You are on page 1of 13

‫أصئهخ ٔأجٕثخ عٍ ٔانذح اإلنّ يٍ ِكزبة‬

‫"صأنزُي فأججزُ َك"‬


‫جـ ‪1‬‬
‫رحشيش‬
‫انذكزٕس عذَبٌ طشاثهضي‬
‫س ‪ – 868‬يب ْي عقيذح "انحجم ثذٌٔ دَش" ٔنًبرا رشفضٓب انكُيضخ األسثٕركضيخ؟ ٔيب ْٕ‬
‫"انذَش" أصالً؟ ٔيب عالقخ ْزِ انعقيذح ثصعٕد انعزساء إنى انضًبء؟‬
‫ج ‪ - 168‬عُِّرؼ "احلبل ببل دنس" كعقيدة من قبل البابا بيوس التاسع يف العاـ ‪( 4581‬يف ‪)Ineffabilis Deus‬‬
‫أو "الدستور الرسويل"‪ .‬ودبا أف األرثوذكس عادة متَّهموف بسوء متثيل ىذه العقيدة‪ ،‬إليكم ادلقطع ادلتعلق هبا يف ادلوسوعة‬
‫الكاثوليكية ‪:Catholic Encyclopedia‬‬
‫"يف الدستور ‪ Ineffabilis Deus‬يف الثامن من كانوف األوؿ‪،‬‬
‫وعرؼ أف ادلغبوطة العذراء مرمي ’يف أوؿ‬
‫‪ ،4581‬أعلن البابا بيوس التاسع َّ‬
‫حلظة من حبلها‪ ،‬ودبيزة وحيدة ونعمة ممنوحة من اهلل‪ ،‬بسبب فضائل يسوع‬
‫ادلسيح‪ ،‬خملِّص اجلنس البشري‪ ،‬قد ُحفظت معفاة من كل لطخة من اخلطية‬
‫األصلية‘‪ .‬إف موضوع ىذه ادلناعة ضد اخلطية األصلية‪ 1‬ىو شخص مرمي يف‬
‫حلظة خلق نفسها ونفخها يف جسدىا‪ .‬إف تعبَت احلبل ال يعٍت احلبل الفاعل أو‬
‫ادلولِّد من قبل والديها‪ .‬لقد ُش ِّكل جسدىا يف رحم والدهتا‪ ،‬وكاف لؤلب‬
‫النصيب العادي يف تشكيلو‪ .‬ادلسألة ال تتعلق بطهارة الفعل ادلولِّد لوالديها‪ .‬وال‬
‫يتعلق باحلبل ادلنفعل بصورة مطلقة وببساطة ( ‪conceptio seminis‬‬
‫‪ ،)carnis, inchoata‬والذي‪ ،‬حبسب نظاـ الطبيعة‪ ،‬يسبق نفخ النفس‬
‫العاقلة‪ .‬إف الشخص قد ُحبل بو حقاً عندما ُخلقت النفس ونُفخت يف اجلسد‪ .‬لقد ُحفظت مرمي معفاة من كل لطخة‬
‫اخلطية األصلية يف أوؿ حلظة من إحيائها‪ ،‬وأُعطيت ذلا نعمة مقدِّسة قبل أف ديكن للخطيئة أف تفعل يف نفسها‪ .‬إف اجلوىر‬
‫الفعاؿ األساسي للخطيئة األصلية مل يػَُزْؿ من نفسها‪ ،‬كما يُزاؿ من آخرين بادلعمودية؛ لقد مت استثناؤه‪ .‬إف حالة القداسة‬
‫ّ‬
‫األصلية والرباءة والعدالة‪ ،‬ادلعاكسة للخطيئة األصلية‪ ،‬قد ُمنحت ذلا‪ ،‬وهبذه العطية فإف كل لطخة وخطأ‪ ،‬كل العواطف‬
‫صَت معفاة من‬
‫الفاسدة‪ ،‬والضعفات‪ ،‬ادلتعلقة بصورة أساسية يف نفسها باخلطيئة األصلية‪ ،‬قد مت استثناؤىا‪ .‬لكنها مل تُ َّ‬
‫عقوبات آدـ الزمنية‪ :‬من احلزف‪ ،‬الضعفات اجلسدية‪ ،‬وادلوت‪ .‬ادلناعة ضد اخلطيئة األصلية قد أُعطيت إىل مرمي باستثناء وحيد‬
‫أناس آخروف من اخلطيئة بادلعمودية‪ .‬لقد احتاجت مرمي‬‫من الناموس الكوين بواسطة فضائل ادلسيح نفسها‪ ،‬واليت هبا يُغسل ٌ‬
‫إىل ادلخلِّص الفادي للحصوؿ على ىذا االستثناء‪ ،‬ولبلنعتاؽ من الضرورة الكونية ومن الدَّيْن بسبب خضوعها للخطيئة‬
‫األصلية‪ .‬إف شخص مرمي‪ ،‬كنػتيجة ألصلها من آدـ‪ ،‬كاف جيب أف يكوف خاضعاً للخطيئة‪ .‬لكن‪ ،‬لكوهنا حواء اجلديدة اليت‬
‫كانت ستكوف أـ آدـ اجلديد‪ ،‬فقد ُسحبت من الناموس العاـ للخطيئة األصلية دبشورة اهلل األزلية وبفضائل ادلسيح‪ .‬إف‬

‫‪ 1‬استغربت استعماؿ البطريرؾ شنودة القبطي تعبَت "اخلطيئة األصلية" يف كراستو ادلذكورة يف السؤاؿ ادلتعلق بالفروؽ بُت الكنيسة األرثوذكسػية والكنػائس البلخلقيدونيػة‬
‫(اسبَتو جبور)‪.‬‬
‫فداءىا كاف ربفة حكمة ادلسيح الفادية بالذات‪ .‬إنو ٍ‬
‫فاد يدفع الدَّيْن… أعظم من الذي يدفعو بعد أف يقع على ادلديوف‪.‬‬
‫ىكذا ىو معٌت تعبَت ’احلبل ببل دنس‘"‪.‬‬
‫ىذه العقيدة رفضها يف القروف الوسطى بعض أشهر علماء الكثلكة من مثل رىباف دير ‪ Cluny‬بباريس‪،‬‬
‫والقديسُت البلتُت‪ ،‬وبعض أشهر البلىوتيُت الكاثولي البارزين من مثل ‪ ،Bernard‬و ‪ ،Bonaventure‬وألبَت الكبَت‬
‫مطوبوف قديسُت يف الكنيسة الكاثوليكية‪ .‬بينما ادلدافعوف األوائل عن ىذه العقيدة ( مثل‬
‫وتوما األكويٍت‪ ،‬وكلهم َّ‬
‫مطوبُت‪ .‬وكانت ىذه العقيدة مثار جدؿ يف القروف الوسطى بُت‬ ‫‪ Eadmer‬و ‪ )Duns Scotus‬مل يكونوا َّ‬
‫الدومينيكانيُت (أتباع األكويٍت) والفرنسيسكانيُت (أتباع ‪.)Duns Scotus‬‬
‫تغَت يف جوىر البلىوت‪.‬‬
‫تطور مشروع يف التعبَت عن العقيدة‪ ،‬بل ىو ّ‬
‫ال يرى األرثوذكس أف ىذا التعليم ىو رلرد ّ‬
‫ليس ألف احلبل ببل دنس ىو ضبلؿ الىويت وحسب‪ ،‬بل ألنو يفتح الباب للمزيد من "التطورات" ىي أكثر ضبلالً‪.‬‬
‫عقيدة "احلبل ببل دنس" البابوية ىذه تعٍت أف اهلل قد استثٌت مرمي من ذنب اخلطيئة األصلية ادلوروث بالتعريف‬
‫الكاثوليكي وذل عندما متَّ احلبل هبا من قبل أمها حنّة‪ .‬ألنو لو كانت مرمي قد ورثت اخلطيئة األصلية وورثت الذنب معها‪،‬‬
‫دلا أمكن اختيارىا لتحمل ابن اهلل ادلتجسد‪ ،‬ألف طفلها سيكوف‪ ،‬يف ىذه احلالة‪ ،‬قد ورث منها الذنب نفسو ولصار ربت‬
‫الدينونة اإلذلية‪ .‬ولكانت "فضائل" ذبيحتو غَت كافية للفداء أي إلرضاء العدالة اإلذلية وإزالة الغضب اإلذلي بادلفهوـ‬
‫الكاثوليكي‪.‬‬
‫قبل استعراض االحتجاجات األرثوذكسية على ىذه العقيدة‪ ،‬نورد ىنا نقطة مهمة وىي أف الكثَت من الكاثولي‬
‫يقوي موقفهم ويدعمو‬‫ادلدافعُت عن ىذه العقيدة حياولوف التنقيب يف ادلصادر اآلبائية حبثاً وراء كلمة‪ ،‬مجلة أو أي نص قد ّ‬
‫ولو بطريقة غَت مباشرة‪ ،‬أو حياولوف استعماؿ النص اآلبائي خارج إطاره الصحيح‪ .‬على ضوء ىذا تقوؿ ‪Hilda Graef‬‬
‫وىي مؤلّفة كاثوليكية يف كتاهبا "مرمي‪ :‬تاريخ العقيدة والتكريس"‪:‬‬
‫تطور يف الغرب التعليم والتقوى ادلرديياف بصورة مهمة ما بُت القرنُت‬
‫"بينما ّ‬
‫احلادي عشر واخلامس عشر‪ ،‬فإهنما بقيا يف الشرؽ أكثر مجوداً يف بعض اجلوانب‪.‬‬
‫ألف التأثَتات الثبلثة اليت ّقررت بصورة رئيسية التطورات الغربية كانت غائبة ىنا‪:‬‬
‫التعليم األوغسطيٍت عن اخلطيئة األصلية‪ ،‬والذي لعب دوراً حامساً جداً يف اجلداؿ‬
‫حوؿ احلبل ببل دنس؛ والعلمانيوف األميّوف وغالباً ما يزالوف نصف بربريػُت؛‬
‫والسكوالستيكية‪".‬‬
‫"لكي أذبنّب التكرارات الكثَتة جداً فسوؼ أقوؿ للحاؿ أنو يبدو يل أف كامل ادلسألة كاف تُرى من قبل اليوناف‬
‫بنور خمتلف بالكلية عما كانت تُعترب من قبل البلىوتيُت الغربيػُت‪ .‬ففي الكنيسة اليونانية مل تلعب اخلطيئة األصلية قط الدور‬
‫الغالب (الراجح) نفسو كما يف الفكر الغريب ما بعد أوغسطينوس‪ .‬فمنذ أبكر األزمنة قد اُفًتض كحقيقة ال تُفنَّد أف مرمي‬
‫تصورىا‪ ،‬أعلى ادلبلئكة بدوف استثناء‪ .‬حىت أف القديس يوحنا الدمشقي قد اعترب حبلها الفاعل أنو‬ ‫كانت أنقى خليقة ديكن ّ‬
‫بدوف خطيئة‪ ،‬لكنو مل يشارؾ وجهة النظر األوغسطينية عن اخلطيئة األصلية كذنب موروث ينػتقل بالفعل اجلنسي‪ ،‬فادلسألة‬
‫مل تطرح نفسها عليو أبداً بالطريقة اليت فعلتها على البلىوتيُت البلتُت‪ .‬فاليونانيوف رأوا اخلطيئة األصلية أكثر مواتية مع كل‬
‫تضمناهتا‪ ،‬وأف والدة اإللو كانت خاضعة ذلذا‪ ،‬فهم مل يعفوىا منها‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬رغم أهنم قد أ ّكدوا على نقاوة مرمي‬
‫التامة‪ ،‬فقد كانوا أقل اىتماماً من البلىوتيُت الغربيُت يف مسألة اللحظة ذاهتا عندما قد تػثبّت ىذا‪ .‬ديكننا القوؿ تقريباً إف‬
‫البلتُت قد اعتربوا ادلسألة من الوجهة التارخيية‪ ،‬أما اليوناف فمن الوجهة ما وراء الطبيعية (ادليتافيزيقية)؛ السابقوف (البلتُت)‬
‫مهتمُت بزمن بدء ىذه النقاوة‪ ،‬أما البلحقوف (اليوناف) فكانوا مهتمُت فقط حبقيقة أهنا كانت موجودة‪ .‬ذلذا السبب ال‬ ‫كانوا ّ‬
‫أظن أنو يستطيع أي واحد أف يطالب ىؤالء ادلؤلفُت اليوناف من جهة احلبل ببل دنس"‪.2‬‬
‫نتعرؼ ىنا إذاً بػأ ّف تراثنػا اليونػاين معػاكس لعقيػدة احلبػل بػبل دنػس‪ .‬معجػم الروحانيػة الفرنسػي الكػاثوليكي يف الفصػل‬
‫اخلػػاص دبػػرمي العػػذراء ذكػػر ص ػراحة قػػوؿ غريغوريػػوس البلىػػويت ويوحنػػا الدمشػػقي‪ :‬حػ َّػل الػػروح القػػدس علػػى مػػرمي العػػذراء أثنػػاء‬
‫وطهرىػا‪ .‬وقػاؿ باالمػاس‪ ... " :‬ليطّهػر طبيعػيت" (العظػة علػى التجسػد‪ .)4145 ،‬فمعاكسػة رومػا لتقليػدنا ىػذا‬ ‫البشارة باحلبػل ّ‬
‫ويف نقطة سطحية دليل على إمعاهنا يف اجملافاة وادلقاطعة وتقطيع األوصاؿ‪.‬‬
‫العيػػب الكبػػَت يف ادلوضػػوع ىػػو انعػػداـ أي نػػص يف الكتػػاب ادلقػػدس والقػػروف األوىل يقػػوؿ إِ ّف الػػروح القػػدس حػ َّػل علػػى‬
‫حنة أـ العذراء أثناء احلبل‪ .‬ادلسألة إذاً رباليل عقلية بدوف أساس يف الوحي اإلذلػي‪ .‬وىػي تعػٍت أ ّف مػرمي العػذراء خمتػارة دبوجػب‬
‫القضػػاء والقػػدر ال بسػػبب ِّبرىػػا الػػذايت‪ .‬الكثلكػػة ربػػارب القضػػاء والقػػدر لػػدى الكلفينيػػة وتقػػع فيػػو ىهنػػا‪ .‬البلىػػويت الكػػاثولكي‬
‫صرح يف كتابو "رلمع نيقية" بأ ّف األرثوذكسية أقرب إىل الكتاب ادلقدس‪ .‬ودبػا أ ّف تراثنػا اليونػاين يػرفض ىػذه العقيػدة‬ ‫‪ّ d'Alès‬‬
‫فكاف على روما أف ال تزيد اسػفيناً يف حسػن عبلقػات األرثػوذكس بالكاثوليػ ‪ .‬فعقيػدتا احلبػل بػبل دنػس والصػعود إىل السػماء‬
‫باجلسد ال تتعلقاف خببلصنا‪ .‬ولػذل اػا رأي ال عقيػدة‪ .‬دبوجػب عقيػدة احلبػل بػبل دنػس يصػبح األرثػوذكس يف نظػر العقائديػة‬
‫الكاثوليكيػػة ىراطقػػة‪ .‬ىػػذا مػػا مل نقػػدـ عليػػو يف منخػػذنا علػػى رومػػا العزيػػزة ليبقػػى بػػاب الوحػػدة وا بػػة مفتوح ػاً بيننػػا‪ .‬وسػػَتج‬
‫بولغاكوؼ قاؿ إ ّف األرثوذكسية مل تعقد أي رلمع مسكوين بعد انفصاؿ روما ألنّو ال جيوز عقده بدوهنا‪.3‬‬
‫نموذج أو استثناء؟‬
‫الحظ األب مشيماف أف احلبل ببل دنس جيعل مرمي العذراء "االستثناء األعظم" للبشرية‪ ،‬وليس "النموذج األعظم"‪.‬‬
‫ىذا ىو االعًتاض األرثوذكسي األوؿ على ىذه العقيدة‪ :‬إهنا تضع أـ اهلل على حدة بالنسبة للبشرية ‪ ،‬ليس فقط يف درجة‬
‫نقاوهتا‪ ،‬بل أيضاً يف النوعية‪.‬‬
‫البلىوتيوف يف الشرؽ والغرب معاً سبّحوا ورتّلوا لنقاوة العذراء‪ .‬وبالفعل‪ ،‬بصورة عامة‪ ،‬إف الًتاتيل يف الكنيسة‬
‫األرثوذكسية أغزر وأمجل‪ .‬فكل واحد إذف موافق على أف العذراء كانت نقية‪ ،‬لكن كيف ومىت صارت ىكذا‪ ،‬وأية ٍ‬
‫معاف‬
‫ربمل؟ إف نقطة البدء يف اخلبلؼ بُت التقليد الشرقي والغريب قد ذكرتو ‪ Graef‬أعبله وىي التعريف األوغسطيٍت للخطية‬
‫تلوث خلطيئة آدـ والذي ينتقل بالتناسل اجلنسي‪ .‬ىكذا‪ ،‬إف اخلطيئة األصلية تُرى أوالً وباألغلب‬
‫األصلية كذنب موروث أو ّ‬
‫كذنب موروث‪ .‬أنسلموس ‪ Anselm‬أسقف كانًتبري سيعيد تعريف ىذا كغياب العدالة األصلية‪ .‬ورغم أف أنسلموس‬
‫‪ Anselm‬مل يعلّم احلبل ببل دنس – قاؿ بصورة خاصة إف مرمي قد ُولدت باخلطيئة األصلية – إال أف ‪ Graef‬تبلحظ‬
‫تطور ىذه الفكرة‪:‬‬
‫دور أنسلموس ‪ Anselm‬يف ّ‬

‫‪2‬‬
‫‪Hilda Graef: Mary: A History of the Doctrine and Devotion; Part One, pp. 322-323.‬‬
‫دت ذل يف مقاؿ (النور ‪ .)4791‬روما ال تعَتنا انتباىاً يف تصرفاهتا بينما العقبلء منا حريصوف على احتضاهنا‪ .‬ننػزعج جداً من كل تطور فيها حيفر فجوة بيننا‪.‬‬ ‫أيّ ُ‬
‫‪3‬‬

‫عليها أف رببنا ألننا حنبها وإف كنّا رلروحُت (اسبَتو جبور)‪.‬‬


‫"إذا كانت مرمي أنقى كل اخلبلئق‪ ،‬وإذا كانت اخلطيئة األصلية ما ىي سوى غياب العدالة األصلية‪ ،‬عندئذ ال حيتاج‬
‫األمر أكثر من توقع نتائج آالـ ادلسيح لصنع احلبل ببل دنس مقبوالً الىوتياً"‪.4‬‬
‫مفصل لعقيدة‬
‫ىذا االستنتاج قد صنعو تلميذ أنسلموس ‪ Anselm‬وىو ‪ ،Eadmer‬الذي كتب "أوؿ تفسَت َّ‬
‫وحاج أنو إذا كاف باستطاعة حبة الكستناء أف تنمو ربت الشوؾ بدوف أف تتأذى بو‪ ،‬فاهلل إذف كاف‬
‫احلبل ببل دنس"‪ّ .‬‬
‫باستطاعتو أف جيعل احلبل بالعذراء من والدين خاطئُت بدوف أف تكوف ىي نفسها ممسوسة باخلطيئة‪" .‬ديكنو بالتأكيد أف‬
‫يفعلو؛ إذاً‪ ،‬إذا كاف قد أراده‪ ،‬فقد فعلو"‪.‬‬
‫بالطبع لن ينكر أي مسيحي أرثوذكسي أف اهلل يستطيع أف يفعل أي شيء يريده‪ ،‬لكن ىذا يطرح السؤاؿ وىو فيما‬
‫الذنب عن خطيئة آدـ‪ ،‬بل باحلري يرث نتائج‬ ‫َ‬ ‫إذا كاف قد فعلو هبذه الطريقة أـ ال‪ .‬فبالنسبة لؤلرثوذكس‪ ،‬ال يرث اإلنسا ُف‬
‫يطورا أبداً إطاراً قضائياً لفهم اخلطيئة‬
‫تل اخلطيئة‪ ،‬أي طبيعة مستَعبدة للفساد وادلوت‪ .‬ومن ادلبلحظ ىنا أف األرثوذكس مل ّ‬
‫واخلبلص كما حدث يف الغرب‪.‬‬
‫فالقوؿ إذاً بأف العذراء قد أُعفيت من اخلطيئة األصلية ىو مسا ٍو للقوؿ بأهنا‬
‫معفية من كوهنا بشرية‪ .‬الحظ أنو يف شرح العقيدة من ادلوسوعة الكاثوليكية أنو قد‬
‫قيل إف اخلطيئة األصلية مل تُ َبعد منها‪ ،‬بل مت استبعادىا بالكامل (أي مل تقل إف‬
‫اخلطيئة األصلية وجدت يف مرمي ومن مث متّت إزالتها‪ ،‬بل مل توجد فيها باألصل أبداً)‪.‬‬
‫لقد أُعفيت من اخلطيئة األصلية ومن كل األىواء اليت تسَت معها‪ .‬حقاً ىذا جيعل‬
‫العذراء استثناءً للجنس البشري‪ ،‬وليس رلداً مكلّبلً‪ .‬وبالتايل يلغي كل فضيلة وتقوى‬
‫ويهمش التدبَت اإلذلي‬
‫وحيوذلا إىل رلرد أداة منفعلة هلل‪ّ ،‬‬
‫يف العذراء قبل أف تصَت أـ اهلل‪ّ ،‬‬
‫يف العهد القدمي اذلادؼ إىل التهيئة دللء الزماف‪.‬‬
‫بالنسبة لؤلرثوذكس‪ ،‬إف رلد مرمي يكمن بالضبط يف حقيقة أهنا بشرية مثلنا‪ ،‬دبا يف ذل الطبيعة البشرية اخلاضعة‬
‫لؤلىواء‪ .‬القديس يوحنا مكسيموفيتش أسقف ساف فرنسيسكو يقوؿ‪:‬‬
‫"ىذا التعليم‪ ،‬والذي لو ظاىرياً ىدؼ إعبلء أـ اهلل‪ ،‬ينكر يف احلقيقة بالكلية كل فضائلها… إف ّبر العذراء مرمي‬
‫وقداستها قد أُظهرا يف حقيقة أهنا‪ ،‬لكوهنا ’بشرية مع أىواء مثلنا‘ قد أحبت اهلل جداً ووىبت نفسها لو‪ ،‬حىت بنقاوهتا تُعلَّى‬
‫حل‬
‫مطهرة بالروح القدس الذي َّ‬ ‫فوؽ بقية اجلنس البشري‪ .‬ذلذا‪ ،‬وقد متت معرفة ىذا سلفاً وانتخابو ‪ ،‬فقد ُمنحت أف تكوف َّ‬
‫عليها‪ ،‬وأف رببل بو‪ ،‬دبخلِّص العامل ذاتو‪ .‬إف تعليم حالة البلخطيئة ادلمنوحة بالنعمة للعذراء مرمي تنكر انتصارىا على‬
‫التجارب؛ فبدؿ منتصرة مستحقة أف تُكلَّل بأكاليل اجملد‪ ،‬جيعلها ىذا أداة عمياء لعناية اهلل"‪.5‬‬
‫يذكر القديس يوحنا ىنا نقطة مهمة‪ :‬إذا كانت مرمي معفاة من األىواء‪ ،‬عندئذ فإف قوذلا ليكن – قوذلا "ليكن يل‬
‫حبسب كلمت " – ال معٌت لو‪ .‬أي أهنا مل تكن سوى رلرد أداة منفعلة يف خطة اخلبلص‪ .‬بالطبع سينكر الكاثولي ىذا؛‬
‫مع ذل ‪ ،‬فهو النػتيجة احلتمية لعقيدة احلبل ببل دنس‪ .‬من ادلثَت لبلىتماـ‪ ،‬أف منشور البابا يوحنا بولس الثاين‬

‫‪4‬‬
‫‪Graef: Part One, p. 211.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪The Orthodox Veneration of Mary the Birthgiver of God, translated by Fr. Seraphim Rose (Platina, CA: St. Herman of‬‬
‫‪Alaska Brotherhood, 1994), pp. 59-60.‬‬
‫‪ Redemptoris Mater‬قد طُبع يف شكل كتاب يف الواليات ادلتحدة بعنواف‪ :‬مرمي‪ ،‬نَػ َعم اهلل لئلنساف ‪Mary,‬‬
‫‪ 6.God’s Yes to Man‬على كل‪ ،‬بالنسبة لؤلرثوذكس‪ ،‬فإف مرمي متثّل اجلواب احلّر األكثر كماالً‪ ،‬جواب اإلنساف‬
‫هلل‪ .‬إف قوذلا "ليكن" ىو "نعم" البشرية هلل‪:‬‬

‫مسار خاطئ‬
‫باإلضافة إىل أف حقيقة احلبل ببل دنس مبنية على فهم خاطئ للخطيئة األصلية (وإلطارىا احلقوقي)‪ ،‬وباإلضافة إىل‬
‫حقيقة أنو جيعل العذراء استثناءً للجنس البشري‪ ،‬فإف األرثوذكس يعارضوف أيضاً ىذه العقيدة على أساس أهنا ستؤدي‬
‫بصورة طبيعية إىل إعبلء أـ اهلل على قدـ ادلساواة مع اهلل نفسو‪.‬‬

‫صعود العذراء إلى السماء‬


‫يف العاـ ‪ 4781‬أعلن البابا بيوس الثاين عشر يف "الدستور الرسويل" عقيدة اإلدياف بانتقاؿ العذراء جسدياً إىل‬
‫السماء‪ .‬عقيدة احلبل ببل دنس أعفت العذراء‪ ،‬كما وجدنا‪ ،‬من "اخلطيئة األصلية" و"الذنب ادلوروث" (بالتعبَت الكاثوليكي)‬
‫جسدىا)‪ ،‬ألنو ال ديكن‬
‫روحها َ‬ ‫وبالتايل من نتائج سقوط آدـ‪ .‬ذلذا ال ديكن حبسب ىذه العقيدة أف متوت العذراء (أف تًتؾ ُ‬
‫هلل أف يعاقبها بادلوت طادلا مل ترث اخلطيئة األصلية‪ ،‬وطادلا كاف ادلوت يف البلىوت األوغسطيٍت‪ 7‬عقاباً على اخلطيئة األصلية‬
‫(وليس نتيجة ذلا كما يف ادلفهوـ األرثوذكسي)‪ .‬ومن جهة أخرى مل يًتؾ أوغسطينوس نفسو أي رلاؿ "المتياز أو نعمة‬
‫ٍ‬
‫استثناءات للدينونة اإلذلية‪ .‬وحىت ال يظهر أي تناقض يف التعليم البابوي فإف البابا بيوس قد صاغ تعليم "صعود‬ ‫فردية" وأي‬
‫العذراء" بأكثر طريقة غموضاً دوف أف يذكر صراحة موهتا‪" :‬بعد أف أمتّت مسَتة حياهتا األرضية‪ ،‬نُقلت مرمي جسداً ونفساً‬
‫إىل اجملد السماوي"‪ .‬أما مسألة موهتا (مغادرة روحها جلسدىا) فقد تُركت لبلىوت‬
‫البلتيٍت ليجيب عليها ضمن تعليمو باحلبل ببل دنس‪.‬‬
‫البابا بيوس الثاين عشر ذكر يف تعليمو بصعود العذراء إىل السماء إمجاع آباء‬
‫الكنيسة بأف العذراء قد انتقلت جسداً وروحاً إىل السماء‪ .‬لكن ما أغفلو البابا بيوس‬
‫ادلهمة التالية‪ :‬اهلل مل خيلق ادلوت (بل كاف نتيجةً لسقوط آدـ)‪،‬‬
‫ىو تعاليم اآلباء ّ‬
‫البارة‪ .‬الرسل‬
‫العذراء ماتت حقاً (روحها غادرت جسدىا) وادلسيح استقبل روحها ّ‬
‫القديسوف اجتمعوا من أحناء ادلعمورة ليشًتكوا بتجنيز ّأـ احلياة؛ ادلسيح أصعد ّأمو‬
‫البارة من القرب باجلسد يف اليوـ الثالث؛ جسد العذراء مل يعرؼ فساداً ألنو جسد أـ‬
‫احلياة ادلتألِّو‪ .‬مل تستطع الكنيسة الكاثوليكية أف تعًتؼ بأف العذراء قد ماتت فعبلً‬
‫قبل صعودىا إىل السماء وإال لتعارض ىذا التعليم مع تعليم "احلبل ببل دنس" ومع البلىوت األوغسطيٍت‪ ،‬ومع "عصمة‬
‫البابا" ومع تعليم رلمع ترنت القائل بأف اهلل خلق ادلوت كقرا ٍر قضائي غاضب لعقاب البشرية‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Trans. By Lothar Krauth (Ignatius Press, 1988).‬‬
‫‪ 7‬ال يسػػع اجملػػاؿ دلناقشػػة دور أوغسػػطينوس يف نشػػأة البلىػػوت الغػػريب وكػػل البػػدع النامجػػة منػػو‪ .‬لكػػن الشػ فيػػو أف أصػػوؿ الكثػػَت مػػن البػػدع الغربيػة ديكػػن أف تُعػػزى إىل‬
‫أوغسطينوس أو على األقل إىل ما يُنسب إليو من فكر الىويت‪.‬‬
‫ال ديكن القوؿ ببساطة إف األرثوذكس والكاثولي يشًتكوف يف التعليم الواحد بصعود العذراء إىل السماء‪ .‬ألنو من‬
‫ودفنت‪ .‬ذلذا‬
‫ادلستحيل لئلدياف األرثوذكسي أف يعًتؼ بصعود العذراء إىل السماء باجلسد قبل أف يؤمن بأهنا ماتت فعبلً ُ‬
‫تفضل الكنيسة األرثوذكسية استعماؿ تعبَت "رقاد العذراء" لعيدىا يف ‪ 48‬آب (بالتقومي اجلديد) بدالً من تعبَت‬ ‫السبب ّ‬
‫"صعود العذراء"‪ .‬فتعبَت "صعود العذراء" بدوف موهتا يرفعها إىل مستوى إذلة‪ .‬ذلذا يقوؿ يوحنا الدمشقي‪" :‬حنن حنتفل‬
‫برقادىا‪ .‬حنن ال ندعوىا إذلة؛ ال مسح اهلل! أساطَت كهذه تنػتمي إىل شعوذة وثنية‪ ،‬ألننا حىت نعلن موهتا"‪ .8‬ترتّل الكنيسة يوـ‬
‫عيد "رقاد العذراء"‪:‬‬
‫ػت العػامل وتركتػو يػا والػدة اإللػو‪ ،‬ألنػ ِ انتقل ِ‬
‫ػت إىل احليػاة دبػا‬ ‫ػادؾ مػا أال ِ‬
‫ػت البتوليػة وصػنتها‪ ،‬ويف رق ِ‬
‫ميبلدؾ حفظ ِ‬
‫ِ‬ ‫"يف‬
‫أن ِ ّأـ احلياة‪ ،‬فبشفاعات ِ أنقذي من ادلوت نفوسنا"‪( .‬د‪ .‬عدنان طرابلسي)‬

‫س ‪ - 878‬كيف رذعٕ انكُيضخ األسثٕركضيخ انعزساء يشيى "أو هللا" أٔ "ٔانذح اإلنّ" يع أٌ‬
‫انًضيح قذ أخز يٍ يشيى طجيعخ ثششيخ فقظ؟ ٔكيف ٔنذد انعزساء يشيى هللاَ؟ ٔنًبرا رشفض انفئبد‬
‫انجشٔرضزبَزيخ اصزعًبل ْزا انهقت؟‬
‫ج ‪ – 178‬العقيدة ادلرديية َّ‬
‫مؤسسة على العقيدة اخلريستولوجية (التعليم عن شخص ادلسيح)‪ .‬حىت نفهم لقب "والدة اإللو"‬
‫ادلنسوب إىل العذراء جيب أوالً أف نفهم التعليم الصحيح ادلتعلّق بشخص ادلسيح اجمليد‪.‬‬
‫يسوع ادلسيح ىو اهلل ادلتجسد‪ .‬أي ىو اهلل الكامل واإلنساف الكامل‪ .‬إمنا ىو شخص (أقنوـ) واحد ال شخصاف‪.‬‬
‫شخصو اإلذلي كاف شخص طبيعتو اإلذلية (البلىوت) قبل ذبسده‪ .‬يف يوـ التجسد (يوـ بشارة العذراء)‪ ،‬أخذ الرب يسوع‬
‫وطهرىا (غريغوريوس البلىويت والدمشقي)‪.‬‬ ‫حل الروح القدس على العذراء وق ّدسها ّ‬
‫من العذراء طبيعة بشرية كاملة بعد أف َّ‬
‫فصار شخصو اإلذلي الواحد شخص طبيعتو اإلذلية وطبيعتو البشرية (الناسوت) معاً على حد‬
‫رلرداً! أقنوـ‬
‫شخص واحد ال شخصاف‪ .‬العذراء مرمي مل تلد ناسوت يسوع ّ‬ ‫ٌ‬ ‫سواء‪ .‬إذاً يسوع ىو‬
‫وذبسد ‪...‬‬
‫ضم إليو منها طبيعتو البشرية‪ .‬يف دستور اإلدياف نقوؿ‪" :‬نزؿ من السماء ّ‬
‫يسوع ّ‬
‫وتأنّس"‪ .‬ىو نفسو الواحد إلو وإنساف بدوف إمكاف ذبزئة أوانفصاؿ‪ ،‬شخص واحد‪ .‬نقوؿ مرمي‬
‫شخص يسوع بكاملو‪ ،‬أي ولدت اهللَ ادلتجسد‬
‫َ‬ ‫أـ اهلل أل ّف األقنوـ واحد ال ينفصل‪ .‬فهي ولدت‬
‫بالتعريف‪ .‬من ىنا فإف تسمية العذراء "أـ اهلل" ليست تسمية صحيحة فقط بل جيب تسميتها‬
‫ىكذا وإال شققنا شخص يسوع وطعنّا يف اخلريستولوجيا‪.‬‬
‫يف اإلجنيل ُدعيت العذراء أـ ابن العلي وأـ ابن اهلل (لو ‪ 14 :4‬و‪ 13‬و‪ )18‬وأـ الرب‬
‫ودعيت أيضاً أـ عمانوئيل (مت ‪ )31 :4‬وأـ ادلخلّص‬
‫(لو ‪ )11 :4‬وأـ يسوع (أع ‪ُ .)41 :4‬‬
‫ادلسيح الرب (لو ‪ .)44 :3‬وىذه كلها أمساء هلل حصراً‪ .‬عمانوئيل ىو اهلل‪ .‬واسم يسوع ىو‬
‫خمتصر لػ "يهوه خيلّص"‪ .‬وادلسيح الرب ىو ادلسيح يهوه‪ .‬ذلذا فالعذراء مرمي ىي أـ اهلل ‪ ..Theotokos‬إذاً العذراء يف‬
‫األناجيل ىي أـ ابن العلي‪ ،‬أـ ابن اهلل‪ ،‬أـ ادلسيح الرب‪ ،‬أـ يهوه الفادي ادلخلّص‪ ،‬أـ عمانوئيل‪ ،‬أـ يسوع‪ .‬ذلذا خلّصت‬
‫الكنيسة كل ىذه األلقاب بلقب واحد جامع ىو أـ اهلل أو والدة اإللو‪ .‬ذلذا قاؿ القديس يوحنا الدمشقي‪" :‬إف اسم أـ اهلل‬
‫‪8‬‬
‫‪Second Encomium on the Dormition, ch. 15‬‬
‫‪ Theotokos‬حيوي كل س ر التدبَت (اإلذلي)‪ ،‬ألنو إف كانت اليت حبلت بو ىي أـ اهلل فادلولود منها ىو بالتأكيد إلو‬
‫وأيضاً إنساف" (اإلدياف األرثوذكسي ‪.)1443‬‬
‫إف مجيع الذين يرفضوف لقب والدة اإللو يقعوف يف اذلرطقة النسطورية وخيالفوف اجملامع الكنسية ويطعنوف يف اإلدياف‬
‫يعرضوف خبلصهم الشخصي للخطر‪ .‬إف‬ ‫بأف شخص ادلسيح ىو شخص واحد يف طبيعتُت كاملتُت إذلية وبشرية وبالتايل ِّ‬
‫نشق شخص يسوع وجنعل االبن ابنُت‪ :‬ابن اهلل وابن اإلنساف‪ .‬وإف قلنا إف اآلب‬ ‫قلنا إف مرمي ىي فقط أـ يسوع اإلنساف ّ‬
‫نشق شخص يسوع أيضاً‪ .‬وحدة أقنوـ يسوع تسمح بتسمية مرمي والدة اإللو وبتسمية اآلب أبا‬ ‫ىو أبو الىوت يسوع فقط ّ‬
‫تصب يف اذلرطقات اليت طعنت يف اخلريستولوجيا (ابوليناريوس‪،‬‬
‫أي تفريق يف شخص يسوع ىو ىرطقة ّ‬ ‫ناسوت يسوع‪ّ .‬‬
‫نسطوريوس‪ ،‬أوطيخا وسرجيوس)‪ .‬كَتللس اإلسكندري قاؿ إف العذراء ولدت ناسوت يسوع ومل تلد البلىوت‪ .‬اآلب ولد‬
‫أب من جهة ّأمو‪ ."..‬الًتكيز ىو على وحدة‬‫الىوت يسوع‪ .‬تقوؿ إحدى الًتانيم‪" :‬يا من ىو بغَت ّأـ من جهة أبيو وبغَت ٍ‬
‫َ‬
‫األقنوـ اليت جعلت اآلب أباً ليسوع اإللو‪-‬اإلنساف والعذراء َّأماً ليسوع اإلنساف اإللو‪.‬‬
‫تارخيياً ثبّت اجملمع ادلسكوين الثالث ادلنعقد يف أفسس العاـ ‪ 114‬الىوت‬
‫لقب والدة اإللو ‪ .Theotokos‬لكن ىذا اللقب كاف مستعمبلً حىت قبل ىذا‬
‫اجملمع‪ .‬فقد استعمل اورجينس لفظة والدة اإللو ‪ Theotokos‬يف تفسَته لآلية‬
‫ادلؤرخ الكنسي سقراط (الكتاب ‪9‬‬
‫‪ 11‬من إصحاح ‪ 33‬من سفر التثنية‪ .‬ويذكر ّ‬
‫من تارخيو‪ ،‬الفصل ‪ )13‬أف اورجينس مسّى العذراء والدة اإللو ‪.Theotokos‬‬
‫القديس كَتللس اإلسكندري يف كتابو إىل نسطوريوس يقوؿ إف القديس أثناسيوس‬
‫الكبَت قد دعا مرمي والدة اإللو ‪ .Theotokos‬والقديس باسيليوس الكبَت يف‬
‫تكف قط عن أف‬
‫حديثو عن ميبلد ادلسيح يقوؿ‪" :‬إف أـ اهلل ‪ Theotokos‬مل َّ‬
‫تكوف عذراء‪ ."..‬ويقوؿ القديس غريغوريوس البلىويت يف رسالتو األوىل إىل كليدونيوس‪" :‬إف كاف يوجد أي واحد ال يعترب‬
‫مفتقر إىل البلىوت"‪ .‬ويف حديثو األوؿ عن االبن خياطب اليوناف قائبلً‪" :‬أين من بُت‬
‫مرمي أهنا أـ اهلل ‪ Theotokos‬فإنو ٌ‬
‫آذلتكم قد عرفتم عذراء أماً هلل ‪Theotokos‬؟"‪ .‬ويقوؿ افسابيوس يف حياة قسطنطُت (الفصل ‪ )11‬وسقراط (الكتاب‬
‫‪ ،9‬الفصل ‪" :)13‬ذلذا حقاً إف أكثر ادللكات توقَتاً هلل (ىيبلنو) قد زيَّنت بالشواىد الرائعة مكاف ميبلد أـ اهلل‬
‫ذبسد من العذراء‬
‫‪( "Theotokos‬أي بيت حلم)‪ .‬وقاؿ ديونيسيوس اإلسكندري لبولس السمسياطي‪" :‬إف الذي قد ّ‬
‫القديسة والدة اإللو ‪.".. Theotokos‬‬
‫ذلذا فلقب والدة اإللو ليس رلرد تكرمي للعذراء مرمي وإمنا ىو إعبلف إدياف بشخص يسوع ادلسيح‪ ،‬اهلل ادلتجسد‪،‬‬
‫الذي لو اجملد إىل الدىور آمُت‪( .9‬د‪ .‬عدنان طرابلسي)‬

‫‪ 9‬راجع "سر التدبَت اإلذلي"‪" ،‬اهلل يف البلىوت ادلسيحي" و "معنا ىو اهلل" لؤلب اسبَتو جبور‪.‬‬
‫س ‪ – 879‬نًبرا رؤيٍ انكُيضخ األسثٕركضيخ ثأٌ انعزساء يشيى ْي أقذس خهيقخ؟‬
‫ج ‪ - 179‬يف العهد اجلديد تسميات مرمي العذراء‪:‬‬
‫‪ -4‬ىي أـ يشوع خملّص شعبو من خطاياىم (مىت ‪ .)34 :4‬يف أشعيا وسواه يهوه ىو ادلخلّص والفادي‪ .‬يشوع‬
‫العربية ىي اختصار يهوشاع أي يهوه ادلخلّص‪.‬‬
‫‪ -3‬ىي أـ عمانوئيل (مىت ‪ .)31 :4‬عمانوئيل ىو اهلل‪.‬‬
‫‪ -1‬ىي أـ ابن اهلل وابن العلي (لوقا ‪ 13 :4‬و‪ .)18‬وابن اهلل ىو اهلل عندنا‪.‬‬
‫‪ -1‬ىي أـ الرب (لوقا)‪ .‬والرب ىو اهلل‪.‬‬
‫‪ -8‬ىي أـ يسوع (يوحنا ‪ 3‬وأعماؿ ‪ .)41 :4‬ويسوع ىو ربنا وإذلنا‪ .‬فالعذراء مرمي ىي ّأـ اهلل ألف شخص‬
‫(أقنوـ) يسوع واحد‪ .‬مل تلد جوىر االبن اإلذلي‪ ،‬ولكن بسبب وحدة األقنوـ نقوؿ إهنا والدة اإللو‪ .‬ادلبلئكة خيدموف الذين‬
‫طهرىا لتلد يسوع بدوف ٍ‬
‫ميل للخطيئة‪.‬‬ ‫يرثوف اخلبلص (عربانيُت ‪ .)4‬فهي أعظم منهم‪ .‬والبشر عبيد اهلل‪ .‬الروح القدس َّ‬
‫فطبيعتو البشرية من طبيعتها‪ .‬وىذا ما مل حيصل عليو إنسا ٌف آخر‪( .‬اسبيرو جبور)‬

‫س ‪َ – 881‬صهّي‪" :‬أيزٓب انفبئق قذصٓب ٔانذح اإلنّ خهّصيُب"‪ْ .‬م رضزطيع انعزساء يشيى أٌ‬
‫رخهّصُب؟‬
‫ج ‪ - 181‬اخلبلص ذو ٍ‬
‫معاف عديدة‪ .‬اخلبلص دبعٌت التطهَت من اخلطايا والنقل إىل العرش السماوي ىو من اختصاص‬
‫يسوع لو اجملد‪ .‬لكن حنن منكوبوف باخلطايا واألمراض والضعف والبؤس والشقاء وو‪ ...‬فللعذراء قدرة على إنقاذنا مثلما كاف‬
‫الرسل والقديسوف قادرين على ذل ‪ .‬بولس الرسوؿ التمس صلوات ادلؤمنُت‪ .‬وطلب منهم أف حياربوا يف الصبلة من أجلو‬
‫(رو ‪ .)11 :48‬فهل كاف طلبو ضبلالً؟ ال‪ .‬وحنن نؤمن بأف الكنيسة واحدة يف السماء وعلى األرض‪ ،‬والروح القدس ساكن‬
‫فيها‪ .‬وىو الذي يصلّي فينا ويتش ّفع فينا (رو ‪ 48 :5‬و‪ .)32‬فإف قلّدنا بولس والتمسنا صلوات القديسُت أحسنّا صنعاً‪.‬‬
‫(اسبيرو جبور)‬

‫س ‪ – 18‬أال رعُي آيخ‪ٔ" :‬نى يعشفٓب حزى ٔنذد اثُٓب انجكش" (يزّى ‪ )41 :8‬أٌ يٕصف قذ عشف‬
‫يشيى ٔرزٔجٓب ثعذ ٔالدح يضٕع؟ خبصخ ٔأٌ يضٕع قذ دُعي "اثُٓب انجكش" داالً ثبنزبني عهى ٔالدح‬
‫أخٕح نّ يٍ ثعذِ؟‬
‫ج ‪ – 11‬إف صيغة "ومل يعرفها حىت ولدت ابنها البكر" تدؿ حتماً على الزماف السابق لكلمة "حىت ‪ ،"eos‬وال تعطي أية‬
‫مهتم بالتأكيد على بتولية مرمي قبل الوالدة ربقيقاً لنبؤة أشعياء ‪:9‬‬
‫معلومات تفيد ما حدث بعد "حىت"‪ .‬اإلجنيلي مىت ىنا ٌ‬
‫أمر ال تفيد بو ىذه اآلية‪.‬‬
‫‪ .41‬وبرأي معظم علماء الكتاب إف موضوع بتولية مرمي بعد والدة يسوع منها ىو ٌ‬
‫لكن للكتاب استعماؿ معُت لكلمة"حىت" يلقي ادلزيد من الضوء‪ .‬فأوالً يستعمل كلمة "حىت" مع فعل بصيغة‬
‫اإلجياب‪:‬‬
‫يضمحل القمر" (مز‪ ،9 :93‬السبعينية)‪ .‬ال يعٍت ىذا أف‬
‫ّ‬ ‫‪" ‬يُشرؽ يف أيامو الص ّديق وكثرة السبلـ حىت‬
‫الص ّديق وكثرة السبلـ سيغرباف بعد اضمحبلؿ القمر‪.‬‬
‫عيٍت اجلارية حنو يد سيدهتا‪ ،‬ىكذا عيوننا حنو الرب إذلنا حىت يًتأّؼ علينا" (مز‪.)3 :491‬‬‫‪ .." ‬كما أف َ‬
‫تكف عيوننا عن النظر حنو اهلل حىت بعد أف يًتأّؼ علينا‪.‬‬
‫طبعاً لن ّ‬
‫‪" ‬ىا أنا معكم كل األياـ حىت انقضاء الدىر" (مت‪ .)31 :35‬بالطبع سيظل يسوع معنا حىت بعد‬
‫انقضاء الدىر‪.‬‬
‫‪" ‬ألنو جيب أف ديل حىت يضع مجيع األعداء ربت قدميو" (‪4‬كور‪ .)38 :48‬سيظل ادلسيح مالكاً حىت‬
‫بعد ىزدية أعدائو‪.‬‬
‫‪" ‬قاؿ الرب لريب‪ :‬اجلس عن دييٍت حىت أضع عداءؾ موطئاً لقدمي " (مت‪ .)11 :33‬سيظل األعداء‬
‫موطئاً للقدمُت حىت بعد جلوس الرب عن ديُت اهلل اآلب‪.‬‬
‫‪" ‬وأُرسل الغراب‪ .‬فخرج مًتدداً حىت نشفت ادلياه عن األرض" (ت ‪ .)9 :5‬فالغراب مل يرجع إىل نوح (أي‬
‫ظل خارجاً) حىت بعد أف نشفت ادلياه‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ ‬ويستعمل الكتاب كلمة "حىت" مع فعل بصيغة النفي‪:‬‬
‫‪" ‬ومل يكن دليكاؿ بنت شاوؿ ول ٌد حىت يوـ موهتا" (‪3‬صمو‪ .)31 :2‬بالطبع مل تنجب ميكاؿ بعد موهتا‪.‬‬
‫‪" ‬فلم يص ّدؽ اليهود عنو أنو كاف أعمى فأبصر حىت دعوا أبوي الذي أبصر" (يو‪ .)45 :7‬خيربنا سياؽ‬
‫القصة أف اليهود مل يؤمنوا حىت بعد سؤاؿ والدي األعمى‪.‬‬
‫إذاً‪ ،‬إف صيغة "ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر" ال تعٍت أنو عرفها بعد والدة يسوع‪ .‬الدراسة الكتابية على ىذه‬
‫اآلية يف اجلزء األوؿ من شرح إجنيل مىت للذىيب الفم تُظهر كيف أف اآلية ‪ 38 :4‬وموضعها يف اإلصحاح األوؿ يشَتاف إىل‬
‫مىت كاف يقصد القوؿ إف يوسف مل يعرؼ مرمي ال قبل الوالدة وال بعدىا‪.‬‬
‫أف ّ‬
‫أما بالنسبة للشق الثاين من السؤاؿ ادلتعلّق بكلمة "البكر"‪ ،‬فالكتاب ادلقدس نفسو أيضاً جييب عليو‪ .‬كلمة "البكر"‬
‫‪،‬بالتعريف‪ ،‬تعٍت "كل فاتح رحم" (خرو‪ ،)3 :41‬ألف البكر الذكر ىو مقَّدس للرب‪ ،‬سواء أكاف لو أخوة من بعده أـ ال‪.‬‬
‫ابن وحيد‪ ،‬ومع ذل قُتل مع أبكار مصر‪ .‬ويقوؿ‬
‫فادلولود الوحيد‪ ،‬بدوف أخوة من بعده‪ ،‬يُدعى بكراً أيضاً‪ .‬فقد كاف لفرعوف ٌ‬
‫يسى‪ .‬واهلل مل‬
‫يسى‪" :‬أنا أيضاً أجعلو بكراً أعلى من ملوؾ األرض"‪ .‬كاف داود أصغر أبناء ّ‬
‫ادلزمور ‪ 39 :75‬عن داود بن ّ‬
‫يعكس ترتيب والدتو ىنا وإمنا كاف يتكلّم عن "بكورية" داود الروحية‪ ،‬عن مكانتو ادلتميّزة بُت اآلخرين‪ .‬ذلذا لكلمة "البكر"‬
‫معٌت مهم يف الكتاب‪ ،‬إذ تشَت إىل عبلقة خاصة بُت اهلل وبُت شعبو‪ .‬وعندما ينته البكر ىذه العبلقة فإنو يفقدىا‪ ،‬كما‬
‫حدث عندما أُعطيت البكورية إىل يوسف بدالً من راؤبُت (‪4‬أخ‪ .)3-4 :8‬من ىنا نفهم دلاذا استعمل مىت كلمة "البكر"‬
‫متغربُت عنو (تث‪-31 :38‬‬ ‫ليسوع‪ .‬ألف يسوع ىو االبن األوؿ دلرمي‪ ،‬وألنو كبك ٍر اشًتانا ّ‬
‫وردنا إىل ُم ْل اآلب بعدما صرنا ِّ‬
‫‪ .)31‬لقد ح ّقق يسوع معاين لقب "البكر" ومهامو‪ .‬ومل يقصد مىت أبداً أف يقوؿ إف مرمي قد ولدت أوالداً بعد يسوع‪ .‬ىذه‬
‫خيانة لبلىوت مىت وللكتاب نفسو‪( 10.‬د‪ .‬عدنان طرابلسي)‬

‫‪ 10‬راجع ملحق "ومل يعرفها حىت ولدت ابنها البكر" (للدكتور عدناف طرابلسي) يف اجلزء األوؿ من شرح إجنيل مىت للذىيب الفم‪.‬‬
‫س ‪َ – 14‬يٍ ْى أخٕح انشة انًزكٕسٌٔ في انعٓذ انجذيذ؟ ْم يعُي ركشْى ْزا أٌ يشيى نى ركٍ‬
‫دائًخ انجزٕنيخ؟‬
‫ج ‪ – 14‬ورد ذكر "أخوة الرب" يف مر ‪ 1 :2‬ومت ‪ 48 :41‬وىم‪ :‬يعقوب ويوسي‪/‬يوسف ومسعاف ويهوذا‪ ،‬حيث يوسي‬
‫ويوسف اا اسم واحد‪ .‬سنجيب على ىذا السؤاؿ من الناحية الكتابية مث من الناحية الكنسية والتارخيية‪.‬‬
‫ال يذكر العهد اجلديد قط أف "أخوة الرب" ىم أبناء مرمي أو يوسف ومل يذكر أف مرمي كانت أمهم‪ .‬كانت نسبتهم‬
‫دائماً للرب يسوع‪ .‬إف أوؿ أخوين من الئحة أخوة الرب اا دائماً يعقوب ويوسي‪/‬يوسف‪ .‬إذا علمنا َمن كانت أمهما‬
‫ألخذ نا فكرة عن قرابة أخوة الرب بيسوع‪ .‬وبالفعل يذكر العهد اجلديد امرأة باسم مرمي أـ يعقوب ويوسي‪/‬يوسف‪ ،‬وألننا ال‬
‫نعرؼ يف العهد اجلديد أي أخوين باسم يعقوب ويوسي‪/‬يوسف سوى أوؿ أخوين من "أخوة الرب" فمن ادلنطقي ربط مرمي‬
‫ومىت (‪ )82-88 :39‬ىذه ادلرأة يف ذكراا للنساء البليت‬
‫أـ يعقوب ويوسي‪/‬يوسف بأخوة الرب‪ .‬يذكر مرقس (‪ّ )11 :48‬‬
‫كن عند صليب ادلسيح‪ .‬إذا قارنا ىذين النصُت مع نص يوحنا ‪ 38 :47‬نستنتج باختصار أنو ديكن مطابقة مرمي أـ‬
‫ومىت) مع مرمي كلوباس (يف يوحنا)‪ ،‬حيث مرمي كلوباس ىي على األرجح زوجة كلوباس‪.‬‬
‫يعقوب ويوسي‪/‬يوسف (يف مرقس ّ‬
‫إذف يعقوب ويوسي‪/‬يوسف (وبقية أخوة وأخوات الرب) ىم أوالد مرمي زوجة كلوباس‪ .‬ىذا على افًتاض أف النساء‬
‫ادلذكورات يف يو ‪ 38 :47‬ىن أربعة‪ .‬أما إف افًتضنا أهنن ثبلثة (وىو احتماؿ وارد كتابياً) تكوف مرمي أـ يعقوب‬
‫ويوسي‪/‬يوسف ىي أخت العذراء مرمي وزوجة كلوباس معاً‪.‬‬
‫الصعوبات الظاىرية ىنا ىي‪ :‬دلاذا ُدعي ىؤالء األربعة أخوة للرب وىم يف احلقيقة أوالد مرمي زوجة كلوباس؟ وىل‬
‫كاف للعذراء أخت وىل كاف امسها مرمي أيضاً؟ أخذ استعماؿ كلمة "أخ" (وأخت) يف الكتاب ادلقدس أكثر من معٌت ربت‬
‫تأثَت البيئة السامية ادلشرقية‪ .‬فقد استعملت كلمة أخ لوصف أخوة الدـ (مر‪ ،)42 :4‬أو أقارب من نفس العائلة الواحدة‬
‫(تكو ‪ ،43 :37‬مر‪ ،)45-49 :2‬أو أخوة باإلدياف الواحد (مت ‪ ،41 :35‬يو ‪ ،49 :31‬رو ‪ ،37 :5‬أع ‪19 :3‬‬
‫اخل‪ .)..‬ذلذا ال بد من وجود قرابة معينة بُت مرمي زوجة كلوباس وبُت العذراء مرمي حىت ُدعي أبناء ىاتُت ادلرأتُت أخوة‪ .‬ىذه‬
‫ادلؤرخ الكنسي افسابيوس وىي أف كلوباس ويوسف كانا أخوين‪ ،‬أي أف "أخوة الرب" ىم أوالد عم يسوع‬ ‫القرابة ذكرىا ّ‬
‫(التاريخ الكنسي ‪ .)44 :1‬ويذكر افسابيوس أيضاً أف مسعاف أخا الرب ىو ابن كلوباس‪.‬‬
‫من ىنا نستنتج‪ -4 :‬العهد اجلديد مل يدعو العذراء أـ "أخوة الرب"؛ ‪ -3‬العذراء مرمي ىي ليست مرمي أـ يعقوب‬
‫ويوسي‪/‬يوسف؛ ‪ -1‬مرمي أـ يعقوب ويوسي‪/‬يوسف ىي زوجة كلوباس وىي‪ ،‬على األقل‪ ،‬أـ أوؿ أخوين من الئحة أخوة‬
‫الرب‪ ،‬فهي على األرجح أـ "أخوة الرب" و"أخواتو"؛ ‪ -1‬مرمي أـ يعقوب ويوسي‪/‬يوسف ىي قريبة للعذراء مرمي‪ ،‬إما قرابة‬
‫مباشرة ذلا (أختها بادلعٌت احلقيقي وىو غَت مرجح أو باجملازي)‪ ،‬أو عن طريق قرابة بُت زوجيهما يوسف وكلوباس (أخواف‬
‫بادلعٌت احلقيقي أو اجملازي)‪ .‬بسبب القرابة اجلسدية جاز أف يُدعى ىؤالء األربعة أخوة ليسوع حبسب العادة السامية الدارجة‬
‫وجاز أف تُدعى أـ يعقوب ويوسي‪/‬يوسف أختاً للعذراء وإف كانت العذراء على األرجح وحيدة والديها‪.‬‬
‫تارخيياً ظهرت ثبلث نظريات لتفسَت "أخوة الرب" ادلذكورين‪:‬‬
‫‪ ‬نظريػػة ىلفيػػديوس (‪ )151‬الػػذي أخػػذ بالتفسػػَت احلػػريف دوف االعتبػػارات األخػػرى واعتػػرب "أخػػوة الػػرب" ىػػم أخػػوة‬
‫يسػػوع باجلسػػد‪ .‬دانػػت الكنيسػػة ىػػذه النظريػػة‪ .‬دلػػاذا؟ ألهنػا خمالفػػة لتقليػػدىا احلػػي‪ .‬دائمػاً وأبػػداً آمنػػت الكنيسػػتاف‬
‫األرثوذكسية والكاثوليكية ببتولية مرمي العذراء‪ .‬ىذه الشهادة احلية أقوى من كل فذلكات التفسَت احلر‪.‬‬
‫‪ ‬نظرية ابيفانيوس (‪ )153‬أسقف قربص الذي بٌت فرضيتو على إجنيل يعقوب الباطٍت (االبوكريفا) يف‬
‫القوؿ بأف أخوة الرب كانوا أبناء يوسف من زواج سابق ال أبناء مرمي‪ ،‬وبالتايل ُدعي أخوة الرب ىكذا‬
‫ألهنم كانوا أنصاؼ أخوة ليسوع من جهة األب‪.‬‬
‫‪ ‬نظرية ايرونيموس ‪ Jerome‬الذي افًتض أف أـ أخوة الرب ىي مرمي زوجة كلوباس وأهنا ىي نفسها‬
‫أخت العذراء مرمي مفًتضاً بالتايل أف مرمي ويوسف معاً بقيا بتولُت‪.‬‬
‫الكنيستاف األرثوذكسية والكاثوليكية تؤمناف بالبتولية الدائمة للعذراء ومن ىنا ال يُعثراا لقب "أخوة الرب"‪ .‬أما الفرؽ‬
‫ادلكرسة والرىبنة والبتولية فإهنا رباوؿ استخداـ النص الكتايب بطريقة معينة لتدعم‬
‫الربوتستانتية وسواىا اليت ترفض العفة ّ‬
‫موقفها‪( .11‬د‪ .‬عدنان طرابلسي)‬

‫س ‪ - 99‬يب ْي انخصبئص انزي رًزّعذ ثٓب انعزساء يشيى في انكزبة انًقذس؟‬


‫ج ‪ - 99‬يف العهد اجلديد تسميات مرمي العذراء ىي‪:‬‬
‫ّأـ يسوع خملّص شعبو من خطاياىم (مىت ‪ .)34 :4‬يف أشعيا وسواه يهوه ىو ادلخلّص والفادي‪ .‬يشوع‬ ‫‪-4‬‬
‫العربية ىي اختصار يهوشاع أي يهوه ادلخلّص‪ .‬ىي ّأـ يهوه الفادي‪.‬‬
‫ىي ّأـ عمانوئيل (مىت ‪ .)31 :44‬عمانوئيل ىو اهلل‪ .‬ىي فوؽ‬ ‫‪-3‬‬
‫ادلخلوؽ ودوف اخلالق‪.‬‬
‫ىي ّأـ ابن اهلل وابن العلي (لوقا ‪ 13 :4‬و‪ .)18‬وابن اهلل ىو اهلل‬ ‫‪-1‬‬
‫عندنا‪.‬‬
‫ىي ّأـ الرب (لوقا ‪ .)11 :4‬والرب ىو اهلل‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ىي ّأـ يسوع (يوحنا ‪ 4 :3‬وأع ‪ .)41 :4‬ويسوع ىو ربنا وإذلنا‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫فالعذراء مرمي ىي ّأـ اهلل ألف شخص (أقنوـ) يسوع واحد‪ .‬مل تلد جوىر االبن اإلذلي‪ ،‬ولكن بسبب‬
‫وحدة األقنوـ نقوؿ إهنا والدة اإللو‪ .‬ادلبلئكة خيدموف الذين يرثوف اخلبلص (عربانيُت ‪ .)4‬فهي أعظم‬
‫طهرىا لتلد يسوع بدوف ميل إىل اخلطيئة‪ .‬فطبيعتو من طبيعتها‪.‬‬
‫منهم‪ .‬والبشر عبي ٌد هلل‪ .‬الروح القدس َّ‬
‫وىذا ما مل حيصل عليو إنسا ٌف آخر‪.‬‬
‫ىي الدائمة البتولية‪ .‬أشعيا قاؿ‪" :‬ىوذا العذراء"‪ .‬مل يقل‪" :‬ىوذا عذراء"‪ .‬طبيعة يسوع البشرية من‬ ‫‪-2‬‬
‫مطهر‪ .‬ويف الفصل‬
‫طهرة ويوسف غَت َّ‬‫ادلطهرة‪ .‬الذين يزعموف أف لديها أوالد ىم أغبياء ‪ .‬ىي م َّ‬
‫طبيعتها َّ‬
‫‪11‬‬
‫راجع الدراسععن ععن أخععوة العرب فععي الءععلء الثعاني مععن عرذ متععى للعذربي الإععمد عرجمععن وإععداد عععدنان طرابلسعيد وراجع السع اق ر ععم ‪ 11‬المتعلععب بالبتوليعن الدا مععن لمعريم‪ .‬فععي الدراسععن‬
‫‪Anchor Bible‬‬ ‫مععا ورد فععي " ععامو الكتععاب المقععد‬ ‫ممتةععين بروعسععتانو لععدعم مرععوعهم المععا‬
‫ه‬ ‫النءيليععن مععن بععل‬ ‫أوردت أمثلععن عععن إسععاءة اسععتعماق النةععو‬
‫أ‬ ‫نإسععها‬
‫‪" Dictionary‬‬
‫‪ 9‬من يوحنا جاء أف أخوتو ما كانوا بعد يؤمنوف بو‪ .‬فهل من ادلعقوؿ أف يكونوا قد تربّوا يف حضن‬
‫العذراء؟‬
‫تطوبٍت مجيع األجياؿ"‪ .‬وتطويبها يف الكنائس القددية األصيلة روعة الروائع‪.‬‬
‫ىي قالت‪" :‬فها منذ اآلف ّ‬ ‫‪-9‬‬
‫سيف يف نفسها كما تنبأ مسعاف الشيخ الص ّديق‪.‬‬
‫شاركت ادلسيح يف آالمو‪ ،‬فوقفت لدى الصليب‪ ،‬وجاز ٌ‬ ‫‪-5‬‬
‫كاف يسوع يطيعها يف طفولتو وحداثتو (لوقا ‪ )84 :3‬ويف كربه‪ ،‬فأجرى عجيبة ربويل ادلاء إىل مخر نزوالً‬ ‫‪-7‬‬
‫عند رغبتها‪.‬‬
‫‪ -41‬حضرت الصعود اإلذلي وكانت يف جوقة الػ ‪ 431‬ادلنصرفُت إىل الصبلة حىت يوـ العنصرة اجمليدة‪.‬‬
‫‪ -44‬سلّمها يسوع إىل يوحنا اإلجنيلي‪ ،‬فصارت ّأمو وصار ابنها‪ ،‬فعاشت لديو عزيزة كردية حىت رقادىا‪.‬‬
‫‪ -43‬الىوتياً‪ ،‬الكنيسة تؤمن بأهنا صارت يوـ البشارة ّأماً هلل فولدتو وربّتو‪ .‬ىي التخم بُت ادلخلوؽ وغَت‬
‫ادلخلوؽ (باالماس)‪ .‬أقرب من الرسل وادلبلئكة وكل البشر إىل اهلل‪ .‬وحدىا بُت النساء استحقت أف‬
‫تصَت أداة التجسد اإلذلي خلبلص البشر‪ .‬هبا صار اإللو طفبلً‪ .‬فالصمت ساجدين مبهورين خمطوفُت‬
‫أليق بنا‪ .‬اللساف عاجز عن التكلّم يف عظائم مرمي البتوؿ‪.‬‬
‫ويسى وداود سيكوف ادلسيح ابن داود‪ .‬ادلبلؾ‬
‫‪ -41‬النسل ادلوعود بو حلواء وإبراىيم واسحق ويعقوب ويهوذا َّ‬
‫بشَّر مرمي العذراء‪ .‬قاؿ‪" :‬سيعطيو الرب اإللو عرش داود أبيو وديل على آؿ يعقوب إىل األبد" (لو‪:4‬‬
‫‪ .)13‬مرمي ىي سليلة داود اليت ورث ابنها عرش داود‪.‬‬
‫‪ -41‬بلغ صوت سبلمها اليصابات فامتؤلت ىذه من الروح القدس وارتكض اجلنُت يف بطنها من‬
‫االبتهاج (لو‪ .)18-14 :4‬ما ىذه القدرة العجائبية يف صوت العذراء؟ سبحاف الذي‬
‫غمرىا دبجده! (اسبيرو جبور)‬

‫الشبكة األرثوذكسية العربية األنطاكية‬


‫‪www.orthodoxonline.org‬‬

You might also like