You are on page 1of 214

‫ل الحــديث‬ ‫أَ ْ‬

‫ه ُ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫منْصوَرةُ‬
‫ة ال َ‬
‫م الطائ ِف ُ‬ ‫ه ُ‬
‫ُ‬
‫جيَة‬‫النَّا ِ‬
‫مع سلمان العودة )‬
‫حوار َ‬
‫( ِ‬

‫تأليف‬
‫الشيخ ‪ /‬ربيع بن هادي عمير المدخلي‬

‫‪-2-‬‬
-3-
‫جميع الحقوق محفوظة‬
‫الطبعة الثانية‬
‫‪1413‬هـ ‪1993 -‬م‬

‫‪-4-‬‬
‫مقدمة الطبعة الثانية‬
‫المد ل‪ ،‬والصلة والسلم على رسول ال وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ‪.‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫فإن حب الؤمن ي الخل صي ال صادقي ف إيان م من ال نبياء وال صالي‪ ،‬وعلى‬
‫‪ ،‬ث بعدهم أئمة الدى وأهل الديث ف كل زمان ومكان ‪:‬‬ ‫رأسهم صحابة رسول ال‬
‫أ مر يت مه ال سلم‪ ،‬ودان به أ هل ال سنة والما عة؛ ك ما أن ذ كر ما سنهم والذب عن هم‬
‫وعن منهجهم أمر يتمه السلم‪ ،‬لسيما حي تقوى وتشتد حلت أهل البدع والضلل‬
‫عليهم ف السر والعلنية‪ ،‬ويقابل ذلك فتور من أهل الق والسنة‪ ،‬وقد لست وعايشت‬
‫شيئا كثيا من هذا من سني‪ ،‬فكتبت ف إظهار مكانة أهل الديث وإبراز ماسنهم كتيبا‪،‬‬
‫رجوت أن ينفع ال به شباب السنة والتوحيد ف العال السلمي‪ ،‬وأن يصنهم من مكائد‬
‫وغوائل أهل البدع ‪.‬‬
‫ث مع السف الشديد جاءنا ما ل نتوقع من جهة كان يرجى منها النصر وشد‬
‫الزر والوقوف ف وجه أهل الباطل والبدع وصد هجماتم على أهل الديث والتوحيد‬
‫والسنة‪ ،‬جاء ما يشد أزر أهل البدع والضلل ف كتب سلمان العودة (( صفة الغرباء )) و‬
‫من أخلق الداع ية ))‪ ،‬فرأ يت لزاما علي أن أقوم بوا جب عظ يم‪ ،‬هو الذب عن أ هل‬ ‫((‬

‫الد يث‪ ،‬وبيان أن م هم الطائ فة الن صورة الناج ية‪ ،‬وأيدت ذلك بكلم أئ مة عظام‪ ،‬يز يد‬
‫عددهم على الربعي‪ ،‬وأرسلت ما كتبته إل سلمان العودة‪ ،‬لعله يرجع عما وقع فيه من‬
‫زلة‪ ،‬فلم يتحقق هذا المل ‪.‬‬
‫ث صدر له كتاب (( من وسائل دفع الغربة ))‪ ،‬فجاء فيه با هو أدهى وأشد ‪.‬‬
‫ثس ظهسر له كتاب سساه (( العزلة واللطسة ))‪ ،‬أشار فس مقدمتسه(‪ )1‬إل ردي عليسه‪،‬‬
‫وزعم أنه ل ينل من أهل الديث ف كلمه الت‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫ص ‪. 11 – 9‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪-5-‬‬
‫(( وبي نا أ نا أك تب هذه القد مة؛ و صلن كتاب عنوا نه(‪ (( : )2‬أ هل الد يث هم‬
‫الطائفة النصورة الناجية‪ ،‬حوار مع سلمان العودة ))‪ ،‬تأليف الدكتور ربيع ابن هادي عمي‬
‫الدخلي‪ ،‬طباعة مكتبة الغرباء الثرية بالدينة النورة‪ ،‬وقد عرض أخونا الشيخ ربيع لسبع‬
‫مسائل ( هي كما ف فهرس الكتاب نفسه ) ‪:‬‬
‫‪-1‬عدم احتفائي بأهل الديث وعدم ذكري لفضائلهم ومزاياهم ‪.‬‬
‫‪-2‬ماولتس إدخال طوائف مهولة فس أهسل الديسث تارة وفس الفرقسة‬
‫الناجية تارة مع التنقص لهل الديث ‪.‬‬
‫‪-3‬هجو مي على أ هل الد يث و من ينت مي إلي هم وو صفهم ب صفات‬
‫قبيحة ترجهم من الفرقة الناجية ‪.‬‬
‫‪-4‬تصوّري أن أهل الديث من التحزّبي على جزء من الدين والناسي‬
‫لجزاء أخرى منه وأن هذا من مياث المم الالكة ‪.‬‬
‫‪-5‬اختلف كلمي ف تعريف الفرقة الناجية وغرابته ‪.‬‬
‫‪-6‬إهال ذكر أهل الديث بعد حلت الشديدة على النسوبي إل أهل‬
‫الديث ف الزمنة التأخرة ‪.‬‬
‫‪-7‬تق سيمي خ صائص أ هل الد يث ب ي طائفت ي ف نظري ‪ :‬الطائ فة‬
‫النصورة‪ ،‬والفرقة الناجية؛ مالفا بذلك جيع أئمة السلم ‪.‬‬
‫ث ساق الش يخ وفقه ال أقوال أئمة ال سلم ف أهل الد يث‪ ،‬ومدح هم إياهم‪،‬‬
‫وثنائ هم العا طر علي هم‪ ،‬وذم هم الشد يد ل ن يط عن في هم أو أن يتنق صهم‪ ،‬وذ كر ب عض‬
‫الشعار ف فضل الديث وأهله‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫وأ نا شا كر ل خي رب يع الدخلي حر صه واجتهاده وت صحيحه ل ا يراه خ طأ؛ فإن‬
‫هذا من النصيحة الت يرص عليها الؤمنون ‪.‬‬

‫لقد أرسلت إليه الكتاب الذكور قبل أن يطبع‪ ،‬وقبل هذا التاريخ بأكثر من‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫سنة ونصف‪ ،‬لعله يرجع إل الق والصواب ‪.‬‬

‫‪-6-‬‬
‫وما كان من كلمه ف حقي؛ فإنن أقول ‪ :‬سامه ال تعال وعفا عنه‪.‬‬
‫وأ ما ال سائل العلم ية؛ ف ما من أ حد من الناس إل ويؤ خذ من قوله ويترك؛ إل‬
‫‪.‬‬ ‫رسول ال‬
‫أما ظ نه سامه ال أن ن ل أحتفي بأ هل الديث وأتنقصهم وأت جم علي هم وعلى‬
‫من ينتمي إليهم وأصفهم بصفات قبيحة ترجهم من الفرقة الناجية ‪ ...‬إل؛ فحاشا أهل‬
‫وحلة سنته ورواة‬ ‫الديث من ذلك كله‪ ،‬والذي يته جم على أهل حديث رسول ال‬
‫قوله وفعله ل يضرّ إل نفسسه‪ ،‬ول يضرهسم شيئا‪ ،‬وننس نرجوا ال أن يسسلكنسا فس‬
‫عدادهسسم‪ ،‬ويشرنا ف زمرتسم‪ ،‬وإن ل‬
‫(‪.)1‬‬ ‫ض َلهُ كَانَ عَلَ ْيكَ كَبِيا‬
‫إِلّ رَ ْح َمةً مِنْ َربّكَ ِإنّ فَ ْ‬ ‫نكن أهلً لذلك؛‬
‫و مع أن م ل يتاجون إل ثنائ نا؛ فثناؤ نا علي هم – ب مد ال – م ستفيض ف كتب نا‬
‫ودروسنا‪ ،‬ف مناسباته؛ كما ف مقدمة (( شرح البلوع )) وكما ف (( صفة الغرباء )) وغيها‬
‫‪.‬‬
‫وإذا كنا نرى أن الفرقة الناجية والطائقة النصورة هم أهل الديث حقّا؛ كما هو‬
‫واضح ف بند ‪ 7‬من كلم الشيخ؛ فكيف يتصوّر أننا نرجهم من الفرقة الناجية؟ !‬
‫ول كن‪ ،‬و مع ذلك؛ فإن م ا ل شكّ ف يه أن كل طائ فة من ال سلمي‪ ،‬مه ما جلّت‬
‫وعظم شأنا؛ ليست معصومة عن التقصي‪ ،‬ول مفوظة بالكلية من كيد الشيطان وتلبيسه‪،‬‬
‫فيحتاج الم يع إل دوام الجاهدة والنا صحة والت صحيح والراج عة وال تبؤ من الخطاء؛‬
‫فإن ال تعال ل يك تب الع صمة الطل قة ل هل ملة ول لتباع نب ول لفئة أو طائ فة؛ ك ما‬
‫جدْ‬
‫جزَ بِهِ وَل َي ِ‬
‫قال سبحانه‪ :‬لَيْسَ ِبَأمَانِيّكُمْ وَل َأمَانِيّ َأ ْهلِ الْ ِكتَابِ مَنْ َيعْمَ ْل سُوءا يُ ْ‬

‫السراء ‪. 87 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪-7-‬‬
‫لَ هُ مِ نْ دُو نِ اللّ هِ وَِليّا وَل نَ صِيا * َومَ نْ َيعْمَ ْل مِ نَ ال صّالِحَاتِ مِ نْ ذَ َكرٍ َأوْ ُأنْثَى َو ُهوَ‬
‫اليات من سورة النساء(‪. )1‬‬ ‫خلُونَ الْجَّن َة وَل يُ ْظلَمُو َن َنقِيا ‪...‬‬
‫ُمؤْمِ ٌن َفأُولَِئكَ َيدْ ُ‬
‫و من العلوم أ نه ل أ حد ي سلم مسن الن قص وال طأ‪ ،‬فن سأل ال الع فو والعاف ية‬
‫والسامة لنا ولميع إخواننا السلمي ‪.‬‬
‫أما تفريقي ب ي الطائ فة الن صورة والفرقة الناجية؛ ف هو اجتهاد سبقن إل يه أئمة‪،‬‬
‫وعلى رأسهم شيخ السلم ابن تيمية؛ كما ف مواضع من (( الفتاوى ))‪ ،‬وإذا وقفت على‬
‫كلم أئمة معتبين‪ ،‬يصرّحون بأن هذه الطائفة هي نفسها الفرقة‪ ،‬من غي عموم وخصوص‬
‫بينه ما؛ فإن ن را جع إل ال صواب إن شاء ال‪ ،‬وال سألة ل ت ستدعي في ما أرى إل الد يث‬
‫الادئ والناقشسسسسسسسسسسسسسسة العلميسسسسسسسسسسسسسسة ‪.‬‬
‫أما ماذكره فضيلة الشيخ من الثناء على أهل الديث وذكر ماسنهم؛ فنحن معه‬
‫على ذلك كله ب مد ال تعال‪ ،‬ظاهرا وباطنا‪ ،‬و سرّا وعلن ية‪ ،‬وإن من حق أ خي الش يخ‬
‫رب يع الدخلي عليّ و قد ن صح في ما يرى أ نه حق أن أد عو ال تعال له بالتوف يق وح سن‬
‫العاقبة‪ ،‬وأن يعلنا وإياه هداةً مهتدين غي ضالي ول مضلي )) ا هس ‪.‬‬
‫فرأ يت أن أز يل ب عض الل بس الوارد ف هذا الكلم الذي جاء بلف ما نرجوا‬
‫منه ‪.‬‬
‫فأقول ‪ :‬ل أريد أن أناقش الشيخ سلمان العودة ف كل ما قاله هنا؛ ففي تفصيلي‬
‫واستدلل ف كتاب هذا الذي أقدم له ما يكفي ويغن عن العادة لكثره؛ بيد أن أجدن‬
‫مضطرّا لناقشة بعض النقاط من كلمه ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬قوله عن أهل الديث ‪ (( :‬ومع أنم ل يتاجون إل ثنائنا؛ فثناؤنا عليهم بمد ال‬
‫(( شرح البلوغ ))‪ ،‬وكما ف‬ ‫م ستفيض ف كتب نا ودرو سنا ف منا سباته؛ ك ما ف مقدمة‬

‫النساء ‪. 124 – 123 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪-8-‬‬
‫صفة الغرباء )) وغيه ا‪ ،‬وإذا ك نا نرى أن الفرقة الناج ية والطائ فة الن صورة(‪ )1‬هم أ هل‬ ‫((‬

‫الديث حقّا؛ فكيف يتصور أننا نرجهم من الفرقة الناجية ؟ ! " ‪.‬‬
‫فأقول ‪ :‬إنن شخصيّا ل أر ول أسع شيئا من هذا الثناء الستفيض ف كتب سلمان‬
‫ودروسه‪ ،‬وكنت أتن لو نقل بعض هذا الثناء ليبهن به على أنه يثن عليهم فعلً ويعرف‬
‫لم قدرهم ومنلتهم‪ ،‬وهب أن ثناءه عليهم مستفيض كما يذكر؛ فإنه يذهب سدى با‬
‫نال من مكانتهم وحطّ من قدرهم‪ ،‬ول يعفيه ذلك من التوبة إل ال والنابة إليه‪ ،‬وتليص‬
‫كتبه من ذلك النيل والط‪.‬‬
‫وبيان‬ ‫فلنفرض أن رجلً كتسب ملدات فس الثناء على أصسحاب رسسول ال‬
‫فضائلهم ومنازلم‪ ،‬ث طعن فيهم وحطّ من قدرهم ف كتاب أو كتب أخرى؛ فما سيكون‬
‫‪،‬ث‬ ‫حكمه عند ال وعند السلمي ؟! بل لو أن إنسانا طول حياته يجد رسول ال‬
‫حسط مسن قدره فس كتاب أو مناسسبة مسا؛ فمسا سسيكون حكمسه عنسد ال وعنسد ال سلمي‬
‫؟!‬ ‫وعلمائهم الغيورين على رسول ال‬
‫إن النيل من أهل الديث ومن سار على نجهم أمر عظيم‪ ،‬فيه صرف الناس عن‬
‫أو قر يب م نه‪ ،‬ولذا شدد‬ ‫ال ق الذي هم عل يه‪ ،‬م ثل الن يل من أ صحاب ر سول ال‬
‫سلف هذه المة الصالون الهتدون على من ينال منهم أقل نيل ‪.‬‬
‫وهذا أ مر ح صل فعلً من سلمان العودة ف كت به الثل ثة ‪ (( :‬صفة الغرباء ))‪ ،‬و‬
‫(( من أخلق الداعية ))‪ ،‬و (( من وسائل دفع الغربة )) ‪.‬‬
‫وليس ما أقوله والعياذ بال أوهاما أو اتامات و ادعاءات‪ ،‬وسأضرب ثلثة أمثلة‬
‫من نيل سلمان من أهل الديث ومن انتمى إل منهجهم ‪:‬‬

‫هل هذا سبق قلم أو بادرة رجوع إل الق ؟‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪-9-‬‬
‫‪ -1‬قال ف (( صفة الغرباء ))(‪ ) 1‬بعد كلم يعطيهم فيه بعض حقهم ويصورهم ف‬
‫غي صورتم الت سلم لم با العلماء ونازعهم بغي مبر ف الختصاص بوصف الفرقة‬
‫الناجية بعد أن فصلهم عن الطائفة النصورة ‪.‬‬
‫قال ‪ (( :‬وم ا ي نع ق صر الفر قة الناج ية على الن سوبي إل الد يث فح سب – ف‬
‫الزم نة التأخرة – ح ي ضاق ال صطلح وتغي ‪ :‬أن ال ي والفضل قد قل ف هذه ال مة‬
‫بعد القرون الثلثة الفاضلة‪ ،‬وتفرق‪ ،‬حت عز وجود الفراد الستجمعي للصفات الفردية‬
‫ال ت كان علي ها ال سلف الولون‪ ،‬وح ت ل تكاد تو جد فئة م ستجمعة لل صفات الماع ية‬
‫والفرد ية ال ت كانوا علي ها‪ ،‬أو ل تو جد الب تة؛ فال ي – ف ال مة – موجود‪ ،‬لك نه ل يلو‬
‫من دخن )) ‪.‬‬
‫أل ترى أن سسلمان قسد أزرى فس هذا الكلم بأهسل الديسث الطائفسة الناجيسة‬
‫النصورة بعد القرون الثلثة إل اليوم‪ ،‬وهضم منلتهم‪ ،‬فمن يقول ‪ :‬إن ف هذا الكلم ثناءً‬
‫عليهم ؟! وحت الطائفة النصورة الت يتخيلها قد ضاعت ف غمرة هذا الكلم الذي ضيع‬
‫وعلماء السلم ‪.‬‬ ‫مزاياها وسوّاها بميع الفرق الت ذمها رسول ال‬
‫فأين أحاديث الفرقة الناجية النصورة الت نزلا العلماء الذين هم شهداء ال ف‬
‫الرض على أ هل الد يث‪ ،‬وفي ها ‪ :‬أن م طائ فة ل تزال على ال ق‪ ،‬وفي ها ‪ :‬أن م من كان‬
‫وأصحابه؟!‬ ‫على ما كان عليه رسول ال‬
‫ث واصل سلمان كلمه ف الصفحة نفسها‪ ،‬فقال ‪ (( :‬وهذه الفئات الت ترى أنا‬
‫‪ ،‬وأجدر بو صف النجاة‪ ،‬في ها عيوب وأخطاء‪ ،‬وفي ها خلل وتق صي حتما‪،‬‬ ‫أ حق بال نب‬
‫و ف غي ها فضائل ل تو جد في ها؛ قليلة كا نت أو كثية‪ ،‬وإذا كان من التو قع أن يكون‬
‫التجرد ف هذا الزمان قليلً؛ في جب أن نتوقع لذلك أن ثّت عيوبا ف هؤلء ستتحول ف‬
‫نظر هم إل ما سن‪ ،‬وفروعا ستتحول إل أ صول؛ لن ا صارت خ صائص ل م تيز هم عن‬

‫( ص ‪. ) 121‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 10 -‬‬
‫غيهسم‪ ،‬ويبس أن نتوقسع أن ثتس جوانسب مشرقسة عنسد غيهسم سستلقى منهسم الصسدد‬
‫والعراض والتهوين من شأنا؛ لنا اقترنت عندهم بفئة عيوبا كثية وأخطاؤها فاحشة)) ‪.‬‬
‫فهل هذا الكلم ثناء ومدح‪ ،‬أو هو تشويه وتقبيح عند أول النهى؟!‬
‫ل ن ستطيع أن نقول ‪ :‬إ نه ثناء؛ إل إذا ُسلِبْنا عقول نا ومعارف نا‪ ،‬واعتقد نا الظلم‬
‫نورا والباطل حقا ‪.‬‬
‫ل أريد أن أناقشه وأطيل النفس معه؛ لنه ظاهر‪ ،‬ولن قد ناقشته فيه وفيما بعده‬
‫من ط عن على أ هل الد يث م سّ ف يه الرص على التباع والرص على سلمة العت قد‪،‬‬
‫وأنمسا قسد يؤديان إل نتائج خطية ذكرهسا‪ ،‬منهسا ‪ :‬أن الرص على التباع قسد يؤدي‬
‫ببعضهم إل فوضى تشريعية ل أول لا ول آخر!‬
‫‪ -2‬فس كتاب (( مسن أخلق الداعيسة ))(‪ )1‬قسسم الدعاة إل ثلث طوائف؛ مشيا‬
‫بذلك إل جا عة التبل يغ وجا عة الخوان ال سلمي وال سلفيي أ هل الد يث ب عد و صف‬
‫الم يع أن كلّ من هم يتحزّب على جزء من الد ين‪ ،‬فل مس جا عة التبل يغ ل سة خفي فة ل‬
‫ت صور ما عند ها من بلء‪ ،‬وذ كر ب عض أعمال الخوان ال سلمي ال سياسية الأخوذة من‬
‫أعداء السسلم‪ ،‬وسساها جهادا وتربيسة على الهاد السسياسي‪ ،‬ثس ذكسر السسلفيي أهسل‬
‫الديث‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫(( وت د فئة ثال ثة عن يت بال سلم العل مي؛ ف هي تتعلم ال سنة والد يث‪ ،‬وتشت غل‬
‫ببيان صحيحها من سقيمها‪ ،‬وتذر الناس من رواية الحاديث الضعيفة والوضوعة‪ ،‬وقد‬
‫يصحب ذلك شيء من الفاء أو ضعف التعبد أو الغفلة عن واقع المة وما يدبر لا )) ‪.‬‬
‫فهسل هذا ثناء ومدح لهسل الد يث أو تشويسه وتقب يح يضاف إل قوله ‪ (( :‬إنمس‬
‫متحزبون على جزء من الدين )) ‪.‬‬

‫( ص ‪. ) 60 – 58‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 11 -‬‬
‫فمن يريدهم بعد هذا؟! ومن يريد منهجهم الذي نعتقد أنه الق‪ ،‬والق متكامل‬
‫ف الفر قة الناج ية الن صورة ‪ :‬إن ا على ال ق‪ ،‬وإن م على ما‬ ‫ف يه؛ ك ما قال ر سول ال‬
‫وأصحابه؟!‬ ‫كان عليه رسول ال‬
‫وقد ناقشته ف هذا ‪.‬‬
‫‪ -3‬قال ف كتا به (( من أخلق الداع ية ))(‪ )1‬وا صفا الفر قة الناج ية – وعماد ها‬
‫عنده هم أهل الديث – بأنم ‪ " :‬من التزموا بالسلوك الستقيم والعقيدة الصحيحة‪ ،‬ول‬
‫يقوموا با وراء ذلك " ‪.‬‬
‫فقل نا ‪ :‬هذا يالف وا قع الفر قة الناج ية الن صورة أ هل الد يث‪ ،‬ويالف ما و صفهم به‬
‫‪ ،‬بل هذا يعتب ذمّا لم‪ ،‬بل عدم قيامهم بالمر بالعروف والنهي عن النكر‬ ‫رسول ال‬
‫والذب عن الدين وتركهم للجهاد ف سبيل ال يصنفهم ف الفئات الالكة ‪.‬‬
‫و قد بيّ نت مؤدى قوله هذا ف كتا ب هذا ق بل أن يظ هر كتا به (( من و سائل د فع‬
‫الغربة ))(‪ ، )2‬الذي جاء تصرفه فيه مؤكدا لا قلته‪ ،‬حيث نزّل كلما قاله المامان ابن تيمية‬
‫وابسن القيسم فس أهسل الوبقات والبدع‪ ،‬فنله سسلمان على مسن سساهم بالفرقسة الناجيسة‪،‬‬
‫فأصبحوا بتنيل كلم المامي عليهم من أشد الالكي‪ ،‬وأصبح وصفهم بالناجية ضربا من‬
‫اللغو ‪.‬‬
‫وحاشا المامي أن يقصدا بكلمهما الفرقة الناجية النصورة أهل الديث‪ ،‬فلو‬
‫تتبعنا كلم ابن تيمية ف الثناء على أهل الديث؛ لرجنا بجلد ضخم‪ ،‬وكلم ابن القيم‬
‫ف مدح هم كث ي‪ ،‬و قد ألف ف مدح هم ومدح منهج هم و ف ن صرتم كتا به ال سمى ب س‬
‫(( الكافية الشافية ف النتصار للفرقة الناجية )) الشهورة بس (( النونية ))؛ فكيف استساغ‬
‫سلمان أن ينل كلم الشيخي ف أهل الباطل على أهل الق سادة المة وخلصتها ؟!‬
‫وإليك كلمه بعد مبالغته فيمن يتخيلهم الطائفة النصورة ‪:‬‬

‫ص ( ‪. ) 72‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫( ص ‪. ) 100 – 97‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 12 -‬‬
‫يَا َأيّهَا النّبِيّ‬ ‫(( وقسد أمسر ال عزّ وجلّ نسبيّه بهاد الكفار والنافقيس‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫(‪.)1‬‬ ‫ي‬
‫ي وَا ْغلُظْ َعلَ ْي ِه ْم َو َم ْأوَا ُهمْ َجهَّن ُم وَبِ ْئسَ الْ َمصِ ُ‬
‫جَا ِهدِ الْ ُكفّارَ وَالْمُنَا ِفقِ َ‬
‫والذيسن يقومون بهمّةس مقاومسة النكسر‪ ،‬وجهاد الدعاة إليسه؛ مسن النافقيس‪ ،‬ومسن‬
‫آزرهم من الفاسقي‪ ،‬والعمل على إضعاف شأن أهل الريب والفساد ‪ :‬هم الغرباء وسط‬
‫هذا ال و الوبوء بالنفاق‪ ،‬و هم الطائ فة الن صورة‪ ،‬و هم ال مة الختارة لواج هة تلك الغر بة‬
‫ُونس‬
‫ُونس ِإلَى الْخَ ْي ِر وََي ْأ ُمر َ‬
‫ُمس ُأمّةٌ َيدْع َ‬
‫ُنس مِنْك ْ‬
‫ودفعهسا؛ كمسا قال ال عزّ وجلّ‪َ :‬ولْتَك ْ‬
‫(‪.)2‬‬ ‫ك ُهمُ الْ ُم ْفلِحُو َن‬
‫بِالْ َم ْعرُوفِ َويَ ْن َهوْنَ عَنِ الْ ُمنْ َكرِ َوأُولَِئ َ‬
‫فهسم – مسن بيس سسائر الناس‪ ،‬حتس السستمسكي بدينهسم‪ ،‬الباعديسن للمنكرات‬
‫بأنف سهم – هم الذ ين نذروا أنف سهم ‪ :‬للجهاد ف سبيل ال‪ ،‬ومار بة النكرات وأهل ها‪،‬‬
‫وإنكارها‪ ،‬وبيان تريها أو كراهتها‪ ،‬وأمر الناس بضدها من الي والب والعروف ‪.‬‬
‫وهم الحقّقون لعبودية الهاد‪ ،‬والمر بالعروف‪ ،‬والنهي عن النكر ‪.‬‬
‫ولذا؛ فهم أفضل من التفرّغي للذكر والقراءة والصيام وغيها‪ ،‬العتزلي الناس؛‬
‫فل يأمرونم ول ينهونم ‪.‬‬
‫وهذا موطن من مواطن افتراق الطائفة النصورة عن الفرقة الناجية(‪. )3‬‬
‫وف هذا يقول المام ابن القيم رحه ال ‪ (( :‬وقد غرّ إبليس أكثرَ اللق بأن حسّن‬
‫لم القيام بنوع من الذكر والقراءة والصلة والصيام والزهد ف الدنيا والنقطاع‪ ،‬وعطّلوا‬
‫هذه العبوديّات‪ ،‬فلم يدّثوا قلوب م بالقيام ب ا‪ ،‬وهؤلء ع ند ور ثة ال نبياء من أ قل الناس‬
‫دينا؛ فإن الدين هو القيام ل با أمر به؛ فتارك حقوق ال الت تب عليه أسوأ حالً عند‬

‫التوبة ‪ ، 73 :‬والتحري ‪. 9 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫آل عمران ‪. 104 :‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫سبق تفصيل ذلك ف الفصل الثالث من الكتاب الثان " صفة الغرباء " ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫ال ورسوله من مرت كب العا صي؛ فإن ترك ال مر أع ظم من ارتكاب الن هي من أك ثر من‬
‫ثلثي وجها ذكرها شيخنا رحه ال ف بعض تصانيفه(‪. )1‬‬
‫‪ ،‬وب ا كان عل يه هو وأ صحابه؛ رأى أن‬ ‫و من له خبة ب ا ب عث ال به ر سوله‬
‫أكثر مَن يُشار إليهم بالدّين هم أقل الناس دينا‪ ،‬وال الستعان ‪.‬‬
‫وأيّ دين وأيّ خي فيمن يرى ‪ :‬مارم ال تُ ْنتَهَك‪ ،‬وحدودَه تُضاع‪ ،‬ودينَه يُترك‪،‬‬
‫ُي ْرغَ بُ عنها‪ ،‬وهو بارد القلب‪ ،‬ساكت اللسان‪ ،‬شيطان أخرس؛ كما أن‬ ‫وسنةَ رسوله‬
‫التكلم بالباطل شيطان ناطق؟!‬
‫وهل بليّة الدين إل من هؤلء الذين إذا سلمت لم مآكلهم ورياساتم؛ فل مبالة‬
‫با جرى على الدين؟!‬
‫وخيارهم التحزّن التلمّظ‪ ،‬ولو نوزِع ف بعض ما فيه غضاضة عليه ف جاهه أو‬
‫ماله؛ بذل وتبذّل‪ ،‬وجدّ واجتهد‪ ،‬واستعمل مراتب النكار الثلثة(‪ )2‬حسب وسعه!‬
‫وهؤلء – مع سقوطهم من عي ال ومقت ال لم – قد بُلوا ف الدنيا بأعظم بليّة‬
‫تكون وهم ل يشعرون‪ ،‬وهو موت القلب؛ فإن القلب كلما كانت حياته أت؛ كان غضبه‬
‫ل ورسوله أقوى‪ ،‬وانتصاره للدين أكمل ))(‪. )3‬‬
‫وكلم المام ابن القيم رحه ال ظاهر ف أنه ف حق من يب عليه المر والنهي؛‬
‫لتأهّله لذلك‪ ،‬وقدرته عليه‪ ،‬ث ل يفعله؛ إذ هو التارك للمر‪ ،‬الذي جرمه أعظم من جرم‬
‫الواقع ف النهي(‪. )4‬‬

‫يعن ‪ :‬شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫كذلك ف الطبوع‪ ،‬والصواب ‪ " :‬الثلث " ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫" إعلم الوقعي عن رب العالي " ( ‪– 157 /2 ( ) 177 – 176 /2‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -158‬مطبعة السعادة‪ ،‬وسياق كلم ابن القيم يتلف‪ ،‬فينقل عن ابن القيم بكامل سياقه‪/‬‬
‫ربيع ) ‪.‬‬
‫فإذا قام هؤلء بواجبهم؛ صاروا من الطائفة النصورة‪ ،‬وتبقى الفرقة الت يسميها‬ ‫()‬ ‫‪4‬‬

‫سلمان بالناجية ونزل عليها كلم المامي من الالكي؛ فما هو الخرج ؟ ‪ /‬ربيع ‪.‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫والقيام بالوا جب العي ن أ مر يطالَب به كل م سلم‪ ،‬وإن ا تتميّ ز الطائ فة الن صورة‬
‫بالقيام بالواجب الكفائي الذي يسقط وجوبه بقيامها به عن سائر السلمي ‪.‬‬
‫والذين يؤثرون السلمة ف أديانم – فيما زعموا – وف أبدانم‪ ،‬ويتركون المر‬
‫والن هي الوا جب علي هم – مع القدرة عل يه – لذا ال سبب ‪ :‬هم كال ستجي من الرمضاء‬
‫بالنار؛ إذ صورة حالم أنم يهربون من ضرر متوقّع إل ضرر واقع؛ كما قال ال تعال عن‬
‫َومِ ْنهُ مْ مَ نْ َيقُولُ اْئذَ نْ لِي وَل َتفْتِنّ ي أَل فِي اْلفِتَْنةِ َسقَطُوا َوإِنّ َجهَنّ مَ‬ ‫النافق ي ‪:‬‬
‫(‪.)1‬‬ ‫لَمُحِي َطةٌ بِالْكَا ِفرِينَ‬
‫يقول الشيخ المام ابن تيمية ‪ (( :‬ولا كان ف المر بالعروف والنهي عن النكر‬
‫والهاد ف سبيل ال من البتلء والحن ما يتعرّض به الرء للفتنة؛ صار ف الناس من يتعلّل‬
‫لترك ما وجب عليه من ذلك؛ بأن يطلب السلمة من الفتنة؛ كما قال تعال عن النافقي ‪:‬‬
‫)‪.‬‬ ‫‪(1‬‬
‫وَل َتفْتِنّي أَل فِي اْلفِتَْنةِ َسقَطُوا‬ ‫َومِ ْن ُهمْ مَنْ َيقُولُ اْئذَنْ لِي‬
‫‪ ...‬يقول ‪ :‬إن ن فس إعرا ضه عن الهاد الوا جب‪ ،‬ونكوله ع نه‪ ،‬وض عف إيا نه‪،‬‬
‫ومرض قلبه الذي زيّن له ترك الهاد ‪ :‬فتنة عظيمة‪ ،‬قد سقط فيها؛ فكيف يطلب التخلّص‬
‫من فتنة صغية ل تصبه بوقوعه ف فتنة عظيمة قد أصابته ؟!‬
‫‪ ...‬فمن ترك القتال الذي أمر ال به لئل تكون فتنة؛ فهو ف الفتنة ساقط؛ لا وقع‬
‫فيه من ريب قلبه‪ ،‬ومرض فؤاده‪ ،‬وترك ما أمره ال به من الهاد )) ا هس ‪.‬‬
‫فهل إيراد الشيخ سلمان كلم المامي هذا ف سياق التفريق بي الفرقة الناجية‬
‫ف مله؟!‬ ‫ومنها أهل الديث ف السالف واللحق وبي الطائقة النصورة‬
‫وهل يدل هذا على إكرامه لهل الديث عماد الفرقة الناجية؟!‬
‫وهل هذه هي صفات الناجي وأهل الديث الذين طبق عليهم هذا الكلم ‪ :‬أنم‬
‫أقل الناس دينا‪ ،‬وأسوأ الناس حالً عند ال ورسوله‪ ،‬من مرتكب العاصي‪ ،‬وأيّ دين وأيّ‬

‫التوبة ‪. 49 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 15 -‬‬
‫خي فيمن يرى مارم ال تنتهك ‪ ...‬إل‪ ،‬ووصفهم بالسقوط من عي ال‪ ،‬والقت عند ال‪،‬‬
‫وبوت القلوب ‪ ...‬إل ‪.‬‬
‫فهل خطر هذا ببال ابن تيمية وابن القيم بالنسبة لهل الديث؟!‬
‫حاشاها! بل ها من أشد الناس تعظيما وتكريا وإجللً لهل الديث ‪.‬‬
‫أرجو أن يصب القارئ‪ ،‬ويضغط على نفسه؛ فل يقول ‪ :‬لاذا؟ ولاذا؟ كما تعودنا‬
‫ف هذا الزمان‪ ،‬زمان الرزايا والحن والبليا! وأرجو أن تتجه السئلة إل الشيخ سلمان!‬
‫ما الذي دف عه إل الب حث عن كلم هذ ين المام ي الليل ي ث إيراده ف هذا‬
‫السياق الذي أطرى فيه من ساهم بالطائفة النصورة‪ ،‬ول يسق كلمة ثناء على من يسميها‬
‫بالفرقة الناج ية‪ ،‬بل ساق كلم الشيخ ي‪ ،‬وف يه من الذم لهل البا طل ما رأ يت و سعت‪،‬‬
‫ساقه ليدمغ به ما يسميه بالفرقة الناجية‪ ،‬ومنها أهل الديث؛ فل حول ول قوة إل بال ‪.‬‬
‫أي مسلم يتمل مثل هذا التصرف؟!‬
‫و هل يوز ال سكوت و غض الن ظر ع نه إل إذا ما تت القلوب فعلً‪ ،‬وا ستحكم‬
‫الوى وحب الدنيا ف القلوب والحساسات والشاعر؟!‬
‫النق طة الثان ية ‪ :‬قوله (( أ ما تفري قي ب ي الطائ فة الن صورة والفر قة الناج ية‪ ،‬ف هو‬
‫اجتهاد سبقن إل يه أئ مة‪ ،‬وعلى رأ سهم ش يخ ال سلم ا بن تيم ية؛ ك ما ف موا ضع من‬
‫(( الفتاوى ))‪ ،‬وإذا وق فت على كلم أئ مة مع تبين ي صرحون بأن هذه الطائ فة هي نف سها‬
‫الفرقة؛ من غي عموم وخصوص بينهما؛ فإنن راجع إل الصواب إن شاء ال‪ ،‬والسألة ل‬
‫تستدعي فيما أرى إل الديث الادئ والناقشة العلمية )) ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬ينب غي أن تذ كر أ ساء هؤلء الئ مة الذ ين سبقوك إل التفر يق‪ ،‬وتذ كر‬
‫ن صوص أقوال م ال ت فرقوا في ها فعلً ب ي الفر قة الناج ية والن صورة‪ ،‬وتذ كر ال صادر ال ت‬
‫دونت فيها نصوصهم بالزء والصفحة؛ كما هو المر التبع الن ف الرسائل العلمية‬
‫و ف البحوث والقالت؛ ل كي ينت هي الدعاء بأ نك انفردت بذا التفر يق من ب ي العلماء‬

‫‪- 16 -‬‬
‫فلم ي سبقك أحدٌ إل يه ل من أ هل ال سنة ول من أ هل البدع‪ ،‬و هي‬ ‫وطلب العلم‪،‬‬
‫كبية عري ضة‪ ،‬ي ب الروج من ها‪ ،‬ول كي ينت هي الدل ب ي الشباب وال خذ‬ ‫دعوى‬
‫والرد وتتقارب النف سوس وتأتلف‪ ،‬وهذه م صلحسسسة عظيم سسة‪ ،‬ل يوز لداع ية أن‬
‫يتساهل فيها أو يهملها ‪.‬‬
‫كما يرجوا منك القراء أن تذكر الواضع الت فرق فيها شيخ السلم ابن تيمية‬
‫ب ي الن صورة والناج ية بأجزائ ها و صفحاتا‪ ،‬ولعل ها تق طع أل سنة ال ستنكرين والجادل ي‪،‬‬
‫ويصل بذلك خي كثي‪ ،‬وتتحقق اللفة بي شباب المة الت يب على الدعاة أن يدوا‬
‫فس القضاء على أسسباب اللف بينهسا‪ ،‬وإشاعسة أسسباب الخوة والئتلف فس صسفوفها‪،‬‬
‫سس‬
‫سسم أهداف الدعاة وغاياتمس‬
‫سسن أعظس‬
‫سسة الن مس‬
‫خصسسسوصا واجتماع المس‬
‫أما قولكم ‪ (( :‬وإذا وقفت على كلم أئمة معتبين يصرحون بأن هذه الطائفة هي‬
‫نف سها الفر قة الناج ية من غ ي عموم ول خ صوص‪)) .‬؛ ف قد ذكرت لك ف هذه الر سالة‬
‫أكثر من أربعي إماما معتبا من متلف العصور‪ ،‬ومنهم شيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬صرح‬
‫بذلك ف مقدمة (( العقيدة الواسطية ))(‪ )1‬ف غي موضع منها‪ ،‬وإن كثيا منهم يصها بأهل‬
‫الديث‪ ،‬ول أر ف كلمهم إشارة ول تلميحا إل هذا التفسسريق‪ ،‬فضلً عن التصريح به‪،‬‬
‫ول ي شر أي أ حد إل أن هناك خ صوصا وعموما بينه ما‪ ،‬وذكرت لك أن ال مة من حلة‬
‫العلم وغيهم من وراء هؤلء الئمة ‪.‬‬
‫ول قد جهدت ف الوقوف على قول لعال مع تب وغ ي مع تب يقول بالتفر يق‪ ،‬فلم‬
‫أ قف على ش يء من ذلك‪ ،‬وفوق كل ذي علم عل يم؛ فليبادر سلمان العودة أو غيه إل‬
‫إظهار أقوال الئمة الفرقي وإظهار مصادرها ومواضع وجودها ‪.‬‬

‫انظر ( ص ‪ – 194-183 ،16-15‬طبع ونشر الرئاسة العامة لدارات‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫البحوث العلمية والفتاء والدعوة والرشاد )‪ ،‬و " مموع الفتاوى " (‪3/129‬و ‪،)159‬‬
‫وهو نص كلمه ف " الواسطية " ‪.‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫ول ي ظن أ حد أن هذا التفر يق أ مر ه ي‪ ،‬بل هو أ مر خط ي‪ ،‬وأخ طر م نه ما ب ن‬
‫عليه‪ ،‬والثار الت ترتبت والت ستترتب عليه أبعد من ذلك إن ل تدركنا رحة ال ‪.‬‬
‫وإن لرجو ال أن يوفقن وسلمان العودة وجيع السلمي لب الق والتواضع‬
‫له والرجوع إليه ‪.‬‬
‫والثالثة ‪ :‬قول سلمان ‪ (( :‬ولكن؛ مع ذلك؛ فإن ما ل شك فيه أن كل طائفة من‬
‫السلمي مهما جلّت وعظم شأنا؛ ليست معصومة عن التقصي‪ ،‬ول مفوظة بالكلية من‬
‫كيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد الشيطان ‪ )) ...‬إل ‪.‬‬
‫أقول ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬إننسا ل ندعسي ول نعتقسد عصسمة أحسد بعسد النسبياء؛ ل الطائفسة الناجيسة‬
‫النصورة ول غيها ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إن من الغلط بكان أن يظهر إنسان الفرق كلها على مستوى واحد‪ ،‬وقد‬
‫أن هناك فر قة متميزة عن ها كل ها؛ بأن ا على ال ق‪ ،‬وأن ا على ماكان‬ ‫أ خب ر سول ال‬
‫وأ صحابه‪ ،‬واعترف ل ا أئ مة ال سلم على مدار التار يخ بذه اليزات‬ ‫عل يه ر سول ال‬
‫العظيمة‪ ،‬وشهد لا ويشهد لا الواقع التاريي ‪.‬‬
‫ن عم؛ وجدت الخطاء ف مت مع ال صحابة‪ ،‬و قد ات فق أ هل ال سنة وأئمت ها على‬
‫الم ساك ع ما ي قع من ها من زلّت‪ ،‬و قد أطلق ال على ذلك الجت مع الثناء العا طر‪ ،‬ل كن‬
‫الخطاء الجتهادية من بعض أفرادهم تُبَيّ نُ للناس‪ ،‬حت ل يتدين بأخطاء البشر‪ ،‬لكن مع‬
‫الدب والحترام ‪.‬‬
‫اليية على القرون الثلثة الفضلة؛ فأخطاء الجتهدين من‬ ‫وأطلق رسول ال‬
‫بعسد القرن الول تُبيّن مسع الدب والحترام‪ ،‬وضللت الفراد تُنسسب إليهسم‪ ،‬ول يُذم‬
‫العام ‪.‬‬ ‫عموم أي قرن منها‪ ،‬حت ل يصطدم بثناء رسول ال‬

‫‪- 18 -‬‬
‫الثناء العاطر على الفرقة الناجية النصورة ف أحاديث بلغت‬ ‫وأطلق رسول ال‬
‫حسد التواتسر‪ ،‬وسسار على هذا النوال أئمسة السسلم‪ ،‬أمسا أخطاء الفراد وهفواتمس؛ فتسبي‬
‫وتنسب إل أولئك الفراد‪ ،‬ول تذم بسببها تلك الطائفة الكرية؛ لوجه ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تلك الخطاء لي ست ناشئة عن منهج هم ال صحيح ال سليم‪ ،‬بل ذلك‬
‫النهج يرفضها ويدينها ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن أفرادهم أنفسهم ل يتدينون بتلك الخطاء والفوات‪ ،‬وإنا يعترفون بأنا‬
‫هفوات وأخطاء‪ ،‬وقد يوفقون ف الغالب للتوبة منها ‪.‬‬
‫‪ -3‬وما كان من خطأ ناشئا عن اجتهاد؛ فيبيّن وينسب ذلك الطأ إل أولئك‬
‫الفراد‪ ،‬ول ينسسب إل النهسج‪ ،‬ول إل الطائفسة؛ لن النهسج يرفضسه‪ ،‬والطائفسة كذلك‬
‫ترفضه؛ ك ما هو واقع ها تاه كل انراف من الفراد‪ ،‬وتاه كل خ طأ من هم أيضا‪ ،‬فإذا ل‬
‫ي تم التعا مل مع هذه ال صناف على هذه ال سس؛ ضا عت ميزات ا ال ت أعطا ها الشارع‪،‬‬
‫وردد نا ما قرره الشارع‪ ،‬وضيع نا ال ق والن هج الذي أكرم هم ال بالثبات والقيام عل يه‪،‬‬
‫وسوينا بي الق والباطل والحقي والبطلي ‪.‬‬
‫أما أهل البدع والضلل؛ فلهم شأن آخر وتعامل آخر لوجوه ‪:‬‬
‫‪-1‬أن بدعهم وضللتم ناشئة عن أهوائهم ومناهجهم الفاسدة ‪.‬‬
‫‪-2‬أنم يتدينون بذه البدع والضللت ويتقربون با إل ال ‪.‬‬
‫‪-3‬أنم يتناصرون على هذه البدع‪ ،‬ويوالون ويعادون عليها‪ ،‬ويدافعون‬
‫عنها تديّنا أو هوى وبغيا ‪.‬‬
‫‪-4‬أنم يرفون نصوص القرآن والسنة من أجلها ‪.‬‬
‫ف من هذه النطلقات؛ رأي نا ال سلف ال صالي يترمون ويعظمون الطائ فة الناج ية‬
‫الن صورة القائ مة على ال ق‪ ،‬ويبغضون أ هل البدع ويهجرون م‪ ،‬ويذرون من هم أك ثر م ا‬
‫يذرون من الفسقة والعصاة ‪.‬‬

‫‪- 19 -‬‬
‫إذا تبي هذا؛ فمن التلبيس والغالطات إظهار الفرق الضالة والطائفة الناجية‬
‫النصورة أهل الديث ومن سار على نجهم على مستوى واحد ‪.‬‬
‫ول يوجد أسلوب يُضيع الق ويغمط أهله ياثل هذا السلوب الذي نسأل ال‬
‫أن يعاف المة عامة والشباب خاصة منه‪ ،‬وأن يقيهم شره ونتائجه الوخيمة ‪.‬‬
‫وهذا ج هد ال قل الضع يف‪ ،‬أقد مه ن صحا ل ولكتا به ولر سوله ولئ مة ال سلمي‬
‫وعامتهم ‪.‬‬
‫أسأل ال أن ينفع به طلب الق الذين يريدون ال والدار الخرة‪ ،‬ول يشون‬
‫أحدا مع ال‪ ،‬ول يافون ف ال لومة لئم ‪.‬‬
‫وصلى ال على نبينا ممد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيا إل يوم الدين ‪.‬‬

‫كتبسسسه‬
‫راجي عفو ربه ومغفرته ورحته‬
‫ربيع بن هادي عمي الدخلي‬
‫ف ‪ 23‬رمضان البارك سنة ‪ 1413‬هس‬

‫‪- 20 -‬‬
‫مقدمة الطبعة‬
‫الولى‬
‫إن المد ل؛ نمده‪ ،‬ونستعينه‪ ،‬ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات‬
‫أعمالنا‪ ،‬من يهده ال؛ فل مضل له‪ ،‬ومن يُضلل؛ فل هادي له ‪.‬‬
‫وأشهسد أن ل إله إل ال وحده ل شريسك له‪ ،‬وأشهسد أن ممدا عبده ورسسوله‪،‬‬
‫صلّى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم ‪.‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫بالدى ود ين ال ق ليظهره على الد ين كله ولو‬ ‫فإ نّ ال أر سل ر سوله ممدا‬
‫كره الشركون ‪.‬‬
‫وجهاد خلفائه الراشديسن‬ ‫فحقسق ال هذا الوعسد بهاد هذا الرسسول الكريس‬
‫وصحابته الكرام الطيبي‪ ،‬فشعّ نور السلم‪ ،‬وأضاء أرجاء العمورة‪ ،‬وسادت أمة السلم‬
‫الدنيسا بعسد أن حطمست عروش البابرة والكاسسرة والقياصسرة‪ ،‬وبسسطت دولة السسلم‬
‫منها –‬ ‫نفوذها على مشارق الرض ومغاربا – ما زوي لرسول ال‬
‫ث أصاب هذه المة ما أصاب المم قبلها من اختلف وتَفَرّق؛ مصداقا لا أخب‬
‫‪:‬‬ ‫به رسول ال‬
‫حيسث قال ‪ (( :‬ل تقوم السساعةُ حتس تأخذَ أمتس بأ ْخذِ القرون قبلهسا شسبا بشسب‬
‫الناسس إلّ‬
‫ُ‬ ‫َنس‬
‫وذراعا بذراع ))‪ .‬فقيسل ‪ :‬يسا رسسول ال ! كفارس والروم ؟ فقال ‪َ (( :‬وم ِ‬
‫أولئك؟! ))(‪. )1‬‬
‫وح يث قال ‪ (( :‬أن أ هل الكتاب ي افترقوا ف دين هم على ثِنْتَيْ نِ و سبعي مِلّةَ‪ ،‬وإ نّ‬
‫هذه ال مة ستفترق إل ثلث و سبعي ملّة ( يع ن ‪ :‬الهواء )‪ ،‬كلّ ها ف النار إل واحدة‪،‬‬
‫وهي الماعة ))(‪. )2‬‬

‫" صحيح البخاري " ( ‪ – 96‬كتاب العتصام‪ ،‬حديث ‪. ) 7319‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫" ابو داود " ( ‪ – 34‬كتاب السنة‪ ،‬حديث ‪. ) 4597‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫وم نذ نزلت هذه الكار ثة بال مة – و هي التفرّق – إل يوم نا هذا ل يتلف علماء‬
‫السلم العتبون من أهل الديث وغيهم ف الطائفة الناجية النصورة أنا فرقة واحدة ‪.‬‬
‫معظم هم يقول ‪ :‬إن ا أ هل الد يث؛ م ثل ‪ :‬المام أح د‪ ،‬وا بن البارك‪ ،‬ويز يد بن‬
‫هارون ‪ ...‬وغي هم‪ ،‬وذلك ف و قت احتدم ف يه اللف ب ي أ هل الد يث وأ هل البدع‬
‫ال كبى؛ م ثل ‪ :‬الهم ية‪ ،‬والروا فض‪ ،‬والوارج‪ ،‬والعتزلة؛ ك ما أن م كانوا على اختلف‬
‫مع أهل الرأي الفقهي الذين َغلَوا ف القياس وضَ ُعفَ تْ عنايتُهم بالنصوص وقد يبالغون ف‬
‫التعصب لرائهم فيدون الحاديث النبوية أو يؤوّلونا تأويلً غيَ سائغ ‪.‬‬
‫وآخرون يلحقون ب م من هم على منهج هم ف العتقاد ال صحيح و ف التم سك‬
‫بالكتاب والسنة ف جيع اليادين السلمية ويشاركونم ف الذب عن السنة وأهلها؛ من‬
‫باب ‪ (( :‬الرء مع من أحبّ )) ‪.‬‬
‫خ َلدِ أحد من أهل السنة أن هناك فرقا بي الطائفة الناجية‬
‫وما أظن أنه قد دار بِ َ‬
‫والطائفة النصورة ‪.‬‬
‫ولقسسد دهشت حينما قرأت كتاب (( صفسسة الغرباء ))(‪ )1‬للخ سلمان بن‬
‫فهد العودة‪ ،‬فوجدته قد تكلّف التفريق بي ما ل ينبغي القدا مُ على التجزئة والتفرقة فيه‪،‬‬
‫ل سيما وهو أمر عظيم‪َ ،‬س ّلمَ به علماء المة‪ ،‬وأصبح من الثوابت والمور القررة لديها؛‬
‫إذ القدام فيه على مالفة عشرات الئمة الذين ل يُعرف لم مالف معتب بقوله ف اللف‬
‫والتفاق ٍلمّاس يفتسح الباب على مصسراعيه على الرأة على مالفسة علماء السسلم وأئمتسه‬
‫ومصاولتهم ف قضايا كبية وخطية ف أصول الدين وفروعه ‪.‬‬
‫ول يقف أمر الشيخ سلمان العودة عند هذا العمل الغريب‪ ،‬بل تاوزه إل ما هو‬
‫أشد وأغرب منه‪ ،‬ويتمثل ذلك ف مسائل كثية سأناقشه ف بعض منها‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫‪-1‬عدم احتفائه بأهل الديث وذكر فضائلهم ومزاياهم ‪.‬‬

‫وكذلك كتاب " من أخلق الداعية " ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫‪-2‬ماولتسه إدخال طوائف مهولة فس أهسل الديسث تارة وفس الفرقسة‬
‫الناجية‪ ،‬مع التنقّص لهل الديث ‪.‬‬
‫‪-3‬هجوم سسلمان على أهسل الديسث ومسن ينتمسي إليهسم‪ ،‬ووصسفهم‬
‫بصفات قبيحة ترجهم من الفرقة الناجية ‪.‬‬
‫‪-4‬ت صوّر الش يخ سلمان أن أ هل الد يث من التحزّب ي على جزء من‬
‫الدين والناسي لجزاء أخرى‪ ،‬وأن هذا من مياث المم الالكة ‪.‬‬
‫‪-5‬اختلف كلمه ف تعريف الفرقة الناجية وغرابته ‪.‬‬
‫‪-6‬إهاله ذكر أهل الديث بعد حلته الشديدة على النسوبي إل أهل‬
‫الديث ف الزمنة التأخرة ‪.‬‬
‫‪-7‬تقسسيمه خصسائص أهسل الديسث بيس طائفتيس فس نظره ‪ :‬الطائفسة‬
‫النصورة‪ ،‬والفرقة الناجية؛ مالفا بذلك جيع أئمة السلم ‪.‬‬
‫أسسأل ال أن يوفقنسا وإياه لتدارك أخطائنسا‪ ،‬والرجوع إل القس؛ إن ربنسا سسيع‬
‫الدعاء ‪.‬‬
‫وصلى ال على نبينا ممد وعلى آله وسلم تسليما كثيا ‪.‬‬

‫وكتب‬
‫ربيع بن هادي الدخلي‬
‫الدينة النبويسة‬

‫‪- 23 -‬‬
‫المسألة الولى‬
‫عدم الحتفاء بأهل الحديث‬
‫وذكر فضائلهم ومزاياهم‬
‫فأ نت ل تراه يتفي بأ هل الد يث‪ ،‬ول ين شط لذ كر فضائلهم ومزاياهم‪ ،‬فلم أرَ‬
‫ل م ذكرا بل فظ ( أ هل الد يث ) ف كتا به الول ‪ (( :‬الغرباء الولون ))‪ ،‬فإ نْ ذَكَر ( أ هل‬
‫السنة )؛ فذلك لن هذا اللفظ ل يص ( أهل الديث ) ف نظره ‪.‬‬
‫فمثلً ‪ :‬ذكسر حديسث ‪ (( :‬بدأ السسلم غريبا‪ ،‬وسسيعود غريبا؛ فطوبس للغرباء ))‪،‬‬
‫))‬ ‫ونقل عن سفيان الثوري رحه ال ‪ :‬أنه قال ‪ (( :‬استوصوا بأهل السنة خيا؛ فإنم غرباء‬
‫(‪. )1‬‬
‫فالظاهر أن سفيان يريد أهل الديث؛ لن النتسبي إل السنة الذين يقابلون أهل‬
‫البدع ف عصره كانوا أكثرية‪ ،‬والدولة والسلطان بأيديهم ‪.‬‬
‫وف سّر عبدان الغرباء الوارد ذكرهم ف الديث بس ( أهل الد يث )‪ ،‬فلم ينقله‬
‫الشيخ سلمان‪ ،‬وكان هو الول بالنقل؛ لنه تفسي مباشر من عبدان للحديث ‪.‬‬
‫ونقل شرح عبدان الغرباء بأنم أهل الديث ف سياق أدخل فيه جيع النتسبي‬
‫إل السلم؛ فقد قال ف (( صفة الغرباء )) ‪:‬‬
‫(( وكذلك الال بالنسبة للغرباء حي عودة السلم غريبا ‪:‬‬
‫أ – ف ُهمُ السلمون بي الكفار؛ حيث عددهم بالنسبة إليهم قليل ‪.‬‬
‫ب – وكذلك هم اللتزمون بالشرع والسنة بي السلمي ‪.‬‬
‫ج – وهم كذلك الداعون إل ذلك بي سائر التبعي للسنة " ‪ .‬اهس‪.‬‬
‫وب عد ذلك بَيّن أن الق صود بالغرباء هم الفر قة الناج ية‪ ،‬و ف ا صطلحه أن أ هل‬
‫الديث هم من الفرقة الناجية وليسوا الفرقة الناجية ‪.‬‬
‫ث نقل عن الجُرّي أن الراد بم ( أهل الق )؛ أي ‪ :‬الفرقة الناجية‪.‬‬

‫انظر " الغرباء اللون " ( ص ‪. ) 51‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫وقد عرفت اصطلح سلمان ف الفرقة الناجية ‪.‬‬
‫ث ذكر تفسي عبدان بأن الراد بالغرباء ( أهل الديث )‪ ،‬فتعقبه بقوله ‪:‬‬
‫(( وإذا كان الديسث عامّا غيس مصسص؛ فإنّا ل نسستطيع أن نقول ‪ :‬إن الفرقسة‬
‫الناجية هم وحدهم الغرباء‪ ،‬ولكنهم من الغرباء خا صّة‪ ،‬وإن الديث ربط البدء بالعودة‪،‬‬
‫فقال ‪ (( :‬بدأ ‪ ...‬وسسيعود ‪)) ...‬؛ فعلم أن غربسة السسلمي كافسة بيس أهسل اللل والديان‬
‫داخلة أيضا ف معن الديث ))(‪. )1‬‬
‫ول أعرف أحدا سسبق الخ سسلمان إل مثسل هذا التصسرف وهذا التعميسم وهذه‬
‫الزحلقة لهل الديث عن مكانتهم الت اعترف با لم أئمة السلمي العدول المناء الذين‬
‫ل ينبغي لمثال وأمثال الخ سلمان أن نعارضهم ونرج عن فقههم وأقوالم!!‬
‫لقد ف سّر العلماء الغرباء والفرقة الناجية والطائفة النصورة بأهل الديث وبأهل‬
‫السنة‪ ،‬ومرادهم بأهل السنة أهل الديث‪ ،‬وقد يُدخلون مَن تابعهم ف منهجهم من باب‬
‫إلاق الفرع بالصل والتابع بالتبوع‪ ،‬وبعضهم يقصر هذه اللفاظ عليهم‪ ،‬فكان من حق‬
‫أهسل الديسث على سسلمان أن يشيسد بفضلهسم‪ ،‬ويسستقصي أقوال العلماء فس فضلهسم‬
‫ومكانتهم‪ ،‬وأنم هم الطائفة النصورة والناجية والغرباء ف الدرجة الول‪ ،‬إن ل يسلّم با‬
‫لم وحدهم !‬
‫ولكن؛ للسف الشديد ل يفعل سلمان هذا‪ ،‬وما تكاد تلمس له نشاطا‪ ،‬بل تد‬
‫فتورا ومللً من القيام بذا الق‪ ،‬فما رأيت منه ثناءً عليهم‪ ،‬ول إشادةً بفضلهم‪ ،‬فإذا نقل‬
‫كلم بعض من أثن عليهم؛ قصّر وعجز عن استيفاء كلم هذا البعض؛ فمثلً ‪:‬‬
‫· أولً ‪:‬‬

‫( ص ‪. ) 237 – 236‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 25 -‬‬
‫‪ -1‬عقد العنوان التال ‪ (( :‬الفرقة الناجية وأهل الديث وأهل السنة والماعة ))‪،‬‬
‫ول يذكر الطائفة النصورة هنا‪ ،‬بل عقد لا فصلً خاصّا؛ بناء على فهمه أن لا ميزات‬
‫خاصة انفردت با عن الفرقة الناجية(‪. )2‬‬
‫ث قال ت ت العنوان ال سابق ‪ (( :‬روى الط يب البغدادي ب سنده عن المام أح د‬
‫‪ (( :‬تفترق المة على نيّف وسبعي فرقة؛ كلها ف النار إلّ فرقة‬ ‫أنه ذكر حديث النب‬
‫))‪ ،‬فقال ‪ :‬إن ل يكونوا أصحاب الديث؛ فل أدري من هم؟! )) ‪.‬‬
‫ث قال سلمان تعليقا على الد يث وتف سي أح د ‪ (( :‬فهل يعن هذا إن صح عن‬
‫المام أحد أنه يعدّ أهل الديث هم الفرقة الناجية؟ ))(‪. )2‬‬
‫* فهذا تشكيك ف إدخال أهل الديث ف الفرقة الناجية كما ترى؛ فكيف بالم‬
‫مع الطائ فة الن صورة ال ت هي أن بل وأف ضل وأشرف من الفر قة الناج ية ف نظره وعلى‬
‫حسب تفريقه ‪.‬‬
‫‪ -2‬ثس قال ‪ (( :‬ومسن هسم أهسل الديسث القصسودون بذه الكلمسة ؟ فأمسا أهسل‬
‫الد يث‪ ،‬أو أ صحاب الد يث؛ فإن الق صود ب م ك ما قال الا كم الني سابوري ‪ :‬القوم‬
‫الذيسن سسلكوا مجسة الصسالي‪ ،‬واتبعوا آثار السسلف مسن الاضييس‪ ،‬ودمغوا أهسل البدع‬
‫وعلى آله أجعيس ‪ ...‬وآثروا قطسع الفاوز والقفار على‬ ‫والخالفيس لسسنن رسسول ال‬
‫التنعم ف ال ّدمَن والوطار‪ ،‬وتنعموا بالبؤس ف السفار مع مساكنة العلم والخبار ‪ ...‬قد‬
‫رفضوا اللاد الذي تتوق إليسه النفوس الشهوانيسة‪ ،‬وتوابسع ذلك مسن البدع والهواء‬
‫والقاييس والراء والزيغ ))(‪. )3‬‬
‫* أقول ‪ :‬إنّ للقارئ أن يسأل ‪:‬‬
‫هل هذا كل ما قاله الاكم ف أهل الديث‪ ،‬أو أفضل وأبرز ما قاله ف وصفهم؟‬

‫" صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 114‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫" صفة الغرباء " ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫" صفة الغرباء " ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 26 -‬‬
‫وهل كان يفى أمرهم على المة حت يعرّفهم لا؟‬
‫والواب ‪ :‬ل هذا ول ذاك ‪.‬‬
‫ولقد ذكر لنا الشيخ سلمان من كلم الاكم ما يستطيع تقديه‪ ،‬وقعدت به هته‬
‫وعزيته عن أهم مزايا أهل الديث الت ذكرها الاكم بكل شرف واعتزاز؛ فلقسسسد‬
‫َق ّدمَ الاكم للقسسسرّاء أهل الديث باعتبارهم الطائفسسسة‬
‫النصورة مُتّبٍعا الطوات التية ‪:‬‬
‫‪ :‬أ نه قال‪ (( :‬ل‬ ‫‪ -1‬روى بإ سناده حد يث معاو ية بن قرة عن أب يه عن ال نب‬
‫يزال ناس من أمت منصورين ل يضرهم من خذلم حت تقوم الساعة ))‪.‬‬
‫‪ -2‬روى بإسناده إل المام أحد أنه سئل عن معن هذا الديث ؟ فقال ‪ (( :‬إن ل‬
‫تكن هذه الطائفة النصورة أصحاب الديث؛ فل أدري من هم؟! )) ‪.‬‬
‫‪ -3‬قال مؤكدا لاس قاله المام أحدس ‪ (( :‬قال أبسو عبدال ‪ :‬وفس مثسل هذا قيسل ‪:‬‬
‫(( من أمر السنة على نفسه قولً وفعلً؛ نطق بالق ))؛ فلقد أحسن المام أحد بن حنبل ف‬
‫تفسي هذا الب أن الطائفة النصورة الت يُرفع الذلن عنهم إل قيام الساعة هم أصحاب‬
‫الديث‪ ،‬ومن أحق بذا التأويل من قوم سلكوا مجة الصالي‪ ،‬واتبعوا آثار السلف من‬
‫وعلى آله أجع ي ‪ )) ...‬إل‬ ‫الاض ي‪ ،‬ودمغوا أ هل البدع والخالف ي ب سنن ر سول ال‬
‫آخر الكلم الذي نقله الشيخ سلمان ‪.‬‬
‫(( هم خي‬ ‫‪ -4‬روى بإسناده إل حفص بن غياث ‪ :‬أنه قال ف أهل الديث ‪:‬‬
‫أهل الدنيا )) ‪.‬‬
‫‪ -5‬روى بإسناده إل بكر بن عيّاش ‪ :‬أنه قال ‪ (( :‬إن لرجو أن يكون أصحاب‬
‫الديث خي الناس ‪. )) ...‬‬
‫‪ -6‬قال الا كم مؤيدا قول ما ‪ (( :‬ول قد صدقا جيعا أن أ صحاب الد يث خ ي‬
‫سم ‪ ...‬إل أن قال ‪:‬‬
‫سف ل يكونون كذلك؟! ))‪ ،‬ث س شرع ف س الثناء عليهس‬
‫الناس‪ ،‬وكيس‬
‫(( فالشدائد مع وجود ال سانيد العال ية عند هم رخاء‪ ،‬ووجود الرخاء مع ف قد ما طلبوه‬

‫‪- 27 -‬‬
‫عندهسم بؤس؛ فعقولمس بلذاذة السسّنة غامرة‪ ،‬وقلوبمس بالرضاء فس الحوال عامرة‪ ،‬تعلّم‬
‫السسنن سسرورهم‪ ،‬ومالس العلم حُبورهسم‪ ،‬وأهسل السسنة قاطبسة إخوانمس‪ ،‬وأهسل اللاد‬
‫والبدع بأسرها أعداؤهم ‪ )) ...‬ا هس‪.‬‬
‫‪ -7‬روى بإسسناده إل المام أحدس ‪ (( :‬أنسه قال له أحدس بسن السسن ( يعنس ‪:‬‬
‫الترمذي )‪ :‬يا أبا عبدال! ذكروا لبن أب قتيلة بكة أصحاب الديث‪ ،‬فقال ‪ :‬أصحاب‬
‫الد يث قوم سوء‪ .‬فقام أبسو عبدال و هو ينفسض ثو به‪ ،‬فقال ‪ :‬زنديسق‪ ،‬زند يق‪ ،‬زند يق‪.‬‬
‫ودخل البيت )) ‪.‬‬
‫‪ -8‬روى بإسناده إل أحد بن سنان القطان ‪ :‬أنه قال ‪ (( :‬ليس ف الدنيا مبتدع؛‬
‫إل وهو يبغض أهل الديث‪ ،‬وإذا ابتدع الرجل؛ نزع حلوة الديث من قلبه ‪. )) ...‬‬
‫‪ -9‬قال ‪ (( :‬قال أ بو عبدال ‪ :‬وعلى هذا عهد نا ف أ سفارنا وأوطان نا ‪ :‬كل من‬
‫ينسب إل نوع من اللاد والبدع ل ينظر إل الطائفة النصورة إل بعي القارة‪ ،‬ويسميها‬
‫الشوية ‪. )1()) ...‬‬
‫فأقول ‪ :‬قارن ب ي ال صورتي ‪ :‬ال صورة ال ت عرض ها الا كم عن أ هل الد يث‪،‬‬
‫والصورة الت حكاها سلمان عن الاكم ! أل ترى التفاوت الائل بينهما؟!‬
‫فالاكم عرضهم لنا على أن أهل الديث هم الطائفة النصورة ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬ف الديث ‪.‬‬
‫وثانيا ‪ :‬ف كلم المام أحد ‪.‬‬
‫وثالثا ‪ :‬ف تأييده لكلم المام أحد ‪.‬‬
‫ورابعا ‪ :‬ف إدانته لهل اللاد والبدع ‪.‬‬
‫وخامسا وسادسا ‪ :‬أورد كلم حفص بن غِياث وأب بكر بن عيّاش أن أصحاب‬
‫الديث خي الناس ‪.‬‬
‫وسابعا وثامنا ‪ :‬تأييده وتصديقه لكلّ منهما ‪.‬‬

‫انظر ‪ " :‬معرفة علوم الديث " ( ص ‪. ) 4-1‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫وأسأل الشيخ سلمان ‪:‬‬
‫لاذا أغفلت هذه الزايا العظيمة الت ذكرها الاكم؟!‬
‫لاذا خال فت الا كم ف هد فه وغاي ته وعر ضه المور ال ت ير مي في ها كل ها إل‬
‫إثبات أن أهل الديث هم الطائفة النصورة وأنم خي الناس‪ ،‬ويدمغ من يُبغضهم بالزندقة‬
‫واللاد والبتداع‪ ،‬وأنّ بغضهم من الدلة على انراف مُبغضيهم ‪ ...‬إل‪ ،‬وذلك ما يرفع‬
‫من مكانتهم ويعلي شأنم أكثر وأكثر؟!‬
‫فتأت يا أخي بعد أن شَكّكت ف تفسي المام أحد أنم الفرقة الناجية‪ ،‬فتحول‬
‫كلم الا كم عن هذه القا صد العظي مة والهداف ال سامية إل ما تعتقده أ نت أقلّ شأنا‬
‫وأح طّ منلة‪ ،‬وهو إدخال أهل الديث ف الفرقة الناجية‪ ،‬وتسوق كلم الاكم على أنه‬
‫تعريف للفرقة الناجية!!‬
‫إنّ ذا لن العجب!‬
‫· ثانيا ‪:‬‬
‫قال الشيسخ سسلمان ‪ (( :‬ووصسفهم الطيسب البغدادي بأنمس ‪ ... :‬حفظسة الديسن‬
‫وخزنته‪ ،‬وأوعية العلم وحلته ‪ ...‬ومنهم كل عال وفقيه‪ ،‬وإمام رفيع نبيه‪ ،‬وزاهد ف قبيلة‪،‬‬
‫ومصوص بفضيلة‪ ،‬وقارئ متقن‪ ،‬وخطيب مسن‪ ،‬وهم المهور العظيم‪ ،‬وسبيلهم السبيل‬
‫))‬ ‫الستقيم‪ ،‬وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر‪ ،‬وعلى الفصاح بغي مذاهبهم ل يتجاسر ‪...‬‬
‫(‪ )1‬ا هس ‪.‬‬
‫* وأقول ‪ :‬إ نّ الش يخ سلمان يُفرق ب ي الفر قة الناج ية والطائ فة الن صورة؛ ف هل‬
‫الطيب البغدادي يفرق بينهما كما يفرق الشيخ سلمان ؟! وهل ساق الطيب البغدادي‬
‫هذا الكلم ليف هم الناس أن أ هل الد يث هم الفر قة الناج ية وأن ا أ قل شأنا من الطائ فة‬
‫النصورة؟!‬

‫انظر ‪ " :‬صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 115‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 29 -‬‬
‫إ نّ هناك فروقا هائلة‪ ،‬ومسافات شاسعة‪ ،‬ووجهات نظر متباينة‪ ،‬بي ما يرمي إليه‬
‫سلمان وبي ما يرمي إليه الطيب !‬
‫ّفس كتابا سساه ‪ (( :‬شرف أصسحاب الديسث ))‪ ،‬وصسفهم بعشرات‬
‫فالطيسب أل َ‬
‫الوصاف العظيمة اللئقة بكانة أهل الديث؛ من بينها ‪:‬‬
‫‪-‬أنم الطائفة النصورة والطائفة الناجية ‪.‬‬
‫ف التبليغ عنه ‪.‬‬ ‫‪-‬وأنم خلفاء الرسول‬
‫‪-‬وأنم الغرباء ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪-‬وأنم أول بالرسول‬
‫‪.‬‬ ‫‪-‬وأنم بشارة الرسول‬
‫‪-‬وأنم حُماةُ الدين بذبّهم عن السنن ‪.‬‬
‫فيما خَلّفه من السنة ‪.‬‬ ‫‪-‬وأنم ورثة الرسول‬
‫‪-‬وكونم المرين بالعروف والناهي عن النكر ‪.‬‬
‫لفظهم السنن ‪.‬‬ ‫‪-‬وكونم أمناء الرسول‬
‫‪-‬وكونم خيار الناس(‪. )1‬‬
‫‪-‬والستدلل على أهل السنة ببهم أصحاب الديث ‪.‬‬
‫‪ ...‬إل غي ذلك من الوصاف الميلة العظيمة الت وصفهم با ونقلهم عن أئمة‬
‫السلم ‪.‬‬
‫إنّس رسسالتك التس وَسسَمتها بسس (( الغرباء )) و (( صسفة الغرباء ‪ :‬الفرقسة الناجيسة‪،‬‬
‫الطائ فة الن صورة‪ ،‬صفات أ خر ))؛ ل ينب غي تكري سها إل ف شأن أ هل الد يث؛ لن أ هل‬
‫العلم العتبين ل يطلقوا هذه العبارة إل على أهل الديث‪ ،‬ومن أدخل معهم غيهم؛ فإنا‬
‫ذلك بالتبع لم؛ لبهم لم‪ ،‬وسيهم على منهاجهم ‪.‬‬

‫انظر ‪ " :‬شرف أصحاب الديث "( ص ‪ ،) 26 ،25 ،21 ،19 ،15‬تقيق‪:‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫ممد إساعيل السلفي ‪.‬‬

‫‪- 30 -‬‬
‫وإذا كان الواقع كذلك؛ فمن الستغرب جدّا أن تنقل من كتاب الطيب أقل من‬
‫أرب عة أ سطر ف هذا الوضوع؛ لُتعَرّف للناس أ هل الد يث‪ ،‬ث ل تذ كر ول تش ي إل أن‬
‫الطيب وصفهم بأنم الطائفة النصورة‪ ،‬ول تذكر ول تشي إل تلك الصفات النبيلة الت‬
‫مل الطيسسسسسسسسسسب باسسسسسسسسسس كتابسسسسسسسسسسه ‪.‬‬
‫إ نك لو كت بت مقالً‪ ،‬فضلً عن ر سالة؛ لكان من حق أ هل الد يث عل يك أل‬
‫تقتصر على ما نقلته عن الاكم والطيب ‪.‬‬
‫أل تعلم يا سلمان أن كلّ أو جُلّ من ف سر حد يث ‪ (( :‬ل تزال طائ فة من أم ت‬
‫على الق ظاهرين ‪)) ...‬؛ إنا فسروه بأهل الديث‪ ،‬والطيب منهم‪ ،‬ول ينازعهم ف ذلك‬
‫أحد؟!‬
‫أل تعلم أن حديسث الفِرَق الذي ذكرت فيسه الفرقسة الناجيسة قسد حله أهسل العلم‬
‫على أهل الديث‪ ،‬والطيب منهم‪ ،‬ونقله عن بعضهم؟!‬
‫أل تعلم أن حديث الغرباء قد حله عبدان على أهل الديث‪ ،‬ونقله الطيب عنه‪،‬‬
‫ول ينازعه ف ذلك أحد؟!‬
‫· ثالثا ‪:‬‬
‫نقل عن ابن قتيبة وصف أهل الديث(‪. )1‬‬
‫* وف كلمه ما لو تأمله النصف؛ لقضى لهل الديث بأنم هم الفرقة الناجية‬
‫والطائفة النصورة‪ ،‬وإن كان ل يذكر هذين اللفظي ‪.‬‬
‫· رابعا ‪:‬‬
‫الت‬ ‫نقل عن الافظ ابن رجب الكلم الت ‪ (( :‬والراد بالسنة ‪ :‬طريقة النب‬
‫كان عليها هو وأصحابه‪ ،‬السالة من الشبهات والشهوات ‪ ...‬ث صار ف عرف كثي من‬
‫التأخرين من أهل الديث وغيهم عبارة عمّا سلم من الشبهات ف العتقادات‪ ،‬وخاصة‬

‫انظر ‪ " :‬صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 115‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 31 -‬‬
‫ف م سائل اليان بال وملئك ته وكت به ور سله واليوم ال خر‪ ،‬وكذلك ف م سائل القدر‪،‬‬
‫وفضائل الصحابة ‪. )1()) ...‬‬
‫* قلت ‪ :‬نقل الخ سلمان هذا الكلم‪ ،‬وهو وصف للسنة‪ ،‬وبيان للمراد با إذا‬
‫أُطلقت عند التأخرين‪ ،‬ل وصف أهل الديث ‪.‬‬
‫والغريسب أن الخ سلمان أعرض عسن و صف أهسل الد يث بأنمس هم الطائفسة‬
‫النصورة والفرقة الناجية‪ ،‬وأنم هم الغرباء؛ فل حول ول قوة إل بال‪.‬‬
‫قال الا فظ ا بن ر جب ‪ (( :‬وأ ما فت نة الشبهات والهواء الضلة؛ فب سببها تفرق‬
‫أ هل القبلة‪ ،‬و صاروا شيعا‪ ،‬وكفّر بعضُ هم بعضا‪ ،‬وأ صبحوا أعداءً وفرقا وأحزابا ب عد أن‬
‫كانوا إخوانا قلوبمس على قلب رجسل واحسد‪ ،‬فلم ينسج مسن هذه الفرق كلهسا إل الفرقسة‬
‫‪ (( :‬ل تزال طائ فة من أم ت ظاهر ين على‬ ‫الواحدة الناج ية‪ ،‬و هم الذكورون ف قوله‬
‫الق‪ ،‬ل يضرهم من خذلم ول من خالفهم‪ ،‬حت يأت أمر ال وهم على ذلك ))‪ ،‬وهم ف‬
‫آخر الزمان الغرباء الذكورون ف هذه الحاديث‪ ،‬الذين يصلحون إذا فسد الناس‪ ،‬وهم‬
‫الذ ين ي صلحون ما أف سد الناس من ال سنة‪ ،‬و هم الذ ين يفرون بدين هم من الف ت‪ ،‬و هم‬
‫النّزّاع من القبائل ‪ ...‬وبذا فسّر الئمة هذا الديث ))(‪ )2‬ا هس ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ماذا كان يضي الشيخ سلمان لو نقل هذا الكلم ف وصف أهل الديث‪،‬‬
‫الكلم الذي ل يفرق بي الفرقة الناجية وبي الطائفة النصورة ول بي أهل الغربة‪ ،‬وكل‬
‫ذلك ل ينطبق إل على أهل الديث ؟!‬
‫وهذه ن صيحة لنف سي وللخ سلمان ول كل م سلم أ سأل ال أن ينفع نا ب ا جيعا‪،‬‬
‫وقد سعناها من بعض شيوخنا‪ ،‬وهي ما قاله المام أحد وأخذ به شيخ السلم ابن تيمية‬
‫رحهما ال وغيها من أئمة السلم ‪:‬‬

‫() " صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 125‬‬ ‫‪1‬‬

‫" كشف الكربة " ( ص ‪. ) 16‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 32 -‬‬
‫قال شيسخ السسلم رحهس ال فس (( الرد على الخنائي )) ‪ (( :‬الوجسه الثامسن ‪ :‬أن‬
‫الجيب – ول المد – ل يقل قط ف مسألة إل بقول سبقه إليه العلماء‪ ،‬فإن كان قد يطر‬
‫له ويتوجه له؛ فل يقوله وينصره؛ إل إذا عرف أنه قد قاله بعض العلماء؛ كما قال المام‬
‫أحد ‪ :‬إياك أن تتكلم ف مسألة ليس لك فيها إمام ))(‪ )1‬ا هس ‪.‬‬
‫فأرجو من الخ سلمان أن يستفيد من هذه النصيحة الكيمة الغالية‪ ،‬ويرجع عن‬
‫كل قول ليس له فيه إمام‪ ،‬با ف ذلك التفريق بي الطائفة النصورة والفرقة الناجية ‪.‬‬
‫وأرجو أن نوفّق جيعا لصابة الق والبعد عن النفراد بالقوال والراء عن أئمة‬
‫السلم ‪.‬‬

‫( ص ‪ ،) 195‬طبع ونشر الرئاسة العامة لدارات البحوث العلمية ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫المسألة الخامسة‬
‫إدخال طوائف مجهولة في أهل الحديث‬
‫والفرقة الناجية‬

‫حاول الش يخ سلمان إدخال طوائف مهولة ف أ هل الد يث تارة‪ ،‬و ف الفر قة‬
‫الناجية تارة أخرى‪ ،‬يرافق هذه الحاولة غمز وتنقّص لهل الديث ‪.‬‬
‫لقد استنتج من كلم الاكم والطيب وابن قتيبة السابق الذكر أن لفظ ( أهل‬
‫الديث ) يُطلق ف مقابل ‪:‬‬
‫‪ -1‬أهل الكلم الذين يقولون على ال ما ل يعلمون‪ ،‬ويفتنون الناس با يأتون‪،‬‬
‫وساق كلما جيدا لبن قتيبة ‪.‬‬
‫‪ -2‬ك ما يطلق لفظ ( أهل الد يث ) ف مقا بل أهل الرأي من ُي َقدّمون آراءهم‬
‫الضالة وأقيسستهم الفاسسدة على الكتاب والسسنة‪ ...‬وسساق كلم الكرْخسي ‪ (( :‬كسل نسص‬
‫خالف مذهبنسا؛ فهسو منسسوخ أو مؤول ))‪ ،‬وقول الصساوي ‪ (( :‬ول يوز تقليسد مسا عدا‬
‫الذاهسب الربعسة‪ ،‬ولو وافسق قول الصسحابة والديسث الصسحيح واليسة؛ فالارج على‬
‫الذاهسب الربعسة ضال مضسل‪ ،‬ورباس أداه ذلك إل الكفسر؛ لن الخسذ بظواهسر الكتاب‬
‫والسنة من أصول الكفر )) ‪.‬‬
‫‪ -3‬ث علّق على قول الصاوي بقوله ‪ (( :‬وهذه القوال وأمثالا تأت على السلم‬
‫من أ صوله؛ إذ ل ي كن معر فة ال ق من البا طل‪ ،‬ول ال سلم من الك فر؛ إل من خلل‬
‫النصوص ‪. )) ...‬‬
‫وهذه ومضة سلفية يُشكر عليها‪ ،‬ولكنه سيناقضها فيما بعد !‬
‫ث قال ‪ (( :‬وإذا كان م صطلح ( أ هل الد يث ) يطلق ف مقا بل هذا وذاك؛ فإ نه‬
‫ينبغي فه مه ب صورة أو سع م ا يوجد ع ند كث ي من الناس ف الزم نة التأخرة م ن يطلقون‬
‫هذه الكلمة ويقصدون با فئةً معينة مّن يُعنون بدراسة الديث النبوي رواية ودراية‪ ،‬أو‬

‫‪- 34 -‬‬
‫روايسة فحسسب‪ ،‬أو منس ينتسسبون إل هذا المسر ويتمعون عليسه نظريّا‪ ،‬ولو ل يكسن لمس‬
‫نصيب يذكر من العلم بالديث النبوي الشريف )) ا هس ‪.‬‬
‫* أقول ‪ :‬وهذه نفثة خلفية و ( شنشنة عرفتها من أخْزَم )؛ كما ف الثل ‪.‬‬
‫‪ -4‬ثس قال ‪ (( :‬وينبغسي التنسبيه إل تغيس الصسطلحات برور الزمنسة‪ ،‬واختلف‬
‫مدلول ا ب ي ع صر وع صر ع ند كث ي من الناس‪ ،‬وإذا كان الئ مة رح هم ال يطلقون على‬
‫أهل الديث ف الاضي أنم الفرقة الناجية والطائفة النصورة؛ فإن اصطلح ( أهل الديث‬
‫) قد ضاقت دائرته عند الكثيين‪ ،‬حت صار عَلما على فئات قد تكون من أهل الديث‪،‬‬
‫ولكنها ليست أهل الديث‪ ،‬ولذلك ل يسن إطلق ( الفرقة الناجية ) على فئات مددة‬
‫تتسسمى بأهسل الديسث‪ ،‬وإن كانست هسي فعلً مسن أهسل الديسث‪ ،‬بسل ينبغسي إعادة هذا‬
‫الصطلح إل مفهومه الواسع الصحيح كما سيأت )) ‪.‬‬
‫* أقول ‪ :‬إن الصطلح على إطلق لفظ أهل الديث ل يتغي‪ ،‬ول ُتضَيّقْ دائرته‪،‬‬
‫وإذا كان من المكن إطلقه ف الزمنة الاضية على بعض أهل الذاهب الربعة حينما كان‬
‫هذا الب عض ُيعْ ن بالد يث النبوي الشر يف روا ية ودرا ية‪ ،‬ويُعْ ن بن هج أ هل الد يث‪،‬‬
‫فيتسع نطاق أهل الديث حت يشملهم؛ فإنه من الصعب أن ُيوَ سّع الن‪ ،‬بل وقبل الن‪،‬‬
‫منذ استبد بذه الطوائف التعصب الذهب الفقهي‪ ،‬ث تساقطوا على علوم الكلم والفلسفة‬
‫والتصوف الغال والتعلق بالقبور ما دار ف فلك هذه المور إل القليل ‪.‬‬
‫فإذا كان ف عصر أحد ومن بعده إل ما شاء ال يطلق لفظ ( أهل الديث ) ف‬
‫مقابسل أهسل الكلم مسن الهميسة والعتزلة وغيهسم‪ ،‬وفس مقابسل أهسل الرأي‪ ،‬مسع سسلمة‬
‫عقائدهم ف باب الساء والصفات والقدر وف توحيد اللوهية؛ فل شرك فيهم حينذاك‪،‬‬
‫ول قبور ية‪ ،‬ول بدع أخرى؛ غ ي الحتفاء بالرأي والقياس‪ ،‬و مع كل هذه النظا فة‪ ،‬يُطلق‬
‫ل فظ أ هل الد يث ف مقابلت هم؛ فك يف يس ّلمُ ورّا ثُ أح د ويز يد بن هارون وا بن البارك‬
‫بتوسيع دائرة أهل الديث أو الفرقة الناجية على جاعة تمعت فيها أنواع البدع الهلكة؛‬
‫مسن تعطيسل السساء والصسفات‪ ،‬ومسن البدع القبوريسة‪ ،‬والصسوفية اللوليسة والتاديسة‪،‬‬

‫‪- 35 -‬‬
‫والشركيسة‪ ،‬سسواء أخذت شكسل أحزاب سسياسية‪ ،‬أو شكسل طوائف صسوفية‪ ،‬أو مدارس‬
‫كلمية أو مذهبية‪ ،‬وإن شئت أن نسميها؛ فل نقشبندية‪ ،‬ول سهروردية‪ ،‬ول جشتية‪ ،‬ول‬
‫تيجان ية‪ ،‬ول مرغن ية‪ ،‬ول حزب ية ال سماة بالخوان ية‪ ،‬وغي ها ال ت ت ضم أخلطا وأمشاجا‬
‫من هذه الطوائف الصوفية والرافضة والارجية ‪ ...‬وما هو أدهى من الطوائف الضالة ‪.‬‬
‫مسن يقوم بتغييس هذا الصسطلح ويعيده إل مفهومسه الواسسع‪ ،‬كمسا يزعسم الشيسخ‬
‫سلمان‪ ،‬لو كانت قد ضُيّقت دائرته؟! أهم علماء المة أم غيهم؟!‬
‫السباب الداعية إل تغيي اصطلح الفرقة الناجية ف نظر سلمان ‪:‬‬
‫‪ -5‬ث قال ‪ (( :‬وال سباب ال ت تد عو إل عدم إطلق (الفر قة الناج ية) على فئة‬
‫بعينها من يمل اسم ( أهل الديث ) أو ما شابه هي ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬يقتضي أن يكون غيها من الفرق الالكة‪ ،‬ولو كان موافقا لا ف منهجها‬
‫ومعتقدها وأصولا؛ ما دام ل يمل نفس السم الذي تمله‪ ،‬ول يتمع حول الراية الت‬
‫تتمع حولا‪ ،‬وهو على كل حال قصرٌ للشيء على بعض أفراده ‪.‬‬
‫وعلى سبيل الثال ‪ :‬يو جد ف زمان نا هذا فئات ش ت‪ ،‬ت مل أ ساء عديدة‪ ،‬تتلف‬
‫باختلف البلدان‪ ،‬بل تتلف ف البلد الوا حد‪ ،‬بل وي قع بين ها أحيانا ش يء من الشحناء‬
‫والختلف وتنا فر القلوب ك ما ي قع ب ي غي ها‪ ،‬ولكن ها متقار بة ف منهج ها‪ ،‬متف قة على‬
‫ال صول ال ت تقوم علي ها وتدعوا إلي ها‪ ،‬وهؤلء يثلون ف الملة منهجا واحدا‪ ،‬على ما‬
‫بينهم من تفاوت‪ ،‬ولو ادعى مدعٍ إطلق لفظ ( الفرقة الناجية ) على بعضهم دون بعض‪،‬‬
‫أو عليهم دون غيهم من أهل السنة العاملي با‪ ،‬مهما اختلفت أساؤهم؛ َلحَرَ مَ من هذه‬
‫فئاتس وطوائف أخرى مسن بقاع شتس مسن الرض منس ل يملون هذه‬
‫ٍ‬ ‫اليزة العظيمسة‬
‫السساء؛ فالعدل والنصساف يقتضسي أن ل تكون ( الفرقسة الناجيسة ) أشخاصسا مددة‬
‫فحسب‪ ،‬بل خصائص وسات ينبن عليها منه جٌ يُتّبع‪ ،‬وطريق يُسلك‪ ،‬وأصول يُلتزم با؛‬
‫ب يث يكون الوافق لذه الصول‪ ،‬الت بع لذا الن هج‪ ،‬التحلي بذه ال صائص وال سمات ‪:‬‬

‫‪- 36 -‬‬
‫مّن يُرجى دخوله فيها‪ ،‬فردا كان أو جاعة‪ ،‬وبأي اسم تسمّى‪ ،‬ما دام ل يدين ببدعة‪ ،‬ول‬
‫يعتمد مالفة الكتاب والسنة ‪.‬‬
‫أ ما الكل مة ال سابقة الن سوبة إل المام أح د؛ فعلى تقد ير ثبوت ا؛ فإ نه يق صد بذا‬
‫وأ صحابه‪،‬‬ ‫ال صطلح ( أ هل الد يث ) القوم الدائنون بالعت قد الذي كان عل يه ال نب‬
‫اللتزمون بالن صوص‪ ،‬الجانبون لطرائق أ هل الكلم‪ ،‬التابعون لل حق والدل يل م ت ا ستبان‬
‫لم‪ ،‬ولو كان على خلف ما عهدوه وورثوه‪ ،‬فيدخل ف هذا العن فئات كثية من جنس‬
‫من ذكر‪ ،‬ويدخل فيه غيهم؛ مثل‪:‬‬
‫أ – أتباع الذاهب الفقهية الربعة وغيها من مذاهب أهل السنة‪ ،‬إذا كانوا على‬
‫العتقد الصحيح‪ ،‬غي مؤولي ول مرّفي ول مبدلي ول مشبهي‪ ،‬وإذا كانوا من إذا عرف‬
‫الدليل الصحيح الواضح؛ ذهب إليه وقال به‪ ،‬ولو كان على خلف ما عليه الذهب ‪.‬‬
‫ب‪ -‬بعسض عوام السسلمي‪ ،‬الذيسن ل يدخلوا فس شيسء مسن البدع والنرافات‪،‬‬
‫وآمنوا بال وأ سائه و صفاته‪ ،‬وأقروا بالتوح يد‪ ،‬وجانبوا الشرك‪ ،‬والتزموا عموما بال سلوك‬
‫الصحيح من الستقامة وأكل اللل وترك الفواحش وغي ذلك ))(‪ )1‬ا هس ‪.‬‬
‫* أقول ‪ :‬والواب على ذلك من وجوه ‪:‬‬
‫أ – إذا كا نت الما عة على أ صول ومعت قد ومن هج الفر قة الناج ية؛ فك يف ل‬
‫تت مع حول الرا ية ال ت تت مع حول ا الفر قة الناج ية ؟! إن م إذا فارقوا جاعت هم وانضووا‬
‫تت راية أخرى؛ فهم من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا‪ ،‬خصوصا إذا كانت تلك الراية‬
‫تُحارب النهج السلفي وأهله‪ ،‬وتصد عنه‪ ،‬وتعرقل مسيته‪ ،‬وتصد الناس عن هذا النهج ‪.‬‬
‫فكث ي من الشباب الذ ين ينتمون إل أحزاب سياسية سواها(‪ )2‬قد أهلوا الدعوة‬
‫إل التوحيد وماربة الشرك الكب وسائر البدع الكبى‪ ،‬وتولوا أهلها‪ ،‬وهم يدّعون أنم‬
‫من أهل ال سنة والماعة‪ ،‬و من الفرقة الناج ية؛ فك يف ت سلم ل م هذه الدعوى‪ ،‬وهم قد‬

‫" صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 120 – 119‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫أي ‪ :‬سوى الفرقة الناجية النصورة أهل الديث ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 37 -‬‬
‫ا ستهانوا بالتوح يد وأهله‪ ،‬وهوّنوا من شأن الشرك ال كب والبدع الطية‪ ،‬وتولوا أهل ها‪،‬‬
‫فهدموا أصل الولء والباء الذي هو جزء مهم من معان ( ل إله إل ال )‪ ،‬وفصموا أوثق‬
‫عُرى ال سلم ال ت هي ال ب ف ال والب غض ف يه‪ ،‬ف صار ولؤ هم للحزاب ال ت ينتمون‬
‫إلي ها وطاعت هم لقيادت م الزب ية أك ثر من طاعت هم ل ولر سوله‪ ،‬في صدق علي هم قول ال‬
‫تعال ‪:‬‬
‫الية(‪. )1‬‬ ‫خذُوا أَحْبَا َر ُهمْ َو ُرهْبَاَن ُهمْ َأ ْربَابا مِنْ دُونِ اللّه ِ‬
‫اتّ َ‬
‫ف حديث عَدي الشهور‪ ،‬ول أريد أن أطيل الكلم ف‬ ‫وقد فسرها رسول ال‬
‫هذا المر؛ فالديث ذو شجون؛ فإنا ل وإنا إليه راجعون ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬قولك ‪ (( :‬يوجد ف زماننا فئات ‪ )) ...‬إل ‪.‬‬
‫* َسمّ لنا هذه الفئات؛ فما أجل الوضوح !‬
‫ج – قولك ‪ (( :‬ولو ادعسى إطلق الفرقسة الناجيسة ‪ ...‬لرم هذه اليزة العظيمسة‬
‫فئات ‪. )) ...‬‬
‫* أقول ‪ :‬أ مر العطاء وال ظر موكول إل ال ل إل أ حد‪ ،‬والفر قة الناج ية‬
‫والطائفة الن صورة هي فئة واحدة ول يس فئات‪ ،‬وهي واض حة جدّا كوضوح ها أيام المام‬
‫أحد‪ ،‬وهي ظاهرة ‪.‬‬
‫وليست السألة مسألةً سياسية عصرية‪ ،‬بل هي مسألة دينية قدية واضحة للبس‬
‫في ها‪ ،‬ول تتاج إل مام ي ومدافع ي ين صفون الظلوم ي وي ستعيدون حقوقا مغت صبة؛ فإنّ‬
‫هذه الحاماة ل تُغنس فتيلً عسن قوم مناوئيس للمنهسج السسلفي وأهله؛ إذ كان مقرّرا لدى‬
‫السلف الصال وإل اليوم أن من علمات أهل البدع بغض أهل الديث ‪.‬‬
‫ث ل ندري من هو الذي ظلم هذه الفئات الذ ين تر يد إن صافهم ‪ :‬أ هم الئ مة‬
‫الذين تتابعوا على التركيز على أهل الديث أم غيهم ؟ فالمر ِجدّ خطي ‪...‬‬

‫التوبة ‪. 31 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 38 -‬‬
‫د – قولك ‪ (( :‬فالعدل والنصساف يقتضسي أن ل تكون ( الفرقسة الناجيسة )‬
‫أشخاصا مددة فحسب‪ ،‬بل خصائص وسات ينبن عليها منهج )) ‪.‬‬
‫* أقول ‪ :‬الول أن تقول ك ما قال أ هل العلم ‪ :‬إن م ب شر وإن م أناس؛ فمقت ضى‬
‫كلمِك أن الئمة الذين قالوا ‪ :‬إنم أهل الديث؛ قد جاروا وظلموا‪ ،‬فينبغي – بل يب‬
‫– البتعاد عن مثل هذه العبارات والساليب ا ُلجَنّحة ‪.‬‬
‫هس‪ -‬قولك ‪ (( :‬أما الكلمة السابقة النسوبة إل المام أحد؛ فعلى تقدير ثبوتا؛‬
‫فإنه يقصد بذا الصطلح ( أهل الديث ) )) ‪.‬‬
‫* أقول ‪ :‬أمر عجيب؛ لقد فصلت أهل الديث عن الطائفة النصورة‪ ،‬ث ما زلت‬
‫تشكك ف تفسي أحد للفرقة الناجية بأهل الديث؛ فإذا كنت لست على يقي من هذا‬
‫التفسي؛ فلماذا تدخلهم ف الفرقة الناجية ؟! فليس من العدل والنصاف أن تُدخلهم ف‬
‫أهل النجاة بناء على أمر مشكوك فيه ‪.‬‬
‫أما غيك؛ فيقول ‪ :‬هَ بْ أن تفسي أحد ل يثبت‪ ،‬أل يكفيك تفسي غيه ؟! وأل‬
‫يكفيك تفسيه وتفسي غيه من الئمة الذين ل يُحصون بأنم الطائفة النصورة ؟! بل ما‬
‫من إمام إل ويعتبهم الطائفة النصورة الناجية ‪.‬‬
‫وأز يد ال مر وضوحا‪ ،‬فأقول ‪ :‬إن الذ ين يعت قد في هم أ هل ال سنة والما عة أن م‬
‫الطائفة النصورة والفرقة الناجية‪ ،‬ل يرجهم أحد – والمد ل – عن هذه الطائفة؛ فهذه‬
‫الطائفة ف الند وباكستان وأفغانستان وبنجلديش وإندونيسيا يسمون أنفسهم ويسميهم‬
‫إخوانم بالسلفيي وبأهل الديث‪ ،‬وهم يسمون مدارسهم وجامعاتم بالامعات السلفية‪،‬‬
‫وقد أسسوا دارين للعلم ف مكة والدينة تسمى كل منهما بدار الديث‪ ،‬فإن قيل لم ‪:‬‬
‫أنتسم أهسل الديسث؟ قالوا ‪ :‬نعسم‪ ،‬أو قيسل لمس ‪ :‬أنست سسلفيون ؟ قالوا ‪ :‬نعسم‪ ،‬ولو قلت‬
‫لحدهم ‪ :‬أنت حنفي أو ديوبندي أو بريلوي؛ غضب أشد الغضب ‪.‬‬
‫فإن قيل للديوبنديي أو البيلويي ف الند أو باكستان أو بنجلديش‪ :‬أنتم أهل‬
‫الديسث‪ ،‬أو هسل أنتسم سسلفيون؟ قالوا ‪ :‬نعوذ بال ! ول يسسمون مدارسسهم بالدارس ول‬

‫‪- 39 -‬‬
‫بالامعات ال سلفية أو الديث ية‪ ،‬و هم يبغضون أ هل الد يث القدا مى والحدث ي‪ ،‬وت سعة‬
‫وتسعون ف الئة من هم ل يطيقون ذكر م مد بن عبدالوهاب وا بن تيمية وا بن الق يم ومن‬
‫قبل هم و من بعد هم‪ ،‬وإذا قدّ مت ل م شيئا من كتب هم؛ ضا قت علي هم الرض ب ا رح بت‪،‬‬
‫ومن الستحيل أن تُقرّرَ كتب التوحيد ف مدارسهم‪ ،‬ولم عناية فائقة بالطرق الصوفية وما‬
‫فيهسا مسن انرافات ومسا فيهسا مسن عقائد اللول ووحدة الوجود واعتقاد أن الولياء‬
‫يعلمسسسون الغيب ويتصرفسسون ف الكسسسون‪ ،‬أضف إل ذلك آلف القبسسور‬
‫الت‬
‫يشيدونا ويقدسونا ‪ ...‬إل ما ل يعلمه إل ال من الضلل ‪.‬‬
‫وفس البلد العربيسة والسسلمية – ومنهسا الملكسة العربيسة السسعودية – يُسسمون‬
‫أنفسهم بأهل السنة والماعة وبالسلفيي‪ ،‬فإذا قيل لم ‪ :‬أنتم سلفيون أو أهل الديث ؟‬
‫فالوا فخرا ‪ :‬نعسم ! ول يغضبوا‪ ،‬بسل يهشون لذلك‪ ،‬ويبون أئمسة الديسث‪ ،‬ويتفانون فس‬
‫الذّودِ عنهم وف حب إخوانم أهل الديث ف الند وباكستان واليمن والشام وغيهم‪،‬‬
‫وَيذُبّونَ عنهم كما يذبون عن أنفسهم ‪.‬‬
‫فإذا قيل لغيهم من صوفيي ومذهبيي وحزبيي ‪ :‬ما رأيكم ف السلفيي أو أهل‬
‫السنة ف الملكة العربية السعودية أو ف الند أو الشام أو ف اليمن أو نيجييا أو السنغال‬
‫وغيها ؟ قالوا ‪ :‬كلهم وهابية مسمة حشوية ‪.‬‬
‫وال سلفيون ف الشام والي من والكو يت ودول الل يج أ شد الناس عنا ية بالكتاب‬
‫والسنة ومنهج أهل الديث‪ ،‬ويسمون أنفسهم بالسلفيي‪ ،‬فإذا قلت لحدهم ‪ :‬هل أنت‬
‫من أهل الديث أو سلفي؟ قال ‪ :‬نعم‪ ،‬وهش وبش لذلك‪ ،‬ل يضيه إل أيهما َنسَبَْتهُ‪ ،‬وهو‬
‫يعتزّ بإخوانه ف الزيرة وف الند وف العال كله‪ .‬فإذا قيل له ‪ :‬هل أنت حنفي أو صوف أو‬
‫أشعري أو ماتريدي أو حزبس أو حركسي؟ غضسب وتسبأ مسن ذلك‪ ،‬بسل تده يارب كسل‬
‫البدع‪ ،‬ول يغضب لشيء منها‪ ،‬ول يدافع عن أيّ شيء منها ‪.‬‬

‫‪- 40 -‬‬
‫فإذا قيل لغيهم من الذهبيي أو الزبيي ‪ :‬هل أنت من أهل الديث أو هل أنت‬
‫سلفي؟ غضب وزمر ‪ .‬فإذا قيل له ‪ :‬هل أنت صوف أو أشعري أو ماتريدي؟ اعتز بلك ‪،‬‬
‫وانت فخ‪ ،‬وانت شى‪ ،‬وتده مع ذلك يارب ال سلفية وأهل ها أ شد الرب‪ ،‬ويُكِنّ ل ا غا ية‬
‫البغض والعداء ‪.‬‬
‫وقُلْ م ثل ذلك ف ال سلفيي ف الي من وم صر وال سودان والغرب وغي ها من‬
‫البلدان‪ ،‬مثل ما ق يل ف إخوان م ال سلفيي أو أ هل الد يث ف الزيرة؛ ف هم يبون أ هل‬
‫الديث والسلفيي ف كل مكان‪ ،‬ويوالونم‪ ،‬ويذبون عنهم وعن منهجهم الق ‪.‬‬
‫وقل ف الطوائف الخرى ف هذه البلدان مثل ما قيل ف إخوانم ف الزيرة؛ فإن‬
‫الطيور على أشكالا تقع‪ ،‬والرء مع من أحب ‪.‬‬
‫* وبعد هذا فأقول ‪:‬‬
‫إن كنت تريد أن توسع دائرة الفرقة الناجية‪ ،‬أو دائرة أهل الديث؛ ليدخل فيها‬
‫السلفيون ف مصر والسودان‪ ،‬والسلفيون ف الشام والملكة العربية السعودية والكويت‬
‫س ّلمٌ‪ ،‬ل ي صل ف يه خلف‪ ،‬ول ينت طح ف يه‬
‫والي من والل يج و سائر البلدان؛ فهذا أ مر مُ َ‬
‫قرنان‪ ،‬وإذا كانت جهودك الت بذلتها لجل هؤلء؛ فإنا من تصيل الاصل ‪.‬‬
‫وإن ك نت تر يد فئات تتو فر في هم شروط و صفات الفر قة الناج ية‪ ،‬و قد ظلم هم‬
‫غي هم فأخرجو هم عن ها؛ فأخب نا ب م ح ت نتعاون ن ن و كل من صف على إعادت م إل‬
‫حظيتم ‪.‬‬
‫(( وبعض‬ ‫ه س ‪ -‬وقولك ‪ (( :‬م ثل أتباع الذاهب الفقه ية الربعة ‪ )) ...‬إل‪،‬‬
‫عوامّ السلمي ‪ )) ....‬إل ‪.‬‬
‫* لاذا َقصَ ْرتَ هذا الي على هؤلء ؟‬
‫فهناك أتباع الذ هب الزيدي وعوام هم‪ ،‬وأتباع الذ هب البا ضي وعامت هم؛ فإ نّ‬
‫كثيا من هم أقر بُ إل الفطرة والتوح يد مِ نْ كث ي من أتباع الذا هب الرب عة وعوام هم‪،‬‬
‫وأبعدُ عن الشرك والرافات والقبورية والصوفية من عامة أصحاب الذاهب الربعة ‪.‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫فمثلً؛ عوامّ بلدة عُمان ومتعلموهم من الباضية بعيدون عن الشرك ف العبادة‪،‬‬
‫وبعيدون عن كثي من البدع الشركية الت وقع فيها النتسبون إل بعض الذاهب الربعة‪،‬‬
‫وكذلك قُلْ ف الزيدية؛ كثي من عوامهم ومتعلميهم أبعد من الرافات الشركية من أتباع‬
‫بعض الذاهب الربعة ‪.‬‬
‫ومع كل هذا؛ فالذي نعلمه أنّ من اعتنق النهج السلفي من كل هذه الصناف؛‬
‫فارق الذهبية وأهلها‪ ،‬وانضوى تت الراية السلفية؛ فل داعي بعد هذا إل التعدد‪ ،‬ول إل‬
‫تكثي الفئات‪ ،‬بعد أنْ صاروا فئة واحدة‪ ،‬تت راية النهج السلفي الصحيح ‪.‬‬

‫‪- 42 -‬‬
‫المسألة الثالثة‬
‫الهجوم على أهل الحديث‬
‫ووصفهم بصفات تخرجهم من‬
‫الفرقة الناجية‬
‫‪ ،‬وأجدر بوصف النجاة‪ ،‬فيها‬ ‫· قال سلمان ‪ (( :‬وهذه الفئات الت ترى أنا أحق بالنب‬
‫عيوب وأخطاء‪ ،‬وفيها خلل وتقصي حتما‪ ،‬وف غيها فضائل ل توجد فيها‪ ،‬قليلة كانت‬
‫أو كثية‪ ،‬وإذا كان مسن التوقسع أن يكون التجرد فس هذا الزمان قليلً؛ فيجسب أن نتوقسع‬
‫لذلك أن ث ة عيوبا ف هؤلء ستتحول – ف نظر هم – إل ما سن‪ ،‬وفروعا ستتحول إل‬
‫أصول؛ لنا صارت خصائص لم تيزهم عن غيهم ))(‪ )1‬ا هس ‪.‬‬
‫* أقول ‪ :‬ل حظ أن الش يخ سلمان ين سب هذه الخازي‬
‫إل هذه الفئات ال سلفية ب صفة عا مة‪ ،‬فلم ي ستثن من هم فردا ول‬
‫فئة‪ ،‬والكلم عائم؛ فل يُدري ماهسي هذه العيوب ؟ ول الفروع‬
‫الت ستتحول أو تولت إل أصول؟‬
‫· قال ‪ (( :‬وي ب أن نتو قع أن َثمّ تَ جوا نب مشر قة ع ند غي هم ستلقى من هم‬
‫الصدود والعراض والتهوين من شأنا؛ لنا اقترنت عندهم بفئة عيوبا كثية وأخطاؤها‬
‫فاحشة )) (‪ )1‬ا هس ‪.‬‬
‫* أقول ‪ :‬ولحظ أيضا أن هذه الوانب الشرقة الت تلقي الصدود من السلفيي‬
‫ل يُدرى ما هي ؟ فنرجو توضيحها‪ ،‬وإل بقيت دعاوى!‬

‫" صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 121‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 43 -‬‬
‫والذي نعتقده أ نه ل يو جد خ ي ف غ ي ال سلفيي؛ إل و هو ف ال سلفيي أك ثر‬
‫وأفضل؛ فل يرج شيء من الي عنهم ‪.‬‬
‫قال شخ السلم رحه ال تعال ‪ (( :‬وإذا كانت سعادة الدنيا والخرة هي باتباع‬
‫الر سلي؛ ف من العلوم أن أحقّ الناس بذلك هم أعلم هم بآثار الر سلي‪ ،‬وأتبع هم لذلك؛‬
‫فالعالون بأقوالمس وأفعالمس‪ ،‬التبعون لاس‪ ،‬هسم أهسل السسعادة فس كسل زمان ومكان‪ ،‬وهسم‬
‫الطائفة الناجية من أهل كل مِلّةٍ‪ ،‬وهم أهل السنة والديث من هذه المة؛ فإنم يشاركون‬
‫سائر المة فيما عندهم من أمور الرسالة‪ ،‬ويتازون عنهم با اخْتُصّوا به من العلم الوروث‬
‫عن الرسول ما يهله غيهم أن يُ َك ّذبُ به ))(‪. )1‬‬
‫قلت ‪ :‬والذي نعتقده ف السلفيي أنه لو وجد عند آحادهم أو جاعاتم خطأ أو‬
‫انراف؛ فإنمس أسسرع الناس رجوعا إل القس‪ ،‬وأبعسد الناس عسن التمادي فس الباطسل‬
‫والصرار عليه؛ إذ الصرار والتمادي ف الباطل من شأن أهل الهواء ودَْيدَنم ‪.‬‬
‫· قال سلمان ‪ (( :‬وعلى سبيل الثال؛ فإن من الألوف لدى الري صي على اتباع‬
‫ال سنة ف هذا الزمان أن يعتنوا بالوا نب العلم ية – والديث ية خا صة ‪ ،-‬وير صوا على‬
‫ت نب التقل يد‪ ،‬ومار بة الحرم م نه‪ ،‬ويهتموا ب سلمة العت قد‪ ،‬وهذه الوا نب الياب ية قد‬
‫يُسيء بعضهم أخذها‪ ،‬فيتحول جانب العناية بالديث ونبذ التقليد إل فوضى تشريعية ل‬
‫أول لا ول آخر‪ ،‬ويصبح من ل يسن قراءة الية ول نطق الديث من يستظل بظلّ القوم‬
‫متهدا‪ ،‬ل يع بأ بقول أح د ول مالك ول الشاف عي ول أ ب حني فة‪ ،‬ويز عم أ نه سيأخذ من‬
‫حيث أخذوا ))(‪. )2‬‬
‫* أقول ‪ :‬لحسظ أن الشيسخ سسلمان قسد أخرج نفسسه مسن هذه الفئات؛ فكيسف‬
‫ير ضى لنف سه أن يكون من ها وهذا حال ا؟! ك يف يرص على اتباع ال سنة و سلمة العت قد‬

‫" مموع الفتاوى " ( ‪. ) 4/26‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫" صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 122-121‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫والعنايسة بالديسث وهسي أمور تؤدي إل تويسل الفروع إل أصسول والعايسب إل ماسسن‬
‫وتؤدي ببعض الناس إل فوضى تشريعية ل أول لا ول آخر؟!‬
‫وال مد ل إذ ل ين سب هذه الفوضسى التشريع ية إل كل هذه الفئات‪ ،‬وإن كان‬
‫هذا البعض قد يكون كثيا جدّا‪ ،‬وهذه الصيغ الستقبلة قد يريد با شيئا قد وقع ‪.‬‬
‫فإن كان كذلك؛ فليأت نا بأمثلة من ها‪ ،‬ح ت يتبّ ي خ طر الرص على اتباع ال سنة‬
‫وسلمة العتقد ‪.‬‬
‫وإن كانست توقعات سسياسية؛ فنسسأله ‪ :‬على أي أسساس بنيست وجوب هذه‬
‫التوقعات؟ أليس من البدهيات عن السلمي أنه ل يعلم الغيب إل ال؟ وما حُ ّرمَت الكهانة‬
‫والعرافة إل لدعاء أهلها أنم يعلمون الغيب؟‬
‫‪ (( :‬إيا كم وال ظن؛ فإن ال ظن أكذب‬ ‫فإن كا نت ظنونا؛ ف قد قال ر سول ال‬
‫الديث ))(‪. )1‬‬
‫وكيف يكننا بعد هذا أن ندعو الناس إل الرص على اتباع الكتاب والسنة وإل‬
‫الرص على سلمة العتقد؟!‬
‫· قال سسلمان ‪ (( :‬وقسد يتطور المسر إل الجتهاد فس أمور العقائد؛ بناء على‬
‫ت صحيح حد يث أو تضع يف آ خر‪ ،‬أو ف هم لظا هر نص أو ن و ذلك ‪ ...‬وه نا ي قع ال طر‬
‫الكبي‪ ،‬حيث تتحول الفوضى إل الصول بعد الفروع ))(‪. )2‬‬
‫* قلت ‪ :‬ها هنا أمور أحب أن ألفت نظر القارئ إليها؛ منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ف النهج السلفي – منهج الفرقة الناجية النصورة – ضمانات تنع من‬
‫الوقوع ف الضلل والنراف ف الصول والفروع؛ بشهادة القرآن والسنة ‪:‬‬
‫قال تعال ‪:‬‬

‫أخرجه البخاري من حديث أب هريرة ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫" صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 122‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 45 -‬‬
‫الية(‪. )3‬‬ ‫شقَى‬
‫ي فَل َيضِ ّل وَل يَ ْ‬
‫فَمَنِ اتّبَ َع ُهدَا َ‬
‫ومن السنة ‪ (( :‬تركت فيكم ما إن تسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ‪ :‬كتاب ال‪،‬‬
‫وسنت ))(‪. )2‬‬
‫والدلة كثية على هذا الصل ‪.‬‬
‫‪ -2‬وواقع هذه الفرقة ف الاضي والاضر يشهد بذلك؛ فهم دعاة إل العتصام‬
‫بالكتاب وال سنة‪ ،‬واتباع من هج ال سلف ال صال‪ ،‬والتق يد به‪ ،‬خ صوصا ف العقائد؛ فإن ا‬
‫توقيف ية عند هم‪ ،‬ل تق بل الزيادة ول الن قص‪ ،‬و هم دعاة إل ن بذ البدع وماربت ها ومنابذة‬
‫أهلهسا؛ فبهذه الضمانات والسسباب – بعسد رعايسة ال لمس – ل تدس عندهسم بدع ول‬
‫ضللت ‪.‬‬
‫‪ -3‬ومسن شروطهسم ِلفَهسم الكتاب والسسنة التقيّدس بفهسم السسلف فس الصسول‬
‫والفروع؛ فهذه مسن السسباب الواقيسة – بعسد رعايسة ال – مسن الوقوع فس الضلل‬
‫والنراف‪ ،‬وواقعهم يشهد بذلك ‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن أصولم الخذ بظاهر النصوص؛ خلفا لهل البدع الحرّفي(‪.)3‬‬
‫‪ -5‬ومسن أ صولم ‪ (( :‬إذا صسح الد يث؛ فهسو مذهسب ))؛ كمسا قال ذلك المام‬
‫الشافعي‪ ،‬وكل أئمة السلم على هذا ‪.‬‬
‫(( إياك أن‬ ‫‪ -6‬ومن وصاياهم ما قاله المام أحد‪ ،‬وعليه تسي هذه الطائفة ‪:‬‬
‫تتكلم ف مسألة ليس لك فيها إمام )) ‪.‬‬

‫طه ‪. 123 :‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫" الوطأ " ( ‪ ،) 2/899‬و " الستدرك " ( ‪) 1/93‬؛ موصولً عن أب‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫هريرة‪.‬‬
‫انظر ‪ " :‬الرسالة للشافعي " ( ص ‪ ،) 341 ،328 ،217‬وغيها من كتب‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫أصول الفقه ‪.‬‬

‫‪- 46 -‬‬
‫فإذا كان سلمان يعرف هذه البادئ ال ت ي سي علي ها ال سلفيون ف فهْم ال سلم‬
‫والنصوص والتمسك با؛ فلماذا يرمي السلفيي ويتوقع لم هذه الفواقر؟!‬
‫وما يلفت النظر قوله عمن يتحدث عنهم ‪ ... (( :‬ول يعبأ بقول أحد ول مالك‬
‫ول الشافعي ول أب حنيفة )) ‪.‬‬
‫أل يدري الشيخ سلمان أنه وقع ف مالفة من ل يُحصى عددهم إل ال ( عددت‬
‫له من هم فوق الربع ي ) ف هذا الوضوع الذي ب ن كتا به (( صفة الغرباء )) عل يه‪ ،‬ح يث‬
‫خالف الئمة الشار إليهم ف تفريقه بي الطائفة الناجيسة‬
‫والطائفة النصورة‪ ،‬ومن ورائهم أهل السنة الذين ل يصى عددهم إل ال؟!‬
‫وماس يلفست الن ظر قوله ‪ (( :‬وقسد يتطور المسر إل الجتهاد فس أمور العقائد؛ بناء‬
‫على تصحيح حديث أو تضعيف آخر‪ ،‬أو فهم ظاهر النص‪ ،‬أو نو ذلك ))!!‬
‫ف هل هو من القائل ي ‪ :‬إ نه ل يُعت مد ف العقائد على أخبار الحاد ال صحيحة ؟!‬
‫وهل هو من يرم الخذ بظاهر النصوص ؟!‬
‫فإن كان يؤمن با يقوله هنا؛ فقد خالف منهج أهل السنة والماعة ف الصول‪،‬‬
‫وتابع العتزلة وغلة الشعرية ‪.‬‬
‫وإن كان ل يؤمسن بسه – وهذا مسا أظنسه بسه‪ ،‬ول أسستجيز ظُ ْلمَه ُس فيسه‪ ،‬وال أعلم‬
‫بسريرته‪-‬؛ فأقول له ‪ :‬لاذا اللدد ف الصومة؟! أتبلغ بك الصومة مع أهل الق إل هذا‬
‫الد الطي؟!‬
‫لقد ذكر استنكار الصاوي على من يأخذ بظواهر النصوص وتشدده على ذلك‬
‫ق بل أر بع صحائف ف قط !! فلماذا يقول هذا الكلم ه نا ويز عم أن البناء على ت صحيح‬
‫حديث أو الخذ بظاهر نص يوقع ف خطر كبي يتحول إل فوضى ف الصول ؟!‬
‫أل ترى – وهذا مسن العِبَر – أنسك أنست وقعست فعلً فيمسا ترمسي بسه البرياء أو‬
‫تتوقعه لم؟‬

‫‪- 47 -‬‬
‫· قال سلمان ‪ (( :‬ث تد هذا الحارب للتقليد‪ ،‬النابز لهله‪ ،‬مقلدا – من حيث ل‬
‫يشعر – لفلن وفلن من العلماء وطلب العلم‪ ،‬الذين يسن الظن بم‪ ،‬ويرى أنم على‬
‫الادة‪ ،‬وأن م ل يرجون عن الدل يل ال صحيح‪ ،‬ول يقولون إل ببي نة‪ ،‬وتراه مقلدا ل م ف‬
‫ت صحيح الحاديث وتضعيف ها‪ ،‬وتوث يق الرجال وتوهين هم‪ ،‬ومقلدا ل م ف آرائ هم الفقه ية‬
‫والجتهادية الت يعذرون هم فيها لو أخطؤوا‪ ،‬لكنه هو ل يعذر حي ينازع ف تقليد الئمة‬
‫الربعة وغيهم ويقلد من دونم براحل ))(‪. )1‬‬
‫* أقول ‪ :‬يؤسفن أن يصدر هذا الكلم ‪ -‬والذي قبله ‪ -‬من رجل يعيش ف بيئة‬
‫سلفية جاهدت وناضلت للعودة نالناس إل نور الكتاب والسنة وإل منهج السلف الصال‬
‫سس ومنهسم الئمسة الربعسة سس فس ذم التقليسد والثس على العتصسام بالكتاب والسسنة ‪،‬‬
‫وأقوالم ف هذا الباب مدونة ول تصى ‪.‬‬
‫ويؤسسفن أن أقول ‪ :‬إننس أواجسه الن أسسلوباً ل يتلف عسن أسساليب تلميسذ‬
‫الكوثري ‪.‬‬
‫وأنا أسأل الخ سلمان ‪ :‬إذا كان القائمون الن على الذاهب الربعة س على حد‬
‫زعمهم س من غلة الشعرية والصوفية ‪ ...‬و ‪ ...‬إل ‪ ،‬وف الوقت نفسه ل يُُعولون على‬
‫أقوال الئمة الربعة ‪:‬‬
‫فالشافعيسة ل يعولون مسن قرون على (( الم )) للمام الشافعسي ‪ ،‬ول يطبعوناس ‪ ،‬ول‬
‫يَدرسونا ‪ ،‬ول يدرسونا ‪ ،‬وإنا يعولون على كتب التأخرين؛‬
‫كالباجوري ‪ ،‬و (( النهاج )) وشروحه للخطيب وابن حجر اليتمي ‪.‬‬
‫والالكيسة أنفسسهم ل يعولون على (( الوطسأ )) ول على (( ا ُل َدوّنسة ))‪ ،‬بسل يعولون‬
‫على كتب التأخرين ؛ كس (( متصر خليل )) وغيه ‪.‬‬
‫والحناف ل يعولون إل على (( الداية )) وشروحها للمتأخسرين ‪،‬‬
‫وفيها ما فيها من الخطاء والرافات ‪.‬‬

‫" صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 122‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 48 -‬‬
‫أل ترى أنسه أفضسل للعوام وصسغار طلب العلم أن يتّجهوا ف تلقسي العلم إل‬
‫علماء السلفية ف هذا الع صر؛ كالشيخ ابن باز وإخوانه السلفيي ف الملكة‪ ،‬وكالشيخ‬
‫اللبان وإخوانه السلفيي ف الشام‪ ،‬وكالشيخ عبيدال الباركفوري وإخوانه السلفيي ف‬
‫النسد‪ ،‬وهكذا فس كسل البلدان‪ ،‬ويتلقّون الفتاوى منهسم بناء على مسا عرفوه مسن علمهسم‬
‫وتقواهم وسلمة منهجهم ؟! أم ترى أنم ل بدّ أن يتمذهبوا ببعض الذاهب‪ ،‬ويتلقوا هذه‬
‫الذهبية على أيدي البيلويي والديوبنديي النفية والتيجانية والكتّانية والرغنية وغيها من‬
‫الطرق التس تدّعسي أناس على مذهسب مالك والرفاعيسة وغيهسا مسن النتسسبي إل الذهسب‬
‫الشافعي؟!‬
‫لشك أن تلقيهم العلم والفتاوى من علماء التوحيد والديث هو الذي يَلْزَمهم‪،‬‬
‫وهو علمة على توفيق ال لم ورعايته لم‪ ،‬والقرون الثلثة الية كانت على هذا النهج‪،‬‬
‫والطائفة الناجية النصورة ل بد لا من هذا ‪.‬‬
‫وأما اعتمادهم على أئمة الديث ف تصحيح الحاديث وتضعيفها‪ ،‬وف جَ ْر ٍ‬
‫ح‬
‫الرجال وتعديلهم؛ فليس هذا من باب التقليد الذموم‪ ،‬بل هو من باب تلقي الخبار من‬
‫الئمة الثقات‪ ،‬وتصديقهم ف ذلك؛ فل يوز اللط بي المرين‪ ،‬وقد كان المام‬
‫الشسسافعي وأمثسساله ُي َعوّلون على أئمة الديث كأحد‬
‫وغيه(‪ ، )1‬ول يسمهم أحد من العقلء مقلدين ‪.‬‬
‫· قال سلمان ‪ (( :‬ويترتب على هذا وهذا ‪ :‬الختلف الواسع العريض‪ ،‬والتفرق‬
‫المقوت‪ ،‬النافس للخوة والماعسة؛ بسسبب تفاوت النظسر والعلم‪ ،‬ومسا يترتسب عليسه مسن‬

‫قال الشافعي ماطبا المام أحد ‪ " :‬أنتم أعلم بالديث والرجال من‪ ،‬فإذا‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫كان الديث الصحيح؛ فأعلمون به؛ أي شيء يكون؛ كوفيّا‪ ،‬أو بصريّا‪ ،‬أو شاميّا‪،‬‬
‫حت أذهب إليه إذا كان صحيحا " ‪.‬‬

‫‪- 49 -‬‬
‫(‪)2‬‬
‫))‬ ‫اختلف الرأي‪ ،‬وهذا الختلف من سات أهل البدع الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا‬
‫‪.‬‬
‫* قلت ‪ :‬ل أدري ماذا تريد بذا الكلم العجيب والسلوب الغريب ؟!‬
‫أتريسد صسرف أهسل الديسث والتوحيسد والسسنة عسن الرص على اتباع السسنة‪،‬‬
‫وصرفهم عن الهتمام بسلمة العتقد‪ ،‬ث يتحولون إل دعاة مذهبية وتقريب بي الطوائف‪،‬‬
‫ودعاة إل إغلق باب الجتهاد؛ ك ما يد عو إل ذلك ب عض الحزاب ال سياسية ال ت ت مع‬
‫بي شت الفرق والطوائف الضالة كالروافض والوارج وغلة الصوفية؟! أم ماذا تريد ؟!‬
‫إنّ التعميمات والتعميات ل تَحلّ مشاكل السلمي وقضاياهم العضلة؛ فل بد من‬
‫الت صريح والتفصسيل ل كل ما تطلبسه مسن أ هل الديسث والتوح يد التمسسكي بكتاب ال‬
‫السائرين على منهج السلف الصال ‪.‬‬
‫والتفرق المقوت ل ينشأ عن الرص على اتباع السنة‪ ،‬إنا ينشأ عن مناهج أهل‬
‫التمذ هب والتع صب للمذا هب والحزاب الناه ضة للحري صي على اتباع ال سنة ومنابذة‬
‫البدع العقدية والسياسية والفكرية والذهبية الت مزقت المة قديا وحديثا ‪.‬‬
‫فاتباع ال سنة هو سفينة النجاة‪ ،‬واليات والحاد يث ف ال ض على العت صام‬
‫بالكتاب والسنة ل تصى‪ ،‬ومنها حديث العرباض‪ ،‬وفيه ‪ (( :‬فإنه من يعش منكم؛ فسيى‬
‫اختلفا كثيا؛ فعلي كم ب سنت و سنة اللفاء الراشد ين الهدي ي‪ ،‬عضوا علي ها بالنوا جذ‪،‬‬
‫وإياكم ومدثات المور؛ فإن كل مدثة بدعة ‪. )1()) ...‬‬
‫فالبدع الذهبية والزبية السياسية هي الت فرقت ومزقت وتزق المة السلمية‪،‬‬
‫وليمعهسم ويوحدصسفسوفهم إل العتصسام بالكتاب والسسنة على منهاج سسلف المسة‪،‬‬
‫والرص على سلمة العتقد الذي تعيب به هذه الماعة الؤمنة ‪.‬‬

‫" صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 122‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫رواه ‪ :‬أبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وغيها‪ ،‬وهو حديث ثابت ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 50 -‬‬
‫· قال سلمان ‪ (( :‬وقد تتحول العنا ية بسلمة العتقد إل ر مي للخر ين بالضلل‬
‫أو الكفر أو الفسق أو البدعة بل بينة‪ ،‬مع ظن اختصاص النفس بالكمال والسلمة ما وقع‬
‫فيه الخرون ))(‪. )3‬‬
‫* قلت ‪ :‬سبحان ال! هذا تو يف وتره يب من الرص على سلمة العت قد‪ ،‬ول‬
‫بدّ أن يكون له آثار – على ال قل – تُثبّ طُ عن العنا ية ب سلمة العت قد‪ ،‬إن ل ت عل شبابا‬
‫ياربون العناية بسلمة العتقد!‬
‫ومسن هذا النطلق ترى الحزاب السسياسية ل تُعنس بسسلمة العتقسد‪ ،‬بسل تارب‬
‫العناية با‪ ،‬وتبذل جهودا كثية ف تشويه العنيّي با‪ ،‬ويقولون عنهم‪ :‬إنم يُفرّقون المة‪،‬‬
‫وإن الدعوة إل التوحيد أيضا تُفرّقُ المة‪ ،‬ويقولون ‪ :‬بدعةٌ تمعنا خي من سنة تفرقنا …‬
‫إل آ خر الشائعات والتشويهات ال ت يبثون ا ف صفوف شباب ال سلمي‪ ،‬م ا كان أ سوأ‬
‫الثار وأفدحها ف حياة المة ‪.‬‬
‫وقسد سسرت هذه الدواء فس هذا البلد البارك‪ ،‬الذي قام على قواعسد التوحيسد‬
‫والسسنة‪ ،‬وطهره ال مسن أوضار الشرك والبدع‪ ،‬فبدأت البدع والرافات تعود إليسه عسن‬
‫طريق الحزاب الرافية والسياسية‪ ،‬نسأل ال أن يرد كيدهم ف نورهم ‪.‬‬
‫أمسا توفسه مسن رمسي الخريسن بالضلل؛ فكلم عائم!! ل ندري مسن هسم هؤلء‬
‫الخرون؟! فإنسه يشمسل العلمانييس‪ ،‬والروافسض‪ ،‬وغلة الصسوفية‪ ،‬وأهسل البدع الخرى‪،‬‬
‫وأهسل الفسسق‪ ،‬فالسسلفيون يزنون الناس على اختلف فرقهسم وأحزابمس وأفرادهسم بيزان‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬ل بغي بينة كما تدعي ‪.‬‬
‫و ما يري ف ال ساحة اليوم من التكف ي لب عد الناس عن الك فر؛ فل يس منشؤه‬
‫العناية بسلمة العتقد؛ لن من ثار العناية بسلمة العتقد أن ل يُكفّرَ أحد من أهل القبلة‬
‫إل بعد ارتكابه أمرا مكفّراً‪ ،‬وبعد قيام الجة عليه‪ ،‬ولكن منشأ هذا التكفي ف هذا الزمان‬

‫" صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 122‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 51 -‬‬
‫هو الغلو ف ال سياسة‪ ،‬والعراض عن من هج ال ف الدعوة إل التوح يد ومار بة الشرك‬
‫والبدع ‪.‬‬
‫فالتحزب ال سياسي ي مع ب ي الفراط والتفر يط ‪ :‬إفراط ف الا نب ال سياسي‪،‬‬
‫وتفريط ف أصول السلم وأصل أصوله ‪.‬‬
‫فالفراط فس السسياسة أدّى إل حشسد الروافسض والوارج وطوائف أخرى قسد‬
‫تكون شرّا من هذين الصنفي ف صعيد واحد‪ ،‬وتت راية واحدة؛ بجة ماربة الستعمار‬
‫‪.‬‬
‫انظر إل هذا اللط العجيب!‬
‫قال عبدالتعال ال بي ‪ (( :‬وكان المام الب نا كثيا ما ين صح إخوا نه قائلً ‪ :‬ات م‬
‫نفسك وأحسن الظن بأخيك … ولذا كانت دور الخوان السلمي ومراكزهم مفتوحة‬
‫لكل أصحاب الذاهب وما يسمى بالفرق‪ ،‬الكل يعمل للسلم الُضيّع‪ ،‬والرية السلوبة‬
‫من السلمي ‪ :‬الباضي‪ ،‬والزيدي‪ ،‬والسّنّي(‪ ، )1‬وغيهم من علماء الند وباكستان وإيران‬
‫والعراق والشام وشال وأواسسط إفريقيسا(‪ )2‬وشعارهسم ‪ :‬نتعاون فيمسا اتفقنسا عليسه ويعذر‬
‫بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه‪ ،‬ومن ثّ؛ فقد كانت مواضع اللف ل تُثار بال‪ ،‬فكل أخ‬
‫يرص على مشاعر أخيه‪ ،‬وف التفق عليه من التكاليف والعتقدات والتصورات السلمية‬
‫ما يسمح للجميع بالكثي من اللقاءات والتعاون ف كثي من الجالت ‪.) 3( )) ...‬‬

‫السّنّي هنا الصوف القبوري ومن ينسجم معه من النسلخي من السلفية‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫الذين ُيتّخذون واجهات لخادعة الشباب السلفي وجرهم إل هذا الزب العجيب ‪.‬‬
‫وقال عز الدين إبراهيم ف كتابه " موقف علماء السلمي من الشيعة‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫والثورة السلمية" ( ص ‪ " : ) 16‬ومن العروف أن صفوف الخوان السلمي ف‬


‫العراق كانت تضم الكثي من الشيعة المامية ‪." ...‬‬
‫قلت ‪ :‬وهذا الكتاب يكشف عن حقيقة وواقع تنظيم الخوان السلمي ودينهم ‪.‬‬
‫عبدالتعال البي‪ " ،‬حوار مع الشيعة " ( ص ‪. ) 10‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 52 -‬‬
‫س يعرف مسن هسم علماء النسد وإيران والعراق والشام؟! وأنمس‬
‫قلت ‪ :‬والفطِن ُ‬
‫الروا فض وأ سوأ من هم!! ويعرف الراد بذه الخوة ال ت يو صي بإح سان ال ظن بأهل ها‪،‬‬
‫وكيسف يرص إخوانسه على تنفيذهسا إل يومنسا هذا‪ ،‬ويعرف السسر فس ماربتهسم للمنهسج‬
‫السلفي وأهله ف مشارق الرض ومغاربا‪ ،‬بل حت ف عقر داره ‪.‬‬
‫وثار هذا اللط العج يب ب ي ال سن والبا ضي والزيدي والراف ضي هو التكف ي‬
‫والتضليل لعلماء النهج السلفي وشبابه‪ ،‬تت إشراف هذا اللط العجيب‪ ،‬وتت مظلته‪،‬‬
‫وف أوكاره هنا وهناك !!‬
‫وم ا ُيؤْل أن سلمان و صف الفر قة الناج ية بأن م من أب عد الناس عن الختلف‬
‫والفر قة‪ ،‬وأقرب م إل الوحدة والل فة‪ ،‬وو صفهم بأن م أرْأف الناس بالخالف‪ ،‬وأحر صهم‬
‫على هدايته‪ ،‬ويتحاشون إطلق الفاظ التكفي على مالفيهم ما ل يروا كفرا بواحا عندهم‬
‫من ال ف يه برهان؛ بلف أ هل البدع الذ ين يك فر بعض هم بعضا ويكفرون أ هل التباع‬
‫والق (‪.) 1‬‬
‫وهذا يؤكسد أن ُينِلُ الريصسي على اتباع السسنة وعلى سسلمة العتقسد فس هذا‬
‫الزمان منلة أهل البدع الوصوفي بذه الصفات ‪.‬‬
‫· قال سسلمان ‪ (( :‬حتس لقسد وجسد مسن يومسئ إل اختصساصه بسسمى ( الفرقسة‬
‫الناجية ) و ( الطائفة النصورة )‪ ،‬ويقسسول ‪ :‬إن الطائفسسة تصدق على‬
‫(‪) 2‬‬
‫الواحد!‬

‫" صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 239‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫نعم؛ يكن إطلق لفظ الطائفة الناجية النصورة على الواحد إن كان وحده‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫متمسكا بالكتاب والسنة على منهاج سلف المة ‪ ...‬ف أوساط مليئة بالبدع والرافات‬
‫والهواء والزبيات‪ ،‬وعلى ذلك جرى َف ْهمُ السلف؛ فقد جاء عن ابن مسعود رضي ال عنه‬
‫‪ :‬أنه قال‪ " :‬الماعة ما وافق الق وإن كنت وحدك "‪ ،‬رواه ابن عساكر ف " تاريخ دمشق‬
‫" ( ‪ ،) 3/322/3‬قال اللبان ‪ " :‬سنده صحيح "‪ .‬انظر ‪ " :‬مشكاة الصابيح " ( ‪) 1/61‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫وقد يتحول الرص على السنة وكراهية البدعة إل إعراض عن منجزات العصر‬
‫ومبتكرا ته الناف عة‪ ،‬وعزوف عن ا ستخدامها والفادة من ها ف ن شر دعوة ال سلم‪ ،‬وإل‬
‫تضخيم بعض العمال والسنن والأثورات‪ ،‬حت تصبح كأنا من الصول‪ ،‬وإل التهوين‬
‫(‪) 1‬‬
‫))‬ ‫من شأن بعض الصول التفق عليها بي سائر الطوائف‪ ،‬حت تصبح كأنا من الفروع‬
‫‪.‬‬

‫* أقول ‪ :‬والواب على ذلك من وجوه ‪:‬‬


‫‪ -1‬هذا هو أسلوب الغزال عينه‪ ،‬وإن هذا السلوب لشد ف نظري؛ فالرص‬
‫على اتباع السنة وكراهة البدعة أمر حض عليه الكتاب والسنة والصحابة الكرام وأئمة‬
‫السلم على امتداد التاريخ السلمي؛ فكيف تتحول هذه اليزة الطلوبة شرعا الحمودة‬
‫عند ال إل سخف وغباء ؟!‬
‫والعروف عن السلفيي وأهل الديث ف مشارق الرض ومغاربا الستفادة من‬
‫هذه النجزات والبتكرات إل أب عد الدود‪ ،‬و ف أز مة الل يج برز الن هج ال سلفي بوع يه‬
‫التكا مل‪ ،‬وا ستطاع أن يتعا مل بذا الو عي والدراك مع الحداث الروّ عة‪ ،‬وأن يش جع‬
‫تسخي هذه النجزات وأهلها ف حل هذه الزمة وكشفها عن المة السلمية‪ ،‬وظهرت‬
‫التيارات ال سياسية بغبائ ها وانغلق فكر ها وجودها – إن أح سنّا ب ا ال ظن ‪ ،-‬فد عت إل‬
‫العارضة ف استخدام هذه النجزات وأهلها‪ ،‬ولو انساق العقلء وراءهم – ل سح ال ‪-‬؛‬
‫لواجسه السسلم والسسلمون فس منطقسة الليسج اللك والدمار نتيجسة لذا الغباء والتشدد‬
‫الصسسسسسسسطنع فسسسسسسس غيسسسسسسس موضعسسسسسسسه ‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫وجاء ف " جامع الترمذي " ( ‪/4/467‬ط ‪ .‬شاكر ) عن عبدال بن البارك أن سُئل عن‬
‫الماعة ؟ فقال ‪ " :‬أبو بكر وعمر "‪ .‬قيل له ‪ :‬قد مات أبو بكر وعمر‪ .‬قال‪" :‬فلن وفلن"‪.‬‬
‫قيل له ‪ :‬قد مات فلن وفلن‪ .‬فقال عبدال بن البارك ‪ " :‬أبوحزة السكري جاعة " ‪.‬‬
‫" صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 123-122‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫ولقد ظهرت ف مواقف أهل الديث والسلفيي ف العال رحة السلم وساحته‪،‬‬
‫وأظهرت التيارات ال سياسية ال سلم ف صورة غب ية مشوّ هة؛ تن صر الظال على ظل مه‪،‬‬
‫واعتدائه‪ ،‬وسسفكه للدماء‪ ،‬وهتكسه للعراض‪ ،‬وتشريسد اللييس مسن ديارهسا فس الكويست‬
‫والعراق نفسسه؛ ماس جعسل أمسم الكفسر تشمئز مسن السسلم‪ ،‬وتصسِمه بالمجيسة والقسسوة‬
‫والوحش ية‪ ،‬وتُري الناس أن الرح ة والتقدم والضارة واحترام الن سان تك من ف أديان ا‬
‫الباطلة ‪.‬‬
‫‪ -2‬ما هي السنن والأثورات والعمال الت ضخمت ؟! وما هي الصول الت‬
‫يُهوّن مسسسسسسسن شأناسسسسسسس أهسسسسسسسل الديسسسسسسسث؟!‬
‫إن هذه لغزاليسة(‪) 1‬؛ إل أن الغزال أوضسح وأصسرح؛ فالغموض ظاهرة غالبسة على‬
‫كتابات سلمان ومن دارَ ف فلكه أشبه ما يكون برموز الصوفية ‪.‬‬
‫‪ -3‬ينكر سلمان على أهل التوحيد والديث تسكهم بالسنن‪ ،‬ويعتبه تضخيما‬
‫وغلوّا‪ ،‬ويَنسى تعلق من ينو عليهم بالبدع الصوفية والرافضية والفرنية‪ ،‬وغلوهم فيها‪،‬‬
‫واهتمامهم با أكثر من أصل أصول السلم‪ ،‬أل وهو التوحيد‪ ،‬وذلك بأنم قد غلوا ف‬
‫حب التمثيل والناشيد والتصوير والنشطة الرياضية الفرنية بيئتها وشكلها وملبسها‬
‫وحركاتا‪ ،‬حت صارت من أبرز شعاراتم وأهم الهمات عندهم‪ ،‬وقد بلغت بم الرأة أن‬
‫يصفوها بأنا أعمال إسلمية؛ كس ( التمثيل السلمي ) مع أنّه مياث يونان وثن (‪ ،) 2‬و‬
‫( الناشيد السلمية ) و ( الرياضة السلمية ) وأصولا معروفة‪ ،‬كما سوا لنا اشتراكية‬
‫ماركس ( اشتراكية إسلمية ) !!‬

‫القصود به غزال العصر ‪ ...‬وقد وفقن ال بالرد عليه ف كتاب بعنوان ‪" :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫كشف موقف الغزال من السنة وأهلها ونقد بعض أرائه " ‪.‬‬
‫انظر كتاب ‪ " :‬التمثيل ‪ :‬حقيقته‪ ،‬تاريه‪ ،‬حكمه " لخينا الفاضل الشيخ‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫بكر بن عبدال أبو زيد ‪.‬‬

‫‪- 55 -‬‬
‫‪ -4‬لندري ماهسي هذه الصسول التفسق عليهسا بيس الطوائف التس انفرد أهسل‬
‫الد يث وال سنة بالتهو ين من شأن ا ح ت ت صبح كأن ا من الفروع‪ ،‬ينب غي أن يوضج ها‬
‫سلمان‪ ،‬حت يتبي للناس أن ما يقوله حق‪ ،‬ونن نبئ ساحة أهل الديث من هذه التهم‪،‬‬
‫أ صولً‬ ‫ونعت قد في هم و ف منهج هم الكا مل أن م أ شد الناس ت سكا ب ا جاء به م مد‬
‫وفروعا ‪.‬‬
‫· قال سلمان ‪ (( :‬وهذه النرافات وغيها‪ ،‬وإن كانت ل تعكر على الصل عند‬
‫العقلء النصفي؛ فل تنع البحث والتحقيق العلمي‪ ،‬ول تنع الجتهاد وترك التقليد كليّا‬
‫أو جزئيا بسب مَلَ َكةِ الجتهد‪ ،‬ول تنع ماربة البدع ونشر السنن؛ إل أنا قد تصبح –‬
‫بدون وعسي – ُمدْرَ َجةَ ضمسن خصسائص الفرقسة الناجيسة عنسد هؤلء القوم‪ ،‬فإذا رأوا مسن‬
‫ينكرها‪ ،‬أو يعمل بلفها‪ ،‬أو ينتقدها؛ أساؤوا به الظن‪ ،‬واعتقدوا أنه يارب العلم والسنة‬
‫والديث )) (‪. ) 1‬‬
‫* أقول ‪ :‬والواب عليه من وجوه ‪:‬‬
‫‪ -1‬إن هذا أ سلوب دبلوما سي سياسي‪ ،‬لك نه ل ينطلي على العقلء؛ فب عض ما‬
‫ين سبه إل أ هل الد يث يك في لخراج هم من الفر قة الناج ية إل حظية الفرق الال كة؛‬
‫فكيف بكلها مع غيها ؟!‬
‫‪ -2‬ل ندري ماهو هذا الصل الذي ل تعكر عليه هذه النرافات الت ساها‬
‫خطية ؟‬
‫‪ -3‬ل ندري مِن أي نوعية هؤلء العقلء النصفي الذين يدركون بعقولم ال َفذّة‬
‫وعدالتهم ال ُعمَرِيّة ‪ :‬أن الفوضى التشريعية الت ل أول لا ول آخر‪ ،‬وتويل الصول إل‬
‫فروع والفروع إل أصول ف بيت السلم‪ ،‬ل تعكر على الصل !!‬
‫‪ -4‬تَكَرّ مَ الشيخ سلمان فسمح برية البحث العلمي – ل ندري لهل الديث‬
‫أو لغيهم ‪ ،-‬وسح بالجتهاد وماربة البدع ‪.‬‬

‫" صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 123‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 56 -‬‬
‫ولكن العقدة على أهل الديث سرعان ما عاودته‪ ،‬والوف الشديد سرعان ما‬
‫تلكه‪ ،‬فبادر بقوله ‪ (( :‬إل أنا قد تصبح – بدون وعي – مدرجة ضمن خصائص الفرقة‬
‫الناج ية )) ! و هو ير يد أل تكون للفر قة الناج ية خ صائص تيز ها عن الفرق الال كة‪ ،‬ولو‬
‫أنكروا البحث والتحقيق العلمي‪ ،‬أو العمل بلف السنة الحمدية وأصروا على البدع ف‬
‫العقيدة والعبادة‪ ،‬أو أنكروا الجتهاد الزئي أو الكلي وأغلقوا باب الجتهاد ‪.‬‬
‫هذا ما فهمته من كلمه فإن أخطأت ف الفهم؛ فأرجوا أن تعذرون لنن واجهت‬
‫كلما غامضا ‪.‬‬
‫‪ -5‬توجسد ظاهرة خطية‪ ،‬وهسي أن أهسل الديسث والسسنة إذا دافعوا عسن القس‬
‫وأهله؛ اتمهم الرتفون خوفا على أهل البدع بأنم ‪ ..‬وبأنم ‪ ..‬وبأنم ‪ ..‬يسيئون الظن‬
‫بالناس ويتدخلون ف نياتم !! ولكن ل مانع أن يُّتهَ مَ أهلُ الديث بأي تمة‪ ،‬با فيها أنم‬
‫يسيئون الظن بالناس‪ ،‬ويتدخلون ف نياتم وطوايا نفوسهم !‬
‫شرَ عٌ‬
‫· قال سلمان ‪ (( :‬ولو أن صفوا؛ لعلموا أن ( الفر قة الناج ية ) هي من هج ومَ ْ‬
‫وصفات وخصائص‪ ،‬وليست اسا يُنتحل‪ ،‬ول دعوى ُتدّعى )) (‪. ) 1‬‬
‫* أقول ‪ :‬والواب على ذلك من وجوه ‪:‬‬
‫‪ -1‬مَ نْ هم هؤلء الظالون الذين تطالبهم بالنصاف؟! فالذين قالوا بأن ( الفرقة‬
‫الناجية ) و ( الطائفة النصورة ) هم أهل الديث ‪ :‬هم أئمسسسة ُكثْرٌ‪،‬‬
‫وعلى رأسهم المام أحد ‪.‬‬
‫‪ -2‬إ نّ قولك ‪ (( :‬إن الفرقة الناجية هي منهج ومشرع وصفات وخصائص ‪...‬‬
‫وف هم أ صحابه وقول أئ مة‬ ‫)) ‪ :‬هذا تف سي غر يب‪ ،‬يالف أوّل ما يالف قول الر سول‬
‫السلم بأنم أناس ‪:‬‬

‫" صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 123‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 57 -‬‬
‫‪ (( :‬ل يزالُ ناسٌ‬ ‫كما ف (( صحيح البخاري ))(‪ ) 1‬عن الغية بن شعبة عن النب‬
‫من أمت ظاهري نَ حت يأتَي أمرُ الِ وهم ظاهرو نَ ))‪ ،‬وف لفظ ‪ (( :‬طائفةٌ من أمت ))‪ ،‬وف‬
‫لفظٍ ‪ (( :‬قومٌ ))‪ ،‬والعن واحد ‪.‬‬
‫‪ ،‬فأقرهم على فهمه وأجابم‬ ‫ويالف ما فهمه الصحابة‪ ،‬فسألوا عنه رسول ال‬
‫افتراق المة إل ثلث وسبعي فرقة كلها ف النار إل واحدة‪،‬‬ ‫عليه؛ فحينما ذكر النب‬
‫فقال الصحابة ‪ :‬من هم يا رسول ال؟ قال ‪ (( :‬هم ما عليه أنا وأصحاب ))‪ ،‬وف رواية ‪:‬‬
‫(( هم الماعة )) ‪.‬‬
‫‪ -3‬ما هو النهج والصفات والصائص والشرع ؟!‬
‫‪ (( :‬هم ما أنا عليه وأصحاب ))؟!‬ ‫أل يكفينا قول رسولنا ممد‬
‫أل يكفينا بعد ذلك فهم أئمة السلم وأقوالم الصحيحة القائمة على قول النب‬
‫والقائمة على واقع أئمة الديث من واقعهم ف التمسك بالكتاب والسنة ؟!‬ ‫الكري‬
‫فأ هل الد يث هم الواضحون تام الوضوح ف ال سابق والل حق ف العت صام‬
‫بالكتاب والسنة ‪.‬‬
‫ثُم ّ مسا هذا التفسسي الذي ل يهدف إل إل زحزحسة أهسل الديسث عسن أهسم‬
‫خصائصهم؟!‬
‫للفرقة الناجية وفهم أئمة‬ ‫أليس من الظلم وعدم النصاف تاهل وصف النب‬
‫السلم بأنم أهل الديث؟!‬
‫ه نا ‪ (( :‬يكو نُ ف آ خر الزمان أنا سٌ‬ ‫أل ي ق للقارئ أن ي ستذكر قول ال نب‬
‫يدثونكم ما ل تسمعوا أنتم ول آباؤكم؛ فإياكم وإياهم ))(‪) 2‬؟!‬

‫" البخاري " ( كتاب الناقب‪ ،‬حديث رقم ‪ ،) 3640‬وف " العتصام‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫" ( حديث رقم ‪ ،) 7311‬وف " التوحيد " ( حديث رقم ‪. ) 7459‬‬
‫" مقدمة صحيح مسلم " ( حديث رقم ‪. ) 6‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 58 -‬‬
‫· قال سسلمان ‪ (( :‬وفس مقابسل ذلك ‪ :‬يوجسد عنسد كثيس مسن طوائف السسلمي‬
‫الق صرة(‪ ) 1‬أو الواق عة ف ب عض النرافات العقيد ية وال سلوكية جوا نب مفيدة – وإن ل‬
‫تكن متكاملة – ل توجد لدى أولئك القوم؛ َفحَ صْرُ الفرقة الناجية فيهم قد ُيفْهَ مُ منه أن‬
‫تلك الفضائل والصفات ليست من خصائص الفرقة الناجية‪ ،‬بل من خصائص النحرفي‪،‬‬
‫وبذا تقع فيما وقع فيه أهل الكتاب الذين كان من أسباب اختلفهم أنم نسوا حظّا ما‬
‫ذكروا به؛ كما قال تعال ‪:‬‬
‫َومِ نَ اّلذِي َن قَالُوا ِإنّ ا نَ صَارَى أَ َخذْنَا مِيثَا َقهُ ْم فَنَ سُوا حَظّا مِمّ ا ذُ ّكرُوا بِ هِ‬
‫) ا هس ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫((‬
‫‪(4‬‬
‫َفأَغْرَْينَا بَيَْن ُهمُ اْل َعدَا َو َة وَالَْب ْغضَاءَ ِإلَى َي ْومِ اْلقِيَا َمةِ‬
‫* أقول ‪ :‬والواب على ذلك من وجوه ‪:‬‬
‫‪ -1‬لحظ أن الشيخ سلمان يرى أن أهل الديث والسلفيي عموما قد فرّطوا‬
‫ف جوانب وفضائل وصفات إسلمية توجد عند غيهم ول توجد عندهم‪ ،‬فيصدق عليهم‬
‫ما يصدق على النصارى بأنم نسوا حظّا مّا ذكّروا به فأغرى ال بينهم العداوة والبغضاء‬
‫إل يوم القيامة‪ ،‬وبذلك يكون سلمان قد أخرجهم من الفرقة الناجية ‪.‬‬
‫!!‬ ‫ال‬ ‫أليس هذا هو الظلم ؟! فضلّل أولياء ال وأ َحقّ الناس برسول‬
‫ونسأله ‪ :‬ما هي تلك الوانب الفيدة الت فَرّطَ فيها أهل الق ؟‬
‫صدُقَ عليهم أنم قد‬
‫‪ -2‬أرِنا اليات والحاديث الت خالفها أهل الديث حت يَ ْ‬
‫نسوا حظّا ما ذُكّروا به فشابوا بذلك أهل الكتاب ف هذه الصفات الت ذمّهم ال با ‪.‬‬
‫· قال سسلمان ‪ (( :‬ومسن أمثلة ذلك أن الوانسب العباديسة والسسلوكية قسد ترتبسط‬
‫أحيانا ف أذهان كثي من الناس بالتاهات الصوفية أو التأثرة بالصوفية‪ ،‬فتصبح العناية با‬

‫لحظ كيف يتهرب من إطلق لفظ البدعة ويلطّف تعبيه عنها ف الوقت الذي‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫يشتد فيه على أهل التوحيد والسنة ‪.‬‬


‫الائدة ‪ " (4) . 14 :‬صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 123‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 59 -‬‬
‫والحتفال بشأناس والديسث عنهسا شيئا غريبا غيس مألوف فس بعسض البيئات والتجمعات‬
‫الثرية الحاربة للتصوّف ))(‪.) 1‬‬
‫* أقول ‪ :‬والواب عليه من وجوه ‪:‬‬
‫‪َ -1‬وضّ حْ ما هي هذه الوا نب العباد ية وال سلوكية ال ت أ صبحت العنا ية ب ا‬
‫والحتفال بشأن ا والد يث عن ها شيئا غريبا غ ي مألوف ف البيئات والتجمعات الثر ية‬
‫الحار بة للت صوف‪ ،‬ث أ قم الدلة على مشروعيت ها من الكتاب وال سنة‪ ،‬ح ت إذا فعلت‬
‫صدَقَ على أهل الثر أنّهم نسوا حظّا ما ذُكّروا به ‪.‬‬
‫ذلك؛ َ‬
‫َنس يوافقسك فس هذه الآخسذ على التجمعات الثريسة تعتنون‬
‫‪ -2‬هسل أنست وم ْ‬
‫وتتفلون بشأن هذه الوانسب العباديسة والسسلوكية التس تتسم باس التاهات الصسوفية؛‬
‫كالرّفاع ية والتيجان ية والرغن ية والشاذل ية وال صافية والر بع الطرق ال ت تعت ن ب ا جا عة‬
‫التبل يغ وتت فل ب ا وتبا يع علي ها – و هي الشت ية والقادر ية والنقشبند ية وال سهروردية –‬
‫أول؟‬
‫فإن كن تم تتفلون ب ا ك ما يت فل ب ا الزعماء ال سياسيون؛ كالب نا‪ ،‬و سعيد حوّى‪،‬‬
‫والتلمسان ‪ ...‬وغيهم؛ فهنيئا لكم ‪.‬‬
‫وإ نْ كن تم ل تتفلون ب ا‪ ،‬وادّعي تم أن كم تُحاربون ا؛ فلماذا تعدّون ا من عيوب‬
‫ونقائص أهل الديث والتجمعات الثرية؟‬
‫‪ -3‬إن أهل الديث ل ياربون إل البدع الضالة والعبادات الحدثة؛ انطلقا من‬
‫توجيهات القرآن وال سنة؛ ك ما تقدم بيان ذلك‪ ،‬ويتفون كل الحتفاء بال سنن والعبادات‬
‫والذكار الشرو عة‪ ،‬وك تب ال صحاح وال سنن والعا جم وال صنفات ال ت يعتنون ب ا مليئة‬
‫بذلك‪ ،‬بل ألّفوا ف ذلك مؤلفات خا صة؛ ك س (( ع مل اليوم والليلة )) للمام الن سائي‪ ،‬و‬

‫انظر ‪ " :‬قافلة الخوان السلمي " ( ‪. ) 208 ،150 ،109 ،1/55‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 60 -‬‬
‫(( عمل اليوم والليلة )) لبن ال سّنّي‪ ،‬و (( الذكار )) للنووي‪ ،‬و (( الكلم الطيب )) (‪ ) 2‬لشيخ‬
‫السلم ابن تيمية‪ ،‬و (( الوابل ال صّيّب )) للمام ابن القيم‪ ،‬و (( فضل الصلة على النب‬
‫)) للمام إساعيل بن إسحاق‪ ،‬وحققه الشيخ اللبان‪ ،‬و (( جلء الفهام ف الصلة والسلم‬
‫على خي النام )) للمام ابن القيم ‪ ...‬وغيها وغيها من الكتب الت ل نذكرها‪ ،‬وهم ول‬
‫المسد يتفون باس دراسسة وتطسبيقا واقتناء ودفاعا عنهسا‪ ،‬وذلك مسن أفضسل العبادات‪،‬‬
‫ويذكرون ال ذكرا كثيا ويشو نه ويرجو نه أك ثر من غي هم‪ ،‬وال ي الكث ي وال صفات‬
‫الميلة الت وفقهم ال لا يفقدها الكثي من الناس‪ ،‬والت صاروا با حقّا الطائفة النصورة‬
‫والفرقة الناجية‪ ،‬وهم شجىً ف حلوق البتدعي ف كل زمان ومكان ‪.‬‬
‫‪ -4‬من أذكار الطرق والتاهات ال صوفية تكر ير ( ل إله ) ست مئة مرة‪،‬‬
‫وتكرير ( إل ال ) مئت مرة‪ ،‬ومنهم جاعة التبليغ ‪.‬‬
‫قال الشيخ حود التويري ‪ :‬قد ذ كر بعض العلماء عن التبليغي ي نوعا آ خر من‬
‫الذكر‪ ،‬هو أنم يكررون كلمة ( ل إله ) ست مئة مرة‪ ،‬ث يكررون كلمة ( إل ال ) أربع‬
‫مئة مرة ‪.‬‬
‫وذكر آخر عن عدد كثي من الرجال أنم سعوا جاعة من التبليغيي النود وهم‬
‫ف ب يت ف شارع من صور ب كة يكررون كل مة ( ل إله ) نوا من ست مئة مرة‪ ،‬ث ب عد‬
‫ذلك يكررون كل مة ( إل ال ) نوا من مئ ت مرة‪ ،‬ويقولون ذلك ب صوت جا عي مرت فع‪،‬‬
‫ي سمعه من كان ف الشارع‪ ،‬وذلك بضرة ش يخ من كبار مشاي هم النود‪ ،‬و قد ا ستمر‬
‫فعل هم هذا مدة طويلة‪ ،‬وكانوا يفعلون ذلك ف الش هر مرت ي ‪ :‬مرة ف ن صفه‪ ،‬ومرة ف‬
‫آخره ‪.‬‬
‫ولشك أن هذا من الستهزاء بال وبذكسره‪ ،‬ول يفى على من له علسم‬

‫وقد اختصره الشيخ ناصر الدين اللبان ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 61 -‬‬
‫منهم أن عملهم هذا يتضمن الكفر ست مئة مرة؛ لن فصل النفي عن الثبات ف‬
‫قول ل إله إل ال بز من مترا خٍ بن أول الكل مة وآخر ها على و جه الختيار يقت ضي ن في‬
‫اللوهيسة عسن ال سست مئة مرة‪ ،‬وذلك صسريح كفسر‪ ،‬ولو أن ذلك وقسع مسن أحسد مرة‬
‫واحدة؛ لكان كفرا صريا؛ فكيف بن يفعل ذلك ست مئة مرة ف ملس واحد؟!‬
‫ث إن إتيان م بكل مة الثبات ب عد ف صله عن كل مة الن في بز من متراخ ل يفيد هم‬
‫شيئا‪ ،‬وإنا هو من التلعب بذكر ال والستهزاء به‪ ،‬وهذا النكر القبيح والضلل البعيد‬
‫من نتائج تقليد هم لشيوخ هم‪ ،‬شيوخ ال سوء وال هل والضلل‪ ،‬الذ ين أغوا هم الشيطان‪،‬‬
‫وزيّن لم ما كانوا يعملون ‪.‬‬
‫هذا بالضافة إل ما ف طرقهم من شرك وحلول ووحدة وجود )) ‪.‬‬
‫ومن أذكار التيجانية ‪ :‬صلة الفاتح‪ ،‬الت يعتقدون أن ذكرها مرة واحدة أفضل‬
‫مسن قراءة القرآن كله سستة آلف مرة‪ ،‬وعندهسم مسن السستغاثات الشركيسة والتوسسلت‬
‫البدعية ما ل يصيه إل ال ‪.‬‬
‫والرفاعية وغيها من الطرق فيها ما فيها من الضللت والشركيات والبدع ما‬
‫هو معروف عند البصراء ‪.‬‬
‫فما ذنب أهل الديث والتوحيد إذا حاربوا التصوف والصوفية الت ارتبطت با‬
‫هذه الشركيات والبدع الضلة؟!‬
‫بِهِنّب ُفلُولٌ مِنببْ قِرَاعببِ الْكتَائِبببِ‬ ‫بيُوفَ ُهمْ‬
‫ب فٍيهِبم غَيْرَ أَنّب س ُ‬
‫َولَ عَيْب َ‬
‫أيسا سسلمان ! إننس وال لرثسي لالك وأشفسق عليسك وعلى مسن يري وراءك‪،‬‬
‫وأتقطع عليكم حسرات من مواقفكم من الطائفة النصورة أهل الديث‪ ،‬الذين تتكالب‬
‫علي هم كلّ فرق الضلل‪ ،‬ويرمون م عن قوس واحدة‪ ،‬ث توجّهون مع هؤلء هذه ال سهام‬
‫السسمومة إليهسم‪ ،‬ثس ل تكتفون برميهسم بالنقائص‪ ،‬بسل تضيفون إل ذلك جعسل ماسسنهم‬
‫وفضائلهم معائب ومثالب ‪.‬‬

‫‪- 62 -‬‬
‫· قال ‪ (( :‬وم ثل ذلك العنا ية بالوا نب ال سياسية والترك ي علي ها‪ ،‬والرص على‬
‫معرفة كيف ية سي الحداث(‪ ،) 1‬وارتباط بعضها ببعض‪ ،‬وك شف ألع يب طواغ يت الدن يا‬
‫ضد الشعوب‪ ،‬وخا صة الشعوب السلمة‪ ،‬والد يث عن الكم بغي ما أنزل ال وموالة‬
‫أعداء ال ‪ ...‬كل هذا قد يرتبط ف أذهان كثي من الناس ببعض التجمعات الت ل يعرف‬
‫عنها العناية بالسنة والهتمام بتصحيح العقيدة‪ ،‬ومن َثمّ يصبح الديث عنها غي مألوف‬
‫ول مقبول عند بعض من يهتمون بالسنة والعقيدة؛ لنه صار شعارا لولئك وخاصية من‬
‫خصائصهم ))(‪. ) 2‬‬
‫* أقول ‪ :‬والواب عليه من وجوه ‪:‬‬
‫أ – ف التغالي ف السياسة تاويل وتطاول ل يطاق على أهل الديث والتوحيد‪،‬‬
‫وغ مط شد يد‪ ،‬وته يل‪ ،‬وتق ي‪ ،‬ور مي ل م بالعظائم‪َ ،‬فمِ نْ غلو هم ومبالغات م ال ت لع هد‬
‫لعلم علماء السلم با تويلهم بعلم الواقع‪ ،‬وادعاؤهم وادعاء الصبيان منهم أنم علماء‬
‫الواقع‪ ،‬وتنيدهم الشباب لقراءة الصحف والجلت ومتابعة الذاعة‪ ،‬وصرفهم بذلك عن‬
‫حفظ الكتاب والسنة والشتغال بفقههما‪ ،‬وإشغالم عن العلوم الشرعية ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬عجبا لسلمان ! يرى ف الرص على اتباع ال سنة وسلمة العتقد ما رمي‬
‫به أهل الديث والسنة من الفوضى التشريعية الت ل أول لا ول آخر‪ ،‬و َجعْل الصول‬
‫فروعا والفروع أصسولً‪ ،‬ثس يلومهسم على عدم الِرص وعدم العنايسة بالوانسب السسياسية‬
‫والتركيز عليها ‪ ...‬إل ! وأمثاله ‪.‬‬
‫ج – هل ير يد سلمان أن يكون الشباب كل هم من أ ساطي ال سياسة‪ ،‬ح ت ل قد‬
‫سسعنا العجائب‪ ،‬وعجائب الغلو فس هذا الباب‪ ،‬حتس لقسد رمسى بعضهسم العلماء وطلب‬

‫فهلّ اعتنيتم بقضية كن السلفية ؟! وركزت عليها ؟! وعرفتم سي الحداث‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫فيها ؟! وقمتم با يتمه السلم بنصرة أهلها الظلومي الذين ل ذنب لم إل أن قالوا ‪:‬‬
‫ربنا ال ‪.‬‬
‫" صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 124‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 63 -‬‬
‫العلم الذين ل يشتغلون بالسياسة وعلم الواقع بأن فيهم علمنة علمية وفكرية‪ ،‬ويُفْهَ مُ من‬
‫هذا الغلو الذي ل يس ف يه ا ستثناء ول تف صيل أن ال سياسة وَفِقْ هَ الوا قع من أفرض فروض‬
‫العيان‪ ،‬وكيف ل يكون كذلك والقصر فيه عندهم فيه علمنة فكرية وعلمية؟ ول يرموا‬
‫بذا أحدا من أهل التوحيد ووقع ف الشرك وعظائم البدع ‪.‬‬
‫د – لقد أجع العلماء على أن علوم الشريعة منها ما هو فرض كفاية‪ ،‬ومنها ما‬
‫هو فرض عي ‪:‬‬
‫قال ابن عبدالَبرّ ‪ (( :‬قد أجع العلمسسساء على أن من العلم ما هو فرض‬
‫مُتَعَيّ نٌ على كل امرئ ف خا صة نف سه‪ ،‬وم نه ما هو فرض على الكفا ية‪ ،‬إذا قام به قائم؛‬
‫سقط فرضه على أهل ذلك الوضع‪ ،‬واختلفوا ف تلخيص ذلك ‪.‬‬
‫والذي يلزم الم يع فر ضه من ذلك ما ل ي سع الن سان جهله من جلة الفرائض‬
‫الفترضة عليه؛ نو الشهادة باللسان والقرار بالقلب بأن ال وحده ل شريك له ول ِشبْه‬
‫له ول مِثْل‪ ،‬ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد‪ ،‬خالق كل شيء‪ ،‬وإليه مرجع كل شيء‪،‬‬
‫الح يي الم يت‪ ،‬ال ي الذي ل يوت‪ ،‬والذي عل يه جا عة أ هل ال سنة ‪ :‬أ نه ل يزل ب صفاته‬
‫وأسائه‪ ،‬ليس لوّلِيّتِهِ ابتداء‪ ،‬ول لخريته انقضاء‪ ،‬وهو على العرش استوى‪ ،‬والشهادة بأن‬
‫ممدا عبده ورسوله وخات أنبيائه حق‪ ،‬وأن البعث بعد الوت للمجازاة بالعمال‪ ،‬واللود‬
‫ف الخرة ل هل ال سعادة باليان والطا عة ف ال نة ول هل الشقاوة بالك فر والحود ف‬
‫السسعي حسق‪ ،‬وأن القرآن كلم ال‪ ،‬ومسا فيسه حسق مسن عنسد ال‪ ،‬يبس اليان بميعسه‪،‬‬
‫واستعمال مكمه‪ ،‬وأن الصلوات المس فرض‪ ،‬ويلزمه من علمها علم ما لتتم إل به؛‬
‫سدُ صومه‪ ،‬وما ل‬
‫مِنْ طهارتا وسائر أحكامها‪ ،‬وأن صوم رمضان فرض‪ ،‬ويلزمه علم ما ُيفْ ِ‬
‫تتم إل به‪ ،‬وإن كان ذا مال وقدرة على الزكاة؛ لزمه فرضا أن َيعْرِ فَ ما تب فيه الزكاة‬
‫وم ت ت ب و ف كم ت ب‪ ،‬ويلز مه أن يعلم بأن ال ج عل يه فرض مرةً واحدة ف دهره إن‬
‫ا ستطاع إل يه سبيلً ‪ ...‬إل أشياء يلز مه معر فة ُجمَلِ ها ول يعذر بهل ها؛ ن و تر ي الز ن‪،‬‬

‫‪- 64 -‬‬
‫والر با‪ ،‬وتر ي ال مر‪ ،‬والن ير‪ ،‬وأ كل الي تة‪ ،‬والناس كل ها‪ ،‬والنّ صُب‪ ،‬والرشوة على‬
‫الكم‪ ،‬والشهادة بالزور‪ ،‬وأكل أموال الناس بالباطل وبغي طيب من أنفسهم ‪. )) ...‬‬
‫إل أن يقول ‪ (( :‬ث سائر العلم‪ ،‬وطلبه‪ ،‬والتفقه فيه‪ ،‬وتعليم الناس إياه‪ ،‬وفتواهم‬
‫به ف م صال دين هم ودنيا هم؛ ف هو فرض على الكفا ية‪ ،‬يلزم الم يع فر ضه؛ فإذا قام به‬
‫قائم؛ سقط فرضه عن الباقي‪ ،‬ل خلف بي العلماء ف ذلك‪ ،‬وحجتهم فيه قول ال تعال‬
‫‪:‬‬
‫ُمس إِذَا‬
‫ّينس وَلِيُ ْنذِرُوا َق ْومَه ْ‬
‫ُمس طَاِئفَةٌ ِليََتفَقّهُوا فِي الد ِ‬
‫ِنس كُلّ ِفرْ َقةٍ مِنْه ْ‬
‫فَ َلوْل َنفَرَ م ْ‬
‫رَ َجعُوا إَِليْ ِهمْ (‪. ) 1‬‬
‫فألزم التقيد ف ذلك البعض دون الكل‪ ،‬ث ينصرفون فَُيعَ ّلمُون غيهم‪ ،‬والطائفة‬
‫الكفاية ))(‪.) 2‬‬ ‫ف لسان العرب الواحد فما فوقه‪ ،‬وكذا الهاد فرض على‬
‫قلت ‪ :‬انظر أخي ما الذي على الكلّف من أركان السلم؛ فل يلزمه من معرفة‬
‫أعمال الصلة إل ما ل تتم إل به‪ ،‬ول يلزمه علم كل ما يتعلق بالصلة من تفاصيل وأدلة‪،‬‬
‫ول ي ب عل يه ما ي ب من علم الزكاة وال ج إل إذا كان ذا مال وقدرة عليه ما‪ ،‬وإل؛‬
‫سقط ع نه الوجوب فيه ما‪ ،‬وسسائر الشياء الحر مة ل يبس عل يه إل معر فة تري ها ف‬
‫الملة‪ ،‬ول يب عليه دراسة تفاصيلها وأدلتها ‪.‬‬
‫فعلى أي برهان وعلى أي أساس يُيالغ ويُغال بعض الناس ف الشادة بفقه الواقع‬
‫ال سياسي‪ ،‬ويشترط له تلك الشروط‪ ،‬وتُج عل علوم الشري عة من مقوما ته ال ت تز يد على‬
‫ضخّ م ويبالغ ف إلزام الناس به‪ ،‬ح ت ُيضَلّل من ل يعت ن به أك ثر من‬
‫أركان ال سلم‪ ،‬وُي َ‬
‫حتَ مل ول ي طر‬
‫حمّلون ن صوص القرآن وال سنة وكلم العلماء ما ل يَ ْ‬
‫ال سلم نف سه‪ ،‬ويُ َ‬
‫على بال‪ ،‬ويُها نُ به العلماء‪ ،‬وتسقط فتاواهم‪ ،‬بل تُرَدّ به نصوص السنة وقواعد الشريعة‬

‫التوبة ‪. 122 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫" جامع بيان العلم وفضله " ( ‪ 13-1/12‬بتصرف ) ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 65 -‬‬
‫وأقوال الئمة السابقي واللحقي عند كثي من ل يعقل عن ال ول عن دينه شيئا‪ ،‬إنا‬
‫وال لكارثة ف الدين ‪.‬‬
‫أؤكد لك – أيها القارئ – ما قاله المام ابن عبدالب وما حكاه من إجاع المة‬
‫با قاله شيخ السلم ابن تيمية بذا الصدد ‪:‬‬
‫ل ر يب أ نه ي ب على كل أ حد أن يؤ من ب ا جاء به الر سول‬ ‫((‬ ‫قال رح ه ال ‪:‬‬
‫على التفصسيل فرض على‬ ‫إيانا عامّا مملً‪ ،‬ول ريسب أن معرفسة مسا جاء بسه الرسسول‬
‫‪ ،‬وداخل ف تدبّر القرآن وعقله‬ ‫الكفاية؛ فإنّ ذلك داخلٌ ف تبليغ ما بعث ال به رسوله‬
‫وفهمه‪ ،‬وعلم الكتاب والِكْمة‪ ،‬وحفظ الذكر‪ ،‬والدعاء إل سبيل الرب بالكمة والوعظة‬
‫ال سنة‪ ،‬والجادلة بال ت هي أح سن‪ ،‬ون و ذلك م ا أوج به ال على الؤمن ي؛ ف هو وا جب‬
‫على الكفاية منهم ‪.‬‬
‫وأ ما ما َيجِ بُ على أعيان م؛ فهذا يتنوع بتنوع ُقدَرِهِم ومعرفت هم وحاجت هم و ما‬
‫أُمر به أعيانم؛ فل يب على العاجز عن ساع بعض العلم ما يب على القادر على ذلك‪،‬‬
‫وي ب على من سع الن صوص وفهم ها من علم التف صيل ما ل يب على من ل ي سمعها‪،‬‬
‫ويب على الفت والحدث والجادل ما ل يب على من ليس كذلك )) (‪ ) 1‬ا هس ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬هذا ما قاله أهل الفقه والفهم وأئمة السلم وأجعوا عليه ‪.‬‬
‫فأين تاويل بعض الناس بعلم الواقع‪ ،‬وشن الغارة على ما ل يعتن به‪ ،‬وانتقاصه؟!‬
‫ليبس اليان بسه على العيان إل‬ ‫فإذا كان مسا أنزله ال على خاتس النسبياء‬
‫إيانا عامّا مملً‪ ،‬وأن معرفتسه على التفصسيل فرض كفايسة؛ عقله‪ ،‬وفهمسه‪ ،‬وتعلم علم‬
‫الكتاب والك مة‪ ،‬وح فظ الذ كر‪ ،‬والدعوة إل ال؛ كل ذلك وا جب على الكفا ية‪ ،‬أف ما‬
‫تقوله الصحف الكاذبة‪ ،‬والصحفيون اليهود‪ ،‬والشيوعيون‪ ،‬والعلمانيون‪ ،‬والنصارى‪ ،‬من‬

‫" مموع الفتاوى " ( ‪. ) 3/312‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 66 -‬‬
‫يترفون الكذب والد جل‪ ،‬و ما يك تب عن نوادي الروتاري ‪ :‬أهَمّ ع ند ال وأعلى منلةً‬
‫عند علماء السلم؟!‬
‫أمّا أسرار الدول؛ فلعل مِن آخر ما يعلم شيئا منها هؤلء البالغون ف علم الواقع‬
‫– إن صح أن يسمى علما ‪. -‬‬
‫يا قوم ! لو ساويتم بي ما يب من علم الواقع وبي ما يب على الكلّفي من‬
‫؛ لضلل تم ضللً بعيدا؛ فك يف و قد بالغ تم ف يه ح ت رمي تم من ل‬ ‫علم ماجاء به م مد‬
‫يشتغل به من طلب العلم بأن فيهم علمنة فكرية وعلمية‪ ،‬وأنتم تعلمون أنّ العلمانية إلاد‬
‫أشسد كفرا مسن اليهوديسة والنصسرانية؛ أفبعسد هذا السستخفاف بأعراض حلة العلم‬
‫استخفاف؟!‬
‫علماؤ نا وطلب العلم يؤمنون باكم ية ال كأ شد ما يكون اليان على م ستوى‬
‫الدول والماعات والفراد‪ ،‬وفس العقائد والعبادات والسسياسة والعاملت‪ ،‬ويدرسسون‬
‫ذلك ف القرآن وتفسيه‪ ،‬وف كتب السنة وشروحها‪ ،‬وف كتب الفقه الاصة والعامة‪،‬‬
‫ويدرسون السياسة الشرعية ف هذه الجالت كلها‪ ،‬وف كتب خاصة با؛ كس (( السياسة‬
‫((‬ ‫الشرعية )) للمام ابن تيمية‪ ،‬و (( السبة )) و (( رسالة الظال ))‪ ،‬و (( الطرق الكمية ))‪ ،‬و‬
‫أحكام أهل الذمة )) كلها لبن القيم‪ ،‬و (( الحكام السلطانية )) لب يعلى‪ ،‬و (( الحكام‬
‫السسلطانية )) للماوردي‪ ،‬وهسم أعرف باس مسن الغلة فس علم الواقسع‪ ،‬ول مشاركات فس‬
‫الطلع على السياسات الدولية‪ ،‬فما أصبحت كلها أسرارا‪ ،‬ول هم يعيشون ف القماقم‪،‬‬
‫وح ت عوام الناس يعرفون كثيا م ا يري ف العال أك ثر م ا يعرفون عن ال سلم؛ فلماذا‬
‫يطعن ف العلماء هذا الطعن الشديد؟! ولاذا هذه الملت على أهل الديث؟!‬
‫أ نا أعت قد ف نف سي أ نه من ال صلحة‪ ،‬بل من الضرورة‪ ،‬أن نعرف ما ي طط ل نا‬
‫العداء‪ ،‬وأنّ ه ي ب أن نُعِد العدة لحباط مكايد هم‪ ،‬لك ن ل أغلو ف ذلك‪ ،‬بل أرى ما‬
‫يراه علماؤ نا وأجعوا عل يه‪ ،‬من أن من الواجبات ما هو فرض ع ي‪ ،‬وم نه ما هو فرض‬

‫‪- 67 -‬‬
‫كفاية‪ ،‬فإذا كان معرفة واقع العداء شرّا ل بدّ من معرفته؛ فإنه ينل منلة فرض الكفاية‪،‬‬
‫إذا قام به البعض(‪) 1‬؛ سقط الرج عن الباقي ‪.‬‬
‫وأنا أعرف كثيا وكثيا من السلمي أكب هومهم معرفة هذا الواقع‪ ،‬وأ نّ كثيا‬
‫من غ ي ال سلمي من يهود ون صارى أعلم من هم بكث ي‪ ،‬فأرى أ نه ل ع يب على العلماء‬
‫وطلّب العلم الذين صرفوا جُلّ عنايتهم لفظ شريعة ال – كتابا وسنةً وفقها – فإن هذا‬
‫من فروض الكفايات‪ ،‬وأعتقد أن هؤلء أفضل وأنبل وأصدق وأنفع للسلم والمة من‬
‫أولئك الساسة الذين هم ضعفاء ف معرفة دين ال‪ ،‬أو ل حظّ لم من العرفة به ‪.‬‬
‫فإذا كان كث ي من أ هل الد يث وأ هل الف قه وغي هم من أ هل الخت صاصات‬
‫ركّزوا على هذه الوانب الت هي السلم‪ ،‬مكتفي بغيهم من يشتغل بالسياسة؛ فلماذا‬
‫تقرونم؟! ويقال ‪ :‬إنم متحزبون على جزء من الدين‪ ،‬وإنم نسوا حظّا ما ذكروا به‪ ،‬أو‬
‫إن فيهم علمنة فكرية وعلمية‪ ،‬ووجودهم مشكلة ظاهرة؛ لنم عالة على غيهم ف علم‬
‫الواقع؟!‬
‫ما هكذا يكون العلم ! وما هكذا تكون التربية ! فهذا شيء ل يشهده السلمون؛‬
‫ل ف أيام عزتم‪ ،‬ول ف أيام منهم‪ ،‬على مر التاريخ السلمي ‪.‬‬
‫‪ -2‬أما كشف ألعيب الطغاة؛ فما أعرف أن المة استفادت من علماء الواقع‬
‫شيئا‪ ،‬بل نزل با من الضرار ف كثي من البلدان ما ل يعلمه إل ال‪ ،‬بل تد من غالبيتهم‬
‫تأييدا للطغاة وتقديسا لم‪ ،‬ل سيما ف الزمات ‪.‬‬

‫‪ -3‬أما الديث عن الكم بغي ما أنزل ال‪ ،‬وتكيم الطواغيت؛ فهذا ل تده‬
‫على وجهه الصحيح إل عند أهل الديث والتوحيد‪ ،‬و ( عند جهينة الب اليقي )؛ فقد‬
‫ألفوا‪ ،‬وكتبوا‪ ،‬وربّوا ‪.‬‬

‫هذا البعض هم ولة المور وأهل الل والعقد من العلماء وغيهم؛ كما‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫سيأت توضيح ذلك‪.‬‬

‫‪- 68 -‬‬
‫وأهل الديث ف باكستان يعارضون الكم بالقواني‪ ،‬وحت الكم بذهب تلك‬
‫البلد‪ ،‬ول يرضون إل ب كم الكتاب وال سنة‪ ،‬و ف الزيرة جاهدوا ح ت أقاموا دولةً على‬
‫قواعسد التوحيسد والسسنة‪ ،‬ومسع وجود الخطاء الكسبية والصسغية؛ فَهُم أيضا ملتزمون‬
‫حاكمية ال ف موقف السسسسسلم والسلمسي من‬
‫الاكم العادل أو الائر؛ فالذي أنزل عليه ‪:‬‬
‫(‪.) 1‬‬ ‫َومَنْ َل ْم يَحْ ُكمْ بِمَا َأْنزَلَ ال ّل ُه َفأُولَِئكَ ُهمُ الْكَافِرُو َن‬
‫(‪.) 2‬‬ ‫َومَنْ َل ْم يَحْ ُكمْ بِمَا َأْنزَلَ ال ّل ُه َفأُولَِئكَ ُهمُ اْلفَاسِقُو َن‬
‫(‪. ) 3‬‬ ‫َومَنْ َل ْم يَحْ ُكمْ بِمَا َأْنزَلَ ال ّل ُه َفأُولَِئكَ ُهمُ الظّالِمُو َن‬
‫هسو الذي وجههسم إل الصسب على َجوْر الولة‪ ،‬وإن كانوا يهتدون بغيس هديسه‪،‬‬
‫وي ستنون بغي سنته‪ ،‬وهو الذي وجه هم إل الصب ولو أخذوا الال وجلدوا الظ هر‪ ،‬وهو‬
‫الذي أمرهم بالصب على جور الولة وانرافهم ما أقاموا الصلة وما ل يروا كفرا بواحا‪،‬‬
‫وهو الذي أخذ عليهم العهد أن ل ينازعوا المر أهله حت يروا الكفر البواح‪ ،‬فهم ف بلد‬
‫ع ند حكا مه أخطاء لكن هم م سلمون يقيمون شعائر ال سلم العظي مة ‪ :‬ال صلة‪ ،‬وال صيام‪،‬‬
‫وال ج‪ ،‬وينا صرون الجاهد ين ف كل بلد‪ ،‬ويقدمون ف هذا ال سبيل البلي ي‪ ،‬وينشئون‬
‫الساجد ف هذا البلد‪ ،‬وف طول الدنيا وعرضها‪ ،‬وينشئون الدارس والامعات على أساس‬
‫القرآن وال سنة والتوح يد‪ ،‬و قد يتخلل ذلك ش يء من الدّخَن بدس الائن ي‪ ،‬وير سلون‬
‫مئات الدعاة ومئات الدرسي الذين يدرسون السلمي السلم ولغته ‪.‬‬

‫الائدة ‪. 44 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫الائدة ‪. 47 :‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫الائدة ‪. 45 :‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 69 -‬‬
‫فماذا يريد من ُيعَيّرهم وهم أشد الناس ت سّكا باكمية ال‪ ،‬وأشد الناس مراعاة‬
‫لتوجيهات ر سول ال‪ ،‬وأب عد الناس عن ثورات ونزوات الوارج وثوار الشرق والغرب‪،‬‬
‫الت تفسد ول تصلح‪ ،‬وتدم وتدمر ول تبن ‪.‬‬
‫والجاهدون ال سلفيون ياهدون ف سبيل ال لعلء كل مة ال‪ ،‬فإذا طهروا بلدا‬
‫من أدناس الشرك واللاد؛ أقاموا فيه حاكمية ال قبل أن يستعيدوا أنفاسهم؛ لن حاكمية‬
‫ال وبغض الطواغيت تري ف دمائهم ل كلما يلك على اللسن ‪.‬‬
‫‪ -4‬وأما موالة أعداء ال؛ فحدّث ول حرج عن غيهم‪ ،‬أما هم؛ فالمد ل هم‬
‫أنظف الناس وأنزههم منها‪ ،‬بل حت ل يستطيعون التعايش مع أهل البدع؛ فكيف بالكفار‬
‫الصرحاء؟!‬
‫ويل حظ القارئ من تعا مل سلمان مع التجمعات ال ت ل ت تم بال سنة ول ب صحة‬
‫العقيدة تعاملً هادئا‪ ،‬كأن صحة العقيدة والهتمام بالسنة شيء عادي‪ ،‬أما أهل الديث؛‬
‫فإن صحة العقيدة عندهم أمر أعظم وأكب شيء ف هذا الكون؛ فقد يكون فساد العقيدة‬
‫شركا أكب‪ ،‬وقد يكون تهّما وقد يكون رفضا ‪ ...‬وكل ذلك من أخبث أنواع الضلل‬
‫وأكبها‪ ،‬ويقولون ف كل منها ‪:‬‬
‫خرّ‬
‫َل َقدْ جِئْتُ مْ شَيْئا ِإدّا * تَكَادُ ال سّمَاوَاتُ يََتفَ ّطرْ َن مِنْ هُ َوتَنْشَقّ اْلَأرْ ضُ وََت ِ‬
‫(‪.) 1‬‬ ‫الْجِبَا ُل َهدّا‬
‫‪ -5‬وال هل بال سنة أ مر عظ يم؛ فإن الذي ل يعرف ال سنة ول يه تم ب ا جا هل‬
‫بالسسلم عقيدة وشريعسة؛ فكيسف يصسح لهسل الديسث أن يذهبوا إليهسم؛ يتسسقطون‬
‫ويتقممون ف زبالت أذهان أهل الهل والبدع والسياسة الاهلية الت تراكمت وتمعت‬
‫من فكر الوارج والروافض ومن حثالت سياسة الشرق والغرب؟!‬
‫ومع ذلك يعد ذلك سلمان من الفضائل والزايا الت افتقدتا التجمعات الثرية!!‬

‫مري ‪. 90 - 89 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 70 -‬‬
‫إن السياسيي النحرفي بتحزبم مزّقوا شباب المة‪ ،‬وفرقوهم أحزابا وشيعا‪ ،‬كل‬
‫حزب ب ا لدي هم فرحون‪ ،‬وتابعوا الحزاب الكافرة الظاهرة والف ية ف التنظيمات ال سرية‬
‫والشاركسة فس الجالس والبلانات والديقراطيسة الكافرة(‪ ) 1‬فس البلدان التس اسستعمرت‬
‫ورضعت لبان الستعمار بكل ما فيه من تقاليد وقواني وأنظمة كافرة ‪.‬‬
‫وترى العجائب منس يسسمون أنفسسهم إسسلميي؛ مسن التحالف مسع هذا الزب‬
‫العلمان تارة‪ ،‬ومع ذاك أخرى‪ ،‬ومن ترشيح النساء اللحدات أو النصرانيات‪ ،‬أو ترشيح‬
‫ملحدة ونصارى‪ ،‬وكل هذه المارسات باسم السلم ! وباسم الهاد السياسي السلمي‬
‫! وينقلون هذه المراض الفتّاكسة إل بعسض البلدان السسلمية التس أغناهسا ال بالسسلم‬
‫عقيد ًة وشريعةً‪ ،‬فيفسدون أبناءه ويزقون شبابه إل أحزاب وشيع متصارعة ‪.‬‬
‫ث ماذا ين السلمون من هذه؟‬
‫الواب ‪ :‬الضياع والفشل؛ كما قال تعال ‪:‬‬
‫(‪.) 2‬‬ ‫ب رِيُ ُك ْم‬
‫شلُوا وََت ْذ َه َ‬
‫وَل تَنَازَعُوا فََتفْ َ‬

‫ومن ذلك استخدامهم وسائل الديوقراطية ف التعبي عن الرأي من‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫مظاهرات ومسيات وإضرابات ‪ ...‬وغي ذلك‪ ،‬ويعلونا وسيلة من وسائل الدعوة‬


‫إل ال ونصرة السلم وتقيق قيام الدولة السلمية!! بدلً من التصفية والتربية على‬
‫منهاج سلف المة!! زعموا ! حت زعم أحدهم أن القتول فيها ف سبيل ال!! ‪.‬‬
‫النفال ‪. 46 :‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 71 -‬‬
‫المسألة الرابعة‬
‫رمي أهل الحديث بالتحُّزب على جزء‬
‫من الدين‬

‫تصور الشيخ سلمان أن أهل الديث من التحزبي على جزء من الدين والناسي‬
‫لجزاء أخرى منه‪ ،‬وأنّ هذا من مياث المم الالكة(‪. ) 1‬‬
‫· لقد أشار سلمان إل جاعة التبليغ بأنم يهتمون بالسلم التعبّدي‪ ،‬فَُيعَْنوْنَ بقيام‬
‫الليل وكثرة الذكر‪ ،‬ولسهم لسةً خفيفة‪ ،‬ول يتعرض لعقائدهم وطرقهم الصوفية الشتية‬
‫والنقشبند ية وال سهروردية والقادر ية‪ ،‬و ما تو يه هذه الطرق من اللول ووحدة الوجود‬
‫وال ستغاثات بغ ي ال والغلو ف القطاب والوتاد والغوث‪ ،‬واعتقاد أن م يعلمون الغ يب‬
‫ويتصرفون ف الكون ‪.‬‬
‫وتعرّض ل صفات الخوان ال سلمي بقوله ‪ (( :‬وت د طائ فة أخرى تَهْتَمّ بال سلم‬
‫ال سياسي؛ فجهاد هم هو ف ميدان تكو ين الحزاب ال سياسية‪ ،‬وح شد الن صار‪ ،‬والفوز‬
‫))‬ ‫بالنتخابات‪ ،‬والدخول ف الجالس والبلانات ‪ ...‬وتربية الشباب على الهاد السياسي‬
‫اهس ‪.‬‬
‫* قلت ‪ :‬والقارئ يرى أن هذه العمال قسد ورثتهسا هذه الحزاب مسن المسم‬
‫الكافرة (‪.) 2‬‬
‫ومع ذلك ل يذكر ما تنطوي عليه هذه المسسسور من مالفسسسات لتعاليم‬
‫السسلم؛ مسن تزويسر فس النتخابات‪ ،‬ومسن الدعايات والشائعات الظالةس الكاذبسة عسن‬
‫خ صومهم‪ ،‬و ما يرتك به الخوان ال سلمون من تالفات واتادات مع الحزاب العلمان ية‪،‬‬
‫و ما يرتكبو نه من ترش يح للن صارى والن صرانيات‪ ،‬و ما ترتك به الما عة ال سلمية من‬

‫" من أخلق الداعية " ( ‪. ) 58/59‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫راجع ما سبق ( ص ‪. ) 65‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 72 -‬‬
‫مالفات لل سلم بترش يح م ثل فاط مة جناح وخالدة وغيه ا‪ ،‬وأعمال أخرى ل ت قل ف‬
‫ضللا عن حركات الخوان السلمي‪ ،‬ول يكتف سلمان بالسكوت عن هذه الطّوام‪ ،‬بل‬
‫ساها إسلما سياسيّا وجهادا سياسيّا!!‬
‫و سكت عن تم يع الخوان للفرق الضالة ف تنظيم هم م ثل الروا فض والوارج‬
‫والزيدية‪ ،‬ومن متلف الطوائف الصوفية الرفاعية والقادرية والتيجانية والرغنية‪ ،‬وكذلك‬
‫تفعل الماعة السلمية ف الند وباكستان ‪.‬‬
‫أسسدل سسلمان السستار على كسل هذه الطّوام الوجودة فس هذه الماعسة‬
‫والماعات !‬
‫والواب عن هذه السألة من وجوه ‪:‬‬
‫‪ -1‬لقد وصف سلمان الطائفة النصورة – حسب تفريقه بينها وبي الناجية –‬
‫بصفات كرية؛ قال ‪ (( :‬ول شك أن للفرقة الناجية من ذلك قدر يقق لا النجاة؛ كما قال‬
‫عزّ وجلّ ‪:‬‬
‫َفلَمّ ا نَ سُوا مَا ذُ ّكرُوا بِ هِ أَنْجَيْنَا اّلذِي َن يَ ْن َهوْ نَ عَ نِ ال سّوءِ َوأَ َخذْنَا اّلذِي نَ‬
‫(‪. ) 1‬‬ ‫سقُونَ‬
‫َظلَمُوا ِب َعذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا َيفْ ُ‬
‫وأنت ترى أنه هنا قد وصف أهل الديث والسلفيي بأنم متحزبون على جزء‬
‫من الدين‪ ،‬وذلك – كما صرح هو – من مياث المم الالكة‪ ،‬واحتج له بآية الائدة ‪.‬‬
‫‪ -2‬فهل هم متحزبون على جزء من الدين كما يصورهم سلمان؟!‬
‫فأين جهادهم ف ميدان الدعوة إل التوحيد بأنواعه وماربتهم للشرك؟!‬
‫أين جهادهم ضد البدع‪ ،‬والرافات الصوفية‪ ،‬والرافضية‪ ،‬وكلها جهاد النبياء‬
‫وورثتهم؟! بينما غيهم يتهرب من هذا الهاد الذي هو أشد وأشق أنواع الهاد ‪.‬‬

‫العراف ‪. 65 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 73 -‬‬
‫وأيسن جهاد تلميسذ ابسن تيميسة وابسن عبدالوهاب فس الزيرة حتس أقاموا دولة‬
‫السلم والتوحيد على قواعد السلم الق‪ ،‬فأعادوا للسلم ِجدّته وطراوته؟!‬
‫وأين مدارس التوحيد والسنة ف الزيرة والند وباكستان وأفغانستان وغيها من‬
‫البلدان؟!‬
‫والفِرَقُ والحزاب ترميهم على ذلك عن قوس واحدة ‪.‬‬
‫وهل السلفيون ف الشام ومصر والسودان واليمن وغيها ل يشتغلون إل ببيان‬
‫صحيح الحاديث وسقيمها وتذير الناس من رواية الحاديث الضعيفة والوضوعة؟!‬
‫أليس السلفيون ف كل مكان يدينسسون بالسسسلم الشامل عقيدة وشريعة‬
‫ومنهاجا ودعوة‪ ،‬ويدعون الناس إل العودة إل ال سلم كله مسن ألفسه إل يائه‪ ،‬ويتحملون‬
‫من الذى والشدائد ما ل يعلمه إل ال ف سبيل ذلك؟!‬
‫حاشا هم أن يكونوا ك ما يرمي هم خ صومهم متحزب ي على جزء من الد ين مع‬
‫نسيان الجزاء الخرى‪ ،‬وهم أعلم الناس أن هذا من مياث المم الالكة ‪.‬‬
‫‪ -3‬يُلحَ ظُ أن الشيخ سلمان ل َيعْتَب العقيدة الت ل يعدلا شيء ف ميزان ال‬
‫ومواز ين الن صفي من علماء ال سلم‪ ،‬ول يدخل ها ف التفاوت الا صل ب ي أ هل الد يث‬
‫وغي هم‪ ،‬ول َي ُعدّ ها من مزايا هم ال ت ل ت صِحّ مع ها مواز نة بين هم وب ي غي هم من فرق‬
‫الهواء والبدع ‪.‬‬
‫‪ -4‬لاذا يصهم سلمان بقوله ‪ (( :‬قد يصحب ذلك شيء من الفاء‪ ،‬أو ضعف‬
‫التعبد‪ ،‬أو الغفلة عن واقع المة وما يدبر لا )) (‪. ) 1‬‬

‫قال ابن أب عاصم ‪ " :‬رأيت الديث يث على الزهد ف الدنيا‪ ،‬والرغبة ف‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫الخرة‪ ،‬والتأسي بالصالي‪ ،‬والقتداء بالولياء والصفياء‪ ،‬ويندب إل الورع‪ ،‬وترك ما‬
‫يريب الرء إل ما ل يريبه‪ ،‬والرأي يث الرء على ترك ما ل يريبه إل ما يريبه؛ إل ماشاء‬
‫ال " ‪.‬‬

‫‪- 74 -‬‬
‫ف هل ت د ف الدن يا م ثل الش يخ ا بن باز والعثيم ي والش يخ عبدالعز يز ال سلمان‬
‫والفوزان وحود التويري والغديان وعبدالرزاق عفيفي وآل الشيخ ‪ ...‬وكثي وكثي من‬
‫علماء هذا البلد وطلب العلم منهم؟!‬
‫هل تد مثلهم ف الخلق والعقيدة والبذل ف سبيل ال؟!‬
‫لَتأْتِنا الطوائف والحزاب بأمثالم ‪.‬‬
‫ولتأت نا بأمثال الش يخ اللبا ن وتلميذه علما بال سنة وجهادا ف سبيل التوحيسد‬
‫ومار بة الشرك والبدع‪ ،‬وأمثال علماء ال ند؛ كالش يخ عبيدال الباركفوري وإخوا نه ف‬
‫الند وباكستان دينا وخلقا وعقيدةً وعلما وصدعا بالق وصبا على الذى ف سبيل ال‬
‫‪.‬‬
‫وهات م ثل الش يخ عبدالباري وإخوا نه ف بنجلد يش ! هات مثل هم ف الد ين‬
‫وعلو الخلق !‬
‫فكيف تَرمي أهل هذا النهج بالتحزّ بِ على جزءٍ من الدين والفاء والغفلة عن‬
‫واقع المة وما يدبر لم وفيهم الشيخ العلمة الجاهد اليقظ والتابع لحوال السلمي ف‬
‫أقطار الدنيا كلها حت ليعتقد فيه أنه لو كانت ف الريخ حركة إسلمية لكان وراءها‪ ،‬أل‬
‫وهو الشيخ ابن باز؟!‬
‫و هل ن سيت يا سلمان الدورات ال ت تقيم ها الدعوة ال سلفية ف أقطار الرض‬
‫لتعليم الدرسي ف الدارس السلمية؟!‬
‫وهل تنسى الَِن حَ الت تقدمها الدارس السلفية لبناء السلمي ف العال كله‪ ،‬ول‬
‫َحس الطلب لبناء العال‬
‫ُصسصَ فيهسا ثانون بالئة مسن مِن ِ‬
‫سسيما الامعسة السسلمية‪ ،‬التس خ ّ‬
‫السلمي؟!‬
‫قال التيمي الصبهان معلقا ‪ " :‬كذلك قال عبدالرحن بن مهدي‪ ،‬أو كما قال‪ ،‬ول قوة إلّ‬
‫بال العظيم " ‪.‬‬
‫" الجة ف بيان الحجة " للتيمي الصبهان ( ‪. ) 248-1/247‬‬

‫‪- 75 -‬‬
‫وهل نسيت مراكز الدعوة الت تنشر منها الئات ف شت بقاع العال؟!‬
‫وهل نسيت الدعم السلفي للجهاد الفغان وف كل مكان؟!‬
‫هذه كلهسا جهود سسلفية وليسست تبليغيسة ول إخوانيسة؛ فكيسف ترمسي السسلفيي‬
‫بالغفلة عن واقع المة؟!‬
‫إن لل سلفيي الع مل الادئ ال صامت‪ ،‬ولغي هم الضح يح والد ير العل مي الذي‬
‫يستفيدون منه للتشبع بهود غيهم ‪.‬‬
‫فاعرف يا أخ سلمان لل سلفيي فضلَهُم؛ فإ نك ك ما يبدو ل تعرف واقع هم‪ ،‬ول‬
‫يوز أن تنساق وراء دعايات وتشويهات خصومهم ‪.‬‬
‫ث ك يف ترمي هم بض عف التع بد؟! ف هل تر يد من هم أن يعلنوا عن أنف سهم أن م‬
‫عُبّاد؟!‬
‫أت ظن ب م أن ن صوص القرآن وال سنة ل ترك هم إل العبادة والتع بد إذا كا نت‬
‫خرافات ومنامات الصوفية ترك غيهم للعبادة؟!‬
‫أل تعلم أن طلب العلم – خصوصا علم الكتاب والسنة – أفضل أنواع العبادة‪،‬‬
‫وكذلك ن شر العلم ال صحيح عقيدة وشري عة عن طر يق التدر يس والدعوة ون شر الك تب‬
‫من أفضل أنواع العبادات ‪.‬‬
‫أخي سلمان! أرجو أن يوفقك ال وكُلّ من ينظر إل أهل الديث والسلفيي هذه‬
‫النظرة لعرفة مكانتهم‪ ،‬وأنم هم الطائفة الناجية النصورة‪ ،‬وأنم هم الغرباء حينما يكون‬
‫السلم غريبا؛ كما عَرَفَ لم ذلك النصفون والئمة العادلون ‪.‬‬
‫أ خي سلمان! إ نك م ن يفرّ قُ ب ي فروض العيان وفروض الكفايات‪ ،‬فإذا كان‬
‫بعسض الحزاب يدّعسي أنسه يعرف الواقسع ومسا ُي َدبّرُ للمسسلمي؛ فلماذا تلوم السسلفيي‬
‫وتصفهم بالغفلة عن واقع المة وقد سقسسط عنهم هسسذا الواجب بقيسسام‬
‫غيهم به؟!‬

‫‪- 76 -‬‬
‫صسحّ أن السسلفيي فس غمرة سساهون عسن هذا الواقسع؛ فكيسف وهسم –‬
‫هذا إن َ‬
‫والمد ل – مستيقظون‪ ،‬وأعمالم وجهودهم وجهادهم تشهد بذلك؟!‬
‫كلمة عن فقه الواقع ل بدّ منها بذه الناسبة لعل ال ينفع با ‪:‬‬
‫إن من أغرب ما ي قع ف يه التحم سون لف قه الوا قع أن م ُي َقدّمونَه للناس وكأ نه‬
‫أشرف العلوم وأههسا‪ ،‬ولقسد غل فيسه بعضهسم غلوّا شديدا‪ ،‬فجعسل العلوم الشرعيسة مسن‬
‫مقوما ته‪ ،‬وَن سَجَ حوله من الالت ال كبية ب ا ل يَ سِْب ْقهُ إل يه الولون والخرون‪ ،‬و ف ف‬
‫حقيقتسه ل يسسمى علما ول فقها‪ ،‬ولو كان علما أو فقها؛ فأيسن الؤلفات فيسه؟! وأيسن‬
‫علماؤه وفقهاؤه ف السابق واللحق؟! وأين مدارسه؟!‬
‫لاذا ل يسمّى علما ول فقها إسلميا؟‬
‫لنه ذو أهداف سياسية خطية منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬أ سقاط الن هج ال سلفي؛ لن ف قه الوا قع ل يتلف عن مبدأ ال صوفية ف‬
‫التفريق بي الشريعة والقيقة؛ إذ هدفهم من ذلك إسقاط الشريعة ‪.‬‬
‫‪ -2‬الستيلء على عقول الشباب والفصل بينهم وبي علماء النهج السلفي بعد‬
‫تشويه صورتم بالطعون الفاجرة ‪.‬‬
‫‪ -3‬اعتماده على التج سس؛ فالخوان ال سلمون‪ ،‬وإن كا نت ل م شبكات‬
‫ت سس وا سعة على أ هل الد يث وال سلفيي؛ إل أن م يعجزون تام الع جز عن اكتشاف‬
‫أسرار العداء وإحباط خططهم‪ ،‬وواقعهم ف مصر وسوريا والعراق أكب شاهد على ذلك‬
‫‪.‬‬
‫‪ -4‬أ نه يعت مد على أخبار ال صحف والجلت ال ت تترف الكذب‪ ،‬وعلى‬
‫الذكرات ال سياسية ال ت يكتب ها الشيوعيون واليهود والن صارى والعلمانيون واليكافيليون‬
‫وغيهم من شياطي السياسة الاكرة الذين من أكب أهدافهم تضليل السلمي ومادعتهم‬
‫واستدراجهم إل بناء خطط فاشلة على العلومات الت يقدمونا ‪.‬‬

‫‪- 77 -‬‬
‫‪ -5‬من أركان هذا الف قه الزعوم التحليلت ال سياسية الكاذ بة الفاشلة‪ ،‬و قد‬
‫أظهر ال كذبا وفشلها‪ ،‬ول سيما ف أزمة الليج ‪.‬‬
‫‪ -6‬أنه يقوم على تريف نصوص القرآن والسنة‪ ،‬ويقوم على تريف كلم ابن‬
‫القيم ف فقه الواقع ‪.‬‬
‫‪ -7‬قيا مه على ال هل والوى‪ ،‬ح يث ترى أهله يرمون من ل يه تم بذا الفقه‬
‫بالعلمنة الفكرية والعلمية‪ ،‬وهذا غلو فظيع‪ ،‬قائم على الهل بالفرق بي فروض الكفايات‬
‫وفروض العيان‪ ،‬لو سلمنا جدلً أن هذا الفقه الوهي من فروض الكفايات ‪.‬‬
‫‪ -8‬يرتكسز هذا العلم الفتعسل على البالغات والتهويسل‪ ،‬حيسث جعلت علوم‬
‫الشريعة والتاريخ وغيها من مقوماته؛ فأين جهابذة العلماء وعباقرتم عن هذا العلم وعن‬
‫التأليف والتدريس فيه والشادة به والتخصص فيه وإنشاء الامعات أو على القل أقسام‬
‫التخصص فيه؟!‬
‫‪ -9‬ولا كان هذا الفقه بذه الصفات الذميمة ل ينشأ عنه إل البال والدواهي‬
‫من الثار؛ فمن آثاره ‪ :‬تفريق شباب المة‪ ،‬وغرس الحقاد والخلق الفاسدة ف أنصاره؛‬
‫مسن بتس البرياء‪ ،‬والتكذيسب بالصسدق‪ ،‬وخذلنسه وخذلن أهله‪ ،‬والتصسديق بالكذب‬
‫والترهات‪ ،‬وإشا عة ذلك والرجاف به ف صورة موجات عات ية‪ ،‬تتحول إل طوفان من‬
‫الفت الت ما تركت بيت حجر أو مدر أو وبر إل دخلته ‪.‬‬
‫أ ما ف قه الوا قع الذي يت في به علماء ال سلم – ومن هم ا بن الق يم – وال سياسة‬
‫ال سلمية العادلة؛ فمرحبا ب ما‪ ،‬وعلى الرأس والع ي‪ ،‬وإن جهله ما وتنكّ ر ل ما الخوان‬
‫ال سلمون‪ ،‬وقد اعت ن بما علماء ال سلم عنا ية فائ قة ف مؤلفات عا مة وخا صة‪ ،‬واتفقوا‬
‫على اعتباره ا من فروض الكفايات‪ ،‬وعلى أن ما من واجبات ولة أمور ال سلمي علماء‬
‫وحكاما كل ف حدود اختصاصه ‪.‬‬
‫ول يوز أن يقال فيهمسا غيس هذا‪ ،‬ول يوز أن تُشْغَل بمسا المسة‪ ،‬ول يوز أن‬
‫جّندَ ل ما أ هل العلم وطلب العلم‪ ،‬ول يوز أن يُنال من العلماء والدعاة الذ ين تشغل هم‬
‫يُ َ‬

‫‪- 78 -‬‬
‫واجبات م العلم ية والدعو ية عن متاب عة ال صحف والجلت وتقار ير الخابرات المريك ية‬
‫واليهوديسسة وغيها؛ مكتفي بتابعة غيهم لذه المور ‪.‬‬
‫هذا ما يقتض يه الع قل والشرع ل العوا طف العمياء؛ ف قد َفرَ غَ العلماء من بيان‬
‫واجبات العيان و واجبات الكفا ية والواجبات ال ت تلزم ولة أمور السلمي وما هو من‬
‫اختصساصاتم؛ مسن المام العام‪ ،‬والوزارات‪ ،‬والقيادات العسسكرية فس الدولة السسلمة‪،‬‬
‫وأمراء الوليات‪ ،‬وأهل السبة وأئمة الساجد‪ ،‬وواجب العلماء والدعاة والناظرين ‪.‬‬
‫ول سنا الن ننطلق من ال صفر‪ ،‬ول يس ل حد أن يُل قي بث قل هذه الواجبات على‬
‫طلب العلم؛ فإن هذا من إ سناد ال مر إل غ ي أهله‪ ،‬و هو من أشراط ال ساعة‪ ،‬و هو م ا‬
‫يؤدي إل الف ساد والف ساد والف ت‪ ،‬ول يس م ا يف يد ال مة أن ي صي الشباب بأجع هم من‬
‫أ ساطي ال سياسة(‪) 1‬؛ فإن هذا م ا يؤدي إل ال هل بالعلوم الشرع ية‪ ،‬وإل تق سيم ال مة إل‬
‫أحزاب سياسية متناحرة‪ ،‬كل حزب يريد أن ينفرد بالكم‪ ،‬وكل فرد يريد أن َيعْتَلي عرش‬
‫المامة والرئاسة ‪.‬‬
‫هذا الداء بقوله ‪ (( :‬إنسا وال ل نولّي هذا المسر أحدا‬ ‫وقسد عال رسسول ال‬
‫طلبه ول أحدا حرص عليه )) (‪ ،) 2‬وهناك أحاديث أخرى ف حسم هذا الداء ‪.‬‬
‫وأ حب أن أنقسل عن العلماء ه نا واجبات ولة المور‪ ،‬وواجبات العلماء‪ ،‬ح ت‬
‫يكون طلب العلم وشباب المة على بصيةٍ من أمرهم ودينهم ‪.‬‬
‫قال الاوردي فس (( الحكام السسلطانية ))(‪ ) 3‬متحدثا عسن واجبات الليفسة ‪:‬‬
‫(( والذي يلزمه ف المور العامة عشرة ))؛ أذكر منها ما يأت ‪:‬‬

‫ول من شبكات التجسس !‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫متفق عليه ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫( ص ‪ ) 16 ،15‬و " الحكام السلطانية " لب يعلي ( ص ‪. ) 270‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 79 -‬‬
‫(( ‪ -1‬ح فظ الد ين على أ صوله ال ستقرة و ما أج ع عل يه سلف ال مة‪ ،‬فإن ن م‬
‫مبتدع أو زاغ ذو شب هة ع نه؛ أو ضح له ال جة‪ ،‬وبيّ ن له ال صواب‪ ،‬وأخذه ب ا يلز مه من‬
‫القوق والدود؛ ليكون الدين مروسا من خلل‪ ،‬والمة منوعة من زلل ‪.‬‬
‫‪ -2‬تنف يذ الحكام ب ي التشاجر ين‪ ،‬وق طع ال صام ب ي التنازع ي‪ ،‬ح ت ت عم‬
‫صفَة؛ فل يتعدى ظال‪ ،‬ول يضعف مظلوم ‪.‬‬
‫الّن َ‬
‫‪ -3‬حاية البيضة‪ ،‬أو الذب عن الري؛ ليتصرف الناس ف العايش‪ ،‬وينتشروا ف‬
‫السفار آمني من تغريرٍ بنفسٍ أو مالٍ ‪.‬‬
‫‪ -4‬إقامة الدود لتصان مارم ال تعال عن النتهاك وتفظ حقوق عبادة من‬
‫إتلف واستهلك ‪.‬‬
‫‪ -5‬ت صي الثغور بال ُعدّة الان عة والقوة الداف عة‪ ،‬ح ت ل تظ هر العداء بغرة‬
‫ينتهكون فيها مرما‪ ،‬أو يسفكون فيها لسلم أو معاهد دما ‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫سلِم أو يدخل ف الذمة؛ لقيام‬
‫‪ -6‬جهاد من عاند السلم بعد الدعوة حت يُ ْ‬
‫بق ال تعال ف إظهاره على الدين كله ‪. )) ...‬‬
‫وذكر واجبات أمي الهاد‪ ،‬ومنها ‪:‬‬
‫(( والرابع ‪ :‬أن يعرف أخبار عدوه حت يقف عليها‪ ،‬ويتصفّح أحواله حت ببها‬
‫سلَم من مكره‪ ،‬ويتلمس الغرة ف الجوم عليه ‪.) 2())...‬‬
‫فيَ ْ‬
‫فهذه الواجبات فس العصسر الاضسر تُوزع على وزارة العدل و وزارة الدفاع و‬
‫وزارة الارجية ف الدولة السلمة‪ ،‬فمعرفة واقع العدو وخططه العسكرية والربية تدخل‬
‫ض من واجبات وزارة الدفاع‪ ،‬وخط طه ال سياسية تد خل ض من واجبات وزارة الارج ية‬
‫والسفارات ف البلدان الجنبية‪ ،‬وهناك واجبات وزارة الداخلية‪ ،‬وهي الفاظ على المن‬
‫والستقرار‪ ،‬وهناك إدارات البحوث العلمية والفتاء والدعوة والرشاد من واجباتا ‪ :‬بثّ‬

‫كذا ف الصل ! ولعله ‪ " :‬للقيام " ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫( ص ‪ ،) 43‬و " الحكام السلطانية " لب يعلى ( ص ‪. ) 44‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 80 -‬‬
‫الدعاة ف الدا خل والارج‪ ،‬وإ صدار الفتاوى ال ت تُعال مشا كل ال مة العا مة والا صة‪،‬‬
‫وتوزيع الكتب النافعة‪ ،‬وهناك وزارة الج والوقاف ‪ :‬تقوم بتنظيم شؤون الج‪ ،‬وتنظيم‬
‫شؤون الساجد وأئمتها وغيها من الواجبات ‪ ...‬ول أستوف ذِكرَ كل ما يب أن يُقال؛‬
‫فلذلك مراجعه ‪.‬‬
‫كلّ هذا وذاك من واجبات الدولة السلمة وأجهزتا وفروعها الختلفة ما ينتظمه‬
‫قوله تبارك وتعال ‪:‬‬
‫(‪ ) 1‬؛ أي ‪ :‬المراء والعلماء ‪.‬‬ ‫َوأُولِي اْلَأمْ ِر مِنْ ُكمْ‬
‫و قد قا مت هذه الوزارات والهات على درا سات طويلة وتط يط‪ ،‬و ما كان ف‬
‫شيء منها من تقصي؛ فيجب على العلماء أن يقوموا بالنصح والتوجيه بالكمة والدب‬
‫والعقل‪ ،‬حت يتحقق التكامل الطلوب أو السداد والقاربة ‪.‬‬
‫وعلى كل حال؛ ف كل ما ذكرناه من هذه الواجبات العظام من واجبات ولة‬
‫المور قد قرره العلماء من متلف الذا هب ف ضوء توجيهات الكتاب وال سنة‪ ،‬ولي ست‬
‫هذه من واجبات ول من حقوق طلبة العلم ول عامة الناس ‪.‬‬
‫))‬ ‫و من شاء معر فة الز يد من ها و من تفا صيلها؛ فلي جع إل (( الحكام ال سلطانية‬
‫لبس يعلى‪ ،‬و (( الحكام السسلطانية )) للماوردي‪ ،‬وكتاب (( السسياسة الشرعيسة )) وكتاب‬
‫(( السبة ))وكلها لشيخ السلم ابن تيمية ‪.‬‬
‫ول يوز أن نبدأ من الصفر‪ ،‬ول يوز إشغال الشباب وصغار طلبة العلم با ليس‬
‫ل م ول يس من واجبات م عقلً ول شرعا؛ فإن ذلك يؤدي إل الف ساد والفو ضى والف ت‪،‬‬
‫وإ نه ل ن مناز عة المر أهله الذي حر مه ال ور سوله‪ ،‬وأ خذ رسول ال علي نا الع هد أن ل‬
‫ننازع المسر أهله‪ ،‬حتس تروا كفرا بواحا عندكسم فيسه مسن ال برهان‪ ،‬والدلة كثية على‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫تأكيد ما سبق ‪:‬‬


‫النساء ‪. 59 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 81 -‬‬
‫قال ش يخ السلم ا بن تيم ية رحه ال ‪ (( :‬و كل ب ن آدم ل ت تم م صلحتهم ل ف‬
‫الدنيسا ول فس الخرة إل بالجتماع والتعاون والتناصسر؛ فالتعاون على جلب منافعهسم‪،‬‬
‫والتناصر لدفع مضارهم‪ ،‬ولذا يقال ‪ :‬النسان مدن بالطبع ‪.‬‬
‫فإذا اجتمعوا؛ فل بد لم من أمور يفعلونا يتلبون با الصلحة وأمور يتنبونا لا‬
‫فيها من الفسدة‪ ،‬ويكونون مطيعي للمر بتلك القاصد‪ ،‬والناهي عن تلك الفاسد ‪.‬‬
‫فجميع بن آدم ل بد لم من طاعة آمر وناه‪ ،‬فمن ل يكن من أهل الكتب اللية‪،‬‬
‫ول من أهل دين؛ فإنم يطيعون ملوكهم فيما يرون أنه يعود بصال دنياهم؛ مصيبي تارة‬
‫ومطئ ي أخرى‪ ،‬وأ هل الديان الفا سدة من الشرك ي وأ هل الكتاب ال ستمسكي به ب عد‬
‫التبديل أو بعد النسخ والتبديل ‪ ...‬مطيعون فيما يرون أنه يعود بصال دينهم ودنياهم ‪...‬‬
‫فإن الناس ل يتنازعوا فس أن عاقبسة الظلم وخيمسة‪ ،‬وعاقبسة العدل كريةس‪ ،‬ولذا‬
‫يروي ‪ (( :‬ال ين صر الدولة العادلة وإن كا نت كافرة‪ ،‬ول ين صر الدولة الظال ة ولو كا نت‬
‫مؤمنة )) ‪.‬‬
‫وإذا كان ل بدّ من طا عة أمر وناه؛ فمعلوم أن دخول الرء ف طاعة ال ورسوله‬
‫خي له‪ ،‬وهو الرسول النب المي الكتوب ف التوراة والنيل‪ ،‬الذي يأمر بالعروف وينهى‬
‫عن النكر‪ ،‬ويل لم الطيبات ويرم عليهم البائث‪ ،‬وذلك هو الواجب على جيع اللق ‪:‬‬
‫قال تعال ‪:‬‬
‫(‪. ) 1‬‬ ‫ع ِبِإذْنِ ال ّلهِ‬
‫َومَا َأرْ َسلْنَا مِنْ رَسُولٍ ِإلّا لِيُطَا َ‬
‫وقال تعال ‪:‬‬

‫النساء ‪. 64 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 82 -‬‬
‫جدُوا فِي‬
‫ج َر بَيَْنهُ مْ ثُمّ ل يَ ِ‬
‫فَل َورَبّ كَ ل ُي ْؤمِنُو نَ حَتّ ى يُحَكّمُو َك فِيمَا شَ َ‬
‫(‪.) 2( ) 1‬‬ ‫سلِيما‬
‫سلّمُوا تَ ْ‬
‫ت وَيُ َ‬
‫َأْنفُسِ ِهمْ َحرَجا مِمّا قَضَ ْي َ‬
‫وقال الشيخ ممد رشيد رضا ‪ (( :‬هذا التدبر والتذكر الذي نطالب به السلمي‬
‫آنا ب عد آ نٍ‪ ،‬ك ما هي سنة القرآن‪ ،‬ل ي نع أن ي تص أولو ال مر من هم با ستنباط الحكام‬
‫العامة ف السياسة والقضاء والدارة العامة‪ ،‬وأن يتبعهم سائر المة فيها؛ فإنّ ال سبحانه‬
‫ب عد أن أن كر على أولئك الفر يق من الناس ترك تدبر القرآن أن كر علي هم أيضا إذاعَتَ هم‬
‫بالمور العامة التعلقة بالمن والوف‪ ،‬وهداهم إل ردها إل أول المر الذين هم أعلم با‬
‫ينبغي أن يعمل‪ ،‬وأقدر على استنباط ما يب أن يتبع‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫خوْ فِ أَذَاعُوا بِ هِ وََلوْ رَدّو هُ إِلَى الرّ سُولِ وَإِلَى‬
‫وَإِذَا جَا َءهُ مْ َأمْرٌ مِ نَ اْلَأمْ نِ َأوِ اْل َ‬
‫أُولِي اْلَأمْرِ مِنْهُ مْ َلعَ ِلمَ هُ اّلذِي نَ َي سْتَنِْبطُوَنهُ مِنْهُ مْ وََلوْل َفضْلُ اللّ هِ عَ َليْكُ مْ وَرَ ْحمَتُ هُ لَاتَّبعْتُ مُ‬
‫(‪.) 3‬‬ ‫الشّيْطَانَ ِإلّا قَلِيلً‬
‫قيل ‪ :‬إن هذه الية ف النافقي‪ ،‬وهم الذين كانوا يذيعون بسائل المن والوف‬
‫ونوها ما ينبغي أن يُترك لهله‪ ،‬وقيل‪ :‬هم ضعفاء الؤمني‪..‬‬
‫فخوض العامة ف السياسة وأمور الرب والسّلْم والمن والوف أمر معتاد‪ ،‬وهو‬
‫ضارّ جدّا إذا ُشغِلوا بسه عسن عملهسم‪ ،‬ويكون ضرره أشسد إذا وقفوا على أسسرار ذلك‬
‫ْهس ضرر مسا يقولون‪،‬‬
‫وأذاعوا بسه‪ ،‬وهسم ل يسستطيعون كتمان مسا يعلمون‪ ،‬ول يعرفون كُن َ‬
‫وأضره علم جواسسيس العدو بأسسرار أمتهسم‪ ،‬ومسا يكون وراء ذلك‪ ،‬ومثسل أمسر الوف‬
‫والمن سائر المور السياسية والشؤون العامة الت تتص بالاصة دون العامة )) ‪.‬‬
‫قال ‪ (( :‬وقال الستاذ المام(‪ : ) 4‬أي أنم من الطيش والفة بيث يستفزهم كل‬
‫خب عن العدو يصل إليهم‪ ،‬فيطلق ألسنتهم بالكلم فيه وإذاعته بي الناس‪ ،‬وما كان ينبغي‬

‫النساء ‪. 65 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫" السبة ف السلم " ( ص ‪. ) 5-4‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫النساء ‪. 83 :‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 83 -‬‬
‫أن يش يع ف العا مة أخبار الرب وأ سرارها‪ ،‬ول أن توض العا مة ف ال سياسة؛ فإن ذلك‬
‫يشغل ها ب ا ي ضر ول ين فع؛ ي ضر أنف سهم ب ا يشغل هم عن شؤون م الا صة‪ ،‬وي ضر ال مة‬
‫والدولة با يفسد عليها من أمر الصلحة العامة ‪...‬‬
‫وللمستنبطي وجهان ‪:‬‬
‫وبعض أول المر؛ فالعن ‪ :‬لو أن أولئك الذيعي ردّوا‬ ‫أحدها ‪ :‬أنه الرسول‬
‫ذلك المر إل الرسول وإل أول المر؛ لكان علمه حاصلً عنده وعند بعض أول المر‪،‬‬
‫وهم الذين يستنبطون مُثُلَ هُ ويستخرجون خفاياه بدقة نظرهم؛ فهو إذن من المور الت ل‬
‫يَكْتَنِهُ سِ ّرهَا كُلّ فرد من أفراد أول المر‪ ،‬وإنا يدرك غوره بعضهم؛ لن لكل طائفة منهم‬
‫ا ستعداد للحا طة بب عض ال سائل التعل قة ب سياسة ال مة وإدارات ا دون ب عض؛ فهذا ير جح‬
‫رأيه ف السائل الربية‪ ،‬وهذا يرجح رأيه ف السائل الالية‪ ،‬وهذا يرجح رأيه ف السائل‬
‫القضائية‪ ،‬وكل السائل تكون شورى بينهم؛ فإذا كان مثل هذا ل يستنبطه إل بعض أول‬
‫ال مر دون ب عض؛ فك يف ت صح أن ت عل شرعا ب ي العا مة يذيعون به )) اه س ‪ .‬وله كلم‬
‫جيد بعد هذا ‪.‬‬
‫والشا هد أن القرآن وال سنة وعلماء ال مة جعلت لول ال مر من المراء وأول‬
‫ال ل والع قد أمورا يت صون ب ا دون غي هم‪ ،‬ل يوز للعوام وأمثال م م ن ينت مي إل طلب‬
‫العلم أن يزاحو هم ويركضوا ف مياد ين ل يعرفون أبعاد ها وأغوار ها‪ ،‬ويتر تب على هذه‬
‫الزاحة والنافسة من الضرار بأنفسهم وأمتهم ما ل يعلم مداه إل ال ‪.‬‬
‫و قد ُلمِ سَتْ ثار مشار كة ومزاح ة ب عض طلب العلم ف أنف سهم و ف علم هم‬
‫وأخلق هم ما ل يدر كه إل أولو الن هى وإن ل يدرك هؤلء التضررون فدا حة ما نزل ب م‬
‫وبدينهم وبأمتهم ‪.‬‬

‫وممد عبده عليه مؤاخذات‪ ،‬منها مالفته لا عليه أهل السنة والديث‪،‬‬ ‫()‬ ‫‪4‬‬

‫لكن كلمه هنا يتفق مع منهج السلف وتفسيهم لذه الية ‪ ...‬وقد أُّلفَت ف ممد‬
‫عبده ومدرسته العقلنية رسائل وكتب ‪.‬‬

‫‪- 84 -‬‬
‫وإن لرجو ملصا أن يثوبوا إل رشسسدهم‪ ،‬فيستفيدوا من التوجيهات‬
‫الربانية والنبوية‪ ،‬ومن توجيهات علماء المة ‪ :‬فقهاء‪ ،‬ومدثي‪ ،‬ومفسرين ‪.‬‬
‫ورحم ال امرأ عرف قدر نفسه؛ فالتزم حدود ما أنزل ال ورسوله‪ ،‬وعرف لكل‬
‫ذي حق حقه ‪.‬‬
‫وأما العلماء؛ فقد ذكرنا ما يب عليهم من فروض الكفاية فيما نقلناه عن ابن‬
‫عبدالب وابن تيمية رحهما ال ‪.‬‬
‫وأض يف ه نا ما آخذه من ع مل ال سلف وجهاد هم ف ميدان العلم والدعوة إل‬
‫ال‪ ،‬وما تستدعيه أوضاع السلمي وأحوالم ومصال دينهم؛ فمن ذلك ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬معرفسة مسا يُدبره العلمانيون والشيوعيون واليهود والنصسارى ومنظماتمس‬
‫ومططاتم ضد السلم والسلمي ‪.‬‬
‫فل يوز للعلماء أن َيغْفلوا عسن مكايدهسم وأعمالمس ومؤلفاتمس وتبشيهسم‬
‫و سنته‪ ،‬ول ما يكيدون به‬ ‫ودعوات م‪ ،‬و ما َيدُ سّونه من سوم ضد القرآن والر سول‬
‫عقائد السسلم ومناهجسه‪ ،‬ول يوز الغفلة عسن ماولتمس الكثفسة لتنصسي أو علمنسة أبناء‬
‫السلمي ‪.‬‬
‫ومع ذلك؛ فل يستطيع ردّ هذا الكيد والكر أطفال السلمي وطلبتهم‪ ،‬بل يب‬
‫أن يتصدى لذلك العلماء الفذاذ الحنكون ف كل مال ‪.‬‬
‫فيجب أن ينّد بعض الذكياء والعباقرة من أقسام العقيدة لرد هذه الكايد ‪.‬‬
‫جنّ د الذكي ساء والنوا بغ من التخ صصي ف ال سنة ف‬
‫وكذلك ل بد من أن يُ َ‬
‫دحض هذه اللعيب‪ ،‬وبعض النوابغ ف أقسسسسام الستشراق لرد مكايد‬
‫ودسائس الستشرقي ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ل يوز أيضا الغفلة والتهاون بأهل البدع ومكايدهم وأخطارهم ‪.‬‬
‫فيجب أن يند لم من العباقرة من أقسام العقيدة والتخصصي ف علوم السنة من‬
‫يلحق هم ويرد مكايد هم وأخطار هم؛ فإن الروا فض وغلة الت صوف بفرق هم والحزاب‬

‫‪- 85 -‬‬
‫الشكلة من هذه الصناف قد أثخنت ف السلم والسلمي أكثر مرات ومرات وأشد ما‬
‫ناله العداء الارجون من ال سلم وال سلمي‪ ،‬ول ين ته خطر هم ول ي قف‪ ،‬بل هو يتزا يد‬
‫ويكثف ويتفاقم على امتداد الزمان ماضيا وحاضرا ومستقبلً ‪.‬‬
‫فالتهوين من شأنم وصرف العلماء عن مواجهتهم هو من مكايدهم الفية الت ل‬
‫يُدرك ها إل النّبهاء ألو الب صر النا فذ‪ ،‬و قد بَيّ نَ المام ا بن تيم ية وا بن الوزي وغيه ا أن‬
‫خطرهم أشد من خطر العدو الارجي‪ ،‬وفسادهم أعظم وأعظم ‪.‬‬
‫فإذا قام مسن ذكرناه من العلماء بذه الواجبات العظي مة؛ سسقط الرج والطال بة‬
‫عسن المسة ‪ :‬علمائهسا‪ ،‬وطلباس‪ ،‬وعامتهسا‪ ،‬ول يوز أن يُنتقسص أحسد منهسم؛ فإن ذلك‬
‫النتقاص من الظلم والعدوان على أعراض حرّمها السلم ‪.‬‬

‫‪- 86 -‬‬
‫المسألة الخامسة‬
‫اختلف كلمه في تعريف‬
‫الفرقة الناجية وغرابته‬

‫الفر قة الناج ية بأن م من كان‬ ‫· قال الش يخ سلمان ‪ (( :‬ح ي ي صف الر سول‬
‫على ماكان عل يه وأ صحابه؛ فإ نه يشدّهُم إل ال ثل العلى الذي تق قت ف يه وبرزت من‬
‫خلله خصائص الفرقة الناجية‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الستجابة الكاملة للوحي وعدم التقدي بي يديه ‪:‬‬
‫إنّ العلم والفقه الصحيح الكامل ف العقائد والشرائع والداب وغيها ل يكون‬
‫إل عن طر يق الو حي النل – قرآنا و سُنةً ‪ ،-‬وذلك بالعلم بال وأ سائه و صفاته وأفعاله‬
‫‪ ) 1()) ...‬اهس ‪.‬‬
‫واستمر َي ْفصِلُ وُيفَرّقُ بينهم وبي أهل الهواء ‪.‬‬
‫(( ‪ -2‬التأثر الوجدان العميق بالوحي واليان ‪:‬‬
‫إن هذا العلم الصحيح الوثق بالدليل الثابت كان علما نافعا‪ ،‬وليس حقائق ذهنية‬
‫مردة يتعامل معها العقل فحسب دون أن يكون لا علقة بالقلب والوارح‪ ،‬كذلك كان‬
‫‪ ،‬وكذلك يكون لدى الفرقة الناجية الت هي على ما كانوا‬ ‫المر لدى أصحاب ممد‬
‫عليه )) (‪ ) 2‬اهس ‪.‬‬
‫ث استمر يوضح‪ ،‬ويؤكد صفات هذا التأثر ‪.‬‬

‫(( ‪ -3‬صياغة الياة العملية والفردية والماعية على مُقْتَضى الوحي ‪:‬‬

‫" صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 94-83‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫" صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 104-94‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 87 -‬‬
‫سَتقِرّة فيه‪ ،‬ل ُبدّ أن تُثْمر ثرتا الطبيعية ف‬
‫إنّ تلك العان الراسخة ف القلب‪ ،‬ا ُل ْ‬
‫سلوك الن سان؛ ب يث تتك يف سائر أعماله ومواق فه وخطرا ته وخطوا ته مع هذا الشعور‬
‫اليقظ ف القلب‪ ،‬فيتحقق للمؤمن من العبادة والسلوك والستقامة ولزوم الادّة‪ ،‬ومن الب‬
‫والح سان وال صلة والود واليثار وح سن اللق‪ ،‬و من الهاد والدعوة وال مر بالعروف‬
‫والنهسي عسن النكسر‪ ،‬ومسن الصسب والثبات والرأة ف القس‪ ،‬ومسن التر فع عسن سسَفاسِفِ‬
‫الخلق وم ساوئها والتَّنزّ هِ عن الدنا يا؛ يتح قق له من ذلك كله ما يكون ترج ة عمل ية‬
‫ناطقسة لذا الشعور ا ُل سْتَسِر ف القلب‪ ،‬وب ي هذه الوا نب العمل ية وغيهسا‪ ،‬وب ي حال‬
‫بقوله ف حديث النعمان بن‬ ‫القلب‪ ،‬علقة ل يكن أن تتخلف‪ ،‬وقد شرحها الرسول‬
‫بش ي ر ضي ال ع نه ‪ ... (( :‬أل وإن ف ال سد مض غة ‪ :‬إذا صَلُحت؛ صَ ُلحَ ال سد كله‪،‬‬
‫وإذا فسدت؛ فسد السد كله‪ ،‬أل وهي القلب )) ‪.‬‬
‫فمادة صلح هذه الض غة هي الو حي الذي ينل علي ها نزول ال طر على الرض‬
‫))‬ ‫العطشى‪ ،‬فتروى منه بعد ظمئها‪ ،‬وتُثمر الصال من العتقاد والشعور والقول والعمل ‪..‬‬
‫اهس ‪.‬‬
‫وا ستمر يشرح و يبي حد يث ‪ (( :‬م ثل ما بعث ن ال به من الدى والعلم كم ثل‬
‫غيث ‪... )) ...‬‬
‫إل أن قال ‪ (( :‬وهذا يؤ كد أن من صفات الفر قة الناج ية وخ صائصها أل تع يش‬
‫صفَت ب ا‬
‫لنف سها فح سب وتدع الناس وشأن م‪ ،‬بل تع مل بدّ على تق يق الَيْ ِرّيةِ ال ت وُ ِ‬
‫هذه المة ف قوله تعال ‪:‬‬
‫ف وَتَ ْن َهوْ نَ عَ نِ الْمُنْ َكرِ‬
‫كُ ْنتُ مْ َخ ْيرَ ُأمّةٍ أُ ْخرِجَ تْ لِلنّا سِ َت ْأ ُمرُو نَ بِالْ َم ْعرُو ِ‬
‫(‪. ) 1‬‬ ‫وَُت ْؤمِنُونَ بِاللّه‬
‫إذ إن الهمة الربانية الت انتدبت لا هي مهمة على مستوى النسانية كلها‪ ،‬بداية‬
‫البشرية إل الق السماوي التمثل بالسلم‪ ،‬وإقامة الكومة الدينية الت ترعى هذه الهمة‬

‫آل عمران ‪. 110 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 88 -‬‬
‫وتد فع عن ها العوادي وتز يل الظلم عن ال ستضعفي‪ ،‬ح ت تكون هذه الفئة جديرة بقوله‬
‫تعال ‪:‬‬
‫(‪. ) 1‬‬ ‫َومِمّنْ َخ َلقْنَا ُأمّةٌ َي ْهدُونَ بِالْحَ ّق َوِبهِ َي ْعدِلُونَ‬
‫فيكونون رُس ُسلَ(‪ ) 2‬هدايةٍ ودعوة وإيان وأئمسة عدل فس الكسم والقضاء‬
‫والسلطان ‪.‬‬
‫وسيأت ف فصل الطائفة النصورة مزيد إيضاح لذا العن‪ ،‬إذ إنّ الهاد بالدعوة‬
‫هو أل يق ب صائص الطائ فة الن صورة وأقرب‪ ،‬ولك نه يد خل ف خ صائص الفر قة الناج ية‬
‫باعتبار أنّ الطائفة هي جزء من الفرقة الناجية‪ ،‬وهي تقوم بفروض الكفايات الت قصّر فيها‬
‫غيها‪ ،‬ومِن حولا الفرقة الناجية تؤيدها وتؤازرها ‪. ) 3( )) ...‬‬
‫* ما هذا يا أخ سلمان؟!‬
‫ليتك ل تدخل نفسك ف هذه الآزق ! ول تفرق بي الناجية والنصورة !‬
‫ف وصف الفرقة الناجية بأنم ‪ (( :‬من كانوا على ما كان‬ ‫تنقل عن رسول ال‬
‫وأ صحابه ))‪ ،‬وت صف أ نت الفر قة الناج ية بأج ل ال صفات وأح سنها‪،‬‬ ‫عل يه ر سول ال‬
‫وتؤ كد ذلك بقولك ‪ (( :‬وب ي هذه الوا نب العمل ية وغي ها وب ي حال القلب عل قة ل‬
‫يكسن أن تتخلف ))‪ ،‬وتؤ كد هذا بد يث النعمان ‪ ... (( :‬أل وإن ف ال سد مضغسة ‪ :‬إذا‬
‫صَ ُلحَت؛ صَلُحَ السد كله‪ ،‬وإذا فسدت؛ فسد السد كله‪ ،‬أل وهي القلب ))‪ ،‬ث تقول ‪:‬‬
‫(( إذ إن الهاد بالدعوة أليق بالطائفة النصورة )) ؟!‬
‫إن النكول عن الهاد والمر بالعروف والنهي عن النكر من علمات النافقي‪،‬‬
‫وإن ترك المر بالعروف والنهي عن النكر لن صفات اليهود ‪.‬‬

‫العراف ‪. 181 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫كذا ! ول ينبغي أن يطلق وصف ( الرسل ) على غي رسل ال عليهم‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫الصلة والسلم‪ ،‬وإن أريد العن اللغوي ‪.‬‬


‫" صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 109-104‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 89 -‬‬
‫قال تعال ‪:‬‬
‫ُلعِ نَ اّلذِي نَ َكفَرُوا مِ نْ بَنِي إِ سْرائيلَ َعلَى لِ سَا ِن دَا ُو َد وَعِي سَى ابْ نِ َمرْيَ مَ‬
‫(‪. ) 1‬‬ ‫صوْا وَكَانُوا َيعَْتدُو َن * كَانُوا ل يَتَنَا َهوْنَ عَ ْن مُنْ َكرٍ‬
‫ذَِلكَ بِمَا َع َ‬
‫الفرقة الناجية بأنا من كان على ماكان عليه رسول ال‬ ‫لقد وصف رسول ال‬
‫الهاد ف سبيل ال والمر بالعروف‬ ‫وأصحابه‪ ،‬ومن أبرز صفات أصحاب رسول ال‬
‫والنهي عن النكر والدعوة إل ال‪ ،‬وما كانوا خي أمة أخرجت للناس إل بذه الصفات ‪:‬‬
‫ف وَتَ ْن َهوْ نَ عَ نِ الْمُنْ َكرِ‬
‫كُ ْنتُ مْ َخ ْيرَ ُأمّةٍ أُ ْخرِجَ تْ لِلنّا سِ َت ْأ ُمرُو نَ بِالْ َم ْعرُو ِ‬
‫(‪.) 2‬‬ ‫وَُت ْؤمِنُونَ بِال ّل ِه‬
‫و ما ا ستحقت الفر قة الناج ية النجاة من النار إل بتو فر هذه ال صفات في ها‪ ،‬فإذا‬
‫جردت منها؛ فهي من الفِ َرقِ الالكة ‪.‬‬
‫سلّي‬
‫إن قولك هنا ‪ (( :‬إن الفرقة الناجية تؤيد الطائفة النصورة وتؤازرها)) ‪ :‬قد ُي َ‬
‫من يرى التفرفة‪ ،‬وأما من ليرى التفرقة؛ فيقول لك ‪ :‬إذا كانت تؤازرها وتؤيدها؛ فهي‬
‫منها‪ ،‬وهي شيء واحد‪ ،‬والفصل بينهما صعب جدّا‪ ،‬وأين الدليل على أن الفرقة الناجية‬
‫ليست إل مؤازرة للطائفة النصورة؟!‬
‫والرّزِّيةُ كل الرّزِّيةِ ف قولك ‪ (( :‬وداخل هذه الدائرة الكبى وهي دائرة السلم‬
‫دائرة أض يق و هي دائرة الفر قة الناج ية‪ ،‬وتش مل من التزموا بال سلوك ال ستقيم والعقيدة‬
‫ال صحيحة‪ ،‬ول يقوموا ب ا وراء ذلك(‪ ،) 3‬وهناك دائرة ثال ثة أض يق من هذه الدائرة‪ ،‬و هي‬
‫أفضل وأشرف وأعظم‪ ،‬وهي دائرة الطائفة النصورة الذين َيذُبّون عن الدين وينافحون عنه‬
‫ويتحملون الذى واللواء ف سبيله‪ ،‬فينصرهم ال عزّ وجلّ ))(‪. ) 4‬‬

‫الائدة ‪. 79-78 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫آل عمران ‪. 110 :‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫فأين الؤازرة هنا إن سلمنا جدلً أن بينهما فرقا؟! ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫" من أخلق الداعية " ( ص ‪. ) 72‬‬ ‫()‬ ‫‪4‬‬

‫‪- 90 -‬‬
‫أقول ‪ :‬سبحان ال ! أي قيمة للفرقة الناجية إذا كانت ل َت ُذبّ عن دين ال‪ ،‬ول‬
‫تنافح عنه‪ ،‬ول تتحمل الذى واللواء ف سبيله؟!‬
‫أخي سلمان ! من الي لك أل تتجشم هذه الآزق‪ ،‬ول تسبق إل قول ل يسبقك‬
‫إل يه إمام‪ ،‬ول تر هق نف سك بخال فة أئ مة ال سلم وال مة من ورائ هم‪ ،‬وإ نك ل ت ستطيع‬
‫الفصل بي الطائفة النصورة والفرقة الناجية حت يَلِجَ المل ف سمّ الياط !!‬
‫· قال سلمان ‪ (( :‬فالعدل والنصاف يقتضي أن ل تكون الفرقة الناجية أشخاصا‬
‫مددة فحسب‪ ،‬بل خصائص وسات ينبن عليها منهج يُتَّبعُ‪ ،‬وطريق يُسلك‪ ،‬وأصول يُ ْلتَزم‬
‫باس؛ بيسث يكون الوافسق لذه الصسول‪ ،‬التبسع لذا النهسج‪ ،‬التحلي بذه الصسائص‬
‫والسمات؛ مّن يُرجى دخوله فيها فردا كان أو جاعة‪ ،‬وبأي اسم تسمى‪ ،‬ما دام ل يدين‬
‫ببدعة‪ ،‬ول يتعمد مالفة الكتاب والسنة )) ‪.‬‬
‫وقال ‪ (( :‬ولو أنصسفوا لعلموا أن الفرقسة الناجيسة هسي منهسج ومشرع وصسفات‬
‫وخصائص‪ ،‬وليست اسا يُنتحل ول دعوى تدعى ))(‪.) 1‬‬
‫* أقول ‪ :‬والواب با يلي ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬الظا هر أن الخ سلمان يت صور أن ال سلفيي الذ ين أطلقوا على أنف سهم‬
‫أهل الديث‪ ،‬وهم السلفيون ف الند وباكستان وغيها‪ ،‬بأنم قد احتكروا لفظ ( أهل‬
‫الديث ) لنفسهم‪ ،‬وبالتال احتكروا الفرقة الناجية ‪.‬‬
‫ونن نطمئنه أن المر بلف ما يتصور؛ فإنم يعتبون كل من تسك بالكتاب‬
‫وال سنة و سار على طري قة ال صحابة والتابع ي ل م بإح سان وطري قة أئ مة الدى ف ف هم‬
‫الكتاب والسنة من الفرقة الناجية النصورة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إنّ الذي ل ين طق عن الوى وأو ت جوا مع الكلم قد حدد و صف الفر قة‬
‫وأصحابه ودان بذلك أئمة السلم‬ ‫الناجية بأنم من كان على ما كان عليه رسول ال‬
‫ليس بينهم نزاع ف ذلك ‪.‬‬

‫" صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 123 ،119‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 91 -‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إن أئمة السلم قد ربطوا ذلك بأهل الديث‪ ،‬وألقوا بم من سار على‬
‫نجهم؛ فأهل الديث بيت القصيد وعي القصد الول؛ فل ينبغي لسلمان أن يغامر هذه‬
‫الغامرة‪ ،‬فيفك هذا الرتباط الوثيق الذي ل ينفصم حت يأت أمر ال ‪.‬‬
‫والل حظ على سلمان أنّ ه تارةً ي عل الفر قة الناج ية جا عة‪ ،‬وتارة جاعات من‬
‫الب شر‪ ،‬وتارة صفات وأنا سا‪ ،‬وتارة صفات‪ ،‬وهذا أغرب ا؛ فإ نه إذا كا نت الفر قة الناج ية‬
‫منهجا ومشرعا وصفات وخصائص‪ ،‬ول ندري ما هي هذه الصائص والصفات والنهج‬
‫والشرع؛ دخل نا ف متاهات ل نا ية ل ا؛ فال صفات ل تقوم إل بو صوفي‪ ،‬والعراض ل‬
‫تقوم إل بواهر على حد تعبي أهل الكلم ‪.‬‬
‫والقي قة أن ال صورة الشّوهاء ال ت يت صورها سلمان عن أ هل الد يث التأخر ين‬
‫من هم هي ال ت جعل ته يضطرب هذا الضطراب‪ ،‬ويت صرف هذا الت صرف‪ ،‬الذي ل ي سبقه‬
‫إليه أحد‪ ،‬والذي نرجوا أن ل يلحقه فيه أحد‪ ،‬وأن يني ال بصيته‪ ،‬حت يدرك كما أدرك‬
‫أ هل الن صاف والعدل ‪ (( :‬أن الفر قة الناج ية والطائ فة الن صورة هم أ هل الد يث و من‬
‫يبهم وينصرهم ويسلك منهجهم‪ ،‬وأن بغضهم من علمات أهل البدع والضلل )) ‪.‬‬

‫‪- 92 -‬‬
‫المسألة السادسة‬
‫إهماله ذكر أهل الحديث‬

‫الذي يتا بع ع مل الش يخ سلمان ي د أ نه أه ل ذ كر أ هل الد يث ب عد حل ته‬


‫الشديدة على النسوبي إليهم ف الزمنة التأخرة ‪.‬‬
‫لقد عمل الشيخ سلمان على النحو التال ‪:‬‬
‫‪- 1‬ل أره ذكرهم ف القسم الول من رسالة الغرباء ‪.‬‬
‫‪- 2‬صنّفهم مع أتباع الذاهب الربعة وغيهم بشروط ذكرها ‪.‬‬
‫‪- 3‬صنّفهم مع بعض عوام السلمي بشروط ذكرها أيضا ‪.‬‬
‫‪- 4‬صنّفهم مع بعض الكام العادلي ولو كانوا مبتدعي ‪.‬‬
‫هذه الصناف كُلّها أدْرَجَها مع أهل الديث ف الفرقة الناجية ‪.‬‬
‫‪ -5‬وأضاف أ نه يو جد ف الفرق كل ها منافقون نفاقا اعتقاديا‪ ،‬بل وح ت ض من‬
‫الفرقة الناجية يوجد مثل هؤلء(‪ ،) 1‬بل كان النافقون موجودين ضمن الجتمع الذي بناه‬
‫‪ ،‬ول أره ذكر ف الطائفة النصورة منافقي‪ ،‬وهذا التصنيف لهل الديث مع هذه‬ ‫ممد‬
‫الفئات‪ ،‬الظا هر أ نه ير يد به أ هل الد يث الول ي ! مع كو نه ل ُيوَفّ هم حق هم ول أنزل م‬
‫منلتهم‪ ،‬أما أهل الديث التأخرون؛ فقد وصفهم كما ذكرنا بصفات ترجهم عن دائرة‬
‫الفرقة الناجية ‪.‬‬
‫ث بعد هذا وذاك‪ ،‬وبعد تلك الملة الشعواء الت بدأت من (ص ‪ )118‬واشتدت‬
‫ف ( ص ‪ ،) 124-121‬ث بعد هذه الملة ضرب عن أهل الديث صفحا‪ ،‬وطوى عنهم‬

‫ل يكن أن يوجد ف الفرقة الناجية منافقون؛ لن ذلك يتعارض مع شهادة‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫رسول ال لم بالنجاة‪ ،‬وقد يَْندَسّ فيهم حالة انتصارهم العسكري وقيام دولة لم‬
‫من ليس منهم؛ كما حصل مثل ذلك ف العهد الدن بعد قيام الدولة السلمة ‪.‬‬

‫‪- 93 -‬‬
‫كشحا‪ ،‬الولي منهم والخرين‪ ،‬فصارت البحوث والعناوين والوازنات والقارنات باسم‬
‫الفرقة الناجية الكونة من تلك الصناف الت أخرج منها أهل الديث التأخرين‪ ،‬وباسم‬
‫الطائفة النصورة‪ ،‬وباسم أهل السنة والماعة‪ ،‬وباسم الغرباء على النحو التال ‪:‬‬
‫أهل السنة والماعة ‪ ( :‬ص ‪. ) 125‬‬
‫غربة الفرقة الناجية ‪ ( :‬ص ‪. ) 127‬‬
‫الطائفة النصورة ‪ ( :‬ص ‪. ) 137‬‬
‫أقوال الئمة ف تديد الطائفة النصورة وغربتها ‪ ( :‬ص ‪. ) 206‬‬
‫مكان الطائفة النصورة وزمانا ‪ ( :‬ص ‪. ) 213‬‬
‫غربة الطائفة النصورة ‪َ :‬منْ هم الغرباء؟‬
‫القصودون ف الديث(‪ ( ) 1‬ص ‪. ) 235 ،223‬‬
‫بي الغرباء والفرقة الناجية والطائفة النصورة ‪ ( :‬ص ‪. ) 233‬‬
‫هل بي الفرقة الناجية والطائفة النصورة تغاير ‪ ( :‬ص ‪ ) 238‬؟‬
‫علقة هذه السميات الثلثة بعضها ببعض ‪ ( :‬ص ‪.) 2() 249‬‬
‫الغرباء‪ ،‬الفرقة الناجية‪ ،‬الطائفة النصورة؛ عند أئمة السنة أن هذه الصفات كلها‬
‫إنا هي صفات أهل الديث ‪.‬‬
‫وكان ينبغسي أن يسسلك مسسلك علماء السسلم فيكون أهسل الديسث هسم مور‬
‫كلمسه‪ ،‬يذكسر فضائلهسم ومناقبهسم ومدح الئمسة لمس نثرا ونظما‪ ،‬ول داعسي لكسل هذه‬
‫القارنات والغايرات والناقشات ‪.‬‬

‫هنا ذكر تفسي أن الغرباء هم أهل الديث الولون عن عبدان‪ ،‬ث أدخل‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫ف معناه غيهم‪ ،‬حت أدخل ف الغربة الواردة ف الديث الفرق الالكة ‪.‬‬
‫انظر ‪ " :‬صفة الغرباء " ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 94 -‬‬
‫المسألة السابعة‬
‫تقسيمه خصائص أهل الحديث‬

‫بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية‬

‫· قال سلمان ‪ (( :‬إن خ صائص الفر قة الناج ية ال ت تقدم بيان ا تتل خص ف ثل ثة‬
‫جوانب؛ هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬العلم والفقه الصحيح البن على الوحي‪ ،‬سواء ف مال العقيدة أو الشريعة؛‬
‫بيث ل يكون لم مع النص رأي ول اختيار ‪.‬‬
‫‪ 2‬و ‪ -3‬تك يف الشعور والوجدان والع مل والترك مع هذا العلم ال صحيح؛‬
‫فالبس والبغسض‪ ،‬والولء والباء‪ ،‬والقرب والبعسد‪ ،‬والخسذ والترك‪ ،‬والعطاء والنسع‪،‬‬
‫والقدام والحجام‪ ،‬وسائر العمال القلبية أو اللسانية أو البدنية؛ ل يرج شيء من ذلك‬
‫كله عما يقتضيه هذا العلم ‪.‬‬
‫ولذه الصائص آثار عظيمة ف حياتم الفردية والماعية ‪:‬‬
‫منها أنم يكونون أبعد الناس عن الختلف والفرقة وأقربم إل الوحدة واللفة‪،‬‬
‫س ّلمُون جيع هم لذلك؛ بلف غي هم من أ هل‬
‫إذ إن م يعتمدون على الو حي وال نص‪ ،‬ويُ َ‬
‫الهواء والبدع م ن يُحَكّمون عقول م وأهواء هم ف الن صوص‪ ،‬ويرفون ا عن مواضع ها‪،‬‬
‫فيقعون ف الختلف العظيم؛ إذ العقول والهواء ل تنضبط ول تتناهى ‪.‬‬
‫ومنهسا رأفتهسم بالخالف‪ ،‬وحرصسهم على هدايتسه‪ ،‬وتاشيهسم عسن إطلق ألفاظ‬
‫التكفي على مالفيهم ما ل يروا كفرا بَواحا صراحا عندهم من ال فيه برهان؛ بلف أهل‬
‫(‪) 1‬‬
‫))‬ ‫البدع الذين يكفر بعضهم بعضا لدن اختلف ويُكفّرون أهل التّباع والق والسنة‬
‫اهس ‪.‬‬

‫" صفة الغرباء " ( ‪ .) 239‬واليوم القطبيون أو كثي منهم يكفرون أهل الق‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫والتباع فما رأي سلمان فيهم ؟‬

‫‪- 95 -‬‬
‫* أقول ‪:‬‬
‫‪ -1‬هذا و صف متاز للفر قة الناج ية؛ فلي ته و صف به أ هل الد يث(‪) 1‬؛ فإ نا ل‬
‫نعرف فرقة على وجه الرض منذ افترقت المة إل يومنا هذا أول بذه الصفات منهم ‪.‬‬
‫‪ -2‬وليته ل ُيفَرّق بعد هذا بي الطائفة الناجية والطائفة النصورة؛ فإنه إذا كان‬
‫يعتقد أنا تتصف بالعلم الصحيح البن على الوحي ‪ ...‬إل‪ ،‬وأنا تتصف بتكيف الشعور‬
‫والوجدان والعمسل والترك مسع هذا العلم الصسحيح؛ فالبس والبغسض‪ ،‬والولء والباء‪،‬‬
‫والقرب والب عد‪ ،‬وال خذ والترك ‪ ...‬و سائر العمال القلب ية والل سانية والبدن ية؛ ل يرج‬
‫شبِهو نَ الصحابة‪ ،‬ول يفوقهم‬
‫شيء من ذلك كله عما يقتضيه العلم؛ فإنم بذه الصفات يُ ْ‬
‫أحد ف السابق واللحق‪ ،‬وهي صفات الطائفة الناجية والنصورة ‪.‬‬
‫ول يكن أن يُقال ف هؤلء ‪ :‬إنم يتقاعسون عن الهاد بالال والنفس ‪:‬‬
‫لن مسن فكّرس منهسم فس التقاعسس عسن الهاد؛ سسوف تُلح عليسه آيات الهاد‪،‬‬
‫وأحاديسث الهاد‪ ،‬وعلمسه الصسحيح‪ ،‬وارتباطسه بالوحسي وجدانا وشعورا وعملً باللسسان‬
‫والقلب والبدن ‪ ...‬إل‪ ،‬وسسوف يلحقسه حديسث ‪ (( :‬مسن مات ول يغسز ول تدثسه نفسسه‬
‫بالغزو؛ مات على شعبة من النفاق )) ‪.‬‬
‫وإذا تقاعس عن المر بالعروف والنهي عن النكر؛ سوف تلحقه النصوص الت‬
‫تَكَيّفَ با شعوره ووجدانه ‪ ...‬إل‪ ،‬ول سيما قول ال تعال ‪:‬‬
‫(‪.) 2‬‬ ‫كَانُوا ل يََتنَا َهوْنَ عَ ْن مُنْ َك ٍر فَ َعلُو ُه‬
‫وإذا حدثته نفسه وشيطانه بالتقاعس عن نشر العلم؛ فسوف يقض مضجعه ‪:‬‬

‫لقد أعجبن وصف سلمان الفرقة الناجية هذه الصفات الرائعة‪ ،‬ولكن يرد عليه‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫أنه جعل من هذه الفرقة فئات كثية وأتباع الذاهب الربعة إذا كانوا على العتقد الصحيح‬
‫‪ ...‬وبعض العوام الذين ل يدخلون ف شيء من البدع والنرافات؛ فإنم دون هذا الستوى‬
‫الذي وصف به الفرقة الناجية ‪ .‬انظر ‪ " :‬صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 120‬‬
‫الائدة ‪. 78 :‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 96 -‬‬
‫إِنّ اّلذِينَ يَكْتُمُو َن مَا أَْن َزلْنَا مِنَ الْبَيّنَاتِ وَاْل ُهدَى مِنْ َب ْع ِد مَا بَيّنّاهُ لِلنّاسِ فِي‬
‫(‪.) 1‬‬ ‫الْكِتَابِ أُولَِئكَ َي ْلعَُن ُهمُ ال ّلهُ َوَي ْلعَُنهُمُ اللّاعِنُو َن‬
‫فلو فرضنا أن هناك فرقا بينها وبي الطائفة النصورة؛ لكانت الطائفة الناجية بذه‬
‫الصفات أفضل وأكمل‪ ،‬ول يفوقها إل الصحابة بفضل الصّحبة ‪.‬‬
‫فما كان لسلمان بعد أن وصف الفرقة الناجية بذه الصفات العظيمة أن ُيفَرّقَ‬
‫بينها وبي الطائفة النصورة‪ ،‬فإذا أب إل التفريق؛ فإنه كان ينبغي أن يفضل الناجية على‬
‫النصورة ‪.‬‬
‫· وقال سلمان ‪ (( :‬أما خصائص الطائفة النصورة؛ فكانت ‪:‬‬
‫‪ -1‬أنا ملتزمة بالق‪ ،‬مستقيمة على الدين الصحيح‪ ،‬سائرة على السنة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أنا قائمة بأمر ال‪ ،‬وذلك بنشر السنة والمر بالعروف والنهي عن النكر‬
‫والهاد ‪.‬‬
‫‪ -3‬أنا مددة للمة ما اْندَ َرسَ من دينها )) (‪. ) 2‬‬
‫وفصّل الشيخ سلمان ف شرح هاتي الصوصيتي ‪.‬‬
‫* ولك ن ل أ ستطيع أن أت صور أو أت يل مه ما حلّ قَ خيال أن تكون هاتان‬
‫الصلتان لغي أهل الديث؛ لنم هم الذين َيلْتَزمون بالق‪ ،‬والستقيمون على أمر ال ف‬
‫الاضسي والاضسر والسستقبل إن شاء ال‪ ،‬وهسم الذيسن يقومون بنشسر السسنة فس الاضسي‬
‫والاضر؛ تَعلّما وتعليما‪ ،‬ونشرا ودعوةً‪ ،‬وبناء مساجد ومدارس؛ فمساجدهم ومدارسهم‬
‫وجامعاتم ف الدنيا كلها هي الت تقوم بنشر السنة تدريسا وتفقها على منهج سلفهم من‬
‫أئ مة الد يث‪ ،‬فيأخذون عقائد هم من الكتاب وال سنة ك ما هو شأن أ سلفهم الكرام من‬
‫ال صحابة والتابع ي‪ ،‬و هم الذ ين يؤ سسون دور الد يث ف ال ند وباك ستان والمل كة‪،‬‬

‫البقرة ‪. 159 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫" صفة الغرباء " ( ص ‪. ) 240 – 239‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 97 -‬‬
‫وأق سام الد يث ودور الد يث ف المل كة العرب ية ال سعودية‪ ،‬وكل ية الد يث ف الام عة‬
‫السلمية ‪.‬‬
‫فهات لغي هم من الفرق والحزاب ال سلمية من يقوم بن شر ال سنة على الو جه‬
‫الذي ذكرته !‬
‫وهات طائفسة تأمسر بالعروف وتنهسي عسن النكسر فس مال الجتماع والعقائد‬
‫والخلق !‬
‫وهات فرقسة تصسارع عسن التوحيسد والسسنة غيهسم‪ ،‬وتارب الشرك والبدع‬
‫والضلل سواهم ‪.‬‬
‫وأعمالمس هذه أفضسل مسن الضرب بالسسيوف؛ كمسا يعرف ذلك ويعتقده أهسل‬
‫النصاف والفضل ‪.‬‬
‫أ ما التجد يد؛ في جب أن ُيعْتَبَر ما ذكرناه سابقا من أروع أعمال التجد يد الذي‬
‫حققه ال على أيدي هذه الطائفة الباركة أهل الديث السلفيي ‪.‬‬
‫ث يب أن نعرف أن أحوال المة السلمية تردت إل الضيض‪ ،‬وعاد السلم‬
‫غريبا ك ما بدأ‪ ،‬و سادت الرافات الشرك ية‪ ،‬وأطب قت ظلمات ال هل والتقل يد الع مى‬
‫وعبادة القبور‪ ،‬فبعث ال دعوات تديدية كلها على أيدي أهل الديث ‪.‬‬
‫أول هذه الدعوات ‪ :‬دعوة المام الجدد ممد بن عبدالوهاب‪ ،‬الذي جدّد ال به‬
‫معال السلم واليان والتوحيد ف الزيرة العربية‪ ،‬وامتدت أنوار وإشعاعات هذا التجديد‬
‫إل آسيا وإفريقية ‪.‬‬
‫فقسد تردّت الوضاع فس الزيرة العربيسة إل حضيسض الهسل الُطبسق والشرك‬
‫القا تل‪ ،‬إل من سلم ال من هم ح ت عُِبدَت القبور والحجار والشجار والنار‪ ،‬و سادت‬
‫الفوضسى الجتماعيسة والخلقيسة والسسلب والنهسب وسسفك الدماء‪ ،‬وعادت الغارات‬
‫شمّ ر هذا المام الشجاع‬
‫‪،‬ف َ‬ ‫والعارك القَبَ ِلّيةُ إل أ شد م ا كا نت عل يه ق بل بع ثة م مد‬
‫العال الجا هد عن ساعد ال د‪ ،‬فد عا إل التوح يد وإل إخلص العبادة ل وحده‪ ،‬وحارب‬

‫‪- 98 -‬‬
‫الشرك والبدع وأهلها‪ ،‬وناضل وكافح‪ ،‬حت هيأ ال له النود والنصار‪ ،‬فنهضوا بدعوة‬
‫ال ق دعوةً وتعلما وجهادا بالعلم والبيان وبال سيف وال سنان‪ ،‬ح ت قا مت دولة ال سلم‬
‫على قوا عد التوح يد وال سنة‪ ،‬تر فع را ية التوح يد وال سنة‪ ،‬وتط بق شري عة ال على أك مل‬
‫الوجوه‪ ،‬وما يعي شه العال السلمي اليوم من وعي ويقظة إنا هو ع ند النصاف أ ثر من‬
‫آثار هذه الدعوة العلم ية الهاد ية‪ ،‬ومدارس هذا البلد وجامعا ته وأعماله يض يء من ها نور‬
‫التوح يد وال سلم‪ ،‬في ستضيء به ال سلمون إل يوم نا هذا وإل أن تقوم ال ساعة إن شاء‬
‫ال(‪. ) 1‬‬
‫ثانيت ها ‪ :‬دعوة أ هل الد يث ف ال ند ‪ :‬ل قد مَرّت على م سلمي ال ند قرون ل‬
‫يعرفون فيها من العلوم إل الفلسفة والنطق والكلم والتعصب الذهب العمى‪ ،‬ول توجد‬
‫للحديث والتفسي ال سلفي والنهج السلفي عي ول أثر‪ ،‬فأطبقت عليهم ظلمات الهل‬
‫والشرك والبدع‪ ،‬حت هيأ ال أسرة الدهلوي‪ ،‬فبدأت تتم بالسنة النبوية ونشرها‪ ،‬وبارك‬
‫ال ف هذه الدعوة‪ ،‬فترعرعت على أيدي أحفاد هذه السرة تعليما ودعوةً وجهادا‪ ،‬فكان‬
‫منهسم الدعاة والبسزون‪ ،‬والناظرون‪ ،‬والؤلفون البارزون‪ ،‬فأسسلم على أيدي دعاتمس‬
‫ومناظريهم ألوف اللوف من الوثنيي‪ ،‬وعاد إل السلم القّ مئات اللوف من القبوريي‬
‫والبتدعيس‪ ،‬ونفخوا روح الهاد فس القارة النديسة‪ ،‬فأحيوا سسنة الهاد ضسد السسيخ‬
‫والنليز‪ ،‬وكان جهادهم جهادا إسلميّا قائما على التوحيد والسنة‪ ،‬فأقاموا للسلم دولة‬
‫فس شال غرب القارة النديسة آنذاك‪ ،‬طبقوا فيهسا الشريعسة السسلمية‪ ،‬غاظست كلّ مسن‬

‫قال رسول ال ‪ " :‬إن اليان ليأزر إل الدينة كما تأزر الية إل‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫جحرها "‪.‬وقال ‪ " :‬إن السلم بدأ غريبا‪ ،‬وسيعود غريبا كما بدأ‪ ،‬وهو يأزر بي‬
‫السجدين كما تأزر الية إل جحرها " ‪ " .‬مسلم " ( كتاب اليان‪ ،‬حديث ‪ 146‬و‬
‫‪. ) 147‬‬

‫‪- 99 -‬‬
‫البتدعي والقبوريي والنليز الصليبيي‪ ،‬فتآمروا عليها‪ ،‬فاغتالوا قادة هذه الدولة السلمة‪،‬‬
‫وقضوا على جيشها‪ ،‬وكان أمر ال قدرا مقدورا (‪.) 2‬‬
‫ور غم ذلك؛ ف قد قا مت ل م جامعات ومدارس ف ال ند وباك ستان وبنغلد يش‬
‫ونيبال وجنوب شرق آ سيا وأفغان ستان‪ ،‬ي شع من ها نور التوح يد وال سنة واليان ف هذه‬
‫الزمان‪ ،‬وأهل ها يعانون من أذى وع نت الوثن ي والقبوري ي الرافي ي والزبي ي ما يلق يه‬
‫الدعاة الصلحون ف كل زمان ومكان ‪.‬‬
‫ل يسستطيع عاقسل منصسف أن يقول عسن حركات تناهسض هذه الطائفسة الؤمنسة‬
‫وتتعا طف مع الروا فض وال صوفية والحزاب العلمان ية وتتحالف مع ها وت قف إل جانب ها‬
‫تؤيد ها حين ما َتدْلَهِمّ الطوب على ال سلمي أن يقول ‪ :‬إن ل ا أي ن صيب من التجد يد‬
‫الذي أشار إليه الديث النبوي ويعتبه النصفون العالون تديدا ‪.‬‬
‫ثالثتهسا ‪ :‬دعوة الصسنعان فس اليمسن‪ ،‬وحركسة الشوكانس ومدرسسته امتداد لاس‪،‬‬
‫والدعوة السلفية اليوم تعتب امتدادا لما ولدعوة المام الجدد ممد ابن عبدالوهاب ‪.‬‬
‫رابعتها ‪ :‬دعوة الشيخ عثمان بن فودى ف شال نيجييا ‪.‬‬
‫خامستها ‪ :‬دعوة أنصار السنة ف مصر والسودان ‪.‬‬
‫سادستها ‪ :‬دعوة أ هل ال سديث ال سلفيسسة القائم سة الن ف الشام على يد‬
‫الشيخ الحدث ممد ناصر الدين اللبان ‪.‬‬

‫وف هذه اليام قامت دولة التوحيد والسنة ف مقاطعة كُنر من أفغانستان‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫على يدي الشيخ الجاهد جيل الرحن رحه ال تعال وجاعته من أهل القرآن والسنة‪،‬‬
‫فتآمر عليهم الروافض والرافيون حكومات وأحزابا‪ ،‬ومن ورائهم الشيوعية والصليبية‬
‫والصهيونية‪ ،‬وتكالبوا على تلك الماعة‪ ،‬فقضوا على إمارتم القائمة بالتوحيد والهاد‬
‫والكتاب والسنة‪ ،‬فاغتالوا أميها الشيخ جيل الرحن‪ ،‬ودمروا إمارة التوحيد والهاد؛‬
‫نسأل ال أن يعيدها على أروع ما كانت‪ ،‬وأن ينصرها على أعدائها‪ ،‬ويغيظ با أهل‬
‫الباطل والهواء ف كل مكان ‪.‬‬

‫‪- 100 -‬‬


‫سابعتها ‪ :‬دعوة السلفيي القائمة الن ف الكويت ودول الليج ‪.‬‬
‫ثامنت ها ‪ :‬دعوة ال سلفية ال ت حر كت الهاد ف دول الغرب‪ ،‬ول سيما الزائر‪،‬‬
‫وهي الت نفخت روح الهاد ضد الستعمار الوروب‪ ،‬وكلها دعوات تديدية قائمة على‬
‫الكتاب والسنة و منهج أهل الديث ‪.‬‬
‫ول يسستطيع أحسد أن ينسسب إل أي فرقسة شيئا ماس يسسمى تديدا؛ إل إذا كان‬
‫مغالطا ‪.‬‬
‫فإذا كان أحسد يرى أن التجديسد يكسن أن يقوم أو قسد قام على يدي جاعسة أو‬
‫جاعات؛ فليتفضل ببيان ذلك؛ فإننا نرى حركات تسمى إسلمية ضررها أكثر من نفعها‪،‬‬
‫و هي ف الو قت نف سه تُنا هض دعوة ال سلم ال ق؛ دعوة التوح يد وال سنة‪ ،‬القائ مة على‬
‫منهج ال الذي سار عليه خيار سلف هذه المة‪ ،‬وتضع العقبات ف طريقها ‪.‬‬
‫وج عل الخ سلمان من خ صائص الطائ فة الن صورة ال ت ت يل الفرق بين ها وب ي‬
‫الفرقة الناجية أنا ظاهرة وصابرة‪ ،‬وتكلّ فَ الستدلل لكل ما يزعمه من صفات الطائفة‬
‫الناج ية‪ ،‬وهو تكلّف وا ضح‪ ،‬كفاه بطلنا أن أئ مة ال سلم على خلف ما ذ هب إل يه‪ ،‬ث‬
‫يهدمه ما ذكرناه من أن كل ما يذكره ل ينطبق إل على أهل الديث؛ فالصب‪ ،‬والظهور‪،‬‬
‫والعلم ونشره والتجديد فيه؛ إنا هو من ساتم وصفاتم ومزاياهم‪ ،‬ول يستطيع أحد أن‬
‫يق يم دليلً؛ ل من التار يخ‪ ،‬ول من الوا قع‪ ،‬على وجود طائ فة ت سمى من صورة‪ ،‬هي غ ي‬
‫أهل الديث‪ ،‬اللهم إل ف عال اليال !‬
‫هذه أضواء ألقيت ها على ما كت به الخ سلمان‪ ،‬أر جو أن يكون أول ال ستفيدين‬
‫منها ‪.‬‬
‫وإنن أوجه نصيحة ملصة للشباب السلم ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون من أول مزاياه ‪ :‬حب الق واللاح ف البحث عنه ونصرته ‪.‬‬
‫‪ -2‬وأن يهدأ ويستريح من العيش ف دوامة العواطف العمياء والتعصب القيت‬
‫لذا الشخص أو ذاك؛ فإن هذا السلوب يدخله ف عِدادِ من قال ال فيهم ‪:‬‬

‫‪- 101 -‬‬


‫َوَلوْ َعلِ َم اللّ هُ فِيهِ مْ خَيْرا لَأ سْ َمعَ ُه ْم وََلوْ أَ سْ َم َع ُهمْ لََتوَّلوْا َوهُ مْ ُمعْرِضُون َ‬
‫(‪. ) 1‬‬

‫النفال ‪. 23 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 102 -‬‬


‫مع شريط الراجعات ‪:‬‬
‫المد ل والصلة والسلم على رسول ال وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه‪.‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫))‬ ‫فهذه إضافة نافعة إن شاء إل كتاب (( أهل الديث هم الطائفة النصورة الناجية‬
‫الذي أرسسلته إل الشيسخ سسلمان العودة قبسل أن يطبسع الكتاب وينشسر بدة طويلة‪ ،‬لعله‬
‫يرجع عن رأيه ف أهل الديث وف التفريق بي الطائفة النصورة والفرقة الناجية‪ ،‬لكن‬
‫الر جل ل يوفّ ق للرجوع إل ال ق وإل ما عل يه أئ مة ال سلمي وعلماء ال سنة على امتداد‬
‫القرون‪ ،‬وحينما تأكدت من إصراره على رأيه با سعته من شريط ساه بس (( الراجعات ))‪،‬‬
‫وبا قرأته ف كتابه (( من وسائل دفع الغرابة ))؛ رأيت لزاما تعقبه فيما أورده من شبهات‪،‬‬
‫فل عل ال يوف قه ويو فق من اندع بشب هه للرجوع إل ال ق‪ ،‬و هو ما عل يه أ هل ال سنة‬
‫والماعة وسلفنا الصالون ‪.‬‬
‫والشبه الشار إليها أو السائل هي ‪:‬‬
‫‪- 1‬نسبة هذا التفريق إل معاوية بن أب سفيان رضي ال عنه ‪.‬‬
‫‪- 2‬نسبته إل شيخ السلم ابن تيمية ‪.‬‬
‫‪- 3‬زعمه أنه إذا اختلف السم؛ اختلف السمى‪ ،‬وهي شبهة لغوية ‪.‬‬
‫‪- 4‬زعمه أن التفريق بينهما شائع معروف ‪.‬‬
‫(( أ هل‬ ‫ورأ يت أن أ سوقها مت سلسلة مع ال سائل ال ت ناقش ته في ها ف كتا ب‬
‫الديث هم الطائفة النصورة والفرقة الناجية ))؛ بأن أضعها ف الوضع الناسب لا‬
‫جزءا من الكتاب ‪.‬‬

‫‪- 103 -‬‬


‫المسألة الثامنة‬
‫تعلقه بمعاوية رضي الله‬
‫عنه‬

‫· قوله ‪ (( :‬وخذ على سبيل ذلك أمثلة ف (( صحيح البخاري )) ف حديث الطائفة‬
‫النصورة ‪:‬‬
‫لا تكلم معاوية رضي ال عله مع أهل الشام ف ذكر الطائفة النصورة ‪ (( :‬إنه ل‬
‫تزال طائفة من أمت على الق ظاهرين ))؛ قام مالك بن يامر وبه النسمة يقول ‪ :‬إنه سع‬
‫معاذا يقول ‪ :‬وهم بالشام ‪.‬‬
‫قوله ‪ (( :‬وهم بالشام ))؛ من القصود؟!‬
‫أليس القصود ( الطائفة النصورة )؟‬
‫الطائفة النصورة إذن الن معاذ بن جبل ينقل أنم بالشام‪ ،‬وينقله عن رسول ال‬
‫‪.‬‬
‫مالك بن يامر يقول ‪ :‬وهم بالشام ‪.‬‬
‫معاوية رضي ال عنه لا احتج بذا الديث؛ ماذا كان يعن؟! كان يعن أن أهل‬
‫الشام الذين معه هم الطائفة النصورة‪ ،‬ف مقابل من؟! ف مقابل أهل العراق‪ ،‬علي رضي‬
‫ال عنه ومن معه بالعراق ‪.‬‬
‫ف هل تظنون بعاو ية ر ضي ال ع نه أن كان يعت قد أن عليّا و من م عه من الفرق‬
‫الضالة الال كة أ هل النار؟! هل ي ظن ب م ذلك؟! حاشاه وحاشاه‪ ،‬وإن ا كان يقول ‪ :‬ن ن‬
‫من صورون و هم ل ين صروا‪ ،‬وهكذا كان؛ ف قد ن صر أ هل الشام ك ما هو معروف‪ ،‬وآلت‬
‫الدولة إل بن أميسسسة‪ ،‬فكسسانوا كما ذهب إليه معساوية‬
‫رضي ال عنه أنم كانوا هم النصورين ف تلك الفترة ‪.‬‬
‫ول يعن أنم أول بالق من غيهم‪ ،‬بل كان علي ومن معه رضي ال عنه أول‬
‫بالق من جوانب كثية‪ ،‬لكن ل ف خلقه شؤون وحكم‪ ،‬والمر ل من قبل ومن بعد ‪.‬‬

‫‪- 104 -‬‬


‫هذا أ مر ظا هر ‪ :‬أن معاو ية ر ضي ال ع نه ل ي كن ير يد أن يقول ‪ :‬إن عليّا و من‬
‫م عه وأهل العراق ‪ :‬إن م فر قة ضالة‪ ،‬أو إن م من أهل النار‪ ،‬وإن ا كان الول أن ي ظن أ نه‬
‫كان يقول ‪ :‬إنه سوف ينصر أهل الشام‪ ،‬وقد استدل بعضهم بقول ال تعال ‪:‬‬
‫(‪.) 1‬‬ ‫َومَ ْن قُتِ َل مَ ْظلُوما َف َقدْ َج َعلْنَا ِل َولِّيهِ ُسلْطَانا‬
‫على انتصار أهل الشام وغلبتهم ‪.‬‬
‫وذكر ذلك شيخ السلم ابن تيمية وقرره ف مواضع با ل مزيد عليه ))‪.‬‬
‫* أقول ‪ :‬ف هذا القطع نظرات ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬ف قول سلمان ‪ (( :‬خذ على سبيل ذلك أمثلة )) ‪:‬‬
‫أقول ‪ :‬ك نت أ ظن أ نه سيذكر ل نا أمثلة كثية من أقوال الئ مة الع تبين القتدى‬
‫بم ف التفريق بي الطائفة الناجية والنصورة‪ ،‬لكنه ل يستطع ذلك‪ ،‬وأظن أنه ل يستطيع ‪.‬‬
‫الثان ية ‪ :‬ف قوله ‪ (( :‬إذن معاذ بن ج بل ين قل أن م بالشام‪ ،‬وينقله عن ر سول ال‬
‫)) ‪.‬‬
‫‪ ،‬وإن ا هذا كلم معاذ موقوفا عل يه‪،‬‬ ‫أقول ‪ :‬إن معاذا ل ين قل عن ر سول ال‬
‫‪ ،‬والقطوع‪ ،‬وهو الضاف إل التابعي‬ ‫ويقابله الرفوع‪ ،‬وهو ما كان من كلم رسول ال‬
‫فمن بعدهم ‪.‬‬
‫فقوله ‪ (( :‬معاذ ينقله عن ر سول ال )) ‪ :‬خ طأ وا ضح‪ ،‬وإن ا هو من قول معاذ؛‬
‫يفسر به الديث كما فسره غيه من أهل العلم ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬ف قوله ‪ (( :‬مالك بن يامر يقول ‪ :‬وهم بالشام )) ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬إن هذا ليس قول مالك بن يامر‪ ،‬إنا نقله عن معاذ رضي ال عنه ‪.‬‬
‫الرابعة ‪ :‬ف قوله ‪ (( :‬معاوية لا احتج بذا الديث؛ ماذا كان يعن؟ كان يعن أن‬
‫أ هل الشام الذ ين م عه هم الطائ فة الن صورة‪ ،‬ف مقا بل من؟ ف مقا بل أ هل العراق‪ ،‬علي‬

‫السراء ‪. 33 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 105 -‬‬


‫رضي ال عنه ومن معه بالعراق؛ فهل تظنون بعاوية رضي ال عنه أنه كان يعتقد أن عليّا‬
‫ومن معه من الفرق الضالة الالكة أهل النار؟! هل يظن بم ذلك! حاشاه وحاشاه )) ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬إن معاوية رضي ال عنه روى هذا الديث بلفظ ‪ (( :‬ل يزال من أمت أمة‬
‫))‬ ‫قائمة بأمر ال‪ ،‬ل يضرهم من خذلم ول من خالفهم‪ ،‬حت يأت أمر ال وهم على ذلك‬
‫‪ .‬فقال مالك بن يا مر ‪ :‬قال معاذ ‪ :‬وهم بالشام‪ .‬فقال معاو ية ‪ :‬هذا مالك يز عم أن سع‬
‫معاذا يقول ‪ :‬وهم بالشام ‪.‬‬
‫ويلحسظ أن هذا الديسث الذي سسعه مالك بسن يامسر مسن معاويسة بذا اللفسظ‪،‬‬
‫وبناسبة ساعه أورد قول معاذ ‪ (( :‬وهم بالشام )) ‪ :‬أنه ليس فيه لفظ ( النصورة ) ول لفظ‬
‫( ظاهر ين )‪ ،‬بل ف يه ‪ ( :‬قائ مة بأ مر ال )‪ ،‬و قد تكرر هذا بذا الل فظ ف حد يث معاو ية‬
‫رضي ال عنه من طريق حيد بن عبدالرحن(‪ ) 1‬ومن طريق عمي بن هانء(‪. ) 2‬‬
‫ف حديث ‪ (( :‬ستفترق أمت إل ثلث وسبعي‬ ‫وهذا اللفظ يوافق قول النب‬
‫فرقة كلها ف النار إل واحدة ))‪ .‬قالوا ‪ :‬من هي يا رسول ال؟ قال ‪ (( :‬من كان على ما أنا‬
‫عليه وأصحاب )) ‪.‬‬
‫فهذا من الدلة الواض حة على أن الفر قة الناج ية والطائ فة الن صورة هي طائ فة‬
‫واحدة؛ إذ القيام بأمر ال وعلى أمر ال هو عي العن الذي شابوا فيه أصحاب رسول ال‬
‫وكان عليه رسول ال وأصحابه ‪.‬‬
‫وكذلك قول رسول ال عليه الصلة والسلم ف حديث الفرق ‪ (( :‬هي الماعة‬
‫))؛ فإن هذا الوصسف يمسل معنس القيام على أمسر ال والثبات على منهسج ال والعتصسام‬

‫انظر ‪ " :‬صحيح البخاري " ( كتاب العلم‪ ،‬حديث ‪. ) 71‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫انظر ‪ " :‬صحيح البخاري " ( كتاب الناقب‪ ،‬حديث ‪ ( ،) 3641‬كتاب‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫التوحيد‪ ،‬حديث ‪ ،) 746‬و " مسلم " ( كتاب المارة‪ ،‬حديث ‪. ) 1037‬‬

‫‪- 106 -‬‬


‫‪ ،‬فكانوا مثلهم ف الثبات‬ ‫ببله‪ ،‬وهو ذلك المر الذي شابوا فيه أصحاب رسول ال‬
‫على الق واجتماع قلوبم عليه(‪. ) 1‬‬
‫وهذا أمر واضح‪ ،‬وهو الذي دفع أئمة السلم وعلماء المة إل تفسي أحاديث‬
‫(( ل تزال طائفة ‪ )) ...‬التواترة‪ ،‬وأحاديث الفتراق‪ ،‬وف يه ‪ (( :‬إل واحدة و هي الماعة ))‪،‬‬
‫أو ‪ (( :‬هم من كان على ما أنا عليه وأصحاب ))‪ ،‬بطائفة واحدة هم أهل الديث ‪.‬‬
‫ولي كن أن يف هم معاو ية ر ضي ال ع نه إل هذا الف هم‪ ،‬ل سيما و هو قد روى‬
‫حديث افتراق المة وحديث الطائفة‪ ،‬والوصاف ف الديث متفقه تفيد الوحدة ‪.‬‬
‫فمسن أعظسم أنواع الشذوذ والتهور والرأة أن يعمسد طالب فس أوائل مراحسل‬
‫الطلب‪ ،‬فيفع عقيته بتفسي جديد يشذ به عن المة‪ ،‬ويصاول به الئمة‪ ،‬ث يهون من‬
‫شأن هذا الشغب ويسميه اجتهادا؛ فيا ل العجب !‬
‫الامسة ‪ :‬ف قول معاوية رضي ال عنه‪ ((:‬هذا مالك بن يامر يزعم ))؛ فلقائل أن‬
‫يقول ‪ :‬إن معاوية كان مترددا فيما نقله مالك بن يامر عن معاذ رضي ال عنه‪ ،‬ولذا عب‬
‫عسن هذا التردد بقوله ‪ (( :‬هذا مالك بسن يامسر يزعسم ))‪ ،‬وليسس هذا بأول موقسف لعاويسة‬
‫رضي ال عنه ف الرتياب ف بعض ما يسمع‪ ،‬بل لقد كانت له مواقف‪ ،‬منها موقفه من‬
‫حديث بلغه عن عبدال ابن عمرو رضي ال عنهما ‪:‬‬
‫قال المام البخاري رحهس ال تعال(‪ : ) 2‬حدثنسا أبسو البمان ‪ :‬أخبنسا شعيسب عسن‬
‫الزهري؛ قال ‪ :‬كان ممد بن جبي بن مطعم يدث أنه بلغ معاوية وهو عنده ف وفد من‬
‫قريش أن عبدال بن عمرو بن العاص يدّث أن سيكون ملك من قحطان‪ ،‬فغضب معاوية‪،‬‬
‫فقام‪ ،‬فأث ن على ال ب ا هو أهله‪ ،‬ث قال ‪ :‬أ ما ب عد؛ فإ نه بلغ ن أن رجالً من كم يتحدثون‬

‫وكذلك ورد ف حديث ‪ " :‬ل تزال الطائفة ‪ : " ...‬أنا على حق؛ ف‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫رواية معاوية وثوبان وغيها‪ ،‬وهذا كله يؤكد أنا واحدة ‪.‬‬
‫" صحيح البخاري " ( ‪ /2/143‬برقم ‪ ،) 3500‬وانظر طرفه ( برقم‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪. ) 7139‬‬

‫‪- 107 -‬‬


‫؛ فأولئك جهالكسم؛ فإياكسم‬ ‫أحاديسث ليسست فس كتاب ال‪ ،‬ول تؤثسر عسن رسسول ال‬
‫يقول ‪ (( :‬إن هسسذا المسسسسر‬ ‫والمانّ الت تضل أهلها؛ فإن سعت رسول ال‬
‫ف قريش‪ ،‬ل يعاديهم‬
‫أحد؛ إل كبّه ال على وجهه؛ ما أقاموا الدين ))(‪.) 1‬‬
‫وكذلك شك ف حديث سعه من الصحاب الليل أحد أركان بيعة العقبة ومن‬
‫منذ الجرة النبوية‪ ،‬أل وهو عبادة بن الصامت رضي‬ ‫أكثر الصحابة ملزمة لرسول ال‬
‫ال عنه؛ فقد روى المام مسلم ف (( صحيحه ))(‪ ) 2‬عن أب الشعث الصنعان عن عبادة بن‬
‫الصسامت رضسي ال عنسه‪ .‬قال ‪ (( :‬غزونسا غزاة وعلى الناس معاويسة‪ ،‬فغنمنسا غنائم كثية‪،‬‬
‫فكان فيما غنمنا آنية من فضة‪ ،‬فأمر معاوية رجلً أن يبيعها ف أعطيات الناس‪ ،‬فتسارع‬
‫ينهى عن بيع‬ ‫الناس ف ذلك‪ ،‬فبلغ عبادة الصامت‪ ،‬فقام فقال ‪ :‬إن سعت رسول ال‬
‫الذ هب بالذ هب‪ ،‬والف ضة بالف ضة‪ ،‬والب بالب‪ ،‬والشع ي بالشع ي‪ ،‬والت مر بالت مر‪ ،‬واللح‬
‫باللح‪ ،‬إل سواء ب سواء‪ ،‬عينا بع ي‪ ،‬ف من زاد أو ازداد؛ ف قد أر ب‪ ،‬فرد الناس ما أخذوا‪،‬‬
‫فبلغ ذلك معاويسة‪ ،‬فقام خطيبا‪ ،‬فقال ‪ :‬أل مسا بال رجال يتحدثون عسن رسسول ال‬
‫أحاديسث كنسا نشهده ونصسحبه فلم نسسمعها منسه؟ فقام عبادة‪ ،‬فأعاد القصسة‪ ،‬ثس قال ‪:‬‬
‫وإن كره معاوية ( أو قال ‪ :‬وإن رغم )‪ ،‬ما أبال أن ل‬ ‫لنحدثن با سعنا من رسول ال‬
‫أصحبه ف جنده ف ليلة سوداء )) قال حاد هذا أو نوه ‪.‬‬
‫فإذا تردد معاوية ف حديث صحاب أفضل منه وأكثر صحبة وشهودا لرسول ال‬
‫م نه‪ ،‬ول ي كن سع أ صل ذلك الد يث؛ ف ما موق فه من روا ية تاب عي يروي عن معاذ‬
‫حديثا موقوفا عليه قد سع معاوية نفسه أصله‪ ،‬أفل يراوده الشك ف ذلك التفسي الزائد‬
‫؟‬ ‫على حديثه الذي سعه بنفسه من رسول ال‬

‫" صحيح البخاري " ( ‪ /2/143‬برقم ‪ ،) 3500‬وانظر طرفه ( برقم‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪. ) 7139‬‬
‫ف ( البيوع‪ ،‬حديث ‪. ) 1587‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 108 -‬‬


‫بلى؛ إن شكه هنا لول و أول ‪.‬‬
‫السادسة ‪ :‬ف هذا الصطلح الذي تعلق به سلمان وبن عليه ما نسبه إل معاوية‬
‫رضي ال عنه من التفريق بي الناجية والنصورة؛ فإن هذا الصطلح ل يشتهر ويستقر إل‬
‫ب عد ظهور وتا يز الفرق الضالة التوعدة بالنار واللك‪ ،‬وذلك ب عد ع هد ال صحابة الكرام‪،‬‬
‫ومنهم معاوية ‪.‬‬
‫ثس إن الصسحابة الكرام فوق مسستوى هذه الطائفسة الناجيسة النصسورة؛ فالغايرة‬
‫واضحة بينهم وبي الصحابة رضي ال عنهم‪ ،‬يؤكد ذلك ما يأت ‪:‬‬
‫وصسفها بأناس ‪ (( :‬مسن كان على مسا عليسه رسسول ال‬ ‫أولً ‪ :‬أن رسسول ال‬
‫وأصحابه ))‪ ،‬وهذا يدل على التغاير‪ ،‬وأن حال هذه الطائفة يشبه حال أصحاب رسول ال‬
‫‪ ،‬والشبه غي الشبه به ‪.‬‬
‫قال ‪ (( :‬ل تزال طائ فة من أم ت على ال ق ظاهر ين إل‬ ‫ثانيا ‪ :‬أن ر سول ال‬
‫يوم القيامة )) ‪.‬‬
‫ل يكونوا طوائف‪ ،‬ول افترقوا إل ثلث و سبعي فر قة‪،‬‬ ‫وأ صحاب ر سول ال‬
‫حاشاهم‪ ،‬بل كانوا متمعي على عقيدة واحدة‪ ،‬وعلى منهج واحد‪ ،‬وعلى كتاب ال وسنة‬
‫نبيهم‪ ،‬رضي ال عنهم وأرضاهم ‪.‬‬
‫وإذن؛ فهسم جاعسة واحدة‪ ،‬ل فرق و طوائف؛ فليسس هناك فرقسة ناجيسة وفرقسة‬
‫منصورة وفرق هالكة حت يقال ‪ :‬إن معاوية فرق بي الناجية والنصورة‪ ،‬فإذا أساء الظن‬
‫كسل مسن معاويسة وعلي رضسي ال عنهمسا بصسمه؛ فليسس مسن هذا النطلق ول مسن هذا‬
‫الصطلح الذي ل يكن قد وجد ف عهدها فضلً أن يكون قد شاع واشتهر ‪.‬‬
‫السابعة ‪ :‬ف قوله ‪ (( :‬معاوية احتج بذا الديث؛ ماذا كان يعن؟! كان يعن أن‬
‫أ هل الشام الذ ين م عه هم الطائ فة الن صورة‪ ،‬ف مقا بل من؟ ف مقا بل أ هل العراق؛ علي‬
‫رضي ال عنه ومن معه بالعراق؛ فهل تظنون بعاوية رضي ال عنه أنه كان يعتقد أن عليّا‬
‫ومن معه من الفرق الضالة الالكة أهل النار؟! هل ي ظن ب م ذلك؟! حاشاه حاشاه‪ ،‬وإنا‬

‫‪- 109 -‬‬


‫كان يقول ‪ :‬ننس منصسورون وهسم ل ينصسروا‪ ،‬وهكذا؛ فقسد نصسر أهسل الشام كمسا هسو‬
‫معروف‪ ،‬وآلت الدولة إل بن أمية ‪ )) ...‬إل ‪.‬‬
‫‪ :‬أن عليّا رضي ال عنه وطائفته قبل‬ ‫أقول ‪ :‬الذي دلت عليه سنة رسول ال‬
‫أن يظهسر فيهسم الوارج والشيعسة وغلتمس ‪ :‬أنمس أول الطائفتيس بالقس‪ ،‬ول يزال على‬
‫والخلصون على مرتبتهم‪ ،‬وهو الذي يؤمن به أهل السنة والماعة‪ ،‬وأن معاوية وطائفته‬
‫متهدون مطئون‪ ،‬و هو الذي عل يه أ هل ال سنة‪ ،‬وهذا الذي ند ين ال به؛ غ ي أن الفت نة‬
‫العظي مة وملب ساتا جعلت كلّ من الفريق ي يعت قد أ نه هو على ال ق‪ ،‬وأن الفر يق الذي‬
‫ياصمه على الباطل‪ ،‬وبسبب هذا العتقاد جرت بينهم الروب الدامية والقتال الهيل ف‬
‫صفي‪ ،‬وانطلقت ألسنة الفريقي باللعن والتكفي‪ ،‬وقد تلّل الطائفتي أهل أغراض وأهواء‬
‫زادت الفت والواقف إذكاء ‪.‬‬
‫قال شيسخ السسلم ابسن تيميسة رحهس ال ‪ (( :‬وأمسا علي؛ فأبغضسه وسسبّه أو كفره‬
‫الوارج وكث ي من ب ن أم ية وشيعت هم الذ ين قاتلوه و سبّوه‪ .‬فالوارج تك فر عثمان وعليّا‬
‫و سائر أ هل الما عة‪ .‬وأ ما شي عة عليّ الذ ين شايعوه ب عد التحك يم‪ ،‬وشي عة معاو ية ال ت‬
‫))‬
‫(‪) 1‬‬
‫شايعته بعد التحكيم؛ فكان بينهما من التقاتل وتلعن بعضهم وتكافر بعضهم ما كان‬
‫‪.‬‬
‫وهذا أمر مدون ف كتب التاريخ‪ ،‬بل شيء منه ف كتب السنة؛ فماذا ينتظر من‬
‫أهل الشام وهم يقاتلون أهل العراق ويعادونم ويصدر من بعضهم السب واللعن والتكفي‬
‫ل هل العراق؟! وماذا ينت ظر من أ هل العراق؟! ل ينت ظر من هم إل م ثل مو قف أ هل الشام‬
‫وأشد‪ ،‬ول ينتظر من الانبي إل أن يعتقد كل منهم أن خصمه على الباطل والضلل ومن‬
‫أهل النار‪ ،‬وأنه هو على الق والدى ومن أهل النة ‪.‬‬
‫))‬ ‫فإذا سسلمنا أن معاويسة قسد احتسج بذا الديسث ‪ (( :‬ل تزال طائفسة أو أمسة ‪...‬‬
‫الد يث؛ على أن الطائ فة الن صورة هم أ هل الشام؛ فل يس يوز بال أن نعت قد أ نه يرى‬

‫" مموع الفتاوى " ( ‪. ) 4/436‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 110 -‬‬


‫التفرقة بي الطائفة النصورة والفرقة الناجية؛ إذ ليس ف كلمه ما يدل على هذه التفرقة‬
‫من قريب ول من بعيد‪ ،‬وليس ف ألفاظ الديث الذي احتج به ما يدل على هذه التفرقة‬
‫من قريب ول من بعيد؛ فنص الديث الذي أورده معاوية بضرة عمي بن هانئ ومالك‬
‫بن يا مر هو ‪ (( :‬ل تزال من أم ت أ مة قائ مة بأ مر ال‪ ،‬ل يضر هم من خذل م(‪ ) 1‬ول من‬
‫خالفهم؛ حت يأت أمر ال وهم على ذلك ))؛ فالقائمة بأمر ال هي الستقيمة الثابتة على‬
‫ال ق‪ ،‬وهذا يت فق تاما مع و صف الفر قة الناج ية بأن ا الما عة‪ ،‬و هي الجتم عة على ال ق‬
‫وأ صحابه؛‬ ‫العتصمة به‪ ،‬ويتفق مع وصفها بأن ا من كان على ماكان عل يه رسول ال‬
‫فل يكن إذن أن يدور بلد معاوية أن مقابل الطائفة النصورة القائمة بأمر ال هي الفرقة‬
‫الناج ية‪ ،‬وأن هذه الفر قة تنا هض وتقا تل الطائ فة الن صورة القائ مة على أ مر ال وتكذب ا‬
‫وتذلا وتالفها! هذا ل يكن أن يدور ف ذهن معاوية ول بذهن إنسان عاقل‪ ،‬فضلً عن‬
‫عال فقيه‪ ،‬بل الوارد عن طائفته أهل الشام ما أسلفناه(‪.) 2‬‬
‫والليق بفهم معاوية وفقهه أن يقال عنه ‪ :‬إنه يرى أن هذه الطائفة غي الصحابة‪،‬‬
‫وأن ا ستأت ف ال ستقبل‪ ،‬و ستستمر قائ مة على أ مر ال إل قيام ال ساعة‪ ،‬وأن هناك فرقا‬
‫تالف ها وتكذب ا وتذل ا؛ فل يضر ها كل ذلك‪ ،‬وهذه الفرق تكون ف غ ي عهده وع هد‬
‫‪:‬‬ ‫ال صحابة والتابع ي‪ ،‬ي ساعده على هذا التف سي والف قه ما رواه هو نف سه عن ال نب‬
‫(( إن أ هل الكتاب ي افترقوا ف دين هم على ثنت ي و سبعي ملة‪ ،‬وإن هذه ال مة ستفترق إل‬
‫ثلث وسبعي ملةً ( يعن ‪ :‬الهواء )؛ كلها ف النار إل واحدة‪ ،‬وهي الماعة ))(‪.) 3‬‬
‫فالديثان يتفقان على أمور ‪:‬‬
‫‪- 1‬أنا طائفة واحدة لا صفات معينة ‪.‬‬

‫وف لفظ له ‪ " :‬ول من كذببهم " ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫أي ‪ :‬من اللعن والطعن والتكفي ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫أخرجه ‪ :‬أبو داود ف ( كتاب السنة‪ ،‬رقم ‪ ،) 4597‬وأحد (‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،) 4/102‬والدارمي ( حديث رقم ‪. ) 2521‬‬

‫‪- 111 -‬‬


‫‪- 2‬وأنا ستكون ف الستقبل ‪.‬‬
‫‪- 3‬وأنا يقابلها فرق بُيّنت بشكل أوضح ف حديث الفرق ‪.‬‬
‫وبذا نبعد أنفسنا عن نسبة أقوال إل أناس أبرياء منها ومن لوازمها الباطلة ‪.‬‬
‫وما يؤكد هذا ويبعد معاوية رضي ال عنه عما نسبه إليه سلمان العودة ‪ :‬أنه هو‬
‫نفسه روى هذا الديث بلفظ ‪ (( :‬من يرد ال به خيا؛ يفقهه ف الدين‪ ،‬ول تزال عصابة‬
‫من السلمي يقاتلون على الق‪ ،‬ظاهرين على من ناوأهم‪ ،‬إل يوم القيامة ))(‪.) 1‬‬
‫والعصابة الواردة ف هذا الديث وغيه معناها الماعة القليلة‪ ،‬وكان معاوية ف‬
‫أيام إمارته على الشام وف أيام خلفته ف قوة وعزة وكثرة غامرة‪ ،‬وف وضع ل يكن أن‬
‫يقال ‪ :‬إ نه ف ع صابة‪ ،‬ول ي كن أن يرى نف سه أ نه يع يش ف جا عة قليلةٍ توا جه ضغوطا‬
‫وخذلنا من فرق تناهضها وتكذبا وتذلا‪ ،‬ل من السلمي ول من غيهم ‪.‬‬
‫بل هو كما قال الذهب ‪ (( :‬فهذا الر جل – يع ن ‪ :‬معاو ية – ساد الناس و ساس‬
‫العال بكمال عقله وفرط حلمسه وسسعة نفسسه وقوة دهائه ورأيسه‪ ،‬وله هنات وأمور‪ ،‬وال‬
‫الوعد‪ ،‬وكان مببا إل رعيته‪ ،‬عمل على نيابة الشام عشرين سنة واللفة عشرين سنة‪،‬‬
‫ول يهجه أحد ف دولته‪ ،‬بل دانت له المم‪ ،‬وحكم على العرب والعجم‪ ،‬وكان ملكه على‬
‫))‬ ‫الرمي ومصر والشام والعراق وخراسان وفارس والزيرة واليمن والغرب وغي ذلك‬
‫(‪.) 2‬‬
‫فهذا حال معاوية؛ فكيف يرى نفسه ف عصابة تُكذّب وتُخذَل وتُناوَأ؟!‬
‫وأخيا؛ ل يكن أن يفسر حديث الطائفة وينله على أهل الشام وحدهم ف أيام‬
‫إمار ته ول ف أيام خلف ته؛ لن العارك الت كان يوض ها ضد الروم وغيهم يشترك فيها‬
‫السلمون من الصحابة والتابعي من كل البلدان ف العال السلمي آنذاك ‪ :‬أهل الزيرة‬

‫أخرجه ‪ :‬مسلم ( ‪ – 23‬المارة‪ ،‬حديث ‪. ) 1037‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫" سي أعلم النبلء " ( ‪. ) 3/133‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 112 -‬‬


‫من أ هل الجاز ون د والي من‪ ،‬وأ هل العراق‪ ،‬وأ هل م صر‪ ،‬والم يع يشتركون ف فضيلة‬
‫الفتوحات والنتصارات وتقاسم الفيء والغان ‪.‬‬
‫فهذا يوضسح أن مسن هسو دون معاويسة عقلً ودينا وفقها ل يكسن أن يدّعسي‬
‫اختصاص أهل الشام ف ذلك الزمن – زمن معاوية – بوصف الطائفة النصورة‪ ،‬ولو ادّعى‬
‫ذلك أحد؛ لرد عليه شاهد الوجود والواقع ‪.‬‬
‫وبعد هذا وذاك أسأل سلمان ‪:‬‬
‫على أي دللة من الدلت العتبة عند الصوليي اعتمدت ف القابلة بي الطائفة‬
‫النصورة والفرقة الناجية؟!‬
‫وعلى أي أساس بن معاوية مذهبه ف التفرقة بي الناجية والنصورة؟!‬
‫أعلى الساس الذي فرقت أنت به بي الطائفتي؛ من أن الفرقة الناجية هي من‬
‫التزم أهل ها بال سلوك ال ستقيم والعقيدة ال صحيحة ول يقوموا ب ا وراء ذلك‪ ،‬وأن الطائ فة‬
‫النصورة هم الذين يذبون عن الدين‪ ،‬وينافحون عنه‪ ،‬ويتحملون الذى واللواء ف سبيله؛‬
‫فينصرهم ال ج ّل وعل(‪) 1‬ا؟!‬
‫وهل كان هذا هو واقع على وأهل العراق ومعاوية يعتقد فيهم هذا؟!‬
‫وهل كان واقع معاوية وأهل الشام كما ذكرت ف الطائفة النصورة؟!‬
‫ومعاو ية؛ كان ينطلق من هذا الوا قع؟! أو كان معاو ية على مذهب كم الخ ي ف‬
‫شريسط (( الراجعات )) مسن أن الفرقسة الناجيسة على العقيدة الصسحيحة ومسن أهسل السسنة‬
‫والماعة؟! أو بن مذهبه على أساسٍ وصِفاتٍ أخر ل تذكر هنا ول هناك؟!‬
‫نرجو إيضاح ذلك كله ‪.‬‬

‫" من أخلق الداعية " ( ص ‪. ) 72‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 113 -‬‬


‫[المسألة التاسعة‬
‫ُ‬
‫تعل ّقه بشيخ السلم ابن‬
‫تيمية‬

‫تعلق سلمان بش يخ ال سلم ا بن تيم ية بدون أد ن شب هة ول سبب وج يه‪ ،‬وإن ا‬


‫ذكر أنه يرى الفرق بي الناجية والنصورة ‪:‬‬
‫· قال سلمان ‪ (( :‬ش يخ ال سلم ا بن تيم ية نف سه رح ه ال تكلم ف هذه ال سألة‪،‬‬
‫وأشار إل هذا العن بكلم ظاهره أنه فعلً يرى أن الفرقة الناجية شيء والطائفة النصورة‬
‫شيء )) ‪.‬‬
‫* أقول ‪ :‬ف هذا القطع نظرات ‪.‬‬
‫الول ‪ :‬كثيا ما يزج أناس معروفون باتاه مع ي بش يخ ال سلم ا بن تيم ية ف‬
‫قضايا تالف ما عليه السلف وتضاد ما يكون عليه شيخ السلم نفسه ‪.‬‬
‫الثان ية ‪ :‬و قد ينقلون ع نه نقلً صحيحا‪ ،‬لكن هم يطوعون تلك الن صوص لغايات‬
‫وأهداف مضادة للغايات والهداف الت وقف حياته للدعوة إليها والهاد ف سبيلها ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬وقد يتعلقون بتشابه من كلمه‪ ،‬ويتركون منهاجه الواضح‪ ،‬وييدون عن‬
‫كلمه الصريح الذي يؤكد ذلك النهج‪ ،‬ويبي ذلك التشابه ‪.‬‬
‫وقد بينت شيئا من هذا ف (( منهج أهل السنة والماعة ف النقد )) ‪.‬‬
‫الرابعة ‪ :‬وإن لسأل سلمان العودة عن كلم شيخ السلم ورأيه الذي يرى فيه‬
‫فعلً أن الفر قة الناج ية ش يء والطائ فة الن صورة ش يء ‪ :‬ف أي كتاب أو ر سالة من كت به‬
‫ورسائله قرّر هذا؟! فلقد تعبت ف البحث ف كتب شيخ السلم ورسائله؛ فلم أجد ما‬
‫ذكر‪ ،‬بل ل أجد إل ضد ما نسبه إليه‪ ،‬بل الذي أعرفه عنه أنه ل يفرق بي ذلك الشيء‬
‫الو حد الذي ل ي سبقه أ حد من ال سلف غلى تفري قه ول يقله أ حد من العلماء بعده؛ غ ي‬
‫سلمان الذي يسمي هذه الخالفة لا اتفق عليه السالفون والالفون اجتهادا!!‬

‫‪- 114 -‬‬


‫‪ -1‬إن كل من يقرأ (( العقيدة الوا سطية )) من طلب العلم ف العا هد العلم ية‬
‫وغيهسا؛ يدس فس مقدمتهسا قول ش يخ ال سلم ‪ (( :‬أمسا بعسد؛ فهذا اعتقاد الفرقسة الناجيسة‬
‫النصورة إل قيام الساعة أهل السنة والماعة )) ‪.‬‬
‫أن أم ته ستفترق إل ثلث‬ ‫‪ -2‬ث يقول ف خاتت ها ‪ (( :‬ل كن ل ا أ خب ال نب‬
‫وسبعي فرقة؛ كلها ف النار إل واحدة‪ ،‬وهي الماعة‪ ،‬وف حديث عنه ‪ :‬أن قال ‪ (( :‬هم‬
‫من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحاب ))؛ صار التمسكون بالسلم الحض الالص‬
‫عن الشوب هم أ هل ال سنة والما عة‪ ،‬وفي هم ال صديقون والشهداء وال صالون‪ ،‬ومن هم‬
‫أعلم الدى ومصسابيح الدجسى أولو الناقسب الأثورة والفضائل الذكورة‪ ،‬وفيهسم البدال‪،‬‬
‫‪ (( :‬ل تزال طائفة من‬ ‫وفيهم أئمة الدين‪ ،‬وهم الطائفة النصورة الذين قال فيهم النب‬
‫أم ت على ال ق من صورة‪ ،‬ل يضر هم من خالف هم ول من خذل م‪ ،‬ح ت تقوم ال ساعة ))‪،‬‬
‫نسأل ال أن يعلنا منهم‪ ،‬ول يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ))(‪.) 1‬‬
‫‪ -3‬وقال شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ‪ (( :‬وإذا تدبر العاقل؛ وجد الطوائف‬
‫كلها؛ كلما كانت الطائفة إل ال ورسوله أقرب؛ كانت بالقرآن والديث أعرف وأعظم‬
‫عناية‪ ،‬وإذا كانت عن ال ورسوله أبعد؛ كانت عنهما أنأى‪ ،‬حت تد ف أئمة علماء هؤلء‬
‫من ل ييز بي القرآن وغيه‪ ،‬بل ربا ذكرت عنده آية‪ ،‬فقال ‪ :‬ل أسلم صحة الديث!‬
‫ورباس قال ‪ :‬لقوله عليسه السسلم كذا‪ ،‬وتكون آيسة مسن كتاب ال! وقسد بلغنسا مسن ذلك‬
‫عجائب‪ ،‬وما ل يبلغنا أكثر ‪.‬‬
‫وحدث ن ث قة أ نه تول مدر سة مش هد ال سي ب صر ب عض أئ مة التكلم ي ر جل‬
‫ي سمى ش س الد ين ال صبهان‪ ،‬ش يخ الي كي‪ ،‬فأعطوه جزءا من الرب عة‪ ،‬فقرأ‪ ( :‬ب سم ال‬
‫الرح ن الرح يم‪ ،‬ألَ صْ )! ح ت ق يل له ‪ ( :‬ألف لم م يم صاد )!! فتأ مل هذه الكو مة‬
‫العادلة! ليتسبي لك أن الذيسن يعيبون أهسل الديسث ويعدلون عسن مذهبهسم جهلة زنادقسة‬

‫" العقيدة الواسطية " ( ص ‪ -157-156‬مع شرح هراس )‪ ،‬وانظر ‪" :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫مموع الفتاوى " ( ‪) 3/158‬؛ تد هذا الكلم نفسه ‪.‬‬

‫‪- 115 -‬‬


‫منافقون بل ريب‪ ،‬ولذا لا بلغ المام أحد عن ابن أب قتيبة أنه ذكر عنده أهل الديث‬
‫بكة‪ ،‬فقال ‪ :‬قوم سوء‪ ،‬فقام المام أحد وهو ينفض ثوبه ويقول ‪ :‬زنديق‪ ،‬زنديق‪ ،‬زنديق‪،‬‬
‫ودخل بيته؛ فإنه عرف مغزاه ‪.‬‬
‫وع يب النافف ي للعلماء ب ا جاء به الر سول قد ي من ز من النافق ي الذ ين كانوا‬
‫‪ ،‬وأ ما أ هل العلم؛ فكانوا يقولون ‪ :‬هم البدال؛ لن م أبدال ال نبياء‪،‬‬ ‫على ع هد ال نب‬
‫وقائمون مقامهم حقيقة‪ ،‬ليسوا من العدمي(‪ ) 1‬الذين ل يعرف لم حقيقة‪ ،‬كل منهم يقوم‬
‫مقام النسبياء فس القدر الذي ناب عنهسم فيسه ‪ :‬هذا فس العلم والقال‪ ،‬وهذا فس العبادة‬
‫والال‪ ،‬وهذا ف المر ين جيعا‪ ،‬وكانوا يقولون ‪ :‬هم الطائ فة الن صورة إل قيام ال ساعة‪،‬‬
‫الظاهرون على ال ق؛ لن الدى ود ين ال ق الذي ب عث ال به ر سله مع هم‪ ،‬و هو الذي‬
‫وعد ال بظهوره على الدين كله‪ ،‬وكفى بال شهيدا ))(‪.) 2‬‬
‫‪ -4‬وقال رحهس ال قبسل هذا فس هذا الجلد(‪ (( : ) 3‬وإذا كانست سسعادة الدنيسا‬
‫والخرة هي باتباع الرسلي؛ فمن العلوم أن أحق الناس بذلك هم أعلمهم بآثار الرسلي‬
‫وأتبع هم لذلك؛ فالعالون بأقوال م وأفعال م التبعون ل ا ‪ :‬هم أ هل ال سعادة ف كل زمان‬
‫ومكان‪ ،‬وهم الطائفة الناجية من أهل كل ملة‪ ،‬وهم أهل السنة والديث من هذه المة؛‬
‫فإنم يشاركون سائر المة فيما عندهم من أمور الرسالة‪ ،‬ويتازون عنهم با اختصوا به‬
‫ما يهله غيهم أو يكذب به )) فانظر كيف يذكر أهل‬ ‫من العلم الوروث عن الرسول‬
‫الديث تارة بالطائفة الناجية وتارة بالطائفة النصورة وتارة بأهل السنة وتارة يمع لم كل‬
‫هذه الصفات ‪.‬‬
‫‪ -5‬لقد تبي للقارئ النصف أن سلمان العودة قد تفرد بذا التفريق الستنكر‬
‫ب ي الطائ فة الن صورة والفر قة الناج ية‪ ،‬وأضاف إل هذا التفر يق ال ستغرب طا مة أخرى‪،‬‬

‫كذا ف الصل! ولعل الصواب ‪ " :‬العدومي " ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫" مموع الفتاوى " ( ‪. ) 97-4/96‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫( ‪. ) 4/26‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 116 -‬‬


‫وهي تفضيله ف زعمه الطائفة النصورة على الفرقة الناجية الت ل تسلم من حطه وقسوته‬
‫عليها‪ ،‬وهذا أشد نكرا ‪.‬‬
‫‪ -6‬وعلى فرض أن بينهمسسسا فرقسسسا؛ فالفرقسة الناجيسسسة أفضسل مسن‬
‫الطائفسسة‬
‫النصورة عند جيع العقلء؛ لن النصر إنا هي وسيلة من وسائل النجاة‪ ،‬وأما النجاة؛ فهي‬
‫الغاية القصوى الطلوبة لميع الكلفي الؤمني‪ ،‬با فيهم النبياء عليهم الصلة والسلم؛‬
‫لذا تد الطوائف الضالة تدعي كل واحدة منها‪ -‬با فيها الروافض – أنا الفرقة الناجية؛‬
‫لن النجاة أعلى مزايا هذه الفرقة‪ ،‬وعليها يقع التنافس ‪.‬‬
‫وأ صحابه‬ ‫‪ -7‬وهذا ش يخ ال سلم ا بن تيم ية – رح ه ال – يرى أن ال نب‬
‫ومن اتبعهم الفرقة الناجية؛ فقد قال لن كان يناظره من أهل البدع ‪ (( :‬فهذا العتقاد هو‬
‫وأصحابه رضي ال عنهم‪ ،‬وهم ومن اتبعهم الفرقة الناجية ‪.) 1( )) ...‬‬ ‫الأثور عن النب‬
‫ول وجهسة نظسر تقدمست‪ ،‬وهسي أن الصسحابة أعلى منلة مسن الفرقسة الناجيسة‬
‫النصورة‪ ،‬ولعل شيخ السلم ذهب إل هذا من أجل أن التابعي إنا استحقوا هذه النلة‬
‫وأ صحابه؛ ف هم أول وأ حق ب ا‪ ،‬والشاهد إن ا بن تيم ية اختار‬ ‫ل جل اتباع هم للر سول‬
‫لفظ النجاة ف هذا القام؛ لنه أعلى عنده من وصف النصورة ‪.‬‬
‫‪ -8‬وقد ناظر شيخ السلم ابن تيمية رحه ال تعال أهل الهواء‪ ،‬ودارت معظم‬
‫مناظراتمس على (( العقيدة الواسسطية ))‪ ،‬وقسد قال فيهسا ‪ (( :‬فهذا اعتقاد الطائفسة الناجيسة‬
‫الن صورة ))؛ م ا أثار غضب هم وحفيظت هم‪ ،‬وكان من أشد ما يغ يظ أ هل الهواء ن سبة هذه‬
‫العقيدة إل الفرقة الناجية؛ لنا أهم ف نظر العقلء من ذكرها باسم النصورة؛ فقد كانوا‬
‫يتقطعون غيظسسا من ذكر الفرقسسسة‬
‫الناجية و ل يسبون حسابا لذكر النصورة ‪.‬‬

‫" مموع الفتاوى " ( ‪. ) 3/179‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 117 -‬‬


‫وكان شيخ السلم يذكر ما ف (( الواسطية )) بأنه اعتقاد أهل السنة والماعة(‪،) 1‬‬
‫وهو مرادف عنده للفرقة الناجية النصورة‪ ،‬ويذكره تارة باسم السلف الصال(‪.) 2‬‬
‫وقد كانت هذه الناظرة بعد تأليف شيخ السلم لس (( الواسطية )) بسبع سني‪،‬‬
‫ويظهر أنه سجلها بعد ذلك بدة طويلة ‪.‬‬
‫إذن؛ فأين تفريق شيخ السلم بي الفرقة الناجية والطائفة النصورة؟!‬
‫وأن صح سلمان بأن يتر سم خ طى أئ مة ال سلم –وخ صوصا ش يخ ال سلم– ف‬
‫هذه القضية بالذات الت نسب فيها إل شيخ السلم ما ل يعرف عنه ‪.‬‬

‫" مموع الفتاوى " ( ‪. ) 3/162‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫" مموع الفتاوى " ( ‪. ) 3/169‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 118 -‬‬


‫المسألة العاشرة‬
‫ُ‬
‫تعل ّقه ببعض صفات‬
‫الفرقة الناجية‬

‫تعلق سلمان ببعض صفات الفرقة الناجية‪ ،‬وهي كونا تقاتل‪ ،‬فشطرها شطرين؛‬
‫تعلقا با يشبه خيط العنكبوت ‪.‬‬
‫· قال سلمان ‪ (( :‬أما الطائفة النصورة؛ فهي فئة جادلت وحاربت وقاتلت‪ ،‬بل إن‬
‫نص ف الديث على أن الطائفة النصورة يقاتلون أولً؛ ما قال؟ يقاتلون‪ .‬والنصر‬ ‫النب‬
‫يصل للمقاتلي )) ‪.‬‬
‫* أقول ‪ :‬من اللحظات على سلمان أن حسب اطّلعي على ما قاله ف أشرطته‬
‫وما سطره ف رسائله (( الغرباء )) و (( صفة الغرباء )) و (( من أسباب دفع الغربة )) ‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه ل يتحدث عن تاريخ الطائفة النصورة مت بدأ‪ ،‬وعن مراحل تاريخ هذه‬
‫الطائ فة‪ ،‬و عن جهاد ها الع سكري والعل مي‪ ،‬و عن العارك ال ت خاضت ها ‪ :‬ال كبى من ها‬
‫وال صغرى‪ ،‬و عن جهاد ها العل مي والدعوي‪ ،‬و عن مدار سها ال ت خر جت فحول العلماء‬
‫والبطال الغاوير والقيادات العسكرية ‪.‬‬
‫بالجا بة الا سة الواض حة على هذه الت ساؤلت ي ستطيع أن ي سكت مالف يه ف‬
‫هذه السألة الكبية ويلقمهم أحجارا ف أفواههم‪ ،‬وبدون هذه الجابة يظل كلمه هائما‬
‫غائما‪ ،‬وي ظل القراء ل ا يقوله ويكت به هائم ي تائه ي حائر ين ف دوا مة ل نا ية ل ا؛ فل‬
‫يعرفون هذه الطائفسة بالتحديسد‪ ،‬و ليعرف أبطالاس فس مياديسن الهاد العسسكري‪ ،‬ول فس‬
‫ميسسسادين الهسساد العلمي‪ ،‬ول ف‬
‫ميادين الهاد والتخطيط السياسي!!‬
‫‪ -2‬ل ينهج النهج العلمي ف استيفاء أقوال العلماء والئمة الذين حلوا أحاديث‬
‫الفر قة الناج ية والطائ فة الن صورة على أ هل الد يث وأقوال من خالف هم من أ هل البدع؛‬

‫‪- 119 -‬‬


‫ح يث يذ هب بعض هم إل أن م أ هل الب يت‪ ،‬وبعض هم يذ هب إل أن م ال صوفية‪ ،‬وبعض هم‬
‫يذهسب إل أنمس الماميسة الرافضسة ‪ ...‬وبعسد الناقشسة العلميسة النصسفة ودحسض القوال‬
‫والدعاءات الباطلة بالدلة الشرعيسة والواقسع التارييس لذه الطائفسة يتجسه إل تعيينهسا‬
‫وتديدها ‪.‬‬
‫مسا ل يقسم بذا المسر بدقسة؛ سسيظل كلمسه ادعاءات خياليسة معنسة فس اليالت‬
‫والحلم‪ ،‬ل رصيد لا من الواقع القيقي لذه الطائفة(‪ ،) 1‬ول رصيد لا من التاريخ ‪.‬‬
‫وه نا أ مر عظ يم ي ب التن به له‪ ،‬و هو أن علماء ال مة والئ مة العدول قد شهدوا‬
‫لهل الديث بأنم هم الطائفة الناجية النصورة‪ ،‬وهم شهداء ال ف الرض ‪:‬‬
‫عن أ نس بن مالك ر ضي ال ع نه؛ قال ‪ :‬مروا بنازة‪ ،‬فأثنوا علي ها خيا‪ ،‬فقال‬
‫(( وج بت ))‪ .‬فقال‬ ‫‪ (( :‬وج بت )) ‪ .‬ث مروا بأخرى‪ ،‬فأثنوا علي ها شرّا‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫ال نب‬
‫ع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه ‪ :‬ما وج بت؟ قال ‪ (( :‬هذا أثني تم عل يه خيا؛ فوج بت له‬
‫النة‪ ،‬وهذا أثنيتم عليه شرّا؛ فوجبت له النار‪ ،‬أنتم شهداء ال ف الرض ))(‪.) 2‬‬

‫أعن ‪ :‬الطائفة الت يرمي إليها سلمان ف كتاباته وأقواله‪ ،‬وهي فئبة حديثة‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫ناشئة‪ ،‬تلط بي الق والباطال‪ ،‬وتفضل شخصيات بعيدة عن منهج السلف؛ دينها‬
‫خليط من التجهم والعتزال والتصوف الغال‪ ،‬وبعض الرفض والطعن ف صحابة‬
‫رسول ال وخيار المة‪ ،‬وبعض الفكار الوافدة من الشرق والغرب؛ كالشتراكية‬
‫والديقراطية‪ ،‬تفضل هذه الشخصيات وفكرها على أفاضل العلماء السلفيي وعلى‬
‫منهجهم الشامل الالص من شوب الباطل والترهات؛ زعما منهم أن هؤلء العلماء‬
‫يهلون الواقع‪ ،‬وأن منهجهم ل يثل إلّ جانبا من السلم؛ فاللهم رحاك رحاك‬
‫لشباب هذا حاله !‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ – 23‬النائز‪ ،‬حديث ‪ ،) 1367‬ومسلم ( ‪-11‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫النائز‪ ،‬حديث ‪ ،) 949‬وفيه ‪ " :‬وجبت وجبت وجبت ‪ ...‬أنتم شهداء ال ف‬


‫الرض ( ثلثا )" ‪.‬‬

‫‪- 120 -‬‬


‫‪ -3‬تدرج سلمان ف أقواله ف الفرقة الناجية إل أن ينتهي با إل درجة اللك‪،‬‬
‫وإن ل يصرح بذا اللفظ ‪:‬‬
‫· قال ‪ (( :‬والفر قة الناج ية هي فر قة‪ ،‬هي أ هل ال سنة والما عة الذ ين التزموا‬
‫العقيدة الصحيحة حي انرف أهل البدع عنها وضلوا؛ فهم ناجون )) ‪.‬‬
‫ف و صفهم بقوله ‪:‬‬ ‫* أقول ‪ :‬إن ف هذا الكلم م صادقة ل ا ث بت عن ال نب‬
‫وأ صحابه هو‬ ‫من كان على ما أ نا عل يه وأ صحاب ))؛ ف هل كان كل ما ع ند ال نب‬ ‫((‬

‫العقيدة الصحيحة فحسب؟!‬


‫فأين العبادة؟!‬
‫وأين الهاد؟!‬
‫وأين المر بالعروف والنهي عن النكر؟!‬
‫ل يوز لنصف أن يرد حت الفرق الضالة من العمل ومن المر بالعروف والنهي‬
‫عن النكر ‪.‬‬
‫وإن من أ صول العتزلة ال مر بالعروف والن هي عن الن كر‪ ،‬ويشارك هم ف هذا‬
‫الوارج والروافض‪ ،‬وحت الرجئة الذين قالوا ‪ :‬إن اليان هو التصديق‪ ،‬وأخرجوا العمل‬
‫من اليان؛ ل يقعدوا عن العمل والهاد والمر بالعروف والنهي عن النكر ‪.‬‬
‫أتنل من ت سميها بالفر قة الناج ية أد ن النازل وأردئ ها‪ ،‬ث ب عد ذلك تقول ‪ :‬إن ا‬
‫ناجية؟!‬
‫ما هكذا يا سعد تورد البل !‬
‫فأين يذهبون عن آيات الوعيد على ارتكاب العاصي؟!‬
‫وأيسن يذهبون وتذهسب بمس عسن آيات وأحاديسث الوعسد العظيسم على العمال‬
‫الصالة‪ ،‬ل سيما آيات الهاد وأحاديثه؟!‬
‫سبيل ال؟!‬ ‫وأين يذهبون عن اليات القرعة على ترك الهاد والبذل ف‬

‫‪- 121 -‬‬


‫وهسل يعتقسد سسلمان أيضا أن النجاة مضمونسة بجرد صسحة العقيدة؛ فقسد يكون‬
‫كثي من الطغاة والعصاة يتمتعون بصحة العقيدة؟!‬
‫ومسا هسي النجاة التس يرى سسلمان أناس حاصسلة للفرقسة الناجيسة بجرد صسحة‬
‫العقيدة(‪) 1‬؟!‬
‫لقد قرر ال ف كتسسسابه أن النسان ف خسر‪ ،‬ل ينقذه من السران إل‬
‫اليان والعمال الصالة‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫سرٍ * إِلّ اّلذِي نَ آمَنُوا وَعَ ِملُوا ال صّالِحَاتِ‬
‫وَاْلعَ صْرِ * إِنّ اْلأِنْ سَانَ َلفِي خُ ْ‬
‫(‪.) 2‬‬ ‫صوْا بِالصّ ْبرِ‬
‫صوْا بِالْحَ ّق وََتوَا َ‬
‫وََتوَا َ‬
‫‪ -4‬ل أدري لاذا قال سلمان ‪ (( :‬وينب غي أن تكون أ هل الد يث ))‪ ،‬ول ي قل ‪:‬‬
‫ويب أن تكون من أهل الديث أو أهل الديث!! والفرق واضح‪.‬‬
‫‪ -5‬أرى سلمان يلح على الربط بي النصر والقتال‪ ،‬ل سيما ف هذا الوطن؛‬
‫فإنه خص النصر بالقاتلي‪ ،‬والظاهر أن نسي أن جهاد الدعوة والبيان والصب على الذى‬
‫ف سبيلها أفضل من الهاد بالسيوف والسنان‪ ،‬وأنه جهاد النبياء ووراثهم من العلماء‪،‬‬
‫وأن هؤلء منصورون ف الدنيا والخرة ‪.‬‬
‫ل يدرك سلمان أن الجاهد ف ميدان الدعوة إل التوحيد وماربة الشرك والبدع‬
‫والنكرات يوا جه من الشا كل وال صاعب ما ل يتحمله إل ال نبيون ووراث هم ب ق‪ ،‬وأن‬
‫مواجهسة الصسواريخ والدبابات بالنحور والصسدور أسسهل بكثيس وكثيس على النفوس مسن‬
‫الذى ومواجهة الطعون الظالة والدعايات الكاذبة والشائعات الفاجرة الت توجه إل حلة‬
‫لواء التوحيد والسنة وحلة لواء الرب على الشرك والبدع والضللت والرافات ‪.‬‬

‫يقول هذا فيمن يسميهم بالفرقة الناجية‪ ،‬ف الوقت الذي يرمي بعض الناس‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫الذين هم من خلصائه وعلى منهجه المة كلها بالرجاء؛ لنا ل تعمل كما يريد؛‬
‫علما بأن الرجاء عنده ل يقل ف الشر عن العلمانية إن ل يكن شرّا منها ‪.‬‬
‫العصر ‪. 3 - 1 :‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 122 -‬‬


‫ذلك لن سسلمان نشسأ فس بلد ارتفعست فيسه رايسة التوحيسد والسسنة على أنقاض‬
‫الشرك والبسسسدع‪ ،‬فلم يلق فيه أي أذى؛ لنه لسم يبق للشسرك ف بلده أي‬
‫حراك؛ لذا تراه ل يسب لهاد الدعوة إل التوحيد ول لهله كبي حساب ‪.‬‬
‫ولو تذكسر مسا لقيسه النسبياء صسلوات ال وسسلمه عليهسم فس ميدان الدعوة إل‬
‫التوحيد وماربة الشرك الذي يسميه هو وغيه بالشرك البدائي‪ ،‬وتذكر ما لقيه رسول ال‬
‫ف الع هد ال كي‪ ،‬ول سيما ح صاره وأ صحابه ف الش عب‪ ،‬ول سيما ما لق يه ف الطائف؛‬
‫لتعاظم أن يسميه الشرك البدائي ‪.‬‬
‫ولو تذكر ما لقيه شيخ السلم ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والمام الجدد ممد‬
‫بن عبدالوهاب وإخوانه ف بلد ند قبل أن تقوم للتوحيد دولته؛ ل ستهجن قول الهوني‬
‫من دعوة ال نبياء والر سل ‪ :‬إن ا تارب الشرك ال ساذج؛ توينا ل كب الذنوب‪ ،‬العروف‬
‫عند العلماء بأنه الشرك الكب الذي ليغفره ال‪ ،‬والذي قال ال ف شأنه ‪:‬‬
‫شرِكْ بِاللّهِ فَ َكأَنّمَا َخرّ مِنَ السّمَاءِ فَتَخْ َطفُهُ الطّ ْيرُ َأوْ َت ْهوِي بِهِ الرّيحُ‬
‫َومَنْ يُ ْ‬
‫(‪.) 1‬‬ ‫فِي مَكَانٍ سَحِي ٍق‬
‫فإذا أطلق الشرك فإنا ينصرف إليه ‪.‬‬
‫لو أدرك سسلمان كسل هذا؛ لدرك أن الطائفسة النصسورة الناجيسة هسم الدعاة إل‬
‫التوحيد والسنة‪ ،‬وهم الستحقون للنصر الحمود والوعود‪ ،‬ل الصارعون على الكراسي‪،‬‬
‫التسترون بالشعارات السلمية؛ فهؤلء وراث أولئك الثائرين على عثمان رضي ال عنه‬
‫والختار بن أب عبيد وأب مسلم الراسان وأب عبدال الشيعي وعلي بن الفضل وأمثالم‬
‫وأمثالمس منس تسستر بالسسلم وهدفسه اللك والسسلطة ومسا وراء ذلك مسن الموال‬
‫والشهسوات الدنيوية والغراض‬

‫الج ‪. 31 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 123 -‬‬


‫الفاسدة؛ لذا تراهم يهونون من شأن دعوة النبياء‪ ،‬ويقولسون عنها ‪ :‬إنا تشتغل بحاربة‬
‫الشرك الساذج والشرك البدائي(‪. ) 2‬‬
‫ومن الباه ي على أن هذا واقع هم ‪ :‬معاداتم ل هل التوح يد‪ ،‬وتوينهم من شأن‬
‫الشرك الكب‪ ،‬وتعاطفهم مع أهله من الروافض وغلة الصوفية الت ملت العال السلمي‬
‫إل من ساعد ال منهم بالرافات الشركية والشاهد والعابد‪ ،‬ومن هنا يلقون العطف من‬
‫كل شعوب الرض ‪.‬‬
‫ومسن الدلة على ذلك تعاطفهسم وتالفهسم مسع اللحدة مسن بعثييس وعلمانييس‬
‫وشيوعييس‪ ،‬وموادتمس لليهود والنصسارى‪ ،‬إذا كان ذلك يقسق لمس شيئا مسن أهدافهسم‬
‫السياسية ومصالهم الدنيوية على البدأ اليكافلي ( الغاية تبر الوسيلة ) ‪.‬‬
‫ومع كل هذا تد من يؤيدهم ويدافع عنهم ويتسمى بالسلفية مع السف!!‬
‫أ ما حلة لواء التوح يد؛ ف هم على سنن ال نبياء ف دعوت م‪ ،‬فينال م من البلء ما‬
‫ينال النبياء من أهل الشرك والكفر والبدع من البغض والعداء والعيش مع أهل الدنيا ف‬
‫نكد وصراع ‪.‬‬
‫وإذا خاضسسوا معامع العسارك؛ ارتفت من معاركهم الدنيا واضطربت‪،‬‬
‫ول قد عرف القر يب والبع يد ك يف كان العلم الغر ب يؤلب الش عب الفغا ن وير ضه‬
‫ويو فه ويرع به من حلة لواء التوح يد ال سلفيي‪ ،‬وي شن علي هم الملت العلم ية با سم‬
‫الوهابيسة‪ ،‬ول يقدم لمس ذرة مسن العون الادي والعنوي‪ ،‬بينمسا الغرب بدوله و منظماتسه‬
‫وجعياته قدموا للدعوات والحزاب الخرى أنواع الدعم الادي والعنوي السياسي والال‬

‫ونن نرى ف هذا العصر أن كبار الساسة وكبار الفلسفة ل يزالون‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫غارقي ف الشرك الذي يسميه الغالطون ‪ :‬الشرك الساذج والشرك البدائي؛ فمنهم من‬
‫يعبد الصنام‪ ،‬ومنهم من يعبد الصليب‪ ،‬ومنهم من بعبد القبور‪ ،‬وإن كانوا من صناع‬
‫القواني والتشريعات الاهلية والشرك الضاري ‪.‬‬

‫‪- 124 -‬‬


‫والسلح والدواء والغذاء‪ ،‬ف الوقت الذي ل تتد فيه أيدي أهل التوحيد والدين الالص‬
‫والهاد الصادق إل أي يد كافرة أو مبتدعة ضالة ‪.‬‬
‫فأولئك هسم أولياء ال حقّا‪ ،‬الطائفسة الناجيسة النصسورة حقّا‪ ،‬وحلة لواء السسلم‬
‫ال ق والهاد ال ق دعوة وبيانا و سيفا و سنانا إن شاء ال‪ ،‬ولو كره الرافيون والزبيون‬
‫والعجبون بمس‪ ،‬والرب سسجال‪ ،‬والعاقبسة والنصسر للمتقيس‪ ،‬وسسيعلم الذيسن ظلموا أي‬
‫منقلب ينقلبون ‪.‬‬
‫‪ -6‬أل يعجب القارئ لقول سلمان ‪ (( :‬والنصر يصل لن؟ يصل للمقاتلي )) ‪.‬‬
‫فنقول ‪ :‬ومن معك على هذا الذهب؟!‬
‫ما برها نك على أن ن صر ال لعبادة الؤمن ي ل يتنل علي هم إلّ ف ساحة القتال‬
‫ول يعد نصرا إلّ إذا كان كذلك؟!‬
‫َوَلقَدْ سََب َقتْ َكلِ َمتُنَا ِلعِبَادِنَا الْ ُمرْ َسلِيَ * ِإّن ُهمْ َل ُهمُ الْمَ ْنصُورُونَ‬ ‫قال تعال ‪:‬‬
‫* َوإِنّ جُ ْندَنَا َل ُهمُ اْلغَالِبُو َن (‪.) 1‬‬

‫فهل انتصارات الرسل جيعا كانت ف ميادين القتال؟!‬


‫وهل شرع القتال للرسل جيعهم؟!‬
‫والذين فرض عليهم الهاد كبن إسرائيل؛ فما كان جهادهم إل جهاد دفاع(‪.) 2‬‬
‫وقال تعال ‪:‬‬

‫الصافات ‪. 173-171 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫انظر ‪ " :‬رسالة السبة " ( ص ‪ ) 61‬لشيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬نشر الكتبة‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫العلمية ‪.‬‬

‫‪- 125 -‬‬


‫صرُ رُ ُسلَنَا وَاّلذِي نَ آمَنُوا فِي الْحَيَا ِة الدّنْيَا َوَيوْ مَ َيقُو مُ اْلأَ ْشهَادُ‬
‫إِنّ ا لَنَنْ ُ‬
‫(‪.) 3‬‬
‫فهل هذا النصر الذي ضمنه ال لرسله وللمؤمني الصادقي الراد به مايكون ف‬
‫ساحة القتال فحسب؟!‬
‫وهل يكون ف الخرة يوم يقوم الشهاد قتال؟!‬
‫وقال تعال ‪:‬‬
‫َوَلقَ ْد مَنَنّا َعلَى مُو سَى َوهَارُو َن * َونَجّيْنَاهُمَا َو َقوْ َمهُمَا مِ نَ الْ َكرْ بِ اْلعَظِي مِ‬
‫(‪.) 2‬‬ ‫ي‬
‫صرْنَا ُهمْ فَكَانُوا ُهمُ اْلغَالِبِ َ‬
‫* َوَن َ‬
‫فهل هذا النصر العظيم لوسى وهارون وقومهما كان ف ساحات القتال‪ ،‬أو كان‬
‫ثرة لهاد دعوة وصب على الذى والظلم والطغيان والستعلء؟!‬
‫وروى البخاري(‪ ) 3‬بإسناده عن مصعب بن سعد رضي ال عنه؛ قال ‪ :‬رأى سعد‬
‫))‬ ‫‪ (( :‬هل تنصرون إل بضعفائكم‬ ‫رضي ال عنه أن له فضلً على من دونه‪ ،‬فقال النب‬
‫‪.‬‬
‫وبوب عليه البخاري ‪ (( :‬باب من استعان بالضعفاء والصالي ف الرب )) ‪.‬‬
‫وقال المام النسسائي(‪ (( : ) 4‬السستنصار بالضعيسف ‪ :‬أخبنسا ممسد بسن إدريسس ‪:‬‬
‫حدثنا عمر بن حفص بن غياث عن أبيه عن مسعر عن طلحة بن مصرف عن مصعب بن‬
‫‪ ،‬فقال نب ال‬ ‫سعد عن أبيه ‪ :‬أنه ظن أن له فضلً على من دونه من أصحاب النب‬
‫‪ (( :‬إنا ينصر ال هذه المة بضعيفها؛ بدعوتم‪ ،‬وصلتم‪ ،‬وإخلصهم )) ‪.‬‬

‫غافر ‪. 51 :‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫الصافات ‪. 116-114 :‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫( الهاد‪ ،‬حديث ‪. ) 3178‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫( ‪ ،6/45‬حديث ‪.) 3187‬‬ ‫()‬ ‫‪4‬‬

‫‪- 126 -‬‬


‫من طريق‬ ‫وروى ‪ :‬المام أحد(‪ ،) 1‬وأبو داود(‪ ،) 2‬والنسائي(‪ ،) 3‬والترمذي(‪) 4‬؛‬
‫قال ‪ :‬سعت النب‬ ‫زيد بن أرطأة عن جبي بن نفي عن أب الدرداء رضي ال عنه؛‬
‫يقول ‪ (( :‬ابغونس ضعفاءكسم؛ فإناس ترزقون وتنصسرون بضعفائكسم ))‪ .‬وقال الترمذي ‪:‬‬
‫(( حديث حسن صحيح )) ‪.‬‬
‫فهذه الحاديسث تعطسي أن للضعفاء أثرا فعالً فس إحراز النصسر وحصسوله‪ ،‬فإذا‬
‫خاض القوياء معارك؛ فل يس من العدل أن نن سب النصر إل القوياء ف قط‪ ،‬بل العدل أن‬
‫ننسبه إل الميع‪ ،‬ونسمى الميع الطائفة الناجية النصورة ‪.‬‬
‫ث إنّ قصرَ النصر الذي وعد ال به على لسان رسوله الطائفة الناجية النصورة‬
‫على القتال والقاتليس ل يقله ويفهمسه مسن النصسوص إل سسلمان؛ مالفا بذلك نصسوص‬
‫الكتاب والسسنة فس مالت النصسر‪ ،‬ومالفا مسا فهمسه وقرره أئمسة السسلم ومسن ورائهسم‬
‫العلماء الذين تلقوا كلمهم بالقبول والتأييد ‪.‬‬
‫‪ -7‬قال سسلمان ‪ (( :‬طيسب الذيسن تركوا القتال وقعدوا عنسه واعتزلوا لجتهاد‬
‫منهم أو لسبب أو لخر‪ ،‬أو اشتغلوا بأيّ أمر من المور‪ ،‬وهم على عقيدة صحيحة‪ ،‬ومن‬
‫أهل السنة والماعة‪ ،‬لكنهم ل يقاتلوا‪ ،‬يدر أن ل يكونوا من الطائفة النصورة‪ ،‬وإن كانوا‬
‫من الفرقة الناجية ‪.‬‬
‫أرأ يت إن سانا سليم العتقاد صحيح القلب صحيح العبادة ن قي ال سريرة على‬
‫مذهب أهل السنة والماعة ف كل شيء لكنه رأى فساد الزمان فقال ‪ :‬أنا أرى الن أن‬
‫أعتزل الناس وأترك هم‪ ،‬فاعتزل ف ش عب من الشعاب؛ يع بد ر به‪ ،‬ويدع الناس من شره؛‬
‫هل هذا ت ستطيع أن تقول ‪ :‬من الطائ فة الن صورة؟! ل ت ستطيع؛ ل نه ل يقا تل ول يقاوم‬

‫( ‪. ) 5/198‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫( ‪ ،3/73‬حديث ‪. ) 2594‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫( ‪ ،6/45‬حديث ‪. ) 3179‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫( ‪ ،4/206‬حديث ‪. ) 1072‬‬ ‫()‬ ‫‪4‬‬

‫‪- 127 -‬‬


‫أصلً حت يتحقق له النصر‪ ،‬لكنك تستطيع أن تقول ‪ :‬إنه من الفرقة الناجية؛ لنه ل يأت‬
‫با يشى أن يعوقه عن النجاة )) ‪.‬‬
‫* أقول ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬إن سلمان يرى أن دائرة الفرقة الناجية أوسع من دائرة الطائفة النصورة؛‬
‫فلثبات هذا الفرق وتأكيده نرجو من أن يأت بثال واحد حصل ف تاريخ هذه المة بأن‬
‫ما يسمى بالطائفة النصورة قد أعلنت الهاد ورفعت لواءه واشتبكت مع أعداء السلم‬
‫حت ت لا النصر الاسم على أعداء السلم‪ ،‬وأن الفرقة الناجية قد نكلت عن هذا الهاد‬
‫وقعدت عنه واعتزلت عنه لجتهاد أو لسبب أو لخر وخذلت فيه الطائفة النصورة‬
‫الؤزرة فلم تشاركها بأي لون من ألوان الشاركة الوجدانية أو الالية أو القتالية‪ ،‬وليأت‬
‫سلمان بثال واحد يريح به الناس من التهويلت واليالت؛ ليضعهم أمام المر الواقع ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ما أسهل النجاة عند سلمان؛ فقد جعلها أرق من ثوب سابري؛ كما قال‬
‫إبراهيم النخعي ف الرجئة!‬
‫ما هي النجاة الت تتصورها للفرقة الناجية؟!‬
‫أهي النجاة الت يستحقها أهل البدع الكبى والفرق الالكة؟!‬
‫وسبحان ال! هل النجاة الت اختصت با الفرقة الناجية تناف القتال؟!‬
‫أل تعلم أن ترك القتال عنسد وجود مقتضياتسه ودواعيسه مسن أعظسم أسسباب‬
‫اللك(‪) 1‬؟!‬
‫قال تعال ‪:‬‬

‫معلوم أن للفرقة الناجية ميزة اختصت با على سائر الفرق‪ ،‬هي ضمان‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫ناتا من النار‪ ،‬وهي غي النجاة الت ضمنت للفرق الالكة‪ ،‬وهي النجاة من اللود ف‬
‫النار ‪.‬‬

‫‪- 128 -‬‬


‫(‪.) 2‬‬ ‫َوأَْن ِفقُوا فِي سَبِيلِ ال ّل ِه وَل ُت ْلقُوا ِبَأْيدِي ُكمْ إِلَى الّت ْهلُ َك ِة‬
‫قال المام أ بو داود رح ه ال ‪ :‬حدث نا أح د بن عمرو بن ال سرح ‪ :‬حدث نا ا بن‬
‫وهب عن حيوة بن شريح وابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب عن أسلم‬

‫البقرة ‪. 195 :‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 129 -‬‬


‫أ ب عمران؛ قال ‪ (( :‬غزو نا من الدي نة نر يد الق سطنطينية‪ ،‬وعلى الما عة عبدالرح ن بن‬
‫خالد بن الول يد‪ ،‬والروم مل صقو ظهور هم بائط الدي نة‪ ،‬فح مل ر جل على العدو‪ ،‬فقال‬
‫الناس ‪ :‬مه! مه! ل إله إل ال‪ ،‬يل قي بيد يه إل التهل كة‪ ،‬فقال أ بو أيوب ‪ :‬إن ا نزلت هذه‬
‫ال ية في نا مع شر الن صار‪ ،‬ل ا ن صر ال نبيه وأظ هر ال سلم؛ قل نا ‪ :‬هلم نق يم ف أموال نا‬
‫ونصلحها‪ ،‬فأنزل ال تعال ‪:‬‬
‫(‪.) 1‬‬ ‫َوأَْن ِفقُوا فِي سَبِيلِ ال ّل ِه وَل ُت ْلقُوا ِبَأْيدِي ُكمْ إِلَى الّت ْهلُ َك ِة‬
‫فاللقاء باليدي إل التهلكسة أن نقيسم فس أموالنسا ونصسلحها وندع الهاد‪ .‬قال‬
‫عمران ‪ :‬فلم يزل أبو أيوب ياهد ف سبيل ال حت دفن بالقسطنطينية )) (‪.) 2‬‬
‫(( وصح عن‬ ‫قال الافظ ف (( الفتح ))(‪ ) 3‬بعد أن ذكر حديث أب أيوب هذا ‪:‬‬
‫ابن عباس وجاعة من التابعي نو ذلك من تأويل الية )) ‪.‬‬
‫وقال تعال ‪:‬‬
‫أَم ْس حَسِسبُْتمْ أَن ْس َتدْ ُخلُوا الْجَّن َة وَلَمّاس َيأْتِكُم ْس مَثَ ُل اّلذِينَس َخ َلوْا مِن ْس قَ ْبلِكُم ْس‬
‫سس َيقُولَ‬
‫سسسسرّا ُء َوزُْلزِلُوا حَتّىس‬
‫مَس سسّ ْتهُمُ الَْبأْس سسَسسسسسسا ُء وَالضّسس‬
‫سى‬
‫الرّسسسُسسسسسولُ وَاّلذِينسسَ آمَنـسسسسسسسوا مَعسسسسسسـ ُه مَتَس‬
‫نَصسسسسسـرُ اللّه‬
‫(‪.) 4‬‬ ‫ِ أَل ِإنّ َنصْرَ ال ّلهِ قَرِيبٌ‬
‫وقال تعال ‪:‬‬

‫البقرة ‪. 195 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫" السنن " ( كتاب الهاد‪ ،‬حديث ‪ ،) 2513‬أخرجه النسائي ف " السنن‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫( كتاب التفسي‪ ،‬حديث ‪ ،) 11029‬والترمذي ( كتاب التفسي‪ ،‬حديث‬ ‫الكبى "‬


‫‪ ،) 2972‬وقال‪ " :‬هذا حديث حسن صحيح غريب " ‪.‬‬
‫( ‪. ) 8/185‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫البقرة ‪. 214 :‬‬ ‫()‬ ‫‪4‬‬

‫‪- 130 -‬‬


‫أَ مْ حَ سِبُْتمْ أَ ْن َتدْ ُخلُوا الْجَّنةَ َولَمّ ا َي ْعلَ مِ اللّ هُ اّلذِي نَ جَا َهدُوا مِنْكُ ْم وََي ْعلَ مَ‬
‫الصّاِبرِينَ (‪.) 1‬‬
‫وقال تعال ‪:‬‬
‫(‪.) 2‬‬ ‫َولَنَ ْب ُلوَنّ ُكمْ حَتّى َن ْعلَمَ الْمُجَا ِهدِي َن مِنْ ُكمْ وَالصّاِبرِي َن وََن ْب ُلوَ أَخْبَارَ ُك ْم‬
‫فمن أراد النة؛ فليسر ف طريق النبياء‪ ،‬ول بدّ أن يكون ف سيه ف هذا الطريق‬
‫عرضسة وهدفا للمتحان والبليسا والبتلء‪ ،‬وذلك مسا يعان يه أهسل الد يث الطائفسة الناجيسة‬
‫النصورة ف كل زمان ومكان ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إن القعود عن جهاد الشرك ي عند ما يد عو دا عي الهاد‪ ،‬وعند ما ي ستنفر‬
‫السلمي إمامُهم‪ ،‬ولو كان فاجرا‪ ،‬يعد لونا من ألوان النفاق‪ ،‬بل لعله أشدها ‪.‬‬
‫قال تعال ‪:‬‬
‫يَا َأيّهَا اّلذِي نَ آمَنُوا مَا لَكُ ْم ِإذَا قِيلَ لَكُ مُ اْن ِفرُوا فِي سَبِيلِ اللّ هِ اثّا َقلْتُ مْ ِإلَى‬
‫اْلَأرْ ضِ َأ َرضِيتُ مْ بِاْلحَيَا ِة الدّنْيَا مِ نَ الْآ ِخ َرةِ فَمَا مَتَا عُ اْلحَيَاةِ الدّنْيَا فِي ال ِخرَ ِة إِ ّل َقلِي ٌل *‬
‫إِ ّل تَ ْن ِفرُوا ُي َعذّبْكُ مْ َعذَابا أَلِيما َويَ سْتَ ْبدِ ْل َقوْما غَ ْيرَكُ مْ وَل َتضُرّو هُ شَيْئا وَاللّ هُ َعلَى كُلّ‬
‫(‪.) 3‬‬ ‫شَ ْيءٍ َقدِي ٌر‬
‫وقال تعال ‪:‬‬
‫اْن ِفرُوا ِخفَافا َوِثقَالً وَجَا ِهدُوا ِبَأ ْموَالِكُ مْ َوأَْنفُ سِ ُك ْم فِي سَبِيلِ اللّ ِه ذَلِكُ مْ خَ ْيرٌ‬
‫لَكُ مْ إِ نْ ُكنْتُ مْ َت ْعلَمُو نَ * َلوْ كَا نَ َعرَضا َقرِيبا وَ َسفَرا قَا صِدا لتََبعُو َك وَلَكِ ْن َب ُعدَ تْ‬
‫سهُ ْم وَاللّ هُ َي ْعلَ مُ‬
‫خرَجْنَا َمعَكُ مْ ُي ْهلِكُو نَ َأْنفُ َ‬
‫ح ِلفُونَ بِاللّ هِ َل ِو ا سْتَ َطعْنَا لَ َ‬
‫ش ّقةُ وَ سََي ْ‬
‫َعلَ ْيهِ مُ ال ّ‬
‫(‪.) 4‬‬ ‫ِإّن ُهمْ َلكَاذِبُونَ‬

‫آل عمران ‪. 142 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫ممد ‪. 31 :‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫التوبة ‪. 39-38 :‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫التوبة ‪. 42-41 :‬‬ ‫()‬ ‫‪4‬‬

‫‪- 131 -‬‬


‫فالقعود عن الهاد والتثاقل عنه من صفات النافقي ومن أسباب العذاب ف الدنيا‬
‫واللك ف الخرة ‪.‬‬
‫فكيف يصح أن يعد أهله من الفرقة الناجية؟!‬
‫وكيف يصح شرعا أن يكون هؤلء القاعدون هم الفرقة الناجية؟!‬
‫ل سيما إذا كان قعودهم واعتزالم وخذلنم للطائفة النصورة لسبب أو لخر‪ ،‬أو‬
‫اشتغلوا بأي أمر من المور‪ ،‬ول سيما إذا قالوا ‪ :‬شغلتنا أموالنا وأهلونا‪ ،‬أو قالوا ‪ :‬إن بيوتنا‬
‫عورة ومسا هسي بعورة إن يريدون إل فرارا ‪ ...‬إل غيس ذلك مسن العذار والسسباب التس‬
‫يفترضها سلمان‪ ،‬وهي لن تكون إل من السباب والذرائع الت ينتحلها النافقون!!‬
‫ويرى سلمان أن هذا النوع من العذار ل يعوق عن النجاة‪ ،‬و هي أسباب وأعذار‬
‫من أسباب اللك ومن أعذار منافقي العراب الهلة الفاء؛ قال تعال‪:‬‬
‫خ ّلفُو نَ مِ نَ الَ ْعرَا بِ َش َغلَتْنَا َأ ْموَالُنَا َوَأ ْهلُونَا فَا سْتَ ْغ ِفرْ لَنَا‬
‫سََيقُولُ لَ كَ الْمُ َ‬
‫س فِي ُقلُوِب ِه ْم ‪. ) 1( ...‬‬
‫َيقُولُونَ ِبَألْسِنَِت ِهمْ مَا لَ ْي َ‬
‫إل أن يقول ‪:‬‬
‫ك فِي‬
‫بَ ْل ظَنَنْتُمْ أَ ْن لَ ْن يَ ْن َقلِبَ الرّسُولُ وَالْ ُم ْؤمِنُونَ إِلَى َأ ْهلِيهِ مْ أَبَدا َوزُيّ َن َذلِ َ‬
‫(‪. ) 2‬‬ ‫س ْو ِء وَكُنُْت ْم َقوْما بُورا‬
‫ُقلُوبِ ُكمْ وَظََننُْتمْ ظَ ّن ال ّ‬
‫رابعا ‪ :‬إذا كان للمؤ من عذر شر عي وا ضح حال بي نه وب ي الشار كة الفعل ية ف‬
‫الهاد؛ فإ نه ل يرج بذلك من عداد الجاهد ين‪ ،‬ول يرج بذلك عن أن يكون من الطائ فة‬
‫النصورة ‪.‬‬
‫ف غزاة‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫قال جابر بن عبدال رضي ال عنهما ‪ :‬كنا مع النب‬
‫(( إن بالدي نة لرجالً؛ ما سرت م سيا ول قطع تم واديا‪ ،‬إل كانوا مع كم‪ ،‬حب سهم‬
‫الرض )) ‪.‬‬

‫الفتح ‪. 11 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫الفتح ‪. 12 :‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 132 -‬‬


‫وف رواية ‪ (( :‬إلّ يشركوكم ف الجر ))(‪.) 1‬‬
‫كان ف غزاة‪ ،‬فقال ‪ (( :‬إن أقواما بالدي نة‬ ‫و عن أ نس ر ضي ال ع نه ‪ :‬أن ال نب‬
‫خلفنا؛ ما سلكنا شعبا ول واديا؛ إل وهم معنا فيه‪ ،‬حبسهم العذر )) (‪.) 2‬‬
‫وعن ابن عمر رضي ال عنهما؛ قال ‪ :‬إنا تغيب عثمان عن بدر؛ فإنه كان تته بنت‬
‫‪ (( :‬إن لك أجسر رجسل منس شهسد بدرا‬ ‫‪ ،‬وكانست مريضسة‪ ،‬فقال له النسب‬ ‫رسسول ال‬
‫وسهمه )) (‪.) 3‬‬
‫وكذلك إذا ج هز ال سلم غازيا؛ فإ نه ي صنف ف ال سلم ف عداد الجاهد ين‪ ،‬فإن‬
‫فعل مؤمن ذلك؛ فلن يرج عن نطاق الطائفة النصورة ‪:‬‬
‫قال ‪ (( :‬من جهّ ز غازيا ف‬ ‫ف عن ز يد بن خالد ر ضي ال ع نه ‪ :‬أن ر سول ال‬
‫سبيل ال؛ فقد غزا‪ ،‬ومن خلف غازيا ف أهله بي؛ فقد غزا ))(‪ .) 4‬متفق عليه ‪.‬‬
‫بعث إل بن ليان‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫وعن أب سعيد الدري رضي ال عنه أن رسول ال‬
‫(( لينبعث من كل رجلي أحدها‪ ،‬والجر بينهما )) ‪.‬‬
‫وكذلك إذا كان السلمون ف ظروف جهادية فعلً‪ ،‬فتقاسوا العمل السلمي ‪ :‬قوم‬
‫نفروا للجهاد ف سبيل ال‪ ،‬ون فر آخرون لطلب العلم‪ ،‬وق عد آخرون للتعل يم وترب ية ال مة‬
‫وإعداد العلماء الربانييس وتربيسة المسة على العلم والعبادة والهاد والقيام بسسائر شؤون‬
‫ال سلم؛ فإن ج يع هذه ال صناف ماهدون ف سبيل ال‪ ،‬مشاركون ف ر فع را ية ال سلم‬
‫وق مع الشرك والبدع والضلل‪ ،‬ولن يرج صنف من هذه ال صناف الجاهدة عن الطائ فة‬
‫الناجية النصورة القائمة على أمر ال ‪.‬‬

‫رواه مسلم ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫رواه البخاري ( كتاب التوحيد‪ ،‬حديث ‪. ) 2839‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫رواه البخاري ( كتاب فرض المس‪ ،‬حديث ‪. ) 3130‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫رواه مسلم ف " الصحيح" ( ص ‪. ) 1507‬‬ ‫()‬ ‫‪4‬‬

‫‪- 133 -‬‬


‫‪ -8‬وقول سلمان ‪ (( :‬أرأيت إنسانا سليم العتقاد‪ ،‬صحيح العبادة‪ ،‬نقي السريرة‪،‬‬
‫على مذهب أهل السنة والماعة ف كل شيء‪ ،‬لكنه رأي فساد الزمان وقال ‪ :‬أنا أرى الن‬
‫أن أعتزل الناس وأتركهم‪ ،‬فاعتزل ف شعب من الشعاب بعبد ربه ويدع الناس من شره؛ هل‬
‫هذا ت ستطيع أن تقول ‪ :‬من الطائ فة الن صورة؟! ل ت ستطيع؛ ل نه ل يقا تل ول يقاوم أ صلً‬
‫حت يتحقق له النصر‪ ،‬لكنسسسك تستطيع‬
‫أن تقول ‪ :‬إنه من الفرقة الناجية؛ لنه ل يأت با يشى أن يعوقه عن النجاة )) ‪.‬‬
‫* فجوابه أن نقول ‪ :‬إن كان هذا النسان الذكور رأى فساد الزمان وفساد أهله؛‬
‫عقيدة وعبادة وأخلقا‪ ،‬و قد أع جب كل ذي رأي رأ يه‪ ،‬وات بع هواه‪ ،‬فه جر هذا الجت مع‬
‫الفاسد؛ فهذا مهاجر إل ال‪ ،‬له أسوة بأبيه إبراهيم خليل ال عليه السلم ‪:‬‬
‫قال ال تعال حاكيا عن هجرته ‪:‬‬
‫(‪.) 1‬‬ ‫َوقَالَ إِنّي ُمهَا ِجرٌ إِلَى رَبّي إِّن ُه ُهوَ اْل َعزِيزُ الْحَكِي ُم‬
‫‪ (( :‬ال سلم من سلم ال سلمون من ل سانه ويده‪ ،‬والها جر من‬ ‫وقال ر سول ال‬
‫هجر ما نى ال عنه )) (‪.) 2‬‬
‫خصوصا إذا كان هناك فت وهرج وقتال فتنة بي السلمي ‪.‬‬
‫‪ (( :‬العبادة ف الرج‬ ‫ف عن مع قل بن ي سار ر ضي ال ع نه؛ قال ‪ :‬قال ر سول ال‬
‫كهجرة إل )) ‪ .‬رواه مسلم(‪.) 3‬‬
‫فهذا الرجل الغريب ف قومه هو الطائفة الناجية النصورة ‪.‬‬
‫وإذا كان ف متمع تعينت فيه الفرقة الناجية النصورة‪ ،‬وقد رفعت راية الهاد‪ ،‬فلم‬
‫يشارك ف هذا الهاد بال ول مقال ينفع الجاهدين‪ ،‬ول يرفع رأسا بآيات الهاد ول بقول‬

‫العنكبوت ‪. 26 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫البخاري ( كتاب اليان‪ ،‬حديث ‪. ) 10‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫ف ( كتاب الفت‪ ،‬باب فضل العبادة ف الرج‪ ،‬حديث ‪. ) 2948‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 134 -‬‬


‫‪ (( :‬جاهدوا الشركي بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ))(‪ ) 1‬؛ فهذا ل يكن أن‬ ‫رسول ال‬
‫‪ (( :‬من مات ول‬ ‫يقال ‪ :‬إن صحيح العقيدة نقي السريرة‪ ،‬بل يصدق عله قول رسول ال‬
‫يغز ول يدث نفسه بالغزو؛ مات على شعبة من النفاق ))(‪ ،) 2‬ويصدق عليه قول رسول ال‬
‫‪ (( :‬مسن ل يغسز أو ي هز غازيا أو يلف غازيا فس أهله بيس؛ أصسابه ال بقارعسة قبسل يوم‬
‫القيامة ))(‪.) 3‬‬
‫ول يوز عد هذا الصنف ف الفرقة الناجية بال؛ إل إن عشنا ف عال اليال ‪.‬‬
‫‪ (( :‬من كان‬ ‫وبعد كل هذا وذاك؛ فالفرقة الناجية هي كما عرفها رسول ال‬
‫وأصحابه )) ‪:‬‬ ‫على ما كان عليه رسول ال‬
‫ف من يقول ‪ :‬إن الفر قة الناج ية هي ال ت التز مت العقيدة ال صحيحة‪ ،‬ويرد ها من‬
‫العمل والهاد؛ ل يلو قوله من مكابرة وعناد لقول سيد الرسل والعباد ‪.‬‬
‫ومسن فرق بينهسا وبيس الطائفسة النصسورة؛ فقسد خالف قول أئمسة السسلم‪ ،‬وتبسط‬
‫بالشباب ف الظلم ‪.‬‬

‫أبو داود ( الهاد‪ ،‬حديث ‪ ،) 3504‬والنسائي ( حديث ‪ ،) 3098‬أحد (‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،) 251 ،163 ،3/124‬والدارمي ( ‪ ،) 2/374‬وأسناده قوي‪ ،‬وصححه ابن حِبّان‬


‫( حديث ‪ ،) 1618‬والاكم ف " الستدرك " ( ‪ ) 1/81‬وصححه‪ ،‬وصححه النووي ف "‬
‫رياض الصالي " ف آخر ( باب الهاد )‪ .‬قال النذري ‪ " :‬ويتمل أنه يريد بقوله ‪" :‬‬
‫وألسنتكم " ‪ :‬الجاء‪ ،‬ويؤيده قوله لعمر رضي ال عنه لا أنكر على عبدال بن رواحة‬
‫إنشاده بي يدي رسول ال ف عمرة القضاء شعره ف قريش‪ ،‬فقال رسول ال ‪ " :‬خلّ‬
‫عنه يا عمر؛ فلهي أسرع فيهم من نضح النّبل " ‪.‬‬
‫مسلم (كتاب المارة‪ ،‬حديث ‪ ،)1910‬وأخرجه أبو داود (الهاد‪ ،‬حديث‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،)2502‬والنسائي ( الهاد‪ ،‬حديث ‪ ،) 3099‬وأحد ف " السند " ( ‪. ) 3/374‬‬


‫أبو داود ( الهاد‪ ،‬حديث ‪ ،) 2503‬وابن ماجه ف ( الهاد‪ ،‬حديث ‪) 3762‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪.‬‬

‫‪- 135 -‬‬


‫خامسسا ‪ :‬يريسد سسلمان أن يغالط نفسسه وغيه فيوهسم الناس أن السسلفيي فس هذا‬
‫العصر ل دخل لم ف الهاد‪ ،‬ويريد أن يوهم الناس أن الخوان السلمي بفصائلهم هم حلة‬
‫لواء الهاد؛ لذا ل يذكر ول يشي ف أشرطته ول ف كتاباته إل شيء من جهادهم ‪.‬‬
‫والذي يعرف الواقسع وحقائق المور أنسه ل ياهسد لعلء كلمسة ال ورفسع رايسة‬
‫التوحيد هنا وهناك إل السلفيون‪ ،‬وأن جهاد غيهم من حزبيي وخرافيي ما هو إل لغراض‬
‫دنيو ية من وطن ية وتطلع إل ال سلطة وال كم ‪ ...‬إل غ ي ذلك من الغراض التاف هة‪ ،‬وأي‬
‫ميزة لذا اللون من الهاد؛ فل قد قا تل عن وط نه وأغرا ضه ومبادئه الباطلة كل أ هل اللل‬
‫والن حل من شيوعي ي وبعثي ي وهنادك ون صارى ويهود وروا فض وباطن ية و صوفية خراف ية‬
‫وغي هم‪ ،‬و كل م سلم صادق يعلم أ نه ل قي مة لي غرض من أغراض القتال إل إذا كان‬
‫هدفه رفع راية التوحيد ‪:‬‬
‫(( من قاتل لتكون كلمة ال هي العليا فهو ف سبيل ال )) ‪.‬‬
‫لقد كشف ال نوايا أهل الباطل هنا وهناك‪ ،‬ولو تستروا ف جهادهم باسم السلم‪،‬‬
‫وامتصوا بذلك دماء الشعوب وأموالم ‪.‬‬

‫‪- 136 -‬‬


‫المسألة الحادية عشرة‬
‫تعلقه باللغـــة العربيـــــة‬

‫وقد أبعد النجعة بذا التعلق ‪:‬‬


‫· قال سسلمان ‪ (( :‬وعندي على ذلك بعسض المثلة؛ منهسا ‪ :‬أن الصسل أن إذا‬
‫اختلف ال سم؛ اختلف ال سمى؛ فالرسسول عليسه ال صلة وال سلم ذ كر الطائفسة النصسورة‬
‫باسها‪ ،‬وذكر ف الديث الخر أن هذه المة ستفترق على ثلث وسبعي فرقة كلها ف النار‬
‫إل واحدة‪ ،‬فإذا اختلف السسم؛ دل على اختلف السسمى‪ ،‬والقول بتوحسد السسمى مسع‬
‫؛ يعن ‪:‬‬ ‫اختلف السم يتاج إل دليل ظاهر‪ ،‬يتاج إل دليل‪ ،‬خاصة وقد وصف النب‬
‫اختلف ال سم واختلف الو صف‪ ،‬فه نا النجاة وه نا الن صر‪ ،‬وهناك ساها فر قة وهناك ساها‬
‫طائفة‪ ،‬والطائفة غالبا أقل من الفرقة‪ ،‬أقل عددا ف كلم يطول‪ ،‬لكن هذا بعض ما حضرن ‪.‬‬
‫و مع ذلك؛ ل ست أقول ‪ :‬إن هذا الكلم‪ ،‬إ نه اجتهاد ي ب على الم يع اتبا عه‪ ،‬أ نا‬
‫مطمئن قل ب بذلك‪ ،‬وعندي أدلة من القرآن وال سنة‪ ،‬و قد ب سطتها أو شيئا من ها ف كتاب‬
‫صفة الغرباء ))‪ ،‬لكن يكن أن يكون اجتهاد ف غي مله‪ ،‬مسألة‪ ،‬كان ماذا؟! ما ف المر‬ ‫((‬

‫ما يستدعي؛ يعن ‪ :‬أن يضخم هذا المر )) ‪.‬‬


‫* أقول ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬كيف غاب هذا الفهم عن أئمة السلم منذ وصلتهم هذه الحاديث وعلى‬
‫امتداد تار يخ ال سلم إل يوم نا هذا‪ ،‬وي تص ال بذا الف هم العظ يم أ حد طلب العلم ف‬
‫أوائل مراحل الطلب‪ ،‬وإن ف هذا لعجبا!!‬
‫أوسع ‪.‬‬ ‫إن اللغة العربية أوسع اللغات‪ ،‬وعقول علمائنا وذكاؤهم وفقههم‬
‫فتعال إل لفظ المة الذي هو أحد ألفاظ رواية معاوية رضي ال عنه ‪.‬‬

‫‪- 137 -‬‬


‫قال ف (( القاموس ))(‪ ( ) 1‬الرتب ) ‪ (( :‬والمة؛ بالكسر‪ :‬الالة والشرعة ‪ ...‬وبالضم‬
‫‪ :‬الرجل الامع للخي‪ ،‬والمام‪ ،‬وجاعة أرسل إليهم رسول‪ ،‬واليل من كل حي ‪ ...‬ومن‬
‫هو على الق مالف لسائر الديان )) ‪.‬‬
‫فالمة يراد با الرجل الواحد والمام؛ كما قال تعال ‪:‬‬
‫(‪. ) 2‬‬ ‫إِنّ إِْبرَاهِيمَ كَانَ ُأمّة‬
‫ويراد با الماعة‪ ،‬ويراد با من هو على الق ‪.‬‬
‫وقال المام ابن جرير رحه ال تعال ف تفسي قول ال تعال ف سورة العراف ‪:‬‬
‫َوِإذْ قَالَ تْ ُأ ّمةٌ مِ ْنهُ مْ لِ مَ َتعِظُو َن َقوْما اللّ ُه مُ ْهلِ ُكهُ مْ َأ ْو مُ َعذُّبهُ مْ َعذَابا َشدِيدا‬
‫الية(‪. ) 3‬‬ ‫‪...‬‬
‫‪ :‬جاعسة منهسم لماعسة كانست تعسظ العتديسن فس‬ ‫َوِإذْ قَالَت ْسُأ ّمةٌ مِ ْنهُم ْس‬ ‫((‬

‫السبت‪ ،‬وأطلق على الناهية فرقة‪ ،‬وقد ساهم ال قوما )) ‪.‬‬


‫‪- 1‬فأطلق على المة ( جاعة ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬ث أطلق على المة ( فرقة )‪ ،‬فقال ‪ (( :‬واختلف أهل العلم ف هذه الفرقة الت‬
‫‪ :‬هل كانت من الناجية أم من الالكة؟! )) ‪.‬‬ ‫قالت ‪ِ :‬لمَ َتعِظُونَ َقوْما ال ّلهُ ُم ْهلِ ُك ُهمْ‬
‫‪ -3‬ث أطلق على المة لفظ ( الطائفة )‪ ،‬وعلى الفرقتي الناهيتي طائفتان‪ ،‬وعلى‬
‫الفرقة العاصية طائفة(‪) 4‬؛ فتحصل لنا أن الفرقة أو الطائفة والماعة والمة بعن واحد ‪.‬‬

‫( ‪ ،) 1/179‬وانظر " تذيب اللغة " للزهري ( ‪. ) 15/634‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫النحل ‪. 120 :‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫العراف ‪. 164 :‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫انظر ‪ " :‬تفسي ابن جرير " ( ‪ ،) 189 ،187-13/184‬و " تفسي ابن‬ ‫()‬ ‫‪4‬‬

‫كثي " ( ‪-258-2/257‬ط‪ .‬اللب ) و " الحرر الوجيز " لبن عطية (‬
‫‪. ) 117-6/116‬‬

‫‪- 138 -‬‬


‫وقال ف (( القاموس )) ف ( مادة فرق ) ‪ (( :‬والفر قة؛ بالك سر ‪ :‬ال سقاء المتلئ ‪...‬‬
‫والطائفة من الناس )) ‪.‬‬
‫وكذلك قال ف (( اللسان )) ف مادة ( طوف ) و ( فرق ) ‪.‬‬
‫ذكر قوما يكونون ف‬ ‫من حديث أب سعيد أن النب‬ ‫(‪) 1‬‬
‫))‬ ‫وف (( صحيح مسلم‬
‫أمته‪ ،‬يرجون ف فرقة من الناس‪ ،‬يقتلهم أدن الطائفتي إل الق ‪.‬‬
‫و من طر يق آ خر ‪ (( :‬يكون ف أم ت فرقتان‪ ،‬فيخرج من بين هم مار قة يلي قتل هم‬
‫أولهم بالق )) ‪.‬‬
‫فعسب عسن الفئتيس تارة بلفسظ ‪ ( :‬طائفسة )‪ ،‬وتارة بلفسظ ‪ ( :‬فرقسة )‪ ،‬وهاس فئتان‬
‫من حديث أب بكرة رضي ال‬ ‫عظيمتان؛ كما ف (( صحيح البخاري )) ( كتاب الصلح )‬
‫(‪) 2‬‬

‫‪ :‬أنه قال ‪ (( :‬إن ابن هذا سيد‪ ،‬ولعسل ال أن‬ ‫عنه عن النب‬
‫يصلح به بي فئتي عظيمتي من السلمي )) ‪.‬‬
‫يدث نا‬ ‫و عب ف (( م سند أح د ))(‪ .) 3‬بالطائفت ي بدل الفئت ي‪ ،‬فقال ‪ :‬كان ال نب‬
‫يوما والسن بن علي ف حجره‪ ،‬فيقبل على أصحابه‪ ،‬فيحدثهم‪ ،‬ث يقبل على السن فيقبله‪،‬‬
‫ث قال ‪ (( :‬إن ابن هذا لسيد إن يعش يصلح بي طائفتي من السلمي )) ‪.‬‬
‫سى هذه ناج ية وتلك من صورة؛ فعلى ف هم‬ ‫ثانيا ‪ :‬لن سلم جدلً أن ر سول ال‬
‫سلمان تكون النجاة من النار خاصة بالفرقة الناجية‪ ،‬وتكون النصورة من الفرق الالكة؛ لن‬
‫الظهور والنصر والغلب ل يستلزم النجاة؛ فإن الغلبة والظهور والنصر الادي والعسكري قد‬
‫كانست مسن حسظ الكفار فس غالب العصسور؛ فالفراعنسة والكلدانيون والتبابعسة والكاسسرة‬
‫والقياصرة وملوك الند والصي كان لم ملك وسلطان وجبوت وجيوش ل تقهر‪ ،‬ولليهود‬
‫اليوم والن صارى من دهور وللهنادك والبوذي ي والشيوعي ي والروا فض والباطن ية والنافق ي‬

‫( ‪ ، 2/745-746‬حديث ‪. ) 153-149‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫( حديث ‪. ) 2704‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫( ‪. ) 5/47‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 139 -‬‬


‫دول وجيوش و سلطنة وق هر‪ ،‬فلو كان الن صر والقوة والغلب ت ستلزم النجاة؛ للزم أن يقال‬
‫بنجاة هذه المم الكافرة اللحدة ‪.‬‬
‫ل ي سم هذه الفر قة بالناج ية‪ ،‬وإن ا أ خذ العلماء هذا الع ن‬ ‫ثالثا ‪ :‬إن ر سول ال‬
‫من كلمه‪ ،‬فسقط ما تعلق به سلمان‪ ،‬وسقط ما بناه عليه ‪.‬‬
‫لكن الذي ورد عنه عليه الصلة والسلم وصف هذه الفرقة بأنا هي الماعة‪ ،‬فإذا‬
‫جري نا على مذ هب سلمان؛ كان مؤداه أن هذه الفر قة م صوصة بذا الو صف‪ ،‬وأن الطائ فة‬
‫النصورة من أهل الفُرقة الذمومة الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ‪.‬‬
‫هذه الفر قة بأن ا ‪ (( :‬من كان على ما عل يه ر سول ال‬ ‫وو صف ر سول ال‬
‫وأصحابه ))؛ فعلى مذهب سلمان تكون الطائفة النصورة على أمر آخر مغاير لا عليه رسول‬
‫ال وأصحابه‪ ،‬وما عليه رسول ال وأصحابه هو القرآن والسنة‪ ،‬وهو الق‪ ،‬وما بعد الق إل‬
‫الضلل‪ ،‬فإذا قال سلمان ‪ :‬أ نا قلت وأ نا أقول ؛ قل نا ‪ :‬هذا مذه بك الخ ي(‪ ) 1‬ب عد ت بط‬
‫كثي‪ ،‬وإل ال الصي ‪.‬‬
‫سى‬ ‫رابعا ‪ :‬من أدلة سلمان على التفر قة ب ي الناج ية والن صورة أن ر سول ال‬
‫الناجية فرقة وسى النصورة طائفة‪ ،‬والصل عنده أنه إذا اختلف السم؛ اختلف السمى ‪.‬‬
‫فنقول له ‪ :‬هل علماء السلم الذين قرروا – بعد علمهم الكامل ووعيهم الشامل‬
‫– أنا فرقة واحدة فاتم معرفة هذا الصل؟‬
‫الواب ‪ :‬كلّ ث كلّ‪ ،‬إنم عن علم – وأي علم – نطقوا ‪.‬‬
‫أطلق على هذه الفرقة الكرية ف أحاديث الفتراق ‪.‬‬ ‫إن رسول ال‬
‫‪ ( -1‬ملة )؛ كما ف حديث عبدال بن عمرو رضي ال عنه وغيه ‪.‬‬
‫‪ -2‬و ( الماعة )؛ كما ف حديث معاوية وأنس وغيها رضي ال عنهم ‪.‬‬

‫قد يقول سلمان‪ :‬إن الطائفة النصورة جزء من الفرقة الناجية‪ .‬فيقال له ‪:‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫إنك جعلتهما هنا متباينتي؛ تغلو ف إحداها‪ ،‬وتط ف الخرى‪ ،‬والق أنما فرقة‬
‫واحدة‪ ،‬ولذا التفريق مآرب سياسية‪ ،‬وليست من التحقيق العلمي ف شيء ‪.‬‬

‫‪- 140 -‬‬


‫‪ -3‬و ( السواد العظم )؛ كما ف حديث عمر رضي ال عنه ‪.‬‬
‫فعلى مذهسب سسلمان – إذا اختلف السسم اختلف السسمى – تكون هذه أمسم‬
‫متلفة‪ ،‬والقول بتوحدها يتاج إل دليل ظاهر ‪.‬‬
‫وف أحاديث الطائفة روى عنه الصحابة ألفاظا متلفة ‪.‬‬
‫‪ -1‬فأطلق عليهم ( طائفة )؛ كما ف حديث الغية ومعاوية وغيها ‪.‬‬
‫‪ -2‬وأطلق عليهم ( أمة )؛ كما ف حديث معاوية ‪.‬‬

‫‪ -3‬وأطلق عليهم ( ناس ) ‪.‬‬


‫‪ -4‬وأطلق عليهم ( قوم ) ‪.‬‬
‫‪ -5‬وأطلق عليهم ( عصابة ) ‪.‬‬
‫‪ -6‬وأطلق عليهم ( أهل الغرب ) ‪.‬‬
‫فعلى مذ هب سلمان ‪ (( :‬إذا اختلف ال سم؛ اختلف ال سمى‪ ،‬والقول بتوحيد ها‬
‫يتاج إل دليل ظاهر ))؛ إذ الختلف والتغاير بي هذه السميات قائم؛ فليأت بالدلة على‬
‫توحدها ‪.‬‬
‫أ ما ع ند علماء ال سلم؛ فل اختلف ول افتراق ول تغا ير ول تبا ين؛ فلله ت سعة‬
‫أساء ‪ :‬ممد‪ ،‬وأحد‪ ،‬والاشر‪،‬‬ ‫وتسعون اسا‪ ،‬بل أكثر‪ ،‬والسمى واحد‪ ،‬ولرسول ل‬
‫والعاقب‪ ،‬والات‪ ،‬والسمى واحد‪ ،‬وللقرآن أساء ‪ :‬القرآن‪ ،‬والفرقان‪ ،‬والنور‪ ،‬والكتاب‪،‬‬
‫والروح ‪ ...‬إل‪ ،‬والسمى واحد‪ ،‬وللمسلمي أساء‪ ،‬وللمؤمني أساء‪ ،‬وإن شئت قلت ‪:‬‬
‫صفات ‪:‬‬
‫التّاِئبُو نَ اْلعَاِبدُو نَ الْحَا ِمدُو نَ ال سّائِحُو َن الرّا ِكعُو نَ ال سّا ِجدُونَ الْآ ِمرُو نَ بِالْ َم ْعرُو فِ‬
‫(‪. ) 1‬‬ ‫شرِ اْل ُم ْؤمِنِيَ‬
‫حدُودِ ال ّل ِه وَبَ ّ‬
‫وَالنّاهُونَ عَ ِن الْمُنْ َك ِر وَالْحَافِظُونَ لِ ُ‬

‫التوبة ‪. 112 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 141 -‬‬


‫والسمى واحد‪ ،‬وهم الؤمنون؛ كما قال تعال ‪:‬‬
‫)‪.‬‬ ‫‪(1‬‬
‫ي‬
‫شرِ الْ ُم ْؤمِنِ َ‬
‫َوبَ ّ‬
‫وقال عبدالرحن بي عيسى المذان ف كتابه (( اللفاظ الكتابية )) ف ( باب ذكر‬
‫الولياء وأنصار الدين ) ‪ (( :‬يقال ‪ :‬جاء فلن فيمن معه من أولياء ال‪ ،‬وحزب ال‪ ،‬وفريق‬
‫الدى‪ ،‬وأشياع الق‪ ،‬وأنصار دين ال‪ ،‬وحاة الق وذادته‪ ،‬وسيوف العز‪ ،‬وأركان اللفة‬
‫ودعائمها‪ ،‬ودعائم الدولة‪ ،‬وكتائب ال ف أرضه ))(‪. ) 1‬‬
‫وقال ف ( باب ذكر العداء ) ‪ (( :‬أقبل فلن فيمن معه من شيعة الباطل‪ ،‬وفريق‬
‫الشيطان‪ ،‬وأتباع الغي وألفافه‪ ،‬وثأر الدين‪ ،‬وضواري الفتنة‪ ،‬وسباع الغارة‪ ،‬وفراش النار‪،‬‬
‫وأعداء القس‪ ،‬وجنود إبليسس‪ ،‬وطواغسي الغسي‪ ،‬وأحزاب البدع‪ ،‬وأهسل الفرقسة والزيسغ‬
‫والشقاق والفت نة والع صية واللاد والبد عة‪ ،‬وتقول‪ :‬أق بل ف لف يف من الناس وأوخاش‬
‫وأوباش ))(‪. ) 2‬‬
‫وقال فس باب احتشاد القوم ‪ (( :‬أقبسل فس جهور أصسحابه وكافتهسم ودهائهسم‪،‬‬
‫وأقبسل بقضسه وقضيضسه‪ ،‬وحشده‪ ،‬وحفله‪ ،‬وفس بمس مسن الناس‪ ،‬ودهسم مسن الناس؛ أي ‪:‬‬
‫كثرة‪ ،‬وأقبلوا المّس الغفيس‪ ،‬وجّا غفيا أيضا‪ ،‬ويقال ‪ :‬رأيست فلنا فس خار أصسحابه‬
‫وغمارهم وسوادهم ))(‪. ) 3‬‬
‫وهذا الكتاب مب ن على هذا ال ساس؛ ماولة ل ستيفاء اللفاظ التراد فة للمع ن‬
‫الواحد ‪.‬‬
‫والذي فه مه علماؤ نا و سلفنا ‪ :‬الترادف ب ي الطائ فة الن صورة والفر قة الناج ية‬
‫وأهل السنة والماعة ‪.‬‬

‫" اللفاظ الكتابية " ( ص ‪. ) 65‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫" اللفاظ الكتابية " ( ص ‪. ) 66‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫" اللفاظ الكتابية " ( ص ‪. ) 68‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 142 -‬‬


‫وإن لغسة القرآن والسسنة ولغسة العرب وهسي لغسة القرآن والسسنة؛ كسل ذلك هسو‬
‫النطلق لقولم بتوحد الطائفة الناجية والنصورة وأهل السنة والماعة وترادفها على معن‬
‫واحد؛ فمثلً ‪:‬‬
‫‪ -1‬ورد ف حديث معاوية رضي ال عنه ف حديث الفرق ‪ (( :‬وهي الماعة ))‪،‬‬
‫وكذلك ورد ف حديث أنس ‪.‬‬
‫‪ -2‬وورد ف حديث معاوية رضي ال عنه ف حديث الطائفة ‪ (( :‬ل يزال من أمت‬
‫أمة ))؛ كما تقدم ذكره وعزوه إل (( صحيح البخاري ))‪ ،‬وورد أيضا من روايته ف حديث‬
‫الطائفة ‪ (( :‬ول تزال عصابة من السلمي يقاتلون على الق ظاهرين ))‪ ،‬وورد من حديثه‬
‫وحديث الغية وغيه ‪ (( :‬ل تزال طائفة ‪ ...‬إل )) ‪.‬‬
‫فهل نقول ‪ :‬اختلفت الساء فاختلف السمى؟!‬
‫الواب ‪ :‬ل؛ لن الع ن وا حد‪ ،‬وال سمى وا حد‪ ،‬ذلك أن المسة بع ن الما عة‬
‫وبعن الطائفة‪ ،‬والعصابة – وهي أضيقها – بعن الماعة‪ ،‬والفرقة بعن الماعة وبعن‬
‫الطائفة ‪.‬‬

‫‪- 143 -‬‬


‫المسألة الثانية عشرة‬
‫تصوره أن أصبـــح في عــــداد‬
‫المجتهــــدين‬

‫يت صور سلمان أ نه قد أ صبح ف عداد الجتهد ين الذ ين ي ق ل م أن يالفوا أئ مة‬


‫الجتهاد كلهم والمة من ورائهم‪ ،‬ولو كانت النصوص واللغة إل جانبهم‪ ،‬والواقع على‬
‫امتداد القرون يشهد لم ‪.‬‬
‫· قال سلمان ‪:‬‬
‫(( و مع ذلك؛ ل ست أقول ‪ :‬إن هذا الكلم؛ إ نه إجتهاد على الم يع اتبا عه‪ ،‬أ نا‬
‫((‬ ‫مطمئن قلب بذلك‪ ،‬وعندي أدلة من القرآن والسنة‪ ،‬وقد بسطتها أو شيئا منها ف كتاب‬
‫غي مله‪ ،‬م سألة‪ ،‬كان ماذا؟! ما ف‬ ‫صفة الغرباء ))‪ ،‬لكن ي كن أن يكون اجتهاد ف‬
‫المر ما يستدعي ( يعن أن يضخم هذا المر ) )) ‪.‬‬
‫* أقول ‪:‬‬
‫ف هذا الكلم نظرات ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬سبحان ال! ما الذي اضطرك إل هذا الجتهاد ف أ مر ات فق عل يه أئ مة‬
‫السلم وتابعهم عليه علماء السلمي على امتداد الزمان؟!‬
‫و هل كا نت ال مة تعا ن من هذه القض ية مشكلة‪ ،‬فاضطررت إل هذا الجتهاد‪،‬‬
‫لتكشف عنهم كارثة نزلت بم؟!‬
‫وهل كنت تعد نفسك وأنت طالب ف مرحلة الاجستي من أهل الجتهاد‪ ،‬تشهر‬
‫سلح اللف على أئمة السلم؟!‬
‫ثانيا ‪ :‬أ نت تقول ‪ :‬إن عندك أدلة من الكتاب وال سنة على التفر يق ب ي الفر قة‬
‫الناج ية والطائ فة الن صورة؛ فك يف ي ستطيع م سلم أن يت صور أن الئ مة وال مة ظلوا ف‬
‫غياب عميسق طوال قرون عديدة عسن فهسم هذه الدلة مسن كتاب ال وسسنة رسسوله عليسه‬

‫‪- 144 -‬‬


‫الصلة والسلم ف هذه القضية‪ .‬أما خطر ببالك مثل هذا السؤال؟! فلعله كان يول بينك‬
‫وبي القدام على مصاولة أئمة السلم ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬هل يستقيم قولك ‪ :‬يكن أن يكون اجتهاد ف غي مله‪ ،‬مع القول بأن لك‬
‫أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬ومع القول بأن قلبك مطمئن إل ما ذهبت إليه؟!‬
‫رابعا ‪ :‬لاذا تون مسن شأن هذه السسألة الكسبية بثسل قولك ‪ :‬مسا فس المسر مسا‬
‫يستدعي ( يعن ‪ :‬أن يضخم هذا المر )؟!‬
‫فما هي السائل الكبية ف نظرك إذا كان ما صنعته من صغائر المور؟!‬
‫أل تعلم أ نك بعملك هذا قد حق قت مك سبا كبيا وحلما عظيما ل شد خ صوم‬
‫أهسل الديسث عداوة وخصسومة وأشدهسا مكرا وكيدا للمنهسج السسلفي وأهله؛ إذ فكروا‬
‫وقدروا ث فكروا وقدروا كيف يقنعون الشباب السلفي بنهجهم الباطل ومبادئهم الضالة‬
‫إذا كان هذا الشباب يعتقد أنه على النهج الق‪ ،‬منهج الطائفة الناجية النصورة‪ ،‬فهداهم‬
‫شياطينهم إل هذه الكيدة‪ ،‬وهي أن يسحبوا البساط من تت أقدام السلفيي أهل الديث‬
‫بالقول ‪ :‬بأنم ليسوا هم الطائفة النصورة‪ ،‬بل ول الفرقة الناجية‪ ،‬بل فيهم عيوب وخلل‬
‫وتق صي وم ساوئ تتحول عند هم إل ما سن‪ ،‬وفروع تتحول إل أ صول ‪ ...‬إل؛ ف سلطوا‬
‫كتّابم(‪ ، ) 1‬وشنوا دعاياتم ف صفوف الشباب؛ يزلزلون هذا العتقاد التمكن من قلوبم‬
‫بالدعايات والكتابات ف تق ي الن هج ال سلفي حينا‪ ،‬والط عن ف علمائه ورموزه بختلف‬
‫الطعون الظالة الفاجرة أحيانا‪ ،‬والدعوة السلفية ل تقوم إل على جزء من الدين وذلك من‬
‫مياث المم الالكة‪ ،‬وعلماء هذه الدعوة ل يعرفون الواقع ويعيشون ف غيبوبة‪ ،‬بل حت‬
‫إن في هم لعلم نة فكر ية وعلم ية‪ ،‬وفي هم‪ ،‬وفي هم ‪ ...‬أشياء ل ي ستطاع حكايت ها؛ فك يف‬
‫يكون هذا النهج هو سفينة النجاة؟! وكيف يكون أهله هم الطائفة النصورة؟!‬

‫كالغزال‪ ،‬والبوطي‪ ،‬والتلمسان‪ ،‬والقرضاوي‪ ،‬وتلميذ الكوثري‪ ،‬وغيهم‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪.‬‬

‫‪- 145 -‬‬


‫فا ستطاعوا بذه الكا يد وال ساليب الاكرة أن يتالوا ويتاحوا كثيا وكثيا م ن‬
‫كانوا على الن هج ال سلفي ف هذه البلدة وغيه‪ ،‬وصدوا كثيا وكثيا م ن كان ف طري قه‬
‫إل اعتناق النهج السلفي‪ ،‬فصدوهم عن سبيل ال‪ ،‬ساء ما يعملون ‪.‬‬
‫س وبعسض ملبسساتا ‪ (( :‬مسا ف المسر مسا‬
‫فهسل يقال ف قضيسة هذه بعسض أبعاده ا‬
‫يستدعي؛ يعن ‪ :‬أن يضخم هذا المر ))؟!‬
‫أفهمت الغزى أيها القارئ اللبيب؟!‬
‫فإذا ك نت ل تعرف هذا يا سلمان؛ فعلى ال بي سقطت؛ فاعرف الن‪ ،‬وعل يك‬
‫بالتوبة إل ال والرجوع إل الق‪ ،‬وإن كنت تدري؛ فالصيبة أعظم ‪.‬‬
‫وإن ل جندا يعدافعون عسن منهجسه القس وأهله أهسل القس الطائفسة النصسورة‬
‫الناجية‪ ،‬جعلنا ال منهم‪ ،‬وحشرنا ف زمرتم‪ ،‬وما بذلناه ف الدفاع عنهم ل يفي بقهم؛‬
‫فاللهم تقبل منا جهد القل الضعيف ‪.‬‬

‫‪- 146 -‬‬


‫سياق أقوال أئمة السلم في أهل الحديث‬
‫ومدحهم وثنائهم العاطر عليهم وذمهم لمن‬
‫يطعن فيهم أو ينتقصهم‬
‫فمنهم الئمة الجلء الكبار أهل العلم والعبادة والورع والزهد والكانة العظيمة‬
‫عند ال إن شاء ال وعند المة السلمية ‪.‬‬
‫‪ -1‬المام عبدال بن البارك الثقة الواد الثبت الجاهد الذي حاز خصال الي‪،‬‬
‫( ت ‪181‬هس ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬والمام الليل يزيد بن هارون أبو خالد الواسطي الثقة التقن العابد‪ ( ،‬ت‬
‫‪206‬هس ) ‪.‬‬
‫‪ -3‬المام الليل علي بن عبدال بن جعفر الدين الثقة الثبت أعلم أهل عصره‬
‫بالديث وعلله‪ ( ،‬ت ‪234‬هس ) ‪.‬‬
‫‪ -4‬ومنهم إمام أ هل السنة ال صابر الجاهد الثقة الافظ الجة المام أحد بن‬
‫ممد بن حنبل الشيبان‪ ( ،‬ت ‪241‬هس ) ‪.‬‬
‫‪ -5‬ومن هم ج بل ال فظ وإمام الدن يا الث قة أم ي الؤمن ي ف الد يث م مد بن‬
‫إساعيل البخاري‪ ( ،‬ت ‪256‬هس ) ‪.‬‬
‫‪ -6‬ومنهم المام الثقة الافظ أبو جعفر أحد بن سنان الواسطي‪ ( ،‬ت ‪259‬هس‬
‫)‪.‬‬
‫‪ -7‬المام الليل الثقة الافظ أحد الئمسة ممسسد بن عيسى بن َسوْرَة‬
‫السلمي الترمذي صاحب (( الامع ))‪ ( ،‬ت ‪279‬هس )(‪.) 1‬‬

‫من ‪ : 6-1‬انظر ‪ " :‬شرف أصحاب الديث " ( ص ‪ ،) 27-26‬وانظر‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫قول المام أحد ف ‪ " :‬علوم الديث " للحاكم ( ص ‪ ،) 2‬وقول الترمذي وعلي بن‬
‫الدين والبخاري أيضا ف ‪ " :‬سنن الترمذي ( ‪. ) 504 /4‬‬

‫‪- 147 -‬‬


‫فس الديسث التواتسر ‪ (( :‬ل تزال طائفسة مسن أمتس‬ ‫كلهسم فسسروا قول النسب‬
‫ظاهرين على الق ل يضرهم من خذلم ول من ناوأهم ( وف رواية ‪ :‬خالفهم) حت تقوم‬
‫الساعة (وف لفظ ‪ :‬حت يأت أمر ال) وهم على ذلك )) ‪:‬‬
‫بأن الراد بذا الطائ فة هم أ هل الد يث‪ ،‬و قد ورد ف ب عض طرق هذا الد يث ‪ (( :‬ل‬
‫تزال طائفة من أمت يقاتلون على الق حت تقوم الساعة )) ‪.‬‬
‫ول يالفهم ف ذلك أحد من أئمة السلم والفقه والديث‪ ،‬ول يالفهم إل من‬
‫ُيعَْتدّ بقوله من أهل البدع ‪.‬‬
‫وقد تابعهم على قولم أئمة الديث والفقه والتوحيد والسنة على امتداد التاريخ‬
‫إل يومنا هذا ‪.‬‬
‫‪ -8‬ومن هم المام الل يل الفق يه الحدث الف سر الث قة م مد بن جر ير ال طبي‪،‬‬
‫( ت ‪310‬هس )(‪. ) 1‬‬
‫‪ -9‬ومنهم الافظ أبو بكر عمرو بن أب عاصم الضحاك بن ملد الشيبان‪ ( ،‬ت‬
‫‪287‬هس )‪ ،‬ف كتابه (( كتاب السنة ))(‪. ) 2‬‬
‫((‬ ‫ذكر أحاديث افتراق المة إل ثلثة وسبعي فرقة‪ ،‬مكتفيا بذلك عن أحاديث ‪:‬‬
‫ل تزال طائفسة مسن أمتس على القس ))؛ لوحدة موضوع هذه الحاديسث وتلك؛ فموضوع‬
‫الحاديث الفرقة الناجية النصورة ‪.‬‬
‫أن أمتسه‬ ‫سساق المام الذكور تتس عنوان ‪ ( :‬باب ‪ :‬فيمسا أخسب بسه النسب‬
‫ستفترق على اثنتي وسبعي فرقة‪ ،‬وذَمّه الفرق كلها إل واحدة‪ ،‬وذكر قوله عليه السلم ‪:‬‬
‫(( إن قوما سيكبون سنن من كان قبلهم )) )‪ ،‬ث رواه من حديث‪:‬‬
‫أ – عوف بن مالك الشجعي ‪.‬‬
‫ب – وأنس بن مالك ‪.‬‬

‫" فتح الجيد " ( ص ‪. ) 283‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫( ‪. ) 1/32-36‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 148 -‬‬


‫ج – ومن حديث معاوية ‪.‬‬
‫د – ومن حديث أب هريرة ‪.‬‬
‫هس‪ -‬ومن حديث أب أمامة ‪.‬‬
‫و – ومن حديث ابن مسعود ‪.‬‬
‫ولو كان يرى فَرْقا ومغايرة بن طائفتي متلفتي؛ لا اكتفى بذكر هذه الحاديث‪،‬‬
‫ول ساق أحاد يث ‪ (( :‬ل تزال طائ فة ‪ ...‬إل ))؛ إظهارا للفرق ب ي طائفت ي متغايرت ي‪ ،‬ل كن‬
‫هذا ماكان يطر على باله ل هو ول غيه؛ لوحدة الوضوع عند كل العلماء ‪.‬‬
‫‪ -10‬ومنهم المام أبو بكر ممد بن السي الجري‪ ( ،‬ت ‪360‬هس )‪ ،‬ف‬
‫كتابه (( الشريعة ))(‪. ) 1‬‬
‫عقد بابا بعنوان ‪ ( :‬باب افتراق المم ف دينهم وعلى كم تفترق هذه المة )‪ ،‬ث‬
‫روى حديث الفتراق إل ثلث وسبعي فرقة ‪:‬‬
‫أ – من حديث أب هريرة ‪.‬‬
‫ب – ومن حديث عبدال بن عمرو ‪.‬‬
‫ج – ومن حديث أنس بن مالك ‪.‬‬
‫د – ومن حديث معاوية بن أب سفيان؛ كلهم رضي ال عنهم من طرق إل النب‬
‫‪.‬‬
‫ول يذكسر أحاديسث ‪ (( :‬ل تزال طائفسة مسن أمتس على القس ))؛ بناء على أن هذه‬
‫الحاديث وتلك تدل على فرقة واحدة ‪.‬‬
‫‪ -11‬ومنهم المام أبو عبدال عبيدال بن ممد بن بطة العكبي ف كتابه القيم‬
‫(( البانة عن شريعة الفرقة الناجية )) ( ت ‪387‬هس ) ‪.‬‬

‫( ص ‪. ) 18-14‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 149 -‬‬


‫عنوان الكتاب ينبئك أ نه ل ي طر بباله أن هناك فرقا ب ي الفر قة الناج ية والطائ فة‬
‫النصورة ‪.‬‬
‫‪ (( :‬ل‬ ‫ث إنه أورد حديث قيس بن سعد بن أب وقاص؛ قال ‪ :‬قال رسول ال‬
‫تزال طائفسة مسن أمتس ظاهرة على الديسن‪ ،‬عزيزة إل يوم القيامسة ))(‪ ،) 1‬وقبله حديسث أبس‬
‫هريرة ‪ (( :‬ل يزال لذا ال مر أو على هذا ال مر ع صابة من الناس ل يضر هم خلف من‬
‫خالفهم حت يأت أمر ال ))(‪. )2‬‬
‫أورد هذ ين الديث ي ت ت عنوان ‪ ( :‬باب ‪ :‬ذ كر الخبار والثار ال ت دعت نا إل‬
‫جع هذا الكتاب وتأليفه )‪ ،‬وصدّر هذا الباب بقول حذيفة رضي ال عنه ‪ (( :‬إن الضللة‬
‫حق الضللة أن تعرف ما كُنْ تَ ُتنْكِر‪ ،‬وُتنْكِر ما ك نت تعرف‪ ،‬وإياك والتّلوّن ف الد ين؛‬
‫فإن دين ال واحد ))(‪ ،) 2‬وساق آثارا ف هذا العن ‪.‬‬
‫‪ (( :‬يأ ت‬ ‫ث ساق حد يث أ نس بن مالك ر ضي ال ع نه؛ قال‪ :‬قال ر سول ال‬
‫على الناس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على المر ))(‪ ،) 3‬وحديث ابن مسعود ‪:‬‬
‫للغرباء ‪ ) 4()) ...‬الديث ‪.‬‬ ‫(( بدأ السلم غريبا‪ ،‬وسيعود غريبا؛ فطوب‬
‫ث علق على ذلك بقوله ‪ (( :‬جعلنا ال وإياكم بكتاب ال عاملي‪ ،‬وبسنة نبينا‬
‫متمسسكي‪ ،‬وللئمسة اللفاء الراشديسن الهدييس مُتّبعيس‪ ،‬ولثار سسلفنا وعلمائنسا ُمقْتَفِيس‪،‬‬
‫وبدي شيوخنسا الصسالي رحةس ال عليهسم أجعيس مهتديسن؛ فإن ال جلّ ثناؤه وتقدسست‬
‫أساؤه جعل ف كل زمان فترةً من الرسل‪ ،‬ودروسا للثر‪ ،‬ث هو تعال بلطفه بعباده ورفقه‬
‫بأ هل عناي ته و من سبقت له الرح ة ف كتا به ل يُخلي كل زمان من بقا يا من أ هل العلم‪،‬‬
‫حلة الجسة‪ ،‬يدعون مسن ضلّ إل الدى‪ ،‬ويذودونمس عسن الردى‪ ،‬يصسبون منهسم على‬

‫( ‪ ) 2 ،1‬انظر ‪ :‬من ص ( ‪ ) 200 – 190‬من " البانة " ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫انظر ‪ :‬من ص ( ‪ ) 200 – 190‬من " البانة " ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫انظر من صفحة ( ‪ ) 200 – 190‬من " البانة " ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫انظر من صفحة ( ‪ ) 200 – 190‬من " البانة " ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪4‬‬

‫‪- 150 -‬‬


‫حيُون بكتاب ال الوتى‪ ،‬ويُبَصّرون بعون ال أهل العمى‪ ،‬وبسنة رسول ال أهل‬
‫الذى‪ ،‬ويُ ْ‬
‫الهالة والغباء )) (‪. ) 1‬‬
‫ث ساق حد يث إبراه يم بن عبدالرح ن العذري ‪َ (( :‬يحْمِل هذا العلم من كل‬
‫خلف عدوله؛ ينفون عنه تريف الغالي‪ ،‬وانتحال البطلي‪ ،‬وتأويل الاهلي ))(‪.) 2‬‬
‫ث ساق حديث أب هريرة وقيس بن سعد السابقي‪ (( :‬ل تزال عصابة ))‪.‬‬
‫وف الثان ‪ (( :‬طائفة )) ‪.‬‬
‫ث ساق حديثا عن ال سن رف عه ‪ (( :‬من جاءه الوت و هو يطلب العلم ي ي به‬
‫السلم؛ ل يكن بينه وبي النبياء ف النة إل درجة ))(‪ ،) 3‬وأثرا عن وهب بن منبه؛ قال ‪:‬‬
‫(( الفقيه العفيف الزاهد التمسك بالسنة أولئك أتباع النبياء ف كل زمان ))(‪. ) 4‬‬
‫ف هذا ال و العل مي ساق حد يث أ ب هريرة وق يس بن سعد الذي يبدد ال هل‪،‬‬
‫ويقاوم تريف الغالي وانتحال البطلي‪ ،‬وف جو إحياء السلم والسنة والعلم النبوي ‪.‬‬
‫ث قال ف مو ضع آ خر من كتا به ‪ (( :‬باب ‪ :‬افتراق ال مم ف دين هم‪ ،‬وعلى كم‬
‫لنا بذلك )) ‪.‬‬ ‫تفترق هذه المة‪ ،‬وإخبار النب‬
‫صهُ ال عزّ وجلّ علي نا ف كتا به‬
‫ث قال ‪ (( :‬قد ذكرت ف أول هذا الكتاب ما قَ ّ‬
‫من اختلف المم‪ ،‬وتفرق أهل الكتاب‪ ،‬وتذيره إيانا من ذلك‪ ،‬وأنا أذكر الن ما جاءت‬
‫من كون ذلك؛ ليكون العا قل على حذر من م سامة‬ ‫به ال سنة‪ ،‬و ما أعلم نا به نبي نا‬
‫هواه‪ ،‬ومتابعة بعض الفرق الذمومة‪ ،‬وكي يتمسك بشريعة الفرقة الناجية‪ ،‬فيعض عليها‬
‫بنواجذه‪ ،‬ويلزم الواظبسة على اللتجاء والفتقار إل موله الكريس فس توفيقسه وتسسديده‬
‫ومعونته وكفايته )) ‪.‬‬

‫" البانة " ( ‪. ) 1/197‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫" البانة " ( ‪. ) 1/198‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫" البانة " ( ‪. ) 1/200‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫" البانة " ( ‪. ) 1/201‬‬ ‫()‬ ‫‪4‬‬

‫‪- 151 -‬‬


‫ث ساق أحاديث افتراق المة إل ثلث وسبعي فرقة كلها ف النار إل واحدة عن‬
‫جاعة من ال صحابة؛ من هم ‪ :‬عبدال بن عمرو‪ ،‬ومعاو ية بن أ ب سفيان‪ ،‬وأ نس بن مالك؛‬
‫رضي ال عنهم أجعي ‪.‬‬
‫ول ترى لكل مه ف الوضع ي أي أ ثر للتفر يق ب ي ما ات فق علماء ال مة على أ نه‬
‫شيء واحد وطائفة واحدة(‪. ) 1‬‬
‫‪ -12‬ومنهم المام الافظ أبو القاسم هبة ال بن السن بن منصور الطبي‬
‫الللكائي ( ت ‪418‬هس ) ‪.‬‬
‫قال بعسد أن تدث عسن ذمّ البدع وأهلهسا فس كتابسه (( شرح اعتقاد أهسل السسنة‬
‫(‪) 3‬‬
‫والما عة ))(‪ (( : ) 2‬فهلم الن إل تد ين التبع ي‪ ،‬و سية التم سكي‪ ،‬و سبيل التقدم ي‬
‫بكتاب ال وسنته ( والنادين ) بشرائعه وحكمته‪ ،‬الذين قالوا ‪:‬‬
‫(‪. ) 4‬‬ ‫ت وَاتَّبعْنَا الرّسُو َل فَاكْتُبْنَا مَعَ الشّا ِهدِي َن‬
‫آمَنّا بِمَا أَْنزَْل َ‬
‫وتنكبوا سبيل الكذبي بصفات ال وتوحيد رب العالي‪ ،‬فاتذوا كتاب ال إماما‪،‬‬
‫وآيا ته فرقانا‪ ،‬ون صبوا ال ق ب ي أعين هم عيانا‪ ،‬و سنن ر سول ال جُ نة و سلحا‪ ،‬واتذوا‬
‫طرق ها منهاجا‪ ،‬وجعلو ها برهانا؛ ف ُلقّوا الك مة‪ ،‬ووقوا من شر الوى والبد عة‪ ،‬لمتثال م‬
‫أمر ال ف اتباع الرسول‪ ،‬وتركهم الدال بالباطل ليدحضوا به الق )) ‪.‬‬
‫ث ذكر اليات والحاديث الاثّة على طاعة ال ورسوله واتباع كتاب ال وسنة‬
‫‪...‬‬ ‫رسول ال‬
‫ثس قال ‪ (( :‬فلم ندس فس كتاب ال وسسنة رسسوله وآثار صسحابته؛ إل الثس على‬
‫التباع‪ ،‬وذم التكلف والختراع؛ فمسن اقتصسر على هذه الثار؛ كان مسن التبعيس‪ ،‬وكان‬

‫" البانة عن شريعة الفرقة الناجية " ( ‪. ) 1/366‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫( ‪. ) 25 – 1/20‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫كذا قال! ولعله ‪ " :‬القتدين " ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫آل عمران ‪. 53 :‬‬ ‫()‬ ‫‪4‬‬

‫‪- 152 -‬‬


‫أول هم بذا ال سم‪ ،‬وأحق هم بذا الو سم‪ ،‬وأخ صهم بذا الر سم ( أ صحاب الد يث )؛‬
‫لختصاصهم برسول ال‪ ،‬واتباعهم لقوله‪ ،‬وطول ملزمتهم له‪ ،‬وتملهم علمه‪ ،‬وحفظهم‬
‫أنفاسه وأفعاله‪ ،‬فأخذوا السلم عنه مباشرة‪ ،‬وشرائعه مشاهدة‪ ،‬وأحكامه معاينة‪ ،‬من غي‬
‫وا سطة ول سفي بين هم وبي نه وا صلة‪ ،‬فجاولو ها عيانا‪ ،‬وحفظوا ع نه شفاها‪ ،‬وتَ َلقّفوه من‬
‫فيه رطبا‪ ،‬وتلقنوه من لسانه عذبا‪ ،‬واعتقدوا جيع ذلك حقّا‪ ،‬وأخلصوا بذلك من قلوبم‬
‫يقينا ‪...‬‬
‫شبْ هُ ل بس ول شب هة‪ ،‬ث‬
‫مشاف هة‪ ،‬ل يَ ُ‬ ‫فهذا د ين أخذوا أوله عن ر سول ال‬
‫نقل ها العدول عن العدول من غ ي تا مل ول م يل‪ ،‬ث الكا فة عن الكا فة‪ ،‬وال صافة عن‬
‫الصافة‪ ،‬والماعة عن الماعة ‪...‬‬
‫فهؤلء الذين ُتعُهّدت بنقلهم الشريعة‪ ،‬وانفظت بم أصول السنة‪ ،‬فوجبت لم‬
‫بذلك ال نة على ج يع ال مة‪ ،‬والدعوة ل م من ال بالغفرة؛ ف هم حلة عل مه‪ ،‬ونقلة دي نه‪،‬‬
‫وسفرته بي وبي أمته‪ ،‬وأُمناؤه ف تبليغ الوحي عنه؛ َفحَريّ أن يكونوا أول الناس به ف‬
‫حياته ووفاته ‪...‬‬
‫ث كل من اعت قد مذهبا؛ فإل صاحب مقال ته ال ت أحدث ها َينْتَ سب‪ ،‬وإل رأ يه‬
‫ي ستند؛ إل أ صحاب الد يث؛ فإن صاحب مقالت هم ر سول ال؛ ف هم إل يه ينت سبون‪ ،‬وإل‬
‫علمه يستندون‪ ،‬وبه يستدلون ‪ ...‬وعلى أعداء سنته بقربم منه يَصولون؛ فمن يوازيهم‬
‫ف شرف الذ كر‪ ،‬ويباهي هم ف ساحة الف خر وعلو ال سم ‪ ...‬ف هي الطائفسة الن صورة‪،‬‬
‫والفر قة الناج ية‪ ،‬والع صبة الاد ية‪ ،‬والما عة العادلة‪ ،‬التم سكة بال سنة‪ ،‬ال ت ل تر يد‬
‫برسسول ال بديلً‪ ،‬ول عسن سسنته تويلً‪ ،‬ول يثنيهسم عنهسا تقلب العصسار والزمان‪ ،‬ل‬
‫يلويهم عن ستها تغي الدثان‪ ،‬ول يصرفهم عن ستها ابتداع من كاد السلم ليصد عن‬
‫سبيل ال يبغيها ِعوَجا‪ ،‬ويصرف عن طرقها جدلً ولاجا‪ ،‬ظنّا منه كاذبا وتمينا باطلً أن‬
‫يط فئ نور ال‪ ،‬وال م تم نوره ولو كره الكافرون‪ ،‬واغتاظ ب م الاحدون؛ فإن م ال سواد‬
‫الع ظم‪ ،‬والمهور الض خم؛ في هم العلم وال كم‪ ،‬والع قل واللم‪ ،‬والل فة وال سيادة‪،‬‬

‫‪- 153 -‬‬


‫واللك وال سياسة‪ ،‬و هم أ صحاب المعات والشا هد‪ ،‬والماعات وال ساجد‪ ،‬والنا سك‬
‫والعياد‪ ،‬والج والهاد‪ ،‬وباذل العروف للصادر والوارد‪ ،‬وحاة الثغور والقناطر‪ ،‬الذين‬
‫جاهدوا فس ال حسق جهاده‪ ،‬واتبعوا رسسوله على منهاجسه‪ ،‬الذيسن أذكارهسم فس الزهسد‬
‫مشهورة‪ ،‬وأنفاسسهم على الوقات مفوظسة‪ ،‬وآثارهسم على الزمان متبوعسة‪ ،‬ومواعظهسم‬
‫للخلق زاجرة‪ ،‬وإل طرق الخرة داعية ‪ )) ...‬اهس ‪.‬‬
‫ففي مدح هذا المام وثنائه العاطر عليهم ما يؤكد أنم فرقة واحدة ‪:‬‬
‫العادلة ‪ )) ...‬إل‬ ‫(( فهي الطائفة النصورة‪ ،‬والفرقة الناجية‪ ،‬والعصبة الادية‪ ،‬والماعة‬
‫‪.‬‬
‫‪ -13‬ومنهم المام الافظ قوام السنة أبو القاسم إساعيل بن ممد ابن الفضل‬
‫( ت ‪535‬هس ) ف كتابه (( الجة ف بيان الحجة )) (‪. ) 1‬‬
‫قال رحه ال ‪ (( :‬ذ كر أهل الديث وأنم الفرقة الظاهرة على الق إل أن تقوم‬
‫الساعة )) ‪.‬‬
‫ث ساق حد يث ‪ (( :‬ل تزال طائ فة من أم ت يقاتلون على ال ق‪ ،‬ظاهر ين إل يوم‬
‫القيامة ))‪ ،‬ومن حديث قيس بن شعبة‪ ،‬وذكر تفسي البخاري بأنم أهل الديث‪ ،‬وقول‬
‫أحد بن سنان بأنم أهل العلم أصحاب الثار ‪.‬‬
‫اقتصسر على أحاديسث (( ل تزال ‪)) ...‬؛ مكتفيا باس عسن أحاديسث الفتراق على‬
‫ثلث وسبعي فرقة؛ لن الوضوع واحد عنده ‪.‬‬
‫‪ -14‬ومنهسم الافسظ أبسو عبدال ممسد بسن عبدال الاكسم النيسسابوري‬
‫( ت ‪405‬هس ) ‪.‬‬

‫( ‪. ) 1/246‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 154 -‬‬


‫قال ف كتابه ‪ (( :‬معرفة علوم الديث ))(‪ (( : ) 1‬حدثنا أبو العباس ممد بن يعقوب‬
‫‪ :‬ثنا إبراهيم بن مرزوق البصري بصر ‪ :‬ثنا وهب بن جرير ‪ :‬ثنا شعبة عن معاوية بن قرة؛‬
‫؛ قال ‪ (( :‬ل يزال ناس مسن أمتس منصسورين ل‬ ‫قال ‪ :‬سسعت أبس يدث عسن النسب‬
‫يضرهم من خذلم حت تقوم الساعة )) ‪.‬‬
‫سعت أبا عبدال ممد بن علي بن عبدالميد الدمي بكة يقول ‪ :‬سعت موسى‬
‫بن هارون يقول ‪ :‬سعت أح د بن حن بل يقول ( و سئل عن مع ن هذا الد يث فقال ) ‪:‬‬
‫(( إن ل يكن هذه الطائفة النصورة أصحاب الديث؛ فل أدري من هم؟ )) ‪.‬‬
‫قال أبو عبدال ‪ :‬وف مثل هذا قيل ‪ :‬من أمّرَ السنة على نفسه قولً وفعلً؛ نطق‬
‫بالق ‪.‬‬
‫فل قد أح سن أح د بن حن بل ف تف سي هذا ال ب أن الطائ فة الن صورة ال ت يُر فع‬
‫الذلن عنهسم إل قيام السساعة هسم أصسحاب الديسث‪ ،‬ومسن أحسق بذا التأويسل مسن قوم‬
‫سلكوا مجة الصالي‪ ،‬واتبعوا آثار السلف من الاضي‪ ،‬ودمغوا أهل البدع من الخالفي‬
‫بسنن رسول ال صلى ال عليه وعلى آله أجعي؛ من قوم آثروا قطع الفاوز والقفار على‬
‫التنعم ف ال ّدمَن والوطار‪ ،‬وتنعموا بالبؤس ف السفار مع مساكنة العلم والخبار؟! )) ‪.‬‬
‫وساق إسناده إل حفص بن غياث أنه قيل له ‪ :‬أل تنظر إل أصحاب الديث وما‬
‫هم فيه؟ قال ‪ (( :‬هم خي أهل الدنيا )) ‪.‬‬
‫وإل أب بكر بن عياش ‪ :‬أنه قال ‪ (( :‬إن لرجو أن يكون أصحاب الديث خي‬
‫))‬ ‫الناس ‪...‬‬
‫صدَقا جيعا أن أصحاب الديث خي الناس‪ ،‬وكيف ل‬
‫ث قال الاكم ‪ (( :‬ولقد َ‬
‫يكونون كذلك وقسد نبذوا الدنيسا بأسسرها وراءهسم‪ ،‬وجعلوا غذاءهسم الكتابسة‪ ،‬وسسرهم‬
‫العارضسة‪ ،‬واسسترواحهم الذاكرة‪ ،‬وخلوقهسم الداد ‪ ...‬فعقولمس بلذاذة السسنة غامرة‪،‬‬

‫( ص ‪ ) 4-2‬بتصرف ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 155 -‬‬


‫وقلوبم بالرضاء ف الحوال عامرة‪َ ،‬تعَلّ مُ السنن سرورهم‪ ،‬ومالس العلم حبورهم‪ ،‬وأهل‬
‫السنة قاطبة إخوانم‪ ،‬وأهل اللاد والبدع بأسرها أعداؤهم ‪.‬‬
‫سعت أبا السي ممد بن أحد النظلي ببغداد يقول ‪ :‬سعت أبا إساعيل ممد‬
‫بن إساعيل الترمذي يقول ‪ (( :‬كنت أنا وأحد بن السن الترمذي عند أب عبدال أحد بن‬
‫ممد بن حنبل‪ ،‬فقال له أحد بن السن‪ :‬يا أبا عبدال! ذكروا لبن أب قتيلة بكة أصحاب‬
‫الد يث‪ ،‬فقال ‪ :‬أ صحاب الد يث قوم سوء‪ .‬فقام أ بو عبدال و هو ين فض ثو به‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫زنديق! زنديق! زنديق! ودخل البيت )) ‪.‬‬
‫سعت أ با علي ال سي بن علي الا فظ يقول ‪ :‬سعت جع فر بن ممد بن سنان‬
‫الوا سطي يقول ‪ :‬سعت أح د بن سنان القطان يقول ‪ (( :‬ل يس ف الدن يا مبتدع إل و هو‬
‫يُ ْب ِغضُ أهل الديث‪ ،‬وإذا ابتدع الرجل؛ نُ ِزعَ حلوة الديث من قلبه ‪. )) ...‬‬
‫قال أبو عبدال ‪ (( :‬وعلى هذا عهدنا ف أسفارنا وأوطاننا كل من ينتسب إل نوع‬
‫من اللاد والبدع‪ ،‬ل ينظر إل الطائفة النصورة إلّ بعي القارة‪ ،‬ويسميها الشوية )) ‪.‬‬
‫فأ نت ترى الا كم اقت صر على و صف أ هل الد يث بالطائ فة الن صورة‪ ،‬وكرر‬
‫ذلك‪ ،‬ونقل ذلك عن أحد بن حنبل‪ ،‬ونقل عن حفص بن غياث وأب بكر بن عياش أنم‬
‫خ ي الناس‪ ،‬ون قل عن أح د أ نه و صف مَ نْ يشتم هم بالزند قة‪ ،‬وذ كر وا قع أ هل اللاد‬
‫والبدع من أنم يبغضون أهل الديث ‪.‬‬
‫سن عبدالرحنس الرامهرمزي ( ت‬
‫سن بس‬
‫سي السس‬
‫سم المام القاضس‬
‫‪ -15‬ومنهس‬
‫‪360‬هسس ) فس كتابسه (( الحدث الفاصسل ))(‪ : ) 1‬ذكسر أن الطائفسة النصسورة هسم أهسل‬
‫الديث‪ ،‬واكتفى بذلك ‪.‬‬
‫قال رحه ال ‪ (( :‬اعترضت طائفة من يشنأ الديث ويبغض أهله‪ ،‬فقالوا بتنقّص‬
‫أصسحاب الديسث والزراء بمس‪ ،‬وأسسرفوا فس ذمّهسم والتقوّل عليهسم‪ ،‬وقسد شرّف ال‬

‫( ص ‪. ) 160 – 159‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 156 -‬‬


‫الد يث‪ ،‬وفضّ ل أهله‪ ،‬وأعلى منل ته‪ ،‬وحكّ مه ف كل ملة‪ ،‬وقدّ مه على كل علم‪ ،‬ور فع‬
‫من ذكر من حله وعن به؛ فهم بيضة الدين‪ ،‬ومنار الجة‪ ،‬وكيف ل يستوجبون الفضيلة‬
‫ول يستحقون الرتبة الرفيعة وهم الذين حفظوا على المة هذا الدين‪ ،‬وأخبوا عن أنباء‬
‫التنيل‪ ،‬وأثبتوا ناسخه ومنسوخه ومكمه ومتشابه‪ ،‬وما عظّمه ال عزّ وجلّ به من شأن‬
‫‪ ،‬فنقلوا شرائ عه‪ ،‬ودوّنوا مشاهده‪ ،‬و صنّفوا أعل مه ودلئله‪ ،‬وحقّقوا منا قب‬ ‫الر سول‬
‫عترتسه ومآثسر أبائه وعشيتسه‪ ،‬وجاؤوا بسسي النسبياء‪ ،‬ومقامات الولياء‪ ،‬وأخبار الشهداء‬
‫؛ ف سفره وحضره‪ ،‬وظع نه وإقام ته‪ ،‬و سائر‬ ‫وال صديقي‪ ،‬وعبّروا عن ج يع ف عل ال نب‬
‫أحواله؛ مسن منام ويقظسة‪ ،‬وإشارة وتصسريح‪ ،‬وصسمت ونطسق‪ ،‬ونوض وقعود‪ ،‬ومأكسل‬
‫ومشرب وملبس ومركب‪ ،‬وما كان سبيله ف حال الرضى والسخط‪ ،‬والنكار والقبول‪،‬‬
‫حت القَلمةُ من ظُفره ما كان يصنع با‪ ،‬والنخامة من فيه أين وجهتها‪ ،‬وما كان يقوله عند‬
‫‪ ،‬ومعرفة بأقدار ما‬ ‫كل فعل يدثه‪ ،‬ويفعله عند كل موقف ومشهد يشهده؛ تعظيما له‬
‫ذكر عنه وأسند إليه؟!‬
‫ف من عرف لل سلم ح قه وأو جب للر سول حرم ته أ كب أن يت قر من عظّ م ال‬
‫شأ نه‪ ،‬وأعلى مكا نه‪ ،‬وأظ هر حج ته‪ ،‬وأبان فضيل ته‪ ،‬ول ير تق بطع نه إل حزب الر سول‬
‫وأتباع الوحسي وأوعيسة الديسن ونقلة الحكام والقرآن‪ ،‬والذيسن ذكرهسم ال عزّ وجلّ فس‬
‫التنيل‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫(‪.) 1‬‬ ‫وَاّلذِي َن اتَّبعُو ُهمْ ِبإِحْسَانٍ‬
‫فإ نك إن أردت التو صل إل معر فة هذا القرن؛ ل يذكر هم لك إل راوٍ للحد يث‬
‫متحقق به‪ ،‬أو داخل ف حيز أهله‪ ،‬ومن سوى ذلك؛ فربك بم أعلم ))‪.‬‬
‫‪ ،‬والرا غب‬ ‫وقال ف مو ضع آ خر ‪ (( :‬باب ‪ :‬ف ضل الطالب ل سنة ر سول ال‬
‫فيها‪ ،‬والست با ))(‪.) 2‬‬

‫التوبة ‪. 100 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫الرجع السابق ( ص ‪.) 180-175‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 157 -‬‬


‫ث ساق حديثا من طرق إل أب سعيد ف فضل من يطلب الديث‪ ،‬وحديثا عن‬
‫جابر ف فضل طلب العلم ‪.‬‬
‫ث روى بإسناده إل الثوري ‪ :‬أنه قال ‪ (( :‬ما من شيء أخوف عندي من الديث‪،‬‬
‫ول شيء أفضل منه لن أراد به ما عند ال )) ‪.‬‬
‫ث روى عن العمش بإسناده ‪ :‬أنه كان يقول ‪ (( :‬ل أعلم ل قوما أفضل من قوم‬
‫يطلبون هذا الديث‪ ،‬ويبون هذه السنة‪ ،‬وال؛ لنتم أقلّ من الذهب )) ‪.‬‬
‫‪ (( :‬ل تزال‬ ‫ث روى بإسناده إل عمران بن حُصي ‪ :‬أنه قال ‪ :‬قال رسول ال‬
‫طائفة من أمت ظاهرين على الق حت تقوم الساعة )) ‪.‬‬
‫ث قال ‪ (( :‬قال يز يد بن هارون ‪ :‬إن ل يكونوا أ صحاب الد يث؛ فل أدري من‬
‫هم؟ )) ‪.‬‬
‫وبإ سناده إل ع مر بن ح فص بن غياث؛ قال ‪ (( :‬قلت ل ب ‪ :‬يا أ بت! أ ما ترى‬
‫أصحاب الديث كيف تغيوا؟ فقال ‪ :‬يا بنّ! هم على ماهم فيه خيار القبائل )) ‪.‬‬
‫وبإ سناده إل الزهري ‪ :‬أ نه قال (( ل يطلب الد يث من الرجال إل ذكران ا‪ ،‬ول‬
‫يَزْهدُ فيه إل إناثها )) ‪.‬‬
‫وبإسناده إل ممد بن النكدر؛ قال ‪ (( :‬ما كنا ندعو الرواية إل رواية الشعر‪ ،‬كنا‬
‫نقول للذي يَرْوي الديث ‪ :‬عال )) ‪.‬‬
‫ترى كيف يترم هذا المام أهل الديث‪ ،‬وكيف يعتبهم الطائفة النصورة وينقل‬
‫فضائلهم ومنازلم عند العلماء الذين سبقوه ‪.‬‬
‫‪ -16‬ومنهم المام الفقيه الافظ أبو حات ممد بن حبان (ت ‪354‬هس) ف‬
‫مقدمة (( صحيحه ))(‪. ) 1‬‬
‫بعد أن حد ال وأثن عليه با هو أهله؛ قال ‪ (( :‬ث اختار طائفة لصفوته‪ ،‬وهداهم‬
‫للزوم طاعته‪ ،‬من اتباع سبل البرار ف لزوم السنن والثار‪ ،‬فزيّن قلوبم باليان‪ ،‬وأنطق‬

‫انظر ‪ " :‬الحسان بتقريب صحيح ابن حِبّان " ( ‪. ) 23-20 /1‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 158 -‬‬


‫ألسنتهم بالبيان‪ ،‬من كشف أعلم دينه‪ ،‬واتباع سنن نبيه‪ ،‬بالدؤوب ف الرحل والسفار‪،‬‬
‫وفراق الهل والوطار‪ ،‬ف جع السنن ورفض الهواء‪ ،‬والتفقه فيها بترك الراء‪ ،‬فتجرد‬
‫القوم للحديث وطلبوه‪ ،‬ورحلوا فيه وكتبوه‪ ،‬وسألوا عنه وأحكموه‪ ،‬وذاكروا به ونشروه‪،‬‬
‫وتفقهوا فيسه وأصسّلوه‪ ،‬وفرّعوا عليسه وبذلوه‪ ،‬وبيّنوا الرسسل مسن التصسل‪ ،‬والوقوف مسن‬
‫النفصل‪ ،‬والناسخ من النسوخ‪ ،‬والحكم من الفسوخ‪ ،‬والفسر من الجمل‪ ،‬والستعمل‬
‫من الهمل‪ ،‬والختصر من التقصي‪ ،‬واللزوق من التفصي‪ ،‬والعموم من الصوص‪ ،‬والدليل‬
‫من الن صوص‪ ،‬والباح من الزجور‪ ،‬والغر يب من الشهور‪ ،‬والفرض من الرشاد‪ ،‬وال تم‬
‫مسن اليعاد‪ ،‬والعدول مسن الجروحيس‪ ،‬والضعفاء مسن التروكيس‪ ،‬وكيفيسة العمول مسن‬
‫الجهول‪ ،‬و ما حُرّف عن الخزول‪ ،‬وقلب عن النحول‪ ،‬من ما يل التدل يس‪ ،‬و ما ف يه من‬
‫التلبيس‪ ،‬حت حفظ ال بم الدين على السلمي‪ ،‬وصانه من ثلب القادحي‪ ،‬جعلهم عند‬
‫التنازع أئمة الدى‪ ،‬وف النوازل مصابيح الدجى؛ فهم ورثة النبياء ومأنس الصفياء )) ‪.‬‬
‫بالرسالة والبلغ البي والهاد وآثار ذلك؛ قال ‪:‬‬ ‫ث بعد الشهادة لرسول ال‬
‫تام ال سلمة‪ ،‬وجاع الكرا مة‪ ،‬ل تط فأ سُرُجُها‪ ،‬ول‬ ‫(( وإنّ ف لزوم سنة ر سول ال‬
‫تدحض حُجحُها‪ ،‬من لزمها؛ عصم‪ ،‬ومن خالفها؛ ندم؛ إذ هي الصن الصي‪ ،‬من تسك‬
‫به؛ ساد‪ ،‬ومن رام خلفه؛ باد؛ فالتعلقون به أهل السعادة ف الجل‪ ،‬والغبوطون بي النام‬
‫ف العاجل )) ‪.‬‬
‫ث قال ‪ (( :‬وصف الفرقة الناجية من بي الفرق الت تفترق عليها أمة الصطفى‬
‫)) ‪.‬‬
‫ث ذكر حديث العرباض بن سارية‪ ،‬وفيه ‪ (( :‬فإنه من يعش منكم؛ فسيى اختلفا‬
‫كثيا؛ فعليكسم بسسنت وسسنة اللفاء الراشديسن الهدييس؛ فتمسسكوا باس‪ ،‬وعضوا عليهسا‬
‫بالنواجذ‪ ،‬وإياكم ومدثات المور؛ فإن كل مدثة بدعسسة‪ ،‬وكل‬
‫بدعة ضللة ))(‪. ) 1‬‬

‫( ‪. ) 1/105‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 159 -‬‬


‫‪ (( :‬فعليكم بسنت ))؛ عند ذكره الختلف الذي يكون ف‬ ‫ث قال ‪ (( :‬ف قوله‬
‫أمته ‪ :‬بيان واضح أن من واظب على السنن وقال با ول يعرج على غيها من الراء من‬
‫الفرقة الناجية ف القيامة‪ ،‬جعلنا ال منهم بنه ))(‪. ) 1‬‬
‫))‬ ‫ث قال ‪ (( :‬كتاب العلم ‪ :‬ذكر إثبات النصرة لصحاب الديث إل قيام الساعة‬
‫‪.‬‬
‫ثس أورد حديسث معاويسة بسن قرة عسن أبيسه؛ قال ‪ (( :‬ل تزال طائفسة مسن أمتس‬
‫من صورين‪ ،‬ل يضر هم خذلن من خذل م‪ ،‬ح ت تقوم ال ساعة ))(‪ ) 2‬اه س كلم المام ا بن‬
‫حبان ‪.‬‬
‫‪ -17‬ومنهم المام الكبي أبو بكر أحد بن علي بن ثابت الطيب البغدادي‪،‬‬
‫( ت ‪463‬هس )؛ فقد ألف كتابا ساه (( شرف أصحاب الديث )) ‪.‬‬
‫قال فس مقدمتسه بعسد أن ذ كر أقوال العلماء فس الكلم الذموم والرأي الفاسسد ‪:‬‬
‫(( فلو أن صاحب الرأي الذموم شغل نفسه با ينفعه من العلوم‪ ،‬وطلب سنن رسول رب‬
‫العالي‪ ،‬واقتفى آثار الفقهاء الحدثي؛ لوجد ف ذلك ما يغنيه عما سواه‪ ،‬واكتفى بالثر‬
‫عن رأ يه الذي رآه؛ لن الد يث يشت مل على معر فة أ صول التوح يد‪ ،‬وبيان ماجاء من‬
‫الوعد والوعيد‪ ،‬وصفات رب العالي تعال عن مقالت اللحدين‪ ،‬والخبار عن صفة النة‬
‫والنار مسن صسنوف العجائب وعظيسم اليات‪ ،‬وذكسر اللئكسة القربيس‪ ،‬ونعست الصسافّي‬
‫والسبحي ‪. )) ...‬‬
‫إل أن يقول ‪ (( :‬وقد جعل ال أهله أركان الشريعة‪ ،‬وهدم بم كل بدعة شنيعة؛‬
‫فهم أمناء ال ف خليقته‪ ،‬والواسطة بي النب وأمته‪ ،‬والجتهدون ف حفظ مٍلّته؛ أنوارهم‬
‫زاهرة‪ ،‬وفضائل هم سائرة‪ ،‬وآيات م باهرة‪ ،‬ومذاهب هم ظاهرة‪ ،‬وحجج هم قاهرة‪ ،‬و كل فئة‬
‫تتح يز إل هوى تر جع إل يه وت ستحسن رأيا تع كف عل يه سوى أ صحاب الد يث؛ فإن‬

‫الصدر السابق ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫( ‪. ) 1/151‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 160 -‬‬


‫الكتاب عدتم‪ ،‬والسنة حجتهم‪ ،‬والرسول فئتهم‪ ،‬وإليه نسبتهم‪ ،‬ل ُيعَرّجون على الهواء‪،‬‬
‫ول يلتفتون إل الراء‪ُ ،‬يقْبَلُ منهسم مسا َروَوا عسن الرسسول‪ ،‬وهسم الأمونون عليسه العدول‪،‬‬
‫حفظة الدين وخزنته‪ ،‬وأوعية العلم وحلته ‪.‬‬
‫إذا اختلف فس الديسث؛ كان إليهسم الرجوع؛ فمسا حكموا بسه؛ فهسو القبول‬
‫ال سموع‪ ،‬من هم كل عال فق يه‪ ،‬وإمام رف يع نبيه‪ ،‬وزا هد ف قبيلته‪ ،‬م صوص بفضيل ته‪،‬‬
‫وقارئ مت قن‪ ،‬وخط يب م سن‪ ،‬و هم المهور العظ يم‪ ،‬و سبيلهم ال ستقيم‪ ،‬و كل مبتدع‬
‫باعتقادهم يتظاهر‪ ،‬وعلى الفصاح بغي مذهبهم ل يتجاسر‪ ،‬من كادهم؛ قصمه ال‪ ،‬ومن‬
‫عاندهسم؛ خذله ال‪ ،‬ول يضرهسم مسن خذلمس‪ ،‬ول يفلح مسن اعتزلمس‪ ،‬الحتاط لدينسه إل‬
‫إرشادهم فقي‪ ،‬وبصر الناظر إليهم بالشر حسي‪ ،‬وإنّ ال على نصرهم لقدير )) ‪.‬‬
‫‪ (( :‬ل تزال طائفة من‬ ‫ث ساق إسناده إل علي بن الدين؛ قال ف حديث النب‬
‫أم ت ظاهر ين على ال ق ل يضر هم من خالف هم ))؛ قال ( أي ا بن الدي ن ) ‪ (( :‬هم أ هل‬
‫الد يث‪ ،‬والذيسن يتعاهدون مذا هب الر سول‪ ،‬ويذبون عسن العلم‪ ،‬ولولهسم ل ندس عنسد‬
‫العتزلة والرافضة والهمية وأهل الرجاء والرأي شيئا من السنن )) ‪.‬‬
‫(( ف قد ج عل رب العال ي الطائ فة الن صورة حراس الد ين‪ ،‬و صرف عن هم ك يد‬
‫العانديسن؛ لتمسسكهم بالشرع التيس‪ ،‬واقتفاؤهسم آثار الصسحابة والتابعيس؛ فشأنمس حفسظ‬
‫الثار‪ ،‬وق طع الفاوز والقفار‪ ،‬والركوب ف الباري والبحار‪ ،‬ف اقتباس ما شرع الر سول‬
‫الصسطفى‪ ،‬ل يعرجون عنسه إل رأي ول هوى‪ ،‬قبلوا شريعتسه قولً وفعلً‪ ،‬وحرسسوا سسنته‬
‫حفظا ونقلً‪ ،‬حت بيّنوا بذلك أصلها‪ ،‬وكانوا أحق الناس با وأهلها؛ فكم من مُلحد يروم‬
‫أن يلط ف الشريعة ما ليس منها‪ ،‬وال تعال يذب بأصحاب الديث عنها؛ فهم الفاظ‬
‫لركانا‪ ،‬والقوّامون بأمرها وشأنا‪ ،‬إذا صدف عن الدفاع عنها؛ فهم دونا يناضلون ‪:‬‬
‫(‪ ) 2()) ) 1‬اهس ‪.‬‬ ‫أُولَِئكَ ِح ْزبُ ال ّلهِ أَل إِنّ ِح ْزبَ ال ّل ِه ُهمُ الْ ُم ْفلِحُو َن‬

‫الجادلة ‪. 22 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫( ص ‪. ) 58-48‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 161 -‬‬


‫ف قل ل بر بك ‪ :‬علي أي حزب سياسي‪ ،‬أو على أي صوف جه مي‪ ،‬أو راف ضي‬
‫باطن‪ ،‬أو على أي متعصب مذهب تنطبق هذه الصفات الميلة الوضاءة؟!‬
‫أل إن أهل الديث سابقا وحاضرا ولحقا هم أحق با وأهلها‪ ،‬والذين يتولون‬
‫أهل الديث‪ ،‬وينافحون عنهم‪ ،‬ويذبون عن أعراضهم‪ ،‬ويسلكون مناهجهم؛ فهم الفرقة‬
‫الناجية‪ ،‬والطائفة النصورة‪ ،‬وعلى ذلك شهادة الئمة العدول ‪.‬‬
‫ومن حذا حذوهم وسلك منهجهم؛ فهو تابع لم ومنهم‪ ،‬والرء مع من أحب‪،‬‬
‫ومن نابذهم وطعن فيهم وسعى ف خذلنم؛ فليس منهم‪ ،‬ولو ادّعى ما ادّعى ‪...‬‬
‫ث ذ كر الط يب رح ه ال تعال البواب ال ت تدل على شرف أ صحاب الد يث‬
‫وفضلهم‪ ،‬وقد لصتها ف رسالت ‪ (( :‬مكانة أهل الديث ))(‪ ،) 1‬ولصها شيخنا اللبان ف‬
‫كتا به النا فع (( سلسلة الحاد يث ال صحيحة )) ( الجلد الول ‪ /‬حد يث ‪ ) 270‬ت ت‬
‫عنوان ‪ (( :‬من هي الطائ فة الظاهرة الن صورة؟ ))‪ ،‬و سأنقل تلخي صه ف هذا الب حث ف‬
‫موضعه الناسب ‪.‬‬
‫‪ -18‬ومنهم المام أبو الفتح نصر بن إبراهيم القدسي‪ ( ،‬ت ‪ 490‬هس )‪.‬‬
‫قال ف كتا به (( ال جة على تارك الح جة )) (‪ (( : ) 2‬باب ‪ :‬فضيلة أ هل الد يث‪،‬‬
‫وأنم المرون بالعروف والناهون عن النكر )) ‪.‬‬
‫ث ساق أثرا عن إبراه يم بن مو سى ‪ :‬أن أ هل الد يث هم المرون بالعروف‬
‫‪:‬ل‬ ‫‪ :‬افعلوا كذا‪ ،‬قال ر سول ال‬ ‫والناهون عن الن كر؛ يقولون ‪ :‬قال ر سول ال‬
‫تفعلوا ‪.‬‬

‫انظر ‪ ( :‬ص ‪. ) 58 – 48‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫( ‪. ) 1/325-358‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 162 -‬‬


‫وسساق قولً للمام أحدس أن أهسل الديسث هسم البدال(‪ ،) 1‬فإن ل يكونوا هسم‬
‫أصحاب الديث؛ فل أدري من هم؟‬
‫وساق حديث أب هريرة ‪ (( :‬يمل هذا العلم من كل خلف عدوله ‪ ))...‬الديث‪،‬‬
‫أن م أعلم الد ين‪ ،‬وأئ مة‬ ‫ث قال َعقَِبةُ ‪ (( :‬قال الط يب ‪ :‬وهذه شهادة من ر سول ال‬
‫ال سلمي؛ لفظ هم الشري عة من النتحال‪ ،‬ورد تأو يل البله الا هل‪ ،‬وأن م ي ب الرجوع‬
‫إليهم‪ ،‬والعوّل ف أمر الدين عليهم )) ‪.‬‬
‫‪ (( :‬ل تزال طائ فة من أم ت ظاهر ين‬ ‫قال ‪ (( :‬وذ كر ا بن البارك حد يث ال نب‬
‫على الق ‪ )) ...‬الديث‪ ،‬قال ابن البارك ‪ :‬هم عندي أهل الديث )) ‪.‬‬
‫ث ذكر حديث الطائفة النصورة من طريق معاوية – رضي ال عنه ‪ ،-‬ونقل قول‬
‫علي بن الدين من طريق البخاري أنم أصحاب الديث‪ ،‬وأطال النفس ف فضل الديث‬
‫وآثاره ف حياة أهله‪ ،‬واعتراف ب عض أ هل البدع أن أ هل ال ق هم أ هل الد يث‪ ،‬وأورد‬
‫بعض الشعار ف مدح الديث وأهله ‪.‬‬
‫‪ -19‬ومنهم شيخ السلم أحد بن عبدالليم بن تيمية‪( ،‬ت ‪728‬هس) ‪.‬‬
‫قال رحه ال ف مقدمة (( العقيدة الواسطية ))(‪ ) 2‬بعد أن حد ال وأثن عليه وصلى‬
‫على ال نب صلى ال عل يه وآله وأ صحابه؛ قال ‪ (( :‬أ ما ب عد؛ فهذا اعتقاد الفر قة الناج ية‬
‫النصورة إل قيام الساعة‪ ،‬أهل السنة والماعة )) ‪.‬‬
‫ث قال ف آخر هذا الكتاب (( الواسطية ))(‪ (( : ) 3‬فصل ‪ :‬ث من طريقة أهل السنة‬
‫باطنا وظاهرا‪ ،‬واتباع سسبيل السسابقي الوليس مسن‬ ‫والماعسة اتباع آثار رسسول ال‬
‫؛ ح يث قال ‪ (( :‬علي كم ب سنت و سنة‬ ‫الهاجر ين والن صار‪ ،‬واتباع و صية ر سول ال‬

‫وأحاديث البدال كلها ضعيفة أو موضوعة‪ ،‬ل تقوم با الجة‪ ،‬ومفهوم‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫المام رحه ال للبدال ليس كمفهوم غلة الصوفية الرافيي؛ فتنبه ! ‪.‬‬
‫( ص ‪ ) 14-13‬من شرح الشيخ ممد خليل هراس ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫( ص ‪ ) 157-153‬مع شرح الشيخ ممد خليل هراس ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 163 -‬‬


‫اللفاء الراشدين الهديي‪ ،‬عضوا عليها بالنواجذ‪ ،‬وإياكم ومدثات المور؛ فإن كل بدعة‬
‫‪ ،‬ويؤثرون‬ ‫ضللة ))‪ ،‬ويعلمون أن أصسدق الكلم كلم ال‪ ،‬وخيس الدي هدي ممسد‬
‫على هدي كسل‬ ‫كلم ال على غيه مسن كلم أصسناف الناس‪ ،‬ويُقدمون هدي ممسد‬
‫أ حد‪ ،‬ولذا سوا أ هل الكتاب وال سنة‪ ،‬و سوا أ هل الما عة؛ لن الما عة هي الجاع‪،‬‬
‫وضدها الفرقة‪ ،‬وإن كان لفظ الماعة قد صار اسا لنفس القوم الجتمعي‪ ،‬والجاع هو‬
‫الصل الثالث الذي يُعتمد عليه ف العلم والدين‪ ،‬وهم يَزِنُونَ بذه الصول الثلثة جيع ما‬
‫عليه الناس من أقوال وأعمال باطنة أو ظاهرة ما له تعلق بالدين )) ‪.‬‬
‫إل أن قال ‪ (( :‬فصسل ‪ :‬ثس هسم مسع هذه الصسول يأمرون بالعروف وينهون عسن‬
‫النكر‪ ،‬على ما توج به الشريعة‪ ،‬ويرون إقامة ال ج والهاد وال مع والعياد مع المراء‪،‬‬
‫أبرارا كانوا أو فجارا‪ ،‬ويافظون على الماعات‪ ،‬ويدينون بالنصسيحة للمسة‪ ،‬ويعتقدون‬
‫‪ (( :‬الؤ من للمؤ من كالبنيان ي شد بع ضه بعضا ( وش بك ب ي أ صابعه ) ))‪،‬‬ ‫مع ن قوله‬
‫‪ (( :‬م ثل الؤمن ي ف تواد هم وتراح هم وتعاطف هم كم ثل ال سد الوا حد ‪ :‬إذا‬ ‫وقوله‬
‫اشتكى منه عضوٌ؛ تداعى له سائر السد بالمّى والسهر ))‪ ،‬ويأمرون بالصب عند البلء‪،‬‬
‫والشكسر عنسد الرخاء‪ ،‬والرضسى ُبرّ القضاء‪ ،‬ويدعون إل مكارم الخلق‪ ،‬وماسسن‬
‫‪ (( :‬أك مل الؤمن ي إيانا أح سنهم خلقا ))‪ ،‬ويندبون إل‬ ‫العمال‪ ،‬ويعتقدون مع ن قوله‬
‫أن ت صل من قط عك‪ ،‬وتع طي من حر مك‪ ،‬وتع فو ع من ظل مك‪ ،‬ويأمرون بب الوالد ين‪،‬‬
‫و صلة الرحام‪ ،‬وح سن الوار‪ ،‬والح سان إل اليتا مى وال ساكي وا بن ال سبيل‪ ،‬والر فق‬
‫بالملوك‪ ،‬وينهون عن الف خر واليلء والب غي وال ستطالة على اللق ب ق أو بغ ي حق‪،‬‬
‫ويأمرون بعال الخلق‪ ،‬وينهون عن سفاسفها ‪.‬‬
‫وكل ما يقولونه من هذا وغيه؛ فإنا هم فيه متبعون للكتاب والسنة‪ ،‬وطريقتهم‬
‫أن أمته ستفترق على‬ ‫‪ ،‬لكن لا أخب النب‬ ‫هي دين السلم الذي بعث ال به ممدا‬
‫ثلث و سبعي فر قة كل ها ف النار إل واحدة و هي الما عة‪ ،‬و ف حد يث ع نه ‪ :‬أ نه قال ‪:‬‬

‫‪- 164 -‬‬


‫هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحاب ))؛ صار التمسكون بالسلم الحض‬ ‫((‬

‫الالص عن الشوب هم أهل السنة والماعة ‪.‬‬


‫وفي هم ال صديقون والشهداء وال صالون‪ ،‬ومن هم أعلم الدى وم صابيح الدّ جى‪،‬‬
‫أولو النا قب الأثورة والفضائل الذكورة‪ ،‬وفي هم البدال‪ ،‬وفي هم أئ مة الد ين الذ ين أج ع‬
‫‪ (( :‬ل تزال‬ ‫ال سلمون على هدايت هم‪ ،‬و هم الطائ فة الن صورة‪ ،‬الذ ين قال في هم ال نب‬
‫طائفة من أمت على الق‪ ،‬ل يضرهم من خالفهم ول من خذلم‪ ،‬حت تقوم الساعة )) ‪.‬‬
‫نسأل ال أن يعلنا منهم‪ ،‬وأن ل يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا‪ ،‬وأن يهب لنا من لدنه‬
‫رحة؛ إنه هو الوهاب )) ‪.‬‬
‫ان ظر إل ش يخ ال سلم ك يف يض في علي هم هذه ال صفات الميلة‪ ،‬وك تب هذا‬
‫الكتاب ف بيان اعتقاد هم ال صحيح‪ ،‬وبيان ضلل من يالف هم من الفرق الضالة‪ .‬وان ظر‬
‫ك يف اع تبهم المر ين بالعروف والناه ي عن الن كر والجاهد ين ف سبيل ال‪ ،‬ومن هم‬
‫الصديقون والشهداء والصالون والبدال‪ ،‬وأكدف أول الكتاب وآخره أنم هم الطائفة‬
‫الناجية النصورة أهل السنة والماعة ‪.‬‬
‫فأين هذا الكلم من كلم من يريد أن يردهم من أجلّ هذه الصفات وأكملها؟!‬
‫‪ -2 0‬ومنهم المام شس الدين ممد بن أب بكر الشهور بابن قيم الوزية ‪.‬‬
‫قال رحه ال ف كتابه (( الكافية الشافية ف النتظار للفرقة الناجية ))‪ ،‬وهي النونية‬
‫الشهورة بس (( نونية ابن القيم ))‪ ،‬وهي ف النتصار لهل الديث‪ ،‬ويكفي تسميتها بذا‬
‫السم ف الدللة على أنه يسمي أهل الديث بالطائفة النصورة ‪.‬‬
‫قال رحه ال ‪ (( :‬فصل ف عداوتم ف تلقيبهم(‪ ) 1‬أهل القرآن والديث بالجسمة‪،‬‬
‫وبيان أنم أول بكل لقب خبيث ‪:‬‬

‫بِتَ ٍة مَسبببببَبّةِ جاهِ ٍل فَتّانبببببِ‬ ‫كَمببببْ ذا َمشَّبهَةٍ ُمجَسببببّمً ٍة نَوا‬

‫يعن ‪ :‬الهمية والعتزلة وسائر معطلة الصفات اللية ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 165 -‬‬


‫بببثِ وناصببِرِي القُرْآن والِيانببِ‬ ‫أَسببْماءُ سببّيُْتمْ بابب أَهْ َل الَديببب‬

‫بلْطا ِن‬
‫َبهْتا بِهببا مِنببْ غَيْرِمَببا سب ُ‬ ‫بمّيُْتمُوهُم أَنْتُم ببُ وشُيوخُكُببم‬
‫سب َ‬

‫ب‬
‫عَنْهُببم َك ِفعْلِ السبباحِرِ الشيْطانب ِ‬ ‫وَ َجعَلْتُموهببببا سببببُبّ ًة لِتَُنفّروا‬

‫ب اللّه ببِ واَلفُرْقان ببِ‬


‫أَخَذوا ِبوَحْي ب ِ‬ ‫مببا َذنْبُهُببم واللّهببِ إِ ّل أَنّهُببم‬

‫ب‬
‫بر الَديثببِ و ُمقْتَضببى القُرْآنبِ‬
‫غَيْب‬ ‫وأََبوْا ِبأَنببببببببْ يََتحَيّزوا ِلمَقَالَةٍ‬
‫(‪) 1‬‬
‫))‬ ‫ب‬
‫مِنببْ هذِهببِ الراءِ وا َلذَيَانب ِ‬ ‫ب‬
‫وأََبوْا يَدينُوا بِالّذي دِنْتُبببم بِهببب ِ‬
‫وقال رحه ال ‪:‬‬
‫ب قُوى الِيانببببِ‬
‫َأمْرا ُت َهدّ لَهببب ُ‬ ‫ب مِْنهُمببُ‬
‫(( َفَلقَ ْد رَأَيْنببا مِنببْ فَريقب ٍ‬

‫ب َقوْلِ فُلنببِ‬
‫اَ ْخذُ الَديثببِ وتَرْكب ُ‬ ‫مِن بْ س بَّب ِهمْ أَهْ َل الَديث بِ ودِينُهُبم‬

‫أَ لجْلِ هذا َتشُْتمُوا ِبهَوانببببببِ؟!‬ ‫يَببا ُأمّةً َعضِبببَ اللهببُ َعلَيْهُببم‬

‫ب اللّهببِ والقُرْآنببِ‬
‫بببِإسْلمِ حِزْبب َ‬ ‫بم إذ َتشْتُمونببَ زَوامِلَ الببب‬
‫تَبّا لَكُب‬

‫))‬ ‫فَرََأوْا مَسببَبَّتكُم مِنببَ الُنقْصببانِ‬ ‫بم‬


‫وسببَبَبُْتمُوهُم ثُمّ ب لَسببْتُم ُكفْأَهُب‬
‫إل أن يقول ‪:‬‬
‫ب‬
‫إلّ إِل الثار والقُرْآنبببببببب ِ‬ ‫(( فأََبوْا إِجابَتَكُبببم ولَمبببْ يََتحَيّزُوا‬

‫ب‬
‫ببثِ خُلصبَة الِنْسبانِ والكْوان ِ‬ ‫ب مِن بْ أَهْ ِل الديب ب‬
‫وإِل أُول الفُرْقان ِ‬

‫ب‬
‫ب مِنبْ ذِي ِبدْعَ ٍة شَيْطان ِ‬
‫ببذا الدين ِ‬ ‫ب ِلحِفْظ بِ هب ب‬
‫َقوْم بٌ أَقامَهُم بُ الله ُ‬

‫بببحْريفِ والتّتْميمببِ والّنقْصببا ِن‬ ‫ِنب التّبْديلِ والتّبببب‬


‫وأَقامَهُم َحرَسبا م َ‬

‫يَأْوي إِليهبببِ عَسبببَاكِ ُر الفُ ْرقَانبببِ‬ ‫ب‬


‫بنٌ لَه ُ‬
‫ب (‪ )2‬على الِسبْلم بَلْ حِص ْ‬
‫يزك ٌ‬

‫( ‪ – 2/81‬مع شرح ابن عيسى ) ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫شهب ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 166 -‬‬


‫))‬ ‫ب فَزِنْديقببٌ خَبِيثببٌ جَانببِ‬
‫َلهُمب ُ‬ ‫ب يُرى مُتََنقّصببا‬
‫َفهُمببُ ا َلحَكّب َفمَنبْ‬
‫إل أن يقول ‪:‬‬
‫ب مِنْكبببَ للِيانبببِ‬
‫َأوْل وَأقْرَببب ُ‬ ‫بولِهِ‬
‫بُ بِالِب ثُمّب رَسب‬
‫بٌ هُمب‬
‫(( َقوْمب‬

‫َحقّا لجْ ِل زُبالَةِ الذْهانببببببببِ‬ ‫ب بَيْنببَ التّاركيَبب نُصببُوصَهُ‬


‫شَتّانب َ‬

‫ب مِنببَ ا َلذَيانببِ ))‬


‫آراؤهُمببْ ضَرْببٌ‬ ‫ببا آراءَ مَنببْ‬
‫والتّارِكيَبب ل ْجلِهب‬

‫إل أن يقول ‪:‬‬


‫مِنببْ َأرْضببِ َمكّةَ مَ ْطلَعببَ القُرْآنببِ‬ ‫(( وأْتُوا إل رَوْضَاتِهبببببا وتََي ّممُوا‬
‫((قوم‬
‫ب والوُحْدان ِ‬
‫بب ِ‬
‫لمْعب‬
‫بببُ بِا َ‬
‫طَاروا لَهب‬ ‫ب َبدَا‬
‫ْمبببٌ إذا مَببا نا ِجذُ النّصبب ّ‬‫َقو‬

‫كَتَسببابُ ِق الفُرْسببانِ َيوْمببَ رِهانببِ‬ ‫وإِذا َبدَا َعلَمببُ الُبببببببببدَى‬


‫بُ‬ ‫بب‬
‫َدعببٍبه‬
‫ُبببببببوا لَه‬ ‫ُمبَببُق سب َ‬
‫بببْتَ‬
‫وإذاب ه‬
‫اس‬
‫صبببباحوا بهببببِ طُرّ ًا ِبكُ ّل َمكَاِن‬ ‫َذى‬ ‫بمِعوا ِبمَبْت‬

‫ببانِ والِحرمان ببِ‬


‫َقدْ رَاح ببَ بِالنّقْصب‬ ‫بم‬
‫َورِثوا رَسببولَ الِب لكِنببْ غَيْرُهُب‬

‫يَ ْرفَعببْ بِهببِ رَأْسببا مِنببَ اُلخْسببرانِ‬ ‫وإِذا اسببْتَهانَ سببِوا ُهمُ بِالنّصببّ لَمببْ‬

‫ب ولَيْسببَ َلدَْيهِمببُ ِب ُمهَانببِ‬


‫فِيهب ِ‬ ‫ب بِالنّوا ِج ِذ رَغْبَةً‬
‫ُعضّوا َعلَيْهبببببب ِ‬
‫(‪) 1‬‬
‫))‬ ‫ب فُلنببِ‬
‫وتِلوَ ًة قَصببْدا بِتَرْكب ِ‬ ‫ب نََبذَ الكِتاب بَ حَقيقَبة ً‬
‫بوا َكمَن ْ‬
‫لَيْسب‬

‫بعسد أن‬ ‫وقال رحهس ال فس الكلم على حديسث موضوع فس كلم حار النسب‬
‫ذكسر كلم ابسن حبان وابسن الوزي بأنسه موضوع وأنسه ل أصسل له؛ قال‪ (( :‬قلت ‪ :‬هذه‬
‫الحاديث وأمثالا هي الت جَرّأت الزنادقة واللحدة على الطعن ف السلم والقدح ف‬
‫الديسن؛ فالنايسة على السسلم بالوضاعيس والكذابيس تضاهسي النايسة عليسه مسن الزنادقسة‬

‫" النونية " ( ‪ -94-2/92‬مع شرح ابن عيسى ) ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 167 -‬‬


‫والطاعني‪ ،‬وال عزّ وجلّ يؤيد من ينافح عن رسوله تأييدا خاصّا‪ ،‬ويفتح له ف معرفة نقد‬
‫الق من الباطل فتحا بيّنا‪ ،‬وذلك من تام حفظه لدينه؛ فإنه ل يزال من عباده طائفة قائمة‬
‫بنصسسره إل‬
‫أن يأت أمر ال؛ جعلنا ال منهم )) (‪.) 1‬‬
‫فترى المام ابسن القيسم ل يذكسر أهسل الديسث ول يصسفهم إل بوصسف الطائفسة‬
‫النصورة والفرقة الناجية ‪.‬‬
‫‪ -21‬ومن هم ش س الد ين أ بو عبدال م مد بن مفلح القد سي النبلي‪ ( ،‬ت‬
‫‪773‬هس ) ‪.‬‬
‫قال ف كتا به ‪ (( :‬الداب الشرع ية ))(‪ (( : ) 2‬ف صل ‪ :‬أ هل الد يث هم الطائ فة‬
‫الناجية القائمون على الق(‪.) 3‬‬
‫و نص أح د ر ضي ال ع نه على أن أ صحاب الد يث هم الطائ فة ف قوله عل يه‬
‫السلم ‪ (( :‬ل تزال طائفة من أمت ظاهرين على الق )) ‪.‬‬
‫ونص أيضا على أنم الفرقة الناجية ف الديث الخر‪ ،‬وكذا قال يزيد ابن هارون‬
‫‪.‬‬
‫ونص أحد رضي ال عنه على أن ل تعال أبدالً ف الرض‪ ،‬قيل ‪ :‬من هم؟ قال ‪:‬‬
‫إن ل يكونوا أصحاب الديث؛ فل أعرف ل أبدالً ‪.‬‬
‫وقال أيضا عنهم ‪ :‬إن ل يكونوا هؤلء الناس؛ فل أدري من الناس؟‬

‫( ل ‪ ) 9‬من مطوطة تسمى بب " فوائد ف الكلم عن حديث الغمامة والعزلة‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫والضب والغزالة وغيها "‪ ،‬راجع ‪ " :‬فهرس مطوطات دار الكتب الظاهرية " ( ص ‪) 100‬‬
‫‪.‬‬
‫( ‪. ) 1/211‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫هذا العنوان ل أدري أهو من الؤلف أو من الحقق؛ فإذا كان من الحقق؛ فقد‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫أخذه من كلم الؤلف ‪.‬‬

‫‪- 168 -‬‬


‫‪ (( :‬ل يزال ال تعال يغرس‬ ‫ونقل نعيم بن طريف عنه ‪ :‬أنه قال ف قول النب‬
‫غرسا يشغلهم ف طاعته ))؛ قال ‪ :‬هم أصحاب الديث ‪.‬‬
‫وروى البوي طي عن الشاف عي ر ضي ال ع نه؛ قال ‪ :‬علي كم بأ صحاب الد يث؛‬
‫فإنم أكثر الناس صوابا )) اهس ‪.‬‬
‫‪ -22‬ومنهم الافظ إساعيل بن شهاب الدين أب حفص عمر بن كثي‪ ( ،‬ت‬
‫‪774‬هس ) ‪.‬‬
‫ذ كر ف كتا به (( النها ية ))(‪ ) 1‬أحاد يث (( ستفترق أم ت إل ثلث و سبعي فر قة؛‬
‫كلها ف النار إل واحدة‪ ،‬وهي الماعة )) من حديث جلة من الصحابة ‪.‬‬
‫ث قال ‪ (( :‬وف الديث الخر ‪ (( :‬ل تزال طائفة من أمت ظاهرين على الق‪ ،‬ل‬
‫يضرهم من خذلم ول من خالفهم‪ ،‬حت يأت أمر ال وهم كذلك )) ‪.‬‬
‫وف (( صحيح البخاري )) ‪ (( :‬وهم بالشام )) ‪.‬‬
‫قال عبدال بن البارك وغي واحد من الئمة ‪ :‬وهم أهل الديث )) ‪.‬‬
‫‪ -23‬ومنهم المام الافظ أبو الفرج زين الدين عبدالرحن بن أحد ابن رجب‪،‬‬
‫( ت ‪795‬هس ) ‪.‬‬
‫قال رحه ال ف كتابه (( كشف الكربة ف وصف حال أهل الغربة ))(‪:) 2‬‬
‫(( وأما فتنة الشبهات والهواء الضلة؛ فبسببها َتفَرّق أهل القبلة‪ ،‬وصاروا شيعا‪،‬‬
‫و َكفّرس بعضهسم بعضا‪ ،‬وأصسبحوا أعداءً وفرقا وأحزابا بعسد أن كانوا إخوانا قلوبمس على‬
‫قلب رجل واحد‪ ،‬فلم ينج من هذه كلها إل الفرقة الواحدة الناجية ‪.‬‬
‫‪ (( :‬ل تزال طائ فة من أم ت ظاهر ين على ال ق‪ ،‬ل‬ ‫و هم الذكورون ف قوله‬
‫يضرهم من خذلم ول من خالفهم‪ ،‬حت يأت أمر ال وهم على ذلك )) ‪.‬‬

‫( ‪. ) 1/17-20‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫( ص ‪. ) 17-16‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 169 -‬‬


‫و هم ف أ خر الزمان الغرباء الذكورون ف هذه الحاد يث‪ ،‬الذ ين ي صلحون إذا‬
‫فسد الناس ‪.‬‬
‫وهم الذين يُصلحون ما أفسد الناس من السنة ‪.‬‬
‫وهم الذين َيفِرّون بدينهم من الفت ‪.‬‬
‫وهم النّزّاع من القبائل؛ لنم قَلّوا فل يوجد ف كل قبيلة منهم إل الواحد‬
‫والثنان‪ ،‬وقد ل يوجد ف بعض القبائل منهم أحد؛ كما كان الداخلون ف السلم ف أول‬
‫المر كذلك ‪.‬‬
‫وبذا فسر الئمة هذا الديث ‪.‬‬
‫‪ (( :‬بدأ ال سلم غريبا و سيعود غريبا ك ما بدأ )) ‪ :‬أ ما‬ ‫قال الوزا عي ف قوله‬
‫إ نه ما يذ هب ال سلم‪ ،‬ول كن يذ هب أ هل ال سنة‪ ،‬ح ت ما يب قى ف البلد من هم إل ر جل‬
‫واحد )) ‪.‬‬
‫ولذا الع ن يو جد ف كلم ال سلف كثيا مدح ال سنة وو صفها بالغر بة وو صف‬
‫أهلها بالقلة )) ‪.‬‬
‫فلم ُيفَرّق ابن رجب بي الناجية والنصورة‪ ،‬واعتبها فرقة واحدة ‪.‬‬
‫‪ -24‬ومنهسم المام ابسن أبس العسز علي بسن علي الدمشقسي شارح (( العقيدة‬
‫الطحاوية ))‪ ( ،‬ت ‪792‬هس ) ‪.‬‬
‫البلغ‬ ‫قال رح ه ال ف مقد مة (( شرح الطحاو ية ))(‪ (( : ) 1‬و قد بلّغ الر سول‬
‫البي‪ ،‬وأوضح الجة للمُستبصرين‪ ،‬وسلك سبيله خي القرون‪ ،‬ث خلف من بعدهم خلف‬
‫اتبعوا أهواء هم وافترقوا‪ ،‬فأقام ال لذه ال مة من ي فظ علي ها أ صول دين ها؛ك ما أ خب‬
‫بقوله‪ ((:‬لتزال طائفة من أمت ظاهرين على الق ل يضرهم من خذلم))‪ ،‬ومن‬ ‫الصادق‬
‫قام بذا القس مسن علماء السسلمي المام أبسو جعفسر أحدس بسن ممسد بسن سسلمة الزدي‬
‫الطحاوي‪ ،‬تغمده ال برحته)) ‪.‬‬

‫( ص ‪. ) 69‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 170 -‬‬


‫فأشار إل حد يث افتراق ال مة‪ ،‬و صرح بد يث ‪ (( :‬ل تزال طائ فة‪ ،)) ...‬ونزل ما‬
‫على جا عة واحدة قا مت ب فظ أ صول الد ين‪ ،‬ول شك أ نه يق صد بذلك أ هل الد يث؛‬
‫كالمام أحد واب نه‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وم سلم‪ ،‬وا بن خزية‪ ،‬وا بن ب طة‪ ،‬والللكائي‪ ،‬والط يب‪،‬‬
‫والقادسة‪ ،‬وابن تيمية‪ ،‬وابن القيم ‪ ...‬وأمثالم من أئمة الديث والنهج السلفي‪ ،‬ومنهم‬
‫المام الطحاوي‪ ،‬رحهم ال جيعا‪ ،‬وجزاهم ال عن السلم والسلمي خيا ‪.‬‬
‫‪ -25‬ومنهم الافظ أحد بن علي بن حجر العسقلن‪ ( ،‬ت ‪852‬هس )‪.‬‬
‫ف شرح حديث الغية بن شعبة رضي‬ ‫(‪) 1‬‬
‫))‬ ‫قال رحه ال ف كتاب (( فتح الباري‬
‫ال عنسه ‪ (( :‬ل تزال طائفسة ‪ )) ...‬الديسث مُعَلّقا على قول المام البخاري ‪ (( :‬وهسم أهسل‬
‫العلم )) ‪:‬‬
‫(( هو من كلم الصنف ‪.‬‬

‫( ‪. ) 13/293-295‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 171 -‬‬


‫وأخرج الترمذي حديث الباب‪ ،‬ث قال ‪ :‬سعت ممد بن إساعيل البخاري يقول‬
‫‪ :‬سعت علي بن الدين يقول ‪ :‬هم أصحاب الديث ‪.‬‬
‫وذكر ف كتاب (( خلق أفعال العباد )) عقب حديث أب سعيد ف قوله تعال ‪:‬‬
‫(‪. ) 1‬‬ ‫وَ َكذَِلكَ َج َعلْنَاكُمْ ُأ ّمةً وَسَطا‬
‫هم الطائفة الذكورة ف حديث (( ل تزال طائفة من أمت )) ‪.‬‬
‫ث ساقه وقال ‪ :‬وجاء نوه عن أب هريرة ومعاوية وجابر وسلمة بن نفيل وقرة بن‬
‫إياس ‪.‬‬
‫وأخرج الاكم ف (( علوم الديث )) بسند صحيح عن أحد ‪ :‬إن ل يكونوا أهل‬
‫الديث؛ فل أدري من هم؟ ومن طريق يزيد بن هارون مثله )) ‪.‬‬
‫انت هى الق صود من كلم الا فظ‪ ،‬وله شرح للمفردات وتوجيهات ل ترج عن‬
‫هذا الطار؛ أي ‪ :‬عن أنم طائفة واحدة‪ ،‬ول يُشر إل التفريق بي الناجية والنصورة ‪.‬‬
‫‪ -26‬ومنهم العلمة بدر الدين ممود بن أحد العين‪ (،‬ت ‪855‬هس )‪.‬‬
‫قال فس كتابسه (( عمدة القاري شرح صسحيح البخاري ))(‪ ) 2‬على قول البخاري ‪:‬‬
‫‪ (( :‬ل تزال طائفة ‪: )) ...‬‬ ‫(( باب ‪ :‬قول النب‬
‫‪ ...‬إل آخره ‪.‬‬ ‫(( أي ‪ :‬هذا الباب ف بيان قول النب‬
‫‪:‬‬ ‫وروى مسلم مثل هذه الترجة عن ثوبان؛ قال ‪ :‬قال رسول ال‬
‫(( ل تزال طائفة من أمت ظاهرين على السسق‪ ،‬ل يضرهسسم من خذلم‪،‬‬
‫حت يأت أمر ال وهم على ذلك ))‪ ،‬وروي أيضا مثله عن الغية بن شعبة وجابر ابن سرة‬
‫‪.‬‬
‫قوله ‪ (( :‬وهم أهل العلم )) ‪ :‬من كلم البخاري ‪.‬‬

‫البقرة ‪143 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫( ‪. ) 25/48‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 172 -‬‬


‫وقال الترمذي ‪ :‬سعت ممد بن إساعيل البخاري يقول ‪ :‬سعت علي بن الدين‬
‫يقول ‪ (( :‬هم أصحاب الديث )) ‪.‬‬
‫ث شرح حديث الغية‪ ،‬ول يشر إل التفريق بي الناجية والنصورة‪ ،‬ومع أنه من‬
‫أئمة الحناف؛ فقد سار ف شرح الديث على طريقة أهل الديث؛ فجزاه ال خيا ‪.‬‬
‫((‬ ‫‪ -27‬ومنهم المام ممد بن أحد السفارين‪ ( ،‬ت ‪1188‬هس )‪ ،‬ف كتابه‬
‫لوامع النوار البهية شرح الدرة الضية ))(‪. ) 1‬‬
‫قال رحه ال ف (( منظومته )) ‪:‬‬
‫ببب‬
‫فبببب َع ْقدِ أَهْ ِل الفِ ْرقَةِ الَرْضِيّةب‬ ‫بمّيْتُها بِال ّدرّةِ ا ُلضِيّةبببب‬
‫سببب َ‬ ‫((‬

‫ببِ أهلِ الَحقّبب ذِي ال َقدْرِ ال َعلِي‬


‫إِمامب‬ ‫على اعْتِقادِ ذِي السبببببّدادِ الَنْبَلي‬

‫رَب ّ الِحج َي ماحبي الدّجبى الشّيْبانب‬ ‫خَيْرُ الَل فَرْ ُد العُل الرّبانببببببب‬

‫))‬ ‫ب َف ُهوَ الثَرِي‬


‫بى مَنْحاهب ُ‬
‫ب نَحَب‬
‫َفمَنب ْ‬ ‫فَإِنّهبببببُ إِمامبببببُ أَهْ ِل الثَ ِر‬
‫ث قال السفارين ف شرحه للبيت الخي ‪:‬‬
‫(( ( فإنه )؛ أي ‪ :‬المام أحد رضي ال عنه‪ ( .‬إمام )؛ أي ‪ :‬قدوة‪ ( .‬أهل )؛ أي‬
‫‪ :‬أصحاب‪ ( .‬الثر )؛ يعن ‪ :‬الذين إنا يأخذون عقيدتم من الأثور عن ال جلّ شأنه ف‬
‫‪ ،‬أو ما ث بت و صحّ عن ال سلف ال صال من ال صحابة الكرام‬ ‫كتا به أو ف سنة الب ن‬
‫والتابعي الفخام؛ دون زبالت أهل الهواء والبدع ونالت أصحاب الراء )) ‪.‬‬
‫إل أن يقول ‪ ( (( :‬الثري )؛ أي ‪ :‬الن سوب إل العقيدة الثر ية والفر قة ال سلفية‬
‫الرض ية‪ ،‬ويعرف أيضا بذ هب ال سلف‪ ،‬و هو مذ هب سلف ال مة وج يع الئ مة الع تبين‬
‫القلّدين ف أحكام الدين )) ‪.‬‬

‫( ‪. ) 1/60-61‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 173 -‬‬


‫ثس قال ‪ (( :‬فإن قلت ‪ :‬إذا كان مذهسب السسلف هسو مسا عليسه الئمسة جيعا تبعا‬
‫للتابع ي وال صحابة الكرام رضوان ال علي هم أجع ي‪ ،‬و هو الذي كان عل يه سيد الر سلي‬
‫وخات النبيي؛ فكيف ينسب هذا الذهب للمام أحد دون من تقدّمه من أئمة الدين؟‬
‫قلت ( السفارين ) ‪ :‬المر كما ذكرت‪ ،‬والق كما استخبت‪ ،‬وهذه القالة هي‬
‫الشريعسة الغراء‪ ،‬ومقالة أهسل الفرقسة الناجيسة بل مالة‪ ،‬ول يرتاب ذو لب لبيسب ورأي‬
‫‪ ،‬وأصسحابه أهسل الصسابة‬ ‫صسحيح مصسيب أناس هسي التس كان عليهسا النسب البسيب‬
‫والتصويب‪ ،‬والتابعون لم بإحسان من أهل التفضل والتبويب )) ‪.‬‬
‫ث ذ كر ظهور البدع وا ستفحالا‪ ،‬وموقسف المام أحدس من ها‪ ،‬ودحر ها بالثبات‬
‫والجج والباهي‪ ،‬حت قمعها وأهلها ‪...‬‬
‫إل أن قال ‪ (( :‬فلما انتصر المسام أحسسد رضي ال عنه للسنة السنية‪،‬‬
‫والفرقسة الناجيسة الرضيسة‪ ،‬وقمع أهل البدع‪ ،‬وزَيّف مقالتهم‪ ،‬وأدحض بدعتهم‪،‬‬
‫وأظهر ضللم؛ صار هو علم المة وإمامها‪ ،‬وصاحبها وخليلها ومقدامها ))(‪.) 1‬‬
‫وقال رحه ال ‪ (( :‬القدمة ف ترجيح مذهب السلف على غيه من سائر الذاهب‬
‫‪.‬‬
‫وأصحابه رضوان‬ ‫وقد قدمنا ما يفيد أن مذهب السلف هو ما كان عليه النب‬
‫ال وسلمه عليهم ومَن بعدهم من أئمة الدين والديانة والعرفة والصيانة والسنّة والمامة‪،‬‬
‫وأن ما نسب لمامنا أحد رضي ال عنه؛ لنه انتهى إليه من السنة ونصوص رسول ال‬
‫أكثر ما انتهى إل غيه‪ ،‬وابتلى بالحنة والرد على أهل البدع أكثر من غيه‪ ،‬فصار إماما‬
‫ف السنة أظهر من غيه‪ ،‬ولذا قال بعض شيوخ الغاربة ‪ :‬الذهب لالك والشافعي وغيها‬
‫من الئمة‪ ،‬وإن زاد بعضهم على بعض ف العلم والبيان وإظهار الق ودفع الباطل )) ‪.‬‬
‫ث قال ‪:‬‬

‫" لوامع النوار " ( ‪. ) 76-67 /1‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 174 -‬‬


‫بر‬
‫بى خَيْرِ البَشَب‬
‫ب ا ُلقْتَفَب‬
‫بن الَنبِيّب‬
‫عَب‬ ‫لبَر‬
‫(( ا ْعلَمببْ ُهدِيتببَ أَنّهببُ جَاءَ ا َ‬
‫ِبضْعًا وسبببَْبعِيَن اعْتِقادا وا ُلحِقبببّ‬ ‫ف َتفْتَرْق‬
‫ب ْو َ‬
‫بب َ‬
‫بِأَنّببب ذِي المّةِ سب‬

‫ب وجَفَبا‬
‫بحْبِ ِه مِنببْ غَيْبر زَيْغبٍ‬
‫وصبَ‬ ‫بطَفى‬
‫ب النَبِيّب الُص ْ‬
‫ب فب َنهْج ِ‬
‫مبا كان َ‬

‫))‬ ‫فبببببب فِ ْرقَةٍ ِإلّ َعلَى َأهْلِ الَثرْ‬ ‫ولَيْسبببَ هذا النّصبببّ جَزْما ُيعْتَبَرْ‬
‫ث شرح هذا البيات‪ ،‬وذكر حديث افتراق المة إل ثلث وسبعي فرقة؛ كلها‬
‫ف النار إل واحدة‪ ،‬ورد على من زعم أنّ الشعريّة والاتريديّة يدخلون ف هذه الفرقة‪،‬‬
‫وأكّد قوله با ف البيت الخي ‪.‬‬
‫وقال ف شرح ( الفاء ) ف الب يت الثالث ‪ (( :‬وي صح أن يقرأ بالاء العج مة‪،‬‬
‫ويكون معناه ‪ :‬من غي ميل ول كتم ول ستر‪ ،‬والافية ضد العلنية ))(‪. ) 1‬‬
‫وعلى كل حال؛ فهذا المام ل يرى تفرقة بي الطائفة النصورة والناجية‪ ،‬ومعان‬
‫النصر للفرقة الناجية واضحة ف كلمه ‪.‬‬
‫‪ -28‬ومنهم شهاب الدين أحد بن ممد القسطلن‪ ( ،‬ت ‪923‬هس ) ‪.‬‬
‫قال رح ه ال ف كتا به (( إرشاد ال ساري لشرح صحيح البخاري ))(‪ ) 2‬و هو يعلق‬
‫على قول البخاري بعد الترجة ‪ (( :‬وهم أهل العلم )) ‪:‬‬
‫(( ول ب ذر ‪ (( :‬و هم من أ هل العلم )) ‪ .‬وروى البخاري عن علي بن الدي ن ‪:‬‬
‫(( هم أصحاب الديث ))‪ ،‬ذكره الترمذي )) ‪.‬‬
‫ول يفرق‪ ،‬ول يشر إل التفرقة‪ ،‬ونج منهج الحدثي ف تفسي الديث ‪.‬‬
‫‪ -29‬ومن هم أ بو ال سن م مد بن عبدالادي الن في العروف بال سندي ( ت‬
‫‪1138‬هس ) ‪.‬‬

‫" لوامع النوار " ( ‪. ) 76-1/74‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫( ‪. ) 10/324‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 175 -‬‬


‫))‬ ‫قال رحه ال ف (( حاشيته على سنن ابن ماجه ))(‪ (( : ) 1‬قوله ‪ (( :‬ل تزال طائفة‬
‫‪ :‬الماعة من الناس‪ ،‬والتنكي للتقليل أو للتعظيم؛ لعظم قدرهم‪ ،‬و وفور فضلهم‪ ،‬ويتمل‬
‫التكثي أيضا؛ فإنم وإن قلّوا؛ فهم الكثيون؛ فإن الواحد ل يساويه اللف‪ ،‬بل هم الناس‬
‫كل هم‪ .‬قوله ‪ (( :‬من صورين ))؛ أي ‪ :‬بال جج والباه ي‪ ،‬أو السيوف والسنة؛ فعلى الول‬
‫هم أ هل العلم‪ ،‬وعلى الثا ن هم الغزاة‪ ،‬وإل الول مال ال صنف‪ ،‬فذ كر الد يث ف هذا‬
‫الباب؛ فإنه النقول عن كثي من أهل العلم ‪:‬‬
‫قال أحد ف هذه الطائفة ‪ :‬إن ل يكونوا أهل الديث؛ فل أدري من هم ‪ .‬أخرجه‬
‫الاكم ف (( علوم الديث )) ‪.‬‬
‫قال عياض ‪ :‬وإنا أراد أهل السنة والماعة ومن يعتقد مذهب أهل الديث ‪.‬‬
‫وقال البخاري ف (( صحيحه )) ‪ :‬هم أهل العلم ‪.‬‬
‫قال السيوطي بعد نقله‪ :‬أي الجتهدون؛ لنّ القلّد ل يُسمى عالا ))‪.‬‬
‫و ما أشار إل يه من مو قف ال سيوطي لعله ير يد به ما ذكره ف كتا به ف (( الرد‬
‫على من أخلد ))؛ ف قد قال م ستدلً على وجوب الجتهاد ‪ (( :‬سبحان ال م صرف المور‬
‫والقدار على كسل عنيسد جبار‪ ،‬والمسد ل الذي أقام فس العصسار قائما ل بالجسة مسن‬
‫العلماء الخيار‪ ،‬ول إله إل الذي ضمن حفظ شريعة نبيه الختار بطائفة من أمته موعودين‬
‫بالنصر والظهار‪ ،‬وال أكب من أن يدخل وعده خلف أو إقصار )) ‪.‬‬
‫وقد نقل الحتجاج بالديث على قضية تعيّن الجتهاد ف عدد من الواطن عن‬
‫النابلة والالكية وغيهم‪ .‬انظر على سبيل الثال(ص ‪ 97‬و ‪. )107‬‬
‫‪ -30‬ومنهم شيخ السلم ممد بن عبدالوهاب رحه ال‪(،‬ت ‪1206‬هس)‪.‬‬

‫( ‪. ) 1/7‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 176 -‬‬


‫ف السائل الستخرجة من حديث ثوبان ‪:‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫))‬ ‫قال رحه ال ف (( كتاب التوحيد‬
‫(( ل تزال طائفة ‪ )) ...‬الديث ‪:‬‬
‫(( ‪ ...‬التا سعة ‪ :‬البشارة بأن ال ق ل يزول بالكل ية ك ما زال في ما م ضى‪ ،‬بل ل‬
‫تزال عليه طائفة ‪.‬‬
‫العاشرة ‪ :‬الية العظمى أنم مع قلّتهم ل يضرهم من خذلم ول من خالفهم ‪.‬‬
‫الادية عشرة ‪ :‬أنّ ذلك الشرط إل قيام الساعة ‪.‬‬
‫الثانية عشرة ‪ :‬ما فيهن من اليات العظيمة ( فذكر عددا من اليات‪ ،‬ث قال ‪) :‬‬
‫وإخباره ببقاء الطائفة النصورة )) ‪.‬‬
‫‪ -31‬ومن هم الش يخ المام عبدال ا بن ش يخ ال سلم م مد بن عبدالوهاب‬
‫رحهم ال‪ ( ،‬ت ‪1242‬هس ) ‪.‬‬
‫‪(( :‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫))‬ ‫قال ف كتاب (( جواب أهل السنة النبوية ف نقض كلم الشيعة والزيدية‬
‫والواب أن يقال ‪ :‬الجيب(‪ ) 3‬إنا ذكر كلما عامّا ف أن أهل السنة والماعة هم الذين‬
‫وأصحابه والتابعون لم بإحسان‪ ،‬ومعلوم أن أهل الديث هم‬ ‫اقتفوا ما عليه رسول ال‬
‫‪ ،‬وذلك لن م اشتغلوا بذلك‪ ،‬وأفنوا‬ ‫أع ظم طوائف ال مة بثا ومعر فة ب سنة ر سول ال‬
‫أعمار هم ف طلب ذلك ومعرف ته‪ ،‬واعتنوا بض بط ذلك وج عه وتنقي ته‪ ،‬ح ت بيّنوا صحيح‬
‫ولعباده الؤمني ‪.‬‬ ‫ذلك من ضعيفه من كذبه‪ ،‬ول ينازع ف ذلك إل عدو ل ولرسوله‬
‫ُصس بذلك طائفسة‬
‫الوجسه الثانس ‪ :‬أن ظاهسر كلم الجيسب وكلمسه يسبي أن ل ي ّ‬
‫معيّني‪ ،‬بل كل من سلك هذه الطريقة؛ فهو منهم مِن جيع الطوائف‪ ،‬وهو داخل ف قوله‬
‫‪ :‬وهم أهل السنة والديث من هذه المة )) ‪.‬‬

‫( ص ‪ ) 284 ،283‬من " فتح الجيد " ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫" مموعة الرسائل والسائل النجدية " ( ‪. ) 125-4/124‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫ل يذكر الشيخ عبدال بن ممد رحه ال اسم الجيب‪ ،‬ويستفاد من كلمه ف‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫هذا الكتاب أن أحد معاندي الزيدية اعترض على أهل السنة ف مسائل عقدية‪ ،‬فردّ عليه أحد‬
‫علماء السنة‪ ،‬ث نصره الشيخ عبدال وأيّده بذا الكتاب القيم ‪.‬‬

‫‪- 177 -‬‬


‫ث ذكر وجها ثالثا يتعلق بالقدر ‪.‬‬
‫ث قال ‪ (( :‬الو جه الرا بع ‪ :‬أن ال صطلح ل ح جة ف يه ع ند أ هل العلم وغي هم؛‬
‫فإذا سى أحد طائفة من الناس بأنم أهل السنة والماعة؛ ل ينع من ذلك؛ إل إذا كانوا‬
‫مالفي لا عليه جاعة أهل السنة والماعة؛ كأهل البدع الذين يسمون أنفسهم بذلك‪ ،‬مع‬
‫وأصحابه والتابعي لم بإحسان ‪.‬‬ ‫مباينتهم لطريقته‬
‫الو جه الا مس ‪ :‬أنّ كثيا من علماء ال سنة ذكروا أن أ هل الد يث هم الفر قة‬
‫‪ (( :‬ل تزال طائفسة مسن أمتس قائمسة على القس‪ ،‬ل‬ ‫الناجيسة التس قال فيهسا رسسول ال‬
‫))‬ ‫يضر هم من خذل م ول من خالف هم‪ ،‬ح ت تقوم ال ساعة ))؛ ك ما ث بت ف (( ال صحيحي‬
‫وغيها ‪.‬‬
‫وذكر البخاري عن علي بن الدين أنم أهل الديث‪ ،‬وكذلك قال أحد بن حنبل‬
‫‪ :‬إن ل يكونوا أهل الديث؛ فل أدري من هم؟ )) ‪.‬‬
‫‪ -32‬ومنهسم المام العلمسة عبدال بسن عبدالرحنس بسا بطيس رحهس ال‪ ( ،‬ت‬
‫‪1282‬هس ) ‪.‬‬
‫))‬ ‫قال رحه ال ف كتابه (( النتصار لزب ال الوحدين ))(‪ (( : ) 1‬وقال ف (( الدي‬
‫( يعنس ‪ (( :‬زاد العاد )) لبسن القيسم ) فس فوائد غزوة الطائف ‪ :‬ومنهسا أنسه ل يوز إبقاء‬
‫مواضع الشرك والطواغيت بعد القدرة على هدمها وإبطالا يوما واحدا؛ فإنا شعائر الكفر‬
‫والشرك‪ ،‬وهسي أعظسم أنواع النكرات ‪ ...‬وغلب الشرك على أكثسر النفوس لظهور‬
‫ال هل وخفاء العلم‪ ،‬ف صار العروف منكرا والن كر معروفا‪ ،‬وال سنة بد عة والبد عة سنة‪،‬‬
‫ون شأ ف ذلك ال صغي‪ ،‬وهرم عل يه ال كبي‪ ،‬و ُطمِ ست العلم‪ ،‬واشتدت غر بة ال سلم‪،‬‬
‫وقل العلماء‪ ،‬وغلبت السفهاء‪ ،‬ولكن ل تزال طائفة من العصابة الحمدية بالق قائمي‪،‬‬
‫))‬ ‫ولهل الشرك والبدع ماهدين‪ ،‬إل أن يرث ال الرض ومن عليها‪ ،‬وهو خي الوارثي‬
‫‪.‬‬

‫( ص ‪ ،) 69-68‬وانظر ‪ " :‬زاد العاد " ( ‪. ) 507-3/506‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 178 -‬‬


‫فلم يفرق المام ابن القيم بي الطائفة النصورة وبي الفرقة الناجية‪ ،‬أو يذكرها‬
‫تارة با سم الناج ية وتارة با سم الن صورة‪ ،‬وكذلك الش يخ عبدال بابط ي؛ فإ نه ل ي كن أن‬
‫يعد مُفَرّقا بينهما؛ لنه هو وغيه ل يعرفون هذا التفريق ‪.‬‬
‫‪ -33‬ومنهم المام العلمة الشيخ سليمان بن عبدال بن ممد بن عبدالوهاب‬
‫رحه ال‪ ( ،‬ت ‪1233‬هس ) ‪.‬‬
‫قال رح ه ال ف كتا به (( تي سي العز يز الم يد ف شرح كتاب التوح يد ))(‪: ) 1‬‬
‫(( قوله ‪ (( :‬ول تزال طائ فة من أم ت على ال ق من صورة ل يضر هم من خذل م ول من‬
‫خالفهم )) ‪:‬‬
‫قال يزيد بن هارون وأحد بن حنبل ‪ :‬إن ل يكونوا أهل الديث؛ فل أدري من‬
‫هم؟‬
‫وكذلك قال ‪ :‬إنم أهل الديث ‪ :‬عبدال بن البارك‪ ،‬وعلي بن الدين‪ ،‬وأحد بن‬
‫سنان‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وغيهم ‪.‬‬
‫وقال ف روا ية ‪ :‬هم العرب‪ ،‬وا ستدل بروا ية من روى ‪ (( :‬هم أ هل الغرب ))‪،‬‬
‫وفسر الغرب بالدلو العظيمة؛ لن العرب هم الذين يستقون با ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ول تعارض بيس القوليس؛ إذ يتنسع أن تكون الطائفسة النصسورة ل تعرف‬
‫‪ ،‬بل ل يكون منصورا على الق إل من عمل بكتاب ال‬ ‫الديث ول سنن رسول ال‬
‫‪ ،‬وهم أهل الديث من العرب وغيهم ‪.‬‬ ‫وسنة رسوله‬
‫فإن قيل ‪َ :‬فلِ مَ خصه بالعرب؟ قيل ‪ :‬الراد التمثيل ل الصر؛ أي ‪ :‬أن العرب إن‬
‫))‬ ‫‪ ،‬فهم الطائفة النصورة حال استقامتهم‬ ‫استقاموا على العمل بكتاب ال وسنة رسوله‬
‫‪.‬‬
‫‪ -34‬ومن هم المام العل مة الش يخ عبدالرح ن بن ح سن آل الش يخ‪ ( ،‬ت‬
‫‪1285‬هس ) ‪.‬‬

‫( ص ‪. ) 379‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 179 -‬‬


‫قال رحه ال ‪ (( :‬قوله‪ (( :‬ول تزال طائفة من أمت على الق منصورة‪ ،‬ل يضرهم‬
‫من خذلم ول من خالفهم )) ‪:‬‬
‫قال يزيد بن هارون وأحد بن حنبل ‪ :‬إن ل يكونوا أهل الديث؛ فل أدري من‬
‫هم؟‬
‫قال ابن البارك وعلي بن الدي ن وأحد بن سنان والبخاري وغي هم ‪ :‬إن م أهل‬
‫الديث‪ ،‬وعن علي بن الدين رواية ‪ :‬هم العرب‪ ،‬واستدل برواية من روى ‪ (( :‬هم أهل‬
‫الغرب ))‪ ،‬وفسر الغرب بالدلو العظيمة؛ لن العرب هم الذين يستقون با )) ‪.‬‬
‫ثس حكسى كلم النووي‪ ،‬ثس قال ‪ (( :‬قال القرطسب ‪ :‬وفيسه دليسل على أن الجاع‬
‫حجة؛ لن ا ُلمّة إذا اجتمعت؛ دخل فيهم الطائفة النصورة )) ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬واحتجّ المام أحدس على أن الجتهاد ل ينقطسع مسا دامست هذه الطائفسة‬
‫موجودة ‪.‬‬
‫‪ -35‬ومنهسم أبسو الطيسب السسيد صسديق بسن حسسن خان القنوجسي‪،‬‬
‫( ت ‪1307‬هس ) ‪.‬‬
‫قال رح ه ال ف كتا به (( ال سراج الوهاج ف ك شف مطالب صحيح م سلم بن‬
‫‪ (( :‬ل تزال طائ فة من أم ت ظاهر ين على ال ق ح ت تقوم‬ ‫الجاج ))(‪ (( : ) 1‬باب قوله‬
‫الساعة ‪ : )) ...‬وأما هذه الطائفة؛ فقال البخاري ‪ :‬هم أهل العلم‪ ،‬وقال أحد ابن حنبل ‪:‬‬
‫إن ل يكونوا أهسل الديسث؛ فل أدري مسن هسم؟ قال عياض ‪ :‬إناس أراد أحدس أهسل السسنة‬
‫والماعة ومن يعتقد مذهب أهل الديث )) ‪.‬‬
‫ث نقل كلم النووي السابق‪ ،‬ث قال ‪ (( :‬والديث يشمل بعمومه ملوك السلم‬
‫الظاهرين على أهل الكفر أيضا إن شاء ال )) ‪.‬‬

‫( ‪ – 2/117‬نشر الكتبة الثرية ) ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 180 -‬‬


‫وقال ف كتابه (( الطة ف ذكر الصحاح الستة )) (‪ (( : ) 1‬بسم ال الرحن الرحيم‪،‬‬
‫خالصة من دون الناس ف أعي البصراء‪،‬‬ ‫فحمدا ل الذي جعل أهل الديث أهل النب‬
‫بل صحبهُ الذين صحبوا أنفاسه القدسية طول الناء‪ ،‬وإن ل يصحبوا نفسه الزكية كصحبة‬
‫الرّحَماء؛ ف يا ل م من كرام أخل صهم ال بال صةٍ ذكرى الدار‪ ،‬وا صطفاهم لن صرة دي نه‬
‫وحفظ شريعته وتمّل علوم نبيه الختار‪ ،‬وناهيك با من علياء ‪. )) ...‬‬
‫‪ -36‬ومنهم الحدث العلمة أبو الطيب ممد شس الق العظيم آبادي‪ ( ،‬ت‬
‫‪1329‬هس )‪ ،‬ف كتابه (( عون العبود شرح سنن أب داود ))(‪. ) 2‬‬
‫قال ف شرح حديث‪ (( :‬ل تزال طائفة ‪ )) ...‬الديث ‪ (( :‬قال النووي‪ :‬وأما هذه‬
‫الطائفة؛ فقال البخاري ‪ :‬هم أهل العلم‪ .‬وقال أحد بن حنبل ‪ :‬إن ل يكونوا أهل الديث؛‬
‫فل أدري من هم؟ قال القا ضي عياض ‪ :‬إن ا أراد أح د أ هل ال سنة والما عة و من يعت قد‬
‫مذهب أهل الديث ‪ ( ...‬ث ذكر كلم النووي السابق ذكره )) ‪.‬‬
‫‪ -37‬ومنهسم الحدث العلمسة أبسو العُلى م مد بسن عبدالرحنس الباركفوري‪( ،‬‬
‫‪1353‬هس ) رحه ال ف كتابه (( تفة الحوذي شرح جامع الترمذي )) (‪. ) 3‬‬
‫))‬ ‫قال ف شرح حد يث معاو ية بن قرة عن أب يه مرفوعا ‪ (( :‬ل تزال طائ فة ‪...‬‬
‫الد يث إل أن ذ كر قول الترمذي ‪ :‬قال م مد بن إ ساعيل عن علي ا بن الدي ن ‪ :‬هم‬
‫أصحاب الديث ‪:‬‬
‫(( وقال البخسساري ف (( صحيحه )) ‪ :‬هم أهل العسسلم‪ ،‬وقال الافظ ف‬
‫(( الف تح )) ‪ :‬وأخرج الا كم ف (( علوم الد يث )) ب سند صحيح عن أح د ‪ :‬إن ل يكونوا‬
‫أصحاب الديث؛ فل أدري من هم؟ ومن طريق يزيد بن هارون مثله ‪ )) ...‬اهس ‪.‬‬
‫ث نقل كلم القاضي عياض وكلم النووي رحهما ال ‪.‬‬

‫( ص ‪ -11‬نشر دار الكتب العلمية بيوت ) ‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫( ‪.) 7/162-163‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫( ‪. ) 6/434‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 181 -‬‬


‫‪ -38‬ومنهم العلمة أبو العال ممود شكري اللوسي‪(،‬ت ‪1342‬هس) ‪.‬‬
‫قال رحه ال ف كتابه (( غاية المان ))(‪ (( : ) 1‬الثانية ‪ :‬أنه ورد ف الديث التفق‬
‫على صسحته ‪ (( :‬لتَتِّبعُنّ سسنن مسن كان قبلكسم حذو القذّة بالقذّة‪ ،‬حتس لو دخلوا جُحْرَ‬
‫أ نه سيكون ف أم ته من يذو حذو ال مم ال سابقة‪ ،‬و هم‬ ‫ضبّ؛ لدخلتموه )) ‪ :‬أ خب‬
‫كائن ل‬ ‫جاهل ية الكتابي ي وغي هم؛ ك ما ُف سّر ف الد يث‪ ،‬ول شك أن ما أ خب به‬
‫مالة؛ فإ نه ال صادق ال صدوق‪ ،‬و ما ين طق عن الوى‪ ،‬و من اليق ي أن من ا ستمسك بد يه‬
‫واتبع ما ثبت من سنته غي مقصودين بالديث؛ كما ثبت ف حديث الفرق أنم الفرقة‬
‫وأصحابه؛ كما هو الوارد )) ‪.‬‬ ‫الناجية‪ ،‬وهم من كان على ما عليه النب‬
‫وقال ف موضع آخر ‪ (( :‬وقد ذكرنا غي مرة حقيقة حالم ( يعن ‪ :‬أهل السنة‬
‫والماعسسة )‪ ،‬وأن الفرقة الناجية هم التابعسسون لا كان عليه رسول‬
‫وأصحابه الكرام ))(‪. ) 2‬‬ ‫ال‬
‫وقال أيضا ‪ (( :‬وفس دمشسق وسسائر بلد الشام أيضا جاعسة مسن أكابر علماء هذا‬
‫العصر وفضلئه قد نصروا واختاروا أقواله ( يعن ‪ :‬ابن تيمية )‪ ،‬وردوا على الخالفي له‬
‫مسن الهلة والغلة‪ ،‬وأثنوا عليسه‪ ،‬ووثّقوه‪ ،‬ورجحوه على كثيس مسن الئمسة فس كثيس مسن‬
‫الفنون‪ ،‬وصبوا على ما رأوه من كيد الصوم وتاملهم‪ ،‬وماصمتهم للباطل‪ ،‬وهم أحق‬
‫الناس بذلك؛ لن الشيخ َقدّ سَ ال روحه الزّكيّة منهم‪ ،‬وكان من جيانم‪ ،‬ومن بلدهم‬
‫ظهرت أنوار السنة النبوية‪ ،‬وف الديث الصحيح ما يشعر بأنم هم الؤيدون للسنة‪ ،‬وهو‬
‫‪ (( :‬ل تزال طائفة من أمت ظاهرين على الق‪ ،‬وهم ف الغرب )) ‪.‬‬ ‫قوله‬
‫قال بعسض شراح الديسث ‪ :‬الراد بمس أهسل الشام؛ فإنمس أكثسر الناس اشتغالً‬
‫بالديث وأعناهم بفظ السنة ‪.‬‬

‫( ‪. ) 1/19‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫" غاية المان " ( ‪. ) 2/63‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 182 -‬‬


‫قال العلمة الافظ ابن كثي ف كتابه (( البداية والنهاية )) ف الديث الصحيح ‪:‬‬
‫(( ل تزال طائفة من أمت ظاهرين على الق‪ ،‬ل يضرهم من خذلم ول من خالفهم‪ ،‬حت‬
‫يأت أمر ال وهم كذلك )) ‪ :‬وف (( صحيح البخاري )) ‪ (( :‬وهم بالشام )) ‪.‬‬
‫وقد قال كثي من علماء السلف ‪ :‬إنم علماء الديث ))(‪. ) 1‬‬
‫و قد ذَكَر هم أيضا ف مو ضع آ خر با سم أ هل ال سنة والما عة؛ قال رح ه ال ‪:‬‬
‫(( واعلم أن أهل السنة والماعة هم أهل السلم والتوحيد‪ ،‬التمسكون بالسنن الثابتة عن‬
‫ف العقائد والنحل والعبادات الباطنة والظاهرة‪ ،‬الذين ل يشوبوه ببدع أهل‬ ‫رسول ال‬
‫الهواء وأهسل الكلم فس أبواب العلم والعتقادات‪ ،‬ول يرجوا عنهسا فس باب العمسل‬
‫والرادات؛ كما عليه جُهّال أهل الطرائق والعبسسادات؛ فإن السنة ف الصل تقع على‬
‫ما كان عليه رسول ال‬
‫وما سّنهُ أو أمر به من أصول الدين وفروعه‪ ،‬حت الدي والسمت ‪. ) 2()) ...‬‬
‫ث استمر يفصل با مرجعه إل كلمه السابق ‪.‬‬
‫فترى الر جل يذ كر أ هل الد يث تارة با سم الفر قة الناج ية‪ ،‬وتارة با سم الطائ فة‬
‫النصورة‪ ،‬وتارة باسم أهل الديث ‪.‬‬
‫‪ -39‬ومن هم العل مة الداع ية ال كبي الش يخ أح د بن إبراه يم بن عي سى ( ت‬
‫‪1329‬هس ) شارح (( النونية )) للمام ابن القيم ‪.‬‬
‫قال رحهس ال ف مقدمسة (( شرح النونيسة )) ‪ (( :‬وبعسد؛ فإن النظومسة الشهورة ف‬
‫))‬ ‫الطريقة السنية والعقيدة النفية السماة بس (( الكافية الشافية ف النتصار للفرقة الناجية‬
‫‪ :‬ل ينسج ناسج على منوالا‪ ،‬ول تسمح الدهور بشكلها وأمثالا )) ‪.‬‬
‫ث قام رحه ال بشرحها؛ مؤيدا الصنف ف عقائدها ومراميها ومقاصدها‪ ،‬ومؤيدا‬
‫ما فيها من حلت على أهل البدع‪ ،‬ومدح وثناء على أهل الديث ف مواطن عديدة ‪:‬‬

‫" غاية المان " ( ‪. ) 2/149‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫" غاية المان " ( ‪. ) 1/428‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 183 -‬‬


‫منهسا أن ابسن القيسم قال ‪ (( :‬فصسل فس بيان عدوانمس فس تلقيبهسم أهسل القرآن‬
‫والديث مسمة‪ ،‬وبيان أنم أول بكل لقب خبيث ‪:‬‬
‫بِتَ ٍة مَسبببببَبّةِ جَاهِ ٍل فَتّانبببببِ‬ ‫كَمببببْ ذَا ُمشَّبهَةٍ ُمجَسببببّمَ ٍة َنوَا‬
‫(‪) 1‬‬
‫))‬ ‫واليانب‬
‫ِ‬ ‫ُرآنب‬
‫ب وناصبِري الق ِ‬
‫يث ِ‬ ‫بمّيُْتمْ بِهببا َأهْلَ الَببد‬
‫أَسببْماءُ سب َ‬
‫وساق أبياتا ‪.‬‬
‫فشرح ا بن عي سى تل كم البيات‪ ،‬ث قال ‪ (( :‬و قد قال المام أ بو حا ت م مد بن‬
‫إدر يس النظلي الرازي ‪ :‬عل مة أ هل البدع الوقي عة ف أ هل ال ثر‪ ،‬وعل مة الهم ية أن‬
‫ي سموا أ هل ال سنة مشب هة وناب تة‪ ،‬وعل مة القدر ية أن ي سموا أ هل ال سنة م بة‪ ،‬وعل مة‬
‫الزنادقة أن يسموا أهل الثر حشوية ‪ ...‬انتهى نقله عن الذهب ف (( كتاب العلو )) ‪.‬‬
‫وتسليمه بقول المام ابن القيم ‪ (( :‬فصل ف أن أهل الديث هم أنصار رسول‬
‫وخاصته‪ ،‬ول يبغض النصار رجل يؤمن بال واليوم الخر ‪:‬‬ ‫ال‬

‫أَْبشِ ْر ِب َعقْ ِد وِليَ ِة الشّيْطانبببببببِ‬ ‫يبببا مُْبغِضا َأهْلَ الَديثبببِ وشاتِما‬

‫بببنِ الِبب والِيانببِ والقُرآنببِ‬ ‫ب بَأ نّهُبم أَنْصبارُ ديبب‬


‫َأ َو مَبا َعِلمْت َ‬
‫(‪) 2‬‬
‫لِ هُببم بِل شَكّبب وَل ُنكْرانببِ‬ ‫ب بَأ نّب أَنْصبارَ الرّسبو‬
‫َأ َو مَبا َعِلمْت َ‬

‫فهو مؤيد للمام ابن القيم ف أن أهل الديث هم الفرقة الناجية والطائفة‬
‫النصورة ‪.‬‬
‫‪ -40‬ومنهسم العلمسة ال َفذّ الشيسخ حافسظ بسن أحدس الكمسي رحهس ال‪ ( ،‬ت‬
‫‪1377‬هس )‪ ،‬ألف كتابا سّاه (( أعلم السنسسسسة النشورة لعتقساد الطائفة‬
‫الناجية النصورة ))؛ قال ف هذا الكتاب (‪: ) 3‬‬

‫( ‪. ) 2/81-82‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫" شرح النونية " لبن عيسى ( ‪. ) 2/425‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫( ص ‪. ) 194‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 184 -‬‬


‫بقوله ‪ (( :‬ل تزال طائفة‬ ‫سؤال ‪ :‬من هي الطائفة الت عناها النب‬ ‫((‬

‫من أمت ‪ )) ...‬الديث؟‬


‫جواب ‪ :‬هذه الطائفة هي الفرقسة الناجيسة من الثلث وسبعي فرقة؛ كمسا‬
‫من تلك الفرق بقوله ‪ (( :‬كلها ف النار إل واحدة وهي الماعة ))‪ ،‬وف‬ ‫استثناها النب‬
‫))‬ ‫رواية ‪ (( :‬هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحاب ))‪ ،‬نسأل ال أن يعلنا منهم‬
‫اهس ‪.‬‬
‫‪ -41‬ومنهم علمة القصيم الشيخ عبدالرحن بن ناصر السعدي رحه ال‪ ،‬ابن‬
‫قيم عصره‪ ،‬وكان قد اعتن بس (( نونية المام ابن القيم )) السماة بس (( الكافية الشافية ف‬
‫))‬ ‫النتصار للفرقة الناجية ))‪ ،‬فبسطها على طريقة ابن هشام لتبسيط ونثر (( ألفية ابن مالك‬
‫ف كتاب ساه (( توضيح الكافية الشافية ))‪ ،‬ث شرحها شرحا وافيا‪ ،‬ث لّص هذا الشرح‬
‫ف كتابه (( الق الواضح البي ف شرح توحيد النبياء )) ‪.‬‬
‫((‬ ‫قال رحه ال ف (( توضيح الكافية الشافية )) (‪ (( : ) 1‬أما بعد؛ فهذا توضيح لعان‬
‫الكاف ية الشاف ية ف النت صار للفر قة الناج ية )) لش مس الد ين ا بن الق يم قدّس ال رو حه؛‬
‫لكون هذا الكتاب عد ي النظ ي ف ا ستيفائه ل صول الد ين‪ ،‬والردّ على الهم ية والعطلة‬
‫واللحد ين بالنقول ال صحيحة‪ ،‬وال صول ال سلفية والقوا عد والعقول ال صرية‪ ،‬وف يه من‬
‫الفوائد وما تصح وتكمل به العقائد ما ل يوجد ف كتاب سواه ‪. )) ...‬‬
‫ونقل العنوان ال ت عن ا بن الق يم ‪ (( :‬فصل ف بيان أن أ هل الد يث هم أن صار‬
‫وخاصته ول يبغض النصار رجل يؤمن بال واليوم الخر )) ‪.‬‬ ‫رسول ال‬
‫فقال الشيخ ابن سعدي بعد العنوان السابق ‪ (( :‬ثبت ف (( الصحيح )) أن‬
‫قال عن الن صار ‪ (( :‬ل يبغض هم إل منا فق ))‪ ،‬وذلك بأ سباب إيان م وم سابقتهم‬ ‫ال نب‬
‫وذبّهم عنه من يريده بسوء ‪.‬‬ ‫ونصرتم التامة لرسول ال‬

‫(ص‪.)3‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 185 -‬‬


‫كذلك أهل السنة والماعة وأهل الديث؛ لنتسابم لسنته دون القالت كلها‬
‫والذا هب وغي ها؛ لن الن سان ل ين سب لش يء؛ إل لت صاله به؛ بلف غي هم؛ فإن م‬
‫تباينت نسبهم؛ كالهمية والكلبية والشعرية ونوهم‪ ،‬وإما إل القالت؛ كالقدرية )) ‪.‬‬
‫‪ -42‬ومنهم مدث هذا العصر الشيخ ممد ناصر الدين اللبان حفظه ال ‪.‬‬
‫قال فس كتابسه (( سسلسلة الحاديسث الصسحيحة )) ‪ (( :‬مسن هسي الطائفسة الظاهرة‬
‫النصورة؟‬
‫(( ل تزال طائفة من أمت ظاهرين على الق حت تقوم الساعة )) ‪.‬‬
‫ث ن قل كلم يز يد بن هارون عن طر يق الرامهرمزي ‪ (( :‬إن ل يكونوا أ صحاب‬
‫الديث؛ فل أدري من هم؟ )) ‪.‬‬
‫ث ذكر أن الديث ثابت مستفيض عن عدد من الصحابة ‪.‬‬
‫ث ن قل عن عدد من الئ مة – من هم عبدال بن البارك وا بن الدي ن وأح د ا بن‬
‫حنبل وأحد بن سنان والبخاري ‪ :‬أن الطائفة النصورة هم أهل الديث ‪.‬‬
‫ثس قال ‪ (( :‬وقسد يسستغرب بعسض النسسساس تفسسي هسسؤلء الئمسسسة‬
‫للطائفسسة‬
‫الظاهرة والفرقة الناجية بأنم أهل الديث‪ ،‬ول غرابة ف ذلك إذا تذكرنا ما يأت ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬أنّ أ هل الد يث هم بُكْ مِ اخت صاصهم ف درا سة ال سنة و ما يتعلق من‬
‫وهديسه‬ ‫معرفسة تراجسم الرواة وعلل الديسث وطرقسه أعلم الناس قاطبسة بسسنة نسبيهم‬
‫‪.‬‬ ‫وأخلقه وعزواته وما يتصل به‬
‫ثانيا ‪ :‬أن ال مة قد انق سمت إل فرق ومذا هب ل ت كن ف القرن الول‪ ،‬ول كل‬
‫مذهب أصوله وفروعه وأحاديثه الت يستدل با ويعتمد عليها‪ ،‬وأن التمذهب بواحد منها‬
‫يتع صب له‪ ،‬ويتم سك ب كل ما ف يه؛ دون أن يلت فت إل الذا هب الخرى وين ظر لعله ي د‬
‫فيها من الحاديث ما ل يده ف مذهبه الذي قلّده؛ فإن من الثابت لدى أهل العلم أن ف‬

‫‪- 186 -‬‬


‫كل مذ هب من ال سنة والحاد يث ما ل يو جد ف الذ هب ال خر؛ فالتم سك بالذ هب‬
‫الواحد يضل ول بد عن قسم عظيم من السنة الحفوظة لدى الذاهب الخرى ‪.‬‬
‫ول يس على هذا أ هل الد يث؛ فإن م يأخذون ب كل حد يث صح إ سناده ف أي‬
‫مذ هب كان‪ ،‬و من أي طائ فة كان راو ية‪ ،‬ما دام أن م سلم ث قة‪ ،‬ح ت لو كان شيعيّا أو‬
‫خارجيّا أو قدريّا‪ ،‬فضلً عن أن يكون حنفيّا أو مالكيّا أو غي ذلك ‪.‬‬
‫و قد صرح بذا المام الشاف عي ر ضي ال ع نه ح ي خا طب المام أح د بقوله ‪:‬‬
‫(( أنتم أعلم بالديث من‪ ،‬فإذا جاءكم الديث صحيحا؛ فأخبن حت أذهب إليه‪ ،‬سواء‬
‫كان حجازيّا أم كوفيّا أم مصريّا )) ‪.‬‬
‫فأهل السسديث حشسرنا ال معهم ل يتعصبون لقول شخص معي‪ ،‬مهما‬
‫؛ بلف غي هم م ن ل ينت مي إل الد يث والع مل به؛ فإن م‬ ‫عل و سا‪ ،‬ح شا ممدا‬
‫يتعصبسسون لقوال أئمتهسسم – وقد نوهسسم عن ذلك – كمسسا‬
‫يتعصب أهل الديث لقوال نبيهم!‬
‫فل ع جب ب عد هذا البيان أن يكون أ هل الد يث هم الطائ فة الظاهرة والفر قة‬
‫الناجية‪ ،‬بل والمة الوسط الشهداء على اللق ‪.‬‬
‫ويعجب ن بذا ال صدد قول الط يب البغدادي ف مقد مة كتا به (( شرف أ صحاب‬
‫الديث )) انتصارا لم وردّا على من خالفهم ‪:‬‬
‫ولو أنّ صاحب الرأي الذموم ُشغِلَ با ينفعه من العلوم‪ ،‬وطلب سنن رسول رب‬
‫العالي‪ ،‬واقتفى آثار الفقهاء والحدثي؛ لوجد ف ذلك ما يغنيه عن سواه‪ ،‬واكتفى بالثر‬
‫عن رأيه الذي يراه؛ لن الديث يشتمل ‪ )) ...‬إل آخر ما نقلناه عن الطيب سابقا ‪.‬‬
‫قال اللبان ‪ (( :‬ث ساق الطيب رحه ال البواب الت تدل على شرف أصحاب‬
‫الديث وفضلهم‪ ،‬ل بأس من ذكر بعضها وإن طال القام؛ لتتم الفائدة‪ ،‬لكن اقتصر على‬
‫أهها وأمسّها بالوضوع ‪:‬‬
‫‪ (( :‬نضّر ال امرءا سع منّا حديثا فبلّغه )) ‪.‬‬ ‫‪-1‬قوله‬

‫‪- 187 -‬‬


‫بإكرام أصحاب الديث ‪.‬‬ ‫‪-2‬وصية النب‬
‫‪ (( :‬يمل هذا العلم من كل خلف عدُولُهُ )) ‪.‬‬ ‫‪-3‬قول النب‬
‫ف التبليغ عنه ‪.‬‬ ‫‪-4‬كون أصحاب الديث خلفاء الرسول‬
‫إيان أصحاب الديث ‪.‬‬ ‫‪-5‬وصف الرسول‬
‫؛ لدوام صلتم عليه ‪.‬‬ ‫‪-6‬كون أصحاب الديث أول بالرسول‬
‫أصحابه بكون طلبة الديث بعده واتصال السناد‬ ‫‪-7‬بشارة النب‬
‫بينهم وبينه ‪.‬‬
‫‪- 8‬البيان أن السانيد هي الطريق إل معرفة أحكام الشريعة ‪.‬‬
‫؛ لفظهم السنن وتبيينهم‬ ‫‪-9‬كون أصحاب الديث أمناء الرسول‬
‫لا ‪.‬‬
‫‪- 10‬كون أصحاب الديث حاة الدين؛ بذبّهم عن السنن ‪.‬‬
‫ما خلفه من السنة وأنواع‬ ‫‪-11‬كون أصحاب الديث ورثة الرسول‬
‫الكمة ‪.‬‬
‫‪ - 12‬كونم المرين بالعروف والناهي عن النكر ‪.‬‬
‫‪ - 13‬كونم خيار الناس ‪.‬‬
‫‪ - 14‬من قال ‪ :‬إن البدال والولياء أصحاب الديث ‪.‬‬
‫‪ - 15‬من قال ‪ :‬لول أهل الديث لْندَرَسَ السلم ‪.‬‬
‫‪ - 16‬كون أ هل الد يث أول الناس بالنجاة ف الخرة‪ ،‬وأ سبق اللق‬
‫إل النة ‪.‬‬
‫‪ - 17‬اجتماع صلح الدنيا والخرة ف ساع الديث وكتبه ‪.‬‬
‫‪ - 18‬ثبوت حجة صاحب الديث ‪.‬‬

‫‪- 188 -‬‬


‫‪ - 19‬الستدلل على أهل السنة ببهم أصحاب الديث ‪.‬‬
‫‪ - 20‬الستدلل على البتدعة ببغض الديث وأهله ‪.‬‬
‫‪ - 21‬مسن ج ع ب ي مدح أ صحاب الد يث وذم أ هل الرأي والكلم‬
‫البيث ‪.‬‬
‫‪ - 22‬من قال ‪ :‬طلب الديث من أفضل العبادات ‪.‬‬
‫‪ -23‬من قال ‪ :‬رواية الديث أفضل من التسبيح ‪.‬‬
‫‪ -24‬من قال ‪ :‬الديث أفضل من صلة النافلة ‪.‬‬
‫العلماء‬ ‫‪ -25‬من تن رواية الديث من اللفاء‪ ،‬ورأي أن الحدثي أفضل‬
‫‪.‬‬
‫هذه هي أهم أبواب الكتاب وفصوله ‪.‬‬
‫وأختم هذه الكلمة بشهادة عظيمة لهل الديث من عال من كبار علماء النفية‬
‫( ‪– 1264‬‬ ‫فس النسد‪ ،‬أل وهسو أبسو السسنات ممسد عبداليس اللكنوي‬
‫‪1304‬هس ) ‪:‬‬
‫قال رح ه ال‪ :‬و من ن ظر بن ظر الن صاف‪ ،‬وغاص ف بار الف قه وال صول متجنبا‬
‫العتساف؛ يعلم علما يقينا أن أكثر السائل الفرعية والصلية الت اختلف العلماء فيها؛‬
‫فمذ هب الحدث ي في ها أقوى من مذا هب غي هم‪ ،‬وإ ن كل ما أ سي ف ش عب الختلف؛‬
‫أجد قول الحدثي فيها قريبا من النصاف؛ فلله دَ ّرهُ مْ‪ ،‬وعليه شكرهم ( كذا! )‪ ،‬كيف‬
‫حقّا‪ ،‬وُنوّاب شر عه صدقا‪ ،‬حشر نا ال ف زُمرت م‪ ،‬وأمات نا على‬ ‫ل و هم ور ثة ال نب‬
‫حُبّهم وسيتم )) ‪.‬‬
‫‪ -43‬ومنهم علمة العصر وعَلَمه الشامخ العال العامل صاحب العقل الصب‬
‫والذراع الرحب والباع الواسع ف العلم والدب والخلق السلمية السمحة‪ ،‬شيخنا‪،‬‬
‫مف ت الديار ال سعودية‪ ،‬بل العال ال سلمي‪ ،‬ساحة الش يخ عبدالعز يز بن عبدال بن باز‬

‫‪- 189 -‬‬


‫حف ظه ال؛ فل قد سألته ‪ :‬هل يرى أن هناك فرقا ب ي الطائ فة الن صورة والفر قة الناج ية؟‬
‫فقال ‪ :‬ل أرى فرقا‪ ،‬بل هي فرقة واحدة ‪.‬‬
‫‪ -44‬ومن هم العل مة الحدث الش يخ حاد بن م مد الن صاري‪ ،‬ع ضو هيئة‬
‫التدر يس ف الام عة ال سلمية‪ ،‬يرى أن الفر قة الناج ية هي الطائ فة الن صورة و هي أ هل‬
‫الديث ‪.‬‬
‫‪ -45‬ومن هم عال الق صيم ف الع صر الا ضر الش يخ م مد بن صال العثيم ي‬
‫حفظه ال؛ إذ سئل عن افتراق أمة النب بعد وفاته؟ فأجاب بقوله ‪:‬‬
‫فيمسا صسح عنسه أن اليهود افترقوا على إحدى وسسبعي فرقسة‪،‬‬ ‫(( أخسب النسب‬
‫والن صارى على اثنت ي و سبعي فر قة‪ ،‬وأن هذه ال مة ستفترق على ثلث و سبعي فر قة‪،‬‬
‫وهذه الفرق كل ها ف النار؛ إل واحدة‪ ،‬و هي ‪ :‬من كان على م ثل ما كان عل يه ال نب‬
‫وأصحابه‪ ،‬وهذه الفرقة الناجية الت نت ف الدنيا من البدع وتنجو ف الخرة من النار‪،‬‬
‫وهي الطائفة النصورة إل قيام الساعة‪ ،‬الت ل تزال ظاهرة قائمة بأمر ال عزّ وجلّ ‪.‬‬
‫ّقصس مسن هذه‬
‫وسسئِلَ حفظسه ال عسن أبرز خصسائص الفرقسة الناجيسة‪ ،‬وهسل الن ُ‬
‫ُ‬
‫الصائص يرج النسان منها؟‬
‫فأجاب ‪ (( :‬أبرز الصائص للفرقة الناجيسسة هي التمسسك با كان عليه‬
‫ف العقيدة والعبادة والخلق والعاملة ‪.) 1()) ...‬‬ ‫النب‬
‫ث شرع يفصلها جزاه ال خيا ‪.‬‬
‫ولهل العلم ف فضل الديث وأهله أقوال كثية منثورة ومنظومة؛ فمن أشعارهم‬
‫ما يأت ‪:‬‬
‫قال المام أحد بن ممد بن إبراهيم أبو طاهر السلفي (ت ‪576‬هس) ‪:‬‬
‫ب‬
‫تَرَكوا الْبتِداعببببَ للتّباعببب ِ‬ ‫ب رِجا ٍل‬
‫ب ِعلْمببَ الَديثببِ ِعلْمب ُ‬
‫إِنّب‬

‫" الجموع الثمي " ( ص ‪. ) 54-53‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 190 -‬‬


‫بببّماعِ‬
‫بببْبَحوا َغ َدوْا للسب‬
‫وإذا أَصب‬ ‫ب‬
‫فَإِذا جَنّببب لَْيلُهُبببم كَتَبوهبب ُ‬
‫وقال معتزّا بانتسابه لهل الديث ‪:‬‬
‫ب‬
‫بب ْ‬
‫بببْ َخيْرُ فِئَهب‬
‫ث وَهُمب‬
‫ببب ِ‬
‫بب‬ ‫ببب‬
‫بببْ َأهْلِ الَديبب‬
‫بببا مِنب‬
‫أَنب‬

‫بببْ أَجُوزَنّببب الِئة‬


‫جُبببو أَنب‬ ‫بببببْعيَ وَأ ْر‬
‫ب تِسب‬
‫جُزْتبببب ُ‬
‫وقال يدح رجال الديث ‪:‬‬
‫ومِنببببْ العال فبببب العال نُزّ ُل‬ ‫َأهْلُ الَديثبببِ هُمبببُ الرّجالُ البزّ ُل‬

‫بببماكُ العْزَ ُل‬


‫بببٌ والسب‬
‫أَبَدا مُقيمب‬ ‫ْتب الثّرى‬
‫َسبتَوي السبمكُ الذي َتح َ‬
‫هَ ْل ي ْ‬
‫وقال رحه ال ‪:‬‬
‫ب‬
‫ب طُرُقببِ الِدايَ ِة وَ ْهمُهب ُ‬
‫إذْ ضَلّ عَنب ْ‬ ‫ب‬
‫بث َي ُذمّهبُ‬
‫بَ الَديب‬
‫بِدا ِعلْمب‬
‫با قاصب‬
‫يب‬

‫ب‬
‫وأَ َجلّهببا ِفقْهببُ الَديثببِ و ِع ْلمُهب ُ‬ ‫با َعِلمْتببَ كَثيٌَة‬
‫إنّ ب العُلومببَ كَمَب‬

‫ب ْهمٌُهُ‬
‫ب ْهمٍ فبب الَعال سب َ‬
‫فأَتَمّبب سب َ‬ ‫ب‬
‫ب تََيقّظب ٌ‬
‫ب كان طالِبُهببُ وفِيهب ِ‬
‫مَنب ْ‬

‫دِينببُ النّبِيّبب و َشذّ عَنّابب ُح ْكمُهببُ‬ ‫ب لَمببْ يَسببَْتقِم‬


‫لَول الَديثببُ وأَ ْهلُهبُ‬
‫(‪) 1‬‬
‫ُهب‬
‫ْمب فب البَسبيطَ ِة َف ْهم ُ‬
‫َانب َفه ٌ‬
‫مبا ك َ‬ ‫حذْلِقببٌ‬
‫وإذا اسببْتَرابَ ِبقَولِنببا مَُت َ‬
‫وما قيل ف أهل الديث ‪:‬‬
‫بحِبُوا‬
‫بهُ ص َ‬
‫بهُ أَْنفَاس َ‬
‫بحَبُوا َنفْس َ‬
‫ب يَص ْ‬
‫لَم ْ‬ ‫ب‬
‫َأهْلُ الَديث بِ هُم بُ أَهْلُ النّبِيّب وإن ْ‬
‫ومن ذلك ‪:‬‬
‫ِنعْمبببَ الَطِيّةببب للفَتَبببى آثارُ‬ ‫ب ُمحَمَبببد َأخْبارُ‬
‫دِيْنبببُ النّببب ّ‬

‫فَالرّأْيببببُ لَيْ ٌل والدَيثببببُ َنهَارُ‬ ‫ب‬


‫ل تَرْغَبَنّ ب عَنببِ الَديثببِ وأَ ْهلِهب ِ‬

‫انظر كتاب ‪ " :‬أبو طاهر السلفي "‪ ،‬تأليف الدكتور حسن عبدالميد‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫الصال‪ ( ،‬ص ‪. ) 181-179‬‬

‫‪- 191 -‬‬


‫ب بازِغَ ٌة لَهَببببا أَنْوا ُر‬
‫والشّمْسببب ُ‬ ‫ولَرُبّمببا َجهِ َل الفَتَببى سببُبُلَ ا ُلدَى‬

‫ومنها ما أنشد السيد الرتضى السين(‪ ) 1‬لنفسه ف (( أماليه الشيخونية )) ‪:‬‬

‫خِيَارُ عِبا ِد اللّهبببِ فببب كُ ّل َمحْفَ ِل‬ ‫ب بِأَص بْحابِ الَديث بِ فَإِنّهُبم‬
‫َعلَيْك َ‬

‫نُجومببُ الُدى فبب أَغْيُببن الُتََامّ ِل‬ ‫ول َت ْعدُوَنببْ عَيْناكببَ عَنْهُبم فَإِنّهُبم‬

‫وَقدْرُهُمببُ فبب النّاسببِ ل زَا َل َيعْتَلي‬ ‫ِمب‬


‫ْسب الُدى فب وجو ِهه ْ‬
‫َتب َشم ُ‬
‫لَ َقدْ ش َرف ْ‬

‫إل حَيّهببببببم يوْما فَبِالنّو ِر َيمْتَلي‬ ‫بن أَتببى‬


‫ت فَمَب‬
‫َجهَاِبذٌَة شُمّب سببُرا ٌ‬
‫جدٍ مُؤثّلِ‬
‫ب َم ْ‬
‫لَقَبببد َظفِروا إِدْراكبب َ‬ ‫ببْ مَعا و َممَاتُهُببم‬
‫ببِ َمحْياهُمب‬
‫فَللهب‬

‫بم َفخْرا ِلكُلّ ُمحَصببّلِ‬


‫ب مِنْهُب‬
‫َغدَتب ْ‬ ‫ب الشَافِعِيّببب مَقالَةً‬
‫وقالَ المامببب ُ‬

‫حبِ النّبِيّب ا ُل َفضّلب‬


‫بْ‬‫بص َ‬
‫رَأَى الرْ َء مِن ْ‬ ‫ب‬
‫أرَى الَرْ َء مِنببْ َأهْلِ الَديثببِ َكأَنّهب ُ‬
‫(‪) 2‬‬
‫حبِ َأهْلِ الّتفَضّلِ‬
‫بْ‬‫وآ ٍل لَهببُ والصب ّ‬ ‫ب‬
‫با َذ ّر شارِق ٌ‬
‫ب مب‬
‫َعلَيْه بِ ص بَل ُة اللّه ِ‬
‫ومنها ما قال ممد بن ممد الدين ‪:‬‬
‫أَئمّةُ أَصبببْحابِ الَديثبببِ الفاضِ ُل‬ ‫ب يُسببَْتضَا ُء ِب َهدْيِهِببم‬
‫ب أُناسب ٍ‬
‫أَحَقّب‬

‫لَهُبم رُتَبببٌ عليْبا وأَسببْن الفَضائ ُل‬ ‫َحديثب ذَو والِمبى‬


‫ِ‬ ‫ِفبأَصبْحابِ ال‬
‫خَلئ ُ‬

‫ب الَسبائ ِل‬
‫ب فَْتوَى فب فُنُون ِ‬
‫ب تَك ُ‬
‫ولَم ْ‬ ‫ب‬
‫ب عَالِم ٌ‬
‫ب الشّرْع َ‬
‫ب َيعْرِف ِ‬
‫ب لَم ْ‬
‫َفلَولهُم ُ‬

‫ل َب ْعدَ نَاقِ ِل‬


‫َنعَمبببْ(‪َ )3‬حفِظوهبببا نَاقِ ً‬ ‫وهَ ْل َنشَرَ الثا َر َقوْمبببٌ سبببِوا ُه ُم‬

‫لَقَبببد َأحْرَزوا َفضْلً َعلَى كُلّ فاضِ ِل‬ ‫َفدَيتُهُبم مِن بْ عُص بْبَةِ ال ِعلْم بِ والُدى‬

‫ممد مرتضى السين البلجرامي ‪ :‬صوف‪ ،‬مدّث‪ ،‬من آثاره ‪ " :‬برنامج إجازة‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫أمال النفي " و " مالس الشيخونية " و " تريج أحاديث خي النام "‪ ،‬توف ( ‪1205‬هب)‬
‫‪.‬‬
‫" مقدمة تفة الحوذي " ( ص ‪. ) 18-17‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 192 -‬‬


‫(‪) 1‬‬
‫بى ِبغَيْرِ الفَضائلِ‬
‫َفمَن بْ فاتَهُبم َيحْظب‬ ‫ْسبهُم‬
‫ب ل َيشْقبى لَعَمرِي جَلي ُ‬
‫ُمب ال َقوْم ُ‬
‫ه ُ‬

‫ومنها مال قال أبو ممد هبة ال بن السن الشيازي ‪:‬‬


‫با زَا َل ُم ْعجَمَبا‬
‫ب مب‬
‫ب لِلدّين ِ‬
‫َعلَى مَْنهَج ٍ‬ ‫ب بِأَص بْحابِ الَديث بِ فَإِنّهُبم‬
‫َعلَيْك َ‬

‫با‬
‫با دَجَبى الّليْلُ البَهيم بُ وَأ ْظلَمب‬
‫إذا مب‬ ‫بِ‬
‫بِ وَأ ْهلِهب‬
‫ب الَديثب‬
‫ومَبا النّورُ إلّ فب‬

‫ب إل الِبدَع انْتَمَبى‬
‫وأَعْمبى البَرايبا مَن ْ‬ ‫فَأَ عْلى البَرايَا مَنببْ إل السببّنَنِ اعْتَزى‬
‫(‪) 2‬‬
‫ُسبلِمَا‬
‫كانب م ْ‬
‫َنب َ‬‫ُكب الثارَ م ْ‬
‫وهَ ْل يَتْر ُ‬ ‫بعْيُهُ‬
‫ضلّلَ س ب َ‬
‫ومَن ببْ تَرَك ببَ الثارَ ُ‬

‫ومنها ما قال أبو بكر بن أب داود السجستان ‪:‬‬


‫ب‬
‫ب ِبدْعِيّا لِعلّك ُتفْلحببب ُ‬
‫ول تَكببب ُ‬ ‫ك ِبحَبْ ِل اللّهببِ واتّبِعببِ ا ُلدَى‬
‫َتمَسببّ ْ‬

‫ب‬
‫ب رَسبولِ الِب تَنْجُبو وتَ ْربَح ُ‬
‫ب عَن ْ‬
‫أَتَت ْ‬ ‫ب والسببّنَنِ الّتبب‬
‫ولُ ْذ بكِتابببِ الِب‬

‫ب‬
‫بولِ الِب َأزْكَبى وَأشْرَح ُ‬
‫َف َقوْلُ رسب‬ ‫بم‬
‫ودَعببْ عَنْكببَ آراءَ الرّجا ِل وَق ْولَهُب‬

‫ب‬
‫بِ وَت ْقدَحبُ‬
‫ب أهْلِ الَديثب‬
‫بُ فب‬
‫فَتَ ْطعَنب‬ ‫بم‬
‫ول تَكببُ فبب َقوْمببٍ َتّل َهوْا بِدينِهِب‬
‫(‪) 3‬‬
‫فَأَنْتببَ َعلَى خَيْرٍ تَببيتُ وتُصببْبِحُ‬ ‫ِهب‬
‫ْتب الدّهْ َر يبا صباحِ هذ ِ‬
‫إذا مبا اعَْت َقد َ‬

‫ول در أب بكر حيد القرطب؛ فلقد أحسن وأجاد حيث قال ‪:‬‬
‫الندسب‬
‫ِ‬ ‫حوَ الرّض َى‬
‫َهب َن ْ‬
‫َابب ل ُ‬
‫وا ْحدُ الرّك َ‬ ‫ب‬
‫نُورُ الَديث بِ مُببيٌ فَادْن بُ واقْتَبِس ِ‬

‫ب‬
‫َأعْلمُهببُ برُباهَبا يَبا ابْنببَ أْندَلُسبِ‬ ‫َتب‬
‫إنب ُرِفع ْ‬
‫ْمب ْ‬
‫ِالصبيِ َف ْهوَ ال ِعل ُ‬
‫ْهب ب ّ‬
‫وا ْطلُب ُ‬

‫قال مقق " تفة الحوذي " ‪ " :‬كذا ف الصل‪ ،‬والظاهر ‪ :‬فهم ‪ " ...‬إل‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪.‬‬
‫" مقدمة تفة الحوذي " ( ص ‪. ) 18‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫" مقدمة تفة الحوذي " ( ص ‪. ) 20‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫" مقدمة تفة الحوذي " ( ص ‪. ) 20‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 193 -‬‬


‫ب‬
‫ب الّلحْظبِ والّنفَس ِ‬
‫ب بَيْن َ‬
‫ُعمْرا َيفُوتُك َ‬ ‫بوَى َتقْييدِ شَارِدِه بِ‬
‫ل ُتضِع بْ ف ب س ِ‬
‫فَ َ‬

‫ب‬
‫ب الَوس ِ‬
‫ب مِن َ‬
‫ضرْب ٌ‬
‫ب بِهبا َ‬
‫ُشغْلُ اللّبِيْب ِ‬ ‫ب َبلْوى أخبي َجدَ ٍل‬
‫بمْعَكَ عَن ْ‬
‫وخَ ّل س َ‬

‫ب‬
‫ول أَتَتببْ عَنببْ أَببب هِرّ ول َأنَسبِ‬ ‫ب َمتْ بأَب ب َبكْرٍ ول ُعمَرٍ‬
‫با إن بْ س َ‬
‫مب‬

‫ب‬
‫ب ول يَبس ِ‬
‫ب إذا ُعدّت ْ‬
‫بتْ بِ َرطْب ٍ‬
‫لَيْس َ‬ ‫ت ُملَ ّفقَةً‬
‫إلّ هَوىً وخُصببببببوما ٍ‬

‫أَ ْجدَى وَ َجدّكببَ مِنْهببا َن ْغمَةُ الَرَسببِ‬ ‫ب أرْبابِهبببا هَذ ٌر‬


‫ل َيغُرّكبببَ مِنبب ْ‬
‫فَ َ‬

‫وكُنببْ إذا سببأَلوا ُتعْزى إل َخرَسببِ‬ ‫بببمّا إذا نَطَقوا‬


‫أَعرْهُبببم أُذُنا صب‬
‫ب‬
‫جلُو بِنُورِ ُهدَاهبببُ كُ ّل ُملْتَبِسبب ْ‬
‫َي ْ‬ ‫ب اللّهببِ أَو أَثَ ٌر‬
‫با ال ِعلْمببُ إلّ كِتاببُ‬
‫مَب‬

‫ب‬
‫حِمىً ِل ُمحْتَرِسببٍ ُنعْمببى ِلمُبْتَئسب ِ‬ ‫ب‬
‫بب ٍ‬
‫ب خَيْ ٌر ِلمُلَْتمِسب‬
‫بب ٍ‬
‫نُورٌ ِلمُقْتَبِسب‬

‫ِسب‬
‫َنب كُ ّل ُملَْتم ِ‬
‫َتمْح ُو العَم َى ِبهِمبا ع ْ‬ ‫فَا ْعكِفببْ بِبَاِبهِمببا َعلَى طِلِبهِمببا‬

‫َسب‬
‫ب دَن ِ‬
‫ِيهب مِن ْ‬
‫بلْ بِماءِ ا ُلدَى مَبا ف ِ‬
‫َتغْس ِ‬ ‫ضهِمببا‬
‫َورِدْ ِب َقلْبِكببَ َعذْبَا مِنببْ حِيا ِ‬

‫ب‬
‫مِنببْ َهدْيِهِبم أَبدا َتدْنُبو إل قَبَسبِ‬ ‫ب‬
‫واقْفبُ النّبِيبّ وأَتْبَاعبَ النّبِيّب َيكُن ْ‬

‫ب‬
‫ب الدرس ِ‬
‫بهُم بالرْبَع ِ‬
‫ب َمدَارِس َ‬
‫واْندِب ْ‬ ‫بهُم‬
‫ب َمجَالِس َ‬
‫بهُم وا ْحفَظ ْ‬
‫ب مالِس َ‬
‫والزَم ْ‬

‫ب‬
‫بكُ ْن َرفِي َقهُمبُ فب َحضْرَةِ ال ُقدُس ْ‬
‫تَس ْ‬ ‫ب‬
‫ب فَري َقهُمبُ‬
‫ك طَرِي َقهُمببُ والْزَمبْ‬
‫بلُ ْ‬
‫واسبْ‬
‫(‪) 1‬‬
‫َفحُطّ رَحْلكَب َقدْ عُوفيتَب مِن ْب تَعسِب‬ ‫ب بِسباحَتِها‬
‫ب ُت ْلمِم ْ‬
‫ب السبَعادَةُ إن ْ‬
‫ِتلْك َ‬

‫ومنها ما قال السيد العلمة ممد بن إساعيل المي اليمان– رحه ال ‪:‬‬
‫ث مِ ْن َمهْدِي‬
‫َنشَأ تُ َعلَى حُبّ الحادي ِ‬ ‫سببَلمٌ َعلَى أَهْلِ الَديثببِ فَإِنّنِببي‬

‫ل ْه ِد‬
‫وتَنْقيحِهببا مِنببْ َج ْهدِهِبم غَايَةَ ا َ‬ ‫ب َبذَلوا فبب ِحفْظببِ سببُنّ ِة أَ ْح َمدٍ‬
‫هُمبُ‬

‫ْتب القَصبيدِ ه ُم قَصبْدي‬


‫ُولئكب فب بَي ِ‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫بُنّةِ َأ ْح َمدٍ‬
‫بْلفَ سب‬
‫وأَعْنِبي بِهِبم أَسب‬

‫" مقدمة تفة الحوذي " ( ص ‪. ) 21-20‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 194 -‬‬


‫جدِ‬
‫وأَ ْح َمدَ أَهْ ِل الدّ فبب العِلْمببِ وا َل ْ‬ ‫بِلمٍ‬
‫أولئكبببَ َأمْثالُ البُخاري َومُسبب ْ‬

‫ب اللّهببِ بِال ّد‬


‫لَهُببم َمدَدٌ يأتبب مِنب َ‬ ‫بُحورٌ أُحاشيهببم عَببن الَ ْزرِ إِنّمببا‬

‫ب ورد‬
‫ب مَن ْ‬
‫ب الَذاهِب ُ‬
‫ب ِتلْك َ‬
‫ب َلهُم ْ‬
‫ولَيْس َ‬ ‫رَووا وارْتَووا مِنببْ بَحْببر ِعلْم ُمحَ ّم ٍد‬

‫جدِ‬
‫بول ذَوي ا َل ْ‬
‫حبَ الرّسب‬
‫بْ‬‫قَْبلَهُبم ص َ‬ ‫والسبنّةُ الّتب كفبت‬
‫ِتابب الِ ّ‬
‫ُمب ك ُ‬
‫كَفاه ْ‬

‫شوْكُب كَالوَرْ ِد‬


‫ب ال ّ‬
‫وأَهْلُ الكِسبَا هَيْهاتَب م ا‬ ‫َأأَنْتُببم أَ ْهدَى أَمببْ صببَحابَ ُه أَ ْح َمدٍ‬
‫(‪) 1‬‬
‫حدِي‬
‫َسبدَ فبَل ْ‬
‫نعمب ُق ْدوَتِي حتّىب ُأو ّ‬
‫ْ‬ ‫ب‬
‫أُولئكببَ َأ ْهدَى فبب الطّريقَ ِة مَْنكُمب ُ‬

‫وقال أبو العباس العزف ‪:‬‬


‫للْقببببِ‬
‫فَازوا ِبدَ ْعوَةِ سببببَّيدِ ا َ‬ ‫َأهْلُ الَديثبببِ عِصبببابَةُ الَقّبب‬

‫ب‬
‫للؤهبببا كتَألّقبببِ البَرْقبب ِ‬ ‫ببببببببْ زُهْ ٌر مَُنضّرَةٌ‬
‫َفوُجو ُههُمب‬

‫مببا أَ ْدرَكوهببُ بِهببا مِنببَ السببّبْقِ‬ ‫يالَيْتَنببب َمعَهُبببم فَُي ْدرِكَنببب‬


‫وقال العلمة الشيخ حافظ بن أحد الكمي رحه ال ف قصيدة طويلة ذكر فيها‬
‫التجديد والجددين ث ذكر أهل الديث فقال ‪:‬‬
‫وغَيْرُهُببم مِن ببْ مُس ببْنِدي النبا ِء‬ ‫بنَنِ الِسبا ِن‬
‫بحَاح الغُرّ والس ّ‬
‫وأُول الص ّ‬

‫ب لَهبببببُ أَعَ ّز لِوا ِء‬


‫والرّافِعونبببب َ‬ ‫الافِظونببَ عَلى الَلئقببِ دينَهُببم‬

‫وحِمايَةٍ وولي ٍة وبَرا ِء‬ ‫هُببم ناصببِرو دِيببن الُدى بإِحاطَ ٍة‬

‫مِنببببببْ كُلِ دَجّا ٍل وَذِي إ ْخوَا ِء‬ ‫ب ِبدْع ٍة‬


‫وَهُمببُ الرّجُومببُ ِلكُلِ صببَاح ِ‬

‫بحّ فبب النبا ِء‬


‫سببتَ ِرقٍ كَمَبا َقدْ صبَ‬ ‫ّجومب ِلكُلّ مُسبْب‬
‫ِنب الن ِ‬
‫ُومب م َ‬
‫مِثْلَ الرّج ُ‬

‫لَيْسببببوا أُول زيغببببٍ ول أَهْواءِ‬ ‫سبببببببببببُنّيةٌ أَثَرِيّ ٌة نَبَويّ ٌة‬

‫" مقدمة تفة الحوذي " ( ص ‪. ) 19-18‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 195 -‬‬


‫شكْرانبببببِ للنّعْما ِء‬
‫للّهبببببِ بِال ّ‬ ‫ب‬
‫َعمِلوا بِمببا َعلِموا وقَاموا ُج ْهدَهُمب ْ‬

‫ِإلّ ابْتَداهببببا القَوْمببببُ بالطْفاءِ‬ ‫مببا أطْلقَتببْ مِنببْ ب ْدعَةٍ إعْصببارها‬


‫(‪) 1‬‬
‫نببٍ هُمببْ شجيببً بناج ِر العداءِ‬ ‫فبب كُلّ جيلٍ َأ ْو َمكَانببٍ َأ ْو زَمَببا‬

‫هذه القصيدة مطوطة توجد لدى الشيخ ممد بن أحد الكمي أخو‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫الشيخ حافظ رحه ال ‪.‬‬

‫‪- 196 -‬‬


‫خاتمــــــــــة‬

‫ل قد ات ضح للقارئ الكر ي من هذه الناقشات وال خذ والرد‪ ،‬و من أقوال أئ مة‬


‫السلم والسلمي قديا وحديثا‪ ،‬ومن ورائهم أهل الديث ومن والهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن الفرقة الناجية والطائفة النصورة طائفة واحدة هي أهل الديث‪.‬‬
‫‪ -2‬واتضح لنا أن أهل الديث هم موضع احترام وتقدير أئمة السلم والمة؛‬
‫فقهاء ومدثي ومفسرين وشعراء وأدباء‪ ،‬وقد شددوا النكي على من يطعن فيهم‪ ،‬واعتب‬
‫أئمسة الديسث والسسنة ذلك مسن علمات أهسل البدع‪ ،‬نسسأل ال أن يُثبتنسا على حبهسم‬
‫وموالتم ونصرتم‪ ،‬وأن حبهم من علمات أهل السنة ‪.‬‬
‫‪ -3‬وأن التفريسق بيس الفرقسة الناجيسة والطائفسة النصسورة أمسر غريسب مبتدع‬
‫مستنكر‪ ،‬ل يقل به أحد من السابقي ول من اللحقي ‪.‬‬
‫‪ -4‬وأن الواقع والتاريخ يشهدان أنه ل تقم طائفة جهادية علمية ودعوية يتجدد‬
‫با السلم عقيدة وشريعة إلّ وهي من أهل الديث وف أهل الديث‪.‬‬
‫وه نا أ مر عظ يم ي ب التن به له‪ ،‬و هو أن علماء ال مة والئ مة العدول قد شهدوا‬
‫لهل الديث بأنم هم الطائفة الناجية النصورة‪ ،‬وهم شهداء ال ف الرض ‪.‬‬
‫فقال النب‬ ‫عن أنس رضي ال عنه؛ قال ‪ :‬مروا بنازة‪ ،‬فأثنوا عليها خيا‪،‬‬
‫(( وجبت )) ‪ .‬فقال عمر بن‬ ‫‪ (( :‬وجبت ))‪ .‬ث مروا بأخرى‪ ،‬فأثنوا عليها شرّا‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫‪- 197 -‬‬


‫الطاب رضي ال عنه ‪ :‬ما وجبت؟ قال ‪ (( :‬هذا أثنيتم عليه خيا فوجبت له النة‪ ،‬وهذا‬
‫أثنيتم عليه شرّا فوجبت له النار‪ ،‬أنتم شهداء ال ف الرض ))(‪. ) 1‬‬
‫وعن أب السود؛ قال ‪ :‬قدمت الدينة وقد وقع با مرض‪ ،‬فجلست إل عمر بن‬
‫الطاب رضي ال عنه‪ ،‬فمرت بم جنازة‪ ،‬فأثن على صاحبها خيا‪ ،‬فقال عمر رضي ال‬
‫عنه ‪ :‬وجبت‪ .‬ث مر بأخرى‪ ،‬فأثن على صاحبها خيا‪ ،‬فقال عمر رضي ال عنه ‪ :‬وجبت‪.‬‬
‫ث مر بالثال ثة‪ ،‬فأث ن على صاحبها شرّا‪ ،‬فقال ‪ :‬وج بت‪ .‬فقال أ بو ال سود ‪ :‬فقلت ‪ :‬و ما‬
‫‪ (( :‬أيا مسلم شهد له أربعة بي؛‬ ‫وجبت يا أمي الؤمني؟ قال ‪ :‬قلت كما قال النب‬
‫))‬ ‫أدخله ال ال نة )) ‪ .‬فقل نا ‪ :‬وثل ثة؟ قال ‪ (( :‬وثل ثة ))‪ .‬فقل نا ‪ :‬واثنان؟ قال ‪ (( :‬واثنان‬
‫ث ل نسأله عن الواحد ‪.‬‬
‫وأخرج معناه أبو داود من حديث أب هريرة والنسائي وابن ماجه والطيالسي‬
‫وأحد من طريقي عن أب هريرة ‪.‬‬
‫وف البخاري من حديث أنس ‪ (( :‬الؤمنون شهداء ال ف الرض ))(‪.) 2‬‬
‫قال الافظ ‪ (( :‬قوله ‪ (( :‬أنتم شهداء ال ف الرض ))؛ أي ‪ :‬الخاطبون‬
‫بذلك من الصحابة‪ ،‬ومن كان على صفتهم من اليان‪ .‬وحكى ابن التي أن ذلك مصوص‬
‫بالصحابة؛ لنم كانوا ينطقون بالكمة؛ بلف من بعدهم )) ‪.‬‬
‫قال ‪ (( :‬والصواب أن ذلك يتص بالثقات والتقي ‪. )) ...‬‬
‫ث قال الافظ ‪ (( :‬قال الداودي ‪ :‬العتب ف ذلك شهادة أهل الفضل والصدق‪ ،‬ل‬
‫الفسقة؛ لن م قد يثنون على من يكون مثل هم‪ ،‬ول مَن بي نه وب ي ال يت عداوة؛ لن شهادة‬
‫العدو ل تقبل ‪.‬‬

‫أخرجه ‪ :‬البخاري ( ‪ – 23‬النائز‪ ،‬حديث ‪ ،) 1367‬ومسلم ( ‪-11‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫النائز‪ ،‬حديث ‪ ) 949‬وفيه ‪ (( :‬وجبت وجبت وجبت ‪ ...‬أنتم شهداء ال ف‬


‫الرض " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ – 23‬النائز‪ ،‬حديث ‪. ) 1368‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 198 -‬‬


‫وف الديث فضيلة هذه المة‪ ،‬وإعمال الكم بالظاهرة ))(‪. ) 3‬‬
‫فينب غي اعتبار شهادات الئ مة خلل القرون ال ت م ضت إل يوم نا هذا‪ ،‬ول ينب غي‬
‫لحد مهما كانت منلته أن يترئ على مالفتهم ورد شهادتم القائمة على الصدق والعدل‬
‫ومعرفة واقع هذه الطائفة وموقعها بي جيع الطوائف ‪.‬‬
‫فأن صح الشباب ال سلم أن ياول ج هد الطا قة أن يكون من هم‪ ،‬فيت جه إل درا سة‬
‫الد يث ورجاله وعلو مه‪ ،‬ح ت يكون من هم‪ ،‬وأن يه تم بنهج هم ال ق تعلّما وتعليما ون صرا‬
‫وتأييدا‪ ،‬وأن يذر كل الذر أن يكون ف عداد خصومهم فيهلك ‪.‬‬
‫نسأل ال أن يوفق شباب المة لكل ما يرضيه‪ ،‬وصلى ال على نبينا ممد وعلى آله‬
‫وصحبه وسلم ‪.‬‬

‫" فتح الباري " ( ‪ ،) 273-3/271‬واستكمل الشرح إن شئت من "‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫الفتح " ‪.‬‬

‫‪- 199 -‬‬


‫فهرس اليات‬
‫القرآنيـــــة‬

‫الصفحة‬ ‫رقمها‬ ‫اليسسسسسسسسسسسسسة‬ ‫السورة‬


‫‪207‬‬ ‫‪143‬‬ ‫وكذلك جعلناكم أمة وسطا‬ ‫البقسسرة‬
‫‪118‬‬ ‫‪159‬‬ ‫إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والدى‬ ‫البقسسرة‬
‫‪156-‬‬ ‫‪195‬‬ ‫وأنفقوا ف سبيل ال‬ ‫البقسسرة‬
‫‪157‬‬
‫‪157‬‬ ‫‪241‬‬ ‫أم حسبتم أن تدخلوا النة ولا يأتكم‬ ‫البقسسرة‬
‫‪183‬‬ ‫‪53‬‬ ‫آمنا با أنزلت واتبعنا الرسول‬ ‫آل عمران‬

‫‪-108‬‬ ‫‪110‬‬ ‫كنتم خي أمة أخرجت للناس تأمرون‬ ‫آل عمران‬


‫‪110‬‬
‫‪158‬‬ ‫‪142‬‬ ‫أم حسبتم أن تدخلوا النة ولا يعلم‬ ‫آل عمران‬
‫‪99‬‬ ‫‪59‬‬ ‫وأول المر منكم‬ ‫النسسساء‬
‫‪101‬‬ ‫‪64‬‬ ‫وما أرسلنا من رسول إل ليطاع بإذن ال‬ ‫النسسساء‬
‫‪101‬‬ ‫‪69‬‬ ‫فل وربك ليؤمنون حت يكموك فيما شجر‬ ‫النسسساء‬
‫‪102‬‬ ‫‪83‬‬ ‫وإذا جاءهم أمر من المن أو الوف أذاعوا‬ ‫النسسساء‬
‫‪71‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ومن الذين قالوا إنا نصارى‬ ‫الائسسدة‬
‫‪84‬‬ ‫‪44‬‬ ‫ومن ل يكم با أنزل ال فأولئك هم الكافرون‬ ‫الائسسدة‬
‫‪84‬‬ ‫‪45‬‬ ‫ومن ل يكم با أنزل ال فأولئك هم الظالون‬ ‫الائسسدة‬

‫‪- 200 -‬‬


‫الصفحة‬ ‫رقمها‬ ‫اليسسسسسسسسسسسسسة‬ ‫السورة‬
‫‪84‬‬ ‫‪47‬‬ ‫ومن ل يكم با أنزل ال فأولئك هم الفاسقون‬ ‫الائسسدة‬
‫‪109‬‬ ‫‪78‬‬ ‫لعن الذين كفروا من بن إسرائيل على لسان داود‬ ‫الائسسدة‬
‫‪118‬‬ ‫‪78‬‬ ‫كانوا ل يتناهون عن منكر فعلوه‬ ‫الائسسدة‬
‫‪166‬‬ ‫‪164‬‬ ‫وإذ قالت أمة منهم‬ ‫العسراف‬
‫‪89‬‬ ‫‪165‬‬ ‫فلما نسوا ما ذكروا به أنينا الذين ينهون‬ ‫العسراف‬
‫‪108‬‬ ‫‪181‬‬ ‫ومن خلقنا أمة يهدون بالق وبه يعدلون‬ ‫العسراف‬
‫‪124‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ولو علم ال فيهم خيا لسعهم‬ ‫النفسسال‬
‫‪87‬‬ ‫‪46‬‬ ‫ول تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريكم‬ ‫النفسسال‬
‫‪46‬‬ ‫‪31‬‬ ‫التوبسسسة اتذوا أحبارهم ورهبانم أبابا من‬
‫‪158‬‬ ‫‪38‬‬ ‫التوبسسسة يا أيها الذين آمنو ما لكم إذا‬
‫‪159‬‬ ‫‪41‬‬ ‫التوبسسسة انفروا خفافا وثقا ًل وجاهدوا‬
‫‪190‬‬ ‫‪100‬‬ ‫التوبسسسة والذين اتبعوهم بإحسان‬
‫‪171‬‬ ‫‪112‬‬ ‫التوبسسسة التائبون العابدون الامدون‬
‫‪79‬‬ ‫‪122‬‬ ‫التوبسسسة فلول نفر من كل فرقة منهم طائفة‬
‫‪166‬‬ ‫‪120‬‬ ‫إن إبراهيم كان أمة‬ ‫النحسسل‬
‫‪127‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه‬ ‫السسسراء‬
‫الصفحة‬ ‫رقمها‬ ‫اليسسسسسسسسسسسسسة‬ ‫السورة‬
‫‪85‬‬ ‫‪89-90‬‬ ‫لقد جئتم شيئا إدا * تكاد‬ ‫مريسسم‬

‫‪- 201 -‬‬


‫‪55‬‬ ‫‪123‬‬ ‫فمن تبع هداي فل يضل ول يشقى‬ ‫طسسسه‬
‫‪150‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ومن يشرك بال فكأنا خرّ من السماء‬ ‫السسج‬
‫‪162‬‬ ‫‪126‬‬ ‫وقال إن مهاجر إل رب‬ ‫العنكبوت‬
‫‪153‬‬ ‫‪114-‬‬ ‫ولقد مننا على موسى وهارون‬ ‫الصسافات‬
‫‪116‬‬
‫‪152‬‬ ‫‪170-‬‬ ‫ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا‬ ‫الصسافات‬
‫‪173‬‬
‫‪153‬‬ ‫‪51‬‬ ‫إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا‬ ‫غافسر‬
‫‪158‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ولنبلونكم حت نعلم الجاهدين‬ ‫ممد‬
‫‪159‬‬ ‫‪11‬‬ ‫سيقول لك الخلفون من العراب‬ ‫الفتح‬
‫‪160‬‬ ‫‪12‬‬ ‫بل ظننتم إن لن ينقلب‬ ‫الفتح‬
‫‪195‬‬ ‫‪22‬‬ ‫أولئك حزب ال إل إن حزب‬ ‫الجادلة‬
‫‪149‬‬ ‫‪1-3‬‬ ‫والعصر إن النسان لفي خسر‬ ‫العصسسر‬

‫‪- 202 -‬‬


‫الحاديث‬
‫فهرس \‬
‫الشريفة‬

‫الصفحة‬ ‫السسسسسسسديث‬
‫‪154‬‬ ‫ابغون ضعفاءكم فإنا ترزقون وتنصرون بضعفائكم‬
‫‪،199 ،183 ،70‬‬ ‫افترق المة إل ثلث وسبعي فرقة‬
‫‪210‬‬
‫‪198‬‬ ‫أكمل الؤمني إيانا أحسنهم أخلقا‬
‫‪100‬‬ ‫ال ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ول ينصر‬
‫‪167‬‬ ‫إن ابن هذا سيد‪ ،‬ولعل ال يصلح‬
‫‪168‬‬ ‫إن إبن هذا لسيد‪ ،‬إن يعش يصلح‬
‫‪160‬‬ ‫إن أقواما بالدينة خلفنا ما سلكنا شعبا‬
‫‪135 ،26‬‬ ‫إن أهل الكتابي افترقوا على ثنتي وسبعي‬
‫‪160‬‬ ‫إن بالدينة لرجال ما سرت مسيا ول قطعتم واديا‬
‫‪179‬‬ ‫إن قوما سيكبون سنن من كان قبلهم‬
‫‪160‬‬ ‫إن لك أجر رجل من شهدوا‬
‫‪130‬‬ ‫إن هذا المر ف قريش‪ ،‬ل يعاديهم أحد‬
‫‪121‬‬ ‫إن السلم بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ‬
‫‪121‬‬ ‫إن اليان ليأزر إل الدينة كما تأزر الية إل جحرها‬
‫‪229‬‬ ‫إن اليهود افترقوا على إحدى وسبعي فرقة‬
‫‪154‬‬ ‫إنا ينصر ال هذه المة بضعيفها‬
‫‪97‬‬ ‫إنا وال ل نول هذا المر أحدا طلبه ول أحدا‬
‫‪109 ،107‬‬ ‫أل وإن ف السد مضغة‪ ،‬إذا صلحت صلح السد‬

‫‪- 203 -‬‬


‫الصفحة‬ ‫السسسسسسسديث‬
‫‪160‬‬ ‫إل يشركوكم ف الجر‬
‫‪54‬‬ ‫إياكم والظن‪ ،‬فإن الظن أكذب الديث‬
‫‪237‬‬ ‫أيا مسلم شهد له أربعة بي؛ أدخله ال النة‬
‫‪،181 ،30 ،29‬‬ ‫بدأ السلم غريبا وسيعود غريبا؛ فطوب‬
‫‪205‬‬
‫‪55‬‬ ‫تركت فيكم ما أن تسكتم به لن تضلوا بعدي‬
‫‪31‬‬ ‫تفترق المة على نيف وسبعي فرقة‪ ،‬كلها ف النار‬
‫‪162‬‬ ‫جاهدوا الشركي بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم‬
‫‪204 ،129‬‬ ‫ستفترق أمت إل ثلث وسبعي فرقة‬
‫‪198‬‬ ‫عليكم بسنت وسنة اللفاء الراشدين الهديي‬
‫‪162‬‬ ‫العبادة ف الرج كهجرة إل‬
‫‪192 ،61‬‬ ‫فإنه من يعش منكم؛ فسيى اختلفا كثيا‬
‫‪192‬‬ ‫فعليكم بسنت‬
‫‪223‬‬ ‫كلها ف النار إل واحدة‪ ،‬وهي الماعة‬
‫‪219‬‬ ‫لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة‬
‫‪161‬‬ ‫لينبعث من كل رجلي أحدها والجر بينهما‬
‫‪107‬‬ ‫مثل ما بعثن ال به من الدى والعلم كمثل‬
‫‪198‬‬ ‫مثل الؤمني ف توادهم وتراحهم وتعاطفهم‬
‫‪161‬‬ ‫من جهز غازيا ف سبيل ال؛ فقد غزا‬
‫‪147 ،129‬‬ ‫من كان على ما أنا عليه وأصحاب‬
‫‪229 ،134‬‬ ‫من كان على مثل ما عليه النب‬
‫الصفحة‬ ‫السسسسسسسديث‬
‫‪163‬‬ ‫من ل يغز أو يهز غازيا أو يلف غازيا‬
‫‪163 ،118‬‬ ‫من مات ول يغز ول تدثه نفسه بالغزو؛ مات‬

‫‪- 204 -‬‬


‫‪136‬‬ ‫من يرد ال به خيا؛ يفقهه ف الدين‬
‫‪26‬‬ ‫الرء مع من أحب‬
‫‪162‬‬ ‫السلم من سلم السلمون من لسانه ويده‬
‫‪198‬‬ ‫الؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا‬
‫‪237‬‬ ‫الؤمنون شهداء ال ف الرض‬
‫‪226‬‬ ‫نضر ال امرأ سع منا حديثا فبلغه‬
‫‪237 ،147‬‬ ‫هذا أثنيتم عليه خيا‪ ،‬فوجبت له النة‬
‫‪154‬‬ ‫هل تنصرون إل بضعفائكم‬
‫‪70‬‬ ‫هم الماعة‬
‫‪70‬‬ ‫هم ما أنا عليه وأصحاب‬
‫‪223 ،199 ،140‬‬ ‫هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحاب‬
‫‪129‬‬ ‫هي الماعة‬
‫‪25‬‬ ‫ومن الناس إل أولئك‬
‫‪216 ،215‬‬ ‫ول تزال طائفة من أمت على الق منصورة ل يضرهم‬
‫‪180‬‬ ‫ل تزال طائفة من أمت ظاهرة على الدين عزيزة‬
‫‪،197 ،194 ،178 ،39‬‬ ‫ل تزال طائفة من أمت ظاهرين على الق ليضرهم‬
‫‪،206 ،205 ،204 ،203‬‬
‫‪224 ،220 ،217 ،207‬‬
‫الصفحة‬ ‫السسسسسسسديث‬
‫‪،180 ،172 ،134 ،38‬‬ ‫ل تزال طائفة من أمت على الق ظاهرين‬
‫‪،217 ،212 ،199 ،191‬‬
‫‪222‬‬
‫‪140‬‬ ‫ل تزال طائفة من أمت على الق منصورة‬
‫‪214‬‬ ‫ل تزال طائفة من أمت قائمة على الق ل يضرهم‬
‫‪212 ،193‬‬ ‫ل تزال طائفة من أمت منصورين ليضرهم‬

‫‪- 205 -‬‬


‫‪186 ،178‬‬ ‫ل تزال طائفة من أمت يقاتلون على الق‬
‫‪182‬‬ ‫ل تزال عصابة‬
‫‪25‬‬ ‫ل تقوم الساعة حت تأخذ أمت بأخذ القرون‬
‫‪224‬‬ ‫ل يبغضهم إل منافق ( أي ‪ :‬النصار )‬
‫‪203‬‬ ‫ل يزال ال تعال يغرس غرسا يشغلهم ف طاعته‬
‫‪70‬‬ ‫ل يزال طائفة من أمت ظاهرين حت يأت أمر ال‬
‫‪70‬‬ ‫ل يزال قوم من أمت ظاهرين حت يأت أمر ال‬
‫‪180‬‬ ‫ل يزال لذا المر – أو على هذا المر – عصابة من الناس‬
‫‪173 ،134 ،128‬‬ ‫ل يزال من أمت أمة قائمة بأمر ال ل يضرهم‬
‫‪70‬‬ ‫ل يزال ناس من أمت ظاهرين حت يأت أمر ال‬
‫‪186 ،33‬‬ ‫ل يزال ناس من أمت منصورين ل يضرهم من خذلم‬
‫‪181‬‬ ‫يأت على الناس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض‬
‫‪226 ،197 ،182‬‬ ‫يمل هذا العلم من كل خلف عدوله‬
‫‪71‬‬ ‫يكون ف آخر الزمان أناس يدثونكم ما ل تسمعوا‬
‫‪167‬‬ ‫يكون ف أمت فرقتان‪ ،‬فيخرج من بينهم مارقة‬

‫‪- 206 -‬‬


‫فهرس المصـــــادر‬
‫والمراجع‬

‫‪ ((-‬الداب الشرعية والنح الرعية )) ‪ :‬لبن مفلح ‪.‬‬


‫‪ ((-‬البانة عن شريعة الفرقة الناجية )) ‪ :‬ابن بطة العكبي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الم )) ‪ :‬المام الشافعي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬المال الشيخونية )) ‪ :‬ممد الرتضى السين ‪.‬‬
‫‪ ((-‬النتصار لزب ال الوحدين )) ‪ :‬عبدال بن عبدالرحن با بطي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬النيل )) ‪.‬‬
‫‪ ((-‬أبو طاهر السلفي )) ‪ :‬د‪ .‬حسن عبدالميد صال ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الحسان بتقريب صحيح ابن حبان )) ‪ :‬ابن بَلبَان ‪.‬‬
‫‪ ((-‬أحكام أهل الذمة )) ‪ :‬ابن القيم ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الحكام السلطانية )) ‪ :‬لب يعلى ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الحكام السلطانية )) ‪ :‬للماوردي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الذكار من كلم سيد البرار )) ‪ :‬النووي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري )) ‪ :‬للقسطلن ‪.‬‬
‫‪ ((-‬أعلم السنة النثورة لعتقاد الطائفة الناجية النصورة )) ‪ :‬حافظ بن أحد حكمي‬
‫‪.‬‬
‫‪ ((-‬ألفية ابن مالك ف النحو )) ‪ :‬ابن مالك ‪.‬‬
‫‪ ((-‬البداية والنهاية ف التاريخ )) ‪ :‬ابن كثي ‪.‬‬

‫‪- 207 -‬‬


‫‪ ((-‬برنامج إجازة أمال النفي )) ‪ :‬ممد الرتضى السين ‪.‬‬
‫‪ ((-‬تاريخ دمشق )) ‪ :‬ابن عساكر ‪.‬‬
‫‪ ((-‬تفة الحوذي شرح جامع الترمذي )) ‪ :‬الباركفوري ‪.‬‬
‫‪ ((-‬تريج أحاديث خي النام )) ‪ :‬ممد الرتضى السين ‪.‬‬
‫‪ ((-‬التمثيل‪ :‬حقيقته‪ ،‬وتاريه‪ ،‬وحكمه )) ‪ :‬بكر بن عبدال أبو زيد ‪.‬‬
‫‪ ((-‬التوحيد الذي هو حق ال على العبيد )) ‪ :‬ممد بن عبدالوهاب ‪.‬‬
‫‪ ((-‬التوراة )) ‪.‬‬
‫‪ ((-‬توضيح الكافية الشافية )) ‪ :‬عبدالرحن بن ناصر السعدي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬تبسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد )) ‪ :‬سليمان بن ممد عبدالوهاب‬
‫‪.‬‬
‫‪ ((-‬جامع بيان العلم وفضله )) ‪ :‬ابن عبدالب الافظ ‪.‬‬
‫‪ ((-‬جامع الترمذي )) ‪ :‬المام الترمذي ‪.‬‬
‫‪((-‬جواب أهسل السسنة النبويسة فس نقسض كلم الشيعسة والزيديسة )) ‪ :‬ممسد بسن‬
‫عبدالوهاب ‪.‬‬
‫‪ ((-‬جلء الفهام ف الصلة والسلم على خي النام )) ‪ :‬ابن القيم ‪.‬‬
‫‪ ((-‬حاشية سنن ابن ماجة )) ‪ :‬أبو السن السندي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الجة على تارك الحجة )) ‪ :‬أبو الفتح نصر بن إبراهيم القدسي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الجة ف بيان الحجة )) ‪ :‬التيمي الصبهان ‪.‬‬
‫‪ ((-‬السبة )) ‪ :‬لبن تيمية ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الطة ف ذكر الصحاح الستة )) ‪ :‬صديق حسن خان ‪.‬‬

‫‪- 208 -‬‬


‫‪ ((-‬الق الواضح البي ف شرح توحيد النبياء والرسلي )) ‪ :‬عبدالرحن بن ناصر‬
‫السعدي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬حوار مع الشيعة )) ‪ :‬عبدالتعال البي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬خلق أفعال العباد )) ‪ :‬البخاري ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الرد على الخنائي )) ابن تيمية ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الرد على من أخلد إل الرض وزعم ‪ : )) ...‬السيوطي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الرسالة ف أصول الفقة )) ‪ :‬الشافعي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬رسالة الظال )) ‪ :‬ابن تيمية ‪.‬‬
‫‪ ((-‬زاد العاد ف هدي خي العباد )) ‪ :‬ابن القيم ‪.‬‬
‫‪ ((-‬السراج الوهاج ف كشف مطالب صحيح مسلم بن الجاج )) ‪ :‬صديق حسن‬
‫خان ‪.‬‬
‫‪ ((-‬سلسلة الحاديث الصحيحة )) ‪ :‬ممد ناصر الدين اللبان ‪.‬‬
‫‪ ((-‬سنن أب داود )) ‪ :‬أبو داود ‪.‬‬
‫‪ ((-‬سنن الترمذي )) ‪ :‬الترمذي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬سنن النسائي )) ‪ :‬النسائي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬السياسة الشرعية ف إصلح الراعي والرعية )) ‪ :‬ابن تيمية ‪.‬‬
‫‪ ((-‬شرح اعتقاد أهل السنة والماعة )) ‪ :‬الللكائي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬شرح العقيدة الطحاوية )) ‪ :‬ابن أب العز النفي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬شرح ابن عيسى لنونية ابن القيم )) ‪ :‬ابن عيسى ‪.‬‬
‫‪ ((-‬شرف أصحاب الديث )) ‪ :‬الطيب البغدادي ‪.‬‬

‫‪- 209 -‬‬


‫‪ ((-‬الشريعة )) ‪ :‬الجري ‪.‬‬
‫‪ ((-‬صحيح البخاري )) ‪ :‬البخاري ‪.‬‬
‫‪ ((-‬صحيح الكلم الطيب )) ‪ :‬اللبان ‪.‬‬
‫‪ ((-‬صحيح مسلم )) ‪ :‬مسلم بن الجاج ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الصحيحي )) ‪ :‬البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫‪ ((-‬صفة الغرباء )) ‪ :‬سلمان بن فهد العودة ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الطرق الكمية ف السياسة الشرعية )) ‪ :‬ابن القيم ‪.‬‬
‫‪ ((-‬العقيدة الواسطية )) ‪ :‬ابن تيمية ‪.‬‬
‫‪ ((-‬علوم الديث ‪ :‬معرفة علوم الديث )) ‪ :‬الاكم ‪.‬‬
‫‪ ((-‬العلو للعلي العظيم )) ‪ :‬الذهب ‪.‬‬
‫‪ ((-‬عمل اليوم والليلة )) ‪ :‬لبن السن ‪.‬‬
‫‪ ((-‬عمل اليوم والليلة )) ‪ :‬للنسائي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬عمدة القاري بشرح صحيح البخاري )) ‪ :‬للعين ‪.‬‬
‫‪ ((-‬عون العبود بشرح سنن أب داود )) ‪ :‬العظيم آبادي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬غاية المان ف الرد على النبهان )) ‪ :‬لللوسي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الغرباء الولون )) ‪ :‬سلمان بن فهد ‪.‬‬
‫‪ ((-‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري )) ‪ :‬ابن حجر العسقلن ‪.‬‬
‫‪ ((-‬فتح الجيد بشرح كتاب التوحيد )) ‪.‬‬
‫)) ‪ :‬إساعيل بن إسحاق القاضي ‪.‬‬ ‫‪ ((-‬فضل الصلة على النب‬
‫‪ ((-‬فهرس مطوطات دار الكتب الظاهرية )) ‪.‬‬

‫‪- 210 -‬‬


‫ابسن‬ ‫‪ ((-‬فوائد فس الكلم على حديسث الغمامسة والعزلة والضسب والغزالة )) ‪:‬‬
‫القيم ‪.‬‬
‫‪ ((-‬قافلة الخوان السلمي )) ‪.‬‬
‫‪ ((-‬قصيدة ف ذكر التجديد والجددين )) ‪ :‬حافظ بن أحد حكمي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الكافية الشافية ف النتصار للفرقة الناجية )) ‪ :‬ابن القيم ‪.‬‬
‫‪ ((-‬كتاب السنة )) ‪ :‬ابن أب عاصم ‪.‬‬
‫‪ ((-‬كتب أصول الفقه )) ‪.‬‬
‫‪ ((-‬كشف الكربة ف وصف حال أهل الغربة )) ‪ :‬ابن رجب النبلي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬كشف موقف الغزال من السنة وأهلها )) ‪ :‬الؤلف ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الكلم الطيب )) ‪ :‬ابن تيمية ‪.‬‬
‫‪ ((-‬لوامع النوار البهية لشرح الدرر الضية )) ‪ :‬السفارين ‪.‬‬
‫‪ ((-‬مالس الشيخونية )) ‪ :‬ممد الرتضى السين ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الجموع الثمي ف فتاوى ابن عثيمي )) ‪ :‬ابن عثيمي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬مموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية )) ‪ :‬ابن تيمية ‪.‬‬
‫‪ ((-‬مموعة الرسائل والسائل النجدية )) ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الحدث الفاصل بي الراوي والواعي )) ‪ :‬الرامهرمزي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬متصر خليل )) ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الدونة )) ‪ :‬المام مالك ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الستدرك على الصحيحي )) ‪ :‬للحاكم أب عبدال ‪.‬‬
‫‪ ((-‬مشكاة الصابيح )) ‪ :‬للتبيزي ‪.‬‬

‫‪- 211 -‬‬


‫‪ ((-‬معرفة علوم الديث )) ‪ :‬أبو عبدال الاكم ‪.‬‬
‫‪ ((-‬مقدمة تفة الحوذي )) ‪ :‬الباركفوري ‪.‬‬
‫‪ ((-‬مكانة أهل الديث )) ‪ :‬الباركفوري ‪.‬‬
‫‪ ((-‬من أخلق الداعية )) ‪ :‬سلمان بن فهد العودة ‪.‬‬
‫‪ ((-‬النهاج وشروحه )) ‪ :‬الطيب الشافعي الفقيه ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الوطأ )) ‪ :‬المام مالك ‪.‬‬
‫‪ ((-‬موقف علماء السلمي من الشيعة والثورة السلمية )) ‪ :‬عزالدين إبراهيم‪.‬‬
‫‪ ((-‬النهاية ف الفت واللحم )) ‪ :‬ابن كثي ‪.‬‬
‫‪ ((-‬نونية ابن القيم )) = (( الكافية الشافية )) ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الداية وشروحها للمتأخرين )) ‪ :‬الرغنان ‪.‬‬
‫‪ ((-‬الوابل الصيب )) ‪ :‬ابن القيم ‪.‬‬

‫‪- 212 -‬‬


‫فهرس‬
‫الموضوعـــــات‬
‫الصفحة‬ ‫الوضسسسسسسوع‬
‫‪5‬‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫مقدمة الطبعة الثانية‬
‫‪25‬‬ ‫‪.........................................................................‬‬ ‫مقدمة الطبعة الول‬
‫‪29‬‬ ‫‪...........................‬‬ ‫عدم الحتفاء بأهل الديث وذكر فضائلهم ومزاياهم‬
‫‪41‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫إدخال طوائف مهولة ف أهل الديث والفرقة الناجية‬
‫‪52‬‬ ‫‪..‬‬ ‫الجوم على أهل الديث ووصفهم بصفات ترجهم من الفرقة الناجية‬
‫‪88‬‬ ‫‪...................................‬‬ ‫رمي أهل الديث بالتحزب على جزء من الدين‬
‫‪94‬‬ ‫‪...........................................................‬‬ ‫كلمة ف فقه الواقع ل بد منها‬
‫‪100‬‬ ‫‪..................................................................................‬‬ ‫تأكيد ما سبق‬
‫‪106‬‬ ‫‪...................................‬‬ ‫اختلف كلمه ف تعريف الفرقة الناجية وغرابته‬
‫‪113‬‬ ‫‪..................................................................‬‬ ‫إهاله ذكر أهل الديث‬
‫‪116‬‬ ‫‪......‬‬ ‫تقسيمه خصائص أهل الديث بي الفرقة الناجية والطائفة النصورة‬
‫‪126‬‬ ‫‪...............................................................‬‬ ‫تعلقه بعاوية رضي ال عنه‬
‫‪139‬‬ ‫‪.............................................................‬‬ ‫تعلقه بشيخ السلم ابن تيمية‬
‫‪145‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫تعلقه ببعض صفات الفرقة الناجية‬

‫الصفحة‬ ‫الوضسسسسسسوع‬
‫‪165‬‬ ‫‪............................................................................‬‬ ‫تعلقه باللغة العربية‬

‫‪- 213 -‬‬


‫‪174‬‬ ‫‪.................................................‬‬ ‫تصوره أنه أصبح ف عداد الجتهدين‬
‫‪177‬‬ ‫‪....‬‬ ‫سياق أقوال أئمة السلم ف أهل الديث ومدحهم وذم من يطعن بم‬
‫‪230‬‬ ‫‪..........................................................‬‬ ‫أشعار ف فضل الديث وأهله‬
‫‪236‬‬ ‫‪.............................................................................................‬‬ ‫خاتة‬
‫‪239‬‬ ‫‪.......................................................................‬‬ ‫فهرس اليات القرآنية‬
‫‪242‬‬ ‫‪....................................................................‬‬ ‫فهرس الحاديث النبوية‬
‫‪246‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫فهرس مصادر والراجع‬
‫‪252‬‬ ‫‪...........................................................................‬‬ ‫فهرس الوضوعات‬

‫‪- 214 -‬‬


- 215 -

You might also like