Professional Documents
Culture Documents
ﺟﻮهﺮ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك
آﺜﺮ اﻟﺠﺪل و اﻟﺘﺠﺎذب اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ و اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺑﺨﺼﻮص اﺧﺘﻴﺎر ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع اﻷﻧﺴﺐ ﻻﻧﺘﺨﺎب أﻋﻀﺎء اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ
ﻳﻮم 24ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ 2011وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺘﺮآﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻃﺮق اﻻﻗﺘﺮاع ﻳﺤﺠﺐ ﺿﺮورة اﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ أﺧﺮى ﺷﺪﻳﺪة
اﻷهﻤﻴﺔ ،اﻟﺘـﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮى ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻣﺜﻞ ﺗﻮﺳﻴﻊ داﺋﺮة ﻣﺸﺎرآﺔ اﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻦ أو اﻹﺷﺮاف اﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت أو
ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻤﻮﻳﻞ اﻟﺤﻤﻼت اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ وﻣﺮاﻗﺒﺔ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﺈن اﺧﺘﻴﺎر ﻧﻈﺎم اﻗﺘﺮاع ﻻﻧﺘﺨﺎب أﻋﻀﺎء اﻟﻤﺠﻠﺲ
اﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮى اﻟﺘﺠﺎذب ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻘﻮى اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﺻﺎر اﻟﺘﺮدد ﺑﺸﺄﻧﻪ ﺳﻤﺔ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ وﻋﻨﻮاﻧﻬﺎ
اﻷﺳﺎﺳﻲ و ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻏﺎﺑﺖ اﻟﻴﻮم ﻋﻦ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻤﺤﺎوﻻت ﻟﻤﺮﺁة ﺗﻘﻴﻴﻤﻪ ﺟﺎدّة وﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺎﻧﺘﺨﺎب اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ و اﻻﻗﺘﺮاﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﺻﺎﻏﻬﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﺨﺼﻮص.
ﻳﻌﻠﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻴﻮم أن ﻣﺸﺮوع اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺬي ﻋﺮﺿﺘﻪ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أهﺪاف اﻟﺜﻮرة واﻹﺻﻼح اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻻﻧﺘﻘﺎل
اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻳﻘﺪم ﺧﻴﺎرﻳﻦ ﺑﺨﺼﻮص ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻻﻗﺘﺮاع :
• اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد ﻓﻲ دورﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ واﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻣﻊ اﺣﺘﺴﺎب أآﺒﺮ اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺎت ﻣﻦ ﺟﻬﺔ
ﺛﺎﻧﻴﺔ.
ﻓﺄي اﻟﻨﻈﺎﻣﻴﻦ أﺟﺪر ﻻﻧﺘﺨﺎب أﻋﻀﺎء اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ؟ وآﻤﺎ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي ﻧﻈﺎم اﻗﺘﺮاع ﻣﺤﺎﻳﺪ ﻓﺈﻧﻨﻲ اﺧﺘﺮت أن ﻻ أآﻮن
ﻣﺤﺎﻳﺪا ﻓﻨﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد ﻓﻲ دورﺗﻴﻦ ﻋﻨﺪي أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ وﻟﺬﻟﻚ اﺧﺘﺮت اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻪ واﻟﺪّﻓﻊ ﻓﻲ اﺗﺠﺎهﻪ رﻏﻢ
وﻋﻲ ﺑﻌﻴﻮﺑﻪ اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ.
وإن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد ﻣﺜﺎﻟﻴﺎ آﻤﺎ هﻮ اﻟﺸﺄن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷي ﻃﺮﻳﻘﺔ أﺧﺮى ﻓﺄن ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﺋﻢ
اﻟﻤﻘﺘﺮح ﻓﻲ ﻣﺸﺮوع اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﻤﻌﺮوض ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻼﺋﻢ ﻟﻠﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ وﻳﺤﻤﻞ ﺿﻤﻨﻪ ﻣﺨﺎﻃﺮ
ﺟﻤّﺔ.
-1ﺗﻘﺴﻴﻢ أﻧﻈﻤﺔ اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻣﻊ اﻋﺘﻤﺎد اآﺒﺮ اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺎت أو ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد ﻓﻲ دورﺗﻴﻦ؟
ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﻴﺔ هﻮ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﻧﻈﺎم ﻳﺤﻘﻖ ﻋﺪاﻟﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ أآﻴﺪة ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ إﺳﻨﺎد ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﻟﻜﻞ
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻋﺪد اﻷﺻﻮات اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ وهﻮ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﺘﻼﻓﻰ ﻧﻘﺎﺋﺺ ﻧﻈﺎم اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪة
أﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ إﺳﻨﺎد ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ اﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ داﺋﺮة اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﺪ أآﺒﺮ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﺻﻮات
ﻓﻴﺘﻠﻒ ﺑﺬﻟﻚ آﻞ اﻷﺻﻮات اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﺔ وﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرهﺎ أو ﺑﺘﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪ.
ﻏﻴﺮ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري اﻹﺷﺎرة أن ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻻ ﻳﺤﻘﻖ ﻏﺎﻳﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ إ ّﻻ ﺑﺘﻮﻓﺮ ﺷﺮوط أهﻤﻬﺎ اﺗﺴﺎع
ﺣﺠﻢ اﻟﺪواﺋﺮ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ وآﺒﺮ ﻋﺪد اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ اﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ آﻞ داﺋﺮة ﻓﻜﻠﻤﺎ اﺗﺴﻌﺖ اﻟﺪاﺋﺮة وﺗﻌﺪدت اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ داﺧﻠﻬﺎ آﻠﻤﺎ
ﺗﻢ ﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻋﺪد اﻷﺻﻮات اﻟﻤﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻟﻠﺘﻮﺿﻴﺢ ﻧﻘﺪم اﻟﻤﺜﺎل اﻟﺘﺎﻟﻲ:
20.000
0 ـــــــــــــــــــ = 20.000 0 20.000 ﻗﺎﺋﻤﺔ ب
0 +1
10.000
0 ـــــــــــــــــــ = 10.000 0 10.000 ﻗﺎﺋﻤﺔ ج
0 +1
ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﺜﺎل ﺗﻔﻮز اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ أ ﺑﺎﻟﻤﻘﻌﺪﻳﻦ اﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺪاﺋﺮة ﻣﻘﻌﺪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺤﺎﺻﻞ وﻣﻘﻌﺪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أآﺒﺮ
اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺎت وﻳﺒﺮز ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﺜﺎل اﻟﻌﻴﻮب اﻷوﻟﻰ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ذﻟﻚ أن اﻟﻘﺎﺋﻢ ب و ج اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺛﻠﺚ اﻷﺻﻮات
) 30.000ﺻﻮت( ﻟﻢ ﺗﺘﻢ ﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﺑﺤﻴﺚ ﻓﺎزت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺘﺤﺼﻠﺔ ﻋﻠﻰ اآﺒﺮ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﺻﻮات ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ هﻮ
ﻣﺎ ﻳﺬآﺮﻧﺎ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ اﻻﻗﺘﺮاع ﺑﺎﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻓﻲ دورة واﺣﺪة.
ﻏﻴﺮ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن هﺬﻩ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺗﺘﻐﻴﺮ آﻠّﻤﺎ آﺎن ﺗﻮزﻳﻊ اﻷﺻﻮات أﻗﻞ ﺗﺮآﻴﺰا أي آﻠّﻤﺎ ﺗﻮزﻋﺖ اﻷﺻﻮات
ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﻣــﺜﺎل
ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﻔﻮز اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ أ ﺑﻤﻘﻌﺪ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺎس اﻟﺤﺎﺻﻞ وﺗﻔﻮز اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ب ﺑﻤﻘﻌﺪ ﻟﺘﻤﺘﻌﻬﺎ ﺑﺄآﺒﺮ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻓﺘﻮزﻳﻊ اﻷﺻﻮات
ﻣﻜّﻦ ﻣﻦ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ.
ﻏﻴﺮ أن هﺬا اﻻﺣﺘﻤﺎل ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻠﻰ إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ أﺧﺮى ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﻤﺜﻴﻞ اﻟﻤﺮأة ﻓﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﻳﺘﻢ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻓﺎﻟﻤﻘﻌﺪ اﻟﺬي ﺳﻴﺴﻨﺪ ﻟﻠﻘﺎﺋﻤﺔ أ ﺳﻴﺴﻨﺪ ﻟﺮأس اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻮارد اﺳﻤﻪ اﻷول ﻓﻲ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ وﻧﻔﺲ اﻟﺸﺊ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻠﻤﻘﻌﺪ اﻟﻤﺴﻨﺪ ﻟﻠﻘﺎﺋﻤﺔ ب وﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﺳﻴﻜﻮن ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻟﺤﺎﻻت ) ﻟﻸﺳﻒ( رﺟﻞ ـ اﻣﺮأة ﻓﺈن اﻟﻤﻘﻌﺪﻳﻦ
ﺳﻴﺆوﻻن ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺪاﺋﺮة وﻣﺜﻴﻠﺘﻬﺎ إﻟﻰ رﺟﻠﻴﻦ.
ﻓﻠﻮ أﺿﻔﻨﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻣﺎ ورد ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ 15ﻣﻦ ﻣﺸﺮوع اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺬي أﻗﺮ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺘﻨﺎﺻﻒ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺴﺎء واﻟﺮﺟﺎل و اﻟﺘﻨﺎوب ﻓﻲ
ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺿﻤﺎﻧﺎ ﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﻨﺴﺎء ﺑﺎﻟﻤﺠﻠﺲ ﻓﺈن هﺬا اﻟﻔﺼﻞ أﻗﺮ اﺳﺘﺜﻨﺎءا ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ أن اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻞ ﻋﺪد
اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ اﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻦ 3ﻓﺈن وﺟﻮد اﻣﺮأة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻠﺰم ﻓﺄن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺪواﺋﺮ ذات اﻟﻤﻘﻌﺪﻳﻦ
واﻟﺘﻲ ﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺨﺼﻮص اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ذات اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ آﺎﻵﺗﻲ:
-1ﻓﻲ ﺻﻮرة ﺗﻤﺮآﺰ اﻷﺻﻮات ﻟﻔﺎﺋﺪة ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﻌﺪد ﻳﻔﻮق اﻟﺤﺎﺻﻞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﻟﻠﺪاﺋﺮة ﺗﻔﻮز اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ
وﻧﺴﻘﻂ ﻓﻲ ﻓﺦ اﻻﻗﺘﺮاع ﻷﻏﻠﺒﻲ.
-2ﻓﻲ ﺻﻮرة ﺗﻮزع اﻷﺻﻮات ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﺑﺼﻮرة ﻻ ﻳﻜﻤﻦ أي ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻋـﺪد ﻣﻦ اﻷﺻﻮات ﻳﻔﻮق
اﻟﺤﺎﺻﻞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ .ﻳﺘﻮزع اﻟﻤﻘﻌﺪﻳﻦ ﺑﻴﻦ ﻗﺎﺋﻤﺘﻴﻦ وﻳﺴﻨﺪ آﻞ ﻣﻘﻌﺪ ﻟﺮﺋﺲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻓﻼ ﻳﺘﻢ ﺗﻤﺜﻴﻞ اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ هﺬﻩ
اﻟﺪواﺋﺮ ﻓﻴﺴﻘﻂ ﻓﻲ ﻓﺦ اﻹﻗﺼﺎء.،
ﻧﻔﺲ اﻟﻌﻴﻮب اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ﺑﻴﺎﻧﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻜﺮارهﺎ ﻓﻲ اﻟﺪواﺋﺮ ذات اﻟﺜﻼث ﻣﻘﺎﻋﺪ أي ﻓﻲ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﻔﻮق ﻋﺪد ﻧﺎﺧﺒﻴﻬﺎ
150.000ﻗﻀﻰ هﺬﻩ اﻟﺪواﺋﺮ وﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﻧﻔﺲ أﺳﻠﻮب ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻷﺻﻮات إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺿﻤﺎن ﺗﻤﺜﻴﻞ اﻟﻨﺴﺎء داﺧﻞ
اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ إ ّﻻ ﻓﻲ ﺻﻮرة ﺗﻤﺮآﺰ اﻷﺻﻮات ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﻟﻤﺮﺷﺤﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻔﻮز ﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻘﻌﺪ أﻣّﺎ ﻓﻲ
ﺻﻮرة ﺗﻮزﻳﻊ اﻷﺻﻮات ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﺈن اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﻷﺳﺎس ﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﻟﺜﻼث
اﻟﻤﺘﺤﺼﻠﺔ ﻋﻠﻰ أآﺒﺮ اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺎت ﻓﻴﺤﻮل ذﻟﻚ دون ﺗﻤﺜﻴﻞ اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ هﺬﻩ اﻟﺪواﺋﺮ.
وﻳﻄﺮح اﻹﺷﻜﺎل ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺪواﺋﺮ اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺨﺼﺺ ﻟﻬﺎ 4ﻣﻘﺎﻋﺪ أي ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻞ ﻋﺪد اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ
اﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ 4ﻣﻘﺎﻋﺪ وﻟﻜﻦ ﺑﺄﻗﻞ ﺣﺪّة ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻀﻤﻦ ﺗﻤﺜﻴﻞ اﻟﻤﺮأة ﺑﻤﻘﺪار ¼ أي ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز %25ﻓﻲ
أﻏﻠﺐ اﻟﺤﺎﻻت.
و اﻟﺨﻼﺻﺔ أن اﻟﻤﺰج ﺑﻴﻦ اﻻﻗﺘﺮاع اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﻣﻊ اﺣﺘﺴﺎب أآﺒﺮ اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺎت و ﻧﻈﺎم ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺣﺠﻢ اﻟﺪواﺋﺮ
اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺳﻴﻔﻮز ﻓﻲ ﻋﺪد آﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺪواﺋﺮ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺤﺎآﻤﺔ ﺗﺘﺮاوح ﺑﻴﻦ ﻓﺦ اﻻﻗﺘﺮاع ﻷﻏﻠﺒﻲ اﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ وﻓﺦ
اﺳﺘﺒﻌﺎد اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻤﺮأة اﻟﻤﻜﺮس ﻟﻺﻗﺼﺎء واﻟﺒﻌﻴﺪ أﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﻣﻨﻄﻖ اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ.
ﻓﻬﻞ ﻳﺤﻘﻖ ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ وﻳﻀﻤﻦ ﺗﻤﺜﻴﻞ اﻟﻤﺮأة ؟
-1ﻟﻮ اﻋﺘﺒﺮﻧﺎ أن أوّل ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ هﻮ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺎﺧﺐ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻻﻗﺘﺮاع وآﻴﻔﻴﺔ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺻﻮﺗﻪ إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪ
ﻓﺈن ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد هﻮ اﻷﻧﺴﺐ ﻟﺒﺴﺎﻃﺘﻪ وﺳﻬﻮﻟﺔ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻨﺎﺧﺐ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻋﻠﻤﺎ وأن
اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺒﺘﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻬﻢ اﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻗﺘﺮاع ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ وواﻋﻴﺔ.
-2ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد ﻓﻲ دورﺗﻴﻦ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻨﺎﺧﺐ ﻣﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻋﻠﻰ أﺳﺲ أآﺜﺮ واﻗﻌﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ
ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﺮﺷﺢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ و ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻪ و ﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻪ ﻓﻴﻜﻮن ﺧﻴﺎرﻩ أآﺜﺮ ﺻﺪﻗﻴﺔ وإرادﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ
اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺒﻼد.
-3ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺪﻳﻠﻪ ﺑﺼﻮرة ﻧﺴﺒﻴﺔ ﺗﻀﻤﻦ ﺑﺼﻮرة ﻓﻌﻠﻴﺔ وأآﻴﺪة ﺗﻤﺜﻞ اﻟﻤﺮأة ﻋﺒﺮ إﻗﺮار ﻧﺴﺒﺔ
دﻧﻴﺎ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻤﺮأة وﻳﺘﻢ ذﻟﻚ ﻋﺒﺮ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻤﺮأة ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺮﺷﺤﺎت ﻓﻲ
ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺪواﺋﺮ ﻓﻴﺘﻢ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﺪواﺋﺮ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻜﻮن ﻋﺪدهﺎ أﻗﻞ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ) %30ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل( ﻋﻦ
ﻋﺪد ﻣﻘﺎﻋﺪ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ وﺗﺴﻨﺪ اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﺑﺼﻮرة ﻋﺎدﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ واﻟﻔﺎﺋﺰات ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺪواﺋﺮ وﻧﺴﻨﺪ
اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ اﻟﻤﺘﺒﻘﻴﺔ ) (%30إﻟﻰ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻤﺮﺷﺤﺎت ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺪواﺋﺮ و اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﻟﻢ ﻳﻔﺰن ﺑﻤﻘﺎﻋﺪ و ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﻦ ﻋﻠﻰ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮى اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ ﻧﺴﺒﺔ اﻷﺻﻮات اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻠﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺪواﺋﺮ.
ﺑﺨﺼﻮص اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ
ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻳﻔﺘﺮض ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﺪواﺋﺮ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻟﻴﻔﻮز ﻋﺪاﻟﺘﻪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻏﻴﺮ أن ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﺪواﺋﺮ
اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻳﻔﺮز ﺗﺤﺪﻳﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ واﻟﻘﺪرة اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻟﻠﻘﻮى اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ واﻟﻤﻬﻴﻜﻠﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻌﻴﻦ
ﻓﺘﻮﺳﻴﻊ اﻟﺪواﺋﺮ و ﺗﻀﺨﻴﻢ ﻋﺪد اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ اﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ آﻞ داﺋﺮة ﻳﻔﺘﺮض وﺟﻮد ﻗﻮى ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻬﻴﻜﻠﺔ وﻗﻮﻳﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ
ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻗﺎﺋﻤﺎت ﻓﻲ دواﺋﺮ ﺿﺨﻤﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻤﺆهﻼت اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻟﻠﻤﺮﺷﺤﻴﻦ ﻣﻦ أﻧﺼﺎرهﺎ وﻣﻨﺎﺿﻠﻴﻬﺎ وﻗﺪراﺗﻬﻢ اﻟﺬاﺗﻴﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﻞ داﺧﻞ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ واﻟﺘﻮازﻧﺎت اﻟﺠﻬﻮﻳﺔ واﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ.
واﻋﺘﻤﺎد اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﺤﺰﺑﻴﺔ واﻻﻧﺘﻤﺎء اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ آﻘﺎﻋﺪة ﻟﺘﺮآﻴﺐ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺪواﺋﺮ ﻗﺪ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﺎﺋﻘﺎ ﻣﺰدوﺟﺎ :
ﻋﺎﺋﻖ ﻳﺤﻮل دون ﺗﻤﻜﻦ ﻋﺪد آﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﻐﻴﺮ ﻣﻨﺘﻤﻴﺔ ﺿﺮورة إﻟﻰ اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺮآﻴﺐ ﻗﻮاﺋﻢ و
ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺧﻮض ﻏﻤﺎر اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت وﻋﺎﺋﻖ ﺁﺧﺮ ﻳﺤﻮل دون ﺗﻤﻜﻦ ﻋﺪد آﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﺰاب ﻣﻦ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﻜﻔﺎءة
واﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺮﺷﺤﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺪواﺋﺮ وهﻮ ﻣﺎ ﻳﻀﻄﺮهﺎ إﻟﻰ اﻟﺪﻓﻊ ﺑﺄﺳﻤﺎء ﻏﻴﺮ ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺨﻮض ﻏﻤﺎر اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت
اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ وﺣﺘﻰ إﻟﻰ اﻻرﺗﺠﺎل ﻓﻲ ﺗﺮآﻴﺐ اﻟﻘﺎﺋﻤﺎت اﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﺔ واﻟﻨﺘﻴﺠﺔ
-ﺻﻌﻮﺑﺎت ﺗﻮاﺟﻪ آﻔﺎءات ﻓﺮدﻳﺔ ﺗﻤﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻮض ﻏﻤﺎر اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت
-ﻣﻘﺎﺑﻞ ارﺗﺠﺎل وﺣﺸﻮ ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻤﺎت اﻷﺣﺰاب وزج ﺑﻤﺮﺷﺤﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﺟﺪﻳﻴﻦ.
وﻟﺘﻮﺳﻴﻊ ﺣﺠﻢ اﻟﺪاﺋﺮ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﻧﻌﻜﺎﺳﺎت أﺧﺮى ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺤﻤﻼت اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻓﺎﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق داﺋﺮة ﻣﻤﺘﺪّة ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ
ﻳﻔﺘﺮض ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ " ﺑﺎﻵﻻت اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ" اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻨﻬﺎض ﻋﺪد آﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد اﻟﻤﺮﺷﺤﻴﻦ ﻋﻠﻰ
ﻣﺴﺎﺣﺎت واﺳﻌﺔ وإﻣﻜﺎﻧﻴﺎت ﻣﺎدﻳﺔ و ﻟﻮﺟﺴﺘﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ وهﺬﻩ اﻟﻤﻘﻮﻣﺎت ﻣﺘﻮﻓﺮة ﻟﻌﺪد ﺿﺌﻴﻞ ﻣﻦ اﻷﺣﺰاب و اﻟﻘﻮى اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
وﻣﻦ اﻟﻐﺮﻳﺐ أن ﻳﺘﻢ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻣﺒﺮز "اﻟﻤﺎﻟﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ" ﺿﺪ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن اﻟﻤﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻗﺪ
ﻳﻠﻌﺐ دورا أآﺜﺮ ﺧﻄﻮرة وأﺷﺪ وﻃﺌﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﺋﻢ.
وﺑﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻓﺈن ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﻳﺨﺪم ﺑﺼﻮرة ﻋﺎﻣﺔ اﻷﺣﺰاب اﻟﻜﺒﺮى ذات اﻟﻘﻮاﻋﺪ
اﻟﻤﻨﻀﺒﻄﺔ واﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﻤﺎدﻳﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ وﻳﻔﺘﺮض ﻣﺠﺘﻤﻌﺎ ﻣﻬﻴﻜﻼ ﺣﺰﺑﻴﺎ وﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮن ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻹدارة اﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻦ
وهﻮ أﻣﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻷﺳﺒﺎب ﻋﺪﻳﺪة ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﺄن ﺗﻀﺨﻢ ﻋﺪد اﻷﺣﺰاب ﺑﻌﺪ اﻟﺜﻮرة ﺑﺸﻜﻞ ﻻﻓﺖ ﻓﺈن
ﻋﺪدهﺎ ﻻ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺮاهﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺘﻬﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ وهﻮ ﻣﺎ ﺗﺜﺒﺘﻪ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺳﺒﺮ اﻵراء اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﻣﺆﺧﺮا )ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺘﻬﺎ
( أﺛﺒﺘﺖ أن ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮن أو ﺳﻤﻌﻮا ﺑﻮﺟﻮد ﺣﺰب ﺳﻴﺎﺳﻲ واﺣﺪ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز %30ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﻨﺴﺒﺔ
اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﺜﻠﻮن ﻓﻲ اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أو ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺣﻘﻬﻢ ﻓﻲ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎرات وﺗﻮﺟﻬﺎت ﺣﺰﺑﻴّﺔ.
ﺗﺼﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻮى ﻋﻠﻰ أن ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﺳﻴﺴﻬﻢ ﻓﻲ هﻴﻜﻠﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻳﻌﻄﻰ دﻓﻌﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻓﻲ
ﺗﻮﻧﺲ .ﻓﻔﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺮف ﺑﻪ اﻟﺠﻤﻴﻊ أن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻬﻴﻜﻞ ﻋﻠﻰ أﺳﺲ اﻧﺘﻤﺎءات ﺣﺰﺑﻴﺔ أو إﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ آﻤﺎ
أﺗﺜﺒﺘﻪ دﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺎت اﻟﺜﻮرة ذاﺗﻬﺎ ﻓﺈن اﻻﻗﺘﺮاع اﻟﺤﺰﺑﻲ اﻟﺬي ﻳﺰﻓﺮﻩ ﻧﻈﺎم اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﺳﻴﺪﻓﻊ اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻤﺸﻬﺪ
اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﻓﻴﻀﻊ اﻟﻨﺎﺧﺐ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ أﻣﺎم ﺧﻴﺎرات ﺣﺰﺑﻴﺔ ﻳﻮم اﻻﻗﺘﺮاع ﺣﺘﻰ وإن آﺎن ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻤﺜﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺘﻠﺰﻣﻪ وإن ﻏﺼﺒﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر داﺧﻞ اﻟﻤﺸﻬﺪ اﻟﺤﺰﺑﻲ.
و ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻌﺴﻒ اﻟﺬي ﻳﻘﺮأ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻄﺮح وﻣﺎ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺗﺠﻨﻲ ﻋﻠﻰ إرادة اﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻦ و ﻣﺎ ﻳﺮﺗﺒﻪ ﻣﻦ هﻨﺎت وﺿﻌﻒ
ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ أﻋﻀﺎء اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ ﻳﺒﻘﻲ ﻣﺮدودا ﻋﻠﻴﻪ ﻷﺳﺒﺎب ﻣﺘﻌﺪّدة.
-1أن ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﻪ دور ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻟﻤﺸﻬﺪ اﻟﺤﺰﺑﻲ واﻟﻬﻴﻜﻠﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻏﻴﺮ أن
دورﻩ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺤﺪودا ﻓﻲ ذاﺗﻪ اﻋﺘﺒﺎرا ﻷن ﺑﻠﻮغ هﺬا اﻟﻬﺪف هﻮ رهﻦ ﻋﻮاﻣﻞ أﺧﺮى أآﺜﺮ أهﻤﻴﺔ آﻌﺎﻣﻞ اﻟﺰﻣﻦ
ودﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻌّﻴﻦ وآﺬﻟﻚ ﻋﺎﻣﻞ ﺟﺪّﻳﺔ اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﺟﺪّﻳﺔ ﻃﺮﺣﻬﺎ وﺑﺮاﻣﺠﻬﺎ ....
-2أن اﻧﺘﺨﺎب ﻣﺠﻠﺲ ﺗﺄﺳﻴﺴﻲ ﻟﻮﺿﻊ دﺳﺘﻮر ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﺒﻼد ﺳﻴﺤﻜﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻷﺟﻴﺎل ﻋﺪﻳﺪة ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن
ﻣﺨﺘﺒﺮا أو ّﻻ ﻓﻄﺒﻴﻌﺔ هﺬﻩ اﻹﺗﻨﺨﺎﺑﺎت اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﺳﺘﺠﺮي ﻓﻲ ﻇﺮوف اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ وأهﻤﻴﺘﻬﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺠﻤﻴﻊ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ هﺪف اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ أآﺜﺮ ﻣﻦ أي هﺪف أﺧﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن اﻟﻌﻘﺪ
اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺬي ﻳﻮد اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﻴﻦ إﺑﺮاﻣﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺴﺘﺠﻴﺒﺎ ﻹرادﺗﻬﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ وﻣﺒﺮم ﺑﻴﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎت
ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻟﺘﻄﻠﻌﺎﺗﻬﻢ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ.
-3أن ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﻴﺔ آﻤﺎ ﺗﻢ اﻗﺘﺮاﺣﻪ ﺳﻴﺆول واﻗﻌﻴﺎ إﻟﻰ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﺑﻴﻦ رؤﺳﺎء اﻟﻘﻮاﺋﻢ أي إﻟﻰ ﺻﺮاع أﻓﺮاد
ﻣﺨﻔﻲ وراء ﻧﻈﺎم اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﻓﻴﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺳﻠﺒﻴﺎت هﺬا و ﺳﻠﺒﻴﺎت ذاك وﺳﻴﺤﻮل ﻓﻲ ﻋﺪد آﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت دون إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ
إﺑﺮام ﺗﺤﺎﻟﻔﺎت ﺣﺰﺑﻴﺔ داﺧﻞ ﻧﻔﺲ اﻟﺪاﺋﺮة وﻳﻌﺮﻗﻞ اﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﺘﻜﺘﻼت اﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ أن ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻘﺎﺋﻤﺎت
ﻟﻪ أﺛﺮ ﻣﺤﺪدة ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻗﺘﺮاع ،هﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﺳﻴﻘﻠﺺ ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻜﺘﻞ اﻟﻘﻮى اﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أو ﺗﻜﺘﻠﻬﺎ ﻣﻊ
اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﻴﻦ واﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى.
-4هﺬا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﺳﻴﺘﻢ ﻓﻲ دورة واﺣﺪة واﻋﺘﺒﺎرا ﻟﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ
ﺗﻜﺘﻞ اﻟﻘﻮى اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺤﺰﺑﻴﺔ واﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﻳﻮم اﻻﻗﺘﺮاع ﻓﺈن ﻧﻈﺎم اﻟﺪورة اﻟﻮاﺣﺪة ﺳﻴﻤﻨﻌﻬﺎ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺗﺠﻤﻴﻊ
أﺻﻮات ﻧﺎﺧﺒﻴﻬﺎ واﺳﺘﺜﻤﺎرهﺎ ﻓﻲ دورة ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد ﻓﻲ دورﺗﻴﻦ.
-5أن ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد ﻓﻲ دورﺗﻴﻦ ﺳﻴﻤﻜﻦ ﻋﻜﺲ ﻧﻈﺎم اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﻣﻦ ﺑﺮوز ﺗﺤﺎﻟﻔﺎت دﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﺗﻤﻜﻦ ﻋﻠﻰ
اﻟﻤﺪى اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ و اﻟﺒﻌﻴﺪ ﻣﻦ رﺳﻜﻠﺔ أﻓﻀﻞ ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ﻓﻨﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد ﻳﻤﻜﻦ
اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ إﻣّﺎ ﻣﻦ اﻟﺪﻓﻊ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺪواﺋﺮ ﺑﻌﻨﺎﺻﺮهﺎ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ذات اﻹﺷﻌﺎع اﻟﻤﺤﻠﻲ أو اﻟﻮﻃﻨﻲ أو إﻟﻰ
اﻟﻮﻗﻮف ﺧﻠﻒ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ذات إﺷﻌﺎع و دﻋﻤﻬﺎ وهﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ اﺳﺘﺜﻤﺎر هﺬﻩ اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت واﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺎت
اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺨﻠﻔﻬﺎ هﺬﻩ اﻟﻔﺮدﻳﺎت ﻓﻲ إﻃﺎر ﺗﺪﻋﻴﻢ وﺟﻮدهﺎ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪواﺋﺮ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﺴﺎﻋﺪ
ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻓﻲ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﺣﻀﻮر اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﺗﺮﺷﺤﻬﺎ داﺧﻞ اﻷﻃﺮ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وهﻴﻜﻠﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ اﻟﺤﺰﺑﻲ
واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ دون اﻟﺘﻌﺴﻒ اﻹرادي ﻋﻠﻰ إرادة اﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻦ.
ﺗﺬهﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ إﻟﻰ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد ﻓﻲ دواﺋﺮ اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻣﺤﺪودة ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ ﺳﻴﺴﻤﺢ ﻟﺒﻌﺾ رﻣﻮز
ﻧﻈﺎم اﻻﺳﺘﺒﺪاد ﻣﻦ اﻟﻌﻮدة ﻣﻦ ﺑﻮاﺑﺔ اﻟﺨﺎﻓﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﺸﻬﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ وذﻟﻚ ﻋﺒﺮ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻧﻔﻮذهﺎ اﻟﻤﺤﻠﻲ واﻟﻤﺎل
اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻤﺘﻮﻓﺮ ﻟﺪﻳﻬﺎ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮهﺎ واﻟﻌﻜﺲ ﻋﻨﺪي أﺻﺢ ﻻﻋﺘﺒﺎرات ﻋﺪﻳﺪة
-1ﻳﻜﻤﻦ أن ﻧﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﺤﺰب اﻟﺤﺎآﻢ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ اﻧﻬﺎر ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺜﻮرة وﻣﺎدّﻳﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﻘﺮارات اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ
ﻓﻲ ﺣﻠﻪ وﺗﺠﻤﻴﺪ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻪ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﻗﻴﺎدات اﻟﺤﺰب ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻒ اﻷول ﻓﻘﺪت ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ آﻞ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ أو
اﻟﻈﻬﻮر ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻬﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﺎﻟﻤﺨﺎﻃﺮة ﻣﻦ هﺬا اﻟﺒﺎب ﺿﺌﻴﻠﺔ أو ﻣﻨﻌﺪﻣﺔ.
-2أن اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺴﺮب ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻮادر اﻟﻮﺳﻄﻰ و اﻟﺴﻔﻠﻰ ﻟﻠﺘﺠﻤﻊ اﻟﻤﻨﺤﻞ ﻣﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ
اﻟﺴﺘﺎر ﺑﻘﻴﺎدات اﻟﺤﺰب اﻟﺴﺎﺑﻖ و اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ هﻲ أن ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﻓﻲ دواﺋﺮ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﺤﺠﻢ ﺳﻴﺸﻜﻞ
ﻣﺨﺎﺑﺊ و ﺟﺤﻮر اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﻟﻤﺜﻞ " إﺳﺘﺮاﺗﺠﻴﺔ اﻟﻌﻮدة" هﺬﻩ.
ﻓﻠﻮ أراد أزﻻم اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﻌﻮدة ﻣﻦ ﺧﻠﻒ اﻟﺴﺘﺎر ﻟﻤﺎ وﺟﺪوا أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻔﺎء داﺧﻞ ﻗﻮاﺋﻢ ﺗﻤﺜﻞ أﺣﺰاب " اﻟﻌﻮدة
اﻟﻤﺘﺴﺘﺮة" أو ﻗﻮاﺋﻢ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﻀﻢ ﻓﻲ آﻼ اﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﻣﺮﺷﺤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ أو اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت وذﻟﻚ ﺑﺈﺣﺪاث
ﺣﺮآﺔ ﻧﻘﻠﺔ واﺳﻌﺔ ﻟﻠﻤﺮﺷﺤﻴﻦ إﻟﻰ دواﺋﺮ ﻟﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮا ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﻴﺪﺧﻠﻮﻧﻬﺎ ﺑﻮﺟﻮﻩ ﻣﺴﺘﻮرة ﺑﻘﻮة اﻟﻤﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ
ﻣﺪن اﻟﻜﺒﺮى ذات اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﺪﻳﻤﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ،هﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﻳﻮﻓﺮ ﻟﻬﻢ ﺣﻈﻮﻇﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻮز ﺑﻤﻘﺎﻋﺪ ﻓﻲ دواﺋﺮ ﻋﺪة ﻋﺒﺮ ﺧﺪاع
اﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻦ ﺑﻘﻨﺎع اﻟﻘﺎﺋﻤﺎت ووﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﺎل وﺗﻮﻃﺊ ﺑﻘﺎﻳﺎ اﻷﺟﻬﺰة
-3ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد ﻳﻌ ّﺪ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﺻﻤﺎﻣّﺎ أآﺜﺮ أﻣﺎﻧﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺳﺘﺘﻢ ﺿﺮورة
ﺑﻮﺟﻪ ﻣﻜﺸﻮف ﻟﻠﻤﺮﺷﺤﻴﻦ أﻣﺎم ﻧﺎﺧﺒﻴﻬﻢ ﻓﻀﻴﻖ اﻟﺪاﺋﺮة اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﻟﺬي ﻳﻮﻓﺮﻩ هﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻨﺎﺧﺐ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ
ﺟﻴّﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻻﻧﺘﻤﺎءات اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺷﺢ ﻓﻲ اﻟﺪاﺋﺮة آﻤﺎ أن ﻧﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاع ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد ﻻ ﻳﺴﻤﺢ
ﺑﻨﻘﻞ اﻟﻤﺮﺷﺤﻴﻦ وﺗﺤﺮﻳﻜﻬﻢ ﻓﺒﻤﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺪواﺋﺮ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن ﺣﻈﻮظ ﻣﺮﺷﺢ ﻗﺎدم ﻣﻦ ﺧﺎرج اﻟﺪاﺋﺮة ﻣﻌﺪوﻣﺔ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ
وهﻮ ﻣﺎ ﺳﻴﻘﻠﺺ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻤﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺎرات اﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻦ.