Professional Documents
Culture Documents
ه ُ
َ َّ
منْصوَرةُ
ة ال َ
م الطائ ِف ُ ه ُ
ُ
جيَةالنَّا ِ
مع سلمان العودة )
حوار َ
( ِ
تأليف
الشيخ /ربيع بن هادي عمير المدخلي
-2-
-3-
جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الثانية
1413هـ 1993 -م
-4-
مقدمة الطبعة الثانية
المد ل ،والصلة والسلم على رسول ال وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد :
فإن حب الؤمن ي الخل صي ال صادقي ف إيان م من ال نبياء وال صالي ،وعلى
،ث بعدهم أئمة الدى وأهل الديث ف كل زمان ومكان : رأسهم صحابة رسول ال
أ مر يت مه ال سلم ،ودان به أ هل ال سنة والما عة؛ ك ما أن ذ كر ما سنهم والذب عن هم
وعن منهجهم أمر يتمه السلم ،لسيما حي تقوى وتشتد حلت أهل البدع والضلل
عليهم ف السر والعلنية ،ويقابل ذلك فتور من أهل الق والسنة ،وقد لست وعايشت
شيئا كثيا من هذا من سني ،فكتبت ف إظهار مكانة أهل الديث وإبراز ماسنهم كتيبا،
رجوت أن ينفع ال به شباب السنة والتوحيد ف العال السلمي ،وأن يصنهم من مكائد
وغوائل أهل البدع .
ث مع السف الشديد جاءنا ما ل نتوقع من جهة كان يرجى منها النصر وشد
الزر والوقوف ف وجه أهل الباطل والبدع وصد هجماتم على أهل الديث والتوحيد
والسنة ،جاء ما يشد أزر أهل البدع والضلل ف كتب سلمان العودة (( صفة الغرباء )) و
من أخلق الداع ية )) ،فرأ يت لزاما علي أن أقوم بوا جب عظ يم ،هو الذب عن أ هل ((
الد يث ،وبيان أن م هم الطائ فة الن صورة الناج ية ،وأيدت ذلك بكلم أئ مة عظام ،يز يد
عددهم على الربعي ،وأرسلت ما كتبته إل سلمان العودة ،لعله يرجع عما وقع فيه من
زلة ،فلم يتحقق هذا المل .
ث صدر له كتاب (( من وسائل دفع الغربة )) ،فجاء فيه با هو أدهى وأشد .
ثس ظهسر له كتاب سساه (( العزلة واللطسة )) ،أشار فس مقدمتسه( )1إل ردي عليسه،
وزعم أنه ل ينل من أهل الديث ف كلمه الت ،فقال :
-5-
(( وبي نا أ نا أك تب هذه القد مة؛ و صلن كتاب عنوا نه( (( : )2أ هل الد يث هم
الطائفة النصورة الناجية ،حوار مع سلمان العودة )) ،تأليف الدكتور ربيع ابن هادي عمي
الدخلي ،طباعة مكتبة الغرباء الثرية بالدينة النورة ،وقد عرض أخونا الشيخ ربيع لسبع
مسائل ( هي كما ف فهرس الكتاب نفسه ) :
-1عدم احتفائي بأهل الديث وعدم ذكري لفضائلهم ومزاياهم .
-2ماولتس إدخال طوائف مهولة فس أهسل الديسث تارة وفس الفرقسة
الناجية تارة مع التنقص لهل الديث .
-3هجو مي على أ هل الد يث و من ينت مي إلي هم وو صفهم ب صفات
قبيحة ترجهم من الفرقة الناجية .
-4تصوّري أن أهل الديث من التحزّبي على جزء من الدين والناسي
لجزاء أخرى منه وأن هذا من مياث المم الالكة .
-5اختلف كلمي ف تعريف الفرقة الناجية وغرابته .
-6إهال ذكر أهل الديث بعد حلت الشديدة على النسوبي إل أهل
الديث ف الزمنة التأخرة .
-7تق سيمي خ صائص أ هل الد يث ب ي طائفت ي ف نظري :الطائ فة
النصورة ،والفرقة الناجية؛ مالفا بذلك جيع أئمة السلم .
ث ساق الش يخ وفقه ال أقوال أئمة ال سلم ف أهل الد يث ،ومدح هم إياهم،
وثنائ هم العا طر علي هم ،وذم هم الشد يد ل ن يط عن في هم أو أن يتنق صهم ،وذ كر ب عض
الشعار ف فضل الديث وأهله .انتهى .
وأ نا شا كر ل خي رب يع الدخلي حر صه واجتهاده وت صحيحه ل ا يراه خ طأ؛ فإن
هذا من النصيحة الت يرص عليها الؤمنون .
لقد أرسلت إليه الكتاب الذكور قبل أن يطبع ،وقبل هذا التاريخ بأكثر من () 2
-6-
وما كان من كلمه ف حقي؛ فإنن أقول :سامه ال تعال وعفا عنه.
وأ ما ال سائل العلم ية؛ ف ما من أ حد من الناس إل ويؤ خذ من قوله ويترك؛ إل
. رسول ال
أما ظ نه سامه ال أن ن ل أحتفي بأ هل الديث وأتنقصهم وأت جم علي هم وعلى
من ينتمي إليهم وأصفهم بصفات قبيحة ترجهم من الفرقة الناجية ...إل؛ فحاشا أهل
وحلة سنته ورواة الديث من ذلك كله ،والذي يته جم على أهل حديث رسول ال
قوله وفعله ل يضرّ إل نفسسه ،ول يضرهسم شيئا ،وننس نرجوا ال أن يسسلكنسا فس
عدادهسسم ،ويشرنا ف زمرتسم ،وإن ل
(.)1 ض َلهُ كَانَ عَلَ ْيكَ كَبِيا
إِلّ رَ ْح َمةً مِنْ َربّكَ ِإنّ فَ ْ نكن أهلً لذلك؛
و مع أن م ل يتاجون إل ثنائ نا؛ فثناؤ نا علي هم – ب مد ال – م ستفيض ف كتب نا
ودروسنا ،ف مناسباته؛ كما ف مقدمة (( شرح البلوع )) وكما ف (( صفة الغرباء )) وغيها
.
وإذا كنا نرى أن الفرقة الناجية والطائقة النصورة هم أهل الديث حقّا؛ كما هو
واضح ف بند 7من كلم الشيخ؛ فكيف يتصوّر أننا نرجهم من الفرقة الناجية؟ !
ول كن ،و مع ذلك؛ فإن م ا ل شكّ ف يه أن كل طائ فة من ال سلمي ،مه ما جلّت
وعظم شأنا؛ ليست معصومة عن التقصي ،ول مفوظة بالكلية من كيد الشيطان وتلبيسه،
فيحتاج الم يع إل دوام الجاهدة والنا صحة والت صحيح والراج عة وال تبؤ من الخطاء؛
فإن ال تعال ل يك تب الع صمة الطل قة ل هل ملة ول لتباع نب ول لفئة أو طائ فة؛ ك ما
جدْ
جزَ بِهِ وَل َي ِ
قال سبحانه :لَيْسَ ِبَأمَانِيّكُمْ وَل َأمَانِيّ َأ ْهلِ الْ ِكتَابِ مَنْ َيعْمَ ْل سُوءا يُ ْ
-7-
لَ هُ مِ نْ دُو نِ اللّ هِ وَِليّا وَل نَ صِيا * َومَ نْ َيعْمَ ْل مِ نَ ال صّالِحَاتِ مِ نْ ذَ َكرٍ َأوْ ُأنْثَى َو ُهوَ
اليات من سورة النساء(. )1 خلُونَ الْجَّن َة وَل يُ ْظلَمُو َن َنقِيا ...
ُمؤْمِ ٌن َفأُولَِئكَ َيدْ ُ
و من العلوم أ نه ل أ حد ي سلم مسن الن قص وال طأ ،فن سأل ال الع فو والعاف ية
والسامة لنا ولميع إخواننا السلمي .
أما تفريقي ب ي الطائ فة الن صورة والفرقة الناجية؛ ف هو اجتهاد سبقن إل يه أئمة،
وعلى رأسهم شيخ السلم ابن تيمية؛ كما ف مواضع من (( الفتاوى )) ،وإذا وقفت على
كلم أئمة معتبين ،يصرّحون بأن هذه الطائفة هي نفسها الفرقة ،من غي عموم وخصوص
بينه ما؛ فإن ن را جع إل ال صواب إن شاء ال ،وال سألة ل ت ستدعي في ما أرى إل الد يث
الادئ والناقشسسسسسسسسسسسسسسة العلميسسسسسسسسسسسسسسة .
أما ماذكره فضيلة الشيخ من الثناء على أهل الديث وذكر ماسنهم؛ فنحن معه
على ذلك كله ب مد ال تعال ،ظاهرا وباطنا ،و سرّا وعلن ية ،وإن من حق أ خي الش يخ
رب يع الدخلي عليّ و قد ن صح في ما يرى أ نه حق أن أد عو ال تعال له بالتوف يق وح سن
العاقبة ،وأن يعلنا وإياه هداةً مهتدين غي ضالي ول مضلي )) ا هس .
فرأ يت أن أز يل ب عض الل بس الوارد ف هذا الكلم الذي جاء بلف ما نرجوا
منه .
فأقول :ل أريد أن أناقش الشيخ سلمان العودة ف كل ما قاله هنا؛ ففي تفصيلي
واستدلل ف كتاب هذا الذي أقدم له ما يكفي ويغن عن العادة لكثره؛ بيد أن أجدن
مضطرّا لناقشة بعض النقاط من كلمه :
الول :قوله عن أهل الديث (( :ومع أنم ل يتاجون إل ثنائنا؛ فثناؤنا عليهم بمد ال
(( شرح البلوغ )) ،وكما ف م ستفيض ف كتب نا ودرو سنا ف منا سباته؛ ك ما ف مقدمة
-8-
صفة الغرباء )) وغيه ا ،وإذا ك نا نرى أن الفرقة الناج ية والطائ فة الن صورة( )1هم أ هل ((
الديث حقّا؛ فكيف يتصور أننا نرجهم من الفرقة الناجية ؟ ! " .
فأقول :إنن شخصيّا ل أر ول أسع شيئا من هذا الثناء الستفيض ف كتب سلمان
ودروسه ،وكنت أتن لو نقل بعض هذا الثناء ليبهن به على أنه يثن عليهم فعلً ويعرف
لم قدرهم ومنلتهم ،وهب أن ثناءه عليهم مستفيض كما يذكر؛ فإنه يذهب سدى با
نال من مكانتهم وحطّ من قدرهم ،ول يعفيه ذلك من التوبة إل ال والنابة إليه ،وتليص
كتبه من ذلك النيل والط.
وبيان فلنفرض أن رجلً كتسب ملدات فس الثناء على أصسحاب رسسول ال
فضائلهم ومنازلم ،ث طعن فيهم وحطّ من قدرهم ف كتاب أو كتب أخرى؛ فما سيكون
،ث حكمه عند ال وعند السلمي ؟! بل لو أن إنسانا طول حياته يجد رسول ال
حسط مسن قدره فس كتاب أو مناسسبة مسا؛ فمسا سسيكون حكمسه عنسد ال وعنسد ال سلمي
؟! وعلمائهم الغيورين على رسول ال
إن النيل من أهل الديث ومن سار على نجهم أمر عظيم ،فيه صرف الناس عن
أو قر يب م نه ،ولذا شدد ال ق الذي هم عل يه ،م ثل الن يل من أ صحاب ر سول ال
سلف هذه المة الصالون الهتدون على من ينال منهم أقل نيل .
وهذا أ مر ح صل فعلً من سلمان العودة ف كت به الثل ثة (( :صفة الغرباء )) ،و
(( من أخلق الداعية )) ،و (( من وسائل دفع الغربة )) .
وليس ما أقوله والعياذ بال أوهاما أو اتامات و ادعاءات ،وسأضرب ثلثة أمثلة
من نيل سلمان من أهل الديث ومن انتمى إل منهجهم :
-9-
-1قال ف (( صفة الغرباء ))( ) 1بعد كلم يعطيهم فيه بعض حقهم ويصورهم ف
غي صورتم الت سلم لم با العلماء ونازعهم بغي مبر ف الختصاص بوصف الفرقة
الناجية بعد أن فصلهم عن الطائفة النصورة .
قال (( :وم ا ي نع ق صر الفر قة الناج ية على الن سوبي إل الد يث فح سب – ف
الزم نة التأخرة – ح ي ضاق ال صطلح وتغي :أن ال ي والفضل قد قل ف هذه ال مة
بعد القرون الثلثة الفاضلة ،وتفرق ،حت عز وجود الفراد الستجمعي للصفات الفردية
ال ت كان علي ها ال سلف الولون ،وح ت ل تكاد تو جد فئة م ستجمعة لل صفات الماع ية
والفرد ية ال ت كانوا علي ها ،أو ل تو جد الب تة؛ فال ي – ف ال مة – موجود ،لك نه ل يلو
من دخن )) .
أل ترى أن سسلمان قسد أزرى فس هذا الكلم بأهسل الديسث الطائفسة الناجيسة
النصورة بعد القرون الثلثة إل اليوم ،وهضم منلتهم ،فمن يقول :إن ف هذا الكلم ثناءً
عليهم ؟! وحت الطائفة النصورة الت يتخيلها قد ضاعت ف غمرة هذا الكلم الذي ضيع
وعلماء السلم . مزاياها وسوّاها بميع الفرق الت ذمها رسول ال
فأين أحاديث الفرقة الناجية النصورة الت نزلا العلماء الذين هم شهداء ال ف
الرض على أ هل الد يث ،وفي ها :أن م طائ فة ل تزال على ال ق ،وفي ها :أن م من كان
وأصحابه؟! على ما كان عليه رسول ال
ث واصل سلمان كلمه ف الصفحة نفسها ،فقال (( :وهذه الفئات الت ترى أنا
،وأجدر بو صف النجاة ،في ها عيوب وأخطاء ،وفي ها خلل وتق صي حتما، أ حق بال نب
و ف غي ها فضائل ل تو جد في ها؛ قليلة كا نت أو كثية ،وإذا كان من التو قع أن يكون
التجرد ف هذا الزمان قليلً؛ في جب أن نتوقع لذلك أن ثّت عيوبا ف هؤلء ستتحول ف
نظر هم إل ما سن ،وفروعا ستتحول إل أ صول؛ لن ا صارت خ صائص ل م تيز هم عن
- 10 -
غيهسم ،ويبس أن نتوقسع أن ثتس جوانسب مشرقسة عنسد غيهسم سستلقى منهسم الصسدد
والعراض والتهوين من شأنا؛ لنا اقترنت عندهم بفئة عيوبا كثية وأخطاؤها فاحشة)) .
فهل هذا الكلم ثناء ومدح ،أو هو تشويه وتقبيح عند أول النهى؟!
ل ن ستطيع أن نقول :إ نه ثناء؛ إل إذا ُسلِبْنا عقول نا ومعارف نا ،واعتقد نا الظلم
نورا والباطل حقا .
ل أريد أن أناقشه وأطيل النفس معه؛ لنه ظاهر ،ولن قد ناقشته فيه وفيما بعده
من ط عن على أ هل الد يث م سّ ف يه الرص على التباع والرص على سلمة العت قد،
وأنمسا قسد يؤديان إل نتائج خطية ذكرهسا ،منهسا :أن الرص على التباع قسد يؤدي
ببعضهم إل فوضى تشريعية ل أول لا ول آخر!
-2فس كتاب (( مسن أخلق الداعيسة ))( )1قسسم الدعاة إل ثلث طوائف؛ مشيا
بذلك إل جا عة التبل يغ وجا عة الخوان ال سلمي وال سلفيي أ هل الد يث ب عد و صف
الم يع أن كلّ من هم يتحزّب على جزء من الد ين ،فل مس جا عة التبل يغ ل سة خفي فة ل
ت صور ما عند ها من بلء ،وذ كر ب عض أعمال الخوان ال سلمي ال سياسية الأخوذة من
أعداء السسلم ،وسساها جهادا وتربيسة على الهاد السسياسي ،ثس ذكسر السسلفيي أهسل
الديث ،فقال :
(( وت د فئة ثال ثة عن يت بال سلم العل مي؛ ف هي تتعلم ال سنة والد يث ،وتشت غل
ببيان صحيحها من سقيمها ،وتذر الناس من رواية الحاديث الضعيفة والوضوعة ،وقد
يصحب ذلك شيء من الفاء أو ضعف التعبد أو الغفلة عن واقع المة وما يدبر لا )) .
فهسل هذا ثناء ومدح لهسل الد يث أو تشويسه وتقب يح يضاف إل قوله (( :إنمس
متحزبون على جزء من الدين )) .
- 11 -
فمن يريدهم بعد هذا؟! ومن يريد منهجهم الذي نعتقد أنه الق ،والق متكامل
ف الفر قة الناج ية الن صورة :إن ا على ال ق ،وإن م على ما ف يه؛ ك ما قال ر سول ال
وأصحابه؟! كان عليه رسول ال
وقد ناقشته ف هذا .
-3قال ف كتا به (( من أخلق الداع ية ))( )1وا صفا الفر قة الناج ية – وعماد ها
عنده هم أهل الديث – بأنم " :من التزموا بالسلوك الستقيم والعقيدة الصحيحة ،ول
يقوموا با وراء ذلك " .
فقل نا :هذا يالف وا قع الفر قة الناج ية الن صورة أ هل الد يث ،ويالف ما و صفهم به
،بل هذا يعتب ذمّا لم ،بل عدم قيامهم بالمر بالعروف والنهي عن النكر رسول ال
والذب عن الدين وتركهم للجهاد ف سبيل ال يصنفهم ف الفئات الالكة .
و قد بيّ نت مؤدى قوله هذا ف كتا ب هذا ق بل أن يظ هر كتا به (( من و سائل د فع
الغربة ))( ، )2الذي جاء تصرفه فيه مؤكدا لا قلته ،حيث نزّل كلما قاله المامان ابن تيمية
وابسن القيسم فس أهسل الوبقات والبدع ،فنله سسلمان على مسن سساهم بالفرقسة الناجيسة،
فأصبحوا بتنيل كلم المامي عليهم من أشد الالكي ،وأصبح وصفهم بالناجية ضربا من
اللغو .
وحاشا المامي أن يقصدا بكلمهما الفرقة الناجية النصورة أهل الديث ،فلو
تتبعنا كلم ابن تيمية ف الثناء على أهل الديث؛ لرجنا بجلد ضخم ،وكلم ابن القيم
ف مدح هم كث ي ،و قد ألف ف مدح هم ومدح منهج هم و ف ن صرتم كتا به ال سمى ب س
(( الكافية الشافية ف النتصار للفرقة الناجية )) الشهورة بس (( النونية ))؛ فكيف استساغ
سلمان أن ينل كلم الشيخي ف أهل الباطل على أهل الق سادة المة وخلصتها ؟!
وإليك كلمه بعد مبالغته فيمن يتخيلهم الطائفة النصورة :
- 12 -
يَا َأيّهَا النّبِيّ (( وقسد أمسر ال عزّ وجلّ نسبيّه بهاد الكفار والنافقيس ،فقال :
(.)1 ي
ي وَا ْغلُظْ َعلَ ْي ِه ْم َو َم ْأوَا ُهمْ َجهَّن ُم وَبِ ْئسَ الْ َمصِ ُ
جَا ِهدِ الْ ُكفّارَ وَالْمُنَا ِفقِ َ
والذيسن يقومون بهمّةس مقاومسة النكسر ،وجهاد الدعاة إليسه؛ مسن النافقيس ،ومسن
آزرهم من الفاسقي ،والعمل على إضعاف شأن أهل الريب والفساد :هم الغرباء وسط
هذا ال و الوبوء بالنفاق ،و هم الطائ فة الن صورة ،و هم ال مة الختارة لواج هة تلك الغر بة
ُونس
ُونس ِإلَى الْخَ ْي ِر وََي ْأ ُمر َ
ُمس ُأمّةٌ َيدْع َ
ُنس مِنْك ْ
ودفعهسا؛ كمسا قال ال عزّ وجلَّ :ولْتَك ْ
(.)2 ك ُهمُ الْ ُم ْفلِحُو َن
بِالْ َم ْعرُوفِ َويَ ْن َهوْنَ عَنِ الْ ُمنْ َكرِ َوأُولَِئ َ
فهسم – مسن بيس سسائر الناس ،حتس السستمسكي بدينهسم ،الباعديسن للمنكرات
بأنف سهم – هم الذ ين نذروا أنف سهم :للجهاد ف سبيل ال ،ومار بة النكرات وأهل ها،
وإنكارها ،وبيان تريها أو كراهتها ،وأمر الناس بضدها من الي والب والعروف .
وهم الحقّقون لعبودية الهاد ،والمر بالعروف ،والنهي عن النكر .
ولذا؛ فهم أفضل من التفرّغي للذكر والقراءة والصيام وغيها ،العتزلي الناس؛
فل يأمرونم ول ينهونم .
وهذا موطن من مواطن افتراق الطائفة النصورة عن الفرقة الناجية(. )3
وف هذا يقول المام ابن القيم رحه ال (( :وقد غرّ إبليس أكثرَ اللق بأن حسّن
لم القيام بنوع من الذكر والقراءة والصلة والصيام والزهد ف الدنيا والنقطاع ،وعطّلوا
هذه العبوديّات ،فلم يدّثوا قلوب م بالقيام ب ا ،وهؤلء ع ند ور ثة ال نبياء من أ قل الناس
دينا؛ فإن الدين هو القيام ل با أمر به؛ فتارك حقوق ال الت تب عليه أسوأ حالً عند
سبق تفصيل ذلك ف الفصل الثالث من الكتاب الثان " صفة الغرباء " . () 3
- 13 -
ال ورسوله من مرت كب العا صي؛ فإن ترك ال مر أع ظم من ارتكاب الن هي من أك ثر من
ثلثي وجها ذكرها شيخنا رحه ال ف بعض تصانيفه(. )1
،وب ا كان عل يه هو وأ صحابه؛ رأى أن و من له خبة ب ا ب عث ال به ر سوله
أكثر مَن يُشار إليهم بالدّين هم أقل الناس دينا ،وال الستعان .
وأيّ دين وأيّ خي فيمن يرى :مارم ال تُ ْنتَهَك ،وحدودَه تُضاع ،ودينَه يُترك،
ُي ْرغَ بُ عنها ،وهو بارد القلب ،ساكت اللسان ،شيطان أخرس؛ كما أن وسنةَ رسوله
التكلم بالباطل شيطان ناطق؟!
وهل بليّة الدين إل من هؤلء الذين إذا سلمت لم مآكلهم ورياساتم؛ فل مبالة
با جرى على الدين؟!
وخيارهم التحزّن التلمّظ ،ولو نوزِع ف بعض ما فيه غضاضة عليه ف جاهه أو
ماله؛ بذل وتبذّل ،وجدّ واجتهد ،واستعمل مراتب النكار الثلثة( )2حسب وسعه!
وهؤلء – مع سقوطهم من عي ال ومقت ال لم – قد بُلوا ف الدنيا بأعظم بليّة
تكون وهم ل يشعرون ،وهو موت القلب؛ فإن القلب كلما كانت حياته أت؛ كان غضبه
ل ورسوله أقوى ،وانتصاره للدين أكمل ))(. )3
وكلم المام ابن القيم رحه ال ظاهر ف أنه ف حق من يب عليه المر والنهي؛
لتأهّله لذلك ،وقدرته عليه ،ث ل يفعله؛ إذ هو التارك للمر ،الذي جرمه أعظم من جرم
الواقع ف النهي(. )4
" إعلم الوقعي عن رب العالي " ( – 157 /2 ( ) 177 – 176 /2 () 3
-158مطبعة السعادة ،وسياق كلم ابن القيم يتلف ،فينقل عن ابن القيم بكامل سياقه/
ربيع ) .
فإذا قام هؤلء بواجبهم؛ صاروا من الطائفة النصورة ،وتبقى الفرقة الت يسميها () 4
سلمان بالناجية ونزل عليها كلم المامي من الالكي؛ فما هو الخرج ؟ /ربيع .
- 14 -
والقيام بالوا جب العي ن أ مر يطالَب به كل م سلم ،وإن ا تتميّ ز الطائ فة الن صورة
بالقيام بالواجب الكفائي الذي يسقط وجوبه بقيامها به عن سائر السلمي .
والذين يؤثرون السلمة ف أديانم – فيما زعموا – وف أبدانم ،ويتركون المر
والن هي الوا جب علي هم – مع القدرة عل يه – لذا ال سبب :هم كال ستجي من الرمضاء
بالنار؛ إذ صورة حالم أنم يهربون من ضرر متوقّع إل ضرر واقع؛ كما قال ال تعال عن
َومِ ْنهُ مْ مَ نْ َيقُولُ اْئذَ نْ لِي وَل َتفْتِنّ ي أَل فِي اْلفِتَْنةِ َسقَطُوا َوإِنّ َجهَنّ مَ النافق ي :
(.)1 لَمُحِي َطةٌ بِالْكَا ِفرِينَ
يقول الشيخ المام ابن تيمية (( :ولا كان ف المر بالعروف والنهي عن النكر
والهاد ف سبيل ال من البتلء والحن ما يتعرّض به الرء للفتنة؛ صار ف الناس من يتعلّل
لترك ما وجب عليه من ذلك؛ بأن يطلب السلمة من الفتنة؛ كما قال تعال عن النافقي :
). (1
وَل َتفْتِنّي أَل فِي اْلفِتَْنةِ َسقَطُوا َومِ ْن ُهمْ مَنْ َيقُولُ اْئذَنْ لِي
...يقول :إن ن فس إعرا ضه عن الهاد الوا جب ،ونكوله ع نه ،وض عف إيا نه،
ومرض قلبه الذي زيّن له ترك الهاد :فتنة عظيمة ،قد سقط فيها؛ فكيف يطلب التخلّص
من فتنة صغية ل تصبه بوقوعه ف فتنة عظيمة قد أصابته ؟!
...فمن ترك القتال الذي أمر ال به لئل تكون فتنة؛ فهو ف الفتنة ساقط؛ لا وقع
فيه من ريب قلبه ،ومرض فؤاده ،وترك ما أمره ال به من الهاد )) ا هس .
فهل إيراد الشيخ سلمان كلم المامي هذا ف سياق التفريق بي الفرقة الناجية
ف مله؟! ومنها أهل الديث ف السالف واللحق وبي الطائقة النصورة
وهل يدل هذا على إكرامه لهل الديث عماد الفرقة الناجية؟!
وهل هذه هي صفات الناجي وأهل الديث الذين طبق عليهم هذا الكلم :أنم
أقل الناس دينا ،وأسوأ الناس حالً عند ال ورسوله ،من مرتكب العاصي ،وأيّ دين وأيّ
- 15 -
خي فيمن يرى مارم ال تنتهك ...إل ،ووصفهم بالسقوط من عي ال ،والقت عند ال،
وبوت القلوب ...إل .
فهل خطر هذا ببال ابن تيمية وابن القيم بالنسبة لهل الديث؟!
حاشاها! بل ها من أشد الناس تعظيما وتكريا وإجللً لهل الديث .
أرجو أن يصب القارئ ،ويضغط على نفسه؛ فل يقول :لاذا؟ ولاذا؟ كما تعودنا
ف هذا الزمان ،زمان الرزايا والحن والبليا! وأرجو أن تتجه السئلة إل الشيخ سلمان!
ما الذي دف عه إل الب حث عن كلم هذ ين المام ي الليل ي ث إيراده ف هذا
السياق الذي أطرى فيه من ساهم بالطائفة النصورة ،ول يسق كلمة ثناء على من يسميها
بالفرقة الناج ية ،بل ساق كلم الشيخ ي ،وف يه من الذم لهل البا طل ما رأ يت و سعت،
ساقه ليدمغ به ما يسميه بالفرقة الناجية ،ومنها أهل الديث؛ فل حول ول قوة إل بال .
أي مسلم يتمل مثل هذا التصرف؟!
و هل يوز ال سكوت و غض الن ظر ع نه إل إذا ما تت القلوب فعلً ،وا ستحكم
الوى وحب الدنيا ف القلوب والحساسات والشاعر؟!
النق طة الثان ية :قوله (( أ ما تفري قي ب ي الطائ فة الن صورة والفر قة الناج ية ،ف هو
اجتهاد سبقن إل يه أئ مة ،وعلى رأ سهم ش يخ ال سلم ا بن تيم ية؛ ك ما ف موا ضع من
(( الفتاوى )) ،وإذا وق فت على كلم أئ مة مع تبين ي صرحون بأن هذه الطائ فة هي نف سها
الفرقة؛ من غي عموم وخصوص بينهما؛ فإنن راجع إل الصواب إن شاء ال ،والسألة ل
تستدعي فيما أرى إل الديث الادئ والناقشة العلمية )) .
أقول :ينب غي أن تذ كر أ ساء هؤلء الئ مة الذ ين سبقوك إل التفر يق ،وتذ كر
ن صوص أقوال م ال ت فرقوا في ها فعلً ب ي الفر قة الناج ية والن صورة ،وتذ كر ال صادر ال ت
دونت فيها نصوصهم بالزء والصفحة؛ كما هو المر التبع الن ف الرسائل العلمية
و ف البحوث والقالت؛ ل كي ينت هي الدعاء بأ نك انفردت بذا التفر يق من ب ي العلماء
- 16 -
فلم ي سبقك أحدٌ إل يه ل من أ هل ال سنة ول من أ هل البدع ،و هي وطلب العلم،
كبية عري ضة ،ي ب الروج من ها ،ول كي ينت هي الدل ب ي الشباب وال خذ دعوى
والرد وتتقارب النف سوس وتأتلف ،وهذه م صلحسسسة عظيم سسة ،ل يوز لداع ية أن
يتساهل فيها أو يهملها .
كما يرجوا منك القراء أن تذكر الواضع الت فرق فيها شيخ السلم ابن تيمية
ب ي الن صورة والناج ية بأجزائ ها و صفحاتا ،ولعل ها تق طع أل سنة ال ستنكرين والجادل ي،
ويصل بذلك خي كثي ،وتتحقق اللفة بي شباب المة الت يب على الدعاة أن يدوا
فس القضاء على أسسباب اللف بينهسا ،وإشاعسة أسسباب الخوة والئتلف فس صسفوفها،
سس
سسم أهداف الدعاة وغاياتمس
سسن أعظس
سسة الن مس
خصسسسوصا واجتماع المس
أما قولكم (( :وإذا وقفت على كلم أئمة معتبين يصرحون بأن هذه الطائفة هي
نف سها الفر قة الناج ية من غ ي عموم ول خ صوص)) .؛ ف قد ذكرت لك ف هذه الر سالة
أكثر من أربعي إماما معتبا من متلف العصور ،ومنهم شيخ السلم ابن تيمية ،صرح
بذلك ف مقدمة (( العقيدة الواسطية ))( )1ف غي موضع منها ،وإن كثيا منهم يصها بأهل
الديث ،ول أر ف كلمهم إشارة ول تلميحا إل هذا التفسسريق ،فضلً عن التصريح به،
ول ي شر أي أ حد إل أن هناك خ صوصا وعموما بينه ما ،وذكرت لك أن ال مة من حلة
العلم وغيهم من وراء هؤلء الئمة .
ول قد جهدت ف الوقوف على قول لعال مع تب وغ ي مع تب يقول بالتفر يق ،فلم
أ قف على ش يء من ذلك ،وفوق كل ذي علم عل يم؛ فليبادر سلمان العودة أو غيه إل
إظهار أقوال الئمة الفرقي وإظهار مصادرها ومواضع وجودها .
البحوث العلمية والفتاء والدعوة والرشاد ) ،و " مموع الفتاوى " (3/129و ،)159
وهو نص كلمه ف " الواسطية " .
- 17 -
ول ي ظن أ حد أن هذا التفر يق أ مر ه ي ،بل هو أ مر خط ي ،وأخ طر م نه ما ب ن
عليه ،والثار الت ترتبت والت ستترتب عليه أبعد من ذلك إن ل تدركنا رحة ال .
وإن لرجو ال أن يوفقن وسلمان العودة وجيع السلمي لب الق والتواضع
له والرجوع إليه .
والثالثة :قول سلمان (( :ولكن؛ مع ذلك؛ فإن ما ل شك فيه أن كل طائفة من
السلمي مهما جلّت وعظم شأنا؛ ليست معصومة عن التقصي ،ول مفوظة بالكلية من
كيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد الشيطان )) ...إل .
أقول :
أولً :إننسا ل ندعسي ول نعتقسد عصسمة أحسد بعسد النسبياء؛ ل الطائفسة الناجيسة
النصورة ول غيها .
ثانيا :إن من الغلط بكان أن يظهر إنسان الفرق كلها على مستوى واحد ،وقد
أن هناك فر قة متميزة عن ها كل ها؛ بأن ا على ال ق ،وأن ا على ماكان أ خب ر سول ال
وأ صحابه ،واعترف ل ا أئ مة ال سلم على مدار التار يخ بذه اليزات عل يه ر سول ال
العظيمة ،وشهد لا ويشهد لا الواقع التاريي .
ن عم؛ وجدت الخطاء ف مت مع ال صحابة ،و قد ات فق أ هل ال سنة وأئمت ها على
الم ساك ع ما ي قع من ها من زلّت ،و قد أطلق ال على ذلك الجت مع الثناء العا طر ،ل كن
الخطاء الجتهادية من بعض أفرادهم تُبَيّ نُ للناس ،حت ل يتدين بأخطاء البشر ،لكن مع
الدب والحترام .
اليية على القرون الثلثة الفضلة؛ فأخطاء الجتهدين من وأطلق رسول ال
بعسد القرن الول تُبيّن مسع الدب والحترام ،وضللت الفراد تُنسسب إليهسم ،ول يُذم
العام . عموم أي قرن منها ،حت ل يصطدم بثناء رسول ال
- 18 -
الثناء العاطر على الفرقة الناجية النصورة ف أحاديث بلغت وأطلق رسول ال
حسد التواتسر ،وسسار على هذا النوال أئمسة السسلم ،أمسا أخطاء الفراد وهفواتمس؛ فتسبي
وتنسب إل أولئك الفراد ،ول تذم بسببها تلك الطائفة الكرية؛ لوجه :
-1أن تلك الخطاء لي ست ناشئة عن منهج هم ال صحيح ال سليم ،بل ذلك
النهج يرفضها ويدينها .
-2أن أفرادهم أنفسهم ل يتدينون بتلك الخطاء والفوات ،وإنا يعترفون بأنا
هفوات وأخطاء ،وقد يوفقون ف الغالب للتوبة منها .
-3وما كان من خطأ ناشئا عن اجتهاد؛ فيبيّن وينسب ذلك الطأ إل أولئك
الفراد ،ول ينسسب إل النهسج ،ول إل الطائفسة؛ لن النهسج يرفضسه ،والطائفسة كذلك
ترفضه؛ ك ما هو واقع ها تاه كل انراف من الفراد ،وتاه كل خ طأ من هم أيضا ،فإذا ل
ي تم التعا مل مع هذه ال صناف على هذه ال سس؛ ضا عت ميزات ا ال ت أعطا ها الشارع،
وردد نا ما قرره الشارع ،وضيع نا ال ق والن هج الذي أكرم هم ال بالثبات والقيام عل يه،
وسوينا بي الق والباطل والحقي والبطلي .
أما أهل البدع والضلل؛ فلهم شأن آخر وتعامل آخر لوجوه :
-1أن بدعهم وضللتم ناشئة عن أهوائهم ومناهجهم الفاسدة .
-2أنم يتدينون بذه البدع والضللت ويتقربون با إل ال .
-3أنم يتناصرون على هذه البدع ،ويوالون ويعادون عليها ،ويدافعون
عنها تديّنا أو هوى وبغيا .
-4أنم يرفون نصوص القرآن والسنة من أجلها .
ف من هذه النطلقات؛ رأي نا ال سلف ال صالي يترمون ويعظمون الطائ فة الناج ية
الن صورة القائ مة على ال ق ،ويبغضون أ هل البدع ويهجرون م ،ويذرون من هم أك ثر م ا
يذرون من الفسقة والعصاة .
- 19 -
إذا تبي هذا؛ فمن التلبيس والغالطات إظهار الفرق الضالة والطائفة الناجية
النصورة أهل الديث ومن سار على نجهم على مستوى واحد .
ول يوجد أسلوب يُضيع الق ويغمط أهله ياثل هذا السلوب الذي نسأل ال
أن يعاف المة عامة والشباب خاصة منه ،وأن يقيهم شره ونتائجه الوخيمة .
وهذا ج هد ال قل الضع يف ،أقد مه ن صحا ل ولكتا به ولر سوله ولئ مة ال سلمي
وعامتهم .
أسأل ال أن ينفع به طلب الق الذين يريدون ال والدار الخرة ،ول يشون
أحدا مع ال ،ول يافون ف ال لومة لئم .
وصلى ال على نبينا ممد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيا إل يوم الدين .
كتبسسسه
راجي عفو ربه ومغفرته ورحته
ربيع بن هادي عمي الدخلي
ف 23رمضان البارك سنة 1413هس
- 20 -
مقدمة الطبعة
الولى
إن المد ل؛ نمده ،ونستعينه ،ونستغفره ،ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا ،من يهده ال؛ فل مضل له ،ومن يُضلل؛ فل هادي له .
وأشهسد أن ل إله إل ال وحده ل شريسك له ،وأشهسد أن ممدا عبده ورسسوله،
صلّى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد :
بالدى ود ين ال ق ليظهره على الد ين كله ولو فإ نّ ال أر سل ر سوله ممدا
كره الشركون .
وجهاد خلفائه الراشديسن فحقسق ال هذا الوعسد بهاد هذا الرسسول الكريس
وصحابته الكرام الطيبي ،فشعّ نور السلم ،وأضاء أرجاء العمورة ،وسادت أمة السلم
الدنيسا بعسد أن حطمست عروش البابرة والكاسسرة والقياصسرة ،وبسسطت دولة السسلم
منها – نفوذها على مشارق الرض ومغاربا – ما زوي لرسول ال
ث أصاب هذه المة ما أصاب المم قبلها من اختلف وتَفَرّق؛ مصداقا لا أخب
: به رسول ال
حيسث قال (( :ل تقوم السساعةُ حتس تأخذَ أمتس بأ ْخذِ القرون قبلهسا شسبا بشسب
الناسس إلّ
ُ َنس
وذراعا بذراع )) .فقيسل :يسا رسسول ال ! كفارس والروم ؟ فقال َ (( :وم ِ
أولئك؟! ))(. )1
وح يث قال (( :أن أ هل الكتاب ي افترقوا ف دين هم على ثِنْتَيْ نِ و سبعي مِلّةَ ،وإ نّ
هذه ال مة ستفترق إل ثلث و سبعي ملّة ( يع ن :الهواء ) ،كلّ ها ف النار إل واحدة،
وهي الماعة ))(. )2
" صحيح البخاري " ( – 96كتاب العتصام ،حديث . ) 7319 () 1
" ابو داود " ( – 34كتاب السنة ،حديث . ) 4597 () 2
- 21 -
وم نذ نزلت هذه الكار ثة بال مة – و هي التفرّق – إل يوم نا هذا ل يتلف علماء
السلم العتبون من أهل الديث وغيهم ف الطائفة الناجية النصورة أنا فرقة واحدة .
معظم هم يقول :إن ا أ هل الد يث؛ م ثل :المام أح د ،وا بن البارك ،ويز يد بن
هارون ...وغي هم ،وذلك ف و قت احتدم ف يه اللف ب ي أ هل الد يث وأ هل البدع
ال كبى؛ م ثل :الهم ية ،والروا فض ،والوارج ،والعتزلة؛ ك ما أن م كانوا على اختلف
مع أهل الرأي الفقهي الذين َغلَوا ف القياس وضَ ُعفَ تْ عنايتُهم بالنصوص وقد يبالغون ف
التعصب لرائهم فيدون الحاديث النبوية أو يؤوّلونا تأويلً غيَ سائغ .
وآخرون يلحقون ب م من هم على منهج هم ف العتقاد ال صحيح و ف التم سك
بالكتاب والسنة ف جيع اليادين السلمية ويشاركونم ف الذب عن السنة وأهلها؛ من
باب (( :الرء مع من أحبّ )) .
خ َلدِ أحد من أهل السنة أن هناك فرقا بي الطائفة الناجية
وما أظن أنه قد دار بِ َ
والطائفة النصورة .
ولقسسد دهشت حينما قرأت كتاب (( صفسسة الغرباء ))( )1للخ سلمان بن
فهد العودة ،فوجدته قد تكلّف التفريق بي ما ل ينبغي القدا مُ على التجزئة والتفرقة فيه،
ل سيما وهو أمر عظيمَ ،س ّلمَ به علماء المة ،وأصبح من الثوابت والمور القررة لديها؛
إذ القدام فيه على مالفة عشرات الئمة الذين ل يُعرف لم مالف معتب بقوله ف اللف
والتفاق ٍلمّاس يفتسح الباب على مصسراعيه على الرأة على مالفسة علماء السسلم وأئمتسه
ومصاولتهم ف قضايا كبية وخطية ف أصول الدين وفروعه .
ول يقف أمر الشيخ سلمان العودة عند هذا العمل الغريب ،بل تاوزه إل ما هو
أشد وأغرب منه ،ويتمثل ذلك ف مسائل كثية سأناقشه ف بعض منها ،وهي :
-1عدم احتفائه بأهل الديث وذكر فضائلهم ومزاياهم .
- 22 -
-2ماولتسه إدخال طوائف مهولة فس أهسل الديسث تارة وفس الفرقسة
الناجية ،مع التنقّص لهل الديث .
-3هجوم سسلمان على أهسل الديسث ومسن ينتمسي إليهسم ،ووصسفهم
بصفات قبيحة ترجهم من الفرقة الناجية .
-4ت صوّر الش يخ سلمان أن أ هل الد يث من التحزّب ي على جزء من
الدين والناسي لجزاء أخرى ،وأن هذا من مياث المم الالكة .
-5اختلف كلمه ف تعريف الفرقة الناجية وغرابته .
-6إهاله ذكر أهل الديث بعد حلته الشديدة على النسوبي إل أهل
الديث ف الزمنة التأخرة .
-7تقسسيمه خصسائص أهسل الديسث بيس طائفتيس فس نظره :الطائفسة
النصورة ،والفرقة الناجية؛ مالفا بذلك جيع أئمة السلم .
أسسأل ال أن يوفقنسا وإياه لتدارك أخطائنسا ،والرجوع إل القس؛ إن ربنسا سسيع
الدعاء .
وصلى ال على نبينا ممد وعلى آله وسلم تسليما كثيا .
وكتب
ربيع بن هادي الدخلي
الدينة النبويسة
- 23 -
المسألة الولى
عدم الحتفاء بأهل الحديث
وذكر فضائلهم ومزاياهم
فأ نت ل تراه يتفي بأ هل الد يث ،ول ين شط لذ كر فضائلهم ومزاياهم ،فلم أرَ
ل م ذكرا بل فظ ( أ هل الد يث ) ف كتا به الول (( :الغرباء الولون )) ،فإ نْ ذَكَر ( أ هل
السنة )؛ فذلك لن هذا اللفظ ل يص ( أهل الديث ) ف نظره .
فمثلً :ذكسر حديسث (( :بدأ السسلم غريبا ،وسسيعود غريبا؛ فطوبس للغرباء ))،
)) ونقل عن سفيان الثوري رحه ال :أنه قال (( :استوصوا بأهل السنة خيا؛ فإنم غرباء
(. )1
فالظاهر أن سفيان يريد أهل الديث؛ لن النتسبي إل السنة الذين يقابلون أهل
البدع ف عصره كانوا أكثرية ،والدولة والسلطان بأيديهم .
وف سّر عبدان الغرباء الوارد ذكرهم ف الديث بس ( أهل الد يث ) ،فلم ينقله
الشيخ سلمان ،وكان هو الول بالنقل؛ لنه تفسي مباشر من عبدان للحديث .
ونقل شرح عبدان الغرباء بأنم أهل الديث ف سياق أدخل فيه جيع النتسبي
إل السلم؛ فقد قال ف (( صفة الغرباء )) :
(( وكذلك الال بالنسبة للغرباء حي عودة السلم غريبا :
أ – ف ُهمُ السلمون بي الكفار؛ حيث عددهم بالنسبة إليهم قليل .
ب – وكذلك هم اللتزمون بالشرع والسنة بي السلمي .
ج – وهم كذلك الداعون إل ذلك بي سائر التبعي للسنة " .اهس.
وب عد ذلك بَيّن أن الق صود بالغرباء هم الفر قة الناج ية ،و ف ا صطلحه أن أ هل
الديث هم من الفرقة الناجية وليسوا الفرقة الناجية .
ث نقل عن الجُرّي أن الراد بم ( أهل الق )؛ أي :الفرقة الناجية.
- 24 -
وقد عرفت اصطلح سلمان ف الفرقة الناجية .
ث ذكر تفسي عبدان بأن الراد بالغرباء ( أهل الديث ) ،فتعقبه بقوله :
(( وإذا كان الديسث عامّا غيس مصسص؛ فإنّا ل نسستطيع أن نقول :إن الفرقسة
الناجية هم وحدهم الغرباء ،ولكنهم من الغرباء خا صّة ،وإن الديث ربط البدء بالعودة،
فقال (( :بدأ ...وسسيعود )) ...؛ فعلم أن غربسة السسلمي كافسة بيس أهسل اللل والديان
داخلة أيضا ف معن الديث ))(. )1
ول أعرف أحدا سسبق الخ سسلمان إل مثسل هذا التصسرف وهذا التعميسم وهذه
الزحلقة لهل الديث عن مكانتهم الت اعترف با لم أئمة السلمي العدول المناء الذين
ل ينبغي لمثال وأمثال الخ سلمان أن نعارضهم ونرج عن فقههم وأقوالم!!
لقد ف سّر العلماء الغرباء والفرقة الناجية والطائفة النصورة بأهل الديث وبأهل
السنة ،ومرادهم بأهل السنة أهل الديث ،وقد يُدخلون مَن تابعهم ف منهجهم من باب
إلاق الفرع بالصل والتابع بالتبوع ،وبعضهم يقصر هذه اللفاظ عليهم ،فكان من حق
أهسل الديسث على سسلمان أن يشيسد بفضلهسم ،ويسستقصي أقوال العلماء فس فضلهسم
ومكانتهم ،وأنم هم الطائفة النصورة والناجية والغرباء ف الدرجة الول ،إن ل يسلّم با
لم وحدهم !
ولكن؛ للسف الشديد ل يفعل سلمان هذا ،وما تكاد تلمس له نشاطا ،بل تد
فتورا ومللً من القيام بذا الق ،فما رأيت منه ثناءً عليهم ،ول إشادةً بفضلهم ،فإذا نقل
كلم بعض من أثن عليهم؛ قصّر وعجز عن استيفاء كلم هذا البعض؛ فمثلً :
· أولً :
- 25 -
-1عقد العنوان التال (( :الفرقة الناجية وأهل الديث وأهل السنة والماعة ))،
ول يذكر الطائفة النصورة هنا ،بل عقد لا فصلً خاصّا؛ بناء على فهمه أن لا ميزات
خاصة انفردت با عن الفرقة الناجية(. )2
ث قال ت ت العنوان ال سابق (( :روى الط يب البغدادي ب سنده عن المام أح د
(( :تفترق المة على نيّف وسبعي فرقة؛ كلها ف النار إلّ فرقة أنه ذكر حديث النب
)) ،فقال :إن ل يكونوا أصحاب الديث؛ فل أدري من هم؟! )) .
ث قال سلمان تعليقا على الد يث وتف سي أح د (( :فهل يعن هذا إن صح عن
المام أحد أنه يعدّ أهل الديث هم الفرقة الناجية؟ ))(. )2
* فهذا تشكيك ف إدخال أهل الديث ف الفرقة الناجية كما ترى؛ فكيف بالم
مع الطائ فة الن صورة ال ت هي أن بل وأف ضل وأشرف من الفر قة الناج ية ف نظره وعلى
حسب تفريقه .
-2ثس قال (( :ومسن هسم أهسل الديسث القصسودون بذه الكلمسة ؟ فأمسا أهسل
الد يث ،أو أ صحاب الد يث؛ فإن الق صود ب م ك ما قال الا كم الني سابوري :القوم
الذيسن سسلكوا مجسة الصسالي ،واتبعوا آثار السسلف مسن الاضييس ،ودمغوا أهسل البدع
وعلى آله أجعيس ...وآثروا قطسع الفاوز والقفار على والخالفيس لسسنن رسسول ال
التنعم ف ال ّدمَن والوطار ،وتنعموا بالبؤس ف السفار مع مساكنة العلم والخبار ...قد
رفضوا اللاد الذي تتوق إليسه النفوس الشهوانيسة ،وتوابسع ذلك مسن البدع والهواء
والقاييس والراء والزيغ ))(. )3
* أقول :إنّ للقارئ أن يسأل :
هل هذا كل ما قاله الاكم ف أهل الديث ،أو أفضل وأبرز ما قاله ف وصفهم؟
- 26 -
وهل كان يفى أمرهم على المة حت يعرّفهم لا؟
والواب :ل هذا ول ذاك .
ولقد ذكر لنا الشيخ سلمان من كلم الاكم ما يستطيع تقديه ،وقعدت به هته
وعزيته عن أهم مزايا أهل الديث الت ذكرها الاكم بكل شرف واعتزاز؛ فلقسسسد
َق ّدمَ الاكم للقسسسرّاء أهل الديث باعتبارهم الطائفسسسة
النصورة مُتّبٍعا الطوات التية :
:أ نه قال (( :ل -1روى بإ سناده حد يث معاو ية بن قرة عن أب يه عن ال نب
يزال ناس من أمت منصورين ل يضرهم من خذلم حت تقوم الساعة )).
-2روى بإسناده إل المام أحد أنه سئل عن معن هذا الديث ؟ فقال (( :إن ل
تكن هذه الطائفة النصورة أصحاب الديث؛ فل أدري من هم؟! )) .
-3قال مؤكدا لاس قاله المام أحدس (( :قال أبسو عبدال :وفس مثسل هذا قيسل :
(( من أمر السنة على نفسه قولً وفعلً؛ نطق بالق ))؛ فلقد أحسن المام أحد بن حنبل ف
تفسي هذا الب أن الطائفة النصورة الت يُرفع الذلن عنهم إل قيام الساعة هم أصحاب
الديث ،ومن أحق بذا التأويل من قوم سلكوا مجة الصالي ،واتبعوا آثار السلف من
وعلى آله أجع ي )) ...إل الاض ي ،ودمغوا أ هل البدع والخالف ي ب سنن ر سول ال
آخر الكلم الذي نقله الشيخ سلمان .
(( هم خي -4روى بإسناده إل حفص بن غياث :أنه قال ف أهل الديث :
أهل الدنيا )) .
-5روى بإسناده إل بكر بن عيّاش :أنه قال (( :إن لرجو أن يكون أصحاب
الديث خي الناس . )) ...
-6قال الا كم مؤيدا قول ما (( :ول قد صدقا جيعا أن أ صحاب الد يث خ ي
سم ...إل أن قال :
سف ل يكونون كذلك؟! )) ،ث س شرع ف س الثناء عليهس
الناس ،وكيس
(( فالشدائد مع وجود ال سانيد العال ية عند هم رخاء ،ووجود الرخاء مع ف قد ما طلبوه
- 27 -
عندهسم بؤس؛ فعقولمس بلذاذة السسّنة غامرة ،وقلوبمس بالرضاء فس الحوال عامرة ،تعلّم
السسنن سسرورهم ،ومالس العلم حُبورهسم ،وأهسل السسنة قاطبسة إخوانمس ،وأهسل اللاد
والبدع بأسرها أعداؤهم )) ...ا هس.
-7روى بإسسناده إل المام أحدس (( :أنسه قال له أحدس بسن السسن ( يعنس :
الترمذي ) :يا أبا عبدال! ذكروا لبن أب قتيلة بكة أصحاب الديث ،فقال :أصحاب
الد يث قوم سوء .فقام أبسو عبدال و هو ينفسض ثو به ،فقال :زنديسق ،زند يق ،زند يق.
ودخل البيت )) .
-8روى بإسناده إل أحد بن سنان القطان :أنه قال (( :ليس ف الدنيا مبتدع؛
إل وهو يبغض أهل الديث ،وإذا ابتدع الرجل؛ نزع حلوة الديث من قلبه . )) ...
-9قال (( :قال أ بو عبدال :وعلى هذا عهد نا ف أ سفارنا وأوطان نا :كل من
ينسب إل نوع من اللاد والبدع ل ينظر إل الطائفة النصورة إل بعي القارة ،ويسميها
الشوية . )1()) ...
فأقول :قارن ب ي ال صورتي :ال صورة ال ت عرض ها الا كم عن أ هل الد يث،
والصورة الت حكاها سلمان عن الاكم ! أل ترى التفاوت الائل بينهما؟!
فالاكم عرضهم لنا على أن أهل الديث هم الطائفة النصورة :
أولً :ف الديث .
وثانيا :ف كلم المام أحد .
وثالثا :ف تأييده لكلم المام أحد .
ورابعا :ف إدانته لهل اللاد والبدع .
وخامسا وسادسا :أورد كلم حفص بن غِياث وأب بكر بن عيّاش أن أصحاب
الديث خي الناس .
وسابعا وثامنا :تأييده وتصديقه لكلّ منهما .
- 28 -
وأسأل الشيخ سلمان :
لاذا أغفلت هذه الزايا العظيمة الت ذكرها الاكم؟!
لاذا خال فت الا كم ف هد فه وغاي ته وعر ضه المور ال ت ير مي في ها كل ها إل
إثبات أن أهل الديث هم الطائفة النصورة وأنم خي الناس ،ويدمغ من يُبغضهم بالزندقة
واللاد والبتداع ،وأنّ بغضهم من الدلة على انراف مُبغضيهم ...إل ،وذلك ما يرفع
من مكانتهم ويعلي شأنم أكثر وأكثر؟!
فتأت يا أخي بعد أن شَكّكت ف تفسي المام أحد أنم الفرقة الناجية ،فتحول
كلم الا كم عن هذه القا صد العظي مة والهداف ال سامية إل ما تعتقده أ نت أقلّ شأنا
وأح طّ منلة ،وهو إدخال أهل الديث ف الفرقة الناجية ،وتسوق كلم الاكم على أنه
تعريف للفرقة الناجية!!
إنّ ذا لن العجب!
· ثانيا :
قال الشيسخ سسلمان (( :ووصسفهم الطيسب البغدادي بأنمس ... :حفظسة الديسن
وخزنته ،وأوعية العلم وحلته ...ومنهم كل عال وفقيه ،وإمام رفيع نبيه ،وزاهد ف قبيلة،
ومصوص بفضيلة ،وقارئ متقن ،وخطيب مسن ،وهم المهور العظيم ،وسبيلهم السبيل
)) الستقيم ،وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر ،وعلى الفصاح بغي مذاهبهم ل يتجاسر ...
( )1ا هس .
* وأقول :إ نّ الش يخ سلمان يُفرق ب ي الفر قة الناج ية والطائ فة الن صورة؛ ف هل
الطيب البغدادي يفرق بينهما كما يفرق الشيخ سلمان ؟! وهل ساق الطيب البغدادي
هذا الكلم ليف هم الناس أن أ هل الد يث هم الفر قة الناج ية وأن ا أ قل شأنا من الطائ فة
النصورة؟!
- 29 -
إ نّ هناك فروقا هائلة ،ومسافات شاسعة ،ووجهات نظر متباينة ،بي ما يرمي إليه
سلمان وبي ما يرمي إليه الطيب !
ّفس كتابا سساه (( :شرف أصسحاب الديسث )) ،وصسفهم بعشرات
فالطيسب أل َ
الوصاف العظيمة اللئقة بكانة أهل الديث؛ من بينها :
-أنم الطائفة النصورة والطائفة الناجية .
ف التبليغ عنه . -وأنم خلفاء الرسول
-وأنم الغرباء .
. -وأنم أول بالرسول
. -وأنم بشارة الرسول
-وأنم حُماةُ الدين بذبّهم عن السنن .
فيما خَلّفه من السنة . -وأنم ورثة الرسول
-وكونم المرين بالعروف والناهي عن النكر .
لفظهم السنن . -وكونم أمناء الرسول
-وكونم خيار الناس(. )1
-والستدلل على أهل السنة ببهم أصحاب الديث .
...إل غي ذلك من الوصاف الميلة العظيمة الت وصفهم با ونقلهم عن أئمة
السلم .
إنّس رسسالتك التس وَسسَمتها بسس (( الغرباء )) و (( صسفة الغرباء :الفرقسة الناجيسة،
الطائ فة الن صورة ،صفات أ خر ))؛ ل ينب غي تكري سها إل ف شأن أ هل الد يث؛ لن أ هل
العلم العتبين ل يطلقوا هذه العبارة إل على أهل الديث ،ومن أدخل معهم غيهم؛ فإنا
ذلك بالتبع لم؛ لبهم لم ،وسيهم على منهاجهم .
انظر " :شرف أصحاب الديث "( ص ،) 26 ،25 ،21 ،19 ،15تقيق: () 1
- 30 -
وإذا كان الواقع كذلك؛ فمن الستغرب جدّا أن تنقل من كتاب الطيب أقل من
أرب عة أ سطر ف هذا الوضوع؛ لُتعَرّف للناس أ هل الد يث ،ث ل تذ كر ول تش ي إل أن
الطيب وصفهم بأنم الطائفة النصورة ،ول تذكر ول تشي إل تلك الصفات النبيلة الت
مل الطيسسسسسسسسسسب باسسسسسسسسسس كتابسسسسسسسسسسه .
إ نك لو كت بت مقالً ،فضلً عن ر سالة؛ لكان من حق أ هل الد يث عل يك أل
تقتصر على ما نقلته عن الاكم والطيب .
أل تعلم يا سلمان أن كلّ أو جُلّ من ف سر حد يث (( :ل تزال طائ فة من أم ت
على الق ظاهرين )) ...؛ إنا فسروه بأهل الديث ،والطيب منهم ،ول ينازعهم ف ذلك
أحد؟!
أل تعلم أن حديسث الفِرَق الذي ذكرت فيسه الفرقسة الناجيسة قسد حله أهسل العلم
على أهل الديث ،والطيب منهم ،ونقله عن بعضهم؟!
أل تعلم أن حديث الغرباء قد حله عبدان على أهل الديث ،ونقله الطيب عنه،
ول ينازعه ف ذلك أحد؟!
· ثالثا :
نقل عن ابن قتيبة وصف أهل الديث(. )1
* وف كلمه ما لو تأمله النصف؛ لقضى لهل الديث بأنم هم الفرقة الناجية
والطائفة النصورة ،وإن كان ل يذكر هذين اللفظي .
· رابعا :
الت نقل عن الافظ ابن رجب الكلم الت (( :والراد بالسنة :طريقة النب
كان عليها هو وأصحابه ،السالة من الشبهات والشهوات ...ث صار ف عرف كثي من
التأخرين من أهل الديث وغيهم عبارة عمّا سلم من الشبهات ف العتقادات ،وخاصة
- 31 -
ف م سائل اليان بال وملئك ته وكت به ور سله واليوم ال خر ،وكذلك ف م سائل القدر،
وفضائل الصحابة . )1()) ...
* قلت :نقل الخ سلمان هذا الكلم ،وهو وصف للسنة ،وبيان للمراد با إذا
أُطلقت عند التأخرين ،ل وصف أهل الديث .
والغريسب أن الخ سلمان أعرض عسن و صف أهسل الد يث بأنمس هم الطائفسة
النصورة والفرقة الناجية ،وأنم هم الغرباء؛ فل حول ول قوة إل بال.
قال الا فظ ا بن ر جب (( :وأ ما فت نة الشبهات والهواء الضلة؛ فب سببها تفرق
أ هل القبلة ،و صاروا شيعا ،وكفّر بعضُ هم بعضا ،وأ صبحوا أعداءً وفرقا وأحزابا ب عد أن
كانوا إخوانا قلوبمس على قلب رجسل واحسد ،فلم ينسج مسن هذه الفرق كلهسا إل الفرقسة
(( :ل تزال طائ فة من أم ت ظاهر ين على الواحدة الناج ية ،و هم الذكورون ف قوله
الق ،ل يضرهم من خذلم ول من خالفهم ،حت يأت أمر ال وهم على ذلك )) ،وهم ف
آخر الزمان الغرباء الذكورون ف هذه الحاديث ،الذين يصلحون إذا فسد الناس ،وهم
الذ ين ي صلحون ما أف سد الناس من ال سنة ،و هم الذ ين يفرون بدين هم من الف ت ،و هم
النّزّاع من القبائل ...وبذا فسّر الئمة هذا الديث ))( )2ا هس .
قلت :ماذا كان يضي الشيخ سلمان لو نقل هذا الكلم ف وصف أهل الديث،
الكلم الذي ل يفرق بي الفرقة الناجية وبي الطائفة النصورة ول بي أهل الغربة ،وكل
ذلك ل ينطبق إل على أهل الديث ؟!
وهذه ن صيحة لنف سي وللخ سلمان ول كل م سلم أ سأل ال أن ينفع نا ب ا جيعا،
وقد سعناها من بعض شيوخنا ،وهي ما قاله المام أحد وأخذ به شيخ السلم ابن تيمية
رحهما ال وغيها من أئمة السلم :
- 32 -
قال شيسخ السسلم رحهس ال فس (( الرد على الخنائي )) (( :الوجسه الثامسن :أن
الجيب – ول المد – ل يقل قط ف مسألة إل بقول سبقه إليه العلماء ،فإن كان قد يطر
له ويتوجه له؛ فل يقوله وينصره؛ إل إذا عرف أنه قد قاله بعض العلماء؛ كما قال المام
أحد :إياك أن تتكلم ف مسألة ليس لك فيها إمام ))( )1ا هس .
فأرجو من الخ سلمان أن يستفيد من هذه النصيحة الكيمة الغالية ،ويرجع عن
كل قول ليس له فيه إمام ،با ف ذلك التفريق بي الطائفة النصورة والفرقة الناجية .
وأرجو أن نوفّق جيعا لصابة الق والبعد عن النفراد بالقوال والراء عن أئمة
السلم .
( ص ،) 195طبع ونشر الرئاسة العامة لدارات البحوث العلمية . () 1
- 33 -
المسألة الخامسة
إدخال طوائف مجهولة في أهل الحديث
والفرقة الناجية
حاول الش يخ سلمان إدخال طوائف مهولة ف أ هل الد يث تارة ،و ف الفر قة
الناجية تارة أخرى ،يرافق هذه الحاولة غمز وتنقّص لهل الديث .
لقد استنتج من كلم الاكم والطيب وابن قتيبة السابق الذكر أن لفظ ( أهل
الديث ) يُطلق ف مقابل :
-1أهل الكلم الذين يقولون على ال ما ل يعلمون ،ويفتنون الناس با يأتون،
وساق كلما جيدا لبن قتيبة .
-2ك ما يطلق لفظ ( أهل الد يث ) ف مقا بل أهل الرأي من ُي َقدّمون آراءهم
الضالة وأقيسستهم الفاسسدة على الكتاب والسسنة ...وسساق كلم الكرْخسي (( :كسل نسص
خالف مذهبنسا؛ فهسو منسسوخ أو مؤول )) ،وقول الصساوي (( :ول يوز تقليسد مسا عدا
الذاهسب الربعسة ،ولو وافسق قول الصسحابة والديسث الصسحيح واليسة؛ فالارج على
الذاهسب الربعسة ضال مضسل ،ورباس أداه ذلك إل الكفسر؛ لن الخسذ بظواهسر الكتاب
والسنة من أصول الكفر )) .
-3ث علّق على قول الصاوي بقوله (( :وهذه القوال وأمثالا تأت على السلم
من أ صوله؛ إذ ل ي كن معر فة ال ق من البا طل ،ول ال سلم من الك فر؛ إل من خلل
النصوص . )) ...
وهذه ومضة سلفية يُشكر عليها ،ولكنه سيناقضها فيما بعد !
ث قال (( :وإذا كان م صطلح ( أ هل الد يث ) يطلق ف مقا بل هذا وذاك؛ فإ نه
ينبغي فه مه ب صورة أو سع م ا يوجد ع ند كث ي من الناس ف الزم نة التأخرة م ن يطلقون
هذه الكلمة ويقصدون با فئةً معينة مّن يُعنون بدراسة الديث النبوي رواية ودراية ،أو
- 34 -
روايسة فحسسب ،أو منس ينتسسبون إل هذا المسر ويتمعون عليسه نظريّا ،ولو ل يكسن لمس
نصيب يذكر من العلم بالديث النبوي الشريف )) ا هس .
* أقول :وهذه نفثة خلفية و ( شنشنة عرفتها من أخْزَم )؛ كما ف الثل .
-4ثس قال (( :وينبغسي التنسبيه إل تغيس الصسطلحات برور الزمنسة ،واختلف
مدلول ا ب ي ع صر وع صر ع ند كث ي من الناس ،وإذا كان الئ مة رح هم ال يطلقون على
أهل الديث ف الاضي أنم الفرقة الناجية والطائفة النصورة؛ فإن اصطلح ( أهل الديث
) قد ضاقت دائرته عند الكثيين ،حت صار عَلما على فئات قد تكون من أهل الديث،
ولكنها ليست أهل الديث ،ولذلك ل يسن إطلق ( الفرقة الناجية ) على فئات مددة
تتسسمى بأهسل الديسث ،وإن كانست هسي فعلً مسن أهسل الديسث ،بسل ينبغسي إعادة هذا
الصطلح إل مفهومه الواسع الصحيح كما سيأت )) .
* أقول :إن الصطلح على إطلق لفظ أهل الديث ل يتغي ،ول ُتضَيّقْ دائرته،
وإذا كان من المكن إطلقه ف الزمنة الاضية على بعض أهل الذاهب الربعة حينما كان
هذا الب عض ُيعْ ن بالد يث النبوي الشر يف روا ية ودرا ية ،ويُعْ ن بن هج أ هل الد يث،
فيتسع نطاق أهل الديث حت يشملهم؛ فإنه من الصعب أن ُيوَ سّع الن ،بل وقبل الن،
منذ استبد بذه الطوائف التعصب الذهب الفقهي ،ث تساقطوا على علوم الكلم والفلسفة
والتصوف الغال والتعلق بالقبور ما دار ف فلك هذه المور إل القليل .
فإذا كان ف عصر أحد ومن بعده إل ما شاء ال يطلق لفظ ( أهل الديث ) ف
مقابسل أهسل الكلم مسن الهميسة والعتزلة وغيهسم ،وفس مقابسل أهسل الرأي ،مسع سسلمة
عقائدهم ف باب الساء والصفات والقدر وف توحيد اللوهية؛ فل شرك فيهم حينذاك،
ول قبور ية ،ول بدع أخرى؛ غ ي الحتفاء بالرأي والقياس ،و مع كل هذه النظا فة ،يُطلق
ل فظ أ هل الد يث ف مقابلت هم؛ فك يف يس ّلمُ ورّا ثُ أح د ويز يد بن هارون وا بن البارك
بتوسيع دائرة أهل الديث أو الفرقة الناجية على جاعة تمعت فيها أنواع البدع الهلكة؛
مسن تعطيسل السساء والصسفات ،ومسن البدع القبوريسة ،والصسوفية اللوليسة والتاديسة،
- 35 -
والشركيسة ،سسواء أخذت شكسل أحزاب سسياسية ،أو شكسل طوائف صسوفية ،أو مدارس
كلمية أو مذهبية ،وإن شئت أن نسميها؛ فل نقشبندية ،ول سهروردية ،ول جشتية ،ول
تيجان ية ،ول مرغن ية ،ول حزب ية ال سماة بالخوان ية ،وغي ها ال ت ت ضم أخلطا وأمشاجا
من هذه الطوائف الصوفية والرافضة والارجية ...وما هو أدهى من الطوائف الضالة .
مسن يقوم بتغييس هذا الصسطلح ويعيده إل مفهومسه الواسسع ،كمسا يزعسم الشيسخ
سلمان ،لو كانت قد ضُيّقت دائرته؟! أهم علماء المة أم غيهم؟!
السباب الداعية إل تغيي اصطلح الفرقة الناجية ف نظر سلمان :
-5ث قال (( :وال سباب ال ت تد عو إل عدم إطلق (الفر قة الناج ية) على فئة
بعينها من يمل اسم ( أهل الديث ) أو ما شابه هي :
أولً :يقتضي أن يكون غيها من الفرق الالكة ،ولو كان موافقا لا ف منهجها
ومعتقدها وأصولا؛ ما دام ل يمل نفس السم الذي تمله ،ول يتمع حول الراية الت
تتمع حولا ،وهو على كل حال قصرٌ للشيء على بعض أفراده .
وعلى سبيل الثال :يو جد ف زمان نا هذا فئات ش ت ،ت مل أ ساء عديدة ،تتلف
باختلف البلدان ،بل تتلف ف البلد الوا حد ،بل وي قع بين ها أحيانا ش يء من الشحناء
والختلف وتنا فر القلوب ك ما ي قع ب ي غي ها ،ولكن ها متقار بة ف منهج ها ،متف قة على
ال صول ال ت تقوم علي ها وتدعوا إلي ها ،وهؤلء يثلون ف الملة منهجا واحدا ،على ما
بينهم من تفاوت ،ولو ادعى مدعٍ إطلق لفظ ( الفرقة الناجية ) على بعضهم دون بعض،
أو عليهم دون غيهم من أهل السنة العاملي با ،مهما اختلفت أساؤهم؛ َلحَرَ مَ من هذه
فئاتس وطوائف أخرى مسن بقاع شتس مسن الرض منس ل يملون هذه
ٍ اليزة العظيمسة
السساء؛ فالعدل والنصساف يقتضسي أن ل تكون ( الفرقسة الناجيسة ) أشخاصسا مددة
فحسب ،بل خصائص وسات ينبن عليها منه جٌ يُتّبع ،وطريق يُسلك ،وأصول يُلتزم با؛
ب يث يكون الوافق لذه الصول ،الت بع لذا الن هج ،التحلي بذه ال صائص وال سمات :
- 36 -
مّن يُرجى دخوله فيها ،فردا كان أو جاعة ،وبأي اسم تسمّى ،ما دام ل يدين ببدعة ،ول
يعتمد مالفة الكتاب والسنة .
أ ما الكل مة ال سابقة الن سوبة إل المام أح د؛ فعلى تقد ير ثبوت ا؛ فإ نه يق صد بذا
وأ صحابه، ال صطلح ( أ هل الد يث ) القوم الدائنون بالعت قد الذي كان عل يه ال نب
اللتزمون بالن صوص ،الجانبون لطرائق أ هل الكلم ،التابعون لل حق والدل يل م ت ا ستبان
لم ،ولو كان على خلف ما عهدوه وورثوه ،فيدخل ف هذا العن فئات كثية من جنس
من ذكر ،ويدخل فيه غيهم؛ مثل:
أ – أتباع الذاهب الفقهية الربعة وغيها من مذاهب أهل السنة ،إذا كانوا على
العتقد الصحيح ،غي مؤولي ول مرّفي ول مبدلي ول مشبهي ،وإذا كانوا من إذا عرف
الدليل الصحيح الواضح؛ ذهب إليه وقال به ،ولو كان على خلف ما عليه الذهب .
ب -بعسض عوام السسلمي ،الذيسن ل يدخلوا فس شيسء مسن البدع والنرافات،
وآمنوا بال وأ سائه و صفاته ،وأقروا بالتوح يد ،وجانبوا الشرك ،والتزموا عموما بال سلوك
الصحيح من الستقامة وأكل اللل وترك الفواحش وغي ذلك ))( )1ا هس .
* أقول :والواب على ذلك من وجوه :
أ – إذا كا نت الما عة على أ صول ومعت قد ومن هج الفر قة الناج ية؛ فك يف ل
تت مع حول الرا ية ال ت تت مع حول ا الفر قة الناج ية ؟! إن م إذا فارقوا جاعت هم وانضووا
تت راية أخرى؛ فهم من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا ،خصوصا إذا كانت تلك الراية
تُحارب النهج السلفي وأهله ،وتصد عنه ،وتعرقل مسيته ،وتصد الناس عن هذا النهج .
فكث ي من الشباب الذ ين ينتمون إل أحزاب سياسية سواها( )2قد أهلوا الدعوة
إل التوحيد وماربة الشرك الكب وسائر البدع الكبى ،وتولوا أهلها ،وهم يدّعون أنم
من أهل ال سنة والماعة ،و من الفرقة الناج ية؛ فك يف ت سلم ل م هذه الدعوى ،وهم قد
أي :سوى الفرقة الناجية النصورة أهل الديث . () 2
- 37 -
ا ستهانوا بالتوح يد وأهله ،وهوّنوا من شأن الشرك ال كب والبدع الطية ،وتولوا أهل ها،
فهدموا أصل الولء والباء الذي هو جزء مهم من معان ( ل إله إل ال ) ،وفصموا أوثق
عُرى ال سلم ال ت هي ال ب ف ال والب غض ف يه ،ف صار ولؤ هم للحزاب ال ت ينتمون
إلي ها وطاعت هم لقيادت م الزب ية أك ثر من طاعت هم ل ولر سوله ،في صدق علي هم قول ال
تعال :
الية(. )1 خذُوا أَحْبَا َر ُهمْ َو ُرهْبَاَن ُهمْ َأ ْربَابا مِنْ دُونِ اللّه ِ
اتّ َ
ف حديث عَدي الشهور ،ول أريد أن أطيل الكلم ف وقد فسرها رسول ال
هذا المر؛ فالديث ذو شجون؛ فإنا ل وإنا إليه راجعون .
ب -قولك (( :يوجد ف زماننا فئات )) ...إل .
* َسمّ لنا هذه الفئات؛ فما أجل الوضوح !
ج – قولك (( :ولو ادعسى إطلق الفرقسة الناجيسة ...لرم هذه اليزة العظيمسة
فئات . )) ...
* أقول :أ مر العطاء وال ظر موكول إل ال ل إل أ حد ،والفر قة الناج ية
والطائفة الن صورة هي فئة واحدة ول يس فئات ،وهي واض حة جدّا كوضوح ها أيام المام
أحد ،وهي ظاهرة .
وليست السألة مسألةً سياسية عصرية ،بل هي مسألة دينية قدية واضحة للبس
في ها ،ول تتاج إل مام ي ومدافع ي ين صفون الظلوم ي وي ستعيدون حقوقا مغت صبة؛ فإنّ
هذه الحاماة ل تُغنس فتيلً عسن قوم مناوئيس للمنهسج السسلفي وأهله؛ إذ كان مقرّرا لدى
السلف الصال وإل اليوم أن من علمات أهل البدع بغض أهل الديث .
ث ل ندري من هو الذي ظلم هذه الفئات الذ ين تر يد إن صافهم :أ هم الئ مة
الذين تتابعوا على التركيز على أهل الديث أم غيهم ؟ فالمر ِجدّ خطي ...
- 38 -
د – قولك (( :فالعدل والنصساف يقتضسي أن ل تكون ( الفرقسة الناجيسة )
أشخاصا مددة فحسب ،بل خصائص وسات ينبن عليها منهج )) .
* أقول :الول أن تقول ك ما قال أ هل العلم :إن م ب شر وإن م أناس؛ فمقت ضى
كلمِك أن الئمة الذين قالوا :إنم أهل الديث؛ قد جاروا وظلموا ،فينبغي – بل يب
– البتعاد عن مثل هذه العبارات والساليب ا ُلجَنّحة .
هس -قولك (( :أما الكلمة السابقة النسوبة إل المام أحد؛ فعلى تقدير ثبوتا؛
فإنه يقصد بذا الصطلح ( أهل الديث ) )) .
* أقول :أمر عجيب؛ لقد فصلت أهل الديث عن الطائفة النصورة ،ث ما زلت
تشكك ف تفسي أحد للفرقة الناجية بأهل الديث؛ فإذا كنت لست على يقي من هذا
التفسي؛ فلماذا تدخلهم ف الفرقة الناجية ؟! فليس من العدل والنصاف أن تُدخلهم ف
أهل النجاة بناء على أمر مشكوك فيه .
أما غيك؛ فيقول :هَ بْ أن تفسي أحد ل يثبت ،أل يكفيك تفسي غيه ؟! وأل
يكفيك تفسيه وتفسي غيه من الئمة الذين ل يُحصون بأنم الطائفة النصورة ؟! بل ما
من إمام إل ويعتبهم الطائفة النصورة الناجية .
وأز يد ال مر وضوحا ،فأقول :إن الذ ين يعت قد في هم أ هل ال سنة والما عة أن م
الطائفة النصورة والفرقة الناجية ،ل يرجهم أحد – والمد ل – عن هذه الطائفة؛ فهذه
الطائفة ف الند وباكستان وأفغانستان وبنجلديش وإندونيسيا يسمون أنفسهم ويسميهم
إخوانم بالسلفيي وبأهل الديث ،وهم يسمون مدارسهم وجامعاتم بالامعات السلفية،
وقد أسسوا دارين للعلم ف مكة والدينة تسمى كل منهما بدار الديث ،فإن قيل لم :
أنتسم أهسل الديسث؟ قالوا :نعسم ،أو قيسل لمس :أنست سسلفيون ؟ قالوا :نعسم ،ولو قلت
لحدهم :أنت حنفي أو ديوبندي أو بريلوي؛ غضب أشد الغضب .
فإن قيل للديوبنديي أو البيلويي ف الند أو باكستان أو بنجلديش :أنتم أهل
الديسث ،أو هسل أنتسم سسلفيون؟ قالوا :نعوذ بال ! ول يسسمون مدارسسهم بالدارس ول
- 39 -
بالامعات ال سلفية أو الديث ية ،و هم يبغضون أ هل الد يث القدا مى والحدث ي ،وت سعة
وتسعون ف الئة من هم ل يطيقون ذكر م مد بن عبدالوهاب وا بن تيمية وا بن الق يم ومن
قبل هم و من بعد هم ،وإذا قدّ مت ل م شيئا من كتب هم؛ ضا قت علي هم الرض ب ا رح بت،
ومن الستحيل أن تُقرّرَ كتب التوحيد ف مدارسهم ،ولم عناية فائقة بالطرق الصوفية وما
فيهسا مسن انرافات ومسا فيهسا مسن عقائد اللول ووحدة الوجود واعتقاد أن الولياء
يعلمسسسون الغيب ويتصرفسسون ف الكسسسون ،أضف إل ذلك آلف القبسسور
الت
يشيدونا ويقدسونا ...إل ما ل يعلمه إل ال من الضلل .
وفس البلد العربيسة والسسلمية – ومنهسا الملكسة العربيسة السسعودية – يُسسمون
أنفسهم بأهل السنة والماعة وبالسلفيي ،فإذا قيل لم :أنتم سلفيون أو أهل الديث ؟
فالوا فخرا :نعسم ! ول يغضبوا ،بسل يهشون لذلك ،ويبون أئمسة الديسث ،ويتفانون فس
الذّودِ عنهم وف حب إخوانم أهل الديث ف الند وباكستان واليمن والشام وغيهم،
وَيذُبّونَ عنهم كما يذبون عن أنفسهم .
فإذا قيل لغيهم من صوفيي ومذهبيي وحزبيي :ما رأيكم ف السلفيي أو أهل
السنة ف الملكة العربية السعودية أو ف الند أو الشام أو ف اليمن أو نيجييا أو السنغال
وغيها ؟ قالوا :كلهم وهابية مسمة حشوية .
وال سلفيون ف الشام والي من والكو يت ودول الل يج أ شد الناس عنا ية بالكتاب
والسنة ومنهج أهل الديث ،ويسمون أنفسهم بالسلفيي ،فإذا قلت لحدهم :هل أنت
من أهل الديث أو سلفي؟ قال :نعم ،وهش وبش لذلك ،ل يضيه إل أيهما َنسَبَْتهُ ،وهو
يعتزّ بإخوانه ف الزيرة وف الند وف العال كله .فإذا قيل له :هل أنت حنفي أو صوف أو
أشعري أو ماتريدي أو حزبس أو حركسي؟ غضسب وتسبأ مسن ذلك ،بسل تده يارب كسل
البدع ،ول يغضب لشيء منها ،ول يدافع عن أيّ شيء منها .
- 40 -
فإذا قيل لغيهم من الذهبيي أو الزبيي :هل أنت من أهل الديث أو هل أنت
سلفي؟ غضب وزمر .فإذا قيل له :هل أنت صوف أو أشعري أو ماتريدي؟ اعتز بلك ،
وانت فخ ،وانت شى ،وتده مع ذلك يارب ال سلفية وأهل ها أ شد الرب ،ويُكِنّ ل ا غا ية
البغض والعداء .
وقُلْ م ثل ذلك ف ال سلفيي ف الي من وم صر وال سودان والغرب وغي ها من
البلدان ،مثل ما ق يل ف إخوان م ال سلفيي أو أ هل الد يث ف الزيرة؛ ف هم يبون أ هل
الديث والسلفيي ف كل مكان ،ويوالونم ،ويذبون عنهم وعن منهجهم الق .
وقل ف الطوائف الخرى ف هذه البلدان مثل ما قيل ف إخوانم ف الزيرة؛ فإن
الطيور على أشكالا تقع ،والرء مع من أحب .
* وبعد هذا فأقول :
إن كنت تريد أن توسع دائرة الفرقة الناجية ،أو دائرة أهل الديث؛ ليدخل فيها
السلفيون ف مصر والسودان ،والسلفيون ف الشام والملكة العربية السعودية والكويت
س ّلمٌ ،ل ي صل ف يه خلف ،ول ينت طح ف يه
والي من والل يج و سائر البلدان؛ فهذا أ مر مُ َ
قرنان ،وإذا كانت جهودك الت بذلتها لجل هؤلء؛ فإنا من تصيل الاصل .
وإن ك نت تر يد فئات تتو فر في هم شروط و صفات الفر قة الناج ية ،و قد ظلم هم
غي هم فأخرجو هم عن ها؛ فأخب نا ب م ح ت نتعاون ن ن و كل من صف على إعادت م إل
حظيتم .
(( وبعض ه س -وقولك (( :م ثل أتباع الذاهب الفقه ية الربعة )) ...إل،
عوامّ السلمي )) ....إل .
* لاذا َقصَ ْرتَ هذا الي على هؤلء ؟
فهناك أتباع الذ هب الزيدي وعوام هم ،وأتباع الذ هب البا ضي وعامت هم؛ فإ نّ
كثيا من هم أقر بُ إل الفطرة والتوح يد مِ نْ كث ي من أتباع الذا هب الرب عة وعوام هم،
وأبعدُ عن الشرك والرافات والقبورية والصوفية من عامة أصحاب الذاهب الربعة .
- 41 -
فمثلً؛ عوامّ بلدة عُمان ومتعلموهم من الباضية بعيدون عن الشرك ف العبادة،
وبعيدون عن كثي من البدع الشركية الت وقع فيها النتسبون إل بعض الذاهب الربعة،
وكذلك قُلْ ف الزيدية؛ كثي من عوامهم ومتعلميهم أبعد من الرافات الشركية من أتباع
بعض الذاهب الربعة .
ومع كل هذا؛ فالذي نعلمه أنّ من اعتنق النهج السلفي من كل هذه الصناف؛
فارق الذهبية وأهلها ،وانضوى تت الراية السلفية؛ فل داعي بعد هذا إل التعدد ،ول إل
تكثي الفئات ،بعد أنْ صاروا فئة واحدة ،تت راية النهج السلفي الصحيح .
- 42 -
المسألة الثالثة
الهجوم على أهل الحديث
ووصفهم بصفات تخرجهم من
الفرقة الناجية
،وأجدر بوصف النجاة ،فيها · قال سلمان (( :وهذه الفئات الت ترى أنا أحق بالنب
عيوب وأخطاء ،وفيها خلل وتقصي حتما ،وف غيها فضائل ل توجد فيها ،قليلة كانت
أو كثية ،وإذا كان مسن التوقسع أن يكون التجرد فس هذا الزمان قليلً؛ فيجسب أن نتوقسع
لذلك أن ث ة عيوبا ف هؤلء ستتحول – ف نظر هم – إل ما سن ،وفروعا ستتحول إل
أصول؛ لنا صارت خصائص لم تيزهم عن غيهم ))( )1ا هس .
* أقول :ل حظ أن الش يخ سلمان ين سب هذه الخازي
إل هذه الفئات ال سلفية ب صفة عا مة ،فلم ي ستثن من هم فردا ول
فئة ،والكلم عائم؛ فل يُدري ماهسي هذه العيوب ؟ ول الفروع
الت ستتحول أو تولت إل أصول؟
· قال (( :وي ب أن نتو قع أن َثمّ تَ جوا نب مشر قة ع ند غي هم ستلقى من هم
الصدود والعراض والتهوين من شأنا؛ لنا اقترنت عندهم بفئة عيوبا كثية وأخطاؤها
فاحشة )) ( )1ا هس .
* أقول :ولحظ أيضا أن هذه الوانب الشرقة الت تلقي الصدود من السلفيي
ل يُدرى ما هي ؟ فنرجو توضيحها ،وإل بقيت دعاوى!
- 43 -
والذي نعتقده أ نه ل يو جد خ ي ف غ ي ال سلفيي؛ إل و هو ف ال سلفيي أك ثر
وأفضل؛ فل يرج شيء من الي عنهم .
قال شخ السلم رحه ال تعال (( :وإذا كانت سعادة الدنيا والخرة هي باتباع
الر سلي؛ ف من العلوم أن أحقّ الناس بذلك هم أعلم هم بآثار الر سلي ،وأتبع هم لذلك؛
فالعالون بأقوالمس وأفعالمس ،التبعون لاس ،هسم أهسل السسعادة فس كسل زمان ومكان ،وهسم
الطائفة الناجية من أهل كل مِلّةٍ ،وهم أهل السنة والديث من هذه المة؛ فإنم يشاركون
سائر المة فيما عندهم من أمور الرسالة ،ويتازون عنهم با اخْتُصّوا به من العلم الوروث
عن الرسول ما يهله غيهم أن يُ َك ّذبُ به ))(. )1
قلت :والذي نعتقده ف السلفيي أنه لو وجد عند آحادهم أو جاعاتم خطأ أو
انراف؛ فإنمس أسسرع الناس رجوعا إل القس ،وأبعسد الناس عسن التمادي فس الباطسل
والصرار عليه؛ إذ الصرار والتمادي ف الباطل من شأن أهل الهواء ودَْيدَنم .
· قال سلمان (( :وعلى سبيل الثال؛ فإن من الألوف لدى الري صي على اتباع
ال سنة ف هذا الزمان أن يعتنوا بالوا نب العلم ية – والديث ية خا صة ،-وير صوا على
ت نب التقل يد ،ومار بة الحرم م نه ،ويهتموا ب سلمة العت قد ،وهذه الوا نب الياب ية قد
يُسيء بعضهم أخذها ،فيتحول جانب العناية بالديث ونبذ التقليد إل فوضى تشريعية ل
أول لا ول آخر ،ويصبح من ل يسن قراءة الية ول نطق الديث من يستظل بظلّ القوم
متهدا ،ل يع بأ بقول أح د ول مالك ول الشاف عي ول أ ب حني فة ،ويز عم أ نه سيأخذ من
حيث أخذوا ))(. )2
* أقول :لحسظ أن الشيسخ سسلمان قسد أخرج نفسسه مسن هذه الفئات؛ فكيسف
ير ضى لنف سه أن يكون من ها وهذا حال ا؟! ك يف يرص على اتباع ال سنة و سلمة العت قد
- 44 -
والعنايسة بالديسث وهسي أمور تؤدي إل تويسل الفروع إل أصسول والعايسب إل ماسسن
وتؤدي ببعض الناس إل فوضى تشريعية ل أول لا ول آخر؟!
وال مد ل إذ ل ين سب هذه الفوضسى التشريع ية إل كل هذه الفئات ،وإن كان
هذا البعض قد يكون كثيا جدّا ،وهذه الصيغ الستقبلة قد يريد با شيئا قد وقع .
فإن كان كذلك؛ فليأت نا بأمثلة من ها ،ح ت يتبّ ي خ طر الرص على اتباع ال سنة
وسلمة العتقد .
وإن كانست توقعات سسياسية؛ فنسسأله :على أي أسساس بنيست وجوب هذه
التوقعات؟ أليس من البدهيات عن السلمي أنه ل يعلم الغيب إل ال؟ وما حُ ّرمَت الكهانة
والعرافة إل لدعاء أهلها أنم يعلمون الغيب؟
(( :إيا كم وال ظن؛ فإن ال ظن أكذب فإن كا نت ظنونا؛ ف قد قال ر سول ال
الديث ))(. )1
وكيف يكننا بعد هذا أن ندعو الناس إل الرص على اتباع الكتاب والسنة وإل
الرص على سلمة العتقد؟!
· قال سسلمان (( :وقسد يتطور المسر إل الجتهاد فس أمور العقائد؛ بناء على
ت صحيح حد يث أو تضع يف آ خر ،أو ف هم لظا هر نص أو ن و ذلك ...وه نا ي قع ال طر
الكبي ،حيث تتحول الفوضى إل الصول بعد الفروع ))(. )2
* قلت :ها هنا أمور أحب أن ألفت نظر القارئ إليها؛ منها :
-1أن ف النهج السلفي – منهج الفرقة الناجية النصورة – ضمانات تنع من
الوقوع ف الضلل والنراف ف الصول والفروع؛ بشهادة القرآن والسنة :
قال تعال :
- 45 -
الية(. )3 شقَى
ي فَل َيضِ ّل وَل يَ ْ
فَمَنِ اتّبَ َع ُهدَا َ
ومن السنة (( :تركت فيكم ما إن تسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا :كتاب ال،
وسنت ))(. )2
والدلة كثية على هذا الصل .
-2وواقع هذه الفرقة ف الاضي والاضر يشهد بذلك؛ فهم دعاة إل العتصام
بالكتاب وال سنة ،واتباع من هج ال سلف ال صال ،والتق يد به ،خ صوصا ف العقائد؛ فإن ا
توقيف ية عند هم ،ل تق بل الزيادة ول الن قص ،و هم دعاة إل ن بذ البدع وماربت ها ومنابذة
أهلهسا؛ فبهذه الضمانات والسسباب – بعسد رعايسة ال لمس – ل تدس عندهسم بدع ول
ضللت .
-3ومسن شروطهسم ِلفَهسم الكتاب والسسنة التقيّدس بفهسم السسلف فس الصسول
والفروع؛ فهذه مسن السسباب الواقيسة – بعسد رعايسة ال – مسن الوقوع فس الضلل
والنراف ،وواقعهم يشهد بذلك .
-4ومن أصولم الخذ بظاهر النصوص؛ خلفا لهل البدع الحرّفي(.)3
-5ومسن أ صولم (( :إذا صسح الد يث؛ فهسو مذهسب ))؛ كمسا قال ذلك المام
الشافعي ،وكل أئمة السلم على هذا .
(( إياك أن -6ومن وصاياهم ما قاله المام أحد ،وعليه تسي هذه الطائفة :
تتكلم ف مسألة ليس لك فيها إمام )) .
" الوطأ " ( ،) 2/899و " الستدرك " ( ) 1/93؛ موصولً عن أب () 2
هريرة.
انظر " :الرسالة للشافعي " ( ص ،) 341 ،328 ،217وغيها من كتب () 3
- 46 -
فإذا كان سلمان يعرف هذه البادئ ال ت ي سي علي ها ال سلفيون ف فهْم ال سلم
والنصوص والتمسك با؛ فلماذا يرمي السلفيي ويتوقع لم هذه الفواقر؟!
وما يلفت النظر قوله عمن يتحدث عنهم ... (( :ول يعبأ بقول أحد ول مالك
ول الشافعي ول أب حنيفة )) .
أل يدري الشيخ سلمان أنه وقع ف مالفة من ل يُحصى عددهم إل ال ( عددت
له من هم فوق الربع ي ) ف هذا الوضوع الذي ب ن كتا به (( صفة الغرباء )) عل يه ،ح يث
خالف الئمة الشار إليهم ف تفريقه بي الطائفة الناجيسة
والطائفة النصورة ،ومن ورائهم أهل السنة الذين ل يصى عددهم إل ال؟!
وماس يلفست الن ظر قوله (( :وقسد يتطور المسر إل الجتهاد فس أمور العقائد؛ بناء
على تصحيح حديث أو تضعيف آخر ،أو فهم ظاهر النص ،أو نو ذلك ))!!
ف هل هو من القائل ي :إ نه ل يُعت مد ف العقائد على أخبار الحاد ال صحيحة ؟!
وهل هو من يرم الخذ بظاهر النصوص ؟!
فإن كان يؤمن با يقوله هنا؛ فقد خالف منهج أهل السنة والماعة ف الصول،
وتابع العتزلة وغلة الشعرية .
وإن كان ل يؤمسن بسه – وهذا مسا أظنسه بسه ،ول أسستجيز ظُ ْلمَه ُس فيسه ،وال أعلم
بسريرته-؛ فأقول له :لاذا اللدد ف الصومة؟! أتبلغ بك الصومة مع أهل الق إل هذا
الد الطي؟!
لقد ذكر استنكار الصاوي على من يأخذ بظواهر النصوص وتشدده على ذلك
ق بل أر بع صحائف ف قط !! فلماذا يقول هذا الكلم ه نا ويز عم أن البناء على ت صحيح
حديث أو الخذ بظاهر نص يوقع ف خطر كبي يتحول إل فوضى ف الصول ؟!
أل ترى – وهذا مسن العِبَر – أنسك أنست وقعست فعلً فيمسا ترمسي بسه البرياء أو
تتوقعه لم؟
- 47 -
· قال سلمان (( :ث تد هذا الحارب للتقليد ،النابز لهله ،مقلدا – من حيث ل
يشعر – لفلن وفلن من العلماء وطلب العلم ،الذين يسن الظن بم ،ويرى أنم على
الادة ،وأن م ل يرجون عن الدل يل ال صحيح ،ول يقولون إل ببي نة ،وتراه مقلدا ل م ف
ت صحيح الحاديث وتضعيف ها ،وتوث يق الرجال وتوهين هم ،ومقلدا ل م ف آرائ هم الفقه ية
والجتهادية الت يعذرون هم فيها لو أخطؤوا ،لكنه هو ل يعذر حي ينازع ف تقليد الئمة
الربعة وغيهم ويقلد من دونم براحل ))(. )1
* أقول :يؤسفن أن يصدر هذا الكلم -والذي قبله -من رجل يعيش ف بيئة
سلفية جاهدت وناضلت للعودة نالناس إل نور الكتاب والسنة وإل منهج السلف الصال
سس ومنهسم الئمسة الربعسة سس فس ذم التقليسد والثس على العتصسام بالكتاب والسسنة ،
وأقوالم ف هذا الباب مدونة ول تصى .
ويؤسسفن أن أقول :إننس أواجسه الن أسسلوباً ل يتلف عسن أسساليب تلميسذ
الكوثري .
وأنا أسأل الخ سلمان :إذا كان القائمون الن على الذاهب الربعة س على حد
زعمهم س من غلة الشعرية والصوفية ...و ...إل ،وف الوقت نفسه ل يُُعولون على
أقوال الئمة الربعة :
فالشافعيسة ل يعولون مسن قرون على (( الم )) للمام الشافعسي ،ول يطبعوناس ،ول
يَدرسونا ،ول يدرسونا ،وإنا يعولون على كتب التأخرين؛
كالباجوري ،و (( النهاج )) وشروحه للخطيب وابن حجر اليتمي .
والالكيسة أنفسسهم ل يعولون على (( الوطسأ )) ول على (( ا ُل َدوّنسة )) ،بسل يعولون
على كتب التأخرين ؛ كس (( متصر خليل )) وغيه .
والحناف ل يعولون إل على (( الداية )) وشروحها للمتأخسرين ،
وفيها ما فيها من الخطاء والرافات .
- 48 -
أل ترى أنسه أفضسل للعوام وصسغار طلب العلم أن يتّجهوا ف تلقسي العلم إل
علماء السلفية ف هذا الع صر؛ كالشيخ ابن باز وإخوانه السلفيي ف الملكة ،وكالشيخ
اللبان وإخوانه السلفيي ف الشام ،وكالشيخ عبيدال الباركفوري وإخوانه السلفيي ف
النسد ،وهكذا فس كسل البلدان ،ويتلقّون الفتاوى منهسم بناء على مسا عرفوه مسن علمهسم
وتقواهم وسلمة منهجهم ؟! أم ترى أنم ل بدّ أن يتمذهبوا ببعض الذاهب ،ويتلقوا هذه
الذهبية على أيدي البيلويي والديوبنديي النفية والتيجانية والكتّانية والرغنية وغيها من
الطرق التس تدّعسي أناس على مذهسب مالك والرفاعيسة وغيهسا مسن النتسسبي إل الذهسب
الشافعي؟!
لشك أن تلقيهم العلم والفتاوى من علماء التوحيد والديث هو الذي يَلْزَمهم،
وهو علمة على توفيق ال لم ورعايته لم ،والقرون الثلثة الية كانت على هذا النهج،
والطائفة الناجية النصورة ل بد لا من هذا .
وأما اعتمادهم على أئمة الديث ف تصحيح الحاديث وتضعيفها ،وف جَ ْر ٍ
ح
الرجال وتعديلهم؛ فليس هذا من باب التقليد الذموم ،بل هو من باب تلقي الخبار من
الئمة الثقات ،وتصديقهم ف ذلك؛ فل يوز اللط بي المرين ،وقد كان المام
الشسسافعي وأمثسساله ُي َعوّلون على أئمة الديث كأحد
وغيه( ، )1ول يسمهم أحد من العقلء مقلدين .
· قال سلمان (( :ويترتب على هذا وهذا :الختلف الواسع العريض ،والتفرق
المقوت ،النافس للخوة والماعسة؛ بسسبب تفاوت النظسر والعلم ،ومسا يترتسب عليسه مسن
قال الشافعي ماطبا المام أحد " :أنتم أعلم بالديث والرجال من ،فإذا () 1
كان الديث الصحيح؛ فأعلمون به؛ أي شيء يكون؛ كوفيّا ،أو بصريّا ،أو شاميّا،
حت أذهب إليه إذا كان صحيحا " .
- 49 -
()2
)) اختلف الرأي ،وهذا الختلف من سات أهل البدع الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا
.
* قلت :ل أدري ماذا تريد بذا الكلم العجيب والسلوب الغريب ؟!
أتريسد صسرف أهسل الديسث والتوحيسد والسسنة عسن الرص على اتباع السسنة،
وصرفهم عن الهتمام بسلمة العتقد ،ث يتحولون إل دعاة مذهبية وتقريب بي الطوائف،
ودعاة إل إغلق باب الجتهاد؛ ك ما يد عو إل ذلك ب عض الحزاب ال سياسية ال ت ت مع
بي شت الفرق والطوائف الضالة كالروافض والوارج وغلة الصوفية؟! أم ماذا تريد ؟!
إنّ التعميمات والتعميات ل تَحلّ مشاكل السلمي وقضاياهم العضلة؛ فل بد من
الت صريح والتفصسيل ل كل ما تطلبسه مسن أ هل الديسث والتوح يد التمسسكي بكتاب ال
السائرين على منهج السلف الصال .
والتفرق المقوت ل ينشأ عن الرص على اتباع السنة ،إنا ينشأ عن مناهج أهل
التمذ هب والتع صب للمذا هب والحزاب الناه ضة للحري صي على اتباع ال سنة ومنابذة
البدع العقدية والسياسية والفكرية والذهبية الت مزقت المة قديا وحديثا .
فاتباع ال سنة هو سفينة النجاة ،واليات والحاد يث ف ال ض على العت صام
بالكتاب والسنة ل تصى ،ومنها حديث العرباض ،وفيه (( :فإنه من يعش منكم؛ فسيى
اختلفا كثيا؛ فعلي كم ب سنت و سنة اللفاء الراشد ين الهدي ي ،عضوا علي ها بالنوا جذ،
وإياكم ومدثات المور؛ فإن كل مدثة بدعة . )1()) ...
فالبدع الذهبية والزبية السياسية هي الت فرقت ومزقت وتزق المة السلمية،
وليمعهسم ويوحدصسفسوفهم إل العتصسام بالكتاب والسسنة على منهاج سسلف المسة،
والرص على سلمة العتقد الذي تعيب به هذه الماعة الؤمنة .
رواه :أبو داود ،والنسائي ،وغيها ،وهو حديث ثابت . () 1
- 50 -
· قال سلمان (( :وقد تتحول العنا ية بسلمة العتقد إل ر مي للخر ين بالضلل
أو الكفر أو الفسق أو البدعة بل بينة ،مع ظن اختصاص النفس بالكمال والسلمة ما وقع
فيه الخرون ))(. )3
* قلت :سبحان ال! هذا تو يف وتره يب من الرص على سلمة العت قد ،ول
بدّ أن يكون له آثار – على ال قل – تُثبّ طُ عن العنا ية ب سلمة العت قد ،إن ل ت عل شبابا
ياربون العناية بسلمة العتقد!
ومسن هذا النطلق ترى الحزاب السسياسية ل تُعنس بسسلمة العتقسد ،بسل تارب
العناية با ،وتبذل جهودا كثية ف تشويه العنيّي با ،ويقولون عنهم :إنم يُفرّقون المة،
وإن الدعوة إل التوحيد أيضا تُفرّقُ المة ،ويقولون :بدعةٌ تمعنا خي من سنة تفرقنا …
إل آ خر الشائعات والتشويهات ال ت يبثون ا ف صفوف شباب ال سلمي ،م ا كان أ سوأ
الثار وأفدحها ف حياة المة .
وقسد سسرت هذه الدواء فس هذا البلد البارك ،الذي قام على قواعسد التوحيسد
والسسنة ،وطهره ال مسن أوضار الشرك والبدع ،فبدأت البدع والرافات تعود إليسه عسن
طريق الحزاب الرافية والسياسية ،نسأل ال أن يرد كيدهم ف نورهم .
أمسا توفسه مسن رمسي الخريسن بالضلل؛ فكلم عائم!! ل ندري مسن هسم هؤلء
الخرون؟! فإنسه يشمسل العلمانييس ،والروافسض ،وغلة الصسوفية ،وأهسل البدع الخرى،
وأهسل الفسسق ،فالسسلفيون يزنون الناس على اختلف فرقهسم وأحزابمس وأفرادهسم بيزان
الكتاب والسنة ،ل بغي بينة كما تدعي .
و ما يري ف ال ساحة اليوم من التكف ي لب عد الناس عن الك فر؛ فل يس منشؤه
العناية بسلمة العتقد؛ لن من ثار العناية بسلمة العتقد أن ل يُكفّرَ أحد من أهل القبلة
إل بعد ارتكابه أمرا مكفّراً ،وبعد قيام الجة عليه ،ولكن منشأ هذا التكفي ف هذا الزمان
- 51 -
هو الغلو ف ال سياسة ،والعراض عن من هج ال ف الدعوة إل التوح يد ومار بة الشرك
والبدع .
فالتحزب ال سياسي ي مع ب ي الفراط والتفر يط :إفراط ف الا نب ال سياسي،
وتفريط ف أصول السلم وأصل أصوله .
فالفراط فس السسياسة أدّى إل حشسد الروافسض والوارج وطوائف أخرى قسد
تكون شرّا من هذين الصنفي ف صعيد واحد ،وتت راية واحدة؛ بجة ماربة الستعمار
.
انظر إل هذا اللط العجيب!
قال عبدالتعال ال بي (( :وكان المام الب نا كثيا ما ين صح إخوا نه قائلً :ات م
نفسك وأحسن الظن بأخيك … ولذا كانت دور الخوان السلمي ومراكزهم مفتوحة
لكل أصحاب الذاهب وما يسمى بالفرق ،الكل يعمل للسلم الُضيّع ،والرية السلوبة
من السلمي :الباضي ،والزيدي ،والسّنّي( ، )1وغيهم من علماء الند وباكستان وإيران
والعراق والشام وشال وأواسسط إفريقيسا( )2وشعارهسم :نتعاون فيمسا اتفقنسا عليسه ويعذر
بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ،ومن ثّ؛ فقد كانت مواضع اللف ل تُثار بال ،فكل أخ
يرص على مشاعر أخيه ،وف التفق عليه من التكاليف والعتقدات والتصورات السلمية
ما يسمح للجميع بالكثي من اللقاءات والتعاون ف كثي من الجالت .) 3( )) ...
السّنّي هنا الصوف القبوري ومن ينسجم معه من النسلخي من السلفية () 1
الذين ُيتّخذون واجهات لخادعة الشباب السلفي وجرهم إل هذا الزب العجيب .
وقال عز الدين إبراهيم ف كتابه " موقف علماء السلمي من الشيعة () 2
- 52 -
س يعرف مسن هسم علماء النسد وإيران والعراق والشام؟! وأنمس
قلت :والفطِن ُ
الروا فض وأ سوأ من هم!! ويعرف الراد بذه الخوة ال ت يو صي بإح سان ال ظن بأهل ها،
وكيسف يرص إخوانسه على تنفيذهسا إل يومنسا هذا ،ويعرف السسر فس ماربتهسم للمنهسج
السلفي وأهله ف مشارق الرض ومغاربا ،بل حت ف عقر داره .
وثار هذا اللط العج يب ب ي ال سن والبا ضي والزيدي والراف ضي هو التكف ي
والتضليل لعلماء النهج السلفي وشبابه ،تت إشراف هذا اللط العجيب ،وتت مظلته،
وف أوكاره هنا وهناك !!
وم ا ُيؤْل أن سلمان و صف الفر قة الناج ية بأن م من أب عد الناس عن الختلف
والفر قة ،وأقرب م إل الوحدة والل فة ،وو صفهم بأن م أرْأف الناس بالخالف ،وأحر صهم
على هدايته ،ويتحاشون إطلق الفاظ التكفي على مالفيهم ما ل يروا كفرا بواحا عندهم
من ال ف يه برهان؛ بلف أ هل البدع الذ ين يك فر بعض هم بعضا ويكفرون أ هل التباع
والق (.) 1
وهذا يؤكسد أن ُينِلُ الريصسي على اتباع السسنة وعلى سسلمة العتقسد فس هذا
الزمان منلة أهل البدع الوصوفي بذه الصفات .
· قال سسلمان (( :حتس لقسد وجسد مسن يومسئ إل اختصساصه بسسمى ( الفرقسة
الناجية ) و ( الطائفة النصورة ) ،ويقسسول :إن الطائفسسة تصدق على
() 2
الواحد!
نعم؛ يكن إطلق لفظ الطائفة الناجية النصورة على الواحد إن كان وحده () 2
متمسكا بالكتاب والسنة على منهاج سلف المة ...ف أوساط مليئة بالبدع والرافات
والهواء والزبيات ،وعلى ذلك جرى َف ْهمُ السلف؛ فقد جاء عن ابن مسعود رضي ال عنه
:أنه قال " :الماعة ما وافق الق وإن كنت وحدك " ،رواه ابن عساكر ف " تاريخ دمشق
" ( ،) 3/322/3قال اللبان " :سنده صحيح " .انظر " :مشكاة الصابيح " ( ) 1/61
- 53 -
وقد يتحول الرص على السنة وكراهية البدعة إل إعراض عن منجزات العصر
ومبتكرا ته الناف عة ،وعزوف عن ا ستخدامها والفادة من ها ف ن شر دعوة ال سلم ،وإل
تضخيم بعض العمال والسنن والأثورات ،حت تصبح كأنا من الصول ،وإل التهوين
() 1
)) من شأن بعض الصول التفق عليها بي سائر الطوائف ،حت تصبح كأنا من الفروع
.
.
وجاء ف " جامع الترمذي " ( /4/467ط .شاكر ) عن عبدال بن البارك أن سُئل عن
الماعة ؟ فقال " :أبو بكر وعمر " .قيل له :قد مات أبو بكر وعمر .قال" :فلن وفلن".
قيل له :قد مات فلن وفلن .فقال عبدال بن البارك " :أبوحزة السكري جاعة " .
" صفة الغرباء " ( ص . ) 123-122 () 1
- 54 -
ولقد ظهرت ف مواقف أهل الديث والسلفيي ف العال رحة السلم وساحته،
وأظهرت التيارات ال سياسية ال سلم ف صورة غب ية مشوّ هة؛ تن صر الظال على ظل مه،
واعتدائه ،وسسفكه للدماء ،وهتكسه للعراض ،وتشريسد اللييس مسن ديارهسا فس الكويست
والعراق نفسسه؛ ماس جعسل أمسم الكفسر تشمئز مسن السسلم ،وتصسِمه بالمجيسة والقسسوة
والوحش ية ،وتُري الناس أن الرح ة والتقدم والضارة واحترام الن سان تك من ف أديان ا
الباطلة .
-2ما هي السنن والأثورات والعمال الت ضخمت ؟! وما هي الصول الت
يُهوّن مسسسسسسسن شأناسسسسسسس أهسسسسسسسل الديسسسسسسسث؟!
إن هذه لغزاليسة() 1؛ إل أن الغزال أوضسح وأصسرح؛ فالغموض ظاهرة غالبسة على
كتابات سلمان ومن دارَ ف فلكه أشبه ما يكون برموز الصوفية .
-3ينكر سلمان على أهل التوحيد والديث تسكهم بالسنن ،ويعتبه تضخيما
وغلوّا ،ويَنسى تعلق من ينو عليهم بالبدع الصوفية والرافضية والفرنية ،وغلوهم فيها،
واهتمامهم با أكثر من أصل أصول السلم ،أل وهو التوحيد ،وذلك بأنم قد غلوا ف
حب التمثيل والناشيد والتصوير والنشطة الرياضية الفرنية بيئتها وشكلها وملبسها
وحركاتا ،حت صارت من أبرز شعاراتم وأهم الهمات عندهم ،وقد بلغت بم الرأة أن
يصفوها بأنا أعمال إسلمية؛ كس ( التمثيل السلمي ) مع أنّه مياث يونان وثن ( ،) 2و
( الناشيد السلمية ) و ( الرياضة السلمية ) وأصولا معروفة ،كما سوا لنا اشتراكية
ماركس ( اشتراكية إسلمية ) !!
القصود به غزال العصر ...وقد وفقن ال بالرد عليه ف كتاب بعنوان " : () 1
كشف موقف الغزال من السنة وأهلها ونقد بعض أرائه " .
انظر كتاب " :التمثيل :حقيقته ،تاريه ،حكمه " لخينا الفاضل الشيخ () 2
- 55 -
-4لندري ماهسي هذه الصسول التفسق عليهسا بيس الطوائف التس انفرد أهسل
الد يث وال سنة بالتهو ين من شأن ا ح ت ت صبح كأن ا من الفروع ،ينب غي أن يوضج ها
سلمان ،حت يتبي للناس أن ما يقوله حق ،ونن نبئ ساحة أهل الديث من هذه التهم،
أ صولً ونعت قد في هم و ف منهج هم الكا مل أن م أ شد الناس ت سكا ب ا جاء به م مد
وفروعا .
· قال سلمان (( :وهذه النرافات وغيها ،وإن كانت ل تعكر على الصل عند
العقلء النصفي؛ فل تنع البحث والتحقيق العلمي ،ول تنع الجتهاد وترك التقليد كليّا
أو جزئيا بسب مَلَ َكةِ الجتهد ،ول تنع ماربة البدع ونشر السنن؛ إل أنا قد تصبح –
بدون وعسي – ُمدْرَ َجةَ ضمسن خصسائص الفرقسة الناجيسة عنسد هؤلء القوم ،فإذا رأوا مسن
ينكرها ،أو يعمل بلفها ،أو ينتقدها؛ أساؤوا به الظن ،واعتقدوا أنه يارب العلم والسنة
والديث )) (. ) 1
* أقول :والواب عليه من وجوه :
-1إن هذا أ سلوب دبلوما سي سياسي ،لك نه ل ينطلي على العقلء؛ فب عض ما
ين سبه إل أ هل الد يث يك في لخراج هم من الفر قة الناج ية إل حظية الفرق الال كة؛
فكيف بكلها مع غيها ؟!
-2ل ندري ماهو هذا الصل الذي ل تعكر عليه هذه النرافات الت ساها
خطية ؟
-3ل ندري مِن أي نوعية هؤلء العقلء النصفي الذين يدركون بعقولم ال َفذّة
وعدالتهم ال ُعمَرِيّة :أن الفوضى التشريعية الت ل أول لا ول آخر ،وتويل الصول إل
فروع والفروع إل أصول ف بيت السلم ،ل تعكر على الصل !!
-4تَكَرّ مَ الشيخ سلمان فسمح برية البحث العلمي – ل ندري لهل الديث
أو لغيهم ،-وسح بالجتهاد وماربة البدع .
- 56 -
ولكن العقدة على أهل الديث سرعان ما عاودته ،والوف الشديد سرعان ما
تلكه ،فبادر بقوله (( :إل أنا قد تصبح – بدون وعي – مدرجة ضمن خصائص الفرقة
الناج ية )) ! و هو ير يد أل تكون للفر قة الناج ية خ صائص تيز ها عن الفرق الال كة ،ولو
أنكروا البحث والتحقيق العلمي ،أو العمل بلف السنة الحمدية وأصروا على البدع ف
العقيدة والعبادة ،أو أنكروا الجتهاد الزئي أو الكلي وأغلقوا باب الجتهاد .
هذا ما فهمته من كلمه فإن أخطأت ف الفهم؛ فأرجوا أن تعذرون لنن واجهت
كلما غامضا .
-5توجسد ظاهرة خطية ،وهسي أن أهسل الديسث والسسنة إذا دافعوا عسن القس
وأهله؛ اتمهم الرتفون خوفا على أهل البدع بأنم ..وبأنم ..وبأنم ..يسيئون الظن
بالناس ويتدخلون ف نياتم !! ولكن ل مانع أن يُّتهَ مَ أهلُ الديث بأي تمة ،با فيها أنم
يسيئون الظن بالناس ،ويتدخلون ف نياتم وطوايا نفوسهم !
شرَ عٌ
· قال سلمان (( :ولو أن صفوا؛ لعلموا أن ( الفر قة الناج ية ) هي من هج ومَ ْ
وصفات وخصائص ،وليست اسا يُنتحل ،ول دعوى ُتدّعى )) (. ) 1
* أقول :والواب على ذلك من وجوه :
-1مَ نْ هم هؤلء الظالون الذين تطالبهم بالنصاف؟! فالذين قالوا بأن ( الفرقة
الناجية ) و ( الطائفة النصورة ) هم أهل الديث :هم أئمسسسة ُكثْرٌ،
وعلى رأسهم المام أحد .
-2إ نّ قولك (( :إن الفرقة الناجية هي منهج ومشرع وصفات وخصائص ...
وف هم أ صحابه وقول أئ مة )) :هذا تف سي غر يب ،يالف أوّل ما يالف قول الر سول
السلم بأنم أناس :
- 57 -
(( :ل يزالُ ناسٌ كما ف (( صحيح البخاري ))( ) 1عن الغية بن شعبة عن النب
من أمت ظاهري نَ حت يأتَي أمرُ الِ وهم ظاهرو نَ )) ،وف لفظ (( :طائفةٌ من أمت )) ،وف
لفظٍ (( :قومٌ )) ،والعن واحد .
،فأقرهم على فهمه وأجابم ويالف ما فهمه الصحابة ،فسألوا عنه رسول ال
افتراق المة إل ثلث وسبعي فرقة كلها ف النار إل واحدة، عليه؛ فحينما ذكر النب
فقال الصحابة :من هم يا رسول ال؟ قال (( :هم ما عليه أنا وأصحاب )) ،وف رواية :
(( هم الماعة )) .
-3ما هو النهج والصفات والصائص والشرع ؟!
(( :هم ما أنا عليه وأصحاب ))؟! أل يكفينا قول رسولنا ممد
أل يكفينا بعد ذلك فهم أئمة السلم وأقوالم الصحيحة القائمة على قول النب
والقائمة على واقع أئمة الديث من واقعهم ف التمسك بالكتاب والسنة ؟! الكري
فأ هل الد يث هم الواضحون تام الوضوح ف ال سابق والل حق ف العت صام
بالكتاب والسنة .
ثُم ّ مسا هذا التفسسي الذي ل يهدف إل إل زحزحسة أهسل الديسث عسن أهسم
خصائصهم؟!
للفرقة الناجية وفهم أئمة أليس من الظلم وعدم النصاف تاهل وصف النب
السلم بأنم أهل الديث؟!
ه نا (( :يكو نُ ف آ خر الزمان أنا سٌ أل ي ق للقارئ أن ي ستذكر قول ال نب
يدثونكم ما ل تسمعوا أنتم ول آباؤكم؛ فإياكم وإياهم ))() 2؟!
" البخاري " ( كتاب الناقب ،حديث رقم ،) 3640وف " العتصام () 1
" ( حديث رقم ،) 7311وف " التوحيد " ( حديث رقم . ) 7459
" مقدمة صحيح مسلم " ( حديث رقم . ) 6 () 2
- 58 -
· قال سسلمان (( :وفس مقابسل ذلك :يوجسد عنسد كثيس مسن طوائف السسلمي
الق صرة( ) 1أو الواق عة ف ب عض النرافات العقيد ية وال سلوكية جوا نب مفيدة – وإن ل
تكن متكاملة – ل توجد لدى أولئك القوم؛ َفحَ صْرُ الفرقة الناجية فيهم قد ُيفْهَ مُ منه أن
تلك الفضائل والصفات ليست من خصائص الفرقة الناجية ،بل من خصائص النحرفي،
وبذا تقع فيما وقع فيه أهل الكتاب الذين كان من أسباب اختلفهم أنم نسوا حظّا ما
ذكروا به؛ كما قال تعال :
َومِ نَ اّلذِي َن قَالُوا ِإنّ ا نَ صَارَى أَ َخذْنَا مِيثَا َقهُ ْم فَنَ سُوا حَظّا مِمّ ا ذُ ّكرُوا بِ هِ
) ا هس . ()2
((
(4
َفأَغْرَْينَا بَيَْن ُهمُ اْل َعدَا َو َة وَالَْب ْغضَاءَ ِإلَى َي ْومِ اْلقِيَا َمةِ
* أقول :والواب على ذلك من وجوه :
-1لحظ أن الشيخ سلمان يرى أن أهل الديث والسلفيي عموما قد فرّطوا
ف جوانب وفضائل وصفات إسلمية توجد عند غيهم ول توجد عندهم ،فيصدق عليهم
ما يصدق على النصارى بأنم نسوا حظّا مّا ذكّروا به فأغرى ال بينهم العداوة والبغضاء
إل يوم القيامة ،وبذلك يكون سلمان قد أخرجهم من الفرقة الناجية .
!! ال أليس هذا هو الظلم ؟! فضلّل أولياء ال وأ َحقّ الناس برسول
ونسأله :ما هي تلك الوانب الفيدة الت فَرّطَ فيها أهل الق ؟
صدُقَ عليهم أنم قد
-2أرِنا اليات والحاديث الت خالفها أهل الديث حت يَ ْ
نسوا حظّا ما ذُكّروا به فشابوا بذلك أهل الكتاب ف هذه الصفات الت ذمّهم ال با .
· قال سسلمان (( :ومسن أمثلة ذلك أن الوانسب العباديسة والسسلوكية قسد ترتبسط
أحيانا ف أذهان كثي من الناس بالتاهات الصوفية أو التأثرة بالصوفية ،فتصبح العناية با
لحظ كيف يتهرب من إطلق لفظ البدعة ويلطّف تعبيه عنها ف الوقت الذي () 1
- 59 -
والحتفال بشأناس والديسث عنهسا شيئا غريبا غيس مألوف فس بعسض البيئات والتجمعات
الثرية الحاربة للتصوّف ))(.) 1
* أقول :والواب عليه من وجوه :
َ -1وضّ حْ ما هي هذه الوا نب العباد ية وال سلوكية ال ت أ صبحت العنا ية ب ا
والحتفال بشأن ا والد يث عن ها شيئا غريبا غ ي مألوف ف البيئات والتجمعات الثر ية
الحار بة للت صوف ،ث أ قم الدلة على مشروعيت ها من الكتاب وال سنة ،ح ت إذا فعلت
صدَقَ على أهل الثر أنّهم نسوا حظّا ما ذُكّروا به .
ذلك؛ َ
َنس يوافقسك فس هذه الآخسذ على التجمعات الثريسة تعتنون
-2هسل أنست وم ْ
وتتفلون بشأن هذه الوانسب العباديسة والسسلوكية التس تتسم باس التاهات الصسوفية؛
كالرّفاع ية والتيجان ية والرغن ية والشاذل ية وال صافية والر بع الطرق ال ت تعت ن ب ا جا عة
التبل يغ وتت فل ب ا وتبا يع علي ها – و هي الشت ية والقادر ية والنقشبند ية وال سهروردية –
أول؟
فإن كن تم تتفلون ب ا ك ما يت فل ب ا الزعماء ال سياسيون؛ كالب نا ،و سعيد حوّى،
والتلمسان ...وغيهم؛ فهنيئا لكم .
وإ نْ كن تم ل تتفلون ب ا ،وادّعي تم أن كم تُحاربون ا؛ فلماذا تعدّون ا من عيوب
ونقائص أهل الديث والتجمعات الثرية؟
-3إن أهل الديث ل ياربون إل البدع الضالة والعبادات الحدثة؛ انطلقا من
توجيهات القرآن وال سنة؛ ك ما تقدم بيان ذلك ،ويتفون كل الحتفاء بال سنن والعبادات
والذكار الشرو عة ،وك تب ال صحاح وال سنن والعا جم وال صنفات ال ت يعتنون ب ا مليئة
بذلك ،بل ألّفوا ف ذلك مؤلفات خا صة؛ ك س (( ع مل اليوم والليلة )) للمام الن سائي ،و
انظر " :قافلة الخوان السلمي " ( . ) 208 ،150 ،109 ،1/55 () 1
- 60 -
(( عمل اليوم والليلة )) لبن ال سّنّي ،و (( الذكار )) للنووي ،و (( الكلم الطيب )) ( ) 2لشيخ
السلم ابن تيمية ،و (( الوابل ال صّيّب )) للمام ابن القيم ،و (( فضل الصلة على النب
)) للمام إساعيل بن إسحاق ،وحققه الشيخ اللبان ،و (( جلء الفهام ف الصلة والسلم
على خي النام )) للمام ابن القيم ...وغيها وغيها من الكتب الت ل نذكرها ،وهم ول
المسد يتفون باس دراسسة وتطسبيقا واقتناء ودفاعا عنهسا ،وذلك مسن أفضسل العبادات،
ويذكرون ال ذكرا كثيا ويشو نه ويرجو نه أك ثر من غي هم ،وال ي الكث ي وال صفات
الميلة الت وفقهم ال لا يفقدها الكثي من الناس ،والت صاروا با حقّا الطائفة النصورة
والفرقة الناجية ،وهم شجىً ف حلوق البتدعي ف كل زمان ومكان .
-4من أذكار الطرق والتاهات ال صوفية تكر ير ( ل إله ) ست مئة مرة،
وتكرير ( إل ال ) مئت مرة ،ومنهم جاعة التبليغ .
قال الشيخ حود التويري :قد ذ كر بعض العلماء عن التبليغي ي نوعا آ خر من
الذكر ،هو أنم يكررون كلمة ( ل إله ) ست مئة مرة ،ث يكررون كلمة ( إل ال ) أربع
مئة مرة .
وذكر آخر عن عدد كثي من الرجال أنم سعوا جاعة من التبليغيي النود وهم
ف ب يت ف شارع من صور ب كة يكررون كل مة ( ل إله ) نوا من ست مئة مرة ،ث ب عد
ذلك يكررون كل مة ( إل ال ) نوا من مئ ت مرة ،ويقولون ذلك ب صوت جا عي مرت فع،
ي سمعه من كان ف الشارع ،وذلك بضرة ش يخ من كبار مشاي هم النود ،و قد ا ستمر
فعل هم هذا مدة طويلة ،وكانوا يفعلون ذلك ف الش هر مرت ي :مرة ف ن صفه ،ومرة ف
آخره .
ولشك أن هذا من الستهزاء بال وبذكسره ،ول يفى على من له علسم
- 61 -
منهم أن عملهم هذا يتضمن الكفر ست مئة مرة؛ لن فصل النفي عن الثبات ف
قول ل إله إل ال بز من مترا خٍ بن أول الكل مة وآخر ها على و جه الختيار يقت ضي ن في
اللوهيسة عسن ال سست مئة مرة ،وذلك صسريح كفسر ،ولو أن ذلك وقسع مسن أحسد مرة
واحدة؛ لكان كفرا صريا؛ فكيف بن يفعل ذلك ست مئة مرة ف ملس واحد؟!
ث إن إتيان م بكل مة الثبات ب عد ف صله عن كل مة الن في بز من متراخ ل يفيد هم
شيئا ،وإنا هو من التلعب بذكر ال والستهزاء به ،وهذا النكر القبيح والضلل البعيد
من نتائج تقليد هم لشيوخ هم ،شيوخ ال سوء وال هل والضلل ،الذ ين أغوا هم الشيطان،
وزيّن لم ما كانوا يعملون .
هذا بالضافة إل ما ف طرقهم من شرك وحلول ووحدة وجود )) .
ومن أذكار التيجانية :صلة الفاتح ،الت يعتقدون أن ذكرها مرة واحدة أفضل
مسن قراءة القرآن كله سستة آلف مرة ،وعندهسم مسن السستغاثات الشركيسة والتوسسلت
البدعية ما ل يصيه إل ال .
والرفاعية وغيها من الطرق فيها ما فيها من الضللت والشركيات والبدع ما
هو معروف عند البصراء .
فما ذنب أهل الديث والتوحيد إذا حاربوا التصوف والصوفية الت ارتبطت با
هذه الشركيات والبدع الضلة؟!
بِهِنّب ُفلُولٌ مِنببْ قِرَاعببِ الْكتَائِبببِ بيُوفَ ُهمْ
ب فٍيهِبم غَيْرَ أَنّب س ُ
َولَ عَيْب َ
أيسا سسلمان ! إننس وال لرثسي لالك وأشفسق عليسك وعلى مسن يري وراءك،
وأتقطع عليكم حسرات من مواقفكم من الطائفة النصورة أهل الديث ،الذين تتكالب
علي هم كلّ فرق الضلل ،ويرمون م عن قوس واحدة ،ث توجّهون مع هؤلء هذه ال سهام
السسمومة إليهسم ،ثس ل تكتفون برميهسم بالنقائص ،بسل تضيفون إل ذلك جعسل ماسسنهم
وفضائلهم معائب ومثالب .
- 62 -
· قال (( :وم ثل ذلك العنا ية بالوا نب ال سياسية والترك ي علي ها ،والرص على
معرفة كيف ية سي الحداث( ،) 1وارتباط بعضها ببعض ،وك شف ألع يب طواغ يت الدن يا
ضد الشعوب ،وخا صة الشعوب السلمة ،والد يث عن الكم بغي ما أنزل ال وموالة
أعداء ال ...كل هذا قد يرتبط ف أذهان كثي من الناس ببعض التجمعات الت ل يعرف
عنها العناية بالسنة والهتمام بتصحيح العقيدة ،ومن َثمّ يصبح الديث عنها غي مألوف
ول مقبول عند بعض من يهتمون بالسنة والعقيدة؛ لنه صار شعارا لولئك وخاصية من
خصائصهم ))(. ) 2
* أقول :والواب عليه من وجوه :
أ – ف التغالي ف السياسة تاويل وتطاول ل يطاق على أهل الديث والتوحيد،
وغ مط شد يد ،وته يل ،وتق ي ،ور مي ل م بالعظائمَ ،فمِ نْ غلو هم ومبالغات م ال ت لع هد
لعلم علماء السلم با تويلهم بعلم الواقع ،وادعاؤهم وادعاء الصبيان منهم أنم علماء
الواقع ،وتنيدهم الشباب لقراءة الصحف والجلت ومتابعة الذاعة ،وصرفهم بذلك عن
حفظ الكتاب والسنة والشتغال بفقههما ،وإشغالم عن العلوم الشرعية .
ب -عجبا لسلمان ! يرى ف الرص على اتباع ال سنة وسلمة العتقد ما رمي
به أهل الديث والسنة من الفوضى التشريعية الت ل أول لا ول آخر ،و َجعْل الصول
فروعا والفروع أصسولً ،ثس يلومهسم على عدم الِرص وعدم العنايسة بالوانسب السسياسية
والتركيز عليها ...إل ! وأمثاله .
ج – هل ير يد سلمان أن يكون الشباب كل هم من أ ساطي ال سياسة ،ح ت ل قد
سسعنا العجائب ،وعجائب الغلو فس هذا الباب ،حتس لقسد رمسى بعضهسم العلماء وطلب
فهلّ اعتنيتم بقضية كن السلفية ؟! وركزت عليها ؟! وعرفتم سي الحداث () 1
فيها ؟! وقمتم با يتمه السلم بنصرة أهلها الظلومي الذين ل ذنب لم إل أن قالوا :
ربنا ال .
" صفة الغرباء " ( ص . ) 124 () 2
- 63 -
العلم الذين ل يشتغلون بالسياسة وعلم الواقع بأن فيهم علمنة علمية وفكرية ،ويُفْهَ مُ من
هذا الغلو الذي ل يس ف يه ا ستثناء ول تف صيل أن ال سياسة وَفِقْ هَ الوا قع من أفرض فروض
العيان ،وكيف ل يكون كذلك والقصر فيه عندهم فيه علمنة فكرية وعلمية؟ ول يرموا
بذا أحدا من أهل التوحيد ووقع ف الشرك وعظائم البدع .
د – لقد أجع العلماء على أن علوم الشريعة منها ما هو فرض كفاية ،ومنها ما
هو فرض عي :
قال ابن عبدالَبرّ (( :قد أجع العلمسسساء على أن من العلم ما هو فرض
مُتَعَيّ نٌ على كل امرئ ف خا صة نف سه ،وم نه ما هو فرض على الكفا ية ،إذا قام به قائم؛
سقط فرضه على أهل ذلك الوضع ،واختلفوا ف تلخيص ذلك .
والذي يلزم الم يع فر ضه من ذلك ما ل ي سع الن سان جهله من جلة الفرائض
الفترضة عليه؛ نو الشهادة باللسان والقرار بالقلب بأن ال وحده ل شريك له ول ِشبْه
له ول مِثْل ،ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد ،خالق كل شيء ،وإليه مرجع كل شيء،
الح يي الم يت ،ال ي الذي ل يوت ،والذي عل يه جا عة أ هل ال سنة :أ نه ل يزل ب صفاته
وأسائه ،ليس لوّلِيّتِهِ ابتداء ،ول لخريته انقضاء ،وهو على العرش استوى ،والشهادة بأن
ممدا عبده ورسوله وخات أنبيائه حق ،وأن البعث بعد الوت للمجازاة بالعمال ،واللود
ف الخرة ل هل ال سعادة باليان والطا عة ف ال نة ول هل الشقاوة بالك فر والحود ف
السسعي حسق ،وأن القرآن كلم ال ،ومسا فيسه حسق مسن عنسد ال ،يبس اليان بميعسه،
واستعمال مكمه ،وأن الصلوات المس فرض ،ويلزمه من علمها علم ما لتتم إل به؛
سدُ صومه ،وما ل
مِنْ طهارتا وسائر أحكامها ،وأن صوم رمضان فرض ،ويلزمه علم ما ُيفْ ِ
تتم إل به ،وإن كان ذا مال وقدرة على الزكاة؛ لزمه فرضا أن َيعْرِ فَ ما تب فيه الزكاة
وم ت ت ب و ف كم ت ب ،ويلز مه أن يعلم بأن ال ج عل يه فرض مرةً واحدة ف دهره إن
ا ستطاع إل يه سبيلً ...إل أشياء يلز مه معر فة ُجمَلِ ها ول يعذر بهل ها؛ ن و تر ي الز ن،
- 64 -
والر با ،وتر ي ال مر ،والن ير ،وأ كل الي تة ،والناس كل ها ،والنّ صُب ،والرشوة على
الكم ،والشهادة بالزور ،وأكل أموال الناس بالباطل وبغي طيب من أنفسهم . )) ...
إل أن يقول (( :ث سائر العلم ،وطلبه ،والتفقه فيه ،وتعليم الناس إياه ،وفتواهم
به ف م صال دين هم ودنيا هم؛ ف هو فرض على الكفا ية ،يلزم الم يع فر ضه؛ فإذا قام به
قائم؛ سقط فرضه عن الباقي ،ل خلف بي العلماء ف ذلك ،وحجتهم فيه قول ال تعال
:
ُمس إِذَا
ّينس وَلِيُ ْنذِرُوا َق ْومَه ْ
ُمس طَاِئفَةٌ ِليََتفَقّهُوا فِي الد ِ
ِنس كُلّ ِفرْ َقةٍ مِنْه ْ
فَ َلوْل َنفَرَ م ْ
رَ َجعُوا إَِليْ ِهمْ (. ) 1
فألزم التقيد ف ذلك البعض دون الكل ،ث ينصرفون فَُيعَ ّلمُون غيهم ،والطائفة
الكفاية ))(.) 2 ف لسان العرب الواحد فما فوقه ،وكذا الهاد فرض على
قلت :انظر أخي ما الذي على الكلّف من أركان السلم؛ فل يلزمه من معرفة
أعمال الصلة إل ما ل تتم إل به ،ول يلزمه علم كل ما يتعلق بالصلة من تفاصيل وأدلة،
ول ي ب عل يه ما ي ب من علم الزكاة وال ج إل إذا كان ذا مال وقدرة عليه ما ،وإل؛
سقط ع نه الوجوب فيه ما ،وسسائر الشياء الحر مة ل يبس عل يه إل معر فة تري ها ف
الملة ،ول يب عليه دراسة تفاصيلها وأدلتها .
فعلى أي برهان وعلى أي أساس يُيالغ ويُغال بعض الناس ف الشادة بفقه الواقع
ال سياسي ،ويشترط له تلك الشروط ،وتُج عل علوم الشري عة من مقوما ته ال ت تز يد على
ضخّ م ويبالغ ف إلزام الناس به ،ح ت ُيضَلّل من ل يعت ن به أك ثر من
أركان ال سلم ،وُي َ
حتَ مل ول ي طر
حمّلون ن صوص القرآن وال سنة وكلم العلماء ما ل يَ ْ
ال سلم نف سه ،ويُ َ
على بال ،ويُها نُ به العلماء ،وتسقط فتاواهم ،بل تُرَدّ به نصوص السنة وقواعد الشريعة
" جامع بيان العلم وفضله " ( 13-1/12بتصرف ) . () 2
- 65 -
وأقوال الئمة السابقي واللحقي عند كثي من ل يعقل عن ال ول عن دينه شيئا ،إنا
وال لكارثة ف الدين .
أؤكد لك – أيها القارئ – ما قاله المام ابن عبدالب وما حكاه من إجاع المة
با قاله شيخ السلم ابن تيمية بذا الصدد :
ل ر يب أ نه ي ب على كل أ حد أن يؤ من ب ا جاء به الر سول (( قال رح ه ال :
على التفصسيل فرض على إيانا عامّا مملً ،ول ريسب أن معرفسة مسا جاء بسه الرسسول
،وداخل ف تدبّر القرآن وعقله الكفاية؛ فإنّ ذلك داخلٌ ف تبليغ ما بعث ال به رسوله
وفهمه ،وعلم الكتاب والِكْمة ،وحفظ الذكر ،والدعاء إل سبيل الرب بالكمة والوعظة
ال سنة ،والجادلة بال ت هي أح سن ،ون و ذلك م ا أوج به ال على الؤمن ي؛ ف هو وا جب
على الكفاية منهم .
وأ ما ما َيجِ بُ على أعيان م؛ فهذا يتنوع بتنوع ُقدَرِهِم ومعرفت هم وحاجت هم و ما
أُمر به أعيانم؛ فل يب على العاجز عن ساع بعض العلم ما يب على القادر على ذلك،
وي ب على من سع الن صوص وفهم ها من علم التف صيل ما ل يب على من ل ي سمعها،
ويب على الفت والحدث والجادل ما ل يب على من ليس كذلك )) ( ) 1ا هس .
قلت :هذا ما قاله أهل الفقه والفهم وأئمة السلم وأجعوا عليه .
فأين تاويل بعض الناس بعلم الواقع ،وشن الغارة على ما ل يعتن به ،وانتقاصه؟!
ليبس اليان بسه على العيان إل فإذا كان مسا أنزله ال على خاتس النسبياء
إيانا عامّا مملً ،وأن معرفتسه على التفصسيل فرض كفايسة؛ عقله ،وفهمسه ،وتعلم علم
الكتاب والك مة ،وح فظ الذ كر ،والدعوة إل ال؛ كل ذلك وا جب على الكفا ية ،أف ما
تقوله الصحف الكاذبة ،والصحفيون اليهود ،والشيوعيون ،والعلمانيون ،والنصارى ،من
- 66 -
يترفون الكذب والد جل ،و ما يك تب عن نوادي الروتاري :أهَمّ ع ند ال وأعلى منلةً
عند علماء السلم؟!
أمّا أسرار الدول؛ فلعل مِن آخر ما يعلم شيئا منها هؤلء البالغون ف علم الواقع
– إن صح أن يسمى علما . -
يا قوم ! لو ساويتم بي ما يب من علم الواقع وبي ما يب على الكلّفي من
؛ لضلل تم ضللً بعيدا؛ فك يف و قد بالغ تم ف يه ح ت رمي تم من ل علم ماجاء به م مد
يشتغل به من طلب العلم بأن فيهم علمنة فكرية وعلمية ،وأنتم تعلمون أنّ العلمانية إلاد
أشسد كفرا مسن اليهوديسة والنصسرانية؛ أفبعسد هذا السستخفاف بأعراض حلة العلم
استخفاف؟!
علماؤ نا وطلب العلم يؤمنون باكم ية ال كأ شد ما يكون اليان على م ستوى
الدول والماعات والفراد ،وفس العقائد والعبادات والسسياسة والعاملت ،ويدرسسون
ذلك ف القرآن وتفسيه ،وف كتب السنة وشروحها ،وف كتب الفقه الاصة والعامة،
ويدرسون السياسة الشرعية ف هذه الجالت كلها ،وف كتب خاصة با؛ كس (( السياسة
(( الشرعية )) للمام ابن تيمية ،و (( السبة )) و (( رسالة الظال )) ،و (( الطرق الكمية )) ،و
أحكام أهل الذمة )) كلها لبن القيم ،و (( الحكام السلطانية )) لب يعلى ،و (( الحكام
السسلطانية )) للماوردي ،وهسم أعرف باس مسن الغلة فس علم الواقسع ،ول مشاركات فس
الطلع على السياسات الدولية ،فما أصبحت كلها أسرارا ،ول هم يعيشون ف القماقم،
وح ت عوام الناس يعرفون كثيا م ا يري ف العال أك ثر م ا يعرفون عن ال سلم؛ فلماذا
يطعن ف العلماء هذا الطعن الشديد؟! ولاذا هذه الملت على أهل الديث؟!
أ نا أعت قد ف نف سي أ نه من ال صلحة ،بل من الضرورة ،أن نعرف ما ي طط ل نا
العداء ،وأنّ ه ي ب أن نُعِد العدة لحباط مكايد هم ،لك ن ل أغلو ف ذلك ،بل أرى ما
يراه علماؤ نا وأجعوا عل يه ،من أن من الواجبات ما هو فرض ع ي ،وم نه ما هو فرض
- 67 -
كفاية ،فإذا كان معرفة واقع العداء شرّا ل بدّ من معرفته؛ فإنه ينل منلة فرض الكفاية،
إذا قام به البعض() 1؛ سقط الرج عن الباقي .
وأنا أعرف كثيا وكثيا من السلمي أكب هومهم معرفة هذا الواقع ،وأ نّ كثيا
من غ ي ال سلمي من يهود ون صارى أعلم من هم بكث ي ،فأرى أ نه ل ع يب على العلماء
وطلّب العلم الذين صرفوا جُلّ عنايتهم لفظ شريعة ال – كتابا وسنةً وفقها – فإن هذا
من فروض الكفايات ،وأعتقد أن هؤلء أفضل وأنبل وأصدق وأنفع للسلم والمة من
أولئك الساسة الذين هم ضعفاء ف معرفة دين ال ،أو ل حظّ لم من العرفة به .
فإذا كان كث ي من أ هل الد يث وأ هل الف قه وغي هم من أ هل الخت صاصات
ركّزوا على هذه الوانب الت هي السلم ،مكتفي بغيهم من يشتغل بالسياسة؛ فلماذا
تقرونم؟! ويقال :إنم متحزبون على جزء من الدين ،وإنم نسوا حظّا ما ذكروا به ،أو
إن فيهم علمنة فكرية وعلمية ،ووجودهم مشكلة ظاهرة؛ لنم عالة على غيهم ف علم
الواقع؟!
ما هكذا يكون العلم ! وما هكذا تكون التربية ! فهذا شيء ل يشهده السلمون؛
ل ف أيام عزتم ،ول ف أيام منهم ،على مر التاريخ السلمي .
-2أما كشف ألعيب الطغاة؛ فما أعرف أن المة استفادت من علماء الواقع
شيئا ،بل نزل با من الضرار ف كثي من البلدان ما ل يعلمه إل ال ،بل تد من غالبيتهم
تأييدا للطغاة وتقديسا لم ،ل سيما ف الزمات .
-3أما الديث عن الكم بغي ما أنزل ال ،وتكيم الطواغيت؛ فهذا ل تده
على وجهه الصحيح إل عند أهل الديث والتوحيد ،و ( عند جهينة الب اليقي )؛ فقد
ألفوا ،وكتبوا ،وربّوا .
هذا البعض هم ولة المور وأهل الل والعقد من العلماء وغيهم؛ كما () 1
- 68 -
وأهل الديث ف باكستان يعارضون الكم بالقواني ،وحت الكم بذهب تلك
البلد ،ول يرضون إل ب كم الكتاب وال سنة ،و ف الزيرة جاهدوا ح ت أقاموا دولةً على
قواعسد التوحيسد والسسنة ،ومسع وجود الخطاء الكسبية والصسغية؛ فَهُم أيضا ملتزمون
حاكمية ال ف موقف السسسسسلم والسلمسي من
الاكم العادل أو الائر؛ فالذي أنزل عليه :
(.) 1 َومَنْ َل ْم يَحْ ُكمْ بِمَا َأْنزَلَ ال ّل ُه َفأُولَِئكَ ُهمُ الْكَافِرُو َن
(.) 2 َومَنْ َل ْم يَحْ ُكمْ بِمَا َأْنزَلَ ال ّل ُه َفأُولَِئكَ ُهمُ اْلفَاسِقُو َن
(. ) 3 َومَنْ َل ْم يَحْ ُكمْ بِمَا َأْنزَلَ ال ّل ُه َفأُولَِئكَ ُهمُ الظّالِمُو َن
هسو الذي وجههسم إل الصسب على َجوْر الولة ،وإن كانوا يهتدون بغيس هديسه،
وي ستنون بغي سنته ،وهو الذي وجه هم إل الصب ولو أخذوا الال وجلدوا الظ هر ،وهو
الذي أمرهم بالصب على جور الولة وانرافهم ما أقاموا الصلة وما ل يروا كفرا بواحا،
وهو الذي أخذ عليهم العهد أن ل ينازعوا المر أهله حت يروا الكفر البواح ،فهم ف بلد
ع ند حكا مه أخطاء لكن هم م سلمون يقيمون شعائر ال سلم العظي مة :ال صلة ،وال صيام،
وال ج ،وينا صرون الجاهد ين ف كل بلد ،ويقدمون ف هذا ال سبيل البلي ي ،وينشئون
الساجد ف هذا البلد ،وف طول الدنيا وعرضها ،وينشئون الدارس والامعات على أساس
القرآن وال سنة والتوح يد ،و قد يتخلل ذلك ش يء من الدّخَن بدس الائن ي ،وير سلون
مئات الدعاة ومئات الدرسي الذين يدرسون السلمي السلم ولغته .
- 69 -
فماذا يريد من ُيعَيّرهم وهم أشد الناس ت سّكا باكمية ال ،وأشد الناس مراعاة
لتوجيهات ر سول ال ،وأب عد الناس عن ثورات ونزوات الوارج وثوار الشرق والغرب،
الت تفسد ول تصلح ،وتدم وتدمر ول تبن .
والجاهدون ال سلفيون ياهدون ف سبيل ال لعلء كل مة ال ،فإذا طهروا بلدا
من أدناس الشرك واللاد؛ أقاموا فيه حاكمية ال قبل أن يستعيدوا أنفاسهم؛ لن حاكمية
ال وبغض الطواغيت تري ف دمائهم ل كلما يلك على اللسن .
-4وأما موالة أعداء ال؛ فحدّث ول حرج عن غيهم ،أما هم؛ فالمد ل هم
أنظف الناس وأنزههم منها ،بل حت ل يستطيعون التعايش مع أهل البدع؛ فكيف بالكفار
الصرحاء؟!
ويل حظ القارئ من تعا مل سلمان مع التجمعات ال ت ل ت تم بال سنة ول ب صحة
العقيدة تعاملً هادئا ،كأن صحة العقيدة والهتمام بالسنة شيء عادي ،أما أهل الديث؛
فإن صحة العقيدة عندهم أمر أعظم وأكب شيء ف هذا الكون؛ فقد يكون فساد العقيدة
شركا أكب ،وقد يكون تهّما وقد يكون رفضا ...وكل ذلك من أخبث أنواع الضلل
وأكبها ،ويقولون ف كل منها :
خرّ
َل َقدْ جِئْتُ مْ شَيْئا ِإدّا * تَكَادُ ال سّمَاوَاتُ يََتفَ ّطرْ َن مِنْ هُ َوتَنْشَقّ اْلَأرْ ضُ وََت ِ
(.) 1 الْجِبَا ُل َهدّا
-5وال هل بال سنة أ مر عظ يم؛ فإن الذي ل يعرف ال سنة ول يه تم ب ا جا هل
بالسسلم عقيدة وشريعسة؛ فكيسف يصسح لهسل الديسث أن يذهبوا إليهسم؛ يتسسقطون
ويتقممون ف زبالت أذهان أهل الهل والبدع والسياسة الاهلية الت تراكمت وتمعت
من فكر الوارج والروافض ومن حثالت سياسة الشرق والغرب؟!
ومع ذلك يعد ذلك سلمان من الفضائل والزايا الت افتقدتا التجمعات الثرية!!
- 70 -
إن السياسيي النحرفي بتحزبم مزّقوا شباب المة ،وفرقوهم أحزابا وشيعا ،كل
حزب ب ا لدي هم فرحون ،وتابعوا الحزاب الكافرة الظاهرة والف ية ف التنظيمات ال سرية
والشاركسة فس الجالس والبلانات والديقراطيسة الكافرة( ) 1فس البلدان التس اسستعمرت
ورضعت لبان الستعمار بكل ما فيه من تقاليد وقواني وأنظمة كافرة .
وترى العجائب منس يسسمون أنفسسهم إسسلميي؛ مسن التحالف مسع هذا الزب
العلمان تارة ،ومع ذاك أخرى ،ومن ترشيح النساء اللحدات أو النصرانيات ،أو ترشيح
ملحدة ونصارى ،وكل هذه المارسات باسم السلم ! وباسم الهاد السياسي السلمي
! وينقلون هذه المراض الفتّاكسة إل بعسض البلدان السسلمية التس أغناهسا ال بالسسلم
عقيد ًة وشريعةً ،فيفسدون أبناءه ويزقون شبابه إل أحزاب وشيع متصارعة .
ث ماذا ين السلمون من هذه؟
الواب :الضياع والفشل؛ كما قال تعال :
(.) 2 ب رِيُ ُك ْم
شلُوا وََت ْذ َه َ
وَل تَنَازَعُوا فََتفْ َ
ومن ذلك استخدامهم وسائل الديوقراطية ف التعبي عن الرأي من () 1
- 71 -
المسألة الرابعة
رمي أهل الحديث بالتحُّزب على جزء
من الدين
تصور الشيخ سلمان أن أهل الديث من التحزبي على جزء من الدين والناسي
لجزاء أخرى منه ،وأنّ هذا من مياث المم الالكة(. ) 1
· لقد أشار سلمان إل جاعة التبليغ بأنم يهتمون بالسلم التعبّدي ،فَُيعَْنوْنَ بقيام
الليل وكثرة الذكر ،ولسهم لسةً خفيفة ،ول يتعرض لعقائدهم وطرقهم الصوفية الشتية
والنقشبند ية وال سهروردية والقادر ية ،و ما تو يه هذه الطرق من اللول ووحدة الوجود
وال ستغاثات بغ ي ال والغلو ف القطاب والوتاد والغوث ،واعتقاد أن م يعلمون الغ يب
ويتصرفون ف الكون .
وتعرّض ل صفات الخوان ال سلمي بقوله (( :وت د طائ فة أخرى تَهْتَمّ بال سلم
ال سياسي؛ فجهاد هم هو ف ميدان تكو ين الحزاب ال سياسية ،وح شد الن صار ،والفوز
)) بالنتخابات ،والدخول ف الجالس والبلانات ...وتربية الشباب على الهاد السياسي
اهس .
* قلت :والقارئ يرى أن هذه العمال قسد ورثتهسا هذه الحزاب مسن المسم
الكافرة (.) 2
ومع ذلك ل يذكر ما تنطوي عليه هذه المسسسور من مالفسسسات لتعاليم
السسلم؛ مسن تزويسر فس النتخابات ،ومسن الدعايات والشائعات الظالةس الكاذبسة عسن
خ صومهم ،و ما يرتك به الخوان ال سلمون من تالفات واتادات مع الحزاب العلمان ية،
و ما يرتكبو نه من ترش يح للن صارى والن صرانيات ،و ما ترتك به الما عة ال سلمية من
- 72 -
مالفات لل سلم بترش يح م ثل فاط مة جناح وخالدة وغيه ا ،وأعمال أخرى ل ت قل ف
ضللا عن حركات الخوان السلمي ،ول يكتف سلمان بالسكوت عن هذه الطّوام ،بل
ساها إسلما سياسيّا وجهادا سياسيّا!!
و سكت عن تم يع الخوان للفرق الضالة ف تنظيم هم م ثل الروا فض والوارج
والزيدية ،ومن متلف الطوائف الصوفية الرفاعية والقادرية والتيجانية والرغنية ،وكذلك
تفعل الماعة السلمية ف الند وباكستان .
أسسدل سسلمان السستار على كسل هذه الطّوام الوجودة فس هذه الماعسة
والماعات !
والواب عن هذه السألة من وجوه :
-1لقد وصف سلمان الطائفة النصورة – حسب تفريقه بينها وبي الناجية –
بصفات كرية؛ قال (( :ول شك أن للفرقة الناجية من ذلك قدر يقق لا النجاة؛ كما قال
عزّ وجلّ :
َفلَمّ ا نَ سُوا مَا ذُ ّكرُوا بِ هِ أَنْجَيْنَا اّلذِي َن يَ ْن َهوْ نَ عَ نِ ال سّوءِ َوأَ َخذْنَا اّلذِي نَ
(. ) 1 سقُونَ
َظلَمُوا ِب َعذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا َيفْ ُ
وأنت ترى أنه هنا قد وصف أهل الديث والسلفيي بأنم متحزبون على جزء
من الدين ،وذلك – كما صرح هو – من مياث المم الالكة ،واحتج له بآية الائدة .
-2فهل هم متحزبون على جزء من الدين كما يصورهم سلمان؟!
فأين جهادهم ف ميدان الدعوة إل التوحيد بأنواعه وماربتهم للشرك؟!
أين جهادهم ضد البدع ،والرافات الصوفية ،والرافضية ،وكلها جهاد النبياء
وورثتهم؟! بينما غيهم يتهرب من هذا الهاد الذي هو أشد وأشق أنواع الهاد .
- 73 -
وأيسن جهاد تلميسذ ابسن تيميسة وابسن عبدالوهاب فس الزيرة حتس أقاموا دولة
السلم والتوحيد على قواعد السلم الق ،فأعادوا للسلم ِجدّته وطراوته؟!
وأين مدارس التوحيد والسنة ف الزيرة والند وباكستان وأفغانستان وغيها من
البلدان؟!
والفِرَقُ والحزاب ترميهم على ذلك عن قوس واحدة .
وهل السلفيون ف الشام ومصر والسودان واليمن وغيها ل يشتغلون إل ببيان
صحيح الحاديث وسقيمها وتذير الناس من رواية الحاديث الضعيفة والوضوعة؟!
أليس السلفيون ف كل مكان يدينسسون بالسسسلم الشامل عقيدة وشريعة
ومنهاجا ودعوة ،ويدعون الناس إل العودة إل ال سلم كله مسن ألفسه إل يائه ،ويتحملون
من الذى والشدائد ما ل يعلمه إل ال ف سبيل ذلك؟!
حاشا هم أن يكونوا ك ما يرمي هم خ صومهم متحزب ي على جزء من الد ين مع
نسيان الجزاء الخرى ،وهم أعلم الناس أن هذا من مياث المم الالكة .
-3يُلحَ ظُ أن الشيخ سلمان ل َيعْتَب العقيدة الت ل يعدلا شيء ف ميزان ال
ومواز ين الن صفي من علماء ال سلم ،ول يدخل ها ف التفاوت الا صل ب ي أ هل الد يث
وغي هم ،ول َي ُعدّ ها من مزايا هم ال ت ل ت صِحّ مع ها مواز نة بين هم وب ي غي هم من فرق
الهواء والبدع .
-4لاذا يصهم سلمان بقوله (( :قد يصحب ذلك شيء من الفاء ،أو ضعف
التعبد ،أو الغفلة عن واقع المة وما يدبر لا )) (. ) 1
قال ابن أب عاصم " :رأيت الديث يث على الزهد ف الدنيا ،والرغبة ف () 1
الخرة ،والتأسي بالصالي ،والقتداء بالولياء والصفياء ،ويندب إل الورع ،وترك ما
يريب الرء إل ما ل يريبه ،والرأي يث الرء على ترك ما ل يريبه إل ما يريبه؛ إل ماشاء
ال " .
- 74 -
ف هل ت د ف الدن يا م ثل الش يخ ا بن باز والعثيم ي والش يخ عبدالعز يز ال سلمان
والفوزان وحود التويري والغديان وعبدالرزاق عفيفي وآل الشيخ ...وكثي وكثي من
علماء هذا البلد وطلب العلم منهم؟!
هل تد مثلهم ف الخلق والعقيدة والبذل ف سبيل ال؟!
لَتأْتِنا الطوائف والحزاب بأمثالم .
ولتأت نا بأمثال الش يخ اللبا ن وتلميذه علما بال سنة وجهادا ف سبيل التوحيسد
ومار بة الشرك والبدع ،وأمثال علماء ال ند؛ كالش يخ عبيدال الباركفوري وإخوا نه ف
الند وباكستان دينا وخلقا وعقيدةً وعلما وصدعا بالق وصبا على الذى ف سبيل ال
.
وهات م ثل الش يخ عبدالباري وإخوا نه ف بنجلد يش ! هات مثل هم ف الد ين
وعلو الخلق !
فكيف تَرمي أهل هذا النهج بالتحزّ بِ على جزءٍ من الدين والفاء والغفلة عن
واقع المة وما يدبر لم وفيهم الشيخ العلمة الجاهد اليقظ والتابع لحوال السلمي ف
أقطار الدنيا كلها حت ليعتقد فيه أنه لو كانت ف الريخ حركة إسلمية لكان وراءها ،أل
وهو الشيخ ابن باز؟!
و هل ن سيت يا سلمان الدورات ال ت تقيم ها الدعوة ال سلفية ف أقطار الرض
لتعليم الدرسي ف الدارس السلمية؟!
وهل تنسى الَِن حَ الت تقدمها الدارس السلفية لبناء السلمي ف العال كله ،ول
َحس الطلب لبناء العال
ُصسصَ فيهسا ثانون بالئة مسن مِن ِ
سسيما الامعسة السسلمية ،التس خ ّ
السلمي؟!
قال التيمي الصبهان معلقا " :كذلك قال عبدالرحن بن مهدي ،أو كما قال ،ول قوة إلّ
بال العظيم " .
" الجة ف بيان الحجة " للتيمي الصبهان ( . ) 248-1/247
- 75 -
وهل نسيت مراكز الدعوة الت تنشر منها الئات ف شت بقاع العال؟!
وهل نسيت الدعم السلفي للجهاد الفغان وف كل مكان؟!
هذه كلهسا جهود سسلفية وليسست تبليغيسة ول إخوانيسة؛ فكيسف ترمسي السسلفيي
بالغفلة عن واقع المة؟!
إن لل سلفيي الع مل الادئ ال صامت ،ولغي هم الضح يح والد ير العل مي الذي
يستفيدون منه للتشبع بهود غيهم .
فاعرف يا أخ سلمان لل سلفيي فضلَهُم؛ فإ نك ك ما يبدو ل تعرف واقع هم ،ول
يوز أن تنساق وراء دعايات وتشويهات خصومهم .
ث ك يف ترمي هم بض عف التع بد؟! ف هل تر يد من هم أن يعلنوا عن أنف سهم أن م
عُبّاد؟!
أت ظن ب م أن ن صوص القرآن وال سنة ل ترك هم إل العبادة والتع بد إذا كا نت
خرافات ومنامات الصوفية ترك غيهم للعبادة؟!
أل تعلم أن طلب العلم – خصوصا علم الكتاب والسنة – أفضل أنواع العبادة،
وكذلك ن شر العلم ال صحيح عقيدة وشري عة عن طر يق التدر يس والدعوة ون شر الك تب
من أفضل أنواع العبادات .
أخي سلمان! أرجو أن يوفقك ال وكُلّ من ينظر إل أهل الديث والسلفيي هذه
النظرة لعرفة مكانتهم ،وأنم هم الطائفة الناجية النصورة ،وأنم هم الغرباء حينما يكون
السلم غريبا؛ كما عَرَفَ لم ذلك النصفون والئمة العادلون .
أ خي سلمان! إ نك م ن يفرّ قُ ب ي فروض العيان وفروض الكفايات ،فإذا كان
بعسض الحزاب يدّعسي أنسه يعرف الواقسع ومسا ُي َدبّرُ للمسسلمي؛ فلماذا تلوم السسلفيي
وتصفهم بالغفلة عن واقع المة وقد سقسسط عنهم هسسذا الواجب بقيسسام
غيهم به؟!
- 76 -
صسحّ أن السسلفيي فس غمرة سساهون عسن هذا الواقسع؛ فكيسف وهسم –
هذا إن َ
والمد ل – مستيقظون ،وأعمالم وجهودهم وجهادهم تشهد بذلك؟!
كلمة عن فقه الواقع ل بدّ منها بذه الناسبة لعل ال ينفع با :
إن من أغرب ما ي قع ف يه التحم سون لف قه الوا قع أن م ُي َقدّمونَه للناس وكأ نه
أشرف العلوم وأههسا ،ولقسد غل فيسه بعضهسم غلوّا شديدا ،فجعسل العلوم الشرعيسة مسن
مقوما ته ،وَن سَجَ حوله من الالت ال كبية ب ا ل يَ سِْب ْقهُ إل يه الولون والخرون ،و ف ف
حقيقتسه ل يسسمى علما ول فقها ،ولو كان علما أو فقها؛ فأيسن الؤلفات فيسه؟! وأيسن
علماؤه وفقهاؤه ف السابق واللحق؟! وأين مدارسه؟!
لاذا ل يسمّى علما ول فقها إسلميا؟
لنه ذو أهداف سياسية خطية منها :
-1أ سقاط الن هج ال سلفي؛ لن ف قه الوا قع ل يتلف عن مبدأ ال صوفية ف
التفريق بي الشريعة والقيقة؛ إذ هدفهم من ذلك إسقاط الشريعة .
-2الستيلء على عقول الشباب والفصل بينهم وبي علماء النهج السلفي بعد
تشويه صورتم بالطعون الفاجرة .
-3اعتماده على التج سس؛ فالخوان ال سلمون ،وإن كا نت ل م شبكات
ت سس وا سعة على أ هل الد يث وال سلفيي؛ إل أن م يعجزون تام الع جز عن اكتشاف
أسرار العداء وإحباط خططهم ،وواقعهم ف مصر وسوريا والعراق أكب شاهد على ذلك
.
-4أ نه يعت مد على أخبار ال صحف والجلت ال ت تترف الكذب ،وعلى
الذكرات ال سياسية ال ت يكتب ها الشيوعيون واليهود والن صارى والعلمانيون واليكافيليون
وغيهم من شياطي السياسة الاكرة الذين من أكب أهدافهم تضليل السلمي ومادعتهم
واستدراجهم إل بناء خطط فاشلة على العلومات الت يقدمونا .
- 77 -
-5من أركان هذا الف قه الزعوم التحليلت ال سياسية الكاذ بة الفاشلة ،و قد
أظهر ال كذبا وفشلها ،ول سيما ف أزمة الليج .
-6أنه يقوم على تريف نصوص القرآن والسنة ،ويقوم على تريف كلم ابن
القيم ف فقه الواقع .
-7قيا مه على ال هل والوى ،ح يث ترى أهله يرمون من ل يه تم بذا الفقه
بالعلمنة الفكرية والعلمية ،وهذا غلو فظيع ،قائم على الهل بالفرق بي فروض الكفايات
وفروض العيان ،لو سلمنا جدلً أن هذا الفقه الوهي من فروض الكفايات .
-8يرتكسز هذا العلم الفتعسل على البالغات والتهويسل ،حيسث جعلت علوم
الشريعة والتاريخ وغيها من مقوماته؛ فأين جهابذة العلماء وعباقرتم عن هذا العلم وعن
التأليف والتدريس فيه والشادة به والتخصص فيه وإنشاء الامعات أو على القل أقسام
التخصص فيه؟!
-9ولا كان هذا الفقه بذه الصفات الذميمة ل ينشأ عنه إل البال والدواهي
من الثار؛ فمن آثاره :تفريق شباب المة ،وغرس الحقاد والخلق الفاسدة ف أنصاره؛
مسن بتس البرياء ،والتكذيسب بالصسدق ،وخذلنسه وخذلن أهله ،والتصسديق بالكذب
والترهات ،وإشا عة ذلك والرجاف به ف صورة موجات عات ية ،تتحول إل طوفان من
الفت الت ما تركت بيت حجر أو مدر أو وبر إل دخلته .
أ ما ف قه الوا قع الذي يت في به علماء ال سلم – ومن هم ا بن الق يم – وال سياسة
ال سلمية العادلة؛ فمرحبا ب ما ،وعلى الرأس والع ي ،وإن جهله ما وتنكّ ر ل ما الخوان
ال سلمون ،وقد اعت ن بما علماء ال سلم عنا ية فائ قة ف مؤلفات عا مة وخا صة ،واتفقوا
على اعتباره ا من فروض الكفايات ،وعلى أن ما من واجبات ولة أمور ال سلمي علماء
وحكاما كل ف حدود اختصاصه .
ول يوز أن يقال فيهمسا غيس هذا ،ول يوز أن تُشْغَل بمسا المسة ،ول يوز أن
جّندَ ل ما أ هل العلم وطلب العلم ،ول يوز أن يُنال من العلماء والدعاة الذ ين تشغل هم
يُ َ
- 78 -
واجبات م العلم ية والدعو ية عن متاب عة ال صحف والجلت وتقار ير الخابرات المريك ية
واليهوديسسة وغيها؛ مكتفي بتابعة غيهم لذه المور .
هذا ما يقتض يه الع قل والشرع ل العوا طف العمياء؛ ف قد َفرَ غَ العلماء من بيان
واجبات العيان و واجبات الكفا ية والواجبات ال ت تلزم ولة أمور السلمي وما هو من
اختصساصاتم؛ مسن المام العام ،والوزارات ،والقيادات العسسكرية فس الدولة السسلمة،
وأمراء الوليات ،وأهل السبة وأئمة الساجد ،وواجب العلماء والدعاة والناظرين .
ول سنا الن ننطلق من ال صفر ،ول يس ل حد أن يُل قي بث قل هذه الواجبات على
طلب العلم؛ فإن هذا من إ سناد ال مر إل غ ي أهله ،و هو من أشراط ال ساعة ،و هو م ا
يؤدي إل الف ساد والف ساد والف ت ،ول يس م ا يف يد ال مة أن ي صي الشباب بأجع هم من
أ ساطي ال سياسة() 1؛ فإن هذا م ا يؤدي إل ال هل بالعلوم الشرع ية ،وإل تق سيم ال مة إل
أحزاب سياسية متناحرة ،كل حزب يريد أن ينفرد بالكم ،وكل فرد يريد أن َيعْتَلي عرش
المامة والرئاسة .
هذا الداء بقوله (( :إنسا وال ل نولّي هذا المسر أحدا وقسد عال رسسول ال
طلبه ول أحدا حرص عليه )) ( ،) 2وهناك أحاديث أخرى ف حسم هذا الداء .
وأ حب أن أنقسل عن العلماء ه نا واجبات ولة المور ،وواجبات العلماء ،ح ت
يكون طلب العلم وشباب المة على بصيةٍ من أمرهم ودينهم .
قال الاوردي فس (( الحكام السسلطانية ))( ) 3متحدثا عسن واجبات الليفسة :
(( والذي يلزمه ف المور العامة عشرة ))؛ أذكر منها ما يأت :
- 79 -
(( -1ح فظ الد ين على أ صوله ال ستقرة و ما أج ع عل يه سلف ال مة ،فإن ن م
مبتدع أو زاغ ذو شب هة ع نه؛ أو ضح له ال جة ،وبيّ ن له ال صواب ،وأخذه ب ا يلز مه من
القوق والدود؛ ليكون الدين مروسا من خلل ،والمة منوعة من زلل .
-2تنف يذ الحكام ب ي التشاجر ين ،وق طع ال صام ب ي التنازع ي ،ح ت ت عم
صفَة؛ فل يتعدى ظال ،ول يضعف مظلوم .
الّن َ
-3حاية البيضة ،أو الذب عن الري؛ ليتصرف الناس ف العايش ،وينتشروا ف
السفار آمني من تغريرٍ بنفسٍ أو مالٍ .
-4إقامة الدود لتصان مارم ال تعال عن النتهاك وتفظ حقوق عبادة من
إتلف واستهلك .
-5ت صي الثغور بال ُعدّة الان عة والقوة الداف عة ،ح ت ل تظ هر العداء بغرة
ينتهكون فيها مرما ،أو يسفكون فيها لسلم أو معاهد دما .
() 1
سلِم أو يدخل ف الذمة؛ لقيام
-6جهاد من عاند السلم بعد الدعوة حت يُ ْ
بق ال تعال ف إظهاره على الدين كله . )) ...
وذكر واجبات أمي الهاد ،ومنها :
(( والرابع :أن يعرف أخبار عدوه حت يقف عليها ،ويتصفّح أحواله حت ببها
سلَم من مكره ،ويتلمس الغرة ف الجوم عليه .) 2())...
فيَ ْ
فهذه الواجبات فس العصسر الاضسر تُوزع على وزارة العدل و وزارة الدفاع و
وزارة الارجية ف الدولة السلمة ،فمعرفة واقع العدو وخططه العسكرية والربية تدخل
ض من واجبات وزارة الدفاع ،وخط طه ال سياسية تد خل ض من واجبات وزارة الارج ية
والسفارات ف البلدان الجنبية ،وهناك واجبات وزارة الداخلية ،وهي الفاظ على المن
والستقرار ،وهناك إدارات البحوث العلمية والفتاء والدعوة والرشاد من واجباتا :بثّ
- 80 -
الدعاة ف الدا خل والارج ،وإ صدار الفتاوى ال ت تُعال مشا كل ال مة العا مة والا صة،
وتوزيع الكتب النافعة ،وهناك وزارة الج والوقاف :تقوم بتنظيم شؤون الج ،وتنظيم
شؤون الساجد وأئمتها وغيها من الواجبات ...ول أستوف ذِكرَ كل ما يب أن يُقال؛
فلذلك مراجعه .
كلّ هذا وذاك من واجبات الدولة السلمة وأجهزتا وفروعها الختلفة ما ينتظمه
قوله تبارك وتعال :
( ) 1؛ أي :المراء والعلماء . َوأُولِي اْلَأمْ ِر مِنْ ُكمْ
و قد قا مت هذه الوزارات والهات على درا سات طويلة وتط يط ،و ما كان ف
شيء منها من تقصي؛ فيجب على العلماء أن يقوموا بالنصح والتوجيه بالكمة والدب
والعقل ،حت يتحقق التكامل الطلوب أو السداد والقاربة .
وعلى كل حال؛ ف كل ما ذكرناه من هذه الواجبات العظام من واجبات ولة
المور قد قرره العلماء من متلف الذا هب ف ضوء توجيهات الكتاب وال سنة ،ولي ست
هذه من واجبات ول من حقوق طلبة العلم ول عامة الناس .
)) و من شاء معر فة الز يد من ها و من تفا صيلها؛ فلي جع إل (( الحكام ال سلطانية
لبس يعلى ،و (( الحكام السسلطانية )) للماوردي ،وكتاب (( السسياسة الشرعيسة )) وكتاب
(( السبة ))وكلها لشيخ السلم ابن تيمية .
ول يوز أن نبدأ من الصفر ،ول يوز إشغال الشباب وصغار طلبة العلم با ليس
ل م ول يس من واجبات م عقلً ول شرعا؛ فإن ذلك يؤدي إل الف ساد والفو ضى والف ت،
وإ نه ل ن مناز عة المر أهله الذي حر مه ال ور سوله ،وأ خذ رسول ال علي نا الع هد أن ل
ننازع المسر أهله ،حتس تروا كفرا بواحا عندكسم فيسه مسن ال برهان ،والدلة كثية على
ذلك .
- 81 -
قال ش يخ السلم ا بن تيم ية رحه ال (( :و كل ب ن آدم ل ت تم م صلحتهم ل ف
الدنيسا ول فس الخرة إل بالجتماع والتعاون والتناصسر؛ فالتعاون على جلب منافعهسم،
والتناصر لدفع مضارهم ،ولذا يقال :النسان مدن بالطبع .
فإذا اجتمعوا؛ فل بد لم من أمور يفعلونا يتلبون با الصلحة وأمور يتنبونا لا
فيها من الفسدة ،ويكونون مطيعي للمر بتلك القاصد ،والناهي عن تلك الفاسد .
فجميع بن آدم ل بد لم من طاعة آمر وناه ،فمن ل يكن من أهل الكتب اللية،
ول من أهل دين؛ فإنم يطيعون ملوكهم فيما يرون أنه يعود بصال دنياهم؛ مصيبي تارة
ومطئ ي أخرى ،وأ هل الديان الفا سدة من الشرك ي وأ هل الكتاب ال ستمسكي به ب عد
التبديل أو بعد النسخ والتبديل ...مطيعون فيما يرون أنه يعود بصال دينهم ودنياهم ...
فإن الناس ل يتنازعوا فس أن عاقبسة الظلم وخيمسة ،وعاقبسة العدل كريةس ،ولذا
يروي (( :ال ين صر الدولة العادلة وإن كا نت كافرة ،ول ين صر الدولة الظال ة ولو كا نت
مؤمنة )) .
وإذا كان ل بدّ من طا عة أمر وناه؛ فمعلوم أن دخول الرء ف طاعة ال ورسوله
خي له ،وهو الرسول النب المي الكتوب ف التوراة والنيل ،الذي يأمر بالعروف وينهى
عن النكر ،ويل لم الطيبات ويرم عليهم البائث ،وذلك هو الواجب على جيع اللق :
قال تعال :
(. ) 1 ع ِبِإذْنِ ال ّلهِ
َومَا َأرْ َسلْنَا مِنْ رَسُولٍ ِإلّا لِيُطَا َ
وقال تعال :
- 82 -
جدُوا فِي
ج َر بَيَْنهُ مْ ثُمّ ل يَ ِ
فَل َورَبّ كَ ل ُي ْؤمِنُو نَ حَتّ ى يُحَكّمُو َك فِيمَا شَ َ
(.) 2( ) 1 سلِيما
سلّمُوا تَ ْ
ت وَيُ َ
َأْنفُسِ ِهمْ َحرَجا مِمّا قَضَ ْي َ
وقال الشيخ ممد رشيد رضا (( :هذا التدبر والتذكر الذي نطالب به السلمي
آنا ب عد آ نٍ ،ك ما هي سنة القرآن ،ل ي نع أن ي تص أولو ال مر من هم با ستنباط الحكام
العامة ف السياسة والقضاء والدارة العامة ،وأن يتبعهم سائر المة فيها؛ فإنّ ال سبحانه
ب عد أن أن كر على أولئك الفر يق من الناس ترك تدبر القرآن أن كر علي هم أيضا إذاعَتَ هم
بالمور العامة التعلقة بالمن والوف ،وهداهم إل ردها إل أول المر الذين هم أعلم با
ينبغي أن يعمل ،وأقدر على استنباط ما يب أن يتبع ،فقال :
خوْ فِ أَذَاعُوا بِ هِ وََلوْ رَدّو هُ إِلَى الرّ سُولِ وَإِلَى
وَإِذَا جَا َءهُ مْ َأمْرٌ مِ نَ اْلَأمْ نِ َأوِ اْل َ
أُولِي اْلَأمْرِ مِنْهُ مْ َلعَ ِلمَ هُ اّلذِي نَ َي سْتَنِْبطُوَنهُ مِنْهُ مْ وََلوْل َفضْلُ اللّ هِ عَ َليْكُ مْ وَرَ ْحمَتُ هُ لَاتَّبعْتُ مُ
(.) 3 الشّيْطَانَ ِإلّا قَلِيلً
قيل :إن هذه الية ف النافقي ،وهم الذين كانوا يذيعون بسائل المن والوف
ونوها ما ينبغي أن يُترك لهله ،وقيل :هم ضعفاء الؤمني..
فخوض العامة ف السياسة وأمور الرب والسّلْم والمن والوف أمر معتاد ،وهو
ضارّ جدّا إذا ُشغِلوا بسه عسن عملهسم ،ويكون ضرره أشسد إذا وقفوا على أسسرار ذلك
ْهس ضرر مسا يقولون،
وأذاعوا بسه ،وهسم ل يسستطيعون كتمان مسا يعلمون ،ول يعرفون كُن َ
وأضره علم جواسسيس العدو بأسسرار أمتهسم ،ومسا يكون وراء ذلك ،ومثسل أمسر الوف
والمن سائر المور السياسية والشؤون العامة الت تتص بالاصة دون العامة )) .
قال (( :وقال الستاذ المام( : ) 4أي أنم من الطيش والفة بيث يستفزهم كل
خب عن العدو يصل إليهم ،فيطلق ألسنتهم بالكلم فيه وإذاعته بي الناس ،وما كان ينبغي
- 83 -
أن يش يع ف العا مة أخبار الرب وأ سرارها ،ول أن توض العا مة ف ال سياسة؛ فإن ذلك
يشغل ها ب ا ي ضر ول ين فع؛ ي ضر أنف سهم ب ا يشغل هم عن شؤون م الا صة ،وي ضر ال مة
والدولة با يفسد عليها من أمر الصلحة العامة ...
وللمستنبطي وجهان :
وبعض أول المر؛ فالعن :لو أن أولئك الذيعي ردّوا أحدها :أنه الرسول
ذلك المر إل الرسول وإل أول المر؛ لكان علمه حاصلً عنده وعند بعض أول المر،
وهم الذين يستنبطون مُثُلَ هُ ويستخرجون خفاياه بدقة نظرهم؛ فهو إذن من المور الت ل
يَكْتَنِهُ سِ ّرهَا كُلّ فرد من أفراد أول المر ،وإنا يدرك غوره بعضهم؛ لن لكل طائفة منهم
ا ستعداد للحا طة بب عض ال سائل التعل قة ب سياسة ال مة وإدارات ا دون ب عض؛ فهذا ير جح
رأيه ف السائل الربية ،وهذا يرجح رأيه ف السائل الالية ،وهذا يرجح رأيه ف السائل
القضائية ،وكل السائل تكون شورى بينهم؛ فإذا كان مثل هذا ل يستنبطه إل بعض أول
ال مر دون ب عض؛ فك يف ت صح أن ت عل شرعا ب ي العا مة يذيعون به )) اه س .وله كلم
جيد بعد هذا .
والشا هد أن القرآن وال سنة وعلماء ال مة جعلت لول ال مر من المراء وأول
ال ل والع قد أمورا يت صون ب ا دون غي هم ،ل يوز للعوام وأمثال م م ن ينت مي إل طلب
العلم أن يزاحو هم ويركضوا ف مياد ين ل يعرفون أبعاد ها وأغوار ها ،ويتر تب على هذه
الزاحة والنافسة من الضرار بأنفسهم وأمتهم ما ل يعلم مداه إل ال .
و قد ُلمِ سَتْ ثار مشار كة ومزاح ة ب عض طلب العلم ف أنف سهم و ف علم هم
وأخلق هم ما ل يدر كه إل أولو الن هى وإن ل يدرك هؤلء التضررون فدا حة ما نزل ب م
وبدينهم وبأمتهم .
وممد عبده عليه مؤاخذات ،منها مالفته لا عليه أهل السنة والديث، () 4
لكن كلمه هنا يتفق مع منهج السلف وتفسيهم لذه الية ...وقد أُّلفَت ف ممد
عبده ومدرسته العقلنية رسائل وكتب .
- 84 -
وإن لرجو ملصا أن يثوبوا إل رشسسدهم ،فيستفيدوا من التوجيهات
الربانية والنبوية ،ومن توجيهات علماء المة :فقهاء ،ومدثي ،ومفسرين .
ورحم ال امرأ عرف قدر نفسه؛ فالتزم حدود ما أنزل ال ورسوله ،وعرف لكل
ذي حق حقه .
وأما العلماء؛ فقد ذكرنا ما يب عليهم من فروض الكفاية فيما نقلناه عن ابن
عبدالب وابن تيمية رحهما ال .
وأض يف ه نا ما آخذه من ع مل ال سلف وجهاد هم ف ميدان العلم والدعوة إل
ال ،وما تستدعيه أوضاع السلمي وأحوالم ومصال دينهم؛ فمن ذلك :
أولً :معرفسة مسا يُدبره العلمانيون والشيوعيون واليهود والنصسارى ومنظماتمس
ومططاتم ضد السلم والسلمي .
فل يوز للعلماء أن َيغْفلوا عسن مكايدهسم وأعمالمس ومؤلفاتمس وتبشيهسم
و سنته ،ول ما يكيدون به ودعوات م ،و ما َيدُ سّونه من سوم ضد القرآن والر سول
عقائد السسلم ومناهجسه ،ول يوز الغفلة عسن ماولتمس الكثفسة لتنصسي أو علمنسة أبناء
السلمي .
ومع ذلك؛ فل يستطيع ردّ هذا الكيد والكر أطفال السلمي وطلبتهم ،بل يب
أن يتصدى لذلك العلماء الفذاذ الحنكون ف كل مال .
فيجب أن ينّد بعض الذكياء والعباقرة من أقسام العقيدة لرد هذه الكايد .
جنّ د الذكي ساء والنوا بغ من التخ صصي ف ال سنة ف
وكذلك ل بد من أن يُ َ
دحض هذه اللعيب ،وبعض النوابغ ف أقسسسسام الستشراق لرد مكايد
ودسائس الستشرقي .
ثانيا :ل يوز أيضا الغفلة والتهاون بأهل البدع ومكايدهم وأخطارهم .
فيجب أن يند لم من العباقرة من أقسام العقيدة والتخصصي ف علوم السنة من
يلحق هم ويرد مكايد هم وأخطار هم؛ فإن الروا فض وغلة الت صوف بفرق هم والحزاب
- 85 -
الشكلة من هذه الصناف قد أثخنت ف السلم والسلمي أكثر مرات ومرات وأشد ما
ناله العداء الارجون من ال سلم وال سلمي ،ول ين ته خطر هم ول ي قف ،بل هو يتزا يد
ويكثف ويتفاقم على امتداد الزمان ماضيا وحاضرا ومستقبلً .
فالتهوين من شأنم وصرف العلماء عن مواجهتهم هو من مكايدهم الفية الت ل
يُدرك ها إل النّبهاء ألو الب صر النا فذ ،و قد بَيّ نَ المام ا بن تيم ية وا بن الوزي وغيه ا أن
خطرهم أشد من خطر العدو الارجي ،وفسادهم أعظم وأعظم .
فإذا قام مسن ذكرناه من العلماء بذه الواجبات العظي مة؛ سسقط الرج والطال بة
عسن المسة :علمائهسا ،وطلباس ،وعامتهسا ،ول يوز أن يُنتقسص أحسد منهسم؛ فإن ذلك
النتقاص من الظلم والعدوان على أعراض حرّمها السلم .
- 86 -
المسألة الخامسة
اختلف كلمه في تعريف
الفرقة الناجية وغرابته
الفر قة الناج ية بأن م من كان · قال الش يخ سلمان (( :ح ي ي صف الر سول
على ماكان عل يه وأ صحابه؛ فإ نه يشدّهُم إل ال ثل العلى الذي تق قت ف يه وبرزت من
خلله خصائص الفرقة الناجية ،وهي :
-1الستجابة الكاملة للوحي وعدم التقدي بي يديه :
إنّ العلم والفقه الصحيح الكامل ف العقائد والشرائع والداب وغيها ل يكون
إل عن طر يق الو حي النل – قرآنا و سُنةً ،-وذلك بالعلم بال وأ سائه و صفاته وأفعاله
) 1()) ...اهس .
واستمر َي ْفصِلُ وُيفَرّقُ بينهم وبي أهل الهواء .
(( -2التأثر الوجدان العميق بالوحي واليان :
إن هذا العلم الصحيح الوثق بالدليل الثابت كان علما نافعا ،وليس حقائق ذهنية
مردة يتعامل معها العقل فحسب دون أن يكون لا علقة بالقلب والوارح ،كذلك كان
،وكذلك يكون لدى الفرقة الناجية الت هي على ما كانوا المر لدى أصحاب ممد
عليه )) ( ) 2اهس .
ث استمر يوضح ،ويؤكد صفات هذا التأثر .
(( -3صياغة الياة العملية والفردية والماعية على مُقْتَضى الوحي :
- 87 -
سَتقِرّة فيه ،ل ُبدّ أن تُثْمر ثرتا الطبيعية ف
إنّ تلك العان الراسخة ف القلب ،ا ُل ْ
سلوك الن سان؛ ب يث تتك يف سائر أعماله ومواق فه وخطرا ته وخطوا ته مع هذا الشعور
اليقظ ف القلب ،فيتحقق للمؤمن من العبادة والسلوك والستقامة ولزوم الادّة ،ومن الب
والح سان وال صلة والود واليثار وح سن اللق ،و من الهاد والدعوة وال مر بالعروف
والنهسي عسن النكسر ،ومسن الصسب والثبات والرأة ف القس ،ومسن التر فع عسن سسَفاسِفِ
الخلق وم ساوئها والتَّنزّ هِ عن الدنا يا؛ يتح قق له من ذلك كله ما يكون ترج ة عمل ية
ناطقسة لذا الشعور ا ُل سْتَسِر ف القلب ،وب ي هذه الوا نب العمل ية وغيهسا ،وب ي حال
بقوله ف حديث النعمان بن القلب ،علقة ل يكن أن تتخلف ،وقد شرحها الرسول
بش ي ر ضي ال ع نه ... (( :أل وإن ف ال سد مض غة :إذا صَلُحت؛ صَ ُلحَ ال سد كله،
وإذا فسدت؛ فسد السد كله ،أل وهي القلب )) .
فمادة صلح هذه الض غة هي الو حي الذي ينل علي ها نزول ال طر على الرض
)) العطشى ،فتروى منه بعد ظمئها ،وتُثمر الصال من العتقاد والشعور والقول والعمل ..
اهس .
وا ستمر يشرح و يبي حد يث (( :م ثل ما بعث ن ال به من الدى والعلم كم ثل
غيث ... )) ...
إل أن قال (( :وهذا يؤ كد أن من صفات الفر قة الناج ية وخ صائصها أل تع يش
صفَت ب ا
لنف سها فح سب وتدع الناس وشأن م ،بل تع مل بدّ على تق يق الَيْ ِرّيةِ ال ت وُ ِ
هذه المة ف قوله تعال :
ف وَتَ ْن َهوْ نَ عَ نِ الْمُنْ َكرِ
كُ ْنتُ مْ َخ ْيرَ ُأمّةٍ أُ ْخرِجَ تْ لِلنّا سِ َت ْأ ُمرُو نَ بِالْ َم ْعرُو ِ
(. ) 1 وَُت ْؤمِنُونَ بِاللّه
إذ إن الهمة الربانية الت انتدبت لا هي مهمة على مستوى النسانية كلها ،بداية
البشرية إل الق السماوي التمثل بالسلم ،وإقامة الكومة الدينية الت ترعى هذه الهمة
- 88 -
وتد فع عن ها العوادي وتز يل الظلم عن ال ستضعفي ،ح ت تكون هذه الفئة جديرة بقوله
تعال :
(. ) 1 َومِمّنْ َخ َلقْنَا ُأمّةٌ َي ْهدُونَ بِالْحَ ّق َوِبهِ َي ْعدِلُونَ
فيكونون رُس ُسلَ( ) 2هدايةٍ ودعوة وإيان وأئمسة عدل فس الكسم والقضاء
والسلطان .
وسيأت ف فصل الطائفة النصورة مزيد إيضاح لذا العن ،إذ إنّ الهاد بالدعوة
هو أل يق ب صائص الطائ فة الن صورة وأقرب ،ولك نه يد خل ف خ صائص الفر قة الناج ية
باعتبار أنّ الطائفة هي جزء من الفرقة الناجية ،وهي تقوم بفروض الكفايات الت قصّر فيها
غيها ،ومِن حولا الفرقة الناجية تؤيدها وتؤازرها . ) 3( )) ...
* ما هذا يا أخ سلمان؟!
ليتك ل تدخل نفسك ف هذه الآزق ! ول تفرق بي الناجية والنصورة !
ف وصف الفرقة الناجية بأنم (( :من كانوا على ما كان تنقل عن رسول ال
وأ صحابه )) ،وت صف أ نت الفر قة الناج ية بأج ل ال صفات وأح سنها، عل يه ر سول ال
وتؤ كد ذلك بقولك (( :وب ي هذه الوا نب العمل ية وغي ها وب ي حال القلب عل قة ل
يكسن أن تتخلف )) ،وتؤ كد هذا بد يث النعمان ... (( :أل وإن ف ال سد مضغسة :إذا
صَ ُلحَت؛ صَلُحَ السد كله ،وإذا فسدت؛ فسد السد كله ،أل وهي القلب )) ،ث تقول :
(( إذ إن الهاد بالدعوة أليق بالطائفة النصورة )) ؟!
إن النكول عن الهاد والمر بالعروف والنهي عن النكر من علمات النافقي،
وإن ترك المر بالعروف والنهي عن النكر لن صفات اليهود .
كذا ! ول ينبغي أن يطلق وصف ( الرسل ) على غي رسل ال عليهم () 2
- 89 -
قال تعال :
ُلعِ نَ اّلذِي نَ َكفَرُوا مِ نْ بَنِي إِ سْرائيلَ َعلَى لِ سَا ِن دَا ُو َد وَعِي سَى ابْ نِ َمرْيَ مَ
(. ) 1 صوْا وَكَانُوا َيعَْتدُو َن * كَانُوا ل يَتَنَا َهوْنَ عَ ْن مُنْ َكرٍ
ذَِلكَ بِمَا َع َ
الفرقة الناجية بأنا من كان على ماكان عليه رسول ال لقد وصف رسول ال
الهاد ف سبيل ال والمر بالعروف وأصحابه ،ومن أبرز صفات أصحاب رسول ال
والنهي عن النكر والدعوة إل ال ،وما كانوا خي أمة أخرجت للناس إل بذه الصفات :
ف وَتَ ْن َهوْ نَ عَ نِ الْمُنْ َكرِ
كُ ْنتُ مْ َخ ْيرَ ُأمّةٍ أُ ْخرِجَ تْ لِلنّا سِ َت ْأ ُمرُو نَ بِالْ َم ْعرُو ِ
(.) 2 وَُت ْؤمِنُونَ بِال ّل ِه
و ما ا ستحقت الفر قة الناج ية النجاة من النار إل بتو فر هذه ال صفات في ها ،فإذا
جردت منها؛ فهي من الفِ َرقِ الالكة .
سلّي
إن قولك هنا (( :إن الفرقة الناجية تؤيد الطائفة النصورة وتؤازرها)) :قد ُي َ
من يرى التفرفة ،وأما من ليرى التفرقة؛ فيقول لك :إذا كانت تؤازرها وتؤيدها؛ فهي
منها ،وهي شيء واحد ،والفصل بينهما صعب جدّا ،وأين الدليل على أن الفرقة الناجية
ليست إل مؤازرة للطائفة النصورة؟!
والرّزِّيةُ كل الرّزِّيةِ ف قولك (( :وداخل هذه الدائرة الكبى وهي دائرة السلم
دائرة أض يق و هي دائرة الفر قة الناج ية ،وتش مل من التزموا بال سلوك ال ستقيم والعقيدة
ال صحيحة ،ول يقوموا ب ا وراء ذلك( ،) 3وهناك دائرة ثال ثة أض يق من هذه الدائرة ،و هي
أفضل وأشرف وأعظم ،وهي دائرة الطائفة النصورة الذين َيذُبّون عن الدين وينافحون عنه
ويتحملون الذى واللواء ف سبيله ،فينصرهم ال عزّ وجلّ ))(. ) 4
فأين الؤازرة هنا إن سلمنا جدلً أن بينهما فرقا؟! . () 3
- 90 -
أقول :سبحان ال ! أي قيمة للفرقة الناجية إذا كانت ل َت ُذبّ عن دين ال ،ول
تنافح عنه ،ول تتحمل الذى واللواء ف سبيله؟!
أخي سلمان ! من الي لك أل تتجشم هذه الآزق ،ول تسبق إل قول ل يسبقك
إل يه إمام ،ول تر هق نف سك بخال فة أئ مة ال سلم وال مة من ورائ هم ،وإ نك ل ت ستطيع
الفصل بي الطائفة النصورة والفرقة الناجية حت يَلِجَ المل ف سمّ الياط !!
· قال سلمان (( :فالعدل والنصاف يقتضي أن ل تكون الفرقة الناجية أشخاصا
مددة فحسب ،بل خصائص وسات ينبن عليها منهج يُتَّبعُ ،وطريق يُسلك ،وأصول يُ ْلتَزم
باس؛ بيسث يكون الوافسق لذه الصسول ،التبسع لذا النهسج ،التحلي بذه الصسائص
والسمات؛ مّن يُرجى دخوله فيها فردا كان أو جاعة ،وبأي اسم تسمى ،ما دام ل يدين
ببدعة ،ول يتعمد مالفة الكتاب والسنة )) .
وقال (( :ولو أنصسفوا لعلموا أن الفرقسة الناجيسة هسي منهسج ومشرع وصسفات
وخصائص ،وليست اسا يُنتحل ول دعوى تدعى ))(.) 1
* أقول :والواب با يلي :
أولً :الظا هر أن الخ سلمان يت صور أن ال سلفيي الذ ين أطلقوا على أنف سهم
أهل الديث ،وهم السلفيون ف الند وباكستان وغيها ،بأنم قد احتكروا لفظ ( أهل
الديث ) لنفسهم ،وبالتال احتكروا الفرقة الناجية .
ونن نطمئنه أن المر بلف ما يتصور؛ فإنم يعتبون كل من تسك بالكتاب
وال سنة و سار على طري قة ال صحابة والتابع ي ل م بإح سان وطري قة أئ مة الدى ف ف هم
الكتاب والسنة من الفرقة الناجية النصورة .
ثانيا :إنّ الذي ل ين طق عن الوى وأو ت جوا مع الكلم قد حدد و صف الفر قة
وأصحابه ودان بذلك أئمة السلم الناجية بأنم من كان على ما كان عليه رسول ال
ليس بينهم نزاع ف ذلك .
- 91 -
ثالثا :إن أئمة السلم قد ربطوا ذلك بأهل الديث ،وألقوا بم من سار على
نجهم؛ فأهل الديث بيت القصيد وعي القصد الول؛ فل ينبغي لسلمان أن يغامر هذه
الغامرة ،فيفك هذا الرتباط الوثيق الذي ل ينفصم حت يأت أمر ال .
والل حظ على سلمان أنّ ه تارةً ي عل الفر قة الناج ية جا عة ،وتارة جاعات من
الب شر ،وتارة صفات وأنا سا ،وتارة صفات ،وهذا أغرب ا؛ فإ نه إذا كا نت الفر قة الناج ية
منهجا ومشرعا وصفات وخصائص ،ول ندري ما هي هذه الصائص والصفات والنهج
والشرع؛ دخل نا ف متاهات ل نا ية ل ا؛ فال صفات ل تقوم إل بو صوفي ،والعراض ل
تقوم إل بواهر على حد تعبي أهل الكلم .
والقي قة أن ال صورة الشّوهاء ال ت يت صورها سلمان عن أ هل الد يث التأخر ين
من هم هي ال ت جعل ته يضطرب هذا الضطراب ،ويت صرف هذا الت صرف ،الذي ل ي سبقه
إليه أحد ،والذي نرجوا أن ل يلحقه فيه أحد ،وأن يني ال بصيته ،حت يدرك كما أدرك
أ هل الن صاف والعدل (( :أن الفر قة الناج ية والطائ فة الن صورة هم أ هل الد يث و من
يبهم وينصرهم ويسلك منهجهم ،وأن بغضهم من علمات أهل البدع والضلل )) .
- 92 -
المسألة السادسة
إهماله ذكر أهل الحديث
ل يكن أن يوجد ف الفرقة الناجية منافقون؛ لن ذلك يتعارض مع شهادة () 1
رسول ال لم بالنجاة ،وقد يَْندَسّ فيهم حالة انتصارهم العسكري وقيام دولة لم
من ليس منهم؛ كما حصل مثل ذلك ف العهد الدن بعد قيام الدولة السلمة .
- 93 -
كشحا ،الولي منهم والخرين ،فصارت البحوث والعناوين والوازنات والقارنات باسم
الفرقة الناجية الكونة من تلك الصناف الت أخرج منها أهل الديث التأخرين ،وباسم
الطائفة النصورة ،وباسم أهل السنة والماعة ،وباسم الغرباء على النحو التال :
أهل السنة والماعة ( :ص . ) 125
غربة الفرقة الناجية ( :ص . ) 127
الطائفة النصورة ( :ص . ) 137
أقوال الئمة ف تديد الطائفة النصورة وغربتها ( :ص . ) 206
مكان الطائفة النصورة وزمانا ( :ص . ) 213
غربة الطائفة النصورة َ :منْ هم الغرباء؟
القصودون ف الديث( ( ) 1ص . ) 235 ،223
بي الغرباء والفرقة الناجية والطائفة النصورة ( :ص . ) 233
هل بي الفرقة الناجية والطائفة النصورة تغاير ( :ص ) 238؟
علقة هذه السميات الثلثة بعضها ببعض ( :ص .) 2() 249
الغرباء ،الفرقة الناجية ،الطائفة النصورة؛ عند أئمة السنة أن هذه الصفات كلها
إنا هي صفات أهل الديث .
وكان ينبغسي أن يسسلك مسسلك علماء السسلم فيكون أهسل الديسث هسم مور
كلمسه ،يذكسر فضائلهسم ومناقبهسم ومدح الئمسة لمس نثرا ونظما ،ول داعسي لكسل هذه
القارنات والغايرات والناقشات .
هنا ذكر تفسي أن الغرباء هم أهل الديث الولون عن عبدان ،ث أدخل () 1
ف معناه غيهم ،حت أدخل ف الغربة الواردة ف الديث الفرق الالكة .
انظر " :صفة الغرباء " . () 2
- 94 -
المسألة السابعة
تقسيمه خصائص أهل الحديث
· قال سلمان (( :إن خ صائص الفر قة الناج ية ال ت تقدم بيان ا تتل خص ف ثل ثة
جوانب؛ هي :
-1العلم والفقه الصحيح البن على الوحي ،سواء ف مال العقيدة أو الشريعة؛
بيث ل يكون لم مع النص رأي ول اختيار .
2و -3تك يف الشعور والوجدان والع مل والترك مع هذا العلم ال صحيح؛
فالبس والبغسض ،والولء والباء ،والقرب والبعسد ،والخسذ والترك ،والعطاء والنسع،
والقدام والحجام ،وسائر العمال القلبية أو اللسانية أو البدنية؛ ل يرج شيء من ذلك
كله عما يقتضيه هذا العلم .
ولذه الصائص آثار عظيمة ف حياتم الفردية والماعية :
منها أنم يكونون أبعد الناس عن الختلف والفرقة وأقربم إل الوحدة واللفة،
س ّلمُون جيع هم لذلك؛ بلف غي هم من أ هل
إذ إن م يعتمدون على الو حي وال نص ،ويُ َ
الهواء والبدع م ن يُحَكّمون عقول م وأهواء هم ف الن صوص ،ويرفون ا عن مواضع ها،
فيقعون ف الختلف العظيم؛ إذ العقول والهواء ل تنضبط ول تتناهى .
ومنهسا رأفتهسم بالخالف ،وحرصسهم على هدايتسه ،وتاشيهسم عسن إطلق ألفاظ
التكفي على مالفيهم ما ل يروا كفرا بَواحا صراحا عندهم من ال فيه برهان؛ بلف أهل
() 1
)) البدع الذين يكفر بعضهم بعضا لدن اختلف ويُكفّرون أهل التّباع والق والسنة
اهس .
" صفة الغرباء " ( .) 239واليوم القطبيون أو كثي منهم يكفرون أهل الق () 1
- 95 -
* أقول :
-1هذا و صف متاز للفر قة الناج ية؛ فلي ته و صف به أ هل الد يث() 1؛ فإ نا ل
نعرف فرقة على وجه الرض منذ افترقت المة إل يومنا هذا أول بذه الصفات منهم .
-2وليته ل ُيفَرّق بعد هذا بي الطائفة الناجية والطائفة النصورة؛ فإنه إذا كان
يعتقد أنا تتصف بالعلم الصحيح البن على الوحي ...إل ،وأنا تتصف بتكيف الشعور
والوجدان والعمسل والترك مسع هذا العلم الصسحيح؛ فالبس والبغسض ،والولء والباء،
والقرب والب عد ،وال خذ والترك ...و سائر العمال القلب ية والل سانية والبدن ية؛ ل يرج
شبِهو نَ الصحابة ،ول يفوقهم
شيء من ذلك كله عما يقتضيه العلم؛ فإنم بذه الصفات يُ ْ
أحد ف السابق واللحق ،وهي صفات الطائفة الناجية والنصورة .
ول يكن أن يُقال ف هؤلء :إنم يتقاعسون عن الهاد بالال والنفس :
لن مسن فكّرس منهسم فس التقاعسس عسن الهاد؛ سسوف تُلح عليسه آيات الهاد،
وأحاديسث الهاد ،وعلمسه الصسحيح ،وارتباطسه بالوحسي وجدانا وشعورا وعملً باللسسان
والقلب والبدن ...إل ،وسسوف يلحقسه حديسث (( :مسن مات ول يغسز ول تدثسه نفسسه
بالغزو؛ مات على شعبة من النفاق )) .
وإذا تقاعس عن المر بالعروف والنهي عن النكر؛ سوف تلحقه النصوص الت
تَكَيّفَ با شعوره ووجدانه ...إل ،ول سيما قول ال تعال :
(.) 2 كَانُوا ل يََتنَا َهوْنَ عَ ْن مُنْ َك ٍر فَ َعلُو ُه
وإذا حدثته نفسه وشيطانه بالتقاعس عن نشر العلم؛ فسوف يقض مضجعه :
لقد أعجبن وصف سلمان الفرقة الناجية هذه الصفات الرائعة ،ولكن يرد عليه () 1
أنه جعل من هذه الفرقة فئات كثية وأتباع الذاهب الربعة إذا كانوا على العتقد الصحيح
...وبعض العوام الذين ل يدخلون ف شيء من البدع والنرافات؛ فإنم دون هذا الستوى
الذي وصف به الفرقة الناجية .انظر " :صفة الغرباء " ( ص . ) 120
الائدة . 78 : () 2
- 96 -
إِنّ اّلذِينَ يَكْتُمُو َن مَا أَْن َزلْنَا مِنَ الْبَيّنَاتِ وَاْل ُهدَى مِنْ َب ْع ِد مَا بَيّنّاهُ لِلنّاسِ فِي
(.) 1 الْكِتَابِ أُولَِئكَ َي ْلعَُن ُهمُ ال ّلهُ َوَي ْلعَُنهُمُ اللّاعِنُو َن
فلو فرضنا أن هناك فرقا بينها وبي الطائفة النصورة؛ لكانت الطائفة الناجية بذه
الصفات أفضل وأكمل ،ول يفوقها إل الصحابة بفضل الصّحبة .
فما كان لسلمان بعد أن وصف الفرقة الناجية بذه الصفات العظيمة أن ُيفَرّقَ
بينها وبي الطائفة النصورة ،فإذا أب إل التفريق؛ فإنه كان ينبغي أن يفضل الناجية على
النصورة .
· وقال سلمان (( :أما خصائص الطائفة النصورة؛ فكانت :
-1أنا ملتزمة بالق ،مستقيمة على الدين الصحيح ،سائرة على السنة .
-2أنا قائمة بأمر ال ،وذلك بنشر السنة والمر بالعروف والنهي عن النكر
والهاد .
-3أنا مددة للمة ما اْندَ َرسَ من دينها )) (. ) 2
وفصّل الشيخ سلمان ف شرح هاتي الصوصيتي .
* ولك ن ل أ ستطيع أن أت صور أو أت يل مه ما حلّ قَ خيال أن تكون هاتان
الصلتان لغي أهل الديث؛ لنم هم الذين َيلْتَزمون بالق ،والستقيمون على أمر ال ف
الاضسي والاضسر والسستقبل إن شاء ال ،وهسم الذيسن يقومون بنشسر السسنة فس الاضسي
والاضر؛ تَعلّما وتعليما ،ونشرا ودعوةً ،وبناء مساجد ومدارس؛ فمساجدهم ومدارسهم
وجامعاتم ف الدنيا كلها هي الت تقوم بنشر السنة تدريسا وتفقها على منهج سلفهم من
أئ مة الد يث ،فيأخذون عقائد هم من الكتاب وال سنة ك ما هو شأن أ سلفهم الكرام من
ال صحابة والتابع ي ،و هم الذ ين يؤ سسون دور الد يث ف ال ند وباك ستان والمل كة،
- 97 -
وأق سام الد يث ودور الد يث ف المل كة العرب ية ال سعودية ،وكل ية الد يث ف الام عة
السلمية .
فهات لغي هم من الفرق والحزاب ال سلمية من يقوم بن شر ال سنة على الو جه
الذي ذكرته !
وهات طائفسة تأمسر بالعروف وتنهسي عسن النكسر فس مال الجتماع والعقائد
والخلق !
وهات فرقسة تصسارع عسن التوحيسد والسسنة غيهسم ،وتارب الشرك والبدع
والضلل سواهم .
وأعمالمس هذه أفضسل مسن الضرب بالسسيوف؛ كمسا يعرف ذلك ويعتقده أهسل
النصاف والفضل .
أ ما التجد يد؛ في جب أن ُيعْتَبَر ما ذكرناه سابقا من أروع أعمال التجد يد الذي
حققه ال على أيدي هذه الطائفة الباركة أهل الديث السلفيي .
ث يب أن نعرف أن أحوال المة السلمية تردت إل الضيض ،وعاد السلم
غريبا ك ما بدأ ،و سادت الرافات الشرك ية ،وأطب قت ظلمات ال هل والتقل يد الع مى
وعبادة القبور ،فبعث ال دعوات تديدية كلها على أيدي أهل الديث .
أول هذه الدعوات :دعوة المام الجدد ممد بن عبدالوهاب ،الذي جدّد ال به
معال السلم واليان والتوحيد ف الزيرة العربية ،وامتدت أنوار وإشعاعات هذا التجديد
إل آسيا وإفريقية .
فقسد تردّت الوضاع فس الزيرة العربيسة إل حضيسض الهسل الُطبسق والشرك
القا تل ،إل من سلم ال من هم ح ت عُِبدَت القبور والحجار والشجار والنار ،و سادت
الفوضسى الجتماعيسة والخلقيسة والسسلب والنهسب وسسفك الدماء ،وعادت الغارات
شمّ ر هذا المام الشجاع
،ف َ والعارك القَبَ ِلّيةُ إل أ شد م ا كا نت عل يه ق بل بع ثة م مد
العال الجا هد عن ساعد ال د ،فد عا إل التوح يد وإل إخلص العبادة ل وحده ،وحارب
- 98 -
الشرك والبدع وأهلها ،وناضل وكافح ،حت هيأ ال له النود والنصار ،فنهضوا بدعوة
ال ق دعوةً وتعلما وجهادا بالعلم والبيان وبال سيف وال سنان ،ح ت قا مت دولة ال سلم
على قوا عد التوح يد وال سنة ،تر فع را ية التوح يد وال سنة ،وتط بق شري عة ال على أك مل
الوجوه ،وما يعي شه العال السلمي اليوم من وعي ويقظة إنا هو ع ند النصاف أ ثر من
آثار هذه الدعوة العلم ية الهاد ية ،ومدارس هذا البلد وجامعا ته وأعماله يض يء من ها نور
التوح يد وال سلم ،في ستضيء به ال سلمون إل يوم نا هذا وإل أن تقوم ال ساعة إن شاء
ال(. ) 1
ثانيت ها :دعوة أ هل الد يث ف ال ند :ل قد مَرّت على م سلمي ال ند قرون ل
يعرفون فيها من العلوم إل الفلسفة والنطق والكلم والتعصب الذهب العمى ،ول توجد
للحديث والتفسي ال سلفي والنهج السلفي عي ول أثر ،فأطبقت عليهم ظلمات الهل
والشرك والبدع ،حت هيأ ال أسرة الدهلوي ،فبدأت تتم بالسنة النبوية ونشرها ،وبارك
ال ف هذه الدعوة ،فترعرعت على أيدي أحفاد هذه السرة تعليما ودعوةً وجهادا ،فكان
منهسم الدعاة والبسزون ،والناظرون ،والؤلفون البارزون ،فأسسلم على أيدي دعاتمس
ومناظريهم ألوف اللوف من الوثنيي ،وعاد إل السلم القّ مئات اللوف من القبوريي
والبتدعيس ،ونفخوا روح الهاد فس القارة النديسة ،فأحيوا سسنة الهاد ضسد السسيخ
والنليز ،وكان جهادهم جهادا إسلميّا قائما على التوحيد والسنة ،فأقاموا للسلم دولة
فس شال غرب القارة النديسة آنذاك ،طبقوا فيهسا الشريعسة السسلمية ،غاظست كلّ مسن
قال رسول ال " :إن اليان ليأزر إل الدينة كما تأزر الية إل () 1
جحرها ".وقال " :إن السلم بدأ غريبا ،وسيعود غريبا كما بدأ ،وهو يأزر بي
السجدين كما تأزر الية إل جحرها " " .مسلم " ( كتاب اليان ،حديث 146و
. ) 147
- 99 -
البتدعي والقبوريي والنليز الصليبيي ،فتآمروا عليها ،فاغتالوا قادة هذه الدولة السلمة،
وقضوا على جيشها ،وكان أمر ال قدرا مقدورا (.) 2
ور غم ذلك؛ ف قد قا مت ل م جامعات ومدارس ف ال ند وباك ستان وبنغلد يش
ونيبال وجنوب شرق آ سيا وأفغان ستان ،ي شع من ها نور التوح يد وال سنة واليان ف هذه
الزمان ،وأهل ها يعانون من أذى وع نت الوثن ي والقبوري ي الرافي ي والزبي ي ما يلق يه
الدعاة الصلحون ف كل زمان ومكان .
ل يسستطيع عاقسل منصسف أن يقول عسن حركات تناهسض هذه الطائفسة الؤمنسة
وتتعا طف مع الروا فض وال صوفية والحزاب العلمان ية وتتحالف مع ها وت قف إل جانب ها
تؤيد ها حين ما َتدْلَهِمّ الطوب على ال سلمي أن يقول :إن ل ا أي ن صيب من التجد يد
الذي أشار إليه الديث النبوي ويعتبه النصفون العالون تديدا .
ثالثتهسا :دعوة الصسنعان فس اليمسن ،وحركسة الشوكانس ومدرسسته امتداد لاس،
والدعوة السلفية اليوم تعتب امتدادا لما ولدعوة المام الجدد ممد ابن عبدالوهاب .
رابعتها :دعوة الشيخ عثمان بن فودى ف شال نيجييا .
خامستها :دعوة أنصار السنة ف مصر والسودان .
سادستها :دعوة أ هل ال سديث ال سلفيسسة القائم سة الن ف الشام على يد
الشيخ الحدث ممد ناصر الدين اللبان .
وف هذه اليام قامت دولة التوحيد والسنة ف مقاطعة كُنر من أفغانستان () 2
على يدي الشيخ الجاهد جيل الرحن رحه ال تعال وجاعته من أهل القرآن والسنة،
فتآمر عليهم الروافض والرافيون حكومات وأحزابا ،ومن ورائهم الشيوعية والصليبية
والصهيونية ،وتكالبوا على تلك الماعة ،فقضوا على إمارتم القائمة بالتوحيد والهاد
والكتاب والسنة ،فاغتالوا أميها الشيخ جيل الرحن ،ودمروا إمارة التوحيد والهاد؛
نسأل ال أن يعيدها على أروع ما كانت ،وأن ينصرها على أعدائها ،ويغيظ با أهل
الباطل والهواء ف كل مكان .
· قوله (( :وخذ على سبيل ذلك أمثلة ف (( صحيح البخاري )) ف حديث الطائفة
النصورة :
لا تكلم معاوية رضي ال عله مع أهل الشام ف ذكر الطائفة النصورة (( :إنه ل
تزال طائفة من أمت على الق ظاهرين ))؛ قام مالك بن يامر وبه النسمة يقول :إنه سع
معاذا يقول :وهم بالشام .
قوله (( :وهم بالشام ))؛ من القصود؟!
أليس القصود ( الطائفة النصورة )؟
الطائفة النصورة إذن الن معاذ بن جبل ينقل أنم بالشام ،وينقله عن رسول ال
.
مالك بن يامر يقول :وهم بالشام .
معاوية رضي ال عنه لا احتج بذا الديث؛ ماذا كان يعن؟! كان يعن أن أهل
الشام الذين معه هم الطائفة النصورة ،ف مقابل من؟! ف مقابل أهل العراق ،علي رضي
ال عنه ومن معه بالعراق .
ف هل تظنون بعاو ية ر ضي ال ع نه أن كان يعت قد أن عليّا و من م عه من الفرق
الضالة الال كة أ هل النار؟! هل ي ظن ب م ذلك؟! حاشاه وحاشاه ،وإن ا كان يقول :ن ن
من صورون و هم ل ين صروا ،وهكذا كان؛ ف قد ن صر أ هل الشام ك ما هو معروف ،وآلت
الدولة إل بن أميسسسة ،فكسسانوا كما ذهب إليه معساوية
رضي ال عنه أنم كانوا هم النصورين ف تلك الفترة .
ول يعن أنم أول بالق من غيهم ،بل كان علي ومن معه رضي ال عنه أول
بالق من جوانب كثية ،لكن ل ف خلقه شؤون وحكم ،والمر ل من قبل ومن بعد .
انظر " :صحيح البخاري " ( كتاب العلم ،حديث . ) 71 () 1
انظر " :صحيح البخاري " ( كتاب الناقب ،حديث ( ،) 3641كتاب () 2
التوحيد ،حديث ،) 746و " مسلم " ( كتاب المارة ،حديث . ) 1037
وكذلك ورد ف حديث " :ل تزال الطائفة : " ...أنا على حق؛ ف () 1
رواية معاوية وثوبان وغيها ،وهذا كله يؤكد أنا واحدة .
" صحيح البخاري " ( /2/143برقم ،) 3500وانظر طرفه ( برقم () 2
. ) 7139
" صحيح البخاري " ( /2/143برقم ،) 3500وانظر طرفه ( برقم () 1
. ) 7139
ف ( البيوع ،حديث . ) 1587 () 2
" العقيدة الواسطية " ( ص -157-156مع شرح هراس ) ،وانظر " : () 1
كذا ف الصل! ولعل الصواب " :العدومي " . () 1
تعلق سلمان ببعض صفات الفرقة الناجية ،وهي كونا تقاتل ،فشطرها شطرين؛
تعلقا با يشبه خيط العنكبوت .
· قال سلمان (( :أما الطائفة النصورة؛ فهي فئة جادلت وحاربت وقاتلت ،بل إن
نص ف الديث على أن الطائفة النصورة يقاتلون أولً؛ ما قال؟ يقاتلون .والنصر النب
يصل للمقاتلي )) .
* أقول :من اللحظات على سلمان أن حسب اطّلعي على ما قاله ف أشرطته
وما سطره ف رسائله (( الغرباء )) و (( صفة الغرباء )) و (( من أسباب دفع الغربة )) :
-1أنه ل يتحدث عن تاريخ الطائفة النصورة مت بدأ ،وعن مراحل تاريخ هذه
الطائ فة ،و عن جهاد ها الع سكري والعل مي ،و عن العارك ال ت خاضت ها :ال كبى من ها
وال صغرى ،و عن جهاد ها العل مي والدعوي ،و عن مدار سها ال ت خر جت فحول العلماء
والبطال الغاوير والقيادات العسكرية .
بالجا بة الا سة الواض حة على هذه الت ساؤلت ي ستطيع أن ي سكت مالف يه ف
هذه السألة الكبية ويلقمهم أحجارا ف أفواههم ،وبدون هذه الجابة يظل كلمه هائما
غائما ،وي ظل القراء ل ا يقوله ويكت به هائم ي تائه ي حائر ين ف دوا مة ل نا ية ل ا؛ فل
يعرفون هذه الطائفسة بالتحديسد ،و ليعرف أبطالاس فس مياديسن الهاد العسسكري ،ول فس
ميسسسادين الهسساد العلمي ،ول ف
ميادين الهاد والتخطيط السياسي!!
-2ل ينهج النهج العلمي ف استيفاء أقوال العلماء والئمة الذين حلوا أحاديث
الفر قة الناج ية والطائ فة الن صورة على أ هل الد يث وأقوال من خالف هم من أ هل البدع؛
أعن :الطائفة الت يرمي إليها سلمان ف كتاباته وأقواله ،وهي فئبة حديثة () 1
ناشئة ،تلط بي الق والباطال ،وتفضل شخصيات بعيدة عن منهج السلف؛ دينها
خليط من التجهم والعتزال والتصوف الغال ،وبعض الرفض والطعن ف صحابة
رسول ال وخيار المة ،وبعض الفكار الوافدة من الشرق والغرب؛ كالشتراكية
والديقراطية ،تفضل هذه الشخصيات وفكرها على أفاضل العلماء السلفيي وعلى
منهجهم الشامل الالص من شوب الباطل والترهات؛ زعما منهم أن هؤلء العلماء
يهلون الواقع ،وأن منهجهم ل يثل إلّ جانبا من السلم؛ فاللهم رحاك رحاك
لشباب هذا حاله !
أخرجه البخاري ( – 23النائز ،حديث ،) 1367ومسلم ( -11 () 2
يقول هذا فيمن يسميهم بالفرقة الناجية ،ف الوقت الذي يرمي بعض الناس () 1
الذين هم من خلصائه وعلى منهجه المة كلها بالرجاء؛ لنا ل تعمل كما يريد؛
علما بأن الرجاء عنده ل يقل ف الشر عن العلمانية إن ل يكن شرّا منها .
العصر . 3 - 1 : () 2
ونن نرى ف هذا العصر أن كبار الساسة وكبار الفلسفة ل يزالون () 2
غارقي ف الشرك الذي يسميه الغالطون :الشرك الساذج والشرك البدائي؛ فمنهم من
يعبد الصنام ،ومنهم من يعبد الصليب ،ومنهم من بعبد القبور ،وإن كانوا من صناع
القواني والتشريعات الاهلية والشرك الضاري .
انظر " :رسالة السبة " ( ص ) 61لشيخ السلم ابن تيمية ،نشر الكتبة () 2
العلمية .
معلوم أن للفرقة الناجية ميزة اختصت با على سائر الفرق ،هي ضمان () 1
ناتا من النار ،وهي غي النجاة الت ضمنت للفرق الالكة ،وهي النجاة من اللود ف
النار .
" السنن " ( كتاب الهاد ،حديث ،) 2513أخرجه النسائي ف " السنن () 2
ف ( كتاب الفت ،باب فضل العبادة ف الرج ،حديث . ) 2948 () 3
.
انظر " :تفسي ابن جرير " ( ،) 189 ،187-13/184و " تفسي ابن () 4
كثي " ( -258-2/257ط .اللب ) و " الحرر الوجيز " لبن عطية (
. ) 117-6/116
:أنه قال (( :إن ابن هذا سيد ،ولعسل ال أن عنه عن النب
يصلح به بي فئتي عظيمتي من السلمي )) .
يدث نا و عب ف (( م سند أح د ))( .) 3بالطائفت ي بدل الفئت ي ،فقال :كان ال نب
يوما والسن بن علي ف حجره ،فيقبل على أصحابه ،فيحدثهم ،ث يقبل على السن فيقبله،
ث قال (( :إن ابن هذا لسيد إن يعش يصلح بي طائفتي من السلمي )) .
سى هذه ناج ية وتلك من صورة؛ فعلى ف هم ثانيا :لن سلم جدلً أن ر سول ال
سلمان تكون النجاة من النار خاصة بالفرقة الناجية ،وتكون النصورة من الفرق الالكة؛ لن
الظهور والنصر والغلب ل يستلزم النجاة؛ فإن الغلبة والظهور والنصر الادي والعسكري قد
كانست مسن حسظ الكفار فس غالب العصسور؛ فالفراعنسة والكلدانيون والتبابعسة والكاسسرة
والقياصرة وملوك الند والصي كان لم ملك وسلطان وجبوت وجيوش ل تقهر ،ولليهود
اليوم والن صارى من دهور وللهنادك والبوذي ي والشيوعي ي والروا فض والباطن ية والنافق ي
قد يقول سلمان :إن الطائفة النصورة جزء من الفرقة الناجية .فيقال له : () 1
إنك جعلتهما هنا متباينتي؛ تغلو ف إحداها ،وتط ف الخرى ،والق أنما فرقة
واحدة ،ولذا التفريق مآرب سياسية ،وليست من التحقيق العلمي ف شيء .
.
من : 6-1انظر " :شرف أصحاب الديث " ( ص ،) 27-26وانظر () 1
قول المام أحد ف " :علوم الديث " للحاكم ( ص ،) 2وقول الترمذي وعلي بن
الدين والبخاري أيضا ف " :سنن الترمذي ( . ) 504 /4
انظر :من ص ( ) 200 – 190من " البانة " . () 2
انظر من صفحة ( ) 200 – 190من " البانة " . () 3
انظر من صفحة ( ) 200 – 190من " البانة " . () 4
انظر " :الحسان بتقريب صحيح ابن حِبّان " ( . ) 23-20 /1 () 1
وأحاديث البدال كلها ضعيفة أو موضوعة ،ل تقوم با الجة ،ومفهوم () 1
المام رحه ال للبدال ليس كمفهوم غلة الصوفية الرافيي؛ فتنبه ! .
( ص ) 14-13من شرح الشيخ ممد خليل هراس . () 2
يعن :الهمية والعتزلة وسائر معطلة الصفات اللية . () 1
بلْطا ِن
َبهْتا بِهببا مِنببْ غَيْرِمَببا سب ُ بمّيُْتمُوهُم أَنْتُم ببُ وشُيوخُكُببم
سب َ
ب
عَنْهُببم َك ِفعْلِ السبباحِرِ الشيْطانب ِ وَ َجعَلْتُموهببببا سببببُبّ ًة لِتَُنفّروا
ب
بر الَديثببِ و ُمقْتَضببى القُرْآنبِ
غَيْب وأََبوْا ِبأَنببببببببْ يََتحَيّزوا ِلمَقَالَةٍ
() 1
)) ب
مِنببْ هذِهببِ الراءِ وا َلذَيَانب ِ ب
وأََبوْا يَدينُوا بِالّذي دِنْتُبببم بِهببب ِ
وقال رحه ال :
ب قُوى الِيانببببِ
َأمْرا ُت َهدّ لَهببب ُ ب مِْنهُمببُ
(( َفَلقَ ْد رَأَيْنببا مِنببْ فَريقب ٍ
ب َقوْلِ فُلنببِ
اَ ْخذُ الَديثببِ وتَرْكب ُ مِن بْ س بَّب ِهمْ أَهْ َل الَديث بِ ودِينُهُبم
أَ لجْلِ هذا َتشُْتمُوا ِبهَوانببببببِ؟! يَببا ُأمّةً َعضِبببَ اللهببُ َعلَيْهُببم
ب اللّهببِ والقُرْآنببِ
بببِإسْلمِ حِزْبب َ بم إذ َتشْتُمونببَ زَوامِلَ الببب
تَبّا لَكُب
ب
ببثِ خُلصبَة الِنْسبانِ والكْوان ِ ب مِن بْ أَهْ ِل الديب ب
وإِل أُول الفُرْقان ِ
ب
ب مِنبْ ذِي ِبدْعَ ٍة شَيْطان ِ
ببذا الدين ِ ب ِلحِفْظ بِ هب ب
َقوْم بٌ أَقامَهُم بُ الله ُ
يَ ْرفَعببْ بِهببِ رَأْسببا مِنببَ اُلخْسببرانِ وإِذا اسببْتَهانَ سببِوا ُهمُ بِالنّصببّ لَمببْ
بعسد أن وقال رحهس ال فس الكلم على حديسث موضوع فس كلم حار النسب
ذكسر كلم ابسن حبان وابسن الوزي بأنسه موضوع وأنسه ل أصسل له؛ قال (( :قلت :هذه
الحاديث وأمثالا هي الت جَرّأت الزنادقة واللحدة على الطعن ف السلم والقدح ف
الديسن؛ فالنايسة على السسلم بالوضاعيس والكذابيس تضاهسي النايسة عليسه مسن الزنادقسة
" النونية " ( -94-2/92مع شرح ابن عيسى ) . () 1
( ل ) 9من مطوطة تسمى بب " فوائد ف الكلم عن حديث الغمامة والعزلة () 1
والضب والغزالة وغيها " ،راجع " :فهرس مطوطات دار الكتب الظاهرية " ( ص ) 100
.
( . ) 1/211 () 2
هذا العنوان ل أدري أهو من الؤلف أو من الحقق؛ فإذا كان من الحقق؛ فقد () 3
رَب ّ الِحج َي ماحبي الدّجبى الشّيْبانب خَيْرُ الَل فَرْ ُد العُل الرّبانببببببب
ب وجَفَبا
بحْبِ ِه مِنببْ غَيْبر زَيْغبٍ
وصبَ بطَفى
ب النَبِيّب الُص ْ
ب فب َنهْج ِ
مبا كان َ
)) فبببببب فِ ْرقَةٍ ِإلّ َعلَى َأهْلِ الَثرْ ولَيْسبببَ هذا النّصبببّ جَزْما ُيعْتَبَرْ
ث شرح هذا البيات ،وذكر حديث افتراق المة إل ثلث وسبعي فرقة؛ كلها
ف النار إل واحدة ،ورد على من زعم أنّ الشعريّة والاتريديّة يدخلون ف هذه الفرقة،
وأكّد قوله با ف البيت الخي .
وقال ف شرح ( الفاء ) ف الب يت الثالث (( :وي صح أن يقرأ بالاء العج مة،
ويكون معناه :من غي ميل ول كتم ول ستر ،والافية ضد العلنية ))(. ) 1
وعلى كل حال؛ فهذا المام ل يرى تفرقة بي الطائفة النصورة والناجية ،ومعان
النصر للفرقة الناجية واضحة ف كلمه .
-28ومنهم شهاب الدين أحد بن ممد القسطلن ( ،ت 923هس ) .
قال رح ه ال ف كتا به (( إرشاد ال ساري لشرح صحيح البخاري ))( ) 2و هو يعلق
على قول البخاري بعد الترجة (( :وهم أهل العلم )) :
(( ول ب ذر (( :و هم من أ هل العلم )) .وروى البخاري عن علي بن الدي ن :
(( هم أصحاب الديث )) ،ذكره الترمذي )) .
ول يفرق ،ول يشر إل التفرقة ،ونج منهج الحدثي ف تفسي الديث .
-29ومن هم أ بو ال سن م مد بن عبدالادي الن في العروف بال سندي ( ت
1138هس ) .
ل يذكر الشيخ عبدال بن ممد رحه ال اسم الجيب ،ويستفاد من كلمه ف () 3
هذا الكتاب أن أحد معاندي الزيدية اعترض على أهل السنة ف مسائل عقدية ،فردّ عليه أحد
علماء السنة ،ث نصره الشيخ عبدال وأيّده بذا الكتاب القيم .
فهو مؤيد للمام ابن القيم ف أن أهل الديث هم الفرقة الناجية والطائفة
النصورة .
-40ومنهسم العلمسة ال َفذّ الشيسخ حافسظ بسن أحدس الكمسي رحهس ال ( ،ت
1377هس ) ،ألف كتابا سّاه (( أعلم السنسسسسة النشورة لعتقساد الطائفة
الناجية النصورة ))؛ قال ف هذا الكتاب (: ) 3
ب
وأَ َجلّهببا ِفقْهببُ الَديثببِ و ِع ْلمُهب ُ با َعِلمْتببَ كَثيٌَة
إنّ ب العُلومببَ كَمَب
ب ْهمٌُهُ
ب ْهمٍ فبب الَعال سب َ
فأَتَمّبب سب َ ب
ب تََيقّظب ٌ
ب كان طالِبُهببُ وفِيهب ِ
مَنب ْ
انظر كتاب " :أبو طاهر السلفي " ،تأليف الدكتور حسن عبدالميد () 1
خِيَارُ عِبا ِد اللّهبببِ فببب كُ ّل َمحْفَ ِل ب بِأَص بْحابِ الَديث بِ فَإِنّهُبم
َعلَيْك َ
نُجومببُ الُدى فبب أَغْيُببن الُتََامّ ِل ول َت ْعدُوَنببْ عَيْناكببَ عَنْهُبم فَإِنّهُبم
ب الَسبائ ِل
ب فَْتوَى فب فُنُون ِ
ب تَك ُ
ولَم ْ ب
ب عَالِم ٌ
ب الشّرْع َ
ب َيعْرِف ِ
ب لَم ْ
َفلَولهُم ُ
لَقَبببد َأحْرَزوا َفضْلً َعلَى كُلّ فاضِ ِل َفدَيتُهُبم مِن بْ عُص بْبَةِ ال ِعلْم بِ والُدى
ممد مرتضى السين البلجرامي :صوف ،مدّث ،من آثاره " :برنامج إجازة () 1
أمال النفي " و " مالس الشيخونية " و " تريج أحاديث خي النام " ،توف ( 1205هب)
.
" مقدمة تفة الحوذي " ( ص . ) 18-17 () 2
با
با دَجَبى الّليْلُ البَهيم بُ وَأ ْظلَمب
إذا مب بِ
بِ وَأ ْهلِهب
ب الَديثب
ومَبا النّورُ إلّ فب
ب إل الِبدَع انْتَمَبى
وأَعْمبى البَرايبا مَن ْ فَأَ عْلى البَرايَا مَنببْ إل السببّنَنِ اعْتَزى
() 2
ُسبلِمَا
كانب م ْ
َنب َُكب الثارَ م ْ
وهَ ْل يَتْر ُ بعْيُهُ
ضلّلَ س ب َ
ومَن ببْ تَرَك ببَ الثارَ ُ
ب
ب رَسبولِ الِب تَنْجُبو وتَ ْربَح ُ
ب عَن ْ
أَتَت ْ ب والسببّنَنِ الّتبب
ولُ ْذ بكِتابببِ الِب
ب
بولِ الِب َأزْكَبى وَأشْرَح ُ
َف َقوْلُ رسب بم
ودَعببْ عَنْكببَ آراءَ الرّجا ِل وَق ْولَهُب
ب
بِ وَت ْقدَحبُ
ب أهْلِ الَديثب
بُ فب
فَتَ ْطعَنب بم
ول تَكببُ فبب َقوْمببٍ َتّل َهوْا بِدينِهِب
() 3
فَأَنْتببَ َعلَى خَيْرٍ تَببيتُ وتُصببْبِحُ ِهب
ْتب الدّهْ َر يبا صباحِ هذ ِ
إذا مبا اعَْت َقد َ
ول در أب بكر حيد القرطب؛ فلقد أحسن وأجاد حيث قال :
الندسب
ِ حوَ الرّض َى
َهب َن ْ
َابب ل ُ
وا ْحدُ الرّك َ ب
نُورُ الَديث بِ مُببيٌ فَادْن بُ واقْتَبِس ِ
ب
َأعْلمُهببُ برُباهَبا يَبا ابْنببَ أْندَلُسبِ َتب
إنب ُرِفع ْ
ْمب ْ
ِالصبيِ َف ْهوَ ال ِعل ُ
ْهب ب ّ
وا ْطلُب ُ
قال مقق " تفة الحوذي " " :كذا ف الصل ،والظاهر :فهم " ...إل () 3
.
" مقدمة تفة الحوذي " ( ص . ) 18 () 1
ب
ب الَوس ِ
ب مِن َ
ضرْب ٌ
ب بِهبا َ
ُشغْلُ اللّبِيْب ِ ب َبلْوى أخبي َجدَ ٍل
بمْعَكَ عَن ْ
وخَ ّل س َ
ب
ول أَتَتببْ عَنببْ أَببب هِرّ ول َأنَسبِ ب َمتْ بأَب ب َبكْرٍ ول ُعمَرٍ
با إن بْ س َ
مب
ب
ب ول يَبس ِ
ب إذا ُعدّت ْ
بتْ بِ َرطْب ٍ
لَيْس َ ت ُملَ ّفقَةً
إلّ هَوىً وخُصببببببوما ٍ
ب
حِمىً ِل ُمحْتَرِسببٍ ُنعْمببى ِلمُبْتَئسب ِ ب
بب ٍ
ب خَيْ ٌر ِلمُلَْتمِسب
بب ٍ
نُورٌ ِلمُقْتَبِسب
ِسب
َنب كُ ّل ُملَْتم ِ
َتمْح ُو العَم َى ِبهِمبا ع ْ فَا ْعكِفببْ بِبَاِبهِمببا َعلَى طِلِبهِمببا
َسب
ب دَن ِ
ِيهب مِن ْ
بلْ بِماءِ ا ُلدَى مَبا ف ِ
َتغْس ِ ضهِمببا
َورِدْ ِب َقلْبِكببَ َعذْبَا مِنببْ حِيا ِ
ب
مِنببْ َهدْيِهِبم أَبدا َتدْنُبو إل قَبَسبِ ب
واقْفبُ النّبِيبّ وأَتْبَاعبَ النّبِيّب َيكُن ْ
ب
ب الدرس ِ
بهُم بالرْبَع ِ
ب َمدَارِس َ
واْندِب ْ بهُم
ب َمجَالِس َ
بهُم وا ْحفَظ ْ
ب مالِس َ
والزَم ْ
ب
بكُ ْن َرفِي َقهُمبُ فب َحضْرَةِ ال ُقدُس ْ
تَس ْ ب
ب فَري َقهُمبُ
ك طَرِي َقهُمببُ والْزَمبْ
بلُ ْ
واسبْ
() 1
َفحُطّ رَحْلكَب َقدْ عُوفيتَب مِن ْب تَعسِب ب بِسباحَتِها
ب ُت ْلمِم ْ
ب السبَعادَةُ إن ْ
ِتلْك َ
ومنها ما قال السيد العلمة ممد بن إساعيل المي اليمان– رحه ال :
ث مِ ْن َمهْدِي
َنشَأ تُ َعلَى حُبّ الحادي ِ سببَلمٌ َعلَى أَهْلِ الَديثببِ فَإِنّنِببي
ل ْه ِد
وتَنْقيحِهببا مِنببْ َج ْهدِهِبم غَايَةَ ا َ ب َبذَلوا فبب ِحفْظببِ سببُنّ ِة أَ ْح َمدٍ
هُمبُ
ب ورد
ب مَن ْ
ب الَذاهِب ُ
ب ِتلْك َ
ب َلهُم ْ
ولَيْس َ رَووا وارْتَووا مِنببْ بَحْببر ِعلْم ُمحَ ّم ٍد
جدِ
بول ذَوي ا َل ْ
حبَ الرّسب
بْقَْبلَهُبم ص َ والسبنّةُ الّتب كفبت
ِتابب الِ ّ
ُمب ك ُ
كَفاه ْ
ب
للؤهبببا كتَألّقبببِ البَرْقبب ِ ببببببببْ زُهْ ٌر مَُنضّرَةٌ
َفوُجو ُههُمب
وحِمايَةٍ وولي ٍة وبَرا ِء هُببم ناصببِرو دِيببن الُدى بإِحاطَ ٍة
هذه القصيدة مطوطة توجد لدى الشيخ ممد بن أحد الكمي أخو () 1
" فتح الباري " ( ،) 273-3/271واستكمل الشرح إن شئت من " () 3
الصفحة السسسسسسسديث
154 ابغون ضعفاءكم فإنا ترزقون وتنصرون بضعفائكم
،199 ،183 ،70 افترق المة إل ثلث وسبعي فرقة
210
198 أكمل الؤمني إيانا أحسنهم أخلقا
100 ال ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ول ينصر
167 إن ابن هذا سيد ،ولعل ال يصلح
168 إن إبن هذا لسيد ،إن يعش يصلح
160 إن أقواما بالدينة خلفنا ما سلكنا شعبا
135 ،26 إن أهل الكتابي افترقوا على ثنتي وسبعي
160 إن بالدينة لرجال ما سرت مسيا ول قطعتم واديا
179 إن قوما سيكبون سنن من كان قبلهم
160 إن لك أجر رجل من شهدوا
130 إن هذا المر ف قريش ،ل يعاديهم أحد
121 إن السلم بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ
121 إن اليان ليأزر إل الدينة كما تأزر الية إل جحرها
229 إن اليهود افترقوا على إحدى وسبعي فرقة
154 إنا ينصر ال هذه المة بضعيفها
97 إنا وال ل نول هذا المر أحدا طلبه ول أحدا
109 ،107 أل وإن ف السد مضغة ،إذا صلحت صلح السد
الصفحة الوضسسسسسسوع
165 ............................................................................ تعلقه باللغة العربية