Professional Documents
Culture Documents
بما أن الفعالية امر هام في حياة المنظمات نتيجة التطور الكبير و المنافسة الشديدة
من اجل البقاء و الستمرار ,فقد سعى عدد من الباحثين و المهتمين الى ايجاد نظرية
تعتمدها المنظمات لكي تكون فعالة ,و لكن موضوع الفعالية هو موضوع معقد بتعقد
المنظمات نفسها و هذا ما أدى الى كثرة الختلفات حول تحديد مفهومها و ضبط
مؤشراتها و قياسها و ربما يعود ذلك الى صعوبة تحديد الظواهر التي تحيط بفعالية
التنظيمات .
المطلب الول :ماهية الفعالية
-1تعريف الفعالية:
على الرغم من أهمية الفعالية في حياة المنظمات ال انه لم يحقق اجماع حول تعريف
المنظمة الفعالة ,يرى البعض ان فعالية المنظمات تتحدد بمدى قدرتها على تحقيق
اهدافها ,فهناك من يعرف فعالية المنظمة بأنها ":قدرة المنظمة على تحقيق
أهدافها و تعتمد هذه القدرة و المعايير المستخدمة في قياسها على
1
النموذج المستخدم في دراسة المنظمات "
و قد عرفها برنارد على انها ":الدرجة التي تستطيع فيها المنظمة تحقيق
اهدافها " .كما اشار الفار alvarالى ان الفعالية تعني " :قدرة المنظمة على
البقاء و التكيف و النمو بغض النظر عن الهداف التي تحققها" وهذا
المفهوم يركز على البيئة ,فبقدر تكيف المنظمة وظروفها الداخلية والخارجية بقدر ما
تبقى منظمة فعالة.
كما تعرف الفعالية بأنها :القدرة على تحقيق الهداف مهما كانت المكانات
المستخدمة في ذلك .فهي تمثل العلقة بين الهداف المحققة والهداف المحددة
وتعطى العلقة كالتالي = الهداف المحققة
الهداف المحددة
فالمنظمة الناجحة قادرة على تركيز مصادرها على النشطة التي تعود عليها بالنتائج
) الفعالية( .لذا فهي تتبنى قيمة عمل الشياء الصحيحة. 2إن الفعالية تتحدد من خلل
إجراء مفارنة بين المنظار المتشابه.فقد عرف بول موت ) (pol mottالمنظمات الفعالة
بانها :تلك المنظمات التي تنتج أكثر وبنوعية اجود .وتتكيف بفعالية
اكثرمع المشكلت البيئية اذا قورنت بالمنظمات الخرى المماثلة ,هذا
التعريف ل يركز على جانب تنظيمي معين ويكتفي بالمقارنة بين المنظمات المتشابهة
النشاط.
و اهتم بعض الباحثين في تعريفهم للفعالية بقدرة المنظمة على توفير الموارد
المختلفة ) افراد ,مواد ,معدات (....فقد عرفها كل من يوشتمان و سيشور
Yuchtman& seashoreبأنها " قدرة المنظمة على استغلل الفرص المتاحة
في بيئتها في سبيل اقتناء الموارد النادرة التي تمكنها من اداء وظائفها
".
مما سبق تتضح صعوبة التفاق على تعريف محدد للفعالية فليس لكل ابعاد الفعالية
نفس الهمية في قياس فعالية المنظمة.
باختصار يمكن تعريف الفعالية التنظيمية بأنها " قدرة التنظيم على تحقيق
الهداف طويلة و قصيرة المدى و التي تعكس موازين القوى للجهات
ذات التأثير و مصالح الجهات المعنية بالتقييم و مرحلة النمو أو التطور
3
التي يمر بها التنظيم "
1صالح بن نوار ,فعالية التنظيم في المؤسسات القتصادية ,قسنطينة .مخبر علم اجتماع التصال للبحث و الترجمة ,2006 ,ص 84
2نجاة قريشي ,القيم التنظيمية و علقتها بفعالية التنظيم ,مذكرة ماجستير غير منشورة ,جامعة بسكرة ,قسم علم الجتماع ,2006 ,ص .49
3محمد قاسم القريوتي ,نظرية المنظمة و التنظيم ,عمان ,دار وائل للنشر و التوزيع ,2000 ,ص . 104
1
تعريفات الفعالية التنظيمية -:
مجموعة التعاريف التقليدية :
يعرفها BARNARDعلى أنها تحقيق الهدف المحدد •
يعرفها ETZIONIعلى انها النجاح فى تحقيق الهداف •
المسطرة من خلل الستغلل المثل والمتوازن للموارد المتاحة
فى البيئة الخارجية
يعرفها PRICEعلى انها درجة تحقيق الهداف المتعددة •
يعرفها DONNELLYعلى انها درجة التطابق بين الهداف •
فى حدود الموارد المتاحة
يعرفها HANNAN & Freemanعلى انها درجة التطابق بين •
الهداف التنظيمية والنتائج المتحصلة .
محمموعة التعاريف النظامية •
يعرفها KATZ & KAHNعلى انها مضاعفة النتائج النهائية •
للمؤسسة من خلل الستخدام المثل لكافة الوسائل المتاحة فى
البيئة الداخلية والخارجية وبعبارة اخرى هى القدرة على البقاء
والستمرار والتحكم .
يعرفها كل من Rosenzweigو Kastعلى انها القدرة على •
تحقيق اهدافها فى شكل زيادة حجم المبعات والحصة السوقية
ورضا الزبائن وتنمية الموارد البشرية وتحقيق النمو .
يعرفها Mahoneyو Steersعلى انها النتاجية المرتفعة •
والمرونة والقدرة على التكيف مع البيئة والقدرة على الستقرار
والبداع .
يعرفها Seachore & Yuthmanعلى اساس العلقة بين ندرة •
الموارد فى البيئة والقدرة التفاوضية للحصول على ماتحتاجه من
موارد نادرة .
يمكن ان نستنتج من هذه التعاريف ان الفعالية التنظيمية هى عملية
ترتبط بالتصور النظامى المبنى على المعادلة التالية :مدخلت معالجة
مخرجات ويمكن التعبير عليها من خلل التفاعل اليجابى بين مختلف
مكونات النظام فى شكل تغذية مرتدة ايجابية .
3
(7النمو :و نقف عليه بواسطة حجم العمالة أو الطاقة النتاجية
القصوى للمؤسسة و حجم المبيعات ،و عدد البتكارات.
(8معدل التغيب :و الذي يشير إلى الغياب عن العمل دون مبرر.
(9دوران العمل :و يشير إلى عدد الفراد الذي تخلوا عن مناصب عملهم
بمحض إرادتهم و الذي يؤدي إلى عدم الستقرار الوظيفي.
(10الرضا الوظيفي :و يقاس بارتفاع الروح المعنوية للعامل بحكم
المناخ التنظيمي الملئم.
(11التحفيز و الدافعية :و تتمثل في درجة استعداد الفرد و مساهمته
الفعالة على تحقيق الهداف المسطرة.
(12الروح المعنوية :ترتبط بالجماعة "عكس التحفيز يرتبط بالفرد"
وتتمثل في مدى تفهم الجماعة لمعايير المؤسسة و مدى شعورهم
بالنتماء.
(13الرقابة :و التي تسمح بضبط و توجيه سلوكيات الفراد نحو تحقيق
الهداف المسطرة.
(14تحقيق التماسك و التقليل من الصراعات من خلل تحقيق التعاون
و التنسيق و تصميم شبكة اتصال فعالة.
(15المرونة و التكيف :و التي تعني إمكانية استيعاب التغيرات التي
تحدث على مستوى البيئة بواسطة إعادة صياغة للهداف المسطرة بما
يتوافق و الظروف المستجدة.
(16درجة الستقرار التي تميز المؤسسة و قدرتها على رؤية المستقبل
في الحاضر من خلل عملية التخطيط.
(17الندماج و التوافق بين أهداف المؤسسة و أهداف الفراد العاملين
فيها من خلل عملية التخطيط.
(18تمتع المؤسسة بالشرعية و القبول من قبل المجتمع من خلل
القيم و الثقافة السائدة بها وانسجامها مع قيم المجتمع.
(19التطابق في الدوار و قواعد السلوك و تعني مدى التفاق حول
مجموعة من المسائل مثل تفويض السلطة ،توقعات الداء ....الخ.
(20المهارات العملية للمد راء :و التي تسمح بتحقيق التفاعل اليجابي
بين مختلف المدخلت.
( المهارات العملية لدى إدارة التنظيم و التي تسمح بالتصال بباقي
المؤسسات الخرى.
(22إدارة المعلومات و التصالت :و التي ترتبط بانتقال المعلومات بين
مختلف الوحدات التنظيمية و الخصائص التي يجب أن تتوفر في
المعلومة من دقة و وضوح.
(23الستعداد لتحقيق الهداف الملموسة.
( 24الستفادة من البيئة :من خلل الستماع الدائم و القرب و
حصولها على كل ماله علقة بالفعالية التنظيمية.
( 25التقييم الخارجي :و الذي يتمثل في وجهة نظر الطراف الخارجية
و الحكام التقيمية التي تصدرها بحكم المصلحة التي تربطهم مع
المؤسسة.
( 26الستقرار :و يتمثل في الستعداد الدائم للمؤسسة لصيانة بنائها
الوظيفي و كذلك ضمان عملية المداد بكل مستلزماتها خاصة في فترة
الزمات "مخزون أمان لمواجهة الطوارئ".
4
( 27تكلفة الدارة :و التي تتمثل في النسبة بين مرتبات و مكافآت
مختلف عناصر القوى العاملة مقابل ما يقومون به من أعمال.
( 28مدى المشاركة من قبل أعضاء المؤسسة في عملية اتخاذ القرار و
خاصة التي تكون ذات علقة مباشرة.
( 29برامج التكوين و التطوير :و تمثل حجم الجهد المبذول بغرض
توفير فرص لتنمية الموارد البشرية المتاحة لها.
( 30التركيز على النجاز :و هي الحاجات التي يسعى الفرد إلى
تحقيقها و التي تشكل إحدى عناصر التحفيز الساسية.
-2الفرق بين الكفاءة و الفعالية :
إن إظهار الفرق بين الكفاءة و الفعالية يكون من خلل إبراز المعنى
الذي تأخذه كلهما " ,فالفعالية عادة ما ينظر إليها من زاوية النتائج
التي يصل إليها المسيرون ,و من ثم يوصف التسيير بأنه فعال إذا
حقق الهداف المسطرة و بأنه اقل فعالية إذا لم يستطع تحقيقها" ,
و انطلقا من هذا المفهوم يمكننا التفريق بين الفعالية و الكفاءة
فنقول أن الفعالية هي استغلل الموارد المتاحة في تحقيق الهداف
المحددة أي أنها تختص ببلوغ النتائج بينما الكفاءة هي الوسيلة أو
الطريقة التي اتبعت في الوصول إلى النتائج أو تحقيق الهداف .
5
فالكفاءة تشير بالمعنى الصريح إلى البعد القتصادي في تحديد
الهداف و إلى نسبة المخرجات إلى المدخلت إذ يتوجب على التنظيم
تحقيق الهداف المحددة بالموارد الموجودة ,و هي موارد محدودة
يستلزم إدارتها بشكل اقتصادي بينما تشير الفعالية إلى القدرة على
4
النجاح في تحقيق الهداف .
بالرغم من أن أبعاد الفعالية و العلقات المتداخلة بينها ليست واضحة بصورة جلية
حتى الن إل انه تم التفاق على بعد واحد و هو الوقت ,حيث أن الختبار النهائي
للفعالية التنظيمية يتمثل فيما إذا كانت المنظمة قادرة على أن تدعم بقاءها بصفة
مستمرة في البيئة ,حيث يقول جيزون Jasonإن المقياس الخير لفعالية التنظيم هو
عامل الوقت حيث في المدى القصير تتضمن المؤشرات الممكنة ما يلي :
1-النتاج :و يعكس قدرة المنظمة على النتاج )مهما كان ذلك ( بالكمية و
النوعية التي تتطلبها البيئة .
2-الكفاءة :و يمكن تعريفها كنسبة المخرجات للمدخلت ,و تستخدم فيها عدة
مقاييس مثل تكلفة الوحدة المنتجة و العائد على رأس المال و معدل الضياع من
المواد و الخامات و كذلك الوقت الضائع و ما شابه ذلك من مؤشرات الكفاءة.
3-الرضا :يتطلب إدراك المنظمة كنظام اجتماعي الهتمام بالمنافع التي يحصل
عليها عضو المنظمة و المنافع التي يمكن أن تعود على عملئها ,و يسمى هذا
5
المعيار الرضا و تتضمن مقاييسه معدل الغياب و التأخر و الشكاوى
إذا فالمؤسسة هي عبارة عن نظام اجتماعي يجب أن يحصل العاملون فيه على
إشباع لحاجاتهم تماما كما يحصل المستهلكون على السلعة أو الخدمة التي
يحتاجونها ,و بالتالي فإن الروح المعنوية المرتفعة و رضا العاملين عن المنظمة و
التطوع للستمرار في العمل كلها مؤشرات عن نجاح المنظمة في إشباع حاجات
6
عمالها .
أما في المدى المتوسط فمؤشرات الفعالية تتمثل في :
التكيف :و يشير إلى الحد الذي تستطيع فيه المنظمة أن تتجاوب مع -1
التغيرات التي تنشأ في داخل أو خارج المنظمة .
النمو :يجب على المنظمة أن تستثمر مواردها في النشاطات التي -2
تقوم بها و الهدف من النمو هو دعم قدرة المنظمة على البقاء في المدى البعيد
4صالح بن نوار ,مرجع سابق ,ص 196
5جون ه جاكسون و اخرون ,نظرية التنظيم منظور كلي للدارة ,ترجمة خالد حسن زروق ,مراجعة حامد سوداي عطية ,معهد الدارة العامة ,السعودية ,
, 1988ص 59
6صالح بن نوار ,فعالية التنظيم في المؤسسات القتصادية ,مرجع سابق ,ص 216
6
,و يمكن أن يشتمل ذلك على البرامج التدريبية للموظفين الخرين أو جهود
7
التطوير التنظيمي .
إذا في بداية المر كان معيار البقاء و قدرة المؤسسة على الستمرار هو أهم شرط
لنجاح المؤسسة ,و لكن في حقيقة المر هناك العديد من المؤسسات غير الناجحة و
غير الفعالة و لكنها قادرة على البقاء و الستمرار.
كما يمكن تقسيم مؤشرات الحكم على فعالية المنظمة إلى مؤشرات داخلية *
و مؤشرات خارجية كما يلي:
مؤشرات داخلية :و ترتبط بمدخلت المنظمة و عملياتها و منها : -1
تخطيط و تحديد الهداف :أي قدرة المنظمة على تحديد الهداف و •
تخطيط المسار الذي من خلله يتم تحقيق هذه الهداف.
المهارات الجتماعية للمدير :إن توفر المهارات الجتماعية لدى أعضاء •
المنظمة من المديرين يضمن توفير الدعم و المساندة للمرؤوسين عند
مواجهتهم العثرات في العمل .
المهارات العملية للمدير :حتى تتحقق الفعالية التنظيمية فإنه ل بد أن •
يتحلى أعضاء المنظمة من المديرين بالمهارات و الخبرات الفنية المتعلقة
بإنجاز العمال.
التحكم في سير الحداث داخل المنظمة :يؤكد على ضرورة السيطرة •
على سلوك الفراد داخل المنظمة مع توزيع السلطة على عدد من الفراد بدل
من تركيزها في يد شخص واحد .
المشاركة في اتخاذ القرارات :يرى الكثير من الباحثين و المديرين أن •
مشاركة العاملين في اتخاذ القرارات يؤدي إلى تدعيم فعالية التنظيم .
تدريب و تنمية قدرات الفراد :إن للبرامج التدريبية أهمية بالغة في تنمية •
قدرات الفراد و بالتالي ارتفاع مستويا أدائهم في العمل.
التأخر و الغياب بين العاملين :و يمكن قياس ذلك بعدد الساعات الضائعة •
نتيجة العذار أو التمارض أو أمراض المهنة.
كفاءة استخدام الموارد المتاحة :بحيث تكون التكلفة منخفضة مقارنة مع •
عوائد المخرجات.
الرضا الوظيفي :يعد رضا العاملين داخل المنظمة مؤشرا هاما في تحديد •
مستوى فعالية أداء الفراد و منه الداء العام داخل المنظمة ,فمعظم الباحثين و
المسيرين يعتبرون أن العامل الراضي أكثر إنتاجية من غيره
المؤشرات الخارجية :و ترتبط بصفة أساسية بالمخرجات و بعلقة -2
المنظمة بالبيئة الخارجية و من هذه المؤشرات:
إنتاج السلع و الخدمات :إن تزويد المنظمة بيئتها بالمخرجات من سلع و •
خدمات و زيادة الطلب عليها يؤكد وجودها كعنصر فعال في المجتمع .
الجودة :إن ارتفاع مستوى الجودة الخاص بمخرجات المنظمة يعد مؤشرا •
ضروريا لفعاليتها.
تحقيق الرباح :إن تحقيق المنظمة للرباح يساعدها على النمو و •
الستمرار و بدون تحقيقها للربح يصعب عليها تحقيق أهدافها.
تحقيق أهداف جديدة :تسعى المنظمة الفعالة إلى تحقيق أهداف جديدة •
و هامة.
التأهب للنجاز :يتمثل في استعداد المنظمة لنجاز المهام الخاصة فورا . •
7
المسؤولية الجتماعية :و تتمثل في المحاولت الجادة التي تبذلها •
المنظمة لحل المشكلت الجتماعية .
البقاء :عندما تنجح المنظمة في البقاء لمدة طويلة .فإن معنى ذلك أن •
منتجات المنظمة تلئم البيئة التي تعيش فيها .
القدرة على التكيف و التأقلم :و يقصد بها درجة استجابة المنظمة للتغيير •
في ظروفها الداخلية و الخارجية عن طريق حصولها على معلومات عن
التغييرات و التقلبات الحادثة في البيئة.
التطور :و يتمثل في نمو المنظمة عن طريق إدخال عناصر التكنولوجيا و •
إدخال البرامج التدريبية للفراد و تطوير منتجات المنظمة بشكل يتماشى و
8
التطور العلمي.
من خلل ما سبق يتضح لنا الترابط و التداخل الموجود بين مختلف المؤشرات
السابقة فتحقيق أي مؤشر يمكن أن يسهم في تحقيق مؤشر آخر فمثل :رضا
العاملين قد يؤدي إلى تحسين النتاج و رفع جودته و بالتالي تحقيق الرباح .
و كما قلنا فالمعايير تختلف باختلف رأي المفكر في العالية ,حيث يرى برايس
Briceأن الفعالية تعني تحقيق الهدف و الوصول إلى المخرجات التي تريد
المنظمة أن تنتجها و لكنه في نفس الوقت يضع خمسة عوامل سماها –العوامل
الوسيطة – و التي تؤدي إلى النتيجة التي ترغبها المنظمة ,و تعتبر هذه العوامل
مقومات جادة للفعالية أكثر منها مقاييس لها و هذه العوامل هي :
النتاجية :و تعني نسبة المخرجات إلى المدخلت . •
اتساق السلوك :أي قبول العاملين للقواعد السلوكية التي تضعها •
المنظمة و إطاعتهم لها.
الروح المعنوية :و التي تعكس مدى إشباع و دوافع العاملين . •
التكيف :و هو استجابة المنظمة للتغير و السياسات التي تضعها •
لمواجهته خاصة منها تلك الجوانب المتغيرة في علقات المنظمة ببيئتها و
محيطها الخارجي.
استقرار المنظمة :و هذا يعني قبول المجتمع لها و إقراره لسياستها و •
9
رغبته في منتجاتها.
و تجدر الشارة إلى انه ليس بالضرورة قياس فعالية التنظيم من خلل كل هذه
المؤشرات ,فهي مجرد مؤشرات مقترحة نتيجة العديد من الدراسات و البحوث و
ليس هناك اتفاق بين الكتاب و الباحثين حولها .و بالتالي ل توجد مؤشرات محددة
يمكن من خللها قياس الفعالية و لكن هناك مؤشرات استخدمت و ل تزال على نطاق
واسع أكثر من غيرها مثل :النتاجية ,الرضا ,الربحية ,الكفاءة ,التكيف ,البقاء.....الخ
8
يمكن تصنيف المداخل الساسية للفعالية التنظيمية حسب تطورها إلى مدخلين
رئيسيين :تقليدية و معاصرة.
-1المداخل التقليدية :لقد ركزت المداخل التقليدية للفعالية داخل
المنظمات على أجزاء مختلفة ,فالمنظمة تحصل على مواردها من البيئة
الخارجية ثم تقوم بتحويل هذه الموارد )أي المدخلت( إلى سلع و خدمات
) مخرجات ( ثم تعود إلى البيئة الخارجية مرة أخرى .
إذا يمكننا قياس فعالية المنظمات انطلقا من اهتمامات مختلف أطرافها من
مساهمين و عمال و إدارة و كل على حدى و هذا من خلل التعرف على مدى قدرتها
على القيام بهذه العمليات الثلثة :الحصول على الموارد ,تحويل هذه الموارد و
الحصول على مخرجات ,و إعادة هذه المخرجات إلى البيئة الخارجية من اجل
تسويقها .و ذلك على النحو التالي :
-1مدخل موارد النظام :يمثل هذا المدخل وجهة نظر المالكين أو
المساهين في المنظمة ,و يهتم بجانب المدخلت في تقييم فعالية
المنظمات ,فهو يفترض أن المنظمة تكون فعالة إذا استطاعت أن تحصل
على ما تحتاج إليه من موارد و تعرف الفعالية التنظيمية لهذا المدخل بأنها "
قدرة المنظمة المطلقة أو النسبية على استغلل البيئة التي تعمل فيها في
الحصول على ما تحتاج إليه من موارد نادرة و ذات قيمة .
يعتمد مدخل موارد النظام في قياس فعالية المنظمات على مجوعة من المؤشرات
التي تعكس مدى قدرة المنظمة على توفير ما تحتاج إليه من موارد .و من أهم هذه
المؤشرات :القدرة التفاوضية للمنظمة في الحصول على مواردها الساسية ,و قدرة
المنظمة على الستجابة للتغيرات في البيئة الخارجية ,و القدرة على فهم و تحليل
10
خصائص البيئة التي تعمل فيها المنظمة.
من عيوب هذا المدخل انه يركز فقط على قدرة المنظمة في الحصول على ما تحتاج
إليه من موارد و يتجاهل كيفية استخدام و توظيف هذه الموارد بعد الحصول عليها.
-2مدخل العمليات الداخلية :يمثل هذا المدخل وجهة نظر العاملين
في المنظمة ,و يهتم هذا المدخل بمدى كفاءة العمليات التشغيلية الداخلية
في المنظمة ,و جودة المناخ النفسي السائد بين العاملين حيث تعتبر
المنظمة فعالة وفقا لهذا المدخل إذا اتصفت عملياتها الداخلية باليسر و عدم
وجود معوقات و ارتفعت درجة رضا العاملين عن عملهم .و العنصر الهام
في الفعالية هو ما تفعله المنظمة بما توافر لديها من موارد .
و من مؤشرات تحديد الفعالية وفقا لهذا المدخل :وجود مناخ ايجابي و شيوع روح
العمل الجماعي بين العضاء و وجود وسائل اتصال فعالة بين الدارة و العاملين و
ارتفاع دافعيتهم و ولئهم للمنظمة ,هذا بالضافة إلى ارتفاع الكفاءة القتصادية
الداخلية .
و يتميز مدخل العمليات الداخلية في الفعالية باهتمامه بالموارد البشرية داخل
المنظمة باعتبارها موردا استراتيجيا هاما .و رغم ذلك فهو ل يخلو من عيوب ,إن أوجه
قصور هذا المدخل تجاهل علقة المنظمة بالبيئة الخارجية و الفراط في الهتمام
بالعمليات الداخلية ,فضل عن ذلك قياس المناخ النفسي و رضا العاملين يعتبر مسألة
11
نسبية لنها تتأثر بالعديد من العوامل التنظيمية و الشخصية
ج -مدخل تحقيق الهداف :يمثل هذا المدخل وجهة نظر إدارة المنظمة,
و يفهم من هذا المدخل انه يهتم أساسا بزاوية المخرجات في تقييم فعالية
المنظمة لنه يركز على التعرف على الهداف التنظيمية المعلنة ثم يقيس مدى
10علي عبد الهادي مسلم ,تحليل و تصميم المنظمات ,الدار الجامعية ,السكندرية ’ ب س ,ص 171
11صالح بن نوار ,مرجع سابق ,ص .204
9
قدرة المنظمة على تحقيق مستوى مرضي منها و هو بهذا يعتبر مدخل منطقيا لنه
يقيس مدى تقدم هذه المنظمة في تحقيق أهدافها.
كما يعتمد هذا المدخل على الهداف التشغيلية كمؤشرات لقياس الفعالية ) هي تلك
الهداف التي يمكن اكتشافها بملحظة ما تقوم المنظمة بعمله فعل ( فالهداف
الرسمية ) هي تلك الهداف التي تعد للستهلك العام ( غالبا ما تكون تجريدية و غير
قابلة للقياس في حين أن الهداف التشغيلية غالبا ما يتم التعبير عنها في شكل كمي
قابل للقياس .و من اكثر الهداف شيوعا في قياس فعالية منظمات العمال هي :
الربحية ,النمو ,معدل العائد على الستثمار و حصة المنظمة من السوق .
و من المشكلت التي يواجهها هذا المدخل هي :
-تعدد الهداف التنظيمية و في بعض الحيان تعارضها مما يجعل قياس فعالية
المنظمات باستخدان مؤشر وحيد يعتبر امرا غير مقبول.
-وجود بعض الهداف التي يصعب قياسها بشكل كمي و هذا ما يؤدي الى استخدام
مؤشرات شخصية و ليست موضوعية لقياس مدى قدرة المنظمة على تحقيقها .
-2المداخل المعاصرة :نتيجة للقصور الذي تعاني منه المداخل
التقليدية ,اتجهت الكتابات الحديثة إلى تقديم مداخل أكثر شمولية لتحديد
فعالية المنظمات ,و اعترفت هذه المداخل بتعدد أهداف المنظمات و تعدد
عملياتها و تعدد أطراف التعامل معها و من أهم هذه المداخل ما يلي :
-1مدخل أطراف التعامل :يركز هذا المدخل على الخذ في العتبار
رغبات و أهداف أصحاب المصلحة من المتعاملين و صاحب المصلحة في
بقاء المنظمة و نموها .و من أهم أصحاب المصالح المتعاملين مع المنظمة :
الموردون :و هدفهم التزام المنظمة بسداد قيمة الموارد المباعة لها . -
المستهلكون :هدفهم الحصول على أعلى جودة بأقل السعار . -
العمال :هدفهم الحصول على اعلى اجور و افضل ظروف عمل ممكنة . -
الملك :هدفهم تحقيق اعلى معدلت عائد على استثماراتهم . -
المديرون :هدفهم الحصول على اعلى مرتبات و اكبر قدر من السلطة و -
النفوذ.
الحكومة :هدفهم اللتزام بالقوانين و اللوائح . -
المجتمع :هدفهم مشاركة المنظمة في عمليات التنمية القتصادية و -
الجتماعية ,و حماية البيئة من التلوث و زيادة رفاهية المواطنين .
و المشكلة الساسية في هذا المدخل هو تعارض أهداف اصحاب المصالح المختلفة
مما يصعب عملية قياس الفعالية ,لذلك غالبا ما يثار سؤال :من هو الطرف الذي
يجب ان تسعى المنظمة الى تحقيق أهدافه أول ؟.12و قد قدم هذا المدخل النماذج
التالية التي يمكن ان تساعد المنظمة في الجابة عنه:
أ -النموذج النسبي :يرى انه على المنظمة ان تعطي اوزان متساوية نسبيا
للطراف المختلفة للتعامل معها ,فل تفضل صاحب مصلحة معينة على اخر ,أي
ان كل اصحاب المصالح المختلفة لهم نفس الهمية النسبية .
ب -نموذج القوة :و يرى ان المنظمة يجب ان تحدد اقوى اطراف التعامل معها
ثم تحاول ان تشبع اهدافه و احتياجاته اول ,و اقوى اطراف التعامل هو الطرف
الذي يؤثر بشكل مباشر على بقاء و استمرار المنظمة .و بالتالي ل بد من ارضاء
هذا الطرف اول حتى و لو على حساب الطراف الخرى.
ج -نموذج العدالة الجتماعية :و هو عكس نموذج القوة ,فالمنظمة وفقا لهذا
النموذج عليها ان تبحث عن اقل الطراف رضا ,ثم تحاول ان تشبع اهدافه و
احتياجاته اول .و الهدف من هذا النموذج هو تقليل عدم رضا الطراف المختلفة
12علي عبد الهادي مسلم ,مرجع سابق ,ص ص . 175 174
10
للتعامل ,فإذا لم ترد أي شكوى من هذا الطرف راض عن المنظمة .و في حالة
ظهور أي شكوى فعلى المنظمة أن تعالج أسباب هذه الشكوى أول حتى تضمن
رضا جميع الطراف.
د -النموذج التطوري :و هو يفترض أن أهمية أطراف التعامل المختلفة تتغير
بمرور الزمن ,و أيضا تتغير خلل المراحل المختلفة من دورة حياة المنظمة .ففي
مرحلة النشأة قد يكون المستهلكون هم أهم أطراف التعامل و بالتالي ل بد من
إعطاء عناية خاصة لهم إلى أن تستطيع المنظمة إن تثبت وجودها في السوق .بعد
فترة قد ترى المنظمة انه ل بد من الهتمام بالملك و المساهمين و تحقيق
معدلت ربحية مناسبة لهم حتى تستطيع إجراء أي توسعات في مرحلة لحقة ,و
13
هكذا تختلف أهمية أطراف التعامل من فترة لخرى بمرور الزمن.
و بناءا على ما سبق يجب على المنظمة أن تختار النموذج المناسب لظروفها في
تحديد أطراف التعامل الكثر أهمية ,ثم تقاس فعالية المنظمة على حسب مدى
تحقيقها لهداف هذا الطرف و مدى إشباعها لحاجاته .
-2مدخل القيم المتنافسة :ينطلق مؤيدو هذا المدخل من افتراض
عدم وجود معيار مثالي و وحيد لقياس الفعالية بحيث يتفق عليه الجميع اذ
ليس هناك إجماع على الهداف التي يهدف التنظيم إلى تحقيقها و ل على
أولوية بعضها على البعض الخر .
و قد قام (Rohrbaugh & Quinn( 1983بدراسة توجهات المديرين في العديد من
المنظمات و أمكنهما التمييز بين نوعين من التوجهات هما :
أ -التوجه الداخلي :و يعني اهتمام إدارة المنظمة برضا العاملين و رفاهيتهم ,و العمل
على زيادة كفاءتهم و مهاراتهم في العمل .
ب -التوجه الخارجي :و يعني اهتمام إدارة المنظمة بدعم مركز المنظمة في تعاملتها
مع البيئة الخارجية ,و العمل على تنمية علقات قوية مع أطراف التعامل الخارجيين.
كما قاما بالتمييز بين نوعين من الهياكل التنظيمية التي تعكس أنماطا مختلفة للدارة
و هي:
الهيكل الجامد :و يعكس اهتمام الدارة بإحكام الرقابة ,و اللتزام •
بإجراءات و نظم العمل .
الهيكل المرن :و يعكس اهتمام الدارة بعمليات التكيف و التغير من •
فترة إلى أخرى.
و يقدم مدخل القيم المتنافسة بناءا على توجه الدارة و نوع الهيكل أربعة نماذج
مختلفة لقياس الفعالية :
-1نموذج العلقات النسانية :و يعكس التوجه الداخلي للدارة مع استخدام
هيكل مرن ,و فيه يكون هدف الدارة هو تنمية و تطوير العاملين و رفع رضاهم عن
العمل ,و تكون وسيلتهم في ذلك هي الهتمام بتدريب العاملين و زيادة عوائدهم
المالية .
-2نموذج النظام المفتوح :و يعكس التوجه الخارجي للدارة مع استخدام هيكل
مرن ,و تهدف المنظمة فيه الى تحقيق النمو و الحصول على الموارد اللزمة من
البيئة الخارجية .و تسعى المنظمة الى تحقيق هذه الهداف من خلل تنمية علقات
طيبة مع اطراف التعامل في البيئة الخارجية .
-3نموذج الهدف الرشيد :و يعكس التوجه الخارجي للدارة مع استخدام هيكل
جامد .و تهدف المنظمة وفقا لهذا النموذج الى زيادة النتاجية و الكفاءة و الربحية .و
تسعى المنظمة الى تحقيق هذه الهداف من خلل وضع خطط و استراتيجيات لتحقيق
الهداف.
13صالح بن نوار ,مرجع سابق ,ص .208
11
-4نموذج العمليات الداخلية :و يعكس التوجه الداخلي للدارة مع استخدام هيكل
جامد .و تهدف المنظمة وفقا لهذا النموذج الى تحقيق الستقرار الداخلي .و تسعى
المنظمة الى تحقيق هذا الهدف من خلل وضع نظم جيدة للتصال و المعلومات و
14
صنع القرارات .
و تعكس النماذج الربعة بهذه الصورة تعارض في القيم التنظيمية ,و تعتمد الفكرة
الساسية لهذا المدخل على ان المدير يجب ان يحتفظ لنفسه بمكانة وسط بين هذه
النماذج المتعارضة .كما يوضح ايضا خطورة الفراط في الهتمام بنموذج واحد فقط
حيث انه قد يؤدي الى عدم فعالية المنظمة .
* محددات اختيار المدخل المناسب :
-تفضيلت الدارة العليا :حيث انها المسؤولة عن نتائج اعمال المنظمة و هي
غالبا ما تمارس نفوذا في وضع الهداف التنظيمية
-مدى قابلية الهداف للقياس الكمي :فكلما كانت الهاف التنظيمية قابلة
للقياس الكمي و الموضوعي كلما كانت اكثر مناسبة لتقييم فعالية المنظمة من خللها
.
-الظروف البيئية :فالمنظمات التي تواجه بيئة تتصف بالندرة في الموارد
الساسية اللزمة لها غالبا ما تتجه لقياس فعاليتها باستخدام مدخل موارد النظام او
العمليات الداخلية .اما في البيئة المتغيرة و المعقدة فقد تصبح الكفاءة الداخلية اقل
اهمية ,و تصبح المرونة و القدرة على التكيف من المعايير المناسبة لقياس الفعالية.
حظيت عملية محاولة إيجاد معايير لقياس الفعالية التنظيمية بحيز كبير من اهتمام
الباحثين والممارسين للتنظيم و الدارة و ذلك لغياب فلسفة قايس شاملة ،و لذلك و
بناء على العوامل المؤثرة في الفعالية التنظيمية نقوم بتقديم أسباب المشاكل التي
واجهت قياس الفعالية التنظيمية.
العوامل المؤثرة في الفعالية التنظيمية : -1
يمكن أن نقدم مجموعة العوامل التي لها تأثير في تحديد الفعالية التنظيمية ليس على
سبيل الحصر فيما يلي :
-درجة التخصص و تقسيم العمل المعتمدة في المؤسسة.
-أساليب تكنولوجيا النتاج كثيفة رأس المال أو كثيفة العمالة.
-درجة اللتزام باللوائح و الجراءات التي تضبط السلوك التنظيمي.
-التنسيق على المستويين الرأسي و الفقي.
-وحدة السلطة المرة و التي تؤدي إلى عدم وجود مراكز قرار متعددة.
-تفويض السلطة بشكل متوازن بين مختلف المستويات التنظيمية.
-اعتماد المركزية و اللمركزية حسب الحاجة التنظيمية دون إفراط أو تفريط
فالمركزية تفيد في كل ما هو استراتيجي و اللمركزية مفيدة في كل ما هو روتيني.
-فلسفة التعامل مع البنية الخارجية و طبيعة نظام الضبط الذاتي للمؤسسة في
معالجة أخطاءها أثناء التفاعل مع البنية الخارجية.
-القدرة على التكيف و الستجابة للتغيرات التي تحدث على مستوى البيئة.
-نظم الرقابة والمتابعة المعتمد في شكل جزاء و عقاب.
-شبكات التصال المتكاملة كممر لتدفق المعلومات الضرورية لمختلف القرارات
المتخذة.
12
-القدرة على تعبئة الموارد و درجة الحرفية التي تتميز بها المؤسسة.
كل هذه المتغيرات ليس على سبيل الحصر ترتبط بالفعالية التنظيمية بعلقة سببيه ،و
عدم تحديد درجة تأثيرها بدقة يصعب من عملية القياس.
ب -صعوبات الفعالية التنظيمية :
):إن أسباب عدم وجود فلسفة شاملة لقياس الفعالية التنظيمية يرجع إلى السباب
التالية ) 1
1-إن اعتماد البعد المحاسبي في قياس الفعالية ،و التي تنطلق من فكرة الربح
كمعيار للفعالية يعاني الكثير من القصور في إعطاء صورة واضحة بالرغم من شيوع
استخدامه على نطاق واسع ،و يمكن إرجاع هذا القصور إلى العوامل التالية :
-الخلل في أنظمة الضبط و النظم المحاسبية بشقيها العام و التحليلي و ذلك بحكم
الهمال لمجموعة من المعلومات أو الجهل بها
-تأثير مجموعة من المتغيرات الخارجية تؤثر على دقة المعلومات كدرجة المنافسة
التي تتميز بها السواق .فتوجه المؤسسة إلى سوق غير تنافسي يمكنها من تحقيق
مستويات عالية من الرباح ،هذه الخيرة ليست مؤشر فعالية و إنما نتيجة لوضعية
احتكارية.
2-إن اعتماد البعد القتصادي كمؤشر للفعالية من خلل استخدام معيار القيمة
المضافة و التي تمثل إنتاج الثروة أو التفاعل اليجابي بين مكونات المؤسسة ،ل تعتبر
السلوب الفضل لقياس الفعالية .و هذا بسبب إمكانية زياد القيمة المضافة بأساليب
مختلفة ل تبررها اعتبارات الستخدام القتصادي للموارد النتاجية المتاحة للمؤسسة.
3-إن المعالجة الجزئية للسلوك التنظيمي انطلقا من مداخل كلسيكية تركز على
العمل و مداخل نيوكلسيكية تركز على العامل و مداخل رياضية تركز على الرشد
المحدود و إمكانية التنبؤ والتخطيط ،فشلت هي الخرى في التوصل إلى تقديم نظرة
شمولية لقياس الفعالية .كذلك أدى اعتماد المدخل النظامي إلى رسم صورة شمولية
لمختلف الظواهر التنظيمية و أبرز دور العوامل البيئة في تحديد النتائج المحققة على
مستوى المؤسسة .لكن الفراط و التعميم لهذا المدخل أدى إلى صعوبات تواجهه في
ميدان التطبيق ،و ذلك من اعتبار أن الفعالية التنظيمية تتحقق من خلل قدرة
المؤسسة على التحكم في العوامل الداخلية و الخارجية معا .و هذا ما يعتبر من
المعطيات المستحيلة على الطلق .هذه الوضعية ساهمت في بروز المدخل التوفيقي
الذي أكد على العوامل
الموقفية في عملية قياس الفعالية التنظيمية ،والتي تعتبر بالنسبة لهم عملية توازن
بين مجموعة
المتغيرات المؤثرة.
وبناءا على تلك السباب التي تقف كعائق ليجاد فلسفة قياس شاملة ،يمكن ذكر
الصعوبات التي تواجه عملية القياس في النقاط التالية :
1-عدم وجود إجماع في تفسير ظاهرة الفعالية و تحديد متغيراتها الساسية يجعل من
عملية قياسها صعبة ،فعلى سبيل المثال :اعتبار أن الفعالية هي المقابل لدرجة
تحقيق الهداف ،نجد فيها تعميم كبير ،إذ يختلف محتواه باختلف الطراف التي تتعامل
مع المؤسسة ،فيمكن أن تكون الفعالية مقبولة من قبل المساهمين ،و في نفس
الوقت مرفوضة من قبل العمال ،و بمعنى آخر ما هي طبيعة الهداف التي تعتمد في
قياس الفعالية هل الهداف الرسمية المعلنة أو غير رسمية.
2-مشكلة الثبات عبر الزمن وصدق المقاييس التي تستخدم في قياس الفعالية سواء
للمعايير الكمية أو السلوكية
3-مشكلة تعميم المقاييس المستخدمة و مدى ملءمتهما لواقع المؤسسات من حيث
طبيعة النشاط و الحجم ،إلى جانب ذلك صعوبة قياس بعض المتغيرات السلوكية و
13
البيئية و التي تخضع لحكام شخصية أكثر منها أحكام موضوعية و منه عملية الترجيح
تختلف من شخص إلى آخر أو من مؤسسة لخرى .و بناءا على ما سبق يمكن القول
أن نجاعة قياس الفعالية التنظيمية تتوقف على تصميم مدخل متكامل يأخذ بعين
العتبار البعاد المحاسبية و القتصادية و المتغيرات السلوكية ،و هذا ما سوف نقترحه
من خلل اعتماد أسلوب لوحة القيادة في محاولة قياس الفعالية التنظيمية .
مدخل دراسة الفعالية التنظيمية
بناءا على العتقاد أنه ل يوجد تنظيم أمثل يناسب جميع المؤسسات والظروف ،بل
أنه لكل نوع من التنظيم نتائج فعاله وفقا لمعطيات معينة) طبيعة نشاط ،ونوعية
البيئة ،ومستوى الكفاءات التي تتوفر عليها (....وعليه نقف على التعقيد الذي صاحب
موضوع الفعالية التنظيمية أو حالة عدم اتفاق حول تعريفها ،بحيث ل يمكن تقييم
الفعالية على أساس معيار واحد فقط .كل هذا ساهم في ظهور مجموعة من المداخل
لدراسة الموضوع من زوايا مختلفة
مداخل تقليدية في دراسة الفعالية التنظيمية
ركزت هذه المداخل في قياس الفعالية التنظيمية على قدرة المؤسسة في قيامها
بالعمليات التالية :
* الحصول على مختلف المداخلت :الموارد الضرورية للعملية النتاجية .
* القيام بعملية المعالجة :التفاعل بين مختلف المداخلت.
* تحقيق المخرجات :والتي تتمثل في الهداف المسطرة.
1-موارد النظام:
يركز هذا المدخل في دراسة الفعالية التنظيمية على عنصر المداخلت التي تحصل
عليها من البيئة الخارجية ،ويمكن النظر للفعالية من هذه الزاوية بأنها " القدرة
المطلقة أو النسبيةعلى استغلل البيئة التي تعمل فيها المؤسسة والحصول على ما
تحتاج إليه من مختلف مستلزمات العملية النتاجية " .1ولدراسة موارد النظام قام
الباحثان
:بتقديم مقاييس للفعالية التنظيمية وترتيبها في شكل هرمي
قمة الهرم :تحتوي على مجموعة المعايير المثالية والتي تقيم فقط .1
عبر الزمن والمثال على ذلك الستخدام المثل للفرص والموارد الموجودة في
البيئة.
وسط الهرم :المعايير قبل المثالية ،تمتاز بقلة عددها نوعا ما ولها .2
قيمة تناوبية فيما بينها ،كما أنها تبدو مستقلة عن بعضها عمليا ،على الرغم من
أنها قد ترتبط مع بعضا في الداء ،والمثال على ذلك عمليات التنسيق وترجمة
التصورات الستراتيجية ،و ترتبط هذه المعايير بقياس المخرجات.
قاعدة الهرم :هي مجموعة متغيرات فرعية كثيرة العدد تتعلق .3
بأهداف جزئية أو وسائل لتحقيق الهداف وترتبط بالعمليات التنظيمية داخل
المؤسسة .كذلك فإن قياس هذه المتغيرات تكون على المدى القصير والمثال
على ذلك إنتاجية العامل أو تكاليف الصيانه .أو الناتج التجاري للبائع.
وبناء على هذا التقسيم قدما الباحثان التعريف التالي للفعالية التنظيمية :على أنها
القدرة على استغلل البيئة في الحصول على الموارد الثمينة أو النادرة لتثبيت
وظيفتها.
وبصفة عامة فإن قياس الفعالية التنظيمية للمؤسسة بناءا على هذا المدخل يعتمد
على مجموعة من المؤشرات تصب كلها في مدى إمكانية المؤسسة الحصول على ما
تحتاج إليه من موارد لمختلف نشاطاتها ومن أهم هذه المؤشرات نجد:
القوة التفاوضية للمؤسسة.
14
مرونة المؤسسة والتي تتمثل في مدى الستجابة للتغيرات التي تحدث على مستوى
البيئة الخارجية.
قدرات الكفاءات البشرية التي تتوفر عليها المؤسسة في فهم ورصد وتحليل خصائص
بيئة العمل -أي القدرة على حل المشاكل التي تواجه المؤسسة
ومن خلل ما سبق يمكن القول أن مدخل موارد النظام في قياس الفعالية التنظيمية
يتماشى وبشكل خاص مع
المؤسسات التي ل تهدف إلى تحقيق الرباح كالجامعات و المستشفيات و التي
يصعب علينا قياس فعاليتها من خلل المخرجات .وعليه يتم التركيز على قدرتها في
الحصول على احتياجاتها الضرورية كالتمويل أو كفاءة بشرية ،لكن ما يعاب على هذا
المدخل في قياس الفعالية هو إهماله لكيفية استخدام وتفاعل هذه الموارد.
2-مدخل العمليات الداخلية:
يركز هذا المدخل في قياس الفعالية التنظيمية على كفاءة العمليات التشغيلية
الداخلية في المؤسسة ،وبمعنى آخر عملية التفاعل بين مختلف المدخلت التي
تحصل عليها المؤسسة ،حيث ننظر للتفاعل على أنه عملية تقنية اجتماعية نفسية.
ووفقا لهذا المدخل يمكن الوقوف على الفعالية من خلل تسلسل وانسياب العمليات
الداخلية دون عوائق تذكر ودرجة الرضا لدى العامل أو المناخ التنظيمي السائد )عدم
ومن مؤشرات قياس الفعالية التنظيمية. وجود الصراعات التنظيمية
* وجود مناخ تنظيمي ملئم والذي نقصد به :1مجموعة العوامل والخصائص والقواعد
والساليب والسياسات التي توجه وتحكم سلوك الفراد داخل المؤسسة وتميزه عن
غيره من المؤسسات.
* شيوع روح الفريق والعمل الجماعي بين أعضاء المؤسسة.
* بناء شبكة اتصال تعمل في جميع التجاهات بين مختلف الطراف التي تتشكل منها
المؤسسة.
* ارتفاع دافعية العمال ودرجة الولء للمؤسسة .ونشير أيضا إلى أن هذا المدخل يركز
بشكل أساسي على الموارد البشرية باعتبارها الموجه والمحدد لعملية التفاعل أو
المعالجة بتعبير آخر .أما ما يمكن تسجيله من قصور في هذا المدخل هو تركيزه على
المؤسسة باعتبارها نظام مغلق ويتجاهل دور وتأثير البيئة الخارجية ،و منه فإن تتأثر
بالعديد من العوامل التنظيمية Arbitrageقياس المناخ التنظيمي يبقى مسألة تحكيم
والشخصية.
3-مدخل الهداف:
يهتم مدخل الهداف في قياس الفعالية التنظيمية بزاوية المخرجات ،بمعنى آخر
التركيز على الهداف التنظيمية المعلنة ،ثم قياس مدى إمكانية المؤسسة تحقيق
مستوى مرضى منها.
:كما ينطلق هذا المدخل على افتراضين أساسين
1-لكل مؤسسة هدف نهائي تسعى إليه .
2-إمكانية تحقيق الهدف النهائي لكل مؤسسة ومن ثم قياس مدى النجاح في
تحقيقها .في هذا الطار يمكن القول أن الختلف في الهداف بين المؤسسات أمر
حتمي ،إل أن الباحث ميز بصفة عامة بين ثلث مجموعات من الهداف .
* أهداف اقتصادية :خاصة بالمؤسسات التي تنتج سلع وخدمات.
* أهداف تتصل بالنظام والضبط :أي ضبط السلوك النحرافي كالمؤسسة السجن
والصحة العقلية .
* أهداف اجتماعية وثقافية :وتدخل في هذه الخانة المؤسسات التي ترعى القيم
كالجامعات ،ومراكز البحث.
15
وعليه يمكن اعتبار مدخل الهداف بسيط ومعقد في نفس الوقت .فالبساطة تظهر
في تعريف الفعالية على أنها الدرجة التي تدرك فيها المؤسسة أهدافها ،بينما التعقيد
يبرز لما ندرك أن لمعظم المؤسسات أهداف متعددة ومتضاربة وهل قياس الفعالية
يرتبط بمدى تحقيق المؤسسة لهم الهداف أم بمدى تحقيقها لكثر من هدف وما هو
معيار الهمية النسبية للهداف .كذلك أشار الباحثون ان التمايز الهيكلى فى
المؤسسات له علقة بتنوع الهداف و عدم تطابقها .فنظرا لن معظم المؤسسات
لها هياكل تنظيمية مختلفة ،فان التعددية وعدم التطابق تؤخذ عادة على أنها مسلمات
بالنسبة للمؤسسة .وهذا ما يجعل مدخل الهداف صعب الستخدام لكن ل يلغي فائدة
استعماله .وليضاح التساؤلت السابقة يمكن استعراض المداخل الفرعية لمدخل
الهداف :
أ -مدخل الهدف السائد :ويقصد به الهدف الرسمي المعلن مثل حجم النتاج في
المؤسسات الصناعية.
ب -مدخل تعدد الهداف :في الكثير من الحيان تسعى المؤسسة إلى تحقيق أكثر من
هدف في وقت واحد ،فإن كان حجم النتاج غير كامل لقياس الفعالية ،فإنه يمكن
قياس الفعالية من خلل أكثر من هدف مثل تحقيق الرباح ورضا العمال في نفس
الوقت.
ج -مدخل الهداف الوسطية :يتم العتماد في هذه الحالة على السلوب الستقرائي
في قياس الفعالية أو في هذه الحالة تستخدم مؤشرات عامة للفعالية كالقدرة على
البتكار والبداع وكذلك قدرات المؤسسة في التنمية والتكوين.
د -مدخل الهداف المرحلية :ينطلق هذا المدخل من فرضية وجود أهداف خاصككة لكككل
مؤسسة تسعى إلى تحقيقها ترتبط بالزمن) قصيرة ومتوسطة وطويلة الجل ( وقياس
الفعالية يتوقف على مدى تحقيق هذه الهداف المرحلية.
لقياس الفعالية ومن أبرز المعايير التنظيمية حسب هذا المدخل : .1
النتاجية :عدد الوحدات المنتجة في فترة زمنية محددة.
الرضا الوظيفي :الروح المعنوية لدى الفراد ودرجة القبال والتعاون على .2
العمل ) معدل التغيب(.
الكفاءة :نسككبة المخرجككات مككن الوحككدات المنتجككة إلككى عككدد محككدد مككن .3
وحدات المدخلت.
الربحية :تقوم على التوازن بين النتاج والتكلفة والظروف المحيطة بهككذه .4
العمليات.
أما فيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه مدخل الهداف فتتمثل فيما يلي :
1-احتمال وجود أهداف تنظيمية متعددة وربما متعارضة تصعب من قياس الفعالية.
2-تحديد محتوى الهداف وترتيبها يصعب من اعتمادها كمقياس للفعالية التنظيمية.
3-البعد الزمني للهداف ) التركيز على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل(.
4-صعوبة تكميم بعض الهداف يجعل من قياس الفعالية أمر صعبا.
ويركز Scottعلى مشاكل من نوع آخر ،بحيث يقترح بأن الهداف تككم اسككتعمالها فككي
ثلثة
اتجاهات في تحليل الفعالية:
1-يمكن النظر إليها على أنها مصادر للتحفيز للمشاركة التنظيمية.
2-يمكن اعتمادها كمرشد لجهود المشاركين.
3-يمكن أن توفر لنا معيارا لتحديد وتقييم الجوانب المختككارة مككن وظيفككة المؤسسككة.
وهذا ما
يؤدي إلى أن الهتمام بالفاعلية يطرح من زاوية معيار التقييم أكثر منه صياغة الهدف.
. -2.2مداخل معاصرة في دراسة الفعالية التنظيمية I :
16
نتيجة للقصور الذي ميز المداخل التقليدية في معالجة الفعالية التنظيمية وتركيزه على
النظرة للجزئية إمككا الهككداف أو العمليككات أو المككوارد .لككذلك قككد تككوجهت الدراسككات
الحديثة من خلل المداخل التي اعتمدتها على دمج العديككد مككن المؤشككرات فككي إطككار
متكامل لقياس الفعالية التنظيمية يسمح بتحقيق تككآزر إيجككابي بيككن متغيككرات الفعاليككة
التنظيمية .
1المدخل النظامي :برز المدخل النظامي كطريقة تفكير ومنهجيككة تحليككل فككي الربككع
الخير من هذا القرن كواحد من أفضككل السككاليب الفكريككة لحككل المشكككلت ودراسككة
الظواهر .وتنطلق فكككرة النظككام مككن مجموعككة عناصككر مترابطككة ومتفاعلككة مكن خلل
استهلك
الطاقة والمعلومات وبغرض تحقيق مجموعة من الهداف الخاصة.
ولدراسة مشكلة الفعالية حسب هذا المدخل ل بكد مكن معالجتهكا فكي إطارهكا الكلكي،
وهذا ما
:يؤدي بنا إلى الوقوف على دراسة 2
-تنظيم العلقات بين الجزاء المكونة للمؤسسة وبين الكل.
-العلقات المتبادلة بين الكل ) المؤسسة ( و بيئتها.
-الضبط والتعديل والمراجعة من خلل القيام بتغيرات تسمح بالتطور والتكيف مع
المحافظة على روح وهوية المؤسسة.
ولتحديد الجوانب التي ركز عليها هذا المدخل في دراسة للفعالية التنظيميككة ل بككد مككن
تحديد
.خصائص النظم المفتوحة 3
أ -مجموعة النظم الفرعية المترابطة :وعادة ما تمثل مجموعة الوظائف التي تقوم بها
المؤسسة والمعبر عليها في بناء هرمي )الهيكل التنظيمي( هذا الخير يحدد مجموعة
الرتباطات والتفاعلت التي تتم بين الوظائف.
ب-الختلف :والمقصود به التجزئة أي وجوده عدة أقسككام داخككل المؤسسككة ،بحيككث
لكل قسم
ظروفه الخارجية التي تؤثر فيككه ،كككذلك لكككل قسككم مككدخلت ومخرجككات خاصككة إلككى
جانب ذلك
معلومات مؤثرة تتعلق بالمهام المسندة إلية.
ج-الكلية :ونقصد بها أن المؤسسة ككل ليسككت المجموعككة الحسككابي وإنمككا المجمككوع
الكلي الذي
يظهر من خلل ترابط وتداخل هذه النظم الفرعية وهذا ما نعبر عنه بالتعاضد أو التآزر
)(Synergies
د-الهداف :للمؤسسة عدة أهداف تسعى إلى تحقيقهككا ويمكككن تجميعهككا بصككفة عامككة
في
المجموعات التالية :
1-أهداف تتعلق بالمجتمع إنتاج السلع والخدمات المطلوبين .
أهداف المخرجات :تتعلق بالتشكيلة السلعية المنتجة ) التنويع(.
3-أهداف النظام :وتتعلق بالوضعية المرغوب فيها للمؤسسة كالنمو والستقرار.
4-أهداف المنتج :وتتعلق بالخصككائص الكتي يجكب أن تتكوفر فكي المنتجكات مكن حيككث
مستوى
الجودة ،الكمية ،والبداع.
ه -المعلومات المرتدة :وتعنى المراجعة أو الرقابة وتحديد النحرافات الخاصة بتحقيق
الهداف وتتمم من خلل اختبار النتائج ،التقارير...الخ .ويمكن أن نميز بيككن المعلومككات
المرتدة
17
أو الرقابة السلبية إذا كان الهدف منها العودة أو تغيير الموقف ليصبح النظككام كمككا هككو
عند البدء
أو كما هو مخطط له .والمعلومات المرتدة أو الرقابككة اليجابيككة والككتي تشككجع النظككام
على التغيير
وإعادة النظر في الهداف إذا كانت الظروف تستلزم ذلك.
و -التككأثير السككلبي :تعمككل كككل مككن الرقابككة السككلبية والرقابككة اليجابيككة علككى تقليككل
الضطراب أو
بحيث تساعد على تحديد المدخلت الجديدة وإعادة هيكلته للقضاء entropy،الخلل في
النظام
على هذا الخلككل .ويمكككن أن تظهككر هككذه العمليككة علككى مسككتوى المؤسسككة مككن خلل
الحتفاظ بالسيولة
لمواجهة التقلبات في أسعار السوق أو توظيف كفاءة عالية تسمح بالتحليككل لتجاهككات
التغيير على
مستوى البيئة الخارجية وعليه فإن المؤسسة مهددة بالزوال كلما كانت عوامل الخلككل
كبيرة من
خلل المدخلت التي تحصل عليها المؤسسة ،أو على مستوى المعالجة.
ي-الستقرار والتأقلم :قد تكون النظمة المفتوحة مستقرة أو قابلة للتأقلم أو التكيككف
مع معطيات
البيئة الخارجية .فالستقرار يعني محاولة المؤسسة المحافظككة علككى هيكلهككا وعلقتهككا
كما هي،
بينما التأقلم يعكس رغبة المؤسسة في التغيير والنمو من خلل إضككافة أجككزاء جديككدة
للهيكل أو
إقامة علقات جديككدة .وانطلقككا مككن هككذه الخصككائص ركككز مككدخل النظككم فككي قيككاس
الفعالية التنظيمية
:على الجوانب التالية 1
• قياس قدرة المؤسسة على تأمين وتحديككد مختلككف احتياجاتهككا مككن المككدخلت ،ممككا
يؤدي بنا إلى
اعتبار أن العملية التخطيطية على مستوى المؤسسة تشكككل عنصككر هككام فككي دراسككة
الفعالية
التنظيمية .إلى جانب ذلككك قككدرتها التنافسككية فككي تككأمين مسككتلزماتها .هككذا يعنككي أن
القدرة على
التخطيككط والتعامككل مككع المنافسككة فككي ظككل الككبيئة تشكككل عناصككر ترتبككط بالفعاليككة
التنظيمية.
• قياس كفككاءة المعالجككة الداخليككة والككتي تعنككي القككدرة علككى تحقيككق أكككبر قككدر مككن
الهداف في
حدود الموارد المتاحة و بأقل تكلفة ممكنة .والكفاءة في هذه المرحلة ل تقتصر فقككط
على
المخرجات إنما على الدورة النظامية) مدخلت -معالجة-مخرجات -تغذية مرتدة( وهذا
بغرض الحفاظ على توازن العمليات التي تقوم بها المؤسسة والتي تشكل عامككل مككن
عوامل
الفعالية التنظيمية.
• قياس مرونككة العمليككة التنظيميككة فككي قككدرتها علككى التكييككف مككع مسككتجدات الككبيئة
الخارجية والتي
تظهر في شكل فرص أو تهديدات ،يتطلب أيضا من المؤسسة القدرة على التنبؤ بهذه
18
المتغيرات والقيود والستعداد المستمر لمواجهتها.
• قياس الصحة التنظيمية :باعتبار المؤسسككة مثككل الكككائن الككبيولوجي ،فإنهككا تتعككرض
للكثير من
المراض تؤثر على الداء التنظيمي لهيكلتها ويعرقل السير الحسن للمهككام والوظككائف
التي
تقوم بها ،ومن أبرز المراض التنظيمية والتي تنعكككس فككي شكككل نقككص فككي الفعاليككة
التنظيمية
1والتي هي :التعبير النقدي Savallو تؤدي إلى زيادة التكاليف الضمنية كما يعبر عنها
لنشاطات الضبط على مستوى المؤسسككة ،وتتمثككل فككي :التغيككب و حككوادث العمككل و
دوران
العمل و أخطاء في الجودة ) اللجودة( و النحراف في النتاجية أو انخفاضها.
• الستقرار والنسجام الداخلي :والتي ترتبط بمجموعة العوامككل الككتي تشكككل المنككاخ
التنظيمي،
ومن مؤشرات النسجام الداخلي هو نقص حدة الصراعات التنظيمية والككتي تككبرز مككن
خلل
عمليات التصال وممارسة السلطة واتخاذ القكرار .بحيكث تظهكر هكذه الصكراعات فكي
مختلف
المستويات التنظيمية:
-الصراع داخل نفس المستوى التنظيمي على مستوى الدارة العليا أو المتوسطة
أو التنفيذية
-الصراع بين مختلف المستويات التنظيمية
-الصراع بين المؤسسة والطراف التي لها مصالح معها.
• النتاجية :وتتمثل في نسبة المخرجات على المداخلت ومنككه الحصككول علككى أعلككى
قدر من
النتاجية.
• التطوير الداخلي :ويرتبط بقدرة المؤسسة علككى تجديككد نفسككها والككدور الككذي يلعبككه
التنظيم في
تحقيق "الستثمار في الذات" كما يطلق في بعض الكتابات.
• الروح المعنويكة :وتتمثكل فكي قكدرة التنظيككم السكائد فكي المؤسسكة علككى تحقيككق
الهداف الخاصة
بالفراد وتشكيل جماعات تلتزم بالواجبات الموكلة إليها.
لكن بالرغم من الجتهادات للوصول إلى إيجاد نظرة متكاملة للمؤسسة ومنة العملية
التنظيمية من خلل المدخل النظامي إل أنه يواجه بعض القصككور فككي تفسككير الفعاليككة
التنظيمية.
وما يعاب علي هذا المدخل هو صعوبة قياس بعض المعايير المرونة و مككدى السككتجابة
للتغيرات
التي تحدث على مستوى البيئة ،كذلك معيار البقاء و الذي يلفككه الكككثير مككن الغمككوض،
كذلك قياس
درجة الرضا.
2مدخل أطراف التعامل ) أو العناصر الستراتيجية (:
يركز هذا المدخل على التفاعل البيئي بين المؤسسككة بتنظيمهكا كمككا هككو فككي المككدخل
النظامي .لكن يتم
التركيز بصورة أساسية على العناصر البيئية التي تؤثر إستراتيجيا في عمل المؤسسككة.
بمعنى أخر
19
التركيز على الطراف التي تتعامل معهككا المؤسسككة كمقيككاس للفعاليككة ،و الككذين لهككم
مصلحة في بقاء
المؤسسة و استمرارها .و تتمثل هذه الطراف في العناصر التالية كما هو في الجدول
التالي:
الجدول رقم ) : (1أطراف التعامل مع المؤسسة
الطراف الهدف
المورد التزام المؤسسة بتسديد قيم السلع المتحصل عليها.
المستهلك الحصول على مستوى عالي من الجودة بسعر يتناسب مع القدرة الشرائية.
العامل الحصول على أعلى أجر و توفير ظروف عمل ملئمة قدر المكان.
المالك تحقيق أعلى عائد استثمار.
المدير الحصول على امتيازات كبيرة و أكبر قدر من السلطة.
الدولة اللتزام بالقوانين و التشريعات المنظمة للعمل و النشاط.
المجتمع المساهمة في التنمية الشاملة و تحقيق الرفاه الجتماعي.
20
الهمية النسبية.
ب -نموذج القوة :يتم تحديد الطرف القوى في معادلة التعامككل و منككه تحككاول إشككباع
حاجاته باعتبار
أن هذا الطرف يؤثر بشكل مباشر على بقاء المؤسسة.
ت -نموذج العدالة الجتماعية :هو عكس نموذج القككوة ،بحيككث تسككعى المؤسسككة إلككى
إشباع الطرف
القل رضا من خلل الرد على تظلماته و شكاويه .و بمعالجة أسباب الشكككاوي تضككمن
رضا جميع
الطراف و تتحقق الفعالية التنظيمية.
ث -النموذج التطوري :حسب هذا النموذج تأخذ المؤسسة بعين العتبكار عامكل الزمكن
في تعاملها مع
مختلف الطراف و التي ترتبط بدورة حياتها .فعلى سبيل المثال يكون المستهلك أهككم
طرف
تتعامل معه المؤسسة في مرحلة النشأة.
و عليه تختار المؤسسة النموذج الذي يتناسب مع ظروفها .و تقاس الفعالية التنظيميككة
في هذه
الحالة بمدى تحقيقها لهداف أي طرف ومدى إشككباعها لحاجككاته .كككذلك فككإن أهككم مككا
يميز هذا المدخل هو
تركيزه على مجموعة من المتغيككرات الداخليككة و الخارجيككة و الككتي لهككا علقككة بنشككاط
المؤسسة ،بالضافة
3-مدخل القيم المتنافسة:
يقوم هذا المدخل في دراسة الفعالية التنظيمية على أنها ظككاهرة تأخككذ صككور مختلفككة
حسب نظرة الفرد
ومكانته في الهيكل التنظيمي للمؤسسة .فتقييم الفعالية التنظيمية يختلككف بيككن مككدير
النتاج و مدير
التسويق و مدير المالية و مككا إلككى ذلككك ...ويمكككن القككول أن الفعاليككة التنظيميككة أمككر
شخصي يرتبط بقيم
وتفضيلت الفرد و رغباته .وعليه نعتبر أن الفعالية التنظيمية ظاهرة متعددة المجالت،
حيث أعتمد
في دراسته على ) 30ثلثين( مقياس معياري سبق ذكرهاCampbell .
و بناءا على نماذج دراسة الفعالية التنظيمية السابقة ،تم بناء نمككوذج القيككم المتنافسككة
من منطلق
التمييز بين نوعين من القيم المتنافسة أو المتعارضة:
• المجموعة الولى :المؤسسة/الفراد ،فالتركيز على الفراد يعني الهتمام بالعمليككات
التي
تتعلق بالرضا و المهارة و الكفككاءة فككي العمككل .أمككا الككتركيز علككى المؤسسككة ،فيعنككي
الهتمام
بالتعامل مع الطراف التي تشكل البيئة الخارجية و الكيفية التي يتم بها تطوير هذه
العلقات.
• المجموعة الثانية :المرونة/الجمود ،و تمثل قيم ترتبط بالهيكل التنظيمي للمؤسسككة.
بحيث
تعكس المرونة القدرة على التكيف و التغيككر مككن مرحلككة إلككى أخككرى أو القككدرة علككى
البداع.
21
بينما يعكس الجمود إمكانية إحكام الرقابة على مختلف مستويات الهيكككل التنظيمككي و
اللتزام
بالجراءات التي تحكم العمل.
و يمكن تقديم الشكل التالي و الذي يعكس مداخل القيم المتنافسة أو المتناقضة .
3.2المقارنة بين مدخل دراسة الفعالية التنظيمية I. :
إن محاولة إيجاد معنى للبعد التنظيمي للفعالية يعتبر غاية ذات أهمية كبرى ،كما تبقككى
الفعالية
التنظيمية السند الهام للممارسين و القائمين بالتحليككل التنظيمككي .وحككتى نتمكككن مككن
المقارنة بين مختلف
المداخل التي اهتمت بدراسة الفعالية التنظيمية ،لبد من الوقوف على أسباب التبككاين
في الدراسات التي
اهتمت بالموضوع.
(1أسباب الختلف في مداخل دراسة الفعالية التنظيمية :
تمثل هذه السباب في العناصر التالية :
22
اعتماد أكثر من مدخل أمر ضككروري .ليعكككس لنككا صككورة متوازنككة للفعاليككة التنظيميككة
أخذين بعين
العتبار اهتمامات مختلف هذه الطككراف – التككوازن بيككن المؤسسككة و الطككراف الككتي
تتعامل
معها مؤشر للفعالية التنظيمية.
(2مجالت المقارنة بين مدخل دراسة الفعالية التنظيمية :
تسمح عملية المقارنة بين مختلف المداخل الككتي اهتمككت بدراسككة الفعاليككة التنظيميككة
على الحكم
بشكل أفضل على الفعالية التنظيمية تحت الظروف الخاصة بكل مدخل ،و منه اختيككار
أساليب القياس
الكثر موائمة لواقع المؤسسة موضوع الدراسة .و الجدول التالي يبين أوجككه المقارنككة
بين المداخل
السابقة الذكر.
المفاهيم المرتبطة بالفعالية التنظيمية :
من المصطلحات الكثر ارتباطا بمفهوم الفعالية هككو اصكطلح الكفككاءة و الداء .و بنككاءا
على ما
سبق تبين أن الفعالية هي القيام بالعمل الصككحيح و الهتمككام بككالقرارات السككتراتيجية
كاختيار التشكيلة
السلعية و السوق الملئمة ،و بعبارة أخرى تفاعل مكونات المؤسسككة علككى المسككتوى
الكلي بما تحتويه
من أنشطة فنية و وظيفية و إدارية و ما يؤثر فيه من متغيرات خارجية و داخلية ،علككى
العكس فالكفاءة
ترتبط بالمستوى الجزئي من التحليل التنظيمي بمعنى المور التشغيلية بينما الداء هككو
عبارة عن
الكفاءة و الفعالية معا.
1.3تعريف الكفاءة و علقتها بالفعالية I. :
: (1تعريف الكفاءة " :علككى أنهكا السككتخدام المثككل للمككوارد النتاجيككة ( Effeciencyأ-
تعريف الكفاءة
المتاحة للمؤسسة و ترتبط بالدرجة الولى بعنصر التكلفككة و العلقككة بيككن المككدخلت و
المخرجات و عليه
فهي تشكل عنصر من عناصر الفعالية ،و تقاس بالنسبة التالية :
الكفاءة = قيمة المخرجات
قيمة المدخلت
كمكا تعكرف أيضكا " :علكى أنهكا اسكتعداد و طاقكة المؤسسكة فكي السكتغلل الفضكل
للموارد المتاحة لها
ويمكن التعبير عنها بالنتاجية" ،وكذلك ترتبط بتقييم تحكم المؤسسة في العمليات من
ناحية تقنية
).اقتصادية") 2
على أنها " عدد الوحدات المستعملة من المككوارد لنتككاج وحككدة واحككدة مككن ETZIONI
كذلك يعتبرها
).منتج معين") 3
ومن خلل هذه التعاريف السابقة يمكن أن نستخلص ما يلي :
-الكفاءة هي صورة من صور العمل بدون وجود تبذير في الموارد مهما كانت طبيعتهككا
)مادية،
23
بشرية ،مالية ،معلومات(.
-تقييم الكفاءة عادة بواسطة تكاليف النتاج ،و الرباح.
-تعتبر الكفاءة في غالب الحيان مرادف للنتاجيككة و تظهككر فككي شكككل قيككاس داخلككي
لداء المؤسسة
بحيث يعرف الداء على أنه درجة تحقيق تلك الهداف المسطرة لفترة تشغيل معطاة.
-حتى تكون دللة في حساب نسبة الكفاءة يجب أن تتككم علككى أسككاس المقارنككة بيككن
عدة فترات نشاط
)على أساس تاريخي( أو مقارنتها بكفاءة النظام )نسبة للمقارنة( حتى يمكن الوقككوف
على تقدم
المؤسسة.
-من خلل التعاريف المقدمة يمكككن القككول أن الكفككاءة تتعككارض مككع الفعاليككة ،بحيككث
يمكن أن نحقق
الكفاءة على حساب الفعالية في حالة إنتاج سلعة واحدة ل يوجد عليها طلككب و يمكككن
أن تحقق
الفعاليككة علككى حسككاب الكفككاءة فككي حالككة تحقيككق الهككداف المسككطرة دون مراعككاة
للتكاليف.
ب .تحليل العلقة بين الكفاءة و الفعالية :
من خلل ما تقدم حول مفهوم الكفاءة و الفعالية ،نجد أن مفهوم الفعالية أكككثر اتسككاع
من مفهوم
الكفاءة ،و في غالب الحيان يمكن التعبير على الكفاءة أنها متغير مككن متغيككرات دالككة
الفعالية .كذلك
تشكل الفعالية و الكفاءة غالب موضوع تقييم متقارب) (1فتحقيكق هككدف زيكادة رقككم
العمال كمعيار فعالية
يمكن أن يتم من خلل تخفيض الستهلكات الوسيطية ،و ذلككك بالضككغط علكى تككاليف
النتاج و تحسين
القدرة التنافسية للمؤسسة في السوق من خلل السعار كمعيار كفاءة.
كذلك يمكن ملحظة التباعد في بعض الحيان بيككن البحككث عككن الفعاليككة والبحككث عككن
الكفاءة أي
البحث عن الفعالية يكون على حساب البحث عن الكفككاءة والعكككس صككحيح .ولتحليككل
أكثر عمق يمكن
تقديم النموذج التالي من خلله نميز بين الكفاءة و الفعالية :
انطلقا من التركيز على أن موضوع الفعاليككة و الكفككاءة يرتبككط بالمؤسسككة و العنصككر
البشري و
تفاعلهما ،يمكن أن نميز بين المتغيرات التالية :
-المؤسسة :يمكن اعتبارها على أنها تركز على عمليات داخلية أو عمليات خارجية.
-الفراد :يمكن اعتبار تصرفاتهم على أنها تصرفات عقلنية أو تصرفات طبيعية.
و علقته بالفعالية performance 2.3 :تعريف الداء .
أ -التعاريف :
من التعاريف الكثر استعمال للداء تتمثل في "البحث عن تعظيم العلقة أو النسبة بين
النتائج /
).الوسائل انطلقا من وجود هدف محدد") 1
هذا يعني أيضا أن الداء "هو البحث عن الكفاءة من خلل إنتاج أكبر ما يمكن و البحككث
عن الفعالية
).من خلل القيام بأفضل عملية لتحقيق نمو دائم") 2
24
).و يعرف الداء أيضا على أنه " :فعالية العملية و كفاءة استخدام الموارد") 3
و نستنتج مما سبق أن الداء ما هو إلى عملة نعتمدها لتقييم عمل المؤسسة من جهككة
التكاليف و التي
تعبر عن الكفاءة عن طريق النسبة بين الوسائل المستخدمة و النتائج المحققة ،و مككن
جهة أخرى القيمة
المضافة و التي هي تعبير عن التآزر و الفعالية من خلل الوقككوف علككى درجككة تحقيككق
النتائج المتوقعة.
كذلك يظهر لنا الداء بصور متعددة حسب جمهور المهتمين أو حسب سككياق الدراسككة،
و يمكن أن نميز
بين :
-الداء من زاوية اقتصادية :و الذي يعبر عن اسككتراتيجية الحصككول و المحافظككة علككى
ميزة
تنافسية تسمح بمعالجة نوعية لمختلف المدخلت.
العملية للمؤسسة من خلل ) - (Pilotageالداء من زاوية تنظيميككة :و الككذي يعككبر عككن
القيادة
تحقيق كل من الكفاءة و الفعالية.
ب -الداء الداخلي و الداء الخارجي:
كان إلى عهد قريب مشكل الداء قضية داخلية يرتبط بإنتاجية العمككل ،لكككن مككع مككرور
الزمن تبين
أن مفهوم الداء ل يقوم ل بعد واحد ،نظرا لن قيمة السلعة ل تتوقف بشكل آلي على
حساب التكلفة،
وإنما توجد مجموعة خصائص أخرى تتعلق بالسلعة كمستوى الجودة و توقيت تقككديمها
للسوق .
و التصميم و ما إلى ذلك من عوامل تؤثر في قيمة السلعة و الككتي نعككبر عنهككا بالسككعر
الذي يكون
المستهلك مستعد لدفعه ،و منه نعبر عن الداء بالمعادلة التالية :
الداء = الداء الداخلي )التكاليف( +الداء الخارجي )السعر ،القيمة(
وبناءا على ما سبق فإنه من الن فصاعدا ،أن تقييم الداء يرتبط أكثر بالبعككد الخككارجي
من خلل درجة
إشباع الزبائن و بالبعد الداخلي من خلل التحكم في كمية العمل المستهلكة.
هذا يعني أيضا أن الداء هو محصلة جمع مختلف العناصر و فعالية التفاعككل بينهككا ،إلككى
جانب ذلك أنه
ل يمكن الحديث عن أداء خارجي جيد دون وجود أداء داخلي جيد.
ج .كيفية إدراك الداء :
تركز النظرة المحاسبية للداء على التكلفة كوحدة قياس استخدام مختلف المككوارد ،و
ليست
العناصر التي تساهم بشكل إيجككابي فككي قيمككة السككلعة مككن منظككور مختلككف أطككراف
التعامل )زبائن
ومساهمين و أجراء (...
و لفهككم الداء علككى مسككتوى المؤسسككة يجككب أن تكككون عمليككة الدراك علككى المككدى
الطويل من خلل
أبعاد متعددة:
1-التجاه إلى الداء على المدى القصير و الطويل:
25
إن التركيز على المؤشرات العملية ل يسمح فقط بالوقوف على الداء الفعلككي بشكككل
سريع
وبطريقة محددة ،و لكن أيضا النتقال من منطق معاينة الداء الموجود إلى توقع الداء
المستقبلي.
بمعنى التحول من المؤشرات القائمة على معلومات سابقة إلى مؤشرات تقككوم علككى
التوقع و التنبؤ
بالمستقبل ،و عليه فإن الداء يجب أن يركز على المدى القصير و الطويككل فككي نفككس
الوقت.
2-تصور متعدد البعاد للداء :
من خلل اعتماد أسلوب لوحة القيادة يمكن تقديم رؤية أكثر شككمولية للداء ،فككالفكرة
الساسية في
بداية المر ركزت على الداء في صورته المالية كرؤية يعتمد عليها المساهمين بشكككل
كبير إل أن
يجككب أن تؤخككذ بعيككن العتبككار اهتمامككات الطككراف الخككرى ) :الزبككائن ،العمككال،
الموردين (...و الذين
يمكن أن تتعارض تصوراتهم مع تصورات المساهمين .وفي هذه الحالة تظهككر ضككرورة
النظرة
المتوازنككة للداء و ذلككك بغككرض خلككق توافككق بيككن الطككراف .بمعنككى أن الداء المككراد
التوصل إليه يأخذ
الصككورة الماليككة ،لكككن يجككب أخككذ أهككداف الطككراف الخككرى كمحككددات لهككذا الداء
)الختلف في
التصورات و تناقض الهداف ينعكس بشكل سلبي على نتيجة الداء(.
د -مؤشرات الداء وعلقته بالفعالية :
يعرف مؤشر الداء على أنه " :بيان كمي يقيس فعالية أداء كفاءة الكككل أو الجككزء مككن
عملية أو
في شكل خطة أو هدف تم تحديده و قبوله في إطككار ) (Normeنظككام و ذلككك بالنسككبة
لمعيار
).الستراتيجية الكلية") 1
من هذا التعريف يمكن استنتاج ما يلي :
-نعبر عن مؤشر الداء بالكمية و ليس بالقيمة ،باعتبار أن التعبير المالي ل يكون دقيق
ول
يعكس الزيادة أو النقصان في كمية المخرجات.
-يقيس مؤشر الداء الفعالية و التي تعني قدرة النظام على توليد أداء كلككي أو جككزئي
للعملية أو
النظككام علككى مسككتوى منصككب عمككل أو قسككم أو ورشككة أو كككل مؤسسككة بمختلككف
مستوياتها
التنظيمية.
-يقيس مؤشر الداء الفعالية بالنسبة لمعيار في شكل خطككة أو هككدف محكدد ومقبككول
هذا يتطلب
تعبئة و تحفيز المككوارد البشككرية للمؤسسككة لتحقيككق الهككداف المسككطرة .وفككي حالككة
العكس فالفشل
هو مصير المؤسسة.
-نعبر عن المؤشر في إطار استراتيجية شككاملة ،هككذا يتطلككب مراجعككة مككدى انسككجام
المؤشرات
26
المستعملة في مختلف المستويات داخل المؤسسة.
بعبارة أخرى يرتبط الداء بالفعالية في المجالت
التالية :
-1شروط العمل :الشروط الفيزيائية و علقات العمل.
2-تنظيم العمل :و يرتبط بتوزيع الوظائف الساسية داخل المؤسسة و تقسيم المهام
بين مختلف
المصالح و القسام.
3-التصال – التنسيق – التشاور :و الذي يعبر عككن التمفصككل العملككي والككوظيفي بيككن
الفراد للقيام
بنشاطاتهم و تبادل المعلومات.
4-تسيير الوقت :و تعني كيفية تنظيم وقت العمل الفككردي و الجمككاعي بيككن مختلككف
الوظائف
والمهام.
5-التكوين المندمج :و الذي ينسجم مع متطلبات الوظائف ،و المهام الككتي يقككوم بهككا
الفراد.
التطبيق السكتراتيجي :و الكتي تتمثكل ككل السكبل و التقنيكات الكتي تسكمح بتحويكل و
ترجمة
الهداف الستراتيجية للمؤسسة في شكل عملية حقيقية تسمح بتحقيقها.
أما الرتبكاط بيكن الداء و الكفكاءة فيظهككر مكن زاويككة النتككائج السككريعة لفككترة محككددة
)إنتاجية،
مردودية( وتكوين طاقة مستقبلية من خلل تحسكين ظكروف العمككل و إدمككاج التكككوين
كعامل محفز .هذه
النقطة الخيرة تظهر أيضا العلقة بين الكفاءة و الفعالية ،و هذا ما يككؤدي إلككى تعريككف
الداء على أنه
" ).الفعالية القتصادية – الجتماعي
خلصة الفصل:
تناول هذا الفصل جانب تنظيمي على غاية من الهمية و هو الفعاليككة التنظيميككة .و قككد
تمت فيه
مناقشة التناقضات بين المفاهيم و التناقضات فكي منهجيككة التحليكل و دراسكة مختلككف
النماذج التي حاولت
ليجاد وسائل للقياس .كما تم التطرق للمفاهيم المرتبطة بها و المتمثلة في الكفاءة و
الداء ،باعتبارها
من المصطلحات الكثر تداول فككي أوسككاط الممارسككين للعمليككة الداريككة .و مككا يجككب
التأكيد عليه هو
الطابع المتناقض لمصطلح الفعالية التنظيميككة .و بتجاهككل هككذه التناقضككات سككوف لككن
يفيد المعرفة العلمية
أو الممارسة العملية .و منه فالفعالية التنظيمية هي التحرك نحو هدف ضمن مجموعككة
من العوامل
التي يمكن السيطرة عليها جزئيا ،أو هي خارج السيطرة تماما .هذا ما يسككمح للبككاحث
أو الممارس أن
يتعامل مع موضوع الفعالية التنظيمية بشكل مباشر و ليس ضمني.
27