Professional Documents
Culture Documents
1عبد المجيد قدي ,المدخل إلى السياسات القتصادية الكليممة ،ديموان المطبوعممات الجامعيممة الجممزائر،
،2003ص .29
2أحمد محمد مندور ,مقدمة في النظرية القتصادية الكلية ،جامعة السكندرية ،مصممر 2004/2003 ،
ص.224 :
النقود.3و هذا يتعلق بمجموعة القوانين و التنظيمات و الجراءات
التي يمكن أن تلجأ السلطات النقدية لستخدامها لضمان تنظيم:
-كمية الوسائل المتاحة ) نقود داخلية ائتمانية ( نقود خارجيممة ) نقممود
قانونية (.
-التعامل بالنقد الجنبي.
-سعر تبادل العملت و سعر صرف العملة الوطنية.
-المحافظممة علممى المممدخرات المحليممة و ممموارد الدولمة مممن العملت
الجنبية.
-مرونة أداء الجهاز المصرفي.
و خلصة القول أن السياسة النقدية هي إحدى مكونات السياسة
القتصادية ،و يقصد بالسياسة النقدية مجموعة الجراءات التي تتخذها
الدولة بغرض الرقابة على الئتمان و التأثير عليه ،بممما يتفممق و تحقيممق
الهداف القتصادية التي تصبوا إليها الحكومة ،فممالنقود ل تممدير نفسممها
بنفسها ،بل يجب تدخل السلطة النقدية فممي الدولممة عممن طريممق إتبمماع
سياسة نقدية تعكس الهداف التي تصبوا إليها الدولة.1
المطلب الثاني :أهداف السياسة النقدية:
يعمل البنك المركزي على تحديد أهداف السياسة النقدية من أجل
تحقيق الستقرار النقممدي بالتممأثير علممى حجممم الئتمممان .ولقممد قسمممت
أهداف السياسة النقدية أهداف نهائية ،وأهداف وسبطية .
أول :الهداف النهائية للسياسة النقدية
ويمكممن حصممر أهممم الهممداف النهائيممة الممتي تسممعى إلممى تحقيقهمما
السياسة النقدية ،في الجوانب التالية:
تحقيممق السممتقرار النقممدي والقتصممادي مممن خلل تجنممب التغيممرات
المؤثرة على قيمة العملمة الوطنيممة داخليمما وخارجيمما ،والممتي تنشممأ عمن
التغيرات في المستوى العام للسعار.
المساهمة في تطوير المؤسسممات المصممرفية و الماليممة ،والسممواق
التي تتعامل فيها هذه المؤسسات )السوق المالي و السمموق النقممدي(،
وبما يخدم القتصاد الوطني.
3بخراز يعدل فريدة،تقنيات وسياسات التسيير المصرفي،ديوان المطبوعات الجامعية ،طبعة 1995ص
, 143 :
1خلوط فوزيممممممممة العممممربي ,دور السياسة المالية في تحقيق السمتقرار والنممو القتصماديين فمي
الدول النامية في ظل التحولت الدولية الراهنة ,مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شممهادة الماجسممتير
في العلوم القتصاديةتخصممممممممص :نقمممممممود وتمويمممممل,السمنة الجامعيمة , 2003/2004ص 28:ممممم
29مم .
المساهمة في تحقيق التوازن المطلوب في ميزان المدفوعات.
دلت نمو اقتصادية مناسبة في القطاعممات المساهمة في تحقيق مع ّ
القتصادية المختلفة بما يحقق زيادة فممي حجممم الممدخل القممومي و نمممو
الناتج المحلي.
تسممريع عمليممة التنميممة القتصممادية ،وذلممك بتمموفير المنمماخ المناسممب
لتنفيممذ مشمماريع وبرامممج التنميممة القتصممادية والجتماعيممة فممي البلممدان
النامية.
ويلحممظ أن هنمماك ترابممط واضممح ومتممداخل بيممن أهممداف السياسممة
النقدية ،إل أنممه يمكممن تحديممد التجاهممات الممتي تنصممب عليهمما السياسممة
النقدية و التي تنحصر في جانبين هما:
الدخار :تسعى السياسة النقدية إلى: (1
-جمممع وتعممبئة الدخممارات المحليممة الممتي يمكممن جمعهمما بواسممطة
المؤسسات المالية و المصرفية القائمة في البلد.
-رفع معدل الدخار نسبة إلى إجمالي الدخل القومي .
ب( الستثمار :تسعى السياسة النقدية إلى:
-زيادة نسبة الستثمارات إلى إجمالي الممدخل القممومي ،والممتي تممؤدي
إلى زيادة حجم الدخل و الناتج القومي.
-توجيه الستثمارات نحو القطاعممات الممتي يتمموجب تطويرهمما ،وزيممادة
معدلت نموها بشكل يؤدي إلى زيادة الهمية النسممبية لمسمماهمة هممذه
القطاعات في تكون الدخل القممومي .وفممي مقدمممة هممذه القطاعممات،
القطاع الصناعي ،والقطاع الزراعي.
ثانيا :الهداف الوسيطة للسياسة النقدية
تحاول السلطات النقدية تحقيق الهداف النهائية مممن خلل التممأثير
على متغيرات وسيطة لعدم قدرة هذه السلطات التممأثير مباشممرة .مثل
علممى الناتممج المحلممي الخممام و مكونمماته .و لهممذا تحمماول التممأثير علممى
متغيرات تؤثر على الناتج المحلي الخام.
وتعبر الهداف الوسيطة عن تلك التغيرات النقدية التي يمكممن عممن
طريق مراقبتها وإدارتها ،الوصممول إلممى تحقيممق بعممض أو كممل الهممداف
النهائية .و يشترط في الهداف الوسيطة ،أن تستجيب لما يلي:
-وجود علقة مستقرة بينها وبين الهدف ،أو الهداف النهائية.
-إمكانية مراقبتها ،لما للسلطات النقدية من أدوات.
وتتمثل هذه الهداف في:
(1المجمعات النقدية :هممي عبممارة عممن مؤشممرات إحصممائية لكميممة
النقود المتداولة وتعكس قدرة العوان الحاليين المقيمين على النفاق.
بمعنى أنها تضم وسائل الدفع لممدى هممؤلء العمموان .ومممن بيممن وسممائل
التوظيممف تلممك الممتي يمكممن تحويلهمما بسممهولة وسممرعة ودون مخمماطر
خسارة في رأس المال ،إلى وسائل الدفع.
(2معدلت الفائدة :تسعى السلطة النقدية أحيانا إلى اتخاذ الوصول
إلى معممدل فممائدة حقيقممي هممدفا وسمميطا لسياسممة النقديممة .إل أن هممذا
الهدف يطرح مشمماكل عديممدة مممن بينهمما طبيعممة العلقممة بيممن معممدلت
الفممائدة طويلممة أو قصمميرة المممدى و النقممود .فلقممد تممبين فممي الوليممات
المتحدة المريكية أن متغيرا للدخل ،مقترنا بسممعر فممائدة علممى المممدى
القصير ،يعطي دالة بالغة السمتقرار للطلمب علممى النقمود فممي الموقت
الذي ظهر فيه أن مزيجا من متغيمر المدخل وآخمر لسممعر الفمائدة علمى
المممدى الطويممل يممؤدي إلممى تحقيممق أفضممل مسممتويات الكتلممة النقديممة
بمعناها الواسع في بريطانيا.
و المشممكل فممي اعتممماد سممعر الفممائدة كهممدف وسمميط للسياسممة
النقدية ،هو أن أسعار الفائدة تتضمن عنصر التوقعات التضممخمية .وهممو
ما يعقد دللة أسعار الفائدة الحقيقية ،مما يفقدها أهميتها كمؤشر .كممما
أن التغيرات في سعر الفائدة ل تعكس في الواقع نتائج جهود السياسة
النقدية وحدها ،وإنما أيضا عوامل السوق.
واعتبارا لكل ما سبق ،يذهب البعض إلى رفض استخدام معدل الفممائدة
هدفا وسيطا للسياسة النقدية لن ذلك تعبير عن غياب الهممدف النقممدي
للسياسة القتصادية في الواقع .
(3سعر الصرف :سممعر الصممرف هممو السممعر أو المعممدل الممذي علممى
أساسه يجري تبمادل عملمة معينمة بعملمة أخمرى أو بالمذهب ,1يسمتخدم
سعر الصرف كهدف للسلطة النقدية ،ذلك أن انخفاض أسعار الصممرف
يعمل على تحسين وضممعية ميممزان المممدفوعات .كممما أن اسممتقرار هممذا
المعدل يشكل ضمانا لستقرار وضعية البلد تجاه الخارج .ولهممذا تعمممل
بعض الدول على ربط عملتها بعملت قويممة قابلممة للتحويممل ،والحممرص
على استقرار صرف عملتها مقابل تلك العملت .إل أن التقلبممات الممتي
تحممدث فممي سمموق الصممرف ،تكممون نتيجممة المضمماربة الشممديدة علممى
1وليد مصطفي شاويش,السياسة النقدية بين الفقه السلمي والقتصاد الوضعي,المعهد العالمي للفكر
السلمي ,الطبعة الولى ,2011بيروت ,لبنان ,ص.192:
العملت ،مما يؤدي إلى عدم القدرة على السيطرة والتحكم فممي هممذا
الهدف.
وهكذا نلحظ أن تقلبات أسعار الصرف ،تممدفع بالسمملطات النقديممة
إلى التدخل في التأثير عليه ،واستعمال ما لديها من احتياطات ،محاولة
منها المحافظة على قيمة عملتها تجمماه العملت الممتي ترتبممط بهمما ،دون
ضمان النجاح .وهذه تكلفة مقابل اختيار هدف استقرار سعر الصرف.1
المطلب الثالث :أدوات السياسة النقدية
تهدف السياسة النقدية إقامة والحفاظ على أوضاع نقدية وائتمانيممة
ملئمة في ظل القتصاد السائد للدولة ،و تسممتخدم السمملطات النقديممة
مجموعة من الدوات مباشرة و غير مباشرة للتأثير في هممذه الظممروف
النقدية والئتمانية من أجل تحقيممق عمالممة عاليممة ،معممدل نمممو مرتفممع ,
واستقرار أسعار صرف العملة الوطنية بالعملت الجنبية المختلفة.
تشمل أدوات السياسة النقدية على نوعين من الوسائل ،مباشرة وغير
مباشرة
1/1الدوات غير المباشرة :وتتضمن ما يلي :
1بن قويدر نعيمة تاجر سهام ,أثر العولممة علمى فعاليمة السياسمة النقديمة ,ممذكرة تخمّرج تمدخل ضممن
متطلبات نيل شهادة الليسانس في العلوم القتصادية تخصص نقود،بنوك ومالية ,الدفعممة الولممى 2005
, 2006ص55:م .58
(1تحديد المكانات المتاحة للبنمموك لتعزيممز احتياطاتهمما النقديممة ،وذلممك
بتعديل الشروط الممتي يتعيممن أن تتمموفر فممي الوراق الممتي يقبممل البنممك
المركزي إعادة خصمها ،أو يرتضي أن يقرض بضمانها القروض.
(2تعديل التكلفة التي تتكبدها البنوك في تعزيز احتياطاتها عن طريق
القتراض من البنك المركزي ،وذلك بتغييمر سمعر إعمادة الخصمم .ولمما
كان التغيير في التكلفة التي تتكبدها البنمموك مممن القممتراض مممن البنممك
المركزي ،من شأنه إحداث تغيير مقابل في السعر الممذي تتقاضمماه فممي
تزويد الفراد والمشممروعات بالئتمممان ،فممإنه يممترتب علممى تغييممر سممعر
إعادة الخصم إحداث تغيير مقابل في أسعار الفائدة في السمموق بمموجه
عام ،بما قد يتمخض عن التغيير في أسعار الفائدة من تأثير على حجممم
الئتمان.
إن تغيير تكلفة إعمادة تمويممل البنمموك ،ل تسمتجيب بسمرعة لضمروريات
الظروف القتصادية:
أول :لن البنك المركزي ل يمكنه تغيير سعر إعادة الخصممم باسممتمرار،
وإل فقد مفعوله البسيكولوجي.
ثانيا :لن عمليممة إعممادة الخصممم ،مثممل قممرض بيممن البنممك المركممزي و
البنوك الثانوية ،يسترجع عند الستحقاق )سممنة أو سممنتين( ،فممإنه يوجممد
فرق حقيقممي بيممن زمممن تغييممر البنممك المركممزي سممعر الخصممم ،ووقممت
تحقيق تكلفة إعادة التمويل بالنسبة للبنوك.
آثارها :إن تغيير سعر إعادة الخصم لممدى البنممك المركممزي يممؤثر علممى
أسعار الفائدة من جهة ،وعلممى كميممة وسممائل الممدفع مممن جهممة أخممرى.
ففيما يتعلق بأسعار الفائدة ،فإننا نلحظ أن البنك المركزي في فممترات
الكساد القتصادي ،يعمد إلى تخفيض سعر الخصممم ،وبممذلك يقلممل مممن
كلفة خصم الوراق المالية ،والنقدية المقدمة إليه من البنوك التجاريممة.
وتقليل هذه التكلفمة ،يعنمي تخفيمض سمعر الفمائدة المذي تحصمل عليمه
البنوك التجارية لقاء تقديمها للقروض أو الئتمان المصرفي .مما يشجع
على زيادة الطلب على الئتمممان المصممرفي الممذي يقممابله تمموفر عممرض
مناسممب مممن الحتياطممات النقديممة القابلممة للقممراض مممن قبممل البنمموك
التجارية .و منها الوراق المالية التي تم تسليمها بكلفممة منخفضممة لممدى
البنك المركزي .و بهذا يساهم البنك المركزي من خلل تخفيممض سممعر
إعادة الخصم على زيادة حجم الئتمان المصمرفي بهمدف خلمق المرواج
القتصادي .
أما التأثير الثاني للتغيير في سعر الخصم ،فيرتبط بكمية وسائل
الدفع .وعلى ذلك فعندما يكون سعر إعادة الخصم لدى البنك المركزي
منخفضا ،فهذا يشجع البنمموك التجاريممة علممى تحويممل جممزء مممن أصممولها
المتمثلة في أوراق تجارية ،و سندات ممثلة لقروض إلى نقود قانونيممة.
وهذا يؤدي إلى زيادة إمكانيات البنوك التجارية في خلق نقممود الممودائع،
وبالتالي إلى زيادة الئتمان .أما ارتفاع سعر إعادة الخصم الذي يقممرره
البنك المركزي ،فمن شأنه أن يجعل البنوك التجارية تحجم عممن خصممم
ما لديها من أصول في شكل أوراق مالية و تجارية .وبذلك تنقممص هممذه
البنوك السيولة اللزمة لخلق الئتمان.1
1/1/2سياسة عملية السوق المفتوحة :تعتبر هذه
السياسة إحدى مكونات السياسة النقدية التي تستخدمها السلطة فممي
الرقابة على الئتمان .
ففي حالة انخفاض مسممتوى النشمماط القتصممادي والرغبممة فممي
معالجة الكساد عن طريق زيادة النفاق الكلمي يمدخل البنممك المركممزي
السوق النقدية مشتريا بعض السندات و الوراق المالية مقابممل تحريممر
شيك على حسابه ،يحصل عليه البائع وهنمما سمموف يممذهب هممذا الخيممر
بهذا الشيك لممدى البنممك التجمماري الممذي يتعامممل معممه .فممتزداد الممودائع
بمقممدار الشمميك وبالتممالي زيممادة ودائع الصممرف التجاريممة المحفوظممة
لممديه ،وتممزداد الحتياطممات النقديممة للمصممرف التجمماري وبالتممالي يصممبح
بإمكانه أن يزيد من حجم الئتمان ،وهكذا تتوسممع هممذه المصممارف فممي
منممح الئتمممان والقممروض لعملئهمما ،وهممو ممما يممؤدي إلممى زيممادة القمموة
الشممرائية فممي القتصمماد القممومي ،ويممزداد بالتممالي النفمماق الكلممي فممي
المجتمع .
على العكس مممن ذلمك عنممدما يعمماني القتصمماد مممن حالمة ارتفمماع
مستوى النشماط القتصممادي ،وظهممور التضممخم وارتفمماع السمعار ،فممإن
البنك المركزي يدخل السوق النقديممة بائعمما لبعممض السممندات والسممهم
والوراق المالية مما يقلل من الحتياطات النقدية المحفوظة لديه ،مما
يدفع هذه الخيرة إلى تخفيض الئتمان والقروض .وهمذا مما يمؤدي إلمى
انخفاض النفاق الكلي الذي يمكممن أن يخفممض الطلممب الكلممي الفعلممي
،ويحد من التضخم وارتفاع السعار الذي يشهده القتصاد القومي .
وهناك أثر آخر لسياسة عمليات السوق المفتوحمة ،همو أثمر سمعر
الفائدة السائدة في السمموق الممذي يسمماهم بممدوره فممي تحقيممق الهممدف
بن قويدر نعيمة تاجر سهام ,مرجع سابق ،ص 43م . 46 1
النهائي لهذه السياسممة ،فعنممدما يرغممب البنممك المركممزي اتبمماع سياسممة
نقدية توسعية لمعالجة الكساد ،يدخل السوق النقدية مشتريا السممندات
فترتفع أسعارها ،وهو ما يعني انخفاض سعر الفائدة الحقيقي على تلك
السندات والسهم المالية ،مما يسبب انخفاض سعر الفائدة السائد في
السوق .المر الذي يتمخض عنه زيادة النفاق الكلي على السممتثمارات
الجديدة ،وزيادة الطلب الفعلي والتخلص من حالة الكساد والركود .
ويحممدث العكممس عنممدما يتبممع البنممك المركممزي سياسممة نقديممة
انكماشممية ويعممرض أوراق ماليممة للممبيع ،فتنخفممض أسممعار تلممك الوراق
المالية ويرتفع سعر الفائدة الحقيقي على تلك الوراق .وبالتممالي يممؤدي
إلى ارتفاع أسممعارها السممائدة فممي السمموق مممما يممترتب عنممه انخفمماض
الحافز على الستثمارات الجديممدة ،وبالتممالي انخفمماض الطلممب الفعلممي
ومعالجة حالة الرواج والتضخم وارتفاع السممعار .وهممو الهممدف النهممائي
من تدخل
البنك المركزي ببيع السندات والوراق المالية .
1/1/3سياسة الحتياطي النقدي :نظرا لن البنوك
التجارية هممي الممتي تتخصممص فممي منممح الئتمممان وقبممول الممودائع ،فممإن
قدرتها على تحقيق ذلك يتوقف على ما في حوزتها من إمكانيات
نقدية تمكنها من التوسع فممي عملياتهمما باسممتمرار مممع الحتفمماظ بقممدر
مناسب مممن السمميولة ،يكممون بمثابممة هممامش ضمممان لهمما وتممبرز أهميممة
استخدام السلطات النقدية لحد أدواتها لمقاومة أو معالجممة الختللت،
فهي المسؤولة الوحيدة عن ذلك ولكي تستطيع هممذه الخيممرة مقاومممة
الضبط المستمر علممى الرصممدة النقديممة المحممدودة للجهمماز المصممرفي
،فضممل عممن هممدفها فممي تخفيممض هممذه الظمماهرة ،فقممد تلجممأ إلممى رفممع
الحتياطي القانوني الذي تحتفظ به البنوك التجارية لديها بغرض تحقيق
قممدر مممن السممتقرار النقممدي ،وتنظيممم الممدورات القتصممادية ولتوضمميح
الوضع في ميزان المدفوعات
كما يعتبر الحتيمماطي النقمدي أو القممانوني للبنموك التجاريممة ممن
أهم المحددات التي تؤثر في إمكانياتها.نحو اسممتغلل مواردهمما النقديممة
أقصى استغلل ممكن بالدرجة التي تمكنها من تعظيممم أرباحهمما بمعنممى
أن انخفاض هذه النسبة تزيممد مممن قممدرة البنممك السممائلة ،بالقممدر الممذي
يسمح له بالتوسع في منممح القممروض والتسممهيلت الئتمانيممة ،والعكممس
تماما ،حيث أن ارتفاع هذه النسممبة يكممون حسممب سمميولة البنممك وعلممى
حسب قدرته الئتمانية .
ولكممي نحلممل عوامممل السمميولة المصممرفية فممان هممذا يقودنمما إلممى
ضرورة معرفة حجم الحتياطات الجباريممة لهممذه البنمموك .فنسممبة هممذه
الحتياطات عادة ما تكون لها آثار مقيدة فممي المموقت الممذي تكممون فيممه
لكممل مممن الممذهب والعملت الخممرى الجنبيممة ،وعمممولت الخزانممة آثممار
توسعية .
وفي النهاية نجد أن سياسة التحكم في نسبة الحتياطي القممانوني
للبنوك التجارية يكون بمثابممة أداة فعالممة للسياسممة النقديممة وذلممك فممي
الدول المتقدمة والتي تتميز أسواقها النقدية بالتساع حيث تزداد أهمية
الدوات الخرى والكثر جدوى للسيطرة على الوضمماع النقديممة ،وعلممى
هيكل السوق النقدي وليس على سيولته فقط.
1/2الدوات المباشرة للسياسة النقدية :
تستخدم هممذه الدوات قصممد التممأثير علممى حجممم الئتمممان الممموجه
لقطمماع أو لقطاعممات ممما ،وتعمممل علممى الحممد مممن حريممة ممارسممة
المؤسسات المالية لبعض النشطة كما ونوعا ومن أهمها :
1/2/1تأطير القروض )أو الرقابة على الئتمان( :يتم
دراسة ذلك من خلل ما يلي :
تعريفها :تسممتخدم هممذه الداة فممي الفممترة الممتي تتميممز بالتضممخم
وارتفاع السعار ويكون ميزان المدفوعات في حالة عجممز .فهممو إجممراء
تنظيمممي يفممرض ويطبممق علممى البنمموك التجاريممة بهممدف تحديممد حجممم
القروض المقدمة من طرف الزبائن وفي حال الخلل بهذه الجممراءات
تتعممرض البنمموك إلممى عقوبممات ،تتبمماين مممن دولممة لخممرى واعتممماد هممذا
السملوب ينبمع ممن سمعي السملطات النقديمة إلمى التمأثير علمى توزيمع
القروض في اتجاه القطاعات المعتبرة الكثر حيوية بالنسبة للتنميممة ،أو
التي تتطلب موارد مالية كبيرة .
وتطبيق هذه الداة )تأطير القروض( تطرح عدة مشاكل أهمها :
م عند تحديد سقف القروض عنممد مسممتوى أقممل مممما يحتمماجه السمموق
وفقا لقوى العرض والطلب فإنه يؤدي إلى رفع معدلت الفائدة .
م عدم التأكد من نجاعة هذه السياسة لصعوبة معرفة مستوى فعاليممة
المشاريع التي تستفيد من فرصة التمويل التمييزي من غيرها .
م قواعد سياسة تأطير القرض سلبية لصالح القطاع الخمماص وإيجابيممة
لصالح القطاع العام .
م تحد نتائج سياسة تأطير القرض بشمكل كممبير علمى أسمماس رد فعممل
القطاع غير المصرفي .
فالتحديد الكمي للقروض البنكية يؤدي إلى ندرة الموارد المالية لتمويل
القتصاد مما يعمل على رفع وتنظيم عمليات القتراض .
م لسياسة تأطير القروض آثار سلبية إل أنه إذا أدمجممت معهمما سياسممة
انتقائية للقروض ستكون أقل سلبية وأكثر قبول لنها تتمتع بنجاعة فممي
تحديد كمية القروض الممنوحممة فقممط عنممد اسممتعمالها بممدون السياسممة
النتقائية للقروض .
وممن بيمن الشمكال المتي يتخمذها أسملوب تمأطير الئتممان تحديمد
الهممامش المطلمموب ،وتسممتخدم لمنممع اسممتخدام التسممهيلت الئتمانيممة
بغرض المضاربة في السندات ،وهذا الهامش عبارة عن نسبة من قيمة
السند ،التي ل يمكن أن تمنح كتسهيلت ائتمانية .
كممما يسممتخدم لتقنيممن القممروض الموجهممة للسممتهلك ،حيممث تلجممأ
السمملطة النقديممة إلممى التحكممم فممي الئتمممان الممموجه للسممتهلك حممتى
تتماشى والظروف القتصادية من رواج وانكماش .
1/2/2تنظيم معدلت الفائدة :يتم ذلك عن طريق أسعار
الفائدة التي يجب على البنوك التجارية أن تطبقها سواء بالنسبة لنممواع
القروض التي تقوم بمنحها لمختلف القطاعممات القتصممادية أو بالنسممبة
للفوائد التي تدفعها لزبائنها على مختلف الودائع المودعة لديها.
كما أن تحديد سقف لمعدلت الفائدة عنممد تقممديم القممروض هممدفه
عممادة تنظيممم وتعممديل تكلفممة القممتراض خاصممة تلممك المقدمممة لبعممض
المقترضين ؛مثل المؤسسات العمومية .
ومن سلبيات هذا الجراء أنه يفسد المنافسة سممواء داخممل النظممام
المصرفي أو فيما بين البنوك والمؤسسممات الماليممة الخممرى ،بالضممافة
إلى ذلك فإن فرض معدل فائدة منخفض أكثر مما كان عليه يمكممن أن
يخل بنشاط الوساطة المالية للبنوك والمؤسسات المالية .
1/2/3النسبة الدنيا للسيولة :يقتضي هذا السلوب أن يقوم
البنك المركزي بإجبار البنوك التجارية على الحتفمماظ بنسممبة دنيمما ويتممم
تحديممدها عممن طريممق بعممض الصممول منسمموبة إلممى بعممض مكونممات
الخصمموم .وهممذا لتخمموف السمملطات النقديممة مممن خطممر الفممراط فممي
القراض من قبل البنوك التجارية بسبب مما لمديها ممن أصمول مرتفعمة
السيولة ،وهذا بتجميد بعض هذه الصول في محممافظ البنمموك التجاريممة
وبذلك يمكن الحد من القدرة على اقتراض القطاع الخاص.
1/2/4قيييام البنييك المركييزي ببعييض العمليييات
المصرفية :تستعمل البنوك المركزية هذا السلوب في البلدان الممتي
تكون فيها أدوات السياسة النقدية محممدودة الثممر ،حيممث تقمموم البنمموك
المركزية بمنافسة البنمموك التجاريممة بأدائهمما لبعممض العمممال المصممرفية
بصممورة دائمممة أو اسممتثنائية ؛كتقممديمها القممروض لبعممض القطاعممات
الساسية في القتصاد لما تمتنع أو تعجز البنوك التجارية عن ذلك.
1خزيمي بوعلم ,حكيم بابا,جماح أحمد ,الصلحات القتصادية وأثرها على السياسممة النقديممة الجزائريممة
ما بين ,2005-1994مذكممرة المتخرج ضمن متطلبات نيل شهادة الليسانس فممي علمموم رررر ررر,
السنة الجامعية , 2005/2006 :ص 34م .37
إن تعممدد وتشمعب الدراسممات القتصممادية دعممت إلمى وجموب تحديممد
معنممى للسياسممة الماليممة يتناسممب والتطممور الممذي تشممهده الوضمماع
القتصممادية الراهنممة وتحديممد مممدى فعاليممة هممذه السياسممة فممي تحقيممق
الستقرار والنمو القتصاديين.
المطلمممب الول :تعريف السياسة المالية وأدواتها .
1هيثم الزعبي ،حسن أبو الزيت ،أسس و مبادئ القتصاد الكلي .دار الفكر للطباعة والنشر
والتوزيع ،ط ،1 .عمان ،2000 ،ص.200 .
للنفاق المر الذي يساعد على ضبط مستوى الطلب الكلممي أو تحفيممزه
حسب الحالة القتصادية التي يمر بها القتصاد ،ويتم هذا بصورة تلقائية.
-2التغير في مستوى الدخار:
والمقصود هنا أن الفراد يميلون إلى المحافظة بصورة عامممة علممى
مستوى معيشي معين حممتى فممي الفممترات الممتي يسممود فيهمما النكممماش
القتصممادي ويتممدنى مسممتوى الممدخل الخاضممع للنفمماق وذلممك مممن خلل
العتممماد علممى المممدخرات الفرديممة ،مممما يممؤدي إلممى حممدوث تغيممر فممي
مستوى الدخار العام ،المر الذي ينتج عنممه تغييممر فممي مسممتوى النفمماق
على الرغم من وجود حالة الركود أو النكممماش القتصممادي ،وتتممم هممذه
العملية بصورة تلقائية.
-3سياسة توزيع الرباح في الشركات:
و المقصود هنا هو توزيع الرباح الرأسمالية والسياسية الممتي تتبعهمما
الشركات ممثلة في إدارتها في كيفية توزيممع الربمماح علممى المسمماهمين،
حيث أن معظم الشركات تميل إلممى إتبمماع سياسممة محممددة فممي عمليممة
توزيممع الربمماح ،وتكممون هممذه السياسممة غيممر قابلممة للتغييممر علممى المممدى
القصممير ،بحيممث أنممه لممو كممان القتصمماد علممى وشممك الممدخول فممي حالممة
انكماش فأن الشركات لممن تلجممأ إلممى تخفيممض مسممتوى الربمماح القابلممة
للتوزيع على المساهمين ،كما أنها ل تميل إلى زيادة حصص الرباح فممي
حالة المرور بفترة تضخم قصيرة ،وبذلك تحافظ علممى وجممود السممتقرار
في مستويات دخول الفراد في وقت الكسماد وتحمافظ علمى الحمد ممن
زيادتها في وقت التضخم.1
-4العانات الحكومييية:
تتمثل في إعانات أو مساعدات ،إلى بعض القطاعمات فمي المجتممع
مثل القطاع العائلي وتوجه هذه العانممات إلممى قطاعممات الكممثر احتياجمما
وذلك للمساعدة في عملية إعادة توزيع الدخل.
إن الدوات السابقة هممي أدوات آليممة ل تتطلممب أي سياسممة فاعلممة،
وتكون عاجزة بمفردها أو مع غيرها في منع حدوث الكساد أو التضممخم،
فهي تقوم بتخفيف أو المساعدة في تبمماطؤ معممدل الزيممادة أو النقصممان
فممي النفماق العمام .ويمكممن منممع حمدوث التضممخم أو الكسماد مممن خلل
الستعمال المثل لكممل مممن أدوات السياسممة الماليممة و النقديممة فممي آن
واحد.
مستوى
السعار
SA
2P
1P
2DA
1DA
الناتج المحلي
1Q 2Q
المصدر :هيثم الزعبي ،حسن أبو الزيت ،مرجع سابق ،ص.205 .
ثانيا :حالة وجود تضخم في القتصاد:
إن التضخم عبارة عن الزيادة غير الطبيعيممة فممي السممعار مممما يعنممي
وجود ارتفاع في المسممتوى العممام للسممعار ،وتسممتخدم أدوات السياسممة
المالية في هذه الحالة لمحاولة خفض المستوى الكلي للطلممب ،بتقليممل
القدرة الشممرائية للفممراد والمجتمممع ككممل ،وذلممك بإتبمماع سياسممة ماليممة
انكماشية .ويمكن توضيح ذلك من خلل آلية عمل هذه الدوات :1
-1رفع مستوى الضرائب وبالتالي تقليممل دخمول الفممراد وخفمض حجممم
الدخل القابل للنفاق مما يؤدي إلى خفض الطلب الكلي فممي القتصمماد
وهذا يؤدي إلى خفض المستوى العام للسعار.
-2تخفيض مستوى النفاق العام والذي يؤدي بفعل آلية المضاعف إلى
تخفيض حجممم السممتهلك ويحممد مممن الطلممب الكلممي ،ويخفممض مسممتوى
السعار.
-3استخدام كل السياسممتين بزيممادة الضممرائب أو التوسممع فيهمما وخفممض
النفاق كما في الشكل ):(2
مستوى السعار
الناتج المحلي
المصدر :هيثم الزعبي ،حسن أبو الزيت ،مرجع السابق ،ص206 .
1-1
نفس المرجع السابق ،ص . 205 .
المبحث الثالث :التنسيق بين السياسيتين المالية والنقدية
المطلب الول :العلقة بين السياستين المالية والنقدية
يمكن حصر أوجه الشبه والختلف بين السياستين النقدية والمالية فيما يلي:
إن تأثير السياسة المالية على الدخول ثم النفاق يكون بصورة مباشممرة مممن
خلل تغيمممر النفممماق الحكممومي الجممماري والسمممتثماري ،والضمممرائب والعانمممات
الحكومية ،أما تأثير السياسة النقدية علممى الممدخول يكممون بصممورة غيممر مباشممرة
وذلك عن طريق تغيير حجم الئتمان ،وهذا ما ينعكس على النشاط القتصادي.
تتسم السياسة المالية بوجود ما يعرف بالفارق الزمني لتحقيق فعاليتها،
فهي تحتاج إلى وقت أطويل مقارنة بالسياسة النقدية ،وتعود مرونة السياسة
النقدية إلى إمكانية اتخاذ التدابير والجراءات النقدية من قبل السلطات النقدية(
البنك المركزي )دون الحاجة إلى تغيرات دستورية ،وسن تشريعات حكومية على
عكس السياسة المالية التي تحتاج إلى سن التشريعات.
يمممممممممممممممممممممكن أن تكون السياسة الممممممممممممممممممممممممممالية أداة
اقتصادية أكثر فعالية في مواجهة الكساد والممممممممممممممممممممممركود القتصادي
مقابل فعالية السياسة النقدية.1
1ناظم محمد نوري الشمري ،النقود والمصارف والنظرية النقدية ،دار زهران للنشر والطبع
والتوزيع ،العراق،بدون طبعة ،ص .223