You are on page 1of 20

‫ث‪ _:‬جابر بن حيان‪.

‬‬ ‫ح ُ‬ ‫ن ال ْب َ ِ‬‫وا ْ‬‫عن َ َ‬‫ِ‬


‫ة‪_:‬هل محمد العساف‪.‬‬ ‫طـاِلـب ُ ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫س ْ‬‫ا َ‬
‫ث‪_:‬‬
‫ح ْ‬‫م ال ْب َ ِ‬
‫سل ُي ِ ْ‬
‫خ تَ ْ‬ ‫ري ُ ْ‬
‫َتـا ِ‬
‫‪11/5/1431‬هـ‪.‬‬
‫‪25/4/2010‬م‪.‬‬

‫ن‪/..‬‬
‫حـَيـا ْ‬
‫ن َ‬
‫جــاب ُِر ب ِ ْ‬
‫َ‬
‫ة‪~:‬‬
‫م ْ‬
‫د ُ‬ ‫م َ‬
‫ق ِ‬ ‫ُ‬
‫ترتبط نشأة الكيمياء عند العرب بشخصية أسطورية‬
‫أحيانا ً وتاريخية حينا ً آخر‪ ،‬هي شخصية جابر بن‬
‫حيان‪ ،‬ونستنتج من خلل الكتب التي تحمل اسمه‬
‫أنه من أشهر الكيميائيين العرب‪ ،‬ويعدّ الممثل‬
‫الول للكيمياء العربية‪.‬‬
‫وقد أّثر جابر في الكيمياء الوربية لظهور عدد ل‬
‫يستهان به من المخطوطات اللتينية في الكيمياء‬
‫منسوبة إلى جابر بن حيان‪.‬‬

‫ول ُدّ ِ‬
‫ه‪_:‬‬ ‫م ِ‬
‫َ‬
‫أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الزدي‪ ،‬ولد على‬
‫أشهر الروايات في سنة ‪ 101‬هـ‪ 721/‬م وقيل أيضا ً‬
‫‪ 117‬هـ ‪ 737 /‬م عالم عربي وقد اختلفت الروايات‬
‫على تحديد مكان مولده فمن المؤرخين من يقول بأنه‬
‫من مواليد الجزيرة على الفرات شرق سوريا‪ ،‬ومنهم من‬
‫يقول أن أصله من مدينة حران من أعمال بلد ما بين‬
‫النهرين في سوريا‪ .‬ولعل هذا النتساب ناتج عن تشابه‬
‫في السماء فجابر المنسوب إلى الندلس هو العالم‬
‫الفلكي العربي جابر بن أفلح الذي ولد في إشبيلية‬
‫وعاش في القرن الثاني عشر الميلدي‪ .‬ويذهب البعض‬
‫إلى أنه ولد في مدينة طوس من أعمال خراسان في‬
‫إيران‪.‬‬
‫وقد وصف بأنه كان طويل القامة‪ ،‬كثيف اللحية مشتهرا‬
‫باليمان والورع وقد أطلق عليه العديد من اللقاب ومن‬
‫هذه اللقاب "الستاذ الكبير" و"شيخ الكيميائيين‬
‫المسلمين" و"أبو الكيمياء" و"القديس السامي التصوف"‬
‫و"ملك الهند"‪.‬‬
‫و جابر بن حيان شخصية بارزة‪ ،‬ومن أعظم علماء‬
‫القرون الوسطى‪ .‬وهو أبو موسى جابر بن حيان الزدي‪.‬‬
‫ويلقب أحيانا ً بالحراني والصوفي‪ .‬وعرف عند الوربيين‬
‫في القرون الوسطى باسم ‪ .‬ويقال إنه كان من الصابئة‬
‫ومن ثم جاء لقبه الحراني‪ ،.‬ويذكر الب جورج قنواتي أن‬
‫جابرا ً أرسل إلى الجزيرة العربية بعد وفاة والده‪ ،‬وهو‬
‫صغير حيث درس القرآن والرياضيات‪ ،‬وذهب ابن النديم‬
‫في "الفهرست" إلى أن الناس اختلفوا في نسبة جابر‬
‫إلى جهة معينة كالشيعة والبرامكة والفلسفة‪ ،‬بل هناك‬
‫ل‪ ،‬لذلك يجب التحفظ بشأن نسبته‬ ‫من أنكر وجوده أص ً‬
‫إلى الصابئة‪ .‬وإن كان أصله من خراسان فقد عاش‬
‫معظم حياته في الكوفة‪ .‬ولد جابر في طوس حوالي‬
‫‪721/102‬م‪ ،‬وتوفي حوالي ‪ 199‬هـ موافق سنة ‪815‬م‬
‫على اختلف بين المؤرخين‪.‬‬
‫مارس جابر الطب في بداية حياته تحت رعاية الوزير‬
‫جعفر البرمكي أيام الخليفة العباسي هارون الرشيد‪.‬‬
‫ه‪_:‬‬ ‫نَ ْ‬
‫شـأت ُ ْ‬
‫هاجر والده حيان بن عبد الله الزدي من اليمن إلى الكوفة في أواخر عصر‬
‫بني أمية‪ ،‬وعمل في الكوفة صيدلنيا ً وبقي يمارس هذه المهنة مدة‬
‫طويلة )ولعل مهنة والده كانت سببا ً في بدايات جابر في الكيمياء وذلك‬
‫لرتباط سافر إلى حران أفي أعالي بلد ما بين النهرين ويقال خراسان‪،‬‬
‫وفي حران ولد النابغة جابر بن حيان المؤسس الحقيقي لعلم الكيمياء‪.‬‬
‫تعود إلى قبيلة الزد‪ ،‬رجعت عائلة جابر بن حيان إلى الكوفة‪ .‬وتعلم‬
‫هناك‪.‬‬

‫ه‪:‬‬
‫ست َ ِ‬
‫دُر ْ‬
‫م ِ‬
‫َ‬
‫نضم إلى حلقات المام جعفر الصادق ولذا نجد أن جابر بن حيان تلقى‬
‫علومه الشرعية واللغوية والكيميائية على يد المام جعفر الصادق‪ .‬وذكر‬
‫أنه درس أيضا على يد الحميري‪ .‬ومعظم مؤرخي العلوم يعتبرون جابر‬
‫بن حيان تلقى علومه من أستاذه الحقيقي المام جعفر الصادق‪ .‬وان‬
‫كان من الثابت انه عربي مولود في جنوب العراق بناءا على المصادر‬
‫الموثوق بها مثل دائرة المعارف البريطانية والموسوعة السلمية وغيرها‬
‫ولم يذكر تاريخيا مذهب ما للكوفي حيث كانت المذاهب في ذلك الوقت‬
‫ليست إل موقفا سياسيا من الخلفة هذا بالضافة إلى أن التصنيف‬
‫‪.‬المذهبي ل يستخدم في تدوين شخصيات الديان الخرى‬
‫أخذ جابر مادته الكيمياء من مدرسة السكندرية التي كانت تؤمن بانقلب‬
‫العناصر‪ ،‬وقد كان تطورها من النظريات إلى العمليات ‪ .‬وقد درس جابر‬
‫ما خّلفه القدمون‪ ،‬فلم يَر من تراثهم من الناحية الكيميائية إل نظرية‬
‫أرسطو عن تكوين الفلزات‪ ،‬وهي نظرية متفرعة عن نظريته الساسية‬
‫‪.‬في العناصر الربعة‪ :‬الماء‪ ،‬الهواء‪ ،‬التراب‪ ،‬النار‬
‫ولم يعرف فقط كبار مفكري وعلماء العالم اليوناني‪ ،‬بل كان يعرف الكتب‬
‫ذات المحتوى السري جدا ً مثل كتب أبولينوس التيتاني ‪ .‬وزعم هولميارد‬
‫أن المصدر الذي استقى منه جابر علومه في الكيمياء هو الفلطونية‬
‫‪.‬الحديثة‬
‫الكيمياء في عصره‪~:‬‬
‫بدأت الكيمياء خرافية تستند على الساطير البالية‪ ،‬حيث‬
‫سيطرت فكرة تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن‬
‫نفيسة وذلك لن العلماء في الحضارات ما قبل الحضارة‬
‫السلمية كانوا يعتقدون المعادن المنطرقة مثل الذهب‬
‫والفضة والنحاس والحديث والرصاص والقصدير من نوع‬
‫واحد‪ ،‬وأن تباينها نابع من الحرارة والبرودة والجفاف‬
‫والرطوبة الكامنة فيها وهي أعراض متغيرة )نسبة إلى‬
‫نظرية العناصر الربعة‪ ،‬النار والهواء والماء والتراب(‪،‬‬
‫لذا يمكن تحويل هذه المعادن من بعضها البعض بواسطة‬
‫مادة ثالثة وهي الكسير‪ .‬ومن هذا المنطلق تخيل بعض‬
‫علماء الحضارات السابقة للحضارة السلمية أنه‬
‫بالمكان ابتكار إكسير الحياة أو حجر الحكمة الذي يزيل‬
‫علل الحياة ويطيل العمر‪.‬‬
‫وقد تأثر بعض العلماء العرب والمسلمين الوائل كجابر‬
‫بن حيان وأبو بكر الرازي بنظرية العناصر الربعة التي‬
‫ورثها علماء العرب والمسلمين من اليونان‪ .‬لكنهما قاما‬
‫بدراسة علمية دقيقة لها؛ أدت هذه الدراسة إلى وضع‬
‫وتطبيق المنهج العلمي التجريبي في حقل العلوم‬
‫التجريبية‪ .‬فمحاولة معرفة مدى صحة نظرية العناصر‬
‫الربعة ساعدت علماء العرب والمسلمين في الوقوف‬
‫على عدد كبير جدا ً من المواد الكيماوية‪ ،‬وكذلك معرفة‬
‫بعض التفاعلت الكيماوية‪ ،‬لذا إلى علماء المسلمين‬
‫يرجع الفضل في تطوير اكتشاف بعض العمليات‬
‫الكيميائية البسيطة مثل‪ :‬التقطير والتسامي والترشيح‬
‫والتبلور والملغمة والتأكسد‪ .‬وبهذه العمليات البسيطة‬
‫استطاع جهابذة العلم في مجال علم الكيمياء اختراع‬
‫آلت متنوعة للتجارب العلمية التي قادت علماء العصر‬
‫الحديث إلى غزو الفضاء‪.‬‬
‫ي‪_:‬‬ ‫عل ُ َ‬
‫م ْ‬ ‫ه ال ْ ِ‬
‫ج ْ‬
‫ه ِ‬
‫من ِ ُ‬
‫َ‬
‫العلم عند جابر يسبق العمل‪ ،‬فليس لحد أن يعمل ويجرب دون‬
‫أن يعلم أصول الصنعة ومجالت العلم بصورة كاملة وقد قال‪:‬‬
‫"إن كل صنعة لبد لها من سبوق العلم في طلبها للعمل" ‪.‬‬
‫وقطع جابر كأحد رواد علماء العرب خطوة أبعد مما قطع‬
‫اليونان في وضع التجربة أساس العمل ل اعتمادا ً على التأمل‬
‫الساكن‪ ،‬ولعله أسبق عالم عربي في هذا المضمار‪ ،‬فنراه‬
‫يقول‪:‬‬
‫وملك هذه الصنعة العمل‪ ،‬فمن لم يعمل ولم يجرب لم يظفر‬
‫بشيء أبدا ً ‪.‬‬
‫وقد كان جابر انطلقا ً من قناعته بإمكانية قيام العلم الطبيعي‬
‫على قاعدة التقان المتين‪ ،‬كان شجاعا ً بما فيه الكفاية‪ ،‬فهو‬
‫يؤمن بأنه انتزع من الطبيعة آخر خفاياها‪ ،‬سمة علمه أنه ل‬
‫يعترف بوجود أي حد للتفكير البشري‪.‬‬
‫تساءل جابر ؟! أل يمكن أن يكون التوليد ممكنًا‪ ،‬فالكائن الحي‬
‫بالنسبة له بل النسان نفسه‪ ،‬إنما هو نتيجة تفاعل قوى‬
‫الطبيعة‪ ،‬فمن الممكن من الناحية النظرية على القل‪ -‬محاكاة‬
‫تدبير الطبيعة بل تحسينه عند الحاجة ‪.‬‬
‫ومهما يكن من أمر‪ ،‬فإن قيام جابر كعالم كيميائي ابتكر المنهج‬
‫التجريبي في الكيمياء‪ ،‬ل يعني أن هذا العالم قد تخلص من‬
‫الفكار القديمة‪ ،‬وحّرر فكره ومذهبه منها‪ ،‬إذ أن له بعض‬
‫الكتابات الغريبة والطلسمات‪ ،‬لكن هذا ل يعني أيضا ً أنه لم يشق‬
‫طريقه في الظلمات عبر العصور المظلمة إلى النور ‪.‬‬
‫ولجابر الكبير في تطور الكيمياء وانتقالها من صنعة الذهب‬
‫الخرافية إلى طور العلم التجريبي في المختبرات‪ ،‬حيث أن‬
‫موضوع الحصول على الذهب لم يشغله عن غيره من النواحي‬
‫العلمية الخرى‪ ،‬فشمل نشاطه المسائل النظرية والعلمية‬
‫العادية وغير العادية‪.‬‬
‫فقد عرف جابر الكثير من العمليات العلمية كالتقطير‪ ،‬التبخير‪،‬‬
‫التكليس‪ ،‬الذابة‪ ،‬التبلور‪ ،‬وغيرها ‪.‬‬
‫كما شمل عمله الناحية التطبيقية للكيمياء‪ ،‬من ذلك أنه أدخل‬
‫طريقة فصل الذهب عن الفضة بالحل بواسطة الحامض‪ ،‬وهذه‬
‫طريقة ل زالت مستخدمة حتى الن‪ ،‬ولها شأن في تقدير‬
‫عيارات الذهب في المشغولت والسبائك الذهبية ‪.‬‬

‫رأي جابر في طبائع العناصر‪ ،‬وإمكانية تحويلها‬


‫إلى ذهب‪~:‬‬
‫ينطلق جابر في الصنعة من أن لكل عنصر روحا ً )نفسًا‪،‬‬
‫جوهرا ً ( كما نجد في أفراد الناس والحيوان‪ ،‬وأن‬
‫للعناصر طبائع‪ ،‬وهذه الطبائع في العناصر قابلة للتبدل‪.‬‬
‫ويرى جابر أن العنصر كلما كان أقل صفاءً )ممزوجا ً‬
‫بعناصر أخرى ( كان أضعف تأثيرًا‪ ،‬فإذا أردنا عنصرا ً قوي‬
‫الثر )في غيره(‪ ،‬وجب تصفيته‪ ،‬والتصفية تكون‬
‫بالتقطير‪ ،‬فبالتقطير تصعد الروح من العنصر فيموت‬
‫العنصر‪ .‬يقول جابر‪:‬‬
‫] فإذا استطعنا أن نسيطر على روح هذا العنصر‪ ،‬ثم‬
‫القينا شيئا ً منه ) الروح وهي مذكر( على مادة ما‪،‬‬
‫انقلبت تلك المادة فكانت مثل العنصر الذي القينا فيه‬
‫شيئا ً من روحه[‪.‬‬

‫تطبيق هذا الرأي على الذهب‪:‬‬


‫_‪:‬يقول جابر‬
‫إن أصفى العناصر الحاضرة الذهب‪ ،‬لكن صفاءه غير[‬
‫فيه مرة بعد أخرى‪ ،‬حتى نبلغ به درجة‬‫تام‪ ،‬فيجب أن نص ّ‬
‫الصفاء المطلقة‪ ،‬ونستخرج روحه في أيدينا إكسيرا ً أو‬
‫ء‪ ،‬يعمل في المعادن عمل الخميرة في العجين‬ ‫‪].‬دوا ً‬
‫فكما أن الخميرة تجعل العجين الفطير كله عجينا ً‬
‫مختمرًا‪ ،‬فكذلك الكسير )الحمر المستخرج من الذهب (‬
‫يقلب المعادن ذهبًا‪ ،‬والكسير )البيض المستخرج من‬
‫الفضة( يقلب المعادن فضة‬
‫أما العناصر التي تقبل عند أصحاب الصنعة النقلب‬
‫ذهبا ً وفضة )بسهولة ( فهي النحاس والزئبق والرصاص‬
‫‪.‬والحديد‬
‫ويبدو أن )الروح‪ ،‬الخميرة‪ ،‬الكسير‪ ،‬حجر الفلسفة‪،‬‬
‫الكيمياء ( أسماء مختلفة لشيء واحد فالكسير برأي‬
‫جابر يمكن الحصول عليه بغلي الذهب في سوائل‬
‫مختلفة مرة بعد مرة ألف مرة‪ ،‬ول شك في أن هذا‬
‫‪.‬الزعم باطل‬

‫ولجابر رأي روحاني متطرف في طبائع المعادن )ذكر‬


‫ذلك في كتاب الرحمة(‪ ،‬فهو يعد المعدن كائنا ً حيا ً ينمو‬
‫في باطن الرض أمدا ً طويل ً آلف السنين‪ ،‬وينقلب من‬
‫معدن خسيس كالرصاص إلى معدن نفيس كالذهب‪،‬‬
‫وغاية علم الكيمياء السراع بهذا النقلب‪ ،‬وهو يطبق‬
‫مذاهب التناسل والزواج والحمل والتعليم على المعدن‪،‬‬
‫‪.‬وكذلك مذاهب الحياة والموت‬
‫كان جابر يرى أن المعادن تحت تأثير الكواكب‪ ،‬تتكون‬
‫في الرض من اتحاد الكبريت الحار واليابس مع الزئبق‬
‫‪.‬البارد والرطب‬
‫ويرجع وجود المعادن بأنواع مختلفة إلى أن الكبريت‬
‫والزئبق ليسا نقيين على الدوام‪ ،‬ولنهما ً فضل ً عن ذلك‬
‫ل يتحدان بالنسب ذاتها‪ ،‬فإذا كانا نقيين تمامًا‪ ،‬وحصل‬
‫التحاد كامل ً بالميزان الطبيعي‪ ،‬نشأ الذهب أكمل‬
‫‪.‬المعادن‬
‫أما الخليط والنسب غير الكاملة فتؤدي إلى تكوين‬
‫الفضة أو السرب أو الحديد أو النحاس‪ .‬ولما كان لهذه‬
‫المعادن في الصل التركيب ذاته الذي للذهب‪ ،‬فيمكن‬
‫تصحيح )تأثير( المصادفات في طريقة تركيبها بتدبير‬
‫كل غرض الصنعة‪ ،‬ويعول على‬ ‫مناسب‪ ،‬وهذا التدبير ُيش ّ‬
‫‪.‬استعمال الكاسير‬
‫ومن هنا نستنتج أن جابرا ً يرى أنه من غير المستحيل‬
‫تكوين الذهب نظريا ً على القل‪ ،‬وإن كان ذلك صعبا ً‬
‫ً‪!.‬تجريبيا ً‬

‫تدبير جابر للكاسير‪:‬‬


‫من أهم جوانب علم الكيمياء عند جابر‪ ،‬استناده على الكسير العضوي‪،‬‬
‫‪.‬بالضافة إلى الكسير غير العضوي‬

‫فمن العلمات المميزة في الصنعة عند جابر تدبير الكاسير ل على أساس‬
‫معدني فحسب‪ ،‬بل كذلك على أساس مواد حيوانية ونباتية‪ ،‬بل إنه يفضل‬
‫الكسير الذي يرجع إلى مواد حيوانية‪ ،‬لما لهذه المواد من فعل أقوى بكثير‬
‫‪.‬مما للكاسير الخرى‬

‫يرى جابر أنه يمكن عمل أكاسير مختلطة بهذه المواد المذكورة‪ ،‬من ذلك‬
‫مثل ً إكسير نباتي – حيواني‪ ،‬إكسير نباتي ‪ -‬معدني‪ ،‬إكسير حيواني –‬
‫‪.‬معدني‪ ،‬إكسير نباتي ‪ -‬حيواني – معدني‬

‫ول يمكن بلوغ هذه الكاسير المختلفة‪ ،‬وكذا الكسير العظم‪ ،‬أي العقار‬
‫‪.‬العام لكل المعادن‬

‫ول بد للحصول على الكسير الصحيح من الرجوع إلى أصول أكيدة‪،‬‬


‫‪.‬واستيفاء كل أسباب الدقة‬

‫وقد اعتمد جابر في ذلك على فكرة أن كل الشياء في العالم الطبيعي‬


‫‪.‬تتركب من عناصر أربعة‪ ،‬تشكلت بدورها من أربع كيفيات‬

‫ومن الممكن عن طريق )الميزان( معرفة نصيب الطبائع الربع في كل‬


‫‪.‬جسم‪ ،‬وبالتالي تجديد تركيبه بدقة تامة‬

‫وبهذه الطريقة يمكن للكيميائي أن يتحكم في كل التغيرات التي تحصل‬


‫في الجسم‪ ،‬ما دام في وضع يدبر فيه كل ً على حدة الصول والكيفيات التي‬
‫تعمل بها الطبيعة‪ ،‬كما يصبح في وضع يمكنه من تدبير أجسام جديدة‪،‬‬
‫‪.‬وبخاصة أكاسير مختلفة تفعل في المعادن‬

‫وما الصور المختلفة للكاسير إل مزائج تجانست قليل ً أو كثيرًا‪ ،‬مع الطبائع‬
‫‪.‬أو الخواص الربع‪ ،‬مزائج تتفق مع تركيب الجسام التي استعملت عليها‬

‫_‪:‬وها هو ذا تحديد عمل الكسير كما بّينه جابر نفسه في كتاب السبعين‬

‫إن الصول الربعة العاملة في الجسام من الجناس الثلثة المؤثرة فيها[‬


‫‪].‬والمحددة لصبغها هي‪ :‬النار‪ ،‬الماء‪ ،‬الهواء‪ ،‬الرض‬

‫وفي الواقع ليس هناك فعل واحد من هذه الثلثة أجناس إل بتلك العناصر‬
‫وي‬
‫الربعة‪ .‬ولهذا‪ ،‬كان معولنا في هذه الصناعة على تدبير هذه العناصر‪ ،‬نق ّ‬
‫ضعيفها‪ ،‬ونضّعف قويها‪ ،‬ونصلح فاسدها‪ .‬فمن وصل إلى عمل هذه‬

‫العناصر الربعة في هذه الثلثة أجناس‪ ،‬فقد وصل إلى كل علم‪ ،‬وإدراك‬
‫‪.‬علم الخليقة وصنعة الطبيعة‬

‫_‪:‬يقول جابر في كتابه السبعين على سبيل المثال‬


‫إن السرب بارد يابس في الظاهر‪ ،‬وحار رطب في الباطن‪ ،‬وكذلك[‬
‫بالنسبة للفضة‪ ،‬بينما الذهب حار رطب في الظاهر‪ ،‬وبارد يابس في الباطن‬
‫‪].‬‬

‫ويقال أن جابرا ً كان أكثر مقامة في الكوفة‪ ،‬وبها كان يدبر الكسير لصحة‬
‫‪ .‬هوائها‬

‫وذكر جابر في كتابه )الخواص الكبير(‪ ،‬قصة اتصاله بيحيى البرمكي‪ ،‬وعمل‬
‫ص به كثيرا ً من الناس وشفاهم‬
‫‪!.‬أكسيره‪ ،‬وكيف خل ّ‬
‫تطلعنا قصته هذه‪ ،‬على أن جابرا ً كان طبيبًا‪ ،‬وكان يستخدم في العلج دواء‬
‫‪.‬يسميه الكسير‪ ،‬يبدو أنه كان يشفي كثيرا ً من العلل‬

‫أما ما له علقة بالكسير من جهة المسؤولية الكبرى‪ ،‬واكتشاف سر الله‬


‫‪.‬العظم‪ ،‬فله علقة بالمام جعفر علقة شديدة‬

‫_‪:‬فجابر يعتقد بوجود طريقتين لدراك الصنعة‬

‫‪.‬أ – طريق ظاهري‪ :‬وذلك باقتفاء أثر الطبيعة‬

‫‪.‬ب – طريق باطني ‪ :‬بمعرفة الفرضيات الكبرى‪ ،‬وتطهير النفس البشرية‬

‫والثاني يشير إلى تصوفه وتشيعه الواضحين‬

‫إذ أن أهم مصادر معرفته‪ ،‬اللهامات الباطنية التي اقتبسها عن إمامه ‪.‬‬
‫‪.‬جعفر الصادق‪ ،‬فعلقته مع المام جعفر الصادق هي علقة فكرية فلسفية‬

‫والعلقة بين جابر وإمامه الصادق ل تقف عد حد واحد‪ ،‬إنما تتعداه إلى أمر‬
‫‪!.‬كشف سر الله العظم أل وهو الكسير؟‬

‫اكتشافات جابر الكيميائية‪_:‬‬


‫عرف جابر بأن الشب يساعد على تثبيت الصباغ في)‪1‬‬
‫القمشة‪،‬والعلم الحديث اثبت ذلك‪) ،‬الشب = أملح‬
‫‪).‬اللمنيوم‬
‫توصل جابر إلى تحضير بعض المواد التي تمنع البلل)‪2‬‬
‫عن الثياب‪ ،‬وهذه المواد هي أملح اللمنيوم المشتقة‬
‫‪.‬من الحموض العضوية‬
‫توصل إلى استخدام كبريتيد النتموان‪ ،‬الذي له لون)‪3‬‬
‫وض عن الخير الغالي الثمن‬ ‫‪.‬الذهب‪ ،‬ليع ّ‬
‫تمكن من صنع ورق غير قابل للحتراق‪ ،‬والعلم)‪4‬‬
‫‪.‬الحديث ل يعرف حتى الن نوع هذا الورق‬
‫أدخل طريقة فصل الذهب عن الفضة بالحل بواسطة)‪5‬‬
‫الحامض )الماء الملكي( وهذه الطريقة لزالت مستخدمة‬
‫‪.‬حتى الن‬
‫مارس كثيرا ً من العمليات الكيميائية‪ ،‬كالتقطير‪6)،‬‬
‫التكليس‪ ،‬التبلور‪ ،‬التصعيد‪ ،‬وعرف واكتشف الكثير من‬
‫‪.‬المواد الكيميائية‬

‫ة‬ ‫عل ُ َ‬
‫مي َ ِ‬ ‫_‪:‬إسهاماته ال ْ ِ‬
‫كانت أهم السهامات العلمية لجابر في الكيمياء‪ ،‬فهو‬
‫الذي أدخل المنهج التجريبي إلى الكيمياء‪ ،‬وهو مخترع‬
‫القلويات المعروفة في مصطلحات الكيمياء الحديثة‬
‫باسمها العربي ‪ ،‬وماء الفضة‪ .‬وهو كذلك صاحب الفضل‬
‫فيما عرفه الوربيون عن ملح النشادر‪ ،‬وماء الذهب‪،‬‬
‫والبوتاس‪ ،‬ومن أهم إسهاماته العلمية كذلك‪ ،‬أنه أدخل‬
‫ي التجربة والمعمل في الكيمياء وأوصى بدقة‬‫عنصَر ْ‬
‫البحث والعتماد على التجربة والصبر على القيام بها‪.‬‬
‫عدّ من رواد العلوم التطبيقية‪ .‬وتتجلى إسهاماته‬‫فجابر ي ُ َ‬
‫في هذا الميدان في تكرير المعادن‪ ،‬وتحضير الفولذ‪،‬‬
‫وصبغ القمشة ودبغ الجلود‪ ،‬وطلء القماش المانع‬
‫لتسرب الماء‪ ،‬واستعمال ثاني أكسيد المنغنيز في صنع‬
‫‪.‬الزجاج‬
‫وقد قسم جابر المواد حسب خصائصها إلى ثلثة أنواع‬
‫_ ‪ :‬مختلفة‪ ،‬وهي‬
‫الكحوليات‪ ،‬أي تلك المواد التي تتبخر عند تسخينها )‪1‬‬
‫‪ .‬مثل الكافور‪ ،‬وكلوريد اللمنيوم‬
‫‪.‬المعادن مثل الذهب‪ ،‬والفضة‪ ،‬والرصاص‪ ،‬والحديد )‪2‬‬
‫‪.‬المركبات‪ ،‬وهي التي يمكن تحويلها إلى مساحيق )‪3‬‬
‫وخلصة القول‪ ،‬حسب "سارطون"‪ ،‬إنه ل يمكن معرفة‬
‫القيمة الحقيقية لما قام به جابر إل إذا تم تحقيق‬
‫‪.‬وتحرير جميع مؤلفاته ونشرها‬
‫ه‬ ‫مؤل َ ً‬
‫فـات ُ ِ‬ ‫_‪ُ :‬‬
‫تعود شهرة جابر بن حيان إلى مؤلفاته العديدة‪ ،‬ومنها‬
‫"كتاب الرسائل السبعين"‪ ،‬ترجمه إلى اللتينية جيرار‬
‫الكريموني سنة ‪1187‬م وتضاف إلى هذه الكتب تصانيف‬
‫أخرى عديدة تتناول‪ ،‬إلى جانب الكيمياء‪ ،‬شروحا ً لكتب‬
‫أرسطو وأفلطون ؛ ورسائل في الفلسفة‪ ،‬والتنجيم‪،‬‬
‫والرياضيات‪ ،‬الطب‪ ،‬والموسيقى‪ .‬وجاء في "العلم"‬
‫للزركلي أن جابرا ً له تصانيف كثيرة تتراوح ما بين مائتين‬
‫واثنين وثلثين )‪ (232‬وخمسمائة )‪ (500‬كتاب‪ ،‬لكن ضاع‬
‫أكثرها‪ .‬وقد ترجمت بعض كتب جابر إلى اللغة اللتينية‬
‫في أوائل القرن الثاني عشر‪ ،‬كما ترجم بعضها من‬
‫اللتينية إلى النجليزية عام ‪ .1678‬وظل الوربيون‬
‫يعتمدون على كتبه لعدة قرون‪ ،‬وقد كان لها أثر كبير‬
‫في تطوير الكيمياء الحديثة‪ .‬وفي هذا يقول ماكس‬
‫مايرهوف ‪ :‬يمكن إرجاع تطور الكيمياء في أوروبا إلى‬
‫جابر ابن حيان بصورة مباشرة‪ .‬وأكبر دليل على ذلك أن‬
‫كثيرا ً من المصطلحات التي ابتكرها ما زالت مستعملة‬
‫‪.‬في مختلف اللغات الوربية‬
‫تمّيزت مخطوطاته وكتبه بوحدتها‪ ،‬مما يدل على أنها‬
‫تابعة لمدرسة واحدة‪ ،‬والكتب التي تغلب عليها نزعة‬
‫الكيمياء هي كتب السبعين والرحمة‪ ،‬أما الكتب التي‬
‫‪.‬تغلب عليها النـزعة الطبية فهي رسائل السموم‬
‫ولجابر أسلوب ليشبه أسلوب باقي المؤلفين‪ ،‬فأسلوبه‬
‫‪.‬يتميز بالجدية‪ ،‬والفكرة الواحدة والتفكير العميق‬
‫وقد ذكر ابن النديم ما يزيد عن ‪ 360‬مؤلفا ً لجابر‪ ،‬يمكن‬
‫الرجوع إليها في كتاب الفهرست ‪ ،‬وكذلك ذكرها كرواس‬
‫‪ .‬في مؤلفه رسائل جابر‬
‫يمكن أن نعدّ رسائل جابر في الكيمياء أول مظهر من‬
‫مظاهر الكيمياء في المدنية السلمية‪ ،‬على الرغم من‬
‫أن عددا ً عظميا ً من رسائله كان نصيبها الفناء‪ ،‬بينما‬
‫‪.‬بقيت بعض الكتب اللتينية التي ُأخذت عنها‬
‫_‪:‬ك ُت ِب َ ِ‬
‫ه‬
‫*أسرار الكيمياء‪.‬‬
‫*‪.‬نهاية التقان‬
‫*أصول الكيمياء‪.‬‬
‫* علم الهيئة‪.‬‬
‫*الرحمة ‪.‬‬
‫*المكتسب ‪.‬‬
‫*الخمائر الصغيرة‪.‬‬
‫*صندوق الحكمة ‪.‬‬
‫*كتاب الملك ‪.‬‬
‫* ‪.‬الخواص‬
‫*_‪:‬كتاب الرسائل السبعين‬
‫ويشمل سبعين مقالة حول أهم تجاربه في‬
‫الكيمياء والنتائج التي توصل إليها ويمكن اعتباره‬
‫خلصة ما وصل إليه علم الكيمياء عند العرب في‬
‫‪.‬عصره‬
‫*السموم ودفع مضارها‪_:‬‬
‫كتاب في خمسة فصول تبحث أسماء السموم و‬
‫أنواعها وتأثيراتها المختلفة على النسان‬
‫والحيوان‪ .‬والعلمات والعلج والحذر من السموم‬
‫وفيه قسم السموم إلى سموم حيوانية ونباتية‬
‫وحجرية كالزئبق والزرنيخ والزاج‪ .‬وهذا الكتاب‬
‫‪.‬يعتبر همزة وصل بين الطب والكيمياء‬
‫مي ُذّ ِ‬
‫ه‬ ‫~‪َ:‬تل ِ‬
‫قال ابن النديم‪ :‬أسماء تلمذته )الخرقي ( الذي ينسب‬
‫إليه سكة الخرقي بالمدينة‪) ،‬وابن عياض المصري (‪،‬‬
‫‪).‬و)الخميمي‬
‫~‪:‬ويقول الرازي في كتبه المؤلفة في الصنعة‬
‫قال أستاذنا أبو موسى جابر بن حيان [‪ ،‬ومراده بقوله[‬
‫أستاذنا‪ ،‬أنه استفاد من مؤلفاته‪ ،‬ل أنه تعلم منه‪ ،‬لن‬
‫‪.‬عصر الرازي متأخر عنه كما هو معلوم‬

‫ه‬ ‫و َ‬
‫فـات ِ ُ‬ ‫_‪َ :‬‬
‫توفي في عام ‪ 815‬م في الكوفة بالعراق وهو في‬
‫‪.‬الخامسة والتسعين من عمره‬
‫ة‬
‫م ْ‬ ‫_‪:‬ال ْ َ‬
‫خـات ِ ُ‬
‫بعد هذا العرض البسيط والموجز جدا ً عن شخصية جابر بن حيان‪ ،‬وعن‬
‫أفكاره وكتبه‪ ،‬ينبغي أن نجيب عن تساؤل محتمل قد يدور في ذهن راء‬
‫_‪:‬والباحثين‪ ،‬وهو‬
‫!كيف تمكن جابر من تأسيس مثل هذا العلم ؟‬
‫هذا التساؤل شغل أذهان الباحثين وجعلهم يقبلون بافتراض وجود‬
‫مدرسة للكيمياء تمكنت من القيام بمثل هذا العمل على مدى مائة عام‪،‬‬
‫‪.‬من أواسط القرن الثالث إلى أواسط القرن الرابع للهجرة‬
‫عانى جابر كما عانى الكيميائيون العرب في أول اشتغالهم بهذا العلم‬
‫من الضطهاد والمصاعب‪ ،‬وذكر أن جابر خلص من الموت مرارًا‪ ،‬كما أنه‬
‫قاسى من انتهاك الجهلء لحرمته ومكانته‪ ،‬وأنه اضطر إلى الفضاء‬
‫ببعض أسرار الطبيعة إلى هارون الرشيد‪ ،‬ويحيى البرمكي وابنيه‪ ،‬وأن‬
‫‪ .‬ذلك هو السبب في غناهم وثروتهم‬
‫وإذا رجعنا إلى رسائل جابر‪ ،‬نجده يذكر معلومات سبقت عصره بقرون‪،‬‬
‫من ذلك تلك الفكرة الهائلة التي أيدتها التجارب اليوم‪ ،‬من أن الجوهر‬
‫‪.‬البسيط يشبه العالم الشمسي‬
‫بالضافة إلى ذلك قد يكون الكسير الذي سعى جابر إلى التوصل إليه‪،‬‬
‫هو اليوم نفسه عنصر )الراديوم(‪ ،‬أو احد الجسام المشعة‪ ،‬نظرا ً لنص‬
‫وضعه البيروني – العالم السلمي الكبير في الطبيعة – كما بّين ذلك‬
‫إذاعة راديو لندن في ‪ 17‬نيسان عام ‪ ،1945‬ونشرته مجلة المستمع‬
‫العربي )سنة ‪ 6‬عدد ‪ ،( 6‬بعنوان )الراديوم وعلماء العرب (‪ ،‬وجريدة‬
‫‪.‬الكيمياء اللمانية في هيدلبرغ – آذار ‪1958‬‬
‫وهكذا نرى أن جابرا ً شخصية فذة‪ ،‬جمعت بين الحكمة والفلسفة والطب‬
‫والمنطق والتصوف‪ ،‬إلى جانب علم الصنعة‪ ،‬وأن عالما ً مثله يؤلف أكثر‬
‫من ‪ 3900‬كتاب في علوم جّلها عقلية وفلسفية‪ ،‬لهو حقا ً من عجائب‬
‫‪.‬الدهر‬
‫_‪:‬ولما توفي جابر ‪ ،‬قال أبو فراس يرثيه‬
‫تزول الجبال وليست تزول‬ ‫بنفسي على جابر حسرة‬
‫وحسـن الثناء وهذا قليل‬ ‫له ما بقيت طويل البكاء‬
‫ً‪:‬وقيل في جابر أيضا‬
‫غر الوائل والواخر‬ ‫هذا الذي بمقــاله‬
‫كذب الذي سماك جابر‬ ‫‪.‬ما كنت إل كاسرا ً‬
‫وأخيرا ً نقول … مما لشك فيه‪ ،‬أن جابرا ً عبقرية علمية بارزة في علم‬
‫الكيمياء‪ ،‬وكان تأثيره واضحا ً وكبيرا ً في أوربا في القرون الوسطى حتى‬
‫‪.‬القرن الثامن عشر‪ ،‬عندما ظهر لفوازييه وغيره‬
‫ولم يقف جابر عند الراء النظرية فقط كما فعلت المم القديمة‪ ،‬وإنما‬
‫دخل المختبر‪ ،‬واجري التجارب وربط الملحظات على أسس علمية‪ ،‬وهي‬
‫السس التي بنى عليها العلم الحديث منجزاته في هذا الميدان وفي‬
‫‪.‬غيره من الميادين الخرى‬
‫لكن على الرغم من هذه الجهود التي بذلها العلماء العرب‪ ،‬والمواد التي‬
‫توصلوا إليها‪ ،‬والعمليات التي مارسوها‪ ،‬فإنهم لم يهتدوا إلى القوانين‬
‫التي تضبط العمليات الفيزيائية‪ ،‬ولم يضعوا للكيمياء قوانين عامة‪ ،‬أو‬
‫‪.‬رموزا ً تدل عليها‪ ،‬فهذه أمور كانت وليدة الكيمياء الحديثة‬

‫ع‬
‫ج ْ‬
‫را ُ‬ ‫||~ال ْ َ‬
‫م ِ‬
‫‪(1‬موسوعة ويكيبيديا الحرة‪~ :‬‬
‫‪http://ar.wikipedia.org/wiki‬‬

‫‪(2‬منتدى الفراشة النسائي‪~ :‬‬


‫‪http://alfrasha.maktoob.com‬‬

‫‪(3‬منتدى وزارة التربية والتعليم‪~ :‬‬


‫‪http://www.moeforum.net‬‬

‫‪(4‬منتدى أصدقـاء الكيمياء‪~ :‬‬


‫‪http://www.kemiafriends.com‬‬

‫‪(5‬الموسوعة المعرفية الشاملة‪~ :‬‬


‫‪http://mousou3a.educdz.com‬‬

‫‪(6‬منتديات مكتوب‪~ :‬‬


‫‪http://forum.maktoob.com‬‬
‫س‪||~:‬‬
‫هَر ْ‬
‫ف ُ‬
‫ال ِ‬
‫المقدمة‪............ ............................‬صفــ‬
‫‪3‬ــحة‪.‬‬
‫مولده‪.........................................‬صفــ ‪4‬ــحة‪.‬‬
‫نشـأته‪.......................................‬صفـ ‪5‬ـــحة‪.‬‬
‫مدرسته‪........................................‬صفــ ‪5‬ــح‬
‫ة‪.‬‬
‫الكيمياء في عصره‪ .............................‬صفــ‬
‫‪6‬ــحة‪.‬‬
‫منهجه العلمي ‪ ................................‬صفــ‬
‫‪7‬ــحة‪.‬‬
‫رأي جابر في طبائع العناصر‪,‬وتحويلها إلى ذهب‪..‬‬
‫صفــ ‪8‬ــحة‪.‬‬
‫تدبير جابر للكاسير ‪ .........................‬صفــ‬
‫‪10‬ــحة‪.‬‬
‫اكتشافات جابر الكيميائية ‪ ...................‬صفــ‬
‫‪12‬ــحة‪.‬‬
‫إسهاماته العلمية ‪ .............................‬صفــ‬
‫‪13‬ــحة‪.‬‬
‫مؤلفاته ‪ ......................................‬صفــ‬
‫‪14‬ــحة‪.‬‬
‫كتبه ‪ .........................................‬صفــ‬
‫‪15‬ــحة‪.‬‬
‫تلميذه ‪ ......................................‬صفــ‬
‫‪16‬ــحة‪.‬‬
‫وفاته‪ .........................................‬صفــ‬
‫‪16‬ــحة‪.‬‬
‫الخاتمة ‪ .......................................‬صفــ‬
‫‪17‬ــحة‪.‬‬
‫المراجع ‪ ......................................‬صفــ‬
‫‪18‬ــحة‪.‬‬

You might also like