You are on page 1of 126

‫المراد الشرعي بالجماعة‬

‫وأثر تحقيقه في إثبات الهوية‬


‫السلمية‬
‫أمام عولمة الرهاب والفتنة‬

‫إعداد‬
‫صالح بن عبد الله بن عبد الرحمن‬
‫العبود‬

‫‪1423‬هــ‬
‫الراد الشرعي بالماعة وأثر تقيقه ف إثبات الوية السلمية أمام عولة الرهاب والفتنة ( القدمة)‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬


‫إن المد ل ‪ ،‬نمده ونستعينه ‪ ،‬ونستغفره ونتوب إليه‪،‬‬
‫ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ‪ ،‬من يهده ال فل‬
‫مضل له ‪ ،‬ومن يضلل فل هادي له ‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال‪،‬‬
‫وحده ل شريك له ‪ ،‬وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ‪ ،‬خات النبياء‬
‫والرسل ‪ ،‬ل نب بعده ول رسول ‪ ،‬بعثه ال إل الناس كافة ‪،‬‬
‫ينذرهم من الشرك ووسائله وأسبابه ‪ ،‬ويذرهم من البدعة والفرقة‪،‬‬
‫والشاقة والتنازع ويدعوهم إل التوحيد وتقيقه‪ ،‬واتباع السنة ‪،‬‬
‫والسمع والطاعة ‪ ،‬ولزوم الماعة فل خي إل دل المة عليه ‪ ،‬ول‬
‫شر إل حذرها منه‪ ،‬ث توفاه ال إليه‪ ،‬وأبقى دينه مفوظا ‪،‬‬
‫وافترض طاعته على الن والنس ‪ ،‬وضمن ال أنه مهما تفرقت‬
‫أمته ‪ ،‬ل تزال طائفة منها ـ هم الماعة ـ على الق ظاهرين ‪،‬‬
‫ل يضرهم من خالفهم ‪ ،‬إل يوم القيامة ‪ ، ،‬وعلى آله وأصحابه‬
‫‪ ،‬والتابعي‪ ،‬ومن تبعهم بإحسان إل يوم الدين ‪.‬‬
‫أما بعد ‪ :‬فإن عنوان الورقة هو ‪ ( :‬الراد الشرعي بالماعة ‪،‬‬
‫وأثر تقيقه ف إثبات الوية السلمية ‪ ،‬أمام عولة الرهاب‬
‫والفتنة ) ‪.‬‬
‫ويتألف من العناصر التية ‪:‬‬
‫‪-1‬الماعة قضية متفق على طلبها ف الملة ‪.‬‬

‫‪-5 -‬‬
‫الراد الشرعي بالماعة وأثر تقيقه ف إثبات الوية السلمية أمام عولة الرهاب والفتنة ( القدمة)‬

‫‪-2‬مشكلة البحث‪ ( :‬الختلف ف الراد الشرعي بالماعة‬


‫)‪.‬‬
‫‪-3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ف ضياع‬
‫الوية ‪.‬‬
‫‪-4‬تديد الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬وأثره ف إثبات الوية ‪.‬‬
‫‪ (-5‬الملكة العربية السعودية ) تقيق واقعي للمراد‬
‫الشرعي بالماعة ‪.‬‬
‫‪ (-6‬ملس التعاون لدول الليج العرب ) توجه إياب نو‬
‫تقيق الماعة ‪.‬‬
‫•اللصة ‪.‬‬
‫•الراجع ‪.‬‬
‫•الفهرس ‪.‬‬

‫‪-6 -‬‬
‫‪ – 1‬الماعة قضية متفق على طلبها ف الملة‬

‫‪ -1‬الماعة قضية متفق على طلبها ف الملة ‪:‬‬


‫الماعة قضية متفق على طلبها ضرورة ف الملة‪ ،‬وبيان ذلك‪:‬‬
‫أنّ النسان‪ :‬هام وحارث ‪ ،‬يتحرك بالرادة ‪ ،‬بالحبة‬
‫والبغض ‪ ،‬طلبا لا يسعده ويلئمه ويلتذ به ‪ ،‬وهربا من ما يشقيه‬
‫وينافره وينفر منه ‪ ،‬فحركته الرادية تتبع حبه وبغضه ‪ ،‬يب ما‬
‫ينفعه فيتحرك له طلبا‪ ،‬ويبغض ما يضره فيتحرك عنه هربا ‪ ،‬وهو ل‬
‫يعيش بذلك منفردا‪ ،‬بل ل بد له من الجتماع والتعاون مع بن‬
‫جنسه ليعيش ‪ ،‬كما قيل‪ :‬الناس للناس من بدو وحاضرة ‪ ،‬بعض‬
‫لبعض وإن ل يشعروا خدم ‪ ،‬وأبلغ من ذلك قول ال تعال ‪:‬‬
‫أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا‬
‫بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ‪ ،‬ورفعنا‬
‫بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم‬
‫خرِيّاً ‪ ،‬ورحمة ربك خير مما‬ ‫بعضا ً ُ‬
‫س ْ‬
‫يجمعون [الزخرف‪.]32 :‬‬
‫فالجتماع النسان ضروري للحياة ‪ ،‬لن ال سبحانه خلق‬
‫النسان وركبه على صورة ضعيفة كما قال ال تعال‪ :‬يريد‬
‫الله أن يخفف عنكم ‪ ،‬وخلق النسان‬
‫ضعيفاً [النساء ‪ ] 28 :‬فمن حكمة ال ف هذه الياة أن‬
‫خلق النسان وركبه على صورة ضعيفة وأعطاه قدرة قاصرة ‪ ،‬ل‬
‫تقوم حياته ول يتم بقاؤه با ‪ ،‬لن قدرته قاصرة عن تصيل حاجته‬
‫من مادة حياته ‪ ،‬وقاصرة عن الدفاع عن نفسه إل بالستعانة بأبناء‬
‫‪ – 1‬الماعة قضية متفق على طلبها ف الملة‬

‫جنسه ‪ ،‬وبالتعاون فيما بينهم تصل مصلحتهم الضرورية‪ ،‬ول يتم‬


‫ذلك التعاون إل بالجتماع والماعة ‪ ،‬وبغي الماعة ل تتم لم‬
‫الياة الجتماعية الضارية الدنية ‪ ،‬سياسيا واقتصاديا وتربويا‪،‬‬
‫وبغي الماعة ل يصل لم ما يريدونه من الحبوب ‪ ،‬ول يندفع‬
‫عنهم ما ل يريدونه من الكروه ‪ ،‬وبغي الماعة تبطل الكمة العليا‬
‫ف بقاء النسان وحفظ نوعه ‪ ،‬لا أراد ال تعال من اعتمار العال به‬
‫‪ ،‬واستخلفه إياه ف الرض ‪ ،‬وهذا الجتماع والماعة ل تكون‬
‫إل باجتماعهم على أمي منهم ‪ ،‬يسمعون له ويطيعون وتكون له‬
‫الغلبة والسلطان عليهم ‪ ،‬واليد القاهرة الوازع الذي يدفع بعضهم‬
‫عن بعض حت ل يصل أحد منهم إل غيه بعدوان ‪ ،‬لا ف طباعهم‬
‫اليوانية من العدوان والظلم والهل قال ال تعال ‪:‬‬
‫‪...‬وحملها النسان إنه كان ظلوما ً جهولً‬
‫[الحزاب‪ ،] 72:‬وهذا هو معن اللِك ‪ ،‬قال تعال‪ :‬إذ‬
‫قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملِكا ً نقاتل في‬
‫سبيل الله [البقرة‪.]246:‬‬
‫وبذا يتبي أن الماعة لبن النسان خاصة من خواصهم‪،‬‬
‫ل بد لم منها بقتضى الفكرة والسياسة والرادة ‪ ،‬وقد توجد‬
‫خاصة الماعة والجتماع ف بعض اليوانات العجم ‪ ،‬كما ف‬
‫الراد والنحل والطي وغيها ‪ ،‬لا استقرئ فيها من اجتماعها على‬
‫النقياد والتباع لرئيس من أشخاصها متميز عنهم ف خلقه‬

‫‪-8 -‬‬
‫‪ – 1‬الماعة قضية متفق على طلبها ف الملة‬

‫وجثمانه ‪ ،‬إل أن ذلك موجود ف غي النسان بقتضى الفطرة‬


‫والداية القدرية الكونية ‪ ،‬ل بقتضى الفكرة والسياسة والداية‬
‫الشرعية الختيارية كما ف بن النسان ‪ ،‬فسبحان ال‪ ،‬الذي‬
‫أعطى كل شيء خلقه ثم هدى [طه‪،]50:‬‬
‫ول بد للبشر لكي تتم مصلحتهم الجتماعية من تشريع يرجع إليه‬
‫ويكم به عند الختلف ‪ ،‬وذلك التشريع يكون بشرع واجبات‬
‫ومظورات تلتزم دينا مفروضا على الميع ‪ ،‬يدان به كل مالف‬
‫جزاءً وحسابا ‪ ،‬وهذا هو الدين الشترك بي الماعة ‪ ،‬دينا رضوه‬
‫لنفسهم باختيارهم ‪ ،‬وهو‪ :‬إما دين أذن ال به ‪ ،‬أو ل يأذن ال‬
‫به ‪ ،‬لكنه أصبح دينا اجتمعوا عليه ‪ ،‬قد يكون باطلً فاسدا ف مآله‬
‫‪ ،‬إذا آل إل مضرة لم خالصة ‪ ،‬أو آل إل مضرة لم راجحة على‬
‫منفعته‪ ،‬وقد يكون دين حق رضيه ال لم‪ ،‬إما لن منفعته خالصة‬
‫أو لنا راجحة (‪. )1‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ ( :‬كل طائفة من بن آدم ل بد لم‬
‫من دين يمعهم ‪ ،‬إذ ل غن لبعضهم عن بعض وأحدهم ل يستقل‬
‫بلب منفعته ودفع مضرته ‪ ،‬فل بد من اجتماعهم ‪ ،‬وإذا اجتمعوا‬
‫فل بد أن يشتركوا ف اجتلب ما ينفعهم كلهم ‪ ،‬مثل نزول الطر‪،‬‬
‫‪ )2( 1‬ينظر‪ :‬مقدمة العلمة ابن خلدون‪ ،‬ص – ص ‪ ،44-41‬الكتبة التجارية‬
‫بالقاهرة ‪ ،‬وجامع الرسائل لشيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬تقيق ممد رشاد سال‪،‬‬
‫الجموعة الثانية ‪ ،‬دار الدن بدة ‪ ،‬ط ‪ 1‬عام ‪1405‬هـ‪ ،‬ص ـ ص ‪_ 218‬‬
‫وما بعدها ‪.‬‬

‫‪-9 -‬‬
‫‪ – 1‬الماعة قضية متفق على طلبها ف الملة‬

‫وذلك مبتهم له ‪ ،‬وف دفع ما يضرهم مثل عدوهم ‪ ،‬وذلك بغضهم‬


‫له ‪ ،‬فصار ول بد أن يشتركوا ف مبة شيء عام ‪ ،‬وهذا هو دينهم‬
‫الشترك العام ‪ ،‬وأما اختصاص كل منهم بحبة ما يأكله ويشربه‬
‫وينكحه ‪ ،‬وطلب ما يستره باللباس ‪ ،‬فهذا يشتركون ف نوعه ل ف‬
‫شخصه ‪ ،‬بل كل منهم يب نظي ما يبه الخر ل عينه ‪ ،‬بل كل‬
‫منهم ل ينتفع ف أكله وشربه ونكاحه ولباسه بعي ما ينتفع به‬
‫الخر ‪ ،‬بل بنظيه ‪.‬‬
‫وهكذا هي المور السماوية ف القيقة ‪ ،‬فإن عي الطر‬
‫الذي ينل ف أرض هذا ‪ ،‬ليس هو عي الذي ينل ف أرض هذا ‪،‬‬
‫ولكن نظيه ‪ ،‬ول عي الواء البارد الذي يصيب جسد أحدهم ‪،‬‬
‫قد ل يكون نفس عي الواء البارد الذي يصيب جسد الخر ‪ ،‬بل‬
‫نظيه لكن المور السماوية تقع مشتركة عامة ‪ ،‬ولذا تعلق حبهم‬
‫وبغضهم با عامة مشتركة بلف المور الت تتعلق بأفعالم‬
‫كالطعام واللباس ‪ ،‬فقد تقع متصة ‪ ،‬وقد تقع مشتركة‬
‫وإذا كان كذلك فالمور الت يتاجون إليها‪ ،‬يتاجون أن يوجبوها‬
‫على أنفسهم‪ ،‬والمور الت تضرهم ‪ ،‬يتاجون أن يرموها على‬
‫نفوسهم ‪ ،‬وذلك دينهم ‪ ،‬وذلك ل يكون إل باتفاقهم على ذلك ‪،‬‬
‫وهو التعاهد والتعاقد ولذا جاء ف الديث‪(( :‬ل إيان لن ل أمانة‬
‫له‪ ،‬ول دين لن ل عهد له))(‪.)2‬‬
‫‪. 251‬‬ ‫()مسند أحد ‪،210 ،154 ،3/135‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-10 -‬‬
‫‪ – 1‬الماعة قضية متفق على طلبها ف الملة‬

‫فهذا هو الدين الشترك بي جيع بن آدم ‪ ،‬من التزام‬


‫واجبات ومرمات ‪ ،‬والوفاء بالعهد والعقد ‪ ،‬وهذا قد يكون باط ً‬
‫ل‬
‫فاسدا ‪ ،‬إذا كان فيه مضرة لم راجحة على منفعته ‪ ،‬وقد يكون‬
‫دين حق إذا كانت منفعته خالصة أو راجحة ‪ ،‬قال تعال‪:‬‬
‫لكم دينكم ولي دين [الكافرون‪ ،] 6:‬وقال تعال ‪:‬‬
‫ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك‬
‫[يوسف‪ ] 76:‬أي ف قانون اللك ‪ ،‬وقال تعال‪ :‬ول يدينون‬
‫دين الحق من الذين أوتوا الكتاب [التوبة‪:‬‬
‫‪ ]29‬والدين الق هو طاعة ال وعبادته‪...،‬ول يستحق أحد أن‬
‫يعبد ويطاع على الطلق إل ال ‪ ،‬وحده ل شريك له‪ ،‬ورسله‬
‫وأولوا المر ‪ ،‬أطيعوا لنم يأمرون بطاعة ال ‪ ،‬كما قال النب‬
‫ف الديث التفق عليه ‪ (( :‬من أطاعن فقد أطاع ال ‪ ،‬ومن أطاع‬
‫أميي فقد أطاعن ‪ ،‬ومن عصان فقد عصى ال ‪ ،‬ومن عصى‬
‫أميي فقد عصان ))‪.‬‬
‫وأما العبادة فلله وحده ليس فيها واسطة ‪ ،‬فل يعبد العبد‬
‫إل ال وحده"(‪ ،)3‬لن ال تعال هو النفرد بالنفع والضر‪ ،‬وشرع‬
‫تعال أن كل عمل ل يكون غايته إرادة ال وعبادته ‪ ،‬فهو عمل‬
‫فاسد غي صال ‪ ،‬باطل غي حق‪ ،‬أي ل ينفع أصحابه ولو اجتمعوا‬

‫‪ )2( 3‬جامع الرسائل لشيخ السلم ابن تيمية ‪ ،‬تقيق ممد رشاد سال ‪ ،‬الجموعة‬
‫الثانية‪ ،‬دار الدن بدة‪ ،‬ط ‪ 1‬عام ‪1405‬هـ‪ ،‬ص ـ ‪ _ 221‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪-11 -‬‬
‫‪ – 1‬الماعة قضية متفق على طلبها ف الملة‬

‫عليه قال تبارك وتعال ‪ :‬شرع لكم من الدين ما‬


‫وصى به نوحا ً والذي أوحينا إليك وما‬
‫وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن‬
‫أقيموا الدين ول تتفرقوا فيه كبر على‬
‫المشركين ما تدعوهم إليه [الشورى ‪، ]13:‬‬
‫وقال تعال‪ :‬إن الذين فرقوا دينهم وكانوا‬
‫شيعا ً لست منهم في شيء [سورة النعام‪:‬‬
‫‪ ، ]159‬وقال تعال ‪ :‬ول تكونوا من‬
‫المشركين ‪ ،‬من الذين فرقوا دينهم وكانوا‬
‫شيعا ً كل حزب بما لديهم فرحون [الروم ‪:‬‬
‫إن الدين عند الله‬ ‫‪ ،]31،32‬وقال ال تعال ‪:‬‬
‫السلم [ آل عمران‪ ، ]19:‬وقال تعال‪ :‬ومن يبتغ‬
‫غير السلم دينا ً فلن يقبل منه [آل عمران‪:‬‬
‫‪.] 83‬‬
‫فالماعة على السلم ‪ ،‬إثبات لوية الجتمع السلمي ‪،‬‬
‫وعدمها عدم لوية الجتمع السلمي ‪ ،‬بل إن إثبات الوية‬
‫السلمية ذاتا على الكمال الواجب ‪ ،‬يتوقف على وجود الماعة‬
‫على السلم ‪ ،‬ووجود الماعة ‪ ،‬يتوقف على وجود المارة ‪،‬‬
‫ووجود المارة يتوقف على وجود السمع والطاعة ‪ ،‬فل إسلم إل‬
‫بماعة ‪ ،‬ول جاعة إل بإمارة ‪ ،‬ول إمارة إل بسمع وطاعة ‪ ،‬كما‬
‫روى الدارمي ف سننه بسند جيد عن يزيد بن هارون‪ ،‬أنا بقية ‪،‬‬

‫‪-12 -‬‬
‫‪ – 1‬الماعة قضية متفق على طلبها ف الملة‬

‫حدثن صفوان بن رستم ‪ ،‬عن عبد الرحن بن ميسرة ‪ ،‬عن تيم‬


‫الداري ‪ ،‬قال ‪ :‬تطاول الناس ف البناء ف زمن عمر فقال ‪ " :‬يا‬
‫معشر العُـرَيب ! الرض الرض ‪ ،‬إنه ل إسلم إل بماعة ‪ ،‬ول‬
‫جاعة إل بإمارة ول إمارة إل بطاعة ‪ ،‬فمن سوده قومه على‬
‫الفقه كان حياة له ولم ‪ ،‬ومن سوده قومه على غي فقه كان‬
‫هلكا له ولم"(‪. )4‬‬
‫ففي هذا الثر العظيم عن عمر‪ :‬بيان أن هذه الثلثة متلزمة‪ ،‬آخذ‬
‫بعضها ببعض‪ ،‬ل قيام للسلم على الكمال الواجب إل با‪.‬‬
‫وقد أمر النب بلزوم الماعة ولزوم إمامهم ‪ ،‬والجتماع‬
‫عليه بالسمع والطاعة للمي بالعروف‪ ،‬وإن ضرب المي الظهر‬
‫وأخذ الال‪ ،‬أمرا يدل على الوجوب ‪ ،‬من أجل تقيق وجود‬
‫الماعة ‪ ،‬لا ف وجودها من الصلحة العظمى ‪ ،‬ونى عن الروج‬
‫على الماعة ومفارقتها‪ ،‬نيا يدل على التحري ‪ ،‬لا ف ذلك من‬
‫التفرق والضعف وضياع الوية والفسدة الكبية ‪.‬‬
‫وقد ترجم المام النووي لحاديث صحيحة ف صحيح مسلم‪،‬‬
‫تدل على هذا الكم الشرعي دللة قاطعة‪ ،‬فقال‪ " :‬باب وجوب‬

‫‪ )( 4‬سنن الدارمي ‪ ،‬القدمة‪ ،‬ج ‪/1‬ص ‪ ، 79‬وينظر‪ :‬الدرر السنية ف الجوبة‬


‫النجدية ‪ ،277-7/270 ،‬حكم النتماء للشيخ بكر أبو زيد ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬ص ‪59‬‬
‫‪.‬‬

‫‪-13 -‬‬
‫‪ – 1‬الماعة قضية متفق على طلبها ف الملة‬

‫ملزمة جاعة السلمي عند ظهور الفت ‪ ،‬وف كل حال ‪ ،‬وتري‬


‫الروج على الطاعة ومفارقة الماعة " (‪. )5‬‬
‫منها ما ف صحيح مسلم ومسند أحد من حديث ابن عمر وابن‬
‫عباس ‪ ،‬وف حديثهما ‪ ،‬قوله ‪ (( :‬من فارق الماعة شبا‬
‫فمات فميتة جاهلية )) ‪.‬‬
‫وف سنن أب داود والترمذي عن أب ذر والارث الشعري رضي‬
‫ال عنهما قال‪ :‬قال رسول ال ‪(( :‬من فارق الماعة فقد خلع‬
‫ربقة السلم من عنقه )) ‪.‬‬
‫وف سنن النسائي عن شريح الشجعي قال رأيت النب صلى ال‬
‫عليه وسلم على النب يطب الناس ‪ ،‬فقال‪ (( :‬إنه سيكون بعدي‬
‫هنات وهنات ‪ ،‬فمن رأيتموه فارق الماعة‪ ،‬أو يريد يفرق أمر أمة‬
‫ممد صلى ال عليه وسلم كائنا من كان فاقتلوه‪ ،‬فإن يد ال على‬
‫الماعة ‪ ،‬فإن الشيطان مع من فارق الماعة يركض " ‪.‬‬
‫وقال ابن مسعود‪ " :‬أيها الناس‪ ،‬عليكم بالطاعة والماعة‪ ،‬فإنا‬
‫حبل ال الذي أمر به وما تكرهون ف الماعة ‪ ،‬خي ما تبون ف‬
‫(‪)6‬‬
‫الفرقة "‪.‬‬

‫‪ )( 5‬صحيح مسلم الجلد ‪ ، 2/1475‬وانظر ‪ :‬أحاديث الباب من رقم (‪-1847‬‬


‫‪. )1851‬‬
‫‪ )( 6‬الستدرك للحاكم ‪ ، 4/555‬تفسي ابن جرير ‪ ، 76 /7‬الشريعة للجري‬
‫‪ ، 1/299‬ينظر ‪ :‬المر بلزوم جاعة السلمي للبجس ص ‪38‬‬

‫‪-14 -‬‬
‫‪ – 1‬الماعة قضية متفق على طلبها ف الملة‬

‫وأخرج مسلم وأحد ومالك عن أب هريرة أن النب قال ‪:‬‬


‫" إن ال يرضى لكم ثلثا ويكره لكم ثلثا ‪ ،‬فيضى لكم أن‬
‫تعبدوه ول تشركوا به شيئا‪ ،‬وأن تعتصموا ببل ال جيعا ول‬
‫تفرقوا ‪ ،‬وأن تناصحوا من وله ال أمركم ‪ ،‬ويكره لكم قيل وقال‪،‬‬
‫وكثرة السؤال ‪ ،‬وإضاعة الال "(‪ ،)7‬ففي هذا الديث النبوي‬
‫الشريف‪ ،‬البدء بأساس الماعة وأصله ‪ " ،‬أن تعبدوه ول تشركوا‬
‫به شيئا‪ ،‬والعتصام ببل ال ‪ ،‬الذي هو الماعة ‪ ،‬وعدم التفرق ‪،‬‬
‫ومناصحة ول المر ‪ ،‬وهذه الثلث قد نص عليها ف حديث رواه‬
‫قال ‪:‬‬ ‫المام أحد ف السند بإسناد جيد عن زيد بن ثابت‬
‫سعت رسول ال يقول‪ (( :‬نضر ال امرءا سع منا حديثا‬
‫فحفظه حت يبلغه غيه ‪ ،‬فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه ورب‬
‫حامل فقه إل من هو أفقه منه‪ ،‬ثلث خصال ل َيغِلّ عليهن قلب‬
‫مسلم أبدا‪ :‬إخلص العمل ل ‪ ،‬ومناصحة ولة المر‪ ،‬ولزوم‬
‫الماعة‪ ،‬فإن دعوتم تيط بم من ورائهم… )) الديث ‪.‬‬
‫وجاء هذا الديث بأسانيد بعضها صحيحة ‪ ،‬وبعضها حسنة‬
‫وبعضها معلولة ‪ ،‬عن جاعة من الصحابة ‪ ،‬فهو متواتر (‪. )8‬‬

‫‪ )( 7‬صحيح مسلم ‪ ،2/1340‬رقم ‪ ، . 10/1715‬الوطأ ‪ ، 2/990‬رقم ‪. 20‬‬


‫‪ )( 8‬ينظر‪:‬رسالة ‪ ،‬دراسة حديث ‪ :‬نضر ال امرءا … ‪ ،‬للشيخ عبد الحسن العباد‬
‫‪.‬‬

‫‪-15 -‬‬
‫‪ – 1‬الماعة قضية متفق على طلبها ف الملة‬

‫وقد جعت هذه الصال الثلث ‪ :‬ـ إخلص العمل ل ‪،‬‬


‫ومناصحة ولة المر ‪ ،‬ولزوم الماعة ـ ما يقوم به دين الناس‬
‫ودنياهم ‪.‬‬
‫قال شيخ السلم ممد بن عبد الوهاب‪" :‬ل يقع خلل ف دين‬
‫الناس ودنياهم إل بسبب الخلل بذه الثلث أو بعضها"(‪. )9‬‬
‫وإن أساس الماعة ‪ ،‬وائتلف القلوب ‪ ،‬الثابت أمام إرهاب الفت‪،‬‬
‫هو التوحيد ‪.‬‬
‫و العرب خاصة ‪ ،‬ل تدين لحد بغي كلمة التوحيد ‪( ،‬ل‬
‫لقومه‬ ‫إله إل ال ‪ ،‬ممد رسول ال)‪ .‬وقد بي ذلك رسول ال‬
‫حي دعاهم إل السلم ‪ ،‬ذكر ابن كثي ف تفسيه أنه قال‪:‬‬
‫لعمه أب طالب ورهطٍ من قريش فيهم أبو جهل‪ ،‬إجابةً لب طالب‬
‫حي قال له ‪ " :‬يا ابن أخي! هؤلء مشيخة قومك وسرا تم ‪ ،‬وقد‬
‫سألوك أن تكف عن شتم آلتهم‪ ،‬ويدعوك وإلك ‪ ،‬قال ‪ " :‬يا‬
‫عم ! أفل أدعوهم إل ما هو خي لم ؟ قال وإلم تدعوهم ؟‬
‫قال ‪ " :‬أدعوهم أن يتكلموا بكلمة يدين لم با العرب‪،‬‬
‫ويلكون با العجم " فقال أبو جهل من بي القوم‪ :‬ما هي وأبيك‬
‫لنعطينكها وعشر أمثالا‪ ،‬قال "تقولون‪ :‬ل إله إل ال "‪ ،‬فنفروا‪.‬‬

‫‪ )( 9‬مسائل الاهلية ‪ ،‬ضمن مموعة التوحيد النجدية ‪ ،‬ط السلفية ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪1375‬هـ ‪ ،‬ص ‪.237 -236‬‬

‫‪-16 -‬‬
‫‪ – 1‬الماعة قضية متفق على طلبها ف الملة‬

‫قال ابن كثي‪ :‬وف رواية ابن جرير قال ‪ " :‬يا عم ! إن‬
‫أريدهم على كلمة واحدة يقولونا‪ ،‬تدين لم با العرب‪ ،‬وتؤدي‬
‫إليهم با العجم الزية "‪ ،‬ففزعوا لكلمته ولقوله فقال القوم كلمة‬
‫واحدة ! نعم وأبيك عشرا ! فقالوا‪ :‬وما هي ؟ وقال أبو طالب‪:‬‬
‫وأي كلمة هي يا ابن أخي ؟ قال ‪ " :‬ل إله إل ال "‪ ،‬فقاموا‬
‫فزعي ينفضون ثيابم وهم يقولون " أجعل اللة إلا واحدا ؟ إن‬
‫هذا لشيء عجاب" قال ابن كثي‪ :‬ورواه أحد والنسائي‬
‫والترمذي‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬حسن(‪ )10‬والشاهد من الديث قوله‬
‫لشيخة قومه ‪ " :‬ل إله إل ال "‪" ،‬كلمة تدين لكم با العرب‪،‬‬
‫وتلكون با العجم ‪ ،‬أو تؤدي لكم با العجم الزية " يعن أن‬
‫العرب إنا تدين بالسمع والطاعة لهل التوحيد ‪ ،‬وبالتوحيد يكون‬
‫العرب أئمة وملوكا‪ ،‬وهذا هو ما يشهد به الواقع التاريي ! ‪.‬‬
‫فلقد كانت العرب تأنف أن يعطي بعضها بعضا طاعة المارة ‪،‬‬
‫كما قال الشافعي رحه ال ‪" :‬كل من كان حول مكة من العرب‬
‫ل يكن يعرف إمارة ‪ ،‬وكانت تأنف أن يعط َي بعضُها بعضا طاعةَ‬
‫المارة" (‪. )11‬‬

‫‪ )(10‬تفسي ابن كثي ‪ ،4/27،28‬وهو ف مسند أحد‪ ،‬مسند بن هاشم ‪ ،‬برقم‬


‫‪ ،1904‬وبرقم ‪ ، 3244‬وف سنن الترمذي ‪ ،‬كتاب تفسي القرآن برقم ‪،3156‬‬
‫وقال الترمذي حسن صحيح ‪.‬‬
‫‪ )( 11‬الرسالة للمام الشافعي ‪ ،‬تقيق أحد ممد شاكر‪ ،‬ص ‪80‬‬

‫‪-17 -‬‬
‫‪ – 1‬الماعة قضية متفق على طلبها ف الملة‬

‫بالطاعة ‪ ،‬ل تكن ترى ذلك يصلح‬ ‫" فلما دانت لرسول ال‬
‫‪ ،‬فأمروا أن يطيعوا أول المر‪ ،‬الذين أمّرهم‬ ‫لغي الرسول‬
‫رسول ال ‪ ،‬ل طاعة مطلقة ‪ ،‬بل طاعة مستثناةً ‪ ،‬فيما لم‬
‫وعليهم "(‪. )12‬‬
‫فقال ال تعال ‪ :‬فإن تنازعتم في شيء فردوه‬
‫إلى الله والرسول [النساء‪] 59:‬يعن ـ وال أعلم‬
‫ـ إل ما قال ال والرسول ‪ ،‬فإن ل يكن فيما تنازعوا فيه قضاءٌ‬
‫نصا فيهما ‪ ،‬ول ف واحد منهما‪ُ ،‬ر ّد وه قياسا على أحدها(‪. )13‬‬
‫لقد بعث ال تعال رسوله العرب ممدا ‪ ،‬من هذه‬
‫الزيرة العربية‪ ،‬إل الناس كافة ‪ ،‬بل إل جيع الثقلي‪ ،‬الن‬
‫والنس عموما‪ ،‬ينذرهم عن الشرك ويدعوهم إل كلمة التوحيد ‪،‬‬
‫ل إله إل ال‪ ،‬ممد رسول ال على حي فترة من الرسل ‪ ،‬وعلى‬
‫حي تفرق بي الناس ‪ ،‬خصوصا العرب ‪ ،‬فقد كانوا ف تفرق‬
‫شديد ‪ ،‬وف ضلل مبي كما وصفهم ال عز وجل بقوله ‪:‬‬
‫وإن كانوا من قبل لفي ضلل مبين [آل‬
‫عمران‪ ،]164:‬و ف قوله تعال ‪ :‬لقد من الله على‬
‫المؤمنين إذ بعث فيهم رسول ً من أنفسهم‬
‫يتلو عليهم آياته ويزكيهم وإن كانوا من‬
‫‪ )(12‬الرسالة للمام الشافعي‪ ،‬تقيق أحد ممد شاكر ‪ ،‬ص ‪. 80‬‬
‫‪ )(13‬ينظر‪ :‬الرسالة للمام الشافعي تقيق أحد شاكر ص ‪ ، 81-80‬و السنة ‪،‬‬
‫لحمد بن نصر الر و زي ‪ ،‬ص ‪.7‬‬

‫‪-18 -‬‬
‫‪ – 1‬الماعة قضية متفق على طلبها ف الملة‬

‫[آل عمران ‪ ،]164:‬وف‬ ‫قبل لفي ضلل مبين‬


‫قوله تعال‪ :‬هو الذي بعث في الميين رسول‬
‫منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم‬
‫الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي‬
‫ضلل مبين [المعة‪ ، ]2 :‬أنعم ال بفضله ببعثة الرسول‬
‫‪ ،‬كما أنعم على الستجيبي للنب ‪ ،‬القائلي بكلمة التوحيد‬
‫من العرب‪ ،‬على الصوص باللفة والجتماع ‪ ،‬اجتمعت قلوبم‬
‫كما قال‬ ‫وقوالبهم وتألفت بالتوحيد على رسول ال ممد‬
‫تعال ياطبه ‪ :‬وإن يريدوا أن يخدعوك ‪ ،‬فإن‬
‫حسبك الله ‪ ،‬هو الذي أيدك بنصره‬
‫وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم‪ ،‬لو أنفقت‬
‫ما في الرض جميعا ‪ ،‬ما ألفت بين قلوبهم‬
‫‪ ،‬ولكن الله ألف بينهم‪ ،‬إنه عزيز حكيم يا‬
‫أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من‬
‫المؤمنين [النفال‪] 63:‬وقوله ‪ :‬حسبك الله‬
‫ومن اتبعك من المؤمنين ‪ ،‬أي ال وحده ل‬
‫شريك له ‪ ،‬يكفيك ويكفي من اتبعك من الؤمني ‪ ،‬يعصمك‬
‫ويعصم من اتبعك من الؤمني من إرهاب الفت الضلة‪ ،‬وخداع‬
‫اليهود ‪ ،‬وكيد العداء ‪ ،‬فصاروا بفضل ال مؤتلفي ومتمعي‬
‫بتأليف ال بينهم بالتوحيد‪ ،‬اجتمعت قلوبم وقوالبهم بذلك ‪ ،‬على‬
‫رسول ال ‪ ،‬ث بعد وفاة النب صلى ال عليه وسلم مازالوا‬
‫مؤتلفي متمعي‪ ،‬تت مظلة اللفة النبوية الراشدة عقودا من‬

‫‪-19 -‬‬
‫‪ – 1‬الماعة قضية متفق على طلبها ف الملة‬

‫السني ‪ ،‬فاكتملت لم القوة العظمى ف العلم والعمل‪ ،‬ودانت لم‬


‫العرب بذه الكلمة وملكوا با العجم ‪ ،‬قصروا قيصر ‪ ،‬وكسروا‬
‫كسرى ‪ ،‬كما وعدهم النب ‪ ،‬وصاروا سادة العال‪ ،‬ف مشرقه‬
‫ومغربه‪ ،‬سادوه بكلمة التوحيد‪ ،‬قرونا من الزمان‪ ،‬وتققت لم‬
‫وحدتم جيعا ‪ ،‬واعتصموا ببل ال جيعا ‪ ،‬وتت الماعة الشاملة‬
‫‪ ،‬والمامة العظمى واللفة السلمية الكبى ‪ ،‬ول المد ‪.‬‬
‫هذه الدلة وغيها من الدلة كلها تفيد العلم اليقين‬
‫بوجوب لزوم الماعة ‪ ،‬وتري مفارقتها ‪ ،‬ف الكتاب والسنة‬
‫والجاع والعتبار ‪ ،‬وأن الماعة ضرورة للب النفعة ودفع‬
‫الضرة ‪ ،‬وإثبات الذات والوية ‪ ،‬وأن أساسها هو التوحيد ‪ ،‬وأن‬
‫العرب ل تدين لحد بغيه ‪ ،‬بلف غيهم فيدينون لن يلكهم ‪.‬‬
‫إذا‪ :‬فالماعة قضية متفق على طلبها ف الملة ‪.‬‬

‫‪-20 -‬‬
‫‪ – 2‬مشكلة البحث ‪ ( :‬الختلف ف الراد الشرعي بالماعة )‬

‫‪ -2‬مشكلة البحث‪( :‬الختلف ف الراد الشرعي بالماعة)‪:‬‬


‫مشكلة البحث هي ‪ :‬الختلف ف الراد الشرعي بالماعة‪،‬‬
‫واستمراره حت العصر الاضر ‪ ( ،‬عصر عولة الرهاب والفتنة ) ‪،‬‬
‫وما ذلك إل بسبب الهل ‪ ،‬أو اتباع الوى ‪ ،‬أو ها معا ‪،‬‬
‫إن النسان كان ظلوما ً جهول [الحزاب‪] 72:‬‬
‫‪.‬‬
‫جهل الخالفي بياث النب ‪ ،‬وتفريطهم ف تعلم ما ل‬
‫يسعهم جهله ‪ ،‬أو إعراضهم عن العلم النافع ‪ ،‬أو أنم يعلمون لكن‬
‫يصدهم عن العمل با يعلمون اتباع ما توى النفس ‪ ،‬ما كان له‬
‫الثر الكبي ف ضياع الوية السلمية ‪ ،‬وذوبانا أمام عولة‬
‫الرهاب والفتنة ‪ ،‬وحت أصبح سع ُي كثي من الناس للجماعة‬
‫ولزومِها السببَ الرئيسَ ف مفارقتهم للجماعة ‪ ،‬والروق منها ‪ ،‬إل‬
‫الوقوع ف الفرقة والشاقة‪ ،‬وإشعال فتنة الرهاب العالي الصهيون‪،‬‬
‫لصلحة جاعة اليهود‪ ،‬ضد حق الفلسطيني ‪ ،‬وحق العرب ‪ ،‬وحق‬
‫السلمي‪ ،‬والسقوط ف الفت العامة‪ ،‬الت توج موج البحر ‪ ،‬منذ‬
‫قدي من الزمن إل زمننا الاضر‪ ،‬من أمثال ما وقع ف التاريخ من‬
‫الركات الالكة ‪ ،‬كالركات الت ادعت كل واحدة منها ‪ ،‬أنا‬
‫حركة الهدي النتظر‪ ،‬وأفرزت مثل أحداث الرهاب ف الرم‬
‫الكي الشريف ‪ ،‬كفتنة القرامطة ‪ ،‬وفتنة جهيمان ومهديه الالك ‪،‬‬
‫أو حركة حادثة تدعي أنا حركة أمي الؤمني كحركة طالبان ‪،‬‬
‫‪ – 2‬مشكلة البحث ‪ ( :‬الختلف ف الراد الشرعي بالماعة )‬

‫متجاهلة غيها من حكومات إسلمية سابقة لا ‪ ،‬أو ما يسمى‬


‫بتنظيم الهاد الصرية‪ ،‬أوتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لدن ‪،‬‬
‫بعد أن خلع يده من الطاعة ‪ ،‬وفارق الماعة‪ ،‬أو غي ذلك ‪ ،‬ما‬
‫أفرز شرا وإرهابا‪ ،‬مثل أحداث التفجيات الرهابية ف الرياض‬
‫والب‪ ،‬وأحداث ‪ /11‬سبتمب‪ ،‬الرهابية على أمريكا ‪ ،‬وما سبقها‬
‫وتلها من أحداث إرهابية ‪ ،‬وهي إنا حدثت بسبب مالفة‬
‫الحدثي لا الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬وحسبت عاليا على السلم‬
‫والسلمي حسبانا يكاد يحو بعولته الوية السلمية ‪ ،‬والسلم‬
‫والسلمون منها براء ‪.‬‬
‫وهذا الهل بالراد الشرعي بالماعة أو تاهله هو الواقع‬
‫الؤسف ‪ ،‬لدى الكثي من السلمي‪ ،‬بل لدى الكثي من الدعاة ‪،‬‬
‫خصوصا العاصرين من أصحاب الناهج الدعوية الخالفة ‪ ،‬مثل‬
‫أصحاب النهج الذي يدعو إل اعتقاد أنه ليس للمسلمي اليوم‬
‫جاعة يرجعون إليها‪ ،‬ذات ولية ببيعة شرعية‪ ،‬وأنه ليس ف الرض‬
‫اليوم جاعة للمسلمي ‪ ,‬بالراد الشرعي بالماعة‪ ،‬الت ورد ف‬
‫النصوص الشرعية ذكرُها والثّ على لزومها‪ ،‬وتريُ الروج‬
‫عليها‪ ،‬وبناءً على هذا العتقاد الفاسد يوجبون على المة‬
‫السلمية أن تسعى لياد الماعة حسب مفهومهم الاطئ ‪ ،‬بل‬
‫يرون السعي ف إيادها ونصب المام العام فرض عي ‪ ،‬على كل‬
‫فرد مسلم‪ ،‬حت توجد اللفة العامة ‪ ،‬الت تدين لا المة كلها‪ ،‬من‬

‫‪-22 -‬‬
‫‪ – 2‬مشكلة البحث ‪ ( :‬الختلف ف الراد الشرعي بالماعة )‬

‫(‪)14‬‬
‫أدناها إل أقصاها‪ ،‬للخليفة فيها بالولء والنصرة والرجعية‬
‫ويبنون ذلك العتقد الفاسد ‪ ،‬على ما يؤصلونه من أصل فاسد هو ‪،‬‬
‫أن الماعة ‪ (:‬إنا تطلق ف النصوص الشرعية إطلقي ‪ ،‬ل غي ‪:‬‬
‫إطلق من حيث البناء والكيان ‪ ،‬وإطلق من حيث النهج‬
‫والطريقة ‪،‬فمن حيث البناء والكيان ‪ " :‬فالماعة تطلق على الت‬
‫اتفقت آراء جيع السلمي فيها على إمام واحد بعقد بيعة ‪... ،‬‬
‫فيها‬ ‫فهذه هي الت يرم الروج عليها‪ ،‬وهي الت قال الرسول‬
‫لذيفة ‪ " :‬تلزم جاعة السلمي وإمامهم " الديث ‪.‬‬
‫وقالوا‪ ":‬يب على السلمي السعي لياد هذه الماعة‪ ،‬وتنصيب‬
‫المام التفق على بيعته "‬
‫قلت‪ :‬ويترتب على هذا التأصيل الفاسد اعتقاد فاسد وهو‪ :‬أن‬
‫الماعة غي موجودة الن! لن الراء منذ قرون عديدة ل تتفق‬
‫على إمام واحد لميع السلمي بعقد بيعة شرعية‪ ،‬واعتقاد أن‬
‫الماعة غي موجودة الن اعتقاد فاسد‪ ،‬ومفهوم خاطئ والتعليل‬

‫‪ )(14‬ينظر‪ :‬رسالة ماجستي ‪ ،‬بعنوان ‪ :‬الطريق إل جاعة السلمي ‪ ،‬تقدم با حسي‬


‫بن ممد بن علي جابر‪ ،‬إل شعبة السنة الشرفة ‪ ،‬بالامعة السلمية‪ ،‬وقد نال‬
‫صاحبها المتياز مع الشرف ‪ ،‬بإشراف ‪ ،‬الستاذ الدكتور ممود أحد مية ‪،‬‬
‫نشر دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع ـ النصورة ‪ .‬ش ‪ .‬م ‪ .‬م ‪ ،‬وكتاب‬
‫كيف المر إذا ل تكن جاعة ‪ ،‬دراسات حول الماعة والماعات ‪ ،‬تأليف عبد‬
‫الميد هنداوي ط ‪ /2‬عام ‪1416‬هـ ‪ .19-15 ،‬نشر‪ :‬مكتبة التابعي‬
‫بالقاهرة ‪.‬‬

‫‪-23 -‬‬
‫‪ – 2‬مشكلة البحث ‪ ( :‬الختلف ف الراد الشرعي بالماعة )‬

‫لعتقاد عدم وجود الماعة الن بعدم اتفاق جيع السلمي اليوم‬
‫على إمام واحد بعقد بيعة هو تعليل معلول ‪ ،‬حيث ل يلزم من عدم‬
‫التفاق على إمام واحد عدم وجود جاعة السلمي ‪ ،‬ذات الولية‬
‫ببيعة شرعية ‪ ،‬يرجع إليها ‪ ،‬ويرم الروج عليها‪ .‬ويترتب على‬
‫ذلك العتقد الضال الفاسد‪ ،‬إباحةُ الروج على جيع الكومات‬
‫السلمية حت حكومة الملكة العربية السعودية ‪ ،‬لن السلمي ل‬
‫يتفقوا كلهم على أن يبايعوا إمامها إماما عاماّ لميع السلمي ‪،‬‬
‫فذلك حسب هذا العتقد الفاسد يبيح لم اعتبار الكومات غي‬
‫شرعية لنا متعددة ‪ ،‬واعتقاد عدم وجود حكومة شرعية للمسلمي‬
‫اليوم ‪.‬‬
‫وهذا هو مفهوم من يتسمون بالخوان السلمي‪،‬أصحاب توحيد‬
‫الاكمية‪ ،‬كالوارج والعتزلة وأهل التكفي‪ ،‬وجاعة التبليغ الندية‪،‬‬
‫وما يسمى بماعة تنظيم الهاد والجرة الصرية ‪ ،‬أو ما يسمى‬
‫بتنظيم القاعدة ‪ ،‬وغيهم من أصحاب الفت والتخريب والفساد‬
‫ف الرض ‪ ،‬والتحزب على ذلك ولءً وبراء‪ ،‬وهو مفهوم خاطئ‬
‫ضال‪ ،‬وعقيدة فاسدة ‪ ،‬يترتب عليه الخالفة التامة لسنة الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ف تديد الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬كما‬
‫سيأت ذكره ‪،‬ويترتب عليه منازعة ولة المور ف ولياتم ‪ ،‬أي‬
‫منازعة المر أهله ‪ ،‬وهذا ل يوز شرعا كما هو معلوم مقرر ف‬
‫النصوص الشرعية‪ ،‬كما ل يوز منازعة المر أهله ف العقل كونا ‪،‬‬

‫‪-24 -‬‬
‫‪ – 2‬مشكلة البحث ‪ ( :‬الختلف ف الراد الشرعي بالماعة )‬

‫لن ولة المور حقا‪ ،‬إما أن يكونوا ولوا المور بقدر ال الكون‬
‫الذي ل يكن دفعه ‪ ،‬وليس ف القدور منازعته ‪ ،‬كما قال تعال ‪:‬‬
‫قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من‬
‫تشاء ‪ ،‬وتنزع الملك ممن تشاء [آل عمران‪:‬‬
‫‪ ، ] 26‬ومن نازع ال ف قدره هلك وإما أن يكون ولة المور‬
‫قد ولوا المور بقدر ال وشرعه معا ‪ ،‬فكما ل يوز منازعتهم ف‬
‫ذلك كونا وقدرا‪ ،‬أي ل يقع كونا‪ ،‬لنه ما شاء ال كان ‪ ،‬وما ل‬
‫يشأ ل يكن ‪ ،‬كذلك ل يوز أيضا منازعتهم المر شرعا‪ ،‬أي يرم‬
‫ديانة ‪ ،‬حرمة يترتب عليها الذنب والعقوبة ف الدنيا والخرة ‪،‬وقد‬
‫ترتب أيضا على ذلك الفهوم الاطئ ‪ ،‬ما تسميه بعض المعيات‬
‫الدعوية ضابطا لشرعية عمل أي جاعة دعوية أخرى‪ ،‬وهو‪ :‬أن‬
‫يكون عملها " ما يؤيد المام العام ‪ ،‬ويكون عونا له ‪ ،‬ف‬
‫الواجبات الت ألقاها ال على عاتقه ‪ ،‬من إقامة شرع ال ف الرض‬
‫‪ ،‬والهاد ف سبيله "(‪. )15‬‬
‫قلت‪ :‬ولكن هذا المام العام غي موجود ‪ ،‬إل ف الذهن ‪ ،‬ول‬
‫ينبغي أن يشتبه علينا وجود الذهن بوجود العي‪ ،‬فنظنهما واحدا‪،‬‬
‫فتخلط علينا البدعة بالسنة ‪ ،‬ول نيز بينهما ‪ ،‬إذ وجود الذهن ‪ ،‬ل‬
‫حقيقة له فيما خرج عن الذهن ‪.‬‬

‫‪ )(15‬ينظر‪ :‬منهج المعية ‪ ،‬للدعوة والتوجيه ‪ ( ،‬جعية إحياء التراث السلمي ) ف‬


‫الكويت ‪ ،‬ط ‪ /2‬عام ‪1417‬هـ ‪ ،‬ص ‪ ،45‬س ‪9‬وما بعده ‪.‬‬

‫‪-25 -‬‬
‫‪ – 2‬مشكلة البحث ‪ ( :‬الختلف ف الراد الشرعي بالماعة )‬

‫وأما الطلق الثان للجماعة ‪ ،‬على تأصيل هؤلء الاطئي‪،‬‬


‫فهو‪ :‬إطلق الماعة من حيث النهج والطريقة قالوا‪ ( :‬وهذه ل‬
‫يكن حصرها ف واحدة من الماعات السلمية القائمة الن ‪،‬‬
‫العروفة بأسائها وقادتا ونظمها وأعضائها ) ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬يعن كالخوان السلمي‪ ،‬وجاعة التبليغ ‪ ،‬وحزب التحرير‪،‬‬
‫وغيها ‪ ،‬من الماعات السلمية القائمة الن ‪ ،‬العروفة بأسائها‬
‫وقادتا ونظمها وأعضائها ‪.‬‬
‫قالوا‪ ( :‬لنا كلها ليست إل وسائل للدعوة جائزة ) ‪ ،‬وقالوا‪:‬‬
‫( إنه ل يضي السلم أن يتار من هذه الماعات ـ الت ليست إل‬
‫وسيلة للدعوة ـ جاع ًة ‪ ،‬يراها أقرب إل الق والصواب ) !!‬
‫قلت ‪ :‬وهل الدعوة إل هذا إل دعوة إل التفرق من غي شك‪،‬‬
‫لنا دعوة إل جاعات متعددة الهواء متباينة الراء ‪ ،‬متضادة‬
‫متناحرة فيما بينها ‪ ،‬كل واحدة ل تتفق مع الخرى‪ ،‬بل تبدعها أو‬
‫تفسقها أو تكفرها ‪ ،‬لن فيها الهمية والعتزلة والشعرية‬
‫والاتريدية ‪ ،‬والصوفية والوارج ‪ ،‬والبية والرجئة ‪ ،‬وكلها‬
‫متناقضة متضادة ف مناهجها وعلومها وتصوراتا‪ ،‬متباينة ف‬
‫مقاصدها ومراداتا‪ ،‬متفرقة ف دعواتا‪ ،‬والقول بأنا متفقة باطل ف‬
‫يرد ذلك كما ف حديث معاوية‬ ‫الواقع‪ ،‬ولفظ خب الرسول‬
‫بن أب سفيان الذي رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن‬
‫صحيح ‪ ،‬وصح من رواية ابن أب عاصم ‪ ،‬ف كتاب السنة له من‬

‫‪-26 -‬‬
‫‪ – 2‬مشكلة البحث ‪ ( :‬الختلف ف الراد الشرعي بالماعة )‬

‫طرق متعددة ‪ ،‬قال معاوية رضي ال عنه ‪ ،‬قام فينا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يوما فذكر‪ ":‬إن أهل الكتاب قبلكم تفرقوا على‬
‫اثنتي وسبعي فرقة ف الهواء كلها ف النار إل واحدة ‪ ،‬وهي‬
‫الماعة " الديث ‪.‬‬
‫فإن قوله ‪ " :‬واحدة ‪ ،‬وهي الماعة "‪ ،‬وف رواية ‪" :‬هم من كان‬
‫على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحاب " يناف التعدد التضاد ‪ ،‬فتعي‬
‫أن تكون الماعة واحدة‪ ،‬وإن تنوعت ف صورها ‪ ،‬وتعددت‬
‫جاعاتا بتعدد الماكن والزمان والجناس‪ ،‬والحوال ‪ ،‬كتعدد‬
‫جاعاتم ومساجدهم ف الصلة ‪ ،‬فهم واحد ف النهج والعلم‬
‫والتصور ‪ ،‬وف النية والعمل والرادة والغاية ‪ ،‬وهم أهل السنة‬
‫والماعة (‪. )16‬‬
‫لكن مع السف ينطلق هؤلء الدعاة ف دعواتم إل ال بزعمهم‪،‬‬
‫من تلك النطلقات التفرقة‪ ،‬الت ل ترجع إل مرجعية تمعها‪،‬‬
‫وينطلقون من تلك الفاهيم الاطئة للمراد الشرعي بفهوم الماعة‪،‬‬
‫فيأتون إل الناس من دعواتم الفارقة بهالة وبغي ‪ ،‬وبدعة وضللة‪،‬‬
‫ويسلكون مسلك الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا‪ ،‬وأحزابا كل‬
‫حزب با لديهم فرحون ‪ ،‬كالوارج الارقة‪ ،‬الذين يفتاتون على‬
‫أهل السلم والسنة‪ ،‬ويرجونم بمارساتم الضالة باسم السلم ‪،‬‬

‫‪ )(16‬ينظر‪ :‬التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية ‪ ،‬تأليف العلمة عبد العزيز بن‬
‫ناصر الرشيد ‪ ،‬ط ‪/2‬ص ‪. 13‬‬

‫‪-27 -‬‬
‫‪ – 2‬مشكلة البحث ‪ ( :‬الختلف ف الراد الشرعي بالماعة )‬

‫والسلم منها براء ‪ ،‬وباسم السنة والسلفية وليست من منهج أهل‬


‫السنة والماعة ف شيء ‪.‬‬
‫ومن ذلك الفهوم الفاسد ‪ :‬اعتقد بعض الناس ‪ ،‬أننا ف‬
‫زمان العتزال ‪ ،‬الواجب فيه العتزال ‪ ،‬أخذا بزعمهم من قوله ف‬
‫حديث حذيفة قال ‪ " :‬قلت ‪ :‬فإن ل يكن لم جاعة ول إمام ؟‬
‫قال ‪ ( :‬فاعتزل تلك الفرقَ كلّها ولو أن تعض بأصل شجرة‬
‫حت يدركك الوت وأنت على ذلك)(‪.)17‬‬

‫‪ )(17‬انظر ‪ :‬البخاري مع الفتح ‪13/35‬‬

‫‪-28 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫‪ -3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية ‪:‬‬


‫أ ـ رفع اللفة النبوية ‪ ،‬وحدوث الشرك ‪:‬‬
‫ُرِفعَت اللف ُة النبوية بسبب الستجابة للفت الضلة ‪ ،‬الت‬
‫يوقعها اليهود والجوس والنافقون فيهم ‪ ،‬حت وقعوا ف الختلف‬
‫الذموم ‪ ،‬وهو اختلف التضاد ‪ ،‬حت قتل بسببه الليفة الراشد‬
‫عثمان مظلوما رضي ال عنه ‪ ،‬على أيدي خوارج من السلمي ‪،‬‬
‫وصار السلمون فرقا‪ ،‬منهم فريقان عظيمان متقاتلن ‪ ،‬واعتزل‬
‫فريق ثالث القتال مع أي من الفريقي ‪ ،‬وخرج الوارج من‬
‫السلمي على علي فقتلهم ف النهروان ‪ ،‬وفر منهم خوارج‬
‫إرهابيون ‪ ،‬حت قتلوا الليفة الراشد علي رضي ال عنه غيلة‬
‫وإرهابا ‪ ،‬قتله غدرا عبد الرحن بن ملجم الارجي ف كمي نصبه‬
‫له ‪ ،‬ث أصلح ال بي السلمي بالسن بن علي رضي ال عنه ‪،‬‬
‫فاجتمعوا بتنازله عن المر لعاوية رضي ال عنه ‪ ،‬اجتمعوا بذلك‬
‫على ملوك اللفة الموية العربية ‪ ،‬ث ذهبت اللفة الموية بسبب‬
‫الختلف الذموم أيضا‪ ،‬وقامت فيهم ملوك اللفة العباسية‪ ،‬ث‬
‫ذهبت بسبب ما شابا من الشعوبية والختلف الذموم كذلك ‪،‬‬
‫وبذهاب اللفة العباسية ضاعت هوية اللفة العربية تاما‪،‬‬
‫وتسلطت الشعوبية والعجم بسبب اختلف العرب ذاتم ‪ ،‬اختلفً‬
‫متضادا مذموما‪ ،‬ولكنهم انضووا تت اللفة العثمانية السلمية ‪،‬‬
‫ث ضاعت الوية العثمانية بالختلف كذلك ‪ ،‬وبعدم تقيق‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫سلطي التراك الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬وبإضاعتهم أساس‬


‫تكوينها ضاعت هويتهم أمام إرهاب يهود الدونة والاسونية ‪،‬‬
‫وعولة اللاد الوروب وضغطه وإرهابه ‪ ،‬إل أن ألغوا خلفتهم‬
‫التركية العثمانية ‪ ،‬وبذلك ارتفعت اللفة السلمية الكبى ‪ ،‬وت‬
‫افتراق العرب والسلمي سياسيا إل دويلت ‪ ،‬بعد أن كانوا قد‬
‫افترقوا دينيا قبل ذلك إل ثلث وسبعي فرقة ‪ ،‬كلها ف النار إل‬
‫واحدة وهي الماعة ‪ ،‬الت هي على السنة النبوية ف الواقع ‪ ،‬بالراد‬
‫الشرعي ‪ ،‬رغم افتراق السلمي ‪ ،‬ومفارقة الخالفي لا‪ ،‬ول تزال‬
‫باقية إل قيام الساعة ‪.‬‬
‫ولقد حدث النقص ف تقيق كلمة التوحيد ‪ ،‬ف الجيال‬
‫الت جاءت من بعد القرون الثلثة الول الفضلة بسبب اتباع من‬
‫اتبع منهم الهواء وعبادتا ‪ ،‬واتباع البدع الخالفة لا جاء به‬
‫الرسول ‪ ،‬وترك البعض واجب تقيق التوحيد ‪ ،‬وهذا هو سبب‬
‫الحدثات ف الدين ‪ ،‬والبدع الت يتعبد با أصحابا‪ ،‬فحصل‬
‫الختلف والتفرق والتقاتل والضعف بسبب ذلك ‪.‬‬
‫كما روى ابن أب عاصم من طرق متعددة‪ ،‬وأبو داود عن معاوية‬
‫رضي ال عنه‪ ،‬قال قام فينا رسول ال يوما فذكر‪ " :‬إن أهل‬
‫الكتاب قبلكم تفرقوا على اثنتي وسبعي فرقة ف الهواء ‪ ،‬أل وإن‬
‫هذه المة ستفترق على ثلث وسبعي فرقة ف الهواء ‪ ،‬كلها ف‬
‫النار إل واحدة‪ ،‬وهي الماعة‪ ،‬أل وإنه يرج ف أمت قوم ‪ ،‬يهوون‬

‫‪-30 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫هوى ‪ ،‬يتجارى بم ذلك الوى ‪ ،‬كما يتجارى الكلب بصاحبه ‪،‬‬


‫ل يدع منه عرقا‪ ،‬ول مفصل إل دخله" (‪ )18‬وف رواية أن النب‬
‫أخب "أن هذه المة ستفترق على ثلث وسبعي ملة ‪ -‬يعن‬
‫الهواء‪ -‬كلها ف النار إل واحدة‪ ،‬وهي الماعة" (‪ )19‬وقع بسبب‬
‫اتباع الهواء كثي من أنواع الشرك ف السلمي ‪ ،‬كما قال رسول‬
‫ال عن الوارج ‪ " :‬يرقون من السلم مروق السهم من‬
‫الرمية‪ ،‬يقتلون أهل السلم ويدعون أهل الوثان‪ ،‬لئن أدركتهم‬
‫لقتلنهم قتل عاد"‪ ،‬رواه البخاري ف مواضع من صحيحه‪ ،‬ورواه‬
‫غيه(‪ ،)20‬وف صحيح البخاري أيضا ف كتاب الفت ‪" :‬باب تغي‬
‫الزمان حت يعبدوا الوثان " وفيه حديث أب هريرة أن رسول‬
‫ال قال ل تقوم الساعة حت تضطرب إليات نساء دوس على‬
‫ذي اللصة ‪ ،‬وذو اللصة طاغية دوس الت كانوا يعبدون ف‬
‫الاهلية " (‪ ،)21‬وبسبب وقوع هذه الهواء الشركية ف هذه المة‪،‬‬
‫حصل تفرقهم ف الدين ‪ ،‬فصار فيهم الفشل وذهاب الريح‬
‫والضعف‪ ،‬كما يشهد بذلك الواقع طبقا لا أخب به النب ‪ ،‬وذلك‬
‫‪)17(18‬انظر ‪ :‬السنة لبن أب عاصم (ج ‪ 1‬ص ‪ ، 9-7‬ص ‪.)36-32‬‬
‫‪ )(19‬و أخرجه أحد ‪ ،4/102‬وأبو داود (‪ )4597‬وغيها وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫‪ )(20‬البخاري ‪ ،‬أحاديث النبياء ‪ ،3095 ،‬الدب ‪ ،5697‬استتابة الرتدين‬
‫‪ ،6419،6420،6422‬التوحيد ‪ ،6880‬مسلم ‪ ،‬الزكاة ‪ ، 1764‬أبو داود ‪،‬‬
‫السنة ‪ ،4136،4137‬النسائي تري الدم ‪ ،4032‬أحد ‪ ،‬مسند العشرة‬
‫‪ ،1307‬باقي مسند الكثرين ‪،12420 ،11270 ،11150،11221‬‬
‫‪ ،12859،14276‬مالك النداء للصلة ‪.428 ،‬‬
‫‪ )20(21‬صحيح البخاري ‪ ،‬الفت ‪.6583‬‬

‫‪-31 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫‪.‬‬ ‫من علمات نبوته‬


‫ومن المثلة التاريية ‪ ،‬لا وقع ف المة من الشرك‪ ،‬ما مثل‬
‫به الشيخ عبد الرحن بن قاسم رحه ال‪ ،‬ف الدرر السنية فقال ‪" :‬‬
‫مثل الذي ذكره الشيخ قاسم من أئمة النفية‪ ،‬ف شرح درر‬
‫البحار‪ ،‬من النذر لغي ال‪ ،‬وأنه كفر ‪.‬‬

‫ومثل ما ذكره الذرعي‪ ،‬من أئمة الشافعية‪ ،‬ف ‪ " :‬قوت‬


‫الحتاج شرح النهاج" ‪ ،‬وما ذكره أبو شامة‪ ،‬من أئمة الشافعية‬
‫أيضا‪ ،‬وما ذكره الطرطوشي من أئمة الالكية‪ ،‬وما ذكره أبو الوفاء‬
‫ابن عقيل‪ ،‬وابن القيم‪ ،‬من أئمة النابلة‪ ،‬وغي هؤلء العلماء‪ ،‬كثي‪،‬‬
‫كلهم صرحوا بأن العمال الشركية قد عمت با البلوى‪ ،‬وشاعت‬
‫ف كثي من البلد السلمية‪ ،‬وأن الشاهد والبنية على القبور قد‬
‫كثرت‪ ،‬وكثر الشرك عندها وبا‪ ،‬حت صار كثي منها بنلة اللت‬
‫والعزى ومناة الثالثة الخرى‪ ،‬بل أعظم شركا عندها وبا (‪.)22‬‬

‫وقال الشيخ عبد الرحن بن حسن بن شيخ السلم ممد‬


‫بن عبد الوهاب رحهم ال ف قرة عيون الوحدين‪ " :‬وقد وقع‬
‫الكثر من متأخري هذه المة ف هذا الشرك الذي هو أعظم‬
‫الحرمات‪ ،‬كما وقع ف الاهلية قبل مبعث النب ‪ ،‬عبدوا القبور‬
‫والشاهد والشجار والحجار والطواغيت والن‪ ،‬كما عبد أولئك‬

‫‪ )(22‬ينظر‪ :‬الدرر السنية ‪.314-1/308 ،‬‬

‫‪-32 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫اللت والعزى ومناة وهبل وغيها من الصنام والوثان ‪ ،‬واتذوا‬


‫هذا الشرك دينا ‪ ،‬ونفروا إذا دعوا إل التوحيد أشد نفرة ‪ ،‬واشتد‬
‫غضبهم لعبوداتم ‪ ،‬كما قال تعال‪( :‬وإذا ذكر ال وحده اشأزت‬
‫قلوب الذين ل يؤمنون بالخرة ‪ ،‬وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم‬
‫يستبشرون) الزمر‪ ،45:‬إل أن قال الشيخ ابن حسن‪ " :‬وقد وقع‬
‫ما أخب به النب بعد القرون الثلثة ( يعن من غربة السلم‬
‫وافتراق المة) فلهذا عم الهل بالتوحيد الذي هو أصل دين‬
‫السلم‪ ،‬فإن أصله أن ل يعبد إل ال‪ ،‬وأن ل يعبد إل با شرع‪،‬‬
‫وقد ترك هذا وصارت عبادة الكثر ين مشوبة بالشرك والبدع‬
‫"(‪. )23‬‬

‫ب ‪ -‬زوال الوية العثمانية‪:‬‬

‫من آثار عدم تقيق الدولة العثمانية للمراد الشرعي‬


‫بالماعة‪ ،‬أن زالت هويتهم ‪ ،‬أمام النصرانية والبدع والوثنية‪،‬‬
‫وإرهاب يهود الدونة والاسونية ‪ ،‬وعولة اللاد الوروب وضغطه‬
‫وإرهابه ‪ ،‬وإل شيء من تفصيل ذلك ‪:‬‬

‫أولً ‪ :‬زوالا من الناحية الدينية‬


‫عرفت الدولة العثمانية بتأييد التصوف البدعي ‪ ،‬ف متلف‬
‫‪ )(23‬مموعة التوحيد النجدية ص ‪ ،12‬ط السلفية بصر‪1375/‬هـ‬

‫‪-33 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫طرائقه الت بعدت عن السلم ‪ ،‬وليست من السلم ف شيء ‪،‬‬


‫وإنا كانت قد دخلت من عادات شركية بعضها نصرانية ‪،‬‬
‫كالرهبانية ‪ ،‬واللعب بذكر ال تعال ‪ ،‬وابتداع أساليب فيه‬
‫كالرقص والغناء والصياح ‪ ،‬والكاء والتصدية ‪ ،‬والشعار‬
‫والتصفيق‪ ،‬والدائح الشركية ‪ ،‬والوالد البتدعة ‪ ،‬وبعضها من‬
‫الندوسية أو الفارسية أو اليونانية أو الطورانية التركية كدعوى‬
‫اللول والتاد ‪ ،‬ووحدة الوجود ‪ ،‬والتفوق العرقي ‪ ،‬فكانت‬
‫الدولة العثمانية ‪ ،‬ترعى هذا ‪ ،‬وتراه من صميم الدين‪ ،‬وكان‬
‫السلطي يضعون للمتصوفة ‪ ،‬وأهل الهل والغلو‪ ،‬وسدنة القبور‬
‫والزارات والشاهد وعبادها‪ ،‬ويبالغون ف تعظيمهم ويغلون فيهم ‪،‬‬
‫حت ظهر الشرك بي السلمي ‪ ،‬وعبادة غي ال تعال‪ ،‬بالدعاء‬
‫والذبح والنذور والقربات‪ ،‬وبناء القباب للطواف حولا‪ ،‬وانتشر‬
‫هذا وكثر وغلب على هم العلماء الصلحي ‪ ،‬ف ظل الدولة‬
‫العثمانية وحايتها ‪ ،‬بل إنه وجدت رسالة ف الجرة عند قب النب‬
‫‪ ، r‬أولا ‪ " :‬من عبيدك السلطان سليم وبعد يا رسول ال قد نالنا‬
‫الضر‪ ،‬ونزل بنا من الكروه ‪ ،‬مال نقدر على دفعه ‪ ،‬واستول عباد‬
‫الصلبان على عباد الرحن نسألك النصر عليهم والعون عليهم وأن‬
‫تكسرهم عنا "‪ ،‬وذكر كلما كثيا هذا معناه وحاصله (‪ ، )24‬ومع‬
‫ذلك فقد تعال سلطي هذه الدولة العثمانية وتكبوا على الرعية ‪،‬‬

‫‪ )(24‬ينظر‪ :‬الدرر السنية ف الجوبة النجدية ‪ ،‬جع ابن قاسم ‪.1/314 ،‬‬

‫‪-34 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫بنعتهم العرقية الطورانية ‪،‬فل ياطبونم مباشرة ‪ ،‬وإنا يقولون‬


‫لولتم ‪ " :‬بلغوا عبيد بابنا العال" (‪. )25‬‬
‫ولذا وصل المر بالدولة العثمانية ‪ ،‬مدفوعة ببدعها من‬
‫دول أوربا الصهيونية والعلمانية ‪ ،‬ومثلةً بوال مصر ممد علي‬
‫باشا‪ ،‬وشريف مكة ‪ ،‬الشريف غالب ‪ ،‬إل أن حاربت التوحيد‬
‫وأهله ‪ ،‬بعد العرفة وقيام الجة ‪.‬‬
‫ذكر البت ف تاريه ‪ ،‬ف حوادث سنة ‪1221‬هـ ‪ :‬أن‬
‫الخبار وصلت من الديار الجازية ‪ ،‬بأن الشريف غالب عاهد‬
‫المام سعود على اتباع ما أمر ال به ‪ ،‬ف كتابه العزيز‪ ،‬من إخلص‬
‫التوحيد ل وحده ‪ ،‬واتباع سنة الرسول ‪ ، r‬وما كان عليه اللفاء‬
‫الراشدون والصحابة والتابعون ‪ ،‬والئمة الجتهدون إل آخر القرن‬
‫الثالث‪ ،‬وترك ما حدث ف الناس من اللتجاء إل غي ال تعال‪،‬‬
‫وبناء القباب على القبور لعبادتا والنذور والذبح لا‪ ،‬وسائر ما‬
‫أحدثوه من أنواع الشرك ف توحيد اللوهية‪ ،‬الذي بعثت الرسل‬
‫لبطاله ‪ ،‬حت يكون الدين كله ل تعال ‪ ،‬وترك سائر النكرات‬
‫والجاهرة با‪ ،‬وإبطال الكوس والظال ‪ ،‬قال‪ :‬وكانوا قد جاوزوا‬
‫الدود ‪ ،‬يأخذون على البيعات والشتريات‪ ،‬ويصادرون أموال‬

‫‪ )(25‬ينظر‪ :‬دعوة الشيخ ممد بن عبد الوهاب خارج الزيرة العربية ‪ ،‬لحمد كمال‬
‫جعة ‪ ،‬ص ‪ .11،12‬عقيدة الشيخ ممد بن عبد الوهاب السلفية ‪ ،‬ط ‪ /‬الجلس‬
‫العلمي ‪ ،‬ص ‪. 64-21‬‬

‫‪-35 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫الناس ودورهم ‪ ،‬فما يشعر الشخص من سائر الناس‪ ،‬إل والعوان‬


‫على حي غفلة ‪ ،‬يأمرونه بإخلء الدار وخروجه منها ‪ ،‬ويقولون ‪:‬‬
‫إن سيد الميع متاج إليها‪ ،‬فإما أن يرج منها وتصي من أملك‬
‫الشريف‪ ،‬وإما أن يصال عليها بقدار ثنها‪ ،‬حت إن اليت يأخذون‬
‫عليه من خسة فرنسة إل عشرة‪ ،‬بسب حاله‪ ،‬وإن ل يدفع أهله‬
‫الذي يتقرر عليه ‪ ،‬ل يقدرون على رفعه ودفنه ول يقربه الغاسل‬
‫حت يأتيه الذن ‪ ،‬فعاهده على منع ذلك كله ‪ ،‬وعلى هدم القباب‬
‫البنية على القبور والضرحة ‪ ،‬بعد الناظرة مع علماء تلك الناحية ‪،‬‬
‫وإقامة الجة عليهم بالدلة القطعية‪ ،‬الت ل تقبل التأويل من‬
‫الكتاب والسنة ‪ ،‬وإذعانم لذلك ‪ ،‬فعند ذلك أمنت السبل ‪،‬‬
‫وسلكت الطرق بي مكة والدينة ‪ ،‬وجدة والطائف‪ ،‬وانلت‬
‫السعار‪ ،‬وكثر وجود الطعام وما يلبه عربان الشرق إل الرمي‬
‫من الغلل والغنام والسمن والعسل انتهى باختصار(‪. )26‬‬

‫‪ )(26‬ينظر‪ :‬تاريخ البت ‪ ، 3/116،117‬والوثيقة الطية بذلك ‪ ،‬الت تمل تواقيع‬


‫الشريف غالب وعلماء مكة والدينة ‪ ،‬الحفوظة بدارة اللك عبد العزيز ‪.‬‬

‫‪-36 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫ويقول البت‪ :‬بأن الشريف غالب يوافق ف الظاهرمع الوهاب(‪،)27‬‬


‫لوفه منه ‪ ،‬وعدم قدرته عليه ‪ ،‬فيظهر له الوافقة والمتثال‪ ،‬وأنه‬
‫معه على العهود الت عاهده عليها وييل باطنا للعثمانيي ‪ ،‬لكونه‬
‫على طريقتهم ومذاهبهم ‪ ،‬وقد تعاقد مع الباشا ممد علي ‪ ،‬أنه مت‬

‫‪ )26(27‬الوهاب‪ ،‬الوهابيون ‪ ،‬الوهابية ‪ :‬لقب فرقة انتشرت ف الشمال الفريقي‪ ،‬ف‬


‫القرن الثا ن الجري ‪ ،‬على يد ع بد الوهاب بن ر ستم ‪ ،‬ت سمى الوهاب ية ن سبة إل‬
‫ع بد الوهاب هذا ‪ ،‬وت سمى أيضا الر ستمية ‪ ،‬ن سبة إل أب يه ر ستم ‪ ،‬و هي فر قة‬
‫متفر عة عن الفر قة الوهب ية الارج ية ‪ ،‬من فرق الباض ية ‪ ،‬يطلق علي ها الوهب ية ‪،‬‬
‫نسبة إل مؤسسها عبد ال بن وهب الراسب ‪ ،‬ولا كان أهل الغرب من أهل السنة‬
‫والماعة ‪ ،‬صاروا يناؤون تلك الفرقة الوهابية الرستمية ‪ ،‬لنا تالف معتقد أهل‬
‫السنة والماعة ‪ ،‬بل كفرهم كثي من علماء أهل الغرب القدامى‪ ،‬الذين توفوا قبل‬
‫أن يولد الشيخ ممد بن عبد الوهاب بئات السني ‪ ،‬فلما أظهر ال الشيخ ممد بن‬
‫عبدالوهاب على حي غربة معتقد أهل السنة والماعة ‪ ،‬قائما بالدعوة الصلحية‬
‫التصـحيحية على ضوء الكتاب والسـنة ‪ ،‬ل يرق ذلك لعداء التوحيـد ‪ ،‬وعباد‬
‫القبور وأ صحاب الطا مع والغراض والهواء ‪ ،‬ف سحبوا هذه الن سبة الوهاب ية على‬
‫سبيل الغالطة الاكرة إل دعوة الشخ ممد بن عبد الوهاب السلفية وإل أنصارها ‪،‬‬
‫وأطلقو ها علي ها ‪ ،‬لتنف ي الناس عن ها و صدهم عن سبيل ال تعال ‪ ،‬وإيهام هم بأن‬
‫دعوة التوح يد مبتد عة ‪ ،‬وأن ا مذ هب الوارج ‪ ،‬و ال ساسة العثمانيون نشروا هذا‬
‫الطلق ‪ ،‬على دعوة الش يخ ممد إل التوح يد ‪ ،‬وتلق فه الناس بوا سطة القبوريي‬
‫وال صوفية والبتد عة والهلة والعا مة‪ ،‬واتذوه نبزا مشعرا بالذم ‪ ،‬ح ي خافوا على‬
‫دولت هم من هذه الدعوة إل التوح يد الذي هو حق ال على العب يد ‪ ،‬ل سيما ب عد‬
‫دخول الرم ي الشريف ي في ها ‪ ،‬ت ت ول ية أن صارها ‪ ،‬و ساعد على ذلك توا فق‬
‫ا سم ع بد الوهاب والد الش يخ م مد مع هذا الطلق ع ند من ليدري القي قة ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬البحث القيم ‪ ،‬تصحيح خطأ تاريي حول الوهابية ‪ ،‬للدكتور ممد بن سعد‬

‫‪-37 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫وصلت عساكره قام بنصرتم ‪ ،‬وساعدهم بكليته‪ ،‬وجيع هته…‬


‫(‪)28‬‬

‫قلت ‪ :‬وهكذا فعل ! ‪.‬‬


‫وذكر البت أن الدولة العثمانية استعملت ممد علي باشا على‬
‫القاليم الصرية ‪ ،‬وحثته على قتال الوهابيي(‪)29‬وأخذ الرمي‬
‫الشريفي من أيديهم ‪ ،‬فأظهر الباشا الهتمام‪ ،‬وجد واجتهد‪،‬‬
‫وبعث البعوث الكثية ‪ ،‬الت ل يصي عددها إل ال‪ ،‬وأمر ابنه‬
‫طوسون باشا ‪ ،‬أن يسي با إل الجاز‪ ،‬فوصلت تلك الموع‬
‫الكثية إل ينبع ‪ ،‬وقد ملؤوا شعابا ووهادها خيول ورجال وأموال‬
‫وأمتعة ‪ ،‬وقابلهم الوهابيون(‪ )30‬بنحو سبعة آلف مقاتل‪،‬فتجهز‬
‫الفريقان للقتال وتأهبا‪ ،‬فحملت التراك على الوهابيي حلة رجل‬
‫واحد‪ ،‬فثبت لم الوهابيون ثباتا صادقا حت هزموهم ‪ ،‬فول التراك‬
‫الدبار‪ ،‬ولذوا بالفرار‪ ،‬ل يلوي أحد منهم على أحد‪ ،‬بل يقتل‬
‫بعضهم بعضا‪ ،‬فكان القوي يأخذ دابة رفيقه ويركبها وربا قتله ‪،‬‬
‫ووقع ف قلوبم الرعب‪ ،‬واعتقدوا أن القوم ف أثرهم ‪ ،‬والال أنه‬
‫ل يتبعهم أحد‪ ،‬لنم ل يذهبون خلف الدبر‪ ،‬ولو تبعوهم ما بقي‬
‫الشويعر ‪ ،‬ط ‪ ،3‬سنة ‪1419‬هـ ‪ ،‬الامعة السلمية ‪ ،‬فهرسة مكتبة اللك فهد‬
‫الوطنية ‪.‬‬
‫‪ )(28‬ينظر‪ :‬الرجع السابق ‪.333 /3 ،‬‬
‫‪ )29(29‬ينظر‪ :‬التعليق ف الاشية رقم (‪. )111‬‬
‫‪ )29(30‬ينظر‪ :‬التعليق ف الاشية رقم (‪. )111‬‬

‫‪-38 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫منهم شخص ‪ ،‬وتزاحوا على السفن والراكب الصغية فارين ‪،‬‬


‫فتدافعوا وتانعوا بالبنادق والرصاص ‪ ،‬لكثرة الزحام والشفاق على‬
‫الفرار إل مصر‪ ،‬يقول بعضهم لبعض‪ :‬كان خلفنا وال عفاريت ‪،‬‬
‫ودخلوا مصر مذعورين ذعرا شديدا ‪ ،‬وهم ف أسوأ حال ‪ ،‬من‬
‫الوع وتغي اللوان ‪ ،‬وكآبة النظر والسحن ‪ ،‬وقد سخط عليهم‬
‫الباشا ‪ ،‬ومنع أن يأتيه منهم أحد أو يراه ‪ ،‬وكأنم كانوا قادرين‬
‫على النصرة والغلبة ‪ ،‬وفرطوا ف ذلك ‪ ،‬ويلومهم على النزام‬
‫والرجوع ‪ ،‬وطفق بعضهم يتهم بعضا ‪ .‬انتهى باختصار(‪. )31‬‬
‫وقال البت ‪ :‬قال ل ‪ :‬بعض أكابرهم من الذين يدعون الصلح‬
‫والتورع ‪ :‬أين لنا بالنصر‪ ،‬وأكثر عساكرنا على غي اللة ‪ ،‬وفيهم‬
‫من ل يتدين بدين ‪ ،‬ول ينتحل مذهبا‪ ،‬يستبيحون الزنا واللواط‬
‫والربا‪ ،‬وصحبتنا صناديق السكرات‪ ،‬ول يسمع ف عرضينا أذان ‪،‬‬
‫ول تقام به فريضة ‪ ،‬ول يطر ف بالم شعائر الدين ‪ ،‬والقوم إذا‬
‫دخل الوقت ‪ ،‬أذن فيهم الؤذن ‪ ،‬فانتظموا صفوفا خلف إمام واحد‬
‫بشوع وخضوع ‪ ،‬وإذا حان وقت الصلة والرب قائمة ‪ ،‬أذن‬
‫الؤذن وصلوا صلة الوف ‪ ،‬فتتقدم طائفة للحرب وتتأخر أخرى‬
‫للصلة ‪ ،‬وعسكرنا يتعجبون من ذلك ‪ ،‬لنم ل يسمعوا به ‪،‬‬
‫فضل عن رؤيته ‪ ،‬وكشفوا عن كثي من قتلى عسكرنا فوجدوهم‬

‫‪)(31‬ينظر‪ :‬الصدر السابق ‪ ،‬تاريخ البت ‪ .350 ، 342-3/318 ،‬وتاريخ ملوك‬


‫آل سعود ‪ ،‬سعود بن هذلول ص ‪. 12‬‬

‫‪-39 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫غلفا غي متوني ‪ ،‬ولا وصل عسكرنا بدرا ‪ ،‬واستولوا عليها‪،‬‬


‫وعلى القرى واليوف حولا ‪ ،‬وبا خيار الناس ‪ ،‬وأهل العلم‬
‫والصلحاء‪ ،‬نبوهم وأخذوا نساءهم وبناتم وأولدهم وكتبهم‪،‬‬
‫فكانوا يفعلون فيهم ‪ ،‬ويبيعونم من بعضهم لبعض ‪ ،‬ويقولون‬
‫هؤلء الكفار الوارج ‪ ،‬حت اتفق أن بعض أهل بدر الصلحاء‬
‫طلب من بعض العسكر زوجته‪ ،‬فقال له حت تبيت معي هذه‬
‫الليلة‪ ،‬وأعطيها لك من الغد‪ .‬انتهى باختصار(‪. )32‬‬
‫قلت‪ :‬نعم لقد حاربت الدولة العثمانية أساس تكوين الماعة‪ ،‬وهو‬
‫التوحيد والسنة ‪ ،‬وأهل التوحيد والسنة ‪ ،‬حربا ل هوادة فيها‪ ،‬حت‬
‫دمرت الدرعية ‪ ،‬وقتلت من قتلت‪ ،‬وأسرت من أسرت ‪ ،‬حت‬
‫ظنت أنا قضت على التوحيد وأنصاره الوهابيي‪ ،‬وبدلت نعمة ال‬
‫كفرا‪ ،‬وأحلت قومها دار البوار! ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬زوال الوية العثمانية من الناحية السياسية‬
‫منذ توقيع الدولة العثمانية وثيقة انزامها واستسلمها للصليبي‪،‬‬
‫عباد الصليب من النصارى العادين‪ ،‬ومن ورائهم اليهود والصهاينة‪،‬‬
‫وقعت تلك الوثيقة الت تسمى"صلح كارلوفتسي " عام ‪1110‬هـ‬
‫‪1699‬م )‪ ،‬قبل ولدة الشيخ ممد بن عبد الوهاب بمس سني ‪،‬‬
‫ومنذ ذلك التوقيع النزامي أصبحت الدولة العثمانية ف النحدر إل‬

‫‪ )(32‬ينظر‪ :‬الصدر السابق تاريخ البت ‪ . 342-3/341‬وتاريخ ملوك آل سعود‬


‫‪ ،‬سعود بن هذلول ص ‪. 12‬‬

‫‪-40 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫الزوال‪ ،‬وتادى با ذلك النحدر حت طمع الوربيون بإزالتها نائيا‪،‬‬


‫وأصبحوا يسمون سلطان آل عثمان " الرجل الريض"‪ ،‬واتفقوا‬
‫على اقتسام تركته ‪ ،‬لكن اختلفوا على نصيب كل منهم ‪ ،‬فكان‬
‫هذا الختلف ‪ ،‬هو الذي أخر زوال الشبح العثمان ‪ ،‬مدة من‬
‫الزمان ‪.‬‬
‫وف سنة ‪1221‬هـ ‪1804 ( ،‬م ) تزايد ضعف الدولة العثمانية‬
‫بظهور عدد من القوميات العرقية النصرانية الت يثيها الفسدون ف‬
‫الرض من اليهود ‪ ،‬ف رعاياها متمردة متطاولة‪ ،‬ث تتدخل الدول‬
‫الصليبية الوربية حية على إثر هذا التمرد ‪ ،‬بجة تنظيم أو تسي‬
‫أوضاع هذه القوميات الضطهدة بزعمهم ‪ ،‬فيضطر الباب العال إل‬
‫منح امتيازات انزامية لؤلء الرعايا‪ ،‬حت أسفر هذا الوضع إبان‬
‫القرن الثالث عشر الجري ‪ ،‬عن ثورات ل حصر لا من جانب‬
‫الرعية ضد السلطان ‪ ،‬وثلثة حروب روسية نصرانية ضد تركيا‪،‬‬
‫وحربي اشتركت فيهما فرنسا وانلترا علوة على روسيا إما إل‬
‫جانب تركيا‪ ،‬أو ضدها ‪ ،‬فبدأت الشرارة الول من الصرب ف‬
‫‪1804‬م ‪ ،‬وحصلوا على تأكيد استقللم سنة ‪1829‬م ‪ ،‬ث ثار‬
‫اليونانيون سنة ‪1820‬م ‪ ،‬فاستنجد السلطان بوال مصر ممد علي‬
‫سنة ‪1825‬م ‪ ،‬فأرسل ابنه إبراهيم على رأس جيش منظم ‪ ،‬ث‬
‫اجتمعت روسيا وفرنسا وانلترا لرب تركيا تأييدا لثورة‬
‫اليونان‪،‬وجرت معركة نفارين (‪ 12‬أغسطس ‪1827‬م ) فتحطم‬

‫‪-41 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫السطول الصري التركي ‪ ،‬ونالت اليونان استقللا‪ ،‬وفازت روسيا‬


‫ببعض الراضي التركية ف آسيا ووسعت حدود اليونان سنة‬
‫‪1829‬م ‪ ،‬واعترفت روسيا وفرنسا وانلترا باستقلل اليونان سنة‬
‫‪1832‬م ‪ ،‬وراحت فرنسا تزق أوصال تركيا ف الفترة مابي‬
‫‪1830‬م –‪1841‬م ‪ ،‬فاحتلت الزائر سنة ‪1830‬م ‪ ،‬وأيدت‬
‫ثورة مصر ممد علي ضد تركيا‪ ،‬فطمع ممد علي ‪ ،‬فاستول على‬
‫الشام ما بي سنت ‪1831‬م – ‪1832‬م وصار السلطان العثمان‬
‫يستنجد بالنليز ‪ ،‬ث بروسيا سنة ‪1833‬م وراحت فرنسا وانلترا‬
‫تضغطان على السلطان للتراضي مع ممد علي حت نزل السلطان‬
‫له عن فلسطي وحلب ودمشق وسائر بلد الشام ف أواخر إبريل‬
‫‪1833‬م انتهى ملخصا‪. )33(.‬‬
‫ث اتفقت بريطانيا والنمسا وبروسيا وروسيا ف ‪15‬يوليو‬
‫‪1840‬م ‪ ،‬ف لندن على الضغط على ممد علي ليكتفي بولية‬
‫مصر تت سلطة النكليز‪ ،‬وف سنة ‪1915‬م تتفاهم روسيا وانلترا‬

‫‪ )(33‬ينظر ‪ :‬أوربا ف القرني التاسع عشر والعشرين ‪1950-1789 ،‬م ‪ ،‬ص‬


‫‪ ، 409-401‬تأليف ‪ .‬أ‪ .‬ج‪ .‬جرانت ‪ ،‬أستاذ التاريخ بامعة ليدز سابقا ‪،‬‬
‫هارولد تبل ‪ ،‬أستاذ التاريخ الديث بامعة كامبدج سابقا ‪ ،‬ترجة باء فهمي ‪،‬‬
‫اللحق بامعة الدول العربية ‪ ،‬مراجعة الدكتور أحد عزت عبد الكري ‪ ،‬أستاذ‬
‫التاريخ الديث بامعة عي شس وعميد آداب عي شس ‪1961‬م ‪ ،‬الناشر ‪:‬‬
‫مؤسسة سجل العرب ‪.‬‬

‫‪-42 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫على اقتسام أملك السلطان العثمان ‪ ،‬فتأخذ روسيا القيصرية‬


‫القسطنطينية ‪ ،‬وانلترا مصر وكريت انتهى ملخصا‪. )34( .‬‬
‫ول ننسى ثورة القومية العربية الت خطط لا الصهاينة‪،‬‬
‫وأريد منها أن تكون مناقضة للسلم ‪ ،‬خارجة على اللفة‬
‫العثمانية ‪ ،‬وتزعمها نصارى العرب أولً‪ ،‬ث بعض العرب الذين‬
‫نصبتهم تركيا الفتاة الاسونية اليهودية‪ ،‬وبخططات بريطانيا‬
‫العظمى ‪ ،‬والصهيونية العالية ‪ ،‬عن طريق مثليها‪ ،‬مثل لورانس‬
‫العرب وغيه (‪. )35‬‬
‫والواقع أن الدولة العثمانية ‪ ،‬كانت ف سياستها تقوم على‬
‫نقض الماعة بترك البل على الغارب ‪ ،‬لتستثمر ذلك بزعمها‪،‬‬
‫فاستبد بالمر دونا كثي من ولتا الطامعي وتزقت رعاياها‪،‬‬
‫وأصبح السلطان العثمان ليس له من المر شيء ‪ ،‬وإنا لبعض‬
‫الوزراء والولة من العناصر الجنبية عن السلم ‪ ،‬ومن يهود‬
‫الدونة وماسون سلنيك ‪ ،‬فانقلبت الدولة إل منظمة نفاق‬
‫ومكر ‪ ،‬وإرهاب وفت ‪ ،‬وفوضى واغتيال ‪ ،‬وتزق واضطراب ‪،‬‬
‫واكتفى السلطان العثمان بتأييد الغالب ولو كان إرهابيا ظالا ‪،‬‬

‫‪ )(34‬ينظر ‪ :‬الصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.416-412‬‬


‫‪ )(35‬ينظر ‪ :‬فكرة القومية العربية على ضوء السلم ‪ ،‬نشر وتوزيع دار طيبة الرياض‬

‫‪-43 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫فكثر الظلم وعم الضعف ‪ ،‬وانتشر السلب والنهب ‪ ،‬وفقد المن‬


‫والستقرار (‪. )36‬‬
‫ولقد كانت الدولة العثمانية هي الت فتحت على نفسها‬
‫باب إفساد خلفتها السلمية منذ قيامها‪ ،‬فكان سلطينها منذ‬
‫أول أمرهم ‪ ،‬ل يطبقون الشرع السلمي وأحكام أهل الذمة فيه ‪،‬‬
‫على الاليات الكافرة ف البلد الت يستولون عليها‪ ،‬وبرروا ذلك‬
‫ببدأ‪ :‬أن على السلطان الفاتح ‪ ،‬أن يلتزم با منح الباطرة‬
‫البيزنطيون ! هذه الاليات من امتيازات‪ ،‬ومن هذه المتيازات ‪:‬‬
‫استثناء هذه الاليات من تطبيق أحكام الشريعة السلمية عليهم‪،‬‬
‫وتركهم يصرفون أمورهم بطريقتهم الاصة ‪ ،‬فتبع ذلك تشكيل‬
‫ماكم قنصلية ‪ ،‬ذات صلحية تامة للنظر ف الدعاوى بي رعاياها‪،‬‬
‫وكانوا ل يضعون لقواني الدولة العثمانية ‪ ،‬وكان القاضي ف هذه‬
‫الحاكم هو القنصل نفسه ‪ ،‬يعاونه مستشاران ‪ ،‬وكانت الحكام‬
‫الصادرة عنها ‪ ،‬تنفذ على أرض الدولة العثمانية السلمية ‪ ،‬وكان‬
‫ف القسطنطينية جالية يهودية كبية لم أمي‪ ،‬وقد أعطاها السلطان‬
‫ممد الفاتح هذه المتيازات‪ ،‬ومن هنا يتضح غلط من قال‪ :‬إن‬
‫الفتح العثمان للقسطنطينية‪ ،‬هو الفتح الذي بشر به النب ‪ ، r‬كما‬
‫ف صحيح مسلم(‪ )37‬عن أب هريرة وفيه قول النب ‪ " : r‬فيفتحون‬

‫‪ )(36‬ينظر‪ :‬تعليق شكيب أرسلن على حاضر العال السلمي ‪.1/259‬‬


‫‪.4/2221)(37‬‬

‫‪-44 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫قسطنطينية فبينماهم يقتسمون الغنائم ‪ ،‬قد علقوا سيوفهم‬


‫بالزيتون ‪ ،‬إذ صاح فيهم الشيطان أن السيح ( الدجال ) قد‬
‫خلفكم ف أهليكم ‪ ،‬فيخرجون ‪ ،‬وذلك باطل ‪ ،‬فإذا جاؤوا الشام‬
‫خرج‪ ،‬فبينماهم يعدون للقتال ‪ ،‬يسوون الصفوف ‪ ،‬إذ أقيمت‬
‫الصلة‪ ،‬فينل عيسى ابن مري ‪ ، r‬فأمهم ‪ ،‬فإذا رآه عدو ال ذاب‬
‫كما يذوب اللح ف الاء ‪ ،‬فلو تركه لنذاب حت يهلك‪ ،‬ولكن‬
‫يقتله ال بيده ‪ ،‬فييهم دمه ف حربته " ‪.‬‬
‫فمن من تأمل وضع الفتح العثمان الذكور ‪ ،‬وبشارة النب ‪r‬‬
‫بفتح القسطنطينية وصفته ف هذا الديث‪ ،‬يد أن الصفة ل تنطبق‬
‫على الفتح العثمان (‪ )38‬وال أعلم ‪.‬‬
‫وقد وصل المر ف ظل الدولة العثمانية ‪ ،‬إل إدخال ما‬
‫يسمونه الصلحات والتنظيمات ‪ ،‬بل عممت الدولة هذه‬
‫التنظيمات والقواني الوربية ‪ ،‬الخالفة للسلم على ولياتا‪،‬‬
‫لتحل مل الشريعة السلمية‪ ،‬عن طريق مدحت باشا ‪ ،‬الصدر‬
‫العظم ‪ ،‬وغيه ‪ ،‬ودالت الدولة العثمانية لزب التاد والترقي ‪،‬‬
‫أو تركيا الفتاة ‪ ،‬فنشأت حركة التاد الطوران ‪ ،‬على أساس‬
‫قومي عرقي‪ ،‬لتوثيق الروابط بي جيع الشعوب الت تتكلم التركية ‪،‬‬
‫وصمموا على إحلل اللغة التركية مل العربية ف البلد العربية ‪،‬‬

‫‪ )(38‬ينظر‪ :‬صحيح مسلم ‪ ، 4/2221 ،‬وفكرة القومية العربية على ضوء‬


‫السلم ‪ ،‬صال العبود ص ‪373‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪-45 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫وأخذوا يبحثون عن عبادات أجدادهم ‪ ،‬كالذئب الرمادي ‪،‬‬


‫وأصبح شعارهم‪ :‬إها ُل الامعة السلمية ‪ ،‬إل إذا كانت تدم‬
‫نفوذ القومية الطورانية ‪ ،‬وغلوا ف ذلك حت قالوا ‪ :‬نن أتراك‬
‫وكعبتنا طوران ‪ ،‬وأصبحوا يتغنون بدائح جنكيز خان ‪ ،‬وهولكو‪،‬‬
‫ويفخرون بفتوحات الغول‪ ،‬وأخيا وصل بم هذا التحول إل أن‬
‫حولوا دولتهم إل العلمانية حولوها حت عن اسم السلم‪ ،‬لنا ف‬
‫القيقة قد تلت عنه نائيا‪ ،‬وزعموا أنم ألغوا اللفة السلمية‪،‬‬
‫على يد زعيمهم كمال أتاتورك (‪ ،)39‬فاعتبوا يا أول البصار ‪.‬‬
‫ول تكن بلد ند على الصوص بل الزيرة العربية كلها ل تكن‬
‫تنعم بكم صال قوي يوحد أجزاءها‪ ،‬ويكم سي الحداث فيها‬
‫بعلم وعدل ‪ ،‬ويوجد فيها أمنا شامل وسياسة رشيدة مستقرة ‪،‬‬
‫مثل ما نعمت به دول أنصار التوحيد من آل سعود منذ حكم‬
‫الخيضريون اليمامة وما حولا ف سنة ‪253‬هـ تقريبا ‪ ،‬وهم فرقة‬
‫من الزيدية ‪ ،‬يقولون ف الذان ‪" :‬ممد وعلي خي البشر ‪ ،‬وحي‬
‫على خي العمل‪ ،‬وكانوا سيئي السية (‪ ، )40‬تغلبوا على البلد‬
‫وأعلنوا استقللم عن اللفة العباسية ‪ ،‬واستمر ملكهم على‬

‫‪)(39‬ينظر‪ :‬نشوء القومية العربية مع دراسة تاريية ف العلقات العربية التركية‪ ،‬زين‬
‫نور الدين زين ص ‪ 28‬وما بعدها ‪ ،‬تاريخ مكة ‪ ،‬أحد السباعي ‪218 ،168 /2‬‬
‫‪ ، ،219‬يقظة العرب‪ ،‬جورج انطونيوس ‪ ،278-184 ،‬فكرة القومية العربية‬
‫على ضوء السلم‪ ،‬صال العبود ص ‪. 117-88‬‬
‫‪ )(40‬ينظر‪ :‬مدينة الرياض عب أطوار التاريخ ‪ ،‬بقلم حد الاسر ‪ ،‬ص ‪.79-69‬‬

‫‪-46 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫اليمامة ‪ ،‬حت غلبهم القرامطة السوأ ‪ ،‬سنة ‪317‬هـ‪ ،‬وشل‬


‫شرهم الزيرة ‪ ،‬وامتد إل مصر‪ ،‬وف الدينة النورة‪ ،‬ف القرن‬
‫الامس الجري تقريبا‪ ،‬إل ما بعد السبعمائة زمن العبيديي وقبله‬
‫كان المر ف الدينة النورة للروافض ‪ ،‬فكان القضاء والطابة‬
‫لسنان السين وأهل بيته‪ ،‬توارثوا ذلك ‪ ,‬وكانت الطبة باسم‬
‫التول من العبيديي بصر‪ ،‬وكان أهل السنة والماعة ف مشقة‬
‫عظيمة ‪ ،‬ذكر العلمة ابن فرحون أنه أدرك ذلك ‪ ،‬وأنم ل يقرؤون‬
‫كتبهم ول يسمعون حديث نبيهم ‪ r‬إل خفية ‪ ،‬وذكر ابن جبي ف‬
‫رحلته ‪ ،‬أنه شاهد عند دخوله الدينة الشريفة ف يوم المعة‪ ،‬السابع‬
‫من مرم سنة ‪580‬هـ الطيب ف السجد النبوي وهو على‬
‫مذهب غي مرضي‪ ،‬جلس بي الطبتي جلسة طويلة ‪ ،‬يستجدي‬
‫الناس ‪ ،‬وابتدر المع مردة من الدام ‪ ،‬يترقون الصفوف‪،‬‬
‫ويتخطون الرقاب‪ ،‬كديةً على العاجم والاضرين ‪ ،‬فمنهم من‬
‫يطرح له الثوب النفيس ‪ ،‬ومنهم من يرج له القطعة الغالية من‬
‫الرير‪ ،‬ومنهم من يلع عمامته فينبذها له ‪ ،‬ومنهم من يتجرد من‬
‫برده فيلقي به ‪ ،‬ومنهم من يدفع القراضة من الذهب‪ ،‬ومنهم من‬
‫يد يده بالدينارين ‪ ،‬ومن النساء من تطرح خلخالا أو ترج خاتها‬
‫فتلقيه ‪ ،‬إل غي ذلك ما يطول وصفه ‪ ،‬والطيب ف أثناء هذه‬
‫الال جالس على النب يرقب من يستجدي له وما يدفع له ‪ ،‬حت‬
‫كاد وقت الصلة يفوت ‪ ،‬وقد ضج من له دين وإخلص ‪،‬‬

‫‪-47 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫والطيب جالس قد أراق ماء الياء من وجهه ول يقم إل الطبة‬


‫الثانية حت اجتمع له من ذلك السحت الؤلف كوم عظيم ‪ ،‬جعل‬
‫أمامه حت أرضاه‪ ،‬وكان ذلك دأبم ف كل موسم مع حضور‬
‫الجاج من أقطار الرض ‪ ،‬قال ‪ :‬وكان جاء إل الدينة القيشانيون‬
‫المامية من العراق ‪ ،‬وكانوا أهل مال عظيم يتألفون به ضعفة الناس‬
‫ويعلمونم مذهبهم ‪ ،‬فكثر الشتغلون به‪ ،‬وليس لم مضاد قوي ل‬
‫ف الزيرة ول ف مصر ول ف الشام (‪ ، )41‬وعند ما استول‬
‫الفاطميون على مصر‪ ،‬سنة ‪362‬هـ ‪973 ،‬م ‪ ،‬وانفصل شال‬
‫أفريقيا عن العباسيي ‪ ،‬استقل الشراف السنيون بكة ‪ ،‬يذكر‬
‫الؤرخ الافظ ابن كثي التوف سنة ‪774‬هـ ف البداية والنهاية‪:‬‬
‫أن قتادة بن إدريس العلوي السن الزيدي كان أميا لكة ‪ ،‬فيما‬
‫قبل سنة ‪617‬هـ وهو من أكابر الشراف السنيي الزيديي ‪،‬‬
‫كان ل يضع للخليفة ويرى أنه أحق بالمر(‪. )42‬‬
‫ويذكر ابن كثي‪ :‬ف سنة ‪617‬هـ أنه كان ف مكة ‪ ،‬من‬
‫يصفهم ‪ :‬بعبيد مكة والفسدين با‪ ،‬ينهبون الاج ‪ ،‬ويزعزعون‬
‫أمنهم ‪ ،‬قال‪ :‬وف هذه السنة قدم أمي الاج العراقيي ‪ :‬أقباش ‪،‬‬

‫‪ )(41‬ينظر‪ :‬الوفا با يب لضرة الصطفى ‪ ،‬تأليف علي بن عبد ال السن‬


‫السمهودي ‪ ،‬ضمن رسائل ف تاريخ الدينة النورة ‪ ،‬تقدي الشيخ حد الاسر ‪،‬‬
‫منشورات دار اليمامة ‪1392/‬هـ ‪.r 141-145‬‬
‫‪ )(42‬ينظر‪ :‬البداية والنهاية ‪ ،‬ط ‪1/1405‬هـ ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪،‬‬
‫‪. 13/99‬‬

‫‪-48 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫ومعه خلع للمي حسي بن أب عزيز قتادة السن الزيدي بوليته‬


‫لمرة مكة بعد أبيه قتادة‪ ،‬التوف ف جادى الول من هذه السنة‪،‬‬
‫ونازعه أخوه الكب راجح ‪ ،‬فوقعت بينهما فتنة قتل فيها أقباش‬
‫غلطا‪ ،‬واستول حسي هذا‪ ،‬فظلم وجدد الكوس ونب الاج غي‬
‫مرة‪ ،‬فسلط ال عليه ولده حسنا فقتله وقتل عمه وأخاه أيضا فلهذا‬
‫ل يهل ال حسنا أيضا‪ ،‬سلبه ال اللك وشرده ف البلد وقتل(‪. )43‬‬
‫ث اعترف شريف مكة الشريف بركات بسيادة العثمانيي‪ ،‬مقابل‬
‫أن يثبت العثمانيون الشراف ف مراكزهم ‪ ،‬وخضع الجاز لكم‬
‫ثنائي مزدوج بي التراك والشراف ‪ ،‬كان هذا الكم الزدوج من‬
‫أهم عوامل اضطراب أحواله ‪ ،‬واختلل حبل المن ف ربوعه ‪،‬‬
‫وحسب القاريء أن يفتح أي كتاب ف التاريخ أو الرحلت إل‬
‫الراضي الجازية ليقف على حالة المن ف الجاز منذ خضع‬
‫لكم الشراف (‪. )44‬‬
‫واللصة‪ :‬أن الجاز ف ظل الدولة العثمانية ‪ ،‬قد تزق‬
‫أمنه ودينه‪ ،‬بنازعات الشراف ‪ ،‬وتاربم على الكم فيما بينهم ‪،‬‬
‫كانت الرب تقوم بي الخ وأخيه‪ ،‬وبي العم وابن أخيه ‪،‬‬
‫أهدرت الدماء بغي حق ‪ ،‬واستحلت الرمات‪ ،‬وأهلت أمور الدين‬

‫‪ )(43‬ينظر‪ :‬البداية والنهاية ‪ ،‬الرجع السابق ‪.‬‬


‫‪ )(44‬ينظر ‪ :‬حالة المن ف عهد اللك عبد العزيز ‪ ،‬تأليف رابح لطفي جعة ص‬
‫‪. 43-39‬‬

‫‪-49 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫حت ل يعد الشريف مل ثقة بأمور السلم ف نظر السلمي ‪ ،‬بل‬


‫لا سع الشراف بدعوة التوحيد تشرق من ند ‪ ،‬اتذوا أشد‬
‫التدابي العدائية ضدها ‪ ،‬وبدعوا أهلها‪ ،‬بل كفروهم ومنعوهم من‬
‫الج (‪. )45‬‬
‫وبلد ند على الصوص ‪ ،‬ل تشهد أي نفوذ عثمان‪ ،‬كما‬
‫ل تشهد سلطانا صالا قويا‪ ،‬فيما سبق ظهور آل سعود بناصرة‬
‫السلم‪ ،‬كما سبق بيانه ‪ ،‬وإنا هي مزأة إل إمارات صغية ‪،‬‬
‫متفرقة متعادية ‪ ،‬ف كل قرية أمي ل يضع للخر‪ ،‬بل وصل الال‪،‬‬
‫إل أن القرية الواحدة ‪ ،‬تتمزق بي أميين ‪ ،‬أو ثلثة أو أكثر ‪،‬‬
‫وكل واحد يتربص بالخر ‪ ،‬ويتحي فرص الوثوب عليه (‪. )46‬‬
‫ج‪ -‬اختفاء هوية الماعة السعودية الؤقت ‪ ،‬أمام الملة الصرية‬
‫التركية الوربية (حلة ممد علي باشا) ‪:‬‬
‫خلف المام سعود ابنه المام عبد ال‪ " ،‬فسار سية والده ‪ ،‬إل‬
‫أن اخوته ل يوافقونه على إرادته ‪ ،‬وكان ل يالفهم ‪ ،‬ونازعه‬

‫‪ )(45‬ينظر‪ :‬تاريخ مكة ‪ ،‬دراسات ف السياسة والعلم والجتماع والعمران‪ ،‬أحد‬


‫السباعي ‪ . 101-2/80‬والبدر الطالع للشوكان ‪ . 2/7 ،‬تاريخ البلد العربية‬
‫السعودية للدكتور مني العجلن ‪ . 32-30 ،‬انتشار دعوة الشيخ ممد بن عبد‬
‫الوهاب خارج الزيرة العربية ‪ ،‬ممد كمال جعة ‪. 56-36 ،‬‬
‫‪ )(46‬ينظر‪ :‬تاريخ ند لبن بشر ‪ ، .158 ،123_122 ، 9 /1 ،‬البلد العربية‬
‫السعودية للدكتور العجلن ص ‪ ،47‬البلد العربية والدولة العثمانية ‪ ،‬ساطع‬
‫الصري ‪ ،240-230‬انتشار دعوة الشيخ ‪ ،‬ممد كمال جعة ص ‪ ،13‬الشيخ‬
‫ممد بن عبد الوهاب ‪ ،‬للعثيمي ص ‪.10،11‬‬

‫‪-50 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫أخوه فيصل بن سعود ‪ ،‬فكان يأمر وفيصل يأمر‪ ،‬فتفرقت كلمتهم‪،‬‬


‫وضعفت شوكتهم ‪ ،‬ونفر منهم فئام من العرب ‪ ،‬واتسع الرق ف‬
‫قوتم ‪ ،‬فحاربتهم الدولة الصرية ‪ ،‬واناز إل الصريي أكثر العرب‬
‫من ند والجاز واليمن والعراق والشام " (‪ ،)47‬وبسبب الذنوب ‪،‬‬
‫وضعف تقيق التوحيد والسنة والماعة والمر بالعروف والنهي‬
‫عن النكر‪ ،‬وتفرق أنصار التوحيد فيما بينهم ‪ ،‬ضعفت القوة بعد‬
‫أن كانت متمعة موحدة‪ ،‬فطمع العداء وتوالت الملت الصرية‬
‫التركية ف زحفها على أهل التوحيد والسنة والماعة إل أن‬
‫وصلت تلك اليوش الظالة ‪ ،‬الدرعية وبعد حصار وقتال استمر‬
‫سنة كاملة ‪ ،‬استسلم المام عبد ال ‪ ،‬عام ‪1233‬هـ ‪ ،‬وقتل ف‬
‫تركيا شنقا رحه ال تعال ‪ ،‬ول تطل مدة حكمه أكثر من أربعة‬
‫أعوام‪ ،‬كما قتل ف الدرعية الشيخ سليمان بن عبد ال بن ممد بن‬
‫عبد الوهاب رحه ال ‪ ،‬صاحب تيسي العزيز الميد ‪ ،‬شرح كتاب‬
‫التوحيد ‪ ،‬وقتلوا من قتلوا ‪ ،‬وأسروا من أسروا ‪ ،‬حقدا على‬
‫العلماء ‪ ،‬وعلى أهل السنة والماعة ‪ ،‬قال الشيخ عبد العزيز بن‬
‫معمر شعرا‪:‬‬
‫هداة وضاة ساجدين وركـعا‬ ‫وكم قتلوا من عصبة الق فتية‬
‫فقد تركوا الدار النيسة بلقعا‬ ‫وكم دمروا من مربع كان آه ًل‬

‫‪ )(47‬ينظر‪ :‬مثي الوجد ‪ ،‬ف أنساب ملوك ند ‪ ،‬راشد بن علي بن جريس النبلي‪،‬‬
‫ط ‪ /‬السلفية بالقاهرة ‪ ،‬عام ‪1379‬هـ ‪ ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪-51 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫إل أن قال ‪:‬‬


‫ويب منـا ما قـد تصـدعـا‬ ‫عسى وعسى أن ينصر ال ديننا‬
‫إل قوله ‪:‬‬
‫(‪)48‬‬
‫رؤوفا رحيما مستجيبا لنا الدعا‬ ‫إلي فحقق ذا الرجاء وكن بنا‬
‫وبذا يتبي أن الختلف ف تقيق الراد بالماعة ‪ ،‬وعدم‬
‫السمع والطاعة للمام ‪ ،‬هو سبب اختفاء هوية الماعة السعودية‬
‫الؤقت ‪ ،‬أمام الملة الصرية التركية الوربية ( حلة ممد علي‬
‫باشا ) ‪ ،‬الذي كان ف القيقة أداة لتحقيق أغراض بريطانيا‬
‫العظمى(‪ ، )49‬ولكن لول اختلف أهل الل والعقد من آل سعود ‪،‬‬
‫ما كان لينتصر ممد علي على الدرعية ‪ ،‬ولو عاونه أهل الشرق‬
‫والغرب ‪ ،‬وقد استجاب ال الدعاء ‪ ،‬وحقق الرجاء ‪ ،‬كما سنبينه‬
‫فيما يأت ‪ ،‬ف مبحث ‪ ( :‬الملكة العربية السعودية ) تقيق واقعي‬
‫للمراد الشرعي بالماعة‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪.‬‬
‫د‪ -‬عولة الرهاب والفتنة ‪:‬‬
‫من آثار اختلف السلمي ف الراد بالماعة ‪ ،‬عولة الرهاب‬
‫والفتنة ‪ ،‬ومور ذلك ومصدره ف العال كله هم اليهود ‪ ،‬ودولتهم‬

‫‪ )(48‬عنوان الجد ف تاريخ ند ‪ ،‬لبن بشر ‪ ، 2/34،35 :‬وف ط العارف ص‬


‫‪.45-43‬‬
‫‪ )47(49‬ينظر‪ :‬قراءة جديدة لسياسة ممد علي باشا التوسعية ‪ ،‬د‪ .‬سليمان الغنام‪،‬‬
‫ص ‪ ، 40-25‬ط ‪1400‬هـ‬

‫‪-52 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫الت تسمى زورا بإسرائيل ـ لن إسرائيل هو يعقوب عليه السلم‪،‬‬


‫وهو منهم بريء ‪ ،‬براءة الذئب من دم ابنه يوسف ‪ ،‬فهو مسلم‬
‫أوصى بنيه بدين السلم ‪ ،‬الدين الق ‪ ،‬كما قال ال تعال عنه أنه‬
‫ي إن الله اصطفى لكم الدين فل‬ ‫قال ‪ :‬يا بَن ِ َّ‬
‫[البقرة‪، ]132 :‬‬ ‫تموتن إل وأنتم مسلمون‬
‫واليهود أشد الناس عداوة للذين آمنوا‪ ،‬كما قال ال تعال‪:‬‬
‫لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود‬
‫والذين أشركوا [الائدة‪ ، ] 82:‬وقال تعال‪:‬‬
‫ويسعون في الرض فسادًا [الائدة‪ ،]64:‬وقال‬
‫تعال يذر نبيه ممدا ‪r‬من فتنتهم وإرهابم‪ :‬واحذرهم أن‬
‫يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك [الائدة‪:‬‬
‫‪. ] 46‬‬
‫ومن يطالع كتاب ممد خليفة التونسي بعنوان الطر اليهودي‪،‬‬
‫بروتوكولت حكماء صهيون ‪ ،‬أول ترجة عربية أمينة كاملة مع‬
‫مقدمة تليلية ف مائة صفحة ‪ ،‬وكتاب ‪ :‬أحجار على رقعة‬
‫الشطرنج ‪ ،‬لؤلفه وليام غاي كار يدرك أن اليهود من وراء عولة‬
‫الرهاب والفتنة ‪ ،‬فهم من وراء كل فتنة وإرهاب ف العال ‪ ،‬هم‬
‫من وراء الصهيونية ‪ ،‬بل يرونا قوميتهم الشتركة ‪ ،‬لن الصهيونية‬
‫مفيدة لم ‪ ،‬فهي دعوة لتجمعهم حول جبل صهيون بفلسطي ‪،‬‬
‫ودخل فيها من ليس من اليهود لصلحة اليهود ‪ ،‬يقول إسرائيل‬

‫‪-53 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫إبراهامز ‪ ":‬لقد أجع يهود العال على أن قوميتنا اليهودية الشتركة‪،‬‬


‫لن يكتسحها قصيو النظر التعصبون من دعاة الوطنية الحلية ‪،‬‬
‫فجميعنا إذن صهيونيون ‪ ،‬بكم أن الصهيونية هي الت تقوي فينا‬
‫روح التضامن ‪ ،‬وتشعرنا بقوميتنا الشتركة "(‪ )50‬فهم من وراء‬
‫الشيوعية ‪ ،‬ومن وراء إفساد النصرانية ‪ ،‬وتويلهم من عقيدة‬
‫التوحيد ‪ ،‬إل اعتقاد أن السيح ابن ال ‪ ،‬وعبادته ‪ ،‬وعبادة‬
‫الصليب ‪ ،‬ومن وراء تفتيت وحدة المباطورية الرومانية وتزيقها ‪،‬‬
‫وظهور الشيوعية ‪ ،‬والرأسالية ‪ ،‬وإشعال الروب بي الدول‬
‫والسيطرة عليها وعولة الصهيونية وتسخيها لدمة أهدافها‬
‫الشريرة‪ ،‬فقد عمل اليهود على تويل ولء السلمي للجامعة‬
‫السلمية ‪ ،‬إل ولءات عرقية وعنصرية ‪ ،‬كالطورانية الت ظهرت‬
‫ف جعية التاد والترقي ‪ ،‬أو تركيا الفتاة ‪ ،‬يقول زين نور الدين‬
‫زين ‪ :‬عن الفكرة الطورانية ‪ :‬يعتقد أنا مستمدة من كتاب فرنسي‪،‬‬
‫اسه ‪ ) M. Leon Cahun ( :‬يوزعه القنصل الفرنسي العام ف‬
‫سالونيكا‪،‬حيث يرى فيه كاهون أن الطورانيي كانوا فيما مضى من‬
‫الزمن شعبا ذكيا متازا لكنه أخذ بالتقهقر والنلل عند ما تلى‬
‫عن الصائص الت كان يتميز با ف صحاري آسيا الوسطى واعتنق‬

‫‪ )48(50‬نقلً عن عبد ال التل ‪ ،‬من كتابه جذور البلء ‪ ،‬ص ‪ ، 143‬وينظر‪ :‬كتاب‬
‫‪ :‬الغرب والشرق الوسط ‪ ،‬لبنارد لويس ‪ ،‬رئيس قسم التاريخ بامعة لندن ‪،‬‬
‫تعريب نبيل صبحي ‪ ،‬ص ‪137‬‬

‫‪-54 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫السلم دينا وحضارة "(‪ ، )51‬ويقول عن تركيا الفتاة الت استولت‬


‫على اللفة العثمانية ‪ " :‬كانوا حزبا غي مسئول ‪ ،‬أو نوعا من‬
‫المعيات السرية ‪ ،‬الت تسلمت الوظائف الكومية العالية عن‬
‫طريق الدسائس والترويع والغتيال" (‪ )52‬ويقول برنارد لويس وهو‬
‫يهودي ‪ ،‬ف كتابه الغرب والشرق الوسط ‪ ،‬تعريب نبيل‬
‫صبحي(‪ " )53‬واليهود شعب قادر على استنباط الشياء الديدة ‪،‬‬
‫ولقد شهد لم بذلك أصدقاؤهم وأعداؤهم على السواء فهم الذين‬
‫اخترعوا الرأسالية ‪ ،‬والشيوعية " ‪ ،‬وهم يقولون كما ف صفحة‬
‫الغلف الخي من كتاب ‪ ،‬أحجار على رقعة الشطرنج ‪ ،‬لؤلفه‬
‫وليام غاي كار‪ ،‬ترجة سعيد جزائرل ‪" :‬نن نثي حلة حقد‬
‫ضخمة ف الشرق ضد الغرب ‪ ،‬وف الغرب ضد الشرق ‪ ،‬وسوف‬
‫نارب المم الت تقف على الياد ‪ ،‬فنجبها على النضمام لذا‬
‫العسكر أو ذاك ‪ ،‬ولن ندع أحدا يقف ف وجهنا إذا أراد التخفيف‬
‫من حدة الناع"‪ ،‬ويقول اليهودي الدكتور أوسكار ليفي ‪ " :‬نن‬
‫اليهود لسنا إل سادة العال ومفسديه ‪ ،‬ومركي الفت فيه وجلديه‬
‫" كما ف بروتوكولت حكماء صهيون لحمد خليفة التونسي ‪،‬‬
‫بتقدير العقاد ص ‪. 3‬‬

‫‪ )49(51‬نشوء القومية العربية ‪ ،‬ص ‪. 87‬‬


‫‪ )50(52‬نشوء القومية العربية ‪ ،‬ص ‪. 206‬‬
‫‪)(53‬ص ‪.137‬‬

‫‪-55 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫ولقد اته اليهود بادئ ذي بدء ‪ ،‬إل الدول الستعمارية‬


‫الكبى ‪ ،‬ومنها مموعة اللفاء ف الرب العالية الول ‪ ،‬بعد أن‬
‫أغرقوها بططهم السرية وبالديون الربوية والحتكارية ‪ ،‬فوجدوا‬
‫ف بريطانيا‪ ،‬أعظم القوى الستعمارية الكبى بغيتهم‪ ،‬وألفوها خي‬
‫حليف لم ارتبطت مصالها بصالهم ‪ ،‬وأعلن زعيمهم وايزمان‬
‫ذلك الرتباط ‪ ،‬كما جاء ف تقرير بترمان سنة (‪1907‬م) القدم‬
‫إل وزارة الارجية البيطانية‪ ،‬والحال إل وزارة الستعمرات‪ ،‬عن‬
‫أهية منطقة الشام وفلسطي ‪ ،‬وتوف الستعمرين من يقظة شعوب‬
‫هذه النطقة بالسلم ‪ ،‬وهي يقظة تدد أطماعه الستعمارية ‪ ،‬وقد‬
‫جاء ف هذا التقرير ما نصه ‪:‬‬
‫" ماذا سيكون عليه الال إذا تررت هذه النطقة ‪ ،‬واستغلت‬
‫ثرواتا الطبيعية من قبل أهلها " ‪ .‬ولذلك يوصي التقرير بأن تعمل‬
‫الدول ذات الصال الستعمارية الشتركة‪ ،‬على استمرار تزؤ هذه‬
‫النطقة وتنافرها ‪ ،‬وماربة اتاد جاهيها ‪ ،‬بأي نوع من أنواع‬
‫الرتباط الفكري أو الروحي أو التاريي ‪ ،‬واتاذ الوسائل العملية‬
‫القوية لفصلها عن بعضها ما أمكن ‪ ،‬وتقترح اللجنة الت أعدت‬
‫التقرير ‪ " :‬إقامة حاجز بشري قوي وغريب ‪ ،‬يتل السر البي‬
‫الذي يربط آسيا بأفريقية ‪ ،‬ويربطهما بالبحر البيض التوسط ‪،‬‬

‫‪-56 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫بيث تشكل ف هذه النطقة وعلى مقربة من قناة السويس ‪ ،‬قوة‬


‫صديقة للستعمار وعدوة لسكان النطقة " (‪. )54‬‬
‫وقد أقام الستعمار هذا الاجز البشري القوي الغريب‪،‬‬
‫وهو ما يسمى‪ :‬دولة إسرائيل ‪ ،‬ولقد انضمت أميكا إل هذا‬
‫التاه‪ ،‬بدافع من الصهيونية الت لا النفوذ القوي ف البيت البيض‪،‬‬
‫بل إن أميكا تسلمت زمام القوة الكبى لصال الصهيونية ضد‬
‫الامعة السلمية ‪ ،‬بعد تضعضع بريطانيا العظمى ‪ ،‬وبعد انيار‬
‫اتاد الدول الشيوعية ‪ ،‬والواقع خي شاهد فأميكا الدولة ‪ ،‬هاهي‬
‫تنحاز لليهود الغاصبي العتدين وتساعدهم وتسندهم‪ ،‬وتدافع عن‬
‫الصهيونية العنصرية‪ ،‬بكل قوتا بل عقل ول حياء ‪ ،‬ول إنسانية ول‬
‫ديقراطية‪ ،‬خصوصا بعد أحداث ‪ /11‬سبتمب‪ ،‬وحلة إعلمها على‬
‫الملكة العربية السعودية‪ ،‬وهي صديقة لا ‪ ،‬لنا معقل السلم ‪،‬‬
‫ومأرز اليان ‪ ،‬ومهبط الوحي النبوي‪ ،‬ولكن العلم الميكي‬
‫بدافع الصهيونية يهاجم العدل ف الملكة‪ ،‬بدعوى ماربة الرهاب‪،‬‬
‫ومن ل يكون مع أميكا على هذا التاه ‪ ،‬فهو ضدها إرهاب عدو‬
‫لا ولو كان صديقا ف القيقة ! ولكن قال ال تعال ‪:‬‬
‫ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إل بحبل‬
‫من الله وحبل من الناس وباءو بغضب من‬
‫الله ‪ ،‬وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم‬
‫‪ )51(54‬مقارنة الديان ‪ ،‬اليهودية ‪ ،‬لحد شلب ‪ ،‬ص ‪ ،101-99‬وعلي عبد ال‬
‫وزملؤه ‪ ،‬القومية العربية للصف الثالث الثانوي ص ‪156‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪-57 -‬‬
‫‪ – 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف ضياع الوية‬

‫كانوا يكفرون بآيات الله ‪ ،‬ويقتلون النبياء‬


‫بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون‬
‫[آل عمران‪.]112 :‬‬

‫‪-58 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫‪ -4‬تديد الراد الشرعي بالماعة ‪:‬‬


‫روى ابن أب عاصم من طرق متعددة‪ ،‬وأبو داود عن‬
‫معاوية رضي ال عنه‪ ،‬قال قام فينا رسول ال يوما فذكر‪ " :‬إن‬
‫أهل الكتاب قبلكم تفرقوا على اثنتي وسبعي فرقة ف الهواء ‪ ،‬أل‬
‫وإن هذه المة ستفترق على ثلث وسبعي فرقة ف الهواء‪ ،‬كلها‬
‫ف النار إل واحدة‪ ،‬وهي الماعة‪ ،‬أل وإنه يرج ف أمت قوم ‪،‬‬
‫يهوون هوى‪ ،‬يتجارى بم ذلك الوى‪ ،‬كما يتجارى الكلب‬
‫بصاحبه‪ ،‬ل يدع منه عرقا‪ ،‬ول مفصل إل دخله " ‪ .‬و ف رواية‬
‫أن النب أخب " أن هذه المة ستفترق على ثلث وسبعي ملة‬
‫ـ يعن الهواء‪ -‬كلها ف النار إل واحدة‪ ،‬وهي الماعة" (‪، )55‬‬
‫وروى المام أحد عن أب عامر عبد ال بن لي ‪ ،‬قال حججنا‬
‫مع معاوية بن أب سفيان ‪ ،‬فلما قدمنا مكة قام حي صلى الظهر ‪،‬‬
‫وفيه قوله‪":‬وال يا معشر العرب‪ ،‬لئن ل تقوموا با جاء به نبيكم‬
‫‪ ،‬لغيكم من الناس أحرى أن ل يقوم به " ففي هذا لديث‬
‫الشريف أيضا ‪ :‬أن هذه المة ‪ ،‬أي أمة الجابة ‪ ،‬ل أمة الدعوة ‪،‬‬
‫ستفترق إل ثلث وسبعي فرقة ‪ ،‬تفرقوا كما تفرق أهل الكتاب‬
‫السابقي ‪ ،‬من اليهود والنصارى بل زادوا عليهم‪ ،‬وكل فرقة تزعم‬
‫أنا هي الماعة ‪ ،‬ولكن القيقة أن الماعة ‪ ،‬هي الت وافقت ما‬
‫عليه الرسول وأصحابه ‪.‬‬

‫‪ )(55‬و أخرجه أحد ‪ ،4/102‬وأبو داود (‪ )4597‬وغيها وهو حديث صحيح ‪.‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫وف الديث الذي أخرجه البخاري ومسلم ‪ ،‬ف صحيحيهما‪ ،‬عن‬


‫عن الي ‪،‬‬ ‫حذيفة قال ‪ " :‬كان الناس يسألون رسول ال‬
‫وكنت أسأله عن الشر مافة أن يدركن ‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬إنا‬
‫كنا ف جاهلية وشر ‪ ،‬فجاءنا ال بذا الي ‪ ،‬فهل بعد هذا الي من‬
‫شر ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قلت ‪ :‬وهل بعد ذلك الشر من خي ؟ قال ‪:‬‬
‫نعم ‪ ،‬وفيه دخن ‪ .‬قلت وما دخنه ؟ قال ‪ :‬قوم يهدون بغي هديي ‪،‬‬
‫تعرف منهم وتنكر قلت ‪ :‬فهل بعد ذلك الي من شر ؟ قال ‪:‬‬
‫نعم ‪ :‬دعاة على أبواب جهنم ‪ ،‬من أجابم إليها قذفوه فيها ‪ .‬قلت‬
‫يا رسول ال ‪ :‬صفهم لنا ‪ .‬قال هم من جلدتنا ‪ ،‬ويتكلمون‬
‫بألسنتنا ‪ .‬قلت فماذا تأمرن إن أدركن ذلك ؟ قال ‪ :‬تلزم جاعة‬
‫السلمي ‪ ،‬وإمامهم قلت‪ :‬فإن ل يكن لم جاعة ول إمام ؟ قال ‪:‬‬
‫فاعتزل تلك الفرقَ كلّها ‪ ،‬ولو أن تعض بأصل شجرة حت يدركك‬
‫الوت وأنت على ذلك " (‪.)56‬‬
‫ففي هذا الديث الشريف ‪ :‬الب الصادق بدوث دعاة كثيين‬
‫كثر ًة غلبت على عصرهم ‪ ،‬حت وصف بالشر بعد الي‪ ،‬تبعا‬
‫للغالب‪ ،‬ف قوله ‪ :‬وهل بعد ذلك الي من شر ؟ قال نعم ‪ :‬دعاة‬
‫على أبواب جهنم ‪ ،‬من أجابم إليها قذفوه فيها ‪ .‬قال حذيفة ‪:‬‬
‫قلت يا رسول ال ‪ :‬صفهم لنا ‪ .‬قال ‪ :‬هم من جلدتنا ‪ ،‬ويتكلمون‬
‫بألسنتنا ‪ .‬فهم يتلبسون بظهر السلم ويدعون إليه وإل الماعة‬

‫‪ )(56‬ينظر ‪ :‬البخاري مع الفتح ‪13/35‬‬

‫‪-60 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫السلمية ‪ ،‬حت أن من صفتهم أنم أناس من جلدتنا أي ينتمون‬


‫إل نسبنا من العرب‪ ،‬ويتكلمون بألسنتنا العربية والسلمية ‪،‬‬
‫ولكنهم ف القيقة دعاة إل ترك الماعة ‪ ،‬دعاة على أبواب جهنم‪،‬‬
‫من أجابم قذفوه فيها ‪ ،‬وفيه أن العاصم الذي يرجع إليه عند‬
‫حدوث هؤلء الدعاة ‪ ،‬هو لزوم جاعة السلمي وإمامهم ‪ ،‬فإن ل‬
‫يكن لم جاعة ول إمام فلزوم ما عليه جاعة السلمي وإمامهم ‪،‬‬
‫ولو كان اللتزم وحده منفردا باعتزاله تلك الفرق‪ ،‬ولو أن يعض‬
‫على أصل شجرة ‪ ،‬من شدة الغربة ‪ ،‬حت يدركه الوت وهو على‬
‫ذلك النهج ‪ ،‬لنه منهج الماعة وإمامهم ‪.‬‬
‫وف الديث قوله‪ ":‬قلت ‪ :‬فإن ل يكن لم جاعة ول إمام ؟ قال ‪:‬‬
‫فاعتزل تلك الفرقَ كلّها‪ ،‬ولو أن تعض بأصل شجرة حت يدركك‬
‫الوت وأنت على ذلك )) (‪ )57‬يعن ‪ :‬فإنك باعتزال تلك الفرق‪،‬‬
‫حيث ل يكن لم جاعة ول إمام ‪ ،‬تكون أنت على ما كانت عليه‬
‫الماعة ‪ ،‬وإن كنت وحدك ‪ ،‬قال ميمون بن مهران ‪ :‬قال ابن‬
‫مسعود ‪ ": t‬الماعة ما وافق الق وإن كنت وحدك " ‪.‬‬
‫وقال نعيم بن حاد ‪ ":‬إذا فسدت الماعة فعليك با كانت عليه‬
‫الماعة قبل أن تفسد‪ ،‬وإن كنت وحدك ‪ ،‬فإنك أنت الماعة‬
‫(‪)58‬‬
‫حينئذ " ذكره البيهقي وغيه ‪.‬‬

‫‪ )(57‬أنظر ‪ :‬البخاري مع الفتح ‪13/35‬‬

‫‪-61 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫إذاَ الراد الشرعي بالماعة ‪ :‬هم القوم الجتمعون على‬


‫الستمساك بالكتاب والسنة ‪ ،‬الذين يؤثرون كلم ال تعال‪ ،‬على‬
‫كلم كل أحد‪ ،‬ويقدمون هدي رسول ال ‪ ، r‬على هدي كل‬
‫أحد ‪ ،‬فالتمسك بالكتاب والسنة ‪ ،‬وعقد الجتماع والعهد على‬
‫ذلك ‪ ،‬والوفاء به ‪ ،‬وعدم نقضه ‪ ،‬يفيد الجتماع والئتلف‪،‬‬
‫واكتمال القوة واستحكامها‪ ،‬فل تتناقض ‪ ،‬فالماعة هنا هم‬
‫الجتمعون على الق‪ ،‬وإن كانوا قليل‪ ،‬وكان الخالف لم كثيا‪،‬‬
‫فإن يد ال معهم‪ ،‬لن الق هو الذي كانت عليه الماعة الول‬
‫من عهد النب ‪ ،r‬ول نظر إل كثرة أهل الباطل من بعدهم ‪ .‬قال‬
‫ابن جرير الطبي‪" :‬والصواب أن الراد من الب لزوم الماعة الذين‬
‫ف طاعة من اجتمعوا على تأميه فمن نكث بيعته خرج عن‬
‫الماعة"(‪ ،)59‬وذكره المام الشاطب ؛ ف كتابه العتصام (‪ )60‬عن‬
‫المام ابن جرير الطبي أنه قال‪ ":‬الماعة ‪ :‬جاعة السلمي إذا‬
‫اجتمعوا على أمي "‪ ،‬قال ‪ " :‬فأمر النب بلزومه ‪ ،‬ونى عن‬
‫فراقه‪ ،‬فيما اجتمعوا عليه من تقديه عليهم ‪ ،‬لن فراقهم ل يعدوا‬
‫إحدى حالتي ‪ :‬إما للنكي عليهم ف طاعة أميهم ‪ ،‬والطعن عليه‬
‫ف سيته الرضية لغي موجب‪ ،‬بل بالتأويل ف إحداث بدعة ف‬

‫‪ )(58‬سنن أب داود ‪ ،‬كتاب السنة ‪ ،‬باب شرح السنة ‪ ،‬الديث رقم‬


‫( ‪. )4597‬‬
‫‪ )(59‬فتح الباري ‪.13/37‬‬
‫‪ )(60‬العتصام للشاطب ‪ ،‬الزء ‪. 2/264‬‬

‫‪-62 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫مارقة‬ ‫الدين ‪ ،‬كالرورية الت أمرت المة بقتالا‪ ،‬وساها النب‬


‫من الدين ‪ .‬وإما لطلب إمارة من انعقاد البيعة لمي الماعة‪ ،‬فإنه‬
‫نكث عهد‪ ،‬ونقض عهد بعد وجوبه‪ ،‬وقد قال ‪ " :‬من جاء أمت‬
‫ليفرق جاعتهم فاضربوا عنقه كائنا من كان " ‪ ،‬وقال ‪ ":‬إذا‬
‫بويع لليفتي ‪ ،‬فاقتلوا الخر منهما" ‪ ،‬وقال ‪ " :‬من أتاكم‬
‫وأمركم جيع على رجل واحد‪ ،‬يريد أن يشق عصاكم ‪ ،‬أو يفرق‬
‫جاعتكم فاقتلوه" ‪ ،‬وف رواية أخرى قال رسول ال ‪ " :‬إنه‬
‫ستكون هنات وهنات ‪ ،‬فمن أراد أن يفرق أمر هذه المة ‪ ،‬وهي‬
‫جيع فاضربوه بالسيف كائنا من كان " ‪ ،‬وف رواية‪ ":‬فاقتلوه "‬
‫(‪ ،)61‬وعن أب سعيد الدري قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ ":‬إذا بويع‬
‫لليفتي فاقتلوا الخر منهما " (‪ . )62‬قال الطبي ‪ ":‬فهذا معن‬
‫المر بلزوم الماعة‪ ...‬وقد بي ذلك عمر بن الطاب ‪ ،‬فروي‬
‫عن عمرو بن ميمون الودى قال ‪ :‬قال عمر‪ - :‬حي طعن‬
‫لصهيب ‪ -‬ص ّل بالناس ثلثا ‪ ،‬وليدخل علي عثمان وعلي وطلحة‬
‫والزبي وسعد وعبد الرحن ‪ ،‬وليدخل ابن عمر ف جانب البيت‬
‫وليس له من المر شيء فقم يا صهيب على رؤوسهم بالسيف‪ ،‬فإن‬

‫‪ )(61‬ينظر‪ :‬ف صحيح مسلم كتاب المارة ‪ ،‬باب حكم من فرق أمر السلمي وهو‬
‫متمع‪ ،2/1479،1480 ،‬رقم ‪ ، 59،60/1852‬وسنن أب داود‪ ،‬كتاب‬
‫السنة‪ ،‬باب ف قتل الوارج رقم الديث ‪.4762‬‬
‫‪ )(62‬صحيح مسلم ‪ ،‬كتاب المارة ‪ ،‬باب إذا بويع لليفتي ‪ 2/1480 ،‬رقم‬
‫‪.61/1853‬‬

‫‪-63 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫بايع خسة ونكص واحد فاجلد رأسه بالسيف ‪ ،‬وإن بايع أربعة‬
‫ونكص رجلن فاجلد رؤوسهما حت يستوثقوا على رجل ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فالماعة الت أمر رسول ال بلزومها وسى النفرد عنها مفارقا‬
‫لا‪ ،‬نظي الماعة الت أوجب عمر اللفة لن اجتمعت عليه‪ ،‬وأمر‬
‫صهيبا بضرب رأس النفرد عنهم بالسيف‪ ،‬فهم ف معن العدد‬
‫الجتمع على بيعته وقلة العدد النفرد عنهم ‪.‬‬
‫قال‪ :‬وأما معن الب الذي ذكر فيه أن ل تتمع المة على‬
‫ضللة فمعناه أن ل يمعهم على إضلل الق فيما أنابم من أمر‬
‫دينهم حت يضل جيعهم عن العلم ويطئوه ‪ ،‬وذلك ل يكون ف‬
‫المة"ا ـ هـ(‪ .)63‬قال الشاطب ‪ ":‬هذا تام كلمه ـ يعن‬
‫الطبي ـ وهو منقول بالعن وتر ف أكثر اللفظ ‪ ،‬وحاصله أن‬
‫الماعة راجعة إل الجتماع على المام الوافق للكتاب والسنة ‪،‬‬
‫وذلك ظاهر ف أن الجتماع على غي سنة خارج عن معن‬
‫الماعة الذكورة ف الحاديث الذكورة‪،‬الوارج ومن جرى‬
‫(‪)64‬‬
‫مراهم"‬
‫وهذا الثر عن عمر الذي فيه ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬فقم يا صهيب على‬
‫رؤوسهم بالسيف " ال ‪ ،‬رواه الطبي ف تاريخ المم واللوك(‪،)65‬‬

‫‪)60(63‬العتصام جزء ‪2/246‬‬


‫‪ )(64‬العتصام جزء ‪.265-2/264‬‬
‫‪ )(65‬تاريخ المم واللوك ‪ ،581-2/580‬من طبعة دار الكتب العلمية ‪.‬‬

‫‪-64 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫ورواه غيه بألفاظ أخرى صحيحة السناد‪،‬تدل على ما أراده‬


‫الطبي‪ ،‬من الستدلل بذا الب‪ ،‬لا قرره من الصح لعن الماعة‬
‫‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫رواية ابن سعد بسنده عن سال بن عبد ال ‪ ،‬أن عبد ال بن عمر‪،‬‬
‫وذكر قصة قتل عمر‪ ،‬وفيها أن عمر قال أمهلوا ‪ ،‬فإن حدث ب‬
‫حدث "فليصل لكم صهيب ثلث ليال ث أجعوا أمركم ‪ ،‬فمن‬
‫تأمر منكم على غي مشورة من السلمي فاضربوا عنقه"‪ ،‬وصحح‬
‫إسنادها الافظ ابن حجر ف موضعي من الفتح (‪ ، )66‬ورواية ابن‬
‫سعد الخرى بسنده عن عمرو بن ميمون ‪ ،‬وفيها قول عمر‬
‫لصهيب ‪ " :‬صل بالناس ثلثا‪ ،‬وليخل هؤلء القوم ف بيت ‪ ،‬فإذا‬
‫اجتمعوا على رجل فمن خالفهم فاضربوا رأسه " ‪ ،‬وكلتاها رواها‬
‫ابن سعد ف الطبقات (‪ )67‬ورواها الارث ف مسنده عن يي بن‬
‫أب بكي(‪ )68‬ثنا إسرائيل‪ ،‬وروى نوها ابن أب شيبة عن وكيع عن‬
‫إسرائيل(‪ )69‬وذكر الافظ ابن حجر هذا الثر ف الفتح‪ ،‬وأن لذه‬
‫الرواية شاهدا من حديث ابن عمر ‪ ،‬قال‪ ":‬أخرجه ابن سعد بإسناد‬
‫صحيح"‪ ،‬كما ذكر أيضا ما يتص برواية جويرية بن أساء بن عبيد‬

‫‪ )(66‬فتح الباري ‪. 13/196 ،7/68 ،‬‬


‫‪ )(67‬الطبقات ‪. 344 ،342-3/340‬‬
‫‪)(68‬زوائد اليثمي ‪. 623-2/622‬‬
‫‪ )(69‬الصنف ‪. 7/436‬‬

‫‪-65 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫لب قتل عمر ‪ ،‬وفيه قول عمر ‪" :‬ويتبع القل الكثر‪ ،‬ومن تأمر‬
‫من غي أن يؤمر فاقتلوه"(‪. )70‬‬
‫وننقل توضيحا لشيخ السلم ابن تيمية لذه السألة لهيته ‪ ،‬ف‬
‫معرض تفنيده قول الرافضي ف عمر أنه‪ " :‬أمر بقتل من خالف‬
‫الربعة ‪ ،‬وأمر بقتل من خالف الثلثة منهم ‪ :‬عبد الرحن "‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فيقال‪ :‬هذا من الكذب الفترى ‪ ،‬ولو قدر أنه فعل ذلك ‪ ،‬ل يكن‬
‫عمر قد خالف الدين ‪ ،‬بل يكون قد أمر بقتل من يقصد الفتنة ‪،‬‬
‫كما قال النب ‪ " :‬من جاءكم وأمركم على رجل واحد ‪ ،‬يريد‬
‫(‪)71‬‬
‫أن يفرق جاعتكم فاضربوا عنقه بالسيف كائنا من كان"‬
‫والعروف عن عمر أنه أمر بقتل من أراد أن ينفرد عن السلمي‬
‫ببيعة بل مشاورة لجل هذا الديث‪ ،‬وأما قتل الواحد التخلف عن‬
‫البيعة إذا ل تقم فتنة ‪ ،‬فلم يأمر عمر بقتل مثل هذا‪ ،‬ول يوز قتل‬
‫(‪)72‬‬
‫مثل هذا"‪.‬‬

‫‪ )(70‬فتح الباري ‪.196-13/195 ، 7/68‬‬


‫‪ )(71‬السند ‪ ،‬ط اللب ‪ ، 5/341،‬وانظر‪ :‬صحيح مسلم كتاب المارة ‪ ،‬باب‬
‫حكم من فرق أمر السلمي وهو متمع ‪ ،3/1479،1480 ،‬سنن أب داود‬
‫‪ ،4/334‬كتاب السنة ‪ ،‬باب ف قتل الوارج ‪.‬‬
‫‪)(72‬منهاج السنة ‪.180-6/179 ،‬‬

‫‪-66 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫وقال شارح العقيدة الطحاوية(‪" :)73‬وقد ساق البخاري (‪ )74‬رحه‬


‫وأمر الشورى والبايعة لعثمان ف صحيحه ‪،‬‬ ‫ال قصة قتل عمر‬
‫فأحببت أن أسردها كما رواها بسنده عن عمرو بن ميمون ‪،‬‬
‫فسردها‪ ،‬وفيها أن عمر قال ‪ " :‬ما أجد أحق بذا المر من هؤلء‬
‫النفر أو الرهط ‪ " ..‬فسمى عليا وعثمان والزبي وطلحة وسعدا‬
‫وعبد الرحن‪ ،‬يشهدكم عبد ال بن عمر‪ ،‬وليس له من المر شيء‪،‬‬
‫كهيئة التعزية له ‪ ،‬فإن أصابت المرة سعدا فذاك ‪ ،‬وإل فليستعن به‬
‫أيكم ما أمر‪ ،‬فإن ل أعزله من عجز ول خيانة " إل قوله ‪ " :‬فلما‬
‫فرغ من دفنه اجتمع هؤلء الرهط ‪ ،‬فقال‪ :‬عبد الرحن بن عوف‪:‬‬
‫اجعلوا أمركم إل ثلثة منكم ‪ ،‬قال الزبي‪ :‬قد جعلت أمري إل‬
‫علي‪ ،‬وقال طلحة ‪ :‬قد جعلت أمري إل عثمان ‪ ،‬وقال سعد‪:‬قد‬
‫جعلت أمري إل عبد الرحن ‪ ،‬فقال عبد الرحن‪ :‬أيكما تبأ من‬
‫هذا المر فنجعله إليه ‪ ،‬وال عليه والسلم لينظرن أفضلهم ف‬
‫نفسه‪ ،‬فأسكت الشيخان ‪ ،‬فقال عبد الرحن أفتجعلونه إل ‪ ،‬وال‬
‫علي أن ل آلو عن أفضلكم؟ قال‪ :‬نعم ‪ ،‬فأخذ بيد أحدها ‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫لك قرابة من رسول ال ‪ ،‬والقدم ف السلم ما قد علمت‪ ،‬فبال‬
‫عليك لئن أمرتك لتعدلن ؟ ولئن أمرت عليك لتسمعن ولتطيعن ؟‬
‫ث خل بالخر ‪ ،‬فقال ‪ :‬له مثل ذلك ‪ ،‬فلما أخذ اليثاق ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫‪ )(73‬شرح العقيدة الطحاوية ‪ ،‬لبن أب العز ‪ ،‬تقيق وتعليق الدكتور عبد ال‬
‫التركي‪ ،‬وزميله‪ ،‬ص ‪720-712‬‬
‫‪ )(74‬البخاري مع الفتح ‪ ، 62-7/59‬رقم ‪. 3700‬‬

‫‪-67 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫ارفع يدك يا عثمان ‪ ،‬فبايعه‪ ،‬وبايع له علي‪ ،‬وول أهل الدار ‪،‬‬
‫فبايعوه" ‪.‬‬
‫وذكر شارح الطحاوية رواية البخاري الخرى (‪ )75‬عن حيد بن‬
‫عبد الرحن عن السور بن مرمة ‪ ،‬وفيها قوله ‪ ":‬فلما ولوا عبد‬
‫الرحن أمرهم مال الناس إل عبد الرحن ‪ ،‬حت ما أرى أحدا من‬
‫الناس يتبع أولئك الرهط "‬
‫وفيها أن عبد الرحن قال ‪ ":‬أما بعد يا علي إن قد نظرت ف أمر‬
‫الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان ‪ ،‬فل تعلن على نفسك سبيل "‬
‫قال ف فتح الباري ‪" :‬ويؤخذ منه بطلن قول الرافضة وغيهم أن‬
‫نص على أن المامة ف أشخاص بأعيانم … ففي رضا‬ ‫النب‬
‫الميع با أمرهم به ‪ ،‬دليل على أن الذي كان عندهم من العهد ف‬
‫المامة أوصاف ‪ ،‬من وجدت فيه استحقها‪ ،‬وإدراكها يقع‬
‫بالجتهاد ‪ ،‬وفيه أن الماعة الوثوق بديانتهم ‪ ،‬إذا عقدوا عقد‬
‫اللفة لشخص بعد التشاور والجتهاد ‪ ،‬ل يكن لغيهم أن يل‬
‫ذلك العقد‪ ،‬إذ لو كان العقد ل يصح إل باجتماع الميع ‪ ،‬لقال‬
‫قائل ل معن لتخصيص هؤلء الستة‪ ،‬فلما ل يعترض منهم معترض‬
‫بل رضوا وبايعوا ‪ ،‬دل ذلك على صحة ما قلناه" (‪ ، )76‬وذكر ابن‬

‫‪ )(75‬البخاري مع الفتح ‪ ، 194-193 /13‬رقم ‪7207‬‬


‫‪ )(76‬فتح الباري لبن حجر ‪. 13/198‬‬

‫‪-68 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫العرب الالكي بأنه ‪ " :‬لو عقد ه بعضهم لاز ‪ ،‬ول يل لحد أن‬
‫يعارض " (‪. )77‬‬
‫وذكر ابن حجر من زيادة الداين أن عمر‪" :‬قال لب طلحة ‪ :‬إن‬
‫ال قد نصر بكم السلم‪ ،‬فاختر خسي رجل من النصار‬
‫واستحث هؤلء الرهط حت يتاروا رجل منهم"(‪.)78‬‬
‫وذكر ذلك السيوطي عن أنس قال ‪ ":‬أرسل عمر إل أب طلحة‬
‫النصاري قبل أن يوت بساعة ‪ ،‬فقال‪ :‬كن ف خسي من النصار‬
‫مع هؤلء النفر أصحاب الشورى‪ ،‬فإنم فيما أحسب سيجتمعون‬
‫ف بيت ‪ ،‬فقم على ذلك الباب بأصحابك فل تترك أحدا يدخل‬
‫عليهم ‪ ،‬ول تتركهم يضي اليوم الثالث حت يؤمروا أحدهم" (‪.)79‬‬
‫وقال ابن حجر‪ " :‬وفيه أن الشركاء ف الشيء إذا وقع بينهم التنازع‬
‫ف أمر من المور ‪ ،‬يسندون أمرهم إل واحد ليختار لم ‪ ،‬بعد أن‬
‫يرج نفسه من ذلك المر"(‪ ،)80‬وقال ابن الني‪ " :‬ف الديث دليل‬
‫على أن الوكيل الفوض له أن يوكل وإن ل ينص له على ذلك‪،‬‬
‫لن المسة أسندوا المر لعبد الرحن وأفردوه به فاستقل مع أن‬

‫‪)(77‬ينظر‪ :‬عارضة الحوذي ‪ ،9/10 ،‬تفة الحوذي ‪ ، 6/384 ،‬نقل عن‪ :‬المر‬
‫بلزوم جاعة السلمي ‪ ،‬وإمامهم ‪ ،‬للشيخ عبد السلم بن برجس ص ‪.30‬‬
‫‪ )(78‬فتح الباري ‪7/68 ،‬‬
‫‪ )(79‬تاريخ اللفاء ص ‪.154‬‬
‫‪ )(80‬فتح الباري ‪.13/199‬‬

‫‪-69 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫عمر ل ينص لم على النفراد" (‪ ، )81‬ففي القصة نرى أن عمر‬


‫بي مفهوم الماعة ومعناه ‪ ،‬والتزمت المة به ‪ ،‬حت صار‬
‫عبد الرحن وحده هو الماعة ‪ ،‬فقال لعلي‪ ":‬فل تعلن على‬
‫نفسك سبيل " قال ابن حجر ‪ " :‬أي من اللمة ‪ ،‬إذا ل توافق‬
‫الماعة"‪ ، )82(.‬وبيان عمر لفهوم الماعة ومعناها‪ ،‬وهو‬
‫الليفة الراشد‪ ،‬الذي أمرنا بالقتداء به ‪،‬كما ف حديث حذيفة‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال ‪":‬اقتدوا باللّذين من بعدي ‪ :‬أب بكر وعمر"‬
‫رواه أهل السنن (‪ )83‬يفيد العلم الضروري والعتقاد الصحيح ‪،‬‬
‫بأنه الراد شرعا بالماعة كما قرره المام الطبي ‪،‬ونذكر موقفا‬
‫لعبد ال بن عمر‪ ،‬رضي ال عنهما‪ ،‬يؤكد معن الماعة الراد‬
‫شرعا‪ ،‬الذي بينه عمر ‪ ،‬وقرره ابن جرير الطبي‪ ،‬رحه ال ‪،‬‬
‫فيما رواه مسلم عن نافع قال جاء عبد ال بن عمر إل عبد ال‬
‫بن مطيع ( بن السود العدوي القرشي ) حي كان من أمر الرة ما‬
‫كان ‪ ،‬زمن يزيد بن معاوية ‪ ،‬فقال‪ :‬اطرحوا لب عبد الرحن‬
‫وسادة ‪ ،‬فقال‪ :‬إن ل آتك لجلس ‪ ،‬أتيتك لحدثك حديثا سعت‬
‫‪ )(81‬فتح الباري ‪.13/199‬‬
‫‪ )(82‬فتح الباري ‪13/197‬‬
‫‪ )(83‬أحد ‪ ،5/382،385،399،402 ،‬الترمذي ‪ ،3662،3663،‬ابن ماجه ‪،‬‬
‫‪ ،97‬ابن أب شيبة ‪ ،12/11،‬الميدي ‪ ،449‬ابن أب عاصم ‪،1149 ،1148‬‬
‫الطحاوي ف مشكل الثار ‪ ،85-2/83‬أبو نعيم ف اللية ‪ ،2/185‬الاكم‬
‫‪ ،3/75‬وصححه ‪ ،‬ووافقه الذهب ‪ ،‬ابن حبان ‪ ،2193‬من طريق آخر ‪ ،‬ينظر‪:‬‬
‫شرح الطحاوية ‪.2/699‬‬

‫‪-70 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫يقوله‪ ،‬سعت رسول ال ‪ ،‬يقول ‪ ":‬من خلع يدا‬ ‫رسول ال‬


‫من طاعة‪ ،‬لقي ال يوم القيامة ل حجة له‪ ،‬ومن مات وليس ف‬
‫(‪)84‬‬
‫عنقه بيعة ‪ ،‬مات ميتة جاهلية"‬
‫وعبد ال بن مطيع كان من خلع يزيد وخرج عليه ‪ ،‬وكان يوم‬
‫الرة قائد قريش ‪ ،‬كما كان قائد النصار عبد ال بن حنظلة‬
‫النصاري ‪ ،‬إذ خرج أهل الدينة لقتال اليش الذي بعثه يزيد‬
‫لقتالم وأخذ البيعة له ‪ ،‬فظفر أهل الشام بأهل الدينة ‪ ،‬وكان ما‬
‫كان من أمر الرة ‪ ،‬من الفت والفاسد ‪ ،‬بسبب خلعهم أيديهم من‬
‫طاعة يزيد وعدم بيعتهم له‪ ،‬وقد انعقدت له المامة ‪ ،‬بوصية المام‬
‫قبله أمي الؤمني معاوية‪ ،‬وبايعه من بايعه لذلك ‪ ،‬وأصبح الذين ف‬
‫طاعته هم الماعة ‪.‬‬
‫هذا هو ما قرره المام ابن جرير الطبي فيما تقدم من قوله‪:‬‬
‫" فالماعة الت أمر رسول ال بلزومها وسى النفرد عنها‬
‫مفارقا لا‪ ،‬نظي الماعة ‪ ،‬الت أوجب عمر اللفة لن اجتمعت‬
‫عليه ‪ ،‬وأمر صهيبا بضرب رأس النفرد عنهم بالسيف‪ ،‬فهم ف معن‬
‫العدد الجتمع على بيعته وقلة العدد النفرد عنهم " ‪.‬‬

‫‪ )(84‬صحيح مسلم ‪ ،‬كتاب المارة ‪ ،‬باب وجوب ملزمة جاعة السلمي عند‬
‫ظهور الفت ‪ ،‬وف كل حال ‪ ،‬وتري الروج على الطاعة ومفارقة الماعة ‪،‬‬
‫‪ ،2/1478‬رقم الديث ‪.58/1851‬‬

‫‪-71 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫ومن أجل أن يتضح الراد الشرعي بالماعة ما تقدم‪ ،‬بقي‬


‫أن نبي ضرورة تعيي الماعة فإل ذلك ف البحث الت‪:‬‬
‫ضرورة تعيي الماعة ‪:‬‬
‫حيث ل إسلم إل بماعة ‪ ،‬ول جاعة إل بإمارة ‪ ،‬ول‬
‫إمارة إل بسمع وطاعة وهذه الثلثة متلزمة‪ ،‬آخذ بعضها ببعض‪،‬‬
‫ل قيام للسلم إل بذه الثلثة(‪ ، )85‬ولقد أمر النب بلزوم‬
‫الماعة وإمامهم ‪ ،‬والسمع والطاعة للمي‪ ،‬وإن ضرب الظهر‬
‫وأخذ الال‪ ،‬أمرا يدل على الوجوب ‪ ،‬ونى عن الروج على‬
‫الماعة ومفارقتها‪ ،‬نيا يدل على التحري ‪ ،‬وقد بوب المام النووي‬
‫لحاديث صحيحة وردت ف صحيح مسلم ‪ ،‬تدل على هذا دللة‬
‫قاطعة‪ ،‬فقال‪ " :‬باب وجوب ملزمة جاعة السلمي عند ظهور‬
‫الفت ‪ ،‬وف كل حال ‪ ،‬وتري الروج على الطاعة ومفارقة‬
‫الماعة " (‪ ،)86‬كما وردت أدلة أخرى تفيد العلم اليقين بذا‬
‫الكم ف الكتاب والسنة والجاع والعتبار‪ ،‬وحيث ل يكن القيام‬
‫بفعل هذا الواجب‪ ،‬وترك هذا الحرم إل بتعيي الماعة ‪ ،‬ومال يتم‬
‫الواجب إل به فهو واجب ‪.‬‬
‫‪ )(85‬ينظر‪ :‬سنن الدارمي‪ ،‬القدمة ‪ ،‬باب ف ذهاب العلم ‪ ،‬ص ‪ ،79‬رقم الديث‬
‫‪ ،253‬الدرر السنية ف الجوبة النجدية ‪ ،277-7/270 ،‬حكم النتماء للشيخ‬
‫بكر أبو زيد ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬ص ‪. 59‬‬
‫‪ )(86‬صحيح مسلم الجلد ‪ ،2/1475‬وانظر‪ :‬أحاديث الباب من رقم ( ‪-1847‬‬
‫‪. )1851‬‬

‫‪-72 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫إذا ‪ :‬فلبد من تعيي الماعة ومعرفتها‪ ،‬ليتحقق القيام بواجب‬


‫لزومها‪ ،‬ولزوم إمامها ‪ ،‬والقتداء با والعتصام بذلك من تركها‬
‫وفراقها الحرم ‪.‬‬
‫قيل لعبد ال بن البارك‪ " :‬من الماعة الذين ينبغي أن يقتدى بم"؟‬
‫قال ‪ ":‬أبو بكر وعمر" ـ فلم يزل يسب حت إل ممد بن ثابت‬
‫والسي بن واقد ـ فقيل‪" :‬هؤلء ماتوا‪ :‬فمن الحياء ؟ ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫"أبو حزة السكري" (‪ ، )87‬وعن إسحاق بن راهويه نو ما قال ابن‬
‫البارك " (‪، )88‬وممد بن ثابت ‪ ،‬والسي بن واقد ‪ ،‬وأبو حزة‬
‫السكري ‪ ،‬كل منهم فرد معي بأنه الماعة ف زمانه ‪ ،‬وليسوا من‬
‫البشرين بالنة ‪ ،‬لكن يقتدى بم ‪ ،‬وتوفر مفهوم الماعة ف كل‬
‫واحد منهم بعينه‪ ،‬فعي المام ابن البارك كل واحد منهم بصفة‬
‫الماعة ‪ ،‬الت يقتدى با كل ف زمانه ‪ ،‬ما يدل على أنه لبد من‬
‫تعيي الماعة ف كل عصر ‪ ،‬ليتسن لزومها وعدم مفارقتها ‪ ،‬ولذا‬
‫ل يعترض أحد من الئمة على هذا التعيي ‪ ،‬لنه لبد منه‪ ،‬فبدونه‬
‫كيف تعرف الماعة ؟ وكيف يؤدى الواجب من ملزمتها‪،‬‬
‫ويتنب الرام من مفارقتها ‪ ،‬والروج على طاعة إمامها ؟ إنه‬
‫بدون تعيي الماعة ‪ ،‬ينطلق السلمون والدعاة إل ال تعال ‪ ،‬من‬

‫‪ )(87‬العتصام للشاطب ‪.262-2/261 :‬‬


‫‪ )(88‬الرجع السابق ‪.‬‬

‫‪-73 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫فراغ موحش ف العتقاد السلمي‪ ،‬ويأتون إل الناس بهالة وبدعة‬


‫وضللة وإرهاب ‪ ،‬كما هو رأي الوارج ومسلكهم ‪.‬‬
‫إذا ‪ :‬فتعيي الماعة من ضروريات الدين‪ ،‬ومن أصول العقيدة ‪.‬‬
‫وحيث لبد من إتامه ببيان استمرار وجودها ف كل جيل‪،‬‬
‫فإل ذلك ف البحث الت‪:‬‬
‫استمرار وجود الماعة ف كل جيل‪:‬‬
‫حيث أن ال تعال وله المد والشكر ل يل الرض ولن يليها من‬
‫قائم له بجته ‪ ،‬وداع إليه على بصية ‪ ،‬لكي ل تبطل حجج ال‬
‫وبيناته الت أنزلا على أنبيائه ورسله ‪ ،‬قضى باستمرار وجود الفرقة‬
‫الناجية ‪ ،‬الذين هم الماعة ‪ ،‬الذين وصفهم النب بقوله‪ " :‬من‬
‫كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحاب" ‪ ،‬ف كل جيل وزمان ‪،‬‬
‫إذا مضى جيل ورثه جيل من بعده إل أن يرث ال الرض ومن‬
‫عليها ‪.‬‬
‫كما ف حديث حذيفة فيما أخرجه البخاري ومسلم ‪ ،‬ف‬
‫صحيحيهما‪ ،‬عن حذيفة بن اليمان ‪ ،‬قال ‪ ":‬كان الناس يسألون‬
‫عن الي ‪ ،‬وكنت أسأله عن الشر مافة أن يدركن‬ ‫رسول ال‬
‫" الذي تقدم ذكره ‪ ،‬ففيه دللة على استمرار وجود الماعة‬
‫وإمامهم‪ ،‬رغم غلبة الشر ‪ ،‬أي أنه يدل على استمرار وجود‬
‫الماعة باستمرار وجود السلمي‪ ،‬وإن تفرقوا إل ثلث وسبعي‬

‫‪-74 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫فرقة ‪ ،‬فتفرقهم ل يعن عدم الماعة الواحدة الستثناة من التفرق‬


‫والهواء والوعيد بالنار ‪ ،‬كما وروى البخاري من حديث معاوية‬
‫رضي ال عنه‪ ،‬قال سعت النب يقول‪ " :‬ل تزال من أمت أمة‬
‫قائمة بأمر ال ‪ ،‬ل يضرهم من خذلم‪ ،‬ول من خالفهم‪ ،‬حت يأت‬
‫أمر ال وهم على ذلك" (‪ ، )89‬وف رواية مسلم عن ثوبان " ول‬
‫تزال طائفة من أمت على الق منصورة ‪ ،‬ل يضرهم من خذلم حت‬
‫يأت أمر ال تعال "‪.‬‬
‫نعم ‪ :‬إنه بفضل ال ورحته ل تزال هذه الماعة باقية إل قيام‬
‫الساعة ليقوم بم الدين ‪ ،‬كما روى مسلم ف صحيحه ‪ " :‬ل يزال‬
‫الدين قائما حت تقوم الساعة " (‪ . )90‬فـلله المد والنة ‪.‬‬
‫وقد قيض ال لدين ممد ‪ ،‬من يبعثه على رأس كل مائة سنة‪ ،‬مددا‬
‫لا اندرس من معال الدين كما قال "إن ال يبعث لذه المة على‬
‫رأس كل مائة سنة من يدد لا دينها" (‪ ، )91‬قال الشيخ ابن باز ‪:‬‬
‫"هذا الديث إسناده جيد ‪ ،‬رجاله كلهم ثقات ‪ ،‬وقد صححه‬
‫الاكم والافظ العراقي‪ ،‬والعلمة السخاوي وآخرون "(‪، )92‬ومعن‬
‫تديد الدين هو أن الدين يلق ف النفوس ‪ ،‬وينسى ف القلوب ‪،‬‬
‫‪ )(89‬صحيح البخاري مع فتح الباري‪ ،6/632 :‬وصحيح مسلم‪ ،‬ص ‪.1524‬‬
‫‪ )(90‬صحيح مسلم ‪ :‬ج ‪/1‬ص ‪.128‬‬
‫‪ )(91‬سنن أب داود ج ‪/2‬كتاب اللحم باب ‪1‬ص ‪424‬‬
‫‪ )(92‬هامش ص ‪ 10‬من كتاب الشيخ ممد بن عبد الوهاب … تأليف أحد بن‬
‫حجر آل بوطامي ‪.‬‬

‫‪-75 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫ويندرس ف متمعات الناس ‪ ،‬فيأت من يدعوهم إل العودة إل‬


‫أصول دينهم ‪ ،‬با يظهر ويبي لم من معال الدين الت نسوها ‪،‬‬
‫والسنن الت أماتوها ف نفوسهم‪ ،‬فإذا أراد ال بم خيا قبلوا دعوته‪،‬‬
‫ونصروها وعملوا با‪ ،‬ففي الستدرك للحاكم ‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫" إن اليان ليخلق‬ ‫عمرو ابن العاص ‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫ف جوف أحدكم ‪ ،‬كما يلق الثوب اللق ‪ ،‬فاسألوا ال أن يدد‬
‫اليان ف قلوبكم " قال الاكم ‪ :‬حديث ل يرج ف الصحيحي‬
‫رواته مصريون ثقاة ‪ ،‬وأقره الذهب ف التلخيص(‪،)93‬وأخرجه‬
‫اليثمي ف ممع الزوائد‪،‬ف باب تديد اليان (‪ )94‬والطبان ف‬
‫الكبي عن عبد ال بن عمر بن الطاب‪ ،‬قال العراقي ف‬
‫أماليه‪":‬حديث حسن من طريقيه" (‪ ،)95‬فليس معن تديد الدين ‪ ،‬أن‬
‫يؤتى بدين جديد ‪ ،‬فإن الدين عند ال هو السلم ‪ ،‬الذي أنزل ال‬
‫‪ ،‬يوم عرفة ف حجة الوداع قوله تعال ‪:‬‬ ‫فيه على نبيه ممد‬
‫اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم‬
‫نعمتي ‪ ،‬ورضيت لكم السلم دينا فقد أكمله‬
‫وأت به نعمته ‪ ،‬فل يزيده ول ينقصه أبدا ‪ ،‬ورضيه فل يسخطه‬
‫أبدا‪.‬‬

‫‪ )(93‬الستدرك ‪1/4‬‬
‫‪ )(94‬ممع الزوائد ‪ ، 1/52‬سلسلة الحاديث الصحيحة لللبان ‪ ، 4/113‬ح‬
‫‪. 1585‬‬
‫‪ )(95‬فيض القدير ‪. 2/323/1957‬‬

‫‪-76 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫إذا‪ :‬هذه الماعة ل يزال وجودها مستمرا‪ ،‬ما وجد‬


‫السلمون ‪ ،‬وإن تفرقوا إل فرق ‪ ،‬إل قيام الساعة ‪ ،‬أي ساعة‬
‫الؤمني ‪ ،‬بقبض أرواحهم ‪ ،‬لن أمة ممد ‪ ،‬ل تتمع على‬
‫ضللة ‪ ،‬فل تتمع على التفرق ف الهواء الشركية أو البدعية‪ ،‬بل‬
‫لبد أن تكون منها جاعة على التوحيد والسنة‪ ،‬كلما مضت‪،‬‬
‫خلفتها جاعة أخرى على هذا النهج الق‪ ،‬إل قيام الساعة كما‬
‫تقدم إيضاحه ‪.‬‬
‫وكانت لشيخ السلم ممد بن عبد الوهاب جهود علمية‪ ،‬ف‬
‫ترسيخ مفهوم الماعة ‪ ،‬فمن ذلك قوله (‪ ":)96‬اختلفوا ف الماعة‬
‫والفتراق ‪ ،‬فذهب الصحابة ومن معهم إل وجوبا ‪ ،‬وأن السلم‬
‫ل يتم إل با‪ ،‬وذهبت الوارج ومن معهم إل الخرى وإنكار‬
‫الماعة ‪ ،‬ففصل الكتاب بينهم ‪ ،‬بقوله تعال‪ :‬واعتصموا‬
‫بحبل الله جميعا ول تفرقوا‪ ....‬الية) ‪[ ،‬آل‬
‫عمران ‪ ،] 103:‬وقال أيضا‪ " :‬الئمة ممعون من كل مذهب‪،‬‬
‫على أن من تغلب على بلد أو بلدان له حكم المام ف جيع‬
‫الشياء‪ ،‬ولول هذا ما استقامت الدنيا‪ ،‬لن الناس من زمن طويل‬
‫قبل المام أحد إل يومنا هذا‪ ،‬ما اجتمعوا على إمام واحد ‪ ،‬ول‬

‫‪ )(96‬الدرر السنية ‪ ،‬ط ‪5/1416/‬هـ ‪ /‬ملد ‪. 7 – 9/5‬‬

‫‪-77 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫يعرفون أحدا من العلماء ذكر أن شيئا من الحكام ل يصح إل‬


‫(‪)97‬‬
‫بالمام العظم "‬
‫وقال أيضا " من تام الجتماع السمع والطاعة لن تأمر علينا‪ ،‬ولو‬
‫كان عبدا حبشيا ‪ ،‬فبي النب هذا بيانا شائعا ذائعا ‪ ،‬بوجوه‬
‫من أنواع البيان شرعا وقدرا ث صار هذا الصل ل يعرف عند‬
‫أكثر من يدعي العلم ‪ ،‬فكيف العمل به " (‪ ، )98‬وقال بلسان‬
‫العامة‪" :‬وبعد ييئنا من العلوم ‪ ،‬أنه يقع بي أهل الدين والمي‬
‫بعض الرشة (ترشات) وهذا شيء ما يستقيم عليه دين‪ ،‬والدين‬
‫هو الب ف ال والبغض فيه ‪ ،‬فإن كان المي ما يعل بطانته أهل‬
‫الدين‪ ،‬صار بطانته أهل الشر‪ ،‬وأهل الدين عليهم جع الناس على‬
‫أميهم ‪ ،‬والتغاضي عن زلته‪ ،‬وهذا أمر لبد منه من أهل الدين‪،‬‬
‫يتغاضون عن أميهم‪ ،‬وكذلك المي يتغاضى عنهم ‪ ،‬ويعلهم‬
‫مشورته وأهل ملسه‪ ،‬ول يسمع فيهم كلم العدوان ‪ ،‬وترى الكل‬
‫من أهل الدين والمي ‪ ،‬ما يعبد ال أحد منهم إل برفيقه ‪ ،‬فأنتم‬
‫توكلوا على ال ‪ ،‬واستعينوا بال على الئتلف والحبة واجتماع‬

‫‪ )(97‬الدرر السنية ‪ ،‬ط ‪5/1416/‬هـ ‪ /‬ملد ‪. 7 – 9/5‬‬


‫‪ )(98‬الدرر السنية ‪ ،‬ط ‪5/1416/‬هـ ‪ /‬ملد ‪. 7 – 9/5‬‬

‫‪-78 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫الكلمة‪ ،‬فإن العدو يفرح إذا رأى أن الكل ناقل (‪ )99‬على رفيقه‪،‬‬
‫والسبب ‪ :‬يرجو عود الباطل " (‪. )100‬‬
‫وكان هذا العن قد فقهه الئمة من آل سعود‪ ،‬فقد سئل‬
‫المام عبد العزيز ابن ممد بن سعود ‪" :‬هل تصح المامة ف غي‬
‫قريش "؟ ‪ ،‬فأجاب ‪" :‬الذي عليه أكثر العلماء ‪ ،‬أنا ل تصح ف‬
‫غي قريش إذا أمكن ذلك ‪ ،‬وأما إذا ل يكن ذلك واتفقت المة‬
‫على مبايعة المام ‪ ،‬أو اتفق أهل الل والعقد عليه ‪ ،‬صحت إمامته‬
‫ووجبت مبايعته ‪ ،‬ول يصح الروج عليه ‪ ،‬وهذا هو الصحيح الذي‬
‫تدل عليه الحاديث الصحيحة‪ ،‬كقوله ‪ ( :‬عليكم بالسمع‬
‫والطاعة ‪ ،‬وإن تأمر عليكم عبد حبشي…) (‪. )101‬‬
‫وهذا هو سر اجتماع العرب على إمامة آل سعود من أول أمرهم ‪،‬‬
‫منذ أحسن المي الراشد ممد بن سعود استقبال الشيخ ممد بن‬
‫عبد الوهاب ‪ ،‬وقد أخرج من العيينة وجاء إل الدرعية غي مرغوب‬
‫فيه ‪ ،‬ومشى المي إليه برجله ‪ ،‬مالفا ما تقتضيه سياسة المارة ‪،‬‬
‫لكنه آثر إحياء السنة السلفية ‪ ،‬والسياسة الشرعية ‪ ،‬ف تعظيم‬
‫العلماء لوجه ال تعال‪ ،‬فأحيا ال قلبه وشرح صدره لدعوة‬
‫‪ )96(99‬هكذا وردت نصا ف الدرر السنية ‪ ،‬ط ‪5/1416/‬هـ ‪ /‬ملد ‪ ، 9/6‬س‬
‫‪6‬من تت ‪ ،‬وهي صحيحه لنا بلسان العامة معروفة أنا بعن يمل عليه بقلبه ‪:‬‬
‫أي ناقم أو حاقد ‪ ،‬والشيخ ياطبهم بلسان العامة الذي يعرفونه‪.‬‬
‫‪ )(100‬الدرر السنية ‪ ،‬ط ‪5/1416/‬هـ ‪ /‬ملد ‪. 7 – 9/5‬‬
‫‪ )(101‬الدرر السنية ‪ ،‬ط ‪5/1416/‬هـ ‪ /‬ملد ‪. 7 – 9/5‬‬

‫‪-79 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫الشيخ‪،‬وقال له ‪ ( :‬أبشر ببلد خي من بلدك‪ ،‬وأبشر بالعز والنعة )‬


‫ـ فثبت ال إمارته ‪ ،‬وأرسى له ولولده من بعده‪ ،‬دعائم المامة‬
‫واللك ‪ ،‬وجع قلوب العرب والسلمي بكلمة التوحيد عليهم ـ‬
‫وأجابه الشيخ وهو ف حال مهاجر مستضعف‪ ،‬ل يلك من الدنيا‬
‫شيئا‪ ،‬بقوله ‪ :‬وأنا أبشرك‪ ،‬بالعز والتمكي ‪ ،‬وهذه كلمة ‪ :‬ل إله‬
‫إل ال ‪ ،‬من تسك با وعمل با ونصرها‪ ،‬ملك با البلد والعباد ‪،‬‬
‫وهي كلمة التوحيد‪ ،‬وأول ما دعت إليه الرسل من أولم إل آخر‬
‫هم‪ ،‬وأنت ترى ندا وأقطارها‪ ،‬أطبقت على الشرك والهل‬
‫والفرقة وقتال بعضهم لبعض‪ ،‬فأرجو أن تكون إماما يتمع عليه‬
‫السلمون‪ ،‬وذريتك من بعدك ) (‪ ، )102‬فقال له المي الراشد‪ ( :‬يا‬
‫شيخ ! إن هذا دين ال ورسوله‪ ،‬الذي لشك فيه‪ ،‬وأبشر بالنصرة‬
‫لك ‪ ،‬ولا أمرت به‪ ،‬والهاد لن خالف التوحيد) (‪. )103‬‬
‫وإن من يتأمل مواقف المي المام ممد بن سعود‪ ،‬تدله‬
‫دللة قاطعة ‪ ،‬على رجاحة عقله وبعد نظره ‪ ،‬وصدقه ف نصرة‬
‫السلم ‪ ،‬وقوة إيانه وتوكله على ال ‪ ،‬وأن ال بفضله قد اختاره‬
‫وأولده لنصرة هذا الدين ‪ ،‬والمامة فيه ‪ ،‬والتفاف الماعة عليه ‪،‬‬
‫فكم ناوأه المراء واللوك ‪ ،‬وجيوش العداء الكثية‪ ،‬وتكالبوا عليه‬

‫‪ )(102‬ينظر‪ :‬ابن بشر‪ " ،‬عنوان الجد ( ج ‪ ،)1/11،12‬وطبع وزارة العارف‪( ،‬‬
‫‪ ،)1/24‬وروضة ابن غنام‪)1/3( ،‬‬
‫‪ )(103‬ابن بشر‪ ،‬عنوان الجد (‪.1/12‬‬

‫‪-80 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫بعد إيوائه الشيخ ونصرته دعوته ‪ ،‬ورموه عن قوس واحدة من‬


‫قريب وبعيد ‪ ،‬فصب على الهاد ف سبيل ال وبذل نفسه وإمارته‪،‬‬
‫وأولده ‪ ،‬وقتل من قتل من أولده ورجاله ‪ ،‬ول يزال صابرا وفاء‬
‫بالعهد وإيانا واحتسابا لا عند ال ف الدار الخرة ‪ ،‬خلفا لا‬
‫يشيعه أعداء العقيدة السلمية ‪ ،‬كذبا وزورا ‪ ،‬من أنه ضعيف‬
‫الشخصية ‪ ،‬وأنه ل يتخذ القرار الاسم بنفسه ‪ ،‬أو أنه ذو أطماع‬
‫سياسية ‪ ،‬يريد اللك والستيلء والسيطرة ‪ ،‬كما هو شأن أمراء‬
‫العرب ف عهده‪ ،‬ولكن القيقة أنه أمي راشد‪ ،‬وإمام فذ ‪ ،‬ذو‬
‫شخصية قوية بال ورأي مستقل ‪ ،‬يتمتع بواهب سياسية وإدارية‬
‫فائقة متميزة ‪.‬‬
‫ونعود إل قصة ذلك اللقاء البارك بي الشيخ والمي‪،‬‬
‫فنقول‪ :‬لا ت ذلك الوفاق التاريي القدري‪ ،‬بي العال الربان‬
‫والمي الراشد على نصرة التوحيد‪ ،‬اكتمل عقد القوة العلمية‬
‫والعملية لماعة السلمي‪ ،‬وقامت الدولة السعودية الول على‬
‫ذلك ‪ ،‬بإمامة المي الراشد ممد بن سعود ‪ ،‬وجد واجتهد ف‬
‫القيام بنصرة التوحيد والقضاء على الشرك والبدع والرافات ‪،‬‬
‫والسي على منهج أهل السنة والماعة حت توفاه ال تعال سنة‬
‫‪1179‬هـ رحه ال تعال ‪.‬‬
‫وقد تول المامة بعد وفاته ابنه المام عبد العزيز ‪ ،‬وكان‬
‫أشهر من أبيه ‪ ،‬فقد استتب له المر تسعة وثلثي عاما‪ ،‬وأدخل‬

‫‪-81 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫جيع ند ف طاعته ‪ ،‬والحساء والقطيف وعمان والرمي‬


‫الشريفي بقيادة ابنه سعود ‪ ،‬ووصلت غزواته مشارف الشام ‪،‬‬
‫وكربلء ف العراق ‪،‬واليمن‪،‬وكان عالا عادل ورعا‪،‬وشجاعا‬
‫مقداما‪،‬قتله رافضي من أهل النجف ف العراق‪ ،‬جاء متنكرا باسم‬
‫عثمان ‪ ،‬بدسيسة من وال بغداد‪ ،‬قتله غدرا وهو قائم يصلي العصر‬
‫بالناس‪ ،‬ف مسجد الطريف ف الدرعية ‪ ،‬سنة ‪1218‬هـ رحة ال‬
‫عليه (‪. )104‬‬
‫وبويع بالمامة ابنه سعود ‪ ،‬وكان قائدا عظيما ‪ ،‬وعالا‬
‫جليل ‪ ،‬ذكيا يسن الط والقراءة ‪ ،‬فصيحا إذا تكلم أنصت له‬
‫الكل ‪ ،‬وفارسا مغوارا وحاكما عادل‪ ،‬ل تأخذه ف ال لومة لئم ‪،‬‬
‫تول ملك أهل السنة والماعة ‪ ،‬وجند جنودا تزيد على أربعمائة‬
‫ألف ما بي فارس وراجل‪ ،‬حت خضعت له جيع أناء الزيرة‬
‫العربية ‪ ،‬واستتب المن ف جيع ربوعها‪ ،‬وحاول مناهضة ملوك‬
‫الدنيا ف سبيل إعلء كلمة ال وإخضاع مالكها للسنة والماعة ‪،‬‬
‫وبارزته السلطنة العثمانية بالعداء والقتال‪ ،‬وجيشت اليوش الكثية‬
‫ضده فهزمها هزية شنيعة‪ ،‬وكان مدة حياته ل تزم له راية ‪ ،‬وعليه‬
‫من البة واليبة واللل ما يبهر العقول ‪ ،‬ث توف رحه ال سنة‬
‫(‪)105‬‬
‫‪1229‬هـ وكانت وليته إحدى عشرة سنة‬

‫‪ )(104‬ينظر‪ :‬تاريخ ملوك آل سعود ‪ ،‬تأليف سعود بن هذلول ‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪-82 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫ث خلف المام سعود ابنه المام عبد ال‪ " ،‬فسار سية‬
‫والده ‪ ،‬إل أن اخوته ل يوافقونه على إرادته ‪ ،‬وكان ل يالفهم ‪،‬‬
‫ونازعه أخوه فيصل بن سعود ‪ ،‬فكان يأمر وفيصل يأمر‪ ،‬فتفرقت‬
‫كلمتهم ‪ ،‬وضعفت شوكتهم ‪ ،‬ونفر منهم فئام من العرب ‪ ،‬واتسع‬
‫الرق ف قوتم ‪ ،‬فحاربتهم الدولة الصرية ‪ ،‬واناز إل الصريي‬
‫أكثر العرب من ند والجاز واليمن والعراق والشام " (‪. )106‬‬
‫ث عاد ال بعائدته ‪ ،‬فكشف ال الحن بالمام تركي بن عبد‬
‫ال بن ممد بن سعود ‪ ،‬وأقام الماعة ‪ ،‬واستقاموا له بالسمع‬
‫والطاعة‪ ،‬ث لبنه فيصل من بعده ‪ ،‬ث بعد وفاة المام فيصل حصل‬
‫اختلف بي أبناء فيصل أخرج المر من أيديهم ‪ ،‬ث عاد ال بعائدته‬
‫على السلمي بالمام اللك عبد العزيز على ما سنبينه فيما يأت إن شاء‬
‫ال تعال ‪.‬‬
‫وأما ما يقال قديا وحديثا من أن الشيخ ممد بن عبد الوهاب‬
‫والئمة السعوديي خرجوا على جاعة السلمي ‪ ،‬الدولة العثمانية‪،‬‬
‫فهو غي صحيح ‪ ،‬لن الشيخ ممد بن عبد الوهاب والمي ممد‬
‫بن سعود ‪ ،‬ومن قام بؤازرتما من آل سعود وغيهم ‪ ،‬إنا قاموا‬

‫‪ )(105‬ينظر‪ :‬مثي الوجد ‪ ،‬ف أنساب ملوك ند ‪ ،‬راشد بن علي بن جريس النبلي‪،‬‬
‫ط السلفية بالقاهرة ‪ ،‬عام ‪1379‬هـ ‪ ،‬ص ‪ ، 42‬تاريخ ملوك آل سعود ‪ ،‬ص‬
‫‪.15-11‬‬
‫‪ )(106‬ينظر‪ :‬مثي الوجد ‪ ،‬ف أنساب ملوك ند ‪ ،‬راشد بن علي بن جريس النبلي‪،‬‬
‫ط ‪ /‬السلفية بالقاهرة ‪ ،‬عام ‪1379‬هـ ‪ ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪-83 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫بنصرة شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ‪ ،‬ل غي ذلك‪،‬‬


‫ولو وجدوا من يقوم بنصرتا ف ظل الدولة العثمانية ‪ ،‬ل نقادو اله‬
‫بالسمع والطاعة‪ ،‬و قد كان المي عبد العزيز بن ممد والشيخ‬
‫يناشدان الشريف بأن يقوم بنصرة دين جده ممد ‪ ،‬ويوقع‬
‫المي عبد العزيز ف خطابه للشريف بلقب الادم ‪ ،‬ولنذكر مثالً‬
‫لذلك ‪ :‬ذكر الشيخ حسي بن غنام ف تاريه ف السنة الامسة‬
‫والثماني بعد الائة واللف(‪ )107‬أن الشيخ وعبد العزيز أرسل إل‬
‫وال مكة أحد بن سعيد الشريف هدايا‪ ،‬وكان قد كاتبهم‬
‫وراسلهم وطلب منهم أن يرسلوا فقيها وعالا من جاعتهم يبي لم‬
‫حقيقة ما يدعون إليه من الدين ويضر عند علماء مكة ‪ ،‬فأرسل‬
‫إليه الشيخ وعبد العزيز الشيخ عبد العزيز الصي ‪ ،‬وكتب معه إل‬
‫الشريف رسالة ‪ ،‬وهذه نسختها وهي ‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم‬
‫العروض لديك أدام ال فضل نعمه عليك حضرة الشريف أحد بن‬
‫الشريف سعيد أعزه ال ف الدارين وأعز به دين جده سيد الثقلي‬
‫إن الكتاب لا وصل الادم وتأمل ما فيه من الكلم السن رفع‬
‫يديه بالدعاء إل ال بتأييد الشريف لا كان قصده نصر الشريعة‬
‫الحمدية ومن تبعها ‪ ،‬وعداوة من خرج عنها ‪ ،‬وهذا هو الواجب‬
‫على ولة المور ‪ ،‬ولا طلبتم من ناحيتنا طالب علم امتثلنا المر ‪،‬‬
‫وهو واصل إليكم ف ملس الشريف أعزه ال تعال هو وعلماء‬
‫مكة‪ ،‬فإن اجتمعوا فالمد ل على ذلك ‪ ،‬وإن اختلفوا أحضر‬
‫الشريف كتبهم وكتب النابلة ‪ ،‬والواجب على كل منا ومنهم أن‬
‫جزء ‪81-2/80‬‬ ‫‪)(107‬‬

‫‪-84 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫يقصد بعلمه وجه ال ونصر رسوله كما قال تعال‪ :‬وإذ‬


‫أخذ الله ميثاق النبيين إل قوله ‪ :‬لتؤمنن به‬
‫ولتنصرنه ‪ ،‬فإذا كان ال سبحانه قد أخذ اليثاق على‬
‫النبياء إن أدركوا ممدا على اليان به ونصرته فكيف بنا يا‬
‫أمته ‪ ،‬فل بد من اليان به ‪ ،‬ول بد من نصرته ‪ ،‬ل يكفي أحدها‬
‫عن الخر ‪ ،‬وأحق الناس بذلك وأولهم أهل البيت الذين بعثه ال‬
‫منهم ‪ ،‬وشرفهم على أهل الرض ‪ ،‬وأحق أهل البيت بذلك من‬
‫كان من ذريته ‪ ،‬وغي ذلك يعلم الشريف أعزه ال أن غلمانك‬
‫من جلة الدام‪ ،‬ث أنتم ف حفظ ال وحسن رعايته‪ .‬أ ـ هـ‬
‫قال ابن غنام ‪ " :‬فلما وصل إليهم عبد العزيز الذكور نزل‬
‫على الشريف اللقب بالفعر واجتمع هو وبعض علماء مكة عنده ‪،‬‬
‫وهم ‪ :‬يي بن صال النفي ‪ ،‬وعبد الوهاب بن حسن التركي‬
‫مفت السلطان ‪ ،‬وعبد الغن بن هلل ‪ ،‬وتفاوضوا ف ثلث مسائل‪،‬‬
‫وقعت الناظرة فيها ‪ :‬الول ما نسب إلينا من التكفي بالعموم ‪،‬‬
‫والثانية هدم القباب الت على القبور ‪ .‬الثالثة ‪ :‬إنكار دعوة الصالي‬
‫للشفاعة ‪ ،‬فذكر لم الشيخ عبد العزيز أن نسبة التكفي بالعموم إلينا‬
‫زور وبتان علينا ‪ .‬وأما هدم القباب فهو الق والصواب كما هو‬
‫مسطور ف غي كتاب ‪ ،‬وليس لدى العلماء فيه شك ول ارتياب ‪.‬‬
‫وأما دعوة الصالي وطلب الشفاعة منهم والستغاثة بم ف النوازل‬
‫فقد نص عليه الئمة الفواضل وقرروا أنه من الشرك الذي فعله‬
‫الوائل ‪ ،‬ول يادل ف جوازه إل كل ملحد جاهل‪ ،‬فأحضروا من‬
‫كتب النابلة القناع فرأوا عبارته ف الوسائط وحكايته الجاع ‪،‬‬

‫‪-85 -‬‬
‫‪ – 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة‬

‫فصار لم بتلك العبارة اقتناع‪ ،‬ولم إل القرار إسراع‪ ،‬وتفوهوا‬


‫بأن هذا دين ال وانتشر فيما بينهم وشاع ‪ ،‬وقالوا هذا مذهب‬
‫ل مكرم(هكذا)"أ‪-‬‬ ‫المام العظم وانصرف عنهم عبد العزيز مبج ً‬
‫هـ‪.‬‬
‫ولكن الشريف غالب بن مساعد مع أخيه عبد العزيز‬
‫وأعوانما استكبوا واستنكفوا من أن تشرق دعوة التوحيد من‬
‫ند ‪ ،‬وعلى أيدي آل سعود ‪ ،‬فسيوا العساكر والموع من مكة‬
‫إل ند لحاربة أهل التوحيد وقتالم ‪ ،‬واتذوا أشد التدابي العدائية‬
‫ضد دعوة التوحيد ‪ ،‬الت دعا إليها جدهم الرسول وبدعوا‬
‫أهلها وسوهم الوارج ظلما وبتانا ‪ ،‬بل كفروهم ‪ ،‬ومنعوهم من‬
‫الج (‪. )108‬‬
‫وهم الماعة ‪ ،‬التمسكون بالكتاب والسنة ‪ ،‬والتمسك بالكتاب‬
‫والسنة هو أساس الماعة ‪ ،‬الذي وفق ال آل سعود للخذ به ‪،‬‬
‫فاجتمعت عليهم العرب ‪ ،‬وهو الساس الذي أخذ به عبد العزيز‬
‫ويأخذ به أبناءه من بعده‪ ،‬فنجحت به جهودهم ف تقيق الراد‬
‫الشرعي بالماعة وهو ‪ :‬تأسيس وإقامة وبناء وإعمار الملكة‬
‫العربية السعودية ‪ ،‬وذلك ما سنتحدث عنه فيما يأت ‪ :‬ـ‬

‫‪ )(108‬ينظر‪ :‬تاريخ ابن بشر عنوان الجد ‪ ،‬ط السلفية ‪1349‬هـ ‪ ،‬ج ‪،1/86‬‬
‫وتاريخ مكة ‪ ،‬دراسات ف السياسة والعلم والجتماع والعمران ‪ ،‬أحد السباعي‬
‫‪ . 101-2/80‬والبدر الطالع للشوكان ‪ . 2/7 ،‬تاريخ البلد العربية السعودية‬
‫للدكتور مني العجلن ‪ . 32-30 ،‬انتشار دعوة الشيخ ممد بن عبد الوهاب‬
‫خارج الزيرة العربية‪ ،‬ممد كمال جعة ‪.56-36 ،‬‬

‫‪-86 -‬‬
‫‪ ( – 5‬الملكة العربية السعودية ) تقيق واقعي للمراد الشرعي بالماعة‬

‫‪ ( -5‬الملكة العربية السعودية ) تقيق واقعي للمراد الشرعي‬


‫بالماعة ‪.‬‬
‫لقد أضاء التاريخ السعودي باللك عبد العزيز‪ ،‬وعاد ال‬
‫بعائدته الكرية على أهل السلم ‪ ،‬على أهل السنة والماعة ‪ ،‬ف‬
‫أرض الرمي وما جاورها ‪ ،‬منذ أن استرد عبد العزيز عام‬
‫‪1319‬هـ رياض التوحيد‪ ،‬أرضه وأرض آبائه وأجداده أنصار‬
‫توحيد ال عز وجل ‪ ،‬فقام ل تعال إماما راشدا‪،‬وسلطانا نصيا‬
‫للدين‪،‬يسي على منهج سلفه الصال‪ ،‬من أهل السنة والماعة ف‬
‫العمل على توحيد كلمة السلمي‪ ،‬وتوثيق تضامنهم وتعاونم على‬
‫الب والتقوى ‪ ،‬والخذ بأسباب حياتم السعيدة ‪ ،‬ومصالهم‬
‫الكيدة ف الدنيا والدين ‪ ،‬مع الحافظة على صفاء العقيدة‬
‫السلمية‪ ،‬وتنقيتها من شوائب الشرك والبدع والرافة والوهم‪،‬‬
‫وسائر العوقات الاهلية ‪ ،‬حت وصل بالملكة العربية السعودية‬
‫على هذا النهج القوي إل مرسى المن واليان‪ ،‬ول المد والنة ‪.‬‬
‫كيف قضى عبد العزيز على إرهاب الفت ؟‪:‬‬
‫حي غاب آل سعود عن الكم غيابم الؤقت ‪ ،‬عمت‬
‫الفتنة بلد السلمي ‪ ،‬واشتدت فرقتهم ‪ ،‬ول يعد لم جاعة ـ‬
‫خصوصا بعد ما استجاب التراك العثمانيون ليهود الدونة ‪،‬‬
‫ومططات الصهيونية ‪ ،‬ومكائد الاسونية ‪ ،‬وإلاد أوروبا ‪ ،‬فأعلنوا‬
‫تليهم عن مسمى السلم على مستوى الدولة ‪ ،‬بعد أن كانوا قد‬
‫‪ ( – 5‬الملكة العربية السعودية ) تقيق واقعي للمراد الشرعي بالماعة‬

‫تلوا عن حقيقته والكم به ‪ ،‬وأعلنوا أن دولتهم علمانية ‪ ،‬وزعموا‬


‫أنم ألغوا اللفة السلمية ‪ ،‬على يد زعيمهم أتاتورك ‪ ،‬وصار‬
‫أهل الشر ياربون أهل السلم الالص ‪ ،‬أهل التوحيد والسنة ‪،‬‬
‫حربا شديدة ل هوادة فيها‪،‬أحاطت بالسلمي من كل جانب‪،‬‬
‫يسيون عليهم قوات البغي والطغيان ‪ ،‬من جهة الجاز واليمن ‪،‬‬
‫ومن جهة الشام ‪ ،‬ومن جهة القطيف والحساء ‪ ،‬للقضاء على‬
‫صفوة السلمي ‪ ،‬والقضاء على عقيدتم السلمية الصحيحة ‪،‬‬
‫حاصروا أهل التوحيد من كل الهات‪،‬وأرادوا القضاء عليهم باسم‬
‫السلم ‪ ،‬والسلم منهم براء(‪.)109‬‬
‫وأصبحت الفتنة عامة طامة‪،‬بفقد الماعة‪،‬بالفهوم الراد شرعا‪،‬وهو‬
‫جاعة السلمي‪ ،‬الذين اجتمعوا على إمام بايعوه بالمارة على‬
‫كتاب ال وسنة رسوله ‪ ،‬والسمع والطاعة بالعروف ف النشط‬
‫والكره‪،‬حسب القدرة والستطاعة‪،‬إذ ل إسلم إل بماعة‪،‬ول‬
‫جاعة إل بإمارة ‪ ،‬ول إمارة إل بسمع وطاعة ؛لذا امتشق عبد‬
‫العزيز رحه ال السام ‪ ،‬حت ل تكون فتنة ‪ ،‬بدءا باسترداد‬
‫الرياض وسائر الغتصبات ‪ ،‬ودفاعا عن القدسات ‪.‬‬
‫تضـي بسيفـك ما أمضـاه قرآن‬ ‫فجئت بالسيــف والقرآن معتزما‬
‫(‪)110‬‬
‫للدين ف الرض أعلم وأركان‬ ‫حت انلى الظلم والظلم وارتفعت‬

‫‪ )(109‬ينظر‪ :‬الصحف والسيف ص ‪ . 58،59‬وتاريخ ذلك فهو شاهد ل يحد ‪.‬‬


‫‪ )(110‬العقد الثمي من شعر ممد بن عثيمي ‪ ،‬ص ‪.85-84‬‬

‫‪-88 -‬‬
‫‪ ( – 5‬الملكة العربية السعودية ) تقيق واقعي للمراد الشرعي بالماعة‬

‫حت أقام للمسلمي جاعتهم‪ ،‬بتوحيد الملكة العربية السعودية‬


‫على التوحيد الذي هو حق ال على العبيد‪ ،‬وتطبيق شريعته فيها ‪.‬‬
‫وأورد شهادة عدل ‪ ،‬من قلم صدق ‪ ،‬يبي لنا كيف قضى عبد‬
‫العزيز على الفت ‪ ،‬كتب أمي البيان شكيب أرسلن تت عنوان ‪:‬‬
‫هكذا ـ إذا توجهت المم ـ الصلحات العنوية والادية ‪ ،‬ف‬
‫البلد القدسة ‪ ،‬وبعد أن وصف ما كانت تعانيه البلد القدسة من‬
‫فت وفوضى وفساد‪ ،‬على توال القرون والقب ‪ ،‬حت أصبحت ف‬
‫اعتقاد الناس داءا عضالً‪ ،‬ل تنفع فيه حيلة ول وسيلة ‪ ،‬وقد عمت‬
‫البلوى‪ ،‬والناس ل يتزحزحون عن هذا العتقاد ‪ ،‬قال ‪ " :‬إل أن‬
‫آل أمر الجاز إل اللك عبد العزيز بن سعود منذ بضع عشرة سنة‪،‬‬
‫فلم تض سنة واحدة ‪ ،‬حت انقلب الجاز من مسبعة تزأر فيها‬
‫الضواري ‪ ،‬ف كل يوم بل ف كل ساعة ‪ ،‬إل مهد أمان وقرارة‬
‫اطمئنان ‪ ،‬ينام فيها النام بلء الجفان ‪ ،‬ول يشون سطوة عاد‬
‫ول غارة حاضر ول باد ‪ ،‬وكأن أولئك العراب الذين روعوا‬
‫الجيج مدة قرون وأحقاب ل يكونوا ف الدنيا ‪ ،‬وكأن هاتيك‬
‫الذئاب الطلس تولت إل حلن ‪ ،‬فل نب ول سلب ول قتل ول‬
‫ضرب‪ ،‬ولو شاءت الفتاة البكر الن أن تذهب من مكة إل الدينة‪،‬‬
‫أو من الدينة إل مكة أو إل أية جهة من الملكة السعودية ‪ ،‬وهي‬
‫حاملة الذهب واللاس والياقوت والزمرد ما ترأ أحد أن يسألا‬
‫عما معها ‪ ،‬ما من يوم إل وتمل إل دوائر الشرطة ُلقَطٌ متعددة ‪،‬‬

‫‪-89 -‬‬
‫‪ ( – 5‬الملكة العربية السعودية ) تقيق واقعي للمراد الشرعي بالماعة‬

‫ويؤتى بضوال فقدها أصحابا ف الطرق ‪ ،‬وأكثر من يأت با‬


‫العراب أنفسهم خدمة للمن العام ‪ ،‬وإبعادا للشبهة عنهم وعن‬
‫ذويهم ‪ ،‬فسبحان مول الحوال ‪ ،‬ومقلب القلوب ‪ ،‬و وال ل‬
‫يوجد ف هذا العصر أمن يفوق أمن الجاز ‪ ،‬ل ف الشرق ول ف‬
‫الغرب ‪ ،‬ول ف أوروبا ول ف أمريكا ‪ ،‬وقد تن الستر كراين‬
‫المريكي صديق العرب الشهي ف إحدى خطبه أن يكون ف وطنه‬
‫أمريكا المن الذي رآه ف الجاز واليمن ‪ ،‬وكل من سكن أوروبة‬
‫وعرف الجاز ف هذه اليام يكم بأن المنة على الرواح‬
‫والعراض والموال ف البقاع القدسة هي أكمل وأشل وأوثق‬
‫أوتادا ‪ ،‬وأشد أطنابا منها ف المالك الوربية والمريكية ‪ ،‬فأين‬
‫أولئك الذين كانوا يقولون إن العراب ل يقدر على ضبطها‬
‫إنسان‪ ،‬وأن سكان الفياف هم غي سائر البلدان ‪ ،‬فهاهو ذا ابن‬
‫سعود قد ضبطها بأجعها ف ملكته الواسعة ‪ ،‬وما أثر الغارات‬
‫والثارات بي القبائل ‪ ،‬وأصبح كل إنسان يقدر أن يوب‬
‫الصحارى وهو أعزل ‪ ،‬ويدخل أرض كل قبيلة دون أن يعترضه‬
‫معترض ‪ ،‬أو يسأله سائل إل أين هو غاد أو رائح ‪ ،‬ولو قيل لبشر ‪:‬‬
‫إن بلدا كان ذلك شأنا من الفزع والول وسفك الدماء وقطع‬
‫الطرق‪ ،‬قد مرد أهلها على هذا البغي وهذا العدوان ‪ ،‬من سالف‬
‫الزمان‪ ،‬وأنه يليها ابن سعود ‪ ،‬فل تضي على وليته سنة واحدة ‪،‬‬
‫حت يطهرها تطهيا ويلها أمنا وطمأنينة ‪ ،‬لظن السامع أنه يسمع‬

‫‪-90 -‬‬
‫‪ ( – 5‬الملكة العربية السعودية ) تقيق واقعي للمراد الشرعي بالماعة‬

‫أحلما أو خرافات ‪ ،‬أو اتم القائل ف صحة عقله ‪ .‬ولكن هذا قد‬
‫صار حقيقة كلية ‪ ،‬وقضية واقعية ‪ ،‬ف وقت قصي ‪ ،‬وما أوجده إل‬
‫هة عالية ‪ ،‬وعزمة صادقة ‪ ،‬وإيان بال‪،‬وثقة بالنفس‪،‬وعلم بأن ال‬
‫تعال مؤيد من أيده‪،‬ناصر من نصره يث على العمل ويكافئ‬
‫العامل ‪ ،‬ويكره اليأس ويقول لعباده ‪ :‬ومن يقنط من‬
‫رحمة ربه إل الضالون وقد سرت بشرى المان‬
‫الذي شل البلد القدسة الجازية ‪ ،‬فعمت أقطار السلم ‪،‬‬
‫وأثلجت صدور أبنائه ‪ ،‬وارتفعت عن الجاز معرة تلك العرة ‪ ،‬الت‬
‫طالا وجم لا السلمون ‪ ،‬وذلك بقوة إرادة اللك عبد العزيز بن سعود‬
‫والتزامه حدود الشرع"(‪.)111‬‬
‫امتشق عبد العزيز رحه ال السام ‪ ،‬حت ل تكون فتنة ‪ ،‬بدءا‬
‫باسترداد الرياض وسائر الغتصبات ‪ ،‬ودفاعا عن القدسات ‪ ،‬فلما‬
‫أقام دولة العقيدة ‪ ،‬كما مر وصفها‪ ،‬وصارت الملكة بذلك‬
‫أنوذج الدولة السلمية ‪ ،‬ومرتكز جاعتهم ‪ ،‬والقدوة الرائدة‬
‫للمسلمي ف تطبيق الشريعة السلمية ‪ ،‬أصبحت مواصلة القتال‬
‫وسيلة لن يتحول إل قتال فتنة ‪ ،‬لن كثيا من السلمي مع‬
‫السف واقع تت تأثي الستعمار الجنب ‪ ،‬يوالون عدوهم ‪،‬‬

‫‪ )(111‬ينظر‪ :‬لاذا تأخر السلمون ولاذا تقدم غيهم ؟ تأليف المي شكيب أرسلن ‪،‬‬
‫عضو الجمع العلمي العرب ف سورية ‪ ،‬منشورات دار مكتبة الياة بيوت‬
‫‪1965‬م‪.‬‬

‫‪-91 -‬‬
‫‪ ( – 5‬الملكة العربية السعودية ) تقيق واقعي للمراد الشرعي بالماعة‬

‫ويعادون أهل ملتهم ‪ ،‬كالكثرية ‪ ،‬من مسلمي الند ‪ ،‬وغيهم ف‬


‫الستعمرات البيطانية والفرنسية واليطالية وغيها‪ ،‬وقد كان‬
‫مسلمو الند الوالي للنليز يطالبون الكومة البيطانية بإخراج‬
‫عبد العزيز من الجاز ويفتون بسقوط فريضة الج عن السلمي ‪،‬‬
‫أو بتأجيلها ‪ ،‬لن عبد العزيز وليها‪ ،‬فلو واصل عبد العزيز القتال‬
‫بعد أن أقام للمسلمي جاعتهم ‪ ،‬لكان قتال من أجل إدخال عامة‬
‫السلمي ف هذه الماعة ‪ ،‬وهذا الغرض ليس موجبا للقتال‪ ،‬وليس‬
‫لزما لسيما إذا كان يترتب عليه من الفاسد ما هو أعظم من‬
‫الصلحة ‪ ،‬ولو واصل عبد العزيز القتال لذلك ‪ ،‬لقاتلته الدول‬
‫الستعمارية بالسلمي أنفسهم ‪ ،‬ولصار القتال قتال فتنة ولتحول‬
‫الهاد إل حرب أهلية بي السلمي أنفسهم ‪ ،‬لن البلء من‬
‫السلمي أنفسهم ‪ ،‬قال المي شكيب أرسلن ‪ " :‬لقد أصبح‬
‫الفساد إل حد أن أكب أعداء السلمي هم السلمون ‪ ،‬وأن السلم‬
‫إذا أراد أن يدم ملته أو وطنه ‪ ،‬وقد يشى أن يبوح بالسر من ذلك‬
‫لخيه ‪ ،‬إذ يتمل أن يذهب هذا إل الجانب الحتلي فيقدم لم‬
‫بق أخيه الوشاية الت يرجو با بعض الزلفى ‪ ،‬وقد يكون أمله با‬
‫فارغا‪ ،‬ول در اللك ابن سعود حيث يقول‪ ":‬ما أخشى على‬
‫السلمي إل من السلمي ‪ ،‬ما أخشى من الجانب كما أخشى من‬
‫السلمي " (‪ ، )112‬وقال ممد رشيد رضا مضيفا إل ما نقله‬

‫‪ )(112‬ينظر‪ :‬لاذا تأخر السلمون ولاذا تقدم غيهم ‪ ،‬ص ‪.63‬‬

‫‪-92 -‬‬
‫‪ ( – 5‬الملكة العربية السعودية ) تقيق واقعي للمراد الشرعي بالماعة‬

‫شكيب أرسلن عن اللك عبد العزيز كما تقدم ‪ ":‬وقال ( أي‬


‫اللك عبد العزيز ) ف مفل حافل بجاج القطار ‪ -‬وقد طالبه‬
‫مصري أزهري بحاربة النكليز والفرنسيس العتدين على السلمي‬
‫ذاكرا عداوتم لم‪ ": -‬النكليز والفرنسيس معذورون إذا عادونا ‪،‬‬
‫لنه ل يمعنا بم جنس ول دين ول لغة ول مصلحة ‪ ،‬ولكن‬
‫الصيبة الت ل عذر لحد فيها أن السلمي أصبحوا أعداء أنفسهم ‪،‬‬
‫وأنا وال ل أخاف الجانب ‪ ،‬وإنا أخاف من السلمي ‪ ،‬فلو‬
‫حاربت النكليز لا حاربون إل بيش من السلمي " (‪ . )113‬قال‬
‫المي شكيب ‪ " :‬وهو كلم أصاب كبد الصواب ‪ ،‬فإنه ما من‬
‫فتح فتحه الجانب من بلد السلمي إل كان نصفه أو قسم منه‬
‫على أيدي أناس من السلمي ‪ ،‬منهم من تسس للجانب على‬
‫قومه ‪ ،‬ومنهم من بث لم الدعاية بي قومه ‪ ،‬ومنهم من سل‬
‫السيف ف وجه قومه ‪ ،‬وأسال ف خدمتهم دم قومه " (‪. )114‬‬
‫قلت‪ :‬لذا ترك عبد العزيز مواصلة القتال حت ل يكون قتال فتنة ‪.‬‬
‫فلما أقام دولة العقيدة ‪ ،‬وصارت الملكة بذلك أنوذج الدولة‬
‫السلمية ‪ ،‬والقدوة الرائدة ف تطبيق الشريعة السلمية ترك‬
‫مواصلة القتال حت ل يكون قتال فتنة ‪.‬‬

‫‪ )(113‬ينظر‪ :‬الصدر السابق ‪ ،‬حاشية رقم ‪.1‬‬


‫‪ )(114‬ينظر الصدر السابق ‪.‬‬

‫‪-93 -‬‬
‫‪ ( – 5‬الملكة العربية السعودية ) تقيق واقعي للمراد الشرعي بالماعة‬

‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ‪ " :‬وكل ما أوجب فتنة وفرقة‬
‫فليس من الدين ‪ ،‬سواء كان قول أو فعل ولكن الصيب العادل‬
‫عليه أن يصب عن الفتنة ‪ ،‬ويصب على جهل الهول وظلمه إن كان‬
‫غي متأول ‪ ،‬وأما إن كان ذاك متأول فخطؤه مغفور له ‪ ،‬وهو فيما‬
‫يصيب به من أذًى بقوله أو فعله له أجر على اجتهاده ‪ ،‬وخطؤه‬
‫مغفور له ‪ ،‬وذلك منة وابتلء ف حق ذلك الظلوم ‪ ،‬فإذا صب على‬
‫ذلك ‪ ،‬واتقى ال كانت العاقبة له كما قال تعال ‪ :‬وإن‬
‫تصبروا وتتقوا ل يضركم كيدهم شيئا [ آل‬
‫عمران ‪.] 120:‬‬
‫وقال تعال ‪ :‬لتبلون في أموالكم وأنفسكم‬
‫ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم‬
‫‪ ،‬ومن الذين أشركوا أذىً كثيرا ً ‪ ،‬وإن‬
‫تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم المور‬
‫[آل عمران ‪ . ] 186 :‬فأمر سبحانه بالصب على أذى الشركي‬
‫وأهل الكتاب مع التقوى ‪ ،‬وذلك تنبيه على الصب على أذى‬
‫الؤمني بعضهم لبعض ‪ ،‬متأولي كانوا أو غي متأولي "(‪.)115‬‬
‫وليس أحب من جع كلمة السلمي لدى عبد العزيز‪،‬‬
‫والصب على التضحية ف سبيل ذلك‪ ،‬قال عبد العزيز ‪-‬رحه ال‪: -‬‬
‫" أنا مسلم ‪ ،‬وأحب جع كلمة السلم والسلمي ‪ ،‬وليس عندي‬

‫‪ )(115‬الستقامة ‪ ،‬ط ‪. 38-1/37 ،1‬‬

‫‪-94 -‬‬
‫‪ ( – 5‬الملكة العربية السعودية ) تقيق واقعي للمراد الشرعي بالماعة‬

‫أحب من أن تتمع كلمة السلمي‪ ،‬وإنن ل أتأخر عن تقدي نفسي‬


‫وأسرت ف سبيل ذلك"(‪ ، )116‬ومع حبه لمع كلمة السلم‬
‫والسلمي ‪ ،‬ل يطلب أن يصي خليفة على السلمي ‪ ،‬خشية أن‬
‫تقع الفتنة ‪ ،‬ولعدم اتفاق السلمي ‪ ،‬ولوقوعهم تت تأثي‬
‫الستعمار الجنب ‪ ،‬ولتفرقهم تفرقا ل يكن معه إقامة واجب‬
‫اللفة ‪.‬‬
‫قال رحه ال ‪" :‬يقولون إنن أطلب أن أصي خليفة على السلمي ‪،‬‬
‫أنا ما ادعيت هذا ول طالبت به ‪ ،‬لن على الليفة واجبا هو تنفيذ‬
‫أوامر الدين‪ ،‬على كل فرد من أفراد السلمي ف مشارق الرض‬
‫ومغاربا ‪ ،‬فهل هناك من رجل يستطيع أن ينفذ ذلك على السلمي‬
‫ف هذه اليام "(‪. )117‬‬
‫ويتحدث عن سبب ذلك ‪ ،‬وأنه هو اختلف السلمي أنفسهم ‪،‬‬
‫وتفريقهم لدينهم ف اللفة حت دمروه ‪.‬‬
‫قال رحه ال‪" :‬أتعرفون ما دمر الدين ‪ ،‬وأكثر الفت بي‬
‫السلمي؟‪ ..‬ل يكن ذلك إل من اختلف السلمي وعدم اتفاق‬
‫(‪)118‬‬
‫كلمتهم ‪" ..‬‬

‫‪ )(116‬الصحف والسيف ص ‪. 84‬‬


‫‪ )(117‬الصدر السابق ص ‪. 85‬‬
‫‪ )(118‬الصدر السابق ص ‪. 74‬‬

‫‪-95 -‬‬
‫‪ ( – 5‬الملكة العربية السعودية ) تقيق واقعي للمراد الشرعي بالماعة‬

‫نعم تفرقوا طرائق ‪ ،‬وأهلوا طريقة الكتاب والسنة ‪ ،‬إل قليلً منهم‪،‬‬
‫فتسلط عليهم الجانب يستعمرونم ويتصرفون فيهم‪ ،‬بسبب من‬
‫هؤلء السلمي الفارقي للجماعة أنفسهم‪ ،‬ل من هؤلء الجانب‪،‬‬
‫كما قال رحه ال ‪ " :‬ومن خطل الرأي الذهاب إل أن الجانب‬
‫هم سبب هذه التفرقة وهذه الصائب ‪ ..‬إن سبب بليانا من أنفسنا‬
‫ل من الجانب ‪ ،‬يأت أجنب إل بلد ما ‪ ،‬فيه مئات اللوف بل‬
‫الليي من السلمي‪ ،‬فيعمل عمله بفرده ! فهل يعقل أن فردا ف‬
‫مقدوره أن يؤثر على مليي من الناس إذا ل يكن له من هذه‬
‫الليي أعوان يساعدونه ويدونه بآرائهم وأعمالم ؟ كل ث كل‬
‫‪ ..‬فهؤلء العوان هم سبب بليتنا ومصيبتنا‪ ..‬أجل هؤلء العوان‬
‫هم أعداء ال وأعداء أنفسهم ‪.‬‬
‫إذا فاللوم واقع على السلمي أنفسهم وحدهم ل على الجانب ‪..‬‬
‫إن البناء التي ل يؤثر فيه شيء مهما حاول الدامون هدمه ‪ ،‬إذا ل‬
‫تدث فيه ثغرة تدخل فيها العاول ‪ ،‬وكذلك السلمون ‪ ،‬لو كانوا‬
‫متحدين متفقي لا كان ف مقدور أحد خرق صفوفهم وتزيق‬
‫كلمتهم ‪ ، )119(" ..‬ث يبي رحه ال الطريق الصحيح للخلص‬
‫فيقول ‪ " :‬إن السلمي بي إذا اتفقوا ‪ ،‬وعملوا بكتا ال وسنة‬
‫رسوله ‪ ،‬ليتقدم السلمون للعمل بذلك ‪ ،‬فيتفقون فيما بينهم‬
‫على العمل بكتاب ال وسنة نبيه‪ ،‬وبا جاء فيهما ‪ ،‬والدعوة إل‬

‫‪ )(119‬الصدر السابق ص ‪. 56-55‬‬

‫‪-96 -‬‬
‫‪ ( – 5‬الملكة العربية السعودية ) تقيق واقعي للمراد الشرعي بالماعة‬

‫التوحيد الالص ‪ ،‬فإنن حينذاك أتقدم إليهم فأسي وإياهم جنبا إل‬
‫جنب ‪ ،‬ف كل عمل يعملونه ‪ ،‬وف كل حركة يقومون با ‪ ..‬وال‬
‫إنن ل أحب اللك وأبته ‪ ،‬ول أبغي إل مرضاة ال والدعوة إل‬
‫التوحيد‪ .. ،‬ليتعاهد السلمون فيما بينهم على التمسك بذلك‬
‫وليتفقوا ‪ ،‬فإن أسي وقتئذ معهم ل بصفة ملك ‪ ،‬أو زعيم أو أمي‬
‫بل بصفة خادم ‪ ..‬أسي أنا وأسرت وجيشي وبنو قومي ‪ ،‬وال على‬
‫ما أقول شهيد‪ ،‬وهو خي الشاهدين"(‪، )120‬ويقول أيضا‪ " :‬وما هو‬
‫الطريق الذي اتفق عليه السلمون‪ ،‬وجاهدوا فيه وتأخرت عنهم؟ ‪..‬‬
‫أنا أتأخر وأتقدم بقدر الاجة ‪ ،‬ول أعمل عمل أخرب به‬
‫بلدي"(‪، )121‬وف هذا الرد البليغ‪ ،‬الذي يصدقه الواقع‪ ،‬على الذين‬
‫يتهمونه ‪ -‬رحه ال ‪ -‬ظلما‪ ،‬بأنه إنا قاتل لنه طالب ملك دنيوي‪،‬‬
‫وترك القتال ف سبيل ال ‪ ،‬خوفا على ملكه ‪ ،‬والقيقة أنه قاتل‬
‫وجاهد ف سبيل ال لئل تكون فتنة‪ ،‬بعدم الماعة‪ ،‬دولة التوحيد ‪،‬‬
‫الملكة العربية السعودية ‪ ،‬وترك مواصلة القتال ‪ ،‬لا رأى أن الفتنة‬
‫تكمن ف مواصلة القتال‪ ،‬للزام جيع السلمي ‪ ،‬بالدخول ف‬
‫الماعة ‪ ،‬والسمع والطاعة وإقامة اللفة وإمامتها العظمى ‪ ،‬وأن‬
‫ذلك ير من الشر ما هو أعظم من تركه بعد أن قام عبد العزيز‬
‫با يب عليه قدرا وشرعا‪ ،‬من إنقاذ مهد السلم ‪ ،‬ومشرق نوره ‪،‬‬

‫‪ )(120‬الصدر السابق ص ‪. 56‬‬


‫‪ )(121‬الصدر السابق ص ‪. 76‬‬

‫‪-97 -‬‬
‫‪ ( – 5‬الملكة العربية السعودية ) تقيق واقعي للمراد الشرعي بالماعة‬

‫مكة والدينة ‪ ،‬وبسط المن والستقرار ف ربوعهما‪ ،‬وتأمي الاج‬


‫والزائر‪ ،‬وإقامة وحدة الملكة على التوحيد ‪ ،‬نواةً لوحدة السلمي‬
‫العظمى‪ ،‬ومثالً لقدوتم ‪ ،‬إن هم أرادوا‪ ،‬ورفعوا عنهم ركام‬
‫الهل‪ ،‬بالقرآن والكمة ‪ ،‬واجتنبوا الظلم بعدل السنة النبوية ‪ ،‬ففي‬
‫إكراههم على الوحدة العظمى مفسدة راجحة ‪ ،‬حرب أهلية بي‬
‫السلمي مدمرة ‪ ،‬وقتال فتنة يستطي شرها‪ ،‬ويعم جيع السلمي‪،‬‬
‫فدرأ عبد العزيز ـ رحه ال ـ أعظم الشرين باحتمال أدناها‪،‬‬
‫وانصرف لبناء وحدة ملكته ‪ ،‬وترسيخ دعائمها على تقيق مفهوم‬
‫الماعة ‪ ،‬الستمسكة بالكتاب والسنة ‪ ،‬وإقامة التوحيد الالص ‪،‬‬
‫ونبذ الشرك بعبادة ال تعال ‪ ،‬وإن خالفها من خالفها من الفرق‬
‫السلمية الفارقة وناوأها‪ ،‬فإن ذلك ل يضيها ول يضرها ‪ ،‬بشيئة‬
‫ال تعال‪ ،‬كما قال ‪ ":‬ل تزال من أمت أمة ‪ ،‬قائمة بأمر ‪ ،‬ال‬
‫ل يضرهم من خذلم ول من خالفهم ‪ ،‬حت يأتيهم أمر ال ‪،‬‬
‫وهم على ذلك " (‪. )122‬‬
‫أما إذا اعتدى معت ٍد وبغى باغٍ ‪ ،‬يريد تزيق وحدة الملكة‪ ،‬وتفريق‬
‫جاعتها‪ ،‬فلن يسمح له بول ال وقوته ‪ ،‬كما قال عبد العزيز ‪" :‬‬
‫ف بلد العرب والسلم أناس يساعدون الجنب على الضرار‬

‫‪ )(122‬تقدم ذكره وتريه ‪ ،‬أول هذا البحث ‪.‬‬

‫‪-98 -‬‬
‫‪ ( – 5‬الملكة العربية السعودية ) تقيق واقعي للمراد الشرعي بالماعة‬

‫بزيرة العرب والسلم وضربا ف الصميم ‪ ،‬وإلاق الذى بنا ‪..‬‬


‫ولكن لن يتم لم ذلك إن شاء ال وفينا عرق ينبض "(‪. )123‬‬
‫يروي رئيس أنصار السنة الشيخ ممد حامد الفقي عنه‬
‫فيقول ‪ :‬سعته يوما وقد دخل عليه البطل خالد بن لؤي رحة ال‬
‫عليه ‪ ،‬عقب إطفاء فتنة الدويش ‪ ،‬يقول له ‪ " :‬اسع يا خالد ‪،‬‬
‫اسعوا يا الخوان ‪ ،‬أنا عندي أمران ل أتاون ف شيء منهما‪ ،‬ول‬
‫أتوان ف القضاء على من ياول النيل منهما ولو بشعرة ‪ :‬الول‬
‫كلمة التوحيد ‪ ،‬ل إله إل ال ممد رسول ال ‪ ،‬اللهم صل وسلم‬
‫وبارك عليه ‪ ،‬إن وال وبال وتال أقدم دمي ودم أولدي وكل آل‬
‫سعود فداء لذه الكلمة ل أضن به ‪ .‬والثان هذا اللك الذي جع‬
‫ال به شل العرب بعد الفرقة‪ ،‬وأعزهم بعد الذلة ‪ ،‬وكثرهم بعد‬
‫القلة ‪ ،‬فإن كذلك ل أدخر قطرة من دمي ف سبيل الذود عن‬
‫حوضه ‪ .‬وقد عودن ال سبحانه وتعال من كرمه وفضله أن‬
‫ينصرن على كل من أراد هذا اللك أو دبر له كيدا ‪ ،‬لن جعلت‬
‫سنت ومبدأي أن ل أبدأ أحدا بالعدوان ‪ ،‬بل أصب عليه وأطيل‬
‫الصب على من بدأن بالعداء ‪ ،‬وأدفع بالسن ما وجدت لا‬
‫مكانا ‪ ،‬وأتادى ف الصب حت يرمين البعيد والقريب بالب‬
‫والضعف‪ ،‬حت إذا ل يبق للصب مكان ضربت ضربت فكانت‬

‫‪ )(123‬الصدر السابق ص ‪. 56‬‬

‫‪-99 -‬‬
‫‪ ( – 5‬الملكة العربية السعودية ) تقيق واقعي للمراد الشرعي بالماعة‬

‫القاضية‪ ،‬وكانت الية على ما عودن ال من فضله‪ ،‬والمد ل رب‬


‫(‪)124‬‬
‫العالي "‬
‫وصدق عبد العزيز‪ ،‬وصدق ورثته من بعده‪ ،‬صدقوا ما‬
‫عاهدوا ال عليه ‪ ،‬فصدقهم ال تعال ‪ ،‬وله المد والنة ‪.‬‬
‫وهكذا قضى عبد العزيز رحه ال على الفت‪ ،‬وطهر بلده‬
‫منها‪ ،‬وجنب بلده عنها ‪ ،‬قاتل الموع ‪ ،‬ول يف ول يضعف ول‬
‫يهن‪ ،‬وضحى بكل ما يلك ‪ ،‬حت ل تكون فتنة‪ ،‬وترك القتال لئل‬
‫يكون القتال فتنة ‪.‬‬
‫وكان نتيجة ذلك‪ ( :‬الملكة العربية السعودية ) نواة‬
‫الوحدة السلمية الكبى ‪ ،‬ومعقل جاعة السلمي ‪ ،‬ومرجعيتهم‬
‫الدينية علما وعملً ‪ ،‬وحدها اللك عبد العزيز رحه ال بالتوحيد ‪،‬‬
‫من مناطق متباعدة‪ ،‬وقبائل متفرقة وشعوبٍ متلفة‪ ،‬وأجناسٍ‬
‫متعددة‪ ،‬حت أصبحت النموذج الفريد من تركيبة العال السلمي‪،‬‬
‫والنواة الوحيدة للوحدة السلمية الكبى ‪ ،‬والعقل المي‬
‫لماعتهم الناجية ‪ ،‬كيف ل ؟ وقد ضمت مهبط وحي ال تعال‬
‫إل رسوله ممد ‪ r‬بالتوحيد‪ ،‬ومنطلق دعوته ‪ r‬إل توحيد ال‬
‫الذي هو حقه على عبيده ‪ ،‬ضمت مكة الكرمة‪ ،‬والسجد الرام‪،‬‬
‫قبلة السلمي‪ ،‬ومناط حجهم‪ ،‬الركن الامس من أركان السلم‪،‬‬

‫‪ )(124‬أثر الدعوة الوهابية ‪ ،‬الرجع السابق ص ‪.110،111‬‬

‫‪-100 -‬‬
‫‪ ( – 5‬الملكة العربية السعودية ) تقيق واقعي للمراد الشرعي بالماعة‬

‫وضمت الدينة النورة‪ ،‬النورة بجرة الرسول ‪ ، r‬ومسجده وحرمه‬


‫الشريف‪ ،‬ومثوى جثمانه الطاهر ‪. r‬‬
‫ولقد أصبحت الملكة العربية السعودية تتل الكانة الدينية‬
‫ف العال السلمي مكان القلب من السد ‪ ،‬سواء ف البناء وتوحيد‬
‫الكيان‪ ،‬أو ف التربية والتعليم‪ ،‬أو ف الكم والدارة‪ ،‬أوف التنفيذ‬
‫والتطبيق منذ نشأة بنائها إل استكماله وتطويره‪ ،‬من لدن الؤسس‬
‫اللك عبد العزيز‪ ،‬ث أبنائه اللوك سعود وفيصل وخالد ‪ -‬رحهم‬
‫ال ‪ ،-‬إل عهد بان نضتها ورائد تقدمها‪ ،‬خادم الرمي الشريفي‬
‫اللك الفدى فهد بن عبد العزيز‪ ،‬وول عهده المي صاحب السمو‬
‫اللكي المي عبد ال بن عبد العزيز ‪ ،‬والنائب الثان‪ ،‬صاحب‬
‫السمو اللكي المي سلطان بن عبد العزيز ‪ ،‬حفظهم ال وأمدهم‬
‫بعونه وتوفيقه ‪ ،‬وأيدهم بنصره ‪ ،‬وأعزهم بالسلم ‪ ،‬وأعز السلم‬
‫بم ‪.‬‬
‫ولقد حبا ال الملكة العربية السعودية موقعا متميزا جغرافيا وتارييا‬
‫واقتصاديا‪ ،‬فهي تقع ف القلب العالي‪ ،‬تقع على البحر الحر غربا‪،‬‬
‫وعلى الليج العرب شرقا‪ ،‬اللذين يربطان بي البحر البيض‬
‫التوسط‪،‬وبي البحر العرب‪،‬التصل بالحيط الندي والادي‬
‫( الباسفيك ) فأصبح موقعُها َوسَطا‪ ،‬وملتقى لميعِ الطرق العالية‪،‬‬
‫ومساحتُها أكب من أوربا الغربية‪ ،‬بالضافة إل بريطانيا‪ ،‬بقدار‬
‫الضعفِ تقريبا‪ ،‬وشلت وحدتُها ما يزيد على أربعة أخاس شبه‬

‫‪-101 -‬‬
‫‪ ( – 5‬الملكة العربية السعودية ) تقيق واقعي للمراد الشرعي بالماعة‬

‫الزيرة العربية ‪ ،‬كما حباها ال بالوارد القتصادية الضخمة من‬


‫أرضها‪ ،‬وأهها البترول‪ ،‬ذي الثر الفاعل ف القتصاد العالي ‪،‬‬
‫والعادن الخرى‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والواشي ‪ ،‬والساك‪ ،‬وغيها ‪ ،‬ما‬
‫أغناها ال به عن غيه سبحانه وتعال ‪.‬‬
‫ولذا نرى أن اليوم الوطن للمملكة ‪ ،‬هو يوم توحيد وطن التوحيد‬
‫بالتوحيد ‪ ،‬وبالتال هو يوم الماعة ‪ ،‬فلئن سي عام الربعي من‬
‫الجرة النبوية ‪ ،‬عام الماعة ‪ ،‬لجتماع المة السلمية على‬
‫معاوية ‪ ،‬فإنه يق لنا أن نسمي اليوم الوطن للمملكة يوم‬
‫الماعة ‪ .‬ول المد والنة ‪.‬‬

‫‪-102 -‬‬
‫‪ ( – 6‬ملس التعاون لدول الليج العرب ) توجه إياب نو تقيق الماعة ‪.‬‬

‫‪ ( -6‬ملس التعاون لدول الليج العرب ) توجه إياب نو تقيق‬


‫الماعة ‪.‬‬
‫كانت بداية التفكي ‪ ،‬ف إنشاء ملس التعاون لدول الليج الست ‪،‬‬
‫هو من خلل ورقة عمل طرحت ف اجتماعات جانبية للدول‬
‫الست ‪ ،‬أيام مؤتر القمة السلمية ‪ ،‬الت عقدت ف الطائف ‪ ،‬ف‬
‫آخر يناير ‪1981‬م ‪ ،‬وتت بعض الشاورات حولا ‪ ،‬ف تنفيذ‬
‫إقامة ملس التعاون ‪ ،‬ث ف ‪/4‬فباير‪1981 /‬هـ ‪ ،‬عقد ف‬
‫الرياض عاصمة التوحيد ‪ ،‬مؤتر ضم وزراء خارجية دول الليج‬
‫العربية الست ‪ ،‬أسفر عن التفاق على إنشاء الجلس‬
‫وت ف ‪/2‬مايو‪1981/‬م العلن التاريي عن تأسيس ملس‬
‫التعاون لدول الليج العربية ‪ ،‬ف الؤتر الول لقادة الدول الست‬
‫الشكلة للمجلس (‪ ، )125‬ومن هنا نستطيع القول ‪ :‬إن تأسيسه ت‬
‫بإياء هاجس توحيدي ‪ ،‬وحس إسلمي ‪ ،‬يؤمن بالماعة وأثرها‬
‫ف إثبات الوية أمام عولة الرهاب والفتنة ‪.‬‬
‫ول شك أن قيام ملس التعاون لدول الليج العرب ‪،‬‬
‫واتاد دوله وشعوبه ‪،‬له أهية كبية من حيث ظهوره أمام تديات‬
‫عولة الرهاب والفتنة ‪ ،‬صفا واحدا متماسكا قويا ف مواجهة‬
‫الخطار الحدقة والتهديدات الطامعة الت تصدر من هنا وهناك ‪،‬‬

‫‪ :) (125‬د‪ .‬علي حسن القرن ‪ ،‬ملس التعاون الليجي أمام التحديات ‪ ،‬ص ‪،36‬‬
‫الرياض مكتبة العبيكان ‪1418 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ ( – 6‬ملس التعاون لدول الليج العرب ) توجه إياب نو تقيق الماعة ‪.‬‬

‫كما قال ‪" :‬يوشك أن تتداعى عليكم المم‪ ،‬كما تتداعى‬


‫الكلة على قصعتها " ‪ ،‬ويكن أن نلتمس بعض أبعاد هذه الهية‬
‫من البيان التامي ‪ ،‬للدورة الول ‪ ،‬لجلس التعاون ‪ ،‬الت عقدت‬
‫ف المارات العربية التحدة ‪ ،‬حيث جاء فيه ‪ " :‬إن ظهور ملس‬
‫التعاون لدول الليج العربية إل الوجود ‪ ،‬يعن الستجابة للواقع‬
‫التاريي والثقاف والقتصادي والسياسي والستراتيجي الذي مرت‬
‫وتر به منطقة الليج العرب‪ ،‬وهو أشد إلاحا ف الوقت الال‪، "..‬‬
‫ث يستطرد البيان ف تصوير موجباته فيقول‪ " :‬إن التحديات الت‬
‫تواجه هذه النطقة تتعاظم بتعاظم حاجة العال الصناعي للنفط ‪،‬‬
‫وأصبح الندماج الليجي هو العامل الاسم نو توجه جديد‬
‫ورحب لصياغة سياسة اقتصادية ‪ ،‬واجتماعية ‪ ،‬تبعد النطقة عن‬
‫التنافس الدول ‪ ،‬وعن جعلها مط مساومة ف كواليس السياسة‬
‫الدولية‪ ،‬وبذا تستطيع أن تدفع الشهوات الدولية ‪ ،‬بيث تصبح ل‬
‫تدله موضع قدم ف منطقة مندمة ومتعاونة ‪ ،‬لا صوت واحد ‪،‬‬
‫وأي واحد ‪ ،‬وقوتا واحدة وبدون هذا التجمع والندماج ‪،‬‬
‫تستطيع تلك الطماع أن تد لا ألف مط قدم ‪ ،‬ف منطقة غنية‬
‫( ‪)126‬‬
‫بنفطها ‪ ،‬ومشكلة كيانات صغية يسهل إنزالا " أ ـ هـ‬
‫وقيام الجلس لذا الدف خطوة أول نو التاد التكامل‪ ،‬وف‬
‫نظري يعتب توجها إيابيا نو تقيق الماعة ‪ ،‬إن ارتكز بقدر‬

‫‪ : 126‬الصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.65‬‬

‫‪-104 -‬‬
‫‪ ( – 6‬ملس التعاون لدول الليج العرب ) توجه إياب نو تقيق الماعة ‪.‬‬

‫المكان والستطاعة على أساس قيام الماعة‪ ،‬وهو التعاون على‬


‫الب والتقوى‪ ،‬ف ضوء السلم الالص من الشوائب ‪ ،‬والبدع ‪،‬‬
‫لنه الدين الق الذي يقدم القناعة على اللزام ‪ ،‬والواقعية قبل‬
‫اليالية ‪ ،‬وهو الواقي من الطر الشترك والعاصم منه بإذن ال أمام‬
‫تديات عولة الرهاب والفتنة ‪ ،‬ولذا سوه ابتداءً ملس التعاون ‪،‬‬
‫ليتدرج ف خطوه نو تقيق الراد الشرعي بالماعة وعلى أساس‬
‫هذا التدرج يسي الجلس نو الطوة الخية إن شاء ال تعال ‪،‬‬
‫ويتم له القصود من استكمال القوة الحكمة بارتباط العلم النافع‬
‫بالعمل الصال ‪ ،‬وبذلك تتحقق مصلحته الشتركة ‪ ،‬وتندفع عنه‬
‫الضرة الشتركة ‪ ،‬وخي مثال لذه الثمرة ‪ ،‬نصرة الكويت من‬
‫الظلم والعتداء ‪ ،‬وغي ذلك من الثمرات الطيبة ‪ ،‬ومن جيل ما‬
‫يصل ف قمته ‪ ،‬تواضع القادة ‪ ،‬وتنازل كل واحد منهم ف سبيل‬
‫تقيق مصلحة الجلس ‪ ،‬وعدم الساس بسيادة أحد منهم ف‬
‫دولته ‪ ،‬فمت انعقد الجلس ف دولة من دوله ‪ ،‬كانت رئاسته‬
‫لصاحب الدولة فيها ‪ ،‬وهذا معن إسلمي شريف ‪ ،‬حيث ورد فيه‪:‬‬
‫أن الرجل ل يؤمن الرجل ف سلطانه وف بيته‪ ،‬و ل يقعد على‬
‫تكرمته إل بإذنه ‪ ،‬ولو كان الضيف أفضل من الضيف علما‬
‫ومكانة ‪ ،‬وهو صلح ف القادة تصطلح عليه الرعية إن شاء ال‬
‫تعال ‪ ،‬ونرجو لذا الجلس أن يستتم جعه على الق يوما بعد يوم‬
‫‪ ،‬وخطوة بعد خطوة ‪ ،‬حت يكتمل اتاده على منهج السنة النبوية‬

‫‪-105 -‬‬
‫‪ ( – 6‬ملس التعاون لدول الليج العرب ) توجه إياب نو تقيق الماعة ‪.‬‬

‫الراشدة ‪ ،‬والماعة الناجية النصورة‪ ،‬كما نص نظام ملسه الساسي‬


‫على أن اكتمال وحدة دوله هو هدفه النهائي على الي إن شاء ال‬
‫تعال ‪.‬‬
‫وتدرك دول ملس التعاون أن أمامها مصال مشتركة ‪ ،‬ل غن‬
‫لدولة بفردها عنها‪ ،‬ول تستطيع تصيلها بفردها‪ ،‬وأمامها‬
‫تديات أخطار مشتركة ‪ ،‬ل طاقة لدولة منفردة بدفعها‪ ،‬ول‬
‫احتوائها بل ضرر بالغ ‪ ،‬ول تتحقق تلك الصال أو بعضها‪ ،‬وتندفع‬
‫تلك الفاسد أو جلها ‪ ،‬إل من خلل تعاون دوله التام ‪ ،‬ونمل‬
‫ذكر تلك الصال الحتاج إليها ضرورة فيما يأت بأمرين ‪:‬‬
‫‪-1‬الاجة الشتركة إل السلم ‪ ،‬جيع دول الجلس‬
‫إسلمية ‪ ،‬وتتاج إل السلم حاجتها إل جلب السعادة‬
‫ودفع الشقاء ‪ ،‬وأرضها أرض السلم ‪ ،‬كانت منطقة‬
‫الليج ف جانبها الغرب من الليج قد سعدت منطقة الليج‬
‫ف جانبها الغرب بالكم السلمي منذ عهد الرسول ‪،‬‬
‫بعد شقائها بالاهلية وعبوديتها للفرس والجوس‬
‫والوثني ‪ ،‬أما الانب الشرقي من الليج ‪ ،‬فقد سعد‬
‫بدخوله ف ظل الكم السلمي الرحيم ‪ ،‬ف عهد الليفة‬
‫الراشد عمر بن الطاب رضي ال عنه ‪ ،‬وبعد ذلك سعدت‬
‫النطقة بشقيها الغرب والشرقي بوارف خي اللفتي‬
‫الموية والعباسية ‪ ،‬أما الملكة العربية السعودية ‪ ،‬فهي على‬

‫‪-106 -‬‬
‫‪ ( – 6‬ملس التعاون لدول الليج العرب ) توجه إياب نو تقيق الماعة ‪.‬‬

‫الصوص تضم مكة الكرمة ‪ ،‬والدينة النورة ‪ ،‬وفيهما‬


‫الرمي الشريفي ‪ ،‬مهد السلم ‪ ،‬ومأرز اليان ‪ ،‬ومهوى‬
‫أفئدة السلمي ‪ ،‬ومهبط وحي رب العالي ‪ ،‬ومنطلق دعوة‬
‫‪ ،‬أي أن الملكة منطلق‬ ‫سيد الرسلي وخاتهم ممد‬
‫السعادة والنور ‪ ،‬والسلم والسنة ‪ ،‬ولن يصلح أهل هذه‬
‫النطقة إل السلم ‪ ،‬كما قال مالك رحه‪ " :‬لن يصلح آخر‬
‫هذه المة ‪ ،‬إل با أصلح أولا " ‪ ،‬واجتماعها على السلم‬
‫تقيق لقوة الجلس وهيبته وعزته‪ ،‬كما قال عمر رضي ال‬
‫عنه " إن ال أعزكم بالسلم ‪ ،‬فمهما تطلبوا العز بغيه‬
‫أذلكم ال " حيث ل إسلم على الكمال إل بماعة ‪ ،‬وما‬
‫ل يهتم الجلس بتحقيق السلم وتطبيقه ف متمعه حكما‬
‫واعتقادا ‪ ،‬وعلما وعملً ‪ ،‬فهو ف خسر ‪ ،‬ول يصل على‬
‫ربح ‪ ،‬كما قال تعال ‪ " :‬والعصر ‪ ،‬إن النسان لفي‬
‫خسر ‪ ،‬إل الذين آمنوا وعملوا الصالات وتواصوا بالق‬
‫وتواصوا بالصب " ‪ .‬ونسأل ال أن يوفقهم لتحقيق الراد‬
‫الشرعي من الماعة على الكمال الطلوب الواجب ‪،‬‬
‫لثبات الوية الليجية السلمية أمام عولة الرهاب والفتنة‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬الاجة إل المن الشترك ‪ :‬الليج مط أطماع دول‬
‫الستعمار الكبى العادية للسلم ‪ ،‬ومن ورائها اليهود‬

‫‪-107 -‬‬
‫‪ ( – 6‬ملس التعاون لدول الليج العرب ) توجه إياب نو تقيق الماعة ‪.‬‬

‫والصهيونية ‪ ،‬وذلك لوقعه طريقا مائياّ تاريا رئيسا بي‬


‫الشرق والغرب ‪ ،‬ومركزا عاليا للملحة ‪ ،‬ولذا كان أقدم‬
‫موطن للحضارات البشرية ‪ ،‬وكان يعتب من أغن الناطق‬
‫السلمية وأنشطها ‪ ،‬وبترول الليج أيضا ف العصر‬
‫الاضر يعتب شريان حياة الضارة العاصرة ‪ ،‬ما جعل‬
‫الليج موقع أثن كن ف العال ‪ ،‬توجهت إليه أطماع الدول‬
‫الجنبية والغربية ‪ ،‬وكانت هذه الدول الطامعة ‪ ،‬تتبع‬
‫شت الوسائل للسيطرة عليه ‪ ،‬ومنها استعمال القوة ‪،‬‬
‫لتحطيم أي قوة برية وطنية ‪ ،‬تاول الروج عن طوق‬
‫الصار الجنب ‪ ،‬كما فعلت بريطانيا ‪ ،‬تاه قوة القواسم‬
‫ف رأس اليمة البحرية العربية النامية ‪ ،‬المتدة على الساحل‬
‫الشمال من عمان ‪ ،‬الذي أطلق عليه النليز ( ساحل‬
‫القراصنة ) ‪ ،‬ذلك لن تلك القوة اصطبغت بصبغة الهاد‬
‫ف سبيل ال ‪ ،‬وهذا الهاد ف نظر النليز ( قرصنة ) ‪،‬‬
‫مثل ما يصف اليهود والصهاينة اليوم الكفاح الفلسطين بأنه‬
‫إرهاب ‪ ،‬ويصفون الفلسطيني الذين يقاتلون لتحرير‬
‫وطنهم بأنم إرهابيون‪ ،‬وبعد أحداث ‪ /11‬سبتمب على‬
‫أمريكا ظهر ف أميكا الصديقة من يصف السلم‬
‫والسلمي بالرهاب ‪ ،‬ول شك أن ذلك بضغط من اليهود‬
‫والصهاينة ‪ ،‬وهم الذين زرعوا الرهاب بغي حق وصدروه‬
‫إل العال ‪ ،‬ومنذ طمع اليهود بضعف أخذ السلمي بدينهم‬

‫‪-108 -‬‬
‫‪ ( – 6‬ملس التعاون لدول الليج العرب ) توجه إياب نو تقيق الماعة ‪.‬‬

‫‪ ،‬طمعوا باحتلل فلسطي وغيها ‪ ،‬فاجتهدوا بوضع‬


‫الطط السرية من خلل جعياتم السرية وأدواتم ف‬
‫بريطانيا وأمريكا‪ ،‬لفل الامعة السلمية ‪ ،‬وتزيق ولء‬
‫السلمي للفتهم ‪ ،‬وإبطال مفعول الهاد ف سبيل ال‬
‫تعال ‪ ،‬يقول ليمان ساندرز ‪ ،‬ف كتابه ‪ ":‬خس سنوات ف‬
‫تركيا " إن الهاد الذي أعلنته تركيا كان أمرا بعيدا عن‬
‫الواقع"(‪ ،)127‬ذلك أن اليهود كانوا قد توصلوا إل إغواء‬
‫تركيا أن تنظم ف جهادها إل ألانيا القومية ‪ ،‬وتنضوي‬
‫بهادها تت راية ألانيا القومية العمية الاهلية ‪ ،‬ويتحول‬
‫جهادها إل مصلحة ألانيا فوق الميع فحسب‪ ،‬وإفراغه‬
‫من هدفه أن يكون ف سبيل ال‪ ،‬لعلء كلمته‪.‬‬
‫وف نفس الوقت توصلوا إل إغواء الثورة العربية بالسي مع‬
‫لورانس العرب ف تطيطه اليهودي إل أن يظموا ثورتم‬
‫التحررية إل إنلترا ف حربا ضد ألانيا‪ ،‬كي يفرغوا انتفاضة‬
‫العرب وجهودهم ف مصلحتهم الصهيونية فحسب ‪.‬‬
‫وهذا المر كان قد أدركه عبد العزيز رحه ال ‪ ،‬فاستطاع‬
‫بتوفيق ال أن ينب جهوده من تفريغها عن هدفه أن تكون ف سبيل‬
‫ال تعال ‪ ،‬لتأسيس الملكة مستقلة على السلم ‪.‬‬

‫ل عن زين نور الدين زين ‪ ،‬نشوء القومية العربية ص ‪.122‬‬


‫‪ :( 123( 127‬نق ً‬

‫‪-109 -‬‬
‫‪ ( – 6‬ملس التعاون لدول الليج العرب ) توجه إياب نو تقيق الماعة ‪.‬‬

‫وهو المر الذي يدركه قادة ملس التعاون لدول الليج الست ‪،‬‬
‫حي عارضوا مفهوم الغرب لمن الليج ‪ ،‬وهو أن الغرب يرى أن‬
‫أمن الليج ل يتم إل بماية منهم ‪ ،‬وأن الليج بعد استقلل دوله‬
‫يعيش ما يسمونه " فراغ القوة " ‪ ،‬وأن على الغرب أن يقوم ببعض‬
‫الترتيبات الت تسد هذا الفراغ‪ ،‬ولو بالتدخل الغرب ‪ ،‬وجر النطقة‬
‫إل حوة الصراع بي التنافسي عليها ‪ ،‬لن أمنه بزعمهم معرض‬
‫للخطر السيم‪ ،‬وأنه يعيش فراغ القوة الزعوم ‪ ،‬والقيقة هي أن‬
‫الغرب خشي على أطماعه ف الصال اليوية ف النطقة ‪ ،‬وأراد أن‬
‫يقوم بالترتيبات الت تضمن له انسياب النفط إليه بل منازع حت من‬
‫أهله ‪ ،‬غي أن قادة ملس التعاون ول المد ‪ ،‬فطنوا لا يدور ف‬
‫الدوائر الجنبية من هذه الطماع ‪ ،‬فأعلنوا أن حاية أمن الليج هو‬
‫مسئولية أبنائه ‪ ،‬وطالبوا بإبعاد النطقة عن الصراع الدول‬
‫والتدخلت الجنبية ضد أمن واستقرار النطقة ‪ ،‬ومن هذا النطلق‬
‫أقاموا ملس التعاون البارك لدول الليج الست ‪.‬‬
‫واللصة ‪ ،‬أجلها فيما يأت ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن إثبات هوية الماعة السلمية ‪ ،‬أمام عولة‬
‫الرهاب والفتنة ‪ ،‬إنا يكون بتحقيق الراد الشرعي‬
‫بالماعة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬يزيل هوية‬
‫الماعة السلمية ‪ ،‬أمام عولة الرهاب والفت ‪.‬‬

‫‪-110 -‬‬
‫‪ ( – 6‬ملس التعاون لدول الليج العرب ) توجه إياب نو تقيق الماعة ‪.‬‬

‫‪ -3‬أن الراد الشرعي بالماعة ‪ ،‬ف كل وقت وزمان‪ :‬هم‬


‫طائفة من أمة ممد ‪ ،‬ت اجتماع أهل الل والعقد منهم‪ ،‬على‬
‫تأمي إمام موافق للكتاب والسنة ‪ ،‬وعقدوا له البيعة على ذلك‪ ،‬بعد‬
‫فراغ ذمهم من أي بيعة سابقة‪ ،‬فعقدهم صحيح ‪ ،‬وليس لغيهم أن‬
‫يل ذلك العقد‪ ،‬ولو ل يتمع عليه الميع ‪ ،‬لنه إذا بويع لليفتي‪،‬‬
‫يقتل الخر منهما‪ ،‬ولن العامة ليس لرأيهم ف هذه السألة العظيمة‬
‫اعتبار ‪.‬‬

‫‪-111 -‬‬
‫‪.‬‬ ‫( الـــــــلصــــــــة )‬

‫‪ -4‬أن عدم وجود المام العام ف هذا الزمان‪ ،‬بسبب تفرق‬


‫السلمي إل ثلث وسبعي فرقة ‪ ،‬ل ينفي وجود الماعة الفرقة‬
‫الناجية النصورة‪ ،‬ذات الولية الشرعية ‪ ،‬فهي جاعة السلمي‬
‫وإمامها إمامهم ‪ ،‬يب لزومها ‪ ،‬ويرم الروج عليها‪ ،‬ول عبة‬
‫بالفارق لا‪ ،‬وإنا يب أن يرجع إليها ‪.‬‬
‫‪ -5‬أنه ل يصح تقيق وجود المام العام ‪ ،‬عن طريق توظيف عمل‬
‫جعيات الدعوة إل ال تعال لتأييده‪،‬واعتقاد أن ال تعال ألقى على‬
‫عاتقه واجبات‪،‬من إقامة شرع ال ف الرض ‪ ،‬والهاد ف‬
‫سبيله‪،‬لنه إمام قد يكون موجودا ف الذهن فقط أمنية!‪،‬بينما هو‬
‫معدوم العي‪،‬وال ل يلقي على عاتق هذا العدوم واجبا‪ ،‬فكيف‬
‫يعتقد ذلك ويعمل له ؟!‪.‬‬
‫إن هذا هو ما تعمله الرافضة وتعتقده ف المام العصوم تاما‪،‬‬
‫وذلك عقيدة فاسدة ‪ ،‬وعمل باطل ‪.‬‬
‫‪ -6‬إنا يصح تقيق تلك المنية‪ ،‬وجود المام العام بالعي‪ ،‬عن‬
‫طريق العمل الصال البن على العقيدة الصحيحة‪ ،‬الطابقة للواقع ‪،‬‬
‫وهو الجتماع على تأييد إمام موجود ‪ ،‬بعينه ‪ ،‬انعقدت له ولية‬
‫إسلمية ‪ ،‬بعقد بيعة شرعية ‪ ،‬من أهل الل والعقد ‪ ،‬على كتاب‬
‫ال تعال وسنة رسوله ‪ ،‬وت له المر على ذلك ‪ ،‬على ما تقدم‬
‫بيانه ‪ ،‬فهذا المام وإن ل يكن عاما‪ ،‬فله أحكام المام العام ف‬
‫وليته ‪ ،‬ويكون عاما لو اجتمع السلمون كلهم على تأييده ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫( الـــــلصــــــــــة )‬

‫وإعانته على الواجبات الت ألقاها ال على عاتقه ‪ ،‬من رفع راية‬
‫التوحيد وإقامة شرع ال ‪ ،‬وتطبق حدوده‪ ،‬وحج بيت ال الرام‪،‬‬
‫والهاد ف سبيله ‪ ،‬وخدمة كتاب ال تعال ‪ ،‬وسنة رسوله صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬ونصرة السلم والسلمي ‪ ،‬وعمارة مساجد ال‬
‫وخدمتها‪.‬‬
‫‪ -7‬أن العتزال ف حديث حذيفة رضي ال عنه ل يأت زمانه‬
‫بعد‪ ،‬ول يعلم مت يأت زمانه إل ال تعال‪ ،‬وزماننا هذا‪ ،‬ل ينطبق‬
‫عليه حكم العتزال ‪ ،‬كما يروجه أمثال هؤلء الهال‪ ،‬لن‬
‫للمسلمي اليوم ـ ول المد ـ جاعة وإمام بالفهوم الراد شرعا‪،‬‬
‫هي الملكة العربية السعودية ‪.‬‬
‫وأصلها أنه اجتمع طائفة من السلمي ‪ ،‬من أهل الل والعقد‪ ،‬على‬
‫بيعة المام عبد العزيز آل سعود رحه ال على الكتاب والسنة ‪،‬‬
‫واستقام المر لا‪ ،‬برفع راية التوحيد‪ ،‬وأن ّل يعبد تت تلك الراية‬
‫وداخل سلطانا إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وبالكم بشريعة ال‪،‬‬
‫وأن ل تستحل فيها مارم ال‪ ،‬ول تزال إن شاء ال قائمة على هذا‬
‫بالق‪ ،‬ظاهرة منصورة ل يضرهم من خذلم ول من خالفهم حت‬
‫يقاتل آخرهم الدجال‪ ،‬ول المد والنة ‪ ،‬فل يوز لسلم أن يدعو‬
‫أحدا من رعاياها إل اعتزالا‪،‬أو الروج عليها‪ ،‬بشبهة أننا ف زمان‬
‫ليس فيه للمسلمي جاعة ول إمام ‪ ،‬أو بغيها من الشبه ‪.‬‬

‫‪-113 -‬‬
‫‪.‬‬ ‫( الـــــلصــــــــــة )‬

‫‪ -8‬أن قيام ملس التعاون لدول الليج العرب ‪ ،‬توجه إياب نو‬
‫تقيق الماعة وإثبات هوية ملس التعاون أمام عولة الرهاب‬
‫والفتنة ‪.‬‬
‫وصلى ال وسلم على نبينا ممد وعلى آله وصحبه‪ ،‬والتابعي لم‬
‫بإحسان إل يوم الدين ‪.‬‬

‫‪-114 -‬‬
‫‪.‬‬ ‫ثبت الــــــراجــــــع‬

‫ثبت الراجع‪:‬‬
‫(أ)‬
‫‪ -‬أثر الدعوة الوهابية ف الصلح الدين والعمران ف جزيرة‬
‫العرب وغيها‪ ،‬كتبه وتدث به ف نادي أنصار السنة الحمدية‪،‬‬
‫ممد حامد الفقي‪ ،‬ط‪ /‬النهضة بصر سنة ‪1354‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬أحجار على رقعة الشطرنج ‪ ،‬وليام غاي كار ‪ ،‬دار النفائس‬
‫بيوت ‪ ،‬ترجة سعيد جزائرل ‪.‬‬
‫‪ -‬الداب الشرعية والنح الرعية لشمس الدين ‪ ،‬أب عبد ال ‪:‬‬
‫ممد بن مفلح القدسي النبلي ‪ ،‬مكتبة ابن تيمية للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ -‬الربعي النووية ‪ ،‬ضمن [ مموعة الديث ] ‪ ،‬ط ‪1389‬هـ‬
‫– ‪1969‬م ‪ ،‬مطابع ‪ :‬الكومة – الرياض‬
‫‪ -‬الستقامة ‪ ،‬لشيخ السلم ابن تيمية ‪ ،‬ط ‪. 38-1/37 ،1‬‬
‫‪ -‬العتصام ‪،‬للعلمة الحقق ‪ :‬أبو إسحاق ‪ :‬إبراهيم بن موسى بن‬
‫ممد اللخمي الشاطب ‪ ،‬الغرناطي ‪ ،‬مطبعة السعادة ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -‬البدر الطالع ‪،‬للشوكان ‪.‬‬
‫‪ -‬البلد العربية والدولة العثمانية ‪ ،‬ساطع الصري ‪ ،‬ط ‪، 2‬‬
‫‪1960‬م دار العلم للمليي بيوت ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ثبت الــــــراجــــــع‬

‫‪ -‬التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية ‪ ،‬تأليف العلمة عبد‬


‫العزيز بن ناصر الرشيد ‪ ،‬ط ‪ / 2‬مطبعة السعادة بصر ‪.‬‬
‫‪ -‬الدرر السنية ف الجوبة النجدية ‪،‬جع‪ :‬عبد الرحن بن ممد بن‬
‫قاسم ‪ ،‬ط ‪. 1،2،5‬‬
‫‪ -‬الرسالة ‪ ،‬للمام الشافعي ‪ ،‬تقيق أحد ممد شاكر ‪.‬‬
‫‪ -‬السنة ‪ ،‬لحمد بن نصر الر و زي ‪294-202 ( ،‬هـ ) ‪،‬‬
‫ط‪:‬مطابع دار الفكر بدمشق ‪ ،‬بدون تاريخ الطبع ‪ ،‬نشر دار‬
‫الثقافة السلمية بالرياض ‪.‬‬
‫‪ -‬السنة ‪ ،‬لبن أب عاصم ‪ ،‬الافظ ‪ :‬أب بكر عمرو بن أب عاصم‬
‫الضحاك بن ملد الشيبان ت ‪ ،278‬ط ‪1/1400‬هـ –‬
‫‪1980‬م ‪ ،‬الكتب السلمي – بيوت ‪.‬‬
‫‪ -‬الشيخ ممد بن عبد الوهاب ‪ ،‬حياته وفكره‪،‬للدكتور عبد ال بن‬
‫صال العثيمي‪ ،‬نشر دار العلوم الرياض‪.‬‬
‫‪ -‬العقد الثمي ‪ ،‬من شعر ممد بن عثيمي ‪،‬ممد بن عبد ال بن‬
‫عثيمي ‪ ،‬جعه ورتبه وشرح ألفاظه ‪ :‬سعد بن عبد العزيز بن‬
‫رويشد ‪ ،‬ط دار العارف‬
‫‪ -‬العقيدة الواسطية ‪ ،‬ط ‪1347 ، 5‬هـ ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬عنيت بنشره‬
‫الطبعة السلفية ومكتبتها ‪ ،‬لصاحبيها مب الدين الطيب ‪،‬‬
‫وعبد الفتاح قتلن‬

‫‪-116 -‬‬
‫‪.‬‬ ‫ثبت الــــــراجــــــع‬

‫‪ -‬الغلو ف الدين ‪،‬تأليف عبد الرحن اللويق ‪ ،‬ط ‪ /4‬عام‬


‫‪1417‬هـ ‪.‬‬
‫‪ -‬الصحف والسيف ‪ ،‬مموعة من خطابات وكلمات جللة اللك‬
‫عبد العزيز آل سعود جع وإعداد ميي الدين القابسي ‪ ،‬دار‬
‫الصحراء السعودية للنشر والتحقيق ‪ ،‬ط ‪1418 ، 4‬هـ ‪،‬‬
‫‪1997‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬اللك الراشد ‪ ،‬جللة الغفور له عبد العزيز آل سعود ‪ ،‬ط‬
‫‪.2‬عبد النعم الغلمي ‪ ،‬الرياض دار اللواء للنشر والتوزيع‬
‫‪1400‬هـ –‪1980‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬الوطأ ‪ ،‬لمام الئمة ‪ ،‬وعال الدينة ‪ :‬مالك بن أنس رضي ال‬
‫عنه ‪ ،‬ط اللكترونية ‪ /‬صخر ‪.‬‬
‫‪ -‬الوجيز ف سية اللك عبد العزيز ‪ ،‬خي الدين الزركلي ‪ ،‬ط ‪، 2‬‬
‫بيوت ‪1392‬هـ‬
‫‪ -‬انتشار دعوة الشيخ ممد بن عبد الوهاب خارج الزيرة العربية‪،‬‬
‫ممد كمال جعة ‪.‬‬
‫(ت)‬
‫‪ -‬تاريخ اللفاء ‪ ،‬للمام جلل الدين أبو الفضل‪ :‬عبد الرحن بن‬
‫أب بكر الشافعي ‪ ،‬الشتهر بالسيوطي ‪.‬‬

‫‪-117 -‬‬
‫‪.‬‬ ‫ثبت الــــــراجــــــع‬

‫‪ -‬تاريخ الدولة السعودية الول ‪ ،‬للدكتور مني العجلن ‪.‬‬


‫‪ -‬تاريخ الملكة العربية السعودية ف ماضيها وحاضرها ‪ ،‬تأليف‬
‫صلح الدين متار ‪ ،‬دار الياة بيوت ‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ ملوك آل سعود ‪ ،‬تأليف سعود بن هذلول ‪ ،‬ط ‪، 2‬‬
‫‪1402‬هـ ‪ ،‬مطابع الدينة‪ ،‬الرياض ‪.‬‬
‫‪ -‬تصحيح خطأ تاريي حول الوهابية ‪ ،‬د‪ /‬ممد بن سعد الشويعر‪،‬‬
‫ط ‪ ،3‬الامعة السلمية ‪1419‬هـ ‪.‬‬
‫‪ -‬تفسي القرآن العظيم ( تفسي ابن كثي ) ‪،‬للمام الافظ أبو‬
‫الفداء ‪ :‬إساعيل بن كثي القرشي الدمشقي ‪ ،‬ت ‪774‬هـ ‪،‬‬
‫ط ‪ ، 3‬الستقامة بالقاهرة ‪1376 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ -‬تذيب اللغة ‪ ،‬لب منصور ممد بن أحد الزهري ‪-282 ،‬‬
‫‪370‬هـ ‪ ،‬تقيق وتقدي عبد السلم ممد هارون ‪ ،‬ومراجعة‬
‫ممد علي النجار ‪ ،‬دار القومية العربية للطباعة ‪1384‬هـ –‬
‫‪1964‬م ‪.‬‬
‫(ج)‬
‫‪ -‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن ( تفسي ابن جرير الطبي ) ‪،‬‬
‫لب جعفر ممد بن جرير الطبي (‪310 – 224‬هـ ) ‪ ،‬ط‬
‫‪1373 ،2‬هـ ‪ ،‬مطبعة اللب بصر ‪.‬‬

‫‪-118 -‬‬
‫‪.‬‬ ‫ثبت الــــــراجــــــع‬

‫(ح)‬
‫‪ -‬حاشية كتاب التوحيد ‪ ،‬لعبد الرحن بن ممد بن قاسم العاصمي‬
‫النجدي النبلي ( ‪1392 –1312‬هـ ‪ ،‬ط‪.3/‬‬
‫‪ -‬حالة المن ف عهد اللك عبد العزيز ‪،‬تأليف رابح لطفي جعة‪.‬‬
‫‪ -‬حقيقة الدعوة إل ال تعال وما اختصت به جزيرة العرب‪،‬‬
‫وتقوي مناهج الدعوات الوافدة إليها‪ ،‬بقلم سعد بن عبد الرحن‬
‫الصي ط ‪2/1413‬هـ ‪.‬‬
‫‪ -‬حكم النتماء للشيخ بكر أبو زيد ‪ ،‬ط ‪.2‬‬
‫(خ)‬
‫‪ -‬الطر اليهودي بروتوكولت حكماء صهيون ‪ ،‬ممد خليفة‬
‫التونسي ‪ ،‬ط ‪. 5‬‬
‫(د)‬
‫‪ -‬دراسة حديث‪ :‬نضر ال امرءا سع مقالت…رواية ودراية ‪،‬‬
‫للشيخ عبد الحسن العباد‪ ،‬ط ‪1401 ، 1‬هـ ‪.‬‬
‫‪ -‬دعوة الشيخ ممد بن عبد الوهاب خارج الزيرة العربية ‪،‬‬
‫لحمد كمال جعة‪.‬‬
‫‪ -‬ديوان الشيخ أحد بن علي بن مشرف الحسائي ‪ ،‬تلميذ الؤرخ‬
‫حسي بن غنام ‪ ،‬ط ‪1370 /3‬هـ ‪ ،‬مطبعة السنة الحمدية ‪.‬‬

‫‪-119 -‬‬
‫‪.‬‬ ‫ثبت الــــــراجــــــع‬

‫(ر)‬
‫‪ -‬روضة الفكار والفهام لرتاد حال المام وتعداد غزوات ذوي‬
‫السلم ( تاريخ ند )‪ ،‬للشيخ حسي بن غنام ‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫‪1386‬هـ ‪ ،‬مطبعة اللب بصر ‪.‬‬
‫(س)‬
‫‪ -‬سلسلة الحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها ‪ ،‬ممد‬
‫ناصر الدين اللبان ‪ ،‬منشورات الكتب السلمي ‪.‬‬
‫‪ -‬سنن أب داود ‪،‬للحافظ أب داود سليمان بن الشعث بن إسحاق‬
‫الزدي السجستان ‪ ،‬ط اللكترونية‪/‬صخر ‪.‬‬
‫‪ -‬سنن ابن ماجه ‪ ،‬للحافظ أب عبد ال ممد بن يزيد ‪ ،‬ط‬
‫اللكترونية ‪ /‬صخر‪.‬‬
‫‪ -‬سنن الترمذي ‪ ،‬للمام أب عيسى ‪ :‬ممد بن عيسى بن سورة ‪،‬‬
‫ط ‪ :‬اللكترونية‪/‬صخر‬
‫‪ -‬سنن الدارمي ‪ ،‬للمام أب ممد ‪ :‬عبد ال بن عبد الرحن الافظ‬
‫الدارمي‪ ،‬ط‪ /‬اللكترونية ‪ ،‬صخر ‪.‬‬
‫‪ -‬سنن النسائي ‪ ،‬للمام أب عبد الرحن أحد بن شعيب الراسان‬
‫القاضي ‪ ،‬ط اللكترونية ‪ /‬صخر ‪.‬‬

‫‪-120 -‬‬
‫‪.‬‬ ‫ثبت الــــــراجــــــع‬

‫(ش)‬
‫‪ -‬شرح العقيدة الطحاوية ‪ ،‬لبن أب العز ‪ :‬علي بن علي بن ممد‬
‫بن أب العز النفي ( ‪ ، ) 792 – 731‬تقيق وتعليق الدكتور‬
‫عبد ال التركي‪ ،‬وزميله ‪.‬‬
‫(ص)‬
‫‪ -‬صحيح المام البخاري ‪ ،‬المام أبو عبد ال ‪ :‬ممد بن إساعيل‬
‫البخاري ‪ ،‬ط‪ /‬اللكترونية ‪ /‬صخر ‪.‬‬
‫‪ -‬صحيح مسلم ‪ ،‬للمام أب السي ‪ :‬مسلم بن الجاج القشيي‬
‫النيسابوري (‪261 – 206‬هـ)‪ ،‬ط‪ /‬اللكترونية ‪ ،‬صخر ‪.‬‬
‫(ع)‬
‫‪ -‬عقيدة الشيخ ممد بن عبد الوهاب السلفية ‪ ،‬وأثرها ف العال‬
‫السلمي ‪ ،‬صال بن عبد ال العبود ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬الجلس العلمي‬
‫بالامعة السلمية‬
‫‪ -‬عنوان الجد ف تاريخ ند ‪ ،‬عثمان بن عبد ال بن بشر ‪ ،‬ت‬
‫‪1288‬هـ ‪ ،‬حققه وعلق عليه عبد الرحن بن عبد اللطيف بن‬
‫عبد ال آل الشيخ بأمر من وزارة العارف بالملكة العربية‬
‫السعودية سنة ‪1394‬هـ ط ‪1394 /3‬هـ ‪ ،‬دون ذكر‬
‫مكان الطبع ‪ ،‬واسم الطبعة ‪.‬‬

‫‪-121 -‬‬
‫‪.‬‬ ‫ثبت الــــــراجــــــع‬

‫‪ -‬عنوان الجد ف تاريخ ند ‪ ،‬من سنة ‪1267 – 700‬هـ ‪،‬‬


‫عثمان بن عبد ال بن بشر ‪ ،‬ت ‪1288‬هـ ‪ ،‬ط‪ /‬الطبعة‬
‫السلفية بكة الكرمة ‪1349‬هـ ‪.‬‬
‫(ف)‬
‫‪ -‬فتح الباري بشرح صحيح المام أب عبد ال ممد بن إساعيل‬
‫البخاري ‪ ،‬للحافظ أحد بن علي بن ممد بن حجر الكنان‬
‫العسقلن ( ‪852 – 773‬هـ ) ‪ ،‬تصحيح وتقيق وإشراف‬
‫ومقابلة الشيخ عبد العزيز بن عبد ال بن باز ‪ ،‬نشر وتوزيع‬
‫رئاسة إدارات البحوث العلمية والفتاء والدعوة والرشاد‬
‫بالملكة العربية السعودية ‪ ،‬ط ‪ /‬السلفية بصر‪ ،‬بدون تاريخ‬
‫الطبع‪ ،‬وعدد الطبعة ‪.‬‬
‫‪ -‬فكرة القومية العربية على ضوء السلم ‪ ،‬صال بن عبد ال‬
‫العبود ‪ ،‬دار طيبة للنشر والتوزيع ت الرياض ‪.‬‬
‫( ق)‬
‫‪ -‬قراءة جديدة لسياسة ممد علي باشا التوسعية‪ ،‬ط ‪1/1400‬‬
‫هـ‪ ،‬د‪ .‬سليمان بن ممد الغنام ‪.‬‬

‫(ك)‬

‫‪-122 -‬‬
‫‪.‬‬ ‫ثبت الــــــراجــــــع‬

‫‪ -‬كيف المر إذا ل تكن جاعة ‪ ،‬دراسات حول الماعة‬


‫والماعات ‪ ،‬تأليف عبد الميد هنداوي ط ‪ /2‬عام‬
‫‪1416‬هـ ‪ ،‬نشر‪ :‬مكتبة التابعي بالقاهرة ‪.‬‬
‫(ل)‬
‫‪ -‬لسراة الليل هتف الصباح ‪ ،‬اللك عبد العزيز ‪ ،‬دراسة وثائقية ‪،‬‬
‫عبد العزيز بن عبد الحسن التو يري ‪ ،‬ط ‪1998 ، 3‬م ‪،‬‬
‫مؤسسة دار الريان للطباعة والنشر ‪ ،‬بيوت – لبنان ‪.‬‬
‫‪ -‬لاذا تأخر السلمون ولاذا تقدم غيهم ‪ ،‬تأليف ‪ :‬المي شكيب‬
‫أرسلن ‪ ،‬عضو الجمع العلمي العرب ف سورية ‪ ،‬ط‬
‫‪1965‬م ‪ ،‬منشورات دار مكتبة الياة – بيوت ‪.‬‬
‫(م)‬
‫‪ -‬مثي الوجد ‪ ،‬ف أنساب ملوك ند ‪ ،‬راشد بن علي بن جريس‬
‫النبلي‪ ،‬ط السلفية بالقاهرة ‪ ،‬عام ‪1379‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬مموعة التوحيد النجدية ‪ ،‬ط‪/‬السلفية ‪1375‬هـ ‪.‬‬
‫‪ -‬مموعة التوحيد النجدية ‪ -‬مسائل الاهلية ‪ ،‬ط السلفية ‪،‬‬
‫القاهرة ‪1375 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ -‬مدينة الرياض عب أطوار التاريخ ‪ ،‬للشيخ حد الاسر‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪1386‬هـ‪ ،‬منشورات دار اليمامة للبحث والترجة والنشر ‪.‬‬

‫‪-123 -‬‬
‫‪.‬‬ ‫ثبت الــــــراجــــــع‬

‫‪ -‬مسند المام أحد بن حنبل ‪ ،‬المام أبو عبد ال ‪ :‬أحد بن ممد‬


‫بن حنبل الشيبان ‪ ،‬ط اللكترونية ‪ /‬صخر‬
‫‪ -‬مقدمة ابن خلدون ‪ ،‬للعلمة عبد الرحن بن خلدون ‪ ،‬الكتبة‬
‫التجارية بالقاهرة ‪ ،‬لصاحبها مصطفى ممد ‪.‬‬
‫‪ -‬منهاج السنة‪ ،‬لشيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬ط‪ :‬جامعة المام ‪.‬‬
‫‪ -‬منهج المعية ‪ ،‬للدعوة والتوجيه ‪ ( ،‬جعية إحياء التراث‬
‫السلمي ) ‪ ،‬ط ‪ /2‬عام ‪1417‬هـ‪.‬‬
‫(ن)‬
‫‪ -‬ند وملحقاته وسية اللك عبد العزيز ‪ ،‬أمي الريان ‪ ،‬ط ‪، 3‬‬
‫دار الريان بيوت ‪1964‬م‬
‫( هـ )‬
‫‪ -‬هامش ص ‪ 10‬من كتاب الشيخ ممد بن عبد الوهاب ‪ ،‬عقيدته‬
‫السلفية ‪ ،‬ودعوته الصلحية ‪ ،‬وثناء العلماء عليه ‪ ،‬تأليف أحد‬
‫بن حجر آل بوطامي آل بن علي ‪ ،‬تقدي وتصحيح الشيخ عبد‬
‫العزيز بن عبد ال بن باز ‪ ،‬ط‪/‬الكومة بكة ‪1395‬هـ ‪.‬‬

‫(ي)‬

‫‪-124 -‬‬
‫‪.‬‬ ‫ثبت الــــــراجــــــع‬

‫‪ -‬يقظة العرب (تاريخ حركة العرب القومية) ‪ ،‬جورج انطونيوس ‪،‬‬


‫ترجة‪ :‬د ‪ .‬ناصر الدين السد ‪ ،‬وزميله ‪ ،‬نشر بالشتراك مع‬
‫مؤسسة فرنكلي ‪ ،‬بيوت – نيويورك ‪1966‬م‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار‬
‫العلم للمليي – بيوت ‪.‬‬

‫‪-125 -‬‬
‫‪.‬‬ ‫فــهـــرس الحـتــويــــات‬

‫الصفحة‬ ‫الوضــــــــــــوع‬
‫القـــدمــــة‪5......................................‬‬
‫‪ - 1‬الماعة قضية متفق على طلبها ف الملة‪7...............‬‬
‫‪ - 2‬مشكلة البحث‪( :‬الختلف ف الراد الشرعي بالماعة)‪......‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ - 3‬أثر الختلف ف الراد الشرعي بالماعة ف ضياع الوية‪.......‬‬
‫‪29‬‬
‫أ – رفع اللفة النبوية وحدوث الشرك‪29......................‬‬
‫ب – زوال الوية العثمانية ‪33.................................‬‬
‫أول ‪ :‬زوالا من الناحية الدينية ‪34........................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬زوالا من الناحية السياسية‪40......................‬‬
‫جـ‪ -‬اختفاء هوية الماعة السعودية الؤقت أمام الملة الصرية التركية الوروبية‪50 ..‬‬
‫د – عولة الرهاب والفتنة ‪52................................‬‬
‫‪ - 4‬تديد الراد الشرعي بالماعة ‪58.........................‬‬
‫ضرورة تعيي الماعة ‪71....................................‬‬
‫استمرار وجود الماعة ف كل جيل ‪74......................‬‬
‫‪( - 5‬الملكة العربية السعودية) تقيق واقعي للمراد الشرعي بالماعة‪88..‬‬
‫كيف قضى عبد العزيز على إرهاب الفت‪88..................‬‬
‫‪( - 6‬ملس التعاون لدول الليج العرب) توجه إياب نو تقيق الماعة‪104...‬‬
‫اللصة ‪111...............................................‬‬

‫‪-127 -‬‬
‫‪.‬‬ ‫فــهـــرس الحـتــويــــات‬

‫ثبت الراجع ‪115...........................................‬‬


‫الفهرس‪127................................................‬‬

‫‪-128 -‬‬

You might also like