Professional Documents
Culture Documents
يم بِ ْ
مقدمـــة
إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ،ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،إنه من يهده
هللا فال مضل له ،ومن يضلل فال هادى له ،وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له ،وأشهد أن محمداً عبده
ورسوله .
ق تُقَاتِ ِه َوال تَ ُموتُ َّن إِالَّ واَ ْنتُ ْم ُم ْسلِ ُمونَ { . } يَاأَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا اتَّقُوا هَّللا َ َح َّ
ث ِم ْنهُ َما ِر َجااًل َكثِيرًا َونِ َسا ًء َواتَّقُوا هَّللا َ ق ِم ْنهَا زَ وْ َجهَا َوبَ َّ س َوا ِح َد ٍة َوخَ لَ َ } يَاأَيُّهَا النَاسُ اتَّقُوا َربَّ ُك ْم الذى خَ لَقَ ُك ْم ِم ْن نَ ْف ٍ
الذى تَ َسا َءلُونَ بِ ِه َواأْل َرْ َحا َم إِ َّن هَّللا َ َكانَ َعلَ ْي ُك ْم َرقِيبًا { .
} يَاأَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا اتَّقُوا هَّللا َ َوقُولُوا قَوْ الً َس ِديدًا يُصْ لِحْ لَ ُك ْم أَ ْع َمالَ ُك ْم َويَ ْغفِرْ لَ ُك ْم ُذنُوبَ ُك ْم َو َم ْن يُ ِط ْع هَّللا َ َو َرسُولَهُ فَقَ ْد فَازَ
َظي ًما { . فَوْ ًزا ع ِ
وخير الهدى هدى محم ٍد rوش َر األمور محدثاتها ،وكل محدثة بدعة ، َ ث كتابُ هللا ، ق الحدي ِ أما بعد فان أصد َ
وكل بدعة ضاللة ،وكل ضاللة فى النار .
وخير الهدى هدى محم ٍد ، rوش َر األمور محدثاتها ،وكل محدثة بدعة ، َ ث كتابُ هللا ، ق الحدي ِ أما بعد فان أصد َ
وكل بدعة ضاللة ،وكل ضاللة فى النار .
بين يديك أخى فى هللا كتاب قد حوى بين دفتيه كلمات موجزات فى بيان السبيل الذى شرعه هللا تعالى لحفظ
األنساب وعمارة الكون (الزواج) aذلك السبيل الذى شرعه تعالى لعباده إلشباع الغريزة الجنسية ولحفظ األنساب ،
فالحمد هلل تعالى أن جعل من شرعه تعالى الزواج ليكون سبيالً لعمارة الكون ،بل ولقضاء شهوته وله فى كل هذا
األجر .
فالزواج سكن ،حرث اإلسالم ،إحصان للجوارح ،طريق العفة ،متاع للحياة ،آية من آيات هللا Uكما أخبر فى
ق لَ ُكم ِّم ْن أَنفُ ِس ُك ْم أَ ْز َواجًا لِّتَ ْس ُكنُوا إِلَ ْيهَا َو َج َع َل بَ ْينَ ُكم َّم َو َّدةً َو َرحْ َمةً إِ َّن فى َذلِكَ آَل يَا ٍ
ت (و ِم ْن آيَاتِ ِه أَ ْن خَ لَ َ
كتابه العزيز َ :
لِّقَوْ ٍم يَتَفَ َّكرُونَ ) (الروم . )20 :
فهى كلمة أهمس بها فى أذن كل شاب وفتاة يتطلع إلى بناء األسرة اإلسالمية السعيدة ،التى تتخذ من كتاب ربها
وسنة رسولها rمنهجا ً وسبيالً ،وإلى كل عروسين تبدأ بهما مركب الحياة فى السير نحو االخرة ،فهو إلى الشباب
بحديث الشباب .
وأول خبث القوم خبث المناكح وأول خبث الماء خبث ترابه
ولقد قسمت الكتاب إلى قسمين :حاولت فى القسم األول من الكتاب أن أبين لكل شاب قد تأهب للزواج ما هو
الطريق والسبيل الذى يجب عليه أن يسلكه عند اختياره لزوجة المستقبل ،ولكل فتاة قد تقدم ل ِخطبتها زوج
المستقبل ،ما هى المعايير التى وضعها اإلسالم فى اختيار الزوجة والزوج ،فهذه أهم خطوات الرجل والفتاة فى
حياتهما ،وهى المركب إلى سيعتليها الرجل والمرأة فى بحر الحياة المتالطم األمواج ،فلينظر ك ٌل إلى صاحب
المجداف اآلخر .
للخطبة والزواج ،وما يستتبع هذا العقد والميثاق الغليظ كما سماه تعالى : ثم ما هى الخطوات التى وضعها اإلسالم ِ
(وأَخَ ْذنَ ِمن ُكم ِّميثَاقًا َغلِيظًا) (النساء )21 :هذا الميثاق الذى سيربط الطرفين برباط الود والحب إلى يوم القيامة ،ثم َ
تحدثت عن ليلة الزفاف وما على الرجل والمرأة فيها من آداب .
يستعرض الكتاب تلك الرحلة الشباب المباركة التى يقطعها الشاب المسلم بحثا ً عن الزوجة المثالية التى تشاركه
عمره فى طاعة هللا ، Uفيستعرض الكتاب مراحل تلك الرحلة بداية من بيان المواصفات واألسس التى وضعها
اإلسالم إلختيار الزوجة الصالحة ،ثم ما هى المواصفات التى على الزوج التحلى بها من كتاب هللا تعالى وسنة
رسوله . r
والصداق والكفاءة ، ِ يعن ويعرض للخاطب من مسائل تتعلق بال ِخطبة وأحكا ِمها ، ثم يستعرض الكتاب بعض ما ّ
وغير ذلك من المسائل نحو :
ـ الرؤية الشرعية وأحكامها .
ـ ماذا يحل للخاطب من خطيبته .
ـ ماذا يحل للخاطب بعد عقد النكاح .
1
ـ هل للخاطب أن ينفق على مخطوبته وهى لم تزل فى بيت أبيها .
ـ ِحل الذهب المحلق للنساء .
ـ أحكام الزفاف :مكان العقد ،الولى ،أركان العقد وشروطه ،الدعاء للعروسين ،الوليمة ،إلى غير ذلك .
ـ بحث فى أحكام الخلع .
ـ بحث فى أحكام الزواج العرفى .
ـ وصايا للبيت السعيد .
ـ حق الزوجة .
ـ حق الزوج .
ـ سلوكيات للزوجين .
ثم يتعرض الكتاب ألحكام الجماع ومسائله ،ومنها :
ـ أحكام الجماع وكيفية بدء ليلة الزفاف .
ـ تحريم جماع الدبر والحيض .
ـ عالج سرعة القذف .
ـ األعشاب واألدوية التى تزيد فى الباه .
ـ فوائد الجنس ومضاره .
ـ حكم العزل .
ـ عالج الربط ليلة الزفاف .
ً ً ً
فاهلل أسال عن يكون عملى صوابا وخالصا لوجهه الكريم ،وإن كان ما سطرته صوابا فمن هللا وحده ،وإن كان
ث ّم خطأ فمنى والشيطان ،وهللا ورسوله برئ منه .
مجدى بن منصور بن سيد الشورى
كلمة شكر
اس اَل يَ ْش ُك ُر هَّللا َ" ( )1أتقدم بكلمة شكر لألستاذ :محمود مهدى االستانبولى ،
واتباعا ً لقوله َ " : rم ْن اَل يَ ْش ُك ُر النَّ َ
لسبقه بالتأليف فى هذا الموضوع aالطيب بكتابه القيم "تحفة العروس" والذى جمع صنوفا ً من العلم ال يجحدها إال كل
مكابر ،والذى يعد مرجعا ً هاما ً لكل شاب وفتاة يُقدم على الزواج .
ولقد زدت فى كتابى هذا بعض المسائل التى لم يتعرض لها أو زيادة تفصيلها وبيانها لها حفظه هللا تعالى ،
وحل الذهب المحلق ،وقضية الربط ليلة الزفاف ،وفوائد الجنس كمسألة الخلع ،والزواج العرفى ،وحكم العزل ِ ،
ومضاره ،والختان ،وغير هذا مما سيمر بك إن شاء هللا تعالى .
إال أن الكتاب يُعد مرجعا ً هاما ً لكل من جاء بعده وصنف كتابا ً على نفس الوتيرة ـ وإن لم يسند األمر ألهله ـ
فجزاه هللا عنا كل خير وجمعنا هللا وإياه تحت لواء نبينا محمد ، rآمين .
*********
ـ وقال " : rتَخَ يَّرُوا لِنُطَفِ ُك ْم َوا ْن ِكحُوا اأْل َ ْكفَا َء َوأَ ْن ِكحُوا إِلَ ْي ِه ْم" (. )5
وقيل :
وأول خبث القوم خبث المناكح وأول خبث الماء خبث ترابه
( )1كذا فطن أهل العلم من المسلمين منذ زمن إلى اآلثار المترتبة على زواج األقارب وحذروا منها ،حتى جاء العلم الحديث مؤيداً لمقالتهم وما ذهبوا إليه .
ـ ويجدر بنا هنا التنبيه إلى خضوع الزوجين إلى الكشف قبل الزواج دفعا ً ألية آثار جانبية قد تظهر بعد الزواج فى حاالت بعينها. a
( )2انظر فتح البارى ( )136\5بتصرف .
( )1أخرجه مسلم .
( )2تقدم .
( )3تقدم .
( )1أخرجه البخارى ( )1955\5ومسلم (. )1959\4
( )2تقدم .
9
ال فِي الَّ ِذي لَ ْم يُرْ تَ ْع ِم ْنهَا تَ ْعنِي أَ َّن َرسُو َل هَّللا ِ rلَ ْم يَتَزَ َّوجْ
ك قَ َ َو َو َجدْتَ َش َجرًا لَ ْم ي ُْؤ َكلْ ِم ْنهَا فِي أَيِّهَا ُك ْنتَ تُرْ تِ ُع بَ ِع َ
ير َ
بِ ْكرًا َغي َْرهَا" (. )3
ـ فان كانت هناك قرينة تدعو إلى نكاح الثيب فبها ونعمت .
ـ ومن طريف ما روى فى الفرق بين الثيب والبكر أن جارية عرضت على الخليفة المتوكل فقال لها :أبكر أنت
أم أيش ؟ قال :أيش يا أمير المؤمنين ! .
ـ واشترى أحدهم جارية فسألها :ما أحسبك إال بكراً ! فقالت له :لقد كثرت الفتوح فى زمان الواثق ! .
ـ وقال أحدهم لجارية :أبكر أنت ؟ قالت :نعوذ باهلل من الكساد (تعنى الثيوبة) ! .
ـ وعرضت على أحدهم جاريتان بكر وثيب فمال إلى البكر ،فقالت الثيب :أما رغبت فيها وما بينى وبينها إال
ف َسنَ ٍة ِّم َّما تَ ُع ُّدونَ ) (الحج : ك َكأ َ ْل ِيوم ـ تعنى أنها ليلة بين البكر وكونها تكون ثيب ـ فقال لها ( :وَإِ َّن يَوْ ًما ِعن َد َربِّ َ
. )47
ـ أن تكون ممن تربى على مائدة القرآن والسنة ،ال ممن تربى على مائدة الشرق والغرب ،التى تجرى وتلهث
خلف كل ما هو جديد فى عالم الموضة واألزياء والمناكير ،ودنيا "الكاسيت" والمطربين وتأخذ سنتها وقدوتها من
المطربين والمطربات والراقصين والراقصات والممثلين والممثالت ،فالحذر أخى من اإلقتران بفتاة لم تختمر
بخمار ربها ،وقدمت عليه خمار أهل الفن والدعارة والمجون فعرَّاها ولم يسترها ،وجعلها سلعة معروضة لكل ذى
عينين لينظرها ،وشفتين ليحدثها ويمازحها ويهاتفها ،ويدين فى الطريق والمواصالت aيتحسسها ،فاظفر بذات
الدين تربت يداك (. )1
( )2وروى فى تكرار صالة االستخارة سبع مرات حديث ولكنه ضعيف ،وللعبد أن يكررها عد َد ما يشاء دون تقييد aبوقت أو عدد ،وهللا أعلم .
( )1أخرجه البخارى ومسلم .
( )2أخرجه مسلم .
( )1صحيح :أخرجه الترمذى والنسائى وغيرهما .
( )2كان هذا فى زمن العفة والحشمة والحجاب ،أما اليوم فالخاطب يرى من يريد خطبتها قبل الذهاب إلى بيت أهلها يرى منها الصدر والنحر والساق والساعد والرقبة والشعر والوجه
والكفين والفخذين والعحيزة "المجسمة" والفرج والدبر "مجسماً" ،وأظنه قد ال يفوته شيئا ً ال يراه فى زمن خلعت فيه نساء المسلمين حجاب العفة والطهارة واإلسالم ! فال تستطيع aأن
تفرق بين فتاة مسلمة وأخرى على ملة غير اإلسالم فى الطريق من تزيى الجميع بزى واحد ،فال حول وال قوة إال باهلل ،وكما قيل :كلما زادت المرأة من كشف جسدها كلما كان هذا
منها دعوة إلى الزنا بها أكبر وأدعى .
( )3صحيح :أخرجه أبو داود وأحمد .
( )4أخرجه البخارى ومسلم .
( )5أخرجه مسلم وغيره .
14
ـ فإذا تمت الموافقة بين األهل ،فله أن يصلى صالة االستخارة مرة أخرى إن شاء ،ويترك الفتاة لتستخير ربها
فيمن تقدم لخطبتها .
ـ موافقة البكر والثيب على الزواج :وتستأذن البكر على من تقدم ل ِخطبتها :وإذنها صماتها ،أما الثيب فإنها
تستأمر ،لقوله ": rاَل تُ ْن َك ُح اأْل َيِّ ُم َحتَّى تُ ْستَأْ َم َر َواَل تُ ْن َك ُح ْالبِ ْك ُر َحتَّى تُ ْستَأْ َذنَ قَالُوا يَا َرسُو َل هَّللا ِ َو َك ْيفَ إِ ْذنُهَا قَا َل أَ ْن
ص َماتُهَا قَا َل نَ َع ْم" (. )2 "البِ ْك ُر تُ ْستَأْ َذ ُن فِي نَ ْف ِسهَا َوإِ ْذنُهَا ُ
تَ ْس ُكتَ " ( ، )1وفى صحيح مسلم ْ :
وثبت عنه فى الصحيحين" :أن خنساء بنت حذام زوجها أبوها وهى كارهة وكانت ثيبا ً فأتت رسول هللا rفرد
نكاحها" (. )3
وفى السنن من حديث ابن عباس " :أن جارية بكراً أتت النبى rفذكرت له أن أباها زوجها وهى كارهة فخيرها
النبى . )r" (4
وهذه غير خنساء فهما قضيتان قضى فى إحداهما بتخيير الثيب وقضى فى األخرى بتخيير البكر .
وموجب هذا الحكم أنه ال تجبر البكر البالغ على النكاح وال تزوج إال برضاها وهذا قول جمهور السلف ومذهب
أبى حنيفة وأحمد فى إحدى الروايات عنه وهو القول الذى ندين هللا به وال نعتقد سواه وهو الموافق لحكم رسول هللا
rوأمره ونهيه وقواعد شريعته ومصالح أمته .
أما موافقته لحكمه فإنه حكم بتخيير البكر الكارهة وليس رواية هذا الحديث مرسلة بعلة فيه فإنه قد روى مسنداً
ومرسالً ( )1فإن قلنا قول الفقهاء إن اإلتصال زيادة ومن وصله مقدم على من أرسله فظاهر وهذا تصرفهم فى غالب
األحاديث ،فما بال هذا خرج عن حكم أمثاله وإن حكمنا باإلرسال كقول كثير من المحدثين فهذا مرسل قوى قد
عضدته اآلثار الصحيحة الصريحة والقياس وقواعد الشرع كما سنذكره فيتعين القول به .
وأما موافقة هذا القول ألمره فإنه قال " :والبكر تستأذن" وهذا أمر مؤكد ألنه ورد بصيغة الخبر الدال على تحقق
المخبر به وثبوته ولزومه واألصل فى أوامره rأن تكون للوجوب ما لم يقم إجماع على خالفه .
"واَل تُ ْن َك ُح ْالبِ ْك ُر َحتَّى تُ ْستَأْ َذنَ " فأمر ونهى وحكم بالتخيير وهذا إثبات للحكم بأبلغ وأما موافقته لنهيه فلقوله َ :
الطرق .
وأما موافقته لقواعد شرعه :فإن البكر البالغة العاقلة الرشيدة ال يتصرف أبوها فى أقل شئ من مالها إال برضاها
وال يجبرها على إخراج اليسير منه بدون رضاها فكيف يجوز أن يرقها ويخرج بضعها منها بغير رضاها إلى من
يريده هو وهى من أكره الناس فيه وهو من أبغض شئ إليها ومع هذا فينكحها إياه قهراً" بغير رضاها إلى من يريده
ان ِع ْن َد ُك ْم" ( )1أى أسرى ومعلوم ويجعلها أسيرة عنده كما قال النبى " : rأَاَل َوا ْستَوْ صُوا بِالنِّ َسا ِء خَ ْيرًا فَإِنَّ َما هُ َّن َع َو ٌ
أن إخراج مالها كله بغير رضاها أسهل عليها من تزويجها بمن ال تختاره بغير رضاها ولقد أبطل من قال إنها إذا
عينت كفئا تحبه وعين أبوها كفئا ً فالعبرة بتعيينه ولو كان بغيضا ً إليها قبيح الخلقة .
وأما موافقته لمصالح األمة :فال يخفى مصلحة البنت فى تزويجها بمن تختاره وترضاه وحصول مقاصد النكاح
لها به وحصول ضد ذلك بمن تبغضه وتنفر عنه فلو لم تأت السنة الصريحة بهذا القول لكان القياس الصحيح
وقواعد الشريعة ال تقتضى غيره وباهلل التوفيق .
فإن قيل فقد حكم رسول هللا rبالفرق بين البكر والثيب وقال "" :اَل تُ ْن َك ُح اأْل َيِّ ُم َحتَّى تُ ْستَأْ َم َر َواَل تُ ْن َك ُح ْالبِ ْك ُر َحتَّى
تُ ْستَأْ َذنَ " ( )2وقال " :األيم أحق بنفسها من وليها والبكر يستأذنها أبوها" ( )3فجعل األيم أحق بنفسها من وليها فعلم أن
ولى البكر أحق بها من نفسها وإال لم يكن لتخصيص االيم بذلك معنى ،وأيضا ً فإنه فرق بينهما فى صفة اإلذن فجعل
إذن الثيب النطق وإذن البكر الصمت وهذا كله يدل على عدم اعتبار رضاها وأنها ال حق لها مع أبيها .
ـ ِحل خاتم الذهب ونحوه على النساء :وقد ذهب العالمة األلبانى ـ رحمه هللا تعالى ـ إلى تحريم خاتم الذهب
ونحوه كالسوار والطوق على النساء (. )2
والعالمة األلبانى ـ رحمه هللا تعالى ـ كان أحد المجددين وندعوا هللا Uأن يجزينه عنا وعن األمة اإلسالمية كل
خير لما قدم لهذه األمة ،إال أنه رحمه هللا تعالى قد جانبه الصواب aفى هذا المسألة مع محاولته التحرى والبحث
واالستقصاء ،وقد ذهب العلماء سلفا ً وخلفا ً إلى ِحل الذهب المحلق للمرأة دون خالف ،واستقصاء هذه المسألة له
موضع آخر ،واكتفى هنا ببعض أقوال أهل العلم ممن ذهب إلى ِحل الذهب دون تفصيل للمرأة .
()3
يقول اإلمام النووى فى شرح مسلم " :أجمع المسلمون على إباحة خاتم الذهب للنساء" ،وقال فى المجموع :
"يجوز للنساء لبس الحرير والتحلى بالفضة والذهب باإلجماع لألحاديث الصحيحة" ،وقال أيضا ً " :أجمع
والعقد والخاتم والسوار المسلمون على أنه يجوز للنساء لبس أنواع الحلى من الفضة والذهب جميعا ً كالنوق ِ
والخلخال والدمالج والقالئد والمخانق وكل ما يُتخذ فى العنق وغيره ،وكل ما يعتدن لبسه ،وال خالف فى شئ من
هذا" (.)4
وقال الحافظ فى الفتح ( )1فى ثنايا تفسير نهى النبى rعن خاتم الذهب " :نهى النبى rعن خاتم الذهب أو التختم
به مختص بالرجال دون النساء ،فقد نُقل اإلجماع على إباحته للنساء" ،وقال مثله اإلمام المباركفورى فى التحفة
(. )2
ويقول اإلمام ابن عبد البر فى التمهيد (" : )3النهى عن لباس الحرير وتختم الذهب إنما قصد به إلى الرجال دون
النساء وقد أوضحنا هذا المعنى فيما تقدم من حديث نافع وال نعلم خالفا ً بين علماء األمصار فى جواز تختم الذهب
( )1أخرجه البخارى ومسلم .
( )2أخرجه مسلم وغيره ،ولكل مسلم أقول له :لو أنك كنت مكان ذلك الصاحبى الكريم ،وجرى عليك ما جرى عليه ،فهل كنت ستفعل مثل ما فعل ،فإن كنتَ فافعل اآلن !.
( )3حسن :أخرجه أحمد .
( )1حسن :أخرجه أحمد وغيره .
( )2انظر :آداب الزفاف للعالمة األلبانى رحمه هللا تعالى .
( )3انظر المجموع (. )443\4
( )4السابق (. )40\6
( )1انظر :فتح البارى (. )317\10
( )2انظر :تحفة االحوذى (. )340\5
( )3انظر التمهيد. )115\16( : a
18
للنساء وفى ذلك ما يدل على أن الخبر المروى من حديث ثوبان ومن حديث أخت حذيفة عن النبى rفى نهى النساء
عن التختم بالذهب إما أن يكون منسوخا ً باإلجماع وبأخبار العدول فى ذلك على ما قدمنا ذكره فى حديث نافع أو
يكون غير ثابت ،فأما حديث ثوبان فإنه يرويه يحيى بن أبى كثير قال :حدثنا أبو سالم عن أبى أسماء الرحبى عن
ثوبان ولم يسمعه يحيى بن أبى سالم وال يصح ،وأما حديث أخت حذيفة فيرويه منصور عن ربعى بن خراش عن
امرأته عن أخت حذيفة قالت " :قام رسول هللا rفحمد هللا وأثنى عليه ثم قال يا معشر النساء أما لكن فى الفضة ما
تحلينه أما إنكن ليس منكن امرأة تحلي ذهابا تظهره إال عذبت به" ،والعلماء على دفع هذا الخبر ألن امرأة ربعى
مجهولة ال تعرف بعدالة وقد تأوله بعض من يرى الزكاة فى الحلى من أجل منع الزكاة منه إن منعت ولو كان ذلك
لذكر وهو تأويل بعيد .
وقد روى محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبدهللا بن الزبير عن أبيه عن عائشة أن النجاشى أهدى إلى
النبى rحلية فيها خاتم من ذهب فصه حبشى فأخذه رسول هللا rبعود أو ببعض أصابعه وإنه لمعرض عنه فدعا
ابنة ابنته أمامة بنت أبى العاص ،فقال :تَ َحلَّ ْي بِهَ َذا يَا بُنَيَّةُ " ( ، )1وعلى هذا القياس للنساء خاصة وهللا الموفق
للصواب .
()2
ويقول اإلمام الجصاص فى تفسيره " :األخبار الواردة فى إباحته للنساء ـ يعنى الذهب ـ عن النبى rوالصحابة
أظهر وأشهر من أخبار الحظر ،وداللة اآلية ـ قوله تعالى ( :أَ َو َمن يُنَ َّشأ ُ فِي ْال ِح ْليَ ِة َوهُ َو فِي ْال ِخ َ
ص ِام َغ ْي ُر ُمبِ ٍ
ين) ـ
أيضا ً ظاهرة فى إباحته للنساء ،وقد استفاض لبس الحلى للنساء منذ قرن النبى rإلى يومنا هذا من غير نكير من
أحد عليهن ،ومثل ذلك ال يُعترض عليه بأخبار اآلحاد" .
وقال مثله اإلمام الكيا الهراسى عند تفسيره لآلية السابقة .
ـ وأورد الحكيم الترمذى فى نوادر األصول :عن عائشة ـ رضى هللا عنها ـ قالت " :أهدى النجاشى إلى رسول
هللا rحلية فيها خاتم من ذهب فيه فص حبشى فأخذه رسول هللا rبعود أو ببعض أصابعه وإنه لمعرض عنه ثم دعا
ابنة ابنته أمامة ابنة أبى العاص فقال :تحلى بهذا يا بنية" (. )3
قال :جعل rالحلية زينة لجوارح اإلنسان فإذا لبسها زانه لذلك وإذا زانه حاله فصار ذلك العضو أحلى فى أعين
الناظرين ولذا سمى حلية ألنه تحلى تلك الجوارح فى أعين الناظرين وفى قلوبهم قال هللا تعالى وتستخرجون منه
حلية تلبسونها وهى اللؤلؤ فما كان من ذهب فلإلناث ويحرم على الذكور و ما كان من فضة أو جوهر فمطلق
للرجال والنساء و قد لبس rخاتما ً اتخذه من فضة وفصه منه" (. )1
قلت :وفى الحديث السابق دليل قوى إلباحة خاتم الذهب للنساء ،فتأمل (. )2
ـ ما يباح للخاطب بعد الخطبة :
ويباح للخاطب بعد الخطبة الكالم مع خطيبته فى شئون الدين ونحو هذا حتى يستطيع أن يتلمس بعض جوانب
"شخصية" زوجة المستقبل ،فيستمع إلى آرائها ومنهجها فى الحياة والقواعد والمبادئ التى تسير عليها ،وتصحيح
ما يراه يحتاج تصحيحا ً وفق كتاب هللا وسنة رسوله rعلى أن يكون هذا فى وجود محرم لها ،ويباح له النظر إلى
وجهها ـ هذا على اختالف أهل العلم فى وجوب النقاب وال يجوز له أن يمسك بيدها أو أن يلمس جسدها ،أو التأمل
فى مفاتنها ،فهى الزالت أجنبية عليه ،فليس له منها ما ليس له من األجنبية ،كما ليس له الخلوة بها إال فى وجود
المحرم .
وعليه أن يتحلى بالصبر والتؤدة فى التعرف عليها وبناء الرأى الصائب فى زوجة المستقبل ،وكلما قلل الخاطب
من زيارة الخطيبة كان له أفضل .
ـ أما الخروج معا ً والتنزه وغير ذلك مما يفعله ـ كثير ـ من الناس فال يجوز ،ولم يكن على عهد رسول هللا rأن
يَخطب الرجل المرأة فيخرج معها للحديث والتنزه والخلوة بها ـ من اجل التعارف والتآلف والتفاهم ووو ـ إلى غير
( )1صحيح :أخرجه أبو داود ( )4253ومن طريقه البيهقى ( )141\4وابن ماجة ( )4644وابن أبى شيبة ( )194\5وأحمد (. )119\6
( )2انظر تفسير الجصاص (. )388\3
( )3تقدم .
( )1نوادر األصول (. )5\2
( )2وانظر المحلى البن حزم (. )84\10
19
ذلك مما أصبح سنة معروفة لدى الناس ،وأصبحت السنة هى البدعة عندهم ،فما لم يكن دينا ً على عهد رسول هللا
rال يكون اليوم دينا ً .
ـ ويظن البعض أنه إذا تم "عقد النكاح" فله من زوجته كل شئ ،وإنى ألحذر كل فتاة من التمادى فى مثل هذا
األمر ،فكم من زيجة لم يقدر لها هللا تعالى أن تكتمل ،وإن تم عقد النكاح .
ـ النفقة على الزوجة :
يبن نفقة لزوجته حتى تنتقل من بيت أبيها إلى بيته ،إنما النفقة قال بعض أهل العلم إنه ليس على الذى عقد ولم ِ
اع َو ُكلُّ ُك ْم َم ْسئُو ٌل ع َْن َر ِعيَّتِ ِه" ،وهى لم تزل فى بيتها أبيها فهو
()1
على أبيها وهو لم يزل الراعى ،لقولهُ ": rكلُّ ُك ْم َر ٍ
يبن بها بعد ،كما أنها لم تزل فى كنف أبيها فله عليها ما كان قبل العقد . المسئول عن نفقتها ال زوجها الذى لم ِ
ـ ليلة ال ِحنة :ومن األمور المبتدعة عند الكثير ما يسمى بـ"ليلة الحنة" وفيها ما فيها من المخالفات الشرعية
كاالطالع على عورة الفتاة ،وكشفها أمام األجنبيات ،بدعوى تهيئتها للزوج ،والرقص والغناء ونحو هذا .
ـ العروس ليلة الزفاف :
أما الرجل فيكون فى أجمل صورة ليلة زفافه من حسن المنظر والهيئة والملبس والنظافة الجسدية ،كحلق العانة
ونتف اإلبط ،وليحذر حلق اللحية خشية التشبه بأهل الكفر وقد ":لَ َعنَ َرسُو ُل هَّللا ِ ْ rال ُمتَ َشبِّ ِهينَ ِمنَ ال ِّر َجا ِل بِالنِّ َسا ِء
ت ِمنَ النِّ َسا ِء" ( ، )2فال يبدأ حياته الزوجة باللعن وهو الطرد من رحمة هللا تعالى والعياذ باهلل ،والباطنية َو ْال ُمتَ َشبِّهَا ِ
والظاهرية .
ـ أما العروس ـ الزوجة ـ :فتكون فى أبهى صورها من حسن الزينة والملبس aوالنظافة الجسدية والباطنية
والظاهرية ،ولتكن على حذر من أمور عدة منها :الكوافير ،نتف الحواجب ،المناكير ،لباس الشهرة .
ـ حكم الذهاب إلى الكوافير :
اعلمى أختى المسلمة إن أعداء اإلسالم يكيدون لالمة اإلسالمية بكل طريقة وسبيل ،وال يتركون سالحا ً إال
واستخدموه ،ومن أهم أسلحتهم "الفتاة المسلمة" فكادوا لها باألزياء تارة ،وبالعمل تارة أخرى ،وبالرياضة
أخرى ،إلى غير ذلك ،من أوجه محاربة الكفار لإلسالم ،ومن أوجه المحاربة ما انتشر فى بالد اإلسالم بما يسمى
"الكوافير" تذهب إليه النساء لوضع المساحيق وإزالة شعر الحاجبين بل وإزالة الشعور الداخلية ،وما يستتبع هذا
"الكوافير" من مراكز "التجميل" من شد الوجه وتصغير وتكبير الثديين !! وإزالة ترهالت األرداف !! إلى غير
وا ِمن قَ ْب ُل ضلُّ ْ
ُوا أَ ْه َواء قَوْ ٍم قَ ْد َ ذلك مما نسمعه ونقراءه ،وقد نهى تعالى عن التشبه بأهل الكفر فقال تعالى َ ( :والَ تَتَّبِع ْ
ْس ِمنَّا َم ْن تَ َشبَّهَ بِ َغي ِْرنَا اَل تَ َشبَّهُوا بِ ْاليَهُو ِد َواَليل) ،وفى الترمذى عنه": rلَي َa ضلُّ ْ
وا عَن َس َواء ال َّسبِ ِ وا َكثِيرًا َو َ ضلُّ َْوأَ َ
"و َم ْن تَ َشبَّهَ بِقَوْ ٍم فَه َُو ِم ْنهُ ْم " ،فالذهاب إلى الكوافير ووضع المساحيق ارى" وفى مسند اإلمام أحمد قال َ : r ص َ بِالنَّ َ
ونتف شعر الحواجب ،وإزالة الشعور الداخلية حول قبل المرأة ،فيُطلع عليها دون حاجة ،مع الوقوع فى النهى أن
تباشر المرأة عورة المرأة دون حاجة ،وليس بالطبع هذه ضرورة تدعو لكشف عورة المرأة ،وكل هذا هو من باب
التشبه بأهل الكفر ،ومن تشبه بهم حُشر معهم ـ والعياذ باهلل تعالى ـ فال أدرى أيها "الرجل" كيف لك أن تأخذ
"زوجتك" إلى من يدغدغ بأصابعه خصالت شعرها ،ويتأمل فى وجهها ليضع لها المسحوق المناسب الذى يتناسب
وبشرتها ؟! ،وكيف لك أن تتركها "قطعة من اللحم" تنهشها عيون اآلخرين وتتأمل فى مفاتنها ،أم تراك ستحجب
أعين الناس عن النظر إلى زوجتك ومفاتنها ! .
ـ نتف الحواجب :
()4
ت لِ ْل ُحس ِْنت َو ْال ُمتَفَلِّ َجا ِ
)3 (
صا ِت َو ْال ُمتَنَ ِّم َ) 2 (
ت َو ْال ُم ْستَوْ ِش َما ِ
)1 (
وقد ورد النهى عن هذا بقوله" : rلَ َعنَ هَّللا ُ ْال َو ِ
اش َما ِ
ق هَّللا ِ تَ َعالَى(. ")5 ت ْ
خَل َ ْال ُم َغي َِّرا ِ
ـ المناكير :
( )1أخرجه البخارى ( )431\1ومسلم (. )1459\3
( )2أخرجه البخارى وغيره .
( )1وهى التى تشم الناس ،ومنها aما ظهر أخيراً وانتشر وهو "التاتو" .
( )2التى تضع الوشم الطالبة له .
( )3وهو التى تطلب النمص ،وهو إزالة شعر الحاجبين .
( )4التى تفلج أو تفرج بين ثنايا أسنانها طلبا ً للحسن .
( )5أخرجه البخارى ومسلم .
20
وهو تدميم األظفار باأللوان ،وهو أيضا ً من باب التشبه بالكافرين ،كما انه يمنع من صحة الوضوء aلعدم وصول
الماء إلى إصل األصابع واألظفار ،فلن تستطيع المرأة به أن تصلى خلف زوجها عند دخول بيت الزوجية ،أو
تصلى قبل هذا المغرب مثالً أو العشاء ،أو صالة الفجر ،فلتكن على حذر .
ط َرةُ خَ ْمسٌ أَوْ "الفِ ْ
ـ إطالة األظفار :وهو أيضا ً من باب التشبه بالكافرين ،وقد ورد عن النبى المعصوم ْ : r
ب" (. )7ار ِار َوقَصُّ ال َّش ِ ف اإْل ِ ْب ِط َوتَ ْقلِي ُم اأْل َ ْ
ظف َ ِ َان َوااِل ْستِحْ دَا ُد(َ )6ونَ ْت ُ ط َر ِة ْال ِخت ُ خَ ْمسٌ ِمنَ ْالفِ ْ
ـ وال يكون لباس العروس ـ المرأة ـ لباس شهرة وال يكون مشابها ً للباس أهل الكفر ،بل يجب أن يكون ساتراً
لكل الجسد ،وان يكون صفيقا ً ال يشف ،وأن ال يصف شيئا ً من مفاتنها ،وال مطيبا ً ،وال يكون لباس زينة ،أو
شهرة ،وال يشبه لباس أهل الكفر أو لباس الرجال .
ـ هذا وال حرج فى استعارة العروس فستان الزفاف للتزين به ليلة عرسها ،فقد روى البخارى من طريق عبد
ع( )1قِ ْ
ط ٍر ثَ َم ُن خَ ْم َس ِة َد َرا ِه َم فَقَالَ ِ
ت ضي اللَّهم َع ْنهَا َو َعلَ ْيهَا ِدرْ ُ ت َعلَى عَائِ َشةَ َر ِ الواحد بن أيمن عن أبيه قال " :د ْ
َخَل ُ
ُول هَّللا ِ r
ع َعلَى َع ْه ِد َرس ِ ت َوقَ ْد َكانَ لِي ِم ْنه َُّن ِدرْ ٌ اريَتِي ا ْنظُرْ إِلَ ْيهَا فَإِنَّهَا تُ ْزهَى( )2أَ ْن ت َْلبَ َسهُ فِي ْالبَ ْي ِ ص َركَ إِلَى َج ِ ارْ فَ ْع بَ َ
ي تَ ْستَ ِعي ُرهُ"(. )4 ت إِلَ َّت ا ْم َرأَةٌ تُقَي َُّن( )3بِ ْال َم ِدينَ ِة إِاَّل أَرْ َسلَ ْ
فَ َما َكانَ ِ
ـ وتبقي كلمة :وهى :هل يجوز للمرأة استعمال "المكياج" والتجمل لزوجها ؟
ـ والجواب :نعم يجوز لها هذا فى الحدود الشرعية ،وهذا من دواعى محبة الزوج لها ،فعلى المرأة أن تكون فى
أبهى صورة أمام زوجها وفى عينه ،وليس لها أن يظهر هذا منها لغير زوجها .
ـ ولكن :إذا كان كما يقال أن هذا "المكياج" أو بعضه يضر ببشرة المرأة فهو فى هذا الحالة يكون أما محرما ً أو
مكروها ً ،واألولى سؤال الطبيبة المسلمة لبيان صحة هذا القول من عدمه .
ـ ولكن ال يجوز للمرأة أن تلبس "الباروكة" من باب التجمل لزوجها ،بل هذا منهى عنه ،ولكن ال بأس إن كان
الوصل من غير الشعر كالحرير والصوف الملون ونحوه .
ْال َخي ِْر "(. )2 ك َعلَ ْيكَ َو َج َم َع بَ ْينَ ُك َما فِي ار َ
ك َوبَ َ اركَ هَّللا ُ لَ َبَ َ
ار ِفي ُ
وعن عائشة ـ رضى هللا عنه ـ قالت " :تَ َز َّو َجنِي النَّبِ ُّي rفَأَتَ ْتنِي أ ِّمي فَأ َ ْد َخلَ ْتنِي ال َّدا َر فَإ ِ َذا نِ ْس َوةٌ ِمنَ اأْل َ ْن َ
ص ِ
()3
ت فَقُ ْلنَ َعلَى ْالخَ ي ِْر َو ْالبَ َر َك ِة َو َعلَى َخي ِْر طَائِ ٍر" ْالبَ ْي ِ
ونهى rعن قول "بالرفاء والبنين" ،فقد روى عبد هللا بن محمد بن عقيل قال " :تَ َز َّو َج َعقِي ُل ب ُْن أَبِي طَالِ ٍ
ب
ك هَّللا ُ لَهَا فِيكَ ك َوقَا َل قُولُوا بَ َ
ار َ ي rقَ ْد نَهَانَا ع َْن َذلِ َ ال َم ْه اَل تَقُولُوا َذلِكَ فَإ ِ َّن النَّبِ َّ خَر َج َعلَ ْينَا فَقُ ْلنَا بِالرِّ فَا ِء َو ْالبَنِينَ فَقَ َ
فَ َ
اركَ لَكَ فِيهَا" .
()4
َوبَ َ
يr َّاع ِديُّ َدعَا النَّبِ َّ ُ
َّس أَبُو أ َس ْي ٍد الس ِ وال حرج فى قيام العروس على خدمة الحُضور لما روى البخارى " :لَ َّما َعر َ
ت فِي تَوْ ٍر ِم ْن ِح َجا َر ٍة ِمنَ اللَّي ِْل فَلَ َّما فَ َر َغ ت تَ َم َرا ٍ صنَ َع لَهُ ْم طَ َعا ًما َواَل قَ َّربَهُ إِلَ ْي ِه ْم إِاَّل ا ْم َرأَتُهُ أُ ُّم أُ َس ْي ٍد بَلَّ ْ َوأَصْ َحابَهُ فَ َما َ
النَّبِ ُّي ِ rمنَ الطَّ َع ِام أَ َماثَ ْتهُ لَهُ فَ َسقَ ْتهُ تُ ْت ِحفُهُ بِ َذلِكَ" (. )5
على أال تكون متبرجة سافرة تأمن الفتنة .
ـ وبعد العقد والدعاء للعروسين ينصرف العروسان إلى بيت الزوجية ليبدا معا ً أولى أيام وليإلى حياتهما الزوجية .
ـ ليلة الزفاف ( : )1الصالة أوالً :
ـ ويبدأ العروسان ليلة زفافهما بدخول البيت ـ بالرجل اليمنى ـ وإلقاء السالم ،ثم بالصالة ركعتين هلل تعالى ،فقد
ص ّح عن عبد هللا بن مسعود rانه قال لمن جاء يسأله قائالً " :أنى تزوجت جارية شابة ـ بكراً ـ وأنى أخاف أن
تفركنى ( " )2فقاله له عبد هللا بن مسعود :إن اإللف من هللا ،والفرك من الشيطان ،يريد أن يكرّه إليكم ما أحل هللا
لكم ،فإذا أتتك فأمرها أن تصلى وراءك ركعتين" وفى رواية أخرى " :وقل :اللهم بارك لى فى أهلى ،وبارك لهم
فى ،اللهم اجمع بيننا ما جمعت بخير ،وف ّرق بيننا إذا فرقت إلى خير" (. )3
ـ وعن أبى سعيد مولى أبى أسيد قال " :تزوجت وأنا مملوك ،فدعوت نفراً من أصحاب النبى rفيهم ابن مسعود
وأبو ذر وحذيفة ،قال :وأقيمت الصالة ،قال :فذهب أبو ذر ليتقدم ،فقالوا :إليك ! قال :أ َوكذلك ؟ قالوا :نعم ،قال
:فتقدمت بهم وأنا عبد مملوك ،وعلمونى فقالوا :إذا دخل عليك أهلك فصل ركعتين ،ثم سل هللا من خير ما دخل
عليك ،وتعوذ به من شره ،ثم شأنك وشأنك أهلك" (. )4
ـ وضع اليد على رأس الزوجة والدعاء لها :
روى أبو داود قوله r : "1845إِ َذا تَزَ َّو َج أَ َح ُد ُك ُم ا ْم َرأَةً أَ ِو ا ْشتَ َرى َخا ِد ًما فَ ْليَقُ ِل اللَّهُ َّم إِنِّي أَسْأَلُكَ خَ ي َْرهَا َوخَ ي َْر َما
َجبَ ْلتَهَا(َ )1علَ ْي ِه َوأَ ُعو ُذ بِكَ ِم ْن َش ِّرهَا َو ِم ْن َش ِّر َما َجبَ ْلتَهَا َعلَ ْي ِه" (. )2
( )1انظر لكاتب السطور " :معترك األقران فى ألفاظ القرآن" .
( )1رفأ :أى هنأ ،من قولهم :بالرفاء والبنين .
( )2صحيح :أخرجه الترمذى وأبو داود .
( )3أخرجه البخارى ومسلم.
( )4صحيح :أخرجه النسائى وأحمد ( )451\3واللفظ له .
( )5أخرجه البخارى ( )200\9ومسلم (. )103\6
( )1وهنا ننبه إلى بدعة لباس الرجل مالبسه مقلوبة ! وارتداءه (شبكة صياد) ! وأكل عدد معين من البيض مكتوبا ً عليه بعض الطالسم والكفريات ، aوغير هذا من التحويطات والبدع
المنتشرة aبين الناس ظنا ً منهم أنها تدفع العين أو للحيلولة دون ربط الزوج ليلة زفافه ،وقد الحقنا بهذا الكتاب بعض ما سطرته في كيفية فك السحر عن "المربوط" ليلة زفافه .
( )2أى تكرهنى .
( )3صحيح :أخرجه ابن أبى شيبة ( )12\7وعبد الرزاق ( )191\6والطبرانى ( )21\3وغيرهم .
( )4صحيح :اخرحه ابن أبى شيبة ( )12\7وعبد الرزاق (. )191\6
فائدة :وفى هذا األثر :تقدم المفضول على الفاضل ،وتعليم صاحب الحاجة وإن لم يسئل لحرج ونحوه ،وطلب حضور أهل العلم والفضل .
( )1خلقتها وطبعتها aعليه .
( )2حسن :أخرجه البخارى فى "أفعال العباد" ( )77وأبو داود ( )336\1وابن ماجة (. )592\1
24
وبعد أن أتم العروس الدعاء إذا به يلتفت تجاه عروسه فيطبع على جبهتها قبلة حانية رقيقة وقد وضع يديه على
كتفيها أو رقبتها ،كتوطئة وتهيئة نفسية للعروس .
ثم يترك العروس aعروسه لتدخل حجرتها لتلتقط أنفاسها بعد هذه القبلة التى طبعت على جبهتها للمرة األولى من
رجل لم تألفه بعد ،ثم لتتزين وتتهيأ نفسيا ً لما وراء هذه القبلة من أحداث ستجرى ألقتها أمها أو صديقاتها فى
رأسها .
وهنا ننبه إلى كيفية بدء الرجل الليلة األولى من ليالى حياته الزوجية ،وبيان أهمية هذه الليلة عند كل فتاة تخطو
خطوتها األولى مع شريك العمر .
قصة من الواقع :وأسوق إليك هذه القصة لرجل تزوج حديثا ً وكان ككثير من الشباب يتخيل ويرتب فى رأسه ما
سيفعله فى ليلة الزفاف "ليلة العمر" يقول :
ما إن دخلت بيتى وأغلقت الباب بعد سالمى على من أوصلونى إلى البيت حتى نظرت إلى زوجتي فوجدتها قد
تأهبت للصالة ركعتين إتباعا ً للسنة وكأفضل بداية للحياة الزوجية ولهذه الليلة "ليلة العمر" وبعد أن انتهيت من
الصالة وزوجتى خلفى حتى نظرت إليها بحب وو ٍد ،ثم طبعت قبلة رقيقة على جبهتها وحمدت هللا تعالى أن جمعنى
بها وعليها على كتاب هللا وعلى سنة رسوله ، rفحمدت هى األخرى هذا هلل تعالى ،ثم تركتها تدخل حجرتها
لتتزين ولتلتقط أنفاسها ،ثم جلست إلى األريكة وأنا أتفكر كيف أبدأ ليلتى وهى أهم ليلة فى حياتى الزوجية وحياتها
وكنت قد قرأت عن بعض الحاالت النفسية التى أصابت بعض الفتيات من جراء الجهل بكيفية بدء الحياة الزوجية
ليلة الزفاف ،فمنهم من تقول :لقد دخل على زوجى حجرتى كالثور الهائج فأصابنى بالهلع مما رأيت ،رأيت رجالً
عاريا ً تماما ً و "كرشه" ـ هكذا ـ أمامه ينظر إلى كفريسة وقعت بين يديه وقد أكله الجوع ،وعينان تبرقان كالبرق
ينفذان إلى قلبى ،فلم أدر إال وجسدى كله قد أصابته الرعشة والتشنج ،ولم أفق من غيبوبتى إال وأمى بجوارى ،
وفى الصباح كان الطالق ! (. )1
وأخرى تروى قصتها فتقول :لقد رأيت عينيه تغتصبنى قبل أن تمتد يده إلى جسدى ،فتمالكت نفسى وأخذت
ى بجسده وتحسست يديه جسدى لم أتمالك نفسى من دفعه عنى ،ولم نفسا ً عميقا ً تهيئة له ،ولما "سقط" ـ كذا ـ عل َّ
يكن هناك شئ حتى ثالث ليال .
وهذا رجل تتدلل عليه زوجته فيظنه كرها ً ! فيربِطها ـ بعد أسبوع من العناء ـ فى "السرير" حتى يثبت رجولته ،
وآخر لم يستطع التغلب على حصون القلعة فيأتى بمن يساعده بالطريقة "البلدى" (. !!! )2
يقول :دارت فى رأسى هذه األفكار وغيرها وأنا أبدأ أول ليلة من ليالى الحياة الزوجية ،وأنا أعلم أن لهذه الليلة
األثر كل األثر فى الحياة الزوجية مستقبالً .
يقول :وبينما أنا مع أفكارى وخواطرى إذا بخشخشة تخرج من حجرة الزوجة ـ وكأنها تقول :هيئت لك ! ـ
فطرحت أفكارى جانبا ً ونهضت ناحية الغرفة فطرقت الباب طرقا ً خفيفا ً مازحا ً :العشاء جاهز .
فخرجت فتاة أحالمى فى ثوبها الرقيق الشفاف فأخذتنى "الرهبة" واحمر وجهى خجالً مما أرى ـ فهذه هى المرة
األولى التى أرى فيها امرأة بهذه الثياب ـ فتمالكت نفسى ثم مددت يدى إلى يدها برفق ألخذها لنجلس معا ً لتناول
العشاء ،وما إن جلست بجانبى حتى شعرت بأن الخوف والرهبة واألفكار التى كانت تمأل رأسى قد ذهبت وتبخرت
،وشعرت كأنى أجلس فى حمام بارد فبرد جسدى كله ،نعم ،ولم يدر برأسى إال أن :هذه زوجتك وليست
فريستك ،فلما العجلة ؟ هى لك ومعك وبين يديك اآلن وبعد ساعة بل غداً وبعد غ ٍد ودائما ً إن شاء هللا تعالى ،فلِما
العجلة ؟! .
ً ً
ومددت يدى التقط بعض الطعام أضعه فى فيها إتباعا لحديث النبى rأن للرجل أجرا حين يضع اللقمة فى فم
امرأته .
( )1ويقول االمام ابن حزم فى كتابه "طوق الحمامة" كان ببغداد رجل رأى فتاة فأحبها وتزوجها ،فلما كانت ليلة الوفاف استعجل أمره ،فرأت الفتاة كبر عضوه ،فنفرت منه ـ وأبت
الرجوع اليه حتى الموت" .
( )2وهذه العادة لألسف تنتشر بكثرة aفى الريف المصرى أكثر من حضره ،فتجتمع بعض النسوة على العروس وتأخذ أيد النساء بيد العروس ،واألخرى بيدها األخرى ،وتأخذ امرأة
ثالثة بقدم العروس ورابعة بقدمها األخرى ،ثم تأتى المرأة الخامسة فتأخذ "شرف" البنت وعرضها ،وتبلل القماش األبيض بدمها ! لل ِ َعرض ،ويبدأ الرقص والفرح يعم البيت واالهل
لعفة البنت وحفاظها على "شرفها" وفيها ما فيها من البعد عن الشرع الحنيف ،وما يسببه هذا األمر من اطالع من ليس له أن يطلع على العورات ،وما يسببه من حالة نفشية سيئة
جداً للفتاة التى تبدأ حياتها الزوجة أول ما تبدا وفى أولى لحظاتها بهذا العمل المشين وما يسبه لها من ألم عضوى ونفسى ،ويقول رسول هللا " : rإِنَّ ِم ْن أَ َشرِّ النَّ ِ
اس ِع ْن َد هَّللا ِ َم ْن ِزلَةً يَوْ َم
ضي إِلَى ا ْم َرأَتِ ِه َوتُ ْف ِ
ضي إِلَ ْي ِه ثُ َّم يَ ْن ُش ُر ِس َّرهَا" أخرجه مسلم وغيره ،فما بالك بمن يدعو الناس لمشاهدة نتاج ليلة الزفاف ! . ْالقِيَا َم ِة ال َّرج َُل يُ ْف ِ
25
يقول :وناولتها الطعام مصحوبة بنظرة حانية تقول :مهالً حبيبتى ال تخافى ،ثم خطر برأسى خاطر رأيته
أحسن ما يُذهب رهبتها وخوفها ،فقمت إلى مكتبى فأحضرت بعض األوراق و "والكراسات" التى كنت أدون فيها
بعض خواطرى حال صباى ،وأخذت أعرض عليها بعض أفكارى لتتلمح بعض شخصيتى وألذهب رهبتها
وخوفها ،وأخذت أقرأ وهى تسمع ،وتارة تقرأ هى وأسمع أنا ،مع تعليقى على بعض الكلمات والضحك من بعض
الكلمات واألفكار والخواطر ،وكنت أتلمس الفرصة أللمس يديها أو شعرها .
ولم ندر إال وقد انقضت ساعة كاملة شعرنا فيها ـ معا ً ـ بالحاجة إلى القبلة واللمسة فأمسكت بيديها وقبلتهما ثم
شفتيها ،وكانت قبلة طويلة حارة أخذتنا إلى عالم آخر فلم نشعر إال وقد انتقلنا من الحجرة الخارجية وإذا بنا على
فراش الزوجية .
يقول :فكانت هذه أول ليلة من ليالى حياتنا الزوجية .
وبعد خمس سنوات من الزواج جلسنا معا ً نتذكر أول ليلة ،فكان من قولها :إن البنات فى ليلة الزفاف تمتلئ
رؤوسهن بالحكايات والقصص التى تجعل أكثرهن يهبن هذا اليوم ،وأنا كنت كغيرى البنات ،كنت احسب لهذه
الليلة ألف حساب ،ولكنك أذهبتَ كل خوفى ورهبتى بما كان من قراءة تلك األوراق التى كنتَ تسطرها قبل زواجنا
،وعدم العجلة فجزاك هللا عنى كل خير .
أقول :إنما سقت إليك هذه القصة لما نسمع ونرى من الجهل بكيفية بدء ليلة الزفاف األولى فى حياة الزوجين ،
وما يترتب على هذه الليلة من سعادة أو شقاوة ألى من الزوجين أو كالهما .
ـ ما يقول الرجل حين يجامع أهله :
روى البخارى عن ابن عباس يبلغ به النبى rقال " :لَوْ أَ َّن أَ َح َد ُك ْم إِ َذا أَتَى أَ ْهلَهُ قَا َل بِاس ِْم هَّللا ِ اللَّهُ َّم َجنِّ ْبنَا ال َّش ْيطَانَ
ب ال َّش ْيطَانَ َما َر َز ْقتَنَا فَقُ ِ
ض َي بَ ْينَهُ َما َولَ ٌد لَ ْم يَضُرُّ هُ " (. )1 َو َجنِّ ِ
قال القاضى :قيل المراد بأنه ال يضره أنه ال يصرعه شيطان ،وقيل :ال يطعن فيه الشيطان عند والدته بخالف
غيره ،قال :ولم يحمله أحد على العموم فى جميع الضرر والوسوسة واإلغواء ،هذا كالم القاضى (. )1
ـ فض غشاء البكارة :وعلى الزوج أن يكثر من المداعبة والمالعبة قبل أن يبدأ فى فض غشاء البكارة ،ويكون
أمره باللين حتى تلين زوجه معه ،وعليه بمداعبة باطن الفخذين حتى يلينا فينفرجا فيسهل األمر عليه ،فإذا أحس
مهل ،وال يكثر من اإليالج أو الدفع بشدة ،حتى إذا انفض الغشاء ترك منها باللين أولج عضوه باللين أيضا ً وعلى ٍ
زوجته قليالً لتزيل أثر الدم ،وليتركها ساعة تستريح (. )2
ـ وأفضل أشكال فض البكارة وإزالتها :
أن تستلقى المرأة على ظهرها ،وتطوى فخذيها وقد انفرجا حتى يلتصقا بكتفيها - ،والزوج يقبل شفتيها حتى ال
تشعر بالحرج أو الخوف -فينفرج الفرج والشفران مما يُسهل اإليالج للزوج ،وهذا هو أفضل األشكال وأحسنها
(. )3
اب بَ ْينَهَا َوبَ ْينَ خَلفَهُ َو َم َّد ْال ِح َج َ ت يَ ِمينُهُ فَلَ َّما ارْ تَ َح َل َوطَّى لَهَا ْ ت ْال ُم ْؤ ِمنِينَ َوإِ ْن لَ ْم يَحْ ُج ْبهَا فَ ِه َي ِم َّما َملَ َك ْ فَ ِه َي ِم ْن أُ َّمهَا ِ
اس " (. )3 النَّ ِ
"حتَّى ـ مشاركة أهل الخير والسعة فى الوليمة :لحديث أنس tقال فى قصة زواج النبى rبأم المؤمنين صفية َ :
يق َجهَّ َز ْتهَا لَهُ أُ ُّم ُسلَي ٍْم فَأ َ ْه َد ْتهَا لَهُ ِمنَ اللَّ ْي ِل فَأَصْ بَ َح النَّبِ ُّي َ rعرُوسًا فَقَا َل َم ْن َكانَ ِع ْن َدهُ َش ْي ٌء فَ ْليَ ِجئْ بِ ِه إِ َذا َكانَ بِالطَّ ِر ِ
ال فَ َج َع َل ال َّر ُج ُل يَ ِجي ُء بِاأْل َقِ ِط َو َج َع َل ال َّر ُج ُل يَ ِجي ُء بِالتَّ ْم ِر َو َج َع َل ال َّر ُج ُل يَ ِجي ُء بِال َّس ْم ِن فَ َحاسُوا ال َوبَ َسطَ نِطَعًا قَ َ قَ َ
هَّللا (4 َح ْيسًا فَ َكان ْ
َت َولِي َمةَ َرس ِ
)
ُول ِ ". r
ـ النهى عن تخصيص األغنياء بالدعوة :
ـ فإن قيل فما الفرق بين هذا وبين اشتراطها أن ال يتزوج عليها حتى صححتم هذا وأبطلتم شرط طالق الضرة ؟
( )5أخرجه مسلم ،وهو عند البخارى موقوفا ً عليه وهو فى حكم المرفوع كما بينه الحافظ فى شرحه ،وانظر " :آداب الزفاف" .
( )1العانى :أى االسير .
( )2أخرجه البخارى .
( )3حسن أخرجه البيهقى ،وفيه أن المتطوع aأو صائم النفل ليس عليه قضاء .
( )4أى :فليدعوا لصاحب الطعام ،فإن الصالة أصلها فى اللغة :الدعاء ،ومعناها aفى الشرع ـ اإلصطالح ـ الصالة المعروفة من القيام والركوع والسجود ،والتى تبدأ بالتكبير وتنتهى
بالتسليم .
( )5وهذا هو الصواب :وليس كما يقال :فاطر ! .
( )6أخرجه مسلم وغيره .
( )7أخرجه مسلم .
( )8أخرجه مسلم .
( )9صحيح :أخرجه أحمد وغيره .
( )1أخرجه البخارى ومسلم .
( )2أخرجه البخارى ومسلم .
28
ـ الجواب :قيل :الفرق بينهما أن فى اشتراط طالق الزوجة من اإلضرار بها وكسر قلبها وخراب بيتها وشماتة
أعدائها ما ليس فى اشتراط عدم نكاحها ونكاح غيرها ،وقد فرق النص بينهما فقياس أحدهما على اآلخر فاسد" (. )1
ـ فإن قيل فما حكم اإلسالم فيمن تزوج بامرأة فوجدها حبلى ؟
ـ قال اإلمام أحمد وجمهور الفقهاء وأهل المدينة ببطالن هذا النكاح ،ويجب المهر المسمى أو مثله أو أقل منه على
اختالف بينهم ،ويجب عليها الحد وهو أحدى الروايتين aعن اإلمام أحمد رحمه هللا تعالى .
ـ إذن فما هى المحرمات من النساء ؟
ـ الجواب " :حرَّم األمهات وهن كل من بينك وبينه إيالد من جهة األمومة أو األبوة كأمهاته وأمهات آبائه وأجداده
من جهة الرجال والنساء وإن علون .
وح َّرم البنات وهن كل من انتسب إليه بإيالد كبنات صلبه وبنات بناته وأبنائهن وإن سفلن .
وحرَّم األخوات من كل جهة .
وحرَّم العمات وهن أخوات آبائه وإن علون من كل جهة .
وأما عمة العم فإن كان العم ألب فهى عمة أبيه وإن كان ألم فعمته أجنبية منه فال تدخل فى العمات ،وأما عمة
األم فهى داخلة فى عماته كما دخلت عمة أبيه فى عماته .
وح َّرم الخاالت وهن أخوات أمهاته وأمهات آبائه وإن علون ،وأما خالة العمة فإن كانت العمة ألب فخالتها
أجنبية وإن كانت ألم فخالتها حرام ألنها خالة ،وأما عمة الخالة فإن كانت الخالة ألم فعمتها أجنبية وإن كانت ألب
فعمتها حرام ألنها عمة األم .
وحرَّم بنات األخ وبنات األخت فيعم األخ واألخت من كل جهة وبناتهما وإن نزلت درجتهن .
وحرَّم األم من الرضاعة فيدخل فيه أمهاتها من قبل اآلباء واألمهات وإن علون وإذا صارت المرضعة أمه صار
صاحب اللبن وهو الزوج أو السيد إن كانت جارية أباه وآباؤه أجداده فنبه بالمرضعة صاحبة اللبن التى هى مودع
()1
فيها لألب على كونه أبا بطريق األولى ألن اللبن له وبوطئه ثاب ولهذا حكم رسول هللا rبتحريم لبن الفحل
فثبت بالنص وإيمائه انتشار حرمة الرضاع إلى أم المرتضع وأبيه من الرضاعة وأنه قد صار ابنا ً لهما وصار أبوين
له فلزم من ذلك أن يكون إخوتهما وأخواتهما خاالت له وعمات وأبناؤهما وبناتهما إخوة له وأخوات فنبه بقوله :
َّضا َع ِة) (النساء )22 :على انتشار حرمة الرضاع إلى إخوتهما وأخواتهما كما انتشرت منهما إلى (وأَ َ
خَواتُ ُكم ِّمنَ الر َ َ
أوالدهما فكما صاروا إخوة وأخوات للمرتضع فأخوالهما وخاالتهما أخوال وخاالت له وأعمام وعمات له ،األول
بطريق النص ،واآلخر بتنبيهه ،كما أن اإلنتشار إلى األم بطريق النص وإلى األب بطريق تنبيهه .
وهذه طريقة عجيبة مطردة فى القرآن ال يقع عليها إال كل غائص على معانيه ووجوه دالالته ،ومن هنا قضى
رسول هللا rأنه يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ولكن الداللة داللتان خفية وجلية فجمعهما لألمة ليتم البيان
ويزول اإللتباس ويقع على الداللة الجلية الظاهرة من قصر فهمه عن الخفية .
وح َّر م أمهات النساء فدخل فى ذلك أم المرأة وإن علت من نسب أو رضاع دخل بالمرأة أو لم يدخل بها لصدق
اإلسم على هؤالء كلهن .
وحرَّم الربائب الالتى فى حجور األزواج وهن بنات نسائهم المدخول بهن فتناول بذلك بناتهن وبنات بناتهن
وبنات أبنائهن فإنهن داخالت فى اسم الربائب وقيد التحريم بقيدين أحدهما كونهن فى حجور األزواج .
والثانى :الدخول بأمهاتهن فإذا لم يوجد الدخول لم يثبت التحريم وسواء حصلت الفرقة بموت أو طالق هذا
مقتضى النص .
وذهب زيد بن ثابت ومن وافقه وأحمد فى رواية عنه إلى أن موت األم فى تحريم الربيبة كالدخول بها ألنه يكمل
الصداق ويوجب العدة والتوارث فصار كالدخول والجمهور أبوا ذلك وقالوا الميتة غير مدخول بها فال تحرم ابنتها
وهللا تعالى قيد التحريم بالدخول وصرح بنفيه عند عدم الدخول .
وا أَوْ ال َد ُك ْم
وأما كونها فى حجره فلما كان الغالب ذلك ذكره ال تقييداً للتحريم به بل هو بمنزلة قوله َ ( :والَ تَ ْقتُلُ ْ
ق) (اإلسراء )31 :ولما كان من شأن بنت المرأة أن تكون عند أمها فهى فى حجر الزوج وقوعا ً وجوازاً خَ ْشيَةَ إِ ْمال ٍ
فكأنه قال الالتى من شأنهن أن يكن فى حجوركم .
( )1زاد المعاد (. )95\5
( )1الفحل :أى الزوج ،وهو اللبن الذى يتولد للمرأة بعد جماع زوجها لها وبعد وضعها ،والحديث أخرجه البخارى ومسلم .
29
ففى ذكر هذا فائدة شريفة وهى جواز جعلها فى حجره وأنه ال يجب عليه أبعادها عنه وتجنب مؤاكلتها والسفر
والخلوة بها فأفاد هذا الوصف عدم االمتناع من ذلك .
ولما خفى هذا على بعض أهل الظاهر شرط فى تحريم الربيبة أن تكون فى حجر الزوج وقيد تحريمها بالدخول
بأمها وأطلق تحريم أم المرأة ولم يقيده بالدخول فقال جمهور العلماء من الصحابة ومن بعدهم إن األم تحرم بمجرد
العقد على البنت دخل بها أو لم يدخل وال تحرم البنت إال بالدخول باألم وقالوا أبهموا ما أبهم هللا وذهبت طائفة إلى
أن قوله ( :الالَّتِي َدخ َْلتُم) (النساء )23 :وصف لنسائكم األولى والثانية وأنه ال تحرم األم إال بالدخول بالبنت وهذا
يرده نظم الكالم وحيلولة المعطوف بين الصفة والموصوف وامتناع جعل الصفة للمضاف إليه دون المضاف إال
مررت بغالم زيد العاقل ،فهو صفة للغالم ال لزيد إال عند زوال اللبس ،كقولك مررت ُ عند البيان ،فإذا قلتَ :
بغالم هند الكاتبة ،ويرده أيضا ً جعله صفة واحدة لموصوفين مختلفى الحكم والتعلق والعامل وهذا ال يعرف فى
اللغة التى نزل بها القرآن .
وأيضا ً فإن الموصوف الذى يلى الصفة أولى بها لجواره والجار أحق بصفته ما لم تدع ضرورة إلى نقلها عنه أو
تخطيها إياه إلى األبعد .
ـ فإن قيل فمن أين أدخلتم ربيبته التى هى بنت جاريته التى دخل بها وليست من نسائه ؟
وا َحرْ ثَ ُك ْم أَنَّى ِش ْئتُ ْم) (البقرة : ث لَّ ُك ْم فَأْتُ ْ
قلنا السرية قد تدخل فى جملة نسائه كما دخلت فى قوله ( :نِ َسآ ُؤ ُك ْم َحرْ ٌ
ث إِلَى نِ َسآئِ ُك ْم) (البقرة )187 :ودخلت فى قوله َ ( :والَ تَن ِكح ْ
ُوا َما )223ودخلت فى قوله ( :أُ ِح َّل لَ ُك ْم لَ ْيلَةَ الصِّ يَ ِام ال َّرفَ ُ
نَ َك َح آبَا ُؤ ُكم ِّمنَ النِّ َساء) (النساء . )22
ات نِ َسآئِ ُك ْم) (النساء )23 :فتحرم عليه أم جاريته . ـ فإن قيل :فيلزمكم على هذا إدخالها فى قوله َ ( :وأُ َّمهَ ُ
قلنا :نعم وكذلك نقول إذا وطئ أمته حرمت عليه أمها وابنتها .
ـ فإن قيل :فأنتم قد قررتم أنه ال يشترط الدخول بالبنت فى تحريم أمها فكيف تشترطونه ها هنا ؟
قلنا :لتصير من نسائه فإن الزوجة صارت من نسائه بمجرد العقد وأما المملوكة فال تصير من نسائه حتى يطأها
فإذا وطئها صارت من نسائه فحرمت عليه أمها وابنتها .
ـ فإن قيل :فكيف أدخلتم السرية فى نسائه فى آية التحريم ولم تدخلوها فى نسائه فى آية الظهار واإليالء ؟
قيل :السياق والواقع يأبى ذلك فإن الظهار كان عندهم طالقا ً وإنما محله األزواج ال اإلماء فنقله هللا سبحانه من
الطالق إلى التحريم الذى تزيله الكفارة ونقل حكمه وأبقى محله وأما اإليالء فصريح فى أن محله الزوجات لقوله
ق فَإ ِ َّن هّللا َ وا الطَّالَ َ َّحي ٌم َ ،وإِ ْن َع َز ُم ْ
تعالى ( :لِّلَّ ِذينَ ي ُْؤلُونَ ِمن نِّ َسآئِ ِه ْم ت ََربُّصُ أَرْ بَ َع ِة أَ ْشه ٍُر فَإ ِ ْن فَآ ُؤوا فَإ ِ َّن هّللا َ َغفُو ٌر ر ِ
َس ِمي ٌع َعلِي ٌم) (البقرة 226 :ـ . )227
ـ وحرَّم سبحانه حالئل األبناء وهن موطوآت األبناء بنكاح أو ملك يمين فإنها حليلة بمعنى محللة ويدخل فى ذلك
ابن صلبه وابن ابنه وابن ابنته ويخرج بذلك ابن التبنى وهذا التقييد قصد به إخراجه .
وأما حليلة ابنه من الرضاع فإن األئمة األربعة ومن قال بقولهم يدخلونها فى قوله َ ( :و َحالَئِ ُل أَ ْبنَائِ ُك ُم)
(النساء )23 :وال يخرجونها بقوله ( :الَّ ِذينَ ِم ْن أَصْ الَبِ ُك ْم) (النساء )23 :ويحتجون بقول النبى " : rحرموا من
الرضاع ما تحرمون من النسب" قالوا :وهذه الحليلة تحرم إذا كانت البن النسب فتحرم إذا كانت البن الرضاع ،
قالوا :والتقييد إلخراج ابن التبنى ال غير وحرموا من الرضاع بالصهر نظير ما يحرم بالنسب ونازعهم فى ذلك
آخرون وقالوا ال تحرم حليلة ابنه من الرضاعة ألنه ليس من صلبه والتقييد كما يخرج حليلة ابن التبنى يخرج حليلة
ابن الرضاع سواء وال فرق بينهما .
ب" فهو من أكبر أدلتنا وعمدتنا فى المسألة فإن ()1
اع َما يَحْ ُر ُم ِمنَ النَّ َس ِ َّض ِ قالوا :وأما قوله " : rيَحْ ُر ُم ِمنَ الر َ
تحريم حالئل اآلباء واألبناء إنما هو بالصهر ال بالنسب والنبى rقد قصر تحريم الرضاع على نظيره من النسب ال
على شقيقه من الصهر فيجب اإلقتصار بالتحريم على مورد النص .
قالوا :والتحريم بالرضاع فرع على تحريم النسب ال على تحريم المصاهرة فتحريم المصاهرة أصل قائم بذاته
وهللا سبحانه لم ينص فى كتابه على تحريم الرضاع إال من جهة النسب ولم ينبه على التحريم به من جهة الصهر
ألبتة ال بنص وال إيماء وال إشارة والنبى rأمر أن يحرم به ما يحرم من النسب وفى ذلك إرشاد وإشارة إلى أنه ال
فإن وقع فُسخ ،وجدد عقداً جديداً بعد انقضاء الحج أو العمرة .
ـ وأما نكاح الزانيةـ :فقد صرح هللا سبحانه وتعالى بتحريمه فى سورة النور وأخبر أن من نكحها فهو إما زا ٍن أو
ت) (النور )26 :والخبيثات الزوانى وهذا ات لِ ْلخَ بِيثِينَ َو ْال َخبِيثُونَ لِ ْل َخبِيثَا ِ مشرك ،وأيضا ً فإنه سبحانه قال ْ :
(الخَ بِيثَ ُ ٍ
يقتضى أن من تزوج بهن فهو خبيث مثلهن .
وهو من أقبح القبائح أن يتزوج الرجل بزانية ،وفيه ظلم لولده من بعده الذى سيُعير بأمه ،وهو من سوء اختيار
األب وعدم اإلحسان إلى ولده ،والرجل :ال يأمن فيه أيضا ً على فراشه إن هو تزوج بزانية .
ـ فهل هناك أنكحة فاسدة أخرى ؟
(والَـ الجواب :نعم :كنكاح المعتدة :وهو أن يتزوج الرجل المرأة المعتدة من طالق أو وفاة ،لقوله تعالى َ :
اح َحتَّ َى يَ ْبلُ َغ ْال ِكتَابُ أَ َجلَهُ) (البقرة . )235 : ْز ُم ْ
وا ُع ْق َدةَ النِّ َك ِ تَع ِ
ت َحتَّى ي ُْؤ ِم َّن) ُوا ْال ُم ْش ِر َكا ِ
ـ ونكاح المجوسية أو البوذية أو الشيوعية الكافرة عامة ،لقوله تعالى َ ( :والَ تَن ِكح ْ
(البقرة . )221:
معقل بن يسار كانت ثيبا ً ،فلو كان األمر إليها دون وليها لزوجت نفسها ولم تحتج إلى وليها معقل بن يسار .
ويقول الحافظ فى الفتح ( )2عند شرحه للحديث :وقد ذهب الجمهور إلى أن المرأة ال تزوج نفسها أصالً .
اح إِاَّل بِ َولِ ٍّي " (. )3 ـ ومن السنة الشريفة قوله " : rاَل نِ َك َ
وفى السنن عنه من حديث عائشة ـ رضى هللا عنها ـ مرفوعا ً " :أَيُّ َما ا ْم َرأَ ٍة لَ ْم يُ ْن ِكحْ هَا ْال َولِ ُّي فَنِ َكا ُحهَا بَا ِط ٌل فَنِ َكا ُحهَا
ي لَهُ" ( )1قال ان َولِ ُّي َم ْن اَل َولِ َّ اب ِم ْنهَا فَإ ِ ِن ا ْشتَ َجرُوا فَالس ُّْلطَ ُ ص َ صابَهَا فَلَهَا َم ْه ُرهَا بِ َما أَ َ
اط ٌل فَنِ َكا ُحهَا بَا ِط ٌل فَإ ِ ْن أَ َ
بَ ِ
الترمذى حديث حسن ،وفيها عنه " :اَل تُز َِّو ُج ْال َمرْ أَةُ ْال َمرْ أَةَ َواَل تُز َِّو ُج ْال َمرْ أَةُ نَ ْف َسهَا فَإ ِ َّن ال َّزانِيَةَ ِه َي الَّتِي تُ ِّ
زَو ُج
نَ ْف َسهَا" (. )2
قال ابن عباس ـ رضى هللا عنهما ـ :البغية هى التى تزوج نفسها .
وقال اإلمام مالك ـ صاحب المذهب المالكى ـ وقد سئل عن المرأة تزوج نفسها أو تزوجها امرأة أخرى ؟ قال :
يُفرَّق بينهما ،دخل بها أو لم يدخل (. )3
ويقول اإلمام احمد بن حنبل ـ صحاب المذهب الحنبلى ـ وقد سُئل عن امرأة أرادت التزويج فجعلت أمرها إلى
الرجل الذى يريد أن يتزوجها وشاهدين ؟
()4
قال :هذا ولى وخاطب ! ال يكون هذا ،والنكاح فاسد .
()5
ويقول اإلمام الشافعى رحمه هللا تعالى فى سفره العظيم "األم" :فإن امرأة نكحت بغير إذن وليها فال نكاح لها
.
ـ فماذا عن قول اإلمام أبى حنيفة ؟
ـ الجواب :هذا هو ما اعتمده أصحاب القول بصحة الزواج العرفى ،حيث قال اإلمام أبو حنيفة رحمه هللا تعالى
بصحة الزواج دون ولى ،وقد خالف فى هذا القول جمهور أهل العلم ،ومن قبل السنة الصحيحة عن النبى . r
ـ كيف ؟ وهو اإلمام األعظم وأحد األئمة األربعة ؟
ـ الجواب :ال عجب ،فما من أحد قال أن اإلمام األعظم أو غيره من األئمة أو الناس عامة قد جمع أصول العلم
وفروعه ،وما غابت عنه سنة أو حديث من أحاديث النبى ، rبل قال بعضهم وقد سُئل :أين العلم كله ؟ قال :فى
ال َعالم كلِه ،فما من أحد إال وقد غابت عنه بعض السنة ،بل ما من أحد من األئمة األربعة إال وقد صح عنه األخذ
بالحديث وإن خالف مذهبه .
فهذا اإلمام مالك يقول :ليس ألحد بعد رسول هللا rإال ويؤخذ من قوله ويُرد ،إال النبى . r
ويقول :إنما أنا بشر أخطئ وأصيب ،فانظروا فى رأيى ،فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه ،وكل ما لم يوافق
الكتاب والسنة فاتركوه .
وهذا اإلمام أحمد بن حنبل يقول :رأى األوزاعى ،ورأى مالك ،ورأى أبى حنيفة ،كله رأى ،وهو عندى
سواء ،وإنما الحجة فى اآلثار .
( )1أخرجه البخارى ( )183\9والترمذى ( )2981وأبو داود (. )2087
( )2انظر فتح البارى (. )178\9
( )3صحيح :تقدم تخريجه .
( )1صحيح :أخرجه أبو داود ( )2083وابن ماجة ( )1879والترمذى ( )1102والدارقطنى ( )220\3بتحقيقى .
( )2صحيح دون الشطر األخير منه :أخرجه ابن ماجة ( )1882والدراقطنى ( .)228\3والبيهقى (. )110\7
( )3انظر :البيان والتحصيل البن رشد (. )379\4
( )4انظر :مسائل االمام أحمد رواية ابن هانئ (. )195\1
( )5انظر :األم (. )13\5
40
ويقول اإلمام الشافعى رحمه هللا تعالى :إذا صح الحديث فاضربوا بقولى الحائط .
بل وهذا اإلمام أبو حنيفة يقول :إذا صح الحديث فهو مذهبى .
اح إِاَّل بِ َولِ ٍّي " .
()1
قلت :وقد صح الحديث ،وهو قوله " : rاَل نِ َك َ
ـ إذن فما هو الدليل الذى اعتمده اإلمام فيما ذهب إليه ؟
ق بِنَف ِسهَا ِم ْن َولِيِّهَا " .
()2 ْ َ َّ
ـ الجواب :اعتمد اإلمام أبو حنيفة رحمه هللا تعالى على قوله " : rالثيِّبُ أ َح ُّ
وقد رد العلماء تأويل اإلمام واعتماده إياه حجة فى صحة الزواج بدون ولى ،بل وهذا أبو الحسن ومحمد بن
يوسف وهما حملة علم اإلمام أبى حنيفة قد خالفا أستاذهما وشيخهما فى مسائل عديدة عندما تبينت لهما السنة ،
وظهر لهما وجه الحق فيها ،وقد روى اإلمام الطحاوى فى "الشرح" ( )1عن محمد بن الحسن وأبى يوسف :أنه ال
يجوز تزويج المرأة بغير إذن وليها .
ق بِنَف ِسهَا :يحتمل من حيث اللفظ أن المراد أحق ْ َ
وقال شراح الحديث كاإلمام النووى فى شرح مسلم " :قوله :أ َح ُّ
من وليها فى كل شئ من عقد وغيره كما قاله أبو حنيفة وأبو داود .
()2
ويحتمل :أنه أحق بالرضا ،أى :ال تزوج حتى تنطق باإلذن ،بخالف البكر .
وقد أفاض اإلمام ابن حزم فى الرد فى كتابه "المحلى" (. )3
ْس أَ َح ٌد ِم ْن
ت يَا َرسُو َل هَّللا ِ إِنَّهُ لَي َب أُ َّم َسلَ َمةَ فَقَالَ ْ ـ كما اعتمد أيضا ً اإلمام أبو حنيفة ما رُوى أن النبى " : rخَ طَ َ
ي rفَتَزَ َّو َجهَاج النَّبِ َّ
ت يَا ُع َم ُر َز ِّو ِ ك َشا ِه ٌد َواَل غَائِبٌ يَ ْك َرهُ َذلِكَ فَقَالَ ْ ْس أَ َح ٌد ِم ْن أَوْ لِيَائِ ِ أَوْ لِيَائِي تَ ْعنِي َشا ِهدًا فَقَ َ
ال إِنَّهُ لَي َ
النَّبِ ُّي ."r
وهذا حديث ضعيف ،أخرجه اإلمام أحمد ( )295\6والنسائى ( )3202بسند ضعيف ،فيه ابن عمر ابن أبى
سلمة :مجهول .
ُ
كما تُعقب أيضا ً بأن هللا Uقال ( :النَّبِ ُّي أَوْ لَى بِ ْال ُم ْؤ ِمنِينَ ِم ْن أَنفُ ِس ِه ْم َوأَ ْز َوا ُجهُ أ َّمهَاتُهُ ْم) (األحزاب )6 :كما أنه لم
يكن أحد من أهلها حاضراً كما أخبرت هى ،ويكفى ضعف الحديث كما تقدم فال يُحتج به .
وهذا حال اإلمام رحمه هللا تعالى :يعتمد حديثا ً ضعيفا ً ( )1ثم يبنى عليه أصوالً وفروعا ً ،كما يقول اإلمام الشافعى
رحمه هللا تعالى :أبو حنيفة يضع أول المسألة خطأ ،ثم يقيس الكتاب كله .
قال ابن أبى حاتم :ألن األصل كان خطأ ً فصارت الفروع ماضية على األصل .
()2
ـ واحتج بعضهم بحديث رواه الطحاوى :أن أم المؤمنين عائشة ـ رضى هللا عنها ـ زوجت حفصة بنت عبد
الرحمن بن المنذر ابنَ الزبير ،وعبد الرحمن غائب بالشام ،فلما قدم عبد الرحمن قال :أمثلّي يُصنع به هذا ويُفتات
عليه ؟ ووكلت عائشة المنذر فقال :إن ذلك بيد عبد الرحمن ،فقال عبد الرحمن :ما كنت أرد أمراً قضيته ،فقرَّت
حفصة عنده ولم يكن طالقاً" (. )3
وهذا متعقب بأنه موقوف ،والمرفوع مقدم على الموقوف ( ، )4وهو أيضا ً ليس صريحا ً فى أنها ـ رضى هللا عنها
ـ أنها هى التى تولت التزويج ،فلعلها وكلت آخر ،كما روى الطحاوى أيضا ً " :أنها انكحت رجالً من بنى أخيها
جارية من بنى أخيها فضربت بينهما بستر ثم تكلمت حتى إذا لم يبق اال النكاح أمرت رجالً فأنكح ،ثم قالت :ليس
إلى النساء النكاح" ( ، )1واآلثار فى هذا كثيرة جداً .
ليلة دون زوجة جديدة ،فتعدد الزوجات مستحب وهو من هدى النبى ، rوعليه سار السلف الصالح ،ولكن فى
زمن التلفاز تقوم الدنيا وال تقعد إذا فكر الزوج ـ مجرد تفكير ـ فى "التعدد" جلست الزوجة "تعدد" فى البيت وبدأ
التوعد له إن هو تزوج ،وأخذت "تعدد" وتحتال له الحيل ،وتدور المسلسالت من أولها إلى آخرها فى بيان الحيل
النسائية التى تحول دون وقوع تلك "المصيبة" والتى ستهدم البيت السعيد وتفرّق شتات األسرة ،وكان لهذا التأثير
السلبى على فكر ومعتقد كثير من نساء المسلمين .
يجرى هذا فى زمن تدفع فيه بعض الدول ـ الغير مسلمة ـ المال لكن من ينجب مولوداً جديداً !! بينما نحن الزلنا
نستورد منهم وسائل منع الحمل خشية االنفجار السكانى ،وتنهال على رؤوس الناس الدعوة إلى االكتفاء بزوجة
واحدة ،وولد واحد أو اثنين على األكثر ،ومن يتعدى هذا فالويل له كل الويل من وسائل اإلعالم (. )1
ـ فماذا عن العيلة والفقر من جراء تعدد الزوجات واألوالد ؟ وقوله تعالى َ ( :ذلِ َك أَ ْدنَى أَالَّ تَ ُعولُو ْا) (النساء . )3 :
" -قال الشافعى :أن ال تكثر عيالكم ،فدل على أن قلة العيال أولى ،قيل :قد قال الشافعى رحمه هللا ذلك وخالفه
جمهور المفسرين من السلف والخلف وقالوا معنى اآلية ذلك أدنى أن ال تجوروا وال تميلوا فانه يقال عال الرجل
يعول عوالً إذا مال وجار ومنه عول الفرائض ألن سهامها إذا زادت دخلها النقص ،ويقال :عال يعيل عيلة إذا
احتاج قال تعالى َ ( :وإِ ْن ِخ ْفتُ ْم َع ْيلَةً فَ َسوْ فَ يُ ْغنِي ُك ُم هّللا ُ ِمن فَضْ لِ ِه إِن َشاء) (التوبة ، )28 :وقال الشاعر :
وما يدرى الفقير متى غناه * وما يدرى الغنى متى يعيل
( )2وال يقول قائل :نحن نأخذ برأى اإلمام وهو أحد األئمة األربعة المتبعين سلفا ً وخلفا ً ،نقول له :من اتبع الرخص عند أهل العلم وتتبعها aفقد أخذ بالشر كله ،هذا وقد تقدم بيان ما
اعتمده اإلمام والرد عليه ،وبسط هذه المسئلة له موضع آخر ،إنما أردت التنبيه فقط ،ولمزيد من البيان فلينظر لزاما ً :مجموع aالفتاوى البن تيمة ( )21\32نيل االوطار ()143\6
سبل السالم ( )117\3فيض القدير( )37\6فتح البارى ( )187\9عون المعبود ( )94\6شرح مسلم لالمام النووى ( )205\9فقه السنة للشيخ سيد سابق ( )83\2ورسالة "الزواج
العرفى :باطل" للبطة ،المدونة الذهبية للزواج العرفى للمستشار أحمد كامل ،عقبات الزواج وطرق معالجتها :عبد هللا ناصح ،المشكالت العملية فى قانون األحوال الشخصية :
أشرف مصطفى كمال وكيل أول نيابة القاهرة لألحوال الشخصية ،الجزء االول ،أصول المرافعات الشرعية :المستشار أنور العمروسى ،الزواج العرفى من النواحى القانونية
والشرعية واالجتماعية :حامد الشريف المحامى ،أحكام األسرة فى الشريعة االسالمية :الدكتور :زكريا البرى ،األحوال الشخصية :محمد أبو زهرة .
( )1تقدم .
( )1وفى أثناء كتابة هذه السطور تعرض على مشكلة تفكير زوج مسكين ف ّكر ـ مجرد التفكير ـ فى الزواج مرة ثانية ،باألمس مسا ًء يحدثنى أن زوجته تركت البيت إلى أهلها عند
منتصف الليل رفضا ً لهذا االمر ،تاركة له ثالثة أوالد .
ـ ثم :وفى الصباح تكلمنى الزوجة هاتفيا ً تشكو إل َّى زوجها وأنه يريد أن يهدم البيت بنفسه ،كيف ؟ تقول :يريد ان يتزوج aعلى ،وأنا لم اُقصر فى شأن من شئون البيت ،أو فيما
يتصل بحقوقه الزوجية ،وال فى تربية أوالده ورعايتى ألبيه المريض وأخته ،فكيف يكون هذا جزائى ؟ ،هل شعر منى بالتقصير فى شئ حتى يتزوج غيرى ،لقد جرح كرامتى ،لقد
أهاننى ،ماذا يقول الناس عندما يعلمون أن زوجى تزوج بأخرى ! لقد فعلت معه كذا وكذا …..
ـ وفى نهاية المكالمة التليفونية كانت الزوجة قد خرجت من بيت أهلها إلى بيت زوجها وأوالدها والرضا بالزواج مرة ثانية ،والحمد هلل تعالى .
42
أى متى يحتاج ويفتقر .
وأما كثرة العيال فليس من هذا وال من هذا ولكنه من أفعل يقال أعال الرجل يعيل إذا كثر عياله مثل ألبن وأتمر
إذا صار ذا لبن وتمر هذا قول أهل اللغة .
قال الواحدى فى بسيطه ومعنى تعولوا تميلوا وتجوروا عن جميع أهل التفسير واللغة وروي ذلك مرفوعا ً ،روت
وا) قال " :أن ال تجوروا" ( )1وروى أن ال ك أَ ْدنَى أَالَّ تَعُولُ ْ عائشة ـ رضى هللا عنها ـ عن النبى rفى قوله َ ( :ذلِ َ
تميلوا ،قال :وهذا قول ابن عباس والحسن وقتادة والربيع والسدى وأبى مالك وعكرمة والفراء والزجاج وابن قتيبة
وابن األنبارى .
قلت :ويدل على تعين هذا المعنى من اآلية وان كان ما ذكره الشافعى رحمه هللا لغة حكاه الفراء عن الكسائى أنه
قال :ومن الصحابة من يقول عال يعول إذا كثر عياله قال الكسائى :وهو لغة فصيحة سمعتها من العرب لكن يتعين
األول لوجوه :
ـ أحدها :أنه المعروف فى اللغة الذى ال يكاد يعرف سواه وال يعرف عال يعول إذا كثر عياله إال فى حكاية الكسائى
وسائر أهل اللغة على خالفه .
ـ الثانى :أن هذا مروى عن النبى rولو كان من الغرائب فإنه يصلح للترجيح .
ـ الثالث :أنه مروى عن عائشة وابن عباس ولم يعلم لهما مخالف من المفسرين وقد قال الحاكم أبو عبد هللا :تفسير
الصحابى عندنا فى حكم المرفوع .
ـ الرابع :أن األدلة التى ذكرناها على استحباب تزوج الولود وأخبار النبى rأنه يكاثر بأمته األمم يوم القيامة يرد
هذا التفسير .
ـ الخامس :أن سياق اآلية إنما هو فى نقلهم مما يخافون الظلم والجور فيه إلى غيره فإنه قال فى أولها َ ( :وإِ ْن ِخ ْفتُ ْم
ث َو ُربَاعَ) (النساء )3 :فدلهم سبحانه على ما اب لَ ُكم ِّمنَ النِّ َساء َم ْثنَى َوثُالَ َ ُوا َما طَ َ وا فى ْاليَتَا َمى فَان ِكح ْأَالَّ تُ ْق ِسطُ ْ
يتخلصون به من ظلم اليتامى وهو نكاح ما طاب لهم من النساء البوالغ وأباح لهم منه ثم دلهم على ما يتخلصون به
ت أَ ْي َمانُ ُك ْم َذلِكَ أَ ْدنَى أَالَّ
وا فَ َوا ِح َدةً أَوْ َما َملَ َك ْمن الجور والظلم فى عدم التسوية بينهن فقال ( :فَإ ِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَالَّ تَ ْع ِدلُ ْ
وا) (النساء )3 :ثم أخبر سبحانه أن الواحدة وملك اليمين أدنى إلى عدم الميل والجور وهذا صريح فى تَعُولُ ْ
المقصود .
اح َدةً) فى األربع فانكحوا واحدة أو تسروا ما شئتم بملك اليمين وا فَ َو ِـ السادس :أنه ال يلتئم قوله ( :فَإ ِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَالَّ تَ ْع ِدلُ ْ
فان ذلك أقرب إلى أن ال تكثر عيالكم بل هذا أجنبى من األول فتأمله .
ـ السابع :أنه من الممتنع أن يقال لهم إن خفتم أن أال تعدلوا بين األربع فلكم أن تتسروا بمائة سرية وأكثر فانه أدنى
أن ال تكثر عيالكم .
وا) تعليل لكل واحد من الحكمين المتقدمين وهما نقلهم من نكاح اليتامى إلى ك أَ ْدنَى أَالَّ تَعُولُ ْ ـ الثامن :أن قوله َ ( :ذلِ َ
نكاح النساء البوالغ ومن نكاح األربع إلى نكاح الواحدة أو ملك اليمين وال يليق تعليل ذلك بعلة العيال .
وا) ولم يقل :وإن خفتم أن تفتقروا أو تحتاجوا ولو كان المراد قلة ـ التاسع :أنه سبحانه قال ( :فَإ ِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَالَّ تَ ْع ِدلُ ْ
العيال لكان األنسب أن يقول ذلك .
ـ العاشر :أنه سبحانه إذا ذكر حكما ً منهيا ً عنه وعلل النهى بعلة أو أباح شيئا ً وعلل عدمه بعلة فال بد أن تكون العلة
مصادفة لضد الحكم المعلل وقد علل سبحانه إباحة نكاح غير اليتامى واالقتصار على الواحدة أو ما ملك اليمين بأنه
أقرب إلى عدم الجور ومعلوم أن كثرة العيال ال تضاد عدم الحكم المعلل فال يحسن التعليل به" (. )1
ـ هل صبغ المرأة لشعرها للتجمل أمام زوجها جائز ؟
ـ الجواب :ال حرج فيه ،بل هو مستحب ،على أن تتجنب السواد .
سو َل هَّللا ِ :أَفَ َرأَيْتَ ا ْل َح ْم َو ؟ قَا َل صا ِر يَا َر ُ سا ِء ،فَقَا َل َر ُج ٌل ِمنَ اأْل َ ْن َ ـ ما معنى قوله " : rإِيَّا ُك ْم َوالد ُُّخو َل َعلَى النِّ َ
ا ْل َح ْم ُو ا ْل َم ْوتُ " ( )2؟
( )1تنبيه :ذهب البعض إلى أن المراد هنا هو السجود المجازى أو االنحناء ونحوه ،والحديث على ظاهره ،والمراد السجود المعروف ،وبيان هذا له موضع آخر .
( )2صحيح :أخرجه الترمذى .
( )3صحيح :أخرجه ابن ماجة ( )570\1وأحمد (. )381\4
والقتب :أى الرحل ،وهو رحل صغير على قدر السنام .
( )4أى ال اقصر فى طاعته وتلبية ما يطلبه .
( )5صحيح :أخرجه الترمذى .
( )6حسن :أخرجه الدارقطنى ( )236\3والبيهقى. )291\8( a
( )7حسن :أخرجه أبو نعيم (. )308\6
( )1أخرجه البخارى (. )1996\5
( )2عوان :أى أسيرات عندكم ،ومنه يؤخذ عدم قيام الزوجة بأى عمل إال بعد إذن سيدها (الزوج) فال تتصرف فى شئون حياتها إال من بعد إذنه .
( )3فال تخنه .
( )4صحيح :أخرجه الترمذى .
45
لهم سواء كان حاضراً أم غائبا ً فال يفتقر إدخالهم إلى إذن خاص لذلك وحاصله أنه ال بد من اعتبار إذنه تفصيالً أو
إجماالً .
ـ قوله " :إال بإذنه" أى الصريح وهل يقوم ما يقترن به عالمة رضاه مقام التصريح بالرضا فيه نظر .
ـ وعليه فال تُدخل من يبغض أو ال يرضى دخوله البيت :سواء أكان األب أو األخ أو أى من أقاربها إذا لم يرضى
زوجها بهذا .
ـ تنبيهـ :ولتكن إجابة الزوجة على من يطرق بابها من خلف الباب ،وال تفتحه إال لمن تعرف أنه ال حرج فى
رؤيتها أو دخول بيتها ومملكتها ،ال أن تفتح لكل زاعق وناعق ممن يطرق بابها .
ـ ومن حقوق الزوج أيضا ً :
ُوف َولِلرِّ َجا ِل َعلَ ْي ِه َّن (ولَه َُّن ِم ْث ُل الَّ ِذي َعلَ ْي ِه َّن بِ ْال َم ْعر ِ ـ خدمة المرأة زوجها :وهو واجب على الزوجة لقوله تعالى َ :
ْ َ َ
ق زَ وْ َج ِة أ َح ِدنَا َعلَ ْي ِه ؟ قَا َل :أ ْن تُط ِع َمهَا إِ َذا طَ ِع ْمتَ د ََر َجةٌ) (البقرة ، )228 :وقال rوقد سأله أحدهم َ :ما َح ُّ
ت" (. )1 ب ْال َوجْ هَ َواَل تُقَبِّحْ َواَل تَ ْهجُرْ إِاَّل فِي ْالبَ ْي ِ َوتَ ْكس َُوهَا إِ َذا ا ْكتَ َسيْتَ أَ ِو ا ْكتَ َسبْتَ َ ،واَل تَضْ ِر ِ
فبّين تعالى أن للرجال على النساء كما للنساء على الرجال حق ،فكما أن على الزوج العمل والكد وإطعام
الزوجة واألوالد وهو فرض عليه الزم ،على الزوجة حقوق ،منها خدمة الرجل فى بيته وهو واجب كما تقدم ،
وليس هو على االستحباب كما يقول البعض ،كما أن خدمة المرأة أهل الزوج هو على االستحباب وليس على
الوجوب كخدمتها زوجها .
ويقول اإلمام ابن القيم " :قال ابن حبيب فى "الواضحة" : aحكم النبى rبين على بن أبى طالب tوبين زوجته
فاطمة ـ رضى هللا عنها ـ حين اشتكيا إليه الخدمة فحكم على فاطمة بالخدمة الباطنة خدمة البيت وحكم على على
بالخدمة الظاهرة ،ثم قال ابن حبيب :والخدمة الباطنة العجين والطبخ والفرش وكنس البيت واستقاء الماء وعمل
البيت كله .
ُ َ
ي rتَسْألهُ خَ ا ِد ًما ت النَّبِ َّ َ
َّحى فَأتَ ِ ت َما تَلقَى فِي يَ ِدهَا ِمنَ الر َ ْ وفى الصحيحين أن فاطمة ـ رضى هللا عنها ـ أنها َ " :ش َك ْ
س بَ ْينَنَا ال َم َكان َِك فَ َجلَ َ ْت أَقُو ُم فَقَ َضا ِج َعنَا فَ َذهَب ُ ت َذلِكَ لِ َعائِ َشةَ ،فَلَ َّما َجا َء أَ ْخبَ َر ْتهُ قَا َل فَ َجا َءنَا َوقَ ْد أَ َخ ْذنَا َم َفَلَ ْم ت َِج ْدهُ فَ َذ َك َر ْ
اش ُك َما أَوْص ْد ِري ،فَقَا َل :أَاَل أَ ُدلُّ ُك َما َعلَى َما هُ َو َخ ْي ٌر لَ ُك َما ِم ْن خَ ا ِد ٍم إِ َذا أَ َو ْيتُ َما إِلَى فِ َر ِ ت بَرْ َد قَ َد َم ْي ِه َعلَى ََحتَّى َو َج ْد ُ
ضا ِج َع ُك َما فَ َكب َِّرا ثَاَل ثًا َوثَاَل ثِينَ َو َسب َِّحا ثَاَل ثًا َوثَاَل ثِينَ َواحْ َمدَا ثَاَل ثًا َوثَاَل ثِينَ فَهَ َذا خَ ْي ٌر لَ ُك َما ِم ْن َخا ِد ٍم " .
()1
أَخَ ْذتُ َما َم َ
فاختلف الفقهاء فى ذلك فأوجب طائفة من السلف والخلف خدمتها له فى مصالح البيت وقال أبو ثور عليها أن
تخدم زوجها فى كل شئ .
ومنعت طائفة وجوب خدمته عليها فى شئ وممن ذهب إلى ذلك مالك والشافعى وأبو حنيفة وأهل الظاهر قالوا
ألن عقد النكاح إنما اقتضى اإلستمتاع ال اإلستخدام وبذل المنافع قالوا واألحاديث المذكورة إنما تدل على التطوع
ومكارم األخالق فأين الوجوب منها .
واحتج من أوجب الخدمة بأن هذا هو المعروف عند من خاطبهم هللا سبحانه بكالمه وأما ترفيه المرأة وخدمة
الزوج وكنسه وطحنه وعجنه وغسيله وفرشه وقيامه بخدمة البيت فمن المنكر وهللا تعالى يقول َ ( :ولَه َُّن ِم ْث ُل الذى
ُوف) (البقرة ، )228 :وقال تعالى ( :ال ِّر َجا ُل قَ َّوا ُمونَ َعلَى النِّ َساء) (النساء )34 :وإذا لم تخدمه َعلَ ْي ِه َّن بِ ْال َم ْعر ِ
المرأة بل يكون هو الخادم لها فهى القوامة عليه .
وأيضا فإن المهر فى مقابلة البضع وكل من الزوجين يقضى وطره من صاحبه فإنما أوجب هللا سبحانه نفقتها
وكسوتها ومسكنها فى مقابلة استمتاعه بها وخدمتها وما جرت به عادة األزواج .
وأيضا ً فإن العقود المطلقة إنما تنزل على العرف والعرف خدمة المرأة وقيامها بمصالح البيت الداخلة وقولهم إن
خدمة فاطمة وأسماء كانت تبرعا ً وإحسانا ً يرده أن فاطمة كانت تشتكى ما تلقى من الخدمة فلم يقل لعلى ال خدمة
عليها وإنما هى عليك وهو rال يحأبى فى الحكم أحداً ولما رأى أسماء والعلف على رأسها والزبير معه لم يقل له ال
خدمة عليها وأن هذا ظلم لها بل أقره على استخدامها وأقر سائر أصحابه على استخدام أزواجهم مع علمه بأن منهن
الكارهة والراضية هذا أمر ال ريب فيه .
ـ كما أن من حق الزوج على زوجه أال تنفق من بيته شيئا ً إال بإذنه :
ض ُل أَ ْم َوالِنَا"
يل يَا َرسُو َل هَّللا ِ َواَل الطَّ َعا ُم قَا َل َذاكَ أَ ْف َ
ت َزوْ ِجهَا إِاَّل بِإ ِ ْذ ِن زَ وْ ِجهَا قِ َ
ق ا ْم َرأَةٌ َش ْيئًا ِم ْن بَ ْي ِ
قال " : rاَل تُ ْنفِ ُ
(. )2
قال اإلمام البغوى :أجمع العلماء على أن المرأة ال يجوز لها أن تخرج شيئا ً من بيت زوجها إال بإذنه فإن فعلت
فهى مأزورة غير مأجورة .
ال( )2ثُ َّم ب ،فَقَ َ ت إِلَ ْي ِه َع َشا ًء فَأ َ َك َل َو َش ِر َ ال فَ َجا َء فَقَ َّربَ ْت أِل َ ْهلِهَا اَل تُ َح ِّدثُوا أَبَا طَ ْل َحةَ بِا ْبنِ ِه َحتَّى أَ ُكونَ أَنَا أُ َح ِّدثُهُ قَ َ فَقَالَ ْ
( )1صحيح :أخرجه الترمذى .
( )2صحيح :أخرجه الترمذى .
( )3جمع نائح ،وهى الشاة .
( )4أخرجه البخارى ومسلم .
( )5أخرجه البخارى .
( )6أخرجه البخارى ومسلم .
( )1صحيح :أخرجه أمحد والرتمذى .
( )2أخرجه البخارى ( )1993\5ومسلم .
( )3أخرجه البخارى ومسلم .
( )4أخرجه مسلم .
( )5انظر فتح البارى (. )194\9
( )6صحيح :أخرجه البزار وغيره .
( )1مات ولدها ! وليس غضبا ً من أجل جلباب أو طعام فتهجر فراشه وتوليه قفاها ،وتتحول حياة الزوج إلى عذاب دائم حتى يُقلع ويعود إليه عقله فيلبى .
( )2أى :أنس . t
48
ت يَا أَبَا طَ ْل َحةَ أَ َرأَيْتَ لَوْ أَ َّن اب ِم ْنهَا قَالَ ْص َ ت أَنَّهُ قَ ْد َشبِ َع َوأَ َ َصنَّ ُع قَب َْل َذلِكَ فَ َوقَ َع بِهَا فَلَ َّما َرأَ ْ ت لَهُ أَحْ َسنَ َما َكانَ ت َ َصنَّ َع ْت َ
ال ت ََر ْكتِنِي ب َوقَ َ َض َال فَغ ِ ك قَ َ ت فَاحْ تَ ِس ِ
ب ا ْبنَ َ َاريَتَهُ ْم أَلَهُ ْم أَ ْن يَ ْمنَعُوهُ ْم قَا َل اَل قَالَ ْ
ت فَطَلَبُوا ع ِ َاريَتَهُ ْم أَ ْه َل بَ ْي ٍ
قَوْ ًما أَعَارُوا ع ِ
ك هَّللا ُ لَ ُك َما فِيار َُول هَّللا ِ rفَأ َ ْخبَ َرهُ بِ َما َكانَ فَقَا َل َرسُو ُل هَّللا ِ rبَ َ ق َحتَّى أَتَى َرس َ ت ثُ َّم أَ ْخبَرْ تِنِي بِا ْبنِي فَا ْنطَلَ َ َحتَّى تَلَطَّ ْخ ُ
ت قَا َل فَ َكانَ َرسُو ُل هَّللا ِ rفِي َسفَ ٍر َو ِه َي َم َعهُ َو َكانَ َرسُو ُل هَّللا ِ rإِ َذا أَتَى ْال َم ِدينَةَ ِم ْن َسفَ ٍر اَل ال فَ َح َملَ ْ
غَابِ ِر لَ ْيلَتِ ُك َما قَ َ
ق َرسُو ُل هَّللا ِ rقَا َل يَقُو ُل أَبُو طَ ْل َحةَ س َعلَ ْيهَا أَبُو طَ ْل َحةَ َوا ْنطَلَ َ ض َربَهَا ْال َمخَ اضُ فَاحْ تُبِ َ ط ُرقُهَا طُرُوقًا فَ َدنَوْ ا ِمنَ ْال َم ِدينَ ِة فَ َ يَ ْ
ال تَقُو ُل أُ ُّم ْت بِ َما تَ َرى قَ َ خَر َج َوأَ ْد ُخ َل َم َعهُ إِ َذا َدخَ َل َوقَ ِد احْ تَبَس ُ ك إِ َذا َ ُج َم َع َرسُولِ َ ْجبُنِي أَ ْن أَ ْخر َ إِنَّكَ لَتَ ْعلَ ُم يَا َربِّ إِنَّهُ يُع ِ
ت لِي أُ ِّمي َت ُغاَل ًما فَقَالَ ْ ض َربَهَا ْال َم َخاضُ ِحينَ قَ ِد َما فَ َولَد ْ ال َو َ ت أَ ِج ُد ا ْنطَلِ ْق فَا ْنطَلَ ْقنَا قَ َ ُسلَي ٍْم يَا أَبَا طَ ْل َحةَ َما أَ ِج ُد الَّ ِذي ُك ْن ُ
صا َد ْفتُهُ ُول هَّللا ِ rقَا َل فَ َ ت بِ ِه إِلَى َرس ِ ُول هَّللا ِ rفَلَ َّما أَصْ بَ َح احْ تَ َم ْلتُهُ فَا ْنطَلَ ْق ُ
ض ُعهُ أَ َح ٌد َحتَّى تَ ْغ ُد َو بِ ِه َعلَى َرس ِ يَا أَنَسُ اَل يُرْ ِ
ض ْعتُهُ فِي َحجْ ِر ِه َو َدعَا َرسُو ُل ت بِ ِه فَ َو َ ض َع ْال ِمي َس َم قَا َل َو ِج ْئ ُ ت نَ َع ْم فَ َو َ َو َم َعهُ ِمي َس ٌم فَلَ َّما َرآنِي قَا َل لَ َع َّل أُ َّم ُسلَي ٍْم َولَد ْ
َت قُ ْل ُ
ال فَقَ َ
ال صبِ ُّي يَتَلَ َّمظُهَا قَ َ
صبِ ِّي فَ َج َع َل ال َّ ت ثُ َّم قَ َذفَهَا فِي فِي ال َّ هَّللا ِ rبِ َعجْ َو ٍة ِم ْن َعجْ َو ِة ْال َم ِدينَ ِة فَاَل َكهَا فِي فِي ِه َحتَّى َذابَ ْ
ال فَ َم َس َح َوجْ هَهُ َو َس َّماهُ َع ْب َد هَّللا ِ" (. )3 ار التَّ ْم َر قَ َ
ص ِ َرسُو ُل هَّللا ِ : rا ْنظُرُوا إِلَى حُبِّ اأْل َ ْن َ
حــق الزوجـــة
ـ إذن فما هى حقوق الزوجة ؟
ـ الجواب :قال تعالى ( :يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا قُوا أَنفُ َس ُك ْم َوأَ ْهلِي ُك ْم نَارًا َوقُو ُدهَا النَّاسُ َو ْال ِح َجا َرةُ َعلَ ْيهَا َماَل ئِ َكةٌ ِغاَل ظٌ
صاَل ِة َواصْ طَبِرْ ِشدَا ٌد اَل يَ ْعصُونَ هَّللا َ َما أَ َم َرهُ ْم َويَ ْف َعلُونَ َما ي ُْؤ َمرُونَ ) (التحريم ، )6 :وقال تعالى َ ( :و ْأ ُمرْ أَ ْهلَكَ بِال َّ
َعلَ ْيهَا) (طه . )132 :
إن أول وأولى حقوق الزوجة بالوفاء هى تعليمها فرائض ربها ( ، )1وبيان حق ربها عليها ،فإن هى عرفت حق
هللا تعالى عرفت حق زوجها عليها ،وأول الحقوق بالوفاء لربها "الصالة" ، aوهذا يعنى بدوره أنه البد أن يكون
الزوج مصليا ً ،وأن يأمر أهله بالصالة ،وهو مع أمره لهم بالصالة دعوة إلى الصبر عليهن واالصطبار ،فال يدعو
بغلظة أو شدة ،بل يحبب إليها الصالة ،ويُعلَّمها ويُعلمها أنه كما يحبها يريد أن يحبها هللا تعالى ـ وهلل المثل األعلى ـ
وأنه كما يريدها زوجة له فى الدنيا يريدها زوجة له فى جنة هللا تعالى فى اآلخرة ،فال يحبها دنيا ويهملها ويجحفها
حقها آخرة ! .
َض َح فِي َوجْ ِههَا ْال َما َء َو َر ِح َم هَّللا ُ تن َت فَإ ِ ْن أَبَ ْ صلَّى ثُ َّم أَ ْيقَظَ ا ْم َرأَتَهُ فَ َ
صلَّ ْ "ر ِح َم هَّللا ُ َر ُجاًل قَا َم ِمنَ اللَّي ِْل فَ َ
يقول َ : r
()2 ْ
ت ِفي َوجْ ِه ِه ال َما َء" . َض َح ْ َ
صلَّى فَإ ِ ْن أبَى ن َ ت زَ وْ َجهَا فَ َ َ صلَّ ْ
ت ثُ َّم أ ْيقَظَ ْ ت ِمنَ اللَّي ِْل فَ َا ْم َرأَةً قَا َم ْ
سلـوكيـــات
ـ فماذا عن السلوكيات التى على العروسين التحلى بها فى بيت الزوجية لتكون الحياة التى يظللها الحب والود
ق لَ ُكم ِّم ْن أَنفُ ِس ُك ْم أَ ْز َواجًا لِّتَ ْس ُكنُوا إِلَ ْيهَا َو َج َع َل بَ ْينَ ُكم َّم َو َّدةً َو َرحْ َمةً
والسكن والرحمة كما قال تعالى َ ( :و ِم ْن آيَاتِ ِه أَ ْن خَ لَ َ
ت لِّقَوْ ٍم يَتَفَ َّكرُونَ ) (الروم . )21 : إِ َّن فى َذلِكَ آَل يَا ٍ
ـ الجواب :من المقرر أن "مركب" الحياة الزوجية تحتاج إلى مجدافى الرجل والمرأة معا ً لتصل إلى بر األمان
والحب والوئام ،وهذا يستلزم من الرجل والمرأة المشاركة الدائمة فى التعاون معا ً ،وأال يطلب طرف أن يأخذ دائما ً
دون أن يعطى ،بل عليه أن يبادر هو بالعطاء وال ينتظر األخذ ،بل يفعل ما يطيق وما يسعه فى سبيل إسعاد
الطرف اآلخر والتخفيف عنه عناء الطريق الطويل ،وعلى الرجل أن يكون أكثر احتماالً بحكم تكوينه الجسدى
وقوامته فيأخذ مجدافى المركب ليسير بها إلى شاطئ الحب واألسرة السعيدة ،وال تتركه المرأة يجاهد ويكد وهى
ب من وعثاء بألم أو تع ٍ تشاهد هذا دون أن تبادله االبتسامة وتعطيه اللمسة الحانية والكلمة الطيبة التى تجعله ال يشعر ٍ
الطريق ،فهى تجلس أمامه على طرف "المركب" aكأميرة أو ملكة متوجة يأخذها أميرها ومليكها إلى جزيرة بعيدة
عن أعين الذئاب فى الطريق وفى وسائل العالم المرئية والمسموعة والمقروءة ،لعيشا معا ً عمرها الجميل ،فالبد
أن يراها الرجل فى أبهى صورها من ملبس وملمس وكلمة طيبة رقيقة حانية .
ولنعلم أن السلوكيات التى على العروسين التحلى بها كثيرة جداً ومنها :حسن العشرة .
فأول هذه السلوكيات التى على الزوجين التحلى بها :حسن العشرة :
ـ فعلى العروس ـ الرجل والمرأة ـ أن يحسن كل منهما معاشرة اآلخر ،وقد حث تعالى فى كتابه الكريم وعلى
ُوف) (النساء ، )19 :وقال " : rخَ ْي ُر ُك ْم (وعَا ِشرُوهُ َّن بِ ْال َم ْعر ِ لسان رسوله rالزوج بحسن العشرة فقال تعالى َ :
خَ ْي ُر ُك ْم أِل َ ْهلِ ِه َوأَنَا خَ ْي ُر ُك ْم أِل َ ْهلِي" ( ، )1وقال " : rأَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َسائِ ِه ْم ُخلُقًا"
(. )2
ك إِاَّل أَ ْن يَأْتِينَْس تَ ْملِ ُكونَ ِم ْنه َُّن َش ْيئًا َغ ْي َر َذلِ َ ـ وقال " : rأَاَل َوا ْستَوْ صُوا بِالنِّ َسا ِء َخ ْيرًا فَإِنَّ َما هُ َّن َع َو ٌ
ان ِع ْن َد ُك ْم لَي َ
ح فَإ ِ ْن أَطَ ْعنَ ُك ْم فَاَل تَ ْب ُغوا َعلَ ْي ِه َّن َسبِياًلٍ ضرْ بًا َغي َْر ُمبَرِّ ضا ِج ِع َواضْ ِربُوهُ َّن َ اح َش ٍة ُمبَيِّنَ ٍة فَإ ِ ْن فَ َع ْلنَ فَا ْه ُجرُوهُ َّن فِي ْال َم َ بِفَ ِ
َواَل يَأْ َذ َّن )3 (
أَاَل إِ َّن لَ ُك ْم َعلَى نِ َسائِ ُك ْم َحقًّا َولِنِ َسائِ ُك ْم َعلَ ْي ُك ْم َحقًّا فَأ َ َّما َحقُّ ُك ْم َعلَى نِ َسائِ ُك ْم فَاَل يُو ِط ْئنَ فُ ُر َش ُك ْم َم ْن تَ ْك َرهُونَ
فِي بُيُوتِ ُك ْم لِ َم ْن تَ ْك َرهُونَ أَاَل َو َحقُّه َُّن َعلَ ْي ُك ْم أَ ْن تُحْ ِسنُوا إِلَ ْي ِه َّن فِي ِكس َْوتِ ِه َّن َوطَ َعا ِم ِه َّن" (. )4
ـ وقال " : rكل شئ ليس فيه ذكر هللا فهو (لغو) وسهو لعب ،إال أربع (خصال) :مالعبة الرجل امرأته ،
وتأديب الرجل فرسه ،ومشيه بين الغرضين ( ، )5وتعليم الرجل السباحة" (. )6
ـ ومن صور حسن المعاشرة أسوق إليك أيها الزوج الحبيب هذا الحديث الطيب الكثير الفوائد وآداب حسن المعاشرة
وزن نفسك لمن تدبره وتأمله ،وفيه بعض ما تبغضه النساء فى الرجال ،وبعض ما تحبه النساء فى الرجال فتأمله ِ
( )1صحيح :أخرجه الترمذى والطحاوى ،وتأمل قوله rووصفه الزوجة بأنها أهل الرجل ،فهى األخت واألم والزوجة والقربية .
( )2صحيح :أخرجه الترمذى وغيره .
( )3فال تخنه .
( )4صحيح :أخرجه الترمذى وابن ماجة وغيرهما .
( )5الغرض :الهدف .
( )6صحيح :أخرجه النسائى فى عشرة النساء .
52
قالت (َ : )2جلَ َ
س مع أى فريق أنت ،والحديث رواه البخارى ومسلم ( )1عن أم المؤمنين عائشة ـ رضى هللا عنها ـ
ار أَ ْز َوا ِج ِه َّن َش ْيئًا .
إِحْ دَى َع ْش َرةَ ا ْم َرأَةً فَتَ َعاهَ ْدنَ َوتَ َعاقَ ْدنَ أَ ْن اَل يَ ْكتُ ْمنَ ِم ْن أَ ْخبَ ِ
س َجبَ ٍل اَل َسه ٍْل فَيُرْ تَقَى َواَل َس ِمي ٍن فَيُ ْنتَقَ ُل . ْ ت اأْل ُولَى :زَ وْ ِجي لَحْ ُم َج َم ٍل غ ٍّ
َث َعلَى َرأ ِ ـ قَالَ ِ
ـ تصف زوجها بأنه كلحم الجمل ،وهو من أنواع اللحم غير المحببة إلى الناس ،وهو مع كونه لحما مزهود فيه ،
عال ! وهذا الجبل ال سهل فيرتقى إلى اللحم المزهود ،وال هو باللحم السمين فأتحمل مشقة فهو على رأس جبل ٍ
صعود وتسلق الجبل .
اف أَ ْن اَل أَ َذ َرهُ إِ ْن أَ ْذ ُكرْ هُ أَ ْذ ُكرْ ُع َج َرهُ َوبُ َج َرهُ. ُث خَ بَ َرهُ إِنِّي أَخَ ُ ت الثَّانِيَةُ :زَ وْ ِجي اَل أَب ُّ ـ قَالَ ِ
ـ تقول :زوجى ال أنشر خبره ،إنى أخاف إن أنا تحدتث عنه أال أفيكم بيان معايب زوجى ومساوءه ،ولكن …
كنت أحدثكم عنه فيكفى أن اذكر عجره ،والعجر :العقد التى تكون فى البطن واللسان ،والبجر :العيوب ، إن ُ
فتحدثت عن عيوبه الظاهرة والباطنة .
قال الخطابى :أرادت عيوبه الظاهرة وأسراره الكامنة ،قال :ولعله كان مستور الظاهر رديء الباطن .
ت أُعَلَّ ْق .ق إِ ْن أَ ْن ِط ْق أُطَلَّ ْق َوإِ ْن أَ ْس ُك ْ
ت الثَّالِثَةُ :زَ وْ ِجي ْال َع َشنَّ ُ ـ قَالَ ِ
ـ تصفه بأنه طويل مذموم الطول ،أرادت أنه ليس عنده أكثر من طوله بغير نفع ،وقد قال ابن حبيب :هو المقدم
على ما يريد ،الشرس فى أموره ،وقيل :السيئ الخلق .
تقول :أنها إن ذكرت عيوبه فيبلغه طلقها ،وإن سكتت عنده فإنها عنده معلقة ال زوج وال أيم ،فأشارت إلى سوء
خلقه وعدم احتماله لكالمها إن شكت له حالها ،وأنها تعلم أنها متى ذكرت له شيئا ً من ذلك بادر إلى طالقها ،وأنها
إن سكتت صابرة على تلك الحال كانت عنده كالمعلقة التى ال ذات زوج وال أيم .
ت الرَّابِ َعةُ َ :زوْ ِجي َكلَي ِْل تِهَا َمةَ اَل َحرٌّ َواَل قُرٌّ َواَل َم َخافَةَ َواَل َسآ َمةَ . ـ قَالَ ِ
ـ تصف زوجها بأنه لين الجانب ،خفيف الوطأة على الصاحب ،ويحتمل أن يكون ذلك من بقية صفة الليل ،ثم
وصفته بالجود ووصفته بحسن العشرة واعتدال الحال وسالمة الباطن ،فكأنها قالت :ال أذى عنده وال مكروه ،وأنا
آمنةٌ منه فال أخاف من شره ،وال ملل عنده فيسأم من عشرته ،فأنا لذيذة العيش عنده كلذة أهل تهامة بليلهم
المعتدل .
ت ْال َخا ِم َسةُ :زَ وْ ِجي إِ ْن َد َخ َل فَ ِه َد َوإِ ْن خ ََر َج أَ ِس َد َواَل يَسْأ َ ُل َع َّما َع ِه َد . ـ قَالَ ِ
()1
ـ تصفه بالغفلة عند دخول البيت على وجه المدح له ،وشبهته فى لينه وغفلته بالفهد ،ألنه يوصف بالحياء
وقلة الشر وكثرة النوم ،أو تصفه أنه إذا دخل البيت وثب على وثوب الفهد ( ، )2وإن خرج كان فى اإلقدام مثل األسد
،وأنه يصير بين الناس مثل األسد ،أو تصفه بالنشاط فى الغزو ،وقولها :وال يسأل عما عهد :تمدحه بأنه شديد
الكرم كثير التغاضى ال يتفقد ما ذهب من ماله (. )1
ث(. )5ف لِيَ ْعلَ َم ْالبَ ََّف(َ )4واَل يُولِ ُج ْال َك َّ َف(َ )3وإِ ِن اضْ طَ َج َع ْالت َّ ب ا ْشت َّ ف(َ )2وإِ ْن َش ِر َ ت السَّا ِد َسةُ :زَ وْ ِجي إِ ْن أَ َك َل لَ َّ ـ قَالَ ِ
ـ تصفه بأنه أكول شروب نؤوم ،إن أكل ال يبقى شيئا ً من الطعام ،واإلشتفاف فى الشرب استقصاءه فإن شرب
ال يبقى شيئا ً من الشراب ،وإن نام رقد ناحية وتلفف بكسائه وحده وانقبض عن أهله إعراضا ً ،وال يمد يده ليعلم ما
هى عليه من الحزن فيزيله .
( )1أخرجه البخارى ( )1989\5ومسلم (. )1898\4
( )2أى تحدث النبى rوتقص عليه قصة النسوة ،وفيه :حسن استماع الزوج إلى زوجته .
( )1وخلق الغفلة عند الرجل ُخلق حسن ،فهو يتغافل عن بعض األمور فى بيته ،فال يضيق الخناق على زوجه فى عمل كذا فى البيت ،أو تنظيف aكذا ،وتأخيرها لفعل كذا كان قد أمر
به من أمور البيت ،فهو يتغافل فى بيته عن مثل هذه األمور الصغيرة ،وال يكون كالضابط الحارس المتفقد لكل صغيرة وكبيرة فى البيت ،حتى ال تكرة الزوجة وجوده وتتحين
خروجه .
( )2أى يُكثر من مغازلتها ومواقعتها كحال الفهد مع أنثاه إذا دخل عرينه .
( )1فال يتفقد المال عند عودته ،ويسأل أين ذهب المال ،فترى الزوجة وقد أعدت قائمة المصروفات بالدرهم والدينار والفلس ،وأين ذهب وكيف ذهب ولماذا ذهب ؟ حتىتقول الزوجة
:أرى عمرى مع هذا الرجل قد ذهب ! بال عودة !!! .
( )2ويقع فى هذا الكثير من األزواج ،فال هو يسمى هللا تعالى ،وال هو يأكل بيمينه ،إنما ياليدين ! وال هو يأكل مما يليه كما صح بذلك الحديث ،إنما "تلف" اللقمة أرجاء الصحفة
خشية هرب بعض الطعام وانفالته من قبضته ! وال هو يضع اللقمة فى فم امرأته إتباعا ً للسنة ،وال هو ينتظر aالزوجة حتى تنتهى aمن إحضار الطعام وترتيبه ،إنما ما إن يوضع
الطعام أمامه حتى يبدأ الصراع والحرب الضروس بين اللقمة واالسنان والضروس ،وهكذا تستبدل الزوجة صحفة تلو الصحفة ،وهكذا إذا أكل لف .
( )3فال يسمى هللا ،وال يشرب على ثالث كما صح بذلك الحديث ،وإنما يشتف الماء حتى نهايته ،ثم تسمع جشا ًء يرتج له المنزل ! .
( )4يلتف فيبدو هو والغطاء كقطعة واحدة ،وتجلس الزوجة بجواره تتحسر على ما بذلت من جهد فى إعداد الطعام والشراب وتهيئة الفراش ! والتعطر والتزين لهذا الملتحف ! .
( )5فال هو يشكر على الطعام الجيد أو الشراب اللذيذ ،ويشكر لها تعبها aوجهدها ومعانتها ،أو يسأل عن حالها وصحتها ،ومن باب أولى فهو لن يسأل عن صالتها وتقربها إلى ربها .
53
ك. ك أَوْ َج َم َع ُكاًّل لَ ِ َّك أَوْ فَلَّ ِ ت السَّابِ َعةُ َ :زوْ ِجي َغيَايَا ُء( )1أَوْ َعيَايَا ُء( )2طَبَاقَا ُء(ُ )3كلُّ دَا ٍء لَهُ دَا ٌء َشج ِ ـ قَالَ ِ
ـ تصفه بالحماقة ،كأنه فى ظلمة من أمره ،وانه عيي اللسان ( )4ال يهتدى إلى مسلك ،ووصفته بثقل الروح وأنه
كالظل المتكاثف الظلمة الذى ال إشراق فيه ،وتقول أن كل شئ تفرق فى الناس من المعايب موجود فيه ،وتصفه
بسوء المعاملة ألهله ،إن ضربها فإما أن يشجها أو يكسرها أو يجمع لها االثنين .
ب. ب َوالرِّي ُح ِري ُح زَرْ نَ ٍ ت الثَّا ِمنَةُ َ :زوْ ِجي ْال َمسُّ َمسُّ أَرْ نَ ٍ ـ قَالَ ِ
ـ تمدح زوجها بأنه لين الخلق ،وحسن العشرة ،فهو فى ريح ثيابه ،كالزرنب ،وهو نبات طيب الريح ،وفى
لين كالمه ولطف حديثه وحالوة طباعه كاألرنب فى لين الملمس .
ت ِمنَ النَّا ِد. َظي ُم ال َّر َما ِد قَ ِريبُ ْالبَ ْي ِ اس َعةُ َ :زوْ ِجي َرفِي ُع ْال ِع َما ِد طَ ِوي ُل النِّ َجا ِد ع ِ ت التَّ ِ ـ قَالَ ِ
ـ وصفته بطول البيت وعلوه وكرمه ،أو بنسبه الرفيع ،طويل السيف مما يدل على شجاعته وإقدامه ،وهو مع
ذلك سخى كريم األضياف ،فرماد البيت كثير من كثرة األضياف ،وهو مع هذه كله زعيم قومه فى ناديهم القريب
من البيت .
ح َوإِ َذا َس ِم ْعنَ ار ِ ت ْال َم َس ِ ك قَلِياَل ُ ات ْال َمبَ ِ
ار ِ ك لَهُ إِبِ ٌل َكثِي َر ُ ك خَ ْي ٌر ِم ْن َذلِ ِ ك َمالِ ٌ ك َو َما َمالِ ٌ ت ْال َعا ِش َرةُ َ :زوْ ِجي َمالِ ٌ ـ قَالَ ِ
ك. صوْ تَ ْال ِم ْزه َِر أَ ْيقَ َّن أَنَّه َُّن هَ َوالِ ُ َ
ـ تصفه بالكرم والثروة وكثرة القِرى واالستعداد له ،والمبالغة فى صفاته ،والتقديم له بالسؤال للتنبيه على ِعظم
شأنه ،فقولها :وما مالك ؟ تعظيم ألمره وشأنه ،وأنه خير مما أشير إليه من الثناء والمديح كله على األزواج
السابق ذكرهم ،فمالك هذا له إبل كثيرة ،دائمة البروك بالحظيرة انتظاراً لقدوم الضيف ،ولهذا الرجل عالمة
وإشارة بينه وبين أهله أو خدمه ،فإذا نزل بهم الضيف ،أعطى الرجل اإلشارة بالمزهر ،داللة إلعداد الطعام ـ فال
يسمع الضيف ندائه بإعداد الطعام فيتحرج ـ وقد اعتادت اإلبل عند سماع المالهى أن توقن بالهالك وهو النحر ،
ليقدم لحمها طعاما ً لضيوفه ،وهذا غاية الكرم .
َّحنِي ي َ ،وبَج َ ض َد َّ ي َ ،و َمأَل َ ِم ْن شَحْ ٍم َع ُ َاس ِم ْن ُحلِ ٍّي أُ ُذنَ َّ ع ؟ أَن َ ع َ ،و َما أَبُو زَرْ ٍ ت ْال َحا ِديَةَ َع ْش َرةَ :زَ وْ ِجي أَبُو زَرْ ٍ ـ قَالَ ِ
ق ،فَ ِع ْن َدهُ أَقُو ُل فَاَل س َو ُمنَ ٍّيط َودَائِ ٍ ص ِهي ٍل َوأَ ِط ٍ ق ،فَ َج َعلَنِي فِي أَ ْه ِل َ ي نَ ْف ِسي َ ،و َج َدنِي فِي أَ ْه ِل ُغنَ ْي َم ٍة بِ ِش ٍّ فَبَ ِج َح ْ
ت إِلَ َّ
َصبَّ ُح َ ،وأَ ْش َربُ فَأَتَقَنَّ ُح . أُقَبَّ ُح َ ،وأَرْ قُ ُد فَأَت َ
ُ ُ
ع ؟ ُع ُكو ُمهَا َردَا ٌح َ ،وبَ ْيتُهَا فَ َسا ٌح . ع ،فَ َما أ ُّم أَبِي زَرْ ٍ أ ُّم أَبِي زَرْ ٍ
ع ْال َج ْف َر ِة . ع ؟ َمضْ َج ُعهُ َك َم َسلِّ َش ْ
طبَ ٍة َويُ ْشبِ ُعهُ ِذ َرا ُ ع ،فَ َما اب ُْن أَبِي زَرْ ٍ اب ُْن أَبِي زَرْ ٍ
ع أُ ِّمهَا َ ،و ِملْ ُء ِك َسائِهَا َ ،و َغ ْيظُ َجا َرتِهَا . ع أَبِيهَا َ ،وطَوْ ُ ع ؟ طَوْ ُ ت أَبِي زَرْ ٍ ع ،فَ َما بِ ْن ُ ت أَبِي زَرْ ٍ بِ ْن ُ
ث ِمي َرتَنَا تَ ْنقِيثًاَ ،واَل تَ ْمأَل ُ بَ ْيتَنَا تَ ْع ِشي ًشا . ُث َح ِديثَنَا تَ ْبثِيثًا َ ،واَل تُنَقِّ ُ ع ؟ اَل تَب ُّ اريَةُ أَبِي زَرْ ٍ ع ،فَ َما َج ِ اريَةُ أَبِي زَرْ ٍ َج ِ
ت خَصْ ِرهَا بِ ُر َّمانَتَي ِْن ، َان لَهَا َك ْالفَ ْه َد ْي ِن يَ ْل َعبَا ِن ِم ْن تَحْ ِ ع َواأْل َوْ طَابُ تُ ْمخَ ضُ ،فَلَقِ َي ا ْم َرأَةً َم َعهَا َولَد ِ ت :خ ََر َج أَبُو زَرْ ٍ قَالَ ْ
ي نَ َع ًما ثَ ِريًّا َ ،وأَ ْعطَانِي ِم ْن ُكلِّ ب َش ِريًّاَ ،وأَخَ َذ خَ طِّيًّا َ ،وأَ َرا َح َعلَ َّ ت بَ ْع َدهُ َر ُجاًل َس ِريًّا َ ،ر ِك َ فَطَلَّقَنِي َونَ َك َحهَا ،فَنَ َكحْ ُ
ْت ُك َّل َش ْي ٍء أَ ْعطَانِي ِه َما بَلَ َغ أَصْ َغ َر آنِيَ ِة أَبِي ك ،قَالَ ْ يري أَ ْهلَ ِ ُ
ت :فَلَوْ َج َمع ُ ع َو ِم ِ َرائِ َح ٍة زَ وْ جًا َ ،وقَا َل ُ :كلِي أ َّم زَرْ ٍ
ع ". زَرْ ٍ
ـ قولها "أناس من حلى أذنى" أى حالنى بأنواع الزينة التى تعلقن بأذنى .
ـ قولها "وبجحنى فبجحت إلى نفسى" أى :سرنى وف ّرحنى بحسن معاملته فعظمت نفسى فى عينى ،أو عظمنى
ورفع من شأنى فعظمت نفسى فى عينى ،حتى شعرت بأنى أميرة األميرات ،رغم أنه :
ـ وجدنى فى أهل غنيمة بشق … أى :وجدنى فى أهل فقراء ،ليس لهم من الغنم إال قليل ،فانتشلنى من هذا
الحال فجعلنى فى أهل الثراء مع الخيل واإلبل والزرع والخدم والدجاج وسائر األنعام .
ـ فعنده أقول فال أقبح وأرقد فأتصبح وأشرب فأتقنح :أى أتكلم فال يقبح قولى أو يسفهه ،وعنده أنام فال يوقظنى
أحد حتى استيقظ من نفسى ،وإذا شربت ارتويت من الشراب .
( )1انظر السراج الوهاج فى شرح حديث االسراء والمعراج لكاتب هذه السطور .ط :مكتبة العلم .
( )2وفيه عدم ترك أو رمى الطعام إذا وقع على األرض .
( )3تأمل هذا التواضع والمشاركة من الرسول . r
()4
العوض .لحل "العوض" ،وبطالن قول البعض بحرمتة ِ وفى هذا بيان ِ
( )5السابق .
( )1صحيح :أخرجه ابن حبان ( )530\1وأبو داود ( )50\3والنسائى .
( )1صحيح :أخرجه الطيالسى ( )89\1وغيره .
56
لهذا وجب على الزوج التنبيه واستنفار الغيرة فيه على أهل بيته ،روى البخارى عن سعد بن عبادة أنه قال " :لَوْ
ح فَقَا َل النَّبِ ُّي rأَتَ ْع َجبُونَ ِم ْن َغي َْر ِة َس ْع ٍد أَل َنَا أَ ْغيَ ُر ِم ْنهُ َوهَّللا ُ أَ ْغيَ ُرْف َغي َْر ُمصْ فَ ٍ ض َر ْبتُهُ بِال َّسي ِْت َر ُجاًل َم َع ا ْم َرأَتِي لَ َ َرأَي ُ
ِمنِّي" .
()2
( )1ومثل هذا هو من باب "عامل الناس كما تحب أن يعاملوك" .
( )2أخرجه مسلم ،فيتفقد الرجل ثغره ،وكذا المرأة .
( )1أخرجه مسلم .وانظر :شرح االسم فى كتاب "القول االسنى فى شرح اسماء هللا الحسنى" ط :مكتبة العلم ،الطبعة الثانية .
( )2تقدم .
( )3صحيح :أخرجه أحمد .
( )1أخرجه البخارى ( )2240\5ومسلم (. )68\1
59
صلَّى ُول هَّللا ِ rفَ َ ت ال َّش ْمسُ َعلَى َع ْه ِد َرس ِ ال َخ َسفَ ِ روى البخارى عن عبد هللا بن عباس ـ رضى هللا عنهما ـ " :قَ َ
َرسُو ُل هَّللا ِ َ rوالنَّاسُ َم َعهُ فَقَا َم قِيَا ًما طَ ِوياًل نَحْ ًوا ِم ْن سُو َر ِة ْالبَقَ َر ِة ثُ َّم َر َك َع ُر ُكوعًا طَ ِوياًل ثُ َّم َرفَ َع فَقَا َم قِيَا ًما طَ ِوياًل َوهُ َو
وع اأْل َ َّو ِل ثُ َّم َس َج َد ثُ َّم قَا َم فَقَا َم قِيَا ًما طَ ِوياًل َوهُ َو ُدونَ ْالقِيَ ِام ُدونَ ْالقِيَ ِام اأْل َ َّو ِل ثُ َّم َر َك َع ُر ُكوعًا طَ ِوياًل َوهُ َو ُدونَ الرُّ ُك ِ
وع اأْل َ َّو ِل ثُ َّم َرفَ َع فَقَا َم قِيَا ًما طَ ِوياًل َوهُ َو ُدونَ ْالقِيَ ِام اأْل َ َّو ِل ثُ َّم َر َك َع ُر ُكوعًا اأْل َ َّو ِل ثُ َّم َر َك َع ُر ُكوعًا طَ ِوياًل َوهُ َو ُدونَ الرُّ ُك ِ
تس َو ْالقَ َم َر آيَتَا ِن ِم ْن آيَا ِ ت ال َّش ْمسُ فَقَا َل إِ َّن ال َّش ْم َ ص َرفَ َوقَ ْد تَ َجلَّ ِ وع اأْل َ َّو ِل ثُ َّم َرفَ َع ثُ َّم َس َج َد ثُ َّم ا ْن َ
طَ ِوياًل َوهُ َو ُدونَ الرُّ ُك ِ
ك هَ َذا َاو ْلتَ َش ْيئًا فِي َمقَا ِم َ ك تَن َ ت أَ َح ٍد َواَل لِ َحيَاتِ ِه فَإ ِ َذا َرأَ ْيتُ ْم َذلِكَ فَ ْاذ ُكرُوا هَّللا َ قَالُوا يَا َرسُو َل هَّللا ِ َرأَ ْينَا َ ان لِ َموْ ِ هَّللا ِ اَل يَ ْخ ِسفَ ِ
ت ال ُّد ْنيَا ت ِم ْنهَا ُع ْنقُودًا َولَوْ أَ َخ ْذتُهُ أَل َ َك ْلتُ ْم ِم ْنهُ َما بَقِيَ ِ َاو ْل ُ
يت ْال َجنَّةَ فَتَن َ ْت ْال َجنَّةَ أَوْ أُ ِر ُ ال إِنِّي َرأَي ُ ثُ َّم َرأَ ْينَاكَ تَ َك ْع َكعْتَ فَقَ َ
يل يَ ْكفُرْ نَ بِاهَّلل ِ قَ َ
ال ال بِ ُك ْف ِر ِه َّن قِ َ ْت أَ ْكثَ َر أَ ْهلِهَا النِّ َسا َء قَالُوا لِ َم يَا َرسُو َل هَّللا ِ قَ َ ط َو َرأَي ُ ار فَلَ ْم أَ َر َك ْاليَوْ ِم َم ْنظَرًا قَ ُّ ْت النَّ ََو َرأَي ُ
ط" (. )1 ك َخ ْيرًا قَ ُّ ْت ِم ْن َ ت َما َرأَي ُ ك َش ْيئًا قَالَ ْ ت ِم ْن َ ير َويَ ْكفُرْ نَ اإْل ِ حْ َسانَ لَوْ أَحْ َس ْنتَ إِلَى إِحْ دَاهُ َّن ال َّد ْه َر ثُ َّم َرأَ ْ يَ ْكفُرْ نَ ْال َع ِش َ
ـ العشير :أى الزوج ،من المعاشرة ،وهذا هو حال المرأة إذا أحسنت إليها الدهر كله ،قوالً وفعالً ،ثم أنت لم
تلبى لها طلبا ً من ملبس أو مأكل أو تنزه ونحو هذا ،قالت :ومتى رأيت منك الخير منذزواجنا ،ومتى كنت حانيا ً
رقيقا ً شفيقا ً مرحا ً جواداً ،هذه هى حياتى معك :شقاء وعناء منذ أول ليلة من زواجنا التعيس ….
ـ ويرتبط بالسابق :الحذر من ذكر المرأة مساوئ ومعايب الزوج عند الشجار أو الخالف والشقاق ،له أو لغيره ،
وهذا الفعل من الزوجة يوغر صدر الرجل جداً ،فلتكن منه المرأة على حذر.
ـ وماذا إذا كان الزوج بخيالً ؟
وأما إذا كان الزوج بخيالً فلزوجته أن تأخذ من مال زوجها ما يكفيها وولدها أن كان لها ولد ،فقد روى البخارى
أن هند امرأة أبى سفيان جاءت يوما ً إلى رسول هللا rفقالت له :إِ َّن أَبَا ُس ْفيَانَ َر ُج ٌل َش ِحي ٌح فَأَحْ تَا ُج أَ ْن آ ُخ َذ ِم ْن َمالِ ِه
ُوف (. )1 َك بِ ْال َم ْعر ِ ك َو َولَد ِ ال ُخ ِذي َما يَ ْكفِي ِ قَ َ
ـ فكيف تُظهر المرأة غضبها ؟
ً
ـ إن للمرأة فى إظهار غضبها من زوجها أنواعا وطرقا شتى ،فمنهم من تحيل حياة زوجها جحيما ال يطاق ، ً ً
تارة بالصوت وتارة بالفعل ،أو تجمع كالً له !! ومنهن من تهجر الفراش ،ومنهن من تهجر البيت كله مخلفة
ورائها كل "فضاء" فى حياتها وبيتها ،ومنهن من تشتكى الجارات والجيران….
ف ولك أن تتأمل عمل أم المؤمنين عائشة فى بيان وإظهار غضبها :قال رسول هللا rلعائشة يوما ً " :إِنِّي أَل َ ْع ِر ُ
ت بَلَى َو َربِّ ُم َح َّم ٍد ضيَةً قُ ْل ِ ت َرا ِ ك إِ َذا ُك ْن ِ ُول هَّللا ِ ؟ قَا َل :إِنَّ ِف َذاكَ يَا َرس َ ْر ُ ت َ :و َك ْيفَ تَع ِ ت :قُ ْل ُ ك ،قَالَ ْ ضا ِ ك َو ِر َ َضبَ ِ
غ َ
()2
ك . ْت أهَا ِج ُر إِاَّل ا ْس َم َُ ت :أ َجلْ لَس ُ َ ْ
ت :قُل ُ ت اَل َو َربِّ إِب َْرا ِهي َم ،قَالَ ْ ْ
اخطَةً قُل ِ ت َس ِ َوإِ َذا ُك ْن ِ
ـ ففيه استقراء الرجل حال زوجته من فعلها أو قولها ،والعمل على إصالح ما بينه وبينها ليعود الحب والوئام
إلى حياتهما ،وتأمل قول أم المؤمنين ـ رضى هللا عنها ـ التى لم تهجر البيت أو الفراش أو تفعل كذا وكذا من فعل
نساء المسلمين اليوم ،إنما فقط كانت تهجر اسم النبى rإلى اسم إبراهيم . ! u
ـ وليكن الزوج صبوراً حليما ً عند غضب الزوجة أو تدللها !! .
وللزوجة أسوق إليها هذا الحديث الطيب :عن عائشة رضى هللا عنها :قالت " ما غرت للنبي rعلى امرأة من
نسائه ما غرت على خديجة لكثرة ذكره إياها ،وما رأيتها قط" ،وتقول أيضا ً " :استأذنت هالة بنت خويلد أخت
خديجة على رسول هللا rفعرف استئذان خديجة( )1فارتاح لذلك فقال :اللهم هالة بنت خويلد( )2فغرت ،فقلت :وما
عجوز من عجائز قريش ،حمراء الشدقين ،هلكت في الدهر فأبدلك هللا خيراً منها"(. )3 ٍ تذكر من
ـ فماذا عن الزوجة التى ال تحمد زوجها ،مما يؤدى إلى وقوع كثير من المشاكل بين الزوجين ؟
ـ الجواب :أسوق للزوج هذا الحديث الشريف " :عن عائشة قالت ":لَ َّما نَ َز َل ُع ْذ ِري ِمنَ ال َّس َما ِء(َ 4جا َءنِي النَّبِ ُّي r
)
ك ( ، )5وليعلم الزوج أنه ال توجد امرأة كاملة الخصال واألوصاف ،فإنما ت نَحْ َم ُد هَّللا َ Uاَل نَحْ َم ُد َ فَأ َ ْخبَ َرنِي بِ َذلِكَ فَقُ ْل ُ
( )1أخرجه البخارى ( )1994\5ومسلم (. )1512
( )1أخرجه البخارى ومسلم .
( )2أخرجه البخارى ومسلم .
( )1أى :يشبه استأذان خديجة رضى هللا عنها .
( )2أى :اللهم اجعلها هالة بنت خويلد .
( )3متفق aعليه ،وفى رواية :وهللا مابدلنى هللا خيراً منها .
( )4فى قصة حادثة اإلفك .
( )5صحيح :أخرجه مسند أحمد (. )30\6
60
ُخلقت المرأة من ضلع أعوج ،وإن أعوج الضلع أعاله ،فإن أنت ذهبت تُقيمه كسرته وكسر المرأة طالقها ،وإذا
أردت أخى الحبيب "فاطمة" فكن أنت "علياً" ،وقد قال" : rاَل يَ ْف َر ْك ُم ْؤ ِم ٌن ُم ْؤ ِمنَةً إِ ْن َك ِرهَ ِم ْنهَا ُخلُقًا َر ِ
ض َي ِم ْنهَا
(و َع َسى أَن تَ ْك َرهُ ْ
وا َش ْيئًا َوهُ َو َخ ْي ٌر لَّ ُك ْم) (البقرة . )216 : آخَ َر " ،وقال تعالى َ :
()1
فكم من خلق طيب كريم فى زوجتك ،إن ذهبت تحصيه وجدته يفوق ما تنقمه منها ،وكفاك أنك تجد المصرف
الحالل لشهوتك ،وكفاك وضع رأسها على كتفيك وصدرك ،وكفاك أن تجد منها اللمسة الحانية الرقيقة ،وكفاك
أنها من تقوم على شئون بيتك وشئونك ،وكفاك … ،وكفاك ،وكفاك….
قال بعضهم :
ومــن لــه الحسنـــى فقــط مــن ذا الــذى مـا ســاء قـط
وقال آخر :
كفى بالمرء نبالً أن تعد معايبه من ذا الذى ترضى سجاياه كلَّها
وقال آخر :
ويعمى عن العيب الذى هو فيه أرى كل إنسان يرى عيب غيره
فيرى الزوج "القذلة" فى عين زوجته ،ويغفل عن "الخشبة" فى عينه !!! .
وللزوجة أقول :قال ": rال ينظر هللا إلي امرأة ال تشكر لزوجها وهى ال تستغنى عنه"(. )2
أن من قُتل دون الدفاع عن شرفه وعرضه كان شهيداً ،قال " : rمن قتل دون أهله فهو شهيد" ( ، )3وكفاها شرفا ً أن
أول المؤمنين برسول هللا rكانت امرأة وهى أم المؤمنين خديجة ـ رضى هللا عنها ـ ،وكفاها شرفا ً أن أول شهداء
اإلسالم كانت امرأة وهى "سمية" زوج عمار بن ياسر ،وكفاها أن النبى rنحر بناء على رأى زوجه ،إلى غير
ذلك الكثير من األحاديث التى تبين فضل المرأة وكرامتها وإكرم اإلسالم لها.
يقول وائلة بن األسقع :إن من يمن المرأة ـ يعنى البركة ـ تبكيرها باألنثى قبل الذكر ،وذلك أن هللا Uيقول :
ور) (الشورى . )49 : (يَهَبُ لِ َم ْن يَ َشاء إِنَاثًا َويَهَبُ لِ َمن يَ َشاء ُّ
الذ ُك َ
ومن طريف ما روى :أن أميراً عربيا ً يكنى أبا حمزة ،تزوج امرأة ،وتمنى أن تلد له "ذكراً" فولدت له بنتا ً ،
فهجر منزلها لشدة غيظه ،فضار يأوى إلى بيت آخر ،فمر بخبائها يوما ً ،فسمعها تداعب ابنتها قائلة :
يظـل بالبيـت الذى يلينـا مـا ألبـى حمـزة ال يـأتينــا
ليـس له من أمرنا ماشينـا غضبـــان أن نلــد البنينــا
ونحـن كاألرض لزارعينـا وإنمـا نـأخــذ مـا أعطينـا
ننبت ما قد زرعوه فينا
()1
وما أن سمع أبا حمزة هذا منها ،حتى أخذه الحنان إليها وإلى ابنته ودخل بيته يقبلهما .
ـ فماذا عن الزواج فى بيت األهل سواء كان بيت أهل الزوج أو الزوجة ؟
ـ وصية أوصى بها كل زوج يبدأ حياته الزوجية أال يبدأها فى بيت أهله أو أهلها ،وليكن له ولزوجه بيتهما الخاص
بهما ،وان كان قليل األثاث والمساحة ،إال أنه سيجنبه الكثير من المشاكل التى تنشأ من زواجه فى بيت أهله أو
أهلها ،فإن كان أهل بيت أهل العروس aمفتقدين للوعى الدينى وااللتزام بحالل هللا وحرامه فإن الزوج سيعانى أشد
المعانة ،خاصة إذا كان أهل العروس شديدى المعاملة فلن يستطيع الزوج حينئذ أن تكون له الكلمة العليا على زوجه
ونحو هذا مما هو معروف ومشهور ،وأن كان أهله مثل ذلك فكذلك ،وان كان أحدهم يلتزم بشرع هللا وحالله
وحرامه فسيعانى الزوج أيضا ً فى دخوله وخروجه بل وحتى جلوسه مع أهله ،وسيجد الحرج الشديد من هذا ،وإذا
كان أهله مثل ذلك فكذلك ،خاصة إذا كان له اخوة يدخلون ويخرجون مما هو معروف ومشهور ،ولذلك فإنى
أنصح كل زوج أن يكون له بيته المستقل وإن كان قليل األثاث والمساحة ،إال أنه أفضل له بكثير من زواجه فى
بيت أهله أو أهلها .
ـ هل يجوز كذب الرجل على زوجته ؟
ـ الجواب :نعم يجوز ،للرجل أن يكذب على زوجه فى إصالح ما بينهما ودوام العشرة بينهما ،كأن يقول لها :أنت
اجمل من رأت عينى ـ على قلة جمالها مثالً ـ أنت كذا وكذا ،أو الوعد بتلبية طلبها لكذا وكذا إن يسر هللا تعالى له
جاء به ،يريد دوام الحب والمعاشرة بينهما .
( )1صحيح :أخرجه الترمذى ( )190\1وأبو داود ( )61\1والبيهقى (. )168\1
( )2صحيح :أخرجه البخارى فى األدب (. )14
( )3صحيح :أخرجه الشاشى (. )251\1
( )1انظر :البيان والتبيين (. )186\1
63
ـ روى مسلم عن أم كلثوم قالت :ما سمعت رسول هللا rرخص فى شئ من الكذب إال فى ثالث " :الرجل يقول
القول يريد به اإلصالح ،والرجل يقول القول فى الحرب ،والرجل يحدث امرأته ،والمرأة تحدث زوجها" .
ـ إذن هل يجوز كذب المرأة على زوجها ؟
ـ الجواب :فى إظهار الود لزوجها كما سبق عند الرجل ،فتقول له أنت أجمل من رأت عينى ـ على قلة وسامته مثالً
ـ فال تعصى هللا تعالى فتخون زوجها ـ عياذاً باهلل تعالى ـ ثم تكذب عليه ! فالمرأة التى تكذب على زوجها على فى
كل صغيرة وكبيرة ال يأمن الرجل جانبها ،لتحذير النبى rمن الكذب كما روى البخارى ومسلم ،قال ":إِ َّن الصِّ ْد َ
ق
ُور َوإِ َّنب يَ ْه ِدي إِلَى ْالفُج ِ
صدِّيقًا َوإِ َّن ْال َك ِذ َ يَ ْه ِدي إِلَى ْالبِرِّ َوإِ َّن ْالبِ َّر يَ ْه ِدي إِلَى ْال َجنَّ ِة َوإِ َّن ال َّرج َُل لَيَصْ ُد ُ
ق َحتَّى يَ ُكونَ ِ
َب ِع ْن َد هَّللا ِ َك َّذابًا " فالمرأة التى تتخذ الكذب وسيلة للخروج وعمل ار َوإِ َّن ال َّرج َُل لَيَ ْك ِذبُ َحتَّى يُ ْكت َ ُور يَ ْه ِدي إِلَى النَّ ِ ْالفُج َ
ما يحلو لها فإنها للحديث تصبح فاجرة ،وال يرضى الرجل أن يعاشر فاجرة عياذاً باهلل تعالى ،وكم هدم الكذب
بيوتات كثيرة .
ـ ما هى مواصفات فتى األحالم ؟
ـ الجواب :يختلف وصف فتى األحالم بإختالف الفتاة ،فمنهن من ترى أن فتى أحالمها صاحب الشهادة العليا ،
ومنهن من تراه صاحب المال دون النظر إلى "المؤهل" الدراسى ،ومنهن من ترى فتى أحالمها اللبق خفيف الظل
،ومنهن من تراه الوسيم دون النظر إلى المال أو المؤهل الدراسى ،إلى غير ذلك ،فكل فتاة لها مواصفات تختلف
عن مثيالتها من الفتيات .
ـ وكيف أعرف أن هذا الفتى هو فتى األحالم الذى يسعدنى أن أنا ارتبطُ به ؟
ك معرفة فتى األحالم ،أمن خالل الهاتف ( )1؟! أم من خالل الجامعة ؟! أم لك إلى هذا ،فأن ّى ل ِ ـ الجواب :ال سبيل ِ
لك الشرع مثل هذا التعارف ،فال سبيل إلى معرفة فتى األحالم إال أن يتقدم إلى من خالل الجيرة ؟! وهل أباح ِ
ِخ طبتك ،فالمرأة "جوهرة" مكنونة ،و "درة" غالية ال يطلع عليها إال من يعرف قدرها وعزها وشرفها ،والمقياس
كما تقدم هو مدى تمسك هذا الخاطب بدينه وبما أمره به الشرع الحنيف .
جار لها ، ـ فكم من فتى غ َّر الفتيات ملبسه وحسن حديثه ومعسول كالمه ،فى الهاتف أو مدرج الجامعة أو لكونه ٍ
ثم هو عند الزواج كسراب فى صحراء ال وجود له .
ـ هل هناك ما يسمى بالزوجة النكدية ؟
ـ الجواب :نعم ،والزوجة النكدية هى نكدية بنكد زوجها عليها ! وإال فما من زوجة ترضى بتعاسة بيت الزوجية ،
وترفض أن ترفرف أجنحة السعادة والحب على عشها .
ـ والزوج النكدى ؟
ـ الجواب :كذلك ال يوجد زوج يأبى أن تكون حياته الزوجية سعيدة هادئة هانئة ،إنما يتحول إلى الزوج النكدى
"بنكد" زوجته عليه ! .
تعرضت ـ فى الهامش ـ إلى بيان الفرق بين لفظتى النكاح والزواج ،وربطا ً ً ـ عند تعريفك ألفاظ النكاح والتزويج
بهذا البيان اللطيف فأنا عندما أقرأ فى كتاب هللا تعالى فأجده تارة يصف الزوجة بأنها "زوجة" وتارة بأنها "امرأة"
فهل هناك فرق بينهما ؟ .
ـ الفرق بين الزوجة والمرأة :
ال تجد فرقا يُذكر بين لفظ "الزوج" aو "المرأة" فى كتب الفقه ،بينما تجد القرآن العظيم قد فرَّق بينهما ،فاستعمل
لفظ "الزوج" فى حق أهل اإليمان ولفظ "المرأة" aفى حق أهل الشرك والكفران .
َ
"وأما األزواج فجمع زوج وقد يقال زوجة واألول أفصح وبها جاء القرآن ( ، )1قال تعالى ( :يَا آ َد ُم ا ْس ُك ْن أنتَ
(وأَصْ لَحْ نَا لَهُ َزوْ َجهُ) (األنبياء . )90 : َوزَ وْ جُكَ ْال َجنَّةَ) (البقرة ، )35 :وقال تعالى فى حق زكريا َ u
ومن الثانى قول ابن عباس ـ رضى هللا عنهما ـ فى ـ عائشة رضى هللا عنها ـ " :إنها زوجة نبيكم فى الدنيا
واآلخرة" (. )2
( )1تنبيه هام :دعوة إلى كل فتاة تؤمن باهلل واليوم اآلخر أن تتجنب ما وسعها الهاتف ،فما أكثر األحالم التى تكسرت على سماعة التليفون ،وما أكثر األعراض التى انتهتك بعد لقاء
من حديث التليفون ،وما أكثر الحياء الذى ذهب مع كلمات التليفون ،فالحذر الحذر أختاه من كيوبيد التليفون .
( )1لم يأت فى القرآن لفظ "زوجة" انما هو من اصطالح الفقهاء .
( )2أخرجه البخارى (. )2601\6
64
وقال الفرزدق :
وإن الذى يبغى ليفسد زوجتى * كساع إلى أسد الشرى يستبيلها
وقد يجمع على زوجات وهذا إنما هو جمع زوجة وإال فجمع زوج أزواج ،قال تعالى ( :هُ ْم َوأَ ْز َوا ُجهُ ْم فِي ِظاَل ٍل
ك ُمتَّ ِك ُؤونَ ) (يس ، )56 :وقال تعالى ( :ا ْد ُخلُوا ْال َجنَّةَ أَنتُ ْم َوأَ ْز َوا ُج ُك ْم تُحْ بَرُونَ ) (الزخرف . )70 : َعلَى اأْل َ َرائِ ِ
وقد وقع فى القرآن اإلخبار عن أهل اإليمان بلفظ الزوج مفرداً وجمعا كما تقدم .
وقال تعالى ( :النَّبِ ُّي أَوْ لَى بِ ْال ُم ْؤ ِمنِينَ ِم ْن أَنفُ ِس ِه ْم َوأَ ْز َوا ُجهُ أُ َّمهَاتُهُ ْم) (األحزاب ، )6 :وقال تعالى ( :يَا أَيُّهَا النَّبِ ُّي
قُل أِّل َ ْز َوا ِجكَ ) (األحزاب . )59 :
ـ واإلخبار عن أهل الشرك بلفظ المرأة :
ب ) (المسد )4- 1 :وقال تعالى : (وا ْم َرأَتُهُ َح َّمالَةَ ْال َحطَ ِ
ب َوتَبَّ ) إلى قوله َ : َّت يَدَا أَبِي لَهَ ٍ قال تعالى ( :تَب ْ
وح َواِ ْم َرأَةَ لُو ٍط) (التحريم )10 :فلما كانتا مشركتين أوقع عليهما اسم المرأة ب هَّللا ُ َمثَاًل لِّلَّ ِذينَ َكفَرُوا اِ ْم َرأَةَ نُ ٍ (ض َر ََ
ب ُ َمثَاًل لِّل ِذينَ آ َمنُوا اِ ْم َرأةَ فِرْ عَوْ نَ ) (التحريم )11 :لما كان هو المشرك وهى مؤمنة َ َّ هَّللا ض َر َa
(و َ وقال فى فرعون َ :
لم يسمها زوجا ً له .
ك ْال َجنَّةَ) (البقرة )35 :وقال للنبى ( :إِنَّا أَحْ لَ ْلنَا لَكَ أَ ْز َوا َجكَ) وقال فى حق آدم ( :يَا آ َد ُم ا ْس ُك ْن أَنتَ َو َزوْ ُج َ
(األحزاب ، )50 :وقال فى حق المؤمنين َ ( :ولَهُ ْم فِيهَا أَ ْز َوا ٌج ُّمطَه ََّرةٌ) (البقرة . )25 :
فقالت طائفة منهم السهيلى وغيره إنما لم يقل فى حق هؤالء األزواج ألنهن لسن بأزواج لرجالهم فى اآلخرة وألن
التزويج حلية شرعية وهو من أمر الدين فجرد الكافرة منه كما جرد منها امرأة نوح وامرأة لوط .
ت ا ْم َرأَتِي عَاقِرًا) (مريم )5 :وقوله تعالى عن ثم أورد السهيلى على نفسه قول زكريا عليه السالم َ ( :و َكانَ ِ
ص َّر ٍة ) (الذاريات . )29 : ت ا ْم َرأَتُهُ فِي َ إبراهيم ( :فَأ َ ْقبَلَ ِ
وأجاب بأن ذكر المرأة أليق فى هذه المواضع ألنه فى سياق ذكر الحمل والوالدة فذكر المرأة أولى به ألن الصفة
التى هى األنوثة هى المقتضية للحمل والوضع ال من حيث كانت زوجاً.
قلت :ولو قيل إن السر فى ذكر المؤمنين ونسائهم بلفظ األزواج أن هذا اللفظ مشعر بالمشاكلة والمجانسة
واالقتران كما هو المفهوم من لفظه فإن الزوجين هما الشيئان المتشابهان المتشاكالن أو المتساويان ومنه قوله تعالى
اجهُ ْم) (الصافات . )22 : ( :احْ ُشرُوا الَّ ِذينَ ظَلَ ُموا َوأَ ْز َو َ
قال عمر بن الخطاب tأزواجهم أشباههم ونظراؤهم ،وقاله اإلمام أحمد أيضا ً ،ومنه قوله تعالى َ ( :وإِ َذا النُّفُوسُ
ت) (التكوير )7:أى قرن بين كل شكل وشكله فى النعيم والعذاب ،قال عمر بن الخطاب tفى هذه اآلية : ُز ِّو َج ْ
الصالح مع الصالح فى الجنة والفاجر مع الفاجر فى النار ،وقاله الحسن وقتادة واألكثرون .
وقيل زوجت أنفس المؤمنين بالحور العين وأنفس الكافرين بالشياطين وهو راجع إلى القول األول .
ْز ْاثنَي ِْن) (األنعام 143 :ـ )144 ْ
اج ) األنعام 143ثم فسرها ِّ ( :منَ الضَّأ ِن ْاثنَ ْي ِن َو ِمنَ ْال َمع ِ قال تعالى ( :ثَ َمانِيَةَ أَ ْز َو ٍ
فجعل الزوجين هما الفردان من نوع واحد ،ومنه قولهم :زوجا خف وزوجا حمام ،ونحوه .
وال ريب أن هللا سبحانه وتعالى قطع المشابهة والمشاكلة بين الكافر والمؤمن ،قال تعالى ( :اَل يَ ْست َِوي أَصْ َحابُ
ار َوأَصْ َحابُ ْال َجنَّ ِة أَصْ َحابُ ْال َجنَّ ِة) (الحشر ، )20:وقال تعالى فى حق مؤمنى أهل الكتاب وكافرهم ( :لَ ْيس ْ
ُوا النَّ ِ
ب) اآلية (آل عمران )113:وقطع المقارنة سبحانه بينهما فى أحكام الدنيا فال يتوارثان وال َس َواء ِّم ْن أَ ْه ِل ْال ِكتَا ِ
يتناكحان وال يتولى أحدهما صاحبه فكما انقطعت الوصلة aبينهما فى المعنى انقطعت فى االسم فأضاف فيها المرأة
بلفظ األنوثة المجرد دون لفظ المشاكلة والمشابهة .
وتأمل هذا المعنى تجده أشد مطابقة أللفاظ القرآن ومعانيه ولهذا وقع على المسلمة امرأة الكافر وعلى الكافرة
امرأة المؤمن لفظ المرأة دون الزوجة تحقيقا لهذا المعنى وهللا أعلم .
وهذا أولى من قول من قال إنما سمى صاحبة أبى لهب امرأته ولم يقل لها زوجته ألن أنكحة الكفار ال يثبت لها
حكم الصحة بخالف أنكحة أهل اإلسالم فإن هذا باطل بإطالقه اسم المرأة على امرأة نوح وامرأة لوط مع صحة ذلك
النكاح .
65
وتأمل فى هذا المعنى فى آية المواريث وتعليقه سبحانه التوارث بلفظ الزوجة دون المرأة كما فى قوله تعالى :
ك أَ ْز َوا ُج ُك ْم) (النساء )12 :إيذانا بأن هذا التوارث إنما وقع بالزوجية المقتضية للتشاكل والتناسب ف َما ت ََر َ (ولَ ُك ْم نِصْ ُ َ
والمؤمن والكافر ال تشاكل بينهما وال تناسب فال يقع بينهما التوارث. a
وأسرار مفردات القرآن ومركباته فوق عقول العالمين (. )1
نخلص مما سبق أن القرآن أوقع اسم "المرأة" aإذا كانت مسلمة متزوجة بكافر ،أو كافرة متزوجة بمسلم ،أو
يكون مشركين .
()2
وزاد بعضهم على ما سبق أن القرآن أوقع اسم "المرأة" إذا شابت الحياة الزوجية ما يعكر صفوها ،بأن تكون
"المرأة" عاقراً ،أو يحدث بين الزوجين حالف وصل إلى الطالق أم ال .
ومن األول قوله تعالى ( :إِ َذا طَلَّ ْقتُ ُم النِّ َساء فَطَلِّقُوهُ َّن) (الطالق )1 :وهى جمع امرأة ،وجمع زوج أزواج كما
تقدم بيانه .
ت ا ْم َرأَتِي عَاقِرًا) (مريم )5 :رغم كونهما ت ْال َم َوالِ َي ِمن َو َرائِي َو َكانَ ِ فمن األول قول زكريا َ ( : uوإِنِّي ِخ ْف ُ
مسلمين ،إال أن الحياة الزوجية ال تسير فى مسارها الطبيعى لكونها عاقراً ،فأوقع القرآن عليها لفظ "المرأة" ،
ومثله َ ( :وقَ ْد بَلَ َغنِ َي ْال ِكبَ ُر َوا ْم َرأَتِي عَاقِرٌ) (آل عمران ) 40 :قول زكريا uفى موضع آخر ،ثم تأمل الوصف
(وأَصْ لَحْ نَا لَهُ َزوْ َجهُ) (األنبياء )90:ولم يقل :امرأته ،فتأمل . القرآنى بعد أن رزقه هللا تعالى الولد قال تعالى َ :
(وإِ ِن
ومن الثانى :وهو أن تشوب الحياة الزوجية ما يعكر عليها صفوها من خالف وشقاق كما فى قوله تعالى َ :
ضا) (النساء )128 :فهذه خمسة وجوه فى إيقاع اسم "المرأة" aفى كتاب هللا ت ِمن بَ ْعلِهَا نُ ُشو ًزا أَوْ إِ ْع َرا ً ا ْم َرأَةٌ خَافَ ْ
تعالى .
ضاتَ أَ ْز َوا ِجكَ ) (التحريم : ك تَ ْبت َِغي َمرْ َ ـ فإن قيل :فماذا تفعل فى قوله تعالى ( :يَا أَيُّهَا النَّبِ ُّي لِ َم تُ َحرِّ ُم َما أَ َح َّل هَّللا ُ لَ َ
)1؟ فقد أطلق تعالى لفظ "الزوج" على "المرأة" مع وجود الخالف والشقاق ؟ وقوله rلزيد ( :أَ ْم ِس ْك َعلَ ْيكَ
زَ وْ َجكَ ) (االحزاب )37 :مع وجود الخالف ،وقول عزيز مصر كما أخبر تعالى عنه َ ( :وقَا َل الَّ ِذي ا ْشت ََراهُ ِمن
ِّمصْ َر ِال ْم َرأَتِ ِه (يوسف )21 :؟
الجواب :األول :إن الخالف القائم ليس خالفا ً دائما ً ،إنما كان خالفا ً وقتيا ً لم يستمر كثيراً كما جاء فى كتب السير
والتاريخ .
ـ أما الثانى :فهو من باب التفاؤل بأال تستمر الخالفات وأن تسير الحياة الزوجية فى مجراها الطبيعى .
ـ والثالث :إن امرأة العزيز كانت عاقراً كما أخبر عنها القرآن قولها َ ( :ع َسى أَن يَنفَ َعنَا أَوْ نَتَّ ِخ َذهُ َولَدًا) (يوسف :
. )21
او ُد فَتَاهَا عَن يز تُ َر ِ ال نِ ْس َوةٌ فى ْال َم ِدينَ ِة ا ْم َرأَةُ ْال َع ِز ِ وبعد ما تقدم لك أن تتأمل هذه اآليات البينات :قال تعالى َ ( :وقَ َ
صيز اآلنَ َحصْ َح َ ت ا ْم َرأَةُ ْال َع ِز ِ ضالَ ٍل ُّمبِي ٍن) (يوسف ، )30 :وقوله تعالى ( :قَالَ ِ نَّ ْف ِس ِه قَ ْد َش َغفَهَا ُحبًّا إِنَّا لَن ََراهَا فى َ
ك ) (القصص ، )9 :وقوله تعالى : َّت َعي ٍْن لِّي َولَ َ ت فِرْ عَوْ نَ قُر ُ ت ا ْم َرأَ ُ ق) (يوسف ، )52 :وقوله تعالى َ ( :وقَالَ ِ ْال َح ُّ
صابَهُ ْم) (هود ، )81 :وقوله تعالى ( :إِالَّ ا ْم َرأَتَهُ قَ َّدرْ نَا إِنَّهَا لَ ِمنَ صيبُهَا َما أَ َ ت ِمن ُك ْم أَ َح ٌد إِالَّ ا ْم َرأَتَكَ إِنَّهُ ُم ِ (والَ يَ ْلتَفِ ْ َ
دت ا ْم َرأَةً تَ ْملِ ُكهُ ْم) (النمل )23 :ونحو هذا فى كتاب هللا تعالى . ْالغَابِ ِرينَ ) (الحجر ) 60 :وقوله تعالى ( :إِنِّي َو َج ُّ
قلت :وقد يأتى اسم "المرأة" لبيان الجنس كما فى قوله تعالى ( :فَإِن لَّ ْم يَ ُكونَا َر ُجلَي ِْن فَ َر ُج ٌل َوا ْم َرأَتَا ِن) (البقرة :
(وا ْم َرأَةً ُّم ْؤ ِمنَةً إِن َان ) (القصص )23 :وقوله تعالى َ : ، )282وقوله تعالى َ ( :و َو َج َد ِمن ُدونِ ِه ُم ا ْم َرأتَ ْي ِن تَ ُذود ِ
ث َكالَلَةً أَو ا ْم َرأَةٌ) (األحزاب . )50 :هذا وهللا اعلم بمراده . ت نَ ْف َسهَا لِلنَّبِ ِّي َوإِن َكانَ َر ُج ٌل يُو َر ُ َوهَبَ ْ
ـ فهل من فرق بين لفظتى البعل والزوج ؟
ـ الجواب :كما إستخدم القرآن الكريم منهجا خاصا ً فى استعمال لفظتى :البعل والزوج ،ويبaaدو للوهلaaة األولى أن ال
فرق بينهما ،ولكن القرآن المعجز قد فرق بينهما كما سترى بفضل هللا تعالى وحده .
فالقرآن الكريم استخدم لفظ "البعل" بدالً من "الزوج" إذا شابت الحياة الزوجية ما يعكر عليها صفوها من خالف
قد يصل بالحياة الزوجية إلى حد االنفصال ،أو أن تكون "الزوج" aعاقراً كما تقدم فسماها "امرأة". a
ت ِمن بَ ْعلِهَا نُ ُشو ًزا أَوْ إِ ْع َراضًا فَالَ ُجنَاْ َح َعلَ ْي ِه َما أَن يُصْ لِ َحا بَ ْينَهُ َما) (النساء (وإِ ِن ا ْم َرأَةٌ خَ افَ ْ ومن ذلك قوله تعالى َ :
)128 :فلما وقع الخالف بين الزوجين أوقع تعالى اسم "المرأة" aعلى الزوج ـ كما تقدم ـ وأوقع اسم" البعل" على
الرجل .
ك إِ ْن أ َرا ُدوا إِصْ الَ ًحا) (البقرة .)228 : ْ َ ق بِ َر ِّد ِه َّن فى َذلِ َ َ
(وبُعُولَتُه َُّن أ َح ُّ
وكقوله تعالى َ :
( )1جالء االفهام لإلمام ابن القيم (. )229
( )2من محاضرات إذاعية لفضيلة الشيخ عبد العظيم المطعنى بارك فى عمره وعلمه ونفع به ،وانظر لكاتب السطور "معترك األقران فى ألفاظ القرآن" .
66
اضوْ ْا بَ ْينَهُم ضلُوهُ َّن أَن يَن ِكحْ نَ أَ ْز َو َ
اجه َُّن إِ َذا ت ََر َ (وإِ َذا طَلَّ ْقتُ ُم النِّ َساء فَبَلَ ْغنَ أَ َجلَه َُّن فَالَ تَ ْع ُ
ـ يرد على هذا قوله تعالى َ :
ُوف) (البقرة )232 :فأوقع تعالى اسم "الزوج" وليس "البعل" مع وجود الخالف . بِ ْال َم ْعر ِ
ـ والجواب :قالوا :إن هذا فى مقام الطالق الرجعى ،وهللا أعلم بمراده .
ومـن أبـواب الجمـاع
وا ث لَّ ُك ْم فَأْتُ ْ
وا َحرْ ثَ ُك ْم أَنَّى ِش ْئتُ ْم َوقَ ِّد ُم ْ ـ فماذا عن أحكام الجماع ؟ وهال شرحت لنا قول هللا تعالى ( :نِ َسآ ُؤ ُك ْم َحرْ ٌ
ألَنفُ ِس ُك ْم ) (البقرة )223 :؟ على أن يكون الشرح وافيا ً يوافق العصر الحديث ومستجداته ،فإنّا دائما ً إذا قرأنا شرح
هذه اآلية أو شرح حديث عبد هللا بن عباس ـ رضى هللا عنهما ـ ال نفهمه جيداً الستعجام بعض ألفاظه علينا ،مع
افتقاد الشرح الذى يوافق هذا العصر ومستجداته .
ـ الجواب :أما عن أحكام الجماع فهى كثيرة جداً ،نحاول أن نأتى على بعضها ،وذلك ألهميتها ،وجهل
الكثير بها مما يؤدى إلى تعثر الحياة الزوجية ،بل سوربما يؤدى بها إلى مفارق الطريق ،وكما يُقال " :المشاكل
الزوجية تبدأ من الفراش" أى أن أكثر المشاكل أو أن منشأ ُج ّل المشاكل الزوجية هو الفراش ،فمتى كان الفراش
سعيداً كانت الحياة الزوجية سعيدة ،وكما يقال " :فتش عن المرأة" aأقول " :فتش عن الفراش" aعند حدوث المشاكل
عالم أصبح فيه الكل مشغول بعضوه التناسلى ،والبحث عن سبل إشباع الغريزة الجنسية ،فى زمن الزوجية ،فى ٍ
التلفاز والفيديو والدش واإلنترنت ،فى زمن انتشار العرى فى كل مكان (فى الطريق ،فى المواصالت ، aفى
العمل ،فى وسائل اإلعالم المرئية منها والمقروءة) aفى زمن سيطرة األفالم على عقول الناس وتحول الناس من
اتخاذ القدوة الصالحة من سيرة النبى rوصحابته الكرام وتابعيهم وتابعى التابعين ،إلى اتخاذ القدوة من أصحاب
العهر والفسق والمطربين والمطربات والممثلين والممثالت .
فى هذا الزمن (زمن الغربة) والتغريب والتحهيل التعليمى ،وقصر التعليم الدينى على مدارس ومعاهد قليلة
بعينها ،حتى أاصبح التعليم العام هو الهدف والمراد ،وتغييب أمور الفقه والطهارة والحيض والغسل ونحوها ،
والتى تتطرق بدورها إلى الحديث عن مس العورة مثالً للرجل والمرأة ،وأحكام هذا ،والحيض والزواج وآدابه
وأحكامه فى مراحل التعليم الهام ،حتى أصبح هذا األمر غير مطروق بالمرة لدى أكثر الشباب والفتيات – وهى
سياسة غربية بذرت بذورها وها هى تجنى ثمرتها اليوم -واستتبع هذا الجهل بها ،ووضعها فى قائمة المحظورات
والممنوعات ،والحياء من الحديث عنها وفيها "والممنوع aمرغوب" حتى ذهب الكثير إلى تعلم تلك األمور بطريقة
خطأ ،عن طريق المجالت الجنسية ،ثم شرائط الفيديو ،ثم الدش ! وأخيراً اإلنترنت ،كل هذا بحثا ً عن ذلك العالم
الخفى الذى يجهله الكثير من الشباب والفتيات مع حصول الكثير على أعلى الشهادات والدرجات العلمية ! ،بينما
كان هذا األمر مدروسا ً مطروقا ً لدى السلف ،حتى أصبحت المعلومات ـ اليوم ـ لدى الكثير مغلوطة خيالية! بينما لم
نرى هذا فيمن سبق ،بل كان عندهم العلم الشرعى بمثل هذه األمور ،ولذا لم نجد فى سيرتهم "خطف" الفتيات
واغتصابهن ،من أجل نشوة لحظات ،تودى بصاحبها ـ والعياذ باهلل تعالى ـ إلى اإلعدام ! فالممنوع دائما ً مرغوب ،
من أجل هذا وغيره نرى العود إلى كتب من سبق فيما يتصل بالمعاشرة الزوجية ،وفنون الفراش والمداعبة
والمالعبة و "األشكال" التى قد يراها البعض فى أفالم الجنس المبثوثة عبر شبكة اإلنترنت أو الفيديو أو الدش ،
متعجبين من ذلك الكم من األشكال وفنون الجنس ،والتى أخذها الغرب من مخطوطات العرب وكتبهم سرقة
وانتحاالً ،وما أكثر ما يفعله الغرب من فنون الجنس واالستمتاع وهو مدون فى كتب من سبق ،فهى دعوة إلى كل
من يوسوس له شيطانه بمشاهدة تلك األفالم الخبيثة (للتعلم) أن يعلم أن فى كتب من سبق غن ًى عن مشاهدة تلك
األفالم أو التعلم منها ،وسيجد فيما يأتى من كلماتهم ما يشفى غليله ،ويحقق مأربه .
وا َحرْ ثَ ُك ْم أَنَّى ِش ْئتُ ْم ) (البقرة )223 :على ث لَّ ُك ْم فَأْتُ ْ
ـ فنقول :أوالً البد وأن نعلم أن قوله تعالى ( :نِ َسآ ُؤ ُك ْم َحرْ ٌ
إطالقه ،فالزوجة كل الزوجة مباحة للزوج ـ والرجل كل الرجل مباح للزوجة ـ له أن يأتيها كيفما شاء وقتما شاء ،
ففى قوله تعالى ( :أَنَّى ِش ْئتُ ْم ) للكيفية وليس للزمن ،وله أن يستمتع بها ـ وتستمع به ـ كيفما شاء دون حظر أو قيد ،
له أن يستمتع بها ـ وتستمع به ـ كيفما شاءا ،وتأمل قول اإلمام الشافعى رحمه هللا تعالى وهو يتحدث عن حكم النكاح
فى الدبر (" : )1فأما التلذذ بغير إبالغ الفرج بين اإلليتين وجميع الجسد فال بأس به إن شاء هللا تعالى" .
الشيخ إلى صباه فى القوة على الباه) بإشارة من السلطان سليم خان ،وقد دافع عن كتابه بقوله " :ولم أقصد بتأليفه
كثرة الفساد ،وال طلب اإلثم ،وال إعانة المتمتع الذى يرتكب المعاصى ويستحل ما حرم هللا تعالى ،بل قصدت به
إعانة من قصرت شهوته على بلوغ امنيته فى الحالل ،الذى هو سبب لعمارة الدنيا بكثرة النسل" (. )2
ـ ومنهم أبو عبد هللا محمد بن محمد النفزاوى قاضى تونس ( ، )1وله كتاب (الروض العاطر فى نزهة الخاطر)
والذى أشار الوزير محمد بن عوانة الزواوى عليه بتصنيفه ،وله رسالة أيضا ً بعنوان (تنوير الوقاع بأسرار
الجماع) .
ـ ونالحظ أن الدافع وراء تأليف الكتابين "السلطان والوزير" مما يلقى بظالله إلى مدى اهتمام العامة والخاصة
بتلك المسائل .
ـ منهم أيضا ً :نعمة هللا الجزائرى ،وله رسالة (األيك) .
()2
ـ ومنهم أيضا ً :أبو الفرج األزرق ،وله رسالة بعنوان (تسهيل المنافع فى الطب والحكمة).
ـ أشكال الجماع :
ـ وللجماع أشكال كثيرة يجهلها كثير من األزواج ،وقد تشكو بعض النساء من مرور السنوات وال يتغير شكل
الجماع عند الرجل مما يصيب المرأة بنوع من الملل والرتابة فى العملية الجنسية ،وتُفتقد المتعة عندها ،وقد تقدم
الحديث عن عبد هللا بن عباس ـ رضى هللا عنهما ـ فى بيان بعض أشكال الجماع ،وال حرج فى بيان وشرح هذه
األشكال بنوع تفصيل وبيان ،فإنه إذا لم يجد الشاب والزوج المسلم شرح هذا الحديث وتفصيله فى كتاب إسالمى
فأين يجده ؟ وأين يسأل الشاب المسلم المقبل على الزواج الذى يجهل مثل هذه األمور ،الذى يصون نفسه عن
"الدش" والمجالت واألفالم الجنسية ،أن ّى لهذا الشاب أو الزوج أن يعرف مثل هذا األمور ؟
ـ وهذ طائقة من أقوالهم فى هذا الشأن ،والتى تشرح األشكال المتقدمة فى حديث عبد هللا بن عباس ـ رضى هللا
عنهما ـ ،فمما قالوا (: )3
ـ قالوا :فأول ذلك وهو الباب العام الذى تستعمله أكثر الناس ومنهم من ال يعرف غيره ،وهو اإلستلقاء ،وهو
أن تستلقى المرأة على ظهرها وترفع رجليها إلى صدرها ويقعد الزوج بين فخذيها مستوفزاً قاعداً على أطراف
أصابعه وال يهمز على بطنها بل يضمها ضما ً شديداً ويقبلها ويمص لسانها ( )1ويعض شفتيها ويولجه فيها ويسله ـ
يخرجه ـ ويدفعه ،وال يزال فى رهز ( )2ودفع حتى يفرغا .
ـ الثانى :ومن اإلستلقاء أيضا ً :أن يضع الزوج فخذيه الواحد بين فخذيها ويجامعها .
ـ الثالث :أن تستلقى المرأة ويضع رجليها على كتفيه ثم يدخل الزوج يده تحت فخذيها ويجامعها ويشبك أصابعه .
ـ فى القعود :
األول :وهو أن تقعد المرأة والزوج متقابلين متواجهين ثم يحل الرجل سراويل المرأة بيده ويخليه فى خلخالها ثم
يلفه ويرميه فوق رأسها على رقبتها ،فتبقى مثل الكرة ثم تستلقى على ظهرها ،فيبقى فرجها ودبرها متصدرين ،
ثم يجامعها .
ـ الثانى :وهو أن يقعد الزوج ويمد رجليه مداً مستويا ً ،وتأتى المرأة مواجهة له فتجلس على أفخاذه ويُدخل إيره
فيها .
ـ الثالث :أن يتربع الزوج ويقيم إيره وتقعد المرأة عليه ووجها إليه وفمها إلى فمه ويرشف ريقها أو يقبل عينيها
وأذنيها ويضمها إليه .
ـ الرابع :أن يقعد الزوج ويمد رجله الواحدة مستوية واألخرى قائمة وتأتى المرأة فتقعد عليه وهى مستديرة
بوجهها وتمد رجليها وهى قائمة عنه قاعدة عليه .
ـ فى االضطجاع :
األول :أن تضطجع المرأة على جنبها األيسر وتمد رجليها مداً مستويا ً وتدير وجهها إلى ورائها ويأتيها الزوج
من خلفها ويلف ساقه على فخذها ويمسك صدرها بيده ،وتحت بطنها بيده األخرى .
ـ الثانى :أن تنام المرأة على جنبها األيسر وتمد رجليها مداً مستويا ً وتدير وجهها إلى ورائها ،ثم تجعل فخذيه
بين فخذيها ويحكه بين شفريها ثم يولجه فيها .
ـ الثالث :أن تضطجع المرأة وتدير وجهها ويضطجع الزوج خلفها ورجله الواحدة مثنية واألخرى بين فخذيها .
( )2وال أقول أن على الزوج أن يقوم بكل تلك األشكال أو يتقيد aبها ،وال يعنى أن من يقوم بها كلها أو بعضها قوى أو ضعيف جنسيا ً .
( )1كما أن من أهم الدواعى إلى الكتابة بهذه الكيفية واإلتيان ببعض كلمات من سبق فى الشأن ما يعانيه الكثير من أهل العلم ،أو من يتوسم الناس فيهم هذا ،فيطرح الرجل السؤال على
الشيخ أو الداعية ـ أو هاتفيا ً ـ فيتصبب وجه الشيخ عرقا ً خجالً وحيا ًء ـ ولم يرد فى حديث ابن عباس رضى هللا عنهما ،أن أحداً الصحابة أو بعضهم تصبب وجهه عرقا ً فضالً عن
النبى rوهو يشرح اآلية ،وإنما نشأ هذا من السور المضروب حول هذه المسائل "،واألمية الدينية" حتى إذا تكلم فيها بعضهم اتهم فى دينه ! ،وكم عانينا من هذه األمور وكم من
حرج وقع فيه البعض ،وكم تهمة الصقت ببعضهم ،ألنه شرح أية أو حديث أو أجاب السائل بنوع aتفصيل ـ والسائل إنما يسأل لحياته وسعادته وحفاظا ً على بيته وأسرته ،كما لم نجد ٍ
حرجا ً وقع فيه بعض األئمة ممن تحدثوا فى مثل هذه األمور ـ كاإلمام مالك فى جوابه عن النخر ،وأبى الحسن بن القطان وابن عباس فى الضرب على فرج المرأة وغيرهم كما
سيمر بك ـ ،فلذلك وغيره أردت أن أغلق باب الحرج الذى يقع فيه بعضهم بهذه الكلمات التى تشفى علة الرجل والمرأة وتنأ بالجميع عن السؤال ،فسيرى فى هذا الكتاب إجابة كل
سؤال يرد عليه .
( )1وال يكاد يمر على يومان أو أكثر إال وأجد السؤال (من الحرفى أو أستاذ الجامعة أو المقدم على الزواج) حول تفسير اآلية أو الحديث مكتوبا ً أو مسموعا ً .
( )2تقدم .
72
وقد قال تعالى ( :هُ َّن لِبَاسٌ لَّ ُك ْم َوأَنتُ ْم لِبَاسٌ لَّه َُّن) (البقرة ، )187 :وأكمل اللباس وأسبغه على هذه الحال فإن
فراش الرجل لباس له وكذلك لحاف المرأة لباس لها فهذا الشكل الفاضل مأخوذ من هذه اآلية وبه يحسن موقع
استعارة اللباس من كل من الزوجين لآلخر ،وفيه وجه آخر وهو أنها تنعطف عليه أحيانا ً فتكون عليه كاللباس قال
الشاعر :
ً ()3
إذا ما الضجيع ثنى جيدها * تثنت فكانت عليه لباسا
ـ أردأ أشكال الجماع :
"وأردأ أشكاله أن تعلوه المرأة ويجامعها على ظهره ،وهو خالف الشكل الطبيعى الذى طبع هللا عليه الرجل
والمرأة ،بل نوع الذكر واألنثى ،وفيه من المفاسد أن المنى يتعسر خروجه كله فربما بقى فى العضو منه فيتعفن
ويفسد فيضر ،وأيضا ً فربما سال إلى الذكر رطوبات من الفرج ،وأيضا ً فإن الرحم ال يتمكن من االشتمال على الماء
واجتماعه فيه وانضمامه عليه لتخليق الولد ،وأيضا ً فإن المرأة مفعول بها طبعا ً وشرعا ً وإذا كانت فاعلة خالفت
مقتضى الطبع والشرع ،وكان أهل الكتاب إنما يأتون النساء على جنوبهن على حرف ويقولون هو أيسر للمرأة ،
ث لَّ ُك ْم فَأْتُ ْ
وا وكانت قريش واألنصار تشرح النساء على أقفائهن فعابت اليهود عليهم ذلك فأنزل هللا( : Uنِ َسآ ُؤ ُك ْم َحرْ ٌ
َحرْ ثَ ُك ْم أَنَّى ِش ْئتُ ْم) (البقرة . )223 :
ت ( نِ َسا ُؤ ُك ْم ت ْاليَهُو ُد تَقُو ُل إِ َذا َجا َم َعهَا ِم ْن َو َرائِهَا َجا َء ْال َولَ ُد أَحْ َو َل فَنَ َزلَ ْ
وفى الصحيحين عن جابر قال َ " :كانَ ِ
ث لَ ُك ْم فَأْتُوا َحرْ ثَ ُك ْم أَنَّى ِش ْئتُ ْم ) (البقرة ، )223 :وفى لفظ لإلمام لمسلم " :إِ ْن َشا َء ُم َجبِّيَةً َوإِ ْن َشا َء َغي َْر ُم َجبِّيَ ٍة َحرْ ٌ
ص َم ٍام َوا ِح ٍد" (. )1 َغ ْي َر أَ َّن َذلِكَ فِي ِ
والمجيبة المنكبة على وجهها ،والصمام الواحد الفرج ،وهو موضع الحرث والولد (. )2
ـ فماذا إذن عن مقدمات الجماع ؟
وا َحرْ ثَ ُك ْم أَنَّى ِش ْئتُ ْم) (البقرة : )223 :قال بعض أهل العلم فى قوله تعالى : ْ
ث لَّ ُك ْم فَأتُ ْ
قال تعالى ( :نِ َسآ ُؤ ُك ْم َحرْ ٌ
وا ألَنفُ ِس ُك ْم ) أى :بالقبلة واللمسة والكلمة والمداعبة ،وفى حديث أم زرع تقول إحداهن " :زوجى عياياء (وقَ ِّد ُم ْ
َ
ً
طبقاء" ومما قيل فى تفسير"طبقاء" :أن زوجها كان يأتيها كالبيت يقع مطبقا على أهله دون تقديم بالقبلة أو اللمسة
أو الكلمة .
ـ "ذكر الهندى من المحادثة والمزاح فقال :الجماع بال مؤانسة من الجفا ،فإنه يجب على الرجل أن يتحلى
بالفضيلة التى خصه هللا بها وزينه بكمالها فى النكاح ليتميز عن البهائم وينفرد عنها ويباينها فى انهماكها عليه ،
وتهجمها فى فعله ،فلو لم يكن فى المحادثة والمزاح إال هذه الفضيلة لوجب استعمالها ،فكيف وهما يزيالن الخجل
ويبسطان بشرة الوجه ويبعثان األنس ،وفيهما ما هو أج ّل من ذلك وهو أن اإلنسان إذا مد يده إلى من يريد الدنو
منه وهو مخاطب له وذاك مستمع له كان أنقص لحيائه وأنفى للخجل عن صاحبه ،الشتعال فكرته بما يورده عليه
من الخطاب ،وألنه غير مخلى مع فكرته فتتوفر على تأمل ما يدعى له ،والتفقد لما يراد منه فيستحى لذلك
ويخجل ،وهذا أمر ليس بصغير الفائدة" (. )1
ـ القبلة بريد الجماع :
واعلم أن القبلة أول دواعى الشهوة والنشاط وسبب اإلنعاظ واإلنتشار ،وال سيما إذا خلط الرجل ما بين قبلتين
بعضة خفيفة وقرصة ضعيفة واستعمل المص والنخرة والمعانقة والضمة ،فهنالك تتأجج الغلمتان وتتفق الشهوتان
وتلتقى البطنان وتكون القبل مكان االستئذان ،واستدلوا بالطاعة على حسن االنقياد والمتابعة ،وذلك أن السبب فى
شغف اإلنسان بالتقبيل إنما هو لسكون النفس إلى من تحبه وتهواه ،فلذلك قالوا :القبلة بريد الجماع .
وقالوا أن ألذ القبل قبلة ينال فيها لسان الرجل فم المرأة ،ولسان المرأة فم الرجل ،وذلك إذا كانت "المرأة" aنقية
الفم طيبة النكهة ،فإنها تدخل لسانها فى فم الرجل فيجدد بذلك حرارة الريق وتسرى تلك الحرارة والتسخين إلى ذكر
الرجل وإلى فرج المرأة فيزيد ذلك شبقهما وغلمتهما ويقوى شهوتهما ،فيزداد لونهما صفاء وحسنا ً .
()1
ومن أنفع أوقات الجماع ما كان بعد االستيقاظ aمن النوم خاصة بعد صالة الفجر .
74
البكر وأحفظ للصحة ،وهذا من القياس الفاسد حتى ربما حذر منه بعضهم ،وهو مخالف لما عليه عقالء الناس ولما
اتفقت عليه الطبيعة والشريعة .
ـ وفى جماع البكر من الخاصية وكمال التعلق بينها وبين مجامعها وامتالء قلبها من محبته وعدم تقسيم هواها بينه
()2
ضا ِح ُكهَا"ضا ِح ُككَ َوتُ َ وبين غيره ما ليس للثيب ،وقد قال النبى rلجابر " :أَاَل تَزَ َّوجْ تَهَا بِ ْكرًا تُاَل ِعبُ َ
ك َوتُاَل ِعبُهَا َوتُ َ
،وقد جعل هللا سبحانه من كمال نساء أهل الجنة من الحور العين أنهن لم يطمثهن أحد قبل من جعلن له من أهل
الجنة وقالت عائشة للنبى" : rأَ َرأَيْتَ لَوْ نَز َْلتَ َوا ِديًا َوفِي ِه َش َج َرةٌ قَ ْد أُ ِك َل ِم ْنهَا َو َو َجدْتَ َش َجرًا لَ ْم ي ُْؤ َكلْ ِم ْنهَا فِي أَيِّهَا
ال ِفي الَّ ِذي لَ ْم يُرْ تَ ْع ِم ْنهَا تَ ْعنِي أَ َّن َرس َ
ُول هَّللا ِ rلَ ْم يَتَ َز َّوجْ بِ ْكرًا َغ ْي َرهَا" (. )1 ُك ْنتَ تُرْ تِ ُع بَ ِع َ
يركَ قَ َ
وجماع المرأة المحبوبة فى النفس يقل إضعافه للبدن مع كثرة إستفراغه للمنى وجماع البغيضة يحل البدن ويوهن
القوى مع قلة استفراغه وجماع الحائض حرام طبعا ً وشرعا ً فإنه مضر جداً واألطباء قاطبة تحذر منه (. )2
ـ هل هناك جماع ضار ؟
ـ الجواب :نعم "الجماع الضار نوعان :ضار شرعا ً وضار طبعا ً ،فالضار شرعا ً :لمحرم وهو مراتب بعضها
أشد من بعض والتحريم العارض منه أخف من الالزم كتحريم اإلحرام والصيام واالعتكاف وتحريم المظاهر منها
قبل التكفير وتحريم وطء الحائض ونحو ذلك ولهذا ال حد فى هذا الجماع .
وأما الالزم فنوعان :نوع ال سبيل إلى حله البتة كذوات المحارم فهذا من أضر الجماع وهو يوجب القتل حدا عند
طائفة من العلماء كأحمد بن حنبل رحمة هللا وغيره .
والثانى ما يمكن أن يكون حالالً كاألجنبية فإن كانت ذات زوج ففى وطئها حقان حق هلل وحق للزوج فإن كانت
مكرهة ففيه ثالثة حقوق وإن كان لها أهل وأقارب يلحقهم العار بذلك صار فيه أربعة حقوق فإن كانت ذات محرم
منه صار فيه خمسة حقوق فمضرة هذا النوع بحسب درجاته فى التحريم .
ـ وأما الضار طبعا ً فنوعان أيضا ً :نوع ضار بكيفيته كما تقدم ،ونوع ضار بكميته كاإلكثار منه فإنه يسقط القوة
ويضر بالعصب ويحدث الرعشة والفالج والتشنج ويضعف البصر وسائر القوى ويطفىء الحرارة الغريزية ويوسع
المجارى ويجعلها مستعدة للفضالت المؤذية .
وأنفع أوقاته ما كان بعد انهضام الغذاء فى المعدة وفى زمان معتدل ال على جوع فإنه يضعف الحار الغريزى وال
على شبع فإنه يوجب أمراضا شديدة وال على تعب وال إثر حمام وال استفراغ وال انفعال نفسانى كالغم والهم
والحزن وشدة الفرح .
وأجود أوقاته بعد هزيع من الليل إذا صادف إنهضام الطعام ثم يغتسل أو يتوضأ وينام عليه وينام عقبة فتراجع إليه
قواه وليحذر الحركة والرياضة عقبة فإنها مضرة جدا" (. )1
ـ فما هى مضار الجماع ؟
ـ "اعلم يرحمك هللا أن مضرات الجماع كثيرة قيدنا هنا ما دعت إليه الحاجة وهى :النكاح واقفا ً يه ّد الركائب ،
ويورث الرعاش ،والنكاح على جنب يورث عرق النسا ،والنكاح على الفطر قبل األكل يقطع الظهر ،ويقلل الجهد
ويضعف البصر ،والنكاح فى الحمام يورث العمى ويضعف البصر ،وتطليع المرأة على الصدر حتى ينزل المنى
وهو ملقى على ظهره يورث وجع الصلب ووجع القلب ،وإن نزل شئ من ماء المرأة فى اإلحليل أصابه األرقان
وهى التقلة ،وصد الماء عند نزوله يورث الحصى ويعمل الفتق ،وكثرة الحركة وغسل الذكر بقوة عاجالً بعد
الجماع يورث الحمرة ،ووطء العجائز سم قاتل من غير شك .
وكثرة الجماع خراب لصحة األبدان ،ألن المنى ينزل من خالصة الغذاء كالزبد من اللبن ،فإذا خرج الزبد فال
فائدة فى اللبن وال منفعة ،والمتولع به يعنى النكاح من غير مكابدة ألكل المعاجين والعقاقير واللحم والعسل والبيض
وغير ذلك يورث له خصائل :
األولى :تذهب قوته .
الثانية :يورث له قلة النظر إن سلم من العمى .
( )2أخرجه البخارى ( )2008\5ومسلم (. )176\4
( )1تقدم .
( )2انظر :زاد المعاد (. )149\4
( )1زاد المعاد ( )254\4بتصرف .
75
الثالثة :يربى له الهزال .
والرابعة :يربى له رقة القلب ،إن هرب ال يمنع وان طارد ال يلحق وان رفع ثقاًل أو عمل شغالً يعيى فى حينه .
وتدبير ابن آدم ومنافعهم ومضراتهم مجموعة على سبيل االختصار فى هذه األبيات :
على مطعم من قبل فعل الهواضم ق إذا مــا شئــت إدخـال مطعم تــو ّ
فـال تبتلعــه فهـو شــر المطاعم وكـل طعــام يعجــز الســن مضغــه
فتقــود نفســك للبلــى بـزمايــم وال تشـربــن علـى طعامـك عـاجـالً
ولـو كنـت بين المرهفات الصورام وال تحبـس الفضالت عند اجتماعها
إذا مــا أردت النــوم الــــزم الزم وال سيمــا عنـد المنــام فـدفعهــا
ومــا ذاك إال عنــد نـزول العظائـم وجــدد علــى النفس الدواء وشربـه
لصحــة األبــدان أشــد الدعائـــم ووفــر علــى النفــس الدمـاء ألنها
فإسرافنـا فـى الـوطء أقــوى الهوادم وال تـك فــى وطء الكـواعب مسرفا ً
لمــاء حيــاة مـورق فــى األراحــم ففــى وطئنــا داء ويكفيــــك أنـــه
فمــا هــى إال مثــل ســم األراقــم وإيــاك إيــاك العجـــوز ووطئهـــا
وحـافــظ علــى هـذى الخصال وداوم وكـــن مستحمــا ً كــل يـوميــن مرة
()1
أخــو الفضل واإلحسان خير األعاجم بــذاك أوصــاك الحكيــم بيــــــادق
ـ فهل هناك فوائد للجنس ؟
ـ نعم ،يخطئ كثير من الناس عند ظنهم أنه ال يتأتى من الجنس إال الضرر فقط ،وال فائدة فيه ،كيف وقد شرع
هللا تعالى الجماع ؟! وهو تعالى إنما يُ ِّشرع لعباده ما فيه مصلحتهم وسعادتهم فى الدنيا واآلخرة ،وقد دخل الجنس
معامل التحاليل وخضع للتجارب والفحوصات فى محاولة من العلماء للبحث عن فوائد الجنس ،ولقد خرجت علينا
التحاليل واألشعات تبين لنا ما هى فوائد الجنس المتعددة ،وما أغرب ما كشفت عنه األبحاث :يقول الدكتور مايكل
كريجليانو األستاذ بكلية طب بنلسفانيا عن العملية الجنسية :أنها نوع من التمارين الرياضية ،ويصف كل حركة
على حدة ،وكيف أنها حركة عضلية مفيدة ،ويقول :إن مجموع هذه الحركات هو بمثابة جهد رياضى ممتع ،
ويمثلها باألهرامات ،وكيف إذا نظرنا إلى كل حجر من أحجار األهرامات منفرداً على حدة لن ينبهر به الرائى ،
ولكن إذا نظرنا إليها نظرة شاملة كاملة انبهرنا بهذا التنظيم وغمرنا اإلعجاب .
يقول الدكتور مايكل :إن من يمارس الجنس ثالث مرات إسبوعيا ً بصفة منتظمة :يحرق ( )7500سعر حرارى
كل عام ،وهو ما يعادل المشى مسافة ( )75ميالً ! .
وهذا هو س ّر تسمية الفرنسيين للحظة النشوة بـ "الموت aالصغير" قالوا :ألنه يؤجل الموت الكبير ويطيل
العمر ،بعكس اإلعتقاد السائد بين الناس أن الجنس يعجل بالشيخوخة والمرض والضعف ،وذلك ألن الجنس يقلل
من نسبة الكولسترول قليل الكثافة والذى يمثل خطراً على الشرايين ،وهو ـ الجنس ـ يكثر من نسبة الكولسترول
العالى الكثافة ،فهو الميزان الذى يعالج النسبة بينهما .
ويقول الدكتور كارين دونهاى بكلية طب جامعة نورث ويسترن :إن أى نوع من الجهد البدنى يسبب زيادة فى
هورمون "التستيسترون" والجنس ليس استثناء من ذلك وهذا الهورمون يساعد مساعدة فعالة فى بناء العظام
والعضالت ،بعكس ما يظنه الكثير أن للجنس آثاره الجانبية على "العظام" وخاصة "المفاصل". ! a
وهذا "الهورمون" aإذا زاد بالممارسة الجنسية عند المرأة فإنه يحمي القلب ويحافظ على أعضائها التناسلية
ويؤدى إلى حيوية األعضاء عامة ونشاط الدورة الدموية عندها ! بل وهو يخفف من األلم المصاحب للدورة
الشهرية ! .
ويقول الدكتور بفرلى وهيبل األستاذ المساعد بكلية التمريض جامعة روتجرز :توجد دالئل كثيرة على أنه أثناء
الجنس تنطلق مواد فعالة تُسمى "قاتلى األلم" ! وفى لحظة النشوة تزداد درجة إحتمال الجسم لأللم ،كما أن الجنس
يساعد على تخفيف ألم المفاصل ( ! )1والصداع ! وقال البعض عن تخفيف الجنس للصداع :أن "مواد اإلندورفين"
وقالوا :ليس صحيحا ً أن الجنس هو المسئول عن ألم البروستاتا ،بل العكس هو الصحيح ،ففى لحظة النشوة
تضغط العضالت aالمحيطة بالبروستاتا عليها وكأنها تعصرها عصراً لتفرغها من السائل الذى سيصاحب السائل
المنوى ! فهو ـ الجنس ـ عامل مساعد لتحسن عمل البروستاتا وليس إضعافها .
إلى غير ذلك الكثير مما كشفه العلم الحديث عن أثر الجنس فى حياة الناس وفوائده الكثيرة .
ومصا ً وتقبيالً وتقليبا ً فى الفراش ظهراً وبطنا ً حتى تعرف أن الشهوة قد قربت فى عينيها ( ، )2ثم تدخل بين أفخاذها
وتولج أيرك فى فرجها وتفعل ،فإن ذلك أروح لكما جميعا وأطيب لمعدتك .
قال بعضهم a:إذا أردت الجماع الق المرأة إلى األرض ولزها إلى صدرك ُمقبّالً فيها ورقبتها مصا ً وعضا ً وبوسا ً
فى الصدر والبزازيل واألعكان واألخصار ( ، )3وأنت تقلبها يمينا ً وشماالً ،إلى أن تلين بين يديك وتنح ّل ،فإذا
رأيتها على تلك الحالة أولج فيها أيرك ،فإذا فعلت ذلك تأتى شهوتكما جميعا ً .
وذلك مما يقرب الشهوة للمرأة ،وإذا لم تفعل ذلك لم تنل غرضا ً وال تأتيها شهوة ،فإذا قضيت حاجتك وأردت
النزول فال تقع قائما ً ولكن انزل عن يمينك برفق .
وال تشرب عند فراغك من النكاح شربة من ماء السماء فإنه يرخى القلب ،وإن أردت المعاودة فتطهرا جميعا
فإن ذلك محمود ،وإياك أن تطلعها فوقك ،فإنى أخاف عليك من مائها ودخوله فى إحليلك ،فإن ذلك يورث المرض
( ، )4وال تصدن الماء فإن ذلك يورث الفتق والحصى ،والحذر بعد الجماع من شدة الحركة ،فإنها مكروهة ،
ويستحب الهدوء ساعة ،وإذا أخرجت الذكر من الفرج فال تغسله حتى يهدأ قليالً ،فإذا هدأ فاغسل عينه برفق رفقا ً ،
وال تكثر غسل ذكرك وال تخرجه عند الفراغ من الجماع فتدلكه وتغسله وتفركه ،فإن ذلك يورث الحمرة (. )1
ـ وصية أم البنتها :أوصت أم ابنتها ـ قد جفاها زوجها وملَّها وهجر فراشها ـ " :إني أوصيك بوصية إن قبلتها
سعدت ،قالت :وما هى ؟ فقالت :انظرى إن هو مد يده إليك فانخرى واشخرى( )2وأظهرى له إسترخاء وفتوراً .
وإن قبض على جارح ٍة من جوارحك فارفعى صوتك عمداً وتنفسى الصعداء وب ّرقى أجفان عينيك ،فإذا أولج إيره
فأكثرى الغنج ( )3والحركات اللطيفة ،واعطيه من تحته رهزاً ( )4موافقا ً لرهزه ،ثم خذى يده اليسرى فأدخلى
حرفها بين اليتيك ،وضعى رأس إصبعه الوسطى على باب إستك ،ثم تحركى من تحته ،ثم أعيدى النخير والشخير
،فإذا أحسست بإفضائه فاضبطيه وعاطيه الرهز من أسفل بنخر وزفير ،وأظهرى من الكالم الفاحش المهيّج للباه
ما يدعو إلى قوة اإلنعاظ ،والصقى بطنك إلى بطنه وترافعى إليه .
( )1والطيب من السحر المباح الذى يغفل عنه كثير من األزواج .
( )2أى أخذت فى الزوغان ،وكأنها تدمع .
( )3المراد جسم المرأة كله أعاله وأسفله .
( )4وهذه الصورة من الجماع تستلذ بها المرأة جداً ،ولكن ال تكثر منها وكن على حذر مما تقدم .
( )1الروض العاطر للنفراوى .
( )2وهذا الخلق تفتقده كثير من النساء ،والشخير والنخير بلطافة وبصوت خافت مما يثير الرجل ويزيد فى شهوة الرجل وغلمته ،وفى "كشاف القناع" (" : )194\5وقال أبو الحسن
بن القطان فى كتاب أحكام النساء ال يكره نخرها للجماع وال نخره ،وقال اإلمام مالك بن أنس :ال بأس بالنخر عند الجماع ،وأراد سفها ً فى غير ذلك ،يعاب على فاعله" اهـ .قلت :
فها هو اإلمام مالك على جاللته يتحدث فى أدق أمور الجماع ،والمراد أنه ال بأس فى نخر الرجل أو المرأة عند الجماع ،ومن فعل ذلك فى غير موضعه فقد يوصف بالسفه .
( )3الكالم بالصوت الخافت الناعم .
( )4الرهز :االهتنزاز .
77
وإن دخل عليك يوما ً وهو مغموم فتلقيه فى ثوب رفيع مطيّب يُظهر بدنك من تحته ،ثم اعتنقيه ( )1والزميه وقبليه
ودغدغيه واقرصيه وعضيه برفق ،وشمى صدره ،وتقاصرى ( )2تحت إبطيه ،والصقى نهديك بجسده وأكثرى
النخير ،وخذى يده وأدخليها فى كمك ،وضعيها على بطنك ،ثم ارفعيها إلى سنبلة صدرك ،إلى بين ثدييك ،
ودعيه يدغدغهما ،ثم أنزليه إلى بطنك ،ومرّى بها على سرتك وخواصرك ، aثم انزليها إلى فرجك ،ودعيه يلعب
به كلعبك بإيره ،حتى تتجامع حركته وتهيج شهوته ،ثم أدخلى حرفها بين اليتيك ،فإن شعرت منه بالشهوة
فبادرى إلى الفراش واستلقى على ظهرك واكشفى بطنك وفرجك وابرزى له عجيزتك ،واضربى aبيدك على فرجك
( )3وعلى ردفك ( )4فإنه ال يملك نفسه وال يهوى شيئا ً غير مقاربتك .
وعليك يا بنية بالماء فتنظفى به وبالغى فى اإلستنظاف ،وكونى أبداً معدة له متى رأيته نظر إليك أو قبّلك فافعلى
ما أوصيتك به .
ً
تفقدى موضع أنفه وعينه ،فال يشم منك إال ريحا طيبة ،وال يقع عينه منك على قبيح يُعاب ،فإذا أدخل إيره
فأكثرى الغنج ،ثم انخرى واشخرى وارهزى فإن هو أمسك عن الرهز فأكثرى أنت الرهز (. )1
ـ فإن قيل :إن هذا يشبه فعل الغانيات ( ، )2وهل هناك من النساء من تفعل هذا ؟
ـ دائما ً ما نقول :ال حرج أن تكون المرأة غانية لزوجها ،فإذا لم يجد الزوج المتعة مع أهله فأين يبحث عنها ،
عند بائعات الهوى ؟ أم يتخذ لنفسه عشيقة تروى ظمأه وشبقه ،إن هناك كثير النساء ممن يفتقدن فن الجماع مما
ينفر الزوج ويدفعه إلى البحث عن عشيقة أو بائعة هوى ،هل هناك حرج فى فعل المرأة كل ما يزيد فى شهوة
زوجها واستمتاعه بأهله ،وقد أفضى بعضهم إلى بعض ،واطلع الرجل منها على ماال يطلع منها أبوها أو
أخوها ! .
ـ فإن قيل :هناك من تشعر بالحرج من هذا أو تخاف أن يظن بها زوجها الظنون إن هى فعلت ما جاء ـ مثالً ـ فى
وصية األم السابقة البنتها ،أو أظهرت لزوجها هذا التغنج والمتعة أثناء الجماع من تأوه وشخير ونخر وغير هذا
مما تقدم .
ـ أقول :ول َم الحرج وقد تقدم أن الرجل يطلع من زوجته على ما ال يطلع عليه األب أو األخ ،وإن ظن الزوج بها
الظنون كما يقال فهذا مرجعه إلى الزوج وسوء طويته ،فالرجل يتزوج الفتاة وهو يعرف أنها ال تدرى شيئا ً عن
أمور الجماع ،فيقوم هو بتعليمها وتدريبها على فن الجماع ـ ليستمتع كل منهما باآلخر ـ وهو ال يبحث عن متعته
فقط فيحيف على حقها ،فإن ظن بها الظنون كما يقال فلضيق أفقه ونفسه الغير سوية .
ـ فماذا عن رقص الزوجة لزوجها ؟
ـ ال حرج فى رقص المرأة لزوجها إذا لم يصاحب هذا الرقص "الموسيقى" فهى حرام ،ولها أن تستخدم
"أشرطة" الكاسيت التى يطلقون عليها "أشرطة إسالمية ،ففيها الغناء بالدف ،كما قيل لى ،وهو أفضل من
استخدامها لكاسيت يحتوى على الموسيقى المحرمة ،وهو يفى بالغرض المطلوب ،فال تتركه إلى حرام .
ـ هل حقا ً يأثم الرجل إذا جامع امرأته ونظر إلى المرآة ـ أو هى ـ فى غرفة النوم مثالً أثناء الجماع ؟
ـ الجواب :هذا كالم ال يصح .
ـ سألتنى زوجة مرة أن زوجها ـ متزوجـ غيرها ـ يشتكى من برودها الجنسى ـ على قوله ـ فجامع إحدى نسائه
()1
أمامها حتى يثيرها ! وتتعلم كيف تُمتع الزوجة األولى زوجها ،فتفعل مثلها ،فهل هذا يجوز؟
ـ الجواب :اليجوز .
( )1اعتناق المرأة للرجل من الخلف والصاقها ثدييها بظهره مما يزيد فى شهوته .
( )2أى :تجنبى .
( )3عن سعيد بن جبير أن رجالً قال البن عباس :إنى تزوجت ابنة عم لى جميلة فبنى لى فى رمضان فهل لى بأبى أنت وأمى إلى قبلتها من سبيل ؟ فقال له :ابن عباس هل تملك نفسك
؟ قال :نعم ،قال :قبل ،قال :فبأبى أنت وأمى هل إلى مباشرتها من سبيل ؟ قال :هل تملك نفسك ؟ قال :نعم ،قال :فباشرها ،قال :فهل لى إلى أن أضرب بيدى على فرجها من
سبيل ؟ قال :وهل تملك نفسك ؟ قال :نعم ،قال :اضرب .وهذه أصح طريق عن ابن عباس "المحلى" (. )212\6
( )4الضرب على أرداف المرأة مما يزيد فى شهوتها ويثيرها ، aكما أن الضرب أعلى مؤخرتها( aنهاية العمود الفقرى) يعجل بإنزال ماءها ليتوافق مع انزال الرجل ماءه .
( )1الروض العاطر ،بتصرف .
( )2لقد استعملت اللفظة المشهورة على األلسنة وهى "الغانية" وإن كان الصواب أن يقال "البغى" فهناك فرق بينهما aكبير .انظر لكاتب السطور " :معترك األقران فى ألفاظ القرآن" .
( )1ثم رأيت فى كتاب المبدع ( )202\7مثلها " :مسألة يجوز نوم الرجل مع زوجته بال جماع بحضرة محرمها لفعل النبى rوال يجامع إحداهما بحيث تراه اإلخرى أو غيرها غير طفل
ال يعقل أو يسمع حسهما ولو رضيتا وذكر المؤلف أن ذلك حرام ألن فيه دناءة وسقوط مروءة وربما كان وسيلة إلى وقوع الرائية فى الفاحشة ألنها قد تثور شهوتها aبذلك قال أحمد فى
الذى يجامع امرأته واألخرى تسمع قال كانوا يكرهون الرجس وهو الصوت الخفى وال يحدثهما aبما جرى بينهما aألنه سبب إليثارة aالغيرة وبغض إحداهما األخرى" وانظر :الكافى (
. )126\3
78
ـ زوج يشتكى برود زوجته أثناء الجماع ،فهل من حرج فى مشاهدة الزوجين لبعض أشرطة الفيديو "الجنسية"
حتى تستجيب الزوجة لزوجها أثناء الجماع ،أو لتعليمها ؟
ـ الجواب :حادثتنى إحدى النساء يوما ً ـ هاتفيا ً ـ أن زوجها يشتكى برودها الجنسى فأشار عليها بإحضار "شريط
جنسى" لتشاهده الزوجة !! فسألت :هل يباح لها هذا ؟
لك ولزوجك أن تشاهدى جارتك ـ مثالً ـ وهى فى أحضان زوجها أثناء العملية الجنسية ، فقلت لها :هل ِ
ت وزوجك ذلك منهما ؟ فتشاهدي أن ِ
قالت :ال ،ال نستطيع عمل هذا .
فقلت لها :إذا كان هذا منكما ،والرجل والمرأة زوجين ،قد أحل هللا تعالى لهما ذلك ،فكيف لكما أن تشاهدا ذلك
من رجل وامرأة سفاحا ً وزنا ً ؟! بل والرجل والمرأة من أهل الكفر ! .
فإذا كان ذلك كذلك فال يجوز من زوجك أن يشير عليك بمثل ذلك األمر الشنيع ،هذا إلى غير األضرار الناتجة
عن مشاهدة المرأة لتلك األفالم التى تُعد أحد أسلحة محاربة اإلسالم والمسلمين ،فالمرأة تشاهد الرجل "الوسيم"
الجميل المفتول العضالت التى يطيل العملية الجنسية مع المرأة "المحترفة" الدعارة فترة كذا أو كذا ،فتنقم على
زوجها ضعفه مثالً أو عدم اطالة زمن العملية الجنسية كما شاهدت فى تلك األفالم (ويخفى عليها أن تلك األفالم
كغيرها من األفالم التى تُصور على ـ شوطات ـ وفيها "المونتاج" قص ولصق تلك المناظر حتى تصبح الفترة
الجنسية طويلة زمن كذا أو كذا) ناهيك عن مشاهدة الرجل أيضا ً لنساء تلك األفالم "الحسناوات" المحترفات
الداعرات "الكافرات" مما قد يدعوه إلى الزهد فى زوجته لقلة جمالها مثالً أو جهلها بما تفعله نساء تلك األفالم .
وضرر تلك األفالم أكبر وأشد وأخطر مما يظنه الكثير من الناس ،فمشاهدها ـ والعياذ باهلل تعالى ـ ينسحب من
بين يديه ُخلق "الحياء" فتراه ينظر إلى كل فتاة أو امرأة يتخيل منها مواضع الفتنة كما شاهد فيشتهيها ،فإما أن يقع
فى المعصية والزنا ،أو يتحول إلى االستمناء وله أضراره الكثيرة ،أو "يقذف" أثناء مشاهدة تلك األفالم دون أن
ينتصب القضيب االنتصاب السليم مما يؤدى بالجسم إلى "االعتياد" على القذف فى حالة معينة وعند ح ٍد معين ،فال
ينتصب القضيب انتصاب من هو فى مثل سنه ممن لم يشاهد تلك األفالم أو يمارس تلك العادة ،ناهيك عن أضرار
تلك العادة السيئة ،كما سيأتى الحديث عنها وبيان بعض أضرارها .
ـ فماذا عمن يقول أنى أشاهد تلك األفالم للتعلم أو للترفيه ،كما أنها التؤثر ف ّى ؟
ـ الجواب :نقول له :دعك من التبرير األجوف وال تضحك على نفسك ،وال تدع الشطيان يضحك منك ،وإليك هذه
القاعدة الهامة العظيمة والتى يجب أن تنقش بماء الذهب ويضعها كل إنسان أمام عينه وهى قوله َ " : rم ْن َس ِم َع
َّال فَ ْليَ ْنأ َ َع ْنهُ "( ،)1فال تقترب من النار وتقول :لن أحترق ! . بِال َّدج ِ
يجب عليك أخى المسلم االبتعاد عن مشاهدة تلك األفالم وال تدع الشطيان يوسوس لك بمشاهدتها من أجل التعليم
أو لبرود الزوجة أو أل ي من الواسوس الشيطانية .
ـ ويسأل بعضهم :لقد وقعت فى الزنا – قبَّلتُ وغامزتُ حتى وقعت على المرأة ،وأريد أن أتطهر ،فما هو الحد
،علما ً بأنى لم أتزوج بعد ؟
ـ الجواب :ال حد على من قبَّل أو غامر أو فاخذ ،إنما الحد على من وقع فى الزنا وباشر مباشرة كاملة ،روى
ي rقَا َل لَهُ :لَ َعلَّكَ قَب َّْلتَ أَوْ َغ َم ْزتَ
ك النَّبِ َّ البخارى :عن ابن عباس ـ رضى هللا عنهما ـ قال " :لَ َّما أَتَى َم ِ
اع ُز ب ُْن َمالِ ٍ
ُول هَّللا ِ ،قَا َل :أَنِ ْكتَهَا( )2ـ اَل يَ ْكنِي ـ قَا َل :فَ ِع ْن َد َذلِكَ أَ َم َر بِ َرجْ ِم ِه" .
()3
أَوْ نَظَرْ تَ ،قَ َ
ال :اَل يَا َرس َ
وحد المحصن ( )1هو الرجم ،وغير المحصن :الجلد .
ولكن عليك التوبة النصوح بشروطها (. )2
( )1صحيح :أخرجه أبو داود ( )116\4وأحمد ( )441 ، 431\4والطبرانى وغيرهم .
( )2قال األزهرى فى تهذيب aاللغة قال :الليث النيك معروف والفاعل نايك والمفعول به منيوك ومنيك aواألنثى منيوكة .تهذيب aاألسماء(" ، )350\3وعند النسائى على ما قال الحافظ :
هل أدخلته وأخرجته ؟ قال :نعم ،كما يغيب ال ِمرود ـ بكسر الميم – الميل فى المكحلة ،قال فى القاموس :المكحلة ما فيه الكحل وهو أحد ما جاء من األدوات بالضم ،والرشاء بكسر
الراء ،قال فى القاموس :الرشاء ككساء الحبل ،وفى هذا من المبالغة فى االستثبات واالستفصال ما ليس بعده فى تطلب بيان حقيقة الحال فلم يكتف بإقرار المقر بالزنا بل استفهمه
بلفظ ال أصرح منه فى المطلوب وهو لفظ "النيك "الذى كان يتحاشى عن التكلم به فى جميع حاالته ولم يسمع منه إال فى هذا الموطن ،ثم لم يكتف بذلك بل صوره "تصويراً حسيا ً
"وال شك أن تصوير الشئ بأمر محسوس أبلغ فى االستفصال من تسميته بأصرح أسمائه وأدلها عليه" " ،عون المعبود" (. )72\12
( )3أخرجه البخارى ( ، )2502\6ولم يستعمل النبى rهذا اللفظ إال هذه المرة وفي هذا الموضع لدرء الح ّد ،فتأمل
( )1المتزوج .
( )2انظر " :القول األسنى فى شرح أسماء هللا الحسنى" لكاتب السطور "اسم هللا تعالى :التواب" ط :مكتبة العلم .
79
ـ سرعة القذف بين العلة والعالج :
ـ يعانى كثير من األزواج من علة سرعة القذف ،وهو مما يقلل من استمتاع الزوجين معا ً ،بaaل قaaد يaaؤدى فى بعض
األحيان إلى مفترق الطريق ،فهل لهذا من عالج ؟
ـ الجواب :يعانى كثير من الشباب حديثى الزواج – بل وكثير من المتزوجين ـ من علة سرعة القذف مما يسبب ـ إن
لم يكن من أهم األسباب الرئيسية فى فشل الحياة الزوجية عند الكثير ـ متاعب جمة للرجل والمرأة aعلى حد سواء ،
فالرجل ال يستمتع بالمعاشرة الزوجية لفترة طويلة تروى ظمئه وعطشه وتغنيه عن النظر إلى الحرام ،ثم هو يترك
زوجته ولم تقضى وطرها بعد فيتركها دون قضاء شهوتها مما يؤثر كثيراً على نفسيتها وحياتها .
فبعض الرجال يقذف بمجرد تالقى الختانان ،حتى إن زوجته ـ وبعد سنوات من الزواج ـ إذا طلبا منها أحد
أشكال الجماع رفضت ،ألنها وعيت أنه بمجرد التالمس سيقذف فكأنها تقول :ولما الشكل الفالنى مادام بمجرد
المالمسة للفرج سيقذف ،وهذا بدوره يثير الكثير من المشاكل الجنسية ويتبع هذا وينعكس على حياتها الزوجية
بصفة عامة .
وقد يكون هذا ناتجا ً من علة مرضية أو نفسية ،فإن كان من علة مرضية فعليه بالطبيب ،وإن كان من علة نفسية
كاألرق أو اله ّم مثالً ،فعليه أن يصرف ذهنه عن هذا أثناء الجماع ،وليعلم أن لزوجه عليه حق ،فليعط كل ذى حق
حقه .
ـ وقد لجأ بعضهم إلى بعض الحيل إلطالة فترة الجماع :
ـ فمنهم من يصرف ذهنه أثناء المداعبة أو المعاشرة إلى التفكير فى شئ آخر كمن يقوم بالعد من واحد إلى مائة
عكسيا ً ،أو ح ّل المسائل الحسابية المعقدة .
ـ ومنهم من يصرف نظره عن النظر إلى جسد زوجته .
ـ ومنهم من يستعمل بعض المراهم المخدرة ـ كمرهم ترونفال ـ على عضو الذكورة ليقلل اإلحساس به أثناء
اإليالج مما يطيل حتما ً فترة الجماع ،وهذا من أفضل الطرق إلطالة فترة الجماع .
ـ ومنهم من يدع زوجه تداعب عضوه وتالعبه حتى إذا انتصب وشعر بقرب اإلنزال طلب منها التوقف ،فإذا
هدأ قليالً بعد لحظات عاودت الزوجة مداعبة العضو مرة أخرى وهكذا حتى يتعود الجسم والعقل على هذا فيكون
سببا ً فى تأخر القذف مما يطيل حتما ً فترة الجماع .
ـ ومنهم أيضا ً من إذا شعر بقرب اإلنزال أثناء اإليالج توقف عن الحركة ،فيهدأ العضو قليالً ،ثم يعاود .
ـ ومنهم من إذا شعر بقرب اإلنزال أثناء الجماع بدأ فى تغيير شكل الجماع ،ثم عاود ،ثم إذا شعر بقرب اإلنزال
مرة أخرى ،توقف وتغير شكل الجماع ،وفى أثناء هذا يكون العضو قد نال بعض الراحة فيقلل من تدفق الدم إليه
مما يطيل حتما فترة الجماع ،ويُكثر من تغيير شكل الجماع مما يزيده متعة للزوجين معا ً .
فإن أهم أسباب سرعة القذف هو تدفق الدم إلى األوعية والشرايين بالعضو وامتالئه بها من االحتكاك الناتج من
المداعبة أو اإليالج .
ـ ومنهم من يكثر من مداعبة الزوجة وتقبيلها بدءاً بشفتيها ثم ال يكتفى بهما … مما يثير المرأة ويجعلها على أهبة
االستعداد لإلنزال فإذا شعر منها هذا أولجه فيها ،وعندها طالت الفترة أم قصرت ال تعرها كثير من النساء اهتماما ً
فإنها تقضى وطرها مع زوجها ،بل سيكون سببا ً فى إنزالهما معا ً مما يشعرهما بالسعادة والمتعة .
ـ ومنهم من يكثر من مداعبة بظر المرأة ـ وهو من أهم المناطق حساسية عند المرأة وإثارة لها ـ وباطن الفخذين ،
والضرب على أعلى مؤخرة المرأة (نهاية العمود الفقرى وأعلى المؤخرة) ،أو يُكثر من التقبيل وهو يلصق عظمة
ساقه بفرج المرأة فيزيد فى غلمتها ،مما يعجل لها باإلنزال ،فتكون فى شوق إلى المعاشرة والجماع .
ـ ومنهم من يطيل المداعبة والتقبيل والغمز ـ من الرجل والمرأة معا ً ـ ثم يتوقف قليالً للحديث معها بكلمات الحب
واإلعجاب ،ثم يعاود مرة أخرى .
ـ ومنهم من يستعمل الغشاء الواقى مما يقلل من حساسية الجلد (لعضو الرجل) مما يزيد فى فترة المعاشرة
الجنسية .
ـ ومنهم من يلجأ إلى النسبة والتناسب ،أى أنه يعلم من نفسه أنه يقذف بعد خمس دقائق ـ مثالً ـ بينما زوجته
تصل إلى شهوتها بعد عشر دقائق ـ مثالً ـ فيأخذ فى المداعبة والمالعبة والضم والتقبيل خمس دقائق مثالً ،حتى إذا
80
وصلت المرأة إلى حالة الشوق إلى المعاشرة بدأ اإلبالج ،ثم بعد خمس دقائق تلتقى شهوة الرجل والمرأة معا ً فيكون
االستمتاع واإلنزال معا ً .
ـ فماذا عن التقاء الشهوتين للرجل والمرأة ،اذ يشكو الكثير وقد مرت عليه سنوات الزواج ،ولم تلتق الشهوتان
معا ً رغم مرور السنوات ،وقد ال يتفق الزوجان في اإلنزال معا ً ؟
الجواب :من المقرر أن المرأة أسرع إثارة وإنزاالً من الرجل ،وقد تقذف قبل الرجل ،ومنهن من تقذف المaاء مaرة
أو أكثر أثناء الجماع ،ومنهن من تتأخر في اإلنزال ،ومن الرجال من يعانى سرعة القذف كما تقدم ،فينزل قبaل أن
تاتى المرأة شهوتها ،فيقضى شهوته ثم يتركهaaا ،دون مراعaaاة منaaه لمشaaاعر زوجتaaه ،ومن كمaaال اسaaتمتاع الرجaaل
وزوجته توافق النزول ،ويمكن لهما هذا اذا شعر الزوج بقaرب اإلنaزال أوحى إلى زوجتaه بهaذا ،ضaربأ كمaا تقaدم
على مؤخرتها مثالً أو نحو هذا ،أو همسا ً ،فتتأهب الزوجة لهذا وهو يaaؤدى بaaدوره إلى إثارتهaaا ممaaا يجعلهaaا تقaaذف
معه ،وقد تطلب من زوجها التأخر قليالً في اإلنزال فيتوقف الزوج عن الحركة ـ كمaaا تقaaدم ـ ثم يعaaاود حaaتى تتفaaق
الشهوتان ويكمل االستمتاع .
ـ ما هى أماكن اإلثارة عند المرأة ؟
ـ الجواب :إن أكثر المواضع إثارة عند المرأة :الشعر وأطرافه خاصة ،الشفاه ،الثدى ،السرة وما حولها ،أسفل
السرة ،البظر ،وباطن الفخذين ،واألرداف .
ـ فما هى مواضع اإلثارة عند الرجل ؟
ـ الجواب :أما مواضع اإلثارة عند الرجل فهى :خلف األذن ،أسفل الرقبة ،الشفاه ،حلمة الصدر ،أسفل السرة ،
أعلى الفخذ من الداخل ،واألرداف .
ـ فإذا أراد العود للجماع ؟
ـ الجواب :الوضوء لمن أراد أن يعاود الجماع :
َ َ ُ َ َ َ
روى مسلم فى صحيحه عن أبى سعيد الخدرى قال " :قال رسول هللا " : rإِ َذا أتَى أ َح ُد ُك ْم أ ْهلَهُ ث َّم أ َرا َد أ ْن يَعُو َد
فَ ْليَت ََوضَّأْ" ( ، )1وعن أنس " :أن النبى َ rكانَ يَطُ ُ
وف َعلَى نِ َسائِ ِه بِ ُغ ْس ٍل َوا ِح ٍد" (. )2
ـ يقع كثير من الرجال فى خطأ الصمت والخرس بعد الجماع ،فماذا تقول لهم ؟
ـ الجواب :إن الحديث بعد الجماع له أهمية عظيمة ،فكثير من األزواج إنما يتحدث فقط قبل الجماع ،وأما استعمال
ذلك بعد قضاء الوطر فهو فى النهاية القصوى فى الظرف ،ألن السكوت عقب ذلك ربما يُخجل ويُميت النشاط ،
وفيه دليل على الندم ،وليس من الخلق الجميل واألدب الشريف أن يرى المعشوق عاشقه (الزوجين) نادما ً على ما
ناله منه ،وإذا كان ذلك على ما وصفناه فعود اإلنسان على ما كان عليه من الفكاهة والملق واألنس واالستبشار
أكمل ألدبه وأد ّل على ظرفه وأحسن لعقله ،فإن زاد فى الثانى على ما كان عليه أوالً كان أزيد لفضله ( ، )1وقد قال
الشاعر :
إذا فــرغنا مــن العمــل استرحنـا مــن الخجــل
رى مــن الخمـش والقُبـل ذهبــت حشمـة العــذا
والشاهد لصحة قولنا أن الذين تكلموا فى طبائع الحيوان زعموا أن للحمام فى ِجماعه خلة يشرف بها على
اإلنسان ألنه ال يعتريه فى الوقت أذى يعترى أنكح الناس من الفتور بل يفرح ويمرح ويضرب بجناحيه ويفع صدره
ويبدو منه ما يفوق به اإلنسان الذى شهوته أقوى وأدوم ،وهو بما فيه من القوة المميزة أقدر على التخلق بما يريده
من األخالق المستحسنة فال يجد فى الغاية القصوى من التصنع والتغزل والنشاط ،بل إذا فرغ يركبه الفتور والكسل
ويزول النشاط والمرح ،والحمام أنشط ما يكون وأمرح وأقوى فى ذلك الحال الذى يكون اإلنسان فيه أدبر ما يكون
وأفتر (. )2
ـ وبعد المعاشرة الجنسية بين الزوجين ،هل يجب تعجيل الغسل أو تأخيره ؟
ـ ويسأل بعضهم ( : )2جامعت زوجتى فى ثوب ،ثم بعد الجماع ارتديت ذلك الثوب مرة أخرى بعد الغسل ،فهل
يجوز هذا منى ؟
ـ الجواب :ال حرج فى هذا ،إذا لم يصب الثوب نجاسة من المذى ،وإال فعليه غسل موضع النجاسة فقط أو نضحه
بالماء ،وإن أصاب جسمك "العرق" فالمسلم ال ينجس ،أما إذا أصابه "المنى" فعليك بغسله مكانه أو فركه بعد أن
يجف (. )3
ـ ما هو الفرق بين المذى والودى والمنى ؟
ـ أما المذى :فماء أبيض رقيق يخرج عند التفكير فى األمور الجنسية أو مالعبة الزوجة ،ويجب منه الوضوء ال
الغسل ،ونضح مكانه من الثياب بالماء .
ـ وهنا ننبه إلى كثرة مداعبة الزوج أهله عند إزالة أو فض البكارة مما يزيد فى شهوة الزوج ويكون نزول
المذى ،فمن مهامه تسهيل اإليالج .
ـ وأما الودى :فهو سائل أصفر غليظ يخرج عند اإلمساك أو اإلحساس بالثِقل ،ويجب منه الوضوء أيضا ً ال
الغسل .
ـ أما المنى فهو سائل أبيض غليظ يخرج عن الجماع وتصاحبه رعشة فى الجسم ومنه يكون الولد ،ويجب منه
الغسل .
ـ رجل داعب زوجته ولم يجامعها ،فهل عليه غسل ؟
ـ الجواب :إذا جامع الرجل أهله فأمذى وجب عليه الوضوء aدون الغسل ،وإذا داعب الرجل زوجته فقذف وجب
عليه الغسل ،وأن لم يولجه فيها .
ـ رجل جامع زوجته ولكنه لم يولجه فيها ،فهل عليه الغسل ؟
ـ الجواب :إذا جامع الرجل زوجته والتقى الختانان ـ أى فرج الرجل والمرأة aـ أولجه فيها أو لم يولجه فيها وجب
عليهما الغسل ،أنزال أم يُننزال .
ت" ـ يقول rفى الحديث المتفق عليه عند البخارى ومسلم " :إِنَّ َما اأْل َ ْع َما ُل بِالنِّيَّا ِ
ـ فهل يدخل جماع الزوجة فى هذا أيضا ً ؟
ـ نعم ،فهو حديث عام جامع شامل فينوى الرجل والمرأة بالنكاح اتباع هدى هللا تعالى الذى وضعه لعباده فى
ْس ِمنِّى" .
()1
ب ع َْن ُسنَّتِى فَلَي َ
كتابه وعلى لسان نبيه ، rوقال rلمن قال :اعتزل النساء وال أتزوج ،قال ":فَ َم ْن َر ِغ َ
َب هّللا ُ لَ ُك ْم) (البقرة )187 :قال وا َما َكت َ وأن ينويا إعفاف نفسيهما واإلحصان وطلب الولد لقوله تعالى ( َوا ْبتَ ُغ ْ
بعض أهل العلم :هو الولد (. )2
( )1أخرجه مسلم (. )259\1
( )2وهو أستاذ بإحدى الجامعات المصرية .
( )3وفى المغنى (" : )228\7ويستحب aللمرأة أن تتخذ خرقة تناولها الزوج بعد فراغه فيتمسح بها ،فإن عائشة قالت :ينبغى aللمرأة إذا كانت عاقلة أن تتخذ خرقة ،فإذا جامعها زوجها
ناولته فمسح عنه ثم تمسح عنها ،فيصليان فى ثوبها aذلك ما لم تصبه جنابة" وانظر "المبدع" (. )201\7
( )1تقدم .
( )2انظر لكاتب السطور :رسالة "أحكام الصيام" ،ط :مكتبة الدعوة بالقاهرة .
83
ُول هَّللا ِ
ب النَّبِ ِّي rقَالُوا لِلنَّبِ ِّي rيَا َرس َ وليعلم الزوجين أن فى جماعهما صدقة لقول أبى ذر " :أَ َّن نَاسًا ِم ْن أَصْ َحا ِ
ال أَ َو لَي َ ص َّدقُونَ بِفُضُو ِل أَ ْم َوالِ ِه ْم قَ َصلِّي َويَصُو ُمونَ َك َما نَصُو ُم َويَتَ َ ُصلُّونَ َك َما نُ َ َب أَ ْه ُل ال ُّدثُ (ُ )3
ْس قَ ْد ُور ي َور بِاأْل ج ِ ِ َذه َ
ص َدقَةً َوأَ ْم ٌر
ص َدقَةً َو ُك ِّل تَ ْهلِيلَ ٍة َ
ص َدقَةً َو ُك ِّل تَحْ ِمي َد ٍة َ ير ٍة َص َدقَةً َو ُكلِّ تَ ْكبِ َ يح ٍة َ ص َّدقُونَ إِ َّن بِ ُكلِّ تَ ْسبِ َ َج َع َل هَّللا ُ لَ ُك ْم َما تَ َّ
ص َدقَةٌ ،قَالُوا يَا َرسُو َل هَّللا ِ أَيَأتِي أَ َح ُدنَا َش ْه َوتَهُ َويَ ُك ُ
ون ص َدقَةٌ َ ،وفِي بُضْ ِع أَ َح ِد ُك ْم َ ي ع َْن ُم ْن َك ٍر َ ص َدقَةٌ َونَ ْه ٌُوف َ بِ ْال َم ْعر ِ
ض َعهَا فِي ْال َحاَل ِل َكانَ لَهُ أَجْ رًا" (. )4 ك إِ َذا َو َ ض َعهَا فِي َح َر ٍام أَ َكانَ َعلَ ْي ِه فِيهَا ِو ْز ٌر فَ َك َذلِ َ ال أَ َرأَ ْيتُ ْم لَوْ َو َلَهُ فِيهَا أَجْ ٌر قَ َ
ـ "وفى هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصادقات ،فالجماع يكون عبادة إذا نوى به قضاء
حق الزوجة ومعاشرتها بالمعروف الذى أمر هللا تعالى به أو طلب ولد صالح أو إعفاف الزوجة ومنعهما جميعا ً من
النظر إلى حرام أو التفكر فيه أو اله ّم به أو غير ذلك من المقاصد الصالحة" (. )5
ـ هل صحيح ما يشاع عند بعض األزواج رجاالً ونسا ًء أن النبى rنهى عن الكالم عند الجماع ؟
ـ الجواب :ليس بصحيح :رُوى عنه rقوله " :ال تكثروا الكالم عن مجامعة النساء ،فإن منه يكون الخرس
والفأفأة" وهو حديث ضعيف جداً (. )1
ـ فماذا إذاً عن التجرد عند المباضعة ؟
ـ الجواب :روى النسائى عن عبد هللا بن سرجس أن رسول هللا rقال " :إذا أتى أحدكم أهله فليلق على عجزه
وعجزها شيئا ً وال يتجردا تجرد العيرين" قال أبو عبد الرحمن ـ النسائى ـ هذا حديث منكر وصدقة بن عبد هللا ـ أحد
رواة الحديث ـ ضعيف (. )2
ـ ومثله " :إذا أتى أحدكم أهله فليستتر ،وال يتجردا تجرد العيرين" ( ، )3فيه :األحوص بن حكيم :ضعيف ،
والوليد بن القاسم :ضعيف أيضا ً .
ـ ومثله ما رُوى عن أم المؤمنين عائشة ـ رضى هللا عنها ـ " :ما رأيت عورة رسول هللا rقط" ،وفى بعض
الروايات "لم ير منى رسول هللا rولم أر منه" (. )4
ـ ورُوى عنه rقوله " :إذا جامع أحدكم فال ينظر إلى الفرج ،فإنه يورث العمى" وهذا حديث موضوع (، )5
وقال بعضهم :ألنه يؤدى إلى النسيان ،وليس هذا بالدليل "الشرعى" aالذى يدل على التحريم .
الـ والصحيح فى هذا األمر ما ورد عن معاوية بن حيدة قال " :يَا َرسُو َل هَّللا ِ عَوْ َراتُنَا َما نَأْتِي ِم ْنهَا َو َما نَ َذ ُر ؟ قَ َ
ون َم َع ال َّرج ُِل ؟ قَا َل إِ ِن ا ْستَطَعْتَ أَ ْن اَل يَ َراهَا أَ َح ٌد ت يَ ِمينُكَ ،فَقَا َل ال َّر ُج ُل يَ ُك ُ ظ عَوْ َرتَكَ إِاَّل ِم ْن َزوْ َجتِكَ أَوْ َما َملَ َك ْ احْ فَ ْ
ق أَ ْن يُ ْستَحْ يَا ِم ْنهُ" (. )1 ال فَاهَّلل ُ أَ َح ُّ
ون َخالِيًا قَ َ ت َوال َّر ُج ُل يَ ُك ُ فَا ْف َعلْ ،قُ ْل ُ
ـ وقال بعضهم :
فهـو مــن الجهـل بـال ارتيـاب واحــذر مـن الجمـاع فى الثياب
وكــن مـالعبــا ً لهـا ال تفــزع بل كـل مـا عليها ـ صاح ـ فانزع
ـ وهذا يعنى االغتسال معا ً وإباحة النظر إلى فرج المرأة والعكس :فعن عائشة ـ رضى هللا عنها ـ قالت :
"كنت اغتسل أنا ورسول هللا rمن إناء واحد من الجنابة" ( ، )2والتستر أولى لحديث معاوية السابق .
ت أَ ْغتَ ِس ُل أَنَا َو َرسُو ُل هَّللا ِ ِ rم ْن إِنَا ٍء بَ ْينِي َوبَ ْينَهُ َوا ِح ٍد
ـ والمداعبة أثناء الغسل :وعنها أيضا ً ـ رضى هللا عنها ـ " ُك ْن ُ
فَيُبَا ِد ُرنِي َحتَّى أَقُو َل َد ْع لِي َد ْع لِي ،قَالَ ْ
ت َوهُ َما ُجنُبَ ِ
ان "(. )3
عبد هللا بن وهب حدثنا عبد هللا بن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر أن رسول هللا rقال " :ملعون
من يأتى النساء فى محاشهن يعنى أدبارهن" ( ، )5وذكر أبو نعيم األصبهانى من حديث خزيمة بن ثابت :يرفعه :
"إن هللا ال يستحيى من الحق ال تأتوا النساء فى أعجازهن" ( ، )6وقال الشافعى أخبرنى عمى محمد بن على بن شافع
قال أخبرنى عبد هللا بن على بن السائب عن عمرو بن أحيحة بن الجالح عن خزيمة ابن ثابت " :أن رجال سأل
النبى rعن إتيان النساء فى أدبارهن فقال حالل ،فلما ولى دعاه ،فقال :كيف قلت فى أى الخربتين أو فى أى
الخزرتين أو فى أى الخصفتين أمن دبرها فى قبلها ،فنعم ،أما من دبرها فى دبرها فال إن هللا ال يستحيى من الحق
ال تأتوا النساء أدبارهن " (. )1
86
ـ وأيضا ً فإنه يكسو العبد من حلة المقت والبغضاء وازدراء الناس له واحتقارهم إياه واستصغارهم له ما هو
مشاهد بالحس ،فصالة هللا وسالمه على من سعادة الدنيا واآلخرة فى هدية واتباع ما جاء به وهالك الدنيا واآلخرة
فى مخالفته هدية وما جاء به (. )1
ث لَّ ُك ْم فَأْتُ ْ
وا َحرْ ثَ ُك ْم) (البقرة )223 :اآلية .وبين ويقول اإلمام الشافعى رحمه هللا تعالى :قال هللا ( : Uنِ َسآ ُؤ ُك ْم َحرْ ٌ
أن موضع الحرث موضع الولد وأن هللا تعالى أباح اإلتيان فيه إال فى وقت المحيض ،وأنى شئتم :من أين شئتم ،
قال الشافعى :وإباحة اإلتيان فى موضع الحرث يشبه أن يكون تحريم إتيان فى غيره فاإلتيان فى الدبر حتى يبلغ
منه مبلغ اإلتيان فى القبل محرم بداللة الكتاب ثم السنة .
أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعى قال :أخبرنا عمى محمد بن على بن شافع عن عبدهللا بن على بن السائب عن
عمرو بن أحيحة أو ابن فالن بن أحيحة بن فالن األنصارى قال :قال :محمد بن على وكان ثقة عن خزيمة بن ثابت
أن سائالً سأل رسول هللا rعن إتيان النساء فى أدبارهن فقال رسول هللا rحالل ،ثم دعاه أو أمر به فدعى ،فقال :
كيف قلت فى أى الخربتين أو فى أى الخرزتين أو فى الخصفتين أمن دبرها فى قبلها فنعم أم من دبرها فى دبرها
فال إن هللا ال يستحى من الحق ال تأتوا النساء فى أدبارهن (. )1
قال الشافعى :فأما التلذذ بغير إبالغ الفرج بين اإلليتين وجميع الجسد فال بأس به إن شاء هللا تعالى ،قال :وسواء
هو من األمة أو الحرة فإذا أصابها فيما هناك لم يحللها لزوج إن طلقها ثالثا ً ولم يحصنها وال ينبغى لها تركه وإن
ذهبت إلى اإلمام نهاه فإن أقر بالعودة له أدبه دون الحد وال غرم عليه فيه لها ألنها زوجة ولو كان فى زنا حد فيه إن
فعله حد الزنا وأغرم إن كان غاصبا ً لها مهر مثلها قال ومن فعله وجب عليه الغسل وأفسد حجه (. )2
ـ ويقول اإلمام ابن كثير رحمه هللا تعالى فى تفسيره :عن عبد الرحمن قال البن عمر :إنا نشتري الجوارى
أفنحمض لهن ؟ فقال :وما التحميض ؟ فذكر له الدبر ،فقال ابن عمر :أف أف ،وهل يفعل ذلك مؤمن أو قال مسلم
فقال مالك أشهد على ربيعة ألخبرنى عن أبى الحباب عن ابن عمر مثل ما قال نافع ،وروى النسائى ( )3عن سعيد
بن يسار قال :قلت البن عمر إنا نشترى الجوارى أفنحمض لهن ؟ قال :وما التحميض ؟ قلت :نأتيهن فى
أدبارهن ،فقال :أف أف ،أو يعمل هذا مسلم ؟ فقال لى مالك :فأشهد على ربيعة لحدثنى عن سعيد بن يسار أنه
سأل ابن عمر فقال :البأس به .
وروى النسائى ( )1أيضا من طريق يزيد بن رومان عن عبيد هللا بن عبد هللا بن عمر أن ابن عمر كان ال يرى
بأسا ً أن يأتى الرجل المرأة فى دبرها .
وروى معن بن عيسى عن مالك أن ذلك حرام ( )2وقال أبو بكر بن زياد النيسابورى حدثنى إسماعيل بن حصن
حدثنى إسرائيل بن روح سألت مالك بن أنس ما تقول فى إتيان النساء فى أدبارهن قال ما أنتم إال قوم عرب هل
يكون الحرث إال موضع الزرع ؟ ال تعدوا الفرج قلت :يا أبا عبد هللا إنهم يقولون إنك تقول ذلك ،قال :يكذبون
على يكذبون عل ّى .
فهذا هو الثابت عنه وهو قول أبى حنيفة والشافعى وأحمد بن حنبل وأصحابهم قاطبة وهو قول سعيد بن المسيب
وأبى سلمة وعكرمة وطاوس وعطاء وسعيد بن جبير وعروة بن الزبير ومجاهد بن جبر والحسن وغيرهم من
السلف أنهم أنكروا ذلك أشد اإلنكار ومنهم من يطلق على فعله الكفر وهو مذهب جمهور العلماء وقد حكى فى هذا
شئ عن بعض فقهاء المدينة حتى حكوه عن اإلمام مالك وفى صحته نظر ،قال الطحاوى :روى أصبغ بن الفرج
عن عبد الرحمن بن القاسم قال ما أدركت أحدا أقتدى به فى دينى يشك أنه حالل يعنى وطء المرأة فى دبرها ثم
ث لَّ ُك ْم ) (البقرة )223 :ثم قال فأى شئ أبين من هذا ،هذه حكاية الطحاوى ،وقد روى الحاكم قرأ ( :نِ َسآ ُؤ ُك ْم َحرْ ٌ
والدارقطنى والخطيب البغدادى عن اإلمام مالك من طرق ما يقتضى إباحة ذلك ولكن فى األسانيد ضعف شديد وقد
استقصاها شيخنا الحافظ أبو عبد هللا الذهبى فى جزء جمعه فى ذلك وهللا أعلم .
.
ـ فما للزوج من زوجته إذا حاضت ؟
ـ اليهود نبذوا المرأة عند الحيض فال يؤاكلوها وال يساكنوها وال يجامعوها ،والنصارى على خالف ذلك ،
فتجامع وقت الحيض ،بينما اإلسالم نهى عن نبذها وعن جماعها وقت الحيض .
فللزوج من زوجته إذا حاضت أن يصنع كل شئ ويستمتع بها إال النكاح ،قال رسول هللا " : rاصْ نَعُوا ُك َّل َش ْي ٍء
اح" (. )3 َغ ْي َر النِّ َك ِ
وصح عن عائشة ـ رضى هللا عنها ـ أنه قال " :كان رسول هللا rيأمر إحدانا إذا كانت حائضا أن تتزر ،ثم
يضاجعها زوجها ،وقالت مرة :يباشرها" (. )4
وكان rإذا أرد من الحائض شيئا ً ألقى على فرجها شيئا ثم صنع ما أرد" (. )5
وقالت أيضا ً " :كنت أشرب وأنا حائض فيضع ـ rـ فاه على موضع فى ،وأتعرق العرق ثم أناوله النبى r
فيضع فاه على موضع فى" (. )6
فإذا طهرت من حيضها كما تقدم عند الشافعى رحمه هللا تعالى فله أن يأتيها بعد أن تغتسل أو تتوضأ أو أن تغسل
موضع الدم فقط كما تقدم ،لقوله تعالى (:فَإ ِ َذا تَطَهَّرْ نَ فَأْتُوهُ َّن ِم ْن َحي ُ
ْث أَ َم َر ُك ُم هّللا ُ إِ َّن هّللا َ يُ ِحبُّ التَّ َّوابِينَ َوي ُِحبُّ
ْال ُمتَطَه ِِّرينَ ) (البقرة . )222 :
ـ ويقول الحافظ شمس الدين بن القيم رحمه هللا وقد تقدم فى الصحيحين حديث عائشة " :كنت أغتسل أنا والنبى r
اش ُرنِي َوأَنَا َحائِضٌ " (. )2 من إناء واحد كالنا جنب" ( )1و " َكانَ يَأْ ُم ُرنِي فَأَتَّ ِز ُر فَيُبَ ِ
يض) (البقرة )222:يعنى وا النِّ َساء فى ْال َم ِح ِ قال الشافعى قال بعض أهل العلم بالقرآن فى قوله تعالى ( :فَا ْعت َِزلُ ْ
فى موضع الحيض .
وكانت اآلية محتملة لما قال ومحتملة إعتزال جميع أبدانهن فدلت سنة رسول rعلى اعتزال ما تحت اإلزار منها
وإباحة ما فوقه .
وحديث أنس هذا ظاهر فى أن التحريم إنما وقع على موضع الحيض خاصة وهو النكاح وأباح كل ما دونه .
وأحاديث اإلزار ال تناقضه ألن ذلك أبلغ فى اجتناب األذى وهو أولى وأما حديث معاذ قال " :سألت رسول هللا r
عما يحل للرجل من امرأته وهى حائض فقال ما فوق اإلزار والتعفف عن ذلك أفضل" ( )3ففيه بقية عن سعد
األغطش وهما ضعيفان .
( )1إسناده ضعيف :أخرجه أحمد ( )342\4وأبو داود ( )211والترمذى ( )133وابن ماجة ( )651بسند ضعيف ،فيه :حزام بن حكيم :ضعيف .
( )2حاشية أبى داود (. )142\6
( )3أخرجه مسلم .
على أحدهم مرة رغبته فى طالق زوجته ،ولم يكن قد م َّر على زواجه أكثر من بضعة شهور ! فلما سألته عن السبب استحى قليالً من اإلجابة ثم أفصح بالسبب الذى
( )1لقد عرض ّ
دعاه إلى التفكير فى الطالق ،وهو أن "الشعر" فى جسد زوجته ـ وفى أماكن بعينها ـ يصل طوله إلى اكثر من ( 3سم) ! مما يشعره بالقرف كلما فكر فى االقتراب منها .
وقد ص َّح الحديث عن النبى rبحلق شعر العانة " :الفطرة خمس :االختتان واالستحداد ـ وفى رواية :حلق العانة ـ وقص الشارب ،وتقليم األظفار ،ونتف اإلبط" ،وقد تقدم
تخريجه .
90
كما أن له فائدة جنسية ،حيث أن احتكاك شعر العانة عند الرجل باألعصاب الجساسة الموجودة فى البظر عند
المرأة يُشعرها باللذة والنشوة مما يعجل باإلنزال عندها .
ـ هل لنا فى بيان بعض حكم ختان البنات ـ خاصة ـ بإيجاز ،فنحن نعلم وجوبه للرجال ،ولكن كثر الحديث عن ختان
البنات فى اآلونة األخيرة ،فلزم البيان ؟
ـ الجواب :لقد صح عن النبى rاألمر بالختان فى غير حديث صحيح ،ويكفى فى بيان وجوبه على الرجال
ب ْال ُغ ْس ُل" ،وفيه اإلشارة إلى ختان الرجل والمرأة فتأمل ،وقوله : َان ْال ِختَانَ َو َج َ
والنساء قوله " : rإِ َذا َجا َوزَ ْال ِخت ُ
ب" ،وهذا ()2
ار َوقَصُّ ال َّش ِ
ار ِ ف اإْل ِ ْب ِط َوتَ ْقلِي ُم اأْل َ ْ
ظف َ ِ
)1 ( ط َرةُ خَ ْمسٌ أَوْ خَ ْمسٌ ِمنَ ْالفِ ْ
ط َر ِة ْال ِخت ُ
َان َوااِل ْستِحْ دَا ُد َونَ ْت ُ "الفِ ْ
ْ
حديث عام فى الرجال والنساء ،والفطرة هى ما فطر هللا الناس عليها وهى أصل الخلِقة قال تعالى ( :فِ ْ
ط َرةَ هَّللا ِ التى
ق الرِّ َجا ِل " (. )3 اس َعلَ ْيهَا) (الروم )30 :وتقدم قوله" : rالنِّ َسا َء َشقَائِ ُ فَطَ َر النَّ َ
()4
وفى فقه اإلمام أبى حنيفة :أن الختان للرجال سنة ،وهو من الفطرة ،وللنساء مكرمة ،فلو اجتمع أهل مصر
(بلد) على ترك الختان قاتلهم اإلمام ،ألنه من شعائر اإلسالم وخصائصه (. )5
وفى فقه اإلمام الشافعى :أن الختان واجب على الرجال والنساء (. )6
وقد استدل الفقهاء على خفض ـ ختانـ النساء بحديث أم عطية ـ رضى هللا عنها ـ قال :كانت امرأة تختن
بالمدينة ،فقال لها النبى " : rال تنهكى ،فإن ذلك أحظى للزوج وأسرى للوجه" وفى رواية " :أنه rلما هاجر
النساء كان فيهن أم حبيبة وقد ُعرفت بختان الجوارى ،فلما رآها رسول هللا rقال لها :يا أم حبيبة :هل الذى كان
فى يدك هو فى يدك اليوم ؟ فقالت :نعم يا رسول هللا ،إال أن يكون حراما ً فتنهانى عنه ،فقال رسول هللا : rبل هو
فدنيت منه فقال :يا أم حبيبة ،إذا أنت فعلت فال تنهكى ( ، )1فإنه أشرق للوجه ُ حالل ،فادن منى حتى أعلمك ،
وأحظى للزوج" (. )2
ـ هل للحائض أو النفساء أن تقرأ القرآن ؟
ـ الجواب :قال بعض أهل العلم بجوازه ،ومنعه بعضهم ،وإن كان لضرورة كالتعليم أو اإلتبار مثالً فال حرج .
ـ وماذا عن الجنب ؟
ـ الجواب :للجنب أيضا ً أن يقرأ القرآن لقوله أم المؤمنين عائشة ـ رضى هللا عنها ـ أن النبى rكان يذكر هللا على
كل أحواله ،وكان من أحواله rأنه كان ينام جنبا ً ،ثم يغتسل قبل الفجر ،وكان يقرأ بعض السور قبل النوم ،وقد
منع بعض أهل العلم الجنب من قراءة القرآن من المصحف أو عن ظهر قلب ،وهللا أعلم .
ـ تنبيــه :ولما كان الحديث عن الحيض وأحكامه أردت التنبيه أيضا ً إلى مشكلة تقع فيها بعض فتياتنا عند اقتراب
موعد الزفاف ،وهى تحرج بعض الفتيات من اإلفصاح عن موعد "الدورة aالشهرية" ألمها وتزامنها مع موعد
الزفاف ،مما يؤدى بدوره إلى الوقوع فى الحرج للزوجة والزوج ،فال تتحرج الفتاة من إخبار أمها بموعد الدورة
إذا تزامن مع موعد الزفاف ،فيتم التأجيل لبعض الوقت حتى تنتهى الدورة ،تفاديا ً للحرج.
ـ فهل للنفساء أن تصلى وتصوم ويجامعها زوجها إذا طهرت قبل األربعين ؟
ـ الجواب :نعم ،إذا طهرت النفساء قبل األربعين اغتسلت وتطهرت وحلت لزوجها ،وعليها الصالة والصوم ،
فليس للنفاس وقت معين .
ـ فما هو حكم العزل ( )1عن الزوجة ؟
ـ الجواب :للرجل أن يعزل عن زوجته ماءه ،على أن يكون بموافقة الزوجة ،حتى ال يكون هاضما لحقها :
)
ـ فقد روى البخارى ومسلم عن جابر قال " :كنا نعزل على عهد النبىr" (2
( )1أى حلق شعر العانة .
( )2أخرجه البخارى ومسلم والنسائى .
( )3تقدم .
( )4أى حفظا ً وصونا ً لهن ،فالجلدة التى عند المرأة اذا لم تقطع كبرت حتى صارت كالعُقلة ألو االصبع الذى يحتك بفرج المرأة مما يثير شهوتها .
( )5انظر :المهذب للشيرازى (. )197\1
( )6المغنى البن قدامة (. )70\1
( )1أى ال تبالغى فى القطع .
( )2إسناده ضعيف :أخرجه أبو داود بسند فيه :محمد بن حسان ضعيف ،وله شاهد من حديث أنس ومن حديث أم أيمن عند أبى الشيخ فى كتاب "العقيقة" ،وآخر عن الضحاك بن
قيس عند البيهقى ،انظر " :فتح البارى" ( ، )263\10ويكفى له حديث " :الفطرة خمس ،واذا التقى الختانان" .
( )1العزل :هو أن يجامع الرجل أهله فإذا قارب االنزال نزع وأنزل خارج الفرج .
( )2أخرجه البخارى ( )250\9ومسلم (. )160\4
91
ـ و عن أبى سعيد الخدرى قال :أصبنا سبيا ً فكنا نعزل فسألنا رسول هللا rفقال :أو إنكم لتفعلون قالها ثالثا ً ما
من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إال هى كائنة (. )3
ـ وعن جابر tأن رجال أتى رسول هللا rفقال :إن لى جارية هى خادمنا وسانيتنا ( )4وأنا أطوف عليها ،وأنا
اكره أن تحمل ،فقال :اعزل عنها إن شئت ،فإنه سيأتيها ما قُدر لها ،فلبث الرجل ،ثم أتاه فقال :إن الجارية قد
حبلت ! فقال :قد أخبرتك أنه سيأتيها ما قدر لها" (. )5
"وقد اختلف السلف فى حكم العزل قال ابن عبد البر :ال خالف بين العلماء أنه ال يعزل عن الزوجة الحرة إال
بإذنها ألن الجماع من حقها ولها المطالبة به وليس الجماع المعروف إال ما ال يلحقه عزل ووافقه فى نقل هذا
اإلجماع بن هبيرة ،وتُعقب بان المعروف عند الشافعية أن المرأة ال حق لها فى الجماع أصالً .
وقد استنكر ابن العربى القول بمنع العزل عمن يقول بأن المرأة ال حق لها فى الوطء ونقل عن مالك أن لها حق
المطالبة به إذا قصد بتركه أضرارها ،وعن الشافعى وأبى حنيفة ال حق لها فيه إال فى وطئه واحدة يستقر بها المهر
قال فإذا كان األمر كذلك فكيف يكون لها حق فى العزل فإن خصوه بالوطئة األولى فيمكن وإال فال يسوغ فيما بعد
ذلك إال على مذهب مالك بالشرط المذكور ،اهـ (. )1
ـ هذا ومن األولى ترك العزل لما تقدم ولقوله فى الحديث العام " :تَ َز َّوجُوا ْال َولُو َد ْال َو ُدو َد فَإِنِّي ُم َكاثِ ٌر بِ ُك ْم" (. )2
ـ ما حكم تعاطى أو استعمال وسائل منع الحمل ؟
ً
ـ الجواب :ال حرج فى استعمال المرأة لوسائل منع الحمل إذا كان الحمل ضارا بصحة المرأة ،أو كان للمحافظة
على أوالدها ورعايتهما الرعاية الصحية والنفسية والتربوية الصحيحة ،ال خوفا ً من الفقر أو االنفجار السكانى إلى
آخر تلك المصطلحات .
ـ فماذا عن وطء المرضعة ؟
ـ الجواب :ال حرج فيه لقوله rفى الحديث الصحيح " :لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس
يصنعون ذلك فال يضر أوالدهم" (. )3
وال ريب أن وطء المراضع مما تعم به البلوى ويتعذر على الرجل الصبر عن امرأته طيلة فترة الرضاع ،ولو
كان حراما ً لنُقل إلينا ،ولوصل إلينا بيانه عن الصحابة الكرام رضى هللا عنهم أجمعين .
ـ هل صحيح ما يشاع أن عضو الذكورة الكبير يمتع ويشبع المرأة جنسيا ً أكثر من العضو الصغير ؟
ـ ال صحة لهذا القول طبيا ً أو عمليا ً ،فمهبل المرأة يشبه (القفاز الطبى) البالستيك ،فترى هذا القفاز منكمشا ً عند
تركه ،ثم إذا أردت أن تدخل فيه إصبعك تمدد له كلما زاد اإلصبع إدخاالً ،أو هو ـ مهبل المرأة ـ يشبه الثنايا
المتراكبة بعضها فوق بعض (مثل ثنايا جسم الدودة) كذا مهبل المرأة لها الخاصية التى بها يستمتع بالعضو الكبير
استمتاعه بالعضو الصغير ،فالرجل ذو العضو الذكرى الصغير إذا أولجه فى فرج المرأة شعرت المرأة أن هذا
العضو قد وصل إلى قعر المهبل وآخره ،وكذا صاحب العضو الذكرى الكبير ،يزداد المهبل اتساعا ً (كأصبع
القفاز) لهذا العضو ،وعليه فال فرق بين العضو الكبير والصغير aفى شعور المرأة باالستمتاع الجنسي سواء كان
العضو كبيراً أو صغيراً ،هذا والعضو الذكرى عند الرجل يتراوح عادة بين ( 16-12سم) فى حالة االنتصاب ،
ومحيطه ما بين ( 12-10سم) وما زاد عن ذلك فهو نادر وشاذ .
ـ بل إن العضو الذى يزيد عن معدله الطبيعى يؤدي إلى أثار سلبية عند المرأة ،فقد يؤدى إلى دفع الرحم وحدوث
انقالب فيه ،فتشكو آالم الظهر والحوالب وأسفل البطن ،وقد يسبب تمزق فى جدران المهبل الداخلية مما يتطلب
تدخالً جراحيا ً ،وقد يسبب شقوقا ً فرجية وأنزفة يعلمها األطباء .
ـ فهل حقا ً ما تتناقله الفتيات فى مجالسهن أن الرجل صاحب الجسم الضخم ذو العضaaالت المفتولaaة أقaaوى جنسaaيا ً من
غيره ؟
ـ القوة الجنسية تعتمد على أمور كثيرة منها اإلفرازات الناتجة عن الغدد المسؤولة عن العملية الجنسية ،الثقافة
الجنسية عند الرجل ،استعداد المرأة لهذا األمر ،االستعداد النفسى والعاطفى لكل منهما ،وغير ذلك الكثير ،أما
( )3أخرجه مسلم (. )158\4
( )4أى التى تسقى لنا النخل .
( )5أخرجه مسلم (. )160\4
( )1فتح البارى ( )1998\5بتصرف .
( )2صحيح :أخرجه أبو داود ( )320\1والنسائى ( )71\2وغيرهما .
( )3أخرجه مسلم .
92
الرجل صاحب العضالت المفتولة فقد ال تفرز الغدد عنده المسؤولة عن العملية الجنسية نفس النسبة التى تفرزها
الغدد عند غيره ،بل أقل من ذلك ،فقوة العضالت أو ضعفها ليست مقياسا ً ،وإنما أقول أن الرجل الرياضى أفضل
من غيره من الناحية الجنسية إذا توفرت له األسباب المتوفرة لغيرة ممن ال يمارسون رياضة ،سواء أكانت تلك
الرياضة عنيفة أم ال.
"المشعر حبيب الرحمن" ؟ ِ ـ هل حقا ً أن الرجل غزير الشعر أقوى جنسيا ً من غيره ،كما يقولون أن
ـ الجواب :هذا كالم غير صحيح ،وكم من رجل مشعر على غير ملة اإلسالم ،فهل يكون حبيبا ً للرحمن لكون فقط
"مشعر" .
ـ هل للعادة السرية أضراراً على العملية الجنسيةـ بعد الزواج ؟
ـ إن ممارسة العادة السرية عند بعض الشباب هى تخيل صور ومشاهد جنسية يعيشها الشخص بخياله بعيداً عن
الواقع ،وقد يندفع الشخص ويلهث وراء تلك التخيالت وينسى واقعه فيؤدى به إلى كثير من المشاكل ،سواء قبل
الزواج فيستغنى بالعادة السرية عن الزواج ،أو بعد الزواج فال يستطيع الجماع وال يستمتع به استمتاعه بممارسة
العادة السرية ،ومنهم من أراد أن يجامع أهله ذهب إلى "الحمام" لممارسة العادة ! بعد أو قبل الجماع ! وبعضهم
يذهب بعقله أثناء الجماع إلى تخيل نفس الصور التى كان يتخيلها وقت ممارسة العادة ،مما قد يوقعه فى "الزنا"
على قول بعض أهل العلم ،وقد ثبت علميا ً أن العادة السرية تؤدى إلى أمراض كثيرة قد ال يظهر أثرها إال بعد
الزواج ،منها :
موت الحيوانات المنوية عند الرجل أو أكثرها . ㅍ
أنها تسبب رعشة فى بعض األعضاء كالرجلين . ㅎ
أنها تؤثر فى الغدد المخية فتضعف القوة المدركة فتسبب قلة الفهَم ونسبة الذكاء . ㄱ
أنها :تورث ألما ً فى فقار الظهر ،وهو اللب الذى يخرج ماء الرجل . ㄴ
أنها تسبب انحناء فى الظهر . ㄷ
أنها تؤثر فى األعصاب عامة . ㄹ
أنها :تُحل ماء الرجل بعد أن كان ثخينا ً غليظا ً ،فيصبح رقيقا ً خاليا من الحيوانات المنوية . ㅁ
ويكفى هذا األمر فى اإلقالع عنها (طبياً) ،كما يسبب اإلفراط فى العادة السرية عند الرجل إلى سرعة القذف فى
بعض الحاالت ،وعدم انتصاب العضو كما ينبغى عن المعاشرة الجنسية وغير هذا الكثير .
ً
وقد ذهب كثير من أهل العلم إلى تحريم العادة السرية ويكفى هذا فى اإلقالع عنها (شرعا) .
ت أَ ْي َمانُهُ ْم فَإِنَّهُ ْم َغ ْي ُر َملُو ِمينَ فَ َم ِن ا ْبتَغَى
اج ِه ْم أَوْ َما َملَ َك ْ
ُوج ِه ْم َحافِظُونَ إِاَّل َعلَى أَ ْز َو ِ
(والَّ ِذينَ هُ ْم لِفُر ِ
ـ قال تعالى َ :
َو َراء َذلِكَ فَأُوْ لَئِكَ هُ ُم ْال َعا ُدونَ ) (المعارج )31-29 :أثنى تعالى على من حفظ فرجه فلم يقض وطره إال مع زوجته
أو ما ملكت يمينه (اإلماء) ،وحكم تعالى أن من ابتغى وراء ذلك فهو عا ٍد معت ٍد متع ٍد لحدود هللا تعالى ( َو َمن يَتَ َع َّد
ك هُ ُم الظَّالِ ُمونَ ) (البقرة . )229 : ُح ُدو َد هّللا ِ فَأُوْ لَـئِ َ
ـ روى عبد الرزاق عن سفيان الثورى عن عبد هللا بن عثمان عن مجاهد قال :سُئل ابن عمر عن االستمناء
فقال :ذلك نائك نفسه .
وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية :أما اإلستمناء باليد فهو حرام عند جمهور العلماء وهو أصح القولين فى مذهب
اإلمام أحمد وكذلك يعزر َمن فعله ،وفى القول اآلخر ـ عن اإلمام أحمد ـ هو مكروه غير محرم وأكثرهم ال يبيحونه
خوف العنت (. )1
ـ وقد تقدم قول الشافعى رحمه هللا تعالى .
ـ ويقول اإلمام القرطبى فى تفسيره (: )2
قال محمد بن عبد الحكم :سمعت حرملة بن عبد العزيز قال :سألت مالكا ً عن الرجل يجلد عميرة ( )3فتال هذه
(ال َعا ُدونَ ) وهذا ألنهم يكنون عن الذكر بعميرة ،وفيه يقول ُوج ِه ْم َحافِظُونَ ) إلى قوله ْ : (والَّ ِذينَ هُ ْم لِفُر ِ اآلية َ :
الشاعر :
( )1مجموع aالفتاوى (. )329\31
( )2تفسير القرطبى ( )105\12وانظر المغنى البن قدامة ،وتفسير أضواء البيان للشنقيطى (. )769\5
( )3أى عضوه .
93
فاجلد عميرة الداء وال حرج إذا حللت بواد ال أنيس به
ويسميه اهل العراق :االستمناء وهو استفعال من المنى ،وأحمد بن حنبل على ورعه يجوزه ويحتج بأنه إخراج
فضلة من البدن فجاز عند الحاجة أصله الفصد والحجامة ،وعامة العلماء على تحريمه .
وقال بعض العلماء :إنه كالفاعل بنفسه وهى معصية أحدثها الشيطان وأجراها بين الناس حتى صارت قيلة
وياليتها لم تقل ،ولو قام الدليل على جوازها لكان ذو المروءة يعرض عنها لدناءتها .
ـ فما هى كيفية العالج لمن ابتلى بهذا األمر ؟
ـ نقول له :طرق العالج كثيرة ،وكان هناك من يدمن تلك العادة السيئة ،وما كان أيسر إقالعه عنها بفضل هللا
تعالى وتيسيره ،وذلك لمن أخلص النية وطلب الرضوان ، aومن هذه الطرق :
ص ُن لِ ْلفَرْ ِ
ج َو َم ْن لَ ْم ص ِر َوأَحْ َب َم ِن ا ْستَطَا َع ْالبَا َءةَ فَ ْليَتَزَ َّوجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِ ْلبَ َ
-1الصيام :لقوله " : rيَا َم ْع َش َر ال َّشبَا ِ
صوْ ِم فَإِنَّهُ لَهُ ِو َجا ٌء" ( ، )1وال تستهن بالصيام ،فإن له تأثيراً عجيبا ً فى رفع تلك العادة ال يعلمه إال يَ ْستَ ِط ْع فَ َعلَ ْي ِه بِال َّ
من أخلص الصيام والدعاء والنية .
-2معرفة سوءها من اسمها (العادة السيئة) ! وال تحلف على تركها وال تنذر ،حتى يدخل عليك الشيطان إذا أنت
فعلتها مرة أخرى ،فيوسوس إليك بأن الحلف لم يأت بثمرة ،أو أن يوسوس إليك أنك تستهين بالحلف أو النذر ،
وأنه الطاقى لك على تركها رغم الحلف والنذر ،ثم يدخل إليك بوسوسته فتترك الصالة أو الصيام أو مصاحبة
الصالحين ،وأعلم أن الدنيا ساعة فاجعلها طاعة ،وما هى إال لحظة يعقبها فرح أو ترح .
-3تجنب الوحدة ،فمن شعر بالحاجة إلى ممارسة تلك العادة السيئة خرج إلى المسجد فجلس فيه حتى يهرب منه
شيطانه ،وهكذا حتى يضينه ،أو إلى صديق يجالسه .
-4دفع تلك الخواطر عن رأسه حتى ال تتحول الخطرات إلى أفكار ،ثم إرادات ،وذلك يتأتى بانشغال الفكر فى
عاقبة تلك العادة من سوء ،وأنها مجرد لحظات يشعر بعدها العبد بالندم ،ولو أنه تمهل وتماسك قليالً ما أقدم
عليها .
-5التقرب إلى هللا تعالى بالصالة وقراءة القرآن ،والدعاء برفع ذلك األمر عنه ،وما أسرع دعوة المكروب
المضطر إلى اإلجابة .
-6غض البصر :وتجنب المثيرات من المنظورة والمسموعة والمقروءة ،وأعلم أن غض البصر من أهم االسباب
التى تنأ بصاحبها عن الوقوع في الرذيلة ،فكلما عال البصر تعلق القلب بالمنظور وطلبه واشتهاه ،وإذا لم يجد إليه
سبيالً انصرف إلى ما هو دونه ،محاوالً استفراغ الطاقة ،والمرء ال يحتاج من الطريق إال بضعة خطوات أمام
قدميه ،ومن جعل له "ورداً" يقراءه في يومه وليلته ـ خاصة فى الطريق ـ انشغل به عن النظر ،وكان قلبه مشغوالً
بالخالق ،وأصبح المخلوق له ـ فى الطريق ـ أشباح ال يرى منها ما يتعلق به القلب ،وانصرف بفلبه إلى مراجعة ما
يحفظ من كتاب هللا تعالى ،أو اإلتيان بالورد واألذكار ،ولو تفكر العبد قليالً فيما يجنيه عليه بصره ،وما يفوته من
عتق الرقاب ومحو السيئات وتحصيل الحسنات ورفع الدرجات بالقرآن واألذكار لتنغصت عليه حياته وما تعلق قلبه
بغير هللا تعالى وذكره ومحاولة التقرب إليه تعالى .
-7ممارسة الرياضة ،و محاولة التقدم إلى أعلى مستواياتها ،ومعرفة أن تلك العادة تذهب بتعبك واجتهادك وتقف
حائالً بينك وبين وصولك إلى ما تريد مركز مرموق فى تلك الرياضة .
أحسن خاتمتنا . -8أعلم أن العبد يبعث على ما مات عليه ،فماذا لو أنك ِمتَ وأنت تفعل تلك الفعلة ؟! اللهم ِ
-9الثقة بالنفس :واعتزاز الشاب بنفسه وطلبه الوصول إلى أفضل المراتب وأعالها مما يؤهله إلى التعجيل
بالزواج واختيار االنسب له واألفضل لبناء أسرة اسالمية .
ـ وأعلم أخى أن أفضل من ممارسة تلك العادة هو الزواج والتعجيaل بaه ،وهaو أفضaل الطaرق إلشaباع تلaك الرغبaة
الكامنة وقتما تشاء ليالً أو نهاراً ،مرة أو أكثر ،ولك أن تتخيل أنك وقتما تريد ممارسة الجنس والجماع تستطيع هذا
وقتما تشاء ودون حرج ،بل ولك األجر فى هذا ،بينما هنaaاك من يريaaد إشaaباع غريزتaaه فيaaذهب إلى ممارسaaة العaaادة
وتخيaaل الصaaور المثaaيرة بينمaaا يسaaتطيع أن يمaaارس الجنس دون الحاجaaة إلى تخيaaل الصaaور المثaaيرة وإثaaارة نفسaaه
وأعضائه ،بل ومالمسة جسد المرأة ونكاحها ! أو يضطر إلى "خطف" فتاة من الطريق إلرواء لحظات تأتى بعدها
من هللا عليه بالزواج ليستغرب مثل تلك األفعال من الشباب الaaذين يلجئaaون إلى خطaaف الحسرة والندامة ،وكل رجل َّ
( )1أخرجه البخارى ( )1950\5ومسلم (. )1018\2
94
الفتيات من الطريق وانتهاك أعراضهن ـ والعياذ باهلل تعالى ـ لمجaaرد لحظaaات قليلaaة ،بينمaaا الطريaaق أمامaaه إلشaaباع
رغبته وقتما يريد بالزواج الذى شرعه هللا تعالى متنفسا ً لعباده ،ولك أن تتخيل شابا ً يجلس مaaع زوجتaaه وهaaو يشaaاهد
زميل له متهم بهتك عرض فتاة صغيرة أو كبيرة أو خطفها ،بينما هو يجلس يداعب ويالعب زوجته ،أو شaaابا ً يُتهم
فى الطريق أو وسائل المواصالت "بمزاحمة" الفتيات والنساء أو مالمستهن بغية اإلثارة ! بينما هناك من يعaaود إلى
بيته ليالمس ويداعب ويجامع زوجته ،فالزواج الزواج أخى .
ووهللا لو أنك دعوت هللا تعالى بنية خالصة وتضرع أن يكفيك شر فتن الطريق ،وأن َّ
يمن عليك بالزوجة
الصالحة لتعف نفسك عن الوقوع فيما يغضب هللا تعالى لرأيت من نعم هللا تعالى الكثير ،فقط عليك بتقوى هللا تعالى
ق هَّللا َ يَجْ َعل لَّهُ َم ْخ َرجًا َ ،ويَرْ ُز ْقهُ ِم ْن َحي ُ
ْث اَل يَحْ ت َِسبُ ) الطالق 2 :ـ . )3 (و َمن يَتَّ ِ
َ
وتقدم الحديث أن هللا تعالى فى عون طالب العفاف ،فقط ليرى هللا تعلى منك هذا ،وستضحك بعد الزواج من
كنت تأتى تلك األفعال الصبيانية ،وتع ِّرض نفسك لنظرات اإلتهام وما يتبع هذا . نفسك :كيف ً
ـ يقال إن ممارسة العادة السرية للرجل تؤدى إلى زيادة حجم العضو ،فهل هذا صحيح ؟
ـ الجواب :إن العضو الجنسى عند الرجل ال يمكن زيادة حجمه عما هو عليه ،وهذا تبرير فى غاية البعد عن
الحقيقة طبيا ً وعقليا ً ! .
ـ فهل من أضرار عند ممارسة الفتاة للعادة السرية ؟
ـ الجواب :نعم ،ففى ممارسة الفتاة أو المرأة للعادة السرية أضرار ما فى ممارسة الشاب أو الرجل لها ،وقد
تنزالق بعض الفتيات فى منزلق العادة السرية فال تشعر "باإلصبع أوغيره" إال وقد شق وفض بكارتها ! أو انشطار
"بعض األدوات الطرية" داخل رحمها مما يؤدى بها إلى إجراء عملية جراحية لها إلستخراجه ،أو التهاب الفرج
من احتكاك "بعض األدوات القطنية" ،أو جرح الفرج أو الدبر من جراء استعمال"بعض األدوات الخشنة" ! أو
تسلخ الجسم من استعمالها لبعض "الزيوت" ،وما تسببه هذه األدوات وغيرها من أذى للمهبل ،وأمراض كالسيالن
،كما يؤدى مداعبة الفتاة لصدرها عند ممارستها للعادة إلى ترهل الثدى .
ـ وهنا يجب أن ننبه إلى تلك العادة القبيحة التى استهوت بعض الفتيات وهى ممارسة "السحاق" تقليداً لبعض
الفنانات ! أو لما تسمعه أو حفاظا ً على "شرفها وعفتها" ! فتلجأ الفتاة إلى تلك العادة القبيحة التى أخذت فى االنتشار
بين علية القوم ،فالحذر الحذر أيتها الفتاة من مقاربة تلك العادة ،أو مجالسة من تمارسها فإن " َم ْن َس ِم َع بِال َّدجَّا ِل
فَ ْليَ ْنأ َ َع ْنهُ " .
ـ هناك من األزواج من يجامع أكثر من مرة فى كل مرة يأتى فيها أهله ،فهل هذا يؤثرـ على قوته الجنسيةـ ؟
ـ الجواب :من المقرر لدى أهل الطب أن الرجل إذا أراد الجماع فإنه ال يأتيه إال إذا شعر بالحاجة إليه ،وهنا تكون
خصية الرجل ممتلئة بالسائل المنوى ،مما قد يؤدى بالرجل إلى سرعة القذف فى بعض األحيان ،فيستفرغ أكثر
السائل المنوى ،فال يشعر الزوجان باالستمتاع ،مما يحدو بالكثير إلى معاودة الكرة مرة أخرى وثالثة ،وتكون
الخصية قد أفرغت أكثر ما فيها من السائل المنوى مما يؤدى إلى إطالة فترة الجماع فى المرة الثانية أو الثالثة ـ
وهناك من يزيد على هذا مما قد يؤدى إلى قذف "الدم" بدالً من السائل المنوى الذى أفرغته الخصية عن آخره ،
()1
فيصيب الرجل والمرأة بالمرض ،فليكن الرجل على حذر من معاودة الجماع فى المرة الواحدة أكثر من مرتين أو
ثالث ـ ولكن هناك من يتأخر فى القذف فى المرة الواحدة مما يُشعر الرجل والمرأة باالستمتاع بالجماع ،فإن شاء
عاود أو ترك .
ـ فما هى عدد مرات المعاشرة الزوجية التى ال تؤدى إلى ضعف الرجل جنسيا ً أو المرأة ؟
ـ تقدم أن اإلسالم هو دين الوسطية ،والوسطية فى مثل هذه األمور مطلوبة ،وعدد مرات المعاشرة الجنسية بين
األزواج ال تنحصر بعدد معين ،فبعض الرجال يجامع مرة أو أكثر فى كل يوم ،والبعض فى كل ثالثة أيام مرة ،
والبعض فى كل أسبوع مرة ،وغير هذا ،ويرجع هذا إلى الحالة النفسية للرجل وللمرأة معا ً ،واستعداد كل منهما
لهذه العملية ،وكذا تختلف النساء ،فالبعض منهن يشتهين هذا األمر مرة كل يوم ،والبعض كل ثالثة أيام ،وهكذا ،
فاألمر يختلف باختالف الناس وأحوالهم .
ـ ما هى مواصفات الرجل المحمود عند النساء عند أهل الباه فى كتب من سبق ؟
( )1وقد حدثنى أحدهم بهذا عن نفسه .
95
ـ قالوا " :إن الرجال والنساء على أصناف شتى ،فمنهم محمود ومنهم مذموم .
فأما المحمود من الرجال عند النساء فهو كبير المتاع ( ، )2الشديد ،القوى ،الغليظ ،البطئ الهراقة ،
()4 ()3
السريع اإلفاقة من ألم الشهوة ،وذلك مستحسن عند النساء من الرجال ،ألن النساء إنما يردن من الرجل عند
الجماع أن يكون وافر المتاع ،طويل االستمتاع ،خفيف الصدر ،ثقيل العجز ،بطئ الهراقة للماء ،سريع اإلفاقة ،
ويكون إيره مبلغا ً لقعر الفرج ،يسده سداً ويمده مداً ،فهذا محمود عند النساء ،قال الشاعر :
خصاالً ال تكون فى الرجال تدو ُم رأيت النساء يشتهين من الفتى
ووفـر متــاع فـى النكــاح يـدوم شبــاب ومـال وانفراد وصحـة
وصـدر خفيـف فـوقهــن يعــــومa ومـن بـعد ذا عجز ثقيل نزوله
أطـال أجـاد الفعــل فهـو يــدوم ويبطــئ إلهــراق ألنه كلمـا
ليأتـــــى بإكــرام عليــه يحـــوم ومــن بعد إهـراق يفيق معجالً
()1
ويكـون قــدره عنـدهــن عظيـــم فهذا الذى يُشفى النساء بنكحه
ـ فما المحمود من النساء عندهم ؟
ـ قالوا " :إن النساء على أصناف شتى ،فمنهن محمود ومنهن مذموم ،فأما المحمود من النساء عند الرجال
فهى :المرأة الكاملة القد ( ، )2العريضة ،خصيبة اللحم ،كحيلة الشعر ،واسعة الجبين ،زجة الحواجب ( ، )3واسعة
العيون فى كحلة ناصعة ،وبياض ناصح ،مفخمة الوجه ،أسيلة ( )4الخدين ،ظريفة األنف ،ضيقة الفم ،محمرة
الشفاة واللسان ،طيبة رائحة الفم واألنف ،طويلة الرقبة ،غليظة العنق ،عريضة األكتاف ،واسعة المحزم (، )5
كبيرة الترمتين ( ، )6عريضة الصدر ،واقفة النهد ،ممتلئ صدرها ونهدها لحما ً ،مقعدة البطن ،وسرتها واسعة
()1
غارقة ،عريضة العانة ،كبيرة الفرج ،ممتلئ لحما ً من العانة إلى الترمتين ،ضيقة الفرج ليس فيه ندوة ،
رطب َ ،سخون تكاد النار تخرج منه ،ليس فيه رائحة ،قديرة غليظة األفخاذ واألوراك ،ذات أرداف ثقال ،
وأعكان وخصر جيد ،ظريفة اليدين والرجلين ،عريضة الذراعين ،غليظة الزندين ،بعيدة المنكبين ،إن أقبلت
فتنت ،وإن أدبرت قتلت ،وإن جلست كالقبة المنصوبة ،وإن رقدت كالبند ( )2العالى ،وإن وقفت كالعالم ( ، )3قليلة
الضحك والكالم فى غير نفع ،ثقيلة الرجلين عن الدخول والخروج ولو لبيت الجيران ،قليلة الكالم معهم ،ال تعمل
من النساء صاحبة وال تطمئن ألحد وال تركن إال لزوجها ،وال تأكل من يد أحد إال من يد زوجها وقرابتها إن كان
لها قرابة ،وال تخون فى شئ وال تغدر وال تستر على حرام ،إن دعاها زوجها للفراش طاوعته وسبقته إليه ،تعينه
على كل حال من األحوال ،قليلة الشكاية والنكاية ،ال تضحك وال ينشرح خاطرها إال إذا رأت زوجها ،وال تجود
بنفسها إال على زوجها ولو قُتلت صبراً" (. )4
ـ وقيل :ومما يستحسن فى المرأة طول أربعة وهن أطرافها وقامتها وشعرها وعنقها .
ـ وقصر أربعة يدها ورجلها ولسانها وعينها فال تبذل ما فى بيت زوجها وال تخرج من بيتها وال تستطيل بلسانها وال
تطمح بعينها .
ـ وبياض أربعة لونها وفرقها وثغرها وبياض عينها .
ـ وسواد أربعة أهدابها وحاجبها وعينها وشعرها .
ـ وحمرة أربعة لسانها وخدها وشفتها وإشراب بياضها بحمرة ودقة أربعة أنفها وبنانها وخصرها وحاجبها .
وقال صالح بن حسان يوما ً ألصحابه :هل تعرفون بيتا ً من الغزل فى امرأة خفرة ؟ قلنا :نعم ،بيت لحاتم فى
زوجته ماوية :
إذا هى يوما ً حاولت أن تبسما يضئ لها البيت الظليل خصاصه
قال ما صنعتم شيئا ً ،قلنا :فبيت األعشى :
مـر السحابـة ال ريث وال عجل كأن مشيتها مـن بيــت جارتها
قال :جعلها تدخل وتخرج ،قلنا :يا أبا محمد فأى بيت هو ؟ قال :قول أبى قيس بن األسلت :
وتعتـل عـن إتيـانهــن فتعــذر ويكرمهـا جاراتهـا فيـزرنهــا
قلت :وأحسن من هذا كله ما قاله إبراهيم بن محمد الملقب بنفطويه رحمه هللا :
إذا نمـت يغشى مضجعى ووسادى وخبــرها الواشون أن خيالهـا
تعيرنـى غضبـى بطـول رقــــادى فخفرها فـرط الحياء فأرسلت
()2
ومما يستحسن فى المرأة :رقة أديمها ونعومة ملمسه ،كما قال قيس بن ذريح :
ومن بعد ما كنا نطافا وفى المهد تعلق روحى روحها قبل خلقنا
فليــس وإن متنا بمنفصم العهـد فــزاد كمــا زدنـا فأصبـح ناميـا ً
ومؤنسنا فـى ظلمة القبـر واللحـد ولكنــه بــاق علـى كـل حـادث
إذا اغتسلت بالماء من رقة الجلد يكاد مسيل الماء يخدش جلدها
قلت :ومن المبالغة فى معنى البيت األخير قول أبى نواس :
وفيــه مكـان الوهم من نظرى أثر توهمــه قلبــى فأصبــح خــده
ولـم أر جسما ً قـط يجرحه الفكر ومــر بقلبــى خـاطــر فجرحته
()1
فمـن غمـز كفـى فى أنامله عقر وصافحــه كفــى فـآلــم كفــه
ـ فما المكروه من الرجال عند أهل الباه ؟
ـ الجواب :قالوا " :إن المكروه من الرجال عند النساء هو الذى يكون رث الحالة ،قبيح المنظر ،صغير الذكر ،
فيه رخو ،ويكون رقيقا ً ،وإن أتى إلى امرأة ال يعرف لها بقدر ،وال بحظ ،يصعد على صدرها من غير مالعبة
وال بوس وال تعنيق وال عضّ ،ثم يولج فيها الذكر المرخى بعد مشقة وتعب ،فيهزه هزة أو هزتين ،فينزل من
على صدرها بجهده ،فيلقى نزوله أكثر من عمله ،ثم يجمد ذكره ويقوم .
كما قال بعضهم :يكون سريع الهراقة ،بطئ االفاقة من ألم الشهوة ،صغير الذكر ،ثقيل الصدر ،خفيف
العجز :فهذا ال خير للمرأة فيه (. )2
ـ فما المكروه من النساء عندهم ؟
()3
ـ الجواب :قالوا " :إن المكروه المبغوض من النساء عند الرجال :المرأة السمجة ،قليلة السر ،مكركدة الشعر ،
خارجة الجبهة ،ضيقة العينين ،مع رطبة ،كبيرة األنف ،زرقة الشفتين ،واسعة الفم ،مكرمسة الخدين ،مفترقة
األسنان ،زرقة الغبَة ( ، )1نابتة الذقن ،رقيقة الرقبة بعروق خارجين فيها ،قليلة عرض األكتاف ،قليلة عرض
الصدر ،لها ثديان كالجلود الطوال ،ولها بطن كالحوض الفارغ ،وصرة طالعة كالجوزة ،وضلوع نائتين
101
وتزوج زهير بن مسكين الفهرى جارية ولم يكن عنده ما يرضيها به ،فلما أمكنته من نفسها لم تر عنده ما
ترضى به فذهبت ولم تعد ،فقال فى ذلك أشعاراً كثيرة منها :
كفاك أما شئ لديك سوى القبل تقــول وقــد قبَّلتها ألــفَ قبلة
فقلت لها حب على القلب حفظه وطـول بكاء تستفيض لـه المقل
من الحب فى قول يخالفه الفعل فقالت لعمر هللا مـا لــذة الفتـى
وقال آخر :
فقـالـــت حبـلنــا حبــل انقطــاع رأت حبـــى سعـاد بـال جماع
متــاع منــك يـدخــل فــى متاعى ولســت أريــد حبــا ً ليس فيه
لمـــا أرضيــت aإال بالجــمــــاع فلــو قبـلتنـــى ألفــا ً وألفــا ً
يـرى المحبــوب كالشــئ المضاع إذا ما الصب لم يك ذا جماع
وداعيــة ألهــل العشـــق داعـــى جمــاع الصـب غـاية كل أنثى
فإنــك بعــد هــذا لــن تـراعـــى فقلــت لهــا وقــد ولت تعالى
خلــى عــن جمـاعــك لـن تطاعـى وإنــك لــو سـألــت بقاء يوم
وال أهـــالً بــذى الخنــع اليـــراع فقـالـــت مـرحبــا ً بفتـى كريم
يُــرى فــى البيــت مـن سقط المتاع إذا مـا البعـل لـم يك ذا جماع
وقال آخر :
فكم زورة منــى قصدتك خاليا ً ولمــا شكوت الحب قالت كذبتنى
قعدت وحاجات الفؤاد كما هيا فمــا حــل فيهـا مـن إزار للـــذة
ويرجـع بعد الورد ظمآن صاديا ً وهــل راحــة للمـرء فى ورد منهل
وقال العباس بن األحنف :
وصالً يجل على كل اللذاذات يصف وصل لمعشوقين لــم يذقا ْ لم
وقال هدبة بن الخشرم :
نفــث الرقــى وعقدك التمائما وهللا مــا يشـفى الفـؤاد الهائمـا
وال اللــزام دون أن تفــاعــما وال الحديــث دون أن تـالزمــا
وتعلــو القـوائـــ ُم القـوائمـــاa وال الفعــام دون أن تفــاقمـــا
وقال آخر :
فــى نظــرة قضـــت الـوطــــر قـــوال لعــاتـكــــة aالتـــى
وال أريــــــدك aللنــظــــــــرa إنـــى أريــدك للنــكــــاح
لقنـعـــت عنـــها بالقمــــــرa لــو كــان هــذا مقــنعـــىa
وقال آخر :
ووضــع للبطون علــى البطون دواء الحــب تقبيــل وشــم
وأخـذ بالمناكــب والقــــرون ورهــز تــذرف العينــان منـه
وقالت امرأة وقد طُلِبت منها المحادثة :
بشـــم
ٍ بتقبيــــل وال
ٍ وال ليــس بهــذا أمـرتنــى aأمـى
يسقـط منه خاتمى فى كمى لكــن جماعـا ً قد يسلى همى ْ
وقد كشف الشاعر سبب ذلك حيث يقول :
أجــدى وزادت لوعة وغرام لـو ضـم صـبٌ إلفه ! ألفا ً لما
فتألفـت مــن بعدها األجسام أرواحهم مــن قبـل ذاك تألفت
وقال المؤلف :
وقلت لــه أشكو إلـى الشيخ حاليا سألت فقيــه الحب عن علة الهوى
بأحشاء مــن تهوى إذا كنت خاليا فقال دواء الحب أن تلصق الحشا
وتلثمـــه حتــى يــرى لــك ناهيـا وتتحــدا مــن بعــد ذاك تعـانقـا
102
علــى األمـن مـا دام الحبيب مؤاتيا فتقضـى حـاجــات الفـؤاد بأسرها
وصــال بــه الرحمــن تلقــاه راضيا ً إذا كـان هـذا فـي حــال ٍل فحبذا
عــذاب بــه تلقــى العنــا والمكاويا وإن كــان هــذا فــى حـرام فإنه
قال هؤالء :وال يستحكم الحب إال بعد أن يشق الرجل رداءه وتشق المرأة المعشوقة برقعها كما قال الشاعر :
دواليــك حتــى كلنـا غير النس إذا شــق بــرد شــق بالبرد برقـع
فكــم قــد شققنا مـن رداء محبر ومــن برقــع عن طفلة غير عانس
ولما بلغ بعض الظرفاء قول المأمون :ما الحب إال قبلة ،األبيات ،قال :كذب المأمون ،ثم قال :
فـــــوا ويــــالً إذا فـــــرخ وبــاض الحــــب فـــى قلبـــى
إذا لـــم أكنــــس البــربـــخa ومـــــا ينفعنــــــى حبــــــى
خــرجيـــه علــى المطبـــــخa وإن لــــــم aيضـــــع األصلــع
وقال ابن الرومى :
أعانقـــها والنفـــس aبعـد مشوقة إليهــا وهــل بعد العناق تدانى
فيشتـــد مــا ألقـى من الهيمان وألثــم فاهــا كـى تـزول صبابتى !
ليشفيـــه مــا تـرشـــف الشفتان ولم يـك مقدار الذي بى من الجوى
سـوى أن أرى الروحيـن تمتزجان كـأن فؤادى ليــس يشفــى غليلــه
ـ ورأت طائفة أن الجماع يفسد العشق ويبطله أو يضعفه واحتجت بأمور منها :أن الجماع هو الغاية التي تطلب
بالعشق فما دام العاشق طالبا ً فعشقه ثابت ،فإذا وصل إلى الغاية قضى وطره وبردت حرارة طلبه وطفئت نار
عشقه ،قالوا :وهذا شأن كل طالب لشيء إذا ظفر به ،كالظمآن إذا روى والجائع إذا شبع ،فال معنى للطلب بعد
الظفر ،ومنها :أن سبب العشق فكرى وكلما قوى الفكر زاد العشق ،وبعد الوصول ال يبقى الفكر ،ومنها :أنه قبل
الظفر ممنوع والنفس مولعة بحب ما منعت منه كما قال :
وزادنــى كلفــا ً فــى الحــب أن منعت أحــب شــئ إلـى اإلنسان مـا منعا
103
وسئل أعرابى عن ذلك فقال :مص الريق ولثم الشفة واألخذ من أطايب الحديث ،فكيف هو فيكم أيها الحضرى ؟
فقال :العفس الشديد والجمع بين الركبة والوريد ،ورهز يوقظ النائم ويشفى القلب الهائم ،فقال :باهلل ما يفعل هذا
العدو الشديد ،فكيف الحبيب الودود .
والمقصود :أن هذه الفرقة رأت أن الجماع يفسد العشق ،فغارت عليه مما يفسده وإن لم تتركه ديانة ،ويحكى أن
رجالً عشق امرأة فقالت له يوما ً :أنت صحيح الحب غير سقيمه ،وكانوا يسمون الحب على الخنا الحب السقيم ،
فقال :نعم ،فقالت :اذهب بنا إلى المنزل ،فما هو إال أن حصلت فى منزله فلم يكن له همة غير جماعها ،فقالت له
وهو كذلك :
أسرفت فى وطئنا والوطء مقطعة فارفق بنفسك إن الرفق محمود
فقال لها وهو على حاله :
لو لم أطأك لما دامت محبتنا لكن فعلى هــذا فعــل مجهود
فنفرت من تحته وقالت :يا خبيث أراك خالف ما قلت من صحة الحب ،ولم تجعل جماعى إال سببا ً لذهاب
سقف أبداً
ٌ حبك ،وهللا ال ضمنى وإياك
ـ وفصل الخطاب بين الفريقين أن الجماع الحرام يفسد الحب وال بد أن تنتهي المحبة بينهما إلى المعاداة والتباغض
والقلى كما هو مشاهد بالعيان ،فكل محبة لغير هللا آخرها قلى وبغض فكيف إذا قارنها ما هو من أكبر الكبائر"(. )1
ـ فماذا للرجل من زوجته وهو صائم ؟
ـ للرجل من زوجته وهو صائم :القبلة ،وهذا ال ينقض الوضوء aكما يظن الكثير ،فقد صح عن أم المؤمنين
عائشة ـ رضى هللا عنها ـ أنها قالت " :قبَّل رسول هللا rبعض نسائه ،ثم خرج إلى المصلى ولم يتوضأ" (. )1
ـ هذا لمن يملك نفسه ـ فال يتجاوز القبلة ،وأما من ال يملك نفسه فليس له ذلك حتى ال يفسد على نفسه صيامه .
ـ فماذا على من وقع على أهله فى نهار رمضان ؟
ُ
وقعت على ُ
هلكت ،قال :وما أهلكك ؟ قال : ـ عليه الكفارة ،فقد جاء رجل إلى النبى rفقال :يا رسول هللا :
أهلى ،وأنا صائم ،فقال رسول هللا : rهل تجد رقبة تعتقها ؟ قال :ال ،قال ،فهل تستطيع أن تصوم شهرين
متتابعين ؟ قال :ال ،قال :هل تجد إطعام ستين مسكينا ً ؟ قال :ال ،قال :فاجلس ،قال روى الحديث :فينما نحن
على ذلك إذا أتى rبعرق فيه تمر ،فقال :أين السائل؟ قال :أنا ،قال :خذ هذا فتصدق به ،قال :أعلى األرض
أفقر منى ؟ فوهللا ما بين البتيها أهل بيت أفقر منا ،فضحك رسول هللا rوقال :أطعمه أهلك" (. )2
ـ هل الزواج هو السهم القاتل للحب ؟
ـ نعم ! عند من يرى األعراض مباحة مستباحة للجميع ،الكل يرتع فيها ،والكل يأخذ منها ،أما عند أصحاب
الدين فالزواج هو "اإلكليل" الذى يتوج الحب ويكلله .
( )1انظر :تفسير الطبرى والرازى والخازن والنسفى وروح المعانى وغيرها من كتب التفسير .
( )1حسن :أخرجه أحمد ( )170،172،173\4والبيهقى aفى الدالئل ( )22،23\6والحاكم ( )617\2وغيرهم ،وانظر :مجموع الفتاوى لشيخ اإلسالم ابن تيمية ()56\19( )284\11
وزاد المعاد (. )84\3
106
فالسِّحر ال يضر وال ينفع ـ كغيره من األسباب ـ إال بإذن هللا تعالى ،فليكن هذا منك على بال .
وكما ورد الحديث عن السِّحر والسحرة فى كتاب هللا تعالى ،جاءت السنة النبوية الشريفة لتبين أن من أتى
ساحراً أو كاهنا ً أو عرافا ً فقد كفر ،وفى رواية :فقد أشرك .
وعليه فكل من أتى دجاالً أو عرافا ً أو كاهنا ً أو ساحراً فيخشى عليه أن يدخل تحت نطاق الحديث السابق ،وليكن
هذا أيضا ً منك على بال (. )1
سحر :ـ أنواع ال ِّ
ومن أنواع السِّحر :سِّحر التفريق :وقد بينه القرآن فى قوله تعالى ( :فَيَتَ َعلَّ ُمونَ ِم ْنهُ َما َما يُفَ ِّرقُونَ بِ ِه بَ ْينَ ْال َمرْ ِء
َوزَ وْ ِج ِه) (البقرة )102 :فيخيل إلى المسحور ـ رجالً كان أم امرأة ـ أن وجه زوجته ـ أو مخطوبته ـ كأنه ثعبان أو
قرد أو نحو هذا ،فينفر منها ،كما تكثر الخالفات الزوجية فى البيت على خالف المعهود ،أو نفرة الرجل أو
المرأة من البيت والشعور بالضيق كلما كانا ـ الرجل أو المرأة ـ فيه ،والشعور بالراحة كلما خرجا منه أو ذهبا إلى
أى مكان آخر .
منظر قبيح ،مما يؤدى ٍ ـ ويرجع هذا إلى تمثل الجنى على وجه الرجل أو المرأة على هيئة ثعبان أو قرد أو أى
إلى النفور واالبتعاد .
ـ سِّحر الربط :وهو ما يصيب الرجل عند الجماع ،فال يتم انتصاب العضو الذكرى للرجل عند الجماع ،وكلما
كان الرجل بعيداً عن زوجته يشعر باالرتياح والحاجة إلى الجماع ،فإذا أراد الجماع وبدأ العضو فى االنتصاب ،
أصاب العضو حالة من الضعف و "االرتخاء" مما يصيب الرجل بحالة نفسية سيئة .
ومر ُّد هذا إلى السِّحر والجان الموكل بالعمل ،الذى يُمسك ويضغط على المركز العصبى بالمخ والذى يمد الجسد
باإلشارة التى يتم بها دفع الدم إلى العضو لتتم عملية االنتصاب ،كما يكون أيضا ً فى بعض حاالت الشلل النصفى أو
الكلى ،أو فقد اإلبصار الوقتى .
ـ وكذا يأتى الجنى المرأة في ُس ّد "فرْ جها"وهو سِّحر التغوير ،فيأتى الرجل زوجته ليلة البناء "الزفاف" فيجدها
كالثيب ،فال يجد غشاء البكارة ،وهو ما يسمى بسِّحر التغوير ،مما يجعل للشيطان منفذاً إلى نفسه .
شخص بعينه ،قد يكون خطيبا ً أو زوجا ً أو ٍ ميل إلى
ـ سِّحر الجلب والمحبة :وهو ما يظهر على المريض من ٍ
غير ذلك ،وكذا للرجل أن يجد نفسه يميل إلى "فالنة " بعينها ،حتى تجده يترك عمله ليسافر إليها ـ على بُعد
المسافة ـ أو كثير االشتياق إليها على غير المعهود ،والتودد إليها وطلب وصالها وإن كان حراما ً ،والتقرب إليها
بشتي الطرق والوسائل على غير المألوف والمعهود .
ـ كيف يعمل الساحر :يقوم الساحر أو الدجال بقراءة بعض الطالسم ـ وقد يقرأ بعض اآليات بطريقة معينة ـ على
بعض الماء ليشربه المراد عمل السِّحر له ،أو بعض الطعام ليأكله ،أو على قطعة من "أثر" أو بعض التراب ،أو
بعض البخور ،وغير هذا كثير .
ـ ثم يأخذ "الزبون" هذا "العمل" aويضعه فى المكان الذى أعلمه الساحر به ،أو يرشه على باب "بيت" أو "شقة
المطلوب" عمل السحر له ،حتى إذا شربه أو أكله أو م ّر "خطى" يبدأ السحر فى العمل .
ويكون هذا عن طريق توكيل الساحر لبعض الجن بالعمل كخدام له ،فإذا رُش الماء مثالً على "عتبة" الباب
جلس الجن الموكل بالسِّحر بجوار ذلك العمل ـ وكثيراً ما يكون الجن الموكل بالسِّحر أربعة أو ستة أو أضعاف هذا
العدد ( ، )1فإذا م َّر المطلوب على العمل انتفض الجن الموكل بالسِّحر "ليلبس" جسد المسحور ثم تبدأ األعراض فى
الظهور .
ً ً
ـ ومن األعراض التى تظهر على المسحور :أن يرى فى منامه أحالما مفزعة ،كأن يرى ثعبانا يلدغه ،أو
عال ،أو يرى ثعابين كثيرة أو قروداً ،أو يرى فى منامه أماكن النجاسات وال ِخرب ( )2أو يوشك أن يقع من مكان ٍ
المقابر ونحو هذا .
ك َوبِاآْل ِخ َر ِة هُ ْم يُوقِنُونَ (( ))4البقرة . )4-1 : َوالَّ ِذينَ ي ُْؤ ِمنُونَ بِ َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْيكَ َو َما أُ ْن ِز َل ِم ْن قَ ْبلِ َ
ار َو ْالفُ ْل ِ
ك ف اللَّ ْي ِل َوالنَّهَ ِ اختِاَل ِ ض َو ْ ت َواأْل َرْ ِ اوا ِ ق ال َّس َم َ إِ َّن فى خ َْل ِ
()163
َّحي ُم ان الر ِ (وإِلَهُ ُك ْم إِلَهٌ َوا ِح ٌد اَل إِلَهَ إِاَّل هُ َو الرَّحْ َم ُ ـ َ
َّ
ض بَ ْع َد َموْ تِهَا َوبَث فِيهَا ِم ْن ُكلِّ َ َ
اس َو َما أن َز َل ُ ِم ْن ال َّس َما ِء ِم ْن َما ٍء فَأحْ يَا بِ ِه اأْل رْ َ هَّللا َ ْ
التى تَجْ ِري فى البَحْ ِر بِ َما يَنفَ ُع النَّ َ
ت لِقَوْ ٍم يَ ْعقِلُونَ ض آَل يَا ٍ ب ْال ُم َس َّخ ِر بَ ْينَ ال َّس َما ِء َواأْل َرْ ِ
()164
) (البقرة . )164-163 : اح َوالس ََّحا ِ يف ال ِّريَ ِ دَابَّ ٍة َوتَصْ ِر ِ
ْ
ض َم ْن َذا الذى يَ ْشفَ ُع ِع ْن َدهُ إِاَّل ت َو َما فى اأْل َرْ ِ ـ (هَّللا ُ اَل إِلَهَ إِاَّل هُ َو ْال َح ُّي ْالقَيُّو ُم اَل تَأ ُخ ُذهُ ِسنَةٌ َواَل نَوْ ٌم لَهُ َما فى ال َّس َما َوا ِ
ض َواَل ت َواأْل َرْ َ بِإ ِ ْذنِ ِه يَ ْعلَ ُم َما بَ ْينَ أَ ْي ِدي ِه ْم َو َما خ َْلفَهُ ْم َواَل ي ُِحيطُونَ بِشئ ِم ْن ِع ْل ِم ِه إِاَّل بِ َما َشا َء َو ِس َع ُكرْ ِسيُّهُ ال َّس َما َوا ِ
يَئُو ُدهُ ِح ْفظُهُ َما َوهُ َو ْالعلى ْال َع ِظي ُم(( ))255البقرة . )255 :
ق بَ ْينَ أَ َح ٍد ِم ْن ُر ُسلِ ِه ون ُكلٌّ آ َمنَ بِاهَّلل ِ َو َماَل ئِ َكتِ ِه َو ُكتُبِ ِه َو ُر ُسلِ ِه اَل نُفَ ِّر ُ نز َل إِلَ ْي ِه ِم ْن َربِّ ِه َو ْال ُم ْؤ ِمنُ َa ُ
ـ (آ َمنَ ال َّرسُو ُل بِ َما أ ِ
ت ت َو َعلَ ْيهَا َما ا ْكتَ َسبَ ْ ف هَّللا ُ نَ ْفسًا إِاَّل ُو ْس َعهَا لَهَا َما َك َسبَ ْ صي ُر ( )285اَل يُ َكلِّ ُ ك َربَّنَا َوإِلَ ْيكَ ْال َم ِ َوقَالُوا َس ِم ْعنَا َوأَطَ ْعنَا ُغ ْف َرانَ َ
َربَّنَا اَل تُؤَ ا ِخ ْذنَا إِ ْن نَ ِسينَا أَوْ أَ ْخطَأْنَا َربَّنَا َواَل تَحْ ِملْ َعلَ ْينَا إِصْ رًا َك َما َح َم ْلتَهُ َعلَى الَّ ِذينَ ِم ْن قَ ْبلِنَا َربَّنَا َواَل تُ َح ِّم ْلنَا َما اَل
ف َعنَّا َوا ْغفِرْ لَنَا َوارْ َح ْمنَاأَ ْنتَ َموْ اَل نَا فَانصُرْ نَا َعلَى ْالقَوْ ِم ْال َكافِ ِرينَ (( ))286البقرة . )286 - 285 : طَاقَةَ لَنَا بِ ِه َوا ْع ُ
ـ ( َش ِه َد هَّللا ُ أَنَّهُ اَل إِلَهَ إِاَّل هُ َو َو ْال َماَل ئِ َكةُ َوأُوْ لُوا ْال ِع ْل ِم قَائِ ًما بِ ْالقِ ْس ِط اَل إِلَهَ إِاَّل هُ َو ْال َع ِزي ُز ْال َح ِكي ُم(( ))18آل عمران . )18 :
طلُبُهُ َحثِيثًا ش يُ ْغ ِشي اللَّ ْي َل النَّهَا َر يَ ْ ض فى ِستَّ ِة أَي ٍَّام ثُ َّم ا ْستَ َوى َعلَى ْال َعرْ ِ ت َواأْل َرْ َ اوا ِ ق ال َّس َم َ ـ (إِ َّن َربَّ ُك ْم هَّللا ُ الذى َخلَ َ
ك هَّللا ُ َربُّ ْال َعالَ ِمينَ ) (األعراف . )54 : ق َواأْل َ ْم ُر تَبَ َ
ار َ ت بِأ َ ْم ِر ِه أَاَل لَهُ ْال ْ
خَل ُ س َو ْالقَ َم َر َوالنُّجُو َم ُم َس َّخ َرا ٍ َوال َّش ْم َ
()116
ش ْال َك ِر ِيم ق اَل إِلَهَ إِاَّل هُ َو َربُّ ْال َعرْ ِ ك ْال َح ُّ ـ (أَفَ َح ِس ْبتُ ْم أَنَّ َما خَ لَ ْقنَا ُك ْم َعبَثًا َوأَنَّ ُك ْم إِلَ ْينَا اَل تُرْ َجعُونَ ( )115فَتَ َعالَى هَّللا ُ ْال َملِ ُ
ع َم َع هَّللا ِ إِلَهًا آ َخ َر اَل بُرْ هَانَ لَهُ بِ ِه فَإِنَّ َما ِح َسابُهُ ِع ْن َد َربِّ ِه إِنَّهُ اَل يُ ْفلِ ُح ْال َكافِرُونَ (َ )117وقُلْ َربِّ ا ْغفِرْ َوارْ َح ْم َو َم ْن يَ ْد ُ
َّاح ِمينَ ) (المؤمنون. )118 - 115 : a َوأَ ْنتَ خَ ْي ُر الر ِ
ض َو َما بَ ْينَهُ َما ت َواأْل َرْ ِ اوا ِ َربُّ ال َّس َم َ
()4
ت ِذ ْكرًا ( )3إِ َّن إِلَهَ ُك ْم لَ َوا ِح ٌد ت زَ جْ رًا ( )2فَالتَّالِيَا ِ صفًّا ( )1فَال َّزا ِج َرا ِ ت َ (والصَّافَّا ِ ـ َ
ار ٍد اَل يَ َّس َّمعُونَ إِلَى ْال َمإَل ِ َو ِح ْفظًا ِم ْن ُك ِّل َش ْيطَا ٍن َم ِ ق إِنَّا َزيَّنَّا ال َّس َما َء ال ُّد ْنيَا بِ ِزينَ ٍة ْال َك َوا ِك ِ َو َربُّ ْال َم َش ِ
) 7 ( ) 6 ( ) 5 (
ب ار ِ
طفَةَ فَأ َ ْتبَ َعهُ ِشهَابٌ ثَاقِبٌ ) اصبٌ ( )9إِاَّل َم ْن َخ ِطفَ ْال َخ ْ ب (ُ )8دحُورًا َولَهُ ْم َع َذابٌ َو ِ اأْل َ ْعلَى َويُ ْق َذفُونَ ِم ْن ُكلِّ َجانِ ٍ
(الصافات . )10-1 :
اس لَ َعلَّهُ ْم يَتَفَ َّكرُونَ ك اأْل َ ْمثَا ُل نَضْ ِربُهَا لِلنَّ ِ َص ِّدعًا ِم ْن خَ ْشيَ ِة هَّللا ِ َوتِ ْل َ زَلنَا هَ َذا ْالقُرْ آنَ َعلَى َجبَ ٍل لَ َرأَ ْيتَهُ خ ِ ـ (لَوْ أَ ْن ْ
(
َاشعًا ُمت َ
ك ْالقُ ُّدوسُ ان ال َّر ِحي ُم ( )22هُ َو هَّللا ُ الذى اَل إِلَهَ إِاَّل هُ َو ْال َملِ ُ ب َوال َّشهَا َد ِة هُ َو الرَّحْ َم ُ )21هُ َو هَّللا ُ الذى اَل إِلَهَ إِاَّل هُ َو عَالِ ُم ْال َغ ْي ِ
ص ِّو ُر لَهُئ ْال ُم َ ار ُق ْالبَ ِ ال َّساَل ُم ْال ُم ْؤ ِم ُن ْال ُمهَ ْي ِم ُن ْال َع ِزي ُز ْال َجبَّا ُر ْال ُمتَ َكبِّ ُر ُسب َْحانَ هَّللا ِ َع َّما يُ ْش ِر ُكونَ ( )23هُ َو هَّللا ُ ْال َخالِ ُ
ض َوهُ َو ْال َع ِزي ُز ْال َح ِكي ُم) (الحشر . )24 - 21 : ت َواأْل َرْ ِ اأْل َ ْس َما ُء ْال ُح ْسنَى يُ َسبِّ ُح لَهُ َما فى ال َّس َما َوا ِ
احبَةً َواَل َولَدًا) (الجن . )3 : ص ِ (وأَنَّهُ تَ َعالَى َج ُّد َربِّنَا َما اتَّخَ َذ َ ـ َ
َولَ ْم يَ ُك ْن لَهُ ُكفُ ًوا أَ َح ٌد) (اإلخالص) . ) 3 (
ص َم ُد لَ ْم يَلِ ْد َولَ ْم يُولَ ْد )2 (
ـ (قُلْ هُ َو هَّللا ُ أَ َح ٌد هَّللا ُ ال َّ
)1 (
( )3يغلط البعض فيقول عنها آيات السِّحر ! كما يغلط عندما يريد االستشهاد بآية ما فيقول :قال هللا تعالى :أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم …:ثم يقرأ اآلية ! وهذا خطأ يقع فيه بعض
الخطباء والوعاظ ،وهللا تعالى ال يستعيذ من الشيطان ،فلزم التنبيه .
( )1فإنما األعمال بالنيات كما أخبر سيد ولد آدم محمد . r
108
ت فى ْال ُعقَ ِد (َ )4و ِم ْن َشرِّ ب (َ )3و ِم ْن َش ِّر النَّفَّاثَا ِ ق إِ َذا َوقَ َ َو ِم ْن َشرِّ غَا ِس ٍ
َ ()2
ق (ِ )1م ْن َشرِّ َما خَ ل َ
ق ـ (قُلْ أَ ُعو ُذ بِ َربِّ ْالفَلَ ِ
َحا ِس ٍد إِ َذا َح َسدَ) (الفلق). a
ور النَّ ِ ص ُد ِ اس ْال َخنَّ ِ ِم ْن َشرِّ ْال َو ْس َو ِ اس إِلَ ِه النَّ ِ ك النَّ ِ ـ (قُلْ أَ ُعو ُذ بِ َربِّ النَّ ِ
( )4 ( )3 ( )2 (
اس اس الذى يُ َوس ِْوسُ فى ُ اس اس ( َملِ ِ )1
ـ ويمكن للقارئ أن يقرأ أيضا ً اآليات التالية وهى التى تتحدث عن العذاب والنار ،وهى مما ثبت أنها تعذب
الجنى جداً ،وتعجل بخروجه وهروبه من جسد المريض إن شاء هللا تعالى ،وهى :
ـ واآليــات :
النساء ، )173-167( :المائدة ، )34-33( :األنفال ، )12( :الحجر ، )18-16( :اإلسراء ، )111 – 110( :
األنبياء ، )70( :الحج ، )20-19( :النور ، )35( :الفرقان ، )23( :الصافات ، )88( :غافر ، )78( :فصلت :
( ، )42الدخان ، )50-43( :األحقاف ، )34-29( :الزلزلة ،العصر ،البروج ،الطارق ،الكافرون .
ـ وآيات الشفاء :
الست :التوبة ، )14( :يونس ، )57( :النحل ، )69( :اإلسراء ، )82( :الشعراء ، )80( :فصلت . )44( :
ـ على أن يراعى كما تقدم استحضار نية الشفاء وطرد الجن من جسد المريض ـ كما تقدم ـ هذا وال يتعجل
المريض الشفاء ،فإنما هو األخذ باألسباب وهللا تعالى هو الشافى .
ـ ثم يشرب منه المريض ويغتسل به ـ فى أى حجرة من حجرات البيت ـ وال يغتسل بهذا الماء الذى قُرأ عليه
القرآن فى "الحمام" أو يرمى به فيه -وما ينزل من المريض من ماء االغتسال فى "طبق بالستيك أو طشت" يسقى
به شجرة ،أو "يرشه" فى أرجاء البيت طرداً ألى جنى قد يكون ساكنا ً للبيت .
ـ وكيفيته :أن يأخذ من الماء ـ الذى قُرأ عليه آيات الرقية أو آيات الرقية وآيات فك السِّحر ـ بكوب صغير ثم
يرش كل ركن من أركان البيت ببعضه ،وقبل أن يرش يسمي هللا تعالى تنبيها ً للجن المسلم ـ ع َّمار البيت ـ حتى ال
يؤذيهم ،وكذا فى كل ركن من أركان البيت ،حتى المطبخ ،إال الحمام لِما تقدم من أنه مكان نجس وال يجوز إلقاء
هذا الماء فيه .
وعند شرب المريض لهذا الماء قد يصاحبه نوع من القئ خاصة إذا كان "العمل مشروبا ً إذا أكثر المريض من
شرب هذا الماء ،وقد يخرج "العمل" aمع القئ فيبطل السِّحر بإذن هللا تعالى ،وإذا لم يتقيأ المريض وعند اغتسال
المريض بهذا الماء سوف يشعر بنوع من "السخونة" أو "الدفء" ينبعث من جسده ،وكأنه الماء حاراً .
ـ كما تظهر على المسحور ـ عند قراءة اآليات السابقة عليه أو شربها ـ أعراض أخرى منها :احمرار شديد
بالعينين ،شعور وكأن حجراً ثقيالً أو نحوه فى بطنه ،وعند شربه الماء قد يشعر بنار تتأجج فى بطنه أو حلقه أو
فى جسده كله .
( )1ويمكن قراءة هذه اآليات أيضا ً على المحسود مع قراءة األذكار "الصحيحة" الواردة عن النبى ، rوستأتى فى نهاية الرسالة إن شاء هللا تعالى .
109
ـ يستمر شرب الماء واالغتسال به طوال ثالثة أو سبعة أيام ،مرة أو مرتين يوميا ً ،حتى يُبطل السِّحر بإذن هللا
تعالى ،وال يدخل اليأس نفس المريض وليعلم أن الشفاء مرتبط بإذن هللا تعالى بالشفاء ،ال بتقوى المعالج ـ وإن
كانت سببا ً ـ أو بشهرة المعالج ،أو بما يأخذه المعالج (. )1
ـ هذا إذا فُقد المعالج أو ُوجد ،و فى حالة وجود من يعالج ـ لذى خبر هذا العلم وعمل به ـ فإنه يبدأ بقراءة آيات
الرقية فى أذن المريض ـ مستحضراً نية الشفاء وطرد الجن ـ حتى إذا بدأت األعراض تظهر على المريض يتعامل
معها ِوفق ما يعلم بفضل هللا تعالى ،فإذا شعر المريض بنوع "تنميل" فى يديه أو رجليه أو فى أى مكان بجسده ،
أو صداع ،أو شعر بنوع ضيق ،أو كأن هناك من يمسك برأسه ،أو يضغط على صدره أو قلبه ،فهذا يعنى وجود
الجنى فى هذا المكان ،بدأ المعالج فى قراءة اآليات التى تتحدث عن العذاب والنار ،وقد تقدم ذكر بعضها .
ـ وإذا "حضر" الجنى على جسد المريض بدأ المعالج فى التعامل معه سؤاله عن سبب دخوله ـ عشقا ً أو سحراً أو
حسداً ـ وعن ديانته ،فإن كان مسلما ً بينا له عدم جواز هذا ،وإن كان كافراً عرضنا عليه اإلسالم فإن استجاب وإال
أُنذر كليهما بقراءة اآليات عليهما ،ويراعى عدم اإلطالة فى الحديث مع الجنى حتى ال يهرب أو يأتى بمن يساعده
فى التخلص من هذا األمر ،كما ال يستجاب له فى أى طلب يطلبه كأن يأمر أن يذبح له كذا وكذا ،أو تلبس المرأة
كذا وكذا ـ لزوجها ـ أو تطوف باألولياء ،أو يلبس الرجل خاتما ً شكله كذا ،فكل هذا يُعتبر ضربا ً من الشرك .
ـ وللمعالج أن يقرأ وقتها قوله تعالى ( :فَ َسيَ ْكفِي َكهُ ْم هَّللا ُ َوهُ َو ال َّس ِمي ُع ْال َعلِي ُم) (البقرة ، )137 :وقوله تعالى ( :أَ ْينَ َما
تَ ُكونُوا يَأْ ِ
ت بِ ُك ْم هَّللا ُ َج ِميعًا إِ َّن هَّللا َ َعلَى ُك ِّل شئ قَ ِديرٌ) (البقرة ، )148 :وقوله تعالى َ ( :وقِفُوهُ ْم إِنَّهُ ْم َم ْسئُولُونَ )
ُوج ُم َشيَّ َد ٍة) (النساء )78 : (الصافات ،)24 :وقوله تعالى ( :أَ ْينَ َما تَ ُكونُوا يُ ْد ِر ُّك ْم ْال َموْ ُ
ت َولَوْ ُكنتُ ْم فى بُر ٍ
ـ فإذا شعر المريض بنوع سخونة فى مكان "التنميل" أو الضغط مثالً ،فهذا يعنى بداية نهاية العمل وإبطاله ،
فيستمر المعالج فى القراءة حتى تنتهى هذه السخونة أو الدفء ،يعود جسد المريض إلى حالته الطبيعية ،ثم يعود
المعالج فيقرأ اآليات مرة أخري حتى إذا ظهرت األعراض مرة أخرى بدأ فى إبطالها بإذن هللا تعالى ،حتى إذا سمع
المريض آيات الرقية وآيات فك السِّحر ولم يشعر بأي نوع من التعب ،علمنا أن العمل قد بطُل وانتهى بفضل هللا
تعالى .
ـ هذا ومما يشعر به المريض بعد الشفاء :كأن هناك حمالً ثقيالً كان على كتفه قد أختفى أو رُفع ،أوكأن "طاقية
"من حديد كانت على رأسه فرفعت .
بنوع من الصداع ـ قد يتشابه بما كان يشعر به من قبل ـ ومرجع هذا إلى ٍ ـ وقد يشعر أيضا ً المريض بعد الشفاء
عمل "القرين" ( )1الذى تعلم من الجنى "الضيف" aالموكل بالعمل أموراً جديدة ،فيبدأ هو فى تنفيذها وإعادتها مرة
أخرى على المريض حتى يلتبس على المريض األمر ،فيظن أنه لم يشف بع ُد ،ليأخذه إلى دوامة العالج بالقرآن أو
غيره ،والتى لن يخرج منها سالما ً ـ إال أن يشاء هللا تعالى ـ إال أن المعالج يستطيع أن يفرق بين هذا األلم وذاك ،
بعدم شعور المريض بذلك الدفء الذى كان يشعر به عن شربه للماء .
هنا يبدأ المعالج فى كتابة هذه اآليات ،أو قراءتها على بعض الماء ،وهى :
الفاتحة . ㅎ
سورة البقرة :اآليات (. )4-1 ㄱ
البقرة :اآليات (. )164-163 ㄴ
آية الكرسى . ㄷ
سورة "ق" :اآليات (. )29-23 ㄹ
اإلخالص . ㅁ
المعوذتين . ㅂ
أخطاء يقع فيها بعض المعالجين :
ومن األخطاء التى استُحدثت بعد انتشار العالج بالقرآن ،ظاهرة العالج الجماعى والتى تبنتها بعض المساجد أو
المراكز ،فأصبحنا نرى عشرات الحاالت التى تعانى من أعراض المس أو السحر وقد جُمعت فى مكان واحد ،
( )1ومما يجب التنبيه عليه أنه ال حرج فى أخذ األجرة على العالج .
( )1وقد صحّ عن النبى rقوله " :و ِكل بكل من قرين من الجن وقرين من المالئكة" وليس هو أخت الولد التى يعيش تحت األرض ،أو أخ البنت الذى يعيش تحت األرض ،فهذا كله
ضرب من الخزعبالت .
110
وأُعطيت كل حالة "سماعة" تضعها على الرأس ثم تبدأ "الرقية" aالمسجلة تدق أذن الحالة ،وال بأس فى سماع
المريض للرقية الشرعية "مسجلة" ،ولكن الحرج يقع أن يكون وسط هذا الحشد من المرضى خروج الجن من جسد
ودخوله إلى آخر ،وقد يكون من بينهم من ليس به مس أو سحر ،وإنما هى أعراض قد تشابه أعراض الممسوس
أو المسحور ،فيشار عليه بالذهاب إلى المسجد أو المركز للعالج ،وجسده خالى من المس أو السحر ،وفى أثناء
سماع هذا الحشد الهائل لآليات تبدأ بعض الحاالت فى التشنج فيرتاع ويخاف من لم تظهر عليه األعراض بع ُد ،وقد
يكون بين الحاالت كما تقدم من ليس بممسوس أو مسحور ،فيخرج الجنى من جسد المريض ثم يدخل جسد هذا
المرتاع أو الخائف ،أو جسد من يعانى من أعراض تشابه أعراض الممسوس أو المسحور .
وقد شاهدنا الكثير والكثير من هذه الحاالت التى دخلها الجنى ،وبسؤاله يقول :لقد خرجت فى الجلسة كذا من
فرأيت فالن يجلس خائفا ً
ُ جسد المريض فالن عند سماعه للقرآن ،ثم صعدت عاليا ً ثم نظرت إلى هذه الحاالت كلها
من هذا المنظر "تشنج بعض المرضى" aفدخلت فى جسده !
فينتج من ظاهرة العالج الجماعى إصابة بعض الحاالت السليمة بالمس ظلما ً من الجنى ،وجهالً من المعالج ،
فليكن هذا منك على بال .
ـ ومن األخطاء التى صاحبت انتشار العالج بالقرآن منذ بداياته :االستعانة بالجن "المسلم" فى العالج ،فترى
الجنى يخرج من جسد المريض وقد تاب وأناب على يد الشيخ المعالج ،ثم يعرض عليه أن يساعده فى العالج طلبا ً
لتكفير ما سلف من أذى للمريض ،وأن يكون عونا ً للمعالج على الجن الكافر أو الظالم ،خاصة وهو يرى ما ال يراه
المعالج من عدد الجن بجسد المريض أو هروب الجنى عند حضور المعالج ،فيقوم الجنى المساعد بتقيد الجنى
الماس جسد المريض أو ضربه أو االستعانة ببعض الجن الطيار على طرد الجنى الماس جسد المريض إلى غير ِ
ذلك .
ـ ويرد بعضهم على هذا أنه ال يستخدم الجنى فى "الشر" وإنما يستخدمه فى "الخير" ومساعدة المرضى
وعالجهم ،ولو كان ذلك كذلك لكان األولى به رسول هللا ، rوقد قرأ القرآن على الجن فأسلم ،ولم يستعن بهم أو
يستخدمهم فى حربه ضد "الكفار" ،فلم يرسل جنيا ً الغتيال أبى جهل أو أبى لهب ! .
ـ ومن األخطاء أيضا ً التى صاحبت انتشار العالج بالقرآن :قراءة بعضهم بعض اآليات على "كف يده" ثم
يقول :أقسمت عليكم يا خدام هذه اآليات الشريفة أن تفعلوا كذا وكذا بفالن ـ من اإلنس ـ من مرض ونحوه ! ثم ينفث
فى كفه ليطيروا ! .
كيف تكتشف أن المعالج دجال :
عال ثم يُسر ببعض الكالم الغير مفهوم ،فاعلم أنه دجال ـ إذا رأيت الذى ي َّدعى العالج يقرأ بعض اآليات بصوت ٍ
.
ـ إذا أعطاك الشيخ حجابا ً وقد طواه بشكله الهندسى ،وغلّفه بكيس من البالستيك أو الشمع ،فاعلم أنه دجال .
)1 (
ـ إذا أعطاك الشيخ حجابا ً مفتوحا ً أو مغلفا ً ـ كما تقدم ـ ثم نظرتَ فيه فرأيت فيه "دوائر" و "مربعات" و
"مثلثات" فيها كلمات مفهومة أو غير مفهومة فاعلم أنه دجال .
ـ إذا أعطاك الشيخ حجابا ً ـ كما تقدم ـ فيه كلمات وقد كتبت بحروف "مفردة" كما يكتب بعضهم " :بسم هللا
الرحمن الرحيم" " :ب س م ا ل ل ه ا ل ر ح م ن ا ل ر ح ى م" أو آية الكرسى أو غيرها من اآليات فاعلم أنه
دجال ،وقل له :اتق هللا فهذا تحريف فى كتاب هللا تعالى (. )1
أثر ،ونحو هذا فاعلم أنه دجال .
ـ إذا طلب منك الشيخ اسمك واسم أمك ،أو قطعة من ٍ
_ إذا طلب منك الشيخ كتابة بعض اآليات على "بيضة" ! وأكلها أو أن تفعل بها كذا وكذا فاعلم أنه دجال .
ـ هذا وكل من يدعى قراءة الفنجان ،والكف ،والطالع ـ والنازل ! ـ وضرب الرمل ،وفتح المندل ،وقياس
األثر ،وفتح الكتاب بوضع "مفتاح" ليشير على السارق ونحو هذا .فاعلم أنه دجال ،وأن هذا الفعل يؤدى بصاحبه
إلى الشرك والكفر ،فكن منه على حذر .
ـ كل هذا وإن ادعى "الشيخ" أنه ال يأخذ أجرة على هذا العمل ،وإنما هو "شئ هلل" !!! .
( )1استخدمت وصف الشيخ النتشاره ووصف به كل من يعالج بالقرآن أو بغيره ،واألخير يعلم من نفسه ما هو وصفه .
( )1وهناك الكثير ممن يفعل هذا ويظن الناس به خيراً وهو معدود فى الكفار بكفره aبآيات هللا تعالى واستهزاءه بها ،مع سحره وكهانته ،ثم يطلب "المسلم" من "الكافر" المعونة فى
طلب إخراج وإبطال العمل !!! .
111
ـ وكذا كل من يدعى علم "التنويم المنغاطيسى" و "تحضير األراوح" و "الزار" فاعلم أن هذا كله دجل ،فكن
منه على حذر .
تحصينات قرآنية :
ومنها قراءة فاتحة الكتاب ،آية الكرسى ،آخر آيتين من سورة البقرة ،اإلخالص ،المعوذتين .
تحصينات نبوية ضد السحر والمس :
-1كثرة االستغفار ،والحوقلة ،أى قول :ال حول و قوة إال باهلل .
-2ال إله إال هللا وحده ال شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير يقال مائة مرة صباحا ً ومائة مرة
مساءاً (. )1
-2أعوذ بكلمات هللا التامات من شر ما خلق (. )2
-3أعوذ بكلمات التامة من شيطان وهامة ومن كل عين المة (. )3
-4أعوذ بكلمات التامات التى ال يجاوزهن بر وال فاجر ،من شر ما خلق وذرأ وبرأ ،ومن شر ما ينزل من السماء
،ومن شر ما يعرج فيها ،ومن شر ما ذرأ فى األرض ومن شر ما يخرج منها ،ومن شر فتن الليل والنهار ،ومن
شر طوارق الليل والنهار ،إال طارقا ً يطرق بخير يارحمن (. )4
-5اللهم أنت ربى ال إله إال أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ،أعوذ بك من شر ما
صنعت ،أبوء لك بنعمتك على ،وأبوء بذنبى ،فاغفر ل ّى ،فإنه ال يغفر الذنوب إال أنت (. )1
ى حكمك ،عدلك فى قضاؤك ،أسألك بكل اسم هو لك ماض ف َّ
ٍ -6اللهم إنى عبدك ،ابن عبدك ،ناصيتى بيدك ،
سميت به نفسك ،أو أنزلته فى كتابك أو علمته أح ٍد من خلقك ،أو استأثرت به فى علم الغيب عندك ،أن تجعل
القرآن العظيم ربيع قلبى ونور صدرى وجالء حزنى و ِذهاب همى (. )2
-7بسم هللا الذى ال يضر مع اسمه شئ فى األرض وال فى السماء ،وهو السميع العليم (ثالث مرات صباحا ً ،
وثالث مساءاً) (. )3
-8حسبى هللا ال إله إال هو ،عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (( )4سبع مرات صباحا ً ومساءاً) .
-9ال إله إال هللا العظيم الحليم ،ال إله إال هللا رب العرش العظيم ،ال إله إال هللا ربُّ السموات السبع ورب العرش
الكريم (. )5
-10اللهم إنى أعوذ بك من اله ّم والحزَ ن ،والعجز والكسل ،والبخل والجبن ،وضلع ال ّدين ،وغلبة الرجال (. )6
الفهرس
الصفحة الموضوع
3 مقدمة
--------------------------------------------------------
6 كلمة شكر
-----------------------------------------------------
7 الترغيب فى الزواج
---------------------------------------------
12 التحذير من الزنا
-----------------------------------------------
14 محبة الزوجة
-------------------------------------------------
16 أزواج النبى r
------------------------------------------------
20 سرارى النبى r
------------------------------------------------
20 الزواج فى الجاهلية
--------------------------------------------
21 أسس اختيار الزوجة
--------------------------------------------
21 مواصفات الزوجة الصالحة
--------------------------------------
28 أسس اختيار الزوج
--------------------------------------------
31 الكفاءة فى النكاح
---------------------------------------------
34 صالة االستخارة
-----------------------------------------------
36 إباحة النظر إلى وجه المخطوبة
----------------------------------
43 النهى عن المغاالة فى المهور
------------------------------------
45 دبلة الخطوبة
---------------------------------------------------
49 ما يباح للخاطب بعد الخطبة
-----------------------------------
50 النفقة على الزوجة
---------------------------------------------
50 العروس ليلة الزفاف
--------------------------------------------
51 حكم الذهاب إلى الكوافير
--------------------------------------
114
52 نتف الحواجب
-------------------------------------------------
52 المانيكير
------------------------------------------------------
52 الغناء فى العرس
-----------------------------------------------
56 ال نكاح إال بولى
----------------------------------------------
56 الفاظ التزويج
--------------------------------------------------
58 الفرق بين النكاح والزواج
---------------------------------------
60 الدعاء للعروسين
----------------------------------------------
61 ليلة الزفاف
----------------------------------------------------
62 وضع على رأس الزوجة
-----------------------------------------
62 قصة من الواقع
-------------------------------------------------
65 ما يقول الرجل حين يجامع أهله
--------------------------------
66 فض غشاء البكارة
----------------------------------------------
67 كيف يأتى الرجل أهله
-----------------------------------------
69 الوليمة
-------------------------------------------------------
القسم الثانى
71 الشروط فى النكاح
---------------------------------------------
72 حكم اإلسالم فى من تزوج بامرأة فوجدها حبلى
------------------
72 المحرمات من النساء
-------------------------------------------
77 فصل
--------------------------------------------------------
-
78 فصل
--------------------------------------------------------
-
79 فصل
--------------------------------------------------------
-
80 فصل
--------------------------------------------------------
115
-
83 نكاح التفويض
-------------------------------------------------
84 نكاح الشغار
--------------------------------------------------
85 نكاح المحلل
--------------------------------------------------
85 نكاح المتعة
---------------------------------------------------
86 نكاح المحرم
--------------------------------------------------
86 نكاح الزانية
---------------------------------------------------
86 أنكحة فاسدة
--------------------------------------------------
87 الخلع
--------------------------------------------------------
96 زواج المسيار
-------------------------------------------------
96 زوج الهبة
-----------------------------------------------------
96 الزواج العرفى
-------------------------------------------------
99 األدلة على فساد النكاح بدون ولى
-------------------------------
101 الرد على اإلمام أبى حنيفة
--------------------------------------
102 الدليل الذى اعتمده اإلمام والرد عليه
----------------------------
105 أسباب اللجوء إلى الزواج العرفى
-------------------------------
106 تعدد الزوجات
------------------------------------------------
110 صبغ المرأة لشعرها
--------------------------------------------
110 تفسير :الحمو
------------------------------------------------
111 الخالف بين الزوجين
-------------------------------------------
112 حق الزوج
----------------------------------------------------
115 من حقوق الزوج أيضا ً
------------------------------------------
118 النهى عن وضع المرأة ثيابها فى غير بيتها
------------------------
118 النهى عن صيام المرأة وزوجها شاهد
116
----------------------------
119 النهى عن إنفاق المرأة إال بإذن زوجها
---------------------------
120 النهى طلب الطالق
---------------------------------------------
120 الصبر على فقر الزوج
------------------------------------------
121 النهى عن هجر الفرش
------------------------------------------
123 حق الزوجة
----------------------------------------------------
125 النهى عن الهجر إال فى البيت
-----------------------------------
126 مساعدة الرجل زوجته فى شئون البيت
----------------------------
126 صبر الرجل وحلمه
---------------------------------------------
127 التحذير عن التلويح بالطالق
------------------------------------
127 النهى عن إطالة فترة الغياب
-------------------------------------
128 وصايا الزوجين
------------------------------------------------
130 سلوكيات
-----------------------------------------------------
130 حسن العشرة حديث أم زرع
-------------------------------------
139 من صور حسن العشرة أيضا ً
-------------------------------------
139 النهى عن الطرق ليالً
-------------------------------------------
140 مراعاة غيرة النساء
---------------------------------------------
143 النهى عن الضرب المبرح
---------------------------------------
146 سلوكيات
-----------------------------------------------------
146 ترخيم اسم الزوجة
---------------------------------------------
148 سلوكيات الزوجة
----------------------------------------------
148 تحريم إفشاء سر اإلفضاء
---------------------------------------
150 التحذير من كفران العشير
---------------------------------------
151 إظهار المرأة غضبها
117
-------------------------------------------
152 الزوجة ال تحمد زوجها
----------------------------------------
153 كيف يستديم محبة زوجته
--------------------------------------
156 النهى عن طاعة الزوج فيما يخالف الشرع
------------------------
157 النساء ناقصات عقل ودين
--------------------------------------
159 الزواج فى بيت األهل
------------------------------------------
160 كذب الرجل على زوجته
----------------------------------------
160 كذب المرأة على زوجها
----------------------------------------
160 فتى األحالم
---------------------------------------------------
162 الفرق بين الزوج والمرأةa
----------------------------------------
167 الفرق بين البعل والزوج
-----------------------------------------
168 أبواب الجماع
-------------------------------------------------
168 أحكام الجماع
------------------------------------------------
173 فنون الجماع وأشكالها
-----------------------------------------
181 ُشبه وردود
----------------------------------------------------
212 أحكام الوطء فى الدبر
-----------------------------------------
121 أحكام الوطء فى الحيض
---------------------------------------
131 حكم العزل
----------------------------------------------------
134 أضرار العادة السرية
--------------------------------------------
136 كيفية العالج
--------------------------------------------------
264 كيفية عالج المربوط
-------------------------------------------
118