Professional Documents
Culture Documents
أحد الكاتب
وقد اكتسبت قوتا من اعتمادها على الشعب ف مصادر تويلها وانتخابا وتناغمها مع الطالب الشعبية وماربتها
للديكتاتورية والستبداد .ولعلها تشكل أفضل نوذج على الديوقراطية الشعبية والؤسسات الدنية الت كانت
تزخر با الياة السلمية قبل ان تطم موجة الداثة الغربية الت عمت العال السلمي ف القرن الاضي متلف
مؤسسات الجتمع الدن لصال قيام الدول العسكرية الستبدة.
صحيح ان الدول السلمية ل تعرف ف تاريها الطويل أنظمة ديوقراطية مشابة لا هو موجود ف الغرب ،
ولكنها عرفت ترك الجتمع على ضوء قيم العلم والتقوى بعيدا عن مور الال والقوة ،وانتاج قيادات شعبية تقوم
بدور الدولة او موازية للدولة ف الفهوم الديث ،وكانت الرجعية الدينية الشيعية واحدة من الؤسسات الت
أفرزها الجتمع السلمي ف مواجهة اليمنة السلطوية ومن أجل تديد طغيانا .وقد لعبت الرجعية الشيعية دورا
كبيا ف تذيب الدولة الصفوية الت قامت ف ايران ف القرن الامس عشر ،وألزمت اللوك الصفويي الذين كانوا
يصطرعون على السلطة ،بالتقيد بالشريعة السلمية واحترام حقوق الناس ،وذلك عن طريق اعطائهم الجازة
للحكم بالنيابة عن الفقهاء.
وكان اللوك اليرانيون خلل القرون المسة الاضية يتدخلون أحيانا ف عملية تنصيب بعض الفقهاء كشيوخ
للسلم ويقدمون لم الدعم الال والوقاف الشرعية ،ولكن مسية الفقهاء عموما كانت مستقلة عن اللوك
بسبب طريقة انتخابم عب الناس وعدم اعتمادهم على تنصيب اللوك لم .ومن هنا كانت الرجعية الدينية ،
بصورة عامة ،مستقلة عن الؤسسات الرسية ورافضة ليمنتها الالية والدارية والثقافية والسياسية .
كان طالب العلم الشيعي يفضل حياة التقشف وتمل الوع على حياة الدعة والرغد ف سبيل الحافظة على
استقلله الفكري والعملي ،ويتجنب جدا الدخول ف الوظائف الرسية ،وأخشى ما يشاه ان يسب على حاشية
أحد السلطي.
كيف يصبح طالب العلم مرجعا؟
يضي طالب العلم الدين ف الوزة بضع سنوات يتعلم فيها اللغة العربية والصول والفقه والديث ،حسب
الكتب القررة ،ث يدخل حلقة أحد الفقهاء الذين يدرسون (خارج الكتب) اي يلقون ماضرات متخصصة ف
الفقه والصول ،وبعد ان يدرس بضع سني اخرى يصبح متهدا ،ويعطيه استاذه (اجازة) ف الجتهاد ،فيبدأ
بتشكيل حلقة خاصة من الطلب الدد ،ويتدرج ف سلل التدريس ،فتشيع سعته وينتشر صيته ف الوساط
العلمية ث ف الوساط الشعبية عن طريق طلبه ،فيقبل عليه الؤمنون ويستفتونه ف مسائلهم الشرعية ويقدمون اليه
أخاسهم وزكواتم ليوزعها على طلبة العلوم الدينية والحتاجي والفقراء وسائر النشاطات التبليغية والثقافية ،
ويقوم الوكلء الذين ينتشرون ف الدن والقرى والرياف بالدعوة ال ذلك الراجع والشهادة بأعلميته وجدارته
3الرجعية الدينية الشيعية..دولة ف الدولة ..و نوذج للديوقراطية الشعبية
للمرجعية ،وهكذا يصبح مرجعا دينيا لقطاعات واسعة من الشيعة عب الدود الدولية والقومية ،ويتمتع بكانة
روحية عالية تؤهله لتبوء منصب الرجع الدين العلى للطائفة الشيعية ف العال ،دون ان ير بؤسسة دينية خاصة
او يظى بقرار من رئيس معي او دائرة معينة .
وعادة ما تبز أساء عدد من الراجع الشباب بعد وفاة الرجع العلى السابق ،وتتم عملية انتخاب الرجع
العلى الديد بصورة صامتة وهادئة وشعبية وعملية من دون صناديق اقتراع او ضجة إعلمية ،وانا من خلل
ترشيح الطلبة وعلماء الناطق الختلفة الذين يعلنون تأييدهم لرجع معي ويطلبون من عامة الناس تقليده .ويدث
أحيانا كثية ان ينقسم العلماء وطلبة العلوم الدينية بي عدد من مراجع التقليد هنا وهناك ،وقد يلعب الوت
عامل حاسا ف تصفية الساحة وإبراز واحد معي يصبح الرجع العلى لبضع سنوات.
ويبدأ الرجع عادة بالنول ال الساحة بعد حل لقب (آية ال) ونشر فتاواه ف (رسالة عملية) والرسائل العملية
تضم الفتاوى الت يتاجها القلدون ف متلف البواب العبادية والعاملت والعقود ،وهي تتشابه ال حد كبي ول
تتلف ال ف أمور بسيطة من حيث شدة الحتياط او التساهل والتبسيط ،وعادة ما تدور حول أمور بثها
الجتهد مع تلمذته بشكل استدلل ولكنها تقدم لعامة الناس بصورة موجزة ومتصرة ومردة من الدلة
التفصيلية.
ويشترط ف مرجع التقليد أمور أبرزها الفقه والعدالة والياة ،وقد اضاف اليها القائلون بولية الفقيه شروطا
أخرى كالشجاعة والكفاءة والوعي السياسي والقدرة على الدارة والتدبي ،وهي شروط تتعلق بدور القائد
السياسي أكثر ما تتعلق بدور الفقيه
نواة الرجعية
لقد كان الشيعة ف القرون السلمية الول يرجعون ال أئمة أهل البيت يستفتونم ف مسائل اللل والرام ،
واشتهروا بالعفرية نسبة ال المام جعفر بن ممد الصادق الذي عاش ف النصف الول من القرن الثان
الجري ،وبعد حقبة أهل البيت كان الشيعة يأخذون العلم من أي فقيه او راو دون تديد او حصر ف شخص
معي قبل ان تتبلور ف القرون الخية أعراف وتقاليد قننت عملية (التقليد) وحصرته مدى الياة ف شخص معي
وأعطته نوعا من الولء السياسي والقيادة العامة .وقد بدأت هذه الالة الديدة منذ قرني تقريبا عندما تكونت
(الرجعية) بشكلها العروف اليوم.
ل يكن (الراجع) قديا يقومون بباشرة العمل السياسي وانا كانوا يكتفون ببيان الحكام الشرعية فقط ،
ولكنهم تدرييا أخذوا ينغمسون ببعض العمال الجتماعية من باب السبة ،وقد تعاظم الدور السياسي
4الرجعية الدينية الشيعية..دولة ف الدولة ..و نوذج للديوقراطية الشعبية
للفقهاء الشيعة ف ظل انعدام الدولة الشيعية الشرعية ،أو عدم اعتراف الرجعية الدينية بالدول القائمة .وبرز لول
مرة الدور الؤثر للمراجع ف أواخر القرن التاسع عشر عندما قام الرجع الدين العلى اليزا ممد حسن الشيازي
الذي كان يقيم ف مدينة سامراء ف العراق ،بإصدار فتوى ترم استعمال التبغ (التنباك) بأي شكل من الشكال
زراعة وتارة واستعمال ،من أجل إلغاء اتفاقية تارية حصرية وقعها شاه ايران ناصر الدين القاجاري مع شركة
بريطانية عام .1890ث برز الدور الكبي لفقهاء النجف ف حركة الشروطة (الركة الدستورية الديوقراطية) الت
نحت ف فرض الدستور ف ايران عام ، 1906وقام علماء الشيعة بعد ذلك بقاومة الحتلل البيطان للعراق
ف الرب العالية الول وقيادة ثورة العشرين التحررية.
استمد الفقهاء الشيعة شرعيتهم الروحية والسياسية من كونم (نوابا عامي عن المام الغائب الهدي النتظر) وهو
ما سح لم بإعطاء الوكالة للملوك الصفويي للحكم باسهم منذ القرن الامس عشر ،ث سح لم بمارسة الولية
العامة وتنفيذ الدود وجباية الخاس والزكوات وتطبيق الشريعة السلمية وإعلن الثورة والهاد بصورة مستقلة
وبعيدا عن موقف الدول القائمة وإرادتا او ف مواجهتها ،المر الذي أعطى انطباعا خاصا عن الرجعية الدينية
الشيعية بأنا دولة فوق الدولة او داخل الدولة ،خلفا للمرجعية الدينية السنية الت اعتادت على أداء دور معي ال
جانب السلطة الدنية وضمن مؤسسة معترف با ومعترفة بالسلطة ،غي منافسة ول طامة للستيلء على السلطة
او الكم باسم الدين .
وبالرغم من تطور الرجعية الدينية الشيعية وتأسيسها للجمهورية السلمية ف ايران ،ال انا ل تذب ف مؤسسات
الدولة حيث ظلت مافظة على استقللا وهيمنتها على مؤسسات الدولة ،وعلى استقللا السياسي ومواردها
الالية الشعبية الاصة .وقد استمر المام الراحل المين وخليفته الامنئي بمارسة دور الرجعية ال جانب قيادة
الدولة ،وذلك بإصدار الفتاوى الشرعية واستلم الخاس والزكوات وتعيي الوكلء والندوبي داخل ايران
وخارجها ،وحافظت الوزة العلمية ف قم على استقللا الال والداري والعلمي ورفضت تدخل الدولة
واحتضنت عددا من الراجع العارضي لنظام الكم ف ايران ،أو على القل شهدت مرجعيات مستقلة تتعال
على الضوع لرئيس الدولة الاكم حت لو كان مرجعا دينيا كالمام المين او الامنئي.
وقد يستغرب البعض خارج ايران اذا عرف ان الدولة اليرانية تتوسل ال طلبة العلوم الدينية لكي يتبوءوا مراكز
القضاء وهم يهربون منها ،وقد وجه كل من المام المين والسيد الامنئي عدة مرات دعوات ملحة ال الطلبة
للتعاون وانتقدا حالة السلبية الت يلتزم با الكثي ف الوزة ،ولكنهما ل يستطيعا ان يكسرا الالة السلبية التقليدية
والتوارثة ،وهذا ما دفع الدولة اليرانية ال انشاء مدارس خاصة لتربية القضاة والبلغي
2
5الرجعية الدينية الشيعية..دولة ف الدولة ..و نوذج للديوقراطية الشعبية
الارطة الرجعية
من النجف ال قم وبيوت
تركزت الرجعية الدينية الشيعية العليا منذ أكثر من قرني ف مدينة النجف ف العراق ،بعد رحلة طويلة تولت
فيها بي مدينة اللة وجبل عامل وأصفهان وقزوين وقم وسامراء وكر بلء والبحرين ،وعادت لتستقر ف النجف
ف أواخر القرن الثامن عشر ،بعد شق نر الندية الذي مون الدينة بالياه العذبة.
ونظرا لدور الرجعية السياسي ف العصور التأخرة كانت تتعرض لضغوط هائلة لتحجيمها او منعها من التدخل ف
الشؤون السياسية ،وقد تعرضت بعد فشل ثورة العشرين ف العراق ال ضربة قاصمة من قبل الكومة العراقية الت
سفرت ال ايران ثلثة من أكب الراجع آنذاك هم السيد أبو السن الصفهان والشيخ ممد حسي النائين
والشيخ مهدي الالصي ،ول تسمح لبعضهم بالعودة ال العراق ال بعد التعهد بعدم التدخل ف الشؤون الداخلية
العراقية .وتعرضت الرجعية الدينية ف نفس الوقت ال ضربة اخرى من ايران ف أيام الشاه رضا بلوي عندما منع
إرسال الخاس والزكوات ال النجف وحال دون سفر اليرانيي ال العراق ،ما ساعد على بروز مرجعية دينية
ف قم بزعامة السيد حسي البوجردي .ولكن الشاه ممد رضا بلوي (البن) الذي كان ينوي اتاذ إجراءات
علمانية سياسية واقتصادية واجتماعية وجد من مصلحته إضعاف الرجعية ف ايران ودعم مرجعية النجف ف
الستينات ،حت تف معارضة رجال الدين اليرانيي له ،وهكذا أبعد المام المين ال العراق و أبقى على
مرجعية الشريعتمداري والكلبايكان والرعشي النجفي ف قم.
وفيما كان الشاه يرتاح لبعض الوقت من الرجعية الثورية ،كان النظام العراقي وخاصة نظام حزب البعث
1968يتضايق من نو الوزة ف النجف وياول تجيم مرجعية السيد مسن الكيم ،فقام بتهجي اللف من
طلبة العلوم الدينية ومنع وصول اليرانيي ال العراق وهجر الكثي منهم ،ولكن النظام العراقي وجد ف مرجعية
خليفته السيد أبو القاسم الوئي البعيد عن السياسية أفضل ضمانة لعدم تفجر الثورة ضده وابقاء الرجعية العليا
تت قبضته ف النجف .وعندما قام التيار الثوري السلمي باللتفاف حول السيد ممد باقر الصدر ،الذي
تناغم مع الثورة السلمية ف ايران ودعا الشعب العراقي عام 1979ال الثورة ضد النظام العراقي ل يض بتأييد
الرجع العلى الوئي وجهازه الرجعي .ولذا ل يد النظام العراقي من مصلحته القضاء على مرجعية النجف
بالرة ،خاصة بعد قيام الثورة السلمية ف ايران واستقطاب المام المين لقطاعات واسعة من الشيعة ف العال ،
حيث ظلت النجف تشكل قطبا مرجعيا ف إزاء ايران وظل الوئي مقيما ف النجف حت وفاته عام 1992
6الرجعية الدينية الشيعية..دولة ف الدولة ..و نوذج للديوقراطية الشعبية
وبالرغم من تقلص الوزة العلمية ف النجف خلل الثمانينات والتسعينات ال درجة كبية ،ال ان الرجعية
العليا ظلت تتخذ من النجف عاصمة لا ،ول يانع النظام العراقي من وجودها وتركها ونوها ف مواجهة
مرجعية قم ،وف مواجهة النظام اليران الذي بدأ يسعى ال مد نفوذه ف العراق.
وهكذا ظلت (الرجعية الدينية) ف العراق خلل الثمانينات والتسعينات بعيدة عن التأثر بالنظام اليران ،
وبالرغم من الشعبية الت كسبها المام المين كزعيم سياسي ثوري ،ال ان عملية (التقليد) ظلت مصورة ف
عدد من الراجع التواجدين ف العراق ،و ل يستطع النظام اليران وخاصة بعد وفاة المام المين تقيق اختراق
كبي او اكتساب شعبية ومقلدين ف العراق ،بل ان الركات السلمية العراقية الهاجرة ومعظم العراقيي
التواجدين ف ايران ( ماعدا السيد ممد باقر الكيم والشيخ ممد مهدي الصفي) رفضوا مبايعة السيد علي
الامنئي او العتراف برجعيته ،وتوزعوا على مرجعيات متلفة ف قم والنجف وبيوت.
من جهته ل يض الامنئي بنفوذ يذكر خارج ايران ال ف بعض الوساط الليجية واللبنانية ،وبالرغم من
الدعم الكبي الذي قدمته ايران ال (حزب ال) ف لبنان وتعيي الامنئي عددا من قادة الزب كالسيد حسن نصر
ال ،المي العام للحزب ،والشيخ ممد يزبك ،وكلء شرعيي له ،ال انه ل ينجح ف حل جيع أعضاء
الزب على تقليده ،حيث ل يزال الكثي منهم على ولئهم للسيد ممد حسي فضل ال ،وهذا ما أدى ال شن
أجهزة إيرانية خفية حلة إعلمية شعواء ضد السيد فضل ال من أجل إخراجه من ساحة النافسة الرجعية وقيادة
الساحة الشيعية ف لبنان .ويقال ان السيد جعفر مرتضى ،الكاتب اللبنان القيم ف قم تلقى دعما من السيد
الامنئي لهاجة السيد فضل ال.
وكانت الساحة اللبنانية الشيعية قد شهدت تردا سابقا على مرجعية النجف عندما استقل السيد موسى الصدر ف
قيادة حركة أمل ف السبعينات وفرض نفسه "اماما" سياسيا عمليا ،وتفوق على مرجعية الفقهاء الكبار الذين
كانوا يعتزلون السياسة ويقتصرون على السائل الفقهية .وكان للمجلس السلمي الشيعي العلى الذي أسسه
المام موسى الصدر دور كبي ف بروز قيادة مرجعية شيعية خاصة ف لبنان ،بالرغم من عدم تصدي الصدر
وخليفته الشيخ ممد مهدي شس الدين للمرجعية الدينية ،ال مؤخرا حيث طرح شس الدين نفسه مرجعا للتقليد
.
لذا كان من الطبيعي ان يدث نوع من الصراع الفي بي الشاريع الرجعية الختلفة ف لبنان ،خاصة ف ظل
غياب أية مؤسسة لتنظيم عملية انتخاب الرجع العلى ،وتديد العلم والقدر على قيادة الساحة.
وشكلت الرجعيات اللبنانية الديثة خطرا على الرجعية التقليدية ف النجف وقم ،بفضل ما تتمتع به من
حيوية وحرية سياسية وإعلمية وتنظيمية وتربوية وتعليمية.
7الرجعية الدينية الشيعية..دولة ف الدولة ..و نوذج للديوقراطية الشعبية
وهنا أصبحت منطقة السيدة زينب ف ضاحية دمشق النوبية الت ضمت عددا من الوزات والعاهد ومثليات
الراجع وجاليات عراقية وإيرانية ولبنانية وخليجية ،مسرحا لواجهة شديدة بي مرجعية السيد علي السيستان
والسيد ممد سعيد الكيم (النجف) والشيخ جواد التبيزي والسيد ممد الشيازي (قم) ومرجعية السيد ممد
حسي فضل ال (لبنان) .وساعد على اشتداد العركة انقسام حزب الدعوة العراقي بي تقليد الرشد اليران السيد
علي الامنئي وتقليد فضل ال ،حيث قاد الشيخ ممد مهدي الصفي جناحا من الزب يدعو ال الذوبان
والندماج ف القيادة اليرانية باعتبار الامنئي وليا لمر السلمي ف كل مكان ،وذهب غالبية كوادر الزب
الهاجرة ال سوريا والدول الوربية ال تأييد السيد ممد حسي فضل ال.
أما ف داخل العراق فقد نت بعد وفاة الوئي مرجعية كل من السيد علي السيستان والسيد ممد سعيد الكيم
والسيد ممد الصدر الذي اغتيل عام ، 1999وكان هناك مرجع آخر هو السيد ممد الشيازي الذي نشط ف
كربلء ف الستينات ث هاجر ال الكويت ف السبعينات واكتسب كثيا من القلدين ف الليج وخاصة ف الكويت
والبحرين والنطقة الشرقية ،وانتقل ال ايران بعد انتصار الثورة ،وكاد يتوسع ف منطقة نفوذ الشريعتمداري بعد
وفاته ،ف تبيز وف مناطق أخرى من ايران ،ولكن الخابرات اليرانية حالت دون توسع مرجعيته خوفا من قيامه
بعارضة النظام اليران والضغط عليه باتاه تقيق أطروحته ف (شورى الفقهاء) .ول يقق الشيازي نوا كبيا
ف عدد مقلديه منذ السبعينات بالرغم من وفاة عدد من الراجع الكبار خلل السنوات العشرين الاضية ،وذلك
بسبب اصطدامه بط النجف وخط ايران ،ما حال دون تقدمه نو سدة الرجعية العليا حت الن.
وخلل السنوات العشر الاضية حاولت السلطات اليرانية إغراء الكثي من طلبة العلوم الدينية وخاصة من غي
اليرانيي للعمل معها والدعوة ال تقليد الرشد الامنئي الذي ل يكن معروفا بالجتهاد من قبل ،ما أدى ببعض
الطلبة وخاصة العراقيي والليجيي ال الجرة من ايران ،ولا كانت النجف مغلقة حاليا ف وجه طلبة العلوم
الدينية ،فقد قرر كثي من الطلبة اتاذ قرية (السيدة زينب) ف ضاحية دمشق النوبية مقرا جديدا لوزة علمية
شابة أضحت تنافس حوزة قم والنجف وتضم الن حوال ثلثة آلف طالب وأستاذ ،وتشتمل على أكثر من
عشر مدارس ويوجد فيها مثلون لختلف الراجع العرب واليرانيي.
ومع ان السيد علي السيستان الذي يعتب (الرجع العلى ) الال يعيش ف مدينة النجف ف العراق ،ال ان
وكيله العام السيد جواد الشهرستان يعيش ف مدينة قم ،ولذا فانه يضطر للتنسيق مع الجهزة اليرانية التخصصة
ف شئون الرجعية ف كثي من المور داخل ايران وخارجها ،ويقال انه يول قسما من مرجعية الامنئي ويتكفل
برواتبه الشهرية ،كما يقال بأن الملة الت يشنها جهاز السيستان ضد السيد ممد حسي فضل ال موجهة ف
بعض جوانبها من قبل الستخبارات اليرانية .
8الرجعية الدينية الشيعية..دولة ف الدولة ..و نوذج للديوقراطية الشعبية
إضافة ال شبكة الرجعيات الختلفة المتدة من قم ال النجف وبيوت ،توجد ف الكويت مرجعية اخرى
خاصة لطائفة خاصة من الشيعة هي (الشيخية) الت تطورت عن مدرسة الخباريي الت انشقت ف وقت سابق
عن الدرسة الصولية ،وهي بزعامة الشيخ حسن الحقاقي الائري السكوئي ،وتتاز هذه الرجعية بانتقالا
بصورة وراثية من واحد ال آخر ،حيث ورث الشيخ حسن الرجعية من أخيه الشيخ علي الذي كان ورثها عن
أبيه عن جده ،بعد ان رفضها ابن أخيه (الدكتور جعفر رائد) ،ويتأهب الن لتوريثها ال ابنه الشيخ عبد
الرسول.
وبعيدا عن الشيخية يوجد الن ف الوزة عدد من الساتذة الذين يعدون أنفسهم للمرجعية ف الستقبل ،
كالشيخ جعفر السبحان والشيخ ناصر مكارم الشيازي والشيخ لطف ال الصاف والشيخ الوحيد الراسان
والشيخ جواد التبيزي وغيهم وغيهم .
3
النابع الالية
يعتب الال عصب الرجعية الدينية الديثة ،وكما ف أية تربة ديوقراطية يلعب الال دورا كبيا ف عملية انتخاب
الرجع العلى ،ومع ان أساس الرجعية يفترض ان يقوم على العلم والتقوى ال ان الال هو الذي يسم عادة
انتخاب شخص معي من بي الفقهاء العدول التقياء ،ول يكفي ان يكون الشخص فقيها وعادل لكي يصبح
مرجعا ،اذا ل يكن يتلك قوة مالية ترشحه لسدة الرجعية وتلب الوكلء اليه ،ول يعن هذا ان شخصا جاهل
او فاسقا يستطيع بسهولة ان يرتقي سدة الرجعية الدينية ،ولكن ل يكن إغفال دور الال ف ارتقاء شخص او
سقوط شخص آخر .وهذا ما يفسر سيطرة العنصر الفارسي لعشرات السني على سدة الرجعية ،وذلك نظرا
لعلقات الراجع اليرانيي مع بن قومهم ف ايران الذين يقدمون التبعات السخية إليهم عادة ول يقدمونا ال
العرب او العراقيي حت لو كانوا أكثر علما وتقوى منهم ،بسبب عدم معرفتهم بم او عدم القدرة على التواصل
اللغوي معهم.
هناك مصادر عديدة لتمويل الرجعية ،كالدايا والنذور والوقاف وووصايا الوتى ولكن الصدر الرئيسي للتمويل
يقوم على المس ،وهي ضريبة طوعية يقدمها الؤمنون الشيعة بنسبة %20من أرباحهم السنوية ،بناء على
تفسي خاص لية الغنائم( :واعلموا أنا غنمتم من شيء فأن ل خسه وللرسول) الت توجب اخراج المس من
الغنيمة واعطائه ل والرسول ولذي القرب واليتامى والساكي .وقد اعتاد بعض أئمة الشيعة من أهل البيت ف
9الرجعية الدينية الشيعية..دولة ف الدولة ..و نوذج للديوقراطية الشعبية
القرن الثان الجري على مطالبة أتباعهم بتقدي المس اليهم باعتبارهم من ذوي القرب ،ولكن الراجع الشيعة
السابقي ل يكونوا يأخذون المس ،وينقل التاريخ ان المام الصادق أشار على كبي الفقهاء الشيعة (ممد بن
مسلم) بالتار فأخذ يبيع التمر على باب مسجد الكوفة .و قد روى الشيخ ممد بن علي الصدوق ف القرن
الرابع الجري) رواية عن إسحاق بن يعقوب عن المام الهدي الغائب يبيح فيها المس للشيعة ف عصر الغيبة .
وبناء على ذلك أفت عدد كبي من علماء الشيعة لقرون طويلة بعدم وجوب إخراج المس ف (عصر الغيبة) او
دفنه او إيداعه حت خروج (المام الثان عشر ممد بن السن العسكري).
وال وقت قريب ل يكن فقهاء الشيعة يقولون بوجوب المس ول بوجوب تسليمه إليهم ،وكانوا يعتمدون
على الوقاف بصورة رئيسية ،و كانت الوزة ف القرني الاضيي تعتمد ف جزء كبي من ميزانيتها لكثر من
مائة عام على تركة أحد ملوك (ملكة أودة) ف حيدر آباد الدكن ف الند ،وهو ما كان يعرف بـ( :خيية
أودة) .وعندما نشأت نظرية (النيابة العامة وولية الفقيه) بدأ بعض العلماء يقول بوجوب اخراج المس وتسليمه
ال الفقهاء باعتبارهم (نوابا عامي) عن المام الغائب .وربا كان الشيخ جعفر كاشف الغطاء أول من أوجب
أخراج المس وتسليمه ال العلماء ،وقد قام بملة عامة لباية المس دعما للدولة القاجارية (اليرانية) ف حربا
ضد الحتلل الروسي ف بداية القرن التاسع عشر.
أحدث هذا القول بوجوب المس ،تول كبيا ف تاريخ الرجعية وف بنيتها وتنظيمها.
ومنذ ذلك الي أصبح للمراجع ميزانيات ضخمة لدارة الوزات العلمية ف كل مكان و التصدق على
الفقراء والساكي وحت لتمويل بعض الشاريع البلدية .ولعب بازار طهران دورا كبيا ف تويل الرجعية منذ القرن
التاسع عشر ،وكان العامل الضاغط على الرجع السيد ممد حسن الشيازي ف اصدار فتوى تري التنباك عام
1892الت ألغت اتفاقية حصر التنباك بالشركة البيطانية ،والت كان الشاه ناصر الدين القاجاري قد وقعها مع
بريطانيا ،لن البازار كان التضرر الرئيسي من تلك التفاقية .وظل البازار يشكل العامل الاسم ف ترجيح كفة
مرجعية أي فقيه ،وخاصة الراجع الفرس ف العراق ،فقد دعم البازار مرجعية السيد ابو السن الصفهان ف
مقابل مرجعية الشيخ ممد حسي كاشف الغطاء ،الرجع العراقي الشهي ف النصف الول من القرن العشرين ،
ولنه ل يد مصدرا تويليا كافيا فقد عجز عن اللول ف مركز الرجعية العليا بالرغم من علمه الواسع وقدراته
السياسية الفائقة ،وعندما أصبح السيد مسن الكيم مرجعا أعلى ف الستينات اضطر ال ان يبعد (جاعة العلماء)
العربية ويقرب الفرس من حاشيته لنم كانوا على علقة وثيقة ببازار طهران واقدر على توفي ميزانيته الالية الت
كانت تقدر بعشرة آلف دينار عراقي شهريا .وانطوى بازار طهران على خطر التغطية على مصادر مالية
10الرجعية الدينية الشيعية..دولة ف الدولة ..و نوذج للديوقراطية الشعبية
مشبوهة (شاهنشاهية) كانت تتسلل بزي التجار لتحقيق مآرب خاصة وتشكيل (لوبيات) ف حواشي بعض
الراجع للضغط عليهم وتوجيههم الوجهة الطلوبة.
ونظرا لهية الال ف حركة الرجعية وقوتا ذهب بعض الراجع التأخرين ال وجوب تسليم المس اليهم شخصيا
،وعدم جواز تسليمه ال أي فقيه آخر ،بالرغم من عدم وجود أدلة شرعية تتم ذلك ،وذهب بعض آخر ال
كون المس مال خاصا للفقيه يوز له التصرف به كيف يشاء كما يوز له ايداعه ف البنوك وتوريثه ال البناء
وليس مال عاما كأموال الدولة ،يتوجب عليه ان يضع له سجل خاصا ويقيد الوارد والصادر ،ولذا ل يد ذلك
البعض ضرورة لتقدي كشف حساب للمقلدين الدافعي للخمس ،كما تقدم المعيات اليية كشفا بالموال
الواردة اليها والصادرة منها .وهو ما سح ف القيقة بدوث تلعب كبي ف أموال المس وخاصة عند وفاة
الرجع واستيلء ورثته على أمواله واستملكها باعتبارها إرثا شخصيا لم ،وهناك أحاديث عن استيلء أبناء
مرجع معي توف ف التسعينات على أموال تقدر بئات الليي كانت مودعة ف بنوك أجنبية.
ويقال ان الكومة العراقية استولت على مليون دولر من حساب الوئي ف أواخر السبعينات.
وعندما تتكدس أموال هائلة لدى مرجع معي يستطيع ان يدد بواسطتها الرجع الذي يلفه ،وذلك بضمان
ضخ قدر كاف من الال لدارة مرجعية خليفته حت يشتهر ويستقطب الطلبة والوكلء الذين سوف ينهالون عليه
ويرشحونه لعامة الناس باعتباره الرجع الفقه والورع والتقى ،فتدور عندها عجلة الرجعية لذلك الرجع
ويقوم باستيفاء المس من الؤمني .وهذا ما يفسر بروز مراجع معينيي فجأة بعد وفاة مرجع سابق لجرد قدرتم
على توزيع الرواتب للطلبة والوكلء ف كل مكان ،من دون ان يعرفوا بنظريات فقهية معينة او يتفظوا بسجل
جهادي او يقوموا بأي دور قيادي ف المة .
ومن العروف ف الوساط الوزوية ان درجة شعبية أي مرجع تعرف عادة من خلل حجم الراتب الشهري
الذي يوزعه على طلبة العلوم الدينية ف النجف وقم ومشهد ،فالرجع الذي يوزع أعلى راتب بعد وفاة الرجع
العلى السابق يعن انه أصبح الرجع العلى الديد ،وذلك لدللة كمية الال على حجم التقليد الشعب ،بالرغم
من عدم واقعية أو صحة هذا الؤشر مع احتمال حدوث تلعب او قيام جهات مشبوهة بضخ أموال هائلة
لغراض سياسية.
ولكن ذلك ،على أي حال ،يشد حركة الوكلء ال الرجع الديد لخذ الوكالة منه والدعوة ال تقليده وجباية
المس باسه وتسليمه اليه بعد أخذ حصتهم منه .وعادة ما تتراوح النسبة الت يأخذها الوكلء بي الربع
والثلث والنصف من المس.
11الرجعية الدينية الشيعية..دولة ف الدولة ..و نوذج للديوقراطية الشعبية
وعندما يكون الرجع مبتدءا فانه ل ياسب وكلءه بشدة ويغض الطرف عن الموال الت يبونا من أجل تركيز
نفسه من خلل الدعاية الت يقومون با له ،ولكنه عندما يشتهر ويكثر تقليد الناس له ويأخذ الوكلء بالتهافت
عليه والتنافس فيما بينهم لخذ الوكالة منه ،يقوم بالتدقيق ف إعطاء الوكالت وف ماسبة الوكلء.
ومن هنا يدث التنافس وتتدم العارك بي الراجع أنفسهم ال من عصم ال ،وياول البعض منهم استغلل
نقاط الضعف والراء التجديدية او الخالفة للمشهور الت يقدمها أحد الفقهاء الدد النافسي ،للنتقاص منه
والتشكيك باجتهاده وتري تقليده وصرف الناس عنه ،ف حي يقوم بعض الراجع الخرين بسايرة العامة
والصادقة على الرافات والساطي والبدع الشعبية طمعا ف كسب الناس وجرهم اليه .ويرضى بعض الراجع ،
ف الواقع ،بالسي وراء الناس وتقليد العوام بدل من هدايتهم وارشادهم وقول الق والمر بالعروف والنهي عن
النكر ما يلغي مهمته كفقيه او عال ربان.
وقد حدث قبل خسي عاما ان قام الشيخ ممد مهدي الالصي الذي كان يظى بشعبية واسعة جدا ف
العراق ،بكافحة بعض البدع والدعوة ال أحياء بعض السنن والحكام العطلة ،فتعرض ال ماربة مراجع
آخرين اتموه بشت التهم وصرفوا الناس عنه وأسقطوه من الرجعية.
ويكن تلمس أثر الال ف قيام كثي من الفقهاء بالفتوى حسب الشهور وليس وفقا لقناعاتم الاصة ،وذلك من
أجل تنب معارضة بقية العلماء لم وأمل ف كسب الناس ،ولو كانت الرجعية بعيدة عن الال لا وجد الفقهاء
صعوبة ف التعبي عن آرائهم برية والفتوى حسب الدلة والباهي التوفرة.
وبا ان الفقهاء الراجع يعتمدون ف تويلهم على الشعب فانم يصبحون أقرب ال تثيل الشعب والرتباط به
والتعبي عن مصاله والنضال من أجل قضاياه العادلة ،على العكس من الشيوخ الذين يرتبطون بالدولة ويقبضون
رواتبهم منها فيعبون عن مصال الدولة ف مقابل الشعب او يقعون أسرى للدارات الرسية فل يستطيعون
النفلت منها و اتاذ مواقف ثورية مضادة ،ال اذا قطعوا ارتباطهم با.
وقد انقسم رجال الدين الشيعة بعد قيام المهورية السلمية اليرانية ال فريقي فريق انغمس ف أجهزة الدولة
واصبح موظفا فيها ،ففقد استقلليته واصبح تابعا ف كل شيء ما أنتج حالة شبيهة بالة بقية الدول السلمية ،
وفريق آخر ابتعد عن الدولة و حافظ على علقاته الشعبية وبالتال على استقلله.
ونظرا لدوث بعض حالت التلعب بأموال المس وتوريث بعض الراجع الموال لولدهم أخذ كثي من
الؤمني الشيعة ينادون بضبط سجلت لتقييد الوارد والصادر ،أو يقومون بتوزيع (حقوقهم الشرعية) على الفقراء
والحتاجي والشاريع اليية بأنفسهم ،وذهب بعض منهم ال ضرورة تشكيل جعيات خيية تتكفل بباية
12الرجعية الدينية الشيعية..دولة ف الدولة ..و نوذج للديوقراطية الشعبية
الخاس والزكوات وتوزيعها على الستحقي واعطاء قسط منها لرجال الدين العاملي او طلبة العلوم الدينية ،
وقد اعتمدوا على فتوى الرجع الراحل السيد مسن الكيم والعلماء السابقي الذين ل يكونوا يوجبون تسليم
الموال ال الراجع وكانوا ييزون إخراج صاحب المس للمال بنفسه وتوزيعه على الستحقي.
ملكة أودة
لعبت ملكة أودة الشيعية ( )1856 – 1720الت قامت ف حيدر آباد الدكن ف القرن الثامن عشر دورا كبيا
ف تعزيز الرجعية الدينية ،وذلك عن طريق شق أحد ملوكها لنهر (الندية ) ف العراق والذي مون مدينة النجف
بالاء وأحياها وحولا ال مدينة كبية بعد ان كانت قرية صغية ،أوصى أحد ملوكها (غازي الدين حيدر)
بأموال تدفع ال الوزة العلمية ف كربلء والنجف ،وهو ما عرف بيية أودة ،الت بدأت تصل ال الوزة ف
العراق منذ أواسط القرن التاسع عشر وحت منتصف القرن العشرين ،وكانت تشكل نصف ميزانية الوزة تقريبا(
عشرة آلف جنية سنويا).
وبعد سيطرة بريطانيا على تلك الدولة ف منتصف القرن التاسع عشر بدأت سيطرتا على الموال اليية
الخصصة للحوزة ،وراحت تتلعب فيها وف طريقة توزيعها ف ماولة لد نفوذها ف الوزة والسيطرة على
الرجعية والتدخل عبها ف شئون العراق وإيران قبل الرب العالية الول وبعدها ،وهذا ما دفع الرجع العلى
يوم ذاك الشيخ مرتضى النصاري للمتناع عن تسلم تلك الموال الت هيمنت عليها بريطانيا ،ولكن مراجع
آخرين من الدرجة الثانية استمروا ف استلم (اليية) وتوزيعها على الطلبة.
وف بداية القرن العشرين حاول القيم البيطان العي ف بغداد ميجور نيو مارش استعمال (اليية) لغراض
سياسية ووسيلة لزيادة الحسوبية وتوسيع النفوذ والتأثي على انتخاب الرجع العلى .وحاول الوزير البيطان ف
ايران السي آرثر هاردنغ استخدام نفوذ بعض الراجع الذين يستلمون (اليية) للتأثي على الوضاع السياسية ف
ايران وقطع الطريق على السياسات الروسية ف ايران .وهذا ما دفع عددا من الراجع الكبار كاليزا خليل والسيد
كاظم اليزدي والسيد ممد إساعيل الصدر عام 1908ال رفض قبول أي سهم من (اليية) والقتراح بتوزيعها
على الفقراء .فاته القيمون البيطانيون ف بغداد للتفكي باستياد متهدين متعاطفي من الند يقبلون باستلم
(اليية ) وتوزيعها ف العراق.
وقد أثار تدخل القيم البيطان ف بغداد عام 1912لورير ف عملية توزيع (اليية) قلق السلطات العثمانية من
تزايد النفوذ البيطان ف العراق وخاصة ف صفوف الشيعة والرجعية ،وحاولت حل اللجان الت شكلها لورير
لتوزيع الال ،ومنعت الرعايا العثمانيي وخاصة العرب من النضمام ال عضوية اللجان ف كربلء والنجف ،
وطلبت من القنصل الفارسي ف بغداد ان يارس ضغطا على العضاء الفرس لتقدي استقالتم.
13الرجعية الدينية الشيعية..دولة ف الدولة ..و نوذج للديوقراطية الشعبية
ولكن احتلل بريطانيا للعراق ف الرب العالية الول أتاح لا مرة أخرى إمكانية توسيع نفوذها ف صفوف
الوزة من خلل عملية توزيع الموال (اليية) الت استمرت با بعد الرب .وأصبح البيطانيون أقدر على
التلعب بالنسيج القومي العرب الفارسي الندي ف الوزة وتفضيل قوم على قوم .وف عام 1933قرر
البيطانيون عدم إعطاء أية منحة لن شارك ف أي شكل من أشكال التحريض السياسي ضدهم واسقطوا ف ذلك
العام اسم الشيح ممد حسي كاشف الغطاء من قائمة التلقي بسبب نشاطاته العارضة للحكم الوال لم ف
العراق ،وجدوا عام 1934اللجنة الوزعة ف كربلء.
4
ماولت إصلح الرجعية وتويلها ال مؤسسة
تنقسم الرجعية الدينية الشيعية ال تيارين رئيسيي ها الرجعية الفقهية البحتة (كمرجعية المام الوئي
والسيستان) والرجعية السياسية اللتزمة بنظرية (ولية الفقيه) ،ويكن اعتبار التيار الثان تطورا حديثا نشأ ف
الرجعية وأعطى لا صبغة سياسية ،وبينما ل يكن التيار الفقهي يشعر باجة كبية ال التنظيم والأسسة ما دام
المر يقتصر على عملية الفتوى والرشاد ،بدأ التيار الثان يشعر بضرورة التطور والترشيد .من هنا دعا الفكر
الراحل السيد ممد باقر الصدر ف السبعينات ف مقال له تت عنوان (الرجعية الوضوعية) ال تأسيس أجهزة
علمية ومالية وإدارية وسياسية تابعة للمرجع من أجل تنظيم عمل الرجعية وعلقاتا العامة وتدقيق السابات الالية
ونقل البات للمراجع القادمي .و أطلق على الرجعية القائمة اسم (الرجعية الذاتية) وطالب بتطوير شكل
المارسة للعمل الرجعي وتشكيل ملس يضم علماء الشيعة وربط الرجع بذا الجلس ،من أجل صون العمل
الرجعي من التأثر بالنفعالت الشخصية وتنفيذ سياسة الرجعية الصالة الت تقرر من خلل ذلك الجلس ،
واقترح ان يقوم الجلس بترشيح الرجع الديد بعد خلو الركز وإسناده وكسب ثقة المة ال جانبه .كما انتقد
طريقة تعامل الوكلء مع (القوق الالية الشرعية ) وأخذ النسب الئوية من تلك الموال كالثلث او الربع " ما
يعل علقة الوكيل بالرجعية كعلقة عامل الضاربة بصاحب رأس الال " واقترح ان تسلم الموال كاملة ال
الرجعية وتقدي رواتب شهرية للوكلء .
يقول الشيخ ممد رضا النعمان مؤلف كتاب (الشهيد الصدر سنوات الحنة وأيام الصار) ان السيد ممد باقر
الصدر كان يسعى لحداث تغيي ف كيان الوزة والرجعية من الساس ،با يلب الاجات الاضرة والستقبلية
وبا ينسجم مع متطلبات العصر والياة .
ومنذ ذلك الي ل يزال الدل مستمرا ف صفوف الوزة والرجعية بي داع للتنظيم ورافض له ،خاصة بعد
بروز شخصيات مرجعية غامضة ومنعزلة ل تواكب حركة الجتمع أو ل تتمتع بواصفات قيادية عالية او
14الرجعية الدينية الشيعية..دولة ف الدولة ..و نوذج للديوقراطية الشعبية
مشكوك ف علميتها او ف تقواها وحدوث صراعات سلبية بي أتباع عدد من الراجع ال درجة التشكيك باجتهاد
بعض الرشحي للمرجعية او سلمة عقيدتم ،إضافة ال ضياع كميات كبية من الال بعد وفاة عدد من الراجع
وانتقالا ال أولدهم وأقربائهم واعتبارها إرثا شخصيا وليس مال عاما يب نقله ال الراجع الدد .
يقول السيد ممد حسي فضل ال ف كتابه( :آراء ف الرجعية الشيعية) :ان مشكلة الرجعية ف كل تاريها
انا كانت شخصا ،و تعتمد على مستوى هذا الشخص وعلى مبادراته وعلى سعة أفقه والظروف والشخاص
الحيطي به ،ومن هنا فاننا ف الوقت الذي نؤكد ان الرجعية ف كل تاريها قامت ببادرات مهمة … لكنها ل
تفكر بأن تتحمل مسؤولية التشيع أمام كل التغيات الواقعية على الستوى السياسي والثقاف والجتماعي
والقتصادي وعلى مستوى التطورات الت انطلقت ف العال .اننا نعتقد ان الرجعية ،مع كل احترامنا للشخاص
الذين يتحركون ف دائرتا او يشرفون عليها او يقودونا ،ل تستطيع ان تواجه تطورات العصر ،ولذا فهي تعيش
انكماشا ف دائرتا الاصة ف نطاق الفتاوى ،او ف نطاق بعض العمال الت تتحرك هنا وهناك .لذا علينا ان
نفكر ف ضرورة ان تتحول الرجعية ال مؤسسة دون ان تفقد العناصر الذاتية الت تفرضها الطوط الشرعية فيمن
يب ان يكون الرجع وف طبيعة ارتباط المة بالرجع.
ويشتكي السيد فضل ال من وجود بعض الرجعيات النكمشة الت ييل للناس انا غائبة تاما عن كل شيء ف
الواقع ،فيما عدا العلقات الفقهية التقليدية ،لدرجة انا ل تشارك حت ف القضايا الثقافية العامة ،ويقول :ان
هذه هي الشكلة الت عاشها الواقع السلمي الشيعي ف الرتباكات الت كانت تدث بي الطلئع السلمية الت
تاول ان تنفتح على الواقع بطريقة حركية او ثقافية ..فقد كانت تواجه من بعض الرجعيات إهال او سكوتا او
إبعادا او موقفا مضادا ف هذا الجال او ذاك.
ومن هنا ينطلق ليقول:اننا نلحظ ان العصر قد تطور ،وان الراكز الدينية ف العال سواء على مستوى السيحية او
على مستوى اليهودية او على مستوى السلمي من غي الشيعة ،أصبحت تلك مواقع ف الطللة على الواقع
الثقاف والجتماعي والسياسي ،كما ان الشيعة بفعل التطورات والتغيات الت حدثت ف مواقعهم أصبحوا يثلون
حجما كبيا ولم حاجات سياسية واقتصادية وثقافية ما يفرض على الرجعية ان تتطور ،ولكن الواقع الذي
نعيشه أصبح أكب من الرجعية بيث ان الرجع تول ال مرد شخص مفت ل يتصرف ال بطريقة حيية خجولة
متواضعة .لذا ل بد من التفكي بذه السألة بكثي من الطورة.
ويقول :ان الرجعية السلمية الشيعية تستبطن ف اللوعي الشيعي آفاقا واسعة جدا فالرجع هو نائب المام
ووجوده يسد فراغ المام ف متلف الوانب… فمن الطبيعي ان ل يكون الرجع مرجعا ف الفتيا أو القضاء أو
ف القضايا الامشية فقط.
15الرجعية الدينية الشيعية..دولة ف الدولة ..و نوذج للديوقراطية الشعبية
ويرفض ان تكون الرجعية شخصية خاضعة لصوصيات الرجع ويطالب بأن تكون مؤسسة تتزن تارب
الراجع السابقي ليبدأ الرجع الديد من حيث انتهى الراجع السابق .ويقول :ان الرجعية تتاج ال ذهنية
واسعة ،ول بد ان تنطلق من خلل مؤسسات تتحرك ف نطاق الؤسسة الكبى ،وهي ف ذلك يب ان تكون
مشابة للمنظمات القليمية والدولية وما ال ذلك.
وقد دعا السيد فضل ال مرارا ال بناء مؤسسة مرجعية منظمة تشبه الفاتيكان لنتخاب الرجع العلى وتقيق
أهداف الرجعية .وكانت هناك ال جانبه عدة أصوات اخرى طالبت بإصلح الرجعية وتطويرها وتويل عملية
الجتهاد والفتيا من عملية شخصية ال لان متخصصة ومتعددة بيث تكون قادرة على متابعة التطورات الختلفة
ف جيع مالت الياة ودراستها بدقة وتكوين وجهات نظر قريبة من الواقع.
ومع ان التطور السياسي للمرجعية قبل تأسيس الدولة السلمية وبعدها كان يستلزم إحداث تطورات إدارية
ف هيكل الوزة والرجعية ،من حيث برامج التعليم او انتخاب الرجع العلى وإحداث مؤسسة للمرجعية ،ال
ان كثيا من الراجع عارضوا ويعارضون هذه الفكرة ورفضوا ويرفضون التحول ال مؤسسة رسية بسبب عدم
إيان كثي من الفقهاء الشيعة بنظرية ولية الفقيه او ضرورة تول الرجع للشؤون العامة ،حيث ل يزال البعض
يعتقد باقتصار دور الفقيه على المور الفقهية او السبية الضيقة ،بينما يتحفظ بعض الفقهاء الخرين من يؤمنون
بولية الفقيه على فكرة تويل الرجعية ال مؤسسة خوفا من تدخل السياسيي والكومات الختلفة ف الرجعية ،
او خوفا من القضاء على الرية والطريقة التقليدية الشعبية الت يتم فيها انتخاب الرجع ،وذلك بسحب سلطة
القرار بأهلية الرجع العلمية والروحية والدارية من الشعب واعطائها ال لنة او فئة خاصة.
ويقول بعض الطلعي ان اقتراح اقامة مؤسسة للمرجعية بعيد عن واقع الراجع الاليي الذين يتلفون ف
توجهاتم السياسية والثقافية ،ويرفضون حت تشكيل صندوق مشترك لدارة الوزة ماليا ،فكيف يكن ان
يتمعوا على انتخاب أحدهم مرجعا وحيدا ويلملموا بقية الرجعيات العاملة ف الساحة؟
الرجعية الرة
ففي سؤال للسيد ممد سعيد الطباطبائي الكيم (الذي يقيم ف النجف الشرف) عن تعدد الرجعية ،يقول :ل
ريب انا من الالت الطبيعية ،بعد ان كانت أهلية الرجع للتقليد وأعلميته من المور الدسية القابلة للختلف
.ويرى :ان ف تعدد الراجع بعض اليابيات أحيانا ،لن وحدة الرجع قد تعرضه للندفاع ف الري على قناعا
ته من دون ترو وتثبت بنحو قد ل تمد عواقبه ،كما انا قد تضفي عليه هالة من الللة والقدسية تعل من
سيته سنة ثابتة ل يكن الروج عنها وتنع من النظرة الوضوعية لا وإخضاعها للنقد والتعديل ،بل قد يتعدى
16الرجعية الدينية الشيعية..دولة ف الدولة ..و نوذج للديوقراطية الشعبية
ذلك لرائه الفقهية بنحو يعيق عملية الجتهاد من بعده ،ويقول :على كل حال ان الرجعية بكل سلبياتا تبقى
هي الل الفضل بعد ان تعذرت الثالية الكاملة بفقد الرجعية العصومة.
وبناء على ذلك يرفض الكيم فكرة الؤسسة الرجعية بشدة ويعب عن خشيته من تدخل القوة ف انتخاب الرجع
كما حدث ف مؤسسة اللفة ويؤكد على ضرورة بقاء الرية لكل شخص ف اختيار الرجع الذي يقلده ،
ويقول :ل بد من ابتناء الرجعية على الدلة الشرعية الت تصلح حجة بي يدي ال .أما الرجعية الؤسساتية –
حيث يفترض انصار الشرعية بن تتاره – فل يكن فاعليتها دينيا ال بإقامة الدليل الشرعي الكاف عليها وعلى
جيع أركانا ومقوماتا ،مثل من له حق تشكيل اللجنة ،وتديد صلحيتها من حيث نصب الرجع فقط أو
الرقابة عليه او عزله اذا فقد الهلية ،وتديد عدد أعضائها ومرتبتهم من العلم والتقوى ،وكيف يعرف ذلك
فيهم ،وما هو الوقف عند اختلفهم … ال غي ذلك .ث اذا كان الغرض من الرجعية الذكورة (الؤسساتية)
رفع الختلف فل بد من كون تلك الدلة قطعية إجاعية غي قابلة للتشكيك واللف ،ول يظن بأحد توهم
إمكان ذلك بعد ان مضى على عصر بيان التشريع أكثر من ألف عام من حي غيبة المام (عجل ال فرجه) وهل
من العقول ان يغيب المام (ع) عن شيعته غيبة يتوقع طول أمدها ،كما يظهر من النصوص ،من دون ان تتضح
لم معال مرجعيتهم ف أحكامهم الشرعية الت يبتلون با كل يوم ،بانتظار مرجعية تقترح بعد أكثر من ألف عام
ل يعلم من يقترحها ول كيف يقترحها؟
نن ل ننكر السلبيات للمرجعية الفردية الناشئة من عدم الضابط للتصدي للمرجعية ،ومن تعدد الرجعيات
وتباين وجهات النظر وعدم استفادة الرجعيات اللحقة من إمكانات الرجعيات السابقة وغي ذلك ،ال ان ذلك
ل ينبغي ان يؤجج العاطفة نو التغيي من دون موازنة بي البديلي ومقارنة إيابياتما وسلبياتما والتدبر ف
الصلح منهما والجدى عمليا ،فكم جر الندفاع العاطفي ال مآس وفجائع ل تدارك لا ،وان هذه الرجعية مع
ما فيها من سلبيات قد أثبتت جدارتا ف قيادة التشيع وتكامل كيانه ورفع شأنه والفاظ على واقعيته من دون ان
يسي ف ركب القوى العالية الفاعلة ويضع لا او يتجمد أمامها.
ويقول :ان الرجعية الؤسساتية ل تر حت الن بالتجربة على أرض الواقع الشيعي ،ول يكن ان تر با ،ال انا
تبقى فكرة وأمنية تثار بسن نية او بسوء نية ضد الرجعية الفردية عند ملحظة السلبيات الت سبقت الشارة اليها
والت قد تضخم من أجل تأجيج العواطف ضدها للقضاء عليها او اتعابا ف مسيتا مع الغفلة او التغافل عن
سلبيات الرجعية الؤسساتية ،وأهها :ان حصر حق القرار بؤسسة خاصة يمل النحرفي للتسلل ال تلك
الؤسسة ،لنم وحدهم القادرون على سلوك الطرق اللتوية من الغش والرشوة والكذب والتهريج والتشنيع
والتخويف ،وغي ذلك ما يترفع عنه ذوو البادئ وأهل الستقامة ،فاذا تسللوا وسهل عليهم السيطرة على
17الرجعية الدينية الشيعية..دولة ف الدولة ..و نوذج للديوقراطية الشعبية
الؤسسة واستحصال قراراتا لصالهم بطرقهم اللتوية … يستطيعون حينئذ حرف مسيتا والتخلي عن مبادئها
ول يشوا إنكار النكرين بعد ان كان القرار لم وحدهم ول شرعية لديث غيهم ،ومن هنا يسهل على العداء
التسلل للمؤسسة بأنفسهم او بن يتعاون معهم من النحرفي ومرضى القلوب ث السيطرة عليها وتسييها
لصالهم.
ويكفينا عبة ودليل على ذلك ان ننظر ال الؤسسات الدينية لختلف الديان والنسانية والكومية والدولية
لنجدها قد انرفت عن أهدافها النبيلة الت كان من الفروض انا قد أسست من أجلها ،بل تلت عنها لتكون من
مؤسسات الشرور والفساد.
ان الرجعية الؤسساتية تسد الطريق على الغي فل يعترف به ،وان كان مقا ف دعوته ملصا ف عمله مستقيما ف
سلوكه ،فاذا انرفت خفي على الناس انرافها لعدم وجود حق ظاهر ليقارن با ويفضحها ،ولو ظهر انرافها
لبعض أهل العرفة والتمييز ل يدوا حقا يلجئون اليه ويستضيئون بنوره ول يقبل منهم النكار لنه خروج على
الشرعية الفروضة .وبدة قليلة تضيع معال الق وتندرس آثاره ويفرض الباطل نفسه على أرض الواقع ويتحرك
كيف يشاء مستغل شرعيته الفروضة وليس ل ف مقابله دعوة ظاهرة ول حجة ناطقة.
وحسب تقديرنا فان الدعوة للمرجعية الؤسساتية دعوة غي عملية بعد فقدها للدليل الشرعي القاطع ،ول أثر لا
ال اتعاب الرجعية الفردية الرة الت تلك وحدها الشرعية… وكان الول بن يدعو للمرجعية الؤسساتية الن ،
تنبا لسلبيات الرجعية الفردية الرة ان يدعو بدل ذلك للواقعية والخلص وقوة التدين ف الرجع وف اليئة
العاملة معه مع الهتمام براعاة الوازين الشرعية ف الدعوة لتقليد الرجع وف الستجابة لتلك الدعوة من قبل
الؤمني (.لزيد من التفصيل راجع كتاب :الرجعية الدينية وقضايا أخرى ،للسيد ممد سعيد الكيم)
وإضافة ال موقف السيد الكيم هذا ،يتخوف بعض الهتمي بالشؤون الرجعية من تول الؤسسة الدينية
القترحة ال مؤسسة تشبه الكنيسة ف السلم وتتكر الجتهاد وتفسي النصوص الدينية ،وهي عملية حرة
ومفتوحة أساسا ف السلم وعند الشيعة بالصوص ،ول يعهد با ال أية جهة خاصة ،وانا هي من حق أي
مسلم يد ف نفسه القدرة على البحث والتمحيص والجتهاد ،ويشون من تول الؤسسة اذا أقيمت ال مؤسسة
للمحافظة على تقاليد سلبية موروثة وتكريس أعراف وأفكار طارئة ،ويقولون ان الرجعية نفسها ل تكن موجودة
سابقا بذا الشكل وانا ولدت ف غياب الدولة ف ظروف استثنائية ،ويكن ان تتفي مع قيام الدولة الشيعية
وتشكيل الحزاب السياسية والنظمات الهلية وان ل ضرورة لستمرار الرجعية الدينية مع قيام الدولة الديثة
وبناء الؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية وهو أفضل بكثي ما كان يطمح اليه الطالبون بترشيد الرجعية او
18الرجعية الدينية الشيعية..دولة ف الدولة ..و نوذج للديوقراطية الشعبية
تويلها ال مؤسسة .وان من الطأ الكبي تضخيم دور رجال الدين ف الجتمع والسماح لم باليمنة على كافة
مرافق الياة.
ويطالب فريق آخر بتحول الرجعيات الدينية ف ظل الدولة السلمية ال أحزاب منظمة ذات اجتهادات
متخصصة ف متلف جوانب الياة وترشيح قادتا (الراجع) ال منصب المامة العليا او مالس الشورى ،وعدم
مارسة أي دور سياسي خارج الطار الدستوري او تكوين دولة داخل الدولة.
أما خارج حدود الدولة السلمية ،وحيث توجد أنظمة ديوقراطية فيمكن ان تندمج الرجعيات الدينية ف الياة
السياسية كأي حزب آخر وتقدم مرشحها لوض الياة النيابية ،أو تبقى بعيدة عن التفاصيل السياسية وتقوم
برعاية الجتمع ككل وتوجيه المة وإرشادها.
واذا كانت الرجعية الدينية تارس ف بعض الحيان ،ف الدول الديكتاتورية او عدم وجود دولة تقوم بأعمالا ،
نوعا من القيادة السياسية وجباية الخاس والزكوات وتوزيعها ،او تشكل دولة داخل الدولة او فوق الدولة ول
تعترف با ،فلن الدولة ف تلك الالة (الديكتاتورية او الفوضوية) ل تتلك الشرعية الدستورية الكافية لمارسة
أعمالا ،وتكون الرجعية أشبه بزب يقود العارضة او ياول تأسيس الدولة على أسس شرعية.