You are on page 1of 3

‫القتصاد المالي والنقدي‬

‫د‪ .‬فادي قرعــــــــــــــــــان‬

‫المحاضرة الثالثـــــــــــة‬

‫فعالية السياسة المالية‬

‫مدخل عام لفعالية السياسة المالية‪:‬‬


‫السياسة المالية عبارة عن الجراءات والسياسششات الششتي تسششاعد علششى خلششق محرضششات علششى شششكل‬
‫مخرجات‪ ،‬تعتبر هذه المخرجات بمثابة مدخلت لدفع وتائر النمو القتصادي في بلد ما‪.‬‬
‫هذه اللية أو السياسات عادة تتمحور حول أربعة محاور رئيسية‪:‬‬
‫‪ .1‬ترشيد النفاق العام‪ :‬لن هذا الخير يســاعد علــى زيــادة الكفــاءة‬
‫النتاجية للنفاق العام وبالتالي الحد من التبــذير والســراف‪ ،‬وهــذا المــر‬
‫يتحقق من خلل تطبيق رقابة مالية فعالة عــادة تكــون الجهــاز المركــزي‬
‫للرقابة المالية أو البرلمان فـي كـل دولـة وذلـك لضـمان التقيـد بتطـبيق‬
‫السياسات والتعليمات التنفيذية التي تعكس فلسفة السياسة المالية في‬
‫بلد ما‪.‬‬
‫‪ .2‬إعادة ترتيب أولويات النفاق العام‪ :‬مع مراعاة مبــادئ عقلنيــة‬
‫ومبادئ خاصة في عمليــة الترشــيد فــي هــذا النفــاق بمــا يخــدم فلســفة‬
‫الدولة في مجال التنمية الجتماعية والقتصادية‪ .‬وهنــا لبــد مــن الشــارة‬
‫إلى أنه بقدر ما تكون الرؤية السياسية والجتماعية واضحة وشفافة بقدر‬
‫ما يكون هناك دقة في تحقيق الهداف المرجوة من السياسات المالية‪.‬‬
‫‪ .3‬لضمان مستوى فعالييية معينيية للسياسييات المالييية يجــب أن‬
‫يكون هناك هيكل ضريبي يساعد على تنمية الموارد العامــة للدولــة‪ ،‬كــل‬
‫ذلك يجب أن يتم مع مراعــاة المبـادئ الساســية الــتي تحكــم صــياغة أي‬
‫هيكل ضريبي‪ ،‬إل وهــي )العدالــة‪ ،‬وفــرة الحصــيلة‪ ،‬الملئمــة مــع الهيكــل‬
‫القتصادي(‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .4‬لبد من الشارة أيضا ً أن النقاط السابقة ل يمكن تحقيقهــا دون وجــود‬
‫آلية لضبط عملية الديون سواًء أكانت هذه الديون ذات مصادر داخليــة أو‬
‫مصادر خارجية‪.‬‬

‫فعالية السياسة المالية في سوريا‪:‬‬


‫أما لو أردنا أن ننظر نظرة تحليلية إلى السياسة المالية في سشوريا فإننشا يمكشن أن نسشوق جملشة مشن‬
‫الملحظات حول فعاليتها‪..‬‬
‫فلو نظرنا إلى الموازنة العامة للدولة نجد أنها مجرد أرقام متعلقة باليرادات والنفقات‪ ،‬وبذلك فهششي‬
‫تبتعد عن الهدف الرئيسي لها )كونها مرآة للسياسة المالية(‪ ،‬لنه ليس مششن المهششم تحقيششق التوازنششات‬
‫المالية الشكلية بين اليرادات والنفقات بل يجب أن يتعدى هذا المر لتحقيق‪....‬‬

‫‪ ‬التوازن القتصادي‪ :‬الــذي يعــبر عــن كــون المنفعــة الناتجــة عــن‬


‫إنفاق اليرادات العامة معادلــة للمنفعــة الــتي يمكــن الحصــول عليهــا‬
‫فيما لو قام بعملية هذا النفاق القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ ‬التــوازن الجتمــاعي‪ :‬أي تحقيــق الهــداف الجتماعيــة المتمثلــة‬
‫بالعدالة في توزيع الدخل لصـالح أصـحاب الـدخل المحـدود إمـا علـى‬
‫شــكل إعانــات مباشـرة "محروقـات" وإمــا علـى شـكل إعانـات غيــر‬
‫مباشرة "تمنح للمنتجين"‪.‬‬
‫بناًء على ما تقدم نود الشارة إلى أن السياسة المالية كفلسفة تتجششاوز الرقششام الموزعششة علششى شششكل‬
‫نفقات وإيرادات‪ ،‬وتتجاوز التوازنات الشكلية إلى فلسفة ديناميكية متحركة لخلق توازنات اقتصادية‬
‫واجتماعية‪.‬‬
‫وعليه فإنه يمكن القول أنه لصلح وضع السياسة المالية في سوريا لبد من‪:‬‬
‫‪ .1‬زيادة موارد الدول الدائمة بحيث تستطيع تغطية نفقاتهــا العامــة الــتي‬
‫تزداد من عام لخر نتيجة التطــورات الجتماعيــة الــتي يشــهدها المجتمــع‬
‫والتي أدت إلى زيادة المتطلبات من الخدمات‪ .‬إن هذا المر ل يمكــن أن‬
‫يتــم إل مــن خلل إعــادة صــياغة هيكليــة النظــام الضــريبي الســوري بمــا‬
‫يتناسب والهياكل الضريبية المتطورة‪.‬‬
‫‪ .2‬ضرورة إعادة النظــر فــي العفــاءات الضــريبية الممنوحــة ويكفــي أن‬
‫نشير بأن دول مثـل ماليزيـا وجنـوب شـرق آسـيا ومجموعـة مـن الــدول‬
‫‪2‬‬
‫الوربيــة اســتطاعت جــذب العديــد مــن الســتثمارات الخارجيــة ورؤوس‬
‫الموال دون الحاجة لمنح العفاءات الضريبية )وفي بعض الدول الوربية‬
‫تفرض ضرائب على الستثمارات بمقدار ‪ %40‬ولكن مع ذلك استطاعت‬
‫هذه الدول جذب رؤوس الموال والستثمارات الخارجيــة(‪ .‬فــي حيــن أن‬
‫بعــض الــدول مثــل ســوريا قــدمت العديــد مــن التســهيلت الجمركيــة‬
‫والعفاءات الضريبية )كقانون الستثمار رقــم ‪ /10/‬وتعــديلته المختلفــة(‬
‫ومع ذلك لم تستطع جذب إل رؤوس أموال خجولة‪.‬‬
‫‪ .3‬يفتقر النظام الضريبي إلى الملئمة والشــفافية والعدالــة نظــرا ً لعــدم‬
‫الدراسة الموضـوعية لنـواع الضــرائب وتفضــيل مبـدأ الحصــيلة وواردات‬
‫الحصيلة على المبادئ الساسية الخرى‪.‬‬
‫‪ .4‬إعادة النظــر بكــل التشــريعات الناظمــة للســوق الجمركيــة والتنظيــم‬
‫الدارة للنظامين الجمركــي والضــريبي )فمعظــم العــاملين غيــر مــؤهلين‬
‫وليس هناك أي جهود مبذولة من السلطات المعنية لتطوير خبرات هؤلء‬
‫العاملين(‪.‬‬
‫‪ .5‬النقطة الكثر أهمية والتي تحتاج إلى إعــادة نظــر هــي معالجــة فــائض‬
‫السيولة لـدى شـركات القطـاع العـام )التوقـف عـن أخـذ السـيولة منهـا‬
‫واعتبارها مورد من موارد الدولة( لنــه بــذلك لــم يســتطع القطــاع العــام‬
‫الذي تم بناؤه خلل عشرات السنين مواكبة السواق والمنتجــات وخلــص‬
‫فرص للتصدير‪ ،‬لن القطاع العام لم يتمكن من استبدال الصول الماليــة‬
‫النتاجيــة الرئيســية المــر الــذي أدى إلــى عجــزه عــن مواكبــة الفعاليــات‬
‫القتصادية الخاصة ضمن سوريا‪.‬‬
‫‪ -‬انتهت المحاضرة الثالثة ‪-‬‬

‫سما عبد الرزاق – محمود كيمل – حسين السلوم‬

‫‪3‬‬

You might also like