Professional Documents
Culture Documents
d=1&l=AR&cid=7&cidi=42
رابطه العالم السلمي
صدر في مكة المكرمة
6/12/1425هـ 17/1/2005 /م
يييييي ييييييي
يييييييي :يييييي
يييييييي
الملخص
نننن ننننن ننن ننننننن نننننن نن ننننننن ننن ننن
ننننن ننن نننننن ننن ننننننننن ننن نننن ننننن
ننن نننن نننن نننن نن ننننننن نننننننن ننننننننن
ننننننن ننننن ننننننن ننننن نننننننننن ننننننن
ننن ننننننن ننن ننننن ننننن نن ننننننن ننننن
..نننننن
ألنـــــــص
الحوار الحضاري والثقافي :أهدافه ومجالته
الحمد ل رب العالمين ،والصلة والسلم على خاتم النبياء والمرسلين ،نبينا محمد بن عبدال
شيرًا
س َب ِ
ك ِإل َكاّفًة ِللّنا ِ
سْلَنا َ
،الذي أرسله ال إلى العالمين هاديًا ومبشرًا ونذيـرًاَ) :وَما َأْر َ
َوَنِذيرًا) )سبأ ،(28 :أما بعد:
فبعون من ال سبحانه وتعالى ،وتوفيقه عقدت رابطة العالم السلمي مؤتمر مكة المكرمة
الخامس ،برعاية صاحب السمو الملكي المير عبد المجيد بن عبد العزيز آل سعود ،أمير
منطقة مكة المكرمة ،بعنوان " :الحوار الحضاري والثقافي :أهدافه ومجالته " في الفترة
من اليوم الرابع ،إلى اليوم السادس من شهر ذي الحجة ،من العام الهجري ألف وأربع مائة
وخمسة وعشرين ،التي توافقها الفترة ،من الخامس عشر إلى السابع عشر من شهر كانون
الثاني /يناير من العام الميلدي ألفين وخمسة.
وأخذ المشاركون في المؤتمر في العتبار ما جّد في الساحتين السلمية والدولية ،من
تحديات ،وفي مقدمة ذلك :
سيطرة العولمة بتياراتها الساعية لطمس الهويات والثقافات الوطنية للشعوب وتجاوز
خصوصياتها.
أوًل :ظهور دعوات تؤكد على حتمية صدام الحضارات ،والعلن عن نظريات متطرفة تؤكد
على ذلك ،وتظهر السلم بصورة العدو الجديد ،الذي حل محل الشيوعية.
ثانيًا :حدوث اضطراب في العلقات والموازين والقيم والمصالح الدولية والنسانية ،بعد أحداث
الحادي عشر من سبتمبر في الوليات المتحدة المريكية.
ثالثًا :تصاعد الحملة العلمية في الغرب على السلم والمسلمين ،وعلى المنظمات
السلمية ،ومؤسسات العمل الخيري السلمي ،وفق سياسة تتصل بدوافع الكراهية والتمييز،
وتفتقر إلى الموضوعية.
رابعًا :وقد ناقش أصحاب السماحة والفضيلة العلماء وأساتذة الجامعات والباحثون المشاركون
في المؤتمر عددًا من البحوث التي تناولت محاور المؤتمر ،وهي:
المحور الول :الحوار الحضاري والثقافي في السلم.
المحور الثاني :علقة الحضارة والثقافة السلمية بغيرها من الحضارات والثقافات.
الحوار الحضاري والثقافي في مواجهة التحديات.
المحور الثالث :آفاق الحوار بين الحضارات والثقافات.
المحور الرابع :المنظمات والقليات السلمية والحوار الحضاري والثقافي.
ثانيًا :قواعد إسلمية للحوار والتعايش بين المم والشعوب المختلفة :
يؤكد المؤتمر أن في السلم مبادئ عادلة في بناء العلقات الدولية ،ويدعو مؤسسات الحوار
والمهتمين به في العالم للطلع عليها ،والستفادة منها ،ومن أهمها :
ن آَياِتِه خَْل ُ
ق -1تمايز المم والشعوب واختلفها أمر طبعي ،وهو آية من آيات ال تعالى ) :وَِم ْ
ن ) )الروم (22 :وهذا ك لياتٍ ِلْلَعاِلِمي َ ن ِفي َذِل َ سَنِتُكْم َوَأْلَواِنُكْم ِإ ّ ف َأْل ِ
خِتل ُ ض َوا ْ ت َواَلْر ِ سَماَوا ِ ال ّ
عًة َوِمْنَهاجًا َوَلْو شْر َ جَعْلَنا ِمْنُكْم ِالتمايز في الخلقة يستتبع اختلفًا في الثقافات والنظم ِ) :لُكّل َ
ن ِلَيْبُلَوُكْم ِفي َما آَتاُكْم ( )المائدة.(48 : حَدةً َوَلِك ْ جَعَلُكْم ُأّمًة َوا ِل َل َشاَء ا َُّ
ي ( )البقرةَ ) ،(256 :وَلْو ن اْلَغ ّشُد ِم َن الّر ْ ن َقْد َتَبّي َ -2عـدم الكراه في الدين ) :ل ِإْكَراهَ ِفي الّدي ِ
ن ) )يونس: حّتى َيُكوُنوا ُمْؤِمِني َ ت ُتْكِرُه الّناسَ َ جِميعًا َأَفَأْن َ ض ُكّلُهْم َ ن ِفي اَلْر ِ ن َم ْ
ك لَم َشـَـاَء َرّب َ
.(99
-3السلم والتعاون على البر هو الصل في العلقة بين المسلمين وغيرهم ،والترغيب في
عَلى ح لََها َوَتَوّكْل َ جَن ْ
سْلِم َفا ْحوا ِلل ّ جَن ُ
ن َ السلم وتحقيق المن للناس غاية كبرى في السلم َ) :وِإ ْ
ل ) )النفال.(61 : ا ِّ
سَواٍء َبْيَنَنا َوَبْيَنُكْم -4الحوار يهدف إلى الوصول إلى الحق ُ) :قْل َيا َأْهَل اْلِكَتابِ َتَعاَلْوا ِإَلى َكِلَمٍة َ
ن َتَوّلْوا َفُقوُلوا ل َفِإ ْ
ن ا ِّ ن ُدو ِ ضَنا َبْعضًا َأْرَبابًا ِم ْ خذَ َبْع ُ شْيئًا َول َيّت ِ ك ِبِه َ شِر َ ل َول ُن ْ أل َنْعُبَد ِإل ا َّ
ن ) )آل عمران.(64 : سِلُمو َ شَهُدوا ِبَأّنا ُم ْ ا ْ
-5الوفــاء بالعهود واللتزام بالعقود ،من القواعد السلمية التي يوجب السلم على
ن َبْعَد َتْوِكيدَِها َوَقْد جََعْلُتُم ضوا اَلْيَما َ عاَهدُْتْم َول َتْنُق ُ ل ِإَذا َ المسلمين التقيد بهاَ) :وَأْوُفوا ِبَعْهدِ ا ِّ
ن ( )النحل.(91 : ل َيْعَلُم َما َتْفَعُلو َ ن ا َّ ل ِإ ّ
عَلْيُكْم َكِفي ً
ل َ ا َّ
ن( حَمًة ِلْلَعاَلِمي َك ِإل َر ْ سْلَنا َ
-6رسالة السلم رسالة عالمية ،تحمل الرحمة للنسانية َ ) :وَما َأْر َ
)النبياء.(107 :
وإذ يبين مؤتمر مكة المكرمة الخامس ،موقف السلم من الحوار ،وقواعده التي تضمن
التعاون والحرية والحسان إلى الناس والسلم والمن للبشرية ،فإنه يوصي المانة العامة
لرابطة العالم السلمي وغيرها من المنظمات السلمية الرسمية والشعبية بما يلي:
1ـ إعداد مشروع لميثاق إسلمي للحوار بين الحضارات والثقافات النسانية ،يحدد مرجعية
إسلمية واحدة تكون مسؤولة عن الحوار وتتفق عليها المنظمات والهيئات الرسمية والشعبية
في المة السلمية ،وعرضه على الملتقى الول لعلماء المسلمين والجتماع الول للهيئة العليا
للتنسيق بين المنظمات السلمية ،اللذين ستعقدهما الرابطة في العام الهجري 1426هـ ،على
أن يتضمن:
× أهداف حوار المسلمين مع غيرهم.
× تكوين هيئة إسلمية مشتركة للحوار مع أتباع الحضارات والثقافات البشرية لمتابعة شؤون
الحوار وتنشيطه.
× تحقيق التعاون السلمي في نشر ثقافة الحوار ومبادئه وقواعده بين المم ،كما جاءت بها
رسالة السلم ،وذلك من خلل برامج وخطط إسلمية مشتركة.
2ـ دعوة وزارات الثقافة والعلم في البلدان السلمية لحث وسائلها المرئية والمسموعة
والمقروءة على خدمة الحوار ،ونشر برامجه ومنجزاته الميدانية ،والتعريف بقواعده
وضوابطه وأهدافه النسانية التي حث عليها السلم وتتولى الرابطة التنسيق في هذا الشأن.
.3تخصيص جائزة سنوية تقدم لمن لهم إسهام متميز في الحوار بين الحضارات وجعله وسيلة
للتفاعل الحضاري بين الشعوب النسانية تقدمها رابطة العالم السلمي.
.4إصدار كتاب شامل عن الحوار بين الحضارات من وجهة النظر السلمية ،وتعميمه بلغات
مختلفة على المنظمات واللجان والجامعات ومراكز البحوث المهتمة بالحوار في العالم.
> وإذ لحظ المؤتمر حاجة العالم إلى الحوار من أجل التفاهم على صيغ تحول دون الصدام بين
الحضارات.
> وإذ تابع حملت الكراهية التي تشنها مؤسسات إعلمية وثقافية وسياسية غربية على
السلم.
> فإنه يوصي رابطة العالم السلمي والمنظمات السلمية الرسمية والشعبية بما يلي:
1ـ دعوة مؤسسات الحوار الدولية ولجانه ومنتدياته للنطلق في الحوار من المبادئ التي
نصت عليها المواثيق والتفاقات الدولية لتحقيق التكافؤ بين الشعوب في الحقوق ،وضمان
حرياتها ،وحماية ثقافاتها.
2ـ مطالبة المؤسسات الغربية التي تمارس مناشط تبشيرية ،بعدم التدخل في عقائد المسلمين
أو تشكيكهم بدينهم ،ومنحهم الغراءات للتحول عنه ،أو الستخفاف به.
3ـ مطالبة المؤسسات الدولية وفي مقدمتها هيئة المم المتحدة بالقيام بواجباتها ،في منع
الترويج لكراهية الشعوب ،وإبطال النظريات العنصرية والشعوبية الفاسدة التي تحض معتنقيها
وأتباعها على كراهية الخرين .؟يطالب المؤتمر هيئة المم المتحدة ودول العالم بأن ل تسمح
لي دولة بأن تنفرد بإصدار قانون يمتد تطبيقه إلى مختلف أنحاء العالم ،وذلك انسجامًا مع
القانون الدولي ،وقوانين المنظمات الدولية التي ل تجيز لدولة أن تتدخل في شؤون الدول
الخرى ،أو أن تسن قانونًا يتعدى تطبيقه دائرتها القليمية.
تدارس المؤتمر واقع العلقات بين المم في عالمنا المعاصر ،وما برز من عقبات وتحديات
ضد التعايش ،وتوقف عند الكوارث التي حّلت بالنسانية في القرن العشرين ،ومنها كارثتا
الحربين العالميتين الولى والثانية ،اللتان أودتا بحياة المليين من بني النسان ،وما يزال
الواقع الدولي ينذر بالمزيد من الشرور والحروب.
ويرجع أسباب ذلك إلى تغليب العتبارات المادية والمصلحية على حساب القيم والمبادئ ،وأكد
أن حسابات المصالح والقيم الذرائعية غلبت المبادئ والقيم في الحضارة المعاصرة.؟وتوقف
المؤتمر عند المرحلة الستعمارية الغربية لمعظم البلدان السلمية ومحاولت طمس هوية
المسلمين ،وخاصة في الجوانب التالية :
1ـ الجانب الديني ،وهو ما عبر عنه قادة الستعمار في العصر الحديث بدءًا من حملة نابليون
بونابرت على مصر ،وانتهاء بتصريحات عدد من المسؤولين الغربيين التي أساءت إلى السلم
والمسلمين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
2ـ الجانب الثقافي ،حيث عمل الغرب على فرض ثقافته ومناهجه ،مقابل تقليص التعليم
السلمي،
2ـ الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي في إحدى العواصم الغربية حول ) :أخطار نظريات الصدام
بين الحضارات على المن والسلم في العالم ( وإشراك عدد من القيادات الدينية والثقافية
والسياسية وأساتذة الجامعات الغربيين في المؤتمر ،بالضافة إلى إشراك ممثلين عن المنظمات
الدولية الكبرى.
3ـ دعوة حكومات العالم إلى التفاق على تعريف موحد للرهاب ،وتطبيق برامج مكافحة هذه
الظاهرة من خلله ،ضمانًا لعدم الخروج عن مقاصد هذه المكافحة.
تدارس المؤتمر سبل التعاون بين الدول ،ودعا إلى الستفادة مما قرره السلم بشأن إقامة
علقات دولية ترتكز على العدل ونشر السلم ،وتوفير السعادة للنسان ،وإذ يؤكد المؤتمر
أهمية مواجهة الخطار التي تهدد البشرية ،فإنه يؤكد على ما يلي:
1ـ أن المن والرفاه للشعوب كافة ،ل يتحقق إل بتعاون عالمي ،وبرنامج دولي تسهم في
إنجازه مختلف الدول والشعوب ،والقوى المحبة للخير في العالم ،بحيث تشارك في إيجاد صيغة
لتحقيق سلم ،واقتصاد عالميين عادلين متوازنين.
2ـ أن إيجاد نظام عالمي متوازن أساسه العدل وتحقيق المصالح المشتركة بين شعوب العالم
على نحو متكافئ ،يستوجب احترام إرادة الشعوب ،وحقها المشروع في الحرية والستقلل
والمن ،وتقرير مصيرها.
3ـ أن تعاون الناس في مجالت الخير لبناء مجتمع عالمي تحكمه القيم الصحيحة ،وتتحقق فيه
عَلى اْلِبـّر
تنمية شاملة يستفيد منها النسان ،مما حث عليه دين السلم ،قال تعالىَ ) :وَتَعاَوُنوا َ
ب) )المائدة.(2 : شِديُد اْلِعَقا ِ
ل َ
ن ا َّ
ن َواّتُقوا الَّ ِإ ّ
عَلى اِلْثِم َواْلُعدَْوا ِ
َوالّتْقـَوى َول َتَعاَوُنوا َ
4ـ أن بناء السرة السليمة وفق الروابط الشرعية في العلقات بين الجنسين ،يعد أساسًا لبناء
مجتمعات إنسانية قوية وصحية ونظيفة ،وهذا ينبغي أن يكون في مقدمة برامج التعاون
الدولي.
5ـ محاربــة الباحية والشذوذ والمخدرات والشرور والموبقات ،ومعالجة آثارها السلبية على
المجتمعات النسانية.
6ـ معالجة مشكلت الفقر والجهل والمرض والكوارث المختلفة ،ومساعدة الشعوب المحتاجة
والتعاون في مجالت التنمية التي تهم النسان.
2ـ أييد قيام المنتدى العالمي للحوار الحضاري ،الذي أعدت رابطة العالم السلمي مشروعًا
لنشائه ودعوة الجهات السلمية المعنية بالحوار للتنسيق معها ،والحرص على وحدة
الموقف السلمي في القضايا التي تعالجها منتديات الحوار.
3ـ نظيم ندوات ودورات علمية وثقافية لعداد المحاورين المسلمين إعدادًا يجعلهم مؤهلين
لتحمل مسؤولياتهم ،وقادرين على متابعة التطورات السياسية والثقافية ،وعلى تقديم مقترحات
لتطوير العلقة بين المسلمين وبين غيرهم لما فيه مصلحة النسانية.
4ـ تعزيز التواصل مع المنظمات الدولية ،والقليمية والمحلية ،التي تؤمن بالقيم والداب
العامة ،وذلك بهدف التعاون على صد تيار الفساد والنحراف الذي من شأنه أن يهدد مستقبل
البشرية.
5ـ تشجيع القليات السلمية في قارات العالم على العمل داخل مجتمعاتها على توضيح صورة
السلم الصحيحة ،وتحقيق ذلك من خلل التواصل مع المؤسسات الثقافية والجتماعية في
بلدانها.
http://www.mafhoum.com/press3/90C31_files/22,3,2002,010.htm
http://www.islamtoday.net/W_E_di/P_13.htm
مؤتمر السلم والغرب في عالم متغير
موقع السلم اليوم
****
المراجـــع
-1مختار الصحاح للشيخ المام محمد بن أبى بكر عبد القادر الرازى – المكتبة العصرية –
صيدا بيروت ,الطبعة الرابعة – 1998ص 22
-2تفسير القرآن الكريم من سورة الحقاف الى سورة المرسلت – أحمد حسين – المجلس
العلى للشئون السلمية – مصر – 1976ص 385
-3السلم والحداثة – عبد السلم ياسين – دار الفاق – الطبعة الولى – 2000ص 208
-4هل تحتاج أمريكا الى سياسة خارجية؟ هنرى كيسنجر – دار الكتاب العربى – بيروت –
– 2002ص 11
-5الجهاد – د.أحمد محمد الحوفى – المجلس العلى للشئون السلمية – مصر – 1970ص
168
-6السلم والحداثة – مرجع سابق – ص 78
-7الغرب والسلم – مجموعة دراسات مترجمة – دار جهاد للنشر والتوزيع – القاهرة ,
الطبعة الولى – 1994ص 143ترجمة و تحليل منى ياسين ,مراجعة و تعقيب د.محجوب
عمر
-8تاريخ الدولة العثمانية –يلماز أوزتونا – منشورات مؤسسة فيصل للتمويل – تركيا,
استانبول – – 1988الجزء الول – الطبعة الولى ص 102
-9المسألة الشرقية – محمود ثابت الشاذلى – مكتبة وهبة – القاهرة 1989الطبعة الولى ص
, 41ص 102
-10السلم و المسلمون فى بلد البلقان – محمد خليفة – مركز دراسات العالم السلمى –
مالطة – الطبعة الولى – 1994ص 230و 231و 283و 284و 713
-11موسوعة تاريخ مصر – أحمد حسين – دار الشعب – مصر – الجزء الثانى – الطبعة
الولى – 1973ص 500