Professional Documents
Culture Documents
يعتبر المجال الخضر امتدادا مفتوحا لمجالت طبيعية مهيأة في بعههض مههن أجههزاء المدينههة أو حههول مههداراتها .إن أهههداف
الحفاظ على هذه المجالت و تهيئتها متعددة و متنوعة وتختلف حسب اختلف منعشيها والقههائمين عليههها وحسههب المهههام
المتوخات منها و الخصوصهيات الجغرافيههة والبيئيههة والجتماعيهة والقتصهادية لسهاكنة للمدينهة .فالههدف مهن خلههق هههذه
البرامج تحقيق تنمية حضرية مستدامة.
فالهدف من خلق هذا المجال الخضر هو خلق متنفس أساسههي طههبيعي لسههاكنة المدينههة ،خاصههة أن المسههاحات الخضههراء
أصبحت تتقلص نظرا للتوسع العمراني الهائل الذي تشهده المدينههة .كمهها أن هههذه المسههاحات تلعههب دورا أساسههيا إذ يمكههن
استغللها كمنتزهات ترفيهية ورياضية من جهة ،وكأداة ،عبر زرع الشجار والنباتات ،تسههاعد فههي ترطيههب وتنقيههة الجههو
وامتصاص جزء من الملوثات الهوائية.
الحزمة الخضراء هي امتداد مفتوح لمجالت طبيعية أو غابوية أو زراعية متواجدة أو مهيأة حول مدارات المدن أو في
بعض أجزاءها .إن أهداف الحفاظ على هذه المجالت و تهيئتها متعددة و متنوعة وتختلف حسب اختلف منعشيها
والقائمين عليها وحسب المهام المتوخات منها و الخصوصيات الجغرافية والبيئية والجتماعية والقتصادية ،...للمدن
المعنية .ورغم أنه ل يمكن تعداد جميع فوائد ومهام الحزمة الخضراء في هذا المقال ،فمن المعروف أن الحزمة
الخضراء سواء الطبيعية أو المهيأة بجوار أو داخل المدن تلعب أدوارا حيوية كثيرة.
من بين وظائف الحزمة الخضراء نشير إلى أنها تقرب المجال الطبيعي من الحواضر و تلعب دور المتنفس الساسي
للسكان ،خاصة أن المساحات الخضراء نادرة داخل مدارات المدن المغربية وإن وجدت فإنها غير موزعة بشكل متوازن
بين جميع أحياءها .و لهذا يمكن استغللها كمتنزهات ترفيهية و رياضية ،إن أعدت لذلك واستجابت لبعض الشروط .و
توفر كذلك مساحات شاسعة من الشجار والنباتات التي تساعد في ترطيب وتنقية الجو و امتصاص جزء من الملوثات
الهوائية .كما أن غناها وكبر حجمها و تطورها الطبيعي يمكن أن يؤدي بها إلى تكوين أنظمة إيكولوجية تساهم في
المحافظة على البيئة و التنوع البيولوجي .و أمام زحف البناء ،فإن الحزمة الخضراء المعتنى بها تؤدي إلى ديمومة
المجال الخضر داخل و جوار المدن و تساهم في اخضرارها و تزيينها و منحها مناظر جمالية مميزة.
و بالضافة إلى ذلك ،يمكن توظيفها كأداة لعداد و تهيئة التراب و على سبيل المثال إنشائها للحد من التوسع العمراني أو
لعادة توجيه التعمير إلى اتجاهات أخرى من المجال حسب رغبات المخططين .كما يمكن استعمالها لمحاربة الفيضانات
وذلك بكبح جزء من مياه المطار و تنظيم سيلنها أو تغيير اتجاهها لتفادي الضرار و الخسائر التي يمكن ان تلحق
بالمساكن والسكان عند وقوع الفيضانات .ويمكن كذلك الستفادة من الحزمة الخضراء من اجل تثبيت الرمال في
المناطق الصحراوية أو المرملة و تقليص الزوابع الرملية وكذا خفض قوة وسرعة الرياح.
و للحفاظ على مناطق فلحية بجوار و داخل المدن ،يمكن إدراجها كأحزمة خضراء في التصاميم التهيئة وذلك لمنع اية
بناية ليست لها علقة بالزراعة .وأخيرا يمكن العتماد على إنشاء و تهيئة الحزمة الخضراء من أجل الحفاظ على
المواقع الطبيعية و التاريخية والركلوجية الحضرية المتميزة و ضمان استدامة مكوناتها.
و نظرا لهمية الحزمة الخضراء ومهامها المتعددة و الحيوية فقد عرفت بلدنا في السنين الخيرة عدة مبادرات لتهيئ
أحزمة خضراء في جنبات بعض المدن .و في هذا الطار فقد تمكنت إدارة المياه و الغابات مند أكثر من نصف قرن ،من
رعاية و تنمية غابة واسعة كحزام خارجي حول مدينة الصويرة ،وذلك من اجل تثبيت الكثبان الرملية المحيطة بالمدينة
ومنعها من التسرب إلى داخلها .إل أنه رغم نجاح هذه التجربة فإن المشروع ترك مساحات شاسعة من الكثبان الرملية
بين الغابة و المدينة مما يؤثر سلبا على السكان في حالة هبوب الرياح .و هو ما حدا بالسلطات المحلية بدعم من التعاون
الفرنسي إلى إنجاز دراسة لنشاء حزام أخضر كامتداد للغابة المحيطة بالمدينة .و بالضافة إلى الرغبة في حل هذا
المشكل فإن هذا المشروع يهدف إلى تقريب المساحات الخضراء من السكان و توفير متنزه للمدينة .و نظرا لغياب
مصادر التمويل فإن الشغال المتعلقة بالنجاز لم تنطلق بعد .ولول هذا العائق لصبح الن متنزها طبيعيا جميل ولمكن
من الحفاظ على المكونات اليكولوجية الموجودة بعين المكان خاصة تلك البحيرات المائية الصغيرة المنتشرة وسط
الكثبان الرملية .كما أن المخطط التوجيهي لمدينة مراكش المنجز سنة 1980قد سطر من بين مشاريعه إنشاء حزام
أخضر جنوب المدينة .ويهدف هذا المشروع الى تكوين جبهة من الخضرار للحد من المد العمراني للمدينة و إلى تهيئة
مجال اخضر للنزهة و الستجمام بالقرب من السكان .و يتكون هذا الحزام الذي يعتبر امتدادا لبساتين "اكدال" ،من
مجال فلحي مسقي بطريقة تقليدية تسيطر عليه أشجار الزيتون .وإذا كان هذا المجال قد عرف تمركز بعض السكان
المحليين قبل إدراجه ضمن الحزام الخضر ،فإن نمو السياحة قد أدى إلى السماح لبعض المنعشين من بناء منازل
للضيافة و منشآت سياحية مما نتج عنه انتشار مظاهر التمدن و المضاربة العقارية والتخلي عن الزارعة في انتظار
وصول المدار الحضري .كل هذه العوامل أدت إلى تدهور الحزام الخضر و ظهور بوادر التخلي عن المشروع.