Professional Documents
Culture Documents
لللل :
تعريف العدل :جاء فى لسان العرب لبن منظور :
العدل :ما قام فى النفوس أنه مستقيم 00وهو ضد الجور 00عدل الحاكم فى الحكم يعدل عدلً 00وهو عادل
من قوم عدول وعدل 00وعدل عليه فى القضية فهو عادل ،وبسط الوالى عدله ومعدلته 0
-وفى أسماء ال الحسنى " العدل " :هو الذى ل يميل به الهوى فيجور فى الحكم 00وهو فى الصل مصدر
سمى به فوضع موضع العادل وهو أبلغ منه لنه جعل المسمى نفسه عادًل 0
-والعدل :الحكم بالحق 00يقال هو يقضى بالحق ويعدل 00وهو حكم عادل :ذو معدلة فى حكمه 0
-والعدل بين الناس :المرضى قوله وحكمه 0
-وقال الباهلى :رجل عدل وعادل جائز الشهادة 00ورجل عدل :رضا ومقنع فى الشهادة 00ورجل عدل
بين العدل والعدالة :وصف بالمصدر ومعناه ذو عدل وجاء فى موضعين " :وأشهدوا ذوى عدل منكم " وقال
" :يحكم به ذوا عدل منكم "0
-والعدالة والُعدولة والمعِدلة والمعَدلة كله :العدل
-قال سعيد بن المسيب :ذوى عدل :أى ذوى عقل – وقال إبراهيم :العدل الذى لم تظهر منه ريبة 0
-وكتب عبد الملك بن مروان إلى سعيد بن جبير سأله عن العدل فأجابه :إن العدل على أربعة أنحاء :0
) أ ( العدل فى الحكم -:
قال ال تعالى " :وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط " سورة المائدة 22 :
)ب ( والعدل فى القول :
قال ال تعالى ":وإذا قلتم فاعدلوا "
) ج ( والعدل :الفدية
قال ال تعالى ":ل يقبل منها عدل "
)د( والعدل فى الشراك
قال ال تعالى " :ثم الذين كفروا بربهم يعدلون " النعام 1 :
أما قوله تعالى " :ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم " قال عبيدة السلمانى والضحاك :فى
الحب والجماع
-وجاء فى كتاب " الخلق السلمية وأسسها " الجزء الول:
العدل :إعطاء كل ذى حق ما يعادل حقه ويساويه دون زيادة ول نقصان 00
ويمكن أن نعرفه :بانه المساواة بين التصرف وبين ما يقتضيه الحق دون زيادة ول نقصان 00ومن أجل ذلك
كان الميزان رمزًا لقامة العدل 0
-وكتب الستاذ " أبو العلى المورودى " فى كتابه " الحكومة السلمية " :
ومن مبادىء الحكم فى السلم 00العدل 00وهو من الشياء التى يتوقف عليها صلح المجتمع النسانى
واستقامته ويتركب من حقيقتين دائمتين متلزمتين :
أولهما :أن يحقق التوازن والتناسب فى الحقوق بين الناس 0
والثانية :أن ينال كل ذى حق حقه بطريقة عادلة منصفة 0
وليس معنى هذا تقسيم الحقوق مناصفة بين النسان والنسان بالتساوى مما يختلف وأساس الفطرة ،فالعدل
يقتضى التوازن والتناسب ل المساواة التامة العامة 00كما يتطلب ول شك المساواة بين أفراد المجتمع فى
ل 00لكنه يتطلب المساواة فى بعض الوجوه الخرى كالمساواة الجتماعية بعض الوجوه كحقوق المواطنة مث ً
والخلقية بين الوالدين والولد أو المساواة فى الجور بين كبار الموظفين وصغارهم لن المساواة التامة فى
هذه المور تخالف العدل وتجافيه 0
-4كان رسول ال )ص( قد وكل بتقدير حصة المسلمين فى خيبر عبد ال بن رواحة وكان أهلها يهودًا وفى
ذلك يروى البيهقى عن ابن عمر )ر( حديثًا منه :كان عبد ال بن رواحه )ر(يأتيهم كل عام فيخرصها 0أى
يخمنها ( عليهم ثم يضمنهم الشطر فشكوا إلى رسول ال )ص( شدة حرصه وأرادوا أن يرشوه فقال :يا أعداء
ال تطعمونى السحت " أى الحرام " وال لقد جئتكم من عند أحب الناس إلى ول أنتم أبغض على من عدتكم
من القردة والخنازير ول يحملنى بغضى إياكم وحبى إياه على أن ل أعدل عليكم فقالوا :بهذا قامت السماوات
والرض 0
-5أخرج ابن عساكر وسعيد بن منصور والبيهقى عن الشعبى قال :كان بين عمرو وبين أبى بن كعب )ر( :
ل فجعل بينهما زيد بن ثابت )ر( فأتياه فقال عمر )ر( :أتيناك لتحكم بيننا وفى بيته يؤتى
اجعل بينى وبينك رج ً
الحكم 0فلما دخل عليه وسع له زيد عن صدر فراشه فقال :ها هنا يا أمير المؤمنين فقال له عمر :هذا أول
جور جرت فى حكمك ولكن اجلس مع خصمى فجلسا بين يديه فادعى أبى بكر وأنكر عمر فقال زيد لبى اعف
أمير المؤمنين من اليمين وما كنت لسألها لحد غيره فحلف عمر ثم أقسم ل يدرك زيد القضاء حتى يكون
عمر ورجل من عرض المسلمين عنده سواء " 0
-6وأخرج ابن عساكر قال :كتب عمر بن الخطاب )ر( إلى فيروز الديلمى )ر( " :اما بعد 00فقد بلغنى أنه
قد شغلك أكل اللباب بالعسل فإذا أتاك كتابى هذا فأقدم على بركة ال فاغز فى سبيل ال " فقدم فيروز فاستأذن
على عمر )ر( فأذن له فزاحمه فتى من قريش فرفع فيروز يده فلطم أنف القرشى فدخل القرشى على عمر
مستدمى فقال له عمر :من فعل بك ؟ قال :فيروز وه وعلى الباب ،فأذن لفيروز بالدخول فدخل فقال :ما هذا
يا فيروز ؟ قال :يا أمير المؤمنين إنا كنا حديثى عهد بملك 0إنك كتبت إلى ولم تكتب إليه وأذنت لى بالدخول
ولم تأذن له فاراد أن يدخل فى إذنى قبلى فكان منى ما قد اخبرك 00قال عمر :القصاص 00قال فيروز :
لبد ؟ قال :لبد 0فجثى فيروز على ركبتيه وقام الفتى ليقتص منه فقال له عمر )ر( :على رسلك ايها الفتى
حتى أخبرك بشىء سمعته من رسول ال )ص( 00سمعت رسول ال )ص( ذات غداة وهو يقول :قتل الليلة
السود العنسى الكذاب قتله العبد الصالح فيروز الديلمى 00أفتراك مقتصًا منه بعد أن سمعت هذا من رسول
ال ؟ قال الفتى :قد عفوت عنه بعد أن أخبرتنى عن رسول ال )ص( بهذا فقال فيروز لعمر :افترى هذا
مخرجى مما صنعت 00إقرارى له وعفوه غير مستكره ؟ قال :نعم ،قال فيروز : :فأشهدك أن سيفى وفرسى
وثلثين ألف من مالى هبة له "0
-7واخرج الطبرى عن إياس بن سلمة عن أبية قال :مر عمر بن الخطاب )ر( فى السوق ومعه الدرة فخفقنى
بها فأصاب طرف ثوبى فقال :أمط عن الطريق فلما كان فى العام المقبل لقينى فأخذ بيدى فانطلق بى إلى
منزله فأعطانى ستمائة درهم وقال :استعض بها على حجك واعلم أنها بالخفقة التى خفقتك 00قلت :يا أمير
المؤمنين ما ذكرتها – قال :ما نسيتها 0
-8أخرج المحب الطبرى فى مناقب العشرة قال :كان لعثمان عبد فقال له :إنى كنت عركت أذنك فاقتص منى
فأخذ بأذنه ثم قال عثمان :اشدد يا حبذا قصاص فى الدنيا ل قصاص فى الخرة 0
-9وأخرج بن عساكر عن على بن ربيعة قال :جاء جعدة بن هبيرة إلى على )ر( فقال :يا أمير المؤمنين
يأتيك الرجلن أنت أحب إلى أحدهما من نفسه او قال :منأهله وماله والخر لو يستطيع أن يذبخك لذبحك
فتقضى لهذا على هذا قال :إن هذا شىء لو كان لى لفعلت ولكن إنما ذا شىء ل "0
-10وأخرج الترمذى والحاكم عن الشعبى قال :خرج على بن أبى طالب )ر( إلى السوق فإذا هو بنصرانى
يبيع أدرعًا فعرف على )ر 9الدرع فقال :هذه الدرع درعى بينى وبينك قاضى المسلمين وكان قاضى
المسلمين شريحًا 00كان على استقضاه 0فلما رأى شريح أمير المؤمنين قام من مجلس قضائه وأجلس علياً
وجلس شريح قدامه إلى جانب النصرانى فقال على :اقضى بينى وبينه يا شريح فقال شريح :ما تقول يا أمير
المؤمنين ؟ فقال على :هذه درعى وقعت منى منذ زمن – فقال شريح :ما تقول يا نصرانى ؟ فقال النصرانى :
ما أكذب أمير المؤمنين الدرع درعى 00فقال شريح : 00ما أرى أن تخرج من يده فهل من بينه ؟ فقال
على :صدق شريح 00فقال النصرانى :أما أنا فأشهد أن هذه أحكام النبياء 00أمير المؤمنين يجىء إلى
قاضيه وقاضيه يقضيه على هى وال يا أمير المؤمنين درعك اتبعتك وقد زالت عن جملك الورق فأخذتها فإنى
أشهد أن ل إله إل ال وأن محمدًا رسول ال 00فقال على :أما إذا أسلمت فهى لك ) وحمله على فرسى ( 0
-11أخرج أبو نعيم فى الحلية عن الحارث بن سويد قال :كان المقداد بن السود )ر( فى سرية فحصرهم فعزم
المير أن ل يجشر أحد دابته ) أى ل يخرجها للمرعى ( فجشر رجل دابته لم تبلغه العزيمة فضربه فرجع
الرجل يقول :ما رأيت كما لقيت اليوم قط 00فمر المقداد فقال :ما شانك ؟ فذكر له قصده فتقلد السيف
وانطلق حتى انتهى إلى المير فقال :أقد من نقسك 0فأقاده فعفا الرجل فرجع المقداد وهو يقول :لموتن
والسلم عزيز 0
إن هذا العدل الذى رأينا نماذجه فيما مضى إنما كان وليد دعوة سيد المرسلين – صلى •
ال عليه وسلم – وإل فإن العرب قبل السلم كان شعارهم " انصر أخاك ظالمتًا أو مظلومًا "
0
وإن النسان ليعجب كيف تمثل أصحاب الرسول )ص( هذا العدل بهذه السرعة وبهذا •
العمق بحيث أنهم غلبوا أممًا سيطروا عليها فساسوها سياسة عادلة ل مثيل لها 00مما أدى
بهذه الشعوب أن دخلت فى السلم أفواجًا بمجرد أن رأوا معاملة هؤلء الفاتحين الذين ل
يغلبون العادلين الذين ل يجورون 0
وعلى الرغم من تضاؤل جيل الصحابة بالنسبة لرقعة الرض المفتوحة فإن قوة •
الحياة التى صبتها تربية الرسول )ص( فى قلوب الصحابة )ر( كانت كافية لن تجعل المور
تمشى فى طريقها المستقيم – وحتى بعد ذلك وإلى أن يرث ال الرض ومن عليها 0
ل هم الذين يضربون المثل العلى فى فإن قضاة السلم المتحققين بالسلم علمًا وعم ً •
العدل الربانى العظيم الذى يتضاءل بجانبه كل قضاء 0
وأنقل هنا مثلين لقاضى من قضاة الدولة العباسية – هو شريك بن عبد ال قاضى •
الكوفى فى زمن الخليفة المهدى لنرى فيها براعة القضاء السلمى وعدله :
) (1قال عمر بن الهباج :كنت من صحابة شريك فأتيته يومًا وهو وفى منزله باكرًا فخرج إلى بفرو وليس
تحته قميص عليه كساء فقلت له :أل نقوم إلى مجلس الحكم ؟ قال :غسلت ثيابى أمس فلم تجف فأنا أنتظر
جفوفها اجلس 00فجلست فجعلنا نتذاكر باب ) العبد يتزوج بغير إذن مواليه ( فقال :ما تحفظ فيه ؟ ما تقول
فيه ؟
ل فى الطراز إلى الكوفة وجاء الوالى عيسى بن موسى المر بأن ل وكانت الخيرزان قد واجهت رج ً
يتعرض له فكان هذا الرجل حر التصرف ل يعصى له أمر ول سلطان للمير عليه فخرج علينا ذلك اليوم من
زقاق يقضى إلى النخل ومعه جماعة من أصحابه عليه جبة خز وطيلسان على برزون فارة 00وإذا رجل بين
يديه مكتوف فلما مر ببيت القاضى صاح الرجل واغوثاه 00أنا بال ثم القاضى 00ففتح شريك الباب وخرج
فدعى به فإذا ظهره مكشوف وآثار الضرب فيه فأقعده إلى جانبه وقال له :ما شانك ؟ قال :أنا رجل أطرز
وأعمل الوشى هذه صناعتى وكراء مثلى فى الشهر واخذنى هذا منذ أربعة أشهر قصرًا وحبسنى وألزمنى
بالعمل بقوتى ول يعطيني أجرًا ولى عيال قد ضاعوا فهربت منه فلحقنى وضربنى وكتفنى 0فقال شريك للوكيل
:قم فاجلس مع خصمك 00قال :أصلحك ال يا أبا عبد ال 0هذا من خدم السيدة 00وهذا أمرها فاحبسه
حتى يشتغل لها 00قال :ويلك قم فاجلس معه كما يقال لك 00فقام فجلس معه قال :ما هذه الثار التى تظهر
بظهر هذا الرجل ؟ من أثرها به ؟ قال :أصلح ال القاضى 0إنما ضربته أسواطًا بيدى – وهو يستحق أكثر من
هذا لنه لم يشتغل للسيدة – احبسه حتى يشتغل – هذا أمر السيدة فألقى شريك ردائه وقام فدخل داره واخرج
سوطًا وضرب بيده إلى مجامع ثوب الوكيل 00وقال للرجل :اذهب إلى أهلك وجعل يضرب الوكيل فهم أعوانه
أن يخلصوه فقال :من ها هنا من شباب الحى 00فجاءه جماعة فقال :من وقف من هؤلء فاذهبوا به إلى
الحبس 0فهربوا جميعًا وتركوه ومازال يضربه حتى رأى أن ذلك يكفيه فتركه وهو يهدده بانتقام السيدة 00
فألقى السوط من يده وعاد إلى ما كنا فيه من المذاكرة كانه لم يصنع شيئًا وقال لى :يا أبا حفص ما تقول فى
العبد يتزوج من غير إذن مواليه ؟
وأراد الوكيل أن يركب برذونه فاستعصى عليه ولم يكن معه من يمسك له الركاب فجعل يضرب
البرذون فصاح به شريك :أرفق به ويلك فإنه أطوع ل منك 0فمضى ماشيًا فقال لى شريك :خذ فيما كنا
فيه ،قلت ما لنا ولهذا الن ؟ قد فعلت وال فعلة ستكون لها عاقبة مكروهة 00من ضرب وكيل الخيرزان
فكأنه ضربها ومن ضربها فكأنما ضرب الخليفة قال أعز أمر ال يعزك 00خذ فيما كنا فيه 00فدعنا نتذاكر فى
مسألة العبد
يتزوج من غير إذن مواليه 00وذهب الوكيل إلى موسى بن عيسى أمير الكوفة فدخل عليه شاكيًا
باكيًا وكشف عن ظهره فارتاع الوالى وغضب وقال :من فعل بك هذا ؟ قال :شريك – قال :ل وال ما أتعرض
لشريك ،قال سأشكوك إلى السيدة ،قال :ما أتعرض لشريك ،فمضى الوكيل ولم يعد 0
) ( 2وكان موسى أمير الكوفى من كبار أمراء البيت العباسى وكان له سلطان المارة وسلطان النسب وكان
مع ذلك كله يتجنب أن يكون بينه وبين القاضى خلف ويبتعد عن طريقه ول يعارضه فى شىء ولم ينج مع
هذه كله من الخلف ولم يختلفا لن المير عرض له فى قضائه بين الناس ول لنه دخل مؤيدًا لمدع أو مدعى
عليه بل اختلفا من أجل دعوى أقيمت على المير نفسه وسبب الدعوى 00أن المير أراد أن يوسع داره وكان
إلى جانبها بستان نخل لخوة ورثوه من أبيهم وكانوا خمسة أخوة وأختًا واحدة 00فاشترى منهم جميعا إل
الخت فإنها أبت أن تبيع فزادها هى الثمن وضاعفها لها أضعافًا وهى تصر على الباء فغاظه أن يفسد عليه
أمره حق هذه المرأة وأراد أن يضطرها إلى البيع وكان بينها وبين حصص أخوتها التى باعوها سياج فبعث
ل فأزالوه وأصبحت المرأة فرأت نخلها قد اختلط بنخل إخوتها ولم تعد تعرف أرضها من الرض التى غلمان لي ً
باعوها للمير فأقبلت تبكى وتلطم ول تدرى ماذا تفعل ؟ وذهبت تكلم المير فلم يسمع منها وقال لها :خذى
ثمن الرض أضعافًا فقالت ل أبيعها وانطلقت تتوسل إليه بوجوه البلد فما وجدت منهم مسعفًا ول معينًا فقال لها
واحد من جيرانها أنا أدلك على من يخلص لك حقك 00فاستبشرت وابتهجت وقالت :ومن هو ؟ قال :القاضى
إذهبى إليه فنادى أنا بال ثم بالقاضى 00وقصى عليه قصتك فذهبت تسأل الناس :أين قصر القاضى ؟
فيضحكون منها ويقولون لها :ومتى كان للقاضى قصرًا اطلبيه فى المسجد أو فى داره ودلوها على داره
فرأت دارًا صغيرة من اللبن والطين ما على بابها جرس وليس حولها جند فقالت فى نفسها :أين هذا من قصر
المير ؟ وهمت بالرجوع ثم أحبت أن تجرب فقرعت الباب تسأل عنه فقالت لها إمرأته :هو فى مجلس الحكم
فى المسجد 00فدخلت إلى المسجد تسأل عنه فدلوها عليه فصاحت أنا بال ثم بالقاضى 00قال من ظلمك 00
قالت :المير موسى بن عيسى ،قال :فيما وما دعواك ؟ فحكت له قصتها 0فأعطاها ورقة بعد أن ختمها
وقال لها 0امضي بها إلى بابه حتى يحضر معك 00فلما أرادت الدخول على المير صاح بها الحاجب مكانك يا
إمراة 00ماذا تريدين ؟ قالت :المير 00فأراد إرجاعها فقالت :إن معى هذه قال قال :وما هذه يا إمرأة 00
قالت بطاقة القاضي إلى المير 00فوثب وقال :تقولين إنها بطاقة القاضى ؟ هاتيها لراها 00فلما رآها قال :
ويحك ولما لم تقولى من أول المر أن معك بطاقة القاضى 00ادخلى 00فلما قرأها المير أمر بدعوة صاحب
الشرطة 00فلما جاءه قال :امض إلى شريك فقل له :يا سبحان ال ما رأيت أعجب من أمرك 00إمرأة ادعت
دعوى لم تصح أعديتها على فحاول صاحب الشرطة أن يعتذر عن هذه المهمة فأصر المير فأرسل صاحب
الشرطة من يأخذ له أغراضه إلى السجن ،ولما أوصل الرسالة أمر به شريك إلى السجن لنه يتدخل فى شان
القضاء فأسل المير الحاجب فسجنه شريك أيضًا 00فأرسل إليه المير وجوه الكوفة للوساطة فسجنهم
ل ففتح باب السجن وأخرجهم جميعًا ولما بلغ من الغد المر إلى شريك قال لغلمه : جميعًا ،فجاء المير لي ً
الحقنى بثقلي إلى بغداد وال ما طلبنا هذا منهم ولكن أكرهونا عليه وقد ضمنوا العزاز فيه إذا تقلدناه لهم 00
وركب دابته ومضى نحو قرناطة الكوفة فى طريقه إلى بغداد وأخبر الناس المير فلحقه وجعل يمشى معه
ويقول له يا أبا عبد ال تثبت 00انظر دع أعواني 00أفتحبس إخوانك ؟ قال :نعم 00لنهم مشوا لك فى أمر
لم يجز لهم المشي فيه 00ولست براجع حتى يردوا جميعًا على الحبس وإل مضيت إلى أمير المؤمنين 00
فاستعفيته مما قلدني 0فأمر موسى بردهم جميعًا إلى الحبس وهو واقف مكانه حتى جاءه السجان فقال :قد
رجعوا إلى الحبس 00فقال القاضى لغلمه :خذ بلجامه فقده إلى مجلس الحكم ونودى على المرأة فجاءت
فأجلسها معه وقال المير :أنا قد حضرت أفل تطلق من حبستهم ؟ قال :أما الن فنعم وأمر بإخراجهم من
السجن 0وقال للمير :ما تقول يا رجل فيما تدعيه هذه المرأة ؟ قال :صدقت ،قال :أتعيد سياجها ؟ وترد ما
أخذته منها ؟ قال :نعم ،قال للمرأة :بقى لك شىء تدعينه ؟ قالت :نعم ،بيت حارس البستان ومتاعه ،قال :
ما تقول ؟ قال :أرد ذلك كله ،قال :بقى لك شىء ؟ قالت :ل وجزاك ال خيرًا 0قال :قومى ،ووثب فأخذ بيد
،قال : موسى وأجلسه فى مجلسه وقال له :السلم أيها المير أتأمر بشىء ؟ فضحك وقال :بأى شىء آمر
ذلك حق الشرع وهذا حق الدب 0
عدل ل مثيل له ذلك ثمرة من ثمار محمد )ص( تدل على أنها ثمرة نبى 00إذ ليس •
لها مصدر سواه تنسب إليه من لم تهذبها ثقافة سابقة ،ول تجربة قضائية مستمرة ول رقابة
اجتماعية متعارف عليها 0
هذا وبال التوفيق والحمد ل رب العالمين