You are on page 1of 8

‫للللل‬

‫لللل ‪:‬‬
‫تعريف العدل ‪ :‬جاء فى لسان العرب لبن منظور ‪:‬‬
‫العدل ‪ :‬ما قام فى النفوس أنه مستقيم ‪ 00‬وهو ضد الجور ‪ 00‬عدل الحاكم فى الحكم يعدل عدلً ‪ 00‬وهو عادل‬
‫من قوم عدول وعدل ‪ 00‬وعدل عليه فى القضية فهو عادل ‪ ،‬وبسط الوالى عدله ومعدلته ‪0‬‬
‫‪ -‬وفى أسماء ال الحسنى " العدل " ‪ :‬هو الذى ل يميل به الهوى فيجور فى الحكم ‪ 00‬وهو فى الصل مصدر‬
‫سمى به فوضع موضع العادل وهو أبلغ منه لنه جعل المسمى نفسه عادًل ‪0‬‬
‫‪ -‬والعدل ‪ :‬الحكم بالحق ‪ 00‬يقال هو يقضى بالحق ويعدل ‪ 00‬وهو حكم عادل ‪ :‬ذو معدلة فى حكمه ‪0‬‬
‫‪ -‬والعدل بين الناس ‪ :‬المرضى قوله وحكمه ‪0‬‬
‫‪ -‬وقال الباهلى ‪ :‬رجل عدل وعادل جائز الشهادة ‪ 00‬ورجل عدل ‪ :‬رضا ومقنع فى الشهادة ‪ 00‬ورجل عدل‬
‫بين العدل والعدالة ‪ :‬وصف بالمصدر ومعناه ذو عدل وجاء فى موضعين ‪ " :‬وأشهدوا ذوى عدل منكم " وقال‬
‫‪ " :‬يحكم به ذوا عدل منكم "‪0‬‬
‫‪ -‬والعدالة والُعدولة والمعِدلة والمعَدلة كله ‪ :‬العدل‬
‫‪ -‬قال سعيد بن المسيب ‪ :‬ذوى عدل ‪ :‬أى ذوى عقل – وقال إبراهيم ‪ :‬العدل الذى لم تظهر منه ريبة ‪0‬‬
‫‪ -‬وكتب عبد الملك بن مروان إلى سعيد بن جبير سأله عن العدل فأجابه ‪ :‬إن العدل على أربعة أنحاء ‪:0‬‬
‫) أ ( العدل فى الحكم ‪-:‬‬
‫قال ال تعالى ‪ " :‬وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط " سورة المائدة ‪22 :‬‬
‫)ب ( والعدل فى القول ‪:‬‬
‫قال ال تعالى ‪ ":‬وإذا قلتم فاعدلوا "‬
‫) ج ( والعدل‪ :‬الفدية‬
‫قال ال تعالى ‪ ":‬ل يقبل منها عدل "‬
‫)د( والعدل فى الشراك‬
‫قال ال تعالى ‪ " :‬ثم الذين كفروا بربهم يعدلون " النعام ‪1 :‬‬
‫أما قوله تعالى ‪ " :‬ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم " قال عبيدة السلمانى والضحاك ‪ :‬فى‬
‫الحب والجماع‬
‫‪ -‬وجاء فى كتاب " الخلق السلمية وأسسها " الجزء الول‪:‬‬
‫العدل ‪ :‬إعطاء كل ذى حق ما يعادل حقه ويساويه دون زيادة ول نقصان ‪00‬‬
‫ويمكن أن نعرفه ‪ :‬بانه المساواة بين التصرف وبين ما يقتضيه الحق دون زيادة ول نقصان ‪ 00‬ومن أجل ذلك‬
‫كان الميزان رمزًا لقامة العدل ‪0‬‬
‫‪ -‬وكتب الستاذ " أبو العلى المورودى " فى كتابه " الحكومة السلمية " ‪:‬‬
‫ومن مبادىء الحكم فى السلم ‪ 00‬العدل ‪ 00‬وهو من الشياء التى يتوقف عليها صلح المجتمع النسانى‬
‫واستقامته ويتركب من حقيقتين دائمتين متلزمتين ‪:‬‬
‫أولهما ‪ :‬أن يحقق التوازن والتناسب فى الحقوق بين الناس ‪0‬‬
‫والثانية ‪ :‬أن ينال كل ذى حق حقه بطريقة عادلة منصفة ‪0‬‬
‫وليس معنى هذا تقسيم الحقوق مناصفة بين النسان والنسان بالتساوى مما يختلف وأساس الفطرة ‪ ،‬فالعدل‬
‫يقتضى التوازن والتناسب ل المساواة التامة العامة ‪ 00‬كما يتطلب ول شك المساواة بين أفراد المجتمع فى‬
‫ل ‪ 00‬لكنه يتطلب المساواة فى بعض الوجوه الخرى كالمساواة الجتماعية‬ ‫بعض الوجوه كحقوق المواطنة مث ً‬
‫والخلقية بين الوالدين والولد أو المساواة فى الجور بين كبار الموظفين وصغارهم لن المساواة التامة فى‬
‫هذه المور تخالف العدل وتجافيه ‪0‬‬

‫للللل ‪ :‬للل للللل ‪-:‬‬


‫العدل اسم من أسماء ال سبحانه وتعالى ‪0‬‬ ‫‪.1‬‬
‫العدل من صفات الرسل والنبياء ‪ :‬قال تعالى " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب‬ ‫‪.2‬‬
‫والميزان ليقوم الناس بالقسط " الحديد ‪0 25 :‬‬
‫العدل من صفات محبى الحق ومن صفات المؤمنين ‪ :‬قال تعالى ‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا كونوا‬ ‫‪.3‬‬
‫قوامين بالقسط شهداء ل ولو على أنفسكم أو الوالدين والقربين إن يكن غنيًا أو فقيرًا فال أولى‬
‫بهما فل تتبعوا الهوى إن تعدلوا وإن تولوا أو تعرضوا فإن ال كان بما تعملون خبيرا" النساء ‪:‬‬
‫‪135‬‬
‫وقوله تعالى ‪ " :‬يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين ل شهداء بالقسط ول يجرمنكم شنئان قوم على أل‬
‫تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا ال إن ال خبير بما تعملون " المائدة ‪8 :‬‬
‫العدل من السس العامة لحكام الشرائع الربانية لقوله تعالى ‪ " :‬إن ال يأمر بالعدل‬ ‫‪.4‬‬
‫والحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون " النحل ‪90 :‬‬
‫‪ ،‬ومن هنا يظهر لنا أن الشريعة السلمية حين قررت أحكامها ونظمها المنظمة لعلقات الناس‬
‫المادية والدبية والسياسية راعت فيها مكارم الخلق توجبها وتحسنها وتحرم أضدادها أو تقبحها ‪0‬‬

‫للللل ‪ :‬لللللللل لللل لللل لللل للللل ‪-:‬‬


‫)‪ (1‬الولية على الناس ‪:‬‬
‫سواء كانت ولية خاصة أو عامة فيجب أن يتبع فيها قواعد العدل التى أمرت بها الشريعة السلمية ‪0‬‬
‫ومن العدل فى الولية إسناد العمال إلى أهلها الكفاء للقيام بها ‪ ،‬أما إسنادها إلى غير أهلها الكفاء فمجانبة‬
‫لسبيل العدل ‪0‬‬
‫ومن العدل فى الولية إعطاء المستحقين ومنع غير المستحقين وإتاحة الفرصة لجميع الفراد حسب‬
‫كفاءتهم ‪0‬‬

‫)‪ (2‬القضاء ‪:‬‬


‫فيجب أن تتبع قواعد العدل فى القضاء التى أمرت بها شريعة ال لعباده ‪0‬‬
‫‪ -‬ويكون الفصل بين المتخاصمين بإعطاء كل ذى حق حقه أو ما يساويه وبإلزام الذى عليه الحق بان يدفعه أو‬
‫يدفع ما يساويه إلى مستحقه ‪0‬‬
‫‪ -‬ويكون بالتسوية بين الخصماء فى مجلس القضاء ‪0‬‬
‫‪ -‬ويكون بإقامة الحدود والجزاءات القصاص بالمقدار الذى يكافىء ذنب المذنب ويكافىء حق ال على عباده‬
‫أو حق الناس على الناس ‪0‬‬

‫)‪ (3‬الشهادة ‪-:‬‬


‫فيجب أن تكون الشهادة بالعدل وذلك بأن يشهد الشاهد شهادة مساوية لما رأى أو سمع فى المر الذى‬
‫يشهد به ‪0‬‬

‫)‪ (4‬الكتابة ‪-:‬‬


‫فيجب أن يكتب كاتب الحقوق بالعدل وذلك بان يكنب كتابة مساوية تمامًا لما يمليه عليه أصحاب‬
‫العلقة فيها ‪ 00‬ومساوية للحق الذى يعلمه فيها ‪0‬‬

‫)‪ (5‬معاملة الزوجات ‪-:‬‬


‫ل منهن نصيبها من النفقة والسكن‬
‫فيجب على الرجل أن يعامل زوجاته بالعدل وذلك بأن يعطى ك ً‬
‫والمبيت بالعدل ‪0‬‬

‫)‪ (6‬معاملة الولد ‪-:‬‬


‫ويكون العدل فى معاملة الولد بالتسوية بينهم بالعطاء والتربية والبشر وغير ذلك مما يملكه النسان‬
‫‪0‬‬

‫)‪ (7‬الكيل والميزان ‪-:‬‬


‫ويكون العدل فى الكيل والوزن بان يكيل ذو الكيل ويزن ذو الميزان بالقسطاس المستقيم ‪ 00‬وبما‬
‫يساوى الحق الذى تم عليه التراضى ‪0‬‬

‫)‪ (8‬الصلح بين الفئات المتقاتلة بين المسلمين ‪-:‬‬


‫فيجب إتباع قواعد العدل فى الصلح بين الناس عمومًا ‪0‬‬

‫)‪ (9‬النساب ‪-:‬‬


‫ويكون العدل فى النساب بأن ينسب النسان لبيه الذى ولده ل إلى آخر يتبناه فنسبته إلى غير أبيه‬
‫شهادة كاذبة غير مساوية للواقع وتقضى هذه النسبة الكاذبة إلى استيلئه على ما ل حق له به من ميراث‬
‫وغيره وهذا عدوان على أصحاب الحقوق ومجانبة ظاهرة لمقتضى العدل لقوله تعالى ‪ " :‬وما جعل أدعياءكم‬
‫أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم وال يقول الحق وهو يهدى السبيل ‪ 0‬أدعوهم لبائهم هو أقسط عند ال "‬
‫الحزاب ‪0 5 ،4 :‬‬

‫)‪ (10‬معاملة الموظف للجمهور ‪-:‬‬


‫فيجب أن يعامل الموظف الجمهور بالعدل وذلك بأن يساوى بين أفراد الجمهور فى المعاملة دون‬
‫وساطة أو محسوبية ‪0‬‬
‫‪ -‬ويكون بإعطاء كل ذى حق حقه دون زيادة ول نقصان حتى ل يجور على حقوق الخرين ‪0‬‬
‫‪ -‬ويكون بعدم إلجائهم إلى الرشوة للحصول على حقوقهم ‪0‬‬

‫)‪ (11‬معاملة الرئيس لمرؤوسيه بالمصلحة ‪-:‬‬


‫‪ -‬ويكون بالتسوية بين من دونه فى المصلحة فى المعاملة‬
‫‪ -‬ويكون بعدم السماح لحد المرؤوسين أن يشى بزميله عنده ‪0‬‬
‫‪ -‬ويكون بمكافأة من يستحق المكافأة ومعاقبة من يستحق العقوبة ول يسوى فى العطاء بين المجتهد المين‬
‫المخلص المتفانى فى أداء واجبه فى العمل المنضبط وبين المهمل الخائن المتسيب ولو يساوى بين هؤلء‬
‫وهؤلء فقد جانب العدل ‪0‬‬
‫‪ -‬ويكون بترقية من يستحق الترقية ووضعه فى المكان المناسب له وعدم مساواة من ل يستحق ذلك به ‪0‬‬
‫‪ -‬إلى غير ذلك من أمور تتطلب عدًل بقدر حقوق أصحاب الحقوق فيها ‪0‬‬

‫للللل ‪ :‬لللل للللللل لل للللل لللللل ‪-:‬‬


‫) أ ( من القرآن الكريم ‪-:‬‬
‫يخاطب ال رسوله بقوله تعالى ‪ " :‬وقل آمنت بما أنزل ال من كتاب وأمرت لعدل بينكم ‪000‬‬ ‫‪.1‬‬
‫" الشورى ‪15 :‬‬
‫ويخاطب ال الذين أمنوا بقوله تعالى ‪ " :‬يا ايها الذين آمنوا كونوا قوامين ل شهداء بالقسط‬ ‫‪.2‬‬
‫ول يجرمنكم شنئان قوم على أل تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا ال إن ال خبير بما تعملون "‬
‫المائدة ‪ 0 8 :‬وقوله تعالى ‪ " :‬ول تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه وال بما تعملون عليم "‬
‫البقرة ‪0 283 :‬‬
‫ويخاطب ال الذين آمنوا بقوله ‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء ل ولو‬ ‫‪.3‬‬
‫على أنفسكم أو الوالدين و القربين إن يكن غنيًا أو فقيرًا فال أولى بهما فى تتبعوا الهوى إن تعدلوا‬
‫وإن تولوا أو تعرضوا فإن ال كان بما تعملون خبيرًا " النساء ‪0 135 :‬‬
‫ويخاطب ال الذين آمنوا بقوله تعالى ‪ " :‬إن ال يأمركم أن تؤدوا المانات إلى أهلها وإذا‬ ‫‪.4‬‬
‫حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن ال نعم يعظكم به إن ال كان سميعًا بصيرًا " النساء ‪0 58 :‬‬
‫ويقول ال تعالى ‪ " :‬وأوفوا الكيل والميزان بالقسط ل تكلف نفسًا إل وسعها وإذا قلتم فاعدلوا‬ ‫‪.5‬‬
‫ولو كان ذو قربى وبعهد ال أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون " النعام ‪0 152 :‬‬
‫ويقول ال تعالى ‪ ":‬يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم‬ ‫‪.6‬‬
‫كاتب بالعدل ول يأب كاتب أن يكتب كما علمه ال فليكتب وليملل الذى عليه الحق وليتق ال ربه ول‬
‫يبخس منه شيئًا فإن كان الذى عليه الحق سفيهًا أو ضعيفًا أو ل يستطيع أن يمل هو فليملل وليه‬
‫بالعدل ‪ "00‬البقرة ‪0 282 :‬‬
‫وقوله تعالى ‪ " :‬ول تسأموا أن تكتبوه صغيرًا أو كبيرًا إلى أجله ذلكم أقسط عند ال وأقوم للشهادة‬
‫وأدنى أل ترتابوا ‪ " 000‬البقرة ‪0 282 :‬‬
‫ويقول ال تعالى ‪ " :‬وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على‬ ‫‪.7‬‬
‫الخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر ال فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن ال‬
‫يحب المقسطين ‪ 0‬إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا ال لعلكم ترحمون " الحجرات ‪:‬‬
‫‪0 10 ، 9‬‬
‫ويقول ال تعالى ‪ " :‬وأشهدوا ذوى عدل منكم وأقيموا الشهادة ل ذلكم يوعظ به من كان‬ ‫‪.8‬‬
‫يؤمن بال واليوم الخر ومن يتق ال يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث ل يحتسب ومن يتوكل على‬
‫ال فهو حسبه إن ال بالغ أمره قد جعل ال لكل شيء قدرا" الطلق ‪0 3 ، 2 :‬‬
‫ويقول ال تعالى لرسوله – صلى ال عليه وسلم ‪ " -‬قل أمر برى بالقسط ‪ " 000‬العراف ‪:‬‬ ‫‪.9‬‬
‫‪ ، 29‬ويقول تعالى ‪ " :‬إن ال يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر‬
‫والبغى يعظكم لعلكم تذكرون " النحل ‪ ، 10 :‬ويقول تعالى ‪ " :‬لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا‬
‫معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ‪ " 000‬الحديد ‪0 25 :‬‬

‫( ب ( نصوص من السنة النبوية ‪:‬‬


‫عن أبى هريرة – رضى ال عنه – عن النبى – صلى ال عليه وسلم – قال " سبعة يظلهم ال‬ ‫‪.1‬‬
‫فى ظله يوم ل ظل إل ظله ‪ :‬إمام عادل ‪ 0000‬إلخ " متفق عليه ‪0‬‬
‫عن عبد ال بن عمرو بن العاص – رضى ال عنهما قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬ ‫‪.2‬‬
‫وسلم ‪ " :‬إن المقسطين عند ال على منابر من نور ‪ :‬الذين يعدلون فى حكمهم وأهليهم وما ولوا "‬
‫رواه مسلم ‪0‬‬
‫عن عوف بن مالك – رضى ال عنه قال ‪ :‬سمعت رسول ال – صلى ال عليه وسلم يقول ‪: :‬‬ ‫‪.3‬‬
‫" خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم – وشرار أئمتكم الذين‬
‫تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم " قال ‪ :‬قلنا يا رسول ال أفل ننابذهم ؟ قال ‪ :‬ل ما أقاموا‬
‫فيكم الصلة – ل ما أقاموا فيكم الصلة " رواه مسلم ‪0‬‬
‫عن عياض بن حمار – رضى ال عنه قال ‪ :‬سمعت رسول ال – صلى ال عليه وسلم – يقول‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ " :‬أهل الجنة ثلثة ‪ :‬ذو سلطان مقسط موفق ‪ ،‬ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذى قربى ومسلم ‪،‬‬
‫وعفيف متعفف ذو عيال " رواه مسلم ‪0‬‬

‫للللل ‪ :‬للل للللل للللل ‪-:‬‬


‫‪ -1‬اخرج ابن ماجة عن أبى سعيد – رضى ال عنه – قال ‪ :‬جاء أعرابى إلى النبي – صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫يتقاضاه دينًا كان عليه فاشتد عليه حتى قال ‪ :‬اخرج عليك إل قضيتني فانتهزه أصحابه فقالوا ‪ :‬ويحك تدرى‬
‫من تكلم ؟ قال ‪ :‬إنى أطلب حقى ‪ 0‬فقال النبى )ص( ‪ :‬هل مع صاحب الحق كنتم ؟ ثم أرسل إلى خولة بنت قيس‬
‫فقال لها ‪ :‬إن كان عندك تمرًا فأقرضينا حتى يأتينا تمر فنقضيك فقالت ‪ :‬نعم بأبى أنت وأمى يا رسول ال‬
‫فأقرضته فقضى العرابى وأطعمه فقال ‪ :‬أوفيت أوفى ال لك فقال ‪ " :‬أولئك خيار الناس أنه ل قد ست أمه ل‬
‫يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع " أى ‪ :‬من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه ‪ 0‬والحديث رواه البزار عن‬
‫عائشة مختصرًا ‪ 0‬والطبرانى من حديث ابن مسعود )ر( بإسناد جيد ‪0‬‬
‫‪ -2‬وأخرج البخارى عن عروة أن إمرأة سرقت فى عهد رسول ال )ص( فى غزوة الفتح ففزع قوها إلى‬
‫أسامة بن زيد )ر( يستشفعونه قال عروة ‪ :‬فلما كلمه أسامة فيها تلون وجه رسول ال )ص( وقال ‪ :‬اتكلمنى‬
‫فى حد من حدود ال ؟ فقال أسامة ‪ :‬استغفر لى يا ول ال ‪ 00‬فلما كان العشى قام رسول ال )ص( خطيبًا‬
‫فأثنى على ال بما هو أهله ثم قال ‪ " :‬أما بعد ‪ 00‬فإنما هلك الناس أنهم كانوا إذا شرق فيعم الشريف تركوه‬
‫وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد والذى نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها‬
‫" ‪ 0‬ثم أمر رسول ال )ص( بتلك المرأة فقطعت يدها ‪ 00‬فحسنت توبتها بعد ذلك وتزوجت ‪ 00‬قالت عائشة‬
‫)ر( كانت تأتى بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول ال)ص(‪0‬‬
‫‪ -3‬أخرج البيهقى عن عبد ال بن عمرو بن العاص أن أبا بكر الصديق )ر( قام يوم جمعة فقال ‪ :‬إذا كان‬
‫بالغداة فأحضروا صدقات البل نقسم ول يدخل علينا أحد إل بإذن ‪ 0‬فقالت إمرأة لزوجها ‪ :‬خذ هذا الخطام لعل‬
‫ل ‪ 0‬فأتى الرجل فوجد أبا بكر وعمر قد دخل إلى البل فدخل معهما فالتفت أبو بكر فقال ‪ :‬ما‬
‫ال يرزقنا جم ً‬
‫أدخلك علينا ؟ ثم أخذ منه الخطام فضربه ‪ 0‬فلما فرغ أبو بكر من قسم البل دعا بالرجل فأعطاه الخطام وقال ‪:‬‬
‫استقد " أى اقتص منى كما ضربتك فاضربنى " فقال له عمر ‪ :‬وال ل يستقد ‪ 00‬ل تجعلها سنة ‪ 00‬قال أبو‬
‫بكر ‪ :‬فمن لى من ال يوم القيامة ؟ فقال عمر ‪ :‬أرضه ‪ 0‬فأمر أبو بكر غلمه أن يأتيه براحلة ورحلها وقطيفة‬
‫" أى كساء له خمل " وخمسة دنانير فأرضاه بها ‪0‬‬

‫‪ -4‬كان رسول ال )ص( قد وكل بتقدير حصة المسلمين فى خيبر عبد ال بن رواحة وكان أهلها يهودًا وفى‬
‫ذلك يروى البيهقى عن ابن عمر )ر( حديثًا منه ‪ :‬كان عبد ال بن رواحه )ر(يأتيهم كل عام فيخرصها ‪ 0‬أى‬
‫يخمنها ( عليهم ثم يضمنهم الشطر فشكوا إلى رسول ال )ص( شدة حرصه وأرادوا أن يرشوه فقال ‪ :‬يا أعداء‬
‫ال تطعمونى السحت " أى الحرام " وال لقد جئتكم من عند أحب الناس إلى ول أنتم أبغض على من عدتكم‬
‫من القردة والخنازير ول يحملنى بغضى إياكم وحبى إياه على أن ل أعدل عليكم فقالوا ‪ :‬بهذا قامت السماوات‬
‫والرض ‪0‬‬
‫‪ -5‬أخرج ابن عساكر وسعيد بن منصور والبيهقى عن الشعبى قال ‪ :‬كان بين عمرو وبين أبى بن كعب )ر( ‪:‬‬
‫ل فجعل بينهما زيد بن ثابت )ر( فأتياه فقال عمر )ر( ‪ :‬أتيناك لتحكم بيننا وفى بيته يؤتى‬
‫اجعل بينى وبينك رج ً‬
‫الحكم ‪ 0‬فلما دخل عليه وسع له زيد عن صدر فراشه فقال ‪ :‬ها هنا يا أمير المؤمنين فقال له عمر ‪ :‬هذا أول‬
‫جور جرت فى حكمك ولكن اجلس مع خصمى فجلسا بين يديه فادعى أبى بكر وأنكر عمر فقال زيد لبى اعف‬
‫أمير المؤمنين من اليمين وما كنت لسألها لحد غيره فحلف عمر ثم أقسم ل يدرك زيد القضاء حتى يكون‬
‫عمر ورجل من عرض المسلمين عنده سواء " ‪0‬‬
‫‪ -6‬وأخرج ابن عساكر قال ‪ :‬كتب عمر بن الخطاب )ر( إلى فيروز الديلمى )ر( ‪ " :‬اما بعد ‪ 00‬فقد بلغنى أنه‬
‫قد شغلك أكل اللباب بالعسل فإذا أتاك كتابى هذا فأقدم على بركة ال فاغز فى سبيل ال " فقدم فيروز فاستأذن‬
‫على عمر )ر( فأذن له فزاحمه فتى من قريش فرفع فيروز يده فلطم أنف القرشى فدخل القرشى على عمر‬
‫مستدمى فقال له عمر ‪ :‬من فعل بك ؟ قال ‪ :‬فيروز وه وعلى الباب ‪ ،‬فأذن لفيروز بالدخول فدخل فقال ‪ :‬ما هذا‬
‫يا فيروز ؟ قال ‪ :‬يا أمير المؤمنين إنا كنا حديثى عهد بملك ‪ 0‬إنك كتبت إلى ولم تكتب إليه وأذنت لى بالدخول‬
‫ولم تأذن له فاراد أن يدخل فى إذنى قبلى فكان منى ما قد اخبرك ‪ 00‬قال عمر ‪ :‬القصاص ‪ 00‬قال فيروز ‪:‬‬
‫لبد ؟ قال ‪ :‬لبد ‪ 0‬فجثى فيروز على ركبتيه وقام الفتى ليقتص منه فقال له عمر )ر( ‪ :‬على رسلك ايها الفتى‬
‫حتى أخبرك بشىء سمعته من رسول ال )ص( ‪ 00‬سمعت رسول ال )ص( ذات غداة وهو يقول ‪ :‬قتل الليلة‬
‫السود العنسى الكذاب قتله العبد الصالح فيروز الديلمى ‪ 00‬أفتراك مقتصًا منه بعد أن سمعت هذا من رسول‬
‫ال ؟ قال الفتى ‪ :‬قد عفوت عنه بعد أن أخبرتنى عن رسول ال )ص( بهذا فقال فيروز لعمر ‪ :‬افترى هذا‬
‫مخرجى مما صنعت ‪ 00‬إقرارى له وعفوه غير مستكره ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال فيروز ‪ : :‬فأشهدك أن سيفى وفرسى‬
‫وثلثين ألف من مالى هبة له "‪0‬‬
‫‪ -7‬واخرج الطبرى عن إياس بن سلمة عن أبية قال ‪ :‬مر عمر بن الخطاب )ر( فى السوق ومعه الدرة فخفقنى‬
‫بها فأصاب طرف ثوبى فقال ‪ :‬أمط عن الطريق فلما كان فى العام المقبل لقينى فأخذ بيدى فانطلق بى إلى‬
‫منزله فأعطانى ستمائة درهم وقال ‪ :‬استعض بها على حجك واعلم أنها بالخفقة التى خفقتك ‪ 00‬قلت ‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين ما ذكرتها – قال ‪ :‬ما نسيتها ‪0‬‬
‫‪ -8‬أخرج المحب الطبرى فى مناقب العشرة قال ‪ :‬كان لعثمان عبد فقال له ‪ :‬إنى كنت عركت أذنك فاقتص منى‬
‫فأخذ بأذنه ثم قال عثمان ‪ :‬اشدد يا حبذا قصاص فى الدنيا ل قصاص فى الخرة ‪0‬‬
‫‪ -9‬وأخرج بن عساكر عن على بن ربيعة قال ‪ :‬جاء جعدة بن هبيرة إلى على )ر( فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين‬
‫يأتيك الرجلن أنت أحب إلى أحدهما من نفسه او قال ‪ :‬منأهله وماله والخر لو يستطيع أن يذبخك لذبحك‬
‫فتقضى لهذا على هذا قال ‪ :‬إن هذا شىء لو كان لى لفعلت ولكن إنما ذا شىء ل "‪0‬‬
‫‪ -10‬وأخرج الترمذى والحاكم عن الشعبى قال ‪ :‬خرج على بن أبى طالب )ر( إلى السوق فإذا هو بنصرانى‬
‫يبيع أدرعًا فعرف على )ر ‪ 9‬الدرع فقال ‪ :‬هذه الدرع درعى بينى وبينك قاضى المسلمين وكان قاضى‬
‫المسلمين شريحًا ‪ 00‬كان على استقضاه ‪ 0‬فلما رأى شريح أمير المؤمنين قام من مجلس قضائه وأجلس علياً‬
‫وجلس شريح قدامه إلى جانب النصرانى فقال على ‪ :‬اقضى بينى وبينه يا شريح فقال شريح ‪ :‬ما تقول يا أمير‬
‫المؤمنين ؟ فقال على ‪ :‬هذه درعى وقعت منى منذ زمن – فقال شريح ‪ :‬ما تقول يا نصرانى ؟ فقال النصرانى ‪:‬‬
‫ما أكذب أمير المؤمنين الدرع درعى ‪ 00‬فقال شريح ‪ : 00‬ما أرى أن تخرج من يده فهل من بينه ؟ فقال‬
‫على ‪ :‬صدق شريح ‪ 00‬فقال النصرانى ‪ :‬أما أنا فأشهد أن هذه أحكام النبياء ‪ 00‬أمير المؤمنين يجىء إلى‬
‫قاضيه وقاضيه يقضيه على هى وال يا أمير المؤمنين درعك اتبعتك وقد زالت عن جملك الورق فأخذتها فإنى‬
‫أشهد أن ل إله إل ال وأن محمدًا رسول ال ‪ 00‬فقال على ‪ :‬أما إذا أسلمت فهى لك ) وحمله على فرسى ( ‪0‬‬
‫‪ -11‬أخرج أبو نعيم فى الحلية عن الحارث بن سويد قال ‪ :‬كان المقداد بن السود )ر( فى سرية فحصرهم فعزم‬
‫المير أن ل يجشر أحد دابته ) أى ل يخرجها للمرعى ( فجشر رجل دابته لم تبلغه العزيمة فضربه فرجع‬
‫الرجل يقول ‪ :‬ما رأيت كما لقيت اليوم قط ‪ 00‬فمر المقداد فقال ‪ :‬ما شانك ؟ فذكر له قصده فتقلد السيف‬
‫وانطلق حتى انتهى إلى المير فقال ‪ :‬أقد من نقسك ‪ 0‬فأقاده فعفا الرجل فرجع المقداد وهو يقول ‪ :‬لموتن‬
‫والسلم عزيز ‪0‬‬

‫إن هذا العدل الذى رأينا نماذجه فيما مضى إنما كان وليد دعوة سيد المرسلين – صلى‬ ‫•‬
‫ال عليه وسلم – وإل فإن العرب قبل السلم كان شعارهم " انصر أخاك ظالمتًا أو مظلومًا "‬
‫‪0‬‬
‫وإن النسان ليعجب كيف تمثل أصحاب الرسول )ص( هذا العدل بهذه السرعة وبهذا‬ ‫•‬
‫العمق بحيث أنهم غلبوا أممًا سيطروا عليها فساسوها سياسة عادلة ل مثيل لها ‪ 00‬مما أدى‬
‫بهذه الشعوب أن دخلت فى السلم أفواجًا بمجرد أن رأوا معاملة هؤلء الفاتحين الذين ل‬
‫يغلبون العادلين الذين ل يجورون ‪0‬‬
‫وعلى الرغم من تضاؤل جيل الصحابة بالنسبة لرقعة الرض المفتوحة فإن قوة‬ ‫•‬
‫الحياة التى صبتها تربية الرسول )ص( فى قلوب الصحابة )ر( كانت كافية لن تجعل المور‬
‫تمشى فى طريقها المستقيم – وحتى بعد ذلك وإلى أن يرث ال الرض ومن عليها ‪0‬‬
‫ل هم الذين يضربون المثل العلى فى‬ ‫فإن قضاة السلم المتحققين بالسلم علمًا وعم ً‬ ‫•‬
‫العدل الربانى العظيم الذى يتضاءل بجانبه كل قضاء ‪0‬‬
‫وأنقل هنا مثلين لقاضى من قضاة الدولة العباسية – هو شريك بن عبد ال قاضى‬ ‫•‬
‫الكوفى فى زمن الخليفة المهدى لنرى فيها براعة القضاء السلمى وعدله ‪:‬‬
‫)‪ (1‬قال عمر بن الهباج ‪ :‬كنت من صحابة شريك فأتيته يومًا وهو وفى منزله باكرًا فخرج إلى بفرو وليس‬
‫تحته قميص عليه كساء فقلت له ‪ :‬أل نقوم إلى مجلس الحكم ؟ قال ‪ :‬غسلت ثيابى أمس فلم تجف فأنا أنتظر‬
‫جفوفها اجلس ‪ 00‬فجلست فجعلنا نتذاكر باب ) العبد يتزوج بغير إذن مواليه ( فقال ‪ :‬ما تحفظ فيه ؟ ما تقول‬
‫فيه ؟‬
‫ل فى الطراز إلى الكوفة وجاء الوالى عيسى بن موسى المر بأن ل‬ ‫وكانت الخيرزان قد واجهت رج ً‬
‫يتعرض له فكان هذا الرجل حر التصرف ل يعصى له أمر ول سلطان للمير عليه فخرج علينا ذلك اليوم من‬
‫زقاق يقضى إلى النخل ومعه جماعة من أصحابه عليه جبة خز وطيلسان على برزون فارة ‪ 00‬وإذا رجل بين‬
‫يديه مكتوف فلما مر ببيت القاضى صاح الرجل واغوثاه ‪ 00‬أنا بال ثم القاضى ‪ 00‬ففتح شريك الباب وخرج‬
‫فدعى به فإذا ظهره مكشوف وآثار الضرب فيه فأقعده إلى جانبه وقال له ‪ :‬ما شانك ؟ قال ‪ :‬أنا رجل أطرز‬
‫وأعمل الوشى هذه صناعتى وكراء مثلى فى الشهر واخذنى هذا منذ أربعة أشهر قصرًا وحبسنى وألزمنى‬
‫بالعمل بقوتى ول يعطيني أجرًا ولى عيال قد ضاعوا فهربت منه فلحقنى وضربنى وكتفنى ‪ 0‬فقال شريك للوكيل‬
‫‪ :‬قم فاجلس مع خصمك ‪ 00‬قال ‪ :‬أصلحك ال يا أبا عبد ال ‪ 0‬هذا من خدم السيدة ‪ 00‬وهذا أمرها فاحبسه‬
‫حتى يشتغل لها ‪ 00‬قال ‪ :‬ويلك قم فاجلس معه كما يقال لك ‪ 00‬فقام فجلس معه قال ‪ :‬ما هذه الثار التى تظهر‬
‫بظهر هذا الرجل ؟ من أثرها به ؟ قال ‪ :‬أصلح ال القاضى ‪ 0‬إنما ضربته أسواطًا بيدى – وهو يستحق أكثر من‬
‫هذا لنه لم يشتغل للسيدة – احبسه حتى يشتغل – هذا أمر السيدة فألقى شريك ردائه وقام فدخل داره واخرج‬
‫سوطًا وضرب بيده إلى مجامع ثوب الوكيل ‪ 00‬وقال للرجل ‪ :‬اذهب إلى أهلك وجعل يضرب الوكيل فهم أعوانه‬
‫أن يخلصوه فقال ‪ :‬من ها هنا من شباب الحى ‪ 00‬فجاءه جماعة فقال ‪ :‬من وقف من هؤلء فاذهبوا به إلى‬
‫الحبس ‪ 0‬فهربوا جميعًا وتركوه ومازال يضربه حتى رأى أن ذلك يكفيه فتركه وهو يهدده بانتقام السيدة ‪00‬‬
‫فألقى السوط من يده وعاد إلى ما كنا فيه من المذاكرة كانه لم يصنع شيئًا وقال لى ‪ :‬يا أبا حفص ما تقول فى‬
‫العبد يتزوج من غير إذن مواليه ؟‬
‫وأراد الوكيل أن يركب برذونه فاستعصى عليه ولم يكن معه من يمسك له الركاب فجعل يضرب‬
‫البرذون فصاح به شريك ‪ :‬أرفق به ويلك فإنه أطوع ل منك ‪ 0‬فمضى ماشيًا فقال لى شريك ‪ :‬خذ فيما كنا‬
‫فيه ‪ ،‬قلت ما لنا ولهذا الن ؟ قد فعلت وال فعلة ستكون لها عاقبة مكروهة ‪ 00‬من ضرب وكيل الخيرزان‬
‫فكأنه ضربها ومن ضربها فكأنما ضرب الخليفة قال أعز أمر ال يعزك ‪ 00‬خذ فيما كنا فيه ‪ 00‬فدعنا نتذاكر فى‬
‫مسألة العبد‬
‫يتزوج من غير إذن مواليه ‪ 00‬وذهب الوكيل إلى موسى بن عيسى أمير الكوفة فدخل عليه شاكيًا‬
‫باكيًا وكشف عن ظهره فارتاع الوالى وغضب وقال ‪ :‬من فعل بك هذا ؟ قال ‪ :‬شريك – قال ‪ :‬ل وال ما أتعرض‬
‫لشريك ‪ ،‬قال سأشكوك إلى السيدة ‪ ،‬قال ‪ :‬ما أتعرض لشريك ‪ ،‬فمضى الوكيل ولم يعد ‪0‬‬

‫) ‪ ( 2‬وكان موسى أمير الكوفى من كبار أمراء البيت العباسى وكان له سلطان المارة وسلطان النسب وكان‬
‫مع ذلك كله يتجنب أن يكون بينه وبين القاضى خلف ويبتعد عن طريقه ول يعارضه فى شىء ولم ينج مع‬
‫هذه كله من الخلف ولم يختلفا لن المير عرض له فى قضائه بين الناس ول لنه دخل مؤيدًا لمدع أو مدعى‬
‫عليه بل اختلفا من أجل دعوى أقيمت على المير نفسه وسبب الدعوى ‪ 00‬أن المير أراد أن يوسع داره وكان‬
‫إلى جانبها بستان نخل لخوة ورثوه من أبيهم وكانوا خمسة أخوة وأختًا واحدة ‪ 00‬فاشترى منهم جميعا إل‬
‫الخت فإنها أبت أن تبيع فزادها هى الثمن وضاعفها لها أضعافًا وهى تصر على الباء فغاظه أن يفسد عليه‬
‫أمره حق هذه المرأة وأراد أن يضطرها إلى البيع وكان بينها وبين حصص أخوتها التى باعوها سياج فبعث‬
‫ل فأزالوه وأصبحت المرأة فرأت نخلها قد اختلط بنخل إخوتها ولم تعد تعرف أرضها من الرض التى‬ ‫غلمان لي ً‬
‫باعوها للمير فأقبلت تبكى وتلطم ول تدرى ماذا تفعل ؟ وذهبت تكلم المير فلم يسمع منها وقال لها ‪ :‬خذى‬
‫ثمن الرض أضعافًا فقالت ل أبيعها وانطلقت تتوسل إليه بوجوه البلد فما وجدت منهم مسعفًا ول معينًا فقال لها‬
‫واحد من جيرانها أنا أدلك على من يخلص لك حقك ‪ 00‬فاستبشرت وابتهجت وقالت ‪ :‬ومن هو ؟ قال ‪ :‬القاضى‬
‫إذهبى إليه فنادى أنا بال ثم بالقاضى ‪ 00‬وقصى عليه قصتك فذهبت تسأل الناس ‪ :‬أين قصر القاضى ؟‬
‫فيضحكون منها ويقولون لها ‪ :‬ومتى كان للقاضى قصرًا اطلبيه فى المسجد أو فى داره ودلوها على داره‬
‫فرأت دارًا صغيرة من اللبن والطين ما على بابها جرس وليس حولها جند فقالت فى نفسها ‪ :‬أين هذا من قصر‬
‫المير ؟ وهمت بالرجوع ثم أحبت أن تجرب فقرعت الباب تسأل عنه فقالت لها إمرأته ‪ :‬هو فى مجلس الحكم‬
‫فى المسجد ‪ 00‬فدخلت إلى المسجد تسأل عنه فدلوها عليه فصاحت أنا بال ثم بالقاضى ‪ 00‬قال من ظلمك ‪00‬‬
‫قالت ‪ :‬المير موسى بن عيسى ‪ ،‬قال ‪ :‬فيما وما دعواك ؟ فحكت له قصتها ‪ 0‬فأعطاها ورقة بعد أن ختمها‬
‫وقال لها ‪ 0‬امضي بها إلى بابه حتى يحضر معك ‪ 00‬فلما أرادت الدخول على المير صاح بها الحاجب مكانك يا‬
‫إمراة ‪ 00‬ماذا تريدين ؟ قالت ‪ :‬المير ‪ 00‬فأراد إرجاعها فقالت ‪ :‬إن معى هذه قال قال ‪ :‬وما هذه يا إمرأة ‪00‬‬
‫قالت بطاقة القاضي إلى المير ‪ 00‬فوثب وقال ‪ :‬تقولين إنها بطاقة القاضى ؟ هاتيها لراها ‪ 00‬فلما رآها قال ‪:‬‬
‫ويحك ولما لم تقولى من أول المر أن معك بطاقة القاضى ‪00‬ادخلى ‪ 00‬فلما قرأها المير أمر بدعوة صاحب‬
‫الشرطة ‪ 00‬فلما جاءه قال ‪ :‬امض إلى شريك فقل له ‪ :‬يا سبحان ال ما رأيت أعجب من أمرك ‪ 00‬إمرأة ادعت‬
‫دعوى لم تصح أعديتها على فحاول صاحب الشرطة أن يعتذر عن هذه المهمة فأصر المير فأرسل صاحب‬
‫الشرطة من يأخذ له أغراضه إلى السجن ‪ ،‬ولما أوصل الرسالة أمر به شريك إلى السجن لنه يتدخل فى شان‬
‫القضاء فأسل المير الحاجب فسجنه شريك أيضًا ‪ 00‬فأرسل إليه المير وجوه الكوفة للوساطة فسجنهم‬
‫ل ففتح باب السجن وأخرجهم جميعًا ولما بلغ من الغد المر إلى شريك قال لغلمه ‪:‬‬ ‫جميعًا ‪ ،‬فجاء المير لي ً‬
‫الحقنى بثقلي إلى بغداد وال ما طلبنا هذا منهم ولكن أكرهونا عليه وقد ضمنوا العزاز فيه إذا تقلدناه لهم ‪00‬‬
‫وركب دابته ومضى نحو قرناطة الكوفة فى طريقه إلى بغداد وأخبر الناس المير فلحقه وجعل يمشى معه‬
‫ويقول له يا أبا عبد ال تثبت ‪ 00‬انظر دع أعواني ‪ 00‬أفتحبس إخوانك ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ 00‬لنهم مشوا لك فى أمر‬
‫لم يجز لهم المشي فيه ‪ 00‬ولست براجع حتى يردوا جميعًا على الحبس وإل مضيت إلى أمير المؤمنين ‪00‬‬
‫فاستعفيته مما قلدني ‪ 0‬فأمر موسى بردهم جميعًا إلى الحبس وهو واقف مكانه حتى جاءه السجان فقال ‪ :‬قد‬
‫رجعوا إلى الحبس ‪00‬فقال القاضى لغلمه ‪ :‬خذ بلجامه فقده إلى مجلس الحكم ونودى على المرأة فجاءت‬
‫فأجلسها معه وقال المير ‪ :‬أنا قد حضرت أفل تطلق من حبستهم ؟ قال ‪ :‬أما الن فنعم وأمر بإخراجهم من‬
‫السجن ‪ 0‬وقال للمير ‪ :‬ما تقول يا رجل فيما تدعيه هذه المرأة ؟ قال ‪ :‬صدقت ‪ ،‬قال ‪ :‬أتعيد سياجها ؟ وترد ما‬
‫أخذته منها ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال للمرأة ‪ :‬بقى لك شىء تدعينه ؟ قالت ‪ :‬نعم ‪ ،‬بيت حارس البستان ومتاعه ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ما تقول ؟ قال ‪ :‬أرد ذلك كله ‪ ،‬قال ‪ :‬بقى لك شىء ؟ قالت ‪ :‬ل وجزاك ال خيرًا ‪ 0‬قال ‪ :‬قومى ‪ ،‬ووثب فأخذ بيد‬
‫‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫موسى وأجلسه فى مجلسه وقال له ‪ :‬السلم أيها المير أتأمر بشىء ؟ فضحك وقال ‪ :‬بأى شىء آمر‬
‫ذلك حق الشرع وهذا حق الدب ‪0‬‬
‫عدل ل مثيل له ذلك ثمرة من ثمار محمد )ص( تدل على أنها ثمرة نبى ‪ 00‬إذ ليس‬ ‫•‬
‫لها مصدر سواه تنسب إليه من لم تهذبها ثقافة سابقة ‪ ،‬ول تجربة قضائية مستمرة ول رقابة‬
‫اجتماعية متعارف عليها ‪0‬‬
‫هذا وبال التوفيق والحمد ل رب العالمين‬

‫للل للللل لللللل ‪-:‬‬


‫ضبط الحب والكره وما يترتب عليهما من أعمال بميزان الشرع ‪0‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ضبط الشهوة والغضب تحت إشارة الشرع والعقل كما يرى المام الغزالي أن قوة العدل‬ ‫‪.2‬‬
‫الحقيقي هي ضبط الشهوة والغضب وإخضاعهما تحت إشارة العقل والشرع ‪0‬‬
‫الحسان إلى من أحسن إلى المرء لقوله تعالى " هل جزاء الحسان إل الحسان " ‪0‬‬ ‫‪.3‬‬
‫أن ينصف المسلم الناس من نفسه ‪0‬‬ ‫‪.4‬‬
‫كتابة الدين عند المداينة بل زيادة أو نقصان ‪0‬‬ ‫‪.5‬‬
‫العدل بين البناء فى العطية والنظرة والقبلة ‪0‬‬ ‫‪.6‬‬
‫العدل عند الصلح بين المتخاصمين ‪0‬‬ ‫‪.7‬‬
‫أداء المانات إلى أهلها ‪0‬‬ ‫‪.8‬‬
‫التوسط والعتدال فى المور كلها بل إفراط ول تفريط ‪0‬‬ ‫‪.9‬‬

You might also like