

‫ة يأمرنتتا َأن‬
‫متتك معاويت َ‬
‫نع ّ‬
‫أدخلت رأسي بين رجلتتي وقلتت فتِإن ابت َ‬

‫نَأك َ‬
‫ل َأموال الناس بالباطل وَأن ن َْقُتل َأنفسنا وقتتد قتتال اللتته تعتتالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وال َك ُ ْ‬
‫م ب َي ْن َك ُت ْ‬
‫م ِبالَباط ِتتل" النستتاء‪.،29 :‬‬ ‫مُنوا ل َ َتئهُُلوا أ ْ‬
‫م َ‬ ‫نآ َ‬
‫ذي َ‬
‫"يا أّيها ال ِ‬

‫ه‬ ‫ة ثم َرفَعَ َرأ َ‬


‫ستت ُ‬ ‫قال‪ :‬فجمع يديه فوضعهما على جبهته ثم ن ّ‬
‫كس هُن َي ْهً َ‬

‫صي َةِ الله‪ .‬قلتتت‬


‫مع ِ‬
‫صهِ في َ‬
‫طاعَةِ الله واعْ ِ‬ ‫فقال أ َط ِْعه في َ‬
‫طاعَةِ في َ‬

‫‪83‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل الل ّهِ صلى الله عليتته وستتلم ? قتتال‪:‬‬ ‫ته َ‬


‫ذا من رسو ِ‬ ‫ت سمع َ‬
‫له‪ :‬أن َ‬

‫عتتتتتتتتتتاهُ قَل ِْبتتتتتتتتتتي "‪.‬‬


‫ه أذَنتتتتتتتتتتاي وَوَ َ‬
‫نعتتتتتتتتتتم ِ ستتتتتتتتتتمعت ُ‬

‫رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث العمتتش بتته‪،‬‬

‫وأخرجه مسلم من حديث الشعبي عتتن عبتتد الرحمتتن بتتن عبتتد رب‬

‫الكعبتتتتتتتتة بتتتتتتتتن عبتتتتتتتتدالله بتتتتتتتتن عمتتتتتتتتر وبنحتتتتتتتتوه‪.‬‬

‫وقتتال أحمتتد‪ :‬حتتدثنا ابتتن نميرحتتدثنا الحستتن بتتن عمتترو عتتن أبتتي‬

‫الزبيرعن عبدالله بن عمرو قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫ظال ِ َ‬
‫ن َتقتتول لتته إ ِن ّت َ‬
‫ك ظتتالم‬ ‫مأ ْ‬‫ب ال ّ َ‬
‫مِتي تها ُ‬
‫مأ ّ‬
‫وسلم يقول‪ِ" :‬إذا رأيت ُ ْ‬

‫م "‪.‬‬
‫من ُْهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫فقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد ُتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوُد ّعَ ِ‬

‫وقال رسول الله صلى اللته عليتته وستلم‪" :‬يكتتون فتي أمتتي قَت ْ‬
‫ذف‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتخ"‪.‬‬
‫م ْ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتف و َ‬
‫خ ْ‬
‫و َ‬

‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا عبد الملك بن شعيب‪ ،‬حدثنا ابن وهب‪ ،‬حتتدثني‬

‫الليث عن يحيى بن سعيد قال‪ :‬قال لي خالد بتتن عمتتران‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الرحمن بن السلماني‪ ،‬عن عبد الرحمن أبي هنتتد‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‬

‫ن‬
‫ستَتكو ُ‬
‫رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتتال‪َ " :‬‬

‫‪84‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شَرف ل َتته‪ ،‬وق تعُ اللستتان‬ ‫ف ل ََها ا ْ‬


‫ست َ ْ‬ ‫ن أشر َ‬
‫م ْ‬
‫مَياءُ َ‬ ‫ماءُ ب َك ْ َ‬
‫ماءُ عَ ْ‬ ‫ص ّ‬
‫ة َ‬
‫ِفتن ٌ‬

‫ف"‪.‬‬ ‫ن وَْقع ال ّ‬
‫سي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فيها أ َ َ‬
‫شد ّ ِ‬

‫إشارة نبوية إلى القسطنطينية ستفتح قبل رومية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن إسحاق‪ ،‬حدثنا يحيتتى بتتن أيتتوب‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫حدثني أبو قتيل قال‪ :‬كنا عند عبد الله بن عمر وستتئل أي المتتدينتين‬

‫تفتح القسطنطينية أو رومية‪ .‬قال‪ :‬قال فدعا عبد اللتته بصتتندوق لتته‬

‫حلق فأخرج منه كتابا ً قال‪ :‬فقال عبد الله بينا نحن حول رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم نكتب إذ ستتئل رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم أي المدينتين نفتح أول ً القسطنطينية أو رومية? فقال رستتول‬

‫ح َأول ً يعنتتي‬ ‫دينتتة هَرقتت َ‬


‫ل ت ُْفَتتت َ‬ ‫م ِ‬
‫اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪َ " :‬‬

‫القسطنطينية"‪.‬‬

‫إشارة منسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى‬

‫ما سيكون من خراب بعض البلدان وأسباب خراب كل بلد‬

‫وهي إشارة تضمنها حديث بين الوضع‬

‫‪85‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال القرطبي في التذكرة‪ ،‬وروي من حديث حذيفة بن اليمان عن‬

‫ب فتتي أط ْتتراف‬
‫ختترا ُ‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أنه قتتال‪" :‬ويبتتدأ ال َ‬

‫ب‬
‫ة متتن الختتراب حتتتى تختتر َ‬
‫ب مصتُر‪ ،‬ومصتتر آمنت ٌ‬
‫خترِ َ‬
‫الرض حتى ت َ ْ‬

‫البصرة‪ ،‬وخراب البصرة من الغرق‪ ،‬وخراب مصر من جفاف النيتتل‪،‬‬

‫وخراب مكة وخراب المدينة من الجوع‪ ،‬وخراب اليمن متتن الج تَراد‪،‬‬

‫ك‪ ،‬وختتراب‬
‫صتتعالي ِ‬ ‫وخراب البل ّةِ من الحصاِر‪ ،‬وختَراب فتتارِ َ‬
‫س متتن ال ّ‬

‫ك من الد ّي َْلم‪ ،‬وخراب الديلم متتن الْر َ‬


‫متتن‪ ،‬وختتراب الرمتتن متتن‬ ‫التر ِ‬

‫عق‪،‬‬
‫صتتوا ِ‬
‫ك‪ ،‬وختتراب التتترك متتن ال ّ‬
‫ن الت ُتْر ِ‬
‫ب الختتزر مت َ‬
‫خزِر‪ ،‬وختترا ُ‬
‫ال َ‬

‫د‪ ،‬وخراب الهند متتن الصتتين‪ ،‬وختتراب الصتتين‬


‫وخراب السند من الهِن ْ ِ‬

‫متتل‪ ،‬وختتراب الحبش تةِ متتن الرجفتتة‪ ،‬وختتراب ال تَزوراِء متتن‬


‫متتن الّر ُ‬

‫ف وخراب العراق من القتتتل"‪.‬‬


‫س ِ‬
‫خ ْ‬
‫سْفياني‪ ،‬وخراب الروحاِء من ال َ‬
‫ال ّ‬

‫ثتتم قتتال ورواه أبتتو الفتترج بتتن الجتتوزي قتتال وستتمعت أن ختتراب‬

‫الندلس بالريح العقيم‪.‬‬

‫فصل‬

‫‪86‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تعدد اليات وا َ‬
‫لشراط‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا حسن‪ ،‬حدثنا خلتتف يعنتتي ابتتن خليفتتة‪ ،‬عتتن‬
‫قال ا ِ‬

‫جابر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد الله ابن عمر وقال‪" :‬دخلت علتتى عبتتد اللتته‬

‫ت ِفيكتتم‬
‫ي فقال ستت ّ‬ ‫كسا ً فرفع رأ َ‬
‫سه فنظر ِإل ّ‬ ‫من ّ‬
‫بن عمر وهو يتوضأ ُ‬
‫وت نتتبيكم قتتال فَ َ‬
‫كأّنمتتا انتتتزعَ قلتتبي متتن مكتتانه"‪.‬‬ ‫َ‬
‫متت ْ‬
‫أيتهتتا المتتة َ‬

‫ض المتتا ُ‬
‫ل‬ ‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬واحدةٌ قتتال وي َِفي ت ُ‬
‫خ ُ‬
‫طها"‪.‬‬ ‫ستت َ‬
‫ف يظتتل ي َ ْ‬
‫شتتَرةَ آل ٍ‬ ‫ل لي ُعْ َ‬
‫طتتى عَ ْ‬ ‫م حتتتى ِإن الرجتت َ‬ ‫ِفي ُ‬
‫كتت ْ‬

‫ت‬ ‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬اثنتين قال وفتنة تدخ ُ‬
‫ل بي َ‬

‫مْنكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬
‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل رجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل ِ‬

‫ص‬ ‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ث َل َ ٌ‬


‫ث قال ومتتوت كُقصتتا َ‬

‫ال َغنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪َ" :‬أرب َتعٌ وهدن َت ٌ‬
‫ة تكتتون بينكتتم‬
‫َ‬ ‫وبين بني ا َ‬
‫مل ال ْ َ‬
‫متتْرأةِ ثتتم‬ ‫ح ْ‬ ‫لصَفر فيجمعون لكم ِتسعة أشهرٍ ك ََق ْ‬
‫در َ‬

‫يكونتتتتتتتتتتتتتتون أولتتتتتتتتتتتتتتى بالعتتتتتتتتتتتتتتدل منكتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬اثنتتتان خمتتس"‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قلت يا رسول الله أي مدينتتة تفتتتح القستتطنطينية أو روميتتة? قتتال‪:‬‬

‫لسناد فيه نظر من جهة رجاله ولكتتن لتته شتتاهد‬


‫قسطنطينية‪ ،‬وهذا ا ِ‬

‫من وجه آخر صحيح‪ ،‬فقال البخاري‪ :‬حدثنا الحميدي‪ ،‬حدثنا الوليد بن‬

‫مسلم‪ ،‬حدثنا عبد الله بن العلء بن يزيد‪ ،‬سمعت يزيد بتتن عبتتد اللتته‬

‫أنه سمع أبا إدريس يقول سمعت عوف بتتن مالتتك رضتتي اللتته عنتته‬

‫يقول‪ :‬أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فتي غتزوة تبتتوك‬

‫دي الساعةِ متوتي‪ ،‬ثتم فَْتت ُ‬


‫ح‬ ‫ست ّا ً ب َي ْ َ‬
‫ن يَ َ‬ ‫وهو في قبة أدم فقال‪" :‬أعد ُد ْ ِ‬

‫ل‬
‫ة الما ِ‬
‫ن يأخذكم كُقصاص الغنم‪ ،‬ثم اسِتفاض ُ‬
‫موَتا ٌ‬
‫ت المقدس‪ ،‬ثم ُ‬
‫بي ِ‬

‫ة ل ت ُب ِْقتتي ب َْيت تا ً‬
‫خطًا‪ ،‬ثتتم ِفتن ت ٌ‬ ‫ة دينار فَي َظ َ ُ‬
‫ل سا ِ‬ ‫ل مائ َ َ‬ ‫حتى ُيع َ‬
‫طى الرج ُ‬

‫مون‬
‫ة تكون ب َْينكم وبين بني الصفرِ في َغْ ُ‬ ‫خل َْته‪ ،‬ثم ُ‬
‫هدن ٌ‬ ‫ب إ ِل ّ د َ َ‬
‫من الَعر ِ‬

‫شتترأْلفًا"‪ .‬ورواه أبتتو‬


‫ت كل رايةٍ اثنتتا عَ َ‬
‫ة تح َ‬
‫فيأتونكم تحت ثمانين راي ً‬

‫داود وابن ماجه والطبراني من حديث الوليتتد بتتن مستتلم ووقتتع فتتي‬

‫رواية الطبراني‪ ،‬عن الوليد‪ ،‬عن بشر بن عبد الله فالله أعلم‪.‬‬

‫علمات بين يدي الساعة‬

‫‪88‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبتتو المغيتترة‪ ،‬حتتدثنا صتتفوان‪ ،‬حتتدثنا عبتتد‬


‫وقال ا ِ‬

‫الرحمن بن جبير بن نظير‪ ،‬عنتأبيه‪ ،‬عتن عتوف بتن مالتك الشتجعي‬

‫وف?‬
‫قال‪ :‬أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فقال‪" :‬عَ ْ‬
‫ضتتي? فقتتال‪ :‬ك ُل ّت َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ت كل َتتي أوْ ب َعْ ِ‬
‫ل‪ :‬قتتال قل ْت ُ‬
‫خت ْ‬
‫م فقتتال أد ُ‬
‫فقلت ن َعَ ْ‬
‫َ‬
‫وتي قتتال‬
‫مت ْ‬
‫ن َ‬
‫ستتاعَةِ أّولهُ ت ّ‬
‫دي ال ّ‬ ‫س تت ّا ً ب َي ْت َ‬
‫ن ي َت َ‬ ‫ف ِ‬
‫فقتتال‪ :‬اعْتد ُد ْ ي َتتا عَتوْ ُ‬

‫س تك ُِتني‬ ‫ست َب ْك َي ْ ً‬
‫ت حّتى جعل رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم ي ُ ْ‬ ‫فا ْ‬

‫دس قتتال قتتل‬ ‫ت ال ْ َ‬


‫مْقت ِ‬ ‫ح بيت ِ‬
‫ة فتت ُ‬
‫ة‪ ،‬والثانيت ُ‬
‫قال قل واحدة قلت واحتتد ً‬

‫متتتي يأختتذهم مثتتل‬ ‫اث ْن َت َْين قلت اث ْن َت َي ْتتن‪ ،‬والثالث َتتة ُ‬


‫موت َتتان يكتتون فتتي أ ّ‬

‫متتتي أعْظ َ ُ‬
‫مهتا قتتل‬ ‫صاص الغنم قل ثلثًا‪ ،‬والرابعة فتنة تكتون فتتي أ ّ‬
‫ق َ‬

‫ن الرجتتل لي ُعْط َتتى متتائ َ َ‬


‫ة‬ ‫أربعًا‪ ،‬والخامسة َيفي ُ‬
‫ض المتتال ِفيكتتم حتتتى إ ّ‬

‫ة تكون بينكتتم وبيتتن بنتتي‬ ‫خطها قل خمسًا‪ ،‬والسادسة هُ ْ‬


‫دن ٌ‬ ‫ديَنارٍ فَي َ ْ‬
‫س َ‬

‫ة‪ :‬قتال‪:‬‬
‫ة‪ .‬قلتتت‪ :‬ومتتا الغايت ُ‬
‫الصفر فيسيرون إليكم على ثمانين غايت ً‬

‫س َ‬
‫طاط المسلمين يتتومئذ فتتي‬ ‫ة تحت كل غايةٍ اثنا عشر ألفا ً وفُ ْ‬
‫الراي ُ‬

‫ق"‪.‬‬
‫مشتتت ُ‬ ‫أرض يقتتتال لهتتتا الُغو َ‬
‫طتتتة فتتتي مدينتتتة يقتتتال لهتتتا دِ َ‬

‫تفّرد به أحمد من هذا الوجه‪ ،‬وقال أبو داود‪ :‬حدثنا هشام بتتن عمتتار‪،‬‬

‫‪89‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حدثنا يحيى بن حمزة‪ ،‬حدثنا أبو جابر‪ ،‬حدثني زيد بن أرطأة‪ ،‬سمعت‬

‫جبير بن نفير‪ ،‬عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وستتلم‬

‫مل ْ َ‬
‫حمتتة بالًغوطتتة إلتتى جتتانب‬ ‫ستتطا َ‬
‫ط المستتلمين يتتوم ال َ‬ ‫قال‪" :‬إن فُ ْ‬

‫داِئن الشتتتتام"‪.‬‬
‫متتتت ً‬
‫خيتتتتر َ‬ ‫م ْ‬
‫شتتتتق متتتتن َ‬ ‫مدينتتتتة يقتتتتال لهتتتتا دِ َ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا وكيع عن النهاش بن فهم‪ ،‬حدثني شداد أبو‬


‫وقال ا ِ‬

‫عمار‪ ،‬عن معاذ بتتن جبتتل قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫دس‪،‬‬
‫ت المقت ِ‬
‫ح بيت ِ‬ ‫ت متتن أ ْ‬
‫شتتراط الستتاعة‪ .‬متتوتي‪ ،‬وفتت ُ‬ ‫وسلم‪" :‬ست ّ‬

‫ت كت ّ‬
‫ل‬ ‫مها ب َي ْ َ‬
‫صاص الغنم‪ ،‬وفتَنة يدخل حري ُ‬
‫ت يأخذ في الناس كُق َ‬
‫ومو ٌ‬

‫م‬
‫م تَر التترو َ‬ ‫خ ُ‬
‫طها‪ ،‬وأن يغ ُ‬ ‫مسلم‪ ،‬وأن يعطى الرجل ألتتف دينتتارٍ َفيس ت َ‬

‫شر ألفًا"‪.‬‬
‫ن بثمانين بندا ً تحت كل بند اْثنا عَ َ‬
‫فيسيرو َ‬

‫طلب الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبادر المؤمنون‬

‫بالعمال الصالحة ستة أمور قبل وقوعها‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الصمد وعفان قال‪ :‬حدثنا همام‪ ،‬حدثنا‬
‫وقال ا ِ‬

‫قتادة‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن زياد بن رباح‪ ،‬عن أبي هريرة أن رسول الله‬

‫‪90‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ست ّا ً طلوعَ الشمس من‬


‫صلى الله عليه وسلم قال‪َ" :‬بادُِروا بالعمال ِ‬

‫متَر‬ ‫ن‪ ،‬ودابتتة الرض‪ ،‬وخوَّيصتتة أحتدِ ُ‬


‫كم‪ ،‬وأ ْ‬ ‫ربها‪ ،‬والتدجا َ‬
‫ل‪ ،‬والتدخا َ‬ ‫مغ ْ ِ‬
‫َ‬

‫ة‪ ،‬وكتتان قتتتادة يقتتول إذا قتتال وأمتتر العامتتة قتتال ي َْعنتتي أمتتر‬
‫مت ِ‬
‫العا ّ‬

‫الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاعة"‪.‬‬

‫وهكذا رواه مسلم من حديث شعبة وعبد الصمد كلهمتتا عتتن همتتام‬

‫به‪ ،‬ثم رواه أحمد منفردا ً به عن أبي داود‪ ،‬عن عمران القطان‪ ،‬عتتن‬

‫قتتتادة‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته بتتن ربتتاح بتتن أبتتي هريتترة مرفوعتتا ً مثلتته‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حتتدثنا ستتليمان‪ ،‬حتتدثنا إستتماعيل‪ ،‬أختتبرني العلء‪ ،‬عتتن‬

‫أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة أن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫ستتت ّا ً طلتتوعَ الشتتمس متتن مغربهتتا‪ ،‬والتتدجال‪،‬‬


‫"بتتادروا بالعمتتال ِ‬

‫متتتتتة"‪.‬‬
‫دكم‪ ،‬وأمتتتتتَر العا ّ‬
‫ن‪ ،‬والدابتتتتتة‪ ،‬وخاصتتتتتة أحتتتتت ِ‬
‫والتتتتتدخا َ‬

‫ورواه مسلم من حديث إسماعيل بن جعفر المدني به‪.‬‬

‫عشر آيات قبل قيام الساعة‬

‫‪91‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا ستفيان بتن عيينتة‪ ،‬عتن فترات‪ ،‬عتن أبتي‬
‫وقال ا ِ‬

‫الطفيل‪ ،‬عن حذيفة بن أسد قال‪ :‬اطلع النبي صلى الله عليه وستتلم‬

‫ن? قُْلنتتا ن َتذ ْك ُُر الستتاعَ َ‬


‫ة‪،‬‬ ‫ما ت َذ ْك ُِرو َ‬
‫علينا ونحن نتذاكر الساعة فقال‪َ " :‬‬

‫ة‬ ‫ن والتتدجا َ‬
‫ل والداب ّت َ‬ ‫ت‪ :‬التتدخا َ‬ ‫حّتى ت ََرْوا عَ ْ‬
‫شر آيا ٍ‬ ‫م َ‬
‫فقال‪ :‬إنها لن تقو َ‬

‫ج‬
‫جو َ‬
‫م ويتتأ ُ‬
‫مْري َت َ‬ ‫ربهتتا ونتتزو َ‬
‫ل عيستتى ابتتن َ‬ ‫مغ ْ ِ‬
‫متتن َ‬
‫وطلتتوعَ الشتتمس ِ‬

‫ف‬
‫ست ٌ‬
‫ب وخ ْ‬
‫رق وخسف بتتالمغر ِ‬
‫ف بالمش ِ‬
‫س ٌ‬
‫خ ْ‬
‫ف َ‬ ‫ج وث َل َث َ َ‬
‫ة خسو ٍ‬ ‫جو َ‬
‫مأ ُ‬
‫و َ‬

‫ج من قَِبل المشرق تسوق النتتاس‬


‫خُر ُ‬
‫ب‪ ،‬وآخر ذلك ناٌر ت َ ْ‬
‫بجزيرة العر ِ‬

‫رهم"‪.‬‬ ‫ح َ‬
‫ش ِ‬ ‫م ْ‬
‫إلى َ‬

‫النار التي تخرج من قعر عدن هي نار من نار الفتن‬

‫لمام أحمد سقط كلمة‪ ،‬ثم رواه‬ ‫قال أبو عبد الرحمن عبد الله ابن ا ِ‬
‫أحمد عن حديث سفيان الثوري وشعبة كلهما عن فرات القزاز‪،‬‬
‫عن أبي الطفيل عامر بن وائلة‪ ،‬عن حذيفة بن أسيد‪ ،‬عن ابن‬
‫ق‬
‫دن تسو ُ‬ ‫شريحة الغفاري فذكره وقال فيه‪" :‬ونار تخرج من قْعر عَ َ‬
‫ل معُهم حيث َقاُلوا"‪.‬‬‫ث َباتوا وت َِقي ً‬
‫ت معُهم حي ُ‬ ‫ح ُ‬
‫شُر الناس تبي ُ‬ ‫أو ت َ ْ‬
‫قال شعبة‪ :‬وحدثني بهذا الحديث رجل عن أبتتي الطفيتتل‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫شريحة ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحد هتتذين‬

‫الرجلين‪ :‬نتتزول عيستتى ابتتن مريتتم‪ ،‬وقتتال الختتر‪ :‬ريتتح تلقيهتتم فتتي‬

‫‪92‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫البحر‪ ،‬وقد رواه مسلم متتن حتتديث ستتفيان بتتن عيينتتة وشتتعبة عتتن‬

‫فرات القزاز‪ ،‬عن أبي الطفيل‪ ،‬عن حذيفة بتتن أستتيد موقوفتا ً ورواه‬

‫أهل السنن الربعة من طرق فرات عن القزاز به‪.‬‬

‫حمة مع الّروم الذي آخره فتح‬


‫ذكر قتال المل َ‬

‫القسطنطينّية‬

‫وعنده يخرج المسيح الدجال فينزل عيسى ابن مريم من السماء‬


‫الدنيا إلى الرض على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق وقت صلة‬
‫الفجر‪ ،‬كما سيأتي بيان ذلك كله بالحاديث الصحيحة‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن مصعب هو القرقساني‪ ،‬حدثنا‬ ‫وقال ا ِ‬
‫الوزاعي‪ ،‬عن حسان بن عطية‪ ،‬عن خالد بن معدان‪ ،‬عن جبير بن‬
‫ن‬‫حو َ‬‫صال ِ ُ‬
‫نفير‪ ،‬عن ذي مخمر‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬ت ُ َ‬
‫م عدوا ً من َورائهم فتسلمون‬ ‫م وه ُ ْ‬ ‫منا ً وت َْقهَُرو َ‬
‫ن أن ْت ُ ْ‬ ‫صْلحا ً آ ِ‬
‫م ُ‬ ‫الّرو َ‬
‫وتغنمون ثم تنزلون بمرج ذي تلول‪ ،‬فيقوم الرجل من الروم فيرفَ ُ‬
‫ع‬
‫ب‪ ،‬فيقوم إليه رجل من المسلمين‬ ‫ب الصلي ُ‬ ‫ل الغل ُ‬ ‫الصليب ويقو ُ‬
‫م فيجمعون لكم فيأتوَنكم‬ ‫ن الملح ُ‬‫م وتكو ُ‬ ‫فيقتله فعند ذلك تغدر الرو ُ‬
‫ل غايةٍ عشرةُ آلف"‪.‬‬ ‫ة مع ك ُ ّ‬ ‫في ثمانين غاي ً‬
‫ثم رواه أحمد عن روح عن الوزاعي به وقال فيه‪" :‬فعند ذلك تغمر‬
‫الروم ويجمعون الملحمة" وهكذا رواه أبو داود‪ ،‬وابن ماجه من‬
‫حديث الوزاعي به‪ .‬وقد تقدم في حديث عوف بن مالك في صحيح‬
‫شرألفًا"‪.‬‬ ‫ة كل غايةٍ اث َْنا عَ َ‬
‫م تحت ثمانين غاي ً‬ ‫البخاري‪َ" :‬فيأاُتونك ُ ْ‬
‫وهكذا في حديث شداد أبي عمار عن معاذ‪" :‬يسيرون إليكم بثمانين‬
‫بندا ً تحت كل بند إثنا عشر ألفًا"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا إسماعيل‪ ،‬حدثنا أيوب‪ ،‬عن حميد بن هلل‪،‬‬ ‫وقال ا ِ‬

‫‪93‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن أبي قتادة‪ ،‬عن أسير بن جابر قال‪ :‬هاجت ريح حمراء بالكوفة‬
‫فجاء رجل ليس له هجيري إل يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة‪،‬‬
‫وكان عبد الله متكئا ً فجلس فقال‪ :‬إن الساعة ل تقوم حتى ل يقسم‬
‫ميراث ول يفرح بغنيمة‪ ،‬قال‪ :‬ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام‪،‬‬
‫لسلم قلت‪:‬‬ ‫لسلم ويجمع لهم أهل ا ِ‬ ‫وقال عدو يجمعون لهل ا ِ‬
‫ة"‪.‬‬
‫كم القتال ردةٌ شديد ٌ‬ ‫م تْعني? قال‪ :‬نعم ويكون عند ذا ُ‬ ‫"الرو َ‬
‫قال‪ :‬فيشترط المسلمون شرطة للموت ل ترجع إل غالبة‪ ،‬فيقتتلون‬
‫حتى يحجز بينهم الليل فيبقى هؤلء كل غير غالب تفنى الشرطة‪،‬‬
‫ثم يشترط المسلمون شرطة للموت ل ترجع إل غالبة فيقتتلون ثم‬
‫يبقى هؤلء وهؤلء كل غير غالب وتفنى الشرطة‪ ،‬ثم يشترط‬
‫المسلمون شرطة للموت ل ترجع إل غالبة فيقتتلون حتى يحجز‬
‫بينهم الليل فيفيء هؤلء وهؤلء كل غير غالب وتفنى الشرطة‪ ،‬فإذا‬
‫كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية أهل السلم فيجعل الله الدائرة‬
‫عليهم فيقتتلون مقتلة إما قال ل ندري مثلها‪ ،‬وإما قال ل يرى مثلها‬
‫حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا ً فيعاد بنو‬
‫الرب كانوا ماْئة فل يجدونه بقي منهم إل الرجل الواحد‪ ،‬فبأي غنيمة‬
‫يفرح أو أي ميراث يقاسم‪ .‬قال‪ :‬فبينما هم كذلك إذا سمعوا ببأس‬
‫هو أكبر من ذلك قال فجاءهم الصريخ أن الدجال قد خلفهم في‬
‫ذراريهم فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس‬
‫طليعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إني لعلم أسماءهم‬
‫ن خيولهم هم خير فوارس على ظهر الرض‬ ‫وأسماء آَباِئهم وألوا َ‬
‫ذ"‪.‬‬‫يومئ ٍ‬
‫تفّرد بإخراجه مسلم‪ ،‬فرواه عن أبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن‬
‫حجر كلهما عن إسماعيل بن علية من حديث حماد بن زيد كلهما‬
‫عن أيوب‪ ،‬ومن حديث سليمان بن المغيرة كلهما عن حميد بن‬
‫هللي العدوي‪ ،‬عن أبي قتادة العدوي‪ ،‬وقد اختلف في اسمه‬
‫والشهر ما ذكره‪ ،‬ابن معين أنه يهم ابن نذير‪ ،‬وقال ابن منده وغيره‬
‫كانت له صحبة فالله أعلم‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وتقدم من رواية جتتبير بتتن نفيتتر‪ ،‬عتتن عتتوف بتتن مالتتك فتتي تعتتداد‬

‫الشراط بين يدي الستتاعة أن النتتبي صتلى اللته عليتته وستلم قتتال‪:‬‬

‫دنة تكون بينكم وبين بني الصفر فيسيرون إليكم فتتي‬


‫"والسادسة هُ ْ‬

‫عشتر ألفتًا‪ ،‬وُفستطا ُ‬


‫ط المستلمين‬ ‫ة تحتت كتل غايتةٍ اثنتا َ‬
‫ثمانين غاي ً‬

‫ق" رواه‬
‫مشت ُ‬
‫ة في مدينة يقتتال لهتتا دِ َ‬
‫يومئذ في أرض يقال لها الُغوط ُ‬

‫أحمد‪ .‬وروى أبو داود من حديث جبير بن نفير أيضًا‪ ،‬عن أبي الدرداء‬

‫طا َ‬
‫ط المستتلمين‬ ‫س َ‬
‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪ِ" :‬إن ف ْ‬

‫مةِ بال ُْغوطةِ إلى جانب مدينتتة يقتتال لهتتا دمشتتق متتن خيتتر‬
‫ح َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫مل َ‬ ‫يو َ‬

‫مدائن الشام"‪ .‬وتقدم حديث أبي خذم‪ ،‬عن عبد اللتته بتتن عمتتر فتتي‬

‫فتح القسطنطينية‪ ،‬وكذا حديث أبي قبيل عنه في فتح روميتتة بعتتدها‬

‫أيضًا‪.‬‬

‫ل تقوم الساعة حتى يقتل المسيح عليه السلم الدجال‬

‫عليه لعنة الّله أو حتى ينتصر الخير ونوره على الباطل‬

‫وظلمه‬

‫‪95‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال مسلم بن الحجاج‪ ،‬حدثني زهيتتر بتتن حتترب‪ ،‬حتتدثنا يعلتتى بتتن‬

‫منصور‪ ،‬حدثنا سليمان بتتن بلل‪ ،‬حتتدثنا ستتهيل‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل تقتتوم الستتاعة‬

‫ق‪ ،‬فيخر فنتتزل عيستتى ابتتن مريتتم‬


‫م بالعماق أو بداب ِ َ‬
‫حتى ينزل الرو ُ‬

‫ح في الماء فلتتو تركتته‬


‫فأمُهم‪ ،‬فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب المل ُ‬

‫حْرب َِته"‪.‬‬
‫ه في َ‬ ‫ك ولكن ي َْقت ُُله الله ِبيدهِ فيريهم د َ َ‬
‫م ُ‬ ‫ب حتى ي َهْل ِ َ‬ ‫لن ْ َ‬
‫ذا َ‬

‫ل إله إل الّله والّله أكبر بعزم شديد وايمان صادق تدك‬

‫الحصون وتفتح المدائن‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا قتيبة بتتن ستتعيد‪ ،‬حتتدثنا عبتتد العزيتتز يعنتتي ابتتن‬

‫محمد‪ ،‬عن ثور وهو ابتتن زيتتد التتديلي‪ ،‬عتتن أبتتي المغيتتث‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬ستتمعتم بمدينتتة‬

‫ب منها في البحر? قالوا نعم ِ يا رسول اللتته‬


‫ب منها في البر وجان ٌ‬
‫جان ٌ‬

‫ها سبعون ألفا ً من بني إسحاق‪ ،‬فتتإذا‬


‫قال ل تقوم الساعة حتى يغزو َ‬

‫سْهم‪ ،‬وإنما قتتالوا ل إلتته‬ ‫م ُيقات ُِلوا بسلح ولم يْر ُ‬


‫موا ب ِ َ‬ ‫جاُءوها ن ََزُلوا فَل َ ْ‬

‫‪96‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه إل قتتال‬ ‫ور‪ :‬ول أعْل َ ُ‬


‫مت ُ‬ ‫سَق ُ‬
‫ط أحد ُ جان ِب َْيها‪ .‬قال ث َت ْ‬ ‫إل الله والله أكبر في ْ‬

‫الذي في البحر‪ ،‬ثم يقولوا الثانية ل إله إل اللتته واللتته أكتتبر فيستتقط‬

‫ج لهتتم‬
‫جانبها الخر‪ ،‬ثم يقولوا الثالثة ل إله إل الله واللتته أكتتبر في َُف تّر ُ‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون"‪.‬‬
‫فيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدخلونها في َغْن َ ُ‬

‫فبينما هم يقسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ فقال‪ :‬إن التتدجال قتتد‬

‫خرج فيتركون كل شيء ويرجعون‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى فتح المسلمين لبلد الروم واستيلئهم‬

‫على كثير من الغنائم‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا علي بن ميمتتون الرقتتي‪ ،‬حتتدثنا أبتتو يعقتتوب‬

‫الحبيبي‪ ،‬عن الكثير بن عبد الله بن عمرو بن عتتون‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن‬

‫جده قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل تقتتوم الستتاعة‬

‫شُيوخ المسلمين ي َت َوَّلى‪ ،‬ثم قال يا علي يتتا علتتي يتتا‬


‫حتى يكون أدنى ُ‬

‫علي‪ :‬قال بأبي أنت وأمي يا رسول الله‪ ،‬قال‪ :‬إّنكم ستتتقاتلون بنتتي‬

‫لستلم‬ ‫م ُروَقت ُ‬
‫ةا ِ‬ ‫ج إليهت ُ‬
‫ختر َ‬
‫دكم حتتى ي َ ْ‬
‫الصفر ويقاتلهم الذين نم ب َْعت ِ‬

‫‪97‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أهتتل الحجتتاز التتذين ل يختتافون فتتي اللتته َلومتت َ‬


‫ة لئم‪ ،‬فيفتحتتون‬

‫القسطنطينية بالتسبيح والتكتتبير فيصتتيبون غنتتائم لتتم يصتتيبوا مثلهتتا‬

‫ة‪ ،‬ويأتي آت فيقو ُ‬


‫ل إن المسيح قتتد ختترج فتتي‬ ‫رس ِ‬
‫حتى يقتسموا بالت ِ‬

‫ي ك ِذ َْبة فالخذ نادم والتارك ناد ٌ‬


‫م"‪.‬‬ ‫بلدكم أل وهِ َ‬

‫إشارة نبوية إلى ما سيكون من فتح المسلمين لبعض‬

‫الجزر البحرية ولبلد الروم وبلد فارس ومن انتصار‬

‫حقهم على باطل الدجال‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬عتتن عبتتد الملتتك بتتن‪ .‬عمتتر‪،‬‬

‫عن جابر بن سمرة‪ ،‬عن نافع بن عيينتتة أن رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قتتال‪" :‬تغتتزون جزيتترة البحتتر فيفتحهتتا اللته‪ ،‬ثتتم فتتارس‬

‫م فيفتحهتا اللته‪ ،‬ثتم تغتزون التدجا َ‬


‫ل‬ ‫فيفتحها اللته‪ ،‬ثتم تغتزون الترو َ‬

‫فيفتحه الله"‪.‬‬

‫بعض خصال الروم الحسنة‬

‫‪98‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد روى مسلم متتن حتتديث الليتتث بتتن ستتعد‪ ،‬حتتدثني موستتى بتتن‬

‫علي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قال المستورد القرشي عنتتد عمتترو بتتن العتتاص‬

‫سمعت رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬تقتتوم الستتاعة‬

‫ل‪ :‬قتتال أقُتتو ُ‬


‫ل متتا‬ ‫صتْر متتا تقتتو ُ‬
‫والروم أكثُر الناس فقال له عمرو‪ :‬أب ْ ِ‬

‫ت َ‬
‫ذاك‬ ‫ن قلت َ‬
‫ول الله صلى الله عليه وستلم‪ .‬قتال‪ :‬لئ ْ‬
‫ت من رس ٍ‬
‫سمع ُ‬

‫عهم‬
‫ة‪ ،‬وأستتر ُ‬ ‫خصال ً أْربعتًا‪ :‬إّنهتتم لحكت ُ‬
‫م النتتاس عنتتد فتنت ٍ‬ ‫مل ِ‬
‫فإن ِفيهِ ْ‬

‫سكين ويتتتيم‬ ‫إَفاَقة‪ .‬بعد مصية‪ ،‬وأوشكهم كرةً بعد َفرةٍ ‪ ،‬وخيُرهم ل ِ‬
‫م ْ‬
‫وضعيف‪ ،‬وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ُ‬
‫ظلم الملوك"‪.‬‬

‫تقوم الساعة والروم أكثر الناس‬

‫ثم قال مسلم‪ :‬حدثني حرملة بن يحيى‪ ،‬حدثنا عبد اللتته بتتن وهتتب‪،‬‬

‫حدثني أبو شريح أن عبتتد الكريتتم بتتن الحتتارث حتتدثه أن المستتتورد‬

‫القرشي قال‪ :‬سمعت رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪:‬‬

‫"تقوم الساعة والروم أكثر الناس قال‪ :‬فبلغ ذلك عمرو بتتن العتتاص‬

‫ث التي ي ُذ ْك َُر عنك أنك تُقولها عن رستتول اللتته‬


‫فقال‪ :‬ما هذه الحادي ُ‬

‫‪99‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صلى الله عليه وسلم? فقال له المستورد‪ :‬قلت التتذي ستتمعت متتن‬

‫ت ذا َ‬
‫ك إّنهتم‬ ‫ن قلت َ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمترو‪" :‬إ ْ‬

‫جتتبُر النتتاس عنتتد مصتتيبة‪ ،‬وخي تُر النتتاس‬


‫م الناس عند فتن تةٍ ‪ ،‬وأ ْ‬
‫لحك ُ‬

‫لمستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاكيِنهم وضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعفاِئهم"‪.‬‬

‫وهذا يتتدل علتتى أن التتروم يستتلمون فتتي آختتر الزمتتان‪ ،‬ولعتتل فتتتح‬

‫القسطنطينية يكون على يدي طائفتتة منهتتم كمتتا نطتتق بتته الحتتديث‬

‫المتقدم أنه يغزوها سبعون ألفا ً من بني إسحاق‪ ،‬والروم من ستتللة‬

‫العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل‪ ،‬فمنهم أولد عم بني إسرائيل‬

‫وهو يعقوب بن إسحاق‪ ،‬فالروم يكونون في آختتر الزمتتان خيتترا ً متتن‬

‫بني إسرائيل‪ ،‬فإن الدجال يتبعه سُبعون ألفا ً من يهود أصتتبهان فهتتم‬

‫أنصار التتدجال‪ ،‬وهتتؤلء أعنتتي التتروم قتتد متتدحوا فتتي هتتذا الحتتديث‬

‫فلعلهتتم يستتلمون علتتى يتتدي المستتيح ابتتن مريتتم واللتته أعلتتم‪.‬‬

‫وقال إسماعيل بن أبي أويس‪ ،‬حدثنا كثيّر بن عبد الله بن عمتترو بتتن‬

‫عوف‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪:‬‬

‫"ستقاتلون بنتتي الصتتفر ويقتتاتلهم متتن ب َعْتتد ُ‬


‫كم متتن المتتؤمنين أهْتتل‬

‫‪100‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة بالتستتبيح‬
‫ة وروميتت َ‬
‫الحجتتاز حتتتى ي َْفَتتتح اللتته عليهتتم القستتطنطيني َ‬

‫ى إنهتتم‬
‫دم حصَنها فيصيبون ما لم يصيبوا مثله قتتط حتتت ِ‬
‫والتكبير قيته ّ‬

‫ح الدجال‬
‫لسلم المسي ُ‬ ‫يقتسمون بالترسة‪ ،‬ثم يصرخ صار ٌ‬
‫خ يا أهل ا ِ‬

‫ل منهتتم الختذ ُ ومنهتم‬


‫ض الناس عن المتا ِ‬
‫في بلدكم وذراريكم‪ ،‬في َن َْف ّ‬

‫ذا الصتتار ً‬
‫خ? ول‬ ‫متتن ه ت َ‬
‫م يقولتتون‪َ :‬‬ ‫التتتار ُ‬
‫ك الختتذ نتتادم والتتتارك نتتاد ٌ‬

‫ح‬
‫ن المستتي ُ‬ ‫ة إلى إيلياُء فإن ي َ ُ‬
‫كتت ْ‬ ‫يعلمون من هو‪ ،‬فيقولون ابعثوا طليع ً‬

‫شتتيئا ً وي َتَروْ َ‬
‫ن‬ ‫ن َ‬
‫قد ختترج يتتأتوكم بعلمتته‪ .‬فيتتأتون فينظتترون ول ي َتَروْ َ‬

‫خ الصار ُ‬
‫خ إل لنبأ عظيم فاعزموا ثتتم‬ ‫كنين‪ ،‬ويقولون ما صر َ‬
‫الناس سا ِ‬

‫ضوا فيعزمون أن نخترج بأجمعنتا إلتى إيليتاء‪ ،‬فتإن يكتن التدجال‬


‫ارف ّ‬

‫خرج نقاتله حتى يحكم الله بيننا وبينه‪ ،‬وإن تكن الخرى فإنها بلدكم‬

‫وعشائركم إن رجعتم إليها"‪.‬‬

‫إشارة إلى أن المدينة المنورة ستتعرض للضعف حين‬

‫يعمر بيت المقدس‬

‫‪101‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بتتن‬
‫وقال ا ِ‬

‫ثوبان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن مكحول‪ ،‬عن جبير بن نفير‪ ،‬عن مالك بن بحتتار‪،‬‬

‫عن معاذ بن جبل قتتال‪ :‬قتال رستتول اللته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫ب يتتثرب‪ ،‬وختتروج الملحمتتة فتتتح‬


‫دس ختترا ُ‬
‫ت المقتت ِ‬
‫ن بيتت ِ‬
‫"عمتترا ُ‬

‫القسطنطينية‪ ،‬وفتح القسطنطينية خروج الدجال قال ثم ضرب بيده‬

‫ما إ ِن ّ َ‬
‫ك ها‬ ‫مث ْ ُ‬
‫ل َ‬ ‫ذا ل َ َ‬
‫حق ِ‬ ‫ن هَ َ‬
‫على فخذ الذي حدثه أو منكِبه ثم قال‪" :‬إ ّ‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتا أ َّنتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫ك قاعتتتتتتتتتتتتتتتتد"‪.‬‬ ‫هَُنتتتتتتتتتتتتتتتتا أوْ ك َ َ‬

‫وهكذا رواه أبو داود‪ ،‬عن عباس العنبري‪ ،‬عن أبي النضر هاشتتم بتتن‬

‫القاسم به‪ ،‬وقال هذا إسناد جيد وحديث حستتن وعليتته نتتور الصتتدق‬

‫وجللة النبوة‪ ،‬وليس المراد أن المدينتتة تختترب بالكليتتة قبتتل ختتروج‬

‫الدجال‪ ،‬وإنما ذلك في آخر الزمان كما ستتيأتي بيتتانه فتتي الحتتاديث‬

‫الصحيحة‪ ،‬بل تكون عمارة بيت المقدس ستتببا ً فتتي ختتراب المدينتتة‬

‫النبوية‪ ،‬فإنه قد ثبت في الحاديث الصحيحة أن الدجال ل يقدر على‬

‫دخولها يمنع من ذلك بما على أبوابها من الملئكة القتتائمين بأيتتديهم‬

‫السيوف المصلتة‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عصمة المدينة المنورة من الطاعون ومن دخول الدجال‬

‫وفي صحيح البخاري من حديث مالك‪ ،‬عن نعيم المحمر‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬المدينة ل يدخلها‬
‫ن ول الدجا ُ‬
‫ل"‪.‬‬ ‫الطاعو ُ‬
‫وفي جامع الترمذي أن المسيح عيسى ابن مريم يدفن إذا مات في‬
‫الحجرة النبوية‪.‬‬
‫إشارة نبوية الى ما سيكون من امتداد عمران المدينة‬

‫المنورة‬

‫وقد قال مسلم‪ :‬حدثني عمرو بن الناقد‪ ،‬حتتدثنا الستتود بتتن عتتامر‪،‬‬

‫حدثنا زهير‪ ،‬عن سهيل بن أبي صالح‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة قتال‪:‬‬

‫ب أو‬ ‫قال رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستلم‪َ" :‬تبل ُتغُ المستاك ُ‬
‫ن إهتتا َ‬

‫ي َهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاب"‪.‬‬

‫قال زهير‪ ،‬قلت لسهيل‪ :‬وكم ذلك من المدينة? قلت‪ :‬كذا وكذا مث ً‬
‫ل‪،‬‬

‫فهذه العمارة إما أن تكون قبل عمارة بيت المقدس وقد تكون بعتتد‬

‫ذلك بدهر‪ ،‬ثم تختترب بالكليتة كمتتا دلتتت علتتى ذلتك الحتتاديث التتتي‬

‫سنوردها‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إشارة نبوية إلى خروج أهل المدينة منها في بعض‬

‫الزمة المستقلة‬

‫وقد روى القرطبي من طريق الوليد بن مسلم‪ ،‬عن ابن لهيعة‪ ،‬عن‬

‫أبي الزبير‪ ،‬عن جابر أنه سمع عمر بن الخطتتاب علتتى المنتتبر يقتتول‬

‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم يقول‪" :‬يخرج أهتتل‬

‫ن‬
‫جتتو َ‬
‫خُر ُ‬
‫مُروَنها حتتتى تمتلىتتء ثتتم ي َ ْ‬
‫المدينة منها ثم يعودون إليها في َعْ ُ‬

‫منهتتتتتتتتتتتا ثتتتتتتتتتتتم ل يعتتتتتتتتتتتودون إليهتتتتتتتتتتتا أبتتتتتتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫وفي حديث عن أبي سعيد مرفوعا ً مثله وزاد الوليد عنها‪" :‬وهي خير‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا تكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون مربعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫قيتتتتتتتل‪ :‬فمتتتتتتتن يأكلهتتتتتتتا‪ .‬قتتتتتتتال‪ :‬الطيتتتتتتتر والستتتتتتتباع‪.‬‬

‫وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليتته وستتلم‬

‫قال‪" :‬يتركون المدينة على خير ما كانت ل يغشاها إل العوافي يريتتد‬

‫عوافي السباع والطير‪ ،‬ثم يخرج راعيان من مزينتتة يريتتدان المدينتتة‬

‫ينعقان بغنمهما فيجدانها وحشى‪ ،‬حتى إذا بلغا ثنية الوداع ختترا علتتى‬

‫وجوههمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وفي حديث حذيفة سألت رسول اللته صتتلى اللته عليتته وستتلم عتتن‬

‫أشياء إل أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة منها? وفي حديث آختتر‬

‫عتتن أبتتي هريتترة‪" :‬يخرجتتون منهتتا ونصتتف ثمرهتتا رطتتب‪ .‬قتتال‪ :‬متتا‬

‫يخرجهتتتتم منهتتتتا يتتتتا أبتتتتا هريتتتترة? قتتتتال‪ :‬امتتتترؤ الستتتتوء"‪.‬‬

‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا ابن مقيل‪ ،‬حدثنا عيستتى بتتن يتتونس‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫بكر بن أبي مريم‪ ،‬عن الوليتتد بتتن ستتفيان الغستتاني‪ ،‬عتتن يزيتتد بتتن‬

‫قطيب السلواني‪ ،‬عن أبي بحر‪ ،‬عن معاذ بن جبل قال‪ :‬قال رستتول‬

‫ح القستتطنطينية‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬الملحمتتة الكتتبرى وفت ت ُ‬

‫ج التتتتتتتتتتدجال فتتتتتتتتتتي ستتتتتتتتتتبعة أشتتتتتتتتتتهر"‪.‬‬


‫وختتتتتتتتتترو ُ‬

‫ورواه الترمذي‪ ،‬عن عبد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن التتدارمي‪،‬‬

‫عن الحكم بن أبان‪ ،‬عن الوليد بن مسلم به‪ .‬وقال‪ :‬حستتن ل نعرفتته‬

‫إل من هذا الوجه‪ ،‬وفي الباب عن مصعب بن حبابتة‪ ،‬وعبتد اللته بتن‬

‫بسر‪ ،‬وعبد الله بن مسعود وأبي ستتعيد الختتدري‪ ،‬ورواه ابتتن متتاجه‪،‬‬

‫عن هشام بن عمار‪ ،‬عن الوليد بن مسلم وإسماعيل بن عياش عتتن‬

‫أبتتتتتتتتتتي بكتتتتتتتتتتر بتتتتتتتتتتن أبتتتتتتتتتتي مريتتتتتتتتتتم بتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمتتد‪ ،‬وأبتتو داود واللفتتظ لتته‪ ،‬حتتدثنا حيتتوة بتتن شتتريح‬
‫وقال ا ِ‬

‫الحمصي‪ ،‬حدثنا بقية‪ ،‬عن بحر بن سعد‪ ،‬عن خالتتد هتتو ابتتن معتتدان‪،‬‬

‫عن أبي بلل‪ ،‬عن عبد الله بن بسر أن النبي صلى الله عليتته وستتلم‬

‫ت ستتنين ويختترج التتدجال فتتي‬


‫ن الملحمة وفتح المدينتتة ست ّ‬
‫قال‪" :‬ب َي ْ َ‬

‫الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتابعة"‪.‬‬

‫وهكذا رواه ابن ماجه‪ ،‬عن سويد بن سعيد‪ ،‬عن بقية بن الوليد‪ ،‬وهذا‬

‫مشكل مع الذي قبله اللهم إل أن يكتتون بيتتن أول الملحمتتة وآخرهتتا‬

‫ست سنين‪ ،‬ويكون بين آخرها وفتح المدينة وهي القس َ‬


‫طنطينية مدة‬

‫قريبة بحيث يكون ذلك متتع ختتروج التتدجال فتتي ستتبعة أشتتهر واللتته‬

‫تعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتالى أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫قال الترمذي‪ :‬حدثنا محمود بتتن غيلن‪ ،‬حتتدثنا أبتتو داود‪ ،‬عتتن شتتعبة‪،‬‬

‫عن يحيى بن سعيد‪ ،‬عن أنس بن مالك قال‪" :‬فتح القسطنطينية مع‬

‫قيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتام الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاعة"‪.‬‬

‫قال محمود‪ :‬هذا حديث غريتتب‪ ،‬والقستطيطينية مدينتتة التتروم تفتتتح‬

‫عند خروج الدجال‪ ،‬والقسطنطينية فتحتتت فتتي زمتتان الصتتحابة بعتتد‬

‫‪106‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم هكذا قال إنها فتحت في زمن الصتتحابة‬

‫وفي هذا نظر‪ ،‬فإن معاوية بعث إليها ابنه يزيد في جيتتش فيهتتم أبتتو‬

‫أيوب النصاري ولكن لم يتفق أن فتحها وحاصرها مستتلمة بتتن عبتتد‬

‫الملك بن مروان في زمان دولتهم ولم تفتتتح أيضتًا‪ ،‬ولكتتن صتتالحهم‬

‫على بناء مسجد بها كما قدمنا ذلك مبسوطًا‪.‬‬

‫مقدمة فيما ورد من ذكر الكذابين الدجالين وهم‬

‫كالمقدمة بين يدي المسيح الدجال‬

‫خاتمتهم قّبحه الّله وإياهم وجعل نار الجحيم متقلبهم ومثواهم‬

‫إشارة نبوية إلى أنه سيكون بين يدي الساعة كذابون‬

‫يدعون النبوة‬

‫روى مسلم من حديث شعبة وغيره‪ ،‬عن سماك‪ ،‬عن جابر بن‬
‫ن‬
‫ن ب َي ْ َ‬
‫سمرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬إ ّ‬
‫َيدي الساعة كذابين"‪.‬‬
‫قال جابر‪ :‬فاحذروهم‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ ،‬حدثنا موسى‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬عن أبتتي الزبيتتر‪،‬‬ ‫وقال ا ِ‬

‫عن جابر أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليتته وستتلم يقتتول‪:‬‬

‫‪107‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب اليمام تةِ وصتتاحب صتتنعاء‬


‫"إن بين يدي الساعة كذابين منهم صاح ُ‬

‫ة"‪.‬‬ ‫مَير‪ ،‬ومنهم الدجا ُ‬


‫ل وهتتو أعظمهتتم فتنت ً‬ ‫ح ْ‬
‫ب ِ‬
‫ي‪ ،‬ومنهم صاح ُ‬
‫س ّ‬
‫العَب ْ ِ‬

‫قال جابر‪" :‬وبعض أصحابي يقتتول قريبتا ً متتن ثلثيتتن رج ً‬


‫ل" تفتّرد بتته‬

‫أحمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد‪.‬‬

‫وثبت في صحيح البخاري‪ ،‬عن أبتتي اليمتتان‪ ،‬عتتن شتتعيب‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أبي هريرة أن رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫ب متتن‬
‫ث دجالون كذابون قري ت ٌ‬
‫وسلم قال‪" :‬ل تقوم الساعة حتى ي ُب ْعَ َ‬

‫م أّنتتتتتتتته رستتتتتتتتول اللتتتتتتتته"‪.‬‬


‫عتتتتتتتت ُ‬
‫ثلثيتتتتتتتتن كتتتتتتتتل يْز ُ‬

‫وذكتتتتتتتتتتتتتتر تمتتتتتتتتتتتتتتام الحتتتتتتتتتتتتتتديث وطتتتتتتتتتتتتتتوله‪.‬‬

‫وفي صحيح مسلم من حديث مالك‪ ،‬عتتن أبتتي الزنتتاد‪ ،‬عتتن العتترج‪،‬‬

‫ي هريرة عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬ل تقتتوم‬
‫عن أب ِ‬

‫الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلثين كتتل يزعتتم أنتته‬

‫رستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتول اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫حدثنا محمد بن زامع‪ ،‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن همتتام بتتن‬

‫منبه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم غير أنه قتتال‪:‬‬

‫‪108‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫"ي َن ْب َِعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتث"‪.‬‬

‫وقال المام أحمد‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن جعفتتر‪ ،‬حتتدثنا شتتعبة‪ ،‬ستتمعت‬

‫العلء بن عبد الرحمن يحدث‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن َأبي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم قتال‪" :‬ل تقتوم الستاعة حتتى يظهتر دجتالون‬

‫ض الما ُ‬
‫ل فيكثُر وتظهُر الفتتتن‬ ‫ثلثون كلهم يزعم أنه رسول الله وي َِفي ُ‬

‫ل القت ت ُ‬
‫ل‬ ‫ل القت ت ُ‬
‫ج قال‪ :‬قيل أيّ الهْرج‪ ?.‬قال القت ت ُ‬ ‫ج وال ْ َ‬
‫مْر ُ‬ ‫ويكثر ال ْهَْر ُ‬

‫ثلثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا"‪.‬‬

‫تفتتتّرد بتتته أحمتتتد متتتن هتتتذا التتتوجه وهتتتو علتتتى شتتترط مستتتلم‪.‬‬

‫وقد رواه أبو داود عن القعنبي‪ ،‬عن الدراوردي‪ ،‬عن العلء بتته‪ .‬ومتتن‬

‫حديث محمد بن عمرو‪ ،‬عن علقمة‪ ،‬عن أبي سلمة‪ ،‬عن أبي هريتترة‬

‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬ل تقتتوم الستتاعة حتتتى‬

‫يخرج ثلثون دجال ً كذابون‪ ،‬كلهم يكذب علتتى اللتته وعلتتى رستتوله"‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ ،‬حدثنا يحيى بن عتتوف‪ ،‬حتتدثنا جلس‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪،‬‬

‫ب متتن‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬بين يدي الساعة قريتت ٌ‬

‫ثلثيتتتتتتتتن دجتتتتتتتتالين كلهتتتتتتتتم يقتتتتتتتتول أَنتتتتتتتتا ن َِبتتتتتتتتي"‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وهتتتتتذا إستتتتتناد جيتتتتتد حستتتتتن تفتتتتتّرد بتتتتته أحمتتتتتد أيضتتتتتًا‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ ،‬حدثنا حسن بن موسى‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬أخبرنا سلمان‬

‫بن عامر‪ ،‬عن أبي عثمان الصبحي قال‪ :‬سمعت أبا هريرة يقول‪ :‬إن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪ ":‬سيكون في أمتتتي دجتتالون‬

‫ث بمتتا لتتم تستتمعوا أن ْت ُتتم ول آبتتاؤُ ُ‬


‫كم‬ ‫دع من الحتتدي ِ‬
‫كذابون يأتونكم ب ِب ِ َ‬

‫فإّيتتتتتتتتتتتتتتتتتتاكم وإيتتتتتتتتتتتتتتتتتتاهم ل ي َغُ ّ‬


‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتوَنكم "‪.‬‬

‫وفي صحيح مسلم من حديث أبي قلبة‪ ،‬عن أبي أسماء‪ ،‬عن ثوبتتان‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬وإ ِّنه سيكون في أمتتتي‬

‫ي بعتتدي"‬
‫م أنه نبي وأنتتا ختتاتم النبيتتاء ل ن َب ِت ّ‬
‫كذابون ثلثون كلهم يْزعُ ُ‬

‫الحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتديث بتمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتامه‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو الوليد‪ ،‬حدثنا عبدالله بن أياد بن لقيتتط‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫حدثنا أبار‪ ،‬عن عبد الرحمتتن بتتن أنعتتم أو نعيتتم العرجتتي مثلتته‪ :‬أبتتو‬

‫الوليد قال‪ :‬سأل رجل ابن عمرعن المتعة وأن عنده متعتتة النستتاء?‬

‫فقال‪ :‬والله ما كنا علتى عهتتد رستول اللته صتلى اللته عليته وستلم‬

‫مرتابين ول مسافحين ثم قال‪ :‬والله لقد سمعت رسول اللتته صتتلى‬

‫‪110‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ح التتدجال‬ ‫ن قَب ْت َ‬
‫ل يتتوم القيامتتة المستتي ُ‬ ‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬ليكون َ ّ‬

‫وكذابون ثلثون أو أكثر"‪.‬‬

‫اشارة نبوية إلى أنه سيكون في المة السلمية دعاة‬

‫إلى النار‬

‫ورواه الطبراني من حديث مورق العجلي عن ابن عمر بنحوه‪ .‬تفّرد‬


‫به أحمد‪.‬‬
‫قال الحافظ أبو يعلى‪ ،‬حدثنا واصل بن عبد العلى‪ ،‬حدثنا ابن‬
‫فضيل‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عن سعيد بن عامر‪ ،‬عن ابن عمرقال‪ :‬سمعت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬إن في أمتي لَنيفا ً‬
‫سمائهم وقبائلهم‬ ‫عيا ً كل ُّهم داع إلى النار لوأشاُء لْنبأُتكم بأ ْ‬
‫ن دا ِ‬
‫وسبعي َ‬
‫"‪ .‬وهذا إسناد ل بأس به‪.‬‬
‫وقد روى ابن ماجه به حديثا ً في الكرع والشرب باليد‪ ،‬وقال الحافظ‬
‫أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو كريبط‪،‬حدثنا محمد بن الحسن السدي‪ ،‬حدثنا‬
‫هارون بن صالح الهمداني‪ ،‬عن الحرص بن عبد الرحمن‪ ،‬عن أبي‬
‫الجلس قال‪ :‬سمعت عليا ً يقول لعبد الله بن سبأ‪ ،‬ويلك والله ما‬
‫ي بشيء كتمته أحدا ً من الناس‪ ،‬ولقد سمعت رسول الله‬ ‫أفضي إل ّ‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬إن بين يدي الساعة ثلثين كذابا ً "‬
‫وإنك لحدهم‪.‬‬
‫ورواه أيضا ً عن أبي بكر بن شيبة‪ ،‬عن محمد بن الحسين به‪.‬‬
‫وقال أبو يعلى‪ :‬حدثنا زهرة‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عتتن بشتتر‪ ،‬عتتن‬

‫أنس قال‪ :‬قتال رستول اللته صتلى اللته عليته وستلم ‪":‬يكتون قبتل‬

‫ف وستتتتتتتتتتتتتتبعون دجتتتتتتتتتتتتتتا ً‬
‫ل"‪.‬‬ ‫التتتتتتتتتتتتتتدجال ن َي ّتتتتتتتتتتتتتت ٌ‬

‫‪111‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيتتتته غرابتتتتة والتتتتذي فتتتتي الصتتتتحاح أثبتتتتت واللتتتته أعلتتتتم‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حتتدثنا عبتتد التترزاق‪ ،‬أخبرنتتا معمتتر‪ ،‬عتتن الزهتتري‪ ،‬عتتن‬

‫طلحة بن عبدالله‪ ،‬عن عوف‪ ،‬عن أبي بكرقال‪ :‬وافى مستتيلمة قبتتل‬

‫أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتته شتتيئا ً فقتتام رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم خطيبتا ً فقتتال‪" :‬أمتتا بعتتد ف ِ‬


‫فتتي بيتتان هتتذا‬

‫ن كذابا ً يخرجتتون بيتتن‬ ‫الرجل الذي َقد أك ْث َْرتم فيه أنه كذا ٌ‬
‫ب من ثلثي َ‬

‫يتتتتدي الستتتتاعة وأنتتتته ليتتتتس بلتتتتد ٌ إل ّ يبلغهتتتتاُر ْ‬


‫عب المستتتتيح "‪.‬‬

‫وقد رواه أحمد أيضًا‪ ،‬عن حجاج‪ ،‬عن الليث بن سعد‪ ،‬عن عقيل‪ ،‬عن‬

‫ابن شسهاب‪ ،‬عن طلحة‪ ،‬عن عبد اللتته بتتن عتتوف‪ ،‬عتتن عيتتاض بتتن‬

‫ذاب متتن ثلثيتتن كتتذابا ً‬


‫نافع‪ ،‬عن أبي بكرة فذكره وقال فيه‪" :‬فإنه ك ّ‬

‫يخرجون قبل الدجال‪ ،‬وإنه ليتتس بلتتد إل ستتيدخله رعتتب المستتيح"‪.‬‬

‫تفتتتتتتتتتتتتّرد بتتتتتتتتتتتته أحمتتتتتتتتتتتتد متتتتتتتتتتتتن التتتتتتتتتتتتوجهين‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو جعفر المدايني وهتتو محمتتد بتتن جعفتتر‪،‬‬
‫وقال ا ِ‬

‫أخبرنا عباد بتتن العتترام‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن إستتحاق‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن‬

‫المنمدر‪ ،‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫‪112‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب فيهتتا الصتتادقُ وُيصتتدق‬ ‫ة يَ ْ‬


‫كذ ُ‬ ‫خداع ً‬
‫م الدجال سنين ِ‬
‫ما َ‬
‫وسلم‪" :‬إن أ َ‬

‫ن‪ ،‬ويتكلتتم فيهتتا‬


‫ن ِفيهتتا الختتائ ِ ُ‬
‫م ُ‬
‫ن وُيؤت َ َ‬
‫خون فيها المي ُ‬
‫فيها الكاذب‪ ،‬في َ ُ‬

‫ة? قال ال ُْفوَي ْ ِ‬


‫سق يتكلم في أمتتر العامتتة"‬ ‫ض ُ‬
‫ة قيل وما الّروَي ْب ِ َ‬
‫الّروَي ِْبض ُ‬

‫وهذا إسناد جيد‪ .‬تفّرد به أحمد من هذا الوجه‪.‬‬

‫الكلم على أحاديث الدجال‬

‫بعض ما ورد من الثار في ابن صياد‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثني حرملة بن يحيتتى بتتن عبتتد اللته بتتن حرملتتة بتتن‬

‫عمران التجيبي‪ ،‬أخبرني ابن وهب‪ ،‬أخبرني يونس‪ ،‬عن ابتتن شتتهاب‬

‫أن سلم بن عبد الله أخبره أن عبد الله بن عمر بن الخطاب انطلتتق‬

‫مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط قبل ابن صتتياد حتتتى‬

‫وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة‪ ،‬وقد قتتارب ابتتن صتتياد‬

‫يومئذ الحلم فلم يشتتعر حتتتى ضتترب رستتول اللتته صتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم ظهره بيده? ثم قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم لبتتن‬

‫صياد‪ :‬أتشهد أني رسول الله? فنظتتر ابتتن صتتياد فقتتال‪ :‬أشتتهد أنتتك‬

‫‪113‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رسول الميين‪ :‬وقال ابن صياد لرسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪:‬‬

‫أتشهد أني رسول الله? فقال له رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪:‬‬

‫آمنت باللة ورسله? ثم قال له رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫ماذا ترى? قال ابن صياد‪ :‬يأتيني صادق وكاذب? فقال له رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم‪ :‬خلط عليك المتتر? ثتتم قتتال لتته رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إني قد خبأت إليك خبأ‪ ،‬فقال ابن صياد‪ :‬هتتو‬

‫ستتأ فَل َت ْ‬
‫ن ت َعْتتدَو‬ ‫خ َ‬
‫الرخ فقال رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬ا ْ‬

‫و َقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫درك"‪.‬‬

‫وقال عمر بن الخطاب مرني يا رسول الله أضرب عنقتته‪ ،‬فقتتال لتته‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن يكنه فلن ُتسل ّ َ‬
‫ط وإن ل ي َك ُن ْتته‬

‫خْيتتتتتتتتتتتتتتتتَر لتتتتتتتتتتتتتتتتك فتتتتتتتتتتتتتتتتي قَت ِْلتتتتتتتتتتتتتتتت ِ‬


‫ه"‪.‬‬ ‫فل َ‬

‫وقال سالم بن عبد الله‪ :‬سمعت عبد الله بن عمر يقول‪ :‬انطلق بعد‬

‫ي بتن كعتب إلتتى النختل‬


‫ذلك رسول الله صلى الله عليه وستلم وأبت ّ‬

‫التي فيها ابن صياد‪ ،‬حتى إذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫النخل طفق يتقي بجذع النخل وهو يختل أنه يستتمع متتن ابتتن صتتياد‬

‫‪114‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شيئا ً قبل أن يراه ابن صياد‪ ،‬فرآه رسول الله صلى الله عليه وستتلم‬

‫وهو مضطجع على فراش في قطيفة له فيها زمزمة فتترأت أم ابتتن‬

‫صياد رسول الله صلى اللته عليته وستلم وهتتو يتقتتي بجتتذوع النختل‬

‫فقالت لبن صياد‪ :‬يا صاف وهو اسم ابن صياد هذا محمتتد فثتتار ابتتن‬

‫صياد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لو تركتتته بيتتن" قتتال‬

‫سالم‪ ،‬قال عبد الله بتتن عمتتر‪ :‬فقتتام رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم في الناس فأثنى على الله بما هتتو لتته أهتتل ثتتم ذكتتر التتدجال‬

‫ح‬
‫ه لقد أنتتذره نتتو ٌ‬
‫م ُ‬ ‫ذرك ُ ُ‬
‫موهُ ما من ن َِبي إل ّ وقد أن ْذ َْر قَوْ َ‬ ‫فقال‪" :‬إني لن ْ ِ‬

‫ن أقول لكم فيه قول ً لم ي َُقْله نبي لقومه تعل َ ُ‬


‫موا أنتته أعتتوُر‬ ‫مه ولك ِ ْ‬
‫قو ِ‬

‫عور"‪.‬‬
‫ن اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته ليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتس بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأ ْ‬
‫وإ ّ‬

‫قال ابن شهاب‪ :‬وأخبرني عمر بن ثابت النصتتاري أنتته أختتبره بعتتض‬

‫أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى اللتته‬

‫مك ْت ُتتو ٌ‬
‫ب بيتتن عينيتته‬ ‫عليه وسلم قال يوما ً يحذر الناس الدجال‪" :‬إن ّت ُ‬
‫ه َ‬

‫ؤه كل مؤمن‪ ،‬وقال تعّلموا أنه لتتن‬ ‫مل َ ُ‬


‫ه أوْ يقر ُ‬ ‫ن ك َرِهَ عَ َ‬ ‫كافٌر َيقرؤُهُ َ‬
‫م ْ‬

‫يرى أحد منكم لرّبه حتى يموت"‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تحذير الرسول من الدجال وذكر بعض أوصافه‬

‫وأصل الحديث عند البخاري هو حديث الزهري عن ستتالم عتتن أبيتته‬

‫بنحوه‪ ،‬وروى مسلم أيضا ً من حديث عبيد الله بن نافع عن ابن عمتتر‬

‫ن ظْهرانتتي‬
‫أن رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم ذكتتر التتدجال بي ْت َ‬

‫ح الدجا َ‬
‫ل أعوُر العين‬ ‫س بأعوَر إل إن المسي َ‬ ‫َالناس فقال‪" :‬إن الل ّ َ‬
‫ه لي َ‬

‫ة طاِفيتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬
‫عن َب َتتتتتتتتتتت ٌ‬
‫ه ِ‬
‫ن عَي ْن َتتتتتتتتتتت ُ‬
‫منتتتتتتتتتتتى كتتتتتتتتتتتأ ّ‬
‫الي ُ ْ‬

‫وسملم من حديث شعبة عن قتادة عن أنس قال‪ :‬قال رستتول اللتته‬

‫ي إل ّ قَد ْ أنذر أمَته العوَر الكتتذا َ‬


‫ب‬ ‫ن نب ِ ّ‬
‫م ْ‬
‫ما ِ‬
‫صلى الله عليه وسلم‪َ " :‬‬

‫ن عَي ْن َْيتته كتتافٌر"‪.‬‬


‫ب بْيتت َ‬
‫ه أعتتوُر وإن رّبكتتم ليتتس بتتأعوَر مكتتتو ٌ‬
‫أل إّنتت ُ‬

‫رواه البختتتتتتتتتاري متتتتتتتتتن حتتتتتتتتتديث شتتتتتتتتتعبة بنحتتتتتتتتتوه‪.‬‬

‫قتتال مستتلم‪ ،‬وحتتدثني زهيتتر بتتن حتترب‪ ،‬حتتدثنا عثمتتان‪ ،‬حتتدثنا عبتتد‬

‫الوارث‪ ،‬عن سعيد بن الحجتتاب‪ ،‬عتتن أنتتس قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫ب بيتتن عينيتته‬
‫خ العيتتن مكتتتو ٌ‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬الدجا ُ‬
‫ل ممستتو ُ‬

‫جاهتتتتتتا كتتتتتتافٌر يقر ُ‬


‫ؤهتتتتتتا كتتتتتتل مستتتتتتلم "‪.‬‬ ‫كتتتتتتافٌر ثتتتتتتم ته ّ‬

‫ولمسلم من حديث العمش‪ ،‬عتتن ستتفيان‪ ،‬عتتن حذيفتتة قتتال‪ :‬قتتال‬

‫‪116‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه‪،‬‬
‫من ْت ُ‬
‫ل ِ‬
‫دجا ِ‬
‫م تعَ ال ت ّ‬
‫متتا َ‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لَنا أعْل َ ُ‬
‫م بِ َ‬

‫ض‪ ،‬والختتر َرأيَ العيتتن‬


‫ماء أبي ُ‬
‫هما َرأيَ العين َ‬
‫ه نهران يجريان أحد ُ‬
‫مع َ ُ‬
‫َ‬

‫ت التتذي رآه نتتارا ً ولي ُْغمتتض ثتتم‬


‫دكم فَل ْي َتتأ ِ‬ ‫متتا أد َْرك َت ّ‬
‫ن أحت َ‬ ‫ج فإ ّ‬
‫جت ُ‬
‫نتتاٌر َتأ ّ‬

‫ح العيتتن‬
‫ب فإنه ماٌء َباِرد‪ ،‬وِإن الدجال ممستتو ُ‬
‫سه فيشر َ‬
‫طىْء رأ َ‬
‫لُيطا ِ‬

‫ب‬ ‫ة مكتوب بين عينيه كافٌر يقر ُ‬


‫ؤه كتتل متتؤمن كتتات ٍ‬ ‫عَل َي َْها ظ ََفرة َ‬
‫غليظ ٌ‬

‫ب"‪.‬‬
‫وغير كات ٍ‬

‫نار الدجال جنة وجنته نار‬

‫ثم رواه من حديث شعبة‪ ،‬عن عبد الملك بن عمرو‪ ،‬عن ربعي‪ ،‬عن‬

‫حذيفة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه‪ .‬قال ابن مسعود وأنا‬

‫سمعته من رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪ .‬ورواه البختتاري متتن‬

‫حديث شعبة بنحوه‪ .‬وروى البخاري ومسلم من حتديث شتتيبان‪ ،‬عتتن‬

‫عبد الرحمن‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير‪ ،‬عن أبي سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة‬

‫ختتبركم عتتن‬
‫قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللته صتلى اللته عليته وستتلم‪" :‬أل ا ْ‬

‫مث ْ ُ‬
‫ل الجن ّةِ‬ ‫مه إنه أعوُر وإنه يجيُء معه ِ‬
‫ي قو َ‬
‫ه نب ّ‬ ‫الدجال حديثا ً ما َ‬
‫حد ّث َ ُ‬

‫‪117‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه‬
‫ة هي الناُر وإني أنذرتكم به كما انتتذر بتت ِ‬
‫والنارِ فالتي يقول إنها الجن ّ ُ‬

‫مه "‪.‬‬
‫ح قو َ‬
‫نو ٌ‬

‫تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم أمته من أن تغتر‬

‫بما مع الدجال من أسباب القوة والفتنة‪:‬‬

‫وروى مسلم من حديث مسلم بن المنكتتدر قتتال‪ :‬رأيتتت جتتابر عبتتد‬

‫الله يحلف بالله أن ابن صياد هو الدجال‪ ،‬فقلت‪ :‬تحلف بالله? فقال‪:‬‬

‫إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليتته وستتلم‬

‫فلتتتتتتم ينكتتتتتتره النتتتتتتبي صتتتتتتلى اللتتتتتته عليتتتتتته وستتتتتتلم‪.‬‬

‫وروي من حديث نافع أن ابن عمر لقي ابن صتتياد فتتي بعتتض طتترق‬

‫المدينة‪ ،‬فقال له ابن عمر قول ً أغضبه فانتفخ حتى مل السكة‪ ،‬وفتتي‬

‫رواية أن ابن صياد نخر كأشد نخير حمار يكون‪ ،‬وأن ابن عمر ضتتربه‬

‫حتى تكسرت عصاه‪ ،‬ثم دخل على أخته أم المؤمنين حفصة فقالت‪:‬‬

‫ما أردت من ابن صياد أما علمتتت أن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫ن غَ ْ‬
‫ضب َةٍ يغضبها"?‪.‬‬ ‫م ْ‬
‫ج ِ‬
‫خُر ُ‬
‫ما ي َ ْ‬
‫وسلم قال‪" :‬إ ِن ّ َ‬

‫‪118‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ليس ابن صياد هو الدجال الكبر وإنما هو أحد الدجالة‬

‫الكبار الكثار‬

‫قال بعض العلماء‪ :‬إن ابن صياد كان بعض الصتتحابة يظنتته التتدجال‪،‬‬

‫وهتتتتتتتتو ليتتتتتتتتس بتتتتتتتته إنمتتتتتتتتا كتتتتتتتتان رجل ً صتتتتتتتتغيرًا‪.‬‬

‫وقد ثبت في الصحيح أنه صحب أبا سعيد فيمتتا بيتتن مكتتة والمدينتتة‪،‬‬

‫وأنه تبرم إليه بما يقول الناس فيه إنه الدجال‪ ،‬ثم قتتال لبتتي ستتعيد‬

‫ة‬
‫ألم يقل رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬إنتته ل يتتدخل المدين ت َ‬

‫ت بها‪ ،‬وِإنه ل ُيول َد ُ لتته وقتتد ُول تد َ لتتي‪ ،‬وِإنتته كتتافر وِإنتتي قتتد‬
‫وقد ولد ُ‬

‫َأستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلمت "‪.‬‬

‫ي‬
‫قال‪ :‬ومع هذا فإني أعلم الناس به وأعلمهم بمكانه ولو عرض علتت ّ‬

‫أن أكتتتتتتتتتتتون إيتتتتتتتتتتتاه لمتتتتتتتتتتتا كرهتتتتتتتتتتتت ذلتتتتتتتتتتتك‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ ،‬حدثنا عبد المتعتتال بتتن عبتتد الوهتتاب‪ ،‬حتتدثنا يحيتتى بتتن‬

‫سعيد الموي‪ ،‬حدثنا المجالد عن أبي التتوداك عتتن أبتتي ستتعيد قتتال‪:‬‬

‫ذكر ابن صياد عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر‪ :‬إنه يزعتتم‬

‫أنه ل يمر بشيء ِإل كلمتته والمقصتتود أن ابتتن صتتياد ليتتس بالتتدجال‬

‫‪119‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الذي يخرج في آخر الزمان قطعًا‪ ،‬وذلك لحديث فاطمة بنتتت قيتتس‬

‫الفهرية فإنه فيصل في هذا المقام والله أعلم‪.‬‬

‫حديث فاطمة بنت قيس في الدجال‬

‫قال مسلم‪ ،‬حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث وحجاج‬
‫بن الشاعر كلهما‬
‫عن عبد الصمد‪ ،‬واللفظ لعبد الوارث بن عبد الصتتمد‪ ،‬حتتدثني أبتتي‪،‬‬

‫عن جدي‪ ،‬عن الحسين ابن ذكوان‪ ،‬حدثنا ابتتن بريتتدة‪ ،‬حتتدثني عتتامر‬

‫بن شراحيل الشعبي‪ ،‬سمعت حمدان يسأل فاطمة بنت قيس أختتت‬

‫ح تد ِّثيِني‬
‫الضحاك بتتن قيتتس وكتتانت متتن المهتتاجرات الول فقتتال‪َ " :‬‬

‫ن فيتته‬
‫دي َ‬ ‫حديثا ً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ل ت َ ْ‬
‫س تت َن ِ ِ‬

‫مغيرةَ وهو من خيار شتتباب قريتتش‬ ‫ه‪ ،‬فقالت‪ :‬ن َك َ ْ‬


‫حت ال ُ‬ ‫حدٍ غيرِ ِ‬
‫إلى أ َ‬

‫ل الجهتتادِ متتع رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬


‫ب فتتي أوَ ِ‬
‫صي َ‬
‫َيومئ ِذٍ ‪ ،‬فأ ِ‬

‫ف فتتي ن ََفتتر متتن‬ ‫خط َب َن ِتتي عبتد ُ الرحمتتن بت ُ‬


‫ن عتتو ٍ‬ ‫ت َ‬
‫متتا متتا َ‬
‫وسلم‪ ،‬فل َ‬

‫خط َب َِني رسول الله صلى الله‬


‫ب محمد صلى الله عليه وسلم و َ‬
‫أصحا ِ‬

‫حد ّث ْ ُ‬
‫ت أن رسول الله صلى‬ ‫ت ُ‬
‫ة‪ ،‬وقد كن َ‬
‫م َ‬
‫سا َ‬
‫له أ َ‬ ‫عليه وسلم عََلى َ‬
‫مو ْ َ‬

‫‪120‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة‪ ،‬فلما ك ًل ّ َ‬
‫مِني رستتول‬ ‫م َ‬
‫سا َ‬
‫بأ َ‬ ‫حب ِّني فَل ْي ُ ِ‬
‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬
‫م ْ‬
‫الله عليه وسلم قال‪َ :‬‬

‫ش تئ ْ َ‬
‫ت?‬ ‫ن ِ‬
‫مت ْ‬
‫حني َ‬ ‫ري ِبيتدِ َ‬
‫ك فتتأنك ِ ْ‬ ‫مت ِ‬
‫تأ ْ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قل ُ‬

‫صتتار‬
‫ة متتن الن َ‬ ‫م َ‬
‫شتتريك امتترأة غني ت ٌ‬ ‫م َ‬
‫شتتريك وأ ّ‬ ‫فقال‪ :‬ان َْتقلي ِإلتتى أ ّ‬

‫ن فقلتتت‪ :‬ستتأفَعل‪.‬‬
‫سبيل الله ينزل عليها الضتتيَفا ُ‬
‫ة النَفقةِ في َ‬
‫عظيم ُ‬

‫شريك امرأةٌ كتتثيرةُ الضتتيفان وِإنتتي أك ْتَره أن‬


‫م َ‬
‫نأ ّ‬
‫فقال‪ :‬ل تفعلي إ ِ ّ‬

‫ساقَْيك فَي ََرى الَقو ُ‬


‫م منتتك‬ ‫ف الَثو ُ‬
‫ب عن َ‬ ‫ك أوْ ي َن ْك َ ِ‬
‫ش َ‬ ‫ماُر ِ‬
‫خ َ‬
‫ك ِ‬ ‫سُق َ‬
‫ط عَن ْ َ‬ ‫يَ ْ‬

‫ض ما تكرهين‪ ،‬ولكن انتقلي ِإلى ابن عمك عبد الله بن عمرو بتتن‬
‫ب َعْ َ‬

‫ي‬
‫أم مكثوم وهو رجل من بني فِْهر فِْهر قريش من البطتتن التتذي هِ ت َ‬

‫دتي سمعت المناديَ مناديَ رسول‬


‫ع ّ‬
‫ت ِ‬
‫ض ْ‬
‫ه‪ ،‬فانتقلت ِإليه فلما انق َ‬
‫من ُ‬
‫ِ‬

‫ت ِإلتتى‬
‫ة فخرج ت ُ‬
‫اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم ينتتادي الصتتلةُ جامع ت ٌ‬

‫المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪ ،‬فكنتتت فتتي‬

‫صف النساِء التي تلي ظهور القوم‪.‬‬

‫ما روي عن تميم الداري من رؤية الجساسة والدجال‬

‫س على‬ ‫جل َ َ‬
‫فلما َقضى رسول الّله صلى الله عليه وسلم صلَته َ‬
‫ن‬
‫مصلهُ ثم قال‪ :‬أتدُرو َ‬‫ن ُ‬ ‫ل‪ :‬ل ِي َل َْز ْ‬
‫م كل ِإنسا ٍ‬ ‫ح ُ‬
‫ك فقا َ‬ ‫ض َ‬
‫المنبرِ وهو ي َ ْ‬

‫‪121‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م‪ :‬قال‪ِ :‬إني والل ّهِ ما جمعتكم‬ ‫ه أعل ُ‬ ‫ه ورسول ُ‬ ‫م? قالوا‪ :‬الل ّ ُ‬ ‫معْت ًك ُ ْ‬‫ج َ‬
‫ِلم َ‬
‫داِري كان رجل ً َنصرانيا ً فجاءَ‬ ‫ِلرغبةٍ ول ل َِرهَْبة‪ ،‬ولكن لن تميما ً ال ّ‬
‫دثكم عن المسيح‬ ‫فبايع وأسلم‪ ،‬وحدثني حديثا ً وافق الذي كنت أ َ‬
‫ح ّ‬
‫ل‪ ،‬حدثني أنه ركب البحر في سفينة بحرية مع ثلثين رجل ً من‬ ‫الدجا ِ‬
‫سوا ِإلى جزيرة‬ ‫م‪ ،‬فلعب بهم الموج شهرا ً في البحر ثم أْر َ‬ ‫ذا َ‬‫ج َ‬‫خم و ُ‬ ‫لَ ْ‬
‫س فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا‬ ‫ب الشم ُ‬ ‫في البحر حيث ت َغُْر ُ‬
‫ه‬
‫من د ُب ُرِ ِ‬‫ما قُب ُُله ِ‬
‫ن َ‬ ‫شعْرِ ل َ يد ُْرو َ‬ ‫ب ك َِثيُر ال ّ‬ ‫يُء أهْل َ ُ‬ ‫ش ْ‬‫م َ‬ ‫الجزيرة فََلقي َهُ ْ‬
‫ة‪ .‬قالوا‪:‬‬ ‫س ُ‬‫سا َ‬‫ج ّ‬‫ت? قال‪ :‬أنا ال َ‬ ‫ما أن ْ َ‬ ‫ك َ‬‫ر‪ ،‬فََقاُلوا‪ :‬وَي ْل َ َ‬ ‫شع ْ ِ‬ ‫ن ك ِث َْرةِ ال ّ‬ ‫م ْ‬‫ِ‬
‫ة? قالت‪ :‬أيها القوم انطلقوا ِإلى هذا الرجل بالد ّْير فِإنه‬ ‫س ُ‬‫سا َ‬ ‫ج ّ‬ ‫وما ال َ‬

‫ت ل ََنا رجل ً َفرقَْنا منها َأن تكون‬


‫م ْ‬
‫س ّ‬ ‫خب َرِ ُ‬
‫كم ِبالشواق قال‪ :‬فلما َ‬ ‫ِإلى َ‬

‫سَراعا ً حتتتى دخلنتتا التتديَر‪ ،‬فتِإذا فيتته أعظت ُ‬


‫م‬ ‫شيطانة‪ .‬قال‪ :‬فان ْط َل َْقَنا ِ‬

‫ده وثاقا ً مجموع ٌ‬


‫ة يداه ِإلى عُن ُِقهِ متتا بيتتن‬ ‫خْلقا ً وأ َ‬
‫ش ّ‬ ‫ِإنسان رأيناه قط َ‬

‫ل‪ :‬قَد ْ ق تد َْرت ُ ْ‬


‫م علتتى‬ ‫ت? قا َ‬
‫ما أن ْ َ‬ ‫ركبتيهِ ِإلى كعبيه بالحديد‪ .‬قلنا‪ :‬وَي ْل َ َ‬
‫ك َ‬

‫س متتن العتترب ركبنتتا فتتي‬ ‫َ‬


‫ري فأخبروني ما أنتم? قالوا‪ :‬نحتتن أنتتا ٌ‬
‫خب َ ِ‬
‫َ‬

‫م‪ ،‬فلعب بنا المتتوج شتتهرا ً ثتتم‬


‫سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغت َل َ َ‬

‫أْرفأنا ِإلى جزيرتك هذه‪ ،‬فجلسنا في أقربَها فتتدخلنا الجزيتترة فلقينتتا‬

‫ر‪،‬‬
‫ه من د ُب ُرِهِ من كثرة الشتتع ِ‬ ‫دابة َأهلب كثيرةَ ال َ‬
‫شعر ما ندري ما قُبل ُ‬

‫ة‪ ،‬قتتالت‪َ :‬أعمتتدوا ِإلتتى هت َ‬


‫ذا‬ ‫س ُ‬
‫سا َ‬
‫ج ّ‬ ‫فقلنا وَي ْل َ َ‬
‫ك ما أنت? فقالت‪ :‬أنا ال َ‬

‫واق‪ ،‬فأقبلنتتا إليكتتم ستتراعا ً‬ ‫خَبرك ُت ْ‬


‫م ِبالشت َ‬ ‫الرجل في الد ّْير فِإنه ِإلى َ‬

‫‪122‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن أن تكون شيطانة‪ ،‬فقال‪ :‬أختتبروني عتتن نختتل‬ ‫وفََرغَنا منها ولم َنأ َ‬
‫م ْ‬

‫خلهتتا هتتل‬
‫خب ُِر? قتتال‪ :‬أستتألكم عتتن ن َ ْ‬ ‫ن َفقلنا عن أيّ شأَنها ت َ ْ‬
‫ستت َ ْ‬ ‫سا ِ‬
‫ب َي ْ َ‬

‫شتتك أن ل ي ُث ْ ِ‬
‫متَر‪ .‬قتتال‪ :‬أختتبروني‬ ‫ما إ ِّنه ُيو ِ‬ ‫ي ُث ْ َ‬
‫مُر? قلنا له‪ :‬ن ََعم‪ .‬قال‪ :‬أ َ‬

‫ماَء?‬
‫شأَنها تستخبر? قال‪ :‬هل فيَها َ‬ ‫عن بحيرة الط ّب ََري ّ ِ‬
‫ة‪ ،‬قلنا‪ :‬عن أي َ‬

‫قتتالوا‪ :‬هتتي كتتثيرة المتتاَء‪ .‬قتتال‪ِ :‬إن ماَءهتتا يوشتتك أن يتتذهب‪ .‬قتتال‪:‬‬

‫أخبروني عن عين ُزغَْر قالوا‪ :‬عن َأي شأنها تستخبر? قال‪ :‬هتتل فتتي‬

‫العين ماُء? وهل ي َْزَرعُ أهلها بمتتاٍء العيتتن? قلنتتا لتته‪ :‬نعتتم هتتي كتتثيرة‬

‫ن متتا‬ ‫َ‬
‫مّيي ت َ‬
‫الماِء وأهلها يزرعون من مائها‪ .‬قال‪ :‬أخبروني عتتن نتتبي ال ِ‬

‫فعل? قالوا‪ :‬قد خرج من مكة ونتتزل ب ِي َث ْت ِ‬


‫رب‪ .‬قتتال‪ :‬أقتتاتله العتترب?‬

‫ه‬
‫ن يليت ِ‬ ‫قلنا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬كيف صنع بهم? فأخبرناه أنه قد ظ َهََر على َ‬
‫مت ْ‬
‫من العرب وَأطاعوه قال‪ :‬قال لهم قد كتتان ذا َ‬
‫ك? قلنتتا‪ :‬نعتتم‪ .‬قتتال‪:‬‬

‫ح‪،‬‬
‫ستي ُ‬
‫ن يطيعوه وِإنتي مختبركم عَّنتي‪ ،‬إ ِّنتي أَنتا الم ِ‬
‫ما ِإنه خيٌر لهم أ ْ‬
‫أ َ‬

‫ج فأستتيُر فتتي الرض فل‬ ‫ذن ِلي في الخروج َفأ ْ‬


‫خُر َ‬ ‫ن ت ُؤْ َ‬ ‫ش ُ‬
‫كأ ْ‬ ‫وِإني ُيو ِ‬

‫ن‬
‫ة فهما محرمتتتا ِ‬
‫ة غير مكة وطيب َ‬
‫ة ِإل هََبطُتها في أربعين ليل ً‬
‫أد َعَ قري ً‬

‫ستت َْقب ََلني َ‬


‫ملتك‬ ‫ت أن أدخل واحدة أو ِإحداهما ا ْ‬
‫كلما أَرد ْ ُ‬ ‫ي ك ِل َّتاهُ َ‬
‫ما ُ‬ ‫عل ّ‬

‫‪123‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب منهتتا ملئكتتة‬ ‫ن عَل َتتى كت ّ‬


‫ل ن َْقت ٍ‬ ‫دني عَن ْهَتتا‪ ،‬وإ ِ ّ‬ ‫صتْلتا ي َ ُ‬
‫صت ّ‬ ‫ف َ‬
‫ب ِي َدِهِ السي ُ‬

‫يحرسونها قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬وط َعَ ت َ‬
‫ن‬

‫ة أل ّ هَ ت ْ‬
‫ل كنتتت حتتدثتكم‬ ‫ة َيعني المدين َ َ‬
‫صرت ِهِ في المنبر هذه‪ :‬طيب ُ‬
‫خ َ‬
‫م ْ‬
‫بِ ِ‬

‫ه وافتتق‬
‫جَبنتتي حتتديث تميتتم إن ّت ُ‬
‫ه أعْ َ‬
‫م‪ .‬قال‪ :‬إن ّت ُ‬
‫س‪ :‬ن َعَ ْ‬
‫ذلك? فقال النا ُ‬

‫ت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة أل َ ِإنه في بحر الشتتام أو‬


‫الذي كن ُ‬

‫بحر اليمين ل بل من قبل المشرق َوأْومأ بيده ِإلى المشرق‪ .‬قتتالت‪:‬‬

‫فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم"‪.‬‬

‫حديث فاطمة بنت قيس‬

‫رواه مسلم من حديث سيار‪ ،‬عن الشعبي‪ ،‬عن فاطمة قالت‪:‬‬


‫فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يخطب فقال‪:‬‬
‫ِإن بني عم لتميم الداري ركبوا في البحر وساق الحديث‪ ،‬ومن‬
‫حديث غيلن بن جرير‪ ،‬عن الشعبي عنها فذكرته أن تميما ً الداري‬
‫ركب البحر فتاهت به السفينة فسقط إلى جزيرة فخرج إليها‬
‫يلتمس الماء فلقي إنسانا ً يجر شعره فاقتص الحديث‪ ،‬وفيه فأخرجه‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ِإلى الناس يحدثهم فقال‪" :‬هذه‬
‫طيبة وذلك الدجال"‪.‬‬
‫حدثني أبو بكر بن إسحاق‪ ،‬حدثنا يحيى بن بكير‪ ،‬حدثنا المغيرة يحيى‬
‫الحرامي‪ ،‬عن أبي الزناد‪ ،‬عن الشعبي‪ ،‬عن فاطمة بنت قيس أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قعد على المنبر فقال‪ :‬أيها الناس‬
‫حدثني تميم الداري أن ناسا ً من قومه كانوا في البحر وساق‬

‫‪124‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الحديث‪.‬‬
‫وقد رواه أبو داود‪ ،‬وابن ماجه من حديث إسماعيل بن أبي خالد‪،‬‬
‫عن مجالد‪ ،‬عن الشعبي عنها بنحوه‪ .‬ورواه الترمذي من حديث‬
‫قتادة? عن الشعبي عنها وقال‪ :‬حسن صحيح غريب من حديث‬
‫قتادة عن الشعبي‪ :‬وروراه النسائي من حديث حماد بن سلمة‪ ،‬عن‬
‫لمام أحمد‬ ‫داود بن أبي هند‪ ،‬عن الشعبي عنها بنحوه‪ ،‬وكذلك رواه ا ِ‬
‫عن عفان وعن يونس بن محمد المؤدب كل منهما‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ ،‬حدثنا يحيى بن سعيد‪ ،‬حدثنا مجالد عن عامر‬ ‫وقال ا ِ‬
‫قال‪ :‬قدمت المدينة فأتيت فاطمة بنت قيس فحدثتني‪ :‬أن زوجها‬
‫طلقها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬فبعثه رسول‬
‫من الدار‪،‬‬ ‫خرجي ِ‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم في سرية فقال أخوه‪ :‬ا ْ‬
‫ل‪ .‬قال‪ :‬ل‪ .‬قالت‪:‬‬ ‫ج ُ‬ ‫ل ال َ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫سكنى حتى ي َ ِ‬ ‫ةو َ‬ ‫فقلت له‪ِ :‬إن لي فيها ن ََفَق ً‬
‫فَأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‪ِ :‬إن فلنا ً طل َّقِني وِإن‬
‫ل ِإليه فقال‪ :‬ما لك‬ ‫ة فَأرس َ‬ ‫كنى والنفق َ‬ ‫س ْ‬ ‫من ََعني ال ّ‬ ‫أخاه أخرجني و َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َأخي طلقها ثلثا ً جميعًا‪،‬‬ ‫ولبنة آل قيس? قال يا رسول الله‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ة والسك َْنى للمرأة‬ ‫ظري يا ابنة قيس إ ِّنما النفق ُ‬ ‫فقال رسول الله‪ :‬ان ُ‬
‫ة فل‬ ‫على زوجها ما كانت له عليها َرجعة‪ ،‬فِإذا لم يكن له عليها رجع ٌ‬
‫ث ِإليها‬ ‫ة‪ ،‬ثم قال‪ِ :‬إنه يتحد ُ‬ ‫ة ول سكنى اخُرجي فانزلي على فلن َ‬ ‫نفق َ‬
‫حتى‬ ‫ك‪ ،‬ثم ل تنكحي َ‬ ‫عمى ل ي ََرا ِ‬ ‫م مكثوم فِإنه أ َ ْ‬ ‫إنزلي على ابن أ ّ‬
‫َ‬
‫ت رسول الله‬ ‫ن قَُرْيش فأت َي ْ ُ‬ ‫م ْ‬‫ل ِ‬ ‫خط َب َِني رج ٌ‬ ‫أكون َأنا َأنكحك‪ ،‬قالت‪ :‬فَ َ‬
‫حين من ُ َ‬ ‫َ‬
‫ب إ ِل َ ّ‬
‫ي‬ ‫ح ّ‬ ‫هو أ َ‬ ‫فقال‪ :‬أل ت َن ْك َ ِ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫مره‪،‬‬ ‫ستأ ُ‬ ‫صلى الله عليه وسلم ا ْ‬
‫َ‬
‫ت‪َ .‬قالت‪:‬‬ ‫ن أحب َب َ َ‬ ‫م ْ‬‫حِني َ‬ ‫منه? فقلت‪ :‬بلى يا رسول الله فأن ْك َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ج َقال َ ْ‬
‫ت‬ ‫خر َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ما أرد ُ‬ ‫ة بن زيد‪ .‬قالت‪ :‬فَل َ ّ‬ ‫م َ‬‫سا َ‬‫من أ َ‬ ‫حِني ِ‬ ‫فَأن ْك َ َ‬
‫ك حديثا ً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬ ‫حد ّث َ َ‬ ‫َ‬
‫س حتى أ َ‬ ‫جل ِ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬
‫قالت‪ :‬خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ً من اليام فصّلى‬
‫س‬
‫سوا أُيها َالنا ُ‬ ‫صلةَ الهاجرةِ ثم قَعَد َ فََفَرغ َ الناس‪ ،‬ثم قال‪ :‬اجل ِ ُ‬
‫ن َتميم الداريّ َأتاني فأخبرني‬ ‫ْ‬ ‫م مقامي هذا ل َِفَزع ول َك ِ‬
‫َ‬
‫فَِإني لم أقُ ْ‬
‫ن أ َْنشَر‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تأ ْ‬ ‫من الَفَرح وَقَُرةِ ال ْعَْين‪ ،‬فأ ْ‬
‫حب َب ْ ُ‬ ‫خبرا ً فمنعني من القيلول َةِ ِ‬
‫هطا ً من بني عمه ركبوا البحر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عَل َي ْ ُ‬
‫ن َر ْ‬‫ح ن َب ِّيكم‪ ،‬أخبرني أ ّ‬ ‫كم فََر َ‬

‫‪125‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ح ِإلى جزيرة ل يعرفونها فقعدوا‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬


‫ف فألجأتهم الري ُ‬ ‫صابتهم عواص ُ‬ ‫فأ َ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ب سفينة حتى ِإذا خرجوا ِإلى جزيرةٍ فِإذا هم بشيٍء أهْل َ َ‬ ‫في قُوَي ْرِ ِ‬
‫ل هو َأم امرَأة‪ ،‬فسّلموا عليه َفرد ّ عََليهم‬ ‫شعرِ ل يدُرون أ ََرج ٌ‬ ‫كثيرِ ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬‫خِبرك ُ ْ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ول ب ِ ُ‬ ‫خب ِرِك ُ ْ‬ ‫ما أَنا بم ْ‬ ‫م‪ ،‬فقالوا له‪ :‬أل تخبُرنا‪ .‬فقال‪َ :‬‬ ‫السل َ‬
‫م ِبال َ ْ‬ ‫َ‬
‫شواق‬ ‫خب َرِك ُ ْ‬ ‫ن هُوَ ِإلى َ‬ ‫م ْ‬ ‫موهُ فيهِ َ‬ ‫ذي َقد َرأي ْت ُ ً‬ ‫ذا الد َي ُْر ال ِ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫ولك ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة?‬‫س َ‬ ‫سا َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ت? َقال‪ :‬ال ْ َ‬ ‫ما أن ْ َ‬ ‫ل‪ :‬قُْلنا‪َ :‬‬ ‫م‪َ ،‬قا َ‬ ‫خب َِرك ُ ْ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م وي َ ْ‬ ‫خب َِرك ُ ْ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫ديدٍ الوثاق ي ً ْ‬ ‫َ‬
‫ظهُر‬ ‫موَّثق ش ِ‬ ‫جل ُ‬ ‫م ب َِر ْ‬ ‫فانطلقوا حتى أَتوا الدير فِإذا هُ ْ‬
‫م? قالوا‪:‬‬ ‫ن أن ْت ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن كثيَر الشكر فسّلموا عَل َي ْهِ فََرد ّ عليهم قال‪ :‬فَ َ‬ ‫الحز َ‬
‫م? قالوا‪:‬‬ ‫ج َنبي ّهُ ْ‬ ‫ب اخَر َ‬ ‫ت العر ُ‬ ‫ب‪ .‬قال‪ :‬ما فََعل ِ‬ ‫ن ال ْعََر ِ‬ ‫م َ‬ ‫س ِ‬ ‫حن أَنا ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫ك خير‬ ‫ذا َ‬ ‫ه‪ .‬قال‪َ :‬‬ ‫دقو ُ‬ ‫نعم‪ .‬قال‪ :‬فما فََعلوا? َقالوا‪ :‬خيرا ً آمنوا به وص ّ‬
‫ب‬‫داَء َفأظ ْهََره الله عليهم‪ .‬قال‪ :‬فالعر ُ‬ ‫كاُنوا له أعْ َ‬ ‫لهم‪ .‬قالوا‪ :‬ل ََقد ْ َ‬
‫ة? قالوا نعم‪ :‬قال‪ :‬فما‬ ‫حد ُ وكلمتهم واحد ُ‬ ‫حد ونبي ُّهم وا ِ‬ ‫م وا ِ‬ ‫اليوم ِإلهُهُ ْ‬
‫ن‬
‫سقو َ‬ ‫سِقيهم وي َ ْ‬ ‫منها أهُلها ت َ ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫شَر ُ‬ ‫ة يَ ْ‬ ‫ت عين ًزغَر? قالوا‪ :‬صالح ٌ‬ ‫مل ْ‬ ‫عَ ِ‬
‫ن‪ .‬قالوا‪ :‬صالح‬ ‫سا َ‬ ‫ن وب َي ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن عَ ّ‬ ‫ل ب َي ْ َ‬ ‫خ ٌ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫ما فَعَ َ‬ ‫م‪ .‬قال‪ :‬فَ َ‬ ‫منها َزْرعَهُ ُ‬
‫ملى‪.‬‬ ‫ة? قالوا‪َ :‬‬ ‫عام‪ .‬قال‪ :‬ما فعلت بحيرة الط َّبري ِ‬ ‫ل َ‬ ‫جَناهُ ك ُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫مط ْعِ ٌ‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫من مكاني هذا ما تركت أرضا من‬ ‫ت ِ‬ ‫خَرج ً‬ ‫ف لو َ‬ ‫حل َ‬ ‫َ‬ ‫قال‪ :‬فََزَفر ثم َ‬
‫ن‪ .‬قال‪ :‬فقال‬ ‫ة ليس لي عليهما سلطا ً‬ ‫مك ّ َ‬ ‫ةو ً‬ ‫الله ِإل وَط ِئ ْت ًَها غَي َْر طيب َ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل يدخل الدجال طيبة"‪.‬‬
‫ة ِإن الله حرمها على الدجال‬ ‫ِإلى هنا ِإنتهى فرحي ِإن طيبة المدين ُ‬
‫ن يدخَلها ثم حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬والله الذي‬ ‫أ ْ‬
‫ل إ ِل ّ عَل َْيه‬ ‫جب َ ٌ‬ ‫ل وَل َ َ‬ ‫سه ْ ُ‬ ‫ضيقٌ ول َ واسعُ وَل َ َ‬ ‫طريق َ‬ ‫ما ل ََها َ‬ ‫ه إ ِل ّ هُوَ َ‬ ‫ل َ ِإل َ‬
‫ن يدخَلها‬ ‫لأ ْ‬ ‫دجا ُ‬ ‫طيعُ ال ّ‬ ‫ست َ ِ‬‫ما ي َ ْ‬ ‫وم ال ِْقَيامةِ َ‬ ‫ف ِإلى ي َ ْ‬ ‫سي ْ َ‬ ‫شاهٌِر ال ّ‬ ‫ك َ‬ ‫مل ٌ‬ ‫ً‬
‫على أهِلها"‪.‬‬
‫ل عامر‪ :‬فلقيت المحرز بن أبي هريرة فحدثته بحديت فاطمة‬ ‫َقا َ‬
‫بنت قيس فقال‪ :‬أشهد على أبي أنه حدثني كما حدثتك فاطمة غير‬
‫شْرق"‪.‬‬ ‫حر ال ّ‬ ‫أنه قال قال صلى الله عليه وسلم‪ِ" :‬إنه في ب َ ْ‬
‫قال‪ :‬ثم لقيت القاسم بن محمد فذكرت له حديث فاطمة فقال‪:‬‬
‫أشهد على عائشة أنها حدثتني كما حدثتك فاطمة غير أنها قالت‪:‬‬
‫ة"‪.‬‬ ‫ة والمدين ُ‬ ‫ن عليه حرام مك ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫"الحر َ‬

‫‪126‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد رواه أبو داود وابن ماجه من حديث إستتماعيل أبتتي خالتتد‪ ،‬عتتن‬

‫مجالد عن عامر الشعبي‪ ،‬عن فاطمة بنت قيتتس بستتطه ابتتن متتاجه‬

‫وأحاله أبو داود على الحديث الذي رواه قبله ولم يتتذكر متابعتتة أبتتي‬

‫لمتتتتتتام أحمتتتتتتد‪.‬‬
‫هريتتتتتترة وعائشتتتتتتة كمتتتتتتا ذكتتتتتتر ذلتتتتتتك ا ِ‬

‫وقال أبو داود‪ ،‬حدثنا النفيلي‪ ،‬حدثنا عثمان بن عبتتد الرحمتتن‪ ،‬حتتدثنا‬

‫ابن أبي ذئب‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن أبي سلمة‪ ،‬عن فاطمتتة بنتتت قيتتس‬

‫خر العشتتاء الختترة ذات ليلتتة‬


‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أ ّ‬

‫سني حديث كان ُيحتتدث ُِنيهِ تميت ُ‬


‫م التتداري عتتن‬ ‫حب َ َ‬
‫ه َ‬
‫ثم خرج فقال‪ " :‬إ ِن ّ ُ‬

‫ها فقتتال‪:‬‬ ‫جزيرة من جزائر البحر‪ ،‬فِإذا َأنا بِإمرأة تجر َ‬


‫شعَْر َ‬ ‫رجل في َ‬

‫ه فتِإذا‬
‫صترِ فتتأَتيت ُ‬
‫ساسة اذهتتب ِإلتتى ذلتتك الق ْ‬
‫ت? فقالت‪ :‬أنا الج ّ‬
‫ما أن ْ ِ‬

‫موَث ّقٌ بالغل ِ‬


‫ل ي َن ُْزو فيها بين السماِء والرض فقلت‬ ‫رجل يجّر َ‬
‫شعَْرهُ ُ‬

‫من أنت? قال‪َ :‬أنا الدجال‪ .‬قتتال‪ :‬متتا فعلتتت العتترب? أختترج نتتبيهم?‬

‫ل أط َتتا ُ‬
‫عوة‪ .‬قتتال‪ :‬ذلتتك‬ ‫ه? قلت‪ :‬بت َ‬ ‫َ‬ ‫قلت‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬أ َ‬
‫صو ْ ُ‬
‫م عَ َ‬
‫عوه أ ْ‬
‫طا ُ‬

‫خيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر لهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫فهذه روايتتة لعتتامر بتتن شتتراحيل الشتتعبي عتتن فاطمتتة بنتتت قيتتس‬

‫‪127‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بطتتتتتتتتتتتتتتتتوله كنحتتتتتتتتتتتتتتتتو متتتتتتتتتتتتتتتتا تقتتتتتتتتتتتتتتتتدم‪.‬‬

‫ثم قال أبو داود‪ ،‬حدثنا ابن فضيل‪ ،‬عن الوليد بن عبد الله بن جميتتع‪،‬‬

‫عن أبي سلمة بن عبد الرحمتتن‪ ،‬عتتن جتتابر قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫متتا أن َتتاس‬
‫صتتلى اللتته عليتته وستتلم ذات يتتوم علتتى المنتتبر‪" :‬إ ِن ّتته ب َي ْن َ َ‬

‫ت لهتتم جزيتترةً فخرجتتوا‬ ‫ن فتتي البحتتر فَن ََفتد َ طعتتا ُ‬


‫مهم فُرفِعَت ْ‬ ‫ستتيُرو َ‬
‫ي َ‬

‫ساستتة?‬ ‫يريدون ال ْ ُ‬
‫خب َْز فلقيتهم الجساسة قلت لبي ستتلمة‪ :‬ومتتا الج ّ‬

‫ستتتتتها"‪.‬‬
‫دها ورأ ِ‬
‫قتتتتتال‪ :‬امتتتتترأة تجتتتتتر شتتتتتعرها شتتتتتعر جلتتتتت ِ‬

‫وقال في هذا القصر وذكر هتتذا الحتتديث‪ ،‬وستتأل عتتن نختتل بيستتان‪،‬‬

‫وعن زغر قال هو المسيح فقال لي ابن سلمة‪ :‬أن في الحديث شيئا ً‬

‫ما حفظته‪ .‬قال‪ :‬شهد جابر أنه ابن صياد‪ .‬قلت‪ :‬فإنه قد مات قلتتت‪:‬‬

‫فإنه أسلم‪ .‬قلت‪ :‬وإن أسلم قلت‪ :‬فإنه قد دخل المدينتتة‪ .‬قتتال‪ :‬وإن‬

‫دختتتتل المدينتتتتة تفتتتتّرد بتتتته أبتتتتو داود وهتتتتو غريتتتتب جتتتتدًا‪.‬‬

‫وقال الحافظ أبو يعلى‪ ،‬حدثنا محمد بن أبي بكتتر‪ ،‬حتتدثنا أبتتو عاصتتم‬

‫سعد بن زياد‪ ،‬حدثني نافع مولي‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة أن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم استوى على المنبر‪ ،‬فقال‪ :‬حدثني تميم فتترأى‬

‫‪128‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تميما ً في ناحية المسجد‪ ،‬فقال يا تميم‪ :‬ح ّ‬


‫دث الناس ما حدثني قال‪:‬‬

‫"كنا في جزيرة فِإذا نحن بدابة ل ند ِْري ما قُب ُُلها متتن د ُب ُ ِ‬


‫رهتتا فقتتالت‪:‬‬

‫مك ُ ْ‬
‫م? فدخلنا الدي َْر فِإذا‬ ‫خل ِْقي وفي الد ّْير َ‬
‫من يشتهي ك َل َ َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫جُبون ِ‬
‫ت َعْ َ‬

‫ه‬
‫خَري ْت ِ‬
‫من ْ َ‬ ‫حديدِ من ك َعْب ِهِ ِإلتتى أذ ُن ِت ِ‬
‫ه‪ ،‬وِإذا أحتتد ِ‬ ‫وثقٌ في ال َ‬
‫م َ‬
‫نحن برجل ُ‬

‫ة قال‪ :‬فمن أنتم? فأخبرناه‪ ،‬فقال‪ :‬ما‬


‫عينيه مطموس ٌ‬
‫مسدود وِإحدى َ‬

‫ن?‬
‫ستا َ‬ ‫فعلت ُبحيرة ط ََبرّية? قلنا‪ :‬كعهتدها‪ .‬قتال‪ :‬فمتا تفعتل ن َ ْ‬
‫ختل ب َي ْ َ‬

‫لطتَأن الرض بقتتدمي هتتاتين ِإل بلتتدة ِإبراهيتتم‬


‫قلن َتتا‪ :‬كعهتتده‪ .‬قتتال‪َ :‬‬

‫وطيبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‪.‬‬

‫ة"‪ .‬وهتتذا‬
‫دين َت ُ‬ ‫ي ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫ة هِ َ‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬طيب ُ‬

‫حديث غريب جدًا‪ ،‬وقد قال َأبو حاتم ليس هذا بالمتين‪.‬‬

‫ابن صياد من يهود المدينة‬

‫وقال أحمد‪ ،‬حدثنا محمد بن سابق‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن طهمان‪ ،‬عن‬


‫ن جابر بن عبد الله أنه قال‪ِ" :‬إن ِإمرَأة من اليهود‬ ‫أبي الزبير‪ ،‬ع ِ‬
‫َ‬
‫شفق رسول الله‬ ‫ة ناُبه‪ ،‬فأ ْ‬ ‫بالمدينة ولدت غلما ً ممسوح ٌ‬
‫ة عيُنه طالع ً‬
‫مِهم‪،‬‬ ‫ده تحت قطيفة يهَ ْ‬ ‫ج َ‬
‫ل فو َ‬ ‫صلى الله عليه وسلم َأن يكون الدجا َ‬
‫ج ِإليه‬ ‫ه أمه فقالت يا عبد الله‪ :‬هذا َأبو القاسم قد جاَء فا ْ‬
‫خُر ْ‬ ‫فأدن َت ْ ُ‬
‫طيفةِ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ما لها‪َ .‬قات ََلها‬ ‫من الق ِ‬

‫‪129‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ما ت ََرى? قال‪ :‬أ ََرى حقا ً وأرى‬ ‫صّيادٍ َ‬


‫ن َ‬
‫ن ثم قال‪ :‬يا اب َ‬ ‫ه لو ت ََرك َْته ل َب َي ّ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫باطل ً وأرى عرشا ً على الماَء‪ .‬قال‪ :‬فليس‪ ،‬فقال‪َ :‬أتشهد َأني رسول‬
‫ه‪ ،‬فقال هو‪ :‬أتشهد ِإني رسول الله‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬ ‫الل ّ‬
‫َ‬
‫ه‪ ،‬ثم أتاه مرةً أخرى‬ ‫عليه وسلم‪" :‬آمنت بالل ّهِ ورسله‪ ،‬ثم خرج وترك ُ‬
‫ه فقالت يا عبد الله‪ :‬هذا َأبو القاسم قد جاءَ‬ ‫م ُ‬
‫دنته أ ّ‬‫خل َلهم فأ ْ‬ ‫في ن َ ْ‬
‫ه‬ ‫ما ل ََها َقات َل ََها الل ّ ُ‬
‫ه لو ت ََرك َت ْ ُ‬ ‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪َ " :‬‬
‫لبّين"‪.‬‬
‫قال‪ :‬وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطمتتع أن يستتمع متتن‬

‫كلمه شيئا ً ليعلم أهو هو أم ل‪ .‬قال‪ :‬يا ابن صياد ما ترى? قتتال‪ :‬أرى‬

‫حقا ً وأرى باطل ً وأرى عرشا ً علتتى المتتاء‪ .‬قتتال‪ :‬أتشتتهد إنتتي رستتول‬

‫الله? قال هو‪ :‬أتشهد إني رسول الله? قال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬آمنت بالله ورسله فلبس عليتته‪ ،‬ثتتم ختترج فتتتركه‪ ،‬ثتتم‬

‫جاء في الثالثة والرابعة ومعه أبو بكر وعمر بن الخطاب رضتتي اللتته‬

‫عنهما في نفر من المهاجرين والنصار وأنا معه‪ ،‬قال‪ :‬فبتادر رستول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا ورجا أن يسمع من كلمه شتتيئا ً‬

‫فسبقته أمه إليه فقالت يا عبد الله‪ :‬هذا أبو القاستتم قتتد جتتاء فقتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ما لها قاتلها الله لو تركته لبّين?‬

‫فقال‪ :‬يا ابن صياد ما ترى? قتتال‪ :‬أرى حقتا ً وأرى بتتاطل ً أرى عرشتا ً‬

‫‪130‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫على الماء‪ .‬قال‪ :‬تشهد أني رسول اللتته‪ .‬فقتتال رستتول اللتته‪ :‬آمنتتت‬

‫بالله ورسوله? يا ابن صياد ِإنا قد خبأنا لك خبأ‪ ،‬قال‪ :‬فما هتتو? قتتال‪:‬‬

‫الدخ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬أخستتأ أخستتأ‪ .‬قتتال‬

‫عمر بن الخطاب‪ :‬ائذن لي فأقتله يا رسول الله‪ ،‬فقال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن َيكْنه فلست بصاحبه ِإنما صاحبه عيستتى‬

‫ابن مريم‪ ،‬وإ ِل ّ يك ُْنه فليس لك أن تقتل رجل ً متتن أهتتل العهتتد‪ .‬قتتال‪:‬‬

‫يعني جابر فلم يزل رسول الله صلى الله عليتته وستتلم مشتتفقا ً أنتته‬

‫التتتتتتتتتتتدجال وهتتتتتتتتتتتذا ستتتتتتتتتتتياق غريتتتتتتتتتتتب جتتتتتتتتتتتدًا‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ ،‬حدثنا يونس حدثنا المعتمر‪ ،‬عن أبيه عن سليمان‬


‫وقال ا ِ‬

‫العمش‪ ،‬عن شفيق بن سلمة‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود قتتال‪ :‬بينمتتا‬

‫نحن مع رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم إذ متّر بصتتبيان يلعبتتون‬

‫ت يتتداك‬
‫فيهم ابن صياد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ترِب َ ْ‬

‫شهَد ُ َأني رسول الله? فقال هو‪ :‬أت َ ْ‬


‫ش تَهد أنتتي رستتول اللتته? فقتتال‬ ‫أت َ ْ‬

‫ف‬
‫ختتا ُ‬ ‫ن يَ ُ‬
‫كن الذي ي ُ َ‬ ‫رب عُن َُقه‪ ،‬فقال رسول الله‪" :‬إ ِ ْ‬ ‫عمر‪ :‬د َعِْني َفل ْ‬
‫ض ِ‬

‫طيَعه"‪.‬‬
‫ست َ ِ‬ ‫فَل َ ْ‬
‫ن تَ ْ‬

‫‪131‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مرويات مرفوضة لنها ل تصدق عقل ً وليس بمعقول‬

‫صدورها عن الرسول عليه السلم‬

‫والحاديث الواردة في ابن صياد كتتثيرة‪ ،‬وفتتي بعضتتها التوقتتف فتتي‬

‫أمره على هو الدجال أم ل‪ .‬فالله أعلم‪ ،‬ويحتمل أن يكون هتتذا قبتتل‬

‫أن يوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وستتلم فتتي شتتأن التتدجال‬

‫وتعيينه‪ ،‬وقد تقدم حديث تميم الداري في ذلك وهو فاصل فتتي هتتذا‬

‫القام‪ ،‬وسنورد من الحاديث ما يدل على أنه ليس بابن صتتياد واللتته‬

‫تعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتالى أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم وأحكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫فقال البخاري‪ :‬حدثنا يحيى بن بكير‪ ،‬حتتدثنا الليتتث‪ ،‬عتتن عقيتتل‪ ،‬عتتن‬

‫ابن شهاب‪ ،‬عن سالم بن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله‬

‫س تب ْ ُ‬
‫ط‬ ‫م َ‬
‫ف بالكعبةِ ف تِإذا رجتتل آد َ ُ‬
‫م أطو ُ‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬ب َي َْنا أَنا قائ ِ ُ‬
‫شعر ينط ُ َ‬
‫م ثتتم‬
‫مْري َ َ‬
‫ن َ‬
‫هذا? فقيل‪ :‬اب ُ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ه‪ ،‬فَُقل ْ ُ‬
‫ت‪َ :‬‬ ‫س ُ‬
‫ف أو ي ُهَْراقُ َرأ ُ‬ ‫ال ّ ْ ِ َ ْ ِ‬

‫جذ ّ الّرأس أعْوَُر ال ْعَْين أْقتتَر ُ‬


‫ب النتتاس‬ ‫مُر أ َ‬
‫ح َ‬
‫مأ ْ‬
‫سي ٌ‬ ‫ج ٌ‬
‫لج ِ‬ ‫ت فإ ِ َ‬
‫ذا ر ُ‬ ‫الَتف ْ‬

‫ة"‪.‬‬
‫خزاعتتتتتتت ُ‬ ‫ب ِتتتتتتته شتتتتتتتَبها ً ابتتتتتتتن قَط ُتتتتتتتن َر ُ‬
‫جتتتتتتتل متتتتتتتن َ‬

‫لمتتام أحمتتد‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن ستتابق‪ ،‬أخبرنتتا إبراهيتتم بتتن‬


‫وقتتال ا ِ‬

‫‪132‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طهمان‪ ،‬عن أبي الزبير‪ ،‬عن جابر بن عبد الله أنه قال‪ :‬قال رستتول‬

‫دين وإ ِد َْباٍر‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫خّفةٍ ِ‬ ‫دجا ُ‬
‫ل في ِ‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يخرج ال ّ‬

‫ة‪،‬‬
‫م منهتتا كالستتن ِ‬
‫حَها فتتي الرض اليتتو ُ‬
‫سب َ ُ‬ ‫من الِعلم وله أربعون ليل َ ً‬
‫ة يَ ْ‬

‫ة‪ ،‬ثم ستتائر أيتتامه كأيتتامكم‬


‫مع َ ِ‬
‫ج ُ‬
‫واليوم منها كالشهر‪ .‬واليوم منها كال ُ‬

‫هذِهِ وله حمتار يركبته عتترض متتا بيتتن أذنيته أربعتتون ِذراعتًا‪ ،‬فيقتتول‬

‫ه‬
‫ن عَي ْن َي ْت ِ‬ ‫مك ُْتو ٌ‬
‫ب ب َي ْ َ‬ ‫للناس‪ :‬أنا ر ّبكم وهو أعوُر وِإن ربكم ليس بأعْوََر َ‬

‫من كاتب أوْ غير كاتب َيرد ك ت ّ‬


‫ل متتاٍء ومنهتتل‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫جاءٍ ي َْقَرؤُهُ ك ُ ّ‬
‫ل ُ‬ ‫ك ََفَر ب ِهَ َ‬

‫ة ِبأْبواِبهما‪ ،‬ومعتته‬
‫مت الملئك ُ‬
‫ما الله عليه وقا َ‬
‫حّرمه َ‬ ‫ة ومك ّ َ‬
‫ة ً‬ ‫إل المدين َ‬

‫جبال من خبز والناس في جهد المن اتبعتته‪ ،‬ومعتته نهتتران أنتتا أعلتتم‬

‫بهما منهما نهر يقول له الجنة ونهر يقول له النار‪ ،‬فمن أدختتل التتذي‬

‫يسميه الجنة فهي النار‪ ،‬ومن أدخل التتذي يستتميه النتتار فهتتي الجنتتة‬

‫قال‪ :‬وسمعت معه شياطين تكلم النتتاس ومعتته فتنتتة عظيمتتة يتتأمر‬

‫س ويقتل نفس تا ً ثتتم ُيحييهتتا فيمتتا يتترى‬


‫السماَء فتمطر فيما ي ََرى النا ُ‬

‫ب? قتتال فيِفتد ُ‬ ‫الناس‪ ،‬ويقتتول للنتتاس‪ :‬هتتل يفعتتل مثت َ‬


‫ل هتتذا إل التّر ّ‬

‫هم فَُيشتتثد ُ‬
‫المسلمون إلتتى جبتتل التتدخان بالشتتام فيتتأتيهم فيحاص تُر ُ‬

‫‪133‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جهدا ً شديدًا‪ ،‬ثم ينزل عيسى ابن مريم فينتتا متتن‬


‫دهم ُ‬
‫جه ِ ُ‬
‫صارهم وي ُ ْ‬
‫ح َ‬
‫ِ‬

‫حر فيقول‪ :‬يا أّيهتتا النتاس متتا يمنعكتتم أن تخرجتتوا إلتى الكتتذاب‬
‫س َ‬
‫ال ً‬

‫الخبيث? فيقولون‪ :‬هذا رجل حي فينطلقتتون فتتإذا هتتم بعيستتى ابتتن‬

‫م‬
‫ح اللتته‪ ،‬فيقتتول‪ :‬ل ِي َت ََقتد ّ ْ‬
‫مرَيم فتقام الصلة‪ ،‬فيقتتال لتته تقتتدم يتتا رو َ‬

‫م فإذا صّلوا صلة الصبح خرجتتوا إليتته‪ ،‬قتتال فحيتتن‬


‫ل ب ِك ُ ْ‬
‫ص ّ‬ ‫مك ُ ْ‬
‫م ل ِي ُ َ‬ ‫ما ُ‬
‫إِ َ‬

‫ح في الماء‪ ،‬فيمشي إليه فيقتُلتته‬


‫مل ْ ُ‬
‫ث ال ِ‬
‫ما ُ‬ ‫ث كَ َ‬
‫ما ي َن ْ َ‬ ‫ب ي َْنما ُ‬
‫يراه الكذا ُ‬

‫ح اللتته هتتذا يهتتوديّ فل ي َت ْتُر َ‬


‫ك‬ ‫حتى إن الشجرةَ والحجَر ينتتادي يتتا رو َ‬

‫ن َيتبُعه أحدا ً إ ِل ّ قَت ََله تفّرد به أحمد أيضًا‪ .‬وقد رواه غير واحد‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬
‫م ّ‬
‫ِ‬

‫عن إبراهيم‪.‬‬

‫حديث النواس بن سمعان الكلبي في معناه وأبسط منه‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب‪ ،‬حدثنا الوليد بن‬
‫مسلم‪ ،‬حدثني ابن جبير‪ ،‬عن أبيه ابن نفير الحضرمي أنه سمع‬
‫النواس بن سمعان الكلبي‪ ،‬وحدثني محمد بن مهران الرازي‬
‫واللفظ له‪ ،‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن‬
‫جابر الطائي‪ ،‬عن يحيى بن جابر الطائي‪ ،‬عن عبد الرحمن بن جبير‬
‫بن نفير‪ ،‬عن أبيه جبير بن نفير‪ ،‬عن النواس بن سمعان قال‪ :‬ذكر‬
‫خّفض فيه‬ ‫ذات غداةٍ ف َ‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال َ‬
‫ف ذ َل ِ َ‬
‫ك فينا‬ ‫وَرّفع يتى ظنناه في طائفة الن ّ ْ‬
‫خل‪ ،‬فلما ُرحنا إليه عََر َ‬

‫‪134‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ت‬ ‫ض َ‬ ‫جال غداةً فخّف ْ‬ ‫م? ُقلنا يا رسول الله ذكرت الد ّ ّ‬ ‫شأن ُك ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ل‪َ " :‬‬ ‫فقا َ‬
‫خوَفُِني‬ ‫لأ ْ‬ ‫خل فقال‪ :‬غَي َْر الدجا ِ‬ ‫طائ َِفةِ الن ّ ْ‬ ‫ظنّناه في َ‬ ‫ت حتى َ‬ ‫فيه وَرفّعْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫خرج وَلس ُ‬ ‫م‪ ،‬وِإن ي َ ْ‬ ‫دونك ُ ْ‬ ‫جه ُ‬ ‫جي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م فأَنا َ‬ ‫ج وأَنا ِفيك ْ‬ ‫خر ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫عَل َْيكم إ ِ ْ‬
‫ل امرىٍء‬ ‫خليفتي على ك ُ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫سهِ والل ّ ُ‬ ‫ج نف ِ‬ ‫جي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ِفيكم فكل امرىء َ‬
‫مسلم‪.‬‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫طن َ‬ ‫ة إني أشبهه بعبد العُّزى ابن قَ ُ‬ ‫طافِي َ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ب َقطط عَي ْن ُ ُ‬ ‫إنه شا ّ‬
‫ح سورة الكهف إنه خارج في خّلة بين‬ ‫َ‬
‫وات ِ َ‬ ‫مْنكم فليقرأ علي ْهِ فَ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫أد َْرك َ ُ‬
‫مال ً يا عباد َ الله فاثب ُُتوا قلنا يا‬ ‫ش َ‬ ‫ث ِ‬ ‫عائ ِ ٌ‬ ‫الشام والعراق فََعاِئث يمينا ً و َ‬
‫ة‪ ،‬ويوم‬ ‫سن َ ٍ‬ ‫مك َ‬ ‫ه في الْرض قال‪ :‬أربعون يومًا? يو ٌ‬ ‫ما ل َب ْث ُ ُ‬ ‫رسول الله وَ َ‬
‫َ‬
‫سائ ُِر أّيامه كأّيامكم‪ .‬قلنا يا رسول الله‬ ‫ة‪ ،‬و َ‬ ‫مع َ ٍ‬ ‫ج ْ‬ ‫م كَ ُ‬ ‫شهْرٍ ‪ ،‬ويو ٌ‬ ‫ك َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫وم? قال‪ :‬ل‪ :‬اقدُروا ل ُ‬ ‫فذلك اليوم الذي كسنة أتك ِْفيَنا فيه صلةُ ي َ ْ‬
‫ث‬ ‫ه في الرض قال‪ :‬كال ْغَي ْ ُ‬ ‫سَراعُ ُ‬ ‫ه‪ :‬قلنا يا رسول الله‪ :‬وما إ ِ ْ‬ ‫قد َْر ُ‬
‫ه‬
‫نب ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫هم في ُؤْ ِ‬ ‫عو ُ‬ ‫ح? فيأتي عََلى اْلقوم فَي َد ْ ُ‬ ‫ه الري ُ‬ ‫ست َد ْب ََرت ْ ُ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬
‫عليهم‬ ‫ح َ‬ ‫ض َفتن ِْبت فَت َُرو ُ‬ ‫طر والْر َ‬ ‫م ِ‬ ‫ماَء فَت ُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫مُر ال ّ‬ ‫ه َفيأ ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫جيُبو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫وي َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫صَر‪ ،‬ث ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫خ َ‬ ‫مد ّهُ َ‬ ‫ضُروعا ً وأ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫سَبغ ُ‬ ‫ت ذرا وأ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ل ما َ‬ ‫م أط ْوَ َ‬ ‫حت ُهُ ْ‬ ‫سارِ َ‬ ‫َ‬
‫حون‬ ‫صب ِ ُ‬ ‫ف عَن ُْهم في ُ ْ‬ ‫ه فَي َْنصرِ ُ‬ ‫ن قَوْل َ ُ‬ ‫دو َ‬ ‫م فيدعوهم فيُر ّ‬ ‫َيأِتي الَقوْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خرِب َةِ فيقول‬ ‫مّر بال َ‬ ‫شيٌء‪ ،‬وي َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫وال ِهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫من أ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫س ب ِأي ْ ِ‬ ‫ن ل َي ْ َ‬ ‫حلي َ‬ ‫م ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫مت َِلئا ً‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫جل ً ُ‬ ‫عو ر ُ‬ ‫حل‪ ،‬ثم ي َد ْ ُ‬ ‫ب الن ّ ْ‬ ‫سي ِ‬ ‫ك فََتتب َُعه كنوُزها ك َي ََعا ِ‬ ‫رجي كنوَز ِ‬ ‫أخ ِ‬
‫وه‬ ‫ة الغََرض? ثم يدع َ‬ ‫مي َ َ‬‫جزل َت َْين َر ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ف فََيقطع ُ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ه بال ّ‬ ‫ضرب ُ ُ‬ ‫شَبابا ً فَي َ ْ‬ ‫َ‬
‫هو كذلك ِإذ ب ََعث الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ك? فَب َي َْنما ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ه وهو ي َ ْ‬ ‫جه ُ ُ‬ ‫ل وَ ْ‬ ‫ل ي َت َهَل ّ ُ‬ ‫فيْقب ِ ُ‬
‫شقَ في‬ ‫م ْ‬ ‫ل عند المنارةِ البيضاء شرقي دِ َ‬ ‫م فينز ُ‬ ‫ح ابن مري ُ‬ ‫المسي َ‬
‫سه قَط ََر وِإذا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مل َك َْين إذا طأطأ رأ َ‬ ‫حة َ‬ ‫جن ِ َ‬ ‫مهروذتين واضعا ً كّفْيه على أ ْ‬
‫سه إل ّ‬ ‫ح نف ِ‬ ‫جد ِري َ‬ ‫ل لكافر ي َ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ؤ‪ ،‬ول ي َ ِ‬ ‫ن كالل ّؤْل ُ ُ‬ ‫ما ٌ‬ ‫ج َ‬ ‫مْنه ُ‬ ‫حد َّر ِ‬ ‫َرَفعه ت َ َ‬
‫ث ي َن ْت َِهي طْرفه‪ ،‬فيطُلبه حتى يدركه بباب لد ّ‬ ‫ه ي َْنتهي حي ْ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ت‪ ،‬ون ََف ُ‬ ‫ما َ‬
‫ْ‬
‫فيقتله‪ ،‬ثم ي َأتي عيسى ابن مريم قوما ً قد عصمهم الله منه فيمس َ‬
‫ح‬
‫عن وجوهِِهم ويحدُثهم عن د ََرجاِتهم في الجنة‪ ،‬فبينما هو كذلك إذ ْ‬
‫َ‬
‫حدٍ‬ ‫أْوحى الله تعالى إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا ً لي ل َيدان‪ .‬ل َ‬
‫ج وهم‬ ‫ج ومأجو َ‬ ‫طوِر‪ ،‬ويبعث الّله يأجو َ‬ ‫حرز عبادي إلى ال ّ‬ ‫بقتالهم فَ َ‬
‫مّر أوائلُهم على ُبحيرة الطبرية فيشربون‬ ‫ن‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫سُلو َ‬ ‫دب ي َن ْ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫من كل َ‬

‫‪135‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ما فيها‪ ،‬ويمّر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرةً ماُء‪ ،‬ويحضر نبي‬
‫دهم خيرا ً من مائة‬ ‫ح ِ‬‫س الثورِ ل َ‬ ‫ه حتى يكون رأ ُ‬ ‫الله عيسى وأصحاب ُ ُ‬
‫َ‬
‫ب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫م فيرغَ ُ‬ ‫كم اليو َ‬ ‫دينارٍ لحد ُ‬
‫ت ن َْفس‬ ‫مو ِ‬ ‫ن فَْرس ك َ َ‬ ‫ف في رَقاِبهم فيصبحو َ‬ ‫ل الله إليهم النغْ َ‬ ‫فيرس ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫دة‪ ،‬ثم ي َهبط نبي الله عيسى وأصحاُبه إلى ا َ‬
‫لرض فل يجدو َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ح َ‬‫وا ِ‬
‫ه‬
‫ي الله عيسى وأصحاب ُ ُ‬ ‫ب نب ّ‬ ‫م فَي َْرغَ ُ‬ ‫م ون َت َن ُهُ ْ‬ ‫مه ِ ْ‬ ‫موضعَ شبرٍ إل مله َزهَ ِ‬
‫شاءَ الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ث َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫طرحه ْ‬ ‫ت فَت َ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫كأعَْناق ال ْب ُ ْ‬ ‫ه ط َْيرا ً َ‬ ‫سل الل ّ ُ‬ ‫إلى الل ّهِ فَي ُْر ِ‬
‫سل الله الرض‬ ‫ت ول وََبر‪ ،‬في َغْ ِ‬ ‫ن منه ب َي ْ ٌ‬ ‫م يرسل الله مطرا ً ل َ ي ُك ِ ّ‬ ‫ثُ ّ‬
‫ك?‬‫دي ب ََرك َت َ ِ‬ ‫ك وُر ّ‬ ‫لرض أنبتي ثمَرت ِ َ‬ ‫ة‪ ،‬ثم يقال ل َ‬ ‫حتى يتركها كالّزلَف ِ‬
‫ْ‬
‫ك في‬ ‫حِفَها وي َُباَر ُ‬ ‫ن ب ِِق ْ‬ ‫ست َظ ِّلو َ‬ ‫مان َةِ وي َ ْ‬ ‫ة من الّر ّ‬ ‫فيومئذ تأكل الِعصاب َ ُ‬
‫ة‬‫ح َ‬‫م من الناس‪ ،‬والل ّْق َ‬ ‫لبل لتكفي الِفئا َ‬ ‫ة من ا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن الل ّْق َ‬ ‫سل‪ ،‬حتى إ ِ ّ‬ ‫الّر ْ‬
‫خذ َ‬ ‫ة من الغنم لتكفي الَف ِ‬ ‫ح َ‬‫ة من الناس‪ ،‬والل َْق َ‬ ‫من الب ََقر لتكفي القبيل َ‬ ‫ِ‬
‫من الناس‪ ،‬فبينما هم كذلك ِإذ بعث الله ريحا ً طيبة فتأخذهم تحت‬
‫ل مسلم‪ ،‬ويبقى شرار الناس‬ ‫مؤمن وك ّ‬ ‫ض روح كل ُ‬ ‫طهم‪ ،‬فَت َْقب ِ ُ‬ ‫آَبا ِ‬
‫مرِ فعليهم تقوم الساعة"‪.‬‬ ‫ح ْ‬ ‫ج ال ُ‬ ‫جون فيها ت ََهاُر َ‬ ‫يتهاَر ً‬
‫حدثني علي بن حجر السعدي‪ ،‬حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن‬
‫يزيد بن جابر والوليد بن مسلم قال ابن حجر‪ :‬دخل حديث أحدهما‬
‫لسناد نحو‬ ‫في حديث الخر عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بهذا ا ِ‬
‫مّرةً ماء ثم يسيرون حتى‬ ‫ذه َ‬ ‫ما ذكرناه وزاد بعد قوله‪" :‬لقد كان ب ِهَ ِ‬
‫دس فيقولون لقد قتلنا من‬ ‫مْق ِ‬ ‫ت ال َ‬ ‫ل ب َي ْ ِ‬ ‫خمر وهو جب ُ‬ ‫جَبل ال َ‬ ‫ي َْنتهوا إلى َ‬
‫م لى‬ ‫شاب ِهِ ْ‬ ‫ل من في السماء فيرمون ب ِن ُ ّ‬ ‫ما فَل ْن َْقت ُ ْ‬‫هل ّ‬ ‫في الرض َ‬
‫ة دماء"‪.‬‬ ‫ضوب َ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫م ْ‬‫م َ‬ ‫شاب َهُ ْ‬ ‫السماء فيرد الله عليهم ن ُ َ‬
‫وفي رواية ابن حجر‪" :‬فإني قد أنزلت عبادا ً لي ل يد لحد بقتالهم"‬
‫انتهى‪.‬‬
‫لمام‬ ‫رواه مسلم إسنادا ً ومتنًا‪ ،‬وقد تفّرد به عن البخاري‪ ،‬ورواه ا ِ‬
‫أحمد بن حنبل في مسنده عن الوليد بن مسلم بإسناده نحوه‪ ،‬وزاد‬
‫في سياقه بعد قوله‪ :‬فيطرحهم الله حيث شاء‪ .‬قال ابن حجر‪:‬‬
‫فحدثني عطاء بن يزيد السكسكي عن كعب أو غيره قال‪:‬‬
‫"فيطرحهم بالمهبل قال ابن جابر وأين المهبل? قال‪ :‬مطلع‬

‫‪136‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الشمس"‪.‬‬
‫ورواه أبو داود‪ ،‬عن صفوان بن عمرو المؤذن‪ ،‬عن الوليد بن مسلم‬
‫ببعضه‪ .‬ورواه الترمذي‪ ،‬عن علي بن حجر وساقه بطوله وقال‬
‫غريب حسن صحيح ل نعرفه إل من حديث ابن جابر‪ ،‬ورواه النسائي‬
‫في فضائل القرآن عن علي بن حجر مختصر‪ ،‬ورواه ابن ماجه عن‬
‫من عن زيد بن‬ ‫هشام بن عمار عن يحيى بن حمزة عن عبد الرح ِ‬
‫ي يأجوج ومأجوج‬ ‫س ّ‬ ‫من قِ ِ‬ ‫جابر بإسناده قال‪" :‬سيوقد الناس ِ‬
‫سِنين"‪.‬‬ ‫سب ْعَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫سه ِ ْ‬ ‫شاِبهم وت ُُرو ِ‬ ‫ون ُ ّ‬
‫وذكره قبل ذلك بتمامه عن هشام بن عماد ولم يذكر فيه هذه‬
‫القصة‪ ،‬ول ذكر في إسناده عن جابر الطائي حديث عن أبي أمامة‬
‫الباهلي صدى بن عجلن في معنى حديث النواس بن سمعان‪.‬‬
‫قال أبو عبد الله بن ماجه‪ ،‬حدثنا علي بن محمد بن ماجه‪ ،‬حدثنا عبد‬
‫الرحمن المحاربي‪ ،‬عن إسماعيل بن رافع أبي رافع‪ ،‬عن أبي زرعة‬
‫الشيباني يحيى بن أبي عمرو‪ ،‬عن أبي أمامة الباهلي قال‪ :‬خطبنا‬
‫دثَناهُ‬ ‫ح ّ‬ ‫خط ْب َِته حديثا ً َ‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكثُر ُ‬
‫ة في‬ ‫ه لم تكن فِت ْن َ ٌ‬ ‫ل‪" :‬إ ِن ّ ُ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ن من قوله أ ْ‬ ‫حذ ّْرَناهُ فكا َ‬ ‫عن الدجال و َ‬
‫َ‬
‫م من فتنة الدجال‪ ،‬وِإن الله ل َ ْ‬
‫م‬ ‫م أعْظ َ َ‬‫ه ذ ُّرّية آد َ َ‬ ‫من ْذ ُ ذ ََرأ الل ّ ُ‬ ‫الرض ُ‬
‫َ‬
‫مم‪ ،‬وهو‬ ‫حذ َّر من الدجال‪ ،‬وأنا آخر النبياء وأنتم آخُر ال َ‬ ‫ث نبي ّا ً إل َ‬ ‫ي َب ْعَ ْ‬
‫ج لكل‬ ‫جي ٌ‬
‫ح ِ‬ ‫كم فأنا َ‬ ‫ظهرِ ُ‬ ‫ة‪ ،‬فإن يخرج وأنا بين أ ْ‬ ‫حال َ َ‬ ‫م َ‬ ‫خارج فيكم ل َ َ‬
‫ِ‬
‫خِليفتي على‬ ‫ه‪ ،‬والله َ‬ ‫س ِ‬ ‫ج ن َْف ِ‬ ‫جي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫مسلم‪ ،‬وِإن يخرج من بعدي فكل َ‬
‫ث يمينا ً‬ ‫خّلة بين الشام والعراق في َِعي ُ‬ ‫كل مسلم‪ ،‬وِإنه يخرج من َ‬
‫ة لم‬ ‫صَف َ‬ ‫صُفه لكم ِ‬ ‫سأ ِ‬ ‫ل‪ .،‬يا عباد الله أيها الناس فاثب ُُتوا‪ ،‬وِإني َ‬ ‫شما ً‬ ‫و ِ‬
‫م ُيثّني‬ ‫دي‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ي ب َعْ ِ‬
‫ل‪ :‬أنا َنبي ول ن َب ِ ّ‬ ‫ه ي َْبدأ فََيقو ُ‬ ‫ي قَْبلي‪ ،‬إ ِن ّ ُ‬ ‫صْفها إ ِّياه نب ّ‬ ‫يَ ِ‬
‫َ‬
‫موتوا‪ ،‬وإ ِّنه أعوُر وِإن ربكم‬ ‫ن ربكم حتى ت َ ُ‬ ‫فيقول‪ :‬أنا رّبكم‪ ،‬وَل َ ت ََروْ َ‬
‫ؤه كل مؤمن‬ ‫ب بين عينيه كافٌر يقر ُ‬ ‫مكُتو ٌ‬ ‫عّز وجل ليس بأعوَر‪ ،‬وإنه َ‬
‫ه‬
‫جن ّت ُ ُ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫جن ّ ٌ‬ ‫ة ونارًا‪ .‬فناُره َ‬ ‫ب‪ ،‬وِإن من فتنته أن معه جن ّ ً‬ ‫ب وغير كات ٍ‬ ‫كات ٍ‬
‫ْ‬
‫ن‬‫كو َ‬ ‫ف فَت َ ُ‬ ‫ح الكهْ َ‬ ‫وات ِ َ‬ ‫ث ِبالل ّهِ وليقرأ فَ َ‬ ‫سَتغ ْ‬ ‫ي ب َِنارِهِ فَل ْي َ ْ‬ ‫نار‪ ،‬فمن اب ْت ُل ِ َ‬
‫من فتنته أن‬ ‫م‪ ،‬وِإن ِ‬ ‫هي َ‬ ‫سلما ً كما كانت الناُر على ِإبرا ِ‬ ‫عَل َي ْهِ ب َْردا ً وَ َ‬
‫ك أتشهد أّني رّبك?‬ ‫م َ‬ ‫ك وأ ّ‬ ‫ي َأرَأيت ِإن ب ََعثث لك أ ََبا َ‬ ‫يقول لعراب ِ ّ‬

‫‪137‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولن يا‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫مث ّ ْ‬‫م‪ ،‬فَي َت َ ً‬ ‫فيقول له‪ :‬ن َعَ ْ‬
‫ط على َنفس واحدة‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه فإنه رّبك‪ ،‬وإن من فتنته أن ي ُ ً‬ ‫ي ات ّب ِعْ ُ‬ ‫ب ُن َ ّ‬
‫قيها شّقتين‪ ،‬ثم يقول انظروا إلى‬ ‫شارِ ثم ي ُل ْ ِ‬ ‫من ْ َ‬‫شُرها بال ِ‬ ‫فيقتلها ي َن ْ ُ‬
‫ه الله فيقول‬ ‫ه الن‪ ،‬ثم يزعم أن له ربا ً غيري‪ ،‬في َب ْعَث ُ ُ‬ ‫دي فإني أبت َعِث ُ ُ‬ ‫عَب ْ ِ‬
‫ل والل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ه‪ ،‬وأنت عدوّ الل ّهِ الدجا ُ‬ ‫له الخبيث‪ :‬من ربك? فيقول‪ :‬رّبي الل ّ ُ‬
‫م"‪.‬‬ ‫ك مّني اليو َ‬ ‫صيَرةً ب ِ َ‬ ‫ت ب َعْد ُ أشد ّ ب َ ِ‬ ‫ما كن ُ‬
‫ي حدثنا عبيد‬ ‫قال أبو الحسن يعني علي بن محمد‪ ،‬فحدثنا المحارب ّ‬
‫الله بن الوليد الوصالي‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أبي سعيد قال‪ :‬قال رسول‬
‫ة في‬ ‫متي درج ً‬ ‫ل أرفعُ أ ّ‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ذاك الرج ُ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫الجن ّ ِ‬
‫قال‪ :‬قال أبو سعيد ما كنا نرى ذلك الرجل إل عمر بن الخطاب‬
‫حتى مضى لسبيله‪ .‬قال المحاربي ثم رجعنا إلى حديث أبي رافع‬
‫مط َِر فتمطَر‪ ،‬ويأمَر الرض أن‬ ‫ن تُ ْ‬
‫قال‪ :‬من فتنته أن يأمر السماَء أ ْ‬
‫ت فُتنبت‪ ،‬وِإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فل تبقى لهم‬ ‫ت ُن ْب ِ َ‬
‫ة إل هلكت‪ ،‬وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر‬ ‫ساِئم ٌ‬ ‫َ‬
‫مط َِر فتمطر ويأمر الرض أن تنبت فتنبت‪ ،‬حتى تروح‬ ‫السماَء أن ت ُ ْ‬
‫ده‬ ‫م ّ‬ ‫ت وأعظمه‪ ،‬وأ َ‬ ‫ن ما كان َ ْ‬ ‫شيِهم من يومهم ذلك أسم َ‬ ‫عليهم موا ِ‬
‫ضُروعا ً وِإنه ل يبقى من الرض شيئا ً إل وَط َِئه وظ ََهر‬ ‫صَر‪ ،‬وأد َّرهُ ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫خ َ‬ ‫َ‬
‫من َنقب من ن َِقاب ِِهما إ ِل ّ لقيته‬ ‫ة والمدينة‪ ،‬فإنه ل َيأتيهما ِ‬ ‫عليه إل مك ّ َ‬
‫ة حتى ينزل عند الطريب الحمر عند منقطع‬ ‫صل ْت َ ً‬
‫الملئكة بالسيوف َ‬
‫ت فل يبقى منافق ول‬ ‫جَفا ٍ‬ ‫ف المدينة بأهلها ثلث ر َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خةِ فَت َْر ُ‬ ‫السب ْ َ‬
‫ث الحديد‬ ‫خب َ َ‬‫خَبث منها كما ُينّقى الكيُر َ‬ ‫خَرج إليه فَُينّقى ال َ‬ ‫منافقة إل َ‬
‫كر‪:‬‬‫س َ‬ ‫ة أبي ال ْعَ ْ‬ ‫ك ابن ُ‬ ‫شري ٍ‬ ‫م َ‬ ‫م الخلص‪ ،‬فقالت أ ّ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ك اْليو ُ‬ ‫عى ذ َل ِ َ‬ ‫وَي ُد ْ َ‬
‫م ببيت‬ ‫جل ّهُ ْ‬ ‫لو ُ‬ ‫م قَِلي ٌ‬ ‫ذ? قال‪ :‬هُ ْ‬ ‫مئ ِ ٍ‬‫ب َيو َ‬ ‫ن العر ُ‬ ‫يا رسول الله فأي ْ َ‬
‫صّلى‬ ‫م فَ ً‬ ‫م قد ْ ت ََقد ّ َ‬ ‫مه ُ ْ‬ ‫ما ُ‬‫ح ‪ ،‬فبينما إ ِ َ‬ ‫ل صال ٌ‬ ‫م رج ٌ‬ ‫مه ُ ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫دس وإ ِ َ‬ ‫المق ِ‬
‫م يمشي‬ ‫ما ُ‬ ‫جعَ ذلك ال ِ َ‬ ‫م‪ ،‬فََر َ‬ ‫مْري َ َ‬‫ن َ‬ ‫عيسى اب ُ‬ ‫ح إذ نزل عليهم ِ‬ ‫صب َ‬ ‫ال ُ‬
‫م بهم عيسى ُيصّلي‪ ،‬فيضعُ عيسى عليه الصلة‬ ‫الَقهَْقرى ليتقد ّ َ‬
‫ت‪،‬‬ ‫م ْ‬‫ل فإنها لك أقي َ‬ ‫ص ّ‬ ‫م فَ َ‬ ‫والسلم يده بين كتفيه فيقول له‪ :‬ت ََقد ّ ْ‬
‫ب فَي ُْفت َ ُ‬
‫ح‬ ‫موا البا َ‬ ‫ف قال عيسى‪ :‬أِقي ُ‬ ‫فيصلي بهم إمامهم فإذا انصر َ‬

‫‪138‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حّلى‬ ‫م َ‬ ‫ه سبعون ألف يهوديّ ك ُل ُّهم ذو سْيف ُ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫وَوََراَءه الدجا ُ‬


‫ح في الماء‬ ‫مل ُ‬ ‫ب ال ِ‬ ‫ذاب كما يذو ُ‬ ‫وساج‪ ،‬فإذا نظر إليه الدجال َ‬
‫سبَقني ِبها?‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫ة لَ ْ‬ ‫ضْرب َ ً‬‫وينطلق هاِربا ً ويقول عيسى‪ :‬إن لي فيك َ‬
‫ه اليهود َ فَل َ ي َْبقى‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ب الدارِ الشرقي فيقتله فََيهزِ ُ‬ ‫كه عند َ با ِ‬ ‫فيد ْرِ ُ‬
‫جَر‬
‫ح َ‬‫ه الشيء‪ ،‬ل َ َ‬ ‫وارى ب ِهِ َيهوديّ إل أنط َقَ الل ّ ُ‬ ‫ه ي َت َ َ‬‫خل َقَ الل ّ ُ‬ ‫شيء ب َِها َ‬ ‫َ‬
‫م ل َ ت َن ْط ِ ُ‬
‫ق‬ ‫جرِهِ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫دة فِإنها من َ‬ ‫ط وَل َ داب ّ َ‬
‫ة إل الغَْرقَ َ‬ ‫حائ ِ َ‬ ‫جَر وَل َ َ‬‫ش َ‬ ‫وَل َ َ‬
‫ه‪ ،‬قال رسول‬ ‫ل فاقْت ُل ْ ُ‬ ‫إل قال‪ :‬يا عبد الله المسلم هذا يهوديّ فَت ََعا َ‬
‫ة كنصف‬ ‫ة السن ُ‬ ‫مه أربعون سن ً‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬وِإن أيا ِ‬
‫مهِ قصيرةٌ يصبح‬ ‫ة‪ ،‬وآخر أيا ِ‬ ‫ة كالشهر‪ ،‬والشهر كالجمع ِ‬ ‫ة‪ ،‬والسن ُ‬ ‫السن ِ‬
‫مسي‪،‬‬ ‫أحدكم على باب المدينة فما يصل إلى بابها الخر حتى ي ُ ْ‬
‫قصاِر? قال‪:‬‬ ‫ك الّيام ال ِ‬ ‫فقيل له يا رسول الله‪ :‬كيف نصلي في تل َ‬
‫صلةِ كما تقدرونه في هذه اليام الطوال ثم صّلوا"‪.‬‬ ‫ن فيها لل َ‬ ‫َتقد ُُرو َ‬
‫م‬
‫ن مريت َ‬ ‫ن عيستتى ابت ُ‬ ‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل َِيكون َ ّ‬

‫ب وي َْقت ت ُ‬
‫ل الخنزي تَر‬ ‫ستتطا ً ي ت ُ‬
‫دق الصتتلي َ‬ ‫كما ً عَتد ْل ً وِإمام تا ً قِ ْ‬
‫ح َ‬
‫متي َ‬
‫في أ ّ‬

‫ر‪ ،‬ويرفَتتع‬
‫ة فل تسعى علتتى شتتاةٍ ول بعي ت ٍ‬
‫صدق َ‬
‫ة ويترك ال ّ‬
‫ضعُ الجزي َ‬
‫وي َ َ‬

‫مة حتتتى يتتدخل الوليتتد يتتده‬


‫ج ّ‬
‫مةِ كل ذي ُ‬
‫ج ّ‬
‫ض وينزع ُ‬
‫الشحناء والتباغ َ‬

‫في َفم الحّية فل ت َ ُ‬


‫ضّره‪ ،‬وينفر الوليد السد فل َيضّره ويكون التتذئب‬

‫ستْلم كمتتا يمل النتتاء متتن‬


‫ض متتن ال ّ‬ ‫ه َ‬
‫كلبهتتا‪ ،‬وتمل الْر ُ‬ ‫في الغنم كتأن ّ ُ‬

‫ه‪ ،‬وَتضتعُ ال ْ َ‬
‫حتترب أوَزارهتتا‪،‬‬ ‫ة فل يعبد ُ ِإل الل ّ ُ‬
‫ة واح ً‬
‫م ُ‬
‫الماِء? وتكون الكل َ‬

‫ت ن ََباتها كعهتتد‬
‫ة ي َن ْب ُ ُ‬
‫ض َ‬ ‫ش فل ْك ََها وتكو ُ‬
‫ن الرض ك ََعاُثور الِف ّ‬ ‫سل َ ُ‬
‫ب قري ٌ‬ ‫وت َ ْ‬

‫م ويجتمتتع‬ ‫ب فَل ْي ُ ْ‬
‫ش تب ِعُهُ ْ‬ ‫مع الن َّفُر على الِقط ْت ِ‬
‫ف متتن العِن َت ِ‬ ‫م حتى يجت ِ‬
‫آد َ‬

‫‪139‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن الّثتور بكتذا وكتذا متتن المتتال‪،‬‬


‫م‪ ،‬ويكتتو َ‬ ‫مانةِ فَت ُ ْ‬
‫شتبعه ْ‬ ‫الن َّفُر على الّر َ‬

‫س?‬
‫ص الفتتر َ‬
‫ما ي ُْرخ ُ‬
‫س بالدريهمات قيل يا رسول الله‪ :‬وَ َ‬
‫ويكون الفَر ُ‬

‫قال‪ :‬ل يركب لحرب أبدا ً قيتتل لتته‪ :‬فمتتا ي ُْغلتتي الثتتور? قتتال‪ :‬لحتترث‬

‫الرض كّلهتتا‪ :‬وإن قبتتل ختتروج التتدجال ثلث ستتنوات شتتدادٍ يصتتيب‬

‫رهتتا‪،‬‬
‫ث مط ِ‬
‫س ثلت َ‬
‫حب ِت َ‬ ‫الناس فيها جوعٌ شديد ٌ يتتأمر الل ّت ُ‬
‫ه الستتماء أن ت َ ْ‬

‫ث نباِتها‪ ،‬ثم يأمر السماء في السنةِ الثانية‬


‫س ثل َ‬
‫حب ِ َ‬
‫ض أن ت َ ْ‬
‫ويأمَر الر َ‬

‫س ثلتتث نَباِتهتتا‪ ،‬ثتتم يتتأمر‬


‫ض فتحبت ُ‬ ‫مط َ ِ‬
‫رهتتا ويتتأمر الر َ‬ ‫س ثلتتثي َ‬
‫فتحب ُ‬

‫ة‪،‬‬ ‫س مطرهتتا كل ّت ُ‬
‫ه فَل َ ت َْقطتتر قطتتر ً‬ ‫السماَء في الستتنةِ الثالث تةِ فتحب ت ُ‬

‫ت‬ ‫س ن َتتداَتها كّلهتتا فل ت ُن ْب ِت َ‬


‫ت خضتتراَء‪ ،‬فل تبقتتى ذا ُ‬ ‫ويأمر الرض فتحب ُ‬

‫ظل ْ ٍ‬
‫ف إل هلكت إل ما شاء الله‪ ،‬فقيتتل‪ :‬متتا ُيعيتتش النتتاس فتتي ذلتتك‬

‫ح والتحميتد ُ ويجتتري ذلتتك‬ ‫الزمتتان? قتتال‪ :‬التهليت ُ‬


‫ل والتكتتبير والتستتبي ُ‬

‫جرى الطعام"‪.‬‬
‫م ْ‬
‫عليهم ُ‬

‫بعض العجائب الغرائب التي وردت نسبة قولها إلى‬

‫الرسول عليه السلم‬

‫‪140‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال ابن ماجه سمعت أبا الحستتن الطنافستتي يقتتول‪ ،‬ستمعت عبتتد‬

‫الرحمن المحاربي يقول ينبغي أن يدفع هتتذا الحتتديث إلتتى المتتؤدب‬

‫حتى يعلمه الصبيان في الكّتاب انتهتى ستياق ابتتن متتاجه‪ ،‬وقتد وقتتع‬

‫تخبيط فتتي إستناده لهتتذا الحتتديث‪ ،‬فكمتا وجتدته فتي نستتخة كتبتت‬

‫إسناده‪ ،‬وقد سقط التابعي منه وهو عمرو بتتن عبتتد اللته الحضتترمي‬

‫أبو عبد الله الجبار الشتتامي المتترادي عتتن أبتتي أمامتتة قتتال شتتيخنا‬

‫الحافظ المزي‪ ،‬ورواه ابن ماجه في الفتن عن علي بن محمد‪ ،‬عتتن‬

‫عبد الرحمن بن محمد المحاربي‪ ،‬عن أبي رافع إسماعيل بتتن رافتتع‪،‬‬

‫عن أبي عمرو الشيباني زرعة‪ .‬عن أبي أمامة بتمامه كذا قال‪ ،‬وكذا‬

‫رواه سهل بن عثمان عن المحاربي‪ ،‬وهو وهتتم فتتاحش‪ .‬قلتتت‪ :‬وقتتد‬

‫جرد إسناده أبو داود فرواه عن عيسى بن محمد‪ ،‬عتتن ضتتمرة‪ ،‬عتتن‬

‫يحيى بن أبي عمرو الشتتيباني‪ ،‬عتتن عمتترو بتتن عبتتد اللتته‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫أمامتتتتتتتة نحتتتتتتتو حتتتتتتتديث النتتتتتتتواس بتتتتتتتن ستتتتتتتمعان‪.‬‬

‫لسناد حديثا ً واحدا ً في مسنده فقال أبو‬


‫لمام أحمد بهذا ا ِ‬
‫وقد روى ا ِ‬

‫لمام أحمد‪ :‬وجدت في كتتتاب أبتتي بختتط‬


‫عبد الرحمن عبد الله ابن ا ِ‬

‫‪141‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يده حدثني مهدي بن جعفتتر الرملتتي‪ ،‬حتتدثنا ضتتمرة‪ ،‬عتتن الشتتيباني‬

‫واسمه يحيى بن أبي عمر‪ ،‬وعن عمرو بن عبد اللتته الحضتترمي عتتن‬

‫أبي أمامة قال‪ :‬قال رسول اللته صتتلى اللته عليتته وستتلم‪" :‬ل تتتزال‬

‫هم قتتاهرين ل يضتترهم متتن‬


‫متتتي ظتتاهرين علتتى عَتتدوَ ِ‬
‫طائفتتة متتن أ ّ‬

‫خالفهم ول ما أصابهم من لواء حتى يأتي أمر الله وهم كذلك‪ .‬قالوا‬

‫ت‬ ‫يا رستتول اللتته وأيتتن هتتم? قتتال‪ :‬فتتي بيتتت المقتتدس وأك ْت َتتا ِ‬
‫ف ب َي ْت ِ‬

‫دس"‪.‬‬
‫المق ِ‬

‫حديث يجب صرفه عن ظاهره الى التأويل‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا عمرو بن الناقد والحسن الحلواني وعبيد بن‬


‫حميد وألفاظهم متقاربة والسياق بعيد قال حدثني وقال الخران‪:‬‬
‫حدثنا يعقوب هو ابن إبراهيم بن سعد‪ ،‬حدثنا أبي عن صالح‪ ،‬عن ابن‬
‫شهاب‪ ،‬أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا سعيد الخدري‬
‫قال‪ ،‬حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ً حدثنا طويل ً عن‬
‫ب‬
‫ل ن َِقا َ‬ ‫الدجال فكان فيما حدثنا قال‪" :‬يأتي وهو محّرم عليه أن يدخ َ‬
‫ج إليه يومئذٍ‬ ‫المدينةِ فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فَيخر ُ‬
‫ن خير الناس فيقول له‪ :‬أشهد أ َّنك الدجا ُ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬‫رجل هو خيُر الناس أو ِ‬
‫الذي حد َّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال‪:‬‬
‫ر? فيقولون‪ :‬ل‪ .‬قال‪:‬‬ ‫كون في الم ِ‬ ‫حي َي ُْته أَتش ّ‬
‫ت هذا ثم أ ْ‬
‫م ِإن قتل ُ‬ ‫أَراي ْت ُ ْ‬
‫شد ّ‬ ‫ت فيك قَ ّ‬
‫طأ َ‬ ‫حِييه فيقول حين ُيحييه‪ :‬والله ما كن ُ‬ ‫فَي َْقت ُل ُ ُ‬
‫ه ثم ي ُ ْ‬
‫ط عليه"‪.‬‬ ‫بصيرةً مني الن‪ .‬قال‪ :‬فيريد ُ الدجال أن يقتَله فل ُيسل ّ َ‬

‫‪142‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ضتتتُر"‪.‬‬
‫خ ْ‬ ‫جتتت َ‬
‫ل هتتتو ال ِ‬ ‫هتتت َ‬
‫ذا الّر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫قتتتال أبتتتو إستتتحاق‪" :‬ي َُقتتتا ُ‬
‫ل إِ ّ‬

‫قال مسلم‪ :‬وحدثني عبد الله بن عبد الرحمتتن التتدارمي‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬

‫لستتناد بمثلتته‪.‬‬
‫اليمتتان‪ ،‬حتتدثنا شتتعيب‪ ،‬عتتن الزهتتري فتتي هتتذا ا ِ‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثني محمد بن عبد الله بتتن فهتتران متتن أهتتل متترو‪،‬‬

‫حدثنا عبد الله بن عثمان‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن قيس بتتن وهتتب‪ ،‬عتتن‬

‫أبي الوداك‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬قال رسول الله صلى اللتته‬

‫ه قِب َل َ ُ‬
‫ه رجل من المتتؤمنين فتلقتتاه‬ ‫عليه وسلم‪" :‬يخرج الدجال فَي َت َوَ ّ‬
‫ج ُ‬
‫َ‬
‫متد ُ إلتتى‬
‫د? فيقتتول‪ :‬أعْ َ‬
‫مت ُ‬
‫ل فيقولون له أين ت َعْ َ‬
‫ح الدجا ِ‬
‫مسال ُ‬
‫ح َ‬
‫سال ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م َ‬

‫هذا الذي خرج‪ .‬قال‪ :‬فيقولون له أو ما ت ُ ْ‬


‫ؤمن بربنا? فيقول‪ :‬ما بربنتتا‬

‫خَفاُء‪ ،‬فيقولون‪ :‬اقتلوه‪ ،‬فيقول بعضهم لبعض‪ :‬أليس قد نهاكم رّبكم‬


‫َ‬

‫ن‬ ‫أن تقتلوا أحدا ً دونه? قال‪ :‬فينطلقون إلى الدجا ِ‬


‫ل فتتِإذا رآه المتتؤم ُ‬

‫قال يا أيها الناس‪ :‬هذا الدجا ُ‬


‫ل الذي ذكر رسول الله صلى الله عليتته‬

‫وستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلم‪.‬‬

‫ستعُ ظ َهْتَرهُ‬
‫شتتجوه فَُيو َ‬
‫ج فيقتتول ختتذوه و ُ‬ ‫قال‪ :‬فيأمر الدجال به فَي ُ َ‬
‫ش ّ‬

‫ضْربا ً قال فيقول‪ :‬أما تؤمن بي? قتتال فيقتتول‪ :‬أنتتت المستتيح‬ ‫وب َط ْن َ ُ‬
‫ه َ‬

‫‪143‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذاب‪.‬‬

‫جل َي ْتته‬
‫ن رِ ْ‬
‫مْفرِقِهِ حتتتى ي َْف ترِقَ بي ت َ‬ ‫قال‪ :‬فيؤمر به فَي ُن ْ َ‬
‫شُر بالمنشارِ من َ‬

‫وي‬ ‫ن ال ِْقط ْعَت َي ْتتن ثتتم يقتتول لتته‪ :‬قُتتم فَي َ ْ‬


‫س تت َ ِ‬ ‫قال‪ :‬ثم َيمشي الدجال بي َ‬
‫َ‬
‫ت فيتتك إ ِل ّ‬
‫متتا اْزد َد ْ ُ‬
‫ن بتتي? فيقتتول‪َ :‬‬ ‫َقاِئمًا‪ .‬قال‪ :‬ثتتم يقتتول لتته أتتتؤ ِ‬
‫م ُ‬

‫صيَرة ً قال‪ :‬ثم يقول يا َأيها الناس ِإنه ل يفعل بعدي بَأحد من الناس‬
‫ب ِ‬

‫ن‬
‫متتا ب َي ْت َ‬ ‫ل بتي‪ .‬قتال‪ :‬فيأختذه التدجال ليتذبحه فَي َ ُ‬
‫حتول َ‬ ‫ل الذي فَعَ َ‬
‫مث ْ َ‬
‫ِ‬

‫رقبِته ِإلى ت َْرُقوت ِهِ ُنحاس فل يستطيع ِإليتته ستتبي ً‬


‫ل‪ ،‬قتتال فيأختتذ بيتتديه‬
‫َ‬
‫ي‬ ‫ب الناس أّنما َقتذ ََفه ِإلتى الّنتارِ وإ ِن ّ َ‬
‫متا ألِقت َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف به فَي َ ْ‬
‫ح ِ‬ ‫ورجليه ل ِي َْقذِ َ‬

‫هذا أعظم الناس‬


‫في الجنةِ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪َ " :‬‬

‫شهادة عند رب العالمين"‪.‬‬

‫ذكر أحاديث منثورة عن الدجال‬

‫حديث عن أبي بكر الصديق رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا سعيد بن أبي عروبة‪ ،‬عن أبتتي التيتتاح‪،‬‬

‫عن المغيرة بن سبيع‪ ،‬عن عمرو بن حريب أن أبا بكر الصديق أفاق‬

‫‪144‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من مرض له فخرج إلى النتتاس فاعتتتذر بشتتيء وقتتال‪ :‬متتا أردنتتا إل‬

‫الخير‪ ،‬ثم قال‪ :‬حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أن الدجا َ‬
‫ل‬

‫م ك تَأن‬
‫ن ي َت َْبعتته أقتتوا ٌ‬
‫ستتا ُ‬
‫خَرا َ‬
‫رق يقتتال لهتتا ً‬
‫ج فتتي أرض ِبالمش ت ِ‬
‫يختتر ُ‬

‫مط َْرَقتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫ن ال ُ‬
‫ههم المجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ّ‬
‫وجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬

‫ورواه الترمذي‪ ،‬وابتتن متتاجه متتن حتتديث روح بتتن عبتتادة بتته‪ ،‬وقتتال‬

‫الترمتتذي‪ :‬حستتن صتتحيح‪ .‬قلتتت‪ :‬وقتتد رواه عبيتتد اللتته بتتن موستتى‬

‫العبسي‪ ،‬عن الحسن بن دينار‪ ،‬عن أبي التياح فلم ينفرد به روح كما‬

‫زعمه بعضهم ول سعيد بن عروبة‪ ،‬فإن يعقوب بتتن شتتعبة قتتال‪ :‬لتتم‬

‫يسمعه ابن أبي عروبة من أبي التياح إنمتتا ستتمعه متتن ابتتن شتتوذب‬

‫عنه‪.‬‬

‫حديث علي بن أبي طالب كرم الّله تعالى وجهه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬حدثنا الشجعي‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن جتتابر‬

‫بن عبد الله بن عبد الله بن يحيى‪ ،‬عن علي‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قال‪ :‬ذكرنا الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو‬

‫‪145‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نائم فاستيقظ محمر اللون فقتتال‪" :‬غيتتر ذلتتك أختتوف لتتي عليكتتم"‪.‬‬

‫وذكر كلمة‪ .‬تفّرد به أحمد‪.‬‬

‫حديث سعد بن أبي وقاص رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يزيد بن هتتارون‪ ،‬أخبرنتتا محمتتد بتتن إستتحاق‪ ،‬عتتن‬

‫داود بن عامر‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عتتن مالتتك‪ ،‬عتتن أبيتته أن جتتده قتتال‪ :‬قتتال‬

‫ف‬
‫صت َ‬
‫ي إل وَ َ‬
‫ن ن َب ِت ٌ‬
‫ه لتتم يكت ْ‬
‫رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬إ ِن ّت ُ‬
‫َ‬
‫ه أعوُر والل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ن قَب ِْلي‪ ،‬إ ِن ّ ُ‬
‫صْفَها أحد ٌ كا َ‬
‫ة لم ي َ ِ‬
‫صَف ً‬
‫ه ِ‬ ‫مت ِهِ ول َ ِ‬
‫صَفن ّ ُ‬ ‫الدجا َ‬
‫لل ّ‬

‫ل َليس بَأعوَر"‪ .‬تفّرد به أحمد‪.‬‬


‫ج ّ‬
‫عَّز وَ َ‬

‫حديث أبي عبيدة بن الجراح رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال الترمذي‪ :‬حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي‪ ،‬حدثنا حماد بن‬
‫سلمة عن خالد بن الحذاء‪ ،‬عن عبد الله بن شفيق‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫سراقة‪ ،‬عن أبي عبيدة بن الجراح قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى‬
‫ل وأنا‬ ‫ي إل ّ أن ْذ ََر َقو َ‬
‫مه الدجا َ‬ ‫ه لم يكن نب ّ‬ ‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬إن ّ ُ‬
‫موه ُ فوصَفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‪ :‬ل َعَل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫أن ْذُِرك ُ ُ‬
‫سمعَ كلمي? قالوا يا رسول الله‪ :‬كيف‬ ‫ن َرأى وَ َ‬ ‫م ْ‬
‫ض َ‬ ‫سيد ْرِك ُ ُ‬
‫ه ب َعْ ُ‬ ‫َ‬
‫خي ٌْر"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫مث ْلها‪ .‬ي َْعني اليوْ َ‬
‫م أو ْ َ‬ ‫مِئذ? قال‪ِ :‬‬ ‫ُ‬
‫قُلوب َُنا ي َوْ َ‬

‫‪146‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثم قال الترمذي‪ :‬وفي الباب عن عبد الله بن بستتر وعبتتد اللتته بتتن‬

‫معقل وأبي هريرة وهذا حديث حسن ل نعرفه إل من حديث الحذاء‪،‬‬

‫وقد روى أحمد بن عفان وعبد الصمد‪ ،‬وأخرجه أبو داود‪ ،‬عن موسى‬

‫بن إسماعيل كلهم عن جمال بن سلمة له‪ ،‬وروى أحمتتد عتتن غنتتدر‪،‬‬

‫عن شعبة‪ ،‬عن خالد الحذاء ببعضه‪.‬‬

‫ي بن كعب رضي الّله تعالى عنه‬


‫حديث عن أب ّ‬

‫روى أحمد عن غندر وروح وسليمان بن داود ووهب بن جرير كلهتتم‬

‫عن شعبة عن حبيب بن الزبير‪ ،‬سمعت عبتتد اللتته بتتن أبتتي الهتتذيل‪،‬‬

‫ي بتتن‬
‫سمع عبد الرحمن بن ابزى‪ ،‬سمع عبد الله بن خباب‪ ،‬سمع أب ت ّ‬

‫كعب يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وستتلم وقتتد ذكتتر عنتتده‬

‫ذوا? بالله متتن عَ ت َ‬


‫ذاب‬ ‫ة‪ ،‬وت َعَوّ ُ‬
‫ج ٌ‬
‫جا َ‬
‫دى عَي ْن َْيه كأن َّها ُز َ‬
‫ح َ‬
‫الدجال فقال‪" :‬إ ِ ْ‬

‫ال َْقْبر"‪ .‬تفّرد به أحمد‬

‫حديث عن أبي سعيد الخدري رضي الّله تعالى عنه‬

‫‪147‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬وجدت هذا الحتتديث فتي كتتتاب أبتتي‬


‫قال عبد الله ابن ا ِ‬

‫بخط يده‪ ،‬حدثني عبد المتعال بن عبد الوهاب‪ ،‬حدثنا يحيى بن سعيد‬

‫الموي‪ ،‬حدثنا مجالد عن أبي الوداك قال‪ :‬قال أبو سعيد‪ :‬هل يلتقتتي‬

‫الخوارج بالدجال? قلت‪ :‬ل‪ .‬فقال‪ :‬قال رسول الله صتتلى اللتته عليتته‬
‫َ َ‬
‫ي ي ُت ْب َعُ إ ِل ّ وَقَد ْ ح تذ َّر أ ّ‬
‫مت َتته‬ ‫م ألف أوْ أك ْث ََر‪ ،‬وَ َ‬
‫ما بعث نب ّ‬ ‫خات َ ُ‬
‫وسلم‪ِ" :‬إني َ‬

‫ن‬
‫ه أعْتوَُر وإ ِ ّ‬
‫د‪ ،‬إ ِن ّت ُ‬
‫حت ٍ‬
‫نل َ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م ي ُب َي ّت ْ‬ ‫مرِهِ َ‬
‫من أ ْ‬ ‫ل‪ ،‬وإني قَد ْ بي َ‬
‫ن لي ِ‬ ‫جا َ‬
‫الد ّ ّ‬

‫ة‬
‫م ٌ‬
‫خا َ‬
‫خَفى كأان َّها ن َ َ‬ ‫حظ َ ٌ‬
‫ة ل تُ ْ‬ ‫جا ِ‬
‫وراءُ َ‬ ‫س بأعْوََر‪ ،‬وَعَْينه ال ْي ُ ْ‬
‫منى عَ ْ‬ ‫م ل َي ْ َ‬
‫رب ّك ُ ْ‬

‫ل‬ ‫ه متن ُ‬
‫كت ّ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫كأن َّها ك َوْ َ‬
‫كب د ُّري‪َ ،‬‬ ‫ه ال ْي ُ ْ‬
‫سَرى َ‬ ‫صص‪ ،‬وعَي ْن ُ ُ‬
‫ج ّ‬ ‫عََلى َ‬
‫حاِئط م ُ‬

‫ري فيهتا المتاُء وصتورة النتاِر‬


‫جت ِ‬
‫خضتراَء ي َ ْ‬
‫ِلسان ومعه صتورةُ الجّنتةِ َ‬

‫خن"‪.‬‬
‫داءَ ُتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد َ ّ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوْ َ‬
‫َ‬

‫تفّرد به أحمد‪ ،‬وقد روى عبد بن حميتد فتي مستنده‪ ،‬عتن حمتاد بتن‬

‫سلمة‪ ،‬عن الحجاج‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أبي سعيد مرفوعا ً نحوه‪.‬‬

‫حديث عن أنس بن مالك رضي الّله تعالى عنه‬

‫‪148‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا بهتز وعفتان قتال‪ :‬حتدثنا حمتاد بتن ستلمة‪ ،‬حتدثنا‬

‫إسحاق بن عبد الله عن ابن أبي طلحة‪ ،‬عتتن أنتتس بتتن مالتتك قتتال‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يجيءُ الدجال فيطتتا ا َ‬
‫لرض‬ ‫ِ‬
‫صتتفوفا ً‬
‫ب متتن أنقابهتتا ً‬
‫ة فيجد ُ بكل نْق ت ٍ‬
‫ة فيأِتي المدين َ‬ ‫مك ّ َ‬
‫ة والمدين َ‬ ‫إ ِل ّ َ‬

‫ب َرَواقَتتة فت َْر ُ‬
‫جتتص المدينتتة‬ ‫ف فَي َ ْ‬
‫ض ترِ ُ‬ ‫جْر ِ‬
‫سبخةِ ال َ‬
‫من الملِئكةِ فيأتي ِ‬

‫ج إليتتتتته كتتتتت ّ‬
‫ل منتتتتتافق ومَناِفقتتتتتة"‪.‬‬ ‫ت فيختتتتتر ُ‬
‫جَفتتتتتا ٍ‬
‫ثلث َر َ‬

‫رواه مسلم‪ ،‬عتتن أبتتي بكتتر بتتن أبتتي شتتيبة‪ ،‬عتتن يتتونس بتتن محمتتد‬

‫المؤدب‪ ،‬عن حماد بن سلمة بنحوه‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يحيى‪ ،‬عن حميد عن أنتتس عتتن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وستتلم قتتال‪" :‬أن التتدجال أعتتور العيتتن الشتتمال عليهتتا ظ ََفتترةٌ‬

‫ب بيتتتتتتتن عينيتتتتتتته ك ََفتتتتتتتر أو َ‬


‫كتتتتتتتاِفر"‪.‬‬ ‫غَِليظتتتتتتتة مكتتتتتتتتو ٌ‬

‫هذا حديث ثلثي السناد وهو على شرط الصحيحين‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس‬

‫‪149‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن مصعب‪ ،‬حدثنا الوزاعي‪ ،‬عن ربيعة‪ ،‬عن‬

‫أبي عبد الرحمن‪ ،‬عن أنس بن مالك قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬يخرج الدجال من يهودية أصبهان معه سبعون ألفا ً‬

‫متتتتتتن اليهتتتتتتود عليهتتتتتتم التيجتتتتتتان"‪ ،‬تفتتتتتتّرد بتتتتتته أحمتتتتتتد‪.‬‬

‫ي أبتتي‪ ،‬حتتدثنا شتعيب هتو ابتتن‬


‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عبتتد الصتتمد‪ ،‬حتدثن ِ‬

‫الحجاب‪ ،‬عتتن أنتتس أن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫ف َر‬ ‫ح العين‪ ،‬ب َْين عَي ْن َْيه مكتوب كافر‪ ،‬ثم تهجاهتتا َ‬
‫ك َ‬ ‫سو ُ‬
‫م ُ‬
‫م ْ‬ ‫"الدجا ُ‬
‫ل َ‬

‫يقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترؤه كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل مستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلم"‪.‬‬

‫حدثنا يونس‪ ،‬حدثنا حماد يعني ابتتن ستتلمة‪ ،‬عتتن حميتتد وشتتعيب بتتن‬

‫الحجاب‪ ،‬عن أنس بن مالك أن رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫ب بيتتن عينيتته كتتاِفر‬


‫ن رّبكم ليس بأعوَر مكتتتو ٌ‬ ‫قال‪" :‬الدجا ُ‬
‫ل أعوُر وإ ِ ّ‬

‫ب وغيتتتتتتتترِ كتتتتتتتتاتب"‪.‬‬ ‫متتتتتتتت ْ‬


‫ؤمن كتتتتتتتتات ٍ‬ ‫يقتتتتتتتتر ُ‬
‫ؤه كتتتتتتتتل ُ‬

‫ورواه مسلم‪ ،‬عن زهير بن عفان‪ ،‬عن شعيب به بنحوه‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس‬

‫‪150‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عمرو بتتن الهيثتتم‪ ،‬حتتدثنا شتتعبة‪ ،‬عتتن قتتتادة‪ ،‬عتتن‬

‫ث نتتبي إل‬
‫أنس قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ما ب ُِعتت َ‬

‫م ل َي ْ َ‬
‫س ب ِتتأعْوََر مكتتتوب‬ ‫ن َرّبك ْ‬
‫ب إل أّنه أعوُر وإ ّ‬ ‫أن ْذ ََر أ ّ‬
‫مَته العْوََر الكذا َ‬

‫ن عَي ْن َْيه كافٌر"‪ .‬ورواه البخاري ومسلم من حديث شعبة به‪.‬‬


‫ب َي ْ َ‬

‫حديث عن سفينة رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حتتدثنا أبتتو النضتتر قتتال‪ :‬حتتدثنا ستتعيد بتتن جهمتتان‪ ،‬عتتن‬

‫سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪ :‬خطبنتتا رستتول‬

‫ي قَب ِْلتتي ِإل وََقتتد ْ‬


‫ه لم يكن نب ّ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم فقال‪" :‬أل إن ّ ُ‬

‫من َتتى ظ ََفتترة غَل ِظ َت ٌ‬


‫ة‬ ‫مَنى ب ِعَي ْن ِهِ الي ْ‬ ‫ه الدجا َ‬
‫ل‪ ،‬هو أعوُر عيِنه الي ُ ْ‬ ‫حذ َّر أ ّ‬
‫مت َ ُ‬ ‫َ‬

‫خُر َنتتاُرهُ‬
‫ه وال َ‬
‫هما جن ّت ُ ُ‬
‫مَعه واديان أحد ُ‬
‫ج َ‬
‫عينيه كافٌِر‪َ ،‬يخر ُ‬
‫مكتوب بين َ‬

‫ن‬
‫مت ْ‬
‫ن ن َب ِي ّي ْتتن ِ‬ ‫مَلكتتان متتن الملئكتتة ي ُ ْ‬
‫ش تب َِها ِ‬ ‫ه َناٌر‪ .‬معه َ‬
‫جن ّت ُ ُ‬
‫ة وَ َ‬
‫جن ّ ٌ‬
‫فناُرهُ َ‬

‫ما وأستتماء آَباِئهمتتا ل ََفعَل ْت ُ‬


‫ت‪،‬‬ ‫مائ ِهِ َ‬
‫ست َ‬
‫ما ِبأ ْ‬
‫ميهُ َ‬
‫ست ّ‬
‫ت أن أ َ‬ ‫ال َن ِْبياِء‪ ،‬ولو ِ‬
‫شئ ْ ُ‬

‫ل التتدجا ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ة‪ .‬يُقتتو ُ‬
‫شتتماله وتلتتك فتن ت ٌ‬
‫دهما عن يمينه والخَر عَتتن ِ‬
‫ح ُ‬
‫وا ِ‬

‫حد ُ الملكيتتن‪ :‬ك َتذ َب ْ َ‬


‫ت‬ ‫ت? فيقول له أ َ‬
‫مي ُ‬ ‫ت ِبرب ّ ُ‬
‫كم? ألست أحيي وأ ِ‬ ‫ألس ُ‬

‫‪151‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صتد َْقت فيستتمعه‬ ‫ه فيقتتول ل َت ُ‬


‫ه َ‬ ‫حب ُ ُ‬ ‫ن النتتاس إل ّ َ‬
‫صتتا ِ‬ ‫م َ‬
‫حد ٌ ِ‬
‫فل يسمعه أ َ‬

‫الناس فيظنون أنما يصدق الدجال وذلك فتنة ثم يستتير حتتتى يتتدخل‬

‫المدسنة فل يؤذن له بتتدخولها فيقتتول‪ :‬هتتذه قريتتة ذاك الرجتتل‪ :‬ثتتم‬

‫يستتتير حتتتتى يتتتأتي الشتتتام فيهلكتتته اللتتته عنتتتد عقبتتتة أفيتتتق"‪.‬‬

‫تفرد به أحمد وإسناده ل بأس به ولكن في متنه غرابة ونكاره واللتته‬

‫أعلم‪.‬‬

‫حديث عن معاذ بن جبل رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال يعقوب بن سليمان الفسوي في مسنده‪ ،‬حدثنا يحيى بن بكيتتر‪،‬‬

‫حدثني خنيس بن عامر بن يحيى المعافري‪ ،‬عن أبي ليلى جبارة بتتن‬

‫أبي أمية أن قوما ً دخلوا على معاذ بن جبل وهتو مريتض فقتالوا لته‪:‬‬

‫حدثنا حديثا ً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تنستته?‬

‫فقال‪ :‬أجلسوني فأخذ بعض القوم بيده‪ ،‬فجلس بعضهم خلفه فقال‪:‬‬

‫ي وقتتد‬
‫متتن نب ِت ّ‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬متتا ِ‬

‫جت ّ‬
‫ل‬ ‫ه أعتتوًر وِإن ربتتي عَتّز و َ‬
‫مَرهُ إ ِن ّت ُ‬ ‫ل وإني أحذ ُّرك ُ ْ‬
‫مأ ْ‬ ‫مَته الدجا َ‬ ‫ح ّ‬
‫ذر أ ّ‬

‫‪152‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب وغير الكاِتب معتته‬ ‫ب بين عينيه كافٌر يقر ُ‬


‫ؤه الكات ُ‬ ‫ليس بأعوََر مكتو ٌ‬

‫ه نار"‪ .‬قال شيخنا الحافظ الذهبي‪ :‬تفّرد بته‬


‫جن ّت ُ ُ‬
‫ةو َ‬
‫ة وناٌر فناُره جن ّ ٌ‬
‫جن ّ ٌ‬

‫خنيتتتتتس‪ ،‬ومتتتتتا علمنتتتتتا بتتتتته جرحتتتتتا ً وإستتتتتناده صتتتتتحيح‪.‬‬

‫وقال شيخنا الذهبي من كتابه‪ -‬في الدجال‪ :-‬عن سعيد‪ ،‬عتتن قتتتادة‪،‬‬

‫عن الحسن‪ ،‬عن سمرة مرفوعًا‪" :‬الدجال أعور العين الشمال عليها‬

‫ظفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترة غليظتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وليس هذا الحديث من هذا الوجه في المستتند ول فتتي شتتيء‬

‫من الكتب الستة‪ ،‬وكان الولى لشيخا ً أن يسنده أو يعزوه إلى كتاب‬

‫مشهور والله الموفق‪.‬‬

‫حديث عن سمرة بن جنادة بن جندب رضي الّله تعالى‬

‫عنه‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو كامل‪ ،‬حدثنا زهير عن السود بن قيس‪،‬‬


‫قال ا ِ‬
‫حدثني ثعلبة بن عباد العبدي من أهتتل البصتترة‪ ،‬قتتال‪ :‬شتتهدت يوم تا ً‬

‫خطبة سمرة فذكر في خطبته حديثا ً في صلة الكستتوف أن رستتول‬

‫‪153‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله صلى الله عليه وسلم خطتب بعتد صتلة الكستوف خطبتة قتال‬

‫دجا ُ‬
‫ل‬ ‫م العوَُر ال ّ‬
‫خُرهُ ْ‬ ‫ج ثلُثو َ‬
‫نآ ِ‬ ‫ة حتى يخر َ‬
‫فيها‪" :‬والله ل تقوم الساع ُ‬

‫ج أوْ َقا َ‬
‫ل‬ ‫خُر ْ‬
‫متى ي َ ْ‬
‫ن أبي يحَيى‪ .‬وأنه َ‬ ‫ح العين ال ْي ُ ْ‬
‫سَرى كأن َّها عَي ْ ُ‬ ‫سو ُ‬
‫م ُ‬
‫م ْ‬
‫َ‬

‫دقه واتبعه‬
‫م أنه الله‪ ،‬فمن آمن به وص ّ‬
‫متى ما يخرج فِإنه سوف يزع ُ‬

‫ب‬ ‫س تل َ َ‬
‫ف‪ ،‬ومتتن كَفتَر ب ِتهِ وكتتذبه لتتم يعتتاقَ ْ‬ ‫ح من عملتته َ‬
‫لم ينفْعه صال ٌ‬

‫بشيٍء من عمله‪ ،‬وقال الحسن بشيء من عمله سلف‪ ،‬وإنه ستتوف‬

‫صتتُر‬
‫ح َ‬
‫ت المقتتدس وِإنتته ي ُ ْ‬ ‫يظهتتر علتتى الرض كّلهتتا إل الحتتر َ‬
‫م وبيتت َ‬

‫ه الّلت ُ‬
‫ه‬ ‫المؤمنون في بيت المقدس وي َُزل َْزُلون ِزلزال ً شتديدا ً ثتم ي ُهْل ِ ُ‬
‫كت ُ‬

‫من هتتذا يهتتودي‪،‬‬


‫جرة لينتتادي يتتا متتؤ ِ‬ ‫م الحاِئط وأص َ‬
‫ل الش َ‬ ‫ن هِد ْ َ‬
‫حتى إ ِ ّ‬

‫وقال هذا كافٌر فقال فتاقْت ُْله ولكتن ل يكتون ذلتتك كتذلك حتتتى َتتَرْوا‬

‫ن نبيكم ذ َك ََر‬ ‫سأُلو َ‬


‫ن ب َي َْنكم هَ ْ‬
‫ل كا َ‬ ‫شأن ََها في أنفسكم‪ ،‬فَت َ ْ‬ ‫أمورا ً يتفاقَ َ‬
‫م َ‬

‫مرات ِِبهتتتتا"‪.‬‬ ‫جَبتتتتا ُ‬


‫ل عتتتتن َ‬ ‫كتتتترا ً وحتتتتتى تتتتتزو َ‬
‫ل ِ‬ ‫م منهتتتتا? ذِ ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫كتتتت ْ‬

‫ثم شهد خطبة ستتمرة متترة أختترى فمتتا قتتدم كلمتتة ول أخرهتتا عتتن‬

‫موضعها‪ ،‬وأصل هذا الحديث في صلة الكسوف عند أصحاب السنن‬

‫الربعة‪ ،‬وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم في مستدركه أيضًا‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حديث آخر عن سمرة‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا سعيد وعبد الوهاب‪ ،‬أخبرنا سعيد عن‬
‫قتادة عن الحسن عن‬
‫سمرة بن جنادة بن جندب أن رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫ل عليهتتا َ‬
‫ظفتترةٌ‬ ‫كان يقول‪" :‬إن الدجال خارج وهو أعور العين الشما ِ‬

‫غَِلظة وِإنه ي ُْبرىُء الك ْ َ‬


‫مه والب َْرص‪ ،‬ويحيي الموتى‪ ،‬ويقول أنتتا َرّبكتتم‬

‫ن‪ ،‬ومن قال ربي اللتته حتتتى يمتتوت فقتتد‬


‫ت َرَبي فقد فت ِ َ‬
‫ن قال أن ْ َ‬ ‫فَ َ‬
‫م ْ‬

‫ب‪ ،‬فيلبث فتتي الرض متتا شتتاء‬


‫ة عليه ول عذا َ‬
‫ن فتنته ول فِت ْن َ َ‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫ص َ‬
‫عُ ِ‬

‫دقا ً بمحمتتد‬
‫صت ّ‬
‫م َ‬
‫ب ُ‬
‫م متتن قِب َتتل المغتتر ِ‬
‫ن مريت َ‬
‫الله ثم يجيُء عيسى اب ُ‬

‫ة" وقال الطبراني‪:‬‬


‫ساعَ ِ‬
‫م ال ّ‬
‫هو قَِيا ُ‬
‫ما ُ‬
‫م ِإن َ‬ ‫مل ّت ِهِ فيقتل الدجا َ‬
‫لث ّ‬ ‫وعلى ِ‬

‫حدثنا موسى بن هتارون‪ ،‬حتدثنا متروان بتن جعفتر الستهري‪ ،‬حتدثنا‬

‫محمد بن إبراهيم بن حبيب بتتن ستتليمان‪ ،‬عتتن جعفتتر بتتن ستتعد بتتن‬

‫سمرة‪ ،‬عن حبيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جدة سمرة أن رستتول اللتته صتتلى‬

‫ل‬ ‫جا َ‬
‫ل أعوُر العَْين الشما ِ‬ ‫ح الد ّ ّ‬
‫ن المسي َ‬
‫الله عليه وسلم كان يقول‪" :‬إ ِ ّ‬

‫متته وال َْرص وُيحيتتي المتتوَتى‬ ‫عليهتتا ظ ََفتترة غَِليظ ت ٌ‬


‫ة وإ ِن ّتته ي ُْبرى تُء الك َ‬

‫ويقول أنا َرّبكم‪ ،‬فمن اعَْتصم بالله فقال ربي الله ثم أَبى ذ َِلك حتتتى‬

‫‪155‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه‬ ‫ة ومن قتتال أنتتت ربتتي فقتتد فُت ِت َ‬


‫ن وإ ِن ّت ُ‬ ‫ب عليه ول فِت ْن َ َ‬
‫ت فل عذا َ‬
‫يمو َ‬

‫م‬
‫ن مْرَيت َ‬ ‫ه أن ي َل ْب َ َ‬
‫ث ثتم يجيتُء عيستتى ابت ُ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ي َل ْب َ ُ‬
‫ث في الرض ما َ‬

‫جا َ‬
‫ل"‪ ،‬حتتديث‬ ‫مل ّت ِهِ ثتتم ي َْقت ُت ُ‬
‫ل ال تد ّ ّ‬ ‫مصدقا ً بمحمد وعلى ِ‬
‫من المشرق ُ‬

‫غريب‪.‬‬

‫حديث عن جابر رضي الّله تعالى عنه‬

‫لمام أحمد بن حنبل‪ :‬حدثنا عبتد الملتك بتن عمتترو بتن دينتار‪،‬‬
‫قال ا ِ‬

‫حدثنا زهير‪ ،‬عن زيد يعني ابن أسلم‪ ،‬عتتن جتتابر بتتن عبتتد اللته قتتال‪:‬‬

‫أشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على فلق من أفلق الحرة‬

‫دجا ُ‬
‫ل‪ ،‬علتتى كتتل‬ ‫ة إذا خرج ال ّ‬
‫دين ُ‬
‫ض الم ِ‬
‫مت الر ُ‬
‫ونحن معه فقال‪" :‬ن ِعْ َ‬

‫ة بأهلهتتا‬
‫ت المدين ت ُ‬
‫جَف ت ِ‬ ‫خل َُها فِإذا كان ذا َ‬
‫ك َر َ‬ ‫مل َ ٌ‬
‫ك ل َ ي َد ْ ُ‬ ‫ب من أن َْقاِبها َ‬
‫ن َْق ٍ‬

‫ج إليتته وأكتتثُر يعنتتي‬


‫ختَر َ‬
‫ة إل َ‬
‫ت فل ي َب َْقى منافق ول منافقت ٌ‬
‫جفا ٍ‬ ‫َثل َ‬
‫ث َر َ‬

‫ة‬
‫خِليتتص يتتوم ت َن ِْفتتي المدينت ُ‬ ‫ج إليه من النستتاِء وذلت َ‬
‫ك يتتوم الت ْ‬ ‫خُر ُ‬
‫من ي َ ْ‬

‫ث الحديتدِ يكتون معته ستبعون ألفتا ً متتن‬


‫خبت َ‬
‫ث كما ي َْنفي الكيتُر َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خب َ َ‬

‫حل َتتى‪ ،‬فيضتتر ُ‬


‫ب رَِواقُتته بهتتذا‬ ‫م َ‬
‫ف َ‬
‫ستي ْ ٌ‬
‫ج وَ َ‬
‫اليهودِ علتتى كتتل رجتتل ستتا ٌ‬

‫‪156‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سُلو ِ‬
‫ل ثتتم قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬ ‫جتمع ال ّ‬
‫م ْ‬ ‫الط َّر ِ‬
‫ف الذي عند ُ‬

‫ة أك َْبر من ِفتن ِ‬
‫ة‬ ‫م الساع ُ‬
‫ن حتى تقو َ‬
‫ة ول تكو ُ‬
‫عليه وسلم‪ :‬ما كانت فتن ٌ‬

‫خب َتَرة‬ ‫خبرن ّك ُ ْ‬


‫م بشتتيء متتا أ ْ‬ ‫هل ْ‬ ‫الدجال‪ ،‬وما من نبي إل وقد حذ َّرهُ أ ّ‬
‫مت َ ُ‬

‫ه ثم وضع يتتده علتتى عَْينيتته ثتتم قتتال‪" :‬أشتتهد أن اللتته ليتتس‬


‫مت َ ُ‬
‫نبي أ ّ‬

‫ور"‪ .‬تفّرد به أحمد وإسناده جيد وصححه الحاكم‪.‬‬


‫بأع َ‬

‫طريق أخرى عن جابر‬

‫قال الحافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا عمرو بن علتتي‪ ،‬حتتدثنا يحيتتى بتتن‬

‫سعيد‪ ،‬حدثنا مجالد‪ ،‬عن الشعبي‪ ،‬عن جابر قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫ي أو أكثَر وإ ِّنه ليس منهتتم‬


‫ف نب ّ‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إني لخاتم أل ِ‬

‫ن لحتدٍ‬ ‫متتا ل َت ْ‬
‫م ي َت َب َي ّت ْ‬ ‫ن لتتي َ‬
‫ه قد ت ََبي َ‬
‫جال‪ ،‬وإن ّ ُ‬ ‫نِبي إل وقد أنذَر َقو َ‬
‫مه الد ّ َ‬

‫منهتتتتتتتم وإنتتتتتتته أعتتتتتتتوٌر وإن ربكتتتتتتتم ليتتتتتتتس بتتتتتتتأعور"‪.‬‬

‫وتفتتتتّرد بتتتته التتتتبزار وإستتتتناده حستتتتن ولفظتتتته غريتتتتب جتتتتدًا‪.‬‬

‫وروى عبد الله بن أحمد في السنة من طريق مجالد‪ ،‬عن الشتتعبي‪،‬‬

‫عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وستتلم ذكتتر التتدجال فقتتال‪:‬‬

‫‪157‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫"إنتتتتتتتتتته أعتتتتتتتتتتوُر وإن رب ّك ُتتتتتتتتتتم ليتتتتتتتتتتس بتتتتتتتتتتأعْوََر"‪.‬‬

‫ورواه ابن أبي شيبة عن علي بن مسهر عتتن مجالتتد بتته أطتتول متتن‬

‫هذا‪.‬‬

‫طريق أخرى عن جابر‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله‬

‫دجا ُ‬
‫ل أعْتوَُر وهتتو أشتتد‬ ‫يقول قال النبي صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬الت ّ‬

‫الكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫ذاِبين"‪.‬‬

‫وروى مسلم من حديث ابن جريح‪ ،‬عن أبي الزبيتتر‪ ،‬عتتن جتتابر‪ ،‬عتتن‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل تزال طائفة من أمتي ظ َتتا ِ‬
‫هرين‬

‫مْري َتتتتتتم"‪.‬‬
‫ن َ‬ ‫علتتتتتتى الحتتتتتتق حتتتتتتتى ينتتتتتتز َ‬
‫ل عيستتتتتتى ابتتتتتت ُ‬

‫وتقدمت الطريق الخرى عن أبي الزبير عنه‪ ،‬عتتن أبتتي ستتلمة عنتته‬

‫في الدجال‪.‬‬

‫حديث عن ابن عباس رضي الّله تعالى عنه‬

‫‪158‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال المام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن سماك بن‬
‫حرب‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫ه الّناس‬
‫شب َ ُ‬ ‫صل َ ٌ‬
‫ةأ ْ‬ ‫سه أ َ‬
‫ن رأا َ‬
‫هر كأ ّ‬
‫جين أز َ‬
‫قال فى الدجال‪" :‬أعْوَُر هَ ِ‬
‫طن وإن رّبكم ليس بأعور"‪.‬‬ ‫بعبد العُّزى ابن قَ َ‬
‫قال شعبة‪ :‬فحدثت به قتادة فحدثني بنحو من هذا تفرد به أحمد من‬
‫هذا الوجه‪.‬‬
‫وروى أحمد والحارث أبي أسامة وابن معلى متتن طريتتق هلل عتتن‬

‫دجا َ‬
‫ل فتتي‬ ‫لسراء قال‪" :‬ورأى التت ّ‬
‫عكرمة عن ابن عباس في حديث ا ِ‬

‫ل‬
‫جا ِ‬
‫ل عَتتن ال تد ّ ّ‬ ‫صورت ِهِ رأيَ عَْين ل َ ُرؤَْيا َ‬
‫مَنام وعيسى وِإبراهيم َفس تئ ِ َ‬

‫ن‬
‫صا ُ‬ ‫ة كأّنها ك َوْك َ ٌ‬
‫ب د ُّري كأن شعَره أغ َ‬ ‫دى عينيه قائم ٌ‬
‫ح َ‬
‫ه إِ ْ‬
‫فقال‪" :‬رأي ْت ُ ُ‬

‫ة"‪.‬‬
‫شجر ٍ‬

‫ليس في الدنيا فتنة أعظم من فتنة الدجال‬

‫وذكتتتتر تمتتتتام الحتتتتديث حتتتتديث عتتتتن هشتتتتام بتتتتن عتتتتامر‪.‬‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا حسين بن محمد‪ ،‬حدثنا سليمان بن المغيرة‪ ،‬حدثنا‬

‫حميد يعني ابن هلل‪ ،‬عن هشام بن عامر النصاري ستتمعت رستتول‬

‫م‬
‫ن تقتتو َ‬ ‫خل ْتتق آد َ َ‬
‫م ِإلتتى أ ْ‬ ‫ن َ‬
‫متتا ب َي ْت َ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم يقول‪َ " :‬‬

‫ل"‪.‬‬
‫ن التتتتتتتتتتتدجا ِ‬
‫متتتتتتتتتتت َ‬
‫ة أكتتتتتتتتتتتبُر ِ‬
‫ة ِفتن َتتتتتتتتتتت ٌ‬
‫الستتتتتتتتتتتاع ُ‬

‫‪159‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا إسماعيل‪ ،‬حدثنا أيوب‪ ،‬عن حميتتد بتتن هلل‪ ،‬عتتن‬

‫بعض أشياخهم قال‪ :‬قال هشام بن عتتامر لجيرانتته‪ :‬إنكتتم تتخطتتوني‬

‫إلى رجال ما كانوا بأحضر لرسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم ول‬

‫أوعى لحديثه مني وإني سمعت رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫ل"‪.‬‬
‫دجا ِ‬
‫ة أكبُرمن ال ّ‬ ‫خْلق آد َ‬
‫م إلى أن تقوم الساعة فِت ْن َ ٌ‬ ‫ن َ‬
‫ما ب َي ْ َ‬
‫يقول‪َ " :‬‬

‫ورواه المام أحمد أيضًا‪ ،‬عن أحمد بن عبد الملتتك‪ ،‬عتتن حمتتاد‪ ،‬عتتن‬

‫زيد‪ ،‬عن أيوب‪ ،‬عن حميد بن هلل‪ ،‬عن أبي الدهماء‪ ،‬عن هشام بتتن‬

‫عامر أنه قال‪ :‬إنكم لتجاوزوني إلى رهط متتن أصتتحاب رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم ما كانوا أحضر ول أحفتتظ لحتتديثه منتتي وإنتتي‬

‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬متتا بيتتن خلتتق آدم‬

‫ل"‪.‬‬
‫دجا ِ‬
‫متتتتتتٌر أكتتتتتتبُر متتتتتتن التتتتتت ّ‬
‫إلتتتتتتى قيتتتتتتام الستتتتتتاعة أ ْ‬

‫وقد رواه مسلم من حديث أيتتوب‪ ،‬عتتن حميتتد بتتن هلل‪ ،‬عتتن رهتتط‬

‫منهم أبتتو التتدهماء وأبتتو قتتتادة عتتن هشتتام بتتن عتتامر فتتذكر نحتتوه‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عبد التترزاق‪ ،‬حتتدثنا معمتتر‪ ،‬عتتن أيتتوب‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫قلبة‪ ،‬عن هشام بن عامر قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫‪160‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حب ُ ٌ‬
‫ك فمتتن قتتال أنتتت ربتتي‬ ‫حبك ُ‬
‫ل من وََرائ ِهِ ُ‬
‫دجا ِ‬
‫س ال ّ‬
‫ن رأ َ‬
‫وسلم‪" :‬إ ّ‬

‫ضرهُ أو قتتال فل‬


‫ت‪ ،‬فل ي َ ُ‬ ‫ت‪ .‬ربي الل ّ ُ‬
‫ه عليه توكل ُ‬ ‫ن قا َ‬
‫ل‪ :‬كذب َ‬ ‫م ْ‬ ‫افْت ُت ِ َ‬
‫ن وَ َ‬

‫ة عليه"‪.‬‬
‫فتن َ‬

‫حديث عن ابن عمر‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا أحمد بن عبد الملك‪ ،‬حدثنا محمد بن ستتلمة‪ ،‬عتتن‬

‫محمد بن إسحاق‪ ،‬عن محمد بن طلحة‪ ،‬عتتن ستالم‪ ،‬عتتن ابتتن عمتتر‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "منزل الدجال في هتتذه‬

‫ن الرجل لَيرجعُ إلى‬


‫حّتى إ ّ‬
‫ج إليه النساُء َ‬
‫خُر ُ‬
‫خةِ فيكون أكثَرمن ي َ ْ‬
‫سب ِ َ‬
‫ال ّ‬

‫ج‬
‫ختُر ُ‬ ‫خافَت َ‬
‫ة أن ت َ ْ‬ ‫زوجته وإلى أمه وابنته واخت ِهِ وعمِته فُيوثُقها رَِباطا ً َ‬
‫م َ‬

‫ن‬
‫ه حتتى إ ّ‬
‫شتيعَت ُ ُ‬ ‫ط الل ّ ُ‬
‫ه المسلمين عليه فََيقتلونه ويقتلتتون ِ‬ ‫سل ّ ُ‬
‫إليه فَي ُ َ‬

‫خت َِبىءُ تحت الشتتجرةِ والحجتتر‪ ،‬فيقتتول الحجتُر والشتتجرةُ‬


‫اليهوديّ لي َ ْ‬

‫للمسلمين هذا يهودي تحتي فاقْت ُل ْ ُ‬


‫ه"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن سالم‬

‫‪161‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن سالم‪،‬‬

‫عن ابن عمر قال‪ :‬قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس‬

‫فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال‪ِ" :‬إنتتي لْنتتذُِرك ُ ُ‬
‫موهُ‬

‫ه لقد أن ْذ ََرهُ نوح قو َ‬


‫مه ولكتتن ستتأقول‬ ‫وما من نبي إل وقد أن ْذ ََرهُ قَوْ َ‬
‫م ُ‬

‫ه أعْتوَُر وأن اللتته ليتتس‬


‫ن أن ّت ُ‬ ‫ه نبي لقومه ت َعْل َ ُ‬
‫متتو َ‬ ‫لكم فيه قول ً لم ي َُقل ْ ُ‬

‫بأعوَر"‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أن المسلمين سيقاتلون اليهود‬

‫وينتصرون عليهم حتى أن اليهودي ل يجد له مخبأ يحميه‬

‫من سيف المسلم‬

‫لستتناد إلتتى‬
‫وقد تقدم هذا في الصحيح مع حديث ابن صتتياد وبهتتذا ا ِ‬

‫ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬تقاتلكم اليهتتود ُ‬

‫م هتتذا يهتتودي ورائي‬


‫س تل ِ ُ‬
‫م ْ‬
‫ن عليهم حتتتى يقتتول الحج تُر يتتا ُ‬ ‫سل ّ ُ‬
‫طو َ‬ ‫فَت ُ َ‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاقْت ُل ْ ُ‬
‫ه"‪.‬‬

‫وأصله في الصحيحين من حديث الزهري بنحوه‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طريق أخرى عن ابن عمر‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يعقتتوب‪ ،‬حتتدثنا عاصتتم ابتتن أخيتته‪ ،‬عتتن عمتتر بتتن‬

‫محمد‪ ،‬عن محمد بن زيد يعني أبا عمر بن محمد قال‪ :‬قال عبد الله‬

‫بن عمر‪ :‬كنا نتحدث بحجة الوداع ول نتتدري أنتته التتوداع متتن رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فلما كان في حجة الوداع خطب رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم فذكر المسيح الدجال فأطنب فتتي ذكتتره‬

‫قال‪" :‬ما بعث الله من نبي إل قد أن ْذ ََرهُ أمت َتته لقتتد أن ْتذ ََرهُ ن ُتتوح أ ّ‬
‫مت َتته‬

‫ن ما خفي عليهم من شأنه فل َ ْ‬


‫ن‬ ‫م‪ .‬أل إ ّ‬
‫مه ُ ْ‬ ‫وأن ْذ ََرهُ النبيون من بعده أ َ‬
‫م َ‬

‫يخفين عليكم إّنه أعور وِإن ربكم ليس بأعور"‪ .‬تف تّرد بتته أحمتتد متتن‬

‫هذا الوجه‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ،‬أخبرنا محمد بن إسحاق‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابتتن‬

‫ي إل ّ‬
‫عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إ ِّنه لم يكن نب ّ‬

‫ة َلم ي َ ِ‬
‫صْفَها من كان قبلتتي‪ ،‬إنتته أعتتوُر وِإن‬ ‫صَف ً‬
‫ه ِ‬
‫مت ِهِ ولصَفن َ ُ‬
‫هل ّ‬
‫صَف ُ‬
‫وَ َ‬

‫‪163‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة" وهتتذا إستتناد جيتتد‬ ‫عن َب َتتة َ‬


‫طافِي َت ٌ‬ ‫الله ليس بأعوَر عيُنه ال ْي ُ ْ‬
‫منتتى كأنهتتا ِ‬

‫حستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن‪.‬‬

‫وقال الترمذي‪ :‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني‪ ،‬حدثنا المعتمر‬

‫بن سليمان‪ ،‬عن عبيد الله‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬عن النبي صتتلى‬

‫الله عليه وسلم أنه سئل عن الدجال فقال‪" :‬أل َ إ ِ ّ‬


‫ن ربكتم عتّز وجت ّ‬
‫ل‬

‫ة"‪.‬‬
‫ة طافيت ٌ‬
‫عن َب َت ٌ‬ ‫ليتتس بتتأعوَر وإن التتدجا َ‬
‫ل أعتتور عينتته اليمنتتى كأنهتتا ِ‬

‫قال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬وفي الباب عتتن ستتعد وحذيفتتة وأبتتي‬

‫هريرة وجابر بن عبد الله وأبي بكرة وعائشة وأنس بتتن مالتتك وابتتن‬

‫عباس والتلبان بن عاصم‪.‬‬

‫حديث عبد الله بن عمر‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن شهر بن‬

‫حوشب قال‪ :‬لما جاءتنا بيعة يزيد بن معاوية قدمت الشام فتتأخبرت‬

‫بمقام يقومه عوف البكالي فجئته فجاء رجتتل فأستتدل النتتاس عليتته‬

‫خميصة‪ ،‬وإذا هو عبد الله بن عمرو بن العاص فلما رآه عوف أمسك‬

‫‪164‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن الكلم فقال عبد الله‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫ر‬
‫ج ِ‬
‫مَهتا َ‬
‫س ِإلتى ُ‬
‫جتَرةٍ ي َْنحتاُز الّنتا ُ‬
‫جتَرةٌ ب َْعتد َ هِ ْ‬
‫ن هِ ْ‬
‫يقتول‪" :‬إ ِّنهتا ستتكو ُ‬

‫م‬ ‫َ‬ ‫م ل يبقتتى فتتي الرض إ ِل ّ شتتراُر النتتاس ت َل ِْف َ‬


‫ضتتوهُ ْ‬
‫ظهتتم أر ُ‬ ‫هيتت َ‬
‫إبرا ِ‬

‫م إذا بتتاتوا وتقيتتل‬


‫معَهً ت ْ‬
‫ت َ‬
‫تحشرهم الّناُر مع المتترد َةِ والخنتتازيرِ وت َِبي ت ُ‬

‫خل ّتتتتتتتتتت َ‬
‫ف"‪.‬‬ ‫معهتتتتتتتتتتم إذا قَتتتتتتتتتتالوا وتأك ُتتتتتتتتتت ُ‬
‫ل متتتتتتتتتتن ت َ َ‬

‫ج‬
‫خُر ُ‬
‫ستي َ ْ‬
‫قال‪ :‬وسمعت رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪َ " :‬‬

‫م‬ ‫ن ل َ يُ َ‬
‫جتتاوُِز ت ََراقِي َهُ ت ْ‬ ‫ن الُق تْرآ َ‬ ‫ن قَِبل ال ّ‬
‫ش تْرق ي َْق تَرُءو َ‬ ‫م ْ‬
‫مِتي ِ‬
‫نأ ّ‬
‫م ْ‬
‫س ِ‬
‫َنا ٌ‬

‫ت ك ُّلمتتا‬
‫م تّرا ٍ‬ ‫علتتى عَ ْ‬
‫ش ترِ َ‬ ‫ن قُط ِعَ َ‬
‫حّتى عَد ّ زِي َتتاد َةً َ‬ ‫م قَْر ٌ‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ج ِ‬
‫خَر َ‬ ‫ك ُل ّ َ‬
‫ما َ‬

‫م"‪.‬‬
‫ل متتتن ب َِقي ّت ِهِتتت ْ‬ ‫ج منهتتتم قَتتتَرن قُط ِتتتعَ حت ّتتتى َيختتتُرج التتت ّ‬
‫دجا ُ‬ ‫ختتتر َ‬

‫ورواه أبو داود من حديث قتادة عن شهر من طريق أخرى عنه‪.‬‬

‫حديث غريب السند والمتن‬

‫قال أبو القاسم الطبراني‪ :‬حدثنا جعفر بن أحمد الثنائي‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬

‫كريب‪ ،‬حدثنا فردوس الشعري‪ ،‬عن مسعود بن سليمان‪ ،‬عن حبيب‬

‫بن أبي ثابت‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن عبد الله بن عمترو‪ ،‬عتن النتبي صتلى‬

‫‪165‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه ل َي ْت َ‬
‫س‬ ‫الله عليه وستتلم أنتته قتتال فتتي التتدجال‪" :‬إ ِن ّتته أعْتوَُر وِإن الل ّت َ‬

‫من ْهَتتل إ ِل ّ‬ ‫صتَباحا ً ي َترِد ُ ك ُت ّ‬


‫ل َ‬ ‫ن َ‬
‫ن فِتتي الرض أْرب َِعيت َ‬
‫ج فيكتتو ُ‬
‫ِبأعْوََر‪ ،‬يخُر ُ‬

‫ة كتتاليوم‬
‫مع َ ت ُ‬ ‫ة وال ْ ُ‬
‫ج ْ‬ ‫مع َ ت ُ‬
‫ج ْ‬ ‫ة الشتتهُر َ‬
‫كال ُ‬ ‫دس والمدينت َ‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫مْقت ِ‬ ‫ة وبي َ‬
‫الكعب َ‬

‫خْبز ون َهٌْر متن متاٍء‬


‫ه جبل من ُ‬
‫مع َ ُ‬
‫ه نار َ‬
‫ة وجنت ُ‬
‫ة ونار فناُرهُ جن ّ ٌ‬
‫ه جن ّ ٌ‬
‫ومعَ ُ‬

‫ه عََلى أ َ‬
‫حد ٍ إل عليه فيقول‪ :‬ما تقول فتتي‬ ‫ه الل ّ ُ‬
‫سل ّط ُ ُ‬
‫جل ل ي ُ َ‬
‫عو ب َِر ُ‬
‫ة ي َد ْ ُ‬

‫ه‬ ‫ب فيدعو بمنشتتار فَي َ َ‬


‫ض تع ُ ُ‬ ‫دجا ُ‬
‫ل الكذا ُ‬ ‫فيقول‪ :‬أنت عدوّ الل ّ ِ‬
‫ه‪ ،‬وأنت ال ّ‬

‫ل‪ :‬والل ّتهِ متتا كنت ُ‬


‫ت أشتد ّ‬ ‫ل? َفيقتتو ُ‬
‫ل له‪ :‬ما تقو ُ‬
‫حِييه فيقو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫شّقه ثم ي ْ‬

‫ذي أخب ََرنتتا‬ ‫جا ُ‬


‫ل الت ِ‬ ‫جت ّ‬
‫ل التد ّ ّ‬ ‫ت عَد ُوّ الل ّ ُ‬
‫ه عَّز و َ‬ ‫ن‪ ،‬أن َ‬
‫مّني فيك ال َ‬
‫بصيرةً ِ‬

‫وي إ ِل َْيتهِ ب ِ َ‬
‫ستي ِْفهِ َفل‬ ‫عَْنت َ‬
‫ك رستول اللته صتلى اللته عليته وستلم في َْهت ِ‬

‫ه فيقتتتتتتتتتتتتتول أختتتتتتتتتتتتتروه عنتتتتتتتتتتتتتي"‪.‬‬


‫طيعُ ُ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتت َ ِ‬
‫يَ ْ‬

‫قال شيخنا الذهبي‪ :‬هذا حديث غريب فتتردوس ومستتعود ل يعرفتتان‬

‫وسيأتي حديث يعقوب بن عاصم عنه في مكث التتدجال فتتي الرض‬

‫ونزول عيسى ابن مريم‪.‬‬

‫التسبيح والتهليل والتكبير ل تطعم الجساد حديث عن‬

‫أسماء بنت يزيد بن السكن النصارية‬

‫‪166‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن‬‫قال ا ِ‬
‫شهر بن حوشب‪ ،‬عن أسماء‬
‫بنت يزيد النصارية قالت‪ :‬كان رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫ة تمست ُ‬
‫ك‬ ‫ن ستتن ً‬
‫سني َ‬
‫ث ِ‬
‫ن يديه ثل َ‬
‫ن بي َ‬
‫في بيتي فذكر الدجال فقال‪" :‬إ ّ‬

‫ك السماءُ ث ُل ُث َ ْ‬
‫ي‬ ‫س ُ‬
‫م ِ‬
‫ة تُ ْ‬ ‫ض ث ُل ُ َ‬
‫ث َنباِتها‪ ،‬والّثان ِي َ ً‬ ‫رها والر َ‬
‫ث مط ِ‬
‫السماُء ثل َ‬

‫مط ََرهتا ك ًّلته‬ ‫ست ُ‬


‫ك الستتماُء َ‬ ‫م ِ‬
‫ة تُ ْ‬
‫ض ثلتتثي نبات ِهَتتا‪ ،‬والثالثت ُ‬
‫مطرهتتا والر ُ‬

‫خف من الب ََهاِئم إل‬ ‫والرض نباَتها ك ُّله‪ ،‬ول تبقى ذات ِ‬
‫ضرس ول ذات ُ‬

‫ت ِإن‬ ‫ن أشتتد فتنتتته أن يتتأتي العرابتتي فيقتتو َ‬


‫ل‪ :‬أَرأي ْت َ‬ ‫مت ْ‬ ‫هَل َك َت ْ‬
‫ت‪ ،‬وإن ِ‬

‫ك? فيقتتو َ‬
‫ل‪َ :‬بلتتى‪،‬‬ ‫ت ت َعْل َ ْ‬
‫م أني َرب ّت َ‬ ‫ك أل َ ْ‬
‫س َ‬ ‫خا َ‬
‫تأ َ‬
‫حي َي ْ ُ‬ ‫ك أَبا َ‬
‫ك وأ ْ‬ ‫تل َ‬
‫أحيي ُ‬

‫خيه قالت ثم ختترج رستتول اللتته‬


‫حو َ أ ِ‬
‫حوَ أِبيهِ وَن َ ْ‬
‫شيطان ن َ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه ال ّ‬ ‫فَي َت َ َ‬
‫مث ّ ُ‬

‫متتا‬
‫م ّ‬ ‫متتام وغَت ّ‬
‫م ِ‬ ‫م في اهْت ِ َ‬
‫صلى الله عليه وسلم لحاجته ثم رجع والقو ُ‬

‫سماُء‪ ،‬قالت‪ّ :‬قلتتت‬


‫هأ ْ‬
‫م ْ‬
‫ه َ‬ ‫حل َْقتي الباب وقال‪َ :‬‬
‫م ْ‬ ‫م قالت‪َ :‬فأ َ‬
‫خذ َ ب ِ َ‬ ‫حد َث َهُ ْ‬
‫َ‬

‫ج وأنا‬
‫خُر ُ‬
‫ل قال‪ :‬فِإن ي َ ْ‬
‫دجا ِ‬ ‫خل َعْ َ‬
‫ت أفئ ِد َِتنا بذكرِ ال ّ‬ ‫يا رسول الله وسلم َ‬

‫من َقاَلت أستتماُء‪:‬‬ ‫خِليَفِتي عََلى ك ُ ّ‬


‫ل مؤ ِ‬ ‫ه وَإ ِل ّ َفإن َربي َ‬
‫ج ُ‬
‫جي ُ‬
‫ح ِ‬
‫حي فأنا َ‬

‫خت َب ُِزه حتى نجتتوعَ فكيتتف‬ ‫جين ََنا فَ َ‬


‫ما ن َ ْ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫َيا رسول الله والل ّهِ انا لن َعْ ِ‬
‫جن َ ّ‬

‫ستِبيح‬ ‫زي أهْت َ‬


‫ل الستتماِء متتن الت ّ ْ‬ ‫ج ِ‬
‫م ما ي َ ْ‬ ‫مِئذ‪َ .‬قال‪َ :‬يج ِ‬
‫زيهِ ْ‬ ‫بالمؤمنين ي َوْ َ‬

‫‪167‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والتقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتديس" ‪.‬‬

‫وكذلك رواه أحمد أيضًا‪ ،‬عن يزيد بن هارون‪ ،‬عتتن جريتتر بتتن حتتازم‪،‬‬

‫عن عبادة‪ ،‬عن شهر عنها بنحوه وهذا إسناد ل بأس به‪ ،‬وقد تفرد بته‬

‫أحمد وتقدم له شاهد في حديث أبتتي أمامتتة الطويتتل‪ ،‬وفتتي حتتديث‬

‫عائشتتتتة بعتتتتده شتتتتاهد لتتتته متتتتن وجتتتته أيضتتتتا ً واللتتتته أعلتتتتم‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا هاشم‪ ،‬حتتدثنا عبتتد الحميتتد‪ ،‬حتتدثنا شتتهر‪ ،‬حتتدثني‬

‫أسماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حتتديث‪" :‬فمتتن‬

‫ب واعْل َ ُ‬
‫متتو‪ ،‬أن‬ ‫ولي فَل ْي ُب ْل ِغُ الشاهد ُ منك ُ ُ‬
‫م الغائ َ‬ ‫مع َ ق َ ْ‬
‫س ِ‬
‫سي وَ َ‬
‫جل ِ ِ‬
‫م ْ‬
‫ضَر َ‬
‫ح َ‬
‫َ‬

‫ح العَْين مكتوب بين عينيه كافر يقر ُ‬


‫ؤه‬ ‫ح ليس ِبأعْوَُر ممسو ُ‬
‫حي ٌ‬
‫ص ِ‬
‫الله َ‬

‫ب"‪.‬‬
‫كتتتتتتتتتتتل متتتتتتتتتتتؤمن كتتتتتتتتتتتاتب وغيتتتتتتتتتتتر كتتتتتتتتتتتات ٍ‬

‫وسيأتي عن أسماء بنت عميس نحوه والمحفوظ هذا‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫حديث عائشة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الصتتمد‪ ،‬حتتدثنا حمتتاد‪ ،‬حتتدثنا علتتي بتتن‬
‫قال ا ِ‬

‫زيد‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‬

‫‪168‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر جهدا ً بين يدي الدجال فقتتالوا أي المتتال خيتتر يتتومئذ قتتال‪ :‬غلم‬

‫أسود يستتقي أهلتته المتتاء وأمتتا الطعتتام فليتتس"‪ .‬قتتالوا فمتتا طعتتام‬

‫المتتؤمنين يتتومئذ قتتال‪ :‬التستبيح والتكتتبير والتحميتد والتهليتتل قتالت‬

‫عائشة‪ :‬فأين العرب يومئذ? قال‪ :‬قليل"‪ .‬تفّرد به أحمد وإسناده فيه‬

‫غرابة وتقدم في حديث أسماء وأبتتي أمامتتة شتتاهد لتته واللتته تعتتالى‬

‫أعلم‪.‬‬

‫طريق أخرى عنها‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا سليمان بن داود‪ ،‬حدثنا حرب بن شداد‪ ،‬عن يحيى‬

‫بن أبي كثير‪ ،‬حدثني الحضرمي بن لحق أن ذكوان أبا صتتالح أختتبره‬

‫أن عائشة أخبرته قتتالت‪ :‬دختتل علتتي رستتول اللته صتلى اللته عليته‬

‫ت‬
‫ك? قلتت يتا رستول اللته ذكتر ُ‬
‫وسلم وأنتا أبكتي فقتال‪" :‬متا ي ُْبكيت ِ‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدجال فَب َك َْيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬


‫ت"‪.‬‬

‫دجا ُ‬
‫ل وأنا حتتي‬ ‫ج ال ّ‬
‫خُر ْ‬
‫ن يَ ْ‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إ ِ ْ‬
‫َ‬
‫ج متتن‬
‫ه يخ تُر ُ‬ ‫م ل َي ْت َ‬
‫س ب ِتأعْوََر إ ِن ّت ُ‬ ‫ن َرب ّك ُت ْ‬
‫دي فَ تإ ِ ّ‬
‫ج ب َعْ ِ‬
‫خُر ْ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫ك ََفي ُْتك ُ‬
‫موهُ وإ ِ ْ‬

‫‪169‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة‬
‫س تْبع ُ‬
‫حي ََتهتتا ولهتتا يتتومئذ َ‬
‫صب ََهان حتى يأتي المدينة فينتتزل نا ِ‬
‫يهوديةِ أ ْ‬

‫ي‬ ‫مل َ َ‬
‫كان‪ ،‬فيخرج إليه شراُر أهِلها حتى يتتأت ِ َ‬ ‫ب منها َ‬
‫ب على كل ن َْق ٍ‬
‫أبوا ٍ‬

‫ن مريتتم فيقتل ُتته ثتتم‬ ‫د‪ ،‬فينز ُ‬


‫ل عيسى اب ُ‬ ‫ن باب ل ّ‬
‫طي َ‬
‫س ِ‬
‫م بمدينةِ فل ْ‬
‫الشا َ‬

‫مْقستتطًا"‬
‫كم تا ً ُ‬ ‫ث عيسى في الرض أربعين سنة إماما ً عتتادِل ً و َ‬
‫ح َ‬ ‫مك ُ ُ‬
‫يَ ْ‬

‫تفّرد به أحمد‪.‬‬

‫ل يدخل الدجال مكة المكرمة ول المدينة المنورة‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي? عن داود بن عامر‪ ،‬عن عائشة أن‬
‫ة ول‬
‫ل مك َ‬ ‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل يدخل الدجا ُ‬
‫ة"‪.‬‬
‫المدين َ‬
‫ورواه النساْئي‪ ،‬عن قتيبة‪ ،‬عن محمد بن عبد الله بن أبي عدي‪،‬‬
‫والمحفوظ رواية عامر الشعبي عن فاطمة بنت قيس كما تقدم‪.‬‬
‫وثبت في الصحيح من حديث هشام بن عروة‪ ،‬عن زوجته فاطمة‬
‫بنت المنذر‪ ،‬عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت في حديث صلة‬
‫الكسوف‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته‬
‫ل فتنةِ المسيح‬‫ريبا ً أوْ قَب ْ َ‬ ‫ي أن ّك ُ ْ‬
‫م ت ُْفت َُنون ق ِ‬ ‫ي إل ّ‬
‫ح َ‬
‫يومئذ‪" :‬وإّنه قد أو ِ‬
‫ل"‪ .‬قالت أسماء الحديث بطوله‪.‬‬ ‫ل ل أد ِْري أيّ ذلك َقا َ‬‫دجا ِ‬
‫ال ّ‬
‫وثبت في صحيح مسلم من حديث ابن جريح‪ ،‬عن أبي الزبيتتر‪ ،‬عتتن‬

‫جابر‪ ،‬عن أم شريك أن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫‪170‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل حتتتى ي َل ْ َ‬
‫حُقتتوا ب ُتترؤوس الجبتتال قلتتت يتتا‬ ‫ن التتدجا ِ‬
‫م َ‬
‫س ِ‬
‫ن الّنا ُ‬
‫"لي َن ِْفَر ّ‬

‫ذ? قال‪ :‬هم قَِلي ٌ‬


‫ل"‪.‬‬ ‫مئ ِ ٍ‬
‫ب ي َوْ َ‬
‫ن العر ُ‬
‫رسول الله‪ :‬أي ْ َ‬

‫حديث عن أم سلمة‬

‫قال ابن وهب أخبرني مخرمة بن بكير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عتتن عتتروة قتتالت‬

‫أم سلمة ذكرت المسيح الدجال ليلة فلم يأتني نتتوم‪ ،‬فلمتتا أصتتبحت‬

‫دخلت على رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم فتتأخبرته فقتتال‪" :‬ل‬

‫ن‬
‫ج ب َعْ تد َ أ ْ‬
‫خ تُر ْ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫م الل ّت ُ‬
‫ه ب ِتتي وإ ِ ْ‬ ‫م ي َك ِْفيك ُ ُ‬
‫ج وأنا فيك ُ ْ‬
‫خُر ْ‬
‫ني ْ‬
‫ه إِ ْ‬
‫ت َْفعَِلي فإ ِن ّ ُ‬

‫ح تذ َّر‬
‫ن" ثم قام فقال‪" :‬ما من نتتبي إل قتتد ً‬
‫حي َ‬ ‫ت ي َك ِْفهِ الله ال ّ‬
‫صال ِ ِ‬ ‫أمو َ‬

‫ه ت َعَتتاَلى ل َي ْتتس‬
‫ه أعْتوَُر وِإن الل ّت َ‬ ‫منتته وإنتتي احتتذُرك ُ ُ‬
‫موهُ إ ِن ّت ُ‬ ‫ه يعنتتي ِ‬
‫مت َت ُ‬
‫أ ّ‬

‫ور"‪ .‬قتتتتتتتتتتال التتتتتتتتتتذهبي‪ :‬إستتتتتتتتتتناده قتتتتتتتتتتوي‪.‬‬


‫ب ِتتتتتتتتتتأعْ َ‬

‫حديث ابن خديج‪ ،‬رواه الطبراني‪ ،‬متتن روايتتة عطيتتة بتتن عطيتتة بتتن‬

‫عطاء بن أبي رباح‪ ،‬عن عمر بن شتتعيب‪ ،‬عتتن ستتعيد بتتن المستتيب‪،‬‬

‫عن رافع بن خديج‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذم القدريتتة‬

‫وأنهم زنادقة هذه المة‪ ،‬وفي زمانهم يكون ظلم السلطان‪ ،‬وحيفتته‪،‬‬

‫‪171‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وكبره‪ ،‬ثم يبعث الله طاعونًا‪ ،‬فيفنى عامتهم‪ ،‬ثم يكون الخسف‪ .‬فما‬

‫أقل من ينجو منهم‪ ،‬المؤمن يومئذ قليل فرحه‪ ،‬شديد غمه‪ ،‬ثم يكون‬

‫المسيح فيمسخ الله عامتهم‪ ،‬قردة‪ ،‬وخنازير‪ ،‬ثم يخرج الدجال علتتى‬

‫إثر ذلك قريبًا‪ ،‬ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬حتى بكينا‬

‫لبكتتائه‪ ،‬وقلنتتا‪ :‬متتا يبكيتتك? قتتال‪ :‬رحمتتة لولئك القتتوم‪ ،‬لن فيهتتم‬

‫المقتصد‪ ،‬وفيهم المجتهد‪ ،‬الحديث بتمامه‪.‬‬

‫حديث عن عثمان بن أبي وقاص‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخبرنا حماد بن سلمة‪ ،‬عن علي‬
‫بن زيد‪ ،‬عن أبي نضرة قال‪ :‬أتينا عثمان بن أبي العاص في يوم‬
‫جمعة‪ ،‬لنعرض عليه مصحفا ً لنا على مصحفه‪ ،‬فلما حضرت الجمعة‬
‫أمرنا فاغتسلنا‪ ،‬ثم أتينا بطيب فتطيبنا‪ ،‬ثم جئنا المسجد فجلسنا إلى‬
‫رجل يحدثنا عن الدجال‪ ،‬ثم جاء عثمان بن أبي العاص فقمنا فجلس‬
‫فجلسنا فقال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫ر‬
‫ص ٍ‬‫م ْ‬ ‫مل ْت ََقى الب َ ْ‬
‫حَرْين و ِ‬ ‫صرٍ ب ِ ُ‬
‫م ْ‬
‫صارٍ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫"يكون للمسلمين ثل َث َ ُ‬
‫دجا ُ‬
‫ل‬ ‫س ثلث فََزعات فيخرج ال ّ‬ ‫بالجزيَرةِ ومصرٍ بالشام فَي َْفَزعُ النا ُ‬
‫ده‬‫مصرٍ ي َُر ّ‬ ‫رق‪ ،‬فأّول ِ‬ ‫ن قَِبل المش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫عراض الناس فَي َهْزِ ُ‬ ‫في أ َ ْ‬
‫م‬
‫ة ت ُِقي ُ‬ ‫ث فرق‪ :‬فِْرقَ ٌ‬ ‫حَرْين فََيصيُر أهْل ُ ُ‬
‫ه ث َل َ َ‬ ‫مْلتقى ال ْب َ ْ‬ ‫مصُر الذي ب ِ ُ‬ ‫ال ِ‬
‫صر‬ ‫م ْ‬ ‫ة تلحق بال ْ ِ‬ ‫ب‪ ،‬وفرق ٌ‬ ‫حقُ بالعرا ِ‬ ‫ة ت َل ْ َ‬ ‫هو وفرقَ ٌ‬ ‫شام وت َْنظُر ما ُ‬ ‫بال ّ‬
‫ه‬
‫مع َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن وأكثَر َ‬ ‫الذي ي َِليهم‪ ،‬ومع الدجال سبعون ألفا ً عليهم التيجا ُ‬
‫ث فرق‬ ‫الَيهود ُ والّنساُء‪ ،‬ثم يأتي المصَر الذي َيليهم فيصير أهله ثل َ‬
‫فرقة تقيم بالشام وتنظر ما هو وفرقة تلحق بالعراب‪ ،‬وفرقة‬

‫‪172‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة‬
‫ي الشام‪ ،‬وينحاز المسلمون إلى عََقب َ ِ‬ ‫تلحق بالمصر الذي يليهم بغرب ّ‬
‫م فيشتد ذلك عليِهم‬ ‫حه ُ ْ‬
‫سْر ُ‬ ‫سرحا ً لهم فيصاب َ‬ ‫أفيق فيبَعثون َ‬
‫حرِقُ وَت ََر‬ ‫دهم ل َي َ ْ‬ ‫جهْد ٌ شديد ٌ حتى إن أح َ‬ ‫شديدةٌ و َ‬ ‫ة َ‬ ‫وَتصيبُهم مجاع ٌ‬
‫حرِ يا أيها‬ ‫س َ‬‫مَناد من ال ّ‬ ‫ه‪ ،‬فبينما هم كذلك إذ نادى ُ‬ ‫وسه َفيأكل ُ‬ ‫قَ ْ‬
‫وث ثلثا ً فيقول بعضهم لبعض‪ :‬إن هذا الصوت‬ ‫َ‬
‫كم ال ْغَ ْ‬ ‫الناس‪ :‬أَتا ُ‬
‫ة‬
‫م عليه السلم عند صل ِ‬ ‫ن وينزل عيسى ابن مري َ َ‬ ‫ت رجل شبعا َ‬ ‫صو ُ‬
‫ة‬
‫م ُ‬‫ل هَذِهِ ال ّ‬ ‫صل‪ ،‬فيقو ُ‬ ‫دم فَ َ‬ ‫ح الل ّهِ ت ََق ّ‬ ‫الفجرِ فيقول له أميُرهم‪ :‬يا ُرو َ‬
‫صل ََته‬ ‫ضى َ‬ ‫صّلي‪ ،‬فِإذا قَ َ‬ ‫م أميُرهم فَي ُ َ‬ ‫م عََلى ب َْعض فيت ََقد ّ ُ‬ ‫ضه ُ ْ‬
‫مَراُء ب َعْ ُ‬‫أ َ‬
‫ب كما‬ ‫ذا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ل فِإذا رآه الدجا ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫ب نحو الد ّ‬ ‫ه فَذ َهَ َ‬ ‫حْرب َت َ ُ‬
‫أخذ عيسى َ‬
‫ه‬
‫م أصحاب ُ ُ‬ ‫ه وي َن ْهَزِ ُ‬‫دوتهِ فيقتل ُ‬ ‫ه تحت ث َن ْ َ‬ ‫حْرب َت َ ُ‬‫ضع ُ َ‬ ‫ص فَي َ َ‬ ‫ب الرصا ُ‬ ‫يذو َ‬
‫ل يا‬ ‫حدا ً حتى إن الشجرةَ لتقو ُ‬ ‫مْنهم أ َ‬ ‫واري ِ‬ ‫فليس يومئذ شيء ي ُ َ‬
‫هذا كافر ويقول الحجُر يا مؤمن هذا كافٌر"‪.‬‬ ‫ن َ‬‫مؤم ُ‬
‫ل هذين المصرين هما البصرة والكوفة بدليل ما‬ ‫تفّرد به أحمد‪ ،‬ولع ّ‬
‫لمام أحمد‪.‬‬ ‫رواه ا ِ‬
‫حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم‪ ،‬حدثنا الحشرح بن نبتتاته القيتتس‬

‫الكوفي‪ ،‬حدثني سعيد بن جهمتتان‪ ،‬حتتدثنا عبتتد اللتته بتتن أبتتي بكتترة‪،‬‬

‫حدثنا أبي في هذا المسجد يعني مسجد البصتترة قتتال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫ن طائفة من أمتي أرضا ً يقتتال لهتتا‬


‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لي َن ْزِل َ ّ‬

‫طورا ً صتتغاُر‬
‫م ثم يجيُء بنو قَن ْ ُ‬ ‫م وي َك ْث ُُر ب َِها ن َ ْ‬
‫خلهُ ْ‬ ‫ال ْب َ ْ‬
‫صَرةُ َيكث ُُر بها َ‬
‫عدد ُهُ ْ‬

‫جل َ ُ‬
‫ة فَي ُْفَرقُ المستتلمون‬ ‫سرٍ ل َهُ ْ‬
‫م يقال له دِ ْ‬ ‫ج ْ‬
‫ن حتى ينزلوا على ِ‬
‫العيو ِ‬

‫ن بال َْبادِي َةِ وَهَل َك َ ْ‬


‫ت‬ ‫ب ال ِِبل ي َل ْ َ‬
‫حُقو َ‬ ‫ة َفيأخذون بأ ْ‬
‫ذنا ِ‬ ‫ث فَرق‪ ،‬فأما ِفرق ٌ‬
‫ثل َ‬

‫متتا فِْرقَ ت ٌ‬
‫ة‬ ‫واءُ وأ ّ‬
‫ست َ‬ ‫سَها وهذِهِ َوتل ْ َ‬
‫ك َ‬ ‫ة عََلى أن ُْف ِ‬
‫خائ َِف ً‬ ‫ة فَت ََتأ ّ‬
‫خُر َ‬ ‫وأما فرق ُ‬

‫‪173‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫داَء‬ ‫ن ُفضتلوهُ ْ‬
‫م ُ‬
‫شتهَ َ‬ ‫كتو ُ‬ ‫ف ظ ُُهتورِهِ ْ‬
‫م وهتؤلَء ي َ ُ‬ ‫خْلت َ‬ ‫عَيتال َهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫جعَُلتو َ‬
‫ن ِ‬ ‫فَي َ ْ‬

‫ه عَل َتتتتتتتتتتتتتتتتى ب َِقي َت ِهَتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬


‫وَي َْفت َتتتتتتتتتتتتتتتتح الّلتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬

‫ثم رواه أحمد‪ ،‬عن يزيد بن هارون وغيره عتتن العتتوام بتتن حوشتتب‪،‬‬

‫عن سعيد بن جهمان‪ ،‬عن ابن أبي بكرة عن أبيه فذكره بنو قنطتتورا‬

‫هم الترك‪ ،‬ورواه أبو داود‪ ،‬عن محمد بن يحيى بن فارس‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الصمد بن عبد الوارث‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعيد بن جهمتتان‪ ،‬عتتن مستتلم‬

‫بتتتتتتتن أبتتتتتتتي بكتتتتتتترة عتتتتتتتن أبيتتتتتتته فتتتتتتتذكره نحتتتتتتتوه‪.‬‬

‫وروى أبو داود من حديث بشر بن المهاجر‪ ،‬عن عبد الله بتتن بريتدة‪،‬‬

‫صَغاُر‬ ‫عن أبيه‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث‪" :‬ي َُلوَنك ْ‬
‫م ِ‬

‫م‬ ‫حتتى ي َل ْ َ‬
‫حُقتوا ب ِِهت ْ‬ ‫متَرارٍ َ‬ ‫م ثَ َ‬
‫لث ِ‬ ‫ك قتال ل َي َ ُ‬
‫ستوقُن ّهُ ْ‬ ‫العُْيتن ي َعِْنتي الّتتْر َ‬

‫ما‬
‫م‪َ ،‬وأ ّ‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ب ِ‬
‫ن هََر َ‬
‫م ْ‬ ‫ب‪َ ،‬فأما في السَياقَةِ الولى فَي َن ْ ُ‬
‫جو َ‬ ‫زيرةِ العََر ِ‬
‫ج ِ‬
‫بِ َ‬

‫ن" أو‬ ‫صط َل َ ُ‬


‫مو َ‬ ‫ما في الثال ِث َةِ فَي ُ ْ‬
‫ض‪ ،‬وأ ّ‬ ‫ض وي َهْل ِ ُ‬
‫ك ب َعْ ُ‬ ‫في الثان ِي َةِ فَي َن ْ ُ‬
‫جو ب َعْ ٌ‬

‫كمتتتتتتتتتتتتتتتتا قتتتتتتتتتتتتتتتتال لفتتتتتتتتتتتتتتتتظ أبتتتتتتتتتتتتتتتتي داود‪.‬‬

‫وروى الثوري‪ ،‬عن سلمة بتتن كفيتتل‪ ،‬عتتن الزهتتر‪ ،‬عتتن ابتتن مستتعود‬

‫س عنتتد ختتروج التتدجال ثلث فِتترق‪ :‬فرقتتة تتبعتته‪،‬‬


‫رق النتتا ُ‬
‫قال‪" :‬ي َْفت َ ِ‬

‫‪174‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ط العِتتراق‬ ‫ت الشتتيح‪ ،‬وفرقتتة تأختتذ ب ِ َ‬


‫شت ِ‬ ‫من َتتاب ِ ُ‬
‫وفرقة تلحق بأْرض ب َِها َ‬

‫ة‬ ‫ن َ‬
‫طليع ً‬ ‫يقاتُلهم ويقاتُلوَنه حتى يجَتمع المؤمنو َ‬
‫ن ب ُِقرى الشام وَي َب َْعثو َ‬

‫سه أشقُر أوْ أب ْل َقُ فَُيقَتلو َ‬


‫ن فل يرجع منهم ب َ َ‬
‫شُر"‪.‬‬ ‫س فََر ُ‬
‫فيهم فار ٌ‬

‫حديث عن عبد الّله بن بسر‬

‫قتتال حنبتتل بتتن إستتحاق‪ :‬حتتدثنا رحيتتم‪ ،‬حتتدثنا عبتتد اللتته بتتن يحيتتى‬

‫المعافري هو المريسي أحد الثقات‪ ،‬عن معاويتتة بتتن صتتالح‪ ،‬حتتدثني‬

‫أبو الزارع أنه سمع عبد الله بن يسر يقول سمعت صلى اللتته عليتته‬

‫من َرأى"‪ .‬أو قتتال ليكتتونن قريبتا ً متتن‬ ‫وسلم يقول‪" :‬ليد ْرِك َ ّ‬
‫ن الدجا َ‬
‫ل َ‬

‫قولي قال شيخنا الذهبي أبو الزارع ل يعرف والحديث منكتتر‪ .‬قلتتت‪:‬‬

‫وقد تقدم في حديث أبي عبيدة شاهد له‪.‬‬

‫حديث عن سلمة بن الكوع‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا العباس بن الفضل السفاطي‪ ،‬حدثنا يزيد بتتن‬

‫الحريش‪ ،‬حدثنا أبتتو همتتام محمتتد بتتن الزبرقتتان‪ ،‬حتتدثنا موستتى بتتن‬

‫عبيدة‪ ،.‬حدثني يزيد بن عبد الرحمتتن‪ ،‬عتتن ستتلمة بتتن الكتتوع قتتال‪:‬‬

‫‪175‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم متتن قبتتل العَِقيتتق حتتتى‬

‫ه‬
‫ستتيح إنت ُ‬
‫م ِ‬
‫إذا كنا مع الثن ِي ّةِ قال‪" :‬إني لنظر إلى مواقع عتتدو اللته ال َ‬

‫ب‬
‫ن ن َْق ت ٍ‬
‫م ْ‬
‫ما ِ‬ ‫حتى ي َت ََرسل يخرج إليه ال ْغَوْ َ‬
‫غاءُ َ‬ ‫ن كذا َ‬
‫م ْ‬
‫يْقبل حتى ينزل ِ‬

‫ن‬
‫صتتورتا ِ‬
‫معَتته ُ‬
‫ه‪َ ،‬‬
‫ستتان ِ ِ‬
‫حر َ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫مل َت ٌ‬
‫ك أو ملكتتا ِ‬ ‫من أن َْقاب المدنةِ إل ّ عََليه َ‬

‫ن ِبال ََبوين يقتول أحتدهم‬ ‫ن ي َت َ َ‬


‫شب ُّهو َ‬ ‫صورةُ الجنةِ وصورة النار وشياطي ُ‬

‫ت قَد ْ ِ‬
‫متتت‬ ‫س ُ‬ ‫من ْ َ‬
‫ك أل ْ‬ ‫خوك أنا ُ‬
‫ذو قَِرابةٍ ِ‬ ‫للحي‪ :‬أت َْعرفُِني? أنا أْبو َ‬
‫ك أَنا أ ُ‬

‫جل ً متتن‬ ‫من ْتته ويبعتتث الل ّت ُ‬


‫ه لتته َر ُ‬ ‫ما شَاء ِ‬ ‫ه‪ ،‬فَي َْق ِ‬
‫ضي الله َ‬ ‫هذا َربَنا فات ّب ِعْ ُ‬

‫س‪ :‬ل‬
‫ب ياأيهَتتا النتتا ُ‬ ‫ذا الك ًت ّ‬
‫ذا ُ‬ ‫ه‪ ،‬ويقتتول هَ ت َ‬
‫ه ويبكت ُت ُ‬ ‫مين َفي ْ‬
‫س تك ِت ُ ُ‬ ‫المس تل ِ ِ‬

‫م ل َْيتس ِبتأ ْ‬
‫عوَر‪ ،‬ويقتول‬ ‫ن َرب ّ ُ‬
‫كت ْ‬ ‫ل بتاط ِل ً وإ ِ ّ‬
‫ب ويقتو َ‬ ‫ي َُغرن َ ُ‬
‫كتم َفتإنه كت ّ‬
‫ذا ٌ‬

‫ل ذ َل ِت َ‬
‫ك‬ ‫صت ُ‬ ‫ه ُ‬
‫شتّقت َْين وَي َْف ِ‬ ‫مت ّب ِعِتتي? َفيتتأتي فَي َ ُ‬
‫شتّق ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫ل ل َت ُ‬
‫ه‪ :‬هَل ّ أن ْت َ‬ ‫جا ُ‬
‫الد ّ‬

‫شْتما ً فيقو ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ن تكذيبا ً وأشد ّ َ‬
‫ما كا َ‬ ‫ه الله أ َ‬
‫شد ّ َ‬ ‫عيد ُهُ ل َك ُ ْ‬
‫م فَي َب ْعَث ُ ُ‬ ‫ويقو ُ‬
‫لأ ِ‬

‫ن‬ ‫م ب ِهَتتا أل َ إ ْ‬
‫ن كتتا َ‬ ‫ة افْت ُت ِن ْت ُت ْ‬ ‫ما َرأي ْت ُتتم ب َل ََء اب ْت ُِليت ُت ْ‬
‫م ب ِتهِ وفت ْن َت ً‬ ‫س إن ّ َ‬
‫أي َّها النا ُ‬

‫ب فََيأ ُ‬
‫مُر بهِ إلى هذِهِ الّنارِ وهي‬ ‫هو ك َ ّ‬
‫ذا ً‬ ‫خَرى أل َ ُ‬
‫مّرةً أ ْ‬ ‫صاِدقا ً فَل ْي ُعِ ْ‬
‫دني َ‬ ‫َ‬

‫سى بن عبيتتدة اليزيتتدي ضتتعيف فتتي‬


‫شام" مو َ‬ ‫ة ثم يخرج قِب َ َ‬
‫ل ال ّ‬ ‫الجن ُ‬

‫هذا السياق‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حديث محجن بن الدرع‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يونس‪ ،‬حدثنا حماد يعنتتي ابتتن ستتلمة‪ ،‬عتتن ستتعيد‬

‫الجريري‪ ،‬عن عبد الله بن شفيق‪ ،‬عن محجن بتتن الدرع أن رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم خطب يوما ً النتتاس فقتتال‪" :‬ي َتوْ ُ‬
‫م الخلص‬

‫م الخلص? قتال‪َ :‬يجيتُء التدجا ُ‬


‫ل‬ ‫ما ي َوْ ُ‬ ‫لثا ً فَِقي َ‬
‫ل وَ َ‬ ‫ما َيوم الخلص? ث َ َ‬
‫و َ‬

‫حدا ً فينظُر إلى المدينتةِ فيقتتول لصتتحاِبه‪ :‬هتتل تتتدرون هَت َ‬


‫ذا‬ ‫فيصعَد ُ أ ُ‬

‫ض? هذا مسجد ُ أحمد‪ ،‬ثم يتتأتي المدينتة فيجتد علتى كتل‬
‫القصَر البي َ َ‬

‫ف فيضتترب‬
‫ة الجتْر ِ‬
‫خ َ‬
‫ستب ْ َ‬
‫ه فيتتأتي ِ‬ ‫صتِلتا ً َ‬
‫ستي َْف ُ‬ ‫ملكا ً ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن َْقب من أنقاب َِها َ‬

‫ت فل َ يبقى منافقٌ ول منافق ٌ‬


‫ة ول‬ ‫جفا ٍ‬ ‫ِرواقَ ُ‬
‫ه ثم ترجف المدينة ثلث َر َ‬

‫ة إل ّ خرج إليه فذلك ي َوْ ُ‬


‫م الخلص"‪ .‬تفًرد به أحمد‪.‬‬ ‫فاسقٌ ول فاسق ٌ‬

‫خير دينكم أيسره‪.‬‬

‫ثم رواه أحمد‪ ،‬عن غندر‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن أبي بشر‪ ،‬عن عبد الله بن‬

‫شقيق‪ ،‬عن ابن أبي رجا‪ ،‬عن محجتتن بتتن الدرع قتتال‪ :‬أختتذ رستتول‬

‫الله بيدي فصعد على أحد وأشرف على المدينتتة فقتتال‪" :‬وَي ْتتل‪ :‬إنهتتا‬

‫‪177‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫دجا ُ‬
‫ل‬ ‫ن‪ ،‬فيأتيهتتا ال ت ّ‬ ‫قُّرةُ عَْيني أد َعَُها خيَر ما تكتتو ُ‬
‫ن أو كتتأخير متتا تكتتو ُ‬

‫خُلها‪ .‬قال‪ :‬ثم‬


‫ه فل ي َد ْ ُ‬ ‫صِلتا ً َ‬
‫سيف ُ‬ ‫مَلكا ً ُ‬
‫م ْ‬ ‫فيجد على كل باب من أبوابها َ‬

‫نزل وهو آخذ بيدي فدخل المسجد فإذا رجل يصلي فقتتال لتتي‪ :‬متتن‬

‫ه فَت ُهْل ِك َتتة‪ ،‬قتتال‪ :‬ثتتم‬


‫مع ْ ُ‬
‫ست ِ‬
‫ت ل تُ ْ‬ ‫هذا? فأثنيت عليه خيرًا‪ ،‬فقال‪ :‬ا ْ‬
‫سك ُ ْ‬

‫خي تَر‬
‫ن َ‬
‫دي وقتتال‪" :‬إ ّ‬
‫ن ي َت ِ‬
‫مت ْ‬
‫ده ِ‬ ‫أتى حجرة امرأةٍ من ِنسائ ِهِ فَن ََف ت َ‬
‫ض ي َت َ‬

‫ه"‪.‬‬
‫سُر ُ‬ ‫خيَر ِدين َك ُ ُ‬
‫م أي ْ َ‬ ‫ن َ‬
‫سَرهُ إ ّ‬
‫ِدينكم أي ْ َ‬

‫حديث أبي هريرة رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا يعقوب‪ ،‬عن سهيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي‬

‫هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل تقتتوم الستتاعة‬

‫حتتتى يقاتتتل المستتلمون اليهتتود فيقتلهتتم المستتلمون حتتتى يختتتبىُء‬

‫جُر‪ :‬يا مسلم‬ ‫جُر أو ال َ‬


‫ش َ‬ ‫ح َ‬
‫ر‪ ،‬فيقول ال َ‬
‫ج ِ‬ ‫جرِ وال َ‬
‫ش َ‬ ‫ح َ‬
‫اليهودي من وراِء ال َ‬

‫ل فتتاقْت ُْله إل ال ْغَْرقَ تد ُ فتتإنه‬


‫خل ِْفتتي فَت َعَتتا َ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫هذا الي َهُتتودِيّ ِ‬
‫يا عبد اللهِ َ‬

‫جر ال ْي َُهتتتوِد"‪ .‬وقتتتد روى مستتتلم عتتتن قتيبتتتة بهتتتذا الستتتناد‪.‬‬ ‫َ‬
‫شتتت َ‬

‫"ل تقتتوم الستتاعة حتتتى تقتتاتلوا التتترك" الحتتديث‪ .‬وقتتد تقتتدم هتتذا‬

‫‪178‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الحديث بطرقه وألفاظه‪ .‬والظاهر والله أعلم‪ ،‬أن المتتراد أن التتترك‬

‫هم اليهود أيضا ً والدجال من اليهود كما تقتتدم فتتي حتتديث أبتتي بكتتر‬

‫الصديق الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجه‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أبي هريرة‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا حستين بتن محمتد‪ ،‬حتدثنا جريتر‪ ،‬عتن محمتد بتن‬

‫إسحاق‪ ،‬عن محمد بن إبراهيتم التتيمي‪ ،‬عتن أبتي ستلمة‪ ،‬عتن أبتي‬

‫هريتترة قتتال‪ :‬ستتمعت رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪:‬‬

‫ن فتتي ستتبعين ألفتا ً كتتأن وجتتوههم‬


‫متتا َ‬
‫ن وك ِْر َ‬
‫حتتوَرا َ‬
‫لب ُ‬ ‫"لي َْنزل ً ّ‬
‫ن التتدجا ُ‬

‫مط َْرقَ ُ‬
‫ة"‪ .‬إسناده جيد قوي حسن‪.‬‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫جا ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م َ‬

‫طريق أخرى عن أبي هريرة‬

‫قال حنبل بن إسحاق‪ :‬حدثنا شريح بتتن النعمتتان‪ ،‬حتتدثنا فليتتح‪ ،‬عتتن‬

‫الحارث بن النفيل‪ ،‬عن زياد ابن سعيد‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة أن رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فذكر الدجال فقال‪" :‬إنه لم‬

‫ه لكم بما لتتم يصتتفه نب ِتتي قَْبلتتي ِإنتته‬ ‫يكن نبي إل حذ َّرهُ أمَته وسأ ِ‬
‫صُف ُ‬

‫‪179‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أعوُر مكتوب بين عينيه كافر بقرؤه ك ُتتل متتؤمن يكت ت ُ‬


‫ب أو ل يكتتتب"‪.‬‬

‫وهذا إسناد جيد لم يخرجوه من طريق أخرى‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أبي هريرة‬

‫قال حنبل بن إسحاق‪ :‬حدثنا شريح بتتن النعمتتان‪ ،‬حتتدثنا فليتتح‪ ،‬عتتن‬

‫الحارث بن النفيل‪ ،‬عن زياد ابن سعيد‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة أن رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فذكر الدجال فقال‪" :‬إنه لم‬

‫ه لكم بما لم يصفه نب ِتتط قَْبلتتي? إنتته‬ ‫يكن نبي إل حذ َّرهُ أمَته وسأ ِ‬
‫صُف ُ‬

‫ب "‪.‬‬
‫ب أو ل يكت ت ُ‬ ‫أعوُر مكتوب بين عينيه كافر بقرّوه ُ‬
‫كل متتؤمن يكت ت ُ‬

‫وهذا إسناد جيد لم يخرجوه من طريق أخرى‪.‬‬

‫المدينة المنورة ومكة المكرمة في حراسة من الملكة‬

‫بأمر الّله‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا شريح‪ ،‬حدثنا فليح عن عمرو بن العلء الثقفي عن‬

‫أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬‬

‫ة محفوفََتان بالملئكةِ علتتى كتتل نْقتتب منهمتتا ملئك ت ٌ‬


‫ةل‬ ‫ة ومك ً‬
‫المدين ُ‬

‫‪180‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن"‪.‬‬
‫خلها التتتتتتتتتتتتتتتتتتدجال ول الطتتتتتتتتتتتتتتتتتتاعو ُ‬
‫َيتتتتتتتتتتتتتتتتتتد ْ ُ‬

‫هتتذا غريتتب جتتدًا? وذكرمكتتة فتتي هتتذا ليتتس محفوظتا ً وكتتذلك ذكتتر‬

‫الطاعون والله تعالى أعلم‪ ،‬والعلء الثقفي هذا إن كتتان مزيتتدا ً فهتتو‬

‫أقرب‪.‬‬

‫حديث عبادة بن الصامت رضى الّله تعالى عنه‬

‫قال أبو داود‪ :‬حدثنا حيوة بن شريح‪ ،‬حدثنا بقية‪ ،‬حدثنا بجيرعن خالتتد‬

‫عن جنادة بن أمية عن عبادة ابن الصامت أنه حدثهم أن رسول الله‬

‫دثتكم عتتن التتدجال حتتتى‬


‫حت ّ‬
‫صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪" :‬إنتتي قتتد َ‬

‫جعْتتذ أعَتتوُر‬ ‫ح الدجا َ‬


‫ل رجل قصيٌر أَبح َ‬ ‫ن ل َ َتفعلوا? إن الم ِ‬
‫سي َ‬ ‫تأ ْ‬
‫شي ُ‬
‫خ ِ‬
‫َ‬

‫س العين فإن ل َب ّ َ‬
‫س عليكم فاعلموا أن ربكتتم عتّز وجتتل ليتتس‬ ‫مطمو ُ‬

‫بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأعوَر"‪.‬‬

‫ورواه أحمد‪ ،‬عن حيوة بن شريح أو يزيد بن عبد ربه‪ ،‬والنسائي عتتن‬

‫إسحاق بن إبراهيم كلهم عن بقية بن الوليد به‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شهادات نبوية كريمة بفضل بني تميم‬

‫وقال البخاري ومسلم‪ :‬حدثنا زهر‪ ،‬حدثنا جرير عن أببما زرعتتة عتتن‬

‫أبي هريرة قال‪ :‬ما زلت أحتتب بنتتي تميتتم متتن أجتتل ثلث? ستتمعت‬

‫متتتي علتتى‬
‫رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬هتتم أشتتد ا ّ‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدجال!‪.‬‬

‫مي "‪.‬‬
‫ذه صتتتتتدقات قتتتتتو ِ‬
‫وجتتتتتاَءت صتتتتتدقاتهم فقتتتتتال‪" :‬هتتتتت ِ‬

‫ة منهم عند عائشة‪ .‬فقال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬


‫سب ِي ّ ٌ‬
‫وكانت َ‬

‫قيها فإنها من ولد إسماعيل "‪.‬‬


‫وسلم ‪" :‬أعْت ِ ِ‬

‫حديث عمران بن حصين رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال أبو داود‪ :‬حدثنا موسى بن إسماعيل‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬حتتدثنا حميتتد‬

‫بن هلل عن أبي الدهماء قال‪ :‬ستتمعت عمتتران بتتن حصتتين يحتتدث‬

‫معَ متتن التتدجال‬


‫س ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪َ :‬‬

‫ه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه بمتتا‬


‫من ْ ُ‬ ‫فَل َ ْ‬
‫سَنا ِ‬

‫ت أو ولما يبعث به متتن الشتتبهات"‪ .‬قتتال‪ :‬هكتتذا‬ ‫يبعث به من ال ّ‬


‫شب َُها ِ‬

‫‪182‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترد بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته أبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو داود‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد‪ ،‬حتتدثنا هشتتام بتتن حستتان‪ ،‬حتتدثنا‬

‫حميد بن هلل‪ ،‬عن أبي الدهماء‪ ،‬عن عمران بن حصين‪ ،‬عتتن النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬من سمع من التتدجال فلستتنا منتته متتن‬

‫ب إنتته متتؤمن‬
‫س ُ‬
‫حس ِ‬
‫سمع من الدجال فلسنا منه? فإن الرجل يأتيه ي َ ْ‬

‫حتتتتتى ي َت ْب ََعتتتته"‪.‬‬
‫فمتتتتا يتتتتزال بتتتته لمتتتتا معتتتته متتتتن الشتتتتبه َ‬

‫وكذلك رواه عن يزيد بن هارون‪ ،‬عن هشام بن حستتان وهتتذا إستتناد‬

‫جيتتتد وأبتتتو التتتدهماء واستتتمه فرقتتتة ابتتتن بهيتتتر التتتدوي ثقتتتة‪.‬‬

‫وقال سفيان بن عيينة‪ ،‬عن علي بن زيد‪ ،‬عن الحستتن‪ ،‬عتتن عمتتران‬

‫م‬ ‫بن حصين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لقد أك َ‬
‫ل الطعتتا َ‬

‫م َ‬
‫شى في السواق"‪ .‬يعني الدجال‪.‬‬ ‫و َ‬

‫حديث المغيرة بن شعبة رضي الّله تعالى عنه الدجال‬

‫أهون على الّله‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا شهاب بن عباد العبدي‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن حميد‬


‫الوارسي‪ ،‬عن إسماعيل‪ ،‬عن أبي خالد عن قيس بن حازم عن‬

‫‪183‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المغيرة عن شعبة قال‪ :‬ما سأل أحد النبي عن الدجال أكثر مما‬
‫ه? إنه ل يضرك‪ :‬قلت يا رسول الله إنهم‬ ‫من ْ ُ‬
‫ك ِ‬ ‫سألت قال‪:‬وما َيضر َ‬
‫ن على الله من ذلك"‪.‬‬ ‫هو ُ‬‫هو أ ْ‬
‫م والنهاَر قال ُ‬ ‫ن معه الطعا َ‬‫يقولون إ ّ‬
‫حدثنا شريح بن يونس‪ ،‬حدثنا هشام بن إسماعيل‪ ،‬عن قيس‪ ،‬عن‬
‫المغيرة بن شعبة قال‪ :‬ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن‬
‫الدجال أكثر مما سألته‪ :‬قال وما سؤالك? قال‪ :‬إنهم يقولون إن‬
‫معه جبال ً من خبز ولحم ونهرا ً من ماء‪ ،‬قال‪" :‬هو أهون على الله‬
‫من ذلك"‪.‬‬
‫ورواه مسلم أيصا ً في الستئذان من طرق كثيرة‪ ،‬عن إسماعيل عن‬
‫قيس عن المغيرة بن شعبة قال‪ :‬ما سأل أحد النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم عن الدجال أكثر مما سألته‪ ،‬قال‪ :‬وما سؤالك? قال‪ :‬إنهم‬
‫يقولون إن معه جبال ً من خبز ولحم ونهرا ً من ماء? قال‪" :‬هو أهون‬
‫على الله من ذلك"‪.‬‬
‫ورواه مسلم أيضا ً في الستئذان من طرق كثيرة‪ ،‬عن إسماعيل بن‬
‫أبي خالد‪ ،‬وأخرجه البخاري‪ ،‬عن مسدد‪ ،‬عن يحيى القطان‪ ،‬عن‬
‫إسماعيل‪ ،‬وقد تقدم حديث حذيفة وغيره أن ماءه نار وناره ماء بارد‬
‫وإنما ذلك في رأي العين وقد تمسك بهذا الحديث طائفة من‬
‫العلماء كابن حزم والطحاوي وغيرهما في أن الدجال ممخرق مموه‬
‫ل حقيقة لما يبدي للناس من المور التي تشاهد في زمانه بل كلها‬
‫خيالت عند هؤلء‪.‬‬
‫وقال الشيخ أبو علي الجبائي شيخ المعتزلة‪" :‬ل يجوز أن يكون‬
‫كذلك حقيقة لئل يشتبه خارق الساحر بخارق النبي وقد أجابه‬
‫القاضي عياض وغيره بأن الدجال إنما يدعي اللهية وذلك مناف‬
‫للبشرية فل يمتنع إجراء الخارق على يديه والحالة هذه‪ .‬وقد أنكرت‬
‫طوائف كثيرة من الخوارج والجهمية وبعض المعتزلة خروج الدجال‬
‫بالكلية وردوا الحاديث الواردة فيه فلم يصنعوا شيئا ً وخرجوا بذلك‬
‫عن حيز العلماء لردهم ما تواترت به الخبار الصحيحة من غير وجه‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقدم‪ ،‬وإنما أوردنا بعض‬
‫ما ورد في هذا الباب‪ ،‬لن فيه كفاية ومقنعا ً وبالله المستعان‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والذي يظهتتر متن الحتتاديث المتقدمتتة أن التدجال يمتحتتن اللته بته‬

‫عباده بما يخلقه معه من الخوارق المشاهدة في زمانه كما تقدم أن‬

‫من استجاب له يأمر الستتماء لتمطرهتتم والرض فتنبتتت لهتتم زرع تا ً‬

‫تأكل منه أنعامهم وأنفسهم وترجع إليهم سمانا ً ومن ل يستتتجيب لتته‬

‫ويرد عليتته أمتتره تصتتيبهم الستتنة والجتتدب والقحتتط والعلتتة ومتتوت‬

‫النعام ونقص الموال والنفس والثمتترات‪ ،‬وأنتته تتبعتته كنتتوز الرض‬

‫كيعاسيب النحتتل‪ ،‬ويقتتتل ذلتتك الشتتاب ثتتم يحييتته‪ ،‬وهتتذا كلتته ليتتس‬

‫بمخرفة بل له حقيقة امتحن الله به عباده في ذلتتك الزمتتان فيضتتل‬

‫به كثيرا ّ ويهدي به كثيرًا‪ ،‬يكفر المرتابون‪ ،‬ويزداد الذين آمنتتوا إيمانتًا‪،‬‬

‫وقد حمل القاضي عياض وغيره علتى هتذا المعنتى معنتى الحتديث‪.‬‬

‫"هتتتتتتتتتو أهتتتتتتتتتون علتتتتتتتتتى اللتتتتتتتتته متتتتتتتتتن ذلتتتتتتتتتك"‪.‬‬

‫أي هو أقل من أن يكون معه من يضل به عباده المؤمنين‪ ،‬ومتتا ذاك‬

‫ِإل لنه ظاهر النقص والفجور والظلتتم‪ ،‬وإن كتان معته متتا معتته متن‬

‫الخوارق‪ ،‬وبين عينيته مكتتوب كتافر كتابتة ظتاهرة وقتد حقتق ذلتك‬

‫الشارع في خبره بقوله ك ف ر‪ ،‬وقد دل ذلك على أنه كتابة حستتية‬

‫‪185‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل معنوية كمتتا يقتتوله بعتتض النتتاس‪ ،‬وعينتته الواحتتدة عتتوراء شتتنيعة‬

‫المنظر ناتئة‪ ،‬وهومعنى قوله "كأنهتتا عنبتتة طافيتتة" أي طافيتتة علتتى‬

‫وجه الماء ومن روى ذلك طافية فمعناه ل ضوء فيها‪ ،‬وفتتي الحتتديث‬

‫الخر "كأنها نخامة على حائط مجصص" أي بشعة الشكل‪ ،‬وقتتد ورد‬

‫في بعض الحتتاديث أن عينتته اليمنتتى عتتوراء رحتتا اليستترى فإمتتا أن‬

‫تكون إحدى الروايتين غير محفوظة أو أن العور حاصل في كل متتن‬

‫العينيتتتتتتن ويكتتتتتتون معنتتتتتتى العتتتتتتور النقتتتتتتص والعيتتتتتتب‪.‬‬

‫ويقوي هذا الجواب ما رواه الطبراني‪ ،‬حدثنا محمد بن محمد التمتتار‬

‫وأبو خليفة قال‪ :‬حدثنا أبتتو الوليتتد‪ ،‬حتتدثنا زائدة‪ ،‬حتتدثنا ستتماك‪ ،‬عتتن‬

‫عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬

‫"الدجال جعد هجين أخن كأن رأستته غصتتن شتتجرة مطمتتوس عينتته‬

‫اليمنى‪ ،‬والخرى كأنها عنبة طافيتتة" الحتتديث‪ .‬وكتتذلك رواه ستتفيان‬

‫الثوري عن سماك بنحوه‪ ،‬لكن قد جاء في الحتتديث المتقتتدم وعينتته‬

‫الخرى كأنها كوكب دري‪ ،‬وعلى هذا فتكون الرواية الواحتتدة غلطتتًا‪،‬‬

‫‪186‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ويحتمتتل أن يكتتون المتتراد أن العيتتن الواحتتدة عتتوراء فتتي نفستتها‪،‬‬

‫والخرى عوراء باعتبار انبرازها والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب‪.‬‬

‫لماذا لم يذكر الدجال صراحة في القرآن الكريم?‬

‫وقد سأل سائل سؤال ً فقال‪ :‬ما الحكمة في أن الدجال مع كثرة‬


‫شره وفجوره وانتشار أمره ودعواه الربوبية وهو في ذلك ظاهر‬
‫الكذب والفتراء‪ ،‬وقد حذر منه جميع النبياء لم يذكر في القرآن‬
‫ويحذر منه ويصرح باسمه وينوه بكذبه وعناده? والجواب من وجوه‪:‬‬
‫ض‬
‫م َيأتي ب َعْ ُ‬ ‫أحدهما‪ :‬أنه قد أشير إلى ذكره في قوله تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫ت في‬ ‫سب َ ْ‬‫ل أو ْ ك َ َ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫من َ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫م ت َك ُ ْ‬ ‫ك ل َ ي َن َْفعُ ن َْفسا ً ِإيمان َُها ل َ ْ‬ ‫ت رب ّ َ‬ ‫آَيا ِ‬
‫خْيرًا"‪ .‬أ النعام‪ ،158 :‬الية‪.‬‬ ‫مان َِها َ‬ ‫إي َ‬
‫قال أبو عيسى الترمذي عند تفسيرها‪ :‬حدثنا عبد بن حميد‪ ،‬حدثنا‬
‫يعلى بن عبيد‪ ،‬عن فضيل بن غزوان " عن أبي حازم‪ ،‬عن أبي‬
‫ن لم‬ ‫ج َ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ث إذا َ‬ ‫هريرة‪ ،‬عن النبى صلى الله عليه وسلم قال‪ :‬ثل ٌ‬
‫خْيرا ً‬ ‫ت في ِإيماِنها َ‬ ‫ن قَْبل اوكسب ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫من َ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫مان َُها َلم ت َك ُ ْ‬ ‫ي َن َْفعْ ن َْفمسا ً إي َ‬
‫ب او من مغربها"‪ .‬ثم‬ ‫ة وطلوعُ الشمس من المغر ِ‬ ‫ل والداب ُ‬ ‫الدجا ُ‬
‫قال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن عيسى ابن مريم ينزل من السماء الدنيا فيقتل الدجال‬
‫كما تقدم وكما سيأتي‪ ،‬وقد ذكر في القرآن نزوله ني توله تعالى‪( :‬‬
‫ما َ‬ ‫ما قَت َُلوهُ وَ َ‬ ‫ل الل ّهِ و َ‬ ‫سو َ‬ ‫م َر ُ‬ ‫مْري َ َ‬
‫ن َ‬ ‫عيسى أب ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫سي َ‬ ‫م ِ‬ ‫م إّنا قَت َل َْنا أل ْ َ‬ ‫وله ْ‬ ‫وقَ ْ‬
‫ما ل َهُ ْ‬
‫م‬ ‫ه َ‬‫من ْ ُ‬
‫ك ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫خت َل َُفوا ِفيهِ ل َِفي َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫م وإ ِ ّ‬ ‫ه ل َهُ ْ‬‫ن شئب ّ َ‬ ‫صل َُبوهُ وَل َك ِ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه إ ِلي ْهِ وَكا َ‬ ‫ّ‬
‫ه الل ُ‬ ‫ل َرفَعَ ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ما قَت َلوهُ ي َِقينا ب َ ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ّ‬
‫علم إ ِل اتباع الظ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫ب ِهِ ِ‬
‫م‬‫وتهِ وَي َوْ َ‬ ‫م ْ‬‫ل َ‬ ‫ن ب ِهِ قَب ْ َ‬ ‫ب إ ِل ّ لي ُؤْ ِ‬
‫من َ ّ‬ ‫هل الك َِتا ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كيما ً وإ ِ ْ‬ ‫ح ِ‬‫زيزا ً َ‬ ‫ه عَ ِ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫شهيدًا"‪.‬النساء‪.159 -157 :‬‬ ‫م َ‬ ‫ن عَل َي ْهِ ْ‬ ‫كو ُ‬ ‫مة ِ ي َ ُ‬ ‫ال ِْقَيا َ‬

‫‪187‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد قررنا في التفسير أن الضمير في قوله‪ :‬قبل متوته عتتائد علتى‬

‫عيسى أي سينزل إلى الرض ويؤمن به أهل الكتاب التتذين اختلفتتوا‬

‫فيه اختلفا ً متباينًا‪ ،‬فمن مدعي ا ِ‬


‫لتهية كالنصارى ومن قاثل فيه قول ً‬

‫عظيما ً وهوأنه ولد ريبة وهم اليهود‪ ،‬فِإذا نزل قبل يوم القيامة تحقق‬

‫كل من الفريقين كذب نفسه فيما يدعيه فيه متتن الفتتتراء وستتنقرر‬

‫هتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذا قريبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا‪.‬‬

‫وعلى هذا? فيكون ذكر نزول المسيح عيسى ابن مريم إشتتارة إلتتى‬

‫ذكر المسيح الدجال شيخ الضلل وهو ضد مسيح الهدى‪ ،‬ومن عتتادة‬

‫العرب أنها تكتفي بذكر أحد الضدين عن ذكتتر الختتر كمتتا هتتو مقتترر‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي موضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعه‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬أنه لم يذكر بصريح اسمه في القران احتقارا ً له حيث يدعي‬

‫لتهية وهو ليسر ينافي حالة جلل الرب وعظمته وكبريتتائه وتنزيهتته‬
‫ا ِ‬

‫عن النقص‪ ،‬فكان أمره عند الرب أحقر من أن يذكر وأصتتغر وأدختتر‬

‫من أن يحكي عن أمر دعتتواه ويحتتذر‪ ،‬ولكتتن انتصتتر الرستتل بجنتتاب‬

‫الرب عز وجل فكشفوا لممهم عتتن أمتتره وحتتذروهم متتا معتته متتن‬

‫‪188‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الفتتتتن المضتتلة والختتوارق المضتتتمحلة فتتتاكتفى بإخبتتتار النبيتتاء‪،‬‬

‫وتواترذلك عن سيد ولد آدم إمام التقياء عتتن أن يتتذكرأمره الحقيتتر‬

‫بالنسبة إلى جلل الله في القران العظيم ة ووكتتل بيتتان أمتتره ِإلتتى‬

‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل نتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتبي كريتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫فإن قلت‪ :‬فقد ذكر فرعون فتي القترآن‪ ،‬وقتد ادعتى متا دعتاه متن‬

‫م العْل َتتى"‪ .‬النازعتتات‪.،24 :‬‬


‫الكتتذب والبهتتتان حيتتث قتتال‪" :‬أن َتتا َرب ّك ُت ُ‬

‫متتن ِإلتتهٍ غَْيتت ِ‬


‫ري"‪ .‬أ القصتتص‪:‬‬ ‫م ِ‬ ‫ت لَ ُ‬
‫كتت ْ‬ ‫متت ُ‬
‫متتا عَل ِ ْ‬
‫مل َ‬
‫وقتتال‪َ" :‬يأئَهتتا ال َ‬

‫والجتتواب‪ :‬أن أمتتر فرعتتون قتتد انقضتتى وتتتبين كتتذبه لكتتل متتؤمن‬

‫وعاقل? وهذا أمر سيأتي وكائن فيما يستتتقبل فتنتتة واختبتتارا ً للعبتتاد‬

‫فترك ذكره في القرآن احتقارا ً لتته وامتحان تا ً بتته إذ المتتر فتتي كتتذبه‬

‫أظهر من أن ينبه عليه ويحذر منه‪ ،‬وقد يترك الشيء لوضوحه‪ ،‬كمتتا‬

‫قال النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته وقد عتتزم علتتى أن‬

‫يكتب كتابا ً بخلفة الصديق من بعده ثم ترك ذلتتك وقتتال‪ :‬يتتأبى اللتته‬

‫والمؤمنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون إل أبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا بكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫فترك نصه عليه لوضوح جللته وظهور كبر قدره عند الصحابة وعلم‬

‫‪189‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عليه الصلة والسلم منهم أنهم ل يعدلون به أحدا ً بعده‪ ،‬وكذلك وقع‬

‫المر‪ ،‬ولهذا يذكر هذا الحديث في دلئل النبوة كمتتا تقتتدم ذكرنتتا لتته‬

‫غير مرة في مواضع من الكتاب‪ ،‬وهذا المقتتام التتذي نحتتن فيتته متتن‬

‫هذا القبيل وهو أن النبي قد يكون ظهوره كافيا ً عن التنصيص عليتته‪،‬‬

‫وأن المر أظهر وأوضح وأجلى من أن يحتاج معه زيادة على متتا هتتو‬

‫في القلوب مستقر‪ ،‬فالدجال واضح الذم ظاهر النقص بالنسبة إلتتى‬

‫المقام الذي يدعيه وهو الربوبية‪ ،‬فترك الله ذكره والنتتص عليتته لمتتا‬

‫يعلم تعالى من عباده المؤمين أن مثل هتتذا ليهتتدهم ول يزيتتدهم إل‬

‫إيمانا ً وتسليما ً لله ورسوله وتصديقا ً بالحق وردا ً للباطل ولهذا يقتتول‬

‫ذلك المؤمن الذي يسلط عليه التتدجال فيقتلتته ثتتم يحييتته‪ ،‬واللتته متتا‬

‫ازددت فيك إل ّ بصيرة‪ .‬أنت العور الكذاب التتذي حتتدثنا فيت َ‬


‫ه رستتول‬

‫الله صلى الله عليتته وستتلم شتتفاها ً وقتتد أختتذ بظتتاهره إبراهيتتم بتتن‬

‫محمد بن سفيان الفقيه الصحيح عن مسلم‪ ،‬فحكى عن بعضهم أنتته‬

‫الخضتتتر وحكتتتاه القاضتتتي عيتتتاض عتتتن معمتتتر فتتتي جتتتامعه‪.‬‬

‫ي سننه‪ ،‬والترمذي في جامعه‬


‫وقد قال أحمد في مسنده وأبو داود ف ِ‬

‫‪190‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بإسنادهم إلى أبي عبيدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتتال‪:‬‬

‫ستتتتتتتمع كلمتتتتتتتي"‪.‬‬
‫ن رآنتتتتتتتي و َ‬
‫متتتتتتت ْ‬
‫ه َ‬ ‫"لعّلتتتتتتت ُ‬
‫ه يتتتتتتتد ْرِك ُ ُ‬

‫وهذا مما قد يتقوى به بعض من يقول بهتذا ولكتن فتي إستناده فتي‬

‫غرابة‪ ،‬ولعل هذا كان قبل أن يبين له صلى الله عليه وسلم من أمر‬

‫التتتدجال متتتا بيتتتن فتتتي ثتتتاني الحتتتال واللتتته تعتتتالى أعلتتتم‪.‬‬

‫وقد ذكرنا في قصة الخضر كلم الناس في حياته ودللنا علتتى وفتتاته‬

‫بأدلة أسلفناها هنالك‪ ،‬فمن أراد الوقوف عليها فليتأملها فتتي قصتتص‬

‫النبياء من كتابنا هذا والله تعالى أعلم بالصواب‪.‬‬

‫ذكر ما يعصم من الدجال‬

‫الستتتعاذة المخلصتتة بتتالّله تعصتتم متتن فتنتتة التتدجال فمتتن ذلتتك‬

‫الستعاذة من فتنته‪ ،‬فقد ثبت في الحاديث الصتتحاح متتن غيتتر وجتته‬

‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من فتنة الدجال في‬

‫الصلة وأنه أمر أمته بذلك أيضا ً فقال‪" :‬الّلهم إنا نعوذ ُ بك من َ‬
‫عذاب‬

‫ستتيح‬
‫ن فتن تةِ الم ِ‬
‫م ْ‬
‫تو ِ‬
‫ما ِ‬
‫حَيا والم َ‬ ‫ن فتنة ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫م ومن فتنةِ القْبر وم ْ‬
‫جهَن ّ َ‬
‫َ‬

‫‪191‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدجال"‪.‬‬

‫ذلك من حديث أنس وأبي هريرة وعائشة وابن عباس وسعد وعمرو‬

‫بن شعيب عن أبيه عن جده وغيرهم‪:‬‬

‫حفظ عشر آيات من آخر سورة الكهف حفظا ً عمليا ً‬

‫يعصم من فتنة الدجال‬

‫قال شيخنا الحافظ أبو عبتتد اللتته التتذهبي والستتتعاذة متتن التتدجال‬

‫متواترة عن النبي صلى الله عليه وستتلم كمتتا قتتال أبتتو داود‪ ،‬حتتدثنا‬

‫حفص بن عمر‪ ،‬حدثنا همام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬حدثنا سالم بن أبتتي الجعتتد‪،‬‬

‫عن معدان‪ ،‬عن أبي الدرداء يرويه عن النبي صلى الله عليتته وستتلم‬

‫ة‬
‫متن فتنت ِ‬
‫م ِ‬
‫صت َ‬ ‫ستورةِ الك َْهت ِ‬
‫فع ِ‬ ‫ت متن ُ‬
‫شتر آيتا ٍ‬ ‫حِفت َ‬
‫ظ عَ ْ‬ ‫قال‪" :‬متن َ‬

‫ل"‪.‬‬
‫جا ِ‬
‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد ّ‬

‫قال أبو داود‪ :‬كذا قال هشام عن دستواي عن قتادة ِإل أنه قال متتن‬

‫حفظ من خواتيم‪ ،‬وقال شعبة عن قتادة من آخر الكهتتف‪ ،‬وقتتد رواه‬

‫مسلم من حديث همام وهشام وشعبة عتتن قتتتادة بألفتتاظ مختلفتتة‪،‬‬

‫‪192‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح وفي بعض روايتتات الثلث‪" :‬آيتتات متتن‬

‫أول سورة الكهف عصم متتن التتدجال"‪ .‬وكتتذلك رواه عتتن روح عتتن‬

‫سعيد عن قتادة بمثلتته‪ ،‬ورواه عتتن حستتين عتتن شتتعبان عتتن قتتتادة‬

‫كذلك‪ ،‬وقد رواه عن غندر وحجاج عن شعبة عن قتادة بمثلتته‪ ،‬ورواه‬

‫عن حسين شعبان عن قتادة كذلك‪ ،‬وقد رواه عن غندر وحجاج عتتن‬

‫شعبة عن قتادة وقال‪" :‬من حفظ عشر آيات من آخر سورة الكهف‬

‫عصتتتتتتتتتتتتتتتم متتتتتتتتتتتتتتتن فتنتتتتتتتتتتتتتتتة التتتتتتتتتتتتتتتدجال"‪.‬‬

‫ن‬
‫وكذلك البتعاد منه كما تقدم في حتتديث عمتتران بتتن حصتتين‪" :‬م ت ْ‬

‫مْنتتتتتتتتتتته"‪.‬‬ ‫ل فَل َ ْ‬
‫ستتتتتتتتتتتَنا ِ‬ ‫ن التتتتتتتتتتتدجا ِ‬
‫متتتتتتتتتتت َ‬
‫مع َ ِ‬
‫ستتتتتتتتتتت ِ‬
‫َ‬

‫ن ليتتأِتيهِ وهتتو‬
‫ن المتتؤم َ‬
‫وقول رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ن ال ُ‬
‫شب َُهات"‪.‬‬ ‫ن فَي َّتبعَ ُ‬
‫ه مما يبعت بهِ م َ‬ ‫مؤم ٌ‬
‫ب أّنه ُ‬
‫س ُ‬
‫ح ِ‬
‫يَ ْ‬

‫سكنى المدينة ومكة المشرفتين تعصم من فتنة الدجال‬

‫ومما يعصم من فتنة الدجال الذي سكن المدينة ومكة شرفهما الله‬

‫لمتتام مالتتك عتتن‬


‫تعالى‪ ،‬فقد روي في البخاري ومسلم من حتتديث ا ِ‬

‫‪193‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نعيم المجمر عن نعيمة عن أبي هريتترة أن رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫ن ول‬
‫ة ل يدخلها الطتتاعو ُ‬ ‫م َ‬
‫لئك ٌ‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬عََلى ان َْقا ِ‬
‫ب المدينة َ‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدجال"‪.‬‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا عبد العزيز بتن عبتد اللته‪ ،‬حتدثني إبراهيتم بتن‬

‫سعيد عن أبيه‪ ،‬حدثني أبو بكر‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫ب‬
‫ة أْبتتوا ٍ‬
‫سب ْعَ ُ‬
‫ل لها يومئذ َ‬
‫ب المسيح الدجا ِ‬
‫ة ُرعْ ُ‬
‫قال‪" :‬ل يدخل المدين َ‬

‫ب ملكتتتتتتتتتتتتتتتتان"‪.‬‬
‫علتتتتتتتتتتتتتتتتى كتتتتتتتتتتتتتتتتل بتتتتتتتتتتتتتتتتا ٍ‬

‫وقد روي هذا من غير وجه عن جماعة من الصحابة منهم أبو هريرة‪،‬‬

‫وأنس بن مالك وستتلمة بتتن الكتتوع ومحجتتن بتتن الدرع كمتتا تقتتدم‪.‬‬

‫وقال الترمذي‪ :‬حدثنا عبده بن عبتتد اللته الخزاعتتي‪ ،‬حتتدثنا يزيتتد بتتن‬

‫هارون‪ ،‬أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬

‫ستتوَنها فل‬
‫حُر ُ‬
‫ة يَ ْ‬
‫ة فيجد ُ الملئك َ‬ ‫الله عليه وسلم‪" :‬يأِتي الدجا ُ‬
‫ل المدين َ‬

‫يتتتتتتتتدخلها الطتتتتتتتتاعون ول التتتتتتتتدجال ِإن شتتتتتتتتاَء اللتتتتتتتته"‪.‬‬

‫وأخرجه البخاري‪ ،‬عن يحيى بن موسى وإسحاق بن أبي عيسى عتتن‬

‫يزيد بن هارون ومحجن وأسامة وسمرة بن جندب رضي الله عنهتتم‬

‫‪194‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه‬
‫مَنعتت ُ‬
‫ة تَ ْ‬
‫ة ول المدين َ‬ ‫ه ل يدخ ُ‬
‫ل مك َ‬ ‫أجمعين‪ .‬وقد ثبت في الصحيح‪" :‬أن ّ ُ‬

‫ة" لشرف هاتين البقعتين فهما حرمتتان آمنتتان منتته وإنمتتا إذا‬
‫الملئك ُ‬

‫نزل نزل عند سبخة المدينة فترجف المدينة بأهلها ثلث رجفات إمتتا‬

‫حسا ً أو معنى على القولين فيخرج منها كل منافق ومنافقتتة ويتتومئذ‬

‫تنفي المدينة خبثها ويسطع طيبها كما تقدم في الحديث والله أعلم‪.‬‬

‫تلخيص سيرة الدجال لعنه الّله‬

‫هو رجل من بني آدم خلقه الله تعالى ليكون محنة للناس في آخر‬
‫ن"‪.‬‬
‫سِقي َ‬‫ضل ب ِهِ إ ِل ّ الَفا ِ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫دي به ك َِثيرا ً وَ َ‬‫ل به ك َِثيرا ً وي َهْ ِ‬ ‫ض ُ‬
‫الزمان‪" :‬ي ُ ِ‬
‫وقد روى الحافظ أحمد بن علي البار في تاريخه من طريق مجالد‪،‬‬
‫عن الشعبي أنه قال‪ :‬كنية الدجال أبو يوسف‪ ،‬وقد روى عمر بن‬
‫الخطاب وأبو داود جابر بن عبد الله وغيرهم من الصحابة وغيرهم‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ،‬حدثنا‬ ‫كما تقدم أنه ابن صياد‪ ،‬وقد قال ا ِ‬
‫حماد بن سلمة‪ ،‬عن أبي يزيد‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن‬
‫وا‬ ‫مك ُ ُ‬
‫ث أب َ َ‬ ‫أبيه قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ي َ ْ‬
‫غلم‬‫ن ُ‬‫ما ب َْعد الَثلِثي َ‬ ‫م يول َد ُ ل َهُ َ‬ ‫غلم ث ّ‬ ‫ل ثلثين عاما ً ل ُيولد ُ لهما ً‬ ‫الدجا ِ‬
‫م قَل َْبه"‪.‬‬ ‫ه ن َْفعا ً ت ََنام عَْيناهُ ول َ ي ََنا ُ‬
‫يٍء وأقَل ُ ُ‬
‫ش ْ‬ ‫ضر َ‬ ‫أعوَُر أ َ‬
‫ثم نعت أبويه فقال‪" :‬أبوه رجل مضطرب اللحم طويل النتتف كتتأن‬

‫أنفه منقار وأمه امرأة عظيمة الثديين ثم بلغنا أن مولودا ً من اليهتتود‬

‫ولد بالمدينة قال‪ :‬فانطلقت والزبير بن العوام حتى دخلنا على أبويه‬

‫‪195‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فوجدنا فيهما نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا هو منجدل‬

‫في الشمس في قطيفة يهمهم فسألنا أبويه فقال‪ :‬مكثنا ثلثين عاما ً‬

‫ل يولد لنا‪ ،‬ثم ولد لنا غلم أعور أضر شيء وأقله نفعًا‪ ،‬فلمتتا خرجنتتا‬

‫مررنا به فقال‪ :‬عرفت ما كنتما فيه‪ .‬قلنا‪ :‬وسمعت? قال‪ :‬نعتتم‪ .‬إنتته‬

‫م قل ْب ِتتتتتي فتتتتتإذا هُتتتتتو اب ْتتتتتن َ‬


‫صتتتتتّياٍد‪.‬‬ ‫ت َن َتتتتتام عَي ْن َتتتتتاي َول ي َن َتتتتتا ُ‬

‫وأخرجه الترمذي من حديث حماد بن سلمة‪ ،‬وقال حستتن قلتتت بتتل‬

‫منكتتتتتتتتتتتتتتتتم جتتتتتتتتتتتتتتتتدا ً واللتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬


‫ه أعلتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقد كان ابن صياد من يهود المدينة ولقبه عبتتد اللتته‪ ،‬ويقتتال صتتاف‪،‬‬

‫وقد جاء هذا وهذا وقد يكون أصل اسمه صاف ثم تسمى لما أستتلم‬

‫بابن عبد الله‪ ،‬وقد كان ابنه عمارة بن عبد الله من سادات التابعين‪،‬‬

‫وروى عنه مالك وغيره‪ ،‬وقد قدمنا أن الصحيح أن التتدجال غيتتر ابتتن‬

‫صياد وأن ابن صياد كان دجال ً من الدجاجلة ثم تاب بعد ذلك فتتأظهر‬

‫لستتلم واللتته أعلتتم بضتتميره وستتيرته‪ ،‬وأمتتا التتدجال الكتتبر فهتتو‬


‫ا ِ‬

‫المذكور في حديث فاطمة بنت قيس التتذي روتتته عتتن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم عن تميتتم التتداري وفيتته قصتتة الجساستتة ثتتم‬

‫‪196‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يؤذن له في الختتروج فتتي آختتر الزمتتان بعتتد فتتتح المستلمين مدينتتة‬

‫الروم المسماة بقسطنطينية فيكون بتتدء ظهتتوره متتن أصتتبهان متتن‬

‫حارة منها يقال لها اليهودية وينصره من أهلها ستتبعون ألتتف يهتتودي‬

‫عليهم السلحة والتيجان وهي الطيالستتة الخضتتراء‪ ،‬وكتتذلك ينصتتره‬

‫سبعون ألفا ً متتن التتتتار وخلتتق متتن أهتتل خراستتان فيظهتتر أول ً فتتي‬

‫صورة ملك من الملوك الجبابرة ثم يدعي النبوة ثم يدعي الربوبيتتة‪،‬‬

‫فيتبعه على ذلك الجهلة من بني آدم والطغام متتن الرعتتاٍع والعتتوام‪،‬‬

‫ويخالفه ويرد عليه من هدى الله من عبتتاده الصتتالحين وحتتزب اللتته‬

‫المتقين‪ ،‬يأخذ البلد بلتتدا ً بلتتدا ً وحصتتنا ً حصتتنا ً وإقليمتا ً إقليمتا ً وكتتورة‬

‫كتتورة‪ ،‬ول يبقتتى بلتتد متتن البلد إل وطئه بخيلتته ورجلتته غيتتر مكتتة‬

‫والمدينة‪ ،‬ومدة مقامه فتتي الرض أربعتتون يومتا ً يتتوم كستتنة‪ ،‬ويتتوم‬

‫كشهر‪ ،‬ويوم كجمعة‪ ،‬وسائر أيتامه كأيتام النتاس هتتذه ومعتدل ذلتك‬

‫سنة وشهران ونصف شهر‪ ،‬وقد خلق الله تعالى علتتى يتتديه ختتوارق‬

‫كثيرة يضل بها من يشاء من خلقه ويثبت معها المؤمنون فيتتزدادون‬

‫بها إيمانا ً مع إيمانهم‪ ،‬وهدى إلى هداهم‪ ،‬ويكتتون نتتزول عيستتى ابتتن‬

‫‪197‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مريم مسيح الهدىَ فى أيام المستيح التدجال مستتيح الضتتللة‪ ،‬علتى‬

‫المنارة الشرقية بدمشق فيجتمع عليه المؤمنون ويلتف به عباد الله‬

‫المقتون‪ ،‬فيسير بهم المسيح عيسى ابن مريم قاصدا ً نحتتو التتدجال‪،‬‬

‫وقد توجه نحو بيت المقدس فيدركهم عند عقبتتة أفيتتق فينهتتزم منتته‬

‫الدجال فيلحقه عند مدينة باب لد‪ ،‬فيقتلتته بحربتتته وهتتو داختتل إليهتتا‬

‫ويقول إن لي فيك ضربة لن تفوتني‪ ،‬وإذا واجهه الدجال ينمتتاع كمتتا‬

‫د‪ ،‬فتكتتون‬
‫يذوب الملح في المتتاء فيتتتداركه فيقتلتته بالحربتتة ببتتاب لت ّ‬

‫وفاته هناك لعنه الله كما دلت على ذلك الحاديث الصحاح متتن غيتتر‬

‫وجتتتتتتتتتتته كمتتتتتتتتتتتا تقتتتتتتتتتتتدم وكمتتتتتتتتتتتا ستتتتتتتتتتتيأتي‪.‬‬

‫وقد قال الترمذي‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬حدثنا الليث عتتن عمتتر بتتن‬

‫شهاب أنه سمع عبد الله بن عبد الله ابن ثعلبة النصاري يحدث عن‬

‫عبد الرحمن بن يزيد النصتاري متن بنتي عمترو بتن عتوف ستمعت‬

‫عمي مجمع بن جارية يقول‪ :‬ستمعت رستول اللته صتلى اللته عليته‬

‫ب ُلتتتت ّ‬
‫د"‪.‬‬ ‫م التتتتدجا َ‬
‫ل ب َِبتتتتا ِ‬ ‫مْرَيتتتت َ‬
‫ن َ‬
‫وستتتتلم يقتتتتول‪" :‬ي َْقُتتتتتل ابتتتت ُ‬

‫وقد رواه أحمد‪ ،‬عن أبي النضتتر‪ ،‬عتتن الليتتث بتته‪ ،‬وعتتن ستتفيان بتتن‬

‫‪198‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عيينة عن الزهري به‪ .‬وعن محمتتد بتتن مصتتعب عتتن الوزاعتتي عتتن‬

‫الزهري‪ ،‬وعن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري فهو محفتتوظ متتن‬

‫حديثه وإسناده من بعده ثقات‪ ،‬وكتتذا قتتال الترمتتذي بعتتد روايتتته لتته‬

‫وهذا حديث صحيح قال‪ :‬وفي الباب عن عمران بن حصين ونافع بن‬

‫عتبة وأبي برزة وحذيفة بن أسيد وأبي هريرة وكيستتان وعثمتتان بتتن‬

‫أبي العاص وجابر وأبي أمامتتة وابتتن مستتعود وعبتتد اللتته بتتن عمتترو‬

‫وسمرة بن جندب والنواس بن سمعان وعمرو بن عوف وحذيفة بن‬

‫اليمان‪ ،‬وروى أبتتو بكتتر بتتن أبتتي شتتيبة عتتن ستتفيان بتتن عيينتتة عتتن‬

‫الزهري عن سالم عن أبيه أن عمر سأل يهوديا ً عتتن التتدجال فقتتال‪:‬‬

‫ب ُلد"‪.‬‬
‫م ب َِبا ِ‬
‫مْري َ َ‬ ‫"ُولد َ َيهوِديا ً ل ِي َْقتَله اب ْ ُ‬
‫ن َ‬

‫صفة الدجال قبحه الّله‬

‫قد تقدم في الحاديث أنه أعور وأنه أزهر هجين وهو كتتثير الشتتعر‪،‬‬

‫وفي بعض الحاديث أنه قصير وفي حديث أنتته طويتتل‪ ،‬وجتتاء أن متتا‬

‫بين أذني حماره أربعون ذراعا ً كما تقدم‪ ،‬وفي حتتديث جتتابر ويتتروى‬

‫‪199‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫في حديث آخر سبعون باعا ً ول يصح وفي الول نظتر‪ ،‬وقتال عبتدان‬

‫في كتاب معرفة الصتتحابة روى ستتفيان الثتتوري عتتن عبتتد اللتته بتتن‬

‫ميسرة عن حوط العبدي عن مسعود قال‪" :‬إذن حمار الدجال يظتتل‬

‫سبعون ألفًا" قتتال شتتيخنا الحتتافظ التتذهبي‪ :‬ختتوط مجهتتول والختتبر‬

‫منكر وإنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن وإن رأسه ممتتن‬

‫ورائه حبك حبك‪ ،‬وقال حنبل بن إسحاق‪ :‬حتدثنا حجتاج‪ ،‬حتدثنا حمتاد‬

‫عن أيوب عن أبي قلبة قال‪ :‬دخلت المسجد فإذا النتتاس قتتد تكتتابوا‬

‫على رجل فسمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وستتلم‬

‫يقول‪ِ" :‬إن بعدي الكذاب المضل وإن رأسه متتن ورائه حبتتك حبتتك"‪.‬‬

‫وتقدم له شاهد من وجه آخر‪ ،‬ومعنتتى حبتتك أي جعتتد حستتن كقتتوله‬

‫ك"‪.‬‬
‫حُبتتتتتتتتتتتتتتتتت ِ‬
‫ت ال ُ‬ ‫ماءِ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫ستتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫تعتتتتتتتتتتتتتتتتتالى‪" :‬وال ّ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ،‬حدثنا المسعودي وأبتتو النضتتر‪ ،‬حتتدثنا‬


‫وقال ا ِ‬

‫المسعودي المعّنى عن عاصم ابن كليب عتتن أبيتته عتتن أبتتي هريتترة‬

‫ت إ ِل َي ْك ُت ْ‬
‫م وَقَ تد ْ‬ ‫جت ُ‬
‫خَر ْ‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪َ " :‬‬

‫جل َي ْتتن ِبستد ّةِ‬


‫ن َر ُ‬ ‫ستتيح الضتتللةِ َفكتتان ُيلتتو ُ‬
‫ح ب َي ْت َ‬ ‫ة اْلقتد ْرِ وَ َ‬
‫م ِ‬ ‫ت ل َي ْل َت َ‬
‫ت َب َي ّن ْ ُ‬

‫‪200‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة ال َْقد ْرِ فالتمستتوها‬


‫ما ل َي ْل َ ُ‬
‫ما‪ ،‬وأ ّ‬
‫سيت ُهً َ‬
‫جَز ب َي ْن ََها فأن ْ ِ‬
‫ح ُ‬
‫ما ل ْ‬
‫المسجد فأَنأي ْت ُهُ َ‬

‫جل َتتى‬
‫ح الضللة فِإنه أعوَر العيتتن أ ْ‬
‫سي ُ‬
‫م ِ‬ ‫خر وْترًا‪ ،‬وأ ّ‬
‫ما َ‬ ‫في العَ ْ‬
‫شر الوا ِ‬

‫ل‪ :‬يتتا‬ ‫ريض الّنحرِ فيتته دفتتا ك َتتأّنه قَط َت ُ‬


‫ن بتتن عبتدِ العُتّزى قَتتا َ‬ ‫جب ْهَةِ عَ ِ‬
‫ال َ‬

‫م وهو رجتت ٌ‬
‫ل‬ ‫ت امرٌء مسل ٌ‬
‫رسول الله‪ ،‬هل يضرني شبهه? قال‪ :‬ل‪ .‬أن ْ َ‬

‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتافر"‪.‬‬

‫تفّرد به أحمد وإستتناده حستتن‪ ،‬وقتتال الطتتبراني‪ :‬حتتدثنا أبتتو أشتتعب‬

‫الحراني حدثنا إستتحاق بتتن موستتى رحمتته اللتته‪ ،‬وحتتدثنا محمتتد بتتن‬

‫شعيب الصبهاني‪ ،‬حتتدثنا ستتعيد بتتن عنبستتة قتتال‪ :‬حتتدثنا ستتعيد بتتن‬

‫محمد الثقفي‪ ،‬حتتدثنا خلد بتتن صتتالح‪ ،‬أختتبرني ستتليمان بتتن شتتهاب‬

‫القيسي قال‪ :‬نزل على عبد الله بن مغنم وكان متتن أصتتحاب النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم فحدثني عن النبي صلى الله عليه وستتلم أنتته‬

‫رق فَي َد ْ ُ‬
‫عو إلتتى‬ ‫ش ِ‬ ‫جيُء من قِب َ َ‬
‫ل الم ْ‬ ‫خَفاء إنه ي َ ِ‬ ‫قال‪" :‬الدجا ُ‬
‫ل ليس به َ‬

‫ب للنتتاس فيقتتاتُلهم فَي َظ ْهَتُر عليهتتم‪ ،‬فل ي َتَزال علتتى‬ ‫حق فَي ُت ّب َ ُ‬
‫ع‪ ،‬وي َذ ْهَ ُ‬

‫ه‪ ،‬فَي ُت ّب َتعُ وُيحتتب‬ ‫ه‪ ،‬ويعم ت ُ‬


‫ل ب ِت ِ‬ ‫ن الل ت ِ‬ ‫م الكوفة‪ ،‬فَي ُ ْ‬
‫ظهُر دي َ‬ ‫ذلك حتى ي َْقد ُ َ‬

‫ك إني َنبي فَي َْفَزعُ متتن ذلتتك كتتل ِذي ل ُت ّ‬


‫ب‬ ‫ذل َ‬ ‫على ذل َ‬
‫ك‪ ،‬ثم يقول بعد َ‬

‫‪201‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫س الل ّت ُ‬
‫ه عينيتته‪،‬‬ ‫وي َُفارُِقه‪ ،‬وَيمكث بعد ذلك ثتتم َيقتتول‪ :‬أنتتا اللتته فَي َغْ ِ‬
‫مت ُ‬
‫ويقطعُ أذنْيه‪ ،‬وي ُ ْ‬
‫كتب بين عينيتته كتتافٌر‪ ،‬فل يخَفتتى علتتى كتتل مستتلم‪،‬‬

‫ن‪،‬‬
‫ل متتن ِإيمتتا ٍ‬
‫خ تْرد َ ٍ‬
‫ة َ‬
‫حب َ ُ‬
‫ل َ‬ ‫خْلق في َقلب ِهِ ِ‬
‫مث َْقا ُ‬ ‫ه كل أحد من ال َ‬
‫فيفارق ُ‬

‫م متتن‬
‫ذه العتتاج ُ‬
‫صاَرى وه ت ِ‬
‫س والن َ َ‬
‫ويكون من أصحاب ِهِ اليهود ُ والمجو ُ‬

‫م ُيقط ّت ُ‬
‫ع‬ ‫مُر ب ِتهِ فَي ُْقت َت ُ‬
‫ل ث ُت َ‬ ‫ن فَي َتتأ ُ‬
‫المشركين ثم يدعو برجتتل فيمتتا ي َتَروْ َ‬

‫جمع‬
‫ها الناس‪ ،‬ثم ي ُ ْ‬
‫ضوٍ على حد َةٍ فيفّرقُ بينهما حتى ي ََرا َ‬ ‫أعضاَء ك ّ‬
‫ل عُ ْ‬

‫َبينها ثم يضربه ِبعصاه فإذا هو قائم فيقتتول التتدجال‪ :‬أنتتا اللتته أحيتتي‬

‫وأميتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪.‬‬

‫وذلتتك ستتحر يستتحر بتته النتتاس ليتتس يصتتنع متتن ذلتتك شتتيئًا‪.‬‬

‫قال شيخنا الذهبي ورواه يحيتتى بتتن موستتى عتتن ستتعيد بتتن محمتتد‬

‫الثقفي وهو واه‪ .‬وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهتته أنتته قتتال‬

‫في الدجال‪" :‬هو صافي بن صتتائد يختترج متتن يهوديتتة أصتتبهان علتتى‬

‫حمار أبتر ما بين أذنيه أربعتون ذراعتا ً ومتا بيتن حتتافره إلتتى الحتتافر‬

‫الخصر أربع ليال يتناول السماء بيده أمامه جبل متتن دختتان وخلفتته‬

‫جبل آخر مكتوب بيتتن عينيتته كتتافر يقتتول أنتتا ربكتتم العلتتى" أتبتتاعه‬

‫‪202‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أصحاب الرياء وأولد الزنا‪ ،‬رواه أبو عمرو الداني في كتتتاب التتدجال‬

‫ول يصح إسناده‪.‬‬

‫خبر عجيب ونبأ غريب‬

‫قال نعيم بن حماد في كتاب الفتن‪ :‬حدثنا أبو عمرو‪ ،‬عن عبد الله‬
‫بن لهيعة‪ ،‬عن عبد الوهاب بن حسين‪ ،‬عن محمد بن ثابت‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن الحارث‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬بين أذني الدجال أربعون ذراعًا‪ ،‬وخطوة حماره مسيرة‬
‫ثلثة أيام‪ ،‬يخوض البحر كما يخوض أحدكم الساقية‪ ،‬ويقول‪ :‬أنا رب‬
‫العالمين وهذه الشمس تجري بإذني أفتريدون أن أحبسها?‬
‫فيقولون‪ :‬نعم فيحبسها حتى يجعل اليوم كالشهر واليوم كالجمعة‬
‫ويقول‪ :‬أتريدون أن أسيرها? فيقولون‪ :‬نعم‪ ،‬فيجعل اليوم كالساعة?‬
‫وتأتيه المرأة فتقول‪ :‬يا رب أخي وابني وأخي وزوجي‪ ،‬حتى إنها‬
‫تعانق شيطانا ً وبيوتهم مملوءة شياطين ويأتيه العراب فيقولون‪ :‬يا‬
‫رب إحي لنا إبلنا وغنمنا? فيعطيهم شياطين أمثال إبلهم وغنمهم‬
‫سواء بالسن فيقولن‪ :‬لو لم يكن هذا ربنا لم يحي لنا موتانا ومعه‬
‫جبل من برق وعراق وجبل من لحم حار ول يبرد ونهر جار‪ ،‬وجبل‬
‫من جنان وخضرة وجبل من نار ودخان يقول‪ :‬هذه جنتي وهذه‬
‫نادري وهذا طعامي وهذا شرابي‪ ،‬واليسع عليه السلم معه‪ ،‬ينذر‬
‫الناس فيقول‪ :‬هذا المسيح الكذاب فاحذوره لعنه الله ويعطيه الله‬
‫من السرعة والخفة ما ل يلحقه الدجال فإذا قال‪ :‬أنا رب العالمين‬
‫قال له الناس كذبت‪ ،‬ويقول اليسع‪ :‬صدق الناس فيمر بمكة فإذا هو‬
‫بخلق عظيم فيقول من أنت? فيقول‪ :‬أنا جبريل‪ .‬وبعثني الله لمنعك‬
‫من حرم رسوله فيمر الدجال بمكة فإذا رأى ميكائيل وّلى هاربا ً‬
‫ويصبح فيخرج إليه من مكة منافقوها ومن المدينة كذلك ويأتي‬
‫النذير إلى الذين فتحوا قسطنطينية ومن تآلف من المسلمين ببيت‬

‫‪203‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المقدس قال‪ :‬فيتناول الدجال منهم رجل ً ثم يقول‪ :‬هذا الذي يزعم‬
‫أني ل أقدر عليه? فاقتلوه‪ ،‬فينشر ثم يقول‪ :‬أنا أحييه‪ ،‬فيقول‪ :‬قم ٍ‬
‫فيقوم بإذن الله ول يأذن لنفس غيرها فيقول‪ :‬أليس قد أمتك ثم‬
‫أحييتك? فيقول‪ :‬الن أزيد لك تكذيبا ً بشرني رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم أنك تقتلني ثم أحيا بإذن الله فيوضع على جلده صفائح‬
‫من نحاس ثم يقول‪ :‬اطرحوه في ناري‪ ،‬فيحول الله ذلك على‬
‫النذير فيشك الناس فيه ويبادر إلى بيت المقدس فإذا صعد على‬
‫عقبة أفيق وقع ظلمه على المسلمين ثم يسمعون أن جاءكم‬
‫الغوث فيقولون‪ :‬هذا كلم رجل شبعان وتشرق الرض بنور ربها‬
‫وينزل عيسى ابن مريم ويقول يا معشر المسلمين احذروا ربكم‬
‫وسبحوه فيفعلون‪ ،‬ويريدون الفرار فيضيق الله عليهم الرض فإذا‬
‫أتوا باب لد ّ وافقوا عيسى فإذا نظر إلى عيسى يقول‪ :‬أقم الصلة‪،‬‬
‫قال الدجال‪ :‬يا نبي الله قد أقميت الصلة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا عدو الله‬
‫زعمت أنك رب العالمين فلمن تصلي? فيضربه بمقرعة فيقتله فل‬
‫يبقى أحد من أنصاره خلف شيء إل نادى يا مؤمن هذا دجال‬
‫فاقتله‪ ،‬إلى أن قال فيمنعون أربعين سنة ل يموت أحد ول يمرض‬
‫أحد‪ ،‬ويقول الرجل لغنمه‪ :‬اذهبي الى السرح ولدي به وأرعي وتمر‬
‫الماشية بين الزرع ول تأكل منه سنبلة والحيات والعقارب ل تؤذي‬
‫أحدا ً والسبع على أبواب الدور ل يؤذي أحدا ً ويأخذ الرجل المؤمن‬
‫القمح فيبذره بل حرث فيجيء منه سبعمائة فيمكثون كذلك حتى‬
‫يكسر سد يأجوج ومأجوج فيمرحون ويفسدون ويستغيث الناس فل‬
‫يستجاب لهم‪ ،‬وأهل طور سيناء هم الذين فتح الله لهم‬
‫القسطنطينهة فيدعون فيبعث الله دابة من الرض ذات قوائم‬
‫فتدخل في آذانهم‪ ،‬فيصبحون موتى أجمعين وتنتن الرض منهم‪،‬‬
‫فيؤذون الناس بنتنهم أشد من حياتهم‪ ،‬فيستغيثون بالله فيبعث الله‬
‫ريحا ً يمانية غبراء فتصير على الناس غما ً ودخانا ً ويقع عليهم الزكمة‬
‫ويكشف ما بهم بعد ثلث‪ ،‬وقد قذفت جيفهم في البحر‪ ،‬ول يلبثون‬
‫إل ّ قليل ً حتى تطلع الشمس من مغربها وقد جفت القلم وطويت‬
‫الصحف‪ ،‬ول يقبل من أحد توبة‪ ،‬ويخر إبليس ساجدا ً ينادي إلهي‬

‫‪204‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مرني أن أسجد لمن شئت‪ ،‬ويجتمع إليه الشياطين فيقولون‪ :‬يا‬


‫سيدنا إلى من تفزع? فيقول‪ :‬إنما سألت ربي أن ينظرني إلى يوم‬
‫البعث وقد طلعت الشمس من مغربها‪ ،‬وهذا هو الوقت المعلوم‪،‬‬
‫وتصير الشياطين ظاهرة في الرض حتى يقول الرجل هذا قريني‬
‫الذي كان يغريني فالحمد لله الذي أخزاه‪ ،‬ول يزال إبليس ساجدا ً‬
‫باكيا ً حتى تخرج الدابة فتقتله وهو ساجد‪ ،‬ويتمتع المؤمنون بعد ذلك‬
‫أربعين سنة ل يتمنون شيئا ً إل أعطوه‪ ،‬ويترك المؤمنون حتى يتم‬
‫أربعون سنة بعد الدابة ثم يعود فيهم الموت ويسرع فل يبقى‬
‫مؤمن‪ ،‬ويقول الكافر‪ :‬ليس تقبل منا توبة‪ ،‬يا ليتنا كنا من‬
‫المؤمنين‪ ،‬فيتهارجون في الطرق تهارج الحمر‪ ،‬حتتتى ينكتتح الرجتتل‬

‫أمه في وسط الطريق‪ ،‬يقوم واحد وينزل آخر‪ ،‬وأفضلهم متتن يقتتول‬

‫لو تنحيتم عن الطريق كان أحسن‪ ،‬فيكونون على ذلك‪ ،‬ول يولد أحد‬

‫من نكاح ثم يعقم الله النساء ثلثين ستتنة فيكتتونرن كلهتتم أولد زنتتا‬

‫شرار الناس عليهم تقتوم الستاعة"‪.‬منيتن‪ ،‬فيتهتارجون فتي الطترق‬

‫تهارج الحمر‪ ،‬حتى ينكح الرجل أمه في وسط الطريق‪ ،‬يقتتوم واحتتد‬

‫وينزل آخر‪ ،‬وأفضلهم من يقول لو تنحيتم عن الطريق كتتان أحستتن‪،‬‬

‫فيكونون على ذلك‪ ،‬ول يولتد أحتد متتن نكتاح ثتم يعقتتم اللته النستتاء‬

‫ثلثيتتن ستتنة فيكتتونرن كلهتتم أولد زنتتا شتترار النتتاس عليهتتم تقتتوم‬

‫الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاعة"‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كذا رواه الطبراني‪ ،‬عن عبد الرحمن بن حاتم المرادي‪ ،‬عن نعيم بن‬

‫حماد فذكره‪.‬‬

‫حديث مرفوض‬

‫قال شيخنا الحافظ الذهبي إجازة إن لتتم يكتتن ستتماعًا‪ :‬أخبرنتتا أبتتو‬

‫الحستتن اليتتونيني‪ ،‬أخبرنتتا عبتتد الرحمتتن حضتتورًا‪ ،‬أخبرنتتا عتتتيق بتتن‬

‫مصيلء‪ ،‬أخبرنا عبد الواحد بن علوان‪ ،‬أخبرنا عمرو بن دوسة‪ ،‬حتتدثنا‬

‫أحمد بن سلمان النجاد‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن غتتالب‪ ،‬حتتدثنا أبتتو ستتلمة‬

‫النوذكي‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬حدثنا علي بن زيد عن الحسن قال‪:‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬التتدجال يتنتتاول الستتحاب‬

‫ويخوض البحر الى ركبته ويسبق الشمس إلتتى مغربهتتا وتستتير معتته‬

‫الكام وفي جبهتتته قتترن مكستتور الطتترف‪ ،‬وقتتد صتتور فتتي جستتده‬

‫الستتتتتتلح كلتتتتتته حتتتتتتتى الرمتتتتتتح والستتتتتتيف والتتتتتتدرق"‪.‬‬

‫قلت للحسن‪ :‬يا أبا سعيد ما الدرق? قال‪ :‬الترس‪ .‬قال شتتيخنا‪ :‬هتتذا‬

‫من مراسيل الحسن وهي ضعيفة‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حديث خرافة‬

‫قال ابن مندة في كتاب اليمان‪ :‬حدثنا محمد بن الحستتين المتتدني‪،‬‬

‫حدثنا أحمد بن مهدي‪ ،‬حدثنا سعيد بن ستتليمان بتتن ستتعدون‪ ،‬حتتدثنا‬

‫خلف بن خليفة عن أبي مالك الشجعي عن ربعي عن حذيفتتة قتتال‪:‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬أنتتا أعلتتم بمتتا متتع التتدجال‬

‫منه‪ ،‬معه نهران أحدهما نار تأجتتج فتتي عيتتن متتن يتتراه‪ ،‬والختتر متتاء‬

‫أبيض‪ ،‬فمن أدركه منكم فليغمض عينيه وليشرب من نهر النار الذي‬

‫معه فِإنه ماء بارد‪ ،‬وإياكم والخر فإنه فتنة‪ ،‬واعلموا أنه مكتوب بيتتن‬

‫عينيتته كتتافر يقتترؤه متتن كتتتب ومتتن لتتم يكتتتب‪ ،‬وأن إحتتدى عينيتته‬

‫ممسوحة عليها ظفرة‪ ،‬وأنه مطلع من آخر عمره على بطتتن الردن‬

‫على ثنية فيق‪ ،‬وكل أحد يؤمن بالله واليوم الخر ببطن الردن‪ ،‬وأنتته‬

‫يقتل من المسلمين ثلثا ً ويهزم ثلثا ً يبقى ثلتتث فيحجتتز بينهتتم الليتتل‪،‬‬

‫فيقول بعض المؤمنين لبعتتض‪ :‬متتا تنظتترون? أل تريتتدون أن تلحقتتوا‬

‫بإخوانكم في مرضاة ربكم? من كان عنتتده فضتتل طعتتام فليعتتد بتته‬

‫على أخيه‪ ،‬وصلوا حين ينفجر الفجر وعجلوا الصلة‪ ،‬ثم أقبلتتوا علتتى‬

‫‪207‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عدوكم‪ ،‬قال‪ :‬فلما قاموا يصلون نزل عيستتى وإمتتامهم يصتتلي بهتتم‪،‬‬

‫فلما انصرف قال هكذا‪ :‬فرحوا بيني وبين عتتدو اللتته‪ .‬قتتال‪ :‬فيتتذوب‬

‫كما يذوب الملح في الماء فيسلط عليهم المسلمين فيقتلونهم حتى‬

‫إن الحجر والشجر ينادي يا عبد الله يا مستتلم‪ ،‬هتتذا يهتتودي فتتاقتله‪،‬‬

‫ويظهر المسلمون فيكسر الصليب‪ ،‬ويقتل الخنزيتتر وتوضتتع الجزيتتة‪،‬‬

‫فبينمتتا هتتم كتتذلك إذ أختترج اللتته يتتأجوج ومتتأجوج‪ ،‬فيشتترب أولهتتم‪،‬‬

‫ويجيء آخرهم وقد انتشفوا فما يدعون منه قطرة‪ ،‬فيقولون‪ :‬هاهنتتا‬

‫أثر ماء‪ ،‬ونبي الله وأصحابه وراءهم حتى يتتدخلوا مدينتتة متتن متتدائن‬

‫فلسطين يقال لها باب ل تد ّ فيقولتتون ظهرنتتا علتتى متتن فتتي الرض‪،‬‬

‫فتعالوا نقتل من في السماء‪ ،‬فيدعو الله نبيه بعد ذلتتك فيبعتتث اللتته‬

‫عليهتتم قرحتتة فتتى حلتتوقهم فل يبقتتى منهتتم بشتتر‪ ،‬ويتتؤذي ريحهتتم‬

‫المسلمين‪ ،‬فيدعو عيسى عليهم‪ ،‬فيرسل الله عليهتتم ريح تا ً تقتتذفهم‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي البحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر أجمعيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن"‪.‬‬

‫قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي‪ :‬هذا إسناد صالح‪ .‬قلت‪ :‬وفيه ستتياق‬

‫غريب وأشياء منكرة والله تعالى أعلم‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر نزول عيسى ابن مريم رسول الّله من سماء الدنيا‬

‫ِإلى الرض في آخر الزمان‬

‫م رسول‬ ‫مْري َ َ‬‫ن َ‬


‫سى ب ْ َ‬ ‫عي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫سي َ‬ ‫م ِ‬ ‫م إّنا قَت َل ََنا ال ْ َ‬‫قال الله تعالى‪" :‬وَقولهِ ْ‬
‫خت َل َُفوا ِفي ِ‬
‫ه‬ ‫نا ْ‬‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫م َوإ ّ‬ ‫ه ل َهُ ْ‬‫ن شب َ‬ ‫صل َُبوهُ ولك ِ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ما قَت َُلوهُ وَ َ‬ ‫الله وَ َ‬
‫ما قََتلوهُ ي َِقينا ً ب َ ْ‬
‫ل‬ ‫ظن وَ َ‬ ‫عْلم إل ّ اتَباعَ ال ّ‬ ‫من ِ‬ ‫م ب ِهِ ِ‬ ‫ما ل َهُ ْ‬‫ه َ‬‫من ْ ُ‬
‫ك ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫ل َِفي َ‬
‫كيمًا"‪.‬‬ ‫زيزا ً َ‬
‫ح ِ‬ ‫ه عَ ِ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫ه إ ِل َي ْهِ وكا َ‬‫ه الل ّ ُ‬ ‫َرفَعَ ُ‬
‫قال ابن جرير في تفسيره‪ :‬حدثنا بن يسار‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن‪،‬‬
‫حدثنا سفيان عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس‪:‬‬
‫وته"‪.‬‬ ‫م ْ‬
‫ل َ‬ ‫ن ب ِهِ قَب ْ َ‬ ‫من َ ّ‬ ‫ب إ ِل ّ لُيؤ ِ‬ ‫ن أهل الك َِتا ِ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫"وإ ْ‬
‫قال‪ :‬قبل موت عيسى ابتتن مريتتم‪ .‬وهتتذا استتناد صتتحيح وكتتذا ذكتتر‬

‫العوفي عن ابن عباس‪.‬‬

‫هل مات عيسى عليه السلم أو رفع حيا ً إلى السماء?‬

‫وقال أبو مالك‪" :‬إن من أهل الكتاب إل ّ ليؤمنن به قبل متتوته" ذلتتك‬

‫عند نزول عيسى ابن مريم‪ ،‬وإنه الن حي عند اللتته‪ ،‬ولكتتن إذا نتتزل‬

‫آمنوا به أجمعين رواه بن جرير‪ ،‬وروى ابتن أبتي حتاتم عنته أن رجل ً‬

‫سأل الحسن عن قوله تعالى‪" :‬وأن من أهل الكتتتاب ِإل ليتتؤمنن بتته‬

‫قبل موته" فقال‪ :‬قبل موت عيسى إن اللتته رفتتع إليتته عيستتى وهتتو‬

‫‪209‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫باعثه قبل يوم القيامة مقام تا ً يتتؤمن بتته التتبر والفتتاجر‪ ،‬وهكتتذا قتتال‬

‫قتادة بن دعامة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغير واحد وهو ثابت‬

‫في الصتتحيحين عتتن أبتتي هريتترة كمتتا ستتيأتي موقوف تا ً وفتتي روايتتة‬

‫مرفوعتتتتتتتتتتتتتتتا ً واللتتتتتتتتتتتتتتته تعتتتتتتتتتتتتتتتالى أعلتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫والمقصود من السياق الخبار بحيتتاته الن فتتي الستتماء وليتتس كمتتا‬

‫يزعمه أهل الكتاب الجهلة أنهم صلبوه بل رفعه الله إليتته‪ ،‬ثتتم ينتتزل‬

‫من السماء قبل يوم القيامة كمتتا دخلتتت عليتته الحتتاديث المتتتواترة‬

‫مما سبق في أحاديث الدجال وممتا ستيأتي أيضتا ً وبتالله المستتعان‬

‫وعليه التكلن ول حول ول قوة ِإل بالله العزيز الحكيم العلي العظيم‬

‫التتتتتتتتتذي ل إلتتتتتتتتته ِإل هتتتتتتتتتو رب العتتتتتتتتترش الكريتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقد روي عن ابن عباس وغيره أنه أعاد الضمير في قوله قبل متتوته‬

‫على أهل الكتاب‪ ،‬وذلك لو صح لكان منافيا ً لهذا‪ ،‬ولكن الصحيح متتن‬

‫المعنى والسناد ما ذكرناه وقد قررناه في كتتتاب التفستتير بمتتا فيتته‬

‫كفاية ولله الحمد والمنة‪.‬‬

‫ذكر الحاديث الواردة في غير ما تقدم‬

‫‪210‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا عبتتد اللته بتتن معتتاذ العنتتبري‪ ،‬حتتدثنا أبتتي‪ ،‬حتتدثنا‬

‫شعبة عن النعمان بن سالم ستتمعت يعقتتوب بتتن عاصتتم بتتن عتتروة‬

‫يقول‪ :‬سمعت عبد الله بن عمتترو وقتتد جتتاءه رجتتل فقتتال‪ :‬متتا هتتذا‬

‫الحديث الذي تحتتدث بتته? تقتتول‪ :‬إن الستتاعة تقتتوم إلتتى كتتذا وكتتذا‬

‫فقال‪ :‬سبحان الله أو ل إله إل الله أو كلمة نحوها‪ ،‬لقد هممتتت أن ل‬

‫أحدث أحدا ً شيئا ً أبدا ً إنما قلت إنكم سترون بعد قليتتل أمتترا ً أعظمتا ً‬

‫يحزن ويكون‪ ،‬ثم قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫شتْهرا ً أْو‬ ‫ومتا ً أوْ أْرب َِعيت َ‬


‫ن َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مك ُت ُ‬
‫ث أْرب َِعيت َ‬ ‫متتتي فَي َ ْ‬ ‫جا ُ‬
‫ل في أ َ‬ ‫"يخرج الد ّ ّ‬

‫ستُعود‬
‫م ْ‬
‫ن َ‬
‫ه عُتْروَةُ ب ْت ُ‬
‫ن مريتتم كتتأن ّ ُ‬ ‫ث الل ّ ُ‬
‫ه عيسى اب َ‬ ‫عامًا‪ ،‬فَي َب ْعَ ُ‬
‫ن َ‬
‫أْرب َِعي َ‬

‫ة‪،‬‬
‫داوَ ُ‬
‫عتت َ‬ ‫ن ل َي ْ َ‬
‫س ب َْين اث ْن َْين َ‬ ‫سِني َ‬
‫سْبع ِ‬
‫س َ‬ ‫مك ُ ُ‬
‫ث النا ُ‬ ‫ه‪ ،‬ثم ي َ ْ‬ ‫فَي َط ْل ُب ُ ُ‬
‫ه في ُهْل ِك ُ ُ‬

‫ل الله ِريحا ً بارِد َةً من قَِبل الشام فل ي َب َْقى عََلى َوجتتهِ الرض‬
‫س ُ‬
‫م ي ُْر ِ‬
‫ث ّ‬

‫حتتتى ل َتوْ أ ّ‬
‫ن‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫خي ْترِ أوْ إيمتتان إل َ قَب َ َ‬
‫ض تت ْ ُ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫حد في قَت ْب ِهِ ِ‬
‫مث َْقا ُ‬
‫ل ذ َّرة ِ‬ ‫أ َ‬

‫ت من‬
‫مع ُ‬
‫س َ‬
‫ه قال‪َ :‬‬
‫ض ُ‬ ‫خل َْته عَل َي ْهِ َ‬
‫حّتى ت َْقب ِ َ‬ ‫جَبل ل َد َ َ‬
‫ل في ك َب َدِ َ‬
‫خ َ‬ ‫حد َك ُ ْ‬
‫م دَ َ‬ ‫أ َ‬

‫ة‬
‫خّف ِ‬ ‫سول الله صلى الله عليه وسلم قال‪ :‬فَي َب َْقى ِ‬
‫شَراُر الناس في ِ‬ ‫َر ُ‬

‫مث ّل ُُهتت ْ‬
‫م‬ ‫كرا ً فَي َت َ َ‬
‫من ْ ِ‬ ‫معُْروفا ً ول ي ُن ْك ُِرو َ‬
‫ن ُ‬ ‫ن َ‬
‫رفو َ‬
‫لم السَباع ل ي ُعْ ِ‬ ‫الط ّي ْرِ وأ ْ‬
‫ح َ‬

‫‪211‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫هم‬ ‫مُرن َتتا? فَي َتتأ ُ‬


‫مُر ُ‬ ‫متتا تأ ُ‬ ‫ن? فَي َُقول ُتتو َ‬
‫ن‪ :‬فَ َ‬ ‫جيُبو َ‬ ‫ل‪ :‬أل َ ت َ ْ‬
‫ستتت ِ‬ ‫ن فَي َُقو ُ‬
‫الشيطا ُ‬

‫م‪ُ ،‬ثم ي ُن َْف ُ‬


‫خ في‬ ‫عي ُ‬
‫شه ُ ْ‬ ‫سن َ‬
‫ح َ‬ ‫دار رِْزقُهُ ْ‬
‫م‪َ ،‬‬ ‫م في ذ َل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫ب ِعَِباد َةِ الوَْثا ِ‬
‫ن‪ ،‬وَهُ َ‬

‫ه‬
‫مع ُ ُ‬
‫ست َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫مت ْ‬ ‫صَغى ليتا ً وََرفَعَ ليتا ً َقا َ‬
‫ل‪ :‬وأَول َ‬ ‫الصورِ فَل َ ي َب َْقى أحد ٌ إل ّ أ ْ‬

‫ل الّلتت ُ‬
‫ه‬ ‫س ُ‬
‫م ي ُْر ِ‬
‫س‪ ،‬ث ّ‬
‫صعَقُ النا ُ‬ ‫ه‪ ،‬قال‪ :‬فَي ُ ْ‬
‫صعَقُ وي ُ ْ‬ ‫ض إبل ِ‬
‫حو ْ َ‬ ‫ل ي َُلو ُ‬
‫ط َ‬ ‫ج َ‬
‫َر ُ‬

‫ت‬ ‫ه ال َ‬
‫طل أو الظل‪ -‬ن ُْعمتتان الشتتا ُ‬
‫ك فَي َْنب ت َ‬ ‫طرا ً َ‬
‫كأن َ ُ‬ ‫م َ‬
‫ه َ‬
‫زل الل ُ‬ ‫أو َقا َ‬
‫ل‪ُ :‬ين ِ‬

‫خ فيه مرة اخرى فإذا هم قَيام ي َن ْظ ُُرون ثتتم‬


‫ساد ُ الناس ثم ي ُن َْف ُ‬
‫ج َ‬
‫مْنه أ ْ‬
‫ِ‬

‫ستُئوُلو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫م ْ‬
‫م َ‬ ‫يقال‪ :‬يا أيها النتتاس هَُلمتتوا إلتتى ربكتتم "وقُفتتوهُ ْ‬
‫م إن ّهُت ُ‬

‫ن ك ُتتل أل ْتتف‬
‫مت ْ‬ ‫ن ك َت ْ‬
‫م? فيقتتال‪ِ :‬‬ ‫م ْ‬
‫ن النار‪ ،‬فيقال‪ِ :‬‬
‫م َ‬
‫"ثم يقال أخرجوا ِ‬

‫شيبًا‪ ،‬وي َوْ َ‬


‫م‬ ‫جع َ ُ‬
‫ل الوالدان ِ‬ ‫مائةٍ وتسعٌ وتسعون‪ ،‬قال‪ :‬وذلك يوم ي َ ْ‬
‫سع ُ َ‬
‫تِ ْ‬

‫ساق"‪.‬‬
‫ف عن َ‬ ‫ي ُك ْ َ‬
‫ش ُ‬

‫بعض العجائب قبل قيام الساعة‬

‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا شريح‪ ،‬حدثنا فليح‪ ،‬عن الحارث‪ ،‬عن‬
‫فضيل‪ ،‬عن زياد بن سعد‪ ،‬عن‬
‫ن‬
‫أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ينزل اْبتت ُ‬

‫ستتطا ً فيكستتر الصتتلي َ‬


‫ب وَي َْقت ُتتل الخنزيتتر‬ ‫كمتا ً ُ‬
‫مْق ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ماما ً َ‬
‫عادِل ً و َ‬ ‫مإ َ‬
‫مْري َ َ‬
‫َ‬

‫‪212‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ت جمتتة‪.‬‬
‫هب جمتتة كتتل ذا ِ‬
‫ويرجع السلم ويتخذ السيوف مناجتتل ويتتذ ِ‬

‫ب‬ ‫ن الرض ب ََرك َُتهتتا‪َ ،‬‬


‫حت َتتى َيلعَت َ‬ ‫مت َ‬
‫ج ِ‬
‫ختُر ُ‬
‫من الستتماِء ِرزقهتتا‪ ،‬وَت َ ْ‬
‫زل ِ‬
‫وين ِ‬

‫ب وَل َ ي َ ُ‬
‫ضتترها‪ ،‬وَي َْرعَتتى‬ ‫عى ال ْغَن َ ُ‬
‫م والذ ّئ ْ ُ‬ ‫ن وَل َ ي َ ُ‬
‫ضّره‪ ،‬وَت َْر َ‬ ‫صبي ِبالثعَْبا ِ‬
‫ال ّ‬

‫سد ُ َوالب ََقُر وَل َ ي َ ُ‬


‫ضّرها"‪ .‬تفّرد به أحمد وإسناده جيد قوي صالح‪.‬‬ ‫ال َ‬

‫قبل قيام الساعة تقل العبادة وتكثر الموال‪:‬‬

‫وقتتال البختتاري‪ :‬حتتدثنا إستتحاق بتتن إبراهيتتم‪ ،‬حتتدثني يعقتتوب بتتن‬

‫إبراهيم‪ ،‬حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب عن سعيد بن المستتيب‬

‫عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬والذي‬

‫نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابتتن مريتتم حكم تا ً عتتدل ً فيكستتر‬

‫الصليب‪ ،‬وي َْقُتل الخنزير ويضع الجزية‪ ،‬ويفيض المتتال حتتتى ل ي َْقب َل َتته‬

‫أحد‪ ،‬وحتى تكون السجدة خيرا ً من التتدنيا ومتتا فيهتتا" ثتتم يقتتول أبتتو‬

‫هريرة واقرءوا إن شئتم‪" :‬وإن من أهل الكتاب إل ليتتؤمنن بتته قبتتل‬

‫متتتتتتتوته ويتتتتتتتوم القيامتتتتتتتة يكتتتتتتتون عليهتتتتتتتم شتتتتتتتهيدًا"‪.‬‬

‫وكذلك رواه مسلم عن حسن الحلواني وعبد بن حميتتد كلهمتتا عتتن‬

‫‪213‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يعقوب بن إبراهيم به وأخرجاه أيضا ً من حديث ابن عيينة والليث بن‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتعد عتتتتتتتتتتتتتتتتن الزهتتتتتتتتتتتتتتتتري بتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وروى أبو بكر بتتن مردويتته متتن طريتتق محمتتد بتتن أبتتي حفتتص عتتن‬

‫الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬يوشك أن يكون فيكم ابن مريم حكما ً عتتدل ً‬

‫يقتل الدجال ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضتتع الجزيتتة‪ ،‬ويفيتتض‬

‫المال‪ ،‬وثكون السجدة الواحدة لرب العالمين خيتترا ً متتن التتدنيا ومتتا‬

‫فيها" قال أبو هريتترة واقتترءوا إن شتتئتم "وإن متتن أهتتل الكتتتاب إل‬

‫ليؤمنن به قبل موته" موت عيسى ابن مريم ثتتم يعيتتدها أبتتو هريتترة‬

‫ثلث متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترات‪.‬‬

‫قال المتتام أحمتتد حتتدثنا يزيتتد حتتدثنا ستتفيان وهتتو بتتن حصتتين عتتن‬

‫الزهري عن حنظلة عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى اللتته‬

‫ب‬
‫صتِلي َ‬
‫عليه وسلم‪" :‬ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الخنزير ويمحتتو ال َ‬

‫ج فينتتزل‬
‫خ تَرا َ‬
‫ض تعُ ال َ‬
‫حتى ل يْقب َتتل وي َ َ‬
‫طي المال َ‬
‫وتجمع له الصلة وُيع ِ‬

‫بالروحاَء فيحج منهما أو يعتمر أو يجمعهما قال‪ :‬وتل أبوهريرة‪" :‬وإن‬

‫‪214‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن عَل َي ْهِ ت ْ‬
‫م‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫م تةِ ي َك ُتتو ُ‬ ‫وتهِ وي َوْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن ب ِهِ قَب ْ َ‬
‫ل َ‬ ‫ب إل َ لُيؤ ِ‬
‫من َ ّ‬ ‫هل الك َِتا ِ‬
‫نأ ْ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬

‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتهيدًا"‪.‬‬

‫فيزعم حنظلة أن أبا هريرة قتتال‪ :‬يتتؤمن بتته قبتتل متتوت عيستتى فل‬

‫أدري أهذا كان حديث النبي صلى الله عليه وسلم أو شتتيئا ً قتتاله أبتتو‬

‫هريرة? وروى أحمد ومسلم ِ من حديث الزهري عن حنظلة عن أبتتي‬

‫عيستتى‬
‫ن ِ‬ ‫هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬ل َي َ ْ‬
‫مك ُث َت ّ‬

‫متتا‬ ‫حتتج أوْ ِبتتال ْعُ ْ‬


‫مَرةِ أو اثنت َْيه َ‬ ‫من َْهتتا بال ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫م ّ‬
‫حتتاءِ في َُقتتو َ‬
‫م بالروْ َ‬
‫مْرَيتت َ‬
‫ن َ‬
‫ابتت ُ‬

‫ميعًا"‪.‬‬
‫ج ِ‬
‫َ‬

‫النبياء أخوة أبناء علت‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا ابن بكير‪ ،‬حدثنا الليث‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن ابن‬
‫شهاب‪ ،‬عن نافع مولى أبي قتادة النصاري أن أبا هريرة قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬كيف أنتم إذا نزل فيكم عيسى‬
‫ابن مريم وإمامكم منكم" ثم قال البخاري تابعه عقيل الوزاعي‪.‬‬
‫وقد رواه المام أحمد‪ ،‬عن عبد الرازق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن عثمان بن‬
‫عمر‪ ،‬عن أبي ذؤيب كلهما عن الزهري به‪ ،‬وأخرجه مسلم من‬
‫حديث يونس الوزاعي وابن أبي ذؤيب عن الزهري به‪.‬‬
‫قال المام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا همام أخبرنا قتادة عن عبد‬
‫الرحمن وهو ابن آدم مولى أم برين صاحب السقاية عن أبي هريرة‬
‫م‬
‫شتى وِدين ُهُ ْ‬‫م َ‬
‫مهات ُهُ ْ‬
‫ت‪ ،‬أ ّ‬
‫عل ٍ‬
‫أن رسول الله قال‪" :‬الن ْب َِياُء إخوَةٌ َ‬

‫‪215‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه‬
‫ن ب َْيني وَب َي ْن َ ُ‬ ‫ه لَ ْ‬
‫م ي َك ُ ْ‬ ‫م‪ ،‬لن ّ ُ‬ ‫مْري َ َ‬ ‫د‪ ،‬وإني أولى الناس ب ِِعيسى ابن َ‬ ‫َواح ُ‬
‫مَرة‬ ‫ح ْ‬ ‫مْرُبوع‪ ،‬إلى ال ُ‬ ‫ل َ‬‫ج ٌ‬ ‫ه‪ ،‬إ ِّنه َر ُ‬ ‫موه َفاعْرُِفو ُ‬ ‫ل‪ ،‬فإذا َرأي ْت ُ ُ‬ ‫ه َنازِ ٌ‬ ‫ن َِبي‪ ،‬وإن ّ ُ‬
‫صْبه‬ ‫ن كان رأسه ي َْقط ُُر ماًء‪ ،‬وإن لم ي ِ‬ ‫صرا ِ‬‫م ّ‬ ‫م َ‬‫ن ُ‬ ‫والبياض‪ ،‬عليه َثوَبا ِ‬
‫س ِإلى‬ ‫عو الّنا َ‬ ‫جَزى ويد ُ‬ ‫ضع ال ِ‬ ‫ل الخنزيَر‪ ،‬وي َ َ‬ ‫ب ََلل‪َ ،‬فيد ُقّ الصليب ويقت َ‬
‫ه في‬ ‫ك الل ّ ُ‬‫م‪ ،‬ويهل ُ‬ ‫لسل َ‬ ‫م كل َّها ِإل ا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ماِنه ال َ‬
‫ه في َز َ‬ ‫ك الل ّ ُ‬
‫لسلم‪ ،‬وي ُهْل ِ َ‬ ‫ا ِ‬
‫سود ُ‬ ‫مَنة عََلى الرض حتى َترتع ال ُ‬ ‫ح الدجال‪ ،‬ثم تقع ال َ‬ ‫زمانه المسي َ‬
‫لبل‪ ،‬والنموُر مع البقر‪ ،‬والذئاب مع الغنم‪ ،‬ويلعب الصبيان‬ ‫مع ا ِ‬
‫صلي عليه المسلمون"‪.‬‬ ‫ى وي ُ َ‬ ‫بالحيات فيمكث أربعين سنة‪ ،‬ثم ي ُت َوَفّ ِ‬
‫وهكذا رواه أبو داود عن هدبة بتتن خالتتد عتتن همتتام بتتن يحيتتى عتتن‬

‫قتادة‪ ،‬ورواه ابن جرير ولم يورد عند تفستتيرها غيتتره عتتن بستتر بتتن‬

‫معاذ عن سعيد بن أبي عروبتتة عتتن قتتتادة بنحتتوه وهتتذا إستتناد جيتتد‬

‫قوي‪.‬‬

‫النبي عليه السلم أولى الناس بعيسى ابن مريم‬

‫وروى البخاري‪ ،‬عن أبي اليمان‪ ،‬عن شعيب‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن أبتتي‬

‫سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة سمعت رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫ت ل َي ْت َ‬
‫س ب َي ْن ِتتي‬ ‫يقول‪" :‬أنا أوَْلى الّناس ب ِتتابن مري ت َ‬
‫م والنبيتتاُء أولد ُ عًل ّ ٍ‬

‫ه ن َِبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي"‪.‬‬
‫وَب َي َْنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬

‫ثم روي عن محمد بن سفيان‪ ،‬عن فليح بن ستتليمان‪ ،‬عتتن هلل بتتن‬

‫‪216‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫علي‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي عمتترة‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬أنتتا أولتتى النتتاس بعيستتى ابتتن‬

‫علت أمهتتاتهم َ‬
‫شتّتى وِدين ُهُتتم‬ ‫مريم في الدنيا والخرة النبيتتاُء ِإختتوةٌ ُ‬

‫واحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد"‪.‬‬

‫ثم قتتال‪ :‬وقتتال إبراهيتتم بتتن طهمتتان‪ ،‬عتتن موستتى بتتن عقبتتة‪ ،‬عتتن‬

‫صفوان بن سليم‪ ،‬عن ابن يسار عن أبي هريتترة قتتال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬فهذه طرق متعددة كالمتواترة عن أبي‬

‫هريرة رضي الله عنه‪.‬‬

‫حديث ابن مسعود رضي الّله تعالى عنه‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا هشام بن العوام بن حوشب‪ ،‬عن جبلتتة بتتن‬


‫قال ا ِ‬

‫سحيم‪ ،‬عن ابن عمارة‪ ،‬عن ابن مسعود‪ ،‬عن رسول الله صلى اللتته‬

‫ستتى وعيستتى‬
‫سرِيَ بتتي إبراهيتتم ومو َ‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬لقيت لْيلة أ ْ‬

‫عليهم الصلة والسلم قال فََتذاكروا أمَر الساعةِ َفردوا أمرهتتم إلتتى‬

‫م‬
‫موسى‪ ،‬فقال‪ :‬ل عل َ‬
‫إبراهيم قال‪ :‬ل علم لي بها‪ ،‬فردوا أمَرهم إلى ُ‬

‫‪217‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حين َُها فل يعلم به أحتتد ٌ إل‬


‫ما ِ‬
‫لي ِبها‪ ،‬فردوا أمَرهم إلى عيسى فقال أ ّ‬

‫ن‪،‬‬ ‫ل أن الدجال خارج ومعتته قَ ِ‬


‫ضتتيبا ِ‬ ‫ي رّبي عّز وج ّ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه‪ ،‬وفيما عَهَد َ إل ّ‬

‫ي?‬ ‫ب الرصتتاص‪ ،‬قتتال‪ :‬فَي َهْل ِك ُت ُ‬


‫ه اللتته إذا رآن ت ِ‬ ‫ب كما يتتذو ُ‬ ‫ذا رآني َ‬
‫ذا َ‬ ‫فإ َ‬

‫ل َفاقْت ُل ْ ُ‬
‫ه?‬ ‫حتى إن الحجر والشجر يقول يا مسلم إن تحتي كافرا ً ت ََعا َ‬

‫س إلى ِبلِدهم وأوطتتانهم‪،‬‬


‫ل? ثم يْرجعُ النا ُ‬ ‫قال‪ :‬في ُهْل ِك ُُهم الل ّ ُ‬
‫ه عّز وج ّ‬

‫ن‬ ‫سُلو َ‬
‫ن فََيطؤو َ‬ ‫دب ين ِ‬
‫ح َ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫ج وَهُ ْ‬
‫جو ُ‬
‫جوج ومأ ُ‬
‫فعند ذلك يخرج يأ ُ‬

‫ن عَل َتتى َ‬
‫متتاءٍ إل‬ ‫متترو َ‬ ‫يءٍ إل ّ أك َل ُتتو ُ‬
‫ه‪ ،‬وَل َ ي َ ُ‬ ‫ن عَل َتتى َ‬
‫شت ْ‬ ‫ِبلدهتتم? ل َ ي َتتأُتو َ‬

‫عليهتتم فَي ُهْل ِك ُُهتت ْ‬


‫م?‬ ‫عو الله َ‬
‫ن فأد ْ ُ‬ ‫ش ُ‬
‫كو َ‬ ‫ه? قال‪ :‬ثم يرجع الناس ي َ ْ‬
‫شرُِبو ُ‬

‫حهِتتم وُينتتزل اللتته المطتَر‬


‫ض متتن ن َت َتتن ري ِ‬
‫مت َِلىتَء الر ُ‬
‫م حتتتى ت َ ْ‬
‫وَيميت ُهُ ْ‬

‫م في البحرِ فَِفي َ‬
‫متتا عهتتد إلتتي رب ّتتي عتّز‬ ‫حّتى ي َْقذِفَهُ ْ‬
‫م َ‬
‫ساد َهُ ْ‬
‫ج َ‬
‫في ُغْرِقُ أ ْ‬

‫م ل َ يتد ِْري‬
‫متت ّ‬ ‫وج ّ‬
‫ل‪ :‬أن ذلك إذا كان كذلك فتتإن الستتاعة كالحامتتل ال ُ‬

‫هم"‪.‬‬ ‫أهْل َُهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا َ‬


‫مَتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى ت َْفجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأ ُ‬

‫ورواه ابن ماجه‪ ،‬عن محمتتد بتتن يستتار‪ ،‬عتتن يزيتتد بتتن هتارون‪ ،‬عتتن‬

‫العوام بن حوشب به نحوه‪.‬‬

‫صفة المسيح عيسى ابن مريم‬

‫‪218‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رسول الّله عليه السلم‬

‫صفة أهل آخر الزمان‬

‫ثبت في الصحيحين من حديث الزهري‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن أبي هريرة‬


‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ليلة أسري بي لقيت‬
‫ل الرأس كأنه من‬ ‫ج ُ‬‫ويل َر ْ‬ ‫ب أي ْ ط َ ِ‬ ‫ضط َرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه فإذا رجل ُ‬ ‫موسى فَن ََعت ُ‬
‫مَر كأّنه‬ ‫ح َ‬ ‫ه‪ ،‬قال فرأيته أ ْ‬ ‫ة? قال ولقيت عيسى فَن ََعت ُ‬ ‫شُنوَء َ‬ ‫ل َ‬ ‫رجا ِ‬
‫مامًا"‪.‬‬ ‫ح َ‬‫ج من ديماس يعني َ‬ ‫خر َ‬
‫وللبخاري من حديث مجاهد‪ ،‬عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬رأيت موسى وعيسى وإبراهيم‪ ،‬فأما عيسى‬
‫سبط كأنه من‬ ‫سيم َ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫جْعد عريض الصدر‪ ،‬وأما موسى فأد َ ُ‬ ‫فأحمُر َ‬
‫رجال الزط "‪.‬‬
‫ولهما من طريق موسى بن عتيبة‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر قال‪ :‬ذكر‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬يوما ً بين ظهراني الناس المسيح‬
‫ح الدجال أعوَر‬ ‫ن الله ليس بأعوََر? أل َ إن المسي َ‬ ‫الدجال فقال‪" :‬إ ّ‬
‫ة? وأراني الله عند الكعبةِ في‬ ‫منى? كأن عينه عَِنبة طافي ُ‬ ‫العين ال ْي ُ ْ‬
‫ن‬
‫ه ب َي ْ َ‬
‫مت َ ُ‬ ‫ب لِ ّ‬ ‫ضرِ ُ‬
‫ل يَ ْ‬ ‫جا ِ‬ ‫دم الر َ‬ ‫من أ ْ‬ ‫م كأحسن ما ي َُرى ِ‬ ‫جل ً آد َ‬ ‫المنام ر ُ‬
‫من ْك َب َ ّ‬
‫ي‬ ‫ه ماًء واضعا ً يديهِ عََلى ِ‬ ‫س ُ‬
‫شعْرِ يقطُر رأ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ه? َر ْ‬ ‫من ْك ِب َي ْ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫سيح اب ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ذا? قالوا‪ :‬هو ال َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫رجلين وهوَ َيطوف بالبيت فقلت‪َ :‬‬
‫من َرأيت‬ ‫شَبه ِ‬ ‫ططا ً أعوََر العين اليمنى كأ ْ‬ ‫مْرَيم‪ ،‬ورأيت رجل ً وراَءهُ قَ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫مْنكبي رجل يطوف بالبيت‪ ،‬فقلت‪َ :‬‬ ‫ديهِ على ِ‬ ‫ً‬
‫ضعا ي َ َ‬ ‫بابن قطن وا ِ‬ ‫َ‬
‫ل"‪ .‬تابعه عبيد الله‪ ،‬عن نافع‪.‬‬ ‫ح الدجا ُ‬ ‫سي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ذا? قالوا‪" :‬ال َ‬ ‫هَ َ‬
‫ثم روى البخاري‪ ،‬عن أحمد بن محمد المكي‪ ،‬عن إبراهيم بن سعد‪،‬‬
‫عن الزهري‪ ،‬عن سالم‬
‫عن أبيه قال‪ :‬ل والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ما أنا نائم ِ أطوف بالكعبة وإذا رجل‬ ‫لعيسى أحمر‪ ،‬ولكن قال‪" :‬ب َي ْن َ َ‬
‫رق ماء‬ ‫ه ماًء أو ي ُهْ ِ‬ ‫طف رأس ُ‬ ‫شعرِ ي ُهَوّد ُ بين رجلين ي َن ْ ِ‬ ‫ط ال ّ‬ ‫سب ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫آد َ ُ‬

‫‪219‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذهبت ألتفت فإذا‬ ‫م‪ ،‬فَ َ‬ ‫مري ْ‬


‫ن َ‬ ‫فقلت‪ :‬من هذا? قالوا‪ :‬هذا المسيح اب ْ ُ‬
‫جعْد ُ الرأس? أعوَُر ال ْعَْين اليمنى كأن عينه عنبة‬ ‫م َ‬
‫رجل أحمُرجسي ٌ‬
‫ن‬‫ل‪ :‬وأقرب الناس به شبها ً اب ْ ُ‬ ‫هذا? قالوا‪ :‬الدجا ُ‬ ‫من َ‬ ‫ة? قلت‪َ :‬‬ ‫طاِفي ٌ‬
‫قطن قال الزهري‪ :‬ابن قطن رجل من خزاعة هلك في الجاهلية‬
‫وتقدم في حديث النواس بن سمعان "فينزل عند المنارة البيضاء‬
‫مشقَ في مهُْرود َت َْين واضعا ً كفيه على أجنحة ملكين? إذا‬ ‫شرقي د َ‬
‫حل‬ ‫ن اللؤلؤ‪ ،‬ول ي ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ج َ‬‫در منه مثل ُ‬ ‫ه تح ّ‬‫طر وإذا رفع ُ‬ ‫طأطأ رأسه قَ َ‬
‫ث ي َن َْتهي ط َْرفه "‪.‬‬‫حي ْ ُ‬
‫ه ي َن َْتهي َ‬
‫س ُ‬‫ت? ون ََف ُ‬‫ما َ‬‫سه إل َ‬‫لكافر يجد ريح ن ََف ِ‬
‫هذا هو الشهر في موضع نزوله أنه على المنارة البيضاء الشرقية‬
‫بدمشق? وقد رأيت في بعض الكتب أنه ينزل على المنارة البيضاء‬
‫شرقي جامع دمشق فلعل هذا هو المحفوظ‪ ،‬وتكون الرواية فينزل‬
‫على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق فتصرف الراوي في التعبير‬
‫بحسب ما فهم‪ ،‬وليس بدمشق منارة تعرف بالشرقية سوى التي‬
‫إلى شرق الجامع الموي‪ ،‬وهذا هو النسب والليق‪ ،‬لنه ينزل وقد‬
‫أقيمت الصلة فيقول له‪ :‬يا إمام المسلمين‪ ،‬يا روح الله‪ ،‬تقدم‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬تقدم أنت فإنها أقيمت لك‪ ،‬وفي رواية بعضكم على بعض‬
‫أمراء‪ ،‬يكرم الله هذه المة‪ ،‬وقد جدد بناء المنارة في زماننا في‬
‫سنة إحدى وأربعين وسبعمائة من حجارة بيض‪ ،‬وكان بناؤها من‬
‫أموال النصارى الذين حرقوا المنارة التي كانت مكانها‪ ،‬ولعل هذا‬
‫يكون من دلئل النبوة الظاهرة حيث قيض الله بناء هذه المنارة‬
‫البيضاء من أموال النصارى حتى ينزل عيسى ابن مريم عليها فيقتل‬
‫الخنزير‪ ،‬ويكسر الصليب‪ ،‬ول يقبل منهم جزية‪ ،‬ولكن من أسلم قبل‬
‫من إسلمه وإل ّ قتل‪ ،‬وكذلك حكم سائر كفار الرض يومئذ‪ ،‬وهذا‬
‫لخبار عن المسيح بذلك‪ ،‬والتشريع له بذلك فإنه إنما‬ ‫من باب ا ِ‬
‫يحكم بمقتضى هذه الشريعة المطهرة‪ ،‬وقد ورد في بعض الحاديث‬
‫كما تقدم أنه ينزل ببيت المقدس‪ ،‬وفي رواية بالردن‪ ،‬وفي رواية‬
‫بعسكر المسلمين وهذا في بعض روايات مسلم كما تقدم والله‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وتقدم في حديث عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة‪" :‬وإنه نازل?‬

‫‪220‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مَرةِ والبياض? عليه‬ ‫ح ْ‬


‫مْرُبوعٌ إلى ال ُ‬
‫فإذا رأيتموه فاعرفوه? رجل َ‬
‫ن رأسه ي َْقط ُُر? وِإن لم يصبه ب َل َ ٌ‬
‫ل فيدق‬ ‫ن? كأ ّ‬‫صرا ِ‬
‫م ّ‬
‫نم َ‬ ‫ث َوَْبا ُ‬
‫لسلم‪،‬‬ ‫ة‪ ،‬ويدعو الناس إلى ا ِ‬ ‫الصليب? ويقتل الخنزيرة ويضع الجزي َ‬
‫ويهلك الله في زمانه الملل كلها إل السلم? ويهلك الله في زمانه‬
‫مَنة على الرض حتى يرتع السد مع‬ ‫ل? ثم تقع ال َ‬‫ح الدجا َ‬‫المسي َ‬
‫لبل? والّنموُر مع البقر? والذئاب مع الغنم ويلعب الصبي بالحيات‬ ‫ا ِ‬
‫ل تضره‪ ،‬فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى ويصّلي عليه المسلمون"‪.‬‬
‫رواه أحمد وأبو داود هكذا وقع في الحديث أنه يمكث في الرض‬
‫أربعين سنة‪ ،‬وثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر أنه‬
‫يمكث في الرض سبع سنين فهذا مع هذا مشكل‪ ،‬اللهم إل إذا‬
‫حملت هذه السبع على مدة إقامته بعد نزوله وتكون مضافة إلى‬
‫مدة مكثه فيها قبل رفعه إلى السماء‪ ،‬وكان عمره إذ ذاك ثلثا ً‬
‫وثلثين سنة على المشهور والله أعلم‪.‬‬
‫وقد ثبت في الصحيح أن يأجوج ومأجوج يخرجون في زمانه‬
‫ويهلكهم الله ببركة دعائه في ليلة واحدة كما تقدم‪ .‬وكما سيأتي‬
‫وثبت أنه يحج في مدة إقامته في الرض بعد نزوله‪.‬‬
‫وقال محمد بن كعب القرظي في الكتب المنزلة "أن أصحاب‬
‫الكهف يكونون حوارييه وأنهم يحجون معه "‪.‬‬
‫ذكر القرطبي في الملحم في آخر كتابه التذكرة في أحوال الخرة‪:‬‬
‫"وتكون وفاته بالمدينة النبوية فيصلي عليه هنالك ويدفن بالحجرة‬
‫النبوية أيضًا" وقد ذكر ذلك الحافظ أبو القاسم بن عساكر‪.‬‬
‫ورواه أبو عيسى الترمذي في جامعه‪ ،‬عن عبد الله بن سلم فقال‬
‫في كتاب المناقب‪:‬‬
‫حدثنا زيد بن أحزم الطتتائي النضتتري‪ ،‬حتتدثنا أبتتو قتيبتتة مستتلم بتتن‬

‫قتيبة‪ ،‬حدثنا مودود المديني‪ ،‬حدثنا عثمان بتتن الضتتحاك‪ ،‬عتتن محمتتد‬

‫بن يوسف‪ ،‬عن عبد الله بن سلم‪ ،‬عن أبيه عن جتتده قتتال‪ :‬مكتتتوب‬

‫‪221‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫في التوراة صفة محمد وأن عيسى ابن مريم يدفن معه قال‪ ،‬فقتتال‬

‫أبو مودود‪" :‬وقتتد بقتتي فتتي التتبيت موضتتع قتتبر" هتتذا حتتديث حستتن‬

‫غريب‪ .‬هكذا قال عثمان بن الضحاك والمعروف الضحاك بن عثمتتان‬

‫المديني التجيبي ما ذكره الترمذي رحمه الله تعالى‪.‬‬

‫ذكر خروج يأجوج ومأجوج‬

‫ذلك في أيتتام عيستتى ابتتن مريتتم بعتتد قتلتته التتدجال فيهلكهتتم اللتته‬

‫حت ّتتى‬
‫أجمعين في ليلة واحدة ببركة دعائه عليهم قتتال اللتته تعتتالى‪َ " :‬‬

‫ب ال ْوَعْد ُ‬ ‫سُلو َ‬
‫ن‪َ ،‬واقْت ََر َ‬ ‫ب ي َن ْ ِ‬
‫حد َ ٍ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫ج وَهُ ْ‬
‫جو ُ‬
‫مأ ُ‬
‫ج وَ َ‬
‫جو ُ‬
‫ت َيأ ُ‬ ‫ِإذا فُت ِ َ‬
‫ح ْ‬

‫ن ك ََفُروا َيا وَي َْلنا قَد ْ ك ُّنا ِفتتي غَْفَلتت ٍ‬


‫ة‬ ‫صة أْبصاُر ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫خ َ‬ ‫ي َ‬
‫شا ِ‬ ‫ذا هِ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫حقّ فَإ ِ َ‬

‫ن" النبيتتتتتتتاء‪.97-96 :‬‬ ‫ل ك ُن ّتتتتتتتا ظ َتتتتتتتال ِ ِ‬


‫مي َ‬ ‫ذا ب َتتتتتتت ْ‬
‫ن هَتتتتتتت َ‬
‫متتتتتتت ْ‬
‫ِ‬

‫حت ّتتى ِإذا ب َل َتغَ ب َي ْت َ‬


‫ن‬ ‫سَببًا‪َ ،‬‬ ‫وقال تعالى في قصة ذي القرنين‪" :‬ث ُ ّ‬
‫م أت ْب َعَ َ‬

‫ل‪ ،‬قَتتاُلوا ي َتتا َ‬


‫ذا‬ ‫ن ق َ تو ْ ً‬ ‫وما ً ل َ ي َك َتتادو َ‬
‫ن ي َْفَقهُتتو َ‬ ‫من دونِهما قَ ْ‬
‫جد َ ِ‬
‫سد ّْين وَ َ‬
‫ال ّ‬

‫ل ل َت َ‬
‫ك‬ ‫ستتدون فتتي الْرض فَهَت ْ‬
‫ل َنجعَت ُ‬ ‫مْف ِ‬
‫ج ُ‬
‫جو َ‬
‫متتأ ُ‬
‫ج وَ َ‬
‫جو َ‬ ‫ال َْقْرن َْين إ ِ ّ‬
‫ن ي َتتأ ُ‬

‫مك ّّني فيتهِ َر ب ّتتي َ‬


‫خي ْتٌر‬ ‫ما ً‬ ‫سد ًّا‪ ،‬قا َ‬
‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫جع َ َ‬
‫ل ب َي ْن ََنا وَب َي ْن َهُ ْ‬ ‫خْرجا ً عََلى أ ْ‬
‫ن تَ ْ‬ ‫َ‬

‫‪222‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حت ّتتى إ َ‬
‫ذا‬ ‫دي تدِ َ‬ ‫دمًا‪ ،‬آُتوني ُزب ََر ال َ‬
‫ح ِ‬ ‫م َر ْ‬ ‫ل ب َي ْن َك ُ ْ‬
‫م وَب َي ْن َهُ ْ‬ ‫جع َ ْ‬
‫وة أ ْ‬ ‫َفأ ِ‬
‫عيُنوني ِبق ّ‬

‫ه َنارا ً َقا َ‬
‫ل آُتوني أْفتترِغْ‬ ‫جعَل َ ُ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫خوا َ‬ ‫صد َفَْين َقا َ‬
‫ل ان ُْف ُ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ساَوى ب َي ْ َ‬
‫َ‬

‫ه ن َْقب تًا‪ ،‬قَتتا َ‬


‫ل‬ ‫عوا ل َت ُ‬ ‫ست َ َ‬
‫طا ُ‬ ‫ن ي َظ ْهَُروهُ وَ َ‬
‫ما ا ْ‬ ‫عوا أ ْ‬ ‫س َ‬
‫طا ُ‬ ‫طرًا‪َ ،‬فما ا ْ‬
‫عليهِ قِ ْ‬
‫َ‬

‫ن وَعْتد ُ َرَبتي‬ ‫كتاَء و َ‬


‫كتا َ‬ ‫جعََلت ُ‬
‫ه دَ ّ‬ ‫جاَء وَعْد ُ َرب ّتتي َ‬ ‫ن َرّبي فَإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫م ْ‬
‫ة ِ‬
‫م ٌ‬
‫ح َ‬ ‫هَ َ‬
‫ذا َر ْ‬

‫صتتوِر‬ ‫ج ِفتتي ب َْعتتض وَن ُِفتت َ‬


‫خ ِفتتي ال ّ‬ ‫متتو ُ‬
‫مِئذ ي َ ُ‬
‫م َيتتوْ َ‬ ‫حّقتتًا‪ ،‬وت ََرك َْنتتا ب َعْ ُ‬
‫ضتتهُ ْ‬ ‫َ‬

‫معتتتتتتتتتتتتتتتتًا" الكهتتتتتتتتتتتتتتتتف‪.99-92 :‬‬


‫ج ْ‬
‫م َ‬
‫معْن َتتتتتتتتتتتتتتتتاهُ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ج َ‬

‫وقد ذكرنا في التفسير في قصة ذي القرنين وخبر بنتتائه للستتد متتن‬

‫حديد ونحاس بين جبلين فصار ردما ً واحتتدًا‪ ،‬وقتتال‪ :‬هتتذا رحمتتة متتن‬

‫ربتتي أن يحجتتز بتته بيتتن هتتؤلء القتتوم المفستتدين فتتي الرض وبيتتن‬

‫الناس‪ ،‬فإذا جاء وعد ربي أي الوقت التتذي قتتدر انهتتدامه فيتته جعلته‬

‫دكا ً أي مساويا ً للرض وكان وعد ربي حقا ً أي وهذا شيء ل بتتد متتن‬

‫كونه‪ ،‬وتركنتتا بعضتتهم يمتتوج فتتي بعتتض‪ ،‬يعنتتي بتتذلك يتتوم انهتتدامه‪،‬‬

‫يخرجتتون علتتى النتتاس فيمرحتتون فيهتتم وينستتلون‪ ،‬أي يستترعون‬

‫المشي من كل حدب ثم ٍ يكون النفخ فتتي الصتتور للفتتزع قريب تا ً متتن‬

‫جوج‬
‫ت ي َتتأ ُ‬ ‫ذا فُت ِ َ‬
‫حت ْ‬ ‫حت ّتتى إ ِ َ‬
‫ذلتتك التتوقت كمتتا قتتال فتتي اليتتة الختترى " َ‬

‫‪223‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ي‬
‫هتت َ‬
‫ذا ِ‬ ‫ب ال ْوَعْد ُ ال ْ َ‬
‫حق َفتتإ ِ َ‬ ‫ن‪َ ،‬واقْت ََر َ‬
‫سلو َ‬
‫دب ي َن ْ ِ‬
‫ح َ‬
‫ن كل َ‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫ج وَهُ ْ‬
‫جو ُ‬
‫مأ ُ‬
‫و َ‬

‫ة" النبياء‪ :‬الية ‪ .96‬وقتتد ذكرنتتا فتتي الحتتاديث التتواردة فتتي‬


‫ص ٌ‬
‫خ َ‬ ‫َ‬
‫شا ِ‬

‫خروج الدجال ونزول المسيح طرفا ً صتتالحا ً فتتي ذكرهتتم متتن روايتتة‬

‫النواس بن سمعان وغيره‪:‬‬

‫إشارة نبوية إلى شر قد اقترب من العرب‬

‫ن رسول اللتته‬
‫وثبت في الصحيحين من حديث زينب بنت جحش‪" :‬أ ّ‬

‫و‬ ‫متّرا ً وَ ْ‬
‫جهُتتة وَهُت َ‬ ‫ح َ‬
‫م ْ‬
‫صلى الله عليه وستتلم نتتام عنتتدها ثتتم استتتيقظ ُ‬

‫متتن‬
‫م ِ‬ ‫ب‪ ،‬فُت ِت َ‬
‫ح اليتتو َ‬ ‫شر َقد اقْت ََر َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ل ل ِل ْعََر ِ‬
‫ب ِ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬
‫ه وَي ْ ٌ‬ ‫ل‪ :‬ل َ ِإل َ‬
‫ي َُقو ُ‬

‫حَلق بين أصبعيه‪ ،‬وفتتي روايتتة وعقتتد‬


‫ج مثل هذِهِ و َ‬
‫جو َ‬
‫مأ ُ‬
‫جو َ‬
‫جو َ‬
‫دم َيأ ُ‬
‫َر ْ‬

‫ن قالت‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‬


‫سعِي ْ َ‬
‫سب ِْعين أوْ ت ِ ْ‬
‫َ‬

‫ث"‪.‬‬ ‫ذا ك َث َُر ال َ‬


‫خب َ ُ‬ ‫مإ َ‬ ‫ن? َقا َ‬
‫ل‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫حو َ‬
‫صال ِ ُ‬ ‫أن َهْل ِ ُ‬
‫ك وفينا ال ّ‬

‫خروج يأجوج ومأجوج‬

‫وفي الصحيحين أيضا ً من حديث وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن‬


‫م‬ ‫أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬فُت ِ َ‬
‫ح اليوْ َ‬
‫سِعين"‪.‬‬ ‫ج مث ُ‬
‫ل هذا وعقد ت ِ ْ‬ ‫مأجو َ‬
‫جو َ‬
‫دم يأجو َ‬
‫ن َر ْ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬

‫‪224‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا سعيد بن أبي عروبة‪ ،‬عن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫قتادة‪ ،‬حدثنا أبو رافع‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول الله صلى الله‬
‫وم‪ ،‬حتى‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫سد ّ ك ّ‬ ‫حفرون ال ّ‬ ‫ج ومأجوج لي َ ْ‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬إن يأجو َ‬
‫سَتحُفُروَنه‬ ‫م اْرجُعوا ف َ‬ ‫إذا كانوا ي ََرْون شعاع الشمس قال الذي عَل َي ْهِ ْ‬
‫ن‬
‫ت مدتُهم وأراد الله أ ْ‬ ‫شد ما كان‪ ،‬حتى إذا ب ََلغ ْ‬ ‫غدًا‪ ،‬فيعودون إليه كأ َ‬
‫شعاعَ الشمس قال‬ ‫ن ُ‬ ‫حَفروا‪ ،‬حتى إذا كانوا ي ََروْ َ‬ ‫ي َب ْعَث َهُم ٍ على الناس َ‬
‫ستْثني‪ ،‬فيعودون‬ ‫ن شاَء الله‪ ،‬وي َ ْ‬ ‫غدا ً إ ْ‬‫حُفرون َ‬ ‫الذي عليهم‪ :‬اغدوا فَت َ ْ‬
‫إليه وهو كَهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس‬
‫س منهم في حصونهم فيرمون‬ ‫ن النا ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫فَي ُْنشفون الماء ويتح ّ‬
‫م فيقتُلهم‬ ‫مِهم إلى السماء فيبعث الله عليهم ن ََغفا ً في أقَْفائ ِهِ ْ‬ ‫ِبسها ِ‬
‫بها"‪.‬‬
‫مدٍ بيدهِ إن‬ ‫س مح ّ‬ ‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬والذي ن َْف ُ‬
‫مهم وِدمائهم "‪.‬‬ ‫حو ِ‬ ‫ن لً ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن وتشكُر شكرا ً ِ‬ ‫م ُ‬
‫س َ‬
‫ب الرض لت َ ْ‬ ‫دوا ّ‬
‫ثم رواه أحمد والترمذي وابن ماجه من غير وجه عن قتادة به‪.‬‬
‫وقد روى ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن كعب الحبار قريبا ً من هذا‬
‫والله أعلم‪.‬‬
‫قال المام أحمد حدثنا يعقوب‪ ،‬حدثنا أبي عن أبي إسحاق عن‬
‫عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري‬
‫ج‬
‫ح يأجو ُ‬ ‫قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬ت ُْفت َ ُ‬
‫ن"‬ ‫سُلو َ‬ ‫دب ي َن ْ ِ‬ ‫ح َ‬‫كل َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫خرجون كما قال الله تعالى " ِ‬ ‫ج في ْ‬‫جو ُ‬ ‫ومأ ُ‬
‫داِئنهم وحصونهم‪ ،‬ويضمون‬ ‫م َ‬ ‫س وي َْنحاُزون عنهم إلى َ‬ ‫ش الَنا ُ‬‫فَي ُِف ّ‬
‫ن مياهَ الرض حتى أن بعضهم‬ ‫شَرُبو َ‬ ‫ضربون وي َ ْ‬ ‫شيُهم‪ ،‬في َ ْ‬ ‫إليهم موا ِ‬
‫ة‪ ،‬حتى إذا لم ي َب ْقَ من‬ ‫مّر ً‬ ‫مّر بذلك النهرِ فيقول‪ :‬قد كان هاهَُنا ماء َ‬ ‫لي ُ‬
‫ل الرض‪،‬‬ ‫صن أو مدينةٍ قال قائلهم هؤلء أه ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫خذ َ في ِ‬ ‫الّناس أحد َ إل أ َ‬
‫م‬
‫هث ّ‬ ‫حْرب َت َ ُ‬ ‫ل السماء‪ .‬قال‪ :‬ثم ي َُهز أحدهم َ‬ ‫قد ْ فََرغَنا منهم‪َ ،‬بقي أه ُ‬
‫ة‪،‬‬ ‫ماَء ل ِْلبلِء والفتن َ ِ‬ ‫ة دِ َ‬ ‫ضب َ َ‬ ‫خ ّ‬ ‫م َ‬ ‫م ُ‬ ‫مي ب َِها إلى السماِء فََترجعُ إل َْيه ْ‬ ‫ي َْر ِ‬
‫ف‬ ‫عناقِِهم ك َن َغَ ِ‬ ‫ث الله عليهم داء في أ ْ‬ ‫فبينما هم عََلى ذلك إذ ب َعَ َ‬
‫حس‪،‬‬ ‫م ِ‬ ‫معُ ل َهُ ْ‬ ‫س َ‬
‫موَْتى ل ي ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫حو َ‬ ‫صب ِ ُ‬‫عناِقه‪ ،‬في ُ ْ‬ ‫الجرادِ الذي يخرج في أ ْ‬
‫سه فينظر ما فعل هَ َ‬
‫ذا‬ ‫شري لنا ن َْف َ‬ ‫جل ي َ ْ‬ ‫فيقول المسلمون‪ :‬أل َر ُ‬

‫‪225‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه‪ ،‬قد أوْط ََنها على أن ّ ُ‬


‫ه‬ ‫س ُ‬ ‫سبا ً ن َْف َ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل منهم ُ‬ ‫رد رج ٌ‬ ‫ج ِ‬ ‫دو? قال‪ :‬فَي َن ْ َ‬ ‫العَ ُ‬
‫شَر‬ ‫مع ْ َ‬ ‫م عََلى ب َْعض‪ ،‬فَُيناِدي‪َ :‬يا َ‬ ‫ضه ُ ْ‬ ‫موَْتى ب َعْ ُ‬ ‫هم َ‬ ‫ل فََيجد ُ‬ ‫ل ‪ ،‬فَي َن ْزِ ُ‬ ‫مْقُتو ٌ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫جو ْ َ‬ ‫خر ُ‬ ‫م‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫م عَد ُوّك ُ ْ‬ ‫ه قد كَفاك ُ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫شُروا‪ ،‬إ ّ‬ ‫ن أل أب ْ ِ‬ ‫المسلمي َ‬
‫عى إل ّ‬ ‫مْر َ‬ ‫ن ل ََها َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫م فَ َ‬ ‫شي َهُ ْ‬‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫حو َ‬ ‫م وُيسر ُ‬ ‫صونهِ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫دائ ِن ِهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫يء من الّنبا ِ‬ ‫ت عن ش ْ‬ ‫شك َِر ْ‬ ‫ما َ‬ ‫سن َ‬ ‫ح َ‬ ‫م كأ ْ‬ ‫كر عَن ْهُ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫م فَت َ ْ‬ ‫مه ُ ْ‬ ‫حو ُ‬ ‫لُ ُ‬
‫أصاب َْته?"‪.‬‬
‫وهكذا أخرجه ابن ماجه من حديث يونس بن بكير‪ ،‬عن محمد بن‬
‫إسحاق به وهو إسناد جيد‪.‬‬
‫وفي حديث النواس بن سمعان بعد ذكر قتل عيسى الدجال عند‬
‫ه الى عيسى ابن‬ ‫حى الل ّ ُ‬ ‫باب لد ّ الشرقي قال‪" :‬فبينما كذلك إذ أوْ َ‬
‫ك‬‫دان ل َ‬ ‫ت عبادا ً من عبادي ل ي َ َ‬ ‫خَرج ُ‬ ‫مريم عليه السلم إًني قد أ ْ‬
‫ج وهم‬ ‫ج ومأجو َ‬ ‫ث الله يأجو َ‬ ‫حرْز عبادي الى الطور‪ ،‬فيبع ُ‬ ‫بقتالهم ف َ‬
‫سى‬ ‫عي َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ن" فََيرغَ ُ‬ ‫سُلو َ‬ ‫ب ي َن ْ ِ‬ ‫حد َ ٍ‬ ‫كل َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫كما قال الله تعالى‪" :‬وهم ِ‬
‫ه عليهم نغفا ً في رقابهم‬ ‫ل الل َ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ل‪ ،‬فير ِ‬ ‫ه إلى الل ّهِ عًّز وج ّ‬ ‫وأصحاب ُ ُ‬
‫سى وأصحاُبه إلى‬ ‫ب عي َ‬ ‫حدة فيرغ ُ‬ ‫ت ن َْفس َوا ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ن فَْرسى ك َ‬ ‫صِبحو َ‬ ‫في ُ ْ‬
‫مُله ْ‬
‫م‬ ‫ح ِ‬ ‫ت فَي َ ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫ل الله عليهم ط َْيرا ً كأعَْناق الب ُ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ل فير ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫الله عّز و َ‬
‫ه َتعالى‪ .‬قال كعب الحبار‪ -‬بمكان يقال له‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ث َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫حُهم َ‬ ‫فَي َط َْر ُ‬
‫در‬
‫تم َ‬ ‫ه ب َي ْ ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫كن ِ‬ ‫طرا ً ل ي ُ‬ ‫م َ‬ ‫مط َْلع الشمس‪ -‬ويرسل الله َ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫المهي ُ‬
‫عها كالرل ََفةِ ويقال للرض‬ ‫حّتى ي َد َ َ‬ ‫ن يوما ً عََلى الرض َ‬ ‫ول وََبر أربعي َ‬
‫ة‬
‫مان َ ِ‬ ‫ل الن َّفُر من الر ّ‬ ‫ك? فيومِئذ َيأك ُ ُ‬ ‫دي ب ََرك َت َ ِ‬ ‫أن ْب ِِتي َثمريك وُر ّ‬
‫فها" الحديث إلى أن قال‪" :‬فبينما هم على ذلك إذ‬ ‫ن بِقح ِ‬ ‫ظلو َ‬ ‫ست ِ‬ ‫وي َ ْ‬
‫ح كل مسلم أوْ قال‬ ‫ض رو َ‬ ‫طهم فيقب ُ‬ ‫بعث الله ريحا ً طيبة تحت آبا ِ‬
‫م‬
‫م ت َُقو ُ‬ ‫مرِ وعَل َي ْهِ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ج ال ُ‬ ‫جون ت ََهاُر َ‬ ‫مؤمن وي َْبقى شراُر الناس يتهار ُ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫الساعَ ُ‬
‫وفي حديث مدبر بن عبادة‪ ،‬عتتن ابتتن مستتعود فتتي اجتمتتاع النبيتتاء‬

‫هيم وموسى وعيسى عليهم من الله أفضل الصلة‬


‫يعني محمد وإبرا ِ‬

‫ه‪:‬‬ ‫هم إلتتى عيستتى وقَ ت ْ‬


‫ول ِ‬ ‫مَر ُ‬
‫مأ ْ‬
‫والسلم‪ ،‬وتذاكرهم أمر الساعة وَردهِ ْ‬

‫‪226‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ّ‬
‫ج‬ ‫جا َ‬
‫ل ختتار ُ‬ ‫ن الد ّ ّ‬ ‫ما حين َُها فَل َ ي َْعلم به إل ّ الله‪ ،‬وفيما عَهَد َ إل ّ‬
‫ى َربي أ ّ‬ ‫"أ ّ‬

‫ص قال‪ :‬فيهلكتته الل ّت ُ‬


‫ه‬ ‫ب كما يذوب الرصا ُ‬ ‫ن فإذا َرآني َ‬
‫ذا َ‬ ‫ه قَ ِ‬
‫ضيَبا ِ‬ ‫مع َ ُ‬
‫و َ‬
‫ن َتحتتتي كتتاِفرا ً‬
‫مإ ّ‬
‫حّتى إن الحجر والشجَر لَيقول‪ :‬يتتا مستتل ُ‬
‫إذا رآني َ‬

‫س إلى أوْ َ‬
‫طاِنهم? قال‪:‬‬ ‫ل فاقْت ُْله? قال‪ :‬فيهلكُهم الل ّ ُ‬
‫ه‪ ،‬وي َْرجع النا ُ‬ ‫فتعا َ‬

‫ن‬
‫ؤو َ‬ ‫سُلو َ‬
‫ن َفيط ُ‬ ‫دب ي َن ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫ن ُ‬
‫كل َ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫ج وه ْ‬
‫فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجو ُ‬

‫متترون عَل َتتى متتاء إ ِل ّ‬


‫ن عََلى شتتيٍء إل ّ أهْل َك ُتتوه? َول ي ُ‬
‫مّرو َ‬ ‫ب ِل َد َهُ ْ‬
‫م‪ ،‬ل ي َ ُ‬

‫ه عَل َي ْهِتتم فَي ًهْل ِك ُهُتتم‬


‫عو الل ّ َ‬
‫س يشكوَنهم فأد ْ ُ‬
‫ه? قال‪ :‬ثم يرجع النا ُ‬
‫شرُِبو ُ‬

‫ه المط ََر‬
‫ل الل ّ ُ‬
‫ن ريحهم? وُينزِ ُ‬
‫من ن َت َ َ‬
‫مت َِلىء الرض ِ‬
‫حّتى ت َ ْ‬
‫م َ‬
‫ميت ُهُ ْ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه وي ُ ِ‬

‫ن‬
‫ي ربتتي أ ّ‬ ‫ر‪َ ،‬ففي َ‬
‫متتا عَتدِ إل ت ّ‬ ‫حّتى ي َْقذِفْهُ ْ‬
‫م في البح ِ‬ ‫م َ‬
‫ساد َهُ ْ‬
‫ج َ‬
‫رف أ ْ‬ ‫فَي َ ْ‬
‫ج ِ‬

‫م ل َ ي َتد ِْري أهُْلهتا َ‬


‫متتتى‬ ‫مل ال ْ ُ‬
‫مت ِت ّ‬ ‫ة كال ْ َ‬
‫حا ِ‬ ‫ن كذِلك فإن الساعَ َ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫ذا َ‬
‫كإ َ‬ ‫َ‬

‫م بولد َِتهتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ل َي ْل ً أو ن ََهتتتتتتتتتتتتتتتتتتارًا"‪.‬‬


‫ت َْفجتتتتتتتتتتتتتتتتتتأهُ ْ‬

‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن بشر‪ ،‬حدثنا محمد بن عمرو‪ ،‬عن‬

‫ابن حرملة‪ ،‬عن خالته‪ ،‬قالت‪ :‬خطتب رستتول اللته صتلى اللته عليتته‬

‫وسلم وهو عاصب أصبعه من لدغة عقرب فقتتال‪" :‬إنك ُتتم ت َُقول ُتتو َ‬
‫نل‬

‫ج‬
‫جو ُ‬
‫متتأ ُ‬
‫جو َ‬ ‫م? إّنكم ل تزالون ُتقاِتلون عدوّا ً َ‬
‫حّتى يختترج يتتأجو ُ‬ ‫عدوّ ل َك ُ ْ‬

‫‪227‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬ ‫ستُلو َ‬
‫ن ك َتتأ ّ‬ ‫ب ين ِ‬
‫حتد َ ْ‬ ‫ن ك ُت ّ‬
‫ل َ‬ ‫مت ْ‬
‫ب ِ‬
‫ص ته ْ ٌ‬
‫ن ُ‬
‫صتَغاُر العيتتو ِ‬
‫عراض الوجوهِ ِ‬
‫ِ‬

‫ة"‪.‬‬
‫مطرقتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫م المجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان ال ُ‬
‫جتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوهَهُ ْ‬
‫و ُ‬

‫قلت‪ :‬يأجوج ومأجوج طائفتان من الترك من ذرية آدم عليتته الستتلم‬

‫م فيقتتو ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫كما ثبت في الصحيح‪ .‬يقول الله تعالى يوم القيامة "َيتتا آد ُ‬

‫ستعْد َي ْ َ‬
‫ك فَُينتتاِدي‬ ‫ث النتتارِ و َ‬ ‫سعْد َي ْ َ‬
‫ك فَي ُن َتتاِدي بصتتوت‪ :‬اب ْعَت ْ‬
‫ث ب َعْت َ‬ ‫ل َب ّي ْ َ‬
‫ك وَ َ‬

‫ة‬
‫ستتعمائ ٍ‬ ‫ث النارِ فيقول كم? فيقتتول متتن ك ًتتل ألت ٍ‬
‫ف تِ ْ‬ ‫ث ب َعْ َ‬
‫بصوت أب ْعَ ُ‬

‫ة‪ ،‬فيتتومئذ يشتتيب الصتتغير‬


‫سُعون إلى النار وواحد ٌ إلى الجن ّت ِ‬
‫وتسعٌ وت ْ‬

‫ج‬
‫جو َ‬
‫ج ومأ ُ‬ ‫مل ََها‪ ،‬فَُيقال‪ :‬أب ْ ِ‬
‫شروا‪ ،‬فإن في يأجو َ‬ ‫ح ْ‬
‫مل َ‬
‫ح ْ‬
‫ت َ‬
‫ذا ِ‬ ‫ضع ُ ك ُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫وت َ َ‬

‫مت َْين ما َ‬
‫كانتا فتتي شتتيٍء إل ّ‬ ‫لكم فداء? وفي رواية فيقال‪ :‬إن فيك ُ ْ‬
‫مأ ّ‬

‫ج " وستتيأتي هتتذا الحتتديث بطرقتته وألفتتاظه‪.‬‬ ‫ك ًّثرتاه‪ ،‬يتتأجو ُ‬


‫ج ومتتأجو ُ‬

‫ثم هم من حواء عليها السلم‪ ،‬وقد قال بعضهم‪ :‬إنهم من آدم ل من‬

‫واء‪.‬‬
‫حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫َ‬

‫وذلك أن آدم احتلم فاختلط منيه بالتراب فخلق الله من ذلتتك المتتاء‬

‫يأجوج ومأجوج‪ ،‬وهذا مما ل دليل عليه لم يرد عتن متن يجتب قبتول‬

‫قوله في هذا والله تعالى أعلم وهو من ذرية نوح عليه الستتلم‪ ،‬متتن‬

‫‪228‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سللة يتتافث أبتتي التتترك وقتتد كتتانوا يعيشتتون فتتي الرض ويتتؤذون‪،‬‬

‫فحصتترهم ذو القرنيتتن فتتي مكتتانهم داختتل الستتد‪ ،‬حتتتى يتتأذن اللتته‬

‫بخروجهم على الناس فيكون من أمرهم ما ذكرنا في الحاديث‪.‬‬

‫يأجوج ومأجوج ناس من الناس‬

‫وهم يشبهون الناس كأبناء جنسهم من التتتراك المخرومتتة عيتتونهم‬

‫الزلف أنوفهم الصهب شعورهم على أشكالهم وألوانهم‪ ،‬ومتتن زعتتم‬

‫أن منهم الطويل الذي كالنخلة الستتحوق أو أطتتول‪ ،‬ومنهتتم القصتتير‬

‫الذي هو كالشيء الحقيتتر‪ ،‬ومنهتتم متتن لتته أذنتتان يتغطتتى بإحتتداهما‬

‫ويتوطى بالخرى‪ ،‬فقد تكلف ما ل علم له به‪ ،‬وقال ما ل دليل عليه‪،‬‬

‫وقد ورد في حديث‪" :‬أن أحدهم ل يموت حتى يرى متتن نستتله ألتتف‬

‫إنسان " فالّله أعلم بصحته‪ ،‬قال الطبراني‪ :‬حدثنا عبد الله بن محمد‬

‫بن العباس الصبهاني‪ ،‬حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات‪ ،‬حدثنا أبتتو‬

‫داود الطيالسي‪ ،‬حدثنا المغيرة بتتن مستتلم‪ ،‬عتتن أبتتي إستتحاق‪ ،‬عتتن‬

‫وهب بن جابر‪ ،‬عن عبد الله بن عمتترو عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫‪229‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫دوا‬ ‫ستُلوا لفْ َ‬
‫ست ُ‬ ‫وسلم قال‪ِ" :‬إن يأجوِج ومأجوج من وَل َتدِ آد َ َ‬
‫م‪ ،‬ولتتو أْر ِ‬

‫عدًا‪،‬‬
‫ل إل تتترك ألف تا ً فصتتا ِ‬
‫منهم رج ٌ‬
‫ت ِ‬ ‫على الناس معاي ِ َ‬
‫شُهم ولن يمو َ‬

‫وإن متتتتن ورائهتتتتم ثلث أمتتتتم‪ ،‬تأويتتتتل ومتتتتارس ومنستتتتك"‪.‬‬

‫وهذا حديث غريب وقد يكتتون متتن كلم عبتتد اللتته بتتن عمتترو واللتته‬

‫أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا محمتتد بتتن مستتمع‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن جعفتتر‪،‬‬

‫حدثنا شعبة‪ ،‬عن عبد الله بن أبي يزيد قال‪ :‬رأى ابن عبتتاس صتتبيانا ً‬

‫ينزو بعضهم على بعض يلعبون فقال ابن عباس‪ :‬هكذا يختترج يتتأجوج‬

‫ومأجوج‪.‬‬

‫ذكر تخريب الكعبة‬

‫شرفها الّله على يدي ذي السويقتين الفحج قبحه الّله‬

‫وروينا عن كعب الحبار فتتي التفستتير عنتتد قتتوله تعتتالى‪" :‬حتتتى إذا‬

‫فتحتتت يتتأجوج ومتتأجوج" أن أول ظهتتور ذي الستتويقتين فتتي أيتتام‬

‫‪230‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عيسى ابن مريتتم عليتته الستتلم‪ ،‬وذلتتك بعتتد هلتتك يتتأجوج ومتتأجوج‪،‬‬

‫فيبعث إليهم عيستتى عليتته الستتلم طليعتتة متتا بيتتن الستتبعمائة إلتتى‬

‫الثمانمائة‪ ،‬فبينما هم يسيرون إليته إذ بعتث اللته ريحتا ً يمانيتة طيبتة‬

‫ح كل مؤمن‪ ،‬ثم يبقى عجاج من الناس يتسافدون كما‬


‫فيقبض بها رو ِ‬

‫تتستتافد البهتتائم ثتتم قتتال كعتتب‪ :‬وتكتتون الستتاعة قريبتتا َ حينئذ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وقد تقدم في الحديث الصحيح‪ :‬أن عيسى عليتته الستتلم يحتتج‬

‫بعد نزوله إلى الرض‪.‬‬

‫سيبقى حجاج ومعتمرون بعد ظهور يأجوج ومأجوج‬

‫لمتتام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا ستتليمان بتتن داود‪ ،‬حتتدثنا عمتتران‪ ،‬عتتن‬


‫وقال ا ِ‬

‫قتادة‪ ،‬عن عبد الله بن أبي عقبة‪ ،‬عن أبي سعد‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫ختتروج‬
‫ن ب َعْد َ ُ‬
‫مَر ّ‬ ‫ذا ال ْب َي ْ ُ‬
‫ت ولي ُعْت َ َ‬ ‫ن هَ َ‬
‫ج ّ‬
‫ح ّ‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لي ُ َ‬

‫ج ومأجوج"‪ .‬انفرد بإخراجه البخاري رواه عن أحمد بتتن حفتتص‪،‬‬


‫يأجو َ‬

‫عن عبد الله‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن إبراهيتتم بتتن طهمتتان‪ ،‬عتتن حجتتاج بتتن‬

‫منهال‪ ،‬عن قتادة‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يهجر الحج قبيل قيام الساعة‬

‫وقال عبد الرحمن عن شعبة عن قتتتادة‪" :‬ل تقتتوم الستتاعة حتتتى ل‬

‫ج التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتبيت"‪.‬‬
‫حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫يُ َ‬

‫قال أبو عبد الله‪ :‬والول أكثر‪ ،‬انتهتتى متتا ذكتتره البختتاري‪ ،‬وقتتد رواه‬

‫البزار‪ ،‬عن محمد بن المثنى‪ ،‬عن عبد الرحمن بن مهدي‪ ،‬عن أبتتان‪،‬‬

‫عن يزيد العطار‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬كما ذكره البخاري‪ ،‬ورواية ستتليمان بتتن‬

‫لمتتام أحمتتد كمتتا رأيتتت‪.‬‬


‫داود القطتتان عتتن عمتتران قتتد أوردهتتا ا ِ‬

‫وقال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا أبو بكتتر بتتن المثنتتى‪ ،‬حتتدثنا عبتتد العزيتتز‪،‬‬

‫حدثنا شعبة عن قتادة سمعت عبد الله بن أبي عتبة يحدث عن أبتتي‬

‫سعيد الختتدري عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬ل تقتتوم‬

‫ج التتتتتتتتتتتتتتبيت"‪.‬‬
‫حتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫الستتتتتتتتتتتتتتاعة حتتتتتتتتتتتتتتتى ل ي ُ َ‬

‫قال‪ :‬وهذا الحديث ل نعلمه يروى عن ستتعيد عتتن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليتتتتتتتتتتتتتته وستتتتتتتتتتتتتتلم‪ ،‬إل ّ بهتتتتتتتتتتتتتتذا ا ِ‬


‫لستتتتتتتتتتتتتتناد‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ول منافاة في المعنى بين الروايتين لن الكعبة يحجها الناس‪-،‬‬

‫يعتمرون بها بعد خروج يتتأجوج ومتتأجوج وهلكهتتم وطمأنينتتة النتتاس‬

‫‪232‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وكثرة أرزاقهم في زمان المسيح عليه السلم‪ ،‬ثم يبعتتث إليتته ريح تا ً‬

‫طيبة فيقبض بهتا روح كتل متؤمن‪ ،‬ويتتوفى نتبي اللته عيستى عليته‬

‫السلم‪ ،‬ويصلي عليه المسلمون‪ ،‬ويدفن بالحجرة النبوية مع رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ثم يكتتون ختتراب الكعبتتة علتتى يتتدي ذي‬

‫السويقتين بعد هذا‪ ،‬وإن كان ظهتتوره فتتي زمتتن المستتيح كمتتا قتتال‬

‫كعب الحبار‪.‬‬

‫ذكر تخريبه إياها قبحه الّله وشرفها‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أحمد بن عبد الملتتك وهتتو الحرانتتي‪ ،‬حتتدثنا‬


‫قال ا ِ‬

‫سلمة‪ ،‬عن محمد بتتن إستتحاق‪ ،‬عتتن ابتتن أبتتي نجيتتح‪ ،‬عتتن‬
‫محمد بن ِ‬

‫المجاهد‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى اللتته‬

‫س توَي َْقت َْين متتن الحبشتتة‪،‬‬ ‫ب الكعبتتة ُ‬


‫ذو ال ّ‬ ‫خ تّر ُ‬
‫عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬ي ُ َ‬

‫صتتيِلعا ً‬
‫وتَهاة ولكتتأني أنظ تُر إليتته أ َ‬ ‫متتن ك ُ ْ‬
‫ست َ‬ ‫جّرد ُهَتتا ِ‬
‫حل ِّيها‪ ،‬وي ُ َ‬
‫سلبها ً‬
‫وي َ ْ‬

‫ه"‪ .‬وهتذا إستناد جيتد قتوي‪.‬‬


‫ول ِ‬
‫مْعت َ‬
‫حيه و ِ‬
‫ستا ِ‬ ‫دعا ً بضترب عليهتا ب َ‬
‫م َ‬ ‫أفَْيت ِ‬

‫وقال أبو داود‪ :‬باب النهي عن تهيج الحبشة‪ ،‬حدثنا القاسم بن أحمد‪،‬‬

‫‪233‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حدثنا أبو عامر‪ ،‬حدثنا زهير‪ ،‬عن موسى بن جبير‪ ،‬عن أبي أمامة بتتن‬

‫سهل بن حنيف‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو‪ ،‬عن النبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم قال‪ :‬اتركوا الحبشة ما تركوكم‪ ،‬فإنه ل يستتتخرج كنتتز الكعبتتة‬

‫إل ذو الستتتتتتتتتتتتتتتتتتويقتين متتتتتتتتتتتتتتتتتتن الحبشتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى‪ ،‬عن عبد اللتته بتتن الخنتتس‪ ،‬أختتبرني‬
‫وقال ا ِ‬

‫ابن أبي مليكة وهو عبد الله بتتن عبيتتد اللتته بتتن أبتتي مليكتتة أن ابتتن‬

‫عباس أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪َ " :‬‬
‫كأّني أنظ تُر إليتته‬

‫جتتتتترا ً يعنتتتتتي الكعبتتتتتة"‪.‬‬ ‫جتتتتترا ً َ‬


‫ح َ‬ ‫ضتتتتتَها ح َ‬
‫ج ي َن ُْق ُ‬ ‫ستتتتتوَد َ أفْ َ‬
‫حتتتتت َ‬ ‫أ ْ‬

‫تفّرد به البخاري‪ ،‬فرواه عن عمرو بتتن الغلس عتتن بجيتتر وهتتو ابتتن‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعيد القطتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان‪.‬‬

‫وقال الحافظ أبو بكر التتبزار‪ :‬حتتدثنا محمتتد بتتن المثنتتى‪ ،‬حتتدثنا بتتأبو‬

‫عامر‪ ،‬حدثنا عبد العزيز‪ ،‬عن ثور‪ ،‬عن أبي الغيث‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪،‬‬

‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬ذو الستتويقتين متتن الحبشتتة‬

‫ختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترب بيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬


‫يُ َ‬

‫‪234‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه مستتلم عتتن قتيبتتة بتتن ستتعيد‪ ،‬عتتن عبتتد العزيتتز بتتن محمتتد‬

‫المراوردي به‪.‬‬

‫إشارة إلى ظهور ظالم من قحطان قبل قيام الساعة‬

‫م‬
‫لسناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل تقو ُ‬ ‫وبهذا ا ِ‬
‫ن قحطان يسوق الناس بعصاه"‪.‬‬ ‫م ْ‬
‫ل ِ‬‫خرج رج ٌ‬
‫الساعة حتى ي ْ‬
‫ورواه البخاري عن عبد العزيز بن عبتتد اللتته بتتن ستتليمان بتتن بلل‪،‬‬

‫ومسلم عن قتيبة عن عبد العزيز المتتراوردي‪ ،‬كلهمتتا عتتن ثتتور بتتن‬

‫يزيد الديلي‪ ،‬عن أبي الغيث سالم مولى ابن مطيع‪ ،‬عن أبي هريتترة‬

‫عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فذكر مثله سواء بسواء‪ ،‬وقد يكون‬

‫هذا الرجل هوذا السويقتين‪ ،‬ويحتمل أن يكتتون غيتتره فتتإن هتتذا متتن‬

‫قحطتتتتتتتتان‪ ،‬وذاك متتتتتتتتن الحبشتتتتتتتتة فتتتتتتتتالله أعلتتتتتتتتم‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حتتدثنا أبتتو بكتتر الحنفتتي‪ ،‬حتدثنا عبتد الحميتتد بتتن‬
‫وقال ا ِ‬

‫جعفر‪ ،‬عن عمر بن الحكتتم النصتتاري‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة قتتال‪ :‬قتتال‬

‫حت ّتتى‬ ‫ذهب الليت ُ‬


‫ل والنهتتاُر َ‬ ‫رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬ل ي َت ْ‬

‫جتتتتتتاه"‪.‬‬
‫جه ْ َ‬ ‫ل ل َتتتتتت ُ‬
‫ه َ‬ ‫متتتتتتوالي ي َُقتتتتتتا ُ‬ ‫جتتتتتت ٌ‬
‫ل متتتتتتن ال َ‬ ‫مل ِتتتتتت َ‬
‫كر ُ‬ ‫يَ ْ‬

‫‪235‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه مسلم عن محمد بن بشار‪ ،‬عن أبي بكر الحنفي بتته‪ ،‬فيحتمتتل‬

‫أن يكتتون هتتذا استتم ذي الستتويقتين الحبشتتي واللتته تعتتالى أعلتتم‪.‬‬

‫لمتتام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا حستتن‪ ،‬حتتدثنا ابتتن لهيعتتة‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬


‫وقد قال ا ِ‬

‫مع رستتول اللتته‬


‫الزبير‪ ،‬عن جابر أن عمر بن الخطتتاب أختتبر أنتته ست ِ‬

‫متتّر ب َِهتتا أوْ ل َ‬


‫ج أهل مكة ثم ل ي َ ُ‬
‫سَيخُر ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول‪َ " :‬‬

‫دون إليها أبدًا"‪.‬‬


‫من َْها فَل َ ي َُعو ُ‬
‫جون ِ‬
‫خر ُ‬ ‫ي َعْب ُُر بها إ ِل ّ قليل‪ ،‬ثم ت َ ْ‬
‫متلىء ثم ي َ ْ‬

‫فصل‬

‫ل يدخل الدجال مكة ول المدينة‬

‫وأما المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلة والستتلم‪ ،‬فقتتد ثبتتت‬

‫في الصحيح كما تقدم أن الدجال ل يمكنه الدخول إلى مكة ول إلتتى‬

‫المدينة‪ ،‬وأنه يكون على أنقتتاب المدينتتة ملئكتتة يحرستتونها منتته لئل‬

‫يدخلها‪ ،‬وفي صحيح البخاري من حديث مالك عن نعيم المجمر‪ ،‬عن‬

‫أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وستتلم قتتال‪" :‬المدينتتة ل‬

‫ح التتتتتتتتتتتدجال ول الطتتتتتتتتتتتاعون"‪.‬‬
‫يتتتتتتتتتتتدخلها المستتتتتتتتتتتي ُ‬

‫‪236‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد تقتتدم أنتته يخيتتم بظاهرهتتا‪ ،‬وأنهتتا ترجتتف بأهلهتتا ثلث رجفتتات‪،‬‬

‫فيخرج إليه كل منافق ومنافقة‪ ،‬وفاسق وفاستتقة‪ ،‬ويثبتتت فيهتتا كتتل‬

‫مؤمن ومؤمنة‪ ،‬ومسلم ومسلمة‪ ،‬ويسمى يومئذ يوم الخلص‪ ،‬وهتتي‬

‫خب ََثهتتا‬
‫كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إنها طيبتتة ت َن ِْفتتي َ‬

‫وَيضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوعَ طيب َُهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫ت والط ّّيبتتا ُ‬
‫ت‬ ‫ن ل ِل ْ َ‬
‫خِبيث َتتا ِ‬ ‫ت ل ِل ْ َ‬
‫خبتتثين والخِبيث ُتتو َ‬ ‫خِبيَثا ُ‬
‫وقال الله تعالى‪ :‬ال َ‬

‫متتتتتتتتتبّرءون"‪.‬‬ ‫ت أول َئ ِ َ‬
‫ك ُ‬ ‫ن ِللط ّي ّب َتتتتتتتتتا ِ‬
‫ن والط ّي ّب ُتتتتتتتتتو َ‬
‫ِللط ّي ّتتتتتتتتتبي َ‬

‫والمقصود أن المدينة تكون عامرة أيام الدجال‪ ،‬ثم تكون عامرة في‬

‫زمان المسيح عيسى ابن مريم رسول الله صلى اللته عليتته وستلم‪،‬‬

‫حتى تكون وفاته بها ودفنه فيها ثم يخرج الناس منها بعتتد ذلتتك كمتتا‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتبق‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن إسحاق‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬عن أبتتي‬
‫قال ا ِ‬

‫الزبير‪ ،‬عن جابر قال‪ :‬أخبرني عمر بن الخطاب قال‪ :‬ستتمعت النتتبي‬

‫ت المدين تةِ ثتتم‬


‫جن َب َتتا ِ‬
‫ب بِ َ‬
‫ن الراكت ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬لَيسيَر ّ‬

‫ن المستتتلمين كتتتثير"‪.‬‬
‫متتت َ‬
‫ضتتتر ِ‬
‫حا ِ‬ ‫هتتت َ‬
‫ذا َ‬ ‫ن فتتتي َ‬ ‫ن ل ََقتتتد ْ َ‬
‫كتتتا َ‬ ‫يقتتتول ّ‬

‫‪237‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬ولم يخرجه حسن‪ ،‬إل بثبت عن جابر‪ ،‬انفتترد بهمتتا‬
‫قال ا ِ‬

‫أحمد‪.‬‬

‫خروج الدابة من الرض تكلم الناس‬

‫ن الْرض‬
‫م َ‬
‫داّبة ِ‬ ‫جَنا ل َهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫م أَ ْ‬
‫خَر ْ‬ ‫ل عَل َي ْهِ ْ‬
‫ذا وَقَعَ الَقوْ ُ‬
‫قال الله تعالى‪" :‬وإ ِ َ‬

‫س ك َتتتتتتتتاُنوا ِبآَيات ِن َتتتتتتتتا ل يوقنتتتتتتتتون"‪.‬‬


‫ن الن ّتتتتتتتتا َ‬ ‫ت ُك َّلمهُتتتتتتتت ْ‬
‫مأ ّ‬

‫قد تكلمنا على ما يتعلق بهذه اليتتة الكريمتتة فتتي التفستتير‪ ،‬وأوردنتتا‬

‫هنالك من الحاديث المتعلقة بذلك ما فيه كفاية‪ ،‬ولو كانت مجموعة‬

‫هتتتتتتتا هنتتتتتتتا كتتتتتتتان حستتتتتتتنا ً كافيتتتتتتتا ً وللتتتتتتته الحمتتتتتتتد‪.‬‬

‫قال ابتتن عبتتاس والحستتن وقتتتادة‪ :‬تكلمهتتم أي تختتاطبهم مخاطبتتة‪،‬‬

‫ورجح ابن جرير أنها تخاطبهم فتقول لهم‪ :‬إن النتتاس كتتانوا بآياتنتتا ل‬

‫يوقنون‪ ،‬وحكاه عن عطاء وعلي‪ ،‬وفي هذا نظتتر‪ ،‬وعتتن ابتتن عبتتاس‬

‫تكلمهم‪ ،‬تخرجهم‪ ،‬يعني يكتب على جبين الكافر كافر‪ ،‬وعلتتى جتتبين‬

‫المؤمن مؤمن‪ ،‬وعنه تخاطبهم وتخرجهتتم‪ ،‬وهتتذا القتتول ينتظتتم متتن‬

‫مذهبين وهو قوي حسن جامع لهما والله تعالى أعلم‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عشر آيات قبل قيام الساعة‬

‫وقد تقدم الحديث الذي رواه أحمد ومسلم وأهل السنن عن أبي‬
‫شريحة حذيفة بن أسيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪:‬‬
‫ت ط ًُلوعَ الشمس من مغربها‬ ‫شَر آيا ٍ‬ ‫م الساعة حّتى ت ََروا عَ ْ‬ ‫"ل ت َُقو ُ‬
‫م‬
‫مْري َ‬ ‫ج عيسى ابن َ‬ ‫ج‪ ،‬وخرو َ‬ ‫ج ومأجو َ‬ ‫ج يأجو ِ‬ ‫والدخان والدابة وخرو َ‬
‫خسفا َ‬ ‫رق و َ‬ ‫ب وخسفا ً بالمش ِ‬ ‫خسفا ً بالمغر ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ة خسو ٍ‬ ‫ل‪ ،‬وثلث َ‬ ‫والدجا َ‬
‫حشر‬ ‫س أو ت َ ْ‬ ‫سوقُ الّنا َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫ج من قَعْرِ عَد َ ٍ‬ ‫ب‪ ،‬ونارا ً تخر ُ‬ ‫بجزيرةِ العر ِ‬
‫ث قالوا"‪.‬‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫معه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫حيث َباتوا وتقِفي ُ‬ ‫م َ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫الناس َتبيت َ‬
‫ولمسلم من حديث العلء‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة أن النبي صلى‬
‫ن ودابة الرض‬ ‫ل الدجال والدخا َ‬ ‫عما ِ‬ ‫الله عليه وسلم قال‪َ" :‬بادُِروا بال ْ‬
‫كم"‪.‬‬ ‫ويصة أحدِ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫مة و ُ‬ ‫مَر العا ّ‬ ‫وأ ْ‬
‫وروى ابن ماجه‪ ،‬عن حرملة‪ ،‬عن ابن وهب‪ ،‬عن عمرو بن الحرص‪،‬‬
‫وابن لهيعة‪ ،‬عن يزيد بن أبي حبيب‪ ،‬عن سنان‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أنس‪،‬‬
‫ست ّا ً‬‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬بادروا بالعمال ِ‬
‫ة‬
‫خوَّيص َ‬ ‫ة الرض والدجال و ُ‬ ‫ن وداب َ‬ ‫طلوعَ الشمس من مغربها والدخا َ‬
‫ة"‪ .‬تفرد به ابن ماجه من هذا الوجه‪.‬‬ ‫م ِ‬‫م وأمَر العا ّ‬ ‫حدِك ُ ْ‬ ‫أ َ‬
‫وقال أبو داود الطيالسي عن طلحة بن عمرو وجرير بن حازم‪ ،‬فأما‬
‫طلحة فقال‪ :‬أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن عمر أن ابن الطفيل‬
‫حدثه‪ ،‬عن حذيفة بن أسيد الغفاري أبي شريحة وأبي جرير فقال‬
‫عن عبد الله بن عبيد عن رجل من آل عبد الله بن مسعود وحديث‬
‫طلحة أتم وأحسن قال‪ :‬ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ن أقصى‬ ‫م ْ‬‫ة ِ‬ ‫ج ً‬ ‫خْر َ‬ ‫ج َ‬‫خُر ُ‬ ‫هر فَت َ ْ‬ ‫ن الد ّ ْ‬ ‫م َ‬‫ت ِ‬ ‫خْرجا ٍ‬ ‫ث َ‬ ‫الدابة فقال‪َ" :‬لها َثل ُ‬
‫ويل ً ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫منا ً ط َ ِ‬ ‫ن َز َ‬‫م ُ‬‫م ت َك ْ ُ‬ ‫ة‪ ،‬ث ُ ّ‬‫مك ّ َ‬ ‫ة ي َْعني َ‬ ‫ل ذِك ُْرها الَقْري َ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫البادِي َةِ وَل َ ي َد ْ ُ‬
‫خل‬ ‫هل البادية وي َد ْ ُ‬ ‫خرى دون ِتلك فَي َعُْلو ذكُرها في أ ْ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫خْر َ‬ ‫ج َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫كة"‪.‬‬ ‫م ّ‬ ‫ة يعني ً‬ ‫ذكُرها الَقْري َ َ‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ثم بينما الناس في أعظم‬
‫م إل ّ‬ ‫ة وأكَرمها‪ ،‬المسجدِ الحرام لم ي َُرعْهُ ْ‬ ‫م ً‬
‫حْر َ‬ ‫المساجد على الله ُ‬
‫ض‬‫سها التراب َفاْرف َ‬ ‫ض عن رأ ِ‬ ‫مَقام‪ ،‬ت َن ُْف ُ‬ ‫كن وال َ‬ ‫ي ترغو بين الر ْ‬ ‫وه ِ َ‬

‫‪239‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م‬‫عرفوا أنهم ل َ ْ‬ ‫ة المؤمنين‪ ،‬و َ‬ ‫صاب َ ُ‬


‫ع َ‬‫شّتى ومعًا‪ ،‬وبَقيت ِ‬ ‫الناس عنها َ‬
‫ل الكوكب‬ ‫جعَل ًت َْها ِ‬
‫مث ْ َ‬ ‫جَلت وجوههم َ‬
‫حّتى َ‬ ‫ي َْعجزوا الله فبدأت بهم فَ َ‬
‫ب‪ ،‬حتى‬ ‫ب ول ينجو منها هار ٌ‬ ‫ت في الرض ل يدركها طال ٌ‬ ‫الدري وول َ ْ‬
‫ن‪ :‬الن تصلي?‬ ‫فه فتقول‪ :‬يا فل ُ‬ ‫خل ِ‬
‫من َ‬ ‫ل لَيتعَوّذ ُ َفتأِتيهِ ِ‬ ‫إن الرج َ‬
‫جهه‪ ،‬ثم ت َن ْط َل ِقُ ويشترك الناس في‬ ‫مه في وَ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫فيقبل عَل َْيها فت ِ‬
‫ن من الكافر حّتى‬ ‫ف المؤم ُ‬ ‫ن في المصار‪ ،‬ي ُعَْر َ‬ ‫حبو َ‬ ‫صط َ ِ‬ ‫ل‪ ،‬وي َ ْ‬ ‫موا ِ‬
‫ال ْ‬
‫إن المؤمن ليقول‪ :‬يا كافر اقضني حّقي وحتى إن الكافر ليقول يا‬
‫مؤمن اقضني حقي"‪.‬‬
‫وهكذا رواه مرفوعا ً من هذا الوجه بهذا السياق‪ ،‬وفيه غرابة‪ ،‬ورواه‬
‫ابن جرير عن اليمان‪ ،‬مرفوعًا‪ ،‬وفيه أن ذلك في زمان عيسى ابن‬
‫مريم‪ ،‬وهو يطوف بالبيت‪ ،‬ولكن في إسناده نظر والله تعالى أعلم‪.‬‬
‫وقد قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا أبو غسان محمد بن عمر‪ ،‬حدثنا أبو نميلة‪،‬‬
‫حدثنا ابن عبيد‪ ،‬حدثنا عبد الله بن بريدة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬ذهب بي‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موضع بالبادية قريب من‬
‫مكة‪ ،‬فإذا أرض يابسة حولها رمل‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫ة من هذا الموضع فإذا ِفتر في شْبر"‪.‬‬ ‫داب ّ ُ‬
‫ج ال ّ‬ ‫خُر ُ‬ ‫وسلم‪" :‬ت َ ْ‬
‫قال ابن بريدة‪ :‬فحججت بعد ذلك بسنين فأرانا إياه‪ ،‬فإذا هو يقاس‬
‫بعصاي هذه كذا وكذا‪ ،‬يعني أنه كلما مضى وقت يتسع حتى يكون‬
‫وقت خروجها? والله تعالى أعلم‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق المعمر‪ :‬عن قتادة‪ ،‬أن ابن عباس قال‪ :‬هي دابة‬
‫ذات زغب لها أربع قوائم تخرج من بعض أودية تهامة‪ ،‬ورواه سعيد‬
‫بن منصور‪ ،‬عن عثمان بن مطر‪ ،‬عن قتادة عن ابن عباس بنحوه‪.‬‬
‫وقال ابن أبي حاتم‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا عبد الله بن روحاء حدثنا‬
‫فضيل بن مرزوق عن عطية قال‪ :‬قال عبد الله تخرج الدابة من‬
‫صدع من الصفا كجري الفرس ثلثة أيام ل يخرج ثلثها‪ ،‬وعن عبد‬
‫الله بن عمرو أنه قال‪ :‬تخرج الدابة من تحت صخرة فتستقبل‬
‫المشرق فتصرخ صرخة تنفذه ثم تستقبل الشام فتصرخ صرخة‬
‫تنفذه‪ ،‬ثم تستقبل اليمن فتصرخ صرخة تنفذه‪ ،‬ثم تروح من مكة‬
‫فتصبح بعفسان قيل له‪ :‬ثم ماذا? قال‪ :‬ثم ل أعلم‪ .‬وعنه أنه قال‪:‬‬

‫‪240‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تخرج الدابة من تحت السدوم يعني مدينة قوم لوط‪ ،‬فهذه أقوال‬
‫متعارضة والله تعالى أعلم‪.‬‬
‫وعن أبي الطفيل أنه قال‪ :‬تخرج الدابة من الصفا أو المروة رواه‬
‫البيهقي‪.‬‬
‫وقال ابن أبي حاتم‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا أبو صالح‪ :‬كاتب الليث‪ ،‬حدثني‬
‫معاوية بن صالح‪ ،‬عن أبي مريم‪ ،‬أنه سمع أبا هريرة يقول‪" :‬إن‬
‫الدابة فيها كل لون‪ ،‬ما بين قرنيها فرسخ للراكب"‪.‬‬
‫وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال‪ :‬إنها دابة لها رأس‬
‫وزغب وحافر‪ ،‬ولها ذنب‪ ،‬ولها لحية‪ ،‬وإنها تخرج حضر الفرس الجواد‬
‫ثلثا ً وما خرج ثلثاها‪ ،‬رواه ابن أبي حاتم‪.‬‬
‫وقال ابن جريج‪ ،‬عن أبي الزبير أنه وصف الدابة فقال‪ :‬رأسها رأس‬

‫ثور‪ ،‬وعينها عين خنزير‪ ،‬وأذنها أذن فيتتل‪ ،‬وقرنهتتا قتترن أيتتل وعنقهتتا‬

‫عنق نعامة‪ ،‬وصدرها صدر أسد‪ ،‬ولونها لون نمر‪ ،‬وخاصتترتها خاصتترة‬

‫هر‪ ،‬وذنبها ذنب كبش‪ ،‬وقوائمها قوائم بعيتر‪ ،‬بيتتن كتل مفصتتلين اثنتا‬

‫عشر ذراعتًا‪ ،‬تختترج معهتتا عصتتا موستتى‪ ،‬وختتاتم ستتليمان فل يبقتتى‬

‫مؤمن إل يكتب في وجهتته بعصتا موستتى نكتتتة بيضتاء‪ ،‬فتفشتتو تلتك‬

‫النكتة‪ ،‬حتى يبيض لها وجهه‪ ،‬ول يبقى كافر إل يكتب في وجهه نكتتتة‬

‫سوداء بخاتم سليمان‪ ،‬فتفشو تلك النكتة حتى يسود لها وجهه‪ ،‬حتى‬

‫إن الناس يتبايعون في السواق فيقولون‪ :‬بكم ذا يا مؤمن‪ .‬بكم ذا يا‬

‫كتتافر? وحتتتى إن أهتتل التتبيت ليجلستتون علتتى متتائدتهم فيعرفتتون‬

‫‪241‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مؤمنهم وكافرهم‪ ،‬ثم يقول لهم الدابة‪ :‬يا فلن‪ :‬أبشر أنت متتن أهتتل‬

‫الجنة‪ ،‬ويا فلن‪ :‬أنت من أهل النتتار‪ ،‬فتتذلك قتتول اللتته تعتتالى‪" :‬وَِإذا‬
‫ة متن ال َرض تك َل ّمهت َ‬ ‫م أَ ْ‬
‫ن الن ّتتاس‬
‫مأ ّ‬‫ُ ُ ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫داب ّت ً ِ َ‬ ‫جن َتتا ل َهُت ْ‬
‫م َ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ل عَل َي ْهِ ْ‬
‫وَقَعَ الَقوْ ُ‬

‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاُنوا بآَيات ِن َتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ل َ ُيوقُنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون"‪.‬‬

‫وقد ذكرنا فيما تقدم عن ابن مستتعود‪ ،‬أن الدابتتة متتن نستتل إبليتتس‬

‫الرجيتتم‪ ،‬وذلتتك فيمتتا رواه أبتتو نعيتتم عتتن حمتتاد‪ ،‬فتتي كتتتاب الفتتتن‬

‫والملحتتتتتتتتتم‪ ،‬تصتتتتتتتتتنيفه‪ ،‬واللتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتم بصتتتتتتتتتحته‪.‬‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا محمد بن بشر‪ ،‬عتتن‬

‫أبي حيان‪ ،‬عن أبي زرعة‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬حفظت متتن‬

‫رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم حتتديثا ً لتتم أنستته بعتتد‪ :‬ستتمعت‬

‫ل اليتتات خروجتا ً‬
‫ن أو َ‬
‫رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ى َفأي ّت ُهُ َ‬
‫ما‬ ‫ضح ً‬
‫ج الدابةِ على الناس ُ‬
‫ربها‪ ،‬وخرو ُ‬
‫طلوعُ الشمس من مغ ِ‬

‫ريبتتتتتًا"‪.‬‬
‫خَرى علتتتتتى إ ِْثرهَتتتتتا قَ ِ‬
‫حب َت َِها فتتتتتال ْ‬ ‫ك َتتتتتان َ ْ‬
‫ت قَب ْتتتتتل َ‬
‫صتتتتتا ِ‬

‫أي أول اليات التي ليست مألوفة‪ ،‬وإن كان الدجال ونتتزول عيستتى‬

‫عليه السلم من السماء قبل ذلك‪ ،‬وكتتذلك ختتروج يتتأجوج ومتتأجوج‪،‬‬

‫‪242‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فكل ذلك أمور مألوفة لن أمر مشاهدته ومشتتاهدة أمثتتاله متتألوف‪،‬‬

‫فأما خروج الدابة على شكل غريب غير متتألوف ومخاطبتهتتا النتتاس‬

‫ووسمها إياهم باليمان أو الكفر‪ ،‬فأمر ختتارج عتتن مجتتاري العتتادات‪،‬‬

‫وذلك أول اليات الرضية‪ ،‬كما أن طلوع الشمس متتن مغربهتتا علتتى‬

‫خلف عادتها المألوفة أول اليات السماوية‪.‬‬

‫ذكر طلوع الشمس من المغرب‬

‫ل تنفع توبة التائب بعد طلوع الشمس من مغربها‬

‫ك أْو‬ ‫ة أوْ َيأِتن رب ّ َ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫م ال َ‬ ‫ن َتأت ِي َهُ ُ‬‫ن إ ِل ّ أ ْ‬ ‫ل ي َن ْظ ُُرو َ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬هَ ْ‬
‫ت َربك ل َ ي َن َْفعُ ن َْفسا ً ِإيمان َُها‬ ‫ض آيا ِ‬ ‫م يأتي ب َعْ ُ‬ ‫ت َربك ي ِوْ َ‬ ‫ض آيا ِ‬ ‫َيأِتي بعْ ُ‬
‫خْيرا ً ُقل إنت َظ ُِروا إ ِّنا‬ ‫مان َِها َ‬‫ت ِفي ِإي َ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ل أو ْ ك َ َ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬‫م ْ‬ ‫ت ِ‬‫من َ ْ‬‫م تكن آ َ‬ ‫لَ ْ‬
‫من ْت َظ ُِرون"‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ن أبي ليلى‪ ،‬عن عطية‬ ‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا اب ِ‬ ‫قال ا ِ‬
‫العوفي‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫ك ل ي َْنفعُ ن َْفسا ً ِإي َ‬
‫مان َُها"‪.‬‬ ‫ت َرب ّ َ‬ ‫ض آَيا ِ‬‫م َيأتي ب َعْ ُ‬ ‫"ي َوْ َ‬
‫قال‪" :‬طلوع الشمس من مغربها"‪ ،‬ورواه الترمذي‪ ،‬عن سفيان بن‬
‫وكيع‪ ،‬عن أبيه به‪ .‬وقال‪ :‬غريب وقد رواه بعضهم فلم يرفعه‪.‬‬
‫وقال البخاري عند تفسير هذه الية‪ :‬حدثنا موسى بن إسماعيل‪،‬‬
‫حدثنا عبد الواحد‪ ،‬حدثنا عمارة‪ ،‬حدثنا أبو زرعة‪ ،‬حدثنا أبو هريرة‪،‬‬
‫حتى‬ ‫ة َ‬ ‫ساعَ ُ‬‫م ال ّ‬ ‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل َ َتقو ُ‬
‫ن عَل َي َْها? فَذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م َ‬‫سآ َ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫ذا َرآ َ‬ ‫مغْرِِبها? فَإ ِ َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ت َط ْل ًعَ ال ّ‬

‫‪243‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل"‪.‬‬‫ن قَب ْ ُ‬‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫من َ ْ‬


‫نآ َ‬ ‫ن ل َ ي َن َْفعُ ن َْفسا ً ِإيمان َُها ل ْ‬
‫م ت َك ُ ْ‬ ‫حي َ‬
‫ِ‬
‫وقد أخرجه بقية الجماعة ِإل الترمذي من طرق عن عمارة بن‬
‫القعقاع بن شبرمة‪ ،‬عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة مرفوعا ً مثله‪.‬‬
‫ثم قال البخاري‪ :‬حدثنا إسحاق‪ ،‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن‬
‫همام بن منبه‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫ت‬‫ذا ط َل َعَ ْ‬
‫مغْرِب َِها َفإ َ‬‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫حتى ت َط ْل ُعَ الشم ُ‬ ‫ة َ‬‫م الساعَ ُ‬ ‫وسلم‪" :‬ل َ ت َُقو ُ‬
‫ماُنها"‪ ،‬ثم قرأ‬ ‫ن ل َ ي َن َْفعُ ن َْفسا ً ِإي َ‬‫حي َ‬ ‫ن وذ َل ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫مُعو َ‬ ‫ج َ‬
‫مُنوا أ ْ‬‫سآ َ‬ ‫ها النا ُ‬ ‫ورآ َ‬
‫هذه الية‪.‬‬
‫وكذا رواه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق بن همام‬
‫الصنعاني بإخراجه من طريق العلء ابن عبد الرحمن بن يعقوب‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا وكيتتع‪ ،‬عتتن فضتتيل بتتن غتتزوان‪ ،‬عتتن أبتتي حتتازم‬

‫سلمان‪ ،‬عن أبتتي هريتترة قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫ن قَْبتت ُ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬
‫ت ِ‬
‫من َ ْ‬
‫نآ َ‬ ‫مان َُها ل َ ْ‬
‫م ت َك ُ ْ‬ ‫ن ل َ ي َن َْفعُ ن َْفسا ً ِإي َ‬
‫ج َ‬
‫خَر ْ‬ ‫وسلم‪" :‬ث َل َ ٌ‬
‫ث ِإذا َ‬

‫ة‬
‫ن َوداب ّ ُ‬
‫خا ُ‬
‫مغْرِِبها والد ّ َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫مس ِ‬ ‫خْيرا ً ط ُُلوع ال ّ‬
‫ش ْ‬ ‫ت في إيماِنها َ‬ ‫أو ْ ك َ َ‬
‫سب َ ْ‬

‫الْرض"‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ ،‬عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حتترب عتتن وكيتتع‬

‫به‪ .‬ورواه مسلم أيضا ً والترمذي وابن جرير من غير وجه عن فضتتيل‬

‫بن غزوان نحوه‪.‬‬

‫من علم فليقل بعلمه ومن لم يعلم فليسكت‬

‫‪244‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد ورد هذا الحديث من طرق‪ ،‬عن أبي هريرة وعن جماعة من‬
‫الصحابة أيضًا‪ ،‬فعن أبي شريحة حذيفة بن أسيد عن رسول الله‬
‫ت‬‫شر آيا ٍ‬ ‫حتى َتروا عَ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل َ ت َُقو ُ‬
‫ج وخروج‬ ‫ج ومأجو َ‬ ‫ج َيأجو َ‬ ‫ة وخرو َ‬ ‫ن مغربها‪ ،‬والداب ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫طلوعَ الشمس ِ‬ ‫ُ‬
‫ل وثلثة خسوف خسفا ً بالمشرق وخسفا ً‬ ‫م‪ ،‬والدجا َ‬ ‫مْري َ َ‬‫عيسى ابن َ‬
‫سوق أو‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫عد َ‬ ‫خرج من قَعْرِ َ‬ ‫ب ونارا ً ت َ ْ‬ ‫ب وخسفا ً بجزيرةِ العر ِ‬ ‫بالمغر ِ‬
‫ث َقاُلوا"‪.‬‬ ‫حي ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ث َباَتوا‪ ،‬وت َِقي ُ‬ ‫حي ً‬‫م َ‬ ‫معه ْ‬ ‫ت َ‬ ‫س‪ ،‬ت َِبي ُ‬ ‫شُر النا َ‬ ‫ح ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫رواه أحمد ومسلم وأهل السنن كما تقدم غير مرة‪.‬‬
‫ولمسلم من حديث العلء عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬ومن حديث‬
‫قتادة عن الحسن‪ ،‬عن زياد بن رباح‪ ،‬عن أبي هريرة عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬بادروا بالعمال ستًا‪ ،‬فذكر منهن طلوع‬
‫الشمس من مغربها والدخان والدابة"‪ ،‬كما تقدم‪.‬‬
‫وثبت في الصحيحين من حديث إبراهيم بن يزيد بن شريك‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن أبي ذر قال‪ :‬قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫ل‪ ،‬قال‪ :‬إنها ت َن َْتهي‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫ت‪ .‬قل ُ‬ ‫س ِإذا غََرب َ ْ‬ ‫ب هذه الشم ُ‬ ‫"أتد ِْري أيْ ت َذ ْهَ ُ‬
‫َ‬
‫من‬ ‫جِعي ِ‬ ‫ل ل ََها‪ :‬اْر ِ‬ ‫ن ي َُقا َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫ن فَُيو ِ‬ ‫سَتأذِ ُ‬‫ت اْلعْرش ثم ت َ ْ‬ ‫ح َ‬
‫جد ُ ت َ ْ‬‫س ُ‬ ‫فَت َ ْ‬
‫ل أوَ‬
‫ن قَب ْ ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫من َ ْ‬
‫نآ َ‬ ‫م ت َك ُ ْ‬ ‫ماُنها ل َ ْ‬ ‫ك حين ل ي َْنفعُ ن َْفسا ً إي َ‬ ‫ت‪ ،‬وذل َ‬ ‫جئ ْ ِ‬‫ث ِ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫َ‬
‫خْيرًا"‪.‬‬
‫ت في ِإيمان َِها َ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫كَ َ‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا اسماعيل بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا أبو حيان‪ ،‬عن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫أبي زرعة بن عمرو بن جرير‪ ،‬قال‪ :‬جلس ست نفر من المسلمين‬
‫ِإلى مروان بالمدينة فسمعوه يقول وهو يحدث في اليات‪ :‬إن أولها‬
‫خروج الدجال‪ .‬قال‪ :‬فانصرف النفر إلى عبد الله بن عمرو‪ ،‬فحدثوه‬
‫ل مروان‬ ‫بالذي سمعوه من مروان في اليات فقال عبد الله‪ :‬لم يق ِ‬
‫شيئًا‪ .‬قد حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله‪ِ" :‬إن‬
‫ل‬‫ت قب َ َ‬ ‫كان َ ْ‬‫حى فأيت ُُهما َ‬ ‫ض َ‬ ‫داب ّةِ ُ‬ ‫ج ال ّ‬ ‫ت طلوعُ الشمس‪ ،‬وخرو ُ‬ ‫ل اليا ِ‬ ‫أو َ‬
‫ها قريبًا"‪.‬‬ ‫خَرى عََلى ِإثرِ َ‬ ‫حب َت َِها َفال ْ‬ ‫صا ِ‬ ‫َ‬
‫ثم قال عبد الله وكان يقرأ الكتب‪ :‬وأظن أولهما خروجا ً طلوع‬
‫الشمس من مغربها‪ ،‬وذلك أنها كلما غربت أتت تحت العرش‬
‫فسجدت واستأذنت فى الرجوع فأذن لها في الرجوع‪ ،‬حتى إذا أذن‬

‫‪245‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله أن تطلع من مغربها فعلت كما كانت تفعل وأتت تحت العرش‬
‫فسجدت‪ ،‬واستأذنت في الرجوع فل يرد عليها شيء ثم تستأذن في‬
‫الرجوع فل يرد عليها شيء‪ ،‬حتى إذا ذهب من الليل ما شاء الله أن‬
‫يذهب‪ ،‬وعرفت أنه وإن أذن لها في الرجوع لم تدرك المشرق‪،‬‬
‫قالت‪ :‬رب ما أبعد المشرق من لي بالناس حتى إذا صار الفق كأنه‬
‫طوق استأذنت في الرجوع‪ ،‬فيقال لها‪ :‬ارجعي من مكانك فاطلعي‪،‬‬
‫فطلعت على الناس من مغربها‪ ،‬ثم تل عبد الله هذه الية‪" :‬ل َ َينف ُ‬
‫ع‬
‫ت في ِإيماِنها خْيرًا"‪.‬‬ ‫سب ْ‬ ‫مَنت من قبل أو ك َ‬ ‫ن َْفسا ً ِإيماُنها َلم تكن آ َ‬
‫وقد رواه مسلم في صحيحه‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من حديث أبي‬
‫حيان يحيى بن سعيد بن حيان‪ ،‬عن أبي زرعة‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫عمرو قال‪ :‬حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله‪ِ" :‬إن‬
‫ج الداب ّةِ على‬ ‫مغْرِب َِها وخرو ُ‬
‫من َ‬ ‫ل اليات خروجا ً طلوعُ الشمس ِ‬ ‫َأو َ‬
‫ريبًا"‪.‬‬
‫ها قَ ِ‬‫خَرى عََلى إ ِث ْرِ َ‬
‫حب َت َِها َفال ْ‬ ‫ت قَْبل َ‬
‫صا ِ‬ ‫ضحى َفأي ّت ُُهما َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫الناس ُ‬
‫وقد ذكرنا أن المراد باليات هاهنا اليات التي ليست مألوفة‪ ،‬وهي‬
‫مخالفة للعادات المستقرة فالدابة التي تكلم الناس‪ ،‬وتعيين الكافر‬
‫منهم من المؤمن‪ ،‬وطلوع الشمس من مغربها‪ ،‬متقدم على الدابة‬
‫وذلك محتمل ومناسب والله أعلم‪.‬‬
‫وقد ورد ذلك في حديث غريب رواه الحافظ أبو القاستتم الطتتبراني‬

‫في معجمه فقال‪ :‬حدثني أحمد بن يحيى بن خالد بن حبتتان الرقتتي‪،‬‬

‫حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن بريق الحمصي‪ ،‬حدثنا عثمان بن ستتعيد‬

‫ي بن عبد اللتته‪ ،‬عتتن أبتتي‬


‫بن كثير بن دينار‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬عن حي ّ‬

‫عبد الرحمن الحيلي‪ ،‬عن عبد الله بن عمتترو بتتن العتتاص قتتال‪ :‬قتتال‬

‫مغْرِب ِهَتتا‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬ ‫ذا ط َل َعَ ِ‬
‫ت الشمس ِ‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إ ِ َ‬

‫‪246‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ت قَتتا َ‬ ‫خر إبِليس ساجدا ً ينتتادي ويجه تر مرنتتي أ َ‬


‫ل‬ ‫ش تئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫مت ْ‬
‫ستتجد ل ِ َ‬
‫نأ ْ‬‫ْ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ ْ‬ ‫َ ِ‬ ‫ُ َ ِ‬ ‫َ ّ ِْ‬

‫ع? فََيقتتو ً‬
‫ل‪:‬‬ ‫ما هَ ت َ‬
‫ذا الت َّفتتز ُ‬ ‫م‪َ :‬‬ ‫ن َله َيا َ‬
‫سي ّد َهُ ْ‬ ‫معُ إ ِل َي ْهِ َزَبان ِي َُته" َيقولو َ‬ ‫فَي َ ْ‬
‫جت َ ِ‬

‫ة‬
‫داب ّ ُ‬
‫ج َ‬
‫خر ُ‬ ‫مْعلوم‪َ .‬قال‪ :‬ث ُ ّ‬
‫م تَ ْ‬ ‫ن ي ُن ْظ َِرِني إ َِلى الوَقْ ِ‬
‫ت ال َ‬ ‫ت َربي أ ْ‬
‫سأل ُ‬
‫إ ِّنما َ‬

‫ة‪،‬‬ ‫ضتُعها ب ِإن َ‬


‫طاك ِي ّت َ‬ ‫ِ‬ ‫خط ْتوَةٍ ت َ َ‬ ‫صتَفا قتتال‪ :‬فَتتأوّ ُ‬
‫ل ُ‬ ‫دع فِتتي ال ّ‬
‫صت ْ‬
‫ن َ‬ ‫ال َْرض ِ‬
‫م ْ‬

‫س فََتلط ِ ُ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬ ‫َفيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأتي إ ِب ِْليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬

‫وهذا غريب جدا ً ورفعه فيه نكارة ول بتتد أنتته متتن المزملتتتين اللتتتين‬

‫أصابهما عبد الله بن عمرو يوم اليرموك من كتب أهل الكتاب فكان‬

‫يحتتتتتتتتتتتتتتدث منهمتتتتتتتتتتتتتتا بأشتتتتتتتتتتتتتتياء غتتتتتتتتتتتتتترائب‪.‬‬

‫وقد تقدم في خبر ابن مسعود التتذي رواه أبتتو نعيتتم بتتن حمتتاد فتتي‬

‫الفتن أن الدابة تقتل إبليس‪ ،‬وهذا من أغتترب الخبتتار‪ ،‬واللتته تعتتالى‬

‫أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وفي حديث طالوت بن عباد‪ ،‬عن فضالة بتتن جتتبير‪ ،‬عتتن أبتتي أمامتتة‬

‫صدى بن عجلن‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬إن‬

‫أول اليات طلوع الشمس من مغربها"‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل يزال في المسلمين من يقوم الليل عابدا ً حتى تطلع‬

‫الشمس من مغربها‬

‫قال الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره‪ :‬حدثنا محمد بن علتتي‬

‫بن دحيم‪ ،‬حدثنا أحمد بن حازم ابن أبي غرزة‪ ،‬حدثنا ضرار بن صرد‪،‬‬

‫حدثنا ابن فضيل‪ ،‬عن سليمان بن يزيد‪ ،‬عن عبد الله بن أبتتي أوفتتى‪،‬‬

‫قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬ليتتأتين علتتى‬

‫الناس ليلة تعدل ثلث ليال من لياليكم هذه‪ ،‬فتتإذا كتتان ذلتتك عرفهتتا‬

‫المتنفلون‪ ،‬يقوم أحدهم فيقرأ حزبه‪ ،‬ثم ينام‪ ،‬ثم يقتتوم فيقتترأ حزبتته‬

‫ثم ينام‪ ،‬فبينما هم كذلك‪ ،‬صاح الناس بعضهم في بعض‪ ،‬فقتتالوا‪ :‬متتا‬

‫هذا? فيفزعون إلى المساجد‪ ،‬فإذا ه تم ٍ بالشتتمس قتتد طلعتتت حتتتى‬

‫صارت في وسط السماء‪ ،‬رجعت وطلعت من مطلعها‪ ،‬قتتال فحينئذ‬

‫ل ينفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتع نفستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ً إيمانهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫ثم سأل ابن مردويه من طريق ستتفيان الثتتوري‪ ،‬عتتن منصتتور‪ ،‬عتتن‬

‫ربعي‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬قال‪ :‬سألت النبي صلى الله عليته وستلم متا آيتة‬

‫طلوع الشمس من مغربها? قال‪" :‬تطول تلك الليلة حتى تكون قمر‬

‫‪248‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ليلتين فيتنبه الذين كانوا يصتتلون فيهتتا‪ ،‬يعملتتون كمتتا كتتانوا يعملتتون‬

‫قبلهتتا‪ ،‬والنجتتوم ل تتترى‪ ،‬قتتد بتتاتت مكانهتتا‪ ،‬يرقتتدون ثتتم يقومتتون‬

‫فيصلون‪ ،‬ثم يرقدون ثم يقومون فيصلون‪ ،‬ثم يرقدون ثتتم يقومتتون‪،‬‬

‫يتطاول الليل فيفزع الناس‪ ،‬ول يصبحون‪ ،‬فبينما هم ينتظرون طلوع‬

‫الشمس من مشرقها إذ طلعت من مغربها‪ ،‬فإذا رآهتتا النتتاس آمنتتوا‬

‫ول ينفعهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم إيمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتانهم"‪.‬‬

‫وقتتال الحتتافظ أبتتو بكتتر التتبيهقي فتتي البعتتث والنشتتور‪ :‬أخبرنتتا أبتتو‬

‫الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي‪ ،‬أخبرنتتا أبتتو نصتتر محمتتد‬

‫بن حمدويه بن سهل المتتروزي‪ ،‬حتتدثنا عبتتد اللتته بتتن حمتتاد الملتتي‪،‬‬

‫حدثنا محمد بن عمتتران‪ ،‬حتتدثني أبتتي‪ ،‬حتتدثني ابتتن أبتتي ليلتتى‪ ،‬عتتن‬

‫إسماعيل بن رجاء‪ ،‬عن سعيد بن إياس‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود أنه‬

‫ة"‪.‬‬
‫حمي َت ٍ‬
‫ب فتتي عَي ْتتن َ‬
‫قال ذات يوم لجلسائه‪ :‬أرأيتم قول الله‪" :‬ت َغْتُر ُ‬

‫متتاذا يعنتتي بهتتا? قتتالوا‪ :‬اللتته ورستتوله أعلتتم‪ .‬قتتال‪ :‬إنهتتا إذا غربتتت‬

‫سجدت له وسبحته وعظمته‪ ،‬ثم كانت تحتت العترش‪ ،‬فتِإذا حضترها‬

‫طلوعها سجدت له وسبحته وعظمته‪ ،‬ثم استأذنت‪ ،‬فإذا كتتان اليتتوم‬

‫‪249‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الذي تحبس فيه سجدت له وستتبحته وعظمتتته ثتتم استتتأذنته فيقتتال‬

‫لهتتا‪ :‬تتتأتي فتحبتتس قتتدر ليلتتتين‪ ،‬قتتال‪ :‬ويفتتزع المتهجتتدون‪ ،‬وينتتادي‬

‫الرجل تلك الليلتتة جتتاره يتتا فلن متتا شتتأننا الليلتتة? لقتتد نمتتت حتتتى‬

‫شبعت‪ ،‬وصليت حتى اعييت? ثم يقال لها‪ :‬اطلعي من حيث غربتتت‪،‬‬

‫فذلك "يوم ل ينفع نفسا ً إيمانها لم تكن آمنت من قبل" الية‪.‬‬

‫ل تقبل هجرة المهاجرين والعدو يقاتلهم‬

‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا الحكم بن نافع‪ ،‬حدثنا إسماعيل بن عياش‪،‬‬


‫عن ضمضم بن زرعة‪ ،‬عن شريح بن عبيد‪ ،‬يرده ِإلى مالك بن عامر‪،‬‬
‫عن ابن السعدي‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل‬
‫تنفع الهجرة ما دام العدو يقاتل"‪.‬‬
‫قال معاوية وعبد الرحمن بن عوف‪ ،‬وعبد الله بن عمرو بن العتتاص‬

‫أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪" :‬إن الهجتترة خصتتلتان‪،‬‬

‫إحداهما أن تهجر الشر‪ ،‬والختترى أن تهتتاجر إلتتى اللتته ورستتوله‪ ،‬ول‬

‫تنقطع ما تقبلت التوبة‪ ،‬ول تزال التوبة مقبولة حتى تطلتتع الشتتمس‬

‫من الغرب‪ ،‬فإذا طلعت طبع على كل قلب بمتتا فيتته‪ ،‬وكفتتى النتتاس‬

‫العمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل"‪.‬‬

‫‪250‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وهتتذا إستتناد جيتتد قتتوي ولتتم يخرجتته أحتتد متتن أصتتحاب الكتتتب‪.‬‬

‫وفي الحديث الذي رواه المام أحمد والترمذي‪ ،‬وصتتححه والنستتائي‬

‫وابن ماجه‪ ،‬من طريق عاصم ابن أبتتي منجتتود‪ ،‬عتتن زر بتتن حتتبيش‪،‬‬

‫عن صفوان بن عسال‪ ،‬سمعت رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫يقول‪" :‬إن الله فتتتح باب تا ً قبتتل المغتترب عرضتته ستتبعون أو أربعتتون‬

‫ذراعتتتتتتا ً للتوبتتتتتتة‪ ،‬ل يغلتتتتتتق حتتتتتتتى تطلتتتتتتع الشتتتتتتمس"‪.‬‬

‫فهذه الحاديث المتواترة مع الية الكريمة دليل على أن متتن أحتتدث‬

‫إيمانا ً أو توبة بعد طلوع الشمس من مغربها ل يقبل منه‪ ،‬وإنما كتتان‬

‫كذلك والله أعلم لن ذلك من أكبر أشراط الساعة وعلماتها الدالتتة‬

‫على اقترابها ودنوها‪ ،‬فعومل ذلك الوقت معاملتتة يتتوم القيامتتة كمتتا‬

‫ي َرب ّ َ‬
‫ك أوْ َيتتأتي‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬
‫ة أوْ َيأت ِ َ‬ ‫ن إل ّ أن َتأت ِي َهُ ْ‬
‫م ال َ‬ ‫قال تعالى‪" :‬هَ ْ‬
‫ل ي َْنطُرو َ‬

‫مان ُهَتتا ل َت ْ‬
‫م‬ ‫ت َربتتك ل َ ي َن َْف تعُ ن َْفس تا ً إي َ‬
‫ض آَيا ِ‬
‫م َيأِتي ب َعْ ُ‬
‫ت ربك ي َوْ َ‬
‫ض آَيا ِ‬
‫ب َعْ ُ‬

‫ن قَْبتتتتتتتتتتتتتتتتل"‪.‬‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫ت ِ‬
‫مَنتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫نآ َ‬ ‫تَ ُ‬
‫كتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫ما ُ‬
‫كنا ب ِهِ‬ ‫مّنا ِبالل ّهِ وَ ْ‬
‫حد َهُ وَك ََفْرَنا ب ِ َ‬ ‫سَنا َقاُلوا آ ً‬
‫وقال تعالى‪" :‬فًَلما َرأْوا بأ َ‬

‫ة الل ّتهِ ال ّتتتي قَتد ْ‬


‫ستن ّ َ‬
‫سَنا ُ‬ ‫م لً ّ‬
‫ما َرأْوا َبأ َ‬ ‫مان ُهُ ْ‬
‫م إي َ‬
‫ك ي َن َْفعُهُ ْ‬ ‫ن فَل َ ْ‬
‫م يَ ُ‬ ‫كي َ‬ ‫م ْ‬
‫شرِ ِ‬ ‫ُ‬

‫‪251‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ك الك َتتتتتتتافُِرو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ستتتتتتتَر هَُنالتتتتتتت َ‬
‫خ ِ‬
‫عب َتتتتتتتاده و َ‬
‫ت فتتتتتتتي ِ‬
‫خلتتتتتتت ْ‬
‫َ‬

‫م لَ‬
‫هتت ْ‬
‫ةو ُ‬
‫م ب َغَْتتت ً‬
‫ن َتتتأت ِي َهُ ْ‬
‫ةأ ْ‬ ‫ن إل ّ ال ّ‬
‫ستتاعَ َ‬ ‫ل ي َن ْ ُ‬
‫ظتتُرو َ‬ ‫هتت ْ‬
‫وقتتال تعتتالى‪َ " :‬‬

‫يَ ْ‬
‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعُُرون"‪.‬‬

‫وقد حكى البيهقي عن الحاكم أنتته قتتال‪ :‬أول اليتتات ظهتتورا ً ختتروج‬

‫الدجال‪ ،‬ثم نزول عيستى ابتن مريتم‪ ،‬ثتم فتتح يتأجوج ومتأجوج‪ ،‬ثتم‬

‫خروج الدابة‪ ،‬ثم طلوع الشمس من مغربهتتا‪ ،‬قتتال‪ :‬لنهتتا إذا طلعتتت‬

‫من مغربها آمن من عليها‪ ،‬فلتتو كتتان نتتزول عيستتى بعتتدها لتتم يكتتن‬

‫كافرًا‪ ،‬وهذا الذي قاله فيه نظر لن إيمان أهل الرض يومئذ ل ينفتتع‬

‫جميعهم ول ينفع نفسا ً إيمانها لم تكن آمنت متتن قبتتل‪ ،‬فمتتن أحتتدث‬

‫إيمانا ً أو توبة يومئذ لم تقبتتل حتتتى يكتتون مؤمنتا ً أو تائبتا ً قبتتل ذلتك‪،‬‬

‫ن‬
‫وكذلك قوله تعالى في قصة نتتزول عيستتى فتتي آختتر الزمتتان‪" :‬وإ ِ ْ‬

‫ه"‪.‬‬
‫وت ِ‬
‫متتتتتت ْ‬ ‫ن ب ِتتتتتته قَب ْتتتتتت َ‬
‫ل َ‬ ‫ب إ ِل ّ ل َي ُتتتتتتؤ ِ‬
‫من َ ّ‬ ‫ن أهْتتتتتتل ال ْك ِت َتتتتتتا ِ‬
‫متتتتتت ْ‬
‫ِ‬

‫أي قبل موت عيسى وبعد نزوله يؤمن جميع أهل الكتتتاب بتته إيمان تا ً‬

‫ضروريا ً بمعنى أنهم يتحققون أنه عبد الله ورسوله‪ ،‬فالنصراني يعلم‬

‫كذب نفسه في دعواه فيه الربوبية والنبوة‪ ،‬واليهودي يعلم أنتته نتتبي‬

‫‪252‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رسول من الله ل ولد ريبة كما كان المجرمون منهم يزعمون ذلتتك‪،‬‬

‫فعليهم لعائن الله وغضبه المدرك‪.‬‬

‫ذكر الدخان الذي يكون قبل يوم القيامة‬

‫س‬‫شى الّنا َ‬ ‫مِبين ي َغْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫خا ٍ‬‫سماُء ب ِد ُ َ‬ ‫م َتأتي ال ّ‬ ‫ب ي َوْ َ‬ ‫قال تعالى‪َ" :‬فاْرت َِق ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م الذ ّك َْرى‬ ‫ن أّنى ل َهُ ُ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ِ‬ ‫ب إ ِّنا ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫ف عَّنا ال ْعَ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫م َرب َّنا اك ْ ِ‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ذا عَ َ‬ ‫هَ َ‬
‫ن إ ِّنا‬‫جُنو ٌ‬ ‫م ْ‬‫م َ‬ ‫معًل ّ ٌ‬ ‫ه وََقاُلوا ُ‬ ‫وا عَن ْ ُ‬ ‫م ت َوَل ّ ْ‬
‫ل مِبين ث َ ّ‬ ‫سو ٌ‬‫م َر ُ‬ ‫جاَءهُ ْ‬ ‫وَقَد ْ َ‬
‫ة الك ُب َْرى إ ِّنا‬ ‫ش َ‬ ‫ش ال ْب َط ْ َ‬ ‫م ن َب ْط ِ ُ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫دو َ‬ ‫عائ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ب قَِليل ً إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫شُفوا ْ ال ْعَ َ‬ ‫كا ِ‬ ‫َ‬
‫مون"‪.‬‬ ‫من ْت َِق ُ‬ ‫ُ‬
‫وقد تكلمنا على تفسير هذه اليات في سورة الدخان بما فيه مقنع‪.‬‬
‫وقد نقل البخاري‪ ،‬عن ابن مسعود أنه فسر ذلك بما كان لقريش‬
‫من شدة الجوع بسبب القحط الذي دعا عليهم به رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم فكان أحدهم يرى كأن فيما بينه وبين السماء دخانا ً‬
‫من شدة الجوع‪ ،‬وهذا التفسير غريب جدا ً ولم ينقل مثله عن أحد‬
‫من الصحابة غيره‪.‬‬
‫وقد حاول بعض العلماء المتأخرين رد ذلك ومعارضته بما ثبت في‬
‫حديث أبي شريحة حذيفة بن أسيد‪" :‬ل تقوم الساعة حتى تروا‬
‫عشر آيات فذكر فيهن الدجال والدخان والدابة‪ ،‬وكذلك في حديث‬
‫أبي هريرة‪" :‬بادروا بالعمال ستًا" فذكر فيهن هذه الثلث‪،‬‬
‫والحديثان في صحيح مسلم مرفوعان‪ ،‬والمرفوع مقدم على كل‬
‫موقوف‪.‬‬
‫وفي ظاهر القرآن ما يدل على وجود دخان من السماء يغشى‬
‫الناس‪ ،‬وهذا أمر محقق عام وليس كما روي عن ابن مسعود أنه‬
‫ب‬ ‫خيال في أعين قريش من شدة الجوع قال الّله تعالى‪َ" :‬فاْرت َِق ْ‬
‫مِبين"‪.‬‬ ‫ن ُ‬ ‫خا ٍ‬ ‫سماُء ب ِد ُ َ‬ ‫م تأتي ال ّ‬ ‫ي َوْ َ‬

‫‪253‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ف عَّنتا‬ ‫أي واضح جلتي وليتس خيتال ً متن شتدة الجتوع‪َ" .‬رّبنتا اك ْ ِ‬
‫شت ْ‬

‫من ُتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون"‪.‬‬
‫مؤ ِ‬
‫ب إ ِن ّتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ُ‬
‫العَتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذا َ‬

‫أي ينادي أهل ذلك الزمان ربهم بهتتذا التتدعاء‪ ،‬يستتألون كشتتف هتتذه‬

‫الشدة عنهم‪ ،‬فإنهم قد آمنوا وارتقبوا ما وعتتدوا متتن المتتور الغيبيتتة‬

‫الكائنة بعد ذلك يوم القيامة‪ ،‬حيتتث يمكتتن رفعتته‪ ،‬ويمكتتن استتتدراك‬

‫لنابتتتتتتتتتتتتتتتة‪ ،‬واللتتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬


‫التوبتتتتتتتتتتتتتتتة وا ِ‬

‫وقد روى البخاري‪ ،‬عن محمتتد بتتن كتتثير‪ ،‬عتتن ستتفيان الثتتوري‪ ،‬عتتن‬

‫العمش ومنصور‪ ،‬عن أبي الضحى‪ ،‬عن مستتروق قتتال‪ :‬بينمتتا رجتتل‬

‫يحتتدث فتتي كنتتدة قتتال‪ :‬يجيتتء دختتان يتتوم القيامتتة فيأختتذ بأستتماع‬

‫المنافقين وأبصارهم ويأخذ المؤمن كهيئة الزكام‪ ،‬ففزعنا‪ ،‬فأتينا ابن‬

‫مسعود قال‪ :‬وكان متكئا ً فغضب فجلس وقال‪ :‬يتتا أيهتتا النتتاس‪ :‬متتن‬

‫علم شيئا ً فليقل به‪ ،‬ومن لم يعلم فليقل‪ :‬الله أعلم‪ ،‬فإن متن العلتم‬

‫أن يقول لما ل يعلم‪ :‬الله أعلم‪ ،‬فإن الله قال لنبيه صلى اللتته عليتته‬

‫مت َك َل ّ ِ‬
‫ميتتن"‪.‬‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مت َ‬
‫متتا أن َتتا ِ‬
‫جتتر وَ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫م عَل َي ْتهِ ِ‬
‫مت ْ‬ ‫ستتأل ُك ُ ْ‬
‫متتا أ ْ‬ ‫وسلم‪" :‬قُ ْ‬
‫ل َ‬

‫إن قريشا ً أبطأوا عن السلم‪ ،‬فدعا عليهتتم رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫‪254‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عليه وسلم اللهم أعني عليهم بسبع كستتبع يوستتف‪ ،‬فأختتذتهم ستتنة‬

‫حتى هلكوا فيها‪ ،‬وأكلوا الميتة والعظام‪ ،‬وحتى كان الرجل يرى بينتته‬

‫وبين الرض الدخان‪ ،‬فجاءه أبو سفيان فقتتال‪ :‬يتتا محمتتد جئت تتتأمر‬

‫بصلة الرحم‪ ،‬وقومك قد هلكوا‪ ،‬فادع الله فقرأ هذه الية‪َ" :‬فتتاْرت َِق ُ‬
‫ب‬

‫م َرّبنتتا‬
‫ب أِلي ت ٌ‬
‫س هتتذا عَتتذا ٌ‬
‫ى الن ّتتا َ‬
‫مِبين يْغش ت َ‬
‫ن ُ‬
‫خا ٍ‬
‫سماءُ ب ِد ُ ّ‬
‫م َتأتي ال ّ‬
‫ي َوْ َ‬

‫ن"‪ ،‬أفنكشف عنكتتم عتتذاب الختترة إذا‬ ‫مؤ ْ ِ‬


‫مُنو َ‬ ‫ب إ ِّنا ُ‬ ‫ف عَّنا العَ َ‬
‫ذا َ‬ ‫ش ْ‬
‫اك ِ‬

‫جاء? لقد كشف عنهتتم عتتذاب التتدنيا ثتتم عتتادوا إلتتى كفرهتتم فتتذلك‬

‫ة ال ْك ُْبتتتتتتتتتَرى"‪.‬‬ ‫ش ال ْب َط ْ َ‬
‫شتتتتتتتتت َ‬ ‫طتتتتتتتتت ُ‬
‫م ن َب ْ ِ‬
‫قتتتتتتتتتوله‪َ" :‬يتتتتتتتتتوْ َ‬

‫م فتتي أد ْن َتتى‬ ‫فذلك يوم بدر‪ ،‬فسوف يكتتون لزامتًا‪" :‬التم غل ِب َت ِ‬


‫ت التّرو ُ‬

‫ن"‪.‬‬
‫ستتتتتتتتتي َغْل ُِبو َ‬ ‫ن ب َعْتتتتتتتتتدِ غَل َب ِهِتتتتتتتتت ْ‬
‫م َ‬ ‫متتتتتتتتت ْ‬
‫م ِ‬
‫الْرض وَهُتتتتتتتتت ْ‬

‫قد مضى‪ ،‬فقد مضت الربع‪ ،‬وقد أخرجه البخاري أيضًا‪ ،‬ومسلم‪ ،‬من‬

‫حديث العمش‪ ،‬ومنصور به نحوه‪ ،‬وفتتي روايتتة فقتتد مضتتى القمتتر‪،‬‬

‫والدخان‪ ،‬والروم‪ ،‬واللزام‪ ،‬وقتتد ستتاقه البختتاري متتن طتترق كتتثيرة‪،‬‬

‫بألفاظ متعددة‪ ،‬وقول هذا القاص‪ :‬إن هذا التتدخان يكتتون قبتتل يتتوم‬

‫القيامة ليس بجيد‪ ،‬ومن هنا تسلط عليه ابن مسعود بالرد‪ ،‬بتتل قبتتل‬

‫‪255‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يوم القيامة وجود هذا الدخان‪ ،‬كما يكون وجود هذه اليات نم الدابة‬

‫والدجال‪ ،‬والدخان‪ ،‬ويأجوج ومأجوج‪ ،‬كما دلتتت عليتته الحتتاديث عتتن‬

‫أبي شريحة‪ ،‬وأبي هريرة‪ ،‬وغيرهما من الصحابة‪ ،‬وكما جتتاء مصتترحا ً‬

‫به في الحديث الذي رواه‪ ،‬وأما النار التتتي تكتتون قبتتل يتتوم القيامتتة‬

‫فقد تقدم في الصحيح أنها تخرج من قصر عدن تستتوق النتتاس إلتتى‬

‫المحشر‪ ،‬تبيت معهم حيث باتوا‪ ،‬وتقيل معهم حيث قالوا‪ ،‬وتأكل من‬

‫تخلف منهم‪.‬‬

‫ذكر كثرة الصواعق عند اقتراب الساعة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن مصعب‪ ،‬حتتدثنا عمتتارة‪ ،‬عتتن أبتتي‬


‫قال ا ِ‬

‫نضرة عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وستتلم‬

‫قال‪" :‬تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة حتى يتتأتي الرجتتل القتتوم‬

‫فيقول من صعق قبلكم الغداة فيقولون‪ :‬صعق فلن وفلن وفلن"‪.‬‬

‫ذكر وقوع المطر الشديد قبل يوم القيامة‬

‫‪256‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده‪ ،‬حدثنا إسحاق‪ ،‬حتتدثنا خالتتد‪،‬‬

‫عن سهيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬

‫عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الساعة حتى تمطر السماء مطرا ً ل تكتتن منتته‬

‫بيتتتتتتتوت المتتتتتتتدر ول تكتتتتتتتن منتتتتتتته بيتتتتتتتوت الشتتتتتتتعر"‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا مؤمل‪ ،‬حدثنا حماد‪ ،‬حدثنا علي بن زيد‪ ،‬عن‬
‫وقال ا ِ‬

‫خالد بن الحويرث‪ ،‬عن عبد الله قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬اليات خرزات منظومات في سلك‪ ،‬فتتانقطع الستتلك‪،‬‬

‫فتبع بعضها بعضًا"‪ .‬انفرد به أحمد‪.‬‬

‫ذكر أمور ل تقع الساعة حتى يقع منها ما لم يكن قد‬

‫وقع بعد‬

‫وقد تقدم في الحاديث السابقة من هذا شيء كتتثير‪ ،‬ولنتتذكر شتتيئا ً‬

‫آخر من ذلتتك‪ ،‬ولنتتورد شتتيئا ً متتن أشتتراط الستتاعة‪ ،‬ومتتا يتتدل علتتى‬

‫اقترابها‪ ،‬وبالله المستعان‪.‬‬

‫من علمات الساعة تطاول الناس في البنيان‬

‫‪257‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تقدم ما رواه البخاري‪ ،‬عن أبي اليمان‪ ،‬عن شعيب‪ ،‬عن أبي الزناد‪،‬‬

‫عن العرج‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬ل‬

‫تقوم الساعة حتى يتطاول الناس في البنيان‪ ،‬ول تقوم الساعة حتى‬

‫تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة‪ ،‬دعواهمتتا واحتتدة‪،‬‬

‫ول تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلزل‪ ،‬ويتقتتارب الزمتتان‬

‫وتكثر الفتتتن ويكتتثر الهتترج‪ ،‬ول تقتتوم الستتاعة حتتتى يبعتتث دجتتالون‬

‫كذابون قريتتب متتن ثلثيتتن كلهتتم يزعتتم أنتته رستتول اللتته‪ ،‬ول تقتتوم‬

‫الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول ليتنتتي مكانتتك ول تقتتوم‬

‫الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فتتإذا طلعتتت ورآهتتا النتتاس‪،‬‬

‫آمنوا أجمعون‪ ،‬وذلك حين ل ينفع نفسا ً إيمانهتتا لتتم تكتتن آمنتتت متتن‬

‫قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ً ول تقتتوم الستتاعة حتتتى يكتتثر فيكتتم‬

‫المتتتتتتال حتتتتتتتى يهتتتتتتم رب المتتتتتتال متتتتتتن يقبلتتتتتته منتتتتتته"‪.‬‬

‫ورواه مستتتتتلم متتتتتن وجتتتتته آختتتتتر عتتتتتن أبتتتتتي هريتتتتترة‪.‬‬

‫وتقدم الحديث عن أبتتي هريتترة‪ ،‬وأبتتي بريتتدة وأبتتي بكتترة وغيرهتتم‬

‫رضي الله عنهم‪" :‬ل تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك عراض الوجوه‬

‫‪258‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذلتتف النتتوف كتتأن وجتتوههم المجتتان المطرقتتة ينتعلتتون الشتتعر"‪.‬‬

‫الحديث وهم بنو قنطورا وهي جارية الخليل عليه الصلة والسلم‪.‬‬

‫من علمات الساعة قلة العلم وكثرة الجهل وانتشاره‬

‫وفي الصحيحين من حديث شعبة عن قتادة‪ ،‬عتتن أنتتس قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن من أشراط الساعة أن يرفع‬

‫العلتتم‪ ،‬ويظهتتر الجهتتل‪ ،‬ويفشتتو الزنتتى‪ ،‬وتشتترب الخمتتر‪ ،‬ويتتذهب‬

‫الرجال‪ ،‬وتبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد"‪.‬‬

‫من علمات الساعة أن تفيض أرض العرب بالخير والثراء‬

‫والذهب‬

‫وقال سفيان الثوري‪ :‬عن ستتهيل‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة عتتن‬

‫رسول الله صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪" :‬ل تتتذهب اليتتام والليتتالي‬

‫حتى تعود أرض العرب مروجتا ً وأنهتتارًا‪ ،‬وحتتتى يحستتر الفتترات عتتن‬

‫جبل من ذهب فيقتتلون عليه‪ ،‬فيقتل من كل متتائة تستعة وتستتعون‪،‬‬

‫وبنحو واحد" وأخرجه مسلم من وجه آخر عن سهيل‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إشارة نبوية الى ردة بعض العرب عن السلم قبل قيام‬

‫الساعة‬

‫وروى البخاري عن أبي اليمان‪ ،‬عن شعيب‪ ،‬وأخرج مسلم من‬


‫حديث معمر كلهما عن الزهري‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن أبي هريرة أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل تقوم الساعة حتى‬
‫تضطرب أليات النساء دوس حول ذي الخلصة طاغية دوس الذي‬
‫كانوا يعبدون في الجاهلية"‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم من حديث السود بن العلء‪ ،‬عن أبي سلمة‪ ،‬عن‬
‫عائشة‪ ،‬قالت‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬ل‬
‫يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللت والعزى"‪.‬‬
‫ذي‬ ‫فقلت يا رسول الله‪ :‬إن كنت لظن حين أنزل الله‪" :‬هُوَ ال ّ ِ‬
‫دين ك ُل ّهِ وَل َوْ ك َرِهَ‬ ‫دى َودين اْلحقّ ل ِي ُظ ْهَِرهُ عََلى ال ّ‬
‫ه ِبال ْهُ َ‬
‫سول َ ُ‬
‫ل َر ُ‬‫س َ‬‫أْر َ‬
‫كون"‪.‬‬ ‫شرِ ُ‬ ‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫أن ذلك تام‪ ،‬فقال‪" :‬إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ثم يبعث الله‬
‫ريحا ً طيبة يتوفى بها كل من كان في قلبه مثقال حبة خردل من‬
‫إيمان‪ .‬فيبقى من ل خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم"‪.‬‬
‫روى جزء النصاري‪ ،‬عن حميد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن عبد الله بن سلم‬
‫سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ما أول أشراط الساعة?‬
‫فقال‪" :‬نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب"‪ .‬الحديث‬
‫بتمامه‪.‬‬
‫ورواه البخاري من حديث حميد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬وفي حديث أبي زرعة‬
‫عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما ً بارزا ً‬
‫ليمان‪ ،‬الحديث إلى أن قال‪ :‬يا‬ ‫للناس إذ أتاه أعرابي فسأله عن ا ِ‬
‫رسول الله فمتى الساعة? فقال‪" :‬ما المسؤول عنها بأعلم من‬
‫السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها‪ ،‬إذا ولدت المة ربتها‪ .‬وإذا‬
‫كان الحفاة العراة العالة رعاء الشاة رؤوس الناس‪ ،‬فذاك من‬
‫عل ْ ُ‬
‫م‬ ‫ه عنده ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫أشراطها في خمس ل يعلمهن إل الله ثم قرأ‪" :‬إ ِ ّ‬

‫‪260‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ما َ‬
‫ذا‬ ‫س َ‬ ‫ما تد ِْري ن َْف ٌ‬‫حام وَ َ‬ ‫ما ِفي الْر َ‬‫م َ‬‫ث وَي َعْل َ ُ‬
‫ل الغَي ْ َ‬‫ساعَةِ وَي ُن َّز ُ‬
‫ال ّ‬
‫َ‬
‫خِبير"‪.‬‬ ‫ن الّله عَِليم َ‬ ‫ت إِ ّ‬ ‫مو ُ‬
‫ما ت َد ِْري ن َْفسن ب ِأيّ أْرض ت َ ُ‬ ‫ب غَد َا ً وَ َ‬ ‫ت َك ْ ِ‬
‫س ُ‬
‫ي "‪ ،‬فلم يروا شيئًا‪ ،‬فقال‪" :‬هذا‬ ‫ثم انصرف الرجل‪ ،‬فقال‪" :‬ردوه عل ّ‬
‫جبريل جاء ليعلم الناس أمور دينهم"‪ .‬أخرجاه في الصحيحين‪.‬‬
‫وعند مسلم عن عمر بن الخطاب نحو من هذا بأبسط منه‪.‬‬
‫فقوله عليتته الصتتلة والستتلم‪" :‬أن تلتتد المتتة ربتهتتا"‪ ،‬يعنتتي بتته أن‬

‫الماء تكون في آختر الزمتان هتن المشتار إليهتن بالحشتمة فتكتون‬

‫المة تحت الرجل الكبير دون غيرها من الحتترائر‪ ،‬ولهتتذا قتترن ذلتتك‬

‫بقوله‪" :‬وأن ترى الحفاة العراة العالة يتطاولون فتتي البنيتتان" يعنتتي‬

‫بتتذلك أنهتتم يكونتتون رؤوس النتتاس‪ ،‬قتتد كتتثرت أمتتوالهم‪ ،‬وامتتتدت‬

‫وجاهتهم‪ ،‬ليس لهم دأب ول همة إل التطاول في البناء‪.‬‬

‫من علمات الساعة تكثف الدنيا عند من ل خلق له ول‬

‫دين‬

‫وهذا كما في الحديت المتقدم‪" :‬ل تقوم الساعة حتى يكون أحظتى‬

‫الناس بالدنيا لكع بن لكع"‪.‬‬

‫من علمات الساعة إسناد المور لغير أربابها‬

‫‪261‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وفي الحديث الخر‪" :‬إذا وسد المر إلى غير أهله فانتظر الساعة"‪.‬‬

‫وفي الحديث الخر‪" :‬ل تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلتتة رذالهتتا"‪.‬‬

‫ومن فسر هذا بكثرة السراري لكثرة الفتوحات‪ ،‬فقد كتتان هتتذا فتتي‬

‫صدر هتذه المتة كتبير جتدًا‪ ،‬وليتس هتذا بهتذه الصتفة متن أشتراط‬

‫الستتتتتتاعة المتاخمتتتتتتة لوقتهتتتتتتا‪ ،‬واللتتتتتته تعتتتتتتالى أعلتتتتتتم‪.‬‬

‫وقال الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب البعث والنشور‪ :‬أخبرنتتا أبتتو‬

‫عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق قال‪ :‬حتتدثنا عبتتد البتتاقي‬

‫بن قانع الحافظ حتتدثنا عبتتد التتوارث بتتن إبراهيتتم العستتكري‪ ،‬حتتدثنا‬

‫سيف بن مسكين‪ ،‬حتتدثنا المبتتارك بتتن فضتتالة‪ ،‬عتتن الحستتن‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫خرجت فتتي طلتتب العلتتم‪ ،‬فقتتدمت الكوفتتة فتتإذا أنتتا بعبتتد اللتته بتتن‬

‫مسعود‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أبا عبد الرحمن هل للساعة متتن علتتم تعتترف بتته‬

‫فقال‪ :‬سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقتتال‪" :‬إن‬

‫من أشراط الستتاعة أن يكتتون الولتتد غليظتا ً والمطتتر قيظتا ً وتفشتتو‬

‫السرار‪ ،‬ويصدق الكاذب‪ ،‬ويتتؤتمن الختتائن‪ ،‬ويختتون الميتتن‪ ،‬ويستتود‬

‫كل قبيلة منافقوها وكل سوق فجارها‪ ،‬وتزخرف المحاريب‪ ،‬وتخرب‬

‫‪262‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫القلوب‪ ،‬ويكتفي الرجال بالرجال والنستتاء بالنستتاء ويختترب عمتتران‬

‫الدنيا‪ ،‬ويعمر خرابها‪ ،‬وتظهر الفتنتتة‪ ،‬وأكتتل الربتتا‪ ،‬وتظهتتر المعتتازف‬

‫والكنوز‪ ،‬وتشرب الخمر‪ ،‬وتكثر الشرط‪ ،‬والغمازون‪ ،‬والهمازون" ثتم‬

‫قال التتبيهقي‪ :‬هتتذا إستتناد فيتته ضتتعف إل أن أكتتثر ألفتتاظه قتتد روي‬

‫بأستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتانيد أختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر متفرقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‪.‬‬

‫قلت‪ :‬قد تقدم في أول هذا الكتاب فصل‪ ،‬فيه ما يقتتع متتن الشتترور‬

‫في آخر الزمان‪ ،‬وفيه شواهد كثيرة لهذا الحديث‪.‬‬

‫من علمات الساعة إضاعة المانة‬

‫وفي صحيح البخاري من حديث عطاء بن يسار‪ ،‬عن أبي هريرة أن‬
‫أعرابيا ً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى الساعة فقال‪:‬‬
‫"إذا ضيعت المانة فانتظر الساعة‪ ،‬قال‪ :‬يا رسول الله‪ :‬وكيف‬
‫إضاعتها? قال إذا وسد المر إلى غير أهله فانتظر الساعة"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن واصل‪،‬‬ ‫وقال ا ِ‬
‫عن أبي وائل‪ ،‬عن عبد الله‪ ،‬وأحسبه رفعه إلى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬بين يدي الساعة أيام الهرج أيام يزول فيها العلم‬
‫ويظهر فيها الجهل"‪ .‬فقال أبو موسى‪ :‬الهرج بلسان الجيش القتل‪.‬‬
‫لمام أحمد عن أبي اليمان‪ ،‬عن شعيب‪ ،‬عن عبد الله بن أبي‬ ‫وروى ا ِ‬
‫حسين‪ ،‬عن شهر‪ ،‬عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬ل تقوم الساعة حتى يخرج الرجل من عند أهله‬
‫فيخبره شراك نعله أو سوطه أو عصاه بما أحدث أهله بعده"‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وروى أيضا ً عن يزيد بن هارون‪ ،‬عن القاسم بن الفضل الحداي‪ ،‬عن‬


‫أبي نضرة عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫لنس‪،‬‬ ‫قال‪" :‬والذي نفسي بيده ل تقوم الساعة حتى تكلم السباع ا ِ‬
‫وتكلم الرجل عذبة سوطه‪ ،‬وشراك نعله‪ ،‬ويخبره فخذه بما أحدث‬
‫أهله بعده"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حماد‪ ،‬هو ابن سلمة‪ ،‬عن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫ثابت‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬كنا نتحدث أنه ل تقوم الساعة حتى ل تمطر‬
‫السماء‪ ،‬ول تنبت الرض‪ ،‬وحتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد‪،‬‬
‫وحتى إن المرأة لتمر بالبعل‪ ،‬فينظر إليها فيقول‪ :‬لقد كان لهذا‬
‫المرأة رجل‪.‬‬
‫لمام أحمد ذكره حماد مرة هكذا وقد ذكره عن ثابت‪ ،‬عن‬ ‫قال ا ِ‬
‫أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بل شك فيه‪ ،‬وقد قال أيضا ً‬
‫عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحسب إسنادا ً جيدا ً‬
‫ولم يخرجوه من هذا الوجه‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا هشام‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس‬ ‫وقال ا ِ‬
‫بن مالك يرفع الحديث‪" :‬ل تقوم الساعة حتى يرفع العلم‪ ،‬ويظهر‬
‫الجهل‪ ،‬ويقل الرجال‪ ،‬وتكثر النساء‪ ،‬وحتى يكون قيم خمسين امرأة‬
‫رجل واحد"‪ .‬تقدم له شاهد في الصحيح‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنتتا معمتتر‪ ،‬عتتن الزهتتري‪،‬‬ ‫وقال ا ِ‬

‫ج‬
‫أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم ختتر ِ‬

‫حين زاغت الشمس فص تّلى الظهتتر‪ ،‬فلمتتا ستتلم قتتام علتتى المنتتبر‪،‬‬

‫فذكر الساعة‪ ،‬وذكر أن بين يديها أمورا ً عظاما ً وذكر تمام الحديث‪.‬‬

‫إشارة نبوية الى نزع البركة من الوقت قبل قيام‬

‫الساعة‬

‫‪264‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا هاشم‪ ،‬وأبو كامل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا زهير‪ ،‬حدثنا‬
‫وقال ا ِ‬

‫سهيل بن أبي صالح‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله‬

‫صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬ل تقتتوم الستتاعة حتتتى يتقتتارب الزمتتان‪،‬‬

‫فتكون الستنة كالشتتهر‪ ،‬والجمعتة كتاليوم‪ ،‬ويكتون اليتوم كالستتاعة‪،‬‬

‫وتكتتتتون الستتتتاعة كتتتتاحتراق الستتتتعفة" والستتتتعفة الخوصتتتتة‪.‬‬

‫لستتتتتناد علتتتتتى شتتتتترط مستتتتتلم‪.‬‬


‫زعتتتتتم ستتتتتهيل أن هتتتتتذا ا ِ‬

‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن عبد الله‪ ،‬حدثنا كامتتل‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫صالح عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"لن تذهب الدنيا حتى تصير لكع بن لكع"‪ .‬إسناده جيد قوي‪.‬‬

‫من علمات الساعة نطق الرويبضة‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا يونس‪ ،‬وشريح‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا فليح‪ ،‬عتتن ستتعيد بتتن‬

‫عبد الله بن السباق‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬قبل الساعة سنون خداعة‪ ،‬يكتتذب فيهتتا الصتتادق‪،‬‬

‫ويصتتدق فيهتتا الكتتاذب ويختتون فيهتتا الميتتن‪ ،‬ويتتؤتمن فيهتتا الختتائن‪،‬‬

‫‪265‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وينطتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتق فيهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا الرويبضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫قال شريح‪ :‬وينظر فيها الرويبضة‪ ،‬وهذا إسناد جيد ولم يخرجوه متتن‬

‫هتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذا التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوجه‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا هودة‪ ،‬حدثنا عوف‪ ،‬عن شهر بن حوشب‪ ،‬عن أبي‬

‫هريتترة‪ ،‬أن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬إن متتن أشتتراط‬

‫الساعة أن يرى رعاء الشاة رؤوس الناس‪ ،‬وأن ترى الحفتتاة العتتراة‬

‫الجوع يتبارون في البناء‪ ،‬وأن تلد المة ربتهتتا أو ربهتتا"‪ .‬وهتتذا إستتناد‬

‫جيتتتتتتتتتد لتتتتتتتتتم يخرجتتتتتتتتتوه متتتتتتتتتن هتتتتتتتتتذا التتتتتتتتتوجه‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عمار بن محمد‪ ،‬عن الصلت بن قتتوتب‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة قال سمعت رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬ل‬

‫تقوم الساعة حتى ل تنطح ذات قرن جماء"‪ .‬تفرد به أحمد ول بتتأس‬

‫بإستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتناده‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن عجلن‪ ،‬ستتمعت أبتتي يحتتدث‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريتترة قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬ل تقتتوم‬

‫الساعة حتى يقبض العلم‪ ،‬ويظهتتر الجهتتل‪ ،‬ويكتتثر الهتترج‪ ،‬قيتتل ومتتا‬

‫‪266‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الهتترج? قتتال‪ :‬القتتتل"‪ .‬تف تّرد بتته أحمتتد وهتتو علتتى شتترط مستتلم‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنتا معمتتر‪ ،‬عتن همتام‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬ل تقتتوم‬

‫الساعة حتى يكثر فيكتم المتال‪ ،‬فيفيتض حتتى يهتم رب المتال متن‬

‫يقبل منه صدقة ماله‪ ،‬وحتى يقبض العلم‪ ،‬ويقتتترب الزمتتان‪ ،‬وتظهتتر‬

‫الفتن ويكثر الهرج" قالوا‪ :‬الهرج أيمتا يتا رستول اللته? قتال‪ :‬القتتل‬

‫القتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل"‪.‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الساعة حتى تقتتتتل‬

‫فئتان عظيمتتتان‪ ،‬دعواهمتا واحتتدة‪ ،‬وتكتون بينهمتتا مقتلتة عظيمتتة"‪.‬‬

‫وقال رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬ل تقتتوم الستتاعة حتتتى‬

‫يبعث دجالون كذابون قريب من ثلثين‪ ،‬كلهم يزعم أنه رسول الله"‪.‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الساعة حتى تطلتتع‬

‫الشمس من مغربها‪ ،‬فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون‪ ،‬وذلتتك‬

‫حين ل ينفع نفسا ً إيمانهتتا لتتم تكتتن آمنتتت متتن قبتتل أو كستتبت فتتي‬

‫إيمانهتتتتتتتا خيتتتتتتترًا"‪ .‬وهتتتتتتتذا ثتتتتتتتابت فتتتتتتتي الصتتتتتتتحيح‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال الحافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا أحمد بتتن محمتتد‪ ،‬حتتدثنا القاستتم‬

‫بن الحكم‪ ،‬عن سليمان بن داود اليمامي‪ ،‬عن يحيتتى بتتن أبتتي كتتثير‪،‬‬

‫عن أبي سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫قتتال‪" :‬والتتذي بعثنتتي بتتالحق ل تنقضتتي هتتذه التتدنيا حتتتى يقتتع بهتتم‬

‫الخسف‪ ،‬والقذف‪ ،‬والمسخ‪ ،‬قالوا‪ :‬ومتى ذلك يا رسول اللتته? قتتال‪:‬‬

‫إذا رأيتتت النستتاء ركبتتن الفتتروج‪ ،‬وكتتثرت القينتتات‪ ،‬وكتتثرت شتتهادة‬

‫التتتتزور‪ ،‬واستتتتتغنى الرجتتتتال بالرجتتتتال‪ ،‬والنستتتتاء بالنستتتتاء"‪.‬‬

‫وروى الطبراني‪ :‬من حديث كثير بن مرة‪ ،‬عن عبد الله بن عمتتر‪ ،‬أن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن من علمات الستتاعة أن‬

‫تعتتتتتتتتتتتتتتتتتزب العقتتتتتتتتتتتتتتتتتول‪ ،‬وتنقتتتتتتتتتتتتتتتتتص الحلم"‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو أحمد الزبيري‪ ،‬حدثنا بشير بن سليمان‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫وهو أبو إسماعيل‪ ،‬عنسيار أبي الحكم‪ ،‬عن طارق بن شتتهاب‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫كنا عند عبد الله بن مسعود جلوستا ً فجتتاء رجتتل فقتتال‪ :‬قتتد أقيمتتت‬

‫الصلة‪ ،‬فقام وقمنا معه‪ ،‬فلما دخلنا المسجد رأينا الناس ركوعا ً فتتي‬

‫مقدم المسجد‪ ،‬فكّبر وركع‪ .‬فكبرنا وركعنا‪ ،‬ثتتم ستتجد‪ ،‬وستتجدنا‪ ،‬ثتتم‬

‫‪268‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سلم‪ ،‬وسلمنا‪ ،‬وصنعنا مثل الذي صنع‪ ،‬فمر رجل يسرع فقال‪ :‬عليك‬

‫السلم يا أبا عبد الرحمتتن‪ ،‬فقتتال‪ :‬صتتدق اللتته‪ ،‬وبلتتغ رستتوله‪ ،‬فلمتتا‬

‫صلينا ورجعنتتا‪ ،‬دختتل إلتتى أهلتته وجلستتنا‪ ،‬فقتتال بعضتتنا لبعتتض‪ :‬أمتتا‬

‫ه‪ .‬أيكم يسأله‪ .‬فقتتال‬


‫سمعتم رده على الرجل صدق الله وبلغ رسول َ‬

‫طارق‪ :‬أنا أسأله‪ ،‬فسأله حين خرج‪ ،‬فذكر عن النبي صلى الله عليتته‬

‫وسلم أنه قال‪" :‬إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة‪ ،‬وفشو التجارة‪.‬‬

‫حتى تعيتتن المتترأة زوجهتتا علتتى التجتتارة‪ ،‬وقطتتع الرحتتام‪ ،‬وشتتهادة‬

‫التتتتتتزور‪ ،‬وكتمتتتتتتان شتتتتتتهادة الحتتتتتتق‪ ،‬وظهتتتتتتور الجهتتتتتتل"‪.‬‬

‫روى أحمد عن عبد الرزاق عن بشير عن يسار‪ :‬أبو الحكتتم لتتم يتترو‬

‫عن طارق شيئًا‪.‬‬

‫صفة أهل آخر الزمان‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ،‬حدثنا همام‪ ،‬حدثنا قتادة‪ ،‬عتتن‬
‫وقال ا ِ‬

‫الحسن‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وستتلم‪" :‬ل تقتتوم الستتاعة حتتتى يأختتذ اللتته شتتريعته متتن أهتتل‬

‫‪269‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الرض‪ ،‬فيبقى فيها عجاجة ل يعرفون معروفتًا‪ ،‬ول ينكترون منكترًا"‪.‬‬

‫وحدثنا عفان‪ ،‬حدثنا همام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن عبد الله بتتن‬

‫عمرو‪ ،‬يرفعه‪ ،‬وقال‪" :‬حتى يأخذ الله شريعته من الناس"‪.‬‬

‫إن من البيان لسحرا ً‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفتتان‪ ،‬حتتدثنا قيتتس‪ ،‬عتتن العمتتش‪ ،‬عتتن‬


‫وقال ا ِ‬

‫إبراهيم‪ ،‬عتتن عبيتتدة الستتلماني‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته بتتن مستتعود‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫سمعت رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬إن متتن البيتتان‬

‫سحرًا‪ ،‬وشرار النتتاس التتذين تتتدركهم الستتاعة وهتتم أحيتتاء‪ ،‬والتتذين‬

‫يتخذون قبورهم مساجد"‪ .‬وهذا إسناد صحيح‪ ،‬ولم يخرجوه من هتتذا‬

‫الوجه‪.‬‬

‫الساعة ل تقوم إل على شرار الناس‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا بهز‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬حدثنا علتتي بتتن القمتتر‪،‬‬
‫وقال ا ِ‬

‫سمعت أبا الحوص حدث عن عبد الله قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليتته وستتلم‪" :‬ل تقتتوم الستتاعة إل علتتى شتترار النتتاس" ورواه‬

‫‪270‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مسلم‪ ،‬عن إبراهيم بتتن حتترب‪ ،‬عتتن عبتتد الرحمتتن بتتن مهتتدي‪ ،‬عتتن‬

‫سفيان‪.‬‬

‫قبيل قيام الساعة تهدر آدمية النسان‬

‫وقد تقدم في الحاديث السابقة‪" :‬أنه تقل الرجتتال‪ ،‬وتكتتثر النستتاء‪،‬‬

‫حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد يلذن بتته‪ .‬وأنهتتم يتستتافدون‬

‫فتتتتتتتتتي الطرقتتتتتتتتتات كمتتتتتتتتتا تتستتتتتتتتتافد البهتتتتتتتتتائم"‪.‬‬

‫وقد أوردناها بأسانيدها‪ ،‬وألفاظها‪ ،‬بما أغنى عن إعادتها ها هنا‪ ،‬وللتته‬

‫الحمد‪.‬‬

‫ل تقوم الساعة على موحد‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حماد‪ ،‬أخبرنا ثابت عن أنتتس‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الستتاعة حتتتى‬

‫ل يقتتتتتتتتتتتتال فتتتتتتتتتتتتي الرض ل إلتتتتتتتتتتتته إل اللتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ ،‬عن زهير بن حرب‪ ،‬عن عفتتان بتته‪ ،‬ولفظتته‪" :‬ل تقتتوم‬

‫الستتتتتتاعة حتتتتتتتى ل يقتتتتتتال فتتتتتتي الرض اللتتتتتته اللتتتتتته"‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنتتا معمتتر‪ ،‬عتتن ثتتابت‪ ،‬عتتن‬
‫قال ا ِ‬

‫أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الساعة‬

‫على أحد يقول الله الله"‪ .‬وكذا رواه مسلم‪ ،‬عن عبد بن حميد‪ ،‬عتتن‬

‫عبد الرزاق وقال أحمد‪ :‬وحتتدثنا ابتتن عتتدي‪ ،‬عتتن حميتتد‪ ،‬عتتن أنتتس‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل تقوم الستتاعة حتتتى‬

‫ل يقتتتتتتتتتتتتتتال فتتتتتتتتتتتتتتي الرض اللتتتتتتتتتتتتتته اللتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫وهذا إسناد ثلثي على شرط الصحيحين‪ ،‬وإنمتتا رواه الترمتتذي‪ ،‬عتتن‬

‫بندار‪ ،‬عن محمد بن عبد الله بن أبي عتتدي‪ ،‬عتتن حميتتد‪ ،‬عتتن أنتتس‪،‬‬

‫مرفوعًا‪ ،‬وقال‪ :‬حسن‪ ،‬ثم رواه محمد بن المثنى‪ ،‬عن خالد الحارث‪،‬‬

‫عن حميد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬موقوفا ً قال‪ :‬وهذا أصح من الول‪.‬‬

‫ل تقوم الساعة إل على من ل ينكر منكرا ً ول يأمر‬

‫بمعروف‬

‫وفي معنى قوله صلى الله عليه وسلم‪" :‬حتتتى ل يقتتال فتتي الرض‬

‫اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قولن‪ :‬أحدهما‪ :‬أن معناه أن أحدا ً ل ينكر منكرًا‪ ،‬يعني ل يزجتتر أحتتد‬

‫أحدا ً إذا رآه قد تعاطى منكرًا‪ ،‬وعّبر عن ذلك بقتتوله‪" :‬حتتتى ل يقتتال‬

‫الله الله" كما تقدم في حتتديث عبتتد اللتته بتتن عمتترو‪" :‬فيبقتتى فيهتتا‬

‫عجاجتتتتتتتة ل يعرفتتتتتتتون معروفتتتتتتتا ً ول ينكتتتتتتترون منكتتتتتتترًا"‪.‬‬

‫والقول الثاني‪ :‬حتى ل يذكر الله في الرض‪ ،‬ول يعرف استتمه فيهتتا‪،‬‬

‫وذلك عند فساد الزمان‪ ،‬ودمار نوع النسان‪ ،‬وكثرة الكفر‪ ،‬والفستتق‬

‫والعصيان‪ ،‬وهذا كما في الحتتديث الختتر‪" :‬ل تقتتوم الستتاعة حتتتى ل‬

‫يقال في الرض ل إله إل الله"‪.‬‬

‫شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء‬

‫وكما تقدم فتتي الحتتديث الختتر‪" :‬إن الشتتيخ الكتتبير يقتتول‪ :‬أدركتتت‬

‫الناس وهم يقولون‪ :‬ل إله إل الله‪ ،‬ثم يتفتتاقم المتتر ويتزايتتد الحتتال‪،‬‬

‫حتى يترك ذكتتر اللتته فتتي الرض‪ ،‬وينستتى بالكليتتة‪ ،‬فل يعتترف فيهتتا‬

‫وأولئك شتتتتتتترار النتتتتتتتاس وعليهتتتتتتتم تقتتتتتتتوم الستتتتتتتاعة"‪.‬‬

‫كما تقدم في الحديث‪" :‬ول تقتتوم الستتاعة إل علتتى شتترار النتتاس"‪.‬‬

‫‪273‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وفتتي اللفتتظ الختتر‪" :‬وشتترار النتتاس التتذين تتتدركهم الستتاعة وهتتم‬

‫أحيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاء"‪.‬‬

‫وفي حديث عبد العزيز بن صهيب‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬ل يزداد الناس إل شحًا‪ ،‬ول يزداد الزمان إل شتتدة‪ ،‬ول‬

‫تقتتتتتتتوم الستتتتتتتاعة إلتتتتتتتى علتتتتتتتى شتتتتتتترار النتتتتتتتاس"‪.‬‬

‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا هاشم‪ ،‬حدثنا إسحاق بتتن ستعيد بتن عمتترو‬

‫بن سعيد بن العاص‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬قالت‪ :‬دخل رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم وهو يقتتول‪" :‬يتتا عائشتتة‪ :‬قومتتك أستترع أمتتتي‬

‫لحاقا ً بي‪ ،‬قالت‪ :‬فلما جلس قلت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬جعلني الله فداك‪،‬‬

‫لقد دخلت وأنت تقول كلما َ أذعرني قال‪ :‬وما هو? قتالت‪ :‬تزعتم أن‬

‫قومي أسرع أمتتتك لحاقتا ً بتك‪ .‬قتتال‪ :‬نعتتم قتتالت‪ :‬وعتتم ذاك? قتتال‪:‬‬

‫تستجلبهم المنايا‪ .‬قالت‪ :‬فقلت‪ :‬وكيف الناس بعد ذلتتك? قتتال‪" :‬دب تا ً‬

‫يأكتتتتل شتتتتداده ضتتتتعافه‪ ،‬حتتتتتى تقتتتتوم عليهتتتتم الستتتتاعة"‪.‬‬

‫والدبا الجنادب التي لم تنبت أجنحتها‪ .‬تفّرد به أحمد‪.‬‬

‫قرب الساعة‬

‫‪274‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر طرق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫"بعثت أنا والساعة كهاتين"‬

‫رواية عن أنس بن مالك‪ ،‬رضي الّله تعالى عنه‬

‫لمتتام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا أبتتو المغيتترة‪ ،‬حتتدثنا الوزاعتتي‪ ،‬حتتدثنا‬


‫قتتال ا ِ‬

‫إسماعيل بن عبيد الله يعني بن أبي المهتاجر الدمشتقي قتال‪ :‬قتدم‬

‫أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك فستتأله‪ :‬متتاذا ستتمعت متتن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلم يذكر بتته الستتاعة? قتتال‪:‬‬

‫سمعت رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬أنتتتم والستتاعة‬

‫كهاتين"‪ .‬تفّرد به أحمد من هذا الوجه‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا هاشم عن شعبة‪ ،‬عن أبي التياح‪ ،‬وقتادة‪ ،‬وحمتزة‪،‬‬

‫وهو ابن عمرو الضبي‪ ،‬أنهم سمعوا أنس بن مالك يقتتول عتتن النتتبي‬

‫صتتتتلى اللتتتته عليتتتته وستتتتلم "بعثتتتتت أنتتتتا والستتتتاعة هكتتتتذا"‪.‬‬

‫وأشار بالسبابة والوسطى‪ ،‬وأخرجه مسلم متتن حتتديث شتتعبة‪ ،‬عتتن‬

‫‪275‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حمتتتزة الضتتتبي‪ ،‬هتتتذا وأبتتتي التيتتتاح‪ ،‬كلهمتتتا عتتتن أنتتتس بتتته‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬عن يعقوب بن إبراهيم بن ستتعد‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن‬


‫روى ا ِ‬

‫محمد بن إسحاق عن زياد بن أبي زياد المدني‪ ،‬عن أنس بتتن مالتتك‬

‫أنه قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬بعثت أنتتا‬

‫والستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاعة كهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاتين"‪.‬‬

‫ومد إصبعيه السبابة والوسطى‪ .‬تفّرد به أحمد‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا محمد بتن جعفتتر‪ ،‬حتدثنا شتعبة‪ ،‬عتن أبتتي التيتاح‪،‬‬

‫سمعت أنس بن مالك يروي أن رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫قتتال‪" :‬بعثتتت أنتتا والستتاعة كهتتاتين"‪ .‬وبستتط إصتتبعيه الستتبابة‬

‫والوستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتطى‪.‬‬

‫وأخرجاه في الصحيحين‪ ،‬من حديث شعبة‪ ،‬عن أبي التيتتاح يزيتتد بتتن‬

‫حميد‪ ،‬وزاد مسلم‪ ،‬وحمزة الضبي‪ ،‬عن أنس به‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫‪276‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس بن مالتتك‪،‬‬

‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬بعثت أنتتا والستتاعة كهتتاتين"‪.‬‬

‫وأشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار بالوستتتتتتتتتتتتتتتتتتتطى والستتتتتتتتتتتتتتتتتتتبابة‪.‬‬

‫وأخرجتته البختتاري‪ ،‬ومستتلم‪ ،‬والترمتتذي‪ ،‬متتن حتتديث شتتعبة بتته‪.‬‬

‫وفي رواية لمسلم‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬وأبي التيتتاح‪ ،‬كلهمتتا عتتن‬

‫أنتتتتتتتس بتتتتتتته‪ ،‬وقتتتتتتتال الترمتتتتتتتذي‪ :‬حستتتتتتتن صتتتتتتتحيح‪.‬‬

‫قال مسلم في صحيحه‪ ،‬حدثنا أبو غسان مالك بن عبد الواحد‪ ،‬حدثنا‬

‫معتمر بن سليمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن معبد بن بلل العزى‪ ،‬عن أنس بتتن‬

‫مالك‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬بعثت أنا والساعة‬

‫كهاتين"‪ .‬تفّرد به مسلم‪.‬‬

‫رواية جابر بن عبد الله رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا مصعب بن سلم‪ ،‬حدثنا جعفر‪ ،‬هو ابن محمتتد بتتن‬

‫علي بن الحسين‪ ،‬عن أبيتته‪ ،‬عتتن جتتابر بتتن عبتتد اللتته‪ ،‬قتتال‪ :‬خطبنتتا‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمتد اللته‪ ،‬وأثنتى عليته بمتا هتتو‬

‫‪277‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أهله‪ ،‬ثم قال‪" :‬أما بعد‪ :‬فإن أصدق الحديث كتتاب اللته‪ ،‬وإن أفضتل‬

‫الهتتدي هتتدي محمتتد‪ ،‬وشتتر المتتور محتتدثاتها‪ ،‬وكتتل بدعتتة ضتتللة"‪.‬‬

‫ثم يرفع صوته‪ ،‬وتحمر وجنتاه‪ ،‬ويشتد غضبه‪ ،‬إذ ذكتتر الستتاعة‪ ،‬كتتأنه‬

‫منذر جيش‪ ،‬ثم يقول‪" :‬أتتكم الستتاعة‪ ،‬بعثتتت أنتتا والستتاعة هكتتذا"‪.‬‬

‫وأشار بإصتبعه الستبابة والوستطى‪" .‬صتبحتكم الستاعة ومستتكم"‪.‬‬

‫وقد رواه مسلم‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬متتن طتترق عتتن جعفتتر بتتن‬

‫محمد به‪ ،‬وعند مسلم قال‪" :‬بعثت أنا والساعة كهاتين"‪.‬‬

‫رواية سهل بن سعد رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا سعيد بن منصور‪ ،‬قتتال‪ :‬حتتدثنا قتيبتتة بتتن ستتعيد‪،‬‬

‫واللفظ حدثنا يعقوب‪ ،‬عن ابتتن عبتتد الرحمتتن‪ ،‬عتتن أبتتي حتتازم‪ ،‬أنتته‬

‫سمع سهل ً يقول‪ :‬رأيت النبي صلى الله عليه وستتلم يشتتير بإصتتبعيه‬

‫لبهام‪ ،‬وهما السبابة والوسطى‪ ،‬وهو يقول‪" :‬بعثتتت أنتتا‬


‫اللتين تليان ا ِ‬

‫والساعة هكذا"‪ .‬تفّرد به مسلم‪.‬‬

‫رواية أبي هريرة رضي الّله تعالى عنه‬

‫‪278‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو هشتام‪ ،‬حتدثنا أبتو بكتر حتدثنا ابتن‬

‫حصين‪ ،‬عن ابن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬بعثت أنا والستتاعة كهتتاتين" وضتتم أصتتابعه‪.‬‬

‫وقد روى البخاري‪ :‬عن يحيى بن يوسف‪ ،‬عن أبتتي بكتتر بتتن عبتتاس‪،‬‬

‫عن أبي حصين عثمان بن عاصم‪ ،‬عن أبتتي صتتالح ذكتتوان‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وستتلم قتتال‪" :‬بعثتتت أنتتا والستتاعة‬

‫كهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاتين"‪.‬‬

‫ثم قال البختتاري‪ :‬وتتتابعه إستترائيل‪ :‬ورواه ابتتن ماجتتة عتتن هنتتاد بتتن‬

‫السري‪ ،‬وأبو هاشم الرفاعي‪ ،‬عن أبي بكتتر بتتن عيتتاش‪ .‬بتته‪ ،‬وقتتال‪:‬‬

‫وجمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتع بيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن إصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتبعيه‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ ،‬حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس‪،‬‬

‫حدثنا سفيان‪ ،‬عن إسماعيل بن أبي خالد‪ ،‬عن قيس بن أبتتي حتتازم‪،‬‬

‫عن أبي جبيرة بن الضحاك رضي الله عنه‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صتتتتلى اللتتتته عليتتتته وستتتتلم‪" :‬بعثتتتتت فتتتتي قستتتتم الستتتتاعة"‪.‬‬

‫يقول‪ :‬حين بدت في أول وقتهتتا‪ ،‬وهتتذا إستتناد جيتتد‪ ،‬وليتتس هتو فتتي‬

‫‪279‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شيء من الكتب‪ ،‬ول رواه أحمد بتتن حنبتتل‪ ،‬وإنمتتا روي لبتتي جتتبيرة‬

‫حديث آخر في النهي عن التنابز باللقاب‪.‬‬

‫حديث في قرب يوم القيامة بالنسبة إلى ما سلف من‬

‫الزمنة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبتو اليمتتان‪ ،‬أخبرنتا شتعيب‪ ،‬عتن الزهتري‪،‬‬


‫قال ا ِ‬

‫أخبرني سالم بن عبد الله‪ ،‬أن عبد الله بن عمر قال‪ :‬سمعت رسول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم على المنبر يقول‪" :‬إنما بقاؤكم‬

‫فيما ستتلف قبلكتتم متتن المتتم كمتتا بيتتن صتتلة العصتتر إلتتى غتتروب‬

‫الشمس‪ ،‬أعطى أهل التوراة التتوراة‪ ،‬فعملتوا بهتا حتتى إذا انتصتف‬

‫لنجيتتل‪،‬‬ ‫النهار عجتتزوا‪ ،‬فتتأعطوا قيراطتًا‪ ،‬ثتم أعطتتى أهتل ا ِ‬


‫لنجيتل ا ِ‬

‫فعملوا به حتى صلة العصر‪ ،‬فتأعطوا قيراطتا ً قيراطتًا‪ ،‬ثتم أعطيتتم‬

‫القتترآن‪ ،‬فعملتتتم بتته حتتتى غربتتت الشتتمس‪ ،‬فتتأعطيتم قيراطيتتن‬

‫لنجيتتل‪ ،‬ربنتتا هتتؤلء أقتتل عمل ً وأكتتثر‬


‫قيراطين‪ ،‬فقال أهل التوراة وا ِ‬

‫أجرًا‪ ،‬فقال‪ :‬هل ظلمتكم من أجركم من شيء قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فذاك‬

‫‪280‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فضتتلي أوليتته متتن أشتتاء"‪ .‬وهكتتذا رواه البختتاري عتتن أبتتي اليمتتان‪.‬‬

‫وللبخاري من حديث سفيان الثوري‪ ،‬عن عبد الله بن دينار‪ ،‬عن ابتتن‬

‫م‪" :‬إنما أجلكم فتتي‬


‫عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسل ِ‬

‫أجل من خل من المم قبلكم كما بين صلة العصر ومغرب الشمس‬

‫ومثلكم ومثل اليهود والنصارى"‪ .‬فذكر الحديث بتمامه وطوله‪.‬‬

‫طريق أخرى عن ابن عمر رضي الّله تعالى عنه‬

‫لمتتام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا الفضتتل بتتن دكيتتن‪ :‬حتتدثنا شتتريك‪ ،‬قتتال‪:‬‬


‫قال ا ِ‬

‫سمعت سلمة بن كهيل يحدث عتتن مجاهتتد‪ ،‬قتتال‪ :‬كنتتا جلوس تا ً عنتتد‬

‫النبي صلى الله عليه وستتلم والشتتمس علتتى قعيقعتتان بعتتد العصتتر‬

‫فقال‪" :‬ما أعماركم في أعمار من مضى إل كما بقي من النهار فيما‬

‫مضى منه" تفّرد به أحمد‪ ،‬وهذا إسناد حسن ل بأس به‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حتدثنا إستماعيل بتتن عمتتر‪ ،‬حتدثني كتثير بتتن زيتد‪ ،‬عتتن‬

‫المطلب بن عبد الله‪ ،‬عن عبد الله بن عمر‪ ،‬أنه كان واقفا ً بعرفتتات‪،‬‬

‫‪281‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فنظر إلى الشمس حتى نزلت مثل الترس للغروب‪ ،‬فبكتتى‪ ،‬واشتتتد‬

‫بكاؤه‪ ،‬فقال له رجل عنده‪ :‬يا أبا عبد الرحمن قد وقفت معي مرارا ً‬

‫فلم تصنع هذا? فقال‪" :‬أيها الناس لم يبتتق متتن دنيتتاكم فيمتتا مضتتى‬

‫منها‪ ،‬إل كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه"‪ .‬تفّرد به أحمد‪.‬‬

‫طريق أخرى عن ابن عمر‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يونس بن حماد‪ ،‬يعني ابن عمر‪ ،‬عن أيوب‪،‬‬ ‫قال ا ِ‬
‫عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬أل إن مثل آجالكم في آجال المم قبلكم كما بين صلة‬
‫العصر إلى مغربان الشمس"‪.‬‬
‫ورواه البخاري‪ ،‬عن سليمان بن حرب‪ ،‬عن حماد بن زيد به نحوه‬
‫بأبسط منه‪.‬‬
‫وروى الحافظ أبو القاسم الطبراني‪ ،‬من حديث عطية العوفي‪،‬‬
‫ووهب بن كيسان عن ابن عمر‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬بنحو ذلك‪ ،‬وهذا كله يدل علتتى أن‬

‫ما بقي بالنسبة إلى ما مضى كالشيء اليسير‪ ،‬لكتتن ل يعلتتم مقتتدار‬

‫ما بقي إل الله عز وجتتل‪ .‬ولتتم يجىتتء فيتته تحديتتد يصتتح ستتنده عتتن‬

‫المعصوم‪ ،‬حتى يصار إليه‪ ،‬ويعلم نسبة ما بقي بالنسبة إليتته‪ ،‬ولكنتته‬

‫قليل جدا ً بالنسبة إلى الماضي‪ ،‬وتعييتتن وقتتت الستتاعة لتتم يتتأت بتته‬

‫‪282‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حديث صحيح‪ ،‬بل إن اليات والحاديث دالة على أن علتتم ذلتتك ممتتا‬

‫استأثر الله ستتبحانه وتعتتالى بتته‪ ،‬دون أحتتد متتن خلقتته‪ ،‬كمتتا ستتيأتي‬

‫تقريره في أول الجزء التي بعد هذا‪ ،‬إن شاء الله تعالى‪ ،‬وبتته الثقتتة‬

‫وعليه التكلن‪.‬‬

‫إشارة نبوية إلى أنه لن يبقى بعد مائة سنة أحد من‬

‫الموجودين على ظهر الرض وقتذاك‬

‫لمتتام أحمتتد بتتن حنبتتل رحمتته اللتته فتتي‬


‫فأما الحتتديث التتذي رواه ا ِ‬
‫مسنده قائ ً‬
‫ل‪ ،‬حدثنا أبو اليمان‪ ،‬أخبرنا شعيب‪ ،‬عتتن الزهتتري‪ ،‬حتتدثني‬

‫سالم بن عبد الله‪ ،‬وأبو بكر بتتن أبتتي خيثمتتة أن عبتتد اللتته بتتن عمتتر‬

‫قال‪ :‬صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلة العشاء فتتي آختتر‬

‫حياته‪ ،‬فلما سلم قام فقال‪" :‬أرأيتتتم ليلتكتتم هتتذه? فتتإن علتتى رأس‬

‫مائة سنة ل يبقى ممن هو اليوم علتتى ظهتتر الرض أحتتد‪ ،‬قتتال عبتتد‬

‫الله‪ :‬فوهل الناس في مقالة النبي صلى الله عليه وستتلم تلتتك إلتتى‬

‫ما يحدثون من هذه الحاديث عن مائة سنة‪ ،‬وإنما قال النتتبي صتتلى‬

‫‪283‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬ل يبقى ممن هتتو اليتتوم علتتى ظهتتر الرض أحتتدًا‪،‬‬

‫يريتتتتتتتتد بتتتتتتتتذلك أنتتتتتتتته ينختتتتتتتترم ذلتتتتتتتتك القتتتتتتتترن"‪.‬‬

‫وهكذا رواه البخاري عتتن أبتتي اليمتتان بستتنده ولفظتته ستتواء‪ ،‬ورواه‬

‫مسلم‪ ،‬عن عبد اللتته بتتن عبتتد الرحمتتن التتدارمي‪ ،‬عتتن أبتتي اليمتتان‬

‫ستتر الصتتحابي المتتراد متتن‬


‫الحكم‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن شعيب بتته‪ ،‬فقتتد ف ّ‬

‫الحديث بما فهمه‪ ،‬وهو أولى بالفهم من كل أحد‪ ،‬من أنه صلى اللتته‬

‫عليه وسلم يريد أنه يخرم قرنه ذلك فل يبقى ممتتن هتتو كتتائن علتتى‬

‫وجه الرض من ذلك الزمان أحد إلى مائة سنة‪ ،‬وقد اختلف العلمتتاء‬

‫هل ذلك خاص بذلك القرن أو عام في كل قتترن ل يبقتتى أحتتد أكتتثر‬

‫من مائة سنة‪ .‬على قولين‪ ،‬والتخصتتيص بتتذلك القتترن المتتبين الول‬

‫أولى‪ ،‬فإنه قد شوهد بعض الناس جاوز مائة سنة‪ ،‬وذلك في طائفتتة‬

‫من المعمرين‪ ،‬كما أوردنا في التاريخ‪ ،‬ولكنه قليل في النتتاس فتتالله‬

‫أعلم‪ ،‬ولهذا الحديث طرق أختر عتن النتبي صتلى اللته عليته وستلم‬

‫تسليمًا‪.‬‬

‫رواية جابر بن عبد الله رضي الّله تعالى عنه‬

‫‪284‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬حدثنا المبارك‪ :‬حدثنا الحسن‪ ،‬عن جابر‬

‫بن عبد الله‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الساعة‬

‫قبل أن يموت بشهر فقال‪" :‬تسألوني عن الساعة‪ ،‬وإنما علمها عنتتد‬

‫الله‪ ،‬والذي نفسي بيده ما أعلم اليوم نفسا ً يأتي عليها متتائة ستتنة"‪.‬‬

‫تفّرد به أحمد‪ :‬وهذا إسناد حسن جيد‪ .‬رجاله ثقات‪ ،‬أبو النضر هاشم‬

‫بن قاسم من رجال الصحيحين‪ ،‬ومبارك بن فضالة حتتديثه عنتتد أهتتل‬

‫السنن‪ ،‬والحسن بن أبي الحسن البصري من الئمة الثقتتات الكبتتار‪،‬‬

‫وروايته مخرجة في الصحاح كلها وغيرها‪.‬‬

‫طريق أخرى عن جابر‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا حجاج‪ :‬قال ابن جريج‪ ،‬أختتبرني أبتتو الزبيتتر‪،‬‬
‫قال ا ِ‬

‫أنه سمع جابر بن عبد اللتته يقتتول‪ :‬ستتمعت النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم قبل أن يموت بشتتهر يقتتول‪" :‬تستتألوني عتتن الستتاعة‪ ،‬وإنمتتا‬

‫علمها عند الله‪ ،‬وأقسم بالله ما علتتى الرض نفتتس منفوستتة اليتتوم‬

‫يتتتتتتتتتتتتتتتتأتي عليهتتتتتتتتتتتتتتتتا متتتتتتتتتتتتتتتتائة ستتتتتتتتتتتتتتتتنة"‪.‬‬

‫‪285‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وكذلك رواه مسلم‪ ،‬عن هارون بن عبتتد اللتته‪ ،‬وحجتتاج بتتن الشتتاعر‪،‬‬

‫عن حجاج بن محمد العور‪ ،‬عن محمد بن حاتم‪ ،‬عن محمد بن أبتتي‬

‫بكرة‪ ،‬كلهما عن ابن جريج عنه‪.‬‬

‫باب قرب قيام الساعة‬

‫وقال مسلم في الصحيح‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬وأبتتو كريتتب‪،‬‬

‫قال‪ :‬حدثنا أبو أسامة‪ ،‬عن هشام‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬قتالت‪ :‬كتان‬

‫العراب إذا قدموا على رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم ستتألوه‬

‫عن الساعة‪ ،‬فنظر إلى أحدث إنسان منهم فقال‪" :‬إن يعش هذا لتتم‬

‫يدركه الهتترم حتتتى تقتتوم ستتاعتكم"‪ .‬تفتّرد بتته مستتلم رحمتته اللتته‪.‬‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا يونس بن محمد‪ ،‬عتتن‬

‫حماد بن سلمة‪ ،‬عتتن ثتتابت‪ ،‬عتتن أنتتس‪ ،‬أن رجل ً ستتأل رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم متى تقوم الساعة? وعنتتده غلم متتن النصتتار‬

‫يقال له محمد‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ " :‬إن يعتتش‬

‫هذا الغلم فعسى أن ل يدركه الهرم حتى تقوم الستتاعة"‪ .‬تف تّرد بتته‬

‫‪286‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مستتتتتتتتتتتتتتتتلم متتتتتتتتتتتتتتتتن هتتتتتتتتتتتتتتتتذا التتتتتتتتتتتتتتتتوجه‪.‬‬

‫قال مسلم‪ :‬وحدثني حجاج بن الشتتاعر‪ ،‬حتتدثنا ستتليمان بتتن حتترب‪،‬‬

‫حدثنا حماد يعني ابن زيد‪ ،‬حدثنا معبد بن بلل العربي‪ ،‬عن أنس بن‬

‫مالك‪ ،‬أن رجل ً سأل النبي صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪ :‬متتتى تقتتوم‬

‫الساعة? قال‪ :‬فسكت النبي صلى الله عليتته وستتلم‪ ،‬ثتتم نظتتر إلتتى‬

‫غلم بين يديه من أزد شنوءة فقال‪" :‬إن عمر هذا لتتم يتتدركه الهتترم‬

‫حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى تقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوم الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاعة"‪.‬‬

‫قال أنس‪ :‬ذاك الغلم من أترابي يومئذ‪ .‬تفّرد به مسلم أيضا ً من هذا‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوجه‪.‬‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا هارون بن عبد الله‪ ،‬حدثنا عفان بن مسلم‪ ،‬حتتدثنا‬

‫همام‪ ،‬حدثنا قتادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬مر غلم للمغيرة بن شعبة وكان‬

‫من أقراني‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن يتتؤخر هتتذا فلتتن‬

‫يتتتتتتتتتتدركه الهتتتتتتتتتترم حتتتتتتتتتتتى تقتتتتتتتتتتوم الستتتتتتتتتتاعة"‪.‬‬

‫ورواه البختتتاري‪ ،‬عتتتن عمتتترو بتتتن عاصتتتم‪ ،‬عتتتن همتتتام بتتته‪.‬‬

‫وهذه الروايات تدل على تعداد هذا السؤال والجواب‪ ،‬وليس المتتراد‬

‫‪287‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تحديد وقت الستتاعة العظمتتى‪ ،‬إلتتى وقتتت هتترم ذاك المشتتار إليتته‪،‬‬

‫وإنما المراد أن ساعتهم وهو انقراض قرنهم وعصرهم قصاراه أنهى‬

‫إلى مدة عمر ذلك الغلم‪ ،‬كما تقدم‪ .‬وفي الحتتديث‪" :‬تستتألوني عتتن‬

‫الساعة‪ ،‬فإنما علمها عند الله‪ ،‬وأقسم بتتالله متتا علتتى الرض نفتتس‬

‫منفوستتتتتتتة اليتتتتتتتوم يتتتتتتتأتي عليهتتتتتتتا متتتتتتتائة ستتتتتتتنة"‪.‬‬

‫ويؤيتتتتد ذلتتتتك روايتتتتة عائشتتتتة‪" :‬قتتتتامت عليكتتتتم ستتتتاعتكم"‪.‬‬

‫وذلك أن من مات فقد دخل في حكم القيامة فعتتالم التتبروج قريتتب‬

‫من عالم يوم القيامة‪ ،‬وفيه من الدنيا أيضًا‪ ،‬ولكن هو أشبه بتتالخرة‪،‬‬

‫ثم إذا تناهت المدة المضروبة للدنيا‪ ،‬أمر الله بقيام الساعة‪ ،‬فيجمتتع‬

‫الولون والخرون لميقات يوم معلتتوم‪ ،‬كمتتا ستتيأتي بيتتان ذلتتك متتن‬

‫الكتاب والسّنة وبالله المستعان‪.‬‬

‫ذكر الساعة واقترابها وأنها آتية ل ريب فيها وَأنها ل‬

‫تأتي إل بغتة ول يعلم وقتها على التعيين إل الّله تعالى‬

‫ضون"‪.‬‬ ‫م ِفي غَْفل َةٍ ُ‬


‫معْرِ ُ‬ ‫م وَهُ ْ‬
‫ساب ُهُ ْ‬
‫ح َ‬ ‫ب ِللّناس ِ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬اقتَر َ‬
‫جُلوه"‪.‬‬ ‫مُر الل ّهِ فَل َ ت َ ْ‬
‫ست َعْ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬أتى أ ْ‬

‫‪288‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ما‬ ‫عن ْد َ الّله وَ َ‬ ‫مَها ِ‬ ‫عل ْ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫ساعَةِ قُ ْ‬ ‫عن ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫ك الّنا ُ‬ ‫سأل ُ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َ ْ‬
‫ن َقريبًا"‪.‬‬ ‫كو ُ‬ ‫ة تَ ُ‬ ‫ساعَ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ك ل َعَ ّ‬ ‫يدِري َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫دافع ِ‬ ‫ه َ‬ ‫س لَ ُ‬ ‫ن ل َي ْ َ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ب َواِقع ل ِل ْ َ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫ل ب ِعَ َ‬ ‫سائ ِ ٌ‬ ‫سأل َ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫داُرهُ‬ ‫مْق َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫وم َ‬ ‫ح إ ِل َي ْهِ ِفي ي َ ْ‬ ‫ة والّرو ُ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫ج ال َ‬ ‫الل ّهِ ِذي المَعاِرج ت َعُْر ُ‬
‫ريبا ً‬ ‫ه ب َِعيدا ً وَن ََراهُ قَ ِ‬ ‫م ي ََروْن َ ُ‬ ‫ميل ً إ ِن ّهُ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫صْبرا ً َ‬ ‫صب ِْر َ‬ ‫سن َةٍ َفا ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أ َل ْ َ‬ ‫سي َ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫َ‬
‫م‬‫مي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل َ‬ ‫سأ ُ‬ ‫ل كال ْعِْهن وَل َ ي َ ْ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫مْهل وَت َ ُ‬ ‫كال ْ ُ‬ ‫ماُء َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫كو ُ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫صُرون َُهم"‪.‬‬ ‫ميما ً ي ُب َ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫مُر"‪.‬‬ ‫شقّ ال َْق َ‬ ‫ة َوان ْ َ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬اقَترب َ ِ‬
‫ن الّنهاِر‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ساعَ ً‬ ‫م ي َل ْب َُثوا إ ِل ّ م َ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫كأ ْ‬ ‫م َ‬ ‫شُرهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫دين"‪.‬‬ ‫مهْت َ ِ‬ ‫كاُنوا ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ك ًذ ُّبوا ب ِل َِقاِء الل ّهِ وَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫سَر ال ّ ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫م قَد ْ َ‬ ‫ن ب َْينه ْ‬ ‫ي َت ََعاَرفو َ‬
‫ك‬ ‫ما يد ِْري َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ميَزا ِ‬ ‫حقّ وال ْ ِ‬ ‫ب ِبال ْ َ‬ ‫ل ال ْك َِتا َ‬ ‫ذي أن َْز َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬الل ّ ُ‬
‫ن آمنوا‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ب َِها َوال ّ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ن ل َ ي ُؤْ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ب َِها ال ّ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ست َعْ ِ‬ ‫ريب ي َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ة قَ‬ ‫ساعَ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ل َعَ ّ‬
‫مشفُقون منها ويعل َمو َ‬
‫ة‬
‫ساعَ ِ‬ ‫ن في ال ّ‬ ‫مارو َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫حقّ أل َ إ ِ ّ‬ ‫ن أن َّها ال ْ َ‬ ‫َ ِ َْ ََْ ُ َ‬ ‫ُ ِ‬
‫د"‪.‬‬ ‫ضلل َبعي ٍ‬ ‫ل َِفي َ‬
‫مئ ِذٍ ُزْرقا ً‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫مي َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شُر ال ْ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫صورِ وَن َ ْ‬ ‫خ ِفي ال ّ‬ ‫م ي ُن َْف ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫َ‬
‫ن ِإذ ي َُقو ُ‬
‫ل‬ ‫م ِبما ي َُقوُلو َ‬ ‫ن أعل ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫شرا ً ن َ ْ‬ ‫م ِإن ل َب ِْثتم إ ِل ّ عَ ْ‬ ‫ن ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫خافَُتو َ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫ومًا"‪.‬‬ ‫م إ ِل ّ ي َ ْ‬ ‫ن ل َب ِث ْت ُ ْ‬ ‫ة إِ ْ‬ ‫ريَق ً‬ ‫ِ‬ ‫م طَ‬ ‫أمث َل ُهُ ْ‬
‫وما ً أ َْو‬ ‫ن َقالوا ل َب ِث َْنا ي َ ْ‬ ‫سِني َ‬ ‫م ِفي ال َْرض عَد َد َ ِ‬ ‫م ل َب ِْثت ْ‬ ‫ل كَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬قُ ْ‬
‫َ‬ ‫بعض يوم َفا َ‬
‫م ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م‬ ‫م إ ِل ّ قَِليل ً ل َوْ أّنك ْ‬ ‫ن ل َب ِث ْت ُ ْ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫دين َقا َ‬ ‫ل ال َْعا ّ‬ ‫سأ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ َ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫ت َعْل َ ُ‬
‫عْند‬ ‫مَها ِ‬ ‫عل ْ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫ها قُ ْ‬ ‫سا َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ساعَةِ أّيا َ‬ ‫عن ال ّ‬ ‫ك َ‬ ‫سأُلون َ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َ ْ‬
‫َ‬
‫م إ ِل ّ‬ ‫ت والْرض ل َ َتأِتيك ُ ْ‬ ‫سموا ِ‬ ‫هو ث َُقَلت في ال ّ‬ ‫جّليَها ل ِوَقْت َِها إ ِل ّ ُ‬ ‫رّبي ل َ ي ُ َ‬
‫ن أ َك ْث ََر‬ ‫عن ْد َ الل ّهِ وَل َك ِ ّ‬ ‫مَها ِ‬ ‫ما عل ُ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫ي عَن َْها قُ ْ‬ ‫حِف ّ‬ ‫ك َ‬ ‫كأن ّ َ‬ ‫سألونك َ‬ ‫ة يَ ْ‬ ‫ب َغْت َ ً‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫الّناس ل َ ي َعْل َ ُ‬
‫عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من‬ ‫ك َ‬ ‫سأُلون َ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َ ْ‬
‫ذكراها إلى ربك منتهاها"‪.‬‬
‫متتا‬ ‫ل ن َْفتتس ب َ‬ ‫جتَزى ك ًت ّ‬ ‫خِفيهَتتا ل ِت ُ ْ‬ ‫ة أ َك َتتاد أ ْ‬ ‫ة آت ِي َت ٌ‬ ‫ساعَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫هتتواه فََتتتْر َ‬
‫دى"‪.‬‬ ‫ن ل َ ُيتتؤْ ِ‬
‫من ب َِهتتا وات َّبتتعَ َ‬ ‫متت ْ‬ ‫صتتد ّن ّ َ‬
‫ك عَن َْهتتا َ‬ ‫ستتَعى فَل َ ي َ ُ‬
‫تَ ْ‬

‫‪289‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه‬ ‫ت َوال َْرض الغَْيتت َ‬


‫ب ِإل الّلتت ُ‬ ‫سموا ِ‬
‫ن ِفي ال َ‬
‫م ْ‬ ‫ل ل َ ي َعْل َ ُ‬
‫م َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬قُ ْ‬

‫م فِتتي‬ ‫خَرةِ ب َت ْ‬
‫ل هُ ت ْ‬ ‫م ِفي ال ِ‬ ‫عل ْ ُ‬
‫مه ُ ْ‬ ‫داَر َ‬
‫ك ِ‬ ‫ن بل ا ّ‬
‫ن ي ُب َْعثو َ‬
‫ن أّيا َ‬ ‫ما ي َ ْ‬
‫شعُُرو َ‬ ‫وَ َ‬

‫متتتتتتتتتون"‪.‬‬
‫من َْهتتتتتتتتتا عَ ُ‬
‫م ِ‬
‫هتتتتتتتتت ْ‬ ‫من َْهتتتتتتتتتا َبتتتتتتتتت ْ‬
‫ل ُ‬ ‫شتتتتتتتتت ّ‬
‫ك ِ‬ ‫َ‬

‫ما ِفتتي‬ ‫ث وَي َعْل َ ُ‬


‫م َ‬ ‫ل ال ْغَي ْ َ‬
‫ساعَةِ وَي ُن َّز ُ‬ ‫عل ْ ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫ده ِ‬
‫عن َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫س ِبتتأ َيّ أْرض‬ ‫ذا َتكسب غدا ً وَ َ‬


‫ما ت َد ِْري ن َْفتت ٌ‬ ‫ما َ‬
‫س َ‬
‫ما تد ِْري ن َْف ٌ‬
‫حام وَ َ‬
‫الْر َ‬

‫خِبيتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬
‫م َ‬ ‫ن الّلتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫ه عَِليتتتتتتتتتتتتتت َ‬ ‫ت إِ ّ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتو ُ‬
‫تَ ُ‬

‫ولهذا لما سأل جبريتتل عليتته الستتلم رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪ ،‬عن الساعة وهو في صورة أعرابي قال له صتتلى اللتته عليتته‬

‫وستتتتتلم‪" :‬متتتتتا المستتتتتؤول عنهتتتتتا بتتتتتأعلم متتتتتن الستتتتتائل"‪.‬‬

‫يعني قد استوى فيها علم كل مسؤول وسائل‪ ،‬لنه إن كتتانت اللتتف‬

‫واللم في المسؤول والسائل للعهد عائدة عليه وعلى جبريل‪ ،‬فكتتل‬

‫أحد ممن سواهما ل يعلم ذلك بطريتق الولتى والخترى‪ ،‬وِإن كتانت‬

‫للجنس عمت بطريق اللفظ والله سبحانه وتعالى أعلم قال‪:‬‬

‫ذكر شيء من أشراطها‬

‫‪290‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫"في خمس ل يعلمهن إل الله ثم قرأ‪" :‬إن الّله عنده علم الساعة"‪.‬‬
‫وقال تعالى‪" :‬ويستنبُئون َ َ‬
‫م‬
‫ما أنت ُ ْ‬ ‫حقّ وَ َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ل ِإي وََرّبي إ ِن ّ ُ‬ ‫حقّ هُوَ قُ ْ‬ ‫كأ َ‬ ‫ََ ْ َِْ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫زي َ‬ ‫ج ِ‬‫مع ْ ِ‬ ‫بِ ُ‬
‫ل ب ََلى َورّبي‬ ‫ة قُ ْ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫ن ك ََفروا ل َ َتأِتيَنا ال ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وََقا َ‬
‫ت وَل َ ِفي‬ ‫سموا ِ‬ ‫ه مث َْقال ذّرةٍ ِفي ال ّ‬ ‫ب عَن ْ ُ‬ ‫ب ل َ ي َْعز ُ‬ ‫عاِلم ال ْغَي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل َِتأت ِي َن ّك ً ْ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫جزِيَ ال ّ ِ‬ ‫مِبين ل ِي َ ْ‬ ‫ب ُ‬ ‫ك وَل َ أك ْب َُر إ ِل ّ ِفي ك َِتا ٍ‬ ‫ن ذل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫صغَُر ِ‬ ‫الْرض وَل َ أ ْ‬
‫وا‬‫سع َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م َوال ّ ِ‬ ‫كري ٌ‬ ‫مغِْفَرةٌ َورْزقٌ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ل َهُ ْ‬ ‫ت أول َئ ِ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫مُنوا وَعَ ِ‬ ‫آ َ‬
‫جزٍ أِليم"‪.‬‬ ‫ن رِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ك ل َهُ ْ‬ ‫زين أول َئ ِ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫مع ْ ِ‬ ‫ِفي آَيات َِنا ُ‬
‫ن‬‫ل ب ََلى وََرّبي لت ُب َْعث ّ‬ ‫ن ي ُب ْعَُثوا قُ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ن ك ََفُروا أ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬زعَ َ‬
‫سيٌر"‪.‬‬ ‫ك عََلى الل ّهِ ي َ ِ‬ ‫م وَذ َل ِ َ‬ ‫مل ْت ُ ْ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫م لت ُن َب ّؤُ ّ‬ ‫ثُ ّ‬
‫فهذه ثلث آيات‪ ،‬يأمر الله فيها رسوله أن يقسم بالله على العباد‬
‫وليس لهن رابعة مثلهن‪ ،‬ولكن في معناهن كثير‪ .‬قال الله تعالى‪:‬‬
‫عدا ً عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ت ب ََلى وَ ْ‬ ‫مو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ث الل ّ ُ‬ ‫م ل َ ي َب ْعَ ُ‬ ‫مان ِهِ ْ‬ ‫جهْد َ أي ْ َ‬ ‫موا ِبالل ّهِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫"َوأقْ ُ‬
‫ه‬
‫ن ِفي ِ‬ ‫خت َل ُِفو َ‬ ‫م اّلذي ي َ ْ‬ ‫ن ل َهُ ُ‬ ‫ن ل ِي ُب َي ّ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن أك ْث ََر الّناس ل َ ي َعْل َ ُ‬ ‫حّقا ً وَل َك ِ ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ما قَوْل َُنا ل ِ َ‬ ‫َ‬
‫ذا أَرد َْناهُ‬ ‫يٍء إ ِ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫كاذِِبين إن ّ َ‬ ‫كاُنوا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك ََفُروا أن ّهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫ولبي َعْل َ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ن فََيكو ُ‬ ‫ه كُ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ن َنقو َ‬ ‫أ ْ‬
‫ع‬
‫مي ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫حد َةٍ إ ِ ّ‬ ‫م إ ِل ّ ك َن َْفس َوا ِ‬ ‫م وَل َ ب َعْث ُك ُ ْ‬ ‫خْلقك ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫صيٌر"‪.‬‬ ‫بَ ِ‬
‫َ‬
‫خْلق الّناس وَل َك ِ ّ‬
‫ن‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت وال َْرض أكب َُر ِ‬ ‫سموا ِ‬ ‫خل ْقُ ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ل َ َ‬
‫مُنوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫صيُر َوال ّ ِ‬ ‫مى َوال ْب َ ِ‬ ‫وي العْ َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫أك ْث ََر الّناس ل َ ي َعْل َ ُ‬
‫ة لَ‬ ‫ة لت ِي َ ٌ‬ ‫ساعَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫كزو َ‬ ‫ما ت َت َذ َ ّ‬ ‫سيُء قَِليل ً َ‬ ‫م ِ‬ ‫ت وَل َ ال ْ ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫وَعَ ِ‬
‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫ن أك ْث ََر الّناس ل َ ي ُؤْ ِ‬ ‫ب ِفيَها وَل َك ِ ّ‬ ‫َري ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ها‬
‫وا َ‬ ‫س ّ‬ ‫مك ََها فَ ً‬ ‫س ْ‬ ‫ها َرفَعَ َ‬ ‫سماُء ب ََنا َ‬ ‫خْلقا ً أم ال ّ‬ ‫شد ّ َ‬ ‫مأ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬أ أن ْت ُ ْ‬
‫من َْها‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫ها أ ْ‬ ‫حا َ‬ ‫ك دَ َ‬ ‫ض ب َعْد َ ذ َل ِ َ‬ ‫ها َوالْر َ‬ ‫حا َ‬ ‫ض َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ش ل َي ْل ََها وأ َ ْ‬ ‫َوأغط َ َ‬
‫ها وال ْجبا َ َ‬
‫م"‪.‬‬ ‫مك ْ‬ ‫م وَل َن َْعا ِ‬ ‫مَتاعا ً ل َك ُ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫سا َ‬ ‫ل أْر َ‬ ‫عا َ َ ِ َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ها وَ َ‬ ‫ماَء َ‬ ‫َ‬
‫كما ً‬ ‫ميا وَ ب ُ ْ‬ ‫ً‬ ‫م عُ ْ‬ ‫جوهِهِ ْ‬ ‫مةِ عَلى وُ ُ‬ ‫َ‬ ‫م الِقَيا َ‬ ‫ْ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫شُرهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَن َ ْ‬
‫م‬‫م ِبأن ّهُ ْ‬ ‫جزاؤُهُ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫سِعيرا ً ذ َل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت زِد َْناه ْ‬ ‫خب َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م ك ُل ّ َ‬ ‫جهَن ّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫مأَواهُ ْ‬ ‫صما ً َ‬ ‫وَ ُ‬
‫خْلقا ً‬ ‫ن َ‬ ‫مب ُْعوُثو َ‬ ‫ظاما ً و ُرَفاتا ً أئ ِّنا ل َ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ذا ك ُّنا ِ‬ ‫ك ََفروا ِبآَيات َِنا وََقاُلوا أئ ِ َ‬
‫ديدًا"‪.‬‬ ‫ج ِ‬ ‫َ‬

‫‪291‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ض َقادر‬ ‫ت َوالْر َ‬ ‫سموا ِ‬ ‫خل َقَ ال ّ‬ ‫ه اّلذي َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م ي ََروا أ ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬أوْل َ ْ‬
‫ن إ ِل ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ب ِفيهِ َفأَبى الظال ِ ُ‬ ‫جل ً ل َ َري ْ َ‬ ‫مأ َ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫جع َ َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫مث ْل َهُ ْ‬ ‫خل ُقَ ِ‬ ‫عََلى أن ي َ ْ‬
‫ك ُُفورًا"‪.‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ض ب َِقادرٍ عََلى أ ْ‬ ‫ت َوالْر َ‬ ‫وا ِ‬ ‫سم َ‬ ‫خل َقَ ال ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫س ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬أو ل َي ْ َ‬
‫ل‬‫ن ي َُقو َ‬ ‫شْيئا ً أ ْ‬ ‫ذا أَراد َ َ‬ ‫مُرهُ إ ِ َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫م إن ّ َ‬ ‫م ب ََلى وَهُوَ الخل ّقُ ال ْعَِلي ُ‬ ‫مث ْل َهُ ْ‬ ‫خل ُقَ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫جُعون"‪.‬‬ ‫يٍء وَإ ِل َي ْهِ ت ُْر َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ت كل َ‬ ‫كو ُ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ن اّلذي ِبيدهِ َ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ن فَ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫ن فَي َ ُ‬ ‫ه كُ ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫م‬‫ت َوالْرض وَل َ ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫سم َ‬ ‫خل َقَ ال ّ‬ ‫ه اّلذي َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م ي ََرْوا أ ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬أوَل َ ْ‬
‫يٍء‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه عََلى ك ُ ّ‬ ‫موَتى ب ََلى إ ِن ّ ُ‬ ‫ي ال َ‬ ‫حي ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ن ب َِقادرٍ عََلى أ ْ‬ ‫خلِقهِ ّ‬ ‫ي بِ َ‬ ‫ي َعْ َ‬
‫دير"‪.‬‬ ‫قَ ِ‬
‫ذا‬‫م إِ َ‬ ‫مرِهِ ث ّ‬ ‫ض ِبأ ْ‬ ‫سماُء َوالْر ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ن ت َُقو َ‬ ‫ن آَيات ِهِ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَ ِ‬
‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫جو َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ذا أن ْت ُ ْ‬ ‫ن الْرض إ ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫م د َعْوَةً ِ‬ ‫دعاك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ن عَل َي ْهِ وَل َ ُ‬
‫ه‬ ‫م ي ُِعيد ُهُ وَهُوَ أهْوَ ُ‬ ‫خل ْقَ ث ُ ّ‬ ‫دأ ال َ‬ ‫ذي ي َب ْ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَهُوَ ال ّ ِ‬
‫كيم"‪.‬‬ ‫ح ِ‬ ‫زيُز ال ْ َ‬ ‫ت َوالْرض وَهُوَ ال ْعَ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫سم َ‬ ‫ل العَْلى ِفي ال ّ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م‬ ‫ظا َ‬ ‫ي العِ َ‬ ‫حي ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫خل َْق ُ‬ ‫ي َ‬ ‫س َ‬ ‫مث َل ً وَن َ ِ‬ ‫ب ل ََنا َ‬ ‫ضَر َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَ َ‬
‫َ‬
‫م"‪.‬‬ ‫خْلق عَِلي ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫مّرةٍ وَهُوَ ب ِك ُ ّ‬ ‫ل ً‬ ‫ها أوّ َ‬ ‫شأ َ‬ ‫ذي أن ْ َ‬ ‫حِييَها ال ّ ِ‬ ‫ل يُ ْ‬ ‫م قُ ْ‬ ‫مي ٌ‬ ‫ي َر ِ‬ ‫وَهِ َ‬
‫َ‬
‫ماَء‬ ‫ذا أن َْزل َْنا عَل َي َْها ال ْ َ‬ ‫ة فَإ ِ َ‬ ‫شع َ ً‬ ‫خا ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ك الْر َ‬ ‫ن آَيات ِهِ أن ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَ ِ‬
‫ي ءٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه عََلى كل َ‬ ‫موَْتى إ ِن ّ ُ‬ ‫محِيي ال ْ َ‬ ‫ها ل َ ُ‬ ‫حَيا َ‬ ‫ذي أ ْ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ت إِ ّ‬ ‫ت وََرب َ ْ‬ ‫اهْت َّز ْ‬
‫ديٌر"‪.‬‬ ‫قَ ِ‬
‫خل َْقاك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ث فَإ ِّنا َ‬ ‫ن ال ْب َعْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫م ِفي َري ْ ٍ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫س إِ ْ‬ ‫وقال تعالى‪ :‬يا أي َّها الّنا ُ‬
‫مخل َّقةٍ وَغَي ْ ِ‬
‫ر‬ ‫ضغَةٍ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن عَل ََقةٍ َثم ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ن ُط َْفةٍ ث ّ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ب ثُ ّ‬ ‫ن ت َُرا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫م‬‫مى ث ُ ّ‬ ‫س ّ‬ ‫م َ‬ ‫جل ُ‬ ‫شاُء إ َِلى أ َ‬ ‫ما ن َ َ‬ ‫حام َ‬ ‫م وَن ُِقّر ِفي الْر َ‬ ‫ن َلك ْ‬ ‫خل َّقةٍ ل ِن ُب َي ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ن ي َُرد ّ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫مْنك ْ‬ ‫ن ي ُت َوَّفى وَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫شد ّك ُ ْ‬ ‫م ل ِت َب ْلُغوا أ ُ‬ ‫ُ‬ ‫م ط ِْفل ً ث ُ ّ‬ ‫جك ُ ْ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫نُ ْ‬
‫مدة‬ ‫ها ِ‬ ‫ض َ‬ ‫شْيئا ً وَت ََرى الْر َ‬ ‫عْلم َ‬ ‫ن ب َعْدِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مرِ ل ِك َي ْل َ ي َعْل َ َ‬ ‫ل ال ْعُ ُ‬ ‫إ َِلى أرذ َ ِ‬
‫ك‬‫ل َزْوج ب َِهيج ذل ِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ت َوأن ْب َت َ ْ‬ ‫ت وََرب َ ْ‬ ‫ماَء اهْت َّز ْ‬ ‫ذا أن َْزل َْنا عَل َي َْها ال َ‬ ‫َفإ َ‬
‫ن‬‫ديٌر وأ ّ‬ ‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه عََلى ك ّ‬ ‫موَْتى وا َن ّ ُ‬ ‫ه ُيحِيي ال َ‬ ‫حقّ َوأن ّ ُ‬ ‫ن الّله هُوَ ال ْ َ‬ ‫ِبأ ّ‬
‫ن ِفي ال ُْقُبوِر"‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫ث َ‬ ‫ه ي َب ْعَ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ب ِفيَها َوأ ّ‬ ‫ة آت َِية ل َ َري ْ َ‬ ‫ساعَ َ‬ ‫ال ّ‬
‫جعَل َْناهً‬ ‫م َ‬ ‫طين ث ُ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سل َل َةٍ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سا َ‬ ‫خل َْقَنا ال ِن ْ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَل ََقد ْ َ‬
‫ة‬
‫ضغ َ ً‬ ‫م ْ‬ ‫ة ُ‬ ‫خل َْقَنا ال ْعَل ََق َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ة عَل ََق ً‬ ‫خل َْقَنا الن ّط َْف َ‬ ‫م َ‬ ‫كين ث ُ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ة ِفي َقرارٍ َ‬ ‫ن ُط َْف ً‬
‫خَر‬ ‫خْلقا ً آ َ‬ ‫شأَناهُ َ‬ ‫م أن ْ َ‬ ‫حما ً ث ّ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫ظا َ‬ ‫سوَْنا العِ َ‬ ‫عظاما ً فَك َ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫مضغَ َ‬ ‫خل َْقَنا ال ْ ُ‬ ‫فَ َ‬

‫‪292‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫م إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫ن ثُ ّ‬ ‫مي ُّتو َ‬ ‫ك لَ ِ‬ ‫م ب َعْد َ ذ َل ِ َ‬ ‫م إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫ن ثُ ّ‬ ‫خال ِِقي َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ك الله أ ْ‬ ‫فَت ََباَر َ‬
‫خْلق‬ ‫عن ال ْ َ‬ ‫ما كّنا َ‬ ‫طرائ ِقَ وَ َ‬ ‫سب ْعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫خل َْقَنا فَوَْقك ْ‬ ‫ن ول ََقد ْ َ‬ ‫مةِ ت ُب ْعَُثو َ‬ ‫ال ِْقَيا َ‬
‫غافِِلين"‪.‬‬ ‫َ‬
‫فيستدل بإحياء الرض الميتة على إحياَء الجساد بعد فنائها‪ ،‬وتمزقها‬
‫وصيرورتها ترابًا‪ ،‬وعظامًا‪ ،‬ورفاتًا‪ ،‬وكذلك يستدل ببدء الخلق على‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ي ُِعيده وَهُوَ أهْوَ ُ‬ ‫خل ْقَ ث َ ّ‬ ‫دأ ال ْ َ‬ ‫ذي ي َب ْ َ‬ ‫العادة كما قال تعالى‪" :‬وَهُوَ ال ّ ِ‬
‫زيُز ال ْ َ‬ ‫ً‬ ‫عَل َي ْهِ ول َه ال ْمث َ ُ َ‬
‫م"‪.‬‬ ‫كي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ت َوالْرض َوهوَ ال ْعَ َ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫سم َ‬ ‫ل العَْلى ِفي ال ّ‬ ‫َ ُ َ‬
‫هّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫سيُروا ِفي الْرض َفان ْظُروا كي ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬قُ ْ‬
‫م الل ُ‬ ‫خلقَ ث ُ ّ‬ ‫ف ب َد َأ ال َ‬ ‫ل ِ‬
‫دير"‪.‬‬ ‫يٍء قَ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ش‬ ‫ل َ‬ ‫ه على ك ُ ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫خَرةَ إ ِ ّ‬ ‫شأةَ ال ِ‬ ‫شىُء الن ّ ْ‬ ‫ي ُن ْ ِ‬
‫مْيتا ً‬ ‫َ‬
‫ماًء ِبقد َرٍ فأن ْ َ‬ ‫ذي ن َّز َ‬
‫شْرَنا ب ِهِ َبلد َةً َ‬ ‫سماء َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وال ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫جو َ‬ ‫خَر ُ‬ ‫ك تُ ْ‬ ‫كذل ِ َ‬ ‫َ‬
‫سْقَناه إ َِلى ب َل َدٍ‬ ‫حابا ً فَ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ح فتِثيُر َ‬ ‫ل الّرَيا َ‬ ‫س َ‬ ‫ذي أْر َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬والّله ال ّ ِ‬
‫شوُر"‪.‬‬ ‫ك الن ّ ُ‬ ‫وتَها ك َذ َل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ض ب َعْد َ َ‬ ‫حي َي َْنا بهِ الْر َ‬ ‫مّيت فأ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫داِفق ي َ ْ‬ ‫ماٍء َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خل ِقَ ِ‬ ‫خل ِقَ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫سا ُ‬ ‫وقال تعلى‪" :‬فَل ْي َن ْظ ُرِ ال ِن ْ َ‬
‫ب إ ِّنه‬ ‫ب َوالترائ ِ ِ‬ ‫صل ْ ِ‬ ‫ب َْين ال ّ‬
‫صر‬ ‫وة وَل َ َنا ِ‬ ‫ن قُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫مال َ ُ‬ ‫م ت ُب َْلى السّرائ ُِر فَ َ‬ ‫جعِهِ ل ََقادٌر ي َوْ َ‬ ‫عََلى َر ْ‬
‫و‬
‫ما هُ َ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫ل فَ ْ‬ ‫ه ل ََقوْ ٌ‬ ‫ت الصدع إ ِن ّ ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫جع َوالْرض َ‬ ‫ت الّر ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ماِء َ‬ ‫س َ‬ ‫َوال ّ‬
‫م روَْيدًا"‪.‬‬ ‫مهِل ْهُ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫مّهل الكافِ ِ‬ ‫كيد ك َْيدا ً فَ َ‬ ‫ن ك َْيدا ً َوأ ِ‬ ‫كيدو َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫ل إ ِن ّهُ ْ‬ ‫ِبال ْهَْز ِ‬
‫حتى ِإذا‬ ‫مت ِهِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ي َد َيْ َر ْ‬ ‫شرا ً ب َي ْ َ‬ ‫ح بُ ْ‬ ‫ل الّريا َ‬ ‫س ُ‬ ‫ذي ي ُْر َ‬ ‫وقال تعاَلى‪" :‬وَهُوَ ال ّ ِ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫جَنا ب ِهِ ِ‬ ‫خَر ْ‬ ‫ماَء َفأ ْ‬ ‫ميت َفأن ََزل ََنا ب ِهِ ال ْ َ‬ ‫سْقَناهُ ل ِب َل َدٍ َ‬ ‫حابا ً ث َِقال ً ُ‬ ‫س َ‬ ‫ت َ‬ ‫أقل ّ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫م ت َذ َك ُّرو َ‬ ‫خرج الموَتى ل َعًل ّك ُ ُ‬ ‫ك نُ ْ‬ ‫ت ك َذ َل ِ َ‬ ‫مَرا ِ‬ ‫ل الث ّ َ‬ ‫ك ّ‬
‫ك‬ ‫مت َْنا وَك ُّنا ت َُرابا ً ذ َل ِ َ‬ ‫وقال تعالى إخبارا ً عن الكافرين أنهم قالوا‪" :‬أئ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ذا ِ‬
‫ظ"‪.‬‬ ‫حِفي ٌ‬ ‫ب َ‬ ‫عن ْد ََنا ك َِتا ٌ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ص الْر َ‬ ‫ما ت َن ُْق ً‬ ‫مَنا َ‬ ‫جعٌ ب َِعيد ٌ قَد ْ عَل ِ ْ‬ ‫َر ْ‬
‫ن‬‫خال ُِقو َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫خل ُُقون َ ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ن أ أن ْت ُ ْ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ما ت ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬أفََرأْيت ْ‬
‫م‬‫مَثال َك ُ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ن ن ُب َد ّ َ‬ ‫ن عََلى أ ْ‬ ‫سُبوقي ََ‬ ‫م ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ن قد ّْرَنا ب َي ْن َك ُ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫شأةَ الوَلى فَل َوْل َ‬ ‫م الن ّ ْ‬ ‫مت ُ ُ‬ ‫ن وَل ََقد ْ عَل ِ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ما ل َ ت َعْل َ ُ‬ ‫م في َ‬ ‫شئ َك ُ ْ‬ ‫وَن ُن ْ ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫كرو َ‬ ‫ت َذ َ ّ‬
‫مَثاَله ْ‬
‫م‬ ‫شئ َْنا ب َد ّل َْنا أ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م وَإ ِ َ‬ ‫سَرهُ ْ‬ ‫شدد َْنا أ ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫خل َْقَناهُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ح ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ن َ ْ‬
‫ديل"‪.‬‬ ‫ت َب ْ ِ‬

‫‪293‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شاِرق‬ ‫م َ‬ ‫ب ال َ‬ ‫م ب َِر ّ‬ ‫س ُ‬ ‫ن فَل َ أقْ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ما ي َعْل َ ُ‬ ‫م ّ‬‫م ِ‬ ‫خل َْقَناهُ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬كل ّ إ ِّنا َ‬
‫ن‬‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫خْيرا ً ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ُنبد َ‬ ‫ن عََلى أ ْ‬ ‫ب إ ِّنا ل ََقادُرو َ‬ ‫مَغارِ ِ‬ ‫وال َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫سُبوقي َ‬ ‫م ْ‬ ‫بِ َ‬
‫خْلقا ً‬ ‫ن َ‬ ‫مب ُْعوُثو َ‬ ‫ظاما ً وَ رَفاتا ً أئ ِّنا ل َ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ذا ك ُّنا ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وََقاُلوا ْ أئ ِ َ‬
‫م‬‫صدوِرك ْ‬ ‫ما ي َك ْب ُُر في ُ‬ ‫م ّ‬ ‫خْلقا ً ِ‬ ‫ديدا ً أوْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫جاَرةً أوْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫كوُنوا ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫ديدا ً قُ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫َ‬
‫ن إ ِل َي ْ َ‬
‫ك‬ ‫ضو َ‬ ‫سي ُن ْغِ ُ‬ ‫مّرةٍ فَ َ‬ ‫ل ً‬ ‫م أو ّ َ‬ ‫ذي فَط ََرك ُ ْ‬ ‫ن يِعيد َُنا قل ال ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫سَيقوُلو َ‬ ‫فَ َ‬
‫عوك ُ ْ‬
‫م‬ ‫م ي َد ْ ُ‬ ‫ريبا ً ي َوْ َ‬ ‫ن قَ ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫سى أ ْ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫متى هُوَ قُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م وََيقوُلو َ‬ ‫سه ْ‬ ‫ُرؤو َ‬
‫ل"‪.‬‬ ‫م إ ِل ّ َقلي ً‬ ‫ن ل َب ِث ْت ُ ْ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫ظنو َ‬ ‫مدهِ وَت َ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫جيُبو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫فَت َ ْ‬
‫ظاما ً‬ ‫ع َ‬ ‫حافَِرة أِئذا ك ُّنا ِ‬ ‫ن في ال َ‬ ‫ن أئّنا َلمردودو َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َُقولو َ‬
‫م‬‫ذا هُ ْ‬ ‫جَرةٌ َواحدةٌ فَإ ِ َ‬ ‫ي َز ْ‬ ‫سَرةٌ فَإ ِّنما هِ َ‬ ‫خا ِ‬ ‫ك ِإذا ك َّرةٌ َ‬ ‫خَرةً َقالوا ت ِل ْ َ‬ ‫نَ ِ‬
‫ساهَِرة"‪.‬‬ ‫ِبال ّ‬
‫وقد ذكر تعالى إحياء الموتى في سورة البقرة في خمسة مواضع‬
‫في قصة بني إسرائيل في قتل بعضهم بعضا ً لما عبدوا العجل قال‬
‫ن"‪.‬‬ ‫شك ُُرو َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫م ل َعَل ّك ُ ْ‬ ‫وتك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ب َعْدِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫م ب ََعثناك ُ ْ‬ ‫الله تعالى‪" :‬ث ُ ّ‬
‫موَتى‬ ‫ه ال َ‬ ‫حِيي الل ُ‬ ‫ك يُ ْ‬ ‫كذل ِ َ‬ ‫ضَها َ‬ ‫ضرُبوهُ ب ِب َعْ ِ‬ ‫وفي قصة البقرة‪" :‬فَُقل َْنا ا ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫م ت َعِْقُلو َ‬ ‫م آَيات ِهِ ل َعًل ّك ُ ْ‬ ‫ريك ُ ْ‬ ‫وي ُ ِ‬
‫ف‬‫م أُلو ٌ‬ ‫م وَهُ ْ‬ ‫ن دَِيارِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫جوا ِ‬ ‫خَر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََر ِإلى ال ّ ِ‬ ‫وفي قصة البقرة‪" :‬أل َ ْ‬
‫ضل عََلى‬ ‫ذو فَ ْ‬ ‫ن الّله ل ُ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫حَياه ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫موُتوا ث ُ ّ‬ ‫م الّله ُ‬ ‫ل ل َهُ ُ‬ ‫ت فََقا َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫حذ َْر ال َ‬ ‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫شك ُُرو َ‬ ‫ن أك ْث ََر الّناس ل َ ي َ ْ‬ ‫الّناس وَل َك ِ ّ‬
‫مّر عََلى قَْري َةٍ‬ ‫ذي َ‬ ‫كال ّ ِ‬ ‫وفي قصة العزيز َأو غيره حيث قال تعالى‪" :‬أوْ َ‬
‫ه‬
‫مات َ ُ‬ ‫وتَها َفأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ب َعْد َ َ‬ ‫حيي هذِهِ الل ّ ُ‬ ‫ل أّنى ي ُ ْ‬ ‫شَها َقا َ‬ ‫ة عََلى عُُرو ِ‬ ‫خاوِي َ ٌ‬ ‫ي َ‬ ‫وَهِ َ‬
‫ل‬‫وم َقا َ‬ ‫ض يَ ْ‬ ‫وما ً أو ب َعْ َ‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫ل ل َب ِث ْ ُ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫م ل َب ِث ْ َ‬ ‫ل كَ ْ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫م ب َعَث َ ُ‬ ‫عام ث ُ ّ‬ ‫ة َ‬ ‫مائ ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه َوان ْظ ُْر إ َِلى‬ ‫سن ّ ْ‬ ‫م ي َت َ ً‬ ‫ك لَ ْ‬ ‫شَراب ِ َ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫عام َفان ْظ ُْر إ َِلى ط ََعا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ت مائ َ َ‬ ‫ل ل َب ِث ْ َ‬ ‫بَ ْ‬
‫ها ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫شُر َ‬ ‫ف نن ْ ِ‬ ‫ظام ك َي ْ َ‬ ‫ة ِللّناس وانظ ُْر إلى العِ َ‬ ‫ك آي َ ً‬ ‫جعَل َ َ‬ ‫ك َولن َ ْ‬ ‫مارِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ِ‬
‫ديٌر"‪.‬‬ ‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه عََلى ك ُ ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ل أعْل َ ُ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ما ت َب َي ّ َ‬ ‫حما ً فَل َ ّ‬ ‫ها ل َ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َك ْ ُ‬
‫حيي‬ ‫ف تُ ْ‬ ‫ب أِرني ك َي ْ َ‬ ‫م َر ّ‬ ‫هي ُ‬ ‫ل إ ِب َْرا ِ‬ ‫والخامسة قوله تعالى‪" :‬وَإ ِذ ْ َقا َ‬
‫خذ ْ أْرب ََعة‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫ن قَل ِْبي َقا َ‬ ‫مئ ِ ّ‬ ‫ن ل ِي َط ْ َ‬ ‫ل ب ََلى َولك ِ ْ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ت ُؤْ ِ‬ ‫ل أوَل َ ْ‬ ‫موَْتى َقا َ‬ ‫ال َ‬
‫م‬‫جْزَءا ً ث ُ ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫من ْهُ ّ‬ ‫جَبل ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ل عََلى ك ُ ّ‬ ‫جع َ ْ‬ ‫ما ْ‬ ‫ك ثُ ّ‬ ‫ن إ ِل َي ْ َ‬ ‫صْرهُ ّ‬ ‫ن الط ّي ْرِ فَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫م"‪.‬‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيٌز َ‬ ‫ه عَ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫سْعيا ً واعْل َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َيأِتين َ َ‬ ‫اد ْعُهُ ّ‬

‫‪294‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وذكرتعالى قصة أهل الكهف‪ ،‬وكيف كان إيقاظهم من نومهم التتذي‬

‫دام ثلثمائة سنة شمسية‪ ،‬وهي ثلثمائة وتسع سنين بالقمرية وقتتال‬

‫ة لَ‬
‫ستتاعَ َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ن وَعْد َ الل ّهِ َ‬
‫حقّ َوأ ّ‬ ‫م ل ِي َعْل َ ُ‬
‫موا أ ْ‬ ‫ك أعْث َْرَنا عَل َي ْهِ ْ‬
‫فيها‪" :‬وَك َذ َل ِ َ‬

‫ب ِفيَها"‪.‬‬
‫َري ْ َ‬

‫ذكر زوال الدنيا وِإقبال الخرة‬

‫أول شيء يطرق أهل الدنيا بعد وقوع أشراط الساعة نفخة الفزع‪،‬‬

‫وذلك أن الله سبحانه وتعالى يأمر إسرافيل فينفخ في الصور نفختتة‬

‫الفزع‪ ،‬فينظر لها فل يبقى أحد من أهل الرض إل أصغى ليتتتا ً ورفتتع‬

‫ليتًا‪ ،‬أي رفع صفحة عنقه وأمال الخرى يستمع هتتذا المتتر العظيتتم‪،‬‬

‫الذي قد هال الناس ِوأزعجهم عما كانوا فيه من أمر الدنيا‪ ،‬وشغلهم‬

‫م ي ُْنفت ُ‬
‫خ فتتي‬ ‫بها‪ ،‬وفي وقوع هذا المر العظيم قال الله تعتتالى‪" :‬وَي َتوْ َ‬

‫شتتاَء الل ّت ُ‬
‫ه‬ ‫ن َ‬ ‫ن فتتي الْرض إ ِل ّ َ‬
‫مت ْ‬ ‫مت ْ‬
‫ت وَ َ‬
‫وا ِ‬
‫سم َ‬
‫ن في ال ّ‬ ‫صورِ فََفزٍِع َ‬
‫م ْ‬ ‫ال ُ‬

‫م تّر‬
‫م تّر َ‬
‫ي تَ ُ‬
‫جام تد َةً وَهِ ت َ‬
‫س تب َُها َ‬
‫ح َ‬
‫ل تَ ْ‬ ‫ن وَت َتَرى ال ْ ِ‬
‫جب َتتا َ‬ ‫ري ت َ‬
‫خ ِ‬
‫دا ِ‬ ‫وَك ُت ّ‬
‫ل أت ُتتوه َ‬

‫متتا ت َْفعَل ُتتو َ‬


‫ن"‪.‬‬ ‫خِبيتٌر ب ِ َ‬
‫ه َ‬
‫يءٍ إ ِن ّت ُ‬
‫شت ْ‬ ‫ن ك ُت ّ‬
‫ل َ‬ ‫صن ْعَ الل ّهِ ال ّت ِ‬
‫ذي أت َْقت َ‬ ‫ب ُ‬
‫حا ِ‬
‫س َ‬
‫ال ّ‬

‫‪295‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ف َت َ‬
‫واق"‪.‬‬ ‫متتا ل ََهتا ِ‬
‫مت ْ‬ ‫ة َواحتد َةً َ‬
‫ح ً‬ ‫ما ي َْنطُر هَؤُل َِء إ ِل ّ َ‬
‫صي ْ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَ َ‬

‫ستتيٌر عَل َتتى‬


‫م عَ ِ‬
‫مئ ِذٍ ي َتوْ ٌ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فَِإذا ن ُِقَر فتتي الن ّتتاُقورِ فَتذ َل ِ َ‬
‫ك ي َتوْ َ‬

‫الك َتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاِفري َ‬
‫ن غَي ْتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتُر ي َ ِ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتير"‪.‬‬

‫م‬
‫صتتورِ عَتتال ِ ُ‬ ‫م ي ُن َْفت ُ‬
‫خ فتتي ال ّ‬ ‫مل ْت ُ‬
‫ك ي َتوْ َ‬ ‫حتقّ وَل َت ُ‬
‫ه ال ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬قَوْل َ ُ‬
‫ه ال َ‬

‫م ال ْ َ‬
‫خِبيتتتتتتتتتُر"‪.‬‬ ‫كيتتتتتتتتت ُ‬ ‫ب والشتتتتتتتتتَهادةِ وَهُتتتتتتتتتوَ ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ال ْغَي ْتتتتتتتتت ِ‬

‫ثم بعد ذلك بمدة‪ ،‬يأمره تعالى فينفخ في الصور‪ ،‬فيصتتعق متتن فتتي‬

‫السموات ومن في الرض‪ِ ،‬إل من شاء الله‪ ،‬ثتتم يتتأمره‪ ،‬فينفتتخ فيتته‬

‫أختتتتتتتتترى‪ ،‬فيقتتتتتتتتتوم النتتتتتتتتتاس لتتتتتتتتترب العتتتتتتتتتالمين‪.‬‬

‫ن فتتي‬
‫مت ْ‬
‫ت وَ َ‬
‫ستتموا ِ‬
‫ن في ال ّ‬
‫م ْ‬ ‫صورِ فَ َ‬
‫صعِقَ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَن ُِف َ‬
‫خ في ال ّ‬

‫م قِي َتتام ي َن ْظ ُتُرو َ‬


‫ن‬ ‫ختَرى فَتإ ِ َ‬
‫ذا هُت ْ‬ ‫م ن َِف َ‬
‫خ ِفيتهِ أ ْ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬
‫هث ّ‬ ‫ن َ‬ ‫الْرض إ ِل ّ َ‬
‫م ْ‬

‫داِء‬ ‫ن وال ّ‬
‫ش ته َ َ‬ ‫جيتتء ب ِتتالن ّب ِّيي َ‬ ‫ضعَ ال ْك ِت َتتا ُ‬
‫ب وَ ِ‬ ‫ض ب ُِنورِ َرب َّها وَوُ ِ‬ ‫شَرقَ ِ‬
‫ت الْر ُ‬ ‫وأ ْ‬

‫و‬
‫ت وَهُ َ‬
‫مل ْ‬
‫ما عَ ِ‬ ‫ت كُ ّ‬
‫ل ن َْفس َ‬ ‫ن وَُوفي َ ْ‬ ‫م ل َ ي ُظ ْل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫م ِبال ْ َ‬
‫حقّ وَهُ ْ‬ ‫ي ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫وَقُ ِ‬
‫ض َ‬

‫ن ك ُن ُْتتت ْ‬
‫م‬ ‫عتتد ُ إ ِ ْ‬ ‫مَتى ه َ‬
‫ذا الوَ ْ‬ ‫ن"‪ .‬وقال تعالى‪" :‬وَي َُقوُلو َ‬
‫ن َ‬ ‫ما ي َْفعَُلو َ‬ ‫أعْل َ ُ‬
‫م بِ َ‬

‫ن فَل َ‬
‫مو َ‬
‫خصت ُ‬
‫م يَ ِ‬ ‫ختذ ُهُ ْ‬
‫م وَهُت ْ‬ ‫ة َواحتد َةً تأ ُ‬
‫ح ً‬
‫صتي ْ َ‬ ‫ما ي َن ْظ ُتُرو َ‬
‫ن إ ِل ّ َ‬ ‫ن َ‬
‫صادِِقي َ‬
‫َ‬

‫م‬ ‫خ في الصورِ فَ تإ ِ َ‬
‫ذا هُ ت ْ‬ ‫ن وَن ًِف َ‬
‫جُعو َ‬ ‫ة وَل َ إ َِلى أهْل ِهِ ْ‬
‫م ي َْر ِ‬ ‫صي َ ً‬
‫ن ت َوْ ِ‬
‫طيُعو َ‬
‫ست َ ِ‬
‫يَ ْ‬

‫‪296‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مْرقَتدَِنا‬
‫ن َ‬ ‫ن ب َعَث َن َتتا ِ‬
‫مت ْ‬ ‫ن َقاُلوا َيا وَي ْل َن َتتا َ‬
‫مت ْ‬ ‫سُلو َ‬ ‫ث إ َِلى رب ّهِ ْ‬
‫م ي َن ْ ِ‬ ‫دا ِ‬
‫ج َ‬
‫ن ال ْ‬
‫م َ‬
‫ِ‬

‫ة َواحتد َةً‬
‫ح ً‬ ‫ت إ ِل ّ َ‬
‫صتي ْ َ‬ ‫ن َ‬
‫كتان َ ْ‬ ‫ستُلو َ‬
‫ن إِ ْ‬ ‫ن َوصتتدقَ ال ْ ُ‬
‫مْر َ‬ ‫حم ُ‬
‫ما وَعَد َ الّر ْ‬ ‫هَ َ‬
‫ذا َ‬

‫ن‬ ‫شْيئا ً وَل َ ت ُ ْ‬


‫جتتَزوْ َ‬ ‫س َ‬ ‫م ل َ ت ُظ ْل َ ً‬
‫م ن َْف ٌ‬ ‫ن َفال َْيو َ‬
‫ضُرو َ‬
‫ح َ‬ ‫ميعٌ ل َد َي َْنا ُ‬
‫م ْ‬ ‫ج ِ‬
‫م َ‬ ‫فإ ِ َ‬
‫ذا هُ ْ‬

‫مُلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ك ُن ُْتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫م ت َعْ َ‬ ‫إ ِل ّ َ‬

‫ستتاهَِرة"‪.‬‬
‫م ِبال ّ‬
‫هتت ْ‬ ‫جتتَرةٌ َواحتتدةٌ َفتتإ ِ َ‬
‫ذا ُ‬ ‫ي َز ْ‬
‫هتت َ‬ ‫وقتتال تعتتالى‪" :‬فَإ ِن ّ َ‬
‫متتا ِ‬

‫ر"‪.‬‬ ‫متتتتح بال ْب َ َ‬


‫صتتتت ِ‬ ‫مُرَنتتتتا إ ِل ّ َواحتتتتدةٌ ك َل َ ْ‬
‫متتتتا أ ْ‬
‫وقتتتتال تعتتتتالى‪" :‬وَ َ‬

‫معتتتتًا"‪.‬‬
‫ج ْ‬
‫م َ‬
‫معَْنتتتتاهُ ْ‬ ‫صتتتتورِ فَ َ‬
‫ج َ‬ ‫وقتتتتال تعتتتتالى‪" :‬وَن ُِفتتتت َ‬
‫خ فتتتتي ال ّ‬

‫ض‬ ‫مل َت ِ‬
‫ت الْر ُ‬ ‫ح ِ‬
‫دة وَ ُ‬
‫ة َواحت َ‬
‫خت ٌ‬
‫صتتورِ ن َْف َ‬ ‫ذا ن ُِفت َ‬
‫خ فتتي ال ّ‬ ‫وقال تعتتالى‪" :‬فتإ ِ َ‬

‫ماُء‬
‫ست َ‬
‫ت ال ّ‬ ‫ة َوان ْ َ‬
‫شتّق ِ‬ ‫واقِعَت ً‬ ‫مئ ِذٍ وَقَعَت ِ‬
‫ت ال َ‬ ‫ل فَد ُك َّتا د َك ّ ً‬
‫ة َواحدة فَي ُوْ َ‬ ‫جَبا ُ‬
‫َوال ِ‬

‫م‬ ‫ش َرب ّت َ‬
‫ك فَ توْقَهُ ْ‬ ‫مت ُ‬
‫ل عَ تْر َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ك عََلى أْر َ‬
‫جائ َِها وَي َ ْ‬ ‫مل َ ُ‬
‫ة َوال َ‬
‫ومئ ِذٍ َواهِي َ ٌ‬ ‫فَهِ َ‬
‫ي يَ ْ‬

‫ة"‪.‬‬
‫خاِفيتتتت ٌ‬
‫م َ‬ ‫من ْ ُ‬
‫كتتتت ْ‬ ‫ضتتتتون ل َ ت َ ْ‬
‫خفتتتتى ِ‬ ‫مئ ِذٍ ت ُعَْر ُ‬
‫ة ي َتتتتوْ َ‬ ‫مِئذ ث َ َ‬
‫ماِنيتتتت ٌ‬ ‫ي َتتتتوْ َ‬

‫ماُء‬
‫ست َ‬
‫ت ال ّ‬ ‫واج تا ً وَفُت ِ َ‬
‫حت ِ‬ ‫ن أفْ َ‬
‫صورِ فَت َتتأُتو َ‬ ‫م ي ُن َْف ُ‬
‫خ في ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫ستتتتتتَرابًا"‪.‬‬ ‫َ‬
‫ت َ‬ ‫ل فَ َ‬
‫كتتتتتتان َ ْ‬ ‫ت ال ْ ِ‬
‫جَبتتتتتتا ُ‬ ‫وابتتتتتتا ً وَ ُ‬
‫ستتتتتتي َّر ِ‬ ‫ت أب ْ َ‬ ‫فَ َ‬
‫كتتتتتتان َ ْ‬

‫مئ ِذٍ ُزْرق تًا"‪.‬‬


‫ن ي َتوْ َ‬
‫مي َ‬
‫جرِ ِ‬ ‫شُر ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ح ُ‬
‫صورِ وَن َ ْ‬ ‫م ي ُن َْف ُ‬
‫خ في ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا إسماعيل‪ ،‬حدثنا سليمان التميمي‪ ،‬عتتن‬


‫وقد قال ا ِ‬

‫‪297‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أسلم العجلي‪ ،‬عن بشر بن سفيان‪ ،‬عن عبتتد اللتته بتتن عمتترو قتتال‪:‬‬

‫قال أعرابي يا رسول الله ما الصور? قال‪" :‬قرن ينفخ فيه"‬

‫توقع قيام الساعة بين لحظة وأخرى‬

‫ثم رواه عن يحيى بن سعيد القطان‪ ،‬عن سليمان بن طرخان‬


‫التميمي‪ ،‬به‪ .‬وأخرجه أبو داود‪ ،‬والترمذي‪ ،‬والنسائي‪ ،‬من طرق عن‬
‫سليمان التميمي‪ ،‬عن أسلم العجلي‪ ،‬به‪.‬‬
‫وقتتال الترمتتذي حستتن ول نعرفتته ِإل متتن حتتديث أستتلم العجلتتي‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أسباط‪ ،‬حدثنا مطرف‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن ابن‬
‫وقال ا ِ‬

‫عباس‪ .‬في قوله‪" :‬فِإذا نقر في الناقور" قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القتترن وحنتتى‬

‫جبهتتتتتتتتتتتتتته ينتظتتتتتتتتتتتتتر متتتتتتتتتتتتتتى يؤمرفينفتتتتتتتتتتتتتخ?"‪.‬‬

‫فقال أصتتحاب محمتتد‪ :‬يتتا رستتول اللتته‪ :‬كيتتف نقتتول? قتتال‪ :‬قولتتوا‪:‬‬

‫"حستتبنا اللتته ِونعتتم الوكيتتل علتتى اللتته توكلنتتا"‪ .‬انفتترد بتته أحمتتد‪.‬‬

‫وقد رواه أبو كدينة عن يحيى بتتن المهلتتب‪ ،‬عتتن مطتترف بتته‪ ،‬وقتتال‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن مطرف‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أبي ستتعيد‪،‬‬
‫ا ِ‬

‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬كيف أنعم وقد التقم صتتاحب‬

‫‪298‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظتتر‪ ،‬متتتى يتتؤمر? قتتال‬

‫المسلمون‪ :‬يا رسول الله‪ :‬فما نقول? قال‪ :‬قولوا‪ :‬حسبنا الله ونعتتم‬

‫الوكيتتتتتتتتتتتتتتتل‪ ،‬علتتتتتتتتتتتتتتتى اللتتتتتتتتتتتتتتته توكلنتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫وأخرجه الترمتتذي‪ ،‬عتتن أبتتي عمتتر‪ ،‬عتتن ستتفيان بتتن عيينتتة‪ ،‬وقتتال‪:‬‬

‫حستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن‪.‬‬

‫ثم رواه من حديث خالد بن طهمان‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أبي ستتعيد بتته‪،‬‬

‫وحسنه أيضًا‪ ،‬وقال شيخنا أبتتو حجتتاج المتتزي فتتي الطتتراف‪ ،‬ورواه‬

‫إسماعيل بن إبراهيم‪ ،‬أبو يحيتتى التميمتتي‪ ،‬عتتن العمتتش‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫صتتتتتالح‪ ،‬عتتتتتن أبتتتتتي ستتتتتعيد‪ ،‬كتتتتتذا قتتتتتال رحمتتتتته اللتتتتته‪.‬‬

‫وهكذا رواه أبو بكر بن أبي التتدنيا فتتي كتتتاب الهتتوال فقتتال‪ :‬حتتدثنا‬

‫عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬أخبرنا جرير‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن‬

‫أبي سعيد الخدري‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول صلى الله عليه وستتلم‪" :‬كيتتف‬

‫أنعم وصاحب الصور قد التقم الصور‪ ،‬وحنى جبهته ينتظر متى يتتؤمر‬

‫ه‪ :‬ما نقول? قال‪" :‬قولوا‪ :‬حستتبنا‬


‫أن ينفخ فينفخ‪ ".‬قلنا‪ :‬يا رسول الل ّ‬

‫اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته ونعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم الوكيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل"‪.‬‬

‫‪299‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد قال أبو يعلى الموصلي في مسند أبي هريرة‪ :‬روى أبتتو صتتالح‪،‬‬

‫عن أبي هريرة‪ ،‬وعن عمران‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أبي ستتعيد قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬كيف أنعم أو كيف أنتم‪ -‬شك أبو‬

‫صالح‪ -‬وصاحب الصور قد التقم القرن بفيه‪ ،‬وأصغى ستتمعه‪ ،‬وحنتتى‬

‫جبهته‪ ،‬ينتظر متى يؤمر‪ ،‬فينفخ" قالوا‪ :‬يا رسول اللتته‪ :‬كيتتف نقتتول?‬

‫قتتال‪" :‬قولتتوا‪ :‬حستتبنا اللتته ونعتتم الوكيتتل علتتى اللتته توكلنتتا"‪.‬‬

‫لمام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا أبتتو معاويتتة‪ ،‬حتتدثنا العمتتش‪ ،‬عتتن ستتعد‬


‫وقال ا ِ‬

‫الطائي‪ ،‬عن عطيتتة العتتوفي‪ ،‬عتتن أبتتي ستتعيد الختتدري‪ ،‬قتتال‪ :‬ذكتتر‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الصور فقتال‪" :‬عتن يمينته‬

‫جبريتتتل‪ ،‬وعتتتن يستتتاره ميكائيتتتل‪ ،‬عليهتتتم الصتتتلة والستتتلم"‪.‬‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا عباد بتتن العتتوام‪،‬‬

‫عن حجاج‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬إن صاحبي الصور بأيدهما أو في أيتتديهما قرنتتان‪:‬‬

‫يلحظتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتؤمران"?‪.‬‬

‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن ستتعيد‪ ،‬عتتن التتتيمي‪ ،‬عتتن أستتلم‪،‬‬

‫‪300‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن أبي مرية‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وعتتن عبتتد اللتته بتتن‬

‫عمر‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬النفاختتان فتتي الستتماء‬

‫الثانيتتة‪ ،‬رأس أحتتدهما بتتالمغرب‪ ،‬ورجله بالمشتترق‪ ،‬ينتظتتران متتتى‬

‫يتتتؤمران ينفختتتان فتتتي الصتتتور فينفختتتان"‪ .‬تفتتترد بتتته أحمتتتد‪.‬‬

‫وأبو مرية هذا اسمه عبد الله بن عمرو العجلتتي‪ ،‬وليتتس بالمشتتهور‪،‬‬

‫ولعل هذين الملكين أحدهما هو إسرافيل وهو الذي ينفخ في الصور‪،‬‬

‫كما سيأتي بيانه في حديث الصور بطوله‪ ،‬والخر هو الذي ينقر فتتي‬

‫الناقور‪ ،‬وقد يكون الصور‪ ،‬والناقور اسم جنس يعتتم أفتترادا ً كتتثيرين‪،‬‬

‫واللف واللم فيهما للعهد‪ ،‬ويكون لكل واحتتد منهمتتا أتبتتاع‪ ،‬يفعلتتون‬

‫كفعلتتتتتتتتتتتتتته‪ ،‬واللتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتم بالصتتتتتتتتتتتتتتواب‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا عبتتد اللتته بتتن جريتتر‪ ،‬حتتدثنا موستتى بتتن‬

‫إسماعيل‪ :‬أخبرنا عبد الواحد بن زياد‪ ،‬أخبرنا عبد اللتته بتتن عبتتد اللتته‬

‫الصم‪ ،‬أخبرنا يزيد بتتن الصتتم‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال ابتتن عبتتاس‪ :‬إن صتتاحب‬

‫الصور لم يطرف منذ و ّ‬


‫كل به‪ ،‬كأن عينيه كوكبان دريتتان‪ ،‬ينظرتجتتاه‬

‫العتترش مخافتتة أن يتتؤمرأن ينفتتخ فيتته قبتتل أن يرتتتد إليتته طرفتته‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وحدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر‪ ،‬حدثنا مروان بتتن معاويتتة‪،‬‬

‫عن عبد الله بن عبتتد اللتته بتتن الصتتم‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬متتا أطتترق صتتاحب الصتتور منتتذ‬

‫و ّ‬
‫كل به‪ ،‬ينظرنحو العرش مخافة أن يؤمرقبل أن يرتتتد إليتته طرفتته‪،‬‬

‫كأنه عينيه كوكبان دريان"‪.‬‬

‫حديث الصور بطوله تصوير لمشاهد القيامة‬

‫أو لبعض مشاهدهاقال الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده‪:‬‬


‫حدثنا عمرو بن الضحاك بن مجالد‪ ،‬حدثنا أبو عاصم الضحاك بن‬
‫مجالد‪ ،‬حدثنا أبو رافع إسماعيل بن رافع‪ ،‬عن محمد بن زياد‪ ،‬عن‬
‫محمد بن كعب القرظي‪ ،‬عن رجل من النصار‪ ،‬عن أبي هريرة‬
‫قال‪ :‬حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طائفة من‬
‫أصحابه قال‪ِ" :‬إن الله تعالى لما فرغ من خلق السموات والرض‪،‬‬
‫خلق الصور‪ ،‬فأعطاه إسرافيل‪ ،‬فهو واضعه على فيه‪ ،‬شاخصا ً إلى‬
‫العرش ببصره‪ ،‬ينتظرمتى يؤمر? قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ما الصور? قال‪ :‬قرن‪.‬‬
‫قال‪ :‬كيف هو? قال‪ :‬عظيم‪ .‬قال‪ :‬والذي بعثني بالحق إن عظم‬
‫دائرة فيه لعرض السموات والرض‪ ،‬ينفخ فيه ثلث نفخات‪ ،‬الولى‬
‫نفخة الفزع‪ ،‬والثانية نفخة الصعق‪ ،‬والثالثة نفخة القيام لرب‬
‫العالمين‪ ،‬يأمر الله إسرافيل بالنفخة الولى فيقول‪ :‬انفخ نفخة‬
‫الفزع‪ ،‬فيفزع أهل السموات والرض‪ ،‬إل من شاء الله‪ ،‬ويأمره‬
‫ما‬
‫تعالى فيمدها ويطيلها ول يفتر‪ ،‬وهي التي يقول الله فيها‪" :‬وَ َ‬
‫ن فَ َ‬
‫واق"‪.‬‬ ‫م ْ‬
‫ة واحدةً ما لها ِ‬
‫ح ً‬ ‫ي َْنظر هؤلِء إ ِل ّ َ‬
‫صي ْ َ‬

‫‪302‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فتسير الجبال سير السحاب‪ ،‬فتكون سرابًا‪ ،‬وترتج الرض بأهلها‬


‫رجًا‪ ،‬فتكون كالسفينة في البحر‪ ،‬تضربها المواج‪ ،‬تكفأ بأهلها‬
‫كالقنديل المعلق بالعرش‪ ،‬ترجه الرواح‪ ،‬أل وهو الذي يقول الله‬
‫ة"‪.‬‬‫جف ٌ‬‫مِئذ وا ِ‬
‫ب يو َ‬ ‫ة قلو ٌ‬ ‫ة َتتَبعَها الّراِدف ُ‬ ‫جَف ُ‬‫ف الَرا ِ‬ ‫م ت َْرج ُ‬
‫تعالى فيه‪" :‬ي َوْ َ‬
‫فتميد الرض بأهلها‪ ،‬وتذهل المراضع‪ ،‬وتضع كل الحوامل‪ ،‬وتشيب‬
‫الولدان‪ ،‬ويطير الناس هاربين من الفزع‪ ،‬فتلقاهم الملئكة‪ ،‬فتضرب‬
‫وجوههم فيرجعون‪ ،‬ثم يولون مدبرين‪ ،‬ما لهم من الله من عاصم‪،‬‬
‫ينادي بعضهم بعضًا‪ ،‬فبينما هم على ذلك إذ تصدعت الرض‬
‫بصدعين‪ ،‬من قطر إلى قطر‪ ،‬فرأوا أمرا ً عظيمًا‪ ،‬لم يروا مثله‪،‬‬
‫وأخذهم لذلك من الكرب والهول ما الله به عليم‪ ،‬نظروا في‬
‫السماء فإذا هي كالمهل‪ ،‬ثم انشقت السماء‪ ،‬فانتثرت نجومها‪،‬‬
‫وخسفت شمسها‪ ،‬وقمرها‪ ،‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫"الموات ل يعلمون بشيء من ذلك"‪.‬‬
‫قال أبو هريرة‪ :‬من استثناه الله حين يقول‪" :‬ففزع من في‬
‫السموات ومن في الرض ِإل من شاء الله" قال‪ :‬أولئك الشهداء‪،‬‬
‫وإنما يصل الفزع إلى الحياء‪ ،‬وهم أحياء‪ ،‬عند ربهم يرزقون‪،‬‬
‫فوقاهم الله فزع ذلك اليوم‪ ،‬وآمنهم منه‪ ،‬وهو عذاب الله‪ ،‬يبعثه‬
‫س ات ُّقوا ْ رّبكم إ ّ‬
‫ن‬ ‫على شرار خلقه هو الذي يقول الله فيه َياي َّها الّنا ُ‬
‫ما‬‫ضعةٍ ع ّ‬‫مر ِ‬ ‫ل ُ‬‫لك ّ‬ ‫م ت ََرونها َتذهَ ُ‬ ‫ساعَةِ شيٌء عظيم َيو َ‬ ‫َزل َْزل َ َ‬
‫ة ال ّ‬
‫سكاَرى وما هم‬ ‫مَلها وت ََرى الناس ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫مل َ‬ ‫ح ْ‬
‫ت َوتضعً كل ذات َ‬ ‫ضع َ ْ‬‫أْر َ‬
‫د‪.‬‬‫شدي ٌ‬ ‫ب الل ّهِ َ‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا َ‬ ‫سكارى ولك ِ ّ‬ ‫بِ ُ‬
‫فيمكثون في ذلك العذاب ما شاء الله‪ ،‬إل أنه يطول‪ ،‬ثم يأمر الله‬
‫إسرافيل فينفخ نفخة الصعق? فيصعق أهل السموات والرض? إل‬
‫من شاء الله? فإذا هم خمدوا‪ ،‬جاء ملك الموت إلى الجبارة فيقول‪:‬‬
‫يا رب‪ :‬مات أهل السموات والرض إل من شئت‪ ،‬فيقول الله‪ :‬وهو‬
‫أعلم بمن بقي? فمن بقي? فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬بقيت أنت الحي الذي ل‬
‫تموت‪ ،‬وبقيت حملة عرشك‪ ،‬وبقي جبريل وميكاثيل‪ ،‬وبقيت أنا?‬
‫فيقول الله‪ :‬ليمت جبريل وميكائيل‪ ،‬فينطق الله العرش فيقول‪ :‬يا‬
‫رب يموت جبريل وميكائيل? فيقول‪ :‬اسكت‪ ،‬فإني كتبت الموت‬

‫‪303‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫على كل من كان تحت عرشي‪ ،‬فيموتان‪ ،‬ثم يأتي ملك الموت إلى‬
‫الجبار عز وجل فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬قد مات جبريل وميكائيل? وبقيت أنا‬
‫وحملة العرش فيقول الله‪ :‬فليمت حملة عرشي فيموتون‪ ،‬ويأمر‬
‫الله العرش فيقبض الصور من إسرافيل ثم يأتي ملك الموت ِإلى‬
‫الجبار فيقول‪ :‬يا رب قد مات حملة عرشك فيقول‪ :‬وهو أعلم بمن‬
‫بقي‪ ،‬فمن بقي? فيقول يا رب‪ :‬بقيت أنت الحي الذي ل تموت‬
‫وبقيت أنا‪ ،‬فيقول الله‪ :‬أنت خلق من خلقي‪ ،‬خلقتك لما رأيت فمت‪،‬‬
‫فيموت‪ ،‬فإذا لم يبق إل الله الواحد القهار الحد الفرد الصمد‪ ،‬الذي‬
‫ل‪ ،‬طوى‬ ‫لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا ً أحد كان آخرا ً كما كان أو ً‬
‫السموات والرض كطي السجل للكتاب ثم دحاها ثم لفها ثلث‬
‫مرات‪ ،‬وقال‪ :‬أنا الجبار ثلثًا‪ .‬ثم هتف بصوته‪ :‬لمن الملك اليوم?‬
‫ثلث مرات فل يجيبه أحد‪ ،‬فيقول لنفسه‪ :‬لله الواحد القهار‪ ،‬ويبدل‬
‫الرض غير الرض والسموات‪ ،‬فيبسطها‪ ،‬ويسطحها‪ ،‬ويمدها مد‬
‫الديم العكاظي‪ ،‬ل ترى فيها عوجا َ ول أمتًا‪ ،‬ثم يزجر الله الخلق‬
‫زجرة‪ ،‬فإذا هم في مثل ما كانوا فيه في الولى‪ ،‬من كان في بطنها‬
‫كان في بطنها‪ ،‬ومن كان على ظهرها كان على ظهرها‪ ،‬ثم ينزل‬
‫الله عليكم من ماء من تحت العرش ثم يأمر الله السماء أن تمطر‬
‫فتمطر أربعين يومًا‪ ،‬حتى يكون الماء فوقهم اثني عشر ذراعًا‪ ،‬ثم‬
‫يأمر الله الجساد أن تنبت‪ ،‬فتنبت كنبات البقل‪ ،‬حتى إذا تكاملت‬
‫أجسادهم‪ ،‬فكانت كما كانت‪ ،‬قال الّله‪" :‬ليحيي جبريل وميكائيل‪،‬‬
‫فيحييان‪ ،‬ثم يدعو الله بالرواح‪ ،‬فيؤتى بها تتوهج أرواح المسلمين‬
‫نورًا‪ ،‬والخرى ظلمة‪ ،‬فيقبضها جميعًا‪ ،‬ثم يلقيها في الصور‪ ،‬ثم يأمر‬
‫الله إسرافيل أن ينفخ نفخة البعث‪ ،‬فينفخ نفخة البعث‪ ،‬فتخرج‬
‫الرواح كأنها النحل قد ملت ما بين السماء والرض فيقول الله‪:‬‬
‫"وعزتي وجللي‪ ،‬ليرجعن كل روح إلى جسده‪ ،‬فتدخل الرواح في‬
‫الرض إلى الجساد‪ ،‬فتدخل في الخياشيم‪ ،‬ثم تمشي في الجساد‬
‫مشي السم في اللديغ ثم تنشق الرض عنكم‪ ،‬وأنا أول من تنشق‬
‫ن‬‫طعي َ‬ ‫عنه الرض‪ ،‬فتخرجون منها سراعا ً إلى ربكم تنسلون‪ُ " .‬‬
‫مه ْ ِ‬
‫ذا يوم عسيٌر"‪.‬‬ ‫نه َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫كاِفرو َ‬ ‫داع ي َُقو ُ‬
‫ِإلى ال ّ‬

‫‪304‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل‪ ،‬ثم تقفون موقفا ً واحدًا‪ ،‬مقدار سبعين عاما ً‬ ‫حفاة‪ ،‬عراة‪ ،‬غلفا ً غر ً‬
‫ل ينظر إليكم‪ ،‬ول يقضى بينكم‪ ،‬فتبكون حتى تنقطع الدموع‪ ،‬ثم‬
‫تدمعون دماء وتعرقون حتى يبلغ ذلك منكم أن يلجمكم‪ ،‬أو يبلغ‬
‫الذقان‪ ،‬فتضجون‪ ،‬وتقولون‪ :‬من يشفع لنا إلى ربنا ليقضي بيننا?‬
‫فيقولون‪ :‬من أحق بذلك من أبيكم آدم خلقه الله بيده ونفخ فيه من‬
‫ل‪ ،‬فيأتون آدم‪ ،‬فيطلبون إليه ذلك‪ ،‬فيأبى‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫روحه‪ ،‬وكلمه قب ً‬
‫حفاة عراة غلفا ً غرل ً ثم تقفون موقفا ً واحدًا‪ ،‬مقدار سبعين عامًا‪ .‬ما‬
‫أنا صاحب ذلك‪ ،‬ثم يسعون للنبياء نبيا ً نبيًا‪ ،‬كلما جاءوا نبيا ً أبى‬
‫عليهم‪.‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬حتى تأتوني‪ ،‬فأنطلق‪ ،‬حتى‬
‫آتي الفحص‪ ،‬فأخر ساجدًا‪ .‬قال أبو هريرة‪ :‬يا رسول الله‪ :‬ما‬
‫الفحص قال‪ :‬موضع قدام العرش حتى يبعث الّله إلي ملكًا‪ ،‬فيأخذ‬
‫بعضدي‪ ،‬فيرفعني‪ ،‬فيقول لي‪ :‬يا محمد‪ :‬فأقول‪ :‬نعم لبيك يا رب‪،‬‬
‫فيقول ما شأنك?‪ -‬وهو أعلم‪ -‬فأقول‪ :‬يا رب وعدتني الشفاعة‪،‬‬
‫م‪،‬‬
‫فشفعني في خلقك‪ ،‬فاقض بينهم‪ ،‬فيقول شفعتك‪ ،‬أنا آتيك ِ‬
‫فأقضي بينكم"‪ ،‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬فأرجع‬
‫فأقف مع الناس‪ ،‬فبينما نحن وقوف‪ ،‬إذا سمعنا حسا ً من السماء‬
‫شديدًا‪ ،‬فينزل أهل السماء الدنيا مثل من في الرض من الجن‬
‫لنس‪ ،‬حتى إذا دنوا من الرض‪ ،‬أشرقت الرض بنورهم‪ ،‬وأخذوا‬ ‫وا ِ‬
‫مصافهم‪ ،‬وقلنا لهم‪ :‬أفيكم ربنا? قالوا‪ :‬ل وهو آت‪ ،‬ثم ينزلون على‬
‫قدر ذلك من التضعيف حتى ينزل الجبار تبارك وتعالى في ظلل من‬
‫الغمام والملئكة‪ ،‬ويحمل عرشه يومئذ ثمانية‪ ،‬وهم اليوم أربعة‪،‬‬
‫أقدامهم على تخوم الرض السفلى‪ ،‬والرض والسموات إلى‬
‫حجرهم والعرش على مناكبهم‪ ،‬لهم زجل من تسبيحهم‪ ،‬يقولون‪:‬‬
‫سبحان ذي العزة والجبروت‪ ،‬سبحان ذي الملك والملكوت‪ ،‬سبحان‬
‫الحي الذي ل يموت‪ ،‬سبحان الذي يميت الخلئق ول يموت‪ ،‬فيضع‬
‫الّله كرسيه حيث شاء من أرضه‪ ،‬ثم يهتف بصوته‪ ،‬فيقول‪ :‬يا معشر‬
‫لنس‪ ،‬إني قد أنصت لكم من يوم خلقتكم إلى يومكم هذا‪،‬‬ ‫الجن وا ِ‬
‫أسمع قولكم‪ ،‬وأرى أعمالكم‪ ،‬فأنصتوا إلي‪ ،‬فإنما هي أعمالكم‪،‬‬

‫‪305‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وصحفكم‪ ،‬تقرأ عليكم‪ ،‬فمن وجد خيرا ً فليحمد الله‪ ،‬ومن وجد غير‬
‫ن ِإل نفسه‪ ،‬ثم يأمر الله جهنم فيخرج منها عنق ساطع‬ ‫ذلك فل يلوم ّ‬
‫مظلم"‪ .‬ثم يقول‪" :‬وامتازوا اليوم أيها المجرمون"‪.‬‬
‫ن‬
‫مِبي ٌ‬ ‫م عَد ُوّ ُ‬ ‫ه ل َك ُ ْ‬‫ن إ ِن ّ ُ‬ ‫طا َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫دوا ال ّ‬‫م أن ل َ ت َْعب ُ‬ ‫م َيا ب َِني آد َ َ‬ ‫م أعْهَد ْ إ ِل َْيك ْ‬ ‫"أل َ ْ‬
‫جب ِل ّ ك َِثيرا ً أفَل َ ْ‬
‫م‬ ‫م ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫ل ِ‬ ‫قيم وَل ََقد ْ أض ّ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫ذا صرا ٌ‬ ‫وأن اعُبدوني ه َ‬
‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م‬ ‫ها ال ْي َوْ َ‬
‫م بِ َ‬ ‫صل َوْ َ‬‫نا ْ‬ ‫عدو َ‬ ‫م ُتو َ‬‫م اّلتي ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫جهَن ّ ُ‬
‫ن هذه َ‬ ‫كوُنوا ت َعِْقُلو َ‬ ‫تَ ُ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ت َك ُْفرو َ‬
‫فيميز الله الناس‪ ،‬وينادي المم داعيا ً لكل أمة إلى كتابها‪ ،‬والمم‬
‫عى‬ ‫ل أمة تد ْ َ‬ ‫ة كُ ّ‬ ‫جاث ِي َ ً‬ ‫مة ٍ َ‬ ‫كل أ ّ‬ ‫جاثية من الهول قال الله تعالى‪" :‬وَت ََرى ُ‬
‫ن"‪.‬‬‫مُلو َ‬
‫م ت َعْ َ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬‫ن َ‬ ‫جَزوْ َ‬
‫وم ت ُ ْ‬ ‫كتاب َِها ال ْي َ ْ‬
‫إ َِلى ِ‬
‫لنس والجن‪ ،‬فيقضي بين‬ ‫فيقضي الله بين خلقه إل الثقلين‪ ،‬ا ِ‬
‫الوحوش والبهائم‪ ،‬حتى أنه ليقيد الجماء من ذات القرن‪ ،‬فإذا فرغ‬
‫الله من ذلك‪ ،‬فلم تبق تبعة عند واحدة لخرى‪ ،‬قال الله لها‪ :‬كوني‬
‫ترابًا‪ ،‬فعند ذلك يقول الكافر‪ :‬يا ليتني كنت ترابًا‪ ،‬ثم يقضي الله بين‬
‫العباد‪ ،‬فيكون أول ما يقضى فيه الدماء‪ ،‬فيأتي كل قتيل في سبيل‬
‫الله‪ ،‬ويأمر الله من قتل فيحمل رأسه تشخب أوداجه‪ ،‬فيقول‪ :‬يا‬
‫رب فيم قتلني هذا? فيقول الله تعالى وهو أعلم‪ :‬فيم قتلته?‬
‫فيقول‪ :‬قتلته يا رب لتكون العزة لك‪ ،‬فيقول الله‪ :‬صدقت‪ ،‬فيجعل‬
‫الله وجهه مثل نور السموات‪ ،‬ثم تسبقه الملئكة إلى الجنة‪ ،‬ثم‬
‫يأتي كل من كان يقتل على غير ذلك ويأمر من قتل فيحمل رأسه‬
‫تشخب أوداجه‪ ،‬فيقول يا رب فيم قتلني هذا? فيقول الله وهو‬
‫أعلم‪ :‬فيم قتلته فيقول‪ :‬يا رب قتلته لتكون العزة لي‪ ،‬فيقول الله‪:‬‬
‫تعست‪ ،‬ثم ما تبقى نفس قتلها قاتل ِإل قتل بها‪ ،‬ول مظلمة إل أخذ‬
‫بها‪ ،‬وكان في مشيئة الله إن شاء عذبه‪ ،‬وإن شاء رحمه‪ ،‬ثم يقضي‬
‫الله بين من بقي من خلقه‪ ،‬حتى ل تبقى مظلمة لحد عند أحد إل‬
‫أخذها الله للمظلوم من الظالم‪ ،‬حتى إنه ليكلف شائب اللبن بالماء‬
‫أن يخلص اللبن من الماء‪ ،‬فإذا فرغ الله من ذلك‪ ،‬نادى مناد يسمع‬
‫الخلئق كلهم‪ ،‬فقال‪ :‬ليلحق كل قوم بآلهتهم وماكانوا يعبدون من‬
‫دون الله‪ ،‬فل يبقى أحد عبد من دون الله شيئا ً ِإل مثلت له الهيئة‬

‫‪306‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بين يديه‪ ،‬فيجعل يومئذ ملك من الملئكة على صورة عزير‪ ،‬ويجعل‬
‫ملك من الملئكة على صورة عيسى‪ ،‬فيتبع هذا اليهود‪ ،‬ويتبع هذا‬
‫النصارى ثم قادتهم آلهتهم إلى النار فهذا الذي يقول الله تعالى‪" :‬ل َ ْ‬
‫و‬
‫دون"‪.‬‬‫خال ِ ُ‬ ‫ها وَك ُ ّ‬
‫ل ِفيَها َ‬ ‫ما َوردو َ‬ ‫ن هؤل ََء آل ِهَ ً‬
‫ة َ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬
‫فإذا لم يبق ِإل المؤمنون‪ ،‬فيهم المنافقون‪ ،‬جاءهم الله فيما شاء‬
‫من هيئة‪ ،‬فقال‪ :‬يا أيها الناس‪،‬‬
‫ذهب الناس فالحقوا بآلهتكم‪ ،‬وما كنتم تعبدون‪ ،‬فيقولون‪ :‬والله متتا‬

‫لنا إل الله‪ ،‬ما كنا نعبد غيره‪ ،‬فينصرف عنهم‪ -‬وهو اللتته‪ -‬فيمكتتث متتا‬

‫شاء الله أن يمكث‪ ،‬ثم يأتيهم فيقول‪ :‬يا أيهتتا النتتاس‪ ،‬ذهتتب النتتاس‪،‬‬

‫فالحقوا بآلهتكم‪ ،‬وما كنتم تعبدون‪ ،‬فيقولون‪ :‬واللتته متتا لنتتا إل اللتته‪،‬‬

‫وما كنا نعبد غيره‪ ،‬فيكشف عن ساقه‪ ،‬ويتجلى لهم متتن عظمتتته متتا‬

‫يعرفون به أنه ربهم‪ ،‬فيخرون سجدا ً على وجوههم ويخر كل منتتافق‬

‫على قفاه‪ ،‬ويجعل الله أصلبهم كصياصي البقر‪ ،‬ثتتم يتتأذن اللتته لهتتم‬

‫فيرفعون رؤوسهم‪ ،‬ويضرب الله بالسراط بين ظهراني جهنتتم‪ ،‬كقتتد‬

‫الشعر‪ ،‬أو كعقد الشعر‪ ،‬وكحتتد الستتيف‪ ،‬عليتته كلليتتب وخطتتاطيف‪،‬‬

‫وحسك كحسك السعدان‪ ،‬ودونه جسر دحض مزلة فيمرون كطتترف‬

‫البصر‪ ،‬أو كلمتتح التتبرق‪ ،‬أو كمتتر الريتتح‪ ،‬أو كجيتتاد الخيتتل‪ ،‬أو كجيتتاد‬

‫الركاب‪ ،‬أو كجياد الرجال‪ ،‬فناج سالم‪ ،‬وناج مخدوش‪ ،‬ومكدوح علتتى‬

‫‪307‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وجهه في جهنم‪ ،‬فإذا أفضى أهل الجنة إلى الجنة‪ ،‬قالوا‪ :‬متتن يشتتفع‬

‫لنا إلى ربنا فيدخلنا الجنة فيقولون‪ :‬من أحق بتتذلك متتن أبيكتم ٍ آدم?‬

‫إنه خلقه الله بيده‪ ،‬ونفخ فيتته متتن روحتته‪ ،‬وكلمتته قب ً‬


‫ل‪ ،‬فيتتأتون آدم‪،‬‬

‫فيطلبون ذلك إليه‪ ،‬فيذكر ذنبًا‪ ،‬ويقول‪ :‬ما أنتتا بصتتاحب ذلتتك‪ ،‬ولكتتن‬

‫عليكم بنوح‪ ،‬فإنه أول رسله إلى خلقه‪ ،‬فيؤتى نتتوٍح‪ ،‬فيطلبتتون ذلتتك‬

‫إليه فيذكر شيئا ً ويقول‪ :‬ما أنا بصاحبكم‪ ،‬عليكم بموستتى‪ ،‬فيطلبتتون‬

‫ذلك إليه فيذكر ذنبًا‪ ،‬ويقول لست بصاحب ذلك‪ ،‬ولكن عليكتتم بتتروح‬

‫الله وكلمته عيسى ابن مريتتم‪ ،‬فيطلبتتون ذلتتك إليتته‪ ،‬فيقتتول متتا أنتتا‬

‫بصاحب ذلك‪ ،‬ولكتتن عليكتتم بمحمتتد صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪ .‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬فيتتأتوني‪ ،‬ولتتي عنتتد ربتتي ثلث‬

‫شفاعات وعتتدتهن‪ ،‬فتتانطلق فتتآتي الجنتتة‪ ،‬فآختتذ بحلقتتة البتتاب‪ ،‬ثتتم‬

‫أستفتح فيفتح لي‪ ،‬فأحيي ويرحب بتتي‪ ،‬فتتإذا دخلتتت الجنتتة فنظتترت‬

‫إلى ربي عز وجتتل ختتررت لتته ستتاجدًا‪ ،‬فيتتأذن اللتته لتتي متتن حمتتده‬

‫ومجده بشيء ما أذن به لحد من خلقتته‪ ،‬ثتتم يقتتول لتتي اللتته‪ :‬أرفتتع‬

‫رأسك يا محمد واشفع تشفع‪ ،‬وسل تعط‪ ،‬فتتإذا رفعتتت رأستتي قتتال‬

‫‪308‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫اللتته وهتتو أعلتتم‪ :‬متتا شتتأنك? فتتأقول‪ :‬يتتا رب‪ ،‬وعتتدتني الشتتفاعة‬

‫فشفعني في أهل الجنة‪ ،‬يدخلون الجنة‪ ،‬فيقول اللتته عتتز وجتتل‪ :‬قتتد‬

‫شفعتك‪ ،‬وأذنت لهم في دخول الجنة‪ ،‬فكان رسول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم يقول‪" :‬والذي بعثني بالحق متتا أنتتتم فتتي التتدنيا بتتأعرف‬

‫بتتأزواجكم ومستتاكنكم متتن أهتتل الجنتتة بتتأزواجهم ومستتاكنهم"‪.‬‬

‫فيدخل كل رجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة كما ينشتتئهن اللتته‪،‬‬

‫واثنتين آدميتين‪ ،‬لهما فضل على متتن شتاء اللته بعبادتهمتتا الّلته فتتي‬

‫الدنيا‪ ،‬يدخل على الولى منهما في غرفة من ياقوتة‪ ،‬على سريرمن‬

‫ذهب مكلل باللؤلؤ‪ ،‬له سبعون درجة من ستتندس واستتتبرق‪ ،‬ويضتتع‬

‫يده بيتتن كتفيهتتا‪ ،‬ثتتم ينظتتر متتن صتتدرها متتا وراء ثيابهتتا متتن جلتتدها‬

‫ولحمها‪ ،‬وإنه لينظر إلى لحم ساقها‪ ،‬كما ينظتر أحتدكم إلتى الستلك‬

‫في قصبة الياقوتة‪ ،‬كبده لها مراة وكبدها له مرآة‪ ،‬فبينما هو عنتتدها‪،‬‬

‫ل يملها ول تمله إذ نودي‪ :‬إنا قد عرفنا أنتتك ل تمتتل‪ ،‬ول تمتتل‪ِ ،‬إل أن‬

‫لك أزواجا ً غيرها‪ ،‬فيخرج‪ ،‬فيأتيهن واحتتدة واحتتدة‪ ،‬كلمتتا جتاء واحتتدة‬

‫قالت والله ما في الجنة أحسن منك‪ ،‬وما في الجنة شيء أحب إلي‬

‫‪309‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫منك‪ ،‬قال‪ :‬وإذا وقع أهل النار في النتتار‪ ،‬وقتتع فيهتتا خلتتق متتن خلتتق‬

‫ربك‪ ،‬أوبقتهم أعمالهم‪ ،‬فمنهم من تأخذه إلتتى قتتدميه ل يجتتاوز ذلتتك‬

‫منهم‪ ،‬ومنهم من تأخذه إلى حقويه‪ ،‬ومنهم من تأخذ جسده كلتته‪ ،‬إل‬

‫وجهه قد حرم الله صوره عليها‪ ،‬قال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪ :‬فتتأقول‪" :‬يتتا رب شتتفعني فيمتتن وقتتع فتتي النتتار متتن أمتتتي‪،‬‬

‫فيقول الله عز وجتتل‪ :‬أخرجتتوا متتن عرفتتتم‪ ،‬فيختترج أولئك‪ ،‬حتتتى ل‬

‫يبقى منهم أحد‪ ،‬ثم يأذن الّله لتتي فتتي الشتتفاعة‪ ،‬فل يبقتتى نتتبي ول‬

‫شهيد إل شفع‪ ،‬فيقول الله‪ :‬أخرجوا من وجدتم في قلبه زنة التتدينار‬

‫إيمانًا‪ ،‬فيخرج أولئك‪ ،‬حتى ل يبقى منهم أحد‪ ،‬ثم يشتتفع اللتته فيقتتول‬

‫أخرجوا من وجدتم في قلبه إيمانا ً ثلثي دينار‪ ،‬ثم يقول‪ :‬وثلث دينتتار‪،‬‬

‫ثم يقول‪ :‬قيراطًا‪ ،‬ثم يقول‪ :‬حبة متتن ختتردل‪ ،‬فيختترج أولئك حتتتى ل‬

‫يبقى منهم أحد‪ ،‬وحتى ل يبقى في النتتار متتن عمتتل للتته خيتترا ً قتتط‪،‬‬

‫وحتى ل يبقى أحد له شفاعة ِإل شفع‪ ،‬حتى إن إبليس ليتطتتاول لمتتا‬

‫يرى من رحمة الله رجاء أن يشفع له‪ ،‬ثم يقول الله‪ :‬بقيت أنتتا‪ ،‬وأنتتا‬

‫أرحم الراحمين‪ ،‬فيدخل يده فتتي جهنتتم‪ ،‬فيختترج منهتتا متتا ل يحصتتيه‬

‫‪310‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه على نهر يقال له نهر الحيوان‪ ،‬فينبتون‬


‫غيره‪ ،‬كأنهم حب فيبثهم الل ّ‬

‫كما تنبت الحبة في حميل السيل‪ ،‬مما يلتتي الشتتمس أخضتتر‪ ،‬وممتتا‬

‫يلي الظل منها أصفر‪ ،‬فينبتون حتى يكونوا أمثال التتدر‪ ،‬مكتوب تا ً فتتي‬

‫رقابهم الجهنميون عتقاء الرحمن عز وجل يعرفهم أهل الجنة بتتذلك‬

‫الكتتتتاب‪ ،‬متتتا عملتتتوا اللتتته خيتتترا ً قتتتط‪ ،‬فيبقتتتون فتتتي الجنتتتة‪.‬‬

‫إلى هنا كان في أصل أبي بكر العربي‪ ،‬عن أبتتي يعلتتى رحمتته اللتته‪،‬‬

‫وهو حديث مشهور‪ ،‬رواه جماعات من الئمة في كتبهم‪ ،‬كابن جريتتر‬

‫في تفسيره‪ ،‬والطبراني في المطولت‪ ،‬والحافظ البيهقي في كتابه‪:‬‬

‫البعث والنشور‪ ،‬والحافظ أبي موسى المديني في المطتتولت أيض تا ً‬

‫من طرق متعددة عن إسماعيل ابن رافع قتتاص أهتتل المدينتتة‪ ،‬وقتتد‬

‫تكلم فيه بسببه وفي بعض سياقه نكارة واختلف‪ ،‬وقد بينتتت طرقتته‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي جتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزء منفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترد‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وإسماعيل بن رافع المديني ليس في الوضاعين‪ ،‬وكتتأنه جمتتع‬

‫هتتذا الحتتديث متتن طتترق وأمتتاكن متفرقتتة‪ ،‬فجمعتته وستتاقه ستتياقة‬

‫واحدة‪ ،‬فكان يقص به على أهل المدينتتة‪ ،‬وقتتد حضتتره جماعتتة متتن‬

‫‪311‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أعيان الناس في عصره ورواه عنه جماعة متتن الكبتتار كتأبي عاصتم‬

‫مكي بن إبراهيم‪ ،‬ومحمد بتتن شتتعيب بتتن‬


‫النبيل والوليد بن مسلم‪ ،‬و َ‬

‫سابور‪ ،‬وعبده بن سليمان‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬واختلف عليه‪ ،‬فتارة يقول‪ :‬عن‬

‫محمد بن زياد‪ ،‬عن محمتد بتن كعتب‪ ،‬عتن رجتل‪ ،‬عتن أبتي هريترة‪،‬‬

‫وتارة يسقط الرجل‪ ،‬وقد رواه إستتحاق بتتن راهتتويه‪ ،‬عتتن عبتتده بتتن‬

‫سليمان‪ ،‬عن إسماعيل بن رافع‪ ،‬عن محمد بن زيد‪ ،‬عتتن أبتتي زيتتاد‪،‬‬

‫عن رجل من النصار‪ ،‬عن محمد بن كعب‪ ،‬عتتن رجتتل متتن النصتتار‪،‬‬

‫عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم بطوله‪ :‬ومنهم متتن‬

‫أسقط الرجل الول‪ ،‬قال شيخنا الحافظ المزي‪ ،‬وهذا أقتترب‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫وقد رواه عن إسماعيل بن رافع عتتن الوليتتد بتتن مستتلم‪ ،‬ولتته عليتته‬

‫مصنف‪ ،‬بين شواهده متتن الحتتاديث الصتتحيحة‪ ،‬وقتتال الحتتافظ ابتتن‬

‫موسى المديني بعد إيراده له بتمتتامه‪ :‬وهتذا الحتديث وإن كتان فتي‬

‫إسناده من تكلم فيه فعامة ما فيه يروى مفرقا ً من أسانيد ثابتتتة ثتتم‬

‫تكلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى غريبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ونحن نتكلم عليه فصل ً فصل ً وبالله المستعان‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فصل‬

‫لنسان بعد موته ِإل عجب‬


‫نفخات الصور ل يبقي من ا ِ‬

‫ذنبه‬

‫النفخات في الصور ثلث نفخات‪ ،‬نفخة الفزع‪ ،‬ثم نفخة الصعق‪ ،‬ثم‬

‫نفختتة البعتتث‪ ،‬كمتتا تقتتدم بيتتان ذلتتك فتتي حتتديث الصتتور بطتتوله‪.‬‬

‫وقد قال مسلم في صحيحه‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬عن أبي معاويتتة‪ ،‬عتتن‬

‫العمش‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬ما بين النفختين أربعون يوم تًا‪ ،‬قتتال‪ :‬أبيتتت‪ .‬قتتال‪:‬‬

‫أربعون شهرًا‪ .‬قال‪ :‬أبيت‪ .‬قال‪ :‬أربعتتون ستتنة‪ .‬قتتال‪ :‬ثتتم ينتتزل متتن‬

‫لنسان شيء‬
‫السماء ماء‪ ،‬فينبتون كما ينبت البقل‪ ،‬قال‪ :‬وليس من ا ِ‬

‫ِإل يبلى‪ِ ،‬إل عظما ً واحدًا‪ ،‬وهو عجب الذنب‪ ،‬ومنه يركب الخلق يتتوم‬

‫القيامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫ورواه البخاري من حتتديث العمتتش‪ ،‬وحتتديث عجتتب التتذنب وأنتته ل‬

‫يبلى وأن الخلق بدؤوا منه ومنه يركبون يوم القيامة‪ ،‬ثابت من رواية‬

‫‪313‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أحمد‪ ،‬عن عبتتد الترزاق‪ ،‬عتن معمتر‪ ،‬عتتن همتام‪ ،‬عتن أبتي هريترة‪.‬‬

‫ورواه مستتتلم‪ ،‬عتتتن محمتتتد بتتتن رافتتتع‪ ،‬عتتتن عبتتتد التتترزاق‪.‬‬

‫ورواه أحمد‪ ،‬عن يحيتتى القطتتان‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن عجلن‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الرحمن بن هرمز العرج‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬كل ابن آدم يبلى ويأكله التراب إل عجتتب التتذنب‪،‬‬

‫منه خلق ومنه يركتتب"‪ .‬انفتترد بتته أحمتتد وهتتو علتتى شتترط مستتلم‪.‬‬

‫ورواه أحمد أيضا ً من حديث إبراهيم الهجري‪ ،‬عن أبتتي عيتتاض‪ ،‬عتتن‬

‫أبتتتتتتتتتتتتتتتي هريتتتتتتتتتتتتتتترة مرفوعتتتتتتتتتتتتتتتا ً بنحتتتتتتتتتتتتتتتوه‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى‪ ،‬حدثنا ابتتن لهيعتتة‪ ،‬حتتدثنا دراج‪،‬‬

‫عن أبي الهيثم‪ ،‬عن أبي ستتعيد‪ ،‬عتتن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫لنسان إل عجب ذنبه‪ ،‬قيل‬


‫وسلم قال‪" :‬يأكل التراب كل شيء من ا ِ‬

‫ومتتا هتتو يتتا رستتول اللتته? قتتال‪ :‬مثتتل حبتتة ختتردل‪ ،‬منتته ينبتتتون"‪.‬‬

‫والمقصود هنا ذكر النفختين‪ ،‬وأن بينهما إما أربعيتتن يومتًا‪ ،‬أو شتتهرًا‪،‬‬

‫أو سنة‪ ،‬وهاتان النفختان همتتا واللتته أعلتتم‪ ،‬نفختتة‪ ،‬الصتتعق‪ ،‬ونفختتة‬

‫القيام للبعث والنشور‪ ،‬بدليل إنزال الماء بينهما‪ ،‬وذكر عجب التتذنب‬

‫‪314‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لنسان ومنه يركب عند بعثه يوم القيامتتة‪ ،‬ويحتمتتل‬


‫الذي منه يخلق ا ِ‬

‫أن يكون المراد منهما ما بين نفخة الصعق‪ ،‬ونفخة الفزع وهو التتذي‬

‫يريد ذكره في هذا المقام‪ ،‬وعلى كتتل تقتتدير‪ ،‬فل بتتد متتن متتدة بيتتن‬

‫نفختي الفزع والصعق‪ ،‬وقد ذكر في حتتديث الصتتور أنتته يكتتون فيهتتا‬

‫أمور عظام‪.‬‬

‫من أهوال يوم القيامة‬

‫ل‪ ،‬قال‬ ‫من ذلك زلزلة الرض‪ ،‬وارتجاجها وميدانها‪ ،‬بأهلها يمينا ً وشما ً‬
‫ض أث َْقاَلها وََقا َ‬ ‫ض زِْلزالها وأ ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ت الْر ُ‬ ‫ج ِ‬‫خَر َ‬ ‫ت اْلْر ُ‬ ‫ذا ُزل ْزِل َ ِ‬
‫الله تعالى‪" :‬إ ِ َ‬
‫ما َلها"‪.‬‬‫ن َ‬
‫سا ُ‬
‫ال ِن ْ َ‬
‫شتتيءٌ‬ ‫ستاعَةِ َ‬ ‫ة ال ً‬
‫ن َزلَزلت َ‬‫م إِ ْ‬ ‫س ات ُّقتوا َرب ّ ُ‬
‫كت ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬يا أي َُهتا الن ّتتا ُ‬

‫ت‬ ‫ل َ‬ ‫ضتعُ ُ‬
‫كت ّ‬ ‫َ‬ ‫ل ُ‬
‫كت ّ‬ ‫م ت َْرون ََها ت َذ ْهَ ُ‬
‫ذا ِ‬ ‫ت وَت َ َ‬
‫ضتعَ ْ‬
‫متا أْر َ‬
‫ضتعَةٍ عَ ّ‬
‫مْر ِ‬
‫ل ُ‬ ‫ظيم ي َوْ َ‬
‫عَ ِ‬

‫ب الل ّت ِ‬
‫ه‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا َ‬ ‫س َ‬
‫كاَرى َولك ِ ّ‬ ‫م بِ ُ‬
‫ما هُ ْ‬
‫كاَرىَ وَ َ‬ ‫مل ََها وَت ََرى الّناس ُ‬
‫س َ‬ ‫ح ْ‬
‫مل َ‬
‫ح ْ‬
‫َ‬

‫د"‪.‬‬
‫دي ٌ‬ ‫َ‬
‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ِ‬

‫ة‬
‫ة َرافِعَ ت ٌ‬
‫ضت ٌ‬
‫كاذِب َتتة خافِ َ‬ ‫واقَِعة ل َي ْ َ‬
‫س ل ِوَقْعَت َِها َ‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫ذا وَقَعَ ِ‬
‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ َ‬

‫من ْب َث ّتا ً وَك ُن ْت ُت ْ‬


‫م‬ ‫ل َبستا ً فَك َتتان َ ْ‬
‫ت هَب َتتاءَ ُ‬ ‫ت ال ْ ِ‬
‫جب َتتا ُ‬ ‫جا ً وب َ ّ‬
‫س ِ‬ ‫جت الرض َر ّ‬ ‫إِ َ‬
‫ذا ُر ّ‬

‫أْزواجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ً ث َل ََثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ً‬
‫ة"‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ولما كانت هذه النفخة‪ ،‬أعني نفخة الفزع أولى مبادىء القيامة‪ ،‬كان‬

‫استتتتتتم يتتتتتتوم القيامتتتتتتة صتتتتتتادقا ً علتتتتتتى ذلتتتتتتك كلتتتتتته‪.‬‬

‫كما ثبت في صحيح البخاري‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قتتال‪" :‬ولتقتتومن الستتاعة وقتتد نشتتر التترجلن ثوبتا ً‬

‫بينهمتتا فل يتبايعتتانه‪ ،‬ول يطويتتانه‪ ،‬ولتقتتومن الستتاعة وقتتد انصتترف‬

‫الرجل بلبن لقحته فل يطعمه‪ ،‬ولتقومن الستتاعة وهتتو يليتتط حوضتته‬

‫فل يستتقى فيتته‪ ،‬ولتقتتومن الستتاعة وقتتد رفتتع أكلتتته إلتتى فيتته فل‬

‫يطعمهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫وهذا إنما يتجه على ما قبل نفخة الفزع بأنها الساعة لما كتتانت أول‬

‫مبادئها‪ ،‬وتقدم في الحديث في صفة أهل آختتر الزمتتان أنهتتم شتترار‬

‫النتتتتتتتتتتتتتتاس‪ ،‬وعليهتتتتتتتتتتتتتم تقتتتتتتتتتتتتتوم الستتتتتتتتتتتتتتاعة‪.‬‬

‫وقد ذكر في حديث ابن رافع في حديث الصور المتقدم‪ ،‬أن الستتماء‬

‫تنشتتق فيمتتا بيتتن نفختتتي الفتتزع والصتتعق‪ ،‬وأن نجومهمتتا تتنتتاثر‪،‬‬

‫وتخسف شمسها وقمرها‪ ،‬والظاهر‪ -‬والله أعلم‪ -‬أن هذا إنمتتا يكتتون‬

‫بعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد نفختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة الصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعق‪.‬‬

‫‪316‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ت وَب َتَرُزوا ل ِل ّت ِ‬ ‫قال تعالى‪" :‬ي َتوم ت ُب َتد ّ ُ َ‬


‫ه‬ ‫وا ُ‬ ‫ض غَي ْتَر الْرض وال ّ‬
‫ستتم َ‬ ‫ل الْر ُ‬ ‫ْ َ‬

‫ستتَراِبيل ُهُ ْ‬
‫م‬ ‫صَفادِ َ‬
‫ن في ال ْ‬
‫مَقّرِني َ‬
‫مِئذ ُ‬
‫ن ي َوْ َ‬
‫مي َ‬ ‫حدِ ال َْقّهارِ وَت ََرى اْلم ْ‬
‫جرِ ِ‬ ‫وا ِ‬
‫ال َ‬

‫م الّنتتتتتتتتتاُر"‪.‬‬
‫جتتتتتتتتتوهَهُ ُ‬ ‫ن وَت َغْ َ‬
‫شتتتتتتتتتى وُ ُ‬ ‫ن قَ ِ‬
‫طتتتتتتتتتَرا ٍ‬ ‫متتتتتتتتت ْ‬
‫ِ‬

‫ت"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ماءُ ان ْ َ‬


‫حّقتتت ْ‬
‫ت ِلرب َّهتتتا وَ ُ‬
‫ت وَأذَِنتتت ْ‬
‫شتتتّق ْ‬ ‫ستتت َ‬
‫وقتتتال تعتتتالى‪ِ" :‬إذا ال ّ‬

‫س َوال َْق َ‬
‫مُر‬ ‫م ُ‬ ‫معَ ال ّ‬
‫ش ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ف ال َْق َ‬
‫مُر وَ ُ‬ ‫س َ‬
‫خ َ‬ ‫ذا ب َرِقَ ال ْب َ َ‬
‫صُر وَ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فإ ِ َ‬

‫س تت ََقّر‬
‫م ْ‬
‫مئ ِذٍ ال ُ‬ ‫مَفّر كل ل َ وََزَر إ َِلى َرب ّت َ‬
‫ك ي َتوْ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫مئ ِذٍ أي ْ َ‬
‫ن ي َوْ َ‬
‫سا ُ‬ ‫ي َُقو ُ‬
‫ل ال ِن ْ َ‬

‫صتتيَرةٌ‬ ‫ن عَل َتتى ن َْف ِ‬


‫س ته ِ ب َ ِ‬ ‫ستتا ُ‬
‫خر ب َتتل ال ِن ْ َ‬ ‫ما قَد ّ َ‬
‫م َوأ ّ‬ ‫مِئذ ب ِ َ‬
‫ن ي َوْ َ‬ ‫ي ُن َّبؤا ْ ال ِن ْ َ‬
‫سا ُ‬

‫ه"‪.‬‬ ‫وََلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوْ أل َْقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى َ‬


‫مَعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاِذيَر ُ‬

‫وسيأتي تقرير أن هتتذا كلتته كتتائن‪ ،‬بعتتد نفختتة الصتتعق‪ ،‬وأمتتا زلتتزال‬

‫الرض‪ ،‬وانشقاقها بسبب تلك الزلزلة‪ ،‬وفرار النتتاس إلتتى أقطارهتتا‪،‬‬

‫وأرجائها‪ ،‬فمناسب أن يكون بعد نفخة الفزع وقبل الصعق‪ ،‬قال الله‬

‫ف‬ ‫وم إ ِن ّتتي أ َ َ‬


‫ختتا ُ‬ ‫تعالى إخبارا ً عن مؤمن آل فرعون أنه قتتال‪" :‬وَي َتتا ق ت ْ‬

‫صتتم"‪.‬‬
‫عا ِ‬
‫ن َ‬ ‫ن الل ّتهِ ِ‬
‫مت ْ‬ ‫مت َ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ن َ‬
‫ري َ‬
‫مد ْب ِ ِ‬ ‫م ت ُوَّلو َ‬
‫ن ُ‬ ‫م التَنادِ ي َوْ َ‬ ‫عَل َي ْك ُ ْ‬
‫م ي َوْ َ‬

‫ن‬
‫مت ْ‬
‫ن ت َن ُْفتتذوا ِ‬ ‫ستت َط َعْت ُ ْ‬
‫مأ ْ‬ ‫نا ْ‬
‫ن وال ِن ْتتس إ ِ ِ‬
‫جت ّ‬ ‫مع ْ َ‬
‫شَر ال ِ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬يا َ‬

‫ن فَب ِتأ َيَ آلِء‬ ‫س تل ْ َ‬


‫طا ٍ‬ ‫ن إ ِل ّ ب ِ ُ‬ ‫ت َوال َْرض َفان ُْف ت ُ‬
‫ذوا ل َ َتنف ت ُ‬
‫ذو َ‬ ‫وا ِ‬
‫سم َ‬ ‫أ َقْ َ‬
‫طارِ ال ّ‬

‫‪317‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫س فَل َ ت َن ْت َ ِ‬
‫ص تَران‬ ‫ن نتتار وُنحتتا ٌ‬
‫مت ْ‬ ‫وا ٌ‬
‫ظ ِ‬ ‫شت َ‬ ‫ل عَل َي ْك ُ َ‬
‫متتا ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ُير َ‬ ‫َربك َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ت ُ َ‬
‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذ َّبا ِ‬ ‫فَبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأيّ آلء رّبك َ‬

‫وقتتد تقتتدم الحتتديث‪ ،‬فتتي مستتند أحمتتد‪ ،‬وصتتحيح مستتلم‪ ،‬والستتنن‬

‫الربعة‪ ،‬عن أبي شريحة حذيفة بن أسيد‪ ،‬أن رسول الله صتتلى اللتته‬

‫عليه وستتلم قتتال‪" :‬إن الستتاعة لتتن تقتتوم حتتتى تتتروا عشتتر آيتتات"‬

‫فذكرها إلى أن قال‪" :‬وآخر ذلك نار تختترج متتن قعتتر عتتدن‪ ،‬تستتوق‬

‫الناس إلى المحشر"‪ .‬وهذه النار تسوق الموجودين في آخر الزمتتان‬

‫من سائر أقصار الرض إلى أرض الشام منهتتا وهتتي بقعتتة المحشتتر‬

‫والنشر‪.‬‬

‫ذكر أمر هذه النار وحشرها الناس إلى أرض الشام‬

‫ثبت في الصحيحين‪ ،‬من حديث وهيب‪ ،‬عن عبتتد اللتته بتتن طتتاوس‪،‬‬

‫عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريتترة قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬يحشر الناس على ثلث طرائق‪ ،‬راغتتبين‪ ،‬وراهتتبين‪ ،‬واثنتتان‬

‫على بعير وثلثة على بعير‪ ،‬وعشرة على بعير‪ ،‬وتحشر بقيتهم النتتار‪،‬‬

‫‪318‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فتقتل معهم حيث قالوا‪ ،‬وتبيت معهتتم حيتتث أمستتوا"‪ .‬وروى أحمتتد‪،‬‬

‫عن عفان‪ ،‬عن ثابت بن أنس‪ ،‬أن عبد اللتته بتتن ستتلم ستتأل رستتول‬

‫الله صلى الله عليتته وستتلم عتتن أول أشتتراط الستتاعة فقتتال‪" :‬نتتار‬

‫تحشر الناس من المشرق إلى المغرب"‪ .‬الحديث بطتتوله وهتتو فتتي‬

‫الصحيح‪.‬‬

‫يحشر الناس يوم القيامة أصنافا ً ثلثة‬

‫لمام أحمد‪ ،‬عن حسن وعفان‪ ،‬عتتن حمتتاد بتتن ستتلمة‪ ،‬عتتن‬
‫وروى ا ِ‬

‫علي بن زيد‪ ،‬عن أوس بتتن خالتتد‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة أن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يحشر الناس يوم القيامة ثلثة أصناف‪،‬‬

‫صنف مشاة‪ ،‬وصنف ركبان‪ ،‬وصنف على وجوههم‪ ،‬قتتالوا يتتا رستتول‬

‫الله وكيف يمشون على وجتتوههم? قتتال‪" :‬إن التتذي أمشتتاهم علتتى‬

‫أرجلهم قادر أن يمشيهم على وجوههم‪ ،‬أمتتا إنهتتم يتقتتون بوجتتوههم‬

‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدب وشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوك"‪.‬‬

‫وقد رواه أبو داود الطيالسي في مسنده‪ ،‬عن حماد بن ستتلمة بنحتتو‬

‫‪319‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن هتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذا الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتياق‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬عن عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن شتتهر‬
‫وقال ا ِ‬

‫بن حوشب‪ ،‬عن عبد الله بن عمر‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬إنها ستكون هجرة بعد هجرة‪ ،‬ينحتتاز النتتاس‬

‫إلى مهتتاجر إبراهيتتم‪ ،‬ل يبقتتى فتتي الرض إل شتترار أهلهتتا‪ ،‬تلفظهتتم‬

‫أرضوهم‪ ،‬تحشرهم النار مع القردة والخنازير‪ ،‬تبيت معهتتم إذا بتتاتوا‪،‬‬

‫وتقيتتتتتتتل معهتتتتتتتم إذا قتتتتتتتالوا‪ ،‬وتأكتتتتتتتل متتتتتتتن تخل ّتتتتتتتف"‪.‬‬

‫ورواه الطبراني من حديث المهلب بن أبي صفرة‪ ،‬عن عبد الله بتتن‬

‫عمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترو بنحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوه‪.‬‬

‫وقال الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه البعث والنشور‪ :‬أخبرنتتا أبتتو‬

‫ه الخرقي ببغداد‪ ،‬حدثنا أبو الحستتن‬


‫القاسم عبد الرحمن بن عبيد الل ّ‬

‫علي بن محمد بن الزبير القرشي‪ ،‬حدثنا الحسن بن علي بن عفان‪:‬‬

‫حتتدثنا زيتتد بتتن الحبتتاب‪ :‬أختتبرني الوليتتد بتتن جميتتع القرشتتي‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫وأخبرنا أبو عبتتد اللتته الحتتافظ حتتدثنا أبتتو العبتتاس محمتتد بتتن أحمتتد‬

‫المحبوبي‪ ،‬حدثنا سعيد بن مسعود‪ ،‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخبرنا أبتتو‬

‫‪320‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الوليد‪ ،‬عن عبد الله بن جميع‪ ،‬عن أبي الطفيل عامر بن وائلتتة‪ ،‬عتتن‬

‫أبي شريحة حذيفة بن أسيد الغفاري‪ ،‬سمعت أبا ذر الغفاري وقد تل‬

‫كم تا ً‬
‫مي َتا َ وَب ُ ْ‬ ‫م تةِ عَل َتتى ُوجتتوهِهِ ْ‬
‫م عُ ْ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫م ي َتوْ َ‬ ‫ح ُ‬
‫شتتره ْ‬ ‫هتتذه اليتتة‪" :‬وَن َ ْ‬

‫مًا"‪.‬‬
‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫و ُ‬

‫يقول‪ :‬حدثني الصادق المصدوق صلى الله عليه وستتلم‪" :‬إن النتتاس‬

‫يحشتترون يتتوم القيامتتة علتتى ثلثتتة أفتتواج‪ ،‬فتتوج طتتاعمين كاستتين‬

‫راكتتبين‪ ،‬وفتتوج يمشتتون ويستتعون‪ ،‬وفتتوج تستتحبهم الملئكتتة علتتى‬

‫وجوههم‪ ،‬قلنا‪ :‬قد عرفنا هذين‪ ،‬فما بتتال التتذين يمشتتون ويستتعون?‬

‫قال‪ :‬يلقي الله الفة على الظهتتر‪ ،‬حتتتى تبقتتى ذات ظهتتر‪ ،‬حتتتى إن‬

‫الرجل ليعطي الحديقة المعجبة بالممارن ذات القتب" لفظ الحاكم‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ ،‬عن يزيد بن هارون‪ ،‬ولم يذكر تلوة أبي ذر‬
‫وهكذا رواه ا ِ‬

‫اليتتتتتتتتتة وزاد فتتتتتتتتتي آختتتتتتتتتتره فل يقتتتتتتتتتدر عليهتتتتتتتتتتا‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ ،‬من حديث بهز‪ ،‬وغيره‪ ،‬عن أبيه حكيتتم بتتن‬
‫وفي مسند ا ِ‬

‫معاوية‪ ،‬عن جده معاوية بن حميدة القشيري‪ ،‬عن رسول الله صتتلى‬

‫الله عليه وسلم أنتته قتتال‪" :‬يحشتترون هاهنتتا‪ -‬وأومتتأ بيتتده إلتتى نحتتو‬

‫‪321‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الشام‪ -‬مشاة وركبانًا‪ ،‬ويمرون على وجوههم ويعرضتتون علتتى اللتته‪،‬‬

‫وعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى أفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتواههم الفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدام"‪.‬‬

‫وقد رواه الترمذي‪ ،‬عن أحمد بن منيع‪ ،‬عن يزيد بن هارون‪ ،‬عن بهتتز‬

‫بتتن حكيتتم‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن جتتده‪ ،‬بنحتتوه‪ .‬وقتتال‪ :‬حستتن صتتحيح‪.‬‬

‫فهذه السياقات تدل على أن هذا الحشر هو حشتتر الموجتتودين فتتي‬

‫آختتر التتدنِيا‪ ،‬متتن أقطتتار محلتتة الحشتتر‪ ،‬وهتتي أرض الشتتام‪ ،‬وأنهتتم‬

‫يكونتتون علتتى أصتتناف ثلثتتة‪ ،‬فقستتم يحشتترون طتتاعمين كاستتين‬

‫راكبين‪ ،‬وقسم يمشون تتتارة ويركبتتون أختترى‪ ،‬وهتتم يعتقبتتون علتتى‬

‫البعير الواحد‪ ،‬كما تقدم في الصحيحين اثنان على بعير‪ ،‬وثلثة علتتى‬

‫بعير‪ ،‬وعشرة على بعير‪ ،‬يعني يعتقبونه من قلة الظهتتر‪ ،‬كمتتا تقتتدم‪،‬‬

‫كما جاء مفسرا ً في الحديث الخر‪ ،‬وتحشر بقيتهم النار‪ ،‬وهتتي التتتي‬

‫تخرج من قعر عدن‪ ،‬فتحيط بالناس متتن ورائهتتم تستتوقهم متتن كتتل‬

‫جانب‪ ،‬إلى أرض المحشر‪ ،‬ومن تخلف منهم أكلتتته النتتار‪ ،‬وهتتذا كلتته‬

‫مما يدل على أن هذا في آخر الدنيا‪ ،‬حيث الكل والشرب‪ ،‬والركوب‬

‫على الظهر المستوي وغيره‪ ،‬وحيث يهلك المتخلفتتون منهتتم بالنتتار‪،‬‬

‫‪322‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ولو كان هذا بعد نفخة البعث‪ ،‬لم يبق موت ول ظهر يسري‪ ،‬ول أكل‬

‫ول شرب‪ ،‬ول لبس في العرصات‪ ،‬والعجب كل العجتتب أن الحتتافظ‬

‫أبا بكر البيهقي بعد روايته لكثر هذه الحتتاديث‪ ،‬حمتتل هتتذا الركتتوب‬

‫على أنه يوم القيامة‪ ،‬وصحِح ذلك‪ ،‬وضعف ما قلنتتاه‪ ،‬واستتتدل علتتى‬

‫ق‬ ‫ن إ َِلى الرحمن وَْفدا ً َون ُ‬


‫سو ُ‬ ‫شُر ال ْ ُ‬
‫مت ِّقي َ‬ ‫ح ً‬
‫م نَ ْ‬
‫ما قاله بقوله تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫م وِْردًا"‪.‬‬
‫جهَن ّ َ‬
‫ن ِإلى َ‬
‫جرمي َ‬
‫م ْ‬
‫ال ُ‬

‫يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرل ً‬

‫وكيف يصح ما ادعاه فتتي تفستتير اليتتة بالحتتديت وفيتته‪" :‬إن منهتتم‬

‫اثنين على بعير‪ ،‬وثلثتتة علتتى بعيتتر‪ ،‬وعشتترة علتتى بعيتتر" وقتتد جتتاء‬

‫التصريح بأن ذلك من قلة الظهر‪ .‬هذا ل يلتثم مع هتتذا‪ ،‬واللتته أعلتتم‪،‬‬

‫تلك نجائب من الجنة يركبها المؤمنون من العرصتتات إلتتى الجنتتات‪،‬‬

‫علتتى غيتتر هتتذه الصتتفة كمتتا ستتيأتي تقريتتر ذلتتك فتتي موضتتعه‪.‬‬

‫فأما الحديث الخر‪ ،‬الوارد من طرق أخر‪ ،‬عن جماعة من الصتتحابة‪،‬‬

‫منهم ابن عباس‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وغيرهم‪" .‬إنكتتم تحشتترون‬

‫‪323‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خْلتتق ن ُِعيتتده"‪.‬‬ ‫دأَنا أوّ َ‬


‫ل َ‬ ‫ل"‪" :‬ك َ َ‬
‫متتا َبتت َ‬ ‫إلتتى اللتته حفتتاة عتتراة غتتر ً‬

‫فذلك حشر غير هذا‪ ،‬هذا يوم القيامة‪ ،‬بعد نفخة البعث‪ ،‬يقوم الناس‬

‫متتن قبتتورهم حفتتاة عتتراة غتتر ً‬


‫ل‪ ،‬أيّ غيتتر مختنيتتن‪ ،‬وكتتذلك يحشتتر‬

‫ة‬
‫م ِ‬
‫م الِقَيا َ‬
‫م ي َوْ َ‬
‫شرهُ ْ‬ ‫الكافرون إلى جهنم وردا ً أي عطاشا ً وقوله‪" :‬وَن َ ْ‬
‫ح ُ‬

‫م‬
‫ت زِد َْنتاهُ ْ‬
‫خَبت ْ‬ ‫م ك ُل ُ َ‬
‫متا َ‬ ‫جهًّنت ُ‬
‫م َ‬ ‫ما ً َ‬
‫متأَواهُ ْ‬ ‫كما ً وَ ُ‬
‫صت ّ‬ ‫ميا ً وَب ُ ْ‬
‫م عُ ْ‬ ‫عََلى وُ ُ‬
‫جوهِهِ ْ‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتِعيرًا"‪.‬‬
‫َ‬

‫فذلك حين يؤمر بهم إلى النار‪ ،‬من مقام الحشتر‪ ،‬كمتا ستيأتي بيتان‬

‫ذلك كله في موضعه إن شاء الله تعالى‪ ،‬وبتته الثقتتة وعليتته التكلن‪.‬‬

‫وقد ذكر في حديث الصور أن الموات ل يشعرون بشيء ممتتا يقتتع‪،‬‬

‫مما ذكر‪ ،‬بسبب نفخة الفزع‪ ،‬وإن الذين استثنى الله فيها‪ ،‬إنمتتا هتتم‬

‫الشهداء‪ ،‬لنهتتم أحيتتاء عنتتد ربهتتم يرزقتتون‪ ،‬فهتتم يشتتعرون بهتتا‪ ،‬ول‬

‫يفزعتتتون منهتتتا‪ ،‬وكتتتذلك ل يصتتتعقون بستتتبب نفختتتة الصتتتعق‪.‬‬

‫وقد اختلف المفسرون في المستثنين منها على أقوال‪ ،‬أحدها‪ :‬كمتتا‬

‫جاء مصرحا ً به‪ ،‬أنهتتم الشتتهداء‪ ،‬وقيتتل‪ :‬بتتل هتتم جبريتتل‪ ،‬وميكائيتتل‪،‬‬

‫وإسرافيل‪ ،‬وملك الموت‪ ،‬قيتتل‪ :‬وحملتتة العتترش أيض تًا‪ ،‬قيتتل‪ :‬وغيتتر‬

‫‪324‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك‪ ،‬فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتالله أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقد ذكر في هذا الحديت‪ ،‬أعني حديث الصور‪ ،‬أنه يطول علتتى أهتتل‬

‫الدنيا مدة ما بين نفخة الفزع ونفخة الصتتعق‪ ،‬وهتتم يشتتاهدون تلتتك‬

‫الهوال‪ ،‬والمور العظام‪ ،‬فيموت بسبب ذلك جميع الموجودين‪ ،‬متتن‬

‫أهل السموات‪ ،‬ومن في الرض‪ ،‬متتن النتتس والجتتن‪ ،‬والملئكتتة‪ِ ،‬إل‬

‫من شاء الله‪ ،‬فقيل‪ :‬هم حملة العرش‪ ،‬وجبريتتل‪ ،‬وميكائيتتل‪ ،‬وإستترا‬

‫فيل‪ ،‬وقيل‪ :‬هم الشهداء‪ ،‬وقيل‪ :‬غير ذلك قال الله تعالى‪" :‬وَن ُِف َ‬
‫خ في‬

‫شتتاءَ الل ّت ُ‬
‫ه‬ ‫ن َ‬ ‫ن في الْرض إ ِل ّ َ‬
‫مت ْ‬ ‫م ْ‬
‫ت وَ َ‬
‫وا ِ‬
‫سم َ‬
‫ن في ال ّ‬
‫م ْ‬ ‫صورِ فَ َ‬
‫صعِقَ َ‬ ‫ال ّ‬
‫م ي َن ْ ُ‬
‫ظتتتتتُرون"‪.‬‬ ‫م قَِيتتتتتا ٌ‬
‫هتتتتت ْ‬ ‫ختتتتتَرى َفتتتتتإ َ‬
‫ذا ُ‬ ‫م ن ُِفتتتتت َ‬
‫خ ِفيتتتتتهِ أ ْ‬ ‫ثتتتتت ّ‬

‫ض‬ ‫مل َت ِ‬
‫ت الْر ُ‬ ‫ح ِ‬
‫دة وَ ُ‬
‫ختتة َواحت َ‬
‫صتتورِ ن َْف َ‬ ‫ذا ن ُِفت َ‬
‫خ فتتي ال ّ‬ ‫وقال تعتتالى‪" :‬فتإ ِ َ‬

‫ماُء‬
‫ست َ‬
‫ت ال ّ‬ ‫واقِعَتتة َوان ْ َ‬
‫شتّق ِ‬ ‫مئ ِذٍ وَقَعَت ِ‬
‫ت ال َ‬ ‫ل فَد ُك َّتا د َك َ ً‬
‫ة َواحد َةً فََيو َ‬ ‫َوال ْ ِ‬
‫جَبا ُ‬

‫ش ربئك فَ توْقَهُ ْ‬
‫م‬ ‫مت ُ‬
‫ل عَ تْر َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ك عََلى أْر َ‬
‫جائ َِها وَي َ ْ‬ ‫مل َ ُ‬
‫ة َوال ْ َ‬
‫هي ٌ‬
‫مِئذ وا ِ‬ ‫فَهِ َ‬
‫ي ي َوْ َ‬

‫ة"‪.‬‬
‫خافِي َتتتت ٌ‬
‫م َ‬ ‫من ْ ُ‬
‫كتتتت ْ‬ ‫ن ل َ تَ ْ‬
‫خَفتتتتى ِ‬ ‫ضتتتتو َ‬
‫مئ ِذٍ ت ُعَْر ُ‬
‫ة ي َتتتتوْ َ‬ ‫مِئذ ث َ َ‬
‫مان ِي َتتتت ٌ‬ ‫ي َتتتتوْ َ‬

‫لسرافيل‪ :‬انفخ نفختتة‬


‫تقدم في حديث الصور‪" :‬إن الله تعالى يقول ِ‬

‫الصعق‪ ،‬فينفخ فيصعق من في السموات والرض‪ِ ،‬إل من شاء الله‪،‬‬

‫‪325‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيقول الله لملك الموت‪ :‬وهو أعلم بمن بقتتي فمتتن بقتتي? فيقتتول‪:‬‬

‫بقيت أنت الحي الذي ل يموت‪ ،‬وبقيت حملة عرشك‪ ،‬وبقتتي جبريتتل‬

‫وميكائيل‪ ،‬فيأمره الله أن يقبض روح جبريل وميكائيل‪ ،‬ثم يأمر اللتته‬

‫سبحانه وتعالى بقبض حملة العرش‪ ،‬ثم يأمره أن يمتتوت‪ ،‬وهتتو آختتر‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن يمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوت متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن الخلئق"‪.‬‬

‫وروى أبو بكر بن أبي التتدنيا‪ ،‬متتن طريتتق إستتماعيل بتتن رافتتع‪ ،‬عتتن‬

‫محمد بن كعب‪ ،‬من قوله فيما بلغه‪ ،‬وعنه‪ ،‬عن أبي هريرة عن النبي‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن الله تعالى يقول لملك الموت‪ :‬أنت خلق‬

‫متتتتن خلقتتتتي‪ ،‬خلقتتتتتك لمتتتتا رأيتتتتت‪ ،‬فمتتتتت ثتتتتم ل تحيتتتتا"‪.‬‬

‫وقال محمد بن كعب فيما بلغه فيقول له‪ :‬مت موتا ً ل تحيا بعده أبدا ً‬

‫فيصرخ عند ذلك صرخة لتتو ستتمعها أهتتل الستتموات والرض لمتتاتوا‬

‫فزعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا‪.‬‬

‫قال الحافظ أبو موسى المديني‪ :‬لم يتابع إستتماعيل بتتن رافتتع علتتى‬

‫هذه اللفظة‪ ،‬ولم يقلها أكتتثر التترواة‪ ،‬قلتتت‪ :‬وقتتد قتتال بعضتتهم فتتي‬

‫معنى هذا‪ :‬مت موتا ً ل تحيا بعده أبدًا‪ ،‬يعني ثم ل يكون بعد هذا ملك‬

‫‪326‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫موت أبدًا‪ ،‬لنه ل موت بعد هذا اليوم‪ ،‬كما ثبت في الصتتحيح‪" :‬يتتؤتى‬

‫بالموت يوم القيامة في صورة كبش أملح‪ ،‬فيذبح بين الجنتتة والنتتار‪،‬‬

‫ثم يقال‪ :‬يتتا أهتتل النتتار خلتتود ول متتوت"‪ .‬ويتتا أهتتل الجنتتة خلتتود ول‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوت"‪.‬‬

‫وسيأتي الحديث‪ ....،‬فملك الموت فان حتى ل يكون بعد ذلتتك ملتتك‬

‫موت أبدًا‪ ،‬والله أعلم‪ .‬وبتقدير صحة هذا اللفظ عن النبي صلى الله‬

‫عليه وسلم فظاهر ذلك أنه ل يحيى بعد ذلك أبدًا‪ ،‬وهذا التأويل بعيتتد‬

‫بتقدير صحة الحديث‪ ،‬والله أعلم بالصواب‪.‬‬

‫فصل‬

‫في حديث الصور‬

‫قال في حديث الصور‪ :‬فإذا لم يبتق إل الّلته الواحتد القهتار‪ ،‬الحتد‪،‬‬

‫الفرد الصمد‪ ،‬الذي لم يلد ولم يولد‪ ،‬ولتتم يكتتن لتته كفتتوا ً أحتتد‪ ،‬كتتان‬

‫اخرا ً كما كان أو ً‬


‫ل‪ ،‬طوى السموات والرض‪ ،‬كطي الستجل للكتتاب‪،‬‬

‫‪327‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثم دحاهما‪ ،‬ثم لفهما ثلث مرات‪ ،‬وقال‪" :‬أنا الجبار" ثلثا ً ثتتم ينتتادي‪:‬‬

‫لمتتن الملتتك اليتتوم‪ .‬ثلث متترات‪ ،‬فل يجيبتته أحتتد‪ ،‬ثتتم يقتتول مجيب تا ً‬

‫ق‬ ‫ما قَد َُروا الل ّتته ً‬


‫حت ّ‬ ‫لنفسه‪ :‬لّله الواحد القهار وقد قال الله تعالى‪" :‬وَ َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫مييتت ِ‬ ‫مط ْوِّيا ٌ‬
‫ت بي َ ِ‬ ‫ت َ‬
‫وا ِ‬
‫سم َ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مةِ وال ّ‬ ‫ميعا ً قَب ْ َ‬
‫ضُتة ي َوْ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫قَد ْرِهِ َوالْر ُ‬
‫ض َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫شتتتتتتتتتتتتترِ ُ‬
‫كو َ‬ ‫ه وَت ََعتتتتتتتتتتتتتاَلى عَ ّ‬
‫متتتتتتتتتتتتتا ي ُ ْ‬ ‫حان َ ُ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتب ْ َ‬
‫ُ‬

‫ما ب َد َأ َْنا أ َوَ َ‬


‫ل‬ ‫ل ل ِْلكت ُ ِ‬
‫ب كَ َ‬ ‫ج ّ‬
‫س ِ‬ ‫ماءَ ك َط َ ّ‬
‫ي ال ّ‬ ‫س َ‬
‫وي ال ّ‬
‫م َنط ِ‬
‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫ق ن ُِعيتتتتتتتد وَعْتتتتتتتدا ً عَل َي ْن َتتتتتتتا إ ِن ّتتتتتتتا ك ُن ّتتتتتتتا فَتتتتتتتا ِ‬


‫علين"‪.‬‬ ‫َ ْ‬
‫خلتتتتتتت ٍ‬
‫وقال تعالى‪" :‬هُو ا َ‬
‫يٍء‬ ‫ل َ‬
‫شت ْ‬ ‫ظتاهر واْلبتتاط ُ‬
‫ن وَهُتوَ بكت ّ‬ ‫ختُر وال ّ‬ ‫لو ُ‬
‫ل وال ِ‬ ‫َ‬

‫م"‪.‬‬
‫عليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ٌ‬
‫َ‬

‫م ترِهِ عَل َتتى‬ ‫وقال تعالى‪" :‬رفيع الدرجات ذو ال ْعرش يل ْقي الروح م َ‬
‫نأ ْ‬‫ّ َ ِ ْ‬ ‫ُ ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ َ ِ‬ ‫َ ِ‬

‫خَفتتى عَل َتتى‬


‫ن ل َ يَ ْ‬
‫م ب َتتاِرزو َ‬
‫م هُ ْ‬ ‫م الت ّ َ‬
‫لق ي َوْ َ‬ ‫عَباده ل ُِينذَِر ي َوْ َ‬
‫من ِ‬ ‫ن يَ َ‬
‫شاُء ِ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬

‫جَزى ك ُ ّ‬
‫ل ن َْفتتس‬ ‫حدِ الَقّهارِ ت ُ ْ‬ ‫م ل ِل ّهِ ال َ‬
‫وا ِ‬ ‫ك ال ْي َوْ َ‬
‫مل ْ ُ‬
‫من ال ْ ُ‬
‫يءٌ ل ِ َ‬ ‫م َ‬
‫ش ْ‬ ‫الل ّهِ ِ‬
‫منه ْ‬

‫ب"‪.‬‬
‫ستتتتا ِ‬
‫ح َ‬
‫ريعُ ال ِ‬
‫ستتتت ِ‬ ‫ن الّلتتتت َ‬
‫ه َ‬ ‫م ال َْيتتتتوْ َ‬
‫م إِ ّ‬ ‫ت ل َ ظ ُْلتتتت َ‬ ‫متتتتا ك َ َ‬
‫ستتتتب َ ْ‬ ‫بِ َ‬

‫وثبت في الصحيحين من حديث الزهري‪ ،‬عن أبتتي ستتلمة‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة أن رستتول الل ّتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬يقبتتض اللتته‬

‫‪328‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الرض‪ ،‬ويطوي السماء بيمينه‪ ،‬ثم يقول‪ :‬أنا الملك‪ ،‬أنتتا الجبتتار‪ ،‬أيتتن‬

‫ملتتتتتتوك الرض? أيتتتتتتن الجبتتتتتتارون? أيتتتتتتن المتكتتتتتتبرون?‪.‬‬

‫وفيهما أيضا ً من حديث عبيد الله‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬أن رسول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن الله يقبض السموات بيمينه‪ ،‬ثم‬

‫يقول‪ :‬أنا الملك"‪ .‬وفتتي مستتند المتتام أحمتتد‪ ،‬وصتتحيح مستتلم‪ ،‬متتن‬

‫حديث عبيد الله بن مقسم عن ابن عمر‪ ،‬أن رسول الله صتتلى اللتته‬

‫ق‬
‫ح ّ‬ ‫ما قد َُروا الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫عليه وسلم قرأ هذه الية ذات يوم على المنبر‪" :‬وَ َ‬

‫ه‬ ‫مط ْوِّيا ٌ‬


‫ت ب َِيمينتت ِ‬ ‫ت َ‬
‫وا ُ‬
‫سم َ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مةِ وال ّ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫ميعا ً قَب ْ َ‬
‫ضت ُ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫قَد ْرِهِ َوالْر ُ‬
‫ض َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫شتتتتتتتتتتتتترِ ُ‬
‫كو َ‬ ‫ه وَت ََعتتتتتتتتتتتتتاَلى عَ ّ‬
‫متتتتتتتتتتتتتا ي ُ ْ‬ ‫حان َ ُ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتب ْ َ‬
‫ُ‬

‫ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا بيده‪ ،‬يحركها‪ ،‬يقبل بها‬

‫ويدير‪ ،‬يمجد التترب نفستته‪ ،‬أنتتا الجبتتار‪ ،‬أنتتا المتكتتبر‪ ،‬أنتتا الملتتك‪ ،‬أنتتا‬

‫العزيز‪ ،‬أنا الكريم‪ ،‬فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنتتبر‬

‫ن بتتتتتتته وهتتتتتتتذا لفتتتتتتتظ أحمتتتتتتتد‪.‬‬


‫حيتتتتتتتث قلنتتتتتتتا ليختتتتتتتر ّ‬

‫وقد ذكرنا الحاديث المتعلقة بهذا المقام عند هتتذه اليتتة متتن كتابنتتا‬

‫التفسير بأسانيدها وألفاظها بما فيه كفاية ولله الحمد‪.‬‬

‫‪329‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فصل‬

‫قال في حتتديث الصتتور‪ :‬ويبتتدل اللتته الرض غيتتر الرض فيبستتطها‬

‫ويسطحها ويمدها متتد الديتتم العكتتاظي‪ :‬قتتال تعتتالى‪" :‬ل ت َتَرى ِفيهَتتا‬

‫وجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ً وَل َ أمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا"‪.‬‬


‫ع َ‬
‫ِ‬

‫ثم يزجر الله الخلئق زجرة فإذا هم في هذه المبدلة وقد قتتال اللتته‬

‫حتتدِ‬ ‫ت وَ َبرُزوا ل ِل ّهِ ال ْ َ‬


‫وا ِ‬ ‫وا ُ‬ ‫ض غَي َْر الْرض َوال َ‬
‫سم َ‬ ‫م ت ُب َد َ ُ‬
‫ل الر ُ‬ ‫تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫ال َْق ّهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار"‪.‬‬

‫وفي صحيح مسلم‪ ،‬عتتن عائشتتة‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪ ،‬سئل‪ :‬أين يكون الناس يوم تبدل الرض والستتموات‪ .‬فقتتال‪:‬‬

‫"فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي الظلمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة دون الجستتتتتتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫وقد يكون المراد بذلك تبديل اخر غير هذا المذكور في هذا الحديث‪،‬‬

‫وهو أن تبدل معالم الرض فيما بين النفختين‪ ،‬نفخة الصعق‪ ،‬ونفختتة‬

‫البعث‪ ،‬فتسير الجبال‪ ،‬وتميد الرض‪ ،‬ويبقى الجميع صعيدا ً واحتتدًا‪ ،‬ل‬

‫ستتأُلون َ َ‬
‫ك عَتتن‬ ‫اعوجاج فيها ول روابي ول أودية قتتال اللتته تعتتالى‪" :‬وَي َ ْ‬

‫صتتفا ً ل َ ت َتَرى ِفيهَتتا‬ ‫ها َقاع تا ً َ‬


‫صْف َ‬ ‫سفا ً "َفي تذ َُر َ‬
‫سُفَها َربي ن َ ْ‬ ‫ل فَُق ْ‬
‫ل ي َن ْ ِ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫جَبا ِ‬

‫‪330‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وجتتتتتتتا ً وَل َ أمتتتتتتتتًا"‪ .‬أي ل انخفتتتتتتتاض فيهتتتتتتتا ول ارتفتتتتتتتاع‪.‬‬


‫ع َ‬
‫ِ‬

‫ستتتتتتَرابًا"‪.‬‬ ‫ل فَك َتتتتتتان َ ْ‬


‫ت َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬
‫جب َتتتتتتا ُ‬ ‫ستتتتتتي َّر ِ‬
‫وقتتتتتتال تعتتتتتتالى‪" :‬وَ ُ‬

‫كتتتتتال ْعِْهن ال ْ َ‬
‫من ُْفتتتتتوش"‪.‬‬ ‫ل َ‬
‫جَبتتتتتا ُ‬
‫ن ال ِ‬ ‫وقتتتتتال تعتتتتتالى‪" :‬وَت َ ُ‬
‫كتتتتتو ُ‬
‫ْ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫كتا د َك ّتتت ً‬
‫ة واحتتتد َ ً‬ ‫ل فتتتد ّ‬ ‫ض َوال ْ ِ‬
‫جب َتتتا ُ‬ ‫مل َتتت ِ‬
‫ت الْر ُ‬ ‫ح ِ‬
‫وقتتتال تعتتتالى‪" :‬وَ ُ‬

‫م‬ ‫ح َ‬
‫ش تْرَناهُ ْ‬ ‫ض ب َتتارَزةً وَ َ‬
‫ل وَت َتَر ى الْر َ‬ ‫ستي ُّر ال ْ ِ‬
‫جب َتتا َ‬ ‫م نُ َ‬
‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬

‫مون َتتا ك َ َ‬
‫متتا‬ ‫ضتتوا عَل َتتى ربتتك صتّفا ً ل ََقتد ْ ِ‬
‫جئت ُ ُ‬ ‫حتتدا ً وَعُرِ ُ‬
‫مأ َ‬
‫من ْهُت ْ‬ ‫فَل َ ْ‬
‫م ن َُغادْر ِ‬

‫عدًا"‪.‬‬
‫مو ْ ِ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫جع َ َ‬ ‫م أل ّ ْ‬
‫ن نَ ْ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫مّرة ب َ ْ‬
‫ل َزعَ ْ‬ ‫خل َْقناك ْ‬
‫م أّول ً‬ ‫َ‬

‫فصل‬

‫قال في حديث الصور‪ :‬ثم ينزل الله من تحت العرش ماء‪،‬‬


‫فتمطرالسماء أربعين يومًا‪ ،‬حتى يكون الماء فوقكم اثني عشر‬
‫ذراعًا‪ ،‬ثم يأمر الله الجساد أن تنبت‪ ،‬كنبات الطراثيت وهو صغار‬
‫القثاء أو كنبات البقل‪.‬‬
‫وتقدم في الحديث الذي رواه المام أحمد‪ ،‬ومسلم‪ ،‬من حديث‬
‫يعقوب بن عاصم‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو‪ ،‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬ثم ينفخ في الصور‪ ،‬فل يسمعه أحد ِإل أصغى‬
‫ليتًا‪ ،‬ورفع ليتًا‪ ،‬وأول من يسمعه رجل يلوط حوضه‪ ،‬فيصعق‪ ،‬ول‬
‫يسمعه أحد إل صعق‪ ،‬ثم يرسل الله مطرا ً كأنه الطل‪ ،‬أو الظل‪،‬‬
‫فينبت منه أجساد الخلئق‪ ،‬ثم ينفخ فيه أخرى‪ ،‬فإذا هم قيام‬
‫ينظرون ثم يقال‪ :‬أيها الناس هلموا إلى ربكم"‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا عمرو بن حفص بن غياث‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا‬

‫‪331‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫العمش‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬بين النفختين أربعون"‪ .‬قالوا‪ :‬يا أبا هريرة أربعون‬
‫يومًا? قال‪ :‬أبيت قالوا‪ :‬أربعون شهرا ً قال‪ :‬أبيت قالوا‪ :‬أربعون سنة‬
‫لنسان إل عجب الذنب منه يركب‬ ‫قال‪ :‬أبيت‪ .‬ويبلى كل شيء من ا ِ‬
‫الخلق‪.‬‬
‫ورواه مسلم عن أبي كريب‪ ،‬عن أبي معاوية‪ ،‬عن العمش به مثله‪،‬‬
‫وزاد بعد قوله في الثالثة أبيت قال‪ :‬ثم ينزل من السماء ماء‪،‬‬
‫لنسان ِإل يبلى إل‬‫فينبتون كما ينبت البقل‪ ،‬قال وليس شيء من ا ِ‬
‫عظما ً واحدا ً وهو عجب الذنب‪ ،‬ومنه يركب الخلق يوم القيامة‪.‬‬
‫قال أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب أهوال يوم القيامة‪ :‬حدثنا أبو‬
‫عمار الحسين بن حبيب المروزي‪ ،‬أخبرنا أبو الفضل بن موسى‪ ،‬عن‬
‫الحسين بن واقد‪ ،‬عن الربيع بن أنس‪ ،‬عن أبي العالية‪ ،‬حدثني أبي‬
‫بن كعب‪ :‬قال‪" :‬ست آيات قبل يوم القيامة‪ ،‬بينما الناس في‬
‫أسواقهم‪ ،‬إذ ذهب ضوء الشمس‪ ،‬فبينما هم كذلك‪ ،‬إذ وقعت الجبال‬
‫على وجه الرض‪ ،‬فتحركت واضطربت‪ ،‬واختلطت‪ ،‬وفزعت الجن‬
‫لنس إلى الجن‪ ،‬واختلطت الدواب والوحش والطير‪،‬‬ ‫لنس‪ ،‬وا ِ‬ ‫إلى ا ِ‬
‫ت" قال‪ :‬انطلقت‪.‬‬ ‫شَر ْ‬
‫ح ِ‬
‫ش ُ‬
‫حو ُ‬ ‫فماج بعضهم في بعض‪" ،‬وِإذا الو ُ‬
‫"وإذا العشار عطلت" وقال أهملها أهلها‪".‬وإذا البحار سجرت" قال‬
‫الجن للنس نحن نأتيكم بالخبر‪ ،‬فانطلق إلى البحر‪ ،‬فإذا هو نار‬
‫تأجج‪ ،‬فبينما هم كذلك إذ تصدعت الرض صدعة واحدة إلى الرض‬
‫السابعة السفلى‪ ،‬وإلى السماء السابعة العليا‪ ،‬فبينما هم كذلك‪ ،‬اذ‬
‫جاءتهم ريح فأماتتهم"‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا هارون بن عمرو القرشي‪ ،‬حدثنا الوليد‬
‫بن مسلم‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر‪ ،‬عن عطاء بن يزيد‬
‫السكسكي‪ ،‬قال‪" :‬يبعث الله ريحا ً طيبة بعد قبض عيسى ابن مريم‪،‬‬
‫وعند دنو من الساعة‪ ،‬فيقبض روح كل مؤمن‪ ،‬ويبقى شرار الناس‪،‬‬
‫يتهارجون تهارج الحمر‪ ،‬عليهم تقوم الساعة‪ ،‬فبينما هم على ذلك إذ‬
‫بعث الله على أهل الرض الرجف فرجفت بهم أقدامهم ومساكنهم‪،‬‬
‫ل يلتمس المخرج‪ ،‬فيأتون خافق‬ ‫لنس والجن والشياطين‪ ،‬ك ّ‬ ‫فيخرج ا ِ‬

‫‪332‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المغرب فيجدونه قد سد‪ ،‬وعليه الحفظة ثم يرجعون إلى الناس‪،‬‬


‫فبينما هم كذلك‪ ،‬إذ شرقت عليهم الساعة‪ ،‬ويسمعون مناديا ً ينادي‪:‬‬
‫يا أيها الناس‪ :‬أتى أمر الله فل تستعجلوه‪ ،‬قال‪ :‬فما المرأة بأشد‬
‫استماعا ً من الوليد في حجرها‪ ،‬ثم ينفخ في الصور‪ ،‬فيصعق من في‬
‫السموات ومن في الرض‪ ،‬إل من شاء الله"‪.‬‬
‫وقال أيضًا‪ :‬حدثنا هارون بن شيبان‪ :‬أخبرنا محمد بن عمر‪ ،‬حدثنا‬
‫معاوية بن صالح‪ ،‬عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫فضالة بن عبيد‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم وحدث هشام بن‬
‫سعيد‪ ،‬عن سعيد بن أبي هلل‪ ،‬عن أبي حجرة‪ ،‬عن عقبة بن عامر‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬تطلع عليكم سحابة سوداء‬
‫مثل الترس من قبل المغرب‪ ،‬فما تزال ترتفع وترتفع حتى تمل‬
‫السحاب‪ ،‬وينادي مناد‪ :‬أيها الناس إن أمر الله قد أتى‪ ،‬فوالذي‬
‫نفسي بيده إن الرجلين لينشران الثوب فما يطويانه‪ ،‬وإن الرجل‬
‫ليلوط حوضه فما يشرب منه‪ ،‬وإن الرجل ليحلب لقحته فما يشرب‬
‫منها شيئًا"‪.‬‬
‫وقال محارب بن دثار‪" :‬إن الطير يوم القيامة لتضرب بأذنابها‪،‬‬
‫وترمي ما في حواصلها من هول ما ترى وليس عندها طلبة"‪.‬‬
‫رواه ابن أبي الدنيا في الهوال‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا الحسن بتتن يحيتتى العبتتدي‪ :‬أخبرنتتا عبتتد‬

‫الرزاق‪ ،‬أخبرنتتا عبتتد اللتته بتتن بحتتر‪ ،‬ستتمعت عبتتد الرحمتتن بتتن زيتتد‬

‫الصنعاني‪ ،‬سمعت عبد الله بن عمر يقول‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى‬

‫ستتره َأن ينظتتر إلتتى يتتوم القيامتتة رأي عيتتن‬


‫الله عليه وسلم‪" :‬متتن ّ‬

‫ماُء‬
‫ست َ‬
‫ذا ال ّ‬ ‫ماُء ان َْفط ََر ْ‬
‫ت"‪" .‬وَإ ِ َ‬ ‫س َ‬ ‫مس ك ُوَّرت" "وإ ِ َ‬
‫ذا ال ّ‬ ‫فليقرأ‪" :‬إذا الش ْ‬

‫ت"‪ .‬ورواه أحمد والترمذي من حديث عبد الله بن بجير‪.‬‬ ‫ان ْ َ‬


‫شّق ْ‬

‫‪333‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نفخة البعث‬

‫ن‬‫م ْ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫سم َ‬ ‫ن في ال ّ‬ ‫م ْ‬‫صعِقَ َ‬ ‫صورِ فَ َ‬ ‫خ في ال ّ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬وَن ُِف َ‬
‫ن‬‫م ي َن ْظ ُُرو َ‬ ‫م قَِيا ٌ‬ ‫ذا هُ ْ‬ ‫خَرى فَإ ِ َ‬ ‫خ ِفيهِ أ ْ‬ ‫م ن ُِف َ‬ ‫ه ثُ ّ‬‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫في الْرض إ ِل ّ َ‬
‫داء‬ ‫شه َ َ‬ ‫ن َوال ّ‬ ‫جيء ِبالن ِّبيي َ‬ ‫ب وَ ِ‬ ‫ضعَ ال ْك َِتا ُ‬ ‫ض ب ُِنورِ َرب َّها وَوُ ِ‬ ‫ت الْر ُ‬
‫َ‬ ‫شَرقَ ِ‬ ‫وَأ َ ْ‬
‫و‬
‫ت وَهُ َ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫ل ن َْفس َ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫ن ووُفّي َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫م ل َ ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫حقّ وَهُ ْ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ي ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫وَقُ ِ‬
‫واجا ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن أفْ َ‬ ‫صورِ فَت َأتو َ‬ ‫خ في ال ّ‬ ‫م ين َْف ُ‬ ‫ن"‪ .‬وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬ ‫ما ي َْفُعلو َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫أعْل َ ْ‬
‫سرابًا"‪.‬‬ ‫َ‬
‫ت َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫سي َّر ِ‬ ‫وابا ً وَ ُ‬ ‫ت أب ْ َ‬ ‫ماُء فَ َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫وفُت ِ َ‬
‫م إ ِل ّ‬ ‫ن ل َب ِث ْت ُ ْ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫ن بحمده وََتظّنو َ‬ ‫جيُبو َ‬ ‫ست َ ِ‬‫م فَت َ ْ‬ ‫دعوك ُ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫قَِلي ً‬
‫ل"‪.‬‬
‫ة"‪.‬‬ ‫ساهَِر ِ‬ ‫م بال ّ‬ ‫ذا هُ ْ‬ ‫حد َةٌ َفإ َ‬ ‫جَرةٌ َوا ِ‬ ‫ي َز ْ‬ ‫ما هِ َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬فإن ّ َ‬
‫م‬‫ث ِإلى َرب ّهِ ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ذا هُ ْ‬ ‫خ في الصورِ َفا َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَن ُِف َ‬
‫ما َوعد الرحمن‬ ‫ذا َ‬ ‫ن مرَقدَنا ه َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ب َعَث ََنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سُلون َقاُلوا ْ َيا وَي ْل ََنا َ‬ ‫ي َن ْ ِ‬
‫ميعٌ لد َي َْنا‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫حدة فإذا هُ ْ‬ ‫حة وا ِ‬ ‫صي ْ َ‬ ‫ن ِإن كاَنت ِإل َ‬ ‫سلو َ‬ ‫مْر َ‬ ‫وصدق ال ُ‬
‫م‬‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ن إل ّ َ‬ ‫جَزوْ َ‬ ‫شْيئا ً وَل َ ت ُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫م ن َْف ٌ‬ ‫م ل َ ت ُظ ْل َ ُ‬ ‫حضرون َفال ْي َوْ َ‬ ‫م ْ‬‫ُ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ت َعْ َ‬
‫وذكر في حديث الصور بعد نفخة الصعق‪ ،‬وقيام الخلئق كلها‪ ،‬وبقاء‬
‫الحي الذي ل يموت‪ ،‬الذي كان قبل كل شيء‪ ،‬وهو الخر بعد كل‬
‫شيء‪ ،‬وأنه يبدل السموات والرض‪ ،‬فيما بين النفختين‪ ،‬ثم يأمر‬
‫بإنزال الماء الذي تخلق منه الجساد في قبورها‪ ،‬وتتركب في‬
‫أجداثها‪ ،‬كما كانت فى حياتها في هذه الدنيا من غير أرواح ثم يقول‬
‫الله تعالى‪" :‬ليحيى حملة العرش‪ :‬فيحيون‪ ،‬ويأمر إسرافيل فيأخذ‬
‫الصور فيضعه على فيه‪ ،‬ثم يقول‪ :‬ليحيى جبريل وميكائيل‪ :‬فيحييان‬
‫ثم يدعو الله بالرواح‪ ،‬فيؤتى بها‪ ،‬تتوهج أرواح المؤمنين نورًا‪،‬‬
‫والخرى ظلمة‪ ،‬فيقبضها جميعًا‪ ،‬فيلقيها في الصور‪ ،‬ثم يأمر‬
‫إسرافيل أن ينفخ نفخة البعث‪ ،‬فينفخ‪ ،‬فتخرج الرواح كأنها النحل‪،‬‬
‫قد ملت ما بين السماء والرض‪ ،‬فيقول الله تعالى‪" :‬وعزتي‬
‫وجللي لترجعن كل روح إلى الجسد الذي كانت تعمره في الدنيا‪،‬‬
‫فتقبل الرواح على الجساد‪ ،‬فتدخل في الخياشم‪ ،‬ثم تمشي في‬

‫‪334‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الجساد مشي السم في اللديغ‪ ،‬ثم تنشق الرض عنكم قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬وأنا أول من تنشق الرض عنه"‪.‬‬
‫فتخرجون منها سراعا ً إلى ربكم تنسلون مهطيعين إلى الداعي‬
‫يقول الكافرون هذا يوم عسر حفاة عراة غرل ً وقد قال الله تعالى‪:‬‬
‫ن‬‫ضو َ‬ ‫م إ َِلى ُنصب ُيوف ُ‬ ‫سَراعا ً كأن َهُ ْ‬ ‫ث ِ‬ ‫دا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫حو َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫"ي َوْ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫دو َ‬ ‫كاُنوا ُيوعَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ك ال ْي َوْ ُ‬ ‫م ذِل ّ ٌ‬
‫ة ذ َل ِ َ‬ ‫م ت َْرهُقهُ ْ‬ ‫صاُرهُ ْ‬ ‫ة أب ْ َ‬ ‫شع َ ً‬ ‫خا ِ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ب‪ ،‬ي َوْ َ‬ ‫ري ٍ‬ ‫ن قَ ِ‬ ‫كا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫مَنادِ ِ‬ ‫م ي َُنادِ ال ْ ُ‬ ‫معْ ي َوْ َ‬ ‫ست َ ِ‬
‫وقال تعالى‪" :‬وا ْ‬
‫ت‬
‫مي ُ‬ ‫خروج إنا نحن نحيي ون ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ك ي َوْ ُ‬ ‫حق ذ َل ِ َ‬ ‫حة ِبال ْ َ‬ ‫صي ْ َ‬‫ن ال ّ‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬ ‫يَ ْ‬
‫علي َْنا‬ ‫شٌر َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ك َ‬ ‫سراعا ً ذل ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ض عنه ْ‬ ‫م تشققُ الْر ُ‬ ‫صيُر َيو َ‬ ‫م ِ‬ ‫وَِإلي َْنا ال َ‬
‫َيسير"‪.‬‬
‫شعا ً‬ ‫خ ّ‬ ‫كر ُ‬ ‫يء ن ُ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫داع إلى َ‬ ‫م يدع ال ّ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ل عَن ْهُ ْ‬ ‫قال تعالى‪" :‬فَت َوّ ّ‬
‫َ‬
‫ن إلى‬ ‫مهْط ِِعي َ‬ ‫شٌر ُ‬ ‫من ْت َ ِ‬‫جَراد ٌ ُ‬ ‫م َ‬ ‫داث ك َأن ّهُ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫نم َ‬ ‫حو َ‬ ‫خُر ُ‬‫م يَ ْ‬ ‫صاُرهُ ْ‬ ‫أب َ‬
‫سر"‪.‬‬ ‫وم عَ ِ‬ ‫ذا ي َ ْ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫كافُِرو َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫داع ي َُقو ُ‬ ‫ال ّ‬
‫م َتاَرةً‬ ‫جك ُ ْ‬ ‫خر ُ‬ ‫من َْها ن ُ ْ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫م وفيها ن ُِعيد ُك ُ ْ‬ ‫خل َْقَناك ُ ْ‬ ‫من َْها َ‬ ‫وقال تعالى‪ِ " :‬‬
‫خَرى"‪.‬‬ ‫أ ْ‬
‫خَرجون"‪.‬‬ ‫ن ومن َْها ت ْ‬ ‫موُتو َ‬ ‫ن َوفيَها ت َ ُ‬ ‫حَيو َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فيَها ت َ ْ‬
‫خرجك ُ ْ‬
‫م‬ ‫م فيَها وَي ُ ْ‬ ‫دك ْ‬ ‫م ُيعي ُ‬ ‫ن الرض نَباتا ً ث ّ‬ ‫مم َ‬ ‫ه أنبًتك ْ‬ ‫قال تعالى‪َ" :‬والل ّ ُ‬
‫خَراجًا"‪.‬‬ ‫إ ْ‬
‫واجًا"‪.‬‬ ‫ن أفْ َ‬ ‫صورِ فََتأُتو َ‬ ‫خ في ال ّ‬ ‫م ي ُن َْف ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا عبد الله بن عثمان‪ ،‬حدثنا ابتتن المبتتارك‪،‬‬

‫أخبرنا سفيان‪ ،‬عن سلمة بن كهيل‪ ،‬عن أبي الزعر‪ ،‬عن عبد الله بن‬

‫مسعود قال‪" :‬ترستتل ريتتح فيهتتا صتتر بتتاردة زمهريتتر‪ ،‬فل تتتذر علتتى‬

‫الرض مؤمنا ً ِإل لفتتته تلتتك الريتتح‪ ،‬ثتتم تقتتوم الستتاعة علتتى النتتاس‪،‬‬

‫فيقوم ملك بين السماء والرض بالصور‪ ،‬فينفخ فيه‪ ،‬فل يبقتتى خلتتق‬

‫‪335‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من خلق السماء والرض ِإل مات‪ ،‬ثم يكون بيتتن النفختتتين متتا شتتاء‬

‫اللتته أن يكتتون‪ ،‬ثتتم يرستتل اللتته متتاء متتن تحتتت العتترش‪ ،‬فتنبتتت‬

‫جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء‪ ،‬كما تنبتتت الرض متتن التتري ثتتم‬

‫قتتتتتتتتتترأ ابتتتتتتتتتتن مستتتتتتتتتتعود‪" :‬ك َتتتتتتتتتتذل ِ َ‬


‫ك الن ّ ُ‬
‫شتتتتتتتتتتوُر"‪.‬‬

‫ثم يقوم ملك بين السماء والرض بالصور‪ ،‬فينفخ‪ ،‬فتنطلق كل نفس‬

‫إلتتتى جستتتدها‪ ،‬فتتتتدخل فيتتته ويقومتتتون قيامتتتا ً لتتترب العتتتالمين‪.‬‬

‫وعن وهب بن منبه قتتال‪ :‬يبلتتون فتتي القبتتور فتتإذا ستتمعوا الصتترخة‬

‫عادت الرواح إلى البدان والمفاصل‪ ،‬بعضها إلى بعض‪ ،‬فإذا ستتمعوا‬

‫النفخة الثانية ذهب القوم قياما ً على أرجلهم‪ ،‬ينفضتتون التتتراب عتتن‬

‫رؤوسهم‪ ،‬يقول المؤمنون‪ :‬سبحانك ما عبدناك حق عبادتك‪.‬‬

‫ذكر َأحاديث في البعث‬

‫وقال سفيان الثوري‪ :‬عن سلمة بن كهيل‪ ،‬عن أبي الزعراء‪ ،‬عن‬
‫عبد الله‪ ،‬قال‪ :‬ترسل ريح فيها صر باردة زمهرير‪ ،‬فل يبقى على‬
‫الرض مؤمن إل لفته تلك الريح‪ ،‬ثم تقوم الساعة على الناس‪ ،‬ثم‬
‫يقوم ملك بين السماء والرض بالصور‪ ،‬فينفخ فيه ل يبقى خلق في‬
‫السماء والرض ِإل مات‪ ،‬ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن‬
‫يكون‪ ،‬ثم يرسل الله ماء من تحت العرش‪ ،‬فتنبت جسمانهم ِ‬

‫‪336‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ولحمانهم ِ من ذلك الماء‪ ،‬كما تنبت الرض من الثرى‪ ،‬ثم قرأ ابن‬
‫ت‬‫مي ٍ‬‫سْقَناهُ ِإلى ب َل َدٍ َ‬
‫حابا ً ف ُ‬
‫س َ‬
‫ح فتِثيُر َ‬ ‫ل الرَيا َ‬ ‫س َ‬‫ذي أر َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫مسعود‪" :‬والل ّ ُ‬
‫شوُر"‪.‬‬‫ك الن ّ ُ‬‫وتَها ك َذ َل ِ َ‬‫م ْ‬
‫ض ب َعْد َ َ‬‫حي َي َْنا ب ِهِ الْر َ‬
‫فأ ْ‬
‫ثم يقوم ملك بين السماء والرض بالصور‪ ،‬فينفخ فيه‪ ،‬فتنطلق كل‬
‫نفس إلى جسدها‪ ،‬فتدخل فيه‪ ،‬ويقومون فيجيئون قياما ً لرب‬
‫العالمين‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا أبو خيثمة‪ ،‬أخبرنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخبرنا‬
‫حماد بن سلمة‪ ،‬عن يعلى بن عطاء‪ ،‬عن وكيع بن عدي‪ ،‬عن عمه‬
‫أبي رزين قال‪ :‬قلت يا رسول الله كيف يحيي الله الموتى? وما آية‬
‫ذلك في خلقه? قال‪" :‬يا أبا رزين‪ :‬أما مررت بوادي أهلك محل ً ثم‬
‫مررت به نهرا ً أخضر? قلت‪ :‬بلى‪ :‬قال‪ :‬فكذلك يحيي الله الموتى‪،‬‬
‫وذلك آيته في خلقه"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ ،‬عن عبد الرحمن بن مهدي وغندر كلهما عن‬ ‫وقد رواه ا ِ‬
‫شعبة‪ ،‬عن يحيى بن عطاء به‪ ،‬نحوه أو مثله‪.‬‬
‫لمام أحمد من وجه آخر فقال‪ :‬حدثنا علي بن إسحاق‪،‬‬ ‫وقد رواه ا ِ‬
‫حدثنا عبد الله بن المبارك‪ ،‬أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر‪،‬‬
‫عن سليمان بن موسى‪ ،‬عن أبي رزين العقيلي‪ ،‬قال‪ :‬أتيت رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم فقلت‪ :‬يا رسول الله كيف يحيي الله‬
‫الموتى? قال‪ :‬مررت بأرض من أرضك مجدبة‪ ،‬ثم مررت بها‬
‫مخصبة? قال‪ :‬قلت‪ :‬نعم‪ :‬قال‪ :‬كذلك النشور‪ :‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول‬
‫ليمان? قال‪ :‬أن تشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له‪،‬‬ ‫الله‪ :‬ما ا ِ‬
‫وأن محمدا ً عبده ورسوله‪ ،‬وأن يكون الله ورسوله أحب إليك مما‬
‫سواهما‪ ،‬وأن تحرق في النار أحب إليك من أن تشرك بالله‪ ،‬وأن‬
‫تحب غير ذي نسب ل تحبه ِإل لله‪ ،‬فإن كنت كذلك‪ ،‬فقد أدخل حب‬
‫ليمان في قلبك كما أدخل حب الماء للظمآن في اليوم القائظ‬ ‫ا ِ‬
‫قلت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬كيف بأن أعلم أني مؤمن" قال‪" :‬ما من أمتي‬
‫أو من المة عبد يعمل حسنة‪ ،‬فيعلم أنها حسنة‪ ،‬وأن الله جازيه بها‬
‫خيرًا‪ ،‬ول يعمل سيئة‪ ،‬فيعلم أنها سيئة‪ ،‬ويستغفر الّله‪ ،‬ويعلم أنه ل‬
‫يغفر إل هو‪ ،‬إل وهو مؤمن"‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال الوليد بن مسلم‪ :‬وقد جمع أحاديث وأثارا ً تشهد لحديث الصور‬
‫في متفرقاته‪ ،‬أخبرنا سعيد بن بشير‪ :‬عن قتادة‪ ،‬في قوله تعالى‪:‬‬
‫ب"‪.‬‬ ‫ري ٍ‬‫ن قَ ِ‬ ‫كا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫مَناِدي ِ‬ ‫م يَنادي ال ْ ُ‬‫معْ ي َوْ َ‬‫ست َ ِ‬‫"َوا ْ‬
‫قال‪ :‬يقوم ملك على صخرة بيت المقدس‪ ،‬ينادي‪" :‬أيتها العظام‬
‫البالية‪ ،‬والوصال المتقطعة‪ ،‬إن الله يأمركم أن تجتمعوا لفصل‬
‫القضاء وعن قتادة قال‪" :‬ل يغيرعن أهل القبور عذاب القبر إل فيما‬
‫بين نفخة الصعق ونفخة البعث"‪.‬‬
‫فلذلك يقول الكافر حين يبعث‪" :‬يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا" يعني‬
‫تلك الفترة فيقول له المؤمن‪" :‬هذا ما وعد الرحمن وصدق‬
‫المرسلون"‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثني علي بن الحسين بن أبي مريم‪،‬‬
‫عن محمد بن الحسين حدثني صدقة بن بكر السعدي‪ :‬حدثني معدي‬
‫بن سليمان‪ .‬قال‪ :‬كان أبو محكم الجسري يجتمع إليه إخوانه وكان‬
‫ث‬
‫دا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ال َ ْ‬
‫م َ‬
‫م ِ‬ ‫صورِ فَإ ِ َ‬
‫ذا هُ ْ‬ ‫خ في ال ّ‬ ‫حكيما ً وكان إذا تل هذه الية‪" :‬ون ُِف َ‬
‫مْرقَدَِنا"‪.‬‬ ‫ن َ‬ ‫ن ب َعَث ََنا ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن قالوا َيا وَي ْل ََنا َ‬ ‫سُلو َ‬‫م ي َن ْ ِ‬
‫ِإلى َرب ّهِ ْ‬
‫بكى ثم قال‪ :‬إن القيامة ذهبت فطاعتها بأوهام العقول‪ ،‬أما والله‬
‫لئن كان القوم في رقدة مثل ظاهر قولهم‪ ،‬لما دعوا بالويل عند‬
‫أول وهلة من بعثهم‪ ،‬ولم يوقفوا بعد موقف عرض‪ ،‬ول مسألة إل‬
‫وقد عاينوا خطرا ً عظيمًا‪ ،‬وحقت عليهم القيامة بالجلئل من أمرها‪،‬‬
‫لقامة في البرزخ يألمون ويعذبون في‬ ‫ولكن كانوا في طول ا ِ‬
‫قبورهم‪ ،‬وما دعوا بالويل عند انقطاع ذلك عنهم‪ ،‬إل وقد نقلوا إلى‬
‫طامة هي أعظم منه‪ ،‬ولول أن المر على ذلك لما استصغر القوم‬
‫ذا‬‫ما كانوا فيه فسموه رقادًا‪ ،‬وإن في القرآن لدليل ً على ذلك‪" .‬فَإ ِ َ‬
‫مة ال ْك ُب َْرى"‪ .‬قال‪ :‬ثم يبكي حتى يبل لحيته‪.‬‬ ‫طا ّ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫جاَء ِ‬‫َ‬
‫وقال الوليد بن مسلم‪ :‬حدثني عبد الله بن العلء‪ ،‬حدثني بشر عن‬
‫عبد الله الحضرمي‪ :‬سمعت أبا إدريس الخولني يقول‪ :‬اجتمع‬
‫الناس إلى مشايخ‪ ،‬بين العراق والشام في الجاهلية‪ ،‬فقام فيهم‬
‫لدانة‬
‫شيخ فقال‪ :‬أيها الناس‪ :‬إنكم ميتون‪ ،‬ثم مبعثون إلى ا ِ‬
‫والحساب‪ ،‬فقام رجل‪ ،‬فقال‪ :‬والله لقد رأيت رجل ً ل يبعثه الله أبدًا‪،‬‬

‫‪338‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقع عن راحلته في موسم من مواسم العرب‪ ،‬فوطئته البل‬


‫م فلم تبق منه‬ ‫بأخفافها‪ ،‬والدواب بحوافرها‪ ،‬والرجالة بأرجلها حتى ر ّ‬
‫أنملة‪ ....‬فقال له الشيخ‪ :‬إنكم من قوم سجينة أحلمهم‪ ،‬ضعيف‬
‫يقينهم‪ ،‬قليل عملهم‪ ،‬لو أن الضبع أخذت تلك الرمة‪ ،‬فأكلتها‪ ،‬ثم‬
‫ثلطتها‪ ،‬ثم عدت عليها الكلب وأكلتها‪ ،‬وبعرتها‪ ،‬ثم عدت عليها‬
‫الجللة‪ ،‬ثم أوقدتها تحت قدر أهلها‪ ،‬ثم نسفت الريح رمادها لمر‬
‫الله يوم القيامة كل شيء أخذ منه شيئا ً أن يرده فرده‪ ،‬ثم بعثه‬
‫للدانة والثواب‪.‬‬
‫وقال الوليد‪ :‬حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر‪ :‬أن شيخا ً من‬
‫شيوخ الجاهلية القساة قال‪ :‬يا محمد‪ :‬ثلث بلغني‪ ،‬أنك تقولهن ل‬
‫ينبغي لذي عقل أن يصدقك فيهن‪ ،‬بلغني أنك تقول إن العرب تاركة‬
‫ت تعبد هي وآباؤها‪ ،‬وأنا نظهر على كنوز كسرى وقيصر‪،‬‬ ‫ما كان َ‬
‫ولنموتن ولنبعثن " فقال له الرسول عليه السلم‪" :‬ثم لخذن بيدك‬
‫يوم القيامة‪ ،‬فلذكرنك مقالتك هذه" قال‪ :‬ول تضلني في الموتى?‬
‫ول تنساني قال‪ :‬ول أضلك في الموتى‪ ،‬ول أنساك‪ ،‬قال فبقي‬
‫الشيخ حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى ظهور‬
‫المسلمين على كسرى وقيصر‪ ،‬فأسلم وحسن إسلمه‪ ،‬وكان كثيرا ً‬
‫ما يسمع عمر بن الخطاب يحييه في مسجد رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬لعظامه ما كان واجه به رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم وكان عمر يأتيه ويقول‪ :‬قد أسلمت ووعدك رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم أنه يأخذ بيدك‪ ،‬ول يأخذ رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم بيد أحد إل أفلح وسعد إن شاء الله‪ .‬وقال أبو بكر بن أبي‬
‫الدنيا‪ :‬حدثنا فضيل بن عبد الوهاب‪ ،‬أخبرنا هشيم‪ ،‬عن سعيد بن‬
‫جبير‪ ،‬قال‪ :‬جاء العاص بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه‬
‫م وقال‪ :‬يا محمد‪ :‬يبعث الله هذا? قال‪ :‬نعم‪،‬‬ ‫وسلم بعظم قد ر ّ‬
‫ب ل ََنا َ‬
‫مث َل َ‬ ‫ضَر َ‬ ‫يميتك والله‪ ،‬ثم يحييك‪ ،‬ثم يدخلك النار ونزلت‪" :‬وَ َ‬
‫ذي‬‫حِييَها ال ّ ِ‬ ‫م قُ ْ‬
‫ل يُ ْ‬ ‫مي ٌ‬
‫ي َر ِ‬‫م وَهِ َ‬ ‫ظا َ‬‫ي العِ َ‬ ‫حي ِ‬ ‫ن يُ ْ‬‫م ْ‬ ‫ه َقا َ‬
‫ل َ‬ ‫خل َْق ُ‬
‫ي َ‬‫س َ‬ ‫وَن َ ِ‬
‫خْلق عَِليم"‪.‬‬ ‫ل َ‬ ‫مّرة وَهُوَ ب ِك ُ ّ‬‫ل َ‬ ‫ها أوّ َ‬ ‫شأ َ‬‫أن ْ َ‬
‫شأةَ الْولى"‪.‬‬ ‫م الن ّ ْ‬ ‫وقال تعالى في قوله‪" :‬وَل ََقد ْ عَل ِ ْ‬
‫مت ُ ْ‬

‫‪339‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال خلق آدم‪ ،‬وخلقكم‪ ،‬قال‪ :‬فل تصدقون? وعن أبي جعفر الباقر‬
‫قال‪ :‬كان يقال‪ :‬عجبا ً لمن يكذب بالنشأة الخرى وهو يرى النشأة‬
‫الولى يا عجبا ً كل العجب لمن يكذب بالنشر بعد الموت‪ ،‬وهو ينشر‬
‫في كل يوم وليلة‪ ،‬ورواه ابن أبي الدنيا‪ .‬وقال أبو العالية في قوله‪:‬‬
‫م ي ُِعيد ُهُ َوهو أهون عَل َْيه"‪.‬‬
‫خل ْقَ ث َ ّ‬
‫دأ ال ْ َ‬
‫ذي ي َب ْ َ‬‫"وهُوَ ال ّ ِ‬
‫قال‪ :‬إعادته أهون عليه من ابتدائه وكل يسير‪ ،‬رواه ابن أبي الدنيا‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا معمر‪ ،‬عتتن همتتام بتتن‬ ‫وقال ا ِ‬

‫منبه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"قال الله عز وجل كذبني عبدي ولتتم يكتتن لتته ذلتتك‪ ،‬وشتتتمني ولتتم‬

‫يكن له ذلك‪ ،‬أما تكذيبه إياي فقوله‪ :‬فليعدنا كمتتا بتتدأنا‪ ،‬وأمتتا شتتتمه‬

‫إياي فقوله‪ :‬اتخذ الله ولدًا‪ ،‬وأنا الحتتد‪ ،‬الصتمد‪ ،‬التتذي لتم يلتتد‪ ،‬ولتتم‬

‫يولتتد‪ ،‬ولتتم يكتتن لتته كفتتوا ً أحتتد"‪ .‬وهتتو ثتتابت فتتي الصتتحيحين‪.‬‬

‫وفيهما قصة الذي أوصتى إلتى نتبيه إذا متات أن يحرقتوه ثتم يتذروا‬

‫ي‪،‬‬
‫نصف رماده في البر‪ ،‬ونصفه في البحر‪ ،‬وقال‪ :‬لئن قدر اللتته علتت ّ‬

‫ليعذبني عذابا ً ل يعذبه أحدا ً من العالمين‪ ،‬وذلتتك أنتته لتتم يتتدخر عنتتد‬

‫الله حسنة واحدة‪ ،‬فلما مات‪ ،‬فعل ذلك بنوه‪ ،‬كما أمرهم‪ ،‬فأمر اللتته‬

‫البر فجمع ما فيه‪ ،‬وأمر البحر فجمع ما فيه‪ ،‬فإذا رجتتل قتتائم‪ ،‬فقتتال‬

‫له ربه‪ :‬ما حملك على هذا قال‪ :‬خشيتك‪ ،‬وأنتتت أعلتتم‪ .‬قتتال رستتول‬

‫‪340‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫اللتتتتتتته صتتتتتتتلى اللتتتتتتته عليتتتتتتته وستتتتتتتلم فغفتتتتتتتر لتتتتتتته‪.‬‬

‫وعن صالح المزي قال‪ :‬دخلت المقتتابر نصتتف النهتتار‪ ،‬فنظتترت إلتتى‬

‫القبور كأنها قوم صموت‪ ،‬فقلت‪ :‬سبحان الله‪ :‬من يحييكم وينشركم‬

‫من بعد طول البلى فهتف بي هاتف من بعتتض تلتتك الحفريتتا صتتالح‪:‬‬

‫ن‬
‫مت َ‬
‫عتتوَةً ِ‬
‫م دَ ْ‬
‫عاك ْ‬
‫ذا د َ َ‬ ‫مرِهِ ث ُ ّ‬
‫م إِ َ‬ ‫ض ِبأ ْ‬
‫ماءُ والر ُ‬
‫س َ‬
‫م ال ّ‬
‫ن ت َُقو َ‬
‫ن آَيات ِهِ أ ْ‬
‫م ْ‬
‫"و َ ِ‬

‫ن"‪ .‬قال‪ :‬فخررت والله مغشيا ً عل ّ‬


‫ي‪.‬‬ ‫جو َ‬
‫خُر ُ‬
‫م تَ ْ‬ ‫الْرض إ ِ َ‬
‫ذا أن ْت ُ ْ‬

‫ذكر أن يوم القيامة وهو يوم النفخ في الصور لبعث‬

‫الجساد من قبورها يكون يوم الجمعة‬

‫لمام مالك بتن أنتس‪ :‬عتن يزيتد‬


‫وقد وردت في ذلك أحاديث‪ :‬قال ا ِ‬

‫بن عبد الهادي‪ ،‬عن محمد بن الهادي‪ ،‬عن محمتتد بتتن إبراهيتتم‪ ،‬عتتن‬

‫أبي مسلم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬خير يوم طلعت فيه الشمس يتتوم الجمعتتة‪ ،‬فيتته خلتتق آدم‪،‬‬

‫وفيه أهبط‪ ،‬وفيه تيب عليه‪ ،‬وفيه مات‪ ،‬وفيه تقام الساعة‪ ،‬ومتتا متتن‬

‫دابة إل وهي مسيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس‬

‫‪341‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شفقا ً من الساعة‪ِ ،‬إل الجن وا ِ‬


‫لنتتس‪ ،‬وفيهتتا ستتاعة ل يصتتادفها عبتتد‬

‫مستتتتلم وهتتتتو يصتتتتلي يستتتتأل اللتتتته شتتتتيئا َ ِإل أعطتتتتاه إيتتتتاه"‪.‬‬

‫ورواه أبو داود واللفتتظ لتته‪ ،‬والترمتتذي متتن حتتديث مالتتك‪ ،‬وأخرجتته‬

‫النسائي عن قتيبة‪ ،‬عن بكر بن نصر عن أبي الهادية نحوه وهو أتم‪.‬‬

‫لحظة قيام الساعة‬

‫وقد رواه الطبراني في معجمه الكتتبير‪ ،‬متتن طريتتق آدم بتتن علتتي‪،‬‬

‫عتتتن ابتتتن عمتتتر‪ ،‬مرفوعتتتًا‪" :‬ول الستتتاعة تقتتتوم إل فتتتي الذان"‪.‬‬

‫قتتتتتتتتتال الطتتتتتتتتتبراني‪ :‬يعنتتتتتتتتتي فتتتتتتتتتي أذان الفجتتتتتتتتتر‪.‬‬

‫لمام محمد بن إدريس الشافعي في مسنده‪ :‬أخبرنا إبراهيتتم‬


‫وقال ا ِ‬

‫بن محمد‪ ،‬حدثني موسى بن عبيدة‪ ،‬حتتدثني أبتتو الزهتتر معاويتتة بتتن‬

‫إسحاق بن طلحة بن عبيد الله بن عمتر‪ :‬أنته ستمع أنتس بتن مالتك‬

‫يقول‪" :‬أتى جبريل بمرآة بيضاء متللئة إلى النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬متتا هتتذه قتتال‪ :‬الجمعتتة‪.‬‬

‫فضلت بها أنت وأمتتتك‪ ،‬فالنتتاس لكتتم فيهتتا تبتتع‪ ،‬اليهتتود والنصتتارى‪،‬‬

‫‪342‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ولكم فيها خير‪ ،‬وفيها ستاعة ل يوافقهتا متؤمن‪ ،‬يتتدعو اللته بخيتر ِإل‬

‫استجيب له‪ ،‬وهتتو عنتتدنا يتتوم المزيتتد‪ ،‬قتتال النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬يا جبريل وما يوم المزيد فقال‪ :‬إن ربك اتخذ في الفردوس‬

‫واديا ً أفيح فيه كثب المسك‪ ،‬فإذا كان يوم الجمعة‪ ،‬أنزل ما شاء من‬

‫ملئكته‪ ،‬وحوله منابرمن نور عليها مقاعد النبيين‪ ،‬وحفت تلك المنابر‬

‫بمنتتابر متتن التتذهب‪ ،‬مكللتتة باليتتاقوت والزبرجتتد‪ ،‬عليهتتا الشتتهداء‬

‫والصديقون‪ ،‬فجلسوا من ورائهم‪ ،‬على تلك الكثب فيقتتول اللتته‪ :‬أنتتا‬

‫ربكم‪ ،‬قد صدقتكم وعدي‪ ،‬فسلوني أعطكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬ربنتتا نستتألك‬

‫رضوانك‪ ،‬فيقول‪ :‬قد رضيت عنكم‪ ،‬ولكن ما تمنيتم ولديّ مزيد‪ ،‬فهم‬

‫يحبون يوم الجمعة‪ ،‬لما يعطيهتتم فيتته ربهتتم متتن الخيتتر‪ ،‬وهتتو اليتتوم‬

‫الذي استوى فيه ربكم علتتى العتترش‪ ،‬وفيتته خلتتق آدم‪ ،‬وفيتته تقتتوم‬

‫الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاعة"‪.‬‬

‫ثم رواه الشافعي‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد أيضًا‪ ،‬حدثني أبوعمر‪ ،‬عتتن‬

‫إبراهيتتم بتتن الجعتتد‪ ،‬عتتن أنتتس شتتبيها ً بتته قتتال‪ :‬وزاد فيتته أشتتياء‪.‬‬

‫‪343‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قلت‪ :‬وسيأتي ذكر هذا الحديث إن شاء الله تعالى فتتي كتتتاب صتتفة‬

‫الجنة بشواهده وأسانيده‪ ،‬وبالله المستعان‪.‬‬

‫أجساد النبياء ل تبليها الرض‬

‫لمام أحمد بن حنبل‪ :‬حدثنا حستتين بتتن علتتي الجعفتتي‪ ،‬عتتن‬


‫وقال ا ِ‬

‫عبد الرحمن بن يزيد بن جابر‪ ،‬عن أبي الشعث النصاري‪ ،‬عن أوس‬

‫بن أوس الثقفي‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬إن‬

‫من أفضل أيامكم يتتوم الجمعتتة‪ ،‬فيتته خلتتق آدم‪ ،‬وفيتته قبتتض‪ ،‬وفيتته‬

‫ي متتن الصتتلة فيتته‪ ،‬فتتإن صتتلتكم‬


‫النفخة‪ ،‬وفيه الصعق‪ ،‬فأكثروا عل ّ‬

‫ي"‪ ،‬قالوا يا رسول الله كيف تعرض عليتتك صتتلتنا وقتتد‬


‫معروضة عل ّ‬

‫أرمتتت?‪ -‬يعنتتي بليتتت‪ -‬قتتال‪" :‬إن اللتته حتترم علتتى الرض أن تأكتتل‬

‫أجستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاد النبيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاء"‪.‬‬

‫ورواه أبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من حديث الحسين بتتن علتتي‬

‫الجعفي مثله‪ ،‬وفي رواية لبن ماجه‪ ،‬عن شداد بن أوس‪ ،‬بتتدل أوس‬

‫بتتتتتتتتتتن أوس‪ ،‬قتتتتتتتتتتال شتتتتتتتتتتيخنا وذلتتتتتتتتتتك وهتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫‪344‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال أيضًا‪ :‬حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمتترو‪ ،‬حتتدثنا زهيتتر يعنتتي‬

‫ابن محمد‪ ،‬عن عبد الله بن محمد بن عقيل‪ ،‬عتتن عبتتد الرحمتتن بتتن‬

‫يزيد النصاري‪ ،‬عن أبي أمامة بن عبد المنذر‪ ،‬أن رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬سيد اليام يوم الجمعة‪ ،‬وأعظمهتتا عنتتد اللتته‪،‬‬

‫وأعظم عند الله من يوم الفطر‪ ،‬ويوم الضحى‪ ،‬وفيتته خمتتس خلل‪:‬‬

‫خلق الله فيه آدم‪ ،‬وفيه توفى اللتته آدم‪ ،‬وفيتته ستتاعة ل يستتأل اللتته‬

‫ه إيتتاه‪ ،‬متتا لتتم يستتأل حرامتًا‪ ،‬وفيتته تقتتوم‬


‫العبد فيها شيئا ً إل آتاه الل ّ‬

‫الساعة‪ ،‬ما من ملك مقرب‪ ،‬ول سماء‪ ،‬ول أرض‪ ،‬ول جبال‪ ،‬ول بحر‪،‬‬

‫إل وهتتتتتتتتتتو يشتتتتتتتتتتفق متتتتتتتتتتن يتتتتتتتتتتوم الجمعتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫ورواه ابن ماجه‪ ،‬عن أبي بكر بن أبي شيبة‪ ،‬عن يحيى بن أبي بكتتر‪،‬‬

‫عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن زهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وقد روى الطبراني عن ابن عمر مرفوعًا‪" :‬أن القيامتتة تقتتوم وقتتت‬

‫الذان للفجتتتتتتتتتتتتتر متتتتتتتتتتتتتن يتتتتتتتتتتتتتوم الجمعتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫وقد حكى أبو عبد الله القرطبي في التذكرة‪ ،‬أن ذلتتك هتتو متتن يتتوم‬

‫جمعتتة‪ ،‬للنصتتف متتن شتتهر رمضتتان‪ ،‬وهتتذا يحتتتاج إلتتى دليتتل‪.‬‬

‫‪345‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أحمتتد بتتن كتتثير‪ ،‬حتتدثنا قتترط بتتن‬

‫حريث أبو سهل‪ ،‬عن رجل من أصحاب الحسن‪ ،‬قال‪ :‬قتتال الحستتن‪:‬‬

‫يومان وليلتان لم يسمع الخلئق بمثلهن‪ ،‬ليلة الميت مع أهل القبور‪،‬‬

‫ولم تبت ليلة قبلها‪ ،‬وليلة صبيحتها يوم القيامة‪ ،‬ويتتوم يأتيتتك البشتتير‬

‫من الله‪ ،‬إما بالجنة‪ ،‬وإما بالنار‪ ،‬ويوم تعطى كتابك إما بيمينك‪ ،‬وإمتتا‬

‫بشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتمالك‪.‬‬

‫وهكذا روي عن عبتتد قيتتس وهتترم بتتن حيتتان وغيرهمتتا‪ ،‬أنهتتم كتتانوا‬

‫يستتتتعظمون الليلتتتة التتتتي يستتتفر صتتتباحها عتتتن يتتتوم القيامتتتة‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير العبدي‪ ،‬حتتدثني‬

‫محمد بن ستابق‪ ،‬حتدثنا مالتتك ابتن مغتول‪ ،‬عتن حميتد‪ ،‬قتال‪ :‬بينمتا‬

‫الحسن في يوم من رجب في المسجد‪ ،‬وفي يده قليلة‪ ،‬وهتتو يمتتص‬

‫ماءها‪ ،‬ثم يمجه‪ ،‬إذ تنفس تنفسا ً شديدًا‪ ،‬ثم بكى‪ ،‬حتى أرعتتد متكتتأه‬

‫ثم قال‪ :‬لو أن بالقلوب حياة! لوأن بتتالقلوب صتتلحًا! يتتا ويلكتتم متتن‬

‫ليلة صبيحتها يوم القيامة! أي ليلة تمخض عن صبيحة يوم القيامة ما‬

‫‪346‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سمع الخلئق بيوم قتتط أكتتثر عتتورة باديتتة‪ ،‬ول عينتا ً باكيتتة متتن يتتوم‬

‫القيامة‪.‬‬

‫ذكر َأن َأول من تنشق عنه الرض يوم القيامة رسول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‬

‫قال مسلم بن الحجاج‪ :‬حدثني الحكم بن موسى أبو صالح‪ ،‬حدثنا‬


‫معقل يعني ابن زياد‪ ،‬عن الوزاعي‪ ،‬حدثني أبو عمار‪ :‬حدثني‬
‫عبيدالله بن مرواح‪ :‬حدثني أبو هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪" :‬أنا سيد ولد آدم يوم القيامة‪ ،‬وأول من تنشق عنه‬
‫الرض‪ ،‬وأول شافع‪ ،‬وأول مشفع"‪.‬‬
‫وقال هشيم‪ :‬عن علي بن زيد‪ ،‬عن أبي نضرة‪ ،‬عن أبي سعيد قال‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أنا سيد ولد آدم يوم‬
‫القيامة ول فخر وأنا أول من تنشق عنه الرض يوم القيامة ول‬
‫فخر"‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أبو خيثم‪ ،‬أخبرنا حجير بن المثنى‪،‬‬
‫أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫الفضل الهاشمي‪ ،‬عن عبد الرحمن العرج‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬ينفخ في الصور‪ ،‬فيصعق‬
‫من في السموات ومن في الرض‪ ،‬إل من شاء الله‪ ،‬ثم ينفخ فيه‬
‫أخرى‪ ،‬فأكون أول من يبعث‪ ،‬فإذا موسى آخذ بالعرش‪ ،‬فل أدري‬
‫أحوسب بصعقته يوم الطور‪ ،‬أو بعث قبلي"‪ .‬وفي الصحيح ما يقرب‬
‫من هذا السياق‪ ،‬والحديث في صحيح مسلم‪" :‬أنا أول من تنشق‬
‫شا َ بقائمة العرش‪ ،‬فل أدري أفاق‬‫عنه الرض‪ ،‬فأجد موسى باط َ‬
‫قبلي أم جوزي بصعقة الطور"‪ .‬فذكرموسى في هذا السياق‪ ،‬ولعله‬
‫من بعض الرواة‪ ،‬دخل عليه حديث في حديث فإن الترديد هاهنا ل‬

‫‪347‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جوزي بصعقة الطور"‪.‬‬ ‫يظهر وجهه ل سيما قوله‪" :‬أم ُ‬


‫وقال ابن أبي الدنيا أيضًا‪ :‬حدثنا إسحاق بن إسماعيل‪ ،‬أخبرنا‬
‫سفيان‪ ،‬هو ابن عيينة عن عمرو‪ ،‬وهو ابن دينار‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬وابن‬
‫جدعان‪ ،‬عن سعيد بن المسيب‪ ،‬قال‪:‬‬
‫كان بين أبي بكر ويهودي منازعة‪ ،‬فقتتال‪ :‬والتتذي اصتتطفى موستتى‬

‫على البشر‪ ،‬فلطمه أبو بكر‪ ،‬فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫فقتتال‪" :‬يتتا يهتتودي‪ :‬أنتتا أول متتن تنشتتق عنتته الرض‪ ،‬فأجتتد موستتى‬

‫متعلقا ً بتتالعرش‪ ،‬فل أدري‪ ،‬هتتل كتتان قبلتتي? أو ُ‬


‫جتتوزي بالصتتعقة"?‪.‬‬

‫وهذا مرسل من هذا الوجه‪ .‬والحديث في الصحيحين متتن غيتتر وجتته‬

‫بألفاظ مختلفة‪ ،‬وفي بعضها أن المقاول لهذا اليهودي إنما هتتو رجتتل‬

‫متتتتن النصتتتتار‪ ،‬ل الصتتتتديق رضتتتتي اللتتتته عنتتتته فتتتتالله أعلتتتتم‪.‬‬

‫ومن أحسنها ستتياقًا‪" :‬إذا كتتان يتتوم القيامتتة فتتإن النتتاس يصتتعقون‪،‬‬

‫ش تا ً بقائمتتة متتن قتتوائم‬


‫فتتأكون أول متتن يصتتعق فأجتتد موستتى باط َ‬

‫العرش‪ ،‬فل أدري أصعق‪ ،‬فأفاق قبلي? أم جوزي بصتتعقة الطتتور"?‪.‬‬

‫وهذا كما سيأتي بيانه يقتضتتي أن هتتذا الصتتعق يكتتون فتتي عرصتتات‬

‫القيامة‪ ،‬وهو صعق آخر غير المذكور في القتترّان‪ ،‬وكتتان ستتبب هتتذا‬

‫الصعق في هذا الحديث لتجلي الرب تعالى‪ ،‬إذا جاء لفصل القضتتاء‪،‬‬

‫‪348‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيصعق الناس‪ ،‬كما خّر موسى صعقا ً يوم الطور‪ ،‬والله تعالى أعلم‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبتي التدنيا‪ :‬أخبرنتا إستتحاق بتن إستتماعيل‪ ،‬أخبرنتتا‬

‫جرير‪ ،‬عن عطاء بن السائب‪ ،‬عن الحستتن‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬كتتأني أرانتتي أنفتتض رأستتي متتن التتتراب‪،‬‬

‫فألتفت فل أرى أحدا ً إل موسى متعلقا ً بالعرش‪ ،‬فل أدري أهو ممتتن‬

‫استثنى الله أن ل تصيبه النفخة? أو بعث قبلي"‪ .‬وهذا مرستتل أيض تا ً‬

‫وهو أضعف‪.‬‬

‫الرسول عليه السلم أول من تنشق الرض عنه يوم‬

‫القيامة‬

‫وقال الحافظ أبو بكر البيهقي‪ :‬أخبرنا أبتتو عبيتتد اللتته الحتتافظ وأبتتو‬

‫سعيد بن أبي عمرو‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب‪ ،‬حتتدثنا‬

‫محمد بن إسحاق الصنعاني‪ ،‬حدثنا عمرو بن الناقد‪ ،‬حدثنا عمتترو بتتن‬

‫عثمان‪ ،‬حدثنا موسى بن أعين‪ ،‬عن معمر بن راشد‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن‬

‫عبد الله بن أبي يعقوب‪ ،‬عتتن بشتتر بتتن ستتعاف‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته بتتن‬

‫‪349‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سلم‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬أنتتا ستتيد ولتتد‬

‫آدم يوم القيامة ول فخر‪ ،‬وأنا أول متتن تنشتتق عنتته الرض وأنتتا أول‬

‫شافع ومشفع‪ ،‬بيدي لواء الحمد‪ ،‬حتى آدم فمن دونتته" لتتم يخرجتتوه‬

‫وإستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتناده ل بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأس بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أبو سلمة المخزومي‪ ،‬أخبرنتتا عبتتد‬

‫الله بن نافع‪ ،‬عن عاصم بن عمر‪ ،‬عتتن أبتتي بكتتر بتتن عمتتر بتتن عبتتد‬

‫الرحمن‪ ،‬عن سالم بن عبد الله‪ ،‬وقتتال‪ :‬عتتن أبتتي ستتلمة‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللته صتلى اللته عليتته وستلم‪" :‬أنتتا أول متن‬

‫تنشق عنه الرض‪ ،‬ثم أبو بكر‪ ،‬ثم عمر‪ ،‬ثم أذهب إلتتى أهتتل البقيتتع‪،‬‬

‫فيحشرون معي‪ ،‬ثم أنتظر أهل مكة‪ ،‬فيحشرون معي‪ ،‬فأحشتتر بيتتن‬

‫الحرميتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن"‪.‬‬

‫وقال أيضًا‪ :‬أخبرنا سعيد بن سلمة‪ ،‬عن إسماعيل بن أمية‪ ،‬عن نافع‪،‬‬

‫عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد‪،‬‬

‫وأبو بكر عن يمينه‪ ،‬وعمر عن يساره‪ ،‬وهتتو متكىتتء عليهمتتا‪ ،‬فقتتال‪:‬‬

‫"هكتتتتتتتتتتتتتتتذا نبعتتتتتتتتتتتتتتتث يتتتتتتتتتتتتتتتوم القيامتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫‪350‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال ابن أبي التتدنيا‪ :‬حتتدثني محمتتد بتتن الحستتين‪ ،‬حتتدثنا قتيبتتة بتتن‬

‫سعيد‪ ،‬أخبرنا الليث‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن خالد بن يزيد‪ ،‬عن سعيد بن أبتي‬

‫هلل‪ ،‬عن منبه بن وهب‪ ،‬أن كعب الحبار قال‪" :‬ما من فجتتر يطلتتع‪،‬‬

‫إل نتتزل ستتبعون ألف تا ً متتن الملئكتتة‪ ،‬حتتتى يحفتتوا بتتالقبر‪ ،‬يضتتربون‬

‫بأجنحتهم‪ ،‬ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا أمسوا‬

‫عرجوا‪ ،‬وهبط مثلهم‪ ،‬وصنعوا مثتتل ذلتتك‪ ،‬حتتتى إذا انشتتقت الرض‪،‬‬

‫ختترج رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم فتتي ستتبعين ألف تا ً متتن‬

‫الملئكتتتتتتة‪ ،‬يتتتتتتوقرونه صتتتتتتلى اللتتتتتته عليتتتتتته وستتتتتتلم"‪.‬‬

‫وأخبرنا هارون بن عمر القرشتتي‪ ،‬حتتدثنا الوليتتد بتتن مستتلم‪ ،‬أخبرنتتا‬

‫مروان بن سالم‪ :‬عن يونس بن سيف‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى‬

‫ل‪ ،‬وأحشتتر راكبتا ً علتى التتبراق‪،‬‬


‫الله عليه وسلم‪" :‬يحشر الناس رجتا ً‬

‫وبلل بين يدي على ناقة حمراء‪ ،‬فإذا بلغنا مجمع النتتاس‪ ،‬نتتادى بلل‬

‫بالذان‪ ،‬فإذا قال أشهد أن ل إله إل الله‪ ،‬وأشتتهد أن محمتتدا ً رستتول‬

‫الله‪ ،‬صدقه الولون والخرون"‪ .‬وهذا مرسل من هذا الوجه‪.‬‬

‫‪351‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر بعث الناس حفاة عراة غرل ً وذكر أول من يكسى‬

‫من الناس يومئذ‬

‫قال المام أحمد‪ :‬حدثنا يزيد بن عبد ربه‪ ،‬حدثنا بقية‪ ،‬حدثنا الزبيدي‪،‬‬
‫عن الزهري‪ ،‬عن عروة‪ ،‬عن عائشة‪َ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫ل‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫وسلم قال‪" :‬يبعث الناس يوم القيامة حفاة‪ ،‬عراة‪ ،‬غر ً‬
‫رىٍء‬ ‫ل ام ِ‬ ‫فقالت عائشة‪ :‬يا رسول الله فكيف بالعورات فقال‪" :‬ل ِك ُ ّ‬
‫ه"‪.‬‬‫ن ي ُغِْني ِ‬‫شأ ٌ‬ ‫مئ ِذٍ َ‬
‫م ي َوْ َ‬‫من ْهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫وأخرجاه في الصحيحين‪ ،‬من حديث حاتم بن أبي صغيرة‪ ،‬عن عن‬
‫عبد الله بن أبا مليكة‪ ،‬عن القاسم‪ ،‬عن عائشة بنحوه‪.‬‬
‫أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم خليل الله عليه السلم وقال‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬حدثنا المغيرة بن النعمان‬ ‫ا ِ‬
‫شيخ من النخع‪ .‬قال‪ :‬سمعت سعيد بن جبير يحدث‪ ،‬قال‪ :‬سمعت‬
‫ابن عباس قال‪ :‬قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة‬
‫ل"‪:‬‬‫فقال‪" :‬يا أيها الناس إنكم محشورون إلى الله حفاة‪ ،‬عراة غْر ً‬
‫عدا ً عَل َْينا إ ِّنا كَنا فاعلين"‪.‬‬ ‫ه‪ ،‬وَ ْ‬ ‫خْلق ن ُِعيد ُ ُ‬ ‫دأنا أّول َ‬ ‫"كما ب َ َ‬
‫"أل وإن أول الخلق يكسى يوم القيامة إبراهيم‪ ،‬وإنه سيحيا ناس‬
‫من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال‪ ،‬فلقولن‪ :‬أصحابي‪ .‬وليقالن لي‪:‬‬
‫إنك ل تدري ما أحدثوا بعدك‪ .‬فلقولن كما قال العبد الصالح‪" :‬وَك ُن ْ ُ‬
‫ت‬
‫َ‬
‫ت الّرِقيب عَل َي ْهِ ْ‬
‫م‬ ‫ت أن ْ َ‬ ‫ما ت َوَفّي ْت َِني ك ُن ْ َ‬‫م فَل َ ّ‬ ‫ت ِفيهِ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ماد ْ‬ ‫شِهيدا ً َ‬ ‫م َ‬ ‫عَل َي ْهِ ْ‬
‫َ‬
‫ن ت َغِْفْر ل َهُ ْ‬
‫م‬ ‫عَباد َ‬
‫ك وَإ ِ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫م فَإ ِن ّهُ ْ‬
‫ذبه ْ‬ ‫ن ت ُعَ ّ‬‫شهيد ٌ إ ِ ْ‬ ‫يء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ت عََلى ك ُ ّ‬ ‫وَأن ْ َ‬
‫فَإن َ َ‬
‫م"‪.‬‬ ‫كي ُ‬‫ح ِ‬‫زيز ال َ‬ ‫ت ال ْعَ ِ‬‫ك أن ْ َ‬ ‫ِّ‬
‫فيقال‪ :‬إن هؤلء لم يزالوا يرتدون على أعقابهم منذ فارقتهم"‬
‫أخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة‪.‬‬
‫ورواه أحمد‪ :‬عن سفيان بن عيينة‪ ،‬وهو في الصحيحين من حديثه‪،‬‬
‫عن عمرو بن دينار‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس مرفوعًا‪:‬‬
‫ل"‪.‬‬‫"إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غر ً‬
‫ورواه البيهقي من حديث هلل بن حيان‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن‬

‫‪352‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ابن عباس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬تحشرون عراة‬
‫حفاة‪ ،‬فقالت زوجته‪ :‬أينظر بعضنا إلى بعض? فقال‪ :‬يا فلنة لكل‬
‫امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه"‪.‬‬
‫وقال الحافظ أبو بكر البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن‬
‫القاضي‪ ،‬وأبو سعيد محمد بن موسى‪ .‬قال‪ :‬حدثنا أبو العباس محمد‬
‫بن يعقوب‪ ،‬حدثنا العباس بن محمد الدوري‪ ،‬حدثنا مالك بن‬
‫إسماعيل‪ ،‬حدثنا عبد السلم بن حرب‪ ،‬عن أبي خالد الدلني‪ ،‬عن‬
‫المنهال بن عمرو‪ ،‬عن عبد الله بن الحارث‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ل‪ ،‬قياما ً أربعين سنة‪ ،‬شاخصة‬
‫"يحشر الناس حفاة عراة غر ً‬
‫أبصارهم إلى السماء‪ ،‬قال فيلجمهم الله العرق من شدة الكرب‪،‬‬
‫ثم يقال اكسوا إبراهيم‪ ،‬فيكسى قبطيتين من قباطي الجنة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ثم ينادي لمحمد صلى الله عليه وسلم فيفجر له الحوض‪ ،‬وهو ما‬
‫بين أيلة إلى مكة‪ ،‬قال‪ :‬فيشرب ويغتسل‪ ،‬وقد تقطعت أعناق‬
‫الخلئق يومئذ من العطش‪ ،‬ثم قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬فأكسى من حلل الجنة‪ ،‬فأقوم عن أو على يمين الكرسي‪،‬‬
‫ليس أحد من الخلئق يقوم ذلك المقام يومئذ غيري‪ ،‬فيقال‪ :‬سل‬
‫تعط‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬فقام رجل فقال أترجو لوالديك شيئا ً فقال‪ :‬إني‬
‫شافع لهما أعطيت أو منعت‪ ،‬ول أرجو لهما شيئًا" قال البيهقي‪ :‬قد‬
‫يكون هذا قبل نزول الوحي بالنهي عن الستغفار للمشركين‬
‫والصلة على المنافقين‪.‬‬
‫قال القرطبي‪ :‬وروى ابن مبارك‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن عمرو بن قيس‪،‬‬
‫عن المنهال بن عمرو‪ ،‬عن عبد الله بن الحارث‪ ،‬عن علي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أول من يكسى الخليل قبطيتين‪ ،‬ثم محمد عليه السلم حلة‪ ،‬عن‬
‫يمين العرش‪.‬‬
‫وقال أبو عبد الله القرظي في كتاب التذكرة‪ ،‬وروى أبو نعيم‬
‫الحافظ يعني الصبهاني‪ ،‬من حديث السود‪ ،‬وعلقمة‪ ،‬وأبي وائل‪،‬‬
‫عن عبد الله بن مسعود‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"أول من يكسى إبراهيم‪ ،‬يقول الله اكسوا خليلي‪ ،‬فيؤتى بريطتين‬
‫بيضاوين فيلبسهما‪ ،‬ثم يقعد مستقبل العرش‪ ،‬ثم أوتي بكسوتي‪،‬‬

‫‪353‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فألبسها‪ ،‬فأقوم عن يمينه قياما ً ل يقومه أحد غيري‪ ،‬يغبطني فيه‬


‫الولون والخرون"‪.‬‬
‫قال القرطبي‪ :‬وقال الحليمي في منهاج الدين له‪ ،‬وروى عباد بن‬
‫كثير عن أبي الزبير‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال‪" :‬إن المؤذنين والملبين‬
‫يخرجون يوم القيامة يؤذن المؤذن ويلبي الملبي‪ ،‬وأول من يكسى‬
‫من حلل الجنة إبراهيم ثم محمد ثم النبيون ثم المؤذنون" وذكر‬
‫تمامه‪.‬‬
‫ثم شرع القرطبي يذكر المناسبة في تقديم إبراهيم عليه الصلة‬
‫والسلم في ذلك فقال‪ :‬من ذلك أنه أول من لبس السراويل مبالغة‬
‫في التستر‪ ،‬أو أنه جرد يوم ألقي في النار فالله أعلم‪.‬‬
‫وروى البيهقي من حديث إسماعيل بن أبي أويس‪ ،‬حدثني عن‬
‫محمد بن أبي عياش‪ ،‬عن‬
‫عطاء بن يسار‪ ،‬عن سودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت‪:‬‬
‫ل‪ ،‬قد‬‫قال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬يبعث الناس حفاة عراة غر ً‬
‫ألجمهم العرق‪ ،‬فبلغ شحوم الذان‪ ،‬فقلت يا رسول الله واسوءتاه!!‬
‫ينظر بعضنا إلى بعض قال يشغل الناس عن ذلك لكل امرىء منهم‬
‫يومئذ شأن يغنيه"‪ .‬إسناده جيد وليس هو في المسند ول في‬
‫الكتب‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ ،‬حدثنا سعيد بن سليمان‪ ،‬عن عبد‬
‫الحميد بن سليمان‪ ،‬حدثني محمد بن أبي موسى‪ ،‬عن عطاء بن‬
‫يسار‪ ،‬عن أم سلمة‪ ،‬قالت‪ :‬سمعت النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول‪" :‬يحشر الناس حفاة عراة غرل ً كما بدئوا‪ ،‬قالت أم سلمة يا‬
‫رسول الله ينظر بعضنا إلى بعض? قال‪ :‬يشغل الناس‪ :‬قلت‪ :‬وما‬
‫شغلهم? قال نشر الصحف فيها مثاقيل الذر‪ ،‬مثاقيل الخردل"‪.‬‬
‫وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا عمر بن شبة‪ ،‬حدثنا الحسين بن‬
‫حفص‪ ،‬حدثنا سفيان يعني الثوري عن زبيدة‪ ،‬عن مرة‪ ،‬عن عبد‬
‫الله‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إنكم محشورون‬
‫حفاة عراة غر ً‬
‫ل"‪.‬‬
‫قال البزار‪ :‬أحسب أن عمر بن شبة غلط فيه فدخل عليه حديث‬

‫‪354‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من إسناد علي حديث من إسناد آخر‪ ،‬وإنما هذا الحديث عن سفيان‬
‫الثوري‪ ،‬عن مغيرة بن النعمان‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس‪،‬‬
‫قال وليس لسفيان الثوري عن زبيد‪ ،‬عن مرة‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫مسعود‪ ،‬حديث مسند‪ ،‬وهكذا رواه ابن أبي الدنيا‪ ،‬عن عمر بن شبة‬
‫به مثله‪ ،‬وزاد‪" :‬وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه الصلة‬
‫والسلم"‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث‪،‬‬
‫أخبرنا الفضل بن موسى‪ ،‬عن عابد بن شريح‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪:‬‬
‫سألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول‬
‫الله‪ :‬كيف يحشر الرجال? فقال‪" :‬حفاة عراة‪ :‬قالت‪ :‬واسوءتاه من‬
‫ي أنه ل‬ ‫يوم القيامة!! قال‪ :‬وعن أي ذلك تسألين إنه قد نزل عل ّ‬
‫يضرك‪ .‬كان عليك ثياب أم ل‪ .‬قالت‪ :‬وأي آية يا رسول الله قال‪:‬‬
‫ه"‪.‬‬
‫ن ي ُْغني ِ‬ ‫"ِلك ّ‬
‫ل امرىٍء منهم يومئذ شأ ٌ‬
‫وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي‪ :‬حدثنا روح بن حاتم‪ ،‬حدثنا هيثم‪،‬‬
‫عن كرز‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم "يحشر الناس كما ولدتهم أمهم‪ ،‬حفاة‪ ،‬عراة‪ ،‬غر ً‬
‫ل"‪.‬‬
‫فقالت عائشة‪ :‬النساء والرجال? بأبي أنت وأمي فقال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬واسوءتاه!! فقال‪ :‬ومن أي شيء تعجبين يا بنت أبي بكر?‬
‫قالت‪ :‬عجبت من حديثك‪ :‬يحشر الرجال والنساء حفاة عراة غر ً‬
‫ل‪،‬‬
‫ينظر بعضهم الى بعض? قال‪ :‬فضرب على منكبها وقال يا بنت أبي‬
‫قحافة‪ :‬شغل الناس يومئذ عن النظر‪ ،‬وسموا بأبصارهم موقوفين‪،‬‬
‫ل يأكلون ول يشربون‪ ،‬شاخصين بأبصارهم إلى السماء أربعين سنة‪،‬‬
‫فمنهم من يبلغ العرق قدميه‪ ،‬ومنهم من يبلغ ساقيه‪ ،‬ومنهم من يبلغ‬
‫بطنه‪ ،‬ومنهم من يلجمه العرق من طول الوقوف‪ ،‬ثم يرحم الله من‬
‫بعد ذلك العباد‪ ،‬فيأمر الله الملئكة المقربين فيحملون عرشه من‬
‫السموات إلى الرض‪ ،‬حتى يوضع عرشه في أرض بيضاء لم يسفك‬
‫عليها دم‪ ،‬ولم تعمل فيها خطيئة‪ ،‬كأنها الفضة البيضاء‪ ،‬ثم تقوم‬
‫الملئكة حافين من حول العرش‪ ،‬وذلك أول يوم نظرت عين إلى‬
‫لنس‪،‬‬ ‫الله‪ ،‬فيأمر مناديا ً فينادي بصوت يسمعه الثقلن من الجن وا ِ‬

‫‪355‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أين فلن فلن بن فلن بن فلن? فيشرئب الناس لذلك الصوت‪،‬‬


‫ويخرج ذلك المنادي من الموقف‪ ،‬فيعرفه الله للناس ثم يقال تخرج‬
‫معه حسناته‪ ،‬يعرف الله أهل الموقف بتلك الحسنات‪ ،‬فإذا وقف‬
‫بين يدي رب العالمين‪ ،‬قيل أين أصحاب المظالم فيجيبون رج ً‬
‫ل‪،‬‬
‫فيقال لكل واحد منهم أظلمت فلنا ً لكذا وكذا? فيقول‪ :‬نعم يا رب‪،‬‬
‫فذلك اليوم الذي تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا‬
‫يعملون‪ ،‬فتؤخذ حسنات الظالم فتدفع إلى من ظلمه‪ ،‬ثم ل دينار ول‬
‫درهم‪ ،‬إل أخذ من الحسنات‪ ،‬ورد من السيئات‪ ،‬فل يزال أصحاب‬
‫المظالم يستوفون من حسنات الظالم حتى ل تبقى له حسنة‪ ،‬ثم‬
‫يقوم من بقي ممن لم يأخذ شيئا ً فيقولون‪ :‬ما بال غيرنا استوفى‬
‫ومنعنا فيقال لهم‪ :‬ل تعجلوا‪ ،‬فيؤخذ من سيئاتهم فترد عليه‪ ،‬حتى ل‬
‫يبقى أحد ظلمه بمظلمة‪ ،‬فيعرف الّله أهل الموقف أجمعين ذلك‪،‬‬
‫فإذا فرغ من حساب الظالم قيل‪ :‬ارجع إلى أمك الهاوية‪ ،‬فإنه ل‬
‫ظلم اليوم إن الله سريع الحساب‪ ،‬ول يبقى يومئذ ملك‪ ،‬ول نبي‬
‫مرسل‪ ،‬ول صديق‪ ،‬ول شهيد‪ ،‬إل ظن لما رآه من شدة الحساب أنه‬
‫ل ينجو‪ ،‬إل من عصمه الله عز وجل"‪.‬‬
‫هذا حديث غريب من هذا الوجه‪ ،‬ولبعضه شتتاهد فتتي الصتتحيح كمتتا‬

‫سيأتي بيانه قريبًا‪ ،‬إن شاء الله‪ ،‬وبه الثقة‪ ،‬وعليه التكلن‪.‬‬

‫لنسان يبعث يوم القيامة في ثياب عمله من خير أو‬


‫ا ِ‬

‫شر‬

‫قال الحافظ‪ :‬فأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنتتا‬

‫محمد عبد الله بن إسحاق بن الخرساني المعدل‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن‬

‫‪356‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫القاسم القاضي‪ ،‬أخبرنا ابن أبي مريم‪ ،‬أخبرنا يحيى بتتن أيتتوب‪ ،‬عتتن‬

‫ابن الهاد‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم‪ ،‬عتتن أبتتي ستتلمة‪ ،‬عتتن أبتتي ستتعيد‬

‫الخدري‪ ،‬أنه لما حضره الموت دعا بثيتتاب جديتتدة فلبستتها‪ ،‬ثتتم قتتال‬

‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬إن المسلم يبعتتث‬

‫فتتتتتتتتتتتتي ثيتتتتتتتتتتتتابه التتتتتتتتتتتتتي يمتتتتتتتتتتتتوت فيهتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫فهذا حديث رواه أبو داود في كتاب السنن‪ ،‬عتتن الحستتن بتتن علتتي‪،‬‬

‫عتتتتتتتتتتتتتتتتتن ابتتتتتتتتتتتتتتتتتن أبتتتتتتتتتتتتتتتتتي مريتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫ثتتم شتترع التتبيهقي يجيتتب عتتن هتتذا الحتتديث لمعارضتتته الحتتاديث‬

‫المتقدمة في بعث الناس حفاة عراة غرل ً بثلثة أجوبة‪ :‬أحتتدها‪ :‬أنهتتا‬

‫تبلى بعد قيامهم من قبورهم‪ ،‬فإذا وافوا الموقف يكونون عتتراة‪ ،‬ثتتم‬

‫يلبستتتتتتتتتتتتتتتون متتتتتتتتتتتتتتتن ثيتتتتتتتتتتتتتتتاب الجنتتتتتتتتتتتتتتتة‪.‬‬

‫ي النبيتاء ثتم الصتديقون ثتم متن بعتدهم علتى‬


‫الثتاني‪ :‬أنته إذا كست َ‬

‫مراتبهم‪ ،‬فتكون كسوة كل إنسان من جنس ما يمتتوت فيتته‪ ،‬ثتتم إذا‬

‫دخلتتتتتتتتوا الجنتتتتتتتتة لبستتتتتتتتوا متتتتتتتتن ثيتتتتتتتتاب الجنتتتتتتتتة‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬أن المراد بالثياب هاهنا العمال‪ ،‬أي يبعث في أعمتتاله التتتي‬

‫‪357‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وى ذ َل ِت َ‬
‫ك‬ ‫س الت ّْقت َ‬
‫مات فيها من خيتتر أو شتتر قتتال اللته تعتالى‪َ" :‬ولَبتا ُ‬

‫خ ي ْتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتٌر"‪.‬‬
‫َ‬

‫ك فَط َّهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتْر"‪.‬‬
‫وقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال‪َ" :‬وثَياَبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬

‫قال قتادة‪ :‬عملك فأخلصه‪ .‬ثم استشهد البيهقي علتتى هتتذا الجتتواب‬

‫الخير بما رواه مسلم من حديث العمتتش‪ ،‬عتتن أبتتي ستتفيان‪ ،‬عتتن‬

‫جابر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يبعتتث كتتل عبتتد‬

‫علتتتتتتتتتتتتتتتتتى متتتتتتتتتتتتتتتتتا متتتتتتتتتتتتتتتتتات عليتتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫قال‪ :‬وروينا عن فضالة بن عبيد‪ ،‬عتن رستول اللته صتلى اللته عليته‬

‫وسلم أنه قال‪" :‬من مات على مرتبة من هذه المراتب بعتتث عليهتتا‬

‫يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوم القيامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫وقد قال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا أحمتتد بتتن إبراهيتتم بتتن كتتثير‪،‬‬

‫حدثنا زيد بتتن الحبتتاب‪ ،‬عتتن معاويتتة بتتن صتتالح‪ ،‬أختتبرني ستتعيد بتتن‬

‫هانىء‪ ،‬عن عمرو بن الستتود‪ ،‬قتتال‪ :‬أوصتتاني معتتاذ بتتامرأته وختترج‪،‬‬

‫فماتت‪ ،‬فدفناها‪ ،‬فجاءنا وقد رفعنا أيتتدينا متتن دفنهتتا فقتتال‪ :‬فتتي أي‬

‫شيء هيأتموها? قلنا‪ :‬في ثيابها‪ ،‬فأمر بها فنبشت‪ ،‬وكفنها فتتي ثيتتاب‬

‫‪358‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جتتدد وقتتال‪ :‬أحستتنوا أكفتتان موتتتاكم‪ ،‬فتتإنهم يحشتترون فيهتتا"‪.‬‬

‫وقال أيضًا‪ :‬حتتدثني محمتتد بتتن الحستتين‪ ،‬حتتدثنا يحيتتى بتتن إستتحاق‪،‬‬

‫أخبرنا إسحاق بن سيار بن نصتر‪ ،‬عتتن الوليتتد بتن متروان‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫عباس‪ ،‬قال‪ :‬يحشر الموتى في أكفانهم‪ ،‬وكذا روي عن أبي العاليتتة‪،‬‬

‫وعن أبي صالح المزي‪ ،‬قال‪ :‬بلغني أنهم يخرجون متتن قبتتورهم فتتي‬

‫أكفان ذميمة‪ ،‬وأبدان بالية‪ ،‬متغيرة وجوههم‪ ،‬شعثة رؤوستتهم‪ ،‬نهكتتة‬

‫أجسامهم‪ ،‬طائرة من صدورهم وحناجرهم‪ ،‬ل يتتدري القتتوم متتأواهم‬

‫إل عند انصرافهم من الموقف‪ ،‬فيصرف بهم إلتتى الجنتتة‪ ،‬أو يصتترف‬

‫بهم إلى النار‪ ،‬ثم صاح بأعلى صوته‪ :‬واستتوء منصتترفاه إن أنتتت لتتم‬

‫تغمتتدنا منتتك برحمتتة واستتعة!! لقتتد ضتتاقت صتتدورنا متتن التتذنوب‬

‫العظام‪ ،‬والجرائم التي ل غافر لها غيرك‪.‬‬

‫مة بعض ما ورد من آيات‬ ‫ذكر شيء من َأهوال َيوم ال ِ‬


‫قَيا َ‬

‫الكتاب المبين‬

‫ومئ ِذٍ‬ ‫ي يَ ْ‬ ‫ماُء فَهِ َ‬ ‫س َ‬‫ت ال ّ‬ ‫شّق ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬


‫واقَِعة َوان ْ َ‬ ‫مئذ وقعَ ِ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬فَي َوْ َ‬
‫ة‬
‫مان ِي َ ٌ‬‫ومئ ِذٍ ث َ َ‬
‫م يَ ْ‬‫وقهُ ْ‬ ‫ش َرب ّ َ‬
‫ك فَ ْ‬ ‫ل عَْر َ‬ ‫م َ‬ ‫ك عَلى أرجائ َِها َوي ْ‬
‫ح ِ‬ ‫َواهَِية‪َ ،‬والمل َ ُ‬

‫‪359‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خافَِية"‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫مْنك ْ‬ ‫خَفى ِ‬ ‫ن ل َ تَ ْ‬ ‫ضو َ‬ ‫مئ ِذٍ ت ُعَْر ُ‬ ‫"ي َوْ َ‬


‫م‬
‫ريب‪ ،‬ي َوْ َ‬ ‫ن قَ ِ‬ ‫كا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫مَناِدي ِ‬ ‫م ي َُناِدي ال ُ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬واستمعْ ي َوْ َ‬
‫ت‬ ‫مي ُ‬ ‫حيي وَن ُ ِ‬ ‫ن نُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫خُروج إ ِّنا ن َ ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ك ي َوْ ُ‬ ‫ة ِباْلحق ذ َل ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫صي ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬ ‫يَ ْ‬
‫شر عَل َي َْنا‬ ‫ح ْ‬ ‫ك َ‬ ‫سراعا ً ذ َل ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ض عَن ْهُ ْ‬ ‫شّققُ الْر ُ‬ ‫م تَ َ‬ ‫صير‪ ،‬ي َوْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫وإل َي َْنا ال ْ َ‬
‫سيٌر"‪.‬‬ ‫يَ ِ‬
‫ذابا ً أِليما ً‬ ‫ذا غصةٍ وَعَ َ‬ ‫حيمًا‪ ،‬وَط ََعاما ً َ‬ ‫ج ِ‬ ‫كال ً وَ َ‬ ‫ن لديَنا أن ْ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫ل" إلى قوله‪:‬‬ ‫مهي ً‬ ‫ل ك َِثيبا ً َ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫كان َ ِ‬ ‫ف الْرض َواْلجَبال وَ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ت َْر ً‬ ‫ي َوْ َ‬
‫من َْفطر‬ ‫ماُء ُ‬ ‫س َ‬ ‫ن شيبا ً ال ّ‬ ‫دا َ‬ ‫ل ال ْوِل ْ َ‬ ‫جع َ ُ‬ ‫وما ً ي َ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن إن ك ََفْرت ُ ْ‬ ‫"فَك َْيفت تت َُقو َ‬
‫م ي َل ْب َُثوا إل ّ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫كأ ْ‬ ‫م َ‬ ‫شُرهُ ْ‬ ‫م يح ُ‬ ‫ل" وقال تعالى‪َ" :‬ويوْ َ‬ ‫مْفُعو ً‬ ‫عده َ‬ ‫ن وَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ب ِهِ َ‬
‫ذبوا ب ِل َِقاِء الل ّهِ وَ َ‬
‫ما‬ ‫نك ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫سَر ال ّ ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫م قد َ‬ ‫ن ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ن الن َّهارِ ي َت ََعارفو َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ساعَ ً‬ ‫َ‬
‫دين"‪.‬‬ ‫مْهت ِ‬ ‫كاُنوا ُ‬ ‫َ‬
‫م فل َ ْ‬
‫م‬ ‫شْرَناهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ض َبارَِزةً وَ َ‬ ‫ل وََترى الْر َ‬ ‫جبا َ‬ ‫سي ُّر ال ْ ِ‬ ‫م نُ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫خل َْقناك ْ‬
‫م‬ ‫ما َ‬ ‫موَنا ك َ َ‬ ‫جئ ْت ُ ُ‬ ‫ضوا عََلى ربك صّفا ً ل ََقد ْ ِ‬ ‫حدا ً وَعُرِ ُ‬ ‫مأ َ‬ ‫مْنه ْ‬ ‫نَغادْر ِ‬
‫ب فَت ََرى‬ ‫ضعَ ال ْك َِتا ُ‬ ‫عدا ً وَوُ ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل َلك ْ‬ ‫جع َ َ‬ ‫نن ْ‬ ‫م أل ّ ْ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫ل َزعَ ْ‬ ‫مّرةٍ ب َ ْ‬ ‫ل ً‬ ‫أو ّ َ‬
‫ب لَ‬ ‫ذا الك َِتا ِ‬ ‫ما ل ِهَ َ‬ ‫ن َيا وَي ْل َت ََنا َ‬ ‫ما ِفيهِ وَي َُقوُلو َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫شِفِقي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫مي َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م‬‫ضرا ً وَل َ ي َظ ْل ِ ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫مُلوا َ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫جدوا َ‬ ‫ها وَوَ َ‬ ‫صا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ي َُغادُر صِغيرةً وَل َ ك َِبيَرةً إ ِل ّ أ ْ‬
‫حدًا"‪.‬‬ ‫كأ َ‬ ‫َرب ّ َ‬
‫م‬
‫ضُتة َيو َ‬ ‫ميعا ً قَب ْ َ‬ ‫ضج ِ‬ ‫ه حقَ قد ْرِهِ َوالْر ُ‬ ‫ما قد َُروا الل ّ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَ َ‬
‫ن‬
‫ركو َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫ه وَت ََعاَلى عً ّ‬ ‫حان َ ُ‬ ‫مينيه سب ْ َ‬ ‫ت بي َ ِ‬ ‫مط ْوِّيا ٌ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ُ‬ ‫سم َ‬ ‫مةِ َوال ّ‬ ‫ال ِْقيا َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ن في الْرض إل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫موا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن في ال ً‬ ‫م ْ‬ ‫صورِ َفصعِقَ َ‬ ‫خ في ال ّ‬ ‫وَن ُِف َ‬
‫ض‬‫شَرَقت الْر ُ‬ ‫ن وأ ْ‬ ‫ظزو َ‬ ‫م قَِيام ي َن ْ ُ‬ ‫ذا هُ ْ‬ ‫خَرى فَإ ِ َ‬ ‫خ ِفيهِ أ ْ‬ ‫م ن ُِف َ‬ ‫شاء الله ث َ‬ ‫َ‬
‫حق‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ي ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫داِء وَقُ ِ‬ ‫ن َوالشهَ َ‬ ‫ب َوجيَء ِبالن ّب ِّيي َ‬ ‫ضعَ الك َِتا ُ‬ ‫ب ُِنورِ ربَها وَوُ ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ما َيفعُلو َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫هو أعْل َ ُ‬ ‫ت وَ ُ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫كل ن َْفس َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ن وَوُفّي َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫م ل ي ُظ ْل َ ً‬ ‫وَهُ ْ‬
‫مئذ وَل َ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫صورِ َفل أنساب ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫خ في ال ّ‬ ‫ذا ن ُِف َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فإ ِ َ‬
‫ت‬‫خّف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫حو َ‬ ‫مْفل ِ ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫واِزينه َفأولِئك هُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫ن ث َُقل َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ساَءُلو َ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫دون"‪.‬‬ ‫خال ُ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ ْ‬ ‫سُروا أنفسهم في َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه فأْولئك ال ِ‬ ‫واِزين ُ ُ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫كال ْعِْهن وَل َ‬ ‫ل َ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫مْهل وَت َ ُ‬ ‫كال ْ ُ‬ ‫ماُء َ‬ ‫س َ‬ ‫م تكون ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫ب‬‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫م َلو ي َْفت َ ِ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م يود ّ ال ُ‬ ‫ميما ً ُيبصرون َهُ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫م َ‬ ‫مي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل َ‬ ‫َيسأ ُ‬
‫ن في الْرض‬ ‫م ْ‬ ‫صيل َت ِهِ اّلتي ُتؤِويهِ وَ َ‬ ‫خيهِ وفَ ِ‬ ‫حبت ِهِ وأ ِ‬ ‫مئ ِذٍ ب ِب َِنيهِ وصا ِ‬ ‫ي َوْ َ‬

‫‪360‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن أد ْب ََر وَت َوَّلى‬ ‫م ْ‬ ‫عو َ‬ ‫وى ت َد ْ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ة ِلل ّ‬ ‫ظى ن ََزاعَ ً‬ ‫جيه كل إ ِن َّها ل َ َ‬ ‫م ي ُن ْ ِ‬ ‫ميعا ً ث ُ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫َ‬
‫عى"‪.‬‬ ‫معَ َفأوْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫وَ َ‬
‫ه‬
‫خيه َوأمهِ وأِبي ِ‬ ‫نأ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مْرُء ِ‬ ‫فر ال َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫ة ي َوْ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫صا ّ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫جاَء ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬فإ َ‬
‫مِئذ‬ ‫ن ي ُغِْنيهِ ُوجوه ي َوْ َ‬ ‫شأ ٌ‬ ‫مئ ِذٍ َ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫من ْهً ْ‬ ‫ريٍء ِ‬ ‫م ِ‬ ‫كل ا ْ‬ ‫حب َت ِهِ وَب َِنيهِ ل ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫وَ َ‬
‫مئ ِذٍ عَل َي َْها غَب ََرةٌ ت َْرهَُقَها قَت ََرةٌ‬ ‫جوهٌ ي َوْ َ‬ ‫شَرةٌ وَوُ ُ‬ ‫ستب ِ‬ ‫ةم ْ‬ ‫حك َ ٌ‬ ‫ضا ِ‬ ‫مسِفرة َ‬ ‫ُ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫جَر ُ‬ ‫م ال ْك ََفَرةُ ال َْف َ‬ ‫ك هُ ُ‬ ‫أولئ ِ َ‬
‫ما‬‫ن َ‬ ‫سا ُ‬ ‫م ي َت َذ َك ُّر ال ِن ْ َ‬ ‫ة الك ُب َْرى ي َوْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫طا َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫جاء ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فَإ ِ َ‬
‫ن‬‫حَياة الد ّن َْيا فَإ ِ ّ‬ ‫ن ط ََغى َوآث ََر ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ي ََرى َفأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫مل َ‬ ‫حي ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت ال َ‬ ‫سَعى وَب ُّرَز ِ‬ ‫َ‬
‫وى‬ ‫عن الهَ َ‬ ‫س َ‬ ‫م َرب ّهِ وَن ََهى الن ّْف َ‬ ‫مَقا َ‬ ‫ف َ‬ ‫خا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬ ‫مأَوى وأ ّ‬ ‫ي ال َ‬ ‫حيم هِ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ال َ‬
‫ت‬‫م أن ْ َ‬ ‫ها ِفي َ‬ ‫سا َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫عن الساعَةِ أّيا َ‬ ‫ك َ‬ ‫سأُلون َ َ‬ ‫مأَوى ي َ ْ‬ ‫ي ال َ‬ ‫َ‬ ‫ة هِ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫فَإ ِ ّ‬
‫َ‬
‫م‬‫م ي َوْ َ‬ ‫ها ك َأن َهُ ْ‬ ‫شا َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫من ْن ُِر َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ما أن َ‬ ‫ها إ ِن ّ َ‬ ‫من ْت ََها َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ها ِإلى َرب َ‬ ‫ن ذِك َْرا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ها"‪.‬‬ ‫حا َ‬ ‫ض َ‬ ‫ة أو ْ ُ‬ ‫شي ً‬ ‫م ي َْلبثُئوا إ ِل ّ عَ ِ‬ ‫ي ََروَْنها ل َ ْ‬
‫صّفا ً‬ ‫ك َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ك َوال ْ َ‬ ‫جاَء َرب ّ َ‬ ‫دكا ً دك ّا ً وَ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ت الْر ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬كل ِإذا د ُك ّ ِ‬
‫ل‬‫ه الذ ّك َْرى ي َُقو ُ‬ ‫ن وأّنى ل َ ُ‬ ‫سا ُ‬ ‫مئ ِذٍ ي َت َذ َك ُّر ال ِن ْ َ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫مئ ِذٍ ب ِ َ‬ ‫جيَء ي َوْ َ‬ ‫صّفا ً وَ ِ‬ ‫َ‬
‫حد ٌ وَل َ يوثق وََثاقَ ُ‬
‫ه‬ ‫هأ َ‬ ‫ذاب َ ُ‬ ‫ب عَ َ‬ ‫مئ ِذٍ ل َ ي ُعَذ ّ ُ‬ ‫حَياِتي فَي َوْ َ‬ ‫ت لِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫َيا ل َي ْت َِني قد ّ ْ‬
‫ة‬
‫ضي َ ً‬ ‫مْر ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ك َراضي ّ ً‬ ‫جِعي ِإلى رب ّ ِ‬ ‫ة اْر ِ‬ ‫مئ ِن ّ ُ‬ ‫مط ْ َ‬ ‫س ال ْ ُ‬ ‫حد ٌ َيا أي ّت َُها الن َْف ُ‬ ‫أ َ‬
‫جن ِّتي"‪.‬‬ ‫خِلي َ‬ ‫عَباِدي َواد ِ‬ ‫خلي في ِ‬ ‫فاد ْ ُ‬
‫مل َ ٌ‬
‫ة‬ ‫عا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫شع َ ٌ‬ ‫خا ِ‬ ‫مِئذ َ‬ ‫جوة ي َوْ َ‬ ‫شي َةِ وُ ُ‬ ‫ث ال َْغا ِ‬ ‫دي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ل أَتا َ‬ ‫قال تعالى‪" :‬هَ ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م إ ِل ّ ِ‬ ‫م ط ََعا ٌ‬ ‫س ل َهُ ْ‬ ‫ن عَْين آن ِي َةٍ ل َي ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫سَقى ِ‬ ‫ة تُ ْ‬ ‫مي ً‬ ‫حا ِ‬ ‫ة َتصَلى َنارا ً َ‬ ‫صب َ ٌ‬ ‫َنا ِ‬
‫سعْي َِها‬ ‫ة لِ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫مئ ِذٍ َنا ِ‬ ‫جوهٌ ي َوْ َ‬ ‫جوع وَوُ ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن وَل َ ي ُغِْني ِ‬ ‫م ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ريع ل َ ي ُ ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫َ‬
‫سُرٌر‬ ‫ة ِفيَها ُ‬ ‫جاري ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫ة ِفيها عَي ْ ٌ‬ ‫معُ ِفيَها ل َِغي َ ً‬ ‫س َ‬ ‫عاِليةٍ ل َ ت َ ْ‬ ‫جّنة َ‬ ‫ة في َ‬ ‫ضي ٌ‬ ‫َرا ِ‬
‫َ‬
‫ة أفل َ‬ ‫مب ُْثوث َ ٌ‬ ‫ي َ‬ ‫ة وََزَراب ِ ّ‬ ‫صفوفَ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫مارِقُ َ‬ ‫ة وَن َ َ‬ ‫ضوع ٌ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫وا ٌ‬ ‫ة وَأك ْ َ‬ ‫مْرُفوعَ ٌ‬ ‫َ‬
‫ت"‪.‬‬ ‫خل َِق ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن إ َِلى ال ِِبل ك َي ْ َ‬ ‫ي َن ْظ ُُرو َ‬
‫ة‬
‫ة َرافعَ ٌ‬ ‫ض ٌ‬ ‫خافِ َ‬ ‫ة َ‬ ‫كاذِب َ ٌ‬ ‫س ل ِوَقْعَت َِها َ‬ ‫واقَِعة ل َي ْ َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ذا وَقَعَ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ َ‬
‫م‬‫من ْب َث ّا ً وَك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ت هََباء ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫سا فَ َ‬ ‫ل بَ ّ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫جا وَب ُ ّ‬ ‫ض َر ّ‬ ‫ت الْر ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ذا ُر ّ‬ ‫إِ َ‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫شأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫مَنة وأ ْ‬ ‫مي ْ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫من َةِ َ‬ ‫مي ْ َ‬ ‫ب ال َ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫أْزَواجا ً ث َل ََثة َفأ ْ‬
‫ن في‬ ‫ك اْلمَقّرُبو َ‬ ‫ن أولئ ِ َ‬ ‫ساِبقو َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ساب ُِقو َ‬ ‫مةِ وال ّ‬ ‫شأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫َ‬
‫ت الن ِّعيم"‪.‬‬ ‫جّنا ِ‬ ‫َ‬
‫ثم ذكر جزاء كل من هذه الصناف الثلثة عند احتضارهم‪ ،‬كما ذكرنا‬

‫‪361‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫في تفسيرآخر هذه السور الكريمة‪.‬‬


‫شعا ً‬ ‫خ ّ‬ ‫كر ُ‬ ‫يٍء ن ُ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫داع ِإلى َ‬ ‫م يدع ال ّ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ل عَن ْهُ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فَت َوَ ّ‬
‫َ‬
‫ن إ َِلى‬ ‫مهْط ِِعي َ‬ ‫من َْتشر ُ‬ ‫جَراد ُ‬ ‫م َ‬ ‫كأن ّهُ ْ‬ ‫ث َ‬ ‫دا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ال َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫جو َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫صاُرهُ ْ‬ ‫أب ْ َ‬
‫سٌر"‪.‬‬ ‫م عَ ِ‬ ‫ذا ي َوْ َ‬ ‫نه َ‬ ‫كافُِرو َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫داع ي َُقو ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ت وَ َبرُزوا ل ِل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫وا ُ‬ ‫سم َ‬ ‫ض غَي َْر الْرض َوال ّ‬ ‫ل الْر ُ‬ ‫م ُتبد ّ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫حد اْلقّهار وَت ََرى الم ْ‬
‫سَراِبيله ْ‬ ‫ن في الصَفادِ َ‬ ‫مئ ِذٍ مقّرِني َ‬ ‫مْين ي َوْ َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ال َ‬
‫ت‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫ل ن َْفس َ‬ ‫ه كً ّ‬ ‫م الّنار ل َِيجزِيَ الل ّ ُ‬ ‫جوهَهُ ُ‬ ‫شى وُ ُ‬ ‫ن قَط َِران وَت َغْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫هو‬ ‫ما ُ‬ ‫موا أن ّ َ‬ ‫ذا ب َل َغٌ ِللّناس َولي ُن ْذ َُروا ب ِهِ َولي َعْل َ ُ‬ ‫ب هَ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ريعُ ال ْ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫إِ ّ‬
‫َ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫حد ٌ َوليذ ّك َّر أوُلوا الل َْبا ِ‬ ‫ه َوا ِ‬ ‫ِإل ٌ‬
‫مرِهِ عََلى‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫قي الّرو َ‬ ‫ت ذو الَعرثس ي ُل ْ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬رِفيعُ الد َّر ِ‬
‫خَفى عََلى‬ ‫ن ل َ يَ ْ‬ ‫هم َبارُزو َ‬ ‫م ُ‬ ‫لق يو َ‬ ‫م الت ّ َ‬ ‫عَباده ل ِي ُذَِر ي َوْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شاُء ِ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫م ُتجَزى ك ّ‬ ‫ْ‬
‫حدِ الَقّهارِ الي َوْ َ‬ ‫ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫ْ‬
‫م ل ِلهِ ال َ‬ ‫ّ‬ ‫ملك الي َوْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫من ل ُ‬ ‫شيْء ل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫اللهِ ِ‬ ‫ّ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ريعُ ال ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫م ال ْي َوْ َ‬ ‫ت ل َ ظ ُل ْ َ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ن َْفس بما ك َ َ‬
‫ن‬‫مي َ‬ ‫كاظ ِ ِ‬ ‫جرِ َ‬ ‫حَنا ِ‬ ‫دى ال َ‬ ‫ب لَ َ‬ ‫م الزِفَةِ ِإذ ال ُْقُلو ُ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬وأنذِْرهُ ْ‬
‫خِفي‬ ‫ما ت ُ ْ‬ ‫ة العُْين وَ َ‬ ‫خائ ِن َ َ‬ ‫م َ‬ ‫طاعُ ي َعْل َ ُ‬ ‫شِفيع ي ُ َ‬ ‫ميم وَل َ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫مين ِ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ما ِلل ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ضو َ‬ ‫ن دونهِ ل ي َْق ُ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫حق وال ِ‬ ‫ضي ِبال َ‬ ‫ْ‬ ‫ه ي َْق ِ‬ ‫ّ‬
‫صدوُر َوالل ُ‬ ‫ال ُ‬
‫صيُر"‪.‬‬ ‫ميعُ الب َ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ه هُوَ ال ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫يٍء إ ِ ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫بِ َ‬
‫يٍء‬ ‫ش ْ‬ ‫كل َ‬ ‫سع َ ُ‬ ‫ه إ ِل ّ هُوَ وَ ِ‬ ‫ذي ل َ ِإل َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ما ِإلهُك ُ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِن ّ َ‬
‫ن ل َد ُّنا‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫سب َقَ وَقَد ْ آت َي َْنا َ‬ ‫ما قَد ْ َ‬ ‫ن أن َْباِء َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ص عَل َي ْ َ‬ ‫ك ن َُق ّ‬ ‫كذل ِ َ‬ ‫عْلمًا‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ن ِفيَها‬ ‫خاِلدي َ‬ ‫مةِ وِْزرًا‪َ ،‬‬ ‫م الِقَيا َ‬ ‫ل ي َوْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ه فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ض عَن ْ ُ‬ ‫ن أعَْر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِذكرًا‪َ ،‬‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫شُر اْلم ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫صورِ وَن َ ْ‬ ‫خ في ال ّ‬ ‫م ي ُن َْف َ‬ ‫ل‪ ،‬ي َوْ َ‬ ‫م ً‬ ‫ح ْ‬ ‫مة ِ ِ‬ ‫م الِقَيا َ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ساَء ل َهُ ْ‬ ‫وَ ً‬
‫ما‬‫م بِ َ‬ ‫ن أعْل َ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫شرًا‪ ،‬ن َ ْ‬ ‫م إ ِل ّ عَ ْ‬ ‫ن ل َب ِث ْت ُ ْ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ن ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫خافَُتو َ‬ ‫مئذ ُزْرقًا‪ ،‬ي َت َ َ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫عن‬ ‫ك َ‬ ‫سأُلون َ َ‬ ‫ومًا‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫م إ ِل ّ ي َ ْ‬ ‫ن ل َب ِث ْت ُ ْ‬ ‫ة إِ ْ‬ ‫ريَق ً‬ ‫م طَ ِ‬ ‫مث َل ُهُ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ن إ ِذ ْ ي َُقو ُ‬ ‫ي َُقوُلو َ‬
‫صفًا‪ ،‬ل َ ت ََرى ِفيَها‬ ‫صْف َ‬ ‫ها َقاعا ً َ‬ ‫سفًا‪ ،‬فَي َذ َُر َ‬ ‫سُفَها َرّبي ن َ ْ‬ ‫ل ي َن ْ ِ‬ ‫ل فَُق ْ‬ ‫جَبا ِ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ت‬ ‫وا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ت ال ْ‬ ‫شع َ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ج لَ ُ‬ ‫عو َ َ‬ ‫ي لَ ِ‬ ‫داع َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مئ ِذٍ يت ِّبعو َ‬ ‫متًا‪ ،‬ي َوْ َ‬ ‫وجا ً وَل َ أ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ِ‬
‫ن لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ن أذِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة إ ِل ّ َ‬ ‫شَفاعَ ُ‬ ‫مِئذ ل َ ت َن َْفعُ ال ّ‬ ‫مسًا‪ ،‬ي َوْ َ‬ ‫معُ إ ِل ّ هَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫حمن فَل َ ت َ ْ‬ ‫ِللّر ْ‬
‫حي ُ‬ ‫ل‪ ،‬يعل َم ما بي َ‬
‫ن‬
‫طو َ‬ ‫م وَل َ ي ُ ِ‬ ‫خل َْفهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫ه قَوْ ً َ ْ ُ َ َ ْ َ‬ ‫يل ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن وََر ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫الّر ْ‬
‫مل ظ ُْلمًا"‪.‬‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫خا َ‬ ‫ي ال َْقّيوم وَقَد ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫جوهُ ِلل َ‬ ‫ت ال ْوُ ُ‬ ‫عْلمًا‪ ،‬وَعَن َ ِ‬ ‫ب ِهِ ِ‬
‫ن قَْبل ِأن‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما َرَزْقناك ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫فُقوا ِ‬ ‫مُنوا أن ْ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬يا أيَها ال ّ ِ‬

‫‪362‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن"‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫ظال ِ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ن هُ ُ‬ ‫كاِفرو َ‬ ‫ة َوال َ‬ ‫شَفاعَ ٌ‬ ‫ة وَل َ َ‬ ‫وم ل ب َي ْعٌ ِفيهِ وَل َ خل ّ ٌ‬ ‫َيأتي ي َ ْ‬
‫ل ن َْفس‪،‬‬ ‫م ت ُوَّفى ك ُ ّ‬ ‫ن ِفيهِ إ َِلى الل ّهِ ث ّ‬ ‫جُعو َ‬ ‫وما ً ت ُْر َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬واتقوا ي َ ْ‬
‫سوَد ّ‬ ‫جوهٌ وَت َ ْ‬ ‫ض وُ ُ‬ ‫م ت َب ْي َ ّ‬ ‫ن"‪ .‬وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬ ‫مو َ‬ ‫م ل َ ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫ت وَهُ ْ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫َ‬
‫ذوُقوا‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫مف ُ‬ ‫مان ِك ْ‬ ‫م ب َعْد َ ِإي َ‬ ‫م أكَفْرت ُ ْ‬ ‫جوهُهُ ْ‬ ‫ت وُ ُ‬ ‫سوَد ّ ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ِ‬ ‫وجوه فَأ ّ‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م َففي َر ْ‬ ‫جوهُهُ ْ‬ ‫ت وُ ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫ن اب ْي َ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫ن‪َ ،‬وأ ّ‬ ‫م ت َك ُْفُرو َ‬ ‫ما كن ْت ُ ْ‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫العَ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫خاِلدو َ‬ ‫م ِفيَها َ‬ ‫الل ّهِ هُ ْ‬
‫م‬
‫ل ي َوْ َ‬ ‫ما غَ ّ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫ل َيأ ِ‬ ‫ن ي َغْل ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ي أن َيغ ّ‬ ‫ن ل ِن َب ِ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ل َ ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫ت وَهُ ْ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫ل ن َْفس َ‬ ‫م ت ُوَّفى ك ُ ّ‬ ‫مة ِ ث ُ ّ‬ ‫الِقَيا َ‬
‫م‬‫سه ِ ْ‬ ‫ن أن ُْف َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫شِهيدا ً عَل َي ْهِ ْ‬ ‫مة ٍ َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫ث في ك ّ‬ ‫م ن َب ْعَ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫ي ءٍ‬
‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ب ت ِب َْيانا ً ِلك ّ‬ ‫ك ال ْك َِتا َ‬ ‫هؤل َِء ون َّزل َْنا عَل َي ْ َ‬ ‫شِهيدا ً عََلى َ‬ ‫ك َ‬ ‫جئ َْنا ب ِ َ‬ ‫وَ ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شَرى ل ِل ْ ُ‬ ‫ة وب ُ ْ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫دى وَر ْ‬ ‫وَهُ َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬ ‫م ل َ يؤذ ُ‬ ‫شِهيدا ً ث ً ّ‬ ‫مة َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫من ك ّ‬ ‫م ن َب َْعث ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫موا ال ْعَ َ‬ ‫َ‬
‫ف‬‫خّف ُ‬ ‫ب فَل َ ي ُ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ذا َرأى ال ّ ِ‬ ‫ست َعَْتبونَ‪،‬وَإ ِ َ‬ ‫هم ي ُ ْ‬ ‫ك ََفُروا وَل َ ُ‬
‫م َقالوا َرب َّنا‬ ‫شَر َ‬ ‫شَركوا ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫عَنهم ول َ هُم ينظ َرون‪ ،‬وإ َ َ‬
‫كاَءهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ذا َرأى ال ِ‬ ‫ْ ُْ ُ َ َِ‬ ‫ُْ ْ َ‬
‫م‬‫ل إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫م ال َْقو َ‬ ‫وا إ ِل َْيه ُ‬ ‫ك َفأل َْق ْ‬ ‫ن دون َ‬ ‫م ْ‬ ‫عوا ْ ِ‬ ‫ن ك ُّنا ن َد ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫كاؤَنا ال ّ ِ‬ ‫شَر َ‬ ‫هؤلء ُ‬ ‫َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫كاُنوا ي َْفت َُرو َ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ل عَن ْهُ ْ‬ ‫م َوض ّ‬ ‫سل َ َ‬ ‫مِئذ ال ّ‬ ‫وا إ َِلى الل ّهِ َيو َ‬ ‫ن‪ ،‬وألَق ْ‬ ‫كاذُِبو َ‬ ‫لَ َ‬
‫ما‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫وق ال ْعَ َ‬ ‫ذابا ً فَ ْ‬ ‫م عَ َ‬ ‫سِبيل الل ّهِ زِد َْناهُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫دوا عَ ْ‬ ‫ن ك ََفُروا َوص ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫دو َ‬ ‫س ُ‬ ‫كاُنوا ي ُْف ِ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫مةِ ل َ َري ْ َ‬ ‫وم ال ِْقَيا َ‬ ‫م ِإلى ي َ ْ‬ ‫معَن ّك ُ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ه إ ِل ّ هُوَ ل َي َ ْ‬ ‫ه ل َ ِإل َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬الل ّ ُ‬
‫ديثًا"‪.‬‬ ‫فيه وم َ‬
‫ح ِ‬ ‫من الّله َ‬ ‫ن أصد َقُ ِ‬ ‫ِ ِ َ َ ْ‬
‫م‬ ‫ما أن ّك ُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مث َ‬ ‫حق ّ ِ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ماِء َوالْرض إ ِن ّ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ورب ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فَ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ت َن ْط ُِقو َ‬
‫عل ْ َ‬
‫م‬ ‫م َقاُلوا ل َ ِ‬ ‫جب ْت ُ ْ‬ ‫ذا أ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬ ‫ل فَي َُقو ُ‬ ‫س َ‬ ‫ه الّر ُ‬ ‫معُ الل ّ ُ‬ ‫ج َ‬‫م يَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫م الغُُيو ِ‬ ‫ت عًل ّ ُ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫ل ََنا إ ِن ّ َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫سِلي َ‬ ‫مْر َ‬ ‫سألن ال ْ ُ‬ ‫م َولن َ ْ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن أْر ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫سألن ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬فلن َ ْ‬
‫ت‬ ‫ن ث َُقل َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫حقّ فَ َ‬ ‫مئ ِذٍ ال ْ َ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫ن َوال ْوَْز ُ‬ ‫غائ ِِبي َ‬ ‫ما ك ُّنا َ‬ ‫م ب ِعِْلم وَ َ‬ ‫ن عَل َي ْهِ ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫فَل َن َُق ّ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫ه َفأْولئ ِ َ‬ ‫واِزين ُ‬ ‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫خّف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن‪ ،‬وَ َ‬ ‫مْفلحو َ‬ ‫م ال ُ‬ ‫ك هُ ُ‬ ‫ه َفأولئ ِ َ‬ ‫واِزين ُ ُ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫كاًنوا بآيات َِنا ي َظ ْل ِ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫سه ُ ْ‬ ‫سُروا أن ُْف َ‬ ‫خ ِ‬ ‫َ‬
‫ضرا ً‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫خْير ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫ل ن َْفس َ‬ ‫جد ك ُ ّ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫‪363‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫مدا ً ب َِعيدا ً وَُيحذ ُّرك ُ ُ‬ ‫هأ َ‬ ‫ن ب َي َْنها وَب َي ْن َ ُ‬ ‫سوء ت َوَد ّ َلو أ ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫ماعَ ِ‬ ‫وَ َ‬
‫ف بال ْعَِباد"‪.‬‬ ‫ه والّله َرؤو ٌ‬ ‫س ُ‬ ‫ن َْف َ‬
‫شرِقَْين‬ ‫ك ب ُعْد َ اْلم ْ‬ ‫ت ب َْيني وَب َي ْن َ َ‬ ‫ل َيا ل َي ْ َ‬ ‫جاَءَنا َقا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫ب‬‫ذا ِ‬ ‫م في اْلع َ‬ ‫م أن ّك ُ ْ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫م إ ِذ ْ ظ َل َ ْ‬ ‫م ال ْي َوْ َ‬ ‫ن ي َن َْفعَك ُ ُ‬ ‫ن وَل َ ْ‬ ‫ري ُ‬ ‫س ال َْق ِ‬ ‫فَب ِئ ْ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫كو َ‬ ‫شت َرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫م‬
‫كاَنك ْ‬ ‫م َ‬ ‫كوا َ‬ ‫شَر ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬ ‫م ن َُقو ُ‬ ‫ميعا ً ث ُ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫شُرهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫م إ ِّياَنا ي َْعبدون‪،‬‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫كاؤهُ ْ‬ ‫شَر َ‬ ‫ل ُ‬ ‫م وََقا َ‬ ‫م فََزي ّل َْنا ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫كاؤك ُ ْ‬ ‫شَر َ‬ ‫م وَ ُ‬ ‫أن ْت ُ ُ‬
‫ك‬‫ن‪ ،‬هَُنال ِ َ‬ ‫م ل ََغافِِلي َ‬ ‫عَباد َِتك ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن ك ُّنا عَ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫شهيدا ً ب َي ْن ََنا وَب َي َْنك ْ‬ ‫فَك ََفى ِبالل ّهِ َ‬
‫م‬‫ل عَن ْهُ ْ‬ ‫ض ّ‬ ‫حقّ وَ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫موْل َهُ ُ‬ ‫ت وَُردوا ْ ِإلى الل ّهِ َ‬ ‫سل ََف ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ل ن َْفس َ‬ ‫ت َْبلوا ْ ك ُ ّ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫كاُنوا ي َْفت َُرو َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫ن عََلى‬ ‫َ‬
‫سا ُ‬ ‫خَر َبل الن ْ َ‬ ‫م وَأ ّ‬ ‫ما قد ّ َ‬ ‫مئ ِذٍ ب ِ َ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫سا ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َُنبأ ال ِن ْ َ‬
‫ن‬‫ل ب ِهِ إ ِ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ك ل ِت َعْ َ‬ ‫سان َ َ‬ ‫ك ب ِهِ ل ِ َ‬ ‫حّر ْ‬ ‫مَعاِذيَرهُ ل َ ت ُ َ‬ ‫صيرةٌ وَل َوْ أل َْقى َ‬ ‫سه ِ ب َ ِ‬ ‫ن َْف ِ‬
‫َ‬
‫ه"‪.‬‬ ‫ذا قََرأَناهُ َفاّتبعْ قُْرآن َ ُ‬ ‫ه وَقُْرآَنه فَإ ِ َ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫عَل َي َْنا َ‬
‫م‬
‫ه ي َوْ َ‬ ‫ج لَ ُ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫طائ َِرهُ في عُن ُِقهِ وَن ُ ْ‬ ‫مَناهُ َ‬ ‫ن أل َْز ْ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ل إ ِن ْ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وك ُ ّ‬
‫م عَل َي ْ َ‬
‫ك‬ ‫ك ال ْي َوْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ك ك ََفى ب ِن َْف ِ‬ ‫شورا ً اقَْرأ ك َِتاب َ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫مة ك َِتابا ً ي َل َْقاهُ َ‬ ‫الِقَيا َ‬
‫سيبًا"‪.‬‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫موا‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ب فَي َُقو ُ‬ ‫ذا ُ‬ ‫م ال ْعَ َ‬ ‫م َيأِتيهِ ُ‬ ‫س ي َوْ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وأنذِرِ الّنا َ‬
‫ك ونتبع الرس َ َ‬
‫م َتكوُنوا‬ ‫ل أو ْ ل َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫عوت َ َ َ َ ّ‬ ‫ب دَ ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ب نُ ِ‬ ‫ري ٍ‬ ‫جل قَ ِ‬ ‫خْرَنا إ َِلى أ َ‬ ‫َرب َّنا أ ّ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫كن ال ّ ِ‬ ‫مسا ِ‬ ‫م في َ‬ ‫سك َن ْت ُ ْ‬ ‫ن َزوال‪ ،‬وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫أق َ‬
‫َ‬
‫م"‪.‬‬ ‫سه ُ ْ‬ ‫موا أْنف َ‬ ‫ظ َل َ ُ‬
‫زي ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫ة ت ُن ْ ِ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫ل ال َ‬ ‫مام وَن ُّز َ‬ ‫ماُء ِبال ْغَ َ‬ ‫س َ‬ ‫شّققُ ال ّ‬ ‫م تَ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫ن‬ ‫كا َ‬ ‫حمن وَ َ‬ ‫حقّ ِللّر ْ‬ ‫مئ ِذٍ ال َ‬ ‫ك ي َؤْ َ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م عََلى ي َد َي ْهِ َيقول َيا‬ ‫ظال ِ ُ‬ ‫ض ال ّ‬ ‫م ي َعَ ّ‬ ‫سيرًا‪ ،‬وَي َوْ َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ما ً عََلى ال ْ َ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫خِلي ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫لنا ً َ‬ ‫خذ ْ فُ َ‬ ‫م أت ّ ِ‬ ‫ل‪ ،‬يا وَي َْلتي َليت َِني ل َ ْ‬ ‫سِبي ً‬ ‫ل َ‬ ‫سو ِ‬ ‫معَ الّر ُ‬ ‫ذث َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ل َي ْت َِني ات ّ َ‬
‫ل"‪.‬‬ ‫ذو ً‬ ‫خ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن ل ِل ِن ْ َ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫كا َ‬ ‫جاَءِني وَ َ‬ ‫عن الذ ّك ْرِ ب َعْد َ إ ِذ ْ َ‬ ‫ل ََقد ْ َأضل ِّني َ‬
‫م‬ ‫وقال تعالى‪ :‬ويوم يحشرهُم وما يعبدون من دون الل ّه فَيقو ُ َ َ‬
‫ل أ أن ْت ُ ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ََ ْ َ َ ْ ُ ْ َ َ َْ ُ َ ِ ْ‬
‫عبادي هؤ َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ك َ‬ ‫حان َ َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ل َقاُلوا ُ‬ ‫سِبي َ‬ ‫ضّلوا ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫م هُ ْ‬ ‫لء أ ْ‬ ‫م ِ َ ِ‬ ‫ضل َل ْت ُ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫كم َ‬
‫حّتى‬ ‫م َ‬ ‫م وآَباَءهُ ْ‬ ‫مت ّعْت َهُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن أْولَياَء ولك ِ ْ‬ ‫ن دون َ ِ ْ‬ ‫م ْ‬‫خذ َ ِ‬ ‫ن ن َت ّ ِ‬ ‫ي َن ْب َِغي ل ََنا أ ْ‬
‫ما‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ما َتقولو َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ذبوك ُ ْ‬ ‫وما ً بورا ً فََقد ْ ك ً ّ‬ ‫كاُنوا قَ ْ‬ ‫َنسوا الذ ّك َْر وَ َ‬

‫‪364‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذابا ً ك َْبيرًا"‪.‬‬ ‫م ن ُذِْقه عَ َ‬ ‫مْنك ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َظ ْل ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫صرا ً وَ َ‬ ‫صْرفا ً وَل َ ن َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫طيُعو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫مئ ِذٍ‬ ‫ل ي َوْ َ‬ ‫ن وَي ْ ٌ‬ ‫م فَي َعْت َذُِرو َ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫ن وَل َ يؤذ َ ُ‬ ‫م ل َ ي َن ْط ُِقو َ‬ ‫ذا ي َوْ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ه َ‬
‫َ‬
‫م ك َي ْد ٌ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َوالّولين فَإ ِ ْ‬ ‫مْعناك ُ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫صل َ‬ ‫م ال َْف ْ‬ ‫ذا ي َوْ ُ‬ ‫نه َ‬ ‫مك َذ ِّبي َ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫كيدون"‪.‬‬ ‫فَ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مو َ‬ ‫م ت َْزعُ ُ‬ ‫ن كن ْت ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫كائ ِ َ‬ ‫شَر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل أي ْ َ‬ ‫م فَي َُقو ُ‬ ‫م ي َُناِديه ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫ل ربنا هؤلء ال ّذي َ‬
‫ما‬‫م كَ َ‬ ‫ن أغوينا أغوَي َْناهُ ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫م ال َْقو ُ ّ َ‬ ‫حقّ عَل َي ْهِ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫َقا َ‬
‫م‬
‫كاءك ْ‬ ‫عوا شئَر َ‬ ‫ل اد ْ ُ‬ ‫ن َوقي َ‬ ‫دو َ‬ ‫كاُنوا إ ِّياَنا ي َعْب ُ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ك َ‬ ‫غَوَي َْنا َتبّرأَنا إ َِلي َ‬
‫َ‬
‫م‬‫ن وَي َوْ َ‬ ‫كاُنوا ي َهَْتدو َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ل َوْ أن ّهُ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫م وََرأُوا العَ َ‬ ‫جيُبوا ل َهُ ْ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫م فَل َ ْ‬ ‫فَد َعَوْهُ ْ‬
‫َ‬
‫مئ ِذٍ‬ ‫م الن َْباُء ي َوْ َ‬ ‫ت عَل َي ْهِ ُ‬ ‫مي َ ْ‬ ‫ن كلم فَعَ ِ‬ ‫سِلي َ‬ ‫مْر َ‬ ‫م ال ُ‬ ‫جب ْت ُ ُ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬ ‫م فَي َُقو ُ‬ ‫يَناِديهِ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ساَءلو َ‬ ‫م ل َ ي َت َ َ‬ ‫فَهُ ْ‬
‫مئ ِذٍ‬ ‫ل ي َوْ َ‬ ‫ن وَي ْ ٌ‬ ‫ذرو َ‬ ‫م فَي َعْت َ ِ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫ن وَل َ ُيؤذ َ ُ‬ ‫م ل َ ي َن ْط ُِقو َ‬ ‫ذا ي َوْ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬هَ َ‬
‫ذبين"‪.‬‬ ‫ِللمك َ ّ‬
‫َأي ل ينطقون بحجة تنفعهم‪.‬‬
‫ن‪،‬‬‫ركي َ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ك ُّنا ُ‬ ‫ن َقاُلوا َوالل ّهِ َرب َّنا َ‬ ‫م إ ِل ّ أ ْ‬ ‫ن فِت ْن َت ُهُ ْ‬ ‫م ت َك ُ ْ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫وقوله‪" :‬ث ّ‬
‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫كانوا ي َْفَترو َ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ل عَن ْهُ ْ‬ ‫ض ّ‬ ‫م وَ َ‬ ‫سه ْ‬ ‫ف ك َذ َُبوا عََلى أن ُْف َ‬ ‫ان ْظ ُْر ك َي ْ َ‬
‫ن َلك ْ‬
‫م‬ ‫ما َيحِلفو َ‬ ‫ه كَ َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫حل ُِفو َ‬ ‫ميعا ً فَي َ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫م الله َ‬ ‫م ي َب َْعثهُ ُ‬ ‫وكذلك قوله‪" :‬ي َوْ َ‬
‫م ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫م عََلى َ‬ ‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫كاذُِبو َ‬ ‫م هُ ُ‬ ‫يٍء أل َ إ ِن ّهُ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫سُبون أن ّهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫فهل يكون في حال آخر? كما قال ابن عباس في جواب ذلك في‬
‫رواية البخاري عنه لمن سَأله عن مثل ذلك? وهكذا قوله تعالى‪:‬‬
‫ْ‬ ‫"وَأ َقْب َ َ‬
‫عن‬ ‫م ت َأُتون ََنا َ‬ ‫م ك ُْنت ْ‬ ‫ن َقاُلوا إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫ساءُلو َ‬ ‫م عََلى ب َْعض ي َت َ َ‬ ‫ضه ُ ْ‬ ‫ل ب َعْ ُ‬
‫طان‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م َْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ل ََنا عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫من ِي ْ َ‬ ‫كوُنوا مؤ ِ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫مين َقاُلوا ب َ ْ‬ ‫الي َ ِ‬
‫م إ ِّنا‬ ‫ن فَأغوَْيناك ُ ْ‬ ‫ذائ ُِقو َ‬ ‫ل ربَنا إ ِّنا ل َ َ‬ ‫حقّ عَل َي َْنا قَوْ ُ‬ ‫طاِغين فَ َ‬ ‫وما ً َ‬ ‫م قَ ْ‬ ‫ل ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫بَ ْ‬
‫ل‬‫ك ن َْفعَ ُ‬ ‫ن " إّنا ك َذ َل ِ َ‬ ‫كو َ‬ ‫شت َرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ذاب ُ‬ ‫مئ ِذٍ في ال ْعَ َ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫غاِوين‪ ،‬فَإ ِن ّهُ ْ‬ ‫كّنا َ‬
‫ن‪،‬‬‫ست َك ْب ُِرو َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫م ل َ ِإل َ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫ذا ِقي َ‬ ‫كاُنوا إ ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن‪ ،‬إ ِن ّهُ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِبال ْ ُ‬
‫ق‬
‫حق َوصد َ‬ ‫جاَء ِبال ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن‪ ،‬ب َ ْ‬ ‫جُنو ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫عرٍ َ‬ ‫شا ِ‬ ‫كوا آل ِهَت َِنا ل ِ َ‬ ‫ن َأئّنا ل ََتارِ ُ‬ ‫وَي َُقوول َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫سِلي َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن‬
‫ما ي َْنطُرو َ‬ ‫ن َ‬ ‫صادِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ذا الوعد إ ِ ْ‬ ‫مَتى ه َ‬ ‫ن َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َُقوُلو َ‬
‫ة وَل َ‬ ‫ْ‬
‫صي َ ً‬ ‫ن ت َوْ ِ‬ ‫طيًعو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ن‪ ،‬فَل َ ي َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ص ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫م وَهُ ْ‬ ‫خذ ُهُ ْ‬ ‫حد َةً ت َأ ُ‬ ‫ة َوا ِ‬ ‫ح ً‬ ‫صي ْ َ‬ ‫إ ِل ّ َ‬
‫َ‬
‫ث إ َِلى َرب ًِهم‬ ‫دا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ال َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ذا هُ ْ‬ ‫صورِ فَإ ِ َ‬ ‫خ في ال ّ‬ ‫ن‪ ،‬وَن ُِف َ‬ ‫جُعو َ‬ ‫م ي َْر ِ‬ ‫ِإلى أهْل ِهِ ْ‬

‫‪365‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬‫حم ُ‬ ‫ما وَعَد َ الّر ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫مْرقَدَِنا ه َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ب َعَث ََنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن‪َ ،‬قاُلوا َيا وَي ْل ََنا َ‬ ‫سُلو َ‬ ‫ي َن ْ ِ‬
‫ميعٌ ل َد َي َْنا‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫ذا هُ ْ‬ ‫حد َةً فَإ ِ َ‬ ‫ة َوا ِ‬ ‫ح ً‬ ‫صي ْ َ‬ ‫ت إ ِل ّ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن‪ ،‬إ ِ ْ‬ ‫سلو َ‬ ‫صد َقَ اْلمْر َ‬ ‫وَ َ‬
‫م‬ ‫ما كن ْت ُ ْ‬ ‫ن إ ِل ّ َ‬ ‫جَزوْ َ‬ ‫شْيئا ً وَل َ ت ُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫م ن َْف ٌ‬ ‫م ل َ ت ُظ ْل َ ُ‬ ‫ن‪َ ،‬فال َْيو َ‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ت َْعملو َ‬
‫َ‬
‫مُنوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫ن فَأ ّ‬ ‫مئ ِذٍ ي َت ََفّرًقو َ‬ ‫ة ي َوْ َ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م ت َُقو ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫َ‬
‫ن ك ََفروا وك ًذ ُّبوا‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫ن‪ ،‬وأ ّ‬ ‫حَبرو َ‬ ‫ضةٍ ي ْ‬ ‫م في َروْ َ‬ ‫ت فَهُ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ملوا ال ّ‬ ‫وَعَ ِ‬
‫ن"‪ .‬وقال تعالى‪:‬‬ ‫ضرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫بم ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ك في العَ َ‬ ‫خَرةِ َفأول َئ ِ َ‬ ‫ِبآَيات َِنا َولَقاِء ال ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مَرد ّ َله من الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫م لَ َ‬ ‫ي ي َوْ ٌ‬ ‫ن َيأت ِ َ‬ ‫ن قَْبل أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫دين ال َْقّيم ِ‬ ‫ك ِلل ّ‬ ‫جه َ َ‬ ‫م وَ ْ‬ ‫"فَأقِ ْ‬
‫م‬
‫سه ِ ْ‬ ‫صاِلحا ً َفلن ُْف ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ك ََفر فََعلي ْهِ ك ُْفُرهُ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عو َ‬ ‫صد ّ ُ‬ ‫مئ ِذٍ ي َ ّ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مَهدو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ما ل َب ًِثوا غَي َْر‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ة يْق ِ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م ت َُقو ُ‬ ‫قال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫ن ل ََقد ْ‬ ‫ليما َ‬ ‫م َوا ِ‬ ‫ن أوُتوا اْلعل ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ن‪ ،‬وََقا َ‬ ‫كو َ‬ ‫كانوا ْ ُيؤفَ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ساعَةٍ ك َذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫م لَ‬ ‫م ك ُْنت ْ‬ ‫ث وَلك ِن ّك ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫م الب َعْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ذا ي َوْ ُ‬ ‫وم الب َْعث فَهَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ب الله إ ِلى ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫م في ك َِتا ِ‬ ‫ل َب ِث ْت ُ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ست َعْت َُبو َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫م وَل َ ه ْ‬ ‫موا معْذَِرت َهُ ْ‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫مئ ِذٍ ل َ ي َن َْفعُ ال ّ ِ‬ ‫ن فَي َوْ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ت َعْل َ ُ‬
‫لء ِإياك ُ ْ‬
‫م‬ ‫مل َئ ِك َةِ َأهؤ َ‬ ‫ل ل ِل ْ َ‬ ‫ميعا ً ثم ي َُقو ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫شُرهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫دو َ‬ ‫كاُنوا ي َْعب ُ‬ ‫ل َ‬ ‫م بَ ْ‬ ‫ن دونهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت َولي َّنا ِ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫حان َ َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ن‪َ ،‬قاُلوا ُ‬ ‫كاُنوا ي َْعبدو َ‬ ‫َ‬
‫م ل ِب َْعض ن َْفعا ً وَل َ‬ ‫اْلج َ‬
‫ضك ُ ْ‬ ‫ك ب َعْ ُ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫م ل َ يَ ْ‬ ‫ن‪َ ،‬فال ْي َوْ َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫م ِبه ْ‬ ‫ن أك ْث َُرهُ ْ‬ ‫ّ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫م ب َِها ت ُك َذ ُّبو َ‬ ‫ب الّنارِ ال ِّتي ك ُْنت ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ذوُقوا عَ َ‬ ‫موا ُ‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل لل ّ ِ‬ ‫ضّرا ً ون َُقو ُ‬ ‫َ‬
‫زي َوالد ٌ‬ ‫ج ِ‬ ‫وما ً ل َ ي َ ْ‬ ‫وا ي َ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫خ َ‬ ‫م َوا ْ‬ ‫س ات ُّقوا َرب ّك ُ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬يا أيَها الّنا ُ‬
‫حقّ فَل َ‬ ‫ن وَعْد َ الل ّهِ َ‬ ‫شْيئا ً إ ِ ّ‬ ‫ن َواِلده َ‬ ‫جازٍ عَ ْ‬ ‫موُْلود ٌ هوَ َ‬ ‫ن َولد وَل َ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫م ِبالل ّهِ ال ْغَُرور"‪.‬‬ ‫حَياةُ الد ّن َْيا وَل َ ي َغَّرن ّك ُ ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ت َغُّرن ّك ُ ُ‬
‫وم‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫خَرةِ ذ َل ِ َ‬ ‫ب ال ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫ف عَ َ‬ ‫خا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة لِ َ‬ ‫ك لي َ ً‬ ‫ن في ذ َل ِ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫م‬ ‫دود ي َوْ َ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫جل َ‬ ‫خُرهُ إ ِل ّ ل َ َ‬ ‫ما ن ُؤَ ّ‬ ‫شُهود ٌ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ك ي َوْ ٌ‬ ‫س وَذ َل ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ه الّنا‬ ‫موعٌ ل َ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫شُقوا‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫سِعيد ٌ فَأ ّ‬ ‫ي وَ َ‬ ‫شِق ّ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫س إ ِل ّ ب ِإ ِذ ْن ِهِ فَ ِ‬ ‫م ن َْف ٌ‬ ‫ت ل َ ت َك ًل ّ ُ‬ ‫يأ ِ‬
‫ت‬‫موا ُ‬ ‫س َ‬ ‫مت ال ّ‬ ‫دا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ِفيَها َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫شِهيقٌ َ‬ ‫م ِفيَها َزفيٌر وَ َ‬ ‫فَِفي الّنارِ ل َهُ ْ‬
‫َ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫شاَء رب ّ َ‬ ‫َ‬
‫دوا‬ ‫سع ِ ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ِ‬ ‫ريد ُ وَأ ّ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫ك فَّعا ٌ‬ ‫ك إِ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ض إ ِل ّ َ‬ ‫والْر ُ‬
‫شاءَ َرب ّ َ‬ ‫َ‬ ‫فَِفي ال ْ َ‬
‫ك‬ ‫ما َ‬ ‫ض إ ِل ّ َ‬ ‫ت والر ُ‬ ‫وا ُ‬ ‫سم َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫دا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ِفيَها َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫جن ّةِ َ‬
‫ذوٍذ"‪.‬‬ ‫ج ُ‬ ‫م ْ‬ ‫طاَء غَي َْر َ‬ ‫عَ َ‬
‫صورِ فََتأُتو َ‬
‫ن‬ ‫خ في ال ّ‬ ‫م ي ُن َْف ُ‬ ‫ميَقاتا ً ي َوْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫صل َ‬ ‫م ال َْف ْ‬ ‫وقال تعالى‪ِ" :‬إن ي َوْ َ‬

‫‪366‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سَرابا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ت َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫سي َّر ِ‬ ‫وابا ً و ُ‬ ‫ت أب َ َ‬ ‫كان َ ْ‬‫ماُء فَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫واجا ً وَفُت ِ َ‬ ‫أفْ َ‬
‫حَقابا ً ل َ ي َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ذوُقو َ‬ ‫ن فيَها أ ْ‬ ‫ن مآب َا ً لِبثي َ‬ ‫طاِغي َ‬ ‫صادا ً ِلل ّ‬ ‫مْر َ‬ ‫ت ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫جهًن ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫إِ ّ‬
‫كاُنوا ل َ‬ ‫م َ‬ ‫جَزاَء وَِفاقا ً إ ِن ّهُ ْ‬ ‫ساقا ً َ‬ ‫ميما ً وغَ ّ‬ ‫ح ِ‬‫شَرابا ً إ ِل ّ َ‬ ‫ِفيها ب َْردا ً وَل َ َ‬
‫ذوُقوا‬ ‫حصي َْناهُ ك َِتابا ً فَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ل َ‬ ‫ذابا ً وك ُ ّ‬ ‫سابا ً وَك َذ ُّبوا ِبآِيات َِنا ك ِ ّ‬
‫يء أ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ِ‬ ‫جو َ‬ ‫ي َْر ُ‬
‫ب أت َْرابا ً‬‫َ‬ ‫َ‬
‫واك ِ َ‬ ‫دائ ِقَ وأعَْنابا ً وك َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫مَفازا ً َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ِللمت ِّقي َ‬ ‫ذاب َا َ إ ِ ّ‬‫م إ ِل ّ عَ َ‬ ‫زيد َك ُ ْ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫فَل َ ْ‬
‫طاءَ‬ ‫ك عَ َ‬ ‫ن رب ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جَزاَء ِ‬ ‫ذابا ً َ‬ ‫ن ِفيَها ل َْغوا ً وَل َ ك ِ ّ‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬ ‫كأسا ً دهاقا ً ل َ ي َ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫مل ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫سابا ً َر ّ‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫حمن ل َ ي َ ْ‬ ‫ما الّر ْ‬ ‫ما ب َي ْن َهُ َ‬ ‫ت َوالْرض وَ َ‬ ‫سموا ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫حم ُ‬ ‫ه الّر ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ن أذِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن إ ِل ّ َ‬ ‫ة ل َ ي َت َك ًّلمو َ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫م الّروح َوال ْ َ‬ ‫م ي َُقو ُ‬ ‫طابا ً ي َوْ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫ِ‬
‫خذ َ إ َِلى رب ّهِ مآب َا ً إ ِّنا‬ ‫شاَء ات ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫حقّ فَ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ك ال ْي َوْ ُ‬ ‫وابا ً ذ َل ِ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ل َ‬ ‫وََقا َ‬
‫ل ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫كافُِر َيا‬ ‫داهُ وَي َُقو ُ‬ ‫ت يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما قد ّ َ‬ ‫مْرُء َ‬ ‫م ي َْنطُر ال ْ َ‬ ‫ريب َا َ ي َوْ َ‬ ‫ذابا ً قَ ِ‬ ‫م عَ َ‬ ‫أن ْذ َْرَناك ُ ْ‬
‫ت ت َُراب َا ً‬ ‫ل َي ْت َِني ك ُن ْ ُ‬
‫ذا‬‫ت وإ ِ َ‬ ‫س ك توَّر ْ‬ ‫م ُ‬ ‫شت ْ‬ ‫حيتتم‪ِ :‬إذا ال ّ‬ ‫حمن الّر ِ‬ ‫سم الل ّهِ الّر ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ب ِ ْ‬

‫ذا‬ ‫شتتتاُر عُط ّل َتتت ْ‬


‫ت وَإ ِ َ‬ ‫ذا ال ْعِ َ‬
‫ت وَإ ِ َ‬
‫ستتتيَر ْ‬ ‫جب َتتتا ُ‬
‫ل ُ‬ ‫م ان ْك َتتتد َّر ْ‬
‫ت وَإ ِ َ‬
‫ذا ال ِ‬ ‫جتتتو ُ‬
‫الن ّ ُ‬

‫ت وإ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫جت ْ‬ ‫ت وَإ ِ َ‬
‫ذا الّنفتتوش زوّ َ‬ ‫جَر ْ‬
‫حتتاُر ستتئ ّ‬ ‫ت وإ ِ َ‬
‫ذا الب ِ َ‬ ‫ش تَر ْ‬
‫ح ِ‬
‫ش ُ‬ ‫ال ْوُ ُ‬
‫حتتو ُ‬

‫ماُء‬
‫ست َ‬ ‫ت وَإ ِ َ‬
‫ذا ال ّ‬ ‫ش تَر ْ‬
‫ف نُ ِ‬
‫ح ُ‬
‫صت ُ‬
‫ذا ال ّ‬ ‫ب قُت ِل َت ْ‬
‫ت وَإ ِ َ‬ ‫موُْءود َةُ سئ ِل َ ْ‬
‫ت بأيّ ذ َن ْ ٍ‬ ‫ال ْ َ‬

‫متتا‬
‫س َ‬
‫ت ن َْف ت ٌ‬
‫مت ْ‬
‫ت عَل ِ َ‬
‫ة أزلَف ت ْ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫جن ّت ُ‬ ‫ت وَإ ِ َ‬
‫س تعََر ْ‬
‫م ُ‬
‫حي ت ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫شط َ ْ‬
‫ت وَإ ِ َ‬ ‫كُ ِ‬

‫ت"‪.‬‬
‫ضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتَر ْ‬
‫ح َ‬
‫أ ْ‬

‫ذا‬ ‫ماءُ ان َْفط َتَر ْ‬


‫ت وإ ِ َ‬ ‫ست َ‬ ‫حيتتم‪ :‬إ ِ َ‬
‫ذا ال ّ‬ ‫سم الل ّهِ الّر ْ‬
‫حمن الّر ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ب ِ ْ‬

‫س‬
‫ت ن َْف ت ٌ‬
‫مت ْ‬ ‫ذا ال ُْقُبوُر ب ُعْث َِر ْ‬
‫ت عَل ِ َ‬ ‫ذا ال ْب َ َ‬
‫حاُر ُفجَر ْ‬
‫ت وَإ ِ َ‬ ‫ب ان ْت َث ََر ْ‬
‫ت وَإ ِ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫كواك ِ ُ‬

‫خل ََقتت َ‬
‫ك‬ ‫ريم اّلتت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ك ال ْك َ ِ‬
‫ك ِبرب ّ َ‬
‫ما غَّر َ‬
‫ن َ‬
‫سا ُ‬
‫ت يا أي َّها ال ِن ْ َ‬ ‫ت وَأ َ ّ‬
‫خَر ْ‬ ‫م ْ‬
‫ما قد ّ َ‬
‫َ‬

‫‪367‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬
‫دين وَإ ِ ّ‬ ‫ل ت ُك َتذ ُّبو َ‬
‫ن بال ت ّ‬ ‫شاء َرك َّبك ب َ ْ‬
‫ما َ‬
‫صوَرةٍ َ‬ ‫ك فَعَد َل َ َ‬
‫ك في أيّ ُ‬ ‫وا َ‬ ‫فَ َ‬
‫س ّ‬

‫ن الب ْتَراَر ل َِفتتي‬ ‫متتا ت َْفعَل ُتتو َ‬


‫ن إِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ي َعْل َ ُ‬
‫متتو َ‬ ‫ن ك َِراما ً َ‬
‫كتاِتبي َ‬ ‫ظي َ‬ ‫م لَ َ‬
‫حافِ ِ‬ ‫عَل َي ْك ُ ْ‬

‫ن‬
‫م عَن َْها ب َغَتتائ ِِبي َ‬
‫ما هُ ْ‬
‫دين وَ َ‬ ‫صل َوْن ََها ي َوْ َ‬
‫م ال ّ‬ ‫حيم ي َ ْ‬ ‫جاَر ل َِفي َ‬
‫ج ِ‬ ‫ن ال ُْف ّ‬
‫ن َِعيم وَإ ِ ّ‬

‫مل ِت ُ‬
‫ك‬ ‫م ل َ تَ ْ‬
‫دين ي َتوْ َ‬
‫م ال ت ّ‬
‫متتا ي َتوْ ُ‬ ‫متتا أد َْرا َ‬
‫ك َ‬ ‫م َ‬
‫م الدين ث ت ّ‬
‫ما ي َوْ ُ‬ ‫ما أدَرا َ‬
‫ك َ‬ ‫وَ َ‬

‫مئ ِذٍ ل ِل ّتتتتتتتت ِ‬ ‫َ‬


‫ه"‪.‬‬ ‫شتتتتتتتتْيئا ً َوال ْ‬
‫متتتتتتتتُر ي َتتتتتتتتوْ َ‬ ‫س ل ِن َْفتتتتتتتتس َ‬
‫ن َْفتتتتتتتت ٌ‬

‫ض‬ ‫ت وَإ ِ َ‬
‫ذا الْر ُ‬ ‫حّق ت ْ‬
‫ت ِلرب ّهَتتا وَ ُ‬
‫ت َوأذِن َت ْ‬ ‫ماءُ ان ْ َ‬
‫ش تّق ْ‬ ‫س َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ َ‬
‫ذا ال ّ‬

‫ن إ ِّنتت َ‬
‫ك‬ ‫سا ُ‬
‫ت يا أي َّها الن ْ َ‬
‫حّق ْ‬
‫ت ل َِرب َّها وَ ُ‬ ‫ما ِفيَها وََتخل ّ ْ‬
‫ت وأذِن َ ْ‬ ‫ت وأل َْق ْ‬
‫ت َ‬ ‫مد ّ ْ‬
‫ُ‬

‫ف‬ ‫ه ب َِيمينتهِ فَ َ‬
‫س تو ْ َ‬ ‫ي ك ِت َتتاب َ ُ‬
‫ن أوتت َ‬
‫مت ْ‬
‫متتا َ‬ ‫دحا ً فَ ُ‬
‫مل َِقيتهِ َفأ ّ‬ ‫ح إ َِلى َرب ّ َ‬
‫ك كَ ْ‬ ‫َ‬
‫كادِ ٌ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ي ك َِتاب َ ُ‬
‫ن أوت َ‬
‫م ْ‬ ‫سرورا ً َوأ ّ‬
‫ما َ‬ ‫ب إ َِلى أهلهِ َ‬
‫م ْ‬ ‫سيرا ً وَي َن َْقل ِ ُ‬
‫سابا ً ي َ ِ‬
‫ح َ‬
‫ب ِ‬
‫س ُ‬
‫حا َ‬
‫يُ َ‬

‫ه‬ ‫ستِعيرا ً إ ِن ّت ُ‬
‫ه ك َتتا َ‬
‫ن فتتي أهْل ِت ِ‬ ‫ص تَلى َ‬
‫عوا ث ُُبورا ً وَي َ ْ‬
‫ف ي َد ْ ُ‬ ‫وََراءَ ظ َهْرِهِ فَ َ‬
‫سو ْ َ‬

‫صتتيرًا"‪.‬‬
‫ن ِبتتهِ ب َ ِ‬ ‫ه َ‬
‫كتتا َ‬ ‫ن َر ّبتت ُ‬
‫حتتوَر َبلتتى إ ِ ّ‬ ‫ن َلتت ْ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ه َ‬
‫ظتت ّ‬ ‫مستترورا ً إ ِّنتت ُ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ :‬أخبرنا عبد اللتته بتتن يحيتتى‬
‫وقد قال ا ِ‬

‫الصنعاني القاضي‪ ،‬أن عبد الرحمن بتتن يزيتتد الصتتنعاني أختتبره‪ :‬أنتته‬

‫سمع ابن عمر يقول‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬متتن‬

‫س‬
‫م ُ‬ ‫ذا ال ّ‬
‫شت ْ‬ ‫سره أن ينظتتر إلتتى يتتوم القيامتتة رأي عيتتن فليقتترأ"‪" :‬إ ِ َ‬
‫ّ‬

‫‪368‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ت" وأحسب أنه قال‪:‬‬ ‫ماءُ ان ْ َ‬


‫شّق ْ‬ ‫س َ‬
‫ذا ال ّ‬ ‫ماءُ انَفط ََر ْ‬
‫ت وإ ِ َ‬ ‫س َ‬
‫ذا ال ّ‬ ‫ك ُوَّر ْ‬
‫ت وإ ِ َ‬

‫وستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتورة هتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتود‪.‬‬

‫وكذا رواه الترمذي‪ ،‬عن عباس العنتتبري‪ ،‬عتتن عبتتد التترزاق بتته‪ ،‬ثتتم‬

‫رواه أحمد‪ ،‬عن إبراهيم بن خالد‪ ،‬عن عبتتد اللتته بتتن بحتتر‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الرحمن بن يزيد من أهل صنعاء‪ ،‬وكان أعلتتم بتتالحلل والحتترام متتن‬

‫وهتتتتتب بتتتتتن منبتتتتته‪ ،‬عتتتتتن ابتتتتتن عمتتتتتر فتتتتتذكر نحتتتتتوه‪.‬‬

‫وفي الحديث الخر‪" :‬شيبتني هود وأخواتها"‪ .‬واليات في هذا كتتثيرة‬

‫جتتتتتتتتدا ً فتتتتتتتتي أكتتتتتتتتثر ستتتتتتتتور القتتتتتتتترآن العظيتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقد ذكرنا في كتابنا التفسير ما عند كل آية من هتتذه اليتتات الدالتتة‬

‫على صفة يوم القيامة من الحديث واليات المفستترة لتتذلك‪ ،‬ونحتتن‬

‫نورد هاهنا ما يسره اللتته تعتتالى بحتتول اللتته وقتتوته وعتتونه وحستتن‬

‫توفيقه‪.‬‬

‫لحاديث واليات الدالة على َأهوال يوم القيامة وما‬


‫ذكر ا َ‬

‫يكون فيها من المور الكبار‬

‫‪369‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أحمد بن عبد الملك‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن‬
‫قال ا ِ‬

‫أبي الصهباء‪ ،‬حدثنا نافع أبو غالب الباهلي‪ ،‬حتتدثني أنتتس بتتن مالتتك‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال‪ :‬رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬يبعتتث النتتاس يتتوم‬

‫القيامتتتتتتتتتتتتتة والستتتتتتتتتتتتتماء تطتتتتتتتتتتتتتش عليهتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫انفرد به أحمد وإسناده لبتتأس بتته‪ ،‬وفتتي معنتتى قتتوله عليتته الصتتلة‬

‫والسملم تطش عليهم احتمالن‪ ،‬أحدهما‪ :‬أن يكون ذلك من المطر‬

‫يقال أصابهم طش من مطر وهو الخفيتتف منتته‪ ،‬والثتتاني‪ :‬أن يكتتون‬

‫ذلتتتتتتتتتك متتتتتتتتتن شتتتتتتتتتدة الحتتتتتتتتتر‪ ،‬واللتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫م‬
‫ظيم َيتتوْ َ‬
‫وم عَ ِ‬ ‫مب ُْعوُثو َ‬
‫ن ل ِي َ ْ‬ ‫م َ‬
‫ك أن ّهُ ْ‬ ‫وقد قال الله تعالى‪" :‬أل َ ي َظ ُ ّ‬
‫ن أولئ ِ َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ب ال َْعتتتتتتتتتتتتتتال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫س لتتتتتتتتتتتتتتَر ّ‬
‫م الّنتتتتتتتتتتتتتتا ُ‬
‫ي َُقتتتتتتتتتتتتتتو ُ‬

‫وقد ثبت في الصحيح أنهم يقومون في الرشح إلى أنصتتاف آذانهتتم‪،‬‬

‫وفي الحديث الخر أنهم يتفتتاوتون فتتي ذلتتك بحستتب أعمتتالهم كمتتا‬

‫تقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدم‪.‬‬

‫وفي حديث الشفاعة كما سيأتي‪" :‬إن الشمس تدنو من العبتتاد يتتوم‬

‫القيامة فتكون منهم على مسافة ميل‪ ،‬فعنتد ذلتك يعرفتون بحستب‬

‫‪370‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫العمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال"‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا عبد العزيز بن محمتتد‪ ،‬عتتن‬


‫وقد قال ا ِ‬

‫ثور‪ :‬عن أبي الغيث‪ ،‬عنأبي هريرة أن رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم قال‪" :‬إن العرق يوم القيامة ليذهب في الرض سبعين عام تًا‪،‬‬

‫وإنتتتتته ليبلتتتتتغ إلتتتتتى أفتتتتتواه النتتتتتاس أو إلتتتتتى آذانهتتتتتم"‪.‬‬

‫شك ثور أيهما قال‪ ،‬وكذا رواه مسلم‪ ،‬عن قتيبة‪ ،‬وأخرجتته البختتاري‪،‬‬

‫عن عبد العزيز بن عبد الّله‪ ،‬عن سليمان بن بلل‪ ،‬عن ثور بتتن زيتتد‪،‬‬

‫عن سالم بن الغيث‪ ،‬عن أبي هريتترة‪ ،‬عتتن رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫لمام أحمد‪ :‬حتتدثنا الضتتحاك بتتن مخلتتد‪،‬‬


‫عليه وسلم مثله‪ .‬وقد قال ا ِ‬

‫عتتن عبتتد الحميتتد بتتن جعفتتر‪ ،‬حتتدثني أبتتي‪ ،‬عتتن ستتعيد بتتن عميتتر‬

‫النصاري‪ ،‬قال‪ :‬جلست إلى عبتتد اللتته بتتن عمتتر وأبتتي ستتعيد فقتتال‬

‫أحدهما لصاحبه‪ :‬أي شيء سمعته من رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم يذكر أنه يبلغ العرق من النتتاس يتتوم القيامتتة فقتتال أحتتدهما‪:‬‬

‫إلى شحمته‪ ،‬وقال الخر‪ :‬يلجمه‪ ،‬فخط ابن عمتتر وأشتتار أبتتو ستتعيد‬

‫بأصبعه‪ :‬من شحمة أذنه إلتتى فيتته‪ ،‬فقتتال‪ :‬متتا أدري ذلتتك ِإل ستتواء‪.‬‬

‫‪371‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تفتتتتتتتترد بتتتتتتتته أحمتتتتتتتتد وإستتتتتتتتناده جيتتتتتتتتد قتتتتتتتتوي‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا الحستتن بتتن عيستتى‪ ،‬أخبرنتتا ابتتن‬

‫المبارك‪ ،‬أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر‪ ،‬حتتدثني ستتليمان بتتن‬

‫عامر‪ ،‬قال‪ :‬حدثني المقداد بن الستتود‪ :‬ستتمعت رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬إذا كتتان يتتوم القيامتتة أدنيتتت الشتتمس متتن‬

‫العبتتتتتتتاد حتتتتتتتتى تكتتتتتتتون قتتتتتتتدر ميتتتتتتتل أو ميليتتتتتتتن"‪.‬‬

‫قال ستتليم‪ :‬ل أدري أي الميليتتن? أمستتافة الرض? أم الميتتل التتذي‬

‫تكحل به العين? قال‪ :‬قال فتغمرهم الشمس فيكونتتون فتتي العتترق‬

‫بقدر أعمالهم‪ ،‬فمنهم من يأخذه العرق إلى عقبيه‪ ،‬ومنهم من يأخذه‬

‫إلى ركبتيه‪ ،‬ومنهم من يأخذه إلى حقويه‪ ،‬ومنهم من يلجمتته إلجام تًا‪.‬‬

‫قال‪ :‬فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيتتده إلتتى فيتته‬

‫قال‪" :‬يلجمه إلجامًا"‪ .‬وكذا رواه الترمذي‪ ،‬عن ستتويد بتتن نصتتر عتتن‬

‫ابن المبارك وقال‪ :‬حسن صحيح‪ ،‬وأخرجتته مستتلم‪ ،‬عتتن الحكتتم بتتن‬

‫موستتتى‪ ،‬عتتتن يحيتتتى بتتتن حمتتتزة‪ ،‬عتتتن أبتتتي جتتتابر نحتتتوه‪.‬‬

‫وقال ابن المبارك‪ :‬عن مالك بن مغول‪ ،‬عتتن عبيتتد اللتته بتتن العتترار‪،‬‬

‫‪372‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪ِ" :‬إن القدام يوم القيامة مثل النبل في القرن‪ ،‬والستتعيد التتذي‬

‫يجد لقدميه موضعا ً يضعهما وإن الشمس لتدني من رؤوستتهم حتتتى‬

‫يكون بينها وبين رؤوسهم إما قتتال ميتتل أو ميلن‪ ،‬ويتتزاد فتتي حرهتتا‬

‫تستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعة وتستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعين ضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعفًا"‪.‬‬

‫وقال الوليد بن مسلم‪ :‬عن أبي بكر بن سعيد عن مغيتتث بتتن ستتمي‬

‫قال‪" :‬تركد الشمس فوق رؤوسهم علتتى أذرع وتفتتتح أبتتواب جهنتتم‬

‫فتهب عليهم رياحها وسمومها‪ ،‬وتجتتري عليهتتم نفحاتهتتا حتتتى تجتتري‬

‫النهار من عرقهم‪ ،‬أنتن من الجيف والصائمون في خيامهم في ظل‬

‫العتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترش‪.‬‬

‫وقال الحافظ أبو بكتتر التتبزار‪ :‬حتتدثنا محمتتد بتتن منصتتور الطوستتي‪،‬‬

‫حدثنا عبد الوهاب بن عطتتاء‪ ،‬حتتدثنا الفضتتل بتتن عيستتى الرقاشتتي‪،‬‬

‫حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال‪ :‬قال رستول اللته صتلى اللته‬

‫عليه وسلم‪" :‬إن العرق ليلزم المرء في الموقف حتى يقول‪ :‬يتتا رب‬

‫ي مما أجد وهو يعلم ما فيها من شدة‬


‫إرسالك بي إلى النار أهون عل ّ‬

‫العذاب"‪ .‬إسناده ضعيف‪.‬‬

‫‪373‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بعض من سيستظلون بظل الّله يوم القيامة‬

‫وقد ثبت في الصحيح من حتتديث أبتتي هريتترة عتتن أبتتي هريتترة أن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬سبعة يظلهم الله في ظلتته‬

‫يوم ل ظل إل ظله‪ ،‬وفي رواية ِإل ظل عرشه‪ ،‬إمتتام عتتادل‪ ،‬وشتتاب‬

‫نشأ في طاعة الله عز وجل‪ ،‬ورجل قلبه معلق بالمستتجد‪ ،‬إذا ختترج‬

‫منه حتى يعود إليه‪ ،‬ورجل دعته امتترأة ذات منصتتب وجمتتال فقتتال‪:‬‬

‫إني أخاف الله‪ ،‬واثنان تحابا في الله‪ ،‬اجتمعا على ذلك‪ ،‬وتفرقا على‬

‫ذلك‪ ،‬ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى ل تعلتتم شتتماله متتا أنفقتتت‬

‫يمينه"‪.‬‬

‫السابقون إلى ظل الّله يوم القيامة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا حسن ويحيى بن إسحاق قتتال‪ :‬حتتدثنا ابتتن‬


‫وقال ا ِ‬

‫لهيعة‪ :‬قال‪ :‬حدثنا خالد بن أبي عمران‪ ،‬عن القاسم‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬أن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أتدرون من الستتابقون إلتتى‬

‫ظل الله يتتوم القيامتتة قتتالوا‪ :‬اللتته ورستتوله أعلتتم‪ :‬قتتال‪ :‬التتذين إذا‬

‫‪374‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أعطوا الحتتق قبلتتوه‪ ،‬وإذا ستتألوه بتتذلوه‪ ،‬وحكمتتوا للنتتاس كحكمهتتم‬

‫لنفستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتهم"‪.‬‬

‫تفّرد به أحمد وإسناده فيه ابن لهيعة‪ ،‬وقد تكلموا فيه‪ ،‬وشيخه ليتتس‬

‫بالشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتهور‪.‬‬

‫هذا كله والنتتاس موقوفتتون فتتي مقتتام ضتتنك ضتتيق‪ ،‬حتترج‪ ،‬شتتديد‪،‬‬

‫صعب‪ِ ،‬إل على من يسره الله عليه‪ ،‬فنسأل الله العظيتتم‪ ،‬أن يهتتون‬

‫م فَل َ ْ‬
‫م ن َُغتتادْر‬ ‫ح َ‬
‫شْرَناهُ ْ‬ ‫علينا ذلك‪ ،‬وأن يوسع علينا‪ ،‬قال الله تعالى‪" :‬وَ َ‬

‫حدًا"‪.‬وقال ا ِ‬
‫لمام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا يزيتتد‪ ،‬حتتدثنا الصتتبغ هتتو ابتتن‬ ‫مأ َ‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ِ‬

‫يزيد‪ ،‬عن ثور بن يزيد‪ ،‬عن خالد بن معدان‪ ،‬حتتدثني زمعتتة‪ :‬هتتو ابتتن‬

‫عمرو الحرسي الشامي‪ ،‬قال‪ :‬سألت عاْئشة فقلت متتا كتان رستتول‬

‫الله صتلى اللته عليتته وستلم يقتول‪ :‬إذا قتام متن الليتتل? وبتم كتان‬

‫يستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتفتح?‪.‬‬

‫فقالت‪ :‬كان يكبر عشر ويحمد عشرا ً ويهلل عشرا ً ويستتتغفر عشتترا ً‬

‫أو يقتتتتتتول‪" :‬اللهتتتتتتم اغفتتتتتتر لتتتتتتي واهتتتتتتدني وارزقنتتتتتتي"‪.‬‬

‫ويقتتتول‪ :‬اللهتتتم إنتتتي أعتتتوذ بتتتك متتتن الضتتتيق يتتتوم القيامتتتة"‪.‬‬

‫‪375‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وكذا رواه النسائي في اليوم والليلة عن أبي داود الحراني عن يزيتتد‬

‫ابن هارون بإسناد مثله وعنتتده‪" :‬متتن ضتتيق المقتتام يتتوم القيامتتة"‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثني محمد بن قدامة‪ ،‬حدثني يعقتتوب‬

‫بن سلمة الحمر‪ ،‬ستمعت ابتتن الستتماك يقتتول‪ :‬ستتمعت أبتتا واعتتظ‬

‫الزاهد يقول‪" :‬يخرجون من قبورهم فيبقون في الظلمات ألف عام‪،‬‬

‫والرض يتتومئذ دكتتاء‪ ،‬إن أستتعد النتتاس يتتومئذ متتن وجتتد لقتتدميه‬

‫موضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعًا"‪.‬‬

‫وقال‪ :‬حدثني هارون بن سفيان‪ :‬أخبرنتتا ابتتن نفيتتل‪ ،‬عتتن النضتتر بتتن‬

‫عربي‪ ،‬قال‪ :‬بلغني أن الناس إذا خرجوا من قبورهم‪ ،‬كتتان شتتعارهم‬

‫ل إله ِإل الله‪ ،‬وكانت أول كلمة يقولها برهم وفاجرهم‪ :‬ربنا ارحمنا"‪.‬‬

‫وحدثنا حمزة بن العباس‪ :‬أخبرنا عبتتد اللتته بتتن عثمتتان‪ ،‬أخبرنتتا ابتتن‬

‫المبتتارك‪ ،‬أخبرنتتا ستتفيان‪ :‬عتتن أبتتي صتتالح‪ ،‬قتتال‪ :‬بلغنتتي أن النتتاس‬

‫يحشتترون هكتتذا ونكتتس رأستته‪ ،‬ووضتتع يتتده اليمنتتى علتتى كتتوعه‬

‫اليستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترى"‪.‬‬

‫وحدثني عصمة بن الفضل‪ :‬حدثني يحيى بن يحيى‪ ،‬عن المعتمتتر بتتن‬

‫‪376‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سليمان‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬ستتمعت الشتتامي قتتال‪ :‬يخرجتتون متتن قبتتورهم‬

‫م ال ْي َتوْ َ‬
‫م وَل َ‬ ‫ف عَل َي ْك ُت ُ‬ ‫عَبادي ل َ َ‬
‫خ تو ْ ٌ‬ ‫وكلهم مذعورون فينادي مناد‪َ" :‬يا ِ‬

‫ن"‪.‬‬
‫حَزن ُتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬
‫م تَ ْ‬
‫أن ْت ُتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬

‫ن"‪.‬‬
‫مي َ‬ ‫من ُتتوا بآياتنتتا وَك َتتاُنوا ُ‬
‫مس تل ِ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫فيطمع فيها الخلق‪ ،‬فيتبعها‪" :‬ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬

‫لسلم‪.‬‬
‫فييأس منها الخلق غير ا ِ‬

‫بشارة نبوية عظيمة للمؤمنين‬

‫وروي من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ليس على أهتتل‬

‫ل إله ِإل الله وحشة في قبورهم‪ ،‬ول يوم نشتتورهم‪ ،‬وكتتأني بأهتتل ل‬

‫إله ِإل الله ينفضون التراب عن رؤوسهم‪ ،‬ويقولون‪ :‬الحمد لله التتذي‬

‫أذهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتب عنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا الحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزن"‪.‬‬

‫قلتتتتتتتتت‪ :‬ولتتتتتتتته شتتتتتتتتاهد متتتتتتتتن القتتتتتتتترآن العظيتتتتتتتتم‪.‬‬

‫ستَنى أول َئ ِ َ‬
‫ك عَن َْهتا‬ ‫مّنتا ال ْ ُ‬
‫ح ْ‬ ‫ت ل َُهت ْ‬
‫م ِ‬ ‫ستب ََق ْ‬
‫ن َ‬ ‫ن اّلت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قال اللته تعتالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ن‬
‫خالتتدو َ‬
‫م َ‬
‫ت أن ُْفستتهُ ْ‬ ‫ما ا ْ‬
‫شت َهَ ْ‬ ‫م في َ‬
‫سَها وَهُ ْ‬
‫سي َ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫مُعو َ‬ ‫ن ل َ يَ ْ‬
‫س َ‬ ‫مب َْعدو َ‬
‫ُ‬

‫‪377‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م‬ ‫م ال ّت ِ‬
‫ذي ك ُن ْت ُت ْ‬ ‫ومك ُ‬ ‫ة هت َ‬
‫ذا ي َت ْ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫مل َئ ِك َت ُ‬ ‫م ال َْفَزعُ الك ْب َتُر وَت َت َل َّقتتاهُ ُ‬ ‫ل َ يَ ْ‬
‫حُزن ُهُ ْ‬

‫خْلق‬
‫ل َ‬ ‫ما َ ب َ َ‬
‫دأَنا أوّ َ‬ ‫ب كَ َ‬ ‫جل ل ِل ْ ُ‬
‫كت ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ماء ك َ َ‬
‫طي ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫م ن َط ْ ِ‬
‫وي ال ّ‬ ‫ُتوعدون ي َوْ َ‬

‫عتتتتتتتتدا ً عَل َي َْنتتتتتتتتا إ ِّنتتتتتتتتا كّنتتتتتتتتا َفتتتتتتتتا ِ‬


‫عِلين"‪.‬‬ ‫ن ُِعيتتتتتتتتدهُ وَ ْ‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا أبو حفتتص الصتتفار‪ ،‬حتتدثنا جعفتتر‬

‫بن سليمان‪ ،‬أخبرنا إبراهيم بن عيسى اليشتتكري‪ :‬بلغنتتا أن المتتؤمن‬

‫إذا بعث من قبره‪ ،‬تلقاه ملكان‪ ،‬مع أحدهما ديباجة فيها برد ومسك‪،‬‬

‫ومع الخر كوب من أكواب الجنة‪ ،‬فيه شراب‪ ،‬فإذا ختترج متتن قتتبره‬

‫ب لتته الختتر شتتربة فيتنتتاوله‬


‫خلط البرد بالمسك‪ ،‬فرشه عليتته‪ ،‬وصت ّ‬

‫إياها‪ ،‬فيشربها‪ ،‬فل يظمأ بعدها أبدًا‪ ،‬حتى يدخل الجنة‪ ،‬فأما الشقياء‬

‫ن‬
‫عتت ْ‬
‫ش َ‬
‫ن ي َعْ ُ‬
‫م ْ‬
‫والعياذ بالله تعالى فقد قال الله تعالى في شأنهم‪" :‬وَ َ‬

‫عتن‬
‫م َ‬
‫دون َهُ ْ‬
‫صت ّ‬
‫م لي َ ُ‬
‫ن وإ ِن ُّهت ْ‬
‫ريت ٌ‬ ‫طانا ً فَُهو َلت ُ‬
‫ه قَ ِ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ض لَ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ذِك ْرِ الّر ْ‬
‫حمن ن َُقي ّ ْ‬

‫ل ي َتتا ل َي ْت َ‬
‫ت ْبينتتي‬ ‫جاَءن َتتا قَتتا َ‬ ‫حت ّتتى إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫ن َ‬
‫دو َ‬
‫مهْت َت ُ‬
‫م ُ‬
‫ن أن ّهُ ْ‬
‫سُبو َ‬
‫ح َ‬
‫سِبيل وَي َ ْ‬
‫ال ّ‬

‫م‬ ‫م إ ِذ ْ ظ َل َ ْ‬
‫مت ُت ْ‬ ‫م ال ْي َتوْ َ‬ ‫ن وَل َت ْ‬
‫ن ي َن َْفعَك ُت ُ‬ ‫س ال َْق ِ‬
‫ري ت ُ‬ ‫ك ب ُعْد َ اْلم ْ‬
‫شرِقَْين فَب ِئ ْ َ‬ ‫وَب َي ْن َ َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫شتتتتتتتتتتتتتترِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م فتتتتتتتتتتتتتتي ال ْعَتتتتتتتتتتتتتت َ‬ ‫َ‬
‫كو َ‬ ‫ب ُ‬
‫ذا ِ‬ ‫أّنكتتتتتتتتتتتتتت ْ‬

‫وذكرنا في التفسير‪ :‬أن الكافر إذا قام من قبره أخذ بيتتده شتتيطانه‪،‬‬

‫‪378‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ت‬
‫جتتاَء ْ‬
‫فيلزمه ول يفارقه حتى يرمى بهما إلى النار‪ ،‬وقال تعتتالى‪" :‬وَ َ‬

‫د"‪.‬أي ملك يسوقه إلتتى المحشتتر‪ ،‬وآختتر‬ ‫سائ ِقٌ وَ َ‬


‫شِهي ٌ‬ ‫معََها َ‬ ‫ك ّ‬
‫ل ن َْفس َ‬

‫يشهد عليه بأعماله‪ ،‬وهذا عتتام فتتي البتترار والفجتتار‪ ،‬وكتتل بحستتبه‪،‬‬

‫ك‬ ‫لنستتان "فَك َ َ‬


‫شتْفَنا عَن ْت َ‬ ‫ن هت َ‬
‫ذا" يعنتتي أيهتتا ا ِ‬ ‫ت في غَْفل َتةٍ ِ‬
‫مت ْ‬ ‫"ل ََقد ْ كن ْ َ‬

‫متتا‬ ‫ه هت َ‬
‫ذا َ‬ ‫ل قَ ِ‬
‫رين ُت ُ‬ ‫د" أي نافتتذ قتتوي‪" .‬وقَتتا َ‬
‫دي ٌ‬
‫ح ِ‬
‫م َ‬ ‫ك فََبصر َ‬
‫ك الي َوْ َ‬ ‫ِغ َ‬
‫طاَء َ‬

‫ل َد َيّ عَِتي ٌ‬
‫د" أي هذا الذي جئت بته هتو التذي وكلتت بته‪ ،‬فيقتول اللته‬

‫من ّتتاع ل ِل ْ َ‬ ‫َ‬


‫ر‬
‫خي ْت ِ‬ ‫ل ك َّفارٍ عَِنيتدٍ َ‬
‫م كُ ّ‬ ‫تعالى للسائق والشهيد‪" :‬أل ِْقَيا في َ‬
‫جهَن ّ َ‬

‫ديدِ‬ ‫ب ال ّ‬
‫شتت ِ‬ ‫خَر َفأل ِْقَياهُ في ال ْعَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫معَ الل ّهِ ِإلهَا ً آ َ‬ ‫جع َ َ‬
‫ل َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ري ٍ‬
‫م ِ‬
‫معْت َدٍ ُ‬
‫ُ‬

‫موا‬
‫صت ُ‬ ‫ل ل َ تَ ْ‬
‫خت َ ِ‬ ‫ضل َ ٍ‬
‫ل َبعيدٍ َقا َ‬ ‫ن في َ‬
‫كا َ‬ ‫ه وَل َك ِ ْ‬
‫ن َ‬ ‫ما أط ْغَي ْت ُ ُ‬
‫ه َرب َّنا َ‬ ‫ل قَ ِ‬
‫رين ُ ُ‬ ‫َقا َ‬

‫متتا أ َن َتتا ِبظ ّ‬


‫لم‬ ‫ل ل َتد َيّ وَ َ‬
‫ل ال َْقتوْ ُ‬
‫متتا ي ُب َتد ّ ُ‬ ‫م ِبال ْوَ ِ‬
‫عيدِ َ‬ ‫ت إ ِل َي ْك ُ ْ‬ ‫ل َد َيّ وَقَد ْ قد ّ ْ‬
‫م ُ‬

‫د"‪.‬‬
‫زي ٍ‬
‫م ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ل هَ ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ت وَت َُقو ُ‬
‫مَتل ِ‬
‫هل ا ْ‬
‫م َ‬
‫جهَن ّ َ‬
‫ل لِ َ‬ ‫ل ِل ْعَِبيدِ ي َوْ َ‬
‫م ن َُقو ُ‬

‫بعض جزاء المتكبرين يوم القيامة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد القطان‪ ،‬عتتن ابتتن عجلن‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫عن عمرو بن شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن النبي صلى اللتته عليتته‬

‫‪379‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسلم قال‪" :‬يحشر المتكبرون يوم القيامتتة أمثتتال التتذر‪ ،‬فتتي صتتور‬

‫الناس‪ ،‬يعلوهم كل شيء من الصغار‪ ،‬حتى يدخلوا سجنا ً متتن جهنتتم‬

‫لستتار‪ ،‬فيستتقون متتن طينتتة الخبتتال‪،‬‬


‫يقال له مويس‪ ،‬فتعلوهم نتتار ا ِ‬

‫عصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتارة أهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار"‪.‬‬

‫ورواه الترمذي والنسائي جميعًا‪ ،‬عن سويد بن نصتتر‪ ،‬عتتن عبتتد اللته‬

‫بتتن المبتتارك‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن عجلن بتته‪ ،‬قتتال الترمتتذي‪ :‬حستتن‪.‬‬

‫وقال الحافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا محمد بن عثمان العقيلتتي‪ ،‬حتتدثنا‬

‫محمد بن راشد‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن عمتترو‪ ،‬عتتن أبتتي ستتلمة عتتن أبتتي‬

‫هريتترة قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬يحشتتر‬

‫المتكتتتتتبرون فتتتتتي صتتتتتور متتتتتن التتتتتذر يتتتتتوم القيامتتتتتة"‪.‬‬

‫ثم قال‪ :‬تفّرد به محمد بن عثمان‪ ،‬عن شيخه الجشمي‪ ،‬حدثنا يحيتتى‬

‫بن سعيد‪ :‬عن هشام‪ ،‬أخبرنا قتتتادة‪ ،‬عتتن الحستتن‪ ،‬عتتن عمتتران بتتن‬

‫حصتتين‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم كتتان فتتي بعتتض‬

‫أسفاره‪ ،‬وقد تقارب بين أصحابه السير‪ ،‬فرفع بهاتين اليتين صتتوته‪:‬‬

‫م ت ََروْن ََها‬
‫ظيم "ي َوْ َ‬
‫يءٌ عَ ِ‬ ‫ساعَةِ َ‬
‫ش ْ‬ ‫ن َزل َْزل َ َ‬
‫ة ال ّ‬ ‫س ات ُّقوا َرب ّك ُ ْ‬
‫م إِ ّ‬ ‫"يا أي َّها الّنا ُ‬

‫‪380‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مل َهَتتا وَت َتَرى‬


‫ح ْ‬
‫متتل َ‬
‫ح ْ‬
‫ت َ‬
‫ذا ِ‬ ‫ضتعُ ك ُت ّ‬
‫ل َ‬ ‫ت وَت َ َ‬
‫ضع َ ْ‬
‫ما أْر َ‬
‫ضعَةٍ عَ ّ‬
‫مْر ِ‬ ‫ل كُ ّ‬
‫ل ُ‬ ‫ت َذ ْهَ ُ‬

‫ديد"‪.‬‬ ‫ب الّلتتهِ َ‬
‫شتت ِ‬ ‫عتت َ‬
‫ذا َ‬ ‫ن َ‬ ‫كاَرى وَل َ ِ‬
‫كتت ّ‬ ‫ستت َ‬
‫م بِ ُ‬
‫هتت ْ‬
‫متتا ُ‬ ‫ستت َ‬
‫كاَرى وَ َ‬ ‫س ُ‬
‫الّنتتا َ‬

‫فلما سمع ذلك أصحابه‪ ،‬حثوا المطي وعلموا أنتته عنتتد قتتول يقتتوله‪،‬‬

‫فلما باتوا حوله قال أتدرون أي يوم ذاك? يوم ينادي آدم‪ :‬يناديه ربتته‬

‫يقول‪ :‬يا آدم‪ :‬ابعث بعث النار قال‪ :‬يا رب‪ :‬وما بعث النار? قال‪ :‬من‬

‫كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة‪ .‬قتتال‪:‬‬

‫فأبلس أصحابه ما ترى لحدهم سن ضاحكة‪ ،‬فلمتتا رأى ذلتتك‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫اعلموا وأبشروا‪ ،‬فوالذي نفس محمد بيتتده‪ ،‬إنكتتم لمتتع خليقتتتين متتا‬

‫كانتا مع شيء قط إل كثرتاه‪ ،‬يأجوج ومتتأجوج‪ ،‬ومتتن هلتتك متتن بنتتي‬

‫آدم ومن بني إبليس‪ ،‬قال‪ :‬فسري عنهم ثم قتتال‪ :‬اعلمتتوا وابشتتروا‪،‬‬

‫فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس ِإل كالشتتامة فتتي جنتتب‬

‫البعيتتتتتتتتتتتتتر والرقمتتتتتتتتتتتتتة فتتتتتتتتتتتتتي ذراع الدابتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫وقد رواه الترمذي والنسائي جميعًا‪ ،‬عن محمد بن بشار بنتتدار‪ ،‬عتتن‬

‫يحيتتتتتتتتتتتتى بتتتتتتتتتتتتن ستتتتتتتتتتتتعيد القطتتتتتتتتتتتتان بتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬

‫‪381‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فصل‬

‫فإذا قام الناس من قبورهم‪ ،‬وجدوا الرض علتتى غيتتر صتتفة الرض‬

‫التتتي فارقوهتتا قتتد دكتتت جبالهتتا‪ ،‬و زالتتت قللهتتا وتغيتترت أحوالهتتا‪،‬‬

‫وانقطعتت أنهارهتا‪ ،‬و بتارت أشتجارها‪ ،‬وستتجرت بحارهتا‪ ،‬وتستاوت‬

‫مهادهتتا ورباهتتا‪ ،‬وخربتتت متتدائنها وقراهتتا‪ ،‬وقتتد زلزلتتت زلزالهتتا‪،‬‬

‫لنسان ما لها‪ ،‬وكذلك السموات‪ ،‬ونواحيهتتا‪،‬‬


‫وأخرجت أثقالها‪ ،‬وقال ا ِ‬

‫قتتد تشتتققت‪ ،‬وأرجاؤهتتا قتتد تفطتترت‪ ،‬والملئكتتة علتتى أرجائهتتا قتتد‬

‫أحدقت وشمسها وقمرهتتا مكستتوفان‪ ،‬بتتل مخستتوفان وفتتي مكتتان‬

‫واحد مجموعتتان‪ ،‬ثتتم يكتتوران بعتتد ذلتتك‪ ،‬ثتتم يلقيتتان كمتتا جتتاء فتتي‬

‫الحتتتديث التتتذي ستتتنورده فتتتي النيتتتران كأنهمتتتا ثتتتوران عقتتترا‪.‬‬

‫قال أبو بكر بن عياش‪ :‬قتتال ابتتن عبتتاس‪ :‬يخرجتتون فينظتترون إلتتى‬

‫الرض فيرونها غير الرض التي عهتتدوا‪ ،‬وإلتتى النتتاس فيرونهتتم غيتتر‬

‫الناس الذين عهدوا‪ ،‬ثم تمثل ابن عباس يقول الشاعر‪:‬‬

‫فما الناس بالناس الذين‬


‫ول الدار بالدار التي كنت أعرف‬
‫عهدتتهتم‬

‫‪382‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ض غَي َْر الْرض‬ ‫ل الْر ُ‬ ‫م ت ُب َد ّ ُ‬


‫وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز‪" :‬ي َوْ َ‬
‫ت‬‫شّق ِ‬ ‫ذا ان ْ َ‬‫حدِ ال َْقّهاِر"‪.‬وقال تعالى‪" :‬فَإ ِ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ت وَب ََرُزوا ل ِل ّهٍ ال ْ َ‬ ‫سموا ُ‬ ‫َوال ّ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ما تك َذ َّبا ِ‬ ‫ن َفبأيّ آل َِء َربك ُ َ‬ ‫ها َ‬ ‫كالد َ‬ ‫ت وَْردةً َ‬ ‫ماُء فَ َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫مئ ِذِ‬ ‫ي ي َوْ َ‬‫ماُء فَهِ َ‬ ‫س َ‬‫ت ال ّ‬ ‫شّق ِ‬ ‫ة َوان ْ َ‬ ‫واقِعَ ُ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫مئ ِذٍ وَقَعَ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فَي َوْ َ‬
‫ة‬
‫مان ِي َ ٌ‬‫مِئذ ث َ َ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ك فَوْقَهُ ْ‬ ‫ش َرب ّ َ‬ ‫ل عَْر َ‬ ‫م ُ‬‫ح ِ‬ ‫جائ َِها وَي َ ْ‬ ‫ك عََلى أْر َ‬ ‫مل َ ُ‬‫ة َوال ْ َ‬
‫َواهِي َ ٌ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫خافِي َ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫خَفى ِ‬ ‫ن ل َ يَ ْ‬ ‫ضو َ‬ ‫مِئذ ت ُعَْر ُ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫ت"‪.‬‬ ‫كدَر ْ‬ ‫م ان ْ َ‬ ‫جو ُ‬ ‫ذا الن ّ ُ‬ ‫ت وإ ِ َ‬ ‫س ك ُوَّر ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬‫ذا ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ َ‬
‫ت"‪.‬‬ ‫شَر ْ‬ ‫ب ان ْت َ َ‬ ‫واك ِ ُ‬‫ذا ال ْك َ َ‬ ‫ت وَإ ِ َ‬ ‫ماُء ان َْفط ََر ْ‬ ‫س َ‬ ‫ذا ال ّ‬ ‫وقال‪" :‬إ ِ َ‬
‫وثبت في الصحيح‪ ،‬من حديث أم حازم‪ ،‬عن سهل بن سعد‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يحشر الناس يوم القيامة على‬
‫أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها معلم لحد"‪.‬‬
‫وقال محمد بن قيس‪ :‬وسعيد بن جبير‪" :‬إنه تبدل الرض خبزة‬
‫بيضاء‪ ،‬يأكل منها المؤمن من تحت قدميه"‪.‬‬
‫وقال العمش‪ :‬عن خيثمة عن ابن مسعود‪ ،‬قال‪" :‬الرض كلها يوم‬
‫القيامة نار‪ ،‬والجنة من ورائها‪ ،‬ترى كواعبها‪ ،‬وأكوابها‪ ،‬ويلجمهم‬
‫العرق‪ ،‬ويبلغ أفواههم‪ ،‬ولم يبلغوا الحساب"‪.‬‬
‫وكذا رواه العمش‪ ،‬عن المنهال بن‪ .‬قيس بن سليمان‪ ،‬عن ابن‬
‫مسعود فذكره وقال اسرائيل‪ ،‬وشعبة‪ :‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن عمرو‬
‫ض"‪.‬‬ ‫ض غَي َْر الْر َ‬ ‫ل الر َ‬ ‫م ت ُب َد ّ ُ‬‫بن ميمون‪ ،‬عن ابن مسعود‪ ،‬قال‪" :‬ي َوْ َ‬
‫قال‪ :‬أرض كالفضة‪ ،‬نقية لم يسفك عليها دم‪ ،‬ولم تعمل فيها‬
‫خطيئة‪ ،‬يضمهم المحشر‪ ،‬ويناديهم الداعي‪ ،‬حفاة‪ ،‬عراة‪ ،‬كما خلقوا‪،‬‬
‫أراه قال‪ :‬قياما ً حتى يلجمهم العرق‪ ،‬وقد قال المام أحمد‪ :‬حدثنا‬
‫عفان‪ ،‬حدثنا القاسم بن الفضل‪ ،‬قال‪ :‬قال الحسن‪ :‬قالت عاْئشة‪ :‬يا‬
‫رسول الله‪" :‬يوم تبدل الرض غير الرض والسموات"‪.‬‬
‫أين الناس? قال‪" :‬إن هذا الشيء ما سألني عنه أحد من أمتي‬
‫قبلك‪ ،‬الناس على الصراط"‪.‬‬
‫تفّرد به أحمد‪ ،‬ورواه أبو بكر بن أبي الدنيا‪ ،‬أخبرنا علي بن الجعد‪،‬‬
‫أخبرنا القاسم بن الفضل‪ :‬سمعت الحسن قال‪ :‬قالت عائشة‪:‬‬
‫فذكره ورواه قتادة‪ ،‬عن حسان بن بلل المزني‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬بمثل‬

‫‪383‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫هذا سواء‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا عبيد الله بن جرير العتكي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‬
‫محمد بن بكار الصيرفي‪ ،‬أخبرنا الفضل بن معروف القطيعي‪،‬‬
‫أخبرنا بشر بن حرب‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬قالت‪ :‬بينما النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم واضع رأسه في حجري بكيت‪ ،‬فرفع رأسه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ما أبكاك قلت‪ :‬بأبي أنت وأمي‪ :‬ذكرت قول الله عز وجل‪:‬‬
‫"يوم تبدل الرض غير الرض والسموات وبرزوا لّله الواحد القهار"‪.‬‬
‫فقال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬الناس يومئذ على جسر جهنم‬
‫والملئكة وقوف تقول‪ :‬رب سلم‪ :‬رب سلم‪ :‬فمن بين زال وزالة"‪.‬‬
‫هذا حديث غريب من هذا الوجه لم يخرجه أحد من الستة‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن أبي عدي‪ ،‬عن داود‪ ،‬عن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫الشعبي‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن عائشة أنها قالت‪ :‬أنا أول الناس سأل‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الية‪" :‬يوم تبدل الرض‬
‫غير الرض والسموات وبرزوا لّله الواحد القهار" قالت‪ :‬قلت أين‬
‫الناس يومئذ يا رسول الله? قال‪" :‬على الصراط"‪.‬‬
‫وأخرجه مسلم بن الحجاج في صحيحه‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من‬
‫حديث داود بن أبي هند‪ ،‬وقال الترمذي حسن صحيح‪ ،‬ورواه أحمد‬
‫أيضا ً عن عفان‪ ،‬عن وهب‪ ،‬عن داود‪ ،‬عن الشعبي عنها‪ ،‬ولم يذكر‬
‫مسروقًا‪.‬‬
‫وروى أحمد أيضا ً من حديث حبيب بن أبي عمرة‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬أنها سألت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم عن هذه الية‪ ،‬ثم قالت‪ :‬أين الناس يومئذ يا رسول الله?‬
‫قال‪" :‬هم على متن جهنم"‪.‬‬
‫وروى مسلم من حديث أبي سلم‪ ،‬عن أسماء الرحبي‪ ،‬عن ثوبان‪،‬‬
‫أن حبرا ً من اليهود سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه‬
‫الية‪ :‬أين نكون يوم تبدل الرض غير الرض والسموات فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬في الظلمة دون الجسر"‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثني ابن عوف‪ ،‬حدثنا أبو المغيرة‪ ،‬حدثنا ابن أبي‬
‫مريم‪ ،‬حدثنا سعد بن ثوبان الكلعي‪ ،‬عن أبي أيوب النصاري‪ ،‬قال‪:‬‬

‫‪384‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تأتى النبي صلى الله عليه وسلم حبر من اليهود‪ ،‬فقال أرأيت إذ‬
‫ت" فأين‬‫سموا ُ‬ ‫ض غَي َْر الْرض وال ّ‬ ‫م ُتبد ّ ُ‬
‫ل الْر ُ‬ ‫يقول الله في كتابه‪" :‬ي َوْ َ‬
‫الخلق عند ذلك فقال‪" :‬أضياف الله‪ ،‬فلن يعجزهم ما لديه"‪.‬‬
‫وكذا رواه ابن أبي حاتم‪ :‬من حديث أبي بكر بن أبي مريم‪.‬‬
‫وقد يكون هذا التبديل بعد المحشر‪ ،‬ويكتتون تبتتديل ً ثاني تا ً إلتتى صتتفة‬

‫أختتتتتتتترى بعتتتتتتتتد أولتتتتتتتتى‪ ،‬واللتتتتتتتته تعتتتتتتتتالى أعلتتتتتتتتم‪.‬‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا يوستتف بتتن موستتى‪ ،‬حتتدثنا وكيتتع‪ ،‬حتتدثنا‬

‫شعبة‪ ،‬عن المغيرة بن مالك‪ ،‬عن رجل من بني مجاشع يقال له عبد‬

‫الكريم‪ ،‬أو يكنى بأبي عبد الكريم‪ ،‬قال‪ :‬أقمت عند رجتتل بخراستتان‪،‬‬

‫ض غَْيتتَر‬ ‫م ت َُبتتد ّ ُ‬
‫ل الْر ُ‬ ‫فحدثني أنه سمع علي بن أبي طالب يقول‪" :‬ي َوْ َ‬

‫ت"‪ .‬قال‪" :‬ذكر لنا أن الرض تبدل فضة والستتموات‬


‫وا ُ‬
‫سم َ‬
‫الْرض َوال ّ‬

‫تبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدل ذهبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا"‪.‬‬

‫وكذا روى ابن عباس وأنس بن مالك ومجاهد بن جبير وغيرهم‪.‬‬

‫داده‬
‫ع َ‬
‫وَردَ في ت َ ْ‬
‫ما َ‬
‫و َ‬
‫ة َ‬
‫م َ‬
‫قَيا َ‬
‫ذكر طول يوم ال ِ‬

‫ن‬
‫ه وَعْد َهُ وَإ ِ ّ‬‫ف الل ّ ُ‬ ‫خل ِ َ‬ ‫ب وَل َ ْ‬
‫ن يُ ْ‬ ‫ذا ِ‬‫ك ِبال ْعَ َ‬ ‫جُلون َ َ‬ ‫ست َعْ ِ‬
‫قال الله تعالى‪" :‬وَي َ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫دو َ‬ ‫ما ت َعُ ّ‬ ‫م ّ‬
‫سَنة ِ‬ ‫ف َ‬ ‫كأل ْ ِ‬‫ك َ‬ ‫ما ً ِ‬
‫عن ْد َ َرب ّ َ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫سائ ِ ٌ‬
‫ل‬ ‫ل َ‬ ‫سأ َ‬ ‫قال بعض المفسرين هو يوم القيامة وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫ج‬
‫مَعاِرج ت َعُْر ُ‬ ‫ن الل ّهِ ِفي ال ْ َ‬ ‫م َ‬‫دافِعٌ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َليس ل َ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ب َواِقع ل ِل ْ َ‬
‫كافِ ِ‬ ‫ذا ٍ‬‫ب ِعَ َ‬

‫‪385‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صب ِْر‬‫سن َةٍ َفا ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أل ْ َ‬‫سي َ‬‫م ِ‬ ‫خ ْ‬


‫داُرهُ َ‬ ‫مْق َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫وم َ‬ ‫ح إ ِل َي ْهِ ِفي ي َ ْ‬‫ة َوالّرو ُ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ريبًا"‪.‬‬ ‫ه ب َِعيدا ً وَن ََراهُ قَ ِ‬ ‫م َيروْن َ ُ‬ ‫ميل ً إ ِن ّهُ ْ‬
‫ج ِ‬ ‫صْبرا ً َ‬ ‫َ‬
‫وقد ذكرنا في التفسير اختلف السلف والخلف في هذه الية‪،‬‬
‫فروى ليث بن أبي سليم وغيره‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬في‬
‫يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قال‪" :‬هو ُبعد ما بين العرش‬
‫إلى الرض السابعة" قال ابن عباس‪ :‬وقوله في يوم كان مقداره‬
‫خمسين ألف سنة قال‪ :‬هو ُبعد ما بين العرش إلى الرض السابعة‪.‬‬
‫ن"‪.‬‬ ‫دو َ‬ ‫ما ت َعُ ّ‬
‫م ّ‬‫سن َةٍ ِ‬‫ف َ‬ ‫دارهُ أل ْ َ‬ ‫مْق َ‬‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫وم َ‬ ‫قال ابن عباس وقوله‪ِ" :‬في ي َ ْ‬
‫يعني بذلك نزول المر من السماء إلى الرض وصعوده من الرض‬
‫إلى السماء‪ ،‬لن ما بين السماء والرض مسيرة خمسمائة عام‪،‬‬
‫رواه ابن أبي حاتم‪ ،‬ورواه ابن جرير‪ ،‬عن مجاهد أيضًا‪ ،‬وذهب إليه‬
‫الفراء‪ ،‬وقاله أبو عبد الله الحليمي فيما حكاه عنه الحافظ أبو بكر‬
‫البيهقي في كتاب البعث والنشور‪ ،‬قال الحليمي‪ :‬والملك يقطع هذه‬
‫المسافة فى بعض يوم‪ ،‬ولو أنها مسافة يمكن أن تقطع لم يتمكن‬
‫أحد من مسيرها إل في مقدار خمسين ألف سنة‪ ،‬قال‪ :‬وليس هذا‬
‫ن الل َ ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬‫من تقدير يوم القيامة بسبيل‪ ،‬ورجح الحليمي هذا بقوله‪ِ " :‬‬
‫ت‬‫جا ِ‬ ‫مَعاِرج" يعني العلو والعظمة كما قال تعالى‪َ" :‬رِفيعُ الد ََر َ‬ ‫ِذي ال ْ َ‬
‫ذو ال ْعَْرش"‪.‬‬
‫وم" أي في‬ ‫ح إل َي ْهِ ِفي ي َ ْ‬ ‫ة والرو ُ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬‫ج ال ْ َ‬ ‫ثم فسر ذلك بقوله‪" :‬ت َعُْر ُ‬
‫ه‬
‫ساعَُها هَذِ ِ‬ ‫سَنة"‪ ،‬أي ُبعدها وات ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أل ْ َ‬ ‫سي َ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬
‫داُرهُ َ‬ ‫ن مْق َ‬ ‫كا َ‬‫مسافة " َ‬
‫اْلمد ّ ُ‬
‫ة‪.‬‬
‫فعلى هذا القول‪ ،‬المراد بذلك مسافة المكان‪ ،‬هذا قول والقول‬
‫الثاني‪ :‬أن المراد بذلك مدة الدنيا‪.‬‬
‫قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في تفسيره‪ :‬حدثنا أبو‬
‫زرعة‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن موسى‪ ،‬حدثنا ابن أبي زائدة‪ ،‬عن ابن‬
‫ن أل ْ َ‬
‫ف‬ ‫سي َ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬
‫دارهُ َ‬ ‫مْق َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬‫جريج‪ ،‬عن مجاهد في قوله تعالى‪َ " :‬‬
‫ة"‪.‬‬ ‫سن َ ٍ‬ ‫َ‬
‫قال‪ :‬الدنيا عمرها خمسون ألف سنة‪ ،‬ذلك عمرها يوم سماها تعالى‬
‫ة والروح إليهِ في يوم" قال‪ :‬اليوم الدنيا‪.‬‬ ‫ج الملئك ُ‬ ‫يومًا‪ .‬فقال‪َ" :‬تعر ُ‬

‫‪386‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا معمر عن ابن أبي نجيح‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬وعن‬
‫الحكم بن أبان‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة‬
‫قال‪ :‬الدنيا من أولها إلى آخرها خمسون ألف سنة ل يدري أحد كم‬
‫مضى ول كم بقي إل الله عز وجل‪ ،‬وذكره البيهقي من طريق‬
‫محمد بن ثور‪ ،‬عن معمر به‪ ،‬وهذا قول غريب جدا ً ل يوجد في كثير‬
‫من الكتب المشهورة والله أعلم‪.‬‬
‫القول الثالث‪ :‬المراد بذلك فصل ما بين الدنيا ويوم القيامة‪ ،‬رواه‬
‫ابن أبي حاتم‪ ،‬عن محمد بن كعب القرظي وهو غريب أيضًا‪.‬‬
‫القول الرابع‪ :‬أن المراد بذلك يوم القيامة قال ابن أبي حاتم‪ ،‬حدثنا‬
‫أحمد بن سنان الواسطي‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي‪ ،‬عن‬
‫إسرائيل‪ ،‬عن سماك‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس في يوم كان‬
‫مقداره خمسين ألف سنة‪ ،‬قال‪ :‬يوم القيامة إسناده صحيح‪ ،‬ورواه‬
‫الثوري عن سماك‪ ،‬عن عكرمة من قوله وبه قال الحسن والضحاك‬
‫وابن زيد َقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا محمد بن إدريس‪ ،‬أخبرنا الحسن‬
‫بن رافع أخبرنا ضمرة‪ ،‬عن شوذب‪ ،‬عن زيد الرشد‪ ،‬قال‪ :‬يقوم‬
‫الناس يوم القيامة ألف سنة ويقضى بينهم في مقدار عشرة آلف‬
‫سنة‪.‬‬
‫وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عبتتاس‪ :‬يتتوم القيامتتة جعلتته اللتته‬

‫علتتتتتتتى الكتتتتتتتافرين مقتتتتتتتدار خمستتتتتتتين ألتتتتتتتف ستتتتتتتنة‪.‬‬

‫وقال الكلبي في تفسيره‪ :‬وهو يرويه عن أبي صالح‪ ،‬عن ابن عباس‬

‫قال‪" :‬لو ولي محاسبة العباد غير الله لتتم يفتترغ فتتي خمستتين ألتتف‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتنة"‪.‬‬

‫قال البيهقي‪ :‬وفيما ذكر حماد بن زيد‪ ،‬عن أيوب قال‪ :‬قال الحستتن‪:‬‬

‫‪387‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ما ظنك بيوم قاموا فيه على أقدامهم خمسين ألف ستتنة لتتم يتتأكلوا‬

‫فيها أكلة ولم يشتتربوا فيهتتا شتتربة حتتتى تقطعتتت أعنتتاقهم عطش تا ً‬

‫واحترقت أجوافهم جوعا ً ثم انصرف بهم بعد ذلك إلى النتتار فستتقوا‬

‫من عين آنية قد أنى حرها واشتد نضجها وقد ورد هتتذا فتتي أحتتاديث‬

‫متعددة والله أعلم‪.‬‬

‫يوم القيامة على طوله وشدته أخف على المؤمن من‬

‫أداء صلة مكتوبة‬

‫قال المام أحمد‪ :‬حدثنا الحسن بن موسى‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬حتتدثنا‬

‫دراج‪ ،‬عن أبي الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قيل لرستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ما أطول هتتذا‬

‫اليوم‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬والذي نفستي بيتده‬

‫إنه ليخف على المؤمن حتتتى يكتتون أختتف عليتته متتن صتتلة مكتوبتتة‬

‫يصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتليها فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدنيا"‪.‬‬

‫ورواه ابن جرير في تفسيره عن يتتونس بتن عبتتد العلتتى‪ ،‬عتن ابتتن‬

‫‪388‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وهب‪ ،‬عن عمرو بن الحارث‪ ،‬عن دراج به ودراج أبو السمح وشتتيخه‬

‫أبتتتتتو الهيثتتتتتم ستتتتتليمان بتتتتتن عمتتتتترو العيتتتتتواري ضتتتتتعيفان‪.‬‬

‫على أنتته قتتد رواه التتبيهقي بلفتتظ آختتر فقتتال‪ :‬أخبرنتتا أبتتو بكتتر بتتن‬

‫الحسن القاضي‪ ،‬وأبو سعيد بن أبي عمتترو قتتال‪ :‬حتتدثنا أبتتو العبتتاس‬

‫محمد بن يعقتتوب‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن إستتحاق الصتتنعاني‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬

‫سلمة الخزاعي‪ ،‬حدثنا خلد بن سليمان الحضتترمي‪ ،‬وكتان رجل ً متتن‬

‫الخائفين قال‪ :‬سمعت دراجا ً أبا السمح يختتبر متتن يحتتدثه‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫سعيد الخدري‪ ،‬أنه أتى رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم فقتتال‪:‬‬

‫أخبرني من يقوى على القيام يوم القيامة الذي قال الله تعالى فيته‪:‬‬

‫ن"‪.‬‬ ‫س ل ِتتتتتتتتتترب العَتتتتتتتتتتال َ ِ‬


‫مي َ‬ ‫م الن ّتتتتتتتتتتا ُ‬
‫م ي َُقتتتتتتتتتتو ُ‬
‫"ي َتتتتتتتتتتوْ َ‬

‫فقال صلى الله عليه وسلم‪" :‬يخفف على المؤمن حتى يكتتون عليتته‬

‫كالصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلة المكتوبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫وقال عبد الله بن عمتترو‪" :‬إن للمتتؤمنين يتتوم القيامتتة كراستتي متتن‬

‫نور‪ ،‬يجلستتون عليهتتا‪ ،‬ويظلتتل عليهتتم الغمتتام‪ ،‬ويكتتون يتتوم القيامتتة‬

‫‪389‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عليهم كساعة من نهار أو كأحد طرفيتته"‪ .‬رواه ابتتن أبتتي التتدنيا فتتي‬

‫الهوال‪.‬‬

‫بعض ما أعد من العذاب لمانعي الزكاة‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا أبو كامل‪ ،‬حدثنا حماد‪ ،‬عن سهيل بن أبي صتتالح‪،‬‬

‫عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬ما من صاحب كنتتز ل يتتؤدي حقتته‪ ،‬إل جعتتل صتتفائح يحمتتى‬

‫عليها في نار جهنم‪ ،‬فتكوى بها جبهتتته وجنبتتاه وظهتتره‪ ،‬حتتتى يحكتتم‬

‫الله بين عباده‪ ،‬في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ممتتا تعتتدون‬

‫ثتتتتم يتتتترى ستتتتبيله إمتتتتا إلتتتتى الجنتتتتة‪ ،‬وإمتتتتا إلتتتتى النتتتتار"‪.‬‬

‫لبتتل أنتته ينطتتح لهتتا بقتتاع‬


‫وذكر بقية الحديث في مانع زكاة الغنتتم وا ِ‬

‫قرقر تطأه بأخفافها وأظلفها‪ ،‬وتنطحتته بقرونهتتا‪ ،‬كلمتتا متترت عليتته‬

‫أخراها أعيدت عليه أولها‪ ،‬حتتتى يقضتتي بيتتن العبتتاد‪ ،‬فتتي يتتوم كتان‬

‫مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون ثم يرى سبيله إما إلتتى الجنتتة‬

‫وإمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا إلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار"‪.‬‬

‫‪390‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وهكذا رواه أبو داود الطيالسي في مسنده‪ ،‬أخبرنا وهيب بتتن خالتتد‪،‬‬

‫وكان ثقة‪ ،‬حدثنا سهيل بن أبي صالح‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عتتن‬

‫النبي فذكر نحوه‪ ،‬وأخرجه مسلم‪ ،‬من حديث روح بن القاسم وعبتتد‬

‫العزيز بن المختار‪ ،‬كلهما عن سهيل‪ ،‬به مثله‪ ،‬وأخرجه مسلم أيضتتا ً‬

‫من حديث زيد بن أسلم‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة مرفوعا ً في‬

‫التتتتتتتتتذهب والفضتتتتتتتتتة والبتتتتتتتتتل والبقتتتتتتتتتر والغنتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬متتن حتتديث شتتعبة والنستتائي متتن‬


‫وقد روى ا ِ‬

‫حتتديث ستتعيد بتتن أبتتي عروبتتة‪ ،‬كلهمتتا عتتن قتتتادة‪ ،‬عتتن ابتتن عمتتر‬

‫الغداني‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬سمعت النبي صلى الله عليتته وستتلم‬

‫يقول‪" :‬من كانت له إبل ل يعطي حقها في نجدها ورسلها يعني في‬

‫عسرها ويسرها‪ ،‬فإنها تأتي يوم القيامتتة كتتأغزر متتا كتتانت‪ ،‬وأكتتثره‪،‬‬

‫وأسمنه‪ ،‬وأسره حتى ينطح لها بقتتاع قرقتتر‪ ،‬فتطتتأه بأخفافهتتا‪ ،‬فتتإذا‬

‫جاوزته أخراها‪ ،‬أعيدت عليه أولها‪ ،‬في يتتوم كتتان مقتتداره خمستتين‬

‫ألف سنة‪ ،‬حتى يقضي بين الناس‪ ،‬فيرى سبيله‪ ،‬وإن كانت له بقر ل‬

‫يعطي حقها في نجدها ورستتلها‪ ،‬فإنهتتا تتتأتي يتتوم القيامتتة كأغتتد متتا‬

‫‪391‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كانت‪ ،‬وأكبره‪ ،‬وأسمنه‪ ،‬وأسره وأكثره وأنشره‪ ،‬ثم يبطتتح لهتتا بقتتاع‬

‫قرقر‪ ،‬فتطأه كل ذات ظلف بظلفها‪ ،‬وتنطحه كل ذات قرن بقرنهتتا‪،‬‬

‫إذا جاوزته أخراها‪ ،‬أعيدت عليه أولها‪ ،‬في يوم كان مقداره خمسين‬

‫ألف سنة‪ ،‬حتى يقضي بين الناس‪ ،‬فيرى سبيله"‪.‬قال البيهقي‪ :‬وهتتذا‬

‫ل يحتمل إل تقدير ذلك اليوم بخمسين ألف سنة ممتتا تعتتدون واللتته‬

‫أعلم‪.‬‬

‫يوم القيامة طويل عسير على العصاة وهو على أهل‬

‫التقوى غير طويل ول عسير‬

‫ثم ل يكون ذلك كذلك إل على الذي ل يغفر لته‪ ،‬فأمتا متن غفتر لته‬

‫ذنبه من المؤمنين‪ ،‬فأخبرنا أبو عبد الله الحتتافظ حتتدثنا الحستتن بتتن‬

‫محمد بن حكيم‪ ،‬أخبرنا أبو الموجه‪ ،‬أخبرنا عبتدان‪ ،‬أخبرنتا عبتد اللته‬

‫هو ابن المبارك‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن زرارة بن أوفى‪ ،‬عن أبي‬

‫هريرة قال‪" :‬يوم القيامة على المؤمنين كقتتدر متتا بيتتن الظهتتر إلتتى‬

‫العصتتتتتتتتر" ثتتتتتتتتم قتتتتتتتتال‪ :‬هتتتتتتتتذا هتتتتتتتتو المحفتتتتتتتتوظ‪.‬‬

‫‪392‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد روي مرفوعا ً أخبرناه أبو عبد الله الحافظ حدثني عبتتد اللتته بتتن‬

‫عمر‪ ،‬ابتتن علتتي الجتتوهري بمتترو‪ ،‬حتتدثنا يحيتتى بتتن ستتويد بتتن عبتتد‬

‫الكريم‪ ،‬حدثنا سويد بن نصر‪ ،‬حتتدثنا ابتتن المبتتارك‪ ،‬فتتذكره بإستتناده‬

‫مرفوعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا‪.‬‬

‫وقال يعقوب بن سفيان‪ :‬حدثنا حرملة بن يحيتتى‪ ،‬حتتدثنا ابتتن وهتتب‪،‬‬

‫حدثنا عبد الرحمن بن ميسرة‪ ،‬عن أبي هانىء‪ ،‬عن أبي عبد الرحمن‬

‫الحلبي‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو قال‪" :‬تل رسول الله صلى الله عليه‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ب ال َْعتتتال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫س ِلتتتَر ّ‬
‫م الّنتتتا ُ‬
‫م ي َُقتتتو ُ‬
‫وستتتلم هتتتذه اليتتتة‪َ" :‬يتتتوْ َ‬

‫فقتتال‪" :‬كيتتف بكتتم إذا جمعكتتم اللتته كمتتا يجمتتع النبتتل فتتي الكنانتتة‬

‫خمسين ألف سنة ل ينظر إليكتتم"? وقتتال أبتتو بكتتر بتتن أبتتي التتدنيا‪:‬‬

‫حدثنا حمتتزة بتتن العبتتاس‪ ،‬حتتدثنا عبتتد اللتته بتتن عثمتتان‪ ،‬حتتدثنا ابتتن‬

‫المبارك‪ ،‬أخبرنا سفيان‪ ،‬عن ميسرة‪ ،‬عن المنهال بن عمرو عن أبي‬

‫عبيدة‪ ،‬عن عبتتد اللتته بتتن مستتعود قتتال‪ :‬ل ينتصتتف النهتتار متتن يتتوم‬

‫حيتتم"‪.‬‬ ‫م للتتى ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫مِقيل َهُ ْ‬
‫ن َ‬
‫القيامة حتى يقيل هؤلء وهؤلء ثم قرأ‪" :‬إ ّ‬

‫قتتتتال ابتتتتن المبتتتتارك هكتتتتذا فتتتتي قتتتتراءة ابتتتتن مستتتتعود‪.‬‬

‫‪393‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثم قال‪ :‬حدثنا إسحاق بن إسماعيل‪ ،‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا ستتفيان‪ ،‬عتتن‬

‫ي‪ ،‬عن المنهال بن عمرو‪ ،‬عن أبي عبيدة‪ ،‬عن عبد الله‬
‫ميسرة الهند َ‬
‫ستَتقّرا ً‬
‫م ْ‬
‫خي ْتتز ُ‬ ‫ب اْلجن ّتةِ ي َتوْ َ‬
‫مئ ِذٍ َ‬ ‫حا ُ‬
‫صت َ‬
‫بن مسعود في قتتوله تعتتالى‪" :‬أ ْ‬
‫مِقي ً‬
‫ل"‪ .‬قال‪ :‬ل ينتصف النهار متتن يتتوم القيامتتة حتتتى يقيتتل‬ ‫ن َ‬
‫س ُ‬
‫ح َ‬
‫َوأ ْ‬

‫هؤلء وهؤلء‪.‬‬

‫مود‬ ‫ذكر الم َ‬


‫قام المح ُ‬

‫ن ب َْين‬
‫م ْ‬
‫ص به رسول الله صلى الله عليه وسلم ِ‬
‫الذي يخ ّ‬

‫ساِئر‬
‫َ‬

‫َ‬ ‫ا َ‬
‫ب‬
‫جيء التتر ّ‬ ‫مى في أهل ال ْ َ‬
‫موقف لي ِ‬ ‫عة ال ْعُظ ْ َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك الشَفا َ‬ ‫م ْ‬
‫لنبَياء وَ ِ‬

‫حتتال إ ِل َتتى ُ‬
‫حستتن‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫ن ت ِل ْت َ‬
‫م ْ‬
‫ح المؤمنين ِ‬
‫م ويري َ‬ ‫ج ّ‬
‫ل فيفصل ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫عَّز وَ َ‬

‫ن‬
‫ستتى أ ْ‬ ‫ة ل َت َ‬
‫ك عَ َ‬ ‫جتد ْ ب ِتهِ نافِل َت ً‬
‫ن الل ّي ْتتل فَت َهَ ّ‬
‫م َ‬
‫المآل قال الله تعالى‪" :‬وَ ِ‬

‫متتتتتتتتتتتتتتودًا"‪.‬‬
‫ح ُ‬ ‫مَقامتتتتتتتتتتتتتتا ً َ‬
‫م ْ‬ ‫ك َرّبتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫ك َ‬ ‫ي َب ْعََثتتتتتتتتتتتتتت َ‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا علي بن عباس‪ ،‬حتتدثنا شتتعيب بتتن أبتتي حمتتزة‪،‬‬

‫عن محمد بن المنكدر‪ ،‬عن جابر بن عبد الله‪ ،‬أن رسول اللتته صتتلى‬

‫‪394‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬من قال حين يسمٍع النتتداء‪" :‬اللهتم رب هتذه‬

‫التتدعوة التامتتة‪ ،‬والصتتلة القائمتتة‪ ،‬آت محمتتدا ً الوستتيلة‪ ،‬والفضتتيلة‪،‬‬

‫وابعثه مقاما محمودا ً الذي وعدته‪ ،‬حلت له شفاعتي يتتوم القيامتتة"‪.‬‬

‫انفرد به مسلم‪.‬‬

‫الشفاعة هي المقام المحمود‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا داود‪ ،‬وهو ابتتن يزيتتد بتتن عبتتد‬
‫وقال ا ِ‬

‫الرحمن المعافري عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫مودًا"‪ .‬قال‪ :‬الشتتفاعة"‬


‫ح ُ‬ ‫مَقاما ً َ‬
‫م ْ‬ ‫ك َرب ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫ن ي َب َعْث ُ َ‬
‫سى أ ْ‬
‫عليه وسلم‪" :‬عَ َ‬

‫إسناده حستتن‪ .‬أعطتتي الرستتول عليتته الصتتلة والستتلم خمستا ً لتتم‬

‫يعطهن أحد متتن أنبيتتاء اللتته ورستتله صتتلوات اللتته عليهتتم أجمعيتتن‪.‬‬

‫وثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث جتتابر وغيتتره‪ ،‬عتتن رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬أعطيت خمسا ً لم يعطهن أحتتد‬

‫من النبياء قبلي‪ ،‬نصرت بالرعب مسيرة شهر‪ ،‬وأحلت لتتي المغتتانم‬

‫ولم تحل لحد قبلي‪ ،‬وجعلت لي الرض مسجدا ً وطهرًا‪ ،‬فأيما رجتتل‬

‫‪395‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من أمتي أدركته الصتتلة فليصتتل‪ ،‬وأعطيتتت الشتتفاعة‪ ،‬وكتتان النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم يبعث إلى قتتومه وبعثتتت إلتتى النتتاس عامتتة"‪.‬‬

‫فقوله وأعطيت الشفاعة‪ .‬يعني بذلك الشفاعة التي تطلب متتن آدم‬

‫فيقول‪ :‬لست بصاحب ذاكم‪ ،‬اذهبتتوا إلتتى نتتوح‪ ،‬فيقتتول لهتتم كتتذلك‪،‬‬

‫ويرشدهم إلى إبراهيم‪ ،‬فيرشدهم إلتتى موستتى‪ ،‬ويرشتتدهم موستتى‬

‫إلى عيسى‪ ،‬فيرشدهم عيسى إلتتى محمتتد صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫فيقتتتتتتتتتتتتتول‪" :‬أنتتتتتتتتتتتتتا لهتتتتتتتتتتتتتا أنتتتتتتتتتتتتتا لهتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫وسيأتي ذلك مبسوطا ً في أحاديث الشفاعة في إخراج العصتتاة متتن‬

‫النار وقد ذكرنا طرق هذا الحديث بطوله عتن جماعتة متن الصتحابة‬

‫عند تفسير هذه الية الكريمة من كتابنا التفسير بما فيه كفاية‪.‬‬

‫الرسول عليه السلم سيد ولد آدم يوم القيامة‬

‫وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم قال‪" :‬أنا ستتيد ولتتد آدم يتتوم القيامتتة‪ ،‬وأول متتن ينشتتق عنتته‬

‫القتتتتتتتتتتتتتتتتبر‪ ،‬وأول شتتتتتتتتتتتتتتتتافع‪ ،‬وأول مشتتتتتتتتتتتتتتتتفع"‪.‬‬

‫‪396‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ولمسلم أيضا ً عن أبي بن كعب رضي الله عنتته‪ ،‬فتتي حتتديث قتتراءة‬

‫القرآن على سبعة أحرف‪ ،‬قال رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫فقلت‪" :‬اللهتتم اغفتتر لمتتتي وأختترت الثالثتتة ليتتوم يرغتتب فيتته إلتتى‬

‫الخلئق حتى إبراهيم"‪.‬‬

‫الرسول إمام النبياء يوم القيامة‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا أبو عامر الزدي‪ :‬حدثنا زهير بن محمد‪ ،‬عن عبد‬
‫الله بن محمد بن عقيل‪ ،‬عن الطفيل بن أبي كعب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إذا كان يوم القيامة كنت إمام‬
‫النبياء‪ ،‬وخطيبهم‪ ،‬وصاحب شفاعتهم غير فخر"‪.‬‬
‫ورواه الترمذي‪ ،‬وابن ماجه من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل‪،‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا يزيد بن عبد ربه‪ ،‬حدثني محمد بن حرب‪ ،‬حدثنا‬
‫الزبيدي‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن‬
‫مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يبعث الناس يوم‬
‫القيامة‪ ،‬فأكون أنا وأمتي على تل‪ ،‬ويكسوني ربي عز وجل حلة‬
‫خضراء‪ ،‬ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن أقول‪ ،‬فذلك المقام‬
‫المحمود"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا حسن‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬حدثنا يزيد بن أبي‬
‫وقال ا ِ‬
‫حبيب‪ ،‬عن عبد الرحمن بن خبر‪ ،‬عن أبي الدرداء قال‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم‬
‫القيامة‪ ،‬وأنا أول من يؤذن له أن يرفع رأسه‪ ،‬فأنظر من بين يدي‬
‫فأعرف أمتي من بين المم‪ ،‬ومن خلفي مثل ذلك‪ ،‬وعن يميني مثل‬
‫ذلك‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يا رسول الله كيف أمتك من بين المم فيما بين‬

‫‪397‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نوح إلى أمتك? فقال صلى الله عليه وسلم‪ :‬هم غر محجلون من‬
‫أثر الوضوء‪ ،‬ليس أحد كذلك غيرهم‪ ،‬وأعرفهم بأنهم يؤتون كتبهم‬
‫بأيمانهم‪ ،‬وأعرفهم يسعى بين أيديهم ذريتهم"‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا يونس بن محمد‪ ،‬حدثنا حرب بن ميمون أبو‬
‫الخطاب النصاري‪ ،‬عن النضر بن أنس قال‪ :‬حدثني نبي الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قال‪" :‬إني لقائم أنتظر أمتي بعد الصراط‪ ،‬إذا‬
‫جاءني عيسى عليه الصلة والسلم فقال‪ :‬هذه النبياء قد جاءتك يا‬
‫محمد‪ ،‬يسألونك‪ ،‬أو قال‪ :‬يجتمعون إليك‪ ،‬يدعون الله أن يفرق بين‬
‫جميع المم إلى حيث شاء الله‪ .‬فالخلق ملجمون بالعرق‪ ،‬فأما‬
‫المؤمن فهو عليه كالزكمة‪ ،‬وأما الكافر فيغشاه الموت فيه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫انتظر حتى أرجع إليك‪ ،‬فذهب نبي الله صلى الله عليه وسلم فقام‬
‫تحت العرش‪ ،‬فيلقى ما لم يلق ملك مصطفى‪ ،‬ول نبي مرسل‪،‬‬
‫فأوحى الله إلى جبريل أن اذهب إلى محمد وقل له‪ :‬ارفع رأسك‪،‬‬
‫وسل تعط‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬فتشفعت في أمتي‪ ،‬فأخرج من كل‬
‫تسعة وتسعين إنسانا ً واحدًا‪ ،‬فما زلت أتردد إلى ربي‪ ،‬فل أقوم فيه‬
‫مقاما ً إل شفعت‪ ،‬حتى أعطاني الله من ذلك أن قال‪ :‬يا محمد‬
‫أدخل من أمتك من قال‪ :‬أشهد أن ل إله ِإل الله يوما ً واحدا ً مخلصا ً‬
‫ومات على ذلك"‪.‬‬
‫لمام أحمد من حديث علي بن الحكم البناني عن عثمان‪،‬‬ ‫وروى ا ِ‬
‫ن علقمة والسود‪ ،‬عن ابن مسعود فذكر حديثا ً طويل ً‬ ‫عن إبراهيم‪ ،‬ع َ‬
‫وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬وإني لقوم المقام‬
‫المحمود يوم القيامة"‪.‬‬
‫فقال رجل من النصار‪ :‬يا رسول الله‪ :‬وما ذاك المقام المحمود‬
‫ل‪ ،‬فيكون أول من يكسى‬ ‫قال‪" :‬ذاك إذا جيء بكم حفاة‪ ،‬عراة‪ ،‬غر ً‬
‫إبراهيم‪ ،‬يقول الله سبحانه‪ :‬اكسوا خليلي‪ ،‬فيؤتى بريطتين بيضاوين‬
‫فيلبسهما‪ ،‬ثم يقعد مستقبل العرش ثم أوتى بكسوتي‪ ،‬فألبسها‪،‬‬
‫فأقوم عن يمينه مقاما ً ل يقومه أحد‪ ،‬فيغبطني به الولون‬
‫والخرون" قال‪" :‬ويفتح لهم من الكوثر إلى الحوض"‪ .‬وذكر تمام‬
‫الحديث في صفة الحوض كما سيأتي قريبًا‪.‬‬

‫‪398‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حتتدثنا عفتتان‪ ،‬حتتدثنا حمتتاد بتتن مستتلمة‪ ،‬أخبرنتتا‬


‫وقال ا ِ‬

‫ثابت‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬يطتتول‬

‫على الناس يوم القيامة فيقول بعضهم لبعض‪ :‬انطلقتوا بنتا إلتى آدم‬

‫أبي البشر فليشفع لنا إلى ربنا فليقض بيننتتا‪ ،‬فيتتأتون إليتته فيقولتتون‬

‫اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا‪ ،‬فيقول إني لست هناكم ولكتتن ائتتتوا‬

‫نوحتا ً رأس النتتبيين فيتتأتونه فيقولتتون يتتا نتتوح‪ :‬اشتتفع لنتتا إلتتى ربتتك‬

‫فليقض بيننا‪ ،‬فيقول إنا لست هنتتاكم ولكتتن ائتتتوا ابراهيتتم نتتبي اللتته‬

‫وخليله‪ ،‬قال‪ :‬فيأتونه فيقولون يا إبراهيم إشفع لنا إلى ربتتك فليقتتض‬

‫بيننا فيقول إني لستت هنتاكم ولكتن ائتتوا موستى كليتم اللته التذي‬

‫اصطفاه الله برسالته وبكلمه فيأتونه فيقولون يا موسى‪ :‬إشفع لنتتا‬

‫إلى ربك فليقض بيننا‪ ،‬فيقول‪ :‬إني لست هناكم ولكتتن ائتتتوا عيستتى‬

‫روح الله وكلمته‪ ،‬فيأتون عيسى فيقولون يا عيستتى اشتتفع لنتتا إلتتى‬

‫ربك فليقض بيننا فيقول إني لست هناكم ولكتتن ائتتتوا محمتتدًا‪ ،‬فتتإنه‬

‫خاتم النبيين وإنه قد غفر له متتا تقتتدم متتن ذنبتته ومتتا تتتأخر‪ ،‬ويقتتول‬

‫عيسى‪ :‬أرأيتم لو كان متاع في وعاء قد ختتتم عليتته هتتل كتتان يقتتدر‬

‫‪399‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫على ما في الوعاء حتى يفض الخاتم فيقولون‪ :‬ل فيقول إن محمتتدا ً‬

‫خاتم النتتبيين قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬فيتتأتوني‬

‫فيقولون يا محمد اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا‪ ،‬فأقول‪ :‬نعم فتتآتي‬

‫باب الجنة فآخذ بحلقة البتتاب فأستتتفتح فيقتتال‪ :‬متتن أنتتت? فتتأقول‪:‬‬

‫محمد فيفتح لي فأخر ساجدا ً فأحمد ربي بمحامد لم يحمده بها أحتتد‬

‫كان قبلي ول يحمده بها أحد يكون بعدي‪ ،‬فيقول‪ :‬ارفع رأستتك وقتتل‬

‫يسمع منك وسل تعطته واشتفع تشتتفع‪ ،‬فتأقول يتتا رب أمتتي أمتتتي‬

‫فيقتتول‪ :‬أختترج متتن كتتان فتتي قلبتته مثقتتال ذرة متتن إيمتتان‪ .‬قتتال‪:‬‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتتأخرجهم ثتتتتتتتتتتتتتتتم أختتتتتتتتتتتتتتتّر ستتتتتتتتتتتتتتتاجدًا"‪.‬‬

‫وقد رواه البخاري ومسلم من حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة‬

‫عن أنس به‪.‬‬

‫رواية أبي هريرة رضي الّله عنه‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد‪ ،‬حدثنا أبو حيان حدثنا أبو‬
‫قال ا ِ‬
‫زرعة بن عمرو بن جرير‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬أتى رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم بلحم فدفع إليه الذراع وكانت تعجبه‪ ،‬فنهش منها‬
‫نهشة ثم قال‪" :‬أنا سيد الناس يوم القيامة‪ ،‬وهل تدرون بم ذلك?‬

‫‪400‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يجمع الله الولين والخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي‬


‫وينقدهم البصير وتدنو الشمس‪ ،‬فيبلغ الناس من الغم والكرب ما ل‬
‫يطيقون ول يحتملون فيقول بعض الناس لبعض‪ :‬أل ترون ما أنتم‬
‫فيه وما قد بلغكم أل تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم فيقول بعض‬
‫الناس لبعض‪ :‬أبوكم آدم فيأتون آدم فيقولون يا آدم أنت أبو البشر‬
‫خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملئكة ليسجدوا لك‬
‫فاشفع لنا إلى ربك أل ترى ما نحن فيه أل ترى ما قد بلغنا فيقول‬
‫آدم‪ :‬إن ربي قد غضب اليوم غضبا ً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب‬
‫بعده مثله وإنه نهاني عن الشجرة فعصيت‪ ،‬نفسي نفسي نفسي‬
‫اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح‪ ،‬فيأتون نوحا ً فيقولون يا نوح أنت‬
‫المرسل إلى أهل الرض وسماك الله عبدا ً شكورا ً فاشفع لنا إلى‬
‫ربك أل ترى ما نحن فيه أل ترى ما قد بلغنا فيقول نوح‪ :‬إن ربي قد‬
‫غضب اليوم غضبا ً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه‬
‫كانت لي دعوة على قومي‪ :‬نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري‬
‫اذهبوا إلى إبراهيم‪ ،‬فيأتون إبراهيم فيقولون يا إبراهيم‪ :‬أنت نبي‬
‫الله وخليله من أهل الرض فاشفع لنا إلى ربك‪ .‬أل ترى ما نحن فيه‬
‫أل ترى ما قد بلغنا فيقول‪ :‬إن ربي قد غضب اليوم غضبا ً لم يغضب‬
‫قبله مثله ولن يغضب بعده مثله‪ :‬نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى‬
‫موسى‪ ،‬فيأتون موسى عليه السلم فيقولون يا موسى‪ :‬أنت رسول‬
‫الله اصطفاك برسالته وبتكليمه على الناس اشفِع لنا إلى ربك‪ .‬أل‬
‫ترى ما نحن فيه‪ ،‬أل ترى ما قد بلغنا فيقول لهم موسى إن ربي‬
‫غضب اليوم غضبا َ لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني‬
‫قتلت نفسا لم أؤمر بقتلها‪ .‬نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري‬
‫اذهبوا إلى عيسى‪ ،‬فيأتون عيسى عليه السلم فيقولون يا عيسى‪:‬‬
‫أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه قال هكذا هو‬
‫وكلمت الناس في المهد فاشفع لنا إلى ربك‪ ،‬أل ترى ما نحن فيه أل‬
‫ترى ما قد بلغنا‪ .‬فيقول لهم عيسى‪ :‬إن ربي قد غضب اليوم غضبا ً‬
‫لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر ذنبًا‪ ،‬اذهبوا‬
‫إلى غيري اذهبوا إلى محمد فيأتوني‪ ،‬فيقولون يا محمد‪ :‬أنت رسول‬

‫‪401‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله وخاتم النبيين غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فاشفع‬
‫لنا الى ربك‪ ،‬أل ترى إلى ما نحن فيه أل ترى ما قد بلغنا فأقوم‬
‫فأقف تحت العرش فأقع ساجدا ً لربي عز وجل‪ ،‬ثم يفتح الله‬
‫ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه ما لم يفتحه على أحد قبلي‬
‫فيقال‪ :‬يا محمد إرفع رأسك سل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب‬
‫أمتي أمتي يا رب أمتي أمتي يارب أمتي أمتي فيقول‪ :‬يا محمد‬
‫أدخل من أمتك من ل حساب عليه من الباب اليمن من أبواب‬
‫الجنة وهم شركاء الناس فيما سواه من أبواب‪ ،‬ثم قال‪ :‬والذي‬
‫نفس محمد بيده لما بين مصراعين من مصاريع الجنة‪ .‬لكما بين‬
‫مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى"‪ .‬أخرجاه في الصحيحين من‬
‫حديث ابن حبان يحيى بن سعيد بن حبان به‪ ،‬ورواه أبو بكر بن أبي‬
‫الدنيا في الهوال‪ ،‬عن أبي خيثمة‪ ،‬عن جرير‪ ،‬عن عمار بن القعقاع‪،‬‬
‫عن أبي زرعة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫فذكر الحديث بطوله‪ ،‬وزاد في السياق‪" :‬وإني أخاف أن يطرحني‬
‫في النار انطلقوا إلى غيري في قصة آدم ونوح وإبراهيم وموسى‬
‫وعيسى" وهي زيادة غريبة جدا ً ليست في الصحيحين ول في‬
‫أحدهما والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬عن علي بن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫زيد‪ ،‬عن أبي نصرة المنذر بن مالك بن قطعة قال‪ :‬خطبنا ابن‬
‫عباس رضي الله عنهم على منبر البصرة فقال‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إنه لم يكن نبي إل له دعوة قد استجيبت‬
‫في الدنيا وإني اختبأت دعوتي شفاعة لمتي‪ ،‬وأنا سيد ولد آدم يوم‬
‫القيامة ول فخر‪ ،‬وأنا أول من تنشق عنه الرض ول فخر‪ ،‬وبيدي‬
‫لواء الحمد ول فخر‪ .‬آدم فمن دونه تحت لوائي ول فخر ويطول يوم‬
‫القيامة على الناس فيقول بعضهم لبعض‪ :‬انطلقوا بنا إلى أبينا‬
‫فيشفع لنا إلى ربنا فليقض بيننا فيأتون آدم فيقولون يا آدم أنت‬
‫الذي خلقك الله بيده وأسكنك جنته وأسجد لك ملئكته اشفع لنا‬
‫إلى ربك فليقض بيننا فيقول‪ :‬إني لست هناكم أني قد خرجت من‬
‫الجنة وإنه ل يهمني اليوم إل نفسي‪ ،‬ولكن ائتوا نوحا ً رأس النبيين‬

‫‪402‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فذكر الحديث كنحو ما تقدم إلى أن قال‪ :‬فيأتوني فيقولون يا محمد‬


‫اشفع لنا الى ربك فليقض بيننا فيقول‪ :‬أنا لها حتى يأذن الله لمن‬
‫ه أن يصدع بين خلقه نادى مناد‪ :‬أين أحمد‬ ‫يشاء ويرضى فإذا أراد الل ّ‬
‫وأمته? فنحن الخرون الولون آخر المم وأول من يحاسب فتفرج‬
‫لنا المم طريقا ً فنمضي غرا ً محجلين من الوضوء فتقول المم‪:‬‬
‫كادت هذه المة أن تكون أنبياء كلها فآتي باب الجنة"‪.‬‬
‫وذكر تمام الحديث في الشفاعة في عصاة هذه المة‪ ،‬وقد ورد هذا‬
‫الحديث هكذا عن جماعة من الصحابة منهم أبو بكر الصديق رضي‬
‫الله عنه‪ ،‬والعجب كل العجب من إيراد الئمة لهذا الحديث من أكثر‬
‫طرقه ل يذكرون أمر الشفاعة الولى في أن يأتي الرب لفصل‬
‫القضاء‪ ،‬كما ورد هذا في حديث الصور كما تقدم‪ ،‬وهو المقصود في‬
‫هذا المقام‪ ،‬ومقتضى سياق أول الحديث أن الناس إنما يستغيثون‬
‫إلى آدم فمن بعده من النبياء طمعا ً في أن يفصل بين الناس‬
‫ويستريحوا من مقامهم ذلك‪ ،‬كما دلت عليه سياقاته من سائر‬
‫طرقه‪ ،‬فإذا وصلوا إلى المحشر فإنما يذكرون الشفاعة في عصاة‬
‫المة وإخراجهم من النار‪ ،‬وكان مقصود السلف في القتصار على‬
‫هذا المقدار من الحديث هو الرد على الخوارج ومن تابعهم من‬
‫المعتزلة الذين أنكروا خروج أحد من النار بعد دخولها يذكرون هذا‬
‫القدر من الحديث الذي فيه النص الصريح في الرد عليهم فيما‬
‫ذهبوا إليه من البدعة المخالفة للحاديث‪ ،‬وقد جاء التصريح بذلك‬
‫في حديث الصور كما تقدم أن الناس يذهبون إلى آدم ثم إلى نوح‬
‫ثم إلى إبراهيم وموسى وعيسى‪ ،‬ثم يأتون رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم فيذهب فيسجد لله تحت العرش في مكان يقال له‬
‫الفحص فيقول الله ما شأنك? وهو أعلم قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪" :‬فأقول يا رب وعدتني الشفاعة فشفعني في خلقك‬
‫فاقض بينهم‪ ،‬فيقول الله‪ :‬قد شفعتك‪ ،‬قال‪ :‬فأرفع رأسي فأقف مع‬
‫الناس ثم ذكر انشقاق السموات وتنزل الملئكة والغمام ثم مجيء‬
‫الرب تعالى لفصل القضاء والكروبيون والملئكة المقربون يسبحون‬
‫بأنواع التسبيح قال‪ :‬فيضع الله كرسيه حيث شاء من أرض ثم‬

‫‪403‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يقول‪ :‬إني أنصت لكم منذ خلقتكم إلى يومكم هذا أسمع أقوالكم‬
‫وأرى أعمالكم فأنصتوا لي‪ ،‬فإنما هي أعمالكم وصحفكم تقرأ‬
‫عليكم فمن وجد منكم خيرا ً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فل‬
‫يلومن إل نفسه"‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبرنا معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن علي بن الحسن‬
‫زين العابدين‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إذا كان‬
‫يوم القيامة مد ّ الله الرض مد الديم حتى ل يكون لبشر من الناس‬
‫إل موضع قدميه"‪ .‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬فأكون‬
‫أول من يدعى‪ ،‬وجبريل عن يمين الرحمن عز وجل‪ ،‬والله ما رآه‬
‫قبلها فأقول أي رب إن هذا أخبرني أنك أرسلته لي فيقول الله‪:‬‬
‫صدق ثم اشفع‪ ،‬فأقول يا رب عبادك الذين عبدوك والذين لم‬
‫يعبدوك في أطراف الرض أي وقوف في أطراف الرض أي الناس‬
‫مجتمعون في صعيد واحد مؤمنهم وكافرهم فيشفع عند الله ليأتي‬
‫فصل القضاء بين عباده ويميز مؤمنهم من كافرهم في الموقف‬
‫والمصير وفي الحال والمآل" ولهذا قال ابن جرير‪ :‬قال أكثر أهل‬
‫مودًا"‪.‬‬
‫ح ُ‬ ‫مَقاما ً َ‬
‫م ْ‬ ‫ك َرب ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫ن ي َب ْعَث َ َ‬
‫سى أ ْ‬
‫التأويل في قوله تعالى‪" :‬عَ َ‬
‫هو المقام الذي يقومه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم‬
‫القيامة للشفاعة للناس ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من‬
‫شدة ذلك اليوم‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا إسماعيل بن أبان‪ ،‬حدثنا أبو الحوص‪ ،‬عن آدم‬

‫بن علي‪ ،‬سمعت ابتن عمتر قتتال‪ :‬إن النتتاس يستيرون يتتوم القيامتتة‬

‫حثيثا ً كل أمة تِتبع نبيها يقولتتون يتتا فلن اشتتفع يتتا فلن اشتتفع حتتتى‬

‫تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وستتلم‪ ،‬فتتذلك يتتوم يبعثتته‬

‫اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته مقامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ً محمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتودًا‪.‬‬

‫‪404‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪ :‬ورواه حمزة بن عبد الله‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النبي صتلى اللته عليته‬

‫وسلم‪:‬‬

‫سؤال الناس يسبب سقوط لحم وجه السائل يوم‬

‫القيامة‬

‫وقد أسند ما علقه هاهنا فتتي موضتتع آختتر متتن الصتتحيح فقتتال فتتي‬

‫كتاب الزكاة‪ :‬حدثنا يحيى بن بكير‪ ،‬حدثنا الليث‪ ،‬عتتن عبيتتد اللتته بتتن‬

‫أبي جعفر‪ ،‬سمعت حمزة بن عبد الله بن عمر قال‪ :‬قال رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل يزال العبد يسأل النتتاس حتتتى يتتأتي يتتوم‬

‫القيامة ليس في وجهه مزعمة لحم" وقال‪" :‬إن الشمس تتتدنو يتتوم‬

‫القيامة حتى يبلغ العرق نصف الذان فبينما هم كذلك استغاثوا بتتآدم‬

‫ثم بموسى ثم بمحمد"‪ .‬زاد عبد الله ابن يوسف‪ ،‬حدثني الليث‪ ،‬عتتن‬

‫أبي جعفر‪" .‬فيشفع ليقضى بين الخلتتق فيمشتتي حتتتى يأختتذ بحلقتتة‬

‫الباب فيومئذ يبعثه الله مقاما ً محمتتودا ً يحمتتده أهتتل الجمتتع كلهتتم"‪.‬‬

‫‪405‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وكذا رواه ابن جرير‪ ،‬عن محمد بن عبتتد اللتته بتتن عبتتد الحكتتم‪ ،‬عتتن‬

‫شعيب بن الليث‪ ،‬عن أبيه به نحوه والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫وَردَ في ال ْ َ‬
‫حوض المحمدي‬ ‫ما َ‬
‫ذكَر َ‬

‫مة‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫و َ‬
‫ه يَ ْ‬
‫من ْ ُ‬ ‫قاَنا الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫س َ‬
‫َ‬

‫من الحتاديث المشتهورة المتعتددة متن الطتترق المتأثورة الكتثيرة‬

‫المتضافرة وإن رغمت أنوف كثير متتن المبتدعتتة المكتتابرة القتتائلين‬

‫بجحوده المنكرين لوجوده وأخلق بهتتم أن يحتتال بينهتتم وبيتتن وروده‬

‫كما قال بعض السلف‪ :‬من كذب بكرامة لم ينلها‪ ،‬ولو اطلتتع المنكتتر‬

‫للحوض على ما سنورده من الحاديث قبل مقالته لم يقلها‪.‬‬

‫بعض الصحابة الكرام الذين صدقوا بالحوض وآمنوا بكونه‬

‫يوم القيامة ورووا الحاديث فيه‬

‫روي ذلك عن جماعة من الصحابة رضتتي اللتته تعتتالى عنهتتم‪ ،‬منهتتم‬

‫أبي بن كعب‪ ،‬وجابر بن سمرة‪ ،‬وجابر بن عبد الله‪ ،‬وجندب بتتن عبتتد‬

‫‪406‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله البجلي‪ ،‬وزيد بن أرقم‪ ،‬وسلمان الفارستتي‪ ،‬وحارثتتة بتتن وهتتب‪،‬‬

‫وحذيفة بن أسيد‪ ،‬وحذيفة بن اليمان‪ ،‬وسمرة بن جندب‪ ،‬وسهل بتتن‬

‫سعد‪ ،‬وعبد الله بن زيد بن عاصم‪ ،‬وعبد الله بن عبتتاس‪ ،‬وعبتتد اللتته‬

‫بن عمر‪ ،‬وعبد الله بن عمتترو بتتن العتتاص‪ ،‬وعبتتد اللتته بتتن مستتعود‪،‬‬

‫وعتبة بن عبتتد الستتلمي‪ ،‬وعقبتتة بتتن عتتامر الجهمتتي‪ ،‬والنتتواس بتتن‬

‫سمعان‪ ،‬وأبو أمامة الباهلي‪ ،‬وأبو برزة السلمي‪ ،‬وأبو بكرة‪ ،‬وأبو ذر‬

‫الغفاري‪ ،‬وأبو سعيد الخدري‪ ،‬وأبو هريرة الدوسي‪ ،‬وأسماء بنت أبي‬

‫بكر‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وأم سلمة رضي الله تعالى عنهم أجمعين وعاد علينتتا‬

‫من بركاتهم‪ ،‬وامرأة حمزة عم رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪،‬‬

‫وهم من بني النجار‪.‬‬

‫رواية أبي بن كعب النصاري سيد الفقراء رضي الّله‬

‫تعالى عنه من شرب من الحوض‬

‫روي فلم يظمأ أبدا ً ومن حرم الشرب منه حرم الري أبدا ً قتتال أبتتو‬

‫القاستتم الطتتبراني‪ :‬حتتدثنا أبتتو زرعتتة الدمشتتقي‪ .‬حتتدثنا محمتتد بتتن‬

‫‪407‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الصلت‪ ،‬حدثنا عبد الغفار بن القاسم‪ ،‬عن عدي بن ثابت‪ ،‬عن زر بن‬

‫حبيش‪ ،‬عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وستلم ذكتر‬

‫الحوض فقال أبي بن كعب‪ :‬يا رسول الله ما الحوض? فقال‪" :‬أشتتد‬

‫بياضا ً من اللبن وأبرد من الثلج وأحلى من العسل وأطيب ريحتا ً متتن‬

‫المسك من شرب منه شربة لم يظمأ أبدا ً ومن صرف عنه لتتم يتترو‬

‫أبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫ورواه أبو بكر بن أبي عاصم في كتاب السّنة حدثنا عقبة بن مكتترم‪،‬‬

‫حدثنا يونس بن بكير‪ ،‬حدثنا عبد الغفار بتتن القاستتم‪ ،‬فتتذكر بإستتناده‬

‫نحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوه‪.‬‬

‫ولفظه‪ :‬قيل يا رسول الله وما الحوض? قال‪" :‬والتتذي نفستتي بيتتده‬

‫إن شرابه أبيض من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج وأطيب‬

‫ريحا ً من المسك وآنيته أكثر عددا ً من النجوم ل يشتترب منتته إنستتان‬

‫فيظمتتتتتأ أبتتتتتدا ً ول يصتتتتترف عنتتتتته إنستتتتتان فيتتتتتروى أبتتتتتدًا"‪.‬‬

‫لمام أحمد أيضًا‪.‬‬


‫لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب السّتة ول ا ِ‬

‫‪408‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رواية أنس بن مالك رضي الّله عنه النصاري خادم النبي‬

‫صلى الله عليه وسلم‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا سعيد بن عفير‪ ،‬حتتدثنا ابتتن وهتتب‪ ،‬عتتن يتتونس‬

‫قال ابن شهاب‪ :‬حدثني أنس بن مالك رضتتي اللتته عنتته‪ ،‬أن رستتول‬

‫الله صلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬إن قتتدر حوضتتي كمتتا بيتتن أيلتتة‬

‫وصتتنعاء متتن اليمتتن وإن فيتته متتن البتتاريق كعتتدد نجتتوم الستتماء"‪.‬‬

‫وكذا رواه مسلم أيضا ً عن حرملة بن وهب رضي الله تعالى عنه‪.‬‬

‫طريق أخرى هن أنس بن مالك رضي الّله عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا مستلم بتن إبراهيتم‪ ،‬حتدثنا وهيتب‪ ،‬حتدثنا عبتد‬

‫العزيز‪ ،‬عن أنس بن مالك رضي الله عنه‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬

‫وسلم قتال‪" :‬ليتتردن علتتي النتاس متتن أصتتحابي‪ ،‬حتتتى إذا عرفتهتتم‬

‫اختلجتتوا دونتتي فتتأقول‪ :‬أصتتحابي‪ .‬فيقتتال‪ :‬إنتتك ل تتتدري متتا أحتتدثوا‬

‫بعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدك"‪.‬‬

‫‪409‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن محمد بن حاتم عن عفان‪ ،‬عتتن وهيتتب بتتن خالتتد‪،‬‬

‫عن عبد العزيز بن صهيب به‪.‬‬

‫الكوثر نهر في الجنة أعطيه رسول الله صلى الله عليه‬

‫وسلم طريق أخرى عن أنس بن مالك رضي الّله عنه‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن فضتتيل‪ ،‬عتتن المختتتار بتتن فلفتتل‪،‬‬


‫قال ا ِ‬

‫عن أنس بن مالك رضي الله عنه قتتال‪" :‬أغفتتى رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم إغفاءة فرفتتع رستتول اللته صتلى اللته عليته وستتلم‬

‫رأسه مبتسما ً إما قال هو‪ ،‬وإما قالوا له‪" :‬لم ضحكت‪ ،‬فقال رستتول‬

‫الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬إنتته أنزلتتت علتتي آنفتا ً ستتورة‪ ،‬فقتترأ‪:‬‬

‫كتتتتوْث ََر"‪.‬‬ ‫حيتتتتم إ ِّنتتتتا أعْط َي َْنتتتتا َ‬


‫ك ال َ‬ ‫ستتتتم الّلتتتته الّر ْ‬
‫حمتتتتن الّر ِ‬ ‫"ب ِ ْ‬

‫حتى ختمها ثم قال‪ :‬هل تدرون ما الكوثر? قالوا‪ :‬الله ورسوله أعلم‪،‬‬

‫قال‪ :‬هو نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنتتة عليتته خيتتر كتتثير تتترد‬

‫عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد الكواكب يختلج العبد منهم فتتأقول‪:‬‬

‫يتتا رب‪ ،‬إنتته متتن أمتتتي‪ ،‬فيقتتال‪" :‬إنتتك ل تتتدري متتا أحتتدثوا بعتتدك"‪.‬‬

‫‪410‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لسناد‪ ،‬ورواه مسلم‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنستتائي‪ ،‬متتن حتتديث‬


‫وهذا ثلثي ا ِ‬

‫محمد بن فضيل‪ ،‬وعلي بن مسهر‪ ،‬كلهما عن المختار بن فلفل عن‬

‫أنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتس بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫ولفظ مسلم‪" :‬هو نهر وعدنيه ربي عليه خير كتتثير هتتو حوضتتي تتترد‬

‫عليتتتتتتتتتتتتتتته أمتتتتتتتتتتتتتتتتي يتتتتتتتتتتتتتتتوم القيامتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫والباقي مثله‪ ..‬ومعنتتى ذلتتك أنتته يشتتخب متتن الكتتوثر ميزابتتان إلتتى‬

‫الحوض‪ ،‬والحوض فتتي العرصتتات‪ ،‬قبتتل الصتتراط‪ ،‬لنتته يختلتتج عنتته‬

‫ويمنع منه أقوام قتتد ارتتتدوا علتتى أعقتتابهم ومثتتل هتتؤلء ل يجتتازون‬

‫الصراط‪ ،‬كما سيرد من طرق متعددة‪ ،‬وقد جاء مصرحا ً بتته أنتته فتتي‬

‫العرصات‪ ،‬كما ستراه قريبًا‪ ،‬إن شاء الله تعالى‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا أبو عامر‪ ،‬وأزهر بتتن القاستتم‪ ،‬حتتدثنا هشتتيم‪ ،‬عتتن‬

‫قتادة‪ ،‬أن رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬مثتتل متتا بيتتن‬

‫ناحيتي حوضي مثل ما بين المدينة وصتتنعاء‪ ،‬ومثتتل متتا بيتتن المدينتتة‬

‫‪411‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وعمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان"‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن أبي عامر‪ ،‬عتتن عبتتد الملتتك بتتن عمتترو‪ ،‬وأخرجتته‬

‫مسلم أيضا ً عن عاصم بن النضر الول‪ ،‬عتتن المعتمتتر بتتن ستتليمان‪،‬‬

‫عن أبيه‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس بنحوه‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس رضي الّله عنه خادم رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يونس‪ ،‬وحسن بن موستتى قتتال‪ :‬حتتدثنا حمتتاد بتتن‬

‫سلمة رضي الله عنه‪ ،‬ورواه أحمد أيضا ً عتتن عفتتان‪ ،‬عتتن حمتتاد بتتن‬

‫سلمة‪ ،‬عن علي بن زياد‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن أنس رضي الله عنتته‪ ،‬أن‬

‫قوما ً ذكروا عند عبيد الله بن زياد الحوض فأنكره وقال‪ :‬ما الحتتوض‬

‫فبلغ ذلك أنسا ً رضي الله عنتته‪ ،‬فقتتال‪ :‬ل جتترم واللتته لفعلتتن فأتتتاه‬

‫فقال‪ :‬ذكرتم الحوض فقال عبيد الله‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله‬

‫عليه وسلم يذكره‪ ،‬فقال‪ :‬نعم سمعت رسول الله صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم أكثر من كذا وكذا مرة يقول‪" :‬إن ما بين طرفيه كما بين أيلة‬

‫‪412‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إلى مكة‪ ،‬أو ما بين صنعاء ومكتتة‪ ،‬وإن آنيتتته لكتتثر متتن عتتدد نجتتوم‬

‫الستتتتتتتتتتتتتتتماء" انفتتتتتتتتتتتتتتترد بتتتتتتتتتتتتتتته أحمتتتتتتتتتتتتتتتد‪.‬‬

‫وقد رواد يحيى بن محمد بن ساعد‪ ،‬عن سوار بن عبد الله القاضتتي‬

‫العنتتبري‪ ،‬عتتن معتتاذ بتتن معتتاذ العنتتبري‪ ،‬عتتن أشتتعث بتتن عبتتد اللتته‬

‫الحمراني‪ ،‬عن أنس بن مالك رضي الله عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬حوضي ما بين كذا إلى كذا‪ ،‬فيتته متتن النيتتة‬

‫عدد نجوم السماء‪ ،‬أحلى من العسل‪ ،‬وأبرد متتن الثلتتج‪ ،‬وأبيتتض متتن‬

‫اللبن‪ ،‬من شرب منه لم يظمأ أبدًا‪ ،‬ومن لم يشرب لم يرو أبدًا"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم‬

‫قال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثني عبتتد الرحمتتن هتتو ابتتن ستتلم‪ ،‬حتتدثنا‬

‫أحمد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن أنس رضي الله عنه‪ ،‬أن عبد الله بن‬

‫زياد قال‪ :‬يا أبا حمزة‪ :‬هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫‪413‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يذكر الحوض فقال‪" :‬لقد تركت بالمدينتتة عجتتائز يكتتثرن أن يستتألن‬

‫الله أن يوردهن حوض محمد صلى الله عليه وسلم"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس رضي الّله عنه خادم رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم‬

‫قال أبو يعلى أيضًا‪ :‬حدثنا أبو خيثمة‪ ،‬حدثنا عمر بن يونس الحنفتتي‪،‬‬

‫حدثنا عكرمة هو ابن عمتتار‪ ،‬عتتن يزيتد الرقاشتتي قتال‪ :‬قلتت يتتا أبتا‬

‫حمزة‪" :‬إن قوما ً يشهدون علينا بالكفر والشرك‪ ،‬فقال أنتتس‪ :‬أولئك‬

‫شر الخلق والخليقة‪ ،‬قلت‪ :‬ويكذبون بالحوض‪ :‬فقال‪ :‬سمعت رسول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬إن لي حوضا ً كما بين إيليتتاء إلتتى‬

‫الكعبة أو قال‪ :‬صنعاء‪ ،‬أشد بياضا ً من اللبن‪ ،‬وأحلى من العسل فيتته‬

‫آنية عدد نجوم السماء ينبعث فيه عدة ميزابات من الجنة من كتتذب‬

‫به لم يصب منه الشرب"‪ .‬صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه رضي الّله عنه‬

‫‪414‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال الحافظ أبو بكر أحمد بن عبد الخالق البزار في مسنده‪ :‬حتتدثنا‬

‫محمد بن معمر‪ ،‬حدثنا أبتتو داود‪ ،‬حتتدثنا المستتعودي‪ ،‬عتتن عتتدي بتتن‬

‫ثابت‪ ،‬عن أنس رضي الله عنه قال‪ ،‬قال رسول الله صلى الله عليه‬

‫وسلم‪" :‬حوضي من كذا إلى كذا‪ ،‬فيه من الية عدد النجتتوم‪ ،‬أطيتتب‬

‫ريحا ً من المسك‪ ،‬وأحلى من العسل‪ ،‬وأبرد متتن الثلتتج‪ ،‬وأبيتتض متتن‬

‫اللبن‪ ،‬من شرب منه شربة لم يظمأ أبدًا‪ ،‬ومن لتتم يشتترب منتته لتتم‬

‫يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترو أبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫لسناد ولم يرو‬


‫ثم قال‪ :‬ل نعلمه يروى بهذا اللفظ إل عن أنس بهذا ا ِ‬

‫عتتدي بتتن ثتتابت عتتن أنتتس رضتتي اللتته عنتته ستتواه‪ ،‬ول رواه إل‬

‫المسعودي‪ ،‬وهذا إسناد جيد‪ ،‬ولم يروه أحد من أصتتحاب الكتتتب‪ ،‬ول‬

‫أحمد بن حنبل‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس أيضا ً خادم رسول الله صلى الله‬

‫عليه وسلم‬

‫‪415‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال ابن أبي التتدنيا‪ :‬حتتدثني الحستتن بتتن الصتتباح‪ ،‬حتتدثنا مكتتي بتتن‬

‫إبراهيم‪ ،‬حدثنا موسى بن عبيدة‪ ،‬عن أبي بكر بن عبيد الله بن أنس‪،‬‬

‫عن جده أنس بن مالك رضي الله عنه‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬رأيت حوضي‪ ،‬فإذا على حتتافتيه آنيتتة مثتتل نجتتوم‬

‫السماء‪ ،‬فأدخلت يدي فإذا هو عنبر أذفر"‪.‬‬

‫رواية بريدة رضي الّله تعالى عنه ابن الخصيب السلمي‬

‫قال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا يحيى بن معين‪ ،‬حدثنا يحيى بن يمتتان‪،‬‬

‫عن عائذ بن بشر البجلي‪ ،‬عن علقمة بن مرثد‪ ،‬عن ابن بريتتدة‪ ،‬عتتن‬

‫أبيه‪ ،‬رضي الله عنه قال‪ :‬قال رسول اللته صتلى اللته عليته وستلم‪:‬‬

‫"حوضي كما بين عمان إلى اليمن‪ ،‬فيه آنية عدد نجوم السماء‪ ،‬متتن‬

‫شتتتتتترب منتتتتتته شتتتتتتربة لتتتتتتم يظمتتتتتتأ بعتتتتتتدها أبتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫وهكذا رواه ابن صاعد‪ ،‬وابتن أبتي التتدنيا‪ ،‬عتن عبتتد اللته بتن وضتتاح‬

‫الزدي اللؤلؤي‪ ،‬عن يحيى بن يمان بتته‪ ..‬ولفظتته‪" :‬حوضتتي متتا بيتتن‬

‫عمان واليمن فيه آنية عدد النجوم‪ ،‬أحلى متتن العستتل‪ ،‬وأبيتتض متتن‬

‫‪416‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫اللبن‪ ،‬واللبن من الزبد‪ ،‬من شرب منتته لتتم يظمتتأ بعتتدها أبتتدًا"‪ .‬لتتم‬

‫يخرجوه‪.‬‬

‫رواية ثوبان رضي الّله تعالى عنه‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا همام‪ ،‬حدثنا قتادة‪ ،‬عن سالم‬‫قال ا ِ‬
‫بن معدان‪ ،‬عن ثوبان رضي الله عنه‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬أنا بعقر حوضي يوم القيامة‪ ،‬أذود عنه الناس لهل‬
‫اليمن وأضربهم بعصاي‪ ،‬حتى يرفض عنهم قال‪ :‬قيل‪ :‬يا رسول الله‪،‬‬
‫ما سعته? قال‪ :‬من مقامي إلى عمان يغت فيه ميزابان يمدانه"‪.‬‬
‫ورواه أحمد أيضا ً عن عبد الصمد‪ ،‬عن هشام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬وعن عبد‬
‫الوهاب‪ ،‬عن سعيد بن أبي عروبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬وعن عبد الرزاق‪ ،‬عن‬
‫معمر‪ ،‬عن قتادة به فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن‬
‫عرضه فقال‪" :‬من مقامي هذا إلى عمان"‪.‬‬
‫وقال عبد الرزاق‪" :‬ما بين بصرى وصنعاء أو ما بين أيلة ومكة"‪.‬‬
‫أو قال‪" :‬من مقامي هذا إلى عمان"‪.‬‬
‫وسئل عن شرابه فقال‪" :‬أشد بياضا ً من اللبن‪ ،‬وأحلى من العسل‪،‬‬
‫ينبعث فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والخر من‬
‫ورق"‪.‬‬
‫وقال أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو بكر‪ ،‬هو ابن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا محمد بن‬
‫بشر العبدي‪ ،‬حدثنا سعيد بن أبي عروبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن سالم بن‬
‫أبي الجعد‪ ،‬عن معدان بن أبي طلحة‪ ،‬عن ثوبان رضي‪ ،‬لله عنه‪ ،‬أن‬
‫نبي الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أنا عند عقر حوضي‪ ،‬أذود عنه‬
‫الناس لهل اليمن‪ ،‬إني لضربهم بعصاي حتى يرفضوا"‪.‬‬
‫قال‪ :‬وسئل نبي الله صلى الله عليه وسلم عن سعة الحوض فقال‪:‬‬
‫"من مقامي هذا إلى عمان‪ ،‬ما بينهما شهر أو نحو ذلك"‪.‬‬
‫فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرابه فقال‪" :‬أشد‬

‫‪417‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بياضا ً من اللبن‪ ،‬وأحلى من العسل‪ ،‬بعث فيه ميزابان‪ ،‬مداده أو‬


‫مدادهما من الجنة‪ ،‬أحدهما ورق والخر ذهب"‪.‬‬
‫وهكذا رواه مسلم عن أبي غسان مالك بن إسماعيل‪ ،‬ومحمد بن‬
‫المثنى‪ ،‬ومحمد بن بشار ثلثتهم عن معاذ بن هشام عن أبيه عن‬
‫قتادة بنحوه‪.‬‬
‫من مظاهر خشية عمر بن عبد العزيز رضي الّله تعالى‬

‫عنه‬

‫طريق أخرى عن ثوبان أيضا ً رضي الّله تعالى عنه‬

‫وأرضاه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا حسين بن محمد‪ ،‬حدثنا ابن عياش‪ ،‬عن محمد بتتن‬

‫المهاجر‪ ،‬عن العباس بن سالم اللخمتتي‪ ،‬قتتال‪ :‬بعتتث عمتتر بتتن عبتتد‬

‫العزيز إلى أبي سلم الحبشي‪ ،‬يسأله عن الحوض فحمل إليتته علتتى‬

‫البريد‪ ،‬فقدم به عليه‪ ،‬فسأله فقال‪ :‬سمعت ثوبان رضتتي الل ّتته عنتته‪:‬‬

‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وستتلم يقتتول‪" :‬إن حوضتتي متتن‬

‫عدن إلى عمان البلقتتاء‪ ،‬متتاؤه أشتتد بياضتا ً متتن اللبتتن‪ ،‬وأحلتتى متتن‬

‫العسل‪ ،‬وأكاويبه عدد النجوم‪ ،‬من شرب منه شربة لم يظمتتأ بعتتدها‬

‫‪418‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أبتتدًا‪ ،‬أول النتتاس ورودا ً عليتته فقتتراء المهتتاجرين"‪ ،‬فقتتال عمتتر بتتن‬

‫الخطاب من هم يا رسول الله? قال‪" :‬هتتم الشتتعث رؤوستا ً التتدنس‬

‫ثيابًا‪ ،‬الذين ل ينكحون المتنعمتتات المتمتعتتات‪ ،‬ول تفتتتح لهتتم أبتتواب‬

‫السدد‪ ،‬فقال عمر بن عبد العزيز‪ :‬لقد نكحت المتنعمات وفتحت لي‬

‫السدد إل أن يرحمنتتي اللتته واللتته ل أدهتتن رأستتي حتتتى تشتتعث ول‬

‫أغستتتتتل ثتتتتتوبي التتتتتذي بلتتتتتى جستتتتتدي حتتتتتتى يتستتتتتخ"‪.‬‬

‫ورواه أيضا ً الترمذي في الزهد عن أنس بن إسماعيل‪ ،‬عن يحيى بن‬

‫صالح‪ .‬وابن ماجه فيه‪ ،‬عن محمود بن خالد الدمشتتقي‪ ،‬عتتن متتروان‬

‫بن محمد الطاطري كلهما عن محمد بن المهاجر‪ ،‬عن العبتتاس بتتن‬

‫سالم عن أبتتي ستتلم بتته قتتال‪ :‬شتتيخنا المتتزي فتتي أطرافتته‪ ،‬ورواه‬

‫اليزيد بن مسلم عن يحيى بن الحارث وشيبة بتتن الحنتتف وغيرهمتتا‬

‫عن أبي سلم‪ ،‬وقال أبو بكر بن أبي عاصم‪ :‬حدثنا هشام بتتن عمتتار‪،‬‬

‫حدثنا صدقة‪ .‬حدثنا زيد بن واقد‪ ،‬حدثني بشر بن عبيد الله‪ ،‬حدثنا أبو‬

‫سلم السود‪ ،‬عن ثوبان رضي الله عنه قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬حوضي بين عدن إلى عمان أشد بياضا ً من اللبتتن‬

‫‪419‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأحلى من العسل وأطيب رائحة من المسك أكاويبه كنجوم السماء‬

‫من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا‪ ،‬وأكتتثر النتتاس عليتته ورودا ً‬

‫فقراء المهاجرين قلنا‪ :‬ومن هم? قال‪ :‬الشعث رؤوسا ً التتدنس ثيابتتا ً‬

‫الذين ل ينكحون المتمتعات ول تفتح لهم أبواب السدد الذين يعطون‬

‫الحق الذي عليهم ول يعطون الذي لهم" وهتتذه طريتتق جيتتدة أيض تًا‪،‬‬

‫والله الحمد‪ ،‬والمنة‪.‬‬

‫رواية جابر بن سمرة رضي الّله تعالى عنه الرسول‬

‫صلى الله عليه وسلم فرط لمته يوم القيامة على‬

‫الحوض المورود‬

‫قال أبو يعلى‪ :‬حدثنا أبو همام الوليد بن شتتجاع‪ ،‬حتتدثنا أبتتي‪ ،‬حتتدثنا‬

‫زياد بن خيثمة‪ ،‬عن سماك بن حرب‪ ،‬عن جابر بن سمرة رضي اللتته‬

‫عنه‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إني فرطكم علتتى‬

‫الحوض‪ ،‬وإن بعد ما بين طرفيه كما بين صنعاء وأيلة‪ ،‬كتتأن البتتاريق‬

‫‪420‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيها النجوم" وهكذا رواه مسلم‪ :‬عن أبي همام‪ ،‬به وقال‪" :‬أنا فتترط‬

‫لكم على الحوض"‪ .‬والباقي مثله‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫رواية جابر بن سمرة أيضا ً رضي الّله سبحانه وتعالى‬

‫عنه‬

‫قال مسلم‪ :‬وحدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬وأبتو بكتر بتن أبتي شتيبة قتال‪:‬‬

‫أخبرنا حاتم بن إسماعيل‪ ،‬عن المهاجر بتتن مستتمار‪ ،‬عتتن عتتامر بتتن‬

‫سعد بن أبي وقاص‪ ،‬قال‪ :‬كتبت الى جابر بن سمرة مع غلمي نافع‪،‬‬

‫أخبرني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫فكتب إلي إني سمعته يقول‪" :‬أنا الفرط على الحوض"‪.‬‬

‫رواية جابر بن عبد الله رضي الّله تعالى عنهما‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا زكريا بتتن إستتحاق‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬
‫وقال ا ِ‬

‫الزبير‪ :‬أنه سمع جابر بتتن عبتتد اللتته رضتتي اللتته عنهمتتا يقتتول‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أنا على الحوض‪ ،‬أنظر متتن يتترد‬

‫علي‪ ،‬قال‪ :‬فيؤخذ ناس دوني‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب هؤلء مني ومن أمتتتي‪،‬‬

‫‪421‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪ :‬يقال‪ :‬وما يدريك ما عملتتوا بعتتدك? متتا برحتتوا بعتتدك يرجعتتون‬

‫علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى أعقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتابهم‪.‬‬

‫قال جابر رضي الله عنه‪ :‬قال رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"الحوض مسيرة شهر‪ ،‬وزوايتتاه يعنتتي عرضتته مثتتل طتتوله‪ ،‬وكيزانتته‬

‫مثل نجوم السماء‪ ،‬أطيب ريحا ً من المسك‪ ،‬وأشد بياضا ً متتن اللبتتن‪،‬‬

‫متتتتتتتن شتتتتتتترب منتتتتتتته لتتتتتتتم يظمتتتتتتتأ بعتتتتتتتده أبتتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫هذا اسناد صتتحيح‪ ،‬علتتى شتترط مستتلم‪ ،‬ولتتم يتتروه‪ ،‬وقتتد روي متتن‬

‫طريق زكريا عن أبي الزبير‪ ،‬عن جابر‪ ،‬بستة أحاديث ليس هذا منها‪.‬‬

‫الرسول صلى الله عليه وسلم مكاثر بأمته يوم القيامة‪،‬‬

‫وهو يأمرهم أل يرجعوا كفارا ً بعده يقتل بعضهم بعضا ً‬

‫طريق أخرى عن جابر أيضا ً رضي الّله تعالى عنه وأرضاه‬

‫قال أبو بكر التتبزار‪ :‬حتتدثنا محمتتد بتتن عمتتر‪ ،‬حتتدثنا يحيتتى بتتن عبتتد‬

‫الرحمن الرجي‪ ،‬حدثنا عبيدة بن السود‪ ،‬عن مجالد‪ ،‬عتتن عتتامر هتتو‬

‫الشعبي‪ ،‬عن جابر بن عبد اللتته رضتتي اللتته عنهمتتا‪ ،‬أن رستتول اللتته‬

‫‪422‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إني فرطكم على الحوض‪ ،‬وإني مكتتاثر‬

‫بكم المم فل ترجعوا بعدي كفارًا‪ ،‬يقتل بعضكم بعضًا‪ ،‬فقتتال رجتتل‪:‬‬

‫يا رسول الله ما عرضه? قال‪ :‬ما بين أيلة أحستتبه قتتال‪ :‬إلتتى مكتتة‪،‬‬

‫فيه مكايل أكثر من عدد النجوم‪ ،‬ل يتناول مؤمن منها واحدا ً فيضتتعه‬

‫متتتتتتتتتتتن يتتتتتتتتتتتده حتتتتتتتتتتتتى يتنتتتتتتتتتتتاوله أختتتتتتتتتتتوه"‪.‬‬

‫ثم قال‪ :‬ل يروى عن جابر إل من هذا الوجه‪ ،‬ورواه ابتتن أبتتي التتدنيا‪،‬‬

‫عن أبي عبد الرحمن القرشي‪ ،‬عن عبيدة بن السود به‪.‬‬

‫رواية جندب بن عبد الله البجلي رضي الّله عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا عبدان‪ ،‬أخبرني أبي‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن عبد الملك‬

‫قال‪ :‬سمعت جنتتدبا ً يقتتول‪ :‬ستتمعت النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫يقتتتتتتتتتتول‪" :‬أنتتتتتتتتتتا فرطكتتتتتتتتتتم علتتتتتتتتتتى الحتتتتتتتتتتوض"‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ ،‬من حديث شعبة‪ ،‬وزائدة‪ ،‬ومستتعر‪ ،‬ثلثتهتتم عتتن عبتتد‬

‫الرحمتتتتتتتتتتتتتتتتتن بتتتتتتتتتتتتتتتتتن عمتتتتتتتتتتتتتتتتتر بتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫‪423‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه المام أحمتتد عتتن ستتفيان بتتن عيينتتة ثتتم قتتال‪ :‬قتتال ستتفيان‪:‬‬

‫الفرط الذي يسبق‪.‬‬

‫رواية جارية بن وهب الخزاعي رضي الله عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا علي بن عبد الله‪ ،‬حدثنا جرير بن عمارة‪ ،‬حتدثنا‬

‫شعبة عن معبد بن خالد‪ ،‬أنه ستتمع جاريتتة بتتن وهتتب يقتتول ستتمعت‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم يقتتول وذكتتر الحتتوض فقتتال‪" :‬كمتتا بيتتن‬

‫المدينة وصنعاء"‪ .‬وزاد ابن أبي عدي‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن معبد بن خالد‪،‬‬

‫عن جارية بن وهب سمع النبي صلى الله عليه وسلم وقال‪" :‬حوضه‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتا بيتتتتتتتتتتتتتتتن صتتتتتتتتتتتتتتتنعاء والمدينتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫فقال له المستتتورد‪" :‬ألتتم تستتمعه? قتتال‪ :‬أل وإنتتي‪ ،‬قتتال‪ :‬ل‪ ،‬فقتتال‬

‫المستتتتتتتورد‪ :‬نتتتتتترى فيتتتتتته‪" :‬النيتتتتتتة مثتتتتتتل الكتتتتتتواكب"‪.‬‬

‫وقال‪ :‬رواه مسلم‪ ،‬عن محمد بن عرعرة‪ ،‬عتتن حرمتتي بتتن عمتتارة‪،‬‬

‫عن شعبة‪ ،‬كما ساقه البخاري‪ ،‬ورواه عن محمد بن عبتتد اللتته‪ ،‬وهتتو‬

‫ابن أبي عدي‪ ،‬عن شعبة كما ذكره البخاري سواء‪ ،‬والمستتتورد هتتذا‬

‫‪424‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫هو ابن شداد بن عمرو الفهري‪ ،‬صتتحابي جليتتل‪ ،‬علتتق لتته البختتاري‪،‬‬

‫وأسند ذلك مسلم‪ ،‬وروى له أهل السنن الربعة‪ ،‬وله أحاديث‪.‬‬

‫رواية حذيفة بن أسيد رضي الّله عنه‬

‫عن أبي شريحة الغفاري‪ ،‬أنبأنا عن الحافظ الضياء محمتتد بتتن عبتتد‬

‫الواحد المقدسي رحمه الله أنتته قتتال فتتي الجتتزء التتذي جمعتته فتتي‬

‫أحاديث الحوض‪ :‬أخبرنا محمد بن أحمد بن نصتتر الصتتبهاني بهتتا‪ :‬أن‬

‫الحسن بن أحمد الحتتداد أختتبرهم قتتراءة عليتته وهتتو حاضتتر‪ ،‬أخبرنتتا‬

‫أحمد بن عبد اللته يعنتي أبتا نعيتم الصتبهاني‪ ،‬أخبرنتا عبتد اللته بتن‬

‫جعفر‪ ،‬حدثنا إسماعيل بن عبد الله‪ ،‬حدثنا سعيد بن ستتليمان‪ ،‬حتتدثنا‬

‫زيد بن الحسن‪ ،‬حدثنا معروف بن خربتتوذ‪ ،‬حتتدثنا أبتتو الطفيتتل‪ ،‬عتتن‬

‫حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال‪ :‬لما صدر النبي صلى الله عليتته‬

‫وسلم عن حجة الوداع قال‪" :‬أيها الناس إني فرطكم على الحتتوض‪،‬‬

‫إنكم واردون على حوض عرضه ما بين بصرى‪ ،‬وصنعاء فيتته أكتتواب‬

‫عدد النجوم" لم يروه من أصحاب الكتب أحد ول أحمد أيضًا‪.‬‬

‫‪425‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رواية حذيفة بن اليمان رضي الّله عنه العبسي‬

‫قال أبو القاسم البغوي‪ :‬حدثنا عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا علي بتتن‬

‫مسهر‪ ،‬عن سعد بن طارق‪ ،‬عتتن ربتتع بتتن حتتراش‪ ،‬عتتن حذيفتتة بتتن‬

‫اليمان رضي الله عنه قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"إن حوضي لبعد من أيلة وعدن‪ ،‬والذي نفسي بيده لنيته أكثر متتن‬

‫عدد النجوم‪ ،‬وهو أشد بياضا ً من اللبن‪ ،‬وأحلتتى متتن العستتل‪ ،‬والتتذي‬

‫لبتتل الغريبتتة‬
‫نفسي بيده إني لذود عنه الرجال‪ ،‬كمتتا يتتذود الرجتتل ا ِ‬

‫عن حوضه‪ ،‬قال قيتتل‪ :‬يتتا رستتول اللتته‪ :‬تعرفنتتا يتتومئذ? قتتال‪ :‬نعتتم‪،‬‬

‫ي غرا ً محجلين من آثار الوضتتوء‪ ،‬وليستتت لحتتد غيركتتم"‪.‬‬


‫تردونه عل ّ‬

‫رواه مسلم‪ ،‬عن عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬بنحوه‪ ،‬وعلقه البخاري فقال‪:‬‬

‫حصين عن أبي وائل‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬عن النبي صلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫رواية زيد بن أرقم رضي الّله عنه‬

‫‪426‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬قال عمرو بن مرة‪ ،‬أخبرني‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا حمزة يقول‪ :‬إنه سمع زيد بن أرقم قال‪ :‬كنا مع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر‪ ،‬فنزل منزل ً فسمعته‬
‫يقول‪" :‬ما أنتم بجزء من مائة ألف جزء ممن يرد على الحوض من‬
‫أمتي"‪.‬‬
‫قلت لزيد‪ :‬كم كنتم يومئذ? قال‪ :‬سبعمائة أو ثمانمائة‪.‬‬
‫وكذا رواه عن أبي هاشم‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬ورواه أبو داود‪ ،‬عن حفص بن‬
‫عمر‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬قلت‪ :‬وأبو حمزة هذا هو طلحة بن يزيد النصاري‬
‫مولى قرظة بن كعب‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫النار جزاء من يتعمد الكذب على رسول الله صلى الله‬

‫عليه وسلم رواية أخرى عن زيد بن أرقم أيضا ً رضي الّله‬

‫عنه‬

‫قال الحافظ البيهقي‪ :‬أخبرنا عبد اللتته الحتتافظ أخبرنتتا الحستتن بتتن‬

‫يعقوب العدل‪ ،‬حدثنا محمد بن عبد الوهاب‪ ،‬أخبرنا حفص بتتن عتتون‪،‬‬

‫أخبرنا أبو حيان يحيى بن سعيد التيمي تيم الربتتاب‪ ،‬حتتدثنا يزيتتد بتتن‬

‫حيان التيمي‪ ،‬قال‪ :‬شهدت ابن أرقم وقد بعث إليه عبيد الله بن زياد‬

‫فقال‪ :‬ما أحاديث بلغني عنك أنك تحدث بها عتتن رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وستتلم تزعتتم أن لتته حوضتا ً فتتي الجنتتة فقتتال‪ :‬حتتدثنا ذاك‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعدناه‪ ،‬فقال‪ :‬كذبت‪ ،‬لكنك شيخ‬

‫‪427‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قد خرفت‪ ،‬قال‪ :‬أما إنه سمعته أذنتتاي متتن رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫ي متعمتتدا ً فليتبتتوأ مقعتتده‬


‫عليه وسلم وسمعته يقول‪" :‬من كذب علت ّ‬

‫من النتتار" ومتتا كتتذبت علتتى رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪.‬‬

‫وأما رواية سلمان الفارسي رضي الله عنه‪ ،‬فروى المام أبو بكر بن‬

‫خزيمة رحمه الله‪ ،‬من حديث زيد بن علي بن جدعان‪ ،‬عن سعيد بن‬

‫المسيب‪ ،‬عن سلمان رضي الله عنه قال‪ :‬خطبنا رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم آختر يتتوم متن شتعبان فقتتال‪" :‬يتا أيهتتا النتاس‪ :‬قتد‬

‫أظلكتتتتتتتتتتتتتتم شتتتتتتتتتتتتتتهر عظيتتتتتتتتتتتتتتم مبتتتتتتتتتتتتتتارك"‪.‬‬

‫وذكر تمام الحديث بطوله في فضل شهر رمضان إلى أن قال‪" :‬من‬

‫أشبع فيه صائما ً سقاه الله من حوضتتي شتتربة ل يظمتتأ بعتتدها حتتتى‬

‫يدخل الجنة"‪.‬‬

‫فصل‬

‫لكل نبي حوض يوم القيامة‪ ،‬يتباهون أيهم أكثر ورادا ً‬

‫رواية سمرة بن جندب‪ -‬رضي الّله تعالى عنه‪ -‬الفزاري‬

‫‪428‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تال أبو بكر بن أبي عاصم‪ :‬حدثنا إبراهيم بن المعتمر‪ ،‬حدثنا محمتتد‬

‫بن بكار بن بلل‪ ،‬حدثنا سعيد هو ابن بشير‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن الحستتن‪،‬‬

‫عن سمرة بن جندب‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وستتلم قتتال‪" :‬لكتتل‬

‫نبي حوض‪ ،‬يتباهون أيهم أكثر واردة‪ ،‬وإني لرجتتو أن أكتتون أكتتثرهم‬

‫واردة"‪.‬‬

‫وكذا رواه الترمذي‪ ،‬عن أحمد بن محمد بتتن نيتتزك‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن‬

‫بكار بن بلل‪ ،‬عن سعيد بن بشير‪ ،‬وقال‪ :‬هتتذا حتتديث غريتتب‪ ،‬واللتته‬

‫سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫رواية سهل بن سعد الساعدي رضي الّله تعالى عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا سعيد بن أبي مريم‪ ،‬حدثنا محمتتد بتتن مطتترف‪،‬‬

‫حدثنا أبو حازم‪ ،‬عن سهل بن سعد‪ ،‬قال‪ :‬قال النبي صلى الله عليتته‬

‫ي يشتترب‪ ،‬ومتتن‬
‫وسلم‪" :‬إني فرطكتتم علتتى الحتتوض‪ ،‬متتن متتر عل ت ّ‬

‫شرب لم يظمأ أبدًا‪ ،‬ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثتتم يحتتال‬

‫بينتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي وبينهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫‪429‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أبو حازم‪ :‬فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال‪ :‬هكذا ستتمعت‬

‫من سهل فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقلت‪ :‬أشتتهد علتتى أبتتي ستتعيد الختتدري أننتتا‬

‫نسمعه وهو يزيد فيها‪ :‬فأقول‪ :‬إنهم مني‪ ،‬فيقال لي‪ :‬إنك ل تدري ما‬

‫أحتتتدثوا بعتتتدك‪ ،‬فتتتأقول‪ :‬ستتتحقا ً ستتتحقا ً لمتتتن غّيتتتر بعتتتدي"‪.‬‬

‫فقال ابن عياش‪ :‬سحقا ً بعدًا‪ ،‬ويقال‪ :‬سحيق‪ ،‬بعيد‪ ،‬وأسحقه‪ :‬أبعتتده‪.‬‬

‫تفّرد به من هذا الوجه والله أعلم‪.‬‬

‫رواية عبد الله بن زيد بن عاصم المدني‬

‫ثبت في الصحيحين عنه أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم لمتتا‬

‫قسم غنائم حنين فأعطى من أعطتتى متتن صتتناديد قريتتش والعتترب‬

‫فغضب بعض النصار فخطب قال لهم فيمتتا قتتال‪" :‬إنكتتم ستتتجدون‬

‫بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض"‪.‬‬

‫رواية عبد الله بن عباس رضي الّله عنهما‬

‫قال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا يوستتف بتتن موستتى‪ ،‬حتتدثنا جريتتر‪ ،‬حتتدثنا‬

‫الليث بن َأبي سليم البزاز‪ ،‬عن عبد الملك بن صعيد بتتن جتتبير‪ ،‬عتتن‬

‫‪430‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أبيه‪ ،‬عن ابن عبتتاس رضتتي اللته عنهمتتا قتتال‪ :‬ستتمعت رستتول اللته‬

‫يقول‪" :‬إني آختذ بحجزكتم‪ ،‬أقتول‪ :‬إيتاكم وجهنتم‪ ،‬وإيتاكم والحتدود‪،‬‬

‫ثلث مرات‪ ،‬وإن أنا مت تركتكم‪ ،‬وأنا فرطكم علتتى الحتتوض‪ ،‬فمتتن‬

‫ورد أفلح‪ ،‬ويتتؤتى بقتتوم فيؤختتذ بهتتم ذات الشتتمال فتتأقول‪ :‬يتتا رب‪،‬‬

‫أحسبه قال‪ :‬فيقتال إنهتم متا زالتوا بعتدك يرتتدون علتى أعقتابهم"‪.‬‬

‫ثتتم قتتال‪ :‬تفتتّرد بتته ليتتث‪ ،‬عتتن عبتتد الملتتك بتتن ستتعيد بتتن جتتبير‪.‬‬

‫وقال البخاري‪ :‬في باب الحوض من صحيحه‪ :‬حدثنا عمرو بن محمد‪،‬‬

‫حدثنا هشام‪ ،‬أخبرنا أبتو بشتتر وعطتتاء بتن الستائب‪ ،‬عتتن ستتعيد بتن‬

‫جبير‪ ،‬عن ابن عباس قال‪" :‬الكوثر هو الخير الكثير الذي أعطاه الله‬

‫للرستتتتتتتتتتتتتول عليتتتتتتتتتتتتته الصتتتتتتتتتتتتتلة والستتتتتتتتتتتتتلم"‪.‬‬

‫قال أبو بشر‪ :‬قلت لسعيد بن جبير إن ناس تا ً يزعمتتون أنتته نهتتر فتتي‬

‫الجنة فقال‪ :‬من الكوثر إلى الحوض ميزابان من ذهب وفضة"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن ابن عباس رضي الّله تعالى عنهما‬

‫‪431‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا إبراهيم بن هاشتتم البغتتوي‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن‬

‫عبد الواهب الحارثي‪ ،‬حدثنا عبد الله بن عبيد بن عمير‪ ،‬عن ابن أبتتي‬

‫مليكة‪ ،‬عن ابن عباس رضي اله عنهما قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء‪ ،‬وأكتتوابه عتتدد‬

‫نجوم السماء ماؤه أبيتتض متتن الثلتتج‪ ،‬وأحلتتى متتن العستتل‪ ،‬وأطيتتب‬

‫يعني ريحا ً من المسك‪ ،‬من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن ابن عباس رضي الّله عنهما‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا العباس بن محمد‪ ،‬حدثنا حسين بن محمد‬

‫المروزي‪ ،‬حدثنا محصن بن عقبة اليماني‪ ،‬عن الزبير بن شبيب‪ ،‬عن‬

‫عثمان بن حاضر‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬سئل رسول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم عن الوقوف بين يدي رب العالمين هل فيتته متتاء? قتتال‪:‬‬

‫"والذي نفسي بيده إن فيه لماء‪ ،‬إن أولياء الله ليردن حياض النبيتتاء‬

‫ويبعث الله بسبعين ألف ملتتك فتتي أيتتديهم عصتتى متتن نتتار‪ ،‬يتتذودن‬

‫الكفار عن حياض النبياء"‪.‬‬

‫‪432‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رواية عبد الله بن عمر رضي الّله عنهما‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا مسدد‪ ،‬حدثنا يحيى‪ ،‬عن عبيد الله‪ ،‬حدثني نافع‪:‬‬

‫عن بن عمر‪ ،‬عن النبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬إن أمتتامكن‬

‫حوضتتتتتتتتتتتتتتا ً كمتتتتتتتتتتتتتتا بيتتتتتتتتتتتتتتن جربتتتتتتتتتتتتتتاء وأذرح"‪.‬‬

‫ورواه أحمد‪ ،‬عن يحيى القطان‪ ،‬ورواه مسلم من حتتديث عبيتتد اللتته‬

‫وأيوب وموسى بن عقبة وغيرهم عتتن نتتافع‪ ،‬وفتتي بعتتض الروايتتات‪:‬‬

‫"أمامكم حوض كمتتا بيتتن جربتتاء وأذرح‪ ،‬وهمتتا قريتتتان بالشتتام فيتته‬

‫أباريق عدد نجوم السماء‪ ،‬متتن ورده فشتترب منتته لتتم يظمتتأ بعتتدها‬

‫أبدًا"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن ابن عمر بن الخطاب رضي الّله عنهما‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو المغيرة‪ ،‬حدثنا عمر بن عمرو أو عثمان‬


‫قال ا ِ‬

‫بن عمرو الحموسي‪ ،‬حدثنا المخارق بن أبي المخارق‪ ،‬عن عبد الله‬

‫بن عمر‪ ،‬أنه سمعه يقتتول‪ :‬إن النتبي صتلى اللته عليته وستلم قتتال‪:‬‬

‫"حوضي كما بين عدن وعمان‪ ،‬أبرد من الثلج‪ ،‬وأحلتتى متتن العستتل‪،‬‬

‫‪433‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأطيب ريحا ً من المسك‪ ،‬أكوابه مثل نجوم السماء‪ ،‬من شرب منتته‬

‫شتتربة لتتم يظمتتأ بعتتدها أبتتدًا‪ ،‬أول النتتاس عليتته ورودا ً صتتعاليك‬

‫المهتتاجرين‪ ،‬قتتال قتتائل‪ :‬ومتتن هتتم يتتا رستتول اللتته قتتال‪ :‬الشتتعثة‬

‫رؤوستتهم‪ ،‬الشتتحبة وجتتوههم‪ ،‬الدنستتة ثيتتابهم‪ ،‬ل تفتتتح لهتتم أبتتواب‬

‫السدد‪ ،‬ول ينكحون المنعمات‪ ،‬التتذي يعطتتون كتتل التتذي عليهتتم‪ ،‬ول‬

‫يأخذون الذي لهم"‪ .‬تفّرد به أحمد‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه رضي الله تعالى عنه‬

‫قال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا أبو عوانة‪ ،‬حدثنا عطتتاء بتتن الستتائب‬

‫قال‪ :‬قال محارب بن دثار‪ :‬ما كان سعيد بن جبير يقول في الكتتوثر?‬

‫قلت‪ :‬كان سعيد بن جبير يحدث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‪:‬‬

‫ك ال ْ َ‬
‫كتتتتتتتتتتوْث ََر"‪.‬‬ ‫لمتتتتتتتتتتا نزلتتتتتتتتتتت‪" :‬إ ِّنتتتتتتتتتتا أعْط َي َْنتتتتتتتتتتا َ‬

‫قال لنا رسول اللته صتلى اللته عليته وستلم‪" :‬هتو نهتتر فتي الجنتتة‪،‬‬

‫حافتاه من ذهب‪ ،‬يجري على الدر والياقوت‪ ،‬تربته أطيب ريحتتا ً متتن‬

‫المسك‪ ،‬وطعمه أحلى من العسل‪ ،‬ومتتاؤه أش تد ّ بياض تا ً متتن الثلتتج"‪.‬‬

‫‪434‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه البيهقي من حديث حماد بن زيد‪ ،‬عن عطاء بن الستتائب‪ ،‬بتته‪،‬‬

‫وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬

‫رواية عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الّله عنهما‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا شعبة بن أبي مريم‪ ،‬حدثنا نتافع بتن عمتر‪ ،‬عتن‬

‫ابن أبي مليكة‪ ،‬قال‪ :‬قال عبد الله بن عمرو‪ :‬قال النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬حوضي مسيرة شهر‪ ،‬متتاؤه أبيتتض متتن اللبتتن‪ ،‬وريحتته‬

‫أطيب من المسك‪ ،‬وكيزانه كنجوم السماء‪ ،‬من شرب منه فل يظمأ‬

‫أبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫ورواه مسلم عن داود بن عمر‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن عمر‪ ،‬به‪.‬‬

‫طريق أخرى أيضا ً عنه رضي الّله تعالى عنه‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى‪ ،‬حدثنا حسين المعلم‪ ،‬حدثنا عبد الله‬
‫قال ا ِ‬
‫بن بريدة‪ ،‬عن أبي سبرة‪ ،‬واسمه سالم بن سبرة‪ ،‬قال‪ :‬كان عبيد‬
‫الله بن زياد يسأل عن الحوض‪ ،‬حوض محمد صلى الله عليه وسلم‪،‬‬
‫وكان يكذب به بعدما سأل أبا بريدة‪ ،‬والبراء بن عازب‪ ،‬وعائذ بن‬
‫عمر‪ ،‬ورجل ً آخر‪ ،‬وكان يكذب فقال أبو سبرة‪ :‬أما أحدثك بحديث‬
‫فيه شفاء هذا إن أباك بعث معي بمال إلى معاوية‪ ،‬فلقيت عبد الله‬
‫بن عمرو‪ ،‬فحدثني بما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫‪435‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪" :‬إن الله ل يحب الفحش والتفاحش‪ ،‬أو يبغض الفحش‬


‫والمتفحش‪ ،‬ول تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش‪،‬‬
‫وقطيعة الرحم وسوء المجاورة وحتى يؤتمن الخائن‪ ،‬ويخون المين‪،‬‬
‫وقال‪ :‬أل إن موعدكم ٍ حوضي عرضه وطوله واحد‪ ،‬وهو كما بين أيلة‬
‫ومكة‪ ،‬وهو مسيرة شهر‪ ،‬فيه مثل النجوم أباريق‪ ،‬شرابه أشد بياضا ً‬
‫من الفضة‪ ،‬من شرب منه شرابا ً لم يظمأ بعده أبدأ"‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقال عبيد الله‪:‬ما سمعت في الحوض‪ ،‬حتتديثا ً أثبتتت متتن هتتذا‬

‫وأصدق وأخذ الصحيفة فحبسها عنده‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه‬

‫قال أبو بكر البزار في مستتنده‪ :‬حتتدثنا محمتتود بتتن بكتتر‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الرحمن‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا عيسى بن المختتتار‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن أبتتي‬

‫ليلى‪ ،‬عن عبيد الله بن أبي مليكة‪ ،‬عن عبيتتد اللتته بتتن عمتتر الليتتثي‪،‬‬

‫عن عبد الله بن عمتتر قتتال‪ :‬ستتمعت رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم يقول‪" :‬إن لي حوضا ً في الجنة‪ ،‬مسيرته شهر‪ ،‬وزواياه سواء‪،‬‬

‫ريحه أطيب من المسك‪ ،‬ماؤه كالورق‪ ،‬أقداحه كنجوم السماء‪ ،‬متتن‬

‫شتتتتتترب منتتتتتته شتتتتتتربة لتتتتتتم يظمتتتتتتأ بعتتتتتتدها أبتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫ثم قال‪ :‬يعلم بما روى عبيد الله بن عمر‪ ،‬عن عبد الله بن عمر‪.‬‬

‫‪436‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طريق أخرى أيضا ً‬

‫رواها الطبراني عن أبي برزة رضي الله عنه من رواية أبتتى التتوازع‬

‫جتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتابر ابتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن عمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترو‪.‬‬

‫عن أبي برزة‪ ،‬رضي الله عنه قال‪ :‬سمعت رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم يقول‪" :‬ما بين ناحيتي حوضي كما بين أيلة التتى صتتنعاء‪،‬‬

‫مسيرة شهر‪ ،‬عرضه كطوله‪ ،‬فيتته مرزابتتان ينبعثتتان متتن الجنتتة متتن‬

‫ورق وذهب‪ ،‬أبيض من اللبن‪ ،‬وأبرد من الثلج‪ ،‬فيه أباريق عدد نجتتوم‬

‫الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتماء"‪.‬‬

‫رواها الطبراني وابن حيان في صحيحه من رواية أبي الوازع واسمه‬

‫جابر بن عمرو عن أبي برزة‪.‬‬

‫رواية عبد الله بن مسعود رضي الّله عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا يحيى بن حماد‪ ،‬حدثنا أبو عوانة‪ ،‬عتتن ستتليمان‪،‬‬

‫عن شقيق‪ ،‬عن عبد الله‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أنتتا‬

‫فرطكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى الحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوض"‪.‬‬

‫‪437‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال البخاري‪ :‬وحدثنا عمرو بن علي‪ ،‬حدثنا محمد بتتن جعفتتر‪ ،‬حتتدثنا‬

‫شعبة عن المعتمر‪ ،‬سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله بن مستتعود‬

‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬أنتتا فرطكتتم علتتى الحتتوض‪،‬‬

‫وليرفعن رجال منكم‪ ،‬ثم يحتجزون دوني‪ ،‬فتتأقول‪ :‬يتتا رب أصتتحابي‪،‬‬

‫فيقتتتتتتتال‪ :‬إنتتتتتتتك ل تتتتتتتتدري متتتتتتتا أحتتتتتتتدثوا بعتتتتتتتدك"‪.‬‬

‫تابعة عن أبي وائل وقال‪ :‬حصتتين عتتن أبتتي وائل‪ ،‬عتتن حذيفتتة‪ ،‬عتتن‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم‪.‬‬

‫طريق أخرى عن ابن مسعود رضي الله عنه في الحوض‬

‫وغيره‬

‫قال المام أحمد‪ :‬حدثنا عارم بن الفضل‪ ،‬حدثنا سعيد بن زيد‪ ،‬حدثنا‬

‫علتتي بتتن الحكتتم البنتتاني عتتن عثمتتان‪ ،‬عتتن إبراهيتتم‪ ،‬عتتن علقمتتة‬

‫والسود‪ ،‬عن ابن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬جاء ابنا مليكة إلى النبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم فقال‪" :‬إن أمنا تكرم الزوج‪ ،‬وتعطتتف علتتى الولتتد قتتال‪:‬‬

‫وتقري الضيف‪ ،‬غير أنها ماتت في الجاهلية فقال‪ :‬أمكمتتا فتتي النتتار‪،‬‬

‫‪438‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪ :‬فأدبرا والسوء في وجوههما‪ ،‬فأمر بهما فردا‪ ،‬فرجعا والستترور‬

‫يرى في وجوههما‪ ،‬رجيا أن يكون قد حتتدث شتتيء فقتتال‪ :‬أمتتي متتع‬

‫أمكما‪ ،‬فقال رجل من المنافقين‪ :‬ما يغني هذا عن أمتته شتتيئا ً ونحتتن‬

‫نطأ عقبيه‪ ،‬فقال رجل من النصار‪ ،‬ولم أر رجل ً قط أكثر سؤال ً منه‪.‬‬

‫يا رسول الله‪ :‬هل وعدك ربك فيها أو فيهمتتا? قتتال‪ :‬فظتتن أنتته متتن‬

‫شيء قد سمعه فقال‪ :‬ما سألته ربي‪ ،‬وما أطمعني فيه‪ ،‬وإني لقوم‬

‫المقتتام المحمتتود يتتوم القيامتتة‪ ،‬فقتتال النصتتاري‪ :‬ومتتا ذاك المقتتام‬

‫المحمود? قال‪ :‬ذاك إذا جيء بكتتم حفتتاة‪ ،‬غتتراة‪ ،‬غتتر ً‬


‫ل‪ ،‬فيكتتون أول‬

‫من يكسى إبراهيم عليه الصلة والسلم‪ ،‬فيقول الله‪ :‬اكسوا خليلي‪:‬‬

‫فيؤتى بريطتين بيضاوين فيلبسهما‪ ،‬ثم يقعد فيستتتقبل العتترش‪ ،‬ثتتم‬

‫أوتى بكسوتي‪ ،‬فألبسها فأقوم عن يمينه مقاما ً ل يقومه أحد غيتتري‪،‬‬

‫يغبطني به الولون والخرون‪ ،‬قال‪ :‬ويفتح من الكوثر إلتتى الحتتوض‪،‬‬

‫فقال المنافق‪ :‬إنه ما جرى ماء قط إل على حال أو رضراض‪ ،‬فقتتال‬

‫النصتتاري‪ :‬يتتا رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪ :‬علتتى حتتال أو‬

‫رضراض فقال رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬حتتاله المستتك‬

‫‪439‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورضراضه التوم فقال المنافق‪ :‬لم أستتمع كتتاليوم‪ ،‬قلمتتا جتترى متتاء‬

‫قط على حال أو رضراض إل كان له نبته‪ ،‬فقال النصاري‪ :‬يا رسول‬

‫الله‪ ،‬هل له نبت? فقال‪ :‬نعم‪ .‬قضتتبان التتذهب‪ ،‬فقتتال المنتتافق‪ :‬لتتم‬

‫أسمع كاليوم‪ ،‬قلما نبتتت قضتتيب إل أورق‪ ،‬وإل كتتان لتته ثمتتر‪ ،‬فقتتال‬

‫النصاري‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬هل له ثمر قال‪ :‬نعم ألوان الجوهر‪ ،‬وماؤه‬

‫أشد بياضا ً من اللبن‪ ،‬وأحلى من العسل‪ ،‬إن من شرب منتته مشتتربا ً‬

‫لم يظمأ بعده‪ ،‬وإن من حرمه لتم يترو بعتده"‪ .‬تفتّرد بته أحمتد وهتو‬

‫غريب جدًا‪.‬‬

‫رواية عتبة بن عبد السلمي رضي الّله عنه‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن خليد الحلبي‪ ،‬حتدثنا أبتو توبتة الربيتع‬

‫بن نافع‪ ،‬حدثنا معاوية بن سلم‪ :‬أنه ستتمع أبتتا ستتلم يقتتول‪ :‬حتتدثني‬

‫عامر بن زيد البكالي‪ :‬أنه سمع عتبة بتتن عبتتد الستتلمي يقتتول‪ :‬جتتاء‬

‫أعرابي إلى رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم فقتتال‪ :‬متتا حوضتتك‬

‫‪440‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الذي تحدث عنه فقال‪" :‬كما بين البيضاء إلى بصرى‪ ،‬ل يدري إنسان‬

‫ممن خلق الله أين طرفاه"‪.‬‬

‫من رغب عن سنة الرسول عليه السلم ضربت الملئكة‬

‫وجهه عن الحوض يوم القيامة‬

‫قال أبو عبد الله القرطبي‪ :‬وخرج الترمذي يعني الحكيم فتي نتوادر‬

‫الصول من حديث عثمان بن مظعتتون عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم أنه قال‪" :‬يا عثمان ل ترغب عن سنتي‪ ،‬فتتإنه متتن رغتتب عتتن‬

‫سنتي ثم مات قبل أن يتوب ضربت الملئكة وجهه عن حوضي يتتوم‬

‫القيامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫خشية الرسول صلى الله عليه وسلم على أمتتته متتن التنتتافس فتتي‬

‫الدنيا روايتتة عقبتتة بتتن عتتامر الجهنتتي رضتتي الل ّتته تعتتالى عنتته قتتال‬

‫البخاري‪ :‬حدثنا عمرو بتتن خالتتد‪ ،‬حتتدثنا الليتتث‪ ،‬عتتن يزيتتد‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫الخير‪ ،‬عن عقبة بن عامر‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫خرج يوما ً فصلى علتى أهتل أحتد صتلته علتى الميتت ثتم انصترف‪،‬‬

‫‪441‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فصعد على المنبر‪ ،‬فقال‪" :‬إني فرط لكم على الحوض‪ ،‬وأنتتا شتتهيد‬

‫عليكم‪ ،‬وإني والله لنظتر إلتى حوضتي الن‪ ،‬وإنتي أعطيتت مفاتيتح‬

‫خزائن أو مفاتيح الرض‪ ،‬وإنتتي واللته متتا أختتاف عليكتتم أن تشتتركوا‬

‫بعتتتتتتدي‪ ،‬ولكنتتتتتتي أختتتتتتاف عليكتتتتتتم أن تنافستتتتتتوا فيهتتتتتتا"‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ ،‬عن قتيبة‪ ،‬عن الليث من حديث يحيتى بتن أيتوب عتن‬

‫يزيد بن أبتتي حتتبيب بتته‪ ،‬وعنتتده‪" :‬إنتتي فرطكتتم علتتى الحتتوض وإن‬

‫عرضه كمتتا بيتتن أيلتة إلتتى الجحفتتة وإنتتي لستتت أخشتتى عليكتتم أن‬

‫تشتتركوا بعتتدي‪ ،‬ولكنتتي أخشتتى عليكتتم التتدنيا‪ ،‬أن تتنافستتوا فيهتتا‬

‫وتقتتلتتتتتوا‪ ،‬فتهلكتتتتتوا‪ ،‬كمتتتتتا هلتتتتتك متتتتتن كتتتتتان قبلكتتتتتم"‪.‬‬

‫قال عقبة‪ :‬فكان آخر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬

‫ذكر ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الّله عنه في‬

‫ذلك‬

‫أسند البيهقي من طريق علي بن المديني‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حماد‬

‫بن سلمة‪ ،‬عن علي بن زيد‪ ،‬عن يوسف بن مهران‪ ،‬عن ابتتن عبتتاس‬

‫‪442‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪ :‬سمعت عمر بن الخطاب يقول‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه‬

‫وسلم رحم‪ ،‬ورحم أبو بكر‪ ،‬ورحمت‪ ،‬وسيكون قوم يكذبون بالرحم‪،‬‬

‫والدجال‪ ،‬والحوض‪ ،‬والشفاعة‪ ،‬و بعذ اب القبر‪ ،‬وبقوم يخرجون متتن‬

‫النار"‪.‬‬

‫رواية النواس بن سفيان العلبي رضي الّله عنه أول من‬

‫يرد الحوض يوم القيامة من يسقي العطاش في الدنيا‬

‫قال عمر بن محمد بن بحر البحيري‪ :‬حدثنا سليمان بن سلمة حدثنا‬

‫محمد بن إسحاق بن إبراهيتم‪ ،‬حتدثنا ابتن جريتج‪ ،‬عتن مجاهتد‪ ،‬عتن‬

‫النواس بن سفيان‪ ،‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪:‬‬

‫"إن حوضي عرضتته وطتتوله كمتتا بيتتن أيلتتة إلتتى عمتتان‪ ،‬فيتته أقتتداح‬

‫كنجوم السماء‪ ،‬أول من يرده من أمتي من يستتقط كتتل عطشتتان"‪.‬‬

‫أورده الضياء من هذا الوجه ثم قال‪ :‬أرى أن هذا الحديث من صحاح‬

‫البحيري والله أعلم‪.‬‬

‫‪443‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من شرب من الحوض المورود حيل بينه وبين الظمأ‬

‫وحفظ وجهه فلم يسود‬

‫رواية أبي إمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه‬

‫قال أبو بكر بن أبي عاصم‪ :‬حدثنا دحيتتم‪ ،‬حتتدثنا الوليتتد بتتن مستتلم‪،‬‬

‫حدثنا صفوان‪ ،‬عن سليم بن عامر‪ ،‬عتتن أبتتي اليمتتان الهتتورني‪ ،‬عتتن‬

‫أبي أمامة أبي يزيد بن الخنس‪ :‬أنتته ستتأل رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم فقال‪ :‬متتا ستتعة حوضتتك? فقتتال‪" :‬كمتتا بيتتن عتتدن إلتتى‬

‫عمان‪ -‬وأشار بيده وأوسع‪ -‬فيه ضفتان من ذهب وفضتتة‪ ،‬قتتال‪ :‬فمتتا‬

‫شراب حوضتتك? قتتال‪ :‬أشتتد بياضتا ً متتن اللبتتن وأحلتتى متتن العستتل‬

‫وأطيب رائحة من المسك‪ ،‬من شرب منه لم يظمأ بعتتده أبتتدًا‪ ،‬ولتتم‬

‫يسود وجهه"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أبي أمامة‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا محمد بن يوسف بن الصتتباح‪ ،‬حتتدثنا عبتتد‬

‫الله بن وهب‪ ،‬عن معاوية بن صالح‪ ،‬عن أبي يحيى‪ ،‬عن أبتتي إمامتتة‬

‫‪444‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الباهلي قال‪ :‬قيل يا رسول الله ما سعة حوضك? قال‪ :‬ما بين عتتدن‬

‫وعمان‪ -‬وأشار بيده وأوسع‪ -‬وفيه ضفتان من ذهب وفضة‪ ،‬قيتتل‪ :‬يتتا‬

‫رسول الله‪ :‬فما شرابه? قتتال أبيتتض متتن اللبتتن وأحلتتى متتذاقا ً متتن‬

‫العسل‪ ،‬وأطيب ريحا ً من المسك‪ ،‬من شتترب منتته شتتربة لتتم يظمتتأ‬

‫بعدها أبدًا‪ ،‬ولم يسود وجهه بعدها أبدًا‪.‬‬

‫رواية أبي برزة السلمي رضي الله تعالى عنه‬

‫قال أبو داود‪ :‬حدثنا مسلم بن إبراهيم حتتدثنا عبتتد الستتلم بتتن أبتتي‬

‫حازم أبو طالوت قال‪ :‬شهدت أبابرزة دخل على عبيد اللتته بتتن زيتتاد‬

‫فحدثني فلن‪ -‬سماه‪ -‬مسلم‪ ،‬وكان في السماط‪ ،‬فلما رآه عبيد الله‬

‫قال‪ :‬إن محدثكم هذا الدحداح ففهمها الشيخ فقال‪ :‬ما كنت أحستتب‬

‫أني أهان في قوم يعيروني بصحبة محمد صتلى اللته عليتته وستلم!!‬

‫فقال له عبيد الله‪ :‬إن صحبة محمد لك زين غير شين‪ :‬ثم قال‪ :‬إنمتتا‬

‫بعثت إليك لسألك عن الحوض‪ ،‬سمعت رسول الله صلى الله عليتته‬

‫وسلم يذكر فيه شيئًا‪ .‬قتتال أبتتو بتترزة‪ :‬نعتتم‪ .‬ل متترة‪ ،‬ول اثنتتتين‪ ،‬ول‬

‫‪445‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثلثًا‪ ،‬ول أربع‪ ،‬ول خمسًا‪ ،‬فمن كذب به فل سقاه الله منتته ثتتم ختترج‬

‫مغضبًا‪.‬‬

‫ل يسقى من الحوض من كذب به‬

‫وقال أبو بكر بتن أبتي التدنيا‪ :‬حتدثني أبتو خيثمتة‪ ،‬أخبرنتا يزيتد بتن‬

‫هارون‪ ،‬أخبرنا محمد بن مهتترم العبتتدي‪ ،‬عتتن أبتتي طتتالوت العنتتزي‪،‬‬

‫سمعت أبا برزة يقول‪ :‬سمعت رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫يقتتتول‪" :‬لتتتي الحتتتوض‪ ،‬فمتتتن كتتتذب بتتته فل ستتتقاه اللتتته منتتته"‪.‬‬

‫وقد رواه البيهقي من طريق أخرى‪ ،‬عن محمتتد بتتن يحيتتى التتذهلي‪،‬‬

‫عن عبد الرحمن بن مهدي‪ ،‬عن قرة بن خالد‪ ،‬عن أبي حمزة طلحة‬

‫بن يزيد مولى النصار‪ ،‬عن أبي برزة في دخوله على عبيتتد اللتته بتتن‬

‫زياد بنحو ما تقدم‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أبي برزة‬

‫قال أبو بكر بن عاصم‪ :‬حدثنا عبده بن عبد الرحيم‪ ،‬حدثنا النضر بن‬

‫شميل‪ ،‬حدثنا شداد بتتن ستعيد قتتال‪ :‬ستتمعت أبتا التتوازع وهتتو جتابر‬

‫‪446‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يزعم أنه سمع أبا برزة السلمي يقول‪ :‬ستتمعت رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬ما بين نتتاحيتي حوضتتي كمتتا بيتتن أيلتتة إلتتى‬

‫صنعاء‪ ،‬مسيرة شهر‪ ،‬عرضه كطوله‪ ،‬فيه ميزابان يعبان متتن الجنتتة‪،‬‬

‫من ورق وذهب‪ ،‬أبيض من اللبن‪ ،‬وأحلتتى متتن العستتل‪ ،‬فيتته أبتتاريق‬

‫عدد نجوم السماء‪ ،‬من شرب منه شربة لم يظمأ بعتتدها أبتتدًا‪ ،‬ومتتن‬

‫كذب به فل سقاه الله" يعني منه‪.‬‬

‫رواية أبي بكرة الثقفي رضي الله عنه‬

‫قال أبو بكر بن أبي الدنيا فتتي الهتتوال‪ :‬حتتدثنا أحمتتد بتتن إبراهيتتم‪،‬‬

‫حدثنا روح‪ ،‬حدثنا حماد بن زيد‪ ،‬عن علي بن زيد‪ ،‬عتتن الحستتن‪ ،‬عتتن‬

‫أبي بكرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬أنتتا فرطكتتم‬

‫على الحوض"‪.‬‬

‫رواية أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه‬

‫قال مسلم بن الحجاج في صحيحه‪ :‬حدثنا أبتتو بكتتر بتتن أبتتي شتتيبة‪،‬‬

‫وإسحاق بن إبراهيم‪ ،‬وابن أبي عمر المكي‪ ،‬واللفظ لبي شيبة قتتال‬

‫‪447‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إسحاق‪ :‬أخبرنا وقال الخران‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد‪ :‬عتتن‬

‫أبي عمران الجوني‪ ،‬عن عبد الله بتن الصتتامت‪ ،‬عتتن أبتتي ذر‪ ،‬قتال‪:‬‬

‫قلت يا رسول الله ما آنية الحوض قال‪" :‬والذي نفستتي بيتتده لنيتتته‬

‫أكتتثر متتن عتتدد نجتتوم الستتماء وكواكبهتتا فتتي الليلتتة المظلمتتة ل‬

‫المصحية‪ ،‬من آنية الجنة‪ ،‬يشخب فيه ميزابان من الجنة‪ ،‬من شتترب‬

‫منه لم يظمأ‪ ،‬عرضه مثل طوله‪ ،‬ما بين عمان إلى أيلتة‪ ،‬متاؤه أشتد‬

‫بياضا ً من اللبن‪ ،‬وأحلى من العسل" هذا لفظه إسنادا ً ومتنًا‪.‬‬

‫الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر أنبياء الّله تابعين‬

‫يوم القيامة رواية أبي سعيد الخدري رضي الّله تعالى‬

‫عنه‬

‫قال ابن أبي عاصم‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أبي شتتيبة‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن‬

‫بشر‪ ،‬حدثنا زكريا‪ ،‬عن عطية العوني‪ ،‬عن أبي ستتعيد الختتدري‪ ،‬عتتن‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن لي حوضا ً طوله ما بين الكعبة‬

‫إلى بيت المقدس‪ ،‬أبيض من اللبن‪ ،‬وآنيته عدد النجتتوم‪ ،‬وإنتتي لكتتثر‬

‫‪448‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النبيتتتتتتتتتتتتتتتاء تبعتتتتتتتتتتتتتتتا ً يتتتتتتتتتتتتتتتوم القيامتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫ورواه ابتتتتتن متتتتتاجه‪ :‬عتتتتتن أبتتتتتي بكتتتتتر بتتتتتن أبتتتتتي شتتتتتيبة‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا محمد بن سليمان السدي‪ ،‬حدثنا عيستتى‬

‫بن يونس‪ ،‬عن زكريا‪ ،‬عتتن عطيتتة عتتن أبتتي ستتعيد‪ ،‬أن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن لي حوضا ً طوله ما بين الكعبتتة إلتتى‬

‫بيت المقدس‪ ،‬أشد بياضا ً متتن اللبتتن آنيتتته عتتدد النجتتوم‪ ،‬وكتتل نتتبي‬

‫يدعو أمته‪ ،‬ولكل نبي حتتوض‪ ،‬فمنهتتم متتن يتتأتيه الفئام‪ ،‬ومنهتتم متتن‬

‫يأتيه العصبة ومنهم من يأتيه النفر‪ ،‬ومنهم من يأتيه الرجلن‪ ،‬ومنهتتم‬

‫من يأتيه الرجل‪ ،‬ومنهم من ل يتتأتيه أحتتد‪ ،‬فيقتتال‪ :‬قتتد بلغتتت‪ ،‬وإنتتي‬

‫لكثر النبياء تبعا ً يوم القيامة"‪.‬‬

‫بين قبر الرسول عليه الصلة والسلم ومنبره روضة من‬

‫رياض الجنة‬

‫وروى البيهقي من طريق روح بن عبادة‪ ،‬عن مالك‪ ،‬عن حبيب‪ ،‬عن‬

‫عبد الرحمن‪ ،‬عن حفص بن عاصم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬وأبي ستتعيد‪ ،‬أن‬

‫‪449‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ما بين بيتي ومنبري روضتتة‬

‫من رياض الجنة"‪.‬‬

‫ثم قال‪ :‬ورواه البخاري من وجه آخر عن مالك‪ ،‬وأخرجاه من حديث‬

‫عبد الله بن عمر عن حبيب بدون ذكر سعيد‪.‬‬

‫رواية أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا إبراهيم بن المنذر‪ ،‬حدثنا أنس بن عيتتاض‪ ،‬عتتن‬

‫عبيد الله بتتن حتتبيب‪ ،‬عتتن حفتتص بتتن عاصتتم‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬أن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ما بين بيتي ومنبري روضتتة‬

‫متتتتتتتن ريتتتتتتتاض الجنتتتتتتتة‪ ،‬ومنتتتتتتتبري علتتتتتتتى حوضتتتتتتتي"‪.‬‬

‫ورواه البخاري أيضا ً ومستتلم متتن طتترق‪ ،‬عتتن عبيتتد اللتته بتتن عمتتر‪،‬‬

‫وأخرجه البخاري من حديث مالك‪ ،‬كلهما عن حبيب بن عبد الرحمن‬

‫به‪ ،‬والله تعالى أعلم‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أبي هريرة‬

‫‪450‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا إبراهيم بن المنذر‪ ،‬حدثنا محمد بن فليح‪ ،‬حتتدثنا‬

‫أبي‪ ،‬حدثنا هلل‪ ،‬عن يسار‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬بينا أنا قائم إذا زمرة‪ ،‬حتى إذا عرفتهم‪ ،‬خرج‬

‫رجل من بيني وبينهم‪ .‬فقال لهم‪ :‬هلم‪ ،‬قلتتت‪ :‬إلتتى أيتتن? قتتال‪ :‬إلتتى‬

‫النار والله‪ ،‬قلت‪ :‬ما شأنهم? قال‪ :‬إنهم ارتدوا بعتتدك علتتى أدبتتارهم‬

‫القهقرى ثم إذا زمتترة أختترى‪ ،‬حتتتى إذا عرفتهتتم‪ ،‬ختترج رجتتل بينتتي‬

‫وبينهم‪ ،‬فقال‪ :‬هلم قلت‪ :‬إلى أين? قال‪ :‬إلى النتتار واللتته‪ .‬قلتتت‪ :‬متتا‬

‫شأنهم قال‪ :‬إنهم ارتدوا على أدبارهم‪ ،‬فل أراه يخلص منهم إل مثتتل‬

‫همل النعم" انفرد به‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أبي هريرة‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بتتن ستلم الجمحتتي‪ ،‬حتتدثني الربيتتع‬

‫يعني ابن مسلم‪ ،‬عن محمد بن زياد‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن النبي صلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬لذودن عن حوضتتي رجتتال ً كمتتا تتتذاد الغريبتتة‬

‫لبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل"‪.‬‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن ا ِ‬

‫‪451‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وحدثنيه عبد الله بن معاذ‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬حتتدثنا شتتعبة‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن‬

‫زياد‪ ،‬أنه سمع أبا هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫مثله‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أبي هريرة‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا سويد بن سعيد وابن أبي عمر جميعًا‪ ،‬عن مروان‬

‫الفزاري‪ ،‬قال ابن أبي عمر‪ ،‬حدثنا مروان الفتزاري‪ ،‬عتن أبتي مالتك‬

‫الشجعي سعد بن طارق‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن أبي هريرة رضي اللتته‬

‫عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن حوضي أبعد من‬

‫أيلة إلى عدن‪ ،‬هو أشد بياضا ً من الثلج‪ ،‬وأحلى متتن العستتل بتتاللبن‪،‬‬

‫ولنيته أكثر من عدد النجوم‪ ،‬وإني لصد الناس عنه‪ ،‬كما يصد الرجل‬

‫إبل الناس عن حوضه‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رستتول اللتته‪ :‬أتعرفنتتا يتتومئذ? قتتال‪:‬‬

‫ي غتترا ً محجليتتن‬
‫نعم‪ .‬لكم سيماء ليست لحد من المم‪ ،‬تتتردون عل ت ّ‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن أثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر الوضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوء"‪.‬‬

‫‪452‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫هذا لفظه أخرجه مسلم‪ ،‬من حديث إسماعيل بن جعفر‪ ،‬عن العلء‪،‬‬

‫عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة به‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أبي هريرة‬

‫روى الحتتافظ الضتتياء أيض تًا‪ :‬متتن حتتديث يحيتتى بتتن صتتالح‪ ،‬حتتدثنا‬

‫سليمان بن هلل‪ ،‬حدثنا إبراهيم ابن أبي أسيد‪ ،‬عتتن جتتده‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪" :‬إذا أنتتا هلكتتت‬

‫فأنا فرطكم على الحوض‪ ،‬قيل يا رستتول اللتته ومتتا الحتتوض? قتتال‪:‬‬

‫عرضه مثل ما بينكم وبيتتن جربتتاء وأذرح‪ ،‬بياضتته بيتتاض اللبتتن‪ ،‬وهتتو‬

‫أحلى من العسل والسكر‪ ،‬آنيته مثل نجتتوم الستتماء‪ ،‬متتن ورد علتتى‬

‫شرب‪ ،‬ومن شرب منه لم يظمتتأ أبتتدًا‪ ،‬وإيتتاكم أن يتترد عل ت ّ‬


‫ي أقتتوام‬

‫أعرفهم ويعرفوني‪ ،‬فيحتتال بينتتي وبينهتتم‪ ،‬فتتأقول‪ :‬إنهتتم متتن أمتتتي‪،‬‬

‫فيقال‪ :‬إنك ل تدري ما أحتتدثوا بعتتدك‪ ،‬فتتأقول‪ :‬بعتتدا ً أو ستتحقا ً لمتتن‬

‫بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدل"‪.‬‬

‫ثم قال الحافظ الضياء‪ :‬ل أعلم أني سمعت بلفظ السكر عن النتتبي‬

‫‪453‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صتتتتتتلى اللتتتتتته عليتتتتتته وستتتتتتلم إل فتتتتتتي هتتتتتتذا الحتتتتتتديث‪.‬‬

‫قلت‪ :‬بل قد ورد لفتتظ الستتكر فتتي حتتديث رواه التتبيهقي فتتي بتتاب‬

‫الوليمة والنثار‪" :‬أن رسول الله صلى الله عليه وستتلم حضتتر عقتتدا ً‬

‫فأتى بأطباق الجوز والسكر‪ ،‬فنتتثر‪ ،‬فجعتتل يختتاطفهم ويختتاطفونه"‪.‬‬

‫الحديث بتمامه‪ ،‬وهو غريب جدًا‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أبي هريرة‬

‫قال البخاري‪ :‬وقال أحمد بن شبيب بن سعيد الخيطي‪ ،‬حتتدثنا أبتتي‪،‬‬

‫عن يونس‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن سعيد بن المسيب‪ ،‬عن أبي هريرة‪،‬‬

‫ي‬
‫أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يرد عل ّ‬

‫يوم القيامة رهط‪ .‬من أصحابي‪ ،‬فيجفلون متتن الحتتوض‪ ،‬فتتأقول‪ :‬يتتا‬

‫رب أصحابي‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك ل تعلم بما أحدثوا بعدك‪ ،‬إنهم ارتدوا على‬

‫أعقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتابهم القهقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترى"‪.‬‬

‫قال‪ :‬قال شعيب‪ ،‬عن الزهتري‪ ،‬كتان أبتو هريترة يحتدث عتن النتبي‬

‫صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪ ،‬فيجفلتتون وقتتال عقيتتل‪ :‬فيجلتتون‪ .‬وقتتال‬

‫‪454‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الزبيري‪ :‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن عبد الله بتتن أبتتي‬

‫رافتتع‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪.‬‬

‫وهذا كله تعليق ولم أر أحد أسنده بشيء من هتتذا التتوجه‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة إل أن البخاري قال بعدهذا‪ :‬حدثنا أحمد بن صالح‪ ،‬حتتدثنا ابتتن‬

‫وهب‪ ،‬أخبرني يونس‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن المسيب‪ ،‬أنه كان يحتتدث‬

‫عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيقتتول‪" :‬إنتتك ل تتتدري متتا‬

‫أحتتتتدثوا بعتتتتدك‪ ،‬إنهتتتتم ارتتتتتدوا علتتتتى أدبتتتتارهم ا لقهقتتتترى"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثني يعقوب بن عبيد وغيره‪ ،‬عن سليمان بن‬

‫حرب‪ ،‬عن حماد بن زيد‪ ،‬عن كلثتتوم امتتام مستتجد بنتتي قشتتير‪ ،‬عتتن‬

‫الفضل بن عيسى‪ ،‬عن محمتد بتن المنكتدر‪ ،‬عتن أبتى هريترة قتال‪:‬‬

‫"كأني بكتتم صتتادرين علتتى الحتتوض‪ ،‬يلقتتى الرجتتل الرجتتل فيقتتول‪:‬‬

‫أشربت? فيقول‪ :‬نعم‪ ،‬ويلقى الرجل الرجل فيقول‪ :‬واعطشاه"‪.‬‬

‫رواية أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما‬

‫‪455‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا سعيد بن أبي مريم‪ ،‬عن نتتافع‪ ،‬عتتن ابتتن عمتتر‪،‬‬

‫حدثني ابن أبي مليكة‪ ،‬عن أسماء بنت أبي بكتتر‪ ،‬قتتالت‪ :‬قتتال النتتبي‬

‫ي‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إني على الحوض‪ ،‬حتى أنظر من يتترد عل ت ّ‬

‫منكم‪ ،‬وسيؤخذ أناس دوني‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب‪ :‬مني ومن أمتي‪ ،‬فيقال‪:‬‬

‫هل شعرت بما عملوا بعدك والله ما برحوا يرجعون على أعقتتابهم"‪.‬‬

‫فكان ابن أبي مليكة يقول‪ :‬اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع علتتى أعقابنتتا‬

‫أو نفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن ديننتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن داود بن عمر‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن أبي مليكتتة‪ ،‬عتتن‬

‫أسماء مثله‪.‬‬

‫رواية أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الّله عنهما‬

‫قال البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو عبد الله الحتتافظ أخبرنتتا عبتتد الرحمتتن بتتن‬

‫الحستتن القاضتتي‪ ،‬حتتدثنا إبراهيتتم بتتن الحستتين‪ ،‬حتتدثنا آدم‪ ،‬حتتدثنا‬

‫إسرائيل‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن أبي عبيتتدة‪ ،‬قتتال‪ :‬ستتألت عائشتة أم‬

‫المؤمنين عن الكوثر فقالت‪" :‬هو نهر أعطيه نبيكم صلى اللتته عليتته‬

‫‪456‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسلم في الجنة‪ ،‬حافتاه در مجوف‪ ،‬عليه متتن النيتتة عتتدد النجتتوم"‪.‬‬

‫رواه التتبيهقي‪ ،‬ورواه البختتاري‪ ،‬عتتن خالتتد بتتن يزيتتد الكتتاهلي‪ ،‬عتتن‬

‫إستتتتتتتتتتتترائيل واستشتتتتتتتتتتتتهد بروايتتتتتتتتتتتتة مطتتتتتتتتتتتترف‪.‬‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا ابن أبي عمر‪ ،‬حدثنا يحيى بن أبي أسلم‪ ،‬عن ابن‬

‫خيثم‪ ،‬عن عبد الله بن عبيد الله بتتن أبتتي مليكتتة‪ ،‬أنتته ستتمع عائشتتة‬

‫تقول‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهتتو بيتتن ظهرانتتي‬

‫ي منكتتم‪ ،‬فتتوالله‬
‫أصحابه يقول‪" :‬إني على الحوض انتظر من يرد عل ّ‬

‫ليقتطعن دوني رجال فلقولن‪ :‬أي رب‪ ،‬منتتي‪ ،‬ومتتن أمتتتي‪ ،‬فيقتتول‪:‬‬

‫إنك ل تدري ما عملوا بعدك ما زالوا يرجعون علتتى أعقتتابهم"‪ .‬تفتترد‬

‫به مسلم‪ ،‬والله تعالى الموفق للصواب‪.‬‬

‫رواية أم المؤمنين أم سلمة رضي الّله عنها‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثني يونس بن عبد العلى الصدفي‪ ،‬أنبأنتتا عبتتد اللتته‬

‫بن وهب‪ ،‬أخبرني عمر وهو ابن الحارث‪ ،‬أن بكيرا ً حدثه عن القاسم‬

‫بن عباس الهاشمي‪ ،‬عن عبد الله بن نافع متتولى أم ستتلمة‪ ،‬عتتن أم‬

‫‪457‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سلمة زوج النبي قالت‪ :‬كنت أستتمع النتتاس يتتذكرون الحتتوض‪ ،‬ولتتم‬

‫أسمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وستتلم فلمتتا كنتتت يوم تًا‪،‬‬

‫والجاريتة تمشتطني‪ ،‬ستمعت رستول اللته صتلى اللته عليته وستلم‬

‫يقول‪" :‬أيها الناس‪ :‬فقلت للجارية‪ :‬استأخري عني‪ ،‬فقالت‪ :‬إنما دعتتا‬

‫الرجال ولم يدع النساء‪ ،‬فقلت‪ :‬إني من النتتاس‪ ،‬فقتتال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إني فرط لكم على الحوض‪ ،‬فأنا انتظر متتن‬

‫ي منكم‪ ،‬ل يأتين أحدكم فيذب عني كما يذاب البعيتتر الضتتال‪،‬‬
‫يرد عل ّ‬

‫فتتأقول‪ :‬فيتتم هتتذا فيقتتال‪ :‬إنتتك ل تتتدري متتا أحتتدثوا بعتتدك فتتأقول‪:‬‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتحقًا"‪.‬‬

‫ثم رواه مسلم‪ ،‬والنسائي‪ ،‬من حديث أفلح بن سعيد‪ ،‬عن عبتتد اللتته‬

‫بن رافع عنها‪ ،‬فقد تلخص من مجموع هذه الحاديث المتواترة صتتفة‬

‫هذا الحوض العظيم‪ ،‬والمورد الكريم‪ ،‬متتن شتتراب الجنتتة‪ ،‬متتن نهتتر‬

‫الكوثر‪ ،‬الذي هو أشهد بياضا ً من اللبن‪ ،‬وأبرد من الثلج‪ ،‬وأحلتتى متتن‬

‫العسل‪ ،‬وأطيب ريحا ً متتن المستتك وهتتو فتتي غايتتة الشتتباع‪ ،‬عرضتته‬

‫وطوله سواء‪ ،‬كل زاوية من زواياه مسيرة شهر‪ ،‬وأنه ينبت في حال‬

‫‪458‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من المسك‪ ،‬ورضراض من اللؤلؤ‪ ،‬فسبحان الختتالق التتذي ل يعجتتزه‬

‫شيء‪ ،‬ل إله إل هو‪ ،‬ول معبود سواه‪.‬‬

‫ذكر أن لكل نبي حوضا ً وأن حوض نبينا صلى الله عليه‬

‫وسلم عظمها وأجلها وأكثرها ورادا ً‬

‫قال الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب الهوال‪ :‬حدثنا محمد‬
‫ابن سليمان السدي‪ ،‬حدثنا عيسى بن يونس‪ ،‬عن زكريا‪ ،‬عن عطية‪،‬‬
‫عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن لي‬
‫حوضا ً ما بين الكعبة إلى بيت المقدس‪ ،‬أشد بياضا ً من اللبن‪ ،‬آنيته‬
‫عدد النجوم‪ ،‬وكل نبي يدعو أمته‪ ،‬ولكل نبي حوض‪ ،‬فمنهم من يأتيه‬
‫الفئام ومنهم من يأتيه العصبة‪ ،‬ومنهم من يأتيه النفر ومنهم من‬
‫يأتيه الرجلن‪ ،‬والرجل‪ ،‬ومنهم من ل يأتيه أحد‪ ،‬فيقال‪ :‬لقد بلغت‪،‬‬
‫وإني لكثر النبياء تبعا ً يوم القيامة"‪.‬‬
‫ورواه ابن ماجه‪ ،‬عن أبي بكر بن أبي شيبة‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن بشتتر‪،‬‬

‫عن زكريا بن أبتتي زائدة‪ ،‬عتتن عطيتتة بتتن ستتعيد العتتوني‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫سعيد‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه والله أعلم بالصواب‪.‬‬

‫أولياء الله يردون حياض أنبياء الله عليه الصلة والسلم‬

‫حديث آخر‬

‫‪459‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال ابن أبي التتدنيا‪ :‬حتتدثنا العبتتاس بتتن محمتتد‪ ،‬حتتدثنا الحستتن بتتن‬

‫محمد المروزي‪ ،‬حتتدثنا محصتن بتتن عقبتتة اليمتاني‪ ،‬عتتن الزبيتتر بتن‬

‫شبيب‪ ،‬عن أبي عثمان‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬سئل رسول الله صتلى‬

‫الله عليه وسلم عن الوقوف بين يدي رب العتتالمين هتتل فيتته متتاء?‬

‫قال‪" :‬إي والذي نفسي بيده‪ ،‬إن فيتته لمتتاء‪ ،‬إن أوليتتاء اللتته ليتتردون‬

‫حياض النبياء ويبعث الله سبعين ألف ملك في أيديهم عصي من نار‬

‫يتتتتتتتتتتذودون الكفتتتتتتتتتار عتتتتتتتتتن حيتتتتتتتتتاض النبيتتتتتتتتتتاء"‪.‬‬

‫وهذا حديث غريب من هذا الوجه وليس هتتو فتي شتيء متتن الكتتتب‬

‫الستة‪ ،‬وتقدم ما رواه الترمذي وغيره من حتتديث شتتعبة بتتن بشتتير‪،‬‬

‫عن قتادة‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن سميرة بن جندب أن رسول اللته صتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" .‬إن لكل نبي حوضًا‪ ،‬يتباهون أيهم أكثر وارده‪،‬‬

‫وإنتتتتتتتتتتتي لرجتتتتتتتتتتتو أن أكتتتتتتتتتتتون أكتتتتتتتتتتتثرهم وارده"‪.‬‬

‫ثم قال الترمذي‪ :‬هذا حديث غريب‪ ،‬وقد رواه أشعث بن عبد الملتتك‬

‫عتتتتتتتتتتتن الحستتتتتتتتتتتن مرستتتتتتتتتتتل ً وهتتتتتتتتتتتو أصتتتتتتتتتتتح‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حتتدثنا خالتتد بتتن حتتراش‪ ،‬حتتدثنا حتتزم بتتن أبتتي‬

‫‪460‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حزم‪ ،‬سمعت الحسن البصري يقتتول‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬إذا فقدتموني فأنا فرطكم على الحوض‪ ،‬إن لكل نتتبي‬

‫حوضًا‪ ،‬وهو قائم على حوضه‪ ،‬بيده عصا يدعو من عتترف متتن أمتتته‪،‬‬

‫أل وإنهم يتباهون أيهم أكثر تبعًا‪ ،‬والذي نفسي بيتتده‪ ،‬إنتتي لرجتتو أن‬

‫أكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون أكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتثرهم تبعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا"‪.‬‬

‫وذكر تمام الحديث‪ ،‬وهذا مرسل عن الحستتن‪ ،‬وهتتو حستتن‪ ،‬صتتححه‬

‫يحيى بن سعيد القطان‪ ،‬وغيره‪ ،‬وقد أفتى شيخنا المزي بصحته متتن‬

‫هذه الطرق‪.‬‬

‫فصل‬

‫الحوض المورود قبل الصراط الممدود وما أفهم عكس‬

‫ذلك ضعيف أو مردود أو مؤول‬

‫إن قال قائل‪ :‬فهل يكون الحوض قبل الجواز على الصراط أو بعده‬

‫قلت‪ :‬إن ظاهر ما تقدم من الحاديث يقتضتتي كتتونه قبتتل الصتتراط‪،‬‬

‫لنه يذاد عنه أقوام يقال عنهم إنهم لم يزالوا يرتدون على أعقتتابهم‬

‫‪461‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫منذ فارقتهم‪ ،‬فإن كان هؤلء كفتارا ً فالكتافر ل يجتتاوز الصتراط‪ ،‬بتل‬

‫يكب على وجهه في النار قبل أن يجاوزه‪ ،‬وإن كانوا عصاة فهم متتن‬

‫المسلمين فيبعد حجبهم عن الحوض لسيما وعليهم ستتيما الوضتتوء‪،‬‬

‫وقد قال صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬أعرفكتتم غتترا ً محجليتتن متتن آثتتار‬

‫الوضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوء"‪.‬‬

‫"ثم متتن جتتاوز ل يكتتون إل ناجيتا ً مستتلما ً فمثتتل هتتذا ل يحجتتب عتتن‬

‫الحوض فالشبه والله أعلم أن الحوض قبل الصراط‪ ،‬فأمتتا الحتتديث‬

‫الذي قال المام أحمد‪ :‬حدثنا يونس‪ ،‬حتتدثنا حتترب بتتن ميمتتون‪ ،‬عتتن‬

‫النضر بن أنس‪ ،‬عن أنس قال‪ :‬سألت رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم أن يشفع لي يوم القيامة قال‪" :‬أنا فاعل قتتال‪ :‬فتتأين أطلبتتك‬

‫يوم القيامة يا نبي الله قال‪ :‬اطلبني أول ما تطلبنتتي علتتى الصتتراط‬

‫قلت‪ :‬فإن لم ألقك? قال‪ :‬فاطلبني عند المنبر‪ ،‬قال‪ :‬فإن لم ألقتتك?‬

‫قال‪ :‬فأنا عند الحوض ل أخطىء هذه الثلثة المواطن يتتوم القيامتتة"‬

‫ورواه الترمذي من حديث بدل بن المحبر وابتتن متتاجه فتتي تفستتيره‬

‫من حديث عبد الصمد كلهما عن حرب بن ميمون بن أبي الخطتتاب‬

‫‪462‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النصاري البصري‪ ،‬من رجال مسلم‪ ،‬وقتد وثقته علتي بتن المتديني‪،‬‬

‫وعمرو بن علي الغلس وقوفا ً بينه وبين حرب بتتن ميمتتون بتتن أبتتي‬

‫عبد الرحمن العبدي البصري أيضا ً صاحب الدعية وضعفا ً هتتذا‪ ،‬وأمتتا‬

‫البخاري فجعلهما واحدًا‪ ،‬وحكى عن سليمان بن حرب أنه قال‪ :‬هتتذا‬

‫أكذب الخلق وأنكر الدارقطني على البخاري ومسلم جعلهمتتا هتتذين‬

‫حديثا ً واحدا ً وقال‪ :‬شيخنا المزي جمعهمتتا غيتتر واحتتد‪ ،‬وفتترق بينهمتتا‬

‫غيتتتتتتتتتتتتتتتر واحتتتتتتتتتتتتتتتد‪ ،‬وهتتتتتتتتتتتتتتتو الصتتتتتتتتتتتتتتتحيح‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وقد حررت هذا في التكميل بما فيتته كفايتتة‪ ،‬وقتتال الترمتتذي‪:‬‬

‫هذا حديث حسن غريب‪ ،‬ل نعرفه إل من هتتذا التتوجه‪ ،‬والمقصتتود أن‬

‫ظاهر هذا الحديث يقتضي أن الحوض بعد الصراط‪ ،‬وكذلك الميتتزان‬

‫ل‪ ،‬اللهم إل أن يكون ذلك حوضا ً ثانيا ً ل يذاد‬


‫أيضًا‪ ،‬وهذا ل أعلم به قائ ً‬

‫عنه أحد‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫فصل‬

‫‪463‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وإذا كان الظاهر كونه قبل الصتتراط‪ ،‬فهتتل يكتتون ذلتتك قبتتل وضتتع‬

‫الكرسي للفصل أو بعد ذلك هذا مما يحتمل كل ّ من المرين? ولم أر‬

‫في ذلك شيئا ً فاص ً‬


‫ل‪ ،‬فالله أعلم أي ذلك يكون‪.‬‬

‫صحيح العلماء أن الحوض قبل الميزان‬

‫وقال العلمة أبو عبد الله القرطبي في التذكرة أيضًا‪ ،‬واختلف فتتي‬

‫كون الحوض قبل الميزان‪ ،‬قال أبو الحسن القابستتي‪ :‬والصتتحيح أن‬

‫الحوض قبل‪ ،‬قال القرطبي‪ :‬والمعنى يقتضيه‪ ،‬فإن الناس يخرجتتون‬

‫عطاشا ً من قبورهم كما تقدم‪ ،‬فيقدم على الميزان والصتتراط‪ ،‬قتتال‬

‫أبوحامد الغزالي في كتاب علم كشف الخرة‪ ،‬حكتتى بعتتض الستتلف‬

‫من أهل التصنيف‪ :‬أن الحوض يتتورد عبتتد الصتتراط‪ ،‬وهتتو غلتتط متتن‬

‫قائله‪ ،‬قال القرطبي‪ :‬هو كمتتا قتتال‪ ،‬ثتتم أورد حتتديث منتتع المرتتتدين‬

‫على أعقابهم القهقرى عنه‪ ،‬ثم قال‪ :‬وهتتذا الحتتديث متتع صتتحته أدل‬

‫دليل على أن الحوض يكون في الموقف قبل الصراط‪ ،‬لن الصراط‬

‫‪464‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من جاز عليه سلم‪ ،‬كما سيأتي‪ ،‬قلت‪ :‬وهذا التوجيه قد أسلفناه ولله‬

‫الحمد‪.‬‬

‫اختلف تحديد الرسول عليه السلم لحجم الحوض طول ً‬

‫وعرضا ً لختلف المخاطبين فحدد لكل بالمكنة التي‬

‫يعرف‬

‫قال القرطبي‪ :‬وقد ظن بعض النتتاس أن فتتي تحديتتد الحتتوض تتتارة‬

‫بجربتتاء وأذرح‪ ،‬وتتتارة بمتتا بيتتن الكعبتتة إلتتى كتتذا وتتتارة بغيتتر ذلتتك‬

‫اضطرابًا‪ ،‬قال‪ :‬وليس المر كذلك‪ ،‬فإنه عليه الصلة والستتلم حتتدث‬

‫أصحابه مرات متعددة‪ ،‬فخاطب في كل مرة القوم بما يعرفون متتن‬

‫الماكن‪ ،‬وقد جاء في الصتتحيح تحديتتده بشتتهر فتتي شتتهر‪ ،‬قتتال‪ :‬ول‬

‫يخطر في بالك أنه في هذه الرض‪ ،‬بتتل فتتي الرض المبدلتتة‪ ،‬وهتتي‬

‫أرض بيضاء كالفضة‪ ،‬لم يسفك فيها دم‪ ،‬ولم يظلم على ظهرها أحد‬

‫قط‪ ،‬تطهر لنزول الجبار جتل جللته لفصتل القضتاء‪ ،‬قتتال‪ :‬ورد فتتي‬

‫الحديث‪ :‬أن على كل جانب منه واحتتدا ً متتن الخلفتتاء الربعتتة‪ ،‬فعلتتى‬

‫‪465‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الركن الول أبو بكر‪ ،‬وعلى الثاني عمر‪ ،‬وعلى الثالث عثمان‪ ،‬وعلى‬

‫الرابع علي‪ ،‬رضي الله عنهم‪ ،‬قلت‪ :‬وقد روينتتاه فتتي الغيلنيتتات‪ ،‬ول‬

‫يصح إسناده‪ ،‬لضعف بعض رجاله‪.‬‬

‫فصل‬

‫ضاءَ‬ ‫مة لفصل ال َ‬


‫ق َ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫عالى َيو َ‬
‫وت َ َ‬
‫حانه َ‬
‫سب ْ َ‬
‫مجيء الرب ُ‬

‫ذكر في حديث الصوم المتقدم‪ :‬أنه إذا ذهب رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ليشفع عند الله ليفصل بين عباده بعدما يسأل في ذلك‬
‫آدم فمن بعده‪ ،‬فكل يقول لست بصاحب ذاكم‪ ،‬حتى ينتهي المر‬
‫إليه صلوات الله وسلمه عليه‪ ،‬فيشفع عند ربه‪ ،‬وتنزل الملئكة‬
‫ل‪ ،‬فينزل أهل السماء الدنيا‪ ،‬وهم قدر هل الرض من الجن‬ ‫تنزي ً‬
‫لنس‪ ،‬فيحيطون بهم دائرة‪ ،‬ثم تنشق السماء الثانية وتنزل‬ ‫وا ِ‬
‫ملئكتها‪ ،‬وهم قدر أهل الرض‪ ،‬فيحيطون بهم دائرة‪ ،‬ثم كذلك‬
‫السماء الثالثة والرابعة‪ ،‬ثم الخامسة‪ ،‬ثم السادسة‪ ،‬ثم السابعة‪،‬‬
‫فكل سماء تحيط بمن قبلهم دائرة‪ ،‬ثم تنزل الملئكة الكروبيون‪،‬‬
‫وحملة العرش المقربون‪ ،‬ولهم زجل بالتسبيح والتقديس والتعظيم‪،‬‬
‫يقولون سبحان ذي العزة والجبروت سبحان ذي الملك والملكوت‪،‬‬
‫سبحان الحي الذي ل يموت‪ ،‬سبحان الذي يميت الخلئق ول يموت‪،‬‬
‫سبوح قدوس‪ ،‬سبوح قدوس‪ ،‬سبحان ربنا العلى‪ ،‬رب الملئكة‬
‫والروح‪ ،‬سبحان ربنا العلى‪ ،‬يميت الخلئق ول يموت‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا في الهوال‪ :‬حدثني حمزة بن العباس‪،‬‬
‫أخبرنا عبد الله بن عثمان‪ ،‬أخبرنا ابن المبارك‪ ،‬أخبرنا عوف‪ ،‬عن‬
‫أبي المنهال سيار بن سلمة الرياحي‪ ،‬حدثنا شهر بن حوشب‪،‬‬

‫‪466‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حدثني ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬إذا كان يوم القيامة مدت الرض مد الديم‪،‬‬
‫وزيد في سعتها كذا‪ ،‬وجمع الخلئق في صعيد واحد‪ ،‬جنهم وإنسهم‪،‬‬
‫فإذا كان كذلك قبضت هذه السماء الدنيا عن أهلها نشورا ً على وجه‬
‫الرض‪ ،‬ولهل هذه السماء وحدهم أكبر من جميع أهل الرض‪،‬‬
‫جنهم وإنسهم‪ ،‬بالضعف‪ ،‬فإذا رآهم أهل الرض فزعوا إليهم‬
‫يقولون‪ :‬أفيكم ر بنا فيفزعون من قولهم ويقولون‪ :‬سبحان ربنا‪،‬‬
‫ليس فينا‪ ،‬وهو آت‪ ،‬ثم يقبض السموات سماء سماء‪ ،‬كلما قبضت‬
‫سماء كانت أكثر من أهل السماء التي تحتها‪ ،‬ومن جميع أهل‬
‫الرض‪ ،‬بالضعف‪ ،‬جنهم وِإنسهم‪ ،‬كلما مروا على وجه الرض فزع‬
‫إليهم أهلها يقولون مثل ذلك‪ ،‬ويرجعون إليهم مثل ذلك‪ ،‬حتى تقبض‬
‫السماء السابعة‪ ،‬ولهلها وحدهم أكبر من أهل ست سموات‪ ،‬ومن‬
‫أهل الرض بالضعف ويجيء الله تعالى فيهم والمم صفوف فينادي‬
‫جاَفى‬‫مناد‪ :‬ستعلمون من أصحاب الكرم اليوم‪ ،‬ليقم الذين كانت "ت َت َ َ‬
‫م‬‫ما رَزقَْناهُ ْ‬ ‫طمعا ً وَ ِ‬
‫م ّ‬ ‫وفا ً وَ َ‬
‫خ ْ‬
‫م َ‬
‫ن َرب ّهُ ْ‬
‫عو َ‬
‫ضاجع ي َد ْ ُ‬ ‫عن ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫م َ‬‫جُنوب ُهُ ْ‬ ‫ُ‬
‫ن"‪.‬‬‫فُقو َ‬ ‫ي ُن ْ ِ‬
‫فيقومون‪ ،‬فيستترحون ِإلتتى الجنتتة‪ ،‬ثتتم ينتتادي ثانيتتة ستتتعلمون متتن‬

‫ن‬ ‫جاَرةٌ وَل َ ب َي ْعٌ َ‬


‫عتت ْ‬ ‫أصحاب الكرم اليوم‪ ،‬ليقم الذين كانت "ل َ ت ُل ِْهيهِ ْ‬
‫م تِ َ‬

‫ب ِفيهِ اْلقلتتو ُ‬
‫ب‬ ‫وما ً ت ََتقل ّ ُ‬ ‫خاُفو َ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫كاةِ ي َ َ‬ ‫ذِك ْرِ الل ّهِ وَإ َِقام ال ّ‬
‫صل َةِ وَِإيَتاءِ الّز َ‬

‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاُر"‪.‬‬
‫َوالب ْ َ‬

‫فيقومون‪ ،‬فيسرحون ِإلى الجنة فِإذا أخذ هؤلء‪ ،‬خرج عنق من النتتار‬

‫فأشرف على الخلئق‪ ،‬له عينان بصيرتان ولسان فصيح فيقول‪ :‬إني‬

‫وكلت بثلثة وكلت بكتتل جبتتار عنيتتد‪ ،‬فيلقطهتتم متتن الصتتفوف لقتتط‬

‫‪467‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الطير حب السمسم فيحبس بهم في جهنم ثم يخرج الثانية فيقتتول‪:‬‬

‫إني وكلت بمتتن آذى اللتته ورستتوله‪ ،‬فيلقطهتتم متتن الصتتفوف لقتتط‬

‫الطير حب السمسم‪ ،‬فيحبس في جهنم‪ ،‬ثتتم يختترج الثالثتتة فيقتتول‪:‬‬

‫إني وكلت بأصحاب التصاوير‪ ،‬فيلقطهم متتن الصتتفوف لقتتط الطيتتر‬

‫حب السمستتم فيحبتتس بهتتم فتتي جهنتتم‪ ،‬فتتإذا أختتذ هتتؤلء‪ ،‬وهتتؤلء‬

‫نشرت الصحف‪ ،‬ووضعت الموازين‪ ،‬وعيتتت الخلئق للحستتاب‪ ،‬وقتتد‬

‫صّفا ً‬ ‫مل َ ُ‬
‫ك َ‬ ‫ك َوال ْ َ‬ ‫ض د َك ّا ً دك ّا ً وَ َ‬
‫جاء َرب ّ َ‬ ‫ذا د ُك ّ ِ‬
‫ت الْر ُ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬ك ًل ّ إ ِ َ‬
‫َ‬
‫ن وَأن ّتتى ل َت ُ‬
‫ه التذ ّك َْرى"‪.‬‬ ‫مئ ِذٍ ي َت َتذ َك ُّر ال ِن ْ َ‬
‫ستتا ُ‬ ‫م ي َتوْ َ‬
‫جهَن ّ َ‬ ‫صّفا ً وجيَء ي َوْ َ‬
‫مئذ ب ِ ِ‬ ‫َ‬

‫ن ال ْغَ َ‬
‫متتام‬ ‫ه فتتي ظل َتتل ِ‬
‫مت َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ل ي َن ْظ ُُرو َ‬
‫ن إ ِل ّ أ ْ‬
‫ن َيأت ِي َهُ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ه ْ‬

‫متتتتتوُر"‪.‬‬ ‫متتتتتُر وَإ ِل َتتتتتى الل ّتتتتتهِ ُتر َ‬ ‫َ‬ ‫مل َئ ِك َتتتتت ُ‬
‫ة وَقُ ِ‬
‫جتتتتتعُ ال ُ‬ ‫ي ال ْ‬
‫ضتتتتت َ‬ ‫َوال َ‬

‫جيتتء‬ ‫ض تعَ ال ْك ِت َتتا ُ‬


‫ب وَ ِ‬ ‫ض ب ِن ُتتورِ َربهَتتا وَوُ ِ‬ ‫َ‬
‫ت الْر ُ‬ ‫وقتتال تعتتالى‪" :‬وَأ َ ْ‬
‫ش تَرقَ ِ‬

‫ت ك ُت ّ‬
‫ل‬ ‫ن وَوُفّي َت ْ‬ ‫م ل َ ي ُظ ْل َ ُ‬
‫متتو َ‬ ‫م ِبال ْ َ‬
‫حقّ وَهُ ْ‬ ‫ي ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫شَهداء وَقُ ِ‬
‫ض َ‬ ‫ن َوال ّ‬
‫ِبالن َب ِّيي َ‬

‫متتتتتتا ي َْفعَُلتتتتتتو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫هتتتتتتوَ أعَْلتتتتتت ُ‬
‫م بِ َ‬ ‫مَلتتتتتت ْ‬
‫ت وَ ُ‬ ‫متتتتتتا عَ ِ‬
‫ن َْفتتتتتتس َ‬

‫زيل ً‬
‫ة ت َن ْت ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫مل َئ ِك َت ُ‬ ‫ماُء ِبال ْغَ َ‬
‫متتام ون ُتّز َ‬ ‫ست َ‬ ‫م تَ َ‬
‫شتتقق ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬

‫ستتيرًا"‪.‬‬
‫ن عَ ِ‬ ‫ومتا ً عَل َتتى ال ْك َتتافِ ِ‬
‫ري َ‬ ‫حمتتن وَك َتتا َ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫مِئذ ال ْ َ‬
‫حتقّ ِللّر ْ‬ ‫مل ْ ُ‬
‫ك ي َتوْ َ‬ ‫ال ْ ُ‬

‫‪468‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال في حديث الصور‪ :‬فيضع اللتته كرستتيه حيتتث شتتاء متتن أرضتته‬

‫يعني بذلك كرسي فصل القضاء‪ ،‬وليس هذا بالكرسي المتتذكور فتتي‬

‫الحتتتتتتتديث المتتتتتتتروي فتتتتتتتي صتتتتتتتحيح ابتتتتتتتن حبتتتتتتتان‪.‬‬

‫"ما السموات السبع‪ ،‬والرضون السبع‪ ،‬ومتا فيهتن ومتا بينهتن‪ ،‬ومتا‬

‫الكرسي‪ِ ،‬إل كحلقة ملقاة بأرض فلة وما الكرستتي فتتي العتترش إل‬

‫كتلك الحلقة بتلك الفلة‪ ،‬والعرش ل يقدر قدره ِإل اللته عتز وجتل"‪.‬‬

‫وقد يطلق على هذا الكرسي اسم العرش وقد ورد ذلتك فتي بعتض‬

‫الحاديث كما في الصحيحين‪" :‬سبعة يظلهم في ظل عرشتته يتتوم ل‬

‫ظتتتتتتتتتتتتتتل إل ظلتتتتتتتتتتتتته" الحتتتتتتتتتتتتتتديث بتمتتتتتتتتتتتتتتامه‪.‬‬

‫وثبت في صحيح البخاري من حديث الزهري‪ ،‬عن أبي ستتلمة‪ ،‬وعبتتد‬

‫الرحمن العرج‪ ،‬عن أبتتي هريتترة رضتتي اللتته عنتته‪ ،‬أن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬إذا كتتان يتتوم القيامتتة‪ ،‬فتتإن يصتتعقون‬

‫وأكون أول من يفيق فأجد موسى باطشا ً بقائمة من قوائم العتترش‬

‫فل أدري أصتتتعق فأفتتتاق قبلتتتي أم جتتتوزي بصتتتعقة الطتتتور"?‪.‬‬

‫جتتوزي بصتتعقة الطتتور يتتدل علتتى أن هتتذا الصتتعق التتذي‬


‫فقوله‪ :‬أم ُ‬

‫‪469‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يحصل للناس يوم القيامة‪ ،‬سببه تجلتي الترب تعتالى لعبتاده لفصتل‬

‫القضاء فيصعق الناس من العظمة والجلل‪ ،‬كما صعق موستتى يتتوم‬

‫الطور‪ ،‬حين سأل الرؤيتتة فلمتتا تجلتتى ربتته للجبتتل جعلتته دكتًا‪ ،‬وختتر‬

‫موسى صعقا َ فموسى عليه الصلة والسلم يتتوم القيامتتة إذا صتتعق‬

‫الناس‪ ،‬إما أن يكون جوزي بتلك الصعقة الولى فما صعق عنتتد هتتذا‬

‫التجلي‪ ،‬وإما أن يكون صتتعق أختتف متتن غيتتره‪ ،‬فأفتتاق قبتتل النتتاس‬

‫كلهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪ ،‬واللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقد ورد في بعض الحاديث‪" :‬أن المؤمنين يرون الله عز وجتتل فتتي‬

‫عرصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتات القيامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫كما ثبت في الصحيحين واللفظ للبخاري من بشر بن أبي حازم‪ ،‬عن‬

‫جرير بن عبد الله قال‪ :‬خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫ليلة البدر فقال‪" :‬إنكم سترون ربكم ِ يوم القيامة كما تتترون هتتذا‪ ،‬ل‬

‫تضامون فتتي رؤيتتته " وفتتي روايتتة للبختتاري‪" :‬إنكتتم ستتترون ربكتتم‬

‫عيانتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتَا"‪.‬‬

‫وجاء أنهم يسجدون له تعالى‪ ،‬كما قال ابن متتاجه‪ :‬حتتدثنا جبتتارة بتتن‬

‫‪470‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المغلس الجمالي‪ ،‬حتتدثنا عبتتد العلتتى بتتن أبتتي المستتاور‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫بردة‪ ،‬عن أبي موسى‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪:‬‬

‫"إذا جمع الله الخلئق يتتوم القيامتتة أذن لمتتة محمتتد فتتي الستتجود‪،‬‬

‫فيسجدون له طوي ً‬
‫ل‪ ،‬ثم يقال‪ :‬ارفعوا رؤوسكم‪ ،‬فقتتد جعلنتتا عتتدتكم‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتداكم متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار"‪.‬‬

‫لتتتتتتته شتتتتتتتواهد متتتتتتتن وجتتتتتتتوه أختتتتتتتر كمتتتتتتتا ستتتتتتتيأتي‪.‬‬

‫وقال البزار‪ :‬حدثنا محمد بن المثنى‪ ،‬حدثنا يحيى بن حماد‪ ،‬حدثنا أبو‬

‫عوانة عن العمش‪ ،‬عنأبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬حتى إن أحدكم ليلتفت فيكشتتف عتتن ستتاق‪،‬‬

‫فيقعون سجودًا‪ ،‬وترجع أصلب المنافقين حتى تكتتون عظم تًا‪ ،‬كأنهتتا‬

‫صياصي البقر" ثم قال‪ :‬ل تعلم متتن حتتدث بتته عتتن العمتتش إل أبتتا‬

‫عوانة قلتتت‪ :‬وستتيأتي لتته شتتاهد متتن وجتته آختتر‪ ،‬وذكتتر فتتي حتتديث‬

‫الصور‪" :‬أن الله ينادي العباد يوم القيامة فيقول‪ :‬إني قد أنصت لكم‬

‫منذ خلقتكم لي يومكم هذا‪ ،‬أرى أعمالكم‪ ،‬وأسمع أقوالكم فأنصتتتوا‬

‫ي فإنمتتا هتتي أعمتتالكم وصتتحفكم تقتترأ عليكتتم‪ ،‬فمتتن وجتتد خيتترا ً‬


‫إل ّ‬

‫‪471‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن إل نفستتته"‪.‬‬
‫فليحمتتتد اللتتته ومتتتن وجتتتد غيتتتر ذلتتتك فل يلتتتوم ّ‬

‫لمام أحمد‪ :‬من حديث عبد اللتته بتتن محمتتد بتتن عقيتتل‪ ،‬عتتن‬
‫وروى ا ِ‬

‫جابر بن عبد الله‪ ،‬أنه اشترى راحلة فسار إلتى عبتتد اللته بتتن أنيتس‬

‫شهرًا‪ ،‬ليسمع منه حديثا ً بلغه عنه قتتال‪ :‬ستتمعت رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬يحشر الناس يتتوم القيامتتة‪ -‬أو قتتال العبتتاد‪-‬‬

‫ل‪ ،‬بهما ً قال‪ ،‬قلنا‪ :‬وما بهمتتا قتتال‪ :‬ليتتس معهتتم شتتيء‪ ،‬ثتتم‬
‫عراة‪ ،‬غر ً‬

‫يناديهم بصوت‪ ،‬يسمعه من بعد‪ ،‬كما يسمعه من ُقرب‪ :‬أنا الملك‪ ،‬أنا‬

‫الديان‪ ،‬ل ينبغي لحد من أهل النار أن يدخل النار‪ ،‬وله عند أحد متتن‬

‫أهل الجنة حق إل قضيته له منه‪ ،‬حتتتى اللطمتتة‪ ،‬قتتال‪ :‬قلنتتا‪ :‬وكيتتف‬

‫وإننتتتا إنمتتتا نتتتأتي اللتتته بهمتتتا? قتتتال‪ :‬بالحستتتنات والستتتيئات"‪.‬‬

‫وفي صحيح مسلم‪ ،‬عن أبي ذر‪ ،‬عن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫في الحديث اللهي الطويل‪" :‬يا عبادي‪ :‬إنمتتا هتتي أعمتتالكم أحصتتيها‬

‫لكم فمن وجد خيرا ً فليحمد الله ومن وجتتد غيتتر ذلتتك فل يلتتوم ّ‬
‫ن ِإل‬

‫نفستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫خَرةِ ذل ِت َ‬
‫ك‬ ‫ف عَ َ‬
‫ذاب ال ِ‬ ‫خا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ة لِ َ‬ ‫ن في ذ َل ِ َ‬
‫ك لي َ ً‬ ‫وقد قال الله تعالى‪" :‬إ ّ‬

‫‪472‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫معتتدود‬
‫جل َ‬
‫ما ُنؤخُرهُ إل ل َ‬ ‫م ْ‬
‫شهود وَ َ‬ ‫س وَذ َل ِ َ‬
‫ك َيوم َ‬ ‫جموعٌ ل َ ُ‬
‫ه الّنا ُ‬ ‫م ْ‬
‫م َ‬
‫ي َوْ ٌ‬

‫د"‪.‬‬
‫ستتتِعي ً‬ ‫م َ‬
‫شتتتِقي وَ َ‬ ‫س إ ِل ّ بتتتإذ ْن ِهِ فَ ِ‬
‫من ُْهتتت ْ‬ ‫ت ل َ ت َك ًّلتتت ُ‬
‫م ن َْفتتت ٌ‬ ‫م يتتتأ ِ‬
‫َيتتتوْ َ‬

‫ثم ذكر ما أعده للشقياء وما وعد بتته الستتعداء‪ ،‬وقتتال تعتتالى‪" :‬رب‬

‫طابتا ً "ي َتوْ َ‬


‫م‬ ‫خ َ‬
‫ه ِ‬
‫من ْت ُ‬ ‫مل ِك ُتتو َ‬
‫ن ِ‬ ‫حمتتن ل َ ي َ ْ‬
‫ما ب َي َْنهما الَر ْ‬
‫سموات والْرض وَ َ‬
‫ال ّ‬
‫ة صّفا ل َ يتك ًل ّمون إل ّ م َ‬
‫ن وَقَتتا َ‬
‫ل‬ ‫حم ت ُ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه الّر ْ‬ ‫ن أذِ َ‬
‫ََ ُ َ ِ َ ْ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ َ‬
‫ح وال َ‬
‫م الرو ُ‬
‫ي َُقو ُ‬

‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوابًا"‪.‬‬
‫َ‬

‫وثبت في الصحيح‪ :‬ول يتكلم يتتومئذ إل الرستتل‪ ،‬وقتتد عقتتد البختتاري‬

‫رحمه الله بابا ً في ذلك‪ ،‬في كتاب التوحيد في صحيحه‪.‬‬

‫الجزء الثاني‬

‫كلم الرب سبحانه وتعالى يوم القيامة مع ا َ‬


‫لنبياء‬

‫ول يتكلم يومئذ ِإل الرسل‪ ،‬وقد عقد البختتاري رحمتته اللتته بابتا ً فتتي‬

‫ذلك فقال في باب التوحيد من صحيحه في باب كلم الرب ستتبحانه‬

‫وتعتتتتتتتالى يتتتتتتتوم القيامتتتتتتتة متتتتتتتع النبيتتتتتتتاء وغيرهتتتتتتتم‪.‬‬

‫ثم أورد فيه حديث أنس في الشفاعة بتمامه وسيأتي‪ ،‬وحديث‪" :‬متتا‬

‫‪473‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫منكتتم متتن أحتتد ِإل ستتيكلمه ربتته‪ ،‬ليتتس بينتته وبينتته ترجمتتان"‪.‬‬

‫وسيأتي حديث ابن عمتر فتي النجتوى أيضتًا‪ ،‬ونحتن نتورد فتي هتذه‬

‫الترجمة أحاديث أخر مناسبة لته أيضتًا‪ ،‬وبتتالله المستتتعان وقتتد قتال‬

‫م ل َن َتتا‬
‫عل ْت َ‬
‫م قَتتالوا ل َ ِ‬
‫جب ْت ُت ْ‬ ‫متتا َ‬
‫ذا أ ِ‬ ‫سل في َُقو ُ‬
‫ل َ‬ ‫معُ الل ّ ُ‬
‫ه الّر ُ‬ ‫ج َ‬
‫م يَ ْ‬
‫تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫إنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ َ‬
‫م ال ْغُي ُتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو ِ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫ت عًل ّ ُ‬
‫ك أن ْتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬ ‫ِّ‬

‫ن‬
‫ستِلي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مْر َ‬ ‫ستتأل َ ّ‬
‫م ول َن َ ْ‬
‫ل إ ِل َي ْهِت ْ‬
‫ست َ‬
‫ن أْر ِ‬ ‫ن ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ستتأل َ ّ‬
‫وقتتال تعتتالى‪" :‬فَل َن َ ْ‬

‫ن َثقل َت ْ‬
‫ت‬ ‫مئ ِذٍ ال ْ َ‬
‫حقّ فَ َ‬
‫مت ْ‬ ‫ن وال ْوَْز ُ‬
‫ن ي َوْ َ‬ ‫م ب ِعِْلم وَ َ‬
‫ما كّنا َ‬
‫غائ ِِبي َ‬ ‫ن عَل َي ْهِ ْ‬ ‫فََلنُق ّ‬
‫ص ّ‬

‫ن‬ ‫ك ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ه فَتتأول َئ ِ َ‬
‫واِزين ُ ُ‬
‫مت َ‬
‫ت َ‬
‫خّف ت ْ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫ن وَ َ‬
‫حتتو َ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫مْفل ِ ُ‬ ‫ه َفأول َئ ِ َ‬
‫ك هُ ُ‬ ‫واِزين ُ ُ‬
‫م َ‬
‫َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫كتتتتتتاُنوا بآَيات َِنتتتتتتا ي َظ ْل ِ ُ‬


‫متتتتتتو َ‬ ‫متتتتتتا َ‬
‫م بِ َ‬
‫ستتتتتتهُ ْ‬
‫ستتتتتتروا أْنف َ‬
‫خ ِ‬
‫َ‬

‫مُلو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ما َ‬
‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ن عَ ّ‬
‫مِعي َ‬
‫ج َ‬ ‫سأل َن ّهُ ْ‬
‫مأ ْ‬ ‫ك ل َن َ ْ‬
‫وقال تعالى‪" :‬فَوََرب ّ َ‬

‫شهادة أمة محمد صلى الله عليه وسلم على المم يوم‬

‫القيامة‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا ابن المبارك‪ ،‬أخبرنا رشتتدين بتتن ستتعد‪،‬‬

‫أخبرنا ابن أرقم المغتافري‪ ،‬عتن جبلن بتتن أبتي جبلتة‪ ،‬بستنده إلتى‬

‫‪474‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إذا جمع الله عباده يتتوم القيامتتة‪،‬‬

‫كان أول من يدعى إسرافيل‪ ،‬فيقول له ربه‪ :‬متتا فعلتتت فتتي عهتتدي‬

‫هل بلغت عهتتدي? فيقتتول‪ :‬نعتتم قتتد بلغتتت‪ ،‬فيخلتتي عتتن إستترافيل‪،‬‬

‫ويقال لجبريل‪ :‬هل بلغتتت عهتتدي‪ .‬فيقتتول‪ :‬نعتتم قتتد بلغتتت الرستتل‪،‬‬

‫فيقول الله عز وجل لهم‪ :‬هل بلغكم جبريل عهدي? فيقولتتون‪ :‬نعتتم‪،‬‬

‫فيخلي عن جبريل‪ ،‬ويقال للرسل‪ :‬ما فعلتم فعهدي فيقولتتون‪ :‬بلغنتتا‬

‫أممنا‪ ،‬فتدعى المم فيقال لهم‪ :‬هل بلغكم الرسل عهدي فيقولتتون‪:‬‬

‫بلغنتتاهم فمنهتتم المكتتذب ومنهتتم المصتتدق‪ ،‬وإن لنتتا عليهتتم شتتهداء‬

‫يشهدون أن قد بلغنا مع شهادتك‪ ،‬فيقول‪ :‬من يشهد لكتتم فيقولتتون‪:‬‬

‫أمة محمد‪ ،‬فتدعى أمة محمد فيقول الله تعالى لهتتم‪ :‬أتشتتهدون أن‬

‫رسلي هؤلء قد بلغوا عهدي إلى من أرسلوا إليهم فيقولون‪ :‬نعم يتتا‬

‫ربنا شهدنا أن قد بلغوا‪ .‬فتقول تلك المم‪ :‬كيف يشهد علينا متتن لتتم‬

‫يتتدركنا فيقتتول لهتتم التترب‪ :‬كيتتف تشتتهدون علتتى متتن لتتم تتتدركوا‬

‫فيقولتتون‪ :‬ربنتتا بعثتتت إلينتتا رستتو ً‬


‫ل‪ ،‬وأنزلتتت إلينتتا عهتتدك وكتابتتك‪،‬‬

‫وقصصت علينا أنهم قد بلغوا‪ ،‬فشهدنا بما عهدت إلينا فيقول التترب‪:‬‬

‫‪475‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ستتطا ً ل ِت َ ُ‬
‫كون ُتتوا‬ ‫ة وَ َ‬
‫مت ً‬ ‫جعَْلنهت ْ‬
‫مأ ّ‬ ‫صتتدقوا فتتذلك قتتوله تعتتالى‪" :‬وَك َتذ َل ِ َ‬
‫ك َ‬

‫شتتتتِهيدًا"‪.‬‬
‫م َ‬ ‫ل عَل َي ْ ُ‬
‫كتتتت ْ‬ ‫ستتتتو ُ‬
‫ن الّر ُ‬ ‫داءَ عََلتتتتى الّنتتتتاس وَي َ ُ‬
‫كتتتتو َ‬ ‫ُ‬
‫شتتتتهَ َ‬

‫قال ابن أرقم‪ :‬فبلغني أنه يشتتهد أمتتة أحمتتد إل متتن كتتان فتتي قلبتته‬

‫إحنة‪.‬‬

‫سلم َيوم‬ ‫عَليه ال ّ‬


‫صلة وال ّ‬ ‫مع آدم َ‬
‫حانه وَتعالى َ‬
‫كلمه سب َ‬

‫القيامة‬

‫أمة محمد عليه الصلة والسلم في المم كالشعرة‬

‫البيضاء في الثور السود‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا عبد العزيز بن محمد‪ ،‬عن ثور‪،‬‬
‫قال ا ِ‬

‫عن أبي الغيث‪ ،‬عن أبتتي هريتترة‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم قال‪" :‬أول من يدعى يوم القيامة آدم‪ ،‬فيقال‪ :‬هذا أبوكم آدم‪،‬‬

‫ب لبيك وسعديك‪ ،‬فيقول له ربنا‪ :‬أخرج نصتتيب جهنتتم متتن‬


‫فيقول‪ :‬ر ّ‬

‫ذريتك‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب وكم? فيقول‪ :‬من كتتل متتائة تستتعة وتستتعين‪،‬‬

‫فقلنا‪ :‬يا رسول الله أرأيتتت إذا أختتذ متتن كتتل متتائة تستتعة وتستتعين‬

‫‪476‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فماذا يبقى منا? قال‪ :‬إن أمتي في المم كالشعرة البيضاء في الثور‬

‫السود"‪.‬‬

‫أول من يدعى يوم القيامة آدم عليه الصلة والسلم‬

‫ورواه البخاري‪ ،‬عن إسماعيل بن عبد الله‪ ،‬عن أخيه‪ ،‬عتتن ستتليمان‬

‫بن بلل‪ ،‬عن ثور بن زيد الديلمي‪ ،‬عن سالم أبتتي الغيتتث متتولى بتتن‬

‫معطيع‪ ،‬عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫"أول من يدعى يوم القيامة آدم فتراه ذريته فيقال‪ :‬هذا أبتتوكم آدم‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬لبيك وسعديك فيقول‪ ،‬أخرج بعث جهنم متتن ذريتتتك"‪ .‬وذكتتر‬

‫تمامه مثل ما تقدم‪.‬‬

‫رجاء الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون أتباعه‬

‫نصف أهل الجنة‪:‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا وكيع عن العمش‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي‬ ‫وقال ا ِ‬
‫سعيد قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يقول الله يوم‬
‫القيامة‪ :‬يا آدم قم فابعث بعث النار‪ ،‬فيقول‪ :‬لبيك وسعديك والخير‬
‫في يديك يا رب وما بعت النار فيقول‪ :‬من كل ألف تسعمائة وتسعة‬
‫ضع ُ ك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫وتسعون‪ .‬قال‪ :‬فيومئذ يشيب المولود"‪ .‬وقد قال تعالى‪" :‬وَت َ َ‬

‫‪477‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب‬ ‫كاَرى وَل َك ِ ّ‬


‫ن عَ َ‬
‫ذا َ‬ ‫س َ‬
‫م بِ ُ‬
‫ما ه ْ‬ ‫س َ‬
‫كاَرى وَ َ‬ ‫مل ََها وَت ََرى الّنا َ‬
‫س ُ‬ ‫ح ْ‬
‫مل َ‬ ‫ح ْ‬‫ت َ‬‫ذا ِ‬ ‫َ‬
‫د"‪.‬‬
‫دي ٌ‬‫ش ِ‬‫الل ّهِ َ‬
‫قال‪ :‬فيقولون أين ذلك الواحد فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬تسعمائة وتسعة وتسعون من يأجوج ومآجوج ومنكم واحد‬
‫قال‪ :‬فقال الناس الله أكبر‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬والله إني لرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة‪ ،‬والله إني لرجو‬
‫أن تكونوا ثلث أهل الجنة‪ ،‬والله إني لرجو أن تكونوا نصف أهل‬
‫الجنة"‪ ،‬قال‪ :‬فكبر الناس‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫"ما أنتم في الناس إل كالشعرة البيضاء في الثور السود‪ ،‬أو‬
‫كالشعرة السوداء في الثور البيض"‪.‬‬
‫ورواه البختتاري‪ ،‬عتتن عمتتر بتتن حفتتص بتتن غيتتاث‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن‬

‫العمش به‪ ،‬ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة‪ ،‬عتتن وكيتتع بتته‪،‬‬

‫وأخرجاه من طرق آخر عن العمش به‪ ،‬وفي صحيح البختتاري‪ ،‬عتتن‬

‫بندار‪ ،‬عن غندر‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن أبي إسحاق عن عمرو بتتن ميمتتون‪،‬‬

‫عن عبد الله بن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬كنا مع رستول اللته صتلى اللته عليته‬

‫وسلم في فيد فقال‪" :‬أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة? قلنا‪ :‬نعم‪،‬‬

‫قال‪ :‬والذي نفسي بيده إني لرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة وذلك‬

‫أن الجنة ل يدخلها إل نفس مسلمة‪ ،‬ومتا أنتتتم فتتي أهتتل الشترك إل‬

‫كالشعرة البيضاء في جلد الثور الستتود‪ ،‬أو كالشتتعرة الستتوداء فتتي‬

‫جلد الثور الحمر"‪.‬‬

‫‪478‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سلم‬
‫صلة وال ّ‬
‫عليه ال ّ‬
‫مع نوح َ‬
‫عالى َ‬
‫حاَنه وت َ َ‬
‫سب ْ َ‬ ‫َ‬
‫كلم الرب ُ‬
‫فل َن َ َ‬
‫ن‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫سأل َ ّ‬
‫ْ‬ ‫عالى‪َ " :‬‬
‫ل تَ َ‬ ‫عن ال َْبلغ ك َ َ‬
‫ما قا َ‬ ‫وسؤاله إ ِّياه َ‬
‫َ‬

‫ن"‬
‫سِلي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مْر َ‬ ‫ول ََنسأل ً ّ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫س َ َ‬
‫ل إ ِلي ْ ِ‬ ‫أْر ِ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬عن العمتتش‪ ،‬عتتن أبتتي صتتالح‪ ،‬عتتن‬
‫قال ا ِ‬

‫أبي سعيد قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يدعى نتتوح‬

‫يوم القيامة فيقال له‪ :‬هل بلغت? فيقول‪ :‬نعم‪ ،‬فيدعى قومه فيقال‪:‬‬

‫هل بلغكم? فيقولون‪ :‬ما أتانتتا متتن نتتذير‪ ،‬ومتتا أتانتتا متتن أحتتد‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫فيقتتال لنتتوح متتن يشتتهد لتتك فيقتتول‪ :‬محمتتد وأمتتته"‪ :‬وذلتتك قتتوله‪:‬‬

‫داءَ عَل َتتتى الن ّتتتاس"‪.‬‬ ‫ستتتطا ً ل َِتكون ُتتتوا ُ‬


‫شتتهَ َ‬ ‫متتتة وَ َ‬ ‫جعَْلنهتتت ْ‬
‫مأ ّ‬ ‫"وَك َتتتذ َل ِ َ‬
‫ك َ‬

‫قال‪ :‬والوستتط العتتدل‪ .‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"فتدعون‪ ،‬فتشهدون له بتتالبلغ وأشتتهد عليكتتم‪ ،‬وقتتال‪ :‬وهكتتذا رواه‬

‫البختتاري والترمتتذي والنستتائي متتن طتترق عتتن العمتتش‪ ،‬وقتتال‬

‫الترمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذي‪ :‬حستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتحيح‪.‬‬

‫لمام أحمد بلفظ أعم من هتتذا فقتتال‪ :‬حتتدثنا أبتتو معاويتتة‬


‫وقد رواه ا ِ‬

‫عن العمش‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي ستتعيد رضتتي الل ّتته عنتته قتتال‪:‬‬

‫‪479‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يجيء النبي صلى الله عليه‬

‫وسلم يوم القيامة ومعه الرجل‪ ،‬والنبي ومعتته التترجلن‪ ،‬وأكتتثر متتن‬

‫ذلك‪ ،‬فيدعى قومه‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬هل بلغكم هذا? فيقولون‪ :‬ل‪ ،‬فيقتتال‬

‫له‪ :‬هل بلغت قومك فيقتتول‪ :‬نعتتم‪ ،‬فيقتتال‪ :‬متتن يشتتهد لتتك فيقتتول‪:‬‬

‫محمد وأمته‪ ،‬فيدعى محمد فيقال له‪ :‬هتتل بلتتغ هتتذا قتتومه‪ .‬فيقتتول‪:‬‬

‫نعم‪ ،‬ثم تدعى أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيقال لهم‪ :‬هل بلتتغ‬

‫هذا أمته فيقولون‪ :‬نعم‪ ،‬فيقال لهتتم‪ :‬ومتتن أعلمكتتم فيقولتتون جاءنتا‬

‫محمد نبيًا‪ ،‬وأخبرنا أن الرسل قد بلغوا‪ .‬قال‪ :‬فتتذلك قتتوله‪" :‬وكتتذلك‬

‫جعلنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاكم أمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة وستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتطًا‪.‬‬

‫قال‪ :‬يقول عدل ً لتكونوا شهداء على الناس‪ ،‬ويكون الرسول عليكتتم‬

‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتهيدًا"‪.‬‬

‫وهكذا رواه ابن ماجه‪ ،‬عن أبي كريب‪ ،‬وأحمد بن سنان‪ ،‬كلهما عتتن‬

‫أبي معاوية‪.‬‬

‫شهادة أمة محمد عليه الصلة والسلم على جميع المم‬

‫يوم القيامة دليل عدالة هذه المة وشرفها‬

‫‪480‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قلت‪ :‬شهادة أمة محمد صلى الله عليه وسلم على جميع المم يوم‬

‫القيامة برهان على عدالة هتتذه المتتة وشتترفها‪ ،‬ومضتتمون هتتذا‪ ،‬أن‬

‫هتتذه المتتة يتتوم القيامتتة يكونتتون عتتدول ً عنتتد ستتائر المتتم‪ ،‬ولهتتذا‬

‫يستشهد بهم سائر النبياء على أممهم‪ ،‬ولول اعتراف أممهم بشرف‬

‫هذه المة لما حصل إلزامهم بشهادتهم‪ ،‬وفي حديث بهتتز بتتن حكيتتم‬

‫عن أبيه‪ ،‬عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إنكتتم‬

‫وفيتم سبعين أمة‪ ،‬أنتم خيرها وأكرمها على الّله سبحانه وتعالى"‪.‬‬

‫عَلى‬ ‫وم ال ْ ِ‬
‫قَيامة َ‬ ‫سلم ي َ ْ‬
‫صلة وال ّ‬
‫ه ال ّ‬
‫علي ِ‬
‫تشريف إ ِب َْراهيم َ‬

‫هاد‬ ‫رؤوس ال َ ْ‬
‫ش َ‬

‫ن‬ ‫خ تَرةِ ل َ ِ‬
‫مت َ‬ ‫ة وَإ ِن ّتته فتتي ال ِ‬
‫س تن َ ً‬
‫ح َ‬
‫ه تعالى‪" :‬وآت َْيناهُ فتتي ال تد ّن َْيا َ‬
‫قال الل ّ‬

‫حين"‪.‬‬
‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال ِ ِ‬
‫ال َ‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا محمد بن بشار‪ ،‬حدثنا غنتتدر‪ ،‬حتدثنا شتعبة‪ ،‬عتن‬

‫المغيرة بن النعمان‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عبتتاس قتتال‪ :‬قتتام‬

‫فينتتا رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم يخطتتب فقتتال‪ِ" :‬إنكتتم‬

‫‪481‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خل ْتتق‬ ‫متتا ب َتد َأ َْنا أوّ َ‬


‫ل َ‬ ‫ة"‪ .‬ثتتم تل قتتوله تعتتالى‪" :‬ك َ َ‬
‫حفتتاةً عتترا ً‬ ‫ح َ‬
‫شرون ُ‬ ‫تُ ْ‬

‫ن ِعيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتده"‪.‬‬

‫وإن أول الخلئق يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه الصتتلة والستتلم‪،‬‬

‫وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول‪ :‬يا رب‬

‫أصحابي‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك ل تدري متتا أحتتدثوا بعتتدك‪ ،‬فتتأقول‪ :‬كمتتا قتتال‬

‫م" ِإلى قتتوله‪" :‬إ ِّنتت َ‬


‫ك‬ ‫شِهيدا ً َ‬
‫ما ُدمت ِفيهِ ْ‬ ‫ت عَل َي ْهِ ْ‬
‫م َ‬ ‫العبد الصالح‪" :‬وَك ُن ْ ُ‬

‫كيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬ ‫زيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتُز ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ت ال ْعَ ِ‬
‫أن ْتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬

‫قال‪ :‬إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم‪ .‬ذكر موسى عليه الصتتلة‬

‫والسلم وذكر شتترفه وجللتتته يتتوم القيامتتة وكتتثرة أتبتتاعه وانتشتتار‬

‫أمته‪.‬‬

‫ج ّ‬
‫ل‬ ‫و َ‬
‫عّز َ‬ ‫سلم و َ‬
‫كلم الّرب َ‬ ‫صلة وال ّ‬
‫عليه ال ّ‬
‫سى َ‬
‫ذكر عي َ‬

‫معه َيوم القيامة‬


‫َ‬

‫عيستتى ابتن مريت َ َ‬


‫ت قًل ْت َ‬
‫ت‬ ‫م أ أن ْت َ‬
‫ْ َ َ ْ َ َ‬ ‫قال الّله تعالى‪" :‬وَإ ِذ ْ قَتتا َ‬
‫ل اللتته ي َتتا ِ‬

‫ن ِلي‬
‫ما َيكو ُ‬ ‫حان َ َ‬
‫ك َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ن الل ّهِ َقا َ‬
‫ل ُ‬ ‫ن دو ِ‬
‫م ْ‬
‫ي ِإلهَْين ِ‬
‫م َ‬ ‫خ ُ‬
‫ذوني وأ ّ‬ ‫ِللّناس ات ّ ِ‬

‫‪482‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫متتا فتتي‬ ‫مت َتتة ت َعْل َت ُ‬


‫م َ‬ ‫ت قُل ْت ًت ُ‬
‫ه فََق تد ْ عَل ِ ْ‬ ‫ن ك ُن ْ ُ‬
‫حق ّ إ ِ ْ‬ ‫ما ل َي ْ َ‬
‫س ِلي ب ِ َ‬ ‫ن َأفو َ‬
‫ل َ‬
‫َ‬
‫أ ْ‬
‫ك إن َ َ‬ ‫َ‬
‫ت ل َهُ ْ‬
‫م إ ِل ّ‬ ‫ما قًل ْ ُ‬ ‫علم اْلغُيو ِ‬
‫ب َ‬ ‫ت ً‬
‫ك أن ْ َ‬ ‫س َ ِّ‬
‫ما في ن َْف ِ‬ ‫سي وَل َ أعْل َ ُ‬
‫م َ‬ ‫ن َْف ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شتتهيدا ً َ‬
‫متتا‬ ‫ت عَل َي ْهِت ْ‬
‫م َ‬ ‫م وَك ُن ْت ُ‬ ‫دوا الل ّت َ‬
‫ه َرب ّتتي وََرب ّك ّت ْ‬ ‫مْرت َِني ب ِهِ أن اعْب ُ ُ‬
‫ما أ َ‬
‫َ‬

‫ت عَل َتتى ك ت ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ل‬ ‫ب عَل َي ْهِ ت ْ‬
‫م وأن ْت َ‬ ‫ت الّرِقي ت َ‬
‫ت أن ْ َ‬ ‫م فَل َ ّ‬
‫ما َتوفّي ْت َِني كن ْ َ‬ ‫ت ِفيهِ ْ‬
‫م َ‬
‫دُ ْ‬
‫ك وإن تغْفر لهم فإن َ َ‬
‫ت ال ْعَ ِ‬
‫زيُز‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫ْ ِّ‬ ‫عَباد َ َ ِ ْ َ ِ ْ‬ ‫م فَإ ِن ّهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ن ت ُعَذ ّب ْهُ ْ‬ ‫يءٍ َ‬
‫شِهيد ٌ إ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫ش ْ‬

‫ري‬
‫جتت ِ‬
‫ت تَ ْ‬
‫جّنتتا ٌ‬ ‫م‪ ،‬ل َهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫صد ْقُهُ ْ‬
‫ن ِ‬
‫صادِِقي َ‬
‫م ي َن َْفعُ ال ّ‬
‫ذا ي َوْ ُ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ه هَ َ‬ ‫م َقا َ‬
‫كي ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ح ِ‬
‫َ‬ ‫حت َِها ال َن َْهاُر َ‬
‫ه ذِلتت َ‬
‫ك‬ ‫ضوا عَْنتت ُ‬
‫م وََر ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه عَن ْهُ ْ‬ ‫ن فيَها أَبدا ً َر ِ‬
‫ض َ‬ ‫دي َ‬
‫خال ِ ِ‬ ‫ن تَ ْ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬

‫م"‪.‬‬ ‫ال َْفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوُْز العَ ِ‬


‫ظيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬

‫وهذا السؤال من الله تعالى لعيسى ابن مريم‪ ،‬مع علمه تعتتالى أنتته‬

‫لم يقل شيئا ً من ذلك‪ ،‬إنمتتا هتو علتى ستتبيل التقريتع والتوبيتخ لمتن‬

‫اعتقد فيه ذلك من ضلل النصارى وجهلة أهل الكتاب‪ ،‬فبرأ إلى الله‬

‫تعالى من هذه المقالة‪ ،‬كما تتبرأ الملئكة ممن اعتقد فيهم شيئا ً من‬

‫ل‬ ‫ميعتا ً ث ُت ّ‬
‫م ي َُقتتو ُ‬ ‫ج ِ‬
‫م َ‬ ‫ح ُ‬
‫شتُرهُ ْ‬ ‫م يَ ْ‬
‫للهية حيث يقتتول اللتته تعتتالى‪" :‬وَي َتوْ َ‬
‫ا ِ‬

‫ن‬ ‫ل ِل ْمل َئ ِك َة أهؤلِء إياك ُم ك َتتانوا يعب تدون قتتالوا س تبحان َ َ‬


‫مت ْ‬
‫ت َولي ّن َتتا ِ‬
‫ك أن ْت َ‬ ‫ُ ْ َ َ‬ ‫ُ َُْ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫مُنتتتو َ‬
‫مؤ ِ‬
‫م ُ‬
‫م ب ِِهتتت ْ‬ ‫ن أ َك ْث َُر ُ‬
‫هتتت ْ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫جتتت ّ‬ ‫ل َ‬
‫كتتتاُنوا ي َْعبتتتدو َ‬ ‫م َبتتت ْ‬
‫دونِهتتت ْ‬

‫‪483‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شرهُم وما يعبدون من دون الل ّه فَيقو ُ َ َ‬


‫م‬
‫ل أ أن ْت ُ ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ح ُ ُ ْ َ َ َُْ‬
‫وم ي َ ْ‬
‫وقال تعالى‪" :‬وَي َ ْ‬
‫َ‬
‫متتا ك َتتا َ‬
‫ن‬ ‫حان َ َ‬
‫ك َ‬ ‫ل قَتتالوا ستب ْ َ‬ ‫ضتّلوا ال ّ‬
‫ستِبي َ‬ ‫م َ‬
‫م هُ ت ْ‬
‫هؤلء أ ْ‬
‫عَباِدي َ‬ ‫ضل َل ْت ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫أ ْ‬
‫كم َ‬ ‫َ‬
‫حتتتى‬
‫م َ‬
‫م َوآب َتتاءه ْ‬
‫مت ّعْت َهُت ْ‬ ‫ن أْولَيآءَ وَل َك ِت ْ‬
‫ن َ‬ ‫ن دون َ ِ ْ‬ ‫خذ َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ي َن ْب َِغي ل ََنا أ ْ‬
‫ن ن َت ّ ِ‬

‫متتا ت َُقوُلتتو َ‬
‫ن فَ َ‬
‫متتا‬ ‫م بِ َ‬ ‫ومتتا ً ُبتتورا ً فََقتتد ْ ً‬
‫كتتذ ُّبوك ُ ْ‬ ‫ستتوا التتذ ّك َْر وَ َ‬
‫كتتاُنوا قَ ْ‬ ‫نَ ُ‬

‫ذابا ً ك َِبيتترًا"‪.‬‬
‫ه عَت َ‬ ‫من ْك ُت ْ‬
‫م ن ُتذِقْ ُ‬ ‫صتترا ً َومتتن ي َظ ْل ِت ْ‬
‫م ِ‬ ‫صْرفا ً وَل َ ن َ ْ‬
‫ن َ‬
‫طيُعو َ‬
‫ست َ ِ‬
‫تَ ْ‬

‫كتتان َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫م َ‬
‫كوا َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫شَر ُ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ميعا ً ث ُ ّ‬
‫م ن َُقو ُ‬ ‫ج ِ‬
‫م َ‬ ‫ح ُ‬
‫شُرهُ ْ‬ ‫م نَ ْ‬
‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬

‫ن‬
‫دو َ‬ ‫متتا ك ُن ْت ُت ْ‬
‫م إ ِّيان َتتا ت َعْب ُت ُ‬ ‫م َ‬ ‫شَر َ‬
‫كاؤهُ ْ‬ ‫م فََزي ّل َْنا ب َْينه ْ‬
‫م وََقا َ‬
‫ل ُ‬ ‫كاُءك ُ ْ‬
‫شَر َ‬
‫م وَ ُ‬
‫أن ْت ُ ْ‬

‫م ل َغَتتافِِلي َ‬
‫ن هَُنال ِت َ‬
‫ك‬ ‫عب َتتاد َت ِك ُ ْ‬ ‫ن ك ًّنا عَت ْ‬
‫ن ِ‬ ‫شِهيدا ً ب َي ْن ََنا وَب َي َْنك ْ‬
‫م إِ ْ‬ ‫فَك ََفى بالل ّهِ َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ضت ّ‬
‫ل عَن ْهُ ت ْ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫حقّ و َ‬ ‫ت َوردوا ِإلى الّله َ‬
‫موْل َهُ ُ‬ ‫سل ََف ْ‬
‫ما أ ْ‬
‫ل ن َْفس َ‬ ‫ت َب ْل ُ ُ‬
‫وا ك ُ ّ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ما َ‬
‫كانوا ي َْفت َُرو َ‬ ‫َ‬

‫مقام رسول الّله صلى الله عليه وسلم عند الله يوم‬

‫القيامة ل يدانيه مقام‬

‫فل يساويه بل ول يدانيه أحد فيه‪ ،‬ويحصل له من التشريفات ما‬


‫يغبطهذا بها كل الخلئق من العالمين‪ ،‬من الولين والخرين‪ ،‬صلوات‬
‫الله وسلمه عليه وعلى سائر النبياء والمرسلين‪ ،‬وقد تقدم ما ورد‬
‫في المقام المحمود من الحاديث والثار‪ ،‬وأنه أول من يسجد بين‬

‫‪484‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يدي الله يوم القيامة‪ ،‬وأول من يشفع فيشفع‪ ،‬وأول من يكسى بعد‬
‫الخليل‪ ،‬يكسى الخليل ريطتين‪ .‬بيضاوين‪ ،‬ويكسى محمد صلى الله‬
‫عليه وسلم حلتين خضراوين‪ ،‬ويجلس الخليل بين يدي العرش‪،‬‬
‫ومحمد صلى الله عليه وسلم عن يمين العرش فيقول‪" :‬يا رب إن‬
‫هذا‪ -‬ويشير إلى جبريل‪ -‬أخبرني عنك أنك أرسلته إلي‪ ،‬فيقول الله‬
‫عز وجل صدق جبريل"‪.‬‬
‫وقد روى ليث بن أبي سليم‪ ،‬وأبو يحيى القتات‪ ،‬وعطاء بن السائب‬
‫وجابر الجعفي‪ ،‬عن مجاهد أنه قال في تفسير المقام المحمود‪ :‬إنه‬
‫يجلسه معه على العرش‪ ،‬وروي نحو هذا عن عبد الله بن سلم‪،‬‬
‫وجمع فيه أبو بكر المروزي جزءا ً كبيرًا‪ ،‬وحكاه هو وغيره وغير واحد‬
‫من السلف وأهل الحديث كأحمد وإسحاق بن راهويه وخلق وقال‬
‫ابن جرير‪ :‬وهذا شيء ل ينكره مثبت ول ناف‪ ،‬وقد نظمه الحافظ‬
‫أبو الحسن الدارقطني في صيدة له‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ومثل هتتذا ل ينبغتتي قبتتوله إل عتتن معصتتوم‪ ،‬ولتتم يثبتتت فيتته‬

‫حديث يعتتول عليتته‪ ،‬ول يصتتار بستتببه إليتته‪ ،‬وقتتول مجاهتتد فتتي هتتذا‬

‫المقام ليس بحجة بمفرده‪ ،‬ولكن قد تلقاه جماعة من أهل الحتتديث‬

‫بالقبول‪ ،‬وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا شريح بن يونس‪ ،‬أخبرنتتا‬

‫أبو سفيان المعمري‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن علي بن الحستتين‬

‫أن النبي صلى الله عليه وستتلم قتتال‪" :‬إذا كتتان يتتوم القيامتتة متتدت‬

‫لنسان إل موضع قدميه‪ .‬قال النتتبي‬


‫الرض مد الديم‪ ،‬حتى ل يكون ل ِ‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬فأكون أول من يتتدعى‪ ،‬وجبريتتل عتتن يميتتن‬

‫‪485‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الرحمن‪ ،‬والله ما رآه قبلهتتا‪ ،‬فتتأقول‪ :‬يتتا رب‪ :‬إن هتتذا أختتبرني أنتتك‬

‫ي‪ ،‬فيقول الله‪ :‬صدق‪ ،‬ثم أشفع‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب عبادك في‬
‫أرسلته ِإل ّ‬

‫أطراف الرض" فهو المقام المحمود‪.‬‬

‫ء‬
‫ضا ِ‬
‫صل الق َ‬
‫علماء في ف ْ‬
‫ع ال ُ‬
‫م َ‬
‫ذكر في كلم الرب َتعالى َ‬

‫إكرام الّله عز وجل للعلماء يوم القيامة القضاء‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن زهير‪ ،‬حدثنا العلء بتتن ستتالم‪ ،‬حتتدثنا‬

‫إبراهيم الطالقتتاني‪ ،‬حتتدثنا المبتتارك‪ ،‬عتتن ستتفيان‪ ،‬عتتن ستتماك بتتن‬

‫حرب‪ ،‬عن ثعلبة بن الحكم قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وستتلم "يقتتول اللتته تعتتالى للعلمتتاء إذا جلتتس علتتى كرستتيه لفصتتل‬

‫القضاء إني لم أجعل علمي وحكمي فيكم إل وأنا أريد أن أغفر لكتتم‬

‫ول أبالي"‪.‬‬

‫جل للمؤمنين‬ ‫ل َ‬
‫و ْ‬ ‫َ‬
‫عّز و َ‬
‫كلمه ً‬ ‫أ ّ‬

‫‪486‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا عبد الله بن المبتتارك‪ ،‬حتتدثني يحيتتى‬

‫بن أيوب‪ ،‬عن عبيد الله بن رجاء‪ ،‬عن خالد بن أبي عمران‪ ،‬عن ابتتن‬

‫عباس‪ ،‬عن معاذ بن جبل قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬إن شئتم أنبأتكم بأول ما يقول الله عز وجل للمؤمنين يتتوم‬

‫القيامة‪ ،‬وبأول ما تقولون له? قالوا‪ :‬نعم يا رستتول اللتته قتتال‪ :‬ف تِإن‬

‫الّله تعالى يقول للمؤمنين‪ :‬هل أحببتم لقائي‪ .‬فيقولون‪ :‬نعم يتتا ربنتتا‬

‫فيقول‪ :‬وما حملكم على ذلك? فيقولون‪ :‬عفوك ورحمتك ورضوانك‪،‬‬

‫فيقول‪" :‬فِإني قد أوجبت لكم رحمتي"‪.‬‬

‫فصل‬

‫ل خلق في الخرة لمن يخون َأمانة الّله وعهده‬

‫من َا َ قَِليل ً‬ ‫َ‬


‫م ثَ َ‬ ‫مان ِهِ ْ‬‫ن ب ِعَهْدِ الل ّهِ وَأي ْ َ‬ ‫شت َُرو َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬‫قال الله تعالى‪ِ" :‬إن ال ّ ِ‬
‫م‬‫م ي َوْ َ‬ ‫م الله وَل َ ي َن ْظ ُُر إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫مه ُ ُ‬‫خَرةِ وَل َ ي ُك َل ّ ُ‬ ‫م في ال ِ‬ ‫خل َقَ ل َهُ ْ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫أول َئ ِ َ‬
‫َ‬
‫م"‪.‬‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫م وََله ْ‬ ‫كيهِ ْ‬ ‫مةِ وَل َ ُيز ّ‬ ‫ال ِْقَيا َ‬
‫ن‬
‫شت َُرو َ‬ ‫ب وَي َ ْ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬ ‫م َ‬‫ه ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬‫ما أ َن َْز َ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن َيكت ُ ُ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫م إ ِل ّ الّناَر وَل َ ي ُك َّلفهُ ُ‬ ‫طويهِ ْ‬ ‫ن في ب ُ‬ ‫ما َيأك ُُلو َ‬ ‫ك َ‬ ‫من َا َ قَِليل ً أولئ ِ َ‬ ‫ب ِهِ ث َ َ‬
‫ضل َل َ َ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫شت َُروا ال ّ‬ ‫نا ْ‬ ‫َ‬ ‫ذي‬‫ك ال ّ ِ‬‫م أولئ ِ َ‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫م وله ُ‬ ‫كيهِ ْ‬‫مةِ وَل َ ي َُز ّ‬ ‫م ال ِْقيا َ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫َ‬
‫ه ن َّز َ‬
‫ل‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ك بأ ّ‬ ‫م عََلى الّنارِ ذ َل ِ َ‬ ‫صَبره ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫مغِْفَرةِ فَ َ‬ ‫ب بال ْ َ‬ ‫ذا َ‬‫دى َوال ْعَ َ‬ ‫ِباْله َ‬

‫‪487‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫د"‪.‬‬ ‫شَقاق ب َِعي ٍ‬ ‫ب ل َِفي ِ‬ ‫خت َل َُفوا في ال ْك َِتا ِ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫حقّ وَإ ِ ّ‬ ‫ب ِبال ْ َ‬ ‫ال ْك َِتا َ‬
‫والمراد من هذا َأنه ل يكلمهم ول ينظر إليهم كلما ً ونظرا ً يرحمهم‬
‫َ‬
‫ن‬‫م عَ ْ‬ ‫به‪ ،‬كما أنهم عن ربهم يومئذ محجوبون بقوله تعالى‪" :‬كل ّ إ ِن ّهُ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫جوُبو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫مئ ِذٍ ل َ َ‬ ‫م َيو َ‬ ‫َرب ّهِ ْ‬
‫م‬ ‫ست َك ْث َْرت ُ ْ‬ ‫ن قَدِ ا ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫شَر ال ْ ِ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫ميعا ً َيا َ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬‫حشرهُ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫مت َعَ ب َْعضَنا ب ِب َْعض وَب َل َغَْنا‬ ‫من النس وَقا َ َ‬
‫ست َ ْ‬‫ن ال ِْنس َرب َّنا ا ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ل أْولَياؤهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ ِْ‬
‫ت ل ََنا َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شاء الله‬ ‫ما َ‬ ‫ن ِفيَها إ ِل ّ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫واك ْ‬ ‫مث ْ َ‬‫ل الّناُر َ‬ ‫جل ْ َ‬ ‫ذي أ ّ‬ ‫جل ََنا ال ّ ِ‬ ‫أ َ‬
‫م"‪.‬‬ ‫كيم عَِلي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫إِ ّ‬
‫َ‬
‫م ك َي ْد ٌ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬‫ن فَِإن َ‬ ‫م َوالّولي َ‬ ‫مْعناك ْ‬ ‫ج َ‬ ‫صل َ‬ ‫م ال َْف ْ‬ ‫ذا ي َوْ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬هَ َ‬
‫ميعا ً‬ ‫ج ِ‬ ‫ه َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫م ي َب ْعَث ًهُ ُ‬ ‫ن"‪ .‬وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬ ‫ذبي َ‬ ‫مئ ِذٍ ل ِْلمك ً ّ‬ ‫ل ي َوْ َ‬ ‫ن وَي ْ ٌ‬ ‫دو ِ‬ ‫كي ُ‬ ‫فَ ِ‬
‫َ‬ ‫م عََلى َ‬ ‫فَيحل ُِفون ل َه ك َما يحل ُِفون ل َك ُم ويحسبو َ‬
‫م‬
‫م هُ ُ‬ ‫يٍء أل َ إ ِن ّهُ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن أن ّهُ ْ‬ ‫ْ ََ ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫كاذُِبو َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬
‫متتو َ‬ ‫م ت َْزعُ ُ‬ ‫ن كن ْت ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫كائ ِ َ‬ ‫شَر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل أي ْ َ‬ ‫م فَي َُقو ُ‬ ‫م ي َُناِديه ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫م كَ َ‬
‫متتا‬ ‫ل َرب َّنا هؤل َِء ال ّت ِ‬
‫ذين أغوَي ْن َتتا أغوَي ْن َتتاهُ ْ‬ ‫حقّ عَل َْيهم ال َْقوْ ُ‬
‫ن َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫َقا َ‬

‫م‬ ‫كاءك ُ ْ‬
‫م فَد َعَوْهُ ْ‬ ‫شَر َ‬
‫عوا ُ‬ ‫ن َوقي َ‬
‫ل اد ْ ُ‬ ‫دو َ‬ ‫ما َ‬
‫كاُنوا إ ِّياَنا ي َعْب ُ ُ‬ ‫غَوَي َْنا ت َب َّرأنا إ ِل َي ْ َ‬
‫ك َ‬

‫م‬
‫م ي َُنتتاِديهِ ْ‬
‫ن وََيتتوْ َ‬
‫كاُنوا ي َهَْتدو َ‬ ‫ب ل َوْ أن ّهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫م وََرأُوا ال ْعَ َ‬
‫ذا َ‬ ‫جيُبوا ل َهُ ْ‬
‫ست َ ِ‬ ‫فَل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬
‫َ‬ ‫ل ما َ َ‬
‫م لَ‬
‫مئ ِذٍ فَهُ ت ْ‬ ‫ت عَل َي ْهِ ت ُ‬
‫م الن ْب َتتاءُ ي َتوْ َ‬ ‫ن فَعَ ِ‬
‫مي َت ْ‬ ‫س تِلي َ‬ ‫جب ُْتم ال ْ ُ‬
‫مْر َ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫فََيقو ُ َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاءلو َ‬
‫ي َت َ َ‬
‫َ‬
‫ن ك ُن ْت ُت ْ‬
‫م‬ ‫ي ال َت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫شتَر َ‬
‫كائ ِ َ‬ ‫م فََيقتتول أي ْت َ‬
‫ن ُ‬ ‫م ي ُن َتتاِديهِ ْ‬
‫وقتتال بعتتد هتتذا‪" :‬وَي َتوْ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫متتوا أ ّ‬ ‫شِهيدا ً فَُقل َْنا هَتتاُتوا ب ُْرهَتتان َك ُ ْ‬
‫م فَعَل ِ ُ‬ ‫مة َ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫لأ ّ‬ ‫م ْ‬
‫ن وَن ََزعَْنا ِ‬
‫مو َ‬
‫ت َْزعُ ُ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫متتتتتتا َ‬
‫كتتتتتتاُنوا ي َْفَتتتتتتتُرو َ‬ ‫م َ‬
‫عنهتتتتتت ْ‬
‫ل َ‬ ‫حتتتتتتقّ لّلتتتتتتهِ وَ َ‬
‫ضتتتتتت ّ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪488‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫واليتتتتتتتتتتتتات فتتتتتتتتتتتتي هتتتتتتتتتتتتذا كتتتتتتتتتتتتثير جتتتتتتتتتتتتدًا‪.‬‬

‫وثبت في الصحيحين كما سيأتي من طريتتق خيثمتتة‪ ،‬عتتن عتتدي بتتن‬

‫حاتم‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ما منكم من أحتتد‬

‫إل سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان‪ ،‬فيلقتتى الرجتتل فيقتتول لتته‪:‬‬

‫لبتتل‪ ،‬أذرك تتترأس‬


‫ألم أكرمك? ألم أزوجك? ألم أسخر لك الخيل وا ِ‬

‫وتربع? فيقول‪ :‬بلى‪ ،‬فيقول‪ :‬أظننت أنك ملقي? فيقول‪ :‬ل‪ ،‬فيقتتول‪:‬‬

‫فاليوم أنساك كما نسيتني"‪ .‬فهذا فيه صراحة عظيمة في تكلم الل ّتته‬

‫تعالى ومخاطبته لعبده الكافر‪.‬‬

‫وأما العصاة‬

‫ففي حديث ابن عمر الذي في الصحيحين كما ستتيأتي عتتن رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يدني الّله العبد يتتوم القيامتتة حتتتى‬

‫يضع عليه كنفه ثم يقرره بذنوبه فيقتتول‪ :‬عملتتت فتتي يتتوم كتتذا كتتذا‬

‫وكذا? وفي يوم كذا كذا وكذا? فيقول‪ :‬نعم يا رب‪ ،‬حتى إذا ظن أنتته‬

‫‪489‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قد هلك قال الله تعالى"‪" :‬إني سترتها عليك في الدنيا وأنتتا أغفرهتتا‬

‫لك اليوم"‪.‬‬

‫فصل‬

‫ِإبراز النيران والجنان ونصب الميزان ومحاسبة الديان‬

‫متتا‬
‫س َ‬
‫ت ن َْفتت ٌ‬
‫م ْ‬
‫ت عَل ِ َ‬
‫ة أْزلَف ْ‬ ‫ت وَإ ِ َ‬
‫ذا الجن ّ ُ‬ ‫سعَّر ْ‬
‫م ُ‬
‫حي ُ‬
‫ج ِ‬
‫قال تعالى‪" :‬إذا ال َ‬

‫ت"‪.‬‬
‫ضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتَر ْ‬
‫ح َ‬
‫أ ْ‬

‫زي تدٍ‬
‫م ِ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬ ‫ل هَ ت ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ت وَت َُقتتو ُ‬
‫مَتل ِ‬
‫م هَتتل ا ْ‬
‫جهَن ّت َ‬ ‫م ن َُقو ُ‬
‫ل لِ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫ظ‬
‫حِفيت ٍ‬
‫ب َ‬ ‫ن ل ِك ُت ّ‬
‫ل أّوا ٍ‬ ‫دو َ‬
‫ما ُتوعَت ُ‬ ‫ن غَي َْر ب َِعيدٍ هَ َ‬
‫ذا َ‬ ‫ة ل ِل ْ ُ‬
‫مت ِّقي َ‬ ‫جن ّ ُ‬
‫ت ال َ‬
‫"َوأْزلَف َ‬

‫لم ذ َل ِت َ‬
‫ك‬ ‫خُلوهَتتا ب ِ َ‬
‫ست َ‬ ‫مِنيتتب اد ْ ُ‬ ‫جاءَ بَقل ْت ٍ‬
‫ب ُ‬ ‫ن ِبال ْغَي ْ ِ‬
‫ب وَ َ‬ ‫حم َ‬
‫ي الّر ْ‬
‫خش َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬

‫زيتتتتد"‪.‬‬
‫م ِ‬
‫ن ِفيَهتتتتا َولتتتتد َي َْنا َ‬ ‫متتتتا ي َ َ‬
‫شتتتتاُءو َ‬ ‫خُلتتتتودِ ل َُهتتتت ْ‬
‫م َ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫َيتتتتوْ ُ‬

‫مةِ فَل َ ت ُظ َْلم ن َْفستتن‬


‫وم ال ِْقَيا َ‬ ‫س َ‬
‫ط ل ِي َ ْ‬ ‫واِزين ال ِْق ْ‬ ‫ضعُ ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَن َ َ‬
‫خرد َ‬
‫ن"‪.‬‬
‫ستتبي َ‬ ‫ل أت َي ْن َتتا ب ِهَتتا وَك ََفتتى ب ِن َتتا َ‬
‫حا ِ‬ ‫ن َ ْ َ ٍ‬
‫م ْ‬
‫حب ّةٍ ِ‬ ‫مث َْقا َ‬
‫ل ً‬ ‫ن ِ‬
‫كا َ‬ ‫شْيئا ً وَإ ِ ْ‬
‫ن َ‬ ‫َ‬

‫عْفَها‬
‫ضتتا ِ‬
‫ة يُ َ‬
‫ستن َ ً‬
‫ح َ‬ ‫ن ت َت ُ‬
‫ك َ‬ ‫مث َْقتتا َ‬
‫ل ذ َّرةٍ وَإ ِ ْ‬ ‫ن الّله ل َ ي َظ ْل ِ ُ‬
‫م ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫جئ َْنتتا‬ ‫مة ٍ ب ِ َ‬


‫شِهيدٍ وَ ِ‬ ‫نك ّ‬
‫لأ ّ‬ ‫جئ َْنا ِ‬
‫م ْ‬ ‫ظيما ً فَك َي ْ َ‬
‫ف إِ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫جرا ً عَ ِ‬ ‫من ل ّد ُن ْ ُ‬
‫هأ ْ‬ ‫ت ِ‬
‫وَُيؤ ِ‬

‫‪490‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل ل َت ْ‬
‫و‬ ‫ستتو َ‬
‫وا الّر ُ‬ ‫ن ك ََفتُروا وَعَ َ‬
‫صت ُ‬ ‫مئ ِذٍ ي َتوَد ّ ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫شِهيدا ً ي َوْ َ‬
‫على هؤل َِء َ‬ ‫بِ َ‬
‫ك َ‬

‫ديثًا"‪.‬‬
‫حتتتتتتتت ِ‬ ‫ن الل ّتتتتتتتت َ‬
‫ه َ‬ ‫ض وَل َ ي َك ْت ُ ُ‬
‫متتتتتتتتو َ‬ ‫م الْر ُ‬
‫وى ب ِهِتتتتتتتت ُ‬
‫ستتتتتتتت ّ‬
‫تُ َ‬

‫ن ت َت ُ‬
‫ك‬ ‫ي إ ِن َّهتا إ ِ ْ‬
‫وقال تعالى فيما أخبر به عن لقمان أنتته قتتال‪" :‬ي َتتا ب ُن َت ّ‬
‫َ‬
‫ستتموات أوْ فتتي‬
‫خَرةٍ أوْ فِتتي ال ّ‬
‫صت ْ‬ ‫ل فَت َك ُت ْ‬
‫ن فتتي َ‬ ‫ختْرد َ ٍ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫حب ّةِ ِ‬ ‫مث َْقا َ‬
‫ل َ‬ ‫ِ‬

‫خِبيتتتتتتتٌر"‪.‬‬
‫ف َ‬ ‫ه لَ ِ‬
‫طيتتتتتتت ٌ‬ ‫ن الل ّتتتتتتت َ‬ ‫ت ب ِهَتتتتتتتا الل ّتتتتتتت ُ‬
‫ه إِ ّ‬ ‫الْرض ي َتتتتتتتأ ِ‬

‫والثار في هذا كثيرة جتتدًا‪ ،‬واللتته الموفتتق للصتتواب‪ ،‬وإليتته المرجتتع‬

‫والمآب‪ ،‬وهو حسبي ونعم الوكيل‪.‬‬

‫عَلى الّناس‬ ‫شر فت َ ّ‬


‫طلع َ‬ ‫عَلى الم ْ‬
‫ح َ‬ ‫من الّنار َ‬
‫عين ِ‬
‫ذكر إ ِْبداء َ‬

‫ن وأّنى َلتت ُ‬
‫ه‬ ‫مئ ِذٍ ي َت َذ َك ُّر ال ِن ْ َ‬
‫سا ُ‬ ‫م ي َوْ َ‬
‫جهَن ّ َ‬
‫مئ ِذٍ ب ِ َ‬
‫جيءَ ي َوْ َ‬
‫قال الله تعالى‪" :‬وَ ِ‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذ ّك َْرى"‪.‬‬

‫وقال مسلم في صحيحه‪ :‬حدثنا عمر بن حفص بن غياث‪ ،‬حدثنا أبي‪،‬‬

‫عن العلء بن خالد الكاهل‪ ،‬عن شتتقيق‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته بتتن مستتعود‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يؤتى بجهنم يومئذ لهتتا‬

‫ستتبعون ألتتف زمتتام متتع كتتل زمتتام ستتبعون ألتتف ملتتك يجرونهتتا"‪.‬‬

‫‪491‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وكذا ر واه الترمتتذي مرفوعتًا‪ ،‬ورواه متن وجته آختتر هتو ابتتن جريتتر‬

‫موقوفًا‪.‬‬

‫يخرج عنق من النار يتكلم? يقذف في جهنم الجبارين‬

‫والمشركين والقائلين بغير حق‬

‫لمام أحمد‪ :‬حتتدثنا معاويتتة‪ ،‬حتتدثنا شتتيبة‪ ،‬عتتن فتتراس‪ ،‬عتتن‬


‫وقال ا ِ‬

‫عطية‪ ،‬عن أبي سعيد الخدريرضي الله عنه‪ ،‬عن رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬يخرج عنق من النار يتكلم‪ ،‬فيقول‪ :‬وكلت‬

‫بثلثة‪ ،‬بكل جبار‪ ،‬ومن جعل مع الله إلها ً آخر‪ ،‬ومن قتتتل نفس تا ً بغيتتر‬

‫نفتتتتس‪ ،‬فينطتتتتوي عليهتتتتم فيقتتتتذفهم فتتتتي غمتتتترات جهنتتتتم"‪.‬‬

‫تفّرد به من هذا الوجه‪ ،‬وسيأتي فتتي بتتاب الميتتزان عتتن خالتتد‪ ،‬عتتن‬

‫القاستتتتتتم‪ ،‬عتتتتتتن عائشتتتتتة رضتتتتتتي اللتتتتته عنهتتتتتتا نحتتتتتتوه‪.‬‬

‫مُعوا ل ََها ت َغَّيظا ً وََزفيرا ً‬


‫س ِ‬
‫ن ب َِعيدٍ َ‬ ‫م َ‬
‫كا ِ‬ ‫من َ‬ ‫وقال الله تعالى‪" :‬إ ِ َ‬
‫ذا َرأت ُْهم ِ‬

‫عوا ال ْي َتوْ َ‬
‫م‬ ‫ك ث ُب ُتتورا ً ل َ ت َتد ْ ُ‬
‫وا هَُنال ِ َ‬
‫ن د َعَ ْ‬ ‫كانا ً ضيقا ً ُ‬
‫مقّرِني َ‬ ‫م َ‬ ‫ذا أل ُْقوا ِ‬
‫من َْها َ‬ ‫وَإ ِ َ‬

‫عتتتتتتتتتتوا ثبتتتتتتتتتتورا ً ك َِثيتتتتتتتتتترًا"‪.‬‬


‫حتتتتتتتتتتدا ً َواد ْ ُ‬
‫ث ُُبتتتتتتتتتتورا ً َوا ِ‬

‫‪492‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال الشعبي‪ :‬إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا ً وزفيرًا‪ ،‬من‬

‫شدة حنقها وبغضها لمن أشرك بتتالله‪ ،‬واتختتذ معتته إله تا ً آختتر‪ ،‬وفتتي‬

‫الحديث‪" :‬من كذب علي‪ ،‬أو ادعى إلى غير أبيه‪ ،‬أو أنتمى إلتتى غيتتر‬

‫مواليه‪ ،‬فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا ً بعيتتدًا" قتتالوا يتتا رستتول اللتته‪:‬‬

‫وهل لها من عينين? قتتال‪" :‬أمتتا ستتمعتم بقتتول اللتته إذا رأتهتتم متتن‬

‫مكتتان بعيتتد ستتمعوا لهتتا تغيظتتا ً وزفيتترًا"‪ .‬رواه ابتتن أبتتي حتتاتم‪.‬‬

‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا أحمد بن إبراهيم التتدورقي‪ ،‬حتتدثنا عبيتتد اللتته‬

‫بن موسى‪ ،‬حدثنا إسرائيل‪ ،‬عتن أبتي يحيتى‪ ،‬عتن مجاهتد‪ ،‬عتن ابتن‬

‫عباس قال‪ :‬إن الرجل ليجر إلى النار‪ ،‬فتنزوي وينقبتتض بعضتتها إلتتى‬

‫ك? فتقتتول‪ :‬إنتته يستتتجير منتتي‪ ،‬فيقتتول‪:‬‬


‫بعض‪ ،‬فيقول الرحمن‪ :‬ما ل ِ‬

‫أرسلوا عبدي‪ ،‬وإن الرجل ليجر إلى النار فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬ما كان هذا‬

‫ظني بك‪ ،‬فيقول الله‪ :‬ما كتان ظنتتك? فيقتول‪ :‬أن تستعني رحمتتك‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬ارسلوا عبدي‪ ،‬وإن الرجل ليجر إلى النار‪ ،‬فتشهق إليه النتتار‬

‫شتتهوق البغلتتة التتى البعيتتر‪ ،‬وتزفتتر زفتترة ل تبقتتي أحتتدا ً إل أخفتتته‪،‬‬

‫وإستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتناده صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتحيح‪.‬‬

‫‪493‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال عبد الرزاق‪ :‬أخبرنا معمر‪ ،‬عن المنصور‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن عبيد‬

‫بن عمير قال‪ :‬إن جهنم تزفر زفرة ل يبقى معها ملك ول نبي إل خّر‬

‫ترعد فرائصه‪ ،‬حت ّتتى إن إبراهيتتم ليجثتتو علتتى ركبتتتيه ويقتتول‪ :‬رب ل‬

‫أستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتألك إل نفستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي اليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوم‪.‬‬

‫وقال في حديث الصور‪ :‬ثم يأمر الله جهنم فيخرج منها عنق ستتاطع‬

‫شتي ْ َ‬ ‫مظلم ثم يقول‪" :‬ألم أعْهد إل َيك ًم يا بن ِتتي آد َ‬


‫ن‬
‫طا َ‬ ‫م أن ل ّ ت َْعبت ُ‬
‫دوا ال ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ِ ْ ْ َ َ‬ ‫ْ‬

‫م وَل ََقد ْ أض ّ‬ ‫صَرا ٌ‬ ‫إنه ل َك ُم عدو مبي َ‬


‫من ْك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ل ِ‬ ‫ست َِقي ُ‬
‫م ْ‬
‫ط ُ‬ ‫دوني هذا ِ‬
‫عب ُ‬
‫نا ْ‬
‫نأ ِ‬‫ُ ّ ُ ِ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬

‫ص تل َوْ َ‬
‫ها‬ ‫نا ْ‬
‫دو َ‬ ‫م ال ِّتي ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م ُتوعَ ُ‬ ‫جهَن ّ ُ‬ ‫كوُنوا ت َعِْقُلو َ‬
‫ن هَذِهِ َ‬ ‫جب ِل ً ك َِثيرا ً أفَل َ ْ‬
‫م تَ ُ‬ ‫ِ‬

‫م ت َك ُْفتتتتتتتتتتتتتتتُرو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫متتتتتتتتتتتتتتتا ك ُن ُْتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬ ‫ال َْيتتتتتتتتتتتتتتتوْ َ‬
‫م بِ َ‬

‫ة‬
‫مت ٍ‬ ‫فيمر الله بين الخلئق‪ ،‬وتجثو المتتم‪ ،‬وذلتتك قتتوله‪" :‬وَت َتَرى كت ّ‬
‫لأ ّ‬

‫مل ُتتو َ‬
‫ن هَ ت َ‬
‫ذا‬ ‫متتا ك ُن ْت ُت ْ‬
‫م ت َعْ َ‬ ‫ن َ‬
‫جتَزوْ َ‬ ‫عى إ َِلى ك َِتاب َِها ال ْي َوْ َ‬
‫م تُ ْ‬ ‫مةٍ ت ُد ْ َ‬ ‫ة كُ ّ‬
‫لأ ّ‬ ‫جاث ِي َ ً‬
‫َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫ملو َ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م ت َعْ َ‬ ‫س ُ‬
‫خ َ‬ ‫كم ِبال ْ َ‬
‫حقّ إ ِّنا ك ُّنا َنست َن ْ ِ‬ ‫ك َِتاب َُنا ي َن ْط ِقُ عَل َي ْ ُ‬

‫ذكر الميزان‬

‫‪494‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫متةِ فَل َ ت ُظ ْل َت ُ‬
‫م‬ ‫وم الِقَيا َ‬ ‫ست َ‬
‫ط ل ِي َت ْ‬ ‫ن ال ِْق ْ‬
‫واِزي َ‬
‫مت َ‬
‫ضعُ ال َ‬
‫قال الله تعالى‪" :‬وَن َ َ‬

‫ل أ َت َي ْن َتتا ب ِهَتتا وَك ََفتتى ب ِن َتتا‬


‫ختْرد َ ٍ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫حب ّتةٍ ِ‬ ‫مث َْقتتا َ‬
‫ل َ‬ ‫ن ِ‬ ‫شتْيئا ً وَإ ِ ْ‬
‫ن ك َتتا َ‬ ‫ن َْفتتس َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتِبي َ‬
‫حا ِ‬
‫َ‬

‫ت‬
‫خّفت ْ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫ن وَ َ‬
‫حو َ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫مْفل ِ ُ‬ ‫ه َفأولئ ِ َ‬
‫ك هُ ُ‬ ‫واِزين ُ ُ‬
‫م َ‬ ‫ن ث َُقل َ ْ‬
‫ت َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فَ َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫ن"‪.‬‬
‫دو َ‬
‫خالتت ُ‬
‫م َ‬
‫جهًّنتت َ‬
‫م فتتي َ‬
‫ستتهُ ْ‬
‫خستتروا أن ُْف َ‬
‫ن َ‬ ‫ك اّلتت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ه َفتتأول َئ ِ َ‬
‫واِزين ُ ُ‬
‫متت َ‬
‫َ‬

‫م‬ ‫ه فَتتأولئ ِ َ‬
‫ك هت ُ‬ ‫واِزين ُ‬
‫مت َ‬ ‫ن ث َُقل َت ْ‬
‫ت َ‬ ‫حقّ فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫مئ ِذٍ ال َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وال ْوَْز ُ‬
‫ن ي َوْ َ‬

‫متتا‬
‫م بِ َ‬
‫س ته ُ ْ‬
‫ستتروا أْنف َ‬
‫خ ِ‬
‫ن َ‬ ‫ك ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫واِزينه فَتتأولئ ِ َ‬
‫مت َ‬
‫ت َ‬
‫ن خّف ْ‬
‫م ْ‬
‫نو َ‬
‫حو َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مْفل ِ ُ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاُنوا ِبآَيات َِنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ي َظ ْل ِ ُ‬


‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬ ‫َ‬

‫شة راضي َ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫ما َ‬
‫ة وأ ّ‬ ‫مواِزيُنه فَهُوَ في ِ‬
‫عي َ ٍ َ ِ َ‬ ‫ن ث َُقل َ ْ‬
‫ت َ‬ ‫م ْ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬فأ ّ‬
‫ما َ‬

‫ة"‪.‬‬
‫مي َتتت ٌ‬
‫حا ِ‬
‫ه ن َتتتاٌر َ‬
‫متتتاهِي َ ْ‬ ‫متتتا َأدَرا َ‬
‫ك َ‬ ‫ة وَ َ‬
‫هاوِي َتتت ٌ‬
‫ه َ‬ ‫ه فَتتتأ ّ‬
‫م ُ‬ ‫واِزين ُ‬
‫متتت َ‬
‫ت َ‬
‫خّفتتت ْ‬

‫م‬
‫س تْعيهُ ْ‬ ‫ضت ّ‬
‫ل َ‬ ‫ن َ‬ ‫مال ً ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ن أعْ َ‬
‫ري َ‬
‫س ِ‬
‫خ َ‬ ‫ل ن َُنبئ ُك ُ ْ‬
‫م ِبال ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬قُ ْ‬
‫ل هَ ْ‬

‫ن‬ ‫ك ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫صتْنعا ً أولئ ِ َ‬
‫ن ُ‬
‫ستُنو َ‬
‫ح ِ‬
‫م يُ ْ‬
‫ن أن ّهُت ْ‬
‫ستُبو َ‬
‫ح َ‬
‫م يَ ْ‬
‫هت ْ‬
‫حَياةِ التد ّن َْيا وَ ُ‬
‫في ال َ‬

‫ة‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫م ِ‬ ‫م ل َهُ ْ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫مال ُهُ ْ‬
‫م فَل َ ن ُِقي ً‬ ‫حب ِط َ ْ‬
‫ت أعْ َ‬ ‫م َولَقائ ِهِ فَ َ‬ ‫ك ََفروا ِبآيا ِ‬
‫ت رب ّهِ ْ‬

‫وَْزنًا"‪.‬‬

‫وزن العمال بعد القضاء والحساب‬

‫‪495‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أبو عبد الله القرطبي‪ :‬قال العلماء‪ِ :‬إذا انقضى الحساب‪ ،‬كتتان‬

‫بعتتده وزن العمتتال‪ ،‬لن التتوزن للجتتزاء‪ ،‬فينبغتتي أن يكتتون بعتتد‬

‫لظهار مقاديرهتتا‪،‬‬
‫المحاسبة‪ ،‬فِإن المحاسبة لنفس العمال‪ ،‬والوزن ِ‬

‫فيكون الجزاء بحسبهما‪ ،‬قال‪ :‬وقوله ونضع المتتوازين القستتط ليتتوم‬

‫القيامة يحتمل أن يكتتون ثتتم متتوازين متعتتددة تتتوزن فيهتتا العمتتال‪،‬‬

‫ويحتمل أن يكون المتتراد الموزونتتات‪ ،‬فجمتتع باعتبتتار تنتتوع العمتتال‬

‫الموزونة‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫كون الميزان له ك ً ّ‬
‫فتان حسيتان‬ ‫ب ََيان َ‬

‫وبيان أن "بسم الّله الرحمن الرحيم" ل يثقل عليها‬

‫شيء‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن إستتحاق الطالقتتاني‪ ،‬حتتدثنا ابتتن‬


‫قال ا ِ‬

‫المبارك‪ ،‬عن ليث بن ستتعد‪ ،‬حتتدثني عتتامر بتتن يحيتتى‪ ،‬حتتدثني عبتتد‬

‫الرحمن الجيلي واسمه عبد الله بن يزيد‪ :‬سمعت عبد الله بن عمرو‬

‫يقول‪ :‬قال رسول الله صتلى اللته عليته وستلم‪" :‬إن اللته ستيخلص‬

‫‪496‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رجل ً من أمتتتي علتتى رؤوس الخلئق‪ ،‬فينشتتر عليتته تستتعة وتستتعين‬

‫ل‪ ،‬كل سجل مد البصر‪ ،‬ثم يقول اللته لته‪ :‬أتنكرمتن هتذا شتيئًا?‬
‫سج ً‬

‫ظلمك كتبتي الحافظون? فيقول‪ :‬ل يا رب‪ :‬فيقول الملك‪ :‬ألك عتتذر‬

‫أو حسنة? فيبهت الرجل فيقول‪ :‬ل يا رب‪ ،‬فيقول‪ :‬بلى إن لك عندنا‬

‫حسنة واحدة‪ ،‬ل ظلم عليك اليوم‪ ،‬فيخرج بطاقتتة فيهتتا‪ ،‬أشتتهد أن ل‬

‫إله إل الله وأن محمدا ً عبتتده ورستتوله فيقتتول‪ :‬أختتبروه‪ ،‬فيقتتول‪ :‬يتتا‬

‫رب‪ :‬ما هتتذه البطاقتتة متتع هتتذه الستتجلت? فيقتتول‪ :‬إنتتك ل تظلتتم‪،‬‬

‫فتوضتتع الستتجلت فتتي كفتتة‪ ،‬والبطاقتتة فتتي كفتتة‪ ،‬قتتال‪ :‬فتطيتتش‬

‫الستتجلت‪ ،‬وتثقتتل البطاقتتة‪ ،‬ول يثقتتل شتتيء بستتم اللتته الرحمتتن‬

‫الرحيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫وكذا رواه الترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وابن أبي الدنيا‪ ،‬من حتتديث الليتتث‪،‬‬

‫ورواه الترمذي وابن لهيعة كلهمتتا عتتن عتتامر بتتن يحيتتى بتته‪ ،‬وقتتال‬

‫الترمذي‪ :‬حسن غريب‪.‬‬

‫سياق آخر لهذا الحديث‪ :‬هل يوزن العامل يوم القيامة‬

‫مع عمله?‬

‫‪497‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬عن عمرو بتتن يحيتتى‪ ،‬عتتن‬

‫أبي عبد الرحمن الحبلي‪ ،‬عن عبد الله بتتن عمتترو بتتن العتتاص قتتال‪:‬‬

‫قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬توضتتع المتتوازين يتتوم‬

‫القيامة‪ ،‬فيؤتى بالرجل‪ ،‬فيوضع فتتي كفتة‪ ،‬ويوضتتع متتا أحصتتى عليته‬

‫فتمايل به الميزان قال‪ :‬فيبعث به إلى النتتار قتتال‪ :‬فتتإذا أدبتتر بتته إذا‬

‫صائح من عند الرحمن تبارك وتعالى يقول‪ :‬ل تعجلوا‪ ،‬فإنه قتتد بقتتي‬

‫له‪ ،‬فيؤتى ببطاقة فيها ل إله ال اللته" فتوضتتع متتع الرجتتل فتتي كفتتة‬

‫حتتتتتتتتتتتتتتتتتى يميتتتتتتتتتتتتتتتتل بتتتتتتتتتتتتتتتته الميتتتتتتتتتتتتتتتتزان"‪.‬‬

‫وهذا السياق فيه غرابة‪ ،‬وفيه فائدة جليلة‪ ،‬وهو أن العامل يوزن متتع‬

‫عمله‪.‬‬

‫شهادة أل إله ال الله وأن محمدا ً رسول الله ترجح‬

‫بالذنوب في الميزان يوم القيامة‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن البراء المقري‪ ،‬حدثنا‬

‫يعلى بن عبيد عن عبد الرحمن بن زياد عن أبي عبتتد الرحمتتن‪ ،‬عتتن‬

‫‪498‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عبد الله بن عمرو رفعه قال‪" :‬يؤتى برجل يوم القيامة إلى الميزان‪،‬‬

‫فيخرج له تسعة وتسعون ستج ً‬


‫ل‪ ،‬كتل ستجل منهتا متد البصتر‪ ،‬فيهتا‬

‫ذنوبه وخطاياه‪ ،‬فتوضع في كفة‪ ،‬ثم يخرج له قرطاس مثتتل النملتتة‬

‫فيه شهادة أن ل إله إل الله‪ ،‬وأن محمدا ً عبده ورسوله‪ ،‬فتوضع فتتي‬

‫كفتتتتتتتتتتتتتتة أختتتتتتتتتتتتتترى‪ ،‬فترجتتتتتتتتتتتتتتح بخطايتتتتتتتتتتتتتتاه"‪.‬‬

‫دثنا‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أبو عبيد القاسم بن ستتلم‪ ،‬حتت ّ‬

‫حجاج‪ ،‬عن فطر بن خليفة‪ ،‬عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط‪،‬‬

‫قال‪ :‬لما حضر أبا بكر المتتوت أرستتل إلتتى عمتتر فقتتال‪ :‬إنمتتا ثقلتتت‬

‫موازين من ثقلت موازينه يتتوم القيامتتة باتبتتاعهم الحتتق فتتي التتدنيا‪،‬‬

‫وثقله عليهم‪ ،‬وحق لميزان إذا وضع فيه الحق أن يكتتون ثقي ً‬
‫ل‪ ،‬وإنمتتا‬

‫خفت موازين من خفت موازينه باتباعهم الباطل في التتدنيا‪ ،‬وخفتتته‬

‫عليهم‪ ،‬وحق لميزان إذا وضع فيه الباطل غدا ً أن يكون خفيفًا‪.‬‬

‫الخلق الحسن أثقل ما يوضع في ميزان العبد يوم‬

‫القيامة‬

‫‪499‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال أحمد‪ :‬عن سفيان بن عيينة‪ ،‬عن عمرو بن دنيا‪ ،‬عن أبي‬
‫مليكة‪ ،‬عن يعلى بن مملك‪ ،‬عن أم الدرداء‪ ،‬عن أبي الدرداء‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أثقل شيء يوضع في الميزان‬
‫خلق حسن"‪.‬‬
‫وقد وردت الحاديث بوزن العمال أنفسها كما فى صحيح مسلم‬
‫من طريق أبي سلم‪ ،‬عن أبي مالك الشعري قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫ليمان‪ ،‬والحمد لله تمل‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬الطهور شطر ا ِ‬
‫الميزان‪ ،‬وسبحان الله والحمد لله تمل ما بين السموات والرض‪،‬‬
‫والصلة نور‪ ،‬والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو‬
‫عليك‪ ،‬كل الناس يغدو‪ ،‬فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها"‪.‬‬
‫فقوله والحمد لله تمل الميزان‪ ،‬فيه دللة على أن العمل نفسه وإن‬
‫كان عرضا ً قد قام بالفاعل‪ ،‬يحيله الله يوم القيامة فيجعله ذاتا ً‬
‫يوضع في الميزان‪ ،‬كما ورد في الحديث الذي رواه ابن أبي الدنيا‪.‬‬
‫حدثنا أبوخيثمة ومحمد بن سليمان وغيرهما قالوا‪ :‬حدثنا سفيان بن‬
‫عيينة‪ ،‬عن عمرو بن دينار‪ ،‬عن ابن أبي مليكة‪ ،‬عن يعلى بن مملك‪،‬‬
‫عن أم الدرداء‪ ،‬عن أبي الدرداء‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬أثقل شيء يوضع في الميزان خلق حسن"‪.‬‬
‫وكذا رواه أحمد‪ ،‬عن سفيان بن عيينة‪ ،‬عن عمرو به ورواه أحمد‬
‫عن غندر ويحيى بن سعيد‪ ،‬عن شعبة عن القاسم‪ ،‬عن أبي مرة‪،‬‬
‫عن عطاء الكيخاراني‪ ،‬عن أم الدرداء‪ ،‬عن أبي الدرداء‪ ،‬أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ما من شيء أثقل في الميزان من‬
‫خلق حسن"‪.‬‬
‫وقد رواه أحمد أيضا ً من حديث الحسن بن مسلم‪ ،‬عن عطاء‪،‬‬
‫وأخرجه أبو داود من حديث شعبة به‪ ،‬والترمذي من حديث مطرف‪،‬‬
‫عن عطاء بن نافع الكيخاراني به‪ ،‬وقال أحمد‪ .‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا‬
‫أبان‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير‪ ،‬عن زيد‪ ،‬عن أبي سلم‪ ،‬عن مولى‬
‫لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬بخ بخ لخمس ما أثقلهن‬
‫في الميزان? ل إله إل الله‪ ،‬والله أكبر‪ ،‬وسبحان الله‪ ،‬والحمد لله‪،‬‬
‫والولد الصالح‪ ،‬يتوفى فيحتسبه والده"‪.‬‬

‫‪500‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال‪" :‬بخ بخ لخمس‪ :‬من لقي الله مستيقنا ً بهن دخل الجنة‪ ،‬يؤمن‬
‫بالله‪ ،‬وباليوم الخر‪ ،‬وبالجنة‪ ،‬وبالنار‪ ،‬وبالبعث بعد الموت‪،‬‬
‫وبالحساب"‪ .‬انفرد به أحمد‪.‬‬
‫وكما ثبت في الحديث الخر‪" :‬تأتي البقرة وآل عمران يوم القيامة‬
‫كأنهما غمامتان‪ ،‬أو غيابتان‪ ،‬من طير يحاجان عن صاحبهما"‪.‬‬
‫والمراد من ذلك أن ثواب تلوتهما يصير يوم القيامة كذلك‪.‬‬
‫المر الثاني يوضع الصحيفة التي كتب فيها كما تقدم في حديث‬
‫البطاقة والله أعلم‪ ،‬وقد جاء أن العامل يوزن كما قال البخاري‪:‬‬
‫حدثنا محمد بن عبد الله‪ ،‬حدثنا سعيد بن أبي مريم‪ ،‬أخبرني‬
‫المغيرة‪ ،‬حدثني أبو الزناد عن العرج‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إنه ليأتي الرجل العظيم السمين‬
‫يوم القيامة‪ ،‬ل يزن عند الله جناح بعوضة"‪.‬‬
‫مةِ َوزنًا"‪.‬‬
‫م ال ِْقَيا َ‬ ‫م ل َهُ ْ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫وقال‪" :‬اقرأوا إن شئتم‪" :‬فَل َ نِقي ُ‬
‫قال البخاري‪ :‬وعن يحيى بن بكير‪ ،‬عن المغيرة بن عبد الرحمن‪،‬‬
‫عن أبي الزناد مثله‪ ،‬وقد أسند مسلم ما علقه البخاري‪ ،‬عن أبي بكر‬
‫محمد بن إسحاق‪ ،‬عن يحيى بن بكير‪ ،‬فذكره‪.‬‬
‫وقد روى وجه آخر عن أبي هريرة فقال ابن أبي حاتم‪ :‬حدثنا أبي‪،‬‬
‫حدثنا أبو الوليد‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد‪ ،‬عن صالح مولى‬
‫التومة‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫"يؤتى بالرجل الكول الشروب العظيم‪ ،‬فيوزن بحبة‪ ،‬فل يزنها"‪.‬‬
‫قال‪ :‬ورواه ابن جرير‪ ،‬عن أبي كريب‪ ،‬عن ابن الصلت‪ ،‬عن أبي‬
‫الزناد‪ ،‬عن صالح‪ ،‬عن أبي هريرة مرفوعا ً بلفظ البخاري سواء‪.‬‬
‫وقد قال البزار‪ :‬حدثنا العباس بن محمد‪ ،‬حدثنا عون بن عمارة‪،‬‬
‫حدثنا هشام بن حسان‪ ،‬عن واصل‪ ،‬عن عبد الله بن بريدة‪ ،‬عن أبيه‬
‫قال‪ :‬كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فأقبل رجل من‬
‫قريش يخطر في حلة ما‪ ،‬فلما قام على النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬يا أبا بريدة هذا ممن قال الله فيهم‪ :‬فل نقيم له يوم‬
‫القيامة وزنًا"‪ .‬ثم قال‪ :‬تفّرد به عن عمارة‪ ،‬وليس بالحافظ ولم يتابع‬
‫عليه‪.‬‬

‫‪501‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الصمد وحسن بن موسى‪ ،‬حدثنا حماد‪،‬‬ ‫قال ا ِ‬
‫عن عاصم‪ ،‬عن زر بن حبيش‪ ،‬عن ابن مسعود‪ ،‬أنه كان دقيق‬
‫السباقين فجعلت الريح تلقيه‪ ،‬فضحك القوم منه‪ ،‬فقال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬مم تضحكون? قالوا‪ :‬يا نبي الله من رقة‬
‫حد"‪،‬‬
‫ساقيه‪ .‬قال‪ :‬والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أ ُ‬
‫تفّرد به أحمد وإسناده جيد قوي‪.‬‬
‫لمام أحمد بن حنبل‬ ‫فقد جاءت الروايات بهذه الصفات‪ ،‬وفي رواية ا ِ‬
‫من طريق ابن لهيعة في حديث البطاقة‪ ،‬أنه يوزن مع عمله في‬
‫الكتاب‪ ،‬وهذه الرواية تجمع القوال كلها بتقدير صحتها‪ ،‬والله تعالى‬
‫أعلم‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا القاسم بن الفضل قال‪ :‬قال‬ ‫وقال ا ِ‬
‫الحسن‪ :‬قالت عائشة يا رسول الله‪ :‬هل تذكرون أهليكم يوم‬
‫القيامة‪ .‬قال‪" :‬أما في مواطن ثلث فل‪ :‬الكتاب‪ ،‬والميزان‪،‬‬
‫والصراط"‪.‬‬
‫فقوله الكتاب يحتمل أن يكون حيتتن يوضتتع كتتتاب العمتتال ليشتتهد‬

‫على المم بأعمالها‪ ،‬ويحتمل أن يكتتون المتتراد بتتذلك الصتتحف حيتتن‬

‫تطتتتتاير‪ ،‬والنتتتتاس بيتتتتن متتتتن أختتتتذ بيمينتتتته‪ ،‬وأختتتتذ بشتتتتماله‪.‬‬

‫قال البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو الحسن علي بتتن محمتتد بتتن علتتي المعتتري‪،‬‬

‫أخبرنا الحستتن بتتن محمتتد بتتن إستتحاق‪ ،‬حتتدثنا يوستتف بتتن يعقتتوب‬

‫القاضي‪ ،‬حدثنا محمد بن منهال‪ ،‬حدثنا يزيد بتتن زريتتع‪ ،‬حتتدثنا يتتونس‬

‫بن عبيد‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬أن عائشة بكت‪ ،‬فقال لها رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬متتا يبكيتتك يتتا عائشتتة? قتتالت‪ :‬ذكتترت أهتتل النتتار‬

‫‪502‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فبكيت‪ ،‬هل يذكرون أهليهم يوم القيامة? قال‪ :‬أما في ثلثة فل يذكر‬

‫أحد أحدًا‪ ،‬حيث يوضع الميتتزان حتتتى يعلتتم أيثقتتل ميزانتته أم يختتف‪،‬‬

‫وحيث يقول هاؤم اقرءوا كتابيه‪ ،‬حيث تطاير الصحف حتى يعلم أيتتن‬

‫يقع كتابه في يمينه أم في شماله أم من وراء ظهره‪ ،‬وحيتتث يوضتتع‬

‫الصتتتتتتتتتتتتتتراط علتتتتتتتتتتتتتتى جستتتتتتتتتتتتتتر جهنتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫قال يونس أشك الحسن قال‪ :‬خافيته كلليب وحسك‪ ،‬ويحبتتس اللتته‬

‫به من يشاء من خلقه‪ ،‬حتى يعلم أينجو أم ل ينجو? ثم قال البيهقي‪:‬‬

‫أنبأنا الروزباري‪ ،‬أنبأنا ابن داسة‪ ،‬حدثنا أبو داود‪ ،‬حدثنا يعقتتوب‪ ،‬عتتن‬

‫إبراهيم وحميد بن مسعدة‪ ،‬أن إسماعيل بتتن إبراهيتتم حتتدثهم قتتال‪:‬‬

‫أخبرنا يونس‪ ،‬عن الحستتن‪ ،‬عتتن عائشتتة‪ ،‬أنهتتا ذكتترت النتتار فبكتتت‪،‬‬

‫وذكر الحديت بنحوه إل أنه قال‪" :‬وعنتتد الكتتتاب‪ ،‬حيتتن يقتتال‪ :‬هتتاؤم‬

‫اقروا كتابيه‪ :‬حتى يعلم أين يقع كتابه أفي يمينه? أم في شماله متتن‬

‫وراء ظهتتره? وعنتتد الصتراط‪ ،‬إذا وضتع بيتتن ظهرانتي جهنتتم"‪ ،‬قتتال‬

‫يعقوب عن يونس‪ :‬وهذا لفظ حديثه‪.‬‬

‫طريق أخرى عن عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما‬

‫‪503‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن إسحاق‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬عن خالد‬ ‫قال ا ِ‬
‫بن أبي عمران‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن عائشة رضي الله عنها‬
‫قالت‪ :‬قلت يا رسول الله‪ :‬هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة?‬
‫قال‪ :‬أيا عائشة‪ :‬أما عند ثلث فل‪ ،‬أما عند الميزان حتى يثقل أو‬
‫يخف فل‪ ،‬وأما عند تطاير الكتب فِإما أن يعطى بيمينه‪ ،‬أو يعطى‬
‫بشماله فل‪ ،‬ثم حين يخرج عنق من النار‪ ،‬فينطوي عليهم‪ ،‬ويتغيظ‬
‫عليهم‪ ،‬ويقول ذلك العنق‪ :‬وكلت بثلثة‪ ،‬وكلت بمن ادعى مع الله‬
‫إلها ً آخر‪ ،‬وكلت بمن ل يؤمن بيوم الحساب‪ ،‬وكلت برجل جبار عنيد‪،‬‬
‫قال‪ :‬فينطوي عليهم‪ ،‬ويرمى بهم في غمرات جهنم‪ ،‬ولجهنم جسر‬
‫أدق من الشعر‪ ،‬وأحد ّ من السيف‪ ،‬عليه كلليب وحسك‪ ،‬تأخذ من‬
‫شاء الله والناس عليه كالطرف‪ ،‬وكالبرق‪ ،‬وكالريح وكأجاويد الخيل‬
‫والركاب‪ ،‬والملئكة يقولون‪ :‬رب سلم‪ ،‬رب سلم فناج مسلم‪،‬‬
‫ومخدوش مسلم‪ ،‬ومكور في النار على وجهه"‪.‬‬
‫وتقدم من رواية حرب بن ميمون‪ ،‬عن النضر بن أنس‪ ،‬عن أنس‪،‬‬
‫أنه قال‪ :‬أتشفع لي يا رسول الله? قال‪" :‬أنا فاعل‪ :‬قال‪ :‬أين‬
‫أطلبك? قال‪ :‬اطلبني أول ما تطلبني عند الصراط قال‪ :‬فإن لم‬
‫ألقك? قال‪ :‬فعند الحوض‪ .‬قال‪ :‬فإن لم ألقك? قال‪ :‬فعند الميزان‬
‫قال‪ :‬فإني ل أخطىء هذه المواطن يوم القيامة"‪ .‬رواه أحمد‬
‫والترمذي‪.‬‬
‫وقال الحافظ أبو بكر البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن‬
‫إبراهيم المهراني‪ ،‬حدثنا أحمد بن سليمان الفقيه ببغداد‪ ،‬حدثنا‬
‫الحارث بن محمد‪ ،‬حدثنا داود بن المحمر‪ ،‬حدثنا صالح المزي‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن زيد‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬يؤتى بابن آدم يوم القيامة‪ ،‬فيوقف بين كفتي الميزان‪ ،‬ويوكل‬
‫به ملك‪ ،‬فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلئق‪ :‬سعد‬
‫فلن سعادة ل يشقى بعدها أبدًا‪ ،‬وإن خفت موازينه‪ ،‬نادى الملك‬
‫بصوت يسمع الخلئق‪ :‬شقي فلن شقاوة ل يسعد بعدها أبدًا"‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬إسناده ضعيف‪.‬‬
‫وقد روى الحافظان البزار وابن أبي الدنيا‪ ،‬عن إسماعيل بن أبي‬

‫‪504‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الحارث وداود بن المحمر‪ :‬حدثنا صالح المزي‪ ،‬عن علي بن ثابت‬


‫البناني‪ ،‬وجعفر بن زيد‪ ،‬زاد البزار ومنصور بن زاذان‪ ،‬عن أنس بن‬
‫مالك يرفعه بنحوه‪ ،‬وقال عبد الله بن المبارك‪ :‬حدثنا مالك بن‬
‫مغول‪ ،‬عن عبيد الله بن أبي الغرار قال‪ :‬عند الميزان ملك‪ ،‬إذا وزن‬
‫العبد نادى‪ :‬أل إن فلن ابن فلن ثقلت موازينه وسعد سعادة ل‬
‫يشقى بعدها أبدًا‪ ،‬أل إن فلن ابن فلن خفت موازينه وشقي شقاوة‬
‫ل يسعد بعدها أبدًا‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا يوسف بن موسى‪ ،‬حدثنا الفضل بن‬
‫دكين‪ ،‬حدثنا يوسف بن صهيب‪ ،‬حدثنا موسى بن أبي المختار‪ ،‬عن‬
‫بلل العبسي‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬قال‪ :‬صاحب الميزان يوم القيامة جبريل‪،‬‬
‫يرد بعضهم على بعض‪ ،‬ول ذهب يومئذ ول فضة قال‪ :‬فيؤخذ من‬
‫حسنات الظالم‪ ،‬فإن لم يكن له حسنات‪ ،‬أخذ من سيئات المظلوم‪،‬‬
‫فردت على الظالم‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا محمد بن العباس بن محمد‪ ،‬حدثنا عبد‬
‫الله بن صالح العجلي‪ ،‬حدثنا أبو الحوص قال‪ :‬افتخرت قريش عند‬
‫سلمان‪ ،‬فقال سلمان‪ :‬لكني خلقت من نطفة قذرة‪ ،‬ثم أعود جيفة‬
‫منتنة‪ ،‬ثم يؤتى بالميزان‪ ،‬فإن ثقلت موازيني فأنا كريم‪ ،‬لكني وإن‬
‫خفت فأنا لئيم‪.‬‬
‫قال أبو الحوص‪ :‬أتدري من أي شيء نجا? إذا ثقل ميزان عبد‪،‬‬
‫نودي في مجمع فيه الولون والخرون أل إن فلن ابن فلن سعد‬
‫سعادة ل يشقى بعدها أبدًا‪ ،‬وإذا خف ميزانه نودي‪ :‬أل إن فلن ابن‬
‫فلن شقي شقاوة ل يسعد بعدها أبدًا‪.‬‬
‫وقال البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي علي السقا‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫العباس محمد بن يعقوب‪ ،‬حدثنا محمد بن عبيد الله المنادي‪ ،‬حدثنا‬
‫أيوب بن محمد‪ ،‬حدثنا المعتمر بن سليمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن يحيى بن‬
‫ليمان‪ ،‬قال‬‫معمر‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬عن عمر بن الخطاب في حديث ا ِ‬
‫ليمان أن تؤمن بالله‪ ،‬وملئكته‪ ،‬وكتبه‪،‬‬ ‫ليمان? قال‪ " :‬ا ِ‬ ‫يا محمد ما ا ِ‬
‫ورسله‪ ،‬وتؤمن بالجنة‪ ،‬والنار‪ ،‬والميزان‪ ،‬وتؤمن بالبعث بعد الموت‪،‬‬
‫وتؤمن بالقدر خيره وشره‪ ،‬قال‪ :‬فإذا فعلت هذا فأنت مؤمن قال‪:‬‬

‫‪505‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نعم‪ .‬أو قال‪ :‬قال صدقت"‪.‬‬


‫وقال شعبة‪ :‬عن العمش‪ ،‬عن سمرة بن عطية‪ ،‬عن أبي الخوص‪،‬‬
‫عن عبد الله هو ابن مسعود قال‪" :‬للناس عند الميزان تجادل‬
‫وزحام"‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أبو نصر التمار‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪،‬‬
‫عن ثابت البناني‪ ،‬عن أبي عثمان المدني‪ ،‬عن سلمان الفارسي‬
‫قال‪ :‬يوضع الميزان وله كفتان‪ ،‬لو وضع في إحداهما السموات‬
‫والرض وما فيهما لوسعتهما‪ ،‬فتقول الملئكة‪ :‬يا ربنا من يوزن‬
‫بهذا? فيقول‪ :‬من شئت من خلقي فيقولون‪ :‬ربنا ما عبدناك حق‬
‫عبادتك‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا يوسف بن موسى‪ ،‬حدثنا مسلم بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬حدثنا حماد بن زيد‪ ،‬حدثنا أبو حنيفة‪ ،‬عن حماد بن إبراهيم‬
‫ة"‪.‬‬ ‫وم ال ِْقَيا َ‬
‫م ِ‬ ‫س َ‬
‫ط ل ِي َ ْ‬ ‫ن ال ِْق ْ‬
‫واِزي َ‬
‫م َ‬
‫ضغ ال َ‬
‫في قوله تعالى‪" :‬وَن َ َ‬
‫قال‪ :‬يجاء بعمل رجل فيوضع في كفة ميزانه‪ ،‬ويجاء بشيء مثل‬
‫الغمامة أو مثل السحاب كثرة فيوضع في كفة أخرى في ميزانه‪،‬‬
‫فترجح فيقال‪ :‬أتدري ما هذا? هذا العلم الذي تعلمته‪ ،‬وعلمته‬
‫الناس‪ ،‬فعلموه‪ ،‬وعملوا به بعدك‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد‪ ،‬حدثنا علي بن إسحاق‪،‬‬
‫حدثنا ابن المبارك? عن أبي بكر الهذلي قال‪ :‬قال سعيد بن جبير‬
‫وهو يحدثه ذاك عن ابن مسعود قال‪ :‬يحاسب الناس يوم القيامة‪،‬‬
‫فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة‪ ،‬ومن كانت‬
‫سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار‪ ،‬ثم تل‪ :‬قول الله تعالى‪:‬‬
‫"فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه‬
‫فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون"‪.‬‬
‫ثم قال‪ :‬إن الميزان يخف بمثقال حبة خردل أو يرجح‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا هارون بن سفيان‪ ،‬حدثنا السهمي‪ ،‬حدثنا‬
‫عمار بن شيبة‪ ،‬عن سعيد بن أنس‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬قال‪ :‬يعتذر الله‬
‫يوم القيامة إلى آدم ثلث معاذير يقول‪" :‬يا آدم‪ :‬لول أني لعنت‬
‫الكاذبين‪ ،‬وأبغض الكذب والحلف‪ ،‬لرحمت ذريتك اليوم من شدة ما‬

‫‪506‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أعددت لهم من العذاب‪ ،‬ولكن حق القول مني لمن كذب رسلي‬


‫وعصى أمري لملن جهنم منهم أجمعين‪ ،‬ويا آدم‪ :‬اعلم أني لم‬
‫أعذب بالنار أحدا ً من ذريتك ولم أدخل النار أحدا ً إل من قد سبق‬
‫في علمي أنه لو رددته ِإلى الدنيا لعاد إلى شر مما كان عليه‪ ،‬ولن‬
‫يرجع‪ ،‬ويا آدم‪ :‬أنت اليوم عدل بيني وبين ذريتك‪ ،‬فقم عند الميزان‪،‬‬
‫فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم‪ ،‬فمن رجح خيره على شره مثقال‬
‫ذرة فله الجنة‪ ،‬حتى يعلم أني ل أعذب إل كل ظالم"‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا محمد بن يوسف بن الصباح‪ ،‬حتتدثنا عبتتد‬

‫الله بن وهب‪ ،‬عن معاوية بن صالح‪ ،‬عن أبى عبد الرحمن‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫أمامة رضي الله عنه‪ ،‬أن رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫"إذا كان يوم القيامة قامت ثلة متتن النتتاس يستتدون الفتتق‪ ،‬نتتورهم‬

‫كنور الشمس‪ ،‬فيقال للنبي المي‪ :‬فيتحستتس لهتا كتتل نتتبي فيقتتال‪:‬‬

‫محمد وأمته‪ ،‬ثم تقوم ثلة أخرى تستتد متتا بيتتن الفتتق‪ ،‬نتتورهم كنتتور‬

‫القمر ليلة البدر‪ ،‬فيقال للنبي المي‪ :‬فيتحسس لها كل نتتبي فيقتتال‪:‬‬

‫محمد وأمته‪ ،‬ثم يجيء الرب تبارك وتعالى فيقول‪" :‬هذا لك مني يتتا‬

‫محمتتد‪ ،‬وهتتذا لتتك منتتي يتتا محمتتد‪ ،‬ثتتم يوضتتع الميتتزان ويؤختتذ فتتي‬

‫الحساب"‪.‬‬

‫فصل‬

‫‪507‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أقوال العلماء في تفسير الميزان الذي يكون يوم‬

‫القيامة‬

‫نقل القرطتتبي عتتن بعضتتهم أن الميتتزان لتته كفتتتان عظيمتتتان‪ ،‬لتتو‬

‫وضعت السموات والرض في واحدة لوسعتهما‪ ،‬فأما كفة الحسنات‬

‫فنور‪ ،‬وأما الخرى فظلمة‪ ،‬وهتتو منصتتوب بيتتن يتتدي العتترش‪ ،‬وعتتن‬

‫يمينتته الجنتتة‪ ،‬وكفتة النتور متن ناحيتهتا‪ ،‬وعتتن يستتاره جهنتتم‪ ،‬وكفتة‬

‫الظلمة متتن ناحيتهتتا‪ ،‬قتتال‪ :‬وقتتد أنكتترت المعتزلتتة الميتتزان وقتتالوا‪:‬‬

‫العمال عراض ل جرم لها فكيف تتتوزن? قتتال‪ :‬وقتتد روي عتتن ابتتن‬

‫عباس‪ :‬أن الله يخلق العراض أجساما ً فتتتوزن قتتال‪ :‬والصتتحيح أنتته‬

‫توزن كتب العمال‪ .‬قلت‪ :‬وقد تقدم ما يدل على الول وعلى الثاني‬

‫وعلى أن العامتتل نفستته يتتوزن‪ .‬قتتال القرطتتبي‪ :‬وقتتد روى مجاهتتد‪،‬‬

‫والضحاك‪ ،‬والعمش‪ ،‬أن الميزان هاهنا العدل والقضاء‪ ،‬وذكر الوزن‬

‫والميزان ضرب مثل كما يقال‪ :‬هذا الكلم في وزن هذا‪ ،‬قلت‪ :‬لعتتل‬

‫ن أل ّ‬ ‫ضع َ ا ل ْ ِ‬
‫ميتَزا َ‬ ‫ماءَ َرفََعها وَوَ َ‬
‫س َ‬
‫هؤلء إنما فسروا هذا عند قوله‪َ" :‬وال ّ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ستتروا ال ْ ِ‬
‫ميتَزا َ‬ ‫ط وَل َ ت ُ ْ‬
‫خ ِ‬ ‫ن ِبال ِْق ْ‬
‫ست ِ‬ ‫موا ال ْتوَْز َ‬
‫ن وأِقي ُ‬ ‫وا ِفي ال ْ ِ‬
‫ميَزا ِ‬ ‫ت َط ْغَ ْ‬

‫‪508‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فالميزان في قوله‪ :‬ووضع الميزان‪ ،‬أي العتتدل‪ ،‬أمتتر اللتته عبتتاده أن‬

‫يتعاملوا به فيما بينهم‪ ،‬فأما الميزان المذكور فتتي زنتتة القيمتتة‪ ،‬فقتتد‬

‫تتتتواترت بتتتذكره الحتتتاديث كمتتتا رأيتتتت‪ ،‬وهتتتو ظتتتاهر القتتترآن‪.‬‬

‫فمن ثقلت موازينه‪ ،‬ومن خفت متتوازينه‪ ،‬وهتتذا إنمتتا يكتتون للشتتيء‬

‫المحسوس‪.‬‬

‫ليس الميزان لكل فرد من أفراد الناس يوم القيامة‬

‫قال القرطبي‪ :‬فالميزان حق‪ ،‬وليس هو في حق كل أحد بدليل‬


‫صي‬ ‫م فَي ُؤْ َ‬
‫خذ ُ ِبالّنوا ِ‬ ‫ماهُ ْ‬
‫سي َ‬
‫ن بِ ِ‬
‫مو َ‬
‫جرِ ُ‬ ‫ف ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫قوله تعالى‪" :‬ي ُعَْر ُ‬
‫والقْ َ‬
‫دام"‪.‬‬
‫وقوله صلى الله عليه وسلم فيقول الله‪" :‬يا محمد‪ :‬أدخل من أمتك‬
‫من ل حساب عليه من الباب اليمن‪ ،‬وهم شركاء الناس فيما‬
‫سواه"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقد تواترت الحاديث في السبعين ألفا ً الذين يدخلون الجنة‬
‫بغير حساب‪ ،‬لكن يلزم من هذا أن ل توزن أعمالهم‪ ،‬وفي هذا نظر‬
‫لظهار‬‫والله أعلم‪ ،‬وقد توزن أعمال السعداء ون كانت راجحة‪ِ ،‬‬
‫شرفهم على رؤوس الشهاد‪ ،‬والتنويه بسعادتهم ونجاتهم‪ ،‬وأما‬
‫الكفار فتوزن أعمالهم وإن لم تكن لهم حسنات تنفعهم‪ ،‬يقابل بها‬
‫لظهار شقائهم وفضيحتهم على رؤوس الخلئق‪ ،‬وقد جاء‬ ‫كفرهم‪ِ ،‬‬
‫في الحديث‪" :‬أن الله ل يظلم أحدا ً حسنة" أما الكافر فيطعمه‬
‫بحسناته في الدنيا‪ ،‬حتى يوافي الله وليس له حسنة يجزى بها‪ ،‬وقد‬
‫اختار القرطبي في التذكرة أن الكافر قد يوافي بصدقة وصلة رحم‬
‫فيخفف بها عنه من العذاب‪ ،‬واستشهد بقضية أبي طالب حين جعل‬

‫‪509‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫في ضحضاح من نار‪ ،‬يغلي منه دماغه‪ ،‬وفي هذا نظر‪ ،‬وقد يكون‬
‫هذا خاصا ً به خلصه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب نصرته‬
‫ن‬
‫واِزي َ‬ ‫م َ‬‫ضع ُ ا ل ْ َ‬‫له‪ ،‬وقد استدل القرطبي على ذلك بقوله تعالى‪" :‬وَن َ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫حب ّةٍ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫مث َْقا َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫شْيئا ً وَإ ِ ْ‬‫س َ‬ ‫م ن َْف ٌ‬ ‫مةِ فَل َ ت ُظ ْل َ ُ‬ ‫وم ال ِْقَيا َ‬ ‫ط ل ِي َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ال ِْق ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫سِبي َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ل أت َي َْنا ب َِها وَك ََفى ب َِنا َ‬ ‫خْرد َ ٍ‬ ‫َ‬
‫قلت‪ :‬وقصارى هذه الية العموم فيخص من ذلك الكافرون‪ ،‬وقد‬
‫سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬عن عبد الله بن جدعان‪،‬‬
‫وذكر أنه كان يقري الضيف‪ ،‬ويصل الرحم‪ ،‬ويعتق‪ ،‬فهل ينفعه ذلك?‬
‫قال‪ :‬ل‪ ،‬إنه لم يقل يوما ً من الدهر ل إله إل الله‪ ،‬وقال تعالى‪:‬‬
‫من ُْثورًا"‪.‬‬‫جعَل َْناهُ هََباًء َ‬ ‫مل فَ َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬‫مُلوا ِ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫مَنا إلى َ‬ ‫"َوقدِ ْ‬
‫ه‬
‫ساب َ ُ‬‫ح َ‬ ‫عند َهُ فَوَّفاهُ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫جد َ الل ّ َ‬ ‫شيئ َا ً وَوَ َ‬ ‫جد ْهُ َ‬ ‫م يَ ِ‬‫جاَءهُ ل َ ْ‬ ‫ذا َ‬‫حّتى إ ِ َ‬ ‫وقال‪َ " :‬‬
‫ب"‪.‬‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ريعُ ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‬‫َوالّله َ‬
‫ل ال ّذين ك ََفزوا بربه َ‬
‫ح في‬ ‫ت ب ِهِ الّري ُ‬ ‫مادٍ اشت َد ّ ْ‬ ‫م ك ََر َ‬ ‫مال ُهُ ْ‬‫م أعْ َ‬ ‫َِ ِ ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫وقال‪َ " :‬‬
‫ف"‪.‬‬ ‫ص ٍ‬ ‫عا ِ‬ ‫وم َ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫سُبة الظمآ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ب ب ِِقيعَةِ ي َ ْ‬ ‫سَرا ٍ‬ ‫م كَ َ‬ ‫مال ُهُ ْ‬‫ن ك ََفُروا أعْ َ‬ ‫ذي َ‬‫وقال تعالى‪َ" :‬وال ّ ِ‬

‫ه والل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ساب َ ُ‬ ‫عنده فَوَّفاهُ ِ‬
‫ح َ‬ ‫جد َ الل ّ َ‬
‫ه ِ‬ ‫شْيئا ً وَوَ َ‬
‫جد ْهُ َ‬ ‫جاءهُ ل َ ْ‬
‫م يَ ِ‬ ‫ماًء حّتى إ ِ َ‬
‫ذا َ‬

‫ب"‪.‬‬
‫سا ِ‬ ‫ريعُ ال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫س ِ‬
‫َ‬

‫فصل‬

‫قال القرطبي وغيره‪ :‬من ثقلت حستتناته علتتى ستتيئاته ولتتو بزوانتتة‬

‫دخل الجنة‪ ،‬ومن كانت سيئاته أثقتتل ولتتو بزوانتتة دختتل النتتار‪ ،‬إل أن‬

‫يغفر الّله‪ ،‬ومن استوت حستتناته وستتيئاته فهتتو متتن أهتتل العتتراف‪.‬‬

‫‪510‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وروي مثتتتتل هتتتتذا عتتتتن ابتتتتن مستتتتعود رضتتتتي اللتتتته عنتتتته‪.‬‬

‫ن َتتت ُ‬
‫ك‬ ‫مث َْقا َ‬
‫ل ذ َّرةٍ وَإ ِ ْ‬ ‫ه ل َ ي َظ ْل ِ ُ‬
‫م ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫قلت‪ :‬يشهد لذلك قوله تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ظيمتتتتتًا"‪.‬‬ ‫عْفها ويتتتتتؤْت متتتتتن َلتتتتتدن َ‬


‫جتتتتترا ً عَ ِ‬
‫هأ ْ‬‫ُْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ضتتتتتا ِ َ َ ُ‬
‫ة يُ َ‬
‫ستتتتتن َ ً‬
‫ح َ‬
‫َ‬

‫لكن ما أعلم‪ :‬من ثقلت حسناته علتتى ستتيئاته بحستتنة أو بحستتنات‪،‬‬

‫هل يدخل الجنتتة ويرتفتتع فتتي درجاتهتتا بجميتتع حستتناته‪ .‬ويكتتون قتتد‬

‫أحبطت السيئات التي قابلتها? أو يدخلها مما يبقي له من الحستتنات‬

‫الراجحة على السيئات وتكون الحسنات قد أسقطت ما وراءها متتن‬

‫السيئات?‬

‫سبة‬
‫حا َ‬
‫م َ‬
‫صحف و ُ‬ ‫ج ّ‬
‫ل وتطاير ال ّ‬ ‫عَلى الله َ‬
‫عّز و َ‬ ‫عرض َ‬
‫ذكر ال َ‬

‫عَباده‬
‫الّرب َتعالى ِ‬

‫م‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫جَبا َ‬


‫شْرَناهُ ْ‬ ‫ض َبارَزةً وَ َ‬ ‫ل وَت ََرى الْر َ‬ ‫سي ُّر ال ِ‬ ‫من َ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫ما‬‫موَنا ك َ َ‬ ‫صّفا ً ل ََقد ْ ِ‬
‫جئ ْت ُ ُ‬ ‫ضوا عََلى َربك َ‬ ‫حدا ً وَعُرِ ُ‬ ‫مأ َ‬ ‫مْنه ْ‬‫م ن َُغادْر ِ‬ ‫فَل َ ْ‬
‫ل زعَمت َ‬ ‫م أ َوَ َ‬
‫ضعَ الك َِتاب‬ ‫عدا ً وَوُ ِ‬ ‫مو ْ ِ‬‫م َ‬ ‫ل َلك ْ‬ ‫جع َ َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫مّرة ب َ ْ َ ْ ُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫خل َْقَناك ْ‬ ‫َ‬
‫ب‬
‫ذا الك َِتا ِ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫ما ِ‬‫ن َيا وَي ْل َت ََنا َ‬ ‫ما ِفيهِ وَي َُقوُلو َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫شِفِقي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫رمي َ‬ ‫ج ِ‬‫م ْ‬ ‫فَت ََرى ال ُ‬
‫ضرا ً وَل َ‬ ‫حا ِ‬ ‫مُلوا َ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫جدوا َ‬ ‫ها وَوَ َ‬ ‫صا َ‬‫ح َ‬ ‫صِغيَرةً وَل َ ك َِبيَرةً إ ِل ّ أ ْ‬ ‫ل َ ُيغادُر َ‬
‫حدًا"‪.‬‬ ‫كأ َ‬ ‫ي َظ ْل ِ ُ‬
‫م َرب ّ َ‬
‫وم‬‫ت يَ ْ‬‫ميَقا ِ‬ ‫ن إلى ِ‬ ‫عو َ‬ ‫مو ُ‬ ‫ج ُ‬‫م ْ‬‫ن لَ َ‬ ‫ري َ‬‫خ ِ‬ ‫ن وال ِ‬ ‫ن الّولي َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬قُ ْ‬
‫معُْلوم"‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪511‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جيءَ‬ ‫ب وَ ِ‬ ‫ضعَ ال ْك َِتا ُ‬ ‫ض ب ُِنورِ رب َّها وَوُ ِ‬ ‫ت الْر ُ‬ ‫شَرقَ ِ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬وأ ْ‬
‫ت كُ ّ‬
‫ل‬ ‫ن وَوُفّي َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫م ل َ ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫حقّ وَهُ ْ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ي ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫داء وَقُ ِ‬ ‫شه َ َ‬ ‫ن َوال ّ‬ ‫ِبالن ّب ِّيي َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ما ي َْفعَُلو َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ت وَهُوَ أعْل َ ُ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫ن َْفس َ‬
‫ما‬ ‫م َ‬ ‫مّرةٍ وَت ََرك ْت ُ ْ‬ ‫ل ً‬ ‫م أو ّ َ‬ ‫خل َْقَناك ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫موَنا فَُراَدى ك َ َ‬ ‫جئ ْت ُ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَل ََقد ْ ِ‬
‫م‬‫م أن ّهُ ْ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫ن َزعَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫شَفَعاءك ُ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫معَك ُ ْ‬ ‫ما ن ََرى َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫م وََراَء ظ ُُهورِك ُ ْ‬ ‫خوّل َْناك ُ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ت َْزعُ ُ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل عَن ْك ُ ْ‬ ‫ض ّ‬ ‫م وَ َ‬ ‫كاُء ل ََقد ْ ت ََقط ّعَ ب َي ْن َك ُ ْ‬ ‫شَر َ‬ ‫م ُ‬ ‫ِفيك ُ ْ‬
‫كان َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫م َ‬ ‫كوا َ‬ ‫شَر ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬ ‫م َنقو ُ‬ ‫ميعا ً ث ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫شُرهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫ن‬‫دو َ‬ ‫م إ ِّياَنا ت َعْب ُ ُ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫كاؤُهُ ْ‬ ‫شَر َ‬ ‫ل ُ‬ ‫م وََقا َ‬ ‫م فََزي ّل ََنا ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫كاؤُك ُ ْ‬ ‫شَر َ‬ ‫م وَ ُ‬ ‫أن ْت ُ ْ‬
‫ن هَُنال ِ َ‬
‫ك‬ ‫م َلغافِِلي َ‬ ‫عَباد َِتك ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن ك ُّنا عَ ْ‬ ‫مإ ْ‬ ‫شِهيدا ً ب َي ْن ََنا وَب َي ْن َك ُ ْ‬ ‫فَك ََفى ِبالل ّهِ َ‬
‫م‪.‬‬ ‫حق َوضل عَن ْهُ ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫موْل َهُ ُ‬ ‫ت َوردوا إلى الل ّهِ َ‬ ‫سل ََف ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ل ن َْفس َ‬ ‫ت َب ُْلو ك ُ ّ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫كاُنوا ي َْفت َُرو َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫ست َكث َْرت ُ ْ‬
‫م‬ ‫ْ‬ ‫ن قَدِ ا ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫شَر ال ِ‬‫ْ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫ميعا َيا َ‬ ‫ً‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫شرهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫ضَنا ب ِب َْعض وَب َل َغَْنا‬ ‫من النس وَقا َ َ‬
‫مت َعَ ب َعْ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ن ال ِْنس َرب َّنا ا ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ل أْولَياؤُهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ ِْ‬
‫شاَء الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ما َ‬ ‫ن ِفيَها إل ّ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫واك ُ ْ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ل الّناُر َ‬ ‫ت ل ََنا َقا َ‬ ‫جل ْ َ‬ ‫جل ََنا اّلذي أ ّ‬ ‫أ َ‬
‫كاُنوا‬ ‫ما َ‬ ‫ن ب َْعضا ً ب ِ َ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ض ال ّ‬ ‫ك ن ُوَّلي ب َعْ َ‬ ‫م وَك َذ َل ِ َ‬ ‫م عَِلي ٌ‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫إِ ّ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫صو َ‬ ‫م َيق ّ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫س ٌ‬ ‫م ُر ُ‬ ‫م َيأت ِك ُ ْ‬ ‫س أل َ ْ‬ ‫ن َوال ِن ْ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫شَر ال ْ ِ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫ن َيا َ‬ ‫سُبو َ‬ ‫ي َك ْ ِ‬
‫سَنا‬‫شهِد َْنا عََلى أْنف ِ‬ ‫ذا َقالوا َ‬ ‫م هَ َ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫م ل َِقاء ي َوْ ِ‬ ‫م آَياِتي وَي ُن ْذُِرون َك ُ ْ‬ ‫عَل َي ْك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ك‬‫ن ذل ِ َ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫كاُنوا َ‬ ‫م َ‬ ‫م أن ّهُ ْ‬ ‫سه ِ ْ‬ ‫على أن ُْف ِ‬ ‫دوا َ‬ ‫شه ُ‬ ‫حَياةُ الد ّن َْيا وَ َ‬ ‫وَغَّرت ُْهم ال ْ َ‬
‫ما‬
‫م ّ‬ ‫ت ِ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ل دَر َ‬ ‫ن َولك ُ ّ‬ ‫غافُِلو َ‬ ‫ك القَرى ب ِظ ُْلم وَأ َهُْلها َ‬ ‫مهْل ِ َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ي َعْ َ‬ ‫ك ب َِغاِفل عَ ّ‬ ‫ما َرب ّ َ‬ ‫مُلوا وَ َ‬ ‫عَ ِ‬
‫واليات في هذا كثيرة جدًا‪ ،‬وسيأتي في كل موطن ما يتعلق به من‬
‫آيات القرآن‪.‬‬
‫وتقدم في صحيح البخاري‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬إنكم ملقو الله حفاة عراة غرل ً كما بدأنا‬
‫أول خلق نعيده"‪.‬‬
‫وعن عائشة وأم سلمة‪ ،‬وغيرهما نحو ما تقدم‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبتتي التتدنيا‪ :‬حتتدثنا أبتتو نصتتر التمتتار‪ ،‬حتتدثنا عقبتتة‬

‫الصم‪ ،‬عن الحسن‪ .‬قال‪ :‬سمعت أبا موستتى الشتتعري يقتتول‪ :‬قتتال‬

‫‪512‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬يعتترض النتتاس ثلث عرضتتات‪،‬‬

‫فعرضتان جدال ومعاذير‪ ،‬وعرضة تطاير الصحف‪ ،‬فمتتن أوتتتي كتتتابه‬

‫بيمينه حوسب حسابا ً يسيرًا‪ ،‬ودخل الجنة‪ ،‬ومن أوتي كتتتابه بشتتماله‬

‫دختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار"‪.‬‬

‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا علي بن علي بتتن رفاعتتة‪ ،‬عتتن‬

‫الحسن‪ ،‬عن أبي موسى الشعري قال قال رسول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليتته وستتلم‪" :‬يعتترض النتتاس يتتوم القيامتتة ثلث عرضتتات‪ ،‬فأمتتا‬

‫عرضتان فجدال ومعتتاذير وأمتتا الثالثتتة فعنتتدها تطيتتر الصتتحف إلتتى‬

‫اليتتتتتتتتتدي‪ ،‬فآختتتتتتتتتذ بيمينتتتتتتتتته وآختتتتتتتتتذ بشتتتتتتتتتماله"‪.‬‬

‫وكذا رواه ابن ماجه‪ ،‬عتتن أبتتي بكتتر بتتن أبتتي شتتيبة‪ ،‬عتتن وكيتتع بتته‪،‬‬

‫والعجب أن الترمذي روى هذا الحديث عن أبتتي كريتتب‪ ،‬عتتن وكيتتع‪،‬‬

‫عن علي بن علي‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله‬

‫عليه وسلم فذكر مثله ثم قال الترمذي‪ :‬ول يصتتح هتتذا متتن قبتتل أن‬

‫الحسن لم يسمع من أبي هريرة قال‪ :‬وقتتد رواه بعضتتهم عتتن علتتي‬

‫بن علي‪ ،‬عن الحسن بن أبتي موستى‪ .‬عتن النتبي صتلى اللته عليته‬

‫‪513‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلم‪.‬‬

‫قلت‪ :‬الحسن قد روى له البخاري‪ ،‬عن أبتتي هريتترة‪ ،‬وقتتد وقتتع فتتي‬

‫مسند أحمد التصريح بسماعه منه والله أعلتتم‪ ،‬وقتتد يكتتون الحتتديث‬

‫عنتتده عتتن أبتتي موستتى‪ ،‬وأبتتي هريتترة‪ ،‬واللتته أعلتتم‪ ،‬وأمتتا الحتتافظ‬

‫البيهقي فرواه من طريق مروان الصفر‪ ،‬عتتن أبتتي وائل‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الله بن مسعود‪ ،‬من قوله مثله سواء‪ ،‬وقد روى ابن أبي التتدنيا‪ ،‬عتتن‬

‫ابن المبارك أنه أنشد في ذلك شعرًا‪:‬‬

‫وطارت الصحف في اليدي‬


‫فيها السرائر والبصار تتطتلتع‬
‫منشرة‬
‫ع‬
‫عما قليل ول تتدري بتمتا يقت ُ‬ ‫فكيف سهتوك والنتبتاء واقتعة‬
‫الجحتيم فتل يبتقتى ول يدع‬ ‫أم لته‬
‫أفي الجنان ونور ل انقتطتاع‬
‫وا مخرجا ً من عمقها‬ ‫ج ْ‬
‫تهوى بساكنها طورا ً وترفتعتهتمإذا َر َ‬
‫قمعوا‬
‫طال البكاء فلم يرحم‬
‫فيها ول رقة تغتنتي ول جتزع‬
‫تضترعتهتم‬
‫لينفع العلم قبل المتوت قد سال قوم بها الرجعى فما‬
‫رجعوا‬ ‫عتامتلته‬
‫ح إ َِلى‬ ‫ك َ‬
‫كادِ ٌ‬ ‫ن إ ِن ّ َ‬
‫سا ُ‬
‫وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز‪" :‬يا أي َُها ال ِن ْ َ‬
‫َ‬
‫ب‬
‫ست ُ‬
‫حا َ‬
‫ف يُ َ‬ ‫ه ب َِيمينتهِ فَ َ‬
‫ستوْ َ‬ ‫ي ك َِتتاب َ ُ‬
‫ن أوتت َ‬
‫مت ْ‬
‫متتا َ‬ ‫دحا ً فَ ُ‬
‫مل َِقيتهِ فَأ ّ‬ ‫ك َ‬
‫كت ْ‬ ‫َرب ّ َ‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ه وََراَء‬
‫ي ك ِت َتتاب َ ُ‬
‫ن أؤتت َ‬
‫مت ْ‬ ‫ستُرورا ً وأ ّ‬
‫متتا َ‬ ‫م ْ‬ ‫سيرا ً وَي َن َْقل ِ ُ‬
‫ب ِإلى أهْل ِهِ َ‬ ‫سابا ً ي َ ِ‬
‫ح َ‬
‫ِ‬

‫‪514‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫س تُرورا ً‬ ‫َ‬
‫م ْ‬
‫ن في أهْل ِهِ َ‬
‫كا َ‬ ‫سِعيرا ً إ ِن ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫عوا ث ُُبورا ً وَي َ ْ‬
‫صلى َ‬ ‫ف ي َد ْ ُ‬ ‫ظ َهْرِهِ فَ َ‬
‫سو ْ َ‬

‫صيرًا"‪.‬‬
‫ن ب ِهِ ب َ ِ‬ ‫ه َ‬
‫كا َ‬ ‫حوَر ب ََلى إ ِ ّ‬
‫ن َرب ّ ُ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫ه ظَ ّ‬
‫نأ ْ‬ ‫إن ّ ُ‬

‫من نوقش الحساب هلك‬

‫قال البخاري في صحيحه‪ :‬حدثنا إسحاق بن منصور‪ ،‬حتتدثنا روح بتتن‬

‫عبادة‪ ،‬حدثنا حاتم بن أبي صفرة‪ ،‬حتتدثنا عبتتد اللتته بتتن أبتتي مليكتتة‪،‬‬

‫حدثني القاسم بن محمد‪ ،‬حدثتني عائشة‪ :‬أن رسول الله صلى اللتته‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬ليس أحد يحاسب يوم القيامة إل ّ هلك" فقلتتت يتتا‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ي ك َِتاب َتتة ب َِيمين ت ِ‬
‫ن أؤت ت َ‬
‫م ْ‬ ‫رسول الله‪ .‬أليس قد قال الله تعالى‪" :‬فَأ ّ‬
‫ما َ‬

‫سيرًا"? فقال رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬


‫سابا ً ي َ ِ‬
‫ح َ‬
‫ب ِ‬
‫س َ‬
‫حا َ‬
‫ف يُ َ‬ ‫فَ َ‬
‫سو ْ َ‬

‫وسلم‪" :‬إنما ذلك العرض‪ ،‬وليس أحد يناقش الحساب يتتوم القيامتتة‬

‫ِإل عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذب"‪.‬‬

‫يعني أنه تعالى إذا ناقش في حسابه عبيده عذبهم‪ ،‬وهتتو غيتتر ظتتالم‬

‫لهم‪ ،‬ولكنتته تعتتالى يعفتتو‪ ،‬ويغفتتر‪ ،‬ويستتتر فتتي التتدنيا والختترة‪ ،‬كمتتا‬

‫سيأتي في حديث ابن عمر‪" :‬يدني الله العبد يوم القيامة حتى يضتتع‬

‫‪515‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عليه كنفه‪ ،‬ثم يقرره بذنوبه‪ ،‬حتتتى إذا ظتتن أنتته قتتد هلتتك قتتال اللتته‬

‫تعالى‪ :‬إني سترتها عليك في الدنيا‪ ،‬وأنا أغفرها لك اليوم"‪.‬‬

‫فصل‬

‫َ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬وك ُنتم أ َزواجا ً ث َل َث َة فَأ َ‬


‫حاب‬ ‫ص َ‬‫ما أ ْ‬ ‫من َةِ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫مي ْ َ‬ ‫حا ُ‬‫ص َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ ُْ ْ َ ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ساب ُِقو َ‬‫مةِ َوال ّ‬ ‫شأ َ‬ ‫م ْ‬‫ب ال ْ َ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫مة ِ َ‬ ‫شأ َ‬ ‫م ْ‬‫ب ال ْ َ‬‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫من َةِ وَأ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مي ْ َ‬
‫ت الن ِّعيم"‪.‬‬ ‫جّنا ِ‬ ‫ن في َ‬ ‫مَقّرُبو َ‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫ن أول َئ ِ َ‬ ‫ساِبقو َ‬ ‫ال ّ‬
‫اليات‪ :‬فإذا نصب كرسي فصل القضاء إنماز الكافرون عن‬
‫المؤمنين في الموقف إلى ناحية الشمال‪ ،‬وبقي المؤمنون عن يمين‬
‫م‬‫مَتاُزوا ال ْي َوْ َ‬ ‫العرش‪ ،‬ومنهم من يكون بين يديه‪ ،‬قال الله تعالى‪َ" :‬وا ْ‬
‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫أي َّها ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫م فََزي ّل َْنا‬ ‫كانك َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫كاءك ُ ْ‬ ‫م َوشَر َ‬ ‫م أن ْت ُ ْ‬ ‫م َ َ ْ‬ ‫كوا َ‬ ‫شَر ً‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬ ‫م ن َُقو ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ث ُ ّ‬
‫م"‪.‬‬ ‫ب َي ْن َهُ ْ‬
‫عى ِإلتتى ك َِتاب ِهَتتا ال ْي َتوْ َ‬
‫م‬ ‫مةٍ تد َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫ةك ّ‬ ‫جاث ِي َ ً‬ ‫مة ٍ َ‬
‫لأ ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَت ََرى ك ُ ّ‬

‫مُلتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫متتتتتتتتتتتتتتتا ك ُْنتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫م ت َعْ َ‬ ‫ن َ‬
‫جتتتتتتتتتتتتتتتَزوْ َ‬
‫تُ ْ‬

‫ه‬
‫متتا ِفيت ِ‬
‫م ّ‬
‫ن ِ‬
‫ن مشتِفِقي َ‬
‫ميت َ‬
‫جرِ ِ‬ ‫ب فَت َتَرى ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ضتعَ الك ِت َتتا ُ‬
‫وقال تعالى‪" :‬وَوُ ِ‬

‫ذا ال ْك ِت َتتا ِ‬
‫ب ل َ ي ُغَتتادر ص تِغيَرةً وَل َ ك َِبي تَرةً إ ِل ّ‬ ‫ن ي َتتا وَي ْل َت َن َتتا َ‬
‫متتا ل ِهَ ت َ‬ ‫وَي َُقول ُتتو َ‬

‫حتتتدًا"‪.‬‬ ‫ها ووجتتتدوا متتتا عَمُلتتتوا حاضتتترا ً ول َ يظ ِْلتتتم ربتتت َ َ‬ ‫َ‬


‫كأ َ‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫صتتتا َ َ َ َ ُ‬
‫ح َ‬
‫أ ْ‬

‫فالخلق قيام لرب العالمين‪ ،‬بين يتتديه‪ ،‬والعتترق غمتتر أكتتثرهم‪ ،‬وبلتتغ‬

‫منهم كل مبلغ‪ ،‬والناس فيه بحسب العمال كما تقدم في الحاديث‪،‬‬

‫‪516‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خاضعين‪ ،‬صامتين‪ ،‬ل يتكلم أحد ِإل بِإذنه تعتتالى‪ ،‬ول يتكلتتم يتتومئذ ِإل‬

‫الرسل‪ ،‬والنبيتتاء حتتول أممهتتم‪ ،‬وكتتتاب العمتتال قتتد اشتتتمل علتتى‬

‫أعمتتال الوليتتن والخريتتن‪ ،‬موضتتوع ل يتتترك صتتغيرة ول كتتبيرة إل‬

‫أحصاها‪ ،‬ذلك ما كتتانت تعمتتل الخلئق‪ ،‬وتكتبتته عليهتتم الحفظتتة فتتي‬

‫متتا قَ تد ّ َ‬
‫م‬ ‫مئ ِذٍ ب ِ َ‬
‫ن ي َتوْ َ‬ ‫قديم الدهر وحديثه‪ ،‬قال الّله تعالى‪" :‬ي َُنبؤا ْ ال ِن ْ َ‬
‫سا ُ‬

‫وَأ َ ّ‬
‫ختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتَر"‪.‬‬
‫ل إنسا َ‬
‫م‬ ‫ج ل َت ُ‬
‫ه ي َتوْ َ‬ ‫ختتر ُ‬ ‫مَناهُ َ‬
‫طائ َِرهُ في عُن ُِقتهِ َون ْ‬ ‫ن أل َْز ْ‬
‫وقال تعالى‪" :‬وَك ُ ّ ِ ْ َ ٍ‬
‫م عَل َي ْت َ‬
‫ك‬ ‫ك ال ْي َتوْ َ‬ ‫مْنشتتورا ً اقْتَرأ ك َِتاب َت َ‬
‫ك ك ََفتتى ب ِن َْف ِ‬
‫ست َ‬ ‫مةِ ك َِتابا ً ي َل َْقاهُ َ‬
‫الِقَيا َ‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيبًا"‪.‬‬
‫ح ِ‬
‫َ‬

‫قال البصري‪ :‬لقد أنصتتفك يتتا ابتتن آدم متتن جعلتتك حستتيب نفستتك‪،‬‬

‫والميتتزان منصتتوب لتتوزن أعمتتال الخيتتر والشتتر فيتته كمتتا تقتتدم‪،‬‬

‫والصراط قتتد متتد علتتى متتتن جهنتتم‪ ،‬والملئكتتة محتتدقون ببنتتي آدم‬

‫والجن‪ ،‬وقد برزت الجحيم‪ ،‬وأزلفت دار النعيم‪ ،‬وتجلى التترب تعتتالى‬

‫لفصتتل القضتتاء بيتتن عبتتاده‪ ،‬وأشتترقت الرض بنتتور ربهتتا‪ ،‬وقتترئت‬

‫الصحف‪ ،‬وشهدت على بني آدم الملئكة بما فعلوا‪ ،‬والرض بما وقع‬

‫‪517‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫على ظهرها‪ ،‬فمن اعترف منهم وإ ِل ّ ختم على في ِ‬


‫ه‪ ،‬ونطقت جوارحه‬

‫بما عمل بها فتتي أوقتتات عملتته متتن ليتتل أو نهتتار قتتال الل ّتته تعتتالى‪:‬‬

‫حتتتتتى ل ََهتتتتتا"‪.‬‬ ‫هتتتتتا بتتتتتأ َن ربتتتتت َ َ‬ ‫ث أَ ْ‬


‫ك أو ْ َ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ِ‬ ‫خَباَر َ‬ ‫حتتتتتد ّ ُ‬
‫مئ ِذٍ ت ُ َ‬
‫"َيتتتتتوْ َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫صتتاُرهُ ْ‬
‫م وَأب ْ َ‬
‫معُهً ْ‬
‫ست ْ‬ ‫ش تهِد َ عَل َي ْهِ ت ْ‬
‫م َ‬ ‫جاُءوهَتتا َ‬
‫ما َ‬ ‫حتى إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬

‫م عَل َي ْن َتتا قَتتاُلوا‬ ‫م َ‬


‫ش تهِد ْت ُ ْ‬ ‫جُلوده ْ‬
‫م ل ِت َ‬ ‫ن وَقاُلوا ل ِ ُ‬
‫مُلو َ‬ ‫ما َ‬
‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫جُلوده ْ‬
‫م بِ َ‬ ‫وَ ُ‬

‫متّرةٍ وَإ ِل َي ْت ِ‬
‫ه‬ ‫ل َ‬ ‫خل ََقك ُت ْ‬
‫م أو ّ َ‬ ‫يءٍ وَهُتتو َ‬ ‫ه ال ّتتذي أن ْط َتقَ ك ُت ّ‬
‫ل َ‬
‫شت ْ‬ ‫أن ْط ََقن َتتا الل ّت ُ‬

‫صتتاُرك ُ ْ‬
‫م‬ ‫معُك ُ ْ‬
‫م وَل َ أب ْ َ‬ ‫ست ْ‬ ‫شتهَد َ عَل َي ْك ُت ْ‬
‫م َ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫نأ ْ‬
‫ست َت ُِرو َ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫ن وَ َ‬
‫جُعو َ‬
‫ت ُْر َ‬

‫مل ُتتو َ‬
‫ن وَذ َل ِك ُت ْ‬
‫م‬ ‫متتا ت َعْ َ‬ ‫م ك َِثيتترا ً ِ‬
‫م ّ‬ ‫ه ل َ َيعل َ ُ‬
‫ن الل ّ َ‬ ‫ن ظ َن َن ْت ُ ْ‬
‫مأ ّ‬ ‫م وَل َك ِ ْ‬
‫جُلود ُك ُ ْ‬
‫وَل َ ُ‬

‫ن ف َ تإ ِ ْ‬
‫ن‬ ‫ري َ‬
‫ست ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫خا ِ‬ ‫مت َ‬
‫م ِ‬
‫حت ُ ُ‬
‫صتب َ ْ‬ ‫داك ُت ْ‬
‫م َفأ ْ‬ ‫م أْر َ‬ ‫ذي ظ َن َن ْت ُت ْ‬
‫م ِبربك ُت ْ‬ ‫م ال ّت ِ‬
‫ظ َن ّك ُ ُ‬

‫ن"‪.‬‬
‫معت َِبيت َ‬
‫ن ال ُ‬
‫مت َ‬
‫م ِ‬ ‫ن َيستَتعت ُِبوا فَ َ‬
‫متتا هُت ْ‬ ‫وى ل َهُت ْ‬
‫م وَإ ِ ْ‬ ‫صتب ُِروا َفالن ّتتاُر َ‬
‫مث ْت ً‬ ‫يَ ْ‬

‫متتا ك َتتاُنوا‬
‫م بِ َ‬
‫جلهُ ْ‬
‫م َوأْر ً‬
‫ديهِ ْ‬
‫م َوأي ْ ِ‬ ‫م أل ْ ِ‬
‫سن َت ُهُ ْ‬ ‫شهَد ُ عَل َي ْهِ ُ‬
‫م تَ ْ‬
‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫ق‬ ‫ه ذو َ ا ل ْ َ‬
‫حت ّ‬ ‫ن الل ّت َ‬
‫نأ ّ‬ ‫حتقّ وَي َعْل َ ُ‬
‫متتو َ‬ ‫م ال ْ ً‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه دين َهُت ُ‬ ‫مئ ِذٍ ُيوّفيه ُ‬ ‫مُلو َ‬
‫ن ي َوْ َ‬ ‫ي َعْ َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫م ِبيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫ال ُ‬

‫م وَت َ ْ‬
‫ش تهَد ُ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫م وَت ُك َل ّ ُ‬
‫من َتتا أي ْت ِ‬ ‫م عَل َتتى أفْت َ‬
‫واهِهِ ْ‬ ‫خت ِت ُ‬
‫م نَ ْ‬
‫وقال تعتتالى‪" :‬الي َتوْ ُ‬

‫م َفا ْ‬
‫س تت َب ُْقوا‬ ‫سَنا عََلى أ َ ْ‬
‫عينهِ ت ْ‬ ‫شاُء ل َط َ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن وَل َوْ ن َ َ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬
‫كسبو َ‬ ‫ما َ‬ ‫جل ُهُ ْ‬
‫م بِ َ‬ ‫أْر ُ‬

‫‪518‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫متتا‬ ‫م عَل َتتى َ‬


‫مك َتتان َت ِهِ ْ‬
‫م فَ َ‬ ‫خَناهُ ْ‬
‫ست ْ‬ ‫شتتاُء ل َ َ‬
‫م َ‬ ‫ن وَل َتوْ ن َ َ‬ ‫صَرا َ‬
‫ط فَتتأّنى ي ُب ْ ِ‬
‫صتُرو َ‬ ‫ال ّ‬

‫ضتتتتتتتتتتتتتتتتتتي ّا ً وَل َ ي َْر ِ‬


‫جعتتتتتتتتتتتتتتتتتتون"‪.‬‬ ‫م ِ‬
‫عوا ُ‬ ‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ َ‬
‫طا ُ‬ ‫ا ْ‬
‫ل ظ ُْلم تا ً‬
‫م َ‬
‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ب َ‬ ‫ي الَقّيوم وَقَد ْ َ‬
‫خا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ت ال ْوُ ُ‬
‫جوهُ ِلل َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَعَن َ ِ‬

‫ضتتمًا"‪.‬‬
‫ف ظ ُْلم تا ً وَل َ هَ ْ‬ ‫ن فَل َ ي َ َ‬
‫ختتا ُ‬ ‫م ٌ‬
‫ت وَهُوَ متتؤ ِ‬
‫حا ِ‬
‫صال ِ َ‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫م ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ن ي َعْ َ‬
‫م ْ‬
‫وَ َ‬

‫أي ل ينقص من حسناته شيء‪ ،‬وهو الهضتتم‪ ،‬ول يحمتتل عليتته شتتيء‬

‫من عمل غيره‪ ،‬وهو الظلم‪.‬‬

‫فصل‬

‫فأول ما يقضي الله تعالى بينهم من المخلوقات الحيوانات غير‬


‫النس والجن وهما الثقلن‪ ،‬والدليل على حشر بقية الحيوانات يوم‬
‫طير‬ ‫داب ّةٍ في الرض وَل َ َ‬
‫طاِئر ي َ ِ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬‫ما ِ‬‫القيامة قوله تعالى‪" :‬وَ َ‬
‫م إ َِلى‬
‫يٍء ث ّ‬‫ش ْ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫ما فَّرط َْنا في الك َِتا ِ‬
‫ب ِ‬ ‫م َ‬ ‫مَثال ُك ُ ْ‬
‫مأ ْ‬ ‫م ٌ‬‫حي ْهِ إ ِل ّ أ َ‬
‫جَنا َ‬
‫بِ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫شُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م يُ ْ‬‫َربهِ ْ‬
‫ت"‪.‬‬
‫شَر ْ‬‫ح ِ‬ ‫ش ُ‬‫حو ُ‬ ‫ذا الوُ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَإ ِ َ‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عباس بن محمد‪ ،‬وأبو يحيى‬ ‫وقال عبد الله ابن ا ِ‬
‫البزار قال‪ :‬حدثنا حجاج بننصر‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن العوام بن مزاح بن‬
‫قيس بن ثعلبة‪ ،‬عن أبي عثمان النهدي‪ ،‬عن عثمان بن عفان رضي‬
‫الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن الجماء‬
‫لتقص من القرناء يوم القيامة"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي‪ ،‬ومحمد بن جعفر‪ ،‬عن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫شعبة‪ ،‬سمعت العلء يحدث‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم‬

‫‪519‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫القيامة‪ ،‬حتى يقتص للشاة الجماء‪ ،‬من الشاة القرناء بنطحها"‪.‬‬


‫هذا إسناد على شرط مسلم ولم يخرجوه‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ،‬حدثنا حماد‪ ،‬عن واصل‪ ،‬عن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫يحيى بن عقيل‪ ،‬عن أبي هريرة أن رسول الّله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬يقتص للخلق بعضهم من بعض‪ ،‬حتى للجماء من‬
‫القرناء‪ ،‬وحتى للذرة من الذرة"‪ .‬تفّرد به أحمد‪.‬‬
‫وقال عبد الله بن أحمد‪ :‬وحدث هذا الحديث في كتاب أبي بخط‬
‫يده‪ ،‬حدثنا عبد الله بن محمد‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬حدثنا ليث‪ ،‬عن‬
‫عبد الرحمن بن مروان‪ ،‬عن الهذيل بن شرحبيل‪ ،‬عن أبي ذر‪ ،‬أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسًا‪ ،‬وشاتان تعتلفان‬
‫فنطحت إحداهما الخرى فأجهضتها‪ ،‬قال‪ :‬فضحك رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬فقيل له‪ :‬مايضحكك يا رسول الله? فقال‪ :‬عجبت‬
‫لها? والذي نفسي بيده ليقادن لها يوم القيامة"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا محمد جعفر‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن سليمان هو‬ ‫وقال ا ِ‬
‫العمش‪ ،‬عن منذر بن يعلى الثوري‪ ،‬عن أشياخ لهم‪ ،‬عن معاوية‪،‬‬
‫حدثنا العمش‪ ،‬عن منذر بن يعلى عن أشياخه‪ ،‬عن أبي ذر‪ :‬فذكر‬
‫ما معناه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى شاتين تنتطحان‬
‫فقال‪" :‬يا أبا ذر‪ :‬هل تدري فيم تنتطحان? قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬لكن الله‬
‫يدري وسيقضي بينهما"‪.‬‬
‫وإسناده جيد حسن‪ ،‬قال الطرطبي‪ :‬ورواه عن العمش‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم التيمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي ذر‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم بمثله‪ .‬قال القرطبي‪ :‬ورواه الليث بن سليم‪ ،‬عن إبراهيم بن‬
‫مروان‪ ،‬عن الهذيل‪ ،‬عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم مر بشاتين تنتطحان فقال‪" :‬ليقضين الله يوم القيامة لهذه‬
‫الجماء من هذه القرناء"‪.‬‬
‫قال‪ :‬وذكر ابن وهب‪ ،‬عن ابن لهيعة وعمرو بن الحارث‪ ،‬عن بكر بن‬
‫سوادة‪ ،‬أن أبا سالم الحساني حدثه‪ :‬أن ثابت بن ظريف استأذن‬
‫على أبي ذر‪ ،‬فسمعه رافعا ً صوته يقول‪ :‬أما والله لول يوم الخصومة‬
‫لسؤتك‪ ،‬فدخلت‪ ،‬فقلت‪ :‬ما شأنك يا أبا ذر? وما عليك أن يضربها?‬

‫‪520‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فقال‪ :‬أما والذي نفسي بيده أو قال‪ :‬والذي نفس محمد بيده‪،‬‬
‫لتسألن الشاة فيما نطحت صاحبتها‪ ،‬وليسألن الجماد فيما‪ .‬نكب‬
‫إصبع الرجل‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا إسماعيل بن علية‪ ،‬أخبرنا أبوحيان‪ ،‬عن أبي زرعة‬
‫بن عمرو بن جرير‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قام فينا رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم يوما ً فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره‪ ،‬ثم قال‪" :‬ل‬
‫ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء فيقول‪:‬‬
‫يارسول الله أغثني‪ :‬فأقول ل أملك لك من الله شيئا ً قد أبلغتك ل‬
‫ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء فيقول‪ :‬يا‬
‫رسول الله أغثني‪ ،‬فأقول‪ :‬ل أملك لك من الله شيئا ً قد أبلغتك‪ .‬ل‬
‫ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة‬
‫فيقول‪ :‬يا رسول الله أغثني‪ ،‬فأقول‪ :‬ل أملك لك من الله شيئا ً قد‬
‫أبلغتك‪ ،‬ل ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها‬
‫صياح فيقول‪ :‬يا رسول الله أغثني‪ ،‬فأقول‪ :‬ل أملك لك من الله شيئا ً‬
‫قد أبلغتك‪ ،‬ل ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت‬
‫فيقول‪ :‬يا رسول الله أغثني‪ ،‬فأقول‪ :‬ل أملك لك من الله شيئا ً قد‬
‫أبلغتك"‪.‬‬
‫وأخرجاه من حديث أبي حيان‪ ،‬واسمه يحيى بن سعيد بن حيان‬
‫التيمي به‪ ،‬وتقدم في حديث أبي هر يرة‪" :‬ما من صاحب إبل ل‬
‫يؤدي زكاتها إل بطح لها يوم القيامة بقاع قرقر‪ ،‬فتطأه بأخفافها‬
‫كلما مرت عليه أخراها ردت عليه أولها"‪ .‬وذكر تمام الحديث في‬
‫البقر والغنم‪ .‬فهذه الحاديث مع اليات فيها دللة على حشر‬
‫الحيوانات كلها‪..‬‬
‫وقد تقدم في حديث الصور‪" :‬فيقضي الله بين خلقه‪ِ ،‬إل الثقلين‬
‫لنس والجن‪ ،‬فيقضي بين الوحوش والبهائم‪ ،‬حتى إنه ليقيد الجماء‬ ‫ا ِ‬
‫من ذات القرن‪ ،‬حتى إذا فرغ من ذلك‪ ،‬فلم يبق لواحدة عند أخرى‬
‫حق‪ ،‬قال الله لها‪ :‬كوني ترابًا‪ ،‬فعند ذلك يقول الكافر‪ :‬يا ليتني كنت‬
‫ترابًا"‪.‬‬

‫‪521‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حتدثنا هتارون بتن عبتد اللته‪ ،‬حتدثنا ستيار‪،‬‬

‫أخبرنا جعفتتر بتتن ستتليمان‪ ،‬ستتمعت أبتتا عمتتران الجتتوني يقتتول‪ ،‬إن‬

‫البهائم إذا رأت بني آدم يوم القيامة وقد تصدعوا من بين يتتدي اللتته‬

‫صنفا ً إلى الجنة‪ ،‬وصنفا ً إلى النار‪ ،‬نادت‪ :‬الحمد لله يا بني آدم التتذي‬

‫لتتم يجعلنتتا اليتتوم مثلكتتم‪ ،‬فل جنتتة مرجتتوة‪ ،‬ول عقتتاب يختتاف‪.‬‬

‫وذكتتر القرطتتبي عتتن أبتتي القاستتم القشتتيري فتتي شتترح الستتماء‬

‫الحسنى عند قوله المقسط الجتتامع قتتال‪ :‬وفتتي ختتبر‪ :‬أن الوحتتوش‬

‫والبهائم تحشر يوم القيامة‪ ،‬فتستتجد للتته ستتجدة‪ ،‬فتقتتول الملئكتتة‪:‬‬

‫ليس هذا يوم سجود‪ ،‬هذا يوم الثتتواب والعقتتاب‪ ،‬فتقتتول للبهتتائم أن‬

‫الله لم يحشركم لثواب ول لعقاب وإنمتتا حشتتركم تشتتهدون فضتتائح‬

‫بني آدم‪ ،‬وحكى القرطبي أنها إذا حشرت وحوستتبت تعتتود ترابتا ً ثتتم‬

‫مئ ِذٍ‬
‫جتتوهٌ ي َتوْ َ‬
‫يحثى بها في وجوه فجرة بني آدم قال وذلك قتتوله‪" :‬وَوُ ُ‬

‫عَل َي َْها غَب ََر ٌ‬


‫ة"‪.‬‬

‫فصل‬

‫‪522‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أول ما يقضي فيه يوم القيامة الدماء‬

‫قال في حديث الصور‪ :‬ثم يقضي اللتته بيتتن العبتتاد‪ ،‬فيكتتون أول متتا‬

‫يقضي فيه الدماء‪ ،‬وهذا هو الواقع يوم القيامة‪ ،‬وهو أنه بعد أن يفرغ‬

‫الله من الفصل بين البهائم‪ ،‬يشرع في القضاء بين العبتتاد كمتتا قتتال‬

‫م‬
‫ي ب َي ْن َهُ ت ْ‬
‫ضت َ‬ ‫ستتول ُهُ ْ‬
‫م قّ ِ‬ ‫جتتاَء َر ُ‬ ‫ستتول فَ تإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫اللتته تعتتالى‪َ" :‬ولك ُتتل أ ّ‬
‫م تةٍ َر ُ‬

‫ن"‪ .‬ويكون أول المم‪.‬‬ ‫م ل َ ي ُظ ْل َ ُ‬


‫مو َ‬ ‫ط وَهُ ْ‬ ‫ِبال ِْق ْ‬
‫س ِ‬

‫أمة محمد صلى الله عليه وسلم أول المم حسابا ً يوم‬

‫القيامة‬

‫ثم يقضي بين هذه المتة‪ ،‬لشترف نبيهتا‪ ،‬كمتا أنهتم أول متن يجتوز‬

‫على الصراط‪ ،‬وأول من يدخل الجنة‪ ،‬كما ثبت فتتي الصتتحيحين متتن‬

‫حديث عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن همام بن منبتته‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‬

‫قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬نحتتن الختترون‬

‫السابقون يوم القيامة" وفي روايتتة‪" :‬المقضتتي لهتتم قبتتل الخلئق"‪.‬‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا محمد بن يحيى‪ ،‬حدثنا أبو سلمة‪ ،‬حدثنا عمتتار‬

‫‪523‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بن سلمة‪ ،‬عن سعيد بن أياس الحريري‪ ،‬عتتن أبتتي نصتترة‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬نحن آختتر المتتم‪ ،‬وأول‬

‫من يحاسب‪ ،‬يقال أين المة المية ونبيها? فنحن الختترون الولتتون"‬

‫والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫ذكر أول ما يقضي بين الناس فيه يوم القيامة‪ ،‬ومن‬

‫يناقش الحساب‪ ،‬ومن يسامح فيه‬

‫قد تقدم في الحديث‪" :‬لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة‪ ،‬حتى‬
‫يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء"‪.‬‬
‫وفي رواية يحيى بن عقيل‪ ،‬عن أبي هريرة‪" :‬حتى للذرة من الذرة"‬
‫والمراد بالذرة هاهنا النملة‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وإذا كان هذا حكم الحيوانات التي ليست مكلفة‪ ،‬فتخليص الحقوق‬
‫من الدميين‪ ،‬وإنصاف بعضهم من بعض‪ ،‬أولى وأحرى‪.‬‬
‫وقد ثبت في الصحيحن‪ ،‬ومسند أحمد‪ ،‬وسنن الترمذي‪ ،‬والنسائي‪،‬‬
‫وابن ماجه‪ ،‬من حديث سليمان بن مهران‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أبي‬
‫وائل‪ ،‬عن شقيق بن سلمة‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أول ما يقضى فيه بين الناس يوم‬
‫القيامة الدماء"‪.‬‬
‫وقد تقدم في حديث الصور "أن المقتول يأتي يوم القيامة تشخب‬
‫أوداجه دماء‪ ،‬وفي بعض الحاديث ورأسه في يده فيتعلق بالقاتل‬
‫حتى ولو كان قتله في سبيل الله فيقول‪ :‬يا رب سل هذا فيم‬
‫قتلني? فيقول الله تعالى‪ :‬لم قتلت هذا? فيقول‪ :‬يا رب قتلته لتكون‬
‫العزة لك‪ ،‬فيقول الله‪ :‬صدقت‪ .‬ويقول المقتول ظلمًا‪ :‬سل هذا فيم‬

‫‪524‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قتلني? فيقول الله تعالى‪ :‬لم قتلته‪ .‬فيقول‪ :‬لتكون العزة لي‪ ،‬وفي‬
‫رواية لفلن فيقول الله‪ :‬تعست‪ ،‬ثم يقتص منه لكل من قتله ظلمًا‪،‬‬
‫ثم يبقى في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء رحمه‪.‬‬
‫وهذا دليل على أن القاتل ل يتعين عذابه في نار جهنم‪ ،‬كما ينقل‬
‫عن ابن عباس وغيره من السلف‪ ،‬حتى نقل بعضهم‪ :‬إن القاتل ل‬
‫توبة له‪ ،‬وهذا ِإذا حمل على أن القتل من حقوق الدميين‪ ،‬وهي ل‬
‫تسقط بالتوبة صحيح‪ ،‬وإن حمل على أنه ل بد من عقابه فليس‬
‫بلزم‪ ،‬بدليل حديث الذي قتل تسعة وتسعين‪ ،‬ثم أكمل المائة‪ ،‬ثم‬
‫سأل عالما ً من بني إسرائيل‪ :‬هل له من توبة‪ .‬فقال‪ :‬ومن يحول‬
‫بينك وبين التوبة? إيت بلد كذا وكذا فِإنه يعبد الله فيها‪ ،‬فلما توجه‬
‫نحوها‪ ،‬وتوسط بينها وبين التي خرج منها‪ ،‬أدركه الموت فمات‪،‬‬
‫فتوفته ملئكة الرحمة الحديث بطوله‪.‬‬
‫وفي ستتورة الفرقتتان نتتص علتتى قبتتول توبتتة القاتتتل‪ ،‬قتتال تعتتالى‪:‬‬

‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫س ال ِّتي َ‬
‫حّر َ‬ ‫خَر وَل َ ي َْقت ُُلو َ‬
‫ن الن ّْف َ‬ ‫معَ الل ّهِ ِإلها ً آ َ‬
‫ن َ‬ ‫ن ل َ ي َد ْ ُ‬
‫عو َ‬ ‫"َوال ّ ِ‬
‫ذي َ‬

‫ف لتته ال ْعَت َ‬ ‫َ‬


‫ب‬
‫ذا ُ‬ ‫ك ي َل ْتقَ أَثامتا ً ي ُ َ‬
‫ضتتاعَ ْ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ن ي َْفعَ ْ‬
‫م ْ‬
‫ن وَ َ‬ ‫إ ِل ّ ِبال ْ َ‬
‫حقّ وَل َ ي َْزُنو َ‬

‫ب"‪.‬‬
‫ن ت َتتتتتتا َ‬ ‫مَهانتتتتتتا ً إل َ‬
‫متتتتتت ْ‬ ‫خل ُتتتتتتد ْ ِفيتتتتتتهِ ُ‬
‫متتتتتتةِ وَي َ ْ‬
‫م الِقَيا َ‬
‫ي َتتتتتتوْ َ‬

‫الية والتتتي بعتتدها‪ ،‬وموضتتع تقريتتر هتتذا فتتي كتتتاب الحكتتام وبتتالله‬

‫المستتتعان وقتتال العمتتش‪ :‬عتتن شتتهر ابتتن عطيتتة‪ ،‬عتتن شتتهر بتتن‬

‫حوشب‪ ،‬عن أبي الدرداء قال‪ :‬يجيء المقتول يوم القيامة‪ ،‬فيجلتتس‬

‫على الجادة‪ ،‬فإذا مر به القاتل قام إليه‪ ،‬فأخذ بتلبيبه فقال‪ :‬يتتا رب‪:‬‬

‫سل هذا فيتتم قتلنتتي? فيقتتول‪ :‬أمرنتتي فلن‪ ،‬فيؤختتذ المتتر والقاتتتل‬

‫‪525‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيلقيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار‪.‬‬

‫قال فتتي حتتديث الصتتور‪ :‬ثتتم يقضتتي اللتته بيتتن خلقتته حتتتى ل يبقتتى‬

‫مظلمة لحد عند أحد حتى أنه ليكلف شائب اللبتتن بالمتتاء ثتتم يتتبيعه‬

‫أن يخلتتتتتتتتتتتتتتتص اللبتتتتتتتتتتتتتتتن متتتتتتتتتتتتتتتن المتتتتتتتتتتتتتتتاء‪.‬‬

‫م ت ُتوَّفى‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫م تة ِ ث ت ّ‬ ‫ما غَ ّ‬
‫ل ي َوْ َ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫ن َيغل ْ‬
‫ل َيأ ِ‬ ‫م ْ‬
‫وقد قال الله تعالى‪" :‬وَ َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫م ل َ ي ُظ ْل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫ت وَهُ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬
‫سب َ ْ‬ ‫كُ ّ‬
‫ل ن َْفس َ‬

‫من ظلم قطعة أرض طوق بها من سبع أرضين يوم‬

‫القيامة‬

‫وفي الصحيحين‪ ،‬عن سعد بن زيتتد‪ ،‬وغيتتره‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم أنه قال‪" :‬من ظلم قيد شبر من الرض طوقه اللتته متتن‬

‫سبع أرضين"‬

‫عذاب المصورين المجسمين يوم القيامة‬

‫وفي الصحيحين‪" :‬من صور صورة كلف يوم القيامتتة أن ينفتتخ فيهتتا‬

‫الروح‪ ،‬وليس بنافخ" وفي رواية‪" :‬يعذبون‪ ،‬يقال أحيتتوا متتا خلقتتتم"‪.‬‬

‫‪526‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وفي الصحيح‪ :‬من تحلم بحلم لم يره كلف يوم القيامة أن يعقد بيتتن‬

‫شعرتين‪ ،‬وليس يفعل‪ ،‬تقدم حديث أبي زرعة‪ ،‬عن أبتتي هريتترة فتتي‬

‫تعظيم أمر الغلول‪ ،‬وقوله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬ل ألفيتتن أحتتدكم‬

‫يجيء يوم القيامة‪ ،‬وعلى رقبته بعير له رغاء‪ ،‬أو بقرة لهتتا ختتوار‪ ،‬أو‬

‫شاة تيعر‪ ،‬أو فرس له حمحمة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا محمد‪ ،‬أغثنتتي‪ ،‬فتتأقول‪ :‬ل‬

‫أملك لك شيئًا‪ ،‬قد أبلغتك"‪ ،‬وهو في الصحيحين بطوله‪.‬‬

‫خمس ل تزول قدما العبد عن أرض المحشر يوم القيامة‬

‫حتى يسأل عنها‬

‫وقال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا محمد بن بكار الصيرفي‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫محصن حصين بن نمير‪ ،‬عن حصين بن قيس‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬عن ابن‬
‫عمر‪ ،‬عن ابن مسعود قال‪ :‬ل تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى‬
‫يسأل عن خمس‪ :‬عن عمرك فيم أفنيت? وعن شبابك فيم أبليت?‬
‫وعن مالك من أين اكتسبته? وفيم أنفقته? وما عملت فيما علمت?‪.‬‬
‫وروى البيهقي‪ :‬من طريق عبد الله عن شريك بن عبد الله‪ ،‬عن‬
‫هلل‪ ،‬عن عبد الله بن عليم قال‪ :‬كان عبد الله بن مسعود ِإذا حدث‬
‫بهذا الحديث قال‪" :‬ما منكم من أحد إل سيخلو الله به‪ ،‬كما يخلو‬
‫أحدكم بالقمر ليلة البدر‪ ،‬فيقول‪ :‬يا عبدي ما غرك بي? ماذا عملت‬
‫فيما علمت? ماذا أجبت المرسلين? "‪ .‬هكذا رواه الحافظ البيهقي‬
‫بعد الحديث الذي رواه هو من طريق محمد بن خليفة‪ ،‬عن عدي بن‬
‫حاتم‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬وليقفن‬

‫‪527‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أحدكم بين يدي الله تعالى ليس بينه وبينه حجاب يحجبه‪ ،‬ول‬
‫ل? فيقول‪ :‬بلى‪ ،‬فيقول‪ :‬ألم‬ ‫ترجمان يترجم له‪ ،‬فيقول‪ :‬ألم أوتك ما ً‬
‫ل? فيقول‪ :‬بلى‪ ،‬فينظر عن يمينه فل يرى إل النار‪،‬‬ ‫أرسل إليك رسو ً‬
‫وينظر عن يساره فل يرى إل النار‪ ،‬فليتق أحدكم النار ولو بشق‬
‫تمرة فِإن لم يجد فبكلمة طيبة" ‪ .‬وقد رواه البخاري في صحيحه‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا بهز وعفان قال‪ :‬حدثنا همام‪ ،‬عن قتادة‪،‬‬ ‫وقال ا ِ‬
‫عن صفوان بن محرز قال‪ :‬كنت آخذ بيد ابن عمر فجاءه رجل‬
‫فقال‪ :‬كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في‬
‫النجوى يوم القيامة? قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول‪" :‬إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه‪ ،‬ويستره من‬
‫الناس‪ ،‬ويقرره بذنوبه‪ ،‬فيقول له‪ :‬أتعرف ذنب كذا? حتى ِإذا قرره‬
‫بذنوبه‪ ،‬ورأى في نفسه أن قد هلك‪ ،‬قال الله تعالى‪" :‬فِإني سترتها‬
‫عليك في الدنيا‪ ،‬وِإني أغفرها لك اليوم‪ ،‬ثم يعطى كتاب حسناته‬
‫بيمينه‪ ،‬وأما الكفار والمتملقون فيقول الشهاد‪ :‬هؤلء الذين كذبوا‬
‫على ربهم‪ ،‬أل لعنة الله على الظالمين"‪ .‬وأخرجاه في الصحيحين‬
‫من حديث قتادة‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا بهز‪ ،‬وعفان قال‪ :‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬حدثنا‬
‫إسحاق بن عبد الله‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال‪" :‬يقول الله يوم القيامة‪ :‬يا ابن آدم‪ ،‬حملتك‬
‫لبل‪ ،‬وزوجتك النساء‪ ،‬وجعلتك ترأس‪ ،‬وترتع‪ ،‬فأين‬ ‫على الخيل وا ِ‬
‫شكر ذلك?"‪.‬‬
‫روى مسلم من حديث سهل بن أبي صالح‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل قال فيه‪:‬‬
‫"فيلقى الله العبد فيقول‪ :‬أي قل‪ :‬ألم أكرمك‪ ،‬وأسودك‪ ،‬وأزوجك‪،‬‬
‫لبل‪ ،‬وأذرك ترأس وتربع? فيقول‪ :‬بلى‪ ،‬أي‬ ‫وأسخر لك الخيل‪ ،‬وا ِ‬
‫رب‪ ،‬فيقول‪ :‬أفطنت أنك ملقي? فيقول‪ :‬ل‪ ،‬فيقول‪ :‬إني أنساك كما‬
‫نسيتني‪ ،‬ثم يلقى الثاني‪ ،‬فيقول‪ :‬أي قل‪ :‬ألم أكرمك‪ ،‬وأزوجك‪،‬‬
‫لبل‪ ،‬وأذرك ترأس وتربع‪ .‬فيقول‪:‬‬ ‫وأسودك‪ ،‬وأسخر لك الخيل‪ ،‬وا ِ‬
‫بلى‪ ،‬أي رب‪ ،‬فيقول‪ :‬أفطنت أنك ملقي? فيقول‪ :‬ل‪ ،‬يا رب‪،‬‬

‫‪528‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيقول‪ :‬إني أنساك‪ ،‬كما نسيتني‪ ،‬ثم يلقى الثالث‪ ،‬فيقول له‪ :‬مثل‬
‫ذلك‪ ،‬فيقول يا رب آمنت بك‪ ،‬وبكتابك‪ ،‬و برسولك وصليت‪ ،‬وصمت‪،‬‬
‫وتصدقت‪ ،‬ويثني بخير ما استطاع‪ ،‬قال‪ :‬فيقول فها هنا إذًا‪ ،‬قال‪ :‬ثم‬
‫يقال‪ :‬الن نبعث شاهدنا عليك‪ ،‬فيذكر في نفسه‪ :‬من الذي يشهد‬
‫ي‪ .‬فيختم على فيه ويقال لفخذه ولحمه وعظامه‪ ،‬فتنطق‪ ،‬فخذه‪،‬‬ ‫عل ّ‬
‫ولحمه‪ ،‬وعظامه بعمله ما كان‪ ،‬ذلك ليعذر من نفسه‪ ،‬وذلك‬
‫المنافق‪ ،‬وذلك الذي يسخط الله عليه‪ ،‬ثم ينادي مناد‪ :‬أتبعت كل‬
‫أمة ما كانت تعبد‪ .‬وسيأتي الحديث بطوله‪.‬‬
‫وقد روى البزار‪ ،‬عن عبد الله بن محمد الزهري‪ ،‬عن مالك‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن الحسن‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪،‬‬
‫وأبي سعيد رفعاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فذكر‬
‫مثله‪.‬‬
‫وقد روى مسلم والبيهقي واللفظ له من حديث سفيان الثوري‪ ،‬عن‬
‫عبيد‪ ،‬عن فضيل بن عمرو‪ ،‬عن عامر الشعبي‪ ،‬عن أنس بن مالك‬
‫قال‪ :‬كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك وقال‪ :‬هل‬
‫تدرون مم أضحك? قال‪ :‬قلنا الله ورسوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬من مخاطبة‬
‫العبد ربه يوم القيامة‪ .‬يقول‪ :‬يا رب ألم تجرني من الظلم? قال‪:‬‬
‫يقول بلى قال‪ :‬فيقول‪ :‬فِإني ل أجيز على نفسي إل شاهدا ً مني‪.‬‬
‫قال‪ :‬فيقول الله‪" :‬كفى بنفسك اليوم عليك شهيدًا‪ ،‬وبالكرام‬
‫الكاتبين شهودًا‪ ،‬قال‪ :‬فيختم الله على فيه ويقول لركانه‪ :‬انطقي‪،‬‬
‫فتنطق بأعماله‪ ،‬ثم يخلي بينه وبين الكلم قال‪ :‬فيقول‪ :‬بعدا ً لكن‬
‫كن كنت أناضل"‪ .‬وقال أبو يعلى‪ :‬حدثنا زهير‪ ،‬حدثنا‬ ‫وسحقا ً فعن َ‬
‫الحسن‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬عن دراج‪ ،‬عن أبي الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد‪،‬‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪ِ" :‬إذا كان يوم القيامة‬
‫عرف الكافر بعمله‪ ،‬فجحد‪ ،‬وخاصم‪ ،‬فيقال‪ :‬هؤلء جيرانك يشهدون‬
‫عليك‪ :‬فيقول‪ :‬كذبوا‪ ،‬فيقال‪ :‬أهلك‪ ،‬عشيرتك فيقول‪ :‬كذبوا‪ ،‬فيقال‪:‬‬
‫احلفوا فيحلفون‪ ،‬ثم يصمتهم الله‪ ،‬وتشهد عليهم ألسنتهم‪ ،‬ويدخلهم‬
‫النار"‪.‬‬
‫وروى أحمد والبيهقي من حديث يزيد بن هارون‪ ،‬عن الحريري‪ ،‬عن‬

‫‪529‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حكيم بن معاوية‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"تجيئون يوم القيامة على أفواهكم الفدام‪ ،‬فأول ما يتكلم من ابن‬
‫آدم فخذه وكفه"‪..‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا أحمد بن الوليد بن أبان‪ ،‬أخبرنا‬
‫محمد محمد بن الحسن المحزومي‪ ،‬حدثني عبد الله بن عبد العزيز‬
‫الليثي‪ ،‬عن ابن شهاب الله بن عبد العزيز الليثي‪ ،‬عن ابن شهاب‪،‬‬
‫عن عطاء ابن زيد‪ ،‬عن أبي أيوب رضي الله عنه‪ ،‬أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أول من يختصم يوم القيامة الرجل‬
‫وامرأته‪ ،‬والله ما يتكلم لسانها‪ ،‬ولكن يداها‪ ،‬ورجلها‪ ،‬يشهدان عليها‬
‫بما كانت تعيب لزوجها‪ ،‬وتشهد يداه ورجله بما كان يوليها‪ ،‬ثم‬
‫لسراف‪ ،‬فما يؤخذ‬ ‫يدعي بالرجل وخدمه مثل ذلك‪ ،‬ثم يدعى بأهل ا ِ‬
‫منهم دوانيق‪ ،‬ول قراريط‪ ،‬ولكن حسنات هذا تدفع إلى هذا الذي‬
‫ظلم‪ ،‬وتدفع سيئات هذا إلى الذي ظلمه‪ ،‬ثم يؤتى بالجبارين في‬
‫مقامع من حديد‪ ،‬فيقال‪ :‬ردوهم إلى النار‪ ،‬فما أدري أيدخلوها‪ ،‬أم‬
‫حْتما ً‬ ‫ن عََلى َر ب ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫م إ ِل ّ َواردها‪ ،‬كا َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫كما قال الله تعالى? "وإ ِ ْ‬
‫جِثيًا"‪.‬‬
‫ن ِفيَها ِ‬
‫مي َ‬ ‫وا‪ ،‬وَن َذ َُر ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫ن ات َّق ْ‬ ‫جي ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ضّيا ث ُ ّ‬
‫م ت ُن َ ّ‬ ‫مْق ِ‬
‫َ‬
‫ثم قال البيهقي‪ :‬حدثنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا محمد بتتن صتتالح‪،‬‬

‫والحسن بن يعقوب‪ ،‬حدثنا السري بن خزيمتتة‪ ،‬حتتدثنا عبتتد اللتته بتتن‬

‫يزيتتد المقتتري‪ ،‬حتتدثنا ستتعيد بتتن أبتتي أيتتوب‪ ،‬حتتدثنا يحيتتى بتتن أبتتى‬

‫سليمان‪ ،‬عن سعيد المقبري‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قرأ رستتول اللتته‬

‫ن رب ّت َ‬
‫ك‬ ‫دث أ َ ْ‬
‫خَباَرهتتا بتتأ َ‬ ‫مئذ ُتح ت َ‬
‫صلى الله عليه وسلم هذه اليتتة‪" :‬ي َتوْ َ‬

‫حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى ل ََهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬ ‫َ‬


‫أو ْ َ‬

‫قال‪ :‬أتتتدرون متتا أخبارهتتا? قتتالوا‪ :‬اللتته ورستتوله أعلتتم‪ ،‬قتتال‪ :‬ف تِإن‬

‫‪530‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بكل ما عمل على ظهرها‪ ،‬أن‬

‫تقول‪ :‬عمتتل كتذا‪ ،‬وكتتذا‪ ،‬فتي يتتوم كتذا وكتتذا‪ ،‬فتذلك أخبارهتتا‪ ،‬رواه‬

‫الترمذي والنسائي‪ ،‬من حديث عبد الله بن المبتتارك عتتن ستتعيد بتتن‬

‫أبتتتتتي أيتتتتتوب‪ ،‬وقتتتتتال الترمتتتتتذي حستتتتتن غريتتتتتب صتتتتتحيح‪.‬‬

‫وروى التتبيهقي متتن حتتديث الحستتن البصتتري‪ ،‬حتتدثنا خصتتفة عتتم‬

‫الفرزدق‪ ،‬أنه قال‪ :‬قدمت على رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫ن‬ ‫خي ْتترا ً ي َتَره وَ َ‬


‫مت ْ‬ ‫مث َْقتتا َ‬
‫ل ذ َّرةٍ َ‬ ‫مت ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫فسمعته يقرأ هذه اليتتة‪" :‬فَ َ‬
‫مت ْ‬

‫شتتتتتتتتتتتتتترا ً َيتتتتتتتتتتتتتتَر ُ‬
‫ه"‪.‬‬ ‫مث َْقتتتتتتتتتتتتتتا َ‬
‫ل ذ َّرةٍ َ‬ ‫متتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ي َعْ َ‬

‫فقتتتال‪ :‬واللتتته ل أبتتتالي أن ل أستتتمع غيرهتتتا‪ ،‬حستتتبي حستتتبي‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا الحسن بن عيسى‪ ،‬حدثنا عبد الله‬

‫بن المبارك‪ ،‬حدثنا حيوة بن شريح‪ ،‬حدثنا الوليد بن أبي الوليتتد‪ ،‬أبتتي‬

‫عثمان المديني‪ :‬أن عقبة بن مسلم حدثه‪ ،‬أن سيفا ً حدثه‪ ،‬أنتته دختتل‬

‫المدينة‪ ،‬فِإذا هو برجتتل قتتد اجتمتتع عليتته النتتاس‪ .‬فقتتال‪ :‬متتن هتتذا?‬

‫فقالوا‪ :‬أبو هريرة‪ ،‬فدنوت منه‪ ،‬حتى قعدت بيتتن يتتديه‪ ،‬وهتتو يحتتدث‬

‫الناس‪ ،‬وخل قلت له‪ :‬أنشدك بحق وحق إل ما حدثتني حديثا ً ستتمعته‬

‫‪531‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من رسول الله صلى الله عليه وستتلم عقلتتته وعلمتتته ثتتم نشتتع أبتتو‬

‫ل‪ ،‬ثم أفاق‪ ،‬ثم قال‪ :‬لحدثتك حديثا ً حدثنيه‬


‫هريرة نشعة‪ ،‬فمكث طوي ً‬

‫رسول الله صلى الله عليته وستلم? فتتي هتذا التبيت‪ ،‬متتا معنتتا أحتتد‬

‫غيري‪ ،‬وغيره‪ ،‬ثم نشع أبو هريرة نشتتعة أختترى‪ ،‬فمكتتث كتتذلك‪ ،‬ثتتم‬

‫مسح وجهه‪ ،‬ثم قال أفعل‪ ،‬لحدثنك حديثا ً حدثنيه رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم في هذا البيت‪ ،‬ما معنا‪ ،‬أحد غيري وغيره‪ ،‬ثتتم نشتتع‬

‫أبو هريرة نشتعة شتديدة‪ ،‬ثتم متتال حتتادا ً علتتى وجهته‪ ،‬وأستتند ختده‬

‫طوي ً‬
‫ل‪ ،‬ثم أفاق‪ ،‬فقال‪ :‬قال رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪ :‬إن‬

‫الله تعالى‪ِ ،‬إذا كان يوم القيامة نزل إلى العباد ليقضي بينهتتم‪ ،‬وكتتل‬

‫أمة جاثية فأول من يدعى رجل القرآن‪ ،‬ورجل قتل في ستبيل اللته‪،‬‬

‫ورجل كثير المال‪ ،‬فيقول الله تعالى للقارىء‪ ،‬ألم علمك متتا أنزلتتت‬

‫على رسولي? قال‪ :‬بلى‪ ،‬يا رب‪ ،‬قال‪ :‬فما عملت فيما علمت? قال‪:‬‬

‫كنت أقوم أثناء الليل النهار‪ ،‬فيقول الله له‪ :‬كذبت‪ ،‬وتقول الملئكتتة‪:‬‬

‫كذبت‪ ،‬ويقول اللتته تعتتالى‪ :‬إنمتتا أردت أن يقتتال‪ :‬فلن قتتارىء‪ ،‬فقتتد‬

‫قيل ذلك‪ ،‬ويؤتى بصاحب المال‪ ،‬فيقول الله تعالى‪ :‬ألم أوسع عليتتك‬

‫‪532‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد‪ ،‬قال‪ :‬بلى‪ ،‬يتتا رب‪ ،‬قتتال‪ :‬فمتتا عملتتت‬

‫فيما آتيتك? قال‪ :‬كنت أصل الرحم‪ ،‬وأتصتتدق‪ ،‬فيقتتول اللتته‪ :‬كتتذبت‪،‬‬

‫وتقول الملئكة‪ :‬كذبت‪ ،‬ويقول الله تعالى‪ :‬بتتل أردت أن يقتتال‪ :‬فلن‬

‫جواد‪ ،‬فقيل فيك ذلك‪ ،‬ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله‪ ،‬فيقتتال لتته‪:‬‬

‫فيما ذا قتلت? فيقتتول‪ :‬أمتترت بالجهتتاد فتتي ستتبيلك‪ ،‬فقتتاتلت حتتتى‬

‫قتلت‪ ،‬فيقول الله له‪ :‬كذبت‪ ،‬وتقول الملئكتتة‪ :‬كتتذبت‪ ،‬ويقتتول اللتته‬

‫تعالى‪ :‬بتتل أردت أن يقتتال‪ :‬فلن جريتتء‪ ،‬فقتتد قيتتل ذلتتك‪ ،‬قتتال أبتتو‬

‫هريرة‪ :‬ثم ضرب رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم علتتى ركبتتتي‬

‫فقال‪ :‬يا أبا هريرة‪ :‬أولئك الثلثة أول خلق الله تسعر بهم النتتار يتتوم‬

‫القيامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‪.‬‬

‫قال الوليد أبو عثمان‪ :‬فأخبرني عقبة أن سيفا ً وكان ستتياقا ً لمعاويتتة‬

‫دخل على معاوية‪ ،‬فأخبره بحديث أبتتي هريتترة هتتذا‪ ،‬فقتتال معاويتتة‪:‬‬

‫فقد فعل هؤلء هذا فكيف بمن بقتي متن النتاس? ثتم بكتتى معاويتة‬

‫بكاء شديدًا‪ ،‬حتى ظننا أنه هالك‪ ،‬ثم أفاق‪ ،‬ومسح عن وجهه‪ ،‬وقتتال‪:‬‬

‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدق اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪ ،‬ورستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوله‪.‬‬

‫‪533‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م‬ ‫متتال َهُ ْ‬


‫م فيهتتا وهُ ت ْ‬ ‫حَياةَ الدنَيا وِزين َت ََها ن ُتتوف إ ِل َي ْهِ ت ْ‬
‫م أعْ َ‬ ‫ريد ُ ال َ‬
‫ن يُ ِ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫ما‬ ‫حب ِ َ‬
‫ط َ‬ ‫خَرةِ إ ِل ّ الّناُر‪ ،‬و َ‬ ‫ن ليس ل َهُ ْ‬
‫م في ال ِ‬ ‫ك ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ن أول َئ ِ َ‬
‫سو َ‬ ‫فِي ََها ل َ ي ُب ْ َ‬
‫خ ُ‬

‫ما كاُنوا ي َْعمُلو َ‬


‫ن"‪.‬‬ ‫صن َُعوا فيَها‪ ،‬وباط ِ ٌ‬
‫ل َ‬

‫الصلة أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة فِإن‬

‫صلحت صلح عمله كله وإن فسدت فسد سائر عمله‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا عثمان‪ ،‬أخبرنا محمد بن بكار بن بلل‬
‫قاضي دمشق‪ ،‬أخبرنا سعيد بن بشر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن‬
‫حريث بن قبيصة‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬أول ما يحاسب به الرجل صلته‪ ،‬فِإن‬
‫صلحت صلح سائر عمله‪ ،‬وإن فسدت فسد سائر عمله‪ ،‬ثم يقول‬
‫الله عز وجل‪ :‬انظروا هل لعبدي نافلة? فِإن كانت له نافلة أتمت بها‬
‫الفريضة‪ ،‬ثم الفرائض كذلك"‪ .‬رواه الترمذي والنسائي من حديث‬
‫همام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬حسن غريب‪ ،‬ورواه النسائي من‬
‫حديث عمران بن داود بن العوام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن أبي‬
‫رافع‪ ،‬عن أبي هريرة‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬حدثنا المبارك هو ابن فضالة‪،‬‬
‫وقال ا ِ‬
‫عن الحسن‪ ،‬عن أبي هريرة أراه ذكره‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬إن العبد المملوك ليحاسب بصلته‪ ،‬فِإذا نقص منها قيل له‪:‬‬
‫لم نقصت منها? فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬سلطت علي ملكا ً شغلني عن‬
‫صلتي‪ ،‬فيقول‪ :‬قد رأيتك تسرق من ماله لنفسك‪ ،‬فهل سرقت‬
‫لنفسك من عملك أو عمله? قال‪ :‬فيتخذ الله عليه الحجة" وقال ابن‬
‫أبي الدنيا‪ :‬حدثنا علي بن الجعد أخبرنا مبارك بن فضالة‪ ،‬حدثنا‬
‫الحسن قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أول ما تسأل‬

‫‪534‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عنه المرأة يوم القيامة صلتها‪ ،‬ثم عن بعلها‪ ،‬كيف فعلت إليه? "‪.‬‬
‫وهذا مرسل جيد‪.‬‬
‫قال أحمد‪ :‬حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم‪ ،‬حدثنا عباد بن راشد‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ،‬حدثنا أبو هريرة إذ ذاك ونحن بالمدينة قال‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬تجيء العمال يوم القيامة‪،‬‬
‫فتجيء الصلة فتقول‪ :‬يا رب‪ :‬أنا الصلة‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك على خير‬
‫وتجيء الصدقة فتقول‪ :‬يا رب‪ :‬أنا الصدقة‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك على خير‪،‬‬
‫ويجيء الصيام فيقول‪ :‬يا رب أنا الصيام‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك على خير‪ ،‬ثم‬
‫تجيء العمال‪ ،‬كل ذلك يقول الله‪ :‬إنك على خير‪ ،‬ثم يجيء‬
‫لسلم فيقول الله‪ :‬إنك‬ ‫لسلم‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬إنك السلم وإني ا ِ‬ ‫ا ِ‬
‫ن ي َب َْتغ‬‫م ْ‬‫على خير‪ ،‬اليوم بك آخذ‪ ،‬وبك أعطي‪ .‬قال الله تعالى‪" :‬وَ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ري َ‬‫س ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫خا ِ‬ ‫م َ‬
‫خَرةِ ِ‬‫ه وَهُوَ في ال ِ‬
‫من ْ ُ‬
‫ل ِ‬ ‫لم ِدينا ً فَل َ ْ‬
‫ن ي ُْقب َ َ‬ ‫س َ‬
‫غَي َْر ال ِ ْ‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا عبده بن عبد الرحيم المروزي‪ :‬أخبرنا‬
‫بقية بن الوليد الكلعي‪ :‬أخبرنا سلمة بن كلثوم‪ ،‬عن أنس بن مالك‪،‬‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬يؤتى بالحكام‬
‫الظالمين يوم القيامة‪ ،‬بمن قضى قبلي‪ ،‬ومن يجيء بعدي‪ ،‬فيقول‬
‫الله‪ :‬أنتم خزان أرضي‪ ،‬ورعاة عبادي‪ ،‬وعندكم بغيتي فيقول للذي‬
‫قضى قبلي‪ :‬ما حملك على ما صنعت? فيقول‪ :‬الرحمة‪ ،‬فيقول الله‬
‫جل جلله‪ :‬أنت أرحم بعبادي مني? ويقول‪ :‬للذي بعدي‪ :‬ما حملك‬
‫على ما صنعت? فيقول‪ :‬غضبت لك فيقول الله‪ :‬أنت أشد غضبا ً‬
‫مني? فيقول الله‪ :‬انطلقوا بهم‪ ،‬فسدوا بهم ركنا ً من أركان جهنم"‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم‪،‬‬
‫حدثنا يحيى بن سليم‪ ،‬عن ابن خيثمة‪ ،‬عن أبي الزبير‪ ،‬عن جابر‪،‬‬
‫قال‪ :‬لما رجعت مهاجرة الحبشة‪ ،‬فقال فتية منهم‪ :‬يارسول الله‬
‫بينما نحن جلوس إذ مرت بنا عجوز من عجائزهم‪ ،‬تحمل على‬
‫رأسها قلة من ماء‪ ،‬فمرت بفتى منهم‪ ،‬فجعل إحدى يديه بين‬
‫كتفيها‪ ،‬ثم دفعها‪ ،‬فخرت على ركبتيها‪ ،‬وانكسرت قلتها‪ ،‬فلما‬
‫ارتفعت التفتت إليه‪ ،‬وقالت‪ :‬سوف تعلم يا غدر‪ ،‬إذا وضع الله‬
‫الكرسي‪ ،‬وجمع الولين‪ ،‬والخرين‪ ،‬وتكلمت اليدي والرجل بما‬

‫‪535‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كانوا يكسبون‪ ،‬فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غدًا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬صدقت كيف يقدس الله‬
‫قوم ل يؤخذ من شديدهم لضعيفهم‪ ،‬وقد تقدم في حديث عبد الله‬
‫بن أنيس‪ :‬أن الله تعالى ينادي العباد يوم القيامة‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا الملك‬
‫الديان‪ ،‬ول ينبغي لحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولحد من أهل‬
‫النار عنده مظلمة‪ ،‬ول لحد من أهل النار أن يدخل النار ولحد من‬
‫أهل الجنة عنده مظلمة حتى أقضيها منه‪ ،‬حتى اللطمة‪ .‬رواه أحمد‪،‬‬
‫وعلقه البخاري في صحيحه‪.‬‬
‫لمام مالك رضي الله عنه‪ ،‬عن سعيد بن أبي سعيد المقبري‪،‬‬ ‫وقال ا ِ‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬من‬
‫كانت له مظلمة عند أخيه فليتحلله منها‪ ،‬فِإنه ليس ثم دينار‪ ،‬ول‬
‫درهم من قبل أن يؤخذ من حسناته‪ ،‬فِإن لم تكن له حسنات أخذ‬
‫من سيئات أخيه فطرحت عليه"‪ ،‬ورواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫وروي ابن أبي الدنيا من حديث العلء‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ :‬أن‬

‫رسول الّله صتلى اللته عليته وستلم قتال‪" :‬أتتتدرون متن المفلتس?‬

‫قالوا‪ :‬من ل درهم له ول دينار فقال‪ :‬بل المفلس من أمتي من يأتي‬

‫يوم القيامة بصلة‪ ،‬وصيام‪ ،‬وزكاة ويأتي قتتد شتتتم هتتذا‪ ،‬وأكتتل متتال‬

‫هذا‪ ،‬وسفك دم هذا‪ ،‬وضرب هذا‪ ،‬فيقتضي هتتذا متتن حستتناته‪ ،‬وهتتذا‬

‫من حسناته‪ ،‬فِإن فنيت حسناته من قبل أن يقضي ما عليه‪ ،‬أخذ من‬

‫خطايتتتتتاهم‪ ،‬فطرحتتتتتت عليتتتتته‪ ،‬ثتتتتتم طتتتتترح فتتتتتي النتتتتتار"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا الوليد بن شجاع اليشكري‪ ،‬أنبأنا القاستتم‬

‫‪536‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بن مالك المزني‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عتتن ابتتن عمتتر‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل تموتن وعليك دين‪ ،‬فِإنه ليتتس‬

‫ثم دينار‪ ،‬ول درهم‪ ،‬إنما هي الحسنات جتتزاء بجتتزاء‪ ،‬ول يظلتتم ربتتك‬

‫أحدًا"‪ ،‬وروي من وجهين آخرين‪ ،‬عن ابن عمر مرفوعا ً مثله‪.‬‬

‫القتصاص من الظالمين يوم القيامة‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا ابتتن أبتتي شتتيبة‪ ،‬أخبرنتتا بكتتر بتتن‬

‫يونس بتتن بكيتتر‪ ،‬عتتن موستتى بتتن علتتي بتتن ربتتاح‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن‬

‫المنكدر‪ ،‬عن جابر قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إنه‬

‫ليأتي العبد يوم القيامة وقد سرته حسناته‪ ،‬فيجيء الرجل فيقول‪ :‬يا‬

‫رب ظلمني هذا‪ ،‬فيؤختتذ متتن حستتنانه‪ ،‬فيجعتتل فتتي حستتنات التتذي‬

‫سأله‪ ،‬فما يزال كذلك حتى ما يبقى له حسنة‪ ،‬فإذا جتتاء متتن يستتأله‬

‫نظر إلى سيئاته فجعلت مع سيئات الرجل‪ ،‬فل يتتزال يستتتوفي منتته‬

‫حتى يدخل النار"‪.‬‬

‫‪537‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الشرك بالله ل يغفر ومظالم العباد يقتص بها حتما ً يوم‬

‫القيامة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ،‬حدثنا صدقة بتتن موستتى‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬
‫وقال ا ِ‬

‫عمران الجوني‪ ،‬عن يزيد بن ناموس‪ ،‬عن عائشة قالت‪ :‬قال رسول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬الدواوين عند اللتته ثلثتتة‪ :‬ديتتوان ل يعبتتأ‬

‫الله به شيئًا‪ ،‬وديوان ل يترك الله منه شتتيئًا‪ ،‬وديتتوان ل يغفتتره اللتته‪،‬‬

‫فأمتتتتتتا التتتتتتديوان التتتتتتذي ل يغفتتتتتتره اللتتتتتته فالشتتتتتترك"‪.‬‬

‫قال الله تعالى‪" :‬إنه من يشرك بالله فقتد حتترم اللته عليته الجنتتة"‪.‬‬

‫وأما الديوان الذي ل يعبأ الله به شيئًا‪ ،‬فظلم العبد نفستته فيمتتا بينتته‬

‫وبين ربه‪ ،‬من صوم يوم تركه‪ ،‬أو صلة تركها‪ ،‬فإن اللتته يغفتتر ذلتتك‪،‬‬

‫ويتجاوز إن شاء الله‪ ،‬وأمتتا التتديوان التتذي ل يتتترك اللتته منتته شتتيئًا‪،‬‬

‫فظلتتتتتم العبتتتتتاد بعضتتتتتهم بعضتتتتتًا‪ ،‬القصتتتتتاص ل محالتتتتتة"‪.‬‬

‫وروى البيهقي من طريق زائدة‪ ،‬عن أبي الزناد‪ ،‬عتتن زيتتاد النميتتري‪،‬‬

‫عن أنس‪ ،‬مرفوعًا‪ :‬الظلم ثلثة‪ :‬فظلم ل يغفره الله‪ ،‬وهتتو الشتترك‪،‬‬

‫وظلم يغفره‪ ،‬وهو ظلم العباد فيما بينهم‪ ،‬وبين ربهم‪ ،‬وظلم ل يتترك‬

‫‪538‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله منه شيئا ً وهو ظلم العباد بعضهم بعضًا‪ ،‬حتى يدين بعضتتهم متتن‬

‫بعض‪ ،‬ثم ساقه من طريق يزيد الرقاش‪ ،‬عن أنس‪ ،‬مرفوعا ً بنحتتوه‪،‬‬

‫وكل الطريقين ضعيف‪.‬‬

‫القتل في سبيل الله يكفر كل شيء إل المانة‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أبو عبد اللتته تميتتم بتتن المنتصتتر‪،‬‬

‫أخبرنا إسحاق بن يوسف‪ ،‬عن شريك‪ ،‬عن العمتتش‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته‬

‫بن السائب‪ ،‬عن زاذان‪ ،‬عن عبد الله بتتن مستتعود عتتن النتتبي صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قتتال‪" :‬القتتتل فتتي ستتبيل اللتته يكفتتر كتتل شتتيء إل‬

‫المانة قال‪ :‬يؤتى بصاحب المانة فيقال له‪ :‬أد أمانتك‪ ،‬فيقتتول‪ :‬أنتتى‬

‫يا رب وقد ذهبت الدنيا? فيقال‪ :‬اذهبوا به إلتتى الهاويتتة‪ ،‬فيتتذهب بتته‬

‫إليها‪ ،‬فيهوى‪ ،‬حتى ينتهي إلى قعرها‪ ،‬فيجدها هناك كهيئتها فيحملهتتا‪،‬‬

‫فيضعها على عاتقه‪ ،‬فيصعد بها في نار جهنم‪ ،‬حتتتى إذا رأى أنتته قتتد‬

‫ختتتترج‪ ،‬زلتتتتت‪ ،‬فهتتتتوت فهتتتتوى فتتتتي أثرهتتتتا أبتتتتد البتتتتدين"‪.‬‬

‫قال‪ :‬والمانة في الصلة‪ ،‬والمانة في الصوم‪ ،‬والمانة في الوضتتوء‪،‬‬

‫‪539‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والمانة في الحديث‪ ،‬وأشد ذلك الودائع‪ ،‬قال‪ :‬فلقيت البراء فقلتتت‪:‬‬

‫أل تستتتمع إلتتتى متتتا يقتتتول أختتتوك عبتتتد اللتتته? قتتتال‪ :‬صتتتدق‪.‬‬

‫قال شريك‪ :‬وحدثنا عباد العتتامري‪ ،‬عتتن زاذان‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته‪ ،‬عتتن‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم بمثلتته‪ ،‬ولتتم يتتذكر المانتتة فتتي الصتتلة‪،‬‬

‫والمانة في كل شيء‪ ،‬إسناده جيد‪ ...‬ولم يروه أحمد ول من الستتتة‬

‫أحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد‪.‬‬

‫وله شاهد من الحديث الذي رواه مسلم ٍ ‪ ،‬عن أبي ستتعيد‪" :‬أن رجل ً‬

‫قال‪ :‬يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله‪ ،‬صابرًا‪ ،‬محتستتبًا‪،‬‬

‫مقب ً‬
‫ل‪ ،‬غير مدبر‪ ،‬أيكفر اللتته عنتتي خطايتتاي? قتتال‪ :‬نعتتم إل التتدين"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا يوسف بن موسى‪ ،‬حدثنا محمد بن عبيد‪،‬‬

‫أخبرنا محمد بن عمر‪ ،‬عنيحيى بن عبد الرحمن بن حاطب‪ ،‬عن عبتتد‬

‫م‬ ‫م إن ّك ُت ْ‬
‫م ي َتوْ َ‬ ‫ن ث ُت ّ‬
‫م ميُتو َ‬
‫ت وَإ ِن ّهُ ْ‬
‫مي ّ ٌ‬ ‫الله بن الزبير قال لما نزلت‪" :‬إن ّ َ‬
‫ك َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫خَتصتتتتتتتتتتتتتمو َ‬
‫م تَ ْ‬ ‫عْنتتتتتتتتتتتتتد َ َرب ّ ُ‬
‫كتتتتتتتتتتتتت ْ‬ ‫ال ِْقَيا َ‬
‫متتتتتتتتتتتتتةِ ِ‬

‫قال الزبير‪ :‬يا رسول الله أيكرر علينا ما يكتون بيننتا فتي التدنيا متن‬

‫خواص الذنوب? قال‪ :‬نعم‪ ،‬ليكررن عليكم‪ ،‬حتى تتتؤدوا إلتتى كتتل ذي‬

‫‪540‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حتتتتتق حقتتتتته‪ ،‬فقتتتتتال الزبيتتتتتر‪ :‬واللتتتتته إن المتتتتتر لشتتتتتديد‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حتتدثنا يوستتف بتتن موستتى‪ ،‬حتتدثنا إستتحاق بتتن‬

‫سليمان‪ ،‬أخبرنا أبو سنان‪ ،‬عن عبد الله بن السائب‪ ،‬عن زاذان‪ ،‬عتن‬

‫عبد الله بن مسعود قال‪ :‬المم جتتاثون للحستتاب‪ ،‬فهتتم يتتومئذ أشتتد‬

‫تعلقا ً بعضهم ببعض منهم في الدنيا‪ ،‬الب بابنه‪ ،‬والبن بأبيه‪ ،‬والخت‬

‫ب‬ ‫بأختها‪ ،‬والزوج بامرأته‪ ،‬والمرأة بزوجها‪ ،‬ثم تل عبد الله‪" :‬فَل َ أن ْ َ‬
‫سا َ‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتاءُلو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مئ ِذٍ وَل َ ي َت َ َ‬
‫م َيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوْ َ‬
‫ب َي ْن َُهتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬

‫وقال الحافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا الفضل بتتن يعقتتوب‪ ،‬حتتدثنا عبيتتد‬

‫بن مسلمة‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن عمر‪ ،‬عن النبي صلى الله عليتته‬

‫وسلم قال‪" :‬يؤتى بالمليك والمملتتوك‪ ،‬والتتزوج والزوجتتة‪ ،‬فيحاستتب‬

‫المليك والمملتوك والتزوج والزوجتة‪ ،‬حتتى يقتال خطبتت فلنتة متع‬

‫خطتتتتتتتتتتتتتتتتتتاب‪ ،‬فزوجتكهتتتتتتتتتتتتتتتتتتا وتركتهتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثني عمرو بن حيان مولى بنتتي تميتتم‪ ،‬حتتدثنا‬

‫عبدة بن حميد‪ ،‬عن إبراهيم ابن مسلم‪ ،‬عن أبي الحوص‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الله بن مسعود قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬إن‬

‫‪541‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله يدعو العبد يوم القيامة‪ ،‬فيتتذكره ويعتتد دعتتوتني يتتوم كتتذا وكتتذا‬

‫حتتتى يعتتد عليتته فيمتتا بعتتد‪ ،‬وقلتتت زوجنتتي فلنتتة ويستتميها باستتمها‬

‫فزوجناكهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫وروى من حديث ليث بن سليم‪ ،‬عن أبتتي بتترذة‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته بتتن‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلم‪ ،‬مرفوعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ً بنحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوه‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬أخبرنا إبراهيم بن سعيد‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب بتتن‬

‫عطاء‪ ،‬حدثني الفضل بن عيسى‪ ،‬حدثنا محمد بن المنكدر‪ ،‬عن جابر‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن العتتار ليلتتزم العبتتد‬

‫ي ممتتا‬
‫لرستتالك بتتي التتى النتتار‪ ،‬أيستتر علت ّ‬
‫يوم القيامة حتى يقتتول‪ِ :‬‬

‫ألقى‪ ،‬والله إنه ليعلم ما فيها من شدة العذاب"‪.‬‬

‫يسأل العبد عن النعيم يوم القيامة‬

‫عتتتتتن الن ِّعيتتتتتم"‪.‬‬


‫مئ ِذٍ َ‬ ‫ستتتتتأل ُ ّ‬
‫ن َيتتتتتوْ َ‬ ‫م ل َت ُ ْ‬
‫قتتتتتال تعتتتتتالى‪" :‬ثتتتتت ّ‬

‫وفي الصحيح‪ ،‬أن رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم لمتتا أكتتل هتتو‬

‫وأصحابه في حديقة أبي الهيثتتم بتتن المنهتتال متتن تلتتك الشتتاة التتتي‬

‫‪542‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذبحت له‪ ،‬وأكلوا من الرطب‪ ،‬وشربوا من ذلك الماء‪ ،‬قال‪" :‬هذا من‬

‫النعيم الذي تسألون عنه" أي عن القيام بشكره‪ ،‬ومتتاذا عملتتتم فتتي‬

‫مقابلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة ذلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك‪.‬‬

‫كما ورد في الحديت‪" :‬آدموا طعامكم بذكر الله وبالصلة‪ ،‬ول تنتتاموا‬

‫عليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته فتقستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوا قلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوبكم"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حتتدثنا يوستتف بتتن موستتى‪ ،‬أخبرنتتا وكيتتع‪ ،‬عتتن‬

‫ستتفيان‪ ،‬عتتن العمتتش‪ ،‬عتتن ثتتابت‪ ،‬أن رجل ً دختتل مستتجد دمشتتق‪،‬‬

‫فقال‪ :‬اللهم آنس وحشتي‪ ،‬وارحم غربتي‪ ،‬وارزقنتتي جليستا ً صتتالحًا‪،‬‬

‫فسمعه أبو الدرداء فقال‪ :‬لئن قلت صادقا ً لنا أسعد بما قلت منتتك‪،‬‬

‫سمعت رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬فمنهتتم ظتتالم‬

‫لنفسه قال‪ :‬الظالم الذي يؤخذ منه في مقتتامه ذلتتك‪ ،‬وذلتتك الحتتزن‬

‫والغم‪ ،‬ومنهم مقتصد‪ ،‬يحاسب حسابا ً يسيرًا‪ ،‬ومنهم سابق بالخيرات‬

‫قال‪ :‬يدخل الجنة بغير حساب" وستأتي الحاديث فيمن يتتدخل بغيتتر‬

‫حساب وكم عدتهم‪.‬‬

‫‪543‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حديث فيه أن الله تعالى يصالح عن عبده الذي له عناية‬

‫ممن ظلمه‪ ،‬بما يريه من قصور الجنة ونعيمها‬

‫قال أبو يعلى‪ :‬حدثنا مجاهد بن موسى‪ ،‬حدثنا عبد الله بن بكير‪،‬‬
‫حدثنا عباد الحنطي‪ ،‬عن سعيد بن أنس‪ ،‬عن أنس قال‪ :‬بينا رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم جالس‪ ،‬إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه‪،‬‬
‫فقال عمر‪ .‬ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي‪ .‬فقال‪ :‬رجلن‬
‫من أمتي‪ ،‬جثوا بين يدي الله عز وجل‪ ،‬رب العزة‪ ،‬تبارك وتعالى‪،‬‬
‫فقال أحدهما‪ :‬يا رب خذ لي مظلمتي من أخي‪ .‬قال الله تعالى‪.‬‬
‫أعط أخاك مظلمته‪ ،‬قال‪ :‬يارب لم يبق من حسناتي شيء‪ .‬قال الله‬
‫تعالى للطالب‪ :‬كيف تصنع بأخيك‪ .‬لم يبق من حسناته شيء‪ .‬قال‪:‬‬
‫يا رب فليحمل عني من أوزاري‪ .‬قال‪ .‬وفاضت عينا رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم بالبكاء‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن ذلك ليوم عظيم‪ ،‬يوم‬
‫يحتاج الناس إلى أن يتحمل عنهم من أوزارهم‪ ،‬فقال الله للطالب‪:‬‬
‫ارفع بصرك فانظر في الجنان‪ ،‬فرفع رأسه فقال‪ :‬يا رب أرى مدائن‬
‫من فضة‪ ،‬وقصورا ً من ذهب‪ ،‬مكللة باللؤلؤ‪ ،‬لي نبي هذا? لي‬
‫صديق هذا? لي شهيد هذا? قال‪ :‬هذا لمن أعطى الثمن‪ ،‬قال‪ .‬يا‬
‫رب ومن يملك ذلك? قال‪ :‬أنت تملكه‪ .‬قال‪ :‬ماذا يا رب? قال‪ :‬تعفو‬
‫عن أخيك‪ .‬قال‪ :‬يا رب فإني قد عفوت عنه‪ .‬قال الله تعالى‪ :‬خذ بيد‬
‫أخيك‪ ،‬فأدخله الجنة‪ ،‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند‬
‫ذلك‪" :‬فإن الله يصالح بين المؤمنين يوم القيامة"‪.‬‬
‫إسناد غريب‪ ،‬وسياق غريب‪ ،‬ومعنى حسن عجيب‪ ،‬وقد رواه‬
‫البيهقي من حديث عبد الله بن أبي بكر به‪.‬‬
‫وحكى البخاري أنه قال‪ :‬حديث سعيد بن أنس‪ ،‬عن أبيه في‬
‫المظالم‪ ،‬ل يتابع عليه‪ ،‬ثم أورده البيهقي من طريق زياد بن ميمون‬
‫البصري‪ ،‬عن أنس مرفوعا ً بنحوه‪ ،‬وفيه نظر أيضًا‪.‬‬
‫وقد يستشهد له بما رواه البخاري في صحيحه‪ ،‬من أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬من أخذ أموال الناس يريد أداءها‪ ،‬أدى‬

‫‪544‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله عنه‪ ،‬ومن أخذها يريد إتلفها أتلفه الله"‪.‬‬


‫وقد روى أبو داود الطيالسي‪ ،‬عن عبد القاهر بن السري‪ ،‬ورواه أبو‬
‫داود‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬من حديثه عن ابن لكنانة بن العباس بن‬
‫مرداس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عباس بن مرداس‪ ،‬أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لمته بالمغفرة والرحمة‪ ،‬فأكثر‬
‫الدعاء‪ ،‬فأ اجابه الله‪ :‬إني قد فعلت‪ ،‬إل ظلم بعضهم بعضًا‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫رب‪ ،‬إنك قادر أن تثبت لمظلوم خيرا ً من ظلمه‪ ،‬وتغفر لهذا الظالم‪،‬‬
‫فلم يجبه تلك العشية‪ ،‬فلما كان غداة المزدلفة‪ ،‬أعاد الدعاء‪ ،‬فأجابه‬
‫الله‪ :‬إني قد غفرت لهم‪ ،‬فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم‪،‬‬
‫فقال له بعض أصحابه‪ :‬يا رسول الله صلى الله عليك‪" :‬تبسمت في‬
‫ساعة لم تكن تبسم فيها? فقال‪ :‬تبسمت من عدو الله إبليس‪ ،‬إنه‬
‫لما علم أن الله استجاب لي في أمتي‪ ،‬أهوى يدعو بالويل‪ ،‬والثبور‪،‬‬
‫ويحثو التراب على رأسه"‪.‬‬
‫قال البيهقي‪ :‬وهذا الغفران يحتمل أن يكون بعد عذاب يمسهم‪،‬‬
‫ويحتمل أن يكون خاصا ً ببعض الناس‪ ،‬ويحتمل أن يكون عاما ً في‬
‫كل أحد‪.‬‬
‫وقال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا صدقة بن موسى‪ ،‬حدثنا أبو عمران‬
‫الجوني‪ ،‬عن قيس بن زيد أو زيد بن قيس‪ ،‬عن قاضي المصرين‬
‫شريح‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق‪ ،‬أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قال‪" :‬إن الله يدعو صاحب الدين يوم القيامة‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬يا ابن آدم‪ :‬فيم أضعت حقوق الناس? فيم اذهبت أموالهم?‬
‫فيقول‪ :‬يا رب لم أفسد‪ ،‬ولكنني أصبت‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا أحق من قضى‬
‫عنك اليوم‪ ،‬فتربح حسناته على سيئاته فيؤمر إلى الجنة"‪.‬‬
‫وثبت في صحيح مسلم‪ ،‬عن أبي ذر‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم في الرجل الذي يقول الله تعالى‪ :‬أعرضوا عليه صغار ذنوبه‪،‬‬
‫واتركوا كبارها‪ ،‬فيقال له‪ :‬هل تنكر من هذا شيئًا? فيقول‪ :‬ل‪ ،‬وهو‬
‫مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه‪ ،‬فيقول الله تعالى‪ :‬إنا قد‬
‫بدلناك مكان كل سيئة حسنة فأقول‪ :‬يا رب ِإني قد عملت ذنوبا ً ل‬
‫أراها هنا? قال‪ :‬وضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت‬

‫‪545‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نواجذه‪.‬‬
‫وتقدم في حديث عبد الله بن عمر في حديث النجوى‪ :‬يدني الله‬
‫العبد يوم القيامة‪ ،‬حتى يضع عليه كنفه ويقرره بذنوبه‪ ،‬حتى إذا ظن‬
‫أنه قد هلك‪ ،‬قال سترتها عليك في الدنيا‪ ،‬وأنا أغفرها لك اليوم‪،‬‬
‫ويعطي كبار حسناته بيمينه‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا هارون بن عبد الله‪ :‬حدثنا سيار بن حاتم‪،‬‬
‫أخبرنا جعفر بن سليمان‪ ،‬أخبرنا أبو عمران الجوني‪ ،‬عن أبي هريرة‬
‫قال‪" :‬يدني الله العبد يوم القيامة‪ ،‬فيضع عليه كنفه فيستره من‬
‫الخلئق كلها‪ ،‬ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر‪ ،‬فيقول‪ :‬اقرأ يا ابن‬
‫آدم كتابك‪ ،‬فيمر بالحسنة فيسر بها قبله‪ ،‬فيقول الله تعالى له‪:‬‬
‫أتعرف يا عبدي? فيقول‪ :‬نعم‪ ،‬يا رب أعرف‪ ،‬فيقول‪ :‬إني قد تقبلتها‪.‬‬
‫قال‪ :‬فيخر ساجدا ً قال‪ :‬فيقول ارفع رأسك‪ ،‬وعد إلى كتابك‪ ،‬فيمر‬
‫بالسيئة فيسود لها وجهه‪ ،‬ويحزن بها قلبه‪ ،‬وترتعد منها فرائصه‪،‬‬
‫ويأخذه من الحياء من ربه ما ل يعلمه غيره‪ ،‬فيقول الله تعالى‪:‬‬
‫أتعرف يا عبدي? فيقول‪ :‬نعم يا رب أعرف‪ ،‬فيقول فِإني قد غفرتها‬
‫لك‪ ،‬فل يزال بين حسنة تقبل فيسجد‪ ،‬وسيئة تغفر فيسجد‪ ،‬ل يرى‬
‫الخلئق منه إل ذاك السجود‪ ،‬حتى ينادي الخلئق بعضها بعضًا‪:‬‬
‫طوبى لهذا العبد الذي لم يعص الله قط ول يدرون ما قد لقي فيما‬
‫بينه وبين الله تعالى مما قد وقف عليه"‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ ،‬وقال ابن أبي ياسر‪ ،‬عمار بن نصر‪ :‬حدثنا‬
‫الوليد بن مسلم‪ ،‬حدثنا عثمان بن أبي العاتكة أو غيره قال‪ :‬من‬
‫أوتي كتابه بيمينه أتى بكتاب في باطنه سيئاته‪ ،‬وظاهره حسناته‪،‬‬
‫فيقال له‪ :‬إقرأ كتابك فيقرأ باطنه فيساء بما فيه من سيئاته‪ ،‬حتى‬
‫إذا أتى على آخرها قرأ فيه‪ :‬هذه سيئاتك‪ ،‬وقد سترتها عليك في‬
‫الدنيا‪ ،‬وغفرتها لك اليوم‪ ،‬ويغبطه الشهاد‪ ،‬أو قال أهل الجمع‪ ،‬بما‬
‫يقرأون في ظاهر كتابه من حسناته‪ ،‬ويقولون‪ :‬سعد هذا‪ ،‬ثم يؤمر‬
‫بتحويله وقراءة ما في ظاهره‪ ،‬فيحول الله ما كان في باطنه من‬
‫سيئاته‪ ،‬فيجعلها الله حسنات‪ ،‬ويقرأ حسناته‪ ،‬حتى يأتي على آخرها‪،‬‬
‫ثم يقول‪ :‬هذه حسناتك‪ ،‬وقد قبلتها‪ ،‬فعند ذلك يقول لهل الجمع‪:‬‬

‫‪546‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه"‪.‬‬ ‫ساب ِي َ ْ‬ ‫ح َ‬‫لق ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت أّني ُ‬ ‫ه إّني ظ َن َن ْ ُ‬ ‫م اْقرُءوا ك َِتاب ِي َ ْ‬ ‫هاؤُ ُ‬ ‫" َ‬


‫قال‪ :‬ومن أوتي كتابه وراء ظهره‪ ،‬يأخذه بشماله‪ ،‬يقال له‪ :‬اقرأ‬
‫كتابك‪ ،‬فيقرأ كتابه‪ ،‬في باطنه حسناته‪ ،‬وفي ظاهره سيئاته‪ ،‬فيقرؤه‬
‫أهل الجمع‪ ،‬ويقولون‪ :‬هلك هذا‪ ،‬فإذا أتى على آخر حسناته‪ ،‬قيل‪:‬‬
‫هذه حسناتك‪ ،‬وقد رددتها عليك‪ ،‬ويؤمر بتحويله‪ ،‬ويقرأ سيئاته حتى‬
‫ت‬
‫م أو َ‬ ‫يأتي على آخرها‪ ،‬فعند ذلك يقول لهل الجمع‪َ" :‬يا ل َي ْت َِني ل َ ْ‬
‫ما َأغَنى عَّني‬ ‫ة َ‬ ‫ت ال َْقا ِ‬
‫ضي َ َ‬ ‫كان َ ِ‬‫ه َيا ل َي ْت ََها َ‬‫ساب ِي َ ْ‬
‫ح َ‬‫ما ِ‬ ‫م أدرِ َ‬ ‫ه وَل َ ْ‬ ‫ك َِتاب ِي َ ْ‬
‫ه"‪.‬‬ ‫مال ِي َ ْ‬ ‫َ‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا علي بن الجعد‪ ،‬حدثنا المبارك بن فضالة‪،‬‬
‫عن الحسن‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يؤتى‬
‫بابن آدم يوم القيامة كأنه بذج والبذج ولد الشاة‪ ،‬فيقول له ربه‪ :‬أين‬
‫ما خولتك? أين ما ملكتك? أين ما أعطيتك? فيقول‪ :‬يا رب جمعته‬
‫وثمرته‪ ،‬وتركته أكثر ما يكون فيقول‪ :‬ما قدمت فيه? فينظر فل يرى‬
‫قدم شيئًا‪ ،‬فليس يراجع الله بعده"‪.‬‬
‫وحدثني حمزة بن العباس‪ ،‬أنبأنا عبد الله بن عثمان‪ ،‬حدثنا ابن‬
‫المبارك‪ ،‬حدثنا إسماعيل بن مسلم‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬وقتادة‪ ،‬عن أنس‬
‫بن مالك‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه‪ ،‬وزاد فيه فيقول‪:‬‬
‫يا رب ارجعني آتك به كله‪ ،‬فإذا أعيد لم يقدم شيئا ً فيمضي به إلى‬
‫النار‪ ،‬ثم ساقه من طريق يزيد الرقاشي‪ ،‬عن أنس عن النبي صلى‬
‫دى‬ ‫موَنا فَرا َ‬ ‫الله عليه وسلم بنحوه‪ ،‬وقد قال الله تعالى‪" :‬وَل ََقد ْ ِ‬
‫جئ ْت ُ ُ‬
‫م"‪.‬‬ ‫م وََراَء ظ ُُهورِك ُ ْ‬ ‫خوَّلناك ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫مّرةٍ وَت ََرك ْت ُ ْ‬ ‫ل ً‬ ‫م أ َوّ َ‬
‫خل َْقناك ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫كَ َ‬
‫وفي الصحيح لمسلم‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪:‬‬
‫يقول ابن آدم‪ :‬مالي‪ ،‬وهل لك من مالك إل ما أكلت فأفنيت‪ ،‬أو‬
‫لبست‪ ،‬فأبليت‪ ،‬أو تصدقت فأمضيت‪ ،‬وما سوى ذلك فذاهب وتاركه‬
‫َ‬ ‫للناس‪ ،‬وقال الله تعالى‪" :‬يُقو ُ َ‬
‫م ي ََرهُ‬‫ب أن ل ّ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫مال ً ل َُبدا ً أي َ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ل أهْل َك ْ ُ‬ ‫َ‬
‫د"‪.‬‬ ‫َ‬
‫ح ٌ‬ ‫أ َ‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا شريح بن يونس‪ ،‬حدثنا سيف بن محمد‪،‬‬
‫ابن أخت سفيان الثوري‪ ،‬عن ليث بن أبي سليم‪ ،‬عن عدي بن‬
‫عدي‪ ،‬عن الصنابحي‪ ،‬عن معاذ بن جبل‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬

‫‪547‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬ل تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأل عن‬
‫أربع‪ :‬عن عمره‪ ،‬فيم أفناه? وعن جسده‪ ،‬فيم أبله? وعن علمه‪ ،‬ما‬
‫عمل فيه? وعن ماله‪ ،‬من أين اكتسبه‪ ،‬وفيم أنفقه? وقد تقدم عن‬
‫ابن مسعود نحوه‪ .‬وروي عن أبي ذر قريب منه‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا سريج بن يونس‪ ،‬حدثنا الوليد بن مسلم‪،‬‬

‫عن المنصور بن عتيق عن مكحول‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬

‫عليه وسلم‪" :‬يتتا غريتتم يتتا أبتتا التتدرداء‪ ،‬كيتتف بتتك إذا قيتتل لتتك يتتوم‬

‫القيامة‪ :‬علمت أو جهلت? فتتإن قلتتت‪ :‬علمتتت فيقتتول‪ :‬متتاذا عملتتت‬

‫فيما علمت? وإن قلت‪ :‬جهلت‪ ،‬قيل‪ :‬فماذا كان عذرك فيما جهلتتت?‬

‫أل تعلمت"‪ .‬وقد روي من وجه آخر موقوف على أبي التتدرداء فتتالله‬

‫أعلم‪.‬‬

‫فصل‬

‫قال البخاري رحمه الله‪ :‬باب يدعى الناس بآبائهم‪ ،‬ثتتم أورد حتتديث‬

‫عبد الله بن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"يرفع لكل غادر لواء يوم القيامة عند استه فيقال‪ :‬هتتذه غتتدرة فلن‬

‫ابتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن فلن"‪.‬‬

‫‪548‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا علي بن الجعد‪ ،‬ومحمد بتتن بكتتار‪،‬‬

‫قال‪ .‬حدثنا هشيم‪ ،‬عن داود بن عمرو‪ ،‬وعن عبد الله بن أبتتي زكريتتا‪،‬‬

‫عن أبي الدرداء‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إنكم‬

‫تدعون يوم القيامة بأسمائكم‪ ،‬وأسماء آبائكم‪ ،‬فحستتنوا أستتماءكم"‪.‬‬

‫وقال البزار‪ :‬حدثنا علي بن المنذر‪ ،‬حدثنا محمد بتتن فضتتيل‪ ،‬حتتدثني‬

‫أبي‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال النبي صلى الله عليه‬

‫وسلم‪" :‬تلقى الرض أفلذ كبدها‪ ،‬فيمتتر الستارق‪ ،‬فيقتتول‪ :‬فتتي هتتذا‬

‫قطعت يدي‪ ،‬ويجيء القاتل‪ ،‬فيقول‪ :‬في هذا قتلت‪ ،‬ويجيتتء القتتاطع‬

‫الرحم‪ ،‬فيقول‪ :‬في هذا قطعت رحمي ثتتم يتتدعونه فل يأختتذون منتته‬

‫شيًا"‪.‬‬

‫فصل‬

‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ت‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫تا‬


‫ت‬ ‫م‬ ‫قتتال اللته تعتتالى‪" :‬يتوم تبيتض وجتتوه‪ ،‬وتستود وجتتوه‪ ،‬فَأ َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ َ ََْ ّ ُ ٌ ََ ْ َ ُ ُ ُ‬ ‫ّ‬

‫ذوُقوا ال َْعت َ‬ ‫اسودت وجتوهُه َ‬


‫متتا ك ُن ُْتت ْ‬
‫م‬ ‫ب بِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫م ب َعْتد َ ِإيمتان ِك ُ ْ‬
‫م‪َ ،‬فت ُ‬ ‫م أك ََفْرت ُت ْ‬
‫ُ ْ‬ ‫ْ َ ّ ْ ُ ُ‬
‫َ‬
‫متةِ الل ّتهِ هُت ْ‬
‫م ِفيهَتتا‬ ‫م فَِفتتي َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫جتتوهُهُ ْ‬
‫تو ُ‬
‫ضت ْ‬
‫ن اب ْي َ ّ‬ ‫متتا ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت َك ُْفتُرون وَأ ّ‬

‫‪549‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن"‪.‬‬
‫دو َ‬
‫خا ِلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫َ‬

‫مئ ِذٍ‬
‫جتتوهٌ ي َتوْ َ‬
‫ة‪ ،‬وَوُ ً‬
‫ضتَرة ِإلتتى رب َّهتا ن َتتاظ َِر ٌ‬
‫مئ ِذٍ نا ِ‬
‫جوهٌ ي َوْ َ‬
‫وقال تعالى‪" :‬و ُ‬

‫ل ب َِهتتتتتتتتتتا َفتتتتتتتتتتاقَِرة"‪.‬‬
‫ن ي ُْفَعتتتتتتتتتت َ‬ ‫ظتتتتتتتتتت َ‬
‫ستتتتتتتتتتَرةٌ ت ُ‬
‫نأ ْ‬‫ّ‬ ‫َبا ِ‬

‫مئ ِدٍ‬
‫جوهٌ َيتتوْ َ‬
‫شَرةٌ وو ُ‬
‫ست َب ْ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬
‫كة ُ‬ ‫ضا ِ‬
‫سِفَرة َ‬
‫م ْ‬
‫مئ ِذٍ ُ‬
‫جوهٌ ي َوْ َ‬
‫وقال تعالى‪" :‬وُ ُ‬

‫ة"‪.‬‬ ‫م الك ََفتتتَرةُ الَف َ‬


‫جتتتَر ً‬ ‫عَل َي ْهَتتتا غَب َتتتَرةٌ قتتتي ت َْرهَُقهَتتتا قَت َتتتَرة أول َئ ِ َ‬
‫ك هُتتت ُ‬
‫وقال تعالى‪ِ" :‬للذي َ‬
‫م قَت ٌَر‬ ‫ة‪ ،‬وَل َ ي َْرهَقُ وُ ُ‬
‫جوهَهُ ْ‬ ‫سَنى وَزَِياد ٌ‬
‫سُنوا الح ْ‬
‫ح َ‬
‫نأ ْ‬‫ِ َ‬
‫ول َ ذّلة أول َئ ِ َ َ‬
‫سي َّئا ِ‬
‫ت‬ ‫ن كَ َ‬
‫سُبوا ال ّ‬ ‫ن َوال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫دو َ‬
‫خال ِ ُ‬
‫م ِفيَها َ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫جن ّةِ هُ ْ‬ ‫حا ُ‬
‫ص َ‬
‫كأ ْ‬ ‫َ ِ‬
‫َ‬
‫م‪ ،‬ك َأن ّ َ‬
‫متتا‬ ‫صت ٍ‬
‫عا ِ‬
‫ن َ‬ ‫ن الل ّتهِ ِ‬
‫مت ْ‬ ‫ة ما ل َُهم ّ‬
‫مت َ‬ ‫م ذِل ّ ٌ‬ ‫سي ّئ َةٍ ب ِ ِ‬
‫مث ْل َِها وَت َْرهَُقهُ ْ‬ ‫جَزاُء َ‬
‫َ‬

‫م ِفيَها‬ ‫طعا ً من الل ّيل مظ ِْلما ً أول َئ ِ َ َ‬


‫م قِ َ‬
‫ب الّناَر هُ ْ‬
‫حا ُ‬
‫ص َ‬
‫كأ ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫جوههُ ْ‬
‫ت وُ ُ‬
‫شي َ ْ‬
‫أغ ِ‬

‫ن"‪.‬‬
‫دو َ‬
‫خا ِلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫َ‬

‫وقال الحافظ أبو بكر التتبزار‪ :‬حتتدثنا محمتتد بتتن معمتتر‪ ،‬ومحمتتد بتتن‬

‫عثمان‪ ،‬ابن كرامة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبيد الله بن موستتى‪ ،‬عتتن إستترائيل‪،‬‬

‫عن السدي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫ي‬
‫ن أوت ت َ‬ ‫م‪ ،‬فَ َ‬
‫مت ْ‬ ‫مه ِ ْ‬
‫متتا ِ‬ ‫عو كت ّ‬
‫ل أن َتتاس بإ ِ َ‬ ‫م ن َد ْ ُ‬
‫وسلم في قوله تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫ن فتتي‬ ‫ن َ‬
‫كتتا َ‬ ‫م ْ‬ ‫م وَل َ ي ُظ َْلمو َ‬
‫ن فَِتيل ً وَ َ‬ ‫ن ك َِتاب َهُ ْ‬ ‫ه ب َِيمينهِ َفأول َئ ِ َ‬
‫ك َيقرءو َ‬ ‫ك َِتاب َ ُ‬

‫‪550‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ستتتتِبي ً‬
‫ل"‪.‬‬ ‫ضتتتت ّ‬
‫ل َ‬ ‫متتتتى َوأ َ‬ ‫متتتتى فَُهتتتتوَ فتتتتي ال ِ‬
‫ختتتتَرةِ أعْ َ‬ ‫هتتتتذه أعْ َ‬

‫قال‪ :‬يدعى آخرهم فيعطى كتابه بيمينه‪ ،‬ويمد له في جسده‪ ،‬ويبيض‬

‫وجهه ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ‪ ،‬يتلل‪ ،‬فينطلتتق إلتتى أصتتحابه‪،‬‬

‫فيرونه من بعيتد‪ ،‬فيقولتون‪ :‬اللهتم ائتنتا بهتذا‪ ،‬وبتارك لنتا فتي هتذا‪،‬‬

‫فيأتيهم‪ ،‬فيقول‪ :‬أبشروا‪ ،‬فإن لكل رجل منكم مثل هذا‪ ،‬وأما الكتتافر‬

‫فيسود وجهه‪ ،‬ويمد له في جسمه‪ ،‬فيتتراه أصتتحابه‪ ،‬فيقولتتون‪ :‬نعتتوذ‬

‫بالله من هذا‪ ،‬من شر هذا‪ ،‬اللهم ل تأتنا به‪ ،‬فيأتيهم‪ ،‬فيقولون‪ :‬اللهم‬

‫أخزه‪ ،‬فيقول‪ :‬أبعدكم الله‪ ،‬فِإن لكل رجل منكم مثل هذا‪ ،‬ثتتم قتتال‪:‬‬

‫لسناد‪ ،‬ورواه أبو بكر بن أبي التتدنيا‪ ،‬عتتن العبتتاس‬


‫ل نعرفه إل بهذا ا ِ‬

‫بتتتن محمتتتد‪ ،‬بتتتن عبيتتتتد اللتتته‪ ،‬بتتتن موستتتى‪ ،‬العبستتتي بتتته‪.‬‬

‫وروى ابن أبي الدنيا‪ :‬عن بعض السلف‪ ،‬وهو الحستتن البصتتري‪ ،‬أنتته‬

‫قال‪ :‬إذا قال الله تعالى للعبتتد‪ :‬ختتذوه فغلتتوه‪ ،‬ابتتتدره ستتبعون ألتتف‬

‫ملك‪ ،‬فتسلسل السلسلة من فيتته‪ ،‬فتختترج متتن دبتتره‪ ،‬وينظتتم فتتي‬

‫سلسلة كما ينظم الختترز فتتي الخيتتط‪ ،‬ويغمتتس فتتي النتتار‪ ،‬غمستتة‪،‬‬

‫فيخرج عظامًا‪ ،‬فيقع‪ ،‬ثم تسجر تلك العظام في النار‪ ،‬ثم يعتتاد غض تا ً‬

‫‪551‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طريتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬إذا قال الله‪ :‬ختتذوه‪ ،‬ابتتتدره أكتتثر متتن ربيعتتة ومضتتر‪،‬‬

‫وعن معتمر بن سليمان‪ ،‬عنتتأبيه‪ ،‬أنتته قتتال‪ :‬ل يبقتتى شتتيء إل ذمتته‪،‬‬

‫فيقتتول‪ :‬متتا ترحمنتتي? فيقتتول‪ :‬كيتتف أرحمتتك‪ ،‬ولتتم يرحمتتك أرحتتم‬

‫الراحمين?!‬

‫فصل‬

‫قال ابن ماجه في كتاب الرقائق من سننه‪:‬‬

‫ما يرجى من رحمة الله تعالى يوم القيامة‬

‫حدثنا أبو بكر بن أبي شتتيبة‪ ،‬حتتدثنا هتتارون‪ ،‬حتتدثنا عبتتد الملتتك بتتن‬

‫عطاء‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬إن‬

‫لله مائة رحمة‪ ،‬أنزل منها واحدة بين جميع الخلتتق‪ ،‬فبهتتا يتتتراحمون‬

‫وبها تعطف الوحتتوش علتتى أولدهتتا‪ ،‬وأختتر تستتعة وتستتعين رحمتتة‪،‬‬

‫يرحتتتتتتتتتتتم بهتتتتتتتتتتتا عبتتتتتتتتتتتاده يتتتتتتتتتتتوم القيامتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن محمد بن عبد الله بن نميتتر‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫‪552‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الملك بن أبي سليمان‪ ،‬عن عطاء ابن أبتتي ربتتاح‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪،‬‬

‫ي صتتتتتتلى اللتتتتتته عليتتتتتته وستتتتتتلم بنحتتتتتتوه‪.‬‬


‫عتتتتتتن النتتتتتتب َ‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬عن أبى هريرة‪ ،‬قتتال‪ :‬ستتمعت‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬إن الله خلق الرحمتة يتوم‬

‫خلقها مائة رحمة فأمسك عنده تسعة وتسعين رحمتتة‪ ،‬وأرستتل فتتي‬

‫خلقه كلهم رحمة واحدة‪ ،‬فلو يعلم الكافر بكل التتذي عنتتد اللتته متتن‬

‫الرحمة لم ييأس من الجنة‪ ،‬ولو يعلم المتؤمن بكتتل التذي عنتد اللته‬

‫من العذاب لم يأمن من النار"‪ .‬انفرد بتته البختتاري عتتن هتتذا التتوجه‪.‬‬

‫ثم قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا أبو كريب‪ ،‬وأحمد بن سنان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبتتو‬

‫معاوية‪ ،‬عن العمتتش عتتن أبتتي صتتالح عتتن أبتتي ستتعيد‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم "خلتتق اللتته عتتز وجتتل يتتوم خلتتق‬

‫السموات والرض مائة رحمة‪ ،‬فجعل فتتي الرض منهتتا رحمتتة‪ ،‬فبهتتا‬

‫تعطف الوالدة على ولدها‪ ،‬والبهائم بعضها على بعض‪ ،‬والطير‪ ،‬وأخر‬

‫تسعة وتسعين إلى يوم القيامة فإذا كان يتتوم القيامتتة أكملهتتا بهتتذه‬

‫الرحمة"‪ ،‬انفرد به‪ ،‬وهو على شرط الصحيحين‪ ،‬وورد من طرق عن‬

‫‪553‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أبتتي هريتترة‪ :‬أن اللتته كتتتب كتابتا ً يتتوم خلتتق الستتموات والرض‪ :‬إن‬

‫رحمتي تغلب غضبي‪ ،‬وفي رواية سبقت غضتتبي‪ ،‬وفتتي روايتتة‪ :‬فهتتو‬

‫موضتتتتتتتتتتتتتتوع عنتتتتتتتتتتتتتتده فتتتتتتتتتتتتتتوق العتتتتتتتتتتتتتترش‪.‬‬

‫ة"‪.‬‬
‫متتت َ‬
‫ح َ‬ ‫ه تعتتتالى‪" :‬ك َت َتتتب َرّبكتتتم عَل َتتتى ن َْف ِ‬
‫ستتتهِ الّر ْ‬ ‫وقتتتد قتتتال اللتتت ّ‬

‫ن‬
‫ن‪َ ،‬ويؤُتو َ‬
‫ن ي َت ُّقو َ‬ ‫كتب َُها ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫سسأ ْ‬
‫يءٍ فَ َ‬
‫ش ْ‬ ‫ت كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫سع َ ْ‬
‫مِتي وَ ِ‬
‫ح َ‬
‫وقال‪" :‬وََر ْ‬

‫ن"‪.‬‬
‫مُنتتتتتتتتتو َ‬
‫م بآَيات َِنتتتتتتتتتا‪ُ .‬يؤ ِ‬
‫ة‪ ،‬والتتتتتتتتتذين هتتتتتتتتت ْ‬
‫الّزكتتتتتتتتتا َ‬

‫ثم أورد ابن ماجه حديث ابن أبي مليكة‪ ،‬عن معتتاذ‪ :‬أتتتدري متتا حتتق‬

‫الله على عباده? أن يعبدوه ول يشركوا به شيئًا‪ ،‬ثم قال‪ .‬أتتتدري متتا‬

‫حق العباد على الله إذا هم فعلوا ذلك? أن ل يعذبهم‪ ،‬وهو ثابت فتتي‬

‫صحيح البخاري‪ ،‬من طريق السود بن هلل‪ ،‬وأنتتس بتتن مالتتك‪ ،‬عتتن‬

‫معتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاذ‪.‬‬

‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا زيد بتتن الحبتتاب‪،‬‬

‫حدثنا سهيل بن عبد الله أخو حتتزم القطيعتتي‪ ،‬حتتدثنا ثتتابت البنتتاني‪،‬‬

‫عن أنس بن مالك‪ ،‬أن رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم تل هتتذه‬

‫ة"‪.‬‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫مغِْفتتتتتتتَر ِ‬ ‫وى وَأ َ ْ‬
‫هتتتتتتت ُ‬ ‫هتتتتتتت ُ‬
‫ل الت ّْقتتتتتتت َ‬ ‫هتتتتتتتو أ ْ‬
‫اليتتتتتتتة‪ُ " :‬‬

‫‪554‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثم قال الله تعالى‪" :‬أنا أهل أن أتقى‪ ،‬فل يجعل معي إله آخر‪ ،‬فمتتن‬

‫اتقتتتى أن يجعتتتل معتتتي إلهتتتا ً آختتتر فأنتتتا أهتتتل أن أغفتتتر لتتته"‪.‬‬

‫ثم قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا هشام بن عمتتار‪ ،‬حتتدثنا إبراهيتتم بتتن أعيتتن‪،‬‬

‫حدثنا اسماعيل بن يحيى الشيباني‪ ،‬عن عبد الله بن عمر بن حفص‪،‬‬

‫عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪" :‬كنا مع النبي صلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫فتتي بعتتض غزواتتته فمتتر بقتتوم‪ ،‬فقتتال‪ :‬متتن القتتوم? فقتتالوا‪ :‬نحتتن‬

‫المسلمون‪ :‬وامرأة تحصب تنورها‪ ،‬ومعها ابن لهتتا‪ ،‬فتتإذا ارتفتتع وهتتج‬

‫التنور نجت به‪ ،‬فتتأتت النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم فقتتالت‪ :‬أنتتت‬

‫رسول الله? قال‪ :‬نعم‪ :‬قالت‪ :‬بأبي أنتتت وأمتتي‪ ،‬أليتتس اللتته بتتأرحم‬

‫الراحمين? قتال‪ :‬بلتى‪ .‬قتالت‪ :‬أو ليتس اللته أرحتم بعبتاده متن الم‬

‫بولتتدها‪ .‬قتتال‪ :‬بلتتى‪ .‬فتتأتى بأطبتتاق الجتتوز والستتكر‪ ،‬فنتتثر‪ ،‬فجعتتل‬

‫يخاطفهم‪ ،‬ويخاطفونه"‪ .‬والحديث بتمامه وهو غريب جدًا‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه‬

‫قال البخاري‪ :‬وقال أحمد بن شبيب بن سعيد الحنطي‪ ،‬حدثنا أبي‪،‬‬


‫عن يونس‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن سعيد بن المسيب‪ ،‬عن أبي هريرة‪،‬‬

‫‪555‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يرد علي‬
‫يوم القيامة رهط من أصحابي‪ ،‬فيجعلون عن الحوض‪ ،‬فأقول‪ :‬يا‬
‫رب أصحابي‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك ل تعلم ما أحدثوا بعدك‪ ،‬إنهم ارتدوا على‬
‫أعقابهم القهقرى"‪.‬‬
‫قال شعيب‪ :‬عن الزهري‪ ،‬كان أبو هريتترة يحتتدث عتتن النتتبي صتتلى‬

‫الله عليه وسلم "فيحملون" وقال عقيل‪" :‬فيجلون" وقتتال الزبيتتدي‪:‬‬

‫عن أبي هريرة‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن عبد الله بن أبي رافع‪ ،‬عتتن‬

‫أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وهذا كله تعليق ولم أر‬

‫أحدا ً أسنده بشيء من هذا الوجه‪ ،‬عتتن أبتي هريتترة‪ ،‬إل أن البختتاري‬

‫قال بعد هذا‪ :‬حدثنا أحمد بن صالح‪ ،‬حدثنا ابن وهب‪ ،‬أخبرني يتتونس‪،‬‬

‫عن ابن شهاب‪ ،‬عن ابن المستتيب‪ ،‬أنتته كتتان يحتتدث‪ :‬فيجلتتون عنتته‪:‬‬

‫فأقول‪ :‬يا رب أصحابي‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك ل تدري ما أجدثوا بعتتدك‪ ،‬إنهتتم‬

‫ارتتتتتتتتتتتتتتدوا علتتتتتتتتتتتتتى أدبتتتتتتتتتتتتتارهم القهقتتتتتتتتتتتتترى‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثني يعقوب بن عبيد وغيره‪ :‬عن سليمان بن‬

‫حرب‪ ،‬عن حماد بن زيد‪ ،‬عن كلثوم إمام مسجد قشير‪ ،‬عن الفضتتل‬

‫بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن المنكدر‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬كتتأني بكتتم‬

‫‪556‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صادرين عن الحوض‪ ،‬يلقى الرجل الرجل‪ ،‬فيقول‪ :‬أشربت? فيقول‪:‬‬

‫نعم‪ ،‬ويلقى الرجل الرجل فيقول‪ :‬أشربت? فيقول‪ :‬ل‪ ،‬واعطشاه‪.‬‬

‫رواية أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا سعيد بن أبي مريم‪ ،‬عن نتتافع‪ ،‬عتتن ابتتن عمتتر‪،‬‬

‫حدثني ابن أبي مليكة‪ ،‬عن أسماء بنت أبي بكر الصديق‪ ،‬قالت‪ :‬قال‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬إني على الحوض‪ ،‬حتى أنظر من يتترد‬

‫منكم علي‪ ،‬وسيؤخذ أناس دوني‪ ،‬فأقول‪ :‬يتتا رب‪ ،‬هتتؤلء منتتي ومتتن‬

‫أمتي? فيقال‪ :‬هل شعرت بما عملوا بعدك? والله ما برحوا يرجعون‬

‫على أعقابهم"‪ .‬فكتتان ابتتن أبتتي مليكتتة يقتتول‪ :‬اللهتتم إنتتا نعتتوذ بتتك‪.‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن الم ل تلقي ولتتدها فتتي‬

‫النار‪ ،‬فأكب رسول صلى الله عليه وسلم يبكي ثم رفع رأستته إلينتتا‪،‬‬

‫فقال‪ :‬إن الله عز وجل ل يعذب من عباده إل المارد المتمتترد‪ ،‬التتذي‬

‫يتمرد على الله‪ ،‬ويأبى أن يقتتول ل إلتته اللتته"‪ .‬إستتناده فيتته ضتتعف‪،‬‬

‫وستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتياقه فيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته غرابتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‪.‬‬

‫‪557‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب وََتتوَّلى" الليتل‪.‬‬
‫كتذ ّ َ‬ ‫شتَقى‪ ،‬اّلت ِ‬
‫ذي ً‬ ‫ها إ ِل ّ ال ْ‬
‫صل َ َ‬
‫وقد قال تعالى‪" :‬ل َ ي َ ْ‬

‫ب وَت َوَّلى" القيامة‪.‬‬ ‫صّلى‪َ ،‬ولك ِ ْ‬


‫ن ك ًذ ّ َ‬ ‫صد ّقَ وَل َ ً‬
‫وقال‪" :‬فَل َ َ‬

‫الّله عز وجل أرحم بعباده من المرضعة بوليدها‬

‫وقد قال البخاري‪ :‬حدثنا سعيد بن أبي مريم‪ ،‬حدثنا أبو غسان‪،‬‬
‫حدثني زيد بن أسلم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عمر بن الخطاب رضي الله‬
‫عنه‪ ،‬قال‪ :‬قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي‪ ،‬فإذا امرأة‬
‫من السبي قد تحلب ثديها‪ ،‬تسعى‪ ،‬فإذا وجدت صبيا ً في السبي‬
‫أخذته‪ ،‬فأرضعته‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم‪ " :‬أترون هذه‬
‫طارحة ولدها في النار? قلنا‪ :‬ل‪ ،‬وهي ل تقدر أن تطرحه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫الله أرحم بعباده من هذه بولدها"‪ .‬ورواه مسلم‪ ،‬عن حسن‬
‫الحلواني‪ ،‬ومحمد بن سهل بن عسكر‪ ،‬كلهما عن سعيد بن أبي‬
‫مريم‪ ،‬عن أبي غسان محمد بن مطرف به‪ ،‬وفي رواية‪" :‬والله لله‬
‫أرحم بعباده من هذه بولدها"‪.‬‬
‫ثم قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي‪ ،‬حدثنا عمرو‬
‫بن هاشم‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬عن عبد الله بن سعيد‪ ،‬عن سعيد‬
‫المقبري‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬ل يدخل النار إل شقي‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول الله‪ :‬ومن الشقي?‬
‫قال‪ :‬من لم يعمل لله بطاعة‪ ،‬ولم يترك له معصية" إسناد هذا‬
‫ضعف‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم من حديث أبي بردة بن أبي موسى‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إذا كان يوم القيامة‬
‫دفع إلى كل مسلم يهودي‪ ،‬أو نصراني‪ ،‬فيقال‪ :‬هذا فكاكك من‬
‫النار"‪.‬‬
‫وفي رواية‪" :‬ل يموت رجل مسلم إل أدخل الله مكانه الى النار‬
‫يهوديا ً أو نصرانيًا" قال‪ :‬فاستحلف عمر بن عبد العزيز أبا بردة بالله‬

‫‪558‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الذي ل إله إل هو ثلث مرات أن أباه حدثه عن رسول الله صلى‬


‫الله عليه وسلم قال‪ :‬فحلف له‪ ،‬وفي رواية‪ :‬لمسلم أيضًا‪ ،‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يجيء ناس من المسلمين يوم‬
‫القيامة بذنوب أمثال الجبال‪ ،‬فيغفرها الله لهم‪ ،‬وضعها على اليهود‬
‫والنصارى"‪.‬‬
‫وقال ابن ماجه‪ :‬حدثنا جبارة بن المغلس‪ ،‬حدثنا عبد العلى بن أبي‬
‫المساور‪ ،‬عن أبي بردة‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪" :‬إذا جمع الله الخلئق يوم القيامة أذن لمة محمد في‬
‫ل‪ ،‬ثم يقول‪ :‬ارفعوا رؤوسكم‪ ،‬فقد جعلنا‬‫السجود‪ ،‬فيسجدون طوي ً‬
‫عدوكم فداءكم من النار"‪.‬‬
‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شتيبة‪ ،‬حتدثنا أحمتد‬

‫بن يونس‪ ،‬حدثنا سعد أبو عيدان الشيباني‪ ،‬عن حمتتاد بتتن ستتليمان‪،‬‬

‫عن إبراهيم‪ ،‬عن صلة بن زغر‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الفاجر في‬

‫دينه‪ ،‬الحمق في مغيشته‪ ،‬والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الذي قد‬

‫محشته النار بذنبه‪ ،‬والتتذي نفستتي بيتتده ليغفتترن اللتته يتتوم القيامتتة‬

‫مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه "‪.‬‬

‫ساب‬
‫ح َ‬
‫غير ِ‬
‫ن هذه المة ب َ‬
‫م ْ‬ ‫ذكر من يدخل ال ْ َ‬
‫جّنة ِ‬

‫‪559‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال! البخاري‪ :‬حدثنا عمران بن ميسرة‪ ،‬حتتدثنا ابتتن فضتتيل‪ ،‬حتتدثنا‬

‫حصين‪ ،‬وحدثنا أسيد بن زيد‪ ،‬حدثنا هشيم عن حصين قال‪ :‬كنت عند‬

‫سعيد بن جبير فقال‪ :‬حدثني ابن عباس قال‪ :‬قال النتتبي صتتلى اللتته‬

‫ي المم‪ ،‬فأجد النبي يمر معه المة‪ ،‬والنبي‬


‫عليه وسلم‪" :‬عرضت عل ّ‬

‫يمر معه النفر‪ ،‬والنبي معه العشرة‪ ،‬والنتتبي معتته الخمستتة‪ ،‬والنتتبي‬

‫يمر وحتتده‪ ،‬فنظتترت‪ ،‬فتتإذا ستتواد كتتثير‪ ،‬فقتتال قتتائل‪ :‬هتتؤلء أمتتتك‪،‬‬

‫وهؤلء ستتبعون ألفتا ً قتتدامهم‪ ،‬ل حستتاب عليهتتم‪ ،‬ول عقتتاب‪ ،‬قلتتت‪:‬‬

‫ولم? قال‪ :‬كانوا ل يكتوون‪ ،‬ول يسترقون‪ ،‬ول يتطيرون‪ ،‬وعلى ربهم‬

‫يتوكلون‪ ،‬فقام إليه عكاشة بن محصتتن فقتتال‪ :‬ادع اللتته أن يجعلنتتي‬

‫منهم قال‪ :‬اللهم اجعله منهم‪ :‬ثم قال رجل آخر‪ ،‬فقال‪ :‬ادع اللتته أن‬

‫يجعلني منهم‪ :‬فقال‪ :‬سبقك بها عكاشة"‪ .‬ورواه مستتلم‪ ،‬عتتن ستتعيد‬

‫بتتن منصتتور‪ ،‬عتتن هشتتيم بتته بنحتتوه وهتتو أطتتول متتن هتتذا ثتتم أورد‬

‫البخاري‪ ،‬ومسلم أيضا ً من طريق يونس‪ ،‬عن الزهتتري‪ ،‬عتتن ستتعيد‪،‬‬

‫عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحتتوه وقتتال فيتته‪:‬‬

‫‪560‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫"ثم قام رجل من النصار فقال‪ :‬ادع الّله أن يجعلنتتي منهتتم‪ :‬فقتتال‪:‬‬

‫سبقك بها عكاشة"‬

‫حديث آخر‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن أبي بكر‪ ،‬حدثنا زهير بتتن محمتتد‪،‬‬
‫وقال ا ِ‬

‫عن سهيل بن أبي صالح‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليته وستلم قتال‪" :‬ستألت ربتي عتز وجتل‪ ،‬فوعتدني أن‬

‫يدخل من أمتي سبعين ألفا ً على صورة القمر ليلة البدر‪ ،‬فاستتتزدت‬

‫فزادني مع كل ألف سبعين ألفًا‪ ،‬فقلت‪ :‬أي رب‪ :‬إن لتم يكتن هتؤلء‬

‫مهتتتتاجري أمتتتتتي? قتتتتال‪ :‬إذا أكملهتتتتم لتتتتك متتتتن العتتتتراب"‪.‬‬

‫قال أحمد‪ :‬حتتدثنا يزيتتد إستتماعيل‪ :‬عتتن زيتتاد المخزومتتي‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬نحتتن الختترون‬

‫السابقون يوم القيامة‪ ،‬أول زمتترة متتن أمتتتي تتتدخل الجنتتة ستتبعون‬

‫ألفًا‪ ،‬ل حساب عليهم‪ ،‬صورة كل رجل منهم على صورة القمر ليلتتة‬

‫البدر‪ ،‬ثم الذين يلونهم على أشد ضوء كوكب متتن الستتماء‪ ،‬ثتتم هتتم‬

‫‪561‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد ذلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك منتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتازل"‪.‬‬

‫ثم رواه أحمد عن حسن‪ ،‬عن ابن لهيعة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النتتبي‬

‫صلى الله عليه وستتلم بنحتتو متتا تقتتدم‪ ،‬وكتتذا رواه أحمتتد‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫مهدي‪ ،‬عن حماد بن سلمة‪ ،‬عن محمد بن زياد عن أبتتي أمامتتة كمتتا‬

‫سيأتي‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫ثم قال البخاري‪ :‬حدثنا سعيد بن أبي مريم‪ ،‬حدثنا أبتتو غستتان قتتال‪:‬‬

‫حدثني أبو حازم‪ ،‬عن سهل ابن سعد‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألف تًا‪ ،‬أو ستتبعمائة‬

‫ألف‪- ،‬شك في إحداهما‪ -‬متماسكين آخذا ً بعضهم ببعض‪ ،‬حتى يدخل‬

‫أولهم وآخرهم الجنة‪ ،‬ووجوههم على ضوء القمتتر ليلتتة البتتدر"‪ .‬وقتتد‬

‫رواه البخاري‪ ،‬ومسلم عن قتيبة‪ ،‬عن عبد العزيز بن أبي حازم‪ ،‬به‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫‪562‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمتتد‪ .‬حتتدثنا هاشتتم بتتن القاستتم‪ ،‬حتتدثنا المستتعودي‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫حدثني بكير بن الخنس‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي بكر الصديق قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الّله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬أعطيتتت ستتبعين ألَف تا ً يتتدخلون‬

‫الجنة بغير حساب‪ ،‬وجوههم كالقمر ليلة البتتدر‪ ،‬قلتتوبهم علتتى قلتتب‬

‫رجل واحد‪ ،‬فاستزدت ربي عز وجل‪ ،‬فزادني جمع كل واحد ستتبعين‬

‫ألفًا"‪ .‬وقال أبو بكر‪ :‬فرأيت أن ذلك آت على أهتتل القتترى‪ ،‬ومضتتيت‬

‫فأتيت البوادي‪.‬‬

‫طريق آخر‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ :‬حدثنا حماد‪ :‬عن عاصم‪ ،‬عن زر‪ ،‬عن‬
‫ابن مسعود‪" .‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أري المم في‬
‫النوم‪ ،‬فمرت عليه أمته‪ ،‬قال‪ .‬فأعجبته كثرتهم‪ ،‬قد ملوا السهل‬
‫والجبل‪ ،‬قال‪ .‬فقيل لي‪ :‬إن لك مع هؤلء سبعين ألفا ً يدخلون الجنة‬
‫بغير حساب هم الذين ل يكتوون‪ ،‬ول يسترقون‪ ،‬ول يتطيرون‪ ،‬وعلى‬
‫ربهم يتوكلون‪ ،‬فقال عكاشة بن محصن‪ :‬يا رسول الله‪ :‬ادع الله أن‬
‫يجعلني منهم‪ ،‬قال‪ :‬اللهم اجعله منهم‪ ،‬فقام رجل آخر من النصار‬
‫فقال‪ :‬يا رسول الله‪ :‬ادع الله أن يجعلني منهم‪ ،‬فقال صلى الله‬
‫عليه وسلم‪ :‬سبقك بها عكاشة"‪ .‬قال الحافظ الضياء‪ :‬هذا عندي‬
‫على شرط مسلم‪.‬‬
‫طريق أخرى عنه‬

‫‪563‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ :‬حدثنا معمر‪ :‬عن قتادة‪ ،‬عن الحستتن‪،‬‬

‫عن عمران بن حصين‪ ،‬عن ابتتن مستعود قتال‪ :‬أكثرنتا الحتديث عنتد‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلتتة‪ ،‬ثتتم غتتدونا إليتته فقتتال‪:‬‬

‫ي النبياء الليلة بأممها‪ ،‬فجعل النبي يمتتر ومعتته الثلثتتة‪،‬‬


‫"عرضت عل ّ‬

‫والنبي ومعه العصابة‪ ،‬والنبي ومعه النفتتر‪ ،‬والنتتبي ليتتس معتته أحتتد‪،‬‬

‫حتى مّر على موستتى‪ ،‬معتته كبكبتتة متتن بنتتي إستترائيل‪ ،‬فتتأعجبوني‪،‬‬

‫فقلت‪ :‬من هؤلء? فقيل لي‪ :‬هذا أخوك موسى‪ ،‬معته بنتو إسترائيل‪،‬‬

‫قال‪ :‬قلت‪ :‬فأين أمتي? فقيل لي‪ :‬انظر عتتن يمينتتك‪ ،‬فنظترت‪ ،‬فتِإذا‬

‫الظراب قد سد ّ بوجتوه الرجتال‪ ،‬ثتم قيتل لتي‪ :‬انظتر عتن يستارك‪،‬‬

‫فنظرت فِإذا الفتتق قتتد ستتد بوجتتوه الرجتتال‪ ،‬فقيتتل لتتي‪ :‬أرضتتيت?‬

‫فقلت‪ :‬رضيت يا رب‪ ،‬رضيت يا رب‪ ،‬قال‪ :‬فقيل لتتي‪ :‬إن متتع هتتؤلء‬

‫سبعين ألفا ً يدخلون الجنة بغير حساب‪ ،‬فقال النبي صلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪ :‬فداء لكم أبي وأمي‪ :‬إن استتتطعتم أن تكونتتوا متتن الستتبعين‬

‫ألفا ً فافعلوا? فِإن قصرتم فكونوا متتن أهتتل الظتتراب‪ ،‬ف تِإن قصتترتم‬

‫فكونوا من أهل الفق‪ ،‬فتِإني قتتد رأيتتت ثتتم ناستا ً يتهاوشتتون‪ ،‬فقتتام‬

‫‪564‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عكاشة بن محصن فقال‪ :‬ادع الل ّتته يتتا رستتول اللتته أن يجعلنتتي متتن‬

‫السبعين ألفًا‪ ،‬فدعا له‪ ،‬فقام رجل آخر فقال‪ :‬ادع الله يا رسول الله‬

‫صتتلى اللتته عليتته وستتلم أن يجعلنتتي منهتتم‪ ،‬فقتتال‪ :‬قتتد ستتبقك بهتتا‬

‫عكاشة" قال‪ :‬ثم تحدثنا فقلنا‪ .‬من ترون هؤلء السبعين ألفًا? فقيل‪:‬‬

‫لسلم‪ ،‬لم يشركوا بالله شيئًا‪ ،‬حتى ماتوا‪ :‬فبلغ ذلك‬


‫قوم ولدوا في ا ِ‬

‫النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم فقتتال‪" :‬هتتم التتذين ل يكتتتوون‪ ،‬ول‬

‫يسترقون‪ ،‬ول يتطيرون‪ ،‬وعلى ربهم يتوكلون"‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا محمد بن محمتتد الجتتذوعي‪ :‬حتتدثنا عقبتتة بتتن‬

‫مكرم‪ ،‬حدثنا محمد بن أبي عدي‪ ،‬عن هشام بن حسان‪ ،‬عتتن محمتتد‬

‫بن سيرين‪ ،‬عن عمران بن حصين‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬يدخل الجنة من أمتي ستتبعون ألف تا ً بغيتتر حستتاب‪ ،‬ول‬

‫عذاب‪ ،‬قيل‪ :‬من هم يا رسول! الله‪ .‬قال‪ :‬هم التتذين ل يكتتتوون‪ ،‬ول‬

‫يستتتتتتترقون‪ ،‬ول يتطيتتتتتترون وعلتتتتتتى ربهتتتتتتم يتوكلتتتتتتون"‪.‬‬

‫‪565‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رواه مسلم عن يحيتتى بتتن خلتتف‪ ،‬عتتن المعتمتتر بتتن ستتليمان‪ ،‬عتتن‬

‫هشام بن حسان‪ ،‬من غير ذكر عكاشة‪ ،‬وليس عنده في هذه الرواية‬

‫يتطيتترون‪ ،‬قتتال الحتتافظ الضتتياء‪ :‬وقتتد روي عتتن عمتتران متتن غيتتر‬

‫طريق‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫قال أحمتتد‪ :‬حتتدثنا روح بتتن عبتتادة‪ ،‬حتتدثنا ابتتن جريتتج‪ ،‬أختتبرني أبتتو‬

‫الزبير‪ ،‬سصر جابر بن عبد الّله قال‪ :‬سمعت رسول الله صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم فذكر حديثا ً وفيه‪" :‬فينجتتو أول زمتترة‪ ،‬وجتتوههم كتتالقمر‬

‫ليلة البدر‪ ،‬سبعون ألفًا‪ ،‬ل يحاسبون‪ ،‬ثم الذين يلونهم‪ ،‬كأضتتواء نجتتم‬

‫فتتتتتتتتي الستتتتتتتتماء ثتتتتتتتتم كتتتتتتتتذلك " وذكتتتتتتتتر بقيتتتتتتتتته‪.‬‬

‫ورواه مسلم من حديث روح فلم يرفعه‪ ،‬وقد روى البزار‪ ،‬عن عمتتر‬

‫بن إسماعيل‪ ،‬عن مجالد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن الشعبي‪ ،‬عن جابر‬

‫بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو الذي قبله سواء‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫‪566‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا محمد بن مرداس‪ ،‬حدثنا مبارك‪ ،‬عن عبتتد العزيتتز‬

‫بن صهيب‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪ ،‬أنتته قتتال‪:‬‬

‫"سبعون ألفا ً من أمتتتي يتتدخلون الجنتتة بغيتتر حستتاب‪ ،‬هتتم التتذين ل‬

‫يكتوون‪ ،‬ول يسترقون‪ ،‬ول يتطيرون‪ ،‬وعلى ربهم يتوكلون "‪.‬‬

‫طريق آخر‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا محمد بن عبد الملك‪ ،‬حدثنا أبتتو عاصتتم العيلنتتي‪،‬‬

‫عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يدخل الجنة‬

‫من أمتي سبعون ألفًا‪ ،‬مع كل واحد من السبعين سبعون ألفًا" وهتتذا‬

‫يحتمل أن يكون مع كل واحد من اللوف‪ ،‬ويحتمل أن يكون مع كتتل‬

‫واحتتتتتتتتد متتتتتتتتن الحتتتتتتتتاد‪ ،‬وهتتتتتتتتو أشتتتتتتتتمل وأكتتتتتتتتثر‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنتا معمتر‪ :‬عتن قتتادة‪،‬‬


‫وقد قال ا ِ‬

‫عن أنس أو عن النضر بن أنس‪ ،‬عتتن أنتتس قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن الله وعتدني أن يتدخل الجنتة متن أمتتي‬

‫أربعمائة ألف‪ ،‬فقال أبو بكر رضي الله عنه‪ :‬زدنا رستتول اللتته قتتال‪:‬‬

‫‪567‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وهكذا ‪-‬وجمع كفيه‪ -‬فقال‪ :‬زدنا يا رستتول اللتته قتتال‪ :‬وهكتتذا‪ .‬فقتتال‬

‫عمر‪ :‬حسبك يا أبا بكر‪ .‬فقال أبو بكر‪ :‬دعني يا عمتتر‪ ،‬ومتتا عليتتك أن‬

‫يتتدخلنا الل ّتته الجنتتة كلنتتا? فقتتال عمتتر‪ :‬إن شتتاء أدختتل خلقتته الجنتتة‬

‫برحمته بكف واحتتد"‪ .‬فقتتال النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم "صتتدق‬

‫عمر"‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس رضي الّله عنه‬

‫قال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا محمد بن أبي بكر‪ ،‬حتتدثنا عبتتد القتتاهر‬

‫بن السري‪ ،‬حدثنا حميد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وستتلم‬

‫قال‪" :‬يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفتًا‪ ،‬قتتالوا‪ :‬زدنتتا‪ -‬وكتتان علتتى‬

‫كثيب‪ -‬فحثا بيده‪ ،‬قالوا‪ :‬زدنا يا رسول الله‪ :‬فقال‪ :‬هكذا‪ ،‬وحثا بيتتده‪،‬‬

‫قتتتالوا‪ :‬يتتتا نتتتبي اللتتته‪ :‬أبعتتتد اللتتته متتتن دختتتل النتتتار بعتتتد هتتتذا"‪.‬‬

‫لستتناد‪ ،‬وقتتد‬
‫قال الحافظ الضياء‪ :‬ل أعلمه روي عن أنتتس إل بهتتذا ا ِ‬

‫سئل ابن معين عن عبد القاص فقال‪ :‬صالح‪.‬‬

‫حديث آخر غريب‬

‫‪568‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي ومحمد بتتن‬

‫يحيى بن مندة الصبهاني قال‪ :‬حدثنا أبو حفص عمر بن علتتي‪ ،‬حتتدثنا‬

‫معاذ بن هشام‪ ،‬حدثني أبي‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أبي بكر بتتن أنتتس‪ ،‬عتتن‬

‫أبي بكر بن عمير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النبي صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫"إن الله وعدني أن يدخل من أمتي ثلثمائة ألف الجنة‪ ،‬فقال عمير‪:‬‬

‫يا رسول الله‪ :‬زدنا‪ .‬فقال‪ :‬هكذا بيده‪ ،‬فقال عميتتر‪ :‬يتتا رستتول اللتته‪:‬‬

‫زدنا‪ .‬فقال عمر‪ :‬حسبك يا عمير‪ ،‬فقال عميتتر‪ :‬متتا لنتتا ولتتك يتتا ابتتن‬

‫الخطاب? وما عليك أن يدخلنا الله الجنة? فقال عمر‪ :‬إن شتتاء اللتته‬

‫أدخل الناس الجنة بحثية واحدة‪ ،‬فقال رسول الله صتتلى اللتته عليتته‬

‫وستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلم‪" :‬صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدق عمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫قال الحافظ الضياء‪ :‬ل أعرف لعمير حديثا ً غيره‪.‬‬

‫حديث آخر غريب‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا محمود بن بكر‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬عن عيستتى‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫أبي ليلى عطية‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬

‫‪569‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله عليه وستتلم‪" :‬يتتدخل الجنتتة متتن أمتتتي ستتبعون ألفتا ً ل حستتاب‬

‫عليهم‪ ،‬فقتتام عكاشتتة فقتتال‪ :‬يتتا رستتول اللتته‪ :‬ادع اللتته أن يجعلنتتي‬

‫منهتتم‪ ،‬فقتتال‪ :‬اللهتتم اجعلتته منهتتم‪ ،‬فقتتال رجتتل آختتر‪ :‬ادع اللتته أن‬

‫يجعلني منهم‪ ،‬فقال‪ :‬اللهتتم اجعلتته منهتتم‪ ،‬فستتكت القتتوم‪ ،‬ثتتم قتتال‬

‫بعضهم لبعض‪ :‬لو قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وستتلم ادع الل ّتته‬

‫أن يجعلنا منهم‪ .‬فقال صلى الله عليتته وستتلم‪ :‬ستتبقكم بهتتا عكاشتتة‬

‫وصاحبه‪ ،‬أما إنكم لو قلتم لقلت‪ ،‬ولو قلت لوجبت "‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫قال أبو بكر بتتن أبتتي شتتيبة‪ .‬حتتدثنا إستتماعيل بتتن عبتتاس‪ ،‬ستتمعت‬

‫ة الباهلي‪ .‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته‬


‫محمد بن زياد يحدث عن أبي أمام ُ‬

‫عليتته وستتلم‪ ،‬وقتتال الطتتبراني‪ :‬حتتدثنا أحمتتد بتتن علتتي الدمشتتقي‬

‫والحسين بن إسحاق التستري قال‪ :‬حدثنا هشام بن عمار‪ ،‬حدثنا أبي‬

‫إسماعيل بن عياش‪ ،‬أخبر محمد بن زياد‪ ،‬سمعت أبتتا أمامتتة يقتتول‪:‬‬

‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وستتلم يقتتول‪" :‬وعتتدني ربتتي أن‬

‫‪570‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يدخل الجنة من أمتتتي ستتبعين ألَفتًا‪ ،‬متتع كتتل ألتتف ستتبعون ألفتًا‪ ،‬ل‬

‫حساب عليهم‪ ،‬ول عتاب‪ ،‬وثلث حثيات من حثيات ربتتي عتتز وجتتل"‪.‬‬

‫واللفظ لبن أبي شيبة‪ ،‬وليس عند الطبراني متتع كتتل ألتتف ستتبعون‬

‫ألفًا‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه‬

‫قال أبو بكر بن أبي عاصم‪ .‬حدثنا دحيتتم‪ ،‬حتتدثنا الوليتتد بتتن مستتلم‪،‬‬

‫حتدثنا صتفوان بتن عمترو‪ ،‬عتن ستليم بتن عتامر‪ ،‬عتن أبتي اليمتان‬

‫الهوزني‪ ،‬عن أبي أمامة‪ ،‬عتتن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫قال‪" :‬إن الله وعدني أن يدخل الجنتتة متتن أمتتتي ستتبعين ألفتا ً بغيتتر‬

‫حستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاب"‪.‬‬

‫قال أبو يزيد بن الخنس‪ :‬والّله ما أولئك فتتي أمتتتك يتتا رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم إل مثتل التذباب الصتهب فتي التذباب‪ ،‬فقتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬فِإن الله قد وعدني سبعين ألفًا‪،‬‬

‫متتتتع كتتتتل ألتتتتف ستتتتبعون ألفتتتتًا‪ ،‬وزادنتتتتي ثلث حثيتتتتات "‪.‬‬

‫‪571‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال الضياء‪ :‬رجاله رجال الصحيح إل الهوزني‪ ،‬واسمه عامر بن عبتتد‬

‫الله بن لحي‪ ،‬وما علمت فيه جرحًا‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن خليد‪ ،‬حدثنا أبو توبة‪ ،‬حدثنا محمد بن‬

‫سلم‪ ،‬عن زيد بن سلم‪ ،‬أنه سمع أبا سلم يقول‪ :‬حدثني عتتامر بتتن‬

‫يزيد البكالي‪ :‬أن سمع عقبة بن عبد السلمي قال‪ :‬قال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن ربي وعدني أن يتتدخل الجنتتة متتن أمتتتي‬

‫سبعين ألفا ً بغير حساب‪ ،‬متتع كتتل ألتتف ستتبعون ألفتًا‪ ،‬وزادنتتي ثلث‬

‫حثيات‪ ،‬فكّبر عمتتر‪ ،‬وقتتال‪ :‬إن الستتبعين الولتتى يشتتفعهم اللتته فتتي‬

‫آبائهم‪ ،‬وأبنائهم‪ ،‬وعشائرهم‪ ،‬وأرجو أن يجعلني الله في أحد الحثيات‬

‫لسناد علة‪ ،‬والله تعالى أعلم‪.‬‬


‫الواخر"‪ .‬قال الضياء‪ :‬ل أعلم لهذا ا ِ‬

‫حديث آخر‬

‫لمتتام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا يحيتتى بتتن ستتعيد‪ ،‬حتتدثنا هشتتام يعنتتي‬


‫قتتال ا ِ‬

‫الدستوائي‪ ،‬حدثنا يحيى بن أبي كثير‪ ،‬عن هلل بن أبي ميمونة‪ ،‬عتتن‬

‫‪572‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عطاء بن يسار‪ ،‬أن رفاعة الجهني حدثه قال‪ :‬أقبلنا مع رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬حتتتى ِإذا كنتتا بالكديتتد أو قتتال‪ :‬بقديتتد‪ :‬فتتذكر‬

‫حديثا ً قال فيه‪" :‬وعدني ربي عتتز وجتتل أن يتتدخل الجنتتة متتن أمتتتي‬

‫سبعين ألفا ً بغير حساب وإني لرجو أن يدخلها أحد متتن المتتم حتتتى‬

‫تتبوأوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذراريكم مساكنكم في الجنتتة"‪.‬‬

‫ورواه يعقوب بن سفيان‪ :‬عن آدم بن أبي إيتتاس‪ ،‬عتتن شتتيبان‪ ،‬عتتن‬

‫يحيى بن كثير‪ ،‬قال الحافظ الضياء‪ :‬هذا عندي على شرط الصتتحيح‪،‬‬

‫والله تعالى أعلم‪.‬‬

‫حديث آخر أيضا ً‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا عمرو بن إسحاق بتتن زريتتق الحمصتتي‪ ،‬حتتدثنا‬

‫محمد بن إسماعيل‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬عن ضمضم بتتن زرعتتة‪ ،‬عتتن شتتريح‬

‫بن عبيد‪ ،‬عن أبي أسماء الرحبي‪ ،‬عتتن ثوبتتان قتتال‪ :‬ستتمعت رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬إن ربي وعدني من أمتي ستتبعين‬

‫ألفا ً ل يحاسبون‪ ،‬مع كل ألف سبعون ألفًا"‪.‬‬

‫‪573‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حديث آخر‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمتتد بتتن خليتتد‪ ،‬حتتدثنا أبتتو توبتتة معاويتتة بتتن‬

‫سلم‪ ،‬عن زيد بن سلم‪ ،‬أنه سمع أبا سلم يقول‪ :‬حتتدثني عبتتد اللتته‬

‫بن عامر‪ :‬أن قيسا ً الكندي حدث‪ :‬أن أبا ستتعيد النمتتاري حتتدثه‪ :‬أنتته‬

‫سمع رسول الله صلى اللته عليته وستلم قتال‪" :‬إن ربتي عتز وجتل‬

‫وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا ً بغيتتر حستتاب‪ ،‬ويشتتفع‬

‫كتتل ألتتف لستتبعين ألفتتًا‪ ،‬ثتتم يحتتثي ربتتي ثلث حثيتتات بكفيتته"‪.‬‬

‫قال قيس‪ :‬فقلت لبي سعيد‪ :‬أنت سمعت هذا من رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪ :‬نعم بأذني‪ ،‬ووعاه قلبي‪ ،‬قال أبو سعيد‪ :‬فقتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬وذلك‪ -‬إن شتتاء الل ّتته‪ -‬يستتتوعب‬

‫مهتتتتتاجري أمتتتتتتي‪ ،‬ويتتتتتوفي اللتتتتته بقيتتتتتته متتتتتن أعرابهتتتتتا "‪.‬‬

‫لستتناد‪ ،‬وقتتد‬
‫قال الطبراني‪ :‬لم يرو عن أبي سعيد النماري إل بهذا ا ِ‬

‫تفرد به معاوية بن سلم‪ ،‬وقال الحافظ الضياء‪ ،‬وقد رواه محمد بتتن‬

‫سهل بن عسكر‪ ،‬عن أبي ثوبتتة الربيتتع بتتن نتتافع بِإستتناده‪ ،‬قتتال أبتتو‬

‫سعيد‪ :‬فحسب ذلك عند رستتول الل ّتته صتلى اللته عليتته وستلم فبلتتغ‬

‫‪574‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أربعة آلف ألف ألف وسبعمائة ألف قال‪ :‬فقتتال رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬إن ذلك يستوعب‪ -‬إن شاء الله‪ -‬مهاجري أمتي "‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا محمود بن بكر‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬عن عيستتى‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫أبي يعلى‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا ً ل حساب‬

‫عليهم‪ ،‬فقام عكاشتتة‪ :‬فقتتال‪ :‬يتتا رستتول اللتته‪ ،‬ادع اللتته أن يجعلنتتي‬

‫منهم‪ ،‬فقال رجل آخر‪ :‬ادع الله أن يجعلني منهم‪ ،‬قال‪ :‬اللهم اجعلتته‬

‫منهم‪ ،‬فسكت القوم‪ ،‬ثم قال بعض لبعض‪ ،‬أو قلنتتا‪ :‬يتتا رستتول الل ّتته‪،‬‬

‫ادع الله أن يجعلنا منهم‪ ،‬قال‪ :‬سبقكم بها عكاشة وصاحبه‪ ،‬إما أنكم‬

‫لو قلتم لقلت‪ ،‬ولو قلت لوجبت"‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫رواه البيهقي في كتاب البعتتث والنشتتور‪ ،‬متتن حتتديث الضتتحاك بتتن‬

‫نبراس‪ ،‬حدثني ثابت بن أسلم البناني‪ ،‬عن أبتتي يزيتتد المتتديني‪ ،‬عتتن‬

‫‪575‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عمرو بن حزم النصاري‪ ،‬قال‪ :‬تغيب عنا رسول الله صلى الله عليه‬

‫وسلم ثلثا ً ل يخترج إل لصتلة مكتوبتة‪ ،‬ثتم يرجتع‪ ،‬فلمتا كتان اليتوم‬

‫الرابع خرج إلينا‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬احتبست عنا حتى ظننا أنه قد‬

‫حدث حدث? فقال‪" :‬إنه لم يحدث إل خير‪ ،‬إن ربي وعدني أن يدخل‬

‫الجنة من أمتي سبعين الفا ً ل حساب عليهم‪ ،‬وإني ستألت ربتتي فتتي‬

‫هتتذه اليتتام الثلثتتة المزيتتد‪ ،‬فوجتتدت ربتتي واحتتدًا‪ ،‬ماجتتدًا‪ ،‬كريم تًا‪،‬‬

‫أعطاني مع كل واحد من السبعين ألفا ً ستتبعين ألفتًا‪ ،‬قتتال قلتتت‪ :‬يتتا‬

‫رب وتبلغ أمتي هذا‪ .‬قال‪ :‬أكمل لك العمد متتن العتتراب"‪ .‬الضتتحاك‬

‫هذا قد تكلموا فيه‪ ،‬وقال النسائي‪ :‬متروك‪.‬‬

‫حديث آخر‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا هاشم بن مرثتتد الطتتبراني‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن‬

‫إسماعيل بن عياش‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا ضمضم بن زرعة‪ ،‬عن شتتريح‬

‫بن عبيد‪ ،‬عن أبي مالك قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬

‫"أما والذي نفس محمد بيده‪ ،‬ليبعثن الّله بكم يوم القيامة إلى الجنة‬

‫‪576‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مثل الليل السود‪ ،‬زمرة جميعًا‪ ،‬يحيطتتون بتتالرض‪ ،‬تقتتول الملئكتتة‪،‬‬

‫لما جاء مع محمد أكثر مما جاء مع النبياء"‪.‬‬

‫ه‬
‫ما إلي ْ ِ‬
‫و َ‬
‫ساب َ‬
‫ح َ‬
‫وقف ال ِ‬
‫م ِ‬
‫عن َ‬ ‫ذكر كيفّية تفرق ال ْ ِ‬
‫عَباد َ‬

‫سعير‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫ن اْلجن ّ ِ‬
‫ة وفريق ِ‬ ‫م َ‬
‫فريق ِ‬ ‫َأمرهم َ‬
‫ف َ‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫م في‬ ‫مُر وَهُ ْ‬ ‫ي ال ْ‬ ‫ض َ‬ ‫سَرةِ إ ِذ ْ قُ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬وَأن ْذِْرهُ ْ‬
‫ن" مريم‪.‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫م ل َ ُيؤ ِ‬ ‫غَْفل َةٍ وَهُ ْ‬
‫َ‬
‫مُنوا‬ ‫ذين آ َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫ن‪ ،‬فَأ ّ‬ ‫مئ ِذٍ ي َت ََفّرُقو َ‬ ‫عة ي َوْ َ‬ ‫سا َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م ت َُقو ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫ن ك ََفُروا وَك ًذ ُّبوا‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال َ ِ‬ ‫ن‪َ ،‬وأ ّ‬ ‫حب َُرو َ‬ ‫م في َروضةٍ ي ُ ْ‬ ‫حات فَهُ ْ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫وَعَ ِ‬
‫ن" وقال تعالى‪:‬‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ك في ال ْعَ َ‬ ‫خَرةِ َفأول َئ ِ َ‬ ‫ِبآيات َِنا َولقاِء ال ِ‬
‫ن" الروم‪.‬‬ ‫عو َ‬ ‫صد َ ُ‬ ‫مئ ِذٍ ي َ ّ‬ ‫ة ي َوْ َ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م َتقو ُ‬ ‫"وَي َوْ َ‬
‫كل‬ ‫ن‪ ،‬ت ََر ى ُ‬ ‫مبط ُِلو َ‬ ‫سُر ال ُ‬ ‫خ َ‬ ‫مئذ ي َ ْ‬ ‫ة ي َوْ َ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م ت َُقو ُ‬ ‫قال تعالى‪" :‬وَي َوْ َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫م ت َعْ َ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫جَزوْ َ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫عى إَلى ك َِتاب َِها ال ْي َوْ َ‬ ‫مةٍ ت ُد ْ َ‬ ‫كل أ ّ‬ ‫ة ُ‬ ‫جاث ِي َ ً‬ ‫مة ٍ َ‬ ‫أ ّ‬
‫ن‪َ ،‬فأ َ‬
‫ما‬ ‫ملو َ‬ ‫م ت َعْ َ‬ ‫ما كن ْت ُ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ست َن ْ ِ‬ ‫حقّ إ ِّنا ك ّّنا ن َ ْ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫هذا ك َِتاب َُنا ي َن ْط ِقُ عَل َي ْك ُ ْ‬
‫و‬
‫ك هُ َ‬ ‫مت ِهِ ذ َل ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫م في َر ْ‬ ‫م َرب ّهُ ْ‬ ‫خل ُهُ ْ‬ ‫ت فَي ُد ْ ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫منوا وَعَ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن آياِتي ت ُْتلى عَل َْيك ْ‬
‫م‬ ‫م ت َك ُ ْ‬ ‫ن ك ََفروا أفَل َ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫مِبين‪َ ،‬وأ ّ‬ ‫ال َْفوُْز ال ْ ُ‬
‫ق‬
‫ح ّ‬ ‫ن وَعْد َ الل ّهِ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫ذا قِي َ َ‬ ‫ن‪ ،‬وَإ ِ َ‬ ‫مي َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وما ً ُ‬ ‫م قَ ْ‬ ‫م َوكن ْت ُ ْ‬ ‫ست َك ْب َْرت ُ ْ‬ ‫َفا ْ‬
‫ما‬‫ن إ ِل ّ ظ َّنا وَ َ‬ ‫ن َنظ ّ‬ ‫ة إِ ْ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫ما ن َد ِْري َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِفيَها قُل ْت ُ ْ‬ ‫عة ل َ َري ْ َ‬ ‫سا َ‬ ‫َوال ّ‬
‫ه‬
‫كاُنوا ب ِ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫حاقَ ب ِهِ ْ‬ ‫مُلوا وَ َ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫سي َّئا ُ‬ ‫م َ‬ ‫دا ل َهُ ْ‬ ‫ن‪ ،‬وَب َ َ‬ ‫ست َي ِْقِني َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫مأَواكم‬ ‫ذا وَ َ‬ ‫مه َ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫م ل َِقاء ي َوْ ِ‬ ‫سيت ُ ْ‬ ‫ما ن َ ِ‬ ‫م كَ َ‬ ‫ساك ْ‬ ‫م ن َن ْ َ‬ ‫ل ال ْي َوْ َ‬ ‫ن‪ ،‬وقي َ‬ ‫ست َهْزُِءو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫م آَيات الل ّهِ هُُزوا ً‬ ‫َ‬
‫خذ ْت ُ ْ‬ ‫كم ات ّ َ‬ ‫مبأن ّ ُ‬ ‫ن‪ ،‬ذل ِك ُ ِْ‬ ‫ري َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ن َنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬ ‫الّناُر وَ َ‬
‫ه‬
‫ن‪ ،‬فلل ِ‬ ‫ست َعْت َُبو َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫من َْها وَل َ هُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫جو َ‬ ‫خَر ُ‬ ‫م ل َ يُ ْ‬ ‫حَياةُ الد ّن َْيا َفال ْي َوْ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫وَغَّرت ْك ُ ُ‬
‫ه ال ْك ِْبرَياُء في‬ ‫ن‪ ،‬وَل َ ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫ت وََرب ال ًْرض َر ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫سم َ‬ ‫مد رب ال ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫زيز ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫م"‪.‬‬ ‫كي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ت َوالْرض وَهُوَ ال ْعَ ِ‬ ‫سموا ِ‬ ‫ال ّ‬

‫‪577‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جيءَ‬ ‫ضعَ ال ْك َِتا ُ‬ ‫َ‬ ‫شَرقَ ِ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬وأ ْ‬


‫ب وَ ِ‬ ‫ض ب ُِنورِ ربَها وَوُ ِ‬ ‫ت الْر ُ‬
‫ل‬‫ت كُ ّ‬ ‫ن وَوُفّي َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫م ل َ ي ُظ ْل َ ُ‬ ‫حقّ وَهُ ْ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ي ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫داِء وَقُ ِ‬ ‫شه َ َ‬ ‫ن َوال ّ‬ ‫ِبالن ّب ِّيي َ‬
‫م‬‫جهَن ّ َ‬ ‫ن ك ََفروا ِإلى َ‬ ‫ذي َ‬ ‫سيقَ ال ّ ِ‬ ‫ن وَ ِ‬ ‫ما ي َْفعَُلو َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫هو أعْل َ ُ‬ ‫ت وَ ُ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫ن َْفس َ‬
‫م َيأِتيك ُ ْ‬
‫م‬ ‫خَزن َت َُها أل َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫واب َُها وََقا َ‬ ‫ت أب ْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ها فت ِ َ‬ ‫جاُءو َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫مرا ً َ‬ ‫ُز ْ‬
‫ذا‬‫م هَ َ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫كم ل َِقاَء ي َوْ ِ‬ ‫م وَي ُن ْذُِرون َ ُ‬ ‫ت َرب ّك ُ ْ‬ ‫م آَيا ِ‬ ‫ن عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫م ي َت ُْلو َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫س ٌ‬ ‫ُر ُ‬
‫خُلوا‬ ‫ل اد ْ ُ‬ ‫ن ِقي َ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ب عََلى ال َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ة العَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ت ك َل ِ َ‬ ‫حّق ْ‬ ‫ن ً‬ ‫َقاُلوا ب ََلى وَل َك ِ ْ‬
‫وا‬ ‫ن ات َّق ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫سيقَ ال ّ ِ‬ ‫ن وَ ِ‬ ‫ري َ‬ ‫مت َك َب ّ ِ‬ ‫وى ال ْ ُ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ِفيَها فب ِئ ْ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ب َ‬ ‫وا َ‬ ‫أب ْ َ‬
‫ل ل َهً ْ‬
‫م‬ ‫واب َُها وََقا َ‬ ‫ت أب ْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ها وَفُت ِ َ‬ ‫جاُءو َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫مرا ً َ‬ ‫جن ّةِ ُز َ‬ ‫م إ َِلى ال ْ َ‬ ‫رب ّهُ ْ‬
‫مد ً ل ِل ّهِ اّلذي‬ ‫ح ْ‬ ‫ن وََقاُلوا ال ْ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫ها َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫م َفاد ْ ُ‬ ‫م ط ِب ْت ُ ْ‬ ‫م عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫سل ٌ‬ ‫خَزن َت َُها َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫جُر‬ ‫مأ ْ‬ ‫شاُء فَن ِعْ َ‬ ‫حْيث ن َ َ‬ ‫جن ّةِ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ض ن َت ََبوأ ِ‬ ‫صد َقََنا وَعْد َهُ َوأوَْرث ََنا الْر َ‬ ‫َ‬
‫مدِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫حو َ‬ ‫سب ّ ُ‬ ‫ل ال ْعَْرش ي ُ َ‬ ‫حو ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫حاّفي َ‬ ‫ة َ‬ ‫مل َئ ِك َ َ‬ ‫ن وَت ََرى ال ْ َ‬ ‫مِلي َ‬ ‫اْلعا ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ َر ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫حقّ َوقي َ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ي ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫م وَقُ ِ‬ ‫َرب ّهِ ْ‬
‫سِعيد ٌ‬ ‫شِقي وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫م ن َْفسن إ ِل ّ ب ِإ ِذ ْن ِهِ فَ ِ‬ ‫ت ل َ ت َك ًل ّ ُ‬ ‫م َيأ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫ما‬
‫ن ِفيَها َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫شِهيق َ‬ ‫م ِفيَها زفيٌر وَ َ‬ ‫في الّنارِ ل َهُ ْ‬ ‫شُقوا فَ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫َفأ ّ‬
‫ريد‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫ك فّعا ٌ‬ ‫ن َر ب ّ َ‬ ‫ك إِ ّ‬ ‫شاَء رب ّ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ض إ ِل ّ َ‬ ‫ت َوالْر ُ‬ ‫وا ُ‬ ‫سم َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫دا َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫سموا ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫دا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ِفيَها َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫جن ّةِ َ‬ ‫دوا فَِفي ال ْ َ‬ ‫سع ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫َوأ ّ‬
‫مجذوذ"‪.‬‬ ‫طاًء غَي َْر َ‬ ‫ك عَ َ‬ ‫شاَء َرب ّ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ض ا ِل ّ َ‬ ‫َوالْر ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ي ُؤْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م الت ََغاُبن وَ َ‬ ‫ك ي َوْ ُ‬ ‫مع ذل ِ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫م ل َِيوم ال َ‬ ‫معُك ُ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ل تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬ ‫وقا َ‬
‫حت َِها‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫ه َ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫سي َّئات ِهِ وَي ُد ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صاِلحا ً ي ُك َّفْر عَن ْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِبالل ّهِ وَي َعْ َ‬
‫ن ك ََفُروا وَك ًذ ُّبوا‬ ‫ذي َ‬ ‫م َوال ّ ِ‬ ‫ظي ُ‬ ‫ك ال َْفوُْز ال ْعَ ِ‬ ‫ن ِفيَها أَبدا ً ذل ِ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫الن َْهاُر َ‬
‫صيُر"‪.‬‬ ‫م ِ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫ن ِفيَها وَب ِئ ْ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫ب الّنارِ َ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ِبآَيات َِنا أولئ ِ َ‬
‫ق‬
‫ستتو ُ‬ ‫حمتتن وَفْتتدا ً وَن َ ُ‬ ‫ن إ ِل َتتى الّر ْ‬ ‫مت ِّقي ت َ‬ ‫ش تُر ال ْ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫وقتتال تعتتالى‪" :‬ي َتوْ َ‬

‫ختذ َ ِ‬
‫عْنتد َ‬ ‫ة إل ّ َ‬
‫متتن ات ّ َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫شتَفاعَ َ‬ ‫كتو َ‬ ‫م وِْردا ً ل َ ي َ ْ‬
‫مل ِ ُ‬ ‫ن إ ِل َتتى َ‬
‫جهَّنت َ‬ ‫ميت َ‬
‫جرِ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬

‫حمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن عَْهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدًا"‪.‬‬
‫الّر ْ‬
‫َ‬
‫ت‬
‫س توَد ّ ْ‬
‫نا ْ‬ ‫متتا ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫جتتوة فأ ّ‬
‫ستوَد ّ وُ ُ‬
‫جتتوهٌ وَت َ ْ‬
‫ض وُ ُ‬
‫م ت َب ْي َ ّ‬
‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫‪578‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذوُقوا ال ْعَ َ‬ ‫وجوهُه َ‬


‫متتا‬ ‫م ت َك ُْف تُرو َ‬
‫ن وأ ّ‬ ‫ما كن ْت ُ ْ‬
‫ب بِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫مان ِك ُ ْ‬
‫م فَ ُ‬ ‫م أك ََفْرت ُ ْ‬
‫م ب َعْد َ ِإي َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ ُ‬

‫ن"‪.‬‬
‫دو َ‬
‫خالتت ُ‬
‫م ِفيَهتتا َ‬ ‫متتةِ الّلتتهِ ُ‬
‫هتت ْ‬ ‫م فَِفتتي َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫جتتوهُهُ ْ‬
‫ت وُ ُ‬
‫ضتت ْ‬
‫ن اب ْي َ ّ‬ ‫اّلتت ِ‬
‫ذي َ‬

‫واليات في هذا كثيرة جدًا‪ ،‬لتتو ستتردناها كلهتتا لطتتال الحتتديث جتتدًا‪،‬‬

‫فلنذكر من الحاديث متتا يناستتب هتتذا المقتتام‪ ،‬وهتتي مشتتتملة علتتى‬

‫مقاصتتتتتد كتتتتتثيرة غيتتتتتر هتتتتتذا الفصتتتتتل‪ ،‬وسنشتتتتتير إليهتتتتتا‪.‬‬

‫قال ابتتن أبتتي التتدنيا‪ :‬حتتدثنا محمتتد بتتن عثمتتان العجلتتي‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬

‫أسامة‪ ،‬عن يزيد بن مقول‪ ،‬عن القاسم بن الوليد في قتتوله تعتتالى‪:‬‬

‫ة ال ْك ُب ْتتتتتتتتتتتتتتَرى"‪.‬‬
‫متتتتتتتتتتتتتت ُ‬ ‫ت ال ّ‬
‫طا ّ‬ ‫جتتتتتتتتتتتتتتاَء ِ‬ ‫"َفتتتتتتتتتتتتتتإ ِ َ‬
‫ذا َ‬

‫قال‪ :‬يساق أهل الجنة إلى الجنة‪ ،‬وأهل النار إلى النار‪:‬‬

‫إيراد الحاديث في ذلك آخر أهل الجنة دخول ً اليها‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ ،‬أخبرنا شعيب‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬أخبرني‬
‫سعيد وعطاء بن يزيد‪ :‬أن أبا هريرة أخبرهما عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وحدثني محمود‪ ،‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا معمر‪ ،‬عن‬
‫الزهري‪ ،‬عن عطاء بن يزيد الليثي‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬سئل‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬هل نرى ربنا يوم القيامة?‬
‫فقال‪ :‬هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب? قالوا‪ :‬ل يا‬
‫رسول الله‪ .‬قال‪ :‬هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس له دونه‬
‫سحاب? قالوا‪ :‬ل يا رسول الله‪ .‬قال‪ :‬فإنكم ترونه يوم القيامة‪،‬‬

‫‪579‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كذلك يجمع الله الناس فيقول‪ :‬من كان يعبد شيئا ً فليتبعه‪ ،‬من كان‬
‫يعبد الشمس فليتبع الشمس‪ ،‬من كان يعبد القمر فليتبع القمر‪ ،‬من‬
‫كان يعبد الطواغيت فليتبع الطواغيت‪ ،‬وتبقى هذه المة فيها‬
‫منافقوها‪ ،‬فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون فيقول‪ :‬أنا‬
‫ربكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬نعوذ بالله منك‪ ،‬هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا‪ ،‬حتى ِإذا‬
‫جاء ربنا عرفناه‪ .‬فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا‬
‫ربكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬أنت ربنا‪ ،‬فيتبعونه‪ ،‬ويضرب جسر جهنم‪ ...‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬فأكون أول من يمر‪ ،‬ودعاء‬
‫الرسل يومئذ‪ :‬اللهم سلم سلم‪ ،‬وفيه كلليب مثل شوك السعدان‪،‬‬
‫أما رأيتم شوكة السعدان? قالوا‪ :‬نعم يا رسول الله‪ ،‬قال‪ :‬فإنها مثل‬
‫شوك السعدان‪ ،‬غير أنها ل يعلم قدر عظمها إل الله‪ ،‬فتخطف‬
‫الناس بأعمالهم‪ ،‬فمنهم الموبق بعمله‪ ،‬ومنهم المخذول ثم ينجو‪،‬‬
‫حتى إذا فرغ الله في القصاص بين عباده‪ ،‬وأراد أن يخرج من النار‬
‫من أراد أن يخرجه‪ .‬ممن كان يشهد أن ل إله ال الله‪ ،‬أمر الملئكة‬
‫أن يخرجوهم وقد انحبسوا‪ ،‬فيصب ماء يقال له ماء الحياة‪ ،‬فينبتون‬
‫نبات الحبة في حميل السيل‪ ،‬ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار‬
‫فيقول‪ :‬يا رب‪ ،‬قد مستني ريحها‪ ،‬وأحرقني حرها‪ ،‬فاصرف وجهي‬
‫عن النار‪ ،‬فل يزال يدعو الله‪ ،‬فيقول الله‪ :‬لعلك إن أعطيتك ذلك ل‬
‫تسألني غيره? فيقول‪ :‬ل وعزتك ل أسألك غيره‪ ،‬فيصرف وجهه عن‬
‫النار‪ ،‬ثم يقول بعد ذلك‪ :‬يا رب قربني إلى باب الجنة‪ ،‬فيقول الله‪:‬‬
‫أليس قد زعمت أن ل تسألني غيره? فيقول‪ :‬وعزتك ل أسألك‬
‫غيره‪ ،‬فيعطي الله من العهود والمواثيق أن ل يسأل غيره‪ ،‬فيقربه‬
‫إلى باب الجنة‪ ،‬فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن يسكت‪ ،‬ثم‬
‫يقول‪ :‬رب أدخلني الجنة‪ ،‬فيقول‪ :‬أوليس قد زعمت أن ل تسألني‬
‫غيره? ويلك يا ابن آدم ما أغدرك? فيقول‪ .:‬يا رب ل تجعلني أشقى‬
‫خلقك‪ ،‬فل يزال يدعو الله حتى يضحك‪ ،‬فإذا ضحك منه أذن له‬
‫بالدخول فيها‪ ،‬فإذا دخل فيها قيل له‪ :‬تمن من كذا‪ ،‬فيتمنى‪ ،‬ثم يقال‬
‫له‪ :‬تمن من كذا‪ ،‬فيتمنى‪ ،‬حتى تنقطع به الماني‪ ،‬فيقال‪ :‬لك هذا‬
‫ومثله"‪.‬‬

‫‪580‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أبو هريرة رضي الله عنه‪ :‬وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخول ً‬
‫في الجنة‪ :‬قال‪ :‬وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة‪ ،‬ل يغير‬
‫عليه شيئا ً من حديثه‪ ،‬حتى انتهى إلى قوله "لك هذا ومثله" قال أبو‬
‫سعيد رضي الله عنه‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول‪" :‬ولك عشرة أمثاله"‪ ،‬قال أبو هريرة ومثله معه‪ :‬وهكذا رواه‬
‫البخاري‪ :‬من حديث إبراهيم بن سعد‪ ،‬عن الزهري به‪ ،‬وزاد فقال أبو‬
‫سعيد‪ :‬أشهد أني حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قوله وله عشر أمثاله وهذا الثبات من أبي سعيد مقدم على ما لم‬
‫يحفظه أبو هريرة‪ ،‬حتى ولو نفاه أبو هريرة قدمنا ِإثبات أبي سعيد‬
‫لما معه من زيادة الثقة المقبولة‪ ،‬ل سيما وقد تابعه غيره من‬
‫الصحابة‪ ،‬كابن مسعود‪ ،‬كما سيأتي قريبا ً إن شاء الله تعالى‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا يحيى بن بكير‪ ،‬حدثنا الليث‪ ،‬عن خالد بن يزيد‪،‬‬
‫عن سعيد بن أبي هلل‪ ،‬عن زيد‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬عن أبي سعيد‬
‫الخدري‪ ،‬قال‪ :‬قلنا‪ :‬يا رسول الله هل نرى ربنا? قال‪" :‬هل تضارون‬
‫في رؤية الشمس إذا كانت صحوًا‪ .‬قلنا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فإنكم ل تضارون‬
‫في رؤية ربكم‪ ،‬إل كما تضارون في رؤيتها‪ ،‬قال‪ :‬ثم ينادي مناد‪:‬‬
‫ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون‪ ،‬فيذهب أصحاب الصليب مع‬
‫صليبهم‪ ،‬وأصحاب الوثان مع أوثانهم‪ ،‬وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم‪،‬‬
‫حتى ل يبقى إل من كان يعبد الله‪ ،‬من بر أو فاجر‪ ،‬من أهل الكتاب‪،‬‬
‫ثم يؤتى بجهنم‪ ،‬تعرض كأنها سراب‪ ،‬فيقال لليهود‪ :‬ما كنتم تعبدون‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬كنا نعبد عزيرا ً ابن الله‪ ،‬فيقال‪ :‬كذبتم‪ .‬لم يكن لله صاحبة ول‬
‫ولد‪ ،‬فما تريدون? قالوا‪ :‬نريد أن تسقينا‪ .‬قال‪ :‬فيقال‪ :‬اشربوا‪.‬‬
‫فيتساقطون في جهنم‪ ،‬ثم يقال للنصارى‪ :‬ما كنتم تعبدون?‬
‫فيقولون‪ :‬كنا نعبد المسيح ابن مريم‪ ،‬فيقال‪ :‬كذبتم‪ ،‬لم يكن لله‬
‫صاحبة ول ولد‪ ،‬ثم يقال‪ :‬ما تريدون? فيقولون‪ :‬نريد أن تستقينا‪،‬‬
‫فيقال‪ :‬اشربوا فيتساقطون في جهنم‪ ،‬حتى ل يبقى إل من كان يعبد‬
‫الله عز وجل‪ ،‬من بر أو فاجر‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬ما يحبسكم? فقد ذهب‬
‫الناس‪ ،‬فيقال‪ :‬فارقنا ونحن أحوج إليه اليوم‪ ،‬وإنا سمعنا مناديا ً‬
‫ينادي‪ :‬ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون‪ ،‬وإنا ننتظر ربنا تعالى عز‬

‫‪581‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وجل‪ ،‬قال‪ :‬فيأتيهم الجبار تعالى‪ ،‬عز وجل‪ ،‬في صورة غير الصورة‬
‫التي يعرفون‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا ربكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬نعوذ بالله منك‪ ،‬هذا‬
‫مكاننا‪ .‬حتى يأتينا ربنا‪ ،‬حتى إذا جاء ربنا عرفناه‪ ،‬فيأتيهم الله في‬
‫الصورة التي يعرفون‪ ،‬غير الصورة التى رأوه فيها أول مرة‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫أنا ربكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬أنت ربنا‪ ،‬ل يكلمه إل النبياء‪ ،‬فيقال‪ :‬هل بينكم‬
‫وبينه علمة تعرفونها? فيقولون‪ :‬الساق‪ ،‬فيكشف عن ساقه كما‬
‫ن سَاق"‪.‬‬
‫ف عَ ْ‬ ‫م ي ُك ْ َ‬
‫ش ُ‬ ‫قال تعالى عز وجل‪" :‬ي َوْ َ‬
‫ويسجد له كل مؤمن‪ ،‬ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة‪،‬‬
‫فيذهب كيما يسجد‪ ،‬فيعود ظهره طبقا ً واحدًا‪ ،‬ثم يؤتى بالجسر‪،‬‬
‫فيجعل بين ظهري جهنم‪ ،‬قلنا‪ :‬يا رسول الله‪ :‬الخيل والركاب‪ ،‬فناج‬
‫مسلم‪ ،‬وناج مخدوش‪ ،‬ومكدوس في نار جهنم‪ ،‬حتى يمر آخر‬
‫يسحب سحبًا‪ ،‬فما أنتم بأشد منها شدة في الحق‪ ،‬قد تبين لكم من‬
‫المؤمن يومئذ‪ ،‬يقولون للجبار‪ :‬إذا رأوا أنهم قد نجوا‪ ،‬شافعين في‬
‫إخوانهم‪ ،‬فيقولون‪ :‬ربنا إخواننا كانوا يقاتلون معنا‪ ،‬ويصومون معنا‪،‬‬
‫ويعملون معنا‪ ،‬فيقول الله‪ :‬اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة‬
‫من إيمان فأخرجوهم‪ ،‬ويحرم الله صورهم على النار‪ ،‬وبعضهم‪ ،‬قد‬
‫غاص في النار إلى قدميه‪ ،‬وبعضهم قد غاص إلى أنصاف ساقيه‪،‬‬
‫فيخرجون من عرفوا‪ ،‬ثم يعودون‪ ،‬فيقول الله‪ :‬اذهبوا فمن وجدتم‬
‫في قلبه مثقال دينار فأخرجوه‪ ،‬فيخرجون من عرفوا‪ ...‬قال أبو‬
‫مث َْقا َ‬
‫ل‬ ‫م ِ‬ ‫ه ل َ ي َظ ْل ِ ُ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫سعيد‪ :‬فإن لم تصدقوني فاقرءوا إن شئتم‪" :‬إ ِ ّ‬
‫عْفها"‪.‬‬ ‫ضا ِ‬ ‫ة يُ َ‬
‫سن َ ً‬
‫ح َ‬ ‫ن تَ ُ‬
‫ك َ‬ ‫ذ َّرةِ وإ ِ ْ‬
‫فيشفع النبيون‪ ،‬والملئكة‪ ،‬والمؤمنون‪ ،‬فيقول الجبار عز وجل‪:‬‬
‫"بقيت شفاعتي‪ ،‬فيقبض قبضة‪ ،‬فيخرج أقواما ً قد انحبسوا‪ ،‬فيلقون‬
‫في نهر بأفواه الجنة‪ ،‬يقال له نهر الحياة‪ ،‬فينبتون في حافتيه كما‬
‫تنبت الحبة في حميل السيل‪ ،‬قد رأيتموها إلى جانب الصخرة‪ ،‬وإلى‬
‫جانب الشجرة‪ ،‬فما كان إلى الشمس منها كان أخضر‪ ،‬وما كان إلى‬
‫الظل منها كان أبيض‪ ،‬فيخرجون كأنهم اللؤلؤ‪ ،‬فيجعل الله في‬
‫رقابهم الخواتيم فيدخلون الجنة فيقول أهل الجنة‪ :‬هؤلء عتقاء‬

‫‪582‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الرحمن‪ ،‬أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه‪ ،‬ول خير قدموه‪ .،‬ثم‬
‫يقال لهم‪ :‬لكم ما رأيتم‪ ،‬ومثله معه"‪.‬‬
‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا عبيد الله بن سعيد‪ ،‬وإسحاق بن منصور‪ ،‬كلهما‬

‫عن روح‪ ،‬قال عبيد الله‪ :‬حدثنا روح بتتن عبتتادة القيستتي‪ ،‬حتتدثنا ابتتن‬

‫جريج‪ ،‬أخبرني أبو الزبير‪ ،‬أنه ستتمع جتتابر بتتن عبتتد اللتته يستتأل عتتن‬

‫الورود فقال‪" :‬نجيء نحن يوم القيامة عن كذا وكتتذا انظتتر أي ذلتتك‬

‫فتوق النتاس‪ ،‬قتال‪ :‬فتتدعى المتم بأوثانهتا‪ ،‬ومتا كتانت تعبتد‪ ،‬الول‬

‫فالول‪ .‬ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول من تنتظرون? فيقولون‪ :‬ننظتتر‬

‫ربنا‪ .‬فيقتول‪ :‬أنتا ربكتم‪ ،‬فيقولتون‪ :‬حتتى ننظتر إليتك‪ ،‬فيتجلتى لهتم‬

‫يضحك‪ ،‬قتال‪ :‬فينطلتق بهتم‪ ،‬ويتبعتتونه‪ ،‬ويعطتى لكتتل إنستتان منهتتم‬

‫منافق أو مؤمن نورا ً يتبعه‪ ،‬وعلى جسر جهنم كلليب‪ ،‬وحسك‪ ،‬يأخذ‬

‫من شاء الله‪ ،‬ثم ينطفىء نور المنافقين‪ ،‬ثم ينجو المؤمنون‪ ،‬فينجتتو‬

‫أول زمرة‪ ،‬وجوههم كالقمر ليلة البر سبعون ألفتًا‪ ،‬ل يحاستتبون‪ ،‬ثتتم‬

‫الذين يلونهم كأضوء نجم فتتي الستتماء‪ ،‬كتتذلك‪ ،‬ثتتم تحتتل الشتتفاعة‪،‬‬

‫فيشفعون حتى يخرج من النار من قال ل إله إل الله وكان في قلبتته‬

‫من الخير ما يزن شعيرة‪ ،‬فيجعلون بفناء الجنة‪ .‬ويجعتتل أهتتل الجنتتة‬

‫‪583‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يرشون عليهم الماء‪ ،‬حتى ينبتون نبات الحتتب فتتي الستتبل‪ ،‬ويتتذهب‬

‫ختتوفه‪ ،‬ثتتم يستتأل حتتتى تجعتتل لتته التتدنيا وعشتترة أمثالهتتا معهتتا"‪.‬‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا محمد بن طريف بن خليفة البجلي‪ ،‬حدثنا محمتتد‬

‫بن فضيل‪ ،‬حدثنا أبو مالك الشجعي‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن أبي هريرة‪،‬‬

‫وأبو مالك‪ ،‬عن ربعي‪ ،‬عن حذيفة قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬يجمع الله الناس‪ ،‬فيقتوم المؤمنتتون حتتتى تزلتف لهتم‬

‫الجنة‪ ،‬فيأتون آدم فيقولون‪ :‬يا أبانا استفتح لنا أبواب الجنة‪ .‬فيقتتول‪:‬‬

‫هل أخرجكم من الجنة إل خطيئة أبيكتتم آدم? لستتت بصتتاحب ذلتتك‪،‬‬

‫اذهبوا إلى إبراهيم خليل الله قال‪ :‬فيقتتول إبراهيتتم‪ :‬لستتت بصتتاحب‬

‫ذلك‪ ،‬إنما كنتتت خليل ً متتن وراء‪ ،‬اعمتتدوا إلتتى موستتى عليتته الصتتلة‬

‫والسلم‪ ،‬فيقول‪ :‬لست بصاحب ذلك‪ ،‬اذهبوا إلى عيسى كلمتتة اللتته‬

‫وروحه‪ ،‬فيقول عيسى‪ :‬لست بصاحب ذلك‪ ،‬فيأتون محمتتدًا‪ ،‬فيقتتوم‪،‬‬

‫ويؤذن له‪ ،‬وترسل المانة والرحمتتة فيقومتتان جنتتبي الصتتراط يمينتا ً‬

‫وشما ً‬
‫ل‪ ،‬فيمر بكم كالبرق قال‪ :‬قلتتت بتتأبي أنتتت وأمتتي‪ ،‬كيتتف يمتتر‬

‫البرق? قال‪ :‬ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع فتي طرفتة عيتن?‬

‫‪584‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ويمر كمر الريح‪ ،‬ثم كمر المطر‪ ،‬وشد الرحال‪ ،‬تجري بهم أعمتتالهم‪،‬‬

‫ونبيكم قائم على الصراط يقول‪ :‬رب ستتلم‪ ،‬رب ستتلم‪ ،‬حتتتى تعجتتز‬

‫أعمال العباد‪ ،‬حتى يجيء الرجل فل يستطيع الستتير إل زحفتًا‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫وفي حافتي الصراط كلليب معلقتتة‪ ،‬متتأمورة بأختتذ متتن أمتترت بتته‪،‬‬

‫فمخدوش ناج‪ ،‬ومكدوس في النار‪ ،‬والذي نفس أبي هريرة بيده‪ ،‬إن‬

‫قعتتتتتتتتتتتتتتر جهنتتتتتتتتتتتتتتم لستتتتتتتتتتتتتتبعون خريفتتتتتتتتتتتتتتًا"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا خيثمة‪ ،‬حتتدثنا عثمتتان بتتن مستتلم‪ ،‬حتتدثنا‬

‫حماد بن سلمة‪ ،‬عن علي بن زيتتد‪ ،‬عتتن عمتتارة القرشتتي‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫بردة‪ ،‬عن أبي موسى الشعري‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬يحشر الله المم في صعيد واحد‪ ،‬فتتإذا أراد أن يصتتدع‬

‫بين خلقه‪ ،‬مثل لكم قوم ما كانوا يعبدون‪ ،‬فيتبعونهم‪ ،‬حتى يقحموهم‬

‫النار‪ ،‬ثم يأتينا ربنا ونحن في مكان رفيع فيقتتول‪ :‬متتا أنتتتم? فنقتتول‪:‬‬

‫نحن المسلمون‪ ،‬فيقول‪ :‬ما تنتظرون? فنقول‪ :‬ننتظر ربنتتا‪ ،‬فيقتتول‪:‬‬

‫هل تعرفونه إن رأيتموه? فيقولون نعم‪ .‬فيقول‪ :‬وكيف تعرفونه ولتتم‬

‫تروه? فيقولون‪ :‬إنه ل عدل له‪ ،‬فيتجلى لنا ضاحكًا‪ ،‬فيقتتول‪ :‬أبشتتروا‬

‫‪585‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫معشر المسلمين‪ ،‬فإنه ليس منكتتم أحتد إل وقتتد جعلتتت مكتانه فتي‬

‫النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار يهوديتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ً أو نصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترانيًا"‪.‬‬

‫لمام أحمد عن عبد الصمد وعفان‪ ،‬عن حماد بن سلمة‬


‫وهكذا رواه ا ِ‬

‫به مثله‪ ،‬ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب من هتتذا التتوجه‪ ،‬ولكتتن‬

‫ى‬
‫روى مسلم من حديث سعيد بن أبي بردة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي موس ٍ‬

‫الشعري‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬ل يمتتوت‬

‫رجل مسلم إل أدخل الله مكانه النار يهوديا ً أو نصرانيًا"‪.‬‬

‫فصل‬

‫شريفة‬ ‫ن ال َ َ‬
‫حاديث ال ّ‬ ‫ما ذكر آنفا ً ِ‬
‫م َ‬ ‫صَراط َ‬
‫غْير َ‬ ‫ذكر ال ّ‬

‫ثم ينتهي الناس بعد مفارقتهم مكان الموقف‪ ،‬إلى الظلمة التي‬
‫دون الصراط وهي على جسر جهنم كما تقدم عن عائشة‪ :‬أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أين الناس يوم تبدل الرض‬
‫غير الرض والسموات? فقال‪" :‬هم في الظلمة دون الجسر"‪.‬‬
‫وفي هذا الموضع يفترق المنافقون عن المؤمنين‪ ،‬ويتخلفون عنهم‪،‬‬
‫ويسبقهم المؤمنون‪ ،‬ويحالبينهم وبينهم بسور يمنعهم من الوصول‬
‫م‬‫سَعى نوُرهُ ْ‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫ن َوالمؤْ ِ‬
‫مَنا ِ‬ ‫مِني َ‬‫مؤ ِ‬ ‫م ت ََرى ال ْ ُ‬ ‫إليهم كما قال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫َ‬ ‫بي َ‬
‫حت َِها الن َْهاُر‬‫ن تَ ْ‬
‫م ْ‬
‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬
‫ت تَ ْ‬‫جّنا ٌ‬‫م َ‬ ‫م ال ْي َوْ َ‬
‫شَراك ُ‬ ‫مب ْ‬ ‫ماِنه ْ‬‫م وَب ِأي ْ َ‬
‫ديه ْ‬
‫ن أي ْ ِ‬ ‫َْ َ‬
‫ن واْلمَنافَِقا ُ‬
‫ت‬ ‫مَنافُِقو َ‬ ‫ل ال ْ ُ‬‫م ي َُقو ُ‬
‫م ي َوْ ُ‬ ‫ظي ُ‬‫وز ال ْعَ ِ‬‫ك هُوَ ال َْف ْ‬‫ن ِفيَها ذل ِ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬
‫َ‬

‫‪586‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م‬‫جُعوا وََراءك ْ‬ ‫ل اْر ِ‬ ‫م ِقي َ‬ ‫من ّنوِرك ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ن آمنوا انظُروَنا ن َْقت َب ِ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ِل ّ ِ‬
‫ة‬
‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ه ِفيهِ الّر ْ‬ ‫ب َباط ِن ُ ُ‬ ‫ه َبا ٌ‬ ‫م ِبسور ل ّ ُ‬ ‫ب ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ضرِ َ‬ ‫َفال ِْتمسوا نورا ً فَ ُ‬
‫م َقاُلوا ب ََلى َولك ِن ّك ُ ْ‬
‫م‬ ‫معَك ُ ْ‬ ‫كن ّ‬ ‫م نَ ً‬ ‫م أل َ ْ‬ ‫ب ي َُنادون َهُ ْ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ن قِب َل ِهِ ال ْعَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ظاهُِرهُ ِ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫فَتنت َ‬
‫مُر الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫جاَء أ ْ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ي َ‬ ‫مان ِ ّ‬ ‫م ال َ‬ ‫م وَغَّرت ْك ُ ُ‬ ‫م َواْرت َب ْت ُ ْ‬ ‫صت ُ ْ‬ ‫م وَت ََرب ّ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫م أْنف َ‬ ‫َُْ ْ‬
‫كفروا‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬‫م فِد َْية وَل َ ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫خذ ُ ِ‬ ‫م ل َ ُيؤ َ‬ ‫م بالل ّهِ ال َْغزوُر َفال ْي َوْ َ‬ ‫وَغَّرك ْ‬
‫صير"‪.‬‬ ‫م ِ‬‫س ال ْ َ‬ ‫م وَب ِئ ْ َ‬ ‫مولك ْ‬ ‫ي َ‬ ‫م الّناُر هِ َ‬ ‫مأَواك ُ ُ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ه ُنوُرهُ ْ‬ ‫مع َ ُ‬‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ي َوال ّ ِ‬ ‫خزي الله الّنب ّ‬ ‫م ل َ يُ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫م ل ََنا نوَرَنا َواغِفْر ل ََنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يسعى بي َ‬
‫م ْ‬
‫ن َر ب َّنا أت ْ ِ‬ ‫م ي َُقولو َ‬ ‫مان ِهِ ْ‬ ‫م وَ ب ِأي ْ َ‬ ‫ديه ْ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ديٌر"‪.‬‬ ‫شيٍء قَ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫َ‬
‫ك عَلى ك ُ ّ‬ ‫إ ِن ّ َ‬
‫وقال البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا محمد بن صالح بن‬
‫هانىء‪ ،‬والحسن بن يعقوب‪ ،‬وإبراهيم بن عصمة‪ .‬قالوا‪ :‬حدثنا‬
‫المزي بن خزيمة‪ ،‬حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي‪ ،‬حدثنا‬
‫عبد السلم بن حرب‪ ،‬أخبرنا يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالني‪،‬‬
‫حدثنا المنهال بن عمرو‪ ،‬عن أبي عبيدة‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن عبد الله‪،‬‬
‫قال‪ :‬يجمع الله الناس يوم القيامة‪ ،‬فينادي مناد‪ ،‬يا أيها الناس‪ :‬أل‬
‫ترضون من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وصوركم أن يولي كل‬
‫إنسان منكم إلى من كان يتولى في الدنيا? قال‪ :‬فيتمثل لمن كان‬
‫يعبد عزيرا ً شيطان عزير‪ ،‬حتى تتمثل لهم الشجرة‪ ،‬والعود‪ ،‬والحجر‪،‬‬
‫لسلم جثومًا‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬ما لكم لم تنطلقوا كما‬ ‫ويبقى أهل ا ِ‬
‫ينطلق الناس‪ .‬فيقولون‪ :‬إن لنا ربا ً ما رأيناه بعد‪ .‬قال‪ :‬فيقال‪:‬‬
‫أتعرفون ر بكم إن رأيتموه‪ .‬فيقولون‪ :‬بيننا و بينه علمة إن رأيناه‬
‫عرفناه‪ .‬قالوا‪ :‬وما هي? قالوا‪ :‬يكشف عن ساق‪ .‬قال‪ :‬فيكشف عند‬
‫ذلك عن ساق‪ ،‬قال‪ :‬فيخر‪ -‬أظنه قال‪ -‬من كان يعبده ساجدًا‪ ،‬ويبقى‬
‫قوم ظهورهم كصياصي البقر‪ .‬يريدون السجود‪ ،‬قال‪ :‬فل‬
‫يستطيعون‪ ،‬ثم يؤمرون‪ ،‬فيرفعون رؤوسهم‪ ،‬فيعطون نورهم على‬
‫قدر أعمالهم‪ ،‬قال‪ :‬فمنهم من يعطى نوره مثل النخلة‪ ،‬بيمنيه‬
‫ومنهم من يعطى دون ذلك بيمينه‪ ،‬حتى يكون آخر من يعطى نوره‬
‫على إبهام قدمه‪ ،‬يضيء مرة‪ ،‬وينطفىء مرة‪ ،‬إذا أضاء قدم قدمه‪،‬‬
‫وإذا انطفأ قام قال‪ :‬فيمرون على الصراط‪ ،‬كحد السيف‪ ،‬دحض‬

‫‪587‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مزلة‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬امضوا على قدر نوركم‪ ،‬فمنهم من يمر‬


‫كانقضاض الكواكب‪ ،‬ومنهم من يمر كالريح‪ ،‬ومنهم من يمر‬
‫ل‪ ،‬فيمرون على‬ ‫كالطرف‪ ،‬ومنهم من يمر كشد الرحل ويرمل رم ً‬
‫قدر أعمالهم‪ ،‬حتى يمر الذي نوره على إبهام قدمه تخّريد‪ ،‬وتعلو يد‪،‬‬
‫وتخر رجل‪ ،‬وتعلو رجل‪ ،‬وتصيب جوانبه النار‪ ،‬تقال‪ :‬فيخلصون‪ ،‬فإذا‬
‫خلصوا قالوا‪ :‬الحمد لله الذي نجانا منك بعد أن رأيناك‪ ،‬لقد أعطانا‬
‫الله ما لم يعط أحدًا‪ ،‬قال مسروق‪ .‬فما بلغ عبد الله هذا المكان من‬
‫الحديت إل ضحك‪ ،‬فقال له رجل‪ :‬يا أبا عبد الرحمن‪ :‬لقد حدثت هذا‬
‫الحديث مرارا ً كلما بلغت هذا المكان من الحديث ضحكت‪ ،‬فقال‬
‫عبد الله‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثه مرارًا‪،‬‬
‫فما بلغ هذا المكان من الحديث إل ضحك‪ ،‬حتى تبدو لهاته‪ ،‬ويبدو‬
‫لنسان‪ :‬أتهزأ بي وأنت رب‬ ‫آخر ضرس من أضراسه‪ ،‬يقول ا ِ‬
‫العالمين? فيقول‪ :‬ل‪ ،‬ولكني على ذلك‪ ...،‬فضحك ابن مسعود ثم‬
‫ذكره‪.‬‬
‫وقد أورده البيهقي بعد هذا من حديث حماد بن سلمة‪ ،‬عن عاصم‪،‬‬
‫عن أبي وائل‪ ،‬عن ابن مسعود فذكره موقوفًا‪ ،‬وقال البيهقي‪ :‬أخبرنا‬
‫أبو عبد الله بن أبي مزاحم‪ ،‬حدثنا أبو سعيد المؤذن‪ ،‬عن زياد‬
‫النميري‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬سمعت النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول‪" :‬الصراط كحد الشعرة‪ ،‬وكحد السيف‪ ،‬وإن الملئكة تحجز‬
‫المؤمنين والمؤمنات‪ ،‬وأن جبريل عليه الصلة والسلم يحجزني‪،‬‬
‫لت يومئذ كثير"‪.‬‬ ‫وإني لقول‪ :‬يا رب‪ :‬سلم سلم‪ :‬فالزالون والزا ّ‬
‫وروى البيهقي من حديث سعيد بن زيد‪ ،‬عن يزيد الرقاشي‪ ،‬عن‬
‫أنس مرفوعا ً نحو ما تقدم بأبسط منه‪ ،‬وإسناده ضعيف‪ ،‬ولكن‬
‫يتقوى بما قبله والله أعلم‪.‬‬
‫وقال الثوري‪ :‬عن حصين‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن جنادة بن أبي أمية قال‪:‬‬
‫إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم‪ ،‬وسيماكم‪ ،‬وحلكم‪ ،‬ونجواكم‪،‬‬
‫ومجالسكم فإذا كان يوم القيامة قيل‪ :‬يا فلن هذ ا نورك‪ ،‬يا فلن ل‬
‫م"‪.‬‬
‫ماِنه ْ‬
‫م وَ بأي ْ َ‬
‫ديه ْ‬
‫ن أي ْ ِ‬‫م ب َي ْ َ‬
‫سَعى ُنوُرهُ ْ‬
‫نور لك‪ ،‬وقرأ‪" :‬ي َ ْ‬
‫وقال الضحاك‪ :‬ليس أحد إل يعطي يوم القيامة نورًا‪ ،‬فإذا انتهوا إلى‬

‫‪588‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الصراط أطفىء نور المنافقين‪ ،‬فلما رأى ذلك المؤمنون أشفقوا أن‬
‫م ل ََنا‬
‫م ْ‬
‫يطفأ نورهم‪ ،‬كما أطفىء نور المنافقين فقالوا‪َ" :‬رب َّنا أت ْ ِ‬
‫ُنوَرَنا"‪.‬‬
‫وقال إسحاق بن بشير أبو حذيفة‪ ،‬حدثني ابن جريج‪ ،‬عن أبي مليكة‪،‬‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن‬
‫الله يدعو الناس يوم القيامة بأسمائهم‪ ،‬سترا ً منه على عباده‪ ،‬فأما‬
‫عند الصراط فإن الله يعطي كل مؤمن نورًا‪ ،‬وكل منافق نورًا‪ ،‬فإذا‬
‫استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين والمنافقات‪ ،‬فقال‬
‫المنافقون والمنافقات للذين آمنوا‪ :‬انظرونا نقتبس من نوركم‪،‬‬
‫وقال المؤمنون‪ :‬ر بنا أتمم لنا نورنا‪ :‬ول يذكر عند ذلك أحد"‪.‬‬
‫وقال ابن أبي حاتم‪ :‬حدثنا أبو عبيد الله بن وهب‪ ،‬أخبرنا عمي أبو‬
‫يزيد بن أبي حبيب‪ ،‬عن سعيد بن مسعود‪ ،‬أنه سمع عبد الرحمن بن‬
‫جبير يحدث أنه سمع أبا الدرداء وأبا ذر يخبران‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬أنا أول من يؤذن له يوم القيامة بالسجود‪ ،‬وأول‬
‫من يؤذن له فيرفع رأسه‪ ،‬فأنظر من بين يدي‪ ،‬ومن خلفي‪ ،‬وعن‬
‫يميني‪ ،‬وعن شمالي‪ ،‬فأعرف أمتي من بين المم‪ ،‬فقال له رجل‪ :‬يا‬
‫رسول الله كيف تعرف أمتك من بين المم ما بين نوح إلى أمتك‪.‬‬
‫قال‪ :‬أعرفهم غرا ً محجلين من أثر الوضوء‪ ،‬ول يكون لحد من المم‬
‫غيرهم‪ ،‬يؤتون كتبهم بأيمانهم‪ ،‬وأعرفهم بسيماهم‪ ،‬ووجوههم‪،‬‬
‫وأعرفهم بنورهم‪ ،‬يسعى بين أيديهم وأيدي ذريتهم"‪.‬‬
‫وقال ابن أبي حاتم‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا عبده بن سليمان‪ ،‬حدثنا ابن‬
‫المبارك‪ ،‬حدثنا صفوان بن عمرو‪ ،‬حدثني سليم بن عامر‪ .‬قال‪:‬‬
‫خرجنا على جنازة في باب دمشق‪ ،‬ومعنا أبو أمامة الباهلي‪ ،‬فلما‬
‫صلى على الجنازة‪ ،‬وأخذوا في دفنها‪ ،‬قال أبو أمامة‪ :‬أيها الناس‪:‬‬
‫إنكم قد أصبحتم‪ ،‬وأمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات‬
‫والسيئات‪ ،‬وتوشكون أن تظعنوا منه إلى منزل آخر‪ ،‬وهو هذا‪ -‬يشير‬
‫إلى القبر‪ -‬بيت الوحدة‪ ،‬وبيت الظلمة‪ ،‬وبيت الدود‪ ،‬وبيت الضيق‪ ،‬إل‬
‫ما وسع الله‪ ،‬ثم تنقلون منه إلى مواطن يوم القيامة‪ ،‬في بعض تلك‬
‫المواطن يغشى الناس أمر من أمر الله‪ ،‬فتبيض وجوه‪ ،‬وتسود‬

‫‪589‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وجوه‪ ،‬ثم تنتقلون منه إلى منزل آخر‪ ،‬فيغشى الناس ظلمة شديدة‪،‬‬
‫ثم يقسم النور‪ ،‬فيعطى المؤمن نورًا‪ ،‬ويترك الكافر والمنافق‪ ،‬فل‬
‫جَعل‬ ‫م يَ ْ‬‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫يعطيان شيئا ً وهو المثل الذي ضربه الله في كتابه‪" :‬و َ‬
‫من ُنوٍر"‪.‬‬ ‫ه ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬
‫ه َلة ُنورا ً فَ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫عمى ببصر البصير‬ ‫ل يستضيء الكافر والمنافق‪ ،‬كما ل يستضيُء ال َ ْ‬
‫ل‬‫م ِقي َ‬ ‫ن ُنورِك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ويقول المنافقون للذين آمنوا‪" :‬انظروَنا ن َْقت َب ِ ْ‬
‫سوا نورًا"‪.‬‬ ‫م ُ‬ ‫م َفال ْت َ ِ‬ ‫جُعوا وََراَءك ً ْ‬ ‫اْر ِ‬
‫عون الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫وهي خدعة الله التي خدع بها المنافقون حيث قال‪" :‬يخاد ُ‬
‫م"‪.‬‬ ‫عه ْ‬ ‫خادِ ً‬ ‫َوهوَ َ‬
‫فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور‪ ،‬فل يجدون شيئًا‪،‬‬
‫ه‬
‫ه ِفي ِ‬ ‫ب َباط ِن ُ ُ‬ ‫سورٍ َله َبا ٌ‬ ‫م بِ ُ‬
‫ب ب َي ْن َهُ ْ‬‫ضر َ‬ ‫فيصرفون ِإليهم وقد‪" :‬فَ ُ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫ذا ُ‬ ‫ن قِب َل ِهِ العَ َ‬‫م ْ‬ ‫ظاهره ِ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫الّر ْ‬
‫قال‪ :‬هو حائط بين الجنة والنار‪ ،‬وهو الذي قال الله تعالى فيه‪:‬‬
‫جاب"‪.‬‬ ‫ح َ‬‫ما ِ‬ ‫"وَب َي ْن َهُ َ‬
‫وهذا هو الصحيح‪ ،‬وما روي عن عبد الله بن عمرو وكعب الحبار عن‬
‫لسرائيليين أنه سور بيت المقدس ضعيف جدًا‪ ،‬فِإن كان أراد‬ ‫كتب ا ِ‬
‫المتكلم بهذا الكلم ضرب مثال‪ ،‬وتقريبا ً للمغيب بالشاهد فذاك‪،‬‬
‫ولعله مرادهم والله أعلم‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثني الربيع بن ثعلب‪ ،‬حدثنا إسماعيل‬

‫بن عباس‪ ،‬عن المطعم بتتن المقتتدام الصتتنعاني وغيتتره‪ ،‬عتتن أحمتتد‬

‫قال‪ .‬كتب أبو الدرداء إلى سلمان‪ :‬يا أخي إياك أن تجمع متتن التتدنيا‬

‫ما ل تؤدي شكره‪ ،‬فإني سمعت رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫يقول‪" :‬يجاء بصاحب الدنيا الذي أطتتاع اللتته فيهتتا ومتتاله بيتتن يتتديه‪،‬‬

‫كلما تكفأ به الصراط قال له ماله‪ :‬امض‪ ،‬فقد أديت حق الله فتتي?‪،‬‬

‫‪590‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪ :‬ثم يجاء بصاحب الدنيا الذي لم يطع الله فيها‪ ،‬ماله بين كتفيتته‪،‬‬

‫ي? فل يتتزال‬
‫كلما تكفأ به الصراط قال له ماله‪ :‬أل أديت حق الله ف ت ّ‬

‫كتتتتتتتتتتذلك حتتتتتتتتتتتى يتتتتتتتتتتدعو بالويتتتتتتتتتتل والثبتتتتتتتتتتور"‪.‬‬

‫وعن عبيد بن عمير‪ ،‬أنه كان يقول‪" :‬أيها الناس إنه جستتر مجستتور‪،‬‬

‫أعله دحض مزلة‪ ،‬والملئكة على جنبات الجسر يقولتتون‪ :‬رب ستتلم‬

‫قال‪ :‬وإن الصراط مثل السيف على جسر جهنم‪ ،‬وإن عليتته كلليتتب‬

‫وحسكًا‪ ،‬والذي نفستي بيتده‪ ،‬إنته ليؤختذ بتالك ّ‬


‫لب الواحتد أكتثر متن‬

‫ربيعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة ومضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫وعن سعيد بن أبي هلل قال‪" :‬بلغنا أن الصتتراط يتتوم القيامتتة وهتتو‬

‫على الجسر َيكون على بعض الناس أدق متتن الشتتعر‪ ،‬وعلتتى بعتتض‬

‫النتتتتاس مثتتتتل التتتتوادي الواستتتتع" ر واه ابتتتتن أبتتتتي التتتتدنيا‪.‬‬

‫وقال أيضًا‪ :‬حدثني الخليل بن عمرو‪ ،‬حدثنا ابتتن الستتماك‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫واعظ الزاهد قال‪" :‬بلغني أن الصراط ثلثتتة آلف ستتنة‪ .‬ألتتف ستتنة‬

‫يصعد الناس عليتته‪ ،‬وألتتف ستتنة يستتتوي النتتاس‪ ،‬وألتتف ستتنة يهبتتط‬

‫النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاس"‪.‬‬

‫‪591‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال أيضًا‪ ،‬حدثنا علي بن الجعد‪ ،‬حدثنا شريك عن أبتتي قتتتادة‪ ،‬عتتن‬

‫ستتالم بتتن أبتتي الجعتتد قتتال‪ :‬إن جهنتتم ثلثتتة قنتتاطر‪ :‬قنطتترة عليهتتا‬

‫المانة‪ ،‬وقنطرة عليها الرحم‪ ،‬وقنطتترة عليهتتا اللتته‪ ،‬وهتتي المرصتتاد‬

‫صتتاِد"‪.‬‬ ‫ك َلبال ِ‬
‫مْر َ‬ ‫ن َرب ّت َ‬
‫فمن نجا من هاتين لم ينج من هذه ثتتم قتترأ‪" :‬إ ّ‬

‫وقال عبيد الله بن الفراء‪" :‬يمتتد الصتتراط يتتوم القيامتتة بيتتن المانتتة‬

‫والرحم‪ ،‬وينادي مناد‪ :‬أل متتن أّدى المانتتة‪ ،‬ووصتتل الرحتتم‪ ،‬فليمتتض‬

‫آمنتتتتتتتتا ً غيتتتتتتتتر ختتتتتتتتائف"‪ .‬رواه ابتتتتتتتتن أبتتتتتتتتي التتتتتتتتدنيا‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثني محمد بن إدريس‪ ،‬حدثنا أبو ثوبة الربيتتع‬

‫بن نافع الحلبي‪ ،‬حدثنا معاوية بن سلم‪ ،‬عن أخيه زيد بن سلم‪ ،‬أنتته‬

‫سمع أبا سلم يقول‪ :‬حدثني عبد الرحمتتن‪ ،‬حتتدثني رجتتل متتن كنتتدة‬

‫قال‪ :‬دخلت على عائشة وبيني وبينها حجاب‪ ،‬فقلت‪ :‬إن فتتي نفستتي‬

‫حاجة لم أجد أحدا ً يشفيني منها‪ ،‬قتتالت لتتي‪ :‬متتم أنتتت? قلتتت‪ :‬متتن‬

‫كندة‪ ،‬قالت‪ :‬من أي الجناد أنت? قلت‪ :‬من أهل حمتتص‪ ،‬قتتالت‪ :‬متتا‬

‫حاجتك? قلت‪ :‬أحدثك رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم أنتته يتتأتي‬

‫عليه ساعة ل يملك لحد شفاعة? قالت‪ :‬نعم‪ ،‬لقد ستتألته عتتن هتتذا‪،‬‬

‫‪592‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأنا وهو في شعار واحد‪ ،‬فقال‪ :‬نعم حيتتن يوضتتع الصتتراط‪ ،‬ل أملتتك‬

‫لحد شيئًا‪ ،‬حتى أعلتتم أيتتن يستتلك بتتي‪ ،‬ويتتوم تتتبيض وجتتوه وتستتود‬

‫وجوه‪ ،‬حتى أنظر ما يفعل بي‪ ،‬وعند الجستتر حيتتن يستتتحد ويستتتحر‬

‫قال‪ :‬وما يستحد ويستتتحر? قتتال‪ :‬يستتتحد حتتتى يكتتون مثتتل شتتعرة‬

‫السيف‪ ،‬ويستحر حتى يكون مثل الجمر‪ ،‬فأمتتا المتتؤمن فيجتتتازه ول‬

‫يضره‪ ،‬وأمتتا المنتتافق فيتعلتتق حتتتى يبلتتغ أوستتطه حتتر فتتي قتتدميه‪،‬‬

‫فيهوي بيده إلى قدميه‪ ،‬قالت‪ :‬هل رأيت متتن يستتعى حافيتا ً فتأختتذه‬

‫شوكة حتى تكاد تنفذ متتن قتتدميه? فتتإنه كتتذلك يهتتوي بيتتده ورأستته‬

‫وقدميه‪ ،‬فيضربه الزبانية بخطاف في ناصيته وقدمه‪ ،‬فيقذف به في‬

‫جهنم‪ ،‬يهوي فيهتتا مقتتدار خمستتين عامتًا‪ ،‬فقلتتت‪ :‬متتا مثتتل الرجتتل?‬

‫قتتالت‪ :‬مثتتل عشتتر خلفتتات ستتمان‪ ،‬فيتتومئذ يعتترف المجرمتتون‬

‫بسيماهم‪ ،‬فيؤخذ بالنواصي والقدام‪.‬‬

‫فصل‬

‫حو ْ َ‬
‫ل‬ ‫م َ‬ ‫ضَرن ّهُ ْ‬
‫ح ِ‬‫م ل َن ُ ْ‬
‫ن ثُ ّ‬
‫طي َ‬
‫شيا ِ‬ ‫م َوال ّ‬ ‫ح ُ‬
‫شَرن ّهُ ْ‬ ‫ك ل َن َ ْ‬‫قال الله تعالى‪" :‬فَوََرب ّ َ‬
‫م‬‫عت ِي ّا ً ث ُ ّ‬‫حمن ِ‬ ‫شد ّ عََلى الّر ْ‬ ‫م أَ َ‬ ‫َ‬
‫شيعَةٍ أي ّهُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫م ل ََننزِعَ ّ‬
‫جث ِي ّا ً ث ُ ّ‬
‫م ِ‬
‫جهًن ّ َ‬
‫َ‬

‫‪593‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن عََلى‬ ‫ل َنحن أ َعْل َم بال ّذين هُ َ‬


‫كا َ‬ ‫ها َ‬ ‫م إ ِل َ َوارد ُ َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫ن ِ‬ ‫صِليا ً وَإ ِ ْ‬‫م أوَْلى بَها ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫ن ِفيَها جث ِي ًّا"‪.‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫وا وّن َذ َُر ال ّ‬ ‫ن ات َّق ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ن َُنجي ال ّ ِ‬ ‫ضي ّا ً ث ّ‬‫مْق ِ‬ ‫حْتما ً ّ‬ ‫ك َ‬ ‫َرب ّ َ‬
‫ي آدم‪ ،‬ممن كان‬ ‫أقسم الله تعالى بنفسه الكريمة‪ ،‬أنه سيجمع بن ٍ‬
‫يطيع الشياطين في جهنم جثيًا‪ ،‬أي جلوسا ً على الركب كما قال‪:‬‬
‫عى إ َِلى ك َِتاب َِها"‪.‬‬ ‫مةٍ ت ُد ْ َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫جاث َِية ك ّ‬ ‫مة ٍ َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫"وَت ََرى ك ُ ّ‬
‫وعن ابن مسعود‪ :‬قياما ً وهم يعاينون هولها‪ ،‬ومكاره منظرها‪ ،‬وقد‬
‫كان‬‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ذا َرأت ْهُ ْ‬ ‫جزموا أنهم داخلوها ل محالة كما قال تعالى‪" :‬إ ِ َ‬
‫ن‬‫مَقّرِني َ‬ ‫ضّيقا ً ُ‬ ‫كانا ً َ‬ ‫م َ‬ ‫من َْها َ‬ ‫ذا أل ُْقوا ِ‬ ‫مُعوا ل ََها ت َغَّيظا ً وََزفيرا ً وَإ ِ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ب َِعيدٍ َ‬
‫دعوا ث ُُبورا ً ك َِثيرا ً ُقل‬ ‫حدا ً َوا ْ‬ ‫م ث ُُبورا ً َوا ِ‬ ‫عوا ال ْي َوْ َ‬ ‫ك ث ُُبورا ً ل َ ت َد ْ ُ‬ ‫وا هَُنال ِ َ‬ ‫د َعَ ْ‬
‫صيرا ً‬ ‫م ِ‬ ‫جَزاَء وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ل َهُ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مت ُّقو َ‬ ‫عد َ ال ْ ُ‬ ‫خل ْدِ ال ِّتي وُ ِ‬ ‫ة ال ْ ُ‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫خي ٌْر أ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫أذل ِ َ‬
‫ل"‪.‬‬ ‫سُئو ً‬ ‫م ْ‬ ‫عدا ً ّ‬ ‫ك وَ ْ‬ ‫ن عََلى َر ب ّ َ‬ ‫كا َ‬ ‫دين َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫شاُءو َ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫م ِفيَها َ‬ ‫ل ّهُ ْ‬
‫سأل ُ ّ‬
‫ن‬ ‫م ل َت ُ ْ‬ ‫ن ال ْي َِقين ث ّ‬ ‫م ل َت ََروُن َّها عَي ْ َ‬ ‫م ثَ ّ‬ ‫حي َ‬‫ج ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ل َت ََرُون ال َ‬
‫عن الن ِّعيم"‪.‬‬ ‫مئ ِذٍ َ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫ثم أقسم الله تعالى أن الخلئق كلهم سيرون جهنم فقال تعالى‪:‬‬
‫مْقضي ًِا"‪.‬‬ ‫حْتما ً َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن عََلى َرب ّ َ‬ ‫كا َ‬ ‫م إ ِل ّ َواَردها َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫"وَإ ِ ْ‬
‫قال ابن مسعود‪ :‬قسما ً واجبًا‪ .‬وفي الصحيحين من حديث الزهري‪،‬‬
‫عن سعيد بن المسيب‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬من مات له ثلثة من الولد لم تمسه النار إل تحلة‬
‫لمام أحمد‪ ،‬عن حسن‪ ،‬عن ابن لهيعة‪ ،‬عن زبان‬ ‫القسم"‪ .‬وروى ا ِ‬
‫بن فائد‪ ،‬عن سهل بن معاذ‪ ،‬بن أنس‪ ،‬عن أبيه‪ :‬أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قال‪" :‬من حرس من وراء الملمين متطوعًا‪ ،‬ل بأجر‬
‫سلطان‪ ،‬لم ير النار بعينه‪ِ ،‬إل تحلة القسم"‪.‬‬
‫دها" وقد ذكر تمام الحديث‪ ،‬وقد‬ ‫م إ ِل ّ َوار ُ‬ ‫منك ْ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬وِإن ِ‬
‫اختلف المفسرون في المراد بالورود‪ ،‬وما هو‪ ،‬والظهر كما قررناه‬
‫في التفسير أنه المرور على الصراط "‪.‬‬
‫جث ِّيا"‪.‬‬ ‫ن ِفيَها ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫وا وّن َذ َُر ال ّ‬ ‫ن ات َّق ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫جي ال ّ ِ‬ ‫م ن ُن َ ّ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬ث ّ‬
‫م إ ِل ّ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫وقال مجاهد‪ :‬الحمى حظ كل مؤمن من النار‪" :‬وَإ ِ ْ‬
‫َواردها"‪.‬‬
‫وقد روى ابن جرير‪ :‬حدثنا بشبه هذا فقال‪ ،‬حدثني عمران بن بكار‬

‫‪594‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الكلعي‪ ،‬حدثنا أبو المغيرة‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن‪ ،‬عن تميم‪ ،‬حدثنا‬
‫إسماعيل بن عبيد الله‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬خرج‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود رجل ً من أصحابه وعكا ً وأنا‬
‫معه ثم قال‪" :‬إن الله تعالى يقول‪" :‬هي نار أسلطها على عبدي‬
‫المؤمن‪ ،‬لتكون حظه من النار‪ ،‬في الخرة"‪ .‬وهذا إسناد حسن‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ،‬عن إسرائيل‪ ،‬عن السدي‪،‬‬ ‫وقال ا ِ‬
‫عن مرة‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود‪ ،‬في تفسير قول الله تعالى‪:‬‬
‫"وِإن منكم إل واردها" قال‪ :‬قال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬يرد‬
‫الناس كلهم ثم يصدرون عنها بأعمالهم"‪.‬‬
‫وهكذا رواه الترمذي من حديث إسرائيل‪ ،‬عن السدي به مرفوعًا‪،‬‬
‫ثم رواه من حديث شعبة‪ ،‬عن السدي‪ ،‬به فوقفه‪ ،‬وهكذا رواه‬
‫أسباط عن السدي‪ ،‬عن مرة‪ ،‬عن ابن مسعود قال‪" :‬يرد الناس‬
‫جميعا ً الصراط‪ ،‬وورودهم قيامهم حول النار‪ ،‬ثم يصدرون عن‬
‫الصراط بأعمالهم‪ ،‬فمنهم من يمر كمر البرق‪ ،‬ومنهم من يمر‬
‫لبل‪ ،‬ومنهم من يمر كعدو‬ ‫كأجاويد الخيل‪ ،‬ومنهم من يمر كأجاويد ا ِ‬
‫الرجل‪ ،‬حتى إن آخرهم مرا ً رجل نوره على موضع إبهامي قدميه‪،‬‬
‫ثم يتكفأ به الصراط‪ ،‬والصراط دحضا ً مزلة‪ ،‬عليه حسك كحسك‬
‫القتاد‪ ،‬حافتاه عليهما ملئكة‪ ،‬معهم كلليب من نار‪ ،‬يخطفون بها‬
‫الناس"‪ .‬وذكر تمام الحديث‪ ،‬وله شواهد مما مضى‪ ،‬ومما سيأتي إن‬
‫شاء الله تعالى‪.‬‬
‫وقال سفيان الثوري‪ :‬عن سلمة بن كهيل‪ ،‬عن أبي الزهراء‪ ،‬عن ابن‬
‫مسعود قال‪ :‬يأمر الله بالصراط فيضرب على جهنم فيمر الناس‬
‫عليه على قدر أعمالهم‪ ،‬أولهم ِ كلمح البرق‪ ،‬ثم كمر الريح‪ ،‬ثم‬
‫كأسرع البهائم كذلك‪ ،‬حتى يمر الرجل سعيًا‪ ،‬حتى يمر الرجل‬
‫ماشيًا‪ ،‬ثم يكون آخرهم يتلبط على بطنه‪ ،‬ثم يقول‪ :‬يارب‪ :‬لم‬
‫أبطأت بي? فيقول‪ :‬لم أبطىء بك‪ ،‬إنما أبطأ بك عملك‪.‬‬
‫وروي نحوه من وجه آخر‪ ،‬عن ابن مسعود مرفوعًا‪ ،‬والوقوف أصح‬
‫لنانة‪ :‬أخبرنا‬‫والله أعلم‪ ،‬وقال الحافظ أبو نصر الوائلي في كتاب ا ِ‬
‫محمد بن محمد بن الحجاج‪ ،‬أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الربعي‪،‬‬

‫‪595‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حدثنا علي بن الحسين أبو عبيد الله‪ ،‬حدثنا زكريا بن يحيى أبو‬
‫السكين‪ ،‬حدثنا عبد الله بن صالح‪ ،‬حدثنا أبو همام الفرسي‪ ،‬عن‬
‫سليمان بن المغيرة‪ ،‬عن قيس بن قيس بن مسلم‪ ،‬عن طاوس‪،‬‬
‫عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬علم‬
‫الناس سنتي وإن كرهوا ذلك‪ ،‬وإن أحببت أن ل توقف على الصراط‬
‫طرفة عين حتى تدخل الجنة‪ ،‬فل تحدثن في دين الله حدثا ً برأيك"‪.‬‬
‫لسناد‪ ،‬والمتن حسن أورده القرطبي‪.‬‬ ‫ثم قال‪ :‬وهذا غريب ا ِ‬
‫وقال الحسن بن عرفة‪ :‬حدثنا مروان بن معاوية‪ ،‬عن بكار بن أبي‬
‫مروان‪ ،‬عن خالد بن معدان قال‪ :‬قال أهل الجنة بعد ما دخلوا‬
‫الجنة‪ :‬ألم يعدنا ربنا الورود على النار? فيقال‪ :‬قد مررتم عليها وهي‬
‫خامدة‪.‬‬
‫وقد ذهب آخرون إلى أن المراد بالورود الدخول‪ ،‬قاله ابن عباس‬
‫وعبد الله بن رواحة‪ ،‬وأبو ميسرة‪ ،‬وغير واحد‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ،‬حدثنا غالب بن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫سليمان‪ ،‬عن كثير بن زياد البرساني‪ ،‬عن أبي سمية قال‪ :‬اختلفنا‬
‫في الورود‪ ،‬فقال بعضنا‪ :‬ل يدخلها مؤمن‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬يدخلونها‬
‫جميعا ً ثم ينجي الله الذين آمنوا‪ ،‬فلقيت جابر بن عبد الله فقلت له‪:‬‬
‫إنا اختلفنا في الورود‪ ،‬فقال‪ :‬يردونها جميعًا‪ .‬وقال سلمان‪ :‬يدخلونها‬
‫جميعًا‪ ،‬وأهوى بِإصبعه إلى أذنيه وقال‪ :‬صمتا ً إن لم ِ أكن سمعت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬ل يبقى بر ول فاجر إل‬
‫دخلها‪ ،‬فتكون على المؤمن بردا ً وسلمًا‪ ،‬كما كانت على إبراهيم‪،‬‬
‫حتى إن للناس ضجيجا ً من ورودهم‪ ،‬ثم تل قول الله تعالى‪" :‬ث ُ ّ‬
‫م‬
‫جثيًا"‪.‬‬
‫ن ِفيَها ِ‬
‫مي َ‬ ‫ن ات َّقوا وّن َذ َُر ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫ذي َ‬
‫جي ال ِ‬‫ن ُن َ ّ‬
‫لبم يخرجوه في كتبهم‪ ،‬وهو حسن‪ .‬وقال أبو بكر أحمد بن سليمان‬
‫النجار‪ :‬حدثنا أبو الحسن محمد ابن عبيد الله بن إبراهيم بن عبدة‬
‫السليطي‪ ،‬حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشتجي‪،‬‬
‫حدثنا سليم بن منصور بن عمار‪ ،‬حدثني منصور بن عمار‪ ،‬حدثني‬
‫بشير بن طلحة الخزامي‪ ،‬عن خالد بن دريك‪ ،‬عن يعلى بن منبه‪،‬‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬تقول النار للمؤمن يوم‬

‫‪596‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫القيامة‪ :‬جزيا مؤمن‪ ،‬فقد أطفأ نورك لهبي"‪ .‬وهذا حديث غريب‬
‫جدًا‪..‬‬
‫وقال ابن المبارك‪ :‬عن سفيان‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن خالد بن معدان قال‪:‬‬
‫قالوا ألم يعدنا ربنا أنا نرد النار? فيقال‪ :‬إنكم مررتم عليها وهي‬
‫خامدة‪.‬‬
‫وفي رواية عن خالد بن معدان‪ِ :‬إذا دخل أهل الجنة الجنة قالوا‪ :‬ألم‬
‫يقل ربنا إنا نرد النار? فيقال‪ :‬إنكم وردتموها فألفيتموها رمادًا‪.‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثني يعقوب‪ ،‬حدثنا ابن علية‪ ،‬عن الجريري‪ ،‬عن‬
‫أبي السليل‪ ،‬عن غنيم بن قيس قال‪ :‬ذكروا ورود النار‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫تمسك النار بالناس بأنها تحتف إهالة‪ ،‬حتى تشوى عليها أقدام‬
‫الخلئق‪ ،‬برهم وفاجرهم‪ ،‬ثم يناديها مناد‪ :‬أمسكي أصحابك ودعي‬
‫أصحابي‪ ،‬قال‪ :‬فيخسف بكل ولي لها والله أعلم بهم من الرجل‬
‫بولده‪ -‬ويخرج المؤمنين بيديه‪ ،‬وروى مثله عن كعب الحبار‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا ابن إدريس حدثنا العمش‪ ،‬عن أبي‬ ‫وقال ا ِ‬
‫سفيان‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أم ميسرة امرأة زيد بن حارثة قالت‪ :‬كان‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة‪ ،‬فقال‪" :‬ل يدخل‬
‫النار أحد شهد بدرًا‪ ،‬والحديبية‪ ،‬فقالت حفصة‪ :‬أليس الله يقول‪:‬‬
‫م إ ِل ّ َواردها"‪.‬‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫"وإ ِ ْ‬
‫جي‬ ‫م ن ُن َ ّ‬
‫فتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى‪" :‬ث ّ‬
‫جِثيًا"‪.‬‬
‫ن ِفيَها ِ‬
‫مي َ‬ ‫وا وّن َذ َُر ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫ن ات َّق ْ‬
‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ورواه أحمد أيضًا‪ ،‬عن معاوية‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أبي سفيان‪ ،‬عن‬
‫جابر عن أم ميسرة‪ ،‬عن حفصة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫فذكر مثله‪ ،‬ورواه مسلم من حديث ابن جريج‪ ،‬عن أبي الزبير سمع‬
‫عن جابر‪ ،‬عن أم ميسرة‪ ،‬فذكر نحوه وقد تقدم‪ ،‬وستأتي في‬
‫أحاديث الشفاعة كيفية جواز المؤمنين على الصراط وتفاوت‬
‫سيرهم عليه‪ ،‬بحسب أعمالهم‪ ،‬وقد تقدم أنه صلى الله عليه وسلم‬
‫أول النبياء إجازة بأمته على الصراط‪.‬‬

‫‪597‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وعن عبد الله بن سلم‪ :‬محمد صلى الله عليتته وستتلم أول الرستتل‬

‫إجازة‪ ،‬ثم عيسى‪ ،‬ثم موسى‪ ،‬ثم إبراهيم‪ ،‬حتى يكون آخرهم إجتتازة‬

‫نوح عليه السلم‪ ،‬فِإذا خلص المؤمنون من الصراط تلقتهم الخزنتتة‪،‬‬

‫يهدونهم إلى الجنة‪ .‬وثبت في الصحيح‪" :‬من أنفق زوجين متتن متتاله‬

‫في سبيل الله دعي من أبواب الجنتتة كلهتتا‪ -‬وللجنتتة ثمانيتتة أبتتواب‪:-‬‬

‫فمن كان من أهل الصلة دعي من باب الصلة‪ ،‬ومن كان متتن أهتتل‬

‫الزكاة دعي من باب الزكاة‪ ،‬ومن كان متتن أهتتل الصتتيام دعتتي متتن‬

‫باب الريان‪ ،‬فقال أبو بكر‪ :‬يا رسول الله‪ :‬ما علتى امترء يتدعى متن‬

‫أيها شاء من ضرورة‪ ،‬فهل يدعى أحد منها كلها? قتتال‪ :‬نعتتم‪ ،‬وأرجتتو‬

‫أن تكون منهم يا أبا بكر‪ "...‬وِإذا دخلوا إلى الجنة هدوا إلى منازلهم‪،‬‬

‫فهم أعرف بها من منازلهم التي كانت في الدنيا‪ ،‬كمتتا ستتيأتي بيتتانه‬

‫فتتتتتتتتي الصتتتتتتتتحيح عنتتتتتتتتد البختتتتتتتتاري رحمتتتتتتتته اللتتتتتتتته‪.‬‬

‫وقد قال الطتتبراني‪ :‬حتتدثنا إستتحاق بتتن إبراهيتتم التتديري‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الرزاق‪ ،‬عن سفيان الثوري‪ ،‬عن عبد الرحمن بن زياد‪ ،‬عن عطاء بن‬

‫يسار‪ ،‬عن سلمان الفارسي قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫‪598‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسلم‪" :‬ل يدخل الجنة إل بجواز‪ :‬بستتم اللتته الرحمتتن الرحيتتم‪ :‬هتتذا‬

‫كتتتتاب متتتن اللتتته‪ ،‬لفلن أدخلتتتوه جنتتتة عاليتتتة قطوفهتتتا دانيتتتة"‪..‬‬

‫وقد رواه الحافظ الضياء من طريق سليمان التيمي‪ ،‬عن أبي عثمان‬

‫النهدي‪ ،‬عن سلمان الفارسي‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫قتتال‪" :‬يعطتتى المتتؤمن جتتوازا ً علتتى الصتتراط‪ :‬بستتم اللتته الرحمتتن‬

‫الرحيم‪ :‬هذا كتاب من الله العزيز الحكيم‪ ،‬لفلن‪ ،‬أدخلوه جنة عالية‪،‬‬

‫قطوفهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا دانيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫وروى الترمذي في جامعه‪ :‬عن المغيرة بن شعبة قال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬شعار المؤمن على الصراط‪ :‬رب ستتلم‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتلم‪ :‬ثتتتتتتتتتتتتتتتتم قتتتتتتتتتتتتتتتتال‪ :‬غريتتتتتتتتتتتتتتتتب‪.‬‬

‫وفي صحيح مسلم‪" :‬نبيكم يقول‪ :‬رب سلم سلم"‪ .‬وجاء‪ :‬أن النبيتاء‬

‫تقول ذلك‪ ،‬وكذلك الملئكتتة كلهتتم يقولتتون ذلتتك وثبتتت فتتي صتتحيح‬

‫البخاري من حديث قتادة‪ ،‬عن أبي المتوكل الناجي‪ ،‬عن أبتتي ستتعيد‬

‫الختتدري أن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪ِ" :‬إذا خلتتص‬

‫المؤمنتتون متتن الصتتراط‪ ،‬حبستتوا علتتى قنطتترة بيتتن الجنتتة والنتتار‪،‬‬

‫‪599‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فاقتص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا‪ ،‬حتى ِإذا هذبوا ونقوا‪ ،‬أذن‬

‫بدخول الجنة‪ ،‬فلحدهم أهدى إلى منزله في الجنة من منزلتته التتذي‬

‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدنيا"‪.‬‬

‫وقد تكلم القرطبي في التذكرة على الحديث‪ ،‬وجعل هتتذه القنطتترة‬

‫صراطا ً ثانيا ً للمتتؤمنين خاصتتة‪ ،‬وليتتس يستتقط منتته أحتتد فتتي النتتار‪.‬‬

‫قلت‪ .‬هذه بعد مجاوزة النار‪ ،‬فقد تكون هذه القنطرة منصتتوبة علتتى‬

‫هتتتتول آختتتتر‪ ،‬ممتتتتا يعلمتتتته اللتتتته‪ ،‬ول نعلمتتتته‪ ،‬وهتتتتو أعلتتتتم‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا مؤيد بن سعيد‪ ،‬حدثنا صالح بتتن موستتى‪،‬‬

‫عن ليث‪ ،‬عن عثمتتان‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن أنتتس بتتن مالتتك‪ ،‬قتتال‪ .‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يقول اللتته تعتتالى يتتوم القيامتتة‪:‬‬

‫جوزوا النار بعفتتوي‪ ،‬وادخلتتوا الجنتتة برحمتتتي‪ ،‬واقتستتموها بفضتتائل‬

‫أعمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتالكم"‪.‬‬

‫وهذا حديث غريب‪ ،‬وقد رواه أبو معاوية‪ ،‬عن إسماعيل بتتن مستتلم‪،‬‬

‫عن قتادة‪ .‬عن عبد الله من قوله مثله‪ ،‬وهو منقطع‪ ،‬بل معضل‪ ،‬وقد‬

‫قال بعض الوعاظ فيما حكاه القرطبي في التذكرة‪" :‬توهم نفسك يا‬

‫‪600‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أخي إذا ستترت علتتى الصتتراط‪ ،‬ونظتترت إلتتى جهنتتم تحتتتك ستتوداء‬

‫مدلهمة‪ ،‬وقد تلظى سعيرها‪ ،‬وعل لهيبها وأنت تمشي أحيانًا‪ ،‬وتزحف‬

‫أحيانا ً أخرى‪ ،‬ثم أنشد‪:‬‬

‫ل?‬ ‫إذا برز العباد لذي التجتل ِ‬


‫احتتيالتي‬
‫ِ‬ ‫أبت نفسي تثوب فما‬
‫ل‬
‫بأوزار كأمتثتال التجتبتا ِ‬ ‫وقاموا من قبتورهتم حتيارى‬
‫ل‬‫فمنهم من يكب على الشتمتا ِ‬‫وقد نصب الصراط لكي يجوزوا‬
‫ومنهم من يستير لتدار عتدن تلقاه العراِئس بتالتغتزالتي‬
‫يقول له المتهتيمتن‪ :‬ياولتييغفرت لك الذنوب فل تبتالتي‬
‫فصل‬

‫حمن وَْفدا ً وََنسو ُ‬


‫ق‬ ‫ن إلى الّر ْ‬ ‫م َنحشُر ال ْ ُ‬
‫مت ِّقي َ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫خذ َ ِ‬
‫عن ْد َ‬ ‫ة إ ِل ّ َ‬
‫من ات ّ َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫شَفاعَ َ‬ ‫مل ِ ُ‬
‫كو َ‬ ‫م وِْردا ً ل َ ي َ ْ‬
‫جهَن ّ َ‬
‫ن إلى َ‬ ‫مي َ‬
‫جرِ ِ‬‫م ِ‬‫ال ْ ُ‬
‫من عَْهدًا"‪.‬‬ ‫ح َ‬‫الّر ْ‬
‫ورد في الحديث‪ :‬كما سيأتي‪" :‬أنهم يؤتون بنجائب من الجنة‬
‫يركبونها"‪ .‬وفي الحديث‪" :‬أنهم يؤتون بها عند قيامهم من قبورهم"‪.‬‬
‫وفي صحة ذلك نظر‪ ،‬إذ قد تقدم في حديث‪" :‬إن الناس كلهم‬
‫يحشرون مشاة‪ ،‬ورسول الله صلى الله عليه وسلم راكب ناقة‪،‬‬
‫وبلل ينادي بالذان بين يديه‪ ،‬فِإذا قال‪ :‬أشهد أل إله إل الله‪ ،‬وأشهد‬
‫أن محمدا ً رسول الله‪ :‬صدقه الولون والخرون"‪.‬‬
‫فِإذا كان هذا من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فِإنما‬
‫يكون إتيانهم بالنجائب بعد الجواز على الصراط‪ ،‬وهو الشبه والله‬
‫أعلم‪ .‬وقد ورد في حديث الصور‪" :‬أنه يضرب لهم حياض‪ ،‬بعد‬
‫مجاوزة الصراط‪ ،‬وأنهم ِإذا وصلوا إلى باب الجنة يستشفعون إلى‬
‫آدم‪ ،‬ثم نوح‪ ،‬ثم إبراهيم‪ ،‬ثم موسى‪ ،‬ثم عيسى ثم محمد‪ ،‬صلوات‬
‫الله وسلمه عليهم أجمعين‪ ،‬فيكون رسول الله صلى الله عليه‬

‫‪601‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسلم هو الشفيع لهم في ذلك"‪.‬‬


‫كما ثبت في الصحيح عند مسلم‪ ،‬من حديث أبي النضر هاشم بن‬
‫لمام أحمد عنه‪ ،‬عن سليمان بن المغيرة‪ ،‬عن‬ ‫القاسم‪ ،‬ورواه ابن ا ِ‬
‫ثابت‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه‬
‫قال‪" .‬آتي باب الجنة‪ ،‬فأستفتح‪ ،‬فيقول خازنها‪ :‬من أنت? فأقول‪:‬‬
‫محمد‪ ،‬فيقول‪ :‬بك أمرت أل أفتح لحد قبلك "‪ .‬وقال مسلم‪ :‬حدثنا‬
‫أبو كريب محمد بن العلء‪ ،‬حدثنا معاوية بن هشام‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن‬
‫المختار ابن فليفل‪ ،‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪" :‬أنا أكثر النبياء تبعا ً ليوم القيامة‪ ،‬وأول من يقرع‬
‫باب الجنة"‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم‪" :‬يجمع الله الناس يوم القيامة‪ ،‬فيقوم المؤمنون‬
‫حين تزلف لهم الجنة‪ ،‬فيأتون آدم فيقولون‪ :‬يا أبانا اشفع لنا‪ ،‬فيقول‬
‫لهم‪ :‬أخرجكم من الجنة ال خطيئة أبيكم آدم? لست بصاحب ذلك"‪.‬‬
‫وذكر تمام الحديث‪ ،‬وهو شاهد قوي لما ذكر في حديث الصور‪ ،‬من‬
‫ذهابهم إلى النبياء مرة ثانية‪ ،‬يستشفعون بهم إلى الله‪ ،‬ليستأذنوه‬
‫لهم في دخولهم الجنة‪ ،‬ويتعين لها رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬كما تعين للشفاعة الولى العظمى‪ ،‬كما تقدم‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا سويد بن سعيد قال‪ :‬كنا‬ ‫وقد قال عبد الله ابن ا ِ‬
‫حمن‬ ‫ن إ َِلى الّر ْ‬ ‫شُر ال ْ ُ‬
‫مت ِّقي َ‬ ‫م نح ُ‬ ‫جلوسا ً عند علي فقرأ هذه الية‪" :‬ي َوْ َ‬
‫م وِْردًا"‪.‬‬ ‫جهَن ّ َ‬‫ن إ َِلى َ‬ ‫مي َ‬‫جرِ ِ‬ ‫م ْ‬‫سوقُ ال ْ ُ‬
‫وَْفدا ً وَن َ ُ‬
‫فقال‪" :‬والله ما على أرجلهم يحشرون‪ ،‬ول يحشر الوفد على‬
‫أرجلهم ولكن بنوق لم تر الخلئق مثلها‪ ،‬عليها رحائل من ذهب‪،‬‬
‫ليركبوا عليها حتى يضربوا أبواب الجنة"‪.‬‬
‫ورواه ابن جرير‪ ،‬وابن أبي حاتم‪ ،‬من حديث عبد الرحمن بن إسحاق‬
‫وزاد بعدها‪" :‬رحائل من ذهب أين منها الزبرجد" والباقي مثله‪.‬‬
‫وقال ابن حاتم‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا أبو غسان‪ ،‬حدثنا مالك إسماعيل‬
‫النهدي‪ :‬حدثنا مسلمة بن جعفر البجلي‪ :‬سمعت أبا معاذ البصري‬
‫قال‪ :‬إن عليا ً كان يوما ً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ‬
‫حمن وَْفدًا"‪.‬‬ ‫ن إ َِلى الّر ْ‬‫مت ِّقي َ‬‫شُر ال ْ ُ‬
‫ح ُ‬‫م نَ ْ‬‫علي هذه الية‪" :‬ي َوْ َ‬

‫‪602‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فقال‪ :‬ما أظن الوفد إل الركب يا رسول الله? فقال النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم‪" :‬والذي نفسي بيده إنهم إذ يخرجون من قبورهم‬
‫يستقبلوق‪ ،‬أو يؤتون بنوق بيض‪ ،‬لها أجنحة‪ ،‬وعليها رحال الذهب‪،‬‬
‫شراك نعالهم نور يتلل‪ ،‬كما خطوة منها مد البصر‪ ،‬فينتهون إلى‬
‫شجرة ينبع من أصلها عينان‪ ،‬فيشربون من إحداهما‪ ،‬فيغسل ما في‬
‫بطونهم من دنس‪ ،‬ويغتسلون من الخرى‪ ،‬فل تشعث أبشارهم‬
‫بعدها أبدًا‪ ،‬وتجري عليهم نضرة النعيم‪ ،‬فينتهون‪ ،‬أو فيأتون باب‬
‫الجنة‪ ،‬فِإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب‪ ،‬فيضربون‬
‫باب الحلقة على الصفائح‪ ،‬فسمع لها طنين‪ ،‬بأعلى‪ ،‬فيبلغ كل حوراء‬
‫أن زوجها قد أقبل‪ ،‬فتبعث قيمها فيفتح له‪ ،‬فِإذا رآه خّر له‪ .‬قال‬
‫مسلمة‪ :‬أراه قال‪ :‬ساجدا ً فيقول‪ :‬ارفع رأسك? إنما أنا قيمك‪،‬‬
‫وكلت بأمرك‪ ،‬فيتبعه ويقفو أثره‪ ،‬فيستخف الحوراء بالعجلة‪ ،‬فتخرج‬
‫من خيام الدر والياقوت‪ ،‬حتى تعتنقه‪ ،‬ثم تقول‪ :‬أنت حبي‪ .‬وأنا حبك‪،‬‬
‫وأنا الخالدة التي ل أموت‪ ،‬وأنا الناعمة التي ل أبأس‪ ،‬وأنا الراضية‬
‫التي ل أسخط‪ ،‬وأنا المقيمة التي ل أظن‪ ،‬فيدخل بيتا ً من أسه إلى‬
‫سقفه مائة ذراع‪ ،‬بناؤه على جندل اللؤلؤ‪ ،‬طرائقه أحمر وأخضر‬
‫وأصفر‪ ،‬ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها‪ ،‬وفي البيت سبعون‬
‫سريرًا‪ ،‬على كل سرير سبعون حشية على كل حشية سبعون زوجة‬
‫على كل زوجة سبعون حلة‪ ،‬يرى مخ ساقها من وراء الحلل‪ ،‬يقضي‬
‫جماعها في مقدار ليلة من لياليكم هذه‪ ،‬النهار من تحتهم تطرد‪،‬‬
‫أنهار من ماء غير آسن قال‪ :‬صاف ل كدر فيه‪ ،‬وأنهار من لبن لم‬
‫يتغير طعمه‪ ،‬لم يخرج من ضروع الماشية‪ ،‬وأنهار من خمر لذة‬
‫للشاربين‪ ،‬لم يعصرها الرجال بأقدامهم‪ ،‬وأنهار من عسل مصفى‪،‬‬
‫لم يخرج من بطون النحل‪ ،‬فيستحلى الثمار‪ ،‬فِإن شاء أكل قائمًا‪،‬‬
‫ت قطوفَُها ت َذ ِْليل"‪.‬‬ ‫م ظ ِل َل َُها وَذ ُل ّل َ ْ‬ ‫ة عَل َي ْهِ ْ‬ ‫وإن شاء متكئا ً ثم تل‪" :‬وَ َ‬
‫دان ِي َ ً‬
‫فيشتهي الطعام‪ ،‬فيأتيه طير أبيض قال‪ :‬وربما قال‪ :‬أخضر‪ ،‬فيرفع‬
‫أجنحتها فيأكل من جنوبها أي اللوان شاء‪ ،‬ثم تطير‪ ،‬فيذهب‪ ،‬فيدخل‬
‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م‬ ‫ها ب ِ َ‬ ‫ة ال ِّتي أورِث ْت ُ ُ‬
‫مو َ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫جن ّ ُ‬ ‫الملك‪ ،‬فيقول سلم عليكم‪َ" :‬وتل ْ َ‬
‫َتعملون"‪.‬‬

‫‪603‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ولو أن شعرة من شعر الحوراء وقعت لهل الرض‪ ،‬لصارت‬


‫الشمس معها سوادا ً في نور"‪ ،‬وقد رويناه في الجعديات من كلم‬
‫علي موقوفا ً عليه‪ ،‬وهو أشبه بالصحة والله أعلم‪.‬‬
‫وقال أبو القاسم البغوي‪ :‬حدثنا علي بن الجعد‪ ،‬أخبرنا زهير‪ ،‬عن‬
‫أبي إسحاق‪ ،‬عن عاصم‪ ،‬عن علي قال‪ :‬ذكر النار فعظم أمرها ذكرا ً‬
‫جن ّةِ‬‫م إ َِلى ال ْ َ‬ ‫وا َرب ّهُ ْ‬
‫ن ات َّق ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫سيقَ ال ّ ِ‬ ‫ه تعالى‪" :‬وَ ِ‬ ‫ل أحفظه ثم تل قول الل ّ‬
‫مرًا"‪.‬‬ ‫ُز َ‬
‫ثم قال‪ :‬حتى ِإذا انتهوا إلى باب من أبوابها‪ ،‬وجدوا عنده شجرة‬
‫يخرج من تحت ساقها عينان تجريان‪ ،‬فعمدوا إلى إحداهما‪ ،‬كأنما‬
‫أمروا بها‪ ،‬فشربوا منها‪ ،‬فأذهبت ما في بطونهم من قذى‪ ،‬أو أذى‪،‬‬
‫أو بأس‪ ،‬ثم عمدوا إلى الخرى‪ ،‬فتطهروا منها‪ ،‬فجرت عليهم نضرة‬
‫النعيم‪ ،‬ولم تتغير أشعارهم بعدها أبدًا‪ ،‬ول تشعث رؤوسهم‪ ،‬كأنما‬
‫سل َ ٌ‬
‫م‬ ‫دهنوا بالدهان‪ ،‬ثم ِإذا انتهوا إلى الجنة‪ ،‬فقال لهم خزنتها‪َ " :‬‬
‫ن"‪.‬‬‫دي َ‬
‫خال ِ ِ‬‫ها َ‬‫خُلو َ‬‫م َفاد ْ ُ‬ ‫عَل َي ْك ُ ْ‬
‫م ط ِب ْت ُ ْ‬
‫ثم يلقاهم الولدان‪ :‬فيطيفون بهم كما يطيف ولدان أهل الدنيا‬
‫بالحميم‪ ،‬يقدمون عليهم فيقولون‪ :‬أبشر بما أعد الله لكم من‬
‫الكرامة‪ ،‬ثم ينطلق غلم من تلك الولدان إلى بعض أزواجه من‬
‫الحور العين‪ ،‬فيقول‪ :‬جاء فلن باسمه الذي كان يدعى به في الدنيا‪،‬‬
‫قالت‪ :‬أنت رأيته? قال‪ :‬أنا رأيته‪ ،‬وهو ما رآني‪ ،‬فيستخف إحداهن‬
‫الفرح‪ ،‬حتى يكون‪ ،‬على أسكفة الباب‪ ،‬فِإذا انتهى إلى منزلة نظر‬
‫إلى أساس بنيانه‪ ،‬فِإذا جندل اللؤلؤ‪ ،‬فوقه صرح أحمر‪ ،‬وأخضر‪،‬‬
‫وأصفر‪ ،‬من كل لون‪ ،‬ثم رفع رأسه‪ ،‬فنظر إلى سقفه‪ ،‬فِإذا مثل‬
‫البرق‪ ،‬ولول أن الله قدره لذهب بصره‪ ،‬ثم طأطأ رأسه‪ ،‬فِإذا‬
‫أزواجه‪ ،‬وأكواب موضوعة‪ ،‬ونمارق مصفوفة‪ ،‬و زرابي مبثوثة‪ ،‬ثم‬
‫َ‬
‫داَنا‬‫ن هَ َ‬ ‫ما ك ُّنا ل ِن َهْت َدِيَ ل َوْل َ أ ْ‬ ‫داَنا ل ِهَ َ‬
‫ذا وَ َ‬ ‫ذي هَ َ‬ ‫مد ُ الل ّهِ ال ِ‬‫ح ْ‬‫اتكأ فقال‪" :‬ال ْ َ‬
‫الّله"‪.‬‬
‫لقد جاءت رسل ربنا بالحق‪ ،‬ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما‬
‫كنتم تعملون‪...‬‬

‫‪604‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثم ينادي مناد‪ :‬تحيون فل تموتون أبدًا‪ ،‬وتقيمون فل تظعنون أبدًا‪،‬‬


‫وتصحون فل تمرضون أبدًا‪.‬‬
‫وهذا ل يقتضي تغير الشكل من الحال التي كان الناس عليهتتم فتتي‬

‫الدنيا‪ ،‬إلى طول ستين ذراعًا‪ ،‬وعرض ستة أذرع‪ ،‬كما هي صتتفة كتتل‬

‫من دختتل الجنتتة‪ ،‬كمتتا ورد بتته الحتتديث‪ ،‬يكتتون عنتتد العينيتتن اللتتتين‬

‫يغتسلون من إحتتداهما‪ ،‬فيغستتل متتا فتتي بطتتونهم متتن الذى‪ ،‬ومتتن‬

‫الخرى‪ ،‬فتجري عليهم نضرة النعيم‪ ،‬وكلهم أنسب وأقرب ممتتا جتتاء‬

‫فتتي الحتتديث المتقتتدم‪" :‬أن ذلتتك يكتتون فتتي العرصتتات " لضتتعف‬

‫إستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتناده‪.‬‬

‫وقد أبعد من زعم أن ذلك يكون عند المقام من القبور‪ ،‬لما يعارضه‬

‫متتتن الدلتتتة القائمتتتة علتتتى خلف ذلتتتك‪ ،‬واللتتته تعتتتالى أعلتتتم‪.‬‬

‫وقال عبد الله بن المبارك‪ :‬أخبرنا سليمان بتتن المغيتترة‪ ،‬عتتن حميتتد‬

‫بن هلل‪ ،‬قال‪ :‬ذكر لنا أن الرجل اذا دخل الجنة‪ ،‬وصور صتتورة أهتتل‬

‫الجنة‪ ،‬وألبس لباسهم‪ ،‬وحلى حليهتتم‪ ،‬وأري أزواجتته وختتدمه‪ ،‬يأختتذه‬

‫سوار فرح‪ .‬ولو كان ينبغي أن يموت لمات من سوار فرحتته‪ ،‬فيقتتال‬

‫لتتته‪ :‬أرأيتتتت ستتتوار فرحتتتتك هتتتذه? فإنهتتتا قائمتتتة لتتتك أبتتتدًا"‪..‬‬

‫‪605‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال ابن المبارك‪ :‬أخبرنا رشدين بتتن ستتعد‪ ،‬عتتن زهتترة‪ ،‬عتتن معتتد‬

‫القرشي‪ ،‬عن أبي عبد الرحمن الجيلي قال‪ :‬إن العبد أول من يدخل‬

‫الجنتتتتتة يتلقتتتتتاه ستتتتتبعون ألتتتتتف ختتتتتادم كتتتتتأنهم اللؤلتتتتتؤ‪.‬‬

‫قال ابن المبارك‪ :‬وأنبأنا يحيى بن أيوب‪ ،‬حدثني عبد اللتته بتتن زحتتر‪،‬‬

‫عن محمد بن أيوب‪ ،‬عن أبتتي عبتتد الرحمتتن المعتتافري‪ ،‬قتتال‪" :‬إنتته‬

‫ليصتتنف للرجتتل متتن أهتتل الجنتتة ستتماطان‪ ،‬ل يتترى طرفاهمتتا متتن‬

‫غلمتتتتتتتتتتتتانه‪ ،‬حتتتتتتتتتتتتتى إذا متتتتتتتتتتتتّر مشتتتتتتتتتتتتوا وراءه"‪.‬‬

‫وروى أبو نعيم عن مسلمة‪ ،‬عن الضحاك بن مزاحم‪ ،‬قال‪" :‬إذا دخل‬

‫المؤمن الجنة‪ ،‬دخل أمامه ملك‪ ،‬فيأخذ به فتتي ستتككها‪ ،‬فيقتتول لتته‪:‬‬

‫انظر‪ ،‬ماذا ترى? فيقول‪ :‬أرى أكتتثر القصتتور التتتي رأيتهتتا متتن ذهتتب‬

‫وفضة‪ ،‬فيقول الملك‪ :‬إن هذا لك‪ ،‬حتى إذا ظهر لمن فيها‪ ،‬استقبلوه‬

‫من كل باب‪ ،‬ومن كل مكان‪ ،‬قتتائلين‪ :‬نحتتن لتتك‪ ،‬ثتتم يقتتول‪ :‬امتتش‪.‬‬

‫فيقول‪ :‬متتاذا تتترى? فيقتتول‪ :‬خيتتام هتتي أكتتثر خيتتام رأيتهتتا عستتاكر‪،‬‬

‫وأكثرها أنيستًا‪ ،‬فيقتتول‪" :‬إن هتتذا أجمتتع لتتك‪ ،‬فتتإذا ظهتتر لمتتن فيهتتا‬

‫استقبلوه قائلين‪ :‬نحن لك‪ .‬وقال أحمد بتتن أبتتي الحتواري‪ :‬عتتن أبتتي‬

‫‪606‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مْلك تا ً‬
‫ت ن َِعيم تا ً وَ ُ‬ ‫ت ث َت ّ‬
‫م َرأي ْت َ‬ ‫سليمان الدارني في قوله تعالى‪ :‬وَإ ِ َ‬
‫ذا َرأي ْ َ‬

‫ك َِبيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترًا"‪.‬‬

‫إن الملك ليأتي بالتحفة إلى ولي الله عتتز وجتتل‪ ،‬فمتتا يصتتل إليتته ِإل‬

‫بتتإذن‪ ،‬فيقتتول لحتتاجبه‪ :‬استتتأذن لتتي علتتى ولتتي اللتته‪ ،‬فيعلتتم ذلتتك‬

‫الحاجب حاجبا ً آخر‪ ،‬وحاجبا ً بعد حاجب‪ ،‬ومن داره إلتتى دار الستتلم‪،‬‬

‫باب يدخل منه على ربه ِإذا شاء بل إذن‪ ،‬ورسول رب العزة ل يدخل‬

‫عليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته ِإل بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتإذن"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا خالد بن خداش‪ ،‬حدثنا مهدي بن ميمتتون‪،‬‬

‫عن محمد بن عبد الملك بن أبي يعقوب‪ ،‬عن بشر بن سعاف‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫كنا جلوسا ً الى عبد الله بن سلم فقال‪" :‬إن أكرم خليقة اللتته علتتى‬

‫الله‪ -‬سبحانه وتعالى‪ -‬هو أبو القاسم ِ صتتلى اللتته عليتته وستلم‪" :‬وإن‬

‫الجنة في السماء‪ ،‬وإن النار في الرض‪ ،‬فإذا كان يوم القيامتتة بعتتث‬

‫الله الخليقة أمة أمة‪ ،‬ونبيا ً نبيًا‪ ،‬ثم يوضع جسر على جهنم‪ ،‬ثم ينادي‬

‫مناد‪ :‬أين أحمد وأمته? فيقوم وتتبعه أمته‪ ،‬برها‪ ،‬وفاجرها‪ ،‬فيأختتذون‬

‫الجسر‪ ،‬ويطمس اللته أبصتار أعتدائه‪ ،‬فيتهتافتون فيهتا‪ ،‬متن شتمال‬

‫‪607‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ويميتتن‪ ،‬وينجتتو النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪ ،‬والصتتالحون معتته‪،‬‬

‫وتتلقاهم الملئكة‪ ،‬وبناء بيتتوتهم ومنتتازلهم متتن الجنتتة علتتى يمينتتك‪،‬‬

‫وعلى يسارك‪ ،‬حتى ينتهي إلى ربه‪ ،‬فيلقى لتته كرستتي متتن الجتتانب‬

‫الخر‪ ،‬ثم يتبعهم النبياء والمم‪ ،‬حتى يكون آخرهم نوح عليه الصتتلة‬

‫والستتلم"‪ .‬وهتتذا موقتتوف علتتى ابتتن ستتلم رضتتي اللتته عنتته‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أبو نصر التمتار‪ ،‬حتدثنا حمتاد بتن ستلمة‪،‬‬

‫عن ثابت البناني‪ ،‬عتن أبتي عثمتان النهتتدي‪ ،‬عتن ستلمان الفارستي‬

‫قال‪" :‬يوضع الصراط يوم القيامة‪ ،‬ولتته حتتد كحتتد الموستتى‪ ،‬فتقتتول‬

‫الملئكة‪ :‬ربنا‪ :‬من تجيز على هذا? فيقتتول‪ :‬متتن شتتئت متتن خلقتتي‪،‬‬

‫فيقولون‪ :‬ربنا‪ :‬ما عبدناك حق عبادتك"‪.‬‬

‫فصل‬

‫ذكر بعض صفات أهل الجنة وبعض ما أعد من نعيم لهم‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن همام‪ ،‬عن‬
‫قال ا ِ‬
‫أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أول زمرة‬
‫تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر‪ ،‬ل يبصقون فيها‪ ،‬ول‬

‫‪608‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يمتخطون فيها‪ ،‬ول يتغوطون فيها‪ ،‬وأمشاطهم الذهب والْفضة‪،‬‬


‫ومجامرهم من اللوة‪ ،‬وريحهم المسك‪ ،‬ولكل واحد منهم زوجتان‪،‬‬
‫يرى مخ ساقهما من وراء اللحم من الحسن‪ ،‬ل اختلف بينهم‪ ،‬ول‬
‫تباغض‪ ،‬قلوبهم على قلب واحد‪ ،‬يسبحون الله بكرة وعشية"‪.‬‬
‫وهكذا رواه مسلم‪ :‬عن محمد بن رافع‪ ،‬عن عبتتد التترزاق‪ ،‬وأخرجتته‬

‫البخاري‪ ،‬عن محمد بن مقاتل‪ ،‬عن ابن المبتتارك كلهمتتا عتتن معمتتر‬

‫بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وقتتال أبتتو يعلتتى‪ :‬حتتدثنا أبتتو خيثمتتة‪ ،‬حتتدثنا جريتتر‪ ،‬عتتن عمتتارة بتتن‬

‫القعقاع‪ ،‬عن أبي زرعة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬أول زمرة يدخلون الجنة على صتتورة القمتتر ليلتتة‬

‫البتتدر‪ ،‬والتتذين يلتتونهم علتتى صتورة أشتد كتوكب دري فتي الستتماء‬

‫إضتتتاءة‪ ،‬ل يبولتتتون‪ ،‬ول يتغوطتتتون‪ ،‬ول يتفلتتتون‪ ،‬ول يمتخطتتتون‪،‬‬

‫أمشاطهم الذهب‪ ،‬وريحهم المستتك‪ ،‬ومجتتامرهم اللتتوة‪ ،‬وأزواجهتتم‬

‫الحور العين‪ ،‬وأخلقهم على خلتتق رجتتل واحتتد‪ ،‬علتتى صتتورة أبيهتتم‪،‬‬

‫ستون ذراعًا" رواه مسلم‪ :‬عن أبي خيثمة‪ ،‬واتفقا عليتته متتن حتتديث‬

‫جرير‪.‬‬

‫ذكر بعض ما ورد في سن أهل الجنة‬

‫‪609‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ ،‬والطبراني‪ :‬واللفتظ لته‪ ،‬متن حتديث حمتاد بتن‬


‫وروى ا ِ‬

‫سلمة‪ ،‬عن علي بن زيد بن جدعان‪ ،‬عن سعيد بن المسيب‪ ،‬عن أبي‬

‫هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬يتتدخل أهتتل‬

‫الجنة جردًا‪ ،‬مردًا‪ ،‬بيضًا‪ ،‬جعتتادًا‪ ،‬مكحليتتن‪ ،‬أبنتتاء ثلث وثلثيتتن‪ ،‬علتتى‬

‫خلتتتتتق آدم‪ ،‬ستتتتتتون ذراعتتتتتًا‪ ،‬فتتتتتي عتتتتترض ستتتتتبع أذرع"‪.‬‬

‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن إسماعيل العتتدوي‪ ،‬حتتدثنا عمتتر بتتن‬

‫مرزوق‪ ،‬أخبرنا عمران القطان‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عتتن شتتهر بتتن حوشتتب‪،‬‬

‫عن عبد الرحمن بن غنم‪ ،‬عن معاذ بن جبتتل‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬يدخل أهل الجنة جردًا‪ ،‬متتردًا‪ ،‬مكحليتتن‪ ،‬بنتتي‬

‫ثلث وثلثيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن"‪.‬‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬من حديث عمران بن داود القطتتان‪ ،‬ثتتم قتتال‪ :‬هتتذا‬

‫حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتديث حستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن غريتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتب‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا القاسم بن هشام‪ ،‬حتتدثنا صتتفوان‬

‫بن صالح‪ ،‬حدثني جرد بن جتتراح العستتقلني‪ ،‬حتتدثنا الوزاعتتي‪ ،‬عتتن‬

‫هارون بن رياب‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى‬

‫‪610‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬يدخل أهتتل الجنتتة الجنتتة علتتى طتتول آدم‪ ،‬ستتتين‬

‫ذراعا ً بذراع الملك‪ ،‬على حستتن يوستتف‪ ،‬وعلتتى ميلد عيستتى‪ ،‬ثلث‬

‫وثلثيتتتن ستتتنة‪ ،‬وعلتتتى لستتتان محمتتتد جتتتردًا‪ ،‬متتتردًا‪ ،‬مكحليتتتن"‪.‬‬

‫وقد رواه أبو بكر بن أبي داود‪ ،‬حدثنا محمود بتتن خالتتد‪ ،‬وعبتتاس بتتن‬

‫الوليد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عمر‪ ،‬عن الوزاعي‪ ،‬عتتن هتتارون بتتن ريتتاب‪ ،‬عتتن‬

‫أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يبعتتث‬

‫أهل الجنة على صتتورة آدم‪ ،‬ميلد ثلث وثلثيتتن ستتنة‪ ،‬جتتردًا‪ ،‬متتردًا‪،‬‬

‫مكحلين‪ ،‬ثم يذهب بهم إلى شتتجرة فتتي الجنتتة‪ ،‬فيكتستتون منهتتا‪ ،‬ل‬

‫تبلتتتتتتتتتتتتتى ثيتتتتتتتتتتتتتابهم‪ ،‬ول يفنتتتتتتتتتتتتتى شتتتتتتتتتتتتتبابهم"‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي داود‪ :‬حدثنا سليمان بن داود‪ ،‬حدثنا ابن وهتتب‪،‬‬

‫أخبرنا عمرو بن الحارث‪ ،‬أن دراجا ً أبا السمح حدثه‪ ،‬عن أبي الهيثم‪،‬‬

‫عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وستتلم قتتال‪:‬‬

‫"من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير‪ ،‬يردون بني ثلث وثلثين‬

‫فتتتتي الجنتتتتة‪ ،‬ل يزيتتتتدون عليهتتتتا أبتتتتدًا‪ ،‬كتتتتذلك أهتتتتل النتتتتار"‪.‬‬

‫‪611‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬عن سويد بن نضر‪ ،‬عن ابن المبتتارك‪ ،‬عتتن رشتتدين‬

‫بن سعد عن عمرو بن الحارث‪.‬‬

‫كتاب صفة النار‪ ،‬وما فيها من العذاب الليم‪ ،‬أجارنا الله‬

‫تعالى منها برحمته‪ ،‬إنه جواد كريم‬

‫ها‬‫ن ت َْفعلوا فاّتقوا الّنار ال ِّتي وَُقود َ‬ ‫م ت َْفعَُلوا وَل َ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬فَإ ِ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ت ل ِل ْ َ‬ ‫عد ّ ْ‬ ‫جاَرةُ أ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫س َوال ْ ِ‬ ‫الّنا ُ‬
‫مِعين"‪.‬‬ ‫ج َ‬ ‫مل َئ ِك َةِ والّناس أ ْ‬ ‫ة الل ّهِ وال ْ َ‬ ‫م ل َعْن َ ُ‬ ‫ك عَل َي ْهِ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬أولئ ِ َ‬
‫ب ِباْلمغِْفَرةِ‬ ‫ذا َ‬ ‫ة ِبال ْهُد َىَ َوال ْعَ َ‬ ‫ضل َل َ َ‬ ‫شت ََرُوا ال ّ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬أولئ ِ َ‬
‫م عََلى الّناِر"‪.‬‬ ‫صب ََرهُ ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن ي ُْقب َ َ‬ ‫م ك ُّفاٌر فَل َ ْ‬ ‫ماُتوا وَهُ ْ‬ ‫ذين ك ََفُروا وَ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫ما‬ ‫م وَ َ‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬‫م عَ َ‬ ‫ك ل َهُ ْ‬ ‫دى ب ِهِ أولئ ِ َ‬ ‫لُء الْرض ذهبا ً وََلو افْت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫أحدهم ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ري َ‬‫ص ِ‬ ‫ن َنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫ت‬‫ج ْ‬ ‫ض َ‬ ‫م َنارا ً ك ُّلما ن َ ِ‬ ‫صِليهِ ْ‬ ‫ف نُ ْ‬ ‫سو ْ َ‬ ‫ن ك ََفُروا ِبآَيات َِنا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫عزيزا ً‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن الّله َ‬ ‫ب إِ ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫ها ل َِيذوُقوا ال ْعَ َ‬ ‫جُلودا ً غَي َْر َ‬ ‫م ُ‬ ‫م بد ّل ََناه ْ‬ ‫جُلودهُ ْ‬ ‫ُ‬
‫كيمًا"‪.‬‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫م وَل َ‬ ‫ه ل ِي َغِْفَر ل َهُ ْ‬ ‫م َيكن الل ّ ُ‬ ‫موا ل َ ْ‬ ‫ن ك ََفُروا وَظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫ك عََلى الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن ِفيَها أَبدا ً وَ َ‬ ‫خاِلدي َ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ريقَ َ‬ ‫ريقا ً إ ِل ّ ط َ ِ‬ ‫م طَ ِ‬ ‫ل ِي َهْدَِيه ْ‬
‫سيرًا"‪.‬‬ ‫يَ ِ‬
‫َ‬
‫مثل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ميعا ً وَ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ما في ال َْرض َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫ن ك ََفُروا ل َوْ أ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫ذاب‬ ‫م عَ َ‬ ‫م وَل َهُ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ما ت ُُقب ّ َ‬ ‫مة ِ َ‬ ‫وم ال ِْقَيا َ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دوا ب ِهِ ِ‬ ‫معه ل ِي َْفت َ ُ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫م عَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا ٌ‬ ‫من َْها وَلهُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫جي َ‬ ‫خارِ ِ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ما هُ ْ‬ ‫ن الّنارِ وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫جوا ِ‬ ‫ن َيخر ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫ري ُ‬ ‫مي ِ‬ ‫أِلي ٌ‬
‫م"‪.‬‬ ‫مِقي ٌ‬ ‫ُ‬
‫ح َله ْ‬
‫م‬ ‫ست َك َْبروا عَن َْها ل َ ت َُفت ّ ُ‬ ‫ن ك ًذ ُّبوا ْ بآيات َِنا َوا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫م ال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ط‬
‫خيا ِ‬ ‫س ّ‬‫ل في َ‬ ‫م ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫حتى ي َل ِ َ‬ ‫ة َ‬ ‫ن اْلجن ّ َ‬ ‫خلو َ‬ ‫ماِء وَل َ ي َد ْ ُ‬ ‫س َ‬‫ب ال ّ‬ ‫وا ُ‬ ‫أب ْ َ‬

‫‪612‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫واش‬ ‫م غَ َ‬ ‫وقهِ ْ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مَهاد ٌ وَ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫جهًن ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫زي ال ْ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ك نَ ْ‬ ‫وَك َذ َل ِ َ‬


‫ن"‪.‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫زي ال ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫ك نَ ْ‬ ‫وَك َذ َل ِ َ‬
‫حّرا ً ل َ ْ‬
‫و‬ ‫شد ّ َ‬ ‫مأ َ‬ ‫جهًن ّ َ‬ ‫ل َناُر َ‬ ‫حّر قُ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وََقاُلوا ل َ ت َْنفروا في ال ْ َ‬
‫كانوا‬ ‫ما َ‬ ‫جَزاَء ب ِ َ‬ ‫كوا ك َِثيرا ً َ‬ ‫كوا قَِليل ً وَل ْي َب ْ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن فَل ْي َ ْ‬ ‫كاُنوا ي َْفَقُهو َ‬ ‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫سُبو َ‬ ‫ي َك ْ ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫كفُرو َ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ديد َ ب ِ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫م ال ْعَ َ‬ ‫م نذيُقهُ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ث ُ ّ‬
‫ت‬ ‫م ِ‬ ‫دا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ِفيَها َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫شِهيق َ‬ ‫م ِفيَها زفيٌر وَ َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬له ْ‬
‫د"‪.‬‬ ‫ري ُ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫ك فَّعا ٌ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫ك إِ ّ‬ ‫شاء َرب ّ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت َوالْرض إ ِل ّ َ‬ ‫سموا ُ‬ ‫ال ّ‬
‫كما ً‬ ‫ميا ً وَ ب ُ ْ‬ ‫م عُ ْ‬ ‫جوهِهِ ْ‬ ‫مةِ عََلى و ُ‬ ‫م الِقَيا َ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫وقال تعا لى‪" :‬وََنحشره ْ‬
‫سِعيرًا"‪.‬‬ ‫وصما ً ْ‬
‫م َ‬ ‫ت زِد َْناهُ ْ‬ ‫خب َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م كل ّ َ‬ ‫جهًن ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫مأَواهُ ْ‬ ‫َ ُ ّ َ‬
‫ن ك ََفُروا‬ ‫ذي َ‬ ‫م َفال ّ ِ‬ ‫موا في َرب ّهِ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫خت َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ص َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ه َ‬
‫ه‬
‫صهر ب ِ ِ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫مي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫سه ِ ُ‬ ‫وق رءو ِ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫من ّنارٍ ي َ‬ ‫ب ِ‬ ‫م ثَيا ٌ‬ ‫ت َله ْ‬ ‫قُط ّعَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫دوا أ ْ‬ ‫ما أَرا ُ‬ ‫ديدٍ ك ُل ّ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫مع ُ ِ‬ ‫مَقا ِ‬ ‫م َ‬ ‫م َواْلجُلود ُ ول َهُ ْ‬ ‫طونهِ ْ‬ ‫ما في ب ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ريق"‪.‬‬ ‫ح ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ذوفوا ْ عَ َ‬ ‫عيدوا ِفيَها و ُ‬ ‫مأ ِ‬ ‫ن غَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫من َْها ِ‬ ‫جوا ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ت‬‫خّف ْ‬ ‫من َ‬ ‫ن وو َ ْ‬ ‫حو َ‬ ‫مْفل ِ ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ك هُ ُ‬ ‫ه َفأْولئ َ‬ ‫واِزين ُ‬ ‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫ن ث َُقل َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فَ َ‬
‫َ‬
‫ن ت َل َْف ُ‬
‫ح‬ ‫دو َ‬ ‫خال ِ ُ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫سه ُ ْ‬ ‫سروا أن ُْف َ‬ ‫نخ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ُ‬ ‫ه َفأْولئ ِ َ‬ ‫واِزين ُ ُ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫م فَكن ْت ُ ْ‬ ‫ن آَياتين ت ُت ْلى عَلي ْك ْ‬ ‫م ت َك ْ‬ ‫ن أل ْ‬ ‫حو َ‬ ‫م ِفيَها كال ِ ُ‬ ‫م الّناُر وَهُ ْ‬ ‫جوهَهُ ُ‬ ‫و ُ‬
‫ن َرب َّنا‬ ‫ضاّلي َ‬ ‫وما ً َ‬ ‫شْقوَت َُنا وَك ُّنا قَ ْ‬ ‫ت عَل َي َْنا ِ‬ ‫ن َقاُلوا َرب َّنا غَل َب َ ْ‬ ‫ب َِها ت ُك َذ ُّبو َ‬
‫ه‬
‫ن إن ّ ُ‬ ‫سُئوا ِفيَها وَل َ ت ُك َّلمو ِ‬ ‫خ َ‬ ‫لا ْ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫مو َ‬ ‫ظال ِ ُ‬ ‫ن عُد َْنا فَإّنا َ‬
‫ِ‬ ‫من َْها فَإ ِ ْ‬ ‫جَنا ِ‬ ‫خرِ ْ‬ ‫أَ ْ‬
‫مّنا َفاغِفْر ل ََنا"‪ .‬وقال تعالى‪" :‬ب َ ْ‬
‫ل‬ ‫ن رب َّنا آ َ‬ ‫عَباِدي َيقولو َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ريقٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن فَ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫من‬ ‫ك ًذ ّبوا بالساعَة وأ َعْتدنا ل ِمن ك ًذ ّب بالساعَة سِعيرا ً إ َ َ‬
‫م ِ‬ ‫ذا َرأت ْهً ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ ِ ّ‬ ‫َ َْ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ضّيقا ً‬ ‫كانا َ‬ ‫ً‬ ‫م َ‬ ‫من َْها َ‬ ‫ذا ألُقوا ِ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫معوا لَها ت َغَّيطا وََزفيرا وإ ِ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن ب َِعيدٍ َ‬ ‫كا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ّ‬
‫عوا ث ًُبورا ً‬ ‫حدا ً َواد ْ ُ‬ ‫م ث ُُبورا ً َوا ِ‬ ‫عوا ال ْي َوْ َ‬ ‫ك ث ُُبورا ً ل َ ت َد ْ ُ‬ ‫وا هَُنال ِ َ‬ ‫ن د َعَ ْ‬ ‫مَقّرِني َ‬ ‫ُ‬
‫ك َِثيرًا"‪.‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مُعو َ‬ ‫ج َ‬ ‫سأ ْ‬ ‫جُنود ُ إ ِب ِْلي َ‬ ‫نو ُ‬ ‫م َوال َْغاوو َ‬ ‫كبوا ِفيَها هُ ْ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬فكب ْ ِ‬
‫م‬
‫ويك ْ‬ ‫س ّ‬ ‫مِبين إ ِذ ْ ن ُ َ‬ ‫ن كّنا ل ََفي ُ‬ ‫ن َتالل ّهِ إ ِ ْ‬ ‫ن َتالل ّهِ إ ِ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ص ُ‬ ‫خت َ ِ‬ ‫م ِفيَها ي َ ْ‬ ‫َقاُلوا ْ وَهُ ْ‬
‫َ‬
‫ن وَل َ‬ ‫شافِِعي َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ل ََنا ِ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫رمو َ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما أضل َّنا إ ِل ّ ال ْ ُ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫ب َِر ّ‬
‫ة‬
‫ك لي َ ً‬ ‫ن ِفي ذل ِ َ‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫مِني َ‬ ‫ن اْلمؤ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ن ل ََنا ك َّرةً فَن َ ُ‬ ‫ميم فَل َوْ أ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ديق َ‬ ‫ص ِ‬ ‫َ‬
‫م"‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن أكث َُر ُ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حي ُ‬ ‫ن َرب ّك لهُوَ الَعزيُز الّر ِ‬ ‫ن وَإ ِ ّ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ِ‬ ‫هم ّ‬ ‫ما كا َ‬ ‫وَ َ‬

‫‪613‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م‬ ‫خَرةَ ه ُ‬ ‫م في ال ِ‬ ‫ب وَهُ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫سوء ال ْعَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬أولئ ِ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫سُرو َ‬ ‫خ َ‬ ‫ال َ ْ‬
‫ظ"‪.‬‬ ‫ب غَِلي ٍ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫م إ َِلى عَ َ‬ ‫ضط َّرهُ ْ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫م قَل ِي َل ً ث ُ ّ‬ ‫مت ّعُهُ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ن ُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ما أَرادوا أ ْ‬ ‫م الّناُر ك ُل ّ َ‬ ‫مأَواهُ ُ‬ ‫سُقوا فَ َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وأ ّ‬
‫ه‬
‫م بِ ِ‬ ‫ذي كن ْت ُ ْ‬ ‫ب الّنارِ ال ّ ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫م ذوًقوا عَ َ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫دوا ِفيَها َوقي َ‬ ‫عي ُ‬ ‫من َْها أ ِ‬ ‫جوا ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫م‬‫ب الكبرِ ل َعًل ّهُ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫دون ال ْعَ َ‬ ‫ب ال َد َْنى ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ذيَقن ّهُ ْ‬ ‫ن وَل َن ُ ِ‬ ‫ت ُك َذ ُّبو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫ي َْر ِ‬
‫سِعيرا ً َ‬ ‫َ‬
‫ن ِفيَها‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن وَأعَد ّ َله ْ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ه ل َعَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫صيرا ً‬ ‫َ‬
‫ن َولي ّا ً وَل َ ن َ ِ‬ ‫أَبدا ً ل َ َيجدو َ‬
‫ه وأط َعَْنا‬ ‫َ‬
‫ن َيا ل َي ْت ََنا أط َْعنا الل ّ َ‬ ‫م ِفي الّنارِ َيقوُلو َ‬ ‫جوههُ ْ‬ ‫ب وُ ُ‬ ‫م ُتقل ّ ُ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫َ‬
‫سِبيل َرب َّنا‬ ‫ضّلوَنا ال ّ‬ ‫ساد َت ََنا وَك َُبراءَنا َفأ َ‬ ‫سول وََقاُلوا َرب َّنا إ ِّنا أط َعَْنا َ‬ ‫الّر ُ‬
‫م ل َْعنا ً ك َِبيرًا"‪.‬‬ ‫ب َوال ْعَْنه ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ضعَْفي ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫آتهِ ْ‬
‫موُتوا‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫ضى عَل َي ْهِ ْ‬ ‫م ل َ ي ُْق َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫م َناُر َ‬ ‫ن ك ََفُروا ل َهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬وال ّ ِ‬
‫ن‬ ‫خو َ‬ ‫طر ُ‬ ‫ص َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ل ك َُفورٍ وَهُ ْ‬ ‫زي ك ّ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬
‫ك نَ ْ‬ ‫كذل ِ َ‬ ‫ذاب َِها َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ف عَْنه ْ‬ ‫وَل َ ُيخّف ُ‬
‫ل صاِلحا ً غَير ال ّذي ك ُنا نعم ُ َ‬ ‫ِفيَها َرب َّنا أ َ ْ‬
‫ما‬‫م َ‬ ‫مْرك ْ‬ ‫م ن ُعَ ّ‬ ‫ل أو ْ ل َ ْ‬ ‫ّ َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َْ‬ ‫م ْ َ‬ ‫جَنا ن َعْ َ‬ ‫خرِ ْ‬
‫صير"‪.‬‬ ‫ن نّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ما ِلل ّ‬ ‫ذوُقوا فَ َ‬ ‫ذيُر فَ ُ‬ ‫م الن ّ ِ‬ ‫جاَءك ُ ُ‬ ‫ن ت َذ َك َّر وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي َت َذ َك ُّر ِفيهِ َ‬
‫م‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ها ال ْي َوْ َ‬ ‫صل َوْ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫دو َ‬ ‫م توع ُ‬ ‫م ال ِّتي ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫جهَن ّ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬هذِهِ َ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫م بِ َ‬ ‫جلهُ ْ‬ ‫شهَد ُ أْر ُ‬ ‫م وَت َ ْ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫مَنا أي ْ ِ‬ ‫م وَت ُك َل ّ ُ‬ ‫واهِهِ ْ‬ ‫م عََلى أفْ َ‬ ‫خت ِ ُ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ن الي َوْ َ‬ ‫كفرو َ‬ ‫تَ ْ‬
‫صرا َ‬
‫ط‬ ‫ست َب َُقوا ال ّ‬ ‫م َفا ْ‬ ‫عينهِ ْ‬ ‫سَنا عََلى أ َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫شاُء ل َط َ َ‬ ‫ن وَل َوْ ن َ َ‬ ‫سُبو َ‬ ‫كانوا ي َك ْ ِ‬ ‫َ‬
‫عوا‬ ‫طا ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫م فَ َ‬ ‫كان َت ِهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م عََلى َ‬ ‫خَناهُ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫م َ‬ ‫شاُء ل َ َ‬ ‫ن وَل َوْ ن َ َ‬ ‫صُرو َ‬ ‫َفأّنى ي ُب ْ ِ‬
‫جُعون"‪.‬‬ ‫ضي ّا ً وَل َ ي َْر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫دو َ‬ ‫كاُنوا ي َْعب ُ‬ ‫ما َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫جه ُ ْ‬ ‫موا َوأْزَوا َ‬ ‫ن ظل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫حشروا ال ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ا ْ‬
‫ما‬‫ن َ‬ ‫مسُئوُلو َ‬ ‫م إ ِن ُّهم ّ‬ ‫حيم َوقُفوهُ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ط ال ْ َ‬ ‫صَرا ِ‬ ‫م إ َِلى ِ‬ ‫دوهُ ْ‬ ‫ن الل ّهِ َفاهْ ُ‬ ‫دو ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫م ال ْي َوْ ُ‬ ‫له ُ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫صُرو َ‬ ‫م ل َ ت ََنا َ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫صل َوْن ََها فَب ِئ ْ َ‬
‫س‬ ‫م يَ ْ‬ ‫جهًن ّ َ‬ ‫ب َ‬ ‫شّر مآ ٍ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫طاِغي َ‬ ‫ن ِلل ّ‬ ‫ذا وَإ ِ ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ه َ‬
‫َ‬ ‫ذا فَل ْي َ ً‬
‫ج‬‫ذا فَوْ ٌ‬ ‫جه َ‬ ‫شك ْل ِهِ أْزَوا ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خُر ِ‬ ‫ساق‪ ،‬وآ َ‬ ‫م وغ َ ّ‬ ‫مي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذوُقوهُ َ‬ ‫مَهاد ُ ه َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫حبا ً‬ ‫حم معك ُم ل َ مرحبا ً بهم إنهم صاُلوا النار َقاُلوا ب ْ َ‬
‫مْر َ‬ ‫م لَ َ‬ ‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ ِ‬ ‫ِ ِ ْ ِّ ُ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫مْقت َ ِ ٌ َ ْ‬ ‫ُ‬
‫م ل ََنا ه َ‬ ‫َ‬
‫ذا فَزِد ْهُ‬ ‫ن قَد ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ال َْقَراُر َقاُلوا َرب َّنا َ‬ ‫موهُ ل ََنا َفبئ ْ َ‬ ‫مت ُ‬ ‫م قد ّ ْ‬ ‫م أن ْت ُ ْ‬ ‫ب ِك ً ْ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ده ْ‬ ‫جال ً ك ُّنا ن َعُ ّ‬ ‫ما ل ََنا ل َ ن ََرى رِ َ‬ ‫ضْعفا ً ِفي الّنارِ وََقاُلوا َ‬ ‫ذابا ً ِ‬ ‫عَ َ‬

‫‪614‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال ً ْ‬


‫ق‬
‫ح ّ‬ ‫ن ذلك ل َ َ‬ ‫صاُر إ ِ ّ‬ ‫م الب ْ َ‬ ‫عنه ُ‬ ‫ت َ‬ ‫م َزاغَ ْ‬ ‫خرِي ّا ً أ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫م ِ‬ ‫خذ َْناهُ ْ‬ ‫شَرارِ ات ّ َ‬
‫هل الّناِر"‪.‬‬ ‫م أَ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫خا ُ‬ ‫تَ َ‬
‫ها‬ ‫جاُءو َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫مرا ً َ‬ ‫مز َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ن ك ََفُروا ِإلى َ‬ ‫ذي َ‬ ‫سيقَ ال ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَ ِ‬
‫َ‬
‫م‬‫ن عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫م ي َت ُْلو َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫م ُرس ٌ‬ ‫م َيأت ِك ُ ْ‬ ‫خَزن َت ًَها أل َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫واب َُها وََقا َ‬ ‫ت أب ْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫فُت ِ َ‬
‫ة‬ ‫م ُ‬ ‫ت ك َل ِ َ‬ ‫حّق ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ذا َقاُلوا ب ََلى وَل َك ِ ْ‬ ‫م هَ َ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫كم ل َِقاَء ي َوْ ِ‬ ‫م وَي ُن ْذُِرون َ ُ‬ ‫ت َرب ّك ُ ْ‬ ‫آيا ِ‬
‫َ‬
‫دين ِفيَها فب ِئ ْ َ‬
‫س‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫جهًن ّ َ‬ ‫ب َ‬ ‫وا َ‬ ‫خُلوا أب ْ َ‬ ‫ل اد ْ ُ‬ ‫ن ِقي َ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ب عََلى ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ال ْعَ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫مَتكب ّ‬ ‫وى ال ْ ُ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫مْقِتك ْ‬ ‫من ّ‬ ‫ت اللهِ أكب َُر ِ‬ ‫مْق ُ‬ ‫نل َ‬ ‫ن كَفزوا ي َُناد َوْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬ ‫أَ‬
‫مت َّنا اثن َت َْين‬ ‫ن َقاُلوا َرب َّنا أ َ‬ ‫ن فَت َك ُْفُرو َ‬ ‫ِ‬ ‫ما‬‫لي َ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ذ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫س‬‫َ‬ ‫نف‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫م ب ِأن ّ ُ‬ ‫سِبيل ذل ِك ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خُروج ِ‬ ‫حي َي ْت ََنا اث ْن َت َْين فاعْت ََرفَنا ب ِذ ُُنوب َِنا فهَل إ ِلى ُ‬
‫ْ‬ ‫وَأ ْ‬
‫م ل ِل ّهِ ال ْعَل ِ ّ‬
‫ي‬ ‫حك ْ ُ‬ ‫مُنوا َفال ْ ُ‬ ‫ك ب ِهِ ت ُؤْ ِ‬ ‫شَر ْ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫حد َهُ ك ََفْرت ُ ْ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ذا دعُ َ‬ ‫إِ َ‬
‫ر"‪.‬‬ ‫ال ْك َِبي ِ‬
‫سوءُ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل فِْرعَوْ َ‬ ‫حاقَ ِبآ ِ‬ ‫مك َُروا وَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت َ‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫هم الله َ‬ ‫قال تعالى‪" :‬فَوَْقا ُ‬
‫خُلوا‬ ‫ة أ َد ْ ِ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م ت ًَقو ُ‬ ‫شي ّا ً وَي َوْ َ‬ ‫ن عَل َي َْها غد ُوّا ً وَعَ ِ‬ ‫ضو َ‬ ‫ب الّناُر ي ُعَْر ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ال ْعَ َ‬
‫ضعََفاُء‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ن ِفي الّنارِ فَي َُقو ُ‬ ‫جو َ‬ ‫جا ّ‬ ‫ب وَِإذ ي َت َ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫شد ّ ال ْعَ َ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫ل فِْرعَوْ َ‬ ‫آ َ‬
‫َ‬
‫ن الّناِر‬ ‫م َ‬ ‫صيبا ً ِ‬ ‫ن عًّنا ن َ ِ‬ ‫مغُْنو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫م ت ََبعا ً فَهَ ْ‬ ‫ست َك ْب َُروا إ ِّنا ك ُّنا ل َك ُ ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ِل ّ ِ‬
‫ل‬‫ن ال ْعَِبادِ وََقا َ‬ ‫م ب َي ْ َ‬ ‫حك َ َ‬ ‫ه قَد ْ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل ِفيَها إ ِ ّ‬ ‫ست َك َْبروا إ ِّنا ك ُ ّ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫َقا َ‬
‫ب‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫وما ً ِ‬ ‫ف عَّنا ي َ ْ‬ ‫خّف ْ‬ ‫مي َ‬ ‫عوا رّبك ْ‬ ‫م اد ْ ُ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫خَزن َةِ َ‬ ‫ن ِفي الّنارِ ل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ذي‬ ‫ال ّ ِ‬
‫َقاُلوا أ َول َم ت ُ ْ‬
‫ما‬ ‫عوا وَ َ‬ ‫ت َقاُلوا ب ََلى َقاُلوا َفاد ْ ُ‬ ‫م ِبال ْب َي َّنا ِ‬ ‫سل ُك ُ ْ‬ ‫م ُر ُ‬ ‫ك ت َأِتيك ُ ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫حَياةِ‬ ‫مُنوا ِفي ال ْ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫سل ََنا َوال ّ ِ‬ ‫ل إنا لَننصُر ُر ُ‬ ‫ضل َ ٍ‬ ‫ن إ ِل ّ ِفي َ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫عاُء ال ْ َ‬ ‫دُ َ‬
‫م الل ّعْن َ ُ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫م وَل َهُ ُ‬ ‫معْذَِرُته ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫م ل ي َن َْفع ال ّ‬ ‫شَهاد ُ ي َوْ َ‬ ‫م ال ْ‬ ‫م ي َُقو ُ‬ ‫الد ّن َْيا وَي َوْ َ‬
‫داِر"‪.‬‬ ‫سوء ال ّ‬ ‫م ُ‬ ‫َوله ْ‬
‫َ‬
‫ف‬ ‫سو ْ َ‬ ‫سل َْنا ب ِهِ ُرسل ََنا فَ َ‬ ‫ما أْر َ‬ ‫ب وَب ِ َ‬ ‫ن ك ًذ ُّبوا بال ْك َِتا ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫ن‪ ،‬إذِ ا َ‬
‫م‬‫ميم ث ُ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ِفي ال ْ َ‬ ‫حبو َ‬ ‫س َ‬ ‫ل يُ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫سل َ ِ‬ ‫م َوال ّ‬ ‫ل ِفي أعَْناقِهِ ْ‬ ‫لغل َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ي َعْل َ ُ‬
‫ل ل َه َ‬
‫ن الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ن دو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫شر ُ‬ ‫مت ْ‬ ‫ماك ُْنت ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م أي ْ َ‬ ‫م ِقي َ ُ ْ‬ ‫ن ثُ ّ‬ ‫جُرو َ‬ ‫س َ‬ ‫ِفي الّنارِ ي ُ ْ‬
‫ه‬‫ل الل ّ ً‬ ‫ض ّ‬ ‫ك يُ ِ‬ ‫شيئا ً ك َذ َل ِ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫عوا ِ‬ ‫كن ن ّد ْ ُ‬ ‫م نَ ُ‬ ‫ل لّ ْ‬ ‫ضّلوا عَّنا ب َ ْ‬ ‫َقاُلوا َ‬
‫م‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫حقّ وَب ِ َ‬ ‫ن ِفي الرض ب ِغَي ْرِ ال ْ َ‬ ‫حو َ‬ ‫م ت َْفَر ُ‬ ‫ما ك ُْنت ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ن ذل ِك ُ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫كافِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫المت َك َّبري َ‬ ‫وى‬ ‫َ‬ ‫مث ْ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬ ‫ن ِفيَها فَب ِئ ْ‬ ‫َ‬ ‫دي‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ب َ‬ ‫وا َ‬ ‫َ‬ ‫دخُلوا أب ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫ت َْفرحو َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫م ّ‬ ‫حت ُ ْ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫م فأ ْ‬ ‫داك ُ ْ‬ ‫م أْر َ‬ ‫م ِبرب ّك ُ ْ‬ ‫ذي ظ َن َن ْت ُ ْ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫م ظ َن ّك ُ ُ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬وذل ِك ُ ْ‬

‫‪615‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬
‫م َ‬ ‫هم ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫ست َعِْتبوا فَ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫مْثوىً ل ّهُ ْ‬ ‫صِبروا َفالّنار َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ن فَإ ِ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫س‬
‫خا ِ‬ ‫ال َ‬
‫ال ْمعتبين وقَيضنا ل َهم قُرناء فَزينوا َلهم ما بي َ‬
‫م‬‫خل َْفهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫ْ ّ َْ َ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ُ ْ َِ َ َ ّ ْ َ ُ ْ َ َ‬
‫ن والنس‬ ‫ج ّ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن قَب ْل ِِهم ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫مم ٍ قَد ْ َ‬ ‫ول ِفي أ َ‬ ‫م ال َْق ْ‬ ‫حقّ عَل َي ْهِ ُ‬ ‫وَ ً‬
‫وا‬‫ن َوال ْغَ ْ‬ ‫ذا ال ُْقْرآ ِ‬ ‫مُعوا ِله َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ك ََفُروا ل َ ت َ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫رين وَقا َ‬ ‫س ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫كاُنوا َ‬ ‫م َ‬ ‫إ ِّنه ْ‬
‫م‬
‫زين ّهُ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ديدا ً وَل َن َ ْ‬ ‫ش ِ‬ ‫ذابا ً َ‬ ‫ن ك ََفُروا عَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ذيَق ّ‬ ‫ن َفلن ُ ِ‬ ‫م ت َغْل ُِبو َ‬ ‫ِفيهِ ل َعًل ّك ً ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫داُر‬ ‫م ِفيَها َ‬ ‫داء الل ّهِ الّناُر َله ْ‬ ‫جَزاُء أعْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ذل ِ َ‬ ‫مُلو َ‬ ‫كاًنوا ي َعْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫سوَأ ال ّ ِ‬ ‫أ ْ‬
‫ن ك ََفُروا ر ب َّنا أرَِنا‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ن وََقا َ‬ ‫دو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ج َ‬ ‫كاُنوا بآَيات َِنا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫جَزاًء ب ِ َ‬ ‫خل ْدِ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫كوَنا ِ‬ ‫مَنا ل ِي َ ُ‬ ‫دا ِ‬ ‫ت أقْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫جعَل ْهُ َ‬ ‫جن َوال ِْنس ن َ ْ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن أضلنا ِ‬ ‫ال ّذِي ْ َ‬
‫سَفِلين"‪.‬‬ ‫َ‬
‫ال ْ‬
‫ن ل َ ي َُفت ُّر عَن ْهُ ْ‬
‫م‬ ‫دو َ‬ ‫خال ُ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ِفي عَ َ‬ ‫مي َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫ن وََنادْوا َيا‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫كاُنوا هُ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م وَل َك ِ ْ‬ ‫مَناهُ ْ‬ ‫ما ظ َل َ ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫مب ْل ِ ُ‬ ‫م ِفيهِ ُ‬ ‫وَهُ ْ‬
‫ن‬‫حقّ وَل َك ِ ّ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫جْئناك ُ ْ‬ ‫ن ل ََقد ْ ِ‬ ‫م ماك ُِثو َ‬ ‫ل إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ك ل ِي َْقض عَل َي َْنا َرب ّ َ‬ ‫مال ِ ُ‬ ‫َ‬
‫هون"‪.‬‬ ‫كارِ ُ‬ ‫حق َ‬ ‫م ل ِل َ‬‫ْ‬ ‫أك ْث ََرك ُ ْ‬
‫مْهل ي َغِْلي ِفي‬ ‫كال ْ ُ‬ ‫م الِثيم َ‬ ‫جَرةَ الّزّقوم ط ََعا ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫صّبوا‬ ‫م ُ‬ ‫حيم ث ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫واِء ال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫خذوهُ َفاعْت ُِلوهُ ِإلى َ‬ ‫ميم ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ك َغَْلي ال ْ َ‬ ‫طو ِ‬ ‫ال ْب ُ ُ‬
‫ما‬ ‫ذا َ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ري ُ‬ ‫زيُز ال ْك َ ِ‬ ‫ت ال ْعَ ِ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫ميم ذ ُقْ إ ِن ّ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫من عَ َ‬ ‫سه ِ ِ‬ ‫فَوْقَ َرأ ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫م ب ِهِ َتمت َُرو َ‬ ‫ك ُن ْت ُ ْ‬
‫ماٍء غَْير‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِفيَها أن َْهاٌر ِ‬ ‫مّتقو َ‬ ‫عد َ ال ْ ُ‬ ‫ل اْلجن ّةِ ال ِّتي وُ ِ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫مر ل َذ ّةٍ ِلل ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫شارِِبي َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َوأن َْهاز ِ‬ ‫م ُ‬ ‫م ي َت َغَّير ط َعْ ُ‬ ‫من ل َّبن ل ّ ْ‬ ‫سن وَأن َْهاٌر ِ‬ ‫ِآ ِ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫مغِْفَرةٌ ِ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫مَرا ِ‬ ‫كل الث ّ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِفيَها ِ‬ ‫صّفى وَل َهُ ْ‬ ‫م ً‬ ‫سل ّ‬ ‫من عَ َ‬ ‫َوأن َْهاٌر ِ‬
‫م"‪.‬‬ ‫مَعاءهُ ْ‬ ‫ميما ً فََقط ّعَ أ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ماَء َ‬ ‫سقوا َ‬ ‫خال ِد ٌ في الّنارِ وَ ُ‬ ‫ن هُوَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م كَ َ‬ ‫َرب ّهِ ْ‬
‫زيد"‪.‬‬ ‫م ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫ت وَت َُقو ُ‬ ‫مَتل ِ‬ ‫هل ا ْ‬ ‫م َ‬ ‫جهًن ّ َ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫م ن َُقو ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫م ب َِها‬ ‫م د َعّا ً هذه الّنار ال ِّتي ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ى َنارِ َ‬ ‫ن ِإل َ‬ ‫عو َ‬ ‫م ي ُد َ ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫صب ُِروا أوْ ل َ‬ ‫صل َوْ َ‬ ‫تك َذ ّبو َ‬
‫ها َفا ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫صُر و َ‬ ‫م ل َ ت ُب ْ ِ‬ ‫م أْنت ْ‬ ‫حٌر هذا أ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫ن أفَ ِ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫م ت َعْ َ‬ ‫ماك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫جَزوْ َ‬ ‫ما ت ُ ْ‬ ‫م إ ِن ّ َ‬ ‫واٌء عَل َْيك ْ‬ ‫س َ‬ ‫صب ُِروا َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ن‬ ‫مّر إ ّ‬ ‫ة أدهى َوأ َ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫م َوال ّ‬ ‫عده ْ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫عة َ‬ ‫سا َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬بل ال ّ‬
‫م‬
‫جوهِهِ ْ‬ ‫ن ِفي الّنارِ عََلى وُ ُ‬ ‫حبو َ‬ ‫س َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫سعر ي َوْ َ‬ ‫ضلل و ُ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫مي َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫مح‬ ‫مُرَنا ِإل واحدة ك َل َ ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫خل َْقَناهُ ب َِقد َرٍ وَ َ‬ ‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سَقر إ ِّنا ك ُ ّ‬ ‫س َ‬ ‫م ّ‬ ‫ذوُقوا َ‬ ‫ُ‬
‫ر"‪.‬‬ ‫ص ِ‬ ‫ِبال ْب َ َ‬

‫‪616‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫دام‬ ‫صي َوال َقْ َ‬ ‫خذ ُ ِبالّنوا ِ‬ ‫م فَي ُؤْ َ‬ ‫ماهُ ْ‬ ‫سي َ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫رمو َ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ال ُ‬ ‫وقال تعا لى‪" :‬ي ُعَْر ُ‬
‫ن‬
‫مو َ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ب َِها ال ْ ُ‬ ‫م ال ِّتي ي ُك ًذ ّ ُ‬ ‫جهَن ّ ُ‬ ‫ن هذِهِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا‬ ‫فََبأيّ آل َِء رب ّك ُ َ‬
‫َ‬ ‫يَ ُ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬ ‫ن فَب ِأيّ آل َِء َرّبك َ‬ ‫ميم آ ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ب َي َْنها وَب َي ْ َ‬ ‫طوُفو َ‬
‫موم‬ ‫س ُ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ب ال َ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬وأ ْ‬
‫ل ذل ِ َ‬
‫ك‬ ‫كاُنوا قَب ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ريم إ ِن ّهُ ْ‬ ‫ميم وظل من يحموم ل َبارِدٍ وَل َ ك َ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫وَ َ‬
‫ذا‬‫ظاما ً أئ ّ‬ ‫ع َ‬ ‫ظيم وَك ُّنا ت َُرابا ً وَ ِ‬ ‫ث ال ْعَ ِ‬ ‫حن ْ ِ‬ ‫ن عََلى ال ِ‬ ‫صّرو َ‬ ‫كاُنوا ي ُ ِ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫مْترِفي َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ن أو آباؤَُنا الوُّلو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مب ُْعوثو َ‬ ‫متنا وكنا ترابا وعظاما ً نخرة أئنا ل َ َ‬
‫مأَواك ُ ُ‬
‫م‬ ‫ن ك ََفروا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة وَل َ ِ‬ ‫م فِد ْي َ ٌ‬ ‫مْنك ْ‬ ‫خذ ُ ِ‬ ‫م ل َ ي ُؤْ َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬فال ْي َوْ َ‬
‫صيُر"‪.‬‬ ‫م ِ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫م وَب ِئ ْ َ‬ ‫مولك ْ‬ ‫ي َ‬ ‫الّناُر هِ َ‬
‫م َنارا ً وًَقود ُ َ‬ ‫َ‬
‫ها‬ ‫م وَأهِْليك ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫مُنوا قوا ْ أْنف َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬يأي َّها ال ّ ِ‬
‫م‬
‫مَرهُ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫صو َ‬ ‫داد ل َ ي َعْ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ظ ِ‬ ‫ة ِغل َ ٌ‬ ‫مل َئ ِك َ ٌ‬ ‫جاَرةُ عَل َي َْها َ‬ ‫ح َ‬ ‫س َوال ْ ِ‬ ‫الّنا ُ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ؤمرو َ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫وَي َْفعَُلو َ‬
‫ذا‬ ‫صيُر إ ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫م وَب ِئ ْ َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ن ك ََفُروا ِبرب ِّهم عَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬ولل ّ ِ‬
‫ما‬ ‫ظ ك ُل ّ َ‬ ‫ن ال ْغَي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مّيز ِ‬ ‫كاد ُ ت َ َ‬ ‫ي ت َُفوُر ت َ َ‬ ‫شِهيقا ً وَهِ َ‬ ‫مُعوا ل ََها َ‬ ‫س ِ‬ ‫أل ُْقوا ِفيَها َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذيٌر‬ ‫جاَءَنا ن َ ِ‬ ‫ذيٌر َقاًلوا ب ََلى قَد ْ َ‬ ‫م نَ ِ‬ ‫م َيأت ِك ُ ْ‬ ‫خَزن َت َُها أل َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سأل َهُ ْ‬ ‫ي ِفيَها فوج َ‬ ‫أل ِْق َ‬
‫ل ك َِبير وََقاُلوا‬ ‫شيٍء إ َ‬
‫ضل َ ٍ‬ ‫م إ ِل ّ ِفي َ‬ ‫ن أن ْت ُ ْ‬ ‫ن َ ْ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما ن َّز َ‬ ‫فَك ًذ ّب َْنا َوقل َْنا َ‬
‫َ‬ ‫معُ أ َوْ ن َعِْق ُ‬
‫م‬‫سِعيرِ َفاعْت ََرفوا ب ِذ َن ْب ِهِ ْ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ما ك ُّنا ِفي أ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫س َ‬ ‫ل َوْ كّنا ن َ ْ‬
‫ر"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫سِعي‬ ‫ب ال ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫حقا ً لص َ‬ ‫س ْ‬ ‫فَ ُ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫كاُنوا ي َعَْلمو َ‬ ‫خَرة أ َك ْب َُر ل َوْ َ‬ ‫ب ال ِ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ب وَل َعَ َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ك ال ْعَ َ‬ ‫كذل ِ َ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫م أو َ‬ ‫مال ِهِ فَي َُقول َيا ل َي ْت َِني ل َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ه بِ ِ‬ ‫ي ك َِتاب َ ُ‬ ‫ن أؤت َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَأ ّ‬
‫َ‬ ‫كتابيه ول َ َ‬
‫ه‬
‫مال ِي َ ْ‬ ‫ما أغَنى عَّني َ‬ ‫ة َ‬ ‫ضي َ َ‬ ‫ت ال َْقا ِ‬ ‫كان َ ِ‬ ‫ه َيا ل َي ْت ََها َ‬ ‫ساب ِي َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ما ِ‬ ‫م أدرِ َ‬ ‫َِ ََ ْ َ ْ‬
‫ةَ‬
‫سل ٍ‬ ‫سل ِ‬ ‫ْ‬ ‫م في ِ‬ ‫صلوهُ ث ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫م َ‬ ‫حي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ال َ‬ ‫ْ‬ ‫ذوة فَغُلوهُ ث ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫خ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫سلطان ِي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ك عَّني ُ‬ ‫هَل َ َ‬
‫ظيم وَل َ‬ ‫ن ِبالل ّهِ ال ْعَ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ل َ ي ُؤْ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫كوهُ إ ِّنه َ‬ ‫سل ُ ُ‬ ‫ن ذَِراعا ً َفا ْ‬ ‫سب ُْعو َ‬ ‫ذ َْرعَُها َ‬
‫م وَل َ ط ََعا ٌ‬
‫م‬ ‫مي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ها هَُنا َ‬ ‫م َ‬ ‫س َلة ال ْي َوْ َ‬ ‫كين فَل َي ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ض عََلى ط ََعام ال ْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫يَ ُ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫خاط ُِئو َ‬ ‫كله إ ِل ّ ال ْ َ‬ ‫سِلين ل َ يأ ُ‬ ‫ن ِغ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫إ ِل ّ ِ‬
‫ه‬
‫حب َت ِ ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫مِئذ ب ِب َِنيهِ وَ َ‬ ‫ب ي َوْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫م ل َوْ ي َْفت َ ِ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوَد ّ ال ْ ُ‬
‫جيه ك ًل ّ إ ِن َّها‬ ‫م ين ْ ِ‬ ‫ميعا ً ث َ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫ن ِفي الْرض َ‬ ‫ْ‬ ‫صيل َت ِهِ ال ِّتي ت ُؤِْويهِ وَ َ‬
‫م‬ ‫خيهِ وَفَ ِ‬ ‫وأ َ ِ‬
‫َ‬ ‫عوا م َ‬
‫عى"‪.‬‬ ‫معَ فَأوْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن أد ْب ََر وَت َوَّلى وَ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫وى ت َد ْ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ة ِلل ّ‬ ‫ظى ن َّزاعَ ً‬ ‫لَ َ‬
‫سقر ل َ تب ِْقي وَل َ تذ َُر‬ ‫ما َ‬ ‫ك َ‬ ‫ما أدَرا َ‬ ‫سَقَر وَ َ‬ ‫صِليهِ َ‬ ‫سأ ْ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬

‫‪617‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مل َئ ِك َ ً‬
‫ة‬ ‫ب الّنارِ إ ِل ّ َ‬ ‫حا َ‬ ‫ص َ‬‫جعَل َْنا أ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫شَر و َ‬ ‫ة عَ َ‬ ‫سع َ َ‬ ‫شرِ عَل َي َْها ت ِ ْ‬ ‫ة ل ِل ْب َ َ‬‫ح ٌ‬ ‫وا َ‬ ‫لَ ّ‬
‫ب َو‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ن ك ََفُروا ل ِي َ ْ‬
‫ست َي ِْق َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ل ِل ّ ِ‬ ‫م إ ِل ّ فِت ْن َ ً‬ ‫جعَل َْنا ِ‬
‫عد ّت َهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫وَ َ‬
‫ن‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ب َوال ْ ُ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬‫مانا ً وَل َ ي َْرَتا َ‬ ‫مُنوا إي َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫داد َ ال ّ ِ‬ ‫ي َْز َ‬
‫مث َل ً‬‫ذا َ‬ ‫ه ب ِهَ َ‬ ‫ذا أَراد الل ّ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫كاِفرو َ‬ ‫ض َوال ْ َ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫ن ِفي قُُلوب ِِهم ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ولَيقو َ‬
‫ك إ ِل ّ‬‫م جُنود َ َرب ّ َ‬ ‫ما ي َعْل َ ُ‬ ‫شاء وَ َ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دي َ‬ ‫شاُء وَي َهْ ِ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ض ّ‬ ‫ك يُ ِ‬ ‫كذل ِ َ‬ ‫َ‬
‫شر"‪.‬‬ ‫ي إ ِل ّ ذِك َْرى ل ِل ْب َ َ‬ ‫ما هِ َ‬ ‫هُوَ وَ َ‬
‫ميتتن فتتي‬ ‫ب ال ْي َ ِ‬ ‫حا َ‬‫صت َ‬ ‫ة إ ِل ّ أ ْ‬ ‫هين َت ً‬‫ت َر ِ‬ ‫ستب َ ْ‬‫ما ك َ َ‬ ‫ل ن َْفس ب ِ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ك ُ ّ‬

‫ستَقر قَتتالوا ل َت ْ‬
‫م ن َت ُ‬
‫ك‬ ‫م فتتي َ‬ ‫سل َ َ‬
‫كك ْ‬ ‫ما َ‬
‫ن َ‬
‫مي َ‬
‫جرِ ِ‬
‫عن الم ْ‬ ‫ت ي ََتساَءُلو َ‬
‫ن َ‬ ‫جّنا ٍ‬
‫َ‬

‫ن وَك ُّنا‬
‫ضي َ‬ ‫مع َ ال ْ َ‬
‫خائ ِ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ن وَك ًّنا ن َ ُ‬
‫خو ُ‬ ‫كي َ‬
‫س ِ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ك ن ُط ْعِ ُ‬ ‫ن وَل َ ْ‬
‫م نَ ُ‬ ‫صّلي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫م َ‬
‫ِ‬

‫شافِِعين فَ َ‬
‫ما‬ ‫ة ال ّ‬ ‫م َ‬
‫شَفاعَ ُ‬ ‫ن فَ َ‬
‫ما ت َن َْفعُهُ ْ‬ ‫حّتى أَتاَنا الي َِقي ُ‬
‫دين َ‬
‫وم ال َ‬ ‫ن ُك َذ ّ ُ‬
‫ب ب ِي َ ْ‬

‫ن"‪.‬‬
‫ضتتتتتتتتتتتتتتي َ‬ ‫عتتتتتتتتتتتتتتن الّتتتتتتتتتتتتتتتذ ْك َِرةِ ُ‬
‫معْرِ ِ‬ ‫َلهتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫م َ‬

‫ستتِعيرًا"‪.‬‬ ‫كتتافرين سل َستت َ َ‬


‫ل وَأغلل ً وَ َ‬ ‫وقتتال تعتتالى‪" :‬إ ِّنتتا أعَْتتتد َْنا ل ِل ْ َ ِ ِ َ َ ِ‬

‫ن ان ْط َل ُِقوا إ َِلتى ِ‬
‫ظت ّ‬
‫ل ِذي‬ ‫م ب ِهِ ت ُك َذ ُّبو َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬انط َل ُِقوا إ َِلى َ‬
‫ما كن ْت ُ ْ‬

‫ر‬ ‫كال َْق ْ‬


‫صت ِ‬ ‫شتَررٍ َ‬
‫متتي ب ِ َ‬ ‫ن الل ّهَ ِ‬
‫ب إ ِن ّهَتتا ت َْر ِ‬ ‫ب ل ظ َِليل وَل َ يغِْني ِ‬
‫م َ‬ ‫ث َل َ ِ‬
‫ث ُ‬
‫شع َ ٍ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫مئ ِذٍ ل ِل ْ ُ‬


‫م َ‬
‫كتتتتتتتذ ِّبي َ‬ ‫صتتتتتتتْفٌر وَْيتتتتتتتل َيتتتتتتتوْ َ‬ ‫ماَلتتتتتتت ٌ‬
‫ة ُ‬ ‫ج َ‬
‫ه ِ‬ ‫َ‬
‫كتتتتتتتأن ّ ُ‬

‫ن مآبتا ً ل ّب ِِثيت َ‬
‫ن ِفيهَتتا‬ ‫مْرصتتادا ً ِللط ّتتاِغي َ‬ ‫م ك َتتان َ ْ‬
‫ت ِ‬ ‫جهًن ّت َ‬
‫ن َ‬
‫وقال تعتتالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫ستتاقا ً َ‬
‫ج تَزاًء ُوفاقتتأ‬ ‫ميما ً وَغَ ّ‬ ‫شَرابا ً إ ِل ّ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن ِفيَها ب َْردا ً وَل َ َ‬ ‫حَقابا ً ل َ ي َ ُ‬
‫ذوُقو َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬ ‫ذابا ً وَك ُت ّ‬
‫حسابا ً وَك ًذ ُّبوا بآَيات َِنا ك ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ص تي َْناة‬
‫ح َ‬
‫يءٍ أ ْ‬ ‫ل َ‬
‫شت ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كاُنوا ل َ ي َْر ُ‬
‫جو َ‬ ‫أّنه ْ‬

‫‪618‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫دائ ِقَ وَأ َعَْنابتتا ً‬ ‫مَفازا ً َ‬


‫حتت َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ل ِل ْ ُ‬
‫مت ِّقي َ‬ ‫ذابا ً إ ِ ّ‬ ‫ذوُقوا فََلن ن ّ ِ‬
‫زيد َك ُ ْ‬
‫م إ ِل ّ عَ َ‬ ‫ك َِتاب َا َ ف ُ‬
‫َ‬
‫متتا‬
‫جين و َ‬ ‫جارِ ل َِفتتي ِ‬
‫ست ّ‬ ‫ب اْلف ّ‬ ‫ب أت َْرابًا"‪ .‬وقال تعالى‪ :‬ك ًل ّ إ ِ ّ‬
‫ن ك َِتا َ‬ ‫ع َ‬ ‫وك َ َ‬
‫وا ِ‬

‫ن"‪.‬‬
‫ذبي َ‬ ‫مئ ِذٍ ل ِل ْ ُ‬
‫مك َتتتت ّ‬ ‫مْرقُتتتتو ٌ‬
‫م وَي ْتتتتل ي َتتتتوْ َ‬ ‫ب َ‬
‫ن ك ِت َتتتتا ٌ‬
‫جي ٌ‬
‫ستتتت ّ‬
‫متتتتا ِ‬ ‫َأدَرا َ‬
‫ك َ‬

‫كتتذ ّ َ‬
‫ب‬ ‫شَقى اّلتت ِ‬
‫ذي ً‬ ‫ها إ ِل ّ ال ْ‬
‫صل َ َ‬ ‫م َنارا ً ت َل ً ّ‬
‫ظى ل َ ي َ ْ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬فأنذ َْرتك ُ ْ‬

‫وََتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوَّلى"‪.‬‬

‫ت ِفيَها وَل َ‬ ‫م ل َ يَ ُ‬
‫مو ُ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه َ‬ ‫رما ً فَإ ِ ّ‬
‫ج ِ‬
‫م ْ‬
‫ه ُ‬
‫ت َرب ّ ُ‬
‫ن يأ ِ‬
‫م ْ‬
‫ه َ‬
‫وقال تعالى‪" :‬إ ِن ّ ُ‬

‫ح َيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬
‫يَ ْ‬

‫ة‬
‫مي َت ً‬ ‫ة َتصلى َنارا ً َ‬
‫حا ِ‬ ‫صب َ ٌ‬ ‫مل َ ٌ‬
‫ة َنا ِ‬ ‫عا ِ‬
‫ة َ‬
‫شعَ ٌ‬
‫خا ِ‬
‫مئ ِذٍ َ‬
‫جوه ي َوْ َ‬
‫كما قال تعالى‪" :‬وُ ُ‬

‫ن وَل َ ي ُغِْني‬
‫م ُ‬ ‫ريع ل َ ي ُ ْ‬
‫س ِ‬ ‫ض ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫م ط ََعا ٌ‬
‫م إ ِل ّ ِ‬ ‫س ل َهُ ْ‬
‫ن عَْين آِنيةٍ ل ّي ْ َ‬
‫م ْ‬
‫سَقى ِ‬
‫تُ ْ‬

‫جتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوع"‪.‬‬
‫ن ُ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫ِ‬

‫صتّفا‬ ‫مل َت ُ‬
‫ك َ‬ ‫ك َوال ْ َ‬ ‫كا د َك ّتا ً وَ َ‬
‫جتتاءَ َرب ّت َ‬ ‫ض دَ ّ‬ ‫ذا د ُك ّ ِ‬
‫ت الْر ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬كل ّ إ ِ َ‬

‫ل‬ ‫ن وأّنى ل َ ُ‬
‫ه الذ ّك َْرى ي َُقو ُ‬ ‫مئ ِذٍ ي َت َذ َك ُّر ال ِن ْ َ‬
‫سا ُ‬ ‫م ي َوْ َ‬
‫جهَن ّ َ‬
‫مئ ِذٍ ب ِ َ‬
‫جيء ي َوْ ِ‬
‫صفا وَ ِ‬

‫حتد ٌ وَل َ يوثتتق وَث َتتاقَ ُ‬


‫ه‬ ‫هأ َ‬
‫ذاب َ ُ‬ ‫مئ ِذٍ ل َ ي ُعَتذ ّ ُ‬
‫ب عَت َ‬ ‫حَياِتي فَي َوْ َ‬
‫ت لِ َ‬ ‫َيا ل َي ْت َِني قد ّ ْ‬
‫م ُ‬

‫د"‪.‬‬
‫حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ٌ‬
‫أ َ‬

‫ة‬
‫م ِ‬
‫شتتأ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫حا ُ‬
‫صت َ‬
‫مأ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كفرْوا ِبآَيات ِن َتتا هُ ت ْ‬ ‫وقال سبحانه وتعالى‪َ" :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬

‫‪619‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫دة"‪.‬‬
‫موصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬ ‫عَل َي ِْهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫م َنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاٌر ُ‬

‫ب‬
‫ست ُ‬ ‫متتال ً َوعتتدد َهُ ي َ ْ‬
‫ح َ‬ ‫مع َ َ‬
‫ج َ‬ ‫مَزةٍ ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫مَزةٍ ل َ‬ ‫ل ل ِك ُ ّ‬
‫ل هُ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي ْ ٌ‬

‫ة َناُر الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫حط َ َ‬
‫م ُ‬ ‫ما ال ْ ُ‬ ‫ما أدَرا َ‬
‫ك َ‬ ‫حط َ َ‬
‫مةِ وَ َ‬ ‫ن في ال ْ ُ‬
‫خلده كل ّ ل َي ُن ْب َذ َ ّ‬ ‫مال َ ُ‬
‫هأ ْ‬ ‫ن َ‬
‫أ ّ‬

‫م تدٍ‬ ‫م ْ‬
‫ؤص تد َةٌ فتتي عَ َ‬ ‫دة إ ِن ّهَتتا عَل َي ْهِ ت ُ‬
‫م ّ‬ ‫دة ال ّت ِتتي ت َط ّل ِتعُ عَل َتتى الفْئ ِ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫موَقَ ت َ‬

‫ة"‪.‬‬
‫ّممتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدد َ ٍ‬

‫قال ابن المبارك‪ :‬عن خالد بن أبي عمران بستتنده‪ ،‬أن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن النار تأكتتل أهلهتتا‪ ،‬حتتتى ِإذا اطلعتتت‬

‫على أفئدتهم انتهت‪ ،‬ثم يعود كمتتا كتتان‪ ،‬ثتتم يستتتقبله أيض تًا‪ ،‬فيطلتتع‬

‫علتتتتتتتتتتتى فتتتتتتتتتتتؤادهم‪ ،‬فهتتتتتتتتتتتم كتتتتتتتتتتتذلك أبتتتتتتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫دة ال ّت ِتتتي تط ّل ِتتتعُ عَل َتتتى الفْئ ِد َ ِ‬


‫ة"‪.‬‬ ‫فتتتذلك قتتتوله‪" :‬ن َتتتاُر الل ّتتتهِ ال ْ ُ‬
‫موقَتتت َ‬

‫وقد تركنا إيراد آيات كثيرة خوف الطالة‪ ،‬وفيما أوردناه إشارة إلتتى‬

‫ما تركنا إيراده و بالله المستعان وستأتي الحاديث الواردة في صفة‬

‫جهنم‪ -‬أجارنا الله تعالى منها‪ ،‬بحوله وقوته آمين‪ -‬مرتبة على ترتيتتب‬

‫حستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن وبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتالله التوفيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتق‪.‬‬

‫وقال ابن المبارك‪ :‬أخبرنا معمر‪ :‬عن محمد بتتن المنكتتدر‪ ،‬قتتال‪ :‬لمتتا‬

‫‪620‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خلقت النار‪ ،‬فزعت الملئكة‪ ،‬وطارت أفئدتها‪ ،‬فلما خلتتق آدم ستتكن‬

‫ذلك عنهم‪ ،‬وذهب ما كانوا يحذرون‪.‬‬

‫فتى من النصار يميته خوف النار‬

‫وقال ابن المبارك‪ :‬أخبرنا محمد بن مطرف‪ ،‬عن الثقة‪ ،‬أن فتى من‬
‫النصار داخلته من النار خشية‪ ،‬فكان يبكي عند ذكر النار‪ ،‬حتى‬
‫حبسه ذلك في البيت‪ ،‬فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم‪،‬‬
‫فجاءه في البيت‪ ،‬فلما دخل نبي الله صلى الله عليه وسلم اعتنقه‬
‫الفتى‪ ،‬وخر ميتًا‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬جهزوا‬
‫صاحبكم‪ ،‬فِإن الفرق من النار فلذ كبده"‪.‬‬
‫وقتتال القرطتتبي‪ :‬وروي أن عيستتى عليتته الستتلم متّر بأربعتتة آلف‬

‫امتترأة متغيتترات اللتتوان‪ ،‬وعليهتتن متتدارع الشتتعر والصتتوف‪ ،‬فقتتال‬

‫عيسى‪ :‬ما الذي غير ألوانكن معاشر النسوة? قلتتن‪ :‬ذكتتر النتتار غيتتر‬

‫ألواننا يا ابن مريم‪ :‬إن من دخل النار ل يتذوق فيهتا بتردا ً ول شترابًا‪.‬‬

‫ذكره الخرائطي في كتاب التنور‪.‬‬

‫سلمان الفارسي وخشيته من عذاب النار‬

‫م‬
‫جًهن ت َ‬
‫ن َ‬
‫وروي أن ستتلمان الفارستتي لمتتا ستتمع قتتوله تعتتالى‪" :‬وَإ ِ ّ‬

‫ن"‪ .‬فّر ثلثة أيام هاربا ً من الخوف‪ ،‬ل يعقل‪ ،‬فجيتتء‬ ‫ل َموعدهُ َ‬
‫مِعي َ‬
‫ج َ‬
‫مأ ْ‬‫ْ‬ ‫َ ْ‬

‫‪621‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول الله أنزلت هتتذه‬
‫عتتتتتتتتتتتدهُ َ‬
‫ن"‪.‬‬
‫مِعيتتتتتتتتتتت َ‬
‫ج َ‬
‫مأ ْ‬‫ُ ْ‬ ‫م لَ َ‬
‫مو ْ ِ‬ ‫جهَّنتتتتتتتتتتت َ‬
‫ن َ‬
‫اليتتتتتتتتتتتة‪" :‬وَإ ِ ّ‬

‫ن‬
‫فو الذي بعثتتك بتتالحق لقتتد قطعتتت قلتتبي‪ ،‬فتتأنزل اللتته تعتتالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ن فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي ظ ِل َ ٍ‬
‫ل وَعُي ُتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو ٍ‬ ‫مت ِّقيتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫ال ُ‬

‫ذكره الثعالبي‪.‬‬

‫ذكر جهنم وشدة سوادها‬

‫َأجارنا الله منها‬

‫ح تّرا ً لتتو‬ ‫م أَ َ‬
‫ش تد ّ َ‬ ‫جهًن ّت َ‬ ‫قال تعالى‪" :‬وََقاُلوا ل َ ت َن ِْفُروا في ال ْ َ‬
‫حّر ق ْ‬
‫ل ن َتتاُر َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫َ‬
‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاُنوا ي َْفَقُهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬

‫متتا َأدَرا َ‬
‫ك‬ ‫ةو َ‬
‫هاوِي َت ٌ‬
‫ه َ‬ ‫ه فَتتأ ّ‬
‫م ُ‬ ‫واِزين ُ ُ‬
‫مت َ‬
‫ت َ‬
‫خّف ت ْ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫متتا َ‬
‫َ‬
‫قال الّله تعالى‪" :‬وَأ ّ‬

‫مَيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬
‫حا ِ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاهَِيه َنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاٌر َ‬
‫َ‬

‫ريع ل َ‬
‫ضت ِ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬ ‫م ط ََعا ٌ‬
‫م إ ِل ّ ِ‬ ‫س ل َهُ ْ‬
‫ن عَْين آن ِي َةٍ ل ّي ْ َ‬
‫م ْ‬
‫وقال تعالى‪ُ" :‬تسَقى ِ‬

‫جتتتتتتتتتتتتتتوٍع"‪.‬‬ ‫ن وَل َ ي ُغِْنتتتتتتتتتتتتتتي ِ‬


‫متتتتتتتتتتتتتتن ُ‬ ‫م ُ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتت ِ‬
‫يُ ْ‬

‫‪622‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ميم"‪ .‬أي حار‪ ،‬قتتد تنتتاهى حتتره‪،‬‬


‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫ن ب َي ْن ََها وَب َي ْ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َ ُ‬
‫طوُفو َ‬

‫وبلغ الغاية في ذلك‪.‬‬

‫جهنم‪ -‬والعياذ بالله تعالى‪ -‬أشد سبعين مرة من نار‬

‫الدنيا‬

‫وقال مالك فتتي الموطتتأ‪ :‬عتتن أبتتي الزنتتاد‪ ،‬عتتن العتترج‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" .‬نار بني آدم التي‬

‫توقدون‪ ،‬جزء من سبعين جزء من نار جهنم‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول اللتته‪.‬‬

‫إن كانت لكافية‪ ،‬فقال‪ .‬إنهتتا فضتتلت عليهتتا بتستتعة وتستتعين جتتزء"‪.‬‬

‫ورواه البخاري‪ :‬عن إسماعيل بن أبي إدريس‪ ،‬عتتن مالتتك‪ ،‬وأخرجتته‬

‫مسلم‪ :‬عن قتيبة‪ ،‬عن المغيرة بن عبد الرحمن الخزامتتي‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫الزنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاد‪ ،‬بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته نحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوه‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا سفيان‪ ،‬عتتن أبتتي الزنتتاد‪ ،‬عتتن العتترج‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن نتتاركم هتتذه جتتزء متتن‬

‫‪623‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سبعين جزء من نار جهنم‪ ،‬وقد ضربت بالبحر مرتين‪ ،‬ولول ذلتتك متتا‬

‫جعل الله فيها منفعة لحد"‪ .‬على شرط الصحيحين‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ،‬حتتدثنا حمتتاد‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن زيتتاد‪،‬‬

‫سمعت أبا هريرة يقول‪ :‬سمعت أبا القاسم صلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫يقول‪" :‬نار ابن آدم التي توقتتدون‪ ،‬جتتزء متتن ستتبعين جتتزء متتن نتتار‬

‫جهنم"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنتتا معمتتر‪ ،‬عتتن همتتام‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله‪ -‬صلى الله عليتته وستلم‪" :‬نتتاركم هتتذه‬

‫التي يوقدها بنو آدم جزء واحد من سبعين جزء من حر جهنم‪ ،‬قالوا‪:‬‬

‫والله إن كانت لكافية‪ .‬قال‪ :‬فِإنها فضلت عليها بتسعة وستين جتتزء‪،‬‬

‫كلهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن مثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل حرهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫قال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا بشر بن خالد العسكري‪ ،‬حتتدثنا ستتعيد بتتن‬

‫‪624‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مسلمة‪ ،‬عن عاصم بن كليب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبتتي هريتترة قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن ناركم هذه‪ ،‬وكل نار أوقدت‪،‬‬

‫أو هم يوقدونها‪ ،‬جزء من سبعين جزء من نارجهنم"‪.‬‬

‫طريق أخرى بلفظ آخر‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا عبد العزيز‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬هذه النار‬
‫جزء من مائة جزء من جهنم"‪.‬‬
‫لسناد على شرط مسلم‪ ،‬وفي لفظه غرابة‪ ،‬وأكثر الروايات‬ ‫وهذا ا ِ‬
‫عن أبي هريرة جزء من سبعين جزء‪ .‬وقد ورد الحديث عن غيره‬
‫كذلك‪ ،‬من طريق عبد الله بن مسعود‪.‬‬
‫كما قال البزار‪ :‬حدثنا محمد بن عبد الرحيم‪ ،‬حدثنا عبيد الله بن‬
‫إسحاق العطار‪ ،‬حدثنا زهير‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن معمر بن ميمون‪،‬‬
‫عن عبد الله‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬الرؤيا‬
‫الصالحة بشرى‪ ،‬وهي جزء من سبعين جزء من النبوة‪ ،‬وإن ناركم‬
‫هذه جزء من سبعين جزء من سموم جهنم‪ ،‬وما دام العبد ينتظر‬
‫الصلة فهو في صلة‪ ،‬ما لم يحدث"‪ .‬قال البزار‪ :‬وقد روي موقوفا ً‬
‫من طريق أبي سعيد‪.‬‬
‫كما قال البزار أيضًا‪ :‬حدثنا محمد بن الليث‪ ،‬حدثنا عبيد الله بن‬
‫موسى‪ ،‬حدثنا شيبان‪ ،‬عن فراس‪ ،‬عن عطية‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن ناركم هذه جزء من‬
‫سبعين جزء من نار جهنم‪ ،‬لكل جزء منها حرها"‪.‬‬
‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بتتن عمتترو الخلل‪ ،‬حتتدثنا إبراهيتتم بتتن‬

‫المنذر الخزاعي‪ ،‬حدثنا معن بن عيسى القزاز‪ ،‬عن مالك بتتن أنتتس‪،‬‬

‫‪625‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن عمه أبي سهل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬أتدرون ما مثل ناركم هتتذه متتن نتتار جهنتتم‪.‬‬

‫هي أشد دخانا ً من دخان ناركم هذه بستتبعين ضتتعفًا"‪ .‬قتتال الحتتافظ‬

‫الضياء‪ :‬وقد رواه ابن مصعب‪ ،‬عن مالك‪ ،‬فتوقفه‪ ،‬وهتتو عنتدي علتى‬

‫شرط الصحيح‪.‬‬

‫أوقد على نار جهنم ثلثة آلف عام حتى أصبحت سوداء‬

‫مظلمة‬

‫وروى الترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ :‬كلهما عتتن ابتتن عبتتاس التتدوري‪ ،‬عتتن‬

‫يحيى بن أبي بكير‪ ،‬عن شريك عن عاصم‪ ،‬عن أبي عاصم‪ ،‬عن أبتتي‬

‫هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أوقد على النتتار‬

‫ألف سنة حتى احمرت‪ ،‬ثم أوقد عليها ألف ستتنة حتتتى أبيضتتت‪ ،‬ثتتم‬

‫أوقتتد عليهتتا ألتتف ستتنة حتتتى استتودت‪ ،‬فهتتي ستتوداء مظلمتتة"‪.‬‬

‫قال الترمذي‪ :‬ول أعلم أحدا ً رفعه غير يحيى بن بكيتتر‪ ،‬عتتن شتتريك‪،‬‬

‫كتتتتتتتتتتتذا قتتتتتتتتتتتال الترمتتتتتتتتتتتذي رحمتتتتتتتتتتته اللتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫‪626‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد روى أبو بكر بن مردويه الحافظ عتتن إبراهيتتم بتتن محمتتد‪ ،‬عتتن‬

‫محمد بن الحسن بن مكرم‪ ،‬عن عبيد الله بن سعد‪ ،‬عن عمتته‪ ،‬عتتن‬

‫شريك مثله‪.‬‬

‫نار جهنم ل ينطفىء حرها ول يصطلى بلهيبها‬

‫وقال الحافظ البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو عبيد الله الحافظ أبو ستتعيد‪ ،‬عتتن‬

‫أبي عمرو‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو العباس الصم‪ ،‬حدثنا أحمد بن عبد الجبار‪،‬‬

‫حدثنا أبو معاوية‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أبي ظبيان‪ ،‬عتتن ستتلمان‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫قال رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستلم‪" :‬النتتار ل يطفتتأ حرهتتا‪ ،‬ول‬

‫ريتتق"‪.‬‬
‫ح ِ‬
‫ب ال َ‬ ‫ل ذوقُتتوا عَت َ‬
‫ذا َ‬ ‫يصتتطلى بلهيبهتتا‪ ،‬قتتال‪ :‬ثتتم قتترأ‪" :‬وَن َُقتتو ُ‬

‫قتتال التتبيهقي‪ :‬ورفعتته ضتتعيف‪ ،‬ثتتم رواه متتن وجتته آختتر موقوفتتًا‪.‬‬

‫وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا محمد‬

‫بن يونس بن عنان الدلل‪ ،‬حدثنا مبارك بن فضتتالة‪ ،‬عتتن ثتتابت‪ ،‬عتتن‬

‫أنس‪ ،‬قال‪ :‬تل رسول الله صلى الله عليه وسلم قتتول اللتته ستتبحانه‬

‫م َنارا ً وَُقود َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫س‬
‫ها الّنا ُ‬ ‫م وَأهِْليك ُ ْ‬ ‫مُنوا ًقوا ْ أن ُْف َ‬
‫سك ُ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫وتعالى‪" :‬يا أي َُها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬

‫‪627‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م‬
‫هتت ْ‬
‫مَر ُ‬ ‫ن الّلتته َ‬
‫متتا أ َ‬ ‫صتتو َ‬
‫داد ٌ ل ي َعْ ُ‬
‫شتت َ‬ ‫ة ِغ َ‬
‫لط ِ‬ ‫كتت ٌ‬ ‫جتتاَرة عَل َي َْهتتا َ‬
‫مل َئ ِ َ‬ ‫ح َ‬
‫َوال ِ‬

‫مرون"‪.‬‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ُيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتؤ َ‬ ‫وَي َْفعَُلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬
‫ن َ‬

‫وقال‪" :‬أوقد عليها ألف عام حتى ابيضت‪ ،‬وألف عام حتتتى احمتترت‪،‬‬

‫وألتتتف عتتتام حتتتتى استتتودت‪ ،‬فهتتتي ستتتوداء‪ ،‬ل يضتتتيء لهبهتتتا"‪.‬‬

‫وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا دعلج بن أحمد‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن عبتتد اللتته‬

‫بن مسلمة‪ ،‬حدثنا الحكم بن مروان‪ ،‬حدثنا سلم الطويل‪ ،‬عن الجلح‬

‫بتتن عبتتد اللتته الكنتتدي‪ ،‬عتتن عتتدي بتتن عتتدي‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال عمتتر بتتن‬

‫الخطاب‪" :‬أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم في حين لم يكتتن‬

‫يأتي فيه‪ ،‬فقال‪ :‬يا جبريل‪ :‬ما لي أراك متغير اللون? فقال‪ :‬إنتتي لتتم‬

‫آتك حتى أمر الله بفتح النار‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬يتتا‬

‫جبريل‪ :‬صف لي النار‪ ،‬وانعتت لتي جهنتتم‪ ،‬فقتتال‪ :‬إن اللته أمتر بهتتا‪،‬‬

‫فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت‪ ،‬ثم أوقد عليهتتا ألتتف عتتام حتتتى‬

‫ابيضت‪ ،‬ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت‪ ،‬فهي سوداء مظلمتتة‪،‬‬

‫ل يضتتتتتتتتتتتتتيء شتتتتتتتتتتتتتررها‪ ،‬ول يطفتتتتتتتتتتتتتأ لهبهتتتتتتتتتتتتتا‪.‬‬

‫وقال‪ :‬والذي بعثك بالحق‪ ،‬لو أن حلقة من حلق السلسلة التي نعت‬

‫‪628‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله تعالى في كتابه‪ ،‬وضعت على جبال الدنيا لذابتهتتا‪ ،‬فقتتال النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬حستتبي يتتا جبريتتل‪ ،‬ل يتصتتدع قلتتبي‪ ،‬فنظتتر‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم فوجد جبريل عليه السلم يبكي‪ ،‬فقتتال‪:‬‬

‫يا جبريل‪ :‬تبكي وأنت من الله بالمكان الذي أنت به من الله? فقال‪:‬‬

‫وما يمنعني أن أبكي‪ ،‬وأنا ل أدري أن أكون في علم اللتته علتتى غيتتر‬

‫هذه الحال‪ ،‬فقد كان إبليس مع الملئكة‪ ،‬وقد كان هتتاروت ومتتاروت‬

‫متتن الملئكتتة‪ ،‬فلتتم يتتزل النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم يبكتتي هتتو‬

‫وجبريل‪ ،‬حتى نودي‪ :‬يا محمتتد‪ :‬ويتتا جبريتتل‪ ،‬إن اللتته قتتد أمنكمتتا أن‬

‫تغضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتبا‪.‬‬

‫متتر بقتتوم‬
‫قال‪ :‬فارتفع جبريل‪ ،‬وخرج النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ف ّ‬

‫متتن أصتتحابه يتحتتدثون ويضتتحكون‪ ،‬فقتتال‪ :‬تضتتحكون وجهنتتم متتن‬

‫ل‪ ،‬ولبكيتم ِ كثيرًا‪ ،‬ولخرجتتتم‬


‫ورائكم? لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قلي ً‬

‫إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى‪ ،‬فأوحى الله تعالى يتتا محمتتد‪:‬‬

‫إني بعثتك مبشرا ً قال‪ :‬فقال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"أبشروا وسددوا وقاربوا"‪ .‬وقال الضياء‪ ،‬قال الحتتافظ أبتتو القاستتم‪:‬‬

‫‪629‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يعني إسماعيل بن محمد بن الفضتتل‪ .‬هتتذا حتتديث حستتن‪ ،‬وإستتناده‬

‫جيد‪.‬‬

‫أبو طالب أدنى أهل النار عذابا ً يوم القيامة‬

‫وقتتال البختتاري‪ :‬حتتدثنا إبراهيتتم بتتن حمتتزة‪ ،‬حتتدثنا ابتتن أبتتي حتتازم‬

‫والتتدراوردي‪ ،‬عتتن يزيتتد‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته بتتن حبتتاب عتتن أبتتي ستتعيد‬

‫الخدري‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكتتر عنتتده عمتته أبتتو‬

‫طالب فقال‪ :‬لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل فتتي ضحضتتاح‬

‫يبلتتتتتتتتتتغ كعبتتتتتتتتتته‪ ،‬تغلتتتتتتتتتتي منتتتتتتتتتته أم دمتتتتتتتتتتاغه" ‪.‬‬

‫وقد رواه مسلم من حديث يزيد بن أبي حبيب به‪ :‬عن مهيل بن أبي‬

‫صالِح‪ ،‬عن النعمان بن المنذر ابن أبتتي عبتتاس‪ ،‬عتتن أبتتي ستتعيد‪ ،‬أن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أدنى أهل النار عذابا ً ينتعتتل‬

‫بنعتتتتتل متتتتتن نتتتتتار‪ ،‬يغلتتتتتي دمتتتتتاغه متتتتتن حتتتتترارة نعليتتتتته"‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا حسن وعفان قال‪ :‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬عن أبي‬

‫سعيد الحريري‪ ،‬عن أبي نضرة‪ ،‬عن أبتتي ستتعيد‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫‪630‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أهون أهل النار عذابا ً رجتتل فتتي رجليتته‬

‫نعلن‪ ،‬يغلتتتي منهمتتتا دمتتتاغه"‪ .‬وستتتاق أحمتتتد تمتتتام الحتتتديث‪.‬‬

‫وقال البخاري‪ :‬حتتدثنا محمتد بتن يستتار‪ ،‬حتدثنا غنتدر‪ ،‬حتتدثنا شتعبة‪،‬‬

‫سمعت أبا إسحاق‪ ،‬سمعت النعمان‪ ،‬سمعت النبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم يقول‪" :‬إن أهون أهل النار عذابا ً يوم القيامة لرجل توضع في‬

‫أخمص قدميه جمرة يغلي منهتتا دمتتاغه"‪ .‬ورواه مستتلم متتن حتتديث‬

‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعبة‪.‬‬

‫وقال البخاري‪ :‬وحدثنا عبد الله بن رجاء‪ ،‬حدثنا عن أبي إسحاق‪ ،‬عن‬

‫النعمان بن بشير‪ ،‬سمعت النبي صلى الله عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬إن‬

‫أهون أهل النار عذابا ً يوم القيامة رجل على أخمص قدميه جمرتان‪،‬‬

‫يغلتتتي منهمتتتا دمتتتاغه كمتتتا يغلتتتي المرجتتتل ويغلتتتي القمقتتتم"‪.‬‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا عفتتان‪ ،‬حتتدثنا حمتتاد‬

‫بن سلمة‪ ،‬حدثنا ثابت‪ ،‬عن أبي عثمان النهدي‪ ،‬عتتن ابتتن عبتتاس‪ ،‬أن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أهون أهتتل النتتار عتتذابا ً أبتتو‬

‫طتتتتتتتالب‪ ،‬ينتعتتتتتتتل بنعليتتتتتتتن يغلتتتتتتتي منهمتتتتتتتا دمتتتتتتتاغه"‪.‬‬

‫‪631‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا يحيى عن ابن عجلن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪،‬‬

‫عن النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬أهون أهل النار عذابا ً عليتته نعلن‪،‬‬

‫لستتناد‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى اللتته‬


‫يغلي منهما دماغه"‪ .‬وفي هتتذا ا ِ‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليل ً ولبكيتم كتتثيرًا"‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي‪ ،‬حدثنا زائدة‪ ،‬عتن المختتار‬

‫بن فلفل‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"والذي نفس محمد بيده‪ ،‬لو رأيتم ما رأيت لبكيتم كثيرًا‪ ،‬ولضتتحكتم‬

‫قلي ً‬
‫ل‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول اللتته ومتتا رأيتتت? قتتال‪ :‬رأيتتت الجنتتة والنتتار"‪.‬‬

‫ورواه أحمد‪ :‬من حديث شعبة‪ ،‬عن موسى بن أنس‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن‬

‫رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬لتتو تعلمتتون متتا أعلتتم‬

‫ل‪ ،‬ولبكيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم كتتتتتتتتتتتتتتتتتتثيرًا"‪.‬‬


‫لضتتتتتتتتتتتتتتتتتتحكتم قلي ً‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ ،‬حدثنا ابن عباس‪ ،‬عن عمارة بن عربتتة‬

‫النصاري‪ ،‬أنه سمع حميد ابن عبيد مولى بني المعلى يقول‪ :‬سمعت‬

‫ثابتا ً البناني يحدث‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫‪632‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسلم أنه قال لجبريل‪" :‬ما لي لم أر ميكائيل ضاحكا ً قط? فقال‪ :‬ما‬

‫ضحك منذ خلقت النار"‪.‬‬

‫شكوى النار إلى ربها من كل بعضها بعضا‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عتتن الزهتتري‪ ،‬أختتبرني‬

‫أبو سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫"اشتكت النار إلى ربهتتا‪ ،‬فقتتالت‪ :‬رب‪ :‬أكتتل بعضتتي بعضتا ً فنفستتي‪:‬‬

‫فأذن لها في كل عتتام بنفستتين‪ ،‬فأشتتد متتا تجتتدون متتن التتبرد‪ ،‬متتن‬

‫زمهرير جهنم‪ ،‬وأشد ما تجدون متتن الحتتر‪ ،‬متتن حرجهنتتم"‪ .‬وأخرجتته‬

‫البخاري ومسلم من حديث الزهري‪.‬‬

‫أشد ما يكون الحر من قيح جهنم‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن أبي هريرة‬
‫أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬اشتكت النار إلى ربها‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬أكل بعضي بعضًا‪ ،‬فأذن لها بنفسين‪ ،‬نفس في الشتاء‪،‬‬
‫ونفس في الصيف‪ ،‬فأشد ما يكون الحر من فيح جهنم"‪.‬‬
‫وفي هذا السناد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬أنه عليه‬
‫السلم قال‪" :‬إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلة‪ ،‬فإن شدة الحر من‬
‫فيح جهنم"‪.‬‬

‫‪633‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ان ْط َل ُِقوا إ َِلى ِ‬
‫ظل‬ ‫م ب ِهِ ت ُك َذ ُّبو َ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫وقال الله تعالى‪" :‬انط َل ُِقوا إ َِلى َ‬
‫شَرٍر‬‫مي ب ِ َ‬ ‫ن الل ّهَ ِ‬
‫ب إ ِن َّها ت َْر ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب ل َ ظ َِليل وَل َ ي ُغِْني ِ‬ ‫شعَ ٍ‬ ‫لث ُ‬ ‫ذي ث َ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مئ ِذٍ ل ِل ْ ُ‬
‫مك َذ ِّبي َ‬ ‫صْفر وَي ْ ٌ‬
‫ل ي َوْ َ‬ ‫مال َ ٌ‬
‫ة ُ‬ ‫ج َ‬
‫ه ِ‬ ‫صرِ َ‬
‫كأن ّ ُ‬ ‫كال َْق ْ‬
‫َ‬
‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني‪ ،‬حدثنا سعيد بن‬
‫سليمان‪ ،‬عن خديج بن معاوية‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن علقمة بن‬
‫قيس‪ ،‬سمعت ابن مسعود يقول‪ :‬في قول الله تعالى‪" :‬إنها ترمي‬
‫ر"‪.‬‬‫ص ِ‬
‫شرر كالَق ْ‬ ‫ب َ‬
‫أما إنه ليس مثل الشجر والجبتتل‪ ،‬ولكتتن مثتتل المتتدائن والحصتتون‪.‬‬

‫قال الطبراني‪ :‬حتتدثنا طتتالب بتتن عمتترة‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن عيستتى‬

‫الطباع‪ ،‬حدثنا حسن بن إسماعيل‪ ،‬عن تمام بن نجيح‪ ،‬عتتن الحستتن‪،‬‬

‫عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال النبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬لتتو أن شتتررة‬

‫بالمشرق‪ ،‬لوجد حرها بالمغرب"‪.‬‬

‫أنعم أهل الدنيا من أهل النار إذا غمس فيها نسي ما‬

‫ذاق من نعيم وأشد أهل الدنيا بؤسا ً من أهل الجنة إذا‬

‫دخلها نسي ما ذاق من بؤس‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا يزيد‪ ،‬حدثنا حماد بن ستتلمة‪ ،‬عتتن ثتتابت البنتتاني‪،‬‬

‫عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة‪ ،‬فيصتتبغ فتتي النتتار‬

‫‪634‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صبغة‪ ،‬ثم يقال له‪ :‬يا ابن آدم‪ :‬هل رأيت خيرا ً قط? هل مّر بك نعيتتم‬

‫قط? فيقول ل والله يارب? ويؤتى بأشد الناس بؤسا ً في التتدنيا متتن‬

‫أهل الجنة‪ ،‬فيصبغ في الجنة صبغة‪ ،‬فيقال له‪ :‬يا ابن آدم هتتل رأيتتت‬

‫بؤسا ً قط? هل مرت بك شدة قط? فيقول‪ :‬ل واللتته يتتا رب متتا م تّر‬

‫بي بؤس قط‪ ،‬ول رأيت شدة قط"‪.‬‬

‫لو أن للكافر ملء الرض ذهبا ً وافتدى به نفسه من‬

‫العذاب يوم القيامة ما تقبل منه‬

‫قال أحمد ‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حتتدثنا ستتعيد بتتن أبتتي عروبتتة‪ ،‬عتتن قتتتادة‪،‬‬

‫حدثنا أنس بن مالك‪ ،‬أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يجتتاء‬

‫بكافر يوم القيامة‪ ،‬فيقال له‪ :‬أرأيت لتتو كتتان لتتك مثتتل الرض ذهبتًا‪،‬‬

‫أكنت مفتديا ً به? فيقول‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فيقال لقد سلبت أكثر من ذلك‪:‬‬

‫ن‬
‫متت ْ‬
‫ل ِ‬ ‫م ك ُّفاٌر فَل َ ْ‬
‫ن ي ُْقب َ َ‬ ‫ن ك ََفروا وَ َ‬
‫ماُتوا وَهُ ْ‬ ‫ن ال ّ ُ‬
‫ذي َ‬ ‫فذلك قوله تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ه"‪ .‬والله تعالى أعلم‪.‬‬ ‫هبا ً وَل َوِ افْت َ َ‬


‫دى ب ِ ِ‬ ‫م ْ‬
‫لء الرض ذ َ‬ ‫م ِ‬
‫أحده ْ‬

‫طريق أخرى‪:‬‬

‫‪635‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا حجاج‪ ،‬حدثنا شعبة عن أبي عمران الجتتوني‪ ،‬عتتن‬

‫أنس بن مالك‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬يقتتال لرجتتل‬

‫من أهل النار يوم القيامة‪ :‬لتو كتان لتك متا علتى الرض متن شتيء‬

‫أكنت تفتدي به? قال‪ :‬فيقول‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فيقول له الله‪ -‬عتتز وجتتل‪-‬‬

‫قد أردت منك أهون من ذلك‪ .‬قد أختتذت عليتتك فتتي ظهتتر آدم أن ل‬

‫تشرك بي شيئًا‪ ،‬فأبيت ل أن تشرك بي"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫تمنى المؤمن يوم القيامة أن يرد إلى الدنيا‪ ،‬ليقاتل في‬

‫سبيل الله‪ ،‬فيقتل‪ ،‬لما يرى من فضل الشهادة والشهداء‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا روح وعفان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا حماد‪ :‬عن أنس‬

‫بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬

‫"يؤتى بالرجل من أهل الجنة‪ ،‬فيقال‪ :‬يا ابن آدم‪ :‬كيف‬

‫وجدت منزلتك? سل وتمن‪ ،‬فيقول‪ :‬ما أسأل وأتمنى إل‬

‫أن تردني إلى الدنيا‪ ،‬وأقتل في سبيل الله عشر مرات‪،‬‬

‫‪636‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لما يرى من فضل الشهادة‪ ،‬ويؤتى بالرجل من أهل النار‬

‫فيقال له‪ :‬يا ابن آدم‪ :‬كيف وجدت منزلتك? فيقول‪ :‬أي‬

‫رب شر منزل‪ ،‬فيقول له‪ :‬أتفتدي منه بطلع الرض‬

‫ذهبًا? فيقول‪ :‬أي رب نعم‪ ،‬فيقول‪ :‬كذبت‪ .‬قد سألتك‬

‫أقل من ذلك وأيسر فلم تفعل‪ ،‬فيرد إلى النار"‪.‬‬

‫وقال البزار‪ :‬حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله‪ ،‬ومحمد بن الليث‪،‬‬

‫قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن شريك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عتتن أبيتته‪،‬‬

‫عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لم ير‬

‫مثتتل النتتار? نتتام هاربهتتا‪ ،‬ولتتم يتتر مثتتل الجنتتة? نتتام طالبهتتا"‪.‬‬

‫وروى الحافظ أبو يعلى وغيره‪ :‬من طريتتق محمتتد بتتن شتتبيب‪ ،‬عتتن‬

‫جعفر بن أبي وحشتتية‪ ،‬عتتن ستتعيد بتتن جتتبير‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬أن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬لو كتتان فتتي قعتتر المستتجد‬

‫مائة ألف أو يزيدون‪ ،‬وفيهم رجل من أهل النتتار‪ ،‬فتنفتتس‪ ،‬فأصتتابهم‬

‫نفسه‪ ،‬لحرق المسجد ومن فيه"‪ .‬وهذا حديث غريب جدًا‪.‬‬

‫‪637‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫خامة أ َ ْ‬
‫جاَرَنا الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ها أ َ‬
‫هل ِ َ‬ ‫ها وض َ‬
‫ع َ‬
‫هنم واستا ِ‬
‫ج َ‬
‫وصف َ‬
‫ذكر َ‬

‫عَلى َ‬
‫ما‬ ‫ه َ‬
‫مين إ ِن ّ ُ‬
‫هآ ِ‬
‫سان ِ ِ‬
‫ح َ‬
‫وإ ِ ْ‬
‫ه َ‬ ‫وك ََر ِ‬
‫م ِ‬ ‫ه َ‬
‫ضل ِ ِ‬ ‫ها ب ِ َ‬
‫ف ْ‬ ‫َتعاَلى ِ‬
‫من ْ َ‬

‫دير‬ ‫شاءُ َ‬
‫ق ِ‬ ‫يَ َ‬

‫ن‬ ‫ن ال ْمَنافِِقين في الد ّر ِ َ‬ ‫قال الّله سبحانه وتعالى‪" :‬إ ِ ّ‬


‫م َ‬ ‫سَفل ِ‬ ‫ك ال ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫صيرًا"‪.‬‬ ‫م نَ ِ‬‫جد َ ل َهُ ْ‬ ‫ن تَ ِ‬ ‫الّنارِ وَل َ ْ‬
‫ه‬
‫هي ْ‬‫ك ما ِ‬ ‫ما أد َْرا َ‬ ‫ة وَ َ‬
‫هاوِي َ ٌ‬
‫ه َ‬ ‫م ُ‬‫ه " َفأ ّ‬ ‫واِزين ُ ُ‬‫م َ‬
‫ت َ‬ ‫ن خّف ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬وأ ّ‬
‫ه"‪.‬‬
‫مي َ ْ‬
‫حا ِ‬ ‫َناٌر َ‬
‫زي‬ ‫ك َنج ِ‬ ‫واش وَك َذ َل ِ َ‬ ‫م غَ َ‬‫ن َفوقهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مَهاد ٌ وَ ِ‬‫م ِ‬ ‫جهَن ّ َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬لهم ّ‬
‫سعََها"‪.‬‬ ‫ف ن َْفسا ً إ ِل ّ وُ ْ‬ ‫ت ل َ ن ُك َل ّ ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫مُنوا وَعَ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ن َوال ّ ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬
‫م د َعّا ً هذه الّناُر ال ِّتي ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م ب َِها‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ن إَلى َنارِ َ‬ ‫عو َ‬‫م ي ُد َ ّ‬‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ت ُك َذ ُّبو َ‬
‫ل ك َّفتتتتتتاٍر"‪.‬‬ ‫م ك ُتتتتتت ّ‬ ‫جهًن ّتتتتتت َ‬‫وقتتتتتتال تعتتتتتتالى‪" :‬ألِقي َتتتتتتا فتتتتتتي َ‬

‫د"‪.‬‬
‫زي ٍ‬
‫م ِ‬
‫من ّ‬ ‫ل هَ ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ت وت َُقو ُ‬
‫مَتل ِ‬
‫هل ا ْ‬
‫م َ‬
‫جهَن ّ َ‬ ‫م ن َُقو ُ‬
‫ل لِ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫كلمة السوء تقال بغير رؤية تهوي بصاحبها في نار‬

‫جهنم أبعد مما بين المشرق والمغرب‬

‫وقد ثبت في الصحيحين من غير وجه‪ ،‬عن رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم أنته قتال‪" :‬ل تتزال جهنتم يلقتى فيهتا‪ ،‬وتقتول هتل متن‬

‫مزيد? حتى يضع فيها رب العزة قدميه‪ ،‬فينزوي بعضتتها إلتتى بعتتض‪،‬‬

‫‪638‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وتقتتتتتتتتتتتتتتول‪ :‬قتتتتتتتتتتتتتتط قتتتتتتتتتتتتتتط‪ ،‬وعزتتتتتتتتتتتتتتتك"‪.‬‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا محمد بن أبتتي عمتتر المكتتي‪ ،‬حتتدثنا عبتتد العزيتتز‬

‫الدراوردي‪ ،‬عن يزيد بن الهاد‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم‪ ،‬عن عيسى بن‬

‫طلحة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫"إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها‪ ،‬يهوي بهتتا فتتي النتتار أبعتتد‬

‫ممتتتتتتتتتتتتتتا بيتتتتتتتتتتتتتتن المشتتتتتتتتتتتتتترق والمغتتتتتتتتتتتتتترب"‪.‬‬

‫وقال عبد الله بن المبارك‪ :‬حدثنا الزبير بتتن ستتعد عتتن صتتفوان بتتن‬

‫سليم‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬عن أبتتي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬إن الرجل ليتكلم بالكلمة‪ ،‬يضحك بهتتا جلستتاءه‪ ،‬يهتوي‬

‫بهتتتتتا أبعتتتتتد متتتتتن الثريتتتتتا"‪ .‬غريتتتتتب‪ ،‬والزبيتتتتتر فيتتتتته ليتتتتتن‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا حسين بن محمد‪ ،‬حدثنا خلف بن خليفة‪ ،‬عن يزيد‬

‫بن كيسان‪ ،‬عن أي حازم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬كنا عند رسول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم يومتًا‪ ،‬فستتمعنا وجبتتة فقتتال صتلى اللته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬أتدرون ما هذا? قلنا‪ :‬الله ورستتوله أعلتتم‪ .‬قتتال‪ :‬هتتذا حجتتر‬

‫أرستتل فتتي جهنتتم منتتذ ستتبعين خريف تًا‪ ،‬والن انتهتتى إلتتى قعرهتتا"‪.‬‬

‫‪639‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن محمد بن عباد‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬عن مروان‪ ،‬عتتن يزيتتد‬

‫بن كيسان‪ ،‬به نحوه وقال الحافظ أبتتو نعيتتم الصتتبهاني‪ ،‬حتتدثنا عبتتد‬

‫الملك بن الحسن بن يوسف السقطي‪ ،‬حدثنا أحمد ابن يحيى حتتدثنا‬

‫أبو أيوب النصاري‪ ،‬حدثنا أحمد بن عبد الصمد‪ ،‬حدثنا إستتماعيل بتتن‬

‫قيس‪ ،‬عن يحيى بن سعيد‪ ،‬عن أبي الحباب سعيد بن يسار‪ ،‬عن أبي‬

‫سعيد الخدري‪ ،‬أنه قال‪ :‬سمع رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫صوتًا‪ ،‬فهاله ذلك‪ ،‬فأتاه جبريل فقال‪" :‬متتا هتتذا الصتتوت يتتا جبريتتل?‬

‫قال‪ :‬هذه صخرة هوت من شفير جهنم منذ سبعين عامًا‪ ،‬فهذا حيتتن‬

‫بلغتتتتتتت قعرهتتتتتتا‪ ،‬أحتتتتتتب اللتتتتتته أن يستتتتتتمعك صتتتتتتوتها"‪.‬‬

‫وقد روى البيهقي‪ ،‬من طريق أبي معاوية‪ ،‬عتتن العمتتش‪ ،‬عتتن يزيتتد‬

‫الرقاشي عن أنس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬نحوا ً متتن هتتذا‬

‫الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتياق‪.‬‬

‫وثبت في صحيح مسلم عن عتبة بن غتتزوان‪ ،‬أنتته قتتال فتتي خطبتتة‪:‬‬

‫"إن الحجر يلقى متتن شتتفير جهنتتم‪ ،‬فيهتتوي فيهتتا ستتعبين عامتًا‪ ،‬ول‬

‫يدرك لها قعرًا‪ ،‬واللتته لتملن أفعجبتتتم? وقتتد ذكتتر لنتتا‪" :‬أن متتا بيتتن‬

‫‪640‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مصراعين من أبواب الجنة مسيرة أربعين ستتنة‪ ،‬وليتتأتين عليتته يتتوم‬

‫وهتتتتتتتتتتو كظيتتتتتتتتتتظ متتتتتتتتتتن الزحتتتتتتتتتتام" الحتتتتتتتتتتديث‪.‬‬

‫جعلنا الله تعالى من هؤلء برحمته وكرمه ومنه‪.‬‬

‫عمق جهنم مسافة هوى حجر مقذوف سبعين سنة‬

‫قال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬عن‬
‫عطاء بن السايب‪ ،‬عن أبي بكرة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أبي موسى الشعري‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لو أن حجرا ً قذف به‬
‫في جهنم‪ ،‬لهوى سبعين خريفا ً قبل أن يبلغ قعرها"‪.‬‬
‫روى الترمذي‪ ،‬والنسائي‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬والحافظ أبو نعيم الصبهاني‪،‬‬
‫واللفظ له من حديث عبد الله ابن المبارك‪ ،‬حدثنا عنبسة‪ ،‬عن‬
‫حبيب‪ ،‬عن أبي غمرة‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن ابن عباس قال‪" :‬أتدرون ما‬
‫سعة جهنم? فقلنا‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬أجل والله ما تدرون إن ما بين شحمة‬
‫أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا ً قال‪ :‬قلنا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أجل والله ما تدرون‪ ،‬حدثتني عائشة‪ :‬أنها سألت النبي صلى الله‬
‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مة‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫ميعا ً قَب ْ َ‬
‫ضت ُ ُ‬ ‫ج ِ‬
‫ض َ‬
‫عليه وسلم عن قوله تعالى‪َ" :‬والْر ُ‬
‫مط ْوِّيات ب ِي َ ِ‬
‫مينه"‪.‬‬ ‫ت ُ‬
‫سموا ُ‬
‫َوال ّ‬
‫فقالت‪ :‬أين الناس يومئذ? فقال‪" :‬على جسرجهنم"‪.‬‬
‫روى منه الترمذي والنسائي المرفوع فقط‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬صحيح‬
‫غريب من هذا الوجه‪.‬‬
‫وثبت في صحيح مسلم‪ :‬من حديث العلء بن خالد‪ ،‬عن أبي وائل‬
‫شفيق بن سلمة‪ ،‬عن ابن مسعود مرفوعًا‪" :‬يجاء بجهنم يوم القيامة‬
‫تقاد بسبعين ألف زمام‪ ،‬مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها"‪.‬‬
‫وروي موقوفا ً عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه والله أعلم‪.‬‬

‫‪641‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن علي بن موسى الرضتا‪ ،‬عتن آبتائه‪ ،‬عتتن علتتي بتتن أبتي طتالب‬

‫رضي الله عنه مرفوعًا‪" :‬هل تدرون ما تفسير هتتذه اليتتة "إ ِ َ‬
‫ذا د ُك ّت ِ‬
‫ت‬

‫م‬
‫جهَن ّت َ‬
‫مئ ِذٍ ب ِ َ‬
‫جيتتء ي توْ َ‬
‫ص تّفا وَ ِ‬
‫ص تّفا َ‬ ‫مل َت ُ‬
‫ك َ‬ ‫ك َوال ْ َ‬
‫جاءَ َرب ّت َ‬ ‫كا د َ ّ‬
‫كا وَ َ‬ ‫ض دَ ّ‬
‫الْر ُ‬

‫ن َوأّنتتتتتتتى َلتتتتتتت ُ‬
‫ه التتتتتتتذ ّك َْرى"‪.‬‬ ‫مئ ِذٍ ي ََتتتتتتتتذ َك ُّر ال ِن ْ َ‬
‫ستتتتتتتا ُ‬ ‫َيتتتتتتتوْ َ‬

‫قال‪" :‬إذا كان يوم القيامة‪ ،‬تقاد جهنم بسبعين ألف زمام‪ ،‬كل زمتتام‬

‫بيد سبعين ألتتف ملتتك قتتال‪ :‬فنشتترت شتتريرة لتتول أن اللتته حبستتها‬

‫لحرقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتموات والرض"‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا علي بن إسحاق‪ ،‬حدثنا عبد الله‪ ،‬حدثنا ستتعيد بتتن‬

‫يزيد‪ ،‬حدثنا أبو السمح? عن عيسى بن هلل الصدفي‪ ،‬عن عبد اللتته‬

‫بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللته صتلى اللته عليتته وستلم‪" :‬لتتو أن‬

‫رصاصة مثتتل هتتذه وأشتتار ِإلتتى جمجمتتة أرستتلت متتن الستتماء إلتتى‬

‫الرض‪ ،‬وهي مسيرة خمسمائة سنة‪ ،‬لبلغت الرض قبل الليتتل‪ ،‬ولتتو‬

‫أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين سنة‪ ،‬الليتتل والنهتتار‪،‬‬

‫قبتتتتتتتل أن تبلتتتتتتتغ أصتتتتتتتلها أو قعرهتتتتتتتا"‪ .‬رواه الترمتتتتتتتذي‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ،‬حدثنا عبد الله بن أمية‪ ،‬حتتدثني‬
‫وقال ا ِ‬

‫‪642‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫محمد بن جني‪ ،‬حدثني صفوان عن معقل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أن النبي صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬الحر هو جهنم"‪.‬‬

‫ن‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ه َتعاَلى َ‬
‫م ْ‬ ‫تعظيم خلقتهم في النار أ َ َ‬
‫عاذََنا الل ّ ُ‬

‫حالهم‬

‫م ن َتتارا ً ك ُل ّ َ‬
‫متتا‬ ‫ص تِليهِ ْ‬
‫فن ْ‬ ‫ن ك ََفروا ِبآَيات ِن َتتا َ‬
‫س تو ْ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قال الّله تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ن الل ّت َ‬
‫ه ك َتتا َ‬
‫ن‬ ‫ب إِ ّ‬ ‫ها ل ِي َتتذوُقوا ال ْعَت َ‬
‫ذا َ‬ ‫جُلودا ً غَي َْر َ‬ ‫م ب َد ّل َْناهُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫جُلود ُهُ ْ‬
‫ت ُ‬
‫ج ْ‬
‫ض َ‬
‫نَ ِ‬

‫كيمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا"‪.‬‬ ‫زيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزا ً َ‬
‫ح ِ‬ ‫عَ ِ‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثني أبو يحيتتى الطويتتل‪ ،‬عتتن أبتتي يحيتتى‬

‫الصبان‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وستتلم‬

‫قال‪" :‬يعظم أهل النار في النتتار‪ ،‬حتتتى إن بيتتن شتتحمة أذن أحتتدهم‬

‫إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام‪ ،‬وإن غلظ جلده سبعون ذراعًا‪ ،‬وإن‬

‫ضرستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته مثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل أحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد"‪.‬‬

‫كذا رواه أحمد ‪ :‬في مستتند عبتتد اللتته بتتن عمتتر بتتن الخطتاب‪ ،‬وهتتو‬

‫الصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتحيح وكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذا رواه التتتتتتتتتتتتتتتتتتتبيهقي‪.‬‬

‫‪643‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثم رواه من طريتق عمتتران بتن زيتد عتن أبتتي يحيتى الصتتبان‪ ،‬عتتن‬

‫مجاهد‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته بتتن عمتتر‪ ،‬مرفوعتًا‪ ،‬فتتذكر مثلتته‪ ،‬ثتتم صتتحح‬

‫التتتتتتتتتبيهقي الول كمتتتتتتتتتا ذكرنتتتتتتتتتا واللتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وهذا الحديث غريب من هذا الوجه‪ ،‬ولبعضه شاهد متتن وجتتوه أختتر‪،‬‬

‫عن أبي هريرة‪ ..،‬والّله أعلم‪.‬‬

‫بشاعة الكافر وضخامة جسمه في نار جهنم يوم القيامة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا ربعي عن إبراهيم‪ ،‬حدثنا عبتتد الرحمتتن بتتن‬


‫قال ا ِ‬

‫إسحاق‪ ،‬عن سعيد بن أبي سعيد‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول‬

‫حتتد‪،‬‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ضرس الكافر يتتوم القيامتتة مثتتل أ ُ‬

‫وعرض جلده سبعون ذراعًا‪ ،‬وفخذه مثل ورقان‪ ،‬ومقعتتده متتن النتتار‬

‫مثتتتتتتتتتتتتل متتتتتتتتتتتتا بينتتتتتتتتتتتتي وبيتتتتتتتتتتتتن الربتتتتتتتتتتتتذة"‪.‬‬

‫ورواه البيهقي‪ :‬من طريق بشر بتن الفضتل‪ ،‬عتن عبتد الرحمتن بتن‬

‫إسحاق‪ ،‬وزاد فيه‪" :‬وعضده مثل البيضاء"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫‪644‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن يعني ابتتن عبتتد اللتته‬

‫بن دينار‪ ،‬عن زيد بن أسلم‪ ،‬عن عطتتاء بتتن يستتار‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬ضتترس الكتتافر مثتتل‬

‫أحد‪ ،‬وفخذه مثل البيضاء‪ ،‬ومقعده من النتتار كمتتا بيتتن قديتتد ومكتتة‪،‬‬

‫وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا ً الجبار"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا محمد بن الليث الهدادي‪ ،‬وأحمتتد بتتن عثمتتان بتتن‬

‫حكيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبيد الله بن موسى‪ ،‬حدثنا شيبان يعنتتي ابتتن عبتتد‬

‫الرحمن‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبتتي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ضرس الكافر مثتتل أحتتد‪ ،‬وغلتتظ جلتتده‬

‫أربعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون ذراعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا"‪.‬‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا محمد بن المثنى‪ ،‬حدثنا أبو عامر‪ ،‬حدثنا محمد بتتن‬

‫عمار‪ ،‬عن أبتتي صتتالح متتولى التومتتة‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال‬

‫‪645‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬ضتترس الكتتافر مثتتل أحتتد‪،‬‬

‫ومقعده من النار مسيرة ثلث"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال الحسن بن سفيان‪ :‬حدثنا يوسف بن عيسى‪ ،‬حدثنا الفضل بن‬


‫موسى‪ ،‬عن الفضل بن غزوان‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬ما بين منكبي‬
‫الكافر مسيرة خمسة أيام للراكب المسرع"‪.‬‬
‫قال الحسن‪ :‬وحدثنا محمد بن طريف البجلي‪ ،‬حدثنا ابن فضيل‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن أبي هريرة رفعه قال‪" :‬ما بين منكبي‬
‫الكافر في النار مسيرة ثلثة أيام‪ ،‬للراكب المسرع"‪.‬‬
‫قال البيهقي‪ :‬رواه البخاري‪ ،‬عن معاذ بن أسد‪ ،‬عن الفضل بن‬
‫موسى‪ ،‬ورواه مسلم‪ ،‬عن أبي كريب‪ ،‬وغيره‪ ،‬عن ابن فضيل‪ ،‬ولم‬
‫يقل‪ :‬رفعه‪.‬‬
‫قال الزار‪ :‬حدثنا الحسين بن السود‪ ،‬حدثنا محمد بن فضيل‪ ،‬حتتدثنا‬

‫عاصم بن كليب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريتترة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬ضتترس الكتتافر مثتتل أحتتد‪ ،‬وفختتذه مثتتل‬

‫الورقتتتتتتتتتان‪ ،‬وغلتتتتتتتتتظ جلتتتتتتتتتده أربعتتتتتتتتتون ذراعتتتتتتتتتًا"‪.‬‬

‫لستتناد‪ ،‬ولتتم‬
‫ثم قال البزار‪ :‬ل يروى عن أبي هريرة أحسن من هذا ا ِ‬

‫يستتتتتتتتتمعه إل متتتتتتتتتن الحستتتتتتتتتين بتتتتتتتتتن الستتتتتتتتتود‪...‬‬

‫‪646‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيتتى عتتن ابتتن عجلن‪،‬‬


‫قلنا‪ :‬الحديث الذي رواه ا ِ‬

‫عن عمرو بن شبيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن النبي صلى اللتته عليتته‬

‫وسلم قال‪" :‬يحشر المتكبرون يوم القيامتتة أمثتتال التتذر‪ ،‬فتتي صتتور‬

‫الناس‪ ،‬يعلوهم كل شيء من الصغار‪ ،‬حتى يعلوهم سجن في جهنتتم‬

‫يقال له بتتوليس‪ ،‬فتعلتتوهم نتتار النيتتار‪ ،‬يستتقون متتن طينتتة الخبتتال‪،‬‬

‫عصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتارة أهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار"‪.‬‬

‫وكذا رواه الترمذي والنسائي‪ :‬عن سويد بن نصر‪ ،‬عن ابن المبتتارك‪،‬‬

‫عتتتتتتن ابتتتتتتن عجلن بتتتتتته‪ ،‬وقتتتتتتال الترمتتتتتتذي‪ :‬حستتتتتتن‪.‬‬

‫فالمراد أنهم يحشرون يوم القيامة في العرصات كذلك‪ ،‬فإذا ستتيقوا‬

‫إلى النار دخلوها‪ ،‬وقد عظمت خلقهم‪ ،‬كما دلت عليه الحاديث التي‬

‫أوردناها ليكون ذلك أنكى في تعذيبهم‪ ،‬وأعظم في تعبهتتم ولهيبهتتم‪،‬‬

‫كما قال شديد العقاب‪" :‬ليذوقوا العذاب"‪.‬‬

‫هنم‬
‫ج َ‬
‫ملة َ‬
‫من ج ْ‬ ‫وي َ ُ‬
‫كون ِ‬ ‫جهنم َ‬
‫سعر في َ‬
‫ذكر أن الَبحر ي ُ َ‬

‫‪647‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ،‬حدثنا عبد اللتته بتتن أميتتة‪ ،‬حتتدثنا‬
‫قال ا ِ‬

‫محمد بن حسين حدثنا صفوان بن يعلى بن أمية‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أن النبي‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬البحر هو جهنم"‪ .‬قال يعلتتى‪ :‬ثتتم قتتال‪:‬‬

‫ستتتتَراِدقَها"‪.‬‬ ‫حتتتتا َ‬ ‫َ‬


‫م ُ‬
‫ط ب ِِهتتتت ْ‬ ‫أل تتتتترون أن اللتتتته يقتتتتول‪َ" :‬نتتتتاٌر أ َ‬

‫"والذي نفسي بيده ل أدخلها أبدا ً حتى أعرض على الله‪ ،‬ول يصتتيبني‬

‫منهتتتتتتا قطتتتتتترة حتتتتتتتى ألقتتتتتتى اللتتتتتته عتتتتتتز وجتتتتتتل"‪.‬‬

‫وقد رواه البيهقي من طريق يعقوب بن شتتيبان‪ :‬حتتدثنا أبتتو عاصتتم‪،‬‬

‫حدثني محمد بن يحيى وفي المسند كما تقدم‪ :‬بينهما عبتتد اللتته بتتن‬

‫أمية‪ ،‬وكذلك رواه أبو مسلم الكجي‪ ،‬عن أبي عاصم‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته‬

‫بن أبي أمية‪ ،‬حدثني رجل‪ ،‬عن صفوان بن يعلتتى‪ ،‬عتتن يعلتتى‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬البحتتر هتتو جهنتتم"‪.‬‬

‫وقال أبو داود‪ :‬حدثنا سعيد بن منصور‪ ،‬حتتدثنا إستتماعيل بتتن زكريتتا‪،‬‬

‫عن مطرف‪ ،‬عن بشر بن مسلم‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬قتتال‬

‫رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستلم‪" :‬ل يركتتب البحتتر ِإل حتتاج‪ ،‬أو‬

‫‪648‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫معتمر أو غاز في ستتبيل اللتته‪ ،‬فتتإن تحتتت البحتتر نتتارًا‪ ،‬وتحتتت النتتار‬

‫بحر"‪.‬‬

‫ها‬ ‫َ‬
‫وَزَباِنيت ُ َ‬
‫ها َ‬
‫جهنم وصفة خزن َت ِ َ‬
‫واب َ‬
‫ذكر أب َ‬

‫َ‬
‫ها‬ ‫ه َتعاَلى ِ‬
‫من ْ َ‬ ‫جارنا الل ّ ُ‬
‫أ َ‬

‫ها‬
‫جاءُ َ‬
‫ذا َ‬ ‫مرا ً َ‬
‫حَتى إ ِ َ‬ ‫م ُز َ‬ ‫ن ك ََفُروا إ َِلى َ‬
‫جًهن َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ" :‬وسيقَ ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ْ‬
‫ن عَل َي ْك ُت ْ‬
‫م‬ ‫م ي َت ْل ُتتو َ‬
‫من ْك ُت ْ‬ ‫س ٌ‬
‫ل ِ‬ ‫م ُر ُ‬ ‫خَزن َت َُها أل َ ْ‬
‫م ي َأِتك ْ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫واب َُها وََقا َ‬
‫ت أب ْ َ‬ ‫فُت ِ َ‬
‫ح ْ‬

‫ة‬ ‫ت ك َل ِ َ‬
‫مت ُ‬ ‫حّق ت ْ‬ ‫م هذا‪َ ،‬قاُلوا َبلى وَل َك ِ ْ‬
‫ن ً‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫م وَي ُن ْذُِرون َ ُ‬
‫كم ل َِقاء ي َوْ ِ‬ ‫ت َرب ّك ً ْ‬
‫آَيا ِ‬

‫ن ِفيهَتتا فب ِئ ْ َ‬
‫س‬ ‫دي َ‬
‫خال ِت ِ‬
‫م َ‬
‫جهَن ّت َ‬
‫ب َ‬ ‫خًلوا أب ْ َ‬
‫وا َ‬ ‫ن ِقي َ‬
‫ل اد ْ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ب عََلى ال ْ َ‬
‫كافِ ِ‬ ‫ال ْعَ َ‬
‫ذا ِ‬

‫ن"‪.‬‬
‫ريتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬ ‫وى ال ْ ُ‬
‫مت َك َب ّ ِ‬ ‫مْثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫َ‬

‫م"‪.‬‬ ‫ب لك ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ل َها سبع ُ َ‬


‫سو ٌ‬
‫جْزءٌ مْق ُ‬
‫م ُ‬
‫ب من ْهُ ْ‬
‫ل َبا ٍ‬ ‫وا ٍ‬
‫ة أب ْ َ‬ ‫َ َ َْ‬

‫وصف الصراط وبيان تفاوت سرعة الناس في مرورهم‬

‫عليه‬

‫وقال البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو العباس الصم‪،‬‬
‫حدثنا سعيد بن عثمان‪ ،‬حدثنا بشر بن بكر‪ ،‬حدثني عبد الرحمن بن‬

‫‪649‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يزيد‪ ،‬حدثني أبو سعيد‪ ،‬سمعت أبا هريرة يقول‪ ،‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن الصراط بين ظهري جهنم دحض مزلة‬
‫والنبياء يقولون‪ :‬اللهم سلم‪ ،‬والناس كلمح البرق‪ ،‬وكطرف العين‪،‬‬
‫وكأجاويد الخيل‪ ،‬والبغال‪ ،‬والركاب‪ ،‬شدا ً على القدام‪ ،‬فناج مسلم‪،‬‬
‫ومخدوش مسلم ومطروح فيها‪ ،‬ولها سبعة أبواب‪ ،‬لكل باب منهم‬
‫جزء مقسوم"‪.‬‬
‫وقال البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو الحسن بن بشران‪ ،‬أخبرنا إسماعيل بن‬
‫محمد الصفار‪ ،‬حدثنا سعدان بن نصر‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن الخليل بن‬
‫مرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬كان ل ينام حتى يقرأ‬
‫تبارك‪ ،‬وحم السجدة‪ ،‬وقال‪" :‬الحواميم سبع‪ ،‬وأبواب جهنم سبع‪،‬‬
‫جهنم‪ ،‬والحطمة‪ ،‬ولظى‪ ،‬وسعير‪ ،‬وسقر‪ ،‬والهاوية‪ ،‬والجحيم"‪.‬‬
‫قال‪ :‬تجيء كل حم منها يوم القيامة‪ -‬أحسبه قال‪ :-‬تقف على باب‬
‫من هذه البواب‪ ،‬فتقول‪ :‬اللهم ل يدخل هذه البواب من كان يؤمن‬
‫بي ويقرأني‪.‬‬
‫ثم قال البيهقي‪ :‬وهذا منقطع‪ ،‬والخيل بن مرة فيه نظر‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا خلف بن هشام‪ ،‬حدثنا أبو شهاب‬

‫الخياط‪ ،‬عن عمرو بن قيس المدني‪ ،‬عن أبتتي إستتحاق‪ ،‬عتتن عاصتتم‬

‫بن ضمرة‪ ،‬عن علي‪ ،‬قال‪" :‬إن أبتتواب جهنتتم بعضتتها فتتوق بعتتض "‪-‬‬

‫وأشار أبو شهاب بأصابعه‪ -‬فيمل هذا‪ ،‬ثم يمل هذا‪ ،‬ثم هذا‪ ،‬ثم هتتذا"‪.‬‬

‫حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري‪ ،‬حدثنا حجتتاج‪ ،‬أخبرنتتا ابتتن جريتتج‬

‫في قوله لها سبعة أبواب قال‪" :‬أولها جهنم‪ ،‬ثم لظى‪ ،‬ثتتم الحطمتتة‪،‬‬

‫ثم السعير‪ ،‬ثم سقر‪ ،‬ثم الجحيم‪ -‬وفيها أبو جهل‪ -‬ثم الهاوية"‪ .‬وروى‬

‫‪650‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الترمذي من حديث مالك بن مغول عن ابن عمر رضتتي اللتته عنهمتتا‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لجهنتتم ستتبعة أبتتواب‪،‬‬

‫بتتتتتتاب منهتتتتتتا لمتتتتتتن ستتتتتتل الستتتتتتيف علتتتتتتى أمتتتتتتتي"‪.‬‬

‫ثم قال‪ :‬غريب ل نعرفه إل من حديث مالك بن مغول‪ ،‬وقال أبي بن‬

‫كعتتتتتب‪ :‬لجهنتتتتتم ستتتتتبعة أبتتتتتواب بتتتتتاب منهتتتتتا للحروريتتتتتة‪.‬‬

‫وقال وهب بن منبه‪" :‬بين كل بابين مسيرة ستتبعين ستتنة‪ ،‬كتتل بتتاب‬

‫أشتتتتتتتتد متتتتتتتتن التتتتتتتتذي فتتتتتتتتوقه بستتتتتتتتبعين ضتتتتتتتتعفًا"‪.‬‬

‫م َنتارا ً وَُقود ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫هتا‬ ‫م وَأهِْليكت ْ‬ ‫مُنوا ُقوا ْ أن ُْف َ‬
‫ستك ُ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬يا أيَها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫هتت ْ‬
‫مَر ُ‬
‫متتا أ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫داد ٌ ل َ ي َْعضو َ‬
‫ش َ‬
‫لظ ِ‬ ‫جاَرةُ عَل َي َْها َ‬
‫مل َئ ِك َ ٌ‬
‫ة ِغ َ‬ ‫س َوال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫الّنا ُ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ُيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتؤْ َ‬


‫مُرو َ‬ ‫وَي َْفعَُلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬
‫ن َ‬

‫أي لهم قوة على إبراز ما أمروا به‪ ،‬متتن العتتزم‪ ،‬إلتتى الفعتتل‪ ،‬فلهتتم‬

‫عتتتزم صتتتادق‪ ،‬وأفعتتتال عظيمتتتة‪ ،‬وقتتتوة بليغتتتة‪ ،‬وشتتتدة بتتتاهرة‪.‬‬


‫َ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫مل َئ ِ َ‬
‫كتت ً‬ ‫ب الّنارِ إ ِل ّ َ‬
‫حا َ‬ ‫جعَل َْنا أ ْ‬
‫ص َ‬ ‫ما َ‬ ‫ة عَ َ‬
‫شَر وَ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬عَل َي َْها ت ِ ْ‬
‫سعَ َ‬

‫أي لكمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال طتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاعتهم وقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوتهم‪.‬‬

‫ن ك ََفتتتُروا"‪.‬‬ ‫ة ل ِّلتتت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫م إ ِل ّ فِت َْنتتت ً‬
‫دته ْ‬ ‫جعَل َْنتتتا ِ‬
‫عتتت ّ‬ ‫متتتا َ‬
‫وقتتتال تعتتتالى‪" :‬وَ َ‬

‫‪651‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أي اختبارا ً وامتحانًا‪ ،‬وكأن هتتؤلء التستتعة عشتتر كالمقتتدمين‪ ،‬التتذين‬

‫لهم أعتتوان وأتبتتاع‪ ،‬وقتتد روينتتا هتتذا عنتتد الكلم علتتى قتتوله تعتتالى‪:‬‬

‫ذوه فَغُّلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو ُ‬
‫ه"‪.‬‬ ‫ختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫" ُ‬

‫ثم إن الرب تعالى‪ ،‬إذا أمر بذلك‪ ،‬يبتدره سبعون ألفتتا ً متتن الزبانيتتة‪.‬‬
‫ذاب َ‬
‫حتد ٌ وَل َ يوثتقُ وَث َتتاقَ ُ‬
‫ه‬ ‫هأ َ‬‫ب ع َت َ َ ُ‬ ‫وقد قال الله تعالى‪" :‬فَي َتوْ َ‬
‫مئ ِذٍ ل ي ُعَتذ ّ ُ‬

‫د"‪.‬‬ ‫َ‬
‫أحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ٌ‬

‫وروى الحافظ الضياء‪ :‬من حديث محمد بتتن ستتليمان بتتن أبتتي داود‪،‬‬

‫عن أبيه‪ ،‬عن زيد البصري‪ ،‬عن الحسن البصري‪ ،‬عن أنس‪ ،‬مرفوعًا‪:‬‬

‫"والذي نفسي بيده‪ ،‬لقد خلقت ملئكة جهنتم‪ ،‬قبتتل أن تخلتق جهنتم‬

‫بألف عام‪ ،‬فهم كل يوم يزدادون قوة إلى قوتهم‪ ،‬حتى يقبضوا علتتى‬

‫متتتتتتتتن يقبضتتتتتتتتون عليتتتتتتتته بالنواصتتتتتتتتي والقتتتتتتتتدام"‪.‬‬

‫ذكر سرادق النار وهو ستتورها المحيتتط بهتتا ومتتا فيهتتا متتن المقتتامع‬

‫والغلل والسلستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل والنكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال‪.‬‬

‫ستَراِدقَها وَِإن‬
‫م ُ‬ ‫حتتا َ‬
‫ط ب ِهِت ْ‬ ‫ن ن َتتارا ً أ َ‬
‫مي َ‬ ‫دنا ِلل ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬إ ِّنا أعت َ ْ‬

‫ت‬
‫ستتاَء ْ‬
‫ب وَ َ‬
‫ش تَرا ُ‬ ‫وجتتوهَ ب ِئ ْ َ‬
‫س ال ّ‬ ‫كاْلمْهل ي َ ْ‬
‫شوي ال ُ‬ ‫ماءٍ َ‬
‫ست َِغيُثوا ي َُغاُثوا ب َ‬
‫يَ ْ‬

‫‪652‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مْر ت ََفقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا"‪.‬‬
‫ُ‬

‫ة"‪.‬‬
‫متتتدد ٍ‬
‫عتتتد َدٍ م َ‬
‫صتتتد َةٌ فتتتي َ‬
‫مو َ‬ ‫وقتتتال تعتتتالى‪" :‬إ ِن َّهتتتا عَل َي ِْهتتت ْ‬
‫م ُ‬

‫مؤصدة‪ :‬أي مطبقة‪ ،‬وقد رواه ابن مردويه في تفستتيره متتن طريتتق‬

‫شتتريك عتتن عاصتتم بتتن أبتتي صتتالح‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬مرفوعتتًا‪.‬‬

‫ورواه أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬عن أسعد الحسي‪ ،‬عتتن إستتماعيل بتتن‬

‫ن ل َتد َي َْنا أن ْك َتتال ً‬


‫أبي خالتتد‪ ،‬عتتن أبتتي صتتالح‪ ،‬قتتوله‪ ،‬وقتتوله تعتتالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ذابا ً أِليمتتتتتتتتتًا"‪.‬‬
‫صتتتتتتتتتةٍ وَعَتتتتتتتتت َ‬ ‫حيمتتتتتتتتتا ً وَط ََعامتتتتتتتتتا ً َ‬
‫ذا غ ّ‬ ‫ج ِ‬
‫وَ َ‬

‫ن فتتي‬
‫حُبو َ‬
‫ست َ‬
‫ل يم ْ‬ ‫سل َ ِ‬
‫ست ً‬ ‫م َوال ّ‬ ‫وقتتال تعتتالى‪ِ" :‬إذ الغل َ ُ‬
‫ل فتتي أعْن َتتاقِهِ ْ‬

‫ن"‪.‬‬
‫جُرو َ‬
‫ستتتتتتتتتت َ‬ ‫ميتتتتتتتتتتم ُثتتتتتتتتتت ّ‬
‫م فتتتتتتتتتتي الّنتتتتتتتتتتارِ ي ُ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ح ِ‬

‫سَقَر‬
‫س َ‬ ‫ذوُقوا َ‬
‫م ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ن في الّنارِ عََلى وُ ُ‬
‫جوهِهِ ْ‬ ‫حُبو َ‬
‫س َ‬
‫م يُ ْ‬
‫وقال تعالى‪" :‬ي َوْ َ‬

‫متتح ِبال ْب َ َ‬
‫صتتر"‪.‬‬ ‫مزن َتتا إ ِل ّ واحتتدة ك َل َ ْ‬
‫متتا أ ْ‬ ‫خل َْقن َتتاهُ ِبقت َ‬
‫در وَ َ‬ ‫يءٍ َ‬
‫شت ْ‬ ‫إ ِن ّتتا كت ّ‬
‫ل َ‬

‫م ظ ُل َت ٌ‬
‫ل ذل ِت َ‬
‫ك‬ ‫حت ِهِ ْ‬
‫ن تَ ْ‬
‫م ْ‬
‫من الّنارِ وَ ِ‬ ‫م ظ ُل َ ٌ‬
‫ل ِ‬ ‫ن فَ ْ‬
‫وقهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل تعاَلى‪" :‬ل َهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫وقا َ‬

‫عَبتتتتتتادِ َفتتتتتتات ُّقو ِ‬


‫ن"‪.‬‬ ‫عَبتتتتتتادده َيتتتتتتا ِ‬ ‫ف الّلتتتتتت ُ‬
‫ه ِبتتتتتتهِ ِ‬ ‫ختتتتتتوّ ُ‬
‫يُ َ‬

‫زي‬
‫جتت ِ‬
‫ك نَ ْ‬ ‫واش وَ َ‬
‫كذل ِ َ‬ ‫م غَ َ‬ ‫ن فَ ْ‬
‫وقهِ ْ‬ ‫م ْ‬
‫مَهاد و ِ‬
‫م ِ‬
‫جهَن ّ َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ل َهُ ْ‬
‫م ِ‬

‫ن"‪.‬‬
‫مي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ظتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال ِ ِ‬

‫‪653‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ك ََفتُروا‬ ‫م َفال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫موا فتتي َرب ّهِت ْ‬
‫صت ُ‬
‫خت َ َ‬
‫نا ْ‬
‫ما ِ‬
‫صت َ‬
‫خ ْ‬
‫ن َ‬ ‫وقتتال تعتتالى‪" :‬هت َ‬
‫ذا ِ‬

‫ه‬
‫ص تهَُر ب ِت ِ‬
‫م يُ ْ‬
‫مي ُ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن َفوق ُرُءو ِ‬
‫سه ِ ُ‬ ‫م ْ‬
‫ب ِ‬
‫ص ّ‬
‫من ّنارٍ ي ُ َ‬ ‫ت َله ْ‬
‫م ث َِياب ِ‬ ‫قط ّعَ ْ‬

‫د"‪.‬‬
‫ديتتتت ٍ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫متتتت ْ‬
‫مع ُ ِ‬
‫مَقتتتتا ِ‬ ‫جُلتتتتود ُ وَل َُهتتتت ْ‬
‫م َ‬ ‫م َوال ْ ُ‬ ‫متتتتا ِفتتتتي ب ُ‬
‫طتتتتونهِ ْ‬ ‫َ‬

‫وقال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا زهير‪ ،‬حتتدثنا حستتن‪ ،‬عتتن ابتتن لهيعتتة‪،‬‬

‫حدثنا دراج‪ ،‬عن أبي الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬عتتن رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬لسرادق أهل النتتار أربتتع جتتدر‪ ،‬كنتتف كتتل‬

‫جدار مسيرة أربعين ستتنة"‪ .‬ورواه الترمتتذي‪ :‬عتتن ستتويد‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫دين بن سعد‪ ،‬عن عمرو بن الحارث‪ ،‬عن دراج‪ ،‬بتته‬


‫المبارك‪ ،‬عن ِرش َ‬

‫نحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوه‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حتتدثنا حستتن‪ ،‬حتتدثنا ابتتن لهيعتتة حتتدثنا دراج‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليته وستلم قتال‪:‬‬

‫"لو أن مقمعا ً من حديتتد متتن مقتتامع أهتتل النتتار‪ ،‬وضتتع فتتي الرض‪،‬‬

‫فتتتتتتتتاجتمع لتتتتتتتته الثقلن متتتتتتتتا أقلتتتتتتتتوه متتتتتتتتن الرض"‪.‬‬

‫وقال ابن وهب‪ :‬عن عمرو بن الحارث‪ ،‬عن دراج أبتتي الستتمح‪ ،‬أبتتي‬

‫‪654‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سعيد‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬لو ضرب بمقمتتع‬

‫من حديد الجبل‪ ،‬لفتته فعاد غبارًا"‪.‬‬

‫ألوان من عذاب أهل النار‬

‫أجارنا الله عز وجل منها‬

‫وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره‪ :‬من طريق بشر بن‬
‫طلحة‪ ،‬عن خالد بن دريك‪ ،‬عن يعلى بن منبه‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬ينشىء الله لهل النار سحابة مظلمة‪ ،‬فإذا‬
‫أشرفت عليهم‪ ،‬نادتهم‪ :‬يا أهل النار‪ :‬أي شيء تطلبون? وما الذي‬
‫تسألون? فيذكرون بها سحائب الدنيا‪ ،‬والماء الذي كان ينزل عليهم‪،‬‬
‫فيقولون‪ :‬نسأل يا رب الشراب‪ ،‬فتمطرهم أغل ً‬
‫ل‪ ،‬تزداد في‬
‫أعناقهم‪ ،‬وسلسل‪ ،‬تزداد في سلسلهم‪ ،‬وجمرا ً يلهب النار عليهم"‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا بشر بن الوليد الكندي‪ ،‬حدثنا‬
‫سعيد بن زربي‪ ،‬عن حميد بن هلل‪ ،‬عن أبي الحوص‪ ،‬قال ابن‬
‫مسعود‪ :‬أي أهل النار أشد عذابًا? فقال رجل‪ :‬المنافقون‪ ،‬قال‪:‬‬
‫صدقت‪ .‬قال‪ :‬فهل تدري كيف يعذبون‪ .‬قال‪ :‬يجعلون في توابيت من‬
‫حديد‪ ،‬تطبق عليهم‪ ،‬ثم يجعلون في الدرك السفل من النار‪ ،‬في‬
‫تنانير أصغر من الرخ‪ ،‬يقال له جب الحزن‪ ،‬فيطبق على أقوام‬
‫بأعمالهم آخر البد‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثني علي بن حسن‪ ،‬عن محمد بن جعفر‬
‫المدائني‪ ،‬حدثنا بكر بن خنيس‪ ،‬عن أبي سلمة الثقفي‪ ،‬عن وهب بن‬
‫منبه قال‪" :‬إن أهل النار الذين هم أهلها‪ ،‬هم في النار‪ ،‬ل يهتدون ول‬
‫ينامون‪ ،‬ول يموتون‪ ،‬يمشون على النار‪ ،‬يجلسون على النار‪،‬‬
‫ويشربون من صديد أهل النار‪ ،‬ويأكلون من زقوم أهل النار‪ ،‬لحفهم‬

‫‪655‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نار‪ ،‬وفرشهم نار‪ ،‬وقمصهم نار وقطران‪ ،‬وتغشى وجوههم النار‪،‬‬


‫وجميع أهل النار في سلسل بأيدي الخزنة أطرافها‪ ،‬يجذبونهم‬
‫مقبلين ومدبرين‪ ،‬فيسيل صديدهم إلى حفير في النار‪ ،‬فذلك‬
‫شرابهم"‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم بكى وهب حتى سقط مغشيا ً عليه‪ ،‬قال‪ :‬وغلب بكر بن‬
‫خنيس البكاء حتى قام فلم يقدر أن يتكلم‪ ،‬وبكى محمد بن جعفر‬
‫بكاء شديدًا‪.‬‬
‫وهذا الكلم عن وهب بن منبه اليماني‪ ،‬وقد كان ينظر في كتب‬
‫الوائل‪ ،‬وينقل في صحف أهل الكتاب‪ ،‬الغث والسمين‪ ،‬ولكن هذا‬
‫له شواهد من القرآن العظيم وغيره من الحاديث‪ ،‬قال الله تعالى‪:‬‬
‫ه‬
‫م ِفي ِ‬ ‫م وَهُ ْ‬ ‫ن ل َ يَفت ُّر عَن ْهُ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫خال ُ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن في عَ َ‬ ‫مي َ‬ ‫جرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫"إ ِ ّ‬
‫مالك‬ ‫ن وََنادْوا َيا َ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬‫هم ال ّ‬ ‫ن كانوا ُ‬ ‫م وَل َك ِ ْ‬ ‫مَناهُ ْ‬ ‫ما ظ َل َ ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫مب ْل ِ ُ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫م ماك ُِثو َ‬ ‫ل إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫ل ِي َْقض عَل َي َْنا َرب ّ َ‬
‫م الّناَر‬ ‫جوهِهِ ُ‬ ‫نو ُ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ن ل َ ي َك ُّفو َ‬ ‫حي َ‬ ‫ن ك ََفزوا ِ‬ ‫م اّلذي َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ل َوْ ي َعْل َ ُ‬
‫م َفل‬ ‫ة فَت َب ْهَت ُهُ ْ‬ ‫م ب َغْت َ ً‬ ‫ل َتأت ِي َهِ ْ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫صُرو َ‬ ‫م ي ُن َ َ‬ ‫م وَل َ ه ْ‬ ‫ن ظ ُُهورِهِ ْ‬ ‫وَل َ عَ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫م ي ُن ْظ َُرو َ‬ ‫ن ردها وَل َ هُ ْ‬ ‫يستطيُعو َ‬
‫موتوا‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫ضى عَل َي ْهِ ْ‬ ‫م ل َ ي ُْق َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫م َناُر َ‬ ‫كفروا َله ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬وال ّ ِ‬
‫ن‬ ‫خو َ‬ ‫صط َرِ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ل ك َُفورٍ وَهُ ْ‬ ‫زي ك ُ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ك َنج‬ ‫كذل ِ َ‬ ‫ذاب َِها َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ف عَن ْهُ ْ‬ ‫وَل َ ُيخّف ُ‬
‫ل صاِلحا ً غَير ال ّذي ك ُنا نعم ُ َ‬ ‫ِفيَها رب ََنا أ َ ْ‬
‫ما‬
‫م َ‬ ‫مْرك ُ ْ‬ ‫م نع َ ّ‬ ‫ل أو َ ل َ ْ‬ ‫ّ َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َْ‬ ‫م ْ َ‬ ‫جَنا ن َعْ َ‬ ‫خرِ ْ‬
‫ر"‪.‬‬ ‫صي ٍ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬‫ما ِلل ّ‬ ‫ذوقوا فَ َ‬ ‫ذير فَ ُ‬ ‫م الن ّ ِ‬ ‫جاَءك ُ ُ‬ ‫ن ت َذ َك َّر وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذكر ِفيهِ َ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫ف‬ ‫خّف ْ‬ ‫م يُ َ‬ ‫عوا رب ّك ُ ْ‬ ‫م اد ْ ُ‬ ‫جهًن ّ َ‬ ‫خَزن َةِ َ‬ ‫ن في الّنارِ ل َ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وََقا َ‬
‫ت َقاُلوا‬ ‫م ِبال ْب َي َّنا ِ‬ ‫م ُرسلك ُ ْ‬ ‫ك َتأِتيك ُ ْ‬ ‫ب َقالوا أوَ َلم ت َ ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫وما ً ِ‬ ‫عَّنا ي َ ْ‬
‫ل"‪.‬‬ ‫ضل َ ٍ‬ ‫ن إ ِل ّ في َ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫عاُء ال ْ َ‬ ‫ما د ُ َ‬ ‫عوا وَ َ‬ ‫ب ََلى َقاُلوا َفاد ْ ُ‬
‫م ل َ َيموت‬ ‫صَلى الّناَر ال ْك ُب َْرى ث َ ّ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫شَقى ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي ََتجن ّب َُها ال َ ْ‬
‫حَيا"‪.‬‬ ‫ِفيَها وَل َ ي َ ْ‬
‫وتقدم في الصحيح‪ :‬أن أهل النار الذين هم أهلهتتا‪ ،‬ل يموتتتون فيهتتا‪،‬‬

‫ول يحيون‪ ،‬وفي الحديث المتقدم في ذبح المتوت بيتن الجنتة والنتار‬

‫‪656‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثم يقال‪" :‬يا أهل الجنة خلود بل موت‪ ،‬ويا أهل النار خلود بل موت"‪.‬‬

‫وكيف ينام من هو في عذاب متواصل ل يفتر عنه ستتاعة واحتتدة ول‬

‫ستتتتِعيرًا"‪.‬‬
‫م َ‬
‫ت زِد َْنتتتتاهُ ْ‬
‫خَبتتتت ْ‬ ‫لحظتتتتة? وقتتتتال تعتتتتالى‪" :‬كل ّ َ‬
‫متتتتا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عيتتدوا ِفيهَتتا‬ ‫ن غ َت ّ‬
‫مأ ِ‬ ‫مت ْ‬
‫من ْهَتتا ِ‬
‫جتتوا ِ‬
‫خُر ُ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫وقتتال تعتتالى‪" :‬كل ّ َ‬
‫متتا أَرادوا أ ْ‬

‫ريتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتق"‪.‬‬
‫ح ِ‬
‫ب ال َ‬
‫ذا َ‬ ‫ذوُقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوا َ‬
‫عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬ ‫و ُ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا إبراهيم‪ ،‬حدثنا ابن المبارك‪ ،‬عن ستتعيد بتتن‬
‫وقال ا ِ‬

‫يزيد‪ ،‬عن أبي السمح‪ ،‬عن ابن حجيرة‪ ،‬عن أبتتي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم قال في أهل النار‪" :‬إن الحميتتم ليصتتب علتتى‬

‫رأس أحدهم‪ ،‬فينفذ من الجمجمة‪ ،‬حتى يخلص إلى جتتوفه‪ ،‬فيستتلب‬

‫متتتتتتتا فتتتتتتتي جتتتتتتتوفه‪ ،‬ثتتتتتتتم يمتتتتتتترق متتتتتتتن قتتتتتتتدميه"‪.‬‬

‫وروى الترمذي‪ ،‬والطبراني‪ :‬واللفظ لتته متتن حتتديث قطبتتة بتتن عبتتد‬

‫العزيز‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن شهر بن عطية‪ ،‬عن شهر بن حوشب‪ ،‬عن‬

‫أم الدرداء‪ ،‬عن أبي الدرداء قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬يلقى على أهل النار الجوع‪ ،‬فيعدل ما هم فيه من العتتذاب‪،‬‬

‫فيستغيثون بالطعام فيؤتون بطعام ذي غصة‪ ،‬فيتتذكرون أنهتتم كتتانوا‬

‫‪657‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يستتتغيثون فتتي التتدنيا بالشتتراب‪ ،‬فيستتتغيثون بالشتتراب‪ ،‬فيؤتتتون‬

‫بالحميم‪ ،‬فتتي أكتتواب متتن نتتار‪ ،‬فتتإذا أدنيتتت متتن وجتتوههبم قشتترت‬

‫وجوههم‪ ،‬فتتإذا أدخلتتت بطتتونهم قطعتتت بطتتونهم‪ ،‬فيستتتغيثون عنتتد‬

‫م ِبال ْب َي َّنتتتا ِ‬
‫ت"‪.‬‬ ‫ستتتل ُك ُ ْ‬ ‫ذلتتتك‪ ،‬فيقتتتال لهتتتم‪" :‬أوَ َلتتت ْ‬
‫م تتتتك َتتتتآِتيك ُ ْ‬
‫م ُر ُ‬

‫ل"‪.‬‬
‫رين ِإل فتتي ضتتل ٍ‬
‫فيقولون‪ :‬بلى‪" :‬فيقال‪" :‬فادعوا وما دعاء الكافِ ِ‬

‫فيقولتتتتتتتتتتتتتتتون‪ :‬ادعتتتتتتتتتتتتتتتوا لنتتتتتتتتتتتتتتتا مالكتتتتتتتتتتتتتتتًا‪.‬‬

‫م متتاك ُِثو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ل إ ِن ّ ُ‬
‫كتت ْ‬ ‫ك ل ِي َْقتتض عَل َي َْنتتا َرّبتت َ‬
‫ك َقتتا َ‬ ‫ماِلتت ُ‬
‫فيقولتتون‪َ" :‬يتتا َ‬

‫ضتتتاّلي َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ومتتتا ً َ‬ ‫ت عَل َي َْنتتتا ِ‬
‫شتتتْقوَت َُنا وَك ًّنتتتا قَ ْ‬ ‫فيقولتتتون‪" :‬رب َّنتتتا غَل ََبتتت ْ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ستتتتتتتتتتتتُئوا ِفيهَتتتتتتتتتتتتا وَل َ تك َل ّ ُ‬


‫متتتتتتتتتتتتو ِ‬ ‫خ َ‬
‫فيقتتتتتتتتتتتتال‪" :‬ا ْ‬

‫رواه الترمذي‪ :‬عن الدارمي‪ ،‬وحكي عنه أنه قال‪ :‬النتتاس ل يعرفتتون‬

‫هذا الحديث‪ .‬قال الترمذي‪ :‬إنما يروى عن أبي الدرداء‪.‬‬

‫طعام أهل النار وشرابهم‬

‫ن وَل َ ي ُغْن ِتتي‬


‫م ُ‬ ‫ريعٌ ل َ ي ْ‬
‫ست ِ‬ ‫ضت ِ‬
‫ن َ‬ ‫م ط ََعا ٌ‬
‫م إ ِل ّ ِ‬
‫م ْ‬ ‫س ل َهُ ْ‬
‫قال الله تعالى‪" :‬ل َي ْ َ‬

‫جتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوع"‪.‬‬
‫ن ُ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫ِ‬

‫‪658‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والضتتريع‪ :‬شتتوك بتتأرض الحجتتاز يقتتال لتته‪ :‬الشتتبرق‪ ،‬وفتتي حتتديث‬

‫الضحاك عن ابن عباس مرفوعًا‪" :‬الضريع‪ :‬شتتيء يكتتون فتتي النتتار‪،‬‬

‫يقال‪ :‬يشبه الشوك‪ .‬أمّر من الصبر‪ ،‬وأنتن متتن الجيفتتة‪ ،‬وأشتتد حتترا ً‬

‫من النار‪ ،‬إذا طعمه صتتاحبه ل يتتدخل البطتتن‪ ،‬ول يرتفتتع إلتتى الفتتم‪،‬‬

‫فيبقى بين ذلك‪ ،‬ول يسمن ول يغني من جوع"‪ ،‬وهتتذا حتتديث غريتتب‬

‫جتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدًا‪.‬‬

‫ذابا ً أ َِليمتًا"‪.‬‬
‫صةٍ وَعَت َ‬ ‫ما ً َ‬
‫ذا غ ّ‬ ‫حيما ً وَط ََعا َ‬ ‫ن ل َد َي َْنا أن ْ َ‬
‫كال ً وَ َ‬
‫ج ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫م ويئستَقى‬
‫جهًّنت ُ‬
‫ن وََرائ ِهِ َ‬
‫مت ْ‬
‫جب ّتتارٍ عَِنيتدٍ ِ‬ ‫بك ّ‬
‫ل َ‬ ‫خا َ‬
‫حوا وَ َ‬
‫ست َْفت َ ُ‬
‫وقال‪" :‬وا ْ‬

‫مك َتتا ٍ‬
‫ن‬ ‫ن ك ُت ّ‬
‫ل َ‬ ‫مت ْ‬
‫ت ِ‬ ‫ه وََيأِتيهِ ال ْ َ‬
‫م تو ْ ُ‬ ‫سيغُ ُ‬ ‫ه وَل َ ي َ َ‬
‫كاد ُ ي ُ ِ‬ ‫جّرعُ ُ‬
‫ديدٍ ي َت َ َ‬
‫ص ِ‬
‫ماءٍ َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬

‫ب غَِليتتتتتتت ٌ‬
‫ظ"‪.‬‬ ‫عتتتتتتت َ‬
‫ذا ٌ‬ ‫ن وََرائ ِهِ َ‬
‫متتتتتتت ْ‬
‫ت وَ ِ‬
‫مّيتتتتتتت ٍ‬
‫هتتتتتتتوَ ب ِ َ‬
‫متتتتتتتا ُ‬
‫وَ َ‬

‫ن‬
‫متت ْ‬
‫جر ِ‬ ‫ن َ‬
‫ش َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن لكُلو َ‬
‫ن ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مك َذ ُّبو َ‬ ‫ضاّلو َ‬ ‫م إ ِن ّك ُ ْ‬
‫م أي َّها ال ّ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ث ّ‬

‫ن‬ ‫ميتتم فَ َ‬
‫شتتارُِبو َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن عَل َي ْتهِ ِ‬
‫مت َ‬ ‫ن فَ َ‬
‫شارُِبو َ‬ ‫من َْها الب ُ ُ‬
‫طو َ‬ ‫مال ُِئو َ‬
‫ن ِ‬ ‫َزقوم فَ َ‬

‫دين"‪.‬‬
‫م التتتتتتتت ّ‬
‫م َيتتتتتتتتوْ َ‬ ‫ب ال ِْهيتتتتتتتتم هتتتتتتتت َ‬
‫ذا ُنزلُهتتتتتتتت ْ‬ ‫ُ‬
‫شتتتتتتتتْر َ‬

‫جعَل َْناهَتتا فِت ْن َت ً‬ ‫َ‬


‫ة‬ ‫جَرة الّزقتتوم إ ِن ّتتا َ‬
‫شت َ‬ ‫خي ْتٌر نتُزل ً أ ْ‬
‫م َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬أذل ِت َ‬
‫ك َ‬

‫س‬
‫ؤو ُ‬ ‫حيتتم ط َل ْعُهَتتا ك َتتأن ّ ُ‬
‫ه ُر ُ‬ ‫صتتل ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫ج فِتتي أ ْ‬
‫جَرةٌ َتخر ُ‬ ‫ن إ ِن َّها َ‬
‫ش َ‬ ‫مي َ‬ ‫ِلل ّ‬
‫ظال ِ ِ‬

‫‪659‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م عَل َي ْهَتتا‬
‫ن ل َهُ ْ‬ ‫ن ثُ ّ‬
‫م إِ ّ‬ ‫من َْها ال ْب ُ ُ‬
‫طو َ‬ ‫مال ُِئو َ‬
‫ن ِ‬ ‫من َْها فَ َ‬
‫ن ِ‬ ‫طين فَإ ِن ّهُ ْ‬
‫م لكلو َ‬ ‫ال ّ‬
‫شَيا ِ‬

‫حيتتتتتم"‪.‬‬ ‫للتتتتتى ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫م ِ‬
‫جعَهُتتتتت ْ‬
‫مْر ِ‬
‫ن َ‬
‫م إِ ّ‬
‫ميتتتتتم ثتتتتت ّ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬ ‫وبا ً ِ‬
‫متتتتت ْ‬ ‫لَ َ‬
‫شتتتتت ْ‬

‫وقال عبد الله بن المبارك‪ :‬حدثنا صفوان بن عمرو‪ ،‬عن عبد الله بن‬

‫بشر اليحصبي‪ ،‬عن أبتتي أمامتتة‪ ،‬عتتن رستتول اللته صتلى اللته عليته‬

‫ه" قتتال‪:‬‬
‫جّرعُ ت ُ‬
‫ديدٍ ي َت َ َ‬
‫ص ِ‬
‫ماءٍ َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫سَقى ِ‬
‫وسلم‪ ،‬في قول الله تعالى‪" :‬وَي ُ ْ‬

‫"يقرب إليه فيتكرهه‪ ،‬فتتإذا أدنتتى منتته شتتوى وجهتته‪ ،‬ووقعتتت فتتروة‬

‫رأستته فيتته‪ ،‬فتتإذا شتتربه قطتتع أمعتتاءه‪ .‬حتتتى يختترج متتن دبتتره"‪.‬‬

‫م"‪.‬‬
‫مَعتتتاءَهُ ْ‬ ‫ميمتتتا ً فََق ّ‬
‫طتتتعَ أ ْ‬ ‫ح ِ‬
‫متتتاًء َ‬
‫ستتتُقوا َ‬
‫قتتتال اللتتته تعتتتالى‪" :‬وَ ُ‬

‫وي ال ْوُ ُ‬
‫جتتوهَ‬ ‫مْهل ي َ ْ‬
‫ش ِ‬ ‫ماءٍ َ‬
‫كال ُ‬ ‫ست َِغيُثوا ي َُغاثوا ب ِ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫ويقول الله تعالى‪" :‬وَإ ِ ْ‬

‫ب"‪.‬‬
‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتَرا ُ‬ ‫ب ِئ ْ َ‬
‫س ال ّ‬

‫رواه الترمدي‪ :‬عن سويد بن نضتتر‪ ،‬عتتن المبتتارك‪ ،‬بتته نحتتوه وقتتال‪:‬‬

‫حستتن غريتتب‪ ...‬وفتتي حتتديثأبي داود الطيالستتي‪ ،‬عتتن شتتعبة‪ ،‬عتتن‬

‫العمش عن مجاهد‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليتته‬
‫َ‬
‫ن إ ِل ّ وَأن ْت ُت ْ‬
‫م‬ ‫ح تقّ ت َُقتتات ِهِ وَل َ ت َ ُ‬
‫متتوت ّ‬ ‫وستتلم تل هتتذه اليتتة‪" .‬ات ُّقتتوا اللتته َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫مو َ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل ِ ُ‬
‫م ْ‬
‫ُ‬

‫‪660‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فقال‪" :‬لو أن قطرة من الزقوم قطرت فتتي بحتتار التتدنيا‪ ،‬لفستتدت‬

‫علتتتى أهتتتل التتتدنيا معايشتتتهم‪ ،‬فكيتتتف بمتتتن يكتتتون طعتتتامه"‪.‬‬

‫رواه الترمذي‪ :‬عن محمتتود بتتن غيلن‪ ،‬عتتن أبتتي داود‪ ،‬قتتال‪ :‬حستتن‬

‫صحيح‪ ..‬ورواه النسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من حديث شعبة بتته وقتتال أبتتو‬

‫يعلى‪ :‬حدثنا زهير‪ ،‬حتتدثنا الحستتن بتتن موستتى الشتتيب‪ ،‬حتتدثنا ابتتن‬

‫لهيعة‪ ،‬حدثنا دراج أبو السمح‪ ،‬أن أبا الهيثم حتتدثه‪ :‬عتتن أبتتي ستتعيد‪،‬‬

‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬لو أن دلوا ً متتن غستتاق‬

‫يهتتتتتتتتراق فتتتتتتتتي التتتتتتتتدنيا لنتتتتتتتتتن أهتتتتتتتتل التتتتتتتتدنيا"‪.‬‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬من حديث دراج‪ ،‬وعن كعتتب الحبتتار أنتته قتتال‪" :‬إن‬

‫اللته لينظتر إلتى عبتده يتوم القيامتة وهتو غضتبان‪ ،‬فيقتول‪ :‬ختذوه‪،‬‬

‫فيأخذه مئة ألف ملك‪ ،‬أو يزيتتدون‪ ،‬فيجمعتتون بيتتن ناصتتيته وقتتدميه‪،‬‬

‫غضبا ً لغضب الله‪ ،‬فيسحبونه على وجهه إلى النار‪ ،‬فالنار أشد غضبا ً‬

‫منهم بسبعين ضعفًا‪ ،‬فيستغيث بشربة‪ ،‬فيسقى شتتربة يستتقط منهتتا‬

‫لحمتتته وعصتتتبه‪ ،‬ويكتتتدس فتتتي النتتتار‪ ،‬فويتتتل لتتته متتتن النتتتار"‪.‬‬

‫وعنه أيضا ً أنه قال‪" :‬هل تدرون ما غساق? قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬إنتته عيتتن‬

‫‪661‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫في جهنم‪ ،‬تسيل إليها حمة كل ذي حمة‪ ،‬من حية أو عقرب‪ ،‬أو غيتتر‬

‫ذلك‪ ،‬يستنقع‪ ،‬يؤتى بالدمي فيغمس فيه غمسة واحدة‪ ،‬فيخرج وقتتد‬

‫سقط جلده عن العظام‪ ،‬ويعلق جلده ولحمه في كعبه‪ ،‬فيجتتر لحمتته‬

‫كما يجر الرجل ثوبه"‪.‬‬

‫ن‬
‫م ْ‬
‫ها وب ََيان صحيح ذِلك ِ‬
‫سمائ ِ َ‬
‫ت َبأ ْ‬
‫و َردَ ْ‬
‫ذكر أحاديت َ‬

‫سقيمه‬
‫َ‬

‫الهاوية‪ :‬قال ابن جريتتج‪ :‬أستتفل درك فتتي النتتار‪ ،‬قتتال اللتته تعتتالى‪:‬‬
‫َ‬
‫ة"‪ ،‬قيتتل‪ :‬فتتأم رأستته هاويتتة‪ :‬أي‬
‫ه هاوِي َ ٌ‬ ‫ه‪َ ،‬فأ ّ‬
‫م ُ‬ ‫واِزين ُ ُ‬
‫م َ‬
‫ت َ‬
‫من خّف ْ‬
‫ما َ‬
‫"وَأ ّ‬

‫ستتتتتتتتتتتاقطة‪ ،‬متتتتتتتتتتتن الهتتتتتتتتتتتوى فتتتتتتتتتتتي النتتتتتتتتتتتار‪.‬‬

‫كما ورد في الحديث‪" :‬إن الرجل ليتكلتتم بالكلمتتة متتن ستتخط اللتته‪،‬‬

‫يهوي بها في النار سبعين خريفًا" وفي رواية‪" :‬أبعد ما بين المشرق‬

‫والمغتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترب"‪.‬‬

‫وقيل‪ :‬المراد بقوله‪ :‬فأمه هاويتتة‪ :‬أي التتدرك الستتفل متتن النتتار‪ ،‬أو‬

‫صفة النار من حيث هتتي وقتتد ورد الحتتديث بمتتا يقتتوي هتتذا المعنتتى‬

‫‪662‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫واللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫قال أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه‪ :‬حدثنا عبد الله بن خالد بن‬

‫محمد بن رستتتم‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن طتتاهر بتتن أبتتي التتدميك‪ ،‬حتتدثنا‬

‫إبراهيم بن زياد‪ ،‬حدثنا عباد بن عبتتاد‪ ،‬حتتدثنا روح بتتن المستتيب‪ :‬أنتته‬

‫سمع ثابت البناني يحدث عن أنس بن مالك قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إذا مات المؤمن يستتألونه متتاذا فعتتل فلن?‬

‫ما فعلت فلنة? فإن كان مات ولم يأتهم‪ ،‬قالوا‪ :‬خولف به إلتتى أمتته‬

‫الهاوية‪ ،‬فبئست الم‪ ،‬وبئست المربية‪ ،‬حتى يقولتتوا‪ :‬متتا فعتتل فلن?‬

‫هل تزوج? ما فعلت فلنة? هل تزوجتتت? فيقولتتون‪ :‬دعتتوه يستتتريح‬

‫فقتتتتتتتتتتتتتتتتد ختتتتتتتتتتتتتتتترج متتتتتتتتتتتتتتتتن مركتتتتتتتتتتتتتتتتب"‪.‬‬

‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا ابن عبد العلى‪ ،‬حدثنا ابن مسور‪ ،‬عن معمر‪،‬‬

‫عن الشعث بن عبتتد اللتته العمتتى‪ ،‬قتتال‪" :‬إذا متتات المتتؤمن ذهتتب‬

‫بروحه إلى أرواح المؤمنين‪ ،‬فيقولون‪ :‬زوجوا أخاكم‪ ،‬فتتإنه كتتان فتتي‬

‫غم الدنيا‪ ،‬قال‪ :‬ويسألونه ما فعل فلن? فيقول‪ :‬مات‪ ،‬أو ما جاءكم?‬

‫فيقولتتتتتتتتون‪ :‬ذهتتتتتتتتب بتتتتتتتته إلتتتتتتتتى أمتتتتتتتته الهاويتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫‪663‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وروى الحافظ الضياء‪ :‬من طريق شريك القاضي‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن‬

‫عبد الله بن السائب‪ ،‬عن زاذان‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود‪ ،‬قال قتتال‬

‫رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬القتتتل فتتي ستتبيل اللتته يكفتتر‬

‫الذنوب كلها أو قال‪ :‬يكفر كل ذنب إل المانة‪ ،‬يؤتى بصاحب المانتتة‬

‫فيقال له‪ :‬أد ّ أمانتك‪ ،‬فيقول‪ :‬أّنى يتتا رب‪ ،‬وقتتد ذهبتتت التتدنيا?‪ -‬ثلث‬

‫مرات‪ -‬فيقال‪ :‬اذهبوا به إلى الهاوية‪ ،‬فيذهب بتته إليهتتا‪ ،‬فيهتتوي فيهتتا‬

‫حتى ينتهي إلى قعرها‪ ،‬فيجدها هناك‪ ،‬كهيئتها‪ ،‬فيحملها‪ ،‬فيضعها على‬

‫عاتقه‪ ،‬ثم يصعد بها في نار جهنم‪ ،‬حتى إذا رأى أنه قتتد ختترج‪ ،‬زلتتت‬

‫وهوت‪ ،‬وهتوى فتي أثرهتا أبتد البتدين‪ ،‬قتال‪ :‬والمانتة فتي الصتلة‪،‬‬

‫والمانة في الصتوم‪ ،‬والمانتة فتي الوضتوء‪ ،‬والمانتة فتي الحتديث‪،‬‬

‫وأشد من ذلك الودائع‪ :‬قال‪ -:‬يعني زاذان‪ -‬فلقيتت التبراء فقلتت‪ :‬أل‬

‫تستتتتمع متتتتا يقتتتتول أختتتتو عبتتتتد اللتتتته? فقتتتتال‪" :‬صتتتتدق"‪.‬‬

‫وهذا الحديث ليس هو في المسند‪ ،‬ول في شيء من الكتب الستة‪.‬‬

‫جن في جهنم له ُبولس أعاذنا الله عّز وج ّ‬


‫ل منه‬ ‫س ْ‬

‫‪664‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمتتام أحمتتد‪ :‬متتن حتتديث عمتترو بتتن‬


‫تقدم ذكره فتتي حتتديث رواه ا ِ‬

‫شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪.‬‬

‫جب الحزن‬

‫قال علي بن حرب‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن محمتد‪ ،‬حتدثنا عمتتار بتتن‬

‫سيف‪ ،‬عن أبي معاذ‪ ،‬عن ابن سيرين‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬استعيذوا بالله من جب الحتتزن‪،‬‬

‫قالوا‪ :‬يا رسول الله‪ :‬وما جب الحزن‪ .‬قال‪ :‬واد فتتي جهنتتم‪ ،‬تستتتعيذ‬

‫جهنم منه كل يوم أربعمائة مرة‪ ،‬أعد للقراء المرائين بأعمالهم‪ ،‬وإن‬

‫متتن أبغتتض القتتراء التتى اللتته التتذين يتتراءون المتتراء الجتتورة" ‪.‬‬

‫ورواه الترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ :‬من حتتديث عمتتار بتتن ستتيف‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫معاذ وهو الصواب اختصتتره الترمتتذي‪ ،‬وقتتال‪ :‬غريتتب‪ ،‬وعنتتده‪ -‬متتائة‬

‫مرة‪ .-‬و بسط ابن ماجه وعنده‪ :‬يراءون المراء الجورة"‪.‬‬

‫وساخ وال ْ‬
‫قذار والّنتن‬ ‫ها بمنزلة ال ْ‬
‫من ْ َ‬
‫ذكر نفر فيها هو ِ‬

‫ه‬ ‫ه بمَنه وك ََر ِ‬


‫م ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫في الدنيا أعاذََنا الل ّ ُ‬
‫ه سبحانه وتعالى ِ‬

‫‪665‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل يدخل الجنة مدمن خمر‪ ،‬ول قاطع رحم ول مصدق‬

‫بسحر‬

‫لمتتام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا علتتي بتتن عبتتد اللتته‪ ،‬حتتدثنا المعتمتتر بتتن‬
‫قال ا ِ‬

‫سليمان‪ ،‬قال‪ :‬قرأت عن الفضل بن ميسرة‪ ،‬من حديث أبتتي جريتتر‪،‬‬

‫أن أبا بردة حدثه من حديث أبي موسى‪ ،‬أن النبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وستتلم قتتال‪" :‬ثلثتتة ل يتتدخلون الجنتتة‪ :‬متتدمن خمتتر‪ ،‬وقتتاطع رحتتم‪،‬‬

‫ومصتتدق بالستتحر‪ ،‬ومتتن متتات متتدمن الخمتتر ستتقاه اللتته متتن نهتتر‬

‫الغوطتتة‪ ،‬قيتتل‪ :‬ومتتا نهتتر الغوطتتة‪ .‬قتتال‪ :‬نهتتر يجتتري متتن فتتروج‬

‫المومسات‪ ،‬يؤذي أهل النار ريح فروجهن"‪.‬‬

‫ذكر وادي لملم‬

‫قال الحسن بن سفيان‪ :‬حدثنا حبان بن موسى‪ ،‬حدثنا ابن المبارك‪،‬‬

‫حدثنا يحيى بن عبيتد اللته‪ ،‬ستمعت أبتتي يقتول‪ :‬ستتمعت أبتتا هريتترة‬

‫يقول‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن في جهنتتم لوادي تا ً‬

‫‪666‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يقال له لملم‪ ،‬وإن أودية جهنم لتستعيذ بالله من حتتره" هتتذا حتتديث‬

‫غريب‪.‬‬

‫ذكر واد وبئر فيها يقال له هبهب‬

‫قال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أبو خيثمة‪ ،‬حدثنا يزيد بتتن هتتارون‪،‬‬

‫حدثنا الزهر بن سفيان‪ ،‬حدثنا محمد بتتن واستتع‪ ،‬قتتال‪ :‬دخلتتت علتتى‬

‫بلل بن أبي بردة‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا بلل‪ ،‬إن أباك حدثني‪ ،‬عن أبيتته‪ ،‬عتتن‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬إن في جهنتتم وادي تا ً يقتتال لتته‬

‫هبهب‪ ،‬حق على الله أن يسكنه كل جبتتار‪ ،‬فإيتتاك يتتا فلن أن تكتتون‬

‫ممتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن يستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتكنه"‪.‬‬

‫وقد رواه الطبراني‪ :‬من حديث ستتعيد بتتن ستتليمان‪ ،‬عتتن أزهتتر بتتن‬

‫سنان‪ ،‬عن محمد بن واسع‪ :‬أنه دخل على بلل بن أبي بردة بن أبي‬

‫موسى‪ ،‬فقال له‪ :‬إن أباك حدثني‪ ،‬عن جدك‪ ،‬عن رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬إن في جهنم واديتا ً فتتي التتوادي بئر يقتتال‬

‫‪667‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لها هبهب‪ ،‬على الله أن يسكنه كل جبار"‪ .‬تفرد به أزهتتر بتتن ستتنان‪،‬‬

‫وقد تكلم فيه بعض الحفاظ ولينه‪.‬‬

‫عود‬
‫ويل وص ُ‬
‫ذكر َ‬

‫معنى الويل‬

‫ن"‪.‬‬
‫ذبي َ‬ ‫مئ ِذٍ ل ِل ْ ُ‬
‫مك َتتتتتتت ّ‬ ‫قتتتتتتتال اللتتتتتتته تعتتتتتتتالى‪" :‬وَي ْتتتتتتت ٌ‬
‫ل ي َتتتتتتتوْ َ‬

‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتُعودًا"‪.‬‬
‫ه َ‬
‫وقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال‪" :‬ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأْرهُِق ُ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا حسن بن لهيعة‪ ،‬عن دراج‪ ،‬عن أبي الهيثم‪،‬‬
‫وقال ا ِ‬

‫عن أبي سعيد‪ ،‬عن رسول الّله صلى الله عليته وستتلم قتتال‪" :‬ويتتل‪:‬‬

‫واد في جهنم‪ ،‬يهوي فيه الكفار أربعين خريف تًا‪ ،‬قبتتل أن يبلتتغ قعتتره‪،‬‬

‫والصعود‪ :‬جبل من نار‪ ،‬يتصعد فيه سبعين خريفًا‪ ،‬ثم يهوي به كذلك‪،‬‬

‫فيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته أبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫وكذلك رواه الترمذي‪ ،‬عن عبد بن حميتتد‪ ،‬عتتن الحستتن بتتن موستتى‬

‫الشيب‪ ،‬عن ابن لهيعة‪ ،‬عن دراج ثم قتتال‪ :‬غريتتب ل نعرفتته إل متتن‬

‫طريق ابن لهيعة‪ ،‬وقد رواه ابن جرير‪ ،‬عن يتتونس‪ ،‬عتتن ابتتن وهتتب‪،‬‬

‫‪668‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن عمرو بن الحارث‪ ،‬عن دراج به‪ .‬وبكل حال فهو حديث غريب بل‬

‫منكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر‪.‬‬

‫والظهتتر فتتي تفستتير ويتتل‪ ،‬أنتته ضتتد الستتلمة والنجتتاة‪ ،‬كمتتا تقتتول‬

‫العرب‪ :‬ويل له‪ :‬ويا ويله‪ ،‬وويله‪.‬‬

‫معنى صعود‬

‫وقد روى البزار‪ ،‬وابن جرير‪ ،‬وابتتن أبتتي حتتاتم‪ ،‬وابتتن مردويتته‪ :‬متتن‬

‫حديث شتتريك القاضتتي‪ ،‬عتتن عمتتار التتذهبي‪ ،‬عتتن عطيتتة‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫سعيد‪ ،‬قتال‪ :‬قتال رستول اللته صتلى اللته عليته وستلم فتي قتوله‪:‬‬

‫صعودًا‪" :‬هو جبل في النار‪ ،‬يكلف الكافر أن يصعده‪ ،‬فِإذا وضتتع يتتده‬

‫عليه ذابت‪ ،‬فتِإذا رفعهتتا عتتادت‪ ،‬وِإذا وضتتع رجلتته عليتته ذابتتت‪ ،‬فتِإذا‬

‫رفعهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتادت"‪.‬‬

‫وقال قتادة‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬صعود صخرة في جهنم يستتحب عليهتتا‬

‫الكافر على وجهه‪ ،‬وقال السدي‪ :‬صعود‪ :‬صخرة ملستتاء فتتي جهنتتم‪،‬‬

‫يكلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتف الكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتافر أن يصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعدها‪.‬‬

‫‪669‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال مجاهد‪ :‬سأرهقه صعودًا‪ :‬أي مشقة من العذاب‪ ،‬وقتتال قتتتادة‪:‬‬

‫عذابا ً ل راحة فيه‪ ،‬واختاره ابن جرير‪.‬‬

‫ذكر حياتها وعقاربها‬

‫أعاذنا الله منها‬

‫ن َفضل ِهِ‬
‫م ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ما آتاه ُ‬
‫ن بِ َ‬
‫ن ي َْبخلو َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫سب َ ّ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬وَل َ ي َ ْ‬
‫ح َ‬

‫ة"‪.‬‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مت ِ‬ ‫خل ُتتوا ِبتهِ ي َتوْ َ‬
‫ما ب َ ِ‬ ‫سي ُط َوُّقو َ‬
‫ن َ‬ ‫م َ‬
‫شّر لهُ ْ‬ ‫خْيرا ً ل َهُ ْ‬
‫م بَ ْ‬
‫ل هُوَ َ‬ ‫هُوَ َ‬

‫وثبت في صحيح البخاري‪ :‬من طريق عبد اللتته بتتن دينتتار‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪:‬‬

‫"ما من صاحب كنز ل يؤدي زكاته‪ ،‬إل مثل لتته يتتوم القيامتتة شتتجاعا ً‬

‫أقتترع‪ ،‬لتته زبيبتتتان‪ ،‬يأختتذ بلهزمتتتيه فيقتتول‪ :‬أنتتا مالتتك‪ ،‬أنتتا كنتتزك"‪.‬‬

‫وفي رواية‪" :‬يفر منه‪ ،‬وهو يتبعه‪ ،‬ويتقي منه فيلقم يده‪ ،‬ثم يطوقه"‪.‬‬

‫وقتترأ هتتذه اليتتة‪ ،‬وقتتد روي مثلتته عتتن ابتتن مستتعود مرفوعتتًا‪.‬‬

‫وقال العمش‪ :‬عن عبد الله بن مروة‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته‬

‫ستِبيل الل ّتهِ‬


‫ن َ‬
‫دوا عَت ْ‬ ‫ن ك ََفتُروا وَ َ‬
‫صت ّ‬ ‫بن دينار فتتي قتتوله تعتتالى‪" :‬ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬

‫‪670‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫متتتتتا ك َتتتتتانوا يْفستتتتتدو َ‬


‫ن"‪.‬‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ذابا ً فَتتتتتوْقَ ال ْعَتتتتت َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م عَتتتتت َ‬
‫زِد ْن َتتتتتاه ْ‬

‫قتتتتتتتال‪ :‬عقتتتتتتتارب لهتتتتتتتا أذنتتتتتتتاب‪ ،‬كالنحتتتتتتتل الطتتتتتتتوال‪.‬‬

‫وروى البيهقي‪ :‬عن الحاكم‪ ،‬عن الصم‪ ،‬عن محمد بن إستتحاق‪ ،‬عتتن‬

‫أصبغ بن الفرج‪ ،‬عن ابن وهتب‪ ،‬عتن عمترو بتن الحتارث‪ ،‬أن دراجتا ً‬

‫حدثه‪ :‬أنه سمع عبد الله بن الحتتارث بتتن جتتزء الزبيتتدي‪ ،‬عتتن النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن في النار لحيتتات‪ ،‬أمثتتال أعنتتاق البختتت‪،‬‬

‫يلستتتتعن اللستتتتعة أحتتتتدهم‪ ،‬فيجتتتتد حموهتتتتا أربعيتتتتن خريفتتتتًا"‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبتتي التتدنيا‪ :‬حتتدثني محمتتد بتتن إدريتتس الحنظلتتي‪،‬‬

‫حدثنا محمد بن عثمان أبو الجماهير‪ ،‬عن إسماعيل بتتن عيتتاش‪ ،‬عتتن‬

‫سعيد بن يوسف‪ ،‬وعن يحيى بن أبي كثير‪ ،‬عتتن أبتتي ستتلم‪ ،‬حتتدثني‬

‫الحجاج بن عبد الله الثمالي‪ -‬وكان قتتد رأى النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم وحج معه حجة الوداع‪ -‬أن نصر بن نجيب‪ -‬وكان متتن أصتتحاب‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم وقدمائهم‪ -‬حدثه‪ :‬أن في جهنتتم ستتبعين‬

‫ألف وادٍ ‪ ،‬في كل واد سبعون ألف شعب‪ ،‬فتتي كتتل شتتعب ستتبعون‬

‫ألف بيت‪ ،‬في كل بيت سبعون ألف شق‪ ،‬في كل شق سبعون ألتتف‬

‫‪671‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثعبان‪ ،‬في شتتق كتتل ثعبتتان ستتبعون ألتتف عقتترب‪ ،‬ل ينتهتتي الكتتافر‬

‫والمنتتتتتتتتتتتافق حتتتتتتتتتتتتى يوافتتتتتتتتتتتق ذلتتتتتتتتتتتك كلتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وهذا موقوف‪ ،‬غريب جدًا‪ ،‬بل منكر نكارة شديدة‪ ،‬وسعيد بن يوسف‬

‫التتذي حتتدث عنتته بتته إستتماعيل ابتتن عيتتاش مجهتتول‪ ،‬واللتته أعلتتم‪،‬‬

‫وبتقتتدير إستتماعيل بتتن عيتتاش لتته‪ ،‬عتتن يحيتتى بتتن أبتتي كتتثير‪ ،‬فهتتو‬

‫حجتتتتازي‪ ،‬وإستتتتماعيل متتتتن الشتتتتاميين‪ ،‬وهتتتتو غيتتتتر مقبتتتتول‪.‬‬

‫وقد ذكرهذا الثر في تتتاريخه الكتتبير بنحتتو متتن هتتذا الستتياق‪ ،‬واللتته‬

‫أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقد ذكر بعض المفسرين في غتتي وأثتتام‪ :‬أنهمتتا واديتتان متتن أوديتتة‬

‫جهنتتتتتتتتتتتتتتتم‪ ...‬أجارنتتتتتتتتتتتتتتتا اللتتتتتتتتتتتتتتته منهتتتتتتتتتتتتتتتا‪..‬‬

‫موْب َِقتتتًا"‪.‬‬ ‫جعَل َْنتتتا ب َي ْن َُهتتت ْ‬


‫م َ‬ ‫وقتتتال بعضتتتهم فتتتي قتتتوله تعتتتالى‪" :‬وَ َ‬

‫هتتتتتتتتتتتتتتتتو نهتتتتتتتتتتتتتتتتر متتتتتتتتتتتتتتتتن قيتتتتتتتتتتتتتتتتح ودم‪.‬‬

‫وقال عبد الله بن عمرو‪ ،‬ومجاهد‪ :‬هو واد من أودية جهنم‪ ،‬وزاد عبتتد‬

‫الله بن عمرو‪ :‬يفرق يوم القيامة بيتتن أهتتل الهتتدى‪ ،‬وأهتتل الضتتللة‪.‬‬

‫وروي البيهقي‪ :‬عن الحاكم‪ ،‬عن الصم‪ ،‬عتتن العبتتاس التتدوري‪ ،‬عتتن‬

‫‪672‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ابتتن معيتتن‪ ،‬عتتن هشتتيم بتتن العتتوام بتتن حوشتتب‪ ،‬عتتن عبتتد الجبتتار‬

‫الخولني‪ ،‬قال‪" :‬قدم علينا رجل من أصحاب النبي صتلى اللته عليته‬

‫وسلم دمشق‪ ،‬فرأى ما في الناس فقال‪ :‬وما يغني عنهم‪ .‬أليس من‬

‫ورائهم الغلق? قيل‪ :‬وما الغلق? قال‪ :‬جب في جهنم‪ِ ،‬إذا فتح هتترب‬

‫منه أهل النار"‪ .‬هكذا قال يحيى هرب منه أهتتل النتتار ولتتم يقتتل فتتر‬

‫منه‪.‬‬

‫خطبة واعظة‪ ،‬ترغب وترهب من كان له قلب‪ ،‬أو ألقى‬

‫السمع وهو شهيد‬

‫وروي البيهقي‪ ،‬عن الحاكم‪ ،‬عن الصم‪ ،‬عتتن إبراهيتتم بتتن متترزوق‪،‬‬

‫بمصر‪ ،‬عن سعيد بتتن عتتامر‪ ،‬عتتن شتتعبة‪ .‬قتتال‪ :‬كتتتب إلتتى منصتتور‪،‬‬

‫وقرأته عليه‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن يزيد بن شتتجرة‪ ،‬قتتال‪ :‬كتتان يزيتتد بتتن‬

‫شتتجرة رجل ً متتن الزهتتاد‪ ،‬وكتتان معاويتتة يستتتعمله علتتى الجيتتوش‪،‬‬

‫فخطبنا يومًا‪ ،‬فحمد الله‪ ،‬وأثنى عليه‪ ،‬ثم قتتال‪ :‬أيهتتا النتتاس‪ ،‬اذكتتروا‬

‫نعمة الله عليكم‪ ،‬لو ترون ما أرى‪ ،‬من بين أحمر وأصفر‪ ،‬ومتتن كتتل‬

‫‪673‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لون‪ -‬وفي الرحال متتا فيهتتا‪ -‬إنتته إذا أقيمتتت الصتتلة‪ ،‬فتحتتت أبتتواب‬

‫السماء وأبواب الجنة‪ ،‬وزيتتن الحتتور العيتتن‪ ،‬وِإذا أقبتتل أحتتدكم علتتى‬

‫القتال بوجهه‪ ،‬زينته الحور العين‪ ،‬وانطلقن يقلن‪ :‬اللهتتم ثبتتته‪ ،‬اللهتتم‬

‫انصره‪ ،‬فِإذا أدبر‪ ،‬احتجبن عنه‪ ،‬وقلن‪ :‬اللهم عليه فتتانهلوا متتن دمتتاء‬

‫القوم فداكم أبي وأمي‪ ،‬فِإن أول قطتترة تقطتتر متتن دمتتائكم‪ ،‬يحتتط‬

‫الله بها عنكم خطاياكم‪ ،‬كما يحط ورق الشجر عن الغصن‪ ،‬وتبتتتدره‬

‫اثنتان من الحور العين‪ ،‬ويمسحان التراب عن وجهه‪ ،‬ويقولن‪ :‬نحتتن‬

‫لك فداء‪ ،‬ويقول هو‪ :‬أنا لكما فداء‪ ،‬فيكستتي متتائة حلتتة‪ ،‬لتتو وضتتعت‬

‫بين إصبعي هاتين لوسعتاهن‪ ،‬ليست من نسج بني آدم‪ ،‬ولكنهتتا متتن‬

‫ثياب الجنة‪ ،‬إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم‪ ،‬وسيماكم‪ ،‬ونجتتواكم‪،‬‬

‫وحللكم‪ ،‬وحرامكم‪ ،‬ومجالسكم‪ ،‬فِإذا كان يوم القيامة قيل‪ :‬يتتا فلن‬

‫هذا نورك‪ ،‬يا فلن هذا نورك‪ ،‬يا فلن ل نور لك‪ ،‬وإن لجهنتتم ستتاحل ً‬

‫كساحل البحر‪ ،‬فيه هوام وحيات‪ ،‬كالبختتاتي التتبزل‪ ،‬ف تِإذا ستتأل أهتتل‬

‫النار التخفيتتف قيتتل‪ :‬اخرجتتوا إلتتى الستتاحل‪ ،‬فتأختتذهم تلتتك الهتتوام‬

‫بشفاههم‪ ،‬وجنوبهم‪ ،‬وبما شاء من ذلك‪ ،‬فيسلطها عليهم‪ ،‬فيرجعتتون‬

‫‪674‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيتأدون إلى معظم النار‪ ،‬ويسلط عليهتتم الجتترب‪ ،‬حتتتى إن أحتتدهم‬

‫ليحك جلده حتتتى يبتتدو العظتتم‪ ،‬فيقتتال‪ :‬يتتا فلن‪ :‬هتتل يؤذيتتك هتتذا?‬

‫فيقتتتول‪ :‬نعتتتم‪ ،‬فيقتتتال لتتته‪ :‬ذلتتتك بمتتتا كنتتتت تتتتؤذي المتتتؤمنين‪.‬‬

‫وقال الترمذي‪ :‬بِإسناده عن أبي سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬من ستتأل اللتته الجنتتة ثلث متترات‪ ،‬قتتالت الجنتتة‪:‬‬

‫اللهم أدخله الجنة‪ ،‬ومن استجار من النتتار ثلث تًا‪ ،‬قتتالت النتتار‪ :‬اللهتتم‬

‫أجره من النار"‪.‬‬

‫رحمة الله قريب ممن يستجير به مخلصا ً من حر النار‬

‫وزمهريرها‬

‫وروى البيهقي‪ :‬عن أبي سعيد‪ ،‬عن أبتتي حجيتترة‪ ،‬والكتتثر عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬أن أحدهما حدثه‪ :‬عن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫قال‪" :‬إذا كان يوم حار‪ ،‬ألقى الله سمعه وبصره إلتى أهتتل الستماء‪،‬‬

‫وأهل الرض‪ ،‬فِإذا قال العبد‪ :‬ل إله إل الله‪ ،‬ما أشد حر هتتذا اليتتوم?‬

‫اللهم أجرني من حر نار جهنم‪ .‬قال الله لجهنم‪ :‬إن عبدا ً من عبتتادي‬

‫‪675‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قد استجار بي منك‪ ،‬وإنتتي أشتتهدك أنتتي قتتد أجرتتته‪ ،‬وإذا كتتان يتتوم‬

‫شتتديد التتبرد‪ ،‬ألقتتى اللتته ستتمعه وبصتتره إلتتى أهتتل الستتماء‪ ،‬وأهتتل‬

‫الرض‪ ،‬فإذا قال العبد‪ :‬ل إله إل الله‪ ،‬ما أشد برد هذا اليتتوم? اللهتتم‬

‫أجرني من برد زمهرير جهنم‪ ،‬قال الله لجهنم‪ :‬إن عبتتدا ً متتن عبتتاد َ‬
‫ي‬

‫قد استجار بي من زمهريرك‪ ،‬وإني أشهدك أني قتتد أجرتتته"‪ .‬قتتالوا‪:‬‬

‫وما زمهرير جهنم? قال‪" :‬حيث يلقي الله الكافر‪ ،‬فيتميتتز متتن شتتدة‬

‫بردها بعضه من بعض"‪.‬‬

‫فصل‬

‫دركات جهنم‬

‫نستعيذ بالله من عذابها‬

‫قال القرطبي‪ :‬قال العلماء‪" :‬أعلى التتدركات جهنتتم‪ ،‬وهتتي مختصتتة‬

‫بالعصاة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهي التتتي تخلتتي متتن‬

‫أهلها فتصفق الرياح أبوابها‪ ،‬ثم لظى‪ ،‬ثم الحطمة‪ ،‬ثتتم الستتعير‪ ،‬ثتتم‬

‫ستتتتتتتتتتتقر‪ ،‬ثتتتتتتتتتتتم الجحيتتتتتتتتتتتم‪ ،‬ثتتتتتتتتتتتم الهاويتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫‪676‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال الضحاك‪ :‬في الدرك العلى المحمديون‪ ،‬وفي الثاني النصارى‪،‬‬

‫وفي الثالث اليهود‪ ،‬وفي الرابع الصابئون‪ ،‬وفي الخامس‪ ،‬المجتتوس‪،‬‬

‫وفي السادس مشركو العرب‪ ،‬وفي الستتابع المنتتافقون قلتتت‪ :‬هتتذه‬

‫المراتب وتخصيصها بهؤلء‪ ،‬مما يحتاج إثبتتاته إلتتى ستتند صتتحيح إلتتى‬

‫ه‬ ‫حى عًل ّ َ‬


‫مت ُ‬ ‫ي ُيتتو َ‬
‫ح ٌ‬ ‫عن ال ْهَ َ‬
‫وى إن هوَ إ ِل ّ وَ ْ‬ ‫ما ي َن ْط ِقُ َ‬
‫المعصوم الذي‪" :‬وَ َ‬

‫ديد ُ اْلقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫وى"‪.‬‬ ‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ِ‬

‫ومعلوم أن هؤلء كلهم يدخلون النار‪ ،‬ولكن كونه علتتى هتتذه الصتتفة‬

‫والتتتتتتتتتتتتتتترتيب اللتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتم بتتتتتتتتتتتتتتذلك‪...‬‬

‫فأما المنافقون‪ :‬ففي الدرك السفل من النار بنص القرآن ل محالة‪.‬‬

‫قال القرطبي‪" :‬ومن هذه السماء ما هتتو علتتم للنتتار كلهتتا لجملتهتتا‪،‬‬

‫نحو جهنم‪ ،‬وسعير‪ ،‬ولظى‪ ،‬فهتتذه أعلم‪ ،‬وليستتت لبتتاب دون بتتاب"‪.‬‬

‫وصدق فيما قال‪ ،‬رضي الله عنه‪.‬‬

‫ذكر بعض أفاعي جهنم والعياذ بالله تعالى‬

‫وقال حرملة‪ :‬عن ابن وهب‪ ،‬أخبرني عمرو‪ ،‬بأن دراجا ً أبا السمح‬
‫حدثه‪ :‬أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي يحدث عن‬

‫‪677‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬إن في النار لحيات‪ ،‬أمثال‬
‫أعناق البخت‪ ،‬يلسعن أحدهم اللسعة‪ ،‬فيجد حموها أربعين خريفًا"‪.‬‬
‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا أبو يزيد القراطيسي‪ ،‬حدثنا أسد بتتن موستتى‬

‫ن عبتتاس‪ ،‬عتتن الربيتتع‪ ،‬عتتن التتبراء بتتن عتتازب‪ ،‬أن‬


‫حدثنا إسماعيل ب ِ‬

‫رستتول اللته صتلى اللته عليته وستلم ستئل عتن قتول اللته تعتالى‪:‬‬

‫ب"‪.‬‬ ‫ذابا ً فتتتتتتتتتتتتتتوْقَ ال ْعَتتتتتتتتتتتتتت َ‬


‫ذا ِ‬ ‫م عَتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫"زِد ْن َتتتتتتتتتتتتتتاهُ ْ‬

‫فقتتتال‪ :‬عقتتتارب أمثتتتال النحتتتل الطتتتوال تنهشتتتهم فتتتي جهنتتتم‪.‬‬

‫وقد رواه الثوري‪ :‬عن العمش‪ ،‬عن عبد الله بن مرة‪ ،‬عن مسروق‪،‬‬

‫عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن ابتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن مستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعود‪.‬‬

‫وقتتال أبتتو بكتتر بتتن أبتتي التتدنيا‪ :‬حتتدثنا شتتجاع بتتن أشتترس‪ ،‬حتتدثنا‬

‫إسماعيل بن عباس‪ ،‬عن محمد بن عجلن‪ ،‬عن زيد بتتن أستتلم‪ ،‬عتتن‬

‫عطاء بن يسار‪ ،‬عن كعب الحبار قال‪" :‬حيات جهنم أمثتتال الوديتتة‪،‬‬

‫وعقاربها كأمثال القلع‪ ،‬وإن لها أذنابا ً كأمثتتال الرمتتاح‪ ،‬يلقتتى أحتتدها‬

‫الكافر‪ ،‬فيلسعه‪ ،‬فيتناثر لحمه على قدميه"‪.‬‬

‫ذكر ب َ‬
‫كاء أهل النار فيها‬

‫‪678‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫منها‬ ‫ج ّ‬
‫ل ِ‬ ‫و َ‬ ‫أجارنا الّله َ‬
‫عّز َ‬

‫قال أبو يعلى الموصلي‪ :‬حدثنا عبتتد اللتته بتتن عبتتد الصتتمد بتتن أبتتي‬

‫خراش‪ ،‬حدثنا محمد بن حمير‪ ،‬عتتن ابتتن المبتتارك‪ ،‬عتتن عمتتران بتتن‬

‫زيد‪ ،‬حدثنا يزيد الرقاشي‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬ستتمعت رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬يا أيها الناس‪ :‬ابكوا‪ ،‬فِإن لم تبكوا‬

‫فتباكوا‪ ،‬فِإن أهل النار يبكون فتتي النتتار‪ ،‬حتتتى تستتيل دمتتوعهم فتتي‬

‫وجوههم‪ ،‬كأنها جداول‪ ،‬وحتى تنقطع الدموع‪ ،‬فتقرح العيون‪ ،‬فلو أن‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتفنا ً أرستتتتتتتتتتتتتتلت فيهتتتتتتتتتتتتتتا لجتتتتتتتتتتتتتترت"‪.‬‬

‫ورواه ابن ماجه‪ :‬من حدبث العمش‪ ،‬عن يزيد الرقاشي‪ ،‬عن أنتتس‬

‫به نحوه‪ ،‬وقال أبو بكر بتتن أبتتي التتدنيا‪ ،‬حتتدثني محمتتد بتتن العبتتاس‪،‬‬

‫حدثنا حماد الحريري‪ ،‬عن زيد بن رفيع‪ ،‬رفعه‪ :‬قتتال‪" :‬أهتتل النتتار إذا‬

‫دخلتتتوا النتتتار‪ ،‬بكتتتوا التتتدموع زمانتتتًا‪ ،‬ثتتتم بكتتتوا القبتتتح زمانتتتًا"‪.‬‬

‫فيقول لهتتم الخزنتتة‪ :‬يتتا معشتتر الشتتقياء‪ :‬تركتتتم البكتتاء فتتي التتدار‬

‫المرحوم فيها أهلها في الدنيا‪ ،‬هل تجدون اليوم من تستتتغيثون بتته?‬

‫قال‪ :‬فيرفعون أصواتهم‪ .‬يا أهل الجنتتة‪ :‬يتتا معشتتر البتتاء والمهتتات‪،‬‬

‫‪679‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والولد‪ :‬خرجنا من القبتتور عطاش تًا‪ ،‬وكنتتا طتتول الموقتتف عطاش تًا‪،‬‬

‫ونحن اليوم عطاش‪ ،‬فأفيضوا علينا من الماء‪ ،‬أو ممتتا رزقكتتم اللتته‪،‬‬

‫قال فيودعون أربعين سنة‪ ،‬ل يجيبهم أحد‪ ،‬ثم يجابون‪ :‬إنكم ماكثون‪.‬‬

‫قتتتتتتتتتتتال‪ :‬فييأستتتتتتتتتتتون متتتتتتتتتتتن كتتتتتتتتتتتل خيتتتتتتتتتتتر‪.‬‬

‫ن"‪.‬‬ ‫م ِفيَهتتتا َ‬
‫كتتتاِلحو َ‬ ‫هتتت ْ‬
‫م الّنتتتاُر وَ ُ‬
‫جتتتوهَهُ ُ‬ ‫قتتتوله تعتتتالى‪" :‬ت َل َْفتتت ُ‬
‫ح وُ ُ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا علي بن إستحاق‪ ،‬حتدثنا عبتد اللته‪ ،‬هتو ابتن‬
‫قال ا ِ‬

‫المبارك‪ ،‬أخبرنا سعيد بن يزيد أبو شجاع‪ ،‬عن أبي السمح‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫م‬
‫الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬أن النبي صلى الله عليتته وستتلم قتترأ‪" :‬وَهُت ْ‬

‫ن"‪ .‬ثم قال‪" :‬تشويه النتار‪ ،‬فتتقلتص شتتفته العليتتا وستط‬


‫حو َ‬ ‫ِفيَها َ‬
‫كال ِ ُ‬

‫رأستتتته‪ ،‬وتستتتتترخي شتتتتفته التتتتدنيا‪ ،‬حتتتتتى تبلتتتتغ ستتتترته"‪.‬‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬عن سويد‪ ،‬عتتن المبتتارك بتته‪ ،‬وقتتال‪ :‬حستتن صتتحيح‬

‫غريب‪ ،‬وقال ابن مردويه‪ :‬حدثنا أحمد بتن محمتد بتن يحيتتى الفتزار‪:‬‬

‫حدثنا الخضر بن علي بتن يوستف القطتان‪ :‬حتدثنا عتم الحتارث بتن‬

‫الخضر القطان‪ ،‬حدثنا سعيد بن سعد المقري‪ ،‬عن أخيتته‪ ،‬عتتن أبيتته‪،‬‬

‫عن أبي الدرداء‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم فتتي‬

‫‪680‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م الّنتتتتتتتتتتاُر"‪.‬‬
‫جتتتتتتتتتتوهَهُ ُ‬ ‫قتتتتتتتتتتول اللتتتتتتتتتته‪" :‬ت َل َْفتتتتتتتتتت ُ‬
‫ح وُ ُ‬

‫قال‪" :‬تلفحهم لفحة‪ ،‬فتسيل لحومهم على أعقابهم"‪.‬‬

‫أحاديث شتى في صفة النار وأهلها‬

‫قال‪ :‬أبو القاسم الطبراني‪ :‬حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل‪ ،‬حدثنا‬
‫أبو الشعثاء‪ ،‬عن أبي الحسن الواسطي‪ ،‬حدثنا خالد بن نافع‬
‫الشعري‪ ،‬عن سعيد بن أبي بردة‪ ،‬عن أبي موسى‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ِ" :‬إذا اجتمع أهل النار في النار‪،‬‬
‫ومعهم من شاء الله من أهل القبلة‪ ،‬قال الكفار للمسلمين‪ :‬ألم‬
‫لسلم‪ ،‬وقد‬ ‫تكونوا مسلمين? قالوا‪ :‬بلى قالوا‪ :‬فما أغنى عنكم ا ِ‬
‫صرتم معنا في النار? قالوا‪ :‬كانت لنا ذنوب فأخذنا بها‪ ،‬فسمع الله‬
‫ما قالوا? فأمرِ بمن كان في النار من أهل القبلة‪ ،‬فأخرجوا‪ ،‬فلما‬
‫ما‬‫خُرج ك َ َ‬ ‫ن فن َ ْ‬‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫رأى ذلك من بقي من الكفار‪َ" :‬قاُلوا َيا ل َي ْت ََنا ك ُّنا ُ‬
‫جوا"‪.‬‬
‫خَر ُ‬ ‫َ‬
‫شي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫طا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫عوذ ُ بالل ّهِ ِ‬ ‫ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أ ُ‬
‫ن ك ََفُروا ل َ ْ‬
‫و‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ي َوَد ّ ال ّ ِ‬
‫مِبين رب َ َ‬ ‫ب وقرآن ُ‬ ‫ت ال ْك َِتا ِ‬ ‫جيم آلر ت ِل ْ َ‬
‫ك آَيا ُ‬ ‫الّر ِ‬
‫ن"‪.‬‬‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬
‫م ْ‬‫كانوا ُ‬‫َ‬
‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا موسى بن هارون‪ ،‬حدثنا إسحاق بن راهتتويه‪،‬‬

‫قال‪ :‬قلت لبي أمامة‪ :‬أحدثكم أبو روق عطية بتتن الحتتارث‪ ،‬حتتدثني‬

‫صالح بن أبي طريف‪ ،‬سألت أبا سعيد الخدري‪ ،‬قلت له هل ستتمعت‬

‫متتا ي َتوَد ّ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فتتي هتتذه اليتتة‪ُ" :‬رب َ َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫مي َ‬
‫ستتتتتتتتتتل ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن ك ََفتتتتتتتتتتُروا َلتتتتتتتتتتو َ‬
‫كتتتتتتتتتتاُنوا ُ‬ ‫اّلتتتتتتتتتت ِ‬
‫ذي َ‬

‫‪681‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪ :‬نعم‪ :‬سمعته يقول‪" :‬يخرج الله أناسا ً من النار‪ ،‬ما يأختتذ نقمتتته‬

‫منهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫وقال‪" :‬لما أدخلهم الله النار مع المشركين‪ ،‬قتتال لهتتم المشتتركون‪:‬‬

‫تزعمون أنكم أولياء الله في الدنيا‪ ،‬فما بالكم معنتتا فتتي النتتار‪ .‬ف تِإذا‬

‫سمع الله ذلك منهم‪ ،‬أذن في الشفاعة لهم‪ ،‬فشفع الملئكة‪ ،‬وشتتفع‬

‫النتتبيون‪ ،‬وشتتفع المؤمنتتون‪ ،‬حتتتى يخرجتتوا بتتِإذن اللتته‪ ،‬فتتِإذا رأى‬

‫المشركون ذلك‪ ،‬قالوا‪ :‬ليتنا كنتتا مثلهتتم‪ ،‬لتتتدركنا الشتتفاعة‪ ،‬فنختترج‬

‫معهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫ن ك ََف تُروا ل َتوْ ك َتتاُنوا‬ ‫متتا ي َتوَد ّ ال ّت ِ‬


‫ذي َ‬ ‫قتتال فتتذلك قتتول اللتته تعتتالى‪ُ" :‬رب َ َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫مي َ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل ِ ِ‬
‫م ْ‬
‫ُ‬

‫فيستتمون فتتي الجنتتة الجهنمييتتن‪ ،‬متتن أجتتل ستتواد فتتي وجتتوههم‪،‬‬

‫فيقولون‪ :‬يا رب أذهب عنا هذا السم‪ ،‬فيأمرهم‪ ،‬فيغتسلون في نهتتر‬

‫الجنة‪ ،‬فيذهب ذلك السم عنهم"‪ .‬فأقر به أبو أستتامة وقتتال‪ :‬نعتتم‪...‬‬

‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا محمد بن العباس‪ -‬هتتو الختتزم‪ ،‬حتتدثنا محمتتد‬

‫بن منصور الطوسي‪ ،‬حدثنا صالح بن إسحاق‪ ،‬حدثنا يحيى بن معيتتن‪،‬‬

‫‪682‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حدثنا معروف بن واصل‪ ،‬عن يعقوب بن أبي نباتة‪ ،‬عن عبد الرحمن‬

‫الغر‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وستتلم‪" :‬إن ناستا ً متتن َأهتتل ل إلتته إل اللتته يتتدخلون النتتار بتتذنوبهم‪،‬‬

‫فيقول أهل اللت والعزى‪ :‬ما أغنى عنكم قولكم ل إله إل الله‪ ،‬وأنتم‬

‫معنا في النار? فيغضب الله لهم فيخرجهم‪ ،‬فيلقيهم في نهر الحيتتاة‪،‬‬

‫م كما يبرأ القمتتر متتن كستتوفه فيتتدخلون الجنتتة‪،‬‬


‫حَرقِهِ ْ‬
‫فيبرؤون من ُ‬

‫ويستتتتتتتتتتتتتتتتتتتمون فيهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا الجهنمييتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن"‪.‬‬

‫فقال رجل‪ :‬يا أنس‪ :‬أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وستتلم‬

‫ي متعمدا ً فليتبوأ مقعده من النتتار‪ ،‬فهتتل ستتمعت‬


‫يقول من كذب عل ّ‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هتتذا? فقتتال أنتتس‪ :‬ستتمعت‬

‫هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الجهبذ‪ .‬قال الطبراني‪ :‬لم‬

‫يروه عن معروف بن واصل‪ ،‬إل صالح بن إسحاق‪.‬‬

‫جيب‬
‫ع ِ‬
‫سَياق َ‬ ‫َأثر َ‬
‫غريب و ِ‬

‫‪683‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أبو بكر بتتن أبتتي التتدنيا‪ :‬حتتدثنا عبتتد الرحمتتن القرشتتي‪ ،‬حتتدثنا‬

‫طلحة بن سنان‪ ،‬حدثنا عبد الملك بن أبتتي‪ ،‬عتتن الشتتعبي‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬قال‪" :‬يؤتى بجهنم يتتوم القيامتتة‪ ،‬تقتتاد بستتبعين ألتتف زمتتام‪،‬‬

‫آخذا ً بكل زمام سبعون ألف ملك‪ ،‬وهي تمايتتل عليهتتم‪ ،‬حتتتى يوقتتف‬

‫عن يمين العرش‪ ،‬ويلقي الله عليها الذل يومئذ فيوحي الله إليها‪ ،‬ما‬

‫هذا الذل? فتقول‪ :‬يا رب‪ :‬أخاف أن تكون لك في نقمة‪ ،‬فيوحي الله‬

‫إليها‪ :‬إنما خلقتك نقمة‪ ،‬وليس لتتي فيتتك نقمتتة‪ ،‬فيتتوحي اللتته إليهتتا‪،‬‬

‫فتزفر زفرة ل تبقى دمعة في عين إل جرت‪ ،‬قال‪ :‬ثم تزفتتر أختترى‪،‬‬

‫فل يبقتتى ملتتك مقتترب‪ ،‬ول نتتبي مرستتل‪ ،‬إل صتتعق‪ ،‬إل نتتبيكم‪ ،‬نتتبي‬

‫الرحمة‪ ،‬يقول‪ :‬يا رب‪ ،‬أمتي أمتي"‪.‬‬

‫أثر آخر من أغرب الخبار‪:‬‬

‫وقال الحافظ أبو نعيم الصبهاني‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا أحمد بن محمد‬
‫بن الحسين البغداري‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد‪ ،‬حدثنا‬
‫عبيد الله بن محمد بن عائشة‪ ،‬حدثنا مسلم الخواص‪ ،‬عن فرات بن‬
‫السائب‪ ،‬عن زاذان‪ ،‬قال‪ :‬سمعت كعب الحبار يقول‪" :‬إذا كان يوم‬
‫القيامة‪ ،‬جمع الله الولين والخرون في صعيد واحد‪ ،‬فنزلت‬
‫الملئكة‪ ،‬فصاروا صفوفًا‪ ،‬فيقال‪ :‬يا جبريل ائتني بجهنم‪ ،‬فيأتي بها‬

‫‪684‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جبريل‪ ،‬تقاد بسبعين ألف زمام‪ ،‬حتى إذا كانت من الخلئق على‬
‫قدر مائة عام‪ ،‬زفرت زفرة طارت لها أفئدة الخلئق‪ ،‬ثم زفرت‬
‫ثانيًا‪ ،‬فل يبقى ملك مقرب‪ ،‬ول نبي مرسل‪ ،‬إل جثا على ركبتيه‪ ،‬ثم‬
‫زفرت الثالثة‪ ،‬فبلغت القلوب الحناجر‪ ،‬وذهلت العقول‪ ،‬فيفزع كل‬
‫امرىء الى عمله‪ ،‬حتى إبراهيم الخليل‪ ،‬يقول‪ :‬بخلتي ل أسألك إل‬
‫نفسي‪ ،‬وإن عيسى ليقول‪ :‬بما أكرمتني ل أسألك إل نفسي‪ .‬ل‬
‫أسألك لمريم التي ولدتني‪ ،‬أما محمد صلى الله عليه وسلم فيقول‪:‬‬
‫ل أسألك اليوم نفسي‪ ،‬إنما أسألك أمتي‪ .‬قال‪ :‬فيجيبه الجليل‪:‬‬
‫أوليائي من أمتك ل خوف عليهم ول هم يحزنون‪ ،‬فوعزتي وجللي‬
‫لقرن عينك في أمتك‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم تقف الملئكة بين يدي الله عز وجل‪ ،‬ينظرون متتا يتتؤمرون‬

‫بتته‪ ،‬فيقتتول لهتتم التترب تعتتالى وتقتتدس‪ :‬معاشتتر الزبانيتتة‪ :‬انطلقتتوا‬

‫بالمصرين من أهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى‬

‫النار‪ ،‬فقد اشتد غضبي بتهاونهم بأمري في دار التتدنيا‪ ،‬واستتتخفافهم‬

‫بحقي‪ ،‬وانتهتاكهم حرمتتتي‪ ،‬يستتتخفون متن النتاس‪ ،‬ويبتتارزوني‪ ،‬متتع‬

‫كرامتي لهم‪ ،‬وتفضيلي إياهم على المم‪ ،‬لم يعرفوا فضتتلي‪ ،‬وعظتتم‬

‫نعمتي‪ ،‬فعندها تأخذ الزبانية بلحى الرجال‪ ،‬وذوائب النساء‪ ،‬فينطلتتق‬

‫بهم إلى النار‪ ،‬وما من عبد يساق إلى النتتار متتن غيتتر هتتذه المتتة إل‬

‫مسودا ً وجهه‪ ،‬وقد وضعت النكال في قدمه‪ ،‬والغلل في عنقتته‪ ،‬إل‬

‫ما كان من هذه المة‪ ،‬فإنهم يساقون بأوانهم‪ ،‬فإذا وردوا على مالك‬

‫‪685‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال لهم‪ :‬معاشر الشقياء أي أمة أنتم? فما ورد على أحسن وجوها ً‬

‫منكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬يا مالتتك‪ :‬نحتتن أمتتة القتترآن‪ ،‬فيقتتول لهتتم‪ :‬معاشتتر‬

‫الشقياء‪ :‬أو ليس القرآن أنزل على محمد صلى اللتته عليتته وستتلم?‬

‫قال‪ :‬فيرفعون أصواتهم بالنحيب والبكاء‪ ،‬وامحمداه‪ .‬يا محمد اشتتفع‬

‫لمن أمر به إلى النار من أمتك‪ .‬قال‪ :‬فينتتادي مالتتك‪ :‬يتتا مالتتك? متتن‬

‫أمرك بمعاتبة الشقياء ومحاكمتهم والتوقف عن إدخالهم العذاب? يا‬

‫مالك‪ :‬ل تسود وجوههم‪ ،‬فقد كانوا يسجدون لله رب العتتالمين‪ ،‬فتتي‬

‫دار التتدنيا‪ ،‬يتتا مالتتك‪ :‬ل تثقلهتتم بتتالغلل‪ ،‬فقتتد كتتانوا يغتستتلون متتن‬

‫الجنابة‪ ،‬يا مالك‪ :‬ل تقيدهم بالنكال‪ ،‬فقد طافوا حول بيتتتي الحتترام‪،‬‬

‫لحتترام‪ ،‬يتتا مالتتك‪:‬‬


‫يا مالك‪ :‬ل تلبسهم القطران‪ ،‬فقد خلعوا ثيتتابهم ل ِ‬

‫قل للنار تأخذهم على قدر أعمتتالهم‪ ،‬فالنتتار أعتترف بهتتم‪ ،‬وبمقتتادير‬

‫استحقاقهم‪ ،‬من الوالدة بولدها‪ ،‬فمنهم من تأخذه النتتار إلتتى كعتتبيه‪،‬‬

‫ومنهم من تأخذه إلى ركبتتيه‪ ،‬ومنهتم متن تأختذه النتار إلتى سترته‪،‬‬

‫ومنهم من تأخذه إلى صدره‪ ،‬قال‪ :‬فإذا انتقم اللتته منهتتم علتتى قتتدر‬

‫كبائرهم وعتوهم وإصرارهم‪ ،‬فتح بينهم وبيتتن المشتتركين بابتًا‪ ،‬وهتتم‬

‫‪686‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫في الدرك العلى من النار‪ ،‬ل يذوقون فيها بردا ً ول شتترابًا‪ ،‬يبكتتون‪،‬‬

‫ويقولون‪ :‬يا محمداه‪ :‬ارحم من أمتتتك الشتتقياء‪ ،‬واشتتفع لهتتم‪ ،‬فقتتد‬

‫أكلت النار لحومهم‪ ،‬وعظتتامهم‪ ،‬ودمتتاءهم‪ ،‬ثتم ينتتادون‪ :‬يتتا ربتاه‪ :‬يتا‬

‫سيداه‪ :‬ارحم من لم يشرك بك في دار التتدنيا‪ ،‬وإن كتتان قتتد أستتاء‪،‬‬

‫وأخطأ‪ ،‬وتعدى‪ ،‬فعندها يقول المشتتركون‪ :‬متتا أغنتتى عنكتتم إيمتتانكم‬

‫بالله وبمحمد? فيغضب الله لذلك فيقول‪ :‬يا جبريل‪ :‬انطلق‪ ،‬فتتأخرج‬

‫من في النار من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيخرجهتتم ضتتبائر‬

‫قد امتحشوا‪ ،‬فيلقيهم على نهر على باب الجنة‪ ،‬يقال له نهر الحيتتاة‪،‬‬

‫فيمكثون حتى يعودوا أنضتتر متتا كتتانوا‪ ،‬ثتتم يتتأمر الملئكتتة بإدختتالهم‬

‫عتقاء الرحمن من أمة محمد صلى الله عليتته وستتلم فيعرفتتون متتن‬

‫بين أهتتل الجنتتة بتتذلك‪ ،‬فيتضتترعون إلتتى اللتته أن يمحتتو عنهتتم تلتتك‬

‫السمة‪ ،‬فيمحوها الله عنهم‪ ،‬فل يعرفون بها بعد ذلتك متتن بيتتن أهتتل‬

‫الجنة"‪ .‬لبعض هذا الثر شواهد من أحاديث أخر‪ ،‬والله تعتتالى أعلتتم‪.‬‬

‫وسيأتي بعد ذكر أحاديث الشفاعة‪ ،‬آخر من يخرج من النار‪ ،‬ويتتدخل‬

‫الجنة‪ ،‬إن شاء الله تعالى‪.‬‬

‫‪687‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫ذكر ا َ‬
‫لحاديث الواردة في شفاعة رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم يوم القيامة و بيان أنواعها‬

‫داِدها‬
‫ع َ‬
‫وت ْ‬

‫الشفاعة العظمى‬

‫فالنوع الول منها‪ :‬شفاعته الولى‪ ،‬وهي العظمى‪ ،‬الخاصة بتته‪ ،‬متتن‬

‫بين سائر إخوانه من المؤمنين‪ ،‬والمرستتلين‪ ،‬صتتلوات اللتته وستتلمه‬

‫عليه وعليهم أجمعين وهي التي يرغب إليه فيها الخلتتق كلهتتم‪ ،‬حتتتى‬

‫الخليل إبراهيم‪ ،‬وموسى الكليم‪ ،‬ويتوسل الناس إلى آدم‪ .‬فمن بعده‬

‫من المرسلين‪ ،‬فكل يحيد عندها‪ ،‬ويقول‪ :‬لست بصاحبها‪ ،‬حتى ينتهي‬

‫المر إلى سيد ولد آدم في الدنيا والخرة‪ ،‬محمد رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم دائمًا‪ ،‬فيقول‪" :‬أنا لها‪ ،‬أنا لها" فيذهب‪ ،‬فيشفع عنتتد‬

‫الله‪ -‬عز وجل‪ -‬في أن يأتي للفصل بين عباده‪ ،‬ويريحهم من مقامهم‬

‫ذلتتك‪ ،‬ويميتتز بيتتن متتؤمنهم وكتتافرهم بمجتتازاة المتتؤمنين بالجنتتة‪،‬‬

‫‪688‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬
‫مت َ‬
‫والكافرين بالنار‪ ،‬وقد ذكرنا ذلك عند تفسير ستتورة ستتبحان‪" :‬وَ ِ‬

‫متتودًا"‪.‬‬ ‫َ‬
‫ح ُ‬ ‫مَقامتا ً ّ‬
‫م ْ‬ ‫ك رب ّت َ‬
‫ك َ‬ ‫ن ي َب ْعَث َت َ‬
‫ستتى أ ْ‬ ‫ة ل ّت َ‬
‫ك عَ َ‬ ‫جد ْ ب ِتهِ َنافِل َت ً‬
‫الل ّْيل فَت َهَ ّ‬

‫وقد قدمنا الحاديث الدالة على هتتذا المقتتام‪ ،‬بمتتا فيتته كفايتتة‪ ،‬وللتته‬

‫الحمد والمنة‪.‬‬

‫ما خص به رسول الله صلى الله عليه وسلم دون جميع‬

‫النبياء والمرسلين عليهم صلوات الله أجمعين‬

‫وثبت في الصحيحين‪ :‬من طريق هشام‪ ،‬عن سيار‪ ،‬عن يزيد‪ ،‬عن‬
‫جابر بن عبد الله‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫"أعطيت خمسا ً لم يعطهن أحد من النبياء قبلي‪ :‬نصرت بالرعب‬
‫مسيرة شهر‪ ،‬وجعلت لي الرض مسجدا ً وطهورًا‪ ،‬وأحلت لي‬
‫الغنائم‪ ،‬ولم تحل لحد قبلي‪ ،‬وأعطيت الشفاعة‪ ،‬وكان النبي يبعث‬
‫إلى قومه‪ ،‬وبعثت إلى الناس عامة"‪.‬‬
‫وقد رواه أبو داود الطيالسي‪ :‬عن شعبة‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن واصل‪ ،‬عن‬
‫مجاهد‪ ،‬عن أبي ذر‪.‬‬
‫فقوله‪ :‬وأعطيت الشفاعة‪ ،‬يعني بذلك الشفاعة العظمى‪ ،‬وهي‬
‫الولى‪ ،‬التي يشفع فيها عند الله عز وجل‪ ،‬ليأتي لفصل القضاء‪،‬‬
‫وهي التي يرغب إليه فيها الخلق كلهم‪ ،‬حتى الخليل إبراهيم‪،‬‬
‫وموسى الكليم‪ ،‬وسائر النبيين‪ ،‬والمرسلين‪ ،‬والمؤمنين‪ ،‬ويعترف بها‬
‫الولون‪ ،‬والخرون‪ ،‬فهذه هي الشفاعة التي اختص بها دون غيره‪،‬‬
‫فأما الشفاعة في العصاة‪ ،‬فكما ثبتت لغيره من النبياء‪ ،‬وكذلك‬
‫ثبتت للملئكة وسائر النبيين كما سيأتي بيانه‪ ،‬فيما نورده من‬
‫الحاديث الصحيحة‪ ،‬إن شاء الله تعالى‪.‬‬

‫‪689‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال الوزاعي‪ :‬عن أبي عمار‪ ،‬عن عبد الله بن فروخ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أنا أول من‬
‫تنشق عنه الرض‪ ،‬وأول شافع‪ ،‬وأول مشفع"‪.‬‬
‫وكذلك رواه البيهقي‪ ،‬عن معمر بن راشد‪ ،‬عن محمد بن عبد الله‬
‫بن أبي يعقوب‪ ،‬عن بشر بن سعاف‪ ،‬عن عبد الله بن سلم‪ ،‬قال‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أنا سيد ولد آدم‪ ،‬ول فخر‪،‬‬
‫وأنا أول من تنشق عنه الرض‪ ،‬وأنا أول شافع ومشفع‪ ،‬وبيدي لواء‬
‫الحمد‪ ،‬حتى آدم‪ ،‬فمن دونه"‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم‪ :‬من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى‪ ،‬عن أبي‬
‫بن كعب‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن ربي أرسل‬
‫إلي‪ :‬أن أقرأ القرآن على حرف‪ ،‬فرددت عليه‪ :‬يا رب‪ :‬هون على‬
‫ي الثانية‪ :‬أن أقرأه على حرف‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رب‪:‬‬ ‫أمتي‪ ،‬فرد عل ّ‬
‫ي الثالثة‪ :‬أن اقرأه على سبعة أحرف‪ ،‬ولك‬ ‫هون على أمتي‪ ،‬فّرد عل ّ‬
‫بكل ردة رددتها مسألة تسألنيها‪ ،‬فقلت‪ :‬اللهم اغفر لمتي‪ ،‬وأخرجت‬
‫ي فيه الخلق حتى إبراهيم"‪.‬‬ ‫ب إل ّ‬
‫الثانية إلى يوم يرغ َ‬
‫النوع الثاني والثالث من الشفاعة‪ ،‬شفاعته صلى الله عليه وسلم‬
‫في أقوام قد تساوت حسناتهم وسيئاتهم ليدخلوا الجنة‪ ،‬وفي أقوام‬
‫آخرين قد أمر بهم إلى النار‪ ،‬أن ل يدخلوا‪.‬‬
‫قال الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا في كتابه الهوال‪ :‬حدثنا سعيد بن‬
‫محمد الجرمي‪ ،‬حدثنا أبو عبيدة الحداد‪ ،‬حدثنا محمد بن ثابت‬
‫البناني‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن عبد الله بن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬ينصب للنبياء يوم القيامة منابر من ذهب‪ ،‬فيجلسون عليها‪،‬‬
‫قال‪ :‬ويبقى منبري‪ ،‬ل أجلس عليه‪ ،‬قائما ً بين يدي الله عز وجل‪،‬‬
‫منتصبا ً بأمتي مخافة أن يبعث بي إلى الجنة‪ ،‬ويبقى أمتي بعدي‪،‬‬
‫فأقول‪ :‬يا رب‪ :‬أمتي‪ ،‬فيقول الله‪ :‬يا محمد‪ :‬وما تريد أن أصنع‬
‫بأمتك? فأقول‪ :‬يا رب‪ :‬عجل حسابهم‪ ،‬فيدعو بهم فيحاسبون‪،‬‬
‫فمنهم من يدخل الجنة برحمة الله تعالى‪ ،‬ومنهم من يدخل الجنة‬
‫بشفاعتي‪ ،‬وما أزل أشفع‪ ،‬حتى أعطى صكاكا ً برجال قد بعث بهم‬

‫‪690‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إلى النار‪ ،‬حتى إن مالكا ً خازن جهنم ليقول‪ :‬يا محمد‪ :‬ما تركت‬
‫لغضب ربك على أمتك من نقمة"‪.‬‬
‫وحدثنا إسماعيل بن عبيد بن عمير بن أبي كريبة‪ ،‬حدثني محمد بن‬
‫سلمة‪ ،‬عن أبي عبد الرحيم‪ ،‬حدثني زيد بن أبي أنيسة‪ ،‬عن المنهال‬
‫بن عمرو‪ ،‬عن عبد الله بن الحارث‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال‪" :‬يحشر الناس عراة‪ ،‬فيجتمعون شاخصة‬
‫أبصارهم إلى السماء‪ ،‬يبصرون فصل القضاء‪ ،‬قياما ً أربعين سنة‪،‬‬
‫فينزل الله عز وجل من العرش إلى الكرسي فيكون أول من يدعى‬
‫إبراهيم الخليل‪ ،‬عليه الصلة والسلم‪ ،‬فيكسى قبطيتين من الجنة‪،‬‬
‫ثم يقول الله عز وجل‪ :‬ادعوا إلى النبي المي محمدًا‪ ،‬قال‪ :‬فأقوم‪،‬‬
‫فأكسى حلة من ثياب الجنة‪ .‬قال‪ :‬ويفجر لي الحوض‪ ،‬وعرضه كما‬
‫بين أيلة إلى الكعبة‪ .‬قال‪ :‬فأشرب‪ ،‬وأغتسل‪ ،‬وقد تقطعت أعناق‬
‫الخلئق من العطش‪ ،‬ثم أقوم عن يمين الكرسي‪ ،‬ليس أحد قائم‬
‫ذلك المقام غيري‪ ،‬ثم يقال‪ :‬سل تعطه‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬فقال رجل‪:‬‬
‫أترجو لوالديك شيئا ً يا رسول الله? قال‪ :‬إني لشافع لهما‪ ،‬أعطيت‬
‫أو منعت‪ ،‬وما أرجو لهما شيئًا"‪.‬‬
‫ثم قال المنهال‪ ،‬حدثني عبد الله بن الحارث أيضا ً أن نبي الله صلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬أمر بقوم من أمتتتي قتتد أمتتر بهتتم إلتتى النتتار‬

‫فيقولون‪ :‬يا محمد‪ :‬ننشدك الشفاعة‪ ،‬قال‪ :‬فآمر الملئكتتة أن يقفتتوا‬

‫بهتتم‪ ،‬قتتال‪ :‬فتتأنطلق واستتتأذن علتتى التترب عتتز وجتتل‪ ،‬فيتتؤذن لتتي‪،‬‬

‫فأسجد‪ ،‬وأقول‪ :‬رب‪ :‬قوم من أمتي قد أمرت بهم التتى النتتار‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫فيقول‪ :‬انطلق فأخرج من شاء الله أن تخرج‪ ،‬ثم ينتتادي البتتاقون يتتا‬

‫محمد‪ :‬ننشدك الشفاعة‪ ،‬فأرجع إلى التترب‪ ،‬فأستتتأذن‪ ،‬فيتتؤذن لتتي‪،‬‬

‫‪691‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فأسجد‪ ،‬فيقول‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬سل تعط‪ ،‬واشفع تشفع‪ .‬فأقول فأثني‬

‫على الله بثناء لم يثن عليه أحد‪ ،‬ثم أقول‪ :‬قتتوم متتن أمتتتي قتتد أمتتر‬

‫بهم إلى النار‪ ،‬فيقول‪ :‬انطلق فأخرج منهم متتن قتتال ل إلتته إل اللتته‪،‬‬

‫فأقول‪ :‬ومن كان في قلبه مثقال حبة متن إيمتان‪ .‬قتال‪ :‬فيقتول‪ :‬يتا‬

‫محمد ليست تلك لك‪ ،‬تلك لي‪ ،‬قال‪ :‬فأنطلق فأخرج متتن شتتاء اللتته‬

‫أن أختترج قتتال‪ :‬ويبقتتى قتتوم فيتتدخلون النتتار‪ ،‬فيعيرهتتم أهتتل النتتار‪،‬‬

‫فيقولون‪ :‬أنتم كنتم تعبدون الله ول تشركون به‪ ،‬وقتتد أدخلكتتم إلتتى‬

‫النار قال‪ :‬فيحزنون لذلك‪ ،‬قتتال‪ :‬فيبعتتث اللتته ملكتا ً بكتتف متتن متتاء‪،‬‬

‫فينضح بها في النار‪ ،‬فل يبقى أحد من أهل ل إله إل اللتته‪ ،‬إل وقعتتت‬

‫فتتي وجهتته قطتترة قتتال‪ :‬فيعرفتتون بهتتا‪ ،‬ويغبطهتتم أهتتل النتتار‪ ،‬ثتتم‬

‫يخرجون‪ ،‬فيدخلون الجنة‪ ،‬فيقال لهتتم‪ :‬انطلقتتوا‪ ،‬فيضتتيفون النتتاس‪،‬‬

‫فلو أن جميعهم نزلوا برجل واحد‪ ،‬كان لهتتم عنتتده ستتعة‪ ،‬ويستتمون‬

‫المجرديتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن"‪.‬‬

‫وهذا السياق يقتضي تعدد الشفاعة‪ ،‬فيمن أمر بهتتم إلتتى النتتار ثلث‬

‫مرات أن ل يدخلوها‪ ،‬ويكون معنى قوله‪ :‬فأخرج‪ :‬أنقذ‪ :‬بتتدليل قتتوله‬

‫‪692‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بعد ذلك‪ :‬ويبقى قوم فيدخلون النار‪ ،‬والله تعالى أعلم‪ :‬النوع الرابتتع‬

‫من الشفاعة‪ ،‬شفاعته صلى الله عليه وسلم فتتي رفتتع درجتتات متتن‬

‫يدخل الجنة فيها‪ ،‬فوق ما كان يقتضيه ثواب أعمتتالهم‪ ،‬وقتتد وافقتتت‬

‫المعتزلة على هذه الشتتفاعة خاصتتة‪ ،‬وقتتد ختتالفوا فيمتتا عتتداها متتن‬

‫المقامات مع تواتر الحتتاديث فيهتتا‪ ،‬علتتى متتا ستتتراه قريبتا ً إن شتتاء‬

‫تعتتتتتتتتتتتتتالى‪ ،‬وبتتتتتتتتتتتتته الثقتتتتتتتتتتتتتة‪ ،‬وعليتتتتتتتتتتتتته التكلن‪.‬‬

‫فأما دليل هذا النوع‪ ،‬فهتتو متتا ثبتتت فتتي الصتتحيحين‪ ،‬وغيرهمتتا‪ :‬متتن‬

‫رواية أبي موسى الشعري‪ ،‬لما أصيب عمتته أبتتو عتتامر‪ ،‬فتتي غتتزوة‬

‫الوطاس وأخبر أبو موسى رسول الله صلى الله عليه وستتلم ورفتتع‬

‫يديه وقال‪" :‬اللهم اغفر لعبيد‪ ،‬أبي عامر‪ ،‬واجعله يتوم القيامتة فتوق‬

‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتثير متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن خلقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك"‪.‬‬

‫وهكذا حديث أم سلمة‪ :‬أن رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم دعتتا‬

‫لبي سلمة بعتدما تتوفي‪ ،‬فقتال‪" :‬اللهتم اغفتر لبتي ستلمة‪ ،‬وارفتع‬

‫درجته في المهديين‪ ،‬واخلفه في عقبه في الغابرين‪ ،‬واغفر لنا ولتته‪،‬‬

‫‪693‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ور له فيه"‪ .‬وهو في صتتحيح‬


‫يا رب العالمين‪ ،‬وافسح له في قبره‪ ،‬ون ّ‬

‫مسلم‪.‬‬

‫من الشفاعة ما يدخل من شفع له الجنة بغير حساب‬

‫ومنها ما يخفف عن المذنب من العذاب‬

‫وقد ذكر القاضي عياض‪ ،‬وغيره نوعا ً آخر من الشفاعة‪ ،‬وهو‬


‫الخامس‪ ،‬في أقوام يدخلون الجنة بغير حساب‪ ،‬ولم أر لهذا شاهدا ً‬
‫فيما علمت‪ ،‬ولم يذكر القاضي فيما رأيت مستند ذلك‪ ،‬ثم تذكرت‬
‫حديث عكاشة بن محصن حين دعا له رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم أن يجعله من السبعين ألفا ً الذين يدخلون الجنة بغير حساب‪.‬‬
‫والحديث مخرج في الصحيحين‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬وهو يناسب هذا المقام‪.‬‬
‫وذكر أبو عبد الله القرطبي في التذكرة‪ :‬نوعا ً آخر سادسا ً من‬
‫الشفاعة‪ ،‬وهو شفاعته في عمه أبي طالب‪ ،‬أن يخفف عذابه‪...‬‬
‫واستشهد بحديث أبي سعيد في صحيح مسلم‪ :‬أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ذكر عنده أبو طالب فقال‪" :‬لعله تنفعه شفاعتي‬
‫يوم القيامة‪ ،‬فيجعل في ضحضاح من نار‪ ،‬يبلغ كعبيه‪ ،‬يغلي منه‬
‫دماغه"‪.‬‬
‫ة‬ ‫م َ‬
‫شَفاعَ ُ‬ ‫ثم قال‪ :‬فإن قيل‪ :‬فقد قال الله تعالى‪" :‬فَ َ‬
‫ما ت َن َْفعُهً ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫شافِِعي َ‬
‫قيل له‪ :‬ل تنفعه في الخروج من النار‪ ،‬كما تنفع عصاة الموحدين‪،‬‬
‫الذين يخرجون منها‪ ،‬ويدخلون الجنة‪.‬‬
‫النوع السابع من الشفاعة‪ :‬شفاعته صلى الله عليتته وستتلم لجميتتع‬

‫المؤمنين قاطبة في أن يؤذن لهم في دختتول الجنتتة‪ :‬كمتتا ثبتتت فتتي‬

‫‪694‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صحيح مسلم‪ :‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن رستتول اللته صتلى اللته عليتته‬

‫وسلم قال‪" :‬أنا أول شافع في الجنة"‪ .‬وقال في حديث الصتتور بعتتد‬

‫ذكر مرور الناس على الصراط‪" :‬فإذا أفضى أهل الجنة إلتتى أبتتواب‬

‫الجنة‪ ،‬قالوا‪ :‬من يشفع لنا إلى ربنتتا‪ ،‬فنتتدخل الجنتتة‪ ،‬فيقولتتون‪ :‬متتن‬

‫أحق بذلك من أبيكم آدم? إنه خلقه الله بيده‪ .‬ونفخ فيه متتن روحتته‪،‬‬

‫ل‪ ،‬فيأتون آدم‪ ،‬فيطلب ذلك إليه‪ ،‬فيذكر ذنبًا‪ ،‬ويقول‪ :‬ما أنتتا‬
‫وكلمه قب ً‬

‫بصاحب ذلك‪ ،‬ولكن عليكم بنوح‪ ،‬فإنه أول رسل الله‪ ،‬فيطلتتب ذلتتك‬

‫إليتته‪ ،‬فيتتذكر ذنبتًا‪ ،‬ويقتتول‪ :‬متتا أنتتا بصتتاحب ذلتتك‪ ،‬عليكتتم بموستتى‪،‬‬

‫فيطلب ذلك إليه‪ ،‬فيذكر ذنبًا‪ ،‬ويقتتول‪ :‬متتا أنتتا بصتتاحب ذلتتك‪ ،‬ولكتتن‬

‫ي‪،‬‬
‫عليكم بمحمد‪ .‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬فيتتأتون ِإل ت ّ‬

‫ولي عنتتد ربتتي عتتز وجتتل ثلث شتتفاعات وعتتدنيهن‪ ،‬فتتأنطلق فتتآتي‬

‫الجنة‪ ،‬فأخذ بحلقة الباب‪ ،‬ثم ِ أستفتح‪ ،‬فيفتتتح لتتي‪ ،‬فتتأحيي‪ ،‬ويرحتتب‬

‫بي‪ ،‬فإذا دخلت فنظرت إلى ربي عز وجل خررت له ساجدًا‪ ،‬فيتتأذن‬

‫الله من حمده وتمجيده بشيء ما أذن به لحد من خلقتته‪ ،‬ثتتم يقتتول‬

‫الله لي‪ :‬ارفع يا محمتتد رأستتك‪ ،‬واشتتفع تشتتفع‪ ،‬وستتل تعطتته‪ ،‬فتتإذا‬

‫‪695‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رفعت رأسي‪ ،‬قتتال اللته‪ -:‬وهتتو أعلتتم‪ -‬متتا شتتأنك? فتتأقول‪ :‬يتتا رب‪:‬‬

‫وعدتني الشفاعة‪ ،‬فشفعني في أهل الجنة‪ ،‬يتتدخلون الجنتتة‪ ،‬فيقتتول‬

‫الله عز وجتتل‪ :‬قتتد شتتفعتك‪ ،‬وأذنتتت لهتتم فتتي دختتول الجنتتة‪ ،‬فكتتان‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬والتتذي بعثنتتي بتتالحق‪ ،‬متتا‬

‫أنتتتم فتتي التتدنيا بتتأعرف بتتأزواجكم ومستتاكنكم‪ ،‬متتن أهتتل الجنتتة‬

‫بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأزواجهم ومستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا كنهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫فيدخل كل رجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة ممتتا ينشتتىء اللتته‬

‫عز وجل‪ ،‬واثنتين من بنتتات آدم‪ ،‬لهمتتا فضتتل علتتى متتن يشتتاء اللتته‪،‬‬

‫بعبادتهما الله في الدنيا ثم ذكر بعد هذا الشتتفاعة فتتي أهتتل الكبتتائر‬

‫وهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوع الثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتامن‪.‬‬

‫النوع الثامن من الشفاعة‪ ،‬شفاعته في أهل الكبائر من أمتتة محمتتد‬

‫ممن دخل النار‪ ،‬فيخرجون منها وقد تواترت بهذا النوع الحاديث‪.‬‬

‫خفي علم الشفاعة على الخوارج والمعتزلة فأنكروها‪،‬‬

‫وعاند بعضهم فرفضوا القول بها‬

‫‪696‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد خفي علم ذلك علتتى الختتوارج والمعتزلتتة‪ ،‬فختتالفوا فتتي ذلتتك‪،‬‬

‫جهل ً منهم بصحة الحاديث‪ ،‬وعنتتادا ً ممتن علتم ذلتتك‪ ،‬واستتمر علتتى‬

‫بدعته‪ ،‬وهذه الشفاعة يشاركه فيها الملئكتتة‪ ،‬والنتتبيون‪ ،‬والمؤمنتتون‬

‫أيضًا‪ ،‬وهذه الشفاعة تتكرر منه صلوات الله وسلمه عليه‪.‬‬

‫ردة‬ ‫ظها ومن الحاديث ال ْ َ‬


‫وا ِ‬ ‫حاديث وأل ْ َ‬
‫فا ِ‬ ‫ب ََيان ُ‬
‫طرق ال َ‬

‫هاِليهم‬
‫مؤمنين ل َ‬
‫عة ال ُ‬ ‫ش َ‬
‫فا َ‬ ‫في َ‬

‫رواية أبي بن كعب‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا عبد الله بن وضاح‪ ،‬حدثنا يحيى بن يمتتان‪،‬‬

‫عن شريك‪ ،‬عن عبد الله بن محمد بن عقيل‪ ،‬عن الطفيتتل بتتن أبتتي‬

‫بن كعب‪ ،‬عن أبي بن كعب‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وستتلم‪" :‬أنتتا خطيتتب النبيتتاء يتتوم القيامتتة‪ ،‬وإمتتامهم‪ ،‬وصتتاحب‬

‫شفاعتهم"‪.‬‬

‫رواية أنس بن مالك رضي الله عنه‬

‫‪697‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا سعيد بن ستليمان‪ ،‬عتتن منصتتور بتتن أبتتي‬

‫السود‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عن الربيع‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أنا أولهم خروجًا‪ ،‬وأنا قائدهم إذا وفدوا‪،‬‬

‫وأنا خطيبهم إذا أنصتوا‪ ،‬وأنا شفيعهم إذا حبستتوا‪ ،‬وأنتتا مبشتترهم إذا‬

‫يئسوا‪ ،‬والكرامة والمفاتيح يومئذ بيتتدي‪ ،‬ولتتواء الحمتتد يتتومئذ بيتتدي‪،‬‬

‫وأنا أكرم ولد آدم على الله عز وجل‪ ،‬يطوف على ألف خادم‪ ،‬كأنهم‬

‫بيتتتتتتتتتض مكنتتتتتتتتتون‪ ،‬أو كتتتتتتتتتأنهم لؤلتتتتتتتتتؤ منثتتتتتتتتتور"‪.‬‬

‫ثم رواه عن خلف‪ ،‬عن هشام‪ ،‬عن جبير بن علتي العتري‪ ،‬عتن ليتث‬

‫حر‪ ،‬عن الربيع بن أنس‪ ،‬عن أنتتس‬


‫بن أبي سليم‪ ،‬عن عبيد الله بن َز ْ‬

‫فذكره مرفوعا ً كما تقدم‪.‬‬

‫طريق أخرى عنه‬

‫قال المام أحمد‪ :‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ،‬حدثنا بسطام بن حتترب‪،‬‬

‫عن أشعث الحذاء‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى‬

‫اللتتته عليتتته وستتتلم‪" :‬شتتتفاعتي لهتتتل الكبتتتائر متتتن أمتتتتي" ‪.‬‬

‫‪698‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وهكذا رواه أبو داود‪ :‬عن سليمان‪ ،‬عن بسطام‪ ،‬عن أشعث بن عبتتد‬

‫الله‪ ،‬عن جابر الحماني‪ ،‬عن أنس‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده‪ :‬حدثنا عمرو بن علي‪ ،‬حدثنا‬
‫أبو داود‪ ،‬حدثنا الخزرج بن عثمان‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬شفاعتي لهل الكبائر من أمتي"‪.‬‬
‫ثم قال‪ :‬لم يروه عن ثابت إل الخزرج بن عثمان‪.‬‬
‫وهكذا روى أبو يعلي من طريق يزيد الرقاشي‪ ،‬عن أنس بن مالك‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬شفاعتي لهل الكبائر من‬
‫أمتي"‪.‬‬
‫طريق أخرى‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عارم‪ ،‬عن معتمر‪ ،‬سمعت أبي يحدث‪ ،‬عتتن‬
‫قال ا ِ‬

‫أنس‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪" :‬كتتل نتتبي ستتأل‬

‫سؤال ً أو قال‪ :‬لكل نبي دعوة قد دعاها‪ ،‬فاستجيب له‪ ،‬وقد استجاب‬

‫اللتته تعتتالى دعتتوتي‪ ،‬شتتفاعة لمتتتي يتتوم القيامتتة"‪ .‬أو كمتتا قتتال‪.‬‬

‫ورواه البخاري تعليقا ً فقال‪ :‬وقال معتمر‪ :‬عن أبيه‪ ،‬وأستتنده مستتلم‪،‬‬

‫‪699‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فرواه عن محمد بن عبد العلى‪ ،‬عن معتمر‪ ،‬عن أبيتته ستتليمان بتتن‬

‫طرخان التيمي‪ ،‬عن أنس به نحوه‪:‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا فضيل بن عبد الوهاب‪ ،‬حدثنا أبو بكتتر بتتن‬

‫عياش‪ ،‬عن حميد‪ ،‬عن أنس ابن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى‬

‫اللتتته عليتتته وستتتلم‪" :‬شتتتفاعتي لهتتتل الكبتتتائر متتتن أمتتتتي"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا محمد بن يزيد العجلي‪ ،‬حدثنا أبو بكر بتتن‬

‫عياش‪ ،‬حدثنا حميد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬

‫وسلم‪" :‬إن كان يوم القيامة أوتيت الشفاعة‪ ،‬فأشفع لمن كتتان فتتي‬

‫ليمتتان‬
‫قلبه مثقال ذرة من إيمان‪ ،‬حتى ل يبقى أحد فتتي قلبتته متتن ا ِ‬

‫لبهام والمسبحة‪.‬‬
‫مثل هذا" وحّرك ا ِ‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا بهز‪ ،‬وعفان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا همتتام‪ ،‬حتتدثنا قتتتادة‪ ،‬عتتن‬

‫أنس‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬لكل نبي دعوة قد‬

‫‪700‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫دعاها‪ ،‬واستجيب له‪ ،‬وإنتتي قتتد خبتتأت دعتتوتي‪ ،‬شتتفاعة لمتتتي يتتوم‬

‫القيامة"‪ .‬علتتى شتترطيهما‪ ،‬ولتتم يخرجتتوه متتن حتتديث همتتام‪ ،‬وإنمتتا‬

‫أخرجتته الشتتيخان متتن حتتديث أبتتي عوانتتة الوضتتاح بتتن عبتتد الملتتك‬

‫اليشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتكري‪ ،‬عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتادة‪.‬‬

‫ثم رواه مسلم‪ :‬من حديث سعيد‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عتتن أنتتس‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يجتمع المؤمنتتون يتتوم القيامتتة‪،‬‬

‫فيهتمون بذلك‪ ،‬أو يهمون لتتذك‪ ،‬فيقولتتون‪ :‬لتتو استشتتفعنا إلتتى ربنتتا‬

‫حتتتى يريحنتا متتن مكاننتتا هتتذا‪ ،‬فيتتأتون آدم صتلى اللته عليتته وستلم‬

‫فيقولون‪ :‬أنت آدم أبو الخلق‪ ،‬خلقك الله تعالى بيده‪ ،‬ونفخ فيك متتن‬

‫روحه‪ ،‬وأمر الملئكة فسجدوا لك‪ .‬اشفع لنا عنتتد ربتتك‪ ،‬ليريحنتتا متتن‬

‫مكاننتتا هتتذا‪ ،‬فيقتتول‪ :‬لستتت هنتتاكم‪ ،‬فيتتذكر خطيئتتته التتتي أصتتاب‪،‬‬

‫فيستحي من ربه منها" بمثل حديث أبي عوانة وقتتال فتتي الحتتديث‪:‬‬

‫"ثم آتيه الرابعة‪ ،‬أو أعود الرابعتتة‪ ،‬فتتأقول‪ :‬يتتا رب‪ :‬متتا بقتتي إل متتن‬

‫حبسه القرآن"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫‪701‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حتتدثنا همتتام‪ ،‬حتتدثنا قتتتادة‪ ،‬عتتن أنتتس‪ :‬أن‬

‫رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬يحبتتس المؤمنتتون يتتوم‬

‫القيامة‪ ،‬فيهتمون لذلك‪ ،‬فيقولون‪ :‬لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من‬

‫مكاننا هذا‪ ،‬قال‪ :‬فيأتون آدم‪ ،‬فيقولون‪ :‬أنت أبونا‪ ،‬خلقك اللته تعتتالى‬

‫بيده‪ ،‬وأسجد لك ملئكته‪ ،‬وعلمك أسماء كل شيء‪ ،‬فاشفع لنتتا عنتتد‬

‫ربك‪ ،‬فيقول‪ :‬لست هناكم‪ ،‬ويتتذكر خطيئتتته التتتي أصتتاب‪ ،‬أكلتته متتن‬

‫الشجرة‪ ،‬وقد نهي عنها‪ ،‬ولكن أتوا نوحًا‪ ،‬أول نبي بعثه الله إلى أهل‬

‫الرض‪ ،‬قال‪ :‬فيأتون نوحتًا‪ ،‬فيقتتول‪ :‬لستتت هنتتاكم‪ ،‬ويتتذكر خطيئتتته‪،‬‬

‫بسؤاله ربه بغير علم‪ ،‬ولكن ائتوا إبراهيتم‪ ،‬فيتأتون إبراهيتم فيقتول‪:‬‬

‫لست هناكم‪ :‬ويذكر خطيئته التي أصاب‪ ،‬ثلث كذبات‪ ،‬كذبهن‪ ،‬قتتوله‬

‫"ِإنتتي ستقيم" وقتوله‪" :‬بتتل فعلته كتتبيرهم هتتذا" وأتتتى علتتى الجبتار‬

‫النمرود ومعه امرأته فقال‪ :‬أختتبريه أنتتي أختتوك‪ ،‬ف تِإني مختتبره أنتتك‬

‫أختي‪ ،‬ولكن ائتوا موسى‪ ،‬عبدا ً كلمه الل ّتته تكليمتًا‪ ،‬وأعطتتاه التتتوراة‪،‬‬

‫قال‪ :‬فيأتون موسى‪ ،‬فيقول‪ :‬لست هناكم‪ ،‬ويذكر خطيئته التتتي هتتي‬

‫قتله الرجل‪ ،‬ولكن ائتوا عيسى‪ ،‬عبدا ً هتتو كلمتتة اللتته وروحتته‪ .‬قتتال‪:‬‬

‫‪702‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيأتون عيسى فيقول‪ :‬لست هناكم‪ ،‬ولكن ائتتتوا محمتتدًا‪ ،‬عبتتدا ً غفتتر‬

‫الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪ ،‬قال‪ :‬فيأتون فأستأذن على ربي في‬

‫داره‪ ،‬فيؤذن لي عليه فِإذا رأيته وقعت ساجدًا‪ ،‬فيدعني ما شاء اللتته‬

‫أن يدعني‪ ،‬ثم يقول‪ :‬ارفتتع رأستتك يتتا محمتتد‪ ،‬وقتتل تستتمع‪ ،‬واشتتفع‬

‫تشفع‪ ،‬وسل تعط‪ ،‬فأحمد ربي بثناء وتحميد يعلمنيه‪ ،‬ثم أشفع‪ ،‬فيحد‬

‫لي حدًا‪ ،‬فتتأخرجهم‪ ،‬فتتأدخلهم الجنتتة‪ ،‬قتتال‪ :‬ثتتم استتتأذن علتتى ربتتي‬

‫الثانية‪ ،‬فيؤذن لي عليه‪ ،‬فِإذا رأيته وقعت ستتاجدًا‪ ،‬فيتتدعني متتا شتتاء‬

‫الله أن يدعني‪ ،‬ثم يقول‪ :‬ارفع رأسك يا محمد‪ ،‬وقل تسمع‪ ،‬واشتتِفع‬

‫تشفع‪ ،‬وسل تعط‪ ،‬قال‪ :‬فتتأرفع رأستتي‪ ،‬فأحمتتد ربتتي بثنتتاء وتحميتتد‬

‫يعلمنيه‪ ،‬ثم أشفع‪ ،‬فيحد لي حدًا‪ ،‬فأدخلهم الجنة‪ ،‬قال همام‪ :‬وأيضتتا ً‬

‫سمعته يقول‪ :‬فأخرجهم من النار‪ ،‬فأدخلهم الجنة قتتال‪ :‬ثتتم استتتأذن‬

‫على ربي الثالثة‪ ،‬فِإذا رأيته وقعت ساجدًا‪ ،‬فيدعني ما شتتاء اللتته أن‬

‫يدعني‪ ،‬ثم يقول‪ :‬ارفع رأسك يا محمد‪ ،‬وقل تسمع‪ ،‬واشتتفع تشتتفع‪،‬‬

‫وسل تعتط‪ ،‬فتتأرفع رأستتي فأحمتتد ربتي بثنتتاء وتحميتتد يعلمينته‪ ،‬ثتم‬

‫أشفع‪ ،‬فيحد لي حدًا‪ ،‬فأخرجهم من النار فأدخلهم الجنة‪ ،‬قال همام‪:‬‬

‫‪703‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسمعته يقول‪ :‬فأخرجهم من النتتار فتتأدخلهم الجنتتة فمتتا يبقتتى فتتي‬

‫النتتار إل متتن حبستته القتترآن أي وجتتب عليتته الخلتتود‪ .‬ثتتم تل قتتتادة‪:‬‬

‫متتتتتتتتتودًا"‪.‬‬ ‫َ‬
‫ح ُ‬ ‫مَقامتتتتتتتتتا ً ّ‬
‫م ْ‬ ‫ك َرب ّتتتتتتتتت َ‬
‫ك َ‬ ‫ن ي َب ْعَث َتتتتتتتتت َ‬
‫ستتتتتتتتتى أ ْ‬
‫"عَ َ‬

‫قال هو المقام المحمود الذي وعد الله تعالى نتتبيه صتتلى اللتته عليتته‬

‫وستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلم‪.‬‬

‫وقد رواه البخاري في كتاب التوحيد معلقتا ً فقتتال‪ :‬وقتتال حجتتاج بتتن‬

‫منهال‪ ،‬عن همام‪ ،‬فذكره بنحوه‪.‬‬

‫طرق آخر متعددة‬

‫قال البخاري في كتاب التوحيد‪ :‬حدثنا سليمان بن حرب‪ ،‬حدثنا حماد‬


‫بن زيد‪ ،‬حدثنا معبد بن هلل البغوي‪ ،‬قال‪ :‬اجتمعنا مع ناس من‬
‫البصرة‪ ،‬فذهبنا إلى أنس بن مالك‪ ،‬وذهب معنا ثابت البناني‪ ،‬ليسأله‬
‫لنا عن حديث الشفاعة‪ ،‬فِإذا هو في منزله يصلي الضحى‪ ،‬فوقفنا‬
‫حتى انتهى من صلته‪ ،‬فاستأذناه‪ ،‬فأذن لنا‪ ،‬وهو قاعد على فراشه‪،‬‬
‫فقلنا لثابت‪ :‬ل تسأله عن شيء أولى من حديث الشفاعة‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫أبا حمزة‪ :‬هؤلء إخوانك من أهل البصرة‪ ،‬جاءوا يسألونك عن‬
‫الشفاعة‪ ،‬فقال‪ :‬حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم قال‪ِ" :‬إذا كان‬
‫يوم القيامة‪ ،‬ماج الناس بعضهم في بعض‪ ،‬فيأتون آدم‪ .‬فيقولون‪:‬‬
‫اشفع لنا إلى ر بك‪ ،‬فيقول‪ :‬لست لها‪ ،‬ولكن عليكم بِإبراهيم‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬لست لها ولكن عليكم بموسى‪ ،‬فِإنه كليم الله‪ ،‬فيأتون‬
‫موسى‪ ،‬فيقول‪ :‬لست لها‪ ،‬ولكن عليكم بعيسى‪ ،‬فِإنه روح الله‬

‫‪704‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وكلمته‪ ،‬فيأتون عيسى‪ ،‬فيقول‪ :‬لست لها‪ ،‬ولكن عليكم بمحمد‪،‬‬


‫فيأتوني‪ ،‬فأقول‪ :‬أنا لها‪ ،‬فأستأذن على ر بي‪ ،‬فيؤذن لي‪ ،‬ويلهمني‬
‫خر له‬ ‫محامد أحمده بها‪ ،‬ل تحضرني الن‪ ،‬فأحمده بتلك المحامد‪ ،‬وأ ِ‬
‫ساجدًا‪ ،‬فيقال يا محمد‪ ،‬ارفع رأسك وقل يسمع لك‪ ،‬واشفع تشفع‪،‬‬
‫وسل تعط‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب‪ :‬أمتي‪ ،‬فيقال‪ :‬انطلق‪ ،‬فأخرج من النار‬
‫من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان‪ ،‬فأنطلق‪ ،‬فأفعل‪ ،‬ثم‬
‫أعود‪ ،‬فأحمد الله بتلك المحامد‪ ،‬ثم آخر له ساجدًا‪ ،‬فيقال‪ :‬يا محمد‬
‫ارفع رأسك‪ ،‬وقل يسمع لك‪ ،‬واشفع تشفع وسل تعط‪ ،‬فأقول‪ :‬يا‬
‫رب‪ :‬أمتي أمتي‪ ،‬فيقال‪ ،‬انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى‬
‫مثقال حبة من خردل من إيمان‪ ،‬فأخرجه من النار‪ ،‬فأنطلق‬
‫فأفعل"‪.‬‬
‫قال‪ :‬فلما خرجنا متتن عنتتد أنتتس‪ ،‬قلتت لبعتض أصتتحابي لتو مررنتتا‬

‫بالحسن وهو متوار في منزل أبي خليفة‪ ،‬فحدثناه بمتتا حتتدثناه أنتتس‬

‫بن مالك‪ ،‬فلم ير مثل ما حدثنا في الشتتفاعة‪ ،‬فقتتال‪ :‬هيتته‪ :‬فحتتدثناه‬

‫بالحديث‪ ،‬فانتيهنا إلى هذا الموضع‪ ،‬فقال‪ :‬لم يرو علتتى هتتذا‪ ،‬فقتتال‪:‬‬

‫لقد حدثني بهذا الحديث منذ عشرين سنة‪ ،‬فما أدري أنسي أم كتتره‬

‫أن تتكلمتتوا? فقلنتتا‪ :‬يتتا أبتتا ستتعيد‪ :‬فحتتدثنا‪ ،‬فضتتحك‪ ،‬وقتتال‪" :‬وَك َتتا َ‬
‫ن‬

‫جتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو ً‬
‫ل"‪.‬‬ ‫ن عَ ً‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ُ‬
‫ال ِن ْ َ‬

‫ما ذكرته إل وأنا أريد أن أحدثكم‪ ،‬حدثني كما حدثكم قال‪ :‬ثتتم أعتتود‬

‫الرابعة فأحمده بتلك المحامد‪ ،‬ثم آخر له ساجدًا‪ ،‬فيقال‪ :‬يتتا محمتتد‪:‬‬

‫‪705‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ارفع رأسك وقل يسمع لك‪ ،‬وسل تعطه‪ ،‬واشفع تشتتفع‪ ،‬فتتأقول‪ :‬يتتا‬

‫رب‪ :‬ائذن لي فيمن قال‪ :‬ل ِإله إل الله‪ ،‬فيقول‪ :‬وعزتتتي‪ ،‬وكبريتتائي‪،‬‬

‫وعظمتتتتتتي لخرجتتتتتن منهتتتتتا متتتتتن قتتتتتال‪ :‬ل إلتتتتته إل اللتتتتته‪.‬‬

‫وهكذا رواه مسلم‪ :‬عن أبي الربيتتع الزهرانتتي‪ ،‬وستتعيد بتتن منصتتور‪،‬‬

‫كلهمتتتتتتتا عتتتتتتتن حمتتتتتتتاد بتتتتتتتن زيتتتتتتتد‪ ،‬بتتتتتتته نحتتتتتتتوه‪.‬‬

‫وقد رواه أحمد‪ :‬عن عفان‪ ،‬عتتن حمتتاد بتتن ستتلمة‪ ،‬عتتن ثتتابت‪ ،‬عتتن‬

‫أنس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فذكر الحديث بطتوله وقتال‪:‬‬

‫"فأحمد ربي بمحامد لم يحمده بها أحتتد كتتان قبلتتي‪ ،‬ول يحمتتده بهتتا‬

‫أحد بعدي‪ ،‬قال‪ :‬فأخرج من كان في قلبه مثقتتال شتتعيرة‪ ،‬ثتتم يعتتود‬

‫فيقتتتتتتتتتال‪ :‬مثقتتتتتتتتتال ذرة" ولتتتتتتتتتم يتتتتتتتتتذكر الرابعتتتتتتتتتة‪.‬‬

‫وهكذا رواه البزار‪ :‬عن محمد بن بشار‪ ،‬ومحمتتد بتتن معمتتر‪ ،‬كلهمتتا‬

‫عن حماد بن مسعدة‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن عجلن‪ ،‬عتتن جونتتة بتتن عبيتتد‬

‫المتتدني‪ ،‬عتتن أنتتس بتتن مالتتك‪ ،‬فتتذكر الحتتديث بطتتوله‪ ،‬وذكتتر فيتته‬

‫الشفاعة ثلثًا‪ ،‬ثم قال‪ :‬لم يتترو عتتن جونتتة بتتن عبيتد إل ابتتن عجلن‪.‬‬

‫وهكذا رواه أبو يعلى‪ :‬من حديث العمش‪ ،‬عن زيتتد الرقاشتتي‪ ،‬عتتن‬

‫‪706‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أنس فذكر الحديث بطوله‪ ،‬فذكر ثلث شفاعات‪ ،‬وقال في آخرهتتن‪:‬‬

‫فأقول‪ :‬أمتي‪ ،‬فيقال‪" :‬لك من قال ل إله إل الله مخلصًا"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا عمرو بتتن علتتي‪ ،‬حتتدثنا عمتترو بتتن مستتعدة‪ ،‬عتتن‬

‫عمران العمي‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬ل أزال أشفع وأشفع‪ -‬أو قال‪ :‬ويشفعني ربي عتتز‬

‫وجل‪ ،‬حتى أقول‪ :‬أي رب‪ :‬شفعني فيمن قتتال‪ :‬ل إلتته إل اللتته"‪ .‬ثتتم‬

‫لسناد‪ .‬ورواه ابن أبي التتدنيا‪ :‬عتتن أبتتي‬


‫قال‪ :‬ل نعلمه يروي إل بهذا ا ِ‬

‫حفص الصيرفي‪ ،‬عن حماد بن مسعدة به‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حتتدثنا يتتونس بتتن محمتتد‪ ،‬حتتدثنا حتترب بتتن ميمتتون أبتتو‬

‫الخطاب النصاري‪ ،‬عن النضر بن أنس‪ ،‬عن أنتتس قتتال‪ :‬حتتدثنا نتتبي‬

‫اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال "إنتتي لقتتائم أنتظتتر أمتتتي تعتتبر‬

‫الصراط‪ ،‬إذ جاءني عيسى‪ ،‬فقال‪ :‬هذه النبياء قتتد جاءتتتك يتتا محمتتد‬

‫‪707‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يسألون‪ ،‬أو قال‪ :‬يجتمعتون إليتتك‪ ،‬لتتدعو اللته أن يفترق بيتن جميتع‬

‫المم‪ ،‬إلى حيث يشاء لهم‪ ،‬فيخرجهم مما هم فيه‪ ،‬والخلق ملجمون‬

‫بتتالعرق‪ ،‬فأمتتا المتتؤمن فهتتو عليتته كالزكمتتة‪ ،‬وأمتتا الكتتافر فيغشتتاه‬

‫الموت‪ ،‬قال‪ :‬فأقول‪ :‬يا عيسى‪ :‬انتظر حتى أرجع إليك‪ ،‬قال‪ :‬فأذهب‬

‫حتى أقوم تحت العرش‪ ،‬فألقي ما لم يلتتق نتتبي مصتتطفى‪ ،‬ول نتتبي‬

‫مرسل‪ ،‬فيتتوحي اللتته إلتتى جبريتتل‪ :‬اذهتتب إلتتى محمتتد فقتتل‪ :‬ارفتتع‬

‫رأسك‪ ،‬وسل تعط‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬قال‪ :‬فأشفع في أمتي‪ ،‬أن أختترج‬

‫من كل تسعة وتسعين إنسان َا ً واحدًا‪ ،‬قال‪ :‬فما أزال أتردد على ربي‪،‬‬

‫فل أقوم بين يديه مقاما ً إل شفعت‪ ،‬حتى يعطيني الله عز وجل متتن‬

‫ذلك أن يقول سبحانه وتعالى‪ :‬يا محمد‪ :‬أدخل متتن أمتتتك متتن شتتهد‬

‫أن ل إله إل الله‪ ،‬يوما ً واحدا ً مخلص تًا‪ ،‬ومتتات علتتى ذلتتك"‪ .‬تفتترد بتته‬

‫لستتتتتناد‪.‬‬
‫أحمتتتتتد‪ ،‬وقتتتتتد حكتتتتتم الترمتتتتتذي بالحستتتتتن لهتتتتتذا ا ِ‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أبو يوسف العلتتوي‪ :‬حتتدثنا عبتتد اللتته بتتن‬

‫رجاء‪ ،‬أخبرنا حرب بن ميمون‪ ،‬حدثني النضتتر بتتن أنتتس‪ ،‬عتتن أنتتس‪،‬‬

‫قال‪" :‬جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وقتتد حضتتر متتن‬

‫‪708‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أمر العباد منا حضر‪ ،‬فقال‪ :‬أستأذن إلى ربك‪ ،‬فسل لمتك الشفاعة‪،‬‬

‫قال‪ :‬فدنوت من العرش‪ ،‬فقصت عند العتترش‪ ،‬فلقيتتت متتا لتتم يلتتق‬

‫نبي‪ ،‬ول ملتتك مقتترب‪ ،‬فقتتال‪ :‬ستتل تعطتته‪ ،‬واشتتفع تشتتفع‪ ،‬فقلتتت‪:‬‬

‫لمتتتتتام أحمتتتتتد‪.‬‬
‫أمتتتتتتي"‪ .‬وذكتتتتتر الحتتتتتديث كنحتتتتتو ستتتتتياق ا ِ‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا علي بتتن معبتتد‪ ،‬حتتدثنا الستتود بتتن عتتامر‪،‬‬

‫حدثنا أبو إسرائيل‪ ،‬عن الحارث ابن حصيرة‪ ،‬عن ابن أبي بريدة‪ ،‬عن‬

‫أبيه‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬إنتتي‬

‫لرجو أن أشفع في عدد كل حجر ومدر لمتي"‪.‬‬

‫رواية جابر بن عبد الله‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا معمر‪ ،‬حدثنا عبد الله‪ ،‬حدثنا هشام‪ ،‬سمعت‬
‫قال ا ِ‬

‫الحسن يذكر عن جابر بنعبد الله‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‪" :‬إن لكتتل‬

‫نبي دعوة قد دعتتا بهتتا‪ ،‬وإنتتي اختبتتأت دعتتوتي‪ ،‬شتتفاعة لمتتتي يتتوم‬

‫القيامة"‪ ..‬تفرد به أحمد من هذا الوجه‪.‬‬

‫‪709‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طريق أخرى‪ :‬شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم‬

‫القيامة تكون لمن أوثق نفسه وأثقل ظهره‪:‬‬

‫قال الحافظ البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود‬

‫العلوي‪ ،‬أنبأنا محمد بن حمدويه بن سهل المروزي‪ ،‬أخبرنا أبتتو نصتتر‬

‫الغازي‪ ،‬حدثنا عبد الله بن حمتتاد اليلتتي‪ ،‬حتتدثنا صتتفوان بتتن صتتالح‪،‬‬

‫حدثنا الوليد‪ ،‬حدثنا زهر بن محمد‪ ،‬حدثنا جعفر بن محمد‪ ،‬عتتن أبيتته‪،‬‬

‫عن جابر بن عبد الله‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪:‬‬

‫"شتتتتتفاعتي يتتتتتوم القيامتتتتتة لهتتتتتل الكبتتتتتائر متتتتتن أمتتتتتتي"‪.‬‬

‫فقلت‪ :‬ما هذا يا جابر? قال‪ :‬نعم يتتا محمتتد‪ ،‬إنتته متتن زادت حستتناته‬

‫على سيئاته فذلك التتذي يتتدخل الجنتتة بغيتتر حستتاب‪ ،‬ومتتن استتتوت‬

‫حسناته وسيئاته فذلك الذي يحاسب حسابا ً يسيرًا‪ ،‬ثم يدخل الجنتتة‪،‬‬

‫وإنما شفاعة رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم لمتتن أوثتتق نفستته‬

‫وأعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتق ظهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتره‪.‬‬

‫وقد رواه البيهقي أيضًا‪ :‬عن الحاكم‪ ،‬عن أبي بكتتر محمتتد بتتن جعفتتر‬

‫بن أحمد المزكي‪ ،‬عن محمد بن إبراهيتتم العبتتدي‪ ،‬عتتن يعقتتوب بتتن‬

‫‪710‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كعب الحلبي‪ ،‬عن الوليد بن مسلم‪ ،‬عن زهر بن محمتتد‪ ،‬عتتن جعفتتر‬

‫بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جابر‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وستتلم‬

‫ن"‪.‬‬
‫فقو َ‬ ‫شتتيتهِ م ْ‬
‫شت ِ‬ ‫خ ْ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫م ِ‬
‫ضتتى وه ت ْ‬ ‫ن إ ِل ّ ل ِ َ‬
‫متتن ارت َ َ‬ ‫تل‪" :‬وَل َ ي َ ْ‬
‫ش تَفغو َ‬

‫ثم قال صلى الله عليه وسلم‪" :‬شفاعتي لهتل الكبتتائر متتن أمتتتي"‪.‬‬

‫قتتتتتتتتتتال الحتتتتتتتتتتاكم‪ :‬هتتتتتتتتتتذا حتتتتتتتتتتديث صتتتتتتتتتتحيح‪.‬‬

‫قال البيهقي‪ :‬وظاهره يوجب أن تكون الشتتفاعة فتتي أهتتل الكبتتائر‪،‬‬

‫تختص برسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فالملئكتتة إنمتتا يشتتفعون‬

‫في أهل الصغائر‪ ،‬واستزادة الدرجات‪ ،‬وقد يكون المتتراد متتن اليتتة‪،‬‬

‫بيان كون المشفوع فيه مرتضى بِإيمانه‪ ،‬وإن كانت له كبائر وذنوب‪،‬‬

‫دون الشرك‪ ،‬فيكون المراد بالية‪ ،‬نفتتي الشتتفاعة للكفتتار‪ ،‬لن اللتته‬

‫تعالى لم يأذن بها‪ ،‬ولم يرض اعتقاد جوازها‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا ابن جرير‪ ،‬أخبرني أبو الزبير‪ ،‬أنه سمع‬

‫جابر بن عبد الله يقول‪ :‬قال رسول الله‪" :‬لكل نبي دعوة مستتتجابة‬

‫‪711‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قد دعاها فتي أمتته‪ ،‬وخبتأت دعتوتي شتفاعة لمتتي يتوم القيامتة"‪.‬‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن محمد بن أحمد بن أبي خلف‪ ،‬عن روح بن عبادة‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬حدثنا زهر‪ ،‬حدثنا أبو الزبير‪ ،‬عن جتتابر‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪" :‬إذا ميتتز أهتتل الجنتتة‪،‬‬

‫وأهل النار‪ ،‬فدخل أهل الجنة الجنة‪ ،‬وأهل النار النار‪ ،‬قامت الرستتل‪،‬‬

‫فشتتفعوا‪ ،‬فيقتتال‪ :‬انطلقتتوا واذهبتتوا‪ ،‬فمتتن عرفتمتتوه فتتأخرجوه‪،‬‬

‫فيخرجونهم قد امتحشوا فيلقونهم في نهر‪-‬أو على نهر‪ -‬يقال له نهر‬

‫الحيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاة‪.‬‬

‫قتتال‪ :‬فيستتقط امتحاشتتهم علتتى حتتافتي النهتتر‪ ،‬ويخرجتتون بيضتتًا‪،‬‬

‫كالقوارير ثم يشفعون‪ ،‬فيقال‪ :‬اذهبتتوا وانطلقتتوا‪ ،‬فمتتن وجتتدتم فتتي‬

‫قلبه مثقال ذرة قيراط من إيمان فأخرجوه‪ ،‬قال‪ :‬فيخرجون سراعًا‪،‬‬

‫ويشفعون‪ ،‬فيقال‪ :‬اذهبوا وانطلقوا‪ ،‬فمتتن وجتتدتم فتتي قلبتته مثقتتال‬

‫حبة من خردل من إيمان فأخرجوه‪ ،‬ثتتم يقتتول اللتته‪ :‬أنتتا الن أختترج‬

‫‪712‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بعلمي ورحمتي‪ ،‬فيخرج أضعاف ما أخرجوا‪ ،‬وأضتتعافه‪ ،‬فيكتتتب فتتي‬

‫رقابهم عتقاء الله‪ ،‬ثم يتتدخلون الجنتتة‪ ،‬فيستتمون فيهتتا الجهنمييتتن"‪.‬‬

‫تفّرد به أحمد‪.‬‬

‫حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن نافع‪ ،‬حدثنا إسماعيل بتتن عيتتاش‪ ،‬عتتن‬

‫راشد بن داود الصنعاني‪ ،‬عن عبد الرحمن بن حستتان‪ ،‬عتتن روح بتتن‬

‫زنباع‪ ،‬عن عبادة بن الصامت‪ ،‬قال‪ :‬فقد النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ليلة أصحابه‪ ،‬وكانوا ِإذا نزلتتوا أنزلتتوه أوستتطهم‪ ،‬ففزعتتوا وظنتتوا أن‬

‫الله تبارك وتعالى اختار لتته أصتتحابا ً غيرهتتم‪ ،‬فتِإذا هتتم بخيتتال النتتبي‬

‫صلى الله عليه وستتلم فكتتبروا حيتتن رأوه‪ ،‬وقتتالوا‪ :‬يتتا رستتول اللتته‪،‬‬

‫أشفقنا أن يكون الله تبارك وتعالى اختتتار لتتك أصتتحابا ً غيرنتتا‪ ،‬فقتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل‪ ،‬بل أنتتتم أصتتحابي فتتي التتدنيا‬

‫والخرة‪ ،‬إن الله تعالى أيقظني‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬إني لم أبعتتث نبي تًا‪،‬‬

‫ول رسول ً إل وقتتد ستتألني مستتألة أعطيتهتتا إيتتاه‪ ،‬فاستتأل يتتا محمتتد‬

‫‪713‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تعطه‪ ،‬فقلت‪ :‬مسألتي شفاعة لمتي يوم القيامة فقال أبتتو بكتتر‪ :‬يتتا‬

‫رسول الله‪ ،‬وما الشفاعة? قال‪ :‬أقول‪ :‬يا رب شفاعتي التي اختبأت‬

‫لمتي عندك‪ ،‬فيقول الرب تبارك وتعالى نعم‪ ،‬فيخرج الله بقية أمتي‬

‫من النار فينبذهم في الجنة‪ ،‬تفرد به أحمد‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا علي بن الجعد‪ ،‬حدثنا القاسم بن الفضتتل‬

‫الحداني‪ ،‬حدثني سعيد بن المهلب‪ ،‬قال‪ :‬قال طلق بن حبيب‪" :‬كنت‬

‫من أشد الناس تكذيبا ً بالشتتفاعة‪ ،‬حتتتى لقيتتت جتتابر بتتن عبتتد اللتته‪،‬‬

‫فقرأت عليه كل آية أقدر عليها‪ ،‬فيها ذكر خلود أهل النار فتتي النتتار‪،‬‬

‫فقال لي‪ :‬يا طلق‪ :‬أتراك أقرأ لكتاب الله‪ ،‬وأعلم بستتنة نتتبيه منتتي?‬

‫قال‪ :‬إن الذي قرأت هم المشركون‪ ،‬ولكن هؤلء قوم أصتتابوا ذنوب تا ً‬

‫عذبوا بها‪ ،‬ثم أخرجوا من النار‪ -‬ثم أومتتأ بيتتده إلتتى أذنيتته‪ -‬ثتتم قتتال‪:‬‬

‫صمتا‪ ،‬إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وستتلم يقتتوله‪:‬‬

‫"ونحتتتتتتتتتتتتتتتن نقتتتتتتتتتتتتتتترأ التتتتتتتتتتتتتتتذي نقتتتتتتتتتتتتتتترأ"‪.‬‬

‫‪714‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬عتتن علتتي بتتن‬
‫قال ا ِ‬

‫زيد بن أبي نضرة‪ ،‬قال‪ :‬خطبنا ابن عباس على منبر البصتترة فقتتال‪:‬‬

‫قال رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬إنتته لتتم يكتتن نتتبي إل لتته‬

‫دعوة‪ ،‬قد أنجزها في الدنيا‪ ،‬وإني قد اختبأت دعوتي شفاعة لمتتتي‪،‬‬

‫وأنا سيد ولد آدم يتوم القيامتة‪ ،‬ول فختر‪ ،‬وأنتا أول متتن تنشتق عنتته‬

‫الرض‪ ،‬ول فخر‪ ،‬بيدي لواء الحمتتد‪ ،‬ول فختتر‪ ،‬آدم فمتتن دونتته تحتتت‬

‫لوائي‪ ،‬ول فخر‪ ،‬ويطول علتى النتاس يتوم القيامتة‪ ،‬فيقتول بعضتهم‬

‫لبعض‪ :‬انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر‪ ،‬فيشفع لنا إلى ربنتتا‪ ،‬ليقضتتي‬

‫بيننا‪ ،‬فيتتأتون آدم‪ ،‬فيقولتتون‪ :‬يتتا آدم‪ :‬أنتتت التتذي خلقتتك اللتته بيتتده‪،‬‬

‫وأسكنك جنته‪ ،‬وأسجد لك ملئكته‪ ،‬اشفع لنا إلى ربنا‪ ،‬فليقض بيننتتا‪،‬‬

‫فيقول إني لست هناكم‪ ،‬إني قد أخرجت من الجنة بخطيئتتتي‪ ،‬وإنتتي‬

‫ل يهمني اليوم إل نفسي‪ ،‬ولكن ائتوا إبراهيم الخليل‪ ،‬فيأتون إبراهيم‬

‫فيقولون‪ :‬يا إبراهيم اشفع لنا إلى ربنتتا‪ ،‬فليقتتض بيننتتا‪ ،‬فيقتتول‪ :‬إنتتي‬

‫لست هناكم إني كذبت في السلم ثلث كذبات والله إن حاول بهن‬

‫إل التتدفاع عتتن ديتتن اللتته‪ ،‬قتتوله‪" :‬إنتتي ستتقيم" وقتتوله‪" :‬بتتل فعلتته‬

‫‪715‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون" وقتتوله لمرأتتته حيتتن أتتتى‬

‫على على الملك‪ :‬أختي‪ ،‬وإنه ل يهمني اليوم إل نفستتي‪ ،‬ولكتتن ائتتتوا‬

‫موسى‪ ،‬اصطفاه الله برسالته‪ ،‬وبكلمتته‪ ،‬فيتتأتون موستتى‪ ،‬فيقولتتون‬

‫اشفع لنا إلى ربك‪ ،‬فليقض بيننا‪ ،‬فيقتتول‪ :‬لستتت هنتتاكم‪ ،‬إنتتي قتلتتت‬

‫نفسا ً بغير نفس‪ ،‬وإنه ل يهني اليوم إل نفسي‪ ،‬ولكتتن ائتتتوا عيستتى‪،‬‬

‫روح الّله وكلمته‪ ،‬فيأتون عيستتى فيقولتتون‪ :‬اشتتفع لنتتا ربنتتا فليقتتض‬

‫بيننا‪ ،‬فيقول‪ :‬إني لست هناكم‪ ،‬إني اتخذت إلها ً من دون الله‪ ،‬وإنه ل‬

‫يهمني إل نفسي‪ ،‬ولكن أرأيتم لو كان متاع في وعتتاء مختتتوم عليتته‪،‬‬

‫أكان يقدر على ما في جوفه حتى يفض الخاتم? قتتال‪ ،‬فيقولتتون‪ :‬ل‪،‬‬

‫قال‪ :‬فيقول‪ :‬إن محمدا ً خاتم النبيين‪ ،‬وقد حضر اليوم‪ ،‬وقد غفتتر لتته‬

‫ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪ .‬قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪،‬‬

‫فيأتون‪ ،‬فيقولون‪ :‬يا محمد‪ ،‬اشفع إلى ربك‪ ،‬فليقض بيننا‪ ،‬فأقول‪ :‬أنا‬

‫لها‪ ،‬حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى‪ ،‬فإذا أراد أن يصدع بين خلقتته‬

‫نادى مناد‪ :‬أين أحمتتد وأمتتته‪ .‬فنحتتن الختترون الولتتون‪ ،‬آختتر المتتم‪،‬‬

‫وأول من يحاسب‪ ،‬فتفرج لنا المم طريق تًا‪ ،‬فنمضتتي غتترا ً محجليتتن‪،‬‬

‫‪716‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من أثر الوضوء‪ ،‬فيقال‪ :‬كادت هذه المة أن تكون أنبياء كلهتتا‪ ،‬فتتآتي‬

‫بتتاب الجنتتة‪ ،‬فآختتذ بحلقتة‪ ،‬البتتاب فتتأقرع البتتاب‪ ،‬فيقتتال متتن أنتتت?‬

‫فأقول‪ :‬أنا محمد‪ ،‬فيفتح‪ ،‬فأرى ربي عز وجل وهتتو علتتى كرستتيه‪ ،‬أو‬

‫سريره‪ -‬شك حماد‪ -‬فأخّر له ساجدًا‪ ،‬فأحمده بمحامد لم يحمده بهتتا‬

‫أحد كان قبلي‪ ،‬وليس يحمده بها أحد بعدي‪ ،‬فيقال‪ :‬يتا محمتتد‪ :‬ارفتع‬

‫رأسك‪ ،‬وسل تعطه‪ ،‬وقتتل يستتمع لتتك‪ ،‬واشتتفع تشتتفع‪ .‬قتتال‪ :‬فتتأرفع‬

‫رأسي‪ ،‬فأقول‪ :‬أي رب‪ ،‬أمتي أمتي‪ ،‬فيقول‪ :‬أخرج من كان في قلبه‬

‫مثقال كذا وكذا‪ -‬لم يحفظ حماد‪ -‬ثم أعود فأسجد فتتأقول متتا قلتتت‪،‬‬

‫فيقتتول‪ :‬ارفتتع رأستتك‪ ،‬وقتتل تستتمع‪ ،‬وستتل تعطتته‪ ،‬واشتتفع تشتتفع‪،‬‬

‫فأقول‪ :‬أي رب‪ .‬أمتي أمتي‪ ،‬فيقول‪ :‬أخرج من كان في قلبه مثقتتال‬

‫كذا وكذا‪ .‬دون الول‪ ،‬ثم أعود فأسجد وأقول مثل ذلك‪ ،‬فيقتتال لتتي‪:‬‬

‫ارفع رأسك‪ ،‬وقل يسمع‪ ،‬واشفع تشفع فأقول‪ :‬أي رب‪ ،‬أمتي أمتي?‬

‫فيقتتول‪ :‬أختترج متتن كتتان فتتي قلبتته مثقتتال كتتذا وكتتذا دون ذلتتك"‪.‬‬

‫وقد روى ابن ماجه بعضه‪ :‬من رواية حماد بن سلمة‪ ،‬عن ستتعيد بتتن‬

‫إياس الجوهري عن أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطنتتة‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫‪717‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عباس‪ ،‬به‪ ،‬وتقدم في الصنف الثتتاني والثتتالث متتن أنتتواع الشتتفاعة‪،‬‬

‫في أقوام قد أمر بهم إلى النار أن ل يدخلوها‪.‬‬

‫رواية عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما‬

‫قال الحافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا "هنا بيتتاض بالصتتل إلتتى العنتتوان‬

‫التي"‬

‫طريق أخرى‬

‫وقد روى الطبراني في معجمه الكبير‪ ،‬عن عطاء بن أبي رباح‪ ،‬عن‬

‫ابن عباس قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬شتتفاعتي‬

‫لهل الكبائر من أمتي"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا معمتتر بتتن ستتليمان الرقتتي أبتتو عبتتد اللتته‪،‬‬
‫قال ا ِ‬

‫حدثنا زياد بن خيثمة‪ ،‬عن علي بن النعمان بن قراد‪ ،‬عن رجتتل‪ ،‬عتتن‬

‫عبد الله بن عمر‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬خيرت بين‬

‫‪718‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الشفاعة‪ ،‬وبين أن يكون نصف أمتي في الجنتتة فتتاخترت الشتتفاعة‪،‬‬

‫لنها أعم وأكفأ‪ ،‬أترونهتتا للمتقيتتن? ل‪ ،‬ولكنهتتا للمتتتأوبين الخطتتائين"‬

‫قتتتتال زيتتتتاد‪ :‬أمتتتتا إنهتتتتا الحتتتتق‪ ،‬لكتتتتن هكتتتتذا التتتتذي حتتتتدثنا‪.‬‬

‫ورواه ابن أبي الدنيا‪ ،‬عن الحسن بتتن عرفتتة‪ ،‬عتتن عبتتد الستتلم بتتن‬

‫حتترب‪ ،‬عتتن نعمتتان بتتن قتتراد‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته‪ ،‬فتتذكره بنحتتوه‪.‬‬

‫هكتتذا رأيتتته فتتي كتتتاب الهتتوال‪ ،‬وكتتذا رواه التتبيهقي فتتي البعتتث‬

‫والنشور‪ ،‬من طريق الحسن بن عرفة‪.‬‬

‫رواية عبد الله بن عمرو بن العاص‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا يونس بن عبد العلى الصدفي‪ ،‬أنبأنا ابتتن وهتتب‪،‬‬

‫أختتبرني عمتترو بتتن الحتتارث‪ ،‬أن بكتتر بتتن ستتوادة حتتدثه‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الرحمن بن جبير‪ ،‬عن عبد الله بتتن عمتترو بتتن العتتاص‪ ،‬أن رستتولط‬

‫الّله صلى الله عليه وسلم تل قول الله حكاية لستتان إبراهيتتم‪َ" :‬ر ّ‬
‫ب‬
‫إنه َ‬
‫صتتاني‬
‫ن عَ َ‬
‫مت ْ‬
‫من ّتتي وَ َ‬ ‫ن ت َب ْعَن ِتتي فَتإ ِن ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ن الّناس فَ َ‬
‫مت ْ‬ ‫ضل َْلن ك َِثيرا ً ِ‬
‫م َ‬ ‫نأ ْ‬‫ِّ ُ ّ‬

‫م"‪.‬‬
‫حيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ٌ‬
‫غفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوٌر َر ِ‬ ‫فَإ ِن ّتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫ك َ‬

‫‪719‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م َفتإ ِن ّهُ ْ‬
‫م‬ ‫ن تعَتذ ّب ْهُ ْ‬
‫وقتتول اللته تعتتالى حكايتة علتى لستان عيستى‪" :‬إ ِ ْ‬
‫ك‪ ،‬وإن تغْفتتتتر ل َهتتتتم فَإنتتتت َ َ‬
‫كيتتتتم"‪.‬‬ ‫زيتتتتُز ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ت ال ْعَ ِ‬
‫ك أْنتتتت َ‬ ‫ْ ِّ‬ ‫ْ ُ‬ ‫عَبتتتتاد َ َ ِ ْ َ ِ‬
‫ِ‬

‫ب ل َ تتذ َْر عَل َتتى ال َْرض‬


‫وقول الله تعالى حكاية علتتى لستتان نتتوح‪َ" :‬ر ّ‬

‫ن د َّيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتارًا"‪.‬‬
‫ري َ‬ ‫ن ال َ‬
‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتافِ ِ‬ ‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫ِ‬

‫فرفع يديه‪ ،‬وقال‪ :‬اللهم أمتي أمتتتي‪ ،‬وبكتتى‪ ،‬فقتتال اللتته‪ :‬يتتا جبريتتل‬

‫اذهب إلتتى محمتتد‪ -‬وربتتك أعلتتم‪ -‬فستتله متتا يبكيتتك? فأتتتاه جبريتتل‪،‬‬

‫فسأله‪ ،‬فأخبره رسول الله صلى الله عليه وستتلم بمتتا قتتال‪ ،‬فتتأخبر‬

‫جبريل ربه بما قال‪ -‬وهو أعلم‪ -‬فقتتال اللتته‪ :‬يتتا جبريتتل‪ :‬اذهتتب إلتتى‬

‫محمد‪ ،‬فقل له‪ :‬إنا سنرضيك في أمتك ول نسوءك‪.‬‬

‫رواية عبد الله بن مسعود‬

‫قد تقدمت رواية علقمة في الحوض والمقتتام المحمتتود وفيتته ذكتتر‬

‫الشفاعة‪.‬‬

‫رواية عبد الرحمن بن أبي عقيل‬

‫‪720‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو الحسن بن الفضل القطان‪ ،‬حدثنا عبد اللتته‬

‫بن جعفر‪ ،‬حدثنا يعقوب بن سفيان‪ ،‬حتتدثنا أحمتتد بتتن يتتونس‪ ،‬حتتدثنا‬

‫زهير‪ ،‬حدثنا أبتتو خالتتد يزيتتد الستتدي‪ ،‬حتتدثنا عتتون بتتن أبتتي جحيفتتة‬

‫السوائي‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن علقمة الثقفي‪ ،‬عن عبد الرحمن بن‬

‫أبي عقيل‪ ،‬قال‪" :‬انطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد‪،‬‬

‫فأتيناه‪ ،‬فأنخنا بالباب‪ -،‬ومتا فتي النتاس أبغتض إلينتا متن رجتل نلتج‬

‫عليه‪ -‬فلما خرجنا‪ ،‬خرجنا وما في الناس أحب إلينا متتن رجتتل دخلنتتا‬

‫عليه‪ ،‬فقال قائل منهم‪ :‬يا رسول الله‪ :‬سألت ر بك كملك ستتليمان?‬

‫فضحك رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم ثتتم قتتال‪ :‬فلعتتل قضتتاء‬

‫حوائجكم عند الله أفضل من ملك سليمان‪ ،‬إن الله لم يبعث نبيتتا ً إل‬

‫أعطاه دعوة‪ ،‬فمنهم من اتختتذها دنيتتا فأعطيهتتا‪ ،‬ومنهتتم متتن دعاهتتا‬

‫على قومه إذ عصوه فأهلكوا بها‪ ،‬وإن الله أعطاني دعتتوة‪ ،‬فاختبأتهتتا‬

‫عند ربي‪ ،‬شفاعة لمتي يوم القيامة"‪ .‬قلت‪ :‬إستتناد غريتتب‪ ،‬وحتتديث‬

‫غريب‪.‬‬

‫‪721‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رواية أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الّله عنه‪:‬‬

‫الشفعاء يوم القيامة هم النبياء ثم العلماء ثم الشهداء‪:‬‬

‫قال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا إسحاق‪ ،‬حدثنا أحمد بن يتتونس‪ ،‬حتتدثنا‬

‫عنبسة بن عبد الرحمتتن بتتن عنبستتة القرشتتي‪ ،‬عتتن علف بتتن أبتتي‬

‫مسلم‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن عثمان‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬يشفع يوم القيامة ثلثة‪ :‬النبيتتاء‪ ،‬ثتتم العلمتتاء‪ ،‬ثتتم‬

‫الشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتهداء"‪.‬‬

‫وقال البزار‪ :‬حتتدثنا عبتتد الواحتتد بتتن غيتتاث‪ ،‬حتتدثنا عنبستتة بتتن عبتتد‬

‫الرحمن‪ ،‬عن علف بن أبتتي مستتلم‪ ،‬قتتال‪ :‬ورايتتته فتتي موضتتع آختتر‬

‫عندي‪ ،‬عن عبد الملك بن علف‪ ،‬عن أبتتان عتتن عثمتتان‪ ،‬عتتن النتتبي‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أول من يشفع يوم القيامة النبيتتاء‪ ،‬ثتتم‬

‫الشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتهداء‪ ،‬ثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم المؤمنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون "‪.‬‬

‫قال البزار‪ :‬وعنبسة هذا لين الحديث‪ ،‬وعبد الملك بن علف ل يعلتتم‬

‫من روى عنه غير عنبسة‪.‬‬

‫‪722‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رواية علي بن أبي طالب كرم الّله وجهه ورضي عنه‬

‫قال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا محمد بن زيد المتتداري‪ ،‬حتتدثنا عمتترو بتتن‬

‫عاصم‪ ،‬حدثنا حرب بن شريح البزار‪ ،‬قال‪ :‬قلتتت لبتتي جعفتتر محمتتد‬

‫بن علي‪ :‬أرأيت هذه الشفاعة التي يتحتتدث بهتتا أهتتل العتتراق‪ ،‬أحتتق‬

‫هي? قال‪ :‬شفاعة ماذا? قلت‪ :‬شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم‪،‬‬

‫قال‪ :‬حق‪ :‬إي والله‪ :‬واللتته لقتتد حتتدثني عمتتي محمتتد بتتن علتتي بتتن‬

‫الحنفية‪ :‬عتتن علتتي‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫"أشفع لمتي حتى يناديني ربي عز وجل فيقول‪ :‬أرضتتيت يتتا محمتتد‪.‬‬

‫فأقول‪ :‬رب رضيت"‪ .‬ثم قال‪ :‬ل نعلمه يروى هذا‪ ،‬إل بهذا السناد‪.‬‬

‫رواية عوف بن مالك‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا خالد بن خداش بن خلف بن هشام‪ ،‬قال‪:‬‬

‫حدثنا أبو عوانة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عتن أبتتي المليتتح‪ ،‬عتن عتوف بتن مالتك‬

‫الشجعي أن رسول الله صلى الله عليه وستتلم قتتال‪" :‬أتتتاني الليلتتة‬

‫آت متتن ربتتي‪ ،‬فختتبرني بيتتن أن يتتدخل نصتتف أمتتتي الجنتتة‪ ،‬وبيتتن‬

‫‪723‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الشفاعة‪ ،‬فتاخترت الشتفاعة‪ .‬قتالوا‪ :‬يتا رستول اللته‪ :‬ننشتدك اللته‬

‫والصحبة‪ ،‬لما جعلتنا من أهل شفاعتك‪ .‬قال‪ :‬فإني أشهد من حضتتر‪،‬‬

‫أن شتتتفاعتي لمتتتن متتتات ل يشتتترك بتتتالله شتتتيئا ً متتتن أمتتتتي"‪.‬‬

‫وقد رواه يعقوب بن سفيان‪ :‬عتتن يحيتتى بتتن صتتالح الوحتتاظي‪ ،‬عتتن‬

‫جابر بن غانم‪ ،‬عن سليم بن عامر‪ ،‬عن معتتدي كتترب بتتن عبتتد بلل‪،‬‬

‫عن عوف بن مالك‪ ،‬قال‪" :‬أتاني جبريل عليه السلم‪ ،‬من قبل ربتتي‪،‬‬

‫فخيرني بين خصلتين‪ ،‬أن يدخل نصف أمتي الجنتتة‪ ،‬وبيتتن الشتتفاعة‪،‬‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاخترت الشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتفاعة"‪.‬‬

‫وقد رواه البيهقي‪ :‬عن الحاكم‪ ،‬عن الصتتم بتتن بحتتر بتتن نصتتر‪ ،‬عتتن‬

‫بشر بن بكر‪ ،‬عن أبي جابر‪ ،‬عن سليم بن عامر‪ ،‬ستتمعت عتتوف بتتن‬

‫مالك‪ :‬فذكر الحديث وفيه‪ :‬ورواه حماد بن زيد‪ ،‬عن أيوب‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫قلبة‪ ،‬يرد الحديث إلى عوف بن مالك‪.‬‬

‫رواية كعب بن عجرة‬

‫‪724‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال البيهقي‪ :‬أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل‪ ،‬أخبرنا محمد بتتن‬

‫عبد الله الصفار‪ ،‬حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي‪ ،‬حدثنا محمد‬

‫بن بكار‪ ،‬حدثنا عنبسة بن عبد الواحد‪ ،‬عن واصل متولى أبتي عيينتتة‪،‬‬

‫عن أبي عبد الرحمن‪ ،‬عن الشعبي‪ ،‬عن كعب بن عجرة‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪:‬‬

‫يا رسول الله‪ :‬الشفاعة الشفاعة‪ ،‬فقال‪" :‬شفاعتي لهل الكبائر من‬

‫أمتي"‪.‬‬

‫رواية أبي بكر الصديق رضي الّله تعالى عنه وأرضاه‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني‪ ،‬حدثني النضر‬ ‫قال ا ِ‬


‫بن شميل المازني‪ ،‬حدثنا أبو نعامة‪ ،‬حدثنا أبو هنيدة البراء بن نوفل‪،‬‬
‫عن وألن العدوي عن حذيفة‪ ،‬عن أبي بكر الصديق قال‪ :‬أصبح‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم‪ ،‬فصّلى الغداة‪ ،‬ثم‬
‫جلس‪ ،‬حتى إذا كان من الضحاة ضحك‪ ،‬ثم جلس مكانه‪ ،‬حتى صّلى‬
‫الولى‪ ،‬والعصر‪ ،‬والمغرب‪ ،‬كل ذلك ل يتكلم‪ ،‬حتى صّلى العشاء‬
‫الخرة‪ ،‬ثم قام إلى أهله‪ ،‬فقال الناس لبي بكر الصديق‪ :‬أل تسأل‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه‪ .‬صنع اليوم شيئا ً لم‬
‫ي ما هو كائن من أمر‬ ‫يصنعه قط‪ ،‬فسأله‪ ،‬فقال‪" :‬نعم‪ :‬عرض عل ّ‬
‫الدنيا‪ ،‬وأمر الخرة‪ ،‬يجمع الله الولين والخرين في صعيد واحد‪،‬‬
‫فقطع الناس كذلك‪ ،‬حتى انطلقوا إلى آدم‪ ،‬والعرق يلجمهم‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫يا آدم‪ :‬أنت أبو البشر‪ ،‬أنت اصطفاك الله‪ ،‬اشفع لنا إلى ربك‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫قد لقيت مثل الذي لقيتم‪ ،‬انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم‪ ،‬إلى نوح‬

‫‪725‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬
‫مَرا َ‬‫ع ْ‬ ‫م َوآ َ‬
‫ل ِ‬ ‫هي َ‬ ‫م ونوحا ً وآ َ‬
‫ل إب َْرا ِ‬ ‫صط ََفى آد َ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ها ْ‬ ‫عليه السلم‪" :‬إ ِ ّ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫عََلى ال َْعال َ ِ‬
‫مي َ‬
‫قال‪ :‬فينطلقون إلى نتتوح عليتته الستتلم‪ ،‬فيقولتتون‪ :‬اشتتفع لنتتا إلتتى‬

‫ربك‪ ،‬فأنت الذي اصطفاك الّله‪ ،‬واستجاب لك في دعائك‪ ،‬ولتتم يتتدِع‬

‫أحد من النبياء بمثل دعوتك‪ .‬فيقول‪ :‬ليس ذاكم عندي‪ ،‬انطلقوا إلى‬

‫إبراهيم‪ ،‬فإن الله اتخذه خلي ً‬


‫ل‪ ،‬فينطلقون إلى إبراهيم‪ ،‬فيقول‪ :‬ليس‬

‫ذاكم عندي‪ ،‬انطلقوا إلتتى موستتى‪ ،‬فتتإن اللتته كلمتته تكليمتًا‪ ،‬فيقتتول‬

‫موسى‪ :‬ليس ذاكم عندي‪ ،‬انطلقوا إلى سيد ولد آدم‪ ،‬فتتإنه أول متتن‬

‫تنشق عنه الرض يوم القيامة‪ ،‬انطلقوا إلى محمد‪ ،‬فيشفِع لكم إلتتى‬

‫ي‪ ،‬فأستأذن على ربي‪ ،‬فيؤذن لتتي‪،‬‬


‫ربكم‪ ،‬قال‪ :‬فينطلقون‪ ،‬فيأتون إل ّ‬

‫فإذا رأيته وقعت ساجدًا‪ ،‬فيدعني ما شاء الله أن يتتدعني‪ ،‬ثتتم يقتتول‬

‫الله‪ .‬ارفع رأسك‪ ،‬وقل تسمع‪ ،‬واشفع تشتتفع‪ :‬قتتال‪ :‬فتتأرفع رأستتي‪،‬‬

‫ي ربي عز وجل‪ ،‬خررت ساجدا ً قدر جمعة أخرى‪ ،‬فيقول‬


‫فإذا نظر إل ّ‬

‫الّله‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬وقل تسمع‪ ،‬واشفع تشتتفع‪ .‬قتتال‪ :‬فتتأرفع رأستتي‪،‬‬

‫ي ربي عز وجل‪ ،‬خررت ساجدا ً قدر جمعة أخرى‪ ،‬فيقول‬


‫فإذا نظر إل ّ‬

‫الله‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬وقتتل تستتمع‪ ،‬واشتتفع تشتتفع‪ .‬قتتال‪ :‬فتتأذهب لقتتع‬

‫‪726‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ساجدًا‪ ،‬فيأخذ جبريل بضبعي ويفتح عل ّ‬


‫ي من الدعاء شيء لم يفتحتته‬

‫على بشر قط‪ ،‬فأقول‪ :‬أي رب‪ :‬خلقتني سيد ولد آدم ول فخر‪ ،‬وأول‬

‫ي‬
‫من تنشق عنه الرض يتتوم القيامتتة‪ ،‬ول فختتر‪ ،‬حتتتى إنتته ليتترد علت ّ‬

‫الحوض من أمتي أكثر مما بين صنعاء وأيلة‪ ،‬ثم يقال‪ :‬ادعوا النبيتتاء‬

‫عليهم الصلة والسلم‪ ،‬قال‪ :‬فيجيتتء النتتبي ومعتته العصتتابة‪ ،‬والنتتبي‬

‫ومعه الخمستتة‪ ،‬والستتتة‪ ،‬والنتتبي ليتتس معتته أحتتد ثتتم يقتتال‪ :‬ادعتتوا‬

‫الشهداء‪ ،‬فيشفعون فيمن أرادوا‪ ،‬قتتال‪ :‬فتتإذا فعلتتت الشتتهداء ذلتتك‪،‬‬

‫يقول الله‪ :‬أنا أرحم الراحمين‪ ،‬أدخلوا جنتي من كان ل يشرك بتتالله‬

‫شيئًا‪ ،‬قال‪ :‬فيدخلون الجنة‪ ،‬ثم يقتتول اللتته‪ :‬انظتتروا إلتتى النتتار‪ ،‬هتتل‬

‫ج ً‬
‫ل‪ ،‬فيقتتال‬ ‫تلقون من أحد عمل خيرا ً قط? قال‪ :‬فيجدون في النار ر َ‬

‫له‪ :‬هل عملت خيرا ً قط‪ .‬فيقول‪ :‬ل‪ ،‬غير أني كنت أسامح الناس في‬

‫البيع‪ ،‬فيقول الله‪ :‬أسمحوا إلى لعبتتدي‪ ،‬كإستتماحه إلتتى عبتتادي‪ ،‬ثتتم‬

‫ل‪ ،‬فيقال له‪ :‬هل عملت خيرا ً قتتط? فيقتتول‪ :‬ل‬


‫يخرجون من النار رج ً‬

‫غير أني قد أمرت ولدي فقلت لهم‪ :‬إذا مت فأحرقوني في النار‪ ،‬ثم‬

‫اطحنتتوني‪ ،‬حتتتى إذا صتترت مثتتل الكحتتل‪ ،‬فتتأذهبوا بتتي إلتتى البحتتر‪،‬‬

‫‪727‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ي رب العتتالمين أبتتدًا‪ ،‬فيقتتول‬


‫فذروني في الريح‪ ،‬فوالله ل يقتتدر علت ّ‬

‫الله له‪ :‬لم فعلت ذلك‪ .‬فيقول‪ :‬من مخافتك‪ ،‬قال‪ :‬فيقول الله‪ :‬انظر‬

‫إلى ملك أعظم ملك‪ ،‬فإن لك مثله وعشرة أمثاله‪ .‬قال‪ :‬فيقول‪ :‬لتتم‬

‫تسخر مني وأنت الملك? قال رسول اللته صتلى اللته عليته وستلم‪:‬‬

‫"فتتتتتتتذاك التتتتتتتذي ضتتتتتتتحكت منتتتتتتته متتتتتتتن الضتتتتتتتحى" ‪.‬‬

‫وقد تكلمنا على هذا الحديث في آخر مسند الصديق بكلم طويل‪.‬‬

‫رواية أبي سعيد الخدري‬

‫لمام أحمتد‪ :‬حتدثنا إستماعيل بتن إبراهيتم‪ ،‬حتدثنا محمتد بتن‬


‫قال ا ِ‬

‫إسحاق‪ ،‬حدثنا عبد الله بن المغيرة‪ ،‬عن معيقتتب‪ ،‬عتتن ستتليمان بتتن‬

‫عمرو بن عبد العتواري قال أحمتتد‪- :‬وهتتو أبتتو الهيثتتم‪ -‬قتتال‪ .‬حتتدثني‬

‫ليث‪ -‬وكان في حجتتر أبتتي ستتعيد الختتدري قتتال‪ :‬ستتمعت أبتتا ستتعيد‬

‫يقول‪ :‬سمعت رسول الل ّتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬يوضتتع‬

‫الصتتراط بيتتن ظهتتري جهنتتم‪ ،‬عليتته حستتك كحستتك الستتعدان‪ ،‬ثتتم‬

‫يستجيز الناس‪ ،‬فناج مسلم‪ ،‬ومجروح بته نتاج‪ ،‬ومحتبتس فمكتدوس‬

‫‪728‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيها‪ ،‬فإذا فرغ الّله من القضاء بيتتن العبتتاد‪ ،‬تفقتتد المؤمنتتون رجتتا ً‬
‫ل‪،‬‬

‫كتتانوا معهتتم فتتي التتدنيا‪ ،‬يصتتلون كصتتلتهم‪ ،‬ويزكتتون كزكتتاتهم‪،‬‬

‫ويصومون كصيامهم‪ ،‬ويحجون كحجهم‪ ،‬ويغزون كغزوهم‪ ،‬فيقولتتون‪:‬‬

‫أي ربنا‪ ،‬عبتتاد متتن عبتتادك‪ ،‬كتتانوا معنتتا‪ ،‬يصتتلون فتتي التتدنيا صتتلتنا‪،‬‬

‫ويزكون زكاتنا ويصومون صيامنا‪ ،‬و يحجون حجنا‪ ،‬و يغزون غزونا‪ ،‬ل‬

‫نراهم? فيقول‪ :‬اذهبوا إلى النار‪ ،‬فمن وجدتم فيها منهم فأخرجوهم‪.‬‬

‫قال‪ :‬فيجدونهم‪ ،‬وقد أخذتهم النار علتتى قتتدر أعمتتالهم‪ ،‬فمنهتتم متتن‬

‫أخذته قدميه ومنهم من أخذته الى نصف ساقيه‪ ،‬ومنهم متتن أختتذته‬

‫إلى ركبتيه‪ ،‬ومنهم متتن أختتذته إلتتى أزرتتته‪ ،‬ومنهتتم متتن أختتذته إلتتى‬

‫ثتتتدييه‪ ،‬ومنهتتتم متتتن أختتتذته إلتتتى عنقتتته‪ ،‬ولتتتم تغتتتش الوجتتتوه‪،‬‬

‫فيستخرجونهم منها‪ ،‬فيطرحونهم فتتي متتاء الحيتتاة‪ ،‬قيتتل‪ :‬يتتا رستتول‬

‫الله‪ :‬وما ماء الحياة‪ .‬قال‪ :‬غسل أهل الجنة‪ ،‬فينبتون نبات المزرعتتة‪،‬‬

‫وقال‪ :‬مرة تنبت المرزعة في غثاء السيل‪ ،‬ثم يشفع النبياء في كتتل‬

‫من كان يشهد أن ل إله إل الله‪ ،‬مخلصًا‪ ،‬فيخرجونهم منها‪ ،‬قتتال‪ :‬ثتتم‬

‫يتجلى الله برحمته علتتى متتن فيهتتا‪ ،‬فل يتتترك فيهتتا عبتتدا ً فتتي قلبتته‬

‫‪729‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مثقتتال ذرة متتن إيمتتان‪ ،‬إل أخرجتته اللتته منهتتا" ‪ .‬تفتتّرد بتته أحمتتد‪.‬‬

‫ورواه ابن أبي الدنيا‪ :‬من حديث إسحاق بتته‪ ،‬قتتال‪ :‬موضتتع الصتتراط‬

‫جهنم‪ ،‬قال محمتتد‪ :‬ل أعلمهتتإل كحتتد الستتيف‪ ،‬وذكتتر تمتتام الحتتديث‪.‬‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي‪ ،‬عن ستتليمان‪ -،‬يعنتتي التتتيمي‪ ،-‬عتتن‬

‫أبي نضرة‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬أهل النار الذي هم أهلها‪ ،‬ل يموتتتون‪ ،‬ول يحيتتون‪ ،‬وأمتتا متتن‬

‫يريد الله بهم الرحمة فإنه يميتهم في النار‪ ،‬ثم يدخل ضتتبارة فيهتتم‪،‬‬

‫فيبثهم أو قال‪ :‬فيبثون على نهر الحياة‪ ،‬أو قال‪ :‬نهر الجنتتة‪ ،‬فينبتتتون‬

‫نبات الحبة في حميتل الستيل‪ ،‬قتتال‪ :‬فقتتال النتبي صتلى اللته عليته‬

‫وسلم‪ :‬أما ترون الشجرة تكون خضراء‪ ،‬ثم تكون صفراء‪ ،‬ثم تكتتون‬

‫خضراء‪ .‬قال فقال بعضهم‪ :‬كأن النبي صتتلى اللته عليتته وستتلم كتان‬

‫بالبادية"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫‪730‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا إسماعيل بن سعيد بن زيد‪ ،‬عن أبتتي نضتترة‪ ،‬عتتن‬

‫أبي سعيد قال‪ :‬قال رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬أمتتا أهتتل‬

‫النار الذين هم أهلها‪ ،‬فإنهم ل يموتتتون فيهتتا‪ ،‬ول يحيتتون‪ ،‬ولكتتن هتتم‬

‫أنتتاس أو كمتتا قتتال‪ :‬يصتتلون النتتار بتتذنوبهم ‪-‬أو قتتال‪ :‬بخطيئاتهتتم‪-‬‬

‫فتميتهم إماتة‪ ،‬حتى إذا صاروا فحما ً أذن الله فتتي الشتتفاعة‪ ،‬فجيتتء‬

‫بهم ضبائر فبثوا علتتى أنهتتار الجنتتة‪ ،‬فيقتتول‪ :‬يتتا أهتتل الجنتتة أفيضتتوا‬

‫عليهم‪ ،‬فينبتون نبات الحبة في حميل السيل‪ .‬فقال رجل من القوم‪:‬‬

‫كأن رسول الله صلى الله عليه وستتلم كتتان بالباديتتة"‪ .‬وهتتذا إستتناد‬

‫على شرط الشيخين‪ ،‬ولم يخرجاه‪ ،‬وهو صحيح من هذا الوجه‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد‪ ،‬حدثنا عثمان بن عاد‪ ،‬حتتدثني أبتتو‬

‫نضرة عن أبتتي ستتعيد الختتدري‪ ،‬قتتال‪ :‬ليعتترض النتتاس علتتى جستتر‬

‫جهنم‪ ،‬عليه كلليب‪ ،‬وحسك‪ ،‬وخطاطيف تخطف الناس‪ ،‬قال‪ :‬فيمتتر‬

‫ناس مثل البرق‪ ،‬وآخرون مثل الريح‪ ،‬وآخرون مثل الفرس المجري‪،‬‬

‫‪731‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وآخرون يزحفون زحفًا‪ ،‬فأما أهل النار‪ ،‬فل يموتون ول يحيتتون‪ ،‬وأمتتا‬

‫أهل الذنوب فيؤخذون بذنوبهم‪ ،‬فيحرقون‪ ،‬فيكونون فحمًا‪ ،‬ثتتم يتتأذن‬

‫الله في الشفاعة‪ ،‬فيؤخذون ضبارات ضبارات‪ ،‬فيقذفون علتتى نهتتر‪،‬‬

‫فينبتون كما تنبت الحبة في حميتتل الستتيل‪ .‬قتتال‪ :‬قتال رستتول اللته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬فيخرج أدنى رجتل متن النتار‪ ،‬فيكتوق علتى‬

‫شفتها‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب اصتترف وجهتتي عنهتتا‪ ،‬قتتال‪ :‬فيقتتول‪ :‬وعهتتدك‬

‫وذمتك ل تسألني غيرهتتا‪ .‬فيقتتول‪ :‬وعهتتدي وذمتتتي ل أستتلك غيرهتتا‪،‬‬

‫فيصرف وجهه عنها‪ ،‬قال‪ :‬فيرى شتتجرة فيقتتول‪ :‬يتتا رب أدننتتي متتن‬

‫هذه الشجرة أستظل بظلها‪ ،‬وآكل من ثمرها‪ .‬قال‪ ،‬فيقول‪ :‬وعهتتدك‬

‫وذمتك ل تسألني غيرها? فيقول‪ :‬وعهتتدي وذمتتتي ل أستتألك غيرهتتا‪،‬‬

‫فيدنيه منها‪ ،‬قال‪ :‬فيرى شجرة أخرى أحسن منها‪ ،‬قتتال‪ :‬فيقتتول‪ :‬يتتا‬

‫رب حولني إلى هذه الشجرة‪ ،‬أستظل بظلها‪ ،‬وآكل من ثمرها‪ .‬قال‪:‬‬

‫فيقول‪ :‬وعهدك وذمتك ل تسألني غيرها‪ .‬فيقول‪ :‬وعهتتدي وذمتتتي ل‬

‫أسألك غيرها‪ ،‬فيحوله إليها‪ ،‬قال‪ :‬فيرى الثالثة‪ ،‬فيقتتول‪ :‬رب حتتولني‬

‫إلى هذه الشجرة‪ ،‬أستظل بظلهتتا وآكتتل متتن ثمرهتتا قتتال‪ :‬فيقتتو ل‪:‬‬

‫‪732‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وعهدك وذمتك ل تسألني غيرها‪ .‬فيقتتول‪ :‬وعهتتدي وذمتتتي ل أستتلك‬

‫غيرها‪ ،‬فيحوله‪ ،‬قال‪ :‬فيرى سواد الناس‪ ،‬ويسمع أصتتواتهم‪ ،‬فيقتتول‪:‬‬

‫يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا رب أدخلنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي الجنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫قال أبو سعيد‪ :‬ورجل آخر من أصحاب النبي صلى الله عليتته وستتلم‬

‫اختلفتتا‪ ،‬فقتتال أحتتدهما‪" :‬فيتتدخل الجنتتة ويعطتتى التتدنيا ومثلهتتا"‪.‬‬

‫وقتتال الختتر‪" :‬فيتتدخل الجنتتة ويعطتتى التتدنيا وعشتترة أمثالهتتا"‪.‬‬

‫وقد رواه النسائي‪ ،‬من حديث عثمان بن غياث‪ ،‬به نحوه‪.‬‬

‫رواية أبي هريرة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا سليمان‪ -‬يعني ابتتن داود‪ -‬حتتدثنا إستتماعيل‪،‬‬


‫قال ا ِ‬

‫حدثنا عمرو بن سعيد‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قلت للنتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة‪ .‬فقال النتتبي ‪:‬‬

‫"لقد ظننت يا أبا هريرة‪ ،‬أن ل يسألني عن هتتذا الحتتديث أحتتد أولتتى‬

‫منك لما رأيت من حرصك على الحديث‪ ،‬أسعد الناس بشفاعتي يوم‬

‫‪733‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫القيامة‪ ،‬من قال ل إله إل الله خالصة من نفسه" ‪ .‬هذا إسناد صحيح‬

‫على شرطهما‪ ،‬ولم يخرجاه من هذا الوجه‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬ويعلى بن عبيد‪ ،‬قتتال‪ :‬حتتدثنا العمتتش‬

‫عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬إن لكل نبي دعوة مستجابة‪ ،‬فتعجل كتتل نتتبي دعتتوته‪،‬‬

‫وإني اختبأت دعوتي‪ ،‬شفاعة لمتي‪ ،‬نائلتتة إن شتتاء اللتته تعتتالى متتن‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتات ل يشتتتتتتتتتتتتتتترك بتتتتتتتتتتتتتتتالله شتتتتتتتتتتتتتتتيئًا"‪.‬‬

‫قال‪ -‬يعني شفاعته‪ -‬ورواه مسلم‪ :‬من حديث أبي معاوية محمد بتتن‬

‫حازم الضرير‪ ،‬عن العمش به‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا هاشم‪ ،‬والخزاعتتي‪ -‬يعنتتي أبتتا ستتلمة‪ -‬قتتال‪ :‬حتتدثنا‬

‫ليث‪ ،‬حدثني يزيد بتتن أبتتي حتتبيب‪ ،‬عتتن ستتالم بتتن أبتتي ستتالم‪ ،‬عتتن‬

‫معاوية بن معتب الهذلي‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أنه ستتمعه يقتتول‪ :‬ستتألت‬

‫‪734‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪ :‬متتاذا أراد إليتتك ربتتك فتتي‬

‫الشفاعة? فقال‪ :‬والذي نفس محمد بيده‪ ،‬لقتتد ظنتتت أنتتك أول متتن‬

‫يسألني عن ذلك من أمتي‪ ،‬لما رأيت من حرصك على العلم‪ ،‬والذي‬

‫نفس محمد بيده‪ ،‬لما يهمني من وقتتوفهم علتتى أبتتواب الجنتتة‪ ،‬أهتتم‬

‫عندي من تمام شتتفاعتي‪ ،‬وشتتفاعتي لمتتن شتتهد أن ل إلتته إل اللتته‪،‬‬

‫مخلصتتتتتتتًا‪ ،‬فصتتتتتتتدق قلبتتتتتتته لستتتتتتتانه‪ ،‬ولستتتتتتتانه قلبتتتتتتته‪.‬‬

‫تفرد به أحمد من هذا الوجه‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬قرأت على عبد الرحمن بن مالك‪ ،‬حدثنا إسحاق‪ ،‬حتتدثنا‬

‫مالك‪ ،‬عن أبي الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أبي هريتترة‪ ،‬أن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬لكتتل نتتبي دعتتوة يتتدعو بهتتا‪ ،‬وأريتتد أن‬

‫أختتتتتتتبىء دعتتتتتتوتي شتتتتتتفاعة لمتتتتتتتي فتتتتتتي الختتتتتترة"‪.‬‬

‫قال إسحاق‪ :‬فتتأردت أن أختتتبىء"‪ .‬وقتتد رواه البختتاري‪ :‬متتن حتتديث‬

‫مالك به‪.‬‬

‫‪735‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طريق أخرى‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثني حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب‪ ،‬حدثني يونس‪،‬‬

‫عن ابن شهاب‪ ،‬أن عمرو بن أبي سفيان بتتن أبتتي أستتيد بتتن حارثتتة‬

‫الثقفي أخبره‪ :‬أن أبا هريرة قال لكعب الحبار‪ :‬إن رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬لكل نبي دعوة يدعو بها‪ ،‬فأنتتا أريتتد‪ -‬إن شتتاء‬

‫اللتتته‪ -‬أن أختتتتبىء دعتتتوتي‪ ،‬شتتتفاعة لمتتتتي يتتتوم القيامتتتة"‪.‬‬

‫قال كعب لبي هريرة‪ :‬أنت سمعت هذا من رسول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬نعم"‪ .‬تفّرد به مسلم‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حتدثنا معمتر‪ ،‬عتن الزهتري‪ ،‬أختبرني‬

‫القاسم بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬اجتمع أبو هريرة‪ ،‬وكعب‪ ،‬فجعل أبتتو هريتترة‬

‫يحدث كعبا ً عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وكعب يحدث أبا هريرة‬

‫عن الكتب‪ ،‬قال أبو هريرة‪ :‬قال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬لكتتل‬

‫نتتبي دعتتوة مستتتجابة‪ ،‬وإنتتي اختبتتأت دعتتوتي شتتفاعة لمتتتي يتتوم‬

‫‪736‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫القيامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫انفرد به أحمد وإسناده صحيح‪ ،‬على شرطهما‪ ،‬ولم يخرجه أحتد متتن‬

‫أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يحيى عن شعبة ومحمتتد بتتن جعفتتر‪ ،‬حتتدثنا شتتعبة‬

‫عن محمد بن زياد‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬قتتال غنتتدر فتتي حتتديثه‪ .‬قتتال‪:‬‬

‫سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪" :‬إن لكتتل‬

‫نبي دعوة دعا بها‪ ،‬وإني أريد أن أدخر دعوتي إن شتتاء اللتته شتتفاعة‬

‫لمتي يوم القيامة‪ ،‬قال ابن جعفر‪ :‬في أمتي"‪ .‬وقد رواه مسلم متتن‬

‫حديث شعبة به‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عبد التترزاق‪ ،‬حتتدثنا معمتتر‪ ،‬عتتن همتتام بتتن منبتته‪،‬‬

‫حدثنا أبو هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لكتتل‬

‫نبي دعوة تستجاب له‪ ،‬فأريد إن شتتاء اللتته أن أدخردعتتوتي شتتفاعة‬

‫‪737‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لمتتتي يتتوم القيامتتة"‪ .‬وهتتذا إستتناد صتتحيح علتتى شتترطهما‪ ،‬ولتتم‬

‫يخرجوه‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال مسلم‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬حدثنا جرير عن عمارة‪ ،‬وهو ابتتن‬

‫القعقاع‪ ،‬عن أبي زرعة‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها‪ ،‬فيستجاب لتته‪،‬‬

‫فيؤتاها‪ ،‬وإني اختبأت دعوتي شفاعة لمتي يوم القيامتتة"‪ .‬انفتترد بتته‬

‫مسلم‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن أبتتي العبتتاس‪ ،‬حتتدثنا أبتتو أويتتس قتتال‪:‬‬

‫قال الزهري‪ :‬أخبرني أبو سلمة ابن عبد الرحمن أن أبا هريرة قتتال‪:‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لكل نتتبي دعتتوة‪ ،‬وأريتتد إن‬

‫شتتاء اللتته أن أختتتبىء دعتتوتي ليتتوم القيامتتة شتتفاعة لمتتتي"‪.‬‬

‫تفرد به أيضا ً متتن هتتذا التتوجه‪ ،‬ورواه عبتتد التترزاق عتتن معمتتر‪ ،‬عتتن‬

‫‪738‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الزهري وقد رواه البخاري من حديث شعيب بن أبي حمزة‪ ،‬ومسلم‬

‫من طريق مالك‪ ،‬كلهما عن الزهري به‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن عبيد‪ ،‬حدثنا داود الودي‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن‬

‫سى‬
‫أبي هريرة‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله‪" :‬عَ َ‬

‫حمتتتتتتتتتتتتتودًا"‪.‬‬ ‫َ‬
‫مَقامتتتتتتتتتتتتتا ً َ‬
‫م ْ‬ ‫ك َرّبتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫ك َ‬ ‫ن ي َب ْعََثتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫أ ْ‬

‫قتتتتتتال‪ :‬هتتتتتتو المقتتتتتتام التتتتتتذي أشتتتتتتفع لمتتتتتتتي فيتتتتتته‪.‬‬

‫ورواه الترمذي عن أبي كريب‪ ،‬عن وكيع‪ ،‬عن داود‪ ،‬وقال‪ :‬حسن‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا حجتتاج‪ ،‬حتتدثنا ابتتن جريتتج‪ ،‬حتتدثني العلء بتتن عبتتد‬

‫الرحمن بن يعقوب‪ ،‬عن أبيدارة مولى عثمان‪ ،‬قال‪" :‬إنا بتتالبقيع متتع‬

‫أبي هريرة إذ سمعناه يقول‪ :‬أنا أعلم النتتاس بشتتفاعة محمتتد صتتلى‬

‫الله عليه وسلم يوم القيامة‪ ،‬قال‪ :‬فتدارك الناس عليه‪ ،‬فقتتالوا‪ :‬إيتته‬

‫يرحمك الله‪ .‬قال‪ :‬يقول رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬اللهتتم‬

‫‪739‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫اغفر لكل عبد لقيك‪ ،‬يؤمن بك‪ ،‬ل يشرك بتتك"‪ .‬تفتّرد بتته أحمتتد متتن‬

‫هذا الوجه‪.‬‬

‫رواية أم حبيبة‬

‫قال البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي‪ ،‬أخبرنا أبتتو‬

‫داود الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الدمتتي‪ ،‬حتتدثنا عبتتد الكريتتم‬

‫بن الهيثم‪ ،‬حدثنا شعيب‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن أم حبيبتتة‪ ،‬عتتن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قتتال‪" :‬أرأيتتت متتا تلقتتى أمتتتي‬

‫من بعدي‪ ،‬وسفك بعضهم دماء بعض‪ ،‬سبق ذلك من الله‪ ،‬كما ستتبق‬

‫في المم قبلهم‪ ،‬فسألت الله أن يوليني منهم شفاعة‪ ،‬ففعل"‪ .‬قتتال‬

‫البيهقي‪ :‬هذا إسناد صحيح‪.‬‬

‫ذكر شفاعة المؤمنين لهاليهم‬

‫تقدم حديث أبي هريرة‪ ،‬عن أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنتته‪،‬‬

‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أول من يشتتفع يتتوم القيامتتة‬

‫النبيتتتتتتتتتاء‪ ،‬ثتتتتتتتتتم الشتتتتتتتتتهداء‪ ،‬ثتتتتتتتتتم المؤمنتتتتتتتتتون"‪.‬‬

‫‪740‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رواه البزار‪ ،‬وابن ماجة‪ ،‬ولفظه‪" :‬يشفع يوم القيامتتة ثلثتتة‪ :‬النبيتتاء‪،‬‬

‫ثتتتتتتتتتتتتتتتم العلمتتتتتتتتتتتتتتتاء‪ ،‬ثتتتتتتتتتتتتتتتم الشتتتتتتتتتتتتتتتهداء"‪.‬‬

‫فأما ما أورده القرطبي في التذكرة من طريق أبي عمرو الستتماك‪،‬‬

‫حدثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان‪ ،‬أخبرنا على عاصتتم‪ ،‬حتتدثنا خالتتد‬

‫الخزاعي‪ ،‬عن سلمة بن كهيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي الزعراء‪ ،‬قال‪ :‬قال‬

‫ابن مسعود‪" :‬يشفع نبيكم صلى الله عليه وسلم رابع أربعة‪ :‬جبريل‪،‬‬

‫ثتتم إبراهيتتم‪ ،‬ثتتم موستتى‪ ،‬أو عيستتى ثتتم نتتبيكم‪ ،‬ثتتم الملئكتتة‪ ،‬ثتتم‬

‫الصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتديقون‪ ،‬ثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم الشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتهداء"‪.‬‬

‫وقد رواه أبوداود الطيالسي‪ ،‬عن أبي سلمة بن كهيل‪ ،‬عتن أبيته بته‪،‬‬

‫وزاد أبو داود فتتي روايتتته‪" :‬ل يشتتفع بعتتده أكتتبر منتته" وهتتو المقتتام‬

‫مَقامتا ً‬ ‫ك َرب ّت َ‬
‫ن ي َب ْعَث َت َ‬ ‫َ‬
‫ك َ‬ ‫ستتى أ ْ‬
‫المحمود الذي قال الله تعتتالى فيتته‪" :‬عَ َ‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتودًا"‪.‬‬
‫ح ُ‬
‫م ْ‬
‫َ‬

‫فِإنه حديث غريب جدًا‪ ،‬ويحيى بتتن ستتلمة بتتن كهيتتل ضتتعيف‪ ،‬وفتتي‬

‫ن أبتتي ستتعيد‪ ،‬مرفوع تًا‪" :‬إ ِ َ‬


‫ذا‬ ‫الصحيح‪ :‬من طريق عطاء بن يسار‪ ،‬ع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن من الصراط‪ ،‬وراوا أنهم قد َنجوا‪ ،‬فمتتا أنت ُتتم ب ِأش تد ّ‬
‫منو َ‬
‫ص المؤ ِ‬
‫أخل َ‬

‫‪741‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شد ّةَ في الحق‪ ،‬بعدما تبين منهم لربهم في ِإخوانهم الذين في‬
‫منهم ِ‬

‫النار‪ ،‬يقولون‪ :‬يا ربنا‪ِ :‬إخواننا‪ ،‬كانوا يصتتلون معنتتا‪ ،‬ويصتتومون معنتتا‪،‬‬

‫ويحجون معنا‪ ،‬ويقرأون معنا‪ ،‬فيقول الله‪ :‬اذهبوا‪ ،‬فمتتن وجتتدتم فتتي‬

‫قلبه مثقال ذرة متتن إيمتتان فتَأخرجوه متتن النتتار"‪ .‬قتتال أبتتو ستتعيد‪:‬‬

‫ة‬
‫ستتن َ ً‬ ‫ن َتتت ُ‬
‫كح َ‬ ‫مث َْقتتا َ‬
‫ل ذ َّرةٍ وَإ ِ ْ‬ ‫ه ل َ ي َظ ِْلتت ُ‬
‫م ِ‬ ‫ن الّلتت َ‬
‫اقتترأوا إن شتتئتم‪" .‬إ ِ ّ‬

‫ظيمتتتتتتتًا"‪.‬‬ ‫عْفها ويتتتتتتتؤت متتتتتتتن َلتتتتتتتدن َ‬


‫جتتتتتتترا ً عَ ِ‬
‫هأ ْ‬‫ُْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ضتتتتتتتا ِ َ َ‬
‫يُ َ‬

‫قال‪ :‬فيقول الله تعتتالى‪ :‬شتتفعت الملئكتتة‪ ،‬وشتتفع النتتبيون‪ ،‬وشتتفع‬

‫المؤمنون‪ ،‬ولم يبق إل أرحتتم الراحميتتن‪ ،‬فيقبتتض قبضتتة متتن النتتار‪،‬‬

‫فيخرج منها قوما ً لم يعملوا خيرا ً قط‪ ،‬قد عادوا حممًا‪ ،‬فيلقيهتتم فتتي‬

‫نهر في أفواه الجنة‪ ،‬يقال له‪ :‬نهر الحياة‪ ،‬فيخرجون كما تخرج الحبة‬

‫في حميل السيل‪ ،‬فيخرجون كاللؤلؤ‪ ،‬في رقابهم الختتواتيم‪ ،‬يعرفهتتم‬

‫أهل الجنة‪ ،‬فيقولون‪ :‬هؤلء عتقاء الله‪ ،‬أدخلهم الله الجنة بغير عمل‬

‫عملوه‪ ،‬ول خير قدموه‪ ،‬ثم يقول‪ :‬ادخلتتوا الجنتتة‪ ،‬فمتتا رأيتمتتوه فهتتو‬

‫لكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬ر بنا‪ ،‬أي شيء أفضل من هذا? أعطيتنا ما لتتم تعتتط‬

‫‪742‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أحدا ً من العالمين‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬عندي أفضل من هذا‪ ،‬فيقولون‪ :‬ربنا‪:‬‬

‫أي شيء أفضل من هذا? فيقول‪ :‬رضائي‪ ،‬فل أسخط عليكم أبدًا‪.‬‬

‫يشفع المؤمنون يوم القيامة‪ ،‬إل اللعانين‪ ،‬فل شفاعة‬

‫لهم‬

‫وفي حديث إسماعيل بن رافع‪ ،‬عن محمد بن كعب‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عتتن‬

‫أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذكتتر دختتول الجنتتة‪:‬‬

‫"ثم أقول‪ :‬يا رب شفعني فيمن وقع فتتي النتتار متتن أمتتتي‪ ،‬فيقتتول‪:‬‬

‫نعم‪ .‬أخرجوا من النار من كان في قلبه ثلثي دينار‪ ،‬نصف دينار‪ ،‬ثلث‬

‫دينار‪ ،‬ربع دينار حْتى بلغ قيراطين‪ .‬أخرجوا من لم يعمل خيتترا ً قتتط‪.‬‬

‫قال‪ :‬ثم يؤذن في الشفاعة‪ ،‬فل يبقى أحد إل شفع‪ ،‬إل اللعتتان‪ ،‬فتتإنه‬

‫ل يشفع‪ ،‬حتى إن إبليس ليتطاول يومئذ فتتي النتتار‪ ،‬رجتتاء أن يشتتفع‬

‫له‪ ،‬مما يرى من رحمة الله‪ ،‬حتتتى إذا لتتم يبتتق أحتتد إل شتتفع‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫بقيت أنا أرحم الراحمين‪ ،‬فيختترج منهتتا متتا ل يحصتتى عتتدتهم غيتتره‪،‬‬

‫كأنهم الخشب المحترقة‪ ،‬فيطرحون على شط نهر على باب الجنتتة‪،‬‬

‫‪743‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يقال له نهر الحياة‪ ،‬فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميتتل الستتيل"‬

‫رواه ابن أبي الدنيا‪ ...‬وقد قال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا العبتتاس بتتن‬

‫الوليد النرسي‪ ،‬حدثنا يوسف بن خالد‪ ،‬هو الستتمني‪ ،‬عتتن العمتتش‪،‬‬

‫عن أنس‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬يعتترض أهتتل‬

‫النار صفوفًا‪ ،‬فيمر بهم المؤمنون‪ ،‬فيرى الرجل من أهل النار الرجل‬

‫من المؤمنين قد عرفه فتتي التتدنيا فيقتتول‪ :‬يتتا فلن‪ :‬أمتتا تتتذكر يتتوم‬

‫استعنتني على حاجة كذا? ويقول‪ :‬أما تذكر يوم أعطيتتتك قتتال‪ ،‬أراه‬

‫قال‪ :‬كذا وكذا‪ ?-‬فيذكر ذلك المؤمن‪ ،‬فيعرفه‪ ،‬فيشفع لتته إلتتى ربتته‪،‬‬

‫فيشفعه فيه" في إسناده ضعف‪.‬‬

‫طريق أخرى عن أنس‬

‫قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا محمد بن عبد الله بن نمر‪ ،‬وعلي بتتن محمتتد‪،‬‬

‫قال‪ :‬حدثنا لعمش‪ ،‬عن يزيد الرقاشي‪ ،‬عتن أنتس بتن مالتك‪ ،‬قتال‪:‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يصتف النتاس يتوم القيامتة‬

‫صفوفًا‪ ،‬وقال ابن نمير‪ :‬أهل الجنة فيمر الرجل من أهل النتتار علتتى‬

‫‪744‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الرجل‪ ،‬فيقول‪ :‬يا فلن‪ :‬أما تذكر يوم استسقيتني فستتقيتك شتتربة?‬

‫قال‪ :‬فيشفع له‪ ،‬ويمر الرجل علتتى الرجتتل‪ ،‬فيقتتول‪ :‬أمتتا تتتذكر يتتوم‬

‫ناولتك طهورًا? فيشفع له ويمر الرجل على الرجل فيقول‪ :‬أما تذكر‬

‫يتتوم بعثتنتتي لحاجتتة كتتذا وكتتذا فتتذهبت لتتك? فيشتتفع لتته"‪ .‬ورواه‬

‫الطحتتتتتاوي بلفتتتتتظ آختتتتتر قريتتتتتب متتتتتن هتتتتتذا المعنتتتتتى‪.‬‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثني علي بتتن عبتتد اللتته بتتن موستتى‪،‬‬

‫حدثنا حفص بن عمر‪ ،‬حدثنا حماد ابن سلمة‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن الحسن‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يقول الرجل من أهتتل‬

‫الجنة يوم القيامة‪ :‬يا رب‪ :‬إن فلنا ً سقاني شربة من ماء في التتدنيا‪،‬‬

‫فشفعني فيه‪ ،‬فيقتتول اللتته‪ .‬اذهتتب فتتأخرجه متتن النتتار‪ ،‬فيتحستتس‪،‬‬

‫يخرجه منها"‪ .‬وهذا مرسل من مرسلت الحسن الحسان‪.‬‬

‫ومن الحاديث الواردة في شفاعة المؤمنين لهاليهم‬

‫حكى بعضهم عن زبور داود عليه الستتلم‪ :‬أنتته مكتتتوب فيتته‪ :‬يقتتول‬

‫الله‪" :‬إن عبادي الزاهدين‪ ،‬أقول لهم يوم القيامتتة‪ :‬عبتتادي‪ :‬إنتتي لتتم‬

‫‪745‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ي‪ ،‬ولكتتن أردت أن تستتتوفوا نصتتيبكم‬


‫أزوِ عنكتتم التتدنيا لهتتوانكم علت ّ‬

‫موفورا ً اليوم‪ ،‬فتخللوا الصفوف‪ ،‬فمن أحببتموه في الدنيا‪ ،‬أو قضتتى‬

‫لكم حاجه‪ ،‬أو رد عنكم غيبة‪ ،‬أو أطعمكم لقمة ابتغاء وجهي‪ ،‬وطلتتب‬

‫مرضتتتتتتتتاتي‪ ،‬فختتتتتتتتذوا بيتتتتتتتتده‪ ،‬وأدخلتتتتتتتتوه الجنتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫وروى الترمذي‪ ،‬والبيهقي‪ :‬من طريق مالك بتن مغتول‪ ،‬عتن عطيتة‪،‬‬

‫عن أبي سعيد‪ ،‬قال‪ .‬قال رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬إن‬

‫من أمتي لرجال ً يشفع الرجل منهم في الفئام من الناس‪ ،‬فيتتدخلون‬

‫الجنة بشفاعته‪ ،‬ويشفع الرجتتل للقبيلتتة‪ ،‬فيتتدخلون الجنتتة بشتتفاعته‪،‬‬

‫ويشفع الرجل منهم للرجل وأهله‪ ،‬فيدخلون الجنة بشفاعته"‪ .‬وروى‬

‫التتبزار‪ :‬بستتنده‪ ،‬مرفوعتتًا‪" .‬إن الرجتتل ليشتتفع للثنيتتن والثلثتتة"‪.‬‬

‫وله من حديث سفيان الثوري‪ ،‬عن آدم بن علي‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪:‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يقال للرجتتل‪ :‬قتتم يتتا فلن‪:‬‬

‫واشتتفع‪ ،‬فيقتتول الرجتتل‪ ،‬فيشتتفع للقبيلتتة‪ ،‬ولهتتل التتبيت‪ ،‬وللرجتتل‪،‬‬

‫والرجليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن‪ ،‬علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدرعمله"‪.‬‬

‫ومن حديث الحسين بن واقد‪ :‬عن أبي غتتالب‪ ،‬أن أبتتا ثمامتتة حتتدثه‪،‬‬

‫‪746‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬يدخل الجنتتة‬

‫بشفاعة رجل من أمتي أكثر من عدد مضر‪ ،‬ويشفع الرجل في أهتتل‬

‫بيتتتتتتتتتتتتتتته‪ ،‬ويشتتتتتتتتتتتتتتفع علتتتتتتتتتتتتتتى قتتتتتتتتتتتتتتدرعمله"‪.‬‬

‫وروي عن الحاكم‪ ،‬عن الصم‪ ،‬عن الحسن بن مكرم‪ ،‬عتتن يزيتتد بتتن‬

‫هارون‪ ،‬أخبرنا جرير بن عبد الرحمن أو عبتتد اللتته بتتن أبتتي ميستترة‪،‬‬

‫عن أبي أمامة‪ ،‬قال‪ :‬ستتمعت رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫يقول‪" :‬ليتتدخلن الجنتتة بشتتفاعة رجتتل ليتتس مثتتل الحستتين أو مثتتل‬

‫الحسن‪ ،‬مثل ربيعة ومضر‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬وما ربيعة من‬

‫مضتتتتتتتتر? قتتتتتتتتال‪ :‬إنمتتتتتتتتا أقتتتتتتتتول متتتتتتتتا أقتتتتتتتتول"‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا إسماعيل بن إبراهيم‪ ،‬أخبرنا خالتتد الحتتذاء‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫عن عبد الله بن شقيق‪ ،‬قال‪ :‬جلست إلى رهتتط أنتتا رابعهتتم بإيليتتاء‪،‬‬

‫فقال أحدهم‪ :‬ستمعت رستول اللته صتلى اللته عليته وستلم يقتول‪:‬‬

‫"ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتتتي أكتتثر متتن بنتتي تميتتم‪ ،‬قلنتتا‪:‬‬

‫ستتتتتتتتواك يتتتتتتتتا رستتتتتتتتول اللتتتتتتتته?‪ :‬قتتتتتتتتال‪ :‬ستتتتتتتتواي"‪.‬‬

‫قلت‪ :‬أنت سمعته? قال‪ :‬نعم‪ ،‬فلما قام‪ ،‬قلت‪ :‬من هذا?‪ :‬قتتالوا ابتتن‬

‫‪747‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي الجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدعاء‪.‬‬

‫ثم رواه أحمد‪ :‬عن غندر عن شعبة‪ ،‬وعن عفان‪ ،‬عتتن وهتتب‪ ،‬كلهمتتا‬

‫عن خالد الحذاء‪ ،‬به ونحوه‪ .‬ورواه أبو عمر بن الستتماك‪ ،‬عتتن يحيتتى‬

‫بن جعفر‪ ،‬عن سنان‪ ،‬عن جرير بن عثمان‪ ،‬عن عبد الله بن ميسرة‪،‬‬

‫وحبيب بن عدي الرحبي‪ ،‬عن أبي أمامة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬يدخل بشفاعة رجتتل متتن أمتتتي الجنتتة مثتتل أحتتد‬

‫الحييتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن‪ ،‬ربيعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة ومضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫قيل يا رسول الله‪ :‬وما ربيعة ومضر? قال‪" :‬إنمتتا أقتتول متتا أقتتول"‪.‬‬

‫قال‪ :‬فكان الصحابة يرون أنذلك الرجل هو عثمان بتتن عفتتان رضتتي‬

‫اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته عنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وقال محمد بن يوسف الفريابي‪ :‬حتتدثنا ستتفيان الثتتوري‪ ،‬عتتن خالتتد‬

‫الحذاء عن عبد الله بن شقيق العقيلي‪ ،‬فقال‪ :‬جلست إلى نفتتر متتن‬

‫أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم عبد الله بن أبي الجدعاء‪،‬‬

‫فقال‪ :‬سمعت رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪" :‬ليتتدخلن‬

‫الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم"‪ .‬قتتالوا‪ :‬ستتواك يتتا‬

‫‪748‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رسول الله? قال‪ :‬سواي‪ ،‬قال الفريابي‪ :‬يقال إنه عثمتتان بتتن عفتتان‬

‫رضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته عنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪...‬‬

‫رواه الترمذي‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وغيرهتتم‪ :‬متتن طتترق متعتتددة‪،‬‬

‫عن خالد الحذاء‪ ،‬به‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪ ،‬وليس لبتتن أبتتي‬

‫الجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدعاء حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتديث ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتواه‪.‬‬

‫وله من حديث أبي معاوية‪ ،‬عن داود بن أبي هند‪ ،‬عن عبتتد اللتته بتتن‬

‫قيس السدي‪ ،‬عن الحارث بن قيس‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬إن من أمتي من يدخل الجنة بشتتفاعته أكتتثر متتن‬

‫ربيعة ومضتتر‪ ،‬وإن متتن أمتتتي متتن ستتيعظم للنتتار حتتتى يكتتون أحتتد‬

‫زواياها" وكذا رواه أحمد وابن ماجة‪ ،‬من غير وجه عن داود بتتن أبتتي‬

‫هند‪ ،‬وفي لفظ لحمد‪" :‬إن من أمتتي لمتتن يشتفع لكتثر متتن ربيعتتة‬

‫ومضر‪ ،‬وإن من أمتي لمن يعظم للنار حتى يكون ركنا ً من أركانهتتا"‪.‬‬

‫وروى البيهقي من حديث أبي بكر بن عياش‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬قال‪ :‬قال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يدخل بشفاعة رجتتل متتن أمتتتي‬

‫أكثر من ربيعة ومضر‪ ،‬قال هشام‪ :‬أخبرني حوشب‪ ،‬عن الحسن‪ :‬أنه‬

‫‪749‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أويس القرني‪ ،‬قال أبو بكر بن عياش‪ :‬قلت لرجل من قومه‪ :‬أويتتس‬

‫بتتتأي شتتتيء يبلتتتغ هتتتذا? قتتتال‪ :‬فضتتتل اللتتته يتتتؤتيه متتتن يشتتتاء"‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا سعيد بن زيد‪ ،‬حتتدثنا ستتليمان‬


‫وقال ا ِ‬

‫العصري‪ ،‬حدثني عقبة بن صهبان‪ ،‬سمعت أبا بكرة‪ ،‬عن النبي صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قتتال‪" :‬يحصتتل النتتاس علتتى الصتتراط يتتوم القيامتتة‬

‫فتتقادع الناس بهم جنبتا الصتتراط‪ ،‬تقتتادع الفتتراش فتتي النتتار‪ ،‬قتتال‬

‫فينجي الله تبارك وتعالى برحمته من يشاء قال‪ :‬ثم يؤذن للملئكتتة‪،‬‬

‫والنتتبيين‪ ،‬والشتتهداء أن يشتتفعوا‪ ،‬فيشتتفعون ويخرجتتون ويشتتفعون‪،‬‬

‫ويخرجون وزاد عفان مرة أختترى فقتتال‪ :‬ويشتتفعون ويخرجتتون متتن‬

‫كتتتتتتان فتتتتتتي قلبتتتتتته متتتتتتا يتتتتتتزن ذرة متتتتتتن إيمتتتتتتان"‪.‬‬

‫وقال البيهقي‪ :‬حدثنا أبو عبد الله الحافظ أبو سعيد بتتن أبتتي عمتترو‪،‬‬

‫قال‪ :‬حدثنا أبو العباس‪ ،‬محمد بتتن يعقتتوب‪ ،‬حتتدثنا الخضتتر بتتن أبتتان‪،‬‬

‫حدثنا سيار‪ ،‬حدثنا جعفر‪ ،‬يعني ابن سليمان‪ ،‬حدثنا أبتتو طلل‪ ،‬حتتدثنا‬

‫أنس بن مالك‪ ،‬حدثنا‪ ،‬رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬سلك‬

‫رجلن مفازة‪ ،‬أحدهما عابد‪ ،‬والخر به رهق‪ ،‬رفع الذي به رهق إداوة‬

‫‪750‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيها ماء‪ ،‬وليتتس متتع العابتتد متتاء‪ ،‬فعطتتش العابتتد‪ ،‬فقتتال‪ :‬أي فلن‪،‬‬

‫اسقني فهو ذا أموت‪ ،‬فقال‪ :‬إنما معي إداوة‪ ،‬ونحن في مفازة‪ ،‬فتتإن‬

‫سقيتك هلكت‪ ،‬فسلكا‪ ،‬ثتتم إن العابتتد اشتتتد بتته العطتتش فقتتال‪ :‬أي‬

‫فلن‪ ،‬اسقني فهو ذا أموت فقال‪ :‬إنما معي إداوة ونحن في مفتتازة‪،‬‬

‫فإن سقيتك هلكتتت‪ ،‬فستتلكا‪ ،‬ثتتم إن العابتتد ستتقط‪ ،‬فقتتال‪ :‬أي فلن‬

‫اسقني فهو ذا أموت‪ ،‬قال الذي به رهق‪ ،‬والله إن هذا العبد الصتتالح‬

‫يموت ضياعًا‪ ،‬ل يبلني عند الله أبدًا‪ ،‬فر ّ‬


‫ش عليه متتن المتتاء وستتقاه‪،‬‬

‫ثتتم ستتلكا إلتتى المفتتازة‪ ،‬فقطعاهتتا‪ ،‬قتتال‪ :‬فيوقفتتان للحستتاب يتتوم‬

‫القيامة‪ ،‬فيؤمر بالعابد إلى الجنة‪ ،‬ويؤمر بالذي بتته رهتتق إلتتى النتتار‪،‬‬

‫قال فيعرف الذي به رهق العابد‪ ،‬ول يعتترف العابتتد التتذي بتته رهتتق‪،‬‬

‫فيناديه‪ :‬أي فلن‪ ،‬أنا الذي آثرتك على نفسي يوم المفازة‪ ،‬وقد أمتتر‬

‫بي الى النار‪ ،‬فاشفع إلى ربك‪ ،‬فيقول‪ :‬أي رب‪ ،‬إنه قتتد آثرنتتي علتتى‬

‫نفسه‪ ،‬أي رب هبه لي اليوم‪ ،‬فيوهب له‪ ،‬فيأختتذه بيتتده فينطلتتق بتته‬

‫إلى الجنة‪ ،‬زاد فيه‪ :‬فيقول‪ :‬يا فلن‪ ،‬لشد متتا غرتتتك نعمتتة ربتتي عتتز‬

‫وجل‪ .‬ثم قال البيهقي‪ :‬هذا السناد وإن كان غير قوي فله شاهد من‬

‫‪751‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حديث أنتتس بتتن مالتتك‪ ،‬حتتدثنا أبتتو ستتعيد الزاهتتد‪ ،‬إملء‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬

‫الحسن محمد بن الحسن بن الحسين بن منصور‪ ،‬حدثنا أبو عبد الله‬

‫محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشتتنجي‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن أبتتي بكتتر‬

‫المقدمي‪ ،‬حدثنا علي بن أبي سارة‪ ،‬عن ثابت البناني‪ ،‬عن أنس بتتن‬

‫مالك‪ ،‬عن رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬أن رجل ً متتن أهتتل‬

‫الجنة يشرف يوم القيامة على النار‪ ،‬فينتتاديه رجتتل متتن أهتتل النتتار‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬يا فلن‪ ،‬هل تعرفني‪ ،‬فيقول‪ :‬ل‪ ،‬والله ما أعرفك‪ ،‬من أنتتت?‬

‫فيقول‪ :‬أنا الذي مررت بي في الدنيا فاستستتقيتني شتتربة متتن متتاء‬

‫فسقيتك‪ ،‬قال‪ :‬قد عرفت‪ ،‬قال‪ :‬فاشفع بها عند ربتتك‪ ،‬قتتال‪ :‬فيستتأل‬

‫الله عز وجل فيقول إني أشرفت على النار فناداني رجل من أهلها‪،‬‬

‫فقال‪ :‬هل تعرفني? قلت‪ :‬ل والله‪ ،‬ما أعرفتك‪ ،‬متن أنتت? قتال‪ :‬أنتا‬

‫الذي مررت بي في التتدنيا فاستستتقيتني شتتربة متتن متتاء‪ .‬فستتقيتك‬

‫فاشفع لي عند ربك‪ ،‬فشفعني‪ ،‬فيشفعه الله‪ ،‬فيأمر بتته فيختترج متتن‬

‫النتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار‪.‬‬

‫أنبأنا أبو طالب طاهر الفقيه‪ ،‬أنبأنا أبو عبد الله الصتتفار‪ ،‬الصتتبهاني‪،‬‬

‫‪752‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أبو قبيصة‪ ،‬محمد بن عبد الرحمن بن عمتتارة‪ ،‬بتتن القعقتتاع الضتتبي‪،‬‬

‫الصبهاني البغدادي‪ ،‬حدثنا أحمد بتن عمتتران الحبشتي‪ ،‬ستمعت أبتا‬

‫بكر بن عياش يحدث صالحا ً الخزاز‪ ،‬عن سليمان التيمي‪ ،‬عتتن أنتتس‬

‫بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬يجمتتع اللتته‬

‫أهل الجنة صفوفًا‪ ،‬وأهل النار صتتفوفًا‪ ،‬فينظتتر الرجتتل متتن صتتفوف‬

‫أهل النار إلى رجل متتن صتتفوف أهتتل الجنتتة‪ ،‬فيقتتول‪ :‬يتتا فلن‪ :‬أمتتا‬

‫تذكر يوم اصطنعت إليك في الدنيا معروفًا? فيقتتول‪ :‬يتتا رب إن هتتذا‬

‫ي معروفًا‪ ،‬فيقال‪ :‬ختتذ بيتتده‪ ،‬وأدخلتته الجنتتة"‪ ،‬قتتال أنتتس‪:‬‬


‫اصطنع إل ّ‬

‫أشهد أني سمعت رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم يقتتوله‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫وكتتذا رواه الصتتنعاني‪ ،‬عتتن أحمتتد بتتن عمتتران‪ ،‬تفتّرد بتته أحمتتد بتتن‬

‫عمران‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫حديث فيه شفاعة العمال لصاحبها‬

‫قال عبد الله بن المبارك‪ :‬حدثنا رشدين بن سعد‪ ،‬عن حيي‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد الرحمن الحبلي‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬إن الصيام‪،‬‬
‫والقرآن ليشفعان للعبد‪ ،‬يقول الصيام‪ :‬رب منعته الطعام والشراب‪،‬‬
‫والشهوات بالنهار‪ ،‬فشفعني فيه‪ ،‬ويقول القرآن‪ :‬منعته النوم بالليل‬

‫‪753‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فشفعني فيه‪.‬‬
‫وروى نعيم بن حماد‪ ،‬عن إبراهيم بن الحكم بن أبان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫ي‬
‫أبي قلبة‪ ،‬قال‪ :‬إن ابن أخي يتعاطى الشراب‪ ،‬فمرض‪ ،‬فبعث إل ّ‬
‫ليل ً أن ألحق بي فأتيته‪ ،‬فرأيت أسودين قد دنيا منه‪ ،‬فقلت‪ :‬إنا لله‬
‫هلك ابن أخي‪ ،‬فاطلع أبيضان من الكوة التي في البيت‪ ،‬فقال‬
‫أحدهما لصاحبه‪ :‬أنزل إليه‪ ،‬فلما نزل تنحى عنه السودان‪ ،‬فشم‬
‫فاه‪ ،‬فقال‪ :‬ما أرى فيها ذكرًا‪ .‬ثم شم بطنه‪ ،‬فقال‪ :‬ما أرى فيها‬
‫صيامًا‪ ،‬ثم شم رجليه فقال‪ :‬ما أرى فيهما صلة فقال له صاحبه‪ :‬إنا‬
‫لله وإنا إليه راجعون‪ .‬رجل من أمة محمد ليس له من الخير شيء‪.‬‬
‫ويحك‪ ،‬عد فانظر‪ ،‬فعاد فلم يجد شيئًا‪ ،‬فنزل الخر‪ ،‬فشم‪ ،‬فلم يجد‬
‫شيئًا‪ ،‬ثم عاد فإذا في طرفي لسانه تكبيرة في سبيل الله‪ ،‬قالها‬
‫ابتغاء وجه الله بأنطاكية‪ ،‬فقبضوا روحه‪ ،‬فشموا في البيت رائحة‬
‫المسك وشهد الناس جنازته‪ ،‬حديث غريب جدًا‪.‬‬
‫قال العلمة أبو محمد القرطبي في التذكرة‪ :‬وخرج أبو القاسم‬
‫إسحاق بن إبراهيم‪ ،‬بن محمد الختلي في كتاب الديباج له‪ ،‬حدثنا‬
‫أحمد بن أبي الحارث‪ ،‬حدثنا عبد المجيد بن أبي داود‪ ،‬عن معمر بن‬
‫راشد‪ ،‬عن الحكم بن أبان‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله‪" :‬إذا فرغ الله من القضاء بين خلقه أخرج‬
‫كتابا ً من تحت العرش‪ :‬إن رحمتي سبقت غضبي‪ ،‬وأنا أرحم‬
‫الراحمين قال‪ :‬فيخرج من أهل النار مثل أهل الجنة‪ ،‬أو قال‪ :‬مثلي‬
‫أهل الجنة‪ ،‬قال‪ :‬ظني أنه قال‪ :‬مثل أهل الجنة‪ ،‬مكتوب بين أعينهم‪:‬‬
‫عتقاء الله"‪.‬‬
‫وروى الترمذي‪ ،‬عن أنس‪ ،‬مرفوعًا‪ :‬يقول الله تعالى‪ :‬أخرجوا من‬
‫النار من ذكرني يومًا‪ ،‬أو خافني في مقام‪ ،‬وقال‪ :‬حسن غريب‪.‬‬
‫وله عن أبي هريرة‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن‬

‫رجليتتن ممتتن دختتل النتتار اشتتتد صتتياحهما‪ ،‬فقتتال التترب تعتتالى‪:‬‬

‫أخرجوهما‪ ،‬فلما أخرجا قال لهما‪ :‬لي شيء اشتد صتياحكما? فقتال‪:‬‬

‫‪754‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فعلنا ذلك لترحمنا‪ ،‬قال‪ :‬إن رحمتي لكما أن تنطلقا‪ ،‬فتلقيا أنفسكما‬

‫حيث كنتما من النار‪ ،‬فينطلقان فيلقي أحدهما نفستته فيجعلهتتا عليتته‬

‫بردا ً وسلمًا‪ ،‬ويقوم الخر‪ ،‬فل يلقي نفسه‪ ،‬فيقول الرب تعالى‪" :‬متتا‬

‫منعك أن تلقي بنفسك‪ ،‬كما ألقى صاحبك? فيقتتول‪ :‬رب إنتتي لرجتتو‬

‫أن ل تعيدني فيها بعد ما أخرجتني منها فيقتتول التترب‪ :‬لتتك رجتتاؤك‪،‬‬

‫فيدخلن الجنة جميعا ً برحمة الله"‪ .‬وفي إسناده ضعف لحال رشدين‬

‫بن سعد‪ ،‬عن ابن أبي نعم وهما ضعيفان‪ ،‬ولكن يغتفر رواية هذا في‬

‫هتتتتتذا البتتتتتاب متتتتتن التتتتتترغيب والتتتتتترهيب‪ .‬واللتتتتته أعلتتتتتم‪.‬‬

‫وقال عبد الله بن المبارك‪ :‬حدثنا رشدين بن سعد‪ ،‬حدثنا أبو هتتانىء‬

‫الخولني‪ ،‬عن عمرو بن مالك الخشني‪ :‬أن فضالة بن عبود‪ ،‬وعبتتادة‬

‫الصامت حدثاه‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إذا كان‬

‫يوم القيامة‪ ،‬وفرغ الله من قضاء الخلق فيبقى رجلن‪ ،‬فيتتؤمر بهمتتا‬

‫إلى النار‪ ،‬فيلتفت أحدهما‪ ،‬فيقول الجبار‪ :‬ردوه‪ ،‬فيردونه‪ ،‬فيقول له‪:‬‬

‫لم التفت? فيقتتول‪ :‬كنتتت أرجتتو أن تتتدخلني الجنتتة‪ ،‬فيتتؤمر بتته إلتتى‬

‫الجنة‪ ،‬فيقول‪ :‬لقد أعطاني ربي حتى لو أني أطعمت أهل الجنتتة متتا‬

‫‪755‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نقص ذلك مما عندي شيئًا‪ ،‬وكان رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‬

‫إذا ذكره يرى السرور في وجهه"‪.‬‬

‫فصل‬

‫أصحاب العراف‬

‫ن ك ُل ّ‬
‫ل ي َعْرِفُتتو َ‬
‫جا ٌ‬ ‫ب وَعََلى ال َعَْرا ِ‬
‫ف رِ َ‬ ‫جا ٌ‬
‫ح َ‬
‫ما ِ‬
‫قال الله تعالى‪" :‬وَ ب َي ْن َهُ َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫ها َوه ت ْ‬
‫خلو َ‬ ‫م ل َت ْ‬
‫م ي َتد ْ ُ‬ ‫م عَل َْيك ت ْ‬
‫س تل َ ٌ‬
‫ن َ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫جن ّتةِ أ ْ‬ ‫حا َ‬
‫ص َ‬
‫م وََنادْوا أ ْ‬
‫سيماهُ ْ‬
‫بِ ِ‬

‫ب الّنتارِ َقتاُلوا َرب ّن َتتا ل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫حا ِ‬ ‫م ت ِل َْقتاء أ ْ‬
‫صت َ‬ ‫صتاره ْ‬ ‫صترفَ ْ‬
‫ت أب ْ َ‬ ‫ن‪ ،‬وَإ ِ َ‬
‫ذا ُ‬ ‫ي َط ْ َ‬
‫مُعو َ‬

‫وم ال ّ‬
‫ظتتتتتتتتتتتتتتاِلمين"‪.‬‬ ‫متتتتتتتتتتتتتتعَ ال َْقتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫جعَل َْنتتتتتتتتتتتتتتا َ‬
‫تَ ْ‬

‫قتتال ابتتن عبتتاس وغيتتره‪ :‬العتتراف ستتور بيتتن الجنتتة والنتتار‪ :‬وقتتال‬

‫العتبي‪ :‬عن صلة بن زفر‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬قال‪" :‬أصحاب العراف‪ ،‬قتتوم‬

‫تجاوزت بهم حستتناتهم النتتار‪ ،‬وقصتترت بهتتم ستتيئاتهم عتتن الجنتتة"‪.‬‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬ ‫ب الّنتارِ َقتاُلوا َرب ّن َتتا ل َتجعَل َْنتا َ‬
‫مت َ‬ ‫حا ِ‬ ‫م ت ِل َْقاَء أ ْ‬
‫صت َ‬ ‫صاُرهُ ْ‬ ‫صرِفَ ْ‬
‫ت أب ْ َ‬ ‫"وإ ِ َ‬
‫ذا ُ‬

‫ن"‪.‬‬
‫مي َ‬ ‫وم ال ّ‬
‫ظتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال ِ ِ‬ ‫ال َْقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬

‫فبينما هم كذلك إذا طلع عليهم ربك‪ ،‬فقتتال‪ :‬قومتتوا فتتادخلوا الجنتتة‪،‬‬

‫‪756‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتتتإني قتتتتتتتتتتتتتتتتد غفتتتتتتتتتتتتتتتترت لكتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫ورواه البيهقي‪ :‬من وجه آختتر‪ ،‬عتتن الشتتعبي‪ ،‬عتتن حذيفتتة‪ ،‬مرفوعتا ً‬

‫وفيه نظر‪ .‬وقتتال ستتفيان الثتتوري‪ :‬عتتن حتتبيب بتتن أبتتي ثتتابت‪ ،‬عتتن‬

‫مجاهد‪ ،‬عن عبد الله بن الحارث بن نوفل‪ ،‬قال‪" :‬أصتتحاب العتتراف‬

‫رجال تستوي حسناتهم وسيئاتهم‪ ،‬فيذهب بهم إلى نهر يقال له نهتتر‬

‫الحياة‪ -‬تربتتته ورس وزعفتتران‪ ،‬وحافتتتاه‪ ،‬قصتتب متتن ذهتتب‪ ،‬مكلتتل‬

‫بتتاللؤلؤ فيغتستتلون منتته‪ ،‬فتبتتدو فتتي نحتتورهم شتتامة بيضتتاء‪ ،‬ثتتم‬

‫يغتسلون‪ ،‬فيزدادون بياضًا‪ ،‬ثم يقال لهم‪ :‬تمنوا ما شئتم‪ ،‬فيتمنون ما‬

‫شاءوا‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬لكم متتا تمنيتتتم وأضتتعافه ستتبعين متترة‪ ،‬فتتأولئك‬

‫مستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاكين الجنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫وقتتد وردت أحتتاديث فيهتتا غرابتتة‪ ،‬فتتي شتتأن أصتتحاب العتتراف‪،‬‬

‫وصفاتهم‪ ،‬تركناها لضعفها‪.‬‬

‫جَنة‬
‫خل ال َ‬ ‫ر َ‬
‫في َدْ ُ‬ ‫من الّنا ِ‬
‫ج ِ‬
‫خُر ْ‬
‫من ي َ ْ‬
‫ذكر أول َ‬

‫‪757‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثبت في صحيح مسلم‪ :‬متتن حتتديث الزهتتري‪ ،‬عتتن عطتتاء بتتن يزيتتد‬

‫الليثي أن أبا هريرة أخبره‪ :‬أن أناسا ً قالوا لرستتول اللتته‪ :‬يتتا رستتول‬

‫الله هل نرى ربنا يوم القيامة? فقتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬هل تضارون في القمر ليلة البدر? قالوا‪ :‬ل يا رستتول اللتته‪،‬‬

‫قال‪ :‬هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب? قتتالوا‪ :‬ل‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫فإنكم ترونه كذلك‪ ،‬يجمع الله الناس يوم القيامة‪ ،‬فيقول‪ :‬متتن كتتان‬

‫يعبد شيئًا‪ ،‬فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس‪ ،‬ويتبع من كان يعبد‬

‫القمر القمر‪ ،‬ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت‪ ،‬وتبقتتى هتتذه‬

‫المة‪ ،‬فيهتتا منافقوهتتا‪ ،‬فيتتأتيهم اللتته فتتي صتتورة غيتتر صتتورته التتتي‬

‫يعرفون‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا ر بكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬نعوذ بتتالله منتتك‪ ،‬هتتذا مكاننتتا‪،‬‬

‫حتى يأتينا ربنا‪ .‬فإذا جاء ربنا عرفناه‪ ،‬فيأتيهم الله فتتي صتتورته التتتي‬

‫يعرفون فيقول‪ :‬أنا ر بكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬أنتت ر بنتا‪ ،‬فيتبعتونه‪ ،‬ويضترب‬

‫الصراط بين ظهراني جهنم‪ ،‬فتتأكون أنتتا وأمتتتي أول متتن نجتتتاز‪ ،‬ول‬

‫يتكلم يومئذ إل الرسل‪ ،‬ودعاء الرسل يومئذ‪ :‬اللهم سلم سلم‪ .‬وفي‬

‫جهنم كلليب مثل شوك السعدان‪ ،‬هل رأيتم السعدان? قتتالوا‪ :‬نعتتم‬

‫‪758‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يا رسول الله‪ .‬قال‪ :‬فإنها مثل شوك السعدان‪ ،‬غير أنه ل يعلتتم قتتدر‬

‫عظمها إل اللتته‪ ،‬تخطتتف النتتاس بأعمتتالهم‪ ،‬فمنهتتم الموبتتق بعملتته‪،‬‬

‫ومنهم المجازي‪ ،‬حتى إذا فرغ الله من القضاء بيتتن العبتتاد‪ ،‬وأراد أن‬

‫يخرج برحمته من أراد من أهل النار يتتأمر الملئكتتة أن يخرجتتوا متتن‬

‫النار من كان ل يشرك بالله شيئًا‪ ،‬ممتن أراد اللته أن يرحمته‪ ،‬ممتن‬

‫يقول ل إله إل الله‪ ،‬فيعرفونهم في النتتار‪ ،‬يعرفتتونهم بتتأثر الستتجود‪،‬‬

‫تأكل النار متتن ابتتن آدم إل أثتتر الستتجود‪ ،‬فيخرجتتون متتن النتتار‪ ،‬قتتد‬

‫امتحشوا‪ ،‬فيصب عليهم من ماء الحياة‪ ،‬فينبتون منه كما تنبت الحبة‬

‫في حميل السيل‪ ،‬ويفرغ الله من القضاء بيتتن العبتتاد‪ ،‬ويبقتتى رجتتل‬

‫مقبل بوجهه على النار‪ ،‬وهو آخر أهل النار دخول ً الجنة‪ ،‬فيقتتول‪ :‬أي‬

‫رب‪ ،‬اصتترف وجهتتي عتتن النتتار‪ ،‬فتتإنه قتتد مستتني ريحهتتا‪ ،‬وأحرقنتتي‬

‫ذكاؤها‪ ،‬فيدعو الله ما شاء أن يدعوه‪ ،‬ثم يقول الله‪ :‬هل عستتيت إن‬

‫أعطيت ذلك‪ ،‬أن تسألني غيره? فيقول‪ :‬ل أسألك غيره‪ ،‬ويعطي ربه‬

‫من عهود ومواثيق ما شاء‪ ،‬فيصرف وجهه عن النار‪ ،‬فإذا أقبل علتتى‬

‫الجنة‪ ،‬ورآهتتا‪ ،‬ستتكت متتا شتتاء اللتته أن يستتكت ثتتم يقتتول‪ :‬أي رب‪:‬‬

‫‪759‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قدمني إلتتى بتتاب الجنتتة‪ ،‬فيقتتول اللتته‪ :‬أليتتس قتتد أعطيتتت عهتتودك‬

‫ومواثيقك‪ ،‬ل تسألني شيئا ً غير الذي أعطيت? ويلك يتتا ابتتن آدم‪ :‬متتا‬

‫أغدرك? فيقول‪ :‬أي رب‪ ،‬ويدعو الله‪ ،‬حتتتى يقتتول‪ :‬فهتتل عستتيت إن‬

‫أعطيتك ذلك أن تسألني غيره? فيقول‪ :‬ل وعزتتك‪ ،‬ويعطتي ربته متا‬

‫شاء من عهود ومواثيق‪ ،‬فيقدمه إلى باب الجنة‪ ،‬فإذا قام علتتى بتتاب‬

‫الجنة‪ ،‬انفهقت له الجنة‪ ،‬فرأى ما فيها من الخير والسرور‪ ،‬فيستتكت‬

‫ما شاء الله أن يسكت‪ ،‬ثتتم يقتتول‪ :‬أي رب‪ :‬أدخلنتتي الجنتتة‪ ،‬فيقتتول‬

‫الله تعالى‪ :‬أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك‪ ،‬أن ل تسأل غير متتا‬

‫أعطيت? ويحك يا ابتتن آدم? متتا أغتتدرك? فيقتتول‪ :‬أي رب‪ ،‬ل أكتتون‬

‫أشقى خلقك‪ ،‬فل يزال يدعو الله‪ ،‬حتى يضحك اللتته منتته‪ ،‬ثتتم يقتتول‬

‫له‪ :‬ادخل الجنة‪ ،‬فيدخلها فيقتتول اللتته‪ :‬تمنتته‪ ،‬فيستتأل اللتته ويتمنتتى‪.‬‬

‫حتى إن الله ليذكره‪ ،‬من كذا وكتتذا‪ ،‬حتتتى إذا انقطعتتت بتته المتتاني‪،‬‬

‫قتتتتتتتتتال اللتتتتتتتتته‪ ،‬لتتتتتتتتتك ذلتتتتتتتتتك ومثلتتتتتتتتته معتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫قال عطاء بن يزيد‪ :‬وأبو سعيد الخدري مع أبي هريتترة‪ ،‬ل يتترد عليتته‬

‫شيئا ً من حديثه‪ ،‬حتى إذا قال أبو هريرة‪ :‬إن الله قال لتتذلك الرجتتل‪:‬‬

‫‪760‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ومثله معه‪ .‬قال أبو سعيد‪ :‬وعشرة أمثاله معه يتتا أبتتا هريتترة‪ ،‬فقتتال‬

‫أبو هريرة‪ :‬ما حفظت إل قوله‪ :‬لك ذلك مثله معه‪ ،‬فقال أبتتو ستتعيد‪:‬‬

‫أشهد أني حفظت من رسول الله صلى الله عليه وستتلم قتتول‪ :‬لتتك‬

‫ذلك وعشرة أمثاله‪ ،‬قال أبو هريرة‪ :‬وذلتتك الرجتتل آختتر أهتتل الجنتتة‬

‫دختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو ً‬
‫ل"‪.‬‬

‫هذا لفظ مسلم‪ ،‬من طريق عبد الرزاق عن معمر‪ ،‬عتتن همتتام‪ ،‬عتتن‬

‫أبي هريرة‪ ،‬ثم أورد الحديث من رواية عطاء بن يسار‪ ،‬وغيتتره‪ :‬عتتن‬

‫أبي سعيد‪ ،‬فساقه بطتتوله نحتتوه‪ ،‬وفيتته‪" :‬إنته يعطتتى ذلتتك وعشتترة‬

‫أمثاله" وفي بعض سياقاته‪" :‬أنه ينتقل من النار إلى باب الجنتتة فتتي‬

‫ثلث مراحل‪ ،‬كل مرحلة يجلس تحت شجرة كل واحدة هي أحستتن‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتن أختهتتتتتتتتتتتتتتتتا التتتتتتتتتتتتتتتتتي قبلهتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫وكذلك رواه مسلم أيضًا‪ :‬من حتتديث ابتتن مستتعود وفيتته‪" :‬وعشتترة‬

‫أمثتتاله" كمتتا حفظتته أبتتو ستتعيد‪ ،‬واللتته ستتبحانه أعظتتم وأكتترم‪.‬‬

‫وكذا رواه البخاري‪ :‬عن ابن مسعود‪ ،‬وفيه‪" :‬وعشرة أمثاله" فقتتال‪:‬‬

‫حدثنا عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬عتتن منصتتور‪ ،‬عتتن إبراهيتتم‪،‬‬

‫‪761‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن عبيدة‪ ،‬عن عبد الله‪ ،‬قال‪ :‬قال النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"إني لعلم آخر أهل النار خروجا ً منها‪ ،‬وآخر أهل الجنة دخول ً الجنة‪،‬‬

‫رجل يخرج من النتتار حبتتوًا‪ ،‬فيقتتول اللتته لتته‪ :‬اذهتتب فادختتل الجنتته‪،‬‬

‫فيأتيها‪ ،‬فيخيل إليه أنها ملى‪ ،‬فيرجع‪ ،‬فيقتتول‪ :‬يتتا رب وجتتدتها ملى‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬اذهب فادخل الجنة‪ ،‬فإن لك مثل الدنيا‪ ،‬وعشرة أمثالهتتا‪ ،‬أو‬

‫إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا‪ -‬فيقول‪ :‬تسخربي‪ -‬أو تضتتحك منتتي‪-‬‬

‫وأنت الملك? فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وستتلم يضتتحك‬

‫حتى بدت نواجذه وكان يقال‪ :‬ذلك أدنى أهل الجنة منزلة"‪.‬‬

‫فصل‬

‫روى الدارقطني في كتابه‪ :‬الرواة عن مالك‪ ،‬والخطيب البغدادي‪،‬‬


‫من طريق غريبة‪ ،‬عن عبد الملك بن الحكم‪ ،‬حدثنا مالك‪ ،‬عن نافع‪،‬‬
‫عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن آخر‬
‫من يدخل الجنة رجل من جهينة‪ ،‬يقال له جهينة‪ ،‬فيقول أهل الجنة‪.‬‬
‫عند جهينة الخبر اليقين‪ ،‬سلوه‪ :‬هل بقي من الخلئق أحد"? وهذا‬
‫لمام مالك‪ ،‬لجهالة رواته عنه‪ ،‬ولو كان‬ ‫الحديث ل تصح نسبته إلى ا ِ‬
‫ً‬
‫محفوظا عنه من حديثه لكان في كتبه المشهورة عنه‪ ،‬كالموطإ ِ‬
‫وغيره مما رواه عنه الثقات‪ .‬والعجيب أن أبا عبد الله القرطبي‬
‫ذكره في التذكرة‪ ،‬وجزم به‪ ،‬فقال‪ :‬قال ابن عمر‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة‪ ،‬يقال‬

‫‪762‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫له جهينة‪ ،‬فيقول أهل الجنة‪ :‬وعند جهينة الخبر اليقين‪.‬‬


‫وكذلك ذكره السهيلي‪ ،‬ولم يضعفه‪ ،‬وحكى عن السهيل قول آخر‪:‬‬
‫أن اسمه هناد فالله أعلم إلى هنا‪.‬‬
‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا محمد بن مسعود بن نمير‪ ،‬حدثنا العمش‪ ،‬عن‬
‫المعرور بن سويد‪ ،‬عن أبي ذر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪" :‬إني لعلم آخر أهل الجنة دخول ً الجنة‪ ،‬وآخر أهل النار‬
‫خروجا ً منها‪ ،‬رجل يؤتى به يوم القيامة‪ ،‬فيقال له‪ :‬عملت يوم كذا‪،‬‬
‫كذا وكذا‪ .‬وعملت يوم كذا‪ ،‬كذا وكذا‪ .‬فيقول‪ :‬نعم ل يستطيع أن‬
‫ينكر‪ ،‬وهومشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه‪ ،‬فيقال له‪ :‬إن لك‬
‫مكان كل سيئة حسنة‪ .‬فيقول‪ :‬رب‪ :‬عملت أشياء ل أرها هاهنا‪،‬‬
‫فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك‪ ،‬حتى بدت‬
‫نواجذه "‪.‬‬
‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا عبد الله بن سعد بن يحيى المزكي‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫فروة يزيد بن محمد بن سنان الرهاوي‪ ،‬حدثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫حدثني أبو يحيى الكلعي‪ ،‬عن أبي أمامة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن آخر رجل يدخل الجنة‪ ،‬رجل يتقلب على‬
‫ظهر الصراط ظهرا ً لبطن‪ ،‬كالغلم يضربه أبوه‪ ،‬وهو يفر منه‪ ،‬يعجز‬
‫عنه عمله أن يسعى‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬بلغ بي الجنة‪ ،‬ونجني من النار‪،‬‬
‫فيوحي الله إليه‪ :‬عبدي إن أنا نجيتك من النار‪ ،‬وأدخلتك الجنة‪،‬‬
‫أتعترف لي بذنوبك‪ ،‬وخطاياك? فيقول العبد‪ :‬نعم يا رب‪ :‬وعزتك إن‬
‫نجيتني من النار لعترف لك بذنوبي وخطاياي‪ ،‬فيجوز الجسر‪،‬‬
‫ويقول العبد فيما بينه وبين نفسه‪ :‬لئن اعترفت له بذنوبي‬
‫وخطاياي‪ ،‬ليردني إلى النار‪ ،‬فيوحي الله إليه‪ :‬عبدي‪ :‬اعترف‬
‫بذنوبك‪ ،‬وخطاياك‪ ،‬أغفرها لك‪ ،‬وأدخلك الجنة‪ ،‬فيقول العبد‪ :‬ل‬
‫وعزتك وجللك ما أذنبت ذنبا ً قط‪ ،‬ول أخطأت خطيئة قط‪ ،‬فيوحي‬
‫الله إليه‪ ،‬عبدي‪ :‬إن لي عليك بينة‪ ،‬فيلتفت العبد يمينا ً وشمال ً فل‬
‫يرى أحدًا‪ :‬فيقول‪ :‬يا رب‪ :‬أرني بينتك‪ ،‬فيستنطق الله جلده‬
‫بالمحقرات‪ ،‬فإذا رأى ذلك العبد‪ ،‬يقول‪ :‬يا رب‪ :‬عندي وعزتك‬
‫العظائم‪ ،‬فيوحي الله إليه‪ :‬عبدي‪ :‬أنا أعرف بها منك‪ ،‬اعترف لي بها‬

‫‪763‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أغفرها لك‪ ،‬وأدخلك الجنة‪ ،‬فيعترف العبد بذنوبه‪ ،‬فيدخله الجنة‪ ،‬ثم‬
‫ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫هذا أدنى أهل الجنة منزلة‪ ،‬فكيف بالذي فوقه?"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا حسن بن موسى‪ ،‬حدثنا سلم‪ -:‬يعني ابن‬ ‫وقال ا ِ‬
‫مسكين‪ -‬عن طلل‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬إن عبدا ً في جهنم لينادي ألف سنة‪ :‬يا حنان‪ ،‬يا منان‪.‬‬
‫قال‪ :‬فيقول الله لجبريل‪ :‬اذهب فائتني بعبدي هذا‪ ،‬فينطلق جبريل‪،‬‬
‫فيجد أهل النار مكبين يبكون فيرجع إلى ربه فيخبره‪ ،‬فيقول‪ :‬ائتني‬
‫به‪ ،‬فإنه في مكان كذا وكذا‪ ،‬فيجيء به‪ ،‬فيوقفه على ربه‪ ،‬فيقول‬
‫له‪ :‬يا عبدي‪ ،‬كيف وجدت مكانك ومقيلك? فيقول‪ :‬يا رب‪ ،‬شر‬
‫مكان‪ ،‬وشر مقيل‪ ،‬فيقول‪ :‬ردوا عبدي‪ ،‬فيقول‪ :‬ما كنت أرجو إذا‬
‫أخرجتني منها‪ ،‬أن تردني فيها‪ ،‬فيقول الله تعالى‪ :‬دعوا عبدي" ‪.‬‬
‫تفّرد به أحمد‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان بن سلمة‪ ،‬أخبرنا ثابت‪ ،‬وأبو عمران‬ ‫وقال ا ِ‬

‫الجوني‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫قال‪" :‬يخرج أربعة من النار‪ -‬قتال أبتتو عمتتران‪ :‬أربعتة‪ ،‬وقتال ثتتابت‪:‬‬

‫رجلن‪ -‬فيعرضتتون علتتى اللتته‪ ،‬ثتتم يتتؤمر بهتتم‪ -‬أو بهمتتا‪ -‬إلتتى النتتار‪،‬‬

‫فيلتفت أحدهم‪ ،‬فيقول‪ :‬أي رب قد كنت أرجو إذا أخرجتني منهتتا أن‬

‫ل تعيدني فيها‪ ،‬فينجيه اللتته منهتتا" ‪ .‬هكتتذا رواه مستتلم‪ :‬متتن حتتديث‬

‫حمتتتتتتتتتتتتتتتتتاد بتتتتتتتتتتتتتتتتتن ستتتتتتتتتتتتتتتتتلمة‪ :‬بتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وقال عبد الله بن المبارك‪ :‬حدثني رشيد بن سعيد‪ ،‬حدثني ابن أنعتتم‬

‫‪764‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن أبي عثمان‪ ،‬أنه حدثه‪ ،‬عن أبي هريتترة‪ ،‬عتتن رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬ن رجلين ممتتن دختتل النتتار‪ ،‬يشتتتد صتتياحهم‪،‬‬

‫فيقول الرب جل جلله‪ :‬أخرجوهما‪ ،‬فيخرجان‪ ،‬فيقول الله لهما‪ :‬لي‬

‫شيء اشتتتد صتتياحكما? فيقتتولن‪ :‬فعلنتتا ذلتتك لترحمنتتا‪ ،‬فيقتتول عتتز‬

‫وجل‪ :‬رحمتي لكما بتتأن تنطلقتتا إليهتتا‪ ،‬فيلقتتي أحتتدهما نفستته فيهتتا‪،‬‬

‫فيجعلها عليه الله بردا ً وسلمًا‪ ،‬أما الخر‪ ،‬فل يلقي نفسه‪ ،‬فيقول له‬

‫الرب‪ :‬ما منعك أن تلقي نفسك كما فعل صاحبك? فيقول‪ :‬رب‪ :‬إني‬

‫أرجو أن ل تعيتتدني فيهتتا بعتتدما أخرجتنتتي منهتتا‪ :‬فيقتتول التترب‪ :‬لتتك‬

‫رجتتتاؤك‪ ،‬فيتتتدخلن جميعتتتا ً الجنتتتة‪ ،‬برحمتتتة اللتتته عتتتز وجتتتل"‪.‬‬

‫وذكر بلل بن سعد في خطبته‪" :‬إن الله تعالى إذا أمرهمتتا بتتالرجوع‬

‫إلى النار‪ ،‬ينطلق أحدهما في أغلله‪ ،‬وسلسله‪ ،‬حتى يقتحمها‪ ،‬ويتلكأ‬

‫الخر‪ ،‬فيقول الله للول‪ :‬ما حملتتك علتتى متتا صتتنعت? فيقتتول‪ :‬إنتتي‬

‫خررت متتن وبتتال معصتتيتك فتتي العتتذاب الليتتم‪ ،‬فلتتم أكتتن أتعتترض‬

‫لسخطك ثانيًا‪ ،‬وأما الخر‪ ،‬فيقول‪ :‬حسن ظني بك‪ ،‬إذ أخرجتني منها‬

‫أن ل تعيدني إليها‪ ،‬فيرحمهما الله‪ ،‬ويدخلهما الجنة"‪.‬‬

‫‪765‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فصل‬

‫إذا خرج أهل المعاصي منها‪ ،‬فلم يبق فيها غير الكافرين‪ ،‬فإنهم ل‬
‫من َْها"‪.‬‬ ‫ن ِ‬ ‫جو َ‬ ‫خر ُ‬ ‫م ل َ يُ ْ‬ ‫يموتون فيها ول يحيون‪ ،‬كما قال تعالى‪َ" :‬فال ْي َوْ َ‬
‫ول محيد لهم عنها‪ ،‬بل هم خالدون فيها أبدًا‪ ،‬وهم الذين حبسهم‬
‫ن ي َْعص الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫م ْ‬ ‫القرآن‪ ،‬وحكم عليهم بالخلود‪ ،‬كما قال تعالى‪" :‬وَ ِ‬
‫ن‬ ‫دو َ‬ ‫ما ُيوعَ ُ‬ ‫ذا َرأْوا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫ن ِفيَها أَبدا ً " َ‬ ‫دي َ‬
‫خال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫جهًن ّ َ‬ ‫ه َناَر َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ه فَإ ِ ّ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وََر ُ‬
‫ددًا"‪.‬‬ ‫ل عَ َ‬ ‫صرا ً وَأ َقَ ّ‬ ‫ف َنا ِ‬ ‫ضع َ ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫سي َْعل ُ‬ ‫فَ َ‬
‫سِعيرا ً َ‬ ‫َ‬
‫ن ِفيَها‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن وَأعًد ّ ل َهُ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ه ل َعَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫صيرًا"‪.‬‬ ‫ن َولي ّا ً وَل َ ن َ ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ج ُ‬‫أَبدا ً ل َ ي َ ِ‬
‫م وَل َ‬ ‫ه ل ِي َغِْفَر ل َهُ ْ‬ ‫كن الل ّ ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫موا ل َ ْ‬ ‫ن ك ََفُروا وَظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫ك عََلى الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن ِفيَها أ ََبدا ً وَ َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ريقَ َ‬ ‫ريقا ً إ ِل ّ ط َ ِ‬ ‫م طَ ِ‬ ‫ل ِي َهْدِي َهُ ْ‬
‫سيرًا"‪.‬‬ ‫يَ ِ‬
‫فهذه ثلث آيات‪ ،‬فيهن الحكم عليهم بالخلود أبدًا‪ ،‬ليس لهن رابعة‬
‫ن ِفيَها إ ِل ّ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬‫م َ‬ ‫واك ْ‬ ‫مث ْ َ‬
‫ل الّنار َ‬ ‫مثلهن في ذلك‪ ،‬فأما قوله تعالى‪َ" :‬قا َ‬
‫م عَِليم"‪.‬‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫شِهي ٌ‬ ‫م ِفيَها َزفيٌر وَ َ‬ ‫شُقوا فَِفي الّنارِ ل َهُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫وقوله تعالى‪َ" :‬فأ ّ‬
‫ن َرب ّ َ‬ ‫شاَء َرب ّ َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ك إِ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ض إ ِل ّ َ‬‫ت َوالْر ُ‬ ‫وا ُ‬ ‫سم َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫دا َ‬‫ما َ‬ ‫ن ِفيَها َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬
‫َ‬
‫د"‪.‬‬ ‫ري ُ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫فّعال ل ِ َ‬
‫فلقد تكلم ابن جرير وغيره من المفسرين على هذه الية بكلم‬
‫طويل‪ ،‬بسطه‪ ،‬وجاءت آثار عن الصحابة غريبة‪ ،‬ووردت أخبار‬
‫عجيبة‪ ،‬وللكلم على ذلك موضع آخر‪ ،‬ليس هذا موطنه‪ ،‬والله أعلم‬
‫وأحكم‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا إبراهيم بن إسحاق‪ ،‬حدثنا ابن المبارك‬ ‫وقد قال ا ِ‬
‫عمرو بن محمد بن زيد‪ ،‬حدثني أبي‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إذا صار أهل الجنة في الجنة‪ ،‬وأهل‬
‫النار في النار‪ ،‬جيء بالموت حتى يوقف بين الجنة والنار‪ ،‬ثم يذبح‪،‬‬
‫ثم ينادي منادي‪ :‬يا أهل الجنة خلود ول موت‪ ،‬ويا أهل النار خلود ول‬
‫موت فازداد أهل الجنة فرحا ً إلى فرحهم‪ ،‬وازداد أهل النار حزنا ً‬

‫‪766‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫على حزنهم" ‪.‬‬


‫وهكذا رواه البخاري‪ :‬عن معاذ بن أسد بن عبد الله بن المبارك‪ ،‬به‪،‬‬
‫مثله‪ ،‬وقال أحمد‪ ،‬حدثنا حسان بن الربيع الموصلي‪ ،‬حدثنا حماد بن‬
‫سلمة‪ ،‬عن عاصم بن بهدلة‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يؤتى بالموت كبشا ً أملح‬
‫فيوقف بين الجنة والنار‪ ،‬فيقول‪ :‬يا أهل الجنة‪ :‬فيشرئبون‬
‫وينظرون‪ ،‬ويقول‪ :‬يا أهل النار‪ ،‬فيشرئبون‪ ،‬وينظرون‪ ،‬ويرون أن قد‬
‫جاء الفرج‪ ،‬فيذبح ويقال‪ :‬خلود ل موت"‪ .‬وهذا إسناد غريب من هذا‬
‫الوجه‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا يزيد وابن نمير‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن عمرو‪ ،‬عتتن‬

‫أبي سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬يؤتى بالموت يوم القيامة‪ ،‬فيوقف على الصراط‪ ،‬فيقال‪ :‬يتتا‬

‫أهل الجنة‪ :‬فيطلعون خائفون‪ ،‬وجلين أن يخرجوا من مكتتانهم التتذي‬

‫هم فيه‪ ،‬فيقال‪ :‬هل تعرفون هذا‪ .‬فيقولون‪ :‬نعم ربنا‪ ،‬هذا الموت‪ ،‬ثم‬

‫يقال‪ :‬يا أهل النار‪ :‬فيطلعون فرحيتتن‪ ،‬مستبشتترين أن يخرجتتوا متتن‬

‫مكانهم الذي هم فيه‪ ،‬فيقال‪ :‬هل تعرفون هذا? فيقولون‪ :‬نعتتم‪ ،‬هتتذا‬

‫الموت‪ ،‬فيؤمر به فيذبح على الصراط‪ ،‬ثتتم يقتتال للفريقيتتن كليهمتتا‪:‬‬

‫خلتتتتتتتتتتود فيمتتتتتتتتتتا تجتتتتتتتتتتدون‪ ،‬ل متتتتتتتتتتوت أبتتتتتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫إسناده جيد قوي‪ ،‬على شرط الصتتحيح‪ ،‬ولتتم يخرجتته أحتتد متتن هتتذا‬

‫‪767‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوجه‪.‬‬

‫وقال الحافظ أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا بشر بن آدم‪ ،‬حدثنا نافع بن خالتتد‬

‫الطاحي‪ ،‬حدثنا نوح بن قيس الطاحي‪ ،‬عن أخيه خالد بن قيس‪ ،‬عتتن‬

‫قتادة‪ ،‬عن أنتتس‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬يتتؤتى‬

‫بالموت يوم القيامة‪ ،‬فيوقف بين الجنة والنار‪ ،‬فيذبح‪ ،‬فيقال‪ :‬يا أهتتل‬

‫الجنة‪ :‬خلود ول موت‪ ،‬ويا أهل النار‪ :‬خلود ول موت"‪ .‬ثم قال البزار‪:‬‬

‫ل نعلمتتتتته يتتتتتروى عتتتتتن أنتتتتتس‪ ،‬إل متتتتتن هتتتتتذا التتتتتوجه‪.‬‬

‫بسم الّله الرحمن الرحيم‬

‫كتاب صفة َأهل الجنة‬

‫وما فيها من النعيم نسَأل الله عز وجل َأن يدخلنا‬

‫برحمته‬

‫ذكر ما ورد في عدد أبوابها واتساعها وعظمة جناتها‬

‫حَتى إ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫مرا ً َ‬‫جن ّةِ َز َ‬‫م إ َِلى ال ْ َ‬ ‫وا َرب ّهُ ْ‬
‫ن ات َّق ْ‬‫ذي َ‬ ‫سيقَ ال ّ ِ‬ ‫وقال الله تعالى‪" :‬وَ ِ‬
‫خُلو َ‬ ‫َ‬
‫ها‬ ‫م ط ِب ُْتم َفاد ْ ُ‬‫م عَل َي ْك ُ ْ‬‫سل َ ٌ‬‫خَزْنتَها َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫واب َُها وََقا َ‬ ‫ت أب ْ َ‬‫ح ْ‬‫ها وَفُت ِ َ‬
‫جاُءو َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ض ن ََتبوأ ِ‬ ‫عده وَأوَْرث ََنا الْر َ‬ ‫صد َقََنا وَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ ال ّ ِ‬
‫ح ْ‬‫ن وََقاُلوا ال ْ َ‬ ‫دي َ‬
‫خال ِ ِ‬ ‫َ‬

‫‪768‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شاُء فَن ِع َ‬
‫ن"‪.‬‬‫مِلي َ‬ ‫جُر ال َْعا ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ث نَ َ‬ ‫حي ْ ُ‬
‫الجن ّةِ َ‬
‫ب"‪.‬‬
‫وا ُ‬‫م الب ْ َ‬‫ة ل َهُ ْ‬
‫ح ً‬ ‫مَفت ّ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ت عَد ْ ٍ‬ ‫جّنا ِ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫ما‬ ‫م عَل َْيك ْ‬
‫م بِ َ‬ ‫سل َ ٌ‬
‫بو َ‬ ‫ل َبا ٍ‬ ‫ن كً ّ‬
‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ن عَل َي ْهِ ْ‬‫خُلو َ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬
‫ة ي َد ْ ُ‬ ‫وقال‪َ" :‬وال ْ َ‬
‫داِر"‪.‬‬ ‫م عًْقَبى ال ّ‬ ‫م فَن ِعْ َ‬‫صب َْرت ُ ْ‬
‫َ‬
‫وقد سلف فيما تقدم من الحاديث‪ :‬أن المؤمنين إذا انتهوا إلى باب‬
‫الجنة‪ ،‬وجدوه مغلقًا‪ ،‬فيشفعون إلى الله عز وجل ليفتح لهم‪.‬‬
‫وقد ذكر في حديث الصور‪" :‬أنهم يأتون آدم‪ ،‬ثم نوحًا‪ ،‬ثم إبراهيم‪،‬‬
‫ثم موسى‪ ،‬ثم عيسى‪ ،‬فكل يحيد عن ذلك‪ -‬كما تقدم في الصحاح‪-‬‬
‫ثم يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فيذهب‪ ،‬فيقعقع حلقة‬
‫باب الجنة‪ ،‬فيقول الخازن‪ :‬من? فيقول‪ :‬محمد‪ ،‬فيقول‪ :‬بك أمرت‬
‫أن ل أفتح لحد قبلك‪ ،‬فيدخل فيشفع عند الله في دخول المؤمنون‬
‫دار الكرامة‪ ،‬فيشفعه‪ ،‬فيكون هو أول من يدخل الجنة من النبياء‪،‬‬
‫وأمته أول من يدخلها من المم"‪.‬‬
‫وثبت في الصحيح‪" :‬أنا أول شافع في الجنة‪ ،‬وأول من يقعقع"‪.‬‬
‫وسيأتي في الحديث أيضًا‪" :‬مفتاح الجنة‪ ،‬ل إله إل الله"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأهل السنن? من رواية عقبة بن‬ ‫وروى ا ِ‬
‫عامر‪ ،‬وغيره‪ :‬عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬من توضأ فأحسن الوضوء‪ ،‬ثم‬
‫رفع بصره إلى السماء‪ ،‬فقال‪ :‬أشهد أن ل إله إل الله وحده ل‬
‫شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله‪ :‬فتحت له أبواب الجنة‬
‫الثمانية‪ ،‬يدخل من أيها شاء"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا بشر بن الفضل‪ ،‬حدثنا عبد‬ ‫وقال ا ِ‬
‫الرحمن بن إسحاق‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن سهل بن سعد‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن بالجنة بابا ً يدعى الريان‪،‬‬
‫يدعى إليه الصائمون يوم القيامة‪ ،‬يقال‪ :‬أين الصائمون? فإذا دخلوه‬
‫أغلق‪ ،‬فلم يدخل منه غيرهم"‪.‬‬
‫قال بشر‪ :‬فلقيت أبا حازم‪ ،‬فسألته‪ ،‬فحدثني به‪ ،‬غير أني لحديث‬
‫عبد الرحمن أحفظ وقال الطبراني‪ :‬حدثنا يحيى بن عثمان‪ ،‬حدثنا‬
‫سعيد بن أبي مريم‪ ،‬حدثنا أبو غسان‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن سهل بن‬

‫‪769‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سعد‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬في الجنة ثمانية‬
‫أبواب‪ ،‬باب منها يسمى الريان‪ ،‬ل يدخله إل الصائمون" وقد رواه‬
‫البخاري‪ :‬عن سعيد بن أبي مريم‪ ،‬به‪.‬‬
‫ورواه أيضا ً مسلم‪ :‬من حديث سليمان بن بلل‪ ،‬عن أبي حازم‬
‫سلمة بن دينار‪ ،‬عن سهل‪ ،‬به‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا معمر‪ ،‬عن الزهري‪،‬‬ ‫وقال ا ِ‬
‫عن حميد بن عبد الرحمن‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله‪،‬‬
‫دعي من أبواب الجنة‪ ،‬وللجنة ثمانية أبواب‪ ،‬فمن كان من أهل‬
‫الصلة دعي من باب الصلة‪ ،‬ومن كان من أهل الصدقة دعي من‬
‫باب الصدقة‪ ،‬ومن كان من أهل الصيام‪ ،‬دعي من باب الريان"‬
‫فقال أبو بكر‪ :‬والله يا رسول الله ما على أحد من ضرورة دعي‪،‬‬
‫من أيها دعي‪ ،‬فهل يدعى منها كلها أحد‪ ،‬يا رسول الله? قال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫وأرجو أن تكون منهم" ‪ .‬وأخرجاه في الصحيحين‪ :‬من حديث‬
‫الزهري‪ :‬به‪.‬‬
‫ولهما من حديث سفيان‪ :‬عن يحيى بن أبي كثير‪ ،‬عن أبي سلمة‪،‬‬
‫عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله‪ :‬وقال عبد‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن عبد بن نمير‪ :‬حدثنا إسحاق‬ ‫الله ابن ا ِ‬
‫بن سليمان‪ :‬حدثنا جرير بن عثمان‪ :‬عن شرحبيل بن شفعة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫لقيني عتبة بن عبد الله السلمي‪ ،‬فقال‪ :‬سمعت رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬ما من مسلم يتوفى له ثلثة من الولد لم‬
‫يبلغوا الحنث‪ ،‬إل تلقوه من أبواب الجنة الثمانية‪ ،‬من أيها شاء"‪.‬‬
‫وروراه ابن ماجه‪ :‬عن أبي نمير أيضًا‪.‬‬
‫وروى البيهقي‪ :‬من حديث الوليد بن مسلم‪ ،‬عن صفوان بن عمرو‪،‬‬
‫عن أبي المثنى المليكي‪ ،‬أنه سمع عتبة بن عبد الله السلمي يروي‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬في حديث ذكره في قتال المخلص‬
‫والمذنب والمنافق قال فيه‪" :‬وللجنة ثمانية أبواب‪ ،‬وإن السيف‬
‫محاء للذنوب‪ ،‬و يمحو النفاق"‪.‬‬
‫الحديث بطوله‪ .‬وتقدم الحديث المتفق عليه من حديث أبي زرعة‪،‬‬

‫‪770‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن أبي هريرة‪ ،‬في حديث الشفاعة‪ ،‬قال فيه‪" :‬فيقول الله‪ :‬يا‬
‫محمد‪ :‬أدخل من ل حساب عليه من أمتك من الباب اليمن‪ ،‬وهم‬
‫شركاء الناس في البواب الخر‪ ،‬والذي نفس محمد بيده‪ :‬إن بين‬
‫المصراعين من مصاريع الجنة‪ -،‬أو ما بين عضادتي الباب‪ -‬كما بين‬
‫مكة وهجر‪ ،‬أو كما بين مكة وبصرى"‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم‪ :‬عن خالد بن عمير العدوي‪ ،‬أن عتبة بن غزوان‬
‫خطبهم فقال‪ :‬بعد حمد الله والثناء عليه‪" :‬أما بعد‪ :‬فإن الدنيا قد‬
‫لناء‪ ،‬يصبها‬‫آذنت بصرم‪ ،‬وولت جريًا‪ ،‬وإنما بقي منها صبابة كصبابة ا ِ‬
‫صاحبها‪ ،‬وإنكم منتقلون منها إلى دار ل فناء لها‪ ،‬فانتقلوا بخيرمن‬
‫عملكم‪ ،‬فلقد ذكر لنا‪ :‬أن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة‪،‬‬
‫مسيرة أربعين سنة‪ ،‬وليأتين عليه يوم وهو كظيظ الزحام"‪.‬‬
‫وفي المسند‪ :‬من حديث حماد بن سلمة‪ ،‬عن الحريري‪ ،‬عن حكيم‪،‬‬
‫عن معاوية‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"أنتم توفون سبعين أمة‪ ،‬آخرها‪ ،‬وأكرمها على الله‪ ،‬وما بين‬
‫مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عامًا‪ ،‬وليأتين عليه يوم‬
‫وإنه لكظيط"‪.‬‬
‫ورواه البيهقي‪ :‬من طريق علي بن عاصم‪ ،‬عن سعيد الحريري بن‬
‫معاوية‪ ،‬وقال‪" :‬مسيرة سبع سنين"‪.‬‬
‫وقال يعقوب بن سفيان‪ :‬حدثنا الفضل بن الصباح أبو العباس‪ ،‬حدثنا‬
‫معن بن عيسى‪ :‬حدثنا خالد بن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن‬
‫عمر‪ ،‬عن سالم بن عبد الله‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪" :‬باب أمتي الذي تدخل منه الجنة‪ ،‬عرضه مسيرة‬
‫الراكب المجود ثلثًا‪ ،‬ثم إنهم ليضغطون عليه‪ ،‬حتى تكاد مناكبهم‬
‫تزول"‪.‬‬
‫وقد رواه الترمذي‪ :‬من حديث خالد هذا‪ .‬قال‪ :‬وسألت محمد بن‬
‫إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فلم يعرفه‪.‬‬
‫وقال خالد بن أبي بكر‪ :‬حدثنا كشذ‪ ،‬عن سالم‪ ،‬قال البيهقي‪:‬‬
‫وحديث عتبة بن غزوان "أربعين سنة" أصح‪.‬‬
‫وقد روى عبد بن حميد في مسنده‪ :‬عن الحسن بن موسى الشيب‪،‬‬

‫‪771‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن ابن لهيعة‪ ،‬عن دراج عن أبي الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن للنار سبعة أبواب‪ ،‬ما منها باب‬
‫ِإل يسير الراكب بينهما سبعين عامًا"‪.‬‬
‫فِإنه حديث مشهور‪ ،‬وحمله بعض العلماء على بعد ما بين كل باب‬
‫وباب‪ ،‬ل أنه بعد المصراعين‪ ،‬لئل يتعارض هذا وما تقدم‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وقد ادعى القرطبي‪ :‬أن للجنة ثلثة عشر بابًا‪ ،‬ولكن لم يقم على‬
‫ذلك دليل ً قويا ً أكثر من أن قال‪ :‬ومما يدل على أنها أكثر من ثمانية‪،‬‬
‫حديث عمر‪.‬‬
‫"من توضأ فقال‪ :‬أشهد أن ل إله إل الله‪ ،‬وفي آخره قال‪ :‬فتح له‬
‫من أبواب الجنة ثمانية أبواب‪ ،‬يدخل من أيها شاء"‪ .‬أخرجه الترمذي‬
‫وغيره‪.‬‬
‫وروى الجري في كتاب النصتتيحة‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬مرفوعتًا‪" :‬إن‬

‫في الجنة بابا ً يقال له بتتاب الضتتحى‪ ،‬ينتتادي منتتاد‪ :‬أيتتن التتذين كتتانوا‬

‫يداومون على صلة الضحى? هذا بابكم فادخلوا"‪.‬‬

‫أسماء أبواب الجنة‬

‫قال‪ :‬وقال الحليمي‪ :‬أبواب الجنة منها باب محمد صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪ ،‬وهو باب التوبة‪ ،‬وباب الصلة‪ ،‬وبتتاب الصتتوم‪ ،‬وبتتاب الزكتتاة‪،‬‬

‫وباب الصدقة‪ ،‬و باب الحتتج‪ ،‬و بتتاب العمتترة‪ ،‬و بتتاب الجهتتاد‪ ،‬و بتتاب‬

‫الصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلة‪.‬‬

‫وزاد غيره‪ :‬بتتاب الكتتاظمين‪ ،‬وبتتاب الراضتتين‪ ،‬والبتتاب اليمتتن التتذي‬

‫‪772‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يتتتتتتتتتتدخل منتتتتتتتتتته التتتتتتتتتتذين ل حستتتتتتتتتتاب عليهتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وجعتتل القرطتتبي البتتاب التتذي عرضتته مستتيرة ثلثتتة أيتتام للراكتتب‬

‫المجود‪ -‬كما وقع عند الترمذي‪ -‬بابا ً ثالث عشرة‪ ،‬والله تعالى أعلم‪.‬‬

‫مفتاح الجنة شهادة أل إله ِإل الله وأن محمدا ً رسول‬

‫الله والعمال الصالحة هي أسنان هذا المفتاح‬

‫وقال الحسن بن عرفة‪ :‬حدثنا إسماعيل بن عباس‪ ،‬عن عبد الله بن‬

‫عبد الرحمن بن أبي جبير‪ ،‬عن شهر بن حوشب‪ ،‬عن معاذ بن جبتتل‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال لي رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬مفتتتاح الجنتتة‬

‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتهادة أن ل إلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته إل اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫وفي صحيح البخاري‪ ،‬قال‪ :‬قيل لوهب بن منبه‪ :‬أليس ل إلتته إل اللتته‬

‫مفتاح الجنة? قال‪ :‬بلى‪ ،‬ولكن إن جئت بمفتاح لته أستنان فتتح لتك‪،‬‬

‫وإل لم يفتح لك‪ .‬يعني ل بد وأن يكتون متع التوحيتد أعمتال صتالحة‪،‬‬

‫من فعل الطاعات‪ ،‬وترك المحرمات‪.‬‬

‫ذكر تعداد محال الجنة وارتفاعها واتساعها‬

‫‪773‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن فَب ِتتأيّ آل َءِ َرب ّك ُ َ‬


‫متتا‬ ‫م َّربتهِ َ‬
‫جن ّت َتتا ِ‬ ‫مَقتتا َ‬
‫ف َ‬
‫ختتا َ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫قال الله تعتتالى‪َ" :‬ول َ‬
‫َ‬
‫ن فَِبأي‬
‫جرَِيا ِ‬
‫ن تَ ْ‬
‫ما عَي َْنا ِ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ِفيهِ َ‬ ‫ن فَِبأيّ آلِء َربك ُ َ‬ ‫ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ذ ََواَتا أفَْنا ٍ‬

‫ن فَب ِتتأيّ آل َءِ َربك ُ َ‬


‫متتا‬ ‫جتتا ِ‬ ‫ن ك ُت ّ‬
‫ل فاك َِهتةٍ َزوْ َ‬ ‫مت ْ‬
‫متتا ِ‬ ‫متتا ت ُك َتذ َّبا ِ‬
‫ن ِفيهِ َ‬ ‫آل َِء َرب ّك ُ َ‬

‫ن‬
‫دا ٍ‬ ‫جن َتتى ال ْ َ‬
‫جن ّت َي ْتتن َ‬ ‫س تت َب َْرق وَ َ‬
‫ن إِ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ن عََلى فُُرش ب َ َ‬
‫طائ ِن َُها ِ‬ ‫مت ّك ِِئي َ‬ ‫ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ُ‬

‫س‬ ‫م ي َط ْ ِ‬
‫مث ْهُ ت ّ‬
‫ن إ ِن ْت ٌ‬ ‫ف ل َت ْ‬
‫ت الط ّتْر ِ‬ ‫ن َقا ِ‬
‫ص تَرا ُ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ِفيهِ ّ‬ ‫فَِبأيّ آل َِء ربك ُ َ‬

‫ن‬
‫جتتا ُ‬ ‫ت َوال ْ َ‬
‫مْر َ‬ ‫ن ال ْي َتتاقو ُ‬
‫ن ك َتتأن ّهُ ّ‬
‫متتا ت ُك َتذ َّبا ِ‬
‫جان َفبتتأيّ آل َِء َرب ّك ُ َ‬ ‫قَب ْل َهُ ْ‬
‫م وَل َ َ‬

‫ن َفبتتأيّ آل َءِ‬
‫ستتا ُ‬ ‫ن إ ِل ّ ال ِ ْ‬
‫ح َ‬ ‫ستتا ِ‬
‫ح َ‬
‫ج تَزاءُ ال ِ ْ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبان هَ ت ْ‬
‫ل َ‬ ‫فَِبأيّ آل َِء َرب ّك ُ َ‬

‫ن‬
‫مَتا ِ‬
‫ها ّ‬
‫متتد ْ َ‬
‫ن ُ‬ ‫ما ت ُ َ‬
‫كتتذ َّبا ِ‬ ‫جن َّتان فَِبأيّ آل َِء َرب ّك ُ َ‬
‫ن دونَهما َ‬
‫م ْ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن وَ ِ‬ ‫َرب ّك ُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن فَب ِتأيَ آل َِء َرب ّك َ َ‬
‫متتا‬ ‫خَتا ِ‬
‫ضتتا َ‬
‫نن ّ‬
‫متتا عَي ْن َتتا ِ‬ ‫متتا ت ُك َتذ َّبا ِ‬
‫ن ِفيهِ َ‬ ‫َفب تأيّ آل َِء َرب ّك ُ َ‬

‫ن‬ ‫متتا ت ُك َتذ َّبا ِ‬


‫ن ِفيهِ ت ّ‬ ‫متتان َفبتتأيّ آل َِء َرب ّك ُ َ‬ ‫خت ٌ‬
‫ل وَُر ّ‬ ‫ما فاك ِهَتتة وَن َ ْ‬ ‫ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ِفيهِ َ‬

‫صتتوَرات فتتي ال ْ ِ‬
‫خي َتتام‬ ‫مْق ُ‬
‫حتتوٌر َ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ُ‬ ‫ن فَِبأيَ آل َِء َرب ّك ُ َ‬
‫سا ٌ‬
‫ح َ‬
‫ت ِ‬
‫خي َْرا ٌ‬
‫َ‬
‫فَبأ َ‬
‫ن فَب ِتتأيّ آل َءِ‬ ‫س قَب ْل َهُت ْ‬
‫م وَل َ َ‬
‫جتتا ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ن‬
‫ُ ّ ِ‬ ‫ه‬‫ْ‬ ‫ث‬‫م‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ط‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ذ‬‫َ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ما‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬‫ّ‬ ‫ب‬‫ر‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ء‬ ‫آل‬ ‫ي‬
‫ِ ّ‬

‫ن فَب ِتأ َيّ آل َءِ‬


‫ستتا ٍ‬
‫ح َ‬
‫ضتتر وَعَب َْقترِيّ ِ‬
‫خ ْ‬ ‫ن عََلى َرفَْر ٍ‬
‫ف ُ‬ ‫مت ّك ِِئي َ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ُ‬ ‫َرب ّك ُ َ‬

‫م"‪..‬‬ ‫ل َوال ْ‬
‫كتتتتَرا َ‬ ‫ك ذي ال ْ َ‬
‫جل ِ‬ ‫م رّبتتتت َ‬
‫ستتتت ُ‬ ‫ن ت ََبتتتتاَر َ‬
‫كا ْ‬ ‫متتتتا ت ُ َ‬
‫كتتتتذ َّبا ِ‬ ‫َرب ّك ُ َ‬

‫وثبت في الصحيحين‪ :‬من حديث عبد العزيز بن عبد الصمد‪ ،‬عن أبي‬

‫‪774‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بكر بن أبي موسى الشعري‪ ،‬عن أبيتته‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬جنتان من ذهب‪ ،‬آنيتهما ومتتا فيهمتتا‪ ،‬وجنتتتان متتن‬

‫فضة‪ ،‬آنيتهما وما فيهما‪ ،‬وما بين القوم وبيتتن أن ينظتتروا إلتتى ربهتتم‬

‫عتتتز وجتتتل‪ ،‬إل رداء الكبريتتتاء‪ ،‬علتتتى وجهتتته‪ ،‬فتتتي جنتتتة عتتتدن"‪.‬‬

‫وروى البيهقي‪ :‬من حديث مؤمل بن إسماعيل‪ ،‬عن حماد بتتن ثتتابت‪،‬‬

‫عن أبي بكر بن أبي موسى‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬أن رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وستتلم قتتال‪" :‬جنتتتان متتن ذهتتب للستتابقين‪ ،‬وجنتتتان متتن ورق‬

‫لصحاب اليمين"‪ .‬وقال البخاري‪ :‬حدثنا قتيبتتة‪ ،‬حتتدثنا إستتماعيل بتتن‬

‫جعفر‪ ،‬عن حميد‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن أم حارثة أتت رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم وقد هلك حارثة يوم بدر‪ ،‬أصابه غتترب معهتتم‪،‬‬

‫فقالت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬قد علمت موقع حارثة متتن قلتتبي‪ ،‬فتتإن كتتان‬

‫في الجنة لم أبك عليه‪ ،‬وإل فسوف ترى ما أصنع فقتتال لهتتا‪" :‬أجنتتة‬

‫واححة هي‪ ،‬أم جنان كثيرة? وإنه في الفردوس العلى"‪.‬‬

‫قليل العمل في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها‬

‫وأقل شيء في الجنة خير من الدنيا وما فيها‬

‫‪775‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال‪" :‬غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها‪ ،‬وقاب‬

‫قوس أحدكم‪ ،‬وموضع قده خير من التتدنيا ومتتا فيهتتا‪ ،‬ولتتو أن امتترأة‬

‫من نساء الجنتتة اطلعتتت علتتى أهتتل الستتموات والرض لضتتاءه متتا‬

‫بينهما‪ ،‬ولملت ما بينهمتا ريحتًا‪ ،‬ولنصتيفها‪ -‬يعنتي الخمتار‪ -‬خيتر متن‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدنيا ومتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا فيهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫وفي رواية عن قتادة أنه قتتال‪" :‬الفتتردوس ربتتوة الجنتتة‪ ،‬وأوستتطها‪،‬‬

‫وأفضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلها"‪.‬‬

‫وقد رواه الطبراني‪ :‬متتن حتتديث ستتعيد بتتن بشتتر‪ ،‬عتتن قتتتادة‪ ،‬عتتن‬

‫الحستتتتتتتتتتتتتتن بتتتتتتتتتتتتتتن ستتتتتتتتتتتتتتمرة‪ ،‬مرفوعتتتتتتتتتتتتتتًا‪.‬‬

‫عال َِيتتتتتتتتة"‪.‬‬
‫جّنتتتتتتتتةٍ َ‬
‫وقتتتتتتتتال اللتتتتتتتته تعتتتتتتتتالى‪ِ" :‬فتتتتتتتتي َ‬

‫ت ال ْعَُلتتتتتتى"‪.‬‬ ‫ك َلهتتتتتتم التتتتتتد َّر َ‬


‫جا ُ‬ ‫وقتتتتتتال تعتتتتتتالى‪َ" :‬فتتتتتتأولئ ِ َ‬

‫ضتتها‬
‫جّنتتةٍ عَْر ُ‬
‫م وَ َ‬ ‫ن َر ب ّ ُ‬
‫كتت ْ‬ ‫متت ْ‬ ‫عوا إ َِلتتى َ‬
‫مغِْفتتَرةٍ ِ‬ ‫ستتارِ ُ‬
‫وقتتال تعتتالى‪" :‬وَ َ‬
‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ت ل ِل ْ ُ‬
‫مت ِّقيتتتتتتتتتتتتتتت َ‬ ‫عتتتتتتتتتتتتتتتد ّ ْ‬
‫ضأ ِ‬
‫ت َوالْر ُ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتموا ُ‬
‫ال ّ‬

‫ض تَها ك َعَ تْرض‬


‫جن ّتةٍ عَْر ُ‬ ‫ن َرب ّك ُت ْ‬
‫م وَ َ‬ ‫مت ْ‬ ‫سابُقوا إ َِلى َ‬
‫مغِْفَرةٍ ِ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬

‫ه‬ ‫ل الل ّهِ ي ُ ْ‬


‫ؤتي ِ‬ ‫مُنوا ِبالل ّهِ وَُر ُ‬
‫سل ِهِ ذ َل ِ َ‬
‫ك فَ ْ‬
‫ض ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ت ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫عد ّ ْ‬
‫سماء َوالْرض أ ِ‬
‫ال ّ‬

‫‪776‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ضتتتتتتتتتل ال ْعَ ِ‬
‫ظيتتتتتتتتتم"‪.‬‬ ‫ذو الَف ْ‬ ‫شتتتتتتتتتاُء َوالّلتتتتتتتتت ُ‬
‫ه ُ‬ ‫ن يَ َ‬
‫متتتتتتتتت ْ‬
‫َ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو عامر‪ ،‬حدثنا فليتتح‪ ،‬عتتن هلل بتتن علتتي‬
‫وقال ا ِ‬

‫بن عبد الرحمن بن أبي عمرة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬متتن آمتتن بتتالله ورستتوله‪ ،‬وأقتتام الصتتلة‪ ،‬وصتتام‬

‫رمضان‪ ،‬فإن حقا ً على الله أن يدخله الجنة‪ ،‬هاجر في سبيل الله‪ ،‬أو‬

‫جلتتتتتتتتتس فتتتتتتتتتي أرضتتتتتتتتته التتتتتتتتتتي ولتتتتتتتتتد فيهتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬يا رستول اللته‪ :‬أفل تختتبر النتاس? قتتال‪ :‬إن فتي الجنتتة متتائة‬

‫درجة‪ ،‬أعدها الله للمجاهدين في سبيله‪ ،‬بين كتتل درجتتتين كمتتا بيتتن‬

‫السماء والرض‪ ،‬فتتإذا ستتألتم اللتته فستتلوه الفتتردوس‪ ،‬فتتإنه وستتط‬

‫الجنة‪ ،‬وأعلى الجنة‪ ،‬وفوقه عرش الرحمن‪ ،‬ومنتته تفجتتر‪ -‬أو تنفجتتر‪-‬‬

‫أنهتتتتتتتتتتتار الجنتتتتتتتتتتتة"‪ -‬شتتتتتتتتتتتك أبتتتتتتتتتتتو عتتتتتتتتتتتامر‪.‬‬

‫ورواه البخاري‪ ،‬عن إبراهيم بن المنتتذر‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن فليتتح‪ ،‬عتتن‬

‫أبيه‪ ،‬بمعناه‪.‬‬

‫الفردوس أعلى درجات الجنة‬

‫‪777‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والصلة والصيام يقتضيان مغفرة الله عز وجل‬

‫وقال أبو القاسم الطبراني‪ :‬حدثنا علي بن عبد الرحمن‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬

‫همام الدلل‪ ،‬حدثنا هشام بن سعد‪ ،‬عن زيد بن أسلم‪ ،‬عن عطاء بن‬

‫يسار‪ ،‬عن معاذ بن جبل‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رسول الله صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم يقول‪" :‬من صلى هؤلء الصلوات الخمس‪ ،‬وصام رمضتتان‪ -‬ل‬

‫أدري ذكر الزكاة أم ل?‪ -‬كان حقا ً على اللتته أن يغف تَر لتته‪ ،‬هتتاجر‪ ،‬أو‬

‫قعد حيث ولدته أمه‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬أل أختترج فتتأؤذن النتتاس?‬

‫فقال‪ :‬ل‪ .‬ذر الناس يعملون‪ ،‬فإن في الجنة مائة درجة‪ ،‬متتا بيتتن كتتل‬

‫درجتين‪ ،‬مثل ما بين السماء والرض‪ ،‬وأعلى درجة منهتتا الفتتردوس‪،‬‬

‫وعليها يكون العرش‪ ،‬وهتتي أوستتط شتيء فتتي الجنتتة‪ ،‬ومنهتتا تفجتتر‬

‫أنهتتتتار الجنتتتتة‪ ،‬فتتتتإذا ستتتتألتم اللتتتته فستتتتلوه الفتتتتردوس"‪.‬‬

‫وهكذا رواه الترمذي‪ :‬عن قتيبة‪ ،‬وأحمتتد بتتن عبتتده التتدراوردي‪ ،‬عتتن‬

‫زيتتتتتتتتتتتتتتتتتتد بتتتتتتتتتتتتتتتتتتن أستتتتتتتتتتتتتتتتتتلم بتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وأخرجه ابن متتاجه‪ ،‬عتتن ستتويد‪ ،‬عتتن حفتتص بتتن ميستترة‪ ،‬عتتن زيتتد‬

‫مختصرًا‪.‬‬

‫‪778‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من الفردوس تتفجر أنهار الجنة‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا همام‪ ،‬حتتدثنا زيتتد بتتن أستلم‪،‬‬
‫وقال ا ِ‬

‫عن عطاء بن يسار‪ ،‬عن عبادة بن الصتتامت‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬الجنة مائة درجة‪ ،‬ما بين كل درجتين مسيرة مائة‬

‫عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتام"‪.‬‬

‫وقال ابن عفان‪" :‬كما بين السماء والرض‪ ،‬والفردوس أعلها درجة‪،‬‬

‫ومنها تخرج النهار الر بعة‪ ،‬والعرش فوقها‪ ،‬فإذا سألتم الله فسلوه‬

‫الفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتردوس" ‪.‬‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬عن أحمد بن منيع‪ ،‬عن زيد بتتن هتتارون‪ ،‬عتتن همتتام‬

‫بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن يحيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ول تكون هذه الصتتفة إل فتتي المقبتتب‪ ،‬فتتإن أعلتتى القبتتة هتتو‬

‫وسطها‪ ،‬والله تعالى أعلم‪.‬‬

‫درجات الجنة متفاوتة وليس يعلم مقدار تفاوتها إل الله‬

‫رب العالمين‬

‫‪779‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال أبو بكر بن أبي داود‪ :‬حدثنا أحمد بن سنان‪ ،‬حدثنا يزيد بن‬
‫هارون‪ ،‬أخبرنا شريك‪ ،‬عن محمد بن جحادة‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬الجنة مائة‬
‫درجة‪ ،‬ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائة عام"‪.‬‬
‫ورواه الترمذي‪ :‬عن عباس العنبري‪ ،‬عن يزيد بن هارون‪ ،‬وعنده‪:‬‬
‫"ما بين كل درجتين مائة عام"‪ .‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫وقال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا زهير‪ ،‬عن حسن‪ ،‬عن أبي لهيعة‪ ،‬عن‬
‫دراج‪ ،‬عن أبي الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬الجنة مائة درجة لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن‬
‫وسعتهم"‪ .‬ورواه الترمذي‪ :‬عن قتيبة‪ ،‬عن ابن لهيعة‪ ،‬ورواه أحمد‬
‫أيضًا‪.‬‬
‫من اتساع‬
‫هم ِ‬ ‫ة منزلة وأ َ ْ‬
‫عل َ ُ‬ ‫ما ي ُ‬
‫كون لدنى أهل الجن ّ ِ‬ ‫ذكر َ‬

‫الملك العظيم‬

‫مْلكتتا ً ك َِبيتترًا"‪.‬‬ ‫َ‬


‫ت ن َِعيمتتا ً وَ ُ‬ ‫ت َثتت ّ‬
‫م َرأْيتت َ‬ ‫قتتال اللتته تعتتالى‪" :‬وَإ ِ َ‬
‫ذا َرأْيتت َ‬

‫وقد تقدم في الحديث المتفق عليه من رواية منصور‪ :‬عن إبراهيتتم‪،‬‬

‫عن علقمة بن مسعود‪ ،‬عن النبي صلى اللتته عليتته وستتلم فتتي ذكتتر‬

‫آخر من يدخل الجنة من أمته يقول لتته‪" :‬أمتتا ترضتتى أن يكتتون لتتك‬

‫لمتتام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا حستتين بتتن‬


‫مثل الدنيا وعشرة أمثالها"? وقال ا ِ‬

‫محمد‪ ،‬حدثنا اسرائيل‪ ،‬عن ثوير هو ابن أبي فاختتتة‪ ،‬عتتن ابتتن عمتتر‪،‬‬

‫رفعه إلى النبي صلى الله عليه وستتلم قتتال‪" :‬إن أدنتتى أهتتل الجنتتة‬

‫‪780‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫منزلة‪ ،‬الذي ينظر إلى جناته‪ ،‬ونعيمه‪ ،‬وخدمه‪ ،‬وسرده‪ ،‬متتن مستتيرة‬

‫ألتتف ستتنة‪ ،‬وإن أكرمهتتم علتتى اللتته متتن ينظتتر إلتتى وجهتته غتتدوة‬

‫وعشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتية"‪.‬‬

‫ضتتَرةٌ إ َِلتتى َربَهتتا َنتتاظ َِر ٌ‬


‫ة"‪.‬‬ ‫مئ ِذٍ َنا ِ‬
‫جتتوة َيتتوْ َ‬
‫ثتتم تل هتتذه اليتتة‪" :‬وُ ُ‬

‫وقال أيضًا‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬حدثنا عبد الملك بن أبجر‪ ،‬عن ثوير بن‬

‫أبي فاختة‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر في ملك ألفتتي ستتنة يتترى‬

‫أقصاه كما يرى أدنتتاه‪ ،‬ينظتر أزواجته‪ ،‬وختتدمه‪ ،‬وإن أفضتلهم منزلتتة‬

‫لينظتتتتتر فتتتتتي وجتتتتته اللتتتتته تعتتتتتالى كتتتتتل يتتتتتوم مرتيتتتتتن"‪.‬‬

‫ورواه الترمذي عن عبد‪ ،‬عتتن شتتبابة‪ ،‬عتتن إستترائيل‪ ،‬عتتن ثتتوير‪ ،‬بتته‬

‫قال‪ :‬وقد روى من غير وجه‪ ،‬عن إسرائيل‪ ،‬عن يزيد‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته‬

‫بن عمر مرفوعا ً قال‪ :‬ورواه الثوري عن ثوير‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫عمر‪ ،‬قوله‪ ،‬قال‪ :‬ورواه عبد الله بن أبجر‪ ،‬عن ثوير‪ ،‬عن ابتتن عمتتر‪،‬‬

‫موقوفا ً كذا قال‪ :‬وقد تقتتدمت روايتتة أحمتتد لهتتذا الطريتتق مرفوعتًا‪.‬‬

‫وروى مسلم‪ ،‬والطبراني‪ :‬وهذا لفظه من حديث ستتفيان بتتن عيينتتة‪:‬‬

‫‪781‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حدثنا مطرف بتتن طريتتف‪ ،‬وعبتتد الملتتك بتتن ستتعيد بتتن أبجتتر‪ ،‬عتتن‬

‫الشتتعبي‪ ،‬عتتن المغيتترة بتتن شتتعبة‪ -،‬رفعتته ابتتن أبجتتر‪ ،‬ولتتم يرفعتته‬

‫مطرف‪ -‬قال‪ :‬قال موستى‪ :‬يتا رب‪ :‬أختبرني عتن أدنتى أهتل الجنتة‬

‫منزلة‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬هو رجل يجيء بعدما نزل الناس منازلهم‪ ،‬وأختتذوا‬

‫أخذاتهم‪ ،‬فيقال له‪ :‬ادخل الجنة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب‪ ،‬وكيتتف أدخلهتتا وقتتد‬

‫نزل الناس منتتازلهم‪ ،‬وأختتذوا أختتذاتهم? فيقتتول لتته‪ :‬أمتتا ترضتتى أن‬

‫يكون لك مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا? فيقول‪ :‬رضيت يا رب‪،‬‬

‫فيقول‪ ،‬لك مثله ومثلتته‪ -:‬وعقتتد ستتفيان أصتتابعه الخمتتس‪ -‬فيقتتول‪:‬‬

‫رضيت يا رب‪ .‬قال‪ :‬فيقول موسى‪ :‬يا رب‪ :‬فأخبرني عن أعلى أهتتل‬

‫الجنتتة منزلتتة‪ ،‬قتتال‪ :‬نعتتم‪ .‬أولئك التتذين أردت‪ ،‬وستتأخبرك عنهتتم‪،‬‬

‫غرست كرامتهم بيدي‪ ،‬وختمت عليها‪ ،‬فلم تر عين‪ ،‬ولم تستتمع أذن‪،‬‬

‫ولتتتتتتتتتتتم يخطتتتتتتتتتتتر علتتتتتتتتتتتى قلتتتتتتتتتتتب بشتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ي ل َهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫خِف َ‬
‫ما أ ْ‬
‫س َ‬ ‫مصداق ذلك في كتاب الله تعالى‪" :‬فَل َ ت َعْل َ ُ‬
‫م ن َْف ٌ‬

‫مُلتتتتتتتتو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫متتتتتتتتا َ‬
‫كتتتتتتتتاُنوا ي َعْ َ‬ ‫جتتتتتتتتَزاًء ب ِ َ‬
‫قتتتتتتتتّرةِ أعُْيتتتتتتتتن َ‬

‫وثبت في الصحيحين‪ :‬واللفظ لمسلم‪ :‬من حديث سفيان‪ .‬بن عيينة‪،‬‬

‫‪782‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن أبي الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أبي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬قال الله عز وجل‪" :‬أعددت لعبادي الصتتالحين متتا‬

‫ل عيتتتتن رأت ول أذن ستتتتمعت ول خطتتتتر علتتتتى قلتتتتب بشتتتتر"‪.‬‬

‫ن قُ تّر ِ‬
‫ة‬ ‫مت ْ‬ ‫ي ل َهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ما أخِف َ‬
‫س َ‬ ‫مصداق ذلك في كتاب الله‪" :‬فَل َ ت َعْل َ ُ‬
‫م ن َْف ٌ‬
‫َ‬
‫مل ُتتتتتتتتتتتو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫متتتتتتتتتتتا ك َتتتتتتتتتتتاُنوا ي َعْ َ‬
‫جتتتتتتتتتتتَزاءً ب ِ َ‬
‫أعْي ُتتتتتتتتتتتن َ‬

‫لمتتام أحمتتد‪ :‬حتتدثنا هتتارون بتتن معتتروف‪ ،‬حتتدثنا ابتتن وهتتب‪،‬‬


‫وقال ا ِ‬

‫حدثني أبو صخر‪ ،‬أن أبا حازم حدثه‪ ،‬قتتال‪ :‬ستتمعت ستتهل بتتن ستتعد‬

‫يقول‪ :‬شهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسًا‪ ،‬وصتتف‬

‫فيه الجنة‪ ،‬حتى انتهى‪ ،‬ثم قال في آخر حديثه‪" :‬فيها ما ل عيتتن رأت‬

‫ول أذن ستتتتتتتمعت ول خطتتتتتتتر علتتتتتتتى قلتتتتتتتب بشتتتتتتتر"‪.‬‬

‫وفتتا ً‬
‫خ ْ‬
‫م َ‬
‫ن َرب ّهُ ْ‬
‫عو َ‬
‫ضاجع ي َد ْ ُ‬ ‫عن ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫جاَفى ُ‬
‫جُنوب ُهُ ْ‬ ‫ثم قرأ هذه الية‪" :‬ت َت َ َ‬

‫ة‬
‫ن قتّر ِ‬
‫مت ْ‬ ‫ي ل َهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫خِف َ‬
‫ما أ ْ‬
‫س َ‬ ‫ن فَل َ ت َعْل َ ُ‬
‫م ن َْف ٌ‬ ‫فُقو َ‬ ‫ما َرَزقَْناهُ ْ‬
‫م ي ُن ْ ِ‬ ‫معا ً وَ ِ‬
‫م ّ‬ ‫وَط َ َ‬
‫َ‬
‫متتتتتتتتتتتا ك َتتتتتتتتتتتاُنوا ي َعْ َ‬
‫ملتتتتتتتتتتتون"‪.‬‬ ‫جتتتتتتتتتتتَزاءً ب ِ َ‬
‫أعْي ُتتتتتتتتتتتن َ‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن هارون بن معروف‪.‬‬

‫‪783‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ظمها نسأل الّله‬


‫ع َ‬
‫و ِ‬ ‫ذكر غرف اْلجّنة وارتفاعها واتسا ِ‬
‫عها َ‬

‫ه‬
‫ضل ِ ِ‬ ‫ن فيض َ‬
‫ف ْ‬ ‫م ْ‬
‫ها ِ‬
‫حنا إ ِّيا َ‬
‫ن يمن َ َ‬ ‫من َ‬
‫فضله أ ْ‬ ‫ِ‬

‫ن فَ ْ‬
‫وقَها غتتَرف‬ ‫م ْ‬
‫ف ِ‬ ‫م ل َهُ ْ‬
‫م غَر ٌ‬ ‫وا َرب ّهُ ْ‬
‫ن ات َّق ْ‬ ‫كن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬ل ِ‬

‫ميعَتتاد"‪.‬‬ ‫ف الل ّت ُ‬
‫ه ال ِ‬ ‫حت ِهَتتا ال َن ْهَتتاُر وعْتتد الل ّتهِ ل َ ي ُ ْ‬
‫خل ِت ُ‬ ‫ن تَ ْ‬
‫مت ْ‬
‫ري ِ‬
‫جت ِ‬
‫ة تَ ْ‬
‫مب ْن ِي ّت ٌ‬
‫َ‬

‫مل ُتتوا وَهُت ْ‬


‫م فِتتي‬ ‫متتا عَ ِ‬
‫ف بِ َ‬
‫ض تع ْ ِ‬
‫جتَزاُء ال ّ‬ ‫ك ل َهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫وقال الله تعالى‪َ" :‬فأوتث ِ َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫من ُتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬ ‫ال ْغَُرفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ِ‬
‫تآ ِ‬

‫وثبت في الصحيحين‪ :‬واللفتتظ متتن حتتديث مالتتك‪ :‬عتتن صتتفوان بتتن‬

‫سليم‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬عنتتأبي ستتعيد الختتدري‪ ،‬أن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن أهل الجنة ليتتتراءون داختتل الغتترف‬

‫من فوقهم كما يتراءون‪ -‬أو ترون‪ -‬الكتتوكب الغتتائر فتتي الفتتق‪ ،‬متتن‬

‫المشرق‪ ،‬أو المغرب‪ ،‬لتفاضل ما بينهم"? قالوا‪ :‬يا رسول الله‪ :‬تلتتك‬

‫منازل النبيتتاء ل يبلغهتتا غيرهتتم? قتتال‪ :‬ل‪ ،‬والتتذي نفستتي بيتتده إنهتتا‬

‫منتتازل النبيتتاء‪ ،‬ومنتتازل رجتتال آمنتتوا بتتالله‪ ،‬وصتتدقوا المرستتلين" ‪.‬‬

‫وفي الصحيح أيضًا‪ :‬من حديث أبي حازم‪ ،‬عتتن ستتهل بتتن ستتعيد‪ ،‬أن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن أهل الجنة ليتراءون في‬

‫‪784‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الجنتتة كمتتا تتتتراءون‪ -‬أو تتترون‪ -‬الكتتوكب التتدري الغتتائر فتتي أفتتق‬

‫الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتماء"‪.‬‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا فزارة‪ ،‬أخبرني فليح‪ ،‬عن هلل‪ -‬يعني ابتتن عطتتاء‪،-‬‬

‫عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول اللته صتلى اللته عليته وستلم‪ :‬قتال‪" :‬إن‬

‫أهل الجنتتة ليتتتراءون فتتي الجنتتة كمتتا تتتتراءون‪ -‬أو تتترون‪ -‬الكتتوكب‬

‫الدري الغائر في الفق‪ ،‬من تفاضل الدرجات‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول اللتته‪:‬‬

‫أولئك النبيون‪ .‬قال‪ :‬بلتتى والتتذي نفستتي بيتتده‪ ،‬وأقتتوام آمنتتوا بتتالله‪،‬‬

‫وصدقوا المرسلين" ‪ ،‬حدثنا الحافظ أيضا ً هذا على شرط البخاري‪.‬‬

‫منازل المتحابين بجلل الله في الجنة‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا علي بن عباس‪ ،‬حدثنا محمد بن مطتترف‪ ،‬أخبرنتتا‬

‫أبو حازم‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬قال رسول الله صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬إن المتحابين في اللتته لتتترى غرفهتتم فتتي الجنتتة كتتالكوكب‬

‫الطتتالع‪ ،‬الشتترقي‪ ،‬أو الغربتتي‪ ،‬فيقتتال‪ :‬متتن هتتؤلء? فيقتتال‪ :‬هتتؤلء‬

‫المتحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتابون فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫‪785‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وفي حديث عطية‪ :‬عن أبي سعيد‪ ،‬مرفوعًا‪" :‬إن أهل عليين ليراهتتم‬

‫من سواهم كما يرون الكوكب في أفق السماء‪ ،‬وإن أبا بكتتر وعمتتر‬

‫منهم"‪.‬‬

‫ذكر أعلى منزلة في الجنة وهي الوسيلة فيها مقام‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬

‫ثبت في صحيح البخاري‪ :‬عن علي بن عباس‪ ،‬عن شتتعيب بتتن أبتتي‬

‫حمزة‪ ،‬عن محمد بن المنكدر‪ ،‬عن جابر بتتن عبتتد اللتته‪ ،‬عتتن رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم أنه قتتال‪" :‬متتن قتتال حيتتن يستتمِع النتتداء‪:‬‬

‫اللهم رب هذه الدعوة التامة‪ ،‬والصلة القائمة‪ ،‬آت محمدا ً الوستتيلة‪،‬‬

‫والفضيلة‪ ،‬وابعثه مقاما ً محمودا ً الذي وعدته‪ :‬حلت له الشفاعة يتتوم‬

‫القيامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫وفي صحيح مسلم‪ :‬عن محمد بن سلمة‪ ،‬عن ابن وهب‪ ،‬عن حيتتوة‪،‬‬

‫وسعيد بن أبي أيوب‪ ،‬عن كعب بتتن علقمتتة‪ ،‬عتتن عبتتد الرحمتتن بتتن‬

‫جبير‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ِبن العاص‪ ،‬أنه سمع النتتبي صتتلى اللتته‬

‫‪786‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عليه وسلم يقول‪" :‬إذا سمعتم المتتؤذن فقولتتوا مثتتل متتا يقتتول‪ ،‬ثتتم‬

‫ي صلة صلى الله عليه عشرًا‪ ،‬ثم سلوا‬


‫ي فإن من صّلى عل ّ‬
‫صلوا عل ّ‬

‫الله تعالى لي الوسيلة فتتإن متتن ستتأل اللتته لتتي الوستتيلة حلتتت لتته‬

‫الشفاعة"‪.‬‬

‫الوسيلة أعلى درجة في الجنة‪ ،‬ل ينالها إل رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخبرنا سفيان‪ ،‬عن ليث‪ ،‬عتتن‬
‫وقال ا ِ‬

‫كعب‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫ي‪ ،‬فسلوا الله لي الوسيلة‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول الله‪ :‬ومتتا‬


‫"ِإذا صليتم عل ّ‬

‫الوسيلة? قال‪ :‬أعلى درجة في الجنة‪ ،‬ل ينالها إل رجل واحد‪ ،‬وأرجتتو‬

‫أن أكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون أنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا هتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو"‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا موسى بن داود‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬عن موسى بتتن‬

‫وردان‪ ،‬سمعت أبا سعيد الخدري قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬الوسيلة درجة عند الله‪ ،‬ليس فوقها درجة‪ ،‬فسلوا الله‬

‫‪787‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أن يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتؤتيني الوستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيلة"‪.‬‬

‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن علتتي البتتار‪ ،‬حتتدثنا الوليتتد بتتن عبتتد‬

‫الملك الحراني‪ ،‬حدثنا موسى بن أعيتتن‪ ،‬عتتن ابتتن أبتتي ذؤيتتب‪ ،‬عتتن‬

‫محمد بن عمر بن عطاء‪ ،‬عن بن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم‪"" :‬سلوا الله لي الوسيلة‪ ،‬فِإنه لم يستتألها لتتي عبتتد‬

‫في الدنيا‪ ،‬إل كنت له شفيعًا‪ -‬أو شهيدًا‪ -‬يوم القيامة‪ .‬قال الطبراني‪:‬‬

‫لم يروه عن ابن أبي ذؤيب إل موسى بن أعين‪.‬‬

‫و‬
‫ه َ‬
‫م ُ‬
‫م ّ‬ ‫قصوُر اْلجن ّ ِ‬
‫ة ِ‬ ‫ذكر ُبنيان ُ‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا أبو النضر‪ ،‬وأبو كامل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا زهير‪ ،‬حدثنا سعد‬
‫أبو مجاهد الطائي‪ ،‬حدثنا أبو مدله المدني مولى أم المؤمنين‬
‫عائشة رضي الله تعالى عنها‪ ،‬أنه سمع أبا هريرة يقول‪ :‬قلنا‪ :‬يا‬
‫رسول الله‪ِ :‬إذا رأيناك رقت قلوبنا‪ ،‬وكنا من أهل الخرة‪ ،‬وِإذا‬
‫فارقناك‪ ،‬أعجبتنا الدنيا‪ ،‬وشمنا النساء والولد‪ ،‬فقال‪ :‬لو تكونوا أو‬
‫قال‪ :‬لو أنكم تكونون على كل حال على الحال التي أنتم عليها‬
‫عندي‪ ،‬لصافحتكم الملئكة بأكفهم‪ ،‬ولزارتكم في بيوتكم‪ ،‬ولو لم‬
‫تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون لكي يغفر لكم‪ ،‬قال قلنا‪ :‬يا رسول‬
‫الله‪ ،‬حدثنا عن الجنة‪ :‬ما بناؤها? قال‪ :‬لبنة من فضة‪ ،‬ولبنة من‬
‫ذهب‪ ،‬وملطها المسك‪ ،‬وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت‪ ،‬وترابها‬
‫الزعفران‪ ،‬من يدخلها ينعم‪ ،‬ول يبأس‪ ،‬ويخلد‪ ،‬ول يموت‪ ،‬ل تبلى‬
‫ثيابه‪ ،‬ول يفنى شبابه"‪.‬‬

‫‪788‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬من حديث عبد الله بن نمير‪ ،‬عن سعدان التيمي‪-‬‬
‫وكان ثقة‪ -‬عن سعد أبي مجاهد الطائي‪ -،‬وكان ثقة‪ -‬وقال‪ :‬حسن‪،‬‬
‫ووقع توثيق هذين الرجلين في رواية ابن نمير‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا محمد بن المثنى البزار‪ ،‬حدثنا‬
‫محمد بن زياد الكلبي‪ ،‬حدثنا نفيس بن حنين‪ ،‬عن سعيد بن أبي‬
‫عروبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬خلق الله جنة عدن بيده‪ ،‬لبنة من درة بيضاء‪ ،‬ولبنة من‬
‫ياقوتة حمراء‪ ،‬ولبنة من زبرجدة خضراء‪ ،‬ملطها المسك‪ ،‬وحصباؤها‬
‫َ‬
‫اللؤلؤ‪ ،‬وحشيشها الزعفران‪ ،‬ثم قال لها‪ :‬انطقي‪ :‬فقالت‪" :‬قَد ْ أفْل َ َ‬
‫ح‬
‫ن"‪.‬‬‫مُنو َ‬
‫مؤ ِ‬‫ال ْ ُ‬
‫فقال الله‪" :‬وعزتي وجللي‪ ،‬ل يجاورني فيك بخيل"‪.‬‬
‫ه‬
‫س ِ‬
‫ح ن َْف ِ‬
‫ن ُيوقَ ش ّ‬
‫م ْ‬‫ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬وَ َ‬
‫ن"‪.‬‬
‫حو َ‬ ‫مْفل ِ ُ‬‫هم ال ُ‬ ‫َفأولئ ِ َ‬
‫ك ُ‬
‫وقال أبو بكر بن مردويه‪ :‬حدثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم‪،‬‬
‫حدثنا القاسم بن المغيرة الجوهري‪ ،‬حدثنا عفان بن سعيد المقري‪،‬‬
‫حدثنا علي بن صالح‪ ،‬عن أبي ربيعة‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن ابن عمر‪،‬‬
‫قال‪ :‬سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنة فقال‪" :‬من‬
‫يدخل الجنة يحيى ول يمت‪ ،‬وينعم ول يبأس‪ ،‬ل تبلى ثيابه‪ ،‬ول يفنى‬
‫شبابه قيل‪ :‬يا رسول الله‪ :‬كيف بناؤها? قال‪ :‬لبنة من ذهب‪ ،‬ولبنة‬
‫من فضة‪ ،‬وملطها مسك أذفر‪ ،‬وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت‪ ،‬وترابها‬
‫الزعفران"‪.‬‬
‫وقال البزار‪ :‬حدثنا بشر بن آدم‪ ،‬حدثنا يونس بن عبيد الله العمري‪،‬‬
‫حدثنا عيسى بن الفضل‪ ،‬حدثنا الحريري‪ ،‬عن أبي نضرة‪ ،‬عن أبي‬
‫سعيد‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬خلق الله الجنة لبنة‬
‫من ذهب‪ ،‬ولبنة من فضة‪ ،‬وملطها المسك‪ ،‬ثم قال لها‪ :‬تكلمي‬
‫ن"‪ ..‬فقالت الملئكة‪" :‬طوباك منزلة‬ ‫مُنو َ‬
‫مو ِ‬‫ح ال ْ ُ‬‫فقالت‪" :‬قَد ْ أفْل َ َ‬
‫الملوك"‪.‬‬
‫وقد رواه البيهقي‪ :‬وغيره‪ :‬فقال الله‪" :‬طوباك منزلة الملوك"‪.‬‬
‫وقد رواه وهب‪ ،‬عن الحريري‪ ،‬عن أبي نضرة‪ ،‬عن أبي سعيد‪،‬‬

‫‪789‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫موقوفًا‪..‬‬
‫وفي حديث داود بن أبي هند‪ ،‬عن أنس‪ ،‬مرفوعا ً "إن الله بنى‬
‫الفردوس بيده‪ ،‬وحظرها على كل مشرك وكل مدمن خمر‪ ،‬سكير"‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي شيبة‪ :‬حدثنا معاوية بن هشام‪ ،‬حدثنا علي بن‬
‫عاصم‪ ،‬عن عمر بن ربيعة‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قيل‪:‬‬
‫يارسول الله كيف بناء الجنة‪ .‬فقال‪" :‬لبنة من فضة‪ ،‬ولبنة من ذهب‪،‬‬
‫ملطها المسك‪ ،‬وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت‪ ،‬وترابها الزعفران"‪.‬‬
‫الملط‪ :‬هو الطين الذي يجعل بين الحجار في البناء‪ ،‬ليجتمع بعضها‬
‫إلى بعض‪.‬‬
‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن خليد‪ ،‬حدثنا أبو اليمان الحكم بن‬
‫نافع‪ ،‬حدثنا صفوان بن عمر‪ ،‬عن مهاجر بن ميمون‪ ،‬عن فاطمة‬
‫رضي الله عنها‪ ،‬أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم‪ :‬أين أمنا‬
‫خديجة? قال‪" :‬في بيت من قصب‪ ،‬ل لغو فيه ول نصب‪ ،‬بين مريم‪،‬‬
‫وآسية امرأة فرعون"‪ .‬قالت‪ :‬أمن هذا القصب? قال‪" :‬ل من‬
‫القصب المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت"‪.‬‬
‫لسناد‪ .‬تفرد به صفوان‬ ‫قال الطبراني‪ :‬ل يروى عن فاطمة إل بهذا ا ِ‬
‫بن عمرو‪.‬‬
‫وقلت‪ :‬وهو حديث غريب‪ .‬وله شاهد في الصحيح‪" :‬إن الله أمرني‬
‫أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب‪ ،‬ل صخب فيه ول نصب"‪.‬‬
‫قال بعض العلماء‪ :‬إنما كتتان بيتهتتا متتن قصتتب اللؤلتتؤ‪ ،‬لنهتتا حتتازت‬

‫قصب السبق في تصديق رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪ ،‬حيتتن‬

‫بعثه الله عز وجل‪ ،‬كما يدل عليه حديث أول البعثتتة‪ ،‬فِإنهتتا أول متتن‬

‫آمن‪ ،‬حيث قالت‪ -‬وقد أخبرها خبر ما رأى‪ -‬وقال‪" :‬لقد خشيت علتتى‬

‫عقلي" قالت‪" :‬كل‪ :‬واللتته ل يخزيتتك اللتته أبتتدًا‪ ،‬إنتتك لتصتتل الرحتتم‪،‬‬

‫‪790‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وتصدق الحديث‪ ،‬وتحمل الكل وتكسب المعدوم‪ ،‬وتعين على نتتوائب‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدهر"‪.‬‬

‫وأما ذكر مريم وآسية في هذا الحديث‪ ،‬ففيه إشعار أن رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليتته وستتلم يتتتزوج بهمتتا فتتي التتدار الختترة‪ ،‬وقتتد حتتاول‬

‫م‬
‫بعضهم أن يأختتذ ذلتتك متتن القتترآن فتتي ستتورة‪" :‬يتتا أي ّهَتتا النتتبي ل ِت َ‬

‫م"‪.‬‬
‫حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّر ُ‬
‫تُ َ‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتتي قتتتتتتتتتتتتتتتوله‪َ" :‬ثيب َتتتتتتتتتتتتتتتات وأب ْك َتتتتتتتتتتتتتتتارًا"‪.‬‬

‫ثم ذكرت آسية ومريم في آخر السورة‪ .‬يروى مثل هتتذا عتتن التتبراء‬

‫بن عازب‪ ،‬أو عن غيره من السلف‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫فضل قيام الليل وإطعام الطعام وكثرة الصيام‬

‫وقال أبو بكر بن أبي داود‪ :‬حدثنا ابن المنذر الطريفي‪ ،‬حدثنا ابن‬
‫فضيل‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق‪ ،‬عن النعمان بن سعد‪ ،‬عن‬
‫علي بن أبي طالب‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫"إن في الجنة لغرفا ً ترى ظهورها من بطونها‪ ،‬وبطونها من ظهورها‪،‬‬
‫فقيل لرسول الله‪ :‬لمن هي? قال‪ :‬لمن طيب الكلم‪ ،‬وأطعم‬
‫الطعام‪ ،‬وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام"‪.‬‬
‫ورواه الترمذي‪ :‬عن علي بن حجر‪ ،‬عن علي بن مسهر‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن إسحاق‪ ،‬وقال‪ :‬غريب‪ ،‬ل نعرفه إل من حديثه‪.‬‬

‫‪791‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وروى الطبراني‪ :‬من حديث الوليد بن مسلم‪ ،‬حدثنا معاوية بن‬


‫سلم‪ ،‬عن يزيد بن سلم‪ ،‬حدثني أبو سلم‪ ،‬حدثني أبو موسى‬
‫الشعري‪ ،‬حدثني أبو مالك الشعري‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬إن في الجنة غرفا ً يرى ظاهرها من باطنها‪ ،‬وباطنها‬
‫من ظاهرها‪ ،‬أعدها الله لمن أطعم الطعام‪ ،‬وأدام الصيام‪ ،‬وصلى‬
‫بالليل والناس نيام"‪.‬‬
‫وروى الطبراني أيضًا‪ :‬من حديث ابن وهب‪ ،‬حدثني حيي‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬إن في الجنة غرفا ً يرى ظاهرها من باطنها‪ ،‬وباطنها من‬
‫ظاهرها"‪.‬‬
‫قال أبو مالك الشعري‪ :‬لمن هي يا رسول الله? قال‪" :‬لمن أطاب‬
‫الكلم‪ ،‬وأطعم الطعام‪ ،‬و بات قاْئما ً والناس نيام"‪.‬‬
‫قال الحافظ الضياء‪ :‬هذا عندي إسناد حسن‪ ،‬وذكر أبي مالك فيه‬
‫مما يدل على صحته‪ ،‬لنه قد رواه وإسناد حديثه أيضًا‪.‬‬
‫وقد ورد في بعض الحاديث أن القصر يكون من لؤلؤة واحدة‪،‬‬
‫أبوابه ومصاريعه وسقفه‪.‬‬
‫وفي حديث آخر‪" :‬سقوف الجنة نور‪ ،‬تتلل كالبرق اللمع‪ ،‬لول أن‬
‫الله يثبت أبصارهم لوشك أن يخطفها"‪.‬‬
‫وقال البيهقي‪ :‬أخبرنا أبو الخبر بن بشران‪ ،‬أخبرنا أبو عمرو عثمان‬
‫بن أحمد المعروف بابن السماك‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن‬
‫منصور‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن عبد المؤمن‪ ،‬سمعت‬
‫محمد بن واسع يذكر عن جابر بن عبد الله قال‪ :‬قال لنا رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬أل أحدثكم بغرف الجنة? قال‪ :‬قلنا‪ :‬بلى يا‬
‫رسول الله‪ :‬بأبينا أنت وأمنا‪ .‬قال‪ :‬إن في الجنة غرفا ً من أصناف‬
‫الجوهر كله‪ ،‬يرى ظاهرها من باطنها‪ ،‬وباطنها من ظاهرها‪ ،‬فيها من‬
‫النعيم واللذات والشفوف مال عين رأت ول أذن سمعت‪ .‬قال‪ :‬قلنا‬
‫يا رسول الله‪ :‬ولمن هذه الغرف? قال‪ :‬لمن أفشى السلم وأطعم‬
‫الطعام‪ ،‬وأدام الصيام‪ ،‬وصلى بالليل والناس نيام"‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلنا‪ :‬يا رسول الله‪ :‬ومن يطيق ذلك‪ .‬قال‪ :‬أمتي تطيق ذلك‪،‬‬

‫‪792‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسأخبركم عن ذلك‪ ،‬من لقي أخاه فسلم عليه‪ ،‬ورد عليه فقد‬
‫أفشى السلم‪ ،‬ومن أطعم عياله‪ ،‬وأهله‪ ،‬حتى يشبعهم‪ ،‬فقد أطعم‬
‫الطعام‪ ،‬ومن صام رمضان‪ ،‬ومن كل شهر ثلثة أيام‪ ،‬فقد أدام‬
‫الصيام‪ ،‬ومن صلى العشاء الخيرة وصلى الغداة في جماعة‪ ،‬فقد‬
‫صلى بالليل والناس نيام‪ ،‬اليهود والنصارى والمجوس"‪.‬‬
‫لسنادين يقوي‬ ‫لسناد غير قوي‪ ،‬إل أنه با ِ‬ ‫ثم قال البيهقي‪ :‬وهذا ا ِ‬
‫بعضه ببعض‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫قال‪ :‬وروي بِإسناد آخر عن جابر‪.‬‬
‫ثم أورده من طريق علي بن حرب‪ ،‬عن حفص بن عمرو‪ ،‬عن عمرو‬
‫بن قيس الملئي‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬مرفوعا ً بنحوه‪.‬‬
‫وروى البيهقي‪ :‬من حديث حسن بن فرقد‪ ،‬عن الحسن البصري‪،‬‬
‫عن عمران بن حصين‪ ،‬وأبي‪ ،‬قال‪ :‬سئل رسول الله صلى الله عليه‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ت عَد ْ ٍ‬‫جّنا ِ‬ ‫ن ط َي ّب َ ً‬
‫ة في َ‬ ‫ساك ِ َ‬
‫م َ‬
‫وسلم عن هذه الية‪" :‬وَ َ‬
‫فقال‪" :‬قصر من لؤلؤ‪ ،‬في ذلك القصر سبعون دارا ً من ياقوتة‪ ،‬في‬

‫كل دار سبعون بيتا ً من زمردة خضراء‪ ،‬في كل بيت سرير‪ ،‬على كل‬

‫سريرسبعون فراشًا‪ ،‬من كل لون‪ ،‬على كل فراش زوجة من الحتتور‬

‫العين‪ ،‬في كل بيت سبعون مائدة‪ ،‬على كل مائدة سبعون لونتتا ً متتن‬

‫الطعام‪ ،‬في كل بيت سبعون وصيفة‪ ،‬ويعطي المؤمن ما يأتي علتتى‬

‫ذلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك كلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته أجمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتع"‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وهذا الحديث غريب فإن هتتذا الجستتر ضتتعيف جتتدًا‪ ،‬وإذا كتتان‬

‫الجستتتتتتتتتتتتر ضتتتتتتتتتتتتعيفا ً فل يملتتتتتتتتتتتتك التصتتتتتتتتتتتتال‪..‬‬

‫‪793‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال عبد الله بن وهب‪ :‬أخبرنا عبد الرحمن بن زيد بتتن أستتلم‪ ،‬عتتن‬

‫أبيه قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إنه ليحتتاز الرجتتل‬

‫الواحد بالقصر من اللؤلؤة الواحدة‪ ،‬في ذلك القصر ستتبعون غرفتتة‪،‬‬

‫في كل غرفة زوجة من الحور العيتن‪ ،‬فتي كتل غرفتة ستبعون بابتًا‪،‬‬

‫تدخل عليه من كل باب رائحة من رائحة الجنة ستتوى الرائحتتة التتتي‬

‫تتتتتتتتتتتتدخل عليتتتتتتتتتتته متتتتتتتتتتتن البتتتتتتتتتتتاب الختتتتتتتتتتتر"‪.‬‬


‫َ‬
‫متتا ك َتتاُنوا‬
‫جَزاءً ب ِ َ‬
‫ن قّرةِ أعُْين َ‬
‫م ْ‬ ‫ي ل َهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫خِف َ‬
‫ما أ ْ‬ ‫ثم قرأ‪" :‬فَل َ ت َعَْلم ن َْف ٌ‬
‫س َ‬

‫ي َْعملتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون"‪.‬‬

‫لمتتام أحمتتد‪ ،‬عتتن حستتن‪ ،‬عتتن ابتتن لهيعتتة‪..‬‬


‫قلتتت‪ :‬وقتتد رواه ا ِ‬

‫حدثني حيي بن عبد الله بن شريح المعافري‪ ،‬فتتذكر بِإستتناده مثلتته‪،‬‬

‫غير أنه قال‪ :‬فقال أبو موسى الشعري‪ ،‬لمتتن هتتي يتتا رستتول اللتته‪.‬‬

‫واللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وذكر القرطبي‪ :‬من طريق أبي هدية بن إبراهيم بن هدية‪ ،‬عن أنس‬

‫بن مالك‪ ،‬مرفوعًا‪" :‬إن في الجنة غرفا ً ليس فيها معاليق من فوقها‪،‬‬

‫ول عمد من تحتها‪ ،‬قيل يا رسول اللتته‪ :‬وكيتتف يتتدخلها أهلهتتا? قتتال‪:‬‬

‫‪794‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يدخلونها أشباه الطير‪ .‬قيل‪ :‬يا رسول اللتته‪ :‬لمتتن هتتي? قتتال‪ :‬لهتتل‬

‫السقام‪ ،‬والوجاع‪ ،‬والبلوى"‪.‬‬

‫ذكر الخَيام في اْلجّنة‬

‫ت فتتي ال ْ ِ‬
‫خي َتتام فَب ِتتأيّ آل َِء َرب ّك ُ ِ‬
‫متتا‬ ‫صتتوَرا ٌ‬
‫مْق ُ‬
‫قتتال اللتته تعتتالى‪" :‬حتتوٌر َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫تُ ً‬
‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذَبا ِ‬

‫وثبتتت فتتي الصتتحيحين‪ :‬واللفتتظ لمستتلم‪ :‬متتن حتتديث أبتتي عمتتران‬

‫الجوني‪ ،‬عن أبي بكر بن أبي موسى الشعري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسولى الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن للمتتؤمن فتتي الجنتتة لخيمتتة‬

‫من لؤلؤة واحدة مجوفة‪ ،‬طولهتتا ستتتون مي ً‬


‫ل‪ ،‬للمتتؤمن فيهتتا أهلتتون‬

‫يطتتتتتوف عليهتتتتتم المتتتتتؤمن فل يتتتتترى بعضتتتتتهم بعضتتتتتًا" ‪.‬‬

‫ل" وصتتتح‪" .‬ستتتتون مي ً‬


‫ل"‪.‬‬ ‫وفتتتي روايتتتة للبختتتاري‪" :‬ثلثتتتون مي ً‬

‫وقال أبو ب َ‬
‫كر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثني محمد بن حفص‪ ،‬حتتدثنا منصتتور‪،‬‬

‫حدثنا يوسف بن الصتتباح‪ ،‬عتتن أبتتي صتتالح‪ ،‬عتتن ابتتن عبتتاس‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫"الخيمة من درة مجوفة‪ ،‬طولها فرسخ‪ ،‬وعرضها فرسخ‪ ،‬ولهتتا ألتتف‬

‫‪795‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫باب من ذهب‪ ،‬حولها ستترادق دورة خمستتون فرستتخًا‪ ،‬يتتدخل عليتته‬

‫ة‬ ‫مل َئ ِ َ‬
‫كت ُ‬ ‫متتن كتتل بتتاب بهديتتة متتن اللته عتتز وجتل‪ ،‬وذلتك قتتوله‪" :‬وال َ‬

‫ب"‪.‬‬
‫ن َبتتتتتتتتتتتتتتتا ٍ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتت ْ‬ ‫ن عَل َي ِْهتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫م ِ‬ ‫خُلو َ‬
‫َيتتتتتتتتتتتتتتتد ْ ُ‬

‫وقال ابن المبارك‪ :‬أخبرنا همام‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عبتتاس‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫"الخيمة درة‪ ،‬من درة مجوفة‪ ،‬فرستخ فتي فرستخ‪ ،‬لهتا أربعتة آلف‬

‫مصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتراع متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن ذهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتب"‪.‬‬

‫وقال قتادة‪ :‬عن خالد العصري عن أبي الدرداء قال‪" :‬الخيمة لؤلتتؤة‬

‫واحدة‪ ،‬لها سبعون بابا ً كلها من در"‪.‬‬

‫جّنة‬
‫ذكر ترَبة ال َ‬

‫ثبت في الصحيحين‪ :‬من حديث الزهري‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬عن‬


‫أبي ذر‪ ،‬في حديث المعراج‪ ،‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫"أدخلت الجنة فإذا فيها جنادل اللؤلؤ‪ ،‬وإذا ترابها المسك"‪ .‬وقال‬
‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا حماد‪ ،‬حدثنا الحريري‪ ،‬عن أبي‬ ‫ا ِ‬
‫نضرة‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل‬
‫ابن صائد عن تربة الجنة فقال‪" :‬هي در مكة بيضاء‪ ،‬مسك خالص"‪.‬‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬صدق"‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬ورواه مسلم‪ :‬من حديث أبي سلمة‪ ،‬عن‬ ‫هكذا رواه ا ِ‬
‫أبي نضرة بنحوه‪ ،‬وقد رواه مسلم أيضًا‪ :‬عن أبي بكر بن أبي شيبة‪،‬‬
‫عن أبي أمامة‪ ،‬عن الحريري‪ ،‬عن أبي نضرة‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬أن ابن‬

‫‪796‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صياد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تربة الجنة فقال‪" :‬هي‬
‫درمكة بيضاء مسك خالص"‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا علي بن عبد الله‪ ،‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن مجالد‪ ،‬عن‬
‫الشعبي‪ ،‬عن جابر بن عبدالله‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم في اليهود‪" :‬إني سائلهم عن تربة الجنة‪ ،‬وهي درمكة بيضاء‪،‬‬
‫فسألهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬هي خبزة يا أبا القاسم‪ ،‬فقال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪" :‬الخبز من الدر"‪.‬‬
‫وتقدم في حديث أبي هريرة‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وغيرهما‪ :‬في صفة بناء‬
‫الجنة‪ ،‬أن‪" :‬ملطها المسك‪ ،‬وحصباءها اللؤلؤ‪ ،‬والياقوت‪ ،‬وترابها‬
‫الزعفران"‪.‬‬
‫والملط في اللغة‪ :‬عبارة عن الطين الذي يجعل بين ساقي البنتتاء‪،‬‬

‫يملط به الحائط‪ ،‬فلعل بعض بقاعهتتا ترابتته المستتك‪ ،‬وبعضتتها ترابتته‬

‫الزعفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتران‪ ،‬واللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫ومع هذه العظمة والتساع‪ ،‬فقد تقتتدم فتتي الصتتحيح عتتن أنتتس‪ :‬أن‬

‫رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬وقتتاب قتتوس أحتتدكم أو‬

‫موضتتتتتتتع قتتتتتتتده خيتتتتتتتر متتتتتتتن التتتتتتتدنيا ومتتتتتتتا فيهتتتتتتتا"‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عبد التترزاق‪ ،‬حتتدثنا معمتتر‪ ،‬عتتن تمتتام‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليتته وستتلم‪" :‬لقيتتد ستتوط‬

‫أحدكم من الجنة خير من السماء والرض"‪ .‬علتتى شتترط الشتتيخين‪.‬‬

‫وقال ابن وهب‪ :‬أخبرنا عمرو بن الحارث أن سليمان بن جنيد حدثه‪:‬‬

‫‪797‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أن عامر بتتن ستتعد بتتن أبتتي وقتتاص‪ -‬قتتال ستليمان‪ :‬ل أعلتم أل أنته‬

‫حدثني عن أبيه‪ -‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬لتتو أن‬

‫أقل نور من الجنة ظهر للدنيا‪ ،‬لزخرف له ما بين السماء والرض"‪.‬‬

‫ذكر أنهار الجنة وأشجارها وثمارها‬

‫حت َِهتتتتتا الن َْهتتتتتاُر"‪.‬‬


‫ن تَ ْ‬
‫متتتتت ْ‬
‫ري ِ‬
‫جتتتتت ِ‬
‫قتتتتتال اللتتتتته تعتتتتتالى‪" :‬ت َ ْ‬

‫م الن َْهتتتتتتتتتتتتتتاُر"‪.‬‬
‫حت ِِهتتتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫ن تَ ْ‬
‫متتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫وقتتتتتتتتتتتتتتال‪ِ " :‬‬

‫متتاٍء‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫ن ِفيَها أن ْهَتتاٌر ِ‬ ‫عد َ ال ْ ُ‬
‫مت ُّقو َ‬ ‫ل اْلجن ّةِ ال ِّتي وُ ِ‬
‫مث َ ُ‬
‫وقال الله تعالى‪َ " :‬‬

‫متتر ل َتذ ّةٍ‬


‫خ ْ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫ه َوأن ْهَتتاٌر ِ‬ ‫م ي ََتغي ّتْر ط َعْ ُ‬
‫مت ُ‬ ‫ن ل َب َتتن ل َت ْ‬
‫مت ْ‬ ‫غَْير آ ِ‬
‫ستتن َوأن ْهَتتاٌر ِ‬

‫ت‬ ‫ل الث ّ َ‬
‫متَرا ِ‬ ‫ن ُ‬
‫كت ّ‬ ‫مت ْ‬ ‫صتّفى وَل َُهت ْ‬
‫م ِفيهَتتا ِ‬ ‫م ً‬
‫ستتل ُ‬
‫ن عَ َ‬
‫مت ْ‬
‫ن َوأن َْهتاٌر ِ‬ ‫ِلل ّ‬
‫شارِِبي َ‬

‫م"‪.‬‬
‫ن َرب ِّهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫مغِْفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتَرةٌ ِ‬
‫وَ َ‬

‫حت ِهَتتا الن ْهَتتاُر‬


‫ن تَ ْ‬
‫م ْ‬
‫ري ِ‬
‫ج ِ‬
‫ن تَ ْ‬ ‫عد َ ال ْ ُ‬
‫مّتقو َ‬ ‫ل الجن ّةِ ال ِّتي وُ ِ‬
‫مث َ ُ‬
‫وقال تعالى‪َ " :‬‬

‫ن الن ّتتاُر"‪.‬‬ ‫وا وَعُْقب َتتى ال ْك َتتافِ ِ‬


‫ري َ‬ ‫ن ات َّقت ْ‬ ‫ك عُْقب َتتى ال ّت ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ظلَها ت ِل ْ َ‬ ‫أك ُل َُها َ‬
‫داِئم وَ ِ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخبرنا الحريري‪ ،‬عن حكيم‬


‫وقال ا ِ‬

‫بن معاوية بن أبي بهز‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله‬

‫‪798‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عليه وسلم يقول‪" :‬في الجنة بحر اللبن‪ ،‬وبحر الماء‪ ،‬وبحر العستتل‪،‬‬

‫وبحتتتتتتر الخمتتتتتتر‪ ،‬ثتتتتتتم تشتتتتتتقق النهتتتتتتار منهتتتتتتا بعتتتتتتد"‪.‬‬

‫رواه الترمذي‪ ،‬عن بنتتدار‪ ،‬عتتن يزيتتد بتتن هتتارون بتته‪ ،‬وقتتال‪ :‬حستتن‬

‫صحيح‪ ،‬وقال أبو بكر بن مردويه‪ ،‬حدثنا أحمد بن محمتتد بتتن عاصتتم‪،‬‬

‫حدثنا عبد الله بن محمد بن السمان‪ ،‬حدثنا مسلم بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا‬

‫ليادي‪ ،‬حدثنا أبتتو عمتتران الجتتوني‪ ،‬عتتن‬


‫الحارث بن عبيد أبو قدامة ا ِ‬

‫أبي بكر بن قيس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬تظنتتون أن لنهتتار الجنتتة حتتدودا ً فتتي الرض‪ .‬ل واللتته‪ ،‬إنهتتا‬

‫لسابحة علتى وجته الرض‪ ،‬حافاتهتا اللؤلتؤ‪ ،‬وقبابهتا اللؤلتؤ‪ ،‬وطيبهتا‬

‫المستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك الذفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫وقد قيل‪ :‬يتتا رستتول اللتته‪ :‬ومتتا الذفتتر? قتتال‪ " :‬لتتذي ل خلتتط لته"‪.‬‬

‫وقد رواه ابن أبي الدنيا‪ :‬عن يعقوب بن عبيد‪ ،‬عن يزيد بتتن هتتارون‪،‬‬

‫به‪ ،‬موقوفًا‪ ،‬وروى البيهقي‪ :‬عتتن الحتتاكم‪ ،‬وغيتتره‪ ،‬عتتن الصتتم‪ ،‬عتتن‬

‫الربيع بن سليمان‪ ،‬عن أسد بن موسى‪ ،‬عن أبي ثوبتتان‪ ،‬عتتن عطتتاء‬

‫بن قرة‪ ،‬عن عبداللة بن ضمرة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫‪799‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬متتن ستتره أن يستتقيه اللتته الخمتتر فتتي‬

‫الخرة‪ ،‬فليتركه في الدنيا‪ ،‬ومن ستتره أن يكستتيه اللتته الحريتتر فتتي‬

‫الخرة‪ ،‬فليتتتركه فتتي التتدنيا‪ ،‬أنهتتار الجنتتة تفجتتر متتن تحتتت تلل‪ -‬أو‬

‫جبال‪ -‬المسك‪ ،‬ولو كان أدنى أهل الجنتتة حليتتة عتتدلت حليتتته بحليتتة‬

‫أهل الدنيا جميعًا‪ ،‬لكانت حلية أدنى أهل الجنة‪ ،‬أفضل من حلية أهتتل‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدنيا جميعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا"‪.‬‬

‫وروي من طريق أبي معاوية‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن عمرو بن مرة‪ ،‬عتتن‬

‫مرة‪ ،‬عتتن عبتتد اللتته‪ ،‬قتتال‪" :‬أنهتتار الجنتتة تفجتتر متتن جبتتل مستتك"‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وهذا بالموقوف أصح‪.‬‬

‫فة ال َ‬
‫كوثر‬ ‫ص َ‬
‫ِ‬

‫َ‬ ‫و أَ ْ‬
‫ه‬ ‫وك ََر ِ‬
‫م ِ‬ ‫ه َ‬
‫ه بمن ّ ِ‬ ‫عاَلى ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫قانا الل ّ ُ‬
‫ه تَ َ‬ ‫س َ‬ ‫هر أنهار ال ْ َ‬
‫جّنة َ‬ ‫ش َ‬ ‫ه َ‬
‫و ُ‬
‫َ‬

‫شان ِئ َ َ‬
‫ك‬ ‫ن َ‬
‫حْر إ ِ ّ‬ ‫ل ِلرب ّ َ‬
‫ك وان ْ َ‬ ‫ك ال ْك َوْث ََر فَ َ‬
‫ص ّ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬إ ِّنا اعْط َي َْنا َ‬
‫هُوَ ال َب َْتر"‪.‬‬
‫وثبت في صحيح مسلم‪ :‬من حديث محمد بن فضيل‪ ،‬وعلي بن‬
‫مسهر‪ ،‬كلهما عن المختار بن فلفل‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم حين أنزلت عليه هذه السورة قال‪" :‬أتدرون ما‬

‫‪800‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الكوثر? قالوا‪ :‬الله ورسوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬هو نهر وعدنيه الله عز‬
‫وجل‪ ،‬عليه خير كثير"‪.‬‬
‫وفي الصحيحين‪ :‬من حديث سنان‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬في حديث‬
‫المعراج‪ ،‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أتيت على نهر‪،‬‬
‫حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هذا يا جبريل? قال‪ :‬هذا‬
‫الكوثر الذي أعطاكه الله عز وجل"‪.‬‬
‫ورواه أحمد‪ :‬عن ابن عدي‪ ،‬عن حميد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬به‪.‬‬
‫وفي رواية‪" :‬فضربت بيدي إلتتى متتا يجتتري فيتته المتتاء فتتإذا مستتك‬

‫أذفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫ولهتتذا طتترق كتتثيرة‪ :‬عتتن أنتتس‪ ،‬وغيتتره متتن الصتتحابة‪ ،‬ولتته ألفتتاظ‬

‫متعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتددة‪.‬‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن فضيل‪ ،‬عن المختار بن فلفل‪ ،‬عن أنتتس‪،‬‬

‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬الكوثر نهر في الجنة‪ ،‬وعدنيه‬

‫ربتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتز وجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل"‪.‬‬

‫ورواه مستتتتتلم‪ :‬عتتتتتن أبتتتتتي كريتتتتتب‪ ،‬عتتتتتن ابتتتتتن فضتتتتتيل‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الصتتمد‪ ،‬حتتدثنا حمتتاد عتتن ثتتابت‪ ،‬عتتن أنتتس‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أعطيت الكتتوثر‪ ،‬فتتإذا‬

‫نهر يجري على وجه الرض‪ ،‬حافتتتاه قبتتاب اللؤلتتؤ‪ ،‬ليتتس مستتقوفًا‪،‬‬

‫‪801‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فضربت بيدي إلى ترتبه‪ ،‬فإذا ترابه مسك أذفتتر‪ ،‬وحصتتباؤه اللؤلتتؤ"‪.‬‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا سليمان بن داود الهاشمي‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن سعد‪،‬‬

‫حدثني محمد بن عبيد الله ابن شهاب ابتتن أختتي شتتهاب‪ ،‬عتتن أبيتته‪،‬‬

‫عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬سئل رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫عن الكوثر فقال‪" :‬هو نهر أعطتتانيه اللتته فتتي الجنتتة‪ ،‬ترابتته مستتك‪،‬‬

‫ماؤه أبيض من اللبن‪ ،‬وأحلى من العسل‪ ،‬تتترده طيتتور أعناقهتتا مثتتل‬

‫أعنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاق الجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزور"‪.‬‬

‫فقال أبو بكر‪ :‬يا رسول الله‪ :‬إنها لناعمة‪ :‬فقال‪" :‬أكلها أنعتتم منهتتا"‪.‬‬

‫وقال الحاكم‪ :‬أخبرنا الصم‪ ،‬حدثنا إبراهيم بتتن ستتعد‪ ،‬حتتدثنا إدريتتس‬

‫بن يحيى‪ ،‬حدثني الفضل بن المختار‪ ،‬عن عبيد الله بن متتوهب‪ ،‬عتتن‬

‫حصين بن محصن الخطمي‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬

‫اللتتته عليتتته وستتتلم‪" :‬إن فتتتي الجنتتتة طيتتترا ً أمثتتتال البختتتاتي"‪.‬‬

‫فقال أبو بكر‪ :‬إنها لناعمة يا رستتول اللتته‪" :‬فقتتال‪" :‬أنعتتم منهتتا متتن‬

‫يأكلهتتتتتتتا‪ ،‬وأنتتتتتتتت ممتتتتتتتن يأكلهتتتتتتتا يتتتتتتتا أبتتتتتتتا بكتتتتتتتر"‪.‬‬

‫ثتتم رواه متتن طريتتق ستتعيد بتتن أبتتي عروبتتة‪ :‬عتتن قتتتادة‪ ،‬مرس ت ً‬
‫ل‪.‬‬

‫‪802‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال أحمتتد‪ :‬حتتدثنا مستتلمة الخراجتتي‪ ،‬حتتدثنا ثتتابت‪ ،‬عتتن يزيتتد بتتن‬

‫المهاد‪ ،‬عن عبد الوهاب بن أبي بكر‪ ،‬عن عبد الله بن أبي بكتتر‪ ،‬عتتن‬

‫عبد الله بن مسلم‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن أنس بن مالتتك‪ ،‬أن رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكوثر فقال‪" :‬نهر أعطانيه الله‬

‫عز وجل‪ ،‬أشتتد بياضتا ً متتن اللبتتن‪ ،‬وأحلتتى متتن العستتل‪ ،‬وفيتته طيتتر‬

‫أعناقهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا كأعنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاق الجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزور"‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬يا رسول الله‪ :‬إن تلتتك الطيتتور الناعمتتة? فقتتال‪" :‬أكلهتتا‬

‫أنعتتتتتتتتتتتتتتتتتم منهتتتتتتتتتتتتتتتتتا يتتتتتتتتتتتتتتتتتا عمتتتتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫وكذلك رواه الدراوردي‪ :‬عن ابن أختتي ابتتن شتتهاب‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن‬

‫أنس‪.‬‬

‫رواية ابن عمر‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا ابن حفص‪ ،‬أخبرنا ورقاء‪ ،‬قال‪ :‬وقتتال عطتتاء‪ :‬عتتن‬

‫محارب بن دثار‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬

‫وسلم‪" :‬الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهتتب والمتتاء يجتتري علتتى‬

‫‪803‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫اللؤلتتؤ‪ ،‬إن متتاءه أشتتد بياضتتا ً متتن اللبتتن‪ ،‬وأحلتتى متتن العستتل"‪.‬‬

‫وقد رواه إسماعيل بتتن عليتتة‪ ،‬ومحمتتد بتتن فضتتيل‪ :‬عتتن عطتتاء بتتن‬

‫السائب‪ ،‬عن محتتارب‪ ،‬عتتن ابتتن عمتتر‪ ،‬مرفوعتًا‪" :‬الكتتوثر نهتتر فتتي‬

‫الجنتتة‪ ،‬حافتتتاه التتذهب‪ ،‬مجتتراه التتدر واليتتاقوت‪ ،‬تربتتته أطيتتب متتن‬

‫المستتتتتتتتك‪ ،‬متتتتتتتتاؤه أشتتتتتتتتد بياضتتتتتتتتا ً متتتتتتتتن الثلتتتتتتتتج"‪.‬‬

‫وفي روايتتة‪" :‬أشتتد بياضتا ً متتن اللبتتن‪ ،‬وأحلتتى متتن العستتل‪ ،‬واللبتتن‬

‫الزبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد"‪.‬‬

‫وأخرجه الترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من حتتديث محمتتد بتتن فضتتيل‪ ،‬وقتتال‬

‫الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬

‫رواية ابن عباس‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا هشيم‪ ،‬أخبرنا يونس‪،‬‬

‫عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬أنه قال في الكوثر‪" :‬هتتو الخيتتر‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتذي أعطتتتتتتتتتتتتتتتتاه اللتتتتتتتتتتتتتتتته إيتتتتتتتتتتتتتتتتاه"‪.‬‬

‫قال ابن بشر‪ :‬قلت لسعيد بن جبير‪ :‬إن أناسا ً يزعمون أنته نهتر فتي‬

‫‪804‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الجنة‪ .‬فقال سعيد‪ :‬النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله‬

‫إيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاه"‪.‬‬

‫وقد روى ابن جرير‪ :‬عن أبي كريب‪ ،‬حدثنا عمر بن عبيد? عن عطتتاء‬

‫بن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابتتن عبتتاس قتتال‪" :‬الكتتوثر نهتتر فتتي الجنتتة‪،‬‬

‫حافتاه ذهب وفضة‪ ،‬يجتتري علتتى اليتتاقوت والتتدر‪ ،‬متتاؤه أبيتتض متتن‬

‫الثلتتتتتتتتتتتتتتتج‪ ،‬وأحلتتتتتتتتتتتتتتتى متتتتتتتتتتتتتتتن العستتتتتتتتتتتتتتتل"‪.‬‬

‫كذا رواه العوفي‪ ،‬عن ابن عباس‪.‬‬

‫رواية عاثشة‬

‫قال البخاري‪ :‬حدثنا خالد بن يزيد الكاهلي‪ ،‬حدثنا إسرائيل‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق‪ ،‬عن أبي عبيدة‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬قال‪ :‬سألتها عن قوله تعالى‪:‬‬
‫ك ال ْك َوْث ََر" فقالت‪" :‬الكوثر نهر أعطيه نبيكم صلى الله‬
‫"إ ِّنا أعْط َي َْنا َ‬
‫عليه وسلم‪ ،‬شاطئاه در مجوف آنيته كعدد النجوم"‪.‬‬
‫ثم قال البخاري‪ :‬وقد رواه زكريا‪ ،‬وأبو الحوص‪ ،‬ومطرف‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق‪ ،‬وقال أبو نعيم الفضل بن دكين‪ :‬حدثنا ابن أبي نجيح‪ ،‬عن‬
‫مجاهد‪ ،‬قال‪" :‬هو الجنة"‪.‬‬
‫وقالت عائشة‪" :‬هو نهر في الجنة ليس أحد يدخل إصبعيه في أذنيه‬
‫إل سمع خرير ذلك النهر"‪.‬‬
‫وروى ابن جرير‪ ،‬عن أبي كريب‪ ،‬عن وكيع‪ ،‬عن أبي جعفر التترازي‪،‬‬

‫عن ابن أبي نجيح‪ ،‬عن عائشة قتتالت‪" :‬متتن أحتتب أن يستتمع‪ ،‬خريتتر‬

‫‪805‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الكوثر‪ -‬أي صوت ستير ميتتاهه‪ -‬فتإنه ل يستمعه بعينته‪ ،‬بتل إن دويته‬

‫لنسان إصبعيه في أذنيه"‪.‬‬


‫كدوي ما يسمع إذا وضع ا ِ‬

‫ذكر نهر البيدخ في الجنة‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا بهز‪ ،‬حدثنا سليمان بتتن المغيتترة‪ ،‬عتتن ثتتابت‪ ،‬عتتن‬

‫أنس‪ ،‬قال‪" :‬كان رسول الله صلى اللته عليتته وستتلم‪ :‬تعجبتته الرؤيتتا‬

‫الحسنة فربما قال‪" :‬هل رأى أحد منكم رؤيا? قال‪ :‬فإذا رأى الرجل‬

‫رؤيا‪ ،‬يسأل عنه‪ ،‬فإذا كان ليس به بأس‪ ،‬أعجتتب برؤيتتاه إليتته‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫فجاءت امرأة فقتتالت‪ :‬يتتا رستتول اللتته‪ :‬رأيتتت كتتأني دخلتتت الجنتتة‪،‬‬

‫فسمعت وجبة انتحب لها أهل الجنة‪ ،‬فنظرت‪ ،‬فتتإذا قتتد جيتتء بفلن‬

‫ابن فلن‪ ،‬وفلن ابن فلن‪ ،‬حتى عددت اثني عشر رج ً‬


‫ل‪ ،‬وقتتد بعثتتت‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية قبل ذلك‪ ،‬قال‪ :‬فجيء بهم‪،‬‬

‫عليهم ثياب طلس تشخب أوداجهم فقيتتل‪ :‬اذهبتتوا بهتتم إلتتى البيتتدخ‬

‫قال نهر البيدخ‪ -‬قال‪ :‬فغمسوا فيه‪ ،‬فخرجتتوا وجتتوههم كتتالقمر ليلتتة‬

‫البدر‪ ،‬قالت‪ :‬ثم أتوا بكراسي من ذهب‪ ،‬فقعدوا عليها‪ ،‬فأتى بصحفة‬

‫‪806‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أو مبكلة فيها بستتر فتتأكلوا منهتتا‪ ،‬فمتتا يقلبونهتتا لشتتق إل أكلتتوا متتن‬

‫فاكهة ما أرادوا‪ ،‬وأكلت معهم‪ .‬قال‪ :‬فجاء البشير من تلتتك الستترية‪،‬‬

‫فقال‪ :‬يا رسول الله‪ :‬كان من أمرنا كذا وكتتذا‪ ،‬وأصتتيب فلن وفلن‪،‬‬

‫حتى عد ّ الثني عشر الذين عدتهم المرأة‪ ،‬فقال رستتول اللتته صتتلى‬

‫ي بتتالمرأة‪ ،‬فجتتاءت‪ ،‬فقتتال‪ :‬قضتتي علتتى هتتذا‬


‫الله عليه وستتلم‪ :‬علت ّ‬

‫رؤياك‪ :‬فقصت‪ ،‬فقال‪ :‬هو كما قالت يا رسول الله‪.‬‬

‫عَلى َباب ال ْ َ‬
‫جّنة‬ ‫نهر َبارق َ‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا يعقوب‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬عن ابن سحاق‪ ،‬عن الحارث‬
‫بن فضيل النصاري‪ ،‬عن محمود بن لبيد‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬الشهداء على بارق نهر على‬
‫باب الجنة في قبة خضراء‪ ،‬يخرج إليهم رزقهم من الجنة بكرة‬
‫وعشيًا"‪.‬‬
‫لسراء‪ :‬في ذكر سدرة المنهى قال‪" :‬فإذا بها يخرج من‬ ‫في حديث ا ِ‬
‫أصلها نهران باطنان‪ ،‬ونهران ظاهران‪ ،‬فالباطنان في الجنة‬
‫والظاهران النيل والفرات"‪.‬‬
‫وفي مسند أحمد‪ ،‬وصحيح مسلم‪ ،‬واللفظ له‪ :‬من حديث عبيد الله‬
‫بن عمر‪ ،‬عن حبيب بن عبد الرحمن‪ ،‬عن حفص بن عاصم‪ ،‬عن أبي‬
‫بريزة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬سيحان‬
‫وجيحان والفرات والنيل وكل من أنهار الجنة"‪.‬‬
‫وروى الحافظ الضياء‪ :‬من طريق عثمان بن سعيد بن سابق‪ ،‬عن‬
‫سلمة بن علي الخشني‪ ،‬عن مقاتل بن حيان‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن‬

‫‪807‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عباس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أنزل الله من الجنة‬
‫خمسة أنهار‪ :‬سيحون‪ ،‬وهو نهر الهند‪ ،‬وجيحون‪ ،‬وهو نهر بلخ‪ ،‬ودجلة‬
‫والفرات وهما نهرا العراق‪ ،‬والنيل‪ ،‬وهو نهر مصر‪ ،‬أنزلها الله تعالى‬
‫من عين واحدة‪ ،‬من عيون الجنة‪ ،‬من أسفل درجة من درجاتها‪،‬‬
‫على جناحي جبريل‪ ،‬فاستودعها الجبال‪ ،‬وأجراها في الرض‪ ،‬وجعل‬
‫فيها منافع للناس‪ ،‬من أصناف معايشهم‪ ،‬فذلك قوله تعالى‪َ" :‬وأن َْزل َْنا‬
‫سك َّناهُ في الْرض"‪.‬‬‫در َفأ ْ‬
‫ماِء ماًء ِبق َ‬
‫س َ‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫ِ‬
‫فإذا كان خروج يأجوج ومأجوج‪ ،‬أرسل الله جبريل‪ ،‬فرفع من الرض‬
‫القرآن العظيم‪ ،‬والعلم كله‪ ،‬والحجر السود‪ ،‬من ركن البيت بمقام‬
‫إبراهيم‪ ،‬وتابوت موسى‪ ،‬بما فيه‪ ،‬وهذه النهار الخمسة‪ ،‬فرفع كل‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ب ب ِهِ ل ََقادُرو َ‬
‫ذلك إلى السماء‪ ،‬فذلك قوله تعالى‪َ" :‬وإّنا عََلى ذها ٍ‬
‫"فإذا رفعت هذه الشياء من الرض‪ ،‬فقد حرم أهلها خير الدنيا‬
‫والخرة"‪.‬‬
‫وهذا حديث غريب جدًا‪ ،‬بل منكر‪ ،‬ومسلمة بن علي ضعيف الحديث‬
‫عند الئمة‪...‬‬
‫وقد وصف الله سبحانه وتعالى أنهار الجنة بكثرة الجريان‪ ،‬وأن أهل‬
‫الجنة يجرونها حيث شاءوا أي يستنبطونها في أي المحال أحبوا‪،‬‬
‫يبعث لهم العيون بفنون المسارب والمياه‪ ،‬وقد قال ابن مسعود‪:‬‬
‫"ما في الجنة عين إل تنبع من تحت جبل مسكة"‪.‬‬
‫وروى العمش‪ :‬عن عمر بن مرة‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن ابن مسعود‪،‬‬
‫أنه قال‪" :‬أنهار الجنة تفجر من جبل مسك"‪.‬‬
‫وقد جاء هذا الحديث مرفوعًا‪ ،‬رواه الحتتاكم فتتي مستتتدركه فقتتال‪:‬‬

‫أخبرنا الصم‪ ،‬أخبرنا الربيع بتتن ستتليمان‪ ،‬أخبرنتتا أستتد بتتن موستتى‪،‬‬

‫حدثنا ابن موسى‪ ،‬حدثنا ابن ثوبان‪ ،‬عن عطاء بن قرة‪ ،‬عن عبد اللتته‬

‫بن ضمرة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫‪808‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسلم‪" :‬من سره أن يسقيه الله من الخمرة فتتي الختترة‪ ،‬فليتركهتتا‬

‫في الدنيا‪ ،‬ومن سّره أن يكسوه الله الحرير في الخرة فليتركه في‬

‫الدنيا‪ ،‬أنهار الجنة تفجر من تحت تلل‪ -‬أو جبال‪ -‬المستتك‪ ،‬ولتتو كتتان‬

‫أدنى أهل الجنة حلية عدلت حليته بحلية أهل الدنيا جميع تا ً لكتتان متتا‬

‫يحليتته اللتته بتته فتتي الختترة أفضتتل متتن حليتتة أهتتل التتدنيا جميع تًا"‪.‬‬

‫فصل‬

‫أشجار الجنة‬

‫ت‬
‫جن ّتتا ٍ‬ ‫خل ُهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫س تن ُد ْ ِ‬
‫ت َ‬
‫حا ِ‬ ‫مُلوا ال ّ‬
‫صتتال ِ َ‬ ‫مُنوا وَعَ ِ‬
‫نآ َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ" :‬وائ َ ِ‬
‫ذي َ‬

‫مط َهّتَرةٌ‬ ‫ن ِفيهَتتا أب َتتدا ً ل َهُت ْ‬


‫م ِفيهَتتا أْزَواج ُ‬ ‫دي َ‬
‫خال ِت ِ‬
‫حت َِها الن ْهَتتاُر َ‬
‫ن تَ ْ‬
‫م ْ‬
‫ري ِ‬
‫ج ِ‬
‫تَ ْ‬

‫م ظ ِل ً ظ َِليل"‪.‬‬
‫خل ُهُ ْ‬
‫وُنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد ْ ِ‬

‫ن"‪ .‬والفنتتان‪:‬‬ ‫متتا ت ُ َ‬


‫كتتذَبا ِ‬ ‫لء َربك ُ َ‬
‫وقتتال تعتتالى‪" :‬ذ ََواَتتتا أفَْنتتان فَِبتتأيّ آ َ‬

‫الغصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان‪.‬‬

‫ن"‪ .‬أي مائلتتتان إلتتى الستتواد‪ ،‬متتن شتتدة‬


‫مَتا ِ‬
‫متتدها ّ‬
‫وقتتال تعتتالى‪ُ " :‬‬

‫خضتتتتتتتتتتتتتتتتترتهما‪ ،‬واشتتتتتتتتتتتتتتتتتتباك أشتتتتتتتتتتتتتتتتتجارهما‪.‬‬

‫‪809‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جن َتتى‬
‫س تت َب َْرق وَ َ‬
‫نإ ْ‬
‫مت ْ‬ ‫ن عَل َتتى فُ تُرش ب َ َ‬
‫طائ ِن ُهَتتا ِ‬ ‫مت ّك ِِئي ت َ‬
‫وقتتال تعتتالى‪ُ " :‬‬

‫ال ْ َ‬
‫جن ّت َي ْتتتتن"‪ .‬أي قريتتتتب متتتتن التنتتتتاول وهتتتتم علتتتتى الفتتتتراش‪.‬‬

‫كمتتتتتتتتتتا قتتتتتتتتتتال تعتتتتتتتتتتالى‪" :‬قُ ُ‬


‫طوفَُهتتتتتتتتتتا َ‬
‫دان َِيتتتتتتتتتتة"‪.‬‬

‫ت قُ ُ‬
‫طوفَُهتتتتتتتتتا َتتتتتتتتتتذ ِْليل"‪.‬‬ ‫وقتتتتتتتتتال تعتتتتتتتتتالى‪َ" :‬وذلَلتتتتتتتتت ْ‬

‫ضتتودٍ‬
‫خ ُ‬
‫م ْ‬
‫سد ْرٍ َ‬
‫مين ِفي ِ‬
‫ب الي َ ِ‬
‫حا ُ‬
‫ما أص َ‬ ‫ب ال ْي َ ِ‬
‫مين َ‬ ‫حا ُ‬
‫وقال تعالى‪َ" :‬وأص َ‬

‫ب "َوفاكهَ تةٍ ك َِثي تَرةٍ ل َ‬ ‫ست ُ‬


‫كو ٍ‬ ‫م ْ‬
‫متتاءٍ َ‬
‫دودٍ وَ َ‬
‫مم ت ُ‬
‫ضتتودٍ "وَظ ِتتل َ‬ ‫وَط َل ْتتح َ‬
‫من ْ ُ‬

‫مْرُفوعَتتتتتتتتتت ٍ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫مُنوعَتتتتتتتتتتةٍ "وَفُتتتتتتتتتتُرش َ‬
‫م ْ‬ ‫مْق ُ‬
‫طوعَتتتتتتتتتتةٍ وَل َ َ‬ ‫َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫متتتتتتا ٌ‬
‫ختتتتتتل وَُر ّ‬
‫متتتتتتا فاك َِهتتتتتتة وَن َ ْ‬
‫وقتتتتتتال تعتتتتتتالى‪ِ" :‬فيهِ َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫جتتتتتا ِ‬ ‫ن ُ‬
‫كتتتتتل فاك َِهتتتتتةٍ َزوْ َ‬ ‫متتتتت ْ‬
‫متتتتتا ِ‬
‫وقتتتتتال تعتتتتتالى‪ِ" :‬فيهِ َ‬

‫وقال أبو بكر بن أبي داود‪ :‬حدثنا عبد الله بن سعيد‪ ،‬حتتدثنا زيتتاد بتتن‬

‫الحسن بن الفرات الفرار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبتتي حتتازم‪ ،‬عتتن‬

‫أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى اللته عليته وستلم‪" :‬متا فتي‬

‫الجنتتتتتتتتتتة شتتتتتتتتتتجرة إل ستتتتتتتتتتاقها متتتتتتتتتتن ذهتتتتتتتتتتب"‪.‬‬

‫وكذا رواه الترمتذي‪ :‬عتن أبتي ستعيد‪ ،‬عبتد اللته بتن ستعيد الكنتدي‬

‫الشتتتتتتتتتتتتتتج‪ -‬وقتتتتتتتتتتتتتتال‪ :‬حستتتتتتتتتتتتتتن صتتتتتتتتتتتتتتحيح‪.‬‬

‫‪810‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثني حمزة بتتن العبتتاس‪ ،‬أخبرنتتا عبتتد‬

‫الله بن عثمان‪ ،‬أخبرنا ابن المبارك‪ ،‬أخبرنا سفيان‪ ،‬عتتن حمتتاد‪ ،‬عتتن‬

‫سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪" :‬نخل الجنة جذوعها من زمتترد‬

‫أخضتتر‪ ،‬وفروعهتتا ذهتتب أحمتتر‪ ،‬وستتعفها كستتوة لهتتل الجنتتة‪ ،‬منهتتا‬

‫مقطعاتهم‪ ،‬وحللهم‪ ،‬وثمرها أمثتتال القلل والتتدلء‪ .‬أشتتد بياض تا ً متتن‬

‫اللبتتن‪ ،‬وأحلتتى متتن العستتل‪ ،‬واللبتتن متتن الزبتتد‪ ،‬ليتتس فيتته عجتتم"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثني إبراهيم بن سعيد الجتتوهري‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬

‫عامر العقدي‪ ،‬حدثنا ربعتتة بتتن صتتالح‪ ،‬عتتن ستتلمة بتتن وهتترام‪ ،‬عتتن‬

‫عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس قتتال‪" :‬الظتتل الممتتدود شتتجرة فتتي الجنتتة‪،‬‬

‫على ساق‪ ،‬قدر ما يسير الراكب المجد في ظلها مائة عتتام‪ ،‬أي كتتل‬

‫نواحيهتتا قتتال‪ :‬فيختترج إليهتتا أهتتل الجنتتة‪ ،‬أهتتل الغتترف‪ ،‬وغيرهتتم‬

‫فيتحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدثون فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي ظلهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫قال‪" :‬فيشتهي بعضهم‪ ،‬ويتتذكر لهتتو التتدنيا‪ ،‬فيرستتل اللتته ريحتا ً متتن‬

‫الجنة‪ ،‬فيحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا"‪.‬‬

‫‪811‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫في الجنة شجرة يسير راكب الجواد المضمر السريع في‬

‫ظلها مائة عام ل يقطعها‬

‫ثبت في الصحيحن‪ :‬من رواية وهب‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن سهل بن‬
‫سعد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن في الجنة‬
‫شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ل يقطعها" ‪.‬‬
‫قال‪ :‬فحدثت به النعمان بن أبي العباس الزرقي‪ :‬فقال‪ :‬حدثني‬
‫أبوسعيد الخدري‪ :‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن في‬
‫الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام ل‬
‫يقطعها"‪.‬‬
‫وفي صحيح البخاري‪ :‬من حديث سعيد بن أبي عروبة‪ ،‬عن قتادة‪،‬‬
‫عن أنس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى‪:‬‬
‫دوٍد"‪.‬‬
‫م ُ‬
‫م ْ‬ ‫"وَظ ِ ّ‬
‫ل َ‬
‫قال‪" :‬في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ل‬
‫يقطعها"‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا شريح‪ ،‬حدثنا فليح‪ ،‬عن هلل بن علي‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن أبي عمرة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪" :‬في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة‬
‫سنة"‪.‬‬
‫دوٍد"‪.‬‬
‫م ُ‬
‫م ْ‬ ‫اقرأوا إن شئتم‪" :‬وَظ ِ ّ‬
‫ل َ‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬لقاب قوس أو سوط في‬
‫الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب"‪.‬‬
‫ورواه البختتتتاري‪ :‬عتتتتن محمتتتتد بتتتتن ستتتتنان‪ ،‬عتتتتن فليتتتتح‪.‬‬

‫ولمسلم‪ :‬من طريق العرج‪ :‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫‪812‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها متتائة‬

‫سنة‪ ،‬ل يقطعها"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا حجاج‪ ،‬حدثنا ليث بن سويد‪ ،‬حدثنا ستتعيد بتتن أبتتي‬

‫سعيد المدني عن أبيه‪ ،‬عن أبتتي هريتترة أن رستتول اللته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها متتائة‬

‫سنة"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا عبتتد الرحمتتن‪ ،‬عتتن حمتتاد‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن زيتتاد‪،‬‬

‫سمعت أبا هريرة قال‪ :‬سمعت أبا القاستتم صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫قال‪" :‬إن في الجنتة شتجرة يستير الراكتب فتي ظلهتا متائة ستنة"‪.‬‬

‫قال أحمتد‪ :‬حتدثنا عبتد الرحمتن‪ ،‬عتن حمتاد‪ ،‬عتن محمتد بتن زيتاد‪،‬‬

‫سمعت أبا هريرة قال‪ :‬سمعت أبا القاستتم صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫‪813‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يقتتول‪" :‬إن الجنتتة شتتجرة يستتير الراكتتب فتتي ظلهتتا متتائة عتتام ل‬

‫يقطعها"‪.‬‬

‫طريق أخرى‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ،‬وحجاج‪ ،‬عتتن عقبتتة‪ ،‬ستتمعت أبتتا‬

‫الضحاك تحدث عن أبي هريرة‪ ،‬عتن النتبي صتلى اللته عليته وستلم‬

‫قال‪" :‬إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين‪ -‬أو متتائة‪-‬‬

‫سنة هي شجرة الخلد"‪.‬‬

‫جرة طوبى‬ ‫َ‬


‫ش َ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا علتتي بتتن بحتتر‪ ،‬حتتدثنا هشتتام بتتن يوستتف‪،‬‬
‫قال ا ِ‬

‫حدثنا معمر‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير‪ ،‬عن عامر بن زيتتد البكتتالي‪ ،‬أنتته‬

‫سمع عتبة بن عبيد الله السلمي يقول‪ :‬جاء أعرابي إلى النبي صتتلى‬

‫الله عليه وسلم فسأله عن الحوض‪ ،‬وذكتتر الجنتتة‪ ،‬فقتتال العرابتتي‪:‬‬

‫فيها فاكهة‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ .‬وفيهتتا شتتجرة تتتدعى طتتوبى? فتتذكر شتتيئا ً ل‬

‫أدري ما هو‪ ،‬قال‪ :‬أي شجر أرضنا تشبه? قتتال‪ :‬ليستتت تشتتبه شتتيئا ً‬

‫‪814‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من شجر أرضك‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وستتلم‪ :‬أتيتتت الشتتام?‬

‫قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬تشبه شجرة بالشام‪ ،‬تدعى الجوزة‪ ،‬تنبت علتتى ستتاق‬

‫واحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد‪ ،‬وينفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترش أعلهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‪.‬‬

‫قال‪ :‬ما عظم أصلها? قال‪ :‬لتتو ارتحلتتت جذعتتة متتن إبتتل أهلتتك‪ ،‬متتا‬

‫أحطت بأصلها حتى ينكسر عرقوبها هرمتًا‪ .‬قتتال‪ :‬فيهتتا عنتتب? قتتال‪:‬‬

‫نعم‪ .‬قال‪ :‬فما عظم العنقود? قال‪ :‬مستتيرة شتتهر للغتتراب البقتتع ل‬

‫يفتتتر‪ .‬قتتال‪ :‬فمتتا عظتتم الحبتتة أنتختتذ منهتتا دلتتوًا? قتتال‪ :‬نعتتم‪ .‬قتتال‬

‫العرابتتي‪ :‬فتتإن تلتتك الجنتتة لتستتعني وأهتتل بيتتتي? قتتال‪ :‬وعامتتة‬

‫عشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيرتك‪.‬‬

‫وقال حرملة عن عبد الله بن وهب‪ ،‬أخبرني عمرو‪ ،‬أن دراجا ً حتتدثه‪،‬‬

‫أن أبا الهيثم حدثه‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وستتلم‬

‫أن رجل ً قتتال‪ :‬يتتا رستتول اللتته طتتوبى لمتتن رآك وآمتتن بتتك فقتتال‪:‬‬

‫"طوبى لمن رآني‪ ،‬وآمن بي‪ ،‬وطوبى ثم طوبى لمن آمتتن بتتي‪ ،‬ولتتم‬

‫يرني " فقال رجل‪ :‬يا رسول اللتته‪ :‬ومتتا طتتوبى? قتتال‪ :‬شتتجرة فتتي‬

‫الجنة‪ ،‬مسيرة مائة سنة‪ ،‬ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها"‪.‬‬

‫‪815‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من َْتهى‬
‫سدَرة ال ُ‬
‫ِ‬

‫دها‬
‫عن ْ َ‬
‫من ْت ََهى ِ‬
‫عن ْد َ سد َْرةِ ال ُ‬
‫خَرى ِ‬‫ةأ ْ‬‫قال الله تعالى‪" :‬وَل ََقد ْ َرآهُ ن َْزل ً‬
‫ما ط ََغى ل ََقد ْ‬‫صُر وَ َ‬ ‫ما َزاغَ اْلب َ‬‫شى َ‬ ‫ما يغْ َ‬
‫شى السد َْرةَ َ‬ ‫مأوى إذ ي َغْ َ‬ ‫جّنة ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ت َربهِ الك ُْبرى"‪.‬‬ ‫ن آَيا ِ‬
‫م ْ‬ ‫َرأى ِ‬
‫وذكرنا في التفسير‪ :‬أنه غشيها نور الرب جل جلله‪ ،‬وأنه غشيتها‬
‫الملئكة‪ ،‬عليها مثل الغربان‪ ،‬يعني كثرة‪ -‬وأنه غشيتها فراش من‬
‫ذهب‪ ،‬وغشيتها ألوان متعددة‪.‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يغشاها اللوان‪ ،‬ل أدري‬
‫ماهي‪ ،‬ما يستطيع أحد أن ينعتها"‪.‬‬
‫وفي الصحيحين‪ :‬عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في حديث‬
‫المعراج‪" :‬ثم رفعت إلى سدرة المنتهى‪ ،‬في السماء السابعة‪ ،‬فإذا‬
‫نبقها مثل قلل هجر‪ ،‬وورقها مثل آذان الفيلة‪ ،‬وإذا هي يخرج من‬
‫ساقها نهران ظاهران‪ ،‬ونهران باطنان‪ ،‬قلت‪ :‬يا جبريل‪ :‬ما هذا?‬
‫قال‪ :‬أما النهران الباطنان ففي الجنة‪ ،‬وأما النهران الظاهران‬
‫فالنيل والفرات"‪.‬‬
‫وقال الحافظ أبو يعلى‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن صالح‪ ،‬حدثنا يونس‬
‫بن بكير‪ ،‬عن محمد بن إسحاق‪ ،‬عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن‬
‫الزبير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أسماء بنت أبي بكر قالت‪ :‬سمعت رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم وذكر سدرة المنتهى‪ -‬فقال‪" :‬يسير في ظل‬
‫العين منها الراكب مائة سنة‪ -‬أو قال‪ :-‬يستظل في ظل العين منها‬
‫مائة راكب‪ ،‬فيها فراش الذهب‪ ،‬كأن ثمرها القلل"‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثني حمزة بن العبتتاس‪ ،‬حتتدثنا عبيتتد‬

‫الله بن عثمان‪ ،‬أخبرنتتا عبتتد اللتته بتتن المبتتارك‪ ،‬أخبرنتتا صتتفوان بتتن‬

‫عمرو‪ ،‬عن سليم بن عامر‪ ،‬قال‪ :‬أصحاب رسول الله صلى الله عليه‬

‫وسلم يقولون‪" :‬إن اللتته لينفعنتتا بتتالعراب ومستتائلهم‪ :‬قتتال‪ :‬أقبتتل‬

‫‪816‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أعرابي يوما ً فقال‪ :‬يارسول الله‪ :‬ذكر الله فتتي الجنتتة شتتجرة تتتؤذي‬

‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاحبها بشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوكها"‪.‬‬

‫فقال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬أليتتس اللتته يقتتول‪" :‬فِتتي‬

‫ضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوٍد"‪.‬‬
‫خ ُ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد ْرٍ م ْ‬

‫خضد الله شوكه‪ ،‬فجعل الله مكتتان كتتل شتتوكة ثمتترة‪ ،‬فإنهتتا لتنبتتت‬

‫ثمرا ً ينفتق الثمر منها عن اثنين وستتبعين لونتًا‪ ،‬متتا فيهتتا لتتون يشتتبه‬

‫الختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر"‪.‬‬

‫وقتتتتد روى هتتتتذا الحتتتتديث متتتتن وجتتتته آختتتتر بلفتتتتظ آختتتتر‪.‬‬

‫فقال أبو بكر بن أبي داود‪ :‬حدثنا محمد بن مصفى‪ ،‬حدثنا محمد بتتن‬

‫المبارك‪ ،‬حدثنا يحيى بن حمزة‪ ،‬حدثنا ثور بن يزيد‪ ،‬حدثنا حتتبيب بتتن‬

‫عتبة بن عبد السلم قال‪ :‬كنت جالس تا ً متتع رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم فجاء أعرابي فقال‪ :‬يا رستتول اللتته‪ :‬أستتمعك تتتذكر فتتي‬

‫الجنة شجرة ل أعلم شجرة أكبر شوكا ً منها‪ -:‬يعنتتي الطلتتح‪ :-‬فقتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن الله يجعل مكان كتتل شتتوكة‬

‫منها ثمرة مثل خصوة التيس الملبود‪ ،‬فيها سبعون لونا ً من الطعتتام‪،‬‬

‫‪817‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل يشبه منها لون لونا ً آخر"‪ .‬والملبود‪ :‬الذي يتلبد صوفه بعضتته علتتى‬

‫بعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتض‪.‬‬

‫وروى الترمذي‪ :‬عن عبد اللتته بتتن مستتعود‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬لقيتتت إبراهيتتم ليلتتة أستتري بتتي‪ ،‬فقتتال‪ :‬يتتا‬

‫محمد‪ :‬اقرىء أمتك مني السلم‪ ،‬وأختتبرهم أن الجنتتة طيبتتة التربتتة‪،‬‬

‫عذبة الماء‪ ،‬وأنها قيعان‪ ،‬وأن غراسها سبحان الله‪ ،‬والحمتتد للتته‪ ،‬ول‬

‫إلتتتته إل اللتتتته‪ ،‬واللتتتته أكتتتتبر‪ .‬ثتتتتم قتتتتال‪ :‬حستتتتن غريتتتتب‪.‬‬

‫وفي الباب عن أبي هريرة‪ ،‬وقد روى ابن ماجه‪ :‬عن أبي هريتترة‪ ،‬أن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه وهو يغرس غرسًا‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫"أل أدلك على غراس خير من هذا? ستتبحان اللتته‪ ،‬والحمتتد للتته‪ ،‬ول‬

‫إله إل الله‪ ،‬والله أكبر‪ ،‬يغرس لك بكتل واحتتدة شتتجرة فتي الجنتتة"‪.‬‬

‫وروى الترمذي عن جتتابر قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪" :‬من قال‪ :‬سبحان الله العظيم وبحمده‪ ،‬غرستتت لتته شتتجرة‬

‫في الجنة" ثم قال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح غريب‪.‬‬

‫َ‬
‫فصل‬

‫‪818‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مار ال ْ َ‬
‫جّنة‬ ‫ثِ َ‬

‫مين‬
‫هآ ِ‬ ‫وك ََر ِ‬
‫م ِ‬ ‫ه َ‬
‫من ّ ِ‬
‫مْنها ب ِ َ‬
‫منا ِ‬ ‫َنسأل الّله َتعالى أن ي ُطْ ِ‬
‫ع َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ما ٌ‬ ‫ل وَُر ّ‬ ‫خ ٌ‬ ‫ما فاك َِهة وَن َ ْ‬ ‫قال الله تعالى‪ِ" :‬فيهِ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫جا ِ‬ ‫ن كل فاك ِهَةٍ َزوْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫وقال‪ِ" :‬فيهِ َ‬
‫جنى الجن ّت َْين‬ ‫ست َب َْرق وَ َ‬ ‫نإ ْ‬ ‫م ْ‬‫طائ ُِنها ِ‬ ‫ن عََلى فُُرثس ب َ َ‬ ‫مت ّك ِِئي َ‬‫وقال‪ُ " :‬‬
‫ن"‪.‬‬‫دا ٍ‬ ‫َ‬
‫ل"‪.‬‬ ‫ت قطوفَها ت َذ ِْلي ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫أي قريب من المتناول كما قال تعالى‪" :‬وَذ ُلل ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضودٍ‬‫خ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫سد ْرٍ َ‬ ‫مين ِفي ِ‬ ‫ب ال ْي َ ِ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬‫ما أ ْ‬ ‫مين َ‬ ‫ب ال ْي َ ِ‬ ‫حا ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وأص َ‬
‫ة‬
‫طوعَ ٍ‬ ‫مْق ُ‬ ‫ب َوفاك َهَةٍ ك َِثيَرةٍ ل َ‬ ‫سكو ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ماٍء َ‬ ‫دودٍ وَ َ‬ ‫مم ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ضودٍ وَظ ِ ّ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫وَط َْلح َ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫مُنوعَ ٍ‬ ‫وَل َ م ْ‬
‫أي ل تنقطع في بعض الزمان‪ ،‬بل هي موجودة في كل أوان‪ ،‬كما‬
‫وا"‪.‬‬ ‫ن ات َّق ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك عُْقَبى ال ّ ِ‬ ‫م وَظ ِّلها ت ِل ْ َ‬ ‫دائ ِ ٌ‬ ‫قال تعالى‪" :‬أك ُل ًَها َ‬
‫أي ليس كالدنيا‪ ،‬التي تأتي ثمارها في بعض الفصول‪ ،‬وتفقد في‬
‫وقت آخر‪ ،‬وتكتسي أشجارها الوراق في وقت‪ ،‬وتخلعها في وقت‬
‫آخر‪ ،‬ول ممنوعة‪ :‬أي من أرادها فإنها ليس دونها حجاب‪ ،‬ول مانع‪،‬‬
‫بل من أرادها فهي موجودة‪ ،‬سهلة‪ ،‬منالها قريب‪ ،‬حتى ولو كانت‬
‫الثمرة في أعلى الشجرة‪ ،‬فأراد أخذها‪ ،‬اقتربت منه وتدلت إليه‪.‬‬
‫ل" أدنيت حتى‬ ‫طوفَها ت َذ ِْلي ً‬ ‫ت قُ ُ‬ ‫قال أبو إسحاق‪ :‬عن البراء‪" ،‬وَذ ُل ّل َ ْ‬
‫يتناولوها وهم نيام‪.‬‬
‫َ‬
‫ت‬‫جّنا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫تأ ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫مُنوا وَعَ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫شرِ ال ّ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَب َ ّ‬
‫مَرةٍ رِْزقا ً َقاُلوا ه َ‬
‫ذا‬ ‫ن ثَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫من َْها ِ‬ ‫ما رزقوا ِ‬ ‫حت َِها الن َْهاُر ك ُل ّ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫مط َهَّرةٌ َوه ْ‬
‫م‬ ‫ج ُ‬ ‫م ِفيَها أْزَوا ٌ‬ ‫شاِبها ً وَل َهُ ْ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ل َوأُتوا ب ِهِ ُ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬‫ذي ُرزِقَْنا ِ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫دو َ‬ ‫خال ِ ُ‬ ‫ِفيَها َ‬
‫ن‬‫شت َُهو َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫م ّ‬‫ه ِ‬ ‫واك ِ َ‬‫ن وَفَ َ‬ ‫لل وَعُُيو ٍ‬ ‫ن ِفي ظ ِ َ‬ ‫مت ِّقي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫سِني َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫زي ال ُ‬ ‫ج ِ‬
‫ك نَ ْ‬ ‫ن إ ِّنا ك َذ َل ِ َ‬ ‫مُلو َ‬ ‫م ت َعْ َ‬‫ما ك ُْنت ْ‬ ‫شَرُبوا هَِنيئا ً ب ِ َ‬ ‫ك ُُلوا َوا ْ‬

‫‪819‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حوٌر‬
‫ن وَ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬
‫شت َُهو َ‬ ‫حم ط َْير ِ‬
‫م ّ‬ ‫ن وَل َ ْ‬ ‫خي ُّرو َ‬‫ما ي َت َ َ‬
‫م ّ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬وفاك ِهَةٍ ِ‬
‫َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مُلو َ‬
‫كاُنوا ي َعْ َ‬‫ما َ‬ ‫جَزاًء ب ِ َ‬‫ن َ‬ ‫مك ُْنو ِ‬‫ل الل ّؤْل ُؤِ ال ْ َ‬
‫مَثا ِ‬
‫ن كأ ْ‬
‫عي ٌ‬
‫ِ‬
‫وقد سبق فيما أوردنتتاه متتن الحتتاديث‪ :‬أن تربتتة الجنتتة متتن مستتك‬

‫وزعفران‪ ،‬وأنه ما في الجنتتة شتتجرة إل ولهتتا ستاق متتن ذهتتب فتتإذا‬

‫كانت تربة الجنة هذه‪ ،‬والصول كما ذكرنا‪ ،‬فما ظنك بما يتولد منهتتا‪،‬‬

‫من الثمرة الرائقة‪ ،‬الناضجة‪ ،‬النيقة‪ ،‬التي ليتتس فتتي التتدنيا منهتتا إل‬

‫السماء? قال ابن عباس رضي الله عنه‪" :‬ليس في الجنة من الدنيا‬

‫إل الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتماء"‪.‬‬

‫وإذا كان السدر الذي في الدنيا وهتتو ل يثمتتر إل ثمتترة ضتتعيفة وهتتو‬

‫النبق‪ ،‬وشوكه كثير‪ ،‬والطلح الذي ل يراد منتته فتتي التتدنيا إل الظتتل‪،‬‬

‫يكونان في الجنة في غابة من كثرة الثمار وحسنها‪ ،‬حتى إن الثمتترة‬

‫الواحدة منها تنفتق عن سبعين نوع تا ً متتن الطعتتوم‪ ،‬واللتتوان‪ ،‬التتتي‬

‫يشبه بعضها بعضًا‪ ،‬فما ظنك بثمار الشجار‪ ،‬التتتي تكتتون فتتي التتدنيا‬

‫حسنة الثمار‪ ،‬كالتفاح‪ ،‬والنخل‪ ،‬والعنب‪ ،‬وغير ذلك? وما ظنك بتتأنواع‬

‫الرياحين‪ ،‬والزاهيتتر? وبالجملتتة‪ ،‬فتتإن فيهتتا متتا ل عيتتن رأت ول أذن‬

‫ستتمعت‪ ،‬ول خطتتر علتتى قلتتب بشتتر‪ ،‬نستتأل اللتته منهتتا فضتتله‪.‬‬

‫‪820‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وفى الصحيحين‪ :‬من حديث مالك‪ ،‬عن زيد بن أسلم عن عطتتاء بتتن‬

‫يستتتتار‪ ،‬عتتتتن ابتتتتن عبتتتتاس‪ ،‬فتتتتي حتتتتديث صتتتتلة الكستتتتوف‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬يا رسول الله‪ :‬رأيناك تناولت شيئا ً من مكانك هتتذا ثتتم رأينتتاك‬

‫تكفكفت‪ ،‬فقال‪" :‬إني رأيت‪ -‬أو أريت‪ -‬الجنة‪ ،‬فتناولت منهتا عنقتتودًا‪،‬‬

‫ولتتتتتتو أختتتتتتذته لكلتتتتتتتم منتتتتتته‪ ،‬متتتتتتا بقيتتتتتتت التتتتتتدنيا"‪.‬‬

‫وفي المسند‪ :‬من حديث عبد الله بن محمتتد بتتن عقيتتل‪ ،‬عتتن جتتابر‪،‬‬

‫لنقتتتتتتتتتتال‪" :‬إنتتتتتتتتتتي عرضتتتتتتتتتتت علتتتتتتتتتتى الجنتتتتتتتتتتة‪.‬‬

‫وما فيها من الزهرة‪ ،‬والنضرة‪ ،‬فتناولت منها قطفا ً من عنب‪ ،‬لتيكم‬

‫به‪ ،‬فحيل بيني وبينتته‪ ،‬ولتتو أتيتكتتم بتته‪ ،‬لكتتل منتته متتن بيتتن الستتماء‬

‫والرض ينقصونه"‪ .‬وفي صحيح مسلم‪ :‬من روايتتة أبتتي الزبيتتر‪ ،‬عتتن‬

‫جتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتابر‪ ،‬شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاهد ذلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك‪.‬‬

‫وتقدم في المسند‪ :‬عن عتبة بن عبد الله السلمي‪ ،‬أن أعرابيا ً ستتأل‬

‫رسول الله صلى الله عليتته وستتلم عتتن الجنتتة‪ :‬فيهتتا عنتتب? فقتتال‪:‬‬

‫"نعم‪ .‬فقال‪ :‬فما عظم العنقود? قال‪ :‬مسيرة شهر للغتتراب البفقتتع‬

‫ل يفتر" وقال القاسم الطبراني‪ :‬حدثنا معاذ بن المثنى‪ ،‬حتتدثنا علتتي‬

‫‪821‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بن المديني‪ ،‬حدثنا ريحان بن سعيد‪ ،‬عن عباد بن منصور‪ ،‬عن أيوب‪،‬‬

‫عن أبي قلبة‪ ،‬عن أبي أسماء‪ ،‬عتتن ثوبتتان‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن الرجل إذا نتتزع ثمتترة متتن الجنتتة عتتادت‬

‫مكانهتتا أختترى"‪ .‬قتتال الحتتافظ أيض تًا‪ :‬عبتتادتكم فيتته بعتتض العلمتتاء‪.‬‬

‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبتتل‪ ،‬حتتدثنا عقبتتة بتتن‬

‫مكرم العمي‪ ،‬حدثنا ربعي بن إبراهيتتم بتتن عليتتة‪ ،‬حتتدثنا عتتون‪ :‬عتتن‬

‫قسامة بن زهير‪ ،‬عن أبي موسى‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬لما أهبط آدم من الجنة‪ ،‬علمه الله صتتنعة كتتل شتتيء‪،‬‬

‫وزوده من ثمار الجنة‪ ،‬فثماركم هذه من ثمار الجنة‪ ،‬غير أنهتتا تتغيتتر‪،‬‬

‫وتلك ل تغير"‪.‬‬

‫فصل‬

‫ن"‪.‬‬ ‫متتا ي َ ْ‬
‫شتت َُهو َ‬ ‫حتتم ط َي ْتتر ِ‬
‫م ّ‬ ‫ن وَل َ ْ‬
‫خي ُّرو َ‬
‫ما ي َت َ َ‬
‫م ّ‬
‫قال الله تعالى‪َ" :‬وفاك ِهَةٍ ِ‬

‫قال الحسن بن عرفة‪ :‬حدثنا خلف بن خليفة‪ ،‬عن حميد العرج‪ ،‬عن‬

‫عبد الله بن الحارث‪ ،‬عن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى اللتته‬

‫‪822‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عليتته وستتلم‪" :‬إنتتك لتنظتتر إلتتى الطيتتر فتشتتتهيه‪ ،‬فيختتر بيتتن يتتديك‬

‫مشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتويًا"‪..‬‬

‫وفي الترمذي‪ -:‬وحسنه‪ -‬عن أنس‪ ،‬سئل رسول الله صلى الله عليه‬

‫وسلم عن الكوثر فقال‪" :‬نهتتر أعطانيتتة اللتته عتتز وجتتل‪ ،‬متتاؤه أشتتد‬

‫بياض تا ً متتن اللبتتن‪ ،‬وأحلتتى متتن العستتل‪ ،‬فيتته طيتتر أعنتتاقه كأعنتتاق‬

‫الجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزور"‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬إنها لناعمة‪ :‬فقال رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"أكلها أنعم منها" وفي تفسير الثعلتتبي عتتن أبتتي التتدرداء‪ ،‬مرفوع تًا‪:‬‬

‫"إن في الجنة طيرا ً أعناقه كأعنتاق البختت‪ ،‬يصتطف علتى يتد ولتي‬

‫الله‪ ،‬فيقول أحدها‪ :‬يا ولتتي اللتته رعيتتت فتتي متتروج تحتتت العتترش‪،‬‬

‫وشربت من عيون النسيم‪ ،‬فكل مني‪ :‬فل يزال يفتخر بين يديه حتى‬

‫يخطر على قلبه أكل أحدها‪ ،‬فيختتر بيتتن يتتديه علتتى ألتتوان مختلفتتة‪،‬‬

‫فيأكل منتته متتا أراد‪ ،‬حتتتى ِإذا شتتبع‪ ،‬تجمعتتت عظتتام الطتتائر‪ ،‬فصتتار‬

‫يرعى في الجنة حيث شاء‪ ،‬فقال عمر‪ :‬يتتا نتتبي اللتته‪ :‬إنهتتا لناعمتتة?‬

‫فقال‪" :‬أكلها أنعم منها"‪ .‬غريب‪ :‬من رواية أبي الدرداء‪.‬‬

‫‪823‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وشربهم‬
‫وشرابهم َ‬
‫جّنة وأكلهم فيها َ‬ ‫عام أ َ ْ‬
‫هل ال َ‬ ‫ذكر ط َ‬

‫عل َي َْنا ِبها‬


‫ن َ‬ ‫فيها َنسَأل الّله من فضل ِ َ‬
‫ن يم ّ‬
‫هأ ْ‬‫ِ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ِ‬

‫م في الّيام‬ ‫سل َْفت ُ ْ‬


‫ما أ ْ‬ ‫شرُبوا هَِنيئا ً ب ِ َ‬ ‫وقال الله تعالى‪" :‬ك ُُلوا َوا ْ‬
‫ة"‪.‬‬
‫خال ِي َ ِ‬
‫ال َ‬
‫لمًا"‪.‬‬‫س َ‬ ‫لما ً َ‬
‫س َ‬ ‫ن ِفيَها ل َْغوا ً وَل َ َتأِثيما ً إ ِل ّ ِقيل ً َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫وقال‪" :‬ل َ ي َ ْ‬
‫س َ‬
‫شّيا"‪.‬‬ ‫م ِفيَها ب ُك َْرةً وَعَ ِ‬ ‫م رْزقُهُ ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَل َهُ ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫متتا ي َ ْ‬
‫ش تت َُهو َ‬ ‫حتتم ط َي ْتتر ِ‬
‫م ّ‬ ‫ن وَل َ ْ‬ ‫خي ّتُروُ َ‬‫متتا ي َت َ َ‬‫م ّ‬‫وقتتال تعتتالى‪َ :‬وفاك َهَ تةٍ ِ‬
‫َ‬
‫متتا‬
‫ب وفيهَتتا َ‬ ‫ب وَأك ْت َ‬
‫وا ٍ‬ ‫ن ذ َهِت ٍ‬
‫مت ْ‬
‫ف ِ‬
‫حا ٍ‬
‫صت َ‬ ‫ف عَل َي ْهِت ْ‬
‫م بِ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ي ُ َ‬
‫طا ُ‬

‫ن"‪.‬‬
‫خاِلتتتتدو َ‬
‫م ِفيَهتتتتا َ‬ ‫س وَت ََلتتتتذ ّ العُْيتتتت ُ‬
‫ن َوأن ُْتتتتت ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫شتتتتت َِهيهِ الن ُْفتتتت ُ‬
‫كاُفورا ً عَْينتتا ً‬
‫جَها َ‬
‫مَزا ُ‬
‫ن ِ‬ ‫كأس َ‬
‫كا َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ن ال َب َْراَر ي َ ْ‬
‫شرُبو َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫جيتتتتتتترًا"‪.‬‬ ‫عَبتتتتتتتاد ُ الّلتتتتتتتهِ ي َُف ّ‬


‫جُرون ََهتتتتتتتا ت َْف ِ‬ ‫ب ب َِهتتتتتتتا ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫شتتتتتتتَر ُ‬

‫واريرا‬ ‫ب ك َتتان َ ْ‬
‫ت قَ ت َ‬ ‫ضةٍ َوأك ْت َ‬
‫وا ٍ‬ ‫ن فِ ّ‬
‫م ْ‬ ‫ف عَل َي ْهِ ْ‬
‫م ِبآن ِي َةٍ ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬وَي ُ َ‬
‫طا ُ‬

‫ديرًا"‪..‬‬
‫ها ت َْقتتتتتتتتتت ِ‬
‫درو َ‬
‫ضتتتتتتتتتتةٍ قتتتتتتتتتت ّ‬
‫نف ّ‬
‫متتتتتتتتتت ْ‬ ‫قَتتتتتتتتتت َ‬
‫واريرا ِ‬

‫أي في صفاَء الزجاج‪ ،‬وهتتي متتن فضتتة‪ ،‬وهتتذا ممتتا ل نظيتتر لته فتتي‬

‫الدنيا‪ ،‬وهي مقدارة على قدر كفايتتة ولتتي اللتته فتتي شتتربه‪ ،‬ل يزيتتد‬

‫عليه‪ ،‬ول ينقص من كفايته شيئًا‪ ،‬وهذا يدل على العتنتتاء والشتترف‪.‬‬

‫جهَتتا َزْنجِبيل ً عَْين تا ً ِفيهَتتا‬


‫مَزا ُ‬ ‫كأس تا ً ك َتتا َ‬
‫ن ِ‬ ‫ن ِفيهَتتا َ‬
‫وقال تعالى‪" :‬وَُيس تَقوْ َ‬

‫‪824‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سل ْ َ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتِبي ً‬
‫ل"‪.‬‬ ‫مى َ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫ت َ‬

‫ذا اّلتت ِ‬
‫ذي رزِقَْنتتا‬ ‫مَرةٍ رْزقا ً َقاُلوا ه َ‬
‫ن ثَ َ‬
‫م ْ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ك ُل ّ َ‬
‫ما رزُِقوا ِ‬
‫من َْها ِ‬

‫شتتتتتتتتتتتتاِبهًا"‪.‬‬
‫مت َ َ‬ ‫ن قَب ْتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫ل َوأت ُتتتتتتتتتتتتوا ب ِتتتتتتتتتتتتهِ ُ‬ ‫متتتتتتتتتتتت ْ‬
‫ِ‬

‫أي كلما جاءتهم الخدم بشيء من ثمار وغيرها‪ ،‬حسبوه الذي أتوا به‬

‫قبتتل هتتذا‪ ،‬لمشتتابهته لتته فتتي الظتتاهر‪ ،‬وهتتو فتتي الحقيقتتة خلفتته‪،‬‬

‫فتشتتتابهت الشتتتكال واختلفتتتت الحقتتتائق‪ ،‬والطعتتتوم‪ ،‬والتتتروائح‪.‬‬

‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا مستتكين بتتن عبتتد العزيتتز‪ ،‬حتتدثنا الشتتعث‬

‫الضرير‪ ،‬عن شهر بن حوشب‪ ،‬عن أبتتي هريتترة‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن أدنى أهل الجنة منزلة‪ ،‬من له ستتبع‬

‫درجات‪ ،‬وثلثمائة خادم‪ ،‬يغتتدون عليتته ويروحتتون كتتل يتتوم بثلثمتتائة‬

‫صحفة‪ ،‬ول أعلمه إل قال‪ :‬من ذهب صحفة لون‪ ،‬ليس فتي الخترى‪،‬‬

‫وإنه‪ ،‬ليلذ أوله‪ ،‬كما يلذ آخره‪ ،‬ومن الشتتربة ثلثمتتائة إنتتاء‪ ،‬فتتي كتتل‬

‫إناء لون‪ ،‬ليس في الخر‪ ،‬وإنه ليلذ أوله‪ ،‬كما يلذ آخره‪ ،‬وإنه ليقتتول‪:‬‬

‫يا رب‪ :‬لو أذنت‪ ،‬لطعمت أهل الجنة‪ ،‬وسقيتهم‪ ،‬لم ينقص ذلك ممتتا‬

‫عندي شيئًا‪ ،‬وأنه له من الحور العين‪ ،‬اثنتتين وستبعين زوجتة‪ ،‬ستوى‬

‫‪825‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أزواجه من الدنيا‪ ،‬وإن الواحدة لتأخذ مقعدها قدر ميل متتن الرض"‪.‬‬

‫تفتتتتتترد بتتتتتته أحمتتتتتتد‪ ،‬وهتتتتتتو غريتتتتتتب وفيتتتتتته انقطتتتتتتاع‪.‬‬

‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬حدثنا العمش‪ ،‬عن ثمامتتة بتتن‬

‫عقبة‪ ،‬عن زيد بن أرقم‪ ،‬قال‪ :‬أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجتتل‬

‫من اليهود فقال‪ :‬يا أبا القاسم‪ :‬ألست تزعم أن أهتتل الجنتتة يتتأكلون‬

‫فيها ويشربون? وكان قد قال لصتتحابه‪ :‬إن أقتتر لتتي بهتتذا خصتتمته‪-‬‬

‫قال‪ :‬فقال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬بلتتى والتتذي نفستتي‬

‫بيده‪ :‬إن أحدهم ليعطتتى قتتوة متتائة رجتتل فتتي المطعتتم والمشتترب‬

‫والشهوة والجماع "‪ ،‬قال‪ :‬فقتتال اليهتتودي‪ :‬إن التتذي يأكتتل ويشتترب‬

‫تكون له الحاجة‪ :‬قال‪ :‬فقال النبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬حاجتتة‬

‫أحدهم عرق يفيض من جلودهم مثل ريح المستتك‪ ،‬فتتإذا البطتتن قتتد‬

‫ضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتمر"‪.‬‬

‫ثم رواه أحمد‪ :‬عن وكيع‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن ثمامة‪ ،‬سمعت زيتتد بتتن‬

‫أرقم‪ ،‬فذكره‪ ،‬وقد رواه النسائي‪ :‬عن علي بن حجر‪ ،‬عتتن علتتي بتتن‬

‫مسهر‪ ،‬عن العمش بته‪ ،‬ورواه أبتتو جعفتتر التترازي‪ :‬عتن ا لعمتش‪،‬‬

‫‪826‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذكره‪.‬‬

‫قال اليهودي‪ :‬فِإن يأكل ويشرب تكن له الحاجتتة‪ ،‬وليتتس فتتي الجنتتة‬

‫أذى? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬تكون حاجتتة أحتتدهم‬

‫رشتتحا ً يفيتتض متتن جلتتودهم كرشتتح المستتك‪ ،‬فيضتتمر بطنتته"‪.‬‬

‫قال الحافظ الضياء‪ :‬وهذا عندي على شرط مسلم‪ ،‬لن ثمامة ثقتتة‪،‬‬

‫وقد صرح بسماعه من زيد بن أرقم‪.‬‬

‫حديث آخر في ذلك‬

‫قال المام أحمد‪ :‬حدثنا معاوية‪ ،‬حدثنا العمتتش‪ ،‬عتتن أبتتي ستتفيان‪،‬‬

‫م‪" :‬أهتتل الجنتتة‬


‫عن جابر قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتل ِ‬

‫يأكلون فيها‪ ،‬ويشربون‪ ،‬ول يتغوطون‪ ،‬ول يبولون‪ ،‬ول يتمخطون‪ ،‬ول‬

‫يتتتتتبزقون‪ ،‬طعتتتتتامهم جشتتتتتاء‪ ،‬ورشتتتتتح كرشتتتتتح المستتتتتك"‪.‬‬

‫وقد رواه مسلم‪ :‬من حديث أبي طلحة‪ .‬عن نافع‪ ،‬عن جابر‪ ،‬فتتذكره‬

‫قتتالوا‪ :‬فمتتا بتتال الطعتام? قتتال‪" :‬جشتتاء"‪ ،‬ورشتتح كرشتح المستك‪،‬‬

‫يلهمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون التستتتتتتتتتتتتتتتتتتتبيح والتحميتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد"‪.‬‬

‫‪827‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وكذا أخرجه من حديث أبي جريج‪ ،‬عن أبي الزبير‪ ،‬عن جابر‪ ،‬فتتذكره‬

‫وقتتال‪" :‬طعتتامهم ذلتتك جشتتاء كريتتح المستتك‪ ،‬ويلهمتتون التستتبيح‬

‫والتكبير‪ ،‬كما يلهمون النفس"‪.‬‬

‫طريق ثالثة عن جابر‬

‫قال أحمد‪ :‬حدثنا الحكم بن نافع‪ ،‬حدثنا إستتماعيل بتتن عبتتاس‪ ،‬عتتن‬

‫صفوان بن عمرو‪ ،‬عن ماعز التيمي‪ ،‬عن جتتابر بتتن عبتتد اللتته‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫سئل النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬أيأكل أهل الجنة? فقتتال‪" :‬نعتتم‪:‬‬

‫ويشربون‪ ،‬ول يبولون فيها‪ ،‬ول يتغوطتتون‪ ،‬ول يتنخمتتون‪ ،‬إنمتتا يكتتون‬

‫ذلك سحما ً ورشحا ً كرشح المسك‪ ،‬يلهمون التسبيح‪ ،‬والتحميتتد‪ ،‬كمتتا‬

‫يلهمون النفس"‪.‬‬

‫طريق رابعة عن جابر‬

‫قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده‪ :‬حدثنا القاسم بن محمد بتتن‬

‫يحيى المروزي‪ ،‬حدثنا عبتتد اللتته بتتن عثمتتان بتتن جبلتتة‪ -‬وهتتو يعتترف‬

‫بعبدان‪ ،-‬حدثنا أبو حمزة السكري‪ ،‬عتتن العمتتش‪ ،‬عتتن أبتتي صتتالح‪،‬‬

‫‪828‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن جابر بن عبد الله قال‪ :‬قال رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪:‬‬

‫"إن أهتتل الجنتتة يتتأكلون‪ ،‬ويشتتربون‪ ،‬ول يتغوطتتون‪ ،‬ول يتمخطتتون‪،‬‬

‫يلهمون التسبيح‪ ،‬والحمد‪ ،‬كما يلهمتتون النفتتس"‪ .‬عتتن أبتتي ستتفيان‪،‬‬

‫ولم يصح سماعه منه وسماعه من أبي صالح صحيح‪.‬‬

‫أحاديث آخر ى شتى‬

‫قال الحسن بن عرفة‪ :‬حدثنا خلف بن خليفة‪ ،‬عن حمد العرج‪ ،‬عن‬

‫عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬قال لتتي رستتول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إنك لتنظر إلى الطيتتر فتشتتتهيه‪ ،‬فيختتر‬

‫بين يديك مشويًا"‪.‬‬

‫يشتهي بعض أهل الجنة أن يزرع فيجيبه الله عز وجل‬

‫إلى ما يطلب‪ ،‬وكلمة مستملحة من أعرابي بدوي يضحك‬

‫لها رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الملك بتتن عمترو‪ ،‬عتتن فليتتح بتن هلل‪ ،‬عتن‬

‫علي بن عطاء بن يسار‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صتتلى اللتته‬

‫‪829‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عليه وسلم قال يوما ً وهو يحدث وعنده رجل متتن أهتتل الباديتتة‪" :‬إن‬

‫رجل ً من أهل الجنة استأذن ربه عز وجل في الزرع‪ ،‬فقتتال لتته ربتته‪:‬‬

‫ألست فيما شتتئت? قتتال‪ :‬بلتتى‪ ،‬ولكتتن أحتتب أن أزرع‪ ،‬قتتال‪ :‬فبتتذر‪،‬‬

‫فبادر الطرف نباته‪ ،‬واستتتواؤه‪ ،‬واستحضتتاره‪ ،‬فكتتان أمثتتال الجبتتال‪،‬‬

‫قال‪ :‬فيقول لتته ربتته عتتز وجتتل‪ :‬دونتتك يتتا ابتتن آدم‪ ،‬فتتإنه ل يشتتبعك‬

‫شيء‪ ،‬قال‪ :‬فقال العرابي‪ :‬ما نجتتده إل قرشتتيًا‪ ،‬أو أنصتتاريًا‪ ،‬فتتإنهم‬

‫أصحاب زرع‪ ،‬وأما نحن فلسنا بأصحابه‪ ،‬قتتال‪ :‬فضتتحك رستتول اللتته‬

‫صتتتتتتتتتتتتتتتتلى اللتتتتتتتتتتتتتتتته عليتتتتتتتتتتتتتتتته وستتتتتتتتتتتتتتتتلم‪.‬‬

‫ورواه البخاري‪ :‬من حديث أبي عامر العقتتدي‪ :‬عتتن عبتتد الملتتك بتتن‬

‫عمرو‪ ،‬به‪.‬‬

‫ذكر أول َ‬
‫طعام َيأ ُ‬
‫كله أهل الجَنة‬

‫وروى أحمد‪ :‬عن إسماعيل بن علقمة‪ ،‬عن حميد‪ .‬وأخرجه البخاري‪:‬‬


‫من حديثه‪ ،‬عن أنس بن عبد الله بن سلم‪ ،‬قال‪ :‬سئل رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة‪ ،‬عن أشياء منها "وما أول‬
‫شيء يأكله أهل الجنة? فقال‪ :‬زيادة كبد حوت"‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم‪ :‬من رواية أبي أسماء‪ ،‬عن ثوبان‪ ،‬أن يهوديا ً سأل‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬فما تحفتهم حين يدخلون‬

‫‪830‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الجنة"‪ .‬قال‪" :‬زيادة كبد حوت"‪.‬‬


‫قال‪ :‬فما غذاؤهم على أثرها? قال‪" :‬يخر لهم ثور الجنة الذي يأكل‬
‫من أطرافها"‪.‬‬
‫ل‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫قال فما شرابهم عليه? قال‪ :‬من عين تسمى سلسبي ً‬
‫"صدقت"‪.‬‬
‫وفي الصحيحين‪ :‬من حديث عطاء بن يسار‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬تكون الرض يوم القيامة‬
‫خبزة واحدة‪ ،‬يتكفأها الجبار بيده‪ ،‬كما يتكفأ أحدكم خبزته في‬
‫السفر‪ ،‬نزل ً لهل الجنة‪ ،‬فأتى رجل من اليهود‪ ،‬فقال بارك الله فيك‬
‫يا أبا القاسم‪ :‬الهل الجنة نزل ً يوم القيامة? قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬أل‬
‫أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة? قال‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬تكون الرض‬
‫خبزة واحدة يوم القيامة‪ ،‬قال‪ :‬أل أخبرك بإدامهم‪ .‬قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪:‬‬
‫إدامهم بالم‪ ،‬ونون‪ ،‬قالوا‪ :‬وما هذا? قال‪ :‬ثور ونون يأكل من زيادة‬
‫كبد أحدهما سبعون ألفًا"‪.‬‬
‫وقال العمش‪ ،‬عن عبد الله بن مرة‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن ابن‬
‫ه‬
‫م ُ‬‫خَتا ُ‬
‫خُتوم ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حيق َ‬ ‫ن َر ِ‬‫م ْ‬ ‫ون ِ‬ ‫مسعود‪ ،‬وفي قوله تعالى‪" :‬يسَق ْ‬
‫مسك"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫قال‪" :‬الرحيق‪ :‬الخمر‪ ،‬مختوم‪ :‬يجدون عاقبتها ريح المسك"‪.‬‬
‫وقال سفيان بن عطاء بن السائب‪ :‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن‬
‫سِنيم"‪.‬‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬‫جه ِ‬ ‫مَزا ُ‬‫عباس‪ ،‬في قوله تعالى‪" :‬وَ ِ‬
‫قال "هو أشرف شراب أهل الجنة‪ ،‬يشربه المقربون صرفا ً ويمزج‬
‫لهل اليمين"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقد وصف الله عز وجل خمر الجنة بصفات جميلة حسنة‪،‬‬
‫ليست في خمور الدنيا‪ ،‬فذكر أنها أنهار جارية‪ ،‬كما قال تعالى‪ِ" :‬فيَها‬
‫ة"‪.‬‬ ‫جارِي َ ٌ‬
‫عَْين َ‬
‫ن ل ََبن‬
‫م ْ‬ ‫سن‪َ ،‬وأن ِْهاز ِ‬ ‫ماٍء غَْير آ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫وكما قال الله تعالى‪ِ" :‬فيَها أنَهاٌر ِ‬
‫مر ل َ ّ‬ ‫َ‬
‫سل‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬
‫ن َوأن َْهاٌر ِ‬‫شارِِبي َ‬ ‫ذة ِلل ّ‬ ‫خ ْ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫ه‪ ،‬وَأن َْهاٌر ِ‬
‫م ُ‬‫م ي َت َغَي ّْر ط َعْ ُ‬‫لَ ْ‬
‫صفى"‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬

‫‪831‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فهذه الخمرة أنهار جارية‪ ،‬مستمدة من بحار كبار هناك‪ ،‬ومن عيون‬

‫تنبع من تحت كثبان المستتك‪ ،‬وممتتا يشتتاء اللتته عتتز وجتتل‪ ،‬وليستتت‬

‫بأرجل الرجال في أسوأ الحوال‪ ،‬وذكتتر أنهتتا لتتذة للشتتاربين‪ ،‬ل كمتتا‬

‫توصف به خمرة الدنيا من كراهة المطعم‪ ،‬وسوء الفعل في العقتتل‪،‬‬

‫ومغص البطن‪ ،‬وصداع الرأس وقد نزهها تعالى عن ذلك فتتي الجنتتة‬

‫ضتتتاء"‪.‬‬
‫مِعيتتتن ب َي ْ َ‬
‫متتتن ّ‬
‫كتتتأس ِ‬ ‫ف عَل َي ِْهتتت ْ‬
‫م بِ َ‬ ‫فقتتتال تعتتتالى‪" :‬ي ُ َ‬
‫طتتتا ُ‬

‫و‬ ‫ن َ‬
‫طيبة الطعتتم ل َ ِفيهَتتا غَتتول" وَهُ ت َ‬ ‫أي حسنة المنظر‪" .‬لذ ّةٍ ِلل ّ‬
‫شارِِبي َ‬

‫ن" أي ل تتتتذهب عقتتتولهم‪.‬‬


‫م عَن َْهتتتا ي ُن َْزفتتتو َ‬ ‫وجتتتع البطتتتن "وَل َ ُ‬
‫هتتت ْ‬

‫وذلك أن المقصود من الخمر‪ :‬إنما هو الشدة المطربة‪ ،‬وهي الحالتتة‬

‫البهجة التي يحصل بها السرور للنفس‪ ،‬وهذا حاصل في خمر الجنة‪،‬‬

‫فأما إذهاب العقل‪ ،‬بحيث يبقتتى شتتاربها كتتالحيوان أو الجمتتاد‪ ،‬فهتتذا‬

‫نقص‪ ،‬إنما ينشأ من خمر الدنيا‪ ،‬فأما خمر الجنة فل تحدث هذا‪ ،‬إنما‬

‫ل وَل َ هتت ْ‬
‫م عَن َْهتتا‬ ‫يحصل عنها السرور والبتهاج ولهذا قال‪" :‬ل َ فَِيها غَوْ ٌ‬

‫ي َن ْزُِفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬
‫ن"‪.‬‬

‫أي ول هتتتم عنهتتتا أي بستتتببها تنتتتزف عقتتتولهم‪ ،‬فتتتتذهب بالكليتتتة‪.‬‬

‫‪832‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب‬ ‫ن بتتأ ْ‬
‫كوا ٍ‬ ‫خلتتدو َ‬
‫م َ‬
‫ن ُ‬
‫دا ٌ‬
‫م ِولت َ‬ ‫وقال فتتي اليتتة الختترى‪" :‬ي َط ُتتوف َ‬
‫علي ْهِت ْ‬

‫ن عَن َْها وَل َ ي ُن ْزُِفو َ‬


‫ن"‪ .‬أي ل يتتورث‬ ‫عو َ‬ ‫ن معين ل َ ي ُ َ‬
‫صد ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َوأَباِريق وَ َ‬
‫كأس ِ‬

‫لهتتتتتتم صتتتتتتداعا ً فتتتتتتي رؤوستتتتتتهم‪ ،‬ول تنتتتتتتزف عقتتتتتتولهم‪.‬‬

‫ب ب َِهتتا‬ ‫ستتِنيم عَْينتتا ً ي َ ْ‬


‫شتتَر ُ‬ ‫نت ْ‬
‫متت ْ‬
‫ه ِ‬
‫جتت ُ‬
‫مزا ُ‬
‫وقتتال فتتي اليتتة الختترى‪ :‬وَ ِ‬

‫ال ْ ُ‬
‫مَق ّربتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون"‪.‬‬

‫س‪" :‬أن الجماعتتة متتن‬


‫وقد ذكرنتتا التفستتير‪ :‬عتتن عبتتد اللتته بتتن عبتتا ٌ‬

‫أصحاب الجنة‪ ،‬يجتمعون على شرابهم‪ ،‬كما يجتمع أهل الدنيا‪ ،‬فتمتتر‬

‫بهم السحابة‪ ،‬فل يسألون شتتيئا ً إل أمطتترت عليهتتم‪ ،‬حتتتى إن منهتتم‬

‫متتن يقتتول‪ :‬أمطرينتتا كتتواعب أتتتراب‪ ،‬فتمطرهتتم كتتواهب أتراب تًا"‪.‬‬

‫وتقدم أنهم يجتمعون عن شجرة طوبى‪ ،‬فيذكرون لهتتو التتدنيا‪ -‬وهتتو‬

‫الطرب‪ -‬فيبعث الله ريحا ً من الجنة‪ ،‬فتحرك تلك الشجرة بكتتل لهتتو‬

‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدنيا‪.‬‬

‫وفي بعض الثار‪ :‬أن الجماعة من أهل الجنتتة يجتتتازون وهتتم ركبتتان‬

‫علتتى نجتتائب الجنتتة وهتتم صتتف بالشتتجار‪ ،‬فتتفتترق الشتتجار عتتن‬

‫طريقهتتتتم ذات اليميتتتتن‪ ،‬وذات الشتتتتمال‪ ،‬لئل يفتتتترق بينهتتتتم‪.‬‬

‫‪833‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫هذا كله من فضل اللتته عليهتتم ورحمتتته بهتتم‪ ،‬فعلتته الحمتتد والمنتتة‪.‬‬

‫والكتتواب‪ :‬هتتي الكيتتزان التتتي ل عتترى لهتتا ول خراطيتتم‪ ،‬والبتتاريق‬

‫بخلفها من الوجهين‪ ،‬والكأس هو القدح فيه الشتتراب وقتتال تعتتالى‪:‬‬

‫هاقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا"‪.‬‬
‫"َوكأستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ً د َ‬

‫أي ملى مترعتتتتتتتتتتتتتة ليتتتتتتتتتتتتتس فيهتتتتتتتتتتتتتا نقتتتتتتتتتتتتتص‪.‬‬

‫ن ِفيهَتتا ل َغْتتوا ً وَل َ كت ّ‬


‫ذابا"‪ .‬أي ل يصتتدر عنهتتم‬ ‫مُعو َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ل َ ي َ ْ‬
‫ست َ‬

‫علتتى شتترابهم لشتتيء متتن اللغتتو‪ ،‬وهتتو الكلم الستتاقط‪ ،‬التتتافه ول‬

‫تكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذيب‪.‬‬

‫لمًا"‪.‬‬ ‫ن ِفيَهتتتتا ل َْغتتتتوا ً إ ِل ّ َ‬


‫ستتتت َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫كمتتتتا قتتتتال تعتتتتالى‪" :‬ل َ ي َ ْ‬
‫ستتتت َ‬

‫وقتتتتتتتتتال تعتتتتتتتتتالى‪" :‬ل َ َلغتتتتتتتتتوؤ ِفيهَتتتتتتتتتا وَل َ ت َتتتتتتتتتأِثي ٌ‬


‫م"‪..‬‬

‫معُ ِفيهَتتتتتتتتتتا لِغي َتتتتتتتتتتة"‪.‬‬ ‫وقتتتتتتتتتتال تعتتتتتتتتتتالى‪" :‬ل َ ت َ ْ‬


‫ستتتتتتتتتت َ‬

‫ستتلمًا"‪.‬‬
‫لما ً َ‬ ‫ن ِفيَهتتا ل َْغتتوا ً وَل َ تأِثيمتتا ً إل ّ ِقيل ً َ‬
‫ستت َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫وقتتال‪" :‬ل َ ي َ ْ‬
‫ستت َ‬

‫وثبت في الصحيحين‪ :‬عن حذيفة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬ل تشربوا في آنية التتذهب والفضتتة‪ ،‬ول فتتي صتتحافها‪،‬‬

‫فإنها لهم في الدنيا‪ ،‬ولكم في الخرة"‪.‬‬

‫‪834‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر لباس أهل الجنة‬

‫وحليهم وثيابهم وجمالهم نسأل الله تعالى منها‬

‫ساوَِر‬‫حلوا أ َ‬ ‫ست َب َْرقٌ وَ ُ‬ ‫ضٌر َوإ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫دس ُ‬ ‫سن ُ‬ ‫ب ُ‬ ‫م ِثيا ُ‬ ‫عال ِي َهُ ْ‬‫قال الله تعالى‪َ " :‬‬
‫شَرابا ً ط َُهورًا"‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫م ربهُ ْ‬ ‫سَقاهُ ْ‬ ‫ضة وَ َ‬ ‫ن فِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫ن ذه َ ٍ‬ ‫م ْ‬‫ساوَِر ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِفيَها ِ‬ ‫خُلون ََها ُيحل ّوْ َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫ت عَد ْ ٍ‬ ‫جّنا ُ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫ريٌر"‪.‬‬ ‫ح ِ‬‫م ِفيَها َ‬ ‫سه ُ ْ‬‫وَُلؤُلؤا ً ولَبا ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫جَر َ‬ ‫ضيعُ أ ْ‬ ‫ت إنا ل َ ن ُ ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫مُنوا وَعَ ِ‬ ‫ذين آ َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ّ‬
‫ن‬
‫حلوْ َ‬ ‫م الن َْهاُر ي ُ ً‬ ‫حت ِهِ ُ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬
‫ن تَ ْ‬ ‫جّنات عَد ْ ٍ‬ ‫ك لهم َ‬ ‫مل ً أولئ ِ َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫س َ‬‫ح َ‬ ‫أ ْ‬
‫ست َب َْرق‬
‫دس وإ ِ ْ‬ ‫سن ُ‬‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ضرا ً ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن ث َِيابا ً ُ‬‫سو َ‬ ‫هب وَي َل ْب َ ُ‬ ‫نذ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ساوَِر ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِفيَها ِ‬
‫مْرت ََفقًا"‪.‬‬ ‫ت ُ‬ ‫سن َ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ب وَ َ‬ ‫م الّثوا ُ‬ ‫ك ن ِعْ َ‬ ‫ن ِفيَها عََلى الَرائ ِ ِ‬ ‫مت ّك ِِئي َ‬ ‫ُ‬
‫وقد ثبت في الصحيحين‪ :‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬تبلغ الحلة من المؤمن حيث يبلغ الوضوء"‪.‬‬
‫وقال الحسن البصري‪" :‬الحلة في الجنة على الرجال أحسن منها‬
‫على النساء"‪.‬‬
‫وقال ابن وهب‪ :‬حدثني ابن لهيعة‪ :‬عن عبيد بن خالد‪ ،‬عن الحسن‪،‬‬
‫عن أبي هريرة‪ ،‬أن أبا أمامة حدثه‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم حدثهم‪ -‬وذكر أهل الجنة‪ -‬فقال‪" :‬إنهم مسورون بالذهب‪،‬‬
‫والفضة‪ ،‬مكللون بالدر‪ ،‬وعليهم أكاليل در‪ ،‬وياقوت وعليهم تاج كتاج‬
‫الملوك‪ ،‬شباب‪ ،‬جرد‪ ،‬مكحولن"‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا أحمد بن منيع‪ ،‬حدثنا الحسن بن موسى‪،‬‬
‫حدثنا يزيد بن أبي حبيب‪ ،‬عن داود بن عامر بن سعد أبي وقاص‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬لو أن‬
‫رجل ً من الجنة أطلع قيد سواره لطمس ضوءه الشمس كما‬
‫تطمس الشمس ضوء النجوم"‪.‬‬
‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن إسحاق‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪،‬‬
‫عن ثابت أبي رافع‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬

‫‪835‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عليه وسلم‪" :‬من يدخل الجنة ينعم‪ ،‬ول يبأس‪ ،‬ل تبلى ثيابه‪ ،‬ول‬
‫يفنى شبابه‪ ،‬في الجنة ما ل عين رأت‪ ،‬ول أذن سمعت‪ ،‬ول خطر‬
‫على قلب بشر"‪.‬‬
‫وأخرجه مسلم‪ :‬من حديث زهير بن حرب‪ ،‬عن عبد الرحمن بن‬
‫مهدي‪ ،‬عن حماد بن سلمة‪ ،‬إلى قوله‪" :‬ل تبلى ثيابه ول يفنى‬
‫شبابه"‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا علي بن عبد الله? حدثنا معاذ بن هشام‪ ،‬حدثني‬
‫أبي‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن الجلس‪ ،‬عن أبي رافع‪ ،‬أن نبي الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬للمؤمن زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء‬
‫ثيابهما"‪.‬‬
‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن علي الحلواني‪ ،‬والحسن بن علي‬
‫النسوي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سليمان‪ ،‬حدثنا فضيل بن مرزوق‪ ،‬عن‬
‫أبي إسحاق‪ ،‬عن عمر بن ميمون‪ ،‬عن عبد الله‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬أول زمرة يدخلون الجنة كأن وجوههم ضوء‬
‫القمر ليلة البدر‪ ،‬والزمرة الثانية كأحسن كوكب دري في السماء‪،‬‬
‫لكل واحد منهم زوجتان من الحور العين‪ ،‬على كل زوجة سبعون‬
‫حلة‪ ،‬يرى مخ سوقهما من وراء لحومهما وحللهما‪ ،‬كما يرى الشراب‬
‫الحمر في الزجاجة البيضاء"‪.‬‬
‫قال الضياء‪ :‬هذا عندي على شرط الصحيح‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا يونس بن محمد‪ ،‬حدثنا الخزرج بن عثمان‬
‫السعدي‪ ،‬حدثنا أبو أيوب‪ -‬مولى لعثمان ابن عفان‪ -‬عن أبي هريرة‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬قيد سوط أحدكم في‬
‫الجنة خير من الدنيا ومثلها معها‪ ،‬ولو اطلعت امرأة من نساء أهل‬
‫الجنة الى الرض‪ ،‬لملت ما بينهما ريحًا‪ ،‬ولطاب ما بينهما‪ ،‬ولنصيفها‬
‫على رأسها خير من الدنيا وما فيها"‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬يا أبا هريرة‪ :‬وما النصيف في ذلك? قال‪ :‬الخمار‪ .‬قلت‪:‬‬
‫الخزرج بن عثمان البصري تكلموا فيه‪ ،‬ولكن له شاهد في الصحيح‪،‬‬
‫كما تقدم في صحيح البخاري‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬وفيه‪" :‬لنصيفها‪ -‬يعني الخمار‪ -‬خير من الدنيا وما فيها"‪.‬‬

‫‪836‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال حرملة‪ :‬عن ابن وهب‪ ،‬أخبرنا عمر‪ ،‬أن دراجا ً أبا السمح حدثه‪،‬‬
‫عن أبي الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬إن الرجل في الجنة ليتكىء سبعين سنة قبل أن يتحرك‪،‬‬
‫ثم تأتيه زوجته‪ -‬أراه قال‪ :-‬فتضربه على منكبيه‪ ،‬فينظر وجهه فى‬
‫خدها أصفى‪ .‬من المرآة‪ ،‬وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين‬
‫المشرق والمغرب‪ ،‬فتسلم عليه‪ ،‬فيرد السلم‪ ،‬ويسألها‪ :‬من أنت?‬
‫فتقول‪ :‬أنا المزيد وإنه ليكون عليها سبعون ثوبا ً أدناها مثل النعمان‬
‫من طوبى فينفذها بصره حتى مخ ساقها من وراء ذلك‪ ،‬وإن عليها‬
‫التيجان‪ ،‬وإن أدنى لؤلؤة عليها تضيء ما بين المشرق والمغرب"‪.‬‬
‫ورواه أحمد عن حسن‪ ،‬عن ابن لهيعة‪ ،‬عن دراج به بطوله‪.‬‬
‫وقال ابن وهب‪ :‬أخبرني عمرو بن الحارث‪ ،‬عن أبي السمح‪ ،‬عن‬
‫أبي الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تل‬
‫ن‬‫م ْ‬
‫ساوَِر ِ‬
‫نأ َ‬
‫م ْ‬ ‫حل ّوْ َ‬
‫ن ِفيَها ِ‬ ‫خُلون ََها ي ُ ً‬
‫ن ي َد ْ ُ‬
‫ت عَد ْ ٍ‬‫جّنا ُ‬
‫قوله تعالى‪َ " :‬‬
‫ب"‪.‬‬‫ذه َ ٍ‬
‫فقال‪" :‬إن عليهم التيجان‪ ،‬وإن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين‬
‫المشرق والمغرب"‪.‬‬
‫وقد روى الترمذي في ذكر التيجان من حديث عمرو بن الحارث‪.‬‬
‫لمام أحمد‪ :‬عن عبد الرحمن بن مهدي‪ ،‬عن جبار بن خارجة‬ ‫وروى ا ِ‬
‫السلمي‪ ،‬عن عبد الله بن عمر‪ ،‬قال‪ :‬جاء رجل إلى رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول الله‪ :‬أخبرنا عن ثياب الجنة‪:‬‬
‫أخلق يخلق أم نسيج ينسج? فضحك بعض القوم‪ :‬فقال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬مم تضحكون? من جاهل يسأل عالمًا‪ .‬ثم‬
‫أكب رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬أين السائل? قال‪:‬‬
‫هوذا أنا يا رسول الله‪ .‬قال‪ :‬ل‪ :‬بل تنشق عنها ثمر الجنة"‪ .‬قالها‬
‫ثلث مرات‪.‬‬
‫ورواه أحمد أيضا ً عن أبي كامل‪ ،‬عن زيتتاد بتتن عبتتد اللتته بتتن علثتتة‬

‫القاص أبو سهل‪ ،‬عن العلء بن رافع‪ ،‬عن الفرزدق بن حنان القاص‪،‬‬

‫‪837‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن عبد الله بن عمرو بن العاص‪ ،‬فذكر نحوه في حديث دراج‪ ،‬عتتن‬

‫أبتتتتتتتتتتتتي الهيثتتتتتتتتتتتتم‪ ،‬عتتتتتتتتتتتتن أبتتتتتتتتتتتتي ستتتتتتتتتتتتعيد‪.‬‬

‫قال رجتتل‪ :‬يتتا رستول اللته ومتا طتوبى? قتتال‪" :‬شتجرة فتي الجنتتة‬

‫مستتتيرة متتتائة ستتتنة‪ ،‬ثيتتتاب أهتتتل الجنتتتة تختتترج متتتن أكمامهتتتا"‪.‬‬

‫وقال أبو بكر عبد الله بتتن محمتتد بتتن أبتتي التتدنيا‪ :‬حتتدثنا محمتتد بتتن‬

‫إدريس الحنظلي‪ ،‬حدثنا عتبة‪ ،‬حدثنا أبتتو إستتماعيل بتتن عبتتاس‪ ،‬عتتن‬

‫سعيد بن يوسف‪ ،‬عن يحيى بن أبتتي كتتثير‪ ،‬عتتن ابتتن ستتلم الستتود‪،‬‬

‫سمعت أبا أمامة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬قال‪:‬‬

‫"ما منكم من أحد يدخل الجنة إل انطلق به إلتتى طتتوبى‪ ،‬فتفتتتح لتته‬

‫أكمامها يأخذ من أي ذلك‪ ،‬إن شاء أبيض‪ ،‬وإن شاء أخضر‪ ،‬وإن شتتاء‬

‫أصفر‪ ،‬وإن شاء أسود‪ ،‬مثل شقائق النعمان‪ ،‬وأرق وأحسن"‪ .‬غريتب‬

‫حستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا سويد بن سعد‪ ،‬حدثنا عبد ربتته بتتن بتتارق‬

‫الحنفي‪ ،‬عن خاله الرميل بن سماك‪ ،‬أنه سمع أباه قال‪ :‬قلتتت لبتتن‬

‫عباس‪ :‬ما حلل أهل الجنة? قال‪ :‬فيها شجر فيها ثمتتر كتتأنه الرمتتان‪،‬‬

‫‪838‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فإذا أراد ولي الله كسوة‪ ،‬انحدرت إليتته متتن غصتتنها‪ ،‬فتتانقلعت عتتن‬

‫ستتبعين حلتتة‪ ،‬ألوان تا ً بعتتد ألتتوان‪ ،‬ثتتم ينطلتتق فتتترجع كمتتا كتتانت"‪.‬‬

‫وتقدم عن الثوري‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عتتن ابتتن عبتتاس‪،‬‬

‫أنه قال‪ :‬نخل الجنة جذوعها من زمتترد أخضتتر‪ ،‬وفروعهتتا متتن ذهتتب‬

‫أحمر‪ ،‬وسعفها كسوة لهل الجنة‪ ،‬منها مقطعاتهم وحللهم"‪.‬‬

‫صفة فرش أهل الجنة‬

‫جنتتى‬
‫س تت َب َْرق وَ َ‬
‫ن إِ ْ‬
‫مت ْ‬ ‫ن عََلى فُ تُرش ب َ َ‬
‫طائ ِن ُهَتتا ِ‬ ‫مت ّك ِِئي َ‬
‫قال الله تعالى‪ُ " :‬‬

‫ن"‪.‬‬ ‫متتتتتتتتتتتا ت ُ َ‬
‫كتتتتتتتتتتتذ َّبا ِ‬ ‫ن فَِبتتتتتتتتتتتأيّ آل َِء َرب ّك ُ َ‬
‫دا ٍ‬
‫جن ّت َْيتتتتتتتتتتتن َ‬
‫ال َ‬

‫قال ابن مسعود‪ :‬إذا كانت البطائن من ِإستبرق‪ ،‬فما بالك بالظهائر?‬

‫ة"‪.‬‬ ‫مْرُفو َ‬
‫عتتتتتتتتتتتت ٍ‬ ‫وقتتتتتتتتتتتتوله تعتتتتتتتتتتتتالى‪َ" :‬وفتتتتتتتتتتتتُرش َ‬

‫روى أحمد‪ :‬والترمذي‪ :‬من حديث دراج‪ ،‬عتتن أبتتي الهيثتتم‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫سعيد‪ ،‬أن رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم تل قتتول اللتته تعتتالى‪:‬‬

‫مْرًفوعَتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬
‫"وَُفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتُرش َ‬

‫ثم قال‪" :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬إن ارتفاعها لكما بين السماء والرض‪،‬‬

‫‪839‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وإن متتتتا بيتتتتن الستتتتماء والرض لمستتتتيرة خمستتتتمائة عتتتتام"‪.‬‬

‫ثم قال‪ :‬غريب‪ ،‬ل نعرفه إل متتن حتتديث رشتتدين‪ -.‬يعنتتي عمتترو بتتن‬

‫الحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتارث‪ -‬عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن دراج‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ورواه حرملة‪ ،‬عن ابن وهب‪ .‬ثتتم قتتال الترمتتذي‪ :‬وقتتال بعتض‬

‫أهل العلم في تفسير هذا الحديث‪" :‬إن معنتتاه ارتفتتاع الفتترش فتتي‬

‫التتتدرجات ومتتتا بيتتتن التتتدرجات كمتتتا بيتتتن الستتتماء والرض"‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ومما يقوي هذا ما رواه عبد الله بتتن وهتتب‪ ،‬عتتن عمتتر‪ ،‬وعتتن‬

‫دراج‪ ،‬عن أبي الهيثم‪ ،‬عن أبي سعيد قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم في قوله تعالى‪" :‬وفرش مرفوعتتة" قتتال‪" :‬متتا بيتتن‬

‫الفراشين كما بين السماء والرض"‪ .‬وهذا يشبه أن يكون محفوظتتًا‪.‬‬

‫وقال حماد بن سلمة‪ :‬عن علي بن زيد بن مطرف بن عبتد اللته بتن‬

‫الشخير‪ ،‬عن كعتتب الحبتتار‪ ،‬فتتي قتتوله نعتتالى‪" :‬وفتترش مرفوعتتة"‪.‬‬

‫قتتتتتتتتتتتتتتتال‪ :‬مستتتتتتتتتتتتتتتيرة أربعيتتتتتتتتتتتتتتتن ستتتتتتتتتتتتتتتنة‪.‬‬

‫يعني أن الفرش فتتي كتتل محتتل ومتوطن موجتتودة مهيتأة‪ ،‬لحتمتتال‬

‫جارِي َتتة‬
‫الحتياج إليها في ذلك الموضع‪ ،‬كما قتتال تعتتالى‪ِ" :‬فيهَتتا عَي ْتتن َ‬

‫‪840‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صتُفوفَ ٌ‬
‫ة وََزَراب ِتتي‬ ‫م ْ‬
‫متتارِقُ َ‬
‫ة وَن َ َ‬
‫ضتتوعَ ٌ‬
‫مو ْ ُ‬ ‫ة َوأك ْت َ‬
‫واب َ‬ ‫مْرُفوعَت ٌ‬
‫ستترر َ‬
‫ِفيهَتتا ُ‬

‫مب ُْثو َثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪.‬‬


‫َ‬

‫أي النمارق‪ ،‬وهي المخاد‪ ،‬مصفوفة مسومة هاهنتتا‪ ،‬وهاهنتتا فتتي كتتل‬

‫ضر وَعَب َْقري‬


‫خ ْ‬ ‫ن عََلى َرفَْر ٍ‬
‫ف ُ‬ ‫مت ّك ِِئي َ‬
‫مكان من الجنة كما قال تعالى‪ُ " :‬‬

‫ن"‪.‬‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ٍ‬
‫ح َ‬
‫ِ‬

‫والعبقري‪ :‬هي عتتتاق البستتط أي جيادهتتا‪ ،‬وخيارهتتا‪ ،‬وحستتانها‪ ،‬وقتتد‬

‫خوطب العرب بما هو عندهم أحسن‪ ،‬وفيها أعظم مما في النفتتوس‬

‫وأجل‪ ،‬متتن كتتل صتتنف ونتتوع‪ ،‬متن أجنتاس الملذ والمنتتاظر‪ ،‬وبتالله‬

‫المستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعان‪.‬‬

‫والنمارق‪ :‬جمع نمرقة بضم النتتون وحكتتى كستترها‪ ،‬وهتتي الوستتائد‪،‬‬

‫وهتتتتتتتتتتي المستتتتتتتتتتاند‪ ،‬وقتتتتتتتتتتد يعمهتتتتتتتتتتا اللفتتتتتتتتتتظ‪.‬‬

‫والزرابي‪ :‬البسط‪ ،‬والرفرف‪ :‬قيل ريتتاض الجنتتة‪ ،‬وقيتتل ضتترب متتن‬

‫الثياب‪ ،‬والعبقري‪ ،‬جياد البسط‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫حلية الحور العين وبنات آدم وشرفهن عليهن وكم لكل‬

‫واحدة منهن‬

‫‪841‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جَنى‬ ‫ست َب َْرق وَ َ‬ ‫نإ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن عََلى فُرش ب َ َ‬


‫طائ ِن َُها ِ‬ ‫مت ّك ِِئي َ‬‫قال الله تعالى‪ُ " :‬‬
‫م‬‫ف لَ ْ‬ ‫ت الط َْر ِ‬ ‫را ُ‬ ‫ن ِفيِهن َقاص ِ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬‫دان َفبأي آل َِء َربك ُ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫جن ّت َْين َ‬
‫ن الَياُقو ُ‬
‫ت‬ ‫ن َ‬
‫كأن ّهُ ّ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫جان فَِبأيّ آل َِء ربنك ُ َ‬ ‫م وَل َ َ‬ ‫س قَب ْل َهُ ْ‬‫ن إن ْ ٌ‬ ‫مْثه ّ‬‫ي َط ْ ِ‬
‫ن‬
‫سا ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إ ِل ّ ال ْ‬ ‫سا َ‬ ‫ح َ‬ ‫جَزاُء ال ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن هَ ْ‬‫كذَبا ِ‬ ‫ما ت ُ َ‬ ‫لء َرب ّك ُ َ‬ ‫ن َفبأي آ َ‬ ‫جا ُ‬ ‫مْر َ‬‫َوال ْ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬ ‫فَِبأيّ آل َِء َرب ّك ُ َ‬
‫حتتوٌر‬
‫ن ُ‬ ‫متتا ت ُك َتذَِبا ِ‬
‫ن فَب ِتتأي آل َِء رب ّك ُ َ‬ ‫ستتا ٌ‬‫ح َ‬ ‫ت ِ‬ ‫خي ْتَرا ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫وقال تعالى‪ِ" :‬فيهِ ّ‬

‫م ي َط ْ ِ‬
‫مث ْهُت ّ‬
‫ن إن ْتتس‬ ‫ن ل َت ْ‬
‫متتا تك َتذ َّبا ِ‬ ‫ت في ال ْ ِ‬
‫خي َتتام فَب ِتتأي آل َِء ربك ُ َ‬ ‫صوَرا ٌ‬
‫مْق ُ‬
‫َ‬

‫ضتتر‬ ‫ن عَل َتتى َرفْ تَرف ُ‬


‫خ ْ‬ ‫مت َك ِِئي ت َ‬ ‫ما ت ُك َتذ َّبا ِ‬
‫ن ُ‬ ‫جان فَِبأيّ آل َِء َربك ُ َ‬ ‫قَب ْل َهُ ْ‬
‫م وَل َ َ‬

‫جلل‬ ‫م َرب ّت َ‬
‫ك ِذي ا ل ِ‬ ‫س ُ‬
‫كا ْ‬ ‫ما ت ُك َذ َّبا ِ‬
‫ن ت ََباَر َ‬ ‫ن فَِبأي آل َِء رب ّك ُ َ‬
‫سا ٌ‬
‫ح َ‬
‫وَعَب َْقري ِ‬

‫وال ْ‬
‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتَرام"‪.‬‬

‫مط َّهتتتتتتتتَر ٌ‬
‫ة"‪.‬‬ ‫وقتتتتتتتتال تعتتتتتتتتالى‪" :‬ل َُهتتتتتتتت ْ‬
‫م ِفيَهتتتتتتتتا أْزَواج ُ‬

‫أي من الحيض‪ ،‬والنفتتاس‪ ،‬والبتتول‪ ،‬والغتتائط والتتبزاق‪ ،‬والمختتاط‪ ،‬ل‬

‫يصدر منهتتن شتتيء متتن ذلتك‪ ،‬وكتتذلك طهتترت أخلقهتتن وأنفاستتهن‬

‫وألفتتتتتتتتتتتتتتتتتاظهن ولباستتتتتتتتتتتتتتتتتهن وستتتتتتتتتتتتتتتتتجيتهن‪.‬‬

‫وقال عبد اللتته بتتن المبتتارك‪ :‬حتتدثنا شتتعبة‪ ،‬حتتدثنا قتتتادة‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫نضرة‪ ،‬عن أبيط سعيد‪ ،‬عن النبي صلى الله عليتته وستتلم فتتي قتتوله‬

‫تعتتتتتتتتتتتتالى‪" :‬ولهتتتتتتتتتتتتم فيهتتتتتتتتتتتتا أزواج مطهتتتتتتتتتتتترة"‪.‬‬

‫‪842‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قتتتتتال‪" :‬متتتتتن الحيتتتتتض والغتتتتتائط والنخامتتتتتة والتتتتتبزاق"‪.‬‬

‫وقال أبو الحوص‪ :‬عند قوله‪" :‬مقصورات فتتي الخيتتام"‪" .‬بلغنتتا فتتى‬

‫الرواية أن سحابة أمطرت من تحت العرش فخلقتتن متتن قطراتهتتا‪،‬‬

‫ثتتم ضتربت علتى كتتل واحتتدة خيمتة علتى شتاطىء النهتار‪ ،‬ستعتها‬

‫أربعون مي ً‬
‫ل‪ ،‬وليس لها باب‪ ،‬حتى إذا حل ولي الله بالخيمة انصدعت‬

‫الخيمة عن باب‪ ،‬ليعلم ولي الله أن أبصار المخلوقين متتن الملئكتتة‪،‬‬

‫والختتدم‪ ،‬لتتم تأختتذها‪ ،‬فهتتن مقصتتورات قتتد قصتترت عتتن أبصتتار‬

‫المخلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوقين"‪.‬‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ل اللؤُلتتتتؤِ ال ْ َ‬
‫مك ُْنتتتتو ِ‬ ‫مَثتتتتا ِ‬ ‫ن َ‬
‫كأ ْ‬ ‫عيتتتت ٌ‬
‫حتتتتوٌر ِ‬
‫وقتتتتال تعتتتتالى‪" :‬وَ ُ‬

‫مك ُْنتتتتتون"‪.‬‬
‫ض َ‬
‫ن ب َْيتتتتت ٌ‬ ‫وقتتتتتال فتتتتتي اليتتتتتة الختتتتترى‪َ " :‬‬
‫كتتتتتأن ّهُ ّ‬

‫قيل‪ :‬إنه بيض النعام المكنون في الرمل‪ :‬وبياضه عند العرب أحسن‬

‫ألوان البيتاض‪ ،‬وقيتل‪ :‬المتراد بته اللؤلتؤ قبتل أن يتبرز متن صتدفة‪.‬‬

‫عربتا ً أت َْراب تا ً‬
‫ن أب ْك َتتارا ً ُ‬
‫جعَل ْن َتتاهُ ّ‬
‫ن إْنشتتاًء فَ َ‬ ‫وقتتال تعتتالى‪" :‬إنتتا أن ْ َ‬
‫شتتأَناهُ ّ‬

‫ميتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن"‪.‬‬
‫ب الي َ ِ‬
‫حا ِ‬
‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬
‫لِ ْ‬

‫أي أنشأهن الله بعد الكبر والعجز والضعف فتتي التتدنيا‪ ،‬فصتترن فتتي‬

‫‪843‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الجنتتة شتتبابا ً طريتا ً أبكتتارا ً عربتا ً أي‪ :‬متحببتتات إلتتى بعتتولهن‪ ،‬أترابتا ً‬

‫لصحاب اليمين أي‪ :‬في مثل أعمارهم‪.‬‬

‫أسئلة من أم سلمة رضي الله عنها وأجوبة من رسول‬

‫الله صلى الله عليه وسلم حول نساء أهل الجنة‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا بكر بن سهل الدمياطي حدثنا عمر بن هاشم‬


‫البروي‪ ،‬حدثنا سليمان بن أبي كريمة‪ ،‬عن هشام بن حسان‪ ،‬عن‬
‫الحسن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أم سلمة‪ :‬قالت‪ :‬قلت يا رسول الله‪ :‬أخبرني‬
‫عن قول الله‪" :‬حور عين"‪.‬‬
‫فقال‪ :‬حور عين‪ :‬ضخام العيون أشفار الحور بمنزلة جناح النسر‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أخبرني عن قوله‪" :‬كأمثال اللؤلؤ المكنون"‪.‬‬
‫قال‪ :‬صفاء من صفاء الدر الذي في الصداف الذي لم تمسه‬
‫اليدي‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬أخبرني عن قوله‪ :‬فيهن خيرات حسان‪.‬‬
‫قال‪ :‬خيرات الخلق حسان الوجوه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬أخبرني عن قوله‪ :‬كأنهن بيض مكنون‪.‬‬
‫قال‪ :‬رقتهن كرقة الجلد الذي يكون في داخل البيضة مما يلي‬
‫القصرة وهو آخر الغرقى‪.‬‬
‫عربا ً أترابًا‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬أخبرني عن قوله‪ُ :‬‬
‫قال‪ :‬هن اللواتي قد صرن فى دار الدنيا عجائز رمصا ً شمطا ً يصرن‬
‫في الجنة متعشقات متحببات‪ ،‬أترابا ً على ميلد واحد‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬أخبرني نساء الدنيا أفضل أم الحور العين?‬
‫قال‪ :‬بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على‬
‫البطانة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬بماذا? قال‪ :‬بصلتهن وصيامهن‪ ،‬وعبادتهن الله‪،‬‬

‫‪844‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ألبس الله وجوههن النور‪ ،‬وأجسادهن الحرير‪ ،‬بيض اللوان‪ ،‬خضر‬


‫الثياب‪ ،‬صفر الحلى‪ ،‬مجامرهن الدر‪ ،‬وأمشاطهن الذهب‪ ،‬يقلن‪:‬‬
‫نحن الخالدات فل نموت‪ ،‬ونحن الناعمات فل نبأس أبدًا‪ ،‬ونحن‬
‫المقيمات فل نظعن أبدًا‪ ،‬أل ونحن الراضيات فل نسخط أبدًا‪ ،‬طوبى‬
‫لمن كان لنا وكنا له‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬المرأة منا تتزوج الزوجين‪ ،‬والثلثة‪ ،‬والربعة‪،‬‬
‫فتموت‪ ،‬فتدخل الجنة‪ ،‬ويدخلون معها‪ ،‬من يكون زوجها? قال‪ :‬يا أم‬
‫سلمة‪ ،‬إنها تخير‪ ،‬فتختار أحسنهم خلقًا‪ ،‬فتقول‪ :‬يا رب‪ :‬إن هذا كان‬
‫أحسنهم معي خلقا ً في دار الدنيا فزوجنيه‪ ،‬يا أم سلمة‪ :‬ذهب حسن‬
‫الخلق بخير الدنيا والخرة‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن أبي شيبة‪ :‬حدثنا أحمد بتتن طتتارق‪ ،‬حتتدثنا مستتعدة‬

‫بن اليسع‪ ،‬حدثنا سعيد بن أبتتي عروبتتة‪ ،‬عتتن قتتتادة‪ ،‬عتتن ستتعيد بتتن‬

‫المسيب‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬أن رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم أتتتته‬

‫عجوز من النصار فقالت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬ادع الله أن يدخلني الجنة‪،‬‬

‫فقال‪ :‬إن الجنة ل يدخلها عجوز‪ ،‬فذهب رسول الله صلى اللتته عليتته‬

‫وسلم فصّلى ثم رجع إلى عائشة‪ ،‬فقالت لقيت متتن كلمتتتك مشتتقة‬

‫وشتتدة‪ ،‬فقتتال‪ :‬إن ذلتتك كتتذلك‪ ،‬إن اللتته إذا أدخلهتتن الجنتتة حتتولهن‬

‫أبكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتارًا‪..‬‬

‫وتقدم في حتتديث الصتتور فتتي صتتفة دختتول المتتؤمنين الجنتتة قتتال‪:‬‬

‫"فيدخل الرجل منهم على اثنتين وسبعين زوجتتة ممتتا ينشتتىء اللتته‪،‬‬

‫‪845‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫واثنتين من ولد آدم‪ ،‬لهما فضل على من يشاء الله تعالى‪ ،‬لعبادتهمتتا‬

‫الله تعالى في الدنيا‪ ،‬يدخل على الولى منهما في غرفة من ياقوتة‪،‬‬

‫على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ‪ ،‬فيه ستتبعون درجتا ً متتن ستتندس‬

‫وإستبرق وإنه ليضع يده بين كتفيها ثم ينظر إلى يده من صدرها من‬

‫وراء ثيابهتتا ولحمهتتا وجلتتدها‪ ،‬وإنتته لينظتتر إلتتى متتخ ستتاقها كمتتا‬

‫ينظرأحدكم إلى السلك من الفضة في الياقوت‪ ،‬فبينما هو كتتذلك إذ‬

‫نودي‪ :‬إنا قد عرفنا أنتتك ل تمتتل ول تمتتل‪ ،‬أل إن لتتك أزواجتا ً غيرهتتا‪،‬‬

‫فيخرج‪ ،‬فيأتيهن واحدة واحدة‪ ،‬كلما جاء واحدة قالت‪" :‬والله ما فتتي‬

‫الجنة شيء أحسن منك‪ ،‬وما في الجنة شيء أحب إلي منك" ولهتتذا‬

‫الحديث شواهد من وجوه كثيرة تقدمت‪ ،‬وستأتي إن شاء الله تعالى‬

‫لمام أحمد‪ :‬من حديث شعيب‬


‫وبه الثقة‪ ،‬وتقدم الحديث الذي رواه ا ِ‬

‫الضرير‪ ،‬عن شهر بن حوشب‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى اللتته‬

‫عليه وسلم "وإن له من الحور العين لثنتتتين وستتبعين زوجتتة ستتوى‬

‫أزواجه من الدنيا‪ ،‬وإن الواحدة منهن لتأختتذ مقعتتدها قتتدر ميتتل متتن‬

‫الرض وقال حرملة‪ :‬عن ابن وهب‪ ،‬حدثنا عمرو أن دراجا ً أبا السمح‬

‫‪846‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حدثه‪ :‬عن أبي الهيثم‪ ،‬عن أبي ستعيد‪ ،‬عتن رستول اللته صتلى اللته‬

‫عليه وسلم قال‪ :‬أدنى أهل الجنة منزلة‪ ،‬الذي له ثمانون ألف خادم‪،‬‬

‫واثنتان وسبعون زوجة‪ ،‬تنصب له قبتتة متتن لؤلتتؤ وزبرجتتد‪ ،‬ويتتاقوت‪،‬‬

‫كما بين الجابية وصنعاء"‪ .‬وأسنده أحمد‪ :‬عن حسن‪ ،‬عن ابن لهيعتتة‪،‬‬

‫عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن دراج بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬عن سويد بن نصر‪ ،‬عن ابن المبارك‪ ،‬عتتن رشتتدين‪،‬‬

‫عتتتتتن عمتتتتترو بتتتتتن الحتتتتتارث‪ ،‬فتتتتتذكر بِإستتتتتناده نحتتتتتوه‪.‬‬

‫وقال محمد بن جعفر الفريابي‪ :‬حدثنا أبو أيوب‪ ،‬حتتدثنا ستتليمان بتتن‬

‫عبد الرحمن‪ ،‬حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك‪ ،‬عن أبيتته‪ ،‬عتتن خالتتد‬

‫بن معدان عن أبي أمامة‪ ،‬عن رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫قال‪" :‬ما من عبد يدخل الجنة إل ويتزوج اثنتين وسبعين زوجة اثنتين‬

‫متتن الحتتور العيتتن وستتبعين متتن أهتتل زمتتانه متتن أهتتل التتدنيا"‪.‬‬

‫وهذا حديث غريب جدًا‪ ،‬والمحفوظ مما تقدم خلفه‪ ،‬وهو أن الثنتين‬

‫متتتن بنتتتات آدم‪ ،‬والستتتبعين متتتن الحتتتور العيتتتن‪ ،‬واللتتته أعلتتتم‪.‬‬

‫وراويه خالد بن يزيد بن أبي مالك هذا تكلم فيه المام أحمد‪ ،‬ويحيى‬

‫‪847‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بتتتتتن معيتتتتتن‪ ،‬وغيرهمتتتتتا‪ ،‬ومثلتتتتته قتتتتتد يغلتتتتتط ول يتتتتتتيقن‪.‬‬

‫وروى أحمد والترمذي‪ ،‬وصححه‪ ،‬وابن ماجه‪ :‬من حتتديث مجالتتد بتتن‬

‫سعيد‪ ،‬عن خالد بن معدان‪ ،‬عن المقدام بن معدي كرب‪ ،‬قال‪ :‬قتتال‬

‫رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬إن للشتتهيد عنتتد اللتته ستتت‬

‫خصال‪ ،‬يغفر الله له عنتتد أول قطتترة متتن دمتته‪ ،‬ويتترى مقعتتده متتن‬

‫الجنة‪ ،‬ويحلى حلة اليمان‪ ،‬ويجار من عذاب القبر‪ ،‬ويأمن من الفتتزع‬

‫الكبر‪ ،‬ويوضع على رأسه تاج الوقار‪ ،‬الياقوتة منه خير من الدنيا وما‬

‫فيها‪ ،‬ويتزوج اثنتين وسبعين زوجتتة متتن الحتتور العيتتن‪ ،‬ويشتتفع فتتي‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتبعين إنستتتتتتتتتتتتتتتانا ً متتتتتتتتتتتتتتتن أقتتتتتتتتتتتتتتتاربه"‪.‬‬

‫فأما الحديث الذي رواه مسلم فتتي صتتحيحه‪ :‬حتتدثني عمتترو الناقتتد‪،‬‬

‫ويعقتتوب بتتن إبراهيتتم التتدورقي جميع تًا‪ ،‬عتتن ابتتن عليتتة‪ -،‬واللفتتظ‬

‫ليعقوب‪ -‬قال‪ :‬حدثنا ابن عليتتة‪ ،‬أخبرنتتا أيتتوب بتتن محمتتد‪ ،‬قتتال‪ :‬إمتتا‬

‫تفاخروا وإما تذاكروا الرجال أكثر فتتي الجنتة أم النستاء? فقتال أبتتو‬

‫هريرة‪ :‬أو لم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن أول زمرة‬

‫تدخل الجنة على صورة القمر ليلتتة البتتدر‪ ،‬والتتتي تليهتتا علتتى أضتتوأ‬

‫‪848‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كوكب دري في السماء‪ ،‬لكل امرىء منهم زوجتان اثنتان‪ ،‬يتترى متتخ‬

‫ستتتتوقهما متتتتن وراء اللحتتتتم‪ ،‬ومتتتتا فتتتتي الجنتتتتة أعتتتتزب"‪.‬‬

‫وفتتي الصتتحيحين‪ :‬متتن روايتتة همتتام‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬نحتتوه‪.‬‬

‫فالمراد من هذا أن هاتين من بنات آدم‪ ،‬ومعهما من الحور العين متتا‬

‫شتتاء اللتته عتتز وجتتل‪ ،‬كمتتا تقتتدم تفصتتيل ذلتتك آنف تًا‪ ،‬واللتته أعلتتم‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬أخبرنتتا يتتونس‪ ،‬عتتن‬

‫محمد بن سيرين‪ ،‬عن أبيهريرة‪ ،‬عن النتتبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫قال‪" :‬للرجل من أهل الجنتتة زوجتتتان متتن الحتتور العيتتن‪ ،‬علتتى كتتل‬

‫واحتتتدة ستتتبعون حلتتتة يتتترى متتتخ ستتتوقهما متتتن وراء ثيابهمتتتا"‪.‬‬

‫وهذه الحاديث ل تعارض ما ثبت في الصحيحين‪" :‬واطلعت في النار‬

‫فرأيتتتتتتتتتتتتتتتت أكتتتتتتتتتتتتتتتثر أهلهتتتتتتتتتتتتتتتا النستتتتتتتتتتتتتتتاء"‪.‬‬

‫ِإذ قد يكن أكثر أهل الجنة‪ ،‬وأكثر أهتتل النتتار‪ ،‬أو قتتد يكتتن أكتتثر أهتتل‬

‫النار‪ ،‬ثم يخرج من يخرج منهن بالشفاعات‪ .‬فيصرن إلى الجنة‪ ،‬حتى‬

‫يكتتتتتتتتتتتتتتتتثر أهلهتتتتتتتتتتتتتتتتا‪ ،‬واللتتتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وفي حديث دراج‪ :‬عن الهيثم‪ ،‬عن أبي ستتعيد‪ ،‬مرفوعتًا‪" :‬إن الرجتتل‬

‫‪849‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فتتي الجنتتة ليتكىتتء ستتبعين ستتنة قبتتل أن يتحتتول‪ ،‬ثتتم تتتأتيه امتترأة‬

‫فتضرب على منكبيه فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة‪ ،‬و إن‬

‫أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشتترق والمغتترب‪ ،‬فتستتلم عليتته‬

‫فيرد السلم‪ ،‬ويسألها من أنت? فتقول‪ :‬أنا من المزيد‪ ،‬و إنه ليكتتون‬

‫عليها سبعون ثوبًا‪ ،‬أدناها مثل النعمان‪ ،‬فينفذها بصره حتى يرى متتخ‬

‫ستتتتتاقها متتتتتن وراء ذلتتتتتك"‪ .‬رواه أحمتتتتتد فتتتتتي المستتتتتند‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا أبتتو النضتتر‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن طلحتة‪ ،‬عتتن‬
‫وقال ا ِ‬

‫حميد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬لغتتدوة‬

‫في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها‪ ،‬ولقاب قوس أحدكم‬

‫أو موضع قده‪ -‬يعني سوطه‪ -‬من الجنة خير من الدنيا وما فيها‪ ،‬ولتتو‬

‫اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الرض لملت ما بينهما ريحًا‪،‬‬

‫ولطاب ما بينهما‪ ،‬ولنصيفها على رأسها خيتتر متتن التتدنيا ومتتا فيهتتا"‪.‬‬

‫ورواه البخاري‪ :‬من حديث إسماعيل بن جعفر‪ ،‬وأبي إسحاق‪ ،‬كلهما‬

‫عن حميد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬بمثله‪ ،‬وقد تقدم بتمامه فتتي أول صتتفة الجنتتة‪.‬‬

‫وعند البخاري‪" :‬ولتتو أن امتترأة متتن نستاء أهتتل الجنتتة اطلعتت إلتى‬

‫‪850‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الرض لضاءت ما بينهمتا‪ ،‬ولملت متا بينهمتا ريحتًا‪ ،‬ولنصتيفها علتى‬

‫رأستتتتتتتتتها خيتتتتتتتتتر متتتتتتتتتن التتتتتتتتتدنيا ومتتتتتتتتتا فيهتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫قال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا بشتتر بتتن الوليتتد‪ ،‬حتتدثنا ستتعيد بتتن‬

‫أبزى‪ ،‬عن عبد الملك الجوني‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عتتن ابتتن عبتتاس‪،‬‬

‫قتتال‪" :‬لتتو أن حتتوراء أخرجتتت كفهتتا بيتتن الستتماء والرض لفتتتتن‬

‫الخلئق بحسنها‪ ،‬ولو أخرجت نصتتيفها لكتتانت الشتمس عنتد حستنها‬

‫مثل الفتيلة في الشمس‪ ،‬ل ضتتوء لهتتا‪ ،‬ولتتو أخرجتتت وجههتتا لضتتاء‬

‫حستتتتتتتتتتتتتنها متتتتتتتتتتتتتا بيتتتتتتتتتتتتتن الستتتتتتتتتتتتتماء والرض"‪.‬‬

‫وذكر ابن وهب‪ :‬عن محمد بن كعب القرظي أنه قال‪ :‬والله التتذي ل‬

‫إله إل هو لو أن امرأة من الحور العين أطلعت سوارها من العتترش‬

‫لطفأ نور سوارها نور الشمس والقمر‪ ،‬فكيف الصتتورة? ومتتا خلتتق‬

‫الله شيئا ً يلبسه لبتتس هتتو أمثتتل ممتتا عليهتتا متتن الثيتتاب والحلتتى"‪.‬‬

‫وقال أبو هريرة‪ :‬إن في الجنتتة حتتوراء يقتتال لهتتا العينتتاء‪ِ ،‬إذا مشتتت‬

‫مشتتى حولهتتا ستتبعون ألتتف وصتتيف‪ ،‬وهتتي تقتتول‪ :‬أيتتن المتترون‬

‫بتتتتالمعروف‪ ،‬والنتتتتاهون عتتتتن المنكتتتتر?" أوردهمتتتتا القرطتتتتبي‪.‬‬

‫‪851‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال القرطبي‪ :‬حدثنا أحمد بن رشتدين‪ ،‬حتدثنا الحستن بتن هتارون‬

‫النصاري‪ ،‬حدثنا الليث ابن بنت الليث بن أبي سليم‪ ،‬عن مجاهد بتتن‬

‫أبي أسامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬خلق الحور العين‬

‫من الزعفران"‪ .‬هذا حديث غريب‪ .‬وروي هذا عن ابن عباس وغيتتره‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن الصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتحابة والتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتابعين‪.‬‬

‫وفي مراسيل عكرمة‪" :‬إن الحور العين ليدعون لزواجهن وهم فتتي‬

‫الدنيا‪ ،‬يقلن اللهم أعنه على دينك‪ ،‬وأقبل بقلبه على طاعتتتك‪ ،‬وبلغتته‬

‫إلينتتتتتتتتتتا بعزتتتتتتتتتتتك‪ ،‬يتتتتتتتتتتا أرحتتتتتتتتتتم الراحميتتتتتتتتتتن"‪.‬‬

‫وفتتي مستتند المتتام أحمتتد‪ :‬متتن حتتديث كتتثير بتتن متترة‪ ،‬عتتن معتتاذ‪،‬‬

‫مرفوعًا‪" ،‬ل تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إل قالت زوجته من الحتتور‬

‫العين‪ :‬قاتلك الله‪ :‬إنما هو دخيل‪ ،‬يوشك أن يفارقك إلينا"‪.‬‬

‫وهذا ما ورد من غناء الحور العين في الجنة‬

‫روى الترمذي‪ :‬وغيره من حديث عبد الرحمن بن إسحاق‪ ،‬عن‬


‫النعمان بن سعد‪ ،‬عن علي قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬إن في الجنة مجتمعا ً للحور العين‪ ،‬يرفعن أصواتا ً لم تسمع‬
‫الخلئق بمثلها‪ ،‬يقلن‪ :‬نحن الخالدات فل نبيد‪ ،‬ونحن الناعمات فل‬

‫‪852‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نبأس‪ ،‬ونحن الراضيات فل نسخط‪ ،‬طوبى لمن كان لنا وكنا له"‪.‬‬
‫قال الترمذي‪ :‬وفي الباب عن أبي هريرة‪ ،‬وأبي سعيد‪ ،‬والحسن‪،‬‬
‫وحديث علي غريب‪.‬‬
‫وروى ابن أبي ذؤيب‪ ،‬عن عون بن الخطاب‪ ،‬عن عبد الله بن رافع‪،‬‬
‫عن ابن أنس بن مالك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪" :‬إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات‬
‫سمعها أحد قط‪ ،‬وإن مما يغنين‪ :‬نحن الخالدات فل نموت‪ ،‬نحن‬
‫المنات فل نخاف‪ ،‬نحن المقيمات فل نظعن"‪.‬‬
‫وقال الليث بن سعد‪ :‬عن يزيد بن أبي حبيب‪ ،‬عن الوليد بتتن عبتتدة‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل‪" :‬قف بي علتتى‬

‫الحور العين‪ ،‬فأوقفه عليهن‪ ،‬فقتتال‪ :‬متتن أنتتتن? قلتتن‪ :‬نحتتن جتتواري‬

‫قوم حلتوا فلتتم يظعنتتوا‪ ،‬وشتتبوا فلتم يهرمتوا‪ ،‬واتقتتوا فلتم يتتذنبوا"‪.‬‬

‫وقال القرطبي بعد ما أورد الحديث المتقدم في غناء الحتتور العيتتن‪،‬‬

‫ِإذا قلن هذه المقالة أجابهن المؤمنات من نساء أهتتل التتدنيا‪" .‬نحتتن‬

‫المصتتليات ومتتا صتتليتن‪ ،‬ونحتتن الصتتائمات ومتتا صتتمتن‪ ،‬ونحتتن‬

‫المتوضئات وما توضأتن‪ ،‬ونحتتن المتصتتدقات ومتتا تصتتدقتن"‪ .‬قتتالت‬

‫عائشتتتتتتتتتتتتتتة‪" :‬يغلبتتتتتتتتتتتتتتن" واللتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫هكذا ذكره في التذكرة‪ ،‬ولم ينسبه إلى كتاب‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫‪853‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر جماع أهل الجنة نساءهم ول أولد إل أن يشاء‬

‫أحدهم‬

‫م‬ ‫شتُغل فَتتاكُهو َ‬


‫ن هُ ت ْ‬ ‫جن ّتةِ ال ْي َتوْ َ‬
‫م فتتي ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫حا َ‬
‫ص َ‬
‫نأ ْ‬
‫قال الله تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫متتا‬ ‫ة وَل َهُت ْ‬
‫م َ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬
‫م ِفيهَتتا فاك ِهَت ٌ‬ ‫مت ّك ُِئو َ‬ ‫ل عََلى ال ََرائ ِ ِ‬
‫ك ُ‬ ‫م في ظ ِل َ ٍ‬
‫جه ُ ْ‬
‫وَأْزَوا ُ‬

‫حيتتتتتتتتتتم"‪.‬‬
‫ب َر ِ‬
‫ن َر ّ‬ ‫ستتتتتتتتتتلم قَتتتتتتتتتتوْل ً ِ‬
‫متتتتتتتتتت ْ‬ ‫ن َ‬
‫عو َ‬
‫ي َتتتتتتتتتتد ّ ُ‬

‫قال ابن مسعود‪ :‬وابن عباس‪ :‬وغير واحد من المفسرين‪ :‬في قتتوله‬

‫"شتتتتتتتتتتتتتتتتتتغل" أي افتضتتتتتتتتتتتتتتتتتتاض البكتتتتتتتتتتتتتتتتتتار‪.‬‬

‫ن‬ ‫ن ي َل ْب َ ُ‬
‫ستتو َ‬ ‫ت وَعُُيو ٍ‬
‫جّنا ٍ‬
‫مين في َ‬
‫مَقام أ ِ‬
‫ن في َ‬
‫مت ِّقي َ‬
‫ن ال ُ‬
‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ن‬
‫عو َ‬
‫عيتتن ي َتد ْ ُ‬
‫حتتورٍ ِ‬
‫م بِ ُ‬
‫جَناهُ ْ‬
‫ك وََزوّ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كذل ِ َ‬ ‫متَقاب ِِلي َ‬
‫ست َب َْرق ُ‬
‫دس وَإ ِ ْ‬
‫سن ْ ُ‬
‫ن ُ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬

‫ة الوَلتى‬ ‫ت إ ِل ّ ال ْ َ‬
‫موَْتت َ‬ ‫ن ِفيَهتا ال ْ َ‬
‫متوْ َ‬ ‫ن ل َ ي َت ُ‬
‫ذوُقو َ‬ ‫ِفيهَتتا ب ِك ُتتل َفاك َِهتةٍ آ ِ‬
‫مِنيت َ‬

‫م"‪.‬‬ ‫ك هُتوَ الَفتوُْز ال ْعَ ِ‬


‫ظيت ُ‬ ‫ن رب ّتتك ذ َل ِت َ‬ ‫ضتل ً ِ‬
‫مت ْ‬ ‫حيتتم فَ ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫وَوََقاهُ ْ‬
‫م عَت َ‬
‫ذا َ‬

‫وقال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا عمران هتتو ابتتن داود القطتتان‪ ،‬عتتن‬

‫قتادة‪ ،‬عتتن أنتتس‪ ،‬عتتن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫"يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الرجال قلت‪ :‬يا رستتول‬

‫الله‪ :‬ويطيق ذلتتك? قتتال‪ :‬يعطتتى قتتوة متتائة"‪ .‬ورواه الترمتتذي‪ :‬متتن‬

‫‪854‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حتتتتتتتتتديث أبتتتتتتتتتي داود‪ ،‬قتتتتتتتتتال‪ :‬صتتتتتتتتتحيح غريتتتتتتتتتب‪.‬‬

‫وروى الطبراني‪ :‬من حديث الحسن بتتن علتتي الجعفتتي‪ ،‬عتتن زائدة‪،‬‬

‫عن هشام بن حسان‪ ،‬عن محمد بن سيرين‪ ،‬عن أبي هريتترة‪" ،‬قيتتل‬

‫يا رسول الله‪ :‬هل يفضي الرجل في الجنة?‪ ،‬وفي رواية‪ ،‬هل نفضي‬

‫إلى نسائنا? فقال‪ :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬إن الرجل ليفضي في الغداة‬

‫الواحدة إلى مائة عتتذراء"‪ .‬قتتال الحتتافظ الضتتياء‪ :‬هتتذا عنتتدي علتتى‬

‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترط الصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتحيح‪.‬‬

‫وقال البزار‪ :‬حدثنا محمد بن معمر‪ ،‬حدثنا أبو عبد الرحمن عبتتد اللتته‬

‫بن يزيد‪ ،‬عن عبد الرحمن بن زياد ‪ ،‬عن عمارة بن راشتتد‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬قال‪ :‬سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬هل يمس أهل‬

‫الجنتتة أزواجهتتم? فقتتال‪ :‬نعتتم‪ ،‬بتتذكر ل يمتتل‪ ،‬وشتتهوة ل تنقطتتع"‪.‬‬

‫ثم قال البزار‪ :‬ل يعلم أحد يروي عتن عمتارة بتتن راشتد ستوى عبتد‬

‫الرحمن بن زياد‪ ،‬وقد كان عبد الرحمن هذا حسن العقل‪ ،‬ولكن وقع‬

‫على شيوخ مجاهيل‪ ،‬فحدث عنتته بأحتتاديث منتتاكير‪ ،‬فضتتعف حتتديثه‪،‬‬

‫وهتتتتتتتتتتتتتتتتذا ممتتتتتتتتتتتتتتتتا أنكتتتتتتتتتتتتتتتتر عليتتتتتتتتتتتتتتتته‪..‬‬

‫‪855‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال حرملة‪ :‬عن ابن وهب‪ ،‬أخبرني عمتترو بتتن الحتتارث‪ ،‬عتتن دراج‬

‫عن عبد الرحمن بن حميرة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم أنه سئل‪" :‬أنطأ في الجنة? قال‪ :‬نعم‪ ،‬والذي نفسي‬

‫بيتتتده دحمتتتا ً دحمتتتًا‪ ،‬فتتتِإذا قتتتام عنهتتتا رجعتتتت مطهتتترة بكتتترًا"‪.‬‬

‫وقال الطتتبراني‪ :‬حتتدثنا إبراهيتتم بتتن جتتابر الفقيتته البغتتدادي‪ ،‬حتتدثنا‬

‫محمتد بتن عبتد الملتك التدقيقي الواستطي‪ ،‬حتدثنا معلتى بتن عبتد‬

‫الرحمن الواسطي‪ ،‬حدثنا شريك‪ ،‬عن عاصتتم بتتن ستتليمان الحتتول‪،‬‬

‫عن أبي المتوكل‪ ،‬عن أبي سعيد قال‪ :‬قتتال رستتول اللته صتلى اللته‬

‫عليه وسلم‪" :‬إن أهل الجنة إذا جتتامعوا نستتاءهم عتتدن أبكتتارًا"‪ .‬ثتتم‬

‫قتتتتتتتتتتتتتتتتتال‪ :‬تفتتتتتتتتتتتتتتتتترد بتتتتتتتتتتتتتتتتته معلتتتتتتتتتتتتتتتتتى‪.‬‬

‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بتتن يحيتتى الحلتتواني‪ ،‬حتتدثنا ستتويد بتتن‬

‫سعيد‪ ،‬حدثنا خالد بن يزيد بن أبتتي مالتتك‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن خالتتد بتتن‬

‫معدان‪ ،‬عن أبي أمامة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستتئل‪:‬‬

‫أيجامع أهتتل الجنتتة? فقتتال‪" :‬دحمتا ً دحمتا ً ولكتتن ل منتتي ول منيتتة"‪.‬‬

‫لما كان المني يقطع لذة الجمتتاع‪ ،‬والمنيتتة تقطتتع لتتذة الحيتتاة‪ ،‬كانتتا‬

‫‪856‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫منفييتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن الجنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‪.‬‬

‫قال الطبراني‪ :‬أخبرنا عثمان بن أحمد‪ ،‬أخبرنا محمد بن عبد الرحيتتم‬

‫البرقي‪ ،‬أخبرنا عمرو بن أبي سلمة‪ ،‬أخبرنا صتتدقة‪ ،‬عتتن هاشتتم بتتن‬

‫البريد‪ ،‬عن سليم أبي يحيى أنتته ستتمع أبتتا أمامتتة يحتتدث‪ :‬أنتته ستتمع‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سئل‪ -‬هل يتناكح أهل الجنتتة?‬

‫قال‪" :‬نعم بذكر ل يمل‪ ،‬وشهوة ل تنقطع"‪.‬‬

‫ما قيل من منح الطفال ولدة لهل الجنة‬

‫فأما إذا أراد أحدهم أن يولد له‪ ،‬كما كان في الدنيا حب الولد‪ ،‬فقد‬

‫قال المام أحمد‪ :‬حدثنا علي بن عبيد‪ ،‬حدثنا معاذ بن هشام‪ ،‬حتتدثني‬

‫أبي‪ ،‬عن عامر الحول ‪ ،‬عن أبي الصديق‪ ،‬عتتن أبتتي ستتعيد‪ ،‬أن نتتبي‬

‫الله صلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪" :‬إذا اشتتتهى المتتؤمن الولتتد فتتي‬

‫الجنتتة‪ ،‬كتتان حملتته‪ ،‬ووضتتعه‪ ،‬وستتنه‪ ،‬فتتي ستتاعة كمتتا يشتتتهي"‪.‬‬

‫وكذا رواه الترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬جميعًا‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن يستتار‪ ،‬عتتن‬

‫معتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاذ‪.‬‬

‫‪857‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقتتتتتتتتتتتتتتال الترمتتتتتتتتتتتتتتذي‪ :‬حستتتتتتتتتتتتتتن غريتتتتتتتتتتتتتتب‪.‬‬

‫وقال الحافظ الضياء المقدستتي‪ :‬وهتتذا عنتتدي علتتى شتترط مستتلم‪.‬‬

‫وقد رواه الحاكم‪ :‬عن الصم‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عتتن ستتلم بتتن‬

‫سليمان‪ ،‬عن زيتتد العمتتي‪ ،‬عتتن أبتتي الصتتديق النتتاجي‪ ،‬بتته‪ ،‬وضتتعفه‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتبيهقي‪.‬‬

‫وقال سفيان الثوري‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن أبي الصتتديق النتتاجي‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫سعيد قال‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬أيولتتد لهتتل الجنتتة فتتإن الولتتد متتن تمتتام‬

‫السرور? فقال‪" :‬نعم‪ :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬ما هو إل كقدر متتا يتمنتتى‬

‫أحتتتتتتتتدكم‪ ،‬فيكتتتتتتتتون حملتتتتتتتته ورضتتتتتتتتاعه وشتتتتتتتتبابه"‪.‬‬

‫وهذا السياق يدل على أن هتتذا أمتتر يقتتع‪ ،‬خلفتا ً لمتتا رواه البختتاري‪،‬‬

‫والترمذي‪ :‬عن إسحاق بن راهويه‪ ،‬من أن ذلك محمول على أنتته لتتو‬

‫أراد ذلك‪ ،‬ولكنه ل يريده‪ ،‬ونقل عن جماعة من التتتابعين‪ ،‬كطتتاووس‬

‫ومجاهتتد‪ ،‬وإبراهيتتم النخعتتي‪ ،‬وغيرهتتم‪" :‬إن الجنتتة ل يولتتد فيهتتا"‪.‬‬

‫وهذا صحيح‪ :‬وذلك أن جماعهم ل يقتضي ولتتدا ً كمتتا هتتو الواقتتع فتتي‬

‫الدنيا‪ ،‬فإن الدنيا دار يراد منها بقاء النسل لتعمر‪ ،‬وأما الجنة فالمراد‬

‫‪858‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بقاء الملك‪ ،‬ولهذا ل يكتتون فتتي جمتتاعهم منتتي يقطتتع لتتذة الجمتتاع‪،‬‬

‫متتا‬ ‫ولكن إذا أحب أحدهم الولد يقع كما يريد‪ ،‬قال الله تعالى‪" :‬ل َُهتت ْ‬
‫م َ‬

‫ن"‪.‬‬
‫سِني َ‬
‫ح ِ‬
‫م ْ‬
‫جَزاءُ ال ُ‬ ‫م ذل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫عن ْد َ َربهِ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫يَ َ‬
‫شاُءو َ‬

‫ذكر أن أهل الجنة ل يموتون فيها لكمال حياتهم وكما‬

‫فهم في ازدياد من قوة الشباب‬

‫ونضرة الوجوه وحسن الهيئة وطيب العيش ولهتتذا جتتاء فتتي بعتتض‬

‫الحتتاديث أنهتتم ل ينتتامون لئل يشتتتغلوا بتتالنوم عتتن الملذ والحيتتاة‬

‫ت إ ِل ّ‬ ‫ن ِفيَهتتا ال ْ َ‬
‫متتوْ َ‬ ‫الهنية‪ ،‬جعلنا الله منهم قال الله تعالى‪" :‬ل َ ي َ ُ‬
‫ذوُقو َ‬

‫حيتتتتتتتتتم"‪.‬‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫ة الول َتتتتتتتتتى وَوَقَتتتتتتتتتاهُ ْ‬
‫م عَتتتتتتتتت َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫موْت َتتتتتتتتت َ‬

‫ت‬
‫جن ّتتا ُ‬ ‫ت ل َهُ ت ْ‬
‫م َ‬ ‫ت ك َتتان َ ْ‬
‫حا ِ‬
‫صتتال ِ َ‬
‫عملتتوا ال ّ‬
‫مُنوا وَ َ‬
‫نآ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫حتتتتوَ ً‬
‫ل"‪.‬‬ ‫ن ِفيَهتتتتا ل َ ي َب ُْغتتتتو َ‬
‫ن عَن َْهتتتتا ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ال ِْفتتتترد َْوس ُنتتتتُزل ً َ‬
‫خاِلتتتت ِ‬

‫أي ل يختارون غيرها‪ ،‬بل هم أرغب شيء فيها‪ ،‬وليس يعتتتريهم فيهتتا‬

‫ملل ول ضجر‪ ،‬كما قد يسأم أهتل التدنيا بعتض أحتوالهم‪ ،‬وإن كتانت‬

‫‪859‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لذيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذة‪.‬‬

‫وما أحسن ما قال فيها الشعراء‪ ،‬وفصحاء الدباء‪:‬‬

‫فحلت سويدا القلب ل أنا باغيا ًسواها ول عن حالها أتحو ُ‬


‫ل‬
‫ولقد تقدم حديث ذبح الموت بين الجنة والنار‪ ،‬وأنه ينادي مناد‪" :‬يتتا‬

‫أهل الجنة خلود فل موت‪ ،‬ويا أهل النتتار خلتتود فل متتوت‪ ،‬كتتل خالتتد‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا يحيى بن آدم‪ ،‬حتتدثنا حمتتزة‪،‬‬


‫فيما هو فيه"‪ :‬وقال ا ِ‬

‫حدثنا أبو إستتحاق‪ ،‬عتتن الغتتر أبتتي مستتلم‪ ،‬عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬وأبتتي‬

‫سعيد‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قتال‪" :‬فينتادى متع ذلتك‪ :‬إن‬

‫لكم أن تحيوا فل تموتوا أبدًا‪ ،‬وإن لكم أن تصتتحوا فل تستتقموا أبتتدًا‪،‬‬

‫وإن لكم أن تشبوا فل تهرموا أبتتدًا‪ ،‬وإن لكتتم أن تنعمتتوا فل تبأستتوا‬

‫أبتتتتتتتتتتتدًا‪ ،‬قتتتتتتتتتتتال‪ :‬ينتتتتتتتتتتتادى بهتتتتتتتتتتتذه الربتتتتتتتتتتتع"‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬قال‪ :‬قال الثوري‪ :‬حدثنا أبو إستتحاق‪:‬‬

‫أن الغر حدثه‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬وأبي هريتترة‪ ،‬عتتن النتتبي صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪ ،‬قال‪" :‬ينتتادى منتتاد يتتوم القيامتتة‪ :‬إن لكتتم أن تحيتتوا فل‬

‫تموتوا أبدًا‪ ،‬وإن لكم أن تصحوا فل تسقموا أبدًا‪ ،‬وان لكم أن تشتتبوا‬

‫‪860‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فل تهرمتتتتوا أبتتتتدًا‪ ،‬وإن لكتتتتم أن تنعمتتتتوا فل تبأستتتتوا أبتتتتدًا"‪.‬‬

‫متتا ك ُن ْت ُت ْ‬
‫م‬ ‫ة أورِث ْت ُ ُ‬
‫موهَتتا ب ِ َ‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫ن ت ِْلك ُ‬
‫م ال َ‬ ‫دوا أ ْ‬
‫قال‪ :‬فذلك قوله تعالى‪" :‬وَُنو ُ‬

‫م ل ُتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ت َعْ َ‬

‫ورواه مسلم‪ :‬عن إسحاق بن راهويه‪ ،‬وعبتتد بتتن حميتتد‪ ،‬كلهمتتا عتن‬

‫عبد الرزاق‪ ،‬بنحوه‪.‬‬

‫أهل الجنة ل ينامون‬

‫وقد قال الحافظ أبو بكر بن مردويه‪ ،‬حتتدثنا أحمتتد بتتن القاستتم بتتن‬

‫صدقة المصري‪ ،‬حدثنا المقدام بن داود‪ ،‬حدثنا عبد الله بن المغيتترة‪،‬‬

‫حدثنا سفيان الثوري‪ ،‬عن محمد بن المنكدر‪ ،‬عتتن جتتابر‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬النتتوم أختتو المتتوت وإن أهتتل‬

‫الجنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة ل ينتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتامون"‪.‬‬

‫ورواه الطبراني‪ :‬من حديث مصتتعب بتتن إبراهيتتم‪ ،‬عتتن عمتتران بتتن‬

‫الربيع الكوفي‪ ،‬عن يحيى بنسعيد النصاري‪ ،‬عن محمد بن المنكتتدر‪،‬‬

‫عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬سئل رسول الله أينام أهل الجنة? فقال‪" :‬النوم أخو‬

‫‪861‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المتتتتتتتتتتتتوت‪ ،‬وإن أهتتتتتتتتتتتتل الجنتتتتتتتتتتتتة ل ينتتتتتتتتتتتتامون"‪.‬‬

‫ورواه البيهقي‪ :‬متتن حتتديث عبتتد اللتته بتتن حيلتتة بتتن أبتتي داود‪ ،‬عتتن‬

‫ستتفيان الثتتوري‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن المنكتتدر‪ ،‬عتتن جتتابر‪ ،‬فتتذكره‪.‬‬

‫ثم روى البيهقي‪ :‬عن الحاكم‪ ،‬عن الصم‪ ،‬عن عبتتاس التتدوري‪ ،‬عتتن‬

‫يونس بن محمد‪ ،‬عن سعيد بن أبزى‪ ،‬عن نفيع بن الحارث‪ ،‬عن عبتتد‬

‫الله بن أبي أوفى‪ ،‬قال‪" :‬سأل رجتتل رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم فقال‪ :‬النوم مما يقر الله به أعيننا في الدنيا‪ :‬فهتتل ينتتام أهتتل‬

‫الجنة? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن المتتوت شتتريك‬

‫النتتتتتتتتتتتوم‪ ،‬وليتتتتتتتتتتتس فتتتتتتتتتتتي الجنتتتتتتتتتتتة متتتتتتتتتتتوت"‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬يا رسول الله? فما راحتهم? قال‪" :‬إنه ليس فيها لغتتوب‪ ،‬كتتل‬

‫ستتنا ِفيهَتتا‬
‫م ّ‬ ‫أمرهتتم راحتتة" فتتأنزل اللتته‪" :‬ل َ ي َ َ‬
‫ستتمَنا ِفيهَتتا َنصتتب ول ي َ َ‬

‫لُغوب"‪ .‬ضعيف السناد‪:‬‬

‫ما لديهم‬
‫ذكر إحلل الرضوان عليهم وذلك فضل ع ّ‬

‫‪862‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫متتاٍء‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫ن ِفيَها أن ْهَتتاٌر ِ‬
‫مت َُقو َ‬ ‫جن ّةِ ال ِّتي وُ ِ‬
‫عد َ ال ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫مث َ ُ‬
‫قال الله تعالى‪َ " :‬‬

‫متتر ل َتذ َةٍ‬


‫خ ْ‬
‫ن َ‬
‫مت ْ‬
‫ه وأن ْهَتتار ِ‬ ‫م ي َت َغَي ّتْر ط َعْ ُ‬
‫مت ُ‬ ‫ن ل َب َتتن َلت ْ‬
‫مت ْ‬ ‫غَْير آ ِ‬
‫ستتن َوأن ْهَتتار ِ‬

‫ت‬
‫متَرا ِ‬ ‫ن ُ‬
‫كتل الث ّ َ‬ ‫مت ْ‬ ‫صتّفى وَل َُهت ْ‬
‫م ِفيهَتتا ِ‬ ‫م َ‬
‫ستتل ُ‬
‫نع َ‬
‫مت ْ‬
‫ن َوأن َْهتار ِ‬ ‫ِلل ّ‬
‫شارِِبي َ‬

‫م"‪.‬‬
‫ن ربِهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ْ‬
‫َومغِْفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتَرةٌ ِ‬

‫ن‬
‫مت ْ‬
‫ري ِ‬
‫جت ِ‬
‫ت تَ ْ‬
‫جن ّتتا ٍ‬
‫ت َ‬ ‫ن َوالمؤْ ِ‬
‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫وقال الله تعالى‪" :‬وَعَد َ الل ّ ُ‬
‫ه ال ُ‬

‫ن‬
‫وا ُ‬
‫ضت َ‬
‫دن وَرِ ْ‬
‫ت ع َت ْ‬
‫جنتتا ِ‬ ‫كن ط َي ّب َ ً‬
‫ة فِتتي َ‬ ‫مسا ِ‬
‫ن ِفيها وَ َ‬
‫دي َ‬
‫خال ِ ِ‬
‫حت َِها الن َْهاُر َ‬
‫تَ ْ‬

‫م"‪.‬‬ ‫ك هُوَ ال َْفوُْز ال ْعَ ِ‬


‫ظي ُ‬ ‫ن الل ّهِ أك ْب َُر ذل ِ َ‬
‫م َ‬
‫ِ‬

‫إحلل الله عز وجل رضوانه الدائم على أهل الجنة‬

‫وقال مالك بن أنس‪ ،‬عن زيد بن أسلم‪ ،‬عن عطتتاء بتتن يستتار‪ ،‬عتتن‬

‫أبي سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يقول اللتته‬

‫لهتتل الجنتتة‪ :‬يتتا أهتتل الجنتتة‪ :‬فيقولتتون‪ :‬لبيتتك ر بنتتا وستتعديك‪.‬‬

‫فيقول‪ :‬هل رضيتم? فيقولون‪ :‬ما لنا ل نرضى‪ ،‬وقد أعطيتنتتا متتا لتتم‬

‫تعتتط أحتتدا ً متتن خلقتتك? فيقتتول‪ :‬إنمتتا أعطيكتتم أفضتتل متتن ذلتتك‪:‬‬

‫فيقولون‪ :‬ياربنا‪ :‬فأي شيء أفضل متتن ذلتتك? فيقتتول‪ :‬أحتتل عليكتتم‬

‫‪863‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رضتتتتتتتتواني‪ ،‬فل أستتتتتتتتخط عليكتتتتتتتتم بعتتتتتتتتده أبتتتتتتتتدًا"‪.‬‬

‫وأخرجتتتتتاه فتتتتتي الصتتتتتحيحين‪ :‬متتتتتن حتتتتتديث مالتتتتتك‪ ،‬بتتتتته‪.‬‬

‫وقال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا سلمة بن شتتبيب‪ ،‬والفضتتل بتتن يعقتتوب‪،‬‬

‫قال‪ :‬حدثنا الفريابي‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن محمد بن المنكدر‪ ،‬عتتن جتتابر‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬إذا دختتل أهتتل الجنتتة‬

‫الجنة‪ ،‬قال الله‪ :‬أل أعطيكم‪ -‬أحسبه قال‪ -:‬أفضل? قالوا‪ :‬يا ربنا‪ :‬أي‬

‫شتتتتيء أفضتتتتل ممتتتتا أعطيتنتتتتا? قتتتتال‪ :‬رضتتتتواني أكتتتتبر"‪.‬‬

‫وهذا الحديث على شرط البختتاري‪ ،‬ولتتم يخرجتته أحتتد متتن أصتتحاب‬

‫الكتب من هذا الوجه‪.‬‬

‫سْبحانه‬
‫هم ونظرهم إليه ُ‬
‫ذكر نظر الرب وتقدس إلي ِ‬

‫ريمتًا"‪.‬‬
‫جتترا ً ك َ ِ‬ ‫م وأعَد ّ ل َهُت ْ‬
‫مأ ْ‬ ‫سل ٌ‬ ‫م ي َل َْقوْن َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫م ي َوْ َ‬
‫حي ّت ُهُ ْ‬
‫قال الله تعالى‪" :‬ت َ ِ‬

‫ب َرحيتتتتتتتم"‪.‬‬
‫ن َر ّ‬ ‫م قَتتتتتتتوْل ً ِ‬
‫متتتتتتت ْ‬ ‫ستتتتتتتل َ ٌ‬
‫وقتتتتتتتال تعتتتتتتتالى‪َ " :‬‬

‫وقال أبو عبد الله محمد بن يزيتتد بتتن متتاجه فتتي كتتتاب الس تّنة متتن‬

‫سننه‪ :‬حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب‪ ،‬حدثنا أبو عاصم‬

‫‪864‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫العباداني‪ ،‬حدثنا الفضل الرقاشي‪ ،‬عن ابتتن المنكتتدر‪ ،‬عتتن جتتابر بتن‬

‫عبد الله‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬بينتتا أهتتل‬

‫الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور‪ ،‬فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب عتتز‬

‫وجل قد أشرف عليهم من فضله من فوقهم‪ ،‬فقال‪ :‬الستتلم عليكتتم‬

‫ب‬
‫ن َر ّ‬ ‫م قَ توْل ً ِ‬
‫مت ْ‬ ‫س تل َ ٌ‬
‫يا أهل الجنة‪ .‬قال‪ :‬وذلك قول الله عز وجتتل‪َ " :‬‬

‫حيم"‪.‬قال‪ :‬فينظر إليهم‪ ،‬وينظرون ِإليه‪ ،‬ول يلتفتون الى شيء متتن‬
‫َر ِ‬

‫النعيم متتا دامتتوا ينظتترون إليتته‪ ،‬حتتتى يحتجتتب عنهتتم‪ ،‬ويبقتتى نتتوره‬

‫وبركته عليهم في ديارهم"‪ .‬وقد رواه البيهقي مطول ً من هذا التتوجه‬

‫فقال‪ :‬أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان‪ ،‬حدثنا أحمد بتتن عبيتتد‪ ،‬حتتدثنا‬

‫الكريمي‪ ،‬حدثنا يعقوب بن إسماعيل بن يوسف الستتلل‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬

‫عاصم العباداني‪ :‬عن الفضل بن عيستتى الرقاشتتي‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن‬

‫المنكدر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول اللته صتلى اللته عليتته وستلم‪:‬‬

‫"بينما أهل الجنة في مجلس لهم‪ ،‬إذ سطع لهم نور على باب الجنة‪،‬‬

‫فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب قد أشرف‪ .‬فقال‪ :‬يا أهل الجنة ستتلوني‪.‬‬

‫فقالوا‪ :‬نسألك الرضتتاء عنتتا‪ .‬قتتال‪ :‬رضتتائي أحلكتتم داري‪ ،‬وأنتتا لكتتم‬

‫‪865‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كرامتي‪ ،‬هذا أوانها فسلوني‪ .‬قالوا‪ :‬نسألك الزيادة‪ .‬فيؤتتتون بنجتتائب‬

‫من ياقوت أحمتتر‪ ،‬أزمتهتتا زمتترد أخضتتر ويتتاقوت أحمتتر‪ ،‬فيجلستتون‬

‫عليها‪ ،‬تضع حوافرها عند منتهى طرفها‪ ،‬فيأمر الله فيجيء جوار من‬

‫الحور العين وهن يقلن‪" :‬نحن الناعمات فل نيأس‪ ،‬ونحتتن الخالتتدات‬

‫فل نموت‪ ،‬أزواج قوم مؤمنين كرام" ويأمر اللتته بكثبتتان متتن مستتك‬

‫أذفر أبيض‪ ،‬فينثر عليهم ريحا ً يقال لها المنثرة‪ ،‬حتى ينتهي بهم إلتتى‬

‫جنة عدن‪ ،-‬وهتتي قصتتبة الجنتتة‪ ،-‬فتقتتول الملئكتتة‪ :‬يتتا ربنتتا قتتد جتتاء‬

‫القوم‪ ،‬فيقول‪ :‬مرحبا ً بالصادقين‪ ،‬مرحبا ً بالطتتائعين‪ ،‬قتتال‪ :‬فيكشتتف‬

‫لهم الحجاب‪ ،‬فينظرون إلى الله عز وجتتل فيتمتعتتون بنتتور الرحمتتن‬

‫حتى ل يبصر بعضهم بعضا ً فيقول‪ :‬أرجعوهم إلى قصورهم بتتالتحف‪،‬‬

‫فيرجعتتتتتتتتتتون وقتتتتتتتتتتد أبصتتتتتتتتتتر بعضتتتتتتتتتتهم بعضتتتتتتتتتتًا‪.‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬وذلك قول الله عز وجل "‪:‬‬

‫ن ك َُفتتتتتتتتتورٍ َر ِ‬
‫حيتتتتتتتتتم" فصتتتتتتتتتلت‪.132 :‬‬ ‫"ُنتتتتتتتتتُزل ً ِ‬
‫متتتتتتتتت ْ‬

‫ثم قال البيهقي‪ :‬وقد مضى في هذا الكتاب أي في كتاب الرؤيتتة متتا‬

‫يؤكتتتتتتد متتتتتتا روي فتتتتتتي هتتتتتتذا الحتتتتتتديث‪،‬واللتتتتتته أعلتتتتتتم‪.‬‬

‫‪866‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وذكر أبو المعالي الجويني في الرد على السجزي‪ ":‬أن الرب تبتتارك‬

‫وتعالى إذا كشف لهل الجنة الحجاب‪ ،‬وتجلى لهتتل الجنتتة‪ ،‬تتتدفقت‬

‫النهار‪ ،‬واصطفقت الشجار‪ ،‬وتجتتاوبت الستترر والغرفتتات بالصتترير‪،‬‬

‫والعيتتن المتتتدفقات بتتالخرير‪ ،‬واسترستتلت الريتتح‪ ،‬وفتتاحت الحتتور‬

‫والقصور بالمسك الذفر والكافور‪ ،‬وغردت الطيور‪ ،‬وأشرفت الحور‬

‫العيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن "‪.‬‬

‫والفضل بن عيسى ضعيف‪ ،‬ولكن روى للضياء‪ :‬متتن حتتديث عبتتدالله‬

‫بن عبدالله‪ ،‬عن محمد بن المنكمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬مرفوعا ً مثله‪.‬‬

‫ذكر رؤية أهل الجنة ربهم عز وجل في مثل أيام الجمع‬

‫في مجتمع لهم معه لذلك هنالك‪:‬‬

‫ضَرةٌ إَلى َر ب َّها َناظ َِرةٌ "القيامة‪.22 :‬‬


‫مئ ِذٍ َنا ِ‬
‫جوهٌ ي َوْ َ‬
‫قال الله تعالى‪" :‬وُ ُ‬
‫ف ِفي‬
‫ن ت َعْرِ ُ‬ ‫ن ال َب َْراَر ل َِفي ن َِعيم عََلى الَرائ ِ ِ‬
‫ك ي َْنطُرو َ‬ ‫وقال تعالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ضَرةَ الن ِّعيم"‪.‬‬‫م نَ ْ‬
‫جوهِهِ ْ‬
‫وُ ُ‬
‫المطففين‪.24 22 :‬‬
‫وقد تقدم في حديث أبي موسى الشعري‪ :‬أن رسول الله‪-‬س!م‬
‫قال‪" :‬جنتان من ذهب نبتهما وما فيهما‪ ،‬وجنتان من فضة نبتهما وما‬
‫فيهما‪ ،‬وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم عز وجل إل ّ رداء‬
‫الكبرياء على وجهه في جنات عدن "‪.‬‬

‫‪867‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أخرجاه في الحديث الخرعن ثوير بن أبي فاختة‪ ،‬عن ابن عمر‪:‬‬


‫"وأعلهم من ينظر إلى الله في اليوم مرتين "‪.‬‬
‫وله شاهد في الصحيحين‪ :‬عن جرير‪ ،‬مرفوعًا‪ ،‬عند ذكر رؤية‬
‫المؤمنين ربهم عز وجل يوم القيامة "كما يرون الشمس والقمر"‪.‬‬
‫ثم بعد ذلك‪":‬فإن استطعتم أل تغفلوا عن الصلة قبل طلوع‬
‫الشمس وقبل غروبها فافعلوا"‪.‬‬
‫ب" ق‪:‬‬‫ل ال ْغُُرو ِ‬
‫مس وَقَب ْ َ‬ ‫ل ط ُُلوع ال ّ‬
‫ش ْ‬ ‫مدَِرب ّ َ‬
‫ك قَب ْ َ‬ ‫ح ْ‬
‫ح بِ َ‬
‫سب ّ ْ‬
‫ثم قرأ‪" :‬وَ َ‬
‫‪.39‬‬
‫وفي صتتحيح البختتاري‪" :‬إنكتتم ستتترون ر بكتتم عيانتًا"‪ .‬فأرشتتد هتتذا‬

‫السياق أ إلى أن الرؤية تقع في مثل أوقات العبادة‪ ،‬فكأن المريدين‬

‫من الخيار يرون الله عز وجل في مثل طرفي النهار غدوة وعشية‪،‬‬

‫وهذا مقام عال‪ ،‬حتى إنهم يرون ربهم عز وجل وهتتم علتتى أرائكهتتم‬

‫وسررهم كما يرى القمرفي الدنيا في مثل هذه الحوال‪ ،‬يرون اللتته‬

‫تعالى أيضا ً في المجمع العم الشمل‪ ،‬وهتتو فتتي مثتتل أيتتام الجمتتع‪،‬‬

‫حيث يجتمع أهل الجنة في وادٍ أفيح‪ -‬أي متستتع‪ -‬متتن مستتك أبيتتض‪،‬‬

‫ويجلسون فيه على قدر منازلهم‪ ،‬فمنهم من يجلسى على منابر من‬

‫نور‪ ،‬ومنهم من يجلس على منابر من ذهتتب‪ ،‬وغيتتر ذلتتك متتن أنتتواع‬

‫الجواهر وغيرها‪ ،‬ثم تفاض عليهم الخلع‪ ،‬وتوضع بين أيتتديهم المتتوائد‬

‫بتتأنواع الطعمتتة والشتتربة‪ ،‬ممتتا ل عيتتن رأت‪ ،‬ول أذن ستتمعت‪ ،‬ول‬

‫‪868‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خطر على قلب بشر ثم يطيبتتون بتتأنواع الطيتتب كتتذلك‪ ،‬ويباشتترون‬

‫من أنواع الكرام ما لم يخطر في بال أحد قبل ذلك‪ ،‬ثم يتجلى لهتتم‬

‫الحق جل جلله سبحانه وتعالى‪ ،‬ويخاطبهم واحدا ً واحتتدًا‪ ،‬كمتتا دلتتت‬

‫على ذلك الحاديث‪ ،‬كما سيأتي إيرادهتتا قريبتا ً إن شتتاء اللتته تعتتالى‪.‬‬

‫وقد حكى بعض العلماء خلفا ً في النساء‪ :‬هل يريتتن اللتته عتتز وجتتل‬

‫كما يراه الرجال فقيل‪ :‬ل‪ ،‬لنهن مقصورات في الخيام‪ ،‬وقيل‪ :‬بلتتى‪،‬‬

‫ن‬
‫لنه ل مانع من رؤيته تعالى في الخيام وغيرها‪ :‬وقد قال تعالى‪" :‬إ ّ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ك ي َن ْ ُ‬
‫ظتتتتتتتترو َ‬ ‫الْبتتتتتتتتَراَر لفتتتتتتتتي ن َِعيتتتتتتتتم عََلتتتتتتتتى الَرائ ِ ِ‬

‫مت ّك ُِئون"‪.‬‬ ‫ل عََلتتى الَرائ ِ ِ‬


‫ك ُ‬ ‫ظل ٍ‬
‫م ِفتتي ِ‬
‫جُهتت ْ‬
‫م َوأْزَوا ُ‬
‫هتت ْ‬
‫وقتتال تعتتالى‪ُ " :‬‬

‫وقال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪" :‬إنكتتم ستتترون ربكتتم عتتز‬

‫وجل‪ ،‬كما ترون هذا القمتتر‪ ،‬ل تمتتارون فتتي رؤيتتته‪ ،‬فتتإن استتتطعتم‬

‫فتتتداوموا علتتتى الصتتتلة قبتتتل طلتتتوع الشتتتمس وقبتتتل غروبهتتتا"‪.‬‬

‫وهتتتتتذا عتتتتتام فتتتتتي الرجتتتتتال والنستتتتتاء‪ ،‬واللتتتتته أعلتتتتتم‪.‬‬

‫وقال بعض العلماء قول ً ثالثتًا‪ :‬وهتو أنهتن يريتن اللته فتي مثتل أيتام‬

‫العياد‪ ،‬فإنه تعالى يتجلى في مثتتل أيتتام العيتتاد لهتتل الجنتتة تجلي تا ً‬

‫‪869‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عامًا‪ ،‬فيرينه في مثل هذه الحال دون غيرها‪ ،‬وهذا القول يحتاج إلتتى‬

‫دليتتتتتتتتتتتل ختتتتتتتتتتتاص عليتتتتتتتتتتته‪ ،‬واللتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫ستتتتُنوا ال ْ ُ‬
‫حستتتتْنى وَزَِيتتتتادة"‪.‬‬ ‫ح َ‬
‫نأ ْ‬
‫ذي َ‬
‫وقتتتتال اللتتتته تعتتتتالى‪" :‬للتتتت ِ‬

‫وقد روي عن جماعة من الصحابة تفسير هتتذه الزيتتادة بتتالنظر إلتتى‬

‫وجه الله عز وجل‪ ،‬منهم أبو بكر الصديق‪ ،‬وأبي بن كعب‪ ،‬وكعب بتتن‬

‫عجرة‪ ،‬وحذيفة بن اليمتتان‪ ،‬وأبتتو موستتى الشتتعري‪ ،‬وعبتتد اللتته بتتن‬

‫عباس‪ ،‬وسعيد بن المسيب‪ ،‬ومجاهد‪ ،‬وعكرمتتة‪ ،‬وعبتتد الرحمتتن بتتن‬

‫أبي ليلى‪ ،‬وعبد الرحمن بتتن ستتابط‪ ،‬والحستتن‪ ،‬وقتتتادة‪ ،‬والضتتحاك‪،‬‬

‫والسدي‪ ،‬ومحمد بن إسحاق‪ ،‬وغيرهم من السلف‪ ،‬والخلف‪ ،‬رحمهم‬

‫اللتتتتتتتتتتتتتته‪ ،‬وأكتتتتتتتتتتتتتترم مثتتتتتتتتتتتتتتواهم أجمعيتتتتتتتتتتتتتتن‪.‬‬

‫وقد روي حديث رؤية المؤمنين لربهم عتتز وجتل فتي التدار الختترة‪:‬‬

‫عن جماعة من الصحابة‪ ،‬منهم أبو بكرالصديق رضي اللتته عنتته وقتتد‬

‫تقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدم حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتديثه مطتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو ً‬


‫ل‪.‬‬

‫ومنهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه‪ .‬وقد روى حتتديثه يعقتتوب‬

‫بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتفيان‪.‬‬

‫‪870‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حدثنا محمد بن مصفى‪ ،‬حدثنا سويد بن عبد العزيز‪ ،‬حدثنا عمرو بتتن‬

‫خالد‪ ،‬عن زيد بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن علي بن أبي طتتالب‪،‬‬

‫قال‪ :‬قال وسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬يرى أهل الجنة التترب‬

‫تعتتتتتتتتتتتتتتتتالى فتتتتتتتتتتتتتتتتي كتتتتتتتتتتتتتتتتل جمعتتتتتتتتتتتتتتتتة"‪..‬‬

‫وذكر تمام الحديث‪ :‬وفيه "إذا كشف الحجاب كأنه لم ير قبل ذلتتك"‪.‬‬

‫وقتتتتتتتتتتتتتتوله تعتتتتتتتتتتتتتتالى‪" :‬ولتتتتتتتتتتتتتتدينا مزيتتتتتتتتتتتتتتد"‪.‬‬

‫ومنهم ابي بن كعب‪ ،‬وأنى بن مالك‪ ،‬وبريدة بن الحصيب‪ ،‬وجابر بتتن‬

‫عبد الله‪ ،‬وحذيفة‪ ،‬وزيد بتتن ثتتابت‪ ،‬وستتلمان الفارستتي‪ ،‬وأبتتو ستتعيد‬

‫سعد بتتن مالتتك بتتن ستتنان الختتدري‪ ،‬وأبتتو أمامتتة صتتدي بتتن عجلن‬

‫الباهلي‪ ،‬وصهيب بن سنان الرومي‪ ،‬وعبادة بن الصامت‪ ،‬وعبتتد اللتته‬

‫بن عباس‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وعبد الله بن عمرو‪ ،‬وأبو موسى عبد الله بتتن‬

‫قيس‪ ،‬وعبد الله بتتن مستتعود‪ ،‬وعتتدي بتتن حتتاتم‪ ،‬وعمتتار بتتن ياستتر‪.‬‬

‫وعمتتارة بتتن رويبتتة‪ ،‬وأبتتو رزيتتن العقيلتتي‪ ،‬وأبتتو هريتترة رجتتل متتن‬

‫الصتتتحابة‪ ،‬وعائشتتتة أم المتتتؤمنين‪ ،‬رضتتتي اللتتته عنهتتتم أجمعيتتتن‪.‬‬

‫‪871‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد تقدم كثير منها‪ ،‬وسيأتي ذكر شيء منها مما يليتتق بهتتذا المقتتام‬

‫إن شاء الله‪ ،‬وبه الثقة‪ ،‬وعليه التكلن‪.‬‬

‫يوم الجمعة يوم المزيد‬

‫وقد قال المام أحمد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬أخبرنا حماد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت‬
‫البناني‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي سلمة‪ ،‬عن صهيب‪ ،‬أن رسول الله‬
‫سَنى‬ ‫سُنوا ال ْ ُ‬
‫ح ْ‬ ‫ح َ‬
‫نأ ْ‬ ‫صلى الله عليه وسلم تل هذه الية‪" :‬ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ة"‪.‬‬
‫وَِزياد ٌ‬
‫وقال‪" :‬إذا أدخل أهل الجنة الجنة‪ ،‬وأهل النار النار‪ ،‬نادى مناد‪ :‬يا‬
‫أهل الجنة‪ :‬إن لكم عند الله وعدا ً يريد أن ينجزكموه‪ ،‬فيقولون‪ :‬وما‬
‫هو? ألم تثقل موازيننا‪ ،‬وتبيض وجوهنا‪ ،‬ويدخلنا الجنة‪ ،‬ويزحزحنا عن‬
‫النار? قال‪ :‬فيكشف لهم الحجاب‪ ،‬فينظرون إليه‪ ،‬فوالله ما أعطاهم‬
‫الله شيئا ً أحب إليهم من النظر إليه ول أقر لعينهم‪ .‬وهكذا رواه‬
‫مسلم‪ :‬من حديث حماد بن سلمة‪.‬‬
‫وقال عبد الله بن المبارك‪ :‬أخبرنا أبو بكر اللقاني‪ ،‬أخبرني أبو‬
‫تميمة الهجيمي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا موسى الشعري يخطب على منبر‬
‫البصرة‪ :‬يقول‪" :‬إن الله يبعث يوم القيامة ملكا ً إلى أهل الجنة‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬يا أهل الجنة‪ :‬هل أنجزكم الله ما وعدكم? فينظرون ويرون‬
‫الحلى والحلل والنهار والزواج المطهرة‪ ،‬فيقولون‪ :‬نعم‪ ،‬قد أنجزنا‬
‫ما وعدنا‪ ،‬يقولون ذلك ثلث مرات فيقول‪ :‬قد بقي شيء‪ :‬إن الله‬
‫ة"‪.‬‬ ‫سنى وزَِياد ٌ‬
‫ح ْ‬
‫سُنوا ال ُ‬
‫ح َ‬
‫نأ ْ‬ ‫يقول‪" :‬ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫أل إن الحسنى الجنة‪ ،‬والزيادة هي النظر إلى وجه الله عز وجل"‬
‫وهذا موقوف‪.‬‬
‫وقد روى ابن جرير‪ ،‬وابن أبي حاتم‪ :‬من حديث أبي تميمة الهجيمي‪،‬‬
‫عن أبي موسى الشعري‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬إن الله يبعث يوم القيامة مناديا ً ينادي‪ :‬يا أهل الجنة‪ -‬بصوت‬

‫‪872‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يسمع أولهم وآخرهم‪ -‬إن الله وعدكم الحسنى وزيادة‪ ،‬الحسنى‬


‫الجنة‪ ،‬والزيادة النظر إلى وجه الرحمن"‪.‬‬
‫وروى أيضًا‪ :‬من حديث زهير‪ :‬عمن سمع أبا العالية يقول‪ :‬حدثنا أبي‬
‫بن كعب‪ :‬أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬عن قول الله‬
‫سَنى وزَِيادة"‪.‬‬ ‫ح ْ‬ ‫سُنوا ال ْ ُ‬‫ح َ‬
‫نأ ْ‬ ‫عز وجل‪" :‬ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫قال‪" :‬الحسنى الجنة‪ ،‬والزيادة هي النظر إلى وجه الله عز وجل"‪.‬‬
‫ورواه ابن جرير أيضًا‪ :‬عن ابن حميد‪ ،‬عن إبراهيم بن المختار‪ ،‬عن‬
‫ابن جرير‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬عن كعب بن عجرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫سَنى وَزَِيادة"‪.‬‬ ‫سُنوا ال ْ ُ‬
‫ح ْ‬ ‫ح َ‬
‫نأ ْ‬‫ذي َ‬‫وسلم‪ ،‬في قوله تعالى‪" :‬ل ِل ّ ِ‬
‫قال‪" :‬للذين أحسنوا العمل في الدنيا الحسنى‪ ،‬وهي الجنة‪،‬‬
‫والزيادة‪ ،‬النظر إلى وجه الله عز وجل"‪ .‬مسلم وشيخه نوح متكلم‬
‫فيهما‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫لمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي في كتاب‬ ‫وقال ا ِ‬
‫الحجة من مسنده‪ :‬أخبرنا إبراهيم بن محمد‪ ،‬حدثني موسى بن‬
‫عبيدة‪ ،‬حدثني أبو الزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة‪ ،‬عن عبيد‪،‬‬
‫عن عمير‪ ،‬أنه سمع أنس بن مالك يقول‪" :‬أتى جبريل بمرآة بيضاء‬
‫فيها نكتة‪ ،‬إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله‬
‫ضلت بها أنت وأمتك‪،‬‬ ‫عليه وسلم‪" :‬ما هذه? فقال‪ :‬هذه الجمعة‪ ،‬ف ّ‬
‫والناس لكم فيها تبع‪ ،‬اليهود والنصارى‪ ،‬ولكم فيها خير‪ ،‬وفيها ساعة‬
‫ل يوافقها من يدعو الله بخير إل استجيب له‪ ،‬وهو عندنا يوم المزيد‪،‬‬
‫فقال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬يا جبريل‪ :‬ما يوم المزيد? قال‪:‬‬
‫إن ربك اتخذ في الفردوس واديا ً أفيح‪ ،‬فيه كثب مسك‪ ،‬فإذا كان‬
‫يوم الجمعة نزل سبحانه وتعالى‪ ،‬وأنزل الله ما شاء من ملئكته‪،‬‬
‫وحوله منابر من نور‪ ،‬عليها مقاعد النبيين‪ ،‬وحفت تلك المنابر‬
‫بكراسي من ذهب‪ ،‬مكللة بالياقوت والزبرجد‪ ،‬عليها الشهداء‬
‫والصديقون‪ ،‬فجلسوا من ورائهم‪ ،‬على تلك الكثب‪ ،‬فيقول الله عز‬
‫وجل‪ :‬أنا ربكم أنا ربكم‪ ،‬وقد صدقتكم وعدي‪ ،‬فسلوني أعطكم‪،‬‬
‫ي‬
‫فيقولون‪ :‬ربنا نسألك رضوانك‪ ،‬فيقول‪ :‬قد رضيت عنكم‪ ،‬ولكم عل ّ‬
‫ما تمنيتم‪ ،‬ولدي مزيد"‪" :‬فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه‬

‫‪873‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ربهم من الخير‪ ،‬وهو اليوم الذي استوى فيه ربهم على العرش‪،‬‬
‫وفيه خلق آدم وفيه تقوم الساعة"‪.‬‬
‫وقد رواه البزار‪ :‬من حديث جهضم بن عبد الله‪ ،‬عن أبي طيبة‪ ،‬عن‬

‫عثمان بن عمير‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول اللته صتلى اللته عليته‬

‫وسلم‪" :‬أتاني جبريل في يده مرآة بيضاء‪ ،‬فيها نكتة سوداء‪ ،‬فقلتتت‪:‬‬

‫ما هذه يا جبريل? قال‪ :‬هذه الجمعة‪ ،‬يعرضها عليك ربك‪ ،‬فتكون لك‬

‫عيدا ً ولقومك من بعدك‪ ،‬تكون أنت الول‪ ،‬ويكون اليهتتود والنصتتارى‬

‫من بعدك‪ ،‬قال‪ :‬ما لنا فيها? قال لكم فيها ساعة ما دعا فيها متتؤمن‬

‫ربه بخير هو له قسم إل أعطاه إياه‪ ،‬ومتتا دعتتاه بخيتتر لتتم يقستتم إل‬

‫ادخر له ما هو أعظم منه‪ ،‬وما تعتتوذ متتن شتتر هتتو عليتته مكتتتوب إل‬

‫أعاذه من أعظم منه قال‪ :‬قلت‪ :‬ما هذه النكتة السوداء? قتتال‪ :‬هتتي‬

‫الساعة‪ ،‬تقوم يوم الجمعة‪ ،‬وهو سيد اليام ِ عندنا‪ ،‬ونحن نتتدعوه فتتي‬

‫الخرة يوم المزيد‪ :‬قال‪ :‬وما يوم المزيتتد? قتتال‪ :‬إن ربتتك اتختتذ فتتي‬

‫الجنة واديا ً أفيح‪ ،‬من مسك أبيض‪ ،‬فإذا كان يوم الجمعة نتتزل تعتتالى‬

‫من عليين على كرستتيه‪ ،‬ثتتم حتتف الكرستتي بمنتتابر متتن نتتور‪ ،‬وجتتاء‬

‫النبيون حتى يجلسوا عليها‪ ،‬ثم حف المنابر بكراسي متتن ذهتتب‪ ،‬ثتتم‬

‫‪874‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جاء الصديقون والشهداء حتى يجلسوا عليها‪ ،‬ثتتم يجيتتء أهتتل الجنتتة‬

‫حتى يجلسوا على الكثب‪ ،‬فيتجلى لهم ربهم عز وجتتل حتتتى ينظتتروا‬

‫إلى وجهه وهو يقول‪ :‬أنا الذي صدقتكم وأتممت عليكم نعمتي‪ ،‬هتتذا‬

‫محل كرامتي فسلوني‪ ،‬فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم‪ ،‬فيبيح لهم عند‬

‫ذلك ما ل عين رأت‪ ،‬ول أذن سمعت‪ ،‬ول خطر على قلب بشتتر‪ ،‬ثتتم‬

‫يبقى إلى مقدار منصرف الناس من يوم الجمعتتة‪ ،‬ثتتم يصتتعد تعتتالى‬

‫على كرسيه‪ ،‬ويصعد معه الشهداء والصديقون‪ -‬أحسبه قال‪ -:‬ويرجع‬

‫أهل الغرف إلى غرفهم المخلوقة من درة بيضاء‪ ،‬أو ياقوتة حمتتراء‪،‬‬

‫أو زبرجدة خضراء‪ ،‬منها غرفها وأبوابها مطرزة‪ ،‬فيها أشتتجار متدليتتة‬

‫فيها ثمارها‪ ،‬فيها أزواجها وخدمها‪ ،‬وليستتوا إلتتى شتتيء أحتتوج منهتتم‬

‫إلى يوم الجمعة‪ ،‬فيهتا أزواجهتا وختدمها‪ ،‬وليستوا إلتى شتيء أحتوج‬

‫منهم إلى يوم الجمعة‪ ،‬ليزدادوا فيه كرامة‪ ،‬ويزدادوا نظرا ً إلى وجهه‬

‫تعتتتتتتتتتتالى‪ ،‬ولتتتتتتتتتتذلك ستتتتتتتتتتمي يتتتتتتتتتتوم المزيتتتتتتتتتتد"‪.‬‬

‫ثم قال البزار‪ :‬ل نعلم أحدا ً رواه عن أنس عن عثمان بن عمير‪ -‬أبتتو‬

‫اليقظتتتتتتتان‪ -‬وعثمتتتتتتتان بتتتتتتتن صتتتتتتتالح‪ ،‬هكتتتتتتتذا قتتتتتتتال‪.‬‬

‫‪875‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد رويناه‪ :‬من طريق زياد بن خيثمتتة‪ ،‬عتتن عثمتتان بتتن ستتلم‪ ،‬عتتن‬

‫أنتتتس‪ :‬فتتتذكر الحتتتديث بطتتتوله مثتتتل هتتتذا الستتتياق أو نحتتتوه‪.‬‬

‫وتقدم في رواية الشافعي عن عبد الله بن عبيد بن عمير‪ ،‬عنه فقتتد‬

‫اختلف الرواة فيه‪ ،‬وكان بعضهم يدلسته لئل يعلتم أمتره‪ ،‬وذلتك لمتا‬

‫يتتتتتتتتتتتتوهم متتتتتتتتتتتن ضتتتتتتتتتتتعفه‪ ،‬واللتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقد رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي فتتي مستتنده‪ :‬عتتن شتتيبان بتتن‬

‫فروخ‪ ،‬عن الصعق بن حزن‪ ،‬عن علي بن الحكم البناني‪ ،‬عتن أنتس‪،‬‬

‫وذكر الحديث وهذه طرق جيدة عن أنس‪ ،‬شاهدة لرواية عثمان بتتن‬

‫عميتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر‪.‬‬

‫وقد اعتنى بهذا الحديث الحافظ أبو حسن‪ ،‬والدارقطني فأورداه من‬

‫طتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترق‪.‬‬

‫قال الحافظ الضياء‪ :‬وقد روي من طريق جيد‪ :‬عن أنس بتتن مالتتك‪،‬‬

‫ورواه الطبراني‪ ،‬عتتن أحمتتد بتتن زهيتتر‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن عثمتتان بتتن‬

‫كرامة‪ ،‬عن خالد بن مخلد القطواني‪ ،‬عتتن عبتتد الستتلم بتتن حفتتص‪،‬‬

‫عتتتتتن أبتتتتتي عمتتتتتران الجتتتتتوني‪ ،‬عتتتتتن أنتتتتتس‪ ،‬فتتتتتذكره‪.‬‬

‫‪876‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقتتتتتتتتتتد رواه غيتتتتتتتتتتر أنتتتتتتتتتتس متتتتتتتتتتن الصتتتتتتتتتتحابة‪.‬‬

‫قال البزار‪ :‬حدثنا ابراهيم بن المبارك‪ ،‬عن القاسم بن مطيتتب‪ ،‬عتتن‬

‫العمش‪ ،‬عن أبي وائل‪ ،‬عن حذيفة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬

‫عليه وسلم‪" :‬أتاني جبريل فذكر يوم المزيد قال‪ :‬فيتتوحي اللتته إلتتى‬

‫حملة العرش أن هجتتوا الحجتتب فيمتتا بينتته وبينهتتم‪ ،‬فيكتتون أول متتا‬

‫يستتمعون منتته‪ :‬أيتتن عبتتادي التتذين أطتتاعوني بتتالغيب ولتتم يرونتتي?‬

‫واتبعوا رسلي وصدقوا أمري? سلوني‪ ،‬فهذا يوم المزيد‪ ،‬فيجتمعتتون‬

‫على كلمة واحدة‪ :‬أن قد رضينا فارض عنا‪ ،‬ويرجع في قوله‪ :‬يا أهتتل‬

‫الجنة‪ :‬إني لو لم أرض عنكم لم أستتكنتكم جنتتتي‪ ،‬هتتذا يتتوم المزيتتد‬

‫فسلوني‪ ،‬فيجتمعون علتتى كلمتتة واحتتدة‪ ،‬أرنتتا وجهتتك يتتا رب ننظتتر‬

‫إليك‪ .‬قال‪ :‬فيكشف الله الحجب‪ ،‬فيتجلى لهم من نتتوره متتا لتتول أن‬

‫الله قضى أن ل يموتوا لحرقوا‪ ،‬ثم يقال لهم‪ :‬ارجعوا إلى منتتازلكم‪،‬‬

‫فيرجعون إلى منازلهم‪ ،‬ولهم في كتتل ستتبعة أيتتام يتتوم‪ ،‬وذلتتك يتتوم‬

‫الجمعة"‪.‬‬

‫جّنة‬
‫سوق ال َ‬
‫ذكر ُ‬

‫‪877‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال الحافظ أبو بكر بن أبي عاصم‪ ،‬حدثنا هشتتام بتتن عمتتار‪ ،‬حتتدثنا‬

‫عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين‪ ،‬عن الوزاعتتي‪ ،‬عتتن حستتان‬

‫بن عطية‪ ،‬عن سعيد بتتن المستتيب‪ ،‬أنتته لقتتي أبتتا هريتترة فقتتال أبتتو‬

‫هريرة‪" :‬اسأل الله أن يجمتتع بينتتي وبينتتك فتتي ستتوق الجنتتة‪ ،‬فقتتال‬

‫سعيد‪ :‬أو فيها سوق? قال‪ :‬نعم‪ ،‬أخبرني رسول الله صلى الله عليتته‬

‫وسلم‪" :‬أن أهل الجنة إذا دخلوها بفضل أعمتتالهم‪ ،‬فتتإنه يتتؤذن لهتتم‬

‫في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا‪ ،‬فيزورون الله فى روضتتة متتن‬

‫رياض الجنة‪ ،‬فتوضع لهم منابر من نور‪ ،‬ومنابر من لؤلؤ‪ ،‬ومنابر متتن‬

‫زبرجد‪ ،‬ومنتتابر متتن يتتاقوت‪ ،‬ومنتتابر متتن ذهتتب‪ ،‬ومنتتابر متتن فضتتة‪،‬‬

‫ويجلس أدناهم‪ -‬وما فيهم أدنى‪ -‬علتتى كثبتتان المستتك والكتتافور‪ ،‬متتا‬

‫يرون أن أصحاب الكراسي أفضل منهم مجلستًا‪ ،‬فقتال أبتتو هريترة‪:‬‬

‫فقلت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬هل نرى ربنا? قال‪ :‬نعم هل تمارون في رؤيتتة‬

‫الشمس والقمر ليلة البتتدر? قلنتتا‪ :‬ل‪ .‬قتتال‪ :‬فكتتذلك ل تمتتارون فتتى‬

‫رؤية ربكم‪ ،‬ما يبقى فتتي ذلتتك المجلتتس أحتتد إل حاضتتره محاضتترة‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬يا فلن ابن فلن‪ :‬أتذكر يوم فعلت كذا وكتتذا? فيتتذكر بعتتض‬

‫‪878‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫غتتدارته فتتي التتدنيا‪ -‬فيقتتول‪ :‬بلتتى‪ ،‬أفلتتم تغفتتر لتتي? فيقتتول‪ :‬بلتتى‪،‬‬

‫فبمغفرتي بلغت منزلتك هذه‪ ،‬قال‪ :‬فبينمتتا هتتم علتتى ذلتتك غشتتيتهم‬

‫سحابة من فوقهم‪ ،‬فأمطرت عليهم طيبا ً لم يجدوا مثل ريحتته شتتيئا ً‬

‫قط‪ ،‬قال‪ :‬ثم يقول ربنا عز وجل‪ :‬قوموا إلتتى متتا أعتتددت لكتتم متتن‬

‫الكرامتتة‪ ،‬فختذوا متتا اشتتهيتم‪ ،‬قتال‪ :‬فيجتدون ستوقا ً قتتد حفتتت بته‬

‫الملئكة‪ ،‬ما فيه لم تنظر العيون إلى مثله‪ ،‬ولتتم تستتمع الذان‪ ،‬ولتتم‬

‫يخطر على القلوب‪ ،‬قال‪ :‬فيحمل لنا ما اشتهينا‪ ،‬ليتتس يبتتاع فيتته ول‬

‫يشترى‪ ،‬في ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضتتهم بعض تًا‪ ،‬فيقبتتل ذو‬

‫البزة المرتفعة فيلقى من هو دونه‪ -،‬وما فيهم دني‪ -‬فيروعه ما يرى‬

‫عليه من اللباس والهيئة‪ ،‬فما ينقضي آخر حتتديثه حتتتى يتمثتتل عليتته‬

‫أحسن منه‪ ،‬وذلك أنه ل ينبغي لحد أن يحزن فيها‪ ،‬قال‪ :‬ثم ننصتترف‬

‫إلى منازلنا فيلقانا أزواجنتتا‪ ،‬فيقلتتن‪ :‬مرحبتا ً وأهل ً وستتهل ً بحبنتتا‪ ،‬لقتتد‬

‫جئت وإن بك من الجمال والطيب أفضل مما فارقتنا عليته‪ ،‬فنقتول‪:‬‬

‫إنا جالسنا ربنا الجبار عز وجل فحقنتتا أن ننقلتتب بمثتتل متتا انقلبنتتا"‪.‬‬

‫وهكذ ا رواه ابن ماجه‪ :‬عن هشام بتتن عمتتار‪ ،‬ورواه الترمتتذي‪ :‬عتتن‬

‫‪879‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن هشام بن عمار‪ ،‬ثم قتتال‪ :‬غريتتب ل نعرفتته‬

‫إل من هذا الوجه‪ ،‬ورواه أبتتو بكتتر بتتن أبتتي التتدنيا‪ :‬عتتن الحكتتم ابتتن‬

‫موستتتتتى‪ ،‬عتتتتتن المعلتتتتتى بتتتتتن زيتتتتتاد‪ ،‬عتتتتتن الوزاعتتتتتي‪.‬‬

‫قتتتال ستتتنان‪ :‬ستتتعيد بتتتن المستتتيب لقتتتي أبتتتا هريتتترة‪ ،‬فتتتذكره‪..‬‬

‫وقال مسلم‪ :‬حدثنا أبو عثمان سعيد بن عبد الجبار المصتتري‪ :‬حتتدثنا‬

‫حماد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن رسول الله صتتلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪" :‬إن في الجنة لسوقا ً يأتونه كل جمعتة‪ ،‬فتهتب‬

‫ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيتتابهم‪ ،‬فيتتزدادون حستتنا ً وجمتتا ً‬


‫ل‪،‬‬

‫فيرجعون إلى أهلهم وقد ازدادوا حسنا ً وجما ً‬


‫ل‪ ،‬فيقول لهم أهلتتوهم‪،‬‬

‫والله لقد ازددتتتم بعتتدنا حستتنا ً وجمتتا ً‬


‫ل‪ ،‬فيقولتتون‪ :‬وأنتتتم واللتته لقتتد‬

‫ازددتتتتتتتتتتتتتتتم بعتتتتتتتتتتتتتتدنا حستتتتتتتتتتتتتتنا ً وجمتتتتتتتتتتتتتتا ً‬


‫ل"‪.‬‬

‫وهكذا رواه أحمد‪ :‬عتتن عفتتان‪ ،‬عتتن حمتتاد‪ ،‬وعنتتده‪" :‬إن فتتي الجنتتة‬

‫لسوقا ً فيهتتا كثبتتان المستتك‪ ،‬فتتإذا خرجتتوا إليهتتا هبتتت الريتتح" وذكتتر‬

‫تمامه‪.‬‬

‫ما ورد في وصف أرض الجنة وطيب عرفها وانتشاره‬

‫‪880‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وروى أبو بكر بن أبي شيبة‪ :‬عن عمرو‪ ،‬عن عطاء بن وراد‪ ،‬عن‬
‫سالم‪ ،‬عن أبي العنس‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬أرض الجنة بيضاء‪ ،‬عرصتها صخور الكافور‪ ،‬وقد أحاط‬
‫به المسك‪ ،‬مثل كثبان الرمل‪ ،‬فيها أنهار مطردة‪ ،‬فيجتمع فيها أهل‬
‫الجنة‪ ،‬فيتعارفون‪ ،‬فيبعث الله ريح الرحمة‪ ،‬فتهيج عليهم ريح‬
‫المسك‪ ،‬فيرجع الرجل إلى زوجته وقد ازداد حسنا ً وطيبًا‪ ،‬فتقول له‪:‬‬
‫لقد خرجت من عندي وأنا بك معجبة‪ ،‬وأنا الن بك أشد إعجابًا"‪.‬‬
‫فأما الحديث الذي رواه الحافظ أبو عيسى الترمذي‪ :‬حدثنا أحمد بن‬
‫منيع‪ ،‬وهناد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق‪،‬‬
‫عن النعمان بن سعد‪ ،‬عن علي‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪" :‬إن فى الجنة لسوقا ً ما فيها شراء ول بيع إل الصور‬
‫من الرجال والنساء‪ ،‬فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها"‪.‬‬
‫فإنه حديث غريب كما ذكتتره الترمتتذي رحمتته اللتته‪ ،‬ويحمتتل معنتتاه‬

‫على أن الرجال إنما يشتهون الدخول في مثل صور الرجال‪ ،‬وكذلك‬

‫النساء إنما يشتهين الدخول في مثل صور النستتاء‪ ،‬ويكتتون مفستترا ً‬

‫بالحديث المتقدم‪ ،‬وهو الشكل والهيئة‪ ،‬والتتبزة واللبتتاس كمتتا ذكرنتتا‬

‫في حديث أبي هريرة في سوق الجنتتة‪" :‬فيقبتتل ذو التتبزة المرتفعتتة‬

‫فيلقى متتن دونتته‪ ،‬فيروعتته متتا يتترى عليتته متتن اللبتتاس والهيئة فمتتا‬

‫ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه أحسن منه‪ ،‬وذلتتك أنتته ل ينبغتتي‬

‫لحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد أن يحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزن فيهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا"‪.‬‬

‫هذا الحديث‪ :‬إن كان قد حفظ لفظ الحديث‪ ،‬والظاهر أنه لم يحفتتظ‬

‫‪881‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فإنه قد تفرد به عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث‪ ،‬وهو أبتتو شتتيبة‬

‫الواسطي‪ ،‬ويقال الكوفي روى عن أبيه‪ ،‬وختتاله النعمتتان بتتن ستتعد‪،‬‬

‫والشعبي وغيرهم‪ ،‬وعن جماعة‪ ،‬منهم حفص بتتن غيتتاث‪ ،‬وعبتتد اللتته‬

‫بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن إدريتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتس‪ ،‬وهشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتام‪.‬‬

‫لمام أحمد‪ :‬ليس بشيء‪ ،‬وهو منكر الحديث‪ ،‬وكذبه في روايته‬


‫قال ا ِ‬

‫عن النعمان بن سعد‪ ،‬عن المغيرة بتتن شتتعبة‪ ،‬فتتي أحتتاديث رفعهتتا‪،‬‬

‫وكذلك ضعفه يحيى بن معين‪ ،‬ومحمد بن سعد‪ ،‬ويعقوب بن سفيان‪،‬‬

‫والبخاري‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬وأبو حاتم‪ ،‬وأبو زرعة‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن خزيمتتة‪،‬‬

‫وابتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدي‪ ،‬وغيرهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقد استقصيت كلمهم فيه مفصل ً في التكميل‪ ،‬فلله الحمد والمنتتة‪.‬‬

‫ومثل هذا الرجل ل يقبل منه ما تفرد به‪ ،‬ول سيما هذا الحديث‪ ،‬فإنه‬

‫منكر جدًا‪ ،‬وأحسن أحواله أن يكون قد سمع شيئا ً ولم يفهمته جيتتدًا‪،‬‬

‫وعبر عنه بعبارة ناقصة‪ ،‬ويكون أصل الحديث كما ذكرنتتا متتن روايتتة‬

‫ابن أبي الحرير الدمشقي‪ ،‬عن الوزاعي‪ ،‬عن حسان بن عطية‪ ،‬عن‬

‫سعيد بن المسيب‪ ،‬عن أبتتي هريتترة فتتي ستتوق الجنتتة واللتته أعلتتم‪.‬‬

‫‪882‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقد روي من وجه آخر غريب‪ ،‬فقال محمد بن عبتتد اللتته الحضتترمي‬

‫الحافظ المعروف بمطر‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن طريتتف البجلتتي‪،‬‬

‫حدثنا محمد بن كثير‪ ،‬حدثني جابر الجعفي‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن علي‬

‫بن الحسين‪ ،‬عن جابر بن عبتتد اللته‪ ،‬قتتال‪ :‬ختترج علينتتا رستتول اللته‬

‫صلى الله عليه وسلم ونحن مجتمعون فقال‪" :‬يا معاشر المستتلمين‬

‫إن في الجنة لسوقا ً ما يباع فيها ول يشتتترى إل الصتتور‪ ،‬فمتتن أحتتب‬

‫صورة من رجل أو امرأة دخل فيها"‪ .‬جابر بن يزيد الجعفتتي ضتتعيف‬

‫الحديث‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫ذكر ريح الجنة وطيبه وانتشاره‬

‫حتى إنه يشم من مسيرة سنين عديدة ومسافة بعيدة‬

‫مال َهُ ْ‬
‫م‬ ‫ض ّ‬
‫ل أعْ َ‬ ‫سِبيل الل ّهِ فَل َ ْ‬
‫ن يُ ِ‬ ‫ن قُت ُِلوا ِفي َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ" :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫م"‪.‬‬‫ة عَّرفََها ل َهُ ْ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫خل ُهُ ْ‬ ‫ح َبال َهُ ْ‬
‫م وَي ُد ْ ِ‬ ‫صل ِ ُ‬
‫م وَي ُ ْ‬
‫ديهِ ْ‬
‫سي َهْ ِ‬
‫َ‬
‫قال بعضهم‪ :‬طيبها لهم‪ ،‬من العرف‪ ،‬وهو الريح الطيبة‪.‬‬
‫وقال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫عمرو بن العاص‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬من ادعى إلى‬
‫غير أبيه لم يرح رائحة الجنة‪ ،‬وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسين‬
‫عامًا"‪ .‬ورواه أحمد عن غندر‪ ،‬عن شعبة وقال‪" :‬سبعين عامًا"‪.‬‬

‫‪883‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا وهب بن جرير‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن الحكم‪ ،‬عن‬
‫مجاهد قال‪ :‬أراد فلن أن يدعى جنادة بن أبي أمية‪ ،‬فقال عبد الله‬
‫بن عمرو‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬من ادعى إلى‬
‫ه وإن ريحها ليوجد من قدر سبعين‪ -‬أو‬ ‫غير أبيه لم يرح رائحة الجن ّ‬
‫ي متعمدا ً فليتبوأ‬ ‫من مسيرة سبعين عامًا‪ -‬قال‪ :‬ومن كذب عل ّ‬
‫مقعده من النار"‪.‬‬
‫قال البخاري‪ :‬حدثنا قيس بن جعفر‪ ،‬حدثنا عبد الواحد بن زياد‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن عمرو الفقيمي‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬من قتل معاهدا ً لم يرح رائحة‬
‫الجنة‪ ،‬وإن ريحها ليوحد من مسيرة أربعين عامًا"‪.‬‬
‫وهكذا رواه ابن ماجه‪ :‬عن أبي كريب‪ ،‬عن أبي معاوية‪ ،‬عن الحسن‬
‫بن عمرو‪ ،‬به‪.‬‬
‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا إسماعيل بن محمد أخبرنا إبراهيم‬
‫المعقب‪ ،‬حدثنا مروان بن معاوية الفزاري‪ ،‬عن الحسن بن عمرو‬
‫الفقيمي‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن جنادة عن أبي أمية‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫عمرو قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬من قتل قتيل ً‬
‫من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة‪ ،‬وإن ريحها ليوجد من مسيرة‬
‫عام"‪ .‬هذا لفظه‪.‬‬
‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن علي البار‪ ،‬حدثنا معقل بن نفيل‪،‬‬
‫حدثنا عيسى بن يونس‪ ،‬عن عوف العرابي‪ ،‬عن محمد بن سيرين‪،‬‬
‫عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬من‬
‫قتل نفسا ً معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة‪ ،‬وإن ريح الجنة‬
‫يوجد من مسيرة عام "‪.‬‬
‫وقد رواه أبو داود‪ ،‬والترمتتذي‪ :‬متتن حتتديث محمتتد بتتن عجلن‪ ،‬عتتن‬

‫أبيتتته‪ ،‬عتتتن أبتتتي هريتتترة مرفوعتتتا ً وقتتتال‪" :‬ستتتبعين خريفتتتا"‪.‬‬

‫وقتتتال حستتتن‪ :‬صتتتحيح‪ ،‬قتتتال‪ :‬وفتتتي البتتتاب عتتتن أبتتتي بكتتترة‪.‬‬

‫‪884‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال الحافظ الضياء‪ :‬هو عندي على شتترط الصتتحيح‪ :‬يعنتتي حتتديث‬

‫أبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي هريتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترة‪.‬‬

‫وقال عبد الرزاق‪ :‬عن معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن الحسن‪ -‬أو غيره‪ -‬عتتن‬

‫أبي بكرة‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم يقتتول‪:‬‬

‫"ريتتتتتتح الجنتتتتتتة يوجتتتتتتد متتتتتتن مستتتتتتيرة متتتتتتائة عتتتتتتام"‪.‬‬

‫وقال سعيد بن أبي عروبتته‪ :‬عتتن قتتتادة‪" :‬خمستتمائة عتتام"‪ .‬وكتتذلك‬

‫رواه حمتتاد بتتن ستتلمة‪ :‬عتتن يتتونس ابتتن عبيتتد‪ ،‬عتتن الحستتن‪.‬‬

‫وروى الحافظ أبو نعيم الصبهاني في كتاب صفة الجنة‪ :‬من طريتتق‬

‫الربيع بن بدر وهو ضعيف عن هارون بن رباب‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن أبي‬

‫هريرة‪ ،‬مرفوعًا‪" :‬رائحة الجنة توجتتد متتن مستتيرة خمستتمائة عتتام"‪.‬‬

‫وقال مالك‪ :‬عن مستتلم بتن أبتتي مريتتم‪ ،‬عتن أبتي صتالح‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫هريرة‪ ،‬أنه قال‪" :‬نساء كاستتيات عاريتتات متتائلت مميلت ل يتتدخلن‬

‫الجنتتة ول يجتتدن ريحهتتا‪ ،‬وإن ريحهتتا لتوجتتد متتن مستتيرة خمستتمائة‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتنة"‪.‬‬

‫قال الحافظ أبو عمرو بتتن عبتتد التتبر‪ :‬وقتتد رواه عبتتد اللتته بتتن نتتافع‬

‫‪885‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الصائغ‪ :‬عن مالك‪ ،‬يرفعه إلى النبي صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪ ،‬وقتتال‬

‫الطبراني‪ :‬حدثنا محمد بتتن عبتتد اللتته الحضتترمي‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن‬

‫أحمد بن طريف‪ ،‬حتتدثنا أبتتي‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن كتتثير‪ ،‬حتتدثني جتتابر‬

‫الجعفي‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن محمد‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ريح الجنة توجد من مسيرة ألف‬

‫عتتتتتتام‪ ،‬واللتتتتتته ل يجتتتتتتدها عتتتتتتاق‪ .‬ول قتتتتتتاطع رحتتتتتتم"‪.‬‬

‫وثبت في الصحيحين‪" :‬أن سعد بن معاذ متتر بتتأنس بتتن النضتتر يتتوم‬

‫أحد حين قتل‪ ،‬ولم يعرفه من كثرة الجراح‪ ،‬وما عرفته أختتته الربيتتع‬

‫بنت النضر إل ببنانه‪ ،‬ووجد به بضتع وثمتتانون متتا بيتتن ضتتربة بستيف‬

‫وطعنة ورمية" رضي الله عنه‪ :‬فقال معاذ‪" :‬وجد أنس ريتتح الجنتتة"‪.‬‬

‫وهو في الرض‪ ،‬وهي فوق السموات‪ ،‬اللهم إل أن تكون قد اقتربت‬

‫يومئذ من المؤمنين‪ ،‬والله تعالى أعلم‪.‬‬

‫فَناِئها‬
‫وطيب ِ‬
‫ها َ‬ ‫ذكر ُنور ال ْ َ‬
‫جَنة وَبهائ ِ َ‬

‫مساِئها‬
‫حها و َ‬
‫صبا ِ‬ ‫من ْ َ‬
‫ظرها في َ‬ ‫سن َ‬
‫وح ْ‬

‫‪886‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب‬
‫م ث َِيا ُ‬‫عال ِي َهُ ْ‬ ‫مْلكا ً ك َِبيرا ً َ‬ ‫ت ن َِعيما ً وَ ُ‬‫م َرأي ْ َ‬ ‫ت ثَ ّ‬ ‫ذا َرأي ْ َ‬‫قال الله تعالى‪" :‬إ ِ َ‬
‫شَرابا ً‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫م َر ب ّهُ ْ‬ ‫سَقاهُ ْ‬‫ضة ٍ و َ َ‬ ‫ن فِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ساوَِر ِ‬ ‫حُلوا أ َ‬ ‫ست َب َْرق وَ ُ‬ ‫ضٌر وإ ِ ْ‬ ‫خ ْ‬
‫دس ُ‬ ‫سن ْ ُ‬
‫ُ‬
‫ط َُهورًا"‪.‬‬
‫مَقامًا"‪.‬‬ ‫ست ََقّرا ً وَ ُ‬‫م ْ‬
‫ت ُ‬ ‫سن َ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن ِفيَها َ‬ ‫دي َ‬‫خال ِ ِ‬‫وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫َ‬
‫مؤا ِفيَها وَل َ‬ ‫ك ل َ ت َظ ْ َ‬ ‫جوعَ ِفيَها وَل َ ت َعَْرى وَأن ّ َ‬ ‫ك أل ّ ت َ ُ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬
‫حى"‪.‬‬ ‫ض َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ريرًا"‪.‬‬ ‫مسا ً وَل َ َز ْ‬
‫مه َ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن ِفيَها َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬ل َ ي ََروْ َ‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا سويد بن سعيد‪ ،‬حدثنا عبد ربه‬
‫الحنفي‪ ،‬عن خاله الرميل بن سماك‪ ،‬سمع أباه يحدث‪" :‬أنه لقي‬
‫عبد الله بن عباس بالمدينة بعدما كف بصره‪ ،‬فقال‪ :‬يا ابن عباس‪:‬‬
‫ما أرض الجنة? فقال‪ :‬هي مرمرة بيضاء من فضة‪ ،‬كأنها مرآة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ما نورها? قال‪ :‬أما رأيت الساعة التي تكون قبل طلوع‬
‫الشمس? فذلك نورها‪ ،‬إل أنه ليس فيها شمس ول زمهرير"‪.‬‬
‫وذكرنا في الحديت‪ :‬كما سيأتي إن شاء الله‪ ،‬وتقدم في سؤال ابن‬
‫صياد عن تربة الجنة‪" :‬أنها درمكة بيضاء مسك أذفر"‪.‬‬
‫وقال أحمد بن منصور الرمادي‪ :‬حدثنا كثير بن هشام‪ ،‬حدثنا هشام‬
‫بن زياد أبو المقدام‪ ،‬عن حبيب ابن الشهيد‪ ،‬عن عطاء بن أبي رباح‪،‬‬
‫عن ابن عباس‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬خلق‬
‫الله الجنة بيضاء‪ ،‬وأحب الزي إلى الله البياض‪ ،‬فليلبسه أحياؤكم‪،‬‬
‫وكفنوا فيه موتاكم"‪.‬‬
‫ثم أمر برعاء الشاء فجمعوا‪ ،‬فقال‪ :‬من كان ذا غنم فليخلطها‬
‫بيضاء‪ ،‬فجاءته امرأة فقالت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬إني اتخذت غنما ً سودا ً‬
‫فل أراها تزكو قال‪" :‬عفري" أي بيضي‪ ،‬معناه‪ :‬اخلطي معها بيضاء‪.‬‬
‫وقال أبو بكر البزار‪ :‬حدثنا أحمد بن الفرج الحمصي‪ ،‬حدثنا عثمان‬
‫بن سعيد بن كثير الحمصي حدثنا محمد بن مهاجر‪ ،‬عن الضحاك‬
‫المعافري‪ ،‬عن سليمان بن موسى‪ ،‬حدثنا كريب‪ :‬أنه سمع أسامة‬
‫بن زيد يقول‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أل مشمر‬
‫إلى الجنة? فإن الجنة ل مثل لها وهي ورب الكعبة نور يتلل‪،‬‬
‫وريحانة تهتز‪ ،‬وقصر مشيد‪ ،‬ونهر مطرد‪ ،‬وثمر نضيج‪ ،‬وزوجة حسناء‬

‫‪887‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جميلة‪ ،‬وحلل كثيرة في مقام أبد‪ ،‬في دار سليمة‪ ،‬وفاكهة وخضر‪،‬‬
‫وجيرة ونعمة‪ ،‬في محلة عالية بهية‪ .‬قالوا يا رسول الله‪ :‬نحن‬
‫المشمرون لها‪.‬‬
‫قال فقولوا‪ :‬إن شاء الله‪ :‬فقال القوم‪ :‬إن شاء الله‪ .‬ثم قال البزار‪:‬‬

‫ل نعلتتتتتتتتتتتتتتتم لتتتتتتتتتتتتتتته طريقتتتتتتتتتتتتتتتا ً إل هتتتتتتتتتتتتتتتذا‪.‬‬

‫وقد رواه ابن ماجه‪ :‬من حتتديث الوليتتد بتتن مستتلم‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن‬

‫مهاجر‪ ،‬بنحوه‪ ،‬ورواه أبو بكر بن داود‪ ،‬عتتن عمتترو بتتن عثمتتان‪ ،‬عتتن‬

‫أبيه‪ ،‬عن محمد بن مهاجر‪ ،‬وتقدم في الحديث الذي رواه أبو بكر بن‬

‫أبي شيبة‪ ،‬عن عمرو‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬عن وراد‪ ،‬عن ستتالم أبتتي الغيتتث‪،‬‬

‫عتتن أبتتي هريتترة‪ ،‬مرفوع تًا‪" :‬أرض الجنتتة بيضتتاء‪ ،‬عرصتتتها صتتخور‬

‫الكافور‪ ،‬وقد أحاط بها المسك مثل كثبان الرمل‪ ،‬فيها أنهار مطردة‪،‬‬

‫فيجتمع فيها أهل الجنة‪ ،‬فيتعارفون‪ ،‬فيبعث الله ريح الرحمتتة‪ ،‬فتهيتتج‬

‫عليهتتم ريتتح المستك‪ ،‬فيرجتتع الرجتل إلتتى زوجتته وقتتد ازداد حستتنا ً‬

‫وطيبًا" فتقول له‪" :‬لقد خرجت من عندي وأنا بك معجبتتة‪ ،‬والن أنتتا‬

‫أشد بك إعجابًا"‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ها‬ ‫ذكر ا َ‬
‫جّنة وترغيب الله َتعالى عباده في َ‬
‫لمر بطلب ال َ‬

‫وَأمرهم بالمبادرة ِإليها‬

‫ستتتت َ‬
‫لم"‪.‬‬ ‫دارِ ال ّ‬
‫عوا ِإلتتتتتى َ‬
‫قتتتتتال اللتتتته تعتتتتتالى‪" :‬واللتتتته َيتتتتد ْ ُ‬

‫ت‬
‫ستتموا ُ‬
‫ضتَها ال ّ‬
‫جّنتةٍ عَْر ُ‬
‫م وَ َ‬ ‫ن رب ُ‬
‫كت ْ‬ ‫مت ْ‬
‫مغِْفتَرةٍ ِ‬
‫عوا ِإلتتى َ‬
‫ستتارِ ُ‬
‫وقال‪" :‬وَ َ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ت ل ِل ْ ُ‬
‫مت ِّقيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬ ‫عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد ّ ْ‬
‫ضأ ِ‬
‫َوالْر ُ‬

‫ماء‬ ‫ض تَها ك َعَ تْرض ال ّ‬


‫ست َ‬ ‫جن ّةٍ عَْر ُ‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬
‫م وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ساب ُِقوا إَلى َ‬
‫مغِْفَرةٍ ِ‬ ‫وقال‪َ " :‬‬

‫ن‬ ‫ل الل ّتهِ ي ُتتؤتيهِ َ‬


‫مت ْ‬ ‫مُنوا ِبالل ّهِ وَُر ُ‬
‫سل ِهِ ذ َل ِت َ‬
‫ك فَ ْ‬
‫ضت ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ت ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫عد ّ ْ‬
‫َوالْرض أ ِ‬

‫ضتتتتتتتتتتتتتل ال ْعَ ِ‬
‫ظيتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬ ‫ه ذو ال َْف ْ‬
‫شتتتتتتتتتتتتتاُء َوالّلتتتتتتتتتتتتت ُ‬
‫يَ َ‬

‫ن‬ ‫وال َهُ ْ‬


‫م ب ِتتأ ّ‬ ‫مت َ‬
‫م َوأ ْ‬
‫س ته ُ ْ‬
‫ن أن ُْف َ‬
‫مِني َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مؤ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن الّله ا ْ‬
‫شت ََرى ِ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬إ ِ ّ‬

‫ن في سِبيل الّله"ِ‪ .‬وقد روى البختتاري‪ ،‬وغيتتره‪ :‬متتن‬


‫ة ي َُقات ُِلو َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫َله ُ‬

‫حديث سعيد بن ميناء‪ :‬عن جابر‪" :‬أن ملئكة جاءوا ِإلى رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليتته وستتلم وهتتو نتتائم‪ ،‬فقتتال بعضتتهم‪ :‬هتتو نتتائم‪ ،‬وقتتال‬

‫بعضهم‪ :‬إن العين نائمة والقلب يقظان‪ :‬مثله كمثل رجتتل بنتتى دارًا‪،‬‬

‫واتخذ فيها مأدبة‪ ،‬وبعث داعيًا‪ ،‬فمن أجاب الداعي دخل الدار‪ ،‬وأكتتل‬

‫من المائدة‪ ،‬فأولوها له‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬إنته نتتائم‪ ،‬وقتتال بعضتتهم‪ :‬إن‬

‫‪889‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫العين نائمة والقلب يقظان‪ ،‬فقتتالوا‪ :‬التتدار الجنتتة‪ ،‬والتتداعي محمتتد‪،‬‬

‫فمن أطاع محمدا ً فقد أطاع الله‪ ،‬ومتتن عصتتى محمتتدا ً فقتتد عصتتى‬

‫اللتتتتتتتتتتته‪ ،‬ومحمتتتتتتتتتتتد فتتتتتتتتتتترق بيتتتتتتتتتتتن النتتتتتتتتتتتاس"‪.‬‬

‫وروى الترمذي هذا الحديث‪ :‬ولفظه‪" :‬خرج علينا رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم يوما ً فقال‪" :‬إني رأيت في المنام كأن جبريتتل كتتان‬

‫عند رأسي‪ ،‬وميكائيل عند رجلي‪ ،‬يقول أحدهما لصاحبه‪ :‬اضتترب لتته‬

‫مث ً‬
‫ل‪ ،‬فقال‪ :‬اسمع‪ ،‬ستتمعت أذنتتك‪ ،‬وأعقتتل عقتتل قلبتتك! إنمتتا مثلتتك‬

‫ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ دارًا‪ ،‬ثم عمل فيها بيتًا‪ ،‬ثم اتختتذ متتائدة‪،‬‬

‫ثم بعث رسول ً يدعو الناس إلى طعامه‪ ،‬فمنهم من أجاب الرستتول‪،‬‬

‫ومنهم من تركه‪ ،‬فالله هتتو الملتتك‪ ،‬والتتدار الستتلم‪ ،‬والتتبيت الجنتتة‪،‬‬

‫وأنت يا محمد رسول‪ ،‬فمن أجابك دخل السلم‪ ،‬ومن دخل الستتلم‬

‫دخل الجنة‪ ،‬ومن دخل أكل مما فيها"‪ .‬وللترمذي‪ :‬عن ابتتن مستتعود‪،‬‬

‫نحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوه‪ ،‬وصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتححه أيضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتًا‪.‬‬

‫وقال حماد بن سلمة‪ :‬عن ثابت‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن رسول الله صلى الله‬

‫عليه وسلم قتال‪" :‬إن ستتيدا ً بنتى دارًا‪ ،‬واتختتذ متائدة‪ ،‬وبعتتث داعيتًا‪،‬‬

‫‪890‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فمن أجتتاب التتداعي دختتل التتدار‪ ،‬وأكتتل متتن المتتائدة‪ ،‬ورضتتي عنتته‬

‫السيد‪ ،‬أل وإن السيد الله‪ ،‬والدار السلم‪ ،‬والمأدبة الجنتتة‪ ،‬والتتداعي‬

‫محمد"‪.‬‬

‫من استجار بالله من النار أجاره‬

‫ومن طلب الجنة من الله أدخله الجنة إذا صدتت النية‬

‫وصح العمل‬

‫وقال أبو يعلة‪ :‬حدثنا أبو خيثمة‪ ،‬حتتدثنا جريتتر‪ ،‬عتتن يتتونس هتتو ابتتن‬

‫خباب‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رستتول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬ما استجار عبتتد متتن النتتار ثلث متترات‪ ،‬إل قتتالت‬

‫النار‪ :‬يا رب‪ :‬إن عبدك فلنا ً قد استجار منتتي فتتأجره‪ ،‬ول ستتأل عبتتد‬

‫الجنة ستتبع متترات إل قتتالت الجنتتة‪ :‬يتتا رب إن عبتتدك فلن تا ً ستتألني‬

‫فتتتتتتتتتتأدخله الجنتتتتتتتتتتة"‪ .‬علتتتتتتتتتتى شتتتتتتتتتترط مستتتتتتتتتتلم‪.‬‬

‫وروى الترمتتذي‪ ،‬والنستتائي‪ :‬عتتن ابتتن متتاجه‪ ،‬عتتن هنتتاد‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫الحوص‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن يزيد بن أبي مريم‪ ،‬عتتن أنتتس‪ ،‬قتتال‪:‬‬

‫‪891‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬من ستتأل اللتته الجنتتة ثلث‬

‫مرات‪ ،‬قالت الجنة‪ :‬اللهم أدخله الجنة‪ .‬ومن استعاذ بتتالله متتن النتتار‬

‫ثلثًا‪ .‬قالت النار‪ :‬اللهم أجره من النار"‪.‬‬

‫الجنة والنار شافعتان مشفعتان‬

‫وقال الحسن بن سفيان‪ :‬حدثنا المقدمي‪ ،‬حدثنا عمر‪ ،‬عن يحيى بن‬

‫عبيد الله‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬

‫عليه وسلم‪" :‬أكثروا مسألة الجنة‪ ،‬واستعيذوا بتته متتن النتتار‪ ،‬فإنهمتتا‬

‫شافعتان مشفعتان‪ ،‬وإن العبد إذا أكثر مسألة الجنة‪ ،‬قالت الجنة‪ :‬يا‬

‫رب‪ :‬عبدك هذا الذي ستتألنيك فأستتكنه إيتتاي‪ ،‬وتقتتول النتتار‪ :‬يتتا رب‪:‬‬

‫عبدك هذا الذي استعاذ بك مني فأعذه"‪.‬‬

‫اطلبوا الجنة جهدكم واهربوا من النار جهدكم‬

‫وقال أبو بكر الشافعي‪ :‬عن كليب بن حتترب‪ ،‬ستتمعت رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم يقتتول‪" :‬اطلبتتوا الجنتتة جهتتدكم‪ ،‬واهربتتوا متتن‬

‫النار جهدكم‪ ،‬فإن الجنة ل ينام طالبها‪ ،‬وإن النار ل ينام هاربهتتا‪ ،‬وإن‬

‫‪892‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الخرة اليوم محفوفة بالمكاره‪ ،‬وإن التتدنيا محفوفتتة بالشتتهوات‪ ،‬فل‬

‫تلهينكم عن الخرة"‪.‬‬

‫فت بالمكاره وهي ا َ‬


‫لعمال ال ّ‬
‫شاقة من‬ ‫جّنة ح ّ‬ ‫َ‬
‫ن ال َ‬
‫ذكر أ ّ‬

‫ن الّنار ح ّ‬
‫فت بالشهوات‬ ‫َ‬
‫خْيرات وَترك المحّرمات وأ ّ‬
‫فعل ال َ‬

‫لمام أحمد‪ :‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت البناني‪ ،‬عن أنس‬
‫قال ا ِ‬

‫بن مالك‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتتال‪" :‬حفتتت الجنتتة‬

‫بالمكتتتتتتتتتتتتاره‪ ،‬وحفتتتتتتتتتتتتت النتتتتتتتتتتتتار بالشتتتتتتتتتتتتهوات"‪.‬‬

‫وهكذا رواه مسلم‪ ،‬والترمذي‪ :‬من حديث حماد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت‪،‬‬

‫زاد مستتتتتتتلم وحميتتتتتتتد كلهمتتتتتتتا‪ :‬عتتتتتتتن أنتتتتتتتس‪ ،‬بتتتتتتته‪.‬‬

‫وقتتتتتتتتتتتتتتال الترمتتتتتتتتتتتتتتذي‪ :‬صتتتتتتتتتتتتتتحيح غريتتتتتتتتتتتتتتب‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬عن أبي السود‪ ،‬عن يحيى‬

‫بن النضر‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‬

‫قال‪" :‬حفت الجنة بالمكاره‪ ،‬وحفت النار بالشهوات" تفرد به أحمتتد‪:‬‬

‫وإستتتتتتناده جيتتتتتتد حستتتتتتن‪ ،‬لمتتتتتتا لتتتتتته متتتتتتن الشتتتتتتواهد‪.‬‬

‫‪893‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن بشر‪ ،‬حدثنا محمد بن عمرو‪ ،‬حتتدثنا أبتتو‬

‫سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وستتلم قتتال‪:‬‬

‫"لما خلق الله الجنتة‪ ،‬أرستل جبريتل‪ ،‬فقتال‪ :‬انظتر إليهتا‪ ،‬وإلتى متا‬

‫أعددت لهلها‪ ،‬فجاء‪ ،‬فنظر إليها‪ ،‬وإلى ما أعد الله لهلها‪ ،‬فرجع إليه‬

‫تعالى فقال‪ :‬وعزتتتك ل يستتمع بهتتا أحتتد إل دخلهتتا‪ ،‬فأمرهتتا فحجبتتت‬

‫بالمكاره‪ ،‬ثم قال‪ :‬ارجع إليها‪ ،‬فانظر إليهتتا‪ ،‬فجتتاء فنظتتر إليهتتا‪ ،‬فتتإذا‬

‫هي قد حجبت بالمكاره‪ ،‬فرجع إليتته فقتتال‪ :‬وعزتتتك لقتتد خشتتيت أل‬

‫ينجتتتتو منهتتتتا أحتتتتد"‪ .‬تفتتتترد بتتتته أحمتتتتد‪ :‬وإستتتتناده صتتتتحيح‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا حسين‪ ،‬حدثنا المسعودي‪ ،‬عن داود بن يزيد‪ ،‬عتتن‬

‫أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم قتتال‪:‬‬

‫لنسان النار الجوفان الفرج والفم‪ ،‬وأكثر ما يلج به‬


‫"أكثر ما يلج به ا ِ‬

‫لنستتتتتتتان الجنتتتتتتتة تقتتتتتتتوى اللتتتتتتته وحستتتتتتتن الخلتتتتتتتق"‪.‬‬


‫ا ِ‬

‫أل إن النار حفت بالشهوات‪ ،‬وداخلها كله مضرات وحشرات‪ ،‬والجنة‬

‫محفوفة بالمكاره‪ ،‬وفيها ما ل عين رأت‪ ،‬ول أذن ستتمعت‪ ،‬ول خطتتر‬

‫على قلب بشتتر متتن اللتتذات والمستترات‪ ،‬كمتتا أوردنتتاه فتتي اليتتات‬

‫‪894‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المحكمتتات‪ ،‬والحتتاديث الثابثتتات‪ .‬فمتتن نعيمهتتم المقيتتم‪ ،‬ولتتذتهم‬

‫المستتتتتتمرة‪ ،‬الطتتتتترب التتتتتذي لتتتتتم تستتتتتمع الذان بمثلتتتتته‪.‬‬


‫َ‬
‫ضة‬ ‫ت فَهُ ْ‬
‫م في َروْ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬
‫صاِلحا ِ‬ ‫مُنوا وَعَ ِ‬ ‫ما اَلذي َ‬
‫نآ َ‬ ‫قال الله تعالى‪" :‬فَأ ّ‬

‫ن"‪.‬‬
‫ح َبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتُرو َ‬
‫يُ ْ‬

‫قال الوزاعي‪ :‬عن يحيى بن أبي كثير‪" :‬هو السماع في الجنة"‪:‬‬

‫غناء الحور في جنة الله‬

‫وقد ذكرنا ما رواه الترمذي‪ :‬من حديث عبتتد الرحمتتن بتتن إستتحاق‪،‬‬

‫عن النعمان بن سعد‪ ،‬عن علي‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬إن في الجنة لمجتمعا ً للحور العين‪ ،‬يغنين بأصوات لتتم‬

‫يستتمع الخلئق بمثلهتتا‪ ،‬يقلتتن‪ :‬نحتتن الخالتتدات فل نبيتتد أبتتدًا‪ ،‬ونحتتن‬

‫الناعمات فل نبأس أبدًا‪ ،‬ونحتتن الراضتتيات فل نستتخط أبتتدًا‪ ،‬طتتوبى‬

‫لمتتتتتتتتتتتتتن كتتتتتتتتتتتتتان لنتتتتتتتتتتتتتا وكنتتتتتتتتتتتتتا لتتتتتتتتتتتتته"‪.‬‬

‫قتتتال‪ :‬وفتتتي البتتتاب عتتتن أبتتتي هريتتترة‪ ،‬وأبتتتي ستتتعيد‪ ،‬وأنتتتس‪.‬‬

‫‪895‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قلت‪ :‬وكذا روي من حديث عبد الله بن أبي أوفى‪ ،‬وابن عمتتر وأبتتي‬

‫أمامة‪ :‬رضي الله عنهم أجمعين‪.‬‬

‫حديث أبي هريرة‬

‫قال جعفر الفريابي‪ :‬حدثنا سعد بن حفص‪ ،‬حدثنا محمد بن سلمة‪،‬‬


‫عن أبي عبد الرحيم‪ ،‬عن زيد بن أبي أنيسة‪ ،‬عن المنهال‪ ،‬عن‬
‫عمرو‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪" :‬إن في الجنة نهرا ً‬
‫طول الجنة‪ ،‬على حافتيه العذارى قياما ً متقابلت‪ ،‬يغنين بأصوات‬
‫يسمعها الخلئق‪ ،‬ما يرون في الجنة لذة مثلها‪ .‬قلت‪ :‬يا أبا هريرة‪:‬‬
‫وما ذاك الغناء? قال‪ :‬إن شاء الله التسبيح‪ ،‬والتحميد‪ ،‬والتقديس‬
‫وثناء على الرب عز وجل"‪.‬‬
‫وروى أبو نعيم في صفة الجنة من طريق سليم بن علتي‪ ،‬عتن زيتد‬

‫بن واقد‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬مرفوعًا‪" :‬إن في الجنتتة شتتجرة‬

‫جتتذوعها متتن ذهتتب وفروعهتتا متتن زبرجتتد ولؤلتتؤ‪ ،‬تهتتب عليهتتا ريتتح‬

‫فتصتتتطفق‪ ،‬فمتتتا يستتتمع الستتتامعون بشتتتيء قتتتط ألتتتذ منتتته"‪.‬‬

‫وقد تقدم عن ابن عباس‪" :‬أنها تحركها الرياح‪ ،‬فتتحرك بصتتوت كتتل‬

‫لهو كان في الدنيا"‪.‬‬

‫حديث أنس‬

‫‪896‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا خيثمة‪ ،‬حتتدثنا إستتماعيل‪ ،‬عتتن عمتترو بتتن‬

‫أبي ذؤيب‪ ،‬عن عبد الله بن رافع‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن الحور العين تغنين في الجنة‪ :‬نحن الحور‬

‫الحسان‪ ،‬خلقن لزواج كرام "‪.‬‬

‫حديث عبد الله بن أبي أوفى‪ ،‬وهو حديث غريب جدا ً‬

‫قال الحافظ أبو نعيم محمد بن جعفر بن أصيلة‪ ،‬حتتدثنا موستتى بتتن‬

‫هتتارون‪ ،‬حتتدثنا حامتتد بتتن يحيتتى البلختتي‪ ،‬حتتدثنا يتتونس بتتن محمتتد‬

‫المؤدب‪ ،‬حدثنا الوليد بن أبي ثتتور‪ ،‬حتتدثني ستتعد الطتتائي‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الرحمن بن سابط‪ ،‬عن ابن أبي أوفى‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللتته صتتلى‬

‫الله عليه وسلم‪" :‬يزوج كل رجل متتن أهتتل الجنتتة أربعتتة آلف بكتتر‪،‬‬

‫وثمانية آلف أيم‪ ،‬ومائة حوراء‪ ،‬فيجتمعن في كل سبعة أيتتام فيقلتتن‬

‫بأصوات حسان لم يسمع الخلئق بمثلهن‪ :‬نحتتن الخالتتدات فل نبيتتد‪،‬‬

‫ونحتتن الناعمتتات فل نبتتأس‪ ،‬ونحتتن الراضتتيات فل نستتخط‪ ،‬ونحتتن‬

‫المقيمات فل نظعن‪ ،‬طوبى لمن كان لنا وكنا له"‪.‬‬

‫‪897‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حديث ابن عمر‬

‫قال الطبراني‪ :‬حدثنا أبو رفاعة عمتتارة البصتتري‪ ،‬حتتدثنا ستتعيد بتتن‬

‫أبي مريم‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر بن كثير‪ ،‬عن زيتتد بتتن أستتلم‪ ،‬عتتن‬

‫ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬إن أزواج‬

‫أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات سمعها أحد قط وإن مما‬

‫يغنين به‪ :‬نحن الخالدات فل نمتتوت‪ ،‬نحتتن المنتتات فل نختتاف‪ ،‬نحتتن‬

‫المقيمات فل نظعن"‪.‬‬

‫حديث أبي أمامة‬

‫قال جعفر الفريابي‪ :‬حدثنا سليمان بن عبد الرحمن‪ ،‬حدثنا خالد بتتن‬

‫زيد بن أبي مالك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن خالد بن معدان‪ ،‬عن أبي أمامة‪ ،‬عن‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ما من عبد يتتدخل الجنتتة إل‬

‫ويجلس عند رأسه ورجليه ثنتان متتن الحتتور العيتتن‪ ،‬يغنيتتانه بأحستتن‬

‫صتتتوت يستتتمعه النتتتس والجتتتن‪ ،‬وليتتتس بمزاميتتتر الشتتتيطان"‪.‬‬

‫وقال ابن وهب‪ :‬حدثني سعيد بن أبتتي أيتتوب‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رجتتل متتن‬

‫‪898‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ي الستتماع‪،‬‬
‫قريش لبن شهاب‪ :‬هل في الجنة سماع? فإنه حبتتب إل ت ّ‬

‫فقال‪ :‬إي والذي نفس ابن شهاب بيده‪ :‬إن في الجنة لشتتجرا ً حملتته‬

‫اللؤلؤ والزبرجد‪ ،‬تحتتته حتتور ناهتتدات يتغنيتتن بتتالقرآن ويقلتتن‪ :‬نحتتن‬

‫الناعمتتات فل نبتتأس‪ ،‬ونحتتن الخالتتدات فل نمتتوت‪ ،‬فتتإذا ستتمع ذلتتك‬

‫الشتتجر صتتفق بعضتته بعضتا ً فتتأعجبت بصتتوت صتتفقه الجتتواري‪ ،‬فل‬

‫يدرى‪ ،‬أ أصتتوات الجتتواري أحستتن‪ ،‬أم أصتتوات الشتتجر"? قتتال ابتتن‬

‫وهب‪ :‬حدثنا الليث عن خالد بن يزيد? أن الجتتواري يغنيتتن أزواجهتتن‬

‫فيقلن‪ ،‬نحن الخيرات الحسان‪ ،‬أزواج شباب كرام‪ ،‬ونحتتن الخالتتدات‬

‫فل نموت‪ ،‬ونحن الناعمات فل نبأس‪ ،‬ونحتتن الراضتتيات فل نستتخط‪،‬‬

‫ونحن المقيمات فل نظعن‪ ،‬في صتدر إحتداهن مكتتوب‪ :‬أنتت حتبي‪،‬‬

‫وأنتتتتتتتتتا حبتتتتتتتتتك‪ ،‬لتتتتتتتتتم تتتتتتتتتتر عينتتتتتتتتتاي مثلتتتتتتتتتك"‪.‬‬

‫وقال ابن المبارك‪ :‬حدثني الوزاعي‪ ،‬حدثنا يحيتتى بتتن أبتتي كتتثير‪ :‬أن‬

‫الحتتور العيتتن يتلقيتتن أزواجهتتن عنتتد بتتاب الجنتتة فيقلتتن‪ :‬طالمتتا‬

‫انتظرنتتاكم‪ ،‬نحتتن الراضتتيات فل نستتخط‪ ،‬والمقيمتتات فل نظعتتن‪،‬‬

‫والخالتتتتتتدات فل نمتتتتتتوت‪ :‬بأحستتتتتتن أصتتتتتتوات ستتتتتتمعت‪.‬‬

‫‪899‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وتقول الحورية لزوجها‪" :‬أنت حبي وأنا حبك‪ ،‬ليس دونتتك مقصتتد ول‬

‫وراءك معتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدل"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي التتدنيا‪ :‬حتتدثني إبراهيتتم بتتن ستتعيد‪ ،‬حتتدثني علتتي بتتن‬

‫عاصم‪ ،‬حدثني سعيد بن أبي سعيد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أن في الجنتتة آجام تا ً‬

‫من قصتتب متتن ذهتتب‪ ،‬حملهتتا اللؤلتتؤ‪ ،‬فتتإذا اشتتتهى أهتتل الجنتتة أن‬

‫يسمعوا صوتًا‪ ،‬بعث الله على تلك الجام ريحًا‪ ،‬فتتتأتيهم بكتتل صتتوت‬

‫يشتهونه‪.‬‬

‫من الذي قْبله‬ ‫َ‬


‫فرع آخر أعلى ِ‬

‫ذكر حماد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت البناني‪ ،‬وحجاج بن السود‪ ،‬عن شهر‬
‫بن حوشب‪ ،‬قال‪ :‬إن الله عز وجل يقول لملئكته‪" :‬إن عبادي كانوا‬
‫يحبون الصوث الحسن في الدنيا‪ ،‬ويدعونه من أجلي‪ ،‬فأسمعوا‬
‫عبادي‪ :‬فيأخذون بأصوات‪ ،‬من تهليل‪ ،‬وتسبيح‪ ،‬وتكبير‪ ،‬لم يسمعوا‬
‫بمثلها قط‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثني داود بن عمرو الضبي‪ ،‬حدثنا عبد الله‬
‫بن المبارك‪ ،‬عن مالك بن أنس‪ ،‬عن محمد بن المنكدر‪ ،‬قال‪" :‬إذا‬
‫كان يوم القيامة‪ ،‬نادى مناد‪ :‬أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم‬
‫وأنفسهم عن مجالس اللهو ومزامير الشيطان? أسكنوهم رياض‬
‫المسك‪ ،‬ثم يقول للملئكة‪ :‬أسمعوهم تحميدي وتمجيدي"‪.‬‬

‫‪900‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا دهيم بن الفضل القرشي‪ ،‬حدثنا داود بن‬

‫الجراح‪ :‬عن الوزاعي‪ ،‬قال‪" :‬بلغني أنه ليس من خلتتق اللتته أحستتن‬

‫صوتا ً من إسرافيل‪ ،‬فيأمره الله فيأخذ في الستتماع‪ ،‬فل يبقتى ملتك‬

‫في السموات إل قطع عليه صلته‪ ،‬فيمكث على ذلتتك متتا شتتاء اللتته‬

‫أن يمكث‪ ،‬فيقول الله عز وجل‪ :‬وعزتي لو تعلم العباد قدر عظمتتتي‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا عبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدوا غيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتري"‪.‬‬

‫وحدثني محمد بن الحسين‪ ،‬حدثنا عبد الله بن أبي بكر‪ ،‬حدثنا جعفتتر‬

‫ن ل َتته ِ‬
‫عن ْتد ََنا‬ ‫بن سليمان‪ ،‬عن مالك بن دينتتار‪ ،‬فتتي قتتوله تعتتالى‪" :‬وإ ِ ّ‬

‫ب"‪.‬‬
‫ن متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتآ ٍ‬ ‫ل َُزل َْفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى وح ْ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت َ‬

‫قال‪" :‬إذا كان يوم القيامة أمتتر بمنتتبر رفيتتع فوضتتع فتتي الجنتتة‪ ،‬ثتتم‬

‫نودي‪ :‬يا داود مجدني بذلك الصوت الذي كنت تمجتتدني بتته فتتي دار‬

‫الدنيا‪ ،‬قال‪ :‬فيرتفع صوت داود‪ ،‬يعم أهل الجنة‪ ،‬فذلك قتتوله تعتتالى‪:‬‬

‫ب"‪.‬‬
‫ن متتتتتتتتتآ ٍ‬
‫ستتتتتتتتت َ‬ ‫عْنتتتتتتتتتد ََنا ل َُزل َْفتتتتتتتتتى وَ ُ‬
‫ح ْ‬ ‫ن َلتتتتتتتتت ُ‬
‫ه ِ‬ ‫"وَإ ِ ّ‬

‫وهو سماعهم كلم الرب جل جلله إذا ختتاطبهم فتتي المجتتامع التتتي‬

‫يجتمعون لها بين يديه‪ -‬تعالى وتقدس‪ -‬ليخاطب كتتل واحتتد‪ ،‬ويتتذكره‬

‫‪901‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ت منتته فتتي التتدنيا‪ ،‬وكتتذلك إذا تجلتتى لهتتم جهتترة‬


‫بأعماله التي سلف َ‬

‫ب‬
‫ن َر ّ‬ ‫فسلم عليهم‪ ،‬وقد ذكرنا ذلك عند قوله تعالى‪" :‬سلم قَ توْل ً ِ‬
‫مت ْ‬

‫حيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم"‪.‬‬
‫َر ِ‬

‫وقتتد ستتبق حتتديث جتتابر فتتي ذلتتك فتتي ستتنن ابتتن متتاجه وغيتتره‪.‬‬

‫وقد ذكر أبو الشيخ الصبهاني‪ :‬من طريق صالح بن حبان‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الله بن بريدة‪ :‬قال‪" :‬إن أهل الجنة يتدخلون كتل يتوم علتى الجبتار‪-‬‬

‫جل جلله‪ -‬فيقرأ عليهم القرآن‪ ،‬وقد جلس كل امرىء منهم مجلسه‬

‫الذي هتتو مجلستته‪ ،‬علتتى منتتابر التتدر واليتتاقوت والزبرجتتد والتتذهب‬

‫والزمرد‪ ،‬فلم تقر أعينهم بشيء ولم يستتمعوا شتتيئا ً قتتط أعظتتم ول‬

‫أحسن منه‪ ،‬ثم ينصرفون إلى رحتتالهم بتتأعين قريتترة‪ ،‬وأعينهتتم إلتتى‬

‫مثلهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن الغتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد"‪.‬‬

‫وروى أبو نعيم‪ :‬من حديث حسن بن فرقد السبخي‪ ،‬عتتن أبيتته‪ ،‬عتتن‬

‫الحسن‪ ،‬عن أبي برزة السلمي‪ ،‬مرفوع تًا‪" :‬إن أهتتل الجنتتة ليغتتدون‬

‫في حلة ويروحون فى أخرى‪ ،‬كغدو أحتتدكم ورواحتته إلتتى ملتتك متتن‬

‫ملوك الدنيا‪ ،‬كذلك يغدون ويروحون إلى زيارة ربهم عز وجل‪ ،‬وذلك‬

‫‪902‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لهم بمقادير ومعالم‪ ،‬يعلمون تلك الساعة التي يأتون فيها ربهتتم عتتز‬

‫وجل"‪.‬‬

‫جّنة‬
‫ذكر خْيل ال َ‬

‫قال الترمذي‪ :‬حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن‪ ،‬حدثنا عاصم بن علي‪،‬‬
‫حدثنا المسعودي‪ ،‬عن عقبة بن علقمة بن خديج‪ ،‬عن سليمان بن‬
‫أبي بريدة‪ ،‬عن أبيه أن رجل ً سأل‪ .‬رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫فقال‪ :‬يا رسول الله‪ :‬هل في الجنة من خيل? فقال‪" :‬إن الله إذا‬
‫أدخلك الجنة فإنك ل تشاء أن تحمل فيها على فرس‪ ،‬إل حملت‬
‫على فرس من ياقوتة حمراء تطير بك فى الجنة حيث شئت"‪.‬‬
‫قال‪ :‬وسأله رجل‪ :‬فقال‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬إني رجل حببت إلى الخيل‪،‬‬
‫فهل في الجنة خيل? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫"والذي نفسي بيده‪ ،‬إن في الجنة لخيل ً وإبل ً هفافة مرهفة تسير‬
‫خلل ورق الجنة‪ ،‬يتزاورون عليها حيث شاءوا"‪.‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الحمسي‪،‬‬
‫حدثنا أبو معاوية بن واصل بن السائب‪ ،‬عن أبي سورة‪ ،‬عن أبي‬
‫أيوب قال‪ :‬أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال‪ :‬يا رسول‬
‫الله‪ :‬إني أحب الخيل‪ ،‬أفي الجنة خيل? فقال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪" :‬إذا دخلت الجنة أتيت بفرس من ياقوتة‪ ،‬له جناحان‬
‫فحملت عليه‪ ،‬ثم طار بك حيث شئت"‪.‬‬
‫ثم ضعف الترمذي هذا السناد من جهة أبي سورة ابن أخي أبي‬
‫أيوب‪ ،‬فإنه قد ضعفه غير واحد‪ ،‬واستنكر البخاري حديثه هذا‪ ،‬والله‬
‫أعلم‪.‬‬
‫قال القرطبي‪ :‬وذكر ابن وهب‪ ،‬حدثنا ابن يزيد‪ ،‬قال الحسن البصري‬
‫يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن أدنى أهل الجنة‬
‫منزلة الذي يركب في ألف ألف من خدمه من الولدان المخلدين‬

‫‪903‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫على خيل من ياقوت أحمر لها أجنحة من ذهب‪ .‬ثم تل قوله تعالى‪:‬‬
‫مْلكا ً ك َِبيرًا"‪.‬‬
‫ت ن َِعيما ً وَ ُ‬
‫م رأي ْ َ‬
‫تث َ‬ ‫"َوإ َ‬
‫ذا َرأي ْ َ‬
‫قلت‪ :‬فيه انقطاع بين عبد الرحمن بن زيد وهو ضعيف‪ -‬وبين‬
‫الحسن‪ ،‬ثم هو مرسل‪.‬‬
‫وروى أبو نعيم‪ :‬من طريق جابر بن نوح‪ ،‬عن واصل بن السائب‪ ،‬عن‬
‫أبي سورة‪ ،‬عن أبي أيوب مرفوعًا‪" :‬إن أهل الجنة ليتزاورون على‬
‫نجائب بيض كأنها الياقوت‪ ،‬وليس في الجنة بهائم إل الخيل والبل"‪.‬‬
‫وقال عبد الله بن المبارك‪ :‬حدثنا همام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫عمر‪ ،‬قال‪" :‬في الجنة عتاق الخيل‪ ،‬وكرام النجائب‪ ،‬يركبها أهلها"‪.‬‬
‫وهذه الصيغة ل تدل على الحصر كما دلت عليه رواية أبي نعيم في‬

‫حديث أبي أيوب ثم هو معارض بما رواه ابن ماجه فتتي ستتننه‪ ،‬عتتن‬

‫عبد الله بن عمر‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬الشاة‬

‫متتتتتتتتتتتتتتن دواب الجنتتتتتتتتتتتتتتة" وهتتتتتتتتتتتتتتذا منكتتتتتتتتتتتتتتر‪.‬‬

‫وفي مسند البزار‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وستتلم قتتال‪" :‬أحستتنوا‬

‫إلتتتى المعتتتزى‪ ،‬وأميطتتتوا عنهتتتا الذى‪ ،‬فإنهتتتا متتتن دواب الجنتتتة"‪.‬‬

‫وقال أبو الشيخ الصبهاني‪ :‬حدثنا القاسم بن زكريا‪ ،‬حدثنا سويد بتتن‬

‫سعيد‪ ،‬حتتدثنا متتروان بتتن معاويتتة‪ ،‬عتتن الحكتتم بتتن أبتتي خالتتد‪ ،‬عتتن‬

‫الحسن البصري‪ ،‬عن جابر بن عبد الله‪ ،‬عن النتتبي صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم قال‪" :‬إذا دخل أهل الجنة الجنتتة‪ ،‬جتتاءتهم خيتتول متتن يتتاقوت‬

‫‪904‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أحمر لها أجنحة‪ ،‬ل تبول‪ ،‬ول تروث‪ ،‬فقعدوا عليهتتا‪ ،‬ثتتم طتتارت بهتتم‬

‫في الجنة‪ .‬فيتجلى لهم الجبار‪ ،‬فتتإذا رأوه‪ ،‬ختتروا لتته ستتجدًا‪ ،‬فيقتتول‬

‫لهم الجبار‪ :‬ارفعوا رؤوسكم فإن هذا اليوم ليس بيوم عمل‪ ،‬إنما هو‬

‫يوم نعيم‪ ،‬وكرامة‪ ،‬فيرفعون رؤوسهم‪ ،‬فيمطر الله عليهم طيب تًا‪ ،‬ثتتم‬

‫تمر بهم على كثبان المسك‪ ،‬فيبعتتث اللتته علتتى تلتتك الكثبتتان ريحتًا‪،‬‬

‫فتهيجها عليهم‪ ،‬حتى إنهم ليرجعون ِإلى أهلهم‪ ،‬وإنهم لشعث غتتبر"‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا الفضل بن جعفر‪ ،‬حدثنا جعفتتر بتتن بشتتر‪،‬‬

‫حدثنا أبي‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن علي‪ ،‬سمعت رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم يقول‪" :‬إن في الجنة لشجرة‪ ،‬يخرج من أعلها ومن‬

‫أسفلها خيل من ذهب‪ ،‬مسرجة‪ ،‬ملجمة‪ ،‬من در‪ ،‬ويتتاقوت‪ ،‬ل تتتروث‬

‫ول تبول‪ ،‬لها أجنحة‪ ،‬خطوها مد بصتترها‪ ،‬يركبهتتا أهتتل الجنتتة فتطيتتر‬

‫بهم حيث شاءوا‪ ،‬ويقول الذين أستتفل منهتتم درجتتة‪ ،‬بتتم بلتتغ عبتتادك‬

‫هذه الكرامة كلها? فيقول لهم‪ :‬كانوا يصلون الليتتل‪ ،‬وكنتتتم تنتتامون‪،‬‬

‫وكتتانوا يصتتومون‪ ،‬وكنتتتم تتتأكلون‪ ،‬وكتتانوا ينفقتتون‪ ،‬وكنتتتم تبخلتتون‪،‬‬

‫وكانوا يقاتلون‪ ،‬وكنتم تخشون"‪.‬‬

‫‪905‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر زيارة أهل الجنة بعضهم بعضا ً واجتماعهم وتذاكرهم‬

‫أمورا ً كانت منهم في الدنيا من طاعات وزلت‬

‫ن َقاُلوا إ ِّنا ك ُّنا‬ ‫ساَءُلو َ‬ ‫م عََلى ب َْعض ي َت َ َ‬ ‫ضه ُ ْ‬ ‫ل ب َعْ ُ‬ ‫قال الله تعالى‪َ" :‬وأقْب َ َ‬
‫موم إّنا ُ‬
‫كنا‬ ‫س ُ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن الله عَل َْينا وَوََقاَنا عَ َ‬ ‫م ّ‬ ‫نف َ‬ ‫شِفِقي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِفي أهْل َِنا ُ‬ ‫قَب ْ ُ‬
‫م"‪.‬‬ ‫حي ُ‬ ‫ه هُوَ اْلبر الّر ِ‬ ‫عوهُ إ ِن ّ ُ‬ ‫ل ن َد ْ ُ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا عبد الله‪ ،‬حدثنا سلمة بن شبيب‪،‬‬
‫حدثنا سعد بن دينار‪ ،‬عن الربيع‪ ،‬عن صبيح‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إذا دخل أهل الجنة‪ ،‬واشتاق‬
‫لخوان بعضهم إلى بعض‪ ،‬يسير سرير هذا إلى سرير هذا‪ ،‬حتى‬ ‫ا ِ‬
‫يجتمعا جميعًا‪ ،‬فيقول أحدهما لصاحبه‪ :‬أتعلم متى غفر الله لنا?‬
‫فيقول صاحبه‪ :‬كنا في موضع كذا وكذا‪ ،‬فدعونا الله فغفر لنا"‪.‬‬
‫م‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ل َقاِئل ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ساَءُلو َ‬ ‫م عََلى ب َْعض ي َت َ َ‬ ‫ضه ُ ْ‬‫ل ب َعْ ُ‬ ‫وقال تعالى‪َ" :‬فأقْب َ َ‬
‫مت َْنا وَك ُّنا ت َُرابا ً‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن أئ ِ َ‬ ‫صدِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل أِئنك ل َ ِ‬ ‫ن "ي َُقو ُ‬ ‫ري ٌ‬ ‫ن لي قَ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫إني َ‬
‫سواء‬ ‫ن َفاطل َعَ فََرآهُ ِفي َ‬ ‫مط ّل ُِعو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫ن‪َ ،‬قا َ‬ ‫ديُنو َ‬ ‫م ِ‬ ‫ظاما ً أئ ِّنا ل َ َ‬ ‫ع َ‬ ‫وَ ِ‬
‫ن‬‫م َ‬‫ت ِ‬ ‫ة َربي ل َك ُن ْ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ت ل َت ُْردين وَل َوْل َ ن ِعْ َ‬ ‫ن ك ِد ْ ّ‬ ‫ل َتالل ّهِ إ ْ‬ ‫حيم َقا َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ال َ‬
‫ن‬‫نإ ّ‬ ‫مَعذِبي َ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫موْت َت ََنا الوَلى وَ َ‬ ‫ن إل ّ َ‬ ‫ميتي َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ن أفَ َ‬ ‫ري َ‬‫ض ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن"‪ .‬وهذا الفوز‪،‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫مل اْلعا ِ‬ ‫ذا فَل ْي َعْ َ‬ ‫مْثل هَ َ‬ ‫م لِ ِ‬ ‫ظي ُ‬ ‫ذا ل َهُوَ ال َْفوُْز ال ْعَ ِ‬ ‫هَ َ‬
‫يشمل الجني‪ ،‬والنسي‪.‬‬
‫يقول‪ :‬كان يوسوس إلي بالكفر واستبعاد أمر المعاد‪ ،‬فبرحمة الله‬
‫نجوت منه‪ ،‬ثم أمر أصحابه ليطلعوا على النار‪ ،‬فرآه في غمراتها‬
‫يعذب‪ ،‬فحمد الله على ما نجاه منه‪.‬‬
‫ت‬‫ة ربي‪ ،‬ل َك ُن ْ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ت ل َت ُْرِدين‪ ،‬وَل َوْل َ ن ِعْ َ‬ ‫ل َتالل ّهِ ِإن ك ِد ْ َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ" :‬قا َ‬
‫ن"‪ .‬ثم ذكر الغبطة التي هو فيها‪ ،‬وشكر الله عليها‬ ‫ري َ‬ ‫ض ِ‬‫ح َ‬ ‫ن الم ْ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ن"? أي‬ ‫معَذ ِّبي َ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬‫موْت َت ََنا الوَلى‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن إ ِل ّ َ‬ ‫ن ِبميتي َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫وقال‪" :‬أفَ َ‬
‫إنا قد نجونا من الموت والعذاب‪ ،‬بدخولنا الجنة‪ ،‬إن هذا لهو الفوز‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫مل ال َْعا ِ‬ ‫مْثل هذا‪ ،‬فَل ْي َعْ َ‬ ‫العظيم وقوله‪" :‬ل ِ ِ‬
‫يحتمل أن يكون من تمام مقالته‪ ،‬ويحتمل أن يكون من كلم الله‬

‫‪906‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن"‪.‬‬
‫سو َ‬ ‫ك فَل ْي َت ََناَفس ال ْ ُ‬
‫مت ََنافِ ُ‬ ‫عز وجل‪ ،‬لقوله‪" :‬وفي ذ َل ِ َ‬
‫ولهذا نظائر كثيرة‪ ،‬قد ذكرنا بعضها في التفسير‪.‬‬
‫ليمان‪ ،‬في حديث حارثة بن‬ ‫وذكر في أول البخاري‪ :‬في كتاب ا ِ‬
‫سراقة‪ ،‬حين قال له رسوللله صلى الله عليه وسلم‪" :‬كيف‬
‫أصبحت? فقال‪ :‬أصبحت مؤمنا ً بالله حقًا‪ ،‬قال‪ :‬فما حقيقة إيمانك?‬
‫قال‪ :‬صرفت نفسي عن الدنيا‪ ،‬فأسهرت ليلي‪ ،‬وأظمأت نهاري‪،‬‬
‫وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزًا‪ ،‬وإلى أهل الجنة يتزاورون فيها‪،‬‬
‫وإلى أهل النار يعذبون فيها‪ ،‬فقال‪" :‬عبد نور الله قلبه"‪.‬‬
‫وقال سليمان بن المغيرة‪ :‬عن حميد بن هلل‪ :‬بلغنا أن أهل الجنة‬
‫يزور العلى السفل منهم ول يزور السفل العلى"‪ ،‬قلت‪ :‬وهذا‬
‫يحتمل معنيين‪ :‬أحدهما‪ :‬أن صاحب الرتبة السافلة‪ ،‬ل يصلح له أن‬
‫يتعداها‪ ،‬وليس فيه أهلية لذلك‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬لئل يرى فوق ما هو فيه من النعيم فيحزن لذلك‪ ،‬وليس في‬
‫الجنة حزن‪ ،‬وقد ورد ما قاله حميد بن هلل في حديث مرفوع‪ ،‬وفيه‬
‫زيادة على ما قال‪ ،‬فقال الطبراني‪ :‬حدثنا الحسن بن إسحاق‪ ،‬حدثنا‬
‫شريك بن عثمان‪ .‬حدثنا المسيب بن شريك‪ ،‬عن بشر بن نمير‪ ،‬عن‬
‫القاسم‪ ،‬عن أبي أمامة‪ ،‬قال‪ :‬سئل رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم هل يتزاور أهل الجنة? فقال‪" :‬يزور العلى السفل ول يزور‬
‫السفل‪ ،‬العلى‪ ،‬إل الذين يتحابون في الله يأتون منها حيث شاءوا‬
‫على النوق‪ ،‬محتقبين الحشايا"‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا حمزة بن العباس‪ ،‬حدثنا عبد الله بن‬
‫عثمان‪ ،‬عن عبد الله بن المبارك‪ ،‬أن إسماعيل بن عياش قال‪:‬‬
‫حدثني ثعلبة بن مسلم‪ ،‬عن أيوب بن بشير العجلي‪ ،‬عن شفي بن‬
‫ماتع‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن من نعيم الجنة‬
‫أنهم يتزاورون على المطايا والبخت‪ ،‬وأنهم يؤتون في الجنة بخيل‬
‫مسرجة ملجمة‪ ،‬ل تروث ول تبول فيركبونها حتى ينتهوا إلى حيث‬
‫شاء الله عز وجل‪ ،‬فيأتيهم مثل السحابة‪ ،‬فيها ما ل عين رأت‪ ،‬ول‬
‫أذن سمعت‪ ،‬فيقولون‪ :‬أمطري علينا‪ ،‬فل تزال تمطر عليهم حتى‬
‫ينتهي ذلك‪ ،‬ثم يبعث الله ريحا ً غير مؤذية‪ ،‬فتتسف كثبانا ً من مسك‪،‬‬

‫‪907‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن أيمانهم‪ ،‬وعن شمائلهم‪ ،‬فيوجد ذلك المسك في نواصي خيلهم‪،‬‬


‫وفي مفارقها‪ ،‬وفي رؤوسها‪ ،‬ولكل رجل منهم جهة على ما اشتهت‬
‫نفسه‪ ،‬فيعلق المسك بهم‪ ،‬ويعلق بالخيل‪ ،‬ويعلق بما سوى ذلك من‬
‫الثياب‪ ،‬ثم ينقلبون حتى ينتهوا إلى ما شاء الله عز وجل‪ ،‬فإن‬
‫المرأة تنادي بعض أولئك‪ :‬يا عبد الله? أما لك فينا حاجة? فيقول‪:‬‬
‫من أنت? فتقول‪ :‬أنا زوجتك‪ ،‬وحبك‪ ،‬فيقول‪ :‬ما علمت بمكانك‪،‬‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫خِفي ل َهُ ْ‬ ‫ما أ ْ‬
‫س َ‬‫م ن َْف ٌ‬ ‫فتقول أو ما علمت أن الله قال‪" :‬فَل َ ت َعْل َ ُ‬
‫ما َ‬
‫كاُنوا ي َْعملون"‪.‬‬ ‫جَزاًء ب ِ َ‬‫قّرةِ أعُْين َ‬
‫فيقول‪ :‬بلى وربي‪ ،‬فلعله يشغل بعد ذلك الوقت‪ ،‬ل يلتفت‪ ،‬ول يعود‪،‬‬
‫ما يشغله عنها إلى ما هو فيه من النعمة والكرامة وهذا حديث‬
‫مرسل غريب جدًا‪.‬‬
‫وقال ابن المبارك‪ :‬حدثنا رشدين بن سعد‪ ،‬حدثني ابن أنعم‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة‪ ،‬قال‪" :‬إن أهل الجنة ليتزاورون على العيس الخور‪ ،‬عليها‬
‫رحال المسك‪ ،‬على خياشمها غبار المسك‪ ،‬خطام‪ -‬أو زمام‪ -‬أحدها‬
‫خير من الدنيا وما فيها"‪.‬‬
‫وروى ابن أبي الدنيا‪ :‬من طريق إسماعيل بن عياش‪ ،‬عن عمر بن‬
‫محمد‪ ،‬عن زيد بن أسلم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫صعِقَ َ‬ ‫صورِ فَ َ‬ ‫خ في ال ّ‬ ‫وسلم أنه سأل جبريل عن هذه الية‪" :‬وَن ُِف َ‬
‫ه"‪.‬‬‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ن في الْرض إ ِل ّ َ‬
‫م ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫وا ِ‬‫سم َ‬
‫في ال ّ‬
‫فقال‪ :‬هم الشهداء‪ ،‬يبعثهم الله متقلدين أسيافهم حول عرشه‪،‬‬
‫فتأتيهم ملئكة من المحشر بنجائب من الياقوت البيض‪ ،‬برجال‬
‫لستبرق‪ ،‬ونمارق من الحرير‪ ،‬تمد‬ ‫الذهب‪ ،‬أعنتها السندس‪ ،‬وا ِ‬
‫أبصارها مد أبصار الرجال‪ ،‬يسيرون في الجنة على خيولهم يقولون‬
‫عند طول النزهة‪ :‬انطلقي بنا ننظر كيف يقضي الله بين خلقه?‬
‫فيضحك إليهم الله عز وجل‪ ،‬وإذا ضحك الله إلى عبد فل حساب‬
‫عليه"‪ .‬وقال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم‬
‫الهروي‪ ،‬حدثنا القاسم بن زيد الموصلي‪ ،‬حدثني أبو إياس‪ ،‬حدثني‬
‫محمد بن علي بن الحسين‪.‬‬
‫وروى أبو نعيم‪ :‬في حديث المعافى‪ .‬بن عمران‪ ،‬حدثني‪ :‬قال رسول‬

‫‪908‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى‪،‬‬
‫لو سخر الجواد الراكب أن يسير في ظلها لسار مائة عام‪ ،‬ورقها‬
‫زمرد أخضر‪ ،‬وزهرها رياط صفر‪ ،‬وأفناؤها سندس‪ ،‬وإستبرق‪،‬‬
‫وثمرها حلل‪ ،‬وصمغها زنجبيل‪ ،‬وعسل‪ ،‬و بطحاؤها ياقوت أحمر‪،‬‬
‫وزمرد أخضر‪ ،‬وترابها مسك‪ ،‬وخشيشها زعفران‪ ،‬يفوح من غير‬
‫وقود‪ ،‬ويتفجر من أصلها أنهار السلسبيل‪ ،‬والرحيق‪ ،‬وظلها مجلس‬
‫من مجالس أهل الجنة‪ ،‬يألفونه‪ ،‬ويتحدث فيه جميعهم‪.‬‬
‫فبينما هم يوما ً يتحتتدثون فتتي ظلهتتا‪ ،‬إذا جتتاءتهم الملئكتتة يقتتودون‬

‫نجائب من اليتتاقوت‪ ،‬قتتد نفتتخ فيهتتا التتروح‪ ،‬مزمومتتة بسلستتل متتن‬

‫ذهب‪ ،‬وجوهها المصابيح‪ ،‬عليها رحائل ألواحهتتا متتن التتدر واليتتاقوت‪،‬‬

‫مفصصة بتتاللؤلؤ والمرجتتان صتتفاقها متتن التتذهب الحمتتر‪ ،‬الملبتتس‬

‫بالعبقري والرجوان‪ ،‬فأناخوا إليهتتم بتلتتك النجتتائب‪ ،‬وقتتالوا لهتتم‪ :‬إن‬

‫ربكم يقرئكتتم الستتلم‪ ،‬ويستتتزيركم‪ ،‬لينظتتر إليكتتم‪ ،‬و تنظتتروا إليتته‪،‬‬

‫وتحيوه‪ ،‬ويحييكم‪ ،‬وتكلموه‪ ،‬ويزيدكم من سعة فضله‪ ،‬إنتته ذو رحمتتة‬

‫واستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعة‪ ،‬وفضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل عظيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫فيتحول كل رجل منهم إلى راحلته‪ ،‬ثم ينطلقون صفا ً واحدا ً معتتتد ً‬
‫ل‪،‬‬

‫ل يفوت منه أحد أحدًا‪ ،‬ول تفوت أذن الناقة أذن صتتاحبتها‪ ،‬ول ركبتتة‬

‫الناقة ركبة صاحبتها ول يمرون بشجرة من أشجار الجنة إل أتحفتهم‬

‫‪909‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بثمرتها‪ ،‬ورحلت لهم عن طريقهم‪ ،‬كراهة أن ينثلم صفهم‪ ،‬أو يفتترق‬

‫بين الرجل ورفيقه‪ .‬فإذا رفعتتوا إلتتى الجبتتار أستتفر لهتتم عتتن وجهتته‬

‫الكريم وتجلى لهم فتتي عظمتتة العظيتتم وقتتالوا‪ :‬ربنتتا أنتتت الستتلم‪،‬‬

‫لكرام فيقول لهم ربهم عز وجتتل‪:‬‬


‫ومنك السلم‪ ،‬ولك حق الجلل وا ِ‬

‫لكرام‪ ،‬مرحبا ً بعبتتادي‬


‫"إني السلم ومني السلم‪ ،‬ولي حق الجلل وا ِ‬

‫الذين حفظوا وصتتي‪ ،‬ورعوا حقتتي‪ ،‬وختتافوني بتتالغيب فكتتانوا منتتي‬

‫علتتتتتتتتتتتتتتتى كتتتتتتتتتتتتتتتل حتتتتتتتتتتتتتتتال مشتتتتتتتتتتتتتتتفقين"‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وعزتك‪ ،‬وعلو مكانك‪ ،‬ما قدرناك حق قتتدرك‪ ،‬ومتتا أدينتتا إليتتك‬

‫كتتتتتتتتتل حقتتتتتتتتتك‪ ،‬فتتتتتتتتأذن لنتتتتتتتتا بالستتتتتتتتجود لتتتتتتتتك‪.‬‬

‫فيقول لهم ربهم‪" :‬إني قد وضعت عنكم مؤنة العبادة‪ ،‬وأرحتتت لكتتم‬

‫أبدانكم‪ ،‬فطالمتتا أنصتتبتم لتتي البتتدان‪ ،‬وأعنيتتتم لتتي الوجتتوه‪ ،‬فتتالن‬

‫أفضيتم إلي روحي‪ ،‬ورحمتي‪ ،‬وكرامتي‪ ،‬فسلوني متتا شتتئتم‪ ،‬وتمنتتوا‬

‫علي أعطكم أمانيكم‪ ،‬فإني لن أجزيكم اليوم بقدر أعمتتالكم‪ ،‬ولكتتن‬

‫بقدر رحمتي‪ ،‬وكرامتتتي‪ ،‬وطتتولي‪ ،‬وجللتتي‪ ،‬وعلتتو مكتتاني‪ ،‬وعظمتتة‬

‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأني"‪.‬‬

‫‪910‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فما يزالون في الماني والعطايا‪ ،‬والمتتوابه‪ ،‬حتتتى إن المقتصتتر فتتي‬

‫أمنيته ليتمنى مثل جميع التتدنيا منتتذ خلقهتتا اللتته إلتتى يتتوم إفنائهتتا"‪.‬‬

‫فيقول لهم الله عز وجل‪" :‬قد قصرتم في أمتتانيكم‪ ،‬ورضتتيتم بتتدون‬

‫ما يحق لكتم‪ ،‬لقتد أوجبتت لكتم متا ستألتم وتمنيتتم‪ ،‬وألحقتت بكتم‬

‫ذريتكتتتتتتتم‪ ،‬ودونكتتتتتتتم متتتتتتتا قصتتتتتتترت عنتتتتتتته أمتتتتتتتانيكم"‪.‬‬

‫وهذا مرسل ضعيف‪ ،‬غرب‪ ،‬وأحسن أحواله أن يكون من كلم بعتتض‬

‫السلف‪ ،‬فوهم بعض وراته فجعله مرفوعًا‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫جّنة و َ‬
‫لحاديث َ‬
‫شّتى‬ ‫علق بال َ‬
‫جامع لحكام تت َ‬
‫باب َ‬

‫م‬
‫حْقَنا ب ِهِ ْ‬‫مان أل َ‬ ‫م بِإي َ‬ ‫م ُ‬
‫ذري ّت ُهُ ْ‬ ‫مُنوا َوات ّب َعَت ْهُ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ" :‬واّلذي َ‬
‫ن شيء"‪.‬‬ ‫مم ْ‬ ‫ملهِ ْ‬ ‫ن عَ َ‬‫مم ْ‬ ‫ما أل َت َْناهُ ْ‬‫م وَ َ‬
‫ذري ّت َهُ ْ‬
‫ومعنى هذا‪ :‬أن الله تعالى يرفع درجة الولد في الجنة‪ ،‬إلى درجة‬
‫الباء‪ ،‬وإن لم يعملوا بعملهم‪ ،‬ول ينقص الباء من أعمالهم‪ ،‬حتى‬
‫يجمع بينهم وبين بنيهم‪ ،‬في الجنة التي يستحقها الباء‪ ،‬فيرفع‬
‫الناقص حتى يساويه مع العالي‪ ،‬ليجمع بينهم في الدرجة العالية‪:‬‬
‫لتقر أعينهم لجتماعهم وارتفاعهم"‪.‬‬
‫قال الثوري عن عمر بن مرة‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس‪،‬‬
‫قال‪" :‬إن الله ليرفع ذرية المؤمن إلى درجته‪ ،‬وإن كانوا دونه في‬
‫مان‬‫م بآي َ‬ ‫م ذّري ّت ُهُ ْ‬‫مُنوا َواتبعَت ْهُ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫العمل‪ ،‬ليقربهم عينة ثم قرأ‪َ" :‬والذي َ‬
‫يٍء"‪.‬‬‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مِله ْ‬
‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬‫ما ألت َْناهُ ْ‬
‫م وَ َ‬
‫م ذّري ّت َهُ ْ‬‫حْقَنا به ْ‬ ‫أل ْ َ‬
‫كذا رواه ابن جبير‪ ،‬وابن أبي حاتم في تفسيرهما عن الثوري‬

‫‪911‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫موقوفًا‪ ،‬وكذا رواه ابن جرير‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن عمرو‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس موقوفًا‪ ،‬وروراه البزار في مسنده‪ ،‬وابن مردويه في‬
‫تفسيره‪ ،‬من حديث قيس بن الربيع‪ ،‬عن عمرو عن سعيد‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫وروى الثوري‪ :‬وشعبة أثبت‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وروى ابن أبي الدنيا‪ ،‬من طريق الليث‪ ،‬عن حبيب بن أبي ثابت‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس في هذه الية قال‪" :‬هم ذرية‬
‫المؤمن‪ ،‬يموتون على اليمان‪ ،‬فإن كانت منازل آبائهم أرفع من‬
‫منازلهم‪ ،‬ألحقوا بآبائهم‪ ،‬ولم ينقص الباء من أعمالهم التي عملوا‬
‫شيئًا"‪.‬‬
‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا حسين بن إسحاق التستري‪ ،‬حدثنا محمد بن‬
‫عبد الرحمن بن غزوان‪ ،‬حدثنا‪ :‬شريك‪ ،‬عن سالم القطش‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬إذا دخل الرجل الجنة‪ ،‬سأل عن أبويه‪ ،‬وزوحته‪ ،‬وولده‪،‬‬
‫فيقال‪ :‬إنهم لم يبلغوا درجتك‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب قد عملت لي ولهم‪،‬‬
‫فيؤمر بإلحاقهم به"‪.‬‬
‫مان"‪.‬‬‫م بإي َ‬
‫م ذري ّت ُهُ ْ‬
‫مُنوا َوات ّب َعَت ْهُ ْ‬ ‫وقرأ ابن عباس‪َ" :‬واّلذي َ‬
‫نآ َ‬
‫وقال العوفي‪ :‬عن ابن عباس‪ ،‬فتتي هتتذه اليتتة‪ :‬يقتتول اللتته تعتتالى‪:‬‬

‫"والذين أدرك ذريتهم اليمان‪ ،‬فعملوا بطاعتي‪ ،‬ألحقتهم بآبائهم فتتي‬

‫الجنتتتتتتتتتة‪ ،‬وأولدهتتتتتتتتتم الصتتتتتتتتتغار تلحتتتتتتتتتق بهتتتتتتتتتم"‪.‬‬

‫هذا التفسير هو أحد أقوال العلماء فتي معنتى الذريتة‪ ،‬أهتم الصتغار‬

‫داوُد َ‬
‫ن ذرّيتتتهِ َ‬
‫متت ْ‬
‫فقتتط? أم يشتتمل الصتتغار والكبتتار? كقتتوله‪" :‬وَ ِ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل َي ْ َ‬
‫ما َ‬ ‫وَ ُ‬

‫‪912‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كورًا"‪.‬‬ ‫ن عَْبتتدا ً َ‬
‫شتت ُ‬ ‫ه َ‬
‫كتتا َ‬ ‫مل َْنتتا َ‬
‫متتعَ ُنتتوح إّنتت ُ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫متت ْ‬
‫وقتتال‪" :‬ذّرّيتتة َ‬

‫فتتتأطلق الذريتتتة علتتتى الصتتتغار‪ ،‬كمتتتا أطلقهتتتا علتتتى الكبتتتار‪.‬‬

‫وتفسير العوفي عتتن ابتتن عبتتاس‪ ،‬يشتتملهما‪ ،‬وهتتو اختيتتار الواحتتدي‬

‫وغيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتره‪ ،‬واللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته أعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وهو محكي عن الشعبي‪ ،‬وأبي مخلتتد‪ ،‬وستتعيد بتتن جتتبير‪ ،‬وإ براهيتتم‬

‫النخعي وأبي صالح‪ ،‬وقتادة‪ ،‬والربيع بتتن أنتتس‪ .‬هتتذا فضتتله ورحمتتته‬

‫على البناء ببركة عمل الباء‪.‬‬

‫فضل الله عز وجل على الباء ببركة عمل البناء‬

‫فأما فضله على الباء ببركتتة دعتتاء البنتتاء‪ ،‬فقتتد قتتال أحمتتد‪ :‬حتتدثنا‬

‫يزيد‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬عتتن أبتتي عاصتتم بتتن النجتتود‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وستتلم‪:‬‬

‫"إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة‪ ،‬فيقول‪ :‬يتتا رب‪ :‬أن ّتتى‬

‫لتتتتتتتي هتتتتتتتذه? فيقتتتتتتتول‪ :‬باستتتتتتتتغفار ولتتتتتتتدك لتتتتتتتك"‪.‬‬

‫وهذا إسناد صحيح‪ :‬ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة‪ ،‬ولكن‬

‫‪913‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫له شاهد في صحيح مسلم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول اللتته‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬إذا مات ابن آدم انقطع عملتته إل متتن ثلث‪:‬‬

‫صدقة جارية‪ ،‬أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له"‪.‬‬

‫فصل‬

‫الجنة والنار موجودتان‬

‫والجنة والنار موجودتان الن‪ ،‬معدتان لصحابهما‪ ،‬كما نطق بذلك‬


‫القرآن? وتواترت بذلك الخبار عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم وهذا اعتقاد أهل السنة والجماعة‪ ،‬المستمسكين بالعروة‬
‫الوثقى‪ ،‬وهي السنة المثلى إلى قيام الساعة‪ ،‬خلفا ً لمن زعم أن‬
‫الجنة والنار لم يخلقا بعد‪ ،‬وإنما يخلقان يوم القيامة‪ ،‬وهذا القول‬
‫صدر ممن لم يطلع على الحاديث المتفق على صحتها في‬
‫لسلم المعتددة المشهورة بالسانيد‬ ‫الصحيحين وغيرهما من كتب ا ِ‬
‫الصحيحة والحسنة‪ ،‬مما ل يمكن دفعه‪ ،‬ول رده‪ ،‬لتواتره‪ ،‬واشتهاره‪.‬‬
‫وقد ثبت في الصحيحين‪ :‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫"أنه رأى الجنة والنار ليلة السراء"‪.‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم‪" :‬اشتكت النار إلى ربها فقالت‪ :‬يا رب‪:‬‬
‫أكل بعضي بعضًا‪ ،‬فأذن لها في نفسين‪ ،‬نفس في الشتاء‪ ،‬ونفس‬
‫في الصيف‪ ،‬فأشد ما تجدون من الزمهرير‪ ،‬من بردها‪ ،‬وأشد ما‬
‫تجدون في الحر‪ ،‬من فيحها‪ ،‬فإذا كان الحر فأبردوا بالصلة"‪.‬‬
‫وثبت في الصحيحين‪ :‬من طريق عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن همام‪،‬‬
‫عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫"تحاجت الجنة والنار‪ ،‬فقالت النار‪ :‬أؤثرت بالمتكبرين والمتجبرين‪.‬‬

‫‪914‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقالت الجنة‪ :‬ما لي ل يدخلني إل ضعفاء الناس وسقطهم دون‬


‫غيرهم? فقال الله للجنة‪ :‬أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من‬
‫عبادي‪ ،‬وقال للنار‪ :‬أنت عذابي‪ ،‬أعذب بك من أشاء من عبادي‪،‬‬
‫ولكل واحدة منكما ملؤها‪ ،‬فأما النار فل تمتلىء حتى يضع قدمه‬
‫عليها‪ ،‬فتقول‪ :‬قط قط‪ ،‬فهنالك تمتلىء‪ ،‬وينزوي بعضها إلى بعض‪،‬‬
‫ول يظلم من خلقه أحدًا‪ ،‬وأما الجنة فينشىء الله لها خلقًا"‪ .‬لفظ‬
‫مسلم‪.‬‬
‫وثبت في الصحيحين‪ :‬من طريق سعيد‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬ل تزال جهنم يلقى فيها‪،‬‬
‫وتقول هل من مزيد‪ ،‬حتى يضع الجبار فيها قدمه‪ ،‬فينزوي بعضها‬
‫إلى بعض‪ ،‬وتقول‪ :‬قط قط‪ .‬بعزتك وكرمك‪ ،‬ول يزال في الجنة‬
‫فضل‪ ،‬حتى ينشىء الله لها خلقًا‪ ،‬فيسكنهم فضل الجنة"‪.‬‬
‫فأما ما وقع في صحيح البخاري‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم من أنه سبحانه وتعالى ينشىء للنار من يشاء‪،‬‬
‫فيلقى فيها‪ ،‬فتقول‪ :‬هل من مزيد? وإشكال هذه الرواية‪ ،‬فقد قال‬
‫بعض الحفاظ‪ :‬هذا غلط من بعض الرواة‪ ،‬وكأنه اشتبه عليه‪ ،‬فدخل‬
‫عليه لفظ في لفظ فنقل هذا الحكم من الجنة إلى النار‪ :‬والله‬
‫أعلم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فإن كان محفوظا ً فيحتمل أنه تعالى امتحنهم في العرصات‬
‫كما يمتحن غيرهم ممن لم تقم عليه الحجة في الدنيا‪ ،‬فمن عصى‬
‫ماك ُّنا‬‫منهم أدخله النار‪ ،‬ومن استجاب أدخله الجنة‪ ،‬لقوله تعالى‪" :‬وَ َ‬
‫سو ً‬
‫ل"‪.‬‬ ‫ث َر ُ‬‫حّتى ن َب ْعَ َ‬ ‫معَذ ِّبي َ‬
‫ن َ‬ ‫ُ‬
‫ن ِللّناس عََلى الّلتت ِ‬
‫ه‬ ‫ن ل ِئ َل ّ ي َ ُ‬
‫كو َ‬ ‫من ْذِِري َ‬
‫ن وَ ُ‬
‫ري َ‬
‫ش ِ‬ ‫سل ً ُ‬
‫مب َ ّ‬ ‫ولقوله تعالى‪ُ" :‬ر ُ‬

‫كيمًا"‪.‬‬ ‫زيزا ً َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه عَ ِ‬ ‫سل وَ َ‬
‫كا َ‬ ‫ة ب َعْد َ الّر ُ‬
‫ج ٌ‬
‫ح ّ‬
‫ُ‬

‫فصل‬

‫‪915‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫في بعض صفات أهل الجنة وبعض صفات أهل النار‬

‫وقد ذكرنا فيما سلف صفة أهل الجنة حال دخولهم إليها‪ ،‬وقدومهم‬

‫عليها‪ ،‬وأنهم يحول خلقهم إلى طول ستين ذراعا ً فتتي عتترض ستتبعة‬

‫أذرع‪ ،‬وأنهتتم يكونتتون جتتردا ً مكحليتتن فتتي ستتن أبنتتاء ثلث وثلثيتتن‪.‬‬

‫قال أبو بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا القاسم بتتن هاشتتم‪ ،‬حتتدثنا صتتفوان‬

‫بن صالح‪ ،‬حدثني داود بن الجراح العسقلني‪ ،‬حتتدثنا الوزاعتتي‪ ،‬عتتن‬

‫هارون بن رئاب عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬

‫عليه وسلم‪" :‬يدخل أهل الجنة الجنة علتى طتول آدم‪ ،‬ستتين ذراعتا ً‬

‫بذراع الملك‪ ،‬على حسن يوسف‪ ،‬وعلى ميلد عيسى‪ ،‬ثلث وثلثيتتن‪،‬‬

‫وعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى لستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان محمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد"‪.‬‬

‫وروى داود بن الحصين‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عبتتاس‪ ،‬قتتال‪" :‬لستتان‬

‫أهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل الجنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة عربتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي"‪.‬‬

‫وروى البيهقي‪ :‬من طريقين فيهما ضعف‪ :‬عن أبتتي كريمتتة المقتتدام‬

‫بن معدي كرب رضي الله عنه‪ -‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته‬

‫عليه وسلم‪" :‬ما من أحد من الناس يموت سقطا ً ول هرمتتا ً أو فيمتتا‬

‫‪916‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بين ذلك‪ ،‬إل بعث ابن ثلثين‪ .‬وفتتي روايتتة‪ -‬ثلث وثلثيتتن‪ -‬ستتنة فتتإن‬

‫كان من أهل الجنة كان على مسحة وصورة يوستتف‪ ،‬وقلتتب أيتتوب‪،‬‬

‫مردا ً مكحلين‪ ،‬ومن كان من أهل النتتار عظمتتوا وفخمتتوا كالجبتتال"‪.‬‬

‫وفي رواية‪" :‬حتى تصير جلدة يد أحدهم أربعين ذراع تا ً وحتتتى يصتتير‬

‫نتتتتتتتتتتتتاب متتتتتتتتتتتتن أنيتتتتتتتتتتتتابه مثتتتتتتتتتتتتل أحتتتتتتتتتتتتد"‪.‬‬

‫وثبت‪" :‬أن أهل الجنة يأكلون‪ ،‬ويشربون‪ ،‬ول يبولتتون‪ ،‬ول يتغوطتتون‪،‬‬

‫وإنمتتا ينصتترف طعتتامهم بتتأنهم يعرقتتون عرق تًا‪ ،‬لتته رائحتتة كرائحتتة‬

‫المستتتتتك الذفتتتتتر‪ ،‬وأنفاستتتتتهم تحميتتتتتد وتكتتتتتبير‪ ،‬وتستتتتتبيح"‪.‬‬

‫وثبت‪" :‬أن أول زمرة منهم على صورة القمر‪ ،‬ثم الذين يلونهم فتتي‬

‫البهتتاء كأضتتواء كتتوكب دري فتتي الستتماء‪ ،‬وأنهتتم يجتتامعون‪ ،‬ول‬

‫يتناستتلون‪ ،‬ول يتوالتتدون‪ ،‬إل متتا يشتتاؤون‪ ،‬وأنهتتم ل يموتتتون‪ ،‬ول‬

‫ينامون‪ ،‬لكمال حيتتاتهم بكتتثرة لتتذاتهم‪ ،‬وتتتوالي طعتتامهم وشتترابهم‪،‬‬

‫ل‪ ،‬وشتتبابًا‪ ،‬وقتتوة‪ ،‬وكمتا ً‬


‫ل‪،‬‬ ‫وكلما ازدادوا خلودا ً ازدادوا حستتنًا‪ ،‬وجمتتا ً‬

‫وازدادت لهم الجنة حسنًا‪ ،‬وبهاء‪ ،‬وطيبًا‪ ،‬وضياء‪ ،‬وكانوا أرغتتب فيهتتا‪،‬‬

‫‪917‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأحرص عليها‪ ،‬فكانت لهم أعز وأغلى وألذ‪ ،‬وأحلى‪ ،‬قال الله تعالى‪:‬‬

‫حو َ ً‬
‫ل"‪.‬‬ ‫ن ِفيَها ل َ ي َب ُْغو َ‬
‫ن عَن َْها ِ‬ ‫خاِلدي َ‬
‫" َ‬

‫فصل‬

‫لطلق هتتو‬
‫وقد ذكرنا‪ :‬أن أول من يدخل الجنة من بنتتي آدم علتتى ا ِ‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعلهتتم منزلتتة‪ ،‬وأن أول متتن‬

‫يدخلها من المم أمتتته‪ ،‬وأول متتن يتتدخل متتن هتتذه المتتة‪ ،‬أبتتو بكتتر‬

‫الصديق رضي الله عنه‪ ،‬وتقتتدم‪ ،‬أن أفتتراد هتتذه المتتة يكتتثرون فتتي‬

‫الجنة‪ ،‬وأنهم فيها يعدلون ثلثي أهل الجنة‪ ،‬كمتتا تقتتدم‪" :‬أهتتل الجنتتة‬

‫مائة وعشرون صفا ً وهذه المة ثمانون صفًا"‪.‬‬

‫يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة‬

‫سنة‬

‫وفي المسند‪ ،‬وجامع الترمذي‪ ،‬وسنن ابن ماجه‪ ،‬من حتتديث محمتتد‬

‫بن عمرو‪ :‬عن أبي سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬مرفوع تًا‪" :‬يتتدخل فقتتراء‬

‫المسلمين الجنة قبل أغنيتتائهم بنصتتف يتتوم‪ ،‬وهتتو خمستتمائة عتتام"‪.‬‬

‫‪918‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وإستتتتتتتتتتتتتتناده علتتتتتتتتتتتتتتى شتتتتتتتتتتتتتترط مستتتتتتتتتتتتتتلم‪.‬‬

‫وقتتتتتتتتتتتتتتال الترمتتتتتتتتتتتتتتذي‪ :‬حستتتتتتتتتتتتتتن صتتتتتتتتتتتتتتحيح‪.‬‬

‫وروى الطبراني‪ :‬من حديث الثوري‪ ،‬عتتن محمتتد بتتن زيتتد‪ ،‬عتتن أبتتي‬

‫حتتتتتتتازم‪ ،‬عتتتتتتتن أبتتتتتتتي هريتتتتتتترة‪ ،‬مرفوعتتتتتتتًا‪ ،‬مثلتتتتتتته‪.‬‬

‫وروى الترمذي‪ :‬من طريق العمش‪ ،‬عتتن عطيتتة‪ ،‬عتتن أبتتي ستتعيد‪،‬‬

‫مرفوعتتتتتتتتتتتتتتتًا‪ ،‬مثلتتتتتتتتتتتتتتته‪ ،‬ثتتتتتتتتتتتتتتتم حستتتتتتتتتتتتتتتنه‪.‬‬

‫والذي رواه مسلم‪ :‬من طريق أبي عبد الرحمتتن الجعلتتي‪ ،‬عتتن عبتتد‬

‫الله بن عمر‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن فقتتراء‬

‫المهتتتاجرين يستتتبقون الغنيتتتاء يتتتوم القيامتتتة بتتتأربعين خريفتتتًا"‪.‬‬

‫وروى الترمذي‪ :‬عن جابر بن عبد الله‪ ،‬مرفوعًا‪ ،‬مثله‪ ،‬وصححه‪ .‬وله‪:‬‬

‫عتتتتتتتتتتن أنتتتتتتتتتتس أيضتتتتتتتتتتًا‪ ،‬نحتتتتتتتتتتوه‪ ،‬واستتتتتتتتتتتغربه‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وإن كتتان الول محفوظتًا‪ ،‬فيكتتون باعتبتتار أول الفقتتراء وآختتر‬

‫الغنياء‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫أول ثلثة يدخلون الجنة وأول ثلثة يدخلون النار‬

‫‪919‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وروى المام أحمد‪ :‬عن إسماعيل بن علية‪ ،‬وأبو بكر بن أبي شتتيبة‪،‬‬

‫عن يزيد بن هارون‪ ،‬كلهما عن هشام الدستوري‪ ،‬عن يحيى بن أبي‬

‫كثير‪ ،‬عن عامر العقلي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قتتال رستتول‬

‫ي أول ثلثتتة يتتدخلون الجنتتة‪،‬‬


‫الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬عرض عل ت ّ‬

‫وأول ثلثة يدخلون النار‪ ،‬قال‪ :‬فأما أول ثلثة يدخلون الجنة‪ :‬فشهيد‪،‬‬

‫وعبد مملوك لم يشغله رق الدنيا عن طاعة ربه‪ ،‬وفقير متعفتتف‪ ،‬ذو‬

‫عيال‪ ،‬وأما أول ثلثة يدخلون النار‪ :‬فأمير مسلط‪ ،‬وذو ثروة من مال‬

‫ل يتتتتتتؤدي حتتتتتتق اللتتتتتته متتتتتتن متتتتتتاله‪ ،‬وفقيتتتتتتر فختتتتتتور"‪.‬‬

‫ورواه الترمذي‪ :‬من طريق ابن المبارك‪ ،‬عتتن يحيتتى بتتن أبتتي كتتثير‪،‬‬

‫وقتتتتال‪ :‬حستتتتن‪ ،‬ولتتتتم يتتتتذكر الثلثتتتتة متتتتن أهتتتتل النتتتتار‪.‬‬

‫وثبت في صحيح مسلم‪ :‬عن عياض بن حماد المجاشعي‪ ،‬عن النتتبي‬

‫صلى اللتته عليتته وستتلم‪ ،‬أنتته قتتال‪" :‬أهتتل الجنتتة ثلثتتة‪ :‬ذو ستتلطان‬

‫مقسط متصدق موفق‪ ،‬ورجل رحيم القلب بكل ذي قربى‪ ،‬ومستتلم‬

‫عفيف متعفف ذو عيال‪ ،‬وأهل النار خمسة‪ :‬الضعيف الذي ل زبر له‪،‬‬

‫الذين هم فيكم تبعا ً ل يبتغون أهل ً ول ما ً‬


‫ل‪ ،‬والخائن الذي ل يخفى له‬

‫‪920‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طمع‪ -‬وإن دق‪ -‬إل خانه‪ ،‬ورجل ل يصبح ول يمسي إل وهتتو يخادعتتك‬

‫عن أهلك ومالتتك‪ ،‬وذكتتر البختتل‪ -‬أو الكتتذب‪ -‬والشتتنظير الفحتتاش"‪.‬‬

‫وثبت في الصحيحين‪ :‬من حديث سفيان الثوري‪ ،‬وشعبة‪ ،‬عتتن معبتتد‬

‫بن خالد‪ ،‬عن حارثة بن وهب‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪:‬‬

‫"أل أخبركم بأهل الجنة? كل ضعيف مستضعف‪ ،‬لو أقسم على اللتته‬

‫لبتتتره‪ ،‬أل أختتتبركم بأهتتتل النتتتار? كتتتل عتتتتل جتتتواظ متكتتتبر"‪.‬‬

‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا علي بن إسحاق‪ ،‬أخبرنا عبد اللتته‪ ،‬أخبرنتتا موستتى‬

‫بن علي بن رباح‪ ،‬سمعت أبي يحدث‪ ،‬عن عبد الله بتتن عمتترو‪ ،‬عتتن‬

‫رسول الله صلى الله عليتته وستتلم قتتال‪" :‬أهتتل النتتار كتتل جعظتتري‬

‫جواظ‪ ،‬مستكبر‪ ،‬جماع‪ ،‬منتتاع‪ ،‬وأهتتل الجنتتة الضتتعفاء‪ ،‬المغلوبتتون"‪.‬‬

‫وقال الطبراني‪ :‬حدثنا علي بن عبد العزيز‪ ،‬حدثنا مسلم بن إبراهيم‪،‬‬

‫حدثنا أبو هلل الراسي‪ ،‬حدثنا عقبة بن نبيت‪ ،‬عن أبي الجوزاء‪ ،‬عتتن‬

‫ابن عباس قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أهل الجنتتة‬

‫من مل أذنيه من ثناء الناس خيتترا ً وهتتو يستتمع‪ ،‬وأهتتل النتتار متتن مل‬

‫أذنيه من ثناء الناس شرا ً وهتتو يستتمع"‪ .‬وكتتذا رواه ابتتن متتاجه‪ :‬متتن‬

‫‪921‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حتتتتتتتتتتتتتتتديث مستتتتتتتتتتتتتتتلم بتتتتتتتتتتتتتتتن إبراهيتتتتتتتتتتتتتتتم‪.‬‬

‫وقال القاضي أبو عبيد علي بتتن الحستتين‪ ،‬حتتدثنا محمتتد بتتن صتتالح‪،‬‬

‫حدثنا خلف بن خليفة‪ ،‬عن أبي هاشم‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عتتن ابتتن‬

‫عباس‪ ،‬قتتال‪ :‬قتتال رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته وستتلم‪" :‬أختتبركم‬

‫برجالكم من أهتتل الجنتتة‪ :‬النتتبي فتتي الجنتتة‪ ،‬والصتتديق فتتي الجنتتة‪،‬‬

‫والشهيد في الجنة‪ ،‬والرجل يزور أخاه في ناحية المصر ل يتتزوره إل‬

‫الله في الجنة‪ ،‬ونساؤكم متتن أهتتل الجنتتة‪ ،‬العتتؤود الولتتود‪ ،‬التتتي إذا‬

‫غضب زوجها جاءت حتى تضع يدها عليه‪ :‬ثتتم تقتتول‪ :‬ل أذوق غمض تا ً‬

‫حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى ترضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى"‪.‬‬

‫وروى النسائي بعضه من حديث خلف بتن خليفتتة‪ ،‬عتتن أبتتي هاشتم‪،‬‬

‫عتتتتتتتتتتتتتن يحيتتتتتتتتتتتتتى بتتتتتتتتتتتتتن دينتتتتتتتتتتتتتار‪ ،‬بتتتتتتتتتتتتته‪.‬‬

‫وتقدم في الحتتاديث الصتتحيحة‪ :‬عتتن رستتول اللتته صتتلى اللتته عليتته‬

‫وسلم‪ ،‬قال‪" :‬أطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء‪ ،‬وأطلعتت‬

‫في النار فرأيت أكثر أهلها الغنياء"‪.‬‬

‫‪922‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الحمادون لله عز وجل في السراء والضراء هم أول من‬

‫يدعى يوم القيامة لدخول الجنة‬

‫وتقدم الحديث الوارد من طريق حبيب بن أبتتي ثتتابت‪ ،‬عتتن ستتعيد‪،‬‬

‫عن ابن عباس‪ :‬مرفوعًا‪" :‬أول متتن يتتدعى إلتتى الجنتتة يتتوم القيامتتة‬

‫الحمادون‪ ،‬الذين يحمدون الله في السراء والضراء"‪.‬‬

‫فصل‬

‫في أمة محمد عليه السلم أكثر أهل الجنة عددًا‪،‬‬

‫وأعلهم مكانا ً ومكانة‬

‫هذه المة أكثر أهل الجنة‪ ،‬وأغناهم فيها‪ ،‬وأعلهم منازل‪ ،‬وهم‬

‫ن‬
‫ن الّولي َ‬
‫م َ‬ ‫صدورها كما قال الله تعالى في صفة المقربين‪" :‬ثل َ ٌ‬
‫ة ِ‬

‫ن"‪.‬‬
‫ري َ‬
‫خ ِ‬
‫ن ال ِ‬
‫م َ‬ ‫وَقَِلي ٌ‬
‫ل ِ‬

‫ن"‪.‬‬ ‫ن َوثل ّ ٌ‬ ‫َ‬ ‫وقال في صفة أهل اليمين‪" :‬ثل ّ ٌ‬


‫ري َ‬
‫خ ِ‬
‫ن ال ِ‬
‫م َ‬
‫ة ِ‬ ‫ن الّولي َ‬
‫م َ‬
‫ة ِ‬

‫وثبت في الصحيحين‪" :‬خير القرون قرني‪ ،‬ثم الذين يلونهم‪ ،‬ثم‬

‫‪923‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الذين يلونهم‪ ،‬ثم يكون قوم تحت الشمس‪ -‬أو السماء‪ -‬ينذرون ول‬

‫يفون‪ ،‬ويشهدون ول يستشهدون ويخونون ول يؤتمنون"‪.‬‬

‫الصدر الول من صحابة رسول الله صلى الله عليه‬

‫وسلم هم خير هذه المة‬

‫وخيار المة‪ ،‬الصدر الوائل من الصحابة‪ ،‬كما قال ابن مسعود‪:‬‬


‫"فمن كان منكم مقتديا ً فليقتد بمن قد مات‪ ،‬أولئك أصحاب محمد‪،‬‬
‫آمن هذه المة قلوبًا‪ ،‬وأعظمها علمًا‪ ،‬وأقلها تكلفًا‪ ،‬قوم اختارهم‬
‫الله لصحبة نبيه‪ ،‬ونصرة دينه‪ ،‬فاعرفوا لهم قدرهم‪ ،‬واقتدوا بهم‪،‬‬
‫فإنهم كانوا على الهدى المستقيم"‪.‬‬
‫بعض الثار الواردة في دخول أعداد كبيرة من هذه المة‬

‫إلى الجنة بغير حساب‬

‫وتقتتدم أن هتتذه المتتة يتتدخل منهتتم إلتتى الجنتتة ستتبعون ألفتا ً بغيتتر‬

‫حستتاب‪ ،‬وفتتي صتتحيح مستتلم‪" :‬متتع كتتل ألتتف ستتبعون ألفتتًا"‪.‬‬

‫وفي ر واية أحمد‪" :‬مع كل واحد سبعون ألفًا"‪ .‬وإليك ذكر الحتتديث‪:‬‬

‫وإشارة إلى طرقه وألفاظه‪.‬‬

‫سبقك بها عكاشة‬

‫‪924‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثبت في الصحيحين‪ :‬من حديث الزهري‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن أبي‬

‫هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يدخل الجنة من‬

‫أمتي زمرة هم سبعون ألفًا‪ ،‬تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة‬

‫البدر"‪.‬‬

‫فقام عكاشة بن محصن السدي يدفع نمرة فقال‪ :‬يا رسول الله‬

‫ادع الله أن يجعلني منهم‪ ،‬فدعا له رسول الله صلى الله عليه‬

‫وسلم أن يجعله الله منهم‪.‬‬

‫فقام رجل من‪ .‬النصار فقال‪ :‬يا رسول الله‪ :‬ادع الله أن يجعلني‬

‫منهم‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬سبقك بها عكاشة"‪.‬‬

‫ولهما من رواية أبي حازم‪ :‬عن سهل بن سعد‪ ،‬مثله‪.‬‬

‫ولهما‪ :‬من رواية حصين بن عبد الرحمن‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن‬

‫ابن عباس‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪" :‬عرضت علي‬

‫المم‪ ،‬فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الرهط‪ ،‬والنبي‬

‫ومعه الرجل‪ ،‬والرجلن‪ ،‬والنبي ليس معه أحد‪ ،‬فرفع سواد‪ ،‬فظننت‬

‫أنهم أمتي‪ ،‬فقيل لي‪ :‬هذا موسى وقومه‪ ،‬ولكن انظر إلى الفق‪،‬‬

‫‪925‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فنظرت فإذا سواد عظيم‪ ،‬فقيل لي‪ :‬هذه أمتك‪ ،‬ومعهم سبعون ألفا ً‬

‫يدخلون الجنة بغير حساب‪ ،‬ول عذاب‪.‬‬

‫وفيه‪" :‬هم الذين ل يسترقون ول يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون"‪.‬‬

‫فقام عكاشة‪ ،‬فذكره‪.‬‬

‫ولمسلم‪ :‬من طريق محمد بن سيرين‪ ،‬وعمران بن الحصين‪ ،‬عن‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬يدخل الجنة من أمتي سبعون‬

‫ألفا ً بغير حساب‪ ،‬ول عذاب‪ ،‬قيل من هم? قال‪ :‬هم الذين ل يكتوون‬

‫ول يتطيرون‪ ،‬وعلى ربهم يتوكلون"‪.‬‬

‫ولمسلم‪ :‬من حديث ابن جريج‪ ،‬عن أبي الزبير‪ ،‬عن جابر‪ ،‬نحوه‪..‬‬

‫وروى عاصم‪ :‬عن رزين بن مسعود‪ ،‬نحوه‪ .‬وإسناده على شرط‬

‫مسلم بن الحجاج‪.‬‬

‫وقال هشام بن عمار خطيب دمشق‪ :‬وأبو بكر بن أبي شيبة‪،‬‬

‫واللفظ له‪.‬‬

‫أخبرنا إسماعيل بن عباس‪ :‬أخبرني محمد بن زياد اللهاني‪ ،‬سمعت‬

‫أبا أمامة يقول‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪:‬‬

‫‪926‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫"وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا‪ ،‬مع كل ألف‬

‫سبعون ألفًا‪ ،‬ل حساب عليهم‪ ،‬ول عذاب‪ ،‬وثلث حثيات من حثيات‬

‫ربي عز وجل"‪.‬‬

‫وكذا رواه أبو بكر بن عاصم‪ :‬عن دحيم‪ ،‬عن الوليد بن مسلم‪ ،‬عن‬

‫صفوان بن عمرو‪ ،‬عن أبي سليم بن عامر‪ ،‬عن أبي اليمان عامر بن‬

‫عبد الله بن يحيى الهوزي‪ ،‬عن أبي أمامة‪ ،‬فذكرمثله‪.‬‬

‫وروى الطبراني‪ :‬من حديث عامر بن سعد البجلي‪ ،‬عن عتبة بن عبد‬

‫السلمي‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله‪..‬‬

‫وروى الطبراني‪ :‬من طريق أبي أسماء الرحبي‪ ،‬عن ثوبان‪ ،‬مثله‪...‬‬

‫ولم يذكر ثلث حثيات‪...‬‬

‫وله‪ :‬من حديث قيس الكندي‪ ،‬عن أبي سعيد النصاري‪ ،‬مثله‪ -‬بذكر‬

‫الحثيات‪ -‬وقد قدمنا بقية طرقه بألفاظها‪.‬‬

‫فصل‬

‫‪927‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫ن‬ ‫خلفا ً ل ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫هما مخلوقان ِ‬
‫والّنار وأن ّ ُ‬
‫جّنة َ‬
‫وجود ال َ‬
‫في َبيان ُ‬

‫خلف ذَِلك ِ‬
‫من أهل البطلن‬ ‫م ِ‬
‫ع َ‬
‫َز َ‬

‫ت‬
‫وا ُ‬ ‫سم َ‬ ‫ضَها ال ّ‬ ‫جن ّةٍ عَْر ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ن رب ّك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مغِْفَرةٍ ِ‬ ‫عوا إ َِلى َ‬ ‫سارِ ُ‬ ‫قال تعالى‪" :‬وَ َ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫مت ِّقي َ‬ ‫ت ل ِل ْ ُ‬ ‫عد ّ ْ‬ ‫ضأ ِ‬ ‫َوالْر ُ‬
‫ضَها ك َعَْرض‬ ‫جن ّةٍ عَْر ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ن ربك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مغِْفَرةٍ ِ‬ ‫ساب ُِقوا ِإلى َ‬ ‫وقال تعالى‪َ " :‬‬
‫ؤتيهِ‬‫ل الل ّهِ ي ُ ْ‬ ‫ض ُ‬‫ك فَ ْ‬ ‫سل ِهِ ذ َل ِ َ‬‫مُنوا ِبالل ّهِ وَُر ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ت ل ِل ّ ِ‬ ‫عد ّ ْ‬ ‫ماِء َوالْرض أ ِ‬ ‫س َ‬‫ال ّ‬
‫ظيم"‪.‬‬ ‫ضل ال ْعَ ِ‬ ‫ه ذو ال َْف ْ‬ ‫شاُء َوالل ّ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫رين"‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ت ل ِلكافِ ِ‬ ‫عد ّ ْ‬ ‫ّ‬
‫وقال تعالى‪" :‬وات ُّقوا الّنار التي أ ِ‬
‫شي ّا ً وَي َوْ َ‬
‫م‬ ‫ن عَل َي َْها عد ُوّا ً وَعَ ِ‬ ‫ضو َ‬ ‫وقال في حق آل فرعون‪" :‬الّناُر ي ُعَْر ُ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫ذا َ‬ ‫شد ّ ال ْعَ َ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫ل فِْرعَوْ َ‬ ‫خُلوا آ َ‬ ‫ة أد ْ ِ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ت َُقو ُ‬
‫ما‬‫جَزاءً ب ِ َ‬ ‫ن قّرةِ أعُْين َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ي ل َهُ ْ‬ ‫خِف َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫م ن َْفس َ‬ ‫وقال تعالى‪" :‬فَل َ ت َعْل َ ُ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ملو َ‬ ‫َ‬
‫كاُنوا ي َعْ َ‬
‫وثبت في الصحيحين‪ :‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬أنه قال‪" :‬يقول الله تعالى‪" :‬أعددت لعبادي الصالحين ما ل‬
‫عين رأت‪ ،‬ول أذن سمعت‪ ،‬ول خطر على قلب بشر‪ ،‬ذخرا ً من بله‬
‫ن قُّر ِ‬
‫ة‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ي ل َهُ ْ‬
‫خِف َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫س َ‬ ‫م ن َْف ٌ‬ ‫ما أطلعتم عليه? ثم قرأ‪" :‬فَل َ ت َعْل َ ُ‬
‫أعُْين"‪.‬‬
‫وفي الصحيحين‪ :‬من حديث مالك‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬إن أحدكم إذا مات‪ ،‬عرض عليه مقعده بالغداة‬
‫والعشي‪ ،‬إن كان من أهل الجنة‪ ،‬فمن أهل الجنة‪ ،‬وإن كان من أهل‬
‫النار‪ ،‬فمن أهل النار‪ ،‬فقيل‪ :‬هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم‬
‫القيامة"‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم‪ :‬عن أبي مسعود‪" :‬أرواح الشهداء في حواصل‬
‫طير خضر‪ ،‬تسرح في الجنة حيث شاءت‪ ،‬ثم تأوي إلى قناديل‬
‫معلقة في العرش"‪.‬‬
‫لمام أحمد بن حنبل‪ ،‬حدثنا محمد بن إدريس‬ ‫وروينا من حديث ا ِ‬
‫الشافعي‪ ،‬عن مالك‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن عبد الرحمن بن كعب بن‬

‫‪928‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مالك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إنما‬
‫نسمة المؤمن في طائر معلق في شجر الجنة حتى يرجعها الله إلى‬
‫جسده يوم يبعثه"‪ .‬وتقدم الحديث المتفق عليه‪ :‬من طريق أبي‬
‫الزناد‪ ،‬عن العرج‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال‪" :.‬حفت الجنة بالمكاره‪ ،‬وحفت النار بالشهوات"‪.‬‬
‫وذكر الحديث المروي من طريق حماد بن سلمة‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عمرو‪ ،‬عن أبي سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة مرفوعًا‪" :‬لما خلق الله الجنة‬
‫قال يا جبريل‪ :‬اذهب فانظر إليها" الحديث‪.‬‬
‫وتقدم الحديث الخر‪" :‬لما خلق الله الجنة‪ ،‬قال لها‪ :‬تكلمي‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫قد أفلح المؤمنون"‪.‬‬
‫وفي الصحيحين‪ :‬عن أبي هريرة‪ ،‬وعند مسلم‪ :‬عن أبي سعيد‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬تحاجت الجنة والنار" الحديث‪.‬‬
‫وفيهما‪ :‬عن ابن عمر‪ ،‬مرفوعًا‪" :‬الحمى من فيح جهنم"‪.‬‬
‫وفيهما‪ :‬عن أبي ذر‪ ،‬مرفوعًا‪" :‬إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلة‪ ،‬فإن‬
‫شدة الحر من فيح جهنم"‪.‬‬
‫وفي الصحيحين‪" :‬إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة‪،‬‬
‫وغلقت أبواب النار"‪.‬‬
‫لسراء‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫وقد ذكرنا في حديث ا ِ‬
‫رأى الجنة والنار ليلتئذ‪.‬‬
‫ها‬
‫عن ْد َ َ‬
‫من ْت ََهى ِ‬
‫سد َْرةِ ال ُ‬
‫عن ْد َ ِ‬
‫خَرى ِ‬ ‫وقال الله تعالى‪" :‬وَل ََقد ْ َرآهُ ن َْزل َ ً‬
‫ةأ ْ‬
‫مأ َْوى"‪.‬‬
‫ة ال َ‬
‫جن ّ ُ‬
‫َ‬
‫وقال في صفة سدرة المنتهى‪" :‬إنه يخرج من أصلها نهران ظاهران‬
‫ونهران باطنان‪ ،‬وذكر الباطنين في الجنة"‪.‬‬
‫وفي الصحيحين‪" :‬ثم أدخلت الجنة‪ ،‬فإذا جنادل اللؤلؤ‪ ،‬وإذا ترابها‬
‫المسك"‪.‬‬
‫وفي صحيح مسلم‪ :‬من طريق قتادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪" :‬بينا أنا أسير في الجنة‪ ،‬إذا أنا بنهر‬
‫حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هذا? قال‪ :‬هذا الكوثر الذي‬
‫أعطاك ربك"‪.‬‬

‫‪929‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وفي مناقب عمر‪ :‬أنه صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬أدخلت الجنة‬
‫فرأيت جارية تتوضأ عند قصر‪ ،‬فقلت‪ :‬لمن أنت? قالت لعمر بن‬
‫الخطاب‪ ،‬فأردت أن أدخله‪ ،‬فذكرت غيرتك"‪.‬‬
‫فبكى عمر وقال‪ :‬أو عليك أغار يا رسول الله"? والحديث في‬
‫الصحيحين‪ ،‬عن جابر‪.‬‬
‫وقال لبلل‪" :‬دخلت الجنة فسمعت خشف نعليك بين يدي في‬
‫الجنة‪ ،‬فأخبرني بأرجى عمل عملته في السلم‪ ،‬فقال‪ :‬ما عملت‬
‫لسلم أرجى عندي منفعة من أني ل أتطهر طهورا ً تاما ً‬ ‫عمل ً في ا ِ‬
‫في ساعة من ليل ول نهار‪ ،‬إل صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي‬
‫أن أصلي"‪.‬‬
‫وأخبرني عن الرميصاء أنه رآها في الجنة"‪.‬‬
‫أخرجاه عن جابر بن عبد الله‪.‬‬
‫وأخبر في يوم صلة الكسوف‪" :‬أنه عرضت عليه الجنة والنار‪ ،‬وأنه‬
‫م أن يأخذ منها قطفا ً من عنب‪ .‬ولو أخذ ثمة‬ ‫دنت منه الجنة‪ ،‬وأنه ه ّ‬
‫لكلتم منه ما بقيت الدنيا"‪.‬‬
‫وفي الصحيحين‪ :‬من طريق الزهري‪ ،‬عن سعيد‪ ،‬عن أبي هريرة‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬رأيت عمرو بن عامر‬
‫بن الخزاعي ابن قمعة بن خندف أخا بني كعب هؤلء يجر قصبه في‬
‫النار"‪.‬‬
‫وقال في الحديث الخر‪" :‬ورأيت فيها صاحب المحجن"‪.‬‬
‫وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬دخلت امرأة النار‪ ،‬في‬
‫هرة حبستها حتى ماتت‪ ،‬فل هي أطعمتها وسقتها‪ ،‬ول هي تركتها‬
‫تأكل من خشاش الرض"‪ .‬ولقد رأيتها تحمشها"‪.‬‬
‫وأخبر عن الرجل الذي ينحي غصن شوك عن طريق المارة‪ .‬فقال‪:‬‬
‫"فلقد رأيته يستظل به في الجنة"‪.‬‬
‫وفي الحديث‪ :‬في صحيح مسلم‪ :‬عن أبي هريرة بلفظ أخر‪.‬‬
‫وفي الصحيحين‪ :‬عن عمران بن حصين‪ ،‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬أطلعت في الجنة‪ ،‬فرأيت أكثر أهلها الفقراء‪،‬‬
‫وأطلعت في النار‪ ،‬فرأيت أكثر أهلها النساء"‪.‬‬

‫‪930‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وفي صحيح مسلم‪ :‬من طريق المختار بن فلفل المخزومي‪ ،‬عن‬


‫أنس‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬والذي نفسي‬
‫ل‪ ،‬ولبكيتم كثيرًا‪ ،‬قالوا‪ :‬يا‬
‫بيده‪ ،‬لو رأيتم ما رأيت‪ ،‬لضحكتم قلي ً‬
‫رسول الله فما رأيت? قال‪ :‬رأيت الجنة والنار"‪.‬‬
‫وأخبر‪ :‬أن المتوضىء إذا تشهد بعد وضوئه فإنه تفتح له أبواب‬

‫الجنة يدخل من أيها شاء"‪.‬‬

‫وفي صحيح البخاري‪ :‬من حديث شعبة‪ ،‬عن عدي بن حاتم‪ ،‬عن‬

‫البراء بن عازب‪ ،‬قال‪ :‬لما توفي إبراهيم ابن رسول الله صلى الله‬

‫عليه وسلم قال‪" :‬إن له لمرضعا ً في الجنة"‪.‬‬

‫وقال البيهقي‪ :‬أخبرنا الحاكم‪ ،‬أخبرنا الصم‪ ،‬حدثنا ابن عباس‬

‫الرملي‪ ،‬حدثنا مؤمل بن إسماعيل‪ ،‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن عبد الرحمن‬

‫الصبهاني‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬أولد المؤمنين في جبل في الجنة‪ ،‬يكفلهم‬

‫إبراهيم وسارة حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة"‪.‬‬

‫وكذا رواه وكيع‪ :‬عن سفيان‪ -‬وهو الثوري‪ -‬والحاديث في هذا كثيرة‬

‫جدًا‪ ،‬وقد أوردنا كثيرا ً منها بأسانيدها ومتونها فيما تقدم‪.‬‬

‫ة وك ُل َ ِ‬
‫من َْها‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ج َ‬
‫ك ال َ‬ ‫ت وََزوْ ُ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫ن أن ْ َ‬ ‫وقال الله تعالى‪" :‬وَقُل َْنا َيا آد َ ُ‬
‫ما ْ‬

‫‪931‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جَرة"‪.‬‬ ‫ما وَل َ ت َْقَرَبا هَذِهِ ال ّ‬


‫ش َ‬ ‫شئت ُ َ‬
‫ث ِ‬ ‫غدا ً َ‬
‫حي ْ ُ‬ ‫َر َ‬

‫والجمهور على أن هذه الجنة جنة المأوى‪ ،‬وذهب طائفة آخرون إلى‬

‫أنها جنة في الرض‪ ،‬خلقها الله تعالى له‪ ،‬ثم أخرجه منها‪.‬‬

‫وقد ذكرنا ذلك مبسوطا ً في قصة آدم‪ ،‬من كتابنا هذا‪ ،‬بما أغنى عن‬

‫إعادته‪ ،‬وبالله المستعان‪.‬‬

‫فصل‬

‫وثبت في صحيح مسلم‪ ،‬عن عبتتد اللته بتن عمترو‪ ،‬أن رستتول اللته‬

‫صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬إن فقراء المهاجرين يستتبقون الغنيتتاء‬

‫يتتتتتتتوم القيامتتتتتتتة إلتتتتتتتى الجنتتتتتتتة بتتتتتتتأربعين خريفتتتتتتتًا"‪.‬‬

‫كتتذا روى الترمتتذي‪ :‬متتن حتتديث جتتابر‪ ،‬وصتتححه أنتتس واستتتغربه‪.‬‬

‫وللترمذي من حديث أبي هريترة‪ ،‬وصتححه‪ ،‬وأ بتي ستعيد‪ ،‬وحستنه‪:‬‬

‫"بنصتتتتتتتتتتتتتف يتتتتتتتتتتتتتوم‪ ،‬خمستتتتتتتتتتتتتمائة عتتتتتتتتتتتتتام"‪.‬‬

‫قلت‪ :‬فإن كان محفوظ تًا‪ -‬كمتتا صتتححه الترمتتذي‪ -‬فتحصتتل أن ذلتتك‬

‫باعتبار أول دخول الفقراء‪ ،‬وآخر الغنيتتاء‪ ،‬ويكتتون الربعتتون خريف تًا‪،‬‬

‫‪932‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫باعتبتتار متتا بيتتن دختتول آختتر الفقتتراء‪ ،‬وأول الغنيتتاء‪ ،‬واللتته أعلتتم‪.‬‬

‫وقد أشار إلى ذلك القرطبي فتتي التتتذكرة حيتتث قتتال‪" :‬وقتتد يكتتون‬

‫ذلتتك بتتاختلف أحتتوال الفقتتراء والغنيتتاء" يشتتير التتى متتا ذكرنتتاه‪.‬‬

‫قال الزهري‪" :‬كلم أهل الجنة عربي‪ ،‬وبلغنا أن الناس يتكلمون يتتوم‬

‫القيامة بالسريانية‪ ،‬فإذا دخلوا الجنة تكلموا بالعربية"‪.‬‬

‫فصل‬

‫مرَأة َتتزوج في الدنيا َبأزاواج وَتكون في الجّنة‬


‫في ال ْ َ‬
‫خُلقا ً‬
‫م ُ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬
‫سن َ ُ‬
‫ح َ‬
‫ن كان في الدّن َْيا أ ْ‬
‫م ْ‬
‫لِ َ‬

‫ذكر القرطبي في التذكرة‪ :‬من طريق وهب‪ ،‬عن مالك‪ ،‬أن أسماء‬
‫بنت أبي بكر شكت زوجها الزبير إلى أبيها فقال‪" :‬يا بنية‪ ،‬اصبري‬
‫فإن الزبير رجل صالح‪ ،‬ولعله يكون زوجك في الجنة"‪.‬‬
‫وقد بلغني أن الرجل إذا ابتكر المرأة‪ ،‬تزوجها في الجنة‪.‬‬
‫وقال أبو بكر بن العربي‪ :‬هذا حديث غريب‪.‬‬
‫وقد روي عن أبي الدرداء‪ ،‬وحذيفة بن اليمان‪ .‬أن المرأة تكون لخر‬
‫أزواجها في الدنيا‪ ،‬وجاء‪ :‬أنها تكون لحسنهم خلقًا‪.‬‬
‫قال أبو بكر النجاد‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن شاكر‪ ،‬حدثنا‬
‫عبيد بن إسحاق العطار‪ ،‬حدثنا يسار بن هارون‪ ،‬عن حميد بن أنس‪،‬‬
‫أن أم ٍ حبيبة قالت‪ :‬يا رسول الله‪ :‬المرأة يكون لها الزوجان في‬
‫الدنيا‪ ،‬فليهما تكون? فقال‪" :‬لحسنهما خلقا ً كان معها في الدنيا"‪.‬‬

‫‪933‬‬
‫النهاية في الفتن والملحم لبن كثير‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ثم قال‪" :‬يا أم حبيبة‪ :‬ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والخرة" ‪.‬‬
‫وقد روي عن أم سلمة‪ ،‬نحو هذا‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وإليه المرجع والمآب‪.‬‬

‫‪ ...................................‬أنتهى بفضل الله‬


‫وكرمه ‪................................‬‬

‫‪934‬‬

You might also like