You are on page 1of 20

‫المبحث الول ‪ :‬ماهية السياسة النقدية‬

‫تعتبر السياسة النقدية إحدى أهم مجالت السياسة القتصادية التي‬


‫تتخذ من المعطيات النقدية موضوعا لتدخلها‪ ،‬آخذة بعين العتبار لعلقة‬
‫النقود بالنشاط القتصادي من جهة‪ ،‬ولما يشكله الستقرار النقدي مممن‬
‫مناخ ملئم لممارسة النشاط القتصادي من جهة أخرى‪.‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬مفاهيم عامة للسياسة النقدية‬
‫تعددت مفاهيم السياسة النقدية بتعدد واختلف النظريات القتصادية‪.‬‬
‫هي مجموعة الجراءات والتدابير التي تتخذها السلطة النقدية مممن‬
‫ضبط عرض النقممود أو التوسممع النقممدي‪ ،‬ليتماشممى و حاجممة المتعمماملين‬
‫القتصاديين‪ .‬وهي هممدف البنممك المركممزي فممي ممارسممة الرقابممة علممى‬
‫النقود‪ ،‬وعلى معدلت الفائدة‪ ،‬وعلى شروط القروض ‪.1‬‬
‫السياسة النقدية هي الستراتيجية المثلى أو دليل العمل الذي‬
‫تنتهجه السلطات النقدية من أجل المشاركة الفعالة فممي تمموجيه مسممار‬
‫الوحدات القتصادية القومية نحممو تحقيممق النمممو الممذاتي المتمموازن عممن‬
‫طريق زيادة الناتج القومي بالقدر الممذي يضمممن للدولممة الوصممول إلممى‬
‫حالة من الستقرار النسبي للسعار‪ ،‬و ذلك في إطممار تمموفير السمميولة‬
‫المناسبة للقتصاد القومي حتى تتفادى الضغط علممى الرصممدة النقديممة‬
‫للدولة‪.‬‬
‫السياسة النقدية هي مجموعة من الجراءات التي يستخدمها البنك‬
‫المركزي بغرض التأثير على العرض النقدي بطريقة ممما للوصممول إلممى‬
‫تحقيق مجموعة من الهداف القتصادية‪.2‬‬
‫السياسة النقدية هي الوسائل التي بحوزة السلطة العامة‬
‫لمراقبة خلق النقود و استعمالها من طرف الوحدات القتصادية‬
‫حسب الصالح العام المحدد في هدف السياسة القتصادية الكلية ‪.‬‬
‫السياسة النقدية تهدف أساسا لمكافحة التضخم دون أحداث‬
‫أضرار بالنتاج الوطني و العمالة تستعمل السلطات العامة لتحقيق‬
‫ذلك وسائل تؤثر بشكل أساسي على الكتلة النقدية و مصدر خلق‬

‫‪ 1‬عبد المجيد قدي‪ ,‬المدخل إلى السياسات القتصادية الكليممة ‪ ،‬ديموان المطبوعممات الجامعيممة الجممزائر‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.29‬‬
‫‪ 2‬أحمد محمد مندور ‪ ,‬مقدمة في النظرية القتصادية الكلية ‪ ،‬جامعة السكندرية ‪ ،‬مصممر ‪2004/2003 ،‬‬
‫ص‪.224 :‬‬
‫النقود‪.3‬و هذا يتعلق بمجموعة القوانين و التنظيمات و الجراءات‬
‫التي يمكن أن تلجأ السلطات النقدية لستخدامها لضمان تنظيم‪:‬‬
‫‪ -‬كمية الوسائل المتاحة ) نقود داخلية ائتمانية ( نقود خارجيممة ) نقممود‬
‫قانونية (‪.‬‬
‫‪ -‬التعامل بالنقد الجنبي‪.‬‬
‫‪ -‬سعر تبادل العملت و سعر صرف العملة الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬المحافظممة علممى المممدخرات المحليممة و ممموارد الدولمة مممن العملت‬
‫الجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬مرونة أداء الجهاز المصرفي‪.‬‬
‫و خلصة القول أن السياسة النقدية هي إحدى مكونات السياسة‬
‫القتصادية‪ ،‬و يقصد بالسياسة النقدية مجموعة الجراءات التي تتخذها‬
‫الدولة بغرض الرقابة على الئتمان و التأثير عليه‪ ،‬بممما يتفممق و تحقيممق‬
‫الهداف القتصادية التي تصبوا إليها الحكومة‪ ،‬فممالنقود ل تممدير نفسممها‬
‫بنفسها‪ ،‬بل يجب تدخل السلطة النقدية فممي الدولممة عممن طريممق إتبمماع‬
‫سياسة نقدية تعكس الهداف التي تصبوا إليها الدولة‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهداف السياسة النقدية‪:‬‬
‫يعمل البنك المركزي على تحديد أهداف السياسة النقدية من أجل‬
‫تحقيق الستقرار النقممدي بالتممأثير علممى حجممم الئتمممان‪ .‬ولقممد قسمممت‬
‫أهداف السياسة النقدية أهداف نهائية‪ ،‬وأهداف وسبطية ‪.‬‬
‫أول‪ :‬الهداف النهائية للسياسة النقدية‬
‫ويمكممن حصممر أهممم الهممداف النهائيممة الممتي تسممعى إلممى تحقيقهمما‬
‫السياسة النقدية‪ ،‬في الجوانب التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تحقيممق السممتقرار النقممدي والقتصممادي مممن خلل تجنممب التغيممرات‬
‫المؤثرة على قيمة العملمة الوطنيممة داخليمما وخارجيمما‪ ،‬والممتي تنشممأ عمن‬
‫التغيرات في المستوى العام للسعار‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة في تطوير المؤسسممات المصممرفية و الماليممة‪ ،‬والسممواق‬
‫التي تتعامل فيها هذه المؤسسات )السوق المالي و السمموق النقممدي(‪،‬‬
‫وبما يخدم القتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ 3‬بخراز يعدل فريدة‪،‬تقنيات وسياسات التسيير المصرفي‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬طبعة ‪ 1995‬ص‬
‫‪, 143 :‬‬

‫‪ 1‬خلوط فوزيممممممممة العممممربي ‪ ,‬دور السياسة المالية في تحقيق السمتقرار والنممو القتصماديين فمي‬
‫الدول النامية في ظل التحولت الدولية الراهنة ‪ ,‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شممهادة الماجسممتير‬
‫في العلوم القتصاديةتخصممممممممص ‪ :‬نقمممممممود وتمويمممممل‪,‬السمنة الجامعيمة ‪, 2003/2004‬ص‪ 28:‬ممممم‬
‫‪29‬مم ‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة في تحقيق التوازن المطلوب في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫دلت نمو اقتصادية مناسبة في القطاعممات‬ ‫‪ ‬المساهمة في تحقيق مع ّ‬
‫القتصادية المختلفة بما يحقق زيادة فممي حجممم الممدخل القممومي و نمممو‬
‫الناتج المحلي‪.‬‬
‫‪ ‬تسممريع عمليممة التنميممة القتصممادية‪ ،‬وذلممك بتمموفير المنمماخ المناسممب‬
‫لتنفيممذ مشمماريع وبرامممج التنميممة القتصممادية والجتماعيممة فممي البلممدان‬
‫النامية‪.‬‬
‫ويلحممظ أن هنمماك ترابممط واضممح ومتممداخل بيممن أهممداف السياسممة‬
‫النقدية‪ ،‬إل أنممه يمكممن تحديممد التجاهممات الممتي تنصممب عليهمما السياسممة‬
‫النقدية و التي تنحصر في جانبين هما‪:‬‬
‫الدخار‪ :‬تسعى السياسة النقدية إلى‪:‬‬ ‫‪(1‬‬
‫‪ -‬جمممع وتعممبئة الدخممارات المحليممة الممتي يمكممن جمعهمما بواسممطة‬
‫المؤسسات المالية و المصرفية القائمة في البلد‪.‬‬
‫‪ -‬رفع معدل الدخار نسبة إلى إجمالي الدخل القومي ‪.‬‬
‫ب( الستثمار‪ :‬تسعى السياسة النقدية إلى‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة نسبة الستثمارات إلى إجمالي الممدخل القممومي‪ ،‬والممتي تممؤدي‬
‫إلى زيادة حجم الدخل و الناتج القومي‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه الستثمارات نحو القطاعممات الممتي يتمموجب تطويرهمما‪ ،‬وزيممادة‬
‫معدلت نموها بشكل يؤدي إلى زيادة الهمية النسممبية لمسمماهمة هممذه‬
‫القطاعات في تكون الدخل القممومي‪ .‬وفممي مقدمممة هممذه القطاعممات‪،‬‬
‫القطاع الصناعي‪ ،‬والقطاع الزراعي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الهداف الوسيطة للسياسة النقدية‬
‫تحاول السلطات النقدية تحقيق الهداف النهائية مممن خلل التممأثير‬
‫على متغيرات وسيطة لعدم قدرة هذه السلطات التممأثير مباشممرة‪ .‬مثل‬
‫علممى الناتممج المحلممي الخممام و مكونمماته‪ .‬و لهممذا تحمماول التممأثير علممى‬
‫متغيرات تؤثر على الناتج المحلي الخام‪.‬‬
‫وتعبر الهداف الوسيطة عن تلك التغيرات النقدية التي يمكممن عممن‬
‫طريق مراقبتها وإدارتها‪ ،‬الوصممول إلممى تحقيممق بعممض أو كممل الهممداف‬
‫النهائية‪ .‬و يشترط في الهداف الوسيطة‪ ،‬أن تستجيب لما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬وجود علقة مستقرة بينها وبين الهدف‪ ،‬أو الهداف النهائية‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية مراقبتها‪ ،‬لما للسلطات النقدية من أدوات‪.‬‬
‫وتتمثل هذه الهداف في‪:‬‬
‫‪ (1‬المجمعات النقدية‪ :‬هممي عبممارة عممن مؤشممرات إحصممائية لكميممة‬
‫النقود المتداولة وتعكس قدرة العوان الحاليين المقيمين على النفاق‪.‬‬
‫بمعنى أنها تضم وسائل الدفع لممدى هممؤلء العمموان‪ .‬ومممن بيممن وسممائل‬
‫التوظيممف تلممك الممتي يمكممن تحويلهمما بسممهولة وسممرعة ودون مخمماطر‬
‫خسارة في رأس المال‪ ،‬إلى وسائل الدفع‪.‬‬
‫‪ (2‬معدلت الفائدة‪ :‬تسعى السلطة النقدية أحيانا إلى اتخاذ الوصول‬
‫إلى معممدل فممائدة حقيقممي هممدفا وسمميطا لسياسممة النقديممة‪ .‬إل أن هممذا‬
‫الهدف يطرح مشمماكل عديممدة مممن بينهمما طبيعممة العلقممة بيممن معممدلت‬
‫الفممائدة طويلممة أو قصمميرة المممدى و النقممود‪ .‬فلقممد تممبين فممي الوليممات‬
‫المتحدة المريكية أن متغيرا للدخل‪ ،‬مقترنا بسممعر فممائدة علممى المممدى‬
‫القصير‪ ،‬يعطي دالة بالغة السمتقرار للطلمب علممى النقمود فممي الموقت‬
‫الذي ظهر فيه أن مزيجا من متغيمر المدخل وآخمر لسممعر الفمائدة علمى‬
‫المممدى الطويممل يممؤدي إلممى تحقيممق أفضممل مسممتويات الكتلممة النقديممة‬
‫بمعناها الواسع في بريطانيا‪.‬‬
‫و المشممكل فممي اعتممماد سممعر الفممائدة كهممدف وسمميط للسياسممة‬
‫النقدية‪ ،‬هو أن أسعار الفائدة تتضمن عنصر التوقعات التضممخمية‪ .‬وهممو‬
‫ما يعقد دللة أسعار الفائدة الحقيقية‪ ،‬مما يفقدها أهميتها كمؤشر‪ .‬كممما‬
‫أن التغيرات في سعر الفائدة ل تعكس في الواقع نتائج جهود السياسة‬
‫النقدية وحدها‪ ،‬وإنما أيضا عوامل السوق‪.‬‬
‫واعتبارا لكل ما سبق‪ ،‬يذهب البعض إلى رفض استخدام معدل الفممائدة‬
‫هدفا وسيطا للسياسة النقدية لن ذلك تعبير عن غياب الهممدف النقممدي‬
‫للسياسة القتصادية في الواقع ‪.‬‬
‫‪ (3‬سعر الصرف‪ :‬سممعر الصممرف هممو السممعر أو المعممدل الممذي علممى‬
‫أساسه يجري تبمادل عملمة معينمة بعملمة أخمرى أو بالمذهب‪ ,1‬يسمتخدم‬
‫سعر الصرف كهدف للسلطة النقدية‪ ،‬ذلك أن انخفاض أسعار الصممرف‬
‫يعمل على تحسين وضممعية ميممزان المممدفوعات‪ .‬كممما أن اسممتقرار هممذا‬
‫المعدل يشكل ضمانا لستقرار وضعية البلد تجاه الخارج‪ .‬ولهممذا تعمممل‬
‫بعض الدول على ربط عملتها بعملت قويممة قابلممة للتحويممل‪ ،‬والحممرص‬
‫على استقرار صرف عملتها مقابل تلك العملت‪ .‬إل أن التقلبممات الممتي‬
‫تحممدث فممي سمموق الصممرف ‪ ،‬تكممون نتيجممة المضمماربة الشممديدة علممى‬

‫‪ 1‬وليد مصطفي شاويش‪,‬السياسة النقدية بين الفقه السلمي والقتصاد الوضعي‪,‬المعهد العالمي للفكر‬
‫السلمي‪ ,‬الطبعة الولى ‪,2011‬بيروت ‪,‬لبنان‪ ,‬ص‪.192:‬‬
‫العملت ‪ ،‬مما يؤدي إلى عدم القدرة على السيطرة والتحكم فممي هممذا‬
‫الهدف‪.‬‬
‫وهكذا نلحظ أن تقلبات أسعار الصرف‪ ،‬تممدفع بالسمملطات النقديممة‬
‫إلى التدخل في التأثير عليه‪ ،‬واستعمال ما لديها من احتياطات‪ ،‬محاولة‬
‫منها المحافظة على قيمة عملتها تجمماه العملت الممتي ترتبممط بهمما‪ ،‬دون‬
‫ضمان النجاح‪ .‬وهذه تكلفة مقابل اختيار هدف استقرار سعر الصرف‪.1‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أدوات السياسة النقدية‬
‫تهدف السياسة النقدية إقامة والحفاظ على أوضاع نقدية وائتمانيممة‬
‫ملئمة في ظل القتصاد السائد للدولة‪ ،‬و تسممتخدم السمملطات النقديممة‬
‫مجموعة من الدوات مباشرة و غير مباشرة للتأثير في هممذه الظممروف‬
‫النقدية والئتمانية من أجل تحقيممق عمالممة عاليممة‪ ،‬معممدل نمممو مرتفممع ‪,‬‬
‫واستقرار أسعار صرف العملة الوطنية بالعملت الجنبية المختلفة‪.‬‬
‫تشمل أدوات السياسة النقدية على نوعين من الوسائل ‪،‬مباشرة وغير‬
‫مباشرة‬
‫‪ 1/1‬الدوات غير المباشرة ‪ :‬وتتضمن ما يلي ‪:‬‬

‫‪ 1/1/1‬سياسة سعر الخصم‪:‬‬


‫تعتبر عملية إعادة الخصم‪ ،‬شكل من أشكال إعادة التمويل التي‬
‫يقوم بها البنك المركزي لتزويد البنوك التجارية بالسيولة‪.‬‬
‫ويعد سعر إعادة الخصم‪ ،‬أو كما يسمى سعر البنك‪ ،‬بمثابة سعر‬
‫الفممائدة الممذي يتقاضمماه البنممك المركممزي علممى إعممادة خصممم الوراق‬
‫التجاريممة‪ ،‬و الذونممات الحكوميممة للبنمموك التجاريممة‪ .‬ويمثممل أيضمما سممعر‬
‫الفائدة على القروض والسلفيات التي يقدمها للبنوك التجارية‪,‬باعتبمماره‬
‫الملذ الخير للقتراض‪.‬‬
‫و العلقة بين سعر إعادة الخصم لدى البنممك المركممزي‪ ،‬وسممعر الفممائدة‬
‫على القروض التي تقدمها البنوك التجارية‪ ،‬علقة طردية و موجبة‪.‬‬
‫وتسمملك سياسممة سممعر الخصممم الهادفممة إلممى التممأثير علممى إجمممالي‬
‫الحتياطات النقدية المتوافرة لدى الجهاز المصرفي أحد السبيلين ‪.‬‬

‫‪ 1‬بن قويدر نعيمة تاجر سهام‪ ,‬أثر العولممة علمى فعاليمة السياسمة النقديمة‪ ,‬ممذكرة تخمّرج تمدخل ضممن‬
‫متطلبات نيل شهادة الليسانس في العلوم القتصادية تخصص نقود‪،‬بنوك ومالية‪ ,‬الدفعممة الولممى ‪2005‬‬
‫‪, 2006‬ص‪55:‬م ‪.58‬‬
‫‪ (1‬تحديد المكانات المتاحة للبنمموك لتعزيممز احتياطاتهمما النقديممة‪ ،‬وذلممك‬
‫بتعديل الشروط الممتي يتعيممن أن تتمموفر فممي الوراق الممتي يقبممل البنممك‬
‫المركزي إعادة خصمها‪ ،‬أو يرتضي أن يقرض بضمانها القروض‪.‬‬
‫‪ (2‬تعديل التكلفة التي تتكبدها البنوك في تعزيز احتياطاتها عن طريق‬
‫القتراض من البنك المركزي‪ ،‬وذلك بتغييمر سمعر إعمادة الخصمم‪ .‬ولمما‬
‫كان التغيير في التكلفة التي تتكبدها البنمموك مممن القممتراض مممن البنممك‬
‫المركزي‪ ،‬من شأنه إحداث تغيير مقابل في السعر الممذي تتقاضمماه فممي‬
‫تزويد الفراد والمشممروعات بالئتمممان‪ ،‬فممإنه يممترتب علممى تغييممر سممعر‬
‫إعادة الخصم إحداث تغيير مقابل في أسعار الفائدة في السمموق بمموجه‬
‫عام‪ ،‬بما قد يتمخض عن التغيير في أسعار الفائدة من تأثير على حجممم‬
‫الئتمان‪.‬‬
‫إن تغيير تكلفة إعمادة تمويممل البنمموك‪ ،‬ل تسمتجيب بسمرعة لضمروريات‬
‫الظروف القتصادية‪:‬‬
‫أول‪ :‬لن البنك المركزي ل يمكنه تغيير سعر إعادة الخصممم باسممتمرار‪،‬‬
‫وإل فقد مفعوله البسيكولوجي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬لن عمليممة إعممادة الخصممم‪ ،‬مثممل قممرض بيممن البنممك المركممزي و‬
‫البنوك الثانوية‪ ،‬يسترجع عند الستحقاق )سممنة أو سممنتين(‪ ،‬فممإنه يوجممد‬
‫فرق حقيقممي بيممن زمممن تغييممر البنممك المركممزي سممعر الخصممم‪ ،‬ووقممت‬
‫تحقيق تكلفة إعادة التمويل بالنسبة للبنوك‪.‬‬
‫آثارها‪ :‬إن تغيير سعر إعادة الخصم لممدى البنممك المركممزي يممؤثر علممى‬
‫أسعار الفائدة من جهة‪ ،‬وعلممى كميممة وسممائل الممدفع مممن جهممة أخممرى‪.‬‬
‫ففيما يتعلق بأسعار الفائدة‪ ،‬فإننا نلحظ أن البنك المركزي في فممترات‬
‫الكساد القتصادي‪ ،‬يعمد إلى تخفيض سعر الخصممم‪ ،‬وبممذلك يقلممل مممن‬
‫كلفة خصم الوراق المالية‪ ،‬والنقدية المقدمة إليه من البنوك التجاريممة‪.‬‬
‫وتقليل هذه التكلفمة‪ ،‬يعنمي تخفيمض سمعر الفمائدة المذي تحصمل عليمه‬
‫البنوك التجارية لقاء تقديمها للقروض أو الئتمان المصرفي‪ .‬مما يشجع‬
‫على زيادة الطلب على الئتمممان المصممرفي الممذي يقممابله تمموفر عممرض‬
‫مناسممب مممن الحتياطممات النقديممة القابلممة للقممراض مممن قبممل البنمموك‬
‫التجارية‪ .‬و منها الوراق المالية التي تم تسليمها بكلفممة منخفضممة لممدى‬
‫البنك المركزي‪ .‬و بهذا يساهم البنك المركزي من خلل تخفيممض سممعر‬
‫إعادة الخصم على زيادة حجم الئتمان المصمرفي بهمدف خلمق المرواج‬
‫القتصادي ‪.‬‬
‫أما التأثير الثاني للتغيير في سعر الخصم‪ ،‬فيرتبط بكمية وسائل‬
‫الدفع‪ .‬وعلى ذلك فعندما يكون سعر إعادة الخصم لدى البنك المركزي‬
‫منخفضا‪ ،‬فهذا يشجع البنمموك التجاريممة علممى تحويممل جممزء مممن أصممولها‬
‫المتمثلة في أوراق تجارية‪ ،‬و سندات ممثلة لقروض إلى نقود قانونيممة‪.‬‬
‫وهذا يؤدي إلى زيادة إمكانيات البنوك التجارية في خلق نقممود الممودائع‪،‬‬
‫وبالتالي إلى زيادة الئتمان‪ .‬أما ارتفاع سعر إعادة الخصم الذي يقممرره‬
‫البنك المركزي‪ ،‬فمن شأنه أن يجعل البنوك التجارية تحجم عممن خصممم‬
‫ما لديها من أصول في شكل أوراق مالية و تجارية‪ .‬وبذلك تنقممص هممذه‬
‫البنوك السيولة اللزمة لخلق الئتمان‪.1‬‬
‫‪ 1/1/2‬سياسة عملية السوق المفتوحة‪ :‬تعتبر هذه‬
‫السياسة إحدى مكونات السياسة النقدية التي تستخدمها السلطة فممي‬
‫الرقابة على الئتمان ‪.‬‬
‫ففي حالة انخفاض مسممتوى النشمماط القتصممادي والرغبممة فممي‬
‫معالجة الكساد عن طريق زيادة النفاق الكلمي يمدخل البنممك المركممزي‬
‫السوق النقدية مشتريا بعض السندات و الوراق المالية مقابممل تحريممر‬
‫شيك على حسابه ‪ ،‬يحصل عليه البائع وهنمما سمموف يممذهب هممذا الخيممر‬
‫بهذا الشيك لممدى البنممك التجمماري الممذي يتعامممل معممه ‪ .‬فممتزداد الممودائع‬
‫بمقممدار الشمميك وبالتممالي زيممادة ودائع الصممرف التجاريممة المحفوظممة‬
‫لممديه ‪،‬وتممزداد الحتياطممات النقديممة للمصممرف التجمماري وبالتممالي يصممبح‬
‫بإمكانه أن يزيد من حجم الئتمان ‪،‬وهكذا تتوسممع هممذه المصممارف فممي‬
‫منممح الئتمممان والقممروض لعملئهمما ‪،‬وهممو ممما يممؤدي إلممى زيممادة القمموة‬
‫الشممرائية فممي القتصمماد القممومي ‪،‬ويممزداد بالتممالي النفمماق الكلممي فممي‬
‫المجتمع ‪.‬‬
‫على العكس مممن ذلمك عنممدما يعمماني القتصمماد مممن حالمة ارتفمماع‬
‫مستوى النشماط القتصممادي ‪،‬وظهممور التضممخم وارتفمماع السمعار ‪،‬فممإن‬
‫البنك المركزي يدخل السوق النقديممة بائعمما لبعممض السممندات والسممهم‬
‫والوراق المالية مما يقلل من الحتياطات النقدية المحفوظة لديه ‪،‬مما‬
‫يدفع هذه الخيرة إلى تخفيض الئتمان والقروض ‪.‬وهمذا مما يمؤدي إلمى‬
‫انخفاض النفاق الكلي الذي يمكممن أن يخفممض الطلممب الكلممي الفعلممي‬
‫‪،‬ويحد من التضخم وارتفاع السعار الذي يشهده القتصاد القومي ‪.‬‬
‫وهناك أثر آخر لسياسة عمليات السوق المفتوحمة ‪،‬همو أثمر سمعر‬
‫الفائدة السائدة في السمموق الممذي يسمماهم بممدوره فممي تحقيممق الهممدف‬
‫بن قويدر نعيمة تاجر سهام‪ ,‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 43‬م ‪. 46‬‬ ‫‪1‬‬
‫النهائي لهذه السياسممة ‪،‬فعنممدما يرغممب البنممك المركممزي اتبمماع سياسممة‬
‫نقدية توسعية لمعالجة الكساد ‪،‬يدخل السوق النقدية مشتريا السممندات‬
‫فترتفع أسعارها ‪،‬وهو ما يعني انخفاض سعر الفائدة الحقيقي على تلك‬
‫السندات والسهم المالية ‪،‬مما يسبب انخفاض سعر الفائدة السائد في‬
‫السوق ‪.‬المر الذي يتمخض عنه زيادة النفاق الكلي على السممتثمارات‬
‫الجديدة ‪،‬وزيادة الطلب الفعلي والتخلص من حالة الكساد والركود ‪.‬‬
‫ويحممدث العكممس عنممدما يتبممع البنممك المركممزي سياسممة نقديممة‬
‫انكماشممية ويعممرض أوراق ماليممة للممبيع‪ ،‬فتنخفممض أسممعار تلممك الوراق‬
‫المالية ويرتفع سعر الفائدة الحقيقي على تلك الوراق ‪.‬وبالتممالي يممؤدي‬
‫إلى ارتفاع أسممعارها السممائدة فممي السمموق مممما يممترتب عنممه انخفمماض‬
‫الحافز على الستثمارات الجديممدة ‪،‬وبالتممالي انخفمماض الطلممب الفعلممي‬
‫ومعالجة حالة الرواج والتضخم وارتفاع السممعار ‪.‬وهممو الهممدف النهممائي‬
‫من تدخل‬
‫البنك المركزي ببيع السندات والوراق المالية ‪.‬‬
‫‪ 1/1/3‬سياسة الحتياطي النقدي ‪ :‬نظرا لن البنوك‬
‫التجارية هممي الممتي تتخصممص فممي منممح الئتمممان وقبممول الممودائع ‪ ،‬فممإن‬
‫قدرتها على تحقيق ذلك يتوقف على ما في حوزتها من إمكانيات‬
‫نقدية تمكنها من التوسع فممي عملياتهمما باسممتمرار مممع الحتفمماظ بقممدر‬
‫مناسب مممن السمميولة ‪،‬يكممون بمثابممة هممامش ضمممان لهمما وتممبرز أهميممة‬
‫استخدام السلطات النقدية لحد أدواتها لمقاومة أو معالجممة الختللت‪،‬‬
‫فهي المسؤولة الوحيدة عن ذلك ولكي تستطيع هممذه الخيممرة مقاومممة‬
‫الضبط المستمر علممى الرصممدة النقديممة المحممدودة للجهمماز المصممرفي‬
‫‪،‬فضممل عممن هممدفها فممي تخفيممض هممذه الظمماهرة ‪،‬فقممد تلجممأ إلممى رفممع‬
‫الحتياطي القانوني الذي تحتفظ به البنوك التجارية لديها بغرض تحقيق‬
‫قممدر مممن السممتقرار النقممدي‪ ،‬وتنظيممم الممدورات القتصممادية ولتوضمميح‬
‫الوضع في ميزان المدفوعات‬
‫كما يعتبر الحتيمماطي النقمدي أو القممانوني للبنموك التجاريممة ممن‬
‫أهم المحددات التي تؤثر في إمكانياتها‪.‬نحو اسممتغلل مواردهمما النقديممة‬
‫أقصى استغلل ممكن بالدرجة التي تمكنها من تعظيممم أرباحهمما بمعنممى‬
‫أن انخفاض هذه النسبة تزيممد مممن قممدرة البنممك السممائلة ‪،‬بالقممدر الممذي‬
‫يسمح له بالتوسع في منممح القممروض والتسممهيلت الئتمانيممة ‪،‬والعكممس‬
‫تماما ‪،‬حيث أن ارتفاع هذه النسممبة يكممون حسممب سمميولة البنممك وعلممى‬
‫حسب قدرته الئتمانية ‪.‬‬
‫ولكممي نحلممل عوامممل السمميولة المصممرفية فممان هممذا يقودنمما إلممى‬
‫ضرورة معرفة حجم الحتياطات الجباريممة لهممذه البنمموك ‪.‬فنسممبة هممذه‬
‫الحتياطات عادة ما تكون لها آثار مقيدة فممي المموقت الممذي تكممون فيممه‬
‫لكممل مممن الممذهب والعملت الخممرى الجنبيممة ‪،‬وعمممولت الخزانممة آثممار‬
‫توسعية ‪.‬‬
‫وفي النهاية نجد أن سياسة التحكم في نسبة الحتياطي القممانوني‬
‫للبنوك التجارية يكون بمثابممة أداة فعالممة للسياسممة النقديممة وذلممك فممي‬
‫الدول المتقدمة والتي تتميز أسواقها النقدية بالتساع حيث تزداد أهمية‬
‫الدوات الخرى والكثر جدوى للسيطرة على الوضمماع النقديممة ‪،‬وعلممى‬
‫هيكل السوق النقدي وليس على سيولته فقط‪.‬‬
‫‪ 1/2‬الدوات المباشرة للسياسة النقدية ‪:‬‬
‫تستخدم هممذه الدوات قصممد التممأثير علممى حجممم الئتمممان الممموجه‬
‫لقطمماع أو لقطاعممات ممما ‪،‬وتعمممل علممى الحممد مممن حريممة ممارسممة‬
‫المؤسسات المالية لبعض النشطة كما ونوعا ومن أهمها ‪:‬‬
‫‪ 1/2/1‬تأطير القروض )أو الرقابة على الئتمان( ‪:‬يتم‬
‫دراسة ذلك من خلل ما يلي ‪:‬‬
‫تعريفها ‪:‬تسممتخدم هممذه الداة فممي الفممترة الممتي تتميممز بالتضممخم‬
‫وارتفاع السعار ويكون ميزان المدفوعات في حالة عجممز‪ .‬فهممو إجممراء‬
‫تنظيمممي يفممرض ويطبممق علممى البنمموك التجاريممة بهممدف تحديممد حجممم‬
‫القروض المقدمة من طرف الزبائن وفي حال الخلل بهذه الجممراءات‬
‫تتعممرض البنمموك إلممى عقوبممات ‪،‬تتبمماين مممن دولممة لخممرى واعتممماد هممذا‬
‫السملوب ينبمع ممن سمعي السملطات النقديمة إلمى التمأثير علمى توزيمع‬
‫القروض في اتجاه القطاعات المعتبرة الكثر حيوية بالنسبة للتنميممة ‪،‬أو‬
‫التي تتطلب موارد مالية كبيرة ‪.‬‬
‫وتطبيق هذه الداة )تأطير القروض( تطرح عدة مشاكل أهمها ‪:‬‬
‫م عند تحديد سقف القروض عنممد مسممتوى أقممل مممما يحتمماجه السمموق‬
‫وفقا لقوى العرض والطلب فإنه يؤدي إلى رفع معدلت الفائدة ‪.‬‬
‫م عدم التأكد من نجاعة هذه السياسة لصعوبة معرفة مستوى فعاليممة‬
‫المشاريع التي تستفيد من فرصة التمويل التمييزي من غيرها ‪.‬‬
‫م قواعد سياسة تأطير القرض سلبية لصالح القطاع الخمماص وإيجابيممة‬
‫لصالح القطاع العام ‪.‬‬
‫م تحد نتائج سياسة تأطير القرض بشمكل كممبير علمى أسمماس رد فعممل‬
‫القطاع غير المصرفي ‪.‬‬
‫فالتحديد الكمي للقروض البنكية يؤدي إلى ندرة الموارد المالية لتمويل‬
‫القتصاد مما يعمل على رفع وتنظيم عمليات القتراض ‪.‬‬
‫م لسياسة تأطير القروض آثار سلبية إل أنه إذا أدمجممت معهمما سياسممة‬
‫انتقائية للقروض ستكون أقل سلبية وأكثر قبول لنها تتمتع بنجاعة فممي‬
‫تحديد كمية القروض الممنوحممة فقممط عنممد اسممتعمالها بممدون السياسممة‬
‫النتقائية للقروض ‪.‬‬
‫وممن بيمن الشمكال المتي يتخمذها أسملوب تمأطير الئتممان تحديمد‬
‫الهممامش المطلمموب ‪،‬وتسممتخدم لمنممع اسممتخدام التسممهيلت الئتمانيممة‬
‫بغرض المضاربة في السندات ‪،‬وهذا الهامش عبارة عن نسبة من قيمة‬
‫السند ‪،‬التي ل يمكن أن تمنح كتسهيلت ائتمانية ‪.‬‬
‫كممما يسممتخدم لتقنيممن القممروض الموجهممة للسممتهلك ‪،‬حيممث تلجممأ‬
‫السمملطة النقديممة إلممى التحكممم فممي الئتمممان الممموجه للسممتهلك حممتى‬
‫تتماشى والظروف القتصادية من رواج وانكماش ‪.‬‬
‫‪ 1/2/2‬تنظيم معدلت الفائدة ‪ :‬يتم ذلك عن طريق أسعار‬
‫الفائدة التي يجب على البنوك التجارية أن تطبقها سواء بالنسبة لنممواع‬
‫القروض التي تقوم بمنحها لمختلف القطاعممات القتصممادية أو بالنسممبة‬
‫للفوائد التي تدفعها لزبائنها على مختلف الودائع المودعة لديها‪.‬‬
‫كما أن تحديد سقف لمعدلت الفائدة عنممد تقممديم القممروض هممدفه‬
‫عممادة تنظيممم وتعممديل تكلفممة القممتراض خاصممة تلممك المقدمممة لبعممض‬
‫المقترضين ؛مثل المؤسسات العمومية ‪.‬‬
‫ومن سلبيات هذا الجراء أنه يفسد المنافسة سممواء داخممل النظممام‬
‫المصرفي أو فيما بين البنوك والمؤسسممات الماليممة الخممرى ‪،‬بالضممافة‬
‫إلى ذلك فإن فرض معدل فائدة منخفض أكثر مما كان عليه يمكممن أن‬
‫يخل بنشاط الوساطة المالية للبنوك والمؤسسات المالية ‪.‬‬
‫‪ 1/2/3‬النسبة الدنيا للسيولة ‪ :‬يقتضي هذا السلوب أن يقوم‬
‫البنك المركزي بإجبار البنوك التجارية على الحتفمماظ بنسممبة دنيمما ويتممم‬
‫تحديممدها عممن طريممق بعممض الصممول منسمموبة إلممى بعممض مكونممات‬
‫الخصمموم ‪.‬وهممذا لتخمموف السمملطات النقديممة مممن خطممر الفممراط فممي‬
‫القراض من قبل البنوك التجارية بسبب مما لمديها ممن أصمول مرتفعمة‬
‫السيولة ‪،‬وهذا بتجميد بعض هذه الصول في محممافظ البنمموك التجاريممة‬
‫وبذلك يمكن الحد من القدرة على اقتراض القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ 1/2/4‬قيييام البنييك المركييزي ببعييض العمليييات‬
‫المصرفية ‪ :‬تستعمل البنوك المركزية هذا السلوب في البلدان الممتي‬
‫تكون فيها أدوات السياسة النقدية محممدودة الثممر ‪،‬حيممث تقمموم البنمموك‬
‫المركزية بمنافسة البنمموك التجاريممة بأدائهمما لبعممض العمممال المصممرفية‬
‫بصممورة دائمممة أو اسممتثنائية ؛كتقممديمها القممروض لبعممض القطاعممات‬
‫الساسية في القتصاد لما تمتنع أو تعجز البنوك التجارية عن ذلك‪.‬‬

‫‪ 1/3‬الدوات الخرى للسياسة النقدية ‪ :‬هناك عدة أدوات‬


‫أخرى نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ 1/3/1‬الودائع المشروطة من أجل الستيراد ‪ :‬يستخدم‬
‫هذا السلوب لدفع المستوردين إلى إيممداع المبلممغ اللزم لتسممديد ثمممن‬
‫الواردات في صورة ودائع لدى البنك المركزي لمممدة محممددة ‪،‬وبممما أن‬
‫المسممتوردين فممي الغممالب يكونممون غيممر قممادرين علممى تجميممع أممموالهم‬
‫الخاصة ‪،‬فيدفعهم ذلك إلى القتراض المصرفي لضمان الموال اللزمة‬
‫لليداع وهذا مممن شمأنه التقليممل ممن حجمم القمروض الممكممن توجيههما‬
‫لباقي القتصاد ‪،‬ويؤدي هذا بدوره إلى رفع تكلفة الواردات ‪.‬‬
‫‪ 1/3/2‬القناع الدبي ‪ :‬هممي وسمميلة تسممتخدمها البنمموك‬
‫المركزية بطلبها بطرق ودية وغير رسمية مممن البنمموك التجاريممة لتنفيممذ‬
‫سياسة معينة في مجال منح الئتمان ‪،‬ويعتمد نجاح هممذا السمملوب إلممى‬
‫طبيعة العلقة القائمة بينهما ‪،‬وهذا ما يفسر نجاحمما فممي كنممدا ‪،‬اسممتراليا‬
‫‪،‬نيوزلندا ‪،‬وإخفاقه في الوليات المتحدة المريكية ‪.‬‬
‫ونشممير إلممى أن عمليممات تعممديل سممعر الفممائدة و معممدل الخصممم‬
‫وعمليات السوق المفتوحة وكممذا تأسمميس نظممام الحتياطممات الجباريممة‬
‫هي مجموعة من الوسائل التقليدية الثلث التي تملكها مؤسسة إصدار‬
‫النقود لممارسة صلحياتها فيما يتعلق بالسياسة النقدية وقد يضاف لها‬
‫لمزيد من الفعالية ‪ ،‬طرق أخرى تطلع كلها إلى الحصممول علممى أفضممل‬
‫النتائج فيما يرتبط بمقاصد السياسة النقدية‪.1‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬السياسة المالية وفعاليتها‬
‫المطلب الول ‪:‬تعريف السياسة المالية وأدواتها‬

‫‪ 1‬خزيمي بوعلم‪ ,‬حكيم بابا‪,‬جماح أحمد ‪,‬الصلحات القتصادية وأثرها على السياسممة النقديممة الجزائريممة‬
‫ما بين ‪ ,2005-1994‬مذكممرة المتخرج ضمن متطلبات نيل شهادة الليسانس فممي علمموم رررر ررر‪,‬‬
‫السنة الجامعية ‪, 2005/2006 :‬ص ‪ 34‬م ‪.37‬‬
‫إن تعممدد وتشمعب الدراسممات القتصممادية دعممت إلمى وجموب تحديممد‬
‫معنممى للسياسممة الماليممة يتناسممب والتطممور الممذي تشممهده الوضمماع‬
‫القتصممادية الراهنممة وتحديممد مممدى فعاليممة هممذه السياسممة فممي تحقيممق‬
‫الستقرار والنمو القتصاديين‪.‬‬
‫المطلمممب الول‪ :‬تعريف السياسة المالية وأدواتها ‪.‬‬

‫‪ /1‬تعريف السياسة المالية‪:‬‬


‫يمكن إيجاز تعريف السياسة المالية في التعاريف التالية‪:‬‬
‫التعرييف الول‪:‬‬
‫إن مصطلح السياسة المالية من الناحية التاريخية مشتق من الكلمة‬
‫الفرنسية )‪ (fISC‬وتعني بيت المال أو الخزانممة‪ ،‬ولكممن فممي السممتخدام‬
‫الحديث فإن السياسة المالية لها معنى أوسع ومختلممف مرتبممط بجهممود‬
‫الحكومة لتحقيق استقرار أو تشجيع مستويات النشاط القتصادي‪.1‬‬
‫التعرييف الثاني‪:‬‬
‫يقصد بالسياسممة الماليممة الطريممق الممتي تنتهجهمما الدولممة لسممتخدام‬
‫الدوات المالية‪ ،‬اليرادات العامة و النفقات العامة و الموازنممة العامممة‪،‬‬
‫لمواجهة وعملج المشاكمل القتصاديممة المختلفمة‪ ،‬ولتحقيمممق الهمممداف‬
‫القتصاديمة و الجتماعيمة والسياسيمة التي تتبعها الدولة‪.2‬‬
‫التعرييف الثالث‪:‬‬
‫تعرف السياسة المالية للحكومة بأنها مجموعة الجراءات المتخذة‬
‫من قبل السلطات الحكومية لتعديل حجم النفقات العامممة أو الحصمميلة‬
‫الضريبية من أجل خدمة أهداف اقتصممادية محممددة ول سمميما مممن أجممل‬
‫معالجة البطالة أو التضخم‪ ،‬ويكممون لزيممادة النفقممات العامممة نفممس أثممر‬
‫تخفيممض الضممرائب‪ ،‬كممما لتخفيممض النفقممات العامممة نفممس أثممر زيممادة‬
‫الضرائب‪.3‬‬
‫‪ -1‬السيد عطية عبد الواحد‪ ،‬مبادئ واقتصاديات المالية العامة‪ .‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص‪.17 .‬‬
‫‪ -2‬احمد زهير شامية ‪ ،‬النقود والمصاريف ‪ .‬دار زهران للنشر ‪ ،‬عمان‪ ، 1993 ،‬ص ‪. 345.‬‬
‫‪ -3‬أحمد الشقر‪ ،‬القتصمماد الكلممي‪ .‬الممدار العالميممة الدوليممة للنشممر والتوزيممع ودار الثقافممة للنشممر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1.‬عمان‪ ،2002 ،‬ص‪. 338.‬‬
‫التعريف الرابع ‪:‬‬
‫تعرف السياسة المالية بأنها مجموعة مممن القواعممد والسمماليب‬
‫والجراءات والتممدابير الممتي تتخممذها الدولممة لدارة النشمماط المممالي لهمما‬
‫بممأكبر كفمماءة ممكنممة لتحقيممق مجموعممة مممن الهممداف القتصممادية‬
‫والجتماعية والسياسية خلل فترة معينة ‪ ،‬وتلك الهممداف تتلخممص فممي‬
‫الستقرار القتصادي والتنميممة‪ ،‬العدالممة فممي التوزيممع‪ ،‬وتمموجيه النشمماط‬
‫القتصادي وعلج التضخم والكساد‪.‬‬
‫فالسياسة المالية هممي دراسممة تحليليممة للنشمماط المممالي لحكومممة أو‬
‫دولة وما ينتج عنه من آثار علممى القتصمماد القممومي‪ 1‬ويمكممن أن نخلممص‬
‫من هذه التعاريف إلى تعريف شامل للسياسة المالية حيث تكمممن فممي‬
‫الدور الذي تقوم به الدولة فمي فمرض الضممرائب وتحصمميلها لليمرادات‪،‬‬
‫والتي يتم إنفاقها في مجال الخدمات العامة‪.‬‬
‫وهي بذلك تهدف لتحقيق مجموعة من الهداف ‪:‬‬
‫• الوصول إلى مستوى التشغيل الكامل‪.‬‬
‫• الوصول إلى معدلت نمو اقتصادية‪.‬‬
‫• تحقيق الستقرار في المستوى العام للسعار‪.‬‬
‫• العمل على رفاهية المجتمع وإعادة توزيع الدخل بشكل عادل‪.‬‬
‫وما نحن بصدد دراسته هو كيف يتعامل علم القتصمماد مممع السياسممة‬
‫المالية والمالية العامة ‪ 2‬من خلل توضيح أثر الدور الحكومي فممي ظممل‬
‫المشكلت القتصادية المختلفة ‪،‬وخاصة في معالجممة مشمماكل البطالممة‪،‬‬
‫التضخم والركود‪.‬‬
‫و لعمل ممن الجمدير التطمرق إلمى مفهموم الموازنمة العاممة والعجمز‬
‫المالي‪ ،‬كون الموازنة العامممة تمثممل أوجممه النفقممات العامممة واليممرادات‬
‫العامة من خلل فترة غالبا ما تكون سنة مالية‪.‬‬
‫ومممن خلل توضمميح أوجممه النفمماق الحكممومي المتوقممع فممي مجممالت‬
‫القطاعممات الخدميمممة كممالتعليم‪ ،‬و الصممحة‪ ،‬كممذلك بيممان أوجممه تممدبير‬
‫اليرادات اللزامية لتغطيمة تلمك النفقمات ‪ ،‬سمواء ممن خلل اليمرادات‬
‫الضممريبية‪ ،‬أو غيرهمما مممن اليممرادات‪ ،‬وتمثممل الموازنممة العامممة و العجممز‬
‫المالي إحدى الوجه الثلثة التالية‪:‬‬
‫‪ *1‬المالية العامة تعرف بأنهمما دراسممة الوسممائل الممتي بواسممطتها تحصممل الدولممة علممى اليممرادات‬
‫الضرورية لتغطية النفقات العامة وبذلك توزع العبء بين المواطنين‪.‬‬
‫‪ -‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬النظرية القتصادية‪ -‬تحليل جممزئي وكلممي للمبمماديء‪ .‬الممدار الجامعيممة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬السكندرية‪ ،2000 ،‬ص‪. 426 .‬‬
‫‪2‬‬
‫* وجود فائض مالي أو فائض موازنة‪.‬‬
‫* توازن الموازنة‪.‬‬
‫* عجز مالي‪.‬‬
‫و يحممدث وجممود الفممائض المممالي فممي حممال زادت اليممرادات مممن‬
‫الضرائب وغيرها عن النفقات‪ ،‬ويحدث التوازن عنممد تسمماوي اليممرادات‬
‫مع النفقممات‪ ،‬ويحممدث العجممز فممي حالممة قصممور اليممرادات عممن تغطيممة‬
‫النفقات‪.‬‬
‫وقد تكون هممذه الحالممة خيممر مثممال لواقممع الموازنممة الحكوميممة فممي‬
‫الدول النامية بشكل عام حيث تكون النفقات الحكومية أكبر بكثير مممن‬
‫اليرادات التي يتم تحصيلها‪ ،‬وغالبا ما تلجأ الدول إلى القتراض بأنواعه‬
‫سواء داخلي أو خارجي من أجممل تغطيممة النفقممات وتمويممل العجممز فممي‬
‫الموازنة حيث تسمى هذه القروض بالدين العام‪.‬‬
‫‪ /2‬أدوات السياسة المالية‪:‬‬
‫تمثل أدوات السياسة المالية تلك الدوات التي تستخدمها الدولة‬
‫من خلل استخدام أدوات المالية العامة مممن أجممل دفممع عجلممة النشمماط‬
‫القتصممادي ‪،‬وتحقيممق أهممداف السياسممة الماليممة والممتي أصممبحت أداة‬
‫اقتصادية هامة للتأثير على النشاط القتصادي‪ ،‬وذلك عن طريممق التممأثير‬
‫على مستوى الطلب الكلي في القتصاد‪ ،‬هذا ومع تطممور نشمماط الدولممة‬
‫ضمماعف مممن مسممؤولياتها فممي تحقيممق التمموازن والسممتقرار القتصممادي‬
‫والجتماعي‪ ،‬إضافة إلى مسؤولياتها اتجاه سمموء توزيممع الممدخل والممثروة‪.‬‬
‫وتنقسم أدوات السياسة إلى قسمين‪ :‬أدوات تلقائية وأدوات مقصودة‪.1‬‬
‫أول‪ :‬الدوات التلقائييية‪:‬‬
‫‪ -1‬تغيرات تلقائية في حصيلة الضرائب‪:‬‬
‫والمقصود هنا هو نظام الضرائب التصاعدية‪ ،‬وهممي الضممرائب الممتي‬
‫تتناسب طرديا مع الزيادة في الدخل بحيث تؤدي هذه الزيادة إلى زيادة‬
‫في حصيلة الضرائب‪،‬كما يؤدي النخفاض في الدخل إلممى انخفمماض فممي‬
‫حصيلة هذه الضرائب‪ ،‬ومن وجهة نظر اقتصادية فإنه فممي حالممة الركممود‬
‫القتصادي تتراجع حصيلة الضرائب تبعا لنخفاض الدخول‪ .‬أما فممي حالممة‬
‫وجود انتعاش اقتصادي ترتفع حصيلة الضرائب تبعا لزيادة الدخول‪ ،‬وهنمما‬
‫يتضح دور الضرائب التصاعدية في ضبط النفاق وتقليممل الممدخل القابممل‬

‫‪ 1‬هيثم الزعبي‪ ،‬حسن أبو الزيت ‪ ،‬أسس و مبادئ القتصاد الكلي‪ .‬دار الفكر للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1 .‬عمان‪ ،2000 ،‬ص‪.200 .‬‬
‫للنفاق المر الذي يساعد على ضبط مستوى الطلب الكلممي أو تحفيممزه‬
‫حسب الحالة القتصادية التي يمر بها القتصاد‪ ،‬ويتم هذا بصورة تلقائية‪.‬‬
‫‪ -2‬التغير في مستوى الدخار‪:‬‬
‫والمقصود هنا أن الفراد يميلون إلى المحافظة بصورة عامممة علممى‬
‫مستوى معيشي معين حممتى فممي الفممترات الممتي يسممود فيهمما النكممماش‬
‫القتصممادي ويتممدنى مسممتوى الممدخل الخاضممع للنفمماق وذلممك مممن خلل‬
‫العتممماد علممى المممدخرات الفرديممة‪ ،‬مممما يممؤدي إلممى حممدوث تغيممر فممي‬
‫مستوى الدخار العام‪ ،‬المر الذي ينتج عنممه تغييممر فممي مسممتوى النفمماق‬
‫على الرغم من وجود حالة الركود أو النكممماش القتصممادي‪ ،‬وتتممم هممذه‬
‫العملية بصورة تلقائية‪.‬‬
‫‪ -3‬سياسة توزيع الرباح في الشركات‪:‬‬
‫و المقصود هنا هو توزيع الرباح الرأسمالية والسياسية الممتي تتبعهمما‬
‫الشركات ممثلة في إدارتها في كيفية توزيممع الربمماح علممى المسمماهمين‪،‬‬
‫حيث أن معظم الشركات تميل إلممى إتبمماع سياسممة محممددة فممي عمليممة‬
‫توزيممع الربمماح‪ ،‬وتكممون هممذه السياسممة غيممر قابلممة للتغييممر علممى المممدى‬
‫القصممير‪ ،‬بحيممث أنممه لممو كممان القتصمماد علممى وشممك الممدخول فممي حالممة‬
‫انكماش فأن الشركات لممن تلجممأ إلممى تخفيممض مسممتوى الربمماح القابلممة‬
‫للتوزيع على المساهمين‪ ،‬كما أنها ل تميل إلى زيادة حصص الرباح فممي‬
‫حالة المرور بفترة تضخم قصيرة‪ ،‬وبذلك تحافظ علممى وجممود السممتقرار‬
‫في مستويات دخول الفراد في وقت الكسماد وتحمافظ علمى الحمد ممن‬
‫زيادتها في وقت التضخم‪.1‬‬
‫‪ -4‬العانات الحكومييية‪:‬‬
‫تتمثل في إعانات أو مساعدات‪ ،‬إلى بعض القطاعمات فمي المجتممع‬
‫مثل القطاع العائلي وتوجه هذه العانممات إلممى قطاعممات الكممثر احتياجمما‬
‫وذلك للمساعدة في عملية إعادة توزيع الدخل‪.‬‬
‫إن الدوات السابقة هممي أدوات آليممة ل تتطلممب أي سياسممة فاعلممة‪،‬‬
‫وتكون عاجزة بمفردها أو مع غيرها في منع حدوث الكساد أو التضممخم‪،‬‬
‫فهي تقوم بتخفيف أو المساعدة في تبمماطؤ معممدل الزيممادة أو النقصممان‬
‫فممي النفماق العمام‪ .‬ويمكممن منممع حمدوث التضممخم أو الكسماد مممن خلل‬
‫الستعمال المثل لكممل مممن أدوات السياسممة الماليممة و النقديممة فممي آن‬
‫واحد‪.‬‬

‫‪ -1‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.202 .‬‬


‫ثانييييا‪ :‬الدوات المستقلة أو المقصودة‪:‬‬
‫وسميت هذه الدوات بالمستقلة لنها تتطلممب تممدخل مباشممرا وفمماعل‬
‫من قبل الدولة وذلك عممن طريممق دخممول الحكومممة بشممكل مباشممر فممي‬
‫نشاطات معينة من أجل تحقيق أهداف السياسة المالية‪ ،‬سواء كان ذلك‬
‫في مجال التوظيف أو السعار أو النمو ويمكن تلخيص هذه الدوات فمي‬
‫العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬زيادة نفقات الحكومة ممن خلل براممج الشمغال العامممة‪ ،‬وذلمك ممن‬
‫خلل إنشاء مشروعات غايتها تشغيل اليممدي العاملممة وزيممادة التوظيممف‬
‫من خلل إقامة مرافق الخدمة العامة مثل‪ :‬بناء المدارس وشق الطمرق‬
‫والستثمار في مجال النقل والمواصلت‪ ،‬مما يؤدي إلى خلق المزيد من‬
‫فرص العمل ويساعد في معالجة الركود القتصادي وذلك بزيادة الطلب‬
‫الكلي في القتصاد‪.‬‬
‫‪ .2‬تغير معدلت الضرائب‪ :‬يتم استخدام هذه الداة على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬في حالة وجود كساد تقوم الحكومة بتخفيض الضرائب مما يؤدي إلى‬
‫زيادة الدخل القابل للنفاق المر الذي يزيد الطلب الكلي ويساعد علممى‬
‫انتعاش القتصاد‪.‬‬
‫‪ -2‬في حالة وجود التضخم‪ ،‬تقوم الحكومة بزيممادة الضممرائب مممما يممؤدي‬
‫إلى نقصان الدخل القابل للنفاق المر الممذي يقلممل مممن الطلممب الكلممي‬
‫ويساعد على استقرار السعار‪.‬‬
‫‪ .3‬مشروعات التوظيف العامة‪ :‬عبارة عن مشممروعات حكوميممة القصممد‬
‫منها إيجاد وظائف مؤقتة للحد من مشكلة البطالة لحيممن تمموفر فممرص‬
‫عمل دائمة‪.‬‬
‫بعد دراسة أدوات السياسة المالية نتعرف على آلية استخدامها في‬
‫تسيير النشاط القتصممادي مممن أجممل تحقيممق الهممداف المختلفممة‪ ،‬وذلممك‬
‫لمعالجة الوضاع القتصادية السائدة من خلل السممتخدام المثممل لهممذه‬
‫الدوات‪.‬‬
‫أول‪ :‬حالت الكساد‪:‬‬
‫تسود هذه الحالة عندما يعاني القتصاد من انخفاض مستوى الطلب‬
‫الكلي نتيجة العجز في تصريف المنتوجات‪ ،‬مممما يقلممل مممن عممدد فممرص‬
‫العمل ويؤدي إلى زيادة البطالة على مختلف أنواعها‪ ،‬وفي هممذه الحالممة‬
‫يمر القتصمماد بمرحلممة تبمماطؤ أو ركممود ويتممم اسممتخدام أدوات السياسممة‬
‫‪1‬‬
‫المالية للخروج من هذه الحالة و الحد من تأثيرها كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 204 .‬‬
‫‪ -1‬زيادة مستويات النفاق الحكومي مما يؤدي إلى زيادة دخول الفراد‬
‫حيث أن النفاق الحكومي هو بمثابة دخول للفراد‪ ،‬وزيادة الممدخل تعنممي‬
‫زيادة الطلب الكلممي فممي القتصمماد‪ ،‬مممما يممدفع المؤسسممات القتصممادية‬
‫والمشاريع إلى زيادة إنتاجها لمواكبة هذه الزيادة فممي الطلممب‪ .‬وبالتممالي‬
‫زيادة التوظيممف وتقممديم الحمموافز للفممراد لزيممادة إنتمماجهم ورفممع كفمماءة‬
‫العمل المر الذي سيؤدي إلى حدوث زيادة جديدة في دخول الفراد من‬
‫ناحية وإلى الحد من البطالة من ناحية أخرى ويرفع من مستوى النشاط‬
‫القتصادي‪.‬‬
‫‪ -2‬زيادة النفاق الحكومي من جهة وتخفيض الضرائب أو التوسممع فممي‬
‫العفاءات الضريبة بقصد زيادة الدخل وخلق فرص الستثمار للحممد مممن‬
‫البطالة والكساد‪ ،‬وذلك بإتباع سياسة توسممعية مممن خلل زيممادة النفمماق‬
‫وتخفيض الضرائب‪.‬‬
‫ويمكن توضيح ذلك من خلل الشكل البياني )‪ (1‬للتعرف على اللية‬
‫التي تم بها اسمتخدام هممذه الدوات للتممأثير علممى المتغيمرات القتصممادية‬
‫مثل الطلب الكلي )‪ (AD‬والعرض الكلي)‪.(AS‬والشكل )‪ (1‬يمثل إتبمماع‬
‫سياسة مالية توسعية وذلك بزيادة النفاق‪،‬وخفض الضرائب‪ ،‬مممما يممؤدي‬
‫إلى انتقال منحنى الطلب الكلي ‪ AD1‬إلى ‪.AD2‬‬

‫الشكل)‪ : (1‬سياسة مالية توسعية‪ :‬زيادة النفاق و خفض‬


‫الضرائب‪.‬‬

‫مستوى‬
‫السعار‬
‫‪SA‬‬
‫‪2P‬‬
‫‪1P‬‬

‫‪2DA‬‬
‫‪1DA‬‬
‫الناتج المحلي‬
‫‪1Q‬‬ ‫‪2Q‬‬
‫المصدر‪ :‬هيثم الزعبي‪ ،‬حسن أبو الزيت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.205 .‬‬
‫ثانيا‪ :‬حالة وجود تضخم في القتصاد‪:‬‬
‫إن التضخم عبارة عن الزيادة غير الطبيعيممة فممي السممعار مممما يعنممي‬
‫وجود ارتفاع في المسممتوى العممام للسممعار‪ ،‬وتسممتخدم أدوات السياسممة‬
‫المالية في هذه الحالة لمحاولة خفض المستوى الكلي للطلممب‪ ،‬بتقليممل‬
‫القدرة الشممرائية للفممراد والمجتمممع ككممل‪ ،‬وذلممك بإتبمماع سياسممة ماليممة‬
‫انكماشية‪ .‬ويمكن توضيح ذلك من خلل آلية عمل هذه الدوات ‪:1‬‬
‫‪ -1‬رفع مستوى الضرائب وبالتالي تقليممل دخمول الفممراد وخفمض حجممم‬
‫الدخل القابل للنفاق مما يؤدي إلى خفض الطلب الكلي فممي القتصمماد‬
‫وهذا يؤدي إلى خفض المستوى العام للسعار‪.‬‬
‫‪ -2‬تخفيض مستوى النفاق العام والذي يؤدي بفعل آلية المضاعف إلى‬
‫تخفيض حجممم السممتهلك ويحممد مممن الطلممب الكلممي‪ ،‬ويخفممض مسممتوى‬
‫السعار‪.‬‬
‫‪ -3‬استخدام كل السياسممتين بزيممادة الضممرائب أو التوسممع فيهمما وخفممض‬
‫النفاق كما في الشكل )‪:(2‬‬

‫الشكل)‪ :(2‬سياسة مالية انكماشية‪ :‬عن طريق خفض النفاق‬


‫وزيادة الضرائب‬

‫مستوى السعار‬

‫الناتج المحلي‬

‫المصدر‪ :‬هيثم الزعبي‪ ،‬حسن أبو الزيت‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪206 .‬‬

‫‪1-1‬‬
‫نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 205 .‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التنسيق بين السياسيتين المالية والنقدية‬
‫المطلب الول ‪ :‬العلقة بين السياستين المالية والنقدية‬
‫يمكن حصر أوجه الشبه والختلف بين السياستين النقدية والمالية فيما يلي‪:‬‬
‫إن تأثير السياسة المالية على الدخول ثم النفاق يكون بصورة مباشممرة مممن‬
‫خلل تغيمممر النفممماق الحكممومي الجممماري والسمممتثماري‪ ،‬والضمممرائب والعانمممات‬
‫الحكومية‪ ،‬أما تأثير السياسة النقدية علممى الممدخول يكممون بصممورة غيممر مباشممرة‬
‫وذلك عن طريق تغيير حجم الئتمان‪ ،‬وهذا ما ينعكس على النشاط القتصادي‪.‬‬
‫تتسم السياسة المالية بوجود ما يعرف بالفارق الزمني لتحقيق فعاليتها‪،‬‬
‫فهي تحتاج إلى وقت أطويل مقارنة بالسياسة النقدية‪ ،‬وتعود مرونة السياسة‬
‫النقدية إلى إمكانية اتخاذ التدابير والجراءات النقدية من قبل السلطات النقدية(‬
‫البنك المركزي )دون الحاجة إلى تغيرات دستورية‪ ،‬وسن تشريعات حكومية على‬
‫عكس السياسة المالية التي تحتاج إلى سن التشريعات‪.‬‬
‫يمممممممممممممممممممممكن أن تكون السياسة الممممممممممممممممممممممممممالية أداة‬
‫اقتصادية أكثر فعالية في مواجهة الكساد والممممممممممممممممممممممركود القتصادي‬
‫مقابل فعالية السياسة النقدية‪.1‬‬

‫‪ 1‬ناظم محمد نوري الشمري‪ ،‬النقود والمصارف والنظرية النقدية‪ ،‬دار زهران للنشر والطبع‬
‫والتوزيع‪ ،‬العراق‪،‬بدون طبعة‪ ،‬ص ‪.223‬‬

You might also like