You are on page 1of 65

‫د‪ .

‬كريم بوعياد‬

‫المسؤولية‬
‫القانونية للصيدلي‬
‫في ضوء التشريع المغربي‬

‫أشكال مزاولة مهنة الصيدلة بالقطاع الخاص‬

‫المسؤولية المدنية ‪،‬الجنائية ‪ ،‬و التأديبة للصيدلي‬

‫مسؤولية مساعدي الصيادلة‬

‫‪2010‬‬

‫‪ --‬مــقـــدمـــة‬

‫‪1‬‬
‫‪--‬الفصل الول ‪ :‬مهنة الصيدلة وأشكال مزاولتها‬
‫بالقطاع الخاص‬
‫المبحث الول ‪ :‬تعريف مهنة الصيدلة ‪-‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أشكال مزاولة مهنة الصيدلة بالقطاع ‪-‬‬
‫‪.‬الخاص بالمغرب‬
‫‪ -‬المطلب الول ‪ :‬مزاولة الصيدلة بالصيدليات الخاصة‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬مزاولة مهنة الصيدلة بمخزونات الدوية بالمصحات‬
‫‪-‬المطلب الثالث ‪:‬مزاولة الصيدلة بالمؤسسات الصيدلية الصناعية‬
‫‪-‬المطلب الرابع ‪ :‬مزاولة الصيدلة بالمؤسسات الصيدلية الموزعة‬

‫‪--‬الفصل الثاني ‪ :‬المسؤولية القانونية للصيدلي‬


‫بالقطاع الخاص‬
‫‪-‬المبحث الول ‪ :‬المسؤولية المدنية للصيدلي بالقطاع‬
‫الخاص‬
‫‪ -‬المطلب الول ‪ :‬أهمية التفرقة بين اللتزام ببذل عناية واللتزام‬
‫بتحقيق نتيجة‬
‫‪-‬المطلب الثاني ‪ :‬تحديد طبيعة التزام الصيدلي‬
‫‪-‬المطلب الثالث‪ :‬الحالت التي يلتزم بها الصيدلي بتحقيق نتيجة‬
‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬المسؤولية الجنائية للصيادلة‬
‫‪-‬المطلب الول ‪ :‬العقوبات التي تطال الصيدلي في القانون الجنائي‬
‫العام‬
‫‪-‬المطلب الثاني ‪:‬العقوبات الجنائية في مدونة الدوية و الصيدلة‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬المسؤولية التأديبية‬
‫‪-‬المطلب الول ‪ :‬طبيعة المسؤولية التأديبية للصيدلي‬
‫‪-‬المطلب الثاني ‪:‬الواجبات الخلقية للصيادلة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪--‬خاتمة‬
‫‪--‬توصيات‬

‫مـــقـــدمة‬
‫عرفت البشرية مند القدم العديد من المراض و الوبئة ‪ ،‬بعضها كان‬
‫يشفى منه المرضى بسهولة ‪ ،‬و البعض الخر استعصى علجه فكان‬
‫يجتاح الرياف و المدن ‪ ،‬و يتسبب في فناء ساكنتها‪.‬و منذ فجر التاريخ‬
‫حاول النسان معالجة أمراضه مستعمل ما ل يخطر على بال من‬
‫مواد مستخلصة من عشب أو نبات أو حجر أو معدن أو قرن غزال أو‬
‫مخلب حيوان‪,‬فبدأت قصة التداوي ‪ ،‬وكانت الشعوب في بلد الصين‬
‫وبابل والغريق ومصر والرومان وبعدهم العرب من أوائل من برعوا‬
‫‪.‬في فن التداوي و العلج‬
‫لقد كانت الصيدلة و الطب يمارسان في المعابد من خلل الكهنة لهذا‬
‫‪.‬كان علج المرضى بالدواء والتعاويذ الدينية في مطلع التاريخ النساني‬
‫وشيئا فشيئا بدأ التخصص في الصيدلة يظهر في القرن الثامن في‬
‫العالم المتمدن ببغداد‪ ،‬ثم انتشر تدريجيا في أوروبا تحت اسم الكيمياء‬
‫والكيميائيين‪ .‬فقد كان الطباء يشخصون المرض ويحضرون الدواء‬
‫ويصفونه للمرضى وكانت الدوية إما أدوية مفردة تتكون من عنصر‬
‫‪ .‬طبيعي مفرد أو أدوية مركبة تركب من عدة عناصر طبيعية‬
‫ان الصيدلة كانت من العلوم التي جذبت عظيم انتباه علماء المسلمين‪،‬‬
‫فاستطاعوا أن يمِيزوا عصر حضارتهم باعتباره أَول عصر من عصور‬
‫ت فيه المر ّ‬
‫كبات الدوائية بصورة علمية وفعالة وبطريقة‬ ‫الحضارة ع ُرِفَ ْ‬
‫‪،‬جديدة‬

‫لقد عرف المسلمون علم الصيدلة وأخذوه في بداياتهم له عن‬


‫اليونان؛ حيث اعتنوا بكتاب المادة الطبَية في الحشائش والدوية‬

‫‪1‬‬
‫المفردة‪ ،‬الذي وضعه ديسقوريدس العين زربي )‪80‬م(‪ ،‬وترجموه عدة‬
‫مرات؛ أشهرها اثنتان‪ :‬ترجمة حنين بن إسحاق في بغداد‪ ،‬وترجمة أبي‬
‫‪.‬عبد الله الصقّلي في قرطبة‬
‫‪-------------------------------------------------‬‬
‫)‪(1‬جوستاف لوبون‪ :‬حضارة العرب ص ‪.494‬‬

‫‪.‬جلل مظهر‪ :‬حضارة السلم وأثرها في الترقي العالمي ص ‪(2) 306‬‬

‫وفي وقت لحق قام الصيادلة المسلمون بفضل خبرتهم وممارستهم‬


‫بالزيادة على هذا الكتاب‪ ،‬واستدراك ما فات ديسقوريدس؛ ومن َثم بدأ‬
‫التأليف والتصنيف بغزارة في الصيدلة وعلم النبات‪ ،‬وكان من ذلك‬
‫معجم النبات )‪ ،(3‬والفلحة النبطية لبن وحشية )‪ ،(4‬فقد استفاد‬
‫‪.‬المصنفون في علم الدوية كثيرا من هذه الكتب وأمثالها‬
‫ولعل من أهم مآثر وجهود المسلمين في بدايتهم لهذا العلم أنهم‬
‫حَرة يعمل‬ ‫سَبة والمراقبة )‪ (5‬ونقلوا المهنة من تجارة ُ‬‫ح ْ‬
‫أدخلوا نظام ال ِ‬
‫ن يشاء‪ ،‬إلى مهنة خاضعة لمراقبة الدولة‪ ،‬وكان ذلك في عهد‬ ‫م ْ‬
‫فيها َ‬
‫ضا من مزاولي مهنة الصيدلة كانوا‬ ‫المأمون‪ ،‬وقد دعاه إلى ذلك أن بع ً‬
‫غير أمينين ومدّلسين‪ ،‬ومنهم من ادعى أن لديه كل الدوية‪ ،‬ويعطون‬
‫للمرضى أدوية كيفما اتفق ؛ نظًرا لجهل المريض بأنواع الدواء؛ لذا أمر‬
‫المأمون بعقد امتحان أمانة الصيادلة‪ ،‬ثم أمر المعتصم من بعده )ت‬
‫‪227‬هـ( أن يمنح الصيدلني الذي تثبت أمانته وحذقه شهادة تجيز له‬
‫العمل‪ ،‬وبذا دخلت الصيدلة تحت النظام الشامل للحسبة‪ ،‬وقد انتقل‬
‫هذا النظام إلى أنحاء أوربا في عهد فريدريك الثاني )‪648-607‬هـ‪/‬‬
‫سب مستخدمة في السبانية‬ ‫حت َ ِ‬
‫م ْ‬
‫‪1250-1210‬م(‪ ،‬ول تزال كلمة ُ‬
‫‪.‬بلفظها العربي حتى الوقت الراهن‬
‫أصبح الصيادلة حديثا يتعاملون مع الدوية والعلجات المعقدة ‪ ،‬وظهرت‬
‫دساتير للدوية فكان أول ظهور للفرماكوبيا ‪ Pharmacopée‬في‬
‫بريطانيا عام ‪ 1618‬وتبعه دستور الدوية الفرنسي عام ‪ 1639‬و‬
‫دستور الدوية المريكي عام ‪ 1820‬هذه الدساتير كانت تضم الدوية‬
‫والعقاقير التي كانت متداولة في كل بلد ويضعها الصيادلة والطباء معا‬

‫‪1‬‬
‫بتكليف من السلطات الصحية وفيها تصنيف للدواء واستعماله وطرق‬
‫معرفة غشه ومواصفاته والكشف عليه واستعمالته وتحديد‬
‫جرعاته‪.‬وللشارة فالمغرب كبلد رائد في مجال الصناعات الدوائية‬
‫حيث يأتي في المرتبة الثانية بعد جنوب إفريقيا ل يتوفر إلى الن على‬
‫دستور أدوية وطني وإنما تتم الحالة غالبا إلى دستور الدوية الفرنسي‪.‬‬
‫‪----------------------------------- .‬‬

‫أبو حنيفة الدينوري‪895 )(:‬م( من النوابغ فيلسوف ومؤرخ نباتي‪ .‬الزركلي‪(3):‬‬


‫‪.‬العلم ‪1/123‬‬

‫ابن الوحشية‪ :‬أبو بكر أحمد بن علي بن قيس بن المختار بن عبد الكريم بن )‪(4‬‬
‫حرثيا )ت ‪318‬هـ‪930/‬م(‪ ،‬عالم بالكيمياء ينسب إليه الشتغال بالسحر ويلقب‬
‫بالصوفي‪ .‬الزركلي‪ :‬العلم ‪1/170‬‬

‫)‪ (5‬رشيد الدين الصوري‪1241 -1177 ) :‬م( عالم بالنبات والطب‪ .‬الصفدي‪:‬‬
‫الوافي بالوفيات ‪.14/84‬‬

‫لقد اصبحت الصيدلة في الوقت الراهن هي العلم المتخصص في فن‬


‫صناعة الدواء و تسويقه ‪ .‬علوة علي أن الصيدلي يسدي النصائح‬
‫الطبية والصحية للجمهور‪.‬ومع التطور العلمي المطرد‪ ،‬و سهولة‬
‫الكشف عن المراض و ظهور العديد من الدوية الفعالة التي أنقدت‬
‫البشرية من الفات و موجات الوبئة و المراض التي عرفتها صار‬
‫تقسيم فن العلج بين الطبيب و الصيدلني و باقي مهنيي الصحة‬
‫ضروريا فأصبح علم الصيدلة تخصصا مستقل قائم الذات ‪ ،‬وهو تخصص‬
‫علمي يعنى بدراسة الدواء كعلم و فن وصناعة و توزيع و تسويق ‪.‬في‬
‫بدايات القرن الثامن عشر شهدت العلوم الصيدلنية نهضة كبيرة‬
‫ارتبطت بالتطور الكيميائي‪.‬‬
‫هدا التطور ساهم في ظهور مواد دوائية جديدة‪ ،‬ومع بدايات القرن‬
‫العشرين برز نجم الصيدلة الصناعية‪ ،‬فأصبحت الدوية تنتج في معامل‬
‫ضخمة بكميات كبيرة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ومند دلك الوقت و الباحثون في مجال العلوم الصيدلنية لم يتوانوا في‬
‫اختراع أدوية جديدة فعالة ‪،‬مركبة و أحيانا تصبح خطيرة آدا لم تصنع أو‬
‫‪.‬تسلم أو تستعمل حسب القواعد العلمية‬
‫في العصر الراهن تلعب الدولة دورا محوريا في دخول الدواء إلى‬
‫السوق ‪ ،‬فالدولة ممثلة في مديرية الدوية و الصيدلة التابعة لوزارة‬
‫الصحة تسلم ادن طرح الدواء في السوق )‪AMM) (6)- Autorisation‬‬
‫‪.de mise sur le marché‬وهي بدلك تقوم بمراقبة جودة الدواء‪،‬‬
‫قبليا من خلل مراقبة مدى احترام المختبر المصنع أو المستورد‬
‫لمعايير حسن التصنيع و كدا مدى توفر الدواء على الخصائص العلجية‬
‫الضرورية حسب دستور الدوية ودلك من خلل مراقبة عينات من‬
‫الدواء قبل قبل تسليم ادن الطرح في السوق‪ .‬و كدا المراقبة البعدية‬
‫بتتبع الملحظات التي يبديها الطباء و الصيادلة بعد استعمال الدواء‬
‫من طرف المرضى ويمكنها أن تسحب أي دواء اتضح انه يشكل خطرا‬
‫على الصحة العامة أو لم يحترم صانعوه قواعد حسن الصنع‪.‬‬
‫وبالرغم من تدخل الدولة في مراقبة الدواء فان الحوادث المتعلقة به‬
‫‪ .‬يمكن أن تحدث بين الفينة و الخرى‬
‫السؤال الذي يطرح نفسه أمام تنامي هته المخاطر المتعلقة بالدواء‬
‫سواء من زاوية صنعه ‪ ،‬مراقبة جودته أو من زاوية وصفه وتسليمه‬
‫للمرضى هو معرفة من المسؤول عن الضرر الذي قد يسببه الدواء ؟‬
‫وكيف تقوم مسؤوليته ؟ وما طبيعة هته المسؤولية ؟‬
‫أن تعدد الفاعلين في حقل الدواء قد يجعل هته المسؤولية متشعبة‬
‫فيما بينهم ‪ ،‬فالطبيب بفحصه المريض وتحرير الوصفة قد تبرز‬
‫مسؤوليته ‪،‬و الصيدلي بحكم تسليمه للدواء سواء بناء على وصفة طبية‬
‫أو بطلب من المريض قد يسأل عن الضرر الذي قد يسببه الدواء و‬
‫أحيانا تبرز مسؤولية المريض نفسه ‪،‬كما يمكن أن يكون الخطأ واردا‬
‫من الصانع أو الموزع وأحيانا قد تبرز مسؤولية الدولة ‪،‬بل قد تكون‬
‫المسؤولية مشتركة بين كل أو بعض هؤلء ‪.‬‬
‫سأركز في هدا الكتاب على المسؤولية القانونية لصيادلة الصيدليات‬
‫‪.‬المزاولين بالقطاع الخاص‬

‫‪1‬‬
‫إن أنواع المسؤولية التي يمكن أن تثار ضد صيادلة الصيدليات بالقطاع‬
‫الخاص متعددة ‪ :‬فهم ملزمون أول باحترام قواعد أخلقيات المهنة‬
‫بصفتهم فاعلين في قطاع الصحة العمومية و باحترام القوانين‬
‫المنظمة لقطاع الصيدلة كما يلزم الصيادلة كغيرهم من المواطنين‬
‫‪ .‬باحترام قواعد القانونين المدني و الجنائي‬
‫‪----------------------------------------‬‬
‫" الفرع الول من الباب الثاني من المدونة "المواد من ‪ 7‬إلى ‪(6)15‬‬

‫وهكذا و في إطار مزاولته لمهنته يكون الصيدلي محاطا بثلثة أنواع‬


‫من المسؤوليات ‪ :‬مدنية ‪ ،‬جنائية و تأديبية‪.‬ولدراسة هته المسؤوليات‬
‫وجب أول أن نعرف مهنة الصيدلة وأشكال مزاولتها في القطاع الخاص‬
‫في الفصل الول ثم نتطرق في الفصل الثاني لطبيعة المسؤولية‬
‫القانونية للصيدلني المزاول بالصيدليات في القطاع الخاص مع شرح‬

‫‪1‬‬
‫لمختلف هته المسؤوليات وتسليط الضوء على مختلف العقوبات التي‬
‫‪ :‬قد تطال الصيدلي في حالة إخلله بمسؤولياته‪ ،‬وفق التصميم التالي‬
‫‪--‬الفصل الول ‪ :‬مهنة الصيدلة وأشكال مزاولتها بالقطاع‬
‫الخاص‬
‫المبحث الول ‪ :‬تعريف مهنة الصيدلة ‪-‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أشكال مزاولة مهنة الصيدلة بالقطاع الخاص ‪-‬‬
‫‪.‬بالمغرب‬
‫‪ -‬المطلب الول ‪ :‬مزاولة الصيدلة بالصيدليات الخاصة‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬مزاولة مهنة الصيدلة بمخزونات الدوية بالمصحات‬
‫‪-‬المطلب الثالث ‪:‬مزاولة الصيدلة بالمؤسسات الصيدلية الصناعية‬
‫‪-‬المطلب الرابع ‪ :‬مزاولة الصيدلة بالمؤسسات الصيدلية الموزعة‬
‫‪--‬الفصل الثاني ‪ :‬المسؤولية القانونية للصيدلي بالقطاع‬
‫الخاص‬
‫‪-‬المبحث الول ‪ :‬المسؤولية المدنية للصيدلي بالقطاع الخاص‬
‫‪ -‬المطلب الول ‪ :‬أهمية التفرقة بين اللتزام ببذل عناية واللتزام‬
‫بتحقيق نتيجة‬
‫‪-‬المطلب الثاني ‪ :‬تحديد طبيعة التزام الصيدلي‬
‫‪-‬المطلب الثالث‪ :‬الحالت التي يلتزم بها الصيدلي بتحقيق نتيجة‬
‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬المسؤولية الجنائية للصيادلة‬
‫‪-‬المطلب الول ‪ :‬العقوبات التي تطال الصيدلي في القانون الجنائي‬
‫العام‬
‫‪-‬المطلب الثاني ‪:‬العقوبات الجنائية في مدونة الدوية و الصيدلة‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬المسؤولية التأديبية‬
‫‪-‬المطلب الول ‪ :‬طبيعة المسؤولية التأديبية للصيدلي‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬المطلب الثاني ‪:‬الواجبات الخلقية للصيادلة ‪.‬‬
‫الفصل الول ‪ :‬مهنة الصيدلة وأشكال مزاولتها بالقطاع‬
‫‪ .‬الخاص‬
‫من منا لم يتناول الدواء ؟ ومن ل يعرف الصيدلية ؟ فالجميع يعرف‬
‫المكان الذي يمكن أن يصرف له فيه الدواء ‪ ،‬ولكن هل الصيدلة‬
‫مقتصرة على فضاء صرف الدواء ؟ وهل عمل الصيدلني يقتصر فقط‬
‫على الصيدليات ؟ سنجيب على هته التساؤلت من خلل مبحثين‬
‫سنعرف في المبحث الول ما معنى مهنة الصيدلة وسأتطرق في‬
‫‪ .‬المبحث الثاني لشكال مزاولة الصيدلة بالقطاع الخاص بالمغرب‬
‫المبحث الول ‪ :‬تعريف مهنة الصيدلة‬
‫الصيدلة مهنة مدنية ‪ ،‬علمية ذات غايات إنسانية واقتصادية واجتماعية‬
‫‪.‬تعمل على تأمين الخدمات الدوائية الصحية والمخبرية‬
‫وتسهم في تأمين سلمة المجتمع الصحية والمحافظة عليه‪، .‬وتهتم‬
‫بدراسة علم الدواء من الصنع والتركيب إلى الستعمال والعلج ‪،‬‬
‫"فالصيدلة كعلم تبحث في أصول الدوية‪،‬طبيعية كانت أم كيماوية ‪،‬كما‬
‫تبحث في الخواص الفيزيائية و الكيميائية و الفيزيولوجية للدوية‬
‫المختلفة ‪ ،‬علوة على فعاليتها الدوائية وتأثيراتها السلبية ‪ ،‬وكيفية‬
‫التخلص منها بأفضل الطرق‪،‬ويبحث علم الصيدلة في طرق حفظ‬
‫)الدوية و المستحضرات العلجية ‪ ،‬و تحليلها و رصد معاييرها ‪...‬الخ )‪7‬‬
‫نجد أن مهنة الصيدلة تحظى دائما بتشريعات و قوانين تعرفها‬
‫وتنظمها وتحدد المسؤوليات و الواجبات التي ليجوز الزيغ عنها و‬
‫المشرع المغربي لم يشكل استثناء في هدا المجال فقد سن مند‬
‫الستقلل قوانين نظمت مهنة الصيدلة‪،‬و رغم أن القانون الذي نظم‬
‫هته المهنة عرف ركودا فان التطورات العميقة التي عرفها قطاع‬
‫الصيدلة صاحبها تطور في القوانين التي نظمت هته المهنة النسانية‬
‫النبيلة و إن لم يكن هدا التطور مسايرا للتغيرات السريعة التي عرفتها‬
‫المهنة في إطارها الوطني و الدولي‪.‬لقد كان أول قانون ينظم مهنة‬
‫الصيادلة بالمغرب هو الظهير الشريف رقم ‪ 367-59-1‬المتعلق‬
‫بتنظيم مهنة الطباء و الصيادلة و جراحي السنان و العقاقير يين و‬
‫)القوابل)‪8‬‬

‫‪1‬‬
‫وهكذا سيرت مهنة الصيدلي طيلة ‪ 46‬سنة بهذا الظهير الشريف الذي‬
‫أصبح مع مرور الوقت و مع التحولت التي عرفها المجتمع المغربي و‬
‫كدا مع تطور أعداد الصيادلة متجاوزا هدا مع العلم أن مهنة الطباء‬
‫)عرفت ميلد قانون خاص ينظمها سنة ‪9) .1996‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫الطار القانوني لمهنة الصيدلة‪ -‬د الغضف غوتي – ص ‪(7). 15‬‬
‫)‪ (8‬نشر بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 28‬شعبان ‪ 1379‬موافق ‪ 26‬فبراير ‪ 1960‬تحت عدد‬
‫‪2470.‬‬

‫الظهير الشريف رقم ‪ 123-96-1‬الصادر في ‪ 5‬ربيع الخر ‪ 1417‬الموافق ل ‪(9) 21‬‬


‫غشت ‪ 1996‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 10.94‬المتعلق بمزاولة الطب و الصادر بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 4532‬بتاريخ ‪21/11/1996‬‬

‫لقد كان على الصيادلة النتظار طويل فلم يصدر القانون الجديد الذي‬
‫ينظم مهنتهم إل بحلول ‪ 22‬نونبر ‪ 2006‬حيث صدر بالجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 5480‬الصادرة ب ‪ 7‬ديسمبر ‪ 2006‬الموافق ل ‪ 15‬دو القعدة‬
‫‪ 1427‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.06.151‬بتنفيذ القانون رقم ‪17.04‬‬
‫‪.‬بمثابة مدونة الدوية و الصيدلة‬
‫إن مدونة الدوية والصيدلة التي تعتبر من القوانين الجريئة جاءت‬
‫لتنظم عملية تدبير الدواء من التصنيع إلى التصريف و كدا شروط‬
‫مزاولة المهنة على جميع المستويات من الصانع عبر الموزع إلى‬
‫‪.‬الصيدلي بالصيدليات‬
‫إن مدونة الدوية و الصيدلة سارت على نهج قانون الصحة العمومية‬
‫الفرنسي و لم تأت بتعريف قانوني دقيق لمهنة الصيدلة و إنما أشارت‬
‫إلى دلك ضمنيا خاصة من خلل المواد ‪ ، 31-30-29‬من المدونة و‬
‫التي تطرقت إلى تحضير و صرف الدواء مع تحليل للوصفة الطبية‬
‫وكدا حيازة مجموعة من المواد الصيدلنية غير الدوائية و اللبان و‬
‫‪ .‬الغذية المخصصة للرضع بغرض صرفها للعموم‬
‫ونفس الملحظة يمكن أن تقال عن الظهير الشريف رقم ‪367-59-1‬‬
‫‪ ،‬الذي لم يحدد فيه المشرع أي تعريف دقيق لمهنة الصيدلة في حين‬
‫عملت تشريعات دول أخرى على إصدار تعريفات قانونية لمهنة‬
‫الصيدلة فنجد المشرع اللبناني مثل في الفصل الول من الباب الول‬
‫من قانون مزاولة مهنة الصيدلة يعرف مهنة الصيدلة تعريف دقيقا‬
‫‪).‬مبعدا كل لبس وتأويل عن ماهية المهنة )‪10‬‬

‫‪1‬‬
‫ومن وجهة نظري يمكن أن نعرف الصيدلة على أنها ‪:‬مهنة طبية ‪ ،‬ذات‬
‫طبيعة إنسانية تعنى بدراسة العقاقير ذات الصل النباتي أو الكيميائي‬
‫أو الحيواني لغراض التشخيص أو الوقاية أو العلج مع ما يرتبط بدلك‬
‫من طرق فنية للصناعة أو التركيب أو النقل أو التخزين أو التسليم أو‬
‫الصرف للعموم أو حتى إتلف العقاقير الغير الصالحة للستهلك‪ .‬إن‬
‫هدا التعريف يعطينا مبدئيا فكرة عن أشكال مزاولة هته المهنة فما هي‬
‫أشكال مزاولة مهنة الصيدلة ؟ و كيف صنفها المشرع المغربي ؟ هدا‬
‫‪.‬ما سأتـناوله في المطلب الموالي‬
‫‪-------------------------------‬‬
‫المادة ‪ ) -1‬يعتبر مزاولة مهنة الصيدلة كل عمل يؤدي إلى تجهيز أو )‪(10‬‬
‫تركيب أو تصنيع أو تجزئة أو بيع سواء بالجملة أو المفرق أو توزيع لي دواء أو‬
‫مادة صيدلنية معدة للستعمال الداخلي أو الخارجي أو بطريق الحقن لوقاية‬
‫النسان أو الحيوان من المراض أو للشفاء منها أو يكون لها هذه المزايا(‪.‬‬
‫))القانون اللبناني رقم ‪ - 367‬صادر في ‪1/8/1994‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مزاولة مهنة الصيدلة بالقطاع الخاص‬


‫‪.‬بالمغرب‬
‫قبل أن نتطرق لشكال مزاولة الصيدلة وجب أن نعرف مصطلح‬
‫الصيدلي أو الصيدلني و كل المصطلحين مقتبس من صيدلة فالصيدلي‬
‫ومعناه رجل الدواء هو المحترف بجميع أنواع الدوية بطرق صناعتها و‬
‫‪ .‬تركيبها وكدا استعمالها على الوجه النفع‬
‫إن مزاولة مهنة الصيدلة بالمغرب محصورة قانونا على الصيادلة فل‬
‫يمكن لي كان أن يمارس أي عمل صيدلي دون توفره على الشهادات‬
‫‪.‬والمؤهلت العلمية الضرورية لدلك‬
‫وهكذا نص الظهير الشريف الذي تنظم بمقتضاه مزاولة مهن الطباء و‬
‫الصيادلة و جراحي السنان و العقاقير يين و القوابل الصادر ب ‪19‬‬
‫فبراير ‪ - 1960‬و الذي نسخت أحكامه بمدونة الدوية و الصيدلة‪ -‬في‬
‫فصله الول على انه" ل يسمح لي كان أن يزاول في تراب المملكة‬
‫المغربية مهن الصيادلة وجراحي السنان و القوابل أن لم يكن بحسب‬

‫‪1‬‬
‫الحالة حاصل على الدبلوم الوطني لدكتور في الصيدلة المسلم من‬
‫كلية مغربية للطب و الصيدلة‪......‬أو دبلوم أو شهادة معترف بمعادلتها‬
‫" وفقا للنصوص التنظيمية المعمول بها‬
‫ولقد كرست مدونة الدوية و الصيدلة نفس التوجه في هدا الطار حيث‬
‫نصت في المادة ‪ 93‬على ضرورة توفر شرطي الجنسية المغربية و‬
‫الحصول على شهادة وطنية للدكتوراه في الصيدلة مسلمة من طرف‬
‫كلية مغربية أو على شهادة أو دبلوم معترف بمعادلته لها طبقا‬
‫للنصوص التنظيمية الجاري بها العمل )‪ (11‬هدا ناهيك عن ضرورة أن‬
‫يكونوا في وضعية سليمة بالنظر إلى التشريع المتعلق بالخدمة‬
‫العسكرية وان ل تكون قد صدرت في حقهم عقوبات من اجل أفعال‬
‫‪ .‬تتعلق بالكرامة أو الشرف ‪ ,‬و أن ل يكونوا مسجلين بهيئة أجنبية‬
‫في حين رخص المشرع كذلك للجانب بمزاولة مهنة الصيدلة بالقطاع‬
‫الخاص في المادة ‪ 94‬شريطة أن يكونوا في وضعية سليمة إزاء‬
‫التشريع المتعلق بدخول و إقامة الجانب بالمملكة ‪ ،‬وان يكونوا من‬
‫رعايا دولة أبرمت مع المغرب اتفاقا يسمح للصيادلة من رعايا كل دولة‬
‫‪.‬بمزاولة مهنة الصيدلة بترابها‬
‫هدا بالضافة إلى الشروط الخرى الواردة في المادة ‪ 93‬و المتعلقة‬
‫‪.‬بالصيادلة المغاربة‬
‫حين تتوفر هته الشروط في الصيدلي الذي يرغب في مزاولة مهنة‬
‫الصيدلة بالقطاع الخاص بالمغرب أمكنه ممارسة المهنة‪ ،‬فما هي‬
‫أشكال هته الممارسة؟‬

‫لقد حدد المشرع المغربي في مدونة الدوية و الصيدلة أشكال‬


‫‪:‬المزاولة في المادة ‪ 92‬حصرا كالتالي‬
‫صيادلة الصيدليات و الدين يزاولون بصفة فردية أو كشريك أو‬
‫‪.‬كمساعد‬
‫‪.‬صيادلة مخزونات الدوية بالمصحات الخاصة‬

‫‪1‬‬
‫صيادلة مسؤولون أو مندوبون أو مساعدون بالمؤسسات الصيدلية‬
‫‪.‬الصناعية أو الموزعة‬
‫في المطلب الول سنسلط الضوء على أشكال المزاولة بالصيدليات‬
‫ثم سنعنى بدراسة أشكال المزاولة بمخزونات الدوية بالمصحات في‬
‫المطلب الثاني‪ ،‬و سنخصص المطلب الثالث لشكال المزاولة‬
‫بالمؤسسات الصيدلية المصنعة في حين سنتطرق في ا لمطلب‬
‫‪.‬الرابع لشكال المزاولة بالمؤسسات الصيدلية الموزعة‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫)‪(11‬المادة ‪ 93‬من مدونة الدوية والصيدلة ‪ :‬تتوقف مزاولة مهنة الصيدلة‬
‫بالقطاع الخاص في أي شكل من الشكال على الحصول على إذن يسلمه رئيس‬
‫المجلس الوطني لهيئة الصيادلة إلى الشخاص المستوفين للشروط التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكونوا من جنسية مغربية‬

‫‪ -2‬أن يكونوا حاصلين على شهادة وطنية للدكتوراه في الصيدلة مسلمة من‬
‫طرف كلية مغربية للطب والصيدلة أو على شهادة أو دبلوم معترف بمعادلته لها‬
‫طبقا للنصوص التنظيمية الجاري بها العمل ؛‬
‫‪ - 3‬أن يكونوا في وضعية سليمة بالنظر إلى التشريع المتعلق بالخدمة‬
‫العسكرية ؛‬
‫‪ - 4‬أل تكون قد صدرت في حقهم عقوبة من أجل ارتكاب أفعال مخلة بالشرف‬
‫أو الكرامة أو الستقامة ؛‬
‫‪ -5‬أل يكونوا مقيدين بهيئة أجنبية للصيادلة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬أشكال مزاولة مهنة الصيدلة بالصيدليات‬
‫‪.‬الخاصة‬
‫الصيدلية هي من وجهة نظر العموم فضاء للصحة يمكن للفرد أن‬
‫يقتني منه الدواء أو المواد الصيدلية أو الشبه الصيدلية بما في دلك‬
‫المواد الكيميائية أو مواد العناية بالبشرة ومواد التجميل و الوقاية من‬
‫مضار الشمس كما توجد بالصيدلية أيضا الغذية المخصصة للرضع و‬
‫‪.‬مواد أخرى‬
‫ومن وجهة نظر مهنية صرفة فالصيدلية هي مؤسسة صحية تعنى‬
‫بتركيب وتخزين وصرف الدواء و المستحضرات الصيدلية غير الدوائية‬
‫للعموم مع إسداء النصح و التوجيه فيما يتعلق بحسن استعمال الدواء‬
‫و الوقاية من المراض وهكذا فقد أورد المشرع المغربي في المادة‬
‫‪ 56‬من مدونة الدوية و الصيدلة تعريفا للصيدلية كما يلي ‪":‬يراد‬
‫بالصيدلية المؤسسة الصحية المختصة بالقيام بصفة حصرية أو ثانوية‬
‫)بالعمليات المشار إليها في المادة ‪ 30‬أعله " )‪12‬‬
‫و المادة ‪ 30‬تشير إلى أن صيادلة الصيدليات يمارسون حصريا دون‬
‫‪.‬غيرهم تحضير الدوية وصرفها‬
‫‪ :‬وتتم مزاولة الصيدلة بالصيدليات الخاصة حسب الشكال التية‬
‫الصيدلي المالك ‪ :‬وهو الصيدلي الذي توجد في ملكيته‬ ‫•‬
‫الصيدلية ‪ ،‬ويمكن أن يكون شخصا ذاتيا أو شخصا معنويا ‪،‬‬
‫مؤسسا أو مشتريا‪.‬‬
‫الصيدلي الشريك ‪ :‬وهو الصيدلي الذي يكون شريكا مع أخر‬ ‫•‬
‫في صيدلية ‪ ،‬ويكون الشركاء مسؤولين بالتضامن وهم ملزمون‬
‫بالتسيير المشترك ‪.‬‬
‫الصيدلي المساعد ‪:‬صيدلي أجير لدى الصيدلي المالك أو‬ ‫•‬
‫لدى الصيدلية الشركة ‪ ،‬وقد حدد المشرع ضرورة الستعانة‬
‫بصيدلي مساعد واحد ادا ما تجاوز رقم معاملت الصيدلية ‪3.5‬‬
‫مليون درهم وباثنين ادا تجاوز رقم المعاملت ‪ 5.5‬مليون درهم‬
‫المادة ‪108‬‬

‫‪1‬‬
‫‪---------------------------------------‬‬
‫)‪(12‬البنود ‪ 3-2-1‬من المادة ‪ 2‬من المدونة ‪ :‬من أجل تطبيق أحكام المادة‬
‫الولى أعله ‪ ،‬يعتبر في حكم الدوية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬المحضر الوصفي وهو كل دواء يتم تحضيره فورا في الصيدلية تبعا لوصفة‬
‫مخصصة لمريض معين ؛‬
‫‪ - 2‬المحضر الصيدلي وهو كل دواء يتم تحضيره خصيصا في الصيدلية وفقا‬
‫للتوجيهات المنصوص عليها في دستور أو دساتير الدوية الجاري بها العمل ؛‬
‫‪ - 3‬الدواء الخاص بالصيدلية وهو كل دواء يتم تحضيره كامل في الصيدلية تحت‬
‫المراقبة المباشرة للصيدلي الذي يقوم بصرفه ؛‬

‫المطلب الثاني ‪ .‬مزاولة الصيدلة في مخزونات الدوية‬


‫بالمصحات الخاصة‬
‫لقد أورد المشرع في مدونة الدوية و الصيدلة شكل جديدا من أشكال‬
‫المزاولة لم يكن محددا في ظهير ‪ 1960‬وهدا الشكل هو مزاولة‬
‫الصيدلة من طرف صيدلي مجاز مرخص له من طرف المجلس‬
‫الوطني لهيئة الصيادلة بتسيير مخزون للدوية موجود بمصحة خاصة‪،‬‬
‫التي تخزن بها الدوية بغرض الستعمال للمرضى المقيمين بالمصحة‬
‫فقط ‪ ،‬ويمكن أن يكون هدا الصيدلني متفرغا لهدا الشكل من‬
‫المزاولة كما يمكنه أن يكون صيدلنيا مالكا لصيدلية ومتعاقدا مع‬
‫المصحة للقيام بعمليات مراقبة تسيير المخزون المخصص لعمل‬
‫‪) ،‬المصحة‪13).‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أشكال مزاولة الصيدلة بالمؤسسات‬
‫الصيدلية الصناعية‬
‫يقصد بالمؤسسات الصيدلية الصناعية ‪ ،‬المعامل أو المختبرات التي‬
‫تقوم بصنع الدواء ‪،‬واستيراده‪،‬وتصديره ‪ ،‬وبيعه أو توزيعه بالجملة )‬
‫‪14).‬‬

‫إن الصيدلي يلعب دورا محوريا في سير العمل في هته المؤسسات ‪،‬‬
‫نظرا للتكوين المتنوع الذي تلقاه في المواد العلمية بصفة خاصة سواء‬
‫منها الكيماوية أو النباتية أو الطبية ‪ ،‬لدا نجد أن المشرع قد أولى لهدا‬

‫‪1‬‬
‫الشكل من أشكال المزاولة اهتماما خاصا في مدونة الدوية و‬
‫‪ .‬الصيدلة‬
‫وهكذا حددت المدونة أشكال المزاولة بالمؤسسات الصيدلية الصناعية‬
‫‪ :‬كالتالي‬

‫‪---------------------------------------------------------------‬‬

‫المواد من ‪ 69‬الى ‪ 71‬من مدونة الدوية و الصيدلة)‪(13‬‬

‫المادة ‪ 74‬من مدونة الدوية والصيدلة –الفقرة الثانية –"يقصد )‪(14‬‬


‫بالمؤسسات الصيدلية الصناعية كل مؤسسة تتوفر على موقع للصنع و تقوم‬
‫بعمليات صنع الدوية و استيرادها وتصديرها و بيعها بالجملة ‪ ،‬وعند القتضاء ‪،‬‬
‫‪".‬توزيعها بالجملة‬

‫الصيدلي المسؤول ‪pharmacien responsable:‬‬ ‫‪-‬‬

‫لقد اشترط القانون صراحة على أن المؤسسات الصيدلية الصناعية‬


‫يمكن أن تكون في ملكية شخص ذاتي فقط ادا كان هدا الخير صيدليا‬
‫مؤذونا له قانونا بصفة صيدلي مسؤول)‪، (15‬ويشترط في هدا الشكل‬
‫من أشكال المزاولة أن يكون الصيادلة المسؤولون بالمؤسسات‬
‫الصيدلية الصناعية حاصلين على دبلوم التخصص في الصيدلة شعبة "‬
‫الصيدلة الصناعية " أو أن يثبتوا توفرهم على تجربة ل تقل عن ثلث‬
‫سنوات من مزاولة المهنة بصفتهم صيادلة مساعدين‪.‬أو مندوبين‬
‫بمؤسسة صيدلية صناعية )‪(16‬ويتمثل دور الصيدلي المسؤول في‬
‫السهر على تصنيع الدواء مع احترام قواعد حسن التصنيع و التوزيع و‬
‫السهر على خضوع كل حصة من الدوية لتحليل المطابقة قبل طرحها‬
‫وفي حالة ما ادا كانت المؤسسة شخصا‬ ‫في السوق‪.‬‬
‫معنويا ‪ ،‬فانها تكون ملزمة بوضع صيدلني مسؤول كمدير لها مع‬

‫‪1‬‬
‫الحرص على إعطاء كافة العمليات التقنية لتسير من طرف‬
‫الصيادلة‪.‬ويعتبر الصيدلي المسؤول مسؤول رئيسيا عن الصيادلة‬
‫المندوبون و الصيادلة المساعدون وكدا المستخدمون و عن كل‬
‫العمال الصيدلية التي تنجز بالمؤسسة وتتلخص فيما يلي ‪:‬‬
‫شراء المواد الولية و مراقبتها وتطوير أعمال الصيدلة ومراقبة جميع‬
‫عمليات النتاج والتخزين و التوزيع ‪ ،‬وتبرز مسؤوليته انطلقا من كون‬
‫المشرع قد ألقى على عاتقه مسؤولية التبليغ للدارة بأي أثر جديد غير‬
‫مرغوب فيه بلغ إلى علمه نتج عن استعمال الدواء الذي تصنعه‬
‫مؤسسته‪(17).‬‬
‫‪-------------------------------------‬‬
‫)‪(15‬المادة ‪ 85‬من مدونة الدوية والصيدلة‪ :‬يمكن أن تكون المؤسسة الصيدلية‬
‫الصناعية في ملك شخص ذاتي أو شركة وفق الشروط التالية ‪:‬‬
‫اذا كانت المؤسسة في ملك شخص ذاتي ‪ ،‬يجب على هذا الخير أن يكون‬
‫صيدليا مأذونا له قانونا بصفة صيدلي مسؤول‬
‫ادا كانت المؤسسة في ملك شركة ‪ ،‬يجب أن تكون هذه الخيرة خاضعة للقانون‬
‫المغربي وأن يكون الصيدلي المسؤول بها إما أحد المدراء العامين أو أحد‬
‫المسيرين وذلك حسب شكل الشركة‪.‬‬
‫ويجب أن يكون المدراء التقنيون والمدراء التجاريون المزاولون في المؤسسات‬
‫الصيدلية الصناعية صيادلة مأذونا لهم قانونا‪ .‬وتحدد الدارة مهامهم التقنية بعد‬
‫)‪(16‬‬ ‫استطلع رأي المجلس الوطني لهيئة الصيادلة‪.‬‬
‫المادة ‪ 100‬من المدونة ‪ :‬علوة على الشروط العامة المنصوص عليها في‬
‫الفرع الول من هذا الباب ‪ ،‬يجب أن يكون الصيادلة المسؤولون بالمؤسسات‬
‫الصيدلية الصناعية حاصلين على دبلوم التخصص في الصيدلة شعبة "الصيدلة‬
‫الصناعية" ‪ ،‬المسلم من طرف الكليات المغربية للطب والصيدلة أو على شهادة‬
‫أو دبلوم معترف بمعادلته له طبقا للنصوص التنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬
‫في حالة عدم الحصول على إحدى الشهادات أو الدبلومات المذكورة ‪ ،‬يجب أن‬
‫يثبت الصيادلة المذكورون توفرهم على تجربة ل تقل على ثلث سنوات في‬
‫مزاولة المهنة بصفة صيادلة مساعدين أو صيادلة مندوبين بمؤسسة صيدلية صناعية‪.‬‬
‫يجب أن يثبت الصيادلة المندوبون بالمؤسسات الصيدلية الصناعية توفرهم على‬
‫تجربة مهنية ل تقل عن سنة واحدة بصفتهم صيادلة مساعدين في مؤسسة أو‬
‫)‬ ‫عدة مؤسسات صيدلية صناعية‪.‬‬
‫‪(17‬المادة ‪ 120‬من المدونة ‪ :‬يجب على الصيدلي المسؤول بمؤسسة صيدلية‬
‫مشار إليها في المادة ‪ 74‬أعله أن يخبر الدارة بأي أثر جديد غير مرغوب فيه‬
‫بلغ إلى علمه ناتج عن استعمال الدوية‪.‬‬

‫الصيدلي المندوب ‪: Le pharmacien délégué‬‬


‫يقوم الصيدلي المندوب بنفس اختصاصات الصيدلي المسؤول من‬
‫حيث السهر على التصنيع ‪ ،‬الستيراد‪ ،‬البيع بالجملة و مراقبة الجودة ‪،.‬‬

‫‪1‬‬
‫في وحدة للنتاج داخل المصنع غير انه ل يعتبر مخاطبا رسميا للدارة‬
‫ومع دلك فان مسؤوليته لتنتفي في حالة الخلل بالقواعد العلمية‬
‫والقانونية للعمل المنوط به داخل المؤسسة‬
‫ويجب على الصيادلة المندوبون توفرهم على تجربة مهنية ل تقل عن‬
‫‪.‬سنة واحدة بصفتهم صيادلة مساعدين في مؤسسة صيدلية صناعية‬
‫الصيدلي المساعد ‪: Le pharmacien assistant‬‬
‫يراد به الصيدلي المرخص له بالمزاولة والدي يساعد الصيدلي‬
‫المسؤول أو الصيدلي المندوب بالمؤسسة الصيدلية الصناعية وبطبيعة‬
‫الحال يقوم هو الخر بالشراف على شراء و مراقبة المواد الولية أو‬
‫المنتجات الكاملة الصنع وصنع الدوية وتوضبيها ومراقبة الجودة‬
‫)والسهر على حسن تخزين الدوية وبيعها و توزيعها )‪18‬‬
‫لقد نظم المشرع طرق الستعانة بالصيادلة المساعدين ‪ ،‬وأصبح لزاما‬
‫على المؤسسات الصيدلية الصناعية الستعانة بصيدلني مساعد‬
‫‪.‬بالنسبة للمؤسسات التي تشغل أقل من ‪ 30‬مستخدما‬
‫وإضافة صيدلي مساعد ثان عن كل مجموعة من ‪ 30‬مستخدما إضافيا‪.‬‬
‫‪----------------------------------------‬‬ ‫)‪(19‬‬
‫)‪(18‬المادة ‪ 121‬من المدونة ‪ :‬يراد بالصيدلي المساعد بالمؤسسة الصيدلية ‪،‬‬
‫الشخص المأذون له بمزاولة الصيدلة الذي يساعد الصيدلي المسؤول أو‬
‫الصيدلي المندوب بالمؤسسة المذكورة‪.‬‬
‫تتمثل المساعدة المذكورة خصوصا في الشراف على المهام التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬شراء ومراقبة المواد الولية أو المنتجات الكاملة الصنع ؛‬
‫‪ -‬صنع الدوية وتوضيبها ؛‬
‫‪ -‬مراقبة الجودة ؛‬
‫‪ -‬تخزين الدوية وبيعها وتوزيعها‪.‬‬
‫يمكن للصيادلة المساعدين المشاركة في أعمال صيدلية أخرى بالمؤسسة‬
‫التابعين لها وفق نفس الشروط المتعلقة بالصيادلة المسؤولين أو الصيادلة‬
‫المندوبين‬

‫)‪(19‬المادة ‪ 122‬من المدونة ‪ :‬يجب على كل مؤسسة صيدلية الستعانة بعدد‬


‫من الصيادلة المساعدين على النحو التالي تبعا لعدد المستخدمين المشاركين‬
‫في العمال الصيدلية ‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للمؤسسات الصيدلية الموزعة بالجملة ‪:‬‬
‫* صيدلي مساعد واحد بالنسبة لعدد من المستخدمين يتراوح بين ‪ 50‬و ‪ 100‬؛‬
‫* صيدلي مساعد إضافي عن كل مجموعة من ‪ 50‬مستخدما إضافيا‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للمؤسسات الصيدلية الصناعية ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫* صيدلي مساعد بالنسبة لقل من ‪ 30‬مستخدما ؛‬
‫* صيدلي مساعد إضافي عن كل مجموعة من ‪ 30‬مستخدما إضافيا‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬أشكال مزاولة الصيدلة بالمؤسسات‬


‫الصيدلية الموزعة‬
‫تقوم المؤسسات الصيدلية الموزعة كل يوم في المغرب بتوصيل‬
‫طلبيات الدوية لما يناهز عشرة ألف صيدلية منتشرة فوق التراب‬
‫الوطني بل ومتواجدة في ابعد القرى و المدن ودور هته المؤسسات‬
‫في استمرارية توفير الدواء للمواطنين دور مهم لدا نجد المشرع خصها‬
‫في المدونة بنصوص تنظم شكل العمل الصيدلني بها رغم أن الظهير‬
‫الشريف الذي نظم المهنة سابقا لم يشر فيه لهدا الشكل من أشكال‬
‫المزاولة‪.‬إل أن المشرع تدارك هدا المر بأن خصص قسما خاصا في‬
‫مدونة الدوية و الصيدلة لتنظيم أشكال المزاولة وطرق العمل بهته‬
‫‪.‬المؤسسات‬
‫وقد عرفها المشرع بأنها مؤسسات صيدلية يمكن أن تكون في ملك‬
‫شخص ذاتي ويجب أن يكون في هته الحالة صيدلنيا مأذونا له بصفة‬
‫صيدلي مسؤول أو في ملك شركة وفي هته الحالة وجب أن يكون‬
‫الصيدلي المسؤول بها أحد المدراء أو أحد المسيرين بحسب شكل‬
‫الشركة‪(20).‬وهكدا فأشكال المزاولة بالمؤسسات الصيدلية الموزعة‬
‫حددت كالتالي ‪:‬‬
‫الصيدلي المسؤول ‪Le pharmacien‬‬ ‫•‬
‫‪responsable‬‬
‫وهم الصيادلة الدين يديرون المؤسسات الصيدلية الموزعة ويشترط‬
‫فيهم أن يكونوا متوفرين على تجربة عملية لتقل عن سنة واحدة‬
‫بصفتهم صيادلة مساعدين بمؤسسة صيدلية و إما عن سنتين بصفتهم‬
‫صيادلة صيدليات ‪ (21).‬و يرتكز دورهم في السهر على جميع العمال‬
‫التقنية سواء التي يقوم بها الصيادلة المساعدون أو المستخدمون‬
‫لضمان حسن تخزين و توزيع الدوية على الصيدليات و مخزونات‬
‫‪.‬الدوية بالمصحات‬
‫‪----------------------------------------‬‬

‫‪1‬‬
‫)‪ (20‬المادة ‪ 90‬من مدونة الدوية والصيدلة ‪ :‬يمكن أن تكون مؤسسة صيدلية‬
‫موزعة بالجملة في ملك شخص ذاتي أو شركة وفق الشروط التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كانت المؤسسة في ملك شخص ذاتي ‪ ،‬يجب على هذا الخير أن يكون‬
‫صيدليا مأذونا له قانونا بصفة صيدلي مسؤول ؛‬
‫‪ -2‬إذا كانت المؤسسة في ملك شركة ‪ ،‬يجب أن تكون هذه الخيرة خاضعة‬
‫للقانون المغربي وأن يكون الصيدلي المسؤول بها إما أحد المدراء العامين أو‬
‫أحد المسيرين وذلك حسب شكل الشركة‪.‬‬
‫ويجب أن يكون المدراء التقنيون والمدراء التجاريون المزاولون في المؤسسات‬
‫الصيدلية الموزعة بالجملة صيادلة مأذونا لهم قانونا‪ .‬وتحدد الدارة مهامهم‬
‫التقنية بعد استطلع رأي المجلس الوطني لهيئة الصيادلة‪.‬‬

‫)‪(21‬المادة ‪ 99‬من مدونة الدوية و الصيدلة ‪ :‬يجب أن يثبت الصيادلة‬


‫المسؤولون والصيادلة المندوبون بالمؤسسات الصيدلية الموزعة بالجملة‬
‫توفرهم على تجربة عملية ل تقل إما عن سنة واحدة بصفتهم صيادلة مساعدين‬
‫بمؤسسة أو عدة مؤسسات صيدلية وإما عن سنتين بصفتهم صيادلة صيدليات‬

‫‪Le pharmacien assistant‬‬ ‫الصيدلي المساعد‬ ‫•‬

‫وهو الصيدلي الذي يسهر على مساعدة الصيدلي المسؤول وتتمثل هته‬
‫المساعدة خصوصا في شراء و مراقبة المنتجات الصيدلنية الكاملة‬
‫الصنع ‪ ،‬مراقبة الجودة ‪ ،‬تخزين الدوية و بيعها و توزيعها على‬
‫‪.‬الصيدليات و مخزونات الدوية بالمصحات‬
‫لقد حدد المشرع في المادة ‪ (*)122‬من المدونة شروط استعانة‬
‫المؤسسات الصيدلية الموزعة بالصيادلة المساعدين تبعا لعدد‬
‫المستخدمين بالمؤسسة و هكذا أوجب الستعانة بصيدلي مساعد واحد‬
‫لعدد من المستخدمين يتراوح بين ‪ 50‬و ‪ ، 100‬وعن كل ‪ 50‬مستخدما‬
‫‪.‬إضافيا فوق المائة الستعانة بصيدلي مساعد ثان‬
‫إن تنوع أشكال مزاولة مهنة الصيدلة بالقطاع الخاص بالمغرب ‪ ،‬تعطي‬
‫‪.‬مهنة الصيدلني زخما وأهمية يليقان بهته المهنة النسانية النبيلة‬
‫وبتنوع أشكال المزاولة ‪ ،‬تتنوع المسؤوليات المناطة بالصيادلة كل‬
‫‪.‬حسب عمله ‪ ،‬فما هي طبيعة هته المسؤوليات وكيف يمكن تصنيفها‬
‫‪-------------------------------------------------‬‬
‫‪ :‬المادة ‪ 122‬من المدونة )*(‬

‫‪1‬‬
‫يجب على كل مؤسسة صيدلية الستعانة بعدد من الصيادلة المساعدين على‬
‫النحو التالي تبعا لعدد المستخدمين المشاركين في العمال الصيدلية ‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للمؤسسات الصيدلية الموزعة بالجملة ‪:‬‬
‫* صيدلي مساعد واحد بالنسبة لعدد من المستخدمين يتراوح بين ‪ 50‬و ‪ 100‬؛‬
‫* صيدلي مساعد إضافي عن كل مجموعة من ‪ 50‬مستخدما إضافيا‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للمؤسسات الصيدلية الصناعية ‪:‬‬
‫* صيدلي مساعد بالنسبة لقل من ‪ 30‬مستخدما ؛‬
‫* صيدلي مساعد إضافي عن كل مجموعة من ‪ 30‬مستخدما إضافيا‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬المسؤولية القانونية للصيدلي بالقطاع‬


‫الخاص‬
‫لقد كان الظهير المنظم لمهنة الصيدلني قبل صدور مدونة الدوية و‬
‫الصيدلة قانونا اطر مهن الطب و الصيدلة وطب السنان و العقاقيريين‬
‫و القوابل وقد كان نصيب مهنة الصيدلة من فصول الظهير الشريف‬
‫‪.‬لسنة ‪ 17 -1960‬مواد فقط‬
‫لقد كان هدا القانون متجاوزا ولهذا جاءت المدونة لتسوق النصوص‬
‫المنظمة للجانب القانوني للمهنة و المحددة لنشطتها و طرق مزاولتها‬
‫و للقواعد الواجب احترامها سواء من طرف صيادلة الصيدليات أو‬
‫صيادلة المؤسسات الصيدلنية المختصة في الصنع ا و في التوزيع‪.‬وقد‬
‫نظمت المدونة في فصولها كل أشكال مزاولة الصيدلة في القطاع‬
‫الخاص و قننت أنشطتها و خصصت لكل مخالف لهته المعايير قوانين‬
‫زجرية و تأديبية تراوحت بين الغرامات و العقوبات الحبسية و التوقيف‬
‫المؤقت بل و في بعض الحالت الحرمان من مزاولة المهنة ‪ .‬هدا بغض‬
‫النظر عن المقتضيات القانونية الواردة في القانونين المدني و الجنائي‬
‫‪ .‬المغربيين التي قد تطال الصيدلي‬

‫‪1‬‬
‫إن التطور العلمي و التكنولوجي سهل اكتشاف العديد من الدوية‬
‫الحديثة الفعالة ‪،‬بسيطة أو مركبة و قد تصبح خطيرة ادا لم تصنع أو‬
‫لم تصرف أو لم تستعمل حسب القواعد و الشروط الضرورية لحسن‬
‫صناعة وخزن و صرف و استعمال الدواء ‪ ،‬و بالرغم من كل هته‬
‫‪ .‬الحتياطات قد يصبح الدواء المعد للعلج سما قاتل فتاكا‬
‫من هدا المنطلق يمكن أن نسمي الصيدلي رجل الدواء أو أخصائي‬
‫‪.‬الدواء بل هناك من يطلق تسمية حارس السموم على الصيدلني‬
‫و الحقيقة أن الدواء سيف دو حدين فهو في إطار حسن الصنع و‬
‫الستعمال يداوي و يحد من ألم المرضى و في أحيان أخرى يمكن أن‬
‫‪.‬يصبح ضارا أو قاتل إما لجهل أو لخطا‬
‫أن مستعمل الدواء قد ل يتقبل أن يتسبب دواء ما في ضرر له ‪ ،‬خاصة‬
‫انه بادر إلى تناول هدا الدواء بغرض العلج و التخفيف من اللم ‪ ،‬وهدا‬
‫أمر شائع الحدوث فالقليل من الناس من يعرف أن لكل دواء أعراض‬
‫‪ .‬جانبية تختلف شدتها و وقعها باختلف التكوين الفيزيولوجي للمريض‬
‫هده العراض عادة ما يشار إليها في علبة الدواء و يتم تحذير مرضى‬
‫السكري أو الضغط الدموي أو النساء الحوامل مثل من العراض‬
‫‪.‬الجانبية لهدا الدواء أو داك‬
‫و لكن المسؤول عن تسليم هدا الدواء الذي هو الصيدلي قد يساهم‬
‫بفعله في الضرر الذي قد يلحق بمستعمل الدواء لهدا فعندما يلحق‬
‫مستعمل الدواء ضرر ما فان السؤال الذي يطرح هو من المسؤول عن‬
‫‪.‬هدا الضرر‬
‫قد يكون صيدلي الصيدلية وقد يكون صيدلي مختبرات الصنع أو التوزيع‬
‫و أحيانا قد يكون الطبيب أو الممرض و قد تكون المسؤولية أحيانا‬
‫أخرى مشتركة بين بعض أو كل هؤلء بل في بعض الحيان قد تثار‬
‫‪.‬مسؤولية المريض نفسه عن الضرر الذي لحقه من جراء تناول الدواء‬
‫سأركز على مسؤولية صيدليي الصيدليات ‪ ،‬بحكم أنهم هم الفئة‬
‫الوسع من مهنيي الصحة الدين يتواجدون في مراكز الحتكاك المباشر‬
‫‪ .‬مع مستعملي الدواء‬

‫‪1‬‬
‫و لكن هدا لن يمنع من تسليط الضوء على مسؤولية باقي الفاعلين‬
‫في مجال الدواء و مدى تداخل مسؤولياتهم مع مسؤولية صيادلة‬
‫‪.‬الصيدليات‬
‫إن مصادر مسؤولية الصيدلي متنوعة ‪ ،‬فالصيدلي ملزم باحترام قانون‬
‫أخلقيات المهنة ‪،‬بصفته فاعل في القطاع الصحي ‪ ،‬وهو ملزم باحترام‬
‫القوانين المنظمة للتجارة باعتباره تاجرا ‪ ،‬و كدا احترام قواعد القانون‬
‫‪.‬الجنائي العامة و الخاصة و قواعد القانون المدني بصفته مواطنا‬
‫و في هدا الطار نلحظ أن الصيدلي في إطار مزاولته لمهنته يكون‬
‫‪ .‬مؤطرا بمسؤولية مدنية ‪،‬جنائية وتأديبية‬
‫إن الصيدلني كغيره من مهنيي الصحة قد يرتكب أخطاء و قد يخالف‬
‫‪ .‬القوانين التي تنظم مهنته و أحيانا قد يتسبب في ضرر للغير‬
‫لقد اكتسى مبدأ المسؤولية صبغة هامة ‪،‬خلل السنوات الخيرة ‪،‬‬
‫خاصة أما م تنامي الهتمام بقطاع الصحة بصفة عامة و خاصة بتقنين‬
‫المهن الصحية حيث أصدر المشرع في السنوات الخيرة مجموعة من‬
‫القوانين المنظمة للمهن الصحية وهكدا صدر القانون المنظم لمهنة‬
‫الطباء سنة ‪ 1996‬تم صدر القانون المنظم لمهن جراحي السنان و‬
‫‪ .‬كدا البياطرة و بعده صدرت مدونة الدوية و الصيدلة‬
‫إن مدونة الدوية و الصيدلة جاءت لتقنن و تنظم وتنشئ إطارا قانونيا‬
‫‪.‬لمهنة الصيدلة بكل أنواعها وفي كل أشكال الممارسة المتعلقة بها‬
‫وهكذا أصبح لزاما على صيادلة الصيدليات و صيادلة مخازن الدوية‬
‫بالمصحات و كدا الصيادلة المساعدين و الصيادلة المعوضين وصيادلة‬
‫المؤسسات الصناعية والصيادلة مساعديهم و كدا صيادلة المؤسسات‬
‫الصيدلة الموزعة أن يأخذوا بعين العتبار المعطيات الجديدة التي‬
‫وردت بالمدونة وكدا المقتضيات القانونية الواردة في القانون الجنائي‬
‫العام و القانون المدني وكدا بعض القوانين الخاصة ‪ ،‬هته القوانين تضع‬
‫‪.‬الصيدلي أمام مسؤوليات متعددة‬
‫و تعني كلمة المسؤولية لغة ‪ :‬ما يكون به النسان مؤاخذا أو مطالبا‬
‫من أجل أمور أو أفعال أتاها و تعني اصطلحا بأن هناك فعل ضار يجب‬

‫‪1‬‬
‫مؤاخذة فاعله ‪ ،‬ولذلك فانه ل مسؤولية على من أتى فعل ل ينتج عنه‬
‫‪).‬أي ضرر للغير)‪22‬‬
‫‪ :‬ويمكن أن نقسم مسؤولية الصيدلني في الطار القانوني إلى‬
‫مسؤولية مدنية في المبحث الول ‪ ،‬مسؤولية جنائية في المبحث الثاني‬
‫‪ ،‬مسؤولية تأديبية وأخلقية في المبحث الثالث مع التطرق لحالت‬
‫‪ .‬الجمع بين بعض أو كل المسؤوليات‬
‫‪----------------------------------------------------‬‬
‫الطاهر كركري – المسؤولية المدنية التقصيرية و العقدية – ص ‪(22)6‬‬

‫‪1‬‬
‫المبحث الول ‪ :‬المسؤولية المدنية لصيادلة الصيدليات‬
‫بالنظر لوجود رابطة عقدية أو عدمها تنقسم المسئولية المدنية إلى‬
‫عقدية أو غير عقدية أي تقصيرية‪ ،‬فتترتب الولى على عدم تنفيذ‬
‫اللتزام الناشئ عن العقد على الوجه المتفق عليه )‪(23‬؛ أما‬
‫المسئولية غير العقدية ‪ -‬التقصيرية ‪ -‬فهي تقوم على أساس الخلل‬
‫بالتزام قانوني مصدره نص القانون أو نظام التعايش الجتماعي –‬
‫العرف‪-‬و يقع على عاتق المسؤول بتعويض المضرور دون علقة‬
‫‪).‬عقدية بينهما)‪24‬‬
‫فكيف يمكن ان نصنف مسؤولية صيادلة الصيدليات ؟ هل هي‬
‫مسؤولية عقدية ؟ أم مسؤولية تقصيرية ؟‬
‫ريبرت و بلنيول في كتابهم عن القانون المدني يعالجان مسؤولية‬
‫الصيدلي على أساس أنها مسؤولية تقصيرية و ليست مسؤولية عقدية‬
‫‪) .‬حتى مع وجود عقد البيع الضمني )‪25‬‬
‫و هما يستندان في هدا السرد إلى أن احتكار الصيادلة لقطاع تصريف‬
‫الدواء بقوة القانون في القانون الفرنسي وكذلك الشأن في القانون‬
‫المغربي ‪ ،‬فالمشرع حصر مزاولة الصيدلة في مدونة الدوية و الصيدلة‬
‫‪) ،‬على الصيادلة دون غيرهم)‪26‬‬
‫والنصوص القانونية التي تمنع على الصيدلي المتناع عن صرف الدواء‬
‫‪ .‬في حالة احترام القوانين المتعلقة بشروط صرف الدواء‬
‫هدين العنصرين ‪،‬عنصر الحتكار‪ ،‬و عنصر عدم إمكانية المتناع عن‬
‫صرف الدواء يخرجان عقد البيع الصيدلني من النموذج العادي لعقد‬
‫البيع و بالتالي من النموذج الكلسيكي لللتزام العقدي ‪ .‬و على هدا‬
‫الساس اعتبر لكاتبان الفرنسيان أن التزام الصيدلي هو التزام‬
‫تقصيري و ليس عقديا و لكن بالمقابل ادا ما أخدنا بعين العتبار أن‬
‫الصيدلني يقوم بنشاط تجاري من خلل إعادة صرفه و ل أقول بيعه‬
‫لسلعة و هي الدواء بعدما اشتراه من الموزع انه ملزم بعقد البيع الذي‬
‫‪.‬ينشأ من خلل قيامه بعمله‬
‫‪-----------------------------------‬‬

‫‪1‬‬
‫الفصل ‪ 263‬ق‪.‬ل‪.‬ع المغربي )‪(23‬‬

‫‪ :‬الفصل ‪ 77‬ق‪.‬ل‪.‬ع المغربي)‪(24‬‬

‫)‪M. Planiol et G. Ripert, Traité pratique de droit civil français.(25‬‬

‫وان كان هدا الحتكار ينافي قانون المنافسة فانه أتى على مادة حيوية)‪(26‬‬
‫وهي الدواء اد وضعه بين أيدي أمينة مكونة ومؤهلة لحماية الصحة العامة‬
‫)*(المادة ‪ 34-31-30‬من المدونة‪.‬وقد سارت معظم التشريعات في العالم على‬
‫هدا النهج مع بعض الختلفات البسيطة‬

‫هدا التعارض بين الفقهاء في تحديد طبيعة مسؤولية الصيدلي ‪ ،‬يمكن‬


‫أن نوضحه ادا ما تمكنا من فهم نوع المسؤولية المدنية التي يلتزم بها‬
‫الصيدلي ‪ ،‬ولفهم نوع هته المسؤولية الملقاة على عاتق الصيدلي‬
‫بالقطاع الخاص ‪ ،‬وجب تحديد طبيعة التزام الصيدلني أثناء تأديته‬
‫لمهامه هل هو التزام بتحقيق غاية و هنا نقول إن مسؤوليته مسؤولية‬
‫عقدية أو التزامه هو التزام ببدل عناية وهنا تصبح مسؤوليته مسؤولية‬
‫‪ .‬تقصيرية‬
‫ادن ل بد من معرفة طبيعة اللتزام الذي يقع على عاتق الصيدلني ‪،‬‬
‫فيما إذا كان التزاما ببدل عناية أم التزاما بتحقيق غاية ‪ ،‬و لتوضيح‬
‫طبيعة هدا اللتزام سنتطرق في المطلب الول لهمية التفرقة بين‬
‫اللتزام ببدل عناية و اللتزام بتحقيق غاية و من ثم أقوم بتحديد‬
‫طبيعة التزام الصيدلي في المطلب الثاني ‪ ،‬وفي المطلب الثالث‬
‫سأبين الحالت التي يلتزم فيها الصيدلي بتحقيق نتيجة في حين‬
‫‪..‬سنتطرق في المطلب الرابع للتعويض كشكل من أشكال جبر الضرر‬

‫‪1‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬أهمية التفرقة بين اللتزام ببذل عناية‬
‫واللتزام بتحقيق نتيجة‬
‫يكون التزام الصيدلي التزاما بتحقيق نتيجة إذا كان المطلوب منه‬
‫القيام بعمل معين بذاته‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للمحامي الذي يطلب‬
‫منه القيام بتقديم احد الطعون خلل المدة القانونية التي يمكن أن‬
‫يقدم فيها الطعن‪ ،‬فإذا لم يقدم الطعن خلل المدة المحددة‪ ،‬يكون‬
‫مسؤول عن هذا التقصير على اعتبار أن التزامه هو التزام بتحقيق‬
‫نتيجة‪ ،‬أما إذا كان المطلوب من الصيدلني بذل العناية فانه في هذه‬
‫الحالة يلزم ببذل العناية التي تؤدي إلى النتيجة المرجوة ول يضمن‬
‫‪.‬تحقيق النتيجة‬
‫تعددت المعايير بشأن التفرقة بين اللتزام ببذل عناية واللتزام بتحقيق‬
‫نتيجة‪ ،‬ومن هذه المعايير معيار الرادة والذي جاء به الفقيه الفرنسي‬
‫)ديموج(‪ ،‬ومعيار الحتمال‪ ،‬ومعيار مساهمة المسؤول عن الضرر‪،‬‬
‫‪.‬وسأعرض لهذه المعايير باختصار‬
‫معيار الرادة يكون التزام الصيدلي التزام بتحقيق نتيجة إذا انصرفت ‪1-‬‬
‫إرادته لتحقيق نتيجة معينة‪ ،‬وإل فإن التزام الصيدلي يقتصر على بذل‬
‫العناية المطلوبة منة‪ ،‬فوفقا لهذا المعيار فان الرادة هي الفيصل في‬
‫تحديد طبيعة اللتزام‪ .‬و مثال دلك ان يطلب مريض تسليمه الدواء‬
‫الموجود بالوصفة القانونية فيسلمه الصيدلني أو أحد تابعيه دواء أخر‬
‫ويسبب هدا الخطأ في ضرر للمريض هنا يكون التزام الصيدلني‬

‫‪1‬‬
‫بتحقيق نتيجة وهي صرف الدواء الوارد بالوصفة الطبية وليبس دواء‬
‫‪.‬أخر‬
‫معيار الحتمال يكون التزام الصيدلي وفقا لهذا المعيار التزاما ببذل ‪2-‬‬
‫عناية إذا كانت الغاية المرجوة من التعاقد‪ ،‬قد ظهرت غير محققة‬
‫الوقوع‪ ،‬أو بمعنى أدق احتمالية الوقوع‪ ،‬فإذا كانت احتمالية فان التزام‬
‫الصيدلي هو التزام ببذل عناية‪ ،‬ومثال دلك أن يستشير مريض‬
‫الصيدلني لعطائه دواء ناجعا ضد اللم ‪ ،‬فيصف له الصيدلني الدواء‬
‫ولكنه أي الصيدلني ل يلتزم بالشفاء‪.‬أما إذا كانت الغاية من التعاقد‬
‫مؤكدة الوقوع )محققة( فان التزامه بهذه الحالة هو التزام بتحقيق‬
‫‪،‬نتيجة‬
‫معيار مساهمة الزبون أو المريض من خلل هذا المعيار نستطيع‪3-‬‬
‫معرفة طبيعة التزام الصيدلي عن طريق معرفة موقف الزبون في‬
‫تحقيق النتيجة‪ .‬فإذا كان موقف الزبون سلبي بتحقيق النتيجة المرجوة‬
‫فان التزام الصيدلي هو التزام بتحقيق نتيجة‪ ،‬كما في حالة التزام‬
‫الناقل الذي يلتزم بنقل المسافر‪ ،‬حيث يكون موقف المسافر موقف‬
‫سلبي‪ ،‬ويقوم الناقل بنقله من مكان إلى آخر‪ .‬ويكون التزام الصيدلي‬
‫ببذل عناية إذا كان موقف المريض و سلوكه ايجابيا في تحقيق النتيجة‪،‬‬
‫كأن يشرح الصيدلني للمريض طريقة استعمال الدواء ويخطأ المريض‬
‫إما بسهو أو نسيان فيتناول جرعات زائدة قد تسبب له ضررا‪.‬وهنا‬
‫يساهم المريض بالضافة إلى الصيدلي ببذل العناية لتحقيق النتيجة‬
‫ويكون موقفه ايجابيا‪ .‬وتكمن أهمية التفرقة بين التزام ببذل عناية‬
‫والتزام بتحقيق نتيجة في عبء الثبات‪ ،‬فإذا كان اللتزام الصيدلي هو‬
‫التزام بتحقيق نتيجة‪ ،‬يكفي أن يثبت المريض عدم تحقيق النتيجة‬
‫وبالتالي يفترض خطأ الصيدلي الذي ل يستطيع نفي المسؤولية عنه إل‬
‫إذا أقام الدليل على وجود السبب الجنبي الذي منعه من تحقيق‬
‫النتيجة‪ ،‬في حين انه في التزام ببذل عناية يقع على عاتق المريض أو‬
‫الزبون إثبات تقصير الصيدلي وعدم تنفيذه لللتزام حتى تتحقق‬
‫مسؤوليته ‪ ،‬حيث يتوجب على المريض إثبات خطأ الصيدلي المتمثل‬
‫بالنحراف عن الصول العلمية المستقرة في علم الصيدلة‪ ،‬والضرر‬
‫‪.‬الذي لحق بمستعمل الدواء والعلقة السببية التي تربط الخطأ بالضرر‬

‫‪1‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬تحديد طبيعة التزام الصيدلي‬
‫يجمع الفقه والقضاء على أن التزام الصيدلي تجاه المريض مثله مثل‬
‫التزام الطبيب ينحصر في التزامه ببذل عناية‪ ،‬فهو كقاعدة عامة التزام‬
‫ببذل عناية ل بتحقيق نتيجة‪ ،‬وعلى هذا قررت محكمة النقض الفرنسية‬
‫في حكمها الشهير الصادر ‪ 20/5/1936‬ا )إن العقد الذي يتم بين‬
‫الطبيب والمريض يوجب على الول ان لم يكن بطبيعة الحال اللتزام‬
‫بشفاء المريض فعلى القل أن يبذل عناية ل من أي نوع‪ ،‬بل جهودا‬
‫صادقة يقظة متفقة مع الظروف التي يوجد بها المريض ومع الصول‬
‫‪).‬العلمية الثابتة‬

‫‪1‬‬
‫وقضت محكمة النقض المصرية بان التزام الطبيب ليس التزام بتحقيق‬
‫نتيجة شفاء المريض‪ ،‬بل هو التزام ببذل عناية‪ ،‬والعناية المطلوبة منة‬
‫تقتضي أن يبذل لمريضه جهودا صادقة يقظة تتفق في غير الظروف‬
‫الستثنائية مع الصول المستقرة في علم الطب‪ ،‬فيسأل الطبيب عن‬
‫كل تقصير في مسلكه الطبي ل يقع من طبيب يقظ في مستواه‬
‫المهني وجد في نفس الظروف الخارجية التي أحاطت بالطبيب‬
‫‪ .‬المسؤول كما يسأل عن خطئه العادي أيا كان جسامته‬
‫والعقد الطبي بصفة عامة ويمكن ان نسقط عليه عقد العمل الصيدلي‬
‫أو ما يسمى بعقد العلج الذي يبرم بين الصيدلي أو الزبون يوجب‬
‫على الصيدلي أثناء قيامة بعملة بذل عناية صادقة ل عطاء الدواء‬
‫المناسب لتخفيف اللم عن المريض و للوصول لشفائه وفقا للقواعد‬
‫المستقرة في علم الصيدلة‪ ،‬وهذا يعني انه ل يلتزم بضمان شفاء‬
‫المريض أو عدم وفاته‪ ،‬فالشفاء هو بيد الله سبحانه وتعالى‪ ،‬ويتوقف‬
‫على عدة اعتبارات وعوامل ل يستطيع الصيدلي و ل حتى الطبيب‬
‫دائما السيطرة عليها‪ ،‬كمناعة الجسم والعوامل الوراثية‪ ،‬وبالتالي فان‬
‫الصيدلي أثناء نصحه المريض بتناول دواء معين ل يلتزم بتحقيق نتيجة‬
‫‪.‬معينة وإنما ببذل العناية الصادقة من اجل شفاء المريض‬
‫وكل ما على الصيدلي هو أن يعتني بالمريض العناية الكافية وان يصف‬
‫له من وسائل العلج و طرق تناول الدواء ما يرجى به شفائه من‬
‫مرضه‪ ،‬ول يكفي لكي يعد الصيدلي مخل ً بالتزامه سوء حالة المريض‪،‬‬
‫بل يجب أن يقوم الدليل على تقصير الصيدلي على حالته ول يكون‬
‫ذلك إل إذا وقع خطأ يمكن أن تترتب علية المسؤولية‪ .‬وهناك عدة‬
‫عوامل يجب ان تؤخذ بعين العتبار لتحديد مدى التزام الصيدلي‬
‫‪ .‬والعناية المطلوبة منه‬
‫أو ً‬
‫ل‪ :‬القواعد المهنية وهي تلك القواعد التي تفرضها عليه مهنة الصيدلة‬
‫والمستقاة من الصول العلمية المستقرة وما جرت علية عادة‬
‫الصيادلة في نفس الظروف‪ ،‬فل يفرض على الصيدلي التزام بضمان‬
‫شفاء المريض‪ ،‬لن ذلك كما سبق وان أشرت يتوقف على عوامل‬
‫واعتبارات قد تخرج عن إرادة الصيدلي كمناعة الجسم والعوامل‬
‫‪.‬الوراثية وحالته الصحية وحدود التقدم الطبي و تطور الدواء‬

‫‪1‬‬
‫ثانيًا‪ :‬المستوى المهني للصيدلي ويدخل أيضا في تحديد التزام الصيدلي‬
‫مستواه المهني‪ ،‬فالصيدلي بالصيدلية ل يتحمل نفس اللتزامات التي‬
‫يتحملها الصيدلي بمختبرات صنع الدوية أو الصيدلي الحيائي بمختبرات‬
‫التحاليل الطبية و البيولوجية إذ يطلب من الخير قدرا من العناية يتفق‬
‫مع مستواه العلمي والمهني‪ ،‬هذا وقد قضت محكمة استئناف مصر انه‬
‫بالنسبة للطباء الخصائيين يجب استعمال منتهى الشدة في تقدير‬
‫أخطائهم لن واجبهم الدقة في التشخيص والعتناء وعدم الهمال في‬
‫المعالجة ‪ .‬هذا وقد قضت محكمة مصر البتدائية في ‪ 2/5/1927‬بان‬
‫الطبيب المولد يكون مسؤول عن استعماله العنف في جذب الجنين‬
‫رغم كبر حجم رأسه وضيق الحوض استنادا إلى انه يستبعد على‬
‫الطبيب متمرن مختص بالولدة جذب الرأس حتى يفصل عن العنق‬
‫رغم انه جائز أن يحصل ذلك من طبيب غير أخصائي يعالج كل‬
‫المراض‬
‫ويقاس مسلك الصيدلي بالصيدلية عادة بمسلك صيدلي عادي من‬
‫أواسط زملئه‪ ،‬والصيدلي المتخصص يقاس بمسلك صيدلي متخصص‬
‫ينظر في تقدير خطأ الصيدلي في أدائه لعمله إلى مستواه من جهة‪،‬‬
‫‪.‬وتخصصه من جهة أخرى‬
‫وهنا وجبت الشارة إلى أن مسؤولية الصيدلي تبرز بالتضامن مع‬
‫مسؤولية مستخدميه‪ ،‬مبدأ التابع و المتبوع فادا ارتكب مساعد‬
‫الصيدلي خطأ فان الصيدلي يسأل عن خطأ مستخدمه‪.‬مبدأ مسؤولية‬
‫‪ .‬المتبوع عن أفعال التابع‬
‫ثالثًا‪ :‬الظروف الخارجية ويأخذ في الحسبان أيضا عند تحديد مدى‬
‫التزام الصيدلي الظروف الخارجية التي يوجد فيها الصيدلي و يزاول‬
‫بها عمله كصيدليات الحراسة الليلية أو السبوعية أو بمستودعات‬
‫‪ .‬الدوية بالعالم القروي هدا مع مراعاة المكانيات المتاحة‬
‫رابعًا‪ :‬الصول العلمية الثابتة ‪.‬وأخيرا يدخل في مدى التزام الصيدلي‬
‫الجهود المبذولة المتفقة مع الصول العلمية الثابتة حيث ل يقبل ول‬
‫يتصور من الصيدلي إعطاء مضاد لللتهاب بجرعة زائدة لمريض‬
‫مصاب بقرحة المعدة أو النصح باستعمال مادة السبرين عند شخص‬
‫‪ .‬مصاب بعلة يصعب فيها تجلط دمه‬

‫‪1‬‬
‫وقد أدان القضاء الفرنسي الطباء الذين يلجأ ون لطرق طبية مهجورة‬
‫في المعالجة والتوليد واعتبروا ذلك خطأ من الطبيب ويشكل خطورة‬
‫على الجنين‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة للطبيب الذي يتجاهل المبادئ‬
‫‪.‬الولية في التشخيص‬
‫ولتقدير مسلك الصيدلني فيما إذا كان الفعل الذي قام به يشكل خطأ‬
‫أم ل فإن قاضي الموضوع يستعين بأهل الخبرة من الصيادلة الذين‬
‫يتعين عليهم تجريد أنفسهم من الراء الشخصية لهم‪ ،‬وان يكون التقدير‬
‫وفقا لصول المهنة وقواعدها دون التقييد بتلك القواعد إذا ما ثبت‬
‫مخالفتها لتبصر والحيطة ودون الخوض في النظريات العلمية‬
‫المختلف عليها‪ ،‬وذلك على أساس أن العناية المطلوبة من الصيدلي‬
‫تتطلب منه بذل الجهود اليقظة والصادقة التي تتفق مع الصول العلمية‬
‫‪.‬الثابتة فيما عدا الظروف الستثنائية‬
‫وبناء على ما تقدم فان كل خروج على المسلمات المستقرة في‬
‫أصول الفن الصيدلني وقواعده الساسية والتي ل يفتقر الجهل بها‬
‫لصيدلي من أواسط زملئه علما وفنا‪ ،‬ما يمثل خطأ مهنيا يستوجب‬
‫مسائلة الصيدلني وذلك على اعتبار أن كل من يتخذ من الصيدلة مهنة‬
‫‪،‬له ل بد أن يكون مؤهل لها‬
‫نستخلص مما سبق بأن التزام الصيدلني ليس التزام بتحقيق نتيجة‬
‫معينة وهي شفاء المريض إنما هو التزام ببذل عناية‪ ،‬والعناية المطلوبة‬
‫منه تقتضي أن يبذل لمريضة الجهود الصادقة المتفقة مع أصول مهنة‬
‫الصيدلة‪ ،‬وملزم أيضا بمراعاة الحيطة والحذر‪ ،‬ولكي ينفذ الصيدلني‬
‫التزامه بالعناية المطلوبة منه فيجب عليه القيام بما يلي‪ :‬أول‪ :‬تحليل‬
‫الوصفة الطبية تحليل دقيقا والتحقق من المرض الذي يعاني منه‬
‫‪،‬المريض‬
‫ثانيا‪ :‬شرح طرق استعمال الدواء شرحا واضحا و مبسطا ودلك بتحديد‬
‫الجرعات و طرق تناول الدواء و يجب أن يكون هدا التحديد ضمن‬
‫الصول العلمية الثابتة وعلى الصيدلي أن يبذل الجهود الصادقة اليقظة‬
‫في طريقة شرح استعمال الدواء‬
‫ثالثا‪ :‬التأكد من صحة تحرير الوصفة الطبية تعد الوصفة الطبية الوثيقة‬
‫التي تثبت وجود العلقة بين المريض والطبيب والتي يدون فيها الطبيب‬

‫‪1‬‬
‫نوع العلج المقرر وطريقة استعماله ويجب أن يحررها الطبيب على‬
‫نحو دقيق ومقروء وكامل ويجب عليه أن يراعي الحتياطات اللزمة‬
‫لذلك وهنا يأتي الدور البعدي للصيدلني من خلل مراقبة الوصفة‬
‫الطبية ومدى احترامها للصول العلمية الواردة في دساتير الدوية‬
‫‪.pharmacopées‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬الحالت التي يلتزم بها الصيدلني بتحقيق‬


‫نتيجة‬
‫إذا كانت القاعدة العامة هي التزام الصيدلني ببذل العناية‪ ،‬إل انه في‬
‫حالت استثنائية يقع على عاتق الصيدلني التزاما محددا هو التزم‬
‫بتحقيق نتيجة تتمثل في سلمة المريض‪ ،‬وهذا ل يعني أن يلتزم‬
‫الصيدلني بشفاء المريض بل يلتزم بان ل يعرضه للذى من جراء ما‬
‫سيسلمه من أدوية أو أدوات أو أجهزة‪ .‬وسأقوم في هذه الفقرة بتبيان‬
‫‪:‬الحالت التي يلتزم فيها الصيدلني بتحقيق نتيجة والمتمثلة فيما يلي‬
‫ل‪ :‬إعطاء المريض الدواء الموصوف بالوصفة الطبية وليس دواء‬ ‫أو ً‬
‫أخر ‪ ،‬وبعبارة أخرى فإن الصيدلني في هذه الحالة يلتزم بالتزام محدد‪،‬‬
‫هو إعطاء وتقديم الدواء مناسب المذكور في الوصفة الطبية وليس‬
‫دواء أخر وان كان دواء جنيسا فالصيدلني غير مسموح له لحد ألن‬
‫بتغيير الدواء الوارد بالوصفة دون اللجوء إلى الطبيب و أخد الموافقة‬
‫‪ .‬منه‬
‫وهنا تجدر الشارة إلى أن بعض البلدان و من بينها فرنسا و تونس‬
‫أصدرت قوانين تجيز بموجبها للصيادلة بممارسة حق استبدال الدواء‬
‫الوارد في وصفة طبية بدواء أخر جنيس دونما حاجة لترخيص محرر‬

‫‪1‬‬
‫الوصفة ‪ le droit de substitution‬ويقصد بالدواء الجنيس ‪le‬‬
‫‪générique‬الدواء الذي يماثل الدواء الصلي في خصائصه العلجية ‪،‬‬
‫ثانيا ‪:‬ل يستطيع الصيدلني التملص من المسؤولية‪ ،‬إذا ما قام بإعطاء‬
‫المريض دواء فاسدا أو انتهت مدة صلحيته و تسبب هدا الدواء في‬
‫ضرر للمريض إل إذا اثبت قيام السبب الجنبي الذي ل يد له فيه‪ ،‬ول‬
‫‪ .‬يكفي منه أن يثبت انه قام ببذل العناية الواجبة‬
‫ويرجع الضرر الذي يصيب المريض‪ ،‬إلى تقصير الصيدلي في القيام‬
‫بعمله المتمثل في المراقبة الدورية لمخزونه من الدوية بصفة منتظمة‬
‫‪ ،‬أما في حالة الدواء الفاسد و الذي تعود فيه المسؤولية إلى الصانع‬
‫فان المريض ل يستطيع الرجوع مباشرة على المختبر الصانع ‪ ،‬وذلك‬
‫لنتقاء العلقة التعاقدية بينهما‪ ،‬إل وفقا لقواعد المسؤولية التقصيرية‪،‬‬
‫ويستطيع المريض أن يرجع على صيدلي الصيدلية‪ ،‬الذي اتفق معه‬
‫بموجب العقد على أن يقدم له دواء مطابقا لمواصفات حسن التصنيع ‪،‬‬
‫والتزامه في هذه الحالة هو التزام بتحقيق نتيجة ‪.‬و هدا الخير يرجع‬
‫‪ .‬على الموزع و الصانع‬
‫ثالثا‪ :‬التحاليل الطبية الولية التي يقوم بها الصيدلي في صيدليته تعتبر‬
‫هذه التحاليل من العمليات التي تقع على محل محدد تحديدا دقيقا‪ ،‬لذا‬
‫فإن التزام الصيدلي بالنسبة للتحاليل العادية التزاما بتحقيق نتيجة وهي‬
‫سلمة التحليل ودقته‪ ،‬وتقوم مسؤولية الصيدلني بمجرد حصول ضرر‬
‫للمريض‪ ،‬ول يستطيع الصيدلني دفع المسؤولية عنه ال بإثبات السبب‬
‫‪.‬الجنبي الذي ل يد له فيه‬
‫رابعا‪ :‬صرف الدوية الممكن تسليمها دون وصفة طبية ‪ ،‬أو تلك‬
‫المحضرة في الصيدلية ‪ ،‬في هده الحالة فان التزام الصيدلني هو‬
‫التزام بتحقيق نتيجة إذ انه مدين بالتزام محدد‪ ،‬يتجلى بتقديم أو بيع‬
‫أدوية صالحة وسليمة‪ ،‬ول تشكل بطبيعتها خطرا على حياة المرضى‬
‫‪.‬الذين يتعاطونها‬
‫ويبرز هذا اللتزام جليا في حالة قيام الصيدلي بتركيب الدواء بنسب‬
‫معينة‪ ،‬اذ يسأل الصيدلي عن أي خلل في التركيب أو فساد عناصره‬
‫‪ .‬وما يترتب على ذلك من أضرار وتسممات من أي نوع للمريض‬

‫‪1‬‬
‫وقد يقتصر دور الصيدلي أحيانا على بيع الدوية التي تورد إليه من‬
‫الصانع‪ ،‬وهو قادر من الناحية العملية وبحكم مؤهلته العلمية التحقق‬
‫من صحة وسلمة الدوية التي تورد إليه‪ ،‬وهذا كله ل يمنع من إقامة‬
‫مسؤولية الصيدلي الذي يقوم ببيع الدوية دون التأكد من سلمتها‪ ،‬وكما‬
‫انه يستطيع الرجوع بدعوى المسؤولية على الصانع إذا كان العيب‬
‫القائم بالدوية يرجع لصناعتها وإنتاجها‪ ،‬وكما يشترك أيضا الصيدلي مع‬
‫الصانع إذا كان على علم بفساد الدوية أو عدم صلحيتها واستمر مع‬
‫ذلك في بيعها‪ .‬وإذا كان الصل أن يضمن الصيدلي سلمة الدوية التي‬
‫يبيعها أو يركبها ونفس الشيء بالنسبة للصانع‪ ،‬إل أنهما ل يضمنان‬
‫فعالية تلك الدوية ومدى نجاحها في العلج‪ ،‬إذ أن اللتزام الذي يقع‬
‫على عاتقها في هذه الحالة هو التزام ببذل عناية وهو تقديم الدواء‬
‫والعلج المتفق مع الصول العلمية الثابتة بهدف شفاء المريض‪ ،‬وهو‬
‫‪.‬يشترك في هذا المجال مع الطبيب في التزامه ببذل العناية اللزمة‬
‫وقد تثور مسألة أخرى حول قيام الصيدلي ببيع الدواء مباشرة للمريض‬
‫وعلى عاتقة الشخصي دون أن يكون هناك أمر من الطبيب‪ ،‬بغض‬
‫النظر عن قيام الصيدلي باختيار الدواء‪ ،‬أو كون المريض طلب هذا‬
‫الدواء بالذات‪ ،‬وفي هذه الحالة يمكن قيام مسؤولية الصيدلي عما قام‬
‫‪ .‬به من فعل الحق ضررا بالمريض‬
‫إن اللتزام المدني للصيدلي ‪ ،‬يضعه مسائل ادا ما توافرت أركان‬
‫‪ .‬المسؤولية وهي الخطأ و الضرر و العلقة السببية بينهما‬

‫الخطططأ ‪ :‬الخطأ تقصيريا كان ام عقععديا هععو إخلل بععالتزام قععانوني سععابق ‪ .‬وتضععيف بعععض‬
‫القوانين إلى التعريف عنصر الدارك والتمييععز ‪ ،‬إل أن اغلععب القععوانين الحديثععة الععتي‬
‫هجرت فكرة المعايير الذاتية تعتبر الدارك والتمييز من العوامل الداخلية التي ل يعتععد‬
‫بها ‪ ،‬ومن ثم تعتد بالعنصر المادي للخطأ وحده وهو عنصر الخلل أو التعدي ‪.‬‬

‫إن هذا اللتزام القانوني السابق هو اللتزام باحترام حقوق الكافة وعدم الضععرار بهععم وهععو‬
‫التزام ببذل عناية ‪ ،‬والعناية المطلوبة هي اتخاذ الحيطة والتحلي باليقظة والتبصععر فععي‬
‫السلوك لتحاشي الضرار بالغير ‪.‬‬
‫ومن الناحية العقدية هو عدم الحترام و التعدي على المقتضيات‬
‫القانونية التي تنظم قطاعا ما ويراد بالتعدي تجاوز الحدود التي يجب‬

‫‪1‬‬
‫على الشخص اللتزام بها في سلوكه ‪ ،‬فهو انحراف في السلوك سواء‬
‫كان متعمدا او غير متعمد ‪.‬‬
‫ويكون النحراف متعمدا اذا اقترن بقصد الضرار بالغير ‪ ،‬أما النحراف‬
‫غير المتعمد فهو ما يصدر عن إهمال أو تقصير ‪ .‬ويستعان للتمييز بين‬
‫الخطأ والصواب )السلوك المعتاد( بمعايير موضوعية‪.‬‬
‫ولتحديد الخطأ وجب أول تحديد معاييره الموضوعية و يقصد بالمعايير‬
‫الموضوعية من وجهة النظر التشريعية أن المشرع يقوم بوضع‬
‫مقاييس عامة ومؤكدة وقائمة على التجربة المستمدة من الملحظة‬
‫العامة و المجردة للسلوك النساني المتوسط وبغض النظر عن‬
‫الظروف الشخصية مع العتداد بالظروف الخارجية التي أحاطت‬
‫بالسلوك محل التقييم ‪ .‬والنحراف عن مستوى المعايير الموضوعي‬
‫يتمثل في انحراف في السلوك عن مستوى السلوك الجتماعي‬
‫المألوف المتوسط المتخذ كنمط نموذجي في مجال معين ولغرض‬
‫معين ولو لم يشكل هذا السلوك المنحرف في حد ذاته انحرافا ملوما‬
‫من الناحية الخلقية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ففي مجال العقد يكون المعيار الموضوعي المجرد للخطأ العقدي هو مجرد عدم تنفيذ المدين‬
‫للتزامه الذي أوجبه عليه العقد ‪ ،‬دون الحاجععة إلععى بحععث مسععلكه ‪ ،‬فقععد يكععون مسععلكه‬
‫خاليًا من أي انحععراف ‪ ،‬وبعذل كععل جهعد ولعم يفلععح لسععباب قععد ترجععع إلعى أن تقععديره‬
‫ل ‪ ،‬ففي مثععل هععذه الحععوال‬ ‫المعقول لحجم اللتزام عند التعاقد قد اختلف عند التنفيذ مث ً‬
‫تنعقد مسؤوليته ‪ ،‬لكونه مخطئًا من وجهة نظر المعيار الموضوعي ‪ ،‬رغععم ان مسععلكه‬
‫يخلو من اي لوم أخلقي‪.‬‬

‫وفي العقود التي انشأ فيها القانون التزامًا بالسلمة ‪ ،‬كعقود نقل الركععاب ‪،‬أو صععرف الععدواء‬
‫في الصيدليات قد يثبت المدين الصيدلي انه قد أوفى بكل التزاماته العقدية وقععام بكععل‬
‫مععا يععوجبه عليععه العقععد والقععانون مععن واجبععات واحتياطععات بحيععث انععه فحعص قانونيععة‬
‫الوصفة وتأكد من صلحيتها ثم سلم الدواء المحرر عليها وليس دواء أخر ‪ ،‬ثععم شععرح‬
‫طرقة استعمال الدواء للمريض وفق المعايير العلمية الثابتة وتأكد من ان المريععض قععد‬
‫فهمها جيدا ‪ ،‬وقد يثبت أيضا أن مسععلكه ل يقععل عععن مسععلك الرجععل المعتععاد ومععع ذلععك‬
‫تنعقد مسؤوليته لمجرد حدوث الضرر‪.‬‬

‫فقد يثبت محدث الضرر انه بذل كل جهده وكل ما تسمح به ظروفه الذاتية من فطنععة وذكععاء‬
‫ومهارة لمنع حدوث الضعرر‪ ،‬ومعع ذلعك لعم يفلعح فعي بلعوغ مسعلك الرجعل المعتعاد ‪،‬‬
‫فتتحقق مسؤوليته ‪.‬‬

‫وقد تكون المسؤولية مفترضة افتراضًا ل يقبل إثبات العكس ‪ ،‬وقد تقععوم علععى أسععاس مبععدأ‬
‫تحمل التبعة) المسؤولية بدون خطأ ( ‪.‬‬

‫الضرر ‪ :‬أساس المسؤولية المدنية‪ ،‬ل تقوم بدونه حتى وان وجد‬
‫الخطأ ‪ ،‬فادا كان الخطأ دون ضرر لم تقم المسؤولية عكس المسؤولية‬
‫الجنائية التي تقوم بمجرد مخالفة النص وفي كل الحالت فأن إثبات‬
‫الضرر يقع علي عائق من يدعيه فل يشترط إذن أن يشتمل الخلل‬
‫‪ .‬بالضرورة علي حق للمضرور بل يكفي أن يمس بمجرد مصلحة‬
‫وتفسير ذلك انه ل صعوبة إذا كان الفعل الضار قد اخل للمضرور مثل‬
‫حق النسان في حياته في سلمة جسمه ‪ ،‬أو حق الملكية وبذا يتحقق‬
‫الضرر وتثور الصعوبة اذا لم يكن العتداء علي الحق بل علي مجرد‬
‫مصلحة ل ترقي إلي مرتبة الحق ‪ ،‬ومع ذلك يعتبر الضرر قائما إذا‬
‫انطوي علي المساس بميزة للمضرور وقت تحقيق الضرر و علي‬
‫عكس ذلك إذا لم يكن ثمة إخلل ل بحق أو بمصلحة ل يقوم عنصر‬

‫‪1‬‬
‫الضرر وأن الحق في التعويض عن الضرر ل يثبت إل للمضرور أو نائبه‬
‫أو خلفه أما الغير الجنبي عن المضرور فل يكون له المطالبة بالتعويض‬
‫عن ضرر لم يصبه ل يقوم الضرر إل إذا ترتب علي الخلل بمصلحة‬
‫مشروعة فان كانت المصلحة التي تم المساس بها غير مشروعة أي‬
‫‪ .‬مخالفة للنظام العام والداب لم يقم عنصر الضرر قانونا‬
‫و ل يكون الضرر مستوجبا التعويض عنه إل إذا كان محقق الوقوع وهو‬
‫يكون كذلك إذا وقع فعل أو كان احتمال وقوعه في المستقبل امرأ‬
‫حتميا‬
‫الرابطة السببية ‪:‬تعني رابطة السببية في معناها الخاص هو ان‬
‫يكون الضرر نتيجة طبيعية لعدم قيام الصيدلي بتنفيذ التزامه العقدي‬
‫في المسؤولية العقدية وان يكون نتيجة مباشره للخلل بواجبه‬
‫القانوني في المسؤولية التقصيرية‪ ،‬ول فرق بين النتيجة الطبيعية‬
‫‪ .‬والنتيجة المباشرة من حيث المعنى‬

‫فإذا انعدمت الرابطة السببية انتفت المسؤوليـة لنعدام ركن من‬


‫أركانها‪ ،‬والسببية هي ركن ا من أركان المسؤولية وهي ركن مستقل‬
‫عن ركن الخطأ ويبدو استقلل السببية عن الخطأ عندما يكون الخير‬
‫مفترضا كما هو الحال في المسؤولية عن عمل الغير ففي مثل هذا‬
‫الحالة فان الخطأ مفروغ منه ول يكلف المضرور بإثباته أما السببية‬
‫فيمكن نفيها بإثبات السبب الجنبي‪.‬‬

‫وإذا كانت العلقة السببية تعني أن الخطأ يجب أن يكون هو السبب في‬
‫الضرر فان رجع الضرر إلى سبب أجنبي انعدمت السببية‪ ،‬وتنعدم‬
‫السببية أيضا حتى لو كان الخطأ هو السبب ولكنه لم يكن السبب‬
‫المنتج او كان منتجا ً ولكنه غير مباشر‪.‬وكمثال على دلك يمكن أن نورد‬
‫مثل مثال تسليم الصيدلي لحقنة خطا تحقن في العضلة فادا ما حقنتها‬
‫الممرضة في العرق تسببت في مقتل المريض ‪.‬‬

‫ونشاط القاضي التقديري في هذا المجال يتحدد في مسألتين أولهما‪..‬‬


‫التحقق من وجود رابطة السببية بين الخطأ والضرر وثانيهما‪ ..‬كون هذه‬
‫السببية مولدة لضرر أي منتجة وكون هذا الضرر مباشرًا‪.‬‬

‫وتقدير القاضي لمسألة قيام رابطة السببية بين الخطأ والضرر يقع‬
‫فـي نطاق في نطاق تقديره للخطأ وتقديره للضرر‪ ،‬أما تقدير القاضي‬
‫لرابطه السببية فيتلخص في بحث فيما إذا كان هذا الخطأ بالذات يكون‬

‫‪1‬‬
‫من شأنه توليد هذا الضرر بالذات بطريقة مباشرة أم ل فإذا خلص إلى‬
‫أن الخلل الحاصل من طبيعته أن يولد مثل هذا الضرر بطريقة‬
‫مباشرة خلص إلى قيام رابطة السببية وبخلفه تنفي العلقة السببية‬
‫وتقدير القاضي لقيام رابطه السببية هو تقدير موضوعي مجرد وان‬
‫كان الخطأ والضرر يداخل تقديرهما عناصر شخصية أو ذاتية‪.‬‬

‫يكون تعيين العلقة السببية سهل عندما يكون السبب الذي أحدث‬
‫الضرر واحدا‪.‬‬

‫مثال ذلك‪ ..‬أن يسلم الصيدلي دواء مخصصا للبالغين لرضيع فيتسبب‬
‫في تسممه في هته الحوال المتقدمة تكون العلقة السببية واضحة‬
‫بين الخطأ والضرر ول يبقى إل إسناد الفعل للفاعل ‪.‬‬

‫ولكن يدق تعيين رابطة السببية بوجه خاص عند تعدد السباب التي‬
‫اجتمعت على إحداث ضرر واحد‪.‬‬

‫إن الخلل بالمسؤولية سواء العقدية منها أو التقصيرية يجعل‬


‫الصيدلني ملزما بتصحيح هدا الخلل ‪ ،‬وهدا التصحيح يتم من خلل‬
‫إقرار التعويض ‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬التعويض كوسيلة لجبر الضرر‬


‫يعتبر التعويض جزاء مدنيا له وظيفة جبر الضرر الذي أصاب المضرور‬
‫و محو آثاره أو على القل التخفيف من آثاره إذا توفرت أركان‬
‫المسؤولية المدنية ‪ .‬وقد نضمه المشرع في ق ل ع من الفصل ‪77‬‬
‫إلى الفصل ‪ 100‬فيما يخص التعويض المتعلق بالمسؤولية التقصيرية‬
‫والفصول ‪ 263‬و ‪ (27) 264‬فيما يخص التعويض المترتب عن الخلل‬
‫بالتزام عقدي وهدا التعويض قد يدفعه المسؤول رضاء أو قضاء ‪.‬‬
‫لم يعرف المشرع المغربي التعويض بل ترك أمر تعريفه للفقه‬
‫والقضاء فالتعويض كما عرفه الفقه هو المقابل الذي يلتزم شخص‬
‫بدفعه إلى المصاب جبرا للضرر الحاصل له نتيجة الخلل باللتزام ‪.‬‬
‫والتعويض باعتباره حقا للمضرور ينشأ متى أخل الملتزم الحيطة و‬

‫‪1‬‬
‫الحذر أثناء القيام بسلوك ما فالخلل بهذا اللتزام هو الذي ينشأ الحق‬
‫التعويض ويثقل ذمة المسؤول التي ل تبرأ إل بأداء التعويض بدل عنه‪.‬‬
‫أما في الفقه السلمي فنجد أن التعويض ينشأ على أساس إزالة‬
‫الضرر برد الحالة إلى من كانت عليه قبل وقوع هدا الضرر ودلك لقول‬
‫الرسول ص ‪" :‬ل ضرر ول ضرار " ‪ .‬وهدا يعني وجوب دفع الضرر‬
‫وعدم إقراره فمن فقد مال منه نتيجة فعل ضار عوض عنه بمال يحل‬
‫محله ويساويه‪.‬‬
‫إن الهدف من التعويض هو إقرار الوظيفة التهذيبية و التي تتمثل في‬
‫ردع السلوك الضارة وتهدئة المضرور وإشباع الشعور بالعدالة كما‬
‫ينهض بوظائف إصلحية فالهدف الساسي من المسؤولية المدنية هو‬
‫جبر الضرر الذي يلحق المضرور من فعل الغير‪ .‬فالتعويض يقوم‬
‫بوظيفة إصلحية وحدها عند تخلف الخطأ المتميز في جسامته ويقوم‬
‫بوظيفة الردع عندما يتوفر مثل هدا الخطأ ادن فالتعويض الصلحي‬
‫يؤدي وظيفة جبر الضرر وحدها أما التعويض الردع فانه يقوم بوظيفة‬
‫الردع إلى جانب وظيفة جبر الضرر ‪ .‬أما بالنسبة للتعويض الردع فانه‬
‫يقوم على فكرة انه يعوض ويردع مرتكب الخطا المتميز في جسامته‬
‫فيجب عندها ردع المسؤول من خلل التعويض بالنظر إلى جسامة‬
‫الخطأ المنسوب إليه عند تقدير التعويض ‪.‬فكيف تكون طبيعة‬
‫التعويض ؟‬
‫ان التعويض قد يكون عينيا أو بمقابل فالتعويض العيني هو الذي يقوم‬
‫على إزالة عين الضرر بأن يقضي على سببه أو مصدره كما يقصد به‬
‫الوفاء باللتزام عينا ويقع هدا كثيرا في اللتزامات العقدية أما في‬
‫المسؤولية التقصيرية فيمكن كذلك في كثير من الفروض أن يجبر‬
‫المدين على تنفيذ العيني‬
‫‪---------------------------------------‬‬
‫)‪ (27‬المادة ‪ 264‬و ‪ 263‬من ق ل ع م ‪.‬‬
‫أما التعويض بالمقابل فهو الذي يقوم على منح المضرور عوضا عن‬
‫الضرر الذي ناله قصد التخفيف من وقع هدا الضرر عليه‪ ,‬وينقسم إلى‬
‫قسمين ‪ :‬تعويض نقدي و تعويض غير نقدي‬
‫وبصفة عامة ففي الخطاء الطبية غالبا ما يكون التعويض نقديا وهو‬
‫يتضمن إعطاء المضرور مبلغ من النقود وهدا المبلغ إما أن يكون‬

‫‪1‬‬
‫مجمدا يدفع للمصاب دفعة واحدة أو أقساطا وأما أن يكون إيرادا مدى‬
‫الحياة ‪.‬‬
‫ادا كانت المسؤولية المدنية تستوجب التعويض من طرف المخطأ‬
‫لصالح المتضرر ‪ ،‬فان المسؤولية الجنائية تستوجب عقوبة اشد تختلف‬
‫باختلف الجرم ‪ ،‬فما هي المسؤولية الجنائية للصيدلني ؟ وماهي‬
‫أشكال العقوبة التي يمكن أن تطال الجاني ؟ هدا ما سأتطرق إليه في‬
‫هدا المبحث‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬المسؤولية الجنائية للصيدلي‬

‫‪1‬‬
‫لقد عرفت النسانية العقوبة مند القدم‪ ،‬و قد كانت و ل تزال وسيلة‬
‫لزجر الجناة و المعتدين‪ .‬و تعتبر العقوبة و التدبير الوقائي رد فعل‬
‫‪ .‬المجتمع في مواجهة الجريمة و المجرم‬
‫فالجريمة والنسان كلمتان متلزمتان وجدا سويا وينتهيان سويا‪،‬بحيث ل‬
‫‪).‬انفصال لحدهما عن الخر)‪28‬‬
‫لهدا السبب دأبت المجتمعات عبر العصور على تقنين الفعال بما‬
‫يضمن النموذج المثالي للتعايش ‪.‬فأصدرت القوانين لتحريم الفعل‬
‫‪.‬الضار وحدد لكل فعل ضار عقوبة تناسبه‬
‫فادا كان القاضي الداري يصدر حكمه بإلغاء قرار إداري أو بإصداره ‪،‬‬
‫والقاضي المدني يحكم بتعويض نتيجة ضرر‪ ،‬فان القاضي الجنائي‬
‫يصدر أحكامه باسم الملك ونيابة عن المجتمع ‪.‬فالقاضي الجنائي هو‬
‫الذي يختص بالنظر في القضايا الجنائية ‪ ،‬لي تلك التي تتضمن عقوبات‬
‫جنائية ‪.‬وفق أصوا القانون الجنائي‬
‫و يطلق اصطلح القانون الجنائي على مجموعة القواعد التي تحدد‬
‫الجرائم وتبين العقوبات المقررة لكل منها ‪ ،‬وكذلك القواعد التي تبين‬
‫الجراءات التي تتبع في ملحقة وتعقب المجرم والتحقيق معه‬
‫ومحاكمته وتنفيذ العقوبة عليه ‪ .‬ولهذا فان القانون الجنائي يتضمن‬
‫‪ :‬طائفتين من القواعد القانونية‬
‫الولى ‪ :‬تبين الجرائم والعقوبات وتسمى قانون العقوبات وهي قواعد ‪-‬‬
‫موضوعية‬
‫الثانية ‪ :‬تعنى بالجراءات وتسمى قانون الجراءات الجنائية أو ‪-‬‬
‫‪.‬الجزائية وهي مجموعة قواعد إجرائية‬
‫والشارة هنا للقانون الجنائي ليست دون جدوى فمقتضيات القانون‬
‫الجنائي هي التي ستسهل عملية تصنيف الجرائم ‪.‬و الجرائم هنا نقصد‬
‫بها كل فعل جاء مخالفا للقانون‪.‬و تصنيفات الجرائم كثيرة فيمكن‬
‫تصنيفها على أساس طبيعتها إلى جرائم عادية و جرائم سياسية و‬
‫جرائم عسكرية ‪.‬كما يمكن أن تصنف على أساس ركنها المادي إلى‬
‫جرائم ايجابية و جرائم سلبية ‪ ،‬جرائم مرتبطة بوقت‪ ،‬و جرائم مستمرة‬
‫‪،‬جرائم شكلية‪ ،‬و مادية أو على أساس الركن المعنوي‪ ،‬إلى جرائم‬

‫‪1‬‬
‫مقصودة و أخرى غير مقصودة ‪.‬و التصنيف الكثر استعمال هو تصنيف‬
‫‪.‬الجرائم على أساس خطورة الجريمة إلى جنايات و جنح و مخالفات‬

‫‪-------------------------------------------‬‬

‫د‪.‬أحمد أجوييد ‪ -‬محاضرات في الجرائم الماسة بالسلمة البدنية‪،‬جرائم)‪(28‬‬


‫العرض‪،‬جرائم الموال‪-.‬ص ‪1‬‬

‫يعتبر هدا التقسيم من أهم التقسيمات المعتمدة من طرف الفقه و‬


‫يقوم على أساس خطورة الجريمة التي تظهر خطورتها انطلقا من‬
‫العقوبة المقررة لفاعلها ‪ .‬إن اتخاذ درجة خطورة الجريمة أساسا لهدا‬
‫التقسيم يندرج في إطار اعتبار الجريمة واقعة تدخل ضمن الطار الذي‬
‫يحدده القانون في نصوص التجريم مع تقرير مقدار من العقاب محدد‬
‫‪.‬حسب الجرم‬
‫لدلك نلتجأ في هدا التقسيم إلى مقدار العقوبة لكي نحدد طبيعة الجرم‬
‫‪ .‬جناية أم جنحة أم مخالفة‬
‫لقد تعرض المشرع المغربي لتقسيم الجرائم إلى جنايات و جنح و‬
‫مخالفات في المادة ‪ 111‬من القانون الجنائي )‪(29‬و أفرد لكل نوع‬
‫فصل وهكذا تناول في الفصول ‪ 18-17-16‬توضيحات حول العقوبات‬
‫‪.‬الجنائية الصلية و العقوبات الجنحية الصلية و العقوبات الضبطية‬
‫بناء على هده المواد يتم تصنيف الجرائم إلى أربعة أصناف فهي إما‬
‫‪.‬جنايات أو جنح أو مخالفات‬
‫فالجناية هي الجريمة التي يعاقب عليها القانون بعقوبة السجن من ‪-‬‬
‫خمس سنوات إلى ثلثين سنة أو السجن المؤبد أو العدام أو التجريد‬
‫‪ .‬من الحقوق المدنية‬
‫الجنحة التأديبية هي ما يدخل في إطار الجرائم التي خصها ‪-‬‬
‫المشرع بعقوبة حبسية تفوق في الحد القصى سنتين و أقل من‬
‫‪.‬حمس سنوات‬

‫‪1‬‬
‫الجنحة الضبطية هي الجريمة التي يعاقب عليها القانون بالحبس ‪-‬‬
‫الذي ل يتجاوز حده القصى سنتان أو غرامة مالية تزيد على ألف و‬
‫‪.‬مائتي درهم‬
‫المخالفة يدخل في إطارها الجرائم التي يعاقب عليها القانون ‪-‬‬
‫بالعتقال لمدة تقل عن شهر أو بغرامة تتراوح بين ثلثون إلى ألف و‬
‫‪ .‬مائتي درهم‬
‫بعدما قسمنا الجرائم إلى جنايات و جنح و مخالفات أمكننا الغوص في‬
‫المقتضيات الزجرية الواردة في القانون الجنائي العام في المطلب‬
‫الول ثم نتطرق في المطلب الثاني الى تلك الواردة في مدونة الدوية‬
‫‪ .‬والصيدلة‬

‫المطلب الول ‪:‬العقوبات التي تطال الصيدلي في القانون‬


‫الجنائي العام‬
‫الصيدلي مهني صحة‪ ،‬وقبل دلك فهو مواطن يخضع للقانون الذي‬
‫يخضع له جميع المواطنين دون استثناء‪.‬لدا فهو أيضا معرض للمحاسبة‬
‫ادا ما صدر عنه فعل مجرم قانونا‬
‫ولكي ندرس العقوبات ل بد أول من تحديد الجرائم ‪،‬وحيث أن مبدأ‬
‫"لجريمة ول عقوبة إل بنص "هو أساس قانون العقوبات فان هدا‬
‫المبدأ يحصر الجرائم المعاقب عليها في القانون الجنائي ويحددها‬
‫بوضوح وصراحة ‪،‬رافعا للبس عنها ‪.‬وهكذا سأتناول في فقرات الجرائم‬
‫التي قد يرتكبها الصيدلني بمناسبة مزاولته لمهامه والتي تصنف في‬
‫خانة الجنايات ‪ ،‬سأتناول في الفقرة الولى جريمة القتل غير العمدي‬
‫فيما سأخصص الفقرة الثانية للجهاض وفي الفقرة الثالثة سأسلط‬
‫الضوء على جريمة عدم تقديم المساعدة لشخص في خطر‬
‫‪ (1‬القتل الغير العمد‬

‫‪1‬‬
‫القتل سواء كان عمديا أو غير عمدي نتيجته واحدة هي ‪ .‬إزهاق روح‬
‫إنسان ‪ ،‬فالفعل الجرمي من طبيعة واحدة في الحالتين ‪ ،‬إل أنهما‬
‫يختلفان في النية الجرامية ‪ ،‬ففي الحالة الولى أراد الجاني النتيجة ‪،‬‬
‫بحيث سعى إليها عمدا ‪ ،‬و في الحالة الثانية لم يردها ‪ ،‬وإنما جاءت‬
‫بفعل عدم تبصره أو عدم انتباهه ‪،‬أو إهماله‪،‬أو عدم مراعاة النظم و‬
‫)القوانين ‪29).‬‬
‫وبما أن طبيعة عمل الصيدلني مرتبط بالعقاقير التي تعتبر في أغلبها‬
‫سموما ‪،‬وبما أن أغلب زبائنه هم من المرضى و المسننين فان احتمال‬
‫وقوع الخطاء التي قد تودي بحياة الشخاص وارد‪ ،‬وفي هدا الطار‬
‫يمكننا أن نتصور أن صيدلنيا تسبب في قتل شخص مسن مصاب‬
‫بارتفاع ضغط الدم بأن أخطأ في وصف الجرعات اللزمة لدواء خفض‬
‫الضغط الذي يتناوله الشخص المسن ‪ ،‬فتسبب بدلك في حدوث جلطة‬
‫دماغية للمريض أدت إلى وفاته ‪.‬فنحن هنا أمام جريمة قتل غير عمد‬
‫وعقوبتها في القانون الجنائي المغربي الحبس من ثلثة أشهر إلى‬
‫)خمس سنوات وغرامة من ‪ 250‬إلى ‪ 1000‬درهم ‪30).‬‬
‫‪--------------------------------------‬‬

‫د‪.‬أحمد أجوييد ‪ -‬محاضات في الجرائم الماسة بالسلمة البدنية‪،‬جرائم) ‪(29‬‬


‫العرض‪،‬جرائم الموال‪-.‬ص ‪50‬‬

‫المادة ‪ 432‬من القانون الجنائي المغربي ‪ ":‬من ارتكب بعدم تبصره أو عدم )‪(30‬‬
‫احتياطه أو عدم انتباهه أو إهماله ‪ ،‬أو عدم مراعاته النظم و القوانين قتل غير‬
‫عمدي أو تسبب فيه عن غير قصد يعاقب بالحبس من ثلثة أشهر إلى خمس‬
‫سنوات وغرامة من ‪ 250‬إلى ‪ 1000‬درهم‬

‫لكن لقيام الجريمة وجب توافرها على ركنين أساسين الركن المعنوي‬
‫‪.‬والركن المادي‬
‫الركن المادي ‪:‬يقوم على عناصر ثلثة وهي ‪:‬‬ ‫•‬

‫‪ - 1 -‬فعل الجاني ‪:‬يعتبر فعل يحاسب عليه الجاني ‪،‬كل نشاط‬


‫إرادي‪ ،‬سلبي أو ايجابي مقصود ففي الحالة التي يكون فيها الفعل‬

‫‪1‬‬
‫غير مقصود أو مرتبطا بظروف قاهرة أو حدث فجائي ‪ ،‬فانه ل‬
‫مجال لتكييف الفعل جريمة‪،‬‬
‫فالصيدلي الذي يغفل مثل تنبيه مريض ما مصاب بارتفاع الضغط‬
‫مثل بعدم تناول دواء ما قد يسبب في رفع الضغط الدموي ظنا‬
‫منه أن المريض يعلم دلك أو أنه سيقرأ ورقة البيانات المصحوبة‬
‫بالدواء‪ ،‬فادا أصيب المريض بالضرر أمكن مؤاخذة الصيدلي على‬
‫فعله‪.‬فبسبب نشاطه السلبي الذي يتمثل في عدم النصح ‪ ،‬وقع‬
‫المكروه للمريض‬
‫‪ -2-‬نتيجة إجرامية ‪:‬تحقق النتيجة من وراء الفعل الذي يقوم به‬
‫الجاني وهي الموت ‪،‬شرط أساسي لقيام جريمة القتل الخطأ ‪،‬‬
‫ويمكن أن تحدث النتيجة الجرامية مباشرة بعد الفعل أو بعد مدة وهنا‬
‫وجب إثبات العلقة السببية بين الفعل و النتيجة‪ ،‬فما هي العلقة‬
‫السببية ؟‬
‫‪ -3-‬علقة سببية ‪:‬وهي إسناد أمر إلى مصدره )‪ ، (31‬أي إسناد‬
‫النتيجة الجرامية إلى الفعل ‪ ،‬ويسهل إثباتها ادا كان نشاط الجاني‬
‫هو السبب الوحيد الذي أدى إلى إحداث النتيجة‪.‬وأحيانا تتداخل عدة‬
‫عوامل في إحداث نتيجة واحدة ‪ ،‬كأن يشوب تشخيص الطبيب‬
‫لمرض معين خطأ فيعطي حقنة غير مناسبة لداء المريض ويقوم‬
‫الصيدلي بتسليمها للمريض رغم انه يعلم أنها قد تسبب ضررا له‬
‫فتتسبب في وفاة المريض هنا تتداخل كل من فعل الطبيب و‬
‫الصيدلي ‪ ،‬فيمثل هته الحالت يترك التقدير للقاضي لستخلص‬
‫العلقة السببية من الوقائع المعروضة عليه‪.‬‬
‫الركن المعنوي ‪:‬‬ ‫•‬

‫من الواضح أن القصد الجنائي في حوادث القتل الغير العمد منتف ‪ ،‬فل‬
‫أحد يستهدف مرضاه وزبائنه بإعطائهم أدوية لقتلهم فالنية الجرامية‬
‫غير متوفرة في مثل هدا الفعل ‪،‬ولكن الركن المعنوي مع دلك متوفر‬
‫في مثل هته الجرائم هدا الركن المعنوي يتخذ صورة الخطأ ومظاهر‬
‫طأ متعددة فقد يكون الخطأ واردا بسبب الهمال أو عدم الحتياط‬ ‫الخ ّ‬
‫‪..‬أو الرعونة أو عدم التبصر‬
‫‪..---------------------------------------------‬‬

‫‪1‬‬
‫د اجوييد ‪ ،‬ص د اجوييد ص ‪(31) 52‬‬

‫إن المشرع المغربي لم يعرف الخطأ في القانون الجنائي المغربي‬


‫وإنما أتى على ذكر بعض صوره في المادة ‪ 432‬من القانون الجنائي ‪).‬‬
‫)‪32‬‬
‫ويمكن أن نوضح دلك أكثر بأن الخطأ هو كل فعل أو امتناع عن فعل‬
‫ترتب عنه قتل لم يكن للفاعل نية إحداثه مباشرة أو بطريقة غير‬
‫‪.‬مباشرة‪ ،‬ولكن كان بإمكانه ومن الواجب عليه تجنبه‬
‫ويمكن أيضا أن نعرف الخطأ بأنه كل نشاط إرادي‪ ،‬ايجابيا كان أم‬
‫سلبيا صادر عن إنسان في ظروف غير عادية‪ ،‬ل يتفق مع الواجب من‬
‫‪).‬الحذر و الحيطة و اليقظة )‪33‬‬
‫والخطأ أنواع فقد يكون بسيطا وقد يكون كبيرا ‪،‬عاما أو خاصا‪،‬أما‬
‫الخطأ البسيط فهو الخطأ الذي ليتصور النسان العادي حدوث ضرر‬
‫‪.‬بسببه‬
‫والخطأ الكبير هو الخطأ الذي يعكس رعونة وتهور فاعله بأن ل يراعي‬
‫‪ .‬مقتضيات الحيطة والحذر‬
‫أما الخطأ العام فهو كل خطأ يجعل مرتكبه محل للمسائلة الجنائية‬
‫‪.‬طبقا لقواعد القانون الجنائي‬
‫والخطأ الخاص هو كل فعل مخالف للنظم والقوانين المنظمة للمهنة‪،‬‬
‫و يستوي أن تكون المخالفة في شكل امتناع عن اداء واجب أو اتيان‬
‫‪.‬فعل ممنوع قانونا‬
‫‪ (2‬الجهاض‬
‫الجهاض هو فعل إسقاط جنين قبل أوان الوضع‬
‫الطبيعي‪ ،‬أو بمعنى أخر وضع نهاية لحياة إنسان لم‬
‫‪.‬تكتمل بعد‬
‫لقد عاقبت كل الديان والشرائع على هته الجريمة والمشرع المغربي‬
‫لم يشكل استثناء‪ ،‬فقد خصص المواد من ‪ 449‬إلى ‪ 458‬لجريمة‬
‫الجهاض ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫هته المواد يمكن أن نقول أنها تقنن الجهاض المباح وتجرم الجهاض‬
‫الغير مباح وقد ربطت الباحة بالضرورات الصحية للم‪ ،‬بل وتدرجت‬
‫في العقوبات حسب مرتكب الفعل وحسب الحالة‪.‬‬
‫وما يستوجب أن نسلط عليه الضوء هنا هو الحالة التي يتسبب فيها‬
‫الصيدلي بالجهاض سواء عن قصد أو عن غير قصد‪.‬‬
‫‪-----------------------------------‬‬

‫)‪(32‬الهامش ‪30‬اعله‬

‫د‪.‬أحمد أجوييد ‪ -‬محاضرات في الجرائم الماسة بالسلمة البدنية‪،‬جرائم )‪(33‬‬


‫العرض‪،‬جرائم الموال‪-.‬ص ‪53‬‬

‫ففي الحالة التي يتسبب دواء ما وصف من طرف الطبيب المعالج‬


‫وسلم من طرف الصيدلي بطريقة قانونية هنا تنتفي مسؤولية‬
‫الصيدلني الجنائية ويمكن أن يتابع مدنيا مع الطبيب محرر الوصفة ادا‬
‫كان هدا الدواء معروف انه يتسبب في الجهاض وعلم أن المرأة حامل‬
‫ولم يقم بإشعار الطبيب وتنبيه المريض ‪.‬‬
‫وهدا ينطبق على الحالة التي يسلم فيها الصيدلي دواء إلى المريضة‬
‫بطريقة مباشرة أو بنصيحة منه فيتسبب الدواء في إجهاضها دون قصد‬
‫هنا أيضا تنتفي جريمة الجهاض حسب ما نص عليه القانون الجنائي‬
‫ويسائل الصيدلي مدنيا في شكل تعويض ادا تبثت مسؤوليته ويمكن‬
‫أيضا أن تبرز في هته الحلة المسؤولية التأديبية خاصة ادا كان هدا‬
‫الخطأ فادحا‪.‬‬
‫بالنظر لثقافة المجتمع المغربي وطبيعة معتقداته التي توصم بالعار كل‬
‫امرأة حملت خارج مؤسسة الزواج ‪ ،‬يقبل على الصيدليات أحيانا‬
‫زبونات من شكل خاص يبحثن عن أدوية أو عقاقير ليجهضن أنفسهن‬
‫اتقاء للعار ودرءا للفضيحة‪.‬هنا في حالة مساعدة الصيدلي أو أحد‬
‫مساعديه في تمكين الزبونة من عقار قد يتسبب في الجهاض تبرز‬
‫المسؤولية الجنائية للصيدلي ولمساعديه ‪ ،‬وهكذا نلحظ أن المشرع لم‬
‫يكتفي بإقرار العقوبة في حق الصيدلي أو مساعده الذي يساعد امرأة‬
‫على إجهاض جنينها سواء بأدوية أو بأدوات أو بإرشادات بل وشددها‬
‫كما هو الحال بالنسبة لكل مهنيي الصحة وقد أورد دلك في الفصل‬
‫‪ 451‬من القانون الجنائي)‪ (34‬حيث أدرج الطباء والجراحين وأطباء‬
‫السنان و القابلت و المولدات و الصيادلة ‪....‬في قائمة الشخاص‬

‫‪1‬‬
‫الدين تشدد عليهم العقوبة في حالة مساعدتهم أو إقدامهم على‬
‫إجهاض امرأة حامل دون ضرورة طبية وقد حددت العقوبة من سنة‬
‫إلى خمس سنوات و غرامة من مائتين إلى خمسمائة درهم أما ادا‬
‫تسبب هدا الجهاض في موت الحامل فالعقوبة ترفع من عشرة إلى‬
‫عشرين سنة‪)،‬الفصل ‪ (*449‬ويضاف إلى دلك الحرمان من مزاولة‬
‫المهنة بصفة نهائية أو محدودة‪ ،‬وفي حالة توفر شرط تعود الجاني‬
‫على ممارسة الجهاض شددت العقوبة ورفعت إلى الضعف في الحالة‬
‫الولى ومن عشرين إلى ثلثين سنة في الحالة الثانية‪.‬إن المشرع كان‬
‫قاسيا في إصدار هته العقوبات بل إن العقوبة تطبق حتى ادا ظن أن‬
‫الحمل موجود وهو في واقع الحال غير موجود‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫)‪(34‬الفصل ‪: 451‬الطباء والجراحون وملحظو الصحة وأطباء السنان‬
‫والقابلت والمولدات والصيادلة وكذلك طلبة الطب أو طب السنان أو الصيدلة‬
‫وعمال الصيدليات والعشابون والمضمدون وبائعو الدوات الجراحية والممرضون‬
‫والمدلكون والمعالجون بالتسبب والقابلت العرفية‪ ،‬الذين يرشدون إلى وسائل‬
‫تحدث الجهاض أو ينصحون باستعمالها أو يباشرونها‪ ،‬يعاقبون بالعقوبات‬
‫المقررة في أحد الفصلين ‪ 449‬و ‪ 450‬على حسب الحوال‪.‬‬

‫ويحكم على مرتكب الجريمة‪ ،‬علوة على ذلك‪ ،‬بالحرمان من مزاولة المهنة‪،‬‬
‫المقرر في الفصل ‪ ،87‬إما بصفة نهائية‪ ،‬أو لمدة محدودة‬

‫الفصل ‪449‬‬

‫من أجهض أو حاول إجهاض امرأة حبلى أو يظن أنها كذلك‪ ،‬برضاها أو بدونه‬
‫سواء كان ذلك بواسطة طعام أو شراب أو عقاقير أو تحايل أو عنف أو أية‬
‫وسيلة أخرى‪ ،‬يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وغرامة من مائتين‬
‫إلى خمسمائة درهم‪.‬‬

‫وإذا نتج عن ذلك موتها‪ ،‬فعقوبته السجن من عشر إلى عشرين سنة‪.‬‬

‫الفصل ‪450‬‬

‫إذا ثبت أن مرتكب الجريمة يمارس الفعال المشار إليها في الفصل السابق‬
‫بصفة معتادة‪ ،‬ترفع عقوبة الحبس إلى الضعف في الحالة المشار إليها في‬
‫الفقرة الولى‪ ،‬وتكون عقوبة السجن من عشرين إلى ثلثين سنة في الحالة‬
‫المشار إليها في الفقرة الثانية‪.‬‬

‫وفي الحالة التي تطبق فيها عقوبة جنحية فقط‪ ،‬حسب هذا الفصل أو الفصل‬
‫‪ ،449‬فإنه يجوز علوة على ذلك أن يحكم على الفاعل بالحرمان من واحد أو‬

‫‪1‬‬
‫أكثر من الحقوق المشار إليها في الفصل ‪ 40‬وبالمنع من القامة‪ ،‬من خمس‬
‫سنوات إلى عشر‪.‬‬

‫‪(3‬عدم تقديم المساعدة لشخص في خطر‬


‫المتناع لغة يعني‪ :‬المساك وفي الصطلح‪ :‬المتناع عن فعل مأمور‬
‫به‪ .‬كامتناع الشاهد عن أداء الشهادة‪ ،‬وامتناع الم عن إرضاع ولدها‪،‬‬
‫وامتناع الطبيب عن معالجة مريضه‪،‬‬
‫ل يوجد نص قانوني يلزم الطبيب – مثل – بتقديم العلج للمريض الذي‬
‫يطلب‬
‫المساعدة ول تربطه بالطبيب علقة عقدية غير الواجب المهني‬
‫والنساني تجاه المريض‬
‫‪].‬والمجتمع‪ .‬ففي قانون العقوبات المصري مثل عولج هذا الموضوع‬
‫في المادة ‪386‬‬
‫فا‬
‫التي تعاقب الممتنع بعقوبة المخالفة‪ ،‬وبشرط أن يكون الممتنع مخال ً‬
‫لجهة القتضاء‪ ،‬وأن‬

‫‪1‬‬
‫يكون ذلك في الحالت الخطرة التي وردت في المادة التي تنص على‬
‫أنه‪" :‬يعاقب بغرامة ل تتجاوز مائة جنيه كل من ارتكب فعل من الفعال‬
‫التالية" من امتنع أو أهمل في أداء مصلحة أو بذل مساعدة وكان قادًرا‬
‫عليها عند طلب ذلك من جهة القتضاء في حالة حصول حادث أو هياج‬
‫أو غرق أو فيضان أو حريق أو نحو ذلك‪ .‬وكذا في حالة قطع الطريق أو‬
‫النهب أو التلبس بجريمة أو في حالة تنفيذ أمر كما نصت المادة‬
‫‪ [474‬من قانون العقوبات الردني على أنه‪" :‬يعاقب بالحبس حتى‬
‫شهر واحد وبالغرامة حتى خمسة دنانير كل شخص سواء أكان من‬
‫أصحاب المهن أم من أهل الفن أم ل يمتنع بدون عذر عن الغاثة أو‬
‫إجراء عمل أو خدمة عند حصول حادث أو غرق أو فيضان أو حريق أو‬
‫أية غائلة أخرى أو عند قطع الطريق أو السلب أو الجرم المشهود أو‬
‫الستنجاد أو عند تنفيذ الحكام القضائية")‬
‫وفي فرنسا لم يكن المتناع عن تقديم المساعدة قبل العام ‪ 1941‬م‬
‫يعد جريمة‪ ،‬وفي‬
‫عام ‪ 1941‬م صدر قانون فيجي الذي جعل المتناع عن تقديم‬
‫المساعدة لمن كان في حالة‬
‫ما يحاسب‬ ‫الخطر‪ ،‬ولم تشكل المعونة ضرًرا على حياة الممتنع‪ ،‬جر ً‬
‫عليه‪ ،‬ونص على ذلك‬
‫قانون العقوبات الفرنسي المعدل سنة ‪ 1945‬م حيث نصت المادة ]‬
‫‪ [ 63‬الفقرة الثانية‪ ،‬على اعتبار المتناع جريمة يعاقب عليها بالسجن‬
‫من ثلثة أشهر إلى خمس سنوات‪ ،‬وبغرامة مالية تتراوح ما بين ) ‪( 36‬‬
‫ألف فرنك إلى مليون ونصف فرنك ‪.‬‬
‫نرى أن هناك تبايًنا بين القوانين الحديثة‪ ،‬في جعل المتناع عن تقديم‬
‫المساعدة ومد يد‬
‫العون للخرين جريمة‪ .‬ففي حين نرى أن معاقبة الممتنع في القوانين‬
‫العربية ضعيف حيث ل يصل لكثر من غرامة مقدارها مائة جنيه مصرية‬
‫أو خمسة دنانير أردنية مع حبس لمدة ل تزيد عن شهر واحد ‪ ،‬نجده‬
‫في القانون الفرنسي متطوًرا إلى حد تصل فيه العقوبة بالسجن لمدة‬
‫خمس سنوات‪ ،‬وبغرامة مالية تصل إلى مليون ونصف فرنك‪.‬‬
‫أما القانون الجنائي المغربي فيعاقب كل من امتنع عن تقديم يد‬
‫المساعدة والعون لشخص يوجد في حالة خطر بالحبس من ثلثة اشهر‬
‫إلى خمس سنوات وغرامة من مائة وعشرين إلى آلف درهم‪.‬الفصل‬
‫‪(36) 431‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫)‪(36‬الفصل ‪ 431‬من القانون الجنائي المغربي ‪ :‬من امسك عمدا عن تقديم‬
‫مساعدة لشخص في خطر ‪ ،‬رغم أنه كان يستطيع أن يقدم تلك المساعدة إما‬
‫بتدخله الشخصي و إما بطلب الغاثة ‪ ،‬دون تعريض نفسه أو غيره لي خطر‬

‫‪1‬‬
‫يعاقب بالحبس من ثلثة اشهر إلى خمس سنوات وغرامة من مائة وعشرين‬
‫إلى آلف درهم ‪ ،‬أو بإحدى هتين العقوبتين فقط‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المقتضيات الجنائية بمدونة الدوية و‬


‫الصيدلة‬
‫لقد جاءت مدونة الدوية والصيدلة بالعديد من المواد التي أسهمت‬
‫بشكل كبير في تنظيم وتأطير قطاع الدواء و الصيدلة بالمغرب ‪،‬‬
‫وكغيرها من القوانين وبما أنها جاءت بقواعد آمرة كان لزاما أن تحدد‬
‫العقوبات والمقتضيات الزجرية للمخالفين ‪ ،‬وقد تراوحت هته العقوبات‬
‫‪ .‬بين الغرامات والعقوبات السالبة للحرية بل وحتى المنع من المزاولة‬
‫فما هي المخالفات التي قد يرتكبها صيادلة الصيدليات و التي تستوجب‬
‫فرض عقوبات بشأنها ؟‬
‫المزاولة الغير القانونية للصيدلة من طرف الصيادلة )‪1‬‬
‫تنص المادة ‪ 134‬على انه يعتبر مزاول للصيدلة بشكل غير قانوني‬
‫كل صيدلي غير مأذون له قانونا يمارس عمل صيدليا أو يكون‬
‫بحيازته عقار أو دواء بغرض البيع من اجل الستعمال الطبي ‪،‬أو‬
‫يمارس الصيدلة خلل فترة التوقيف أو يقوم بفتح أو إعادة فتح‬
‫صيدلية دون ترخيص ويعاقب بغرامة من ألف وخمسمائة إلى سبعة‬
‫ألف وخمس مائة درهم وفي حالة العود تضاعف العقوبة‪ .‬ويمكن‬
‫للمحكمة التي أصدرت الحكم أن تمنع الصيدلي المخالف من‬
‫المزاولة لمدة ل تزيد عن السنتين‪.‬‬
‫تعني هته المادة الصيادلة الغير مرخص لهم بالمزاولة أو‬
‫الموقوفون مؤقتا أو نهائيا إلى أن يزول التوقيف‬
‫من خلل هته المادة نلحظ أن المشرع خفف عقوبة مزاولة‬
‫الصيدلة بطريقة غير مشروعة للصيادلة وحددها في الغرامة ‪ ،‬في‬
‫حين بقيت المزاولة غير المشروعة من طرف العامة مؤطرة‬
‫بالمادة ‪ 381‬من القانون الجنائي ‪.‬بل وأكدها المشرع في المادة‬
‫‪ 137‬من المدونة التي تحيل على المادة ‪ 381‬من القانون الجنائي‬
‫المغربي‬

‫‪1‬‬
‫‪(2‬الشارة إلى اللقاب العلمية للصيادلة‬
‫يتعين على الصيادلة أن تكون الشارة إلى أي لقب غير صيدلي أو‬
‫دكتور في الصيدلة متبوعة باسم الكلية والمدينة أو البلد الذي تم‬
‫فيه الحصول عليه‪،‬وهدا معناه أن الصيدلي يمكنه أن يشير إلى لقب‬
‫دكتور في الصيدلة ‪ ،‬دونما حاجة للشارة إلى اسم الكلية أو المدينة‬
‫أو البلد الذي تم فيه الحصول على الدبلوم‪.‬‬
‫في حين نجد أن بعض الفقهاء شرحوا هته المادة بأنه ل يجوز‬
‫للصيادلة الشارة إلى اللقاب العلمية غير تلك المحصل عليها في‬
‫مجال الصيدلة ‪.‬‬
‫و إني أجد أن هدا الشرح مناف للمعنى الوارد في هته المادة ‪،‬‬
‫فالمشرع أشار صراحة إلى انه يجب فقط الشارة إلى اسم الكلية‬
‫والمدينة والبلد ادا كان الدبلوم المشار إليه ليس دبلوم التخصص‬
‫الصيدلي ‪.‬‬
‫كما يمنع على الصيادلة الممارسة تحت اسم مستعار و تتراوح‬
‫العقوبة بالنسبة لمخالفي هته المقتضيات من ثلثة ألف إلى‬
‫عشرين ألف درهم وفي حالة العود ترفع العقوبة إلى‬
‫الضعف‪.‬الفصل ‪.138‬‬
‫‪(3‬منع التجول بالمنتجات الصيدلية‬
‫يعاقب بالحبس من ‪ 3‬أشهر إلى سنتين و بغرامة من خمسة وعشرين‬
‫ألف إلى مائة ألف أو بإحدى العقوبتين فقط ‪ ،‬وفي حالة العود ل تقل‬
‫العقوبة الحبسية عن السنة وترفع العقوبة الى الضعف‪).‬المادة ‪(107‬‬
‫كل من تجول بغرض البيع بالمنتجات الصيدلية كما ورد تعريفها في‬
‫المدونة وهدا المنع ل يعني فقط الصيادلة بل ويمتد الى العموم ‪ ،‬و‬
‫الغرض من هدا المنع هو حماية المنتجات الصيدلية خاصة تلك التي‬
‫تستلزم ظروفا صحية خاصة لنقلها او لخزنها‪.‬‬
‫‪(4‬عدم الستعانة بالصيادلة المساعدين في الصيدليات‬
‫يفرض القانون على الصيدليات التي يتجاوز رقم معاملتها السنوي ‪3.5‬‬
‫مليون درهم الستعانة بصيدلي مساعد واحد ‪ ،‬وعند تجاوز ‪ 5.5‬مليون‬
‫درهم بصيدلي مساعد ثان وتتراوح الغرامة في هته المخالفة من‬

‫‪1‬‬
‫خمسة ألف إلى خمسين ألف درهم المادة ‪ 108‬و ترفع العقوبة إلى‬
‫الضعف في حالة العود‪،‬‬
‫‪ (5‬التغيب أو عدم الممارسة بصفة شخصية بدون إنابة‬
‫نصت المادة ‪ 144‬على فرض غرامة من ثلثة ألف درهم إلى خمسة‬
‫عشر ألف درهم ترفع إلى الضعف في حالة العود على كل صيدلي‬
‫تغيب عن مكان مزاولته لعمله سواء بالصيدلية أو بمخزون الدوية‬
‫بالمصحات دون احترام قواعد النيابة و التى حددها المشرع في المواد‬
‫‪ 128-127-126-125-132‬من المدونة‪.‬‬
‫وقد شدد المشرع هته العقوبة ودلك لردع الصيادلة الدين ل يمارسون‬
‫مهنتهم شخصيا ويتركون المستخدمين في أمكنة حساسة لها انعكاس‬
‫على الصحة العامة‪.‬‬

‫‪ (6‬منع الجمع بين مزاولة الصيدلة و الوظيفة العمومية‬


‫حدد المشرع غرامة من ‪ 1000‬إلى ستة ألف درهم ‪،‬لكل صيدلي جمع‬
‫بين ممارسة مهنة الصيدلة في القطاع الخاص و الوظيفة العمومية و‬
‫إني أجد أن هته العقوبة مخففة بالمقارنة مع عقوبات صدرت في‬
‫أفعال أخرى اقل ضررا اللهم ادا أضاف القاضي إلى هده المخالفة ‪،‬‬
‫مخالفة مزاولة الصيدلة بشكل غير مشروع و عدم الممارسة‬
‫الشخصية و التغيب ‪.‬‬
‫‪ (7‬عدم احترام قواعد حسن النجاز المتعلقة بالصيدليات‬
‫دليل قواعد حسن النجاز بالصيدلية هو مجموعة من القواعد التي تأطر‬
‫العمل التقني اليومي بالصيدلية وقد حدد للصيادلة الدين ل يحترمون‬
‫هته القواعد عقوبات في المادة ‪ 156‬و التي تتضمن غرامة من ‪3000‬‬
‫درهم إلى ‪ 15000‬درهم‬
‫‪ (8‬صرف أدوية غير صالحة للستهلك‬

‫‪1‬‬
‫إن صرف أدوية غير صالحة للستهلك يعرض الصيدلي المرتكب لهدا‬
‫الجرم عمدا إلى العقوبات المنصوص عليها في المادة ‪ 150‬والتي‬
‫تتضمن غرامة من ‪ 50000‬إلى ‪ 100000‬درهم وفي حالة العود ترفع‬
‫الغرامة إلى الضعف و يمكن الحكم بالسجن لمدة سنتين على الكثر ‪.‬‬
‫‪ (9‬عدم احترام قواعد صرف الدوية‬
‫تتضمن المادة ‪ 148‬غرامات ضد الصيادلة الدين لم يحترموا الحكام‬
‫الخاصة بصرف الدوية و تتراوح هته الغرامات من ‪ 1000‬إلى ‪6000‬‬
‫درهم عن كل مخالفة لحكام المواد ‪ 37-36-35-33-32-31‬هدا‬
‫بالضافة إلى أن التشريع المتعلق بالمواد السامة يسري عليهم‬
‫‪ (10‬المنع من تسلم طلبيات أدوية من وكالت العلم‬
‫الطبي و الصيدلي‬
‫يمنع على الصيادلة تسلم طلبيات أدوية من مندوبي وكالت العلم‬
‫الطبي و الصيدلي ودلك لعدم كفاءة هؤلء في المجال التقني الصيدلي‬
‫بحيث يبقى دورهم دورا إعلميا بحثا‪.‬و حسب ما ورد في المادة ‪115‬‬
‫حددت المادة ‪ 142‬الغرامة من ‪ 5000‬ال ‪ 50000‬درهم وفي حالة‬
‫العود ترفع الغرامة إلى الضعف ‪.‬‬

‫‪ (11‬عرقلة مهام مفتشي الصيدلة‬


‫حدد المشرع لكل صيدلي أعاق عمل مفتشي الصيدلة غرامة من‬
‫‪ 10000‬الى ‪ 50000‬درهم ‪ )،‬المادة ‪ ( 155‬ولم يحدد المشرع كيفية‬
‫إعاقة عمل المفتشين و ترك هامش تحديد الفعال التي تشكل إعاقة‬
‫إلى المفتشين أنفسهم ‪.‬‬

‫‪ (12‬العقوبة الضافية عند ارتكاب جرائم ضد الشخاص أو‬


‫الداب العامة‬

‫‪1‬‬
‫تنص المادة ‪ 147‬من مدونة الدوية و الصيدلة ‪،‬على انه يتعرض‬
‫الصيادلة المحكوم عليهم بسبب جرائم ضد الشخاص أو الداب العامة‬
‫للمنع المؤقت أو النهائي من مزاولة مهنة الصيدلة ‪.‬‬

‫إن مفتشي الصيدلة هم المؤهلون قانونا لضبط مخالفات الصيادلة‬


‫داخل الصيدليات ‪ ،‬ويبقى للقضاء سلطة التقدير و إصدار العقوبة ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬المسؤولية التأديبية‬


‫بمجرد حصول الصيدلني على الذن بمزاولة مهنة الصيدلة بالقطاع‬
‫الخاص ‪ ،‬يكون ضمنيا قد التزم بقانون واجبات الصيادلة ‪le code de،‬‬
‫‪ déontologie‬هدا اللتزام الضمني وارد بشكل صريح في الفصل ‪42‬‬
‫من الجزء الخامس من قانون واجبات الصيادلة )*( و الذي ينص على‬
‫أنه يجب على كل صيدلي عند تنصيبه أن يصرح كتابة لرئيس المنظمة‬
‫التي ينتمي إليها بأنه قد اطلع على قانون واجبات الصيادلة و أنه يلتزم‬
‫باحترامه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فما هي طبيعة هده المسؤولية التأديبية ‪،‬وما الجهة المختصة بها ‪ ،‬وما‬
‫هي أشكال العقوبات المخصصة لكل مخالفة ‪ ،‬؟ هدا ما سنتطرق إليه‬
‫في الفقرات الموالية ‪.‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬طبيعة المسؤولية التأديبية ‪.‬‬
‫كما هو الشأن في كل المهن الصحية يلتزم الصيدلني أثناء مزاولته‬
‫لمهامه بالقطاع الخاص بالضافة إلى المسؤوليتين المدنية و الجنائية ‪-‬‬
‫اللتين سبق وأن تحدثنا عنهما بإسهاب –بمسؤولية تأديبية تجد سندها‬
‫في قوانين أخلقيات المهنة‪.‬أو كما اثر المشرع أن يسميه بقانون‬
‫واجبات الصيادلة‪.‬ولتسليط الضوء أكثر على هده المسؤولية وجب أول‬
‫تعريفها‬
‫‪ ،‬فالمسؤولية التأديبية هي عدم احترام إرادي للواجبات المهنية أو الغير‬
‫المهنية حينما يتسم هدا القصور بمساس بالقيم والخلق الحميدة ‪ ،‬أو‬
‫بالمبادئ العامة لحسن سير مرفق الصيدلية ‪.‬‬
‫على هدا الساس يتوجب على الصيدلني الممارس أن يلتزم سواء في‬
‫وسطه المهني أو في حياته العامة بالسلوك القويم وأن يتحلى بمكارم‬
‫الخلق وأن يقدر المسؤولية النسانية المنوطة به ‪،‬هده اللتزامات‬
‫يمكن أن نقسمها إلى واجبات عامة ‪،‬واجبات مهنية أخلقية وواجبات‬
‫اجتماعية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الواجبات الخلقية للصيادلة‬


‫الواجبات العامة للصيادلة ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫يعتبر الصيدلي فاعل في الصحة العمومية ‪ ،‬فدوره في توفير الدواء‬


‫للمواطن و السهر على تربيته الصحية و الوقائية يجعله في مرتبة‬
‫تفرض عليه النأي عن كل الشبهات واجتناب أي نشاط أو عمل يمكن‬
‫أن يسيء إلى سمعة المهنة وشرفها ولو خارج إطار المزاولة وهدا نجد‬
‫أن الفصل الول من قانون أخلقيات المهنة يشير إلى أنه على‬
‫الصيدلي أن يتجنب كل عمل أو مظهر من شأنه أن يهين المهنة ولو‬
‫خارج مزاولتها ‪.‬كما ينص الفصل الثاني على انه يتعين على الصيدلني‬
‫أن ليمارس مع مهنة الصيدلة نشاطا يتنافى و الكرامة المهنية‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫والمشرع هنا لم يحدد طبيعة هده العمال وإنما ربط المنع بكل عمل‬
‫من شأنه أن ينقص بالوقار والحترام والكرامة ‪ ،‬وفي حال قيام‬
‫الصيدلني بنشاط مناف لكرامة المهنة فانه يكون معرضا لعقوبات‬
‫تصدرها الهيئات المهنية‪ .‬كما أن الصيدلني يكون مسؤول على‬
‫المستوى الجتماعي ودلك بضرورة انخراطه في أنشطة المجتمع‬
‫المدني ‪ ،‬وفي كل ما من شأنه أن يخدم التنمية ‪ ،‬فتجنده لخدمة‬
‫العموم ‪ ،‬ووفائه إزاء جميع المرضى بوضع كل معلوماته ومؤهلته‬
‫لغاثة كل من تعذر تزويده بالعلجات الطبية‪.‬وفي هدا الطار ينص‬
‫الفصل الرابع على انه ل يسوغ للصيدلي أن يغادر منصبه في الحوال‬
‫الستثنائية‪ ،‬مثل حالت الوبئة والكوارث العمومية إل بعد موافقة‬
‫كتابية من السلطة العمومية‪.‬‬
‫من الواجبات العامة للصيادلة أيضا كتمان السر المهني هدا المنع‬
‫يسري على كل المهن الطبية ‪،‬فالفصل السابع يوجب على الصيدلي‬
‫تجنب الحديث بين العموم وفي صيدليته عن المسائل المتعلقة بأمراض‬
‫زبنائه و علجهم‪.‬وأن يتجنب في نشراته كل تلويح يمكن أن يخل بالسر‬
‫المهني‪.‬‬
‫كما ينص القانون على ضرورة استقلل الصيادلة التقني في ممارسة‬
‫أعمالهم ‪ ،‬وضرورة القيام بها بصفة شخصية أو تحت رقابتهم‬
‫المباشرة‪.‬‬
‫الواجبات المهنية الخلقية ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫يجب على الصيدلي أن يتجنب كل الساليب اللخلقية المتعلقة‬


‫بمزاولته لمهنة الصيدلة وللمنافسة غير المشروعة ومن قبيل دلك‬
‫استعمال الشهار كأسلوب للبحث عن الزبناء‪ ،‬أو تقديم تخفيضات في‬
‫أثمنة الدوية والخدمات دلك أن الختيار الحر للمرضى حق يضمنه‬
‫القانون الفصل ‪17‬‬
‫وفي نفس السياق يمنع على الصيادلة تحرير شهادات المجاملة ‪ ،‬أو‬
‫استعمال انتداباتهم النتخابية أو الدارية لستكثار زبنائهم وكدا المتناع‬
‫عن عقد أية اتفاقية بغرض المضاربة بالحتيال على حساب صحة‬
‫العموم ‪.‬أو بالتواطؤ مع طبيب أو مصحة لنيل منافع على حساب‬
‫المريض أو الغير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -3‬القواعد الواجبة على الصيدلي في علقته مع‬
‫الغير ‪:‬‬
‫إن الصيدلي بمناسبة ممارسته لمهامه وفي إطار علقاته اليومية‬
‫سواء أكانت هده العلقات مع مهنيي الصحة كالطباء و الصيادلة‬
‫والممرضين أو مع مستخدميه ومساعديه ‪ ،‬أو مواطنين بصفة عامة‬
‫وخاصة منهم المرضى‪ ،‬يجب أن يتحلى بالصفات والخلق الحميدة‬
‫‪,‬وأن يسهر على أن تكون علقته مع الفاعلين في قطاع الصحة أو مع‬
‫المرضى أو منظمات المجتمع المدني يسودها جو من الوضوح و‬
‫الحترام المتبادل و من أهم هده العلقات ‪:‬‬
‫علقة الصيدلي مع المرضى ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫إن الصيدلي ملزم أن يجيب بكل احتراز عن الطلبات التي يقدمها‬


‫المرضى قصد معرفة نوع المرض وان يشيروا عليهم باستشارة طبيب‬
‫كلما دعت الضرورة إلى دلك كما ل يجب على الصيادلة تقديم أي‬
‫تشخيص أو تخمين حول المرض الذي تطلب منهم المشاركة في‬
‫معالجته ‪ ،‬وكدا المتناع عن التعليق من الوجهة الطبية على التشخيص‬
‫أو طريقة العلج بمحضر المرضى‪..‬كما يلزم بالمحافظة على أسرار‬
‫المرضى ومعاملتهم جميعا معاملة عادلة وبنفس الدرجة من الهتمام‬
‫والعناية ‪.‬‬
‫علقة الصيدلي مع الطباء وباقي مهنيي الصحة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫يدخل الصيدلي يوميا في علقات مع الطباء بصفتهم شريكين‬


‫أساسيين في عملية العلج ‪ ،‬وبما أن العلقة تستمد جذورها مند نشأة‬
‫علم الطب والصيدلة ‪ ،‬حيث شهد التطور الطبي على الرتباط الوثيق‬
‫بين المهنتين ‪ ،‬فان هدا الرتباط ينعكس أساسا على العلقة التي‬
‫تربط الطبيب بالصيدلي التي يجب ان تتسم بالحترام المتبادل ‪ ،‬خاصة‬
‫حينما يشوب الوصفة الطبية خطأ ‪،‬هنا يتعين على الصيدلي أن يتصل‬
‫بالطبيب وأن يتحدث معه بلباقة وأدب لتوضيح ما اعترى الوصفة من‬
‫خلل و التفاق على التصويب الضروري ودلك من أجل مصلحة‬
‫المريض‪.‬‬
‫تمتد العلقة المهنية للصيدلي إلى البياطرة والممرضين وباقي مهنيي‬
‫الصحة لقد أطر المشرع هته العلقة في الفصل ‪ 30‬من مرسوم‬

‫‪1‬‬
‫أخلقيات المهنة الذي يقضي بأن تسود بين أعضاء المهن الطبية علقة‬
‫طيبة قوامها الحترام و التآزر و التآخي الذي يحفظ استقللية وكرامة‬
‫المهن‪.‬‬
‫كما أن الفصل ‪ 32‬يلزم الصيادلة باجتناب كل عمل من شانه أن يلحق‬
‫ضررا بين الطباء و زملئهم‪.‬‬
‫علقة الصيدلي مع مساعديه‬ ‫‪-‬‬

‫ويمكن تقسيم المساعدين في هته الفقرة الى المحضرين في‬


‫الصيدليات و البائعين والصيادلة المساعدين ‪ ،‬و حسب الفصول‬
‫‪ 33.34.35‬من قانون واجبات الصيادلة فانه يتعين على الصيادلة أن‬
‫يعاملوا بإنصاف وعناية من يساعدهم كيفما كان ‪ ،‬و أن يطلبوا من‬
‫مساعديهم احترام مقتضيات قانون أخلقيات المهنة وأن يعاملوا‬
‫الصيادلة المساعدين بصفتهم زملء ل مستخدمين‪.‬‬
‫علقة الصيدلي مع زملئه الصيادلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ينبغي أن يسودها الحترام والود وان يحكمها التآخي و التآزر ‪،‬لقد‬


‫خصص الباب الرابع في قانون أخلقيات لمهنة لواجبات التآخي المهني‬
‫وهكذا نصت فصول هدا الباب على إلزامية تبادل العون و المساعدة‬
‫للقيام بالواجبات المهنية مع وضع واجب خدمة المريض فوق كل اعتبار‬
‫في حين ينص الفصل ‪ 40‬على ضرورة امتناع الصيادلة من تحريض‬
‫مساعدي احد زملئهم على انفصاله عنه وبعد تشغيل مساعد سابق‬
‫لحد الزملء دون إشعاره واخذ الذن منه بل إن مقتضيات المرسوم‬
‫السالف الذكر أخذت عن كل قول أو فعل يمكن أن يلحق بزميل ضررا‬
‫ماديا أو معنويا من الوجهة المهنية حتى ولو كان دلك في نطاق حياته‬
‫الخاصة‬
‫علقة الصيدلي مع المتمرنين‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫اعتبر الفصل ‪ 36‬من المرسوم المتعلق بواجبات الصيادلة الصيدلي‬


‫أستاذا والطالب المتمرن تلميذا له ‪ ،‬وهكذا حمل الصيدلي مسؤولية‬
‫الستاذ فصار لزاما عليه تأطير الطالب المتمرن بتوجيهه ونصحه وتتبعه‬
‫وتلقينه المعارف و الخبرات التي ل يتأتى له معرفتها دون الحتكاك‬

‫‪1‬‬
‫والممارسة المهنية ‪.‬وكل هدا من اجل زرع روح الخلص للمهنة وحب‬
‫المثابرة ونكران الذات خدمة للمريض وللصحة العامة‪.‬‬
‫لقد خص المشرع المغربي هيئة الصيادلة بسلطة تأديبية ‪ ،‬وحسنا فعل‬
‫دلك أن تقييم الفعل المنافي لخلقيات المهنة ل يمكن أن يكون‬
‫مستندا إلى أساس ادا لم يقيم من دوي الختصاص‪.‬‬
‫فهيئة الصيادلة تضطلع بدور مزدوج ‪ ،‬دور علمي و دور تأديبي‬
‫فالمجلس الوطني لهيئة الصيادلة يتلقى الطلبات من المجالس‬
‫الجهوية وعددها اثنان للمشاركة في الجلسات التأديبية التي تتم‬
‫بحضور قاض من محكمة الستئناف يعين من طرف وزارة العدل‬
‫باقتراح من طرف الرئيس الول لمحكمة الستئناف و يقوم بدور‬
‫المستشار القضائي‪.‬وتعتبر المجالس الجهوية محاكم من الدرجة الولى‬
‫في حين يمكن استئناف أحكامها أمام المجلس الوطني‪.‬‬
‫ويمكن ان تصدر المجالس أحكاما بالندار أو التوبيخ أو المنع المؤقت‬
‫او النهائي من المزاولة أو الغلق المؤقت أو النهائي للصيدلية‪.‬‬
‫ومن الملحظ أن المشرع في مدونة الدوية والصيدلة خص القضاء‬
‫ببعض السلطات التأديبية خاصة فيما يخص المنع المؤقت أو النهائي‬
‫من المزاولة‪.‬‬

‫خــاتــمــة‬

‫"إنا عرضنا المانة على السموات و الرض و‬


‫الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها‬
‫وحملها النسان ‪ .....‬الية"‬

‫إن صحة النسان أمانــة ‪ ،‬فــي عهــدة مــن الــتزم برعايتهــا و المحافظــة‬
‫عليها ‪ ،‬وحــتى ل يكــون الصــيدلي جهــول ‪،‬وجــب عليــه إن يســعى بجهــد‬
‫لتقان عمله و احترام الضوابط و القوانين التي تنظمه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وبعد كل الذي أوردناه في هــذه الدراســة المتواضــعة فــإنه ل مجــال إل‬
‫بــالعتراف بعــدم ســهولة وضــع خاتمــة لموضــوع المســؤولية القانونيــة‬
‫للصيدلي بالقطاع الخاص بالمغرب ‪،‬بسبب حساسية الموضوع واتصــاله‬
‫بقطاع حيوي كقطاع الدواء‪،‬و بسبب شح المراجع ‪.‬‬
‫وإن الصــيدلي هــو إنســان بكــل مــدلولت هــذه الكلمــة‪،‬ويمتلــك كــل‬
‫مواصفات النسانية‪ ،‬ولذلك تعتبر مهنــة الصــيدلة مــن المهــن النســانية‬
‫بامتياز ‪ ،‬وتنطوي على مخــاطر ماديــة وشخصــية للطرفيــن الصــيدلي و‬
‫المريض ‪.‬‬
‫وقد حاولت مــن خلل دراســتي هــذه أن أتنــاول الجــوانب الهامــة فيمــا‬
‫يتعلق بالمسؤولية القانونية للصيدلي ‪ ،‬في الفصــل الول أفــردت حيــزا‬
‫هاما للتعريف بمهنة الصيدلة وبأشكال المزاولة بالقطــاع الخــاص فيمــا‬
‫تطرقت في الفصل الثاني إلى أشــكال المســؤولية القانونيــة للصــيدلي‬
‫وحاولت تصنيفها إلى مدنية ‪ ،‬جنائية و تأديبية ‪.‬‬
‫إن الصــيدلي بمناســبة ممارســته لمهــامه اليوميــة معــرض للمســائلة‬
‫وللعقوبة ادا ما اقترف خطأ ما ‪ ،‬وادا كــانت المســؤولية المدنيــة يمكــن‬
‫الحــد مــن انعكاســاتها علــى الصــيدلي بفضــل التــأمين عــن المســؤولية‬
‫المدنية الذي يحل محل الصيدلي في أداء التعــويض فــان المســؤوليتين‬
‫الجنائية و التأديبية خطيرتين بالنظر إلى ما تنطويان عليه مــن عقوبــات‬
‫سالبة للحرية أو مانعة من المزاولة‪.‬‬
‫إن إصدار المشرع المغربي لمدونة الدوية و الصيدلة ‪ ،‬كان خطوة فــي‬
‫التجاه الصحيح ‪ ،‬من اجل عصرنة قطاع الدواء وتقنين العمــل بـه ‪ ،‬إل‬
‫أن التطبيق السليم للنصوص الواردة بهته المدونــة يســتلزم مجهــودات‬
‫أخرى ودلك بـإخراج دسـتور الدويـة المغربـي إلــى الوجـود ‪ ،‬و إصـدار‬
‫مدونة قواعد حسن النجاز بالصيدلية ‪،‬ووضع مراســيم للتحديــد الــدقيق‬
‫لعمل مفتشـي الصــيدليات و كــدا إحــداث مجـالس جهويـة بكـل جهـات‬
‫المملكــة وعــدم الكتفــاء بمجلســين فقــط الموجـودين حاليــا مــن أجــل‬
‫إمكانية تتبع احترام الصيادلة لقوانين أخلقيات المهنة ‪.‬‬
‫أملي أن أكون قد وفقت في الحاطة بكل جــوانب مســؤولية الصــيدلي‬
‫القانونية ‪ ،‬وأن يرقى هدا العمل المتواضع إلــى مســتوي العمــال الــتي‬
‫ستسهم في افادة الصيادلة و الله الموفق و المستعان ‪./.‬‬

‫توصيات‬
‫إصدار مدونة قواعد حسن العمل بالصيدليات‬ ‫•‬

‫‪1‬‬
‫• تأسيس دستور الدوية المغربي‬
‫• إصدار مراسيم تحدد عمل مفتشي الصيدليات‬
‫• إنشاء مجالس جهوية للصيادلة في كل جهة‬
‫من جهات المملكة عوض اثنين‬
‫• تشديد العقوبات على الغير الصيادلة‬
‫المتاجرين في الدوية‬

‫• تحيين القوانين المنظمة للمواد السامة‬

‫• فرض الوصفة المطبوعة على الطباء‬

‫• إجبارية التأمين على المسؤولية المدنية‪.‬‬

‫الفهرس‬

‫‪1‬‬
‫‪-1‬‬
‫مقدمة‪...........................................................................................‬‬
‫‪2...........................‬‬

‫‪-2‬الفصل الول ‪ :‬مهنة الصيدلة وأشكال مزاولتها بالقطاع‬


‫الخاص‪6......................................................‬‬

‫المبحث الول ‪ :‬تعريف مهنة ‪2.1-‬‬


‫الصيدلة‪6...............................................................................‬‬

‫‪ -2.2‬المبحث الثاني ‪ :‬مزاولة مهنة الصيدلة بالقطاع الخاص‬


‫بالمغرب‪7...............................................‬‬

‫‪ -2.2.1‬المطلب الول ‪ :‬مزاولة الصيدلة بالصيدليات‬


‫الخاصة‪10.........................................................‬‬

‫‪ – 2.2.2‬المطلب الثاني ‪ :‬مزاولة مهنة الصيدلة بمخزونات الدوية‬


‫بالمصحات‪11.....................................‬‬

‫‪- 2.2.3‬المطلب الثالث ‪:‬مزاولة الصيدلة بالمؤسسات الصيدلية‬


‫الصناعية‪11............................................‬‬

‫‪ -2.2.4‬المطلب الرابع ‪ :‬مزاولة الصيدلة بالمؤسسات الصيدلية‬


‫الموزعة‪14............................................‬‬

‫‪-3‬الفصل الثاني ‪ :‬المسؤولية القانونية للصيدلني بالقطاع‬


‫الخاص‪16....................................................‬‬

‫‪ -3.1‬المبحث الول ‪ :‬المسؤولية المدنية لصيادلة‬


‫الصيدليات‪19..........................................................‬‬

‫‪ -3.1.1‬المطلب الول ‪ :‬أهمية التفرقة بين اللتزام ببذل عناية واللتزام‬


‫بتحقيق نتيجة‪21.............................‬‬

‫‪- 3.1.2‬المطلب الثاني ‪ :‬تحديد طبيعة التزام‬


‫الصيدلي‪23..................................................................‬‬

‫‪ – 3.1.3‬المطلب الثالث‪ :‬الحالت التي يلتزم بها الصيدلني بتحقيق‬


‫نتيجة‪26..........................................‬‬

‫‪ – 3.1.4‬المطلب الرابع ‪:‬التعويض كوسيلة لجبر‬


‫الضرر ‪31..............................................................‬‬

‫‪ – 3.2‬المبحث الثاني ‪ :‬المسؤولية الجنائية‬


‫للصيادلة‪33....................................................................‬‬

‫‪ -3.2.1‬المطلب الول ‪ :‬العقوبات التي تطال الصيدلي في القانون الجنائي‬


‫العام‪35........................................‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -3.2.2‬المطلب الثاني ‪:‬العقوبات الجنائية في مدونة الدوية و‬
‫الصيدلة‪41.................................................‬‬

‫‪ -3.3‬المبحث الثالث ‪ :‬المسؤولية‬


‫التأديبية‪45..................................................................................‬‬

‫‪-3.3.1‬المطلب الول ‪ :‬طبيعة المسؤولية التأديبية‬


‫للصيدلي‪47..............................................................‬‬

‫‪ -3.3.2‬المطلب الثاني ‪:‬الواجبات الخلقية‬


‫للصيادلة‪47.......................................................................‬‬

‫‪-4‬‬
‫خاتمة‪............................................................................................‬‬
‫‪51............................‬‬

‫‪1‬‬

You might also like