Professional Documents
Culture Documents
كريم بوعياد
المسؤولية
القانونية للصيدلي
في ضوء التشريع المغربي
2010
--مــقـــدمـــة
1
--الفصل الول :مهنة الصيدلة وأشكال مزاولتها
بالقطاع الخاص
المبحث الول :تعريف مهنة الصيدلة -
المبحث الثاني :أشكال مزاولة مهنة الصيدلة بالقطاع -
.الخاص بالمغرب
-المطلب الول :مزاولة الصيدلة بالصيدليات الخاصة
-المطلب الثاني :مزاولة مهنة الصيدلة بمخزونات الدوية بالمصحات
-المطلب الثالث :مزاولة الصيدلة بالمؤسسات الصيدلية الصناعية
-المطلب الرابع :مزاولة الصيدلة بالمؤسسات الصيدلية الموزعة
1
--خاتمة
--توصيات
مـــقـــدمة
عرفت البشرية مند القدم العديد من المراض و الوبئة ،بعضها كان
يشفى منه المرضى بسهولة ،و البعض الخر استعصى علجه فكان
يجتاح الرياف و المدن ،و يتسبب في فناء ساكنتها.و منذ فجر التاريخ
حاول النسان معالجة أمراضه مستعمل ما ل يخطر على بال من
مواد مستخلصة من عشب أو نبات أو حجر أو معدن أو قرن غزال أو
مخلب حيوان,فبدأت قصة التداوي ،وكانت الشعوب في بلد الصين
وبابل والغريق ومصر والرومان وبعدهم العرب من أوائل من برعوا
.في فن التداوي و العلج
لقد كانت الصيدلة و الطب يمارسان في المعابد من خلل الكهنة لهذا
.كان علج المرضى بالدواء والتعاويذ الدينية في مطلع التاريخ النساني
وشيئا فشيئا بدأ التخصص في الصيدلة يظهر في القرن الثامن في
العالم المتمدن ببغداد ،ثم انتشر تدريجيا في أوروبا تحت اسم الكيمياء
والكيميائيين .فقد كان الطباء يشخصون المرض ويحضرون الدواء
ويصفونه للمرضى وكانت الدوية إما أدوية مفردة تتكون من عنصر
.طبيعي مفرد أو أدوية مركبة تركب من عدة عناصر طبيعية
ان الصيدلة كانت من العلوم التي جذبت عظيم انتباه علماء المسلمين،
فاستطاعوا أن يمِيزوا عصر حضارتهم باعتباره أَول عصر من عصور
ت فيه المر ّ
كبات الدوائية بصورة علمية وفعالة وبطريقة الحضارة ع ُرِفَ ْ
،جديدة
1
المفردة ،الذي وضعه ديسقوريدس العين زربي )80م( ،وترجموه عدة
مرات؛ أشهرها اثنتان :ترجمة حنين بن إسحاق في بغداد ،وترجمة أبي
.عبد الله الصقّلي في قرطبة
-------------------------------------------------
)(1جوستاف لوبون :حضارة العرب ص .494
1
بتكليف من السلطات الصحية وفيها تصنيف للدواء واستعماله وطرق
معرفة غشه ومواصفاته والكشف عليه واستعمالته وتحديد
جرعاته.وللشارة فالمغرب كبلد رائد في مجال الصناعات الدوائية
حيث يأتي في المرتبة الثانية بعد جنوب إفريقيا ل يتوفر إلى الن على
دستور أدوية وطني وإنما تتم الحالة غالبا إلى دستور الدوية الفرنسي.
----------------------------------- .
ابن الوحشية :أبو بكر أحمد بن علي بن قيس بن المختار بن عبد الكريم بن )(4
حرثيا )ت 318هـ930/م( ،عالم بالكيمياء ينسب إليه الشتغال بالسحر ويلقب
بالصوفي .الزركلي :العلم 1/170
) (5رشيد الدين الصوري1241 -1177 ) :م( عالم بالنبات والطب .الصفدي:
الوافي بالوفيات .14/84
1
ومند دلك الوقت و الباحثون في مجال العلوم الصيدلنية لم يتوانوا في
اختراع أدوية جديدة فعالة ،مركبة و أحيانا تصبح خطيرة آدا لم تصنع أو
.تسلم أو تستعمل حسب القواعد العلمية
في العصر الراهن تلعب الدولة دورا محوريا في دخول الدواء إلى
السوق ،فالدولة ممثلة في مديرية الدوية و الصيدلة التابعة لوزارة
الصحة تسلم ادن طرح الدواء في السوق )AMM) (6)- Autorisation
.de mise sur le marchéوهي بدلك تقوم بمراقبة جودة الدواء،
قبليا من خلل مراقبة مدى احترام المختبر المصنع أو المستورد
لمعايير حسن التصنيع و كدا مدى توفر الدواء على الخصائص العلجية
الضرورية حسب دستور الدوية ودلك من خلل مراقبة عينات من
الدواء قبل قبل تسليم ادن الطرح في السوق .و كدا المراقبة البعدية
بتتبع الملحظات التي يبديها الطباء و الصيادلة بعد استعمال الدواء
من طرف المرضى ويمكنها أن تسحب أي دواء اتضح انه يشكل خطرا
على الصحة العامة أو لم يحترم صانعوه قواعد حسن الصنع.
وبالرغم من تدخل الدولة في مراقبة الدواء فان الحوادث المتعلقة به
.يمكن أن تحدث بين الفينة و الخرى
السؤال الذي يطرح نفسه أمام تنامي هته المخاطر المتعلقة بالدواء
سواء من زاوية صنعه ،مراقبة جودته أو من زاوية وصفه وتسليمه
للمرضى هو معرفة من المسؤول عن الضرر الذي قد يسببه الدواء ؟
وكيف تقوم مسؤوليته ؟ وما طبيعة هته المسؤولية ؟
أن تعدد الفاعلين في حقل الدواء قد يجعل هته المسؤولية متشعبة
فيما بينهم ،فالطبيب بفحصه المريض وتحرير الوصفة قد تبرز
مسؤوليته ،و الصيدلي بحكم تسليمه للدواء سواء بناء على وصفة طبية
أو بطلب من المريض قد يسأل عن الضرر الذي قد يسببه الدواء و
أحيانا تبرز مسؤولية المريض نفسه ،كما يمكن أن يكون الخطأ واردا
من الصانع أو الموزع وأحيانا قد تبرز مسؤولية الدولة ،بل قد تكون
المسؤولية مشتركة بين كل أو بعض هؤلء .
سأركز في هدا الكتاب على المسؤولية القانونية لصيادلة الصيدليات
.المزاولين بالقطاع الخاص
1
إن أنواع المسؤولية التي يمكن أن تثار ضد صيادلة الصيدليات بالقطاع
الخاص متعددة :فهم ملزمون أول باحترام قواعد أخلقيات المهنة
بصفتهم فاعلين في قطاع الصحة العمومية و باحترام القوانين
المنظمة لقطاع الصيدلة كما يلزم الصيادلة كغيرهم من المواطنين
.باحترام قواعد القانونين المدني و الجنائي
----------------------------------------
" الفرع الول من الباب الثاني من المدونة "المواد من 7إلى (6)15
1
لمختلف هته المسؤوليات وتسليط الضوء على مختلف العقوبات التي
:قد تطال الصيدلي في حالة إخلله بمسؤولياته ،وفق التصميم التالي
--الفصل الول :مهنة الصيدلة وأشكال مزاولتها بالقطاع
الخاص
المبحث الول :تعريف مهنة الصيدلة -
المبحث الثاني :أشكال مزاولة مهنة الصيدلة بالقطاع الخاص -
.بالمغرب
-المطلب الول :مزاولة الصيدلة بالصيدليات الخاصة
-المطلب الثاني :مزاولة مهنة الصيدلة بمخزونات الدوية بالمصحات
-المطلب الثالث :مزاولة الصيدلة بالمؤسسات الصيدلية الصناعية
-المطلب الرابع :مزاولة الصيدلة بالمؤسسات الصيدلية الموزعة
--الفصل الثاني :المسؤولية القانونية للصيدلي بالقطاع
الخاص
-المبحث الول :المسؤولية المدنية للصيدلي بالقطاع الخاص
-المطلب الول :أهمية التفرقة بين اللتزام ببذل عناية واللتزام
بتحقيق نتيجة
-المطلب الثاني :تحديد طبيعة التزام الصيدلي
-المطلب الثالث :الحالت التي يلتزم بها الصيدلي بتحقيق نتيجة
-المبحث الثاني :المسؤولية الجنائية للصيادلة
-المطلب الول :العقوبات التي تطال الصيدلي في القانون الجنائي
العام
-المطلب الثاني :العقوبات الجنائية في مدونة الدوية و الصيدلة
المبحث الثالث :المسؤولية التأديبية
-المطلب الول :طبيعة المسؤولية التأديبية للصيدلي
1
-المطلب الثاني :الواجبات الخلقية للصيادلة .
الفصل الول :مهنة الصيدلة وأشكال مزاولتها بالقطاع
.الخاص
من منا لم يتناول الدواء ؟ ومن ل يعرف الصيدلية ؟ فالجميع يعرف
المكان الذي يمكن أن يصرف له فيه الدواء ،ولكن هل الصيدلة
مقتصرة على فضاء صرف الدواء ؟ وهل عمل الصيدلني يقتصر فقط
على الصيدليات ؟ سنجيب على هته التساؤلت من خلل مبحثين
سنعرف في المبحث الول ما معنى مهنة الصيدلة وسأتطرق في
.المبحث الثاني لشكال مزاولة الصيدلة بالقطاع الخاص بالمغرب
المبحث الول :تعريف مهنة الصيدلة
الصيدلة مهنة مدنية ،علمية ذات غايات إنسانية واقتصادية واجتماعية
.تعمل على تأمين الخدمات الدوائية الصحية والمخبرية
وتسهم في تأمين سلمة المجتمع الصحية والمحافظة عليه، .وتهتم
بدراسة علم الدواء من الصنع والتركيب إلى الستعمال والعلج ،
"فالصيدلة كعلم تبحث في أصول الدوية،طبيعية كانت أم كيماوية ،كما
تبحث في الخواص الفيزيائية و الكيميائية و الفيزيولوجية للدوية
المختلفة ،علوة على فعاليتها الدوائية وتأثيراتها السلبية ،وكيفية
التخلص منها بأفضل الطرق،ويبحث علم الصيدلة في طرق حفظ
)الدوية و المستحضرات العلجية ،و تحليلها و رصد معاييرها ...الخ )7
نجد أن مهنة الصيدلة تحظى دائما بتشريعات و قوانين تعرفها
وتنظمها وتحدد المسؤوليات و الواجبات التي ليجوز الزيغ عنها و
المشرع المغربي لم يشكل استثناء في هدا المجال فقد سن مند
الستقلل قوانين نظمت مهنة الصيدلة،و رغم أن القانون الذي نظم
هته المهنة عرف ركودا فان التطورات العميقة التي عرفها قطاع
الصيدلة صاحبها تطور في القوانين التي نظمت هته المهنة النسانية
النبيلة و إن لم يكن هدا التطور مسايرا للتغيرات السريعة التي عرفتها
المهنة في إطارها الوطني و الدولي.لقد كان أول قانون ينظم مهنة
الصيادلة بالمغرب هو الظهير الشريف رقم 367-59-1المتعلق
بتنظيم مهنة الطباء و الصيادلة و جراحي السنان و العقاقير يين و
)القوابل)8
1
وهكذا سيرت مهنة الصيدلي طيلة 46سنة بهذا الظهير الشريف الذي
أصبح مع مرور الوقت و مع التحولت التي عرفها المجتمع المغربي و
كدا مع تطور أعداد الصيادلة متجاوزا هدا مع العلم أن مهنة الطباء
)عرفت ميلد قانون خاص ينظمها سنة 9) .1996
------------------------------
الطار القانوني لمهنة الصيدلة -د الغضف غوتي – ص (7). 15
) (8نشر بالجريدة الرسمية بتاريخ 28شعبان 1379موافق 26فبراير 1960تحت عدد
2470.
لقد كان على الصيادلة النتظار طويل فلم يصدر القانون الجديد الذي
ينظم مهنتهم إل بحلول 22نونبر 2006حيث صدر بالجريدة الرسمية
عدد 5480الصادرة ب 7ديسمبر 2006الموافق ل 15دو القعدة
1427الظهير الشريف رقم 1.06.151بتنفيذ القانون رقم 17.04
.بمثابة مدونة الدوية و الصيدلة
إن مدونة الدوية والصيدلة التي تعتبر من القوانين الجريئة جاءت
لتنظم عملية تدبير الدواء من التصنيع إلى التصريف و كدا شروط
مزاولة المهنة على جميع المستويات من الصانع عبر الموزع إلى
.الصيدلي بالصيدليات
إن مدونة الدوية و الصيدلة سارت على نهج قانون الصحة العمومية
الفرنسي و لم تأت بتعريف قانوني دقيق لمهنة الصيدلة و إنما أشارت
إلى دلك ضمنيا خاصة من خلل المواد ، 31-30-29من المدونة و
التي تطرقت إلى تحضير و صرف الدواء مع تحليل للوصفة الطبية
وكدا حيازة مجموعة من المواد الصيدلنية غير الدوائية و اللبان و
.الغذية المخصصة للرضع بغرض صرفها للعموم
ونفس الملحظة يمكن أن تقال عن الظهير الشريف رقم 367-59-1
،الذي لم يحدد فيه المشرع أي تعريف دقيق لمهنة الصيدلة في حين
عملت تشريعات دول أخرى على إصدار تعريفات قانونية لمهنة
الصيدلة فنجد المشرع اللبناني مثل في الفصل الول من الباب الول
من قانون مزاولة مهنة الصيدلة يعرف مهنة الصيدلة تعريف دقيقا
).مبعدا كل لبس وتأويل عن ماهية المهنة )10
1
ومن وجهة نظري يمكن أن نعرف الصيدلة على أنها :مهنة طبية ،ذات
طبيعة إنسانية تعنى بدراسة العقاقير ذات الصل النباتي أو الكيميائي
أو الحيواني لغراض التشخيص أو الوقاية أو العلج مع ما يرتبط بدلك
من طرق فنية للصناعة أو التركيب أو النقل أو التخزين أو التسليم أو
الصرف للعموم أو حتى إتلف العقاقير الغير الصالحة للستهلك .إن
هدا التعريف يعطينا مبدئيا فكرة عن أشكال مزاولة هته المهنة فما هي
أشكال مزاولة مهنة الصيدلة ؟ و كيف صنفها المشرع المغربي ؟ هدا
.ما سأتـناوله في المطلب الموالي
-------------------------------
المادة ) -1يعتبر مزاولة مهنة الصيدلة كل عمل يؤدي إلى تجهيز أو )(10
تركيب أو تصنيع أو تجزئة أو بيع سواء بالجملة أو المفرق أو توزيع لي دواء أو
مادة صيدلنية معدة للستعمال الداخلي أو الخارجي أو بطريق الحقن لوقاية
النسان أو الحيوان من المراض أو للشفاء منها أو يكون لها هذه المزايا(.
))القانون اللبناني رقم - 367صادر في 1/8/1994
1
الحالة حاصل على الدبلوم الوطني لدكتور في الصيدلة المسلم من
كلية مغربية للطب و الصيدلة......أو دبلوم أو شهادة معترف بمعادلتها
" وفقا للنصوص التنظيمية المعمول بها
ولقد كرست مدونة الدوية و الصيدلة نفس التوجه في هدا الطار حيث
نصت في المادة 93على ضرورة توفر شرطي الجنسية المغربية و
الحصول على شهادة وطنية للدكتوراه في الصيدلة مسلمة من طرف
كلية مغربية أو على شهادة أو دبلوم معترف بمعادلته لها طبقا
للنصوص التنظيمية الجاري بها العمل ) (11هدا ناهيك عن ضرورة أن
يكونوا في وضعية سليمة بالنظر إلى التشريع المتعلق بالخدمة
العسكرية وان ل تكون قد صدرت في حقهم عقوبات من اجل أفعال
.تتعلق بالكرامة أو الشرف ,و أن ل يكونوا مسجلين بهيئة أجنبية
في حين رخص المشرع كذلك للجانب بمزاولة مهنة الصيدلة بالقطاع
الخاص في المادة 94شريطة أن يكونوا في وضعية سليمة إزاء
التشريع المتعلق بدخول و إقامة الجانب بالمملكة ،وان يكونوا من
رعايا دولة أبرمت مع المغرب اتفاقا يسمح للصيادلة من رعايا كل دولة
.بمزاولة مهنة الصيدلة بترابها
هدا بالضافة إلى الشروط الخرى الواردة في المادة 93و المتعلقة
.بالصيادلة المغاربة
حين تتوفر هته الشروط في الصيدلي الذي يرغب في مزاولة مهنة
الصيدلة بالقطاع الخاص بالمغرب أمكنه ممارسة المهنة ،فما هي
أشكال هته الممارسة؟
1
صيادلة مسؤولون أو مندوبون أو مساعدون بالمؤسسات الصيدلية
.الصناعية أو الموزعة
في المطلب الول سنسلط الضوء على أشكال المزاولة بالصيدليات
ثم سنعنى بدراسة أشكال المزاولة بمخزونات الدوية بالمصحات في
المطلب الثاني ،و سنخصص المطلب الثالث لشكال المزاولة
بالمؤسسات الصيدلية المصنعة في حين سنتطرق في ا لمطلب
.الرابع لشكال المزاولة بالمؤسسات الصيدلية الموزعة
------------------------------------------------
)(11المادة 93من مدونة الدوية والصيدلة :تتوقف مزاولة مهنة الصيدلة
بالقطاع الخاص في أي شكل من الشكال على الحصول على إذن يسلمه رئيس
المجلس الوطني لهيئة الصيادلة إلى الشخاص المستوفين للشروط التالية :
-1أن يكونوا من جنسية مغربية
-2أن يكونوا حاصلين على شهادة وطنية للدكتوراه في الصيدلة مسلمة من
طرف كلية مغربية للطب والصيدلة أو على شهادة أو دبلوم معترف بمعادلته لها
طبقا للنصوص التنظيمية الجاري بها العمل ؛
- 3أن يكونوا في وضعية سليمة بالنظر إلى التشريع المتعلق بالخدمة
العسكرية ؛
- 4أل تكون قد صدرت في حقهم عقوبة من أجل ارتكاب أفعال مخلة بالشرف
أو الكرامة أو الستقامة ؛
-5أل يكونوا مقيدين بهيئة أجنبية للصيادلة.
1
المطلب الول :أشكال مزاولة مهنة الصيدلة بالصيدليات
.الخاصة
الصيدلية هي من وجهة نظر العموم فضاء للصحة يمكن للفرد أن
يقتني منه الدواء أو المواد الصيدلية أو الشبه الصيدلية بما في دلك
المواد الكيميائية أو مواد العناية بالبشرة ومواد التجميل و الوقاية من
مضار الشمس كما توجد بالصيدلية أيضا الغذية المخصصة للرضع و
.مواد أخرى
ومن وجهة نظر مهنية صرفة فالصيدلية هي مؤسسة صحية تعنى
بتركيب وتخزين وصرف الدواء و المستحضرات الصيدلية غير الدوائية
للعموم مع إسداء النصح و التوجيه فيما يتعلق بحسن استعمال الدواء
و الوقاية من المراض وهكذا فقد أورد المشرع المغربي في المادة
56من مدونة الدوية و الصيدلة تعريفا للصيدلية كما يلي ":يراد
بالصيدلية المؤسسة الصحية المختصة بالقيام بصفة حصرية أو ثانوية
)بالعمليات المشار إليها في المادة 30أعله " )12
و المادة 30تشير إلى أن صيادلة الصيدليات يمارسون حصريا دون
.غيرهم تحضير الدوية وصرفها
:وتتم مزاولة الصيدلة بالصيدليات الخاصة حسب الشكال التية
الصيدلي المالك :وهو الصيدلي الذي توجد في ملكيته •
الصيدلية ،ويمكن أن يكون شخصا ذاتيا أو شخصا معنويا ،
مؤسسا أو مشتريا.
الصيدلي الشريك :وهو الصيدلي الذي يكون شريكا مع أخر •
في صيدلية ،ويكون الشركاء مسؤولين بالتضامن وهم ملزمون
بالتسيير المشترك .
الصيدلي المساعد :صيدلي أجير لدى الصيدلي المالك أو •
لدى الصيدلية الشركة ،وقد حدد المشرع ضرورة الستعانة
بصيدلي مساعد واحد ادا ما تجاوز رقم معاملت الصيدلية 3.5
مليون درهم وباثنين ادا تجاوز رقم المعاملت 5.5مليون درهم
المادة 108
1
---------------------------------------
)(12البنود 3-2-1من المادة 2من المدونة :من أجل تطبيق أحكام المادة
الولى أعله ،يعتبر في حكم الدوية :
- 1المحضر الوصفي وهو كل دواء يتم تحضيره فورا في الصيدلية تبعا لوصفة
مخصصة لمريض معين ؛
- 2المحضر الصيدلي وهو كل دواء يتم تحضيره خصيصا في الصيدلية وفقا
للتوجيهات المنصوص عليها في دستور أو دساتير الدوية الجاري بها العمل ؛
- 3الدواء الخاص بالصيدلية وهو كل دواء يتم تحضيره كامل في الصيدلية تحت
المراقبة المباشرة للصيدلي الذي يقوم بصرفه ؛
إن الصيدلي يلعب دورا محوريا في سير العمل في هته المؤسسات ،
نظرا للتكوين المتنوع الذي تلقاه في المواد العلمية بصفة خاصة سواء
منها الكيماوية أو النباتية أو الطبية ،لدا نجد أن المشرع قد أولى لهدا
1
الشكل من أشكال المزاولة اهتماما خاصا في مدونة الدوية و
.الصيدلة
وهكذا حددت المدونة أشكال المزاولة بالمؤسسات الصيدلية الصناعية
:كالتالي
---------------------------------------------------------------
1
الحرص على إعطاء كافة العمليات التقنية لتسير من طرف
الصيادلة.ويعتبر الصيدلي المسؤول مسؤول رئيسيا عن الصيادلة
المندوبون و الصيادلة المساعدون وكدا المستخدمون و عن كل
العمال الصيدلية التي تنجز بالمؤسسة وتتلخص فيما يلي :
شراء المواد الولية و مراقبتها وتطوير أعمال الصيدلة ومراقبة جميع
عمليات النتاج والتخزين و التوزيع ،وتبرز مسؤوليته انطلقا من كون
المشرع قد ألقى على عاتقه مسؤولية التبليغ للدارة بأي أثر جديد غير
مرغوب فيه بلغ إلى علمه نتج عن استعمال الدواء الذي تصنعه
مؤسسته(17).
-------------------------------------
)(15المادة 85من مدونة الدوية والصيدلة :يمكن أن تكون المؤسسة الصيدلية
الصناعية في ملك شخص ذاتي أو شركة وفق الشروط التالية :
اذا كانت المؤسسة في ملك شخص ذاتي ،يجب على هذا الخير أن يكون
صيدليا مأذونا له قانونا بصفة صيدلي مسؤول
ادا كانت المؤسسة في ملك شركة ،يجب أن تكون هذه الخيرة خاضعة للقانون
المغربي وأن يكون الصيدلي المسؤول بها إما أحد المدراء العامين أو أحد
المسيرين وذلك حسب شكل الشركة.
ويجب أن يكون المدراء التقنيون والمدراء التجاريون المزاولون في المؤسسات
الصيدلية الصناعية صيادلة مأذونا لهم قانونا .وتحدد الدارة مهامهم التقنية بعد
)(16 استطلع رأي المجلس الوطني لهيئة الصيادلة.
المادة 100من المدونة :علوة على الشروط العامة المنصوص عليها في
الفرع الول من هذا الباب ،يجب أن يكون الصيادلة المسؤولون بالمؤسسات
الصيدلية الصناعية حاصلين على دبلوم التخصص في الصيدلة شعبة "الصيدلة
الصناعية" ،المسلم من طرف الكليات المغربية للطب والصيدلة أو على شهادة
أو دبلوم معترف بمعادلته له طبقا للنصوص التنظيمية الجاري بها العمل.
في حالة عدم الحصول على إحدى الشهادات أو الدبلومات المذكورة ،يجب أن
يثبت الصيادلة المذكورون توفرهم على تجربة ل تقل على ثلث سنوات في
مزاولة المهنة بصفة صيادلة مساعدين أو صيادلة مندوبين بمؤسسة صيدلية صناعية.
يجب أن يثبت الصيادلة المندوبون بالمؤسسات الصيدلية الصناعية توفرهم على
تجربة مهنية ل تقل عن سنة واحدة بصفتهم صيادلة مساعدين في مؤسسة أو
) عدة مؤسسات صيدلية صناعية.
(17المادة 120من المدونة :يجب على الصيدلي المسؤول بمؤسسة صيدلية
مشار إليها في المادة 74أعله أن يخبر الدارة بأي أثر جديد غير مرغوب فيه
بلغ إلى علمه ناتج عن استعمال الدوية.
1
في وحدة للنتاج داخل المصنع غير انه ل يعتبر مخاطبا رسميا للدارة
ومع دلك فان مسؤوليته لتنتفي في حالة الخلل بالقواعد العلمية
والقانونية للعمل المنوط به داخل المؤسسة
ويجب على الصيادلة المندوبون توفرهم على تجربة مهنية ل تقل عن
.سنة واحدة بصفتهم صيادلة مساعدين في مؤسسة صيدلية صناعية
الصيدلي المساعد : Le pharmacien assistant
يراد به الصيدلي المرخص له بالمزاولة والدي يساعد الصيدلي
المسؤول أو الصيدلي المندوب بالمؤسسة الصيدلية الصناعية وبطبيعة
الحال يقوم هو الخر بالشراف على شراء و مراقبة المواد الولية أو
المنتجات الكاملة الصنع وصنع الدوية وتوضبيها ومراقبة الجودة
)والسهر على حسن تخزين الدوية وبيعها و توزيعها )18
لقد نظم المشرع طرق الستعانة بالصيادلة المساعدين ،وأصبح لزاما
على المؤسسات الصيدلية الصناعية الستعانة بصيدلني مساعد
.بالنسبة للمؤسسات التي تشغل أقل من 30مستخدما
وإضافة صيدلي مساعد ثان عن كل مجموعة من 30مستخدما إضافيا.
---------------------------------------- )(19
)(18المادة 121من المدونة :يراد بالصيدلي المساعد بالمؤسسة الصيدلية ،
الشخص المأذون له بمزاولة الصيدلة الذي يساعد الصيدلي المسؤول أو
الصيدلي المندوب بالمؤسسة المذكورة.
تتمثل المساعدة المذكورة خصوصا في الشراف على المهام التالية :
-شراء ومراقبة المواد الولية أو المنتجات الكاملة الصنع ؛
-صنع الدوية وتوضيبها ؛
-مراقبة الجودة ؛
-تخزين الدوية وبيعها وتوزيعها.
يمكن للصيادلة المساعدين المشاركة في أعمال صيدلية أخرى بالمؤسسة
التابعين لها وفق نفس الشروط المتعلقة بالصيادلة المسؤولين أو الصيادلة
المندوبين
1
* صيدلي مساعد بالنسبة لقل من 30مستخدما ؛
* صيدلي مساعد إضافي عن كل مجموعة من 30مستخدما إضافيا
1
) (20المادة 90من مدونة الدوية والصيدلة :يمكن أن تكون مؤسسة صيدلية
موزعة بالجملة في ملك شخص ذاتي أو شركة وفق الشروط التالية :
-1إذا كانت المؤسسة في ملك شخص ذاتي ،يجب على هذا الخير أن يكون
صيدليا مأذونا له قانونا بصفة صيدلي مسؤول ؛
-2إذا كانت المؤسسة في ملك شركة ،يجب أن تكون هذه الخيرة خاضعة
للقانون المغربي وأن يكون الصيدلي المسؤول بها إما أحد المدراء العامين أو
أحد المسيرين وذلك حسب شكل الشركة.
ويجب أن يكون المدراء التقنيون والمدراء التجاريون المزاولون في المؤسسات
الصيدلية الموزعة بالجملة صيادلة مأذونا لهم قانونا .وتحدد الدارة مهامهم
التقنية بعد استطلع رأي المجلس الوطني لهيئة الصيادلة.
وهو الصيدلي الذي يسهر على مساعدة الصيدلي المسؤول وتتمثل هته
المساعدة خصوصا في شراء و مراقبة المنتجات الصيدلنية الكاملة
الصنع ،مراقبة الجودة ،تخزين الدوية و بيعها و توزيعها على
.الصيدليات و مخزونات الدوية بالمصحات
لقد حدد المشرع في المادة (*)122من المدونة شروط استعانة
المؤسسات الصيدلية الموزعة بالصيادلة المساعدين تبعا لعدد
المستخدمين بالمؤسسة و هكذا أوجب الستعانة بصيدلي مساعد واحد
لعدد من المستخدمين يتراوح بين 50و ، 100وعن كل 50مستخدما
.إضافيا فوق المائة الستعانة بصيدلي مساعد ثان
إن تنوع أشكال مزاولة مهنة الصيدلة بالقطاع الخاص بالمغرب ،تعطي
.مهنة الصيدلني زخما وأهمية يليقان بهته المهنة النسانية النبيلة
وبتنوع أشكال المزاولة ،تتنوع المسؤوليات المناطة بالصيادلة كل
.حسب عمله ،فما هي طبيعة هته المسؤوليات وكيف يمكن تصنيفها
-------------------------------------------------
:المادة 122من المدونة )*(
1
يجب على كل مؤسسة صيدلية الستعانة بعدد من الصيادلة المساعدين على
النحو التالي تبعا لعدد المستخدمين المشاركين في العمال الصيدلية :
-بالنسبة للمؤسسات الصيدلية الموزعة بالجملة :
* صيدلي مساعد واحد بالنسبة لعدد من المستخدمين يتراوح بين 50و 100؛
* صيدلي مساعد إضافي عن كل مجموعة من 50مستخدما إضافيا.
-بالنسبة للمؤسسات الصيدلية الصناعية :
* صيدلي مساعد بالنسبة لقل من 30مستخدما ؛
* صيدلي مساعد إضافي عن كل مجموعة من 30مستخدما إضافيا
1
إن التطور العلمي و التكنولوجي سهل اكتشاف العديد من الدوية
الحديثة الفعالة ،بسيطة أو مركبة و قد تصبح خطيرة ادا لم تصنع أو
لم تصرف أو لم تستعمل حسب القواعد و الشروط الضرورية لحسن
صناعة وخزن و صرف و استعمال الدواء ،و بالرغم من كل هته
.الحتياطات قد يصبح الدواء المعد للعلج سما قاتل فتاكا
من هدا المنطلق يمكن أن نسمي الصيدلي رجل الدواء أو أخصائي
.الدواء بل هناك من يطلق تسمية حارس السموم على الصيدلني
و الحقيقة أن الدواء سيف دو حدين فهو في إطار حسن الصنع و
الستعمال يداوي و يحد من ألم المرضى و في أحيان أخرى يمكن أن
.يصبح ضارا أو قاتل إما لجهل أو لخطا
أن مستعمل الدواء قد ل يتقبل أن يتسبب دواء ما في ضرر له ،خاصة
انه بادر إلى تناول هدا الدواء بغرض العلج و التخفيف من اللم ،وهدا
أمر شائع الحدوث فالقليل من الناس من يعرف أن لكل دواء أعراض
.جانبية تختلف شدتها و وقعها باختلف التكوين الفيزيولوجي للمريض
هده العراض عادة ما يشار إليها في علبة الدواء و يتم تحذير مرضى
السكري أو الضغط الدموي أو النساء الحوامل مثل من العراض
.الجانبية لهدا الدواء أو داك
و لكن المسؤول عن تسليم هدا الدواء الذي هو الصيدلي قد يساهم
بفعله في الضرر الذي قد يلحق بمستعمل الدواء لهدا فعندما يلحق
مستعمل الدواء ضرر ما فان السؤال الذي يطرح هو من المسؤول عن
.هدا الضرر
قد يكون صيدلي الصيدلية وقد يكون صيدلي مختبرات الصنع أو التوزيع
و أحيانا قد يكون الطبيب أو الممرض و قد تكون المسؤولية أحيانا
أخرى مشتركة بين بعض أو كل هؤلء بل في بعض الحيان قد تثار
.مسؤولية المريض نفسه عن الضرر الذي لحقه من جراء تناول الدواء
سأركز على مسؤولية صيدليي الصيدليات ،بحكم أنهم هم الفئة
الوسع من مهنيي الصحة الدين يتواجدون في مراكز الحتكاك المباشر
.مع مستعملي الدواء
1
و لكن هدا لن يمنع من تسليط الضوء على مسؤولية باقي الفاعلين
في مجال الدواء و مدى تداخل مسؤولياتهم مع مسؤولية صيادلة
.الصيدليات
إن مصادر مسؤولية الصيدلي متنوعة ،فالصيدلي ملزم باحترام قانون
أخلقيات المهنة ،بصفته فاعل في القطاع الصحي ،وهو ملزم باحترام
القوانين المنظمة للتجارة باعتباره تاجرا ،و كدا احترام قواعد القانون
.الجنائي العامة و الخاصة و قواعد القانون المدني بصفته مواطنا
و في هدا الطار نلحظ أن الصيدلي في إطار مزاولته لمهنته يكون
.مؤطرا بمسؤولية مدنية ،جنائية وتأديبية
إن الصيدلني كغيره من مهنيي الصحة قد يرتكب أخطاء و قد يخالف
.القوانين التي تنظم مهنته و أحيانا قد يتسبب في ضرر للغير
لقد اكتسى مبدأ المسؤولية صبغة هامة ،خلل السنوات الخيرة ،
خاصة أما م تنامي الهتمام بقطاع الصحة بصفة عامة و خاصة بتقنين
المهن الصحية حيث أصدر المشرع في السنوات الخيرة مجموعة من
القوانين المنظمة للمهن الصحية وهكدا صدر القانون المنظم لمهنة
الطباء سنة 1996تم صدر القانون المنظم لمهن جراحي السنان و
.كدا البياطرة و بعده صدرت مدونة الدوية و الصيدلة
إن مدونة الدوية و الصيدلة جاءت لتقنن و تنظم وتنشئ إطارا قانونيا
.لمهنة الصيدلة بكل أنواعها وفي كل أشكال الممارسة المتعلقة بها
وهكذا أصبح لزاما على صيادلة الصيدليات و صيادلة مخازن الدوية
بالمصحات و كدا الصيادلة المساعدين و الصيادلة المعوضين وصيادلة
المؤسسات الصناعية والصيادلة مساعديهم و كدا صيادلة المؤسسات
الصيدلة الموزعة أن يأخذوا بعين العتبار المعطيات الجديدة التي
وردت بالمدونة وكدا المقتضيات القانونية الواردة في القانون الجنائي
العام و القانون المدني وكدا بعض القوانين الخاصة ،هته القوانين تضع
.الصيدلي أمام مسؤوليات متعددة
و تعني كلمة المسؤولية لغة :ما يكون به النسان مؤاخذا أو مطالبا
من أجل أمور أو أفعال أتاها و تعني اصطلحا بأن هناك فعل ضار يجب
1
مؤاخذة فاعله ،ولذلك فانه ل مسؤولية على من أتى فعل ل ينتج عنه
).أي ضرر للغير)22
:ويمكن أن نقسم مسؤولية الصيدلني في الطار القانوني إلى
مسؤولية مدنية في المبحث الول ،مسؤولية جنائية في المبحث الثاني
،مسؤولية تأديبية وأخلقية في المبحث الثالث مع التطرق لحالت
.الجمع بين بعض أو كل المسؤوليات
----------------------------------------------------
الطاهر كركري – المسؤولية المدنية التقصيرية و العقدية – ص (22)6
1
المبحث الول :المسؤولية المدنية لصيادلة الصيدليات
بالنظر لوجود رابطة عقدية أو عدمها تنقسم المسئولية المدنية إلى
عقدية أو غير عقدية أي تقصيرية ،فتترتب الولى على عدم تنفيذ
اللتزام الناشئ عن العقد على الوجه المتفق عليه )(23؛ أما
المسئولية غير العقدية -التقصيرية -فهي تقوم على أساس الخلل
بالتزام قانوني مصدره نص القانون أو نظام التعايش الجتماعي –
العرف-و يقع على عاتق المسؤول بتعويض المضرور دون علقة
).عقدية بينهما)24
فكيف يمكن ان نصنف مسؤولية صيادلة الصيدليات ؟ هل هي
مسؤولية عقدية ؟ أم مسؤولية تقصيرية ؟
ريبرت و بلنيول في كتابهم عن القانون المدني يعالجان مسؤولية
الصيدلي على أساس أنها مسؤولية تقصيرية و ليست مسؤولية عقدية
) .حتى مع وجود عقد البيع الضمني )25
و هما يستندان في هدا السرد إلى أن احتكار الصيادلة لقطاع تصريف
الدواء بقوة القانون في القانون الفرنسي وكذلك الشأن في القانون
المغربي ،فالمشرع حصر مزاولة الصيدلة في مدونة الدوية و الصيدلة
) ،على الصيادلة دون غيرهم)26
والنصوص القانونية التي تمنع على الصيدلي المتناع عن صرف الدواء
.في حالة احترام القوانين المتعلقة بشروط صرف الدواء
هدين العنصرين ،عنصر الحتكار ،و عنصر عدم إمكانية المتناع عن
صرف الدواء يخرجان عقد البيع الصيدلني من النموذج العادي لعقد
البيع و بالتالي من النموذج الكلسيكي لللتزام العقدي .و على هدا
الساس اعتبر لكاتبان الفرنسيان أن التزام الصيدلي هو التزام
تقصيري و ليس عقديا و لكن بالمقابل ادا ما أخدنا بعين العتبار أن
الصيدلني يقوم بنشاط تجاري من خلل إعادة صرفه و ل أقول بيعه
لسلعة و هي الدواء بعدما اشتراه من الموزع انه ملزم بعقد البيع الذي
.ينشأ من خلل قيامه بعمله
-----------------------------------
1
الفصل 263ق.ل.ع المغربي )(23
وان كان هدا الحتكار ينافي قانون المنافسة فانه أتى على مادة حيوية)(26
وهي الدواء اد وضعه بين أيدي أمينة مكونة ومؤهلة لحماية الصحة العامة
)*(المادة 34-31-30من المدونة.وقد سارت معظم التشريعات في العالم على
هدا النهج مع بعض الختلفات البسيطة
1
المطلب الول :أهمية التفرقة بين اللتزام ببذل عناية
واللتزام بتحقيق نتيجة
يكون التزام الصيدلي التزاما بتحقيق نتيجة إذا كان المطلوب منه
القيام بعمل معين بذاته ،كما هو الحال بالنسبة للمحامي الذي يطلب
منه القيام بتقديم احد الطعون خلل المدة القانونية التي يمكن أن
يقدم فيها الطعن ،فإذا لم يقدم الطعن خلل المدة المحددة ،يكون
مسؤول عن هذا التقصير على اعتبار أن التزامه هو التزام بتحقيق
نتيجة ،أما إذا كان المطلوب من الصيدلني بذل العناية فانه في هذه
الحالة يلزم ببذل العناية التي تؤدي إلى النتيجة المرجوة ول يضمن
.تحقيق النتيجة
تعددت المعايير بشأن التفرقة بين اللتزام ببذل عناية واللتزام بتحقيق
نتيجة ،ومن هذه المعايير معيار الرادة والذي جاء به الفقيه الفرنسي
)ديموج( ،ومعيار الحتمال ،ومعيار مساهمة المسؤول عن الضرر،
.وسأعرض لهذه المعايير باختصار
معيار الرادة يكون التزام الصيدلي التزام بتحقيق نتيجة إذا انصرفت 1-
إرادته لتحقيق نتيجة معينة ،وإل فإن التزام الصيدلي يقتصر على بذل
العناية المطلوبة منة ،فوفقا لهذا المعيار فان الرادة هي الفيصل في
تحديد طبيعة اللتزام .و مثال دلك ان يطلب مريض تسليمه الدواء
الموجود بالوصفة القانونية فيسلمه الصيدلني أو أحد تابعيه دواء أخر
ويسبب هدا الخطأ في ضرر للمريض هنا يكون التزام الصيدلني
1
بتحقيق نتيجة وهي صرف الدواء الوارد بالوصفة الطبية وليبس دواء
.أخر
معيار الحتمال يكون التزام الصيدلي وفقا لهذا المعيار التزاما ببذل 2-
عناية إذا كانت الغاية المرجوة من التعاقد ،قد ظهرت غير محققة
الوقوع ،أو بمعنى أدق احتمالية الوقوع ،فإذا كانت احتمالية فان التزام
الصيدلي هو التزام ببذل عناية ،ومثال دلك أن يستشير مريض
الصيدلني لعطائه دواء ناجعا ضد اللم ،فيصف له الصيدلني الدواء
ولكنه أي الصيدلني ل يلتزم بالشفاء.أما إذا كانت الغاية من التعاقد
مؤكدة الوقوع )محققة( فان التزامه بهذه الحالة هو التزام بتحقيق
،نتيجة
معيار مساهمة الزبون أو المريض من خلل هذا المعيار نستطيع3-
معرفة طبيعة التزام الصيدلي عن طريق معرفة موقف الزبون في
تحقيق النتيجة .فإذا كان موقف الزبون سلبي بتحقيق النتيجة المرجوة
فان التزام الصيدلي هو التزام بتحقيق نتيجة ،كما في حالة التزام
الناقل الذي يلتزم بنقل المسافر ،حيث يكون موقف المسافر موقف
سلبي ،ويقوم الناقل بنقله من مكان إلى آخر .ويكون التزام الصيدلي
ببذل عناية إذا كان موقف المريض و سلوكه ايجابيا في تحقيق النتيجة،
كأن يشرح الصيدلني للمريض طريقة استعمال الدواء ويخطأ المريض
إما بسهو أو نسيان فيتناول جرعات زائدة قد تسبب له ضررا.وهنا
يساهم المريض بالضافة إلى الصيدلي ببذل العناية لتحقيق النتيجة
ويكون موقفه ايجابيا .وتكمن أهمية التفرقة بين التزام ببذل عناية
والتزام بتحقيق نتيجة في عبء الثبات ،فإذا كان اللتزام الصيدلي هو
التزام بتحقيق نتيجة ،يكفي أن يثبت المريض عدم تحقيق النتيجة
وبالتالي يفترض خطأ الصيدلي الذي ل يستطيع نفي المسؤولية عنه إل
إذا أقام الدليل على وجود السبب الجنبي الذي منعه من تحقيق
النتيجة ،في حين انه في التزام ببذل عناية يقع على عاتق المريض أو
الزبون إثبات تقصير الصيدلي وعدم تنفيذه لللتزام حتى تتحقق
مسؤوليته ،حيث يتوجب على المريض إثبات خطأ الصيدلي المتمثل
بالنحراف عن الصول العلمية المستقرة في علم الصيدلة ،والضرر
.الذي لحق بمستعمل الدواء والعلقة السببية التي تربط الخطأ بالضرر
1
المطلب الثاني :تحديد طبيعة التزام الصيدلي
يجمع الفقه والقضاء على أن التزام الصيدلي تجاه المريض مثله مثل
التزام الطبيب ينحصر في التزامه ببذل عناية ،فهو كقاعدة عامة التزام
ببذل عناية ل بتحقيق نتيجة ،وعلى هذا قررت محكمة النقض الفرنسية
في حكمها الشهير الصادر 20/5/1936ا )إن العقد الذي يتم بين
الطبيب والمريض يوجب على الول ان لم يكن بطبيعة الحال اللتزام
بشفاء المريض فعلى القل أن يبذل عناية ل من أي نوع ،بل جهودا
صادقة يقظة متفقة مع الظروف التي يوجد بها المريض ومع الصول
).العلمية الثابتة
1
وقضت محكمة النقض المصرية بان التزام الطبيب ليس التزام بتحقيق
نتيجة شفاء المريض ،بل هو التزام ببذل عناية ،والعناية المطلوبة منة
تقتضي أن يبذل لمريضه جهودا صادقة يقظة تتفق في غير الظروف
الستثنائية مع الصول المستقرة في علم الطب ،فيسأل الطبيب عن
كل تقصير في مسلكه الطبي ل يقع من طبيب يقظ في مستواه
المهني وجد في نفس الظروف الخارجية التي أحاطت بالطبيب
.المسؤول كما يسأل عن خطئه العادي أيا كان جسامته
والعقد الطبي بصفة عامة ويمكن ان نسقط عليه عقد العمل الصيدلي
أو ما يسمى بعقد العلج الذي يبرم بين الصيدلي أو الزبون يوجب
على الصيدلي أثناء قيامة بعملة بذل عناية صادقة ل عطاء الدواء
المناسب لتخفيف اللم عن المريض و للوصول لشفائه وفقا للقواعد
المستقرة في علم الصيدلة ،وهذا يعني انه ل يلتزم بضمان شفاء
المريض أو عدم وفاته ،فالشفاء هو بيد الله سبحانه وتعالى ،ويتوقف
على عدة اعتبارات وعوامل ل يستطيع الصيدلي و ل حتى الطبيب
دائما السيطرة عليها ،كمناعة الجسم والعوامل الوراثية ،وبالتالي فان
الصيدلي أثناء نصحه المريض بتناول دواء معين ل يلتزم بتحقيق نتيجة
.معينة وإنما ببذل العناية الصادقة من اجل شفاء المريض
وكل ما على الصيدلي هو أن يعتني بالمريض العناية الكافية وان يصف
له من وسائل العلج و طرق تناول الدواء ما يرجى به شفائه من
مرضه ،ول يكفي لكي يعد الصيدلي مخل ً بالتزامه سوء حالة المريض،
بل يجب أن يقوم الدليل على تقصير الصيدلي على حالته ول يكون
ذلك إل إذا وقع خطأ يمكن أن تترتب علية المسؤولية .وهناك عدة
عوامل يجب ان تؤخذ بعين العتبار لتحديد مدى التزام الصيدلي
.والعناية المطلوبة منه
أو ً
ل :القواعد المهنية وهي تلك القواعد التي تفرضها عليه مهنة الصيدلة
والمستقاة من الصول العلمية المستقرة وما جرت علية عادة
الصيادلة في نفس الظروف ،فل يفرض على الصيدلي التزام بضمان
شفاء المريض ،لن ذلك كما سبق وان أشرت يتوقف على عوامل
واعتبارات قد تخرج عن إرادة الصيدلي كمناعة الجسم والعوامل
.الوراثية وحالته الصحية وحدود التقدم الطبي و تطور الدواء
1
ثانيًا :المستوى المهني للصيدلي ويدخل أيضا في تحديد التزام الصيدلي
مستواه المهني ،فالصيدلي بالصيدلية ل يتحمل نفس اللتزامات التي
يتحملها الصيدلي بمختبرات صنع الدوية أو الصيدلي الحيائي بمختبرات
التحاليل الطبية و البيولوجية إذ يطلب من الخير قدرا من العناية يتفق
مع مستواه العلمي والمهني ،هذا وقد قضت محكمة استئناف مصر انه
بالنسبة للطباء الخصائيين يجب استعمال منتهى الشدة في تقدير
أخطائهم لن واجبهم الدقة في التشخيص والعتناء وعدم الهمال في
المعالجة .هذا وقد قضت محكمة مصر البتدائية في 2/5/1927بان
الطبيب المولد يكون مسؤول عن استعماله العنف في جذب الجنين
رغم كبر حجم رأسه وضيق الحوض استنادا إلى انه يستبعد على
الطبيب متمرن مختص بالولدة جذب الرأس حتى يفصل عن العنق
رغم انه جائز أن يحصل ذلك من طبيب غير أخصائي يعالج كل
المراض
ويقاس مسلك الصيدلي بالصيدلية عادة بمسلك صيدلي عادي من
أواسط زملئه ،والصيدلي المتخصص يقاس بمسلك صيدلي متخصص
ينظر في تقدير خطأ الصيدلي في أدائه لعمله إلى مستواه من جهة،
.وتخصصه من جهة أخرى
وهنا وجبت الشارة إلى أن مسؤولية الصيدلي تبرز بالتضامن مع
مسؤولية مستخدميه ،مبدأ التابع و المتبوع فادا ارتكب مساعد
الصيدلي خطأ فان الصيدلي يسأل عن خطأ مستخدمه.مبدأ مسؤولية
.المتبوع عن أفعال التابع
ثالثًا :الظروف الخارجية ويأخذ في الحسبان أيضا عند تحديد مدى
التزام الصيدلي الظروف الخارجية التي يوجد فيها الصيدلي و يزاول
بها عمله كصيدليات الحراسة الليلية أو السبوعية أو بمستودعات
.الدوية بالعالم القروي هدا مع مراعاة المكانيات المتاحة
رابعًا :الصول العلمية الثابتة .وأخيرا يدخل في مدى التزام الصيدلي
الجهود المبذولة المتفقة مع الصول العلمية الثابتة حيث ل يقبل ول
يتصور من الصيدلي إعطاء مضاد لللتهاب بجرعة زائدة لمريض
مصاب بقرحة المعدة أو النصح باستعمال مادة السبرين عند شخص
.مصاب بعلة يصعب فيها تجلط دمه
1
وقد أدان القضاء الفرنسي الطباء الذين يلجأ ون لطرق طبية مهجورة
في المعالجة والتوليد واعتبروا ذلك خطأ من الطبيب ويشكل خطورة
على الجنين ،ونفس الشيء بالنسبة للطبيب الذي يتجاهل المبادئ
.الولية في التشخيص
ولتقدير مسلك الصيدلني فيما إذا كان الفعل الذي قام به يشكل خطأ
أم ل فإن قاضي الموضوع يستعين بأهل الخبرة من الصيادلة الذين
يتعين عليهم تجريد أنفسهم من الراء الشخصية لهم ،وان يكون التقدير
وفقا لصول المهنة وقواعدها دون التقييد بتلك القواعد إذا ما ثبت
مخالفتها لتبصر والحيطة ودون الخوض في النظريات العلمية
المختلف عليها ،وذلك على أساس أن العناية المطلوبة من الصيدلي
تتطلب منه بذل الجهود اليقظة والصادقة التي تتفق مع الصول العلمية
.الثابتة فيما عدا الظروف الستثنائية
وبناء على ما تقدم فان كل خروج على المسلمات المستقرة في
أصول الفن الصيدلني وقواعده الساسية والتي ل يفتقر الجهل بها
لصيدلي من أواسط زملئه علما وفنا ،ما يمثل خطأ مهنيا يستوجب
مسائلة الصيدلني وذلك على اعتبار أن كل من يتخذ من الصيدلة مهنة
،له ل بد أن يكون مؤهل لها
نستخلص مما سبق بأن التزام الصيدلني ليس التزام بتحقيق نتيجة
معينة وهي شفاء المريض إنما هو التزام ببذل عناية ،والعناية المطلوبة
منه تقتضي أن يبذل لمريضة الجهود الصادقة المتفقة مع أصول مهنة
الصيدلة ،وملزم أيضا بمراعاة الحيطة والحذر ،ولكي ينفذ الصيدلني
التزامه بالعناية المطلوبة منه فيجب عليه القيام بما يلي :أول :تحليل
الوصفة الطبية تحليل دقيقا والتحقق من المرض الذي يعاني منه
،المريض
ثانيا :شرح طرق استعمال الدواء شرحا واضحا و مبسطا ودلك بتحديد
الجرعات و طرق تناول الدواء و يجب أن يكون هدا التحديد ضمن
الصول العلمية الثابتة وعلى الصيدلي أن يبذل الجهود الصادقة اليقظة
في طريقة شرح استعمال الدواء
ثالثا :التأكد من صحة تحرير الوصفة الطبية تعد الوصفة الطبية الوثيقة
التي تثبت وجود العلقة بين المريض والطبيب والتي يدون فيها الطبيب
1
نوع العلج المقرر وطريقة استعماله ويجب أن يحررها الطبيب على
نحو دقيق ومقروء وكامل ويجب عليه أن يراعي الحتياطات اللزمة
لذلك وهنا يأتي الدور البعدي للصيدلني من خلل مراقبة الوصفة
الطبية ومدى احترامها للصول العلمية الواردة في دساتير الدوية
.pharmacopées
1
الوصفة le droit de substitutionويقصد بالدواء الجنيس le
génériqueالدواء الذي يماثل الدواء الصلي في خصائصه العلجية ،
ثانيا :ل يستطيع الصيدلني التملص من المسؤولية ،إذا ما قام بإعطاء
المريض دواء فاسدا أو انتهت مدة صلحيته و تسبب هدا الدواء في
ضرر للمريض إل إذا اثبت قيام السبب الجنبي الذي ل يد له فيه ،ول
.يكفي منه أن يثبت انه قام ببذل العناية الواجبة
ويرجع الضرر الذي يصيب المريض ،إلى تقصير الصيدلي في القيام
بعمله المتمثل في المراقبة الدورية لمخزونه من الدوية بصفة منتظمة
،أما في حالة الدواء الفاسد و الذي تعود فيه المسؤولية إلى الصانع
فان المريض ل يستطيع الرجوع مباشرة على المختبر الصانع ،وذلك
لنتقاء العلقة التعاقدية بينهما ،إل وفقا لقواعد المسؤولية التقصيرية،
ويستطيع المريض أن يرجع على صيدلي الصيدلية ،الذي اتفق معه
بموجب العقد على أن يقدم له دواء مطابقا لمواصفات حسن التصنيع ،
والتزامه في هذه الحالة هو التزام بتحقيق نتيجة .و هدا الخير يرجع
.على الموزع و الصانع
ثالثا :التحاليل الطبية الولية التي يقوم بها الصيدلي في صيدليته تعتبر
هذه التحاليل من العمليات التي تقع على محل محدد تحديدا دقيقا ،لذا
فإن التزام الصيدلي بالنسبة للتحاليل العادية التزاما بتحقيق نتيجة وهي
سلمة التحليل ودقته ،وتقوم مسؤولية الصيدلني بمجرد حصول ضرر
للمريض ،ول يستطيع الصيدلني دفع المسؤولية عنه ال بإثبات السبب
.الجنبي الذي ل يد له فيه
رابعا :صرف الدوية الممكن تسليمها دون وصفة طبية ،أو تلك
المحضرة في الصيدلية ،في هده الحالة فان التزام الصيدلني هو
التزام بتحقيق نتيجة إذ انه مدين بالتزام محدد ،يتجلى بتقديم أو بيع
أدوية صالحة وسليمة ،ول تشكل بطبيعتها خطرا على حياة المرضى
.الذين يتعاطونها
ويبرز هذا اللتزام جليا في حالة قيام الصيدلي بتركيب الدواء بنسب
معينة ،اذ يسأل الصيدلي عن أي خلل في التركيب أو فساد عناصره
.وما يترتب على ذلك من أضرار وتسممات من أي نوع للمريض
1
وقد يقتصر دور الصيدلي أحيانا على بيع الدوية التي تورد إليه من
الصانع ،وهو قادر من الناحية العملية وبحكم مؤهلته العلمية التحقق
من صحة وسلمة الدوية التي تورد إليه ،وهذا كله ل يمنع من إقامة
مسؤولية الصيدلي الذي يقوم ببيع الدوية دون التأكد من سلمتها ،وكما
انه يستطيع الرجوع بدعوى المسؤولية على الصانع إذا كان العيب
القائم بالدوية يرجع لصناعتها وإنتاجها ،وكما يشترك أيضا الصيدلي مع
الصانع إذا كان على علم بفساد الدوية أو عدم صلحيتها واستمر مع
ذلك في بيعها .وإذا كان الصل أن يضمن الصيدلي سلمة الدوية التي
يبيعها أو يركبها ونفس الشيء بالنسبة للصانع ،إل أنهما ل يضمنان
فعالية تلك الدوية ومدى نجاحها في العلج ،إذ أن اللتزام الذي يقع
على عاتقها في هذه الحالة هو التزام ببذل عناية وهو تقديم الدواء
والعلج المتفق مع الصول العلمية الثابتة بهدف شفاء المريض ،وهو
.يشترك في هذا المجال مع الطبيب في التزامه ببذل العناية اللزمة
وقد تثور مسألة أخرى حول قيام الصيدلي ببيع الدواء مباشرة للمريض
وعلى عاتقة الشخصي دون أن يكون هناك أمر من الطبيب ،بغض
النظر عن قيام الصيدلي باختيار الدواء ،أو كون المريض طلب هذا
الدواء بالذات ،وفي هذه الحالة يمكن قيام مسؤولية الصيدلي عما قام
.به من فعل الحق ضررا بالمريض
إن اللتزام المدني للصيدلي ،يضعه مسائل ادا ما توافرت أركان
.المسؤولية وهي الخطأ و الضرر و العلقة السببية بينهما
الخطططأ :الخطأ تقصيريا كان ام عقععديا هععو إخلل بععالتزام قععانوني سععابق .وتضععيف بعععض
القوانين إلى التعريف عنصر الدارك والتمييععز ،إل أن اغلععب القععوانين الحديثععة الععتي
هجرت فكرة المعايير الذاتية تعتبر الدارك والتمييز من العوامل الداخلية التي ل يعتععد
بها ،ومن ثم تعتد بالعنصر المادي للخطأ وحده وهو عنصر الخلل أو التعدي .
إن هذا اللتزام القانوني السابق هو اللتزام باحترام حقوق الكافة وعدم الضععرار بهععم وهععو
التزام ببذل عناية ،والعناية المطلوبة هي اتخاذ الحيطة والتحلي باليقظة والتبصععر فععي
السلوك لتحاشي الضرار بالغير .
ومن الناحية العقدية هو عدم الحترام و التعدي على المقتضيات
القانونية التي تنظم قطاعا ما ويراد بالتعدي تجاوز الحدود التي يجب
1
على الشخص اللتزام بها في سلوكه ،فهو انحراف في السلوك سواء
كان متعمدا او غير متعمد .
ويكون النحراف متعمدا اذا اقترن بقصد الضرار بالغير ،أما النحراف
غير المتعمد فهو ما يصدر عن إهمال أو تقصير .ويستعان للتمييز بين
الخطأ والصواب )السلوك المعتاد( بمعايير موضوعية.
ولتحديد الخطأ وجب أول تحديد معاييره الموضوعية و يقصد بالمعايير
الموضوعية من وجهة النظر التشريعية أن المشرع يقوم بوضع
مقاييس عامة ومؤكدة وقائمة على التجربة المستمدة من الملحظة
العامة و المجردة للسلوك النساني المتوسط وبغض النظر عن
الظروف الشخصية مع العتداد بالظروف الخارجية التي أحاطت
بالسلوك محل التقييم .والنحراف عن مستوى المعايير الموضوعي
يتمثل في انحراف في السلوك عن مستوى السلوك الجتماعي
المألوف المتوسط المتخذ كنمط نموذجي في مجال معين ولغرض
معين ولو لم يشكل هذا السلوك المنحرف في حد ذاته انحرافا ملوما
من الناحية الخلقية .
1
ففي مجال العقد يكون المعيار الموضوعي المجرد للخطأ العقدي هو مجرد عدم تنفيذ المدين
للتزامه الذي أوجبه عليه العقد ،دون الحاجععة إلععى بحععث مسععلكه ،فقععد يكععون مسععلكه
خاليًا من أي انحععراف ،وبعذل كععل جهعد ولعم يفلععح لسععباب قععد ترجععع إلعى أن تقععديره
ل ،ففي مثععل هععذه الحععوال المعقول لحجم اللتزام عند التعاقد قد اختلف عند التنفيذ مث ً
تنعقد مسؤوليته ،لكونه مخطئًا من وجهة نظر المعيار الموضوعي ،رغععم ان مسععلكه
يخلو من اي لوم أخلقي.
وفي العقود التي انشأ فيها القانون التزامًا بالسلمة ،كعقود نقل الركععاب ،أو صععرف الععدواء
في الصيدليات قد يثبت المدين الصيدلي انه قد أوفى بكل التزاماته العقدية وقععام بكععل
مععا يععوجبه عليععه العقععد والقععانون مععن واجبععات واحتياطععات بحيععث انععه فحعص قانونيععة
الوصفة وتأكد من صلحيتها ثم سلم الدواء المحرر عليها وليس دواء أخر ،ثععم شععرح
طرقة استعمال الدواء للمريض وفق المعايير العلمية الثابتة وتأكد من ان المريععض قععد
فهمها جيدا ،وقد يثبت أيضا أن مسععلكه ل يقععل عععن مسععلك الرجععل المعتععاد ومععع ذلععك
تنعقد مسؤوليته لمجرد حدوث الضرر.
فقد يثبت محدث الضرر انه بذل كل جهده وكل ما تسمح به ظروفه الذاتية من فطنععة وذكععاء
ومهارة لمنع حدوث الضعرر ،ومعع ذلعك لعم يفلعح فعي بلعوغ مسعلك الرجعل المعتعاد ،
فتتحقق مسؤوليته .
وقد تكون المسؤولية مفترضة افتراضًا ل يقبل إثبات العكس ،وقد تقععوم علععى أسععاس مبععدأ
تحمل التبعة) المسؤولية بدون خطأ ( .
الضرر :أساس المسؤولية المدنية ،ل تقوم بدونه حتى وان وجد
الخطأ ،فادا كان الخطأ دون ضرر لم تقم المسؤولية عكس المسؤولية
الجنائية التي تقوم بمجرد مخالفة النص وفي كل الحالت فأن إثبات
الضرر يقع علي عائق من يدعيه فل يشترط إذن أن يشتمل الخلل
.بالضرورة علي حق للمضرور بل يكفي أن يمس بمجرد مصلحة
وتفسير ذلك انه ل صعوبة إذا كان الفعل الضار قد اخل للمضرور مثل
حق النسان في حياته في سلمة جسمه ،أو حق الملكية وبذا يتحقق
الضرر وتثور الصعوبة اذا لم يكن العتداء علي الحق بل علي مجرد
مصلحة ل ترقي إلي مرتبة الحق ،ومع ذلك يعتبر الضرر قائما إذا
انطوي علي المساس بميزة للمضرور وقت تحقيق الضرر و علي
عكس ذلك إذا لم يكن ثمة إخلل ل بحق أو بمصلحة ل يقوم عنصر
1
الضرر وأن الحق في التعويض عن الضرر ل يثبت إل للمضرور أو نائبه
أو خلفه أما الغير الجنبي عن المضرور فل يكون له المطالبة بالتعويض
عن ضرر لم يصبه ل يقوم الضرر إل إذا ترتب علي الخلل بمصلحة
مشروعة فان كانت المصلحة التي تم المساس بها غير مشروعة أي
.مخالفة للنظام العام والداب لم يقم عنصر الضرر قانونا
و ل يكون الضرر مستوجبا التعويض عنه إل إذا كان محقق الوقوع وهو
يكون كذلك إذا وقع فعل أو كان احتمال وقوعه في المستقبل امرأ
حتميا
الرابطة السببية :تعني رابطة السببية في معناها الخاص هو ان
يكون الضرر نتيجة طبيعية لعدم قيام الصيدلي بتنفيذ التزامه العقدي
في المسؤولية العقدية وان يكون نتيجة مباشره للخلل بواجبه
القانوني في المسؤولية التقصيرية ،ول فرق بين النتيجة الطبيعية
.والنتيجة المباشرة من حيث المعنى
وإذا كانت العلقة السببية تعني أن الخطأ يجب أن يكون هو السبب في
الضرر فان رجع الضرر إلى سبب أجنبي انعدمت السببية ،وتنعدم
السببية أيضا حتى لو كان الخطأ هو السبب ولكنه لم يكن السبب
المنتج او كان منتجا ً ولكنه غير مباشر.وكمثال على دلك يمكن أن نورد
مثل مثال تسليم الصيدلي لحقنة خطا تحقن في العضلة فادا ما حقنتها
الممرضة في العرق تسببت في مقتل المريض .
وتقدير القاضي لمسألة قيام رابطة السببية بين الخطأ والضرر يقع
فـي نطاق في نطاق تقديره للخطأ وتقديره للضرر ،أما تقدير القاضي
لرابطه السببية فيتلخص في بحث فيما إذا كان هذا الخطأ بالذات يكون
1
من شأنه توليد هذا الضرر بالذات بطريقة مباشرة أم ل فإذا خلص إلى
أن الخلل الحاصل من طبيعته أن يولد مثل هذا الضرر بطريقة
مباشرة خلص إلى قيام رابطة السببية وبخلفه تنفي العلقة السببية
وتقدير القاضي لقيام رابطه السببية هو تقدير موضوعي مجرد وان
كان الخطأ والضرر يداخل تقديرهما عناصر شخصية أو ذاتية.
يكون تعيين العلقة السببية سهل عندما يكون السبب الذي أحدث
الضرر واحدا.
مثال ذلك ..أن يسلم الصيدلي دواء مخصصا للبالغين لرضيع فيتسبب
في تسممه في هته الحوال المتقدمة تكون العلقة السببية واضحة
بين الخطأ والضرر ول يبقى إل إسناد الفعل للفاعل .
ولكن يدق تعيين رابطة السببية بوجه خاص عند تعدد السباب التي
اجتمعت على إحداث ضرر واحد.
1
الحذر أثناء القيام بسلوك ما فالخلل بهذا اللتزام هو الذي ينشأ الحق
التعويض ويثقل ذمة المسؤول التي ل تبرأ إل بأداء التعويض بدل عنه.
أما في الفقه السلمي فنجد أن التعويض ينشأ على أساس إزالة
الضرر برد الحالة إلى من كانت عليه قبل وقوع هدا الضرر ودلك لقول
الرسول ص " :ل ضرر ول ضرار " .وهدا يعني وجوب دفع الضرر
وعدم إقراره فمن فقد مال منه نتيجة فعل ضار عوض عنه بمال يحل
محله ويساويه.
إن الهدف من التعويض هو إقرار الوظيفة التهذيبية و التي تتمثل في
ردع السلوك الضارة وتهدئة المضرور وإشباع الشعور بالعدالة كما
ينهض بوظائف إصلحية فالهدف الساسي من المسؤولية المدنية هو
جبر الضرر الذي يلحق المضرور من فعل الغير .فالتعويض يقوم
بوظيفة إصلحية وحدها عند تخلف الخطأ المتميز في جسامته ويقوم
بوظيفة الردع عندما يتوفر مثل هدا الخطأ ادن فالتعويض الصلحي
يؤدي وظيفة جبر الضرر وحدها أما التعويض الردع فانه يقوم بوظيفة
الردع إلى جانب وظيفة جبر الضرر .أما بالنسبة للتعويض الردع فانه
يقوم على فكرة انه يعوض ويردع مرتكب الخطا المتميز في جسامته
فيجب عندها ردع المسؤول من خلل التعويض بالنظر إلى جسامة
الخطأ المنسوب إليه عند تقدير التعويض .فكيف تكون طبيعة
التعويض ؟
ان التعويض قد يكون عينيا أو بمقابل فالتعويض العيني هو الذي يقوم
على إزالة عين الضرر بأن يقضي على سببه أو مصدره كما يقصد به
الوفاء باللتزام عينا ويقع هدا كثيرا في اللتزامات العقدية أما في
المسؤولية التقصيرية فيمكن كذلك في كثير من الفروض أن يجبر
المدين على تنفيذ العيني
---------------------------------------
) (27المادة 264و 263من ق ل ع م .
أما التعويض بالمقابل فهو الذي يقوم على منح المضرور عوضا عن
الضرر الذي ناله قصد التخفيف من وقع هدا الضرر عليه ,وينقسم إلى
قسمين :تعويض نقدي و تعويض غير نقدي
وبصفة عامة ففي الخطاء الطبية غالبا ما يكون التعويض نقديا وهو
يتضمن إعطاء المضرور مبلغ من النقود وهدا المبلغ إما أن يكون
1
مجمدا يدفع للمصاب دفعة واحدة أو أقساطا وأما أن يكون إيرادا مدى
الحياة .
ادا كانت المسؤولية المدنية تستوجب التعويض من طرف المخطأ
لصالح المتضرر ،فان المسؤولية الجنائية تستوجب عقوبة اشد تختلف
باختلف الجرم ،فما هي المسؤولية الجنائية للصيدلني ؟ وماهي
أشكال العقوبة التي يمكن أن تطال الجاني ؟ هدا ما سأتطرق إليه في
هدا المبحث.
1
لقد عرفت النسانية العقوبة مند القدم ،و قد كانت و ل تزال وسيلة
لزجر الجناة و المعتدين .و تعتبر العقوبة و التدبير الوقائي رد فعل
.المجتمع في مواجهة الجريمة و المجرم
فالجريمة والنسان كلمتان متلزمتان وجدا سويا وينتهيان سويا،بحيث ل
).انفصال لحدهما عن الخر)28
لهدا السبب دأبت المجتمعات عبر العصور على تقنين الفعال بما
يضمن النموذج المثالي للتعايش .فأصدرت القوانين لتحريم الفعل
.الضار وحدد لكل فعل ضار عقوبة تناسبه
فادا كان القاضي الداري يصدر حكمه بإلغاء قرار إداري أو بإصداره ،
والقاضي المدني يحكم بتعويض نتيجة ضرر ،فان القاضي الجنائي
يصدر أحكامه باسم الملك ونيابة عن المجتمع .فالقاضي الجنائي هو
الذي يختص بالنظر في القضايا الجنائية ،لي تلك التي تتضمن عقوبات
جنائية .وفق أصوا القانون الجنائي
و يطلق اصطلح القانون الجنائي على مجموعة القواعد التي تحدد
الجرائم وتبين العقوبات المقررة لكل منها ،وكذلك القواعد التي تبين
الجراءات التي تتبع في ملحقة وتعقب المجرم والتحقيق معه
ومحاكمته وتنفيذ العقوبة عليه .ولهذا فان القانون الجنائي يتضمن
:طائفتين من القواعد القانونية
الولى :تبين الجرائم والعقوبات وتسمى قانون العقوبات وهي قواعد -
موضوعية
الثانية :تعنى بالجراءات وتسمى قانون الجراءات الجنائية أو -
.الجزائية وهي مجموعة قواعد إجرائية
والشارة هنا للقانون الجنائي ليست دون جدوى فمقتضيات القانون
الجنائي هي التي ستسهل عملية تصنيف الجرائم .و الجرائم هنا نقصد
بها كل فعل جاء مخالفا للقانون.و تصنيفات الجرائم كثيرة فيمكن
تصنيفها على أساس طبيعتها إلى جرائم عادية و جرائم سياسية و
جرائم عسكرية .كما يمكن أن تصنف على أساس ركنها المادي إلى
جرائم ايجابية و جرائم سلبية ،جرائم مرتبطة بوقت ،و جرائم مستمرة
،جرائم شكلية ،و مادية أو على أساس الركن المعنوي ،إلى جرائم
1
مقصودة و أخرى غير مقصودة .و التصنيف الكثر استعمال هو تصنيف
.الجرائم على أساس خطورة الجريمة إلى جنايات و جنح و مخالفات
-------------------------------------------
1
الجنحة الضبطية هي الجريمة التي يعاقب عليها القانون بالحبس -
الذي ل يتجاوز حده القصى سنتان أو غرامة مالية تزيد على ألف و
.مائتي درهم
المخالفة يدخل في إطارها الجرائم التي يعاقب عليها القانون -
بالعتقال لمدة تقل عن شهر أو بغرامة تتراوح بين ثلثون إلى ألف و
.مائتي درهم
بعدما قسمنا الجرائم إلى جنايات و جنح و مخالفات أمكننا الغوص في
المقتضيات الزجرية الواردة في القانون الجنائي العام في المطلب
الول ثم نتطرق في المطلب الثاني الى تلك الواردة في مدونة الدوية
.والصيدلة
1
القتل سواء كان عمديا أو غير عمدي نتيجته واحدة هي .إزهاق روح
إنسان ،فالفعل الجرمي من طبيعة واحدة في الحالتين ،إل أنهما
يختلفان في النية الجرامية ،ففي الحالة الولى أراد الجاني النتيجة ،
بحيث سعى إليها عمدا ،و في الحالة الثانية لم يردها ،وإنما جاءت
بفعل عدم تبصره أو عدم انتباهه ،أو إهماله،أو عدم مراعاة النظم و
)القوانين 29).
وبما أن طبيعة عمل الصيدلني مرتبط بالعقاقير التي تعتبر في أغلبها
سموما ،وبما أن أغلب زبائنه هم من المرضى و المسننين فان احتمال
وقوع الخطاء التي قد تودي بحياة الشخاص وارد ،وفي هدا الطار
يمكننا أن نتصور أن صيدلنيا تسبب في قتل شخص مسن مصاب
بارتفاع ضغط الدم بأن أخطأ في وصف الجرعات اللزمة لدواء خفض
الضغط الذي يتناوله الشخص المسن ،فتسبب بدلك في حدوث جلطة
دماغية للمريض أدت إلى وفاته .فنحن هنا أمام جريمة قتل غير عمد
وعقوبتها في القانون الجنائي المغربي الحبس من ثلثة أشهر إلى
)خمس سنوات وغرامة من 250إلى 1000درهم 30).
--------------------------------------
المادة 432من القانون الجنائي المغربي ":من ارتكب بعدم تبصره أو عدم )(30
احتياطه أو عدم انتباهه أو إهماله ،أو عدم مراعاته النظم و القوانين قتل غير
عمدي أو تسبب فيه عن غير قصد يعاقب بالحبس من ثلثة أشهر إلى خمس
سنوات وغرامة من 250إلى 1000درهم
لكن لقيام الجريمة وجب توافرها على ركنين أساسين الركن المعنوي
.والركن المادي
الركن المادي :يقوم على عناصر ثلثة وهي : •
1
غير مقصود أو مرتبطا بظروف قاهرة أو حدث فجائي ،فانه ل
مجال لتكييف الفعل جريمة،
فالصيدلي الذي يغفل مثل تنبيه مريض ما مصاب بارتفاع الضغط
مثل بعدم تناول دواء ما قد يسبب في رفع الضغط الدموي ظنا
منه أن المريض يعلم دلك أو أنه سيقرأ ورقة البيانات المصحوبة
بالدواء ،فادا أصيب المريض بالضرر أمكن مؤاخذة الصيدلي على
فعله.فبسبب نشاطه السلبي الذي يتمثل في عدم النصح ،وقع
المكروه للمريض
-2-نتيجة إجرامية :تحقق النتيجة من وراء الفعل الذي يقوم به
الجاني وهي الموت ،شرط أساسي لقيام جريمة القتل الخطأ ،
ويمكن أن تحدث النتيجة الجرامية مباشرة بعد الفعل أو بعد مدة وهنا
وجب إثبات العلقة السببية بين الفعل و النتيجة ،فما هي العلقة
السببية ؟
-3-علقة سببية :وهي إسناد أمر إلى مصدره ) ، (31أي إسناد
النتيجة الجرامية إلى الفعل ،ويسهل إثباتها ادا كان نشاط الجاني
هو السبب الوحيد الذي أدى إلى إحداث النتيجة.وأحيانا تتداخل عدة
عوامل في إحداث نتيجة واحدة ،كأن يشوب تشخيص الطبيب
لمرض معين خطأ فيعطي حقنة غير مناسبة لداء المريض ويقوم
الصيدلي بتسليمها للمريض رغم انه يعلم أنها قد تسبب ضررا له
فتتسبب في وفاة المريض هنا تتداخل كل من فعل الطبيب و
الصيدلي ،فيمثل هته الحالت يترك التقدير للقاضي لستخلص
العلقة السببية من الوقائع المعروضة عليه.
الركن المعنوي : •
من الواضح أن القصد الجنائي في حوادث القتل الغير العمد منتف ،فل
أحد يستهدف مرضاه وزبائنه بإعطائهم أدوية لقتلهم فالنية الجرامية
غير متوفرة في مثل هدا الفعل ،ولكن الركن المعنوي مع دلك متوفر
في مثل هته الجرائم هدا الركن المعنوي يتخذ صورة الخطأ ومظاهر
طأ متعددة فقد يكون الخطأ واردا بسبب الهمال أو عدم الحتياط الخ ّ
..أو الرعونة أو عدم التبصر
..---------------------------------------------
1
د اجوييد ،ص د اجوييد ص (31) 52
1
هته المواد يمكن أن نقول أنها تقنن الجهاض المباح وتجرم الجهاض
الغير مباح وقد ربطت الباحة بالضرورات الصحية للم ،بل وتدرجت
في العقوبات حسب مرتكب الفعل وحسب الحالة.
وما يستوجب أن نسلط عليه الضوء هنا هو الحالة التي يتسبب فيها
الصيدلي بالجهاض سواء عن قصد أو عن غير قصد.
-----------------------------------
)(32الهامش 30اعله
1
الدين تشدد عليهم العقوبة في حالة مساعدتهم أو إقدامهم على
إجهاض امرأة حامل دون ضرورة طبية وقد حددت العقوبة من سنة
إلى خمس سنوات و غرامة من مائتين إلى خمسمائة درهم أما ادا
تسبب هدا الجهاض في موت الحامل فالعقوبة ترفع من عشرة إلى
عشرين سنة)،الفصل (*449ويضاف إلى دلك الحرمان من مزاولة
المهنة بصفة نهائية أو محدودة ،وفي حالة توفر شرط تعود الجاني
على ممارسة الجهاض شددت العقوبة ورفعت إلى الضعف في الحالة
الولى ومن عشرين إلى ثلثين سنة في الحالة الثانية.إن المشرع كان
قاسيا في إصدار هته العقوبات بل إن العقوبة تطبق حتى ادا ظن أن
الحمل موجود وهو في واقع الحال غير موجود.
-------------------------
)(34الفصل : 451الطباء والجراحون وملحظو الصحة وأطباء السنان
والقابلت والمولدات والصيادلة وكذلك طلبة الطب أو طب السنان أو الصيدلة
وعمال الصيدليات والعشابون والمضمدون وبائعو الدوات الجراحية والممرضون
والمدلكون والمعالجون بالتسبب والقابلت العرفية ،الذين يرشدون إلى وسائل
تحدث الجهاض أو ينصحون باستعمالها أو يباشرونها ،يعاقبون بالعقوبات
المقررة في أحد الفصلين 449و 450على حسب الحوال.
ويحكم على مرتكب الجريمة ،علوة على ذلك ،بالحرمان من مزاولة المهنة،
المقرر في الفصل ،87إما بصفة نهائية ،أو لمدة محدودة
الفصل 449
من أجهض أو حاول إجهاض امرأة حبلى أو يظن أنها كذلك ،برضاها أو بدونه
سواء كان ذلك بواسطة طعام أو شراب أو عقاقير أو تحايل أو عنف أو أية
وسيلة أخرى ،يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وغرامة من مائتين
إلى خمسمائة درهم.
وإذا نتج عن ذلك موتها ،فعقوبته السجن من عشر إلى عشرين سنة.
الفصل 450
إذا ثبت أن مرتكب الجريمة يمارس الفعال المشار إليها في الفصل السابق
بصفة معتادة ،ترفع عقوبة الحبس إلى الضعف في الحالة المشار إليها في
الفقرة الولى ،وتكون عقوبة السجن من عشرين إلى ثلثين سنة في الحالة
المشار إليها في الفقرة الثانية.
وفي الحالة التي تطبق فيها عقوبة جنحية فقط ،حسب هذا الفصل أو الفصل
،449فإنه يجوز علوة على ذلك أن يحكم على الفاعل بالحرمان من واحد أو
1
أكثر من الحقوق المشار إليها في الفصل 40وبالمنع من القامة ،من خمس
سنوات إلى عشر.
1
يكون ذلك في الحالت الخطرة التي وردت في المادة التي تنص على
أنه" :يعاقب بغرامة ل تتجاوز مائة جنيه كل من ارتكب فعل من الفعال
التالية" من امتنع أو أهمل في أداء مصلحة أو بذل مساعدة وكان قادًرا
عليها عند طلب ذلك من جهة القتضاء في حالة حصول حادث أو هياج
أو غرق أو فيضان أو حريق أو نحو ذلك .وكذا في حالة قطع الطريق أو
النهب أو التلبس بجريمة أو في حالة تنفيذ أمر كما نصت المادة
[474من قانون العقوبات الردني على أنه" :يعاقب بالحبس حتى
شهر واحد وبالغرامة حتى خمسة دنانير كل شخص سواء أكان من
أصحاب المهن أم من أهل الفن أم ل يمتنع بدون عذر عن الغاثة أو
إجراء عمل أو خدمة عند حصول حادث أو غرق أو فيضان أو حريق أو
أية غائلة أخرى أو عند قطع الطريق أو السلب أو الجرم المشهود أو
الستنجاد أو عند تنفيذ الحكام القضائية")
وفي فرنسا لم يكن المتناع عن تقديم المساعدة قبل العام 1941م
يعد جريمة ،وفي
عام 1941م صدر قانون فيجي الذي جعل المتناع عن تقديم
المساعدة لمن كان في حالة
ما يحاسب الخطر ،ولم تشكل المعونة ضرًرا على حياة الممتنع ،جر ً
عليه ،ونص على ذلك
قانون العقوبات الفرنسي المعدل سنة 1945م حيث نصت المادة ]
[ 63الفقرة الثانية ،على اعتبار المتناع جريمة يعاقب عليها بالسجن
من ثلثة أشهر إلى خمس سنوات ،وبغرامة مالية تتراوح ما بين ) ( 36
ألف فرنك إلى مليون ونصف فرنك .
نرى أن هناك تبايًنا بين القوانين الحديثة ،في جعل المتناع عن تقديم
المساعدة ومد يد
العون للخرين جريمة .ففي حين نرى أن معاقبة الممتنع في القوانين
العربية ضعيف حيث ل يصل لكثر من غرامة مقدارها مائة جنيه مصرية
أو خمسة دنانير أردنية مع حبس لمدة ل تزيد عن شهر واحد ،نجده
في القانون الفرنسي متطوًرا إلى حد تصل فيه العقوبة بالسجن لمدة
خمس سنوات ،وبغرامة مالية تصل إلى مليون ونصف فرنك.
أما القانون الجنائي المغربي فيعاقب كل من امتنع عن تقديم يد
المساعدة والعون لشخص يوجد في حالة خطر بالحبس من ثلثة اشهر
إلى خمس سنوات وغرامة من مائة وعشرين إلى آلف درهم.الفصل
(36) 431
-------------------------
)(36الفصل 431من القانون الجنائي المغربي :من امسك عمدا عن تقديم
مساعدة لشخص في خطر ،رغم أنه كان يستطيع أن يقدم تلك المساعدة إما
بتدخله الشخصي و إما بطلب الغاثة ،دون تعريض نفسه أو غيره لي خطر
1
يعاقب بالحبس من ثلثة اشهر إلى خمس سنوات وغرامة من مائة وعشرين
إلى آلف درهم ،أو بإحدى هتين العقوبتين فقط.
1
(2الشارة إلى اللقاب العلمية للصيادلة
يتعين على الصيادلة أن تكون الشارة إلى أي لقب غير صيدلي أو
دكتور في الصيدلة متبوعة باسم الكلية والمدينة أو البلد الذي تم
فيه الحصول عليه،وهدا معناه أن الصيدلي يمكنه أن يشير إلى لقب
دكتور في الصيدلة ،دونما حاجة للشارة إلى اسم الكلية أو المدينة
أو البلد الذي تم فيه الحصول على الدبلوم.
في حين نجد أن بعض الفقهاء شرحوا هته المادة بأنه ل يجوز
للصيادلة الشارة إلى اللقاب العلمية غير تلك المحصل عليها في
مجال الصيدلة .
و إني أجد أن هدا الشرح مناف للمعنى الوارد في هته المادة ،
فالمشرع أشار صراحة إلى انه يجب فقط الشارة إلى اسم الكلية
والمدينة والبلد ادا كان الدبلوم المشار إليه ليس دبلوم التخصص
الصيدلي .
كما يمنع على الصيادلة الممارسة تحت اسم مستعار و تتراوح
العقوبة بالنسبة لمخالفي هته المقتضيات من ثلثة ألف إلى
عشرين ألف درهم وفي حالة العود ترفع العقوبة إلى
الضعف.الفصل .138
(3منع التجول بالمنتجات الصيدلية
يعاقب بالحبس من 3أشهر إلى سنتين و بغرامة من خمسة وعشرين
ألف إلى مائة ألف أو بإحدى العقوبتين فقط ،وفي حالة العود ل تقل
العقوبة الحبسية عن السنة وترفع العقوبة الى الضعف).المادة (107
كل من تجول بغرض البيع بالمنتجات الصيدلية كما ورد تعريفها في
المدونة وهدا المنع ل يعني فقط الصيادلة بل ويمتد الى العموم ،و
الغرض من هدا المنع هو حماية المنتجات الصيدلية خاصة تلك التي
تستلزم ظروفا صحية خاصة لنقلها او لخزنها.
(4عدم الستعانة بالصيادلة المساعدين في الصيدليات
يفرض القانون على الصيدليات التي يتجاوز رقم معاملتها السنوي 3.5
مليون درهم الستعانة بصيدلي مساعد واحد ،وعند تجاوز 5.5مليون
درهم بصيدلي مساعد ثان وتتراوح الغرامة في هته المخالفة من
1
خمسة ألف إلى خمسين ألف درهم المادة 108و ترفع العقوبة إلى
الضعف في حالة العود،
(5التغيب أو عدم الممارسة بصفة شخصية بدون إنابة
نصت المادة 144على فرض غرامة من ثلثة ألف درهم إلى خمسة
عشر ألف درهم ترفع إلى الضعف في حالة العود على كل صيدلي
تغيب عن مكان مزاولته لعمله سواء بالصيدلية أو بمخزون الدوية
بالمصحات دون احترام قواعد النيابة و التى حددها المشرع في المواد
128-127-126-125-132من المدونة.
وقد شدد المشرع هته العقوبة ودلك لردع الصيادلة الدين ل يمارسون
مهنتهم شخصيا ويتركون المستخدمين في أمكنة حساسة لها انعكاس
على الصحة العامة.
1
إن صرف أدوية غير صالحة للستهلك يعرض الصيدلي المرتكب لهدا
الجرم عمدا إلى العقوبات المنصوص عليها في المادة 150والتي
تتضمن غرامة من 50000إلى 100000درهم وفي حالة العود ترفع
الغرامة إلى الضعف و يمكن الحكم بالسجن لمدة سنتين على الكثر .
(9عدم احترام قواعد صرف الدوية
تتضمن المادة 148غرامات ضد الصيادلة الدين لم يحترموا الحكام
الخاصة بصرف الدوية و تتراوح هته الغرامات من 1000إلى 6000
درهم عن كل مخالفة لحكام المواد 37-36-35-33-32-31هدا
بالضافة إلى أن التشريع المتعلق بالمواد السامة يسري عليهم
(10المنع من تسلم طلبيات أدوية من وكالت العلم
الطبي و الصيدلي
يمنع على الصيادلة تسلم طلبيات أدوية من مندوبي وكالت العلم
الطبي و الصيدلي ودلك لعدم كفاءة هؤلء في المجال التقني الصيدلي
بحيث يبقى دورهم دورا إعلميا بحثا.و حسب ما ورد في المادة 115
حددت المادة 142الغرامة من 5000ال 50000درهم وفي حالة
العود ترفع الغرامة إلى الضعف .
1
تنص المادة 147من مدونة الدوية و الصيدلة ،على انه يتعرض
الصيادلة المحكوم عليهم بسبب جرائم ضد الشخاص أو الداب العامة
للمنع المؤقت أو النهائي من مزاولة مهنة الصيدلة .
1
فما هي طبيعة هده المسؤولية التأديبية ،وما الجهة المختصة بها ،وما
هي أشكال العقوبات المخصصة لكل مخالفة ،؟ هدا ما سنتطرق إليه
في الفقرات الموالية .
المطلب الول :طبيعة المسؤولية التأديبية .
كما هو الشأن في كل المهن الصحية يلتزم الصيدلني أثناء مزاولته
لمهامه بالقطاع الخاص بالضافة إلى المسؤوليتين المدنية و الجنائية -
اللتين سبق وأن تحدثنا عنهما بإسهاب –بمسؤولية تأديبية تجد سندها
في قوانين أخلقيات المهنة.أو كما اثر المشرع أن يسميه بقانون
واجبات الصيادلة.ولتسليط الضوء أكثر على هده المسؤولية وجب أول
تعريفها
،فالمسؤولية التأديبية هي عدم احترام إرادي للواجبات المهنية أو الغير
المهنية حينما يتسم هدا القصور بمساس بالقيم والخلق الحميدة ،أو
بالمبادئ العامة لحسن سير مرفق الصيدلية .
على هدا الساس يتوجب على الصيدلني الممارس أن يلتزم سواء في
وسطه المهني أو في حياته العامة بالسلوك القويم وأن يتحلى بمكارم
الخلق وأن يقدر المسؤولية النسانية المنوطة به ،هده اللتزامات
يمكن أن نقسمها إلى واجبات عامة ،واجبات مهنية أخلقية وواجبات
اجتماعية .
1
والمشرع هنا لم يحدد طبيعة هده العمال وإنما ربط المنع بكل عمل
من شأنه أن ينقص بالوقار والحترام والكرامة ،وفي حال قيام
الصيدلني بنشاط مناف لكرامة المهنة فانه يكون معرضا لعقوبات
تصدرها الهيئات المهنية .كما أن الصيدلني يكون مسؤول على
المستوى الجتماعي ودلك بضرورة انخراطه في أنشطة المجتمع
المدني ،وفي كل ما من شأنه أن يخدم التنمية ،فتجنده لخدمة
العموم ،ووفائه إزاء جميع المرضى بوضع كل معلوماته ومؤهلته
لغاثة كل من تعذر تزويده بالعلجات الطبية.وفي هدا الطار ينص
الفصل الرابع على انه ل يسوغ للصيدلي أن يغادر منصبه في الحوال
الستثنائية ،مثل حالت الوبئة والكوارث العمومية إل بعد موافقة
كتابية من السلطة العمومية.
من الواجبات العامة للصيادلة أيضا كتمان السر المهني هدا المنع
يسري على كل المهن الطبية ،فالفصل السابع يوجب على الصيدلي
تجنب الحديث بين العموم وفي صيدليته عن المسائل المتعلقة بأمراض
زبنائه و علجهم.وأن يتجنب في نشراته كل تلويح يمكن أن يخل بالسر
المهني.
كما ينص القانون على ضرورة استقلل الصيادلة التقني في ممارسة
أعمالهم ،وضرورة القيام بها بصفة شخصية أو تحت رقابتهم
المباشرة.
الواجبات المهنية الخلقية : -2
1
-3القواعد الواجبة على الصيدلي في علقته مع
الغير :
إن الصيدلي بمناسبة ممارسته لمهامه وفي إطار علقاته اليومية
سواء أكانت هده العلقات مع مهنيي الصحة كالطباء و الصيادلة
والممرضين أو مع مستخدميه ومساعديه ،أو مواطنين بصفة عامة
وخاصة منهم المرضى ،يجب أن يتحلى بالصفات والخلق الحميدة
,وأن يسهر على أن تكون علقته مع الفاعلين في قطاع الصحة أو مع
المرضى أو منظمات المجتمع المدني يسودها جو من الوضوح و
الحترام المتبادل و من أهم هده العلقات :
علقة الصيدلي مع المرضى : -
1
أخلقيات المهنة الذي يقضي بأن تسود بين أعضاء المهن الطبية علقة
طيبة قوامها الحترام و التآزر و التآخي الذي يحفظ استقللية وكرامة
المهن.
كما أن الفصل 32يلزم الصيادلة باجتناب كل عمل من شانه أن يلحق
ضررا بين الطباء و زملئهم.
علقة الصيدلي مع مساعديه -
1
والممارسة المهنية .وكل هدا من اجل زرع روح الخلص للمهنة وحب
المثابرة ونكران الذات خدمة للمريض وللصحة العامة.
لقد خص المشرع المغربي هيئة الصيادلة بسلطة تأديبية ،وحسنا فعل
دلك أن تقييم الفعل المنافي لخلقيات المهنة ل يمكن أن يكون
مستندا إلى أساس ادا لم يقيم من دوي الختصاص.
فهيئة الصيادلة تضطلع بدور مزدوج ،دور علمي و دور تأديبي
فالمجلس الوطني لهيئة الصيادلة يتلقى الطلبات من المجالس
الجهوية وعددها اثنان للمشاركة في الجلسات التأديبية التي تتم
بحضور قاض من محكمة الستئناف يعين من طرف وزارة العدل
باقتراح من طرف الرئيس الول لمحكمة الستئناف و يقوم بدور
المستشار القضائي.وتعتبر المجالس الجهوية محاكم من الدرجة الولى
في حين يمكن استئناف أحكامها أمام المجلس الوطني.
ويمكن ان تصدر المجالس أحكاما بالندار أو التوبيخ أو المنع المؤقت
او النهائي من المزاولة أو الغلق المؤقت أو النهائي للصيدلية.
ومن الملحظ أن المشرع في مدونة الدوية والصيدلة خص القضاء
ببعض السلطات التأديبية خاصة فيما يخص المنع المؤقت أو النهائي
من المزاولة.
خــاتــمــة
إن صحة النسان أمانــة ،فــي عهــدة مــن الــتزم برعايتهــا و المحافظــة
عليها ،وحــتى ل يكــون الصــيدلي جهــول ،وجــب عليــه إن يســعى بجهــد
لتقان عمله و احترام الضوابط و القوانين التي تنظمه.
1
وبعد كل الذي أوردناه في هــذه الدراســة المتواضــعة فــإنه ل مجــال إل
بــالعتراف بعــدم ســهولة وضــع خاتمــة لموضــوع المســؤولية القانونيــة
للصيدلي بالقطاع الخاص بالمغرب ،بسبب حساسية الموضوع واتصــاله
بقطاع حيوي كقطاع الدواء،و بسبب شح المراجع .
وإن الصــيدلي هــو إنســان بكــل مــدلولت هــذه الكلمــة،ويمتلــك كــل
مواصفات النسانية ،ولذلك تعتبر مهنــة الصــيدلة مــن المهــن النســانية
بامتياز ،وتنطوي على مخــاطر ماديــة وشخصــية للطرفيــن الصــيدلي و
المريض .
وقد حاولت مــن خلل دراســتي هــذه أن أتنــاول الجــوانب الهامــة فيمــا
يتعلق بالمسؤولية القانونية للصيدلي ،في الفصــل الول أفــردت حيــزا
هاما للتعريف بمهنة الصيدلة وبأشكال المزاولة بالقطــاع الخــاص فيمــا
تطرقت في الفصل الثاني إلى أشــكال المســؤولية القانونيــة للصــيدلي
وحاولت تصنيفها إلى مدنية ،جنائية و تأديبية .
إن الصــيدلي بمناســبة ممارســته لمهــامه اليوميــة معــرض للمســائلة
وللعقوبة ادا ما اقترف خطأ ما ،وادا كــانت المســؤولية المدنيــة يمكــن
الحــد مــن انعكاســاتها علــى الصــيدلي بفضــل التــأمين عــن المســؤولية
المدنية الذي يحل محل الصيدلي في أداء التعــويض فــان المســؤوليتين
الجنائية و التأديبية خطيرتين بالنظر إلى ما تنطويان عليه مــن عقوبــات
سالبة للحرية أو مانعة من المزاولة.
إن إصدار المشرع المغربي لمدونة الدوية و الصيدلة ،كان خطوة فــي
التجاه الصحيح ،من اجل عصرنة قطاع الدواء وتقنين العمــل بـه ،إل
أن التطبيق السليم للنصوص الواردة بهته المدونــة يســتلزم مجهــودات
أخرى ودلك بـإخراج دسـتور الدويـة المغربـي إلــى الوجـود ،و إصـدار
مدونة قواعد حسن النجاز بالصيدلية ،ووضع مراســيم للتحديــد الــدقيق
لعمل مفتشـي الصــيدليات و كــدا إحــداث مجـالس جهويـة بكـل جهـات
المملكــة وعــدم الكتفــاء بمجلســين فقــط الموجـودين حاليــا مــن أجــل
إمكانية تتبع احترام الصيادلة لقوانين أخلقيات المهنة .
أملي أن أكون قد وفقت في الحاطة بكل جــوانب مســؤولية الصــيدلي
القانونية ،وأن يرقى هدا العمل المتواضع إلــى مســتوي العمــال الــتي
ستسهم في افادة الصيادلة و الله الموفق و المستعان ./.
توصيات
إصدار مدونة قواعد حسن العمل بالصيدليات •
1
• تأسيس دستور الدوية المغربي
• إصدار مراسيم تحدد عمل مفتشي الصيدليات
• إنشاء مجالس جهوية للصيادلة في كل جهة
من جهات المملكة عوض اثنين
• تشديد العقوبات على الغير الصيادلة
المتاجرين في الدوية
الفهرس
1
-1
مقدمة...........................................................................................
2...........................
1
-3.2.2المطلب الثاني :العقوبات الجنائية في مدونة الدوية و
الصيدلة41.................................................
-4
خاتمة............................................................................................
51............................
1