You are on page 1of 118

‫س ِم هّللا ِ ال َّر ْحمـ َ ِن ال َّر ِح ِ‬

‫يم‬ ‫بِ ْ‬
‫مقدمـــة‬
‫إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ‪ ،‬إنه من يهده‬
‫هللا فال مضل له ‪ ،‬ومن يضلل فال هادى له ‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له ‪ ،‬وأشهد أن محمداً عبده‬
‫ورسوله ‪.‬‬
‫ق تُقَاتِ ِه َوال تَ ُموتُ َّن إِالَّ واَ ْنتُ ْم ُم ْسلِ ُمونَ { ‪.‬‬ ‫} يَاأَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا اتَّقُوا هَّللا َ َح َّ‬
‫ث ِم ْنهُ َما ِر َجااًل َكثِيرًا َونِ َسا ًء َواتَّقُوا هَّللا َ‬ ‫ق ِم ْنهَا زَ وْ َجهَا َوبَ َّ‬ ‫س َوا ِح َد ٍة َوخَ لَ َ‬ ‫} يَاأَيُّهَا النَاسُ اتَّقُوا َربَّ ُك ْم الذى خَ لَقَ ُك ْم ِم ْن نَ ْف ٍ‬
‫الذى تَ َسا َءلُونَ بِ ِه َواأْل َرْ َحا َم إِ َّن هَّللا َ َكانَ َعلَ ْي ُك ْم َرقِيبًا { ‪.‬‬
‫} يَاأَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا اتَّقُوا هَّللا َ َوقُولُوا قَوْ الً َس ِديدًا يُصْ لِحْ لَ ُك ْم أَ ْع َمالَ ُك ْم َويَ ْغفِرْ لَ ُك ْم ُذنُوبَ ُك ْم َو َم ْن يُ ِط ْع هَّللا َ َو َرسُولَهُ فَقَ ْد فَازَ‬
‫َظي ًما { ‪.‬‬ ‫فَوْ ًزا ع ِ‬
‫وخير الهدى هدى محم ٍد ‪ r‬وش َر األمور محدثاتها ‪ ،‬وكل محدثة بدعة ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ث كتابُ هللا ‪،‬‬ ‫ق الحدي ِ‬ ‫أما بعد فان أصد َ‬
‫وكل بدعة ضاللة ‪ ،‬وكل ضاللة فى النار ‪.‬‬
‫وخير الهدى هدى محم ٍد ‪ ، r‬وش َر األمور محدثاتها‪ ،‬وكل محدثة بدعة ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ث كتابُ هللا ‪،‬‬ ‫ق الحدي ِ‬ ‫أما بعد فان أصد َ‬
‫وكل بدعة ضاللة ‪ ،‬وكل ضاللة فى النار ‪.‬‬
‫بين يديك أخى فى هللا كتاب قد حوى بين دفتيه كلمات موجزات فى بيان السبيل الذى شرعه هللا تعالى لحفظ‬
‫األنساب وعمارة الكون (الزواج)‪ a‬ذلك السبيل الذى شرعه تعالى لعباده إلشباع الغريزة الجنسية ولحفظ األنساب ‪،‬‬
‫فالحمد هلل تعالى أن جعل من شرعه تعالى الزواج ليكون سبيالً لعمارة الكون ‪ ،‬بل ولقضاء شهوته وله فى كل هذا‬
‫األجر ‪.‬‬
‫فالزواج سكن ‪ ،‬حرث اإلسالم ‪ ،‬إحصان للجوارح ‪ ،‬طريق العفة ‪ ،‬متاع للحياة ‪ ،‬آية من آيات هللا ‪ U‬كما أخبر فى‬
‫ق لَ ُكم ِّم ْن أَنفُ ِس ُك ْم أَ ْز َواجًا لِّتَ ْس ُكنُوا إِلَ ْيهَا َو َج َع َل بَ ْينَ ُكم َّم َو َّدةً َو َرحْ َمةً إِ َّن فى َذلِكَ آَل يَا ٍ‬
‫ت‬ ‫(و ِم ْن آيَاتِ ِه أَ ْن خَ لَ َ‬
‫كتابه العزيز ‪َ :‬‬
‫لِّقَوْ ٍم يَتَفَ َّكرُونَ ) (الروم ‪. )20 :‬‬
‫فهى كلمة أهمس بها فى أذن كل شاب وفتاة يتطلع إلى بناء األسرة اإلسالمية السعيدة ‪ ،‬التى تتخذ من كتاب ربها‬
‫وسنة رسولها ‪ r‬منهجا ً وسبيالً ‪ ،‬وإلى كل عروسين تبدأ بهما مركب الحياة فى السير نحو االخرة ‪ ،‬فهو إلى الشباب‬
‫بحديث الشباب ‪.‬‬
‫وأول خبث القوم خبث المناكح‬ ‫وأول خبث الماء خبث ترابه‬
‫ولقد قسمت الكتاب إلى قسمين ‪ :‬حاولت فى القسم األول من الكتاب أن أبين لكل شاب قد تأهب للزواج ما هو‬
‫الطريق والسبيل الذى يجب عليه أن يسلكه عند اختياره لزوجة المستقبل ‪ ،‬ولكل فتاة قد تقدم ل ِخطبتها زوج‬
‫المستقبل ‪ ،‬ما هى المعايير التى وضعها اإلسالم فى اختيار الزوجة والزوج ‪ ،‬فهذه أهم خطوات الرجل والفتاة فى‬
‫حياتهما ‪ ،‬وهى المركب إلى سيعتليها الرجل والمرأة فى بحر الحياة المتالطم األمواج ‪ ،‬فلينظر ك ٌل إلى صاحب‬
‫المجداف اآلخر ‪.‬‬
‫للخطبة والزواج ‪ ،‬وما يستتبع هذا العقد والميثاق الغليظ كما سماه تعالى ‪:‬‬ ‫ثم ما هى الخطوات التى وضعها اإلسالم ِ‬
‫(وأَخَ ْذنَ ِمن ُكم ِّميثَاقًا َغلِيظًا) (النساء ‪ )21 :‬هذا الميثاق الذى سيربط الطرفين برباط الود والحب إلى يوم القيامة ‪ ،‬ثم‬ ‫َ‬
‫تحدثت عن ليلة الزفاف وما على الرجل والمرأة فيها من آداب ‪.‬‬
‫يستعرض الكتاب تلك الرحلة الشباب المباركة التى يقطعها الشاب المسلم بحثا ً عن الزوجة المثالية التى تشاركه‬
‫عمره فى طاعة هللا‪ ، U‬فيستعرض الكتاب مراحل تلك الرحلة بداية من بيان المواصفات واألسس التى وضعها‬
‫اإلسالم إلختيار الزوجة الصالحة ‪ ،‬ثم ما هى المواصفات التى على الزوج التحلى بها من كتاب هللا تعالى وسنة‬
‫رسوله ‪. r‬‬
‫والصداق والكفاءة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يعن ويعرض للخاطب من مسائل تتعلق بال ِخطبة وأحكا ِمها ‪،‬‬ ‫ثم يستعرض الكتاب بعض ما ّ‬
‫وغير ذلك من المسائل نحو ‪:‬‬
‫ـ الرؤية الشرعية وأحكامها ‪.‬‬
‫ـ ماذا يحل للخاطب من خطيبته ‪.‬‬
‫ـ ماذا يحل للخاطب بعد عقد النكاح ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ـ هل للخاطب أن ينفق على مخطوبته وهى لم تزل فى بيت أبيها ‪.‬‬
‫ـ ِحل الذهب المحلق للنساء ‪.‬‬
‫ـ أحكام الزفاف ‪ :‬مكان العقد ‪ ،‬الولى ‪ ،‬أركان العقد وشروطه ‪ ،‬الدعاء للعروسين ‪ ،‬الوليمة ‪ ،‬إلى غير ذلك ‪.‬‬
‫ـ بحث فى أحكام الخلع ‪.‬‬
‫ـ بحث فى أحكام الزواج العرفى ‪.‬‬
‫ـ وصايا للبيت السعيد ‪.‬‬
‫ـ حق الزوجة ‪.‬‬
‫ـ حق الزوج ‪.‬‬
‫ـ سلوكيات للزوجين ‪.‬‬
‫ثم يتعرض الكتاب ألحكام الجماع ومسائله ‪ ،‬ومنها ‪:‬‬
‫ـ أحكام الجماع وكيفية بدء ليلة الزفاف ‪.‬‬
‫ـ تحريم جماع الدبر والحيض ‪.‬‬
‫ـ عالج سرعة القذف ‪.‬‬
‫ـ األعشاب واألدوية التى تزيد فى الباه ‪.‬‬
‫ـ فوائد الجنس ومضاره ‪.‬‬
‫ـ حكم العزل ‪.‬‬
‫ـ عالج الربط ليلة الزفاف ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فاهلل أسال عن يكون عملى صوابا وخالصا لوجهه الكريم ‪ ،‬وإن كان ما سطرته صوابا فمن هللا وحده ‪ ،‬وإن كان‬
‫ث ّم خطأ فمنى والشيطان ‪ ،‬وهللا ورسوله برئ منه ‪.‬‬
‫مجدى بن منصور بن سيد الشورى‬

‫كلمة شكر‬
‫اس اَل يَ ْش ُك ُر هَّللا َ" (‪ )1‬أتقدم بكلمة شكر لألستاذ ‪ :‬محمود مهدى االستانبولى ‪،‬‬
‫واتباعا ً لقوله ‪َ " : r‬م ْن اَل يَ ْش ُك ُر النَّ َ‬
‫لسبقه بالتأليف فى هذا الموضوع‪ a‬الطيب بكتابه القيم "تحفة العروس" والذى جمع صنوفا ً من العلم ال يجحدها إال كل‬
‫مكابر ‪ ،‬والذى يعد مرجعا ً هاما ً لكل شاب وفتاة يُقدم على الزواج ‪.‬‬
‫ولقد زدت فى كتابى هذا بعض المسائل التى لم يتعرض لها أو زيادة تفصيلها وبيانها لها حفظه هللا تعالى ‪،‬‬
‫وحل الذهب المحلق ‪ ،‬وقضية الربط ليلة الزفاف ‪ ،‬وفوائد الجنس‬ ‫كمسألة الخلع ‪ ،‬والزواج العرفى ‪ ،‬وحكم العزل ‪ِ ،‬‬
‫ومضاره ‪ ،‬والختان ‪ ،‬وغير هذا مما سيمر بك إن شاء هللا تعالى ‪.‬‬
‫إال أن الكتاب يُعد مرجعا ً هاما ً لكل من جاء بعده وصنف كتابا ً على نفس الوتيرة ـ وإن لم يسند األمر ألهله ـ‬
‫فجزاه هللا عنا كل خير وجمعنا هللا وإياه تحت لواء نبينا محمد ‪ ، r‬آمين ‪.‬‬

‫*********‬

‫ـ الترغيب فى الزواج ‪:‬‬


‫(وأَن ِكحُوا اأْل َيَا َمى ِمن ُك ْم َوالصَّالِ ِحينَ ِم ْن ِعبَا ِد ُك ْم َوإِ َمائِ ُك ْم إِن يَ ُكونُوا فُقَ َراء يُ ْغنِ ِه ُم هَّللا ُ ِمن فَضْ لِ ِه َوهَّللا ُ َوا ِس ٌع‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫اح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْنهَا َزوْ َجهَا لِيَ ْس ُكنَ إِلَ ْيهَا) (األعراف ‪:‬‬ ‫س َو ِ‬ ‫َعلِي ٌم) (النور ‪ )32 :‬وقال تعالى ‪( :‬هُ َو الذى خَ لَقَ ُكم ِّمن نَّ ْف ٍ‬

‫(‪ )1‬حسن ‪ :‬أخرجه احمد وأبو داود والترمذى وغيرهم ‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫ث ِم ْنهُ َما ِر َجااًل َكثِيرًا‬ ‫ق ِم ْنهَا َزوْ َجهَا َوبَ َّ‬ ‫س َوا ِح َد ٍة َو َخلَ َ‬ ‫‪ )189‬وقال تعالى ‪} :‬يَاأَيُّهَا النَاسُ اتَّقُوا َربَّ ُك ْم الذى َخلَقَ ُك ْم ِم ْن نَ ْف ٍ‬
‫(و ِم ْن آيَاتِ ِه أَ ْن‬
‫َونِ َسا ًء َواتَّقُوا هَّللا َ الذى تَ َسا َءلُونَ بِ ِه َواأْل َرْ َحا َم إِ َّن هَّللا َ َكانَ َعلَ ْي ُك ْم َرقِيبًا{ (النساء ‪ ، )1 :‬وقال تعالى ‪َ :‬‬
‫ت لِّقَوْ ٍم يَتَفَ َّكرُونَ ) (الروم ‪:‬‬ ‫ك آَل يَا ٍ‬ ‫ق لَ ُكم ِّم ْن أَنفُ ِس ُك ْم أَ ْز َواجًا لِّتَ ْس ُكنُوا إِلَ ْيهَا َو َج َع َل بَ ْينَ ُكم َّم َو َّدةً َو َرحْ َمةً إِ َّن فى َذلِ َ‬ ‫خَ لَ َ‬
‫ت)‬ ‫(وهّللا ُ َج َع َل لَ ُكم ِّم ْن أَنفُ ِس ُك ْم أَ ْز َواجًا َو َج َع َل لَ ُكم ِّم ْن أَ ْز َوا ِج ُكم بَنِينَ َو َحفَ َدةً َو َر َزقَ ُكم ِّمنَ الطَّيِّبَا ِ‬ ‫‪ ، )21‬وقال تعالى ‪َ :‬‬
‫(النحل ‪.)72 :‬‬
‫وكان ‪ r‬وهو من كان القرآن خلقه يحُث على الزواج وي ّرغب فيه ‪ ،‬روال البخارى عن عبد الرحمن بن يزيد قال‬
‫ال َع ْب ُدهَّللا ِ ُكنَّا َم َع النَّبِ ِّي ‪َ r‬شبَابًا اَل نَ ِج ُد َش ْيئًا ‪ ،‬فَقَا َل لَنَا َرسُو ُل هَّللا ِ ‪ : r‬يَا‬ ‫ت َم َع ع َْلقَ َمةَ َواأْل َس َْو ِد َعلَى َع ْب ِدهَّللا ِ فَقَ َ‬ ‫‪" :‬د ْ‬
‫َخَل ُ‬
‫صوْ ِم فَإِنَّهُ لَهُ‬
‫ج َو َم ْن لَ ْم يَ ْستَ ِط ْع فَ َعلَ ْي ِه بِال َّ‬ ‫ص ُن لِ ْلفَرْ ِ‬‫ص ِر َوأَحْ َ‬ ‫ب َم ِن ا ْستَطَا َع ْالبَا َءةَ فَ ْليَتَ َز َّوجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِ ْلبَ َ‬ ‫َم ْع َش َر ال َّشبَا ِ‬
‫ِو َجا ٌء " (‪. )1‬‬
‫ـ قوله ‪ r‬الباءة ‪ :‬بالهمز وتاء تأنيث ممدود وفيها لغة أخرى بغير همز وال مد وقد يهمز ويمد بال هاء ويقال لها‬
‫أيضا الباهة كاألول لكن بهاء بدل الهمزة وقيل بالمد‪ :‬القدرة على مؤن النكاح ‪ ،‬وبالقصر الوطء ‪ ،‬قال الخطابى ‪:‬‬
‫المراد بالباءة النكاح وأصله الموضع الذى يتبوؤه ويأوى إليه ‪ ،‬وقال المازرى ‪ :‬اشتق العقد على المرأة من أصل‬
‫الباءة ألن من شأن من يتزوج المرأة أن يبوءها منزالً ‪ ،‬وقال النووى ‪ :‬اختلف العلماء فى المراد بالباءة هنا على‬
‫قولين يرجعان إلى معنى واحد أصحهما أن المراد معناها اللغوى وهو الجماع ‪ ،‬فتقديره ‪ :‬من استطاع منكم الجماع‬
‫لقدرته على مؤنه وهى مؤن النكاح فليتزوج ‪ ،‬ومن لم يستطع الجماع لعجزه عن مؤنه فعليه بالصوم ليدفع شهوته‬
‫ويقطع شر منيه كما يقطع الوجاء ‪ ،‬وعلى هذا القول وقع الخطاب مع الشباب الذين هم مظنة شهوة النساء وال‬
‫ينفكون عنها غالبا ً ‪.‬‬
‫والقول الثانى ‪ :‬أن المراد هنا بالباءة مؤن النكاح سميت باسم ما يالزمها‪،‬وتقديره ‪ :‬من استطاع منكم مؤن النكاح‬
‫فليتزوج ومن لم يستطع فليصم لدفع شهوته والذى حمل القائلين بهذا على ما قالوه ‪.‬‬
‫صوْ ِم"‪ a‬قالوا ‪ :‬والعاجز عن الجماع ال يحتاج إلى الصوم لدفع الشهوة فوجب‬ ‫ـ قوله ‪َ " : r‬و َم ْن لَ ْم يَ ْست َِط ْع فَ َعلَ ْي ِه بِال َّ‬
‫تأويل الباءة على المؤن ‪ ،‬وانفصل القائلون باألول عن ذلك بالتقدير المذكور ‪ ،‬اهـ ‪.‬‬
‫والتعليل المذكور للبازرى ‪ ،‬وأجاب عنه عياض بأنه ال يبعد أن تختلف االستطاعتان فيكون المراد بقوله ‪َ " : r‬م ِن‬
‫ا ْستَطَا َع ْالبَا َءةَ" أى بلغ الجماع وقدر عليه فليتزوج ويكون قوله ‪َ " : r‬و َم ْن لَ ْم يَ ْست َِطعْ" أى من لم يقدر على التزويج ‪.‬‬
‫ص ِر‬ ‫ـ قوله ‪ : r‬فَ ْليَتَ َز َّوجْ ‪ :‬زاد (‪ )1‬فى "كتاب الصيام" من طريق أبى حمزة عن األعمش هنا "فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِ ْلبَ َ‬
‫ج" ‪.‬‬ ‫ص ُن لِ ْلفَرْ ِ‬‫َوأَحْ َ‬
‫ص ُن"‪ a‬أى أشد إحصانا ً له ومنعا ً من الوقوع فى الفاحشة ‪.‬‬ ‫ـ وقوله ‪" :‬أَغَضُّ " ‪ :‬أى أشد غضا ً ‪َ " ،‬وأَحْ َ‬
‫ـ قوله ‪" :‬فَإِنَّهُ لَهُ ِو َجا ٌء أى حصن ‪.‬‬
‫واستنبط القرافى من قوله ‪" :‬فَإِنَّهُ لَهُ ِو َجا ٌء" أن التشريك فى العبادة ال يقدح فيها بخالف الرياء ألنه أمر بالصوم‬
‫الذى هو قربه وهو بهذا القصد صحيح مثاب عليه ومع ذلك فأرشد إليه لتحصيل غض البصر وكف الفرج عن‬
‫الوقوع فى المحرم ‪ ،‬اهـ (‪. )1‬‬
‫ِّين‬
‫ت الد ِ‬ ‫وفى الصحيحين عنه عن النبى ‪ r‬قال ‪" :‬تُ ْن َك ُح ْال َمرْ أَةُ أِل َرْ بَ ٍع لِ َمالِهَا َولِ َح َسبِهَا َو َج َمالِهَا َولِ ِدينِهَا فَ ْ‬
‫اظفَرْ بِ َذا ِ‬
‫ت يَدَاكَ " (‪. )2‬‬ ‫ت َِربَ ْ‬
‫ضهُ ْم ‪ :‬اَل أَتَزَ َّو ُج‬ ‫ب النَّبِ ِّي ‪َ r‬سأَلُوا أَ ْز َوا َج النَّبِ ِّي ‪ r‬ع َْن َع َملِ ِه فِي ال ِّس ِّر ‪ ،‬فَقَا َل بَ ْع ُ‬ ‫س ‪" : t‬أَ َّن نَفَرًا ِم ْن أَصْ َحا ِ‬ ‫وعن أن ٍ‬
‫ش ‪ ،‬فَ َح ِم َد هَّللا َ َوأَ ْثنَى َعلَ ْي ِه فَقَا َل ‪َ :‬ما بَا ُل أَ ْق َو ٍام‬ ‫ضهُ ْم ‪ :‬ال أَنَا ُم َعلَى فِ َرا ٍ‬ ‫ضهُ ْم ‪ :‬اَل آ ُك ُل اللَّحْ َم ‪َ ،‬وقَ َ‬
‫ال بَ ْع ُ‬ ‫ال بَ ْع ُ‬ ‫النِّ َسا َء ‪َ ،‬وقَ َ‬
‫ْس ِمنِّى" (‪ ، )3‬وفى سنن‬ ‫ب ع َْن ُسنَّتِى فَلَي َ‬ ‫صلِّى َوأَنَا ُم َوأَصُو ُم َوأُ ْف ِط ُر َوأَتَ َز َّو ُج النِّ َسا َء فَ َم ْن َر ِغ َ‬ ‫قَالُوا َك َذا َو َك َذا ‪ ،‬لَ ِكنِّى أُ َ‬
‫اح" (‪. )4‬‬ ‫ابن ماجة من حديث ابن عباس يرفعه قال ‪" : r‬لَ ْم ن ََر لِ ْل ُمت ََحابَّ ْي ِن ِم ْث َل النِّ َك ِ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪ )1950\5‬ومسلم (‪. )1018\2‬‬


‫(‪ )1‬البخارى ‪.‬‬
‫(‪ )1‬فتح البارى (‪. )108\9‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى (‪ )1958\5‬ومسلم (‪. )1086\2‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخارى (‪ )1949\5‬ومسلم (‪. )1020\2‬‬
‫(‪ )4‬صحيح ‪ :‬أخرجه ابن ماجة (‪ )1847‬وغيره ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫َاع ال ُّد ْنيَا ْال َمرْ أَةُ الصَّالِ َحةُ"‬
‫ع َوخَ ْي ُر َمت ِ‬ ‫وفى صحيح مسلم من حديث عبد هللا بن عمر قال ‪ :‬قال رسول‪" : r‬ال ُّد ْنيَا َمتَا ٌ‬
‫(‪. )5‬‬
‫وكان ‪ r‬يح ِّرض أمته على نكاح األبكار الحسان وذوات الدين ففى سنن النسائى عن أبى هريرة ‪ r‬قال ‪" :‬الَّتِي‬
‫تَسُرُّ هُ إِ َذا نَظَ َر َوتُ ِطي ُعهُ إِ َذا أَ َم َر َواَل تُخَ الِفُهُ فِي نَ ْف ِسهَا َو َمالِهَا بِ َما يَ ْك َرهُ" (‪. )6‬‬
‫ير" (‪ ، )1‬ولما تزوج جابر ‪ r‬ثيبا ً قال له‬ ‫ضى بِ ْاليَ ِس ِ‬ ‫ق أَرْ َحا ًما َوأَرْ َ‬ ‫ار فَإِنَّه َُّن أَ ْع َذبُ أَ ْف َواهًا َوأَ ْنتَ ُ‬
‫وقال ‪َ " : r‬علَ ْي ُك ْم بِاأْل َ ْب َك ِ‬
‫ضا ِح ُكهَا" (‪. )2‬‬ ‫ضا ِح ُككَ َوتُ َ‬ ‫ك َوتُاَل ِعبُهَا َوتُ َ‬ ‫‪" :‬أَاَل تَزَ َّوجْ تَهَا بِ ْكرًا تُاَل ِعبُ َ‬
‫"جا َء َر ُج ٌل‬‫وكان ‪ r‬يحث على نكاح الولود ويكره المرأة التى ال تلد كما فى سنن أبى داود عن معقل بن يسار ‪َ :‬‬
‫ب إِاَّل أَنَّهَا اَل تَلِ ُد أَفَأَتَ َز َّو ُجهَا ؟ فَنَهَاهُ ‪ ،‬ثُ َّم أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ ‪،‬‬
‫ص ٍ‬‫ب َو َم ْن ِ‬ ‫ْت ا ْم َرأَةً َذاتَ َح َس ٍ‬ ‫صب ُ‬ ‫ال إِنِّي أَ َ‬ ‫ُول هَّللا ِ ‪ r‬فَقَ َ‬
‫إِلَى َرس ِ‬
‫ثُ َّم أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَنَهَاهُ‪ ،‬فَقَا َل ‪ :‬تَزَ َّوجُوا ْال َولُو َد ْال َو ُدو َد فَإِنِّي ُم َكاثِ ٌر بِك ْم " ‪.‬‬
‫ُ (‪)4( )3‬‬

‫ـ وقال ‪" : r‬تَخَ يَّرُوا لِنُطَفِ ُك ْم َوا ْن ِكحُوا اأْل َ ْكفَا َء َوأَ ْن ِكحُوا إِلَ ْي ِه ْم" (‪. )5‬‬
‫وقيل ‪:‬‬
‫وأول خبث القوم خبث المناكح‬ ‫وأول خبث الماء خبث ترابه‬

‫ـ الزواج من سنن المرسلين ‪:‬‬


‫ك َو َج َع ْلنَا لَهُ ْم أَ ْز َواجًا‬ ‫والزواج من سنن المرسلين كما أخبر تعالى فى كتابه العزيز ‪َ ( :‬ولَقَ ْد أَرْ َس ْلنَا ُر ُسالً ِّمن قَ ْبلِ َ‬
‫ك َو ْال َحيَا ُء" ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ط ُر َوالنِّ َكا ُح َوال ِّس َوا ُ‬‫َو ُذ ِّريَّةً ) (الرعد ‪ ، )38 :‬وقال‪" : r‬أَرْ بَ ٌع ِم ْن ُسنَ ِن ْال ُمرْ َسلِينَ التَّ َع ُّ‬
‫يل هَّللا ِ َو ْال ُم َكاتَبُ الَّ ِذي‬ ‫ق َعلَى هَّللا ِ عَوْ نُهُ ُم ْال ُم َجا ِه ُد فِي َسبِ ِ‬ ‫ـ وبشر ‪ r‬طالب العفاف بعون هللا تعالى ‪ ،‬فقال ‪" :‬ثَاَل ثَةٌ َح ٌّ‬
‫ي ُِري ُد اأْل َدَا َء َوالنَّا ِك ُح الَّ ِذي ي ُِري ُد ْال َعفَافَ " (‪. )2‬‬
‫وعن عبد هللا بن مسعود ‪ t‬قال ‪" :‬التمسوا الغنى فى النكاح ‪ ،‬يقول هللا ‪( : U‬إِن يَ ُكونُوا فُقَ َراء يُ ْغنِ ِه ُم هَّللا ُ ِمن فَضْ لِ ِه َوهَّللا ُ‬
‫اس ٌع َعلِي ٌم) (‪. )3‬‬ ‫َو ِ‬
‫ـ وكان هديه ‪ r‬فيه "أكمل هدى يحفظ به الصحة وتتم به اللذة وسرور النفس ويحصل به مقاصده التى وضع ألجلها‬
‫‪ ،‬فإن الجماع وضع فى األصل لثالثة أمور هى مقاصده األصلية ‪:‬‬
‫ـ أحدها ‪ :‬حفظ النسل ودوام النوع إلى إن تتكامل العدة التى قدر هللا بروزها إلى هذا العالم ‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬إخراج الماء الذى يضر احتباسه واحتقانه بجملة البدن ‪.‬‬
‫ـ الثالث ‪ :‬قضاء الوطر ونيل اللذة والتمتع بالنعمة وهذه وحدها هى الفائدة التى فى الجنة إذ ال تناسل هناك وال‬
‫احتقان يستفرغه اإلنزال ‪.‬‬
‫وفضالء األطباء يرون أن الجماع من أحد أسباب حفظ الصحة ‪ ،‬قال جالينوس ‪ :‬الغالب على جوهر المنى النار‬
‫والهواء ومزاجه حار رطب ألن كونه من الدم الصافى الذى تغتذى به األعضاء األصلية ‪ ،‬وإذا ثبت فضل المنى‬
‫فاعلم أنه ال ينبغى إخراجه إال فى طلب النسل أو إخراج المحتقن منه فإنه إذا دام احتقانه أحدث أمراضا ً رديئة منها‬
‫الوسواس والجنون والصرع وغير ذلك وقد يبرىء استعماله من هذه األمراض كثيراً فإنه إذا طال احتباسه فسد‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫(‪ )6‬حسن ‪ :‬أخرجه النسائى وأحمد ‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه ابن ماجة (‪ )1861‬والبيهقى (‪ )81\7‬وانظر ‪ :‬السلسلة الصحيحة للعالمة األلبانى رحمه هللا تعالى (‪. )622‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى (‪ )2008\5‬ومسلم (‪ )176\4‬وأحمد (‪ )14482‬واالفظ له ‪.‬‬
‫والزواج بالبكر يولد رابطا ً قويا ً بين الرجل بين المرأة ‪ ،‬هذا الرابط النفسى الذى ال يف‪a‬ارق الم‪a‬رأة طيلة حياتها ‪ ،‬فال تنسى أب‪a‬داً أول رجل مد ي‪a‬ده إليها وتحسس‪a‬ها وقبّلها وفض بكارتها‪، a‬‬
‫وأول من همس فى أذنها بكلمة "أحبك" ‪ ،‬وأول من التصق بجسدها بعد قلبها وعقلها ‪ ،‬فيا له من إحساس ال تدركه إال كل فتاة اتخذت القرآن منهجا ً وسبيالً‪. a‬‬
‫(‪ )3‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود (‪ )320\1‬والنسائى (‪ )71\2‬وغيرهما ‪.‬‬
‫(‪ )4‬انظر ‪ :‬زاد المعاد (‪ )95\5‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪ )5‬صحيح ‪ :‬أخرجه ابن ماجة (‪. )607\1‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد(‪. )412\5‬‬
‫(‪ )2‬حسن ‪ :‬أخرجه ابن أبى عاصم فى الجهاد (‪ )274\1‬والترمذى والنسائى ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الطبرى (‪. )126\18‬‬
‫‪4‬‬
‫واستحال إلى كيفية سمية توجب أمراضا ً رديئة كما ذكرنا ولذلك تدفعه الطبيعة باالحتالم إذا كثر عندها من غير‬
‫جماع ‪.‬‬
‫وقال بعض السلف ‪ :‬ينبغى للرجل أن يتعاهد من نفسه ثالثا ً ‪ :‬أن ال يدع المشى فإن احتاج إليه يوما ً قدر عليه ‪،‬‬
‫وينبغى أن ال يدع األكل فإن أمعاءه تضيق ‪ ،‬وينبغى أن ال يدع الجماع فإن البئر إذا لم تنزح ذهب ماؤها ‪ ،‬وقال‬
‫محمد بن زكريا ‪ :‬من ترك الجماع مدة طويلة ضعفت قوى أعصابه وانسدت مجاريها وتقلص ذكره ‪ ،‬قال ‪ :‬ورأيت‬
‫لنوع من التقشف فبردت أبدانهم وعسرت حركاتهم ووقعت عليهم كآبة بال سبب وقلَّت شهواتهم‬ ‫ٍ‬ ‫جماعة تركوه‬
‫وهضمهم ‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫ومن منافعه غض البصر وكف النفس والقدرة على العفة عن الحرام وتحصيل ذلك للمرأة فهو ينفع نفسه فى دنياه‬
‫ي ِمنَ ال ُّد ْنيَا النِّ َسا ُء َوالطِّيبُ َو ُج ِع َل قُ َّرةُ َع ْينِي فِي‬ ‫ِّب إِلَ َّ‬‫وأخراه وينفع المرأة لذلك كان‪ r‬يتعاهده ويحبه ويقول ‪ُ " :‬حب َ‬
‫صاَل ِة" (‪. )1‬‬ ‫ال َّ‬
‫ـ التحذير من الزنا ‪:‬‬
‫والزواج حصن واقى بين العبد وبين الوقوع فى الزنا ‪ ،‬وهو من أعظم الكبائر ‪ ،‬وقد حذر تعالى من الزنا‬
‫ومفسدته ‪ ،‬فإنه "لما كانت مفسدة الزنا من أعظم المفاسد وهى منافية لمصلحة نظام العالم فى حفظ األنساب وحماية‬
‫الفروج وصيانة الحرمات وتوقى ما يوقع أعظم العداوة والبغضاء بين الناس من إفساد كل منهم امرأة صاحبه وبنته‬
‫وأخته وأمه ‪ ،‬وفى ذلك خراب العالم كانت تلى مفسدة القتل فى الكبر ولهذا قرنها هللا سبحانه بها فى كتابه ورسوله ‪r‬‬
‫فى سننه كما تقدم ‪ ،‬قال اإلمام أحمد ‪ :‬وال أعلم بعد قتل النفس شيئا ً أعظم من الزناء ‪ ،‬وقد أكد سبحانه حرمته بقوله ‪:‬‬
‫ق أَثَا ًما)‬ ‫ك يَ ْل َ‬ ‫س التى َح َّر َم هَّللا ُ إِاَّل بِ ْال َح ِّ‬
‫ق َواَل يَ ْزنُونَ َو َمن يَ ْف َعلْ َذلِ َ‬ ‫(والَّ ِذينَ اَل يَ ْد ُعونَ َم َع هَّللا ِ إِلَهًا آخ ََر َواَل يَ ْقتُلُونَ النَّ ْف َ‬‫َ‬
‫(الفرقان ‪ )68 :‬اآلية ‪ ،‬فقرن الزناء بالشرك وقتل النفس وجعل جزاء ذلك الخلود فى النار فى العذاب المضاعف‬
‫وجب ذلك بالتوبة واإليمان والعمل الصالح ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫المهين ما لم يرفع العبد‬
‫اح َشةً َو َساء َسبِيالً) (اإلسراء ‪ )32 :‬فأخبر عن فحشه فى نفسه وهو‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫(والَ تَق َربُوا ال ِّزنَى إِنَّهُ َكانَ فَ ِ‬ ‫وقد قال تعالى ‪َ :‬‬
‫القبيح الذى قد تناهى قبحه حتى استقر فحشه فى العقول حتى عند كثير من الحيوانات كما ذكر البخارى فى صحيحه‬
‫عن عمرو بن ميمون األودى قال ‪" :‬رأيت فى الجاهلية قرداً زنا بقردة فأجتمع القرود عليهما فرجموها حتى ماتا"‬
‫(‪ ، )1‬ثم أخبر عن غايته بأنه ساء سبيالً فأنه سبيل هلكة وبوار وافتقار فى الدنيا وسبيل عذاب فى اآلخرة وخزى‬
‫ونكال ولما كان نكاح أزواج اآلباء من أقبحه خصه بمزيد ذم فقال أنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيال وعلق سبحانه‬
‫صاَل تِ ِه ْم‬‫فالح العبد على حفظ فرجه منه فال سبيل له إلى الفالح بدونه فقال ‪( :‬قَ ْد أَ ْفلَ َح ْال ُم ْؤ ِمنُونَ الَّ ِذينَ هُ ْم فى َ‬
‫خَا ِشعُونَ ) إلى قوله ‪( :‬فَ َم ِن ا ْبتَغَى َو َراء َذلِكَ فَأُوْ لَئِكَ هُ ُم ْال َعا ُدونَ ) (المؤمنون ‪ )7-1 :‬وهذا يتضمن ثالثة أمور من لم‬
‫يحفظ فرجه يكن من المفلحين وأنه من الملومين ومن العادين ففاته الفالح واستحق اسم العدوان ووقع فى اللوم‬
‫فمقاساة ألم الشهوة ومعاناتها أيشر من بعض ذلك ونظير هذا أنه ذم اإلنسان وأنه خلق هلوعا ً ال يصبر على شر وال‬
‫خير بل إذا مسه الخير منع وبخل وإذا مسه الشر جزع إال من استثناه بعد ذلك من الناجين من خلقه فذكر منهم ‪:‬‬
‫ت أَ ْي َمانُهُ ْم فَإِنَّهُ ْم َغ ْي ُر َملُو ِمينَ (‪ )6‬فَ َم ِن ا ْبتَغَى َو َراء َذلِكَ‬ ‫ُوج ِه ْم َحافِظُونَ (‪ )5‬إِاَّل َعلَى أَ ْز َوا ِج ِه ْم أوْ َما َملَ َك ْ‬ ‫(والَّ ِذينَ هُ ْم لِفُر ِ‬ ‫َ‬
‫ك هُ ُم ال َعا ُدونَ ) (المؤمنون ‪ )7-5 :‬وأمر هللا تعالى نبيه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم وأن‬ ‫ْ‬ ‫فَأُوْ لئِ َ‬
‫َ‬
‫يعلمهم أنه مشاهد ألعمالهم مطلع عليها يعلم خائنة األعين وما تخفى الصدور ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر‬
‫جعل األمر بغضه مقدما على حفظ الفرج فإن الحوادث مبدأها من النظر كما أن معظم النار مبدأها من مستصغر‬
‫الشرر ثم تكون نظرة ثم تكون خطرة ثم خطوة ثم خطيئة ‪ ،‬ولهذا قيل ‪ :‬من حفظ هذه األربعة أحرز دينه ‪:‬‬
‫اللحظات والخطرات واللفظات والخطوات ‪ ،‬فينبغى للعبد أن يكون بواب نفسه على هذه األبواب األربعة ويالزم‬
‫الرباط على ثغورها فمنها يدخل عليه العدو فيجوس خالل الديار ويتبر ما علوا تتبيراً (‪. )1‬‬
‫فالزواج هو الدرع والوجاء بين العبد وبين الوقوع فى الزنا والعياذ باهلل تعالى ‪ ،‬والزواج أحد السبل التى تعين‬
‫س َوا ِح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْنهَا َزوْ َجهَا لِيَ ْس ُكنَ إِلَ ْيهَا) (األعراف ‪:‬‬ ‫على شرع هللا تعالى كما قال تعالى ‪( :‬هُ َو الذى خَ لَقَ ُكم ِّمن نَّ ْف ٍ‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه النسائى (‪ )61\7‬وأحمد (‪. )128\3‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى ‪ ،‬قلت ‪ :‬وهذا هو حال القردة ‪ ،‬فما بال أقوام لم بتساوى بالقردة ‪ ،‬ومات فيهم الحس الدينى والغيرة على أعراضهم ‪ ،‬وكفاهم تقليد أخوان القردة والخنازير ‪ .‬فال‬
‫حول وال قوة إال باهلل ‪.‬‬
‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الجواب الكافى البن القيم (‪. )105\1‬‬
‫‪5‬‬
‫ق لَ ُكم ِّم ْن أَنفُ ِس ُك ْم أَ ْز َواجًا لِّتَ ْس ُكنُوا إِلَ ْيهَا َو َج َع َل بَ ْينَ ُكم َّم َو َّدةً َو َرحْ َمةً إِ َّن فى َذلِكَ آَل يَا ٍ‬
‫ت‬ ‫‪ ، )189‬وقال ‪َ ( :‬و ِم ْن آيَاتِ ِه أَ ْن خَ لَ َ‬
‫لِّقَوْ ٍم يَتَفَ َّكرُونَ ) (الروم ‪. )21 :‬‬
‫ـ محبة الزوجة تعين على طاعة هللا تعالى ‪:‬‬
‫فأما محبة الزوجة وما ملكت يمين الرجل فإنها معينة على ما شرع هللا سبحانه له من النكاح وملك اليمين من‬
‫إعفاف الرجل نفسه وأهله فال تطمح نفسه إلى سواها من الحرام ويعفها فال تطمح نفسها إلى غيره وكلما كانت‬
‫س َوا ِح َد ٍة َو َج َع َل‬ ‫المحبة بين الزوجين أتم وأقوى كان هذا المقصود أتم وأكمل قال تعالى ‪( :‬هُ َو الذى خَ لَقَ ُكم ِّمن نَّ ْف ٍ‬
‫ق لَ ُكم ِّم ْن أَنفُ ِس ُك ْم أَ ْز َواجًا لِّتَ ْس ُكنُوا إِلَ ْيهَا‬
‫(و ِم ْن آيَاتِ ِه أَ ْن َخلَ َ‬
‫ِم ْنهَا زَ وْ َجهَا لِيَ ْس ُكنَ إِلَ ْيهَا) (األعراف ‪ ، )189 :‬وقال ‪َ :‬‬
‫ت لِّقَوْ ٍم يَتَفَ َّكرُونَ ) ( الروم ‪ )21 :‬وفى الصحيح عنه ‪" : r‬أنه سئل من‬ ‫َو َج َع َل بَ ْينَ ُكم َّم َو َّدةً َو َرحْ َمةً إِ َّن فى َذلِكَ آَل يَا ٍ‬
‫أحب الناس إليك فقال ‪ :‬عائشة" (‪ ، )1‬ولهذا كان مسروق ـ رحمه هللا ـ يقول ‪ :‬إذا حدث عنها ‪ :‬حدثتنى الصديقة بنت‬
‫الصديق حبيبة رسول هللا ‪ r‬المبرأة من فوق سبع سموات ‪.‬‬
‫صاَل ِة"‪. a‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ي ِمنَ ال ُّد ْنيَا النِّ َسا ُء َوالطِّيبُ َوج ُِع َل قُ َّرةُ َع ْينِي فِي ال َّ‬ ‫ِّب إِلَ َّ‬
‫وصح عنه ‪ r‬أنه قال ‪ُ " :‬حب َ‬
‫فال عيب على الرجل فى محبته ألهله وعشقه لها ‪ ،‬إال إذا شغله ذلك عن محبة ما هو أنفع له من محبة هللا‬
‫ورسوله ‪ ،‬وزاحم حبه وحب رسوله فإن كل محبة زاحمت محبة هللا ورسوله بحيث تضعفها وتنقصها فهى‬
‫مذمومة ‪ ،‬وإن أعانت على محبة هللا ورسوله وكانت من أسباب قوتها فهى محمودة ‪ ،‬ولذلك كان رسول هللا‪ r‬يحب‬
‫الشراب البارد الحلو ويحب الحلواء والعسل ويحب الخيل ‪ ،‬وكان أحب الثياب إليه القميص ‪ ،‬وكان يحب الدباء فهذه‬
‫المحبة ال تزاحم محبة هللا بل قد تجمع الهم والقلب على التفرغ لمحبة هللا ‪ ،‬فهذه محبة طبيعية تتبع نية صاحبها‬
‫وقصده بفعل ما يحبه ‪.‬‬
‫فإن نوى به القوة على أمر هللا تعالى وطاعته كانت قربة ‪ ،‬وإن فعل ذلك بحكم الطبع والميل المجرد لم يثب ولم‬
‫يعاقب ‪ ،‬وإن فاته درجة من فعله متقربا ً به إلى هللا (‪. )3‬‬
‫ـ ويجدر بنا هنا ذكر أزواج النبى‪: r‬‬
‫ـ أوالهن ‪ :‬خديجة بنت خويلد القرشية األسدية تزوجها قبل النبوة ولها أربعون سنة ولم يتزوج عليها حتى ماتت‬
‫وأوالده كلهم منها إال إبراهيم ‪ ،‬وهى التى آزرته على النبوة وجاهدت معه وواسته بنفسها ومالها وأرسل هللا إليها‬
‫السالم مع جبريل وهذه خاصة ال تعرف المرأة سواها وماتت قبل الهجرة بثالث سنين ‪.‬‬
‫ـ ثم تزوج بعد موتها بأيام سودة بنت زمعة القرشية وهى التى وهبت يومها لعائشة ‪.‬‬
‫ـ ثم تزوج بعدها أم عبدهللا عائشة الصديقة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سماوات حبيبة رسول هللا ‪ r‬عائشة‬
‫بنت أبى بكر الصديق وعرضها عليه الملك قبل نكاحها فى سرقة من حرير وقال ‪" :‬هذه زوجتك" (‪ )1‬تزوج بها فى‬
‫شوال وعمرها ست سنين وبنى بها فى شوال فى السنة األولى من الهجرة وعمرها تسع سنين (‪ )2‬ولم يتزوج بكراً‬
‫غيرها وما نزل عليه الوحى فى لحاف امرأ ٍة غيرها ‪ ،‬وكانت أحب الخلق إليه ‪ ،‬ونزل عذرها من السماء ‪ ،‬واتفقت‬
‫األمة على كفر قاذفها ‪ ،‬وهى أفقه نسائه وأعلمهن بل أفقه نساء األمة وأعلمهن على اإلطالق ‪ ،‬وكان األكابر من‬
‫أصحاب النبى‪ r‬يرجعون إلى قولها ويستفتونها وقيل إنها أسقطت من النبى ‪ r‬سقطا ً ولم يثبت ‪.‬‬
‫ـ ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب‪ t‬وذكر أبو داود أنه طلقها ثم راجعها ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪ )1584\4‬ومسلم (‪. )1856\4‬‬
‫(‪ )2‬تقدم ‪.‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪ :‬إغاثة اللهفان (‪. )240\2‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪ )1969\5‬ومسلم (‪. )1889\4‬‬
‫(‪ )2‬وفد أثيرت الكثير والكثير من الطعون من المستشرقين وأذيالهم فى زواج النبى ‪ r‬وعمرها تسع سنوات ‪ ،‬وقد رد أهل العلم مطاعن الطاعنين وسهامهم فى نحورهم‬
‫‪ ،‬ومن المقرر أن زواجه ‪ r‬بأم المؤمنين عائشة ـ رضى هللا عنها ـ كان من هللا تعالى كما تقدم الحديث ‪ ،‬وما كان من هللا تعالى فله حكم كثيرة وعظيمة ‪ ،‬منها ‪ :‬أنه كان‬
‫على النبى ‪ r‬أن يتزوج بالصغيرة لتحمل عبء الدعوة والتبليغ عنه بعده ‪ ، r‬وقد شارف الموت ‪ ، r‬وهذا ما كان منها ـ رضى هللا عنها ـ إذ تُعد أم المؤمنين عائشة ـ‬
‫رضى هللا عنها ـ من أكثر الصحابة رواية ألقوال وأفعال النبى ‪ ، r‬وهى التى بلغت األمة بحياة النبى ‪ r‬الخاصة من قيام ونوم وصالة وعمل فى بيته ‪ ،‬وحياة زوجية‬
‫وغير هذا الكثير ‪ ،‬وما كان هذا ألحد غيرها من أزواجه ‪ ، r‬ولو كانت كبيرة السن لماتت بعد النبى ‪ r‬بفترة وجيزة وأمتت معها‪ a‬أكثر السنن واألخبار بحياة النبى ‪. r‬‬
‫ـ أما كيف بنى ولم يتعد عمرها التسع سنوات ‪ ،‬وهل كانت اهالً للزواج فى هذا السن الصغير ؟ ‪.‬‬
‫ـ فمن المعروف أن الذين يعيشون فى المناطق القريبة من خط اإلستواء تصل الفتاة عندهم إلى سن الحيض أسرع من الفتاة التى تعيش فى المناطق الباردة أو البعيدة‬
‫عن خط االستواء ‪ ،‬فإن األولى تحيض فى سن الثمانى أو تسع سنوات ‪ ،‬بينما الثانية يتأخر عندها الحيض إلى سن الرابعة عشر أو الخامسة عشر أو أكثر من ذلك ‪.‬‬
‫فائدة ‪ :‬نشرت جريدة الجمهورية المصرية ( ‪ )1997\10\1‬الصفحة الثانية منها هذا الخبر تحت عنوان "طفلة باكستانية ‪ 8‬سنوات حامل فى شهرها الخامس تقول ‪ :‬اكتشف األطباء‬
‫الباكستانيون وجود طفلة عمرها ‪ 8‬سنوات حامالً فى شهرها الخامس …… ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫ـ ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث القيسية من بنى هالل بن عامر وتوفيت عنده بعد ضمه لها بشهرين ‪.‬‬
‫ـ ثم تزوج أم سلمة هند بنت أبى أمية القرشية المخزومية واسم أبى أمية حذيفة بن المغيرة وهى آخر نسائه موتا ً‬
‫وقيل آخرهن موتا ً صفية ‪.‬‬
‫ضى زَ ْي ٌد‬ ‫ـ ثم تزوج زينب بنت جحش من بنى أسد بن خزيمة وهى ابنة عمته أميمة وفيها نزل قوله تعالى ‪( :‬فَلَ َّما قَ َ‬
‫ِّم ْنهَا َوطَرًا زَ َّوجْ نَا َكهَا) (األحزاب ‪. )37 :‬‬
‫ومن خواصها أن هللا سبحانه وتعالى كان هو وليها الذى زوجها لرسوله من فوق سماواته وتوفيت فى أول خالفة‬
‫عمر بن الخطاب وكانت أوالً عند زيد بن حارثة وكان رسول هللا ‪ r‬تبناه فلما طلقها زيد زوجه هللا تعالى إياها‬
‫لتتأسى به أمته فى نكاح أزواج من تبنوه ‪.‬‬
‫ـ وتزوج ‪ r‬جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار المصطلقية وكانت من سبايا بنى المصطلق فجاءته تستعين به على‬
‫كتابتها فأدى عنها كتابتها وتزوجها ‪.‬‬
‫ـ ثم تزوج أم حبيبة واسمها رملة بنت أبى سفيان صخر بن حرب القرشية األموية وقيل اسمها هند تزوجها وهى‬
‫ببالد الحبشة مهاجرة وأصدقها عنه النجاشى أربعمائة دينار وسيقت إليه من هناك وماتت فى أيام أخيها معاوية هذا‬
‫هو المعروف المتواتر عند أهل السير والتواريخ وهو عندهم بمنزلة نكاحه لخديجة بمكة ولحفصة بالمدينة ولصفية‬
‫بعد خيبر ‪.‬‬
‫ـ وتزوج ‪ r‬صفية بنت حيى بن أخطب سيد بنى النضير من ولد هارون ابن عمران أخى موسى فهى ابنة نبى‬
‫وزوجة نبى وكانت من أجمل نساء العالمين وكانت قد صارت له من الصفى أمة فأعتقها وجعل عتقها صداقها‬
‫فصار ذلك سنة لألمة إلى يوم القيامة أن يعتق الرجل أمته ويجعل عتقها صداقها فتصير زوجته بذلك فإذا قال أعتقت‬
‫أمتى وجعلت عتقها صداقها أو قال جعلت عتق أمتى صداقها صح العتق والنكاح وصارت زوجته من غير احتياج‬
‫إلى تحديد عقد وال ولى وهو ظاهر مذهب أحمد وكثير من أهل الحديث ‪.‬‬
‫وقالت طائفة هذا خاص بالنبى ‪ r‬وهو مما خصه هللا به فى النكاح دون األمة وهذا قول األئمة الثالثة ومن وافقهم‬
‫والصحيح القول األول ألن األصل عدم اإلختصاص حتى يقوم عليه دليل وهللا سبحانه لما خصه بنكاح الموهوبة له‬
‫ون ْال ُم ْؤ ِمنِينَ )‪( a‬األحزاب ‪ ، )50 :‬ولم يقل هذا فى المعتقة وال قاله رسول هللا ‪ r‬ليقطع‬ ‫صةً لَّكَ ِمن ُد ِ‬
‫قال فيها ‪( :‬خَالِ َ‬
‫تأسى األمة به فى ذلك فاهلل سبحانه أباح له نكاح امرأة من تبناه لئال يكون على األمة حرج فى نكاح أزواج من تبنوه‬
‫فدل على أنه إذا نكح نكاحا ً فألمته التأسى به فيه ما لم يأت عن هللا ورسوله نص باالختصاص وقطع لتأسى وهذا‬
‫ظاهر ‪.‬‬
‫ـ ثم تزوج ميمونة بنت الحارث الهاللية وهى آخر من تزوج بها تزوجها بمكة فى عمرة القضاء بعد أن حل منها‬
‫على الصحيح وقيل قبل إحالله هذا قول ابن عباس ووهم‪ t‬فإن السفير بينهما بالنكاح أعلم الخلق بالقصة وهو أبو‬
‫رافع وقد أخبر أنه تزوجها حالالً وقال كنت أنا السفير بينهما وابن عباس إذ ذاك له نحو العشر سنين أو فوقها وكان‬
‫غائبا ً عن القصة لم يحضرها وأبو رافع رجل بالغ وعلى يده دارت القصة وهو أعلم بها وال يخفى أن مثل هذا‬
‫الترجيح موجب للتقديم وماتت فى أيام معاوية وقبرها بـ "سرف" ‪.‬‬
‫ـ قيل ومن أزواجه ريحانة بنت زيد النضرية وقيل القرظية سبيت يوم بنى قريظة فكانت صفى رسول هللا ‪ r‬فأعتقها‬
‫وتزوجها ثم طلقها تطليقة ثم راجعها ‪.‬‬
‫وقالت طائفة بل كانت أمته وكان يطؤها بملك اليمين حتى توفى عنها فهى معدودة فى السرارى ال فى الزوجات‬
‫والقول األول اختيار الواقدى ووافقه عليه شرف الدين الدمياطى ‪ ،‬وقال ‪ :‬هو األثبت عند أهل العلم وفيما قاله نظر‬
‫فإن المعروف أنها من سراريه وإمائه ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬
‫فهؤالء نساؤه المعروفات الالتى دخل بهن وأما من خطبها ولم يتزوجها ومن وهبت نفسها له ولم يتزوجها فنحو‬
‫أربع أو خمس ‪ ،‬وقال بعضهم هن ثالثون امرأة وأهل العلم بسيرته وأحواله ‪ r‬ال يعرفون هذا بل ينكرونه ‪،‬‬
‫والمعروف عندهم أنه بعث إلى الجونية ليتزوجها فدخل عليها ليخطبها فاستعاذت منه فأعاذها ولم يتزوجها وكذلك‬
‫الكلبية وكذلك التى رأى بكشحها بياضا ً فلم يدخل بها والتى وهبت نفسها له فزوجها غيره على سور من القرآن هذا‬
‫هو المحفوظ ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬
‫وال خالف أنه ‪ r‬توفى عن تسع وكان يقسم منهن لثمان عائشة وحفصة وزينب بنت جحش وأم سلمة وصفية وأم‬
‫حبيبة وميمونة وسودة وجويرية ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫وأول نسائه لحوقا ً به بعد وفاته ‪ r‬زينب بنت جحش سنة عشرين وآخرهن موتا ً أم سلمة سنة اثنتين وستين فى‬
‫خالفة يزيد ‪ ،‬واهلل أعلم ‪.‬‬

‫ـ أما سراريه ‪: r‬‬


‫فقال أبو عبيدة ‪ :‬كان له أربع ‪ :‬مارية وهى أم ولده إبراهيم وريحانة وجارية أخرى جميلة أصابها فى بعض‬
‫السبى وجارية وهبتها له زينب بنت جحش (‪. )1‬‬
‫ـ الزواج فى الجاهلية ‪:‬‬
‫وكان الزواج فى الجاهلية على أربعة أوجه ‪:‬‬
‫ـ فنكاح منها نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها ثم ينكحها ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ـ ونكاح آخر ‪ :‬كان الرجل يقول المرأته إذا طهرت من طمثها أرسلى إلى فالن فاستبضعى منه ‪ ،‬ويعتزلها‬
‫زوجها وال يمسها أبدا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذى تستبضع منه فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب‬
‫وإنما يفعل ذلك رغبة فى نجابة الولد فكان هذا النكاح نكاح االستبضاع ‪.‬‬
‫ـ ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها فإذا حملت ووضعت ومر عليها‬
‫ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها تقول لهم قد عرفتم الذى‬
‫كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا فالن تسمى من أحبت باسمه فيلحق به ولدها ال يستطيع أن يمتنع منه الرجل ‪.‬‬
‫ـ والنكاح الرابع ‪ :‬يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة ال تمتنع ممن جاءها وهن البغايا كن ينصبن على‬
‫أبوابهن رايات تكون علما ً فمن أرادهن دخل عليهن فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها ودعوا لهم القافة‬
‫ثم ألحقوا ولدها بالذى يرون فالتاط به ودعى ابنه ال يمتنع من ذلك ‪ ،‬فلما بعث محمد‪ r‬بالحق هدم نكاح الجاهلية كله‬
‫إال نكاح الناس اليوم (‪. )1‬‬
‫ـ أسس اختيار الزوجة ‪:‬‬
‫قال تعالى ‪َ ( :‬وألَ َمةٌ ُّم ْؤ ِمنَةٌ َخ ْي ٌر ِّمن ُّم ْش ِر َك ٍة َولَوْ أَ ْع َجبَ ْت ُك ْم) (البقرة ‪ ، )221 :‬وقال تعالى ‪َ ( :‬ع َسى َربُّهُ إِن طَلَّقَ ُك َّن‬
‫ت َوأَ ْب َكارًا) (التحريم ‪ ، )5 :‬وقال‬ ‫ت ثَيِّبَا ٍ‬
‫ت َسائِ َحا ٍ‬ ‫ت عَابِدَا ٍ‬ ‫ت تَائِبَا ٍ‬ ‫ت قَانِتَا ٍ‬ ‫ت ُّم ْؤ ِمنَا ٍ‬ ‫أَن يُ ْب ِدلَهُ أَ ْز َواجًا خَ ْيرًا ِّمن ُك َّن ُم ْسلِ َما ٍ‬
‫ت َوالصَّابِ ِرينَ‬ ‫ت َوالصَّا ِدقِينَ َوالصَّا ِدقَا ِ‬ ‫ت َو ْالقَانِتِينَ َو ْالقَانِتَا ِ‬ ‫ت َو ْال ُم ْؤ ِمنِينَ َو ْال ُم ْؤ ِمنَا ِ‬
‫تعالى ‪( :‬إِ َّن ْال ُم ْسلِ ِمينَ َو ْال ُم ْسلِ َما ِ‬
‫ت َو ْال َحافِ ِظينَ فُرُو َجهُ ْم‬
‫ت َوالصَّائِ ِمينَ َوالصَّائِ َما ِ‬ ‫ص ِّدقَا ِ‬ ‫َص ِّدقِينَ َو ْال ُمتَ َ‬
‫ت َو ْال ُمت َ‬ ‫اش َعا ِ‬‫ت َو ْالخَ ا ِش ِعينَ َو ْالخَ ِ‬ ‫َوالصَّابِ َرا ِ‬
‫ت أَ َع َّد هَّللا ُ لَهُم َّم ْغفِ َرةً َوأَجْ رًا َع ِظي ًما) (األحزاب ‪. )35 :‬‬ ‫ت َوال َّذا ِك ِرينَ هَّللا َ َكثِيرًا َوال َّذا ِك َرا ِ‬ ‫َو ْال َحافِظَا ِ‬
‫اظفَرْ‬‫ـ روى البخارى عن أبى هريرة‪ t‬عن النبى ‪ r‬قال ‪" :‬تُ ْن َك ُح ْال َمرْ أَةُ أِل َرْ بَ ٍع لِ َمالِهَا َولِ َح َسبِهَا َو َج َمالِهَا َولِ ِدينِهَا فَ ْ‬
‫ت يَدَاكَ " (‪. )2‬‬ ‫ِّين ت َِربَ ْ‬
‫ت الد ِ‬ ‫بِ َذا ِ‬
‫ـ قوله ‪ :‬تُ ْن َك ُح ْال َمرْ أَةُ أِل َرْ بَ ٍع ‪ :‬أى ألجل أربع ‪.‬‬
‫ـ قوله ‪ :‬لِ َمالِهَا َولِ َح َسبِهَا ‪ :‬الحسب فى األصل الشرف باآلباء وباألقارب مأخوذ من الحساب ألنهم كانوا إذا‬
‫تفاخروا عدوا مناقبهم ومآثر أبائهم وقومهم وحسبوها ‪ ،‬وقيل المراد بالحسب هنا الفعال الحسنة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬زاد المعاد (‪ )105\1‬بتصرف ‪.‬‬


‫(‪ )2‬من المباضعة ‪ ،‬أى الجماع ‪.‬‬
‫(‪ )1‬انظر البخارى (‪. )1970\5‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى (‪ )1958\5‬ومسلم (‪. )1086\2‬‬
‫‪8‬‬
‫ويؤخذ منه أن الشريف النسيب يُستحب له أن يتزوج نسيبه إال أن تعارض نسيبه غير ديّنة وغير نسيبة دينة فتقدم‬
‫ذات الدين وهكذا فى كل الصفات ‪ ،‬وأما قول بعض الشافعية ‪" :‬يستحب أن ال تكون المرأة ذات قرابة قريبة" فإن‬
‫كان مستنداً إلى الخبر فال أصل له أو إلى التجربة وهو أن الغالب أن الولد بين القريبين يكون أحمق فهو متجه (‪. )1‬‬
‫ـ قوله ‪َ :‬و َج َمالِهَا ‪ :‬يؤخذ منه استحباب تزوج الجميلة إال أن تعارض الجميلة الغير دينة والغير جميلة الدينة نعم لو‬
‫تساوتا فى الدين فالجميلة أولى ويلتحق بالحسنة الذات الحسنة الصفات ومن ذلك أن تكون خفيفة الصداق ‪.‬‬
‫ِّين ‪ ،‬فى حديث جابر ‪" :‬فعليك بذات الدين" والمعنى أن الالئق بذى الدين والمروءة أن‬ ‫اظفَرْ بِ َذا ِ‬
‫ت الد ِ‬ ‫ـ قوله ‪ :‬فَ ْ‬
‫يكون الدين مطمح نظره فى كل شئ ال سيما فيما تطول صحبته فأمره النبى ‪ r‬بتحصيل صاحبة الدين الذى هو غاية‬
‫البغية ‪.‬‬
‫ك ‪ :‬أى لصقتا بالتراب ‪ ،‬وهى كناية عن الفقر وهو خبر بمعنى الدعاء لكن ال يراد به حقيقته‬ ‫ت يَدَا َ‬ ‫ـ قوله ‪ :‬ت َِربَ ْ‬
‫وبهذا جزم صاحب العمدة زاد غيره أن صدور ذلك من النبى ‪ r‬فى حق مسلم ال يستجاب لشرطه ذلك على ربه ‪،‬‬
‫وحكى بن العربى أن معناه استغنت ورد بان المعروف اترب إذا استغنى وترب إذا افتقر ووجه بأن الغنى الناشئ‬
‫عن المال تراب ألن جميع ما فى الدنيا تراب وال يخفى بعده وقيل معناه ضعف عقلك وقيل افتقرت من العلم وقيل‬
‫فيه تقدير شرط أى وقع لك ذلك إن لم تفعل ورجحه بن العربى وقيل معنى افتقرت خابت (‪. )2‬‬
‫فأول الشروط وأهمها التى يجب أن تتوفر فى الزوجة ‪ :‬الدين ‪،‬كما قال تعالى ‪َ ( :‬وألَ َمةٌ ُّم ْؤ ِمنَةٌ َخ ْي ٌر ِّمن ُّم ْش ِر َك ٍة‬
‫ت ( (النور ‪ ، )26 :‬وقوله تعالى‬ ‫ات لِلطَّيِّبِينَ َوالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَا ِ‬
‫(والطَّيِّبَ ُ‬
‫َولَوْ أَ ْع َجبَ ْت ُك ْم ) (البقرة ‪ )221 :‬ولقوله تعالى ‪َ :‬‬
‫ب بِ َما َحفِظَ هّللا ُ) (النساء‪ ، )35 :‬فإنها إن كانت على دين رجوتَ منها الخير ‪ ،‬وأول مظاهر‬ ‫ات لِّ ْل َغ ْي ِ‬
‫َات َحافِظَ ٌ‬ ‫‪( :‬قَانِت ٌ‬
‫تدين المرأة "الصالة"‪ ، a‬وهى الصلة بين العبد وربه ‪ ،‬فإن كانت على صلة طيبة بينها وبين ربها رجوتَ منها أن‬
‫تكون على صلة طيبة بينك وبينها ـ وهلل المثل األعلى ـ فمن فرطت فى أمر ربها وحقه ال عيب عليها إن فرطت فى‬
‫أمر وحق زوجها !! ‪ ،‬ومن رضى أن تكون زوجته مفرطة فى أمر ربها وفرضه فال يلومن إال نفسه إن هى فرطت‬
‫فى حقه ولم تحافظ على بيته ‪.‬‬
‫ـ وإذا كانت الزوجة ذات دين فهى على خلق ‪ ،‬وهذا بديهى ‪ ،‬فالدين اإلس‪a‬المى وه‪a‬و دين الوس‪a‬طية من يعتنق‪aa‬ه يك‪aa‬ون‬
‫بين اإلف‪aa‬راط والتفري‪aa‬ط ‪ ،‬فال هى مفرط‪aa‬ة فى ت‪aa‬دينها وال هى مفرط‪aa‬ة فى دينه‪aa‬ا ‪ ،‬وتراه‪aa‬ا وق‪aa‬د تخلقت بخل‪aa‬ق الق‪aa‬رآن‬
‫الكريم ‪ ،‬من حجاب ومعامالت وحديث وغير هذا مما فرضه القرآن الكريم على المرأة ‪.‬‬
‫ال"‬‫وإذا انضم إلى الدين الجمال فبها ونعمت ‪ ،‬وقد ر َّغب النبى‪ r‬فى الجمال فقال ‪" :‬إِ َّن هَّللا َ َج ِمي ٌل يُ ِحبُّ ْال َج َم َ‬
‫(‪ ، )1‬وقوله‪ r‬وقد سئل ‪" :‬أى النساء خير ؟ قال ‪" :‬الَّتِي تَسُرُّ هُ إِ َذا نَظَ َر َوتُ ِطي ُعهُ إِ َذا أَ َم َر َواَل تُ َخالِفُهُ فِي نَ ْف ِسهَا َو َمالِهَا‬
‫بِ َما يَ ْك َرهُ" (‪ ، )2‬والمرأة المتدينة الجميلة نور على نور ‪ ،‬وإن كانت ذات مال وحسب فقد جمعت من صفات الخير‬
‫الكثير ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ـ ومن الصفات المطلوبة فى الزوجة أن تكون ودودا ولودا ‪ ،‬كما قال‪ " : r‬تَزَ َّوجُوا ال َولو َد ال َو ُدو َد فَإِنِّي ُم َكاثِ ٌر‬
‫بِ ُك ْم" (‪. )3‬‬
‫أيض‪1‬ا) ً ‪ :‬أن تكون ذات عطف وحنان لقوله‪َ " : r‬خ ْي ُر نِ َسا ٍء َر ِك ْبنَ اإْل ِ بِ َل أَحْ نَاهُ َعلَى ِط ْف ٍل َوأَرْ عَاهُ َعلَى زَ وْ ٍ‬
‫ج‬ ‫ـ ومنها‬
‫(‬
‫ت يَ ِد ِه" ‪.‬‬ ‫فِي َذا ِ‬
‫اح ُكهَا" (‪. )2‬‬ ‫ض ِ‬ ‫ك َوتُ َ‬ ‫ضا ِح ُك َ‬ ‫ك َوتُاَل ِعبُهَا َوتُ َ‬‫ـ أن تكون بكراً ‪ :‬لقوله‪ r‬لجابر ‪" : t‬أَاَل تَزَ َّوجْ تَهَا بِ ْكرًا تُاَل ِعبُ َ‬
‫ـ وص َّح عن أم المؤمنين عائشة ـ رضى هللا عنها ـ وعن أبيها أنها قالت يوما ً لرسول هللا ‪ r‬ـ وهى تشير إلى‬
‫زواجه منها ‪ ،‬وهى البكر التى لم يتزوج رسول هللا‪ r‬غيرها بكراً ـ ‪" :‬أَ َرأَيْتَ لَوْ نَز َْلتَ َوا ِديًا َوفِي ِه َش َج َرةٌ قَ ْد أُ ِك َل ِم ْنهَا‬

‫(‪ )1‬كذا فطن أهل العلم من المسلمين منذ زمن إلى اآلثار المترتبة على زواج األقارب وحذروا منها ‪ ،‬حتى جاء العلم الحديث مؤيداً لمقالتهم وما ذهبوا إليه ‪.‬‬
‫ـ ويجدر بنا هنا التنبيه إلى خضوع الزوجين إلى الكشف قبل الزواج دفعا ً ألية آثار جانبية قد تظهر بعد الزواج فى حاالت بعينها‪. a‬‬
‫(‪ )2‬انظر فتح البارى (‪ )136\5‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬تقدم ‪.‬‬
‫(‪ )3‬تقدم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪ )1955\5‬ومسلم (‪. )1959\4‬‬
‫(‪ )2‬تقدم ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ال فِي الَّ ِذي لَ ْم يُرْ تَ ْع ِم ْنهَا تَ ْعنِي أَ َّن َرسُو َل هَّللا ِ ‪ r‬لَ ْم يَتَزَ َّوجْ‬
‫ك قَ َ‬ ‫َو َو َجدْتَ َش َجرًا لَ ْم ي ُْؤ َكلْ ِم ْنهَا فِي أَيِّهَا ُك ْنتَ تُرْ تِ ُع بَ ِع َ‬
‫ير َ‬
‫بِ ْكرًا َغي َْرهَا" (‪. )3‬‬
‫ـ فان كانت هناك قرينة تدعو إلى نكاح الثيب فبها ونعمت ‪.‬‬
‫ـ ومن طريف ما روى فى الفرق بين الثيب والبكر أن جارية عرضت على الخليفة المتوكل فقال لها ‪ :‬أبكر أنت‬
‫أم أيش ؟ قال ‪ :‬أيش يا أمير المؤمنين ! ‪.‬‬
‫ـ واشترى أحدهم جارية فسألها ‪ :‬ما أحسبك إال بكراً ! فقالت له ‪ :‬لقد كثرت الفتوح فى زمان الواثق ! ‪.‬‬
‫ـ وقال أحدهم لجارية ‪ :‬أبكر أنت ؟ قالت ‪ :‬نعوذ باهلل من الكساد (تعنى الثيوبة) ! ‪.‬‬
‫ـ وعرضت على أحدهم جاريتان بكر وثيب فمال إلى البكر ‪ ،‬فقالت الثيب ‪ :‬أما رغبت فيها وما بينى وبينها إال‬
‫ف َسنَ ٍة ِّم َّما تَ ُع ُّدونَ ) (الحج ‪:‬‬ ‫ك َكأ َ ْل ِ‬‫يوم ـ تعنى أنها ليلة بين البكر وكونها تكون ثيب ـ فقال لها ‪( :‬وَإِ َّن يَوْ ًما ِعن َد َربِّ َ‬
‫‪. )47‬‬
‫ـ أن تكون ممن تربى على مائدة القرآن والسنة ‪ ،‬ال ممن تربى على مائدة الشرق والغرب ‪ ،‬التى تجرى وتلهث‬
‫خلف كل ما هو جديد فى عالم الموضة واألزياء والمناكير ‪ ،‬ودنيا "الكاسيت" والمطربين وتأخذ سنتها وقدوتها من‬
‫المطربين والمطربات والراقصين والراقصات والممثلين والممثالت ‪ ،‬فالحذر أخى من اإلقتران بفتاة لم تختمر‬
‫بخمار ربها ‪ ،‬وقدمت عليه خمار أهل الفن والدعارة والمجون فعرَّاها ولم يسترها ‪ ،‬وجعلها سلعة معروضة لكل ذى‬
‫عينين لينظرها ‪ ،‬وشفتين ليحدثها ويمازحها ويهاتفها ‪ ،‬ويدين فى الطريق والمواصالت‪ a‬يتحسسها ‪ ،‬فاظفر بذات‬
‫الدين تربت يداك (‪. )1‬‬

‫ـ ومن مواصفات الزوجة الصالحة أيضا ً من ‪:‬‬


‫ـ التى تحسن اإلستماع إلى زوجها وتعينه على طاعة هللا‪ ، U‬الرقيقة الطيبة الحانية الزاهدة الستيرة الراضية‬
‫الرزينة الطاهرة العفيفة خفية الصوت‪ a‬الودودة الحليمة الرفيقة َمن ليست بالحنانة (‪ )1‬أو المنانة (‪ )2‬أو األنانة (‪ )3‬أو‬
‫النقارة أو البراقة أو الخداعة أو الكذابة أو الحداقة (‪ )4‬أو الشداقة (‪ )5‬أو اللعوب أو المتفاكهة أو المتواكلة أو الكسولة‬
‫أو المتهتكة أو العاهرة أو العصبية أو الخيالية أو العنيدة أو الساذجة ‪ ،‬وال متمرضة ‪ ،‬وال متشدقة ‪ ،‬وال تفرط فى‬
‫زينتها ‪ ،‬وال مهملة لنفسها وجمالها ‪.‬‬
‫ـ هذا وال حرج فى عرض الرجل ابنته أو أخته على من يرى فيه الصالح ‪ ،‬فقد عرض شعيب إبنته على موسى‬
‫ي هَاتَ ْي ِن) (القصص ‪ )27 :‬اآلية ‪.‬‬ ‫ك إِحْ دَى ا ْبنَتَ َّ‬ ‫عليهما السالم كما أخبر تعالى عنه قوله ‪( :‬قَا َل إِنِّي أُ ِري ُد أَ ْن أُن ِك َح َ‬
‫ـ وقد عرض الفاروق عمر ‪ t‬ابنته حفصة للزواج بعدما مات زوجها ‪ ،‬كما روى البخارى وغيره عن عمر بن‬
‫صةَ بِ ْنتَ‬ ‫ت إِ ْن ِش ْئتَ أَ ْن َكحْ تُكَ َح ْف َ‬ ‫صةَ فَقُ ْل ُ‬ ‫ت َعلَ ْي ِه َح ْف َ‬ ‫يت ُع ْث َمانَ ْبنَ َعفَّانَ فَ َع َرضْ ُ‬ ‫الخطاب وقد تأيمت ابنته ‪ t‬يقول ‪" :‬فَلَقِ ُ‬
‫يت أَبَا بَ ْك ٍر‬
‫ت لَيَالِ َي ‪ ،‬فَقَا َل ‪ :‬قَ ْد بَدَا لِي أَ ْن اَل أَتَزَ َّو َج يَوْ ِمي هَ َذا ‪ ،‬قَا َل ُع َم ُر ‪ :‬فَلَقِ ُ‬ ‫ال َسأ َ ْنظُ ُر فِي أَ ْم ِري ‪ ،‬فَلَبِ ْث ُ‬ ‫ُع َم َر ‪ ،‬قَ َ‬
‫ت َعلَ ْي ِه أَوْ َج َد ِمنِّي َعلَى‬
‫)‬‫‪7‬‬ ‫(‬ ‫ي َش ْيئًا ‪ ،‬فَ ُك ْن ُ‬
‫)‬‫‪6‬‬ ‫(‬
‫ص َمتَ أَبُو بَ ْك ٍر فَلَ ْم يَرْ ِج ْع إِلَ َّ‬ ‫صةَ بِ ْنتَ ُع َم َر ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ك َح ْف َ‬‫ت ‪ :‬إِ ْن ِش ْئتَ أَ ْن َكحْ تُ َ‬ ‫فَقُ ْل ُ‬
‫ي ِحينَ َع َرضْ تَ‬ ‫ك َو َجدْتَ َعلَ َّ‬ ‫ت لَيَالِ َي ثُ َّم خَ طَبَهَا َرسُو ُل هَّللا ِ ‪ r‬فَأ َ ْن َكحْ تُهَا إِيَّاهُ ‪ ،‬فَلَقِيَنِي أَبُو بَ ْك ٍر فَقَا َل ‪ :‬لَ َعلَّ َ‬ ‫ُع ْث َمانَ ‪ ،‬فَلَبِ ْث ُ‬

‫(‪ )3‬أخرجه البخارى (‪. )1953\5‬‬


‫(‪ )1‬ففى أثناء كتابة هذه السطور يتعرض أحدهم لفسخ خطوبته الثالثة فى خالل عام واحد ‪ ،‬فبعد أن انهى عالقته بمخطوبته األولى ـ رغم كونها‪ a‬ذات دين وخلق ‪ ،‬وال اعلم سببا ً مقنعاً‪a‬‬
‫لديه لفسخ تلك الخطبة ـ عرضت عليه أخته فتاة ‪ :‬ال تصلى ‪ ،‬متبرجة سافرة ‪ ،‬وال أظن األهل أصحاب صالة ودين لبعض ما شهدته عندهم ‪ ،‬ثم إذا به يكتشف أنها على عالقة ـ صداقة‬
‫! ـ بشخص آخر ! فأنهى عالقته بها ‪ ،‬والن البيت بيت لم تحطه سياج الدين والعفة واآلداب اإلسالمية ‪ ،‬فكان يجالس أختها ويمازحها ويضاحكها ‪ ،‬لما ال وهى أخت خطيبته والكل‬
‫اخوات وحبايب !! ‪" ،‬فوقع" فى حبها من "النظرة األولى" ‪ ،‬وألقت الفتاة شباكها عليه ‪ ،‬حتى جاءنى يوما ً ليقص على مدى تعلقه بها وحبه لها ‪ ،‬فحذرته أن يكون اإلناء واحد ! وقلت‬
‫له ‪ :‬اخشى عليك ان تكون تلك الفتاة قد رضعت من نفس االناء فتكون كأختها ‪ ،‬فقال ‪ :‬ال ال ‪ ،‬إنها مختلفة تماما ً عن اختها ‪ ،‬قلت له ‪ :‬ولكنها‪ a‬ال تصلى ‪ ،‬وأنت والحمد هلل من أهل‬
‫الصالة ‪ ،‬فال يغرنك‪ a‬منها معسول الكالم واألمل فى صالتها ‪ ،‬قال بلسان الحال ـ وكما يقول كثير من شبابنا الطيب ‪ :‬لعلى أكون سببا ً فى "شدها" هدايتها إلى طريق ربها ‪ ،‬وبدالً من أن‬
‫تشدها أنت ألعلى تهوى هى بك ألسفل ـ لعلى أكون سببا ً فى التزامها بدبنها وصالتها ‪ ،‬حتى فوجئت به منذ أيام قليلة ومع حلول شهر رمضان المبارك يكلمنى هاتفيا ً قائالً ‪ :‬لقد أنهيت‪a‬‬
‫عالقتى بالفتاة واختها ! كيف يا أخى وقد كنتَ تهيم حبا ً بها ؟ قال ‪ :‬لقد اكتشفت عالقتها بأكثر من شاب ‪ ،‬والكل عنده رقم الهاتف والمواعيد والتنزه والخروج ووووو ‪.‬‬
‫(‪ )1‬التى تحن إلى زوج آخر غير زوجها ‪ ،‬أو من تقارن بينه وبين غيره ‪.‬‬
‫(‪ )2‬كثيرة‪ a‬المن على زوجها بما فعلت ‪.‬‬
‫(‪ )3‬كثيرة‪ a‬األنين والشكوى ‪.‬‬
‫(‪ )4‬التى تشتهى كل تقع عليه حدقتها ‪ ،‬فتكلف زوجها ما ال يطيق ‪.‬‬
‫(‪ )5‬المتشدقة فى كالمها‪ a‬المتقعرة‪ a‬فيه ‪.‬‬
‫(‪ )6‬أى لم يتكلم بشئ ‪.‬‬
‫(‪ )7‬أى أكثر وجداً وحزنا ‪ً.‬‬
‫‪10‬‬
‫ت أَ َّن‬‫ت ‪ :‬نَ َع ْم ‪ ،‬قَا َل ‪ :‬فَإِنَّهُ لَ ْم يَ ْمنَ ْعنِي أَ ْن أَرْ ِج َع إِلَ ْيكَ فِي َما َع َرضْ تَ إِاَّل أَنِّي قَ ْد َعلِ ْم ُ‬ ‫صةَ فَلَ ْم أَرْ ِج ْع إِلَ ْيكَ ‪ ،‬قُ ْل ُ‬ ‫ي َح ْف َ‬ ‫َعلَ َّ‬
‫ُول هَّللا ِ ‪ r‬قَ ْد َذ َك َرهَا فَلَ ْم أَ ُك ْن أِل ُ ْف ِش َي ِس َّر َرس ِ‬
‫ُول هَّللا ِ ‪َ r‬ولَوْ تَ َر َكهَا لَقَبِ ْلتُهَا" (‪. )1‬‬ ‫َرس َ‬
‫ـ ولم يزل هذا األمر منذ رسول هللا‪ r‬ثم صحابته الكرام رضوان هللا عليهم أجمعين من بعده ‪ ،‬حتى سلّمه‬
‫الصحابة إلى التابعين وتابعى التابعين ‪ ،‬فقد ذكرت كتب السير عن عبد هللا بن وداعة قال ‪ :‬كنت أجالس سعيد بن‬
‫قلت ‪ :‬توفيت زوجتى فاشتغلت بها ‪ ،‬قال ‪ :‬هال أخبرتنا‬ ‫المسيب فتفقدنى أياما ً (‪ ، )2‬فلما أتيته قال ‪ :‬أين كنت ؟ ُ‬
‫فشهدناها ؟ قال ‪ :‬ثم أردت أن أقوم ‪ ،‬فقال ‪ :‬هل استحدثت امرأة ؟ فقلت ‪ :‬يرحمك هللا تعالى ‪ ،‬ومن يزوجنى وما أملك‬
‫إال درهمين أو ثالثا ً ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنا (‪ ، )3‬فقلت ‪ :‬وتفعل ؟ ! قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فحمد هللا تعالى وصلى على النبى‪ r‬وزوجنى على‬
‫درهمين ـ أو قال ‪ :‬ثالثة ـ قال ‪ :‬فقمت وما أدرى ما أصنع من الفرح ‪ ،‬فعدت إلى منزلى وجعلت أفكر ممن آخذ ‪،‬‬
‫وكنت صائما ‪ ،‬فقدمت عشائى ألفطر ‪ ،‬وكان‬ ‫ُ‬ ‫ممن أستدين ‪ ،‬فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلى ‪ ،‬فأسرجت ‪،‬‬
‫خبزاً وزيتا ً ‪ ،‬وإذا بالباب يقرع ‪ ،‬فقلت ‪ :‬من هذا ؟ ‪ ،‬قال ‪ :‬سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬ففكرت فى كل إنسان اسمه سعيد ‪ ،‬إال سعيد‬
‫بن المسيب ‪ ،‬وذلك أنه لم يمر أربعين سنة إال بين داره والمسجد ‪ ،‬فخرجت إليه ‪ ،‬فإذا به سعيد بن المسيب ‪ ،‬فظننت‬
‫أنه بدا له ـ أى رجع عن رأيه ـ فقلت ‪ :‬يا أبا محمد ‪ :‬لو أرسلت إلى ! ألتيتك ‪ ،‬فقال ‪ :‬ال ‪ ،‬أنت أحق أن تؤتى ‪،‬‬
‫فقلت ‪ :‬ماذا تأمر ؟ فقال ‪ ،‬إنك رجالً عزبا ً فتزوجتَ ‪ ،‬فكرهت أن تبيت الليلة وحدك ‪ ،‬وهذه امرأتك ‪ ،‬وإذا هى قائمة‬
‫خلفه فى طوله ‪ ،‬فدفعها فى الباب ورده ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ثم دخلت بها ‪ ،‬فإذا هى من أجمل النساء وأحفظ الناس لكتاب هللا تعالى وأعلمهم لسنة رسول هللا ‪، r‬‬
‫وأعرفهم بحق الزوج ‪.‬‬
‫ـ وال حرج أيضا ً فى عرض المرأة نفسها على من ترى فيه الزوج الصالح لها ‪،‬إذا أمنت الفتنة ‪ ،‬وكان الرجل‬
‫صالحا ً ورعا ً ‪ ،‬كما كان من أم المؤمنين خديجة ـ رضى هللا عنها ـ وعرضها نفسها على النبى ‪. r‬‬
‫ـ وهنا ننبه إلى التأنى فى اختيار زوجة المستقبل ‪ ،‬فالتستحب العجلة دون انتقاء زوجة المستقبل ‪ ،‬فما هى‬
‫المعايير واالسس الموضوعة عند اختيار زوج وزوجة المستقبل ‪.‬‬
‫ـ أسس اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ـ أما األسس التى يجب على كل فتاة أن تضعها نصب عينيها عند قبول من يتقدم لخطبتها ‪ ،‬فأول هذه الشروط‬
‫واألسس والمعايير ‪ :‬الدين ‪ ،‬فإن صاحب الدين إذا احب المرأة أكرمها ‪ ،‬وإذا كرهها لم يظلمها ‪.‬‬
‫ات لِلطَّيِّبِينَ‬ ‫(والطَّيِّبَ ُ‬‫ك َولَوْ أَ ْع َجبَ ُك ْم) (البقرة ‪ ، )221 :‬وقوله تعالى ‪َ :‬‬ ‫(ولَ َع ْب ٌد ُّم ْؤ ِم ٌن خَ ْي ٌر ِّمن ُّم ْش ِر ٍ‬
‫ـ قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ضوْ نَ ِدينَهُ َو ُخلُقَهُ فَ َز ِّوجُوهُ إِاَّل تَ ْف َعلُوا تَ ُك ْن فِ ْتنَةٌ‬‫ب إِلَ ْي ُك ْم َم ْن تَرْ َ‬ ‫ت ) (النور ‪ ، )26 :‬وقال ‪" : r‬إِ َذا َخطَ َ‬ ‫َوالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَا ِ‬
‫َريضٌ "(‪.)1‬‬ ‫ض َوفَ َسا ٌد ع ِ‬ ‫ِ‬ ‫فِي اأْل َرْ‬
‫وقال النبى ‪ r‬لبنى بياضة ‪" :‬أنكحوا أبا هند وأنكحوا إليه ‪ ،‬وكان حجاماً" (‪. )2‬‬
‫ُول هَّللا ِ ‪ r‬فَقَا َل ‪َ :‬ما تَقُولُونَ فِي هَ َذا ؟ قَالُوا ‪َ :‬ح ِريٌّ إِ ْن‬ ‫وعن ابن أبى حازم عن أبيه عن سهل قال ‪َ " :‬م َّر َر ُج ٌل َعلَى َرس ِ‬
‫ال ‪ :‬ثُ َّم َسكَتَ ‪ ،‬فَ َم َّر َر ُج ٌل ِم ْن فُقَ َرا ِء ْال ُم ْسلِ ِمينَ فَقَا َل ‪َ :‬ما‬ ‫ب أَ ْن يُ ْن َك َح َوإِ ْن َشفَ َع أَ ْن يُ َشفَّ َع َوإِ ْن قَا َل أَ ْن يُ ْستَ َم َع ‪ ،‬قَ َ‬ ‫خَ طَ َ‬
‫ب أَ ْن اَل يُ ْن َك َح َوإِ ْن َشفَ َع أَ ْن اَل يُ َشفَّ َع َوإِ ْن قَا َل أَ ْن اَل يُ ْستَ َم َع ‪ ،‬فَقَا َل ‪َ :‬رسُو ُل هَّللا ِ ‪r‬‬ ‫تَقُولُونَ ِفي هَ َذا ؟ قَالُوا ‪َ :‬ح ِريٌّ إِ ْن خَ طَ َ‬
‫ض ِم ْث َل هَ َذا" (‪. )1‬‬ ‫هَ َذا خَ ْي ٌر ِم ْن ِملْ ِء اأْل َرْ ِ‬
‫فالدين أختاه هو "الترمومتر"‪ a‬الذى تستطيعين به الحكم على الرجال ‪ ،‬وليس ما يملك من مال أو شهادات ‪ ،‬ولكن‬
‫إن انضم إلى الدين المال أو المؤهل فبها ونعمت ‪ ،‬وال يُقدم أبداً على صاحب الدين صاحب أحدث صيحة فى قص‬
‫الشعر ! أو أحدث صيحة فى عالم المالبس ! ومن يحفظ األغانى وال يعى صدره آية من كتاب هللا تعالى ‪ ،‬أو حديثا ً‬
‫من أحاديث النبى‪ r‬وال المتخنثين الذين عج بهم الطريق فال تستطيع أن تفرق بين الفتى والفتاة من الملبس أو‬
‫الشعر ! وال صاحب الكالم المعسول ‪" ،‬الدبور" الذى يتنقل بين األزهار ليرتشف الرائحة من هذه وتلك ‪ ،‬وال من‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخارى ‪.‬‬


‫(‪ )2‬أى فقدنى فى مجلسه ‪ ،‬وكان هذا من اآلداب التى يتحلى بها أهل العلم ‪ ،‬وهو تفقدهم أهل مجالستهم ومعرفة حالهم ‪.‬‬
‫(‪ )3‬وكان لسعيد بن المسيب بنت قد خطبها الخليفة عبد الملك بن مروان البنه الوليد فرفضه سعيد بن المسيب ‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى (‪ )1085‬وابن ماجة (‪ )607-606‬والحاكم (‪. )164\2‬‬
‫(‪ )2‬صحيح ‪ :‬أخرجه البيهقى (‪. )136\7‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪. )1958\5‬‬
‫‪11‬‬
‫يقف على باب مدرستك ينتظر خروجك لتتنزها معا ً خلسة عن األهل ‪ ،‬وال من ذاق طعم "القبلة" منك قبل أن تحلى‬
‫له ‪ ،‬وال من يضع "االسطوانة" فى حديثك معه تليفونيا ُ ‪ ،‬الحذر الحذر أختاه من تلك الذئاب الضارية ‪ ،‬واعلمى أنه‬
‫لن يستقيم بيت نال فيه الشاب ما أراده من فتاته قبل البناء بها ‪ ،‬فهو بين شقى رحى ‪ :‬الشك فيها أن تكون مع غيره‬
‫كما كانت له قبل البناء ‪ ،‬وبين إذاللها بتسليمها نفسها له قبل أن تحل له ‪ ،‬فكونى على حذر أختاه ‪ ،‬وعليك بصاحب‬
‫الدين الذى يريد أن يأخذ بيدك إلى ربك وإلى جنته ‪.‬‬
‫فإن كان من حملة كتاب هللا تعالى فيُقدم على غيره ‪ ،‬وان كان من أهل الدعوة إلى هللا بالموعظة الحسنة فبها‬
‫ونعمت ‪ ،‬فالدين هو األساس الذى عليه تُبنى الحياة الزوجية السعيدة ‪.‬‬
‫ب َم ِن ا ْستَطَا َع ْالبَا َءةَ فَ ْليَتَ َز َّوجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ‬
‫ـ أن يكون مستطيعا ً لتحمل نفقات الزواج لقوله‪" : r‬يَا َم ْع َش َر ال َّشبَا ِ‬
‫صوْ ِم فَإِنَّهُ لَهُ ِو َجا ٌء" (‪. )1‬‬ ‫ص ُن لِ ْلفَرْ ِ‬
‫ج َو َم ْن لَ ْم يَ ْستَ ِط ْع فَ َعلَ ْي ِه بِال َّ‬ ‫ص ِر َوأَحْ َ‬ ‫لِ ْلبَ َ‬
‫وكم من شاب "أحب فتاة" ‪ ،‬والتقت األفكار بعد العيون ‪ ،‬وتناغمت األنفاس تعزف أجمل ألحان الحب الذى لم‬
‫يشهد العالم مثله ‪ ،‬وكم التقت األحالم ‪ ،‬فيرى الشاب الحلم ‪ ،‬فيقصه على فتاته ‪ ،‬فتكمله هى ! كم ف َّكر فى مكالمتها‬
‫"رن" وكانت هى ! كم من قصص "الحب" قد نمت وترعرعت‪ a‬فى خيال كثير من الفتيات ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫هاتفيا ً فيجد الهاتف قد‬
‫ثم إذا جاء الحديث عن الزواج كان سرابا ً وذهبت األحالم أدراج الرياح ‪ ،‬وتحطمت على صخرة الواقع ‪ ،‬وأخذت‬
‫معها ما أخذت من قصص المذلة وذهاب العفة واألدب والحياء ‪ ،‬ثم لم تعد ‪.‬‬
‫ال لَهُ " (‪ )2‬فهذا إذا تقدم للفتاة اثنين من أهل الدين‬ ‫ك اَل َم َ‬ ‫ص ْعلُو ٌ‬ ‫اويَةُ فَ ُ‬‫أما قوله ‪ r‬لفاطمة بنت قيس ‪" :‬أَ َّما ُم َع ِ‬
‫والورع ‪ ،‬فيُقدم صاحب المال على اآلخر ‪ ،‬وال يُرفض صاحب الدين لقلة ماله ‪.‬‬
‫َصاهُ ع َْن عَاتِقِ ِه‬ ‫ض ُع ع َ‬ ‫ـ ويستحب فيه أيضا ً ‪ :‬أن يكون رفيقا ً بالنساء لقوله‪ r‬فى شأن أبى جهم ‪" :‬أَ َّما أَبُو َجه ٍْم فَاَل يَ َ‬
‫" (‪ )3‬قالوا ‪ :‬أى كثير الضرب للنساء ‪.‬‬
‫ـ ويستحب فيه أن يكون جميل المنظر حسن الهيئة ‪ :‬حتى تُسر الفتاة عند رؤيته فال تنفر منه ‪.‬‬
‫ـ أن يكون شابا ً ‪ :‬فيُقدم على الشيخ العجوز ليحصل التناسب العقلى والعاطفى ‪ ،‬وال حرج فى زواج الشيخ الكبير‬
‫ممن تصغره ‪ ،‬فرب شيخ عجوز أفضل من مائة شاب ‪.‬‬
‫ـ أن يكون كفؤاً للفتاة ‪ :‬من حيث العمر ‪ ،‬والمستوى التعليمى ـ والدين أوالً ـ والعقلى ‪ ،‬والمادى ‪ ،‬والبدنى ‪ ،‬ونحو‬
‫هذا ‪.‬‬
‫ـ الكفاءة فى النكاح ‪:‬‬
‫ارفُوا‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫يقول اإلمام ابن القيم رحمه هللا تعالى ‪( :‬يَا أيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَ لَقنَا ُكم ِّمن َذ َك ٍر َوأنثَى َو َج َعلنَا ُك ْم ُشعُوبًا َوقَبَائِ َل لِتَ َع َ‬
‫إخ َوةٌ) (الحجرات ‪)10 :‬‬ ‫إِ َّن أَ ْك َر َم ُك ْم ِعن َد هَّللا ِ أَ ْتقَا ُك ْم إِ َّن هَّللا َ َعلِي ٌم َخبِيرٌ) (الحجرات ‪ ، )13‬وقال تعالى ‪( :‬إِنَّ َما ْال ُم ْؤ ِمنُونَ ْ‬
‫اب لَهُ ْم َربُّهُ ْم أَنِّي الَ‬
‫ْض) (التوبة ‪ ، )71 :‬وقال تعالى ‪( :‬فَا ْستَ َج َ‬ ‫ضهُ ْم أَوْ لِيَاء بَع ٍ‬ ‫َات بَ ْع ُ‬‫وقال ‪َ ( :‬و ْال ُم ْؤ ِمنُونَ َو ْال ُم ْؤ ِمن ُ‬
‫ْض) (آل عمران ‪. )195 :‬‬ ‫ض ُكم ِّمن بَع ٍ‬ ‫ضي ُع َع َم َل عَا ِم ٍل ِّمن ُكم ِّمن َذ َك ٍر أَوْ أُنثَى بَ ْع ُ‬ ‫أُ ِ‬
‫اح ٌد أَاَل اَل فَضْ َل لِ َع َربِ ٍّي َعلَى أَ ْع َج ِم ٍّي َواَل لِ َع َج ِم ٍّي َعلَى َع َربِ ٍّي َواَل أِل َحْ َم َر‬ ‫وقال ‪" : r‬أَاَل إِ َّن َربَّ ُك ْم َوا ِح ٌد َوإِ َّن أَبَا ُك ْم َو ِ‬
‫ضوْ نَ ِدينَهُ َو ُخلُقَهُ‬ ‫ب إِلَ ْي ُك ْم َم ْن تَرْ َ‬ ‫َعلَى أَس َْو َد َواَل أَس َْو َد َعلَى أَحْ َم َر إِاَّل بِالتَّ ْق َوى" (‪ ، )1‬وفى الترمذى عنه ‪" : r‬إِ َذا َخطَ َ‬
‫َريضٌ " (‪ ، )2‬وقال النبى‪ r‬لبنى بياضة ‪" :‬أنكحوا أبا هند وأنكحوا‬ ‫ض َوفَ َسا ٌد ع ِ‬ ‫فَز َِّوجُوهُ إِاَّل تَ ْف َعلُوا (تَ‪ُ 3‬ك) ْن فِ ْتنَةٌ فِي اأْل َرْ ِ‬
‫إليه وكان حجاماً" ‪.‬‬
‫وزوج النبى ‪ r‬زينب بنت جحش القرشية من زيد بن حارثة مواله وزوج فاطمة بنت قيس الفهرية القرشية من‬
‫ات لِلطَّيِّبِينَ َوالطَّيِّبُونَ‬ ‫أسامة ابنه ‪ ،‬وتزوج بالل بن رباح بأخت عبدالرحمن بن عوف ‪ ،‬وقد قال هللا تعالى ‪َ ( :‬والطَّيِّبَ ُ‬
‫اب لَ ُكم ِّمنَ النِّ َساء) (النساء ‪. )3 :‬‬ ‫ُوا َما طَ َ‬ ‫ت ) (النور ‪ ، )26 :‬وقد قال تعالى ‪( :‬فَان ِكح ْ‬ ‫لِلطيِّبَا ِ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪ )1950\5‬ومسلم (‪. )1018\2‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪. )1114\2‬‬
‫(‪ )3‬السابق ‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد (‪. )411\5‬‬
‫(‪ )2‬تقدم ‪.‬‬
‫(‪ )3‬تقدم ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫فالذى يقتضيه حكمه ‪ r‬اعتبار الدين فى الكفاءة أصالً وكماالً فال تزوج مسلمة بكافر وال عفيفة بفاجر ولم يعتبر‬
‫القرآن والسنة فى الكفاءة أمراً وراء ذلك فإنه حرم على المسلمة نكاح الزانى الخبيث ولم يعتبر نسبا ً وال صناعة وال‬
‫غنى وال حرية فجوز للعبد الفقير نكاح الحرة النسيبة الغنية إذا كان عفيفا ً مسلما ً ‪ ،‬وجوز لغير القرشيين نكاح‬
‫القرشيات ‪ ،‬ولغير الهاشميين نكاح الهاشميات وللفقراء نكاح الموسرات ‪.‬‬
‫وقد تنازع الفقهاء فى أوصاف الكفاءة فقال مالك فى ظاهر مذهبه إنها الدين وفى رواية عنه إنها ثالثة الدين‬
‫والحرية والسالمة من العيوب ‪.‬‬
‫وقال أبو حنيفة ‪ :‬هى النسب والدين ‪ ،‬وقال أحمد فى رواية عنه ‪ :‬هى الدين والنسب خاصة وفى رواية أخرى هى‬
‫خمسة الدين والنسب والحرية والصناعة والمال ‪ ،‬وإذا اعتبر فيها النسب فعنه فيه روايتان إحداهما ‪ :‬أن العرب‬
‫بعضهم لبعض أكفاء ‪ ،‬الثانية ‪ :‬أن قريشا ً ال يكافئهم إال قرشى وبنو هاشم ال يكافئهم إال هاشمى ‪ ،‬وقال أصحاب‬
‫الشافعى يعتبر فيها الدين والنسب والحرية والصناعة والسالمة من العيوب المنفرة ‪.‬‬
‫ولهم فى اليسار ثالثة أوجه اعتباره فيها وإلغاؤه واعتباره فى أهل المدن دون أهل البوادى فالعجمى ليس عندهم‬
‫كفئا ً للعربى وال غير القرشى للقرشية وال غير الهاشمى للهاشمية وال غير المنتسبة إلى العلماء والصلحاء‬
‫المشهورين كفئا ً لمن ليس منتسبا ً إليهما ‪ ،‬وال العبد كفئا ً للحرة وال العتيق كفئا ً لحرة األصل وال من مس الرق أحد‬
‫آبائه كفئا ً لمن لم يمسها رق وال أحداً من آبائها ‪ ،‬وفى تأثير رق األمهات وجهان ‪ ،‬وال من به عيب مثبت للفسخ كفئا ً‬
‫للسليمة منه فإن لم يثبت الفسخ وكان منفراً كالعمى والقطع وتشويه الخلقة فوجهان ‪ ،‬واختار الرويانى أن صاحبه‬
‫ليس بكفء وال الحجام والحائك والحارس كفئا ً لبنت التاجر والخياط ونحوهما وال المحترف لبنت العالم وال الفاسق‬
‫كفئا ً للعفيفة وال المبتدع للسنية ولكن الكفاءة عند الجمهور هى حق للمرأة واألولياء ‪.‬‬
‫ثم اختلفوا فقال أصحاب الشافعى ‪ :‬هى لمن له والية فى الحال ‪ ،‬وقال أحمد فى رواية ‪ :‬حق لجميع األولياء‬
‫قريبهم وبعيدهم فمن لم يرض منهم فله الفسخ ‪ ،‬وقال أحمد فى رواية ثالثة ‪ :‬إنها حق هللا فال يصح رضاهم‬
‫بإسقاطه ‪ ،‬ولكن على هذه الرواية ال تعتبر الحرية وال اليسار وال الصناعة وال النسب إنما يعتبر الدين فقط فإنه لم‬
‫يقل أحمد وال أحد من العلماء إن نكاح الفقير للموسرة باطل وإن رضيت وال يقول هو وال أحد إن نكاح الهاشمية‬
‫لغير الهاشمى والقرشية لغير القرشى باطل وإنما نبهنا على هذا ألن كثيرا من أصحابنا يحكون الخالف فى الكفاءة‬
‫هل هى حق هلل أو لآلدمى ويطلقون مع قولهم إن الكفاءة هى الخصال المذكورة وفى هذا من التساهل وعدم التحقيق‬
‫ما فيه" (‪. )1‬‬
‫ـ فإذا أراد الرجل أن يخطب فتاة فله أن يرسل أمه أو بعض أهله ـ كأخته مثالً ـ ليريا من الفتاة ما يدعوه إلى‬
‫خطبتها ‪ ،‬من خلق حسن وبيت طيب وحسن معاملة ‪.‬‬
‫إن كان فى غير الصالح رضاؤها‬ ‫الخير فى حسن الفتاة وعلمها‬
‫للناس منـها دينــها ووفــاؤهــا‬ ‫فجمــالها وقـف عليها إنمـا‬
‫واسـأل عــن الغصن وعـن منبته‬ ‫وإن تزوجـتَ فكــن حـاذقــا ً‬
‫مـن جيــرة الحــى وذى قربتـــه‬ ‫واسأل عـن الصهــر‪ a‬وأحوالــه‬
‫ـ صالة االستخارة ‪:‬‬
‫فإذا وجد الرجل الفتاة التى يرى فيها أنها تصلح لتكون شريكة حياته ‪ ،‬وتقدم للفتاة الرجل يخطبها ‪ ،‬استخار هللا‬
‫تعالى فى هذا األمر العظيم ‪ ،‬فيصلى كل منهما صالة االستخارة ‪.‬‬
‫يقول جابر ‪" : t‬كان النبى ‪ r‬يعلمنا االستخارة فى األمور كلها كالسورة من القرآن ‪ ،‬وصفتها ‪ :‬يقول ‪ : r‬إِ َذا هَ َّم‬
‫ك َوأَسْأَلُكَ ِم ْن‬ ‫ك َوأَ ْستَ ْق ِد ُر َ‬
‫ك بِقُ ْد َرتِ َ‬ ‫ك بِ ِع ْل ِم َ‬‫ض ِة ثُ َّم لِيَقُ ِل اللَّهُ َّم إِنِّي أَ ْست َِخي ُر َ‬
‫أَ َح ُد ُك ْم بِاأْل َ ْم ِر فَ ْليَرْ َك ْع َر ْك َعتَ ْي ِن ِم ْن َغي ِْر ْالفَ ِري َ‬
‫ب اللَّهُ َّم إِ ْن ُك ْنتَ تَ ْعلَ ُم أَ َّن هَ َذا اأْل َ ْم َر ‪ -‬ويسمى‬ ‫فَضْ لِكَ ْال َع ِظ ِيم فَإِنَّكَ تَ ْق ِد ُر َواَل أَ ْق ِد ُر َوتَ ْعلَ ُم َواَل أَ ْعلَ ُم َوأَ ْنتَ َعاَّل ُم ْال ُغيُو ِ‬
‫ار ْك لِي فِي ِه ‪،‬‬ ‫اشي َوعَاقِبَ ِة أَ ْم ِري أَوْ قَا َل عَا ِج ِل أَ ْم ِري َوآ ِجلِ ِه فَا ْقدُرْ هُ لِي َويَسِّرْ هُ لِي ثُ َّم بَ ِ‬ ‫األمر ‪ -‬خَ ْي ٌر لِي فِي ِدينِي َو َم َع ِ‬
‫ال فِي عَا ِج ِل أَ ْم ِري َوآ ِجلِ ِه فَاصْ ِر ْفهُ َعنِّي‬ ‫اشي َوعَاقِبَ ِة أَ ْم ِري أَوْ قَ َ‬ ‫َوإِ ْن ُك ْنتَ تَ ْعلَ ُم أَ َّن هَ َذا اأْل َ ْم َر َشرٌّ لِي فِي ِدينِي َو َم َع ِ‬
‫ال َويُ َس ِّمي َحا َجتَهُ" (‪. )1‬‬ ‫ضنِي قَ َ‬ ‫ْث َكانَ ثُ َّم أَرْ ِ‬ ‫َواصْ ِر ْفنِي َع ْنهُ َوا ْقدُرْ لِ َي ْالخَ ي َْر َحي ُ‬

‫(‪ )1‬زاد المعاد (‪ )95\5‬بتصرف ‪.‬‬


‫(‪ )1‬أخرجه البخارى ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫ـ ويصلى العبد صالة االستخارة فى أى وقت شاء ‪ ،‬ركعتين ‪ ،‬ثم بعد التسليم يدعو بهذا الدعاء ‪ ،‬وله أن يكررها‬
‫وال حرج فى هذا (‪ ، )2‬فصالة االستخارة دعاء ‪ ،‬وال حرج فى تكرار الدعاء ‪ ،‬وال يلزم بعد االستخارة أن يرى العبد‬
‫رؤيا ‪ ،‬بل سيرى إما التيسير أو عدمه ‪ ،‬أو الراحة النفسية لألمر واإلقدام عليه أو عدمه‪.‬‬
‫وتصلى الفتاة صالة االستخارة ‪ ،‬فهى تستخير رب العالمين فى شأن من تقدم لِخطبتها ‪ ،‬إذا رأت فيه ما يدعوها‬
‫إلى قبوله ‪ ،‬ال أن تصلى الفتاة صالة االستخارة عندما يتقدم إليها السكير مثالً أو تارك الصالة المفرط فى أمر دينه ‪،‬‬
‫فإنها ترفض من البداية أن تربط حياتها بمن يستهين بحقوق ربه عليه ‪ ،‬فكيف له أن يحافظ على حقوقها أو يعطيها‬
‫إياها ‪.‬‬
‫ب‬‫ـ هذا وال يجوز لمن عرف تقدم شاب إلى فتاة ليخطبها أن يتقدم لِخطبتها هو أيضا ً ‪ :‬فقد نهى‪ r‬أن "يَ ْخطُ َ‬
‫َاطبُ " (‪. )1‬‬ ‫ك ْال َخا ِطبُ قَ ْبلَهُ أَوْ يَأْ َذنَ لَهُ ْالخ ِ‬ ‫ال َّر ُج ُل َعلَى ِخ ْ‬
‫طبَ ِة أَ ِخي ِه َحتَّى يَ ْت ُر َ‬
‫ـ كما ال يجوز ِخطبة من توفى عنها زوجها حتى تنتهى عدتها ‪ ،‬ولكن يجوز للخاطب التعريض بالخطبة لها ‪ ،‬قال‬
‫َاح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما َعرَّضْ تُم بِ ِه ِم ْن ِخ ْ‬
‫طبَ ِة النِّ َساء أَوْ أَ ْكنَنتُ ْم فى أَنفُ ِس ُك ْم َعلِ َم هّللا ُ أَنَّ ُك ْم َست َْذ ُكرُونَه َُّن َولَـ ِكن الَّ‬ ‫(والَ ُجن َ‬ ‫تعالى ‪َ :‬‬
‫اح َحتَّ َى يَ ْبلُ َغ ْال ِكتَابُ أَ َجلَهُ) (البقرة ‪ )235 :‬أو‬ ‫ْز ُم ْ‬
‫وا ُع ْق َدةَ النِّ َك ِ‬ ‫وا قَوْ الً َّم ْعرُوفًا َوالَ تَع ِ‬ ‫اع ُدوهُ َّن ِس ًّرا إِالَّ أَن تَقُولُ ْ‬
‫تُ َو ِ‬
‫للمطلقة المبتوتة ـ وهى التى طُلقت ثالث مرات ـ لحديث اإلمام مسلم أن النبى‪ r‬قال لفاطمة بنت قيس وكانت قد‬
‫ت فَآ ِذنِينِي" (‪. )2‬‬ ‫ك فَإ ِ َذا َحلَ ْل ِ‬ ‫وم فَإِنَّهُ َر ُج ٌل أَ ْع َمى تَ َ‬
‫ض ِعينَ ثِيَابَ ِ‬ ‫طُلقت ثالث مرات ‪" :‬ا ْعتَدِّي ِع ْن َد اب ِْن أُ ِّم َم ْكتُ ٍ‬
‫بخطبة البائن وهو الصحيح عندنا ‪.‬‬ ‫يقول اإلمام النووى رحمه هللا تعالى ‪ :‬وفيه جواز التعريض ِ‬
‫بالخطبة ‪ :‬كأن يقول الرجل للمرأة وهى فى عدتها من وفاة زوجها ‪ :‬إنك على لكريمة ‪ ،‬وإنى فيك‬ ‫ـ والتعريض ِ‬
‫لراغب ‪ ،‬وان هللا لسائق إليك خيراً ورزقا ً ‪ ،‬أو يقول ‪ :‬إنى أريد التزوج ولوددت أنه يُسر لى امرأة صالحة ‪ ،‬ونحو‬
‫هذا ‪.‬‬

‫ـ إباحة النظر إلى وجه المخطوبة والفتاة إلى مخطوبها ‪:‬‬


‫فإذا تقدم لخطبتها فله أن يرى منها الوجه والكفين ‪ :‬روى المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال له رسول هللا‪: r‬‬
‫ال ‪ ،‬فَا ْنظُرْ إِلَ ْيهَا فَإِنَّهُ أَجْ َد ُر أَ ْن ي ُْؤ َد َم بَ ْينَ ُك َما"(‪. )1‬‬ ‫ت ‪ :‬اَل ‪ ،‬قَ َ‬‫"أَنَظَرْ تَ إِلَ ْيهَا ؟ قُ ْل ُ‬
‫احهَا‬‫ب أَ َح ُد ُك ُم ْال َمرْ أَةَ فَإ ِ ِن ا ْستَطَا َع أَ ْن يَ ْنظُ َر إِلَى َما يَ ْد ُعوهُ إِلَى نِ َك ِ‬ ‫وعن جابر ‪ t‬أن رسول هللا ‪ r‬قال ‪" :‬إِ َذا َخطَ َ‬
‫ْت ِم ْنهَا َما َدعَانِي إِلَى نِ َكا ِحهَا َوتَز َُّو ِجهَا فَتَ َز َّوجْ تُهَا" (‪. )3‬‬ ‫ت أَتَخَ بَّأ ُ(‪ )2‬لَهَا َحتَّى َرأَي ُ‬ ‫اريَةً فَ ُك ْن ُ‬ ‫ال ‪ :‬فَ َخطَب ُ‬
‫ْت َج ِ‬ ‫فَ ْليَ ْف َعلْ ‪ ،‬قَ َ‬
‫ت‬‫ـ وعن سهل بن سعد الساعدى ـ رضى هللا عنها ـ أن امرأة جاءت إلى رسول هللا ‪ r‬فقالت ‪" :‬يَا َرسُو َل هَّللا ِ ِج ْئ ُ‬
‫ص َّوبَهُ ثُ َّم طَأْطَأ َ َرسُو ُل هَّللا ِ ‪َ r‬ر ْأ َسهُ " (‪. )4‬‬ ‫ص َّع َد النَّظَ َر فِيهَا َو َ‬ ‫ال فَنَظَ َر إِلَ ْيهَا َرسُو ُل هَّللا ِ ‪ r‬فَ َ‬ ‫أَهَبُ لَكَ نَ ْف ِسي قَ َ‬
‫ال لَهُ َرسُو ُل هَّللا ِ ‪r‬‬ ‫ار فَقَ َ‬‫ص ِ‬ ‫ت ِع ْن َد النَّبِ ِّي ‪ r‬فَأَتَاهُ َر ُج ٌل فَأ َ ْخبَ َرهُ أَنَّهُ تَ َز َّو َج ا ْم َرأَةً ِمنَ اأْل َ ْن َ‬‫وعن أبى هريرة ‪ t‬قال ‪ُ " :‬ك ْن ُ‬
‫ار َش ْيئًا" (‪.)5‬‬ ‫ص ِ‬ ‫ال فَ ْاذهَبْ فَا ْنظُرْ إِلَ ْيهَا فَإ ِ َّن فِي أَ ْعيُ ِن اأْل َ ْن َ‬ ‫ال اَل قَ َ‬‫أَنَظَرْ تَ إِلَ ْيهَا قَ َ‬
‫ـ وقد ذهب جمهور أهل العلم سلفا ً وخلفا ً إلى جواز نظر الرجل إلى من يريد ِخطبتها ‪ ،‬إال أنه وقع الخالف بينهم‬
‫فيما يُنظر إلى المرأة ‪ ،‬فذهب الجمهور إلى جواز النظر رؤية الوجه والكفين ‪ ،‬وعن اإلمام أحمد ثالث روايات ‪:‬‬
‫النظر إلى الوجه والكفين ‪ ،‬النظر إلى ما يظهر منها غالبا كالرقبة والساقين ‪ ،‬النظر إليها كلها ‪ ،‬وذهب ابن حزم إلى‬
‫النظر إلى جميع بدنها ‪.‬‬

‫(‪ )2‬وروى فى تكرار صالة االستخارة سبع مرات حديث ولكنه ضعيف ‪ ،‬وللعبد أن يكررها عد َد ما يشاء دون تقييد‪ a‬بوقت أو عدد ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى والنسائى وغيرهما ‪.‬‬
‫(‪ )2‬كان هذا فى زمن العفة والحشمة والحجاب ‪ ،‬أما اليوم فالخاطب يرى من يريد خطبتها قبل الذهاب إلى بيت أهلها يرى منها الصدر والنحر والساق والساعد والرقبة والشعر والوجه‬
‫والكفين والفخذين والعحيزة "المجسمة" والفرج والدبر "مجسماً" ‪ ،‬وأظنه قد ال يفوته شيئا ً ال يراه فى زمن خلعت فيه نساء المسلمين حجاب العفة والطهارة واإلسالم ! فال تستطيع‪ a‬أن‬
‫تفرق بين فتاة مسلمة وأخرى على ملة غير اإلسالم فى الطريق من تزيى الجميع بزى واحد ‪ ،‬فال حول وال قوة إال باهلل ‪ ،‬وكما قيل ‪ :‬كلما زادت المرأة من كشف جسدها كلما كان هذا‬
‫منها دعوة إلى الزنا بها أكبر وأدعى ‪.‬‬
‫(‪ )3‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود وأحمد ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم وغيره ‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫ـ فإذا تمت الموافقة بين األهل ‪ ،‬فله أن يصلى صالة االستخارة مرة أخرى إن شاء ‪ ،‬ويترك الفتاة لتستخير ربها‬
‫فيمن تقدم لخطبتها ‪.‬‬
‫ـ موافقة البكر والثيب على الزواج ‪ :‬وتستأذن البكر على من تقدم ل ِخطبتها ‪ :‬وإذنها صماتها ‪ ،‬أما الثيب فإنها‬
‫تستأمر ‪ ،‬لقوله ‪": r‬اَل تُ ْن َك ُح اأْل َيِّ ُم َحتَّى تُ ْستَأْ َم َر َواَل تُ ْن َك ُح ْالبِ ْك ُر َحتَّى تُ ْستَأْ َذنَ قَالُوا يَا َرسُو َل هَّللا ِ َو َك ْيفَ إِ ْذنُهَا قَا َل أَ ْن‬
‫ص َماتُهَا قَا َل نَ َع ْم" (‪. )2‬‬ ‫"البِ ْك ُر تُ ْستَأْ َذ ُن فِي نَ ْف ِسهَا َوإِ ْذنُهَا ُ‬
‫تَ ْس ُكتَ " (‪ ، )1‬وفى صحيح مسلم ‪ْ :‬‬
‫وثبت عنه فى الصحيحين‪" :‬أن خنساء بنت حذام زوجها أبوها وهى كارهة وكانت ثيبا ً فأتت رسول هللا ‪ r‬فرد‬
‫نكاحها" (‪. )3‬‬
‫وفى السنن من حديث ابن عباس ‪" :‬أن جارية بكراً أتت النبى‪ r‬فذكرت له أن أباها زوجها وهى كارهة فخيرها‬
‫النبى ‪. )r" (4‬‬
‫وهذه غير خنساء فهما قضيتان قضى فى إحداهما بتخيير الثيب وقضى فى األخرى بتخيير البكر ‪.‬‬
‫وموجب هذا الحكم أنه ال تجبر البكر البالغ على النكاح وال تزوج إال برضاها وهذا قول جمهور السلف ومذهب‬
‫أبى حنيفة وأحمد فى إحدى الروايات عنه وهو القول الذى ندين هللا به وال نعتقد سواه وهو الموافق لحكم رسول هللا‬
‫‪ r‬وأمره ونهيه وقواعد شريعته ومصالح أمته ‪.‬‬
‫أما موافقته لحكمه فإنه حكم بتخيير البكر الكارهة وليس رواية هذا الحديث مرسلة بعلة فيه فإنه قد روى مسنداً‬
‫ومرسالً (‪ )1‬فإن قلنا قول الفقهاء إن اإلتصال زيادة ومن وصله مقدم على من أرسله فظاهر وهذا تصرفهم فى غالب‬
‫األحاديث ‪ ،‬فما بال هذا خرج عن حكم أمثاله وإن حكمنا باإلرسال كقول كثير من المحدثين فهذا مرسل قوى قد‬
‫عضدته اآلثار الصحيحة الصريحة والقياس وقواعد الشرع كما سنذكره فيتعين القول به ‪.‬‬
‫وأما موافقة هذا القول ألمره فإنه قال ‪" :‬والبكر تستأذن" وهذا أمر مؤكد ألنه ورد بصيغة الخبر الدال على تحقق‬
‫المخبر به وثبوته ولزومه واألصل فى أوامره‪ r‬أن تكون للوجوب ما لم يقم إجماع على خالفه ‪.‬‬
‫"واَل تُ ْن َك ُح ْالبِ ْك ُر َحتَّى تُ ْستَأْ َذنَ " فأمر ونهى وحكم بالتخيير وهذا إثبات للحكم بأبلغ‬ ‫وأما موافقته لنهيه فلقوله ‪َ :‬‬
‫الطرق ‪.‬‬
‫وأما موافقته لقواعد شرعه ‪ :‬فإن البكر البالغة العاقلة الرشيدة ال يتصرف أبوها فى أقل شئ من مالها إال برضاها‬
‫وال يجبرها على إخراج اليسير منه بدون رضاها فكيف يجوز أن يرقها ويخرج بضعها منها بغير رضاها إلى من‬
‫يريده هو وهى من أكره الناس فيه وهو من أبغض شئ إليها ومع هذا فينكحها إياه قهراً" بغير رضاها إلى من يريده‬
‫ان ِع ْن َد ُك ْم" (‪ )1‬أى أسرى ومعلوم‬ ‫ويجعلها أسيرة عنده كما قال النبى ‪" : r‬أَاَل َوا ْستَوْ صُوا بِالنِّ َسا ِء خَ ْيرًا فَإِنَّ َما هُ َّن َع َو ٌ‬
‫أن إخراج مالها كله بغير رضاها أسهل عليها من تزويجها بمن ال تختاره بغير رضاها ولقد أبطل من قال إنها إذا‬
‫عينت كفئا تحبه وعين أبوها كفئا ً فالعبرة بتعيينه ولو كان بغيضا ً إليها قبيح الخلقة ‪.‬‬
‫وأما موافقته لمصالح األمة ‪ :‬فال يخفى مصلحة البنت فى تزويجها بمن تختاره وترضاه وحصول مقاصد النكاح‬
‫لها به وحصول ضد ذلك بمن تبغضه وتنفر عنه فلو لم تأت السنة الصريحة بهذا القول لكان القياس الصحيح‬
‫وقواعد الشريعة ال تقتضى غيره وباهلل التوفيق ‪.‬‬
‫فإن قيل فقد حكم رسول هللا ‪ r‬بالفرق بين البكر والثيب وقال ‪"" :‬اَل تُ ْن َك ُح اأْل َيِّ ُم َحتَّى تُ ْستَأْ َم َر َواَل تُ ْن َك ُح ْالبِ ْك ُر َحتَّى‬
‫تُ ْستَأْ َذنَ " (‪ )2‬وقال ‪" :‬األيم أحق بنفسها من وليها والبكر يستأذنها أبوها" (‪ )3‬فجعل األيم أحق بنفسها من وليها فعلم أن‬
‫ولى البكر أحق بها من نفسها وإال لم يكن لتخصيص االيم بذلك معنى ‪ ،‬وأيضا ً فإنه فرق بينهما فى صفة اإلذن فجعل‬
‫إذن الثيب النطق وإذن البكر الصمت وهذا كله يدل على عدم اعتبار رضاها وأنها ال حق لها مع أبيها ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪ )1974\5‬ومسلم (‪. )1036\2‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪. )1037\2‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخارى (‪ )1974\5‬ومسلم ‪.‬‬
‫(‪ )4‬حسن ‪ :‬أخرجه أبو داود (‪ )2096‬وابن ماجة (‪ )1875‬وأحمد(‪. )2469‬‬
‫(‪ )1‬أخرجهما الدارقطنى (‪. )234\3‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى (‪. )467\3‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى (‪ )1974\5‬ومسلم (‪. )1036\2‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم فى السابق ‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫فالجواب ‪ :‬أنه ليس فى ذلك ما يدل على جواز تزويجها بغير رضاها مع بلوغها وعقلها ورشدها وأن يزوجها‬
‫بأبغض الخلق إليها إذا كان كفئا ً واألحاديث التى احتججتم بها صريحة فى إبطال هذا القول وليس معكم أقوى من‬
‫قوله ‪" :‬األيم أحق بنفسها من وليها" هذا إنما يدل بطريق المفهوم ومنازعوكم ينازعونكم فى كونه حجة ولو سلم أنه‬
‫حجة فال يجوز تقديمه على المنطوق الصريح ‪ ،‬وهذا أيضا ً إنما يدل إذا قلت إن للمفهوم عموما ً والصواب أنه ال‬
‫عموم له إذ داللته ترجع إلى أن التخصيص بالمذكور ال بد له من فائدة وهى نفى الحكم عما عداه ومعلوم أن انقسام‬
‫ما عداه إلى ثابت الحكم ومنتفيه فائدة وأن إثبات حكم آخر للمسكوت عنه فائدة وإن لم يكن ضد حكم المنطوق وأن‬
‫تفصيله فائدة كيف وهذا مفهوم مخالف للقياس الصريح بل قياس األولى كما تقدم ويخالف النصوص المذكورة ‪.‬‬
‫وتأمل قوله ‪" : r‬والبكر يستأذنها أبوها" عقيب قوله ‪" :‬األيم أحق بنفسها من وليها" قطعا ً لتوهم هذا القول وأن‬
‫البكر تزوج بغير رضاها وال إذنها فال حق لها فى نفسها البتة فوصل إحدى الجملتين باألخرى دفعا لهذا التوهم ومن‬
‫المعلوم أنه ال يلزم من كون الثيب أحق بنفسها من وليها أن ال يكون للبكر فى نفسها حق ألبتة ‪.‬‬
‫وقد اختلف الفقهاء فى مناط اإلجبار على ستة أقوال ‪:‬‬
‫ـ أحدها ‪ :‬أنه يجبر بالبكارة وهو قول الشافعى ومالك وأحمد فى رواية ‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬أنه يجبر بالصغر وهو قول أبى حنيفة وأحمد فى الرواية الثانية ‪.‬‬
‫ـ الثالث ‪ :‬أنه يجبر بهما معا ً وهو الرواية الثالثة عن أحمد ‪.‬‬
‫ـ الرابع ‪ :‬أنه يجبر بأيهما وجد وهو الرواية الرابعة عنه ‪.‬‬
‫ـ الخامس ‪ :‬أنه يجبر باإليالد فتجبر الثيب البالغ حكاه القاضى إسماعيل عن الحسن البصرى قال وهو خالف‬
‫اإلجماع قال وله وجه حسن من الفقه فيا ليت شعرى ما هذا الوجه األسود المظلم ‪.‬‬
‫ـ السادس ‪ :‬أنه يجبر من يكون فى عياله وال يخفى عليك الراجح من هذه المذاهب ‪.‬‬
‫ـ وقضى ‪ r‬بأن إذن البكر الصمات وإذن الثيب الكالم فإن نطقت البكر باإلذن بالكالم فهو آكد وقال ابن حزم ال‬
‫يصح أن تزوج إال بالصمات وهذا هو الالئق بظاهريته ‪.‬‬
‫وقضى رسول هللا ‪ r‬أن اليتيمة تستأمر فى نفسها و "ال يتم بعد احتالم" فدل ذلك على جواز نكاح اليتيمة قبل‬
‫البلوغ وهذا مذهب عائشة ـ رضى هللا عنها ـ وعليه يدل القرآن والسنة ‪ ،‬وبه قال أحمد وأبو حنيفة وغيرهما ‪ ،‬قال‬
‫ب فى يَتَا َمى النِّ َساء الَّالتِي الَ تُ ْؤتُونَه َُّن َما‬ ‫ك فى النِّ َساء قُ ِل هّللا ُ يُ ْفتِي ُك ْم فِي ِه َّن َو َما يُ ْتلَى َعلَ ْي ُك ْم فى ْال ِكتَا ِ‬ ‫(ويَ ْستَ ْفتُونَ َ‬
‫تعالى ‪َ :‬‬
‫وا لِ ْليَتَا َمى) (النساء ‪ ، )127‬قالت عائشة ـ‬ ‫ب لَه َُّن َوتَرْ َغبُونَ أَن تَن ِكحُوهُ َّن َو ْال ُم ْستَضْ َعفِينَ ِمنَ ْال ِو ْلدَا ِن َوأَن تَقُو ُم ْ‬ ‫ُكتِ َ‬
‫رضى هللا عنها ـ ‪ :‬هى اليتيمة تكون فى حجر وليها فيرغب فى نكاحها وال يسقط لها سنة صداقها فنهوا عن نكاحهن‬
‫إال أن يقسطوا لهن سنة صداقهن (‪. )1‬‬
‫ت فَاَل َج َوا َز َعلَ ْيهَا" (‪. )2‬‬ ‫َت فَهُ َو إِ ْذنُهَا َوإِ ْن أَبَ ْ‬ ‫ص َمت ْ‬ ‫"اليَتِي َمةُ تُ ْستَأْ َم ُر فِي نَ ْف ِسهَا فَإ ِ ْن َ‬‫وفى السنن األربعة عنه ‪ْ : r‬‬
‫ـ فإذا كان الرضى من المخطوبة ‪ ،‬بدأ األهل فى الحديث عن نفقات الزواج ومستلزماته ‪ ،‬من إعداد بيت الزوجية‬
‫وتجهيزه ‪ ،‬والمهر ونحو هذا ‪ ،‬وهنا يجب التنبيه على قضية المهر أو الصداق ‪.‬‬
‫س ُرهُ (‪: )3‬‬ ‫اح أَ ْي َ‬
‫ـ الصداق ‪َ :‬خ ْي ُر النِّ َك ِ‬
‫ص ُدقَاتِ ِه َّن نِحْ لَةً) (النساء ‪ ، )4 :‬وقال تعالى ‪( :‬فَان ِكحُوهُ َّن بِإ ِ ْذ ِن أَ ْهلِ ِه َّن َوآتُوهُ َّن أُج َ‬
‫ُورهُ َّن‬ ‫وا النَّ َساء َ‬ ‫قال تعالى ‪َ ( :‬وآتُ ْ‬
‫ضةً َوالَ ُجنَا َح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما‬‫ُورهُ َّن فَ ِري َ‬ ‫ُوف) (النساء ‪ ، )26 :‬وقال تعالى ‪( :‬فَ َما ا ْستَ ْمتَ ْعتُم بِ ِه ِم ْنه َُّن فَآتُوهُ َّن أُج َ‬ ‫بِ ْال َم ْعر ِ‬
‫ُورهُ َّن)‬ ‫(واَل ُجنَا َح َعلَ ْي ُك ْم أَن تَن ِكحُوهُ َّن إِ َذا آتَ ْيتُ ُموهُ َّن أُج َ‬ ‫يض ِة)‪( a‬النساء ‪ ، )24 :‬وقوله تعالى ‪َ :‬‬ ‫اض ْيتُم بِ ِه ِمن بَ ْع ِد ْالفَ ِر َ‬
‫ت ََر َ‬
‫(الممتحنة ‪. )10 :‬‬
‫ـ بيان قضائه ‪ r‬فى الصداق بما قل وكثر وقضائه بصحة النكاح على ما مع الزوج من القرآن ‪:‬‬
‫ت‪:‬‬ ‫صدَاقُهُ أِل َ ْز َوا ِج ِه ثِ ْنت َْي َع ْش َرةَ أُوقِيَّةً َونَ ًّشا ‪ ،‬قَالَ ْ‬‫ـ ثبت فى صحيح مسلم عن عائشة ـ رضى هللا عنها ـ ‪َ " :‬كانَ َ‬
‫ق َرسُو ِل هَّللا ِ ‪ r‬أِل َ ْز َوا ِج ِه"‬ ‫صدَا ُ‬ ‫ك َخ ْمسُ ِمائَ ِة ِدرْ ه ٍَم فَهَ َذا َ‬ ‫ف أُوقِيَّ ٍة فَتِ ْل َ‬
‫ت ‪ :‬نِصْ ُ‬ ‫ت ‪ :‬اَل ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫ال ‪ :‬قُ ْل ُ‬
‫أَتَ ْد ِري َما النَّشُّ ؟ قَ َ‬
‫(‪. )1‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى ‪.‬‬
‫(‪ )2‬حسن ‪ :‬أخرجه أبو داود (‪ )2098‬وابن ماجة (‪ )1870‬والترمذى (‪ )1108‬والنسائى (‪. )84\6‬‬
‫(‪ )3‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود وابن حبان ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫وفى صحيح البخارى كما تقدم أن النبى‪ r‬قال لرجل ‪" :‬ا ْنظُرْ َولَوْ خَ اتَ ًما ِم ْن َح ِدي ٍد" (‪ ، )2‬وفيه ‪ ":‬قَا َل َما َذا َم َعكَ ِمنَ‬
‫ال تَ ْق َر ُؤهُ َّن ع َْن ظَه ِْر قَ ْلبِكَ قَا َل نَ َع ْم قَا َل ْاذهَبْ فَقَ ْد َملَّ ْكتُ َكهَا بِ َما َم َعكَ‬ ‫ُورةُ َك َذا َع َّد َدهَا فَقَ َ‬
‫ُورةُ َك َذا َوس َ‬ ‫ال َم ِعي س َ‬ ‫ْالقُرْ ِ‬
‫آن قَ َ‬
‫ت َوهَّللا ِ َما ِم ْثلُكَ يَا أَبَا طَ ْل َحةَ يُ َر ُّد‬ ‫ب أَبُو طَ ْل َحةَ أُ َّم ُسلَي ٍْم فَقَالَ ْ‬ ‫ال ‪" :‬خَ طَ َ‬ ‫آن" ‪ ،‬وفى النسائى ‪ :‬عن ثابت عن أنس قَ َ‬ ‫ِمنَ ْالقُرْ ِ‬
‫ك‬‫ك َغ ْي َرهُ فَأ َ ْسلَ َم فَ َكانَ َذلِ َ‬‫ك َمه ِْري َو َما أَسْأَلُ َ‬ ‫َولَ ِكنَّكَ َر ُج ٌل َكافِ ٌر َوأَنَا ا ْم َرأَةٌ ُم ْسلِ َمةٌ َواَل يَ ِحلُّ لِي أَ ْن أَتَزَ َّو َجكَ فَإ ِ ْن تُ ْسلِ ْم فَ َذا َ‬
‫َت لَهُ " (‪. )3‬‬ ‫َت أَ ْك َر َم َم ْهرًا ِم ْن أُ ِّم ُسلَي ٍْم اإْل ِ ْساَل َم فَ َد َخ َل بِهَا فَ َولَد ْ‬
‫ط َكان ْ‬ ‫ْت بِا ْم َرأَ ٍة قَ ُّ‬
‫ت فَ َما َس ِمع ُ‬ ‫ال ثَابِ ٌ‬
‫َمه َْرهَا قَ َ‬
‫فتضمنت هذه األحاديث وغيرها أن الصداق ال يتقدر أقله ‪ ،‬وأن خاتم الحديد يصح تسميته مهراً ‪.‬‬
‫وتضمنت أن المغاالة فى المهور مكروهة ‪ ،‬وأن أفضل النكاح أيسره مؤنة ‪.‬‬

‫ـ النهى عن المغاالة فى المهور ‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫فاعلم أيها الولى أن من أهم أسباب انتشار العنوسة وانصراف الشباب عن الزواج هو ما يجدونه من تعنت‬
‫بعض األباء والمغاالة فى المهور ‪ :‬وهذا العائق ُحق له أن يوضع على رأس قائمة المعوقات التى تقف أمام شباب‬
‫المسلمين وتردهم القهقرى كلما فكر أحدهم أن يخطو خطوته األولى نحو الزواج وبناء األسرة اإلسالمية ‪ ،‬فتجد‬
‫الشاب يُسئل أول ما يُسئل عما ادخره وما أعده توطئة لتكاليف ومؤنة الزواج ‪ ،‬من مهر و "شبكة" ـ تليق بعروسه‬
‫وأهلها ـ ثم يتبع هذا "فستان" الخطوبة للعروس ـ وربما لبعض أخواتها ـ ! ثم أين يقام "حفل" الخطوبة ‪ ،‬وما‬
‫يستلزم هذا من تكاليف للعروسين ‪ ،‬ثم هدايا العروس فى المناسبات الدينية و "القومية"‪ ! a‬و"الوطنية" وعيد األم‬
‫وعيد األب وعيد األسرة ! وعيد ال ُمعلّم وعيد الفالح وعيد الثورة وعيد تولية الملك وعيد سقوطه ! وعيد ميالد‬
‫العروس وعيد ميالد أم العروس وأخت العروس وبنت خالة العروس وكل من يمت بصلة إلى العروس !!! ‪.‬‬
‫ثم يجلس إلى أهل العروس لسماع "الفرمان الحموى" وما صدر عن "المؤتمر" العائلى لكيفية إذالل هذا المتقدم‬
‫لخطبة هذا الذى تجرأ وفكر أن يخطب وأن يتزوج ليقيم البيت اإلسالمة إتباعا ً لكتاب هللا تعالى ولسنة نبينا محمد‪! r‬‬
‫ويسمع هذا الخاطب ما أسفر عنه االجتماع العائلى من توفير مسكن الزوجية ـ دون مغاالة ـ حجرتين وصالة ـ هذا‬
‫مع انضمام "لجنة الرأفة" إلى جانب الخاطب ـ وفرش وتجهيز حجرة النوم بالمواصفات التى أمليت على آخر‬
‫خاطب تقدم لخطبة فتاة فى العائلة (‪ ، )1‬والذى قد أحضر لعروسه حجرة نوم كذا وصالون وصفه كذا و"أنتريه"‪a‬‬
‫كذا ‪ ،‬وكان "حفل الزفاف" ـ الفرح ـ فى المكان كذا ‪ ،‬فابنتنا ليست أق ّل من فالنة وعالنة بل هى تفوقهم جماالً‬
‫وزينة ‪..‬‬
‫نــداء ‪ :‬رحمة أيها األباء واألمهات بأبناء المسلمين ‪ ،‬أين أنتم من سنة نبيكم محمد‪ ، r‬وأين هى تلك االبنة من أ ّم‬
‫المؤمنين عائشة ـ رضى هللا عنها ـ ‪ ،‬بل أين هى من صاحبيات النبى ‪ r‬؟ أين نحن جميعا ً من هديه‪. r‬‬
‫ـ وهنا نقول ‪ :‬هل الصداق من حق المرأة أو من حق وليها ؟‬
‫(وآتَ ْيتُ ْم إِحْ دَاهُ َّن قِنطَارًا) (النساء ‪ ، )20 :‬يقول اإلمام‬
‫ـ والجواب ‪ :‬إن الصداق حق خالص للمرأة ‪ ،‬قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ابن حزم فى المحلى (‪" : )2‬وال يحل ألب البكر صغيرة كانت أو كبيرة أو الثيب وال لغيره من سائر القرابة أو غيرهم‬
‫حكم فى شئ من صداق اإلبنة أو القريبة ‪ ،‬وال ألحد ممن ذكرنا أن يهبه وال شيئا ً منه ال للزوج طلق أو أمسك وال‬
‫لغيره ‪ ،‬فإن فعلوا شيئا ً من ذلك فهو مفسوخ باطل مردود أبداً ‪ ،‬ولها أن تهب صداقها أو بعضه لمن شاءت وال‬
‫اعتراض ألب وال لزوج فى ذلك" أهـ ‪.‬‬

‫(‪ )2‬تقدم ‪.‬‬


‫(‪ )3‬أخرجه ابن حبان (‪. )188\1‬‬
‫(‪ )1‬حتى وصل متوسط‪ a‬سن الزواج عند البنات إلى ما فوق العشرين ‪ ،‬ومنهن من تصل إلى سن الثالثين ‪.‬‬
‫(‪ )1‬وقد يكون ذلك الخاطب قد "هرب" من ذلك التعنت األسرى الحموى ‪ ،‬وإذا لم يكن قد هرب فلعله اآلن فى إحدى المصحات أو على أحد األرصفة يتسول تكاليف الخطوبة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬المحلى (‪. )511\9‬‬
‫‪17‬‬
‫والصداق يُعد دينا ً على الرجل لزوجته عليه الوفاء به ‪ ،‬فله أن يعجل بقضاءه ‪.‬‬
‫ـ ويجوز للرجل أن ينكح المرأة وال يسمى لها صداق لقوله تعالى ‪( :‬الَّ ُجنَا َح َعلَ ْي ُك ْم إِن طَلَّ ْقتُ ُم النِّ َساء َما لَ ْم‬
‫وس ِع) (البقرة ‪. )236 :‬‬ ‫يضةً َو َمتِّعُوهُ َّن َعلَى ْال ُم ِ‬ ‫تَ َمسُّوهُ ُّن أَوْ تَ ْف ِرض ْ‬
‫ُوا لَه َُّن فَ ِر َ‬

‫ـ دبلة الخطوبة ! ‪:‬‬


‫ومن األمور التى انتشرت فى بالد اإلسالم ما يلبسه الخاطب أو الزوج ويُسمى بـ (دبلة الخطوبة) وهى عادة‬
‫نصرانية ‪ ،‬كان العروس ـ الزوج ـ يضع خاتم الزواج على رأس إبهام العروس اليسرى ـ الزوجة ـ ويقول باسم‬
‫اآلب ‪ ،‬ثم على رأس السبابة ويقول ‪ :‬باسم االبن ‪ ،‬ثم على رأس الوسطى ويقول ‪ :‬باسم الروح القدس ‪ ،‬ثم يستقر به‬
‫فى اإلصبع البنصر‪ a‬وينتقل من اليد اليمنى وقت الخطبة إلى اليد اليسرى بعد الزواج (ليكون قريبا من القلب !!!) ‪.‬‬
‫وعادة ما يكون هذا الخاتم ـ أو الدبلة ـ من الذهب ‪ ،‬وقد صح النهى من النبى‪ r‬عن التختم بالذهب (‪ )1‬للرجال ‪،‬‬
‫ب فِي يَ ِد‬ ‫فروى مسلم في صحيحه عن عبد اللخ بن عباس رضى هللا عنهما قال أن رسول هللا ‪َ ": r‬رأَى خَاتَ ًما ِم ْن َذهَ ٍ‬
‫َب َرسُو ُل هَّللا ِ ‪r‬‬
‫يل لِل َّرج ُِل بَ ْع َد َما َذه َ‬‫َار فَيَجْ َعلُهَا فِي يَ ِد ِه ‪ ،‬فَقِ َ‬ ‫َرج ٍُل فَنَزَ َعهُ فَطَ َر َحهُ َوقَا َل ‪ :‬يَ ْع ِم ُد أَ َح ُد ُك ْم إِلَى َج ْم َر ٍة ِم ْن ن ٍ‬
‫ال ‪ :‬اَل َوهَّللا ِ اَل آ ُخ ُذهُ أَبَدًا َوقَ ْد طَ َر َحهُ َرسُو ُل ِ " ‪. r‬‬
‫)‬ ‫هَّللا ‪(2‬‬
‫ُخ ْذ خَ اتِ َمكَ ا ْنتَفِ ْع بِ ِه ‪ ،‬قَ َ‬
‫ـ وقال ‪َ " : r‬م ْن َكانَ ي ُْؤ ِم ُن بِاهَّلل ِ َو ْاليَوْ ِم اآْل ِخ ِر فَاَل يَ ْلبَسْ َح ِريرًا َواَل َذهَبًا" (‪. )3‬‬
‫ورق ـ فضة ـ بدالً من الذهب حتى ال يقع تحت النهى ‪،‬‬ ‫ـ وقد عمد بعض الرجال إلى استبدال لبس "دبلة" من ِ‬
‫فوقع فى التشبه ‪.‬‬
‫ض‬‫ب فَأ َ ْع َر َ‬ ‫ْض أَصْ َحابِ ِه َخاتَ ًما ِم ْن َذهَ ٍ‬‫‪":‬رأَى ‪َ r‬علَى بَع ِ‬ ‫ورق ـ أى فضة ـ فقد َ‬ ‫ـ وإنما صح عنه ‪ r‬اتخاذ الخاتم من ِ‬
‫ار فَأ َ ْلقَاهُ فَاتَّ َخ َذ خَاتَ ًما ِم ْن َو ِر ٍ‬
‫َع ْنهُ فَأ َ ْلقَاهُ َواتَّ َخ َذ خَاتَ ًما ِم ْن َح ِدي ٍد فَقَا َل هَ َذا َشرٌّ هَ َذا ِح ْليَةُ أَ ْه ِل النَّ ِ‬
‫ْ ‪(1‬‬
‫ق فَ َسكَتَ َعنهُ "‪. r‬‬
‫)‬

‫ـ ِحل خاتم الذهب ونحوه على النساء ‪ :‬وقد ذهب العالمة األلبانى ـ رحمه هللا تعالى ـ إلى تحريم خاتم الذهب‬
‫ونحوه كالسوار والطوق على النساء (‪. )2‬‬
‫والعالمة األلبانى ـ رحمه هللا تعالى ـ كان أحد المجددين وندعوا هللا‪ U‬أن يجزينه عنا وعن األمة اإلسالمية كل‬
‫خير لما قدم لهذه األمة ‪ ،‬إال أنه رحمه هللا تعالى قد جانبه الصواب‪ a‬فى هذا المسألة مع محاولته التحرى والبحث‬
‫واالستقصاء ‪ ،‬وقد ذهب العلماء سلفا ً وخلفا ً إلى ِحل الذهب المحلق للمرأة دون خالف ‪ ،‬واستقصاء هذه المسألة له‬
‫موضع آخر ‪ ،‬واكتفى هنا ببعض أقوال أهل العلم ممن ذهب إلى ِحل الذهب دون تفصيل للمرأة ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫يقول اإلمام النووى فى شرح مسلم ‪" :‬أجمع المسلمون على إباحة خاتم الذهب للنساء" ‪ ،‬وقال فى المجموع ‪:‬‬
‫"يجوز للنساء لبس الحرير والتحلى بالفضة والذهب باإلجماع لألحاديث الصحيحة" ‪ ،‬وقال أيضا ً ‪" :‬أجمع‬
‫والعقد والخاتم والسوار‬ ‫المسلمون على أنه يجوز للنساء لبس أنواع الحلى من الفضة والذهب جميعا ً كالنوق ِ‬
‫والخلخال والدمالج والقالئد والمخانق وكل ما يُتخذ فى العنق وغيره ‪ ،‬وكل ما يعتدن لبسه ‪ ،‬وال خالف فى شئ من‬
‫هذا" (‪.)4‬‬
‫وقال الحافظ فى الفتح (‪ )1‬فى ثنايا تفسير نهى النبى‪ r‬عن خاتم الذهب ‪" :‬نهى النبى ‪ r‬عن خاتم الذهب أو التختم‬
‫به مختص بالرجال دون النساء ‪ ،‬فقد نُقل اإلجماع على إباحته للنساء" ‪ ،‬وقال مثله اإلمام المباركفورى فى التحفة‬
‫(‪. )2‬‬
‫ويقول اإلمام ابن عبد البر فى التمهيد (‪" : )3‬النهى عن لباس الحرير وتختم الذهب إنما قصد به إلى الرجال دون‬
‫النساء وقد أوضحنا هذا المعنى فيما تقدم من حديث نافع وال نعلم خالفا ً بين علماء األمصار فى جواز تختم الذهب‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم وغيره ‪ ،‬ولكل مسلم أقول له ‪ :‬لو أنك كنت مكان ذلك الصاحبى الكريم ‪ ،‬وجرى عليك ما جرى عليه ‪ ،‬فهل كنت ستفعل مثل ما فعل ‪ ،‬فإن كنتَ فافعل اآلن !‪.‬‬
‫(‪ )3‬حسن ‪ :‬أخرجه أحمد ‪.‬‬
‫(‪ )1‬حسن ‪ :‬أخرجه أحمد وغيره ‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬آداب الزفاف للعالمة األلبانى رحمه هللا تعالى ‪.‬‬
‫(‪ )3‬انظر المجموع (‪. )443\4‬‬
‫(‪ )4‬السابق (‪. )40\6‬‬
‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬فتح البارى (‪. )317\10‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬تحفة االحوذى (‪. )340\5‬‬
‫(‪ )3‬انظر التمهيد‪. )115\16( : a‬‬
‫‪18‬‬
‫للنساء وفى ذلك ما يدل على أن الخبر المروى من حديث ثوبان ومن حديث أخت حذيفة عن النبى‪ r‬فى نهى النساء‬
‫عن التختم بالذهب إما أن يكون منسوخا ً باإلجماع وبأخبار العدول فى ذلك على ما قدمنا ذكره فى حديث نافع أو‬
‫يكون غير ثابت ‪ ،‬فأما حديث ثوبان فإنه يرويه يحيى بن أبى كثير قال ‪ :‬حدثنا أبو سالم عن أبى أسماء الرحبى عن‬
‫ثوبان ولم يسمعه يحيى بن أبى سالم وال يصح ‪ ،‬وأما حديث أخت حذيفة فيرويه منصور عن ربعى بن خراش عن‬
‫امرأته عن أخت حذيفة قالت ‪" :‬قام رسول هللا‪ r‬فحمد هللا وأثنى عليه ثم قال يا معشر النساء أما لكن فى الفضة ما‬
‫تحلينه أما إنكن ليس منكن امرأة تحلي ذهابا تظهره إال عذبت به" ‪ ،‬والعلماء على دفع هذا الخبر ألن امرأة ربعى‬
‫مجهولة ال تعرف بعدالة وقد تأوله بعض من يرى الزكاة فى الحلى من أجل منع الزكاة منه إن منعت ولو كان ذلك‬
‫لذكر وهو تأويل بعيد ‪.‬‬
‫وقد روى محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبدهللا بن الزبير عن أبيه عن عائشة أن النجاشى أهدى إلى‬
‫النبى‪ r‬حلية فيها خاتم من ذهب فصه حبشى فأخذه رسول هللا ‪ r‬بعود أو ببعض أصابعه وإنه لمعرض عنه فدعا‬
‫ابنة ابنته أمامة بنت أبى العاص ‪ ،‬فقال ‪ :‬تَ َحلَّ ْي بِهَ َذا يَا بُنَيَّةُ " (‪ ، )1‬وعلى هذا القياس للنساء خاصة وهللا الموفق‬
‫للصواب ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ويقول اإلمام الجصاص فى تفسيره ‪" :‬األخبار الواردة فى إباحته للنساء ـ يعنى الذهب ـ عن النبى‪ r‬والصحابة‬
‫أظهر وأشهر من أخبار الحظر ‪ ،‬وداللة اآلية ـ قوله تعالى ‪( :‬أَ َو َمن يُنَ َّشأ ُ فِي ْال ِح ْليَ ِة َوهُ َو فِي ْال ِخ َ‬
‫ص ِام َغ ْي ُر ُمبِ ٍ‬
‫ين) ـ‬
‫أيضا ً ظاهرة فى إباحته للنساء ‪ ،‬وقد استفاض لبس الحلى للنساء منذ قرن النبى‪ r‬إلى يومنا هذا من غير نكير من‬
‫أحد عليهن ‪ ،‬ومثل ذلك ال يُعترض عليه بأخبار اآلحاد" ‪.‬‬
‫وقال مثله اإلمام الكيا الهراسى عند تفسيره لآلية السابقة ‪.‬‬
‫ـ وأورد الحكيم الترمذى فى نوادر األصول ‪ :‬عن عائشة ـ رضى هللا عنها ـ قالت ‪" :‬أهدى النجاشى إلى رسول‬
‫هللا‪ r‬حلية فيها خاتم من ذهب فيه فص حبشى فأخذه رسول هللا ‪ r‬بعود أو ببعض أصابعه وإنه لمعرض عنه ثم دعا‬
‫ابنة ابنته أمامة ابنة أبى العاص فقال ‪ :‬تحلى بهذا يا بنية" (‪. )3‬‬
‫قال ‪ :‬جعل ‪ r‬الحلية زينة لجوارح اإلنسان فإذا لبسها زانه لذلك وإذا زانه حاله فصار ذلك العضو أحلى فى أعين‬
‫الناظرين ولذا سمى حلية ألنه تحلى تلك الجوارح فى أعين الناظرين وفى قلوبهم قال هللا تعالى وتستخرجون منه‬
‫حلية تلبسونها وهى اللؤلؤ فما كان من ذهب فلإلناث ويحرم على الذكور و ما كان من فضة أو جوهر فمطلق‬
‫للرجال والنساء و قد لبس ‪ r‬خاتما ً اتخذه من فضة وفصه منه" (‪. )1‬‬
‫قلت ‪ :‬وفى الحديث السابق دليل قوى إلباحة خاتم الذهب للنساء ‪ ،‬فتأمل (‪. )2‬‬
‫ـ ما يباح للخاطب بعد الخطبة ‪:‬‬
‫ويباح للخاطب بعد الخطبة الكالم مع خطيبته فى شئون الدين ونحو هذا حتى يستطيع أن يتلمس بعض جوانب‬
‫"شخصية" زوجة المستقبل ‪ ،‬فيستمع إلى آرائها ومنهجها فى الحياة والقواعد والمبادئ التى تسير عليها ‪ ،‬وتصحيح‬
‫ما يراه يحتاج تصحيحا ً وفق كتاب هللا وسنة رسوله‪ r‬على أن يكون هذا فى وجود محرم لها ‪ ،‬ويباح له النظر إلى‬
‫وجهها ـ هذا على اختالف أهل العلم فى وجوب النقاب وال يجوز له أن يمسك بيدها أو أن يلمس جسدها ‪ ،‬أو التأمل‬
‫فى مفاتنها ‪ ،‬فهى الزالت أجنبية عليه ‪ ،‬فليس له منها ما ليس له من األجنبية ‪ ،‬كما ليس له الخلوة بها إال فى وجود‬
‫المحرم ‪.‬‬
‫وعليه أن يتحلى بالصبر والتؤدة فى التعرف عليها وبناء الرأى الصائب فى زوجة المستقبل ‪ ،‬وكلما قلل الخاطب‬
‫من زيارة الخطيبة كان له أفضل ‪.‬‬
‫ـ أما الخروج معا ً والتنزه وغير ذلك مما يفعله ـ كثير ـ من الناس فال يجوز ‪ ،‬ولم يكن على عهد رسول هللا ‪ r‬أن‬
‫يَخطب الرجل المرأة فيخرج معها للحديث والتنزه والخلوة بها ـ من اجل التعارف والتآلف والتفاهم ووو ـ إلى غير‬

‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود (‪ )4253‬ومن طريقه البيهقى (‪ )141\4‬وابن ماجة (‪ )4644‬وابن أبى شيبة (‪ )194\5‬وأحمد (‪. )119\6‬‬
‫(‪ )2‬انظر تفسير الجصاص (‪. )388\3‬‬
‫(‪ )3‬تقدم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬نوادر األصول (‪. )5\2‬‬
‫(‪ )2‬وانظر المحلى البن حزم (‪. )84\10‬‬
‫‪19‬‬
‫ذلك مما أصبح سنة معروفة لدى الناس ‪ ،‬وأصبحت السنة هى البدعة عندهم ‪ ،‬فما لم يكن دينا ً على عهد رسول هللا‬
‫‪ r‬ال يكون اليوم دينا ً ‪.‬‬
‫ـ ويظن البعض أنه إذا تم "عقد النكاح" فله من زوجته كل شئ ‪ ،‬وإنى ألحذر كل فتاة من التمادى فى مثل هذا‬
‫األمر ‪ ،‬فكم من زيجة لم يقدر لها هللا تعالى أن تكتمل ‪ ،‬وإن تم عقد النكاح ‪.‬‬
‫ـ النفقة على الزوجة ‪:‬‬
‫يبن نفقة لزوجته حتى تنتقل من بيت أبيها إلى بيته ‪ ،‬إنما النفقة‬ ‫قال بعض أهل العلم إنه ليس على الذى عقد ولم ِ‬
‫اع َو ُكلُّ ُك ْم َم ْسئُو ٌل ع َْن َر ِعيَّتِ ِه" ‪ ،‬وهى لم تزل فى بيتها أبيها فهو‬
‫(‪)1‬‬
‫على أبيها وهو لم يزل الراعى ‪ ،‬لقوله‪ُ ": r‬كلُّ ُك ْم َر ٍ‬
‫يبن بها بعد ‪ ،‬كما أنها لم تزل فى كنف أبيها فله عليها ما كان قبل العقد ‪.‬‬ ‫المسئول عن نفقتها ال زوجها الذى لم ِ‬
‫ـ ليلة ال ِحنة ‪ :‬ومن األمور المبتدعة عند الكثير ما يسمى بـ"ليلة الحنة" وفيها ما فيها من المخالفات الشرعية‬
‫كاالطالع على عورة الفتاة ‪ ،‬وكشفها أمام األجنبيات ‪ ،‬بدعوى تهيئتها للزوج ‪ ،‬والرقص والغناء ونحو هذا ‪.‬‬
‫ـ العروس ليلة الزفاف ‪:‬‬
‫أما الرجل فيكون فى أجمل صورة ليلة زفافه من حسن المنظر والهيئة والملبس والنظافة الجسدية ‪ ،‬كحلق العانة‬
‫ونتف اإلبط ‪ ،‬وليحذر حلق اللحية خشية التشبه بأهل الكفر وقد ‪":‬لَ َعنَ َرسُو ُل هَّللا ِ ‪ْ r‬ال ُمتَ َشبِّ ِهينَ ِمنَ ال ِّر َجا ِل بِالنِّ َسا ِء‬
‫ت ِمنَ النِّ َسا ِء" (‪ ، )2‬فال يبدأ حياته الزوجة باللعن وهو الطرد من رحمة هللا تعالى والعياذ باهلل ‪ ،‬والباطنية‬ ‫َو ْال ُمتَ َشبِّهَا ِ‬
‫والظاهرية ‪.‬‬
‫ـ أما العروس ـ الزوجة ـ ‪ :‬فتكون فى أبهى صورها من حسن الزينة والملبس‪ a‬والنظافة الجسدية والباطنية‬
‫والظاهرية ‪ ،‬ولتكن على حذر من أمور عدة منها ‪ :‬الكوافير ‪ ،‬نتف الحواجب ‪ ،‬المناكير ‪ ،‬لباس الشهرة ‪.‬‬
‫ـ حكم الذهاب إلى الكوافير ‪:‬‬
‫اعلمى أختى المسلمة إن أعداء اإلسالم يكيدون لالمة اإلسالمية بكل طريقة وسبيل ‪ ،‬وال يتركون سالحا ً إال‬
‫واستخدموه ‪ ،‬ومن أهم أسلحتهم "الفتاة المسلمة" فكادوا لها باألزياء تارة ‪ ،‬وبالعمل تارة أخرى ‪ ،‬وبالرياضة‬
‫أخرى ‪ ،‬إلى غير ذلك ‪ ،‬من أوجه محاربة الكفار لإلسالم ‪ ،‬ومن أوجه المحاربة ما انتشر فى بالد اإلسالم بما يسمى‬
‫"الكوافير" تذهب إليه النساء لوضع المساحيق وإزالة شعر الحاجبين بل وإزالة الشعور الداخلية ‪ ،‬وما يستتبع هذا‬
‫"الكوافير" من مراكز "التجميل" من شد الوجه وتصغير وتكبير الثديين !! وإزالة ترهالت األرداف !! إلى غير‬
‫وا ِمن قَ ْب ُل‬ ‫ضلُّ ْ‬
‫ُوا أَ ْه َواء قَوْ ٍم قَ ْد َ‬ ‫ذلك مما نسمعه ونقراءه ‪ ،‬وقد نهى تعالى عن التشبه بأهل الكفر فقال تعالى ‪َ ( :‬والَ تَتَّبِع ْ‬
‫ْس ِمنَّا َم ْن تَ َشبَّهَ بِ َغي ِْرنَا اَل تَ َشبَّهُوا بِ ْاليَهُو ِد َواَل‬‫يل) ‪ ،‬وفى الترمذى عنه‪": r‬لَي َ‪a‬‬ ‫ضلُّ ْ‬
‫وا عَن َس َواء ال َّسبِ ِ‬ ‫وا َكثِيرًا َو َ‬ ‫ضلُّ ْ‬‫َوأَ َ‬
‫"و َم ْن تَ َشبَّهَ بِقَوْ ٍم فَه َُو ِم ْنهُ ْم " ‪ ،‬فالذهاب إلى الكوافير ووضع المساحيق‬ ‫ارى" وفى مسند اإلمام أحمد قال ‪َ : r‬‬ ‫ص َ‬ ‫بِالنَّ َ‬
‫ونتف شعر الحواجب ‪ ،‬وإزالة الشعور الداخلية حول قبل المرأة ‪ ،‬فيُطلع عليها دون حاجة ‪ ،‬مع الوقوع فى النهى أن‬
‫تباشر المرأة عورة المرأة دون حاجة ‪ ،‬وليس بالطبع هذه ضرورة تدعو لكشف عورة المرأة ‪ ،‬وكل هذا هو من باب‬
‫التشبه بأهل الكفر ‪ ،‬ومن تشبه بهم حُشر معهم ـ والعياذ باهلل تعالى ـ فال أدرى أيها "الرجل" كيف لك أن تأخذ‬
‫"زوجتك" إلى من يدغدغ بأصابعه خصالت شعرها ‪ ،‬ويتأمل فى وجهها ليضع لها المسحوق المناسب الذى يتناسب‬
‫وبشرتها ؟! ‪ ،‬وكيف لك أن تتركها "قطعة من اللحم" تنهشها عيون اآلخرين وتتأمل فى مفاتنها ‪ ،‬أم تراك ستحجب‬
‫أعين الناس عن النظر إلى زوجتك ومفاتنها ! ‪.‬‬
‫ـ نتف الحواجب ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ت لِ ْل ُحس ِْن‬‫ت َو ْال ُمتَفَلِّ َجا ِ‬
‫)‬‫‪3‬‬ ‫(‬
‫صا ِ‬‫ت َو ْال ُمتَنَ ِّم َ‬‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬
‫ت َو ْال ُم ْستَوْ ِش َما ِ‬
‫)‬‫‪1‬‬ ‫(‬
‫وقد ورد النهى عن هذا بقوله‪" : r‬لَ َعنَ هَّللا ُ ْال َو ِ‬
‫اش َما ِ‬
‫ق هَّللا ِ تَ َعالَى(‪. ")5‬‬ ‫ت ْ‬
‫خَل َ‬ ‫ْال ُم َغي َِّرا ِ‬
‫ـ المناكير ‪:‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪ )431\1‬ومسلم (‪. )1459\3‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى وغيره ‪.‬‬
‫(‪ )1‬وهى التى تشم الناس ‪ ،‬ومنها‪ a‬ما ظهر أخيراً وانتشر وهو "التاتو" ‪.‬‬
‫(‪ )2‬التى تضع الوشم الطالبة له ‪.‬‬
‫(‪ )3‬وهو التى تطلب النمص ‪ ،‬وهو إزالة شعر الحاجبين ‪.‬‬
‫(‪ )4‬التى تفلج أو تفرج بين ثنايا أسنانها طلبا ً للحسن ‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫وهو تدميم األظفار باأللوان ‪ ،‬وهو أيضا ً من باب التشبه بالكافرين ‪ ،‬كما انه يمنع من صحة الوضوء‪ a‬لعدم وصول‬
‫الماء إلى إصل األصابع واألظفار ‪ ،‬فلن تستطيع المرأة به أن تصلى خلف زوجها عند دخول بيت الزوجية ‪ ،‬أو‬
‫تصلى قبل هذا المغرب مثالً أو العشاء ‪ ،‬أو صالة الفجر ‪ ،‬فلتكن على حذر ‪.‬‬
‫ط َرةُ خَ ْمسٌ أَوْ‬ ‫"الفِ ْ‬
‫ـ إطالة األظفار ‪ :‬وهو أيضا ً من باب التشبه بالكافرين ‪ ،‬وقد ورد عن النبى المعصوم ‪ْ : r‬‬
‫ب" (‪. )7‬‬‫ار ِ‬‫ار َوقَصُّ ال َّش ِ‬ ‫ف اإْل ِ ْب ِط َوتَ ْقلِي ُم اأْل َ ْ‬
‫ظف َ ِ‬ ‫َان َوااِل ْستِحْ دَا ُد(‪َ )6‬ونَ ْت ُ‬ ‫ط َر ِة ْال ِخت ُ‬ ‫خَ ْمسٌ ِمنَ ْالفِ ْ‬
‫ـ وال يكون لباس العروس ـ المرأة ـ لباس شهرة وال يكون مشابها ً للباس أهل الكفر ‪ ،‬بل يجب أن يكون ساتراً‬
‫لكل الجسد ‪ ،‬وان يكون صفيقا ً ال يشف ‪ ،‬وأن ال يصف شيئا ً من مفاتنها ‪ ،‬وال مطيبا ً ‪ ،‬وال يكون لباس زينة ‪ ،‬أو‬
‫شهرة ‪ ،‬وال يشبه لباس أهل الكفر أو لباس الرجال ‪.‬‬
‫ـ هذا وال حرج فى استعارة العروس فستان الزفاف للتزين به ليلة عرسها ‪ ،‬فقد روى البخارى من طريق عبد‬
‫ع(‪ )1‬قِ ْ‬
‫ط ٍر ثَ َم ُن خَ ْم َس ِة َد َرا ِه َم فَقَالَ ِ‬
‫ت‬ ‫ضي اللَّهم َع ْنهَا َو َعلَ ْيهَا ِدرْ ُ‬ ‫ت َعلَى عَائِ َشةَ َر ِ‬ ‫الواحد بن أيمن عن أبيه قال ‪" :‬د ْ‬
‫َخَل ُ‬
‫ُول هَّللا ِ ‪r‬‬
‫ع َعلَى َع ْه ِد َرس ِ‬ ‫ت َوقَ ْد َكانَ لِي ِم ْنه َُّن ِدرْ ٌ‬ ‫اريَتِي ا ْنظُرْ إِلَ ْيهَا فَإِنَّهَا تُ ْزهَى(‪ )2‬أَ ْن ت َْلبَ َسهُ فِي ْالبَ ْي ِ‬ ‫ص َركَ إِلَى َج ِ‬ ‫ارْ فَ ْع بَ َ‬
‫ي تَ ْستَ ِعي ُرهُ"(‪. )4‬‬ ‫ت إِلَ َّ‬‫ت ا ْم َرأَةٌ تُقَي َُّن(‪ )3‬بِ ْال َم ِدينَ ِة إِاَّل أَرْ َسلَ ْ‬
‫فَ َما َكانَ ِ‬
‫ـ وتبقي كلمة ‪ :‬وهى ‪ :‬هل يجوز للمرأة استعمال "المكياج" والتجمل لزوجها ؟‬
‫ـ والجواب ‪ :‬نعم يجوز لها هذا فى الحدود الشرعية ‪ ،‬وهذا من دواعى محبة الزوج لها ‪ ،‬فعلى المرأة أن تكون فى‬
‫أبهى صورة أمام زوجها وفى عينه ‪ ،‬وليس لها أن يظهر هذا منها لغير زوجها ‪.‬‬
‫ـ ولكن ‪ :‬إذا كان كما يقال أن هذا "المكياج" أو بعضه يضر ببشرة المرأة فهو فى هذا الحالة يكون أما محرما ً أو‬
‫مكروها ً ‪ ،‬واألولى سؤال الطبيبة المسلمة لبيان صحة هذا القول من عدمه ‪.‬‬
‫ـ ولكن ال يجوز للمرأة أن تلبس "الباروكة" من باب التجمل لزوجها ‪ ،‬بل هذا منهى عنه ‪ ،‬ولكن ال بأس إن كان‬
‫الوصل من غير الشعر كالحرير والصوف الملون ونحوه ‪.‬‬

‫ـ الغناء فى العرس ‪:‬‬


‫ـ وال حرج فى سماع الغناء إلعالن النكاح إذا لم يكن فيه محرما ً ولم يصاحبه الطبل والزمر والكمان وغير هذا‬
‫ب‬‫ت يَ ْعنِي الضَّرْ َ‬ ‫صوْ ُ‬ ‫من آالت اللهو ‪ ،‬وال حرج فى الضرب بالدف لقوله ‪" : r‬إِ َّن فَصْ َل َما بَ ْينَ ْال َحاَل ِل َو ْال َح َر ِام ال َّ‬
‫بِالدُّفِّ " (‪ ، )1‬فأباح‪" r‬الدف" ليكون سببا ً فى إعالن النكاح وبيان حله وانه غير سفاح ‪ ،‬أما الطبل والكمان والعود‬
‫ُض َّل عَن‬ ‫اس َمن يَ ْشت َِري لَ ْه َو ْال َح ِدي ِ‬
‫ث لِي ِ‬ ‫(و ِمنَ النَّ ِ‬ ‫وغير هذا من آالت اللهو فمنهى عنها ‪ ،‬بل هى حرام لقوله تعالى ‪َ :‬‬
‫ين) (لقمان ‪ )6:‬قال عبد بن مسعود ‪ : t‬هو الغناء ‪ ،‬وذكر‬ ‫ك لَهُ ْم َع َذابٌ ُّم ِه ٌ‬ ‫يل هَّللا ِ بِ َغي ِْر ِع ْل ٍم َويَتَّ ِخ َذهَا هُ ُز ًوا أُولَئِ َ‬
‫َسبِ ِ‬
‫بعض أهل العلم أن الغناء بآلة محرم إجماعا ‪ً.‬‬
‫وعليه فالواجب الحذر من أن يبدأ العروسان حياتهما الزوجية بمعصية هللا تعالى ‪ ،‬كما يفعل البعض بإقامة "حفل‬
‫الزفاف" فى بعض النوادى والقاعات ‪ ،‬وجلوس العروسان فى "الكوشة" للناس ‪ ،‬وعرض الرجل زوجته على‬
‫الجميع يتأملونها ومفاتنها وقد بدت فى أجمل صورها ‪ ،‬وإحضار بعض "الفنانين" (‪ )2‬إلحياء الحفل ‪ ،‬وإنما هى إماتة‬
‫ومحاولة طمس السنة النبوية فى الزفاف ‪ ،‬وتقليد غريب إلخوان القردة والخنازير فى حفالت زفافهم ‪ ،‬ومن هم على‬
‫شاكلتهم ممن يدعى اإلسالم ـ علم هذا من علمه وجهله من جهله ـ فالواجب البعد عن هذا لما فيه من اختالط الرجال‬
‫والنساء ‪ ،‬وإرتداء النساء كل ما يكشف مفاتنهن ‪ ،‬والرقص الجماعى للرجال مع النساء ‪ ،‬والتصوير ‪ ،‬وقد صحت‬
‫ق هَّللا ِ" (‪ )3‬إلى غير ذلك مما يعرفه الناس (‪. )4‬‬ ‫ضاهُونَ بِخ َْل ِ‬ ‫اس َع َذابًا يَوْ َم ْالقِيَا َم ِة الَّ ِذينَ يُ َ‬
‫األحاديث الكثيرة أن "أَ َش ُّد النَّ ِ‬
‫(‪ )6‬أى حلق شعر العانة ‪.‬‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخارى ومسلم والنسائى ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أى قميص ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أى تتكبر ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أى تُزين للزفاف ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخارى (‪. )2435‬‬
‫(‪ )1‬حسن ‪ :‬أخرجه أحمد وغيره ‪.‬‬
‫(‪ )2‬وفيه هذا ما فيه من التبذير المنهى عنه فى قوله تعالى ‪" :‬إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين" ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخارى (‪ )317\10‬ومسلم (‪. )158\6‬‬
‫(‪ )4‬وال أدرى سببا ً يدعو الرجل أن يعلق صورة زفافه وقد بدت عروسه فى أجمل زينتها وجمالها فى غرفة "الصالون" مثالً ليشاهدها كل زائر له ! ‪ ،‬ال أدرى أهو التباهى بجمال‬
‫عروسه وأنه اختار أجمل الفتيات ‪ ،‬أم هى دعوة لكل من يرى الصورة أن يزني بزوجته (فالعين تزى وزناها النظر) ! أم تراه يتاجر بجمالها !! ‪ ،‬وال أدرى لماذا ترضى الزوجة بهذا‬
‫‪21‬‬
‫ـ رش الملح ‪ :‬ورش الملح مرة أو سبع لدفع عين الحاسد ! هو نوع تبذير وإسراف وسفه ‪.‬‬
‫ـ وعليه فليكن العروس على حذر من يبدأ حياته بمعصية هللا تعالى وأن يتحمل أوزار كل من يغنى ويرقص‬
‫ويتمايل على أكتافه وفى ميزان سيئاته !!! ‪.‬‬
‫ش ُوجُو ٍه‬ ‫ت ِع ْن َد ُم ِ‬
‫صيبَ ٍة َخ ْم ِ‬ ‫صوْ ٍ‬ ‫صوْ تَي ِْن أَحْ َمقَي ِْن فَا ِج َري ِْن َ‬
‫ْت ع َْن َ‬ ‫ـ الزغاريد يوم الفرح ‪ :‬قال رسول هللا‪" : r‬نَهَي ُ‬
‫ان" (‪. )1‬‬‫ب َو َرنَّ ِة َش ْيطَ ٍ‬ ‫ق ُجيُو ٍ‬ ‫َو َش ِّ‬
‫ـ وليبدأ حياته الزوجية فى بيت من بيوت هللا تعالى وعلى سنة النبى‪ ، r‬وليكن سببا ً فى إحياء السنن ال إماتتها ‪،‬‬
‫ونشر الخير ال الفجور والعرى ‪.‬‬
‫وعلى من ُدعى إلى حضور عقد النكاح أن يلبى دعوة أخيه لمشاركته فرحته والدعاء له ‪ ،‬على أن يحذر أن يكون‬
‫مكان حضوره مكان لهو واختالط وفسق وعرى وتصوير كما يجرى لدى كثير من الناس ‪ ،‬ودعوتهم أهل الباطل‬
‫"ال َمرْ ُء‬‫من الفنانين وأصحاب الخالعة والمياعة والمنتسبين إلى اإلسالم زوراً وبهتانا ً ‪ ،‬حتى ال يدخل تحت قوله‪ْ : r‬‬
‫َم َع َم ْن أَ َحبَّ " (‪. )2‬‬
‫ـ ويُستحب أن يكون العقد فى بيت من بيوت هللا تعالى تحفه المالئكة ويحضره أهل الصالة والصالح ‪.‬‬
‫ـ وهنا يُقال ‪ :‬ما هى ألفاظ التزويجـ ؟‬
‫ـ وأقول ‪ :‬ان النكاح ينعقد بلفظ النكاح ‪ ،‬كأن يقول الولى للرجل ‪ :‬أنكحتك أو زوجتك ‪ ،‬كما قال تعالى ‪( :‬فَان ِكح ْ‬
‫ُوا َما‬
‫اب لَ ُكم ِّمنَ النِّ َساء) (النساء ‪ ، )3 :‬وقوله تعالى ‪َ ( :‬وأَن ِكحُوا اأْل َيَا َمى ِمن ُك ْم) (النور ‪ ، )32 :‬وقول شعيب لموسي‪: u‬‬ ‫طَ َ‬
‫ضى‬ ‫ي هَاتَي ِْن) (القصص ‪ ، )27 :‬أما لفظ الزواج فقد ورد فى قوله تعالى ‪( :‬فَلَ َّما قَ َ‬ ‫ال إِنِّي أُ ِري ُد أَ ْن أُن ِك َحكَ إِحْ دَى ا ْبنَتَ َّ‬ ‫(ق َ َ‬
‫زَ ْي ٌد ِّم ْنهَا َوطَرًا َز َّوجْ نَا َكهَا) (األحزاب ‪. )37 :‬‬
‫ـ قال ابن قدامة فى المغنى (‪ : )1‬وإذا قال الخاطب للولى ‪ :‬أزوجتَ ؟ فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬وقال للزوج ‪ :‬أقبلتَ ؟ قال ‪ :‬نعم‬
‫فقد انعقد النكاح إذا حضره الشاهدان ‪.‬‬
‫قبلت هذا التزويج ‪ ،‬ألن هذين ركنا‬ ‫ُ‬ ‫وقال الشافعى ‪ :‬ال تنعقد حتى يقول معه ‪ :‬زوجتك ابنتى ‪ ،‬ويقول الزوج ‪:‬‬
‫العقد وال ينعقد بدونهما ‪.‬‬
‫ويقول اإلمام ابن تيمية ‪" :‬والتحقيق ‪ :‬إن المتعاقدين إن عرفا المقصود ‪ ،‬فأى لفظ من األلفاظ عرف به المتعاقدان‬
‫مقصودهما انعقد به العقد" (‪. )2‬‬
‫ومذهب جمهور العلماء أن العقد ينعقد بكل لفظ يدل عليه وال يختص بلفظ النكاح أو التزويج ‪ ،‬وركنا الزواج ‪:‬‬
‫إيجاب وقبول (وهى صيغة العقد) ‪ ،‬وشروطه أربعة ‪:‬‬
‫اح إِاَّل بِ َولِ ٍّي ‪:‬‬
‫ـ اَل نِ َك َ‬
‫ويُشترط لصحة العقد أموراً أربعة ‪ :‬الصداق ‪ ،‬اإلعالن ‪ ،‬الشهود ‪ ،‬الولى ‪.‬‬
‫يضةً)‬ ‫ص ُدقَاتِ ِه َّن نِحْ لَةً) (النساء ‪ ، )4 :‬وقوله تعالى ‪( :‬أَوْ تَ ْف ِرض ْ‬
‫ُوا لَه َُّن فَ ِر َ‬ ‫وا النَّ َساء َ‬ ‫‪1‬ـ الصداق ‪ :‬لقوله تعالى ‪َ ( :‬وآتُ ْ‬
‫صنِينَ َغ ْي َر ُم َسافِ ِحينَ فَ َما ا ْستَ ْمتَ ْعتُم بِ ِه ِم ْنه َُّن فَآتُوهُ َّن أُجُو َرهُ َّن‬
‫وا بِأ َ ْم َوالِ ُكم ُّمحْ ِ‬
‫(البقرة ‪ ، )236:‬وقوله تعالى ‪( :‬أَن تَ ْبتَ ُغ ْ‬
‫ض ِة إِ َّن هّللا َ َكانَ َعلِي ًما َح ِكي ًما) (النساء ‪. )4 2 :‬‬ ‫ض ْيتُم بِ ِه ِمن بَ ْع ِد ْالفَ ِري َ‬ ‫يضةً َوالَ ُجنَا َح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما ت ََرا َ‬ ‫فَ ِر َ‬
‫‪2‬ـ اإلعالن ‪ :‬لبيان ِحله من حرامه أانه نكاح ال سفاح ‪ ،‬قال ‪" : r‬أَ ْعلِنُوا النِّ َكا َح" وقوله ‪" : r‬أشيدوا النكاح ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬

‫أشيدوا النكاح ‪ ،‬هذا النكاح ال السفاح" (‪. )2‬‬


‫وقد قال بعض أهل العلم بوجوبه ‪ ،‬والبعض بأنه مندوب ‪.‬‬

‫العرض المبتذل لها ولجسمها ‪.‬‬


‫واذا كان هذا الفعل منهى عنه – التصوير ثم تعليق الصور ‪ ،‬وقد صح الحديث أن المالئكة ال تدخل بيت فيه كل أو صورة – فمن باب أولى النهى عن مقابلة الزوجة لكل زائر لزوجها‬
‫وجلوسها اليه وتسليمه عليها ‪ ،‬والضحك والمزاح معه واالختالط عامة ‪ ،‬والنتشار‪ a‬هذا االمر وذيوعه بين الناس لزم التنبيه ‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه الحاكم والبيهقى والترمذى بنحوه‪ a‬وغيرهم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى (‪ )6186‬ومسلم (‪ ، )2640‬ويكفيك‪ a‬في ِحل الغناء أو حرمته ما قيل ‪ :‬لو جاء الغناء يوم القيامة ‪ :‬يكون مع الحق أم الباطل ‪ ،‬في أي ِكفة يكون ‪ ،‬ولو كان ابن حزم‬
‫بحله أبداً ‪ ،‬وانظر لكاتب السطور ‪ :‬أمثالنا الشعبية في ميزان الشرع ‪،‬ط ‪ :‬مكتبة العلم ‪.‬‬ ‫وهو معتمد‪ a‬أهل الغناء حيا ً وسمع غناء اليوم ما قال ِ‬
‫(‪ )1‬انظر المغنى (‪. )428\7‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬مجموع‪ a‬الفتاوى (‪.)533\20‬‬
‫(‪ )1‬حسن ‪ :‬أخرجه أحمد (‪ )5\4‬وابن حبان (‪ )147\6‬والبيهقى‪. )288\7( a‬‬
‫(‪ )2‬صحيح ‪ :‬أخرجه ابن منده فى المعرفة (‪. )218\2‬‬
‫‪22‬‬
‫‪3‬ـ الشهود ‪ :‬لقوله ‪" : r‬ال نكاح إال بولى وشاهدى عدل" (‪. )3‬‬
‫‪4‬ـ الولى ‪" :‬لقوله ‪ " : r‬اَل نِ َكا َح إِاَّل بِ َولِ ٍّي " (‪. )4‬‬
‫فإذا توافرت هذه الشروط األربعة صح العقد والزواج‪ ، a‬وقد تقدم الحديث عن الصداق ‪ ،‬واإلعالن ‪ ،‬وحضرت‬
‫الشهود فى المسجد تشهد إعالن هذا الزواج المبارك ‪ ،‬وبقى الولى ‪ ،‬وهنا ننبه إلى قضية "الزواج العرفى" (‪ ، )5‬قال‬
‫اح إِاَّل بِ َولِ ٍّي " (‪ ، )6‬وولى العروس‪ : a‬األب ‪ ،‬األخ ‪ ،‬العم ‪ ،‬الخال ‪ ،‬أولى العصبة األقرب فاألقرب ‪.‬‬ ‫‪ " : r‬اَل نِ َك َ‬
‫ـ وهنا يُطرح سؤال وهو ‪ :‬هل يشترط أن يضع الخاطب يده فى يد الولى كما نرى حين العقد ‪ ،‬وكما يصنع‬
‫"المأذون" أن يضع المنديل على يد الخاطب والولى ‪ ،‬وما يقوله من ألفاظ نحو ‪ :‬على مذهب اإلمام أبى حنيفة…؟ ‪.‬‬
‫والجواب ‪ :‬انه ال يشترط وضع يد الخاطب فى يد الولى ‪ ،‬وال أصل لوض‪aa‬ع المن‪aa‬ديل ‪ ،‬وك‪aa‬ذا ال أص‪aa‬ل فى الس‪aa‬نة !!!‬
‫لقول المأذون وتخصيص مذهب أبى حنيفة ‪ ،‬إنما ألن هذا لمذهب كان هو المأخوذ به فى مصر ‪ ،‬فجاء هذا اللفظ من‬
‫المأذون ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬
‫ـ لطيفة ‪ :‬الفرق بين النكاح ـ الزواج ‪:‬‬
‫ال يفرق كثير من أهل اللغة وشارحى القرآن بين لفظتى "النكاح" و "الزواج"‪ a‬فتستعمل كل لفظة مكان األخرى ‪،‬‬
‫ولكن القرآن وضع كل لفظة فى مكان لتدل على معنى بعينه ‪ ،‬ال يدل عليه االخر ‪.‬‬
‫فلفظ "النكاح" ففى كتاب هللا تعالى تأتى للداللة على العقد الشرعى ‪ ،‬وما يترتب عليه من أحكام شرعية ‪ ،‬دون‬
‫الوطء والمعاشرة الزوجية ‪.‬‬
‫يوضحه االصل الُلغوى للفظ النكاح ‪ ،‬فالنون والكاف والحاء أصل واحد وهو البضاع ‪ ،‬والنكاح يكون للعقد‬
‫للعقد دون الوطء ‪.‬‬
‫ت ثُ َّم طَلَّ ْقتُ ُموهُ َّن ِمن قَب ِْل أَن‬ ‫ومما يدل على ما سبق ويُشفى العى قوله تعالى ‪( :‬يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا إِ َذا نَ َكحْ تُ ُم ْال ُم ْؤ ِمنَا ِ‬
‫تَ َمسُّوهُ َّن فَ َما لَ ُك ْم َعلَ ْي ِه َّن ِم ْن ِع َّد ٍة تَ ْعتَ ُّدونَهَا) (االحزاب ‪ ، )49:‬ففى قوله تعالى ‪ِ ( :‬من قَ ْب ِل أَن تَ َمسُّوهُ َّن) خير دليل على‬
‫أن المراد بالنكاح إما هو العقد دون الوطء ‪.‬‬
‫ُوا َما نَ َك َح آبَا ُؤ ُكم ِّمنَ النِّ َساء إِالَّ َما قَ ْد‬ ‫(والَ تَن ِكح ْ‬ ‫ومن االدلة أنه يأتى للدلة على األحكام الشرعية قوله تعالى ‪َ :‬‬
‫(و َما َكانَ لَ ُك ْم أَن تُ ْؤ ُذوا َرسُو َل هَّللا ِ َواَل أَن تَن ِكحُوا أَ ْز َوا َجهُ ِمن بَ ْع ِد ِه أَبَدًا)‬ ‫َسلَفَ ) (النساء ‪ ، )22:‬وقوله تعالى ‪َ :‬‬
‫َاح َعلَ ْي ُك ْم أَن تَن ِكحُوهُ َّن إِ َذا آتَ ْيتُ ُموهُ َّن أُجُو َرهُ َّن) (الممتحنة ‪ ، )10:‬وقوله‬ ‫(واَل ُجن َ‬ ‫(االحزاب ‪ ، )53:‬وقوله تعالى ‪َ :‬‬
‫ك َعلَى ْال ُم ْؤ ِمنِينَ ) (النور‬ ‫ك َوحُرِّ َم َذلِ َ‬ ‫تعالى ‪( :‬ال َّزانِي‪ a‬اَل يَن ِك ُح إاَّل زَانِيَةً أَوْ ُم ْش ِر َكةً َوال َّزانِيَةُ اَل يَن ِك ُحهَا إِاَّل زَا ٍن أَوْ ُم ْش ِر ٌ‬
‫ت أَ ْي َمانُ ُكم) (النساء ‪:‬‬ ‫ت فَ ِمن ِّما َملَ َك ْ‬ ‫ت ْال ُم ْؤ ِمنَا ِ‬‫صنَا ِ‬ ‫‪ ، )3 :‬وقوله تعالى ‪َ ( :‬و َمن لَّ ْم يَ ْستَ ِط ْع ِمن ُك ْم طَوْ الً أَن يَن ِك َح ْال ُمحْ َ‬
‫‪ )25‬إلى غير ذلك من اآليات ‪.‬‬
‫إن لفظ "الزواج"‪ a‬فإنه أعم وأشمل من "النكاح" ‪ ،‬فهو يأتى على عدة معان منها ‪ :‬الداللة على مطلق االقتران بين‬
‫ج) (النساء ‪ ، )20 :‬وقوله تعالى ‪( :‬فَإِن طَلَّقَهَا فَالَ ت َِحلُّ‬ ‫ج َّم َكانَ زَ وْ ٍ‬ ‫اثنين كما فى قوله تعالى ‪َ ( :‬وإِ ْن أَ َردتُّ ُم ا ْستِ ْبد َ‬
‫َال زَ وْ ٍ‬
‫لَهُ ِمن بَ ْع ُد َحتَّ َى تَن ِك َح زَ وْ جًا َغي َْرهُ) (البقرة ‪ ، )230 :‬وقوله تعالى عن شياطين اإلنس من اليهود وتعلمهم السحر ‪:‬‬
‫(فَيَتَ َعلَّ ُمونَ ِم ْنهُ َما َما يُفَرِّ قُونَ بِ ِه بَ ْينَ ْال َمرْ ِء َو َزوْ ِج ِه) (البقرة ‪ ، )102 :‬وقوله تعالى ‪( :‬لِ َك ْي اَل يَ ُكونَ َعلَى ْال ُم ْؤ ِمنِينَ‬
‫اج أَ ْد ِعيَائِ ِه ْم) (االحزاب ‪ ، )37 :‬وقوله تعالى ‪َ ( :‬والَّ ِذينَ يُتَ َوفَّوْ نَ ِمن ُك ْم َويَ َذرُونَ أَ ْز َواجًا َو ِ‬
‫صيَّةً‬ ‫َح َر ٌج فى أَ ْز َو ِ‬
‫اج ِهم) (البقرة ‪ )240 :‬وفى اآلية االخيرة داللة على أن "الزواج" يأتى بمعنى األحكام الشرعية المترتبة على‬ ‫أِّل َ ْز َو ِ‬
‫الزواج ‪ ،‬وكقوله تعالى ‪( :‬يَا أَيُّهَا النبى إِنَّا أَحْ لَ ْلنَا لَكَ أَ ْز َوا َجكَ الاَّل تِي آتَيْتَ أُجُو َرهُ َّن) (االحزاب ‪ ، )50 :‬وكقوله‬
‫ك أَ ْز َوا ُج ُك ْم) (النساء ‪. )12 :‬‬ ‫ف َما ت ََر َ‬‫(ولَ ُك ْم نِصْ ُ‬
‫تعالى ‪َ :‬‬
‫ـ وتأتى كلمة "الزواج" أيضا فى كتاب هللا تعالى بمعنى "الجمع" كما يدل عليه اللفظ لغة كما فى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ً‬
‫ت َج َع َل فِيهَا زَ وْ َج ْي ِن ْاثنَي ِْن)‬ ‫(قُ ْلنَا احْ ِملْ فِيهَا ِمن ُك ٍّل زَ وْ َج ْي ِن ْاثنَ ْي ِن) (هود ‪ ، )40 :‬وقوله تعالى ‪َ ( :‬و ِمن ُك ِّل الثَّ َم َرا ِ‬
‫(و ِمن ُكلِّ شئ خَ لَ ْقنَا َزوْ َجي ِْن لَ َعلَّ ُك ْم تَ َذ َّكرُونَ ) (الذاريات ‪ ، )49 :‬وقوله تعالى ‪( :‬أَوْ‬ ‫(الرعد ‪ ، )3 :‬وقوله تعالى ‪َ :‬‬
‫يُزَ ِّو ُجهُ ْم ُذ ْك َرانًا َوإِنَاثًا َويَجْ َع ُل َمن يَ َشاء َعقِي ًما إِنَّهُ َعلِي ٌم قَ ِديرٌ) (الشورى ‪. )50 :‬‬
‫(‪ )3‬صحيح ‪ :‬أخرجه البيهقى (‪ )125\7‬والطبرانى (‪. )142\18‬‬
‫(‪ )4‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود (‪ ) )2085‬والترمذى (‪ )1101‬وابن ماجة (‪ )605\1‬وغيرهم ‪.‬‬
‫(‪ )5‬يأتى الحديث عنها فى القسم الثانى من الكتاب ‪.‬‬
‫(‪ )6‬تقدم ‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫يج) (ق ‪ ، )7 :‬وقوله تعالى ‪:‬‬ ‫ج بَ ِه ٍ‬ ‫(وأَنبَ ْتنَا فِيهَا ِمن ُك ِّل َزوْ ٍ‬ ‫ـ كما تأتى أيضا ً بمعنى "النوع" كما فى قوله تعالى ‪َ :‬‬
‫ج َك ِر ٍيم) (لقمان ‪. )10 :‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يج) (الحج ‪ ، )5 :‬وقوله تعالى ‪( :‬فَأَنبَ ْتنَا فِيهَا ِمن ُكلِّ َزوْ ٍ‬ ‫ج بَ ِه ٍ‬‫َت ِمن ُكلِّ َزوْ ٍ‬ ‫(وأَنبَت ْ‬‫َ‬
‫وعليه فلفظ "الزواج" أعم وأشمل داللة من لفظ "النكاح" ‪ .‬وهللا أعلى وأعلم ‪.‬‬
‫ـ الدعاء للعروسين ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫أما الدعاء للعروسين فقد صح عن النبى‪ r‬من حديث أبى هريرة أن النبى ‪َ ": r‬كانَ إِ َذا َرفأ ‪ )1‬اإْل ِ ْن َسانَ إِ َذا تَزَ َّو َج قَا َل‬
‫(‬

‫ْال َخي ِْر "(‪. )2‬‬ ‫ك َعلَ ْيكَ َو َج َم َع بَ ْينَ ُك َما فِي‬ ‫ار َ‬
‫ك َوبَ َ‬ ‫اركَ هَّللا ُ لَ َ‬‫بَ َ‬
‫ار ِفي‬ ‫ُ‬
‫وعن عائشة ـ رضى هللا عنه ـ قالت ‪" :‬تَ َز َّو َجنِي النَّبِ ُّي ‪ r‬فَأَتَ ْتنِي أ ِّمي فَأ َ ْد َخلَ ْتنِي ال َّدا َر فَإ ِ َذا نِ ْس َوةٌ ِمنَ اأْل َ ْن َ‬
‫ص ِ‬
‫(‪)3‬‬
‫ت فَقُ ْلنَ َعلَى ْالخَ ي ِْر َو ْالبَ َر َك ِة َو َعلَى َخي ِْر طَائِ ٍر"‬ ‫ْالبَ ْي ِ‬
‫ونهى ‪ r‬عن قول "بالرفاء والبنين" ‪ ،‬فقد روى عبد هللا بن محمد بن عقيل قال ‪ " :‬تَ َز َّو َج َعقِي ُل ب ُْن أَبِي طَالِ ٍ‬
‫ب‬
‫ك هَّللا ُ لَهَا فِيكَ‬ ‫ك َوقَا َل قُولُوا بَ َ‬
‫ار َ‬ ‫ي ‪ r‬قَ ْد نَهَانَا ع َْن َذلِ َ‬ ‫ال َم ْه اَل تَقُولُوا َذلِكَ فَإ ِ َّن النَّبِ َّ‬ ‫خَر َج َعلَ ْينَا فَقُ ْلنَا بِالرِّ فَا ِء َو ْالبَنِينَ فَقَ َ‬
‫فَ َ‬
‫اركَ لَكَ فِيهَا" ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫َوبَ َ‬
‫ي‪r‬‬ ‫َّاع ِديُّ َدعَا النَّبِ َّ‬ ‫ُ‬
‫َّس أَبُو أ َس ْي ٍد الس ِ‬ ‫وال حرج فى قيام العروس على خدمة الحُضور لما روى البخارى ‪" :‬لَ َّما َعر َ‬
‫ت فِي تَوْ ٍر ِم ْن ِح َجا َر ٍة ِمنَ اللَّي ِْل فَلَ َّما فَ َر َغ‬ ‫ت تَ َم َرا ٍ‬ ‫صنَ َع لَهُ ْم طَ َعا ًما َواَل قَ َّربَهُ إِلَ ْي ِه ْم إِاَّل ا ْم َرأَتُهُ أُ ُّم أُ َس ْي ٍد بَلَّ ْ‬ ‫َوأَصْ َحابَهُ فَ َما َ‬
‫النَّبِ ُّي ‪ِ r‬منَ الطَّ َع ِام أَ َماثَ ْتهُ لَهُ فَ َسقَ ْتهُ تُ ْت ِحفُهُ بِ َذلِكَ" (‪. )5‬‬
‫على أال تكون متبرجة سافرة تأمن الفتنة ‪.‬‬
‫ـ وبعد العقد والدعاء للعروسين ينصرف العروسان إلى بيت الزوجية ليبدا معا ً أولى أيام وليإلى حياتهما الزوجية ‪.‬‬
‫ـ ليلة الزفاف (‪ : )1‬الصالة أوالً ‪:‬‬
‫ـ ويبدأ العروسان ليلة زفافهما بدخول البيت ـ بالرجل اليمنى ـ وإلقاء السالم ‪ ،‬ثم بالصالة ركعتين هلل تعالى ‪ ،‬فقد‬
‫ص ّح عن عبد هللا بن مسعود‪ r‬انه قال لمن جاء يسأله قائالً ‪" :‬أنى تزوجت جارية شابة ـ بكراً ـ وأنى أخاف أن‬
‫تفركنى (‪ " )2‬فقاله له عبد هللا بن مسعود ‪ :‬إن اإللف من هللا ‪ ،‬والفرك من الشيطان ‪ ،‬يريد أن يكرّه إليكم ما أحل هللا‬
‫لكم ‪ ،‬فإذا أتتك فأمرها أن تصلى وراءك ركعتين" وفى رواية أخرى ‪" :‬وقل ‪ :‬اللهم بارك لى فى أهلى ‪ ،‬وبارك لهم‬
‫فى ‪ ،‬اللهم اجمع بيننا ما جمعت بخير ‪ ،‬وف ّرق بيننا إذا فرقت إلى خير" (‪. )3‬‬
‫ـ وعن أبى سعيد مولى أبى أسيد قال ‪" :‬تزوجت وأنا مملوك ‪ ،‬فدعوت نفراً من أصحاب النبى ‪ r‬فيهم ابن مسعود‬
‫وأبو ذر وحذيفة ‪ ،‬قال‪ :‬وأقيمت الصالة ‪ ،‬قال ‪ :‬فذهب أبو ذر ليتقدم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬إليك ! قال ‪ :‬أ َوكذلك ؟ قالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬فتقدمت بهم وأنا عبد مملوك ‪ ،‬وعلمونى فقالوا ‪ :‬إذا دخل عليك أهلك فصل ركعتين ‪ ،‬ثم سل هللا من خير ما دخل‬
‫عليك ‪ ،‬وتعوذ به من شره ‪ ،‬ثم شأنك وشأنك أهلك" (‪. )4‬‬
‫ـ وضع اليد على رأس الزوجة والدعاء لها ‪:‬‬
‫روى أبو داود قوله ‪r : "1845‬إِ َذا تَزَ َّو َج أَ َح ُد ُك ُم ا ْم َرأَةً أَ ِو ا ْشتَ َرى َخا ِد ًما فَ ْليَقُ ِل اللَّهُ َّم إِنِّي أَسْأَلُكَ خَ ي َْرهَا َوخَ ي َْر َما‬
‫َجبَ ْلتَهَا(‪َ )1‬علَ ْي ِه َوأَ ُعو ُذ بِكَ ِم ْن َش ِّرهَا َو ِم ْن َش ِّر َما َجبَ ْلتَهَا َعلَ ْي ِه" (‪. )2‬‬

‫(‪ )1‬انظر لكاتب السطور ‪" :‬معترك األقران فى ألفاظ القرآن" ‪.‬‬
‫(‪ )1‬رفأ ‪ :‬أى هنأ ‪ ،‬من قولهم ‪ :‬بالرفاء والبنين ‪.‬‬
‫(‪ )2‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى وأبو داود ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخارى ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )4‬صحيح ‪ :‬أخرجه النسائى وأحمد (‪ )451\3‬واللفظ له ‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخارى (‪ )200\9‬ومسلم (‪. )103\6‬‬
‫(‪ )1‬وهنا ننبه إلى بدعة لباس الرجل مالبسه مقلوبة ! وارتداءه (شبكة صياد) ! وأكل عدد معين من البيض مكتوبا ً عليه بعض الطالسم والكفريات‪ ، a‬وغير هذا من التحويطات والبدع‬
‫المنتشرة‪ a‬بين الناس ظنا ً منهم أنها تدفع العين أو للحيلولة دون ربط الزوج ليلة زفافه ‪ ،‬وقد الحقنا بهذا الكتاب بعض ما سطرته في كيفية فك السحر عن "المربوط" ليلة زفافه ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أى تكرهنى ‪.‬‬
‫(‪ )3‬صحيح ‪ :‬أخرجه ابن أبى شيبة (‪ )12\7‬وعبد الرزاق (‪ )191\6‬والطبرانى (‪ )21\3‬وغيرهم ‪.‬‬
‫(‪ )4‬صحيح ‪ :‬اخرحه ابن أبى شيبة (‪ )12\7‬وعبد الرزاق (‪. )191\6‬‬
‫فائدة ‪ :‬وفى هذا األثر ‪ :‬تقدم المفضول على الفاضل ‪ ،‬وتعليم صاحب الحاجة وإن لم يسئل لحرج ونحوه ‪ ،‬وطلب حضور أهل العلم والفضل ‪.‬‬
‫(‪ )1‬خلقتها وطبعتها‪ a‬عليه ‪.‬‬
‫(‪ )2‬حسن ‪ :‬أخرجه البخارى فى "أفعال العباد" (‪ )77‬وأبو داود (‪ )336\1‬وابن ماجة (‪. )592\1‬‬
‫‪24‬‬
‫وبعد أن أتم العروس الدعاء إذا به يلتفت تجاه عروسه فيطبع على جبهتها قبلة حانية رقيقة وقد وضع يديه على‬
‫كتفيها أو رقبتها ‪ ،‬كتوطئة وتهيئة نفسية للعروس ‪.‬‬
‫ثم يترك العروس‪ a‬عروسه لتدخل حجرتها لتلتقط أنفاسها بعد هذه القبلة التى طبعت على جبهتها للمرة األولى من‬
‫رجل لم تألفه بعد ‪ ،‬ثم لتتزين وتتهيأ نفسيا ً لما وراء هذه القبلة من أحداث ستجرى ألقتها أمها أو صديقاتها فى‬
‫رأسها ‪.‬‬
‫وهنا ننبه إلى كيفية بدء الرجل الليلة األولى من ليالى حياته الزوجية ‪ ،‬وبيان أهمية هذه الليلة عند كل فتاة تخطو‬
‫خطوتها األولى مع شريك العمر ‪.‬‬
‫قصة من الواقع ‪ :‬وأسوق إليك هذه القصة لرجل تزوج حديثا ً وكان ككثير من الشباب يتخيل ويرتب فى رأسه ما‬
‫سيفعله فى ليلة الزفاف "ليلة العمر" يقول ‪:‬‬
‫ما إن دخلت بيتى وأغلقت الباب بعد سالمى على من أوصلونى إلى البيت حتى نظرت إلى زوجتي فوجدتها قد‬
‫تأهبت للصالة ركعتين إتباعا ً للسنة وكأفضل بداية للحياة الزوجية ولهذه الليلة "ليلة العمر" وبعد أن انتهيت من‬
‫الصالة وزوجتى خلفى حتى نظرت إليها بحب وو ٍد ‪ ،‬ثم طبعت قبلة رقيقة على جبهتها وحمدت هللا تعالى أن جمعنى‬
‫بها وعليها على كتاب هللا وعلى سنة رسوله ‪ ، r‬فحمدت هى األخرى هذا هلل تعالى ‪ ،‬ثم تركتها تدخل حجرتها‬
‫لتتزين ولتلتقط أنفاسها ‪،‬ثم جلست إلى األريكة وأنا أتفكر كيف أبدأ ليلتى وهى أهم ليلة فى حياتى الزوجية وحياتها‬
‫وكنت قد قرأت عن بعض الحاالت النفسية التى أصابت بعض الفتيات من جراء الجهل بكيفية بدء الحياة الزوجية‬
‫ليلة الزفاف ‪ ،‬فمنهم من تقول ‪ :‬لقد دخل على زوجى حجرتى كالثور الهائج فأصابنى بالهلع مما رأيت ‪ ،‬رأيت رجالً‬
‫عاريا ً تماما ً و "كرشه" ـ هكذا ـ أمامه ينظر إلى كفريسة وقعت بين يديه وقد أكله الجوع ‪ ،‬وعينان تبرقان كالبرق‬
‫ينفذان إلى قلبى ‪ ،‬فلم أدر إال وجسدى كله قد أصابته الرعشة والتشنج ‪ ،‬ولم أفق من غيبوبتى إال وأمى بجوارى ‪،‬‬
‫وفى الصباح كان الطالق ! (‪. )1‬‬
‫وأخرى تروى قصتها فتقول ‪ :‬لقد رأيت عينيه تغتصبنى قبل أن تمتد يده إلى جسدى ‪ ،‬فتمالكت نفسى وأخذت‬
‫ى بجسده وتحسست يديه جسدى لم أتمالك نفسى من دفعه عنى ‪ ،‬ولم‬ ‫نفسا ً عميقا ً تهيئة له ‪ ،‬ولما "سقط" ـ كذا ـ عل َّ‬
‫يكن هناك شئ حتى ثالث ليال ‪.‬‬
‫وهذا رجل تتدلل عليه زوجته فيظنه كرها ً ! فيربِطها ـ بعد أسبوع من العناء ـ فى "السرير" حتى يثبت رجولته ‪،‬‬
‫وآخر لم يستطع التغلب على حصون القلعة فيأتى بمن يساعده بالطريقة "البلدى" (‪. !!! )2‬‬
‫يقول ‪ :‬دارت فى رأسى هذه األفكار وغيرها وأنا أبدأ أول ليلة من ليالى الحياة الزوجية ‪ ،‬وأنا أعلم أن لهذه الليلة‬
‫األثر كل األثر فى الحياة الزوجية مستقبالً ‪.‬‬
‫يقول ‪ :‬وبينما أنا مع أفكارى وخواطرى إذا بخشخشة تخرج من حجرة الزوجة ـ وكأنها تقول ‪ :‬هيئت لك ! ـ‬
‫فطرحت أفكارى جانبا ً ونهضت ناحية الغرفة فطرقت الباب طرقا ً خفيفا ً مازحا ً ‪ :‬العشاء جاهز ‪.‬‬
‫فخرجت فتاة أحالمى فى ثوبها الرقيق الشفاف فأخذتنى "الرهبة" واحمر وجهى خجالً مما أرى ـ فهذه هى المرة‬
‫األولى التى أرى فيها امرأة بهذه الثياب ـ فتمالكت نفسى ثم مددت يدى إلى يدها برفق ألخذها لنجلس معا ً لتناول‬
‫العشاء ‪ ،‬وما إن جلست بجانبى حتى شعرت بأن الخوف والرهبة واألفكار التى كانت تمأل رأسى قد ذهبت وتبخرت‬
‫‪ ،‬وشعرت كأنى أجلس فى حمام بارد فبرد جسدى كله ‪ ،‬نعم ‪ ،‬ولم يدر برأسى إال أن ‪ :‬هذه زوجتك وليست‬
‫فريستك ‪ ،‬فلما العجلة ؟ هى لك ومعك وبين يديك اآلن وبعد ساعة بل غداً وبعد غ ٍد ودائما ً إن شاء هللا تعالى ‪ ،‬فلِما‬
‫العجلة ؟! ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ومددت يدى التقط بعض الطعام أضعه فى فيها إتباعا لحديث النبى ‪ r‬أن للرجل أجرا حين يضع اللقمة فى فم‬
‫امرأته ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ويقول االمام ابن حزم فى كتابه "طوق الحمامة" كان ببغداد رجل رأى فتاة فأحبها وتزوجها ‪ ،‬فلما كانت ليلة الوفاف استعجل أمره ‪ ،‬فرأت الفتاة كبر عضوه ‪ ،‬فنفرت منه ـ وأبت‬
‫الرجوع اليه حتى الموت" ‪.‬‬
‫(‪ )2‬وهذه العادة لألسف تنتشر بكثرة‪ a‬فى الريف المصرى أكثر من حضره ‪ ،‬فتجتمع بعض النسوة على العروس وتأخذ أيد النساء بيد العروس ‪ ،‬واألخرى بيدها األخرى ‪ ،‬وتأخذ امرأة‬
‫ثالثة بقدم العروس ورابعة بقدمها األخرى ‪ ،‬ثم تأتى المرأة الخامسة فتأخذ "شرف" البنت وعرضها ‪ ،‬وتبلل القماش األبيض بدمها ! لل ِ َعرض ‪ ،‬ويبدأ الرقص والفرح يعم البيت واالهل‬
‫لعفة البنت وحفاظها على "شرفها" وفيها ما فيها من البعد عن الشرع الحنيف ‪ ،‬وما يسببه هذا األمر من اطالع من ليس له أن يطلع على العورات ‪ ،‬وما يسببه من حالة نفشية سيئة‬
‫جداً للفتاة التى تبدأ حياتها الزوجة أول ما تبدا وفى أولى لحظاتها بهذا العمل المشين وما يسبه لها من ألم عضوى ونفسى ‪ ،‬ويقول رسول هللا ‪" : r‬إِنَّ ِم ْن أَ َشرِّ النَّ ِ‬
‫اس ِع ْن َد هَّللا ِ َم ْن ِزلَةً يَوْ َم‬
‫ضي إِلَى ا ْم َرأَتِ ِه َوتُ ْف ِ‬
‫ضي إِلَ ْي ِه ثُ َّم يَ ْن ُش ُر ِس َّرهَا" أخرجه مسلم وغيره ‪ ،‬فما بالك بمن يدعو الناس لمشاهدة نتاج ليلة الزفاف ! ‪.‬‬ ‫ْالقِيَا َم ِة ال َّرج َُل يُ ْف ِ‬
‫‪25‬‬
‫يقول ‪ :‬وناولتها الطعام مصحوبة بنظرة حانية تقول ‪ :‬مهالً حبيبتى ال تخافى ‪ ،‬ثم خطر برأسى خاطر رأيته‬
‫أحسن ما يُذهب رهبتها وخوفها ‪ ،‬فقمت إلى مكتبى فأحضرت بعض األوراق و "والكراسات" التى كنت أدون فيها‬
‫بعض خواطرى حال صباى ‪ ،‬وأخذت أعرض عليها بعض أفكارى لتتلمح بعض شخصيتى وألذهب رهبتها‬
‫وخوفها ‪ ،‬وأخذت أقرأ وهى تسمع ‪ ،‬وتارة تقرأ هى وأسمع أنا ‪ ،‬مع تعليقى على بعض الكلمات والضحك من بعض‬
‫الكلمات واألفكار والخواطر ‪ ،‬وكنت أتلمس الفرصة أللمس يديها أو شعرها ‪.‬‬
‫ولم ندر إال وقد انقضت ساعة كاملة شعرنا فيها ـ معا ً ـ بالحاجة إلى القبلة واللمسة فأمسكت بيديها وقبلتهما ثم‬
‫شفتيها ‪ ،‬وكانت قبلة طويلة حارة أخذتنا إلى عالم آخر فلم نشعر إال وقد انتقلنا من الحجرة الخارجية وإذا بنا على‬
‫فراش الزوجية ‪.‬‬
‫يقول ‪ :‬فكانت هذه أول ليلة من ليالى حياتنا الزوجية ‪.‬‬
‫وبعد خمس سنوات من الزواج جلسنا معا ً نتذكر أول ليلة ‪ ،‬فكان من قولها ‪ :‬إن البنات فى ليلة الزفاف تمتلئ‬
‫رؤوسهن بالحكايات والقصص التى تجعل أكثرهن يهبن هذا اليوم ‪ ،‬وأنا كنت كغيرى البنات ‪ ،‬كنت احسب لهذه‬
‫الليلة ألف حساب ‪ ،‬ولكنك أذهبتَ كل خوفى ورهبتى بما كان من قراءة تلك األوراق التى كنتَ تسطرها قبل زواجنا‬
‫‪ ،‬وعدم العجلة فجزاك هللا عنى كل خير ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬إنما سقت إليك هذه القصة لما نسمع ونرى من الجهل بكيفية بدء ليلة الزفاف األولى فى حياة الزوجين ‪،‬‬
‫وما يترتب على هذه الليلة من سعادة أو شقاوة ألى من الزوجين أو كالهما ‪.‬‬
‫ـ ما يقول الرجل حين يجامع أهله ‪:‬‬
‫روى البخارى عن ابن عباس يبلغ به النبى ‪ r‬قال ‪" :‬لَوْ أَ َّن أَ َح َد ُك ْم إِ َذا أَتَى أَ ْهلَهُ قَا َل بِاس ِْم هَّللا ِ اللَّهُ َّم َجنِّ ْبنَا ال َّش ْيطَانَ‬
‫ب ال َّش ْيطَانَ َما َر َز ْقتَنَا فَقُ ِ‬
‫ض َي بَ ْينَهُ َما َولَ ٌد لَ ْم يَضُرُّ هُ " (‪. )1‬‬ ‫َو َجنِّ ِ‬
‫قال القاضى ‪ :‬قيل المراد بأنه ال يضره أنه ال يصرعه شيطان ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ال يطعن فيه الشيطان عند والدته بخالف‬
‫غيره ‪ ،‬قال ‪ :‬ولم يحمله أحد على العموم فى جميع الضرر والوسوسة واإلغواء ‪ ،‬هذا كالم القاضى (‪. )1‬‬
‫ـ فض غشاء البكارة ‪ :‬وعلى الزوج أن يكثر من المداعبة والمالعبة قبل أن يبدأ فى فض غشاء البكارة ‪ ،‬ويكون‬
‫أمره باللين حتى تلين زوجه معه ‪ ،‬وعليه بمداعبة باطن الفخذين حتى يلينا فينفرجا فيسهل األمر عليه ‪ ،‬فإذا أحس‬
‫مهل ‪ ،‬وال يكثر من اإليالج أو الدفع بشدة ‪ ،‬حتى إذا انفض الغشاء ترك‬ ‫منها باللين أولج عضوه باللين أيضا ً وعلى ٍ‬
‫زوجته قليالً لتزيل أثر الدم ‪ ،‬وليتركها ساعة تستريح (‪. )2‬‬
‫ـ وأفضل أشكال فض البكارة وإزالتها ‪:‬‬
‫أن تستلقى المرأة على ظهرها ‪ ،‬وتطوى فخذيها وقد انفرجا حتى يلتصقا بكتفيها ‪ - ،‬والزوج يقبل شفتيها حتى ال‬
‫تشعر بالحرج أو الخوف ‪ -‬فينفرج الفرج والشفران مما يُسهل اإليالج للزوج ‪ ،‬وهذا هو أفضل األشكال وأحسنها‬
‫(‪. )3‬‬

‫ـ كيف يأتى الرجل أهله ‪:‬‬


‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫وللرجل أن يأتى امرأته كيف شاء مقبلة ومدبرة ‪ ،‬مجبية وعلى حرف ‪ ،‬قائمة وجالسة وقاعدة ‪ ،‬على أن‬
‫يحذر الدبر والحيضة ‪.‬‬
‫ث لَّ ُك ْم فَأْتُ ْ‬
‫وا َحرْ ثَ ُك ْم أَنَّى ِش ْئتُ ْم) (البقرة ‪ )223 :‬أى ‪ :‬كيف شئتم ‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪( :‬نِ َسآ ُؤ ُك ْم َحرْ ٌ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪ )65\1‬ومسلم (‪. )1085\2‬‬


‫ـ وقيل أن العبد إذا جامع أهله فلم يسم هللا ‪ ،‬التف الجنى على عضو الرجل فجامع المرأة قبل أن يجامعها زوجها ‪.‬‬
‫(‪ )1‬شرح النووى على صحيح مسلم (‪. )5\10‬‬
‫(‪ )2‬وعليها أن تهتم جداً بنظافة هذا الموضع منها بالمطهرات حتى يلتئم جرحها ‪.‬‬
‫(‪ )3‬وغشاء البكارة متنوع‪ a‬االشكال ‪ ،‬فمنه هاللى الشكل أو مشرشر ‪ ،‬ويوجد من غشاء البكارة ما له فتحتان ‪ ،‬وهو غشاء رقيق يصل سمكه إلى مليمترين ‪ ،‬فهو رقيق جداً ‪ ،‬ولذك‬
‫تحذر الفتاة من محاولة ادخال إصبعها فهى محاولة عابثة محفوفة بالمخاطر ‪ ،‬فهذا الغشاء الرقيق عنوان عفتها ودينها بل وحياتها ‪ ،‬ومن الطبيعى أن عضو الرجل قادر على تمزيق‬
‫هذا الغشاء الرقيق ‪ ،‬ويمثلونه ‪ :‬كمن يضرب جلد الطبلة بعصى ضربة عمودية ‪ ،‬فينشق الغشاء مصحوبا ً ببضع قطرات من الدماء قد ال تتجاوز الخمس قطرات ‪.‬‬
‫(‪ )1‬مجبية ‪ :‬أى على وجهها ‪ ،‬وقال عياض ‪ :‬المتجبية تكون على وجهين ـ أحدهما ‪ :‬أن تضع يديها على ركبتيها وهى قائمة ‪ ،‬منحنية على هيئة الركوع ‪ ،‬واآلخر ‪ :‬تنكب على وجهها‬
‫باركة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬على حرف ‪ :‬أى على جنب ‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫ت ( نِ َسا ُؤ ُك ْم‬ ‫ت ْاليَهُو ُد تَقُو ُل إِ َذا َجا َم َعهَا ِم ْن َو َرائِهَا َجا َء ْال َولَ ُد أَحْ َو َل فَنَزَ لَ ْ‬ ‫ففى الصحيحين عن جابر قال ‪َ " :‬كانَ ِ‬
‫ث لَ ُك ْم فَأْتُوا َحرْ ثَ ُك ْم أَنَّى ِش ْئتُ ْم ) (البقرة ‪ )223 :‬وفى لف ٍظ لإلمام مسلم ‪":‬إِ ْن َشا َء ُم َجبِّيَةً َوإِ ْن َشا َء َغي َْر ُم َجبِّيَ ٍة‬
‫)‬‫‪3‬‬ ‫(‬ ‫َحرْ ٌ‬
‫ص َم ٍام َوا ِح ٍد"‪.‬‬ ‫َغ ْي َر أَ َّن َذلِكَ فِي ِ‬
‫ار َوهُ ْم أَ ْه ُل َوثَ ٍن َم َع هَ َذا ْال َح ِّي ِم ْن يَهُو َد َوهُ ْم‬ ‫ص ِ‬ ‫وعن ابن عباس ـ رضى هللا عنهما ـ قال ‪َ " :‬كانَ هَ َذا ْال َح ُّي ِمنَ اأْل َ ْن َ‬
‫ب أَ ْن اَل‬ ‫ير ِم ْن فِ ْعلِ ِه ْم َو َكانَ ِم ْن أَ ْم ِر أَ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬ ‫ب َو َكانُوا يَ َروْ نَ لَهُ ْم فَضْ اًل َعلَ ْي ِه ْم فِي ْال ِع ْل ِم فَ َكانُوا يَ ْقتَ ُدونَ بِ َكثِ ٍ‬ ‫أَ ْه ُل ِكتَا ٍ‬
‫ك ِم ْن فِ ْعلِ ِه ْم َو َكانَ‬ ‫ار قَ ْد أَ َخ ُذوا بِ َذلِ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ون ْال َمرْ أَةُ فَ َكانَ هَ َذا ْال َح ُّي ِمنَ اأْل َ ْن َ‬ ‫ف َو َذلِكَ أَ ْستَ ُر َما تَ ُك ُ‬ ‫يَأْتُوا النِّ َسا َء إِاَّل َعلَى َحرْ ٍ‬
‫ت فَلَ َّما قَ ِد َم ْال ُمهَا ِجرُونَ‬ ‫ت َو ُم ْست َْلقِيَا ٍ‬ ‫ت َو ُم ْدبِ َرا ٍ‬ ‫ش يَ ْش َرحُونَ النِّ َسا َء شَرْ حًا ُم ْن َكرًا َويَتَلَ َّذ ُذونَ ِم ْنه َُّن ُم ْقبِاَل ٍ‬ ‫هَ َذا ْال َح ُّي ِم ْن قُ َر ْي ٍ‬
‫ف‬ ‫ت إِنَّ َما ُكنَّا نُ ْؤتَى َعلَى َحرْ ٍ‬ ‫َب يَصْ نَ ُع بِهَا َذلِكَ فَأ َ ْن َك َر ْتهُ َعلَ ْي ِه َوقَالَ ْ‬ ‫ار فَ َذه َ‬ ‫ِ‬ ‫ْال َم ِدينَةَ تَزَ َّو َج َر ُج ٌل ِم ْنهُ ُم ا ْم َرأَةً ِمنَ اأْل َ ْن َ‬
‫ص‬
‫ث لَ ُك ْم فَأْتُوا َحرْ ثَ ُك ْم‬ ‫ُول هَّللا ِ ‪ r‬فَأ َ ْن َز َل هَّللا ُ ‪ ( U‬نِ َسا ُؤ ُك ْم َحرْ ٌ‬ ‫ي(‪ )4‬أَ ْم ُرهُ َما فَبَلَ َغ َذلِكَ َرس َ‬ ‫فَاصْ نَ ْع َذلِكَ َوإِاَّل فَاجْ تَنِ ْبنِي َحتَّى َش ِر َ‬
‫ض َع ْال َولَ ِد " ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ت يَ ْعنِي بِ َذلِكَ َموْ ِ‬ ‫ت َو ُم ْست َْلقِيَا ٍ‬‫ت َو ُم ْدبِ َرا ٍ‬‫أَنَّى ِش ْئتُ ْم ) أَيْ ُم ْقبِاَل ٍ‬
‫ـ الوليمة صبيحة العرس (‪ : )2‬وتجب الوليمة بعد الدخول لقوله ‪ r‬لما خطب على فاطمة ـ رضى هللا عنها ـ ‪" :‬أنه‬
‫البد للعروس من وليمة ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال سعد ‪ :‬على كبش ‪ ،‬وقال فالن ‪ :‬على كذا وكذا من ذرة ‪ ،‬وفى رواية ‪ :‬وجمع‬
‫له رهط من األنصار أصوعا ً ذرة" (‪. )3‬‬
‫ـ وعن أنس ‪ r‬قال ‪" :‬أولم رسول هللا ‪ r‬إذ بنى بزينب ‪ ،‬فأشبع المسلمين خبزاً ولحما ً ‪ ،‬ثم خرج إلى أمهات‬
‫المؤمنين فلسم عليهن ‪ ،‬ودعا لهن ‪ ،‬وسلم عليهن ودعون له ‪ ،‬فكان يفعل ذلك صبيحة بنائه" (‪. )4‬‬
‫ـ وعنه ‪ t‬قال ‪" :‬بنى رسول هللا ‪ r‬بامرأة فأرسلنى فدعوت رجاالً على الطعام"(‪. )5‬‬
‫ـ والسنة فيها أن تكون ثالثة أيام ‪ :‬لحديث أنس أيضا ً ‪ t‬قال ‪" :‬تزوج النبى ‪ r‬صفية ‪ ،‬وجعل عتقها صداقها ‪ ،‬وجعل‬
‫الوليمة ثالثة أيام" (‪. )6‬‬
‫ك إِاَّل تَقِ ٌّي" (‪. )7‬‬ ‫احبْ إِاَّل ُم ْؤ ِمنًا َواَل يَأْ ُكلْ طَ َعا َم َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ـ وأن يدعو إليها الصالحين لقوله ‪ r‬فى الحديث العام ‪" :‬اَل تُ َ‬
‫ـ أن يولم بشاة أو أكثر إن كان فى األمر َسعة لقوله ‪" : r‬أَوْ لِ ْم َولَوْ بِ َشا ٍة" ‪.‬‬
‫(‪)8‬‬

‫ـ جواز الوليمة بالتمر واللبن والسمن ‪:‬‬


‫وإن لم يكن فى األمر سعة أولم بالطعام دون اللحم لقول أنس‪ t‬قال ‪" :‬أَقَا َم النَّبِ ُّي ‪ r‬بَ ْينَ َخ ْيبَ َر َو ْال َم ِدينَ ِة ثَاَل ثًا يُ ْبنَى‬
‫اع(‪ )1‬فَأ َ ْلقَى فِيهَا ِمنَ‬ ‫ُ‬
‫ت ْال ُم ْسلِ ِمينَ إِلَى َولِي َمتِ ِه فَ َما َكانَ فِيهَا ِم ْن ُخب ٍْز َواَل لَحْ ٍم أ ِم َر بِاأْل َ ْنطَ ِ‬ ‫ت ُحيَ ٍّي فَ َدعَوْ ُ‬ ‫صفِيَّةَ بِ ْن ِ‬
‫َعلَ ْي ِه بِ َ‬
‫ت يَ ِمينُهُ فَقَالُوا إِ ْن َح َجبَهَا‬ ‫ت ْال ُم ْؤ ِمنِينَ أَوْ ِم َّما َملَ َك ْ‬ ‫ال ْال ُم ْسلِ ُمونَ إِحْ دَى أُ َّمهَا ِ‬ ‫َت َولِي َمتَهُ فَقَ َ‬ ‫التَّ ْم ِر َواأْل َقِ ِط َوال َّس ْم ِن فَ َكان ْ‬
‫)‬‫‪2‬‬ ‫(‬

‫اب بَ ْينَهَا َوبَ ْينَ‬ ‫خَلفَهُ َو َم َّد ْال ِح َج َ‬ ‫ت يَ ِمينُهُ فَلَ َّما ارْ تَ َح َل َوطَّى لَهَا ْ‬ ‫ت ْال ُم ْؤ ِمنِينَ َوإِ ْن لَ ْم يَحْ ُج ْبهَا فَ ِه َي ِم َّما َملَ َك ْ‬ ‫فَ ِه َي ِم ْن أُ َّمهَا ِ‬
‫اس " (‪. )3‬‬ ‫النَّ ِ‬
‫"حتَّى‬ ‫ـ مشاركة أهل الخير والسعة فى الوليمة ‪ :‬لحديث أنس ‪ t‬قال فى قصة زواج النبى ‪ r‬بأم المؤمنين صفية ‪َ :‬‬
‫يق َجهَّ َز ْتهَا لَهُ أُ ُّم ُسلَي ٍْم فَأ َ ْه َد ْتهَا لَهُ ِمنَ اللَّ ْي ِل فَأَصْ بَ َح النَّبِ ُّي ‪َ r‬عرُوسًا فَقَا َل َم ْن َكانَ ِع ْن َدهُ َش ْي ٌء فَ ْليَ ِجئْ بِ ِه‬ ‫إِ َذا َكانَ بِالطَّ ِر ِ‬
‫ال فَ َج َع َل ال َّر ُج ُل يَ ِجي ُء بِاأْل َقِ ِط َو َج َع َل ال َّر ُج ُل يَ ِجي ُء بِالتَّ ْم ِر َو َج َع َل ال َّر ُج ُل يَ ِجي ُء بِال َّس ْم ِن فَ َحاسُوا‬ ‫ال َوبَ َسطَ نِطَعًا قَ َ‬ ‫قَ َ‬
‫هَّللا ‪(4‬‬ ‫َح ْيسًا فَ َكان ْ‬
‫َت َولِي َمةَ َرس ِ‬
‫)‬
‫ُول ِ "‪. r‬‬
‫ـ النهى عن تخصيص األغنياء بالدعوة ‪:‬‬

‫(‪ )3‬أخرجه البخارى (‪ )154\8‬ومسلم (‪. )156\4‬‬


‫(‪ )4‬اشتهر وانتشر ‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود (‪ )377\1‬وغيره ‪.‬‬
‫(‪ )2‬هذا المبحث مستفاد من "آداب الزفاف" للعالمة األلبانى رحمه هللا تعالى ‪ ،‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪ )3‬صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد (‪. )359 \5‬‬
‫(‪ )4‬صحيح ‪ :‬أخرجه النسائى فى الوليمة (‪. )66\2‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخارى (‪. )189\9‬‬
‫(‪ )6‬حسن ‪ :‬أخرجه أبو يعلى بسند حسن كما فى الفتح (‪ )199\9‬وهو فى صحيح البخارى (‪ )387 \7‬بمعناه ‪ .‬انظر ‪" :‬آداب الزفاف" للعالمة األلبانى رحمه هللا تعالى ‪.‬‬
‫(‪ )7‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود والترمذى وأحمد ‪.‬‬
‫(‪ )8‬أخرجه البخارى (‪. )232\4‬‬
‫(‪ )1‬جمع نطع ‪ :‬بساط يتخذ من االديم وهو الجلد المدبوغ ‪.‬‬
‫(‪ )2‬اللبن المجفف ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخارى (‪ )378\7‬ومسلم (‪. )147 \4‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخارى ومسلم وأحمد ‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫ـ وال يجوز تخصيص األغنياء بالدعوة إلى الوليمة لقوله ‪َ " : r‬شرُّ الطَّ َع ِام طَ َعا ُم ْال َولِي َم ِة يُ ْمنَ ُعهَا َم ْن يَأْتِيهَا َويُ ْدعَى‬
‫َصى هَّللا َ َو َرسُولَهُ" (‪. )5‬‬ ‫ع َ‬ ‫إِلَ ْيهَا َم ْن يَأْبَاهَا َو َم ْن لَ ْم يُ ِج ِ‬
‫ب ال َّد ْع َوةَ فَقَ ْد‬
‫َصى هَّللا َ َو َرسُولَهُ"‪ ،‬وقوله ‪ " :r‬فُ ُّكوا‬ ‫ب ال َّد ْع َوةَ فَقَ ْد ع َ‬ ‫ـ ويجب إجابة الدعوة لقوله ‪ r‬فى الحديث السابق ‪َ " :‬و َم ْن لَ ْم ي ُِج ِ‬
‫يض"(‪. )2‬‬ ‫ْال َعانِ َي(‪َ )1‬وأَ ِجيبُوا ال َّدا ِع َي َو ُعو ُدوا ْال َم ِر َ‬
‫ـ وعليه إجابة الدعوة وان كان صائما ً لحديث أبى سعيد الخدرى ‪ t‬قال ‪" :‬صنعت لرسول هللا ‪ r‬طعاما ً فأتانى هو‬
‫وأصحابه ‪ ،‬فلما وضع الطعام قال رجل من القوم ‪ :‬أنى صائم ‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ : r‬دعاكم أخوكم وتكلف لكم ! ‪ ،‬ثم‬
‫قال له ‪ :‬افطر وصم مكانه يوما ً إن شئتَ " (‪. )3‬‬
‫ط َع ْم" (‪. )6‬‬ ‫ُص ِّل(‪َ )4‬وإِ ْن َكانَ ُم ْف ِطرًا(‪ )5‬فَ ْليَ ْ‬ ‫صائِ ًما فَ ْلي َ‬‫وقال ‪" : r‬إِ َذا ُد ِع َي أَ َح ُد ُك ْم فَ ْليُ ِجبْ فَإ ِ ْن َكانَ َ‬
‫ـ وعلى من حضر الدعوة الدعاء لصاحبها لحديث عبد هللا بن بسر ‪ t‬أن أباه صنع طعاما للنبى ‪ r‬فدعاه فأجابه فلما‬
‫ار ْك لَهُ ْم ِفي َما َرزَ ْقتَهُ ْم َوا ْغفِرْ لَهُ ْم َوارْ َح ْمهُ ْم " (‪. )7‬‬ ‫فرغ من طعامه قال ‪" :‬اللَّهُ َّم بَ ِ‬
‫ْق َم ْن أَ ْسقَانِي " (‪. )8‬‬ ‫ط َع َمنِي َوأَس ِ‬ ‫ط ِع ْم َم ْن أَ ْ‬ ‫ـ وفى حديث آخر ‪" :‬اللَّهُ َّم أَ ْ‬
‫ت َعلَ ْي ُك ُم ْال َماَل ئِ َكةُ " (‪. )9‬‬
‫صلَّ ْ‬‫ـ وفى حديث ثالث يدعو فيقول ‪" :‬أَ ْفطَ َر ِع ْن َد ُك ُم الصَّائِ ُمونَ َوأَ َك َل طَ َعا َم ُك ُم اأْل َ ْب َرا ُر َو َ‬
‫ـ ويمكث الزوج عند البكر سبعا ً وعند الثيب ثالثة أيام ‪.‬‬
‫القســـم الثـانـــى‬
‫ـ ومن أبواب الزواج ‪:‬‬
‫ـ فإن قيل فما هى الشروط فى النكاح ؟‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ق َما أوْ فَ ْيتُ ْم ِمنَ ال ُّشرُو ِط أ ْن تُوفوا بِ ِه َما ا ْستَحْ لَلتُ ْم بِ ِه الفرُو َج"‪، a‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫َ‬
‫ـ الجواب ‪" :‬جاء فى الصحيحين عنه ‪ "r‬أ َح ُّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ق أُ ْختِهَا لِتَ ْستَ ْف ِر َغ َ‬
‫صحْ فَتَهَا َو ْلتَ ْن ِكحْ فَإ ِ َّن لَهَا َما قُ ِّد َر لَهَا" ‪.‬‬ ‫وفيهما عنه ‪":‬اَل تَسْأ َ ِل ْال َمرْ أَةُ طَاَل َ‬
‫فتضمن هذا الحكم وجوب الوفاء بالشروط التى شرطت فى العقد إذا لم تتضمن تغييراً لحكم هللا ورسوله ‪.‬‬
‫وقد اتفق على وجوب الوفاء بتعجيل المهر أو تأجيله والضمين والرهن به ونحو ذلك وعلى عدم الوفاء باشتراط‬
‫ترك الوطء واإلنفاق والخلو عن المهر ونحو ذلك ‪.‬‬
‫واختلف فى شرط اإلقامة فى بلد الزوجة وشرط دار الزوجة ‪ ،‬وأنه ال يتسرى عليها وال يتزوج عليها فأوجب‬
‫أحمد وغيره الوفاء به ومتى لم يف به فلها الفسخ عند أحمد‪.‬‬
‫واختلف فى اشتراط البكارة والنسب والجمال والسالمة من العيوب التى ال يفسخ بها النكاح وهل يؤثر عدمها فى‬
‫فسخه على ثالثة أقوال ثالثها الفسخ عند عدم النسب خاصة ‪ ،‬وتضمن حكمه ‪ r‬بطالن اشتراط المرأة طالق أختها‬
‫وأنه ال يجب الوفاء به ‪.‬‬

‫ـ فإن قيل فما الفرق بين هذا وبين اشتراطها أن ال يتزوج عليها حتى صححتم هذا وأبطلتم شرط طالق الضرة ؟‬

‫(‪ )5‬أخرجه مسلم ‪ ،‬وهو عند البخارى موقوفا ً عليه وهو فى حكم المرفوع كما بينه الحافظ فى شرحه ‪ ،‬وانظر ‪" :‬آداب الزفاف" ‪.‬‬
‫(‪ )1‬العانى ‪ :‬أى االسير ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى ‪.‬‬
‫(‪ )3‬حسن أخرجه البيهقى ‪ ،‬وفيه أن المتطوع‪ a‬أو صائم النفل ليس عليه قضاء ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أى ‪ :‬فليدعوا لصاحب الطعام ‪ ،‬فإن الصالة أصلها فى اللغة ‪ :‬الدعاء ‪ ،‬ومعناها‪ a‬فى الشرع ـ اإلصطالح ـ الصالة المعروفة من القيام والركوع والسجود ‪ ،‬والتى تبدأ بالتكبير وتنتهى‬
‫بالتسليم ‪.‬‬
‫(‪ )5‬وهذا هو الصواب ‪ :‬وليس كما يقال ‪ :‬فاطر ! ‪.‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه مسلم وغيره ‪.‬‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫(‪ )8‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫(‪ )9‬صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد وغيره ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫ـ الجواب ‪ :‬قيل ‪ :‬الفرق بينهما أن فى اشتراط طالق الزوجة من اإلضرار بها وكسر قلبها وخراب بيتها وشماتة‬
‫أعدائها ما ليس فى اشتراط عدم نكاحها ونكاح غيرها ‪ ،‬وقد فرق النص بينهما فقياس أحدهما على اآلخر فاسد" (‪. )1‬‬
‫ـ فإن قيل فما حكم اإلسالم فيمن تزوج بامرأة فوجدها حبلى ؟‬
‫ـ قال اإلمام أحمد وجمهور الفقهاء وأهل المدينة ببطالن هذا النكاح ‪ ،‬ويجب المهر المسمى أو مثله أو أقل منه على‬
‫اختالف بينهم ‪ ،‬ويجب عليها الحد وهو أحدى الروايتين‪ a‬عن اإلمام أحمد رحمه هللا تعالى ‪.‬‬
‫ـ إذن فما هى المحرمات من النساء ؟‬
‫ـ الجواب ‪" :‬حرَّم األمهات وهن كل من بينك وبينه إيالد من جهة األمومة أو األبوة كأمهاته وأمهات آبائه وأجداده‬
‫من جهة الرجال والنساء وإن علون ‪.‬‬
‫وح َّرم البنات وهن كل من انتسب إليه بإيالد كبنات صلبه وبنات بناته وأبنائهن وإن سفلن ‪.‬‬
‫وحرَّم األخوات من كل جهة ‪.‬‬
‫وحرَّم العمات وهن أخوات آبائه وإن علون من كل جهة ‪.‬‬
‫وأما عمة العم فإن كان العم ألب فهى عمة أبيه وإن كان ألم فعمته أجنبية منه فال تدخل فى العمات ‪ ،‬وأما عمة‬
‫األم فهى داخلة فى عماته كما دخلت عمة أبيه فى عماته ‪.‬‬
‫وح َّرم الخاالت وهن أخوات أمهاته وأمهات آبائه وإن علون ‪ ،‬وأما خالة العمة فإن كانت العمة ألب فخالتها‬
‫أجنبية وإن كانت ألم فخالتها حرام ألنها خالة ‪ ،‬وأما عمة الخالة فإن كانت الخالة ألم فعمتها أجنبية وإن كانت ألب‬
‫فعمتها حرام ألنها عمة األم ‪.‬‬
‫وحرَّم بنات األخ وبنات األخت فيعم األخ واألخت من كل جهة وبناتهما وإن نزلت درجتهن ‪.‬‬
‫وحرَّم األم من الرضاعة فيدخل فيه أمهاتها من قبل اآلباء واألمهات وإن علون وإذا صارت المرضعة أمه صار‬
‫صاحب اللبن وهو الزوج أو السيد إن كانت جارية أباه وآباؤه أجداده فنبه بالمرضعة صاحبة اللبن التى هى مودع‬
‫(‪)1‬‬
‫فيها لألب على كونه أبا بطريق األولى ألن اللبن له وبوطئه ثاب ولهذا حكم رسول هللا ‪ r‬بتحريم لبن الفحل‬
‫فثبت بالنص وإيمائه انتشار حرمة الرضاع إلى أم المرتضع وأبيه من الرضاعة وأنه قد صار ابنا ً لهما وصار أبوين‬
‫له فلزم من ذلك أن يكون إخوتهما وأخواتهما خاالت له وعمات وأبناؤهما وبناتهما إخوة له وأخوات فنبه بقوله ‪:‬‬
‫َّضا َع ِة) (النساء ‪ )22 :‬على انتشار حرمة الرضاع إلى إخوتهما وأخواتهما كما انتشرت منهما إلى‬ ‫(وأَ َ‬
‫خَواتُ ُكم ِّمنَ الر َ‬ ‫َ‬
‫أوالدهما فكما صاروا إخوة وأخوات للمرتضع فأخوالهما وخاالتهما أخوال وخاالت له وأعمام وعمات له ‪ ،‬األول‬
‫بطريق النص ‪ ،‬واآلخر بتنبيهه‪ ،‬كما أن اإلنتشار إلى األم بطريق النص وإلى األب بطريق تنبيهه ‪.‬‬
‫وهذه طريقة عجيبة مطردة فى القرآن ال يقع عليها إال كل غائص على معانيه ووجوه دالالته ‪ ،‬ومن هنا قضى‬
‫رسول هللا ‪ r‬أنه يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ولكن الداللة داللتان خفية وجلية فجمعهما لألمة ليتم البيان‬
‫ويزول اإللتباس ويقع على الداللة الجلية الظاهرة من قصر فهمه عن الخفية ‪.‬‬
‫وح َّر م أمهات النساء فدخل فى ذلك أم المرأة وإن علت من نسب أو رضاع دخل بالمرأة أو لم يدخل بها لصدق‬
‫اإلسم على هؤالء كلهن ‪.‬‬
‫وحرَّم الربائب الالتى فى حجور األزواج وهن بنات نسائهم المدخول بهن فتناول بذلك بناتهن وبنات بناتهن‬
‫وبنات أبنائهن فإنهن داخالت فى اسم الربائب وقيد التحريم بقيدين أحدهما كونهن فى حجور األزواج ‪.‬‬
‫والثانى ‪ :‬الدخول بأمهاتهن فإذا لم يوجد الدخول لم يثبت التحريم وسواء حصلت الفرقة بموت أو طالق هذا‬
‫مقتضى النص ‪.‬‬
‫وذهب زيد بن ثابت ومن وافقه وأحمد فى رواية عنه إلى أن موت األم فى تحريم الربيبة كالدخول بها ألنه يكمل‬
‫الصداق ويوجب العدة والتوارث فصار كالدخول والجمهور أبوا ذلك وقالوا الميتة غير مدخول بها فال تحرم ابنتها‬
‫وهللا تعالى قيد التحريم بالدخول وصرح بنفيه عند عدم الدخول ‪.‬‬
‫وا أَوْ ال َد ُك ْم‬
‫وأما كونها فى حجره فلما كان الغالب ذلك ذكره ال تقييداً للتحريم به بل هو بمنزلة قوله ‪َ ( :‬والَ تَ ْقتُلُ ْ‬
‫ق) (اإلسراء ‪ )31 :‬ولما كان من شأن بنت المرأة أن تكون عند أمها فهى فى حجر الزوج وقوعا ً وجوازاً‬ ‫خَ ْشيَةَ إِ ْمال ٍ‬
‫فكأنه قال الالتى من شأنهن أن يكن فى حجوركم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬زاد المعاد (‪. )95\5‬‬
‫(‪ )1‬الفحل ‪ :‬أى الزوج ‪ ،‬وهو اللبن الذى يتولد للمرأة بعد جماع زوجها لها وبعد وضعها ‪ ،‬والحديث أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫ففى ذكر هذا فائدة شريفة وهى جواز جعلها فى حجره وأنه ال يجب عليه أبعادها عنه وتجنب مؤاكلتها والسفر‬
‫والخلوة بها فأفاد هذا الوصف عدم االمتناع من ذلك ‪.‬‬
‫ولما خفى هذا على بعض أهل الظاهر شرط فى تحريم الربيبة أن تكون فى حجر الزوج وقيد تحريمها بالدخول‬
‫بأمها وأطلق تحريم أم المرأة ولم يقيده بالدخول فقال جمهور العلماء من الصحابة ومن بعدهم إن األم تحرم بمجرد‬
‫العقد على البنت دخل بها أو لم يدخل وال تحرم البنت إال بالدخول باألم وقالوا أبهموا ما أبهم هللا وذهبت طائفة إلى‬
‫أن قوله ‪( :‬الالَّتِي َدخ َْلتُم) (النساء ‪ )23 :‬وصف لنسائكم األولى والثانية وأنه ال تحرم األم إال بالدخول بالبنت وهذا‬
‫يرده نظم الكالم وحيلولة المعطوف بين الصفة والموصوف وامتناع جعل الصفة للمضاف إليه دون المضاف إال‬
‫مررت بغالم زيد العاقل ‪ ،‬فهو صفة للغالم ال لزيد إال عند زوال اللبس‪ ،‬كقولك مررت‬ ‫ُ‬ ‫عند البيان ‪ ،‬فإذا قلتَ ‪:‬‬
‫بغالم هند الكاتبة ‪ ،‬ويرده أيضا ً جعله صفة واحدة لموصوفين مختلفى الحكم والتعلق والعامل وهذا ال يعرف فى‬
‫اللغة التى نزل بها القرآن ‪.‬‬
‫وأيضا ً فإن الموصوف الذى يلى الصفة أولى بها لجواره والجار أحق بصفته ما لم تدع ضرورة إلى نقلها عنه أو‬
‫تخطيها إياه إلى األبعد ‪.‬‬
‫ـ فإن قيل فمن أين أدخلتم ربيبته التى هى بنت جاريته التى دخل بها وليست من نسائه ؟‬
‫وا َحرْ ثَ ُك ْم أَنَّى ِش ْئتُ ْم) (البقرة ‪:‬‬ ‫ث لَّ ُك ْم فَأْتُ ْ‬
‫قلنا السرية قد تدخل فى جملة نسائه كما دخلت فى قوله ‪( :‬نِ َسآ ُؤ ُك ْم َحرْ ٌ‬
‫ث إِلَى نِ َسآئِ ُك ْم) (البقرة ‪ )187 :‬ودخلت فى قوله ‪َ ( :‬والَ تَن ِكح ْ‬
‫ُوا َما‬ ‫‪ )223‬ودخلت فى قوله ‪( :‬أُ ِح َّل لَ ُك ْم لَ ْيلَةَ الصِّ يَ ِام ال َّرفَ ُ‬
‫نَ َك َح آبَا ُؤ ُكم ِّمنَ النِّ َساء) (النساء ‪. )22‬‬
‫ات نِ َسآئِ ُك ْم) (النساء ‪ )23 :‬فتحرم عليه أم جاريته ‪.‬‬ ‫ـ فإن قيل ‪ :‬فيلزمكم على هذا إدخالها فى قوله ‪َ ( :‬وأُ َّمهَ ُ‬
‫قلنا ‪ :‬نعم وكذلك نقول إذا وطئ أمته حرمت عليه أمها وابنتها ‪.‬‬
‫ـ فإن قيل ‪ :‬فأنتم قد قررتم أنه ال يشترط الدخول بالبنت فى تحريم أمها فكيف تشترطونه ها هنا ؟‬
‫قلنا ‪ :‬لتصير من نسائه فإن الزوجة صارت من نسائه بمجرد العقد وأما المملوكة فال تصير من نسائه حتى يطأها‬
‫فإذا وطئها صارت من نسائه فحرمت عليه أمها وابنتها ‪.‬‬
‫ـ فإن قيل ‪ :‬فكيف أدخلتم السرية فى نسائه فى آية التحريم ولم تدخلوها فى نسائه فى آية الظهار واإليالء ؟‬
‫قيل ‪ :‬السياق والواقع يأبى ذلك فإن الظهار كان عندهم طالقا ً وإنما محله األزواج ال اإلماء فنقله هللا سبحانه من‬
‫الطالق إلى التحريم الذى تزيله الكفارة ونقل حكمه وأبقى محله وأما اإليالء فصريح فى أن محله الزوجات لقوله‬
‫ق فَإ ِ َّن هّللا َ‬ ‫وا الطَّالَ َ‬ ‫َّحي ٌم ‪َ ،‬وإِ ْن َع َز ُم ْ‬
‫تعالى ‪( :‬لِّلَّ ِذينَ ي ُْؤلُونَ ِمن نِّ َسآئِ ِه ْم ت ََربُّصُ أَرْ بَ َع ِة أَ ْشه ٍُر فَإ ِ ْن فَآ ُؤوا فَإ ِ َّن هّللا َ َغفُو ٌر ر ِ‬
‫َس ِمي ٌع َعلِي ٌم) (البقرة ‪ 226 :‬ـ ‪. )227‬‬
‫ـ وحرَّم سبحانه حالئل األبناء وهن موطوآت األبناء بنكاح أو ملك يمين فإنها حليلة بمعنى محللة ويدخل فى ذلك‬
‫ابن صلبه وابن ابنه وابن ابنته ويخرج بذلك ابن التبنى وهذا التقييد قصد به إخراجه ‪.‬‬
‫وأما حليلة ابنه من الرضاع فإن األئمة األربعة ومن قال بقولهم يدخلونها فى قوله ‪َ ( :‬و َحالَئِ ُل أَ ْبنَائِ ُك ُم)‬
‫(النساء ‪ )23 :‬وال يخرجونها بقوله ‪( :‬الَّ ِذينَ ِم ْن أَصْ الَبِ ُك ْم) (النساء ‪ )23 :‬ويحتجون بقول النبى ‪" : r‬حرموا من‬
‫الرضاع ما تحرمون من النسب" قالوا ‪ :‬وهذه الحليلة تحرم إذا كانت البن النسب فتحرم إذا كانت البن الرضاع ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬والتقييد إلخراج ابن التبنى ال غير وحرموا من الرضاع بالصهر نظير ما يحرم بالنسب ونازعهم فى ذلك‬
‫آخرون وقالوا ال تحرم حليلة ابنه من الرضاعة ألنه ليس من صلبه والتقييد كما يخرج حليلة ابن التبنى يخرج حليلة‬
‫ابن الرضاع سواء وال فرق بينهما ‪.‬‬
‫ب" فهو من أكبر أدلتنا وعمدتنا فى المسألة فإن‬ ‫(‪)1‬‬
‫اع َما يَحْ ُر ُم ِمنَ النَّ َس ِ‬ ‫َّض ِ‬ ‫قالوا ‪ :‬وأما قوله ‪" : r‬يَحْ ُر ُم ِمنَ الر َ‬
‫تحريم حالئل اآلباء واألبناء إنما هو بالصهر ال بالنسب والنبى ‪ r‬قد قصر تحريم الرضاع على نظيره من النسب ال‬
‫على شقيقه من الصهر فيجب اإلقتصار بالتحريم على مورد النص ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬والتحريم بالرضاع فرع على تحريم النسب ال على تحريم المصاهرة فتحريم المصاهرة أصل قائم بذاته‬
‫وهللا سبحانه لم ينص فى كتابه على تحريم الرضاع إال من جهة النسب ولم ينبه على التحريم به من جهة الصهر‬
‫ألبتة ال بنص وال إيماء وال إشارة والنبى ‪ r‬أمر أن يحرم به ما يحرم من النسب وفى ذلك إرشاد وإشارة إلى أنه ال‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬


‫‪30‬‬
‫يحرم به ما يحرم بالصهر ولوال أنه أراد اإلقتصار على ذلك لقال حرموا من الرضاع ما يحرم من النسب‬
‫والصهر ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬وأيضا ً فالرضاع مشبه بالنسب ولهذا أخذ منه بعض أحكامه وهو الحرمة والمحرمية فقط دون التوارث‬
‫واإلنفاق وسائر أحكام النسب فهو نسب ضعيف فأخذ بحسب ضعفه بعض أحكام النسب ولم يقو على سائر أحكام‬
‫النسب وهو ألصق به من المصاهرة فكيف يقوى على أخذ أحكام المصاهرة مع قصوره عن أحكام مشبهه وشقيقه‬
‫وأما المصاهرة والرضاع فإنه ال نسب بينهما وال شبهة نسب وال بعضية وال اتصال قالوا ‪ :‬ولو كان تحريم‬
‫الصهرية ثابتا ً لبينة هللا ورسوله بيانا ً شافيا ً يقيم الحجة ويقطع العذر فمن هللا البيان وعلى رسوله البالغ وعلينا‬
‫التسليم واإلنقياد فهذا منتهى النظر فى هذه المسألة فمن ظفر فيها بحجة فليرشد إليها وليدل عليها فإنا لها منقادون‬
‫وبها معتصمون وهللا الموفق للصواب ‪.‬‬
‫فصــل‬
‫وحرَّم سبحانه وتعالى نكاح من نكحهن اآلباء وهذا يتناول منكوحاتهم بملك اليمين أو عقد نكاح ويتناول آباء اآلباء‬
‫وآباء األمهات وإن علون واالستثناء بقوله ‪" :‬إِالَّ َما قَ ْد َسلَفَ " من مضمون جملة النهى وهو التحريم المستلزم للتأثيم‬
‫والعقوبة فاستثنى منه ما سلف قبل إقامة الحجة بالرسول والكتاب ‪.‬‬
‫فصــل‬
‫وحرَّم سبحانه الجمع بين األختين وهذا يتناول الجمع بينهما فى عقد النكاح وملك اليمين كسائر محرمات اآلية‬
‫وهذا قول جمهور الصحابة ومن بعدهم وهو الصواب وتوقفت طائفة فى تحريمه بملك اليمين لمعارضة هذا العموم‬
‫ت أَ ْي َمانُهُ ْم فَإِنَّهُ ْم َغ ْي ُر َملُو ِمينَ )‬ ‫(والَّ ِذينَ هُ ْم لِفُرُو ِج ِه ْم َحافِظُونَ إِاَّل َعلَى أَ ْز َو ِ‬
‫اج ِه ْم أوْ َما َملَ َك ْ‬ ‫بعموم قوله سبحانه ‪َ :‬‬
‫(المؤمنون ‪ 5 :‬ـ ‪ )6‬ولهذا قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان‪ t‬أحلتهما آية وحرمتهما آية ‪.‬‬
‫وقال اإلمام أحمد فى رواية عنه ‪ :‬ال أقول هو حرام ولكن ننهى عنه ‪ ،‬فمن أصحابه من جعل القول بإباحته رواية‬
‫عنه والصحيح أنه لم يبحه ولكن تأدب مع الصحابة أن يطلق لفظ الحرام على أمر توقف فيه عثمان بل قال ننهى‬
‫عنه ‪.‬‬
‫والذين جزموا بتحريمه رجحوا آية التحريم من وجوه ‪:‬‬
‫ـ أحدها ‪ :‬أن سائر ما ذكر فيها من المحرمات عام فى النكاح وملك اليمين فما بال هذا وحده حتى يخرج منها ‪ ،‬فإن‬
‫كانت آية اإلباحة مقتضية لحل الجمع بالملك فلتكن مقتضية لحل أم موطوءته بالملك ولموطوءة أبيه وابنه بالملك إذ‬
‫ال فرق بينهما ألبتة وال يعلم بهذا قائل ‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬أن آية اإلباحة بملك اليمين مخصوصة قطعا ً بصور عديدة ال يختلف فيها اثنان كأمه وابنته وأخته وعمته‬
‫وخالته من الرضاعة بل كأخته وعمته وخالته من النسب عند من ال يرى عتقهن بالملك كمالك والشافعى ولم يكن‬
‫ت أَ ْي َمانُ ُك ْم) (النساء ‪ )3 :‬معارضا ً لعموم تحريمهن بالعقد والملك فهذا حكم األختين سواء ‪.‬‬ ‫عموم قوله ‪( :‬أَوْ َما َملَ َك ْ‬
‫ـ الثالث ‪ :‬أن حل الملك ليس فيه أكثر من بيان جهة الحل وسببه وال تعرض فيه لشروط الحل وال لموانعه وآية‬
‫التحريم فيها بيان موانع الحل من النسب والرضاع والصهر وغيره فال تعارض بينهما ألبتة وإال كان كل موضع‬
‫ذكر فيه شرط الحل وموانعه معارضا ً لمقتضى الحل وهذا باطل قطعا ً بل هو بيان لما سكت عنه دليل الحل من‬
‫الشروط والموانع ‪.‬‬
‫ـ الرابع ‪ :‬أنه لو جاز الجمع بين األختين المملوكتين فى الوطء جاز الجمع بين األم وابنتها المملوكتين فإن نص‬
‫التحريم شامل للصورتين شموالً واحداً وإن إباحة المملوكات إن عمت األختين عمت األم وابنتها ‪.‬‬
‫ـ الخامس ‪ :‬أن النبى ‪ r‬قال ‪" :‬من كان يؤمن باهلل واليوم واآلخر فال يجمع ماءه فى رحم أختين" (‪ )1‬وال ريب أن‬
‫جمع الماء كما يكون بعقد النكاح يكون بملك اليمين واإليمان يمنع منه ‪.‬‬
‫فصــل‬

‫(‪ )1‬ال أصل له ‪.‬‬


‫‪31‬‬
‫وقضى رسول هللا ‪ r‬بتحريم الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها وهذا التحريم مأخوذ من تحريم الجمع بين‬
‫األختين لكن بطريق خفى وما حرمه رسول هللا ‪ r‬مثل ما حرمه هللا ولكن هو مستنبط من داللة الكتاب ‪.‬‬
‫وكان الصحابة ـ رضى هللا عنهم ـ أحرص شئ على استنباط أحاديث رسول هللا ‪ r‬من القرآن ومن ألزم نفسه ذلك‬
‫وقرع بابه ووجه قلبه إليه واعتنى به بفطرة سليمة وقلب ذكى رأى السنة كلها تفصيالً للقرآن وتبيينا ً لداللته وبيانا ً‬
‫لمراد هللا منه وهذا أعلى مراتب العلم فمن ظفر به فليحمد هللا ومن فاته فال يلومن إال نفسه وهمته وعجزه ‪.‬‬
‫واستفيد من تحريم الجمع بين األختين وبين المرأة وعمتها وبينها وبين خالتها أن كل امرأتين بينهما قرابة لو كان‬
‫أحدهما ذكراً حرم على اآلخر فإنه يحرم الجمع بينهما وال يستثنى من هذا صورة واحدة فإن لم يكن بينهما قرابة لم‬
‫يحرم الجمع بينهما وهل يكره على قولين وهذا كالجمع بين امرأة رجل وابنته من غيرها ‪.‬‬
‫واستفيد من عموم تحريمه سبحانه المحرمات المذكورة أن كل امرأة حرم نكاحها حرم وطؤها بملك اليمين إال‬
‫إماء أهل الكتاب فإن نكاحهن حرام عند األكثرين ووطؤهن بملك اليمين جائز وسوى أبو حنيفة بينهما فأباح نكاحهن‬
‫كما يباح وطؤهن بالملك ‪.‬‬
‫(و َمن لَّ ْم‬
‫والجمهور احتجوا عليه بأن هللا سبحانه وتعالى إنما أباح نكاح اإلماء بوصف اإليمان فقال تعالى ‪َ :‬‬
‫ت َوهّللا ُ أَ ْعلَ ُم بِإِي َمانِ ُك ْم)‬
‫ت أَ ْي َمانُ ُكم ِّمن فَتَيَاتِ ُك ُم ْال ُم ْؤ ِمنَا ِ‬
‫ت فَ ِمن ِّما َملَ َك ْ‬‫ت ْال ُم ْؤ ِمنَا ِ‬ ‫يَ ْستَ ِط ْع ِمن ُك ْم طَوْ الً أَن يَن ِك َح ْال ُمحْ َ‬
‫صنَا ِ‬
‫ت َحتَّى ي ُْؤ ِم َّن) (البقرة ‪ )221 :‬خص ذلك بحرائر أهل الكتاب‬ ‫ُوا ْال ُم ْش ِر َكا ِ‬
‫(النساء ‪ ، )25 :‬وقال تعالى ‪َ ( :‬والَ تَن ِكح ْ‬
‫بقى اإلماء على قضية التحريم وقد فهم عمر ‪ t‬وغيره من الصحابة إدخال الكتابيات فى هذه اآلية فقال ‪ :‬ال أعلم‬
‫شركا ً أعظم من أن تقول إن المسيح إلهها ‪.‬‬
‫وأيضا ً فاألصل فى األبضاع الحرمة وإنما أبيح نكاح اإلماء المؤمنات فمن عداهن على أصل التحريم وليس‬
‫تحريمهن مستفادا من المفهوم ‪.‬‬
‫واستفيد من سياق اآلية ومدلولها أن كل امرأة حرمت حرمت ابنتها إال العمة والخالة وحليلة اإلبن وحليلة األب‬
‫وأم الزوجة وأن كل األقارب حرام إال األربعة المذكورات فى سورة األحزاب وهن بنات األعمام والعمات وبنات‬
‫األخوال والخاالت ‪.‬‬
‫فصــل‬
‫ومما حرمه النص نكاح المزوجات وهن المحصنات واستثنى من ذلك ملك اليمين فأشكل هذا االستثناء على كثير‬
‫من الناس فإن األمة المزوجة يحرم وطؤها على مالكها فأين محل االستثناء ‪.‬‬
‫فقالت طائفة هو منقطع أى لكن ما ملكت أيمانكم ورد هذا لفظا ً ومعنى أما اللفظ فإن االنقطاع إنما يقع حيث يقع‬
‫التفريغ وبابه غير اإليجاب من النفى والنهى واالستفهام فليس الموضع موضع انقطاع ‪ ،‬وأما المعنى فإن المنقطع ال‬
‫بد فيه من رابط بينه وبين المستثنى منه بحيث يخرج ما توهم دخوله فيه بوجه ما ‪ ،‬فإنك إذا قلت ما بالدار من أحد‬
‫دل على انتفاء من بها بدوابهم وأمتعتهم فإذا قلت إال حماراً أو إال األثافى ونحو ذلك أزلت توهم دخول المستثنى فى‬
‫حكم المستثنى منه وأبين من هذا قوله تعالى ‪( :‬اَل يَ ْس َمعُونَ فِيهَا لَ ْغ ًوا إِاَّل َساَل ًما) (مريم ‪. )62 :‬‬
‫فاستثناء السالم أزال توهم نفى السماع العام فإن عدم سماع اللغو يجوز أن يكون لعدم سماع كالم ما وأن يكون‬
‫مع سماع غيره وليس فى تحريم نكاح المزوجة ما يوهم تحريم وطء اإلماء بملك اليمين حتى يخرجه ‪.‬‬
‫وقالت طائفة ‪ :‬بل االستثناء على بابه ومتى ملك الرجل األمة المزوجة كان ملكه طالقا ً لها وحل له وطؤها وهى‬
‫مسألة بيع األمة هل يكون طالقا ً لها أم ال ؟ فيه مذهبان للصحابة فابن عباس ‪ t‬يراه طالقا ً ويحتج له باآلية وغيره‬
‫يأبى ذلك ويقول كما يجامع الملك السابق للنكاح الالحق اتفاقا ً وال يتنافيان كذلك الملك الالحق ال ينافى النكاح السابق‬
‫قالوا وقد خير رسول هللا ‪ r‬بريرة لما بيعت ‪ ،‬ولو انفسخ نكاحها لم يخيرها ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وهذا حجة على ابن عباس ‪t‬‬
‫فإنه هو راوى الحديث واألخذ برواية الصحابى ال برأيه ‪.‬‬
‫وقالت طائفة ثالثة ‪ :‬إن كان المشترة امرأة لم ينفسخ النكاح ألنها لم تملك اإلستمتاع ببضع الزوجة وإن كان رجالً‬
‫انفسخ ألنه يملك االستمتاع به وملك اليمين أقوى من ملك النكاح وهذا الملك يبطل النكاح دون العكس قالوا وعلى‬
‫هذا فال إشكال فى حديث بريرة ‪.‬‬
‫وأجاب األولون عن هذا بأن المرأة وإن لم تملك االستمتاع ببضع أمتها فهى تملك المعاوضة عليه وتزويجها‬
‫وأخذ مهرها وذلك كملك الرجل وإن لم تستمتع بالبضع ‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫وقالت فرقة أخرى اآلية خاصة بالمسبيات فإن المسبية إذا سبيت حل وطؤها لسابيها بعد اإلستبراء وإن كانت‬
‫مزوجة وهذا قول الشافعى وأحد الوجهين ألصحاب أحمد وهو الصحيح ‪ ،‬كما روى مسلم فى صحيحه عن أبى‬
‫صابُوا لَهُ ْم‬ ‫اس فَلَقُوا َع ُد ًّوا فَقَاتَلُوهُ ْم فَظَهَرُوا َعلَ ْي ِه ْم َوأَ َ‬ ‫ث َج ْي ًشا إِلَى أَوْ طَ َ‬ ‫سعيد الخدرى ‪" : t‬أَ َّن َرسُو َل هَّللا ِ ‪ُ r‬حنَي ٍْن بَ َع َ‬
‫ب َرسُو ِل هَّللا ِ ‪ r‬تَ َح َّرجُوا ِم ْن ِغ ْشيَانِ ِه َّن ِم ْن أَجْ ِل أَ ْز َوا ِج ِه َّن ِمنَ ْال ُم ْش ِر ِكينَ فَأ َ ْن َز َل هَّللا ُ َع َّز‬ ‫َسبَايَا فَ َكأ َ َّن نَاسًا ِم ْن أَصْ َحا ِ‬
‫ت ِع َّدتُه َُّن "‪.‬‬ ‫ض ْ‬ ‫ت أَ ْي َمانُ ُك ْم ) أَيْ فَه َُّن لَ ُك ْم َحاَل ٌل إِ َذا ا ْنقَ َ‬ ‫َات ِمنَ النِّ َسا ِء إِاَّل َما َملَ َك ْ‬ ‫صن ُ‬‫َو َج َّل فِي َذلِكَ ( َو ْال ُمحْ َ‬
‫فتضمن هذا الحكم إباحة وطء المسبية وإن كان لها زوج من الكفار وهذا يدل على إنفساخ نكاحه وزوال عصمة‬
‫بضع امرأته وهذا هو الصواب‪ a‬ألنه قد استولى على محل حقه وعلى رقبة زوجته وصار سابيها أحق بها منه فكيف‬
‫يحرم بضعها عليه فهذا القول ال يعارضه نص وال قياس ‪.‬‬
‫والذين قالوا من أصحاب أحمد وغيرهم ‪ :‬إن وطأها إنما يباح إذا سبيت وحدها قالوا ألن الزوج يكون بقاؤه‬
‫مجهوالً والمجهول كالمعدوم فيجوز وطؤها بعد اإلستبراء فإذا كان الزوج معها لم يجز وطؤها مع بقائه فأورد‬
‫عليهم ما لو سبيت وحدها وتيقنا ً بقاء زوجها فى دار الحرب فإنهم يجوزون وطأها فأجابوا بما ال يجدى شيئا ً وقالوا ‪:‬‬
‫األصل إلحاق الفرد باألعم األغلب فيقال لهم األعم األغلب بقاء أزواج المسبيات إذا سبين منفردات وموتهم كلهم‬
‫نادر جداً ثم يقال إذا صارت رقبة زوجها وأمالكه ملكا ً للسابى وزالت العصمة عن سائر أمالكه وعن رقبته فما‬
‫الموجب لثبوت العصمة فى فرج امرأته خاصة وقد صارت هى وهو وأمالكهما للسابى ‪.‬‬
‫ودل هذا القضاء النبوى على جواز وطء اإلماء الوثنيات بملك اليمين فإن سبايا أوطاس لم يكن كتابيات ولم‬
‫يشترط رسول هللا ‪ r‬فى وطئهن إسالمهن ولم يجعل المانع منه إال اإلستبراء فقط وتأخير البيان عن وقت الحاجة‬
‫ممتنع مع أنهم حديثو عهد باإلسالم حتى خفى عليهم حكم هذه المسألة وحصول اإلسالم من جميع السبايا وكانوا عدة‬
‫آالف بحيث لم يتخلف منهم عن اإلسالم جارية واحدة مما يعلم أنه فى غاية البعد فإنهن لم يكرهن على اإلسالم ولم‬
‫يكن لهن من البصيرة والرغبة والمحبة فى اإلسالم ما يقتضى مبادرتهن إليه جميعا فمقتضى السنة وعمل الصحابة‬
‫فى عهد رسول هللا ‪ r‬وبعده جواز وطء المملوكات على أى دين كن وهذا مذهب طاووس وغيره وقواه صاحب‬
‫المغنى فيه ورجح أدلته وباهلل التوفيق" (‪. )1‬‬
‫ـ فماذا عن حكم النبى ‪ r‬فى نكاح التفويض ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ثبت عنه ‪ : r‬أنه قضى ‪":‬فى رجل تزوج امرأة ولم يفرض لها صداقا ً ولم يدخل بها حتى مات أن لها‬
‫مهر مثلها ال وكس وال شطط ولها الميراث وعليها العدة أربعة أشهر وعشراً" (‪. )2‬‬
‫ك فُاَل نًا‬ ‫ض ْينَ أَ ْن أُزَ ِّو َج ِ‬ ‫ال نَ َع ْم َوقَا َل لِ ْل َمرْ أَ ِة أَتَرْ َ‬
‫ك فُاَل نَةَ قَ َ‬‫ضى أَ ْن أُز َِّو َج َ‬ ‫ال لِ َرج ٍُل أَتَرْ َ‬ ‫وفى سنن أبى داود عنه ‪" :‬قَ َ‬
‫صدَاقًا َولَ ْم يُ ْع ِطهَا َش ْيئًا َو َكانَ ِم َّم ْن َش ِه َد ْال ُح َد ْيبِيَةَ‬ ‫احبَهُ فَ َد َخ َل بِهَا ال َّر ُج ُل َولَ ْم يَ ْف ِرضْ لَهَا َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ت نَ َع ْم فَزَ َّو َج أَ َح َدهُ َما َ‬ ‫قَالَ ْ‬
‫صدَاقًا‬ ‫ال إِ َّن َرسُو َل هَّللا ِ ‪َ r‬ز َّو َجنِي فُاَل نَةَ َولَ ْم أَ ْف ِرضْ لَهَا َ‬ ‫ض َر ْتهُ ْال َوفَاةُ قَ َ‬ ‫َو َكانَ َم ْن َش ِه َد ْال ُح َد ْيبِيَةَ لَهُ َس ْه ٌم بِخَ ْيبَ َر فَلَ َّما َح َ‬
‫صدَاقِهَا َس ْه ِمي بِخَ ْيبَ َر" ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫َولَ ْم أُ ْع ِطهَا َش ْيئًا َوإِنِّي أُ ْش ِه ُد ُك ْم أَنِّي أَ ْعطَ ْيتُهَا ِم ْن َ‬
‫وقد تضمنت هذه األحكام جواز النكاح من غير تسمية صداق وجواز الدخول قبل التسمية واستقرار مهر المثل‬
‫بالموت وإن لم يدخل بها ووجوب عدة الوفاة بالموت وإن لم يدخل بها الزوج وبهذا أخذ ابن مسعود وفقهاء العراق‬
‫وعلماء الحديث منهم أحمد والشافعى فى أحد قوليه ‪.‬‬
‫وقال على بن أبى طالب وزيد بن ثابت ـ رضى هللا عنهما ـ ال صداق لها وبه أخذ أهل المدينة ومالك والشافعى‬
‫فى قوله اآلخر ‪.‬‬
‫وتضمنت جواز تولى الرجل طرفى العقد كوكيل من الطرفين أو ولى فيهما أو ولى وكله الزوج أو زوج وكله‬
‫الولى ويكفى أن يقول زوجت فالنا ً فالنة مقتصراً على ذلك أو تزوجت فالنة إذا كان هو الزوج وهذا ظاهر مذهب‬
‫أحمد وعنه رواية ثانية ‪ :‬ال يجوز ذلك إال للولى المجبر كما زوج أمته أو ابنته المجبرة بعبده المجبر ووجه هذه‬
‫الرواية أنه ال يعتبر رضى واحد من الطرفين ‪.‬‬

‫(‪ )1‬زاد المعاد (‪ )95 \5‬بتصرف ‪.‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه الترمذى (‪ )450\3‬وأبو داود (‪. )237\3‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪. )238\2‬‬
‫‪33‬‬
‫وفى مذهبه قول ثالث ‪" :‬أنه يجوز ذلك إال للزوج خاصة فإنه ال يصح منه تولى الطرفين لتضاد أحكام الطرفين‬
‫فيه" (‪. )1‬‬
‫ـ فماذا عن حكمه ‪ r‬فى نكاح الشغار والمحلل والمتعة ونكاح المحرم ونكاح الزانية ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬أما الشغار فأصله فى اللغة هو ‪ :‬الرفع ‪ ،‬كأن الرجل يقول ‪ :‬ال ترفع رجل ابنتى حتى ارفع رجل ابنتك ‪،‬‬
‫ويقال ‪ :‬شغرت المرأة إذا رفعت رجلها عند الجماع ‪ ،‬وقد صح النهى عنه من حديث ابن عمر وأبى هريرة ‪ ،‬وفى‬
‫صحيح مسلم عن ابن عمر مرفوعا ً ‪" :‬اَل ِشغَا َر فِي اإْل ِ ْساَل ِم" (‪ ، )2‬وفى حديث ابن عمر ‪ ، )3( :‬وفى حديث أبى‬
‫ك َوأُز َِّوجُكَ أُ ْختِي (‪. )1‬‬ ‫ول ال َّر ُج ُل لِل َّرج ُِل ز َِّوجْ نِي ا ْبنَتَكَ َوأُزَ ِّوجُكَ ا ْبنَتِي أَوْ ز َِّوجْ نِي أُ ْختَ َ‬ ‫هريرة ‪َ :‬وال ِّشغَا ُر أَ ْن يَقُ َ‬
‫وقد اختُلف فى علة النهى فقيل ‪ :‬ألن كل واحد من العقدين شرطا ً فى اآلخر ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ألن هذا تشيك فى البضع ‪،‬‬
‫وقيل ‪ :‬ألنه اصبح كل واحدة بضع األخرى فال انتفاع للمرأة بمهرها ‪.‬‬
‫َّ‬
‫ـ وأما نكاح المحلل (‪ : )2‬وهو أن تُطلق المرأة ثالثا ً فتحرُم بذلك على زوجها لقوله تعالى ‪( :‬فَإِن طَلقَهَا فَالَ ت َِحلُّ لَهُ ِمن‬
‫بَ ْع ُد َحتَّ َى تَن ِك َح َزوْ جًا َغي َْرهُ) (البقرة ‪ )230 :‬فيؤتى برجل آخر فيتزوج تلك المرأة ليحلها لزوجها األول لتعود إليه ‪،‬‬
‫وقد ثبت نهى النبى ‪ r‬عن هذا النكاح ‪ ،‬ففى المسند والترمذى من حديث ابن مسعود‪ t‬قال ‪" :‬لَ َعنَ َرسُو ُل هَّللا ِ ‪r‬‬
‫ْال ُم َحلِّ َل َو ْال ُم َحلَّ َل لَهُ" (‪ ، )3‬قال الترمذى هذا حديث حسن صحيح ‪ ،‬وفى المسند من حديث أبى هريرة ‪ t‬مرفوعا ً ‪:‬‬
‫"لَ َعنَ هَّللا ُ ْال ُم َحلِّ َل َو ْال ُم َحلَّ َل لَهُ" (‪. )4‬‬
‫وحكم هذا النكاح الفسخ ‪ ،‬وال تحل به المرأة لزوجها األول ‪ ،‬ويثبت لها المهر إن وطئها ‪ ،‬ثم يفرق بينهما ‪.‬‬
‫ـ وأما نكاح المتعة ‪ :‬وهو أن يتزوج الرجل المرأة إلى أجل مسمى ‪ ،‬يوما ً أو يومين ‪ ،‬شهراً أو شهرين ‪ ،‬مقابل‬
‫بعض المال ونحوه ‪ ،‬فإذا انقضى األجل تفرقا من غير طالق وال ميراث ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬
‫وقد ثبت عن النبى ‪ r‬أنه نهى عنه عام الفتح ‪ ،‬فروى البخارى ومسلم عن على‪" : t‬أن رسول هللا ‪ r‬نَهَى ع َِن‬
‫ُوم ْال ُح ُم ِر اأْل َ ْهلِيَّ ِة َز َمنَ َخ ْيبَ َر" ‪.‬‬
‫ْال ُم ْت َع ِة َوع َْن لُح ِ‬
‫ـ وحكم هذا النكاح الفسخ ‪ ،‬ويثبت فيه المهر للزوجة إن دخل بها ‪.‬‬
‫المحرم بحجة أو عمرة ‪ ،‬فثبت عنه فى صحيح مسلم من رواية عثمان بن عفان ‪t‬‬ ‫ِ‬ ‫ـ وأما نكاح ال ُم ْح ِرم ‪ :‬وهو نكاح‬
‫قال ‪ :‬قال رسول هللا ‪" : r‬اَل يَ ْن ِك ُح ْال ُمحْ ِر ُم َواَل يُ ْن َك ُح َواَل يَ ْخطُبُ " ‪ ،‬أى ال يُعقد له عقد نكاح ‪ ،‬وال يَعقد لغيره ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬

‫فإن وقع فُسخ ‪ ،‬وجدد عقداً جديداً بعد انقضاء الحج أو العمرة ‪.‬‬
‫ـ وأما نكاح الزانيةـ ‪ :‬فقد صرح هللا سبحانه وتعالى بتحريمه فى سورة النور وأخبر أن من نكحها فهو إما زا ٍن أو‬
‫ت) (النور‪ )26 :‬والخبيثات الزوانى وهذا‬ ‫ات لِ ْلخَ بِيثِينَ َو ْال َخبِيثُونَ لِ ْل َخبِيثَا ِ‬ ‫مشرك ‪ ،‬وأيضا ً فإنه سبحانه قال ‪ْ :‬‬
‫(الخَ بِيثَ ُ‬ ‫ٍ‬
‫يقتضى أن من تزوج بهن فهو خبيث مثلهن ‪.‬‬
‫وهو من أقبح القبائح أن يتزوج الرجل بزانية ‪ ،‬وفيه ظلم لولده من بعده الذى سيُعير بأمه ‪ ،‬وهو من سوء اختيار‬
‫األب وعدم اإلحسان إلى ولده ‪ ،‬والرجل ‪ :‬ال يأمن فيه أيضا ً على فراشه إن هو تزوج بزانية ‪.‬‬
‫ـ فهل هناك أنكحة فاسدة أخرى ؟‬
‫(والَ‬‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ‪ :‬كنكاح المعتدة ‪ :‬وهو أن يتزوج الرجل المرأة المعتدة من طالق أو وفاة ‪ ،‬لقوله تعالى ‪َ :‬‬
‫اح َحتَّ َى يَ ْبلُ َغ ْال ِكتَابُ أَ َجلَهُ) (البقرة ‪. )235 :‬‬ ‫ْز ُم ْ‬
‫وا ُع ْق َدةَ النِّ َك ِ‬ ‫تَع ِ‬
‫ت َحتَّى ي ُْؤ ِم َّن)‬ ‫ُوا ْال ُم ْش ِر َكا ِ‬
‫ـ ونكاح المجوسية أو البوذية أو الشيوعية الكافرة عامة ‪ ،‬لقوله تعالى ‪َ ( :‬والَ تَن ِكح ْ‬
‫(البقرة ‪. )221:‬‬

‫ـ ومن أحكام الخلع ‪:‬‬


‫(‪ )1‬زاد المعاد (‪ )95\5‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫(‪ )3‬اخرجه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬المحلل ‪ :‬هو رجل يتزوج امرأة قد طلقها زوجها ثالثا ً ليحلها له ‪.‬‬
‫(‪ )3‬صحيح ‪ :‬أخرجه ابن ماجة (‪ )1934‬والدارمى (‪. )2258‬‬
‫(‪ )4‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود (‪. )227\2‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم وغيره ‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫ـ وماذا عن حكم رسول هللا ‪ r‬فى الخلع ؟ وهو من القضايا التى ظهرت على الساحة المصرية فى األيام األخيرة‬
‫وال يزال الحديث عنها هو حديث الساعة ‪ ،‬مع عمل المحاكم بقانون الخلع وهو "إبراء المرأة زوجها" طلبا ً للطالق ‪،‬‬
‫إال انه لما سمى البعض هذا العمل بـ "الخلع" جاء االسم جديداً على اآلذان وكأنه غير معمول به من قبل ! نعم قد‬
‫زادوا عليه شيئا ً يسيراً وهو طلب المرأة الخلع ‪ ،‬إال أن السنة أوضحت لنا هذه القضية وبينتها خير بيان ‪ ،‬فهل لنا‬
‫بإلقاء الضوء على بعض جوانب مسألة "الخلع" ومشروعيته وما يتعلق به ؟‬
‫سـ الجواب ‪ :‬إن الخلع معمول به فى القوانين المصرية منذ زمن بعيد ‪ ،‬ولكن عامة الناس تعرفه بـ "اإلبراء"‪a‬‬
‫وهو إبراء المرأة زوجها ‪ ،‬أو تنازل المرأة عن حقها فى النفقة أو "المؤخر" أو األثاث وما شابه ‪ ،‬إال أنه لما ظهر‬
‫وصف "الخلع" بدا جديداً على اآلذان وكأنه لم يكن معموالً به من قبل ‪ ،‬وقد أضاف القانون بعض الزيادات على‬
‫القانون السابق ‪ ،‬كطلب المرأة الخلع ‪ ،‬وضرب مدة فى محاولة لإلصالح (‪ 6‬أشهر) ‪.‬‬
‫والخلع ‪ :‬هو اختالع المرأة من زوجها ببدل أو ِعوض تدفعه المرأة لزوجها ‪ ،‬وهو مأخوذ من خلع الثوب وإزالته‬
‫‪ ،‬ألن المرأة لباس الرجل ‪ ،‬والرجل لباس المرأة كما قال تعالى ‪( :‬هُ َّن لِبَاسٌ لَّ ُك ْم َوأَنتُ ْم لِبَاسٌ لَّه َُّن) (البقرة ‪)187 :‬‬
‫ببذل يحصل‬ ‫ويُسمى الفداء ألن المرأة تفتدى نفسها بما تبذله لزوجها ‪ ،‬وقد ع َّرفه الفقهاء بأنه ‪ :‬فراق الرجل زوجته ٍ‬
‫له ‪.‬‬
‫َت بِ ِه) (البقرة ‪:‬‬ ‫وقد أخذ الخلع مشروعيته من قوله تعالى ‪( :‬فَإ ِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَالَّ يُقِي َما ُح ُدو َد هّللا ِ فَالَ ُجنَا َح َعلَ ْي ِه َما فِي َما ا ْفتَد ْ‬
‫َت" نكرة لتدل على الزيادة أو النقصان أو المثل ‪ ،‬وهو المالكية والشافعية ‪ :‬ال فرق أن يخالع‬ ‫‪ ، )229‬وجاءت "ا ْفتَد ْ‬
‫على الصداق أو بعضه أو على مال آخر سواء كان أقل أو أكثر ‪ ،‬وال فرق بين العين والدين والمنفعة ما دام قد‬
‫فالعوض جزء أساسى فى مفهوم الخلع ‪ ،‬وفى اآلية دليل على‬ ‫َت بِ ِه) ِ‬ ‫َاح َعلَ ْي ِه َما ِفي َما ا ْفتَد ْ‬
‫تراضيا على ذلك (فَالَ ُجن َ‬
‫جوازه مطلقا ً بإذن السلطان وغيره ‪ ،‬ومنعه طائفة بدون إذنه واألئمة األربعة والجمهور على خالفه ‪.‬‬
‫وفى اآلية دليل على حصول البينونة به ألنه سبحانه سماه فدية ولو كان رجعيا ً كما قاله بعض الناس لم يحصل‬
‫َت بِ ِه) على جوازه بما قل وكثر‬ ‫َاح َعلَ ْي ِه َما فِي َما ا ْفتَد ْ‬
‫للمرأة اإلفتداء من الزوج بما بذلته له ودل قوله سبحانه ‪( :‬فَالَ ُجن َ‬
‫وأن له أن يأخذ منها أكثر مما أعطاها ‪ ،‬ومنع الخلع طائفة شاذة من الناس خالفت النص واإلجماع ‪.‬‬
‫س َما‬ ‫ت ب ُْن قَ ْي ٍ‬ ‫ت يَا َرسُو َل هَّللا ِ ثَابِ ُ‬ ‫ي ‪r‬فَقَالَ ْ‬ ‫ت النَّبِ َّ‬‫س أَتَ ِ‬ ‫وروى البخارى عن ابن عباس ‪" : t‬أَ َّن ا ْم َرأَةَ ثَابِ ِ‬
‫ت ْب ِن قَ ْي ٍ‬
‫ال َرسُو ُل‬ ‫ت نَ َع ْم قَ َ‬ ‫ال َرسُو ُل هَّللا ِ ‪r‬أَتَ ُر ِّدينَ َعلَ ْي ِه َح ِديقَتَهُ قَالَ ْ‬ ‫ين َولَ ِكنِّي أَ ْك َرهُ ْال ُك ْف َر فِي اإْل ِ ْساَل ِم فَقَ َ‬‫ق َواَل ِد ٍ‬ ‫أَ ْعتِبُ َعلَ ْي ِه فِي ُخلُ ٍ‬
‫َطلِيقَةً" (‪. )1‬‬ ‫هَّللا ِ ‪r‬ا ْقبَ ِل ْال َح ِديقَةَ َوطَلِّ ْقهَا ت ْ‬
‫ب ا ْم َرأَتَهُ فَ َك َس َر يَ َدهَا(‪َ )2‬و ِه َي َج ِميلَةُ‬ ‫ض َر َ‬ ‫س َ‬ ‫ْس ْب ِن َش َّما ٍ‬ ‫وفى سنن النسائى عن الرُبيع بنت معوذ ‪ ":‬أَ َّن ثَابِتَ ْبنَ قَي ِ‬
‫ت فَقَا َل لَهُ ُخ ِذ الَّ ِذي لَهَا َعلَ ْيكَ‬ ‫ُول هَّللا ِ ‪ r‬فَأَرْ َس َل َرسُو ُل هَّللا ِ ‪ r‬إِلَى ثَابِ ٍ‬ ‫ت َع ْب ِد هَّللا ِ ب ِْن أُبَ ٍّي فَأَتَى أَ ُخوهَا يَ ْشتَ ِكي ِه إِلَى َرس ِ‬ ‫بِ ْن ُ‬
‫ق بِأ َ ْهلِهَا" (‪. )3‬‬‫ْضةً َوا ِح َدةً فَت َْل َح َ‬ ‫َّص َحي َ‬ ‫ال نَ َع ْم فَأ َ َم َرهَا َرسُو ُل هَّللا ِ ‪ r‬أَ ْن تَت ََرب َ‬ ‫َوخَ لِّ َسبِيلَهَا قَ َ‬

‫‪.‬‬ ‫ضةً‬‫ت ِم ْنهُ فَ َج َع َل النَّبِ ُّي ‪ِ r‬ع َّدتَهَا َح ْي َ‬


‫(‪)1‬‬ ‫اختَلَ َع ْ‬
‫س ْ‬ ‫وفى سنن أبى داود عن ابن عباس ‪ ":‬أَ َّن ا ْم َرأَةَ ثَابِ ِ‬
‫ت ب ِْن قَ ْي ٍ‬
‫وقد اختلفت الروايات عن الصحابة والتابعين فى تجويز أخذ الزيادة أو تحريمها ‪ ،‬ومنهم من كرهها ‪.‬‬
‫َت بِ ِه) واالثار ‪:‬‬ ‫َاح َعلَ ْي ِه َما فِي َما ا ْفتَد ْ‬
‫والذين قالوا بالجواز احتجوا بظاهر القرآن ‪( :‬فَالَ ُجن َ‬
‫فقد ذكر عبد الرزاق عن معمر عن عبد هللا بن محمد بن عقيل أن الربيع بنت معوذ بن عفراء حدثته أنها‬
‫اختلعت من زوجها بكل شئ تملكه فخوصم فى ذلك إلى عثمان بن عفان فأجازه وأمره أن يأخذ عقاص رأسها فما‬
‫دونه (‪. )2‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪. )61\7‬‬


‫(‪ )2‬وقد احتج بعضهم بهذا الحديث على جواز ضرب النساء الضرب المبرح ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه النسائى (‪. )168\6‬‬
‫(‪ )1‬حسن ‪ :‬أخرجه أبو داود (‪ )2229‬والترمذى (‪ )1185‬والدراقطنى (‪. )3591\3‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه عبد الرزاق (‪ )11850‬والبيهقى (‪. )315\7‬‬
‫‪35‬‬
‫وذكر أيضا ً عن ابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع أن ابن عمر جاءته موالة المرأته اختلعت من كل شئ‬
‫لها وكل ثوب لها حتى نفسها (‪. )3‬‬
‫ورفعت إلى عمر بن الخطاب امرأة نشزت عن زوجها فقال اخلعها ولو من قرطها ذكره حماد بن سلمة عن‬
‫أيوب عن كثير بن أبى كثير عنه (‪. )4‬‬
‫والذين قالوا بتحريمها احتجوا بحديث أبى الزبير أن ثابت بن قيس بن شماس لما أراد خلع امرأته قال النبى ‪: r‬‬
‫"أتردين عليه حديقته ‪ ،‬قالت ‪ :‬نعم وزيادة فقال النبى ‪ r‬أما الزيادة فال" (‪ ، )1‬قال الدارقطنى سمعه أبو الزبير من‬
‫غير واحد وإسناده صحيح ‪.‬‬
‫وذكر عبدالرزاق عن معمر عن ليث عن الحكم بن عتيبة عن على بن أبى طالب‪ t‬ال يأخذ منها فوق ما أعطاها‬
‫(‪. )2‬‬
‫وقال طاووس ‪ :‬ال يحل أن يأخذ منها أكثر مما أعطاها (‪.)3‬‬
‫وقال عطاء ‪ :‬إن أخذ زيادة على صداقها فالزيادة مردودة إليها (‪. )4‬‬
‫وقال الزهرى ‪ :‬ال يحل له أن يأخذ منها أكثر مما أعطاها ‪.‬‬
‫وقال ميمون بن مهران ‪ :‬إن أخذ منها أكثر مما أعطاها لم يسرح بإحسان ‪.‬‬
‫وقال األوزاعى ‪ :‬كانت القضاة ال تجيز أن يأخذ منها شي ًئ إال ما ساق إليها ‪.‬‬
‫ومنهم من قال بكراهتها كما روى وكيع عن أبى حنيفة عن عمار بن عمران الهمدانى عن أبيه عن على ‪" : t‬أنه‬
‫كره أن يأخذ منها أكثر مما أعطاها" (‪ )5‬واإلمام أحمد أخذ بهذا القول ونص على الكراهة ‪ ،‬وأبو بكر من أصحابه‬
‫حرم الزيادة وقال ‪ :‬ترد عليها ‪.‬‬
‫وقد ذكر عبد الرزاق عن ابن جريج قال ‪ :‬قال ‪ :‬لى عطاء أتت امرأة رسول هللا‪ r‬فقالت ‪ :‬يا رسول هللا إنى أبغض‬
‫زوجى وأحب فراقه قال فتردين عليه حديقته التى أصدقك قالت نعم وزيادة من مالى فقال رسول هللا‪ r‬أما الزيادة‬
‫من مالك فال ولكن الحديقة قالت نعم فقضى بذلك على الزوج" (‪ )1‬وهذا وإن كان مرسالً فحديث أبى الزبير مق ٍو له‬
‫وقد رواه ابن جريج عنهما ‪.‬‬
‫ـ "وفى تسميته سبحانه الخلع فدية دليل على أن فيه معنى المعاوضة ولهذا اعتبر فيه رضى الزوجين فإذا تقايال‬
‫الخلع ورد عليها ما أخذ منها وارتجعها فى العدة فهل لهما ذلك منعه األئمة األربعة وغيرهم وقالوا قد بانت منه‬
‫بنفس الخلع وذكر عبدالرزاق عن معمر عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه قال فى المختلعة إن شاء أن يراجعها‬
‫فليرد عليها ما أخذ منها فى العدة وليشهد على رجعتها قال معمر وكان الزهرى يقول مثل ذلك قال قتادة (‪. )2‬‬
‫وكان الحسن يقول ‪ :‬ال يراجعها إال بخطبة (‪. )3‬‬
‫ولقول سعيد بن المسيب والزهرى وجه دقيق من الفقه لطيف المأخذ تتلقاه قواعد الفقه وأصوله بالقبول وال نكارة‬
‫فيه غير أن العمل على خالفه فإن المرأة ما دامت فى العدة فهى فى حبسه ويلحقها صريح طالقه المنجز عند طائفة‬
‫من العلماء فإذا تقايال عقد الخلع وتراجعا إلى ما كانا عليه بتراضيهما لم تمنع قواعد الشرع ذلك وهذا بخالف ما بعد‬
‫العدة فإنها قد صارت منه أجنبية محضة فهو خاطب من الخطاب ويدل على هذا أن له أن يتزوجها فى عدتها منه‬
‫بخالف غيره ‪.‬‬
‫ـ وفى أمره ‪ r‬المختلعة أن تعتد بحيضة واحدة دليل على حكمين أحدهما أنه ال يجب عليها ثالث حيض بل تكفيها‬
‫حيضة واحدة ‪ ،‬وهذا كما أنه صريح السنة فهو مذهب أمير المؤمنين عثمان بن عفان وعبدهللا بن عمر بن الخطاب‬
‫(‪ )3‬أخرجه عبد الرزاق (‪. )11853‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه عبد الرزاق (‪ )11851‬والبيهقى (‪. )315\7‬‬
‫(‪ )1‬تقدم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه عبد الرزاق (‪ )11844‬وسعيد بن منصور (‪ )378\1‬وإسناده ضعيف ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه عبد الرزاق (‪. )11839‬‬
‫(‪ )4‬السابق (‪. )11840‬‬
‫(‪ )5‬تقدم من وجه آخر‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه عبد الرزاق (‪ )11842‬والدارقطنى (‪ )3826\3‬وأبو داود فى مراسيله (‪ )149‬عن عطاء مرسالً ‪ ،‬قال الدارقطنى ‪ :‬خالفه الوليد عن ابن جريج ‪ ،‬أسنده عن عطاء عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬والمرسل أصح ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه عبد الرزاق (‪. )11797‬‬
‫(‪ )3‬السابق (‪. )11795‬‬
‫‪36‬‬
‫والربيع بنت معوذ وعمها وهو من كبار الصحابة ال يعرف لهم مخالف منهم ‪ ،‬كما رواه الليث بن سعد عن نافع‬
‫مولى ابن عمر أنه سمع الربيع بنت معوذ بن عفراء وهى تخبر عبدهللا بن عمر ‪ t‬أنها اختلعت من زوجها على عهد‬
‫عثمان بن عفان فجاء عمها إلى عثمان بن عفان فقال له إن ابنة معوذ إختلعت من زوجها اليوم أفتنتقل فقال عثمان ‪:‬‬
‫لتنتقل وال ميراث بينهما وال عدة عليها إال أنها ال تنكح حتى تحيض حيضة خشية أن يكون بها حبل ‪ ،‬فقال عبدهللا‬
‫بن عمر ‪ :‬فعثمان خيرنا وأعلمنا ‪ ،‬وذهب إلى هذا المذهب إسحاق بن راهويه واإلمام أحمد فى رواية عنه اختارها‬
‫شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬من نصر هذا القول هو مقتضى قواعد الشريعة فإن العدة إنما جعلت ثالث حيض ليطول زمن الرجعة‬
‫فيتروى الزوج ويتمكن من الرجعة فى مدة العدة فإذا لم تكن عليها رجعة فالمقصود مجرد براءة رحمها من الحمل‬
‫وذلك يكفى فيه حيضة كاالستبراء قالوا وال ينتقض هذا علينا بالمطلقة ثالثا ً فإن باب الطالق جعل حكم العدة فيه‬
‫واحداً بائنة ورجعية ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬وهذا دليل على أن الخلع فسخ وليس بطالق وهو مذهب ابن عباس وعثمان وابن عمر والربيع وعمها وال‬
‫يصح عن صحابى أنه طالق البتة ‪ ،‬فروى اإلمام أحمد عن يحيى بن سعيد عن سفيان عن عمرو عن طاووس عن‬
‫ابن عباس ـ رضى هللا عنهم ـ أنه قال الخلع تفريق وليس بطالق (‪. )1‬‬
‫وذكر عبدالرزاق عن سفيان عن عمرو عن طاووس ‪ :‬أن إبراهيم بن سعد بن أبى وقاص سأله عن رجل طلق‬
‫امرأته تطليقتين ثم اختلعت منه أينكحها ؟ قال ابن عباس ‪ :‬نعم ‪ ،‬ذكر هللا الطالق فى أول اآلية وآخرها والخلع بين‬
‫ذلك (‪. )1‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬كيف تقولون إنه ال مخالف لمن ذكرتم من الصحابة وقد روى حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن‬
‫أبيه عن جمهان أن أم بكرة األسلمية كانت تحت عبد هللا بن أسيد واختلعت منه فندما ‪ ،‬فارتفعا إلى عثمان بن عفان‬
‫فأجاز ذلك وقال ‪ :‬هى واحدة إال أن تكون سمت شيئا ً فهو على ما سمت (‪. )2‬‬
‫وذكر ابن أبى شيبة ‪ :‬حدثنا على بن هاشم ‪ ،‬عن ابن أبى ليلى ‪ ،‬عن طلحة بن مصرف ‪ ،‬عن إبراهيم النخعى ‪،‬‬
‫عن علقمة عن ابن مسعود قال ‪ :‬ال تكون تطليقة بائنة إال فى فدية أو إيالء (‪ ، )3‬وروى عن على بن أبى طالب ‪،‬‬
‫فهؤالء ثالثة من أجالء الصحابة رضى هللا عنهم ‪.‬‬
‫قيل ‪ :‬ال يصح هذا عن واحد منهم ‪ ،‬أما أثر عثمان‪ t‬فطعن فيه اإلمام أحمد والبيهقى وغيرهما ‪ ،‬قال شيخنا ‪:‬‬
‫وكيف يصح عن عثمان وهو ال يرى فيه عدة وإنما يرى االستبراء فيه بحيضة ‪ ،‬فلو كان عنده طالقا ألوجب فيه‬
‫العدة ‪ ،‬وجمهان الراوى لهذه القصة عن عثمان ال نعرفه بأكثر من أنه مولى األسلميين ‪.‬‬
‫وأما أثر على بن أبى طالب فقال أبو محمد بن حزم ‪ :‬رويناه من طريق ال يصح عن على ‪ ، t‬وأمثلها أثر ابن‬
‫مسعود على سوء حفظ ابن أبى ليلى ‪ ،‬ثم غايته إن كان محفوظا ً أن يدل على أن الطلقة فى الخلع تقع بائنة ال أن‬
‫الخلع يكون طالقا ً بائنا ً ‪ ،‬وبين األمرين فرق ظاهر ‪ ،‬والذى يدل على أنه ليس بطالق أن هللا سبحانه وتعالى رتب‬
‫على الطالق بعد الدخول الذى لم يستوف عدده ثالثة أحكام كلها منتفية عن الخلع ‪:‬‬
‫ـ أحدها ‪ :‬أن الزوج أحق بالرجعية فيه ‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬أنه محسوب من الثالث فال تحل بعد استيفاء العدد إال بعد زوج وإصابة ‪.‬‬
‫ـ الثالث ‪ :‬أن العدة فيه ثالثة قروء وقد ثبت بالنص واإلجماع أنه ال رجعة فى الخلع ‪ ،‬وثبت بالسنة وأقوال الصحابة‬
‫أن العدة فيه حيضة واحدة ‪ ،‬وثبت بالنص جوازه بعد طلقتين ووقوع ثالثة بعده وهذا ظاهر جداً فى كونه ليس بطالق‬
‫ْري ٌح بِإِحْ َسا ٍن َوالَ يَ ِحلُّ لَ ُك ْم أَن تَأْ ُخ ُذ ْ‬
‫وا ِم َّمآ آتَ ْيتُ ُموهُ َّن َش ْيئًا إِالَّ‬ ‫ُوف أَوْ تَس ِ‬ ‫ك بِ َم ْعر ٍ‬ ‫َان فَإ ِ ْم َسا ٌ‬ ‫ق َم َّرت ِ‬ ‫فإنه سبحانه قال ‪( :‬الطَّالَ ُ‬
‫َت بِ ِه) (البقرة ‪ )229 :‬وهذا وإن لم‬ ‫أَن يَ َخافَا أَالَّ يُقِي َما ُح ُدو َد هّللا ِ فَإ ِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَالَّ يُقِي َما ُح ُدو َد هّللا ِ فَالَ ُجنَا َح َعلَ ْي ِه َما فِي َما ا ْفتَد ْ‬
‫يختص بالمطلقة تطليقتين فإنه يتناولها وغيرهما وال يجوز أن يعود الضمير إلى من لم يذكر ويخلى منه المذكور بل‬
‫إما أن يختص بالسابق أو يتناوله وغيره ثم قال ‪( :‬فَإِن طَلَّقَهَا فَالَ تَ ِحلُّ لَهُ ِمن بَ ْع ُد) وهذا يتناول من طلقت بعد فدية‬

‫(‪ )1‬حسن ‪ :‬أخرجه الدارقطنى (‪ )3824\3‬والبيهقى‪. )317\7( a‬‬


‫(‪ )1‬أخرجه عبد الرزاق (‪ )487\6‬وسعيد بن منصور (‪. )384\1‬‬
‫(‪ )2‬إسناده ضعيف ‪ :‬أخرجه الدارقطنى (‪ )3827\3‬والبيهقى‪ )316\7( a‬فيه جمهان أبو العالء‪ :‬مقبول ‪.‬‬
‫(‪ )3‬إسناده ضعيف ‪ :‬أخرجه ابن أبى شيبة وعبد الرزاق (‪ )481\6‬وفيه ابن أبى ليلى ‪ :‬ضعيف ‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫وطلقتين قطعا ً ألنها هى المذكورة فال بد من دخولها تحت اللفظ ‪ ،‬وهكذا فهم ترجمان القرآن الذى دعا له رسول هللا‬
‫‪ r‬أن يعلمه هللا تأويل القرآن وهى دعوة مستجابة بال شك ‪.‬‬
‫وإذا كانت أحكام الفدية غير أحكام الطالق دل على أنها من غير جنسه فهذا مقتضى النص والقياس وأقوال‬
‫الصحابة ثم من نظر إلى حقائق العقود ومقاصدها دون ألفاظها يعد الخلع فسخا بأى لفظ كان حتى بلفظ الطالق وهذا‬
‫أحد الوجهين ألصحاب أحمد وهو اختيار شيخنا ‪ ،‬قال ‪ :‬وهذا ظاهر كالم أحمد وكالم ابن عباس وأصحابه ‪ ،‬قال‬
‫ابن جريج أخبرنى عمرو بن دينار أنه سمع عكرمة مولى ابن عباس يقول ‪ :‬ما أجازه المال فليس بطالق (‪ ، )1‬قال‬
‫عبدهللا بن أحمد ‪ :‬رأيت أبى كان يذهب إلى قول ابن عباس ‪ ،‬وقال عمرو عن طاووس عن ابن عباس ‪" :‬الخلع‬
‫تفريق وليس بطالق" (‪ ، )2‬وقال ابن جريج عن ابن طاووس كان أبى ال يرى الفداء طالقا ويخيره (‪. )3‬‬
‫ومن اعتبر األلفاظ ووقف معها واعتبرها فى أحكام العقود جعله بلفظ الطالق طالقا ً وقواعد الفقه وأصوله تشهد‬
‫أن المرعى فى العقود حقائقها ومعانيها ال صورها وألفاظها وباهلل التوفيق ‪.‬‬
‫ومما يدل على هذا أن النبى ‪ r‬أمر ثابت بن قيس أن يطلق امرأته فى الخلع تطليقة ومع هذا أمرها أن تعتد‬
‫بحيضة وهذا صريح فى أنه فسخ ولو وقع بلفظ الطالق ‪.‬‬
‫وأيضا ً فإنه سبحانه علق عليه أحكام الفدية بكونه فدية ومعلوم أن الفدية ال تختص بلفظ ولم يعين هللا سبحانه لها‬
‫لفظا ً معينا ً وطالق الفداء طالق مقيد وال يدخل تحت أحكام الطالق المطلق كما ال يدخل تحتها فى ثبوت الرجعة‬
‫واالعتداد بثالثة قروء بالسنة الثابتة وباهلل التوفيق (‪. )4‬‬
‫س ‪ ،‬قال ‪ْ : r‬‬
‫"ال ُم ْختَلِ َع ُ‬
‫ات هُ َّن‬ ‫وتبقى كلمة ‪ :‬وهى قوله ‪ r‬محذراً كل امرأة تختلع من زوجها فى غير ما بأ ٍ‬
‫ْال ُمنَافِقَ ُ‬
‫ات " (‪. )5‬‬

‫ـ فما هو زواج المسيار ؟‬


‫ـ زواج المسيار يتم بنفس أركان الزواج ‪ ،‬غير أن الزوجة تتنازل عن بعض حقوقها ‪ ،‬كاإلنفاق ‪ ،‬أو عدم إقامة‬
‫الزوج معها بصفة دائمة ‪ ،‬وفى صحته نظر ‪.‬‬
‫ـ فماذا عن زواج الهبة ‪ :‬يعنى قول الفتاة للشاب ‪" :‬وهبتك نفسى ‪ ،‬أو وهبت لك نفسى" ويقولون إن الزواج ‪:‬‬
‫إيجاب وقبول ‪ ،‬وأنه لم يكن على عهد النبى ‪ r‬وال الصحابة "ورقة" قسيمة زواج (‪ ، )1‬إنما كان اإليجاب والقبول ‪،‬‬
‫ـ زواج الهبة ـ صحيحا ً أم ال ؟‬ ‫فهل هذا الزواج‬
‫(‪)2‬‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا نكاح باطل ‪ ،‬فقد أجمع العلماء على إن هبة المرأة نفسها غير جائز ‪ ،‬وان هذا اللفظ من الهبة‬
‫ال يتم عليه نكاح ‪ ،‬فهو صورة من صور الزنا ‪ ،‬وقد تقدم الحديث بشأن أركان الزواج ‪ ،‬وهما اإليجاب والقبول ‪،‬‬
‫وشروطه وهى ‪ :‬الصداق ‪ ،‬اإلعالن ‪ ،‬الشهود ‪ ،‬والولى ‪.‬‬
‫ـ ومن أحكام الزواج العرفى ‪:‬‬
‫ـ فماذا عن الزواج السرى أو الزواج العرفى كما يطلقون عليه ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬البد أن نفرق بين الزواج السرى الذى استوفى الشروط واألركان التى وضعها اإلسالم والشرع الحنيف‬
‫لتكون معاشرة الرجل للمرأة معاشرة صحيحة ‪ ،‬نكاحا ً وليست سفاحا ً ‪ ،‬وبين الزنا الذى يريد أن يلبسه البعض عباءة‬
‫اإلسالم ويسمونه بغير اسمه ويصفونه بغير وصفه ورسمه ‪ ،‬فيطلقون عليه "الزواج‪ a‬العرفى" ‪ ،‬والزواج‪ a‬والعرف‬
‫منه براء ‪.‬‬
‫لظروف ما ‪ ،‬فهو زواج صحيح ‪ ،‬وإن لم يُقيد‬
‫ٍ‬ ‫فالزواج السرى الذى اجتمعت فيه الشروط واألركان ولكنه لم يُعلن‬
‫‪ ،‬فالزواج السرى أو أى زواج إذا توافرت فيه أركان وشروط الزواج ‪ ،‬من اإليجاب والقبول ‪ ،‬والمهر واإلعالن‬

‫(‪ )1‬أخرجه عبد الرزاق (‪. )486\6‬‬


‫(‪ )2‬تقدم ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه عبد الرزاق (‪. )486\6‬‬
‫(‪ )4‬انظر زاد المعاد (‪ )95\5‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪ )5‬صحيح ‪ :‬أخرجه النسائى (‪ )104\2‬وأحمد (‪ )414\2‬والبيهقى‪. )316\7( a‬‬
‫(‪ )1‬نعم ‪ ،‬ولكن أصبحت القسيمة اليوم هامة جداً لحفظ االنساب والميراث وغير هذا من أحكام الزواج وتوابعه ‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬تفسير القرطبى (‪. )211\14‬‬
‫‪38‬‬
‫والشهود والولى فهو زواج صحيح ‪ ،‬سواء قُيد فى عقد أم ال ‪ ،‬فهو من الناحية الشرعية صحيح إذا استوفى شروط‬
‫وأركان الزواج وكان لألبدية وليس لوقت محدد مع ما يستتبع الزواج الشرعى من أحكام وتبعات ‪.‬‬
‫لظروف ما ‪ ،‬إال أنه صحيح فى ذاته ‪ ،‬على خالف بين أهل العلم فى وجوب‬ ‫ٍ‬ ‫يلجأ إليه البعض ـ بعدم اإلعالن ـ‬
‫اإلعالن أو كونه مندوبا ً ‪.‬‬
‫ـ سؤال ‪ :‬لقد انتشر فى بالدنا ـ مصر ـ خاصة فى الجامعة مسالة الزواج العرفى ‪ ،‬وكذا هو منتشر بين كثير من‬
‫الطبقات فى مصر ‪ ،‬فماذا عما يسمونه بالزواج العرفى ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬إن الحديث عن تلك الصورة من الزنا التى فشت وطفحت بها كثير من الجامعات والتى يسمونها بـ‬
‫"الزواج العرفى" له موضع آخر نبسط فيه الكالم ‪ ،‬ولكن للصلة بينه وبين موضوع الكتاب نتطرق إليه على إيجاز‬
‫فى محاولة لبيان ِحله من حرمته ‪ ،‬ولكن البد أن نبين أوالً أن الناس يقعون فى خطأ حينما يطلقون على الزنا اسم‬
‫"زواج" عرفى ! ‪.‬‬
‫فإنه أوالً ‪ :‬البد من تحديد األلفاظ ‪ ،‬فإطالق البعض ـ على تلك الصورة من الزنا ـ الزواج " لعرفى" خطأ ‪،‬‬
‫فالزواج العرفى ‪ :‬أى ما تعارف عليه الناس ‪ ،‬كما تدل عليه لفظة "عرفى" المشتقة من "العُرف"‪ ، a‬والناس فى بالد‬
‫اإلسالم لم تتعارف على زواج "سرى" يعرفه الفتى والفتاة فقط ويجهله أهل الفتاة أو الفتى ‪ ،‬هذا أوالً ‪.‬‬
‫أما ثانيا ً ‪ :‬فهو فقده شرطا ً هاما ً من شروط صحة الزواج وهو "الولى" ‪ ،‬وعليه فهو صورة من صور الزنا ‪ ،‬وهو‬
‫نكاح باطل إذ لم تتوفر له شروط الزواج الشرعى كاملة ‪.‬‬
‫ـ كيف ؟ وقد توفرات فيه أركان الزواج ‪ :‬اإليجاب والقبول ‪ ،‬ثم شروط صحته ‪ :‬المهر "الشرعى" ـ ربع جنيه !‬
‫(‪ )1‬ـ والشهود ـ شاهدين من زمالء الجامعة ! أو األصدقاء فى الرحلة ! (‪ )2‬ـ واإلعالن ‪ :‬وقد علم صديقى الجامعة ‪،‬‬
‫أو زمالء الرحلة بزواج فالن من فالنة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ولكنه فقد شرطا ً هاما ً وهو الولى ‪.‬‬
‫ـ فما هى األدلة على فساد النكاح بدون الولى ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬األدلة كثيرة جداً ـ وليس هذا موضع بسطها ـ ولكنى أسوق اليك بعض كالم أهل العلم حول صحة‬
‫اشتراط الولى ‪.‬‬
‫ـ أوالً ‪ :‬من القرآن الكريم ‪ :‬قوله تعالى ‪( :‬فَان ِكحُوهُ َّن بِإ ِ ْذ ِن أَ ْهلِ ِه َّن) (النساء ‪. )25 :‬‬
‫قال اإلمام القرطبي فى تفسيره (‪ : )141\5‬أى بوالية أهلن وإذنهن ‪.‬‬
‫ُ‬
‫ك َولوْ أ ْع َجبَك ْم) (البقرة ‪. )221 :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُوا ْال ُم ِش ِر ِكينَ َحتَّى ي ُْؤ ِمنُ ْ‬
‫وا َولَ َع ْب ٌد ُّم ْؤ ِم ٌن خَ ْي ٌر ِّمن ُّمش ِر ٍ‬ ‫ـ وقوله تعالى ‪َ ( :‬والَ تُن ِكح ْ‬
‫قال اإلمام القرطبى فى تفسيره (‪ : )72\3‬فى هذه اآلية دليل بالنص على أنه ال نكاح إال بولى ‪.‬‬
‫وقال الطبرى (‪ : )379\2‬هذا القول من هللا تعالى ذكره داللة على أن أولياء المرأة أحق بتزويجها من المرأة ‪.‬‬
‫وقال ابن عطية (‪ : )248\2‬إن الوالية فى النكاح نص فى لفظ هذه اآلية ‪.‬‬
‫اضوْ ْا بَ ْينَهُم بِ ْال َم ْعر ِ‬
‫ُوف)‬ ‫ضلُوهُ َّن أَن يَن ِكحْ نَ أَ ْز َوا َجه َُّن إِ َذا تَ َر َ‬
‫ـ وقوله تعالى ‪َ ( :‬وإِ َذا طَلَّ ْقتُ ُم النِّ َساء فَبَلَ ْغنَ أَ َجلَه َُّن فَالَ تَ ْع ُ‬
‫(البقرة ‪. )232 :‬‬
‫(‪ )1‬ال حد ألقل المهر أو أكثره ‪ ،‬وال أدرى ما قيمة "ربع جنيه" يأخذه الطفل الصغير لشراء "بسكوته أو مصاصة" ! يكون حداً أدنى للمهر ‪ ،‬فيكون ثمن العقد "مصاصة برع جنيه"‬
‫وترضى الفتاة بهذه المهانة من أجل عيون الحبيب العاشق الولهان ‪ ،‬رفقا ً بنفسك‪ a‬أختاه ‪ ،‬فاالسالم حفظ لك مكانتك ورفعها ‪ ،‬فال تحطى أنت من قدرك ‪ ،‬وتهوى بنفسك‪ a‬وأسرتك إلى‬
‫هاوية الزنا ـ والعياذ باهلل تعالى ـ من أجل الحب االول ! ولو كان هذا صوابا ً ـ الزواج العرفى ـ ما كان سراً ‪ ،‬وما خشيتى اطالع أهلك وعلمهم به ‪ ،‬وال خشية معرفة اهله به ‪ ،‬فإن‬
‫اإلثم ما حاك فى صدرك وخشيت أن يطلع عليه الناس ‪ ،‬رفقا ً بنفسك‪ a‬أخت المسلمة ‪ ،‬واحذرى شبكة الصياد اللعين ـ الشيطان ـ ومن يتخذ سبيله سبيالً ‪.‬‬
‫(‪ )2‬كما هو ُمشاهد فى أفالم التلفاز ومسلسالته ‪ ،‬ترى الحبيبان وقد اتفقا على الزواج ‪ ،‬ويأتى الرفض ـ أو ال يأتى ـ من االسرة ‪ ،‬فال يجدا سبيالً امامهما "لتطويق"‪ a‬حبهما إال بالزواج‬
‫من "ورا" األهل بالزواج العرفى ‪ ،‬فيعلنا زواجهما فى رحلة ! أو نزهة جماعية ! ويحتال الشاب ويختلس الوقت فى "شقة" أحد أصدقائه وقد خلت من األب أو األم أو أهل ‪ ،‬ليمارس‬
‫مع "زوجته" حقه الشرعى كزوج ‪ ،‬حتى اذا حملت وظهرت بوادر وثمرة هذا "الزواج" هرع الشاب والفتاة إلى الطبيب ليجهض ويقتل هذه الثمرة !!! لماذا ؟ أليس هذا زواجا ً اعتقده‬
‫فى نفسك أنت والفتاة ‪ ،‬أليس من تبعات‪ a‬الزواج أن يتحمل الرجل ثمرة "استعمال حقه الشرعى" ـ من استطاع منكم الباءة ـ تكاليف وتبعات الزواج ـ فليتزوج ـ أن تراه مجرد زواج‬
‫لممارسة الحق الشرعى فقط ‪ ،‬لماذا إذا كنت تحبها حقا ً ! لماذا ال تحافظ على حبيبتك‪ a‬فتراعاه حق رعايتها فال يكون هذه االرتباط "األبدى" سراً بينكما ‪ ،‬تمهرها "ثمن مصاصة" ربع‬
‫جنيه ‪ ،‬على "ربع ورقة كراسة" ! لماذا أختى المسلمة ترضين بهذه المهانة لك وقد رفع االسالم شأنك ‪ ،‬وجعلك "جوهرة" ال يمسها‪ a‬وال يقربها‪ a‬اال من يعرف قدرها وشرفها ‪ ،‬ومن‬
‫يتحمل كلفة الحفاظ عليها فال يضيعها وال يبخسها حقها ‪.‬‬
‫هل أنت حقا ً أخى المسلم تحب فتاتك وال تستطيع فراقها ورفض األهل ـ أهلك أو أهلها ـ الزواج واالرتباط بمن تحب ‪ ،‬هل يكون هذا ـ الزواج سراً وعرفيا ً ـ هو تعبيرك‪ a‬عن حبك لها‬
‫؟ ان تبخسها حقها ؟ أن تمارس حقك الشرعى كزوج فى شقة أحد اصدقائك ؟ أو فى حجرة بعيداً عن أعين أهلك وأهلها ؟ ثم إذا ظهرت بوادر الحمل أسرعت بها لتجهضها ‪ ،‬هل‬
‫تضحى بولدك منها حتى ال "ينكشف" أمر زواجكما ؟ ! هل تضحى بحياتها ـ فقد تموت حال االجهاض ـ وتزعم حبك لها ‪ .‬هذا منك عجيب ! ‪.‬‬
‫ـ هل هانت عليك نفسك أختاه لترضى بزواج سرى ال يعرفه أهلك ‪ ،‬هل يكون هذا هو اإلحسان إلى أمك وأبيك ‪ ،‬هل هذه المكافاءة ال‪a‬تى تق‪a‬دميها ألمك ال‪a‬تى حملت وس‪a‬هرت وع‪a‬انت ما‬
‫عانت ‪ ،‬التى تنتظر أن تراك عروسة تشرُف بها ‪ ،‬هل هذا اإلحسان ألبيك‪ a‬الذى ربى وكافح وجاهد من أجلك ‪ ،‬هل يكون ه‪a‬ذا رد الجميل ؟ كيف رض‪a‬يت أن يك‪a‬ون مه‪a‬رك "مص‪a‬روف‬
‫طفل صغير" ‪ ،‬كيف رضيت أال تزفى زفاف الشريفات العفيفات‪ a‬؟ كيف رضيت بسكنى ساعة مع الزنا والفاحشة ؟ كيف لك أن تضحى بولدك ثمرة هذا الزواج ـ الصحيح فى نظ‪aa‬رك ‪،‬‬
‫الباطل شرعا ً ـ وال زالتى تظنين أنه يحبك ‪ ،‬كيف سول لك الشيطان األنسى صحة هذا الزواج ‪ ،‬رفقا ً بنفسك‪ a‬وأبيك وأمك ومجتمعك أختاه ‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫ت ِع َّدتُهَا َجا َء‬ ‫ض ْ‬‫ت أُ ْختًا لِي ِم ْن َرج ٍُل فَطَلَّقَهَا َحتَّى إِ َذا ا ْنقَ َ‬ ‫وسبب نزول هذه اآلية كما يقول معقل بن يسار ‪َ " :‬ز َّوجْ ُ‬
‫س بِ ِه‬ ‫ْ‬
‫ك أَبَدًا َو َكانَ َر ُجاًل اَل بَأ َ‬ ‫ت لَهُ زَ َّوجْ تُكَ َوفَ َر ْشتُكَ َوأَ ْك َر ْمتُ َ‬
‫ك فَطَلَّ ْقتَهَا ثُ َّم ِج ْئتَ ت َْخطُبُهَا اَل َوهَّللا ِ اَل تَعُو ُد إِلَ ْي َ‬ ‫يَ ْخطُبُهَا فَقُ ْل ُ‬
‫ت اآْل نَ أَ ْف َع ُل يَا َرس َ‬
‫ُول هَّللا ِ قَ َ‬
‫ال فَ َز َّو َجهَا‬ ‫ضلُوهُ َّن ) فَقُ ْل ُ‬ ‫ت ْال َمرْ أَةُ تُ ِري ُد أَ ْن تَرْ ِج َع إِلَ ْي ِه فَأ َ ْن َز َل هَّللا ُ هَ ِذ ِه اآْل يَةَ ( فَاَل تَ ْع ُ‬‫َو َكانَ ِ‬
‫(‪)1‬‬
‫إِيَّاهُ" ‪.‬‬
‫ـ قال اإلمام الترمذى بعد روايته للحديث ‪ :‬وفى ه‪aa‬ذا الح‪aa‬ديث دالل‪aa‬ة على أن‪aa‬ه ال يج‪aa‬وز النك‪aa‬اح بغ‪aa‬ير ولى ‪ ،‬ألن أخت‬

‫معقل بن يسار كانت ثيبا ً ‪ ،‬فلو كان األمر إليها دون وليها لزوجت نفسها ولم تحتج إلى وليها معقل بن يسار ‪.‬‬

‫ويقول الحافظ فى الفتح (‪ )2‬عند شرحه للحديث ‪ :‬وقد ذهب الجمهور إلى أن المرأة ال تزوج نفسها أصالً ‪.‬‬
‫اح إِاَّل بِ َولِ ٍّي " (‪. )3‬‬ ‫ـ ومن السنة الشريفة قوله ‪" : r‬اَل نِ َك َ‬
‫وفى السنن عنه من حديث عائشة ـ رضى هللا عنها ـ مرفوعا ً ‪" :‬أَيُّ َما ا ْم َرأَ ٍة لَ ْم يُ ْن ِكحْ هَا ْال َولِ ُّي فَنِ َكا ُحهَا بَا ِط ٌل فَنِ َكا ُحهَا‬
‫ي لَهُ" (‪ )1‬قال‬ ‫ان َولِ ُّي َم ْن اَل َولِ َّ‬ ‫اب ِم ْنهَا فَإ ِ ِن ا ْشتَ َجرُوا فَالس ُّْلطَ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫صابَهَا فَلَهَا َم ْه ُرهَا بِ َما أَ َ‬
‫اط ٌل فَنِ َكا ُحهَا بَا ِط ٌل فَإ ِ ْن أَ َ‬
‫بَ ِ‬
‫الترمذى حديث حسن ‪ ،‬وفيها عنه ‪" :‬اَل تُز َِّو ُج ْال َمرْ أَةُ ْال َمرْ أَةَ َواَل تُز َِّو ُج ْال َمرْ أَةُ نَ ْف َسهَا فَإ ِ َّن ال َّزانِيَةَ ِه َي الَّتِي تُ ِّ‬
‫زَو ُج‬
‫نَ ْف َسهَا" (‪. )2‬‬
‫قال ابن عباس ـ رضى هللا عنهما ـ ‪ :‬البغية هى التى تزوج نفسها ‪.‬‬
‫وقال اإلمام مالك ـ صاحب المذهب المالكى ـ وقد سئل عن المرأة تزوج نفسها أو تزوجها امرأة أخرى ؟ قال ‪:‬‬
‫يُفرَّق بينهما ‪ ،‬دخل بها أو لم يدخل (‪. )3‬‬
‫ويقول اإلمام احمد بن حنبل ـ صحاب المذهب الحنبلى ـ وقد سُئل عن امرأة أرادت التزويج فجعلت أمرها إلى‬
‫الرجل الذى يريد أن يتزوجها وشاهدين ؟‬
‫(‪)4‬‬
‫قال ‪ :‬هذا ولى وخاطب ! ال يكون هذا ‪ ،‬والنكاح فاسد ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ويقول اإلمام الشافعى رحمه هللا تعالى فى سفره العظيم "األم" ‪ :‬فإن امرأة نكحت بغير إذن وليها فال نكاح لها‬
‫‪.‬‬
‫ـ فماذا عن قول اإلمام أبى حنيفة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا هو ما اعتمده أصحاب القول بصحة الزواج العرفى ‪ ،‬حيث قال اإلمام أبو حنيفة رحمه هللا تعالى‬
‫بصحة الزواج دون ولى ‪ ،‬وقد خالف فى هذا القول جمهور أهل العلم ‪ ،‬ومن قبل السنة الصحيحة عن النبى ‪. r‬‬
‫ـ كيف ؟ وهو اإلمام األعظم وأحد األئمة األربعة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ال عجب ‪ ،‬فما من أحد قال أن اإلمام األعظم أو غيره من األئمة أو الناس عامة قد جمع أصول العلم‬
‫وفروعه ‪ ،‬وما غابت عنه سنة أو حديث من أحاديث النبى ‪ ، r‬بل قال بعضهم وقد سُئل ‪ :‬أين العلم كله ؟ قال ‪ :‬فى‬
‫ال َعالم كلِه ‪ ،‬فما من أحد إال وقد غابت عنه بعض السنة ‪ ،‬بل ما من أحد من األئمة األربعة إال وقد صح عنه األخذ‬
‫بالحديث وإن خالف مذهبه ‪.‬‬
‫فهذا اإلمام مالك يقول ‪ :‬ليس ألحد بعد رسول هللا ‪ r‬إال ويؤخذ من قوله ويُرد ‪ ،‬إال النبى ‪. r‬‬
‫ويقول ‪ :‬إنما أنا بشر أخطئ وأصيب ‪ ،‬فانظروا فى رأيى ‪ ،‬فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه ‪ ،‬وكل ما لم يوافق‬
‫الكتاب والسنة فاتركوه ‪.‬‬
‫وهذا اإلمام أحمد بن حنبل يقول ‪ :‬رأى األوزاعى ‪ ،‬ورأى مالك ‪ ،‬ورأى أبى حنيفة ‪ ،‬كله رأى ‪ ،‬وهو عندى‬
‫سواء ‪ ،‬وإنما الحجة فى اآلثار ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪ )183\9‬والترمذى (‪ )2981‬وأبو داود (‪. )2087‬‬
‫(‪ )2‬انظر فتح البارى (‪. )178\9‬‬
‫(‪ )3‬صحيح ‪ :‬تقدم تخريجه ‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود (‪ )2083‬وابن ماجة (‪ )1879‬والترمذى (‪ )1102‬والدارقطنى (‪ )220\3‬بتحقيقى ‪.‬‬
‫(‪ )2‬صحيح دون الشطر األخير منه ‪ :‬أخرجه ابن ماجة (‪ )1882‬والدراقطنى (‪ .)228\3‬والبيهقى (‪. )110\7‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪ :‬البيان والتحصيل البن رشد (‪. )379\4‬‬
‫(‪ )4‬انظر ‪ :‬مسائل االمام أحمد رواية ابن هانئ (‪. )195\1‬‬
‫(‪ )5‬انظر ‪ :‬األم (‪. )13\5‬‬
‫‪40‬‬
‫ويقول اإلمام الشافعى رحمه هللا تعالى ‪ :‬إذا صح الحديث فاضربوا بقولى الحائط ‪.‬‬
‫بل وهذا اإلمام أبو حنيفة يقول ‪ :‬إذا صح الحديث فهو مذهبى ‪.‬‬
‫اح إِاَّل بِ َولِ ٍّي " ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫قلت ‪ :‬وقد صح الحديث ‪ ،‬وهو قوله ‪" : r‬اَل نِ َك َ‬
‫ـ إذن فما هو الدليل الذى اعتمده اإلمام فيما ذهب إليه ؟‬
‫ق بِنَف ِسهَا ِم ْن َولِيِّهَا " ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ـ الجواب ‪ :‬اعتمد اإلمام أبو حنيفة رحمه هللا تعالى على قوله ‪" : r‬الثيِّبُ أ َح ُّ‬
‫وقد رد العلماء تأويل اإلمام واعتماده إياه حجة فى صحة الزواج بدون ولى ‪ ،‬بل وهذا أبو الحسن ومحمد بن‬
‫يوسف وهما حملة علم اإلمام أبى حنيفة قد خالفا أستاذهما وشيخهما فى مسائل عديدة عندما تبينت لهما السنة ‪،‬‬
‫وظهر لهما وجه الحق فيها‪ ،‬وقد روى اإلمام الطحاوى فى "الشرح" (‪ )1‬عن محمد بن الحسن وأبى يوسف ‪ :‬أنه ال‬
‫يجوز تزويج المرأة بغير إذن وليها ‪.‬‬
‫ق بِنَف ِسهَا ‪ :‬يحتمل من حيث اللفظ أن المراد أحق‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وقال شراح الحديث كاإلمام النووى فى شرح مسلم ‪" :‬قوله ‪ :‬أ َح ُّ‬
‫من وليها فى كل شئ من عقد وغيره كما قاله أبو حنيفة وأبو داود ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ويحتمل ‪ :‬أنه أحق بالرضا ‪ ،‬أى ‪ :‬ال تزوج حتى تنطق باإلذن ‪ ،‬بخالف البكر ‪.‬‬
‫وقد أفاض اإلمام ابن حزم فى الرد فى كتابه "المحلى" (‪. )3‬‬
‫ْس أَ َح ٌد ِم ْن‬
‫ت يَا َرسُو َل هَّللا ِ إِنَّهُ لَي َ‬‫ب أُ َّم َسلَ َمةَ فَقَالَ ْ‬ ‫ـ كما اعتمد أيضا ً اإلمام أبو حنيفة ما رُوى أن النبى ‪" : r‬خَ طَ َ‬
‫ي ‪ r‬فَتَزَ َّو َجهَا‬‫ج النَّبِ َّ‬
‫ت يَا ُع َم ُر َز ِّو ِ‬ ‫ك َشا ِه ٌد َواَل غَائِبٌ يَ ْك َرهُ َذلِكَ فَقَالَ ْ‬ ‫ْس أَ َح ٌد ِم ْن أَوْ لِيَائِ ِ‬ ‫أَوْ لِيَائِي تَ ْعنِي َشا ِهدًا فَقَ َ‬
‫ال إِنَّهُ لَي َ‬
‫النَّبِ ُّي ‪."r‬‬
‫وهذا حديث ضعيف ‪ ،‬أخرجه اإلمام أحمد (‪ )295\6‬والنسائى (‪ )3202‬بسند ضعيف ‪ ،‬فيه ابن عمر ابن أبى‬
‫سلمة ‪ :‬مجهول ‪.‬‬
‫ُ‬
‫كما تُعقب أيضا ً بأن هللا ‪ U‬قال ‪( :‬النَّبِ ُّي أَوْ لَى بِ ْال ُم ْؤ ِمنِينَ ِم ْن أَنفُ ِس ِه ْم َوأَ ْز َوا ُجهُ أ َّمهَاتُهُ ْم) (األحزاب ‪ )6 :‬كما أنه لم‬
‫يكن أحد من أهلها حاضراً كما أخبرت هى ‪ ،‬ويكفى ضعف الحديث كما تقدم فال يُحتج به ‪.‬‬
‫وهذا حال اإلمام رحمه هللا تعالى ‪ :‬يعتمد حديثا ً ضعيفا ً (‪ )1‬ثم يبنى عليه أصوالً وفروعا ً ‪ ،‬كما يقول اإلمام الشافعى‬
‫رحمه هللا تعالى ‪ :‬أبو حنيفة يضع أول المسألة خطأ ‪ ،‬ثم يقيس الكتاب كله ‪.‬‬
‫قال ابن أبى حاتم ‪ :‬ألن األصل كان خطأ ً فصارت الفروع ماضية على األصل ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫ـ واحتج بعضهم بحديث رواه الطحاوى ‪ :‬أن أم المؤمنين عائشة ـ رضى هللا عنها ـ زوجت حفصة بنت عبد‬
‫الرحمن بن المنذر ابنَ الزبير ‪ ،‬وعبد الرحمن غائب بالشام ‪ ،‬فلما قدم عبد الرحمن قال ‪ :‬أمثلّي يُصنع به هذا ويُفتات‬
‫عليه ؟ ووكلت عائشة المنذر فقال ‪ :‬إن ذلك بيد عبد الرحمن ‪ ،‬فقال عبد الرحمن ‪ :‬ما كنت أرد أمراً قضيته ‪ ،‬فقرَّت‬
‫حفصة عنده ولم يكن طالقاً" (‪. )3‬‬
‫وهذا متعقب بأنه موقوف ‪ ،‬والمرفوع مقدم على الموقوف (‪ ، )4‬وهو أيضا ً ليس صريحا ً فى أنها ـ رضى هللا عنها‬
‫ـ أنها هى التى تولت التزويج ‪ ،‬فلعلها وكلت آخر ‪ ،‬كما روى الطحاوى أيضا ً ‪" :‬أنها انكحت رجالً من بنى أخيها‬
‫جارية من بنى أخيها فضربت بينهما بستر ثم تكلمت حتى إذا لم يبق اال النكاح أمرت رجالً فأنكح ‪ ،‬ثم قالت ‪ :‬ليس‬
‫إلى النساء النكاح" (‪ ، )1‬واآلثار فى هذا كثيرة جداً ‪.‬‬

‫(‪ )1‬تقدم ‪.‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪ )205\9‬والترمذى (‪ )1108‬وأبو داود (‪. )98-2‬‬
‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬شرح معانى االثار(‪. )7\3‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬شرح مسلم لإلمام النووى (‪. )203\9‬‬
‫(‪ )3‬انظر "المحلى" (‪. )457\9‬‬
‫(‪)1‬‬
‫العلم كله فى ال َعالم كلِه ‪ ،‬وما من‬
‫والحق أن اإلمام أبو حنيفة رحمه هللا تعالى مع جاللته وفقهه وعلمه اال أنه كان ضعيف الحديث ‪ ،‬وال ينتقص هذا من قدره ويحط منه ‪ ،‬فكما تقدم أن ِ‬
‫أحد إال وتغيب عنه بعض السنة ‪ ،‬اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا واجعل القرآن العظيم حجة لنا ال علينا ‪ ،‬آمين ‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪" :‬آداب الشافعى" ومناقبه البن أبى حاتم (‪. )171‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الطحاوى فى "الشرح" (‪. )8\3‬‬
‫(‪ )4‬الحديث الموقوف ‪ :‬أى الموقوف على الصحابى ‪ ،‬أى من قوله أو فعله ‪ ،‬ولم يرفع إلى النبى ‪ ، r‬أى لم يقل فيه الصحابى ‪ :‬قال رسول هللا ‪ : r‬كذا وكذا ‪ ،‬والمرفوع أى قوله ‪ r‬أو فعله‬
‫أو إقراره ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه الطحاوى (‪ )10\3‬وعبد الرزاق وابن أبى شيبة (‪ )135\4‬وصححه الحافظ فى الفتح (‪. )186\9‬‬
‫‪41‬‬
‫ـ وعليه فالزواج العرفى المفتقد لشرط الولى هو نكاح فاسد ال يصح كما تقدم كالم أهل العلم ‪ ،‬وقد خالفهم اإلمام‬
‫أبو حنيفة (‪ )2‬وتقدم الرد عليه ‪.‬‬
‫ـ فما الذى يلجئ البعض إلى الزواج العرفى دون الشرعى أو الرسمى إذا توفرت له أسباب الزواج الشرعى ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬األسباب كثيرة جداً ‪ ،‬فمنها وأهمها ‪ :‬المغاالة فى المهور وتكاليف الزواج ‪ ،‬ومؤن الزواج كالشقة‬
‫واألثاث وغير هذا ‪ ،‬وقد يكون خوف الزوج من معرفة الزوجة األولى ـ إذ يُشترط إخبار الزوجة األولى وإعالمها‬
‫عند إقدام الزوج على الزواج مرة ثانية (قانونا ً وليس شرعا ً !) ‪ ،‬وإال فالقانون يعطى الزوجة حق طلب الطالق إذا‬
‫تزوج زوجها بغيرها ! مما يؤدى بدوره إلى هدم البيت األول وتشتت األوالد ‪ ،‬وقد يكون خوف بعض النساء من‬
‫(قطع) فقد المعاش ‪ ،‬إذا كانت المرأة قد تزوجت من قبل ولها معاش عن الزوج المتوفى ‪ ،‬أو معاش عن األب أو‬
‫األم ‪ ،‬أو خوف معرفة الناس بزواج الدكتور مثالً من الممرضة ‪ ،‬أو أستاذ الجامعة من طالبة ‪ ،‬أو المدير من‬
‫السكرتيرة ‪ ،‬أو غير هذا من الفوارق االجتماعية واألدبية التى يخشى عليها ‪ ،‬أو تهربا ً من الخدمة العسكرية بقيد ولد‬
‫واحد ‪ ،‬أو فارق العمر بين الرجل والمرأة ‪ ،‬أو زواج المسلم بالذمية ـ وخشية معرفة أهلها والغضب‪ a‬من ارتباطها‬
‫بمن هو على غير ديانتها ‪ ،‬أو خوف نزع األوالد من أحضان األم بالحضانة إذا علم ـ الزوج السابق ـ بزواجها ‪ ،‬أو‬
‫التخفف من أعباء الزواج الشرعى ومؤنه كما تقدم إلى غير ذلك الكثير ‪.‬‬
‫ـ وتبقى كلمة ‪ :‬فليس كل زواج سرى صحيحا ً ‪ ،‬وليس كل زواج عرفى صحيحا ً ‪.‬‬
‫ـ فماذا عن تعدد الزوجات ؟‬
‫ث َو ُربَا َع فَإ ِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَالَّ‬‫اب لَ ُكم ِّمنَ النِّ َساء َم ْثنَى َوثُالَ َ‬ ‫وا فى ْاليَتَا َمى فَان ِكح ْ‬
‫ُوا َما طَ َ‬ ‫(وإِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَالَّ تُ ْق ِسطُ ْ‬
‫ـ قال تعالى ‪َ :‬‬
‫َاع ال ُّد ْنيَا‬ ‫وا) (النساء ‪ ، )3 :‬وقال ‪" : r‬ال ُّد ْنيَا َمتَا ٌ‬ ‫ك أَ ْدنَى أَالَّ تَعُولُ ْ‬
‫ت أَ ْي َمانُ ُك ْم َذلِ َ‬
‫وا فَ َوا ِح َدةً أَوْ َما َملَ َك ْ‬
‫تَ ْع ِدلُ ْ‬
‫ع َوخَ ْي ُر َمت ِ‬
‫ْال َمرْ أَةُ الصَّالِ َحة" ‪ ،‬وكان عهد السلف الصالح التزوج بأكثر من واحدة ‪ ،‬وكان بعضهم إذا ماتت زوجته لم يبت‬ ‫ُ (‪)1‬‬

‫ليلة دون زوجة جديدة ‪ ،‬فتعدد الزوجات مستحب وهو من هدى النبى‪ ، r‬وعليه سار السلف الصالح ‪ ،‬ولكن فى‬
‫زمن التلفاز تقوم الدنيا وال تقعد إذا فكر الزوج ـ مجرد تفكير ـ فى "التعدد" جلست الزوجة "تعدد" فى البيت وبدأ‬
‫التوعد له إن هو تزوج ‪ ،‬وأخذت "تعدد" وتحتال له الحيل ‪ ،‬وتدور المسلسالت من أولها إلى آخرها فى بيان الحيل‬
‫النسائية التى تحول دون وقوع تلك "المصيبة" والتى ستهدم البيت السعيد وتفرّق شتات األسرة ‪ ،‬وكان لهذا التأثير‬
‫السلبى على فكر ومعتقد كثير من نساء المسلمين ‪.‬‬

‫يجرى هذا فى زمن تدفع فيه بعض الدول ـ الغير مسلمة ـ المال لكن من ينجب مولوداً جديداً !! بينما نحن الزلنا‬
‫نستورد منهم وسائل منع الحمل خشية االنفجار السكانى ‪ ،‬وتنهال على رؤوس الناس الدعوة إلى االكتفاء بزوجة‬
‫واحدة ‪ ،‬وولد واحد أو اثنين على األكثر ‪ ،‬ومن يتعدى هذا فالويل له كل الويل من وسائل اإلعالم (‪. )1‬‬
‫ـ فماذا عن العيلة والفقر من جراء تعدد الزوجات واألوالد ؟ وقوله تعالى ‪َ ( :‬ذلِ َك أَ ْدنَى أَالَّ تَ ُعولُو ْا) (النساء ‪. )3 :‬‬
‫‪" -‬قال الشافعى ‪ :‬أن ال تكثر عيالكم ‪ ،‬فدل على أن قلة العيال أولى ‪ ،‬قيل ‪ :‬قد قال الشافعى رحمه هللا ذلك وخالفه‬
‫جمهور المفسرين من السلف والخلف وقالوا معنى اآلية ذلك أدنى أن ال تجوروا وال تميلوا فانه يقال عال الرجل‬
‫يعول عوالً إذا مال وجار ومنه عول الفرائض ألن سهامها إذا زادت دخلها النقص ‪ ،‬ويقال ‪ :‬عال يعيل عيلة إذا‬
‫احتاج قال تعالى ‪َ ( :‬وإِ ْن ِخ ْفتُ ْم َع ْيلَةً فَ َسوْ فَ يُ ْغنِي ُك ُم هّللا ُ ِمن فَضْ لِ ِه إِن َشاء) (التوبة ‪ ، )28 :‬وقال الشاعر ‪:‬‬
‫وما يدرى الفقير متى غناه * وما يدرى الغنى متى يعيل‬
‫(‪ )2‬وال يقول قائل ‪ :‬نحن نأخذ برأى اإلمام وهو أحد األئمة األربعة المتبعين سلفا ً وخلفا ً ‪ ،‬نقول له ‪ :‬من اتبع الرخص عند أهل العلم وتتبعها‪ a‬فقد أخذ بالشر كله ‪ ،‬هذا وقد تقدم بيان ما‬
‫اعتمده اإلمام والرد عليه ‪ ،‬وبسط هذه المسئلة له موضع آخر ‪ ،‬إنما أردت التنبيه فقط ‪ ،‬ولمزيد من البيان فلينظر لزاما ً ‪ :‬مجموع‪ a‬الفتاوى البن تيمة (‪ )21\32‬نيل االوطار (‪)143\6‬‬
‫سبل السالم (‪ )117\3‬فيض القدير(‪ )37\6‬فتح البارى (‪ )187\9‬عون المعبود (‪ )94\6‬شرح مسلم لالمام النووى ( ‪ )205\9‬فقه السنة للشيخ سيد سابق (‪ )83\2‬ورسالة "الزواج‬
‫العرفى ‪ :‬باطل" للبطة ‪ ،‬المدونة الذهبية للزواج العرفى للمستشار أحمد كامل ‪ ،‬عقبات الزواج وطرق معالجتها ‪ :‬عبد هللا ناصح ‪ ،‬المشكالت العملية فى قانون األحوال الشخصية ‪:‬‬
‫أشرف مصطفى كمال وكيل أول نيابة القاهرة لألحوال الشخصية ‪ ،‬الجزء االول ‪ ،‬أصول المرافعات الشرعية ‪ :‬المستشار أنور العمروسى ‪ ،‬الزواج العرفى من النواحى القانونية‬
‫والشرعية واالجتماعية ‪ :‬حامد الشريف المحامى ‪ ،‬أحكام األسرة فى الشريعة االسالمية ‪ :‬الدكتور ‪ :‬زكريا البرى ‪ ،‬األحوال الشخصية ‪ :‬محمد أبو زهرة ‪.‬‬
‫(‪ )1‬تقدم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬وفى أثناء كتابة هذه السطور تعرض على مشكلة تفكير زوج مسكين ف ّكر ـ مجرد التفكير ـ فى الزواج مرة ثانية ‪ ،‬باألمس مسا ًء يحدثنى أن زوجته تركت البيت إلى أهلها عند‬
‫منتصف الليل رفضا ً لهذا االمر ‪ ،‬تاركة له ثالثة أوالد ‪.‬‬
‫ـ ثم ‪ :‬وفى الصباح تكلمنى الزوجة هاتفيا ً تشكو إل َّى زوجها وأنه يريد أن يهدم البيت بنفسه ‪ ،‬كيف ؟ تقول ‪ :‬يريد ان يتزوج‪ a‬على ‪ ،‬وأنا لم اُقصر فى شأن من شئون البيت ‪ ،‬أو فيما‬
‫يتصل بحقوقه الزوجية ‪ ،‬وال فى تربية أوالده ورعايتى ألبيه المريض وأخته ‪ ،‬فكيف يكون هذا جزائى ؟‪ ،‬هل شعر منى بالتقصير فى شئ حتى يتزوج غيرى ‪ ،‬لقد جرح كرامتى ‪ ،‬لقد‬
‫أهاننى ‪ ،‬ماذا يقول الناس عندما يعلمون أن زوجى تزوج بأخرى ! لقد فعلت معه كذا وكذا …‪..‬‬
‫ـ وفى نهاية المكالمة التليفونية كانت الزوجة قد خرجت من بيت أهلها إلى بيت زوجها وأوالدها والرضا بالزواج مرة ثانية ‪ ،‬والحمد هلل تعالى ‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫أى متى يحتاج ويفتقر ‪.‬‬
‫وأما كثرة العيال فليس من هذا وال من هذا ولكنه من أفعل يقال أعال الرجل يعيل إذا كثر عياله مثل ألبن وأتمر‬
‫إذا صار ذا لبن وتمر هذا قول أهل اللغة ‪.‬‬
‫قال الواحدى فى بسيطه ومعنى تعولوا تميلوا وتجوروا عن جميع أهل التفسير واللغة وروي ذلك مرفوعا ً ‪ ،‬روت‬
‫وا) قال ‪" :‬أن ال تجوروا" (‪ )1‬وروى أن ال‬ ‫ك أَ ْدنَى أَالَّ تَعُولُ ْ‬ ‫عائشة ـ رضى هللا عنها ـ عن النبى ‪ r‬فى قوله ‪َ ( :‬ذلِ َ‬
‫تميلوا ‪ ،‬قال ‪ :‬وهذا قول ابن عباس والحسن وقتادة والربيع والسدى وأبى مالك وعكرمة والفراء والزجاج وابن قتيبة‬
‫وابن األنبارى ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ويدل على تعين هذا المعنى من اآلية وان كان ما ذكره الشافعى رحمه هللا لغة حكاه الفراء عن الكسائى أنه‬
‫قال ‪ :‬ومن الصحابة من يقول عال يعول إذا كثر عياله قال الكسائى ‪ :‬وهو لغة فصيحة سمعتها من العرب لكن يتعين‬
‫األول لوجوه ‪:‬‬
‫ـ أحدها ‪ :‬أنه المعروف فى اللغة الذى ال يكاد يعرف سواه وال يعرف عال يعول إذا كثر عياله إال فى حكاية الكسائى‬
‫وسائر أهل اللغة على خالفه ‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬أن هذا مروى عن النبى‪ r‬ولو كان من الغرائب فإنه يصلح للترجيح ‪.‬‬
‫ـ الثالث ‪ :‬أنه مروى عن عائشة وابن عباس ولم يعلم لهما مخالف من المفسرين وقد قال الحاكم أبو عبد هللا ‪ :‬تفسير‬
‫الصحابى عندنا فى حكم المرفوع ‪.‬‬
‫ـ الرابع ‪ :‬أن األدلة التى ذكرناها على استحباب تزوج الولود وأخبار النبى ‪ r‬أنه يكاثر بأمته األمم يوم القيامة يرد‬
‫هذا التفسير ‪.‬‬
‫ـ الخامس ‪ :‬أن سياق اآلية إنما هو فى نقلهم مما يخافون الظلم والجور فيه إلى غيره فإنه قال فى أولها ‪َ ( :‬وإِ ْن ِخ ْفتُ ْم‬
‫ث َو ُربَاعَ) (النساء ‪ )3 :‬فدلهم سبحانه على ما‬ ‫اب لَ ُكم ِّمنَ النِّ َساء َم ْثنَى َوثُالَ َ‬ ‫ُوا َما طَ َ‬ ‫وا فى ْاليَتَا َمى فَان ِكح ْ‬‫أَالَّ تُ ْق ِسطُ ْ‬
‫يتخلصون به من ظلم اليتامى وهو نكاح ما طاب لهم من النساء البوالغ وأباح لهم منه ثم دلهم على ما يتخلصون به‬
‫ت أَ ْي َمانُ ُك ْم َذلِكَ أَ ْدنَى أَالَّ‬
‫وا فَ َوا ِح َدةً أَوْ َما َملَ َك ْ‬‫من الجور والظلم فى عدم التسوية بينهن فقال ‪( :‬فَإ ِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَالَّ تَ ْع ِدلُ ْ‬
‫وا) (النساء ‪ )3 :‬ثم أخبر سبحانه أن الواحدة وملك اليمين أدنى إلى عدم الميل والجور وهذا صريح فى‬ ‫تَعُولُ ْ‬
‫المقصود ‪.‬‬
‫اح َدةً) فى األربع فانكحوا واحدة أو تسروا ما شئتم بملك اليمين‬ ‫وا فَ َو ِ‬‫ـ السادس ‪ :‬أنه ال يلتئم قوله ‪( :‬فَإ ِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَالَّ تَ ْع ِدلُ ْ‬
‫فان ذلك أقرب إلى أن ال تكثر عيالكم بل هذا أجنبى من األول فتأمله ‪.‬‬
‫ـ السابع ‪ :‬أنه من الممتنع أن يقال لهم إن خفتم أن أال تعدلوا بين األربع فلكم أن تتسروا بمائة سرية وأكثر فانه أدنى‬
‫أن ال تكثر عيالكم ‪.‬‬
‫وا) تعليل لكل واحد من الحكمين المتقدمين وهما نقلهم من نكاح اليتامى إلى‬ ‫ك أَ ْدنَى أَالَّ تَعُولُ ْ‬ ‫ـ الثامن ‪ :‬أن قوله ‪َ ( :‬ذلِ َ‬
‫نكاح النساء البوالغ ومن نكاح األربع إلى نكاح الواحدة أو ملك اليمين وال يليق تعليل ذلك بعلة العيال ‪.‬‬
‫وا) ولم يقل ‪ :‬وإن خفتم أن تفتقروا أو تحتاجوا ولو كان المراد قلة‬ ‫ـ التاسع ‪ :‬أنه سبحانه قال ‪( :‬فَإ ِ ْن ِخ ْفتُ ْم أَالَّ تَ ْع ِدلُ ْ‬
‫العيال لكان األنسب أن يقول ذلك ‪.‬‬
‫ـ العاشر ‪ :‬أنه سبحانه إذا ذكر حكما ً منهيا ً عنه وعلل النهى بعلة أو أباح شيئا ً وعلل عدمه بعلة فال بد أن تكون العلة‬
‫مصادفة لضد الحكم المعلل وقد علل سبحانه إباحة نكاح غير اليتامى واالقتصار على الواحدة أو ما ملك اليمين بأنه‬
‫أقرب إلى عدم الجور ومعلوم أن كثرة العيال ال تضاد عدم الحكم المعلل فال يحسن التعليل به" (‪. )1‬‬
‫ـ هل صبغ المرأة لشعرها للتجمل أمام زوجها جائز ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ال حرج فيه ‪ ،‬بل هو مستحب ‪ ،‬على أن تتجنب السواد ‪.‬‬
‫سو َل هَّللا ِ ‪ :‬أَفَ َرأَيْتَ ا ْل َح ْم َو ؟ قَا َل‬ ‫صا ِر يَا َر ُ‬ ‫سا ِء ‪ ،‬فَقَا َل َر ُج ٌل ِمنَ اأْل َ ْن َ‬ ‫ـ ما معنى قوله ‪" : r‬إِيَّا ُك ْم َوالد ُُّخو َل َعلَى النِّ َ‬
‫ا ْل َح ْم ُو ا ْل َم ْوتُ " (‪ )2‬؟‬

‫(‪ )1‬أخرجه ابن حبان (‪ )134\6‬والصواب الموقوف ‪.‬‬


‫(‪ )1‬تحفة الودود (‪. )115‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫ـ قال اإلمام النووى رحمه هللا تعالى ‪ :‬المراد فى الحديث أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه ‪ ،‬ألنهم محارم للزوجة‬
‫يجوز لهم الخلوة وال يوصفون بالموت ‪ ،‬قال ‪ :‬وإنما المراد ‪ :‬األخ وابن األخ ‪ ،‬والعم ‪ ،‬وابن العم ‪ ،‬وابن األخت ‪،‬‬
‫وغيرهم ممن يحل لها التزوج به لو لم تكن متزوجة ‪ ،‬وجرت العادة بالتساهل فيه فيخلو األخ بامرأة أخيه فشبهه‬
‫بالموت ‪ ،‬وهو أولى بالمنع من األجنبى" (‪. )3‬‬
‫ـ قلت ‪ :‬والمراد أن الموت أفضل للزوج والزوجة من الرضى بدخول أخ الزوج فى غياب الزوج ‪ ،‬أو ‪ :‬احذروا‬
‫هذا األمر حذركم الموت ‪ ،‬أو أن هذا يؤدى إلى وقوع الفاحشة بين أخ الزوج والزوجة مما يؤدى بدوره إلى وقوع‬
‫حد الزنا للمحصنة وهو الموت ‪ ،‬أو ‪ :‬إن الموت أفضل للحمو من الدخول على زوجة أخيه فى غيابه ‪.‬‬
‫وهنا قد يقول قائل ‪ :‬ما هذا التعسف والتشكك ‪ ،‬وتقول بعض األمهات ‪" :‬أخ الزوج لو وجد زوجة أخيه عارية‬
‫لسترها بثوبه" !! ‪ ،‬فلما هذا التعنت والتشكك ‪ ،‬أنتم تفتحون الباب بهذا لهذا ‪.‬‬
‫ـ نقول ‪ :‬هذا الحديث الشريف ليس من وضعنا وليس هو نتاج عقولنا وتجاربنا ‪ ،‬إنما هو حديث رسول هللا ‪، r‬‬
‫الذى ال ينطق عن الهوى إن هو إال وحى يوحى ‪ ،‬والذى خلق الخلق هو أعلم بهم وبنفوسهم وهو الذى حذرنا من‬
‫دخول أقارب الزوج على الزوجة فى غياب الزوج ـ أأنتم أعلم أم هللا ـ على لسان رسوله ‪ ، r‬فوجب على المؤمن‬
‫أن يقول ‪ :‬سمعنا وأطعنا ‪ ،‬ال أن نقول كما قالت اليهود إخوان القردة والخنازير ‪ :‬سمعنا وعصينا ‪ ،‬هذا ووسائل‬
‫اإلعالم المقروءة تخرج علينا فى كل يوم بقصص قتل األخ ألخيه بعد اكتشاف عالقة األخ بزوجة أخيه عالقة‬
‫محرمة ‪ ،‬وقصص عشق الصديق لزوجة صديقه والتأمر على قتله أصبحت تفوق الحصر ‪.‬‬
‫ـ فالحذر الحذر أختاه من دخول أقارب الزوج أو أصدقائه فى غياب الزوج ‪ ،‬وهو حق من حقوق الزوج على‬
‫زوجته ‪.‬‬
‫ـ فماذا إذا وق‪aa‬ع الخالق والش‪aa‬قاق بين ال‪aa‬زوجين ‪ ،‬إلى من يحتكم‪aa‬ون ‪ ،‬وق‪aa‬د ج‪aa‬رت الع‪aa‬ادة بقص بعض األزواج قص‪aa‬ة‬
‫خالفه مع زوجته إلى بعض أصدقائه (المقربين)‪ a‬والدعوة إلى فض تلك المشاحنات بالحديث إلى الزوجة ونحو هذا ؟‬
‫ـ أقول ‪ :‬قد بين تعالى الطريق الذى يجب أن نسلكه عند عند وقوع الخالق والشقاق بين الزوجين فقال تعالى ‪:‬‬
‫وا َح َك ًما ِّم ْن أَ ْهلِ ِه َو َح َك ًما ِّم ْن أَ ْهلِهَا إِن ي ُِريدَا إِصْ الَحًا ي َُوفِّ ِ‬
‫ق هّللا ُ بَ ْينَهُ َما إِ َّن هّللا َ َكانَ َعلِي ًما‬ ‫ق بَ ْينِ ِه َما فَا ْب َعثُ ْ‬
‫(وإِ ْن ِخ ْفتُ ْم ِشقَا َ‬
‫َ‬
‫خَ بِيرًا) (النساء ‪. )34 :‬‬
‫ـ فعلى الزوج والزوجة إذا وقع الخالف اللجوء إلى الحكمين ‪ ،‬حكما ً من أهله وحكما من أهلها ‪ ،‬وليس الصديق‬
‫(المقرب) لتحكى له الزوجة مدى معاناتها مع زوجها ‪ ،‬فيربت "الصديق"‪ a‬على كتف الزوجة ‪ ،‬وتضع هى رأسها‬
‫على كتفيه تبكى من سوء معاملة زوجها ‪ ،‬ثم يأخذ هو دوره فى الشكوى ! فيشكو إليها إهمال زوجته له ‪ ،‬وكم كان‬
‫يتمنى أن يتزوج امرأة فى مثل جمالها وعقلها وووووو ‪ ،‬ثم يقع ما هو معلوم للخاصة والعامة ‪ ،‬فالحذر الحذر‬
‫أختاه ‪ ،‬والحذر الحذر أيها الزوج من نبذ كتاب هللا تعالى وسنة رسوله ‪ ، r‬فكما تزوجت على كتاب هللا وعلى سنة‬
‫رسوله ‪ ، r‬فلتكن حياتك كلها مرجعها إلى كتاب هللا تعالى وإلى سنة رسوله ‪ ، r‬فى الحب وعند وقوع الشقاق‬
‫نعوذ باهلل تعالى من النفاق والشقاق ‪.‬‬
‫ـ وهنا يجب أن ننبه إلى فصل النساء عن الرجال عند الزيارات العائلية وغيرها ‪ :‬فكثيراً ما نجد الرجل يصطحب‬
‫زوجته فى زيارة إلى أحد أصدقائه للتعارف بين الزوجات ‪ ،‬فتجلس النساء مع الرجال وتدور العيون ‪ ،‬وينظر‬
‫الرجل إلى زوجة صديقه وقد "يتحسر" البعض من قلة جمال زوجته مثلما تتمتع به زوجة صديقه ‪ ،‬فيقع الكره‬
‫والبغض والكره منه لزوجته ‪ ،‬أو تنظر هى إلى زوج صديقتها وتتحسر على كيفية معاملة هذا الزوج الحنون‬
‫لزوجته وكيف يدللها ويتغزل بجمالها وحسن معاملته لزوجته ‪ ،‬وكيف ال يقع هذا من زوجها…‪ .‬إلى غير هذا مما‬
‫هو معلوم للقريب والبعيد ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ـ هذا إلى وقوع االختالط المنهى عنه بين الرجال والنساء ‪ ،‬وإثارة الغيرة بين النساء حينما ترى هذه أن تلك‬
‫ترتدى أجمل الثياب ‪ ،‬وتضع فى أذنها القرط ‪ ،‬وفى يديها من الذهب ما يزن كذا ‪ ،‬وهذا زوجها األنيق الحنون اللبق‬
‫المرح الذى ال يأمر وال يعلو صوته ‪ ،‬خفيف الظل المثقف ‪ ،‬وهذا …‪ ..‬زوجى…‪ .‬وهذه مالبسى ‪.‬‬
‫حـق الـزوج علــى زوجتـه‬
‫(‪ )3‬فتح البارى (‪. )243\9‬‬
‫(‪ )1‬قال أحد الحكماء ‪ :‬العفة حجاب يمزقه اإلختالط ‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫ـ فما هو حق الزوج على زوجه ؟‬
‫ض َل‬‫ـ الجواب ‪ :‬البد للمرأة أن تعلم عظيم فضل وحق زوجها عليها ‪ ،‬قال تعالى ‪( :‬الرِّ َجا ُل قَ َّوا ُمونَ َعلَى النِّ َساء بِ َما فَ َّ‬
‫وا ِم ْن أَ ْم َوالِ ِه ْم) (النساء ‪)34 :‬‬ ‫ْض َوبِ َما أَنفَقُ ْ‬ ‫ْضهُ ْم َعلَى بَع ٍ‬ ‫هّللا ُ بَع َ‬
‫ت ْال َمرْ أَةَ أَ ْن تَ ْس ُج َد(‪ )1‬لِ َزوْ ِجهَا"‬ ‫ت آ ِمرًا أَ َحدًا أَ ْن يَ ْس ُج َد أِل َ َح ٍد أَل َ َمرْ ُ‬ ‫وقال ‪ r‬فى بيان حق الزوج على زوجه ‪" :‬لَوْ ُك ْن ُ‬
‫(‪. )2‬‬
‫ق َزوْ ِجهَا َولَوْ َسأَلَهَا نَ ْف َسهَا َو ِه َي َعلَى‬ ‫ي َح َّ‬ ‫ق َربِّهَا َحتَّى تُ َؤ ِّد َ‬ ‫ـ وقال ‪َ " : r‬والَّ ِذي نَ ْفسُ ُم َح َّم ٍد بِيَ ِد ِه اَل تُؤَ دِّي ْال َمرْ أَةُ َح َّ‬
‫ب لَ ْم تَ ْمنَ ْعهُ" (‪. )3‬‬‫قَتَ ٍ‬
‫ـ وعن حصين بن محصن قال ‪ :‬حدثتنى عمتى قالت ‪ :‬أتيت رسول هللا‪ r‬فى بعض الحاجة فقال لى ‪ :‬أى هذه !‬
‫أذات بعل ؟ قالت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬كيف أنت له ؟ قالت ‪ :‬ال آلوه (‪ )4‬إال ما عجزت عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬فانظرى أين أنت منه فانه‬
‫جنتك ونارك" (‪. )5‬‬
‫ك ‪ ،‬أتدرين ما حق الزوج‬ ‫ـ وجاء رجالً بابنته إلى النبى ‪ r‬فقال ‪" :‬هذه ابنتى أبت أن ت ّزوج ‪ ،‬فقال ‪ :‬أطيعى أبا ِ‬
‫على زوجته ؟ لو كان بأنفه قرحة تسيل قيحا ً وصديداً لحسته ما أدت حقه" (‪. )6‬‬
‫ـ وقال ‪" : r‬المرأة إذا صلت خمسها ‪ ،‬وصامت شهرها ‪ ،‬وأحصنت فرجها ‪ ،‬وأطاعت زوجها ‪ ،‬فلتدخل من أى‬
‫أبواب الجنة شاءت" (‪. )7‬‬
‫ـ والمرأة راعية فى بيت زوجها ‪ :‬روى البخارى عن بن عمر ـ رضى هللا عنهما ـ عن النبى ‪ r‬قال ‪ُ " :‬كلُّ ُك ْم َر ٍ‬
‫اع‬
‫اع فِي أَ ْهلِ ِه َوهُ َو َم ْسئُو ٌل ع َْن َر ِعيَّتِ ِه َو ْال َمرْ أَةُ‬ ‫ٍ‬ ‫اع َو َم ْسئُو ٌل ع َْن َر ِعيَّتِ ِه َوال َّر ُج ُل َر‬ ‫ٍ‬ ‫َو ُكلُّ ُك ْم َم ْسئُو ٌل ع َْن َر ِعيَّتِ ِه اإْل ِ َما ُم َر‬
‫ال َسيِّ ِد ِه َو َم ْسئُو ٌل ع َْن َر ِعيَّتِ ِه" (‪. )1‬‬ ‫اع فِي َم ِ‬ ‫ت َزوْ ِجهَا َو َم ْسئُولَةٌ ع َْن َر ِعيَّتِهَا َو ْالخَ ا ِد ُم َر ٍ‬ ‫اعيَةٌ فِي بَ ْي ِ‬ ‫َر ِ‬
‫وقال ‪ r‬مبينا ً حق الزوج على زوجته ‪ ،‬وحق الزوجة على زوجها ‪" :‬أَاَل َوا ْستَوْ صُوا‪ a‬بِالنِّ َسا ِء خَ ْيرًا فَإِنَّ َما هُ َّن‬
‫ضا ِج ِع‬‫اح َش ٍة ُمبَيِّنَ ٍة فَإ ِ ْن فَ َع ْلنَ فَا ْه ُجرُوهُ َّن فِي ْال َم َ‬ ‫ك إِاَّل أَ ْن يَأْتِينَ بِفَ ِ‬ ‫ْس تَ ْملِ ُكونَ ِم ْنه َُّن َش ْيئًا َغي َْر َذلِ َ‬ ‫ان(‪ِ )2‬ع ْن َد ُك ْم لَي َ‬‫ع ََو ٌ‬
‫ح فَإ ِ ْن أَطَ ْعنَ ُك ْم فَاَل تَ ْب ُغوا َعلَ ْي ِه َّن َسبِياًل أَاَل إِ َّن لَ ُك ْم َعلَى نِ َسائِ ُك ْم َحقًّا َولِنِ َسائِ ُك ْم َعلَ ْي ُك ْم َحقًّا‬ ‫ضرْ بًا َغي َْر ُمبَرِّ ٍ‬ ‫َواضْ ِربُوهُ َّن َ‬
‫َواَل يَأْ َذ َّن فِي بُيُوتِ ُك ْم لِ َم ْن تَ ْك َرهُونَ أَاَل َو َحقُّه َُّن َعلَ ْي ُك ْم أَ ْن‬ ‫)‬‫‪3‬‬ ‫(‬
‫فَأ َ َّما َحقُّ ُك ْم َعلَى نِ َسائِ ُك ْم فَاَل يُو ِط ْئنَ فُ ُر َش ُك ْم َم ْن تَ ْك َرهُونَ‬
‫تُحْ ِسنُوا إِلَ ْي ِه َّن ِفي ِك ْس َوتِ ِه َّن َوطَ َعا ِم ِه َّن" (‪. )4‬‬
‫ـ إن أول حقوق الزوج على زوجته أن تعينه على طاعة ربه ‪ ، U‬فتهيئ له الجو المناسب للطاعة ‪ ،‬وال ترهقه‬
‫بطلباتها عامة ووقت عبادته خاصة ‪.‬‬
‫ـ أال يطأ فراش زوجها من يكره بخيانة ونحوها‪.‬‬
‫ـ أال تأذن فى بيته لمن يكره لقوله ‪َ " : r‬واَل يَأْ َذ َّن فِي بُيُوتِ ُك ْم لِ َم ْن تَ ْك َرهُونَ " ‪.‬‬
‫وعند مسلم فى رواية أبى هريرة ‪" :‬وهو شاهد إال بإذنه" وهذا القيد خرج مخرج الغالب ‪ ،‬وإال فغيبة الزوج ال‬
‫تقتضى اإلباحة للمرأة بل يتأكد حينئذ عليها المنع لثبوت األحاديث الواردة فى النهى عن الدخول على المغيبات أى‬
‫من غاب عنها زوجها ‪.‬‬
‫وقال النووى فى هذا الحديث إشارة إلى أنه ال يفتات على الزوج باإلذن فى بيته إال بإذنه وهو محمول على ما ال‬
‫تعلم رضا الزوج به أما لو علمت رضا الزوج بذلك فال حرج عليها كمن جرت عادته بإدخال الضيفان موضعا ً معداً‬

‫(‪ )1‬تنبيه ‪ :‬ذهب البعض إلى أن المراد هنا هو السجود المجازى أو االنحناء ونحوه ‪ ،‬والحديث على ظاهره ‪ ،‬والمراد السجود المعروف ‪ ،‬وبيان هذا له موضع آخر ‪.‬‬
‫(‪ )2‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى ‪.‬‬
‫(‪ )3‬صحيح ‪ :‬أخرجه ابن ماجة (‪ )570\1‬وأحمد (‪. )381\4‬‬
‫والقتب ‪ :‬أى الرحل ‪ ،‬وهو رحل صغير على قدر السنام ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أى ال اقصر فى طاعته وتلبية ما يطلبه ‪.‬‬
‫(‪ )5‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى ‪.‬‬
‫(‪ )6‬حسن ‪ :‬أخرجه الدارقطنى (‪ )236\3‬والبيهقى‪. )291\8( a‬‬
‫(‪ )7‬حسن ‪ :‬أخرجه أبو نعيم (‪. )308\6‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪. )1996\5‬‬
‫(‪ )2‬عوان ‪ :‬أى أسيرات عندكم ‪ ،‬ومنه يؤخذ عدم قيام الزوجة بأى عمل إال بعد إذن سيدها (الزوج) فال تتصرف فى شئون حياتها إال من بعد إذنه ‪.‬‬
‫(‪ )3‬فال تخنه ‪.‬‬
‫(‪ )4‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫لهم سواء كان حاضراً أم غائبا ً فال يفتقر إدخالهم إلى إذن خاص لذلك وحاصله أنه ال بد من اعتبار إذنه تفصيالً أو‬
‫إجماالً ‪.‬‬
‫ـ قوله ‪" :‬إال بإذنه" أى الصريح وهل يقوم ما يقترن به عالمة رضاه مقام التصريح بالرضا فيه نظر ‪.‬‬
‫ـ وعليه فال تُدخل من يبغض أو ال يرضى دخوله البيت ‪ :‬سواء أكان األب أو األخ أو أى من أقاربها إذا لم يرضى‬
‫زوجها بهذا ‪.‬‬
‫ـ تنبيهـ ‪ :‬ولتكن إجابة الزوجة على من يطرق بابها من خلف الباب ‪ ،‬وال تفتحه إال لمن تعرف أنه ال حرج فى‬
‫رؤيتها أو دخول بيتها ومملكتها ‪ ،‬ال أن تفتح لكل زاعق وناعق ممن يطرق بابها ‪.‬‬
‫ـ ومن حقوق الزوج أيضا ً ‪:‬‬
‫ُوف َولِلرِّ َجا ِل َعلَ ْي ِه َّن‬ ‫(ولَه َُّن ِم ْث ُل الَّ ِذي َعلَ ْي ِه َّن بِ ْال َم ْعر ِ‬ ‫ـ خدمة المرأة زوجها ‪ :‬وهو واجب على الزوجة لقوله تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ق زَ وْ َج ِة أ َح ِدنَا َعلَ ْي ِه ؟ قَا َل ‪ :‬أ ْن تُط ِع َمهَا إِ َذا طَ ِع ْمتَ‬ ‫د ََر َجةٌ) (البقرة ‪ ، )228 :‬وقال ‪ r‬وقد سأله أحدهم ‪َ :‬ما َح ُّ‬
‫ت" (‪. )1‬‬ ‫ب ْال َوجْ هَ َواَل تُقَبِّحْ َواَل تَ ْهجُرْ إِاَّل فِي ْالبَ ْي ِ‬ ‫َوتَ ْكس َُوهَا إِ َذا ا ْكتَ َسيْتَ أَ ِو ا ْكتَ َسبْتَ ‪َ ،‬واَل تَضْ ِر ِ‬
‫فبّين تعالى أن للرجال على النساء كما للنساء على الرجال حق ‪ ،‬فكما أن على الزوج العمل والكد وإطعام‬
‫الزوجة واألوالد وهو فرض عليه الزم ‪ ،‬على الزوجة حقوق ‪ ،‬منها خدمة الرجل فى بيته وهو واجب كما تقدم ‪،‬‬
‫وليس هو على االستحباب كما يقول البعض ‪ ،‬كما أن خدمة المرأة أهل الزوج هو على االستحباب وليس على‬
‫الوجوب كخدمتها زوجها ‪.‬‬
‫ويقول اإلمام ابن القيم ‪" :‬قال ابن حبيب فى "الواضحة"‪ : a‬حكم النبى ‪ r‬بين على بن أبى طالب ‪ t‬وبين زوجته‬
‫فاطمة ـ رضى هللا عنها ـ حين اشتكيا إليه الخدمة فحكم على فاطمة بالخدمة الباطنة خدمة البيت وحكم على على‬
‫بالخدمة الظاهرة ‪ ،‬ثم قال ابن حبيب ‪ :‬والخدمة الباطنة العجين والطبخ والفرش وكنس البيت واستقاء الماء وعمل‬
‫البيت كله ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ي ‪ r‬تَسْألهُ خَ ا ِد ًما‬ ‫ت النَّبِ َّ‬ ‫َ‬
‫َّحى فَأتَ ِ‬ ‫ت َما تَلقَى فِي يَ ِدهَا ِمنَ الر َ‬ ‫ْ‬ ‫وفى الصحيحين أن فاطمة ـ رضى هللا عنها ـ أنها ‪َ " :‬ش َك ْ‬
‫س بَ ْينَنَا‬ ‫ال َم َكان َِك فَ َجلَ َ‬ ‫ْت أَقُو ُم فَقَ َ‬‫ضا ِج َعنَا فَ َذهَب ُ‬ ‫ت َذلِكَ لِ َعائِ َشةَ ‪ ،‬فَلَ َّما َجا َء أَ ْخبَ َر ْتهُ قَا َل فَ َجا َءنَا َوقَ ْد أَ َخ ْذنَا َم َ‬‫فَلَ ْم ت َِج ْدهُ فَ َذ َك َر ْ‬
‫اش ُك َما أَوْ‬‫ص ْد ِري ‪ ،‬فَقَا َل ‪ :‬أَاَل أَ ُدلُّ ُك َما َعلَى َما هُ َو َخ ْي ٌر لَ ُك َما ِم ْن خَ ا ِد ٍم إِ َذا أَ َو ْيتُ َما إِلَى فِ َر ِ‬ ‫ت بَرْ َد قَ َد َم ْي ِه َعلَى َ‬‫َحتَّى َو َج ْد ُ‬
‫ضا ِج َع ُك َما فَ َكب َِّرا ثَاَل ثًا َوثَاَل ثِينَ َو َسب َِّحا ثَاَل ثًا َوثَاَل ثِينَ َواحْ َمدَا ثَاَل ثًا َوثَاَل ثِينَ فَهَ َذا خَ ْي ٌر لَ ُك َما ِم ْن َخا ِد ٍم " ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أَخَ ْذتُ َما َم َ‬
‫فاختلف الفقهاء فى ذلك فأوجب طائفة من السلف والخلف خدمتها له فى مصالح البيت وقال أبو ثور عليها أن‬
‫تخدم زوجها فى كل شئ ‪.‬‬
‫ومنعت طائفة وجوب خدمته عليها فى شئ وممن ذهب إلى ذلك مالك والشافعى وأبو حنيفة وأهل الظاهر قالوا‬
‫ألن عقد النكاح إنما اقتضى اإلستمتاع ال اإلستخدام وبذل المنافع قالوا واألحاديث المذكورة إنما تدل على التطوع‬
‫ومكارم األخالق فأين الوجوب منها ‪.‬‬
‫واحتج من أوجب الخدمة بأن هذا هو المعروف عند من خاطبهم هللا سبحانه بكالمه وأما ترفيه المرأة وخدمة‬
‫الزوج وكنسه وطحنه وعجنه وغسيله وفرشه وقيامه بخدمة البيت فمن المنكر وهللا تعالى يقول ‪َ ( :‬ولَه َُّن ِم ْث ُل الذى‬
‫ُوف) (البقرة ‪ ، )228 :‬وقال تعالى ‪( :‬ال ِّر َجا ُل قَ َّوا ُمونَ َعلَى النِّ َساء) (النساء ‪ )34 :‬وإذا لم تخدمه‬ ‫َعلَ ْي ِه َّن بِ ْال َم ْعر ِ‬
‫المرأة بل يكون هو الخادم لها فهى القوامة عليه ‪.‬‬
‫وأيضا فإن المهر فى مقابلة البضع وكل من الزوجين يقضى وطره من صاحبه فإنما أوجب هللا سبحانه نفقتها‬
‫وكسوتها ومسكنها فى مقابلة استمتاعه بها وخدمتها وما جرت به عادة األزواج ‪.‬‬
‫وأيضا ً فإن العقود المطلقة إنما تنزل على العرف والعرف خدمة المرأة وقيامها بمصالح البيت الداخلة وقولهم إن‬
‫خدمة فاطمة وأسماء كانت تبرعا ً وإحسانا ً يرده أن فاطمة كانت تشتكى ما تلقى من الخدمة فلم يقل لعلى ال خدمة‬
‫عليها وإنما هى عليك وهو ‪ r‬ال يحأبى فى الحكم أحداً ولما رأى أسماء والعلف على رأسها والزبير معه لم يقل له ال‬
‫خدمة عليها وأن هذا ظلم لها بل أقره على استخدامها وأقر سائر أصحابه على استخدام أزواجهم مع علمه بأن منهن‬
‫الكارهة والراضية هذا أمر ال ريب فيه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود ‪.‬‬


‫(‪ )1‬متفق‪ a‬عليه ‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫وال يصح التفريق بين شريفة ودنيئة وفقيرة وغنية فهذه أشرف نساء العالمين كانت تخدم زوجها وجاءته ‪ r‬تشكو‬
‫إليه الخدمة فلم يشكها وقد سمى النبى‪ r‬فى الحديث الصحيح المرأة عانية فقال ‪" :‬أَاَل َوا ْستَوْ صُوا‪ a‬بِالنِّ َسا ِء َخ ْيرًا فَإِنَّ َما‬
‫ان ِع ْن َد ُك ْم" والعانى األسير ومرتبة األسير خدمة من هو تحت يده وال ريب أن النكاح نوع من الرق كما قال‬ ‫هُ َّن ع ََو ٌ‬
‫بعض السلف النكاح رق فلينظر أحدكم عند من يرق كريمته وال يخفى على المنصف الراجح من المذهبين واألقوى‬
‫من الدليلين (‪. )1‬‬
‫ـ أال تخرج من بيت زوجها إال بإذنه ‪ :‬لقوله ‪" : r‬وأال تخرج من بيتها إال بإذنه" (‪ )2‬وقوله ‪" : r‬أَاَل َوا ْستَوْ صُوا‬
‫ان ِع ْن َد ُك ْم" (‪ )3‬والعانى هو األسير ‪ ،‬وال يخرج األسير من تحت يد سيده إال بإذنه ‪ ،‬وسواء‬ ‫بِالنِّ َسا ِء خَ ْيرًا فَإِنَّ َما هُ َّن ع ََو ٌ‬
‫أكان مدخول بها أم الزالت تعيش فى بيت أهلها ولم يُدخل بها بعد ‪.‬‬
‫ـ أال تضع المرأة ثيابها فى غير بيتها ‪:‬‬
‫ت َزوْ ِجهَا إِاَّل هَتَ َك ِ‬
‫ت‬ ‫ض ُع ثِيَابَهَا فِي َغي ِْر بَ ْي ِ‬ ‫َ‬
‫ولتحذر المرأة من وضع ثيابها فى غير بيتها لقوله ‪َ " : r‬ما ِم ِن ا ْم َرأ ٍة تَ َ‬
‫ال ِّس ْت َر بَ ْينَهَا َوبَ ْينَ َربِّهَا" (‪. )4‬‬
‫ـ أال تصوم وزوجها شاهد إال بإذنه ‪:‬‬
‫روى البخارى عن أبى هريرة عن النبى ‪" : r‬اَل يَ ِحلُّ لِ ْل َمرْ أَ ِة أَ ْن تَصُو َم َوزَ وْ ُجهَا َشا ِه ٌد إِاَّل بِإ ِ ْذنِ ِه َواَل تَأْ َذنَ فِي بَ ْيتِ ِه‬
‫ط ُرهُ" (‪. )5‬‬ ‫ت ِم ْن نَفَقَ ٍة ع َْن َغي ِْر أَ ْم ِر ِه فَإِنَّهُ يُ َؤ َّدى إِلَ ْي ِه َش ْ‬
‫إِاَّل بِإ ِ ْذنِ ِه َو َما أَ ْنفَقَ ْ‬
‫ـ قال الحافظ ‪ :‬قوله ‪ :‬إال بأذنه ‪ :‬يعنى فى غير صيام أيام رمضان وكذا فى غير رمضان من الواجب إذا تضيق‬
‫الوقت ‪ ،‬قال النووى فى شرح المهذب وقال بعض أصحابنا يكره والصحيح األول قال فلو صامت بغير إذنه صح‬
‫وأثمت الختالف الجهة وأمر قبوله إلى هللا قاله العمرانى ‪ ،‬قال النووى ومقتضى المذهب عدم الثواب ويؤكد التحريم‬
‫ثبوت الخبر بلفظ النهى ووروده بلفظ الخبر ال يمنع ذلك بل هو أبلغ ألنه يدل على تأكد األمر فيه فيكون تأكده بحمله‬
‫على التحريم ‪.‬‬
‫قال النووى فى "شرح مسلم" ‪ :‬وسبب هذا التحريم أن للزوج حق االستمتاع بها فى كل وقت وحقه واجب على‬
‫الفور فال يفوته بالتطوع وال واجب على الترأخى وإنما لم يجز لها الصوم بغير إذنه ‪ ،‬وإذا أراد االستمتاع بها جاز‬
‫ويفسد صومها ألن العادة أن المسلم يهاب انتهاك الصوم باإلفساد ‪ ،‬وال شك أن األولى له خالف ذلك أن لم يثبت‬
‫دليل كراهته ‪ ،‬نعم لو كان مسافراً فمفهوم الحديث فى تقييده بالشاهد يقتضى جواز التطوع لها إذا كان زوجها‬
‫مسافراً فلو صامت وقدم فى أثناء الصيام فله إفساد صومها ذلك من غير كراهة وفى معنى الغيبة أن يكون مريضا ً‬
‫بحيث ال يستطيع الجماع ‪.‬‬
‫وحمل المهلب النهى المذكور على التنزيه فقال ‪ :‬هو من حسن المعاشرة ولها أن تفعل من غير الفرائض بغير‬
‫إذنه ما ال يضره وال يمنعه من واجباته وليس له أن يبطل شيئا من طاعة هللا إذا دخلت فيه بغير إذنه ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬
‫وهو خالف الظاهر وفى الحديث أن حق الزوج آكد على المرأة من التطوع بالخير ألن حقه واجب والقيام‬
‫بالواجب مقدم على القيام بالتطوع" (‪. )1‬‬

‫ـ كما أن من حق الزوج على زوجه أال تنفق من بيته شيئا ً إال بإذنه ‪:‬‬
‫ض ُل أَ ْم َوالِنَا"‬
‫يل يَا َرسُو َل هَّللا ِ َواَل الطَّ َعا ُم قَا َل َذاكَ أَ ْف َ‬
‫ت َزوْ ِجهَا إِاَّل بِإ ِ ْذ ِن زَ وْ ِجهَا قِ َ‬
‫ق ا ْم َرأَةٌ َش ْيئًا ِم ْن بَ ْي ِ‬
‫قال ‪" : r‬اَل تُ ْنفِ ُ‬
‫(‪. )2‬‬
‫قال اإلمام البغوى ‪ :‬أجمع العلماء على أن المرأة ال يجوز لها أن تخرج شيئا ً من بيت زوجها إال بإذنه فإن فعلت‬
‫فهى مأزورة غير مأجورة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬زاد المعاد (‪ )95\5‬بتصرف ‪.‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫(‪ )3‬تقدم ‪.‬‬
‫(‪ )4‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود والترمذى وابن ماجة ‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخارى (‪ )1993\5‬ومسلم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬انظر فتح البارى (‪. )295\9‬‬
‫(‪ )2‬حسن ‪ :‬أخرجه الترمذى ‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫ت َزوْ ِجهَا َكانَ لَهَا بِ ِه أَجْ ٌر ( َ‪1‬و)لِل َّزوْ ِ‬
‫ج‬ ‫ت ْال َمرْ أَةُ ِم ْن بَ ْي ِ‬ ‫ـ وإذا وافق الزوج كان لها وله األجر ‪ :‬فقال ‪" : r‬إِ َذا ت َ‬
‫َص َّدقَ ِ‬
‫ت " ‪ ،‬وهذا‬ ‫ب َولَهَا بِ َما أَ ْنفَقَ ْ‬ ‫صا ِحبِ ِه َش ْيئًا لَهُ بِ َما َك َس َ‬ ‫ك َواَل يَ ْنقُصُ ُكلُّ َوا ِح ٍد ِم ْنهُ ْم ِم ْن أَجْ ِر َ‬ ‫از ِن ِم ْث ُل َذلِ َ‬ ‫ك َولِ ْل َخ ِ‬ ‫ِم ْث ُل َذلِ َ‬
‫بعلم المرأة من أمر زوجها من حب اإلنفاق والتصدق ‪ ،‬هو باإلذن العام منه فى اإلنفاق ‪ ،‬أو أن يكون لها مال‬
‫ث ونحوه ‪ ،‬أو أن يكون لها مال خاص من زوجها خاص بها ‪.‬‬ ‫خاص بها من إر ٍ‬
‫ـ أال تطلب الطالق ‪ :‬وهذه عادة تجرى على ألسنة الكثير من نساء المسلمين ‪ ،‬فتجد إحداهن إذا طلبت من زوجها‬
‫أمراً ما ولم يلبه لها يفاجأ الزوج بزوجه تطلب الطالق ! من غير ما بأس وال عنت منه وال شدة ‪ ،‬ثم إذا لبى الزوج‬
‫ت َزوْ َجهَا طَاَل قًا ِم ْن َغي ِْر بَأْ ٍ‬
‫س‬ ‫طلب زوجته فطلقها ! جلست تندب حظها وسوء حالها ‪ ،‬قال ‪" : r‬أَيُّ َما ا ْم َرأَ ٍة َسأَلَ ْ‬
‫فَ َح َرا ٌم َعلَ ْيهَا َرائِ َحةُ ْال َجنَّ ِة" (‪. )2‬‬
‫ـ أن تصبر على فقر الزوج ‪ :‬ولها فى أزواج رسو ل هللا‪ r‬األسوة الحسنة ‪ ،‬فعن عائشة ـ رضى هللا عنها ـ أنها‬
‫ت َرسُو ِل هَّللا ِ ‪ r‬نَا ٌر فَقُ ْل ُ‬
‫ت‬ ‫َت فِي أَ ْبيَا ِ‬ ‫قالت لعروة ‪" :‬إِ ْن ُكنَّا لَنَ ْنظُ ُر إِلَى ْال ِهاَل ِل ثُ َّم ْال ِهاَل ِل ثَاَل ثَةَ أَ ِهلَّ ٍة فِي َشه َْر ْي ِن َو َما أُوقِد ْ‬
‫ار َكان ْ‬
‫َت لَهُ ْم‬ ‫ص ِ‬ ‫ان ِمنَ اأْل َ ْن َ‬ ‫ير ٌ‬‫َان التَّ ْم ُر َو ْال َما ُء إِاَّل أَنَّهُ قَ ْد َكانَ لِ َرسُو ِل هَّللا ِ ‪ِ r‬ج َ‬ ‫ت اأْل َس َْود ِ‬ ‫يَا خَ الَةُ َما َكانَ ي ُِعي ُش ُك ْم قَالَ ِ‬
‫ُول هَّللا ِ ‪ِ r‬م ْن أَ ْلبَانِ ِه ْم فَيَ ْسقِينَا" ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫َمنَائِ ُح(‪َ )3‬و َكانُوا يَ ْمنَحُونَ َرس َ‬
‫ق بِاهَّلل ِ َواَل َرأَى َشاةً َس ِميطًا‬ ‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َرأَى َر ِغيفًا ُم َرقَّقًا َحتَّى لَ ِح َ‬ ‫ي َ‬ ‫ـ وعن أنس‪ t‬قال ‪" :‬فَ َما أَ ْعلَ ُم النَّبِ َّ‬
‫ط " (‪. )5‬‬ ‫بِ َع ْينِ ِه قَ ُّ‬
‫ط إِ ِن ا ْشتَهَاهُ أَ َكلَهُ َوإِ ْن َك ِرهَهُ تَ َر َكهُ" (‪. )6‬‬ ‫َاب النَّبِ ُّي ‪ r‬طَ َعا ًما قَ ُّ‬‫ـ وعن أبى هريرة ‪ t‬قال ‪َ " :‬ما ع َ‬
‫ً‬
‫ـ أال تؤذى زوجها لفظا ً أو عمالً ‪ ،‬فال تسفه له رأيا ‪ ،‬وال تنتقص له عمال ‪ ،‬قال رسول هللا ‪ ": r‬ال تؤذى امرأة‬ ‫ً‬
‫زوجها فى الدنيا إال قالت زوجته من الحور العين ‪ :‬ال تؤذيه ‪ ،‬قاتلك هللا ‪ ،‬فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك‬
‫إلينا"(‪. )1‬‬
‫ـ أال تهجر فراشه ‪:‬‬
‫ت فَبَاتَ غَضْ بَانَ َعلَ ْيهَا‬ ‫اش ِه فَأَبَ ْ‬
‫روى البخارى عن أبى هريرة ‪ t‬عن النبى ‪ r‬قال ‪" :‬إِ َذا َدعَا ال َّر ُج ُل ا ْم َرأَتَهُ إِلَى فِ َر ِ‬
‫لَ َعنَ ْتهَا ْال َماَل ئِ َكةُ َحتَّى تُصْ بِ َح " (‪. )2‬‬
‫اش ِه" ‪ :‬قال بن أبى جمرة ‪ :‬الظاهر أن الفراش كناية عن الجماع ويقويه‬ ‫ـ قوله ‪" :‬إِ َذا َدعَا ال َّر ُج ُل ا ْم َرأَتَهُ إِلَى فِ َر ِ‬
‫اش"‪ )3( a‬أى لمن يطأ فى الفراش والكناية عن األشياء التى يستحى منها كثيرة فى القرآن والسنة ‪،‬‬ ‫"ال َولَ ُد لِ ْلفِ َر ِ‬
‫قوله ‪ْ :‬‬
‫قال وظاهر الحديث اختصاص اللعن بما إذا وقع منها ذلك ليالً لقوله ‪َ " :‬حتَّى تُصْ بِ َح" وكأن السر تأكد ذلك الشأن فى‬
‫الليل وقوة الباعث عليه وال يلزم من ذلك أنه يجوز لها االمتناع فى النهار وإنما خص الليل بالذكر ألنه المظنة‬
‫لذلك ‪ ،‬ا هـ ‪.‬‬
‫ـ وقد وقع فى رواية يزيد بن كيسان عن أبى حازم عند مسلم بلفظ ‪َ " :‬والَّ ِذي نَ ْف ِسي بِيَ ِد ِه َما ِم ْن َر ُج ٍل يَ ْد ُعو ا ْم َرأَتَهُ‬
‫ضى َع ْنهَا" (‪ )4‬فهذه اإلطالقات تتناول الليل‬ ‫اشهَا فَتَأْبَى َعلَ ْي ِه إِاَّل َكانَ الَّ ِذي فِي ال َّس َما ِء َسا ِخطًا َعلَ ْيهَا َحتَّى يَرْ َ‬ ‫إِلَى فِ َر ِ‬
‫(‪)5‬‬
‫والنهار ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ق َزوْ ِجهَا َولوْ َسألهَا نَف َسهَا َو ِه َي َعلى‬ ‫َ‬ ‫ِّي َح َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ق َربِّهَا َحتى ت َؤد َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫"وال ِذي نَفسُ ُم َح َّم ٍد بِيَ ِد ِه اَل تؤَ دِّي ال َمرْ أة َح َّ‬ ‫َّ‬ ‫وقال ‪َ : r‬‬
‫ب لَ ْم تَ ْمنَ ْعهُ" ‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫قَتَ ٍ‬
‫ُ‬
‫ـ وتأمل فعل أم طلحة ـ رضى هللا عنها ـ وقد مات ولدها فعن أنس‪ t‬قال ‪َ " :‬ماتَ اب ٌْن أِل َبِي طَ ْل َحةَ ِم ْن أ ِّم ُسلَي ٍْم‬
‫)‬‫‪1‬‬ ‫(‬

‫ال(‪ )2‬ثُ َّم‬ ‫ب ‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫ت إِلَ ْي ِه َع َشا ًء فَأ َ َك َل َو َش ِر َ‬ ‫ال فَ َجا َء فَقَ َّربَ ْ‬‫ت أِل َ ْهلِهَا اَل تُ َح ِّدثُوا أَبَا طَ ْل َحةَ بِا ْبنِ ِه َحتَّى أَ ُكونَ أَنَا أُ َح ِّدثُهُ قَ َ‬ ‫فَقَالَ ْ‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى ‪.‬‬
‫(‪ )2‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى ‪.‬‬
‫(‪ )3‬جمع نائح ‪ ،‬وهى الشاة ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخارى ‪.‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه أمحد والرتمذى ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى (‪ )1993\5‬ومسلم ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫(‪ )5‬انظر فتح البارى (‪. )194\9‬‬
‫(‪ )6‬صحيح ‪ :‬أخرجه البزار وغيره ‪.‬‬
‫(‪ )1‬مات ولدها ! وليس غضبا ً من أجل جلباب أو طعام فتهجر فراشه وتوليه قفاها ‪ ،‬وتتحول حياة الزوج إلى عذاب دائم حتى يُقلع ويعود إليه عقله فيلبى ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أى ‪ :‬أنس ‪. t‬‬
‫‪48‬‬
‫ت يَا أَبَا طَ ْل َحةَ أَ َرأَيْتَ لَوْ أَ َّن‬ ‫اب ِم ْنهَا قَالَ ْ‬‫ص َ‬ ‫ت أَنَّهُ قَ ْد َشبِ َع َوأَ َ‬ ‫َصنَّ ُع قَب َْل َذلِكَ فَ َوقَ َع بِهَا فَلَ َّما َرأَ ْ‬ ‫ت لَهُ أَحْ َسنَ َما َكانَ ت َ‬ ‫َصنَّ َع ْ‬‫ت َ‬
‫ال ت ََر ْكتِنِي‬ ‫ب َوقَ َ‬ ‫َض َ‬‫ال فَغ ِ‬ ‫ك قَ َ‬ ‫ت فَاحْ تَ ِس ِ‬
‫ب ا ْبنَ َ‬ ‫َاريَتَهُ ْم أَلَهُ ْم أَ ْن يَ ْمنَعُوهُ ْم قَا َل اَل قَالَ ْ‬
‫ت فَطَلَبُوا ع ِ‬ ‫َاريَتَهُ ْم أَ ْه َل بَ ْي ٍ‬
‫قَوْ ًما أَعَارُوا ع ِ‬
‫ك هَّللا ُ لَ ُك َما فِي‬‫ار َ‬‫ُول هَّللا ِ ‪ r‬فَأ َ ْخبَ َرهُ بِ َما َكانَ فَقَا َل َرسُو ُل هَّللا ِ ‪ r‬بَ َ‬ ‫ق َحتَّى أَتَى َرس َ‬ ‫ت ثُ َّم أَ ْخبَرْ تِنِي بِا ْبنِي فَا ْنطَلَ َ‬ ‫َحتَّى تَلَطَّ ْخ ُ‬
‫ت قَا َل فَ َكانَ َرسُو ُل هَّللا ِ ‪ r‬فِي َسفَ ٍر َو ِه َي َم َعهُ َو َكانَ َرسُو ُل هَّللا ِ ‪ r‬إِ َذا أَتَى ْال َم ِدينَةَ ِم ْن َسفَ ٍر اَل‬ ‫ال فَ َح َملَ ْ‬
‫غَابِ ِر لَ ْيلَتِ ُك َما قَ َ‬
‫ق َرسُو ُل هَّللا ِ ‪ r‬قَا َل يَقُو ُل أَبُو طَ ْل َحةَ‬ ‫س َعلَ ْيهَا أَبُو طَ ْل َحةَ َوا ْنطَلَ َ‬ ‫ض َربَهَا ْال َمخَ اضُ فَاحْ تُبِ َ‬ ‫ط ُرقُهَا طُرُوقًا فَ َدنَوْ ا ِمنَ ْال َم ِدينَ ِة فَ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ال تَقُو ُل أُ ُّم‬ ‫ْت بِ َما تَ َرى قَ َ‬ ‫خَر َج َوأَ ْد ُخ َل َم َعهُ إِ َذا َدخَ َل َوقَ ِد احْ تَبَس ُ‬ ‫ك إِ َذا َ‬ ‫ُج َم َع َرسُولِ َ‬ ‫ْجبُنِي أَ ْن أَ ْخر َ‬ ‫إِنَّكَ لَتَ ْعلَ ُم يَا َربِّ إِنَّهُ يُع ِ‬
‫ت لِي أُ ِّمي‬ ‫َت ُغاَل ًما فَقَالَ ْ‬ ‫ض َربَهَا ْال َم َخاضُ ِحينَ قَ ِد َما فَ َولَد ْ‬ ‫ال َو َ‬ ‫ت أَ ِج ُد ا ْنطَلِ ْق فَا ْنطَلَ ْقنَا قَ َ‬ ‫ُسلَي ٍْم يَا أَبَا طَ ْل َحةَ َما أَ ِج ُد الَّ ِذي ُك ْن ُ‬
‫صا َد ْفتُهُ‬ ‫ُول هَّللا ِ ‪ r‬قَا َل فَ َ‬ ‫ت بِ ِه إِلَى َرس ِ‬ ‫ُول هَّللا ِ ‪ r‬فَلَ َّما أَصْ بَ َح احْ تَ َم ْلتُهُ فَا ْنطَلَ ْق ُ‬
‫ض ُعهُ أَ َح ٌد َحتَّى تَ ْغ ُد َو بِ ِه َعلَى َرس ِ‬ ‫يَا أَنَسُ اَل يُرْ ِ‬
‫ض ْعتُهُ فِي َحجْ ِر ِه َو َدعَا َرسُو ُل‬ ‫ت بِ ِه فَ َو َ‬ ‫ض َع ْال ِمي َس َم قَا َل َو ِج ْئ ُ‬ ‫ت نَ َع ْم فَ َو َ‬ ‫َو َم َعهُ ِمي َس ٌم فَلَ َّما َرآنِي قَا َل لَ َع َّل أُ َّم ُسلَي ٍْم َولَد ْ‬
‫َت قُ ْل ُ‬
‫ال فَقَ َ‬
‫ال‬ ‫صبِ ُّي يَتَلَ َّمظُهَا قَ َ‬
‫صبِ ِّي فَ َج َع َل ال َّ‬ ‫ت ثُ َّم قَ َذفَهَا فِي فِي ال َّ‬ ‫هَّللا ِ ‪ r‬بِ َعجْ َو ٍة ِم ْن َعجْ َو ِة ْال َم ِدينَ ِة فَاَل َكهَا فِي فِي ِه َحتَّى َذابَ ْ‬
‫ال فَ َم َس َح َوجْ هَهُ َو َس َّماهُ َع ْب َد هَّللا ِ" (‪. )3‬‬ ‫ار التَّ ْم َر قَ َ‬
‫ص ِ‬ ‫َرسُو ُل هَّللا ِ ‪ : r‬ا ْنظُرُوا إِلَى حُبِّ اأْل َ ْن َ‬
‫حــق الزوجـــة‬
‫ـ إذن فما هى حقوق الزوجة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬قال تعالى ‪( :‬يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا قُوا أَنفُ َس ُك ْم َوأَ ْهلِي ُك ْم نَارًا َوقُو ُدهَا النَّاسُ َو ْال ِح َجا َرةُ َعلَ ْيهَا َماَل ئِ َكةٌ ِغاَل ظٌ‬
‫صاَل ِة َواصْ طَبِرْ‬ ‫ِشدَا ٌد اَل يَ ْعصُونَ هَّللا َ َما أَ َم َرهُ ْم َويَ ْف َعلُونَ َما ي ُْؤ َمرُونَ ) (التحريم ‪ ، )6 :‬وقال تعالى ‪َ ( :‬و ْأ ُمرْ أَ ْهلَكَ بِال َّ‬
‫َعلَ ْيهَا) (طه ‪. )132 :‬‬
‫إن أول وأولى حقوق الزوجة بالوفاء هى تعليمها فرائض ربها (‪ ، )1‬وبيان حق ربها عليها ‪ ،‬فإن هى عرفت حق‬
‫هللا تعالى عرفت حق زوجها عليها ‪ ،‬وأول الحقوق بالوفاء لربها "الصالة"‪ ، a‬وهذا يعنى بدوره أنه البد أن يكون‬
‫الزوج مصليا ً ‪ ،‬وأن يأمر أهله بالصالة ‪ ،‬وهو مع أمره لهم بالصالة دعوة إلى الصبر عليهن واالصطبار ‪ ،‬فال يدعو‬
‫بغلظة أو شدة ‪ ،‬بل يحبب إليها الصالة ‪ ،‬ويُعلَّمها ويُعلمها أنه كما يحبها يريد أن يحبها هللا تعالى ـ وهلل المثل األعلى ـ‬
‫وأنه كما يريدها زوجة له فى الدنيا يريدها زوجة له فى جنة هللا تعالى فى اآلخرة ‪ ،‬فال يحبها دنيا ويهملها ويجحفها‬
‫حقها آخرة ! ‪.‬‬
‫َض َح فِي َوجْ ِههَا ْال َما َء َو َر ِح َم هَّللا ُ‬ ‫تن َ‬‫ت فَإ ِ ْن أَبَ ْ‬ ‫صلَّى ثُ َّم أَ ْيقَظَ ا ْم َرأَتَهُ فَ َ‬
‫صلَّ ْ‬ ‫"ر ِح َم هَّللا ُ َر ُجاًل قَا َم ِمنَ اللَّي ِْل فَ َ‬
‫يقول ‪َ : r‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫ْ‬
‫ت ِفي َوجْ ِه ِه ال َما َء" ‪.‬‬ ‫َض َح ْ‬ ‫َ‬
‫صلَّى فَإ ِ ْن أبَى ن َ‬ ‫ت زَ وْ َجهَا فَ َ‬ ‫َ‬ ‫صلَّ ْ‬
‫ت ثُ َّم أ ْيقَظَ ْ‬ ‫ت ِمنَ اللَّي ِْل فَ َ‬‫ا ْم َرأَةً قَا َم ْ‬

‫ـ هل هذا يعنى أن الزوجة التى ال تصلى يفرق بينها وبين زوجها ؟‬


‫ـ الجواب ‪ :‬ذهب كثير من أهل العلم إلى تكفير تارك الصالة كفراً أكبر أى يخرج من الملة ‪ ،‬وعليه رتبوا األحكام ‪،‬‬
‫فقالوا ‪ :‬إذا كان متزوجا ً ـ وال يصلى ـ يُف َّرق بينه وبين زوجته ‪ ،‬فال يحق للمرأة المسلمة المصلية أن تعاشر الكافر‬
‫تارك الصالة ـ والعكس ـ وقالوا ‪ :‬تارك الصالة ـ إذا مات ـ ال يُغسل وال يكفن وال يصلى عليه وال يدفن فى مقابر‬
‫المسلمين ‪ ،‬وال والية لتارك الصالة على ابنته المصلية عند الزواج ‪ ،‬إلى غير ذلك من أحكام تارك الصالة ‪ ،‬فاألمر‬
‫جد عظيم ‪ ،‬ولكن أكثر الناس ال يعلمون ‪ ،‬واألولى بالفتاة إذا تقدم إليها الخاطب أن تسأله أول ما تسأله عن صالته‬
‫وعن صلته بربه كما تقدم بيانه ‪.‬‬
‫ـ وماذا أيضا ً من حق الزوجة على زوجها ؟‬
‫َزي ٌز َح ُكي ٌم) (البقرة ‪:‬‬ ‫ـ الجواب ‪ :‬قال تعالى ‪َ ( :‬ولَه َُّن ِم ْث ُل الذى َعلَ ْي ِه َّن بِ ْال َم ْعر ِ‬
‫ُوف َولِل ِّر َجا ِل َعلَ ْي ِه َّن َد َر َجةٌ َوهّللا ُ ع ِ‬
‫‪. )228‬‬
‫فبين تعالى أن للنساء على الرجال حق كما للرجال على النساء ‪ ،‬قال‪ r‬وقد سأله أحدهم ‪ :‬يا رسول هللا ‪َ :‬ما َح ُّ‬
‫ق‬
‫ب ْال َوجْ هَ َواَل تُقَبِّحْ َواَل‬
‫ط ِع َمهَا إِ َذا طَ ِع ْمتَ َوتَ ْك ُس َوهَا إِ َذا ا ْكتَ َسيْتَ أَ ِو ا ْكتَ َسبْتَ ‪َ ،‬واَل تَضْ ِر ِ‬ ‫ال ‪ :‬أَ ْن تُ ْ‬
‫زَ وْ َج ِة أَ َح ِدنَا َعلَ ْي ِه ؟ قَ َ‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم وغيره ‪.‬‬
‫(‪ )1‬وقد تيسرت والحمد هلل تعالى وسائل تعليم المرأة أمر دينها عن طريق "شرائط الكاسيت" ‪.‬‬
‫(‪ )2‬صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد وأبو داود والنسائى وغيرهما ‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫ت" (‪ ، )1‬فيطعمها مما يطعم ـ وترضى هى بما قسمه هللا تعالى لهما من رزق ـ ويكسوها إذا‬ ‫تَ ْهجُرْ إِاَّل فِي ْالبَ ْي ِ‬
‫اكتسى ‪ ،‬وال يضرب الوجه وال يقبح فعلها أو قولها ‪ ،‬فيسفه رأيها وعملها ‪ ،‬وال يهجر إال فى البيت ‪.‬‬
‫ور ع َْن يَ ِمي ِن الرَّحْ َم ِن َع َّز َو َج َّل َو ِك ْلتَا يَ َد ْي ِه يَ ِم ٌ‬
‫ين الَّ ِذينَ يَ ْع ِدلُونَ‬ ‫ـ وقال ‪" : r‬إِ َّن ْال ُم ْق ِس ِطينَ ِع ْن َد هَّللا ِ َعلَى َمنَابِ َر ِم ْن نُ ٍ‬
‫فِي ُح ْك ِم ِه ْم َوأَ ْهلِي ِه ْم َو َما َولُوا" (‪ ، )2‬فالعدل مطلوب أخى المسلم ‪ ،‬وكما تحب أن تعاملك زوجتك عاملها ‪ ،‬فال تطلب‬
‫حقك وتأبى أن تعطيها حقها ‪.‬‬
‫ك تَصُو ُم النَّهَا َر‬ ‫وروى البخارى عن عبد هللا بن عمرو بن العاص قال ‪ :‬قال رسول هللا‪" : r‬يَا َع ْب َدهَّللا ِ أَلَ ْم أُ ْخبَرْ أَنَّ َ‬
‫ك َحقًّا َوإِ َّن‬ ‫ك َعلَ ْي َ‬ ‫ك َحقًّا َوإِ َّن لِ َع ْينِ َ‬ ‫ص ْم َوأَ ْف ِطرْ َوقُ ْم َونَ ْم فَإ ِ َّن لِ َج َس ِدكَ َعلَ ْي َ‬ ‫ال فَاَل تَ ْف َعلْ ُ‬ ‫ُول هَّللا ِ قَ َ‬
‫ت بَلَى يَا َرس َ‬ ‫َوتَقُو ُم اللَّي َْل قُ ْل ُ‬
‫ك َعلَ ْيكَ َحقًّا" ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫لِ َزوْ ِج َ‬
‫ـ قال الحافظ فى الفتح ‪ :‬ال ينبغى له أن يجهد بنفسه فى العبادة حتى يضعف عن القيام بحقها من جماع واكتساب‬
‫واختلف العلماء فيمن كف عن جماع زوجته فقال مالك أن كان بغير ضرورة ألزم به أو يفرق بينهما ونحوه عن‬
‫أحمد والمشهور عند الشافعية أنه ال يجب عليه وقيل يجب مرة وعن بعض السلف فى كل أربع ليلة وعن بعضهم فى‬
‫كل طهر مرة ‪.‬‬
‫ْض َوبِ َما أَنفَقُ ْ‬
‫وا‬ ‫ضهُ ْم َعلَى بَع ٍ‬ ‫ض َل هّللا ُ بَ ْع َ‬ ‫ـ أال يهجر إال فى البيت ‪ :‬لقوله تعالى ‪( :‬الرِّ َجا ُل قَ َّوا ُمونَ َعلَى النِّ َساء بِ َما فَ َّ‬
‫ب بِ َما َحفِظَ هّللا ُ َوالالَّتِي تَخَافُونَ نُ ُشو َزهُ َّن فَ ِعظُوهُ َّن َوا ْه ُجرُوهُ َّن فى‬ ‫ات لِّ ْل َغ ْي ِ‬
‫َات َحافِظَ ٌ‬ ‫ات قَانِت ٌ‬ ‫ِم ْن أَ ْم َوالِ ِه ْم فَالصَّالِ َح ُ‬
‫وا َعلَ ْي ِه َّن َسبِيالً إِ َّن هّللا َ َكانَ َعلِيًّا َكبِيرًا) (النساء ‪ )34 :‬وقوله ‪َ : r‬‬
‫"واَل‬ ‫ضا ِج ِع َواضْ ِربُوهُ َّن فَإ ِ ْن أَطَ ْعنَ ُك ْم فَالَ تَ ْب ُغ ْ‬ ‫ْال َم َ‬
‫ت" (‪ ، )2‬ال كما يفعل البعض بأن يهجر الفراش والبيت فترى البعض يخرج للسهر والسمر مع‬ ‫تَ ْهجُرْ إِاَّل فِي ْالبَ ْي ِ‬
‫األصدقاء تاركا ً خلفه زوجته كما مهمالً ‪ ،‬فيخرج ليمرح ويفرح حتى إذا عاد إلى بيته عاد بالوجه العابس ‪ ،‬ومنهم‬
‫من يهجر البيت إلى بيت أهله !!!! ‪.‬‬
‫فالسنة أن الرجل إذا أراد الهجر هجر فراشه أو غرفته إلى غرفة أخرى أو مكان آخر فى البيت ‪ ،‬ال الهجر‬
‫بالكلية ‪.‬‬
‫ـ مساعدة الرجل زوجته فى شئون البيت ‪ :‬وهو على االستحباب ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عن عائشة ـ رضى هللا عنها ـ قالت ‪" :‬كان رسول هللا ‪ r‬إذا دخل البيت كأحدكم يخيط ثوبه و يعمل كأحدكم" ‪،‬‬
‫صاَل ِة" (‪ )2‬وفى رواية ‪:‬‬ ‫صاَل ةُ خ ََر َج إِلَى ال َّ‬ ‫ت ال َّ‬ ‫ض َر ِ‬ ‫ون فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه تَ ْعنِي ِخ ْد َمةَ أَ ْهلِ ِه فَإ ِ َذا َح َ‬ ‫وفى رواية ‪َ " :‬كانَ يَ ُك ُ‬
‫ف نَ ْعلَهُ َوي َُرقِّ ُع ثَوْ بَهُ" (‪ ، )3‬وفى رواية ‪َ " :‬كانَ بَ َشرًا ِمنَ ْالبَ َش ِر يَ ْفلِي ثَوْ بَهُ َويَحْ لُبُ َشاتَهُ َويَ ْخ ُد ُم‬ ‫ص ُ‬ ‫" َك َما يَصْ نَ ُع أَ َح ُد ُك ْم يَ ْخ ِ‬
‫نَ ْف َسهُ" (‪. )4‬‬
‫فال حرج على الزوج أن يساعد أهله فى بعض شؤون البيت ‪ ،‬فيُعد لنفسه الطعام أو الشراب ـ س‪aa‬واء ك‪aa‬انت الزوج‪aa‬ة‬
‫تشعر بالتعب أو المرض أم ال ـ فإن هذا العمل منه يُدخل على نفسها السرور وتشعر بحب زوجها لها واهتمام‪aa‬ه به‪aa‬ا‬
‫والحرص على راحته‪a‬ا وس‪a‬عادتها ‪ ،‬وال ينتقص ه‪a‬ذا الفع‪a‬ل من "رجول‪a‬ة الرج‪a‬ل" ب‪a‬ل يزي‪a‬د من محب‪a‬ة زوجت‪a‬ه له‪a‬ا ‪،‬‬
‫وسيرى منها جزاء هذا أضعاف وأضعاف ‪ ،‬فالمرأة "بئر" من الحنان والعطف والحس‪a‬اس المره‪a‬ف الجمي‪a‬ل ‪ ،‬فق‪a‬ط‬
‫عليك أن تغترف الغرفة األول منه وسينبع هذا البئر ويروي لك حياتك بكل عاطفة جياشة تتمناها ‪.‬‬
‫ـ صبر الرجل وحلمه على زوجته ‪ :‬ولما قال تعالى ‪( :‬الرِّ َجا ُل قَ َّوا ُمونَ َعلَى النِّ َساء) (النساء ‪ )34 :‬دخل فى قوامة‬
‫الرجل أنه األكثر صبراً واحتماالً وتؤدة وغير ذلك ‪ ،‬فعلى الرجل أن يكون أكثر صبراً واحتماالً من المرأة ‪ ،‬وتأمل‬
‫كيف كان كانت بعض أزواج النبى ‪ r‬يهجرنه إلى الليل ‪ ،‬وتحدث أم المؤمنين عائشة ـ رضى هللا عنها ـ وعن أبيها‬
‫وكان بينهما أبو بكر ‪ t‬ـ وكان قد دعاه ليحكم بينهما ـ فقال النبى‪ : r‬تكلمي أو أتكلم ؟ فقالت ‪ :‬تكلم أنت ‪ ،‬وال تقل إال‬

‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود ‪.‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪ )1995\5‬ومسلم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪ 461\10‬ـ فتح) ‪.‬‬
‫(‪ )2‬السابق ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أحمد ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أحمد ‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫حقا ً ! فلطمها أبو بكر حتى أدمى فاها وقال ‪ :‬أ َو يقول غير الحق يا عدوة نفسها ! فاستجارت برسول هللا‪ r‬وقعدت‬
‫خلف ظهره ! فقال النبى‪ : r‬إنّا لم ندعك لهذا ‪ ،‬ولم نُ ِرد منك هذا" (‪. )1‬‬
‫ـ فتأمل حال أم المؤمنين وهى تشتكى ثم ال تجد إال أن تستجير بالنبى‪ r‬من أبيها ! وهى ما استجارت به‪ r‬إال‬
‫لعلمها برأفته وحبه وحنانه وشفقته ‪. r‬‬
‫ـ وهى التى تقول يوما ً للنبى ‪ : r‬أنت الذى تزعم أنك نبى ؟ !! فتبسم رسول هللا ‪. r‬‬
‫ـ كمن تقول لزوجها يوما ً ‪ :‬أنت الذى تزعم أنك "ملتزم" بدين هللا !! فليصبر وليحتمل وله فى رسول هللا ‪ r‬القدوة‬
‫واألسوة الحسنة ‪.‬‬
‫ـ أال يلوح لها بالطالق ‪ :‬وهذا يعنى أن يحذر أمر الطالق أن يقع منه ‪ ،‬أو يذكره عند كل صغيرة وكبيرة تقع بين‬
‫الزوجين ‪ ،‬فالتلويح بالطالق يُشعر المرأة أنها لم تعد تملك هذا البيت ‪ ،‬وأنه ال حق لها فيه ‪ ،‬وهى مجرد ضيف تقيل‬
‫سرعان ما يذهب عند أول مشاحنة بينها وبين زوجها ‪ ،‬وكم زلزل التلويح بالطالق بيوتا ً ‪ ،‬وآتى عليها وقوعه ‪.‬‬
‫ـ أال يطيل فترة غيابه عنها ‪:‬‬
‫أما المدة التى للرجل الغياب فيها عن زوجته فنسوق هذه القصة التى رواها اإلمام مالك فى الموطأ قال ‪" :‬بينما‬
‫عمر بن الخطاب‪ t‬يحرس المدينة ‪ ،‬مر على بيت من بيوتات المسلمين فسمع امرأة من داخل البيت تنشد ‪:‬‬
‫وارقنى أن ال ضجيـع أالعبــه‬ ‫تطاول هذا الليل وازور جانبه‬
‫ً‬
‫بدا فمرا فى ظلمة الليل حاجبه‬ ‫أالعبـه طـوراً وطـوراً كأنمـا‬
‫لطيف الحشا ال يحتويه أقاربـه‬ ‫يُســر بـه من كان يلهو بقربه‬
‫لحرك مــن هـذا السرير جوانبه‬ ‫فوهللا لوال هللا الشئ غيــره‬
‫بأنفسنا ال يفتـر الدهـر كاتبـــه‬ ‫ولكننى اخشـى رقيبا ً موكالً‬
‫وإكرام بعلــى أن تنــال مواتبـه‬ ‫مخافة ربــى والحياء يصدنى‬
‫فسأل عمر ‪ t‬عنها قيل له ‪ :‬إن زوجها غائب فى سيبل هللا تعالى ‪ ،‬فبعث إلى زوجها حتى أعاده إليها ‪ ،‬ثم دخل‬
‫على ابنته حفصة فسألها ‪ :‬كم تصبر المرأة على زوجها ؟ قال ‪ :‬سبحان هللا ‪ ،‬مثلك يسأل مثلى عن هذا ؟! فقالت ‪:‬‬
‫خمسة أشهر ‪ ،‬ستة أشهر ‪ ،‬فوقف عمر وقال ال يغيب رجل عن أهله أكثر من ستة أشهر ‪.‬‬
‫ـ فماذا عن وصايا الزوجين ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬وصايا الزوجين كثيرة فمنها أوالً ‪ :‬وصية األب ابنته عند الزواج ‪:‬‬
‫وصى عبد هللا بن جعفر بن أبى طالب ابنته فقال ‪ :‬إي‪aa‬اك والغ‪aa‬يرة فإنه‪aa‬ا مفت‪aa‬اح الطالق ‪ ،‬وإي‪aa‬اك وك‪aa‬ثرة العت‪aa‬اب فإن‪aa‬ه‬
‫يورث البغضاء "أى الكراهية" ‪ ،‬وعليك بالكحل فإنه أزين الزينة ‪ ،‬و أطيب الطيب الماء ‪.‬‬
‫ـ ثانيا ً ‪ :‬وصية أم ابنتها عند الزواج ‪ :‬خطب عمرو بن حجر ملك كندة أ َم إياس بنت عوف بن مسلم الشيبانى ‪،‬‬
‫ولما حان زفافها إليه خلت بها أمها أمامة بنت الحارث فأوصتها وصية تبين فيها أسس الحياة الزوجية السعيدة ‪،‬‬
‫وما يجب عليها لزوجها مما يصلح أن يكون دستوراً لجميع النساء فقالت ‪:‬‬
‫وقرين لم‬
‫ٍ‬ ‫وكر لم تعرفيه‬
‫ٍ‬ ‫أى بنية ‪ :‬إنك فارقت الجو الذى منه خرجت ‪ ،‬وخلَّفت العش الذى فيه درجت ‪ ،‬إلى‬
‫تألفيه ‪ ،‬فأصبح بملكه عليك رقيبا ً ‪ ،‬فكوني له أمةً يكن لك عبداً وشيكا ً ‪ ،‬واحفظى له خصاالً عشراً تكن لك ذخراً ‪:‬‬
‫أما األولى والثانية ‪ :‬فالخضوع له بالقناعة وحسن السمع له والطاعة ‪.‬‬
‫وأما الثالثة والرابعة ‪ :‬فالتفقد لمواضع عينيه وأنفه ‪ ،‬فال تقع عينه منك على قبيح ‪ ،‬وال يشم منك إال أطيب ريح ‪.‬‬
‫وأما الخامسة والسادسة ‪ :‬فالتفقد لوقت منامه وطعامه ‪ ،‬فإن تواتر الجوع ملهبة ‪ ،‬وتنغيص النوم مغضبة ‪.‬‬
‫وأما السابعة والثامنة ‪ :‬فاالحتراس بماله واإلرعاء على حشمه وعياله ‪.‬‬
‫وأما التاسعة والعاشرة ‪ :‬فال تعصين له أمراً ‪ ،‬وال تفشين له سراً ‪ ،‬فإنه إن أفشيت سره أو خالفت أمره أوغرت‬
‫صدره ولم تأمنى غدره ‪ ،‬ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مغتما ً ‪ ،‬والكآبة بين يديه إن كان فرحا ً ‪.‬‬
‫ـ ثالثا ً ‪ :‬وصية الزوج لزوجته ‪ :‬قال أبو الدرداء المرأته ناصحا ً لها ‪ :‬إذا رأيتنى غضبت فرضى وإذا رأيتك‬
‫غضبى رضيتك وإال لم نصطحب ‪:‬‬
‫ورتى حين اغضبُ‬ ‫وال تنطقى فى َس َ‬ ‫خذى ال َعفو منــى تستديمى مودتى‬
‫فإنك ال تدريـن كيـف الُم ّغيــــبُ‬ ‫نقــرك الـدفَ مــرةً‬
‫ِ‬ ‫وال تنقرينــى‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى ‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫ويأبـاك قلبـى والقلـوب‪ a‬تقلـــــبُ‬ ‫وال تُكثرى الشكوى فتذهب بالقوى‬
‫إذا اجتمعا لم يلبث الحبُ يذهـبُ‬ ‫ب واألذى‬
‫الحب فى القل ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫رأيت‬ ‫فإنى‬

‫سلـوكيـــات‬
‫ـ فماذا عن السلوكيات التى على العروسين التحلى بها فى بيت الزوجية لتكون الحياة التى يظللها الحب والود‬
‫ق لَ ُكم ِّم ْن أَنفُ ِس ُك ْم أَ ْز َواجًا لِّتَ ْس ُكنُوا إِلَ ْيهَا َو َج َع َل بَ ْينَ ُكم َّم َو َّدةً َو َرحْ َمةً‬
‫والسكن والرحمة كما قال تعالى ‪َ ( :‬و ِم ْن آيَاتِ ِه أَ ْن خَ لَ َ‬
‫ت لِّقَوْ ٍم يَتَفَ َّكرُونَ ) (الروم ‪. )21 :‬‬ ‫إِ َّن فى َذلِكَ آَل يَا ٍ‬
‫ـ الجواب ‪ :‬من المقرر أن "مركب" الحياة الزوجية تحتاج إلى مجدافى الرجل والمرأة معا ً لتصل إلى بر األمان‬
‫والحب والوئام ‪ ،‬وهذا يستلزم من الرجل والمرأة المشاركة الدائمة فى التعاون معا ً ‪ ،‬وأال يطلب طرف أن يأخذ دائما ً‬
‫دون أن يعطى ‪ ،‬بل عليه أن يبادر هو بالعطاء وال ينتظر األخذ ‪ ،‬بل يفعل ما يطيق وما يسعه فى سبيل إسعاد‬
‫الطرف اآلخر والتخفيف عنه عناء الطريق الطويل ‪ ،‬وعلى الرجل أن يكون أكثر احتماالً بحكم تكوينه الجسدى‬
‫وقوامته فيأخذ مجدافى المركب ليسير بها إلى شاطئ الحب واألسرة السعيدة ‪ ،‬وال تتركه المرأة يجاهد ويكد وهى‬
‫ب من وعثاء‬ ‫بألم أو تع ٍ‬ ‫تشاهد هذا دون أن تبادله االبتسامة وتعطيه اللمسة الحانية والكلمة الطيبة التى تجعله ال يشعر ٍ‬
‫الطريق ‪ ،‬فهى تجلس أمامه على طرف "المركب"‪ a‬كأميرة أو ملكة متوجة يأخذها أميرها ومليكها إلى جزيرة بعيدة‬
‫عن أعين الذئاب فى الطريق وفى وسائل العالم المرئية والمسموعة والمقروءة ‪ ،‬لعيشا معا ً عمرها الجميل ‪ ،‬فالبد‬
‫أن يراها الرجل فى أبهى صورها من ملبس وملمس وكلمة طيبة رقيقة حانية ‪.‬‬
‫ولنعلم أن السلوكيات التى على العروسين التحلى بها كثيرة جداً ومنها ‪ :‬حسن العشرة ‪.‬‬
‫فأول هذه السلوكيات التى على الزوجين التحلى بها ‪ :‬حسن العشرة ‪:‬‬
‫ـ فعلى العروس ـ الرجل والمرأة ـ أن يحسن كل منهما معاشرة اآلخر‪ ،‬وقد حث تعالى فى كتابه الكريم وعلى‬
‫ُوف) (النساء ‪ ، )19 :‬وقال ‪" : r‬خَ ْي ُر ُك ْم‬ ‫(وعَا ِشرُوهُ َّن بِ ْال َم ْعر ِ‬ ‫لسان رسوله‪ r‬الزوج بحسن العشرة فقال تعالى ‪َ :‬‬
‫خَ ْي ُر ُك ْم أِل َ ْهلِ ِه َوأَنَا خَ ْي ُر ُك ْم أِل َ ْهلِي" (‪ ، )1‬وقال ‪" : r‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َسائِ ِه ْم ُخلُقًا"‬
‫(‪. )2‬‬
‫ك إِاَّل أَ ْن يَأْتِينَ‬‫ْس تَ ْملِ ُكونَ ِم ْنه َُّن َش ْيئًا َغ ْي َر َذلِ َ‬ ‫ـ وقال ‪" : r‬أَاَل َوا ْستَوْ صُوا بِالنِّ َسا ِء َخ ْيرًا فَإِنَّ َما هُ َّن َع َو ٌ‬
‫ان ِع ْن َد ُك ْم لَي َ‬
‫ح فَإ ِ ْن أَطَ ْعنَ ُك ْم فَاَل تَ ْب ُغوا َعلَ ْي ِه َّن َسبِياًل‬‫ٍ‬ ‫ضرْ بًا َغي َْر ُمبَرِّ‬ ‫ضا ِج ِع َواضْ ِربُوهُ َّن َ‬ ‫اح َش ٍة ُمبَيِّنَ ٍة فَإ ِ ْن فَ َع ْلنَ فَا ْه ُجرُوهُ َّن فِي ْال َم َ‬ ‫بِفَ ِ‬
‫َواَل يَأْ َذ َّن‬ ‫)‬‫‪3‬‬ ‫(‬
‫أَاَل إِ َّن لَ ُك ْم َعلَى نِ َسائِ ُك ْم َحقًّا َولِنِ َسائِ ُك ْم َعلَ ْي ُك ْم َحقًّا فَأ َ َّما َحقُّ ُك ْم َعلَى نِ َسائِ ُك ْم فَاَل يُو ِط ْئنَ فُ ُر َش ُك ْم َم ْن تَ ْك َرهُونَ‬
‫فِي بُيُوتِ ُك ْم لِ َم ْن تَ ْك َرهُونَ أَاَل َو َحقُّه َُّن َعلَ ْي ُك ْم أَ ْن تُحْ ِسنُوا إِلَ ْي ِه َّن فِي ِكس َْوتِ ِه َّن َوطَ َعا ِم ِه َّن" (‪. )4‬‬
‫ـ وقال ‪" : r‬كل شئ ليس فيه ذكر هللا فهو (لغو) وسهو لعب ‪ ،‬إال أربع (خصال) ‪ :‬مالعبة الرجل امرأته ‪،‬‬
‫وتأديب الرجل فرسه ‪ ،‬ومشيه بين الغرضين (‪ ، )5‬وتعليم الرجل السباحة" (‪. )6‬‬
‫ـ ومن صور حسن المعاشرة أسوق إليك أيها الزوج الحبيب هذا الحديث الطيب الكثير الفوائد وآداب حسن المعاشرة‬
‫وزن نفسك‬ ‫لمن تدبره وتأمله ‪ ،‬وفيه بعض ما تبغضه النساء فى الرجال ‪ ،‬وبعض ما تحبه النساء فى الرجال فتأمله ِ‬

‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى والطحاوى ‪ ،‬وتأمل قوله ‪ r‬ووصفه الزوجة بأنها أهل الرجل ‪ ،‬فهى األخت واألم والزوجة والقربية ‪.‬‬
‫(‪ )2‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى وغيره ‪.‬‬
‫(‪ )3‬فال تخنه ‪.‬‬
‫(‪ )4‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى وابن ماجة وغيرهما ‪.‬‬
‫(‪ )5‬الغرض ‪ :‬الهدف ‪.‬‬
‫(‪ )6‬صحيح ‪ :‬أخرجه النسائى فى عشرة النساء ‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫قالت (‪َ : )2‬جلَ َ‬
‫س‬ ‫مع أى فريق أنت ‪ ،‬والحديث رواه البخارى ومسلم (‪ )1‬عن أم المؤمنين عائشة ـ رضى هللا عنها ـ‬
‫ار أَ ْز َوا ِج ِه َّن َش ْيئًا ‪.‬‬
‫إِحْ دَى َع ْش َرةَ ا ْم َرأَةً فَتَ َعاهَ ْدنَ َوتَ َعاقَ ْدنَ أَ ْن اَل يَ ْكتُ ْمنَ ِم ْن أَ ْخبَ ِ‬
‫س َجبَ ٍل اَل َسه ٍْل فَيُرْ تَقَى َواَل َس ِمي ٍن فَيُ ْنتَقَ ُل ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ت اأْل ُولَى ‪ :‬زَ وْ ِجي لَحْ ُم َج َم ٍل غ ٍّ‬
‫َث َعلَى َرأ ِ‬ ‫ـ قَالَ ِ‬
‫ـ تصف زوجها بأنه كلحم الجمل ‪ ،‬وهو من أنواع اللحم غير المحببة إلى الناس ‪ ،‬وهو مع كونه لحما مزهود فيه ‪،‬‬
‫عال ! وهذا الجبل ال سهل فيرتقى إلى اللحم المزهود ‪ ،‬وال هو باللحم السمين فأتحمل مشقة‬ ‫فهو على رأس جبل ٍ‬
‫صعود وتسلق الجبل ‪.‬‬
‫اف أَ ْن اَل أَ َذ َرهُ إِ ْن أَ ْذ ُكرْ هُ أَ ْذ ُكرْ ُع َج َرهُ َوبُ َج َرهُ‪.‬‬ ‫ُث خَ بَ َرهُ إِنِّي أَخَ ُ‬ ‫ت الثَّانِيَةُ ‪ :‬زَ وْ ِجي اَل أَب ُّ‬ ‫ـ قَالَ ِ‬
‫ـ تقول ‪ :‬زوجى ال أنشر خبره ‪ ،‬إنى أخاف إن أنا تحدتث عنه أال أفيكم بيان معايب زوجى ومساوءه ‪ ،‬ولكن …‬
‫كنت أحدثكم عنه فيكفى أن اذكر عجره ‪ ،‬والعجر ‪ :‬العقد التى تكون فى البطن واللسان ‪ ،‬والبجر‪ :‬العيوب ‪،‬‬ ‫إن ُ‬
‫فتحدثت عن عيوبه الظاهرة والباطنة ‪.‬‬
‫قال الخطابى ‪ :‬أرادت عيوبه الظاهرة وأسراره الكامنة ‪ ،‬قال ‪ :‬ولعله كان مستور الظاهر رديء الباطن ‪.‬‬
‫ت أُعَلَّ ْق ‪.‬‬‫ق إِ ْن أَ ْن ِط ْق أُطَلَّ ْق َوإِ ْن أَ ْس ُك ْ‬
‫ت الثَّالِثَةُ ‪:‬زَ وْ ِجي ْال َع َشنَّ ُ‬ ‫ـ قَالَ ِ‬
‫ـ تصفه بأنه طويل مذموم الطول ‪ ،‬أرادت أنه ليس عنده أكثر من طوله بغير نفع ‪ ،‬وقد قال ابن حبيب ‪ :‬هو المقدم‬
‫على ما يريد ‪ ،‬الشرس فى أموره ‪ ،‬وقيل ‪ :‬السيئ الخلق ‪.‬‬
‫تقول ‪ :‬أنها إن ذكرت عيوبه فيبلغه طلقها ‪ ،‬وإن سكتت عنده فإنها عنده معلقة ال زوج وال أيم ‪ ،‬فأشارت إلى سوء‬
‫خلقه وعدم احتماله لكالمها إن شكت له حالها ‪ ،‬وأنها تعلم أنها متى ذكرت له شيئا ً من ذلك بادر إلى طالقها ‪ ،‬وأنها‬
‫إن سكتت صابرة على تلك الحال كانت عنده كالمعلقة التى ال ذات زوج وال أيم ‪.‬‬
‫ت الرَّابِ َعةُ ‪َ :‬زوْ ِجي َكلَي ِْل تِهَا َمةَ اَل َحرٌّ َواَل قُرٌّ َواَل َم َخافَةَ َواَل َسآ َمةَ ‪.‬‬ ‫ـ قَالَ ِ‬
‫ـ تصف زوجها بأنه لين الجانب ‪ ،‬خفيف الوطأة على الصاحب ‪ ،‬ويحتمل أن يكون ذلك من بقية صفة الليل ‪ ،‬ثم‬
‫وصفته بالجود ووصفته بحسن العشرة واعتدال الحال وسالمة الباطن ‪ ،‬فكأنها قالت ‪ :‬ال أذى عنده وال مكروه ‪ ،‬وأنا‬
‫آمنةٌ منه فال أخاف من شره ‪ ،‬وال ملل عنده فيسأم من عشرته ‪ ،‬فأنا لذيذة العيش عنده كلذة أهل تهامة بليلهم‬
‫المعتدل ‪.‬‬
‫ت ْال َخا ِم َسةُ ‪ :‬زَ وْ ِجي إِ ْن َد َخ َل فَ ِه َد َوإِ ْن خ ََر َج أَ ِس َد َواَل يَسْأ َ ُل َع َّما َع ِه َد ‪.‬‬ ‫ـ قَالَ ِ‬
‫(‪)1‬‬
‫ـ تصفه بالغفلة عند دخول البيت على وجه المدح له ‪ ،‬وشبهته فى لينه وغفلته بالفهد ‪ ،‬ألنه يوصف بالحياء‬
‫وقلة الشر وكثرة النوم ‪ ،‬أو تصفه أنه إذا دخل البيت وثب على وثوب الفهد (‪ ، )2‬وإن خرج كان فى اإلقدام مثل األسد‬
‫‪ ،‬وأنه يصير بين الناس مثل األسد ‪ ،‬أو تصفه بالنشاط فى الغزو ‪ ،‬وقولها ‪ :‬وال يسأل عما عهد ‪ :‬تمدحه بأنه شديد‬
‫الكرم كثير التغاضى ال يتفقد ما ذهب من ماله (‪. )1‬‬
‫ث(‪. )5‬‬‫ف لِيَ ْعلَ َم ْالبَ َّ‬‫َف(‪َ )4‬واَل يُولِ ُج ْال َك َّ‬ ‫َف(‪َ )3‬وإِ ِن اضْ طَ َج َع ْالت َّ‬ ‫ب ا ْشت َّ‬ ‫ف(‪َ )2‬وإِ ْن َش ِر َ‬ ‫ت السَّا ِد َسةُ ‪ :‬زَ وْ ِجي إِ ْن أَ َك َل لَ َّ‬ ‫ـ قَالَ ِ‬
‫ـ تصفه بأنه أكول شروب نؤوم ‪ ،‬إن أكل ال يبقى شيئا ً من الطعام ‪ ،‬واإلشتفاف فى الشرب استقصاءه فإن شرب‬
‫ال يبقى شيئا ً من الشراب ‪ ،‬وإن نام رقد ناحية وتلفف بكسائه وحده وانقبض عن أهله إعراضا ً ‪ ،‬وال يمد يده ليعلم ما‬
‫هى عليه من الحزن فيزيله ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪ )1989\5‬ومسلم (‪. )1898\4‬‬
‫(‪ )2‬أى تحدث النبى ‪ r‬وتقص عليه قصة النسوة ‪ ،‬وفيه ‪ :‬حسن استماع الزوج إلى زوجته ‪.‬‬
‫(‪ )1‬وخلق الغفلة عند الرجل ُخلق حسن ‪ ،‬فهو يتغافل عن بعض األمور فى بيته ‪ ،‬فال يضيق الخناق على زوجه فى عمل كذا فى البيت ‪ ،‬أو تنظيف‪ a‬كذا ‪ ،‬وتأخيرها لفعل كذا كان قد أمر‬
‫به من أمور البيت ‪ ،‬فهو يتغافل فى بيته عن مثل هذه األمور الصغيرة ‪ ،‬وال يكون كالضابط الحارس المتفقد لكل صغيرة وكبيرة فى البيت ‪ ،‬حتى ال تكرة الزوجة وجوده وتتحين‬
‫خروجه ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أى يُكثر من مغازلتها ومواقعتها كحال الفهد مع أنثاه إذا دخل عرينه ‪.‬‬
‫(‪ )1‬فال يتفقد المال عند عودته ‪ ،‬ويسأل أين ذهب المال ‪ ،‬فترى الزوجة وقد أعدت قائمة المصروفات بالدرهم والدينار والفلس ‪ ،‬وأين ذهب وكيف ذهب ولماذا ذهب ؟ حتىتقول الزوجة‬
‫‪ :‬أرى عمرى مع هذا الرجل قد ذهب ! بال عودة !!! ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ويقع فى هذا الكثير من األزواج ‪ ،‬فال هو يسمى هللا تعالى ‪ ،‬وال هو يأكل بيمينه ‪ ،‬إنما ياليدين ! وال هو يأكل مما يليه كما صح بذلك الحديث ‪ ،‬إنما "تلف" اللقمة أرجاء الصحفة‬
‫خشية هرب بعض الطعام وانفالته من قبضته ! وال هو يضع اللقمة فى فم امرأته إتباعا ً للسنة ‪ ،‬وال هو ينتظر‪ a‬الزوجة حتى تنتهى‪ a‬من إحضار الطعام وترتيبه ‪ ،‬إنما ما إن يوضع‬
‫الطعام أمامه حتى يبدأ الصراع والحرب الضروس بين اللقمة واالسنان والضروس ‪ ،‬وهكذا تستبدل الزوجة صحفة تلو الصحفة ‪ ،‬وهكذا إذا أكل لف ‪.‬‬
‫(‪ )3‬فال يسمى هللا ‪ ،‬وال يشرب على ثالث كما صح بذلك الحديث ‪ ،‬وإنما يشتف الماء حتى نهايته ‪ ،‬ثم تسمع جشا ًء يرتج له المنزل ! ‪.‬‬
‫(‪ )4‬يلتف فيبدو هو والغطاء كقطعة واحدة ‪ ،‬وتجلس الزوجة بجواره تتحسر على ما بذلت من جهد فى إعداد الطعام والشراب وتهيئة الفراش ! والتعطر والتزين لهذا الملتحف ! ‪.‬‬
‫(‪ )5‬فال هو يشكر على الطعام الجيد أو الشراب اللذيذ ‪ ،‬ويشكر لها تعبها‪ a‬وجهدها ومعانتها ‪ ،‬أو يسأل عن حالها وصحتها ‪ ،‬ومن باب أولى فهو لن يسأل عن صالتها وتقربها إلى ربها ‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫ك‪.‬‬ ‫ك أَوْ َج َم َع ُكاًّل لَ ِ‬ ‫َّك أَوْ فَلَّ ِ‬ ‫ت السَّابِ َعةُ ‪َ :‬زوْ ِجي َغيَايَا ُء(‪ )1‬أَوْ َعيَايَا ُء(‪ )2‬طَبَاقَا ُء(‪ُ )3‬كلُّ دَا ٍء لَهُ دَا ٌء َشج ِ‬ ‫ـ قَالَ ِ‬
‫ـ تصفه بالحماقة ‪ ،‬كأنه فى ظلمة من أمره ‪ ،‬وانه عيي اللسان (‪ )4‬ال يهتدى إلى مسلك ‪ ،‬ووصفته بثقل الروح وأنه‬
‫كالظل المتكاثف الظلمة الذى ال إشراق فيه ‪ ،‬وتقول أن كل شئ تفرق فى الناس من المعايب موجود فيه ‪ ،‬وتصفه‬
‫بسوء المعاملة ألهله ‪ ،‬إن ضربها فإما أن يشجها أو يكسرها أو يجمع لها االثنين ‪.‬‬
‫ب‪.‬‬ ‫ب َوالرِّي ُح ِري ُح زَرْ نَ ٍ‬ ‫ت الثَّا ِمنَةُ ‪َ :‬زوْ ِجي ْال َمسُّ َمسُّ أَرْ نَ ٍ‬ ‫ـ قَالَ ِ‬
‫ـ تمدح زوجها بأنه لين الخلق ‪ ،‬وحسن العشرة ‪ ،‬فهو فى ريح ثيابه ‪ ،‬كالزرنب ‪ ،‬وهو نبات طيب الريح ‪ ،‬وفى‬
‫لين كالمه ولطف حديثه وحالوة طباعه كاألرنب فى لين الملمس ‪.‬‬
‫ت ِمنَ النَّا ِد‪.‬‬ ‫َظي ُم ال َّر َما ِد قَ ِريبُ ْالبَ ْي ِ‬ ‫اس َعةُ ‪َ :‬زوْ ِجي َرفِي ُع ْال ِع َما ِد طَ ِوي ُل النِّ َجا ِد ع ِ‬ ‫ت التَّ ِ‬ ‫ـ قَالَ ِ‬
‫ـ وصفته بطول البيت وعلوه وكرمه ‪ ،‬أو بنسبه الرفيع ‪ ،‬طويل السيف مما يدل على شجاعته وإقدامه ‪ ،‬وهو مع‬
‫ذلك سخى كريم األضياف ‪ ،‬فرماد البيت كثير من كثرة األضياف ‪ ،‬وهو مع هذه كله زعيم قومه فى ناديهم القريب‬
‫من البيت ‪.‬‬
‫ح َوإِ َذا َس ِم ْعنَ‬ ‫ار ِ‬ ‫ت ْال َم َس ِ‬ ‫ك قَلِياَل ُ‬ ‫ات ْال َمبَ ِ‬
‫ار ِ‬ ‫ك لَهُ إِبِ ٌل َكثِي َر ُ‬ ‫ك خَ ْي ٌر ِم ْن َذلِ ِ‬ ‫ك َمالِ ٌ‬ ‫ك َو َما َمالِ ٌ‬ ‫ت ْال َعا ِش َرةُ ‪َ :‬زوْ ِجي َمالِ ٌ‬ ‫ـ قَالَ ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫صوْ تَ ْال ِم ْزه َِر أَ ْيقَ َّن أَنَّه َُّن هَ َوالِ ُ‬ ‫َ‬
‫ـ تصفه بالكرم والثروة وكثرة القِرى واالستعداد له ‪ ،‬والمبالغة فى صفاته ‪ ،‬والتقديم له بالسؤال للتنبيه على ِعظم‬
‫شأنه ‪ ،‬فقولها ‪ :‬وما مالك ؟ تعظيم ألمره وشأنه ‪ ،‬وأنه خير مما أشير إليه من الثناء والمديح كله على األزواج‬
‫السابق ذكرهم ‪ ،‬فمالك هذا له إبل كثيرة ‪ ،‬دائمة البروك بالحظيرة انتظاراً لقدوم الضيف ‪ ،‬ولهذا الرجل عالمة‬
‫وإشارة بينه وبين أهله أو خدمه ‪ ،‬فإذا نزل بهم الضيف ‪ ،‬أعطى الرجل اإلشارة بالمزهر ‪ ،‬داللة إلعداد الطعام ـ فال‬
‫يسمع الضيف ندائه بإعداد الطعام فيتحرج ـ وقد اعتادت اإلبل عند سماع المالهى أن توقن بالهالك وهو النحر ‪،‬‬
‫ليقدم لحمها طعاما ً لضيوفه ‪ ،‬وهذا غاية الكرم ‪.‬‬
‫َّحنِي‬ ‫ي ‪َ ،‬وبَج َ‬ ‫ض َد َّ‬ ‫ي ‪َ ،‬و َمأَل َ ِم ْن شَحْ ٍم َع ُ‬ ‫َاس ِم ْن ُحلِ ٍّي أُ ُذنَ َّ‬ ‫ع ؟ أَن َ‬ ‫ع ‪َ ،‬و َما أَبُو زَرْ ٍ‬ ‫ت ْال َحا ِديَةَ َع ْش َرةَ ‪ :‬زَ وْ ِجي أَبُو زَرْ ٍ‬ ‫ـ قَالَ ِ‬
‫ق ‪ ،‬فَ ِع ْن َدهُ أَقُو ُل فَاَل‬ ‫س َو ُمنَ ٍّ‬‫يط َودَائِ ٍ‬ ‫ص ِهي ٍل َوأَ ِط ٍ‬ ‫ق ‪ ،‬فَ َج َعلَنِي فِي أَ ْه ِل َ‬ ‫ي نَ ْف ِسي ‪َ ،‬و َج َدنِي فِي أَ ْه ِل ُغنَ ْي َم ٍة بِ ِش ٍّ‬ ‫فَبَ ِج َح ْ‬
‫ت إِلَ َّ‬
‫َصبَّ ُح ‪َ ،‬وأَ ْش َربُ فَأَتَقَنَّ ُح ‪.‬‬ ‫أُقَبَّ ُح ‪َ ،‬وأَرْ قُ ُد فَأَت َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ع ؟ ُع ُكو ُمهَا َردَا ٌح ‪َ ،‬وبَ ْيتُهَا فَ َسا ٌح ‪.‬‬ ‫ع ‪ ،‬فَ َما أ ُّم أَبِي زَرْ ٍ‬ ‫أ ُّم أَبِي زَرْ ٍ‬
‫ع ْال َج ْف َر ِة ‪.‬‬ ‫ع ؟ َمضْ َج ُعهُ َك َم َسلِّ َش ْ‬
‫طبَ ٍة َويُ ْشبِ ُعهُ ِذ َرا ُ‬ ‫ع ‪ ،‬فَ َما اب ُْن أَبِي زَرْ ٍ‬ ‫اب ُْن أَبِي زَرْ ٍ‬
‫ع أُ ِّمهَا ‪َ ،‬و ِملْ ُء ِك َسائِهَا ‪َ ،‬و َغ ْيظُ َجا َرتِهَا ‪.‬‬ ‫ع أَبِيهَا ‪َ ،‬وطَوْ ُ‬ ‫ع ؟ طَوْ ُ‬ ‫ت أَبِي زَرْ ٍ‬ ‫ع ‪ ،‬فَ َما بِ ْن ُ‬ ‫ت أَبِي زَرْ ٍ‬ ‫بِ ْن ُ‬
‫ث ِمي َرتَنَا تَ ْنقِيثًا‪َ ،‬واَل تَ ْمأَل ُ بَ ْيتَنَا تَ ْع ِشي ًشا ‪.‬‬ ‫ُث َح ِديثَنَا تَ ْبثِيثًا ‪َ ،‬واَل تُنَقِّ ُ‬ ‫ع ؟ اَل تَب ُّ‬ ‫اريَةُ أَبِي زَرْ ٍ‬ ‫ع ‪ ،‬فَ َما َج ِ‬ ‫اريَةُ أَبِي زَرْ ٍ‬ ‫َج ِ‬
‫ت خَصْ ِرهَا بِ ُر َّمانَتَي ِْن ‪،‬‬ ‫َان لَهَا َك ْالفَ ْه َد ْي ِن يَ ْل َعبَا ِن ِم ْن تَحْ ِ‬ ‫ع َواأْل َوْ طَابُ تُ ْمخَ ضُ ‪ ،‬فَلَقِ َي ا ْم َرأَةً َم َعهَا َولَد ِ‬ ‫ت ‪ :‬خ ََر َج أَبُو زَرْ ٍ‬ ‫قَالَ ْ‬
‫ي نَ َع ًما ثَ ِريًّا ‪َ ،‬وأَ ْعطَانِي ِم ْن ُكلِّ‬ ‫ب َش ِريًّا‪َ ،‬وأَخَ َذ خَ طِّيًّا ‪َ ،‬وأَ َرا َح َعلَ َّ‬ ‫ت بَ ْع َدهُ َر ُجاًل َس ِريًّا ‪َ ،‬ر ِك َ‬ ‫فَطَلَّقَنِي َونَ َك َحهَا ‪ ،‬فَنَ َكحْ ُ‬
‫ْت ُك َّل َش ْي ٍء أَ ْعطَانِي ِه َما بَلَ َغ أَصْ َغ َر آنِيَ ِة أَبِي‬ ‫ك ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫يري أَ ْهلَ ِ‬ ‫ُ‬
‫ت ‪ :‬فَلَوْ َج َمع ُ‬ ‫ع َو ِم ِ‬ ‫َرائِ َح ٍة زَ وْ جًا ‪َ ،‬وقَا َل ‪ُ :‬كلِي أ َّم زَرْ ٍ‬
‫ع "‪.‬‬ ‫زَرْ ٍ‬
‫ـ قولها "أناس من حلى أذنى" أى حالنى بأنواع الزينة التى تعلقن بأذنى ‪.‬‬
‫ـ قولها "وبجحنى فبجحت إلى نفسى" أى ‪ :‬سرنى وف ّرحنى بحسن معاملته فعظمت نفسى فى عينى ‪ ،‬أو عظمنى‬
‫ورفع من شأنى فعظمت نفسى فى عينى ‪ ،‬حتى شعرت بأنى أميرة األميرات ‪ ،‬رغم أنه ‪:‬‬
‫ـ وجدنى فى أهل غنيمة بشق … أى ‪ :‬وجدنى فى أهل فقراء ‪ ،‬ليس لهم من الغنم إال قليل ‪ ،‬فانتشلنى من هذا‬
‫الحال فجعلنى فى أهل الثراء مع الخيل واإلبل والزرع والخدم والدجاج وسائر األنعام ‪.‬‬
‫ـ فعنده أقول فال أقبح وأرقد فأتصبح وأشرب فأتقنح ‪ :‬أى أتكلم فال يقبح قولى أو يسفهه ‪ ،‬وعنده أنام فال يوقظنى‬
‫أحد حتى استيقظ من نفسى ‪ ،‬وإذا شربت ارتويت من الشراب ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أو هو غبى الفهم والمنطق‪. a‬‬


‫(‪ )2‬أى تجمعت فيه امراض العالم شماله وجنوبه ‪ ،‬شرقه وغربه ‪.‬‬
‫(‪ )3‬يعنى إذا أراد جماعى أطبق على كالسور الذى يقع أصحابه ‪ ،‬أو كالبيت ينهدم على أهله ‪ ،‬فال يقدم بالقبلة أو اللمسة أو الكلمة ‪.‬‬
‫(‪ )4‬ثقيل الللسان ‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫ثم هى بعد أن وصفت زوجها انتقلت بالثناء إلى أمه وابنه وابنته بل حتى إلى جاريته ‪ ،‬وهذا إنما يدلك على مدى‬
‫تعلق هذا المرأة بزوجها ‪ ،‬فهى لم تكتفى بمدح الزوج حتى اتبعت هذا بالثناء على أمه (حماتها) ! تصفها بأن سمينة‬
‫الجسم واسعة البيت ‪ ،‬وابنه ‪ :‬هادئ الطباع قليل الطعام ‪ ،‬وابنته ‪ :‬سمينة كأمها ‪ ،‬وهى طوع أمر أبيها وأمها ‪ ،‬وهى‬
‫غيظ جارتها ‪ :‬أى جيران أبيها وأمها ‪ ،‬أو غيظ جارتها ‪ :‬أى أن زوج البنت كان متزوجا ً عليها فكانت هى أفضل‬
‫أزواجه ‪ -‬جارتها ‪ -‬إليه ‪ ،‬ثم إليكم أيضا ً وصف جارية وخادمة أبى زرع ‪ :‬فهى كتومة ال تنشر خبر بيتنا والحديث‬
‫عنه ـ هذه الجارية أو الخادمة وليست الزوجة ! ـ وال هى تهمل أمر طعامنا فهى ليست بالمبذرة ‪ ،‬أو ليست بالتى‬
‫تسرق من ثمن طعامنا عند شرائه ‪ ،‬وهى مع هذا كله نظيفة ‪ ،‬تحافظ على نظافة بيتنا !!! ‪.‬‬
‫ثم أخذت بالعود مرة أخرى فى بيان حال أبى زرع ‪ ،‬تقول ‪ :‬خرج زوجها ذات يوما ً ـ لعله كان غاضبا ً ‪ ،‬فرأى‬
‫امرأة جميلة معها ولدان يشبهان البدر فى الجمال ‪ ،‬والفهد فى الحيوية والنشاط ‪ ،‬يلعبان بثديى أمهما ‪ ،‬اللذين يشبهان‬
‫الرمانتين ‪ ،‬تقول ‪ :‬فطلقنى ونكحها ‪ ،‬تقول ‪ :‬فتزوجت بعده رجالً سريا ً شريفا ً ‪ ،‬أعطانى كل ما أريد من أنواع‬
‫النعم ‪ ،‬ولم يبخل على بشئ ‪ ،‬وقال لى ‪ :‬تمتعى وأعطى أهلك ما تشائين من أنواع الخيرات ‪ ،‬تقول ‪ :‬فلو جمعت كل‬
‫شئ أعطانيه هذا الزوج الثانى ما بلغ أصغر آنية أبى زرع ‪ ،‬وذلك لشدة حبها وعظم الخير الذى كان عند زوجها‬
‫األول (‪. )1‬‬
‫ك َكأَبِي زَرْ ُ‬ ‫ت عَائِ َشةُ ‪ :‬قَا َل َرسُو ُل هَّللا ِ ‪ُ r‬ك ْن ُ‬
‫ت لَ ِ‬ ‫ـ قَالَ ْ‬
‫ع" هذه رواية البخارى ومسلم ‪ ،‬وفى رواية للطبرانى"‪a‬‬ ‫ع أِل ِّم زَرْ ٍ‬
‫ٍ‬
‫كنت لك كأبى زرع ألم زرع ‪ ،‬لكن ال أطلق النساء" ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ـ ومن صور حسن المعاشرة أيضا ً ‪ :‬إشاعة المرح والسرور والبهجة والتلطف مع الزوجة ‪ ،‬روى البخارى‬
‫ي ‪ r‬يَ ْستُ ُرنِي بِ ِردَائِ ِه َوأَنَا أَ ْنظُ ُر إِلَى ْال َحبَ َش ِة يَ ْل َعبُونَ فِي ْال َم ْس ِج ِد َحتَّى أَ ُكونَ أَنَا‬ ‫عن عروة عن عائشة قالت ‪َ " :‬رأَي ُ‬
‫ْت النَّبِ َّ‬
‫ص ِة َعلَى اللَّه ِْو" ‪.‬‬ ‫اريَ ِة ْال َح ِديثَ ِة ال ِّسنِّ ْال َح ِري َ‬ ‫الَّتِي أَسْأ َ ُم فَا ْق ُدرُوا قَ ْد َر ْال َج ِ‬
‫ار ِه َوأَنَا‬‫ْض أَ ْسفَ ِ‬
‫ت َم َع النَّبِ ِّي ‪ r‬فِي بَع ِ‬ ‫ـ وعن الصديقة بنت الصديق عائشة ـ رضى هللا عنها ـ أيضا ً قالت ‪َ " :‬خ َرجْ ُ‬
‫ك ‪ ،‬فَ َسابَ ْقتُهُ فَ َسبَ ْقتُهُ ‪ ،‬فَ َسكَتَ‬ ‫ال لِي تَ َعالَ ْي َحتَّى أُ َسابِقَ ِ‬ ‫اس تَقَ َّد ُموا فَتَقَ َّد ُموا ‪ ،‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫ال لِلنَّ ِ‬ ‫اريَةٌ لَ ْم أَحْ ِم ِل اللَّحْ َم َولَ ْم أَ ْب ُد ْن فَقَ َ‬
‫َج ِ‬
‫اس تَقَ َّد ُموا فَتَقَ َّد ُموا ثُ َّم قَا َل تَ َعالَ ْي َحتَّى‬‫ار ِه فَقَا َل لِلنَّ ِ‬ ‫ْض أَ ْسفَ ِ‬
‫ت َم َعهُ فِي بَع(‪ِ )1‬‬ ‫خَرجْ ُ‬ ‫يت َ‬ ‫ت َون َِس ُ‬ ‫ت اللَّحْ َم َوبَ ُد ْن ُ‬ ‫َعنِّي َحتَّى إِ َذا َح َم ْل ُ‬
‫ك" ‪.‬‬ ‫ك َوهُ َو يَقُو ُل هَ ِذ ِه بِتِ ْل َ‬ ‫ك فَ َسابَ ْقتُهُ فَ َسبَقَنِي فَ َج َع َل يَضْ َح ُ‬ ‫أُ َسابِقَ ِ‬
‫ي‬‫ض ِع فِ َّ‬‫ض ُع فَاهُ َعلَى َموْ ِ‬ ‫ي ‪ r‬فَيَ َ‬ ‫ت أَ ْش َربُ َوأَنَا َحائِضٌ ثُ َّم أُن ِ‬
‫َاولُهُ النَّبِ َّ‬ ‫ـ وعنها أيضا ً ـ رضى هللا عنها ـ قالت ‪ُ " :‬ك ْن ُ‬
‫ي" (‪. )2‬‬ ‫ض ُع فَاهُ َعلَى َموْ ِ‬
‫ض ِع ِف َّ‬ ‫ي ‪ r‬فَيَ َ‬ ‫ق َوأَنَا َحائِضٌ ثُ َّم أُن ِ‬
‫َاولُهُ النَّبِ َّ‬ ‫ق ْال َعرْ َ‬ ‫فَيَ ْش َربُ َوأَتَ َع َّر ُ‬
‫ومن السلوكيات التى على الزوج التحلى بها أيضا ً ‪:‬‬
‫ـ أال يطرق أهله ليالً ‪:‬‬
‫روى البخارى عن جابر بن عبد هللا ـ رضى هللا عنهما ـ قال ‪َ " :‬كانَ النَّبِ ُّي ‪r‬يَ ْك َرهُ أَ ْن يَأْتِ َي ال َّر ُج ُل أَ ْهلَهُ طُرُوقًا"‬
‫(‪ ، )3‬وعنه أيضا ً‪ t‬أن النبى‪ r‬قال ‪" :‬إِ َذا قَ ِد َم أَ َح ُد ُك ْم لَ ْياًل فَاَل يَأْتِيَ َّن أَ ْهلَهُ طُرُوقًا َحتَّى تَ ْستَ ِح َّد ْال ُم ِغيبَةُ َوتَ ْمت َِشطَ ال َّش ِعثَةُ "‬
‫(‪. )4‬‬
‫قال أهل اللغة ‪ :‬الطروق بالضم المجئ بالليل من سفر أو من غيره على غفلة ويقال لكل آت بالليل طارق وال يقال‬
‫بالنهار إال مجازاً ‪.‬‬
‫وقال بعض أهل اللغة ‪ :‬أصل الطروق الدفع والضر وبذلك سميت الطريق ألن المارة تدقها بأرجلها وسمى اآلتى‬
‫بالليل طارقا ً ألنه يحتاج غالبا ً إلى دق الباب وقيل أصل الطروق السكون ومنه أطرق رأسه فلما كان الليل يسكن فيه‬
‫سمى األتى فيه طارقا ً ‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬فتح البارى (‪. )163\9‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخارى ‪. )1991\5(5‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه النسائى فى العشرة وأحمد وغيرهما ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخارى (‪. )2008\5‬‬
‫(‪ )4‬السابق ومسلم ‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫ط ُر ْق أَ ْهلَهُ لَ ْياًل " وفيه التقييد فيه‬ ‫ال أَ َح ُد ُك ُم ْال َغ ْيبَةَ فَاَل يَ ْ‬
‫ـ وقول ‪ r‬فى رواية أخرى صحيحة عن جابر ‪" : t‬إِ َذا أَطَ َ‬
‫بطول الغيبة ‪ ،‬أى يشير إلى أن علة النهى إنما توجد حينئذ فالحكم يدور مع علته وجوداً وعدما ً ‪ ،‬بخالف من يخرج‬
‫نهاراً إلى عمله ثم يعود ليالً ‪ ،‬وإنما المراد من طالت غيبته فال يطرق أهله ليالً بدون تنبيه خشية أن تقع عينه على‬
‫ما يكره من عدم النظافة ونحوها مما قد يسبب له النفرة ‪ ،‬والشرع الحكيم إنما يحرض على الستر ‪ ،‬وقد وقع فى‬
‫س َعثَ َراتِ ِه ْم " ‪.‬‬ ‫بعض الروايات ‪" :‬أَ ْن يُخ َِّونَهُ ْم أَوْ يَ ْلتَ ِم َ‬
‫ـ فعلى الزوج عند عودته من العمل مثالً أال يهم على أهله ليالً فيفتح عليها الباب "بالمفتاح" دون االستئذان‬
‫والتوطئة بدق "الجرس" مثال لئال يرى منها ما يكون سببا ً فى نفرته منها ‪ ،‬أو يطلع على عورة منها ال تريد منه أن‬
‫يراها ‪.‬‬
‫وفى حديث اإلسراء والمعراج هذا األدب اللطيف فى االستئذان ويظهر جليا ً فى دق جبريل ‪ u‬باب السماء األولى‬
‫طلبا ً للصعود والدخول ‪ ،‬ثم تكرر هذا األمر فى كل سماء ‪ ،‬وسؤال المالئكة الطارق فيرد باسمه ثم سؤالهم عمن‬
‫(‪)1‬‬
‫معه وهكذا… وفى هذا من الحكم واألدب ما على المسلم من تأمله وتدبره‬
‫ـ ومن السلوكيات التى على الرجل التحلى بها أيضا ً ‪ :‬مراعاة غيرة النساء ‪.‬‬
‫ت الَّتِي‬ ‫ض َربَ ِ‬ ‫صحْ فَ ٍة فِيهَا طَ َعا ٌم فَ َ‬‫ت ْال ُم ْؤ ِمنِينَ بِ َ‬ ‫ت إِحْ دَى أُ َّمهَا ِ‬ ‫ْض نِ َسائِ ِه فَأَرْ َسلَ ْ‬‫روى أنس قال ‪َ " :‬كانَ النَّبِ ُّي ‪ِ r‬ع ْن َد بَع ِ‬
‫ق الصَّحْ فَ ِة ثُ َّم َج َع َل يَجْ َم ُع فِيهَا الطَّ َعا َم الَّ ِذي‬
‫)‬‫‪3‬‬ ‫(‬
‫ت فَ َج َم َع النَّبِ ُّي ‪ r‬فِلَ َ‬‫ت الصَّحْ فَةُ فَا ْنفَلَقَ ْ‬
‫)‬‫‪2‬‬ ‫(‬
‫النَّبِ ُّي ‪ r‬فِي بَ ْيتِهَا يَ َد ْال َخا ِد ِم فَ َسقَطَ ِ‬
‫صحْ فَ ٍة ِم ْن ِع ْن ِد الَّتِي هُ َو فِي بَ ْيتِهَا فَ َدفَ َع الصَّحْ فَةَ‬ ‫س ْالخَ ا ِد َم َحتَّى أُتِ َي بِ َ‬ ‫ت أُ ُّم ُك ْم ثُ َّم َحبَ َ‬
‫َار ْ‬ ‫َكانَ فِي الصَّحْ فَ ِة َويَقُو ُل غ َ‬
‫(‪)5‬‬
‫ت" ‪.‬‬ ‫ت الَّتِي َك َس َر ْ‬ ‫ك ْال َم ْكسُو َرةَ فِي بَ ْي ِ‬ ‫صحْ فَتُهَا َوأَ ْم َس َ‬ ‫ت( َ‬ ‫)‬‫‪4‬‬ ‫يحةَ إِلَى الَّتِي ُك ِس َر ْ‬ ‫ص ِح َ‬‫ال َّ‬
‫ـ ففى هذا الحديث التنبيه إلى عدم مؤاخذة الغيراء ألنها فى تلك الحالة يكون عقلها محجوبا ً بشدة الغضب الذى‬
‫أثارته الغيرة ‪.‬‬
‫وأصل الغيرة غير مكتسب للنساء لكن إذا أفرطت فى ذلك بقدر زائد عليه تالم وضابط ذلك ما ورد فى الحديث‬
‫اآلخر عن جابر بن عتيك األنصارى رفعه ‪" :‬إِ َّن ِمنَ ْال َغي َْر ِة َما يُ ِحبُّ هَّللا ُ ‪َ U‬و ِم ْنهَا َما يَ ْب ُغضُ هَّللا ُ ‪َ U‬و ِمنَ ْال ُخيَاَل ِء َما‬
‫ي ُِحبُّ هَّللا ُ ‪َ U‬و ِم ْنهَا َما يَ ْب ُغضُ هَّللا ُ ‪ r‬فَأ َ َّما ْال َغ ْي َرةُ الَّتِي ي ُِحبُّ هَّللا ُ ‪ U‬فَ ْال َغ ْي َرةُ فِي الرِّيبَ ِة َوأَ َّما ْال َغ ْي َرةُ الَّتِي يَ ْب ُغضُ هَّللا ُ َع َّز َو َج َّل‬
‫ص َدقَ ِة َوااِل ْختِيَا ُل الَّ ِذي‬ ‫اختِيَا ُل ال َّرج ُِل بِنَ ْف ِس ِه ِع ْن َد ْالقِت ِ‬
‫َال َو ِع ْن َد ال َّ‬ ‫فَ ْال َغي َْرةُ فِي َغي ِْر ِريبَ ٍة ‪َ ،‬وااِل ْختِيَا ُل الَّ ِذي يُ ِحبُّ هَّللا ُ ‪ْ U‬‬
‫اط ِل" (‪. )1‬‬ ‫يَ ْب ُغضُ هَّللا ُ ‪ْ U‬ال ُخيَاَل ُء فِي ْالبَ ِ‬
‫ـ وهنا ننبه "الرجال" الذين تهاونوا فى أجساد نسائهم فأصبحت مرتعا ً ألعين الذئاب فى كل مكان ‪ ،‬فى الطريق ‪،‬‬
‫فى العمل ‪ ،‬فى وسائل اإلعالم ‪ ،‬حتى دخل العرى والتهاون "بال ِعرض" بيوت المسلمين ـ إال من رحم هللا ـ حتى‬
‫يرى "الرجل" زوجته تجلس أمام "شقتها" مع جارتها وقد ارتدت ما يكشف كتفيها وبعض صدرها ‪ ،‬وساقيها ‪ ،‬أو‬
‫تجالس أصدقاء الزوج ـ فى الزيارات ! ـ وقد تعرى صدرها أو ظهرها بعد أن تعرت هى من أوامر ربها ‪ ،‬حتى‬
‫صارت "الدياثة" هى العرف السائد فى بيوت وشوارع المسلمين ‪ ،‬حتى أصبحت صاحبة النقاب هى "العفريت"‪a‬‬
‫الذى تهدد به بعض األمهات أبنائها الصغار! وغدا "الرجل" يرى ابنته تخرج إلى "ال ِدراسة"‪ a‬أو العمل وهى ترتدى‬
‫"الجينز أو االستريتش" وقد بدت عورتها ومفاتن جسدها لكل لذى عينين‪ ،‬تخرج الفتاة بهذا الزى ويراها األب وهو‬
‫بتحول فى‬‫ٍ‬ ‫يحتسى كوب "الشاى" وال يتحرك فيه ساكنا ً ! بل وصل األمر ببعض األباء بضرب ابنته إذا شعر األب‬
‫اع َو ُكلُّ ُك ْم‬
‫حياة ابنته من التبرج إلى االلتزام بشرع ربها وستر عورتها ! وقد نسى األب قول النبى‪ُ ": r‬كلُّ ُك ْم َر ٍ‬
‫َم ْسئُو ٌل ع َْن َر ِعيَّتِ ِه" الحديث ‪ ،‬وغاب عن األب فى دنيا الناس أنه سيقف يوما ً بين يدى رب السموات واألرض‬
‫ليسأله عن تلك الذنوب التى تحملها هو وابنته بخروجها متبرجة ـ وهو يجلس يحتسى شاى الصباح ! ـ فكل نظرة‬
‫على المتبرجة بذنب تتحمله هى ومن تركها تخرج بهذا التبرج والسفور ـ وغاب عن األب والزوج قوله ‪" : r‬ال‬
‫يدخل الجنة ديوث" (‪ )1‬وهو الذى يقر السوء فى أهله ! ‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر السراج الوهاج فى شرح حديث االسراء والمعراج لكاتب هذه السطور ‪ .‬ط ‪ :‬مكتبة العلم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬وفيه عدم ترك أو رمى الطعام إذا وقع على األرض ‪.‬‬
‫(‪ )3‬تأمل هذا التواضع والمشاركة من الرسول ‪. r‬‬
‫(‪)4‬‬
‫العوض ‪.‬‬‫لحل "العوض" ‪ ،‬وبطالن قول البعض بحرمتة ِ‬ ‫وفى هذا بيان ِ‬
‫(‪ )5‬السابق ‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه ابن حبان (‪ )530\1‬وأبو داود (‪ )50\3‬والنسائى ‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه الطيالسى (‪ )89\1‬وغيره ‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫لهذا وجب على الزوج التنبيه واستنفار الغيرة فيه على أهل بيته ‪ ،‬روى البخارى عن سعد بن عبادة أنه قال ‪" :‬لَوْ‬
‫ح فَقَا َل النَّبِ ُّي ‪ r‬أَتَ ْع َجبُونَ ِم ْن َغي َْر ِة َس ْع ٍد أَل َنَا أَ ْغيَ ُر ِم ْنهُ َوهَّللا ُ أَ ْغيَ ُر‬‫ْف َغي َْر ُمصْ فَ ٍ‬ ‫ض َر ْبتُهُ بِال َّسي ِ‬‫ْت َر ُجاًل َم َع ا ْم َرأَتِي لَ َ‬ ‫َرأَي ُ‬
‫ِمنِّي" ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫ش َو َما أَ َح ٌد أَ َحبَّ إِلَ ْي ِه ْال َم ْد ُح‬ ‫ك َح َّر َم ْالفَ َوا ِح َ‬


‫وعن عبد هللا عن النبى ‪ r‬قال ‪َ " :‬ما ِم ْن أَ َح ٍد أَ ْغيَ ُر ِمنَ هَّللا ِ ِم ْن أَجْ ِل َذلِ َ‬
‫ِمنَ هَّللا ِ" (‪. )3‬‬
‫و عن عائشة ـ رضى هللا عنها ـ أن رسول هللا ‪ r‬قال ‪" :‬يَا أُ َّمةَ ُم َح َّم ٍد َوهَّللا ِ َما ِم ْن أَ َح ٍد أَ ْغيَ ُر ِمنَ هَّللا ِ أَ ْن يَ ْزنِ َي َع ْب ُدهُ‬
‫أَوْ ت َْزنِ َي أَ َمتُهُ يَا أُ َّمةَ ُم َح َّم ٍد َوهَّللا ِ لَوْ تَ ْعلَ ُمونَ َما أَ ْعلَ ُم لَ َ‬
‫ض ِح ْكتُ ْم قَلِياًل َولبَ َك ْيتُ ْم َكثِيرًا" (‪. )4‬‬
‫ْس َش ْي ٌء أَ ْغيَ َر ِمنَ هَّللا ِ ‪. )U " (5‬‬ ‫وعن عروة بن الزبير عن أمه أسماء أنها سمعت رسول هللا‪ r‬يقول ‪" :‬لَي َ‬

‫ـ ومن أبواب حسن العشرة أيضا ً ‪ :‬النهى عن الضرب المبرح ‪:‬‬


‫ضا ِج ِع َواضْ ِربُوهُ َّن فَإ ِ ْن أَطَ ْعنَ ُك ْم فَالَ تَ ْب ُغ ْ‬
‫وا‬ ‫(والالَّتِي تَخَ افُونَ نُ ُشوزَ هُ َّن فَ ِعظُوهُ َّن َوا ْه ُجرُوهُ َّن فى ْال َم َ‬ ‫ـ قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ضرْ بًا‬‫اج ِع َواضْ ِربُوهُ َّن َ‬ ‫ض ِ‬ ‫َعلَ ْي ِه َّن َسبِيالً إِ َّن هّللا َ َكانَ َعلِيًّا َكبِيرًا) (النساء ‪ )34 :‬وقال‪" : r‬فَإ ِ ْن فَ َع ْلنَ فَا ْه ُجرُوهُ َّن فِي ْال َم َ‬
‫ح فَإ ِ ْن أَطَ ْعنَ ُك ْم فَاَل تَ ْب ُغوا َعلَ ْي ِه َّن َسبِياًل " (‪. )1‬‬ ‫َغ ْي َر ُمبَ ِّر ٍ‬
‫عظيم وهو تعد حدود هللا‪ U‬فى مراتب تأديب النساء ‪ ،‬فيبدأ أحدهم أول ما يبدأ‬ ‫ٍ‬ ‫يقع كثير من األزواج فى خطأ‬
‫بالضرب ‪ ،‬وقد أرشد تعالى عباده المؤمنين إلى كيفية تأديب المرأة التى تخاف نشوزها ‪ ،‬فبدأ تعالى بموعظة‬
‫الزوجة وتخويفها عذاب هللا ‪ U‬إن هى عصت زوجها ‪ ،‬وأنه جنة المرأة أو نارها ‪ ،‬وأنه لو كان ألحد أن يسجد ألحد‬
‫لسجدت المرأة لزوجها من فرط طاعته عليها ‪ ،‬واصحب هذه الموعظة ببيان مدى حبك لها ‪ ،‬وليكن أمامك قوله‬
‫اري َر"‪ ، )2( a‬والمراد بالقوارير ‪ :‬جمع‬ ‫تعالى ‪( :‬ا ْدفَ ْع بِالَّتِي ِه َي أَحْ َس ُن) (المؤمنون ‪ ، )96 :‬وقوله ‪" : r‬اَل تَ ْك ِس ِر ْالقَ َو ِ‬
‫قارورة وهى الزجاجة ‪ ،‬والمراد ‪ :‬النساء ‪ ،‬وإنما شبههم ‪ r‬بالقوارير ‪ :‬أى الزجاج ‪ :‬لرقتهن وضعفهن ولطفهن ‪.‬‬
‫فإن هى لم تتعظ وتثب إلى رشدها انتقل الزوج إلى المرحلة الثانية فى التأديب وهى "الهجر فى الفراش" فيهجر‬
‫الرجل زوجته فى فراشها ويوليها قفاه ‪ ،‬أو يهجر حديثها إظهاراً لغضبه ‪.‬‬
‫فإن عادت إلى حظيرة الطاعة فبها ونعمت ‪ ،‬وإال انتقل إلى المرتبة الثالثة وهى الضرب لقوله تعالى ‪:‬‬
‫(واضْ ِربُوهُ َّن)‪ ، a‬وقوله‪ r‬فى حديث عمرو بن األحوص أنه شهد حجة الوداع مع رسول هللا ‪ r‬فذكر حديثا ً طويالً‬ ‫َ‬
‫ح" الحديث ‪ ،‬وفى حديث جابر الطويل‬ ‫(‪)1‬‬
‫ضا ِج ِع َواضْ ِربُوهُ َّن َ‬
‫ضرْ بًا َغي َْر ُمبَ(‪ِّ 3‬ر) ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وفيه ‪" :‬فَإ ِ ْن فَ َعلنَ فَا ْه ُجرُوهُ َّن فِي ال َم َ‬
‫ح" أى غير مؤلم ‪ ،‬وروى البخارى عن عبد هللا بن زمعة‬ ‫(‪)2‬‬
‫ٍ‬ ‫ضرْ بًا َغي َْر ُمبَرِّ‬ ‫عند مسلم "فَإ ِ ْن فَ َع ْلنَ فَاضْ ِربُوهُ َّن َ‬
‫آخ ِر ْاليَوْ ِم" (‪. )4‬‬ ‫عن النبى ‪" : r‬اَل يَجْ لِ ُد أَ َح ُد ُك ُم ا ْم َرأَتَهُ َج ْل َد ْال َع ْب ِد ثُ َّم يُ َجا ِم ُعهَا فِي ِ‬
‫ـ فضرب النساء ال يباح مطلقا ً بل فيه ما يكره كراهة تنزيه أو تحريم ‪ ،‬فهو ضرب تأديب وليس ضرب العبد أو‬
‫األ َمة أو ضرب التعذيب ‪ ،‬وليحذر الوجه ‪.‬‬
‫وقد جاء النهى عن ضرب النساء مطلقا فعند أحمد وأبى داود والنسائى وصححه بن حبان والحاكم من حديث‬ ‫ً‬
‫إياس بن عبد هللا بن أبى ذباب ‪" :‬اَل تَضْ ِرب َُّن إِ َما َء هَّللا ِ فَ َجا َء ُع َم ُر إِلَى النَّبِ ِّي ‪ r‬فَقَا َل ‪ :‬يَا َرسُو َل هَّللا ِ قَ ْد َذئِ َر النِّ َسا ُء َعلَى‬

‫(‪ )2‬أخرجه البخارى (‪. )2002 \5‬‬


‫(‪ )3‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫(‪ )5‬السابق ‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى وابن ماجة وأبو داود ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى ومسلم بنحوه ‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى وابن ماجة وأبو داود ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫(‪ )3‬كان ‪ r‬إذا ضرب ضرب بالسواك ! أما أزواج اليوم فال يكفى أحدهم (شجرة السواك) وإنما يلجأ بعضهم إلى ضرب الزوجة تارة بالعصا الغليظة ـ وتارة بـ "الخرطوم" وتارة بكل ما‬
‫أوتى من قوة ذراع وأرجل ! وكأنه يتعامل مع عبد من عبيد عصر الجاهلية األولى ‪ ،‬ومما يؤسف له أن عادة ضرب الزوجات متفشية جداً لدى الكثير من االزواج ‪ ،‬والمرأة تقول ‪ :‬أن‬
‫جدار عظيم بينه وبينها‪ ، a‬يصبح من الصعب جداً هدم هذا الجدار ‪ ،‬تشعر بإهدار كرامتها واستهانة زوجها بها مما يؤدىفى النهاية إلى مفترق‬
‫ٍ‬ ‫الرجل حين يضرب زوجته يقوم ببناء‬
‫الطريق بينهما‪ ، a‬إلى الطالق ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخارى (‪. )1997\5‬‬
‫‪57‬‬
‫آل ُم َح َّم ٍد‬ ‫ير فَلَ َّما أَصْ بَ َح قَ َ‬
‫ال لَقَ ْد طَافَ اللَّ ْيلَةَ بِ ِ‬ ‫ف نِ َسا ٍء َكثِ ٍ‬‫ُر ْبنَ ‪ ،‬فَطَافَ بِآ ِل ُم َح َّم ٍد ‪ r‬طَائِ ُ‬ ‫ضرْ بِ ِه َّن فَض ِ‬ ‫اج ِه َّن فَأْ ُمرْ بِ َ‬
‫أَ ْز َو ِ‬
‫ار ُك ْم" (‪ )5‬وله شاهد من حديث ابن عباس فى صحيح ابن‬ ‫ك ِخيَ َ‬ ‫َس ْبعُونَ ا ْم َرأَةً ُكلُّ ا ْم َرأَ ٍة تَ ْشتَ ِكي زَ وْ َجهَا فَاَل تَ ِج ُدونَ أُولَئِ َ‬
‫حبان وآخر مرسل من حديث أم كلثوم بنت أبى بكر عند البيهقى ‪.‬‬
‫ـ وقوله ‪" :‬ذئر" بفتح المعجمة وكسر الهمزة بعدها راء أى نشز بنون ومعجمة وزاى ‪ ،‬وقيل معناه غضب‬
‫واستب ‪ ،‬قال الشافعى ‪ :‬يحتمل أن يكون النهى على االختيار واألذن فيه على اإلباحة ويحتمل أن يكون قبل نزول‬
‫اآلية بضربهن ‪ ،‬ثم إذن بعد نزولها فيه ‪.‬‬
‫ـ وفى قوله ‪" :‬أن يضرب خياركم ‪ :‬داللة على أن ضربهن مباح فى الجملة ومحل ذلك أن يضربها تأديبا ً إذا رأى‬
‫منها ما يكره فيما يجب عليها فيه طاعته فإن اكتفى بالتهديد ونحوه كان أفضل ومهما أمكن الوصول إلى الغرض‬
‫باإليهام ال يعدل إلى الفعل لما فى وقوع ذلك من النفرة المضادة لحسن المعاشرة المطلوبة فى الزوجية إال إذا كان‬
‫فى أمر يتعلق بمعصية هللا وقد أخرج النسائي فى الباب حديث عائشة ‪" :‬ما ضرب رسول هللا ‪ r‬امرأة له وال خادما ً‬
‫قط وال ضرب بيده شيئا ً قط إال فى سبيل هللا ‪ r‬أو تنتهك حرمات هللا فينتقم هلل" (‪. )1‬‬
‫ـ فالزوج ال يلجأ إلى الضرب إال بعد أن يستنفذ السبل والمراتب التى بينها تعالى فى كتابه ‪ ،‬وكلما ابتعد الزوج‬
‫عن الضرب كان له أفضل ‪ ،‬وقال‪" : r‬علقوا السوط حيث يراه أهل البيت ‪ ،‬فإنه أدب لهم" (‪. )2‬‬
‫قال ابن األنبارى ‪ :‬لم يرد الضرب به ألنه لم يأمر بذلك أحداً ‪ ،‬وإنما أراد أال ترفع أدبك عنهم (‪. )3‬‬
‫ـ ومن السلوكيات أيضا ً ‪ :‬أن يتأدب الرجل بأدب خلع الحذاء عند ولوجه بيته فى المكان المخصص له ‪.‬‬
‫ـ أن يتأدب بأدب وضع مالبسه عند خلعها فى مكانها المخصص لها ‪ ،‬كى ال يرهق زوجه بكثرة األعمال فى‬
‫البيت ‪.‬‬
‫ـ كما على الزوج أيضا ً أن يعرف حقوق وواجبات أهل عروسه ‪ ،‬فيكون فى استقبالهما باإلبتسامة والترحيب‬
‫ومجالستهم…‬
‫ـ ومن السلوكيات أيضا ً التى على الزوج أن يتحلى بها فى بيته ‪:‬‬
‫ـ الحذر مما يقع فيه كثير من األزواج حيث ترى بعضهم وقد ظن أنه بزواجه فهو صاحب البيت ومالكه وكأنه‬
‫يعيش فيه وحده ‪ ،‬فال تراه زوجه إال وهو رث الثياب ـ ما دام داخل البيت !!! ـ وال تشم منه إال أقذر ريح ! سواء‬
‫كان جالسا ً أم قائما ً ! (‪. )1‬‬
‫ـ ترخيم اسم الزوجة ‪ :‬عن أبى سلمة إن عائشة ـ رضى هللا عنها ـ قالت ‪" :‬قال رسول هللا ‪ r‬يوما ً ‪ :‬يا عائش هذا‬
‫جبريل يقرئك السالم ‪ ،‬فقلت وعليه السالم ورحمة هللا وبركاته ‪ ،‬ترى ما ال أرى ‪ ،‬تريد رسول هللا‪. )r " (2‬‬
‫يذكر الرجل زوجه بأنها أجمل هدية قدمتها له فالنة حين عرضتها عليه ‪ ،‬وأنها‬ ‫ـ ومن السلوكيات أيضاً ‪ :‬أن ّ‬
‫أجمل من دخل حياته ‪ ،‬وأنه سعيد بهذا الزواج ونحو هذا ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ـ أن يطعمها ‪ :‬بأن يضع اللقمة فى فيها ـ وله فيها أجر ـ أثناء األكل ‪ ،‬وأن يكثر من المزاح واالبتسام خفيف‬
‫"ولَ ِك ْن يَا َح ْنظَلَةُ َسا َعةً و َسا َعةً" ‪ ،‬أخرجه مسلم ‪.‬‬ ‫الظل ‪ ،‬أثناء الطعام ‪َ ،‬‬
‫ـ ومن السلوكيات أيضا ً ‪ :‬ما يفعله بعض األزواج بمحادثة زوجته من عمله ليطمئن عليها ‪ ،‬وما أجمل أن يحدثها‬
‫فى الهاتف بعد خروجه من البيت أو فى عمله أو قبل عودته فيقول لها ‪ :‬أحبك … ‪ ،‬وما أروع هذه الكلمة وأوقعها‬
‫عند الزوجة ‪ ،‬وما أجمل هذا الفعل أيضا ً من الزوجة لزوجها‪.‬‬
‫ـ ومنهم من يعود إلى بيته ومعه هديته ‪ :‬زهرة ‪ ،‬شيكوالته ‪ ،‬مصاصة ! نعم مصاصة ‪ ،‬فقط تشعر الزوجة أنك‬
‫تتذكرها دوما ً ‪ ،‬علبة حلوى ‪ ،‬شئ تحبه الزوجة ويعرف الزوج هذا منها ‪ ،‬إلى غير ذلك ‪ ،‬فسبل التعبير عن حبك‬
‫لزوجتك وأنها معك دائما ً وتفكر فيها دوما ً كثيرة ‪ ،‬فقط أطرق الباب ‪ ،‬وستجد أضعاف هذا من زوجتك ‪.‬‬
‫(‪ )5‬صحيح ‪ :‬أخرجه الدارمي وابن حبان ( ‪)319\1‬والنسائي فى الكبري ( ‪ )371 \5‬وغيرهما‪.‬‬
‫(‪ )1‬انظر فتح البارى (‪ )303\9‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪ )2‬صحيح ‪ :‬أخرجه الطبرانى ‪.‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪ :‬فيض القدير للمناوى (‪. )325\4‬‬
‫(‪ )1‬من فساء وضراط وجشاء ‪ ،‬بل انى أعرف أحدهم يستحى أن "يقضى حاجته" فى بيته ! ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه صحيح البخارى (‪ )3/1374‬ومسلم (‪. )1896\4‬‬
‫(‪ )3‬وهنا ننبه ‪ :‬إلى مزاح البعض من االزواج مع نسائهم "سخيفاً" قد يؤدى فى بعض األحيان إلى "الطالق !" نعم إلى الطالق ‪ ،‬كمن كان يمزح مع زوجته ـ وكانت سمينة ـ ويقول ‪:‬‬
‫زوجتى لو دخل الحرامى لجلست عليه حتى يحتنق‪ a‬ـ تفطسه ـ فجرح الزوجة أيما ألم وجرح ‪ ،‬وكان الطالق ! ‪ ،‬ومنهم من يقول ‪ :‬أنا مجوز راجل ما يتخاف عليها ‪ ،‬وهذا كسابقه !‬
‫ومن النساء من تمزح مزاحا ً يعلوه السخرية وإن كانت ال تعى هذا ‪ ،‬كمن قالت لزوجها ـ وكان نحيفا ً ـ ده مفيهوش‪ a‬نفس !! ‪ ،‬ومنهم‪ a‬من تشعره بضعفه جنسيا ً مزاحا ً بدون قصد منها ‪.‬‬
‫والمراد ‪ :‬أن يكون الزوج على حذر حتى فى مزاحه مه زوجته فيحافظ على مشاعرها الرقيقة ‪ ،‬فال يضاحكها بما يجرح شعروها ‪ ،‬فهى كالغشاء الرقيق الذى يتأثر بصغير األمور من‬
‫حب أو كره ‪ ،‬وكذا الزوجة لتكن على حذر من مزاح الزوج بما يؤلمه أو يحط منه ‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫ـ ومن السلوكيات أيضا ً ‪ :‬تزين الرجل لزوجته ‪ :‬فعلى الرجل أن يتزين ألهله كما يحب أن تتزين هى له (‪ ، )1‬وقد‬
‫كان ‪ r‬يتزين ألهله ‪ ،‬وكان من خير زينته السواك ‪ ،‬كما سئلت أم المؤمنين عائشة ـ رضى هللا عنها ـ عما كان يبدأ‬
‫اك(‪. )2‬‬ ‫ت ‪ :‬بِالس َِّو ِ‬ ‫به ‪ r‬عند دخوله بيته ؟ قَالَ ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫ال"‬ ‫ُوف) (البقرة ‪ ، )228 :‬وقال‪" : r‬إِ َّن هَّللا َ َج ِمي ٌل يُ ِحبُّ ْال َج َم َ‬ ‫(ولَه َُّن ِم ْث ُل الذى َعلَ ْي ِه َّن بِ ْال َم ْعر ِ‬ ‫وقد قال تعالى ‪َ :‬‬
‫فكما أن للمرأة أن تتزين لزوجها ‪ ،‬على الرجل أيضا أن يتزين لزوجه ‪ ،‬وكما يحب منها أن تستحم وتمشط شعرها‬ ‫ً‬
‫وتتطيب ونحو هذا قبل الجماع ‪ ،‬فعليه أيضا ً مثل هذا ‪ ،‬فكما يريد أن ال يشم منها إال أطيب ريح ‪ ،‬فلها أيضا ً مثل ذلك‬
‫‪ ،‬فعليه أن ال تشم منه إال أطيب ريح ‪ ،‬وكما يريد منها أال يراها فى ثياب رثة ‪ ،‬فلها أيضا ً وعليه أن ال تراه فى ثياب‬
‫رثة ‪ ،‬وقد روى عن ابن عباس ـ رضى هللا عنهما ـ أنه قال ‪ :‬إنى ألتزين إلمراتى كما تتزين لى ‪.‬‬
‫ـ سلوكيات الزوجة ‪:‬‬
‫ومن السلوكيات التى على المرأة التحلى بها فى البيت ‪:‬‬
‫ـ تحريم إفشاء سر اإلفضاء ‪:‬‬
‫وليحذر الزوجان من إفشاء أسرار الجماع كما يجرى على ألسنة كثير من الشباب غير الملتزم بدينه من التفاخر‬
‫والتباهى بما يجرى بين وبين أهله وأنه ظل يمارس العملية الجنسية فترة كذا وكذا ! لقوله ‪" : r‬إِ َّن ِم ْن أَ َش ِّر النَّ ِ‬
‫اس‬
‫ضي إِلَ ْي ِه ثُ َّم يَ ْن ُش ُر ِس َّرهَا" (‪)2‬وعن أسماء بن يزيد ـ رضى هللا‬ ‫ضي إِلَى ا ْم َرأَتِ ِه َوتُ ْف ِ‬ ‫ِع ْن َد هَّللا ِ َم ْن ِزلَةً يَوْ َم ْالقِيَا َم ِة ال َّر ُج َل يُ ْف ِ‬
‫ُول هَّللا ِ ‪َ r‬وال ِّر َجا ُل َوالنِّ َسا ُء قُعُو ٌد ِع ْن َدهُ ‪ ،‬فَقَا َل لَ َع َّل َر ُجاًل يَقُو ُل َما يَ ْف َع ُل بِأ َ ْهلِ ِه َولَ َع َّل ا ْم َرأَةً‬ ‫َت ِع ْن َد َرس ِ‬ ‫عنها ـ ‪" :‬أَنَّهَا َكان ْ‬
‫ُول هَّللا ِ إِنَّه َُّن لَيَقُ ْلنَ َوإِنَّهُ ْم لَيَ ْف َعلُونَ ‪ ،‬قَا َل ‪ :‬فَاَل تَ ْف َعلُوا فَإِنَّ َما‬
‫ت إِي َوهَّللا ِ يَا َرس َ‬ ‫ت َم َع زَ وْ ِجهَا فَأ َ َر َّم ْالقَوْ ُم فَقُ ْل ُ‬‫تُ ْخبِ ُر بِ َما فَ َعلَ ْ‬
‫ق فَغ َِشيَهَا َوالنَّاسُ يَ ْنظُرُونَ " (‪. )3‬‬ ‫َذلِكَ ِم ْث ُل ال َّش ْيطَا ِن لَقِ َي َش ْيطَانَةً فِي طَ ِري ٍ‬
‫ففى هذا بيان حرمة نشر وإفشاء أمور االستمتاع ووصف تفاصيله ‪ ،‬فأما مجرد ذكر الجماع فإن لم تكن فيه فائدة‬
‫"و َم ْن َكانَ ي ُْؤ ِم ُن بِاهَّلل ِ َو ْاليَوْ ِم اآْل ِخ ِر فَ ْليَقُلْ َخ ْيرًا أَوْ‬ ‫وال إليه حاجة فمكروه ألنه خالف المروءة ‪ ،‬وقد قال‪َ : r‬‬
‫ت" (‪ )1‬وإن كان إليه حاجة أو ترتب عليه فائدة بأن ينكر عليه إعراضه عنها أو تدعى عليه العجز عن الجماع‬ ‫لِيَصْ ُم ْ‬
‫أو نحو ذلك فال كراهة فى ذكره ‪.‬‬
‫ـ ومما يؤسف له أن ظاهرة إفشاء أسرار الجماع أصبحت فاشية وظاهرة بين كثير من النساء ‪ ،‬حتى إذا إجتمع‬
‫بعضهن فال يكون الحديث إال عن الجماع وما ترتديه كل منهن لزوجها عند الجماع ‪ ،‬وتروى هذه ‪ ،‬وتحكى تلك ‪،‬‬
‫ماذا ترتدى وماذا تفعل ؟ وفى هذا استثارة لمن ال تملك مثل ما تملك المتحدثة من مالبس ‪ ،‬مما يثير الضغائن بين‬
‫النساء وأزواجهن ‪ ،‬بل وصل األمر ببعضهن أن يكون الحديث عن مدة فترة الجماع ‪ ،‬فتروى هذه أن زوجها‬
‫يعاشرها فترة كذا ‪ ،‬وتلك تتباهى أن زوجها أشد منه وأقوى إذا تكون معاشرته لها تستمر فترة كذا ‪ ،‬مما يجعل‬
‫بعضهن يسئن الظن بأزواجهن وأنهم غير كفء لهن !! ومما يجعل المرأة اللعوب تنظر إلى زوج تلك الذى يطيل‬
‫فترة الجماع كذا وكذا فترمى شباكها عليه فتكون قد جنت على نفسها براكش ‪.‬‬
‫ـ فالحذر الحذر أختاه من نشر وإفشاء سر الجماع بينك وبين زوجك حتى تحفظي عليك بيتك وزوجك ‪.‬‬
‫ـ عدم إستقبال الرجل بعد عودته من عمله بـ "دخول الحمام" !!! ‪:‬‬
‫فان بعض من النساء يقعن فى هذا الخطأ الفاحش ‪ ،‬وذلك حينما تستقبل الزوجة زوجها بعد عودته من عمله‬
‫بتزيين نفسها ‪ ،‬فتبدأ أول ما تبدأ بدخول الحمام لقضاء حاجتها !!! ‪ ،‬ثم االستحمام …الخ ‪ ،‬مما يؤدى إلى نفور‬
‫الرجل ‪ ،‬خاصة إذا كانا يعيشان فى مكان غير متسع ‪ ،‬فيشم الرجل من المرأة ما يكره ‪ ،‬فينفر منها ‪.‬‬
‫وإنما عليها "قضاء حاجتها" والتزين لزوجها قبل موعد عودته إلى البيت ‪ ،‬فيرى منها أول ما يرى عند ولولجه بيته‬
‫أجمل ما يريده من زوجته ‪.‬‬
‫ـ التحذير من كفران العشير ‪:‬‬

‫(‪ )1‬ومثل هذا هو من باب "عامل الناس كما تحب أن يعاملوك" ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم ‪ ،‬فيتفقد الرجل ثغره ‪ ،‬وكذا المرأة ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم ‪ .‬وانظر ‪ :‬شرح االسم فى كتاب "القول االسنى فى شرح اسماء هللا الحسنى" ط ‪ :‬مكتبة العلم ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.‬‬
‫(‪ )2‬تقدم ‪.‬‬
‫(‪ )3‬صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪ )2240\5‬ومسلم (‪. )68\1‬‬
‫‪59‬‬
‫صلَّى‬ ‫ُول هَّللا ِ ‪ r‬فَ َ‬ ‫ت ال َّش ْمسُ َعلَى َع ْه ِد َرس ِ‬ ‫ال َخ َسفَ ِ‬ ‫روى البخارى عن عبد هللا بن عباس ـ رضى هللا عنهما ـ ‪" :‬قَ َ‬
‫َرسُو ُل هَّللا ِ ‪َ r‬والنَّاسُ َم َعهُ فَقَا َم قِيَا ًما طَ ِوياًل نَحْ ًوا ِم ْن سُو َر ِة ْالبَقَ َر ِة ثُ َّم َر َك َع ُر ُكوعًا طَ ِوياًل ثُ َّم َرفَ َع فَقَا َم قِيَا ًما طَ ِوياًل َوهُ َو‬
‫وع اأْل َ َّو ِل ثُ َّم َس َج َد ثُ َّم قَا َم فَقَا َم قِيَا ًما طَ ِوياًل َوهُ َو ُدونَ ْالقِيَ ِام‬ ‫ُدونَ ْالقِيَ ِام اأْل َ َّو ِل ثُ َّم َر َك َع ُر ُكوعًا طَ ِوياًل َوهُ َو ُدونَ الرُّ ُك ِ‬
‫وع اأْل َ َّو ِل ثُ َّم َرفَ َع فَقَا َم قِيَا ًما طَ ِوياًل َوهُ َو ُدونَ ْالقِيَ ِام اأْل َ َّو ِل ثُ َّم َر َك َع ُر ُكوعًا‬ ‫اأْل َ َّو ِل ثُ َّم َر َك َع ُر ُكوعًا طَ ِوياًل َوهُ َو ُدونَ الرُّ ُك ِ‬
‫ت‬‫س َو ْالقَ َم َر آيَتَا ِن ِم ْن آيَا ِ‬ ‫ت ال َّش ْمسُ فَقَا َل إِ َّن ال َّش ْم َ‬ ‫ص َرفَ َوقَ ْد تَ َجلَّ ِ‬ ‫وع اأْل َ َّو ِل ثُ َّم َرفَ َع ثُ َّم َس َج َد ثُ َّم ا ْن َ‬
‫طَ ِوياًل َوهُ َو ُدونَ الرُّ ُك ِ‬
‫ك هَ َذا‬ ‫َاو ْلتَ َش ْيئًا فِي َمقَا ِم َ‬ ‫ك تَن َ‬ ‫ت أَ َح ٍد َواَل لِ َحيَاتِ ِه فَإ ِ َذا َرأَ ْيتُ ْم َذلِكَ فَ ْاذ ُكرُوا هَّللا َ قَالُوا يَا َرسُو َل هَّللا ِ َرأَ ْينَا َ‬ ‫ان لِ َموْ ِ‬ ‫هَّللا ِ اَل يَ ْخ ِسفَ ِ‬
‫ت ال ُّد ْنيَا‬ ‫ت ِم ْنهَا ُع ْنقُودًا َولَوْ أَ َخ ْذتُهُ أَل َ َك ْلتُ ْم ِم ْنهُ َما بَقِيَ ِ‬ ‫َاو ْل ُ‬
‫يت ْال َجنَّةَ فَتَن َ‬ ‫ْت ْال َجنَّةَ أَوْ أُ ِر ُ‬ ‫ال إِنِّي َرأَي ُ‬ ‫ثُ َّم َرأَ ْينَاكَ تَ َك ْع َكعْتَ فَقَ َ‬
‫يل يَ ْكفُرْ نَ بِاهَّلل ِ قَ َ‬
‫ال‬ ‫ال بِ ُك ْف ِر ِه َّن قِ َ‬ ‫ْت أَ ْكثَ َر أَ ْهلِهَا النِّ َسا َء قَالُوا لِ َم يَا َرسُو َل هَّللا ِ قَ َ‬ ‫ط َو َرأَي ُ‬ ‫ار فَلَ ْم أَ َر َك ْاليَوْ ِم َم ْنظَرًا قَ ُّ‬ ‫ْت النَّ َ‬‫َو َرأَي ُ‬
‫ط" (‪. )1‬‬ ‫ك َخ ْيرًا قَ ُّ‬ ‫ْت ِم ْن َ‬ ‫ت َما َرأَي ُ‬ ‫ك َش ْيئًا قَالَ ْ‬ ‫ت ِم ْن َ‬ ‫ير َويَ ْكفُرْ نَ اإْل ِ حْ َسانَ لَوْ أَحْ َس ْنتَ إِلَى إِحْ دَاهُ َّن ال َّد ْه َر ثُ َّم َرأَ ْ‬ ‫يَ ْكفُرْ نَ ْال َع ِش َ‬
‫ـ العشير ‪ :‬أى الزوج ‪ ،‬من المعاشرة ‪ ،‬وهذا هو حال المرأة إذا أحسنت إليها الدهر كله ‪ ،‬قوالً وفعالً ‪ ،‬ثم أنت لم‬
‫تلبى لها طلبا ً من ملبس أو مأكل أو تنزه ونحو هذا ‪ ،‬قالت ‪ :‬ومتى رأيت منك الخير منذزواجنا ‪ ،‬ومتى كنت حانيا ً‬
‫رقيقا ً شفيقا ً مرحا ً جواداً ‪ ،‬هذه هى حياتى معك ‪ :‬شقاء وعناء منذ أول ليلة من زواجنا التعيس …‪.‬‬
‫ـ ويرتبط بالسابق ‪ :‬الحذر من ذكر المرأة مساوئ ومعايب الزوج عند الشجار أو الخالف والشقاق ‪ ،‬له أو لغيره ‪،‬‬
‫وهذا الفعل من الزوجة يوغر صدر الرجل جداً ‪ ،‬فلتكن منه المرأة على حذر‪.‬‬
‫ـ وماذا إذا كان الزوج بخيالً ؟‬
‫وأما إذا كان الزوج بخيالً فلزوجته أن تأخذ من مال زوجها ما يكفيها وولدها أن كان لها ولد ‪ ،‬فقد روى البخارى‬
‫أن هند امرأة أبى سفيان جاءت يوما ً إلى رسول هللا ‪ r‬فقالت له ‪ :‬إِ َّن أَبَا ُس ْفيَانَ َر ُج ٌل َش ِحي ٌح فَأَحْ تَا ُج أَ ْن آ ُخ َذ ِم ْن َمالِ ِه‬
‫ُوف (‪. )1‬‬ ‫َك بِ ْال َم ْعر ِ‬ ‫ك َو َولَد ِ‬ ‫ال ُخ ِذي َما يَ ْكفِي ِ‬ ‫قَ َ‬
‫ـ فكيف تُظهر المرأة غضبها ؟‬
‫ً‬
‫ـ إن للمرأة فى إظهار غضبها من زوجها أنواعا وطرقا شتى ‪ ،‬فمنهم من تحيل حياة زوجها جحيما ال يطاق ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تارة بالصوت وتارة بالفعل ‪ ،‬أو تجمع كالً له !! ومنهن من تهجر الفراش ‪ ،‬ومنهن من تهجر البيت كله مخلفة‬
‫ورائها كل "فضاء" فى حياتها وبيتها ‪ ،‬ومنهن من تشتكى الجارات والجيران…‪.‬‬
‫ف‬ ‫ولك أن تتأمل عمل أم المؤمنين عائشة فى بيان وإظهار غضبها ‪ :‬قال رسول هللا ‪ r‬لعائشة يوما ً ‪" :‬إِنِّي أَل َ ْع ِر ُ‬
‫ت بَلَى َو َربِّ ُم َح َّم ٍد‬ ‫ضيَةً قُ ْل ِ‬ ‫ت َرا ِ‬ ‫ك إِ َذا ُك ْن ِ‬ ‫ُول هَّللا ِ ؟ قَا َل ‪ :‬إِنَّ ِ‬‫ف َذاكَ يَا َرس َ‬ ‫ْر ُ‬ ‫ت ‪َ :‬و َك ْيفَ تَع ِ‬ ‫ت ‪ :‬قُ ْل ُ‬ ‫ك ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫ضا ِ‬ ‫ك َو ِر َ‬ ‫َضبَ ِ‬
‫غ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ك ‪.‬‬ ‫ْت أهَا ِج ُر إِاَّل ا ْس َم َ‬‫ُ‬ ‫ت ‪ :‬أ َجلْ لَس ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت‪ :‬قُل ُ‬ ‫ت اَل َو َربِّ إِب َْرا ِهي َم ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫ْ‬
‫اخطَةً قُل ِ‬ ‫ت َس ِ‬ ‫َوإِ َذا ُك ْن ِ‬
‫ـ ففيه استقراء الرجل حال زوجته من فعلها أو قولها ‪ ،‬والعمل على إصالح ما بينه وبينها ليعود الحب والوئام‬
‫إلى حياتهما ‪ ،‬وتأمل قول أم المؤمنين ـ رضى هللا عنها ـ التى لم تهجر البيت أو الفراش أو تفعل كذا وكذا من فعل‬
‫نساء المسلمين اليوم ‪ ،‬إنما فقط كانت تهجر اسم النبى ‪ r‬إلى اسم إبراهيم ‪. ! u‬‬
‫ـ وليكن الزوج صبوراً حليما ً عند غضب الزوجة أو تدللها !! ‪.‬‬
‫وللزوجة أسوق إليها هذا الحديث الطيب ‪ :‬عن عائشة رضى هللا عنها ‪ :‬قالت " ما غرت للنبي ‪ r‬على امرأة من‬
‫نسائه ما غرت على خديجة لكثرة ذكره إياها ‪ ،‬وما رأيتها قط" ‪ ،‬وتقول أيضا ً ‪ " :‬استأذنت هالة بنت خويلد أخت‬
‫خديجة على رسول هللا ‪ r‬فعرف استئذان خديجة(‪ )1‬فارتاح لذلك فقال ‪ :‬اللهم هالة بنت خويلد(‪ )2‬فغرت ‪ ،‬فقلت ‪ :‬وما‬
‫عجوز من عجائز قريش ‪ ،‬حمراء الشدقين ‪ ،‬هلكت في الدهر فأبدلك هللا خيراً منها"(‪. )3‬‬ ‫ٍ‬ ‫تذكر من‬
‫ـ فماذا عن الزوجة التى ال تحمد زوجها ‪ ،‬مما يؤدى إلى وقوع كثير من المشاكل بين الزوجين ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬أسوق للزوج هذا الحديث الشريف ‪" :‬عن عائشة قالت ‪ ":‬لَ َّما نَ َز َل ُع ْذ ِري ِمنَ ال َّس َما ِء(‪َ 4‬جا َءنِي النَّبِ ُّي ‪r‬‬
‫)‬

‫ك (‪ ، )5‬وليعلم الزوج أنه ال توجد امرأة كاملة الخصال واألوصاف ‪ ،‬فإنما‬ ‫ت نَحْ َم ُد هَّللا َ ‪ U‬اَل نَحْ َم ُد َ‬ ‫فَأ َ ْخبَ َرنِي بِ َذلِكَ فَقُ ْل ُ‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪ )1994\5‬ومسلم (‪. )1512‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أى ‪ :‬يشبه استأذان خديجة رضى هللا عنها ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أى ‪ :‬اللهم اجعلها هالة بنت خويلد ‪.‬‬
‫(‪ )3‬متفق‪ a‬عليه ‪ ،‬وفى رواية ‪ :‬وهللا مابدلنى هللا خيراً منها ‪.‬‬
‫(‪ )4‬فى قصة حادثة اإلفك ‪.‬‬
‫(‪ )5‬صحيح ‪ :‬أخرجه مسند أحمد (‪. )30\6‬‬
‫‪60‬‬
‫ُخلقت المرأة من ضلع أعوج ‪ ،‬وإن أعوج الضلع أعاله ‪ ،‬فإن أنت ذهبت تُقيمه كسرته وكسر المرأة طالقها ‪ ،‬وإذا‬
‫أردت أخى الحبيب "فاطمة" فكن أنت "علياً" ‪ ،‬وقد قال‪" : r‬اَل يَ ْف َر ْك ُم ْؤ ِم ٌن ُم ْؤ ِمنَةً إِ ْن َك ِرهَ ِم ْنهَا ُخلُقًا َر ِ‬
‫ض َي ِم ْنهَا‬
‫(و َع َسى أَن تَ ْك َرهُ ْ‬
‫وا َش ْيئًا َوهُ َو َخ ْي ٌر لَّ ُك ْم) (البقرة ‪. )216 :‬‬ ‫آخَ َر " ‪ ،‬وقال تعالى ‪َ :‬‬
‫(‪)1‬‬

‫فكم من خلق طيب كريم فى زوجتك ‪ ،‬إن ذهبت تحصيه وجدته يفوق ما تنقمه منها ‪ ،‬وكفاك أنك تجد المصرف‬
‫الحالل لشهوتك ‪ ،‬وكفاك وضع رأسها على كتفيك وصدرك ‪ ،‬وكفاك أن تجد منها اللمسة الحانية الرقيقة ‪ ،‬وكفاك‬
‫أنها من تقوم على شئون بيتك وشئونك ‪ ،‬وكفاك … ‪ ،‬وكفاك ‪ ،‬وكفاك…‪.‬‬
‫قال بعضهم ‪:‬‬
‫ومــن لــه الحسنـــى فقــط‬ ‫مــن ذا الــذى مـا ســاء قـط‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫كفى بالمرء نبالً أن تعد معايبه‬ ‫من ذا الذى ترضى سجاياه كلَّها‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫ويعمى عن العيب الذى هو فيه‬ ‫أرى كل إنسان يرى عيب غيره‬
‫فيرى الزوج "القذلة" فى عين زوجته ‪ ،‬ويغفل عن "الخشبة" فى عينه !!! ‪.‬‬
‫وللزوجة أقول ‪ :‬قال ‪ ": r‬ال ينظر هللا إلي امرأة ال تشكر لزوجها وهى ال تستغنى عنه"(‪. )2‬‬

‫ـ بماذا تنصح كل زوج ليستديم محبة زوجته له ‪ ،‬غير ما تقدم من سلوكيات ؟‬


‫ـ الجواب ‪ :‬أقول له ‪ :‬هناك أموراً كثيرة بها تستطيع أن تستديم محبة زوجتك لك ‪ ،‬فإلى ما تقدم ‪:‬‬
‫‪ -1‬أكثِر من مغازلة زوجتك فى البيت ـ خاصة فى شهور الزواج األولى ‪ ،‬فإن ذكريات األيام والشهور األولى‬
‫ستُطبع فى ذاكرتها إلى األبد ‪ ،‬وبها ومن أجلها تتحمل الزوجة الكثير والكثير ‪.‬‬
‫ومغازلة الزوجة ‪ :‬تارة تكون بأن تمتدح ملبسها وشعرها ومأكلها ومشربها ‪ ،‬وتارة إذا دخلت لتعد لك الطعام ـ‬
‫مثالً ـ اذهب خلفها واحتك بها من خلفها مزاحا ً ‪ ،‬وتارة بمغازلتها بالكالم الفاحش فى أثناء النهار دون أن تكون هناك‬
‫معاشرة جنسية ‪ ،‬وتارة بالنظر إلى مفاتنها ومدحها ‪ ،‬إلى غير ذلك ‪.‬‬
‫وهناك من األزواج من تكون له ولزوجه "كلمة س ّر ! أو إشارة أو عالمة اتفقا عليها كناية عن الجماع !!!" ـ فى‬
‫أيام الزواج األولى ـ فما أن يقولها الزوج ـ مازحا ً معها ـ فى حضور األهل مثالً ـ إال ويضحك الزوجان معا ً ‪ ،‬وال‬
‫يدرى الحضور ـ مثالً ـ عما يتحدثا ‪ ،‬والمراد ‪ :‬أن هناك وسائل شتى إلشاعة جو المرح وبيان حب الرجل زوجته ‪.‬‬
‫‪ -2‬ال تنسى السؤال عن صحتها يوميا ً (‪. )1‬‬
‫‪ -3‬ال تنم إال بعد أن تمسك يدها وتتحدثا معا ً ولو قليالً ‪ ،‬فهناك من يحرص على أال ينام ـ وجد الجماع أم ال ـ إال بعد‬
‫يمسك بيد زوجته ـ وقد ناما على ظهرهما ـ ويتحدثا قليالً ‪ ،‬وإن لم يكن الزوج يفعل هذا تفعله الزوجة (‪ )2‬حتى يكون‬
‫أحد الطقوس المعمول بها دوما ً قبل النوم ‪ ،‬وهذا مما يزيد جداً فى زيادة الحب واالرتباط بين الزوجين ‪.‬‬
‫‪ -4‬ال تنسى شكرها ـ بالكلمة أو باللمسة ـ على ما تعانيه فى أعمال البيت ‪.‬‬
‫ت" منتهيا ً بـ "جزاك هللا كل خير" أو "شكراً" ‪ ،‬فإنه إذا كان‬‫‪ -5‬تأدب فى الحديث معها ‪ ،‬مبتدئا ً كالمك بـ "لو سمح ِ‬
‫هذا حديثك مع زميلتك فى العمل أو صديقك ‪ ،‬فالزوجة أولى بهذا ‪.‬‬
‫‪ -6‬ال تنسى قبلة الصباح قبل الخروج إلى العمل ‪ ،‬وقبلة المساء عند النوم ‪.‬‬
‫‪ -7‬ضع القواعد فى بداية الحياة الزوجية التى تسيرا عليها معا ً دون إجحاف لها ‪ ،‬ككيفة النقاش واحترام كل طرف‬
‫رأى الطرف اآلخر ‪ ،‬وعدم ارتفاع األصوات عند النقاش ‪ ،‬وإذا ارتفع صوت طرف خبا صوت الطرف اآلخر ‪،‬‬
‫ومتى يبدأ النقاش وكيف ‪ ،‬ومتى ال يكون هناك نقاش ‪ ،‬كيفية التعامل مع األهل والزيارات ‪.…،‬‬
‫‪ -8‬أخرج معها إلى التنزه كلما استطعت هذا ‪.‬‬
‫وللزوجين ‪:‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬صحيح ‪ :‬أخرجه النسائى يف " العشرة" ‪.‬‬
‫(‪ )1‬وال تكن كالزوج الذى قيل فيه فى حديث أم رزع المتقدم ‪" :‬وال يولج الكف ليعلم البث" ‪.‬‬
‫(‪ )2‬والصواب أن تبدأ بها الزوجة وتعلمه زوجها حتى "يتعود" هذا قبل النوم ‪ ،‬فهى "األم" أى التى تجمع الحنان والحب والود وتبدأ به ‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ -9‬لتكن غاية كل منكما إسعاد اآلخر ‪.‬‬
‫‪ -10‬ال تجعال نهاركما يمر بجفاء ‪ ،‬دون أن يتخلله الحب والغرام ‪.‬‬
‫‪ -11‬ليتساهل كل طرف أمام قرينه ‪.‬‬
‫‪ -12‬ال يكرر أحدكما طلبا ً رفضه اآلخر من قبل ‪.‬‬
‫‪ -13‬ال تكررا حديثا ً عن مشاحنة أو شقاق كان ‪ ،‬حتى ال تعيدا األحزان والمضايقات ‪.‬‬
‫‪ -14‬ال تتقابال إال واالبتسامة تعلو الوجه (‪. )1‬‬
‫‪ -15‬ال تغضا معا ً فى وقت واحد ‪ ،‬ولتكن أنت ـ صاحب القوامة ـ أكثر صبراً واحتماالً ‪ ،‬وال تنسى أنك تتحدث إلى‬
‫حبيبتك وزوجتك ‪.‬‬
‫‪ -16‬استمع إليها وإلى حديثها ‪ ،‬وإياك من تسفييه رأيها ‪ ،‬أو االستهانة بعقلها ‪ ،‬ولك فى رسول هللا ‪ r‬األسوة الحسنة‬
‫كما تقدم فى حديث أم زرع ‪ ،‬وكما استمع إلى رأى زوجته عند النحر ‪.‬‬
‫‪ -17‬الحذر من مرض "الخرس الزوجى" بعد الزواج ‪ ،‬وهذا المرض كثيراً ما يصيب الرجال بعد الزواج مما‬
‫يؤدى بكثير من الزيجات إلى الموت بمرض "السكتة الكالمية" !! ‪.‬‬
‫ـ قاعدة هامة ‪ :‬وهذه قاعدة هامة جداً لو وضعها كل زوج موضعها لوجد فيها الراحة الزوجية التى يفتقدها الكثير‬
‫من األزواج ‪ ،‬وهى ‪ :‬أن يتعامل الزوج مع زوجته على أنها لم تزل بعد الخطيبة ال الزوجة ومن المقرر أن ـ أكثر‬
‫الخطاب ـ فترة الخطبة وزمانها يحاول جاهداً أن يُظهر أفضل وأحسن ما يتحلى به ‪ ،‬وأن "يتكلف" (‪ )1‬بعض‬
‫األخالق وإن لم يكن يتخلق بها ‪ ،‬فترى بعضهم ال يستطيع ـ مثالً ـ أن يتحمل مداعبة طفل ‪ ،‬ولكنه عند وجوده فى‬
‫بيت خطيبته تراه يالعب األطفال ويلعب معهم ويضاحكهم كطفل صغير ‪ ،‬فيرسم البسمة على وجه خطيبته ‪ ،‬وتري‬
‫فيه الزوج العطوف على األطفال المحب لهم ـ وان كان األفضل واألولى أن يكون الخاطب على سجيته وال يتكلف‬
‫من األخالق ما ليست فيه حتى ال يدخل فى باب الغش والخداع ـ والمراد ‪ :‬أن الرجل إذا تزوج تراه يكون فى بيته‬
‫رث الهيئة قبيح المنظر ‪ ،‬تشم منه زوجته الريح غير الطيبة ‪ ،‬يصاب كما يقال بـ "الخرس الزوجى" فتراه وقد أهمل‬
‫الحديث مع زوجته ‪ ،‬وأهمل مداعبتها ومغازلتها ـ وقد ذهب منه "إذا دخل فهد" وقد كان هذا شغله الشاغل من قبل ‪،‬‬
‫بينما تراه خارج بيته يضحك مع أصدقائه ويمازحهم ‪ ،‬فإذا عاد إلى بيته حمل الهموم وذهب الضحك والمزاح أدارج‬
‫الرياح ودخل بيته بالوجه العابس وقلة الحديث والسؤال عن حال الزوجة وصحتها "فال يولج الكف ليعلم البث" ‪.‬‬
‫ـ فماذا عن طاعة المرأة زوجها ‪ ،‬إذا طلب منها ماال يقره الشرع من عدم ارتداء الحجاب الشرعى مثالً ‪،‬‬
‫والخروج متبرجة سافرة ‪ ،‬أو مجالسة أصدقائه أو أى فعل أو قول يخالف الشرع ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬اعلمى أختاه انه ال طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ‪.‬‬
‫ـ هذا ومن األخطاء التى تقع فيها بعض النساء ‪ :‬نعتها لصديقة أو جارة لزوجها كأنها يباشرها ‪ ،‬روى البخارى عن‬
‫عبد هللا بن مسعود‪ t‬قال ‪" :‬اَل تُبَا ِش ُر ْال َمرْ أَةُ ْال َمرْ أَةَ فَتَ ْن َعتَهَا لِزَ وْ ِجهَا َكأَنَّهُ يَ ْنظُ ُر إِلَ ْيهَا" (‪. )1‬‬
‫ـ وماذا عن قوله ‪ r‬أن ‪" :‬النساء ناقصات عقل ودين" ؟‬
‫هَّللا‬
‫ـ الجواب ‪ :‬لفظ الحديث كما جاء عند اإلمام البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدرى قال ‪َ ":‬خ َر َج َرسُو ُل ِ ‪ r‬فِي‬
‫ار فَقُ ْلنَ َوبِ َم يَا‬ ‫ُ‬ ‫أَضْ َحى أَوْ فِ ْ‬
‫ص َّد ْقنَ فَإِنِّي أ ِريتُ ُك َّن أَ ْكثَ َر أَ ْه ِل النَّ ِ‬‫ال يَا َم ْع َش َر النِّ َسا ِء تَ َ‬ ‫صلَّى فَ َم َّر َعلَى النِّ َسا ِء فَقَ َ‬ ‫ط ٍر إِلَى ْال ُم َ‬
‫از ِم ِم ْن إِحْ دَا ُك َّن‬ ‫َب لِلُبِّ ال َّر ُج ِل ْال َح ِ‬ ‫ت َع ْق ٍل َو ِدي ٍن أَ ْذه َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ْت ِم ْن نَاقِ َ‬ ‫ير ‪َ ،‬ما َرأَي ُ‬ ‫ُول هَّللا ِ قَا َل تُ ْكثِرْ نَ اللَّ ْعنَ َوتَ ْكفُرْ نَ ْال َع ِش َ‬
‫َرس َ‬
‫ك ِم ْن‬‫ال فَ َذلِ ِ‬‫ف َشهَا َد ِة ال َّر ُج ِل قُ ْلنَ بَلَى قَ َ‬ ‫ْس َشهَا َدةُ ْال َمرْ أَ ِة ِم ْث َل نِصْ ِ‬ ‫ُول هَّللا ِ قَا َل أَلَي َ‬‫ان ِدينِنَا َو َع ْقلِنَا يَا َرس َ‬ ‫ص ُ‬ ‫قُ ْلنَ َو َما نُ ْق َ‬
‫صا ِن ِدينِهَا "‪ ،‬هذا لفظه وشرحه ‪ r‬للحديث‬ ‫ك ِم ْن نُ ْق َ‬ ‫ص ْم قُ ْلنَ بَلَى قَا َل فَ َذلِ ِ‬‫ص ِّل َولَ ْم تَ ُ‬ ‫ت لَ ْم تُ َ‬‫ض ْ‬
‫ْس إِ َذا َحا َ‬ ‫ان َع ْقلِهَا أَلَي َ‬ ‫ص ِ‬‫نُ ْق َ‬
‫‪.‬‬
‫ويظن الكثير من الرجال أن ‪" :‬النساء ناقصات عقل ودين" يعنى أن النساء مجموعة من البله األغبياء‬
‫المفرِّ طات فى أمور دينهن ‪ ،‬فيتعامل الرجل مع المرأة من هذا المنطلق الغريب ‪ ،‬فال يعتب عليها إذا أمرها بأمر‬
‫شرعى فلم تأتمر به ‪ ،‬أو تتهاون فى صالتها وحجابها ومعامالتها مع جاراتها دون حدود شرعية وأصول دينية ‪،‬‬
‫فترى الكثير من الرجال يتهاون فى األمور الشرعية مع زوجته بدعوى أن النساء ناقصات عقل ودين ‪.‬‬
‫(‪ )1‬ويكفيك قوله ‪ r‬فى الحديث الصحيح ‪" :‬وتبسمك فى وجه أخيك صدقة" فالزوجة أحق بهذه البسمة لها من صديق أو زميلة العمل ‪ ،‬وزوجك أختاه أحق من تهديه ابتسمتك الرقيقة ‪.‬‬
‫(‪ )1‬وفى هذا التكلف نوع غش للزوجة ‪ ،‬فلتأمل ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪. )2007\5‬‬
‫‪62‬‬
‫ـ وترى فريق آخر يتعامل مع المرأة وكأنها طفل صغير ال عقل له ‪ ،‬فيتهاون بعقل المرأة وتفكيرها ورأيها ‪،‬‬
‫واضعا ً رأيها فى ذيل القائمة ‪ ،‬حتى يقول لزوجه "انتى هتعملى راسك براسى" ! ال تضعى عقلك مساويا ً لعقلى ! ‪،‬‬
‫ولم يتذكر أنه حين تقدم لخطبتها اشترط أن تكون الفتاة التى سيرتبط بها تصغره بسنوات خمس أو عشر أو أكثر أو‬
‫أقل ‪ ،‬وأنها مع هذا الفارق فى السن بينهما إال أنها استطاعت أن "تحتوى" عقل الرجل وتسايره وتتعامل مع هذا‬
‫العقل الذى يفوقها سنا ً وخبرة وتعامالً مع الناس ‪ ،‬استطاعت أن تكون على قدم المساواة مع هذا العقل ‪ ،‬وأ ُعجب‬
‫الخاطب وقتها بعقل فتاته ونظرتها الثاقبة ‪ ،‬وعقلها الذى احتوى عقله وسايره وعايشه ‪ ،‬ثم ما لبث بعد الزوج أن‬
‫استهان بعقلها ونظرتها واستهان بزوجته أيما استهانة ‪ ،‬وهذه االستهانة بعقل المرأة إنما هو سهم قاتل يغرسه الرجل‬
‫فى قلب المرأة دون أن يدرى ‪ ،‬فلتكن على حذر أخى المسلم من أن تستهين أو تحط من قدر زوجته فى حديثك معها‬
‫أو عنها ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ق الرِّ َجا ِل " ‪ ،‬وقوله‪" : r‬من كان له ثالث بنات‬ ‫ـ ويكفى فى بيان قدر المرأة وشرفها قوله‪" : r‬النِّ َسا َء َشقَائِ ُ‬
‫يؤويهن ويكفيهن ويرحمهن فقد وجبت له الجنة ‪ ،‬فقال له ‪ :‬واثنتين يا رسول هللا ؟ قال ‪ :‬واثنتين" ‪" ،‬وكفاها شرفا ً‬
‫)‬‫‪2‬‬ ‫(‬

‫أن من قُتل دون الدفاع عن شرفه وعرضه كان شهيداً ‪ ،‬قال ‪" : r‬من قتل دون أهله فهو شهيد" (‪ ، )3‬وكفاها شرفا ً أن‬
‫أول المؤمنين برسول هللا ‪ r‬كانت امرأة وهى أم المؤمنين خديجة ـ رضى هللا عنها ـ ‪ ،‬وكفاها شرفا ً أن أول شهداء‬
‫اإلسالم كانت امرأة وهى "سمية" زوج عمار بن ياسر ‪ ،‬وكفاها أن النبى‪ r‬نحر بناء على رأى زوجه ‪ ،‬إلى غير‬
‫ذلك الكثير من األحاديث التى تبين فضل المرأة وكرامتها وإكرم اإلسالم لها‪.‬‬
‫يقول وائلة بن األسقع ‪ :‬إن من يمن المرأة ـ يعنى البركة ـ تبكيرها باألنثى قبل الذكر ‪ ،‬وذلك أن هللا ‪ U‬يقول ‪:‬‬
‫ور) (الشورى ‪. )49 :‬‬ ‫(يَهَبُ لِ َم ْن يَ َشاء إِنَاثًا َويَهَبُ لِ َمن يَ َشاء ُّ‬
‫الذ ُك َ‬
‫ومن طريف ما روى ‪ :‬أن أميراً عربيا ً يكنى أبا حمزة ‪ ،‬تزوج امرأة ‪ ،‬وتمنى أن تلد له "ذكراً" فولدت له بنتا ً ‪،‬‬
‫فهجر منزلها لشدة غيظه ‪ ،‬فضار يأوى إلى بيت آخر ‪ ،‬فمر بخبائها يوما ً ‪ ،‬فسمعها تداعب ابنتها قائلة ‪:‬‬
‫يظـل بالبيـت الذى يلينـا‬ ‫مـا ألبـى حمـزة ال يـأتينــا‬
‫ليـس له من أمرنا ماشينـا‬ ‫غضبـــان أن نلــد البنينــا‬
‫ونحـن كاألرض لزارعينـا‬ ‫وإنمـا نـأخــذ مـا أعطينـا‬
‫ننبت ما قد زرعوه فينا‬
‫(‪)1‬‬
‫وما أن سمع أبا حمزة هذا منها ‪ ،‬حتى أخذه الحنان إليها وإلى ابنته ودخل بيته يقبلهما ‪.‬‬
‫ـ فماذا عن الزواج فى بيت األهل سواء كان بيت أهل الزوج أو الزوجة ؟‬
‫ـ وصية أوصى بها كل زوج يبدأ حياته الزوجية أال يبدأها فى بيت أهله أو أهلها ‪ ،‬وليكن له ولزوجه بيتهما الخاص‬
‫بهما ‪ ،‬وان كان قليل األثاث والمساحة ‪ ،‬إال أنه سيجنبه الكثير من المشاكل التى تنشأ من زواجه فى بيت أهله أو‬
‫أهلها ‪ ،‬فإن كان أهل بيت أهل العروس‪ a‬مفتقدين للوعى الدينى وااللتزام بحالل هللا وحرامه فإن الزوج سيعانى أشد‬
‫المعانة ‪ ،‬خاصة إذا كان أهل العروس شديدى المعاملة فلن يستطيع الزوج حينئذ أن تكون له الكلمة العليا على زوجه‬
‫ونحو هذا مما هو معروف ومشهور ‪ ،‬وأن كان أهله مثل ذلك فكذلك ‪ ،‬وان كان أحدهم يلتزم بشرع هللا وحالله‬
‫وحرامه فسيعانى الزوج أيضا ً فى دخوله وخروجه بل وحتى جلوسه مع أهله ‪ ،‬وسيجد الحرج الشديد من هذا ‪ ،‬وإذا‬
‫كان أهله مثل ذلك فكذلك ‪ ،‬خاصة إذا كان له اخوة يدخلون ويخرجون مما هو معروف ومشهور ‪ ،‬ولذلك فإنى‬
‫أنصح كل زوج أن يكون له بيته المستقل وإن كان قليل األثاث والمساحة ‪ ،‬إال أنه أفضل له بكثير من زواجه فى‬
‫بيت أهله أو أهلها ‪.‬‬
‫ـ هل يجوز كذب الرجل على زوجته ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم يجوز ‪ ،‬للرجل أن يكذب على زوجه فى إصالح ما بينهما ودوام العشرة بينهما ‪ ،‬كأن يقول لها ‪ :‬أنت‬
‫اجمل من رأت عينى ـ على قلة جمالها مثالً ـ أنت كذا وكذا ‪ ،‬أو الوعد بتلبية طلبها لكذا وكذا إن يسر هللا تعالى له‬
‫جاء به ‪ ،‬يريد دوام الحب والمعاشرة بينهما ‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى ( ‪ )190\1‬وأبو داود (‪ )61\1‬والبيهقى (‪. )168\1‬‬
‫(‪ )2‬صحيح ‪ :‬أخرجه البخارى فى األدب (‪. )14‬‬
‫(‪ )3‬صحيح ‪ :‬أخرجه الشاشى (‪. )251\1‬‬
‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬البيان والتبيين (‪. )186\1‬‬
‫‪63‬‬
‫ـ روى مسلم عن أم كلثوم قالت ‪ :‬ما سمعت رسول هللا‪ r‬رخص فى شئ من الكذب إال فى ثالث ‪" :‬الرجل يقول‬
‫القول يريد به اإلصالح ‪ ،‬والرجل يقول القول فى الحرب ‪ ،‬والرجل يحدث امرأته ‪ ،‬والمرأة تحدث زوجها" ‪.‬‬
‫ـ إذن هل يجوز كذب المرأة على زوجها ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬فى إظهار الود لزوجها كما سبق عند الرجل ‪ ،‬فتقول له أنت أجمل من رأت عينى ـ على قلة وسامته مثالً‬
‫ـ فال تعصى هللا تعالى فتخون زوجها ـ عياذاً باهلل تعالى ـ ثم تكذب عليه ! فالمرأة التى تكذب على زوجها على فى‬
‫كل صغيرة وكبيرة ال يأمن الرجل جانبها ‪ ،‬لتحذير النبى‪ r‬من الكذب كما روى البخارى ومسلم ‪ ،‬قال ‪":‬إِ َّن الصِّ ْد َ‬
‫ق‬
‫ُور َوإِ َّن‬‫ب يَ ْه ِدي إِلَى ْالفُج ِ‬
‫صدِّيقًا َوإِ َّن ْال َك ِذ َ‬ ‫يَ ْه ِدي إِلَى ْالبِرِّ َوإِ َّن ْالبِ َّر يَ ْه ِدي إِلَى ْال َجنَّ ِة َوإِ َّن ال َّرج َُل لَيَصْ ُد ُ‬
‫ق َحتَّى يَ ُكونَ ِ‬
‫َب ِع ْن َد هَّللا ِ َك َّذابًا " فالمرأة التى تتخذ الكذب وسيلة للخروج وعمل‬ ‫ار َوإِ َّن ال َّرج َُل لَيَ ْك ِذبُ َحتَّى يُ ْكت َ‬ ‫ُور يَ ْه ِدي إِلَى النَّ ِ‬ ‫ْالفُج َ‬
‫ما يحلو لها فإنها للحديث تصبح فاجرة ‪ ،‬وال يرضى الرجل أن يعاشر فاجرة عياذاً باهلل تعالى ‪ ،‬وكم هدم الكذب‬
‫بيوتات كثيرة ‪.‬‬
‫ـ ما هى مواصفات فتى األحالم ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬يختلف وصف فتى األحالم بإختالف الفتاة ‪ ،‬فمنهن من ترى أن فتى أحالمها صاحب الشهادة العليا ‪،‬‬
‫ومنهن من تراه صاحب المال دون النظر إلى "المؤهل" الدراسى ‪ ،‬ومنهن من ترى فتى أحالمها اللبق خفيف الظل‬
‫‪ ،‬ومنهن من تراه الوسيم دون النظر إلى المال أو المؤهل الدراسى ‪ ،‬إلى غير ذلك ‪ ،‬فكل فتاة لها مواصفات تختلف‬
‫عن مثيالتها من الفتيات ‪.‬‬
‫ـ وكيف أعرف أن هذا الفتى هو فتى األحالم الذى يسعدنى أن أنا ارتبطُ به ؟‬
‫ك معرفة فتى األحالم ‪ ،‬أمن خالل الهاتف (‪ )1‬؟! أم من خالل الجامعة ؟! أم‬ ‫لك إلى هذا ‪ ،‬فأن ّى ل ِ‬ ‫ـ الجواب ‪ :‬ال سبيل ِ‬
‫لك الشرع مثل هذا التعارف ‪ ،‬فال سبيل إلى معرفة فتى األحالم إال أن يتقدم إلى‬ ‫من خالل الجيرة ؟! وهل أباح ِ‬
‫ِخ طبتك ‪ ،‬فالمرأة "جوهرة" مكنونة ‪ ،‬و "درة" غالية ال يطلع عليها إال من يعرف قدرها وعزها وشرفها ‪ ،‬والمقياس‬
‫كما تقدم هو مدى تمسك هذا الخاطب بدينه وبما أمره به الشرع الحنيف ‪.‬‬
‫جار لها ‪،‬‬ ‫ـ فكم من فتى غ َّر الفتيات ملبسه وحسن حديثه ومعسول كالمه ‪ ،‬فى الهاتف أو مدرج الجامعة أو لكونه ٍ‬
‫ثم هو عند الزواج كسراب فى صحراء ال وجود له ‪.‬‬
‫ـ هل هناك ما يسمى بالزوجة النكدية ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬والزوجة النكدية هى نكدية بنكد زوجها عليها ! وإال فما من زوجة ترضى بتعاسة بيت الزوجية ‪،‬‬
‫وترفض أن ترفرف أجنحة السعادة والحب على عشها ‪.‬‬
‫ـ والزوج النكدى ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬كذلك ال يوجد زوج يأبى أن تكون حياته الزوجية سعيدة هادئة هانئة ‪ ،‬إنما يتحول إلى الزوج النكدى‬
‫"بنكد" زوجته عليه ! ‪.‬‬
‫تعرضت ـ فى الهامش ـ إلى بيان الفرق بين لفظتى النكاح والزواج ‪ ،‬وربطا ً‬ ‫ً‬ ‫ـ عند تعريفك ألفاظ النكاح والتزويج‬
‫بهذا البيان اللطيف فأنا عندما أقرأ فى كتاب هللا تعالى فأجده تارة يصف الزوجة بأنها "زوجة" وتارة بأنها "امرأة"‬
‫فهل هناك فرق بينهما ؟ ‪.‬‬
‫ـ الفرق بين الزوجة والمرأة ‪:‬‬
‫ال تجد فرقا يُذكر بين لفظ "الزوج"‪ a‬و "المرأة" فى كتب الفقه ‪ ،‬بينما تجد القرآن العظيم قد فرَّق بينهما ‪ ،‬فاستعمل‬
‫لفظ "الزوج" فى حق أهل اإليمان ولفظ "المرأة"‪ a‬فى حق أهل الشرك والكفران ‪.‬‬
‫َ‬
‫"وأما األزواج فجمع زوج وقد يقال زوجة واألول أفصح وبها جاء القرآن (‪ ، )1‬قال تعالى ‪( :‬يَا آ َد ُم ا ْس ُك ْن أنتَ‬
‫(وأَصْ لَحْ نَا لَهُ َزوْ َجهُ) (األنبياء ‪. )90 :‬‬ ‫َوزَ وْ جُكَ ْال َجنَّةَ) (البقرة ‪ ، )35 :‬وقال تعالى فى حق زكريا ‪َ u‬‬
‫ومن الثانى قول ابن عباس ـ رضى هللا عنهما ـ فى ـ عائشة رضى هللا عنها ـ ‪" :‬إنها زوجة نبيكم فى الدنيا‬
‫واآلخرة" (‪. )2‬‬

‫(‪ )1‬تنبيه هام ‪ :‬دعوة إلى كل فتاة تؤمن باهلل واليوم اآلخر أن تتجنب ما وسعها الهاتف ‪ ،‬فما أكثر األحالم التى تكسرت على سماعة التليفون ‪ ،‬وما أكثر األعراض التى انتهتك بعد لقاء‬
‫من حديث التليفون ‪ ،‬وما أكثر الحياء الذى ذهب مع كلمات التليفون ‪ ،‬فالحذر الحذر أختاه من كيوبيد التليفون ‪.‬‬
‫(‪ )1‬لم يأت فى القرآن لفظ "زوجة" انما هو من اصطالح الفقهاء ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى (‪. )2601\6‬‬
‫‪64‬‬
‫وقال الفرزدق ‪:‬‬
‫وإن الذى يبغى ليفسد زوجتى * كساع إلى أسد الشرى يستبيلها‬
‫وقد يجمع على زوجات وهذا إنما هو جمع زوجة وإال فجمع زوج أزواج ‪ ،‬قال تعالى ‪( :‬هُ ْم َوأَ ْز َوا ُجهُ ْم فِي ِظاَل ٍل‬
‫ك ُمتَّ ِك ُؤونَ ) (يس ‪ ، )56 :‬وقال تعالى ‪( :‬ا ْد ُخلُوا ْال َجنَّةَ أَنتُ ْم َوأَ ْز َوا ُج ُك ْم تُحْ بَرُونَ ) (الزخرف ‪. )70 :‬‬ ‫َعلَى اأْل َ َرائِ ِ‬
‫وقد وقع فى القرآن اإلخبار عن أهل اإليمان بلفظ الزوج مفرداً وجمعا كما تقدم ‪.‬‬
‫وقال تعالى ‪( :‬النَّبِ ُّي أَوْ لَى بِ ْال ُم ْؤ ِمنِينَ ِم ْن أَنفُ ِس ِه ْم َوأَ ْز َوا ُجهُ أُ َّمهَاتُهُ ْم) (األحزاب ‪ ، )6 :‬وقال تعالى ‪( :‬يَا أَيُّهَا النَّبِ ُّي‬
‫قُل أِّل َ ْز َوا ِجكَ ) (األحزاب ‪. )59 :‬‬
‫ـ واإلخبار عن أهل الشرك بلفظ المرأة ‪:‬‬
‫ب ) (المسد ‪ )4- 1 :‬وقال تعالى ‪:‬‬ ‫(وا ْم َرأَتُهُ َح َّمالَةَ ْال َحطَ ِ‬
‫ب َوتَبَّ ) إلى قوله ‪َ :‬‬ ‫َّت يَدَا أَبِي لَهَ ٍ‬ ‫قال تعالى ‪( :‬تَب ْ‬
‫وح َواِ ْم َرأَةَ لُو ٍط) (التحريم ‪ )10 :‬فلما كانتا مشركتين أوقع عليهما اسم المرأة‬ ‫ب هَّللا ُ َمثَاًل لِّلَّ ِذينَ َكفَرُوا اِ ْم َرأَةَ نُ ٍ‬ ‫(ض َر َ‬‫َ‬
‫ب ُ َمثَاًل لِّل ِذينَ آ َمنُوا اِ ْم َرأةَ فِرْ عَوْ نَ ) (التحريم ‪ )11 :‬لما كان هو المشرك وهى مؤمنة‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫هَّللا‬ ‫ض َر َ‪a‬‬
‫(و َ‬ ‫وقال فى فرعون ‪َ :‬‬
‫لم يسمها زوجا ً له ‪.‬‬
‫ك ْال َجنَّةَ) (البقرة ‪ )35 :‬وقال للنبى ‪( :‬إِنَّا أَحْ لَ ْلنَا لَكَ أَ ْز َوا َجكَ)‬ ‫وقال فى حق آدم ‪( :‬يَا آ َد ُم ا ْس ُك ْن أَنتَ َو َزوْ ُج َ‬
‫(األحزاب ‪ ، )50 :‬وقال فى حق المؤمنين ‪َ ( :‬ولَهُ ْم فِيهَا أَ ْز َوا ٌج ُّمطَه ََّرةٌ) (البقرة ‪. )25 :‬‬
‫فقالت طائفة منهم السهيلى وغيره إنما لم يقل فى حق هؤالء األزواج ألنهن لسن بأزواج لرجالهم فى اآلخرة وألن‬
‫التزويج حلية شرعية وهو من أمر الدين فجرد الكافرة منه كما جرد منها امرأة نوح وامرأة لوط ‪.‬‬
‫ت ا ْم َرأَتِي عَاقِرًا) (مريم ‪ )5 :‬وقوله تعالى عن‬ ‫ثم أورد السهيلى على نفسه قول زكريا عليه السالم ‪َ ( :‬و َكانَ ِ‬
‫ص َّر ٍة ) (الذاريات ‪. )29 :‬‬ ‫ت ا ْم َرأَتُهُ فِي َ‬ ‫إبراهيم ‪( :‬فَأ َ ْقبَلَ ِ‬
‫وأجاب بأن ذكر المرأة أليق فى هذه المواضع ألنه فى سياق ذكر الحمل والوالدة فذكر المرأة أولى به ألن الصفة‬
‫التى هى األنوثة هى المقتضية للحمل والوضع ال من حيث كانت زوجاً‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ولو قيل إن السر فى ذكر المؤمنين ونسائهم بلفظ األزواج أن هذا اللفظ مشعر بالمشاكلة والمجانسة‬
‫واالقتران كما هو المفهوم من لفظه فإن الزوجين هما الشيئان المتشابهان المتشاكالن أو المتساويان ومنه قوله تعالى‬
‫اجهُ ْم) (الصافات ‪. )22 :‬‬ ‫‪( :‬احْ ُشرُوا الَّ ِذينَ ظَلَ ُموا َوأَ ْز َو َ‬
‫قال عمر بن الخطاب ‪ t‬أزواجهم أشباههم ونظراؤهم ‪ ،‬وقاله اإلمام أحمد أيضا ً ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪َ ( :‬وإِ َذا النُّفُوسُ‬
‫ت) (التكوير ‪ )7:‬أى قرن بين كل شكل وشكله فى النعيم والعذاب ‪ ،‬قال عمر بن الخطاب‪ t‬فى هذه اآلية ‪:‬‬ ‫ُز ِّو َج ْ‬
‫الصالح مع الصالح فى الجنة والفاجر مع الفاجر فى النار ‪ ،‬وقاله الحسن وقتادة واألكثرون ‪.‬‬
‫وقيل زوجت أنفس المؤمنين بالحور العين وأنفس الكافرين بالشياطين وهو راجع إلى القول األول ‪.‬‬
‫ْز ْاثنَي ِْن) (األنعام ‪ 143 :‬ـ ‪)144‬‬ ‫ْ‬
‫اج ) األنعام ‪ 143‬ثم فسرها ‪ِّ ( :‬منَ الضَّأ ِن ْاثنَ ْي ِن َو ِمنَ ْال َمع ِ‬ ‫قال تعالى ‪( :‬ثَ َمانِيَةَ أَ ْز َو ٍ‬
‫فجعل الزوجين هما الفردان من نوع واحد ‪ ،‬ومنه قولهم ‪ :‬زوجا خف وزوجا حمام ‪ ،‬ونحوه ‪.‬‬
‫وال ريب أن هللا سبحانه وتعالى قطع المشابهة والمشاكلة بين الكافر والمؤمن ‪ ،‬قال تعالى ‪( :‬اَل يَ ْست َِوي أَصْ َحابُ‬
‫ار َوأَصْ َحابُ ْال َجنَّ ِة أَصْ َحابُ ْال َجنَّ ِة) (الحشر ‪ ، )20:‬وقال تعالى فى حق مؤمنى أهل الكتاب وكافرهم ‪( :‬لَ ْيس ْ‬
‫ُوا‬ ‫النَّ ِ‬
‫ب) اآلية (آل عمران ‪ )113:‬وقطع المقارنة سبحانه بينهما فى أحكام الدنيا فال يتوارثان وال‬ ‫َس َواء ِّم ْن أَ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫يتناكحان وال يتولى أحدهما صاحبه فكما انقطعت الوصلة‪ a‬بينهما فى المعنى انقطعت فى االسم فأضاف فيها المرأة‬
‫بلفظ األنوثة المجرد دون لفظ المشاكلة والمشابهة ‪.‬‬
‫وتأمل هذا المعنى تجده أشد مطابقة أللفاظ القرآن ومعانيه ولهذا وقع على المسلمة امرأة الكافر وعلى الكافرة‬
‫امرأة المؤمن لفظ المرأة دون الزوجة تحقيقا لهذا المعنى وهللا أعلم ‪.‬‬
‫وهذا أولى من قول من قال إنما سمى صاحبة أبى لهب امرأته ولم يقل لها زوجته ألن أنكحة الكفار ال يثبت لها‬
‫حكم الصحة بخالف أنكحة أهل اإلسالم فإن هذا باطل بإطالقه اسم المرأة على امرأة نوح وامرأة لوط مع صحة ذلك‬
‫النكاح ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫وتأمل فى هذا المعنى فى آية المواريث وتعليقه سبحانه التوارث بلفظ الزوجة دون المرأة كما فى قوله تعالى ‪:‬‬
‫ك أَ ْز َوا ُج ُك ْم) (النساء ‪ )12 :‬إيذانا بأن هذا التوارث إنما وقع بالزوجية المقتضية للتشاكل والتناسب‬ ‫ف َما ت ََر َ‬ ‫(ولَ ُك ْم نِصْ ُ‬ ‫َ‬
‫والمؤمن والكافر ال تشاكل بينهما وال تناسب فال يقع بينهما التوارث‪. a‬‬
‫وأسرار مفردات القرآن ومركباته فوق عقول العالمين (‪. )1‬‬
‫نخلص مما سبق أن القرآن أوقع اسم "المرأة"‪ a‬إذا كانت مسلمة متزوجة بكافر ‪ ،‬أو كافرة متزوجة بمسلم ‪ ،‬أو‬
‫يكون مشركين ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وزاد بعضهم على ما سبق أن القرآن أوقع اسم "المرأة" إذا شابت الحياة الزوجية ما يعكر صفوها ‪ ،‬بأن تكون‬
‫"المرأة" عاقراً ‪ ،‬أو يحدث بين الزوجين حالف وصل إلى الطالق أم ال ‪.‬‬
‫ومن األول قوله تعالى ‪( :‬إِ َذا طَلَّ ْقتُ ُم النِّ َساء فَطَلِّقُوهُ َّن) (الطالق ‪ )1 :‬وهى جمع امرأة ‪ ،‬وجمع زوج أزواج كما‬
‫تقدم بيانه ‪.‬‬
‫ت ا ْم َرأَتِي عَاقِرًا) (مريم ‪ )5 :‬رغم كونهما‬ ‫ت ْال َم َوالِ َي ِمن َو َرائِي َو َكانَ ِ‬ ‫فمن األول قول زكريا ‪َ ( : u‬وإِنِّي ِخ ْف ُ‬
‫مسلمين ‪ ،‬إال أن الحياة الزوجية ال تسير فى مسارها الطبيعى لكونها عاقراً ‪ ،‬فأوقع القرآن عليها لفظ "المرأة" ‪،‬‬
‫ومثله ‪َ ( :‬وقَ ْد بَلَ َغنِ َي ْال ِكبَ ُر َوا ْم َرأَتِي عَاقِرٌ) (آل عمران ‪ ) 40 :‬قول زكريا ‪ u‬فى موضع آخر ‪ ،‬ثم تأمل الوصف‬
‫(وأَصْ لَحْ نَا لَهُ َزوْ َجهُ) (األنبياء ‪ )90:‬ولم يقل ‪ :‬امرأته ‪ ،‬فتأمل ‪.‬‬ ‫القرآنى بعد أن رزقه هللا تعالى الولد قال تعالى ‪َ :‬‬
‫(وإِ ِن‬
‫ومن الثانى ‪ :‬وهو أن تشوب الحياة الزوجية ما يعكر عليها صفوها من خالف وشقاق كما فى قوله تعالى ‪َ :‬‬
‫ضا) (النساء ‪ )128 :‬فهذه خمسة وجوه فى إيقاع اسم "المرأة"‪ a‬فى كتاب هللا‬ ‫ت ِمن بَ ْعلِهَا نُ ُشو ًزا أَوْ إِ ْع َرا ً‬ ‫ا ْم َرأَةٌ خَافَ ْ‬
‫تعالى ‪.‬‬
‫ضاتَ أَ ْز َوا ِجكَ ) (التحريم ‪:‬‬ ‫ك تَ ْبت َِغي َمرْ َ‬ ‫ـ فإن قيل ‪ :‬فماذا تفعل فى قوله تعالى ‪( :‬يَا أَيُّهَا النَّبِ ُّي لِ َم تُ َحرِّ ُم َما أَ َح َّل هَّللا ُ لَ َ‬
‫‪ )1‬؟ فقد أطلق تعالى لفظ "الزوج" على "المرأة" مع وجود الخالف والشقاق ؟ وقوله ‪ r‬لزيد ‪( :‬أَ ْم ِس ْك َعلَ ْيكَ‬
‫زَ وْ َجكَ ) (االحزاب ‪ )37 :‬مع وجود الخالف ‪ ،‬وقول عزيز مصر كما أخبر تعالى عنه ‪َ ( :‬وقَا َل الَّ ِذي ا ْشت ََراهُ ِمن‬
‫ِّمصْ َر ِال ْم َرأَتِ ِه (يوسف ‪ )21 :‬؟‬
‫الجواب ‪ :‬األول ‪:‬إن الخالف القائم ليس خالفا ً دائما ً ‪ ،‬إنما كان خالفا ً وقتيا ً لم يستمر كثيراً كما جاء فى كتب السير‬
‫والتاريخ ‪.‬‬
‫ـ أما الثانى ‪ :‬فهو من باب التفاؤل بأال تستمر الخالفات وأن تسير الحياة الزوجية فى مجراها الطبيعى ‪.‬‬
‫ـ والثالث ‪ :‬إن امرأة العزيز كانت عاقراً كما أخبر عنها القرآن قولها ‪َ ( :‬ع َسى أَن يَنفَ َعنَا أَوْ نَتَّ ِخ َذهُ َولَدًا) (يوسف ‪:‬‬
‫‪. )21‬‬
‫او ُد فَتَاهَا عَن‬ ‫يز تُ َر ِ‬ ‫ال نِ ْس َوةٌ فى ْال َم ِدينَ ِة ا ْم َرأَةُ ْال َع ِز ِ‬ ‫وبعد ما تقدم لك أن تتأمل هذه اآليات البينات ‪ :‬قال تعالى ‪َ ( :‬وقَ َ‬
‫ص‬‫يز اآلنَ َحصْ َح َ‬ ‫ت ا ْم َرأَةُ ْال َع ِز ِ‬ ‫ضالَ ٍل ُّمبِي ٍن) (يوسف ‪ ، )30 :‬وقوله تعالى ‪( :‬قَالَ ِ‬ ‫نَّ ْف ِس ِه قَ ْد َش َغفَهَا ُحبًّا إِنَّا لَن ََراهَا فى َ‬
‫ك ) (القصص ‪ ، )9 :‬وقوله تعالى ‪:‬‬ ‫َّت َعي ٍْن لِّي َولَ َ‬ ‫ت فِرْ عَوْ نَ قُر ُ‬ ‫ت ا ْم َرأَ ُ‬ ‫ق) (يوسف ‪ ، )52 :‬وقوله تعالى ‪َ ( :‬وقَالَ ِ‬ ‫ْال َح ُّ‬
‫صابَهُ ْم) (هود ‪ ، )81 :‬وقوله تعالى ‪( :‬إِالَّ ا ْم َرأَتَهُ قَ َّدرْ نَا إِنَّهَا لَ ِمنَ‬ ‫صيبُهَا َما أَ َ‬ ‫ت ِمن ُك ْم أَ َح ٌد إِالَّ ا ْم َرأَتَكَ إِنَّهُ ُم ِ‬ ‫(والَ يَ ْلتَفِ ْ‬ ‫َ‬
‫دت ا ْم َرأَةً تَ ْملِ ُكهُ ْم) (النمل ‪ )23 :‬ونحو هذا فى كتاب هللا تعالى ‪.‬‬ ‫ْالغَابِ ِرينَ ) (الحجر ‪ ) 60 :‬وقوله تعالى ‪( :‬إِنِّي َو َج ُّ‬
‫قلت ‪ :‬وقد يأتى اسم "المرأة" لبيان الجنس كما فى قوله تعالى ‪ ( :‬فَإِن لَّ ْم يَ ُكونَا َر ُجلَي ِْن فَ َر ُج ٌل َوا ْم َرأَتَا ِن) (البقرة ‪:‬‬
‫(وا ْم َرأَةً ُّم ْؤ ِمنَةً إِن‬ ‫َان ) (القصص ‪ )23 :‬وقوله تعالى ‪َ :‬‬ ‫‪ ، )282‬وقوله تعالى ‪َ ( :‬و َو َج َد ِمن ُدونِ ِه ُم ا ْم َرأتَ ْي ِن تَ ُذود ِ‬
‫ث َكالَلَةً أَو ا ْم َرأَةٌ) (األحزاب ‪ . )50 :‬هذا وهللا اعلم بمراده ‪.‬‬ ‫ت نَ ْف َسهَا لِلنَّبِ ِّي َوإِن َكانَ َر ُج ٌل يُو َر ُ‬ ‫َوهَبَ ْ‬
‫ـ فهل من فرق بين لفظتى البعل والزوج ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬كما إستخدم القرآن الكريم منهجا خاصا ً فى استعمال لفظتى ‪ :‬البعل والزوج ‪ ،‬ويب‪aa‬دو للوهل‪aa‬ة األولى أن ال‬
‫فرق بينهما ‪ ،‬ولكن القرآن المعجز قد فرق بينهما كما سترى بفضل هللا تعالى وحده ‪.‬‬
‫فالقرآن الكريم استخدم لفظ "البعل" بدالً من "الزوج" إذا شابت الحياة الزوجية ما يعكر عليها صفوها من خالف‬
‫قد يصل بالحياة الزوجية إلى حد االنفصال ‪ ،‬أو أن تكون "الزوج"‪ a‬عاقراً كما تقدم فسماها "امرأة"‪. a‬‬
‫ت ِمن بَ ْعلِهَا نُ ُشو ًزا أَوْ إِ ْع َراضًا فَالَ ُجنَاْ َح َعلَ ْي ِه َما أَن يُصْ لِ َحا بَ ْينَهُ َما) (النساء‬ ‫(وإِ ِن ا ْم َرأَةٌ خَ افَ ْ‬ ‫ومن ذلك قوله تعالى ‪َ :‬‬
‫‪ )128 :‬فلما وقع الخالف بين الزوجين أوقع تعالى اسم "المرأة"‪ a‬على الزوج ـ كما تقدم ـ وأوقع اسم" البعل" على‬
‫الرجل ‪.‬‬
‫ك إِ ْن أ َرا ُدوا إِصْ الَ ًحا) (البقرة ‪.)228 :‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ق بِ َر ِّد ِه َّن فى َذلِ َ‬ ‫َ‬
‫(وبُعُولَتُه َُّن أ َح ُّ‬
‫وكقوله تعالى ‪َ :‬‬
‫(‪ )1‬جالء االفهام لإلمام ابن القيم (‪. )229‬‬
‫(‪ )2‬من محاضرات إذاعية لفضيلة الشيخ عبد العظيم المطعنى بارك فى عمره وعلمه ونفع به ‪ ،‬وانظر لكاتب السطور "معترك األقران فى ألفاظ القرآن" ‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫اضوْ ْا بَ ْينَهُم‬ ‫ضلُوهُ َّن أَن يَن ِكحْ نَ أَ ْز َو َ‬
‫اجه َُّن إِ َذا ت ََر َ‬ ‫(وإِ َذا طَلَّ ْقتُ ُم النِّ َساء فَبَلَ ْغنَ أَ َجلَه َُّن فَالَ تَ ْع ُ‬
‫ـ يرد على هذا قوله تعالى ‪َ :‬‬
‫ُوف) (البقرة ‪ )232 :‬فأوقع تعالى اسم "الزوج" وليس "البعل" مع وجود الخالف ‪.‬‬ ‫بِ ْال َم ْعر ِ‬
‫ـ والجواب ‪ :‬قالوا ‪ :‬إن هذا فى مقام الطالق الرجعى ‪ ،‬وهللا أعلم بمراده ‪.‬‬
‫ومـن أبـواب الجمـاع‬
‫وا‬ ‫ث لَّ ُك ْم فَأْتُ ْ‬
‫وا َحرْ ثَ ُك ْم أَنَّى ِش ْئتُ ْم َوقَ ِّد ُم ْ‬ ‫ـ فماذا عن أحكام الجماع ؟ وهال شرحت لنا قول هللا تعالى ‪( :‬نِ َسآ ُؤ ُك ْم َحرْ ٌ‬
‫ألَنفُ ِس ُك ْم ) (البقرة ‪ )223 :‬؟ على أن يكون الشرح وافيا ً يوافق العصر الحديث ومستجداته ‪ ،‬فإنّا دائما ً إذا قرأنا شرح‬
‫هذه اآلية أو شرح حديث عبد هللا بن عباس ـ رضى هللا عنهما ـ ال نفهمه جيداً الستعجام بعض ألفاظه علينا ‪ ،‬مع‬
‫افتقاد الشرح الذى يوافق هذا العصر ومستجداته ‪.‬‬
‫ـ الجواب ‪ :‬أما عن أحكام الجماع فهى كثيرة جداً ‪ ،‬نحاول أن نأتى على بعضها ‪ ،‬وذلك ألهميتها ‪ ،‬وجهل‬
‫الكثير بها مما يؤدى إلى تعثر الحياة الزوجية ‪ ،‬بل سوربما يؤدى بها إلى مفارق الطريق ‪ ،‬وكما يُقال ‪" :‬المشاكل‬
‫الزوجية تبدأ من الفراش" أى أن أكثر المشاكل أو أن منشأ ُج ّل المشاكل الزوجية هو الفراش ‪ ،‬فمتى كان الفراش‬
‫سعيداً كانت الحياة الزوجية سعيدة ‪ ،‬وكما يقال ‪" :‬فتش عن المرأة"‪ a‬أقول ‪" :‬فتش عن الفراش"‪ a‬عند حدوث المشاكل‬
‫عالم أصبح فيه الكل مشغول بعضوه التناسلى ‪ ،‬والبحث عن سبل إشباع الغريزة الجنسية ‪ ،‬فى زمن‬ ‫الزوجية ‪ ،‬فى ٍ‬
‫التلفاز والفيديو والدش واإلنترنت ‪ ،‬فى زمن انتشار العرى فى كل مكان (فى الطريق ‪ ،‬فى المواصالت‪ ، a‬فى‬
‫العمل ‪ ،‬فى وسائل اإلعالم المرئية منها والمقروءة)‪ a‬فى زمن سيطرة األفالم على عقول الناس وتحول الناس من‬
‫اتخاذ القدوة الصالحة من سيرة النبى ‪ r‬وصحابته الكرام وتابعيهم وتابعى التابعين ‪ ،‬إلى اتخاذ القدوة من أصحاب‬
‫العهر والفسق والمطربين والمطربات والممثلين والممثالت ‪.‬‬
‫فى هذا الزمن (زمن الغربة) والتغريب والتحهيل التعليمى ‪ ،‬وقصر التعليم الدينى على مدارس ومعاهد قليلة‬
‫بعينها ‪ ،‬حتى أاصبح التعليم العام هو الهدف والمراد ‪ ،‬وتغييب أمور الفقه والطهارة والحيض والغسل ونحوها ‪،‬‬
‫والتى تتطرق بدورها إلى الحديث عن مس العورة مثالً للرجل والمرأة ‪ ،‬وأحكام هذا ‪ ،‬والحيض والزواج وآدابه‬
‫وأحكامه فى مراحل التعليم الهام ‪ ،‬حتى أصبح هذا األمر غير مطروق بالمرة لدى أكثر الشباب والفتيات – وهى‬
‫سياسة غربية بذرت بذورها وها هى تجنى ثمرتها اليوم ‪ -‬واستتبع هذا الجهل بها ‪ ،‬ووضعها فى قائمة المحظورات‬
‫والممنوعات ‪ ،‬والحياء من الحديث عنها وفيها "والممنوع‪ a‬مرغوب" حتى ذهب الكثير إلى تعلم تلك األمور بطريقة‬
‫خطأ‪ ،‬عن طريق المجالت الجنسية ‪ ،‬ثم شرائط الفيديو‪ ،‬ثم الدش ! وأخيراً اإلنترنت ‪ ،‬كل هذا بحثا ً عن ذلك العالم‬
‫الخفى الذى يجهله الكثير من الشباب والفتيات مع حصول الكثير على أعلى الشهادات والدرجات العلمية ! ‪ ،‬بينما‬
‫كان هذا األمر مدروسا ً مطروقا ً لدى السلف ‪ ،‬حتى أصبحت المعلومات ـ اليوم ـ لدى الكثير مغلوطة خيالية! بينما لم‬
‫نرى هذا فيمن سبق ‪ ،‬بل كان عندهم العلم الشرعى بمثل هذه األمور ‪ ،‬ولذا لم نجد فى سيرتهم "خطف" الفتيات‬
‫واغتصابهن ‪ ،‬من أجل نشوة لحظات ‪ ،‬تودى بصاحبها ـ والعياذ باهلل تعالى ـ إلى اإلعدام ! فالممنوع دائما ً مرغوب ‪،‬‬
‫من أجل هذا وغيره نرى العود إلى كتب من سبق فيما يتصل بالمعاشرة الزوجية ‪ ،‬وفنون الفراش والمداعبة‬
‫والمالعبة و "األشكال" التى قد يراها البعض فى أفالم الجنس المبثوثة عبر شبكة اإلنترنت أو الفيديو أو الدش ‪،‬‬
‫متعجبين من ذلك الكم من األشكال وفنون الجنس ‪ ،‬والتى أخذها الغرب من مخطوطات العرب وكتبهم سرقة‬
‫وانتحاالً ‪ ،‬وما أكثر ما يفعله الغرب من فنون الجنس واالستمتاع وهو مدون فى كتب من سبق ‪ ،‬فهى دعوة إلى كل‬
‫من يوسوس له شيطانه بمشاهدة تلك األفالم الخبيثة (للتعلم) أن يعلم أن فى كتب من سبق غن ًى عن مشاهدة تلك‬
‫األفالم أو التعلم منها ‪ ،‬وسيجد فيما يأتى من كلماتهم ما يشفى غليله ‪ ،‬ويحقق مأربه ‪.‬‬
‫وا َحرْ ثَ ُك ْم أَنَّى ِش ْئتُ ْم ) (البقرة ‪ )223 :‬على‬ ‫ث لَّ ُك ْم فَأْتُ ْ‬
‫ـ فنقول ‪ :‬أوالً البد وأن نعلم أن قوله تعالى ‪( :‬نِ َسآ ُؤ ُك ْم َحرْ ٌ‬
‫إطالقه ‪ ،‬فالزوجة كل الزوجة مباحة للزوج ـ والرجل كل الرجل مباح للزوجة ـ له أن يأتيها كيفما شاء وقتما شاء ‪،‬‬
‫ففى قوله تعالى ‪( :‬أَنَّى ِش ْئتُ ْم ) للكيفية وليس للزمن ‪ ،‬وله أن يستمتع بها ـ وتستمع به ـ كيفما شاء دون حظر أو قيد ‪،‬‬
‫له أن يستمتع بها ـ وتستمع به ـ كيفما شاءا ‪ ،‬وتأمل قول اإلمام الشافعى رحمه هللا تعالى وهو يتحدث عن حكم النكاح‬
‫فى الدبر (‪" : )1‬فأما التلذذ بغير إبالغ الفرج بين اإلليتين وجميع الجسد فال بأس به إن شاء هللا تعالى" ‪.‬‬

‫(‪ )1‬سيأتى إن شاء هللا تعالى ‪.‬‬


‫‪67‬‬
‫فهذه اآلية الكريمة تفتح الباب أمام الزوجين وتضع أمامها كل سبل االستمتاع ‪ ،‬وهى تغلق الباب أمام الكثير من‬
‫األسئلة التى تلح وتعن لكثير من األزواج ‪ ،‬هل له أن يفعل كذا أو يستمتع بالطريقة كذا ‪ ،‬إلى غير ذلك الكثير‬
‫والكثير مما يطرحه األزواج ‪.‬‬
‫وكذا فى قوله ‪ r‬وقد سئل عن أحكام الحيض ‪" :‬اصْ نَعُوا‪ُ a‬ك َّل َش ْي ٍء َغ ْي َر النِّ َك ِ‬
‫(‪)2‬‬
‫اح" وفى رواية ‪" :‬إال الجماع"‬
‫يعطى الزوجان حق االستمتاع كل االستمتاع ‪ ،‬ولم يأتى مخصص ليخصص أو يحرم أو يحظر نوع استمتاع إال فى‬
‫قوله‪" : r‬اتق الدبر والحيضة" (‪. )3‬‬
‫فهذا هو التخصيص الوحيد الذى خصص أو قيَّد كيفية االستمتاع أو زمانه ‪ ،‬أما الكيفية ففى قوله ‪" : r‬اتق الدبر"‬
‫وأما الزمان ففى قوله ‪" : r‬واتق الحيضة" فإذا اتق الزوج مكان الدبر وزمن الحيضة له أن يصنع ما يشاء كيفما‬
‫شاء وقتما شاء ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫وإنما قدمت هذه المقدمة حتى ال يخرج علينا أدعياء العلم ومدعى الفضيلة ! بتحريم ما أحل هللا تعالى‬
‫بتحريم ما فليأتنا بدليله إن استطاع إلى ذلك سبيالً ‪ ،‬وها أنا أسوق‬ ‫ٍ‬ ‫للزوجين من االستمتاع ‪ ،‬وعلى كل من "يفتى"‬
‫إليك بعض ما قاله أهل العلم فى هذا الشأن العظيم ‪ ،‬كاإلمام الشافعى واالمام مالك وأبى حنيفة وابن حزم والقرطبى‬
‫وابن القيم وغيرهم كما سيمر بك إن شاء هللا تعالى بعض كلماتهم ‪ ،‬وأقدمه بحديث النبى ‪ r‬بعد قوله تعالى ‪( :‬نِ َسآ ُؤ ُك ْم‬
‫وا َحرْ ثَ ُك ْم أَنَّى ِش ْئتُ ْم) (البقرة ‪. )223 :‬‬ ‫ث لَّ ُك ْم فَأْتُ ْ‬
‫َحرْ ٌ‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫فللرجل أن يأتى امرأته كيف شاء مقبلة ومدبرة ‪ ،‬مجبية وعلى حرف ‪ ،‬قائمة وجالسة وقاعدة ‪ ،‬على أن‬
‫يحذر الدبر والحيضة ‪.‬‬
‫ت ( نِ َسا ُؤ ُك ْم‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت اليَهُو ُد تَقُو ُل إِ َذا َجا َم َعهَا ِم ْن َو َرائِهَا َجا َء ال َولَ ُد أحْ َو َل فَنَ َزلَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ففى الصحيحين عن جابر ‪ t‬قال ‪َ " :‬كانَ ِ‬
‫ث لَ ُك ْم فَأْتُوا َحرْ ثَ ُك ْم أَنَّى ِش ْئتُ ْم ) (البقرة ‪ )223 :‬وفى لفظ لمسلم ‪" :‬إِ ْن َشا َء ُم َجبِّيَةً َوإِ ْن َشا َء َغي َْر ُم َجبِّيَ ٍة َغي َْر أَ َّن‬ ‫َحرْ ٌ‬
‫اح ٍد" (‪.)3‬‬ ‫َو ِ‬ ‫َذلِكَ فِي ِ‬
‫ص َم ٍام‬
‫ار َوهُ ْم أَ ْه ُل َوثَ ٍن َم َع هَ َذا ْال َح ِّي ِم ْن يَهُو َد َوهُ ْم‬ ‫ص ِ‬ ‫وعن ابن عباس ـ رضى هللا عنهما ـ قال ‪َ " :‬كانَ هَ َذا ْال َح ُّي ِمنَ اأْل َ ْن َ‬
‫ب أَ ْن اَل‬
‫ير ِم ْن فِ ْعلِ ِه ْم َو َكانَ ِم ْن أَ ْم ِر أَ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬ ‫ب َو َكانُوا يَ َروْ نَ لَهُ ْم فَضْ اًل َعلَ ْي ِه ْم فِي ْال ِع ْل ِم فَ َكانُوا يَ ْقتَ ُدونَ بِ َكثِ ٍ‬ ‫أَ ْه ُل ِكتَا ٍ‬
‫ك ِم ْن فِ ْعلِ ِه ْم َو َكانَ‬ ‫ار قَ ْد أَ َخ ُذوا بِ َذلِ َ‬
‫ص ِ‬ ‫ون ْال َمرْ أَةُ فَ َكانَ هَ َذا ْال َح ُّي ِمنَ اأْل َ ْن َ‬ ‫ف َو َذلِكَ أَ ْستَ ُر َما تَ ُك ُ‬ ‫يَأْتُوا النِّ َسا َء إِاَّل َعلَى َحرْ ٍ‬
‫ت فَلَ َّما قَ ِد َم ْال ُمهَا ِجرُونَ‬ ‫ت َو ُم ْست َْلقِيَا ٍ‬ ‫ت َو ُم ْدبِ َرا ٍ‬ ‫ش يَ ْش َرحُونَ النِّ َسا َء شَرْ حًا ُم ْن َكرًا َويَتَلَ َّذ ُذونَ ِم ْنه َُّن ُم ْقبِاَل ٍ‬ ‫هَ َذا ْال َح ُّي ِم ْن قُ َر ْي ٍ‬
‫ف‬‫ت إِنَّ َما ُكنَّا نُ ْؤتَى َعلَى َحرْ ٍ‬ ‫َب يَصْ نَ ُع بِهَا َذلِكَ فَأ َ ْن َك َر ْتهُ َعلَ ْي ِه َوقَالَ ْ‬
‫ار فَ َذه َ‬ ‫ص ِ‬‫ْال َم ِدينَةَ تَزَ َّو َج َر ُج ٌل ِم ْنهُ ُم ا ْم َرأَةً ِمنَ اأْل َ ْن َ‬
‫ث لَ ُك ْم فَأْتُوا َحرْ ثَ ُك ْم‬ ‫ُول هَّللا ِ ‪ r‬فَأ َ ْن َز َل هَّللا ُ ‪ ( U‬نِ َسا ُؤ ُك ْم َحرْ ٌ‬ ‫ي(‪ )4‬أَ ْم ُرهُ َما فَبَلَ َغ َذلِكَ َرس َ‬ ‫فَاصْ نَ ْع َذلِكَ َوإِاَّل فَاجْ تَنِ ْبنِي َحتَّى َش ِر َ‬
‫ض َع ْال َولَ ِد " (‪. )5‬‬ ‫ت يَ ْعنِي بِ َذلِكَ َموْ ِ‬ ‫ت َو ُم ْست َْلقِيَا ٍ‬‫ت َو ُم ْدبِ َرا ٍ‬‫أَنَّى ِش ْئتُ ْم ) أَيْ ُم ْقبِاَل ٍ‬

‫(‪ )2‬سيأتى ‪.‬‬


‫(‪ )3‬سيأتى ‪.‬‬
‫(‪ )4‬بالتحريم ‪.‬‬
‫(‪ )5‬بعدم جواز الكالم فى مثل هذا الشأن أو بهذه الكيفية ‪ ،‬وقد تحدث فيها رسول هللا ‪ ، r‬ومن بعده ابن عباس ـ رضى هللا عنهما ـ ‪ ،‬ومن بعدهما األئمة ‪ ،‬كما سيمر بك إن شاء هللا تعالى‬
‫‪ ،‬فمن أراد تعقيباً‪ a‬فليعقب وليستدرك على رسول هللا ‪ r‬ثم على ابن عباس ثم على اإلمام الشافعى ومالك وأبى حنيفة وابن القيم والقرطبى وغيرهم ‪ ،‬وكفى مدعى الفضيلة "نظرة‬
‫سريعة" على أفالم السينما والمسرحيات وما فيها من ألفاظ يندى لها الجبين ‪ ،‬وتلميحات يتلمحها‪ a‬الصغير قبل الكبير ‪ ،‬وال معترض ‪ ،‬وكفى نظرة سريعة على "أفيشات األفالم" ‪،‬‬
‫وكفى "نظرة سريعة" على إعالنات التلفاز وفتياته الحسناوات العاريات ‪ ،‬وكفى إعالنات "الشامبو‪ a‬والصابون" وكأن اإلعالن لن يأتى بثمرة إال إذا تكشف كتف وذراع وصدر الفتاة ‪،‬‬
‫وكفي نظرة علي أغاني " الفيديو كليب" لتشاهد السواءات واألرداف والحركات الخليعة التي قد ال يجدها أكثر الرجال نت زواجتهم ‪ ،‬وكفاهم "نظرة عابرة" أيضا ً على إعالنات‬
‫الصحف المقرؤة والتى تزين صفحاتها العاريات "وليس شبه العاريات" وال معترض ‪ ،‬واضرب لك مثاالً واحداً ‪ ،‬ففى جريدة "الجمهورية" وهى إحدى الجرائد القومية (‪)5/4/2001‬‬
‫إعالن مجلة شاشتى ‪ ،‬وانظر صورة الغالف ! ‪ ،‬وكفى أن تُعرض مالبس للمرأة الداخلية فى "الفترينات"!‪ a‬وال أدرى كيف ترضى المرأة بهذا ‪.‬‬
‫هذا بخالف من يخرج على الناس وهو يغنى ‪" :‬أشهد أن ال امرأة إال أنت" !!! ‪.‬‬
‫ـ وال حرج ‪ ،‬فقد أصبح الدين مرتعا ً للجميع دون سؤال أو حساب ـ إال من رحم هللا ـ كما نشرت جريدة "المساء" األسبوعية فى عددها الصادر بتاريخ ‪ )2/2001/ 10( :‬أن مطربا ً‬
‫سعوديا ً يغنى آيات قرآنية !! وما الحرج فى هذا ! وفى نفس األسبوع‪ a‬تخرج مجلة "روزاليوسف" بعنوان يقول ‪ " :‬ال طاعة لوزير فى معصية القانون" ! هذا هو حال إحدى المجالت‬
‫التى ال شغل لها سوى محاربة اإلسالم وإلصاق التهم بأهل اللحية ‪ ،‬وهذه (عقيدتى) بتاريخ (‪ )2001 /20/3‬تنشر مقاالً للدكتور عبد العظيم رمضان يقول فيه ‪ :‬الخلفاء الراشدون ‪:‬‬
‫علمانيون ! مانعى الزكاة على عهد أبى بكر ‪ t‬ليسوا مرتدين ! لم يصح من الحديث الشريف والسنة النبوية سوى أحد عشر حديثا ً ! (انظر ‪ :‬رسالة أمثالنا الشعبية ‪ ،‬لكاتب السطور ‪ ،‬ط‬
‫‪ :‬مكتبة العلم) ‪.‬‬
‫(‪ )1‬مجبية ‪ :‬أى على وجهها ‪ ،‬وقال عياض ‪ :‬المتجبية تكون على وجهين ‪ :‬أحدهما ‪ :‬أن تضع يديها على ركبتيها وهى قائمة ‪ ،‬منحنية على هيئة الركوع ‪ ،‬واآلخر ‪ :‬تنكب على وجهها‬
‫باركة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬على حرف ‪ :‬أى على جنب ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخارى (‪ )154\8‬ومسلم (‪. )156\4‬‬
‫(‪ )4‬اشتهر وانتشر ‪.‬‬
‫(‪ )5‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود (‪ )377\1‬وغيره ‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫ـ تق‪a‬دم قول‪a‬ك أن هن‪a‬اك كتب ومخطوط‪a‬ات ق‪a‬د دونت فى الس‪a‬ابق تتح‪a‬دث عن فن‪a‬ون الجم‪a‬اع وأش‪a‬كاله ‪ ،‬فال مثَّلت لن‪a‬ا‬
‫بأمثلة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬قبل ضرب األمثلة يلزم أن ننبه أوالً أن الكتب التى تتحدث عن الجنس أو فنون الجماع كانت منتشرة‬
‫مشتهرة لدى من سبق ‪ ،‬وتحدث العلماء والفقهاء فى مسائل الجنس وفنونه ‪ ،‬والكل كان يمارس الجنس زواجا ً أو‬
‫بملك اليمين (اإلماء) ‪ ،‬وكثرت االسئلة حوله ‪ ،‬فدون بعضهم كتبا ً تصول وتجول فى هذا الفن ‪ ،‬وتمحو الجهل وتنشر‬
‫الثقافة الجنسية ‪ ،‬فكانت تتحدث عن أحوال الرجال والنساء حال الممارسة الجنسية ‪ ،‬أو تصف لهم األدوية المتعلقة‬
‫بالقوة الجنسية ‪ ،‬أو تصف أخالق الرجال المحببة لدى النساء ‪ ،‬أو العكس ‪ ،‬أو تتحدث عن أنواع وطرق الممارسة ‪،‬‬
‫وقد تصدى بعض العلماء بعدهم لمثل هذه الكتب ‪ ،‬إما للغتها الفاضحة ‪ ،‬أو أللفاظها التى قد تخدش الحياء ‪ ،‬إال أن‬
‫الجميع اتفقوا على نبذ الجهل الجنسى لدى األزواج ‪.‬‬
‫ـ وكان ممن كتب فى هذا الفن والباب ‪ :‬أحمد بن سليمان الشهير بابن كمال باشا ‪ ،‬فصنف كتبا ً أسماه (رجوع‬
‫)‬‫‪1‬‬ ‫(‬

‫الشيخ إلى صباه فى القوة على الباه) بإشارة من السلطان سليم خان ‪ ،‬وقد دافع عن كتابه بقوله ‪" :‬ولم أقصد بتأليفه‬
‫كثرة الفساد ‪ ،‬وال طلب اإلثم ‪ ،‬وال إعانة المتمتع الذى يرتكب المعاصى ويستحل ما حرم هللا تعالى ‪ ،‬بل قصدت به‬
‫إعانة من قصرت شهوته على بلوغ امنيته فى الحالل ‪ ،‬الذى هو سبب لعمارة الدنيا بكثرة النسل" (‪. )2‬‬
‫ـ ومنهم أبو عبد هللا محمد بن محمد النفزاوى قاضى تونس (‪ ، )1‬وله كتاب (الروض العاطر فى نزهة الخاطر)‬
‫والذى أشار الوزير محمد بن عوانة الزواوى عليه بتصنيفه ‪ ،‬وله رسالة أيضا ً بعنوان (تنوير الوقاع بأسرار‬
‫الجماع) ‪.‬‬
‫ـ ونالحظ أن الدافع وراء تأليف الكتابين "السلطان والوزير" مما يلقى بظالله إلى مدى اهتمام العامة والخاصة‬
‫بتلك المسائل ‪.‬‬
‫ـ منهم أيضا ً ‪ :‬نعمة هللا الجزائرى ‪ ،‬وله رسالة (األيك) ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫ـ ومنهم أيضا ً ‪ :‬أبو الفرج األزرق ‪ ،‬وله رسالة بعنوان (تسهيل المنافع فى الطب والحكمة)‪.‬‬
‫ـ أشكال الجماع ‪:‬‬
‫ـ وللجماع أشكال كثيرة يجهلها كثير من األزواج ‪ ،‬وقد تشكو بعض النساء من مرور السنوات وال يتغير شكل‬
‫الجماع عند الرجل مما يصيب المرأة بنوع من الملل والرتابة فى العملية الجنسية ‪ ،‬وتُفتقد المتعة عندها ‪ ،‬وقد تقدم‬
‫الحديث عن عبد هللا بن عباس ـ رضى هللا عنهما ـ فى بيان بعض أشكال الجماع ‪ ،‬وال حرج فى بيان وشرح هذه‬
‫األشكال بنوع تفصيل وبيان ‪ ،‬فإنه إذا لم يجد الشاب والزوج المسلم شرح هذا الحديث وتفصيله فى كتاب إسالمى‬
‫فأين يجده ؟ وأين يسأل الشاب المسلم المقبل على الزواج الذى يجهل مثل هذه األمور ‪ ،‬الذى يصون نفسه عن‬
‫"الدش" والمجالت واألفالم الجنسية ‪ ،‬أن ّى لهذا الشاب أو الزوج أن يعرف مثل هذا األمور ؟‬
‫ـ وهذ طائقة من أقوالهم فى هذا الشأن ‪ ،‬والتى تشرح األشكال المتقدمة فى حديث عبد هللا بن عباس ـ رضى هللا‬
‫عنهما ـ ‪ ،‬فمما قالوا (‪: )3‬‬
‫ـ قالوا ‪ :‬فأول ذلك وهو الباب العام الذى تستعمله أكثر الناس ومنهم من ال يعرف غيره ‪ ،‬وهو اإلستلقاء ‪ ،‬وهو‬
‫أن تستلقى المرأة على ظهرها وترفع رجليها إلى صدرها ويقعد الزوج بين فخذيها مستوفزاً قاعداً على أطراف‬
‫أصابعه وال يهمز على بطنها بل يضمها ضما ً شديداً ويقبلها ويمص لسانها (‪ )1‬ويعض شفتيها ويولجه فيها ويسله ـ‬
‫يخرجه ـ ويدفعه ‪ ،‬وال يزال فى رهز (‪ )2‬ودفع حتى يفرغا ‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬ومن اإلستلقاء أيضا ً ‪ :‬أن يضع الزوج فخذيه الواحد بين فخذيها ويجامعها ‪.‬‬
‫ـ الثالث ‪ :‬أن تستلقى المرأة ويضع رجليها على كتفيه ثم يدخل الزوج يده تحت فخذيها ويجامعها ويشبك أصابعه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬المتوفى سنة (‪. )940‬‬


‫(‪ )2‬وأقول مثل ما قال ‪.‬‬
‫(‪ )1‬المتوفى سنة (‪. )725‬‬
‫(‪ )2‬المتوفى سنة (‪. )1112‬‬
‫(‪ )3‬وقد تصرفت فى بعض النصوص بحذف الكلمات اإلباحية ‪.‬‬
‫(‪ )1‬روى أحمد فى مسنده أن النبى ‪" : r‬كان يُقبِّل أم المؤمنين عائشة ويمص لسانها" ‪.‬‬
‫(‪ )2‬الرهز ‪ :‬أى االهتزاز ‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫ـ الرابع ‪ :‬أن يجامعها ورجالها مبسوطتان لألمام ـ أو ألعلى ممسكا ً بركبتيها مضمومتين ـ وتضع إحدى قدميها‬
‫على األخرى ‪.‬‬
‫ـ الخامس ‪ :‬أن تستلقى المرأة ثم تضع باطن قدميها على صدره وتجمع يديها فى قفاه فتجذبه إليها حتى تنثنى هى‬
‫فتصير ركبتها ملتصقة بصدره وذكره فى فرجها ‪.‬‬
‫ـ السادس ‪ :‬أن تستلقى المرأة وتبسط إحدى رجليها فيجلس الزوج على فخذها المبسوط وترفع رجلها األخرى‬
‫منصوبة إلى أعلى ما استطاعت ‪.‬‬
‫ـ السابع ‪ :‬أن تستلقى المرأة ثم تضع قدمها على خاصرة الزوج ويأخذ هو عنقها إليه ‪.‬‬
‫ـ الثامن ‪ :‬أن يستلقى الزوج على ظهره ويثنى ركبتيه قليالً ثم تأتى هى فتجلس على ذكره وظهرها إليه وقد‬
‫ف ّر جت بين فخذيها ووضعتهما خارج فخذيه وتستند بيديها من وراء ويد الزوج على خصرها ليساعدها‪ ،‬فتقوم عنه‬
‫وتنزل ‪.‬‬
‫‪ -‬التاسع ‪ :‬وهو كالسابق إال أن المرأة تفرج بين فخذيها وتضع باطن قدميها على أعلى ركبتى الزوج ‪.‬‬
‫ـ العاشر ‪ :‬وهو أن تضع المرأة تحت عجيزتها (‪ )1‬مخدتيين حتى يرتفع حرها (‪ )2‬ثم يجلس الزوج على صدرها‬
‫وظهره مقابل وجهها ‪ ،‬ثم تأخذ المرأة إبهامى رجليها بيديها وتجذبهما إلى نفسها جذبا ً شديداً نحو رأسها حتى يصير‬
‫الزوج جالسا ً على رجليها ‪ ،‬فإنها إذا رفعت رجليها رفعا ً عظيما ً برز فرجها كله ‪ ،‬فيولج الرجل إيره (‪ )3‬فيها وهو‬
‫يشاهد عجزها ‪ ،‬وهذا مما يزيد فى قوة شهوته ‪.‬‬
‫ـ الحادى عشر ‪ :‬وهو أن تنام المرأة بصدرها على شئ مرتفع يصل إلى وسطها (كالمكتب مثالً) ‪ ،‬ثم ترفع‬
‫إحدى رجليها عليها وتقف على األخرى ‪ ،‬ويجامعها الزوج وهو من خلفها ‪ ،‬فى محل الجماع ‪.‬‬
‫ـ الثانى عشر ‪ :‬وهو يستلقى الزوج على ظهره ويمد ساقيه مداً مستويا ً ‪ ،‬ثم تأتى المرأة فتجلس على فخذيه وبطنه‬
‫متربعة وتولجه فيها مع الحركة لألمام والخلف ‪ ،‬يمينا ً ويساراً ‪.‬‬
‫ـ الثالث عشر ‪ :‬وهو أن يستلقى الزوج كالسابق ‪ ،‬ثم تأتى المرأة فتجلس على الذكر ‪ ،‬كجلوسها لقضاء الحاجة ‪،‬‬
‫ثم تفعل كالسابق ‪.‬‬

‫ـ فى القعود ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬وهو أن تقعد المرأة والزوج متقابلين متواجهين ثم يحل الرجل سراويل المرأة بيده ويخليه فى خلخالها ثم‬
‫يلفه ويرميه فوق رأسها على رقبتها ‪ ،‬فتبقى مثل الكرة ثم تستلقى على ظهرها ‪ ،‬فيبقى فرجها ودبرها متصدرين ‪،‬‬
‫ثم يجامعها ‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬وهو أن يقعد الزوج ويمد رجليه مداً مستويا ً ‪ ،‬وتأتى المرأة مواجهة له فتجلس على أفخاذه ويُدخل إيره‬
‫فيها ‪.‬‬
‫ـ الثالث ‪ :‬أن يتربع الزوج ويقيم إيره وتقعد المرأة عليه ووجها إليه وفمها إلى فمه ويرشف ريقها أو يقبل عينيها‬
‫وأذنيها ويضمها إليه ‪.‬‬
‫ـ الرابع ‪ :‬أن يقعد الزوج ويمد رجله الواحدة مستوية واألخرى قائمة وتأتى المرأة فتقعد عليه وهى مستديرة‬
‫بوجهها وتمد رجليها وهى قائمة عنه قاعدة عليه ‪.‬‬
‫ـ فى االضطجاع ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬أن تضطجع المرأة على جنبها األيسر وتمد رجليها مداً مستويا ً وتدير وجهها إلى ورائها ويأتيها الزوج‬
‫من خلفها ويلف ساقه على فخذها ويمسك صدرها بيده ‪ ،‬وتحت بطنها بيده األخرى ‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬أن تنام المرأة على جنبها األيسر وتمد رجليها مداً مستويا ً وتدير وجهها إلى ورائها ‪ ،‬ثم تجعل فخذيه‬
‫بين فخذيها ويحكه بين شفريها ثم يولجه فيها ‪.‬‬
‫ـ الثالث ‪ :‬أن تضطجع المرأة وتدير وجهها ويضطجع الزوج خلفها ورجله الواحدة مثنية واألخرى بين فخذيها ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أردافها ‪.‬‬


‫(‪ )2‬فرجها ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أى ‪َ :‬ذكره ‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫ـ الرابع ‪ :‬أن تضطجع المرأة على الجنب األيمن وتمد رجليها مداً جيداً والزوج كذلك على إحدى فخذيه واألخرى‬
‫بين فخذيها ويبل إيره ويحكه حكا ً جيداً إلى أن يحس باإلنزال فيطبقه قويا ً ‪.‬‬
‫ـ الخامس ‪ :‬أن تنام المرة وتمد رجليها والزوج كذلك على جنبه األيمن ويخالف بين رجليها ثم يولجه فيها فإذا‬
‫قارب اإلنزال يخرجه قليالً ثم يولجه فيها ‪.‬‬
‫ـ السادس ‪ :‬أن يتكئ الزوج على جنبه األيسر وتتكئ المرأة على جنبها األيمن وتضع عجزها فى حجر الزوج‬
‫وتجعل رجلها الشمال من فوق ورجلها اليمنى من تحت إبطها األيسر ويولجه إيالجا ً عنيفا ً ‪.‬‬
‫ـ فى االنبطاح ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬ترقد المرأة على وجهها وتمد رجليها مستويا ً ويجلس الزوج على فخذيها ثم يولجه فيها ‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬ترقد المرأة على وجهها ثم تثنى ركبتها الواحدة إلى صدرها وترفع عجزها جيداً ويأتيها من خلفها ‪.‬‬
‫ـ الثالث ‪ :‬تلصق خدها بالفراش ويأتى الزوج فيمسك خصرها ويولجه فيها ‪.‬‬
‫ـ الرابع ‪ :‬تنبطح على وجهها وينبطح الزوج عليها ويجعل ساقه بين ساقيها ويده فى خصرها واألخرى فى بطنها‬
‫وفمه فى فمها ‪.‬‬
‫ـ الخامس ‪ :‬تنبطح على وجهها وترفع عجزها ـ وتلصق صدرها باألرض تارة ‪ ،‬وتارة ترفعه ـ ويأتى الزوج‬
‫فيجلس من خلفها ويولجه فيها ‪ ،‬ويمسك رؤوس أكتافها تارة ‪ ،‬وذوائب شعرها بقوة تارة وبرفق أخرى ‪ ،‬وتارة يقبل‬
‫فمها ‪ ،‬وتارة يضرب على مؤخرتها فيزيد من إثارتها ‪ ،‬وتارة اعلى موخرتها ليعجل بإنزالها ‪.‬‬
‫ـ فى االنحناء ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬تنحنى المرأة على أربع كأنها راكعة ثم يأتى الزوج فيمسك بيده اليمنى خاصرتها اليمنى واليسرى‬
‫باليسرى ويجذبها بخواصرها قليالً قليالً ‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬أن تنحنى المرأة على ركبتيها ويلزمها الزوج من خلف وتلتفت إليه وتعطيه لسانها يمصه (‪ )1‬ثم تقبض‬
‫إيره وتولجه ‪.‬‬
‫ـ الثالث ‪ :‬تنحنى المرأة على الفراش‪ a‬بصدرها وركبتيها على األرض ثم يأتى الزوج من خلفها ويجامعها ‪.‬‬
‫ـ الرابع ‪ :‬تنحنى المرأة وتلصق بطنها بفخذيها ويجامعها زوجها ويمسك ذوائبها ‪.‬‬
‫ـ الخامس ‪ :‬تنحنى المرأة وهى قائمة حتى تمسك المرأة بأصابع قدميها ويأتى الزوج من خلفها ويولجه فيها ‪.‬‬
‫ـ السادس ‪ :‬تنحنى المرأة على أربع وتفتح ساقيها ويدخل الزوج ساقه الواحدة بين فخذيها ويمد األخرى وراءه ‪.‬‬
‫ـ السابع ‪ :‬تنحنى المرأة على أربع وتشبك على صدرها وتضم ركبة وتمد أخرى ويأتيها الزوج ‪.‬‬
‫ـ فى القيام ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬أن تقوم المرأة والزوج فيضم كل منهما صاحبه إلى صدره ضما ً شديداً ثم تتعلق المرأة به وتمد يدها‬
‫فتأخذ إيره وتريقه بريقها وتولجه فى فرجها إيالجا ً حسنا ً بلطافة وهو مع ذلك يمر فى أعكانها ونهودها وتقبله ‪،‬‬
‫وترفع إحدى رجليها وتمكنه من نفسها‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬أن تقوم المرأة وظهرها إلى الحائط فيأتيها الزوج فيرفع إحدى رجليها حتى تبقى أعلى منه ويبين‬
‫فرجها ويدخله بين أفخاذها ويسند فخذها الواحد على الحائط ‪.‬‬
‫ـ الثالث ‪ :‬أن تقوم المرأة على قدميها وتستند إلى الحائط دائرة بوجهها إليه وتبرز عجيزتها حتى يبدو ما بين‬
‫رجلها ويأتيها الزوج ويمسك بيده اليمنى صدرها ويده اليسرى على بطنها ‪.‬‬
‫ـ الرابع ‪ :‬أن تقف المرأة والزوج وجها ً لوجه ويقبلها ويمص لسانها ‪ ،‬ثم يرفع الرجل إحدى رجليها إلى خصره ثم‬
‫يولجه فيها ‪ ،‬ثم يرفع رجلها األخرى على خصره الثانى ويديه تمسك بخواصرها ‪ ،‬أو تحت إليتها ‪ ،‬ويديها على‬
‫رقبته ‪.‬‬
‫ـ الخامس ‪ :‬أن تجعل وجهها إلى الحائط وتبرز عجيزتها وتستند على الحائط بيدها وتفتح ساقيها ويقف الرجل بين‬
‫ساقيها ويأتيها‪.‬‬
‫ـ السادس ‪ :‬أن تقف المرأة وظهرها إلى الحائط ويقف الرجل ووجهه إليها ثم يثنى ركبتيه ويلصقهما بالحائط‬
‫والمرأة بينهما ‪ ،‬ثم تُخرج المرأة رجليها خارج ركبتيه ثم تجلس عليهما فيجامعها وهى على تلك الحالة (‪. )1‬‬
‫(‪ )1‬ومص لسان الرجل زوجته – والعكس – مما يزيد فى شهوة الرجل والمرأة ويؤدى إلى النعاظ الذكر ‪ ،‬ويزيد فى شهوتها ‪.‬‬
‫(‪ )1‬عالمات النساء ألحمد بن سليمان الشهير بابن كمال باشا المتوفى سنة (‪ )940‬بتصرف ‪ ،‬والروض العاطر للقاضى النفزاوى ‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫ـ فهذه بعض أقوالهم فى أشكال الجماع ‪ ،‬وقد تصرفت فيها بالتقديم والتأخير ‪ ،‬بالزيادة أو النقصان ‪ ،‬والحذف‬
‫لأللفاظ الفاضحة والتى قد تخدش الحياء ‪ ،‬وسيأتى بعض ما ورد فى كتبهم فى ثنايا الكلمات اآلتية ‪ ،‬مع اإلشارة‬
‫وإسناد كل قول إلى قائله ‪ ،‬هذا وليختر الزوج مما تقدم ما يناسبه ‪ ،‬وال يتقيد بهذه األشكال فقط بل له أن (يبتكر)‬
‫ويجدد من حياته الجنسية ‪ ،‬وكلما جدد الرجل فى العملية الجنسية دفع الملل والرتابة عنها (‪. )2‬‬
‫ـ فإن قيل ‪ :‬لِما كل هذه اإلطالة وكان يكفيك التلميح دون التصريح‪ a‬كما فى بعض الكتب الفقه ونحوها ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬تقدم أن البعض إذا قرأ شرح اآلية أو الحديث استعجمت عليه بعض ألفاظه ‪ ،‬وال يفهم منها معنى وتفسير‬
‫"مجبية" أو "مدبرة" أو "مقبلة" أو "من دبرها فى قُبلها" ‪.‬‬
‫ـ فإن قيل ‪ :‬إنما نخاف عليك أن يقال أن هذا الكالم ال يحق له أن يحتويه كتاب إسالمى ‪ ،‬وأولى به كتب الجنس ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬أقول ‪ :‬إذن هى دعوة لكل شاب يلتزم بدين هللا تعالى قد صان نفسه عن "الدش" وأفالم الجنس أن‬
‫يشترى تلك الكتب الجنسية (المصورة‪ a‬أو المرسومة ‪ ،‬التى عجت بها األرصفة) ليتعلم منها فن المعاشرة الجنسية‬
‫س وقد حوت مثل هذا الكالم وأكثر ‪،‬‬ ‫كتب جن ٍ‬
‫عند إقدامه على الزواج ! فهل يقول هذا قائل ؟ ‪ ،‬وهل كانت كتب الفقه َ‬
‫وهل كان اإلمام الشافعى أو القرطبى أو ابن القيم أو اإلمام مالك واإلمام األعظم وغيرهم ليسودوا كتبهم بمثل هذا‬
‫الكالم إال لحاجة الناس إليه ‪ ،‬وما اتهمهم أحد بأن كتبهم جنسية ! ‪ ،‬إال أنها منثورة فجمعت بعضها في مكان واحد‬
‫لحاجة الكتاب إليه وصلته به ‪.‬‬
‫ـ فإن قيل ‪ :‬إننا لم نر مثل هذا فى كتب من تكلم فى أحكام الزواج والزفاف من المعاصرين ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ولذلك عزف الشباب عن شراء مثل تلك الكتب التى عجت بها المكتبات وطفحت بها األرصفة ‪ ،‬وإذا‬
‫ابتاع أحدهم كتابا ً يتحدث عن أحكام الزواج لم يجد فيه ما يشفى علته من بحث مستفيض فى هذا األمر ‪ ،‬وكم عانينا‬
‫من مشكالت منشأها الفراش والجهل بهذا الفن فى الحياة الزوجية ‪ ،‬وقد تقدم بيان من ألف فى هذا الشأن ممن سبق ‪،‬‬
‫وتقدمت بعض كلماتهم ‪.‬‬
‫هذا وافتقاد البعض للثقافة الجنسية ‪ ،‬واعتبار أن المسألة الجنسية من المسائل التى ال يجب الخوض فيها ‪،‬‬
‫واعتبارها من المناطق المسورة المحرمة عند الكثير ‪ ،‬فال يجب االقتراب منها ‪ ،‬واستحياء الزوجين الرجل والمرأة‬
‫(خاصة) من الحديث فى هذا المسألة ‪ ،‬والخجل من اإلفصاح عن المشكلة الجنسية عندهما أو أحدهما ‪ ،‬ومحاولة‬
‫التكتم عليها ‪ ،‬فيظهر التوتر فى العالقة الجنسية بين الزوجين ‪ ،‬وتظهر بعض المشاكل على السطح دون الخوض‬
‫فى المسالة الجنسية بينهما ‪ ،‬كل هذا وغيره أدى بدوره إلى سقوط الزوجين فى شباك الطالق دونما أن يفصح‬
‫أحدهما عن السبب األصلى للمشكلة (فن الجنس) سواء كان للحرج أو لفقد الثقافة الجنسية ‪.‬‬
‫ّ‬
‫ـ هللا يعلم إنى استمعت إلى الكثير والكثير من شكاوى الرجال والنساء الزوجية ‪ ،‬وأكثرها أو جلها منشأها‬
‫الفراش والحياة الجنسية بين الزوجين ‪ ،‬وهو ما حدا بى إلى الحديث بهذه الكيفية (‪ ، )1‬وأنا ال أرى حرجا ً فى هذا ‪،‬‬
‫وقد تقدم حديث عبد هللا بن عباس ـ رضى هللا عنهما ـ فى بيان شرح اآلية (‪ ، )1‬إال أنى زدت األمر بيانا ً وتفصيالً من‬
‫كتب من تكلم فى هذا الشأن ‪.‬‬
‫ـ "وأحسن أشكال الجماع أن يعلو الرجل المرأة مستفرشا ً لها بعد المالعبة والقبلة وبهذا سميت المرأة فراشا ً كما‬
‫قال ‪" : r‬الولد للفراش"‪ )2( a‬وهذا من تمام قوامية الرجل على المرأة كما قال تعالى ‪( :‬الرِّ َجا ُل قَ َّوا ُمونَ َعلَى النِّ َساء)‬
‫(النساء ‪ ، )34 :‬وكما قيل ‪:‬‬
‫إذا رمتها كانت فراشا ً يقلنى * وعند فراغى خادم يتملق‬

‫(‪ )2‬وال أقول أن على الزوج أن يقوم بكل تلك األشكال أو يتقيد‪ a‬بها ‪ ،‬وال يعنى أن من يقوم بها كلها أو بعضها قوى أو ضعيف جنسيا ً ‪.‬‬
‫(‪ )1‬كما أن من أهم الدواعى إلى الكتابة بهذه الكيفية واإلتيان ببعض كلمات من سبق فى الشأن ما يعانيه الكثير من أهل العلم ‪ ،‬أو من يتوسم الناس فيهم هذا ‪ ،‬فيطرح الرجل السؤال على‬
‫الشيخ أو الداعية ـ أو هاتفيا ً ـ فيتصبب وجه الشيخ عرقا ً خجالً وحيا ًء ـ ولم يرد فى حديث ابن عباس رضى هللا عنهما ‪ ،‬أن أحداً الصحابة أو بعضهم تصبب وجهه عرقا ً فضالً عن‬
‫النبى ‪ r‬وهو يشرح اآلية ‪ ،‬وإنما نشأ هذا من السور المضروب حول هذه المسائل ‪ "،‬واألمية الدينية" حتى إذا تكلم فيها بعضهم اتهم فى دينه ! ‪ ،‬وكم عانينا من هذه األمور وكم من‬
‫حرج وقع فيه البعض ‪ ،‬وكم تهمة الصقت ببعضهم ‪ ،‬ألنه شرح أية أو حديث أو أجاب السائل بنوع‪ a‬تفصيل ـ والسائل إنما يسأل لحياته وسعادته وحفاظا ً على بيته وأسرته ‪ ،‬كما لم نجد‬ ‫ٍ‬
‫حرجا ً وقع فيه بعض األئمة ممن تحدثوا فى مثل هذه األمور ـ كاإلمام مالك فى جوابه عن النخر ‪ ،‬وأبى الحسن بن القطان وابن عباس فى الضرب على فرج المرأة وغيرهم كما‬
‫سيمر بك ـ ‪ ،‬فلذلك وغيره أردت أن أغلق باب الحرج الذى يقع فيه بعضهم بهذه الكلمات التى تشفى علة الرجل والمرأة وتنأ بالجميع عن السؤال ‪ ،‬فسيرى فى هذا الكتاب إجابة كل‬
‫سؤال يرد عليه ‪.‬‬
‫(‪ )1‬وال يكاد يمر على يومان أو أكثر إال وأجد السؤال (من الحرفى أو أستاذ الجامعة أو المقدم على الزواج) حول تفسير اآلية أو الحديث مكتوبا ً أو مسموعا ً ‪.‬‬
‫(‪ )2‬تقدم ‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫وقد قال تعالى ‪( :‬هُ َّن لِبَاسٌ لَّ ُك ْم َوأَنتُ ْم لِبَاسٌ لَّه َُّن) (البقرة ‪ ، )187 :‬وأكمل اللباس وأسبغه على هذه الحال فإن‬
‫فراش الرجل لباس له وكذلك لحاف المرأة لباس لها فهذا الشكل الفاضل مأخوذ من هذه اآلية وبه يحسن موقع‬
‫استعارة اللباس من كل من الزوجين لآلخر ‪ ،‬وفيه وجه آخر وهو أنها تنعطف عليه أحيانا ً فتكون عليه كاللباس قال‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ً (‪)3‬‬
‫إذا ما الضجيع ثنى جيدها * تثنت فكانت عليه لباسا‬
‫ـ أردأ أشكال الجماع ‪:‬‬
‫"وأردأ أشكاله أن تعلوه المرأة ويجامعها على ظهره ‪ ،‬وهو خالف الشكل الطبيعى الذى طبع هللا عليه الرجل‬
‫والمرأة ‪ ،‬بل نوع الذكر واألنثى ‪ ،‬وفيه من المفاسد أن المنى يتعسر خروجه كله فربما بقى فى العضو منه فيتعفن‬
‫ويفسد فيضر‪ ،‬وأيضا ً فربما سال إلى الذكر رطوبات من الفرج ‪ ،‬وأيضا ً فإن الرحم ال يتمكن من االشتمال على الماء‬
‫واجتماعه فيه وانضمامه عليه لتخليق الولد ‪ ،‬وأيضا ً فإن المرأة مفعول بها طبعا ً وشرعا ً وإذا كانت فاعلة خالفت‬
‫مقتضى الطبع والشرع ‪ ،‬وكان أهل الكتاب إنما يأتون النساء على جنوبهن على حرف ويقولون هو أيسر للمرأة ‪،‬‬
‫ث لَّ ُك ْم فَأْتُ ْ‬
‫وا‬ ‫وكانت قريش واألنصار تشرح النساء على أقفائهن فعابت اليهود عليهم ذلك فأنزل هللا‪( : U‬نِ َسآ ُؤ ُك ْم َحرْ ٌ‬
‫َحرْ ثَ ُك ْم أَنَّى ِش ْئتُ ْم) (البقرة ‪. )223 :‬‬
‫ت ( نِ َسا ُؤ ُك ْم‬ ‫ت ْاليَهُو ُد تَقُو ُل إِ َذا َجا َم َعهَا ِم ْن َو َرائِهَا َجا َء ْال َولَ ُد أَحْ َو َل فَنَ َزلَ ْ‬
‫وفى الصحيحين عن جابر قال ‪َ " :‬كانَ ِ‬
‫ث لَ ُك ْم فَأْتُوا َحرْ ثَ ُك ْم أَنَّى ِش ْئتُ ْم ) (البقرة ‪ ، )223 :‬وفى لفظ لإلمام لمسلم ‪" :‬إِ ْن َشا َء ُم َجبِّيَةً َوإِ ْن َشا َء َغي َْر ُم َجبِّيَ ٍة‬ ‫َحرْ ٌ‬
‫ص َم ٍام َوا ِح ٍد" (‪. )1‬‬ ‫َغ ْي َر أَ َّن َذلِكَ فِي ِ‬
‫والمجيبة المنكبة على وجهها ‪ ،‬والصمام الواحد الفرج ‪ ،‬وهو موضع الحرث والولد (‪. )2‬‬
‫ـ فماذا إذن عن مقدمات الجماع ؟‬
‫وا َحرْ ثَ ُك ْم أَنَّى ِش ْئتُ ْم) (البقرة ‪ : )223 :‬قال بعض أهل العلم فى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ْ‬
‫ث لَّ ُك ْم فَأتُ ْ‬
‫قال تعالى ‪( :‬نِ َسآ ُؤ ُك ْم َحرْ ٌ‬
‫وا ألَنفُ ِس ُك ْم ) أى ‪ :‬بالقبلة واللمسة والكلمة والمداعبة ‪ ،‬وفى حديث أم زرع تقول إحداهن ‪" :‬زوجى عياياء‬ ‫(وقَ ِّد ُم ْ‬
‫َ‬
‫ً‬
‫طبقاء" ومما قيل فى تفسير"طبقاء" ‪ :‬أن زوجها كان يأتيها كالبيت يقع مطبقا على أهله دون تقديم بالقبلة أو اللمسة‬
‫أو الكلمة ‪.‬‬
‫ـ "ذكر الهندى من المحادثة والمزاح فقال ‪ :‬الجماع بال مؤانسة من الجفا‪ ،‬فإنه يجب على الرجل أن يتحلى‬
‫بالفضيلة التى خصه هللا بها وزينه بكمالها فى النكاح ليتميز عن البهائم وينفرد عنها ويباينها فى انهماكها عليه ‪،‬‬
‫وتهجمها فى فعله ‪ ،‬فلو لم يكن فى المحادثة والمزاح إال هذه الفضيلة لوجب استعمالها ‪ ،‬فكيف وهما يزيالن الخجل‬
‫ويبسطان بشرة الوجه ويبعثان األنس ‪ ،‬وفيهما ما هو أج ّل من ذلك وهو أن اإلنسان إذا مد يده إلى من يريد الدنو‬
‫منه وهو مخاطب له وذاك مستمع له كان أنقص لحيائه وأنفى للخجل عن صاحبه ‪ ،‬الشتعال فكرته بما يورده عليه‬
‫من الخطاب ‪ ،‬وألنه غير مخلى مع فكرته فتتوفر على تأمل ما يدعى له ‪ ،‬والتفقد لما يراد منه فيستحى لذلك‬
‫ويخجل ‪ ،‬وهذا أمر ليس بصغير الفائدة" (‪. )1‬‬
‫ـ القبلة بريد الجماع ‪:‬‬
‫واعلم أن القبلة أول دواعى الشهوة والنشاط وسبب اإلنعاظ واإلنتشار ‪ ،‬وال سيما إذا خلط الرجل ما بين قبلتين‬
‫بعضة خفيفة وقرصة ضعيفة واستعمل المص والنخرة والمعانقة والضمة ‪ ،‬فهنالك تتأجج الغلمتان وتتفق الشهوتان‬
‫وتلتقى البطنان وتكون القبل مكان االستئذان ‪ ،‬واستدلوا بالطاعة على حسن االنقياد والمتابعة ‪ ،‬وذلك أن السبب فى‬
‫شغف اإلنسان بالتقبيل إنما هو لسكون النفس إلى من تحبه وتهواه ‪ ،‬فلذلك قالوا ‪ :‬القبلة بريد الجماع ‪.‬‬
‫وقالوا أن ألذ القبل قبلة ينال فيها لسان الرجل فم المرأة ‪ ،‬ولسان المرأة فم الرجل ‪ ،‬وذلك إذا كانت "المرأة"‪ a‬نقية‬
‫الفم طيبة النكهة ‪ ،‬فإنها تدخل لسانها فى فم الرجل فيجدد بذلك حرارة الريق وتسرى تلك الحرارة والتسخين إلى ذكر‬
‫الرجل وإلى فرج المرأة فيزيد ذلك شبقهما وغلمتهما ويقوى شهوتهما ‪ ،‬فيزداد لونهما صفاء وحسنا ً ‪.‬‬

‫(‪ )3‬زاد المعاد ‪. )249\4( :‬‬


‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪ )154\8‬ومسلم (‪. )156\4‬‬
‫(‪ )2‬زاد المعاد (‪ )254\4‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪ )1‬عالمات النساء ألحمد بن سليمان ‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫وقيل أن ذلك الريق والحرارة يتحفان الجسم ويزيدان فيه كزيادة الزرع المزروع فى األرض الزكية ويروى من‬
‫الماء العذب بعد العطش ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬إن المنفعة فى التقام "الزوج"‪ a‬لسان "الزوجة" شد عصب الباه وكثرة وزيادة فى شبق "زوجه" وغلمتها‬
‫وانتشارها ‪.‬‬
‫وقال آخر ‪ :‬أن المنفعة فى التقام "الزوج"‪ a‬لسان "زوجه" وشده ومصه إياه وعضه عليه أن يصيب لسان‬
‫"الزوج" نداوة وحرارة فتنحدر تلك النداوة واحرارة من لسانه إلى إيره ‪ ،‬وتنتفع المرأة بهذا الصنع كانتفاع الرجل‬
‫بالنساء وعشقه لهن ‪ ،‬فإنه يدعوه إلى إفراط الشهوة وشدة الشبق وغلبة الحرص إلى أن ال يرضى بالتقبيل دون أن‬
‫يدخل لسانها فى فمه ثم يمص ريقها ‪ ،‬وال يرضى حتى يشم حرها (‪ )1‬ويدخل لسانه فيه (‪. )2‬‬
‫ـ قالوا ‪ :‬التدبير فى الجماع على وجهين ‪ :‬أحدهما ‪ :‬علوى واآلخر سفلى ‪.‬‬
‫فأما العلوى ‪ :‬فالمعانقة والتقبيل والعض والمص والغمز ‪.‬‬
‫وأما السفلى ‪ :‬إدخال األصابع فى الفرج وجس ما حوله ‪ ،‬وكذلك فى السرة وتغدغة أعلى الفخذين ‪.‬‬
‫وقال الحكيم ‪ :‬ال تجامع امرأتك أول ما تلقيها ‪ ،‬بل ربّضها ساعة وال عبها وشمها واحضنها ‪ ،‬فإنك إن فعلت هذا‬
‫حين اإللقاء كان ذما ً ونقصا ً ‪.‬‬
‫ـ فائدة ‪ :‬قالوا ‪ :‬أما محل التقبيل فالخدان والشفتان والعينان والجبهة والعجز والصدر والثديان ‪.‬‬
‫وأما موضع الشم ‪ :‬فطرف المنخرين ‪ ،‬وحوالى العينين ‪ ،‬وباطن األذنين ‪ ،‬والسرة وباطن الفرج فالخاصرتان ‪.‬‬
‫وأما موضع العض ‪ :‬فالودجان واألذنان وباطن الشفة واألرنبة والجبهة ‪.‬‬
‫وأما موضع الحك باألظفار ‪ :‬فباطن القدمين وباطن الفخذين ‪ ،‬والساعدين ‪ ،‬وفيما بين السرة والفرج ‪ ،‬وال يفعل‬
‫ذلك إال بامرأة بطيئة اإلنزال ‪.‬‬
‫وأما المص ‪ :‬فشفتها وأعلى وجنتها وموضع خالها وحوالى ثدييها وال يفعل ذلك إال وهى مفرجة الرجلين فإن‬
‫ذلك أسرع إلنزالها (‪. )1‬‬
‫ـ فما هى األحوال التى يُستطاب فيها الجماع ؟‬
‫ـ أما األحوال التى يستطاب فيها الجماع ‪" :‬فاعلم أن للنساء أحواالً توافق الرجال مجامعتهن فيها ولها فضل على‬
‫سائر األوقات ‪ ،‬قال علماء الباه ‪ :‬أن أوفق األشياء للنساء الجماع عند السقم ‪ ،‬فإن فيه صالحا ً ألجسامهن ومدواة لها‬
‫وهو أشد لهن مالئمة من الحقن وأخالط األدوية الشافية ‪ ،‬وهو يكسب المرأة زيادة فى العمر ‪ ،‬ومنها أن يجامع‬
‫المرأة إذا فزعت بأمر دهمها ترتاع له فيسكن عند ذلك ويزول ‪.‬‬
‫وقال أصحاب علم الباه ‪ :‬إذا طهرت النفساء وتنظفت مما تجد عند الوالدة فاعجل بمواقعتها فإنه أصلح لها وأصح‬
‫لنفسها ولِما تعبت وجاهدت فى والدتها وأنفع ‪ ،‬وفى صحتها أبلغ وأنجع ‪.‬‬
‫زعمت الهند أن "المرأة الحسناء أرق ما تكون محاسنها وأدق وأعتق صبحة عرسها وأيام نفاسها وفى البطن‬
‫الثانى من حملها" (‪. )1‬‬
‫ـ فما هى أنفع أوقات الجماع (‪ )1‬؟‬
‫ـ أنفع أوقات الجماع ‪" :‬وأنفع الجماع ما حصل بعد الهضم وعند اعتدال البدن فى حره وبرده ويبوسته ورطوبته‬
‫وخالئه وامتالئه ‪ ،‬وضرره عند امتالء البدن أسهل وأقل من ضرره عند كثرة الرطوبة أقل منه عند اليبوسة وعند‬
‫حرارته أقل منه برودته وإنما ينبغى أن يجامع إذا اشتدت الشهوة وحصل االنتشار التام الذى ليس عن تكلف وال فكر‬
‫فى صورة وال ونظر متتابع وال ينبغى أن يستدعى شهوة الجماع ويتكلفها ويحمل نفسه عليها وليبادر إليه إذا هاجت‬
‫به كثرة المنى واشتد شبقه ‪.‬‬
‫وليحذر جماع العجوز والصغيرة‪ a‬التى ال يوطأ مثلها والتى ال شهوة لها ‪ ،‬والمريضة ‪ ،‬والقبيحة المنظر ‪ ،‬والبغيضة‪،‬‬
‫فوطء هؤالء يوهن القوى ويضعف الجماع بالخاصية ‪ ،‬وغلط من قال من األطباء ‪ :‬إن جماع الثيب أنفع من جماع‬
‫(‪ )1‬فرجها ‪.‬‬
‫(‪ )2‬السابق ‪ ،‬وقال القرطبى فى تفسيره‪ :)232\12( a‬وقد قال "أصبغ" من علمائنا ‪ :‬يجوز له أن يلحسه بلسانه ‪ ،‬وفى "كشاف القناع" (‪ " : )189\5‬وليس لها أى الزوجة استدخال ذكره‬
‫وهو نائم فى فرجها بال إذنه ألنه تصرف فيه بغير إذنه ‪ ،‬ولها أى الزوجة لمسه وتقبيله بشهوة‪ a‬ولو نائما ً ‪ ،‬وقال القاضى يجوز تقبيل فرج المرأة قبل الجماع ‪ ،‬ويكره‪ a‬بعده لتعذره إذن" ‪.‬‬
‫(‪ )1‬عالمات النساء ألحمد بن سليمان المتوفى سنة (‪ ، )940‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‬

‫(‪)1‬‬
‫ومن أنفع أوقات الجماع ما كان بعد االستيقاظ‪ a‬من النوم خاصة بعد صالة الفجر ‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫البكر وأحفظ للصحة ‪ ،‬وهذا من القياس الفاسد حتى ربما حذر منه بعضهم ‪ ،‬وهو مخالف لما عليه عقالء الناس ولما‬
‫اتفقت عليه الطبيعة والشريعة ‪.‬‬
‫ـ وفى جماع البكر من الخاصية وكمال التعلق بينها وبين مجامعها وامتالء قلبها من محبته وعدم تقسيم هواها بينه‬
‫(‪)2‬‬
‫ضا ِح ُكهَا"‬‫ضا ِح ُككَ َوتُ َ‬ ‫وبين غيره ما ليس للثيب ‪ ،‬وقد قال النبى‪ r‬لجابر ‪" :‬أَاَل تَزَ َّوجْ تَهَا بِ ْكرًا تُاَل ِعبُ َ‬
‫ك َوتُاَل ِعبُهَا َوتُ َ‬
‫‪ ،‬وقد جعل هللا سبحانه من كمال نساء أهل الجنة من الحور العين أنهن لم يطمثهن أحد قبل من جعلن له من أهل‬
‫الجنة وقالت عائشة للنبى‪" : r‬أَ َرأَيْتَ لَوْ نَز َْلتَ َوا ِديًا َوفِي ِه َش َج َرةٌ قَ ْد أُ ِك َل ِم ْنهَا َو َو َجدْتَ َش َجرًا لَ ْم ي ُْؤ َكلْ ِم ْنهَا فِي أَيِّهَا‬
‫ال ِفي الَّ ِذي لَ ْم يُرْ تَ ْع ِم ْنهَا تَ ْعنِي أَ َّن َرس َ‬
‫ُول هَّللا ِ ‪ r‬لَ ْم يَتَ َز َّوجْ بِ ْكرًا َغ ْي َرهَا" (‪. )1‬‬ ‫ُك ْنتَ تُرْ تِ ُع بَ ِع َ‬
‫يركَ قَ َ‬
‫وجماع المرأة المحبوبة فى النفس يقل إضعافه للبدن مع كثرة إستفراغه للمنى وجماع البغيضة يحل البدن ويوهن‬
‫القوى مع قلة استفراغه وجماع الحائض حرام طبعا ً وشرعا ً فإنه مضر جداً واألطباء قاطبة تحذر منه (‪. )2‬‬
‫ـ هل هناك جماع ضار ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم "الجماع الضار نوعان ‪ :‬ضار شرعا ً وضار طبعا ً ‪ ،‬فالضار شرعا ً ‪ :‬لمحرم وهو مراتب بعضها‬
‫أشد من بعض والتحريم العارض منه أخف من الالزم كتحريم اإلحرام والصيام واالعتكاف وتحريم المظاهر منها‬
‫قبل التكفير وتحريم وطء الحائض ونحو ذلك ولهذا ال حد فى هذا الجماع ‪.‬‬
‫وأما الالزم فنوعان ‪ :‬نوع ال سبيل إلى حله البتة كذوات المحارم فهذا من أضر الجماع وهو يوجب القتل حدا عند‬
‫طائفة من العلماء كأحمد بن حنبل رحمة هللا وغيره ‪.‬‬
‫والثانى ما يمكن أن يكون حالالً كاألجنبية فإن كانت ذات زوج ففى وطئها حقان حق هلل وحق للزوج فإن كانت‬
‫مكرهة ففيه ثالثة حقوق وإن كان لها أهل وأقارب يلحقهم العار بذلك صار فيه أربعة حقوق فإن كانت ذات محرم‬
‫منه صار فيه خمسة حقوق فمضرة هذا النوع بحسب درجاته فى التحريم ‪.‬‬
‫ـ وأما الضار طبعا ً فنوعان أيضا ً ‪ :‬نوع ضار بكيفيته كما تقدم ‪ ،‬ونوع ضار بكميته كاإلكثار منه فإنه يسقط القوة‬
‫ويضر بالعصب ويحدث الرعشة والفالج والتشنج ويضعف البصر وسائر القوى ويطفىء الحرارة الغريزية ويوسع‬
‫المجارى ويجعلها مستعدة للفضالت المؤذية ‪.‬‬
‫وأنفع أوقاته ما كان بعد انهضام الغذاء فى المعدة وفى زمان معتدل ال على جوع فإنه يضعف الحار الغريزى وال‬
‫على شبع فإنه يوجب أمراضا شديدة وال على تعب وال إثر حمام وال استفراغ وال انفعال نفسانى كالغم والهم‬
‫والحزن وشدة الفرح ‪.‬‬
‫وأجود أوقاته بعد هزيع من الليل إذا صادف إنهضام الطعام ثم يغتسل أو يتوضأ وينام عليه وينام عقبة فتراجع إليه‬
‫قواه وليحذر الحركة والرياضة عقبة فإنها مضرة جدا" (‪. )1‬‬
‫ـ فما هى مضار الجماع ؟‬
‫ـ "اعلم يرحمك هللا أن مضرات الجماع كثيرة قيدنا هنا ما دعت إليه الحاجة وهى ‪ :‬النكاح واقفا ً يه ّد الركائب ‪،‬‬
‫ويورث الرعاش ‪ ،‬والنكاح على جنب يورث عرق النسا ‪ ،‬والنكاح على الفطر قبل األكل يقطع الظهر ‪ ،‬ويقلل الجهد‬
‫ويضعف البصر ‪ ،‬والنكاح فى الحمام يورث العمى ويضعف البصر ‪ ،‬وتطليع المرأة على الصدر حتى ينزل المنى‬
‫وهو ملقى على ظهره يورث وجع الصلب ووجع القلب ‪ ،‬وإن نزل شئ من ماء المرأة فى اإلحليل أصابه األرقان‬
‫وهى التقلة ‪ ،‬وصد الماء عند نزوله يورث الحصى ويعمل الفتق ‪ ،‬وكثرة الحركة وغسل الذكر بقوة عاجالً بعد‬
‫الجماع يورث الحمرة ‪ ،‬ووطء العجائز سم قاتل من غير شك ‪.‬‬
‫وكثرة الجماع خراب لصحة األبدان ‪ ،‬ألن المنى ينزل من خالصة الغذاء كالزبد من اللبن ‪ ،‬فإذا خرج الزبد فال‬
‫فائدة فى اللبن وال منفعة ‪ ،‬والمتولع به يعنى النكاح من غير مكابدة ألكل المعاجين والعقاقير واللحم والعسل والبيض‬
‫وغير ذلك يورث له خصائل ‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬تذهب قوته ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬يورث له قلة النظر إن سلم من العمى ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى (‪ )2008\5‬ومسلم (‪. )176\4‬‬
‫(‪ )1‬تقدم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬زاد المعاد (‪. )149\4‬‬
‫(‪ )1‬زاد المعاد (‪ )254\4‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫الثالثة ‪ :‬يربى له الهزال ‪.‬‬
‫والرابعة ‪ :‬يربى له رقة القلب ‪ ،‬إن هرب ال يمنع وان طارد ال يلحق وان رفع ثقاًل أو عمل شغالً يعيى فى حينه ‪.‬‬
‫وتدبير ابن آدم ومنافعهم ومضراتهم مجموعة على سبيل االختصار فى هذه األبيات ‪:‬‬
‫على مطعم من قبل فعل الهواضم‬ ‫ق إذا مــا شئــت إدخـال مطعم‬ ‫تــو ّ‬
‫فـال تبتلعــه فهـو شــر المطاعم‬ ‫وكـل طعــام يعجــز الســن مضغــه‬
‫فتقــود نفســك للبلــى بـزمايــم‬ ‫وال تشـربــن علـى طعامـك عـاجـالً‬
‫ولـو كنـت بين المرهفات الصورام‬ ‫وال تحبـس الفضالت عند اجتماعها‬
‫إذا مــا أردت النــوم الــــزم الزم‬ ‫وال سيمــا عنـد المنــام فـدفعهــا‬
‫ومــا ذاك إال عنــد نـزول العظائـم‬ ‫وجــدد علــى النفس الدواء وشربـه‬
‫لصحــة األبــدان أشــد الدعائـــم‬ ‫ووفــر علــى النفــس الدمـاء ألنها‬
‫فإسرافنـا فـى الـوطء أقــوى الهوادم‬ ‫وال تـك فــى وطء الكـواعب مسرفا ً‬
‫لمــاء حيــاة مـورق فــى األراحــم‬ ‫ففــى وطئنــا داء ويكفيــــك أنـــه‬
‫فمــا هــى إال مثــل ســم األراقــم‬ ‫وإيــاك إيــاك العجـــوز ووطئهـــا‬
‫وحـافــظ علــى هـذى الخصال وداوم‬ ‫وكـــن مستحمــا ً كــل يـوميــن مرة‬
‫(‪)1‬‬
‫أخــو الفضل واإلحسان خير األعاجم‬ ‫بــذاك أوصــاك الحكيــم بيــــــادق‬
‫ـ فهل هناك فوائد للجنس ؟‬
‫ـ نعم ‪ ،‬يخطئ كثير من الناس عند ظنهم أنه ال يتأتى من الجنس إال الضرر فقط ‪ ،‬وال فائدة فيه ‪ ،‬كيف وقد شرع‬
‫هللا تعالى الجماع ؟! وهو تعالى إنما يُ ِّشرع لعباده ما فيه مصلحتهم وسعادتهم فى الدنيا واآلخرة ‪ ،‬وقد دخل الجنس‬
‫معامل التحاليل وخضع للتجارب والفحوصات فى محاولة من العلماء للبحث عن فوائد الجنس ‪ ،‬ولقد خرجت علينا‬
‫التحاليل واألشعات تبين لنا ما هى فوائد الجنس المتعددة ‪ ،‬وما أغرب ما كشفت عنه األبحاث ‪ :‬يقول الدكتور مايكل‬
‫كريجليانو األستاذ بكلية طب بنلسفانيا عن العملية الجنسية ‪ :‬أنها نوع من التمارين الرياضية ‪ ،‬ويصف كل حركة‬
‫على حدة ‪ ،‬وكيف أنها حركة عضلية مفيدة ‪ ،‬ويقول ‪ :‬إن مجموع هذه الحركات هو بمثابة جهد رياضى ممتع ‪،‬‬
‫ويمثلها باألهرامات ‪ ،‬وكيف إذا نظرنا إلى كل حجر من أحجار األهرامات منفرداً على حدة لن ينبهر به الرائى ‪،‬‬
‫ولكن إذا نظرنا إليها نظرة شاملة كاملة انبهرنا بهذا التنظيم وغمرنا اإلعجاب ‪.‬‬
‫يقول الدكتور مايكل ‪ :‬إن من يمارس الجنس ثالث مرات إسبوعيا ً بصفة منتظمة ‪ :‬يحرق (‪ )7500‬سعر حرارى‬
‫كل عام ‪ ،‬وهو ما يعادل المشى مسافة (‪ )75‬ميالً ! ‪.‬‬
‫وهذا هو س ّر تسمية الفرنسيين للحظة النشوة بـ "الموت‪ a‬الصغير" قالوا ‪ :‬ألنه يؤجل الموت الكبير ويطيل‬
‫العمر ‪ ،‬بعكس اإلعتقاد السائد بين الناس أن الجنس يعجل بالشيخوخة والمرض والضعف ‪ ،‬وذلك ألن الجنس يقلل‬
‫من نسبة الكولسترول قليل الكثافة والذى يمثل خطراً على الشرايين ‪ ،‬وهو ـ الجنس ـ يكثر من نسبة الكولسترول‬
‫العالى الكثافة ‪ ،‬فهو الميزان الذى يعالج النسبة بينهما ‪.‬‬
‫ويقول الدكتور كارين دونهاى بكلية طب جامعة نورث ويسترن ‪ :‬إن أى نوع من الجهد البدنى يسبب زيادة فى‬
‫هورمون "التستيسترون" والجنس ليس استثناء من ذلك وهذا الهورمون يساعد مساعدة فعالة فى بناء العظام‬
‫والعضالت ‪ ،‬بعكس ما يظنه الكثير أن للجنس آثاره الجانبية على "العظام" وخاصة "المفاصل"‪. ! a‬‬
‫وهذا "الهورمون"‪ a‬إذا زاد بالممارسة الجنسية عند المرأة فإنه يحمي القلب ويحافظ على أعضائها التناسلية‬
‫ويؤدى إلى حيوية األعضاء عامة ونشاط الدورة الدموية عندها ! بل وهو يخفف من األلم المصاحب للدورة‬
‫الشهرية ! ‪.‬‬
‫ويقول الدكتور بفرلى وهيبل األستاذ المساعد بكلية التمريض جامعة روتجرز ‪ :‬توجد دالئل كثيرة على أنه أثناء‬
‫الجنس تنطلق مواد فعالة تُسمى "قاتلى األلم" ! وفى لحظة النشوة تزداد درجة إحتمال الجسم لأللم ‪ ،‬كما أن الجنس‬
‫يساعد على تخفيف ألم المفاصل (‪ ! )1‬والصداع ! وقال البعض عن تخفيف الجنس للصداع ‪ :‬أن "مواد اإلندورفين"‬

‫(‪ )1‬الروض العاطر للنفراوى ‪.‬‬


‫(‪ )1‬وليس كما يقال أنه يؤدى إلى ألم المفاصل وتعبها‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫ومخففات األآلم التى تنطلق أثناء الجماع هى المسئولة عن تخفيف الصداع ‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬إن الدم المتدفق أثناء‬
‫الجماع وسرعته هى التى تخفف الضغط عن المخ وهو المسئول عن تخفيف الصداع ! ‪.‬‬

‫وقالوا ‪ :‬ليس صحيحا ً أن الجنس هو المسئول عن ألم البروستاتا ‪ ،‬بل العكس هو الصحيح ‪ ،‬ففى لحظة النشوة‬
‫تضغط العضالت‪ a‬المحيطة بالبروستاتا عليها وكأنها تعصرها عصراً لتفرغها من السائل الذى سيصاحب السائل‬
‫المنوى ! فهو ـ الجنس ـ عامل مساعد لتحسن عمل البروستاتا وليس إضعافها ‪.‬‬
‫إلى غير ذلك الكثير مما كشفه العلم الحديث عن أثر الجنس فى حياة الناس وفوائده الكثيرة ‪.‬‬

‫ـ هل هناك أمور يستحسن األخذ بها عند الجماع ؟‬


‫ـ فوائد عند الجماع ‪:‬‬
‫ـ "اعلم يرحمك هللا أنك إذا أردت الجماع عليك بالطيب ‪ ،‬وان تطيبتما جميعا كان أوفق لكما ‪ ،‬ثم تالعبها بوسا ً‬
‫)‬‫‪1‬‬ ‫(‬

‫ومصا ً وتقبيالً وتقليبا ً فى الفراش ظهراً وبطنا ً حتى تعرف أن الشهوة قد قربت فى عينيها (‪ ، )2‬ثم تدخل بين أفخاذها‬
‫وتولج أيرك فى فرجها وتفعل ‪ ،‬فإن ذلك أروح لكما جميعا وأطيب لمعدتك ‪.‬‬
‫قال بعضهم‪ a:‬إذا أردت الجماع الق المرأة إلى األرض ولزها إلى صدرك ُمقبّالً فيها ورقبتها مصا ً وعضا ً وبوسا ً‬
‫فى الصدر والبزازيل واألعكان واألخصار (‪ ، )3‬وأنت تقلبها يمينا ً وشماالً ‪ ،‬إلى أن تلين بين يديك وتنح ّل ‪ ،‬فإذا‬
‫رأيتها على تلك الحالة أولج فيها أيرك ‪ ،‬فإذا فعلت ذلك تأتى شهوتكما جميعا ً ‪.‬‬
‫وذلك مما يقرب الشهوة للمرأة ‪ ،‬وإذا لم تفعل ذلك لم تنل غرضا ً وال تأتيها شهوة ‪ ،‬فإذا قضيت حاجتك وأردت‬
‫النزول فال تقع قائما ً ولكن انزل عن يمينك برفق ‪.‬‬
‫وال تشرب عند فراغك من النكاح شربة من ماء السماء فإنه يرخى القلب ‪ ،‬وإن أردت المعاودة فتطهرا جميعا‬
‫فإن ذلك محمود ‪ ،‬وإياك أن تطلعها فوقك ‪ ،‬فإنى أخاف عليك من مائها ودخوله فى إحليلك ‪ ،‬فإن ذلك يورث المرض‬
‫(‪ ، )4‬وال تصدن الماء فإن ذلك يورث الفتق والحصى ‪ ،‬والحذر بعد الجماع من شدة الحركة ‪ ،‬فإنها مكروهة ‪،‬‬
‫ويستحب الهدوء ساعة ‪ ،‬وإذا أخرجت الذكر من الفرج فال تغسله حتى يهدأ قليالً‪ ،‬فإذا هدأ فاغسل عينه برفق رفقا ً ‪،‬‬
‫وال تكثر غسل ذكرك وال تخرجه عند الفراغ من الجماع فتدلكه وتغسله وتفركه ‪ ،‬فإن ذلك يورث الحمرة (‪. )1‬‬
‫ـ وصية أم البنتها ‪ :‬أوصت أم ابنتها ـ قد جفاها زوجها وملَّها وهجر فراشها ـ ‪" :‬إني أوصيك بوصية إن قبلتها‬
‫سعدت ‪ ،‬قالت ‪ :‬وما هى ؟ فقالت ‪ :‬انظرى إن هو مد يده إليك فانخرى واشخرى(‪ )2‬وأظهرى له إسترخاء وفتوراً ‪.‬‬
‫وإن قبض على جارح ٍة من جوارحك فارفعى صوتك عمداً وتنفسى الصعداء وب ّرقى أجفان عينيك ‪ ،‬فإذا أولج إيره‬
‫فأكثرى الغنج (‪ )3‬والحركات اللطيفة ‪ ،‬واعطيه من تحته رهزاً (‪ )4‬موافقا ً لرهزه ‪ ،‬ثم خذى يده اليسرى فأدخلى‬
‫حرفها بين اليتيك ‪ ،‬وضعى رأس إصبعه الوسطى على باب إستك ‪ ،‬ثم تحركى من تحته ‪ ،‬ثم أعيدى النخير والشخير‬
‫‪ ،‬فإذا أحسست بإفضائه فاضبطيه وعاطيه الرهز من أسفل بنخر وزفير ‪ ،‬وأظهرى من الكالم الفاحش المهيّج للباه‬
‫ما يدعو إلى قوة اإلنعاظ ‪ ،‬والصقى بطنك إلى بطنه وترافعى إليه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬والطيب من السحر المباح الذى يغفل عنه كثير من األزواج ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أى أخذت فى الزوغان ‪ ،‬وكأنها تدمع ‪.‬‬
‫(‪ )3‬المراد جسم المرأة كله أعاله وأسفله ‪.‬‬
‫(‪ )4‬وهذه الصورة من الجماع تستلذ بها المرأة جداً ‪ ،‬ولكن ال تكثر منها وكن على حذر مما تقدم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬الروض العاطر للنفراوى ‪.‬‬
‫(‪ )2‬وهذا الخلق تفتقده كثير من النساء ‪ ،‬والشخير والنخير بلطافة وبصوت خافت مما يثير الرجل ويزيد فى شهوة الرجل وغلمته ‪ ،‬وفى "كشاف القناع" (‪" : )194\5‬وقال أبو الحسن‬
‫بن القطان فى كتاب أحكام النساء ال يكره نخرها للجماع وال نخره ‪ ،‬وقال اإلمام مالك بن أنس ‪ :‬ال بأس بالنخر عند الجماع ‪ ،‬وأراد سفها ً فى غير ذلك ‪ ،‬يعاب على فاعله" اهـ ‪ .‬قلت ‪:‬‬
‫فها هو اإلمام مالك على جاللته يتحدث فى أدق أمور الجماع ‪ ،‬والمراد أنه ال بأس فى نخر الرجل أو المرأة عند الجماع ‪ ،‬ومن فعل ذلك فى غير موضعه فقد يوصف بالسفه ‪.‬‬
‫(‪ )3‬الكالم بالصوت الخافت الناعم ‪.‬‬
‫(‪ )4‬الرهز ‪ :‬االهتنزاز ‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫وإن دخل عليك يوما ً وهو مغموم فتلقيه فى ثوب رفيع مطيّب يُظهر بدنك من تحته ‪ ،‬ثم اعتنقيه (‪ )1‬والزميه وقبليه‬
‫ودغدغيه واقرصيه وعضيه برفق ‪ ،‬وشمى صدره ‪ ،‬وتقاصرى (‪ )2‬تحت إبطيه ‪ ،‬والصقى نهديك بجسده وأكثرى‬
‫النخير ‪ ،‬وخذى يده وأدخليها فى كمك ‪ ،‬وضعيها على بطنك ‪ ،‬ثم ارفعيها إلى سنبلة صدرك ‪ ،‬إلى بين ثدييك ‪،‬‬
‫ودعيه يدغدغهما ‪ ،‬ثم أنزليه إلى بطنك ‪ ،‬ومرّى بها على سرتك وخواصرك‪ ، a‬ثم انزليها إلى فرجك ‪ ،‬ودعيه يلعب‬
‫به كلعبك بإيره ‪ ،‬حتى تتجامع حركته وتهيج شهوته ‪ ،‬ثم أدخلى حرفها بين اليتيك ‪ ،‬فإن شعرت منه بالشهوة‬
‫فبادرى إلى الفراش واستلقى على ظهرك واكشفى بطنك وفرجك وابرزى له عجيزتك ‪ ،‬واضربى‪ a‬بيدك على فرجك‬
‫(‪ )3‬وعلى ردفك (‪ )4‬فإنه ال يملك نفسه وال يهوى شيئا ً غير مقاربتك ‪.‬‬
‫وعليك يا بنية بالماء فتنظفى به وبالغى فى اإلستنظاف ‪ ،‬وكونى أبداً معدة له متى رأيته نظر إليك أو قبّلك فافعلى‬
‫ما أوصيتك به ‪.‬‬
‫ً‬
‫تفقدى موضع أنفه وعينه ‪ ،‬فال يشم منك إال ريحا طيبة ‪ ،‬وال يقع عينه منك على قبيح يُعاب ‪ ،‬فإذا أدخل إيره‬
‫فأكثرى الغنج ‪ ،‬ثم انخرى واشخرى وارهزى فإن هو أمسك عن الرهز فأكثرى أنت الرهز (‪. )1‬‬
‫ـ فإن قيل ‪ :‬إن هذا يشبه فعل الغانيات (‪ ، )2‬وهل هناك من النساء من تفعل هذا ؟‬
‫ـ دائما ً ما نقول ‪ :‬ال حرج أن تكون المرأة غانية لزوجها ‪ ،‬فإذا لم يجد الزوج المتعة مع أهله فأين يبحث عنها ‪،‬‬
‫عند بائعات الهوى ؟ أم يتخذ لنفسه عشيقة تروى ظمأه وشبقه ‪ ،‬إن هناك كثير النساء ممن يفتقدن فن الجماع مما‬
‫ينفر الزوج ويدفعه إلى البحث عن عشيقة أو بائعة هوى ‪ ،‬هل هناك حرج فى فعل المرأة كل ما يزيد فى شهوة‬
‫زوجها واستمتاعه بأهله ‪ ،‬وقد أفضى بعضهم إلى بعض ‪ ،‬واطلع الرجل منها على ماال يطلع منها أبوها أو‬
‫أخوها ! ‪.‬‬
‫ـ فإن قيل ‪ :‬هناك من تشعر بالحرج من هذا أو تخاف أن يظن بها زوجها الظنون إن هى فعلت ما جاء ـ مثالً ـ فى‬
‫وصية األم السابقة البنتها ‪ ،‬أو أظهرت لزوجها هذا التغنج والمتعة أثناء الجماع من تأوه وشخير ونخر وغير هذا‬
‫مما تقدم ‪.‬‬
‫ـ أقول ‪ :‬ول َم الحرج وقد تقدم أن الرجل يطلع من زوجته على ما ال يطلع عليه األب أو األخ ‪ ،‬وإن ظن الزوج بها‬
‫الظنون كما يقال فهذا مرجعه إلى الزوج وسوء طويته ‪ ،‬فالرجل يتزوج الفتاة وهو يعرف أنها ال تدرى شيئا ً عن‬
‫أمور الجماع ‪ ،‬فيقوم هو بتعليمها وتدريبها على فن الجماع ـ ليستمتع كل منهما باآلخر ـ وهو ال يبحث عن متعته‬
‫فقط فيحيف على حقها ‪ ،‬فإن ظن بها الظنون كما يقال فلضيق أفقه ونفسه الغير سوية ‪.‬‬
‫ـ فماذا عن رقص الزوجة لزوجها ؟‬
‫ـ ال حرج فى رقص المرأة لزوجها إذا لم يصاحب هذا الرقص "الموسيقى" فهى حرام ‪ ،‬ولها أن تستخدم‬
‫"أشرطة" الكاسيت التى يطلقون عليها "أشرطة إسالمية ‪ ،‬ففيها الغناء بالدف ‪،‬كما قيل لى ‪ ،‬وهو أفضل من‬
‫استخدامها لكاسيت يحتوى على الموسيقى المحرمة ‪ ،‬وهو يفى بالغرض المطلوب ‪ ،‬فال تتركه إلى حرام ‪.‬‬
‫ـ هل حقا ً يأثم الرجل إذا جامع امرأته ونظر إلى المرآة ـ أو هى ـ فى غرفة النوم مثالً أثناء الجماع ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا كالم ال يصح ‪.‬‬
‫ـ سألتنى زوجة مرة أن زوجها ـ متزوجـ غيرها ـ يشتكى من برودها الجنسى ـ على قوله ـ فجامع إحدى نسائه‬
‫(‪)1‬‬
‫أمامها حتى يثيرها ! وتتعلم كيف تُمتع الزوجة األولى زوجها ‪ ،‬فتفعل مثلها ‪ ،‬فهل هذا يجوز؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬اليجوز ‪.‬‬
‫(‪ )1‬اعتناق المرأة للرجل من الخلف والصاقها ثدييها بظهره مما يزيد فى شهوته ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أى ‪ :‬تجنبى ‪.‬‬
‫(‪ )3‬عن سعيد بن جبير أن رجالً قال البن عباس ‪ :‬إنى تزوجت ابنة عم لى جميلة فبنى لى فى رمضان فهل لى بأبى أنت وأمى إلى قبلتها من سبيل ؟ فقال له ‪ :‬ابن عباس هل تملك نفسك‬
‫؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬قبل ‪ ،‬قال ‪ :‬فبأبى أنت وأمى هل إلى مباشرتها من سبيل ؟ قال ‪ :‬هل تملك نفسك ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فباشرها ‪ ،‬قال ‪ :‬فهل لى إلى أن أضرب بيدى على فرجها من‬
‫سبيل ؟ قال ‪ :‬وهل تملك نفسك ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬اضرب ‪ .‬وهذه أصح طريق عن ابن عباس "المحلى" (‪. )212\6‬‬
‫(‪ )4‬الضرب على أرداف المرأة مما يزيد فى شهوتها ويثيرها‪ ، a‬كما أن الضرب أعلى مؤخرتها‪( a‬نهاية العمود الفقرى) يعجل بإنزال ماءها ليتوافق مع انزال الرجل ماءه ‪.‬‬
‫(‪ )1‬الروض العاطر ‪ ،‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪ )2‬لقد استعملت اللفظة المشهورة على األلسنة وهى "الغانية" وإن كان الصواب أن يقال "البغى" فهناك فرق بينهما‪ a‬كبير ‪ .‬انظر لكاتب السطور ‪" :‬معترك األقران فى ألفاظ القرآن" ‪.‬‬
‫(‪ )1‬ثم رأيت فى كتاب المبدع (‪ )202\7‬مثلها ‪" :‬مسألة يجوز نوم الرجل مع زوجته بال جماع بحضرة محرمها لفعل النبى ‪ r‬وال يجامع إحداهما بحيث تراه اإلخرى أو غيرها غير طفل‬
‫ال يعقل أو يسمع حسهما ولو رضيتا وذكر المؤلف أن ذلك حرام ألن فيه دناءة وسقوط مروءة وربما كان وسيلة إلى وقوع الرائية فى الفاحشة ألنها قد تثور شهوتها‪ a‬بذلك قال أحمد فى‬
‫الذى يجامع امرأته واألخرى تسمع قال كانوا يكرهون الرجس وهو الصوت الخفى وال يحدثهما‪ a‬بما جرى بينهما‪ a‬ألنه سبب إليثارة‪ a‬الغيرة وبغض إحداهما األخرى" وانظر ‪ :‬الكافى (‬
‫‪. )126\3‬‬
‫‪78‬‬
‫ـ زوج يشتكى برود زوجته أثناء الجماع ‪ ،‬فهل من حرج فى مشاهدة الزوجين لبعض أشرطة الفيديو "الجنسية"‬
‫حتى تستجيب الزوجة لزوجها أثناء الجماع ‪ ،‬أو لتعليمها ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬حادثتنى إحدى النساء يوما ً ـ هاتفيا ً ـ أن زوجها يشتكى برودها الجنسى فأشار عليها بإحضار "شريط‬
‫جنسى" لتشاهده الزوجة !! فسألت ‪ :‬هل يباح لها هذا ؟‬
‫لك ولزوجك أن تشاهدى جارتك ـ مثالً ـ وهى فى أحضان زوجها أثناء العملية الجنسية ‪،‬‬ ‫فقلت لها ‪ :‬هل ِ‬
‫ت وزوجك ذلك منهما ؟‬ ‫فتشاهدي أن ِ‬
‫قالت ‪ :‬ال ‪ ،‬ال نستطيع عمل هذا ‪.‬‬
‫فقلت لها ‪ :‬إذا كان هذا منكما ‪ ،‬والرجل والمرأة زوجين ‪ ،‬قد أحل هللا تعالى لهما ذلك ‪ ،‬فكيف لكما أن تشاهدا ذلك‬
‫من رجل وامرأة سفاحا ً وزنا ً ؟! بل والرجل والمرأة من أهل الكفر ! ‪.‬‬
‫فإذا كان ذلك كذلك فال يجوز من زوجك أن يشير عليك بمثل ذلك األمر الشنيع ‪ ،‬هذا إلى غير األضرار الناتجة‬
‫عن مشاهدة المرأة لتلك األفالم التى تُعد أحد أسلحة محاربة اإلسالم والمسلمين ‪ ،‬فالمرأة تشاهد الرجل "الوسيم"‬
‫الجميل المفتول العضالت التى يطيل العملية الجنسية مع المرأة "المحترفة" الدعارة فترة كذا أو كذا ‪ ،‬فتنقم على‬
‫زوجها ضعفه مثالً أو عدم اطالة زمن العملية الجنسية كما شاهدت فى تلك األفالم (ويخفى عليها أن تلك األفالم‬
‫كغيرها من األفالم التى تُصور على ـ شوطات ـ وفيها "المونتاج" قص ولصق تلك المناظر حتى تصبح الفترة‬
‫الجنسية طويلة زمن كذا أو كذا) ناهيك عن مشاهدة الرجل أيضا ً لنساء تلك األفالم "الحسناوات" المحترفات‬
‫الداعرات "الكافرات" مما قد يدعوه إلى الزهد فى زوجته لقلة جمالها مثالً أو جهلها بما تفعله نساء تلك األفالم ‪.‬‬
‫وضرر تلك األفالم أكبر وأشد وأخطر مما يظنه الكثير من الناس ‪ ،‬فمشاهدها ـ والعياذ باهلل تعالى ـ ينسحب من‬
‫بين يديه ُخلق "الحياء" فتراه ينظر إلى كل فتاة أو امرأة يتخيل منها مواضع الفتنة كما شاهد فيشتهيها ‪ ،‬فإما أن يقع‬
‫فى المعصية والزنا ‪ ،‬أو يتحول إلى االستمناء وله أضراره الكثيرة ‪ ،‬أو "يقذف" أثناء مشاهدة تلك األفالم دون أن‬
‫ينتصب القضيب االنتصاب السليم مما يؤدى بالجسم إلى "االعتياد" على القذف فى حالة معينة وعند ح ٍد معين ‪ ،‬فال‬
‫ينتصب القضيب انتصاب من هو فى مثل سنه ممن لم يشاهد تلك األفالم أو يمارس تلك العادة ‪ ،‬ناهيك عن أضرار‬
‫تلك العادة السيئة ‪ ،‬كما سيأتى الحديث عنها وبيان بعض أضرارها ‪.‬‬
‫ـ فماذا عمن يقول أنى أشاهد تلك األفالم للتعلم أو للترفيه ‪ ،‬كما أنها التؤثر ف ّى ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نقول له ‪ :‬دعك من التبرير األجوف وال تضحك على نفسك ‪ ،‬وال تدع الشطيان يضحك منك ‪ ،‬وإليك هذه‬
‫القاعدة الهامة العظيمة والتى يجب أن تنقش بماء الذهب ويضعها كل إنسان أمام عينه وهى قوله ‪َ " : r‬م ْن َس ِم َع‬
‫َّال فَ ْليَ ْنأ َ َع ْنهُ "(‪ ،)1‬فال تقترب من النار وتقول ‪ :‬لن أحترق ! ‪.‬‬ ‫بِال َّدج ِ‬
‫يجب عليك أخى المسلم االبتعاد عن مشاهدة تلك األفالم وال تدع الشطيان يوسوس لك بمشاهدتها من أجل التعليم‬
‫أو لبرود الزوجة أو أل ي من الواسوس الشيطانية ‪.‬‬
‫ـ ويسأل بعضهم ‪ :‬لقد وقعت فى الزنا – قبَّلتُ وغامزتُ حتى وقعت على المرأة ‪ ،‬وأريد أن أتطهر ‪ ،‬فما هو الحد‬
‫‪ ،‬علما ً بأنى لم أتزوج بعد ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ال حد على من قبَّل أو غامر أو فاخذ ‪ ،‬إنما الحد على من وقع فى الزنا وباشر مباشرة كاملة ‪ ،‬روى‬
‫ي ‪ r‬قَا َل لَهُ ‪ :‬لَ َعلَّكَ قَب َّْلتَ أَوْ َغ َم ْزتَ‬
‫ك النَّبِ َّ‬ ‫البخارى ‪ :‬عن ابن عباس ـ رضى هللا عنهما ـ قال ‪" :‬لَ َّما أَتَى َم ِ‬
‫اع ُز ب ُْن َمالِ ٍ‬
‫ُول هَّللا ِ ‪ ،‬قَا َل ‪ :‬أَنِ ْكتَهَا(‪ )2‬ـ اَل يَ ْكنِي ـ قَا َل ‪ :‬فَ ِع ْن َد َذلِكَ أَ َم َر بِ َرجْ ِم ِه" ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أَوْ نَظَرْ تَ ‪ ،‬قَ َ‬
‫ال ‪ :‬اَل يَا َرس َ‬
‫وحد المحصن (‪ )1‬هو الرجم ‪ ،‬وغير المحصن ‪ :‬الجلد ‪.‬‬
‫ولكن عليك التوبة النصوح بشروطها (‪. )2‬‬

‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود (‪ )116\4‬وأحمد (‪ )441 ، 431\4‬والطبرانى وغيرهم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬قال األزهرى فى تهذيب‪ a‬اللغة قال ‪ :‬الليث النيك معروف والفاعل نايك والمفعول به منيوك ومنيك‪ a‬واألنثى منيوكة ‪ .‬تهذيب‪ a‬األسماء(‪" ، )350\3‬وعند النسائى على ما قال الحافظ ‪:‬‬
‫هل أدخلته وأخرجته ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬كما يغيب ال ِمرود ـ بكسر الميم – الميل فى المكحلة ‪ ،‬قال فى القاموس ‪ :‬المكحلة ما فيه الكحل وهو أحد ما جاء من األدوات بالضم ‪ ،‬والرشاء بكسر‬
‫الراء ‪ ،‬قال فى القاموس ‪ :‬الرشاء ككساء الحبل ‪ ،‬وفى هذا من المبالغة فى االستثبات واالستفصال ما ليس بعده فى تطلب بيان حقيقة الحال فلم يكتف بإقرار المقر بالزنا بل استفهمه‬
‫بلفظ ال أصرح منه فى المطلوب وهو لفظ "النيك "الذى كان يتحاشى عن التكلم به فى جميع حاالته ولم يسمع منه إال فى هذا الموطن ‪ ،‬ثم لم يكتف بذلك بل صوره "تصويراً حسيا ً‬
‫"وال شك أن تصوير الشئ بأمر محسوس أبلغ فى االستفصال من تسميته بأصرح أسمائه وأدلها عليه" ‪" ،‬عون المعبود" (‪. )72\12‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخارى (‪ ، )2502\6‬ولم يستعمل النبى ‪ r‬هذا اللفظ إال هذه المرة وفي هذا الموضع لدرء الح ّد ‪ ،‬فتأمل‬
‫(‪ )1‬المتزوج ‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪" :‬القول األسنى فى شرح أسماء هللا الحسنى" لكاتب السطور "اسم هللا تعالى ‪ :‬التواب" ط ‪ :‬مكتبة العلم ‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫ـ سرعة القذف بين العلة والعالج ‪:‬‬
‫ـ يعانى كثير من األزواج من علة سرعة القذف ‪ ،‬وهو مما يقلل من استمتاع الزوجين معا ً ‪ ،‬ب‪aa‬ل ق‪aa‬د ي‪aa‬ؤدى فى بعض‬
‫األحيان إلى مفترق الطريق ‪ ،‬فهل لهذا من عالج ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬يعانى كثير من الشباب حديثى الزواج – بل وكثير من المتزوجين ـ من علة سرعة القذف مما يسبب ـ إن‬
‫لم يكن من أهم األسباب الرئيسية فى فشل الحياة الزوجية عند الكثير ـ متاعب جمة للرجل والمرأة‪ a‬على حد سواء ‪،‬‬
‫فالرجل ال يستمتع بالمعاشرة الزوجية لفترة طويلة تروى ظمئه وعطشه وتغنيه عن النظر إلى الحرام ‪ ،‬ثم هو يترك‬
‫زوجته ولم تقضى وطرها بعد فيتركها دون قضاء شهوتها مما يؤثر كثيراً على نفسيتها وحياتها ‪.‬‬
‫فبعض الرجال يقذف بمجرد تالقى الختانان ‪ ،‬حتى إن زوجته ـ وبعد سنوات من الزواج ـ إذا طلبا منها أحد‬
‫أشكال الجماع رفضت ‪ ،‬ألنها وعيت أنه بمجرد التالمس سيقذف فكأنها تقول ‪ :‬ولما الشكل الفالنى مادام بمجرد‬
‫المالمسة للفرج سيقذف ‪ ،‬وهذا بدوره يثير الكثير من المشاكل الجنسية ويتبع هذا وينعكس على حياتها الزوجية‬
‫بصفة عامة ‪.‬‬
‫وقد يكون هذا ناتجا ً من علة مرضية أو نفسية ‪ ،‬فإن كان من علة مرضية فعليه بالطبيب ‪ ،‬وإن كان من علة نفسية‬
‫كاألرق أو اله ّم مثالً ‪ ،‬فعليه أن يصرف ذهنه عن هذا أثناء الجماع ‪ ،‬وليعلم أن لزوجه عليه حق ‪ ،‬فليعط كل ذى حق‬
‫حقه ‪.‬‬
‫ـ وقد لجأ بعضهم إلى بعض الحيل إلطالة فترة الجماع ‪:‬‬
‫ـ فمنهم من يصرف ذهنه أثناء المداعبة أو المعاشرة إلى التفكير فى شئ آخر كمن يقوم بالعد من واحد إلى مائة‬
‫عكسيا ً ‪ ،‬أو ح ّل المسائل الحسابية المعقدة ‪.‬‬
‫ـ ومنهم من يصرف نظره عن النظر إلى جسد زوجته ‪.‬‬
‫ـ ومنهم من يستعمل بعض المراهم المخدرة ـ كمرهم ترونفال ـ على عضو الذكورة ليقلل اإلحساس به أثناء‬
‫اإليالج مما يطيل حتما ً فترة الجماع ‪ ،‬وهذا من أفضل الطرق إلطالة فترة الجماع ‪.‬‬
‫ـ ومنهم من يدع زوجه تداعب عضوه وتالعبه حتى إذا انتصب وشعر بقرب اإلنزال طلب منها التوقف ‪ ،‬فإذا‬
‫هدأ قليالً بعد لحظات عاودت الزوجة مداعبة العضو مرة أخرى وهكذا حتى يتعود الجسم والعقل على هذا فيكون‬
‫سببا ً فى تأخر القذف مما يطيل حتما ً فترة الجماع ‪.‬‬
‫ـ ومنهم أيضا ً من إذا شعر بقرب اإلنزال أثناء اإليالج توقف عن الحركة ‪ ،‬فيهدأ العضو قليالً ‪ ،‬ثم يعاود ‪.‬‬
‫ـ ومنهم من إذا شعر بقرب اإلنزال أثناء الجماع بدأ فى تغيير شكل الجماع ‪ ،‬ثم عاود ‪ ،‬ثم إذا شعر بقرب اإلنزال‬
‫مرة أخرى ‪ ،‬توقف وتغير شكل الجماع ‪ ،‬وفى أثناء هذا يكون العضو قد نال بعض الراحة فيقلل من تدفق الدم إليه‬
‫مما يطيل حتما فترة الجماع ‪ ،‬ويُكثر من تغيير شكل الجماع مما يزيده متعة للزوجين معا ً ‪.‬‬
‫فإن أهم أسباب سرعة القذف هو تدفق الدم إلى األوعية والشرايين بالعضو وامتالئه بها من االحتكاك الناتج من‬
‫المداعبة أو اإليالج ‪.‬‬
‫ـ ومنهم من يكثر من مداعبة الزوجة وتقبيلها بدءاً بشفتيها ثم ال يكتفى بهما … مما يثير المرأة ويجعلها على أهبة‬
‫االستعداد لإلنزال فإذا شعر منها هذا أولجه فيها ‪ ،‬وعندها طالت الفترة أم قصرت ال تعرها كثير من النساء اهتماما ً‬
‫فإنها تقضى وطرها مع زوجها ‪ ،‬بل سيكون سببا ً فى إنزالهما معا ً مما يشعرهما بالسعادة والمتعة ‪.‬‬
‫ـ ومنهم من يكثر من مداعبة بظر المرأة ـ وهو من أهم المناطق حساسية عند المرأة وإثارة لها ـ وباطن الفخذين ‪،‬‬
‫والضرب على أعلى مؤخرة المرأة (نهاية العمود الفقرى وأعلى المؤخرة) ‪ ،‬أو يُكثر من التقبيل وهو يلصق عظمة‬
‫ساقه بفرج المرأة فيزيد فى غلمتها ‪ ،‬مما يعجل لها باإلنزال ‪ ،‬فتكون فى شوق إلى المعاشرة والجماع ‪.‬‬
‫ـ ومنهم من يطيل المداعبة والتقبيل والغمز ـ من الرجل والمرأة معا ً ـ ثم يتوقف قليالً للحديث معها بكلمات الحب‬
‫واإلعجاب ‪ ،‬ثم يعاود مرة أخرى ‪.‬‬
‫ـ ومنهم من يستعمل الغشاء الواقى مما يقلل من حساسية الجلد (لعضو الرجل) مما يزيد فى فترة المعاشرة‬
‫الجنسية ‪.‬‬
‫ـ ومنهم من يلجأ إلى النسبة والتناسب ‪ ،‬أى أنه يعلم من نفسه أنه يقذف بعد خمس دقائق ـ مثالً ـ بينما زوجته‬
‫تصل إلى شهوتها بعد عشر دقائق ـ مثالً ـ فيأخذ فى المداعبة والمالعبة والضم والتقبيل خمس دقائق مثالً ‪ ،‬حتى إذا‬
‫‪80‬‬
‫وصلت المرأة إلى حالة الشوق إلى المعاشرة بدأ اإلبالج ‪ ،‬ثم بعد خمس دقائق تلتقى شهوة الرجل والمرأة معا ً فيكون‬
‫االستمتاع واإلنزال معا ً ‪.‬‬
‫ـ فماذا عن التقاء الشهوتين للرجل والمرأة ‪ ،‬اذ يشكو الكثير وقد مرت عليه سنوات الزواج ‪ ،‬ولم تلتق الشهوتان‬
‫معا ً رغم مرور السنوات ‪ ،‬وقد ال يتفق الزوجان في اإلنزال معا ً ؟‬
‫الجواب ‪ :‬من المقرر أن المرأة أسرع إثارة وإنزاالً من الرجل ‪ ،‬وقد تقذف قبل الرجل ‪ ،‬ومنهن من تقذف الم‪a‬اء م‪a‬رة‬
‫أو أكثر أثناء الجماع ‪ ،‬ومنهن من تتأخر في اإلنزال ‪ ،‬ومن الرجال من يعانى سرعة القذف كما تقدم ‪ ،‬فينزل قب‪a‬ل أن‬
‫تاتى المرأة شهوتها ‪ ،‬فيقضى شهوته ثم يتركه‪aa‬ا ‪ ،‬دون مراع‪aa‬اة من‪aa‬ه لمش‪aa‬اعر زوجت‪aa‬ه ‪ ،‬ومن كم‪aa‬ال اس‪aa‬تمتاع الرج‪aa‬ل‬
‫وزوجته توافق النزول ‪ ،‬ويمكن لهما هذا اذا شعر الزوج بق‪a‬رب اإلن‪a‬زال أوحى إلى زوجت‪a‬ه به‪a‬ذا ‪ ،‬ض‪a‬ربأ كم‪a‬ا تق‪a‬دم‬
‫على مؤخرتها مثالً أو نحو هذا ‪ ،‬أو همسا ً ‪ ،‬فتتأهب الزوجة لهذا وهو ي‪aa‬ؤدى ب‪aa‬دوره إلى إثارته‪aa‬ا مم‪aa‬ا يجعله‪aa‬ا تق‪aa‬ذف‬
‫معه ‪ ،‬وقد تطلب من زوجها التأخر قليالً في اإلنزال فيتوقف الزوج عن الحركة ـ كم‪aa‬ا تق‪aa‬دم ـ ثم يع‪aa‬اود ح‪aa‬تى تتف‪aa‬ق‬
‫الشهوتان ويكمل االستمتاع ‪.‬‬
‫ـ ما هى أماكن اإلثارة عند المرأة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬إن أكثر المواضع إثارة عند المرأة ‪ :‬الشعر وأطرافه خاصة ‪ ،‬الشفاه ‪ ،‬الثدى ‪ ،‬السرة وما حولها ‪ ،‬أسفل‬
‫السرة ‪ ،‬البظر ‪ ،‬وباطن الفخذين ‪ ،‬واألرداف ‪.‬‬
‫ـ فما هى مواضع اإلثارة عند الرجل ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬أما مواضع اإلثارة عند الرجل فهى ‪:‬خلف األذن ‪ ،‬أسفل الرقبة ‪ ،‬الشفاه ‪ ،‬حلمة الصدر ‪ ،‬أسفل السرة ‪،‬‬
‫أعلى الفخذ من الداخل‪ ،‬واألرداف ‪.‬‬
‫ـ فإذا أراد العود للجماع ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬الوضوء لمن أراد أن يعاود الجماع ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫روى مسلم فى صحيحه عن أبى سعيد الخدرى قال ‪" :‬قال رسول هللا ‪" : r‬إِ َذا أتَى أ َح ُد ُك ْم أ ْهلَهُ ث َّم أ َرا َد أ ْن يَعُو َد‬
‫فَ ْليَت ََوضَّأْ" (‪ ، )1‬وعن أنس ‪" :‬أن النبى ‪َ r‬كانَ يَطُ ُ‬
‫وف َعلَى نِ َسائِ ِه بِ ُغ ْس ٍل َوا ِح ٍد" (‪. )2‬‬
‫ـ يقع كثير من الرجال فى خطأ الصمت والخرس بعد الجماع ‪ ،‬فماذا تقول لهم ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬إن الحديث بعد الجماع له أهمية عظيمة ‪ ،‬فكثير من األزواج إنما يتحدث فقط قبل الجماع ‪ ،‬وأما استعمال‬
‫ذلك بعد قضاء الوطر فهو فى النهاية القصوى فى الظرف ‪ ،‬ألن السكوت عقب ذلك ربما يُخجل ويُميت النشاط ‪،‬‬
‫وفيه دليل على الندم ‪ ،‬وليس من الخلق الجميل واألدب الشريف أن يرى المعشوق عاشقه (الزوجين) نادما ً على ما‬
‫ناله منه ‪ ،‬وإذا كان ذلك على ما وصفناه فعود اإلنسان على ما كان عليه من الفكاهة والملق واألنس واالستبشار‬
‫أكمل ألدبه وأد ّل على ظرفه وأحسن لعقله ‪ ،‬فإن زاد فى الثانى على ما كان عليه أوالً كان أزيد لفضله (‪ ، )1‬وقد قال‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫إذا فــرغنا مــن العمــل‬ ‫استرحنـا مــن الخجــل‬
‫رى مــن الخمـش والقُبـل‬ ‫ذهبــت حشمـة العــذا‬
‫والشاهد لصحة قولنا أن الذين تكلموا فى طبائع الحيوان زعموا أن للحمام فى ِجماعه خلة يشرف بها على‬
‫اإلنسان ألنه ال يعتريه فى الوقت أذى يعترى أنكح الناس من الفتور بل يفرح ويمرح ويضرب بجناحيه ويفع صدره‬
‫ويبدو منه ما يفوق به اإلنسان الذى شهوته أقوى وأدوم ‪ ،‬وهو بما فيه من القوة المميزة أقدر على التخلق بما يريده‬
‫من األخالق المستحسنة فال يجد فى الغاية القصوى من التصنع والتغزل والنشاط ‪ ،‬بل إذا فرغ يركبه الفتور والكسل‬
‫ويزول النشاط والمرح ‪ ،‬والحمام أنشط ما يكون وأمرح وأقوى فى ذلك الحال الذى يكون اإلنسان فيه أدبر ما يكون‬
‫وأفتر (‪. )2‬‬
‫ـ وبعد المعاشرة الجنسية بين الزوجين ‪ ،‬هل يجب تعجيل الغسل أو تأخيره ؟‬

‫(‪ )1‬أخرجه صحيح مسلم (‪. )1/249‬‬


‫(‪ )2‬السابق ‪.‬‬
‫(‪ )1‬وهذا الخلق يكاد أن يكون مفتقداً تماما ً بين أكثر األزواج ‪ ،‬فإذا قضى الرجل وطره "سقط " من فوق زوجته بال حراك او كالم ‪ ،‬ثم يوليها ظهره وكأنه ال يعرفها !!! ‪.‬‬
‫وكثيراً ما تشتكى الزوجات من هذا األمر ‪ ،‬حتى تشعر المرأة وكأن زوجها إنما تقرب إليها وحدثها لهذا األمر فقط ‪ ،‬فإذا قضى وطره وشهوته تحول عنها ووالها قفاه !!!! ‪.‬‬
‫(‪ )2‬عالمات النساء ألحمد بن سليمان المتوفى سنة (‪ ، )940‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫ي ‪ r‬فَقَا َل هَلْ يَنَا ُم أَ َح ُدنَا َوهُ َو ُجنُبٌ‬ ‫ـ الجواب ‪ :‬روى اإلمام مسلم فى صحيحه عن ابن عمر ‪" :‬أَ َّن ُع َم َر ا ْستَ ْفتَى النَّبِ َّ‬
‫ال نَ َع ْم لِيَت ََوضَّأْ ثُ َّم لِيَنَ ْم َحتَّى يَ ْغتَ ِس َل إِ َذا َشا َء " (‪. )3‬‬ ‫قَ َ‬
‫صيبُهُ َجنَابَةٌ ِمنَ اللَّ ْي ِل فَقَا َل لَهُ َرسُو ُل هَّللا ِ ‪ r‬ت ََوضَّأْ‬ ‫ُول هَّللا ِ ‪r‬أَنَّهُ تُ ِ‬
‫ب لِ َرس ِ‬ ‫وعن ابن عمر قال ‪َ " :‬ذ َك َر ُع َم ُر ب ُْن ْالخَ طَّا ِ‬
‫َوا ْغ ِسلْ َذ َك َركَ ثُ َّم نَ ْم " (‪. )4‬‬
‫ت َك ْيفَ َكانَ يَصْ نَ ُع فِي‬ ‫وعن عبد هللا بن أبى قيس قال ‪" :‬سألت عائشة عن وتر رسول هللا ‪ r‬فذكر الحديث ‪ ،‬قُ ْل ُ‬
‫ك قَ ْد َكانَ يَ ْف َع ُل ُربَّ َما ا ْغتَ َس َل فَنَا َم َو ُربَّ َما ت ََوضَّأ َ فَنَا َم‬ ‫ت ُكلُّ َذلِ َ‬ ‫ْال َجنَابَ ِة أَ َكانَ يَ ْغت َِس ُل قَب َْل أَ ْن يَنَا َم أَ ْم يَنَا ُم قَب َْل أَ ْن يَ ْغتَ ِس َل ؟ قَالَ ْ‬
‫ت ْال َح ْم ُد هَّلِل ِ الَّ ِذي َج َع َل فِي اأْل َ ْم ِر َس َعةً " (‪. )1‬‬ ‫قُ ْل ُ‬
‫ـ فإن لم يستطع الغسل ‪ ،‬فهل له الوضوء ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬مستحب أن ال ينام الرجل أو المرأة جنبين إال أن يتوضأ ‪ ،‬فقد صح عن أم المؤمنين عائشة ـ رضى هللا‬
‫صاَل ِة" (‪. )2‬‬ ‫عنها ـ أنها قالت ‪َ " :‬كانَ النَّبِ ُّي ‪ r‬إِ َذا أَ َرا َد أَ ْن يَنَا َم َوهُ َو ُجنُبٌ َغ َس َل فَرْ َجهُ َوتَ َوضَّأ َ لِل َّ‬
‫ـ وليس هذا على الوجوب ‪ ،‬إنما هو لإلستحباب ‪ ،‬لحديث عمر المتقدم وقوله‪ r‬فيه ‪" :‬نَ َع ْم لِيَت ََوضَّأْ ثُ َّم لِيَنَ ْم َحتَّى‬
‫يَ ْغتَ ِس َل إِ َذا َشا َء " ‪ ،‬كما صح عن أمنا أم المؤمنين عائشة ـ رضى هللا عنها ـ أنها قالت ‪" :‬كان رسول هللا ‪ r‬ينام وهو‬
‫جنب من غير أن يمس ماء (حتى يقوم بعد ذلك فيغتسل) " (‪. )3‬‬
‫صاَل ِة فَيَقُو ُم فَيَ ْغتَ ِس ُل فَأ َ ْنظُ ُر إِلَى ت ََح ُّد ِر ْال َما ِء‬ ‫يت ُجنُبًا فَيَأْتِي ِه بِاَل ٌل فَي ُْؤ ِذنُهُ بِال َّ‬ ‫وعنها أيضا ً أنها قالت ‪َ " :‬كانَ النَّبِ ُّي ‪ r‬يَبِ ُ‬
‫ض ُ‬
‫ان‬ ‫ضانَ ؟ قَا َل ‪َ :‬ر َم َ‬ ‫ت لِ َعا ِم ٍر ‪ :‬أَفِي َر َم َ‬ ‫ِّف ‪ :‬فَقُ ْل ُ‬ ‫ال ُمطَر ٌ‬ ‫صاَل ِة ْالفَجْ ِر ‪ ،‬قَ َ‬ ‫صوْ تَهُ فِي َ‬ ‫ِم ْن َر ْأ ِس ِه ثُ َّم يَ ْخ ُر ُج فَأ َ ْس َم ُع َ‬
‫َو َغ ْي ُرهُ َس َوا ٌء" (‪. )5‬‬
‫ـ قلت ‪ :‬وفى هذا الحديث بيان أن هذا الحكم يجرى على الرجل والمرأة سواء أصبح الرجل صائما ً أو غير صائم‬
‫فى رمضان أو غيره ‪.‬‬
‫ت‬‫ـ ولكن اإلغتسال أفضل ‪ :‬وللرجل والمرأة أن يغتسال قبل النوم أفضل لحديث عبد هللا بن قيس ‪ t‬أنه قال ‪" :‬قُ ْل ُ‬
‫ك قَ ْد َكانَ يَ ْف َع ُل ُربَّ َما ا ْغتَ َس َل‬ ‫ت ُكلُّ َذلِ َ‬ ‫َك ْيفَ َكانَ يَصْ نَ ُع فِي ْال َجنَابَ ِة أَ َكانَ يَ ْغت َِس ُل قَب َْل أَ ْن يَنَا َم أَ ْم يَنَا ُم قَب َْل أَ ْن يَ ْغتَ ِس َل ؟ قَالَ ْ‬
‫ت ْال َح ْم ُد هَّلِل ِ الَّ ِذي َج َع َل فِي اأْل َ ْم ِر َس َعةً " (‪. )1‬‬ ‫فَنَا َم َو ُربَّ َما ت ََوضَّأ َ فَنَا َم قُ ْل ُ‬
‫ت لَهُ يَا َرسُو َل هَّللا ِ أَاَل‬ ‫ال قُ ْل ُ‬‫وروى أبو داود أن النبى ‪": r‬طَافَ َذاتَ يَوْ ٍم َعلَى نِ َسائِ ِه يَ ْغت َِس ُل ِع ْن َد هَ ِذ ِه َو ِع ْن َد هَ ِذ ِه قَ َ‬
‫طهَ ُر " (‪. )2‬‬ ‫طيَبُ َوأَ ْ‬ ‫تَجْ َعلُهُ ُغ ْساًل َوا ِحدًا قَا َل هَ َذا أَ ْز َكى َوأَ ْ‬
‫ـ فما هى كيفية االغتسال ؟‬
‫ـ كيفية الغسل ‪:‬‬
‫يبدأ المغتسل أوالً بغسل الكفين ثالث مرات ‪.‬‬ ‫‪ㄹ‬‬
‫غسل الفرج من اإلمام والخلف ـ باليد اليسرى ـ جيداً ‪.‬‬
‫)‬‫‪3‬‬ ‫(‬
‫‪ㅁ‬‬
‫الوضوء كوضوء الصالة ‪ ،‬مع مالحظة المحافظة على الوضوء من نواقضه ‪ ،‬وعدم مس الفرج بأى من اليدين‬ ‫‪ㅂ‬‬
‫‪.‬‬
‫تخليل شعر الرأس باألصابع ثالث مرات ‪ ،‬وهو أن يبلل الرجل يديه بالماء ثم يخلل شعره بأصابعه ‪ ،‬أى أن‬ ‫‪ㅅ‬‬
‫يمرر أصابعه خالل شعره ‪.‬‬
‫صب ثالث حفنات ـ ملء الكفين ـ ماء على الرأس ‪ ،‬حتى تبتل فروة الرأس جيداً‪.‬‬ ‫‪ㅇ‬‬
‫غسل الجانب األيمن من الجسم ‪ ،‬يبدأ بالشق األعلى ثم األسفل ‪ ،‬مع مالحظة عدم مس الفرج كما تقدم للحفاظ‬ ‫‪ㅈ‬‬
‫على الوضوء ‪.‬‬
‫غسل الجانب األيسر من الجسم ‪ ،‬بدأ بالشق األعلى ثم األسفل ‪.‬‬ ‫‪ㅊ‬‬

‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪. )249\1‬‬


‫(‪ )4‬أخرجه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى مسلم ‪.‬‬
‫(‪ )3‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود وابن ماجة والنسائى فى العشرة وغيرهم ‪.‬‬
‫(‪ )5‬صحيح ‪ :‬أحرجه أحمد وابن أبى شيبة وأبو يعلى ‪.‬‬
‫(‪ )1‬تقدم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬حسن ‪ :‬أخرجه أبو داود ‪ ،‬والنسائى فى العشرة وغيرهما ‪.‬‬
‫(‪ )3‬فقد ورد النهى عن مس الذكر باليمين ‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫غمر الجسم بالماء جيداً ‪.‬‬ ‫‪ㅋ‬‬
‫مع مالحظة االعتناء بغسل اإلبط والسرة وخلف الركبة ‪ ،‬بعدها يخرج المغتسل إلى صالته دون الحاجة إلى‬ ‫‪ㅌ‬‬
‫الوضوء مرة أخرى ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ـ روى مسلم في صحيحه في كيفية اغتساله ‪": r‬إِذا اغتَ َس َل ِمنَ ال َجنَابَ ِة يَ ْبدَأ فيَغ ِس ُل يَ َد ْي ِه ث َّم يُف ِرغ بِيَ ِمينِ ِه َعلى ِش َمالِ ِه‬
‫ْر َحتَّى إِ َذا َرأَى أَ ْن قَ ِد ا ْستَب َْرأَ‬ ‫صابِ َعهُ فِي أُص ِ‬
‫ُول ال َّشع ِ‬ ‫صاَل ِة ثُ َّم يَأْ ُخ ُذ ْال َما َء فَيُ ْد ِخ ُل أَ َ‬
‫فَيَ ْغ ِس ُل فَرْ َجهُ ثُ َّم يَتَ َوضَّأ ُ ُوضُو َءهُ لِل َّ‬
‫اض َعلَى َسائِ ِر َج َس ِد ِه ثُ َّم َغ َس َل ِرجْ لَ ْي ِه "‬ ‫ت ثُ َّم أَفَ َ‬ ‫ث َحفَنَا ٍ‬ ‫َحفَنَ َعلَى َر ْأ ِس ِه ثَاَل َ‬
‫وال فرق بين الرجل والمرأة فى الغسل من الجنابة ‪ ،‬وروى مسلم عن أم سلمة قالت ‪" :‬إِنِّي ا ْم َرأَةٌ أَ ُش ُّد َ‬
‫ض ْف َر‬
‫ث‬‫ك ثَاَل َ‬ ‫يك أَ ْن تَحْ ثِ َي َعلَى َر ْأ ِس ِ‬‫ض ِة َو ْال َجنَابَ ِة " قَا َل ‪ :‬اَل إِنَّ َما يَ ْكفِ ِ‬ ‫ضهُ لِ ُغس ِْل ْال َجنَابَ ِة ؟ وفي رواية ‪ ":‬لِ ْل َح ْي َ‬ ‫َر ْأ ِسي فَأ َ ْنقُ ُ‬
‫َطه ُِرينَ " (‪. )1‬‬ ‫ْك ْال َما َء فَت ْ‬
‫يضينَ َعلَي ِ‬ ‫ت ‪ ،‬ثُ َّم تُفِ ِ‬ ‫َحثَيَا ٍ‬
‫أما اغتسال المرأة من الحيض فقد اختلف أهل العلم فى وجوب نقضها لشعر رأسها ‪ ،‬والصحيح أنها ال تنقض‬
‫شعر رأسها لحديث مسلم السابق ‪ ،‬وفى رواية له ‪" :‬أفأنقضه للحيض والجنابة…" ‪.‬‬

‫ـ ويسأل بعضهم (‪ : )2‬جامعت زوجتى فى ثوب ‪ ،‬ثم بعد الجماع ارتديت ذلك الثوب مرة أخرى بعد الغسل ‪ ،‬فهل‬
‫يجوز هذا منى ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ال حرج فى هذا ‪ ،‬إذا لم يصب الثوب نجاسة من المذى ‪ ،‬وإال فعليه غسل موضع النجاسة فقط أو نضحه‬
‫بالماء ‪ ،‬وإن أصاب جسمك "العرق" فالمسلم ال ينجس ‪ ،‬أما إذا أصابه "المنى" فعليك بغسله مكانه أو فركه بعد أن‬
‫يجف (‪. )3‬‬
‫ـ ما هو الفرق بين المذى والودى والمنى ؟‬
‫ـ أما المذى ‪ :‬فماء أبيض رقيق يخرج عند التفكير فى األمور الجنسية أو مالعبة الزوجة ‪ ،‬ويجب منه الوضوء ال‬
‫الغسل ‪ ،‬ونضح مكانه من الثياب بالماء ‪.‬‬
‫ـ وهنا ننبه إلى كثرة مداعبة الزوج أهله عند إزالة أو فض البكارة مما يزيد فى شهوة الزوج ويكون نزول‬
‫المذى ‪ ،‬فمن مهامه تسهيل اإليالج ‪.‬‬
‫ـ وأما الودى ‪ :‬فهو سائل أصفر غليظ يخرج عند اإلمساك أو اإلحساس بالثِقل ‪ ،‬ويجب منه الوضوء أيضا ً ال‬
‫الغسل ‪.‬‬
‫ـ أما المنى فهو سائل أبيض غليظ يخرج عن الجماع وتصاحبه رعشة فى الجسم ومنه يكون الولد ‪ ،‬ويجب منه‬
‫الغسل ‪.‬‬
‫ـ رجل داعب زوجته ولم يجامعها ‪ ،‬فهل عليه غسل ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬إذا جامع الرجل أهله فأمذى وجب عليه الوضوء‪ a‬دون الغسل ‪ ،‬وإذا داعب الرجل زوجته فقذف وجب‬
‫عليه الغسل ‪ ،‬وأن لم يولجه فيها ‪.‬‬
‫ـ رجل جامع زوجته ولكنه لم يولجه فيها ‪ ،‬فهل عليه الغسل ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬إذا جامع الرجل زوجته والتقى الختانان ـ أى فرج الرجل والمرأة‪ a‬ـ أولجه فيها أو لم يولجه فيها وجب‬
‫عليهما الغسل ‪ ،‬أنزال أم يُننزال ‪.‬‬
‫ت"‬ ‫ـ يقول ‪ r‬فى الحديث المتفق عليه عند البخارى ومسلم ‪" :‬إِنَّ َما اأْل َ ْع َما ُل بِالنِّيَّا ِ‬
‫ـ فهل يدخل جماع الزوجة فى هذا أيضا ً ؟‬
‫ـ نعم ‪ ،‬فهو حديث عام جامع شامل فينوى الرجل والمرأة بالنكاح اتباع هدى هللا تعالى الذى وضعه لعباده فى‬
‫ْس ِمنِّى" ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ب ع َْن ُسنَّتِى فَلَي َ‬
‫كتابه وعلى لسان نبيه‪ ، r‬وقال ‪ r‬لمن قال ‪ :‬اعتزل النساء وال أتزوج ‪ ،‬قال ‪ ":‬فَ َم ْن َر ِغ َ‬
‫َب هّللا ُ لَ ُك ْم) (البقرة ‪ )187 :‬قال‬ ‫وا َما َكت َ‬ ‫وأن ينويا إعفاف نفسيهما واإلحصان وطلب الولد لقوله تعالى ( َوا ْبتَ ُغ ْ‬
‫بعض أهل العلم ‪ :‬هو الولد (‪. )2‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪. )259\1‬‬
‫(‪ )2‬وهو أستاذ بإحدى الجامعات المصرية ‪.‬‬
‫(‪ )3‬وفى المغنى (‪" : )228\7‬ويستحب‪ a‬للمرأة أن تتخذ خرقة تناولها الزوج بعد فراغه فيتمسح بها ‪ ،‬فإن عائشة قالت ‪ :‬ينبغى‪ a‬للمرأة إذا كانت عاقلة أن تتخذ خرقة ‪ ،‬فإذا جامعها زوجها‬
‫ناولته فمسح عنه ثم تمسح عنها ‪ ،‬فيصليان فى ثوبها‪ a‬ذلك ما لم تصبه جنابة" وانظر "المبدع" (‪. )201\7‬‬
‫(‪ )1‬تقدم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر لكاتب السطور ‪ :‬رسالة "أحكام الصيام" ‪ ،‬ط ‪ :‬مكتبة الدعوة بالقاهرة ‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫ُول هَّللا ِ‬
‫ب النَّبِ ِّي ‪ r‬قَالُوا لِلنَّبِ ِّي ‪ r‬يَا َرس َ‬ ‫وليعلم الزوجين أن فى جماعهما صدقة لقول أبى ذر ‪" :‬أَ َّن نَاسًا ِم ْن أَصْ َحا ِ‬
‫ال أَ َو لَي َ‬ ‫ص َّدقُونَ بِفُضُو ِل أَ ْم َوالِ ِه ْم قَ َ‬‫صلِّي َويَصُو ُمونَ َك َما نَصُو ُم َويَتَ َ‬ ‫ُصلُّونَ َك َما نُ َ‬ ‫َب أَ ْه ُل ال ُّدثُ (‪ُ )3‬‬
‫ْس قَ ْد‬ ‫ُور ي َ‬‫ور بِاأْل ج ِ‬ ‫ِ‬ ‫َذه َ‬
‫ص َدقَةً َوأَ ْم ٌر‬
‫ص َدقَةً َو ُك ِّل تَ ْهلِيلَ ٍة َ‬
‫ص َدقَةً َو ُك ِّل تَحْ ِمي َد ٍة َ‬ ‫ير ٍة َ‬‫ص َدقَةً َو ُكلِّ تَ ْكبِ َ‬ ‫يح ٍة َ‬ ‫ص َّدقُونَ إِ َّن بِ ُكلِّ تَ ْسبِ َ‬ ‫َج َع َل هَّللا ُ لَ ُك ْم َما تَ َّ‬
‫ص َدقَةٌ ‪ ،‬قَالُوا يَا َرسُو َل هَّللا ِ أَيَأتِي أَ َح ُدنَا َش ْه َوتَهُ َويَ ُك ُ‬
‫ون‬ ‫ص َدقَةٌ ‪َ ،‬وفِي بُضْ ِع أَ َح ِد ُك ْم َ‬ ‫ي ع َْن ُم ْن َك ٍر َ‬ ‫ص َدقَةٌ َونَ ْه ٌ‬‫ُوف َ‬ ‫بِ ْال َم ْعر ِ‬
‫ض َعهَا فِي ْال َحاَل ِل َكانَ لَهُ أَجْ رًا" (‪. )4‬‬ ‫ك إِ َذا َو َ‬ ‫ض َعهَا فِي َح َر ٍام أَ َكانَ َعلَ ْي ِه فِيهَا ِو ْز ٌر فَ َك َذلِ َ‬ ‫ال أَ َرأَ ْيتُ ْم لَوْ َو َ‬‫لَهُ فِيهَا أَجْ ٌر قَ َ‬
‫ـ "وفى هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصادقات ‪ ،‬فالجماع يكون عبادة إذا نوى به قضاء‬
‫حق الزوجة ومعاشرتها بالمعروف الذى أمر هللا تعالى به أو طلب ولد صالح أو إعفاف الزوجة ومنعهما جميعا ً من‬
‫النظر إلى حرام أو التفكر فيه أو اله ّم به أو غير ذلك من المقاصد الصالحة" (‪. )5‬‬
‫ـ هل صحيح ما يشاع عند بعض األزواج رجاالً ونسا ًء أن النبى‪ r‬نهى عن الكالم عند الجماع ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ليس بصحيح ‪ :‬رُوى عنه ‪ r‬قوله ‪" :‬ال تكثروا الكالم عن مجامعة النساء ‪ ،‬فإن منه يكون الخرس‬
‫والفأفأة" وهو حديث ضعيف جداً (‪. )1‬‬
‫ـ فماذا إذاً عن التجرد عند المباضعة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬روى النسائى عن عبد هللا بن سرجس أن رسول هللا ‪ r‬قال ‪" :‬إذا أتى أحدكم أهله فليلق على عجزه‬
‫وعجزها شيئا ً وال يتجردا تجرد العيرين" قال أبو عبد الرحمن ـ النسائى ـ هذا حديث منكر وصدقة بن عبد هللا ـ أحد‬
‫رواة الحديث ـ ضعيف (‪. )2‬‬
‫ـ ومثله ‪" :‬إذا أتى أحدكم أهله فليستتر ‪ ،‬وال يتجردا تجرد العيرين" (‪ ، )3‬فيه ‪ :‬األحوص بن حكيم ‪ :‬ضعيف ‪،‬‬
‫والوليد بن القاسم ‪ :‬ضعيف أيضا ً ‪.‬‬
‫ـ ومثله ما رُوى عن أم المؤمنين عائشة ـ رضى هللا عنها ـ ‪" :‬ما رأيت عورة رسول هللا ‪ r‬قط" ‪ ،‬وفى بعض‬
‫الروايات "لم ير منى رسول هللا‪ r‬ولم أر منه" (‪. )4‬‬
‫ـ ورُوى عنه ‪ r‬قوله ‪" :‬إذا جامع أحدكم فال ينظر إلى الفرج ‪ ،‬فإنه يورث العمى" وهذا حديث موضوع (‪، )5‬‬
‫وقال بعضهم ‪ :‬ألنه يؤدى إلى النسيان ‪ ،‬وليس هذا بالدليل "الشرعى"‪ a‬الذى يدل على التحريم ‪.‬‬
‫ال‬‫ـ والصحيح فى هذا األمر ما ورد عن معاوية بن حيدة قال ‪" :‬يَا َرسُو َل هَّللا ِ عَوْ َراتُنَا َما نَأْتِي ِم ْنهَا َو َما نَ َذ ُر ؟ قَ َ‬
‫ون َم َع ال َّرج ُِل ؟ قَا َل إِ ِن ا ْستَطَعْتَ أَ ْن اَل يَ َراهَا أَ َح ٌد‬ ‫ت يَ ِمينُكَ ‪ ،‬فَقَا َل ال َّر ُج ُل يَ ُك ُ‬ ‫ظ عَوْ َرتَكَ إِاَّل ِم ْن َزوْ َجتِكَ أَوْ َما َملَ َك ْ‬ ‫احْ فَ ْ‬
‫ق أَ ْن يُ ْستَحْ يَا ِم ْنهُ" (‪. )1‬‬ ‫ال فَاهَّلل ُ أَ َح ُّ‬
‫ون َخالِيًا قَ َ‬ ‫ت َوال َّر ُج ُل يَ ُك ُ‬ ‫فَا ْف َعلْ ‪ ،‬قُ ْل ُ‬
‫ـ وقال بعضهم ‪:‬‬
‫فهـو مــن الجهـل بـال ارتيـاب‬ ‫واحــذر مـن الجمـاع فى الثياب‬
‫وكــن مـالعبــا ً لهـا ال تفــزع‬ ‫بل كـل مـا عليها ـ صاح ـ فانزع‬

‫ـ وهذا يعنى االغتسال معا ً وإباحة النظر إلى فرج المرأة والعكس ‪ :‬فعن عائشة ـ رضى هللا عنها ـ قالت ‪:‬‬
‫"كنت اغتسل أنا ورسول هللا ‪ r‬من إناء واحد من الجنابة" (‪ ، )2‬والتستر أولى لحديث معاوية السابق ‪.‬‬
‫ت أَ ْغتَ ِس ُل أَنَا َو َرسُو ُل هَّللا ِ ‪ِ r‬م ْن إِنَا ٍء بَ ْينِي َوبَ ْينَهُ َوا ِح ٍد‬
‫ـ والمداعبة أثناء الغسل ‪ :‬وعنها أيضا ً ـ رضى هللا عنها ـ " ُك ْن ُ‬
‫فَيُبَا ِد ُرنِي َحتَّى أَقُو َل َد ْع لِي َد ْع لِي ‪ ،‬قَالَ ْ‬
‫ت َوهُ َما ُجنُبَ ِ‬
‫ان "(‪. )3‬‬

‫(‪ )3‬المال ‪.‬‬


‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪. )697\2‬‬
‫(‪ )5‬شرح النووى (‪. )91\7‬‬
‫(‪ )1‬ضعيف جداً ‪ :‬أخرجه ابن عساكر (‪. )700\5‬‬
‫(‪ )2‬ضعيف منكر ‪ :‬أخرجه النسائى فى الكبرى (‪. )5/327‬‬
‫(‪ )3‬إسناده ضعيف ‪ :‬أخرجه ابن ماجة (‪. )592\1‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو نعيم (‪ )247\8‬بسند فيه كذاب ‪ ،‬وهو ‪ :‬بركة بن محمد الحلبى ‪.‬‬
‫(‪ )5‬موضوع ‪ :‬أورده ابن الجوزى فى الموضوعات (‪. )271\2‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود والنسائى والترمذى ‪.‬‬
‫(‪ )2‬صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد (‪. )30\6‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫ـ فماذا عن أحكام الوطء فى الدبر ؟‬
‫ـ فى أحكام الوطء فى الدبر ‪ :‬ورد النهى عن وطء المرأة فى دبرها فى غير حديث صحيح ‪ ،‬وتكلم العلماء سلفا ً‬
‫وخلفا ً فى تحريم الوطء فى الدبر ‪ ":‬فمنها أنه من الكبائر ومنها أنه يوجب القتل إذا كان من غالم نص عليه أحمد فى‬
‫إحدى الروايتين والثانية حده حد الزانى كقول مالك والشافعى فإن كان من زوجه أو أمة أوجب التعزير وفى الكفارة‬
‫وجهان ‪ :‬أحدهما عليه كفارة من وطىء حائضا ً اختاره ابن عقيل ‪.‬‬
‫ـ والثانى ‪ :‬ال كفارة فيه وهو قول أكثر األصحاب ومنها أن للزوجة أن تفسخ النكاح به وذكره غير واحد من‬
‫أصحابنا وإن كان من امرأة أجنبية فاختلف أصحابنا فى حده ‪ ،‬فالذى قاله أبو البركات وأبو محمد وغيرهما حده حد‬
‫الزانى ‪ ،‬وقال ابن عقيل فى فصوله فإن كان الوطء فى الدبر فى حق أجنبية وجب الحد الذى أوجبناه فى اللواط‪،‬‬
‫وعلى هذا فحده القتل بكل حال وإن كان فى مملوكه فذهب بعض أصحابنا أنه يعتق عليه وأجراه مجرى المثلة‬
‫الظاهرة وهو قول بعض السلف" (‪. )1‬‬
‫ـ ويقول ابن القيم رحمه هللا تعالى ‪" :‬وأما الدبر فلم يبح قط على لسان نبى من األنبياء ومن نسب إلى بعض‬
‫السلف إباحة وطء الزوجة فى دبرها فقد غلط عليه ‪ ،‬وفى سنن أبى داود عن أبى هريرة قال ‪" :‬قال رسول هللا ‪: r‬‬
‫ملعون من أتى المرأة فى دبرها" (‪ ، )2‬وفى لفظ ألحمد وابن ماجة ‪" :‬ال ينظر هللا إلى رجل جامع امرأته فى دبرها"‬
‫(‪ ، )3‬وفى لفظ للترمذى وأحمد ‪" :‬من أتى حائضا ً أو امرأة فى دبرها أو كاهنا ً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ‪r‬‬
‫‪ ، )" (4‬وفى لفظ للبيهقى ‪" :‬من أتى شيئا ً من الرجال والنساء فى األدبار فقد كفر" (‪ ، )5‬وفى مصنف وكيع حدثنى‬
‫زمعة بن صالح عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن الهاد عن عمر بن الخطاب ‪" : t‬قال رسول هللا ‪ : r‬إن هللا ال‬
‫يستحيى من الحق ال تأتوا النساء فى أعجازهن" وقال مرة ‪" :‬فى أدبارهن"(‪ ، )6‬وفى الترمذى عن على بن طلق قال‬
‫‪ :‬قال رسول هللا ‪" : r‬ال تأتوا النساء فى أعجازهن فإن هللا ال يستحى من الحق" (‪ ، )1‬وقال البغوى ‪ :‬حدثنا هدبة‬
‫حدثنا همام قال ‪ " :‬سئل قتادة عن الذى يأتى امرأته فى دبرها ؟ فقال ‪ :‬حدثنى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن‬
‫رسول هللا ‪ r‬قال ‪ :‬تلك اللوطية الصغرى" (‪ ، )2‬وفى المسند أيضا ً عن ابن عباس ‪" :‬قال جاء عمر بن الخطاب إلى‬
‫رسول هللا ‪ r‬فقال ‪ :‬يا رسول هللا هلكت ‪ ،‬فقال ‪ :‬وما الذى أهلكك ؟ قال ‪ :‬حولت رحلى البارحة ‪ ،‬قال ‪ :‬فلم يرد عليه‬
‫ث لَّ ُك ْم فَأْتُ ْ‬
‫وا َحرْ ثَ ُك ْم أَنَّى ِش ْئتُ ْم) (البقرة ‪ )223 :‬أقبل أدبر واتق الحيضة‬ ‫شيئا ً ‪ ،‬فأوحى هللا إلى رسوله ‪( :‬نِ َسآ ُؤ ُك ْم َحرْ ٌ‬
‫والدبر (‪ ، )3‬وفى الترمذى عن ابن عباس مرفوعا ً ‪" :‬ال ينظر هللا إلى رجل أتى رجالً أو امرأة فى الدبر" ‪ ،‬وقال‬
‫(‪)4‬‬

‫عبد هللا بن وهب حدثنا عبد هللا بن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر أن رسول هللا ‪ r‬قال ‪" :‬ملعون‬
‫من يأتى النساء فى محاشهن يعنى أدبارهن" (‪ ، )5‬وذكر أبو نعيم األصبهانى من حديث خزيمة بن ثابت ‪ :‬يرفعه ‪:‬‬
‫"إن هللا ال يستحيى من الحق ال تأتوا النساء فى أعجازهن" (‪ ، )6‬وقال الشافعى أخبرنى عمى محمد بن على بن شافع‬
‫قال أخبرنى عبد هللا بن على بن السائب عن عمرو بن أحيحة بن الجالح عن خزيمة ابن ثابت ‪" :‬أن رجال سأل‬
‫النبى ‪ r‬عن إتيان النساء فى أدبارهن فقال حالل ‪ ،‬فلما ولى دعاه ‪ ،‬فقال ‪ :‬كيف قلت فى أى الخربتين أو فى أى‬
‫الخزرتين أو فى أى الخصفتين أمن دبرها فى قبلها ‪ ،‬فنعم ‪ ،‬أما من دبرها فى دبرها فال إن هللا ال يستحيى من الحق‬
‫ال تأتوا النساء أدبارهن " (‪. )1‬‬

‫(‪ )1‬بدائع الفوائد ‪. )904\4( :‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود(‪ )2162‬والنسائى فى العشرة (‪. )125،129‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أحمد (‪ )344\2‬واالترمذى (‪. )218\1‬‬
‫(‪ )4‬حسن ‪ :‬أخرجه الدارمى وأحمد (‪ )408\2‬والنسائى فى العشرة (‪. )78‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه النسائى فى العشرة (‪ )133‬مرفوعا ً وموقوفا ً ‪ ،‬والموقوف أصح ‪.‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه النسائى فى العشرة (‪. )122‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه الترمذى والبيهقى‪. )324\5( a‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أحمد (‪. )210\2‬‬
‫(‪ )3‬حسن ‪ :‬أخرجه الترمذى (‪ )162\2‬وغيره ‪.‬‬
‫(‪ )4‬حسن ‪ :‬أخرجه الترمذى (‪ )218\1‬وابن حبان (‪. )1302‬‬
‫(‪ )5‬حسن ‪ :‬أخرجه ابن عدى (‪ )211\1‬وله شاهد مرفوع عند أبى داود (‪ )2162‬وأحمد (‪. )44\2‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه أحمد (‪ )215\5‬والنسائى فى العشرة (‪ )96‬وابن ماجة (‪. )1924‬‬
‫(‪ )1‬حسن ‪ :‬أخرجه الشافعى (‪ )260\2‬والبيهقى (‪ )196\7‬والدارمى (‪ )145\1‬وغيرهما ‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫ـ قال الربيع ‪ :‬فقيل للشافعى ‪ :‬فما تقول ‪ :‬فقال ‪ :‬عمى ثقة ‪ ،‬وعبد هللا ابن على ثقة وقد أثنى على األنصارى خيراً‬
‫يعنى عمرو بن الجالح وخزيمة ممن ال يشك فى ثقته فلست أرخص فيه بل أنهى عنه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ومن هاهنا نشأ الغلط على من نقل عنه اإلباحة من السلف واألئمة فإنهم أباحوا أن يكون الدبر طريقا ً إلى‬
‫الوطء فى الفرج فيطأ من الدبر ال فى الدبر فاشتبه على السامع "من" بـ "فى" ولم يظن بينهما فرقا فهذا الذى أباحه‬
‫السلف واألئمة فغلط عليهم الغالط أقبح الغلط وأفحشه ‪.‬‬
‫ْث أَ َم َر ُك ُم هّللا ُ) (البقرة ‪ )222 :‬قال مجاهد ‪ :‬سألت ابن عباس عن قوله تعالى ‪:‬‬ ‫وقد قال تعالى ‪( :‬فَأْتُوهُ َّن ِم ْن َحي ُ‬
‫ْث أَ َم َر ُك ُم هّللا ُ) (البقرة ‪ )222 :‬فقال ‪ :‬تأتيها من حيث أمرت أن تعتزلها يعنى فى الحيض ‪ ،‬وقال‬ ‫(فَأْتُوهُ َّن ِم ْن َحي ُ‬
‫على بن أبى طلحة عنه ‪ :‬يقول فى الفرج وال تعده إلى غيره ‪.‬‬
‫وقد دلت اآلية على تحريم الوطء فى دبرها من وجهين أحدهما أنه أباح إتيانها فى الحرث وهو موضع الولد ال‬
‫وا َحرْ ثَ ُك ْم‬ ‫فى الحش الذى هو موضع األذى ‪ ،‬وموضع الحرث هو المراد من قوله من حيث أمركم هللا اآلية قال ‪( :‬فَأْتُ ْ‬
‫أَنَّى ِش ْئتُ ْم) (البقرة ‪ )223 :‬وإتيانها فى قبلها من دبرها مستفاد من اآلية أيضا ً ألنه قال ‪( :‬أَنَّى ِش ْئتُ ْم) أى من أين شئتم‬
‫من أمام أو من خلف قال ابن عباس ‪( :‬فَأْتُ ْ‬
‫وا َحرْ ثَ ُك ْم) يعنى ‪ :‬الفرج ‪.‬‬
‫وإذا كان هللا حرم الوطء فى الفرج ألجل األذى العارض فما الظن بالحش الذى هو محل األذى الالزم مع زيادة‬
‫المفسدة بالتعرض النقطاع النسل والذريعة القريبة جداً من أدبار النساء إلى أدبار الصبيان ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ً فللمرأة حق على الزوج فى الوطء ووطؤها فى دبرها يفوت حقها وال يقضى وطرها وال يحصل‬
‫مقصودها ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ً فإن الدبر لم يتهيأ لهذا العمل ولم يخلق له وإنما الذى هئ له الفرج فالعادلون عنه إلى الدبر خارجون عن‬
‫حكمة هللا وشرعه جميعا ً ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ً فإن ذلك مضر بالرجل ولهذا ينهى عنه عقالء األطباء من الفالسفة وغيرهم ألن للفرج خاصية فى‬
‫اجتذاب الماء المحتقن وراحة الرجل منه والوطء فى الدبر ال يعين على اجتذاب جميع الماء وال يخرج كل المحتقن‬
‫لمخالفته لألمر الطبيعى ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ً يضر من وجه آخر وهو إحواجه إلى حركات متعبة جداً لمخالفته للطبيعة ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ً فإنه محل القذر والنجو فيستقبله الرجل بوجهه ويالبسه ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ً فإنه يضر بالمرأة جداً ألنه وارد غريب بعيد عن الطباع منافر لها غاية المنافرة ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ً فإنه يحدث الهم والغم والنفرة عن الفاعل والمفعول ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ً فإنه يسود الوجه ويظلم الصدر ويطمس نور القلب ويكسو الوجه وحشة تصير عليه كالسيماء يعرفها من‬
‫له أدنى فراسة ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ً فإنه يوجب النفرة والتباغض الشديد والتقاطع بين الفاعل والمفعول والبد ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ً فإنه يفسد حال الفاعل والمفعول فساداً ال يكاد يرجى بعده صالح إال أن يشاء هللا بالتوبة النصوح ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ً فإنه يذهب بالمحاسن منها ويكسوهما ضدها كما يذهب بالمودة بينهما ويبدلهما بها تباغضا ً وتالعنا ً ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ً فإنه من أكبر أسباب زوال النعم وحلول النقم فإنه يوجب اللعنة والمقت من هللا وإعراضه‪ a‬عن فاعله‬
‫وعدم نظره إليه فأى خير يرجوه بعد هذا وأى شر يأمنه وكيف حياة عبد قد حلت عليه لعنة هللا ومقته وأعرض عنه‬
‫بوجهه ولم ينظر إليه ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ً فإنه يذهب بالحياء جملة والحياة هو حياة القلوب فإذا فقدها القلب استحسن القبيح واستقبح الحسن وحينئذ‬
‫فقد استحكم فساده ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ً فإنه يحيل الطباع عما ركبها هللا ويخرج اإلنسان عن طبعه إلى طبع لم يركب هللا عليه شيئا من الحيوان‬
‫بل هو طبع منكوس وإذا نكس الطبع انتكس القلب والعمل والهدى فيستطيب حينئذ الخبيث من األعمال والهيئات‬
‫ويفسد حاله وعمله وكالمه بغير اختياره ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ً فإنه يورث من الوقاحة والجرأة ما ال يورثه سواه ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ً فإنه يورث من المهانة والسفال والحقارة ماال يورثه غيره ‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫ـ وأيضا ً فإنه يكسو العبد من حلة المقت والبغضاء وازدراء الناس له واحتقارهم إياه واستصغارهم له ما هو‬
‫مشاهد بالحس ‪ ،‬فصالة هللا وسالمه على من سعادة الدنيا واآلخرة فى هدية واتباع ما جاء به وهالك الدنيا واآلخرة‬
‫فى مخالفته هدية وما جاء به (‪. )1‬‬
‫ث لَّ ُك ْم فَأْتُ ْ‬
‫وا َحرْ ثَ ُك ْم) (البقرة ‪ )223 :‬اآلية ‪ .‬وبين‬ ‫ويقول اإلمام الشافعى رحمه هللا تعالى ‪ :‬قال هللا ‪( : U‬نِ َسآ ُؤ ُك ْم َحرْ ٌ‬
‫أن موضع الحرث موضع الولد وأن هللا تعالى أباح اإلتيان فيه إال فى وقت المحيض ‪ ،‬وأنى شئتم ‪ :‬من أين شئتم ‪،‬‬
‫قال الشافعى ‪ :‬وإباحة اإلتيان فى موضع الحرث يشبه أن يكون تحريم إتيان فى غيره فاإلتيان فى الدبر حتى يبلغ‬
‫منه مبلغ اإلتيان فى القبل محرم بداللة الكتاب ثم السنة ‪.‬‬
‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعى قال ‪ :‬أخبرنا عمى محمد بن على بن شافع عن عبدهللا بن على بن السائب عن‬
‫عمرو بن أحيحة أو ابن فالن بن أحيحة بن فالن األنصارى قال ‪ :‬قال ‪ :‬محمد بن على وكان ثقة عن خزيمة بن ثابت‬
‫أن سائالً سأل رسول هللا ‪ r‬عن إتيان النساء فى أدبارهن فقال رسول هللا‪ r‬حالل ‪ ،‬ثم دعاه أو أمر به فدعى ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫كيف قلت فى أى الخربتين أو فى أى الخرزتين أو فى الخصفتين أمن دبرها فى قبلها فنعم أم من دبرها فى دبرها‬
‫فال إن هللا ال يستحى من الحق ال تأتوا النساء فى أدبارهن (‪. )1‬‬
‫قال الشافعى ‪ :‬فأما التلذذ بغير إبالغ الفرج بين اإلليتين وجميع الجسد فال بأس به إن شاء هللا تعالى ‪ ،‬قال ‪ :‬وسواء‬
‫هو من األمة أو الحرة فإذا أصابها فيما هناك لم يحللها لزوج إن طلقها ثالثا ً ولم يحصنها وال ينبغى لها تركه وإن‬
‫ذهبت إلى اإلمام نهاه فإن أقر بالعودة له أدبه دون الحد وال غرم عليه فيه لها ألنها زوجة ولو كان فى زنا حد فيه إن‬
‫فعله حد الزنا وأغرم إن كان غاصبا ً لها مهر مثلها قال ومن فعله وجب عليه الغسل وأفسد حجه (‪. )2‬‬
‫ـ ويقول اإلمام ابن كثير رحمه هللا تعالى فى تفسيره ‪ :‬عن عبد الرحمن قال البن عمر‪ :‬إنا نشتري الجوارى‬
‫أفنحمض لهن ؟ فقال ‪ :‬وما التحميض ؟ فذكر له الدبر ‪ ،‬فقال ابن عمر ‪ :‬أف أف ‪ ،‬وهل يفعل ذلك مؤمن أو قال مسلم‬
‫‍ فقال مالك أشهد على ربيعة ألخبرنى عن أبى الحباب عن ابن عمر مثل ما قال نافع ‪ ،‬وروى النسائى (‪ )3‬عن سعيد‬
‫بن يسار قال ‪ :‬قلت البن عمر إنا نشترى الجوارى أفنحمض لهن ؟ قال ‪ :‬وما التحميض ؟ قلت ‪ :‬نأتيهن فى‬
‫أدبارهن ‪ ،‬فقال ‪ :‬أف أف ‪ ،‬أو يعمل هذا مسلم ؟ فقال لى مالك ‪ :‬فأشهد على ربيعة لحدثنى عن سعيد بن يسار أنه‬
‫سأل ابن عمر فقال ‪ :‬البأس به ‪.‬‬
‫وروى النسائى (‪ )1‬أيضا من طريق يزيد بن رومان عن عبيد هللا بن عبد هللا بن عمر أن ابن عمر كان ال يرى‬
‫بأسا ً أن يأتى الرجل المرأة فى دبرها ‪.‬‬
‫وروى معن بن عيسى عن مالك أن ذلك حرام (‪ )2‬وقال أبو بكر بن زياد النيسابورى حدثنى إسماعيل بن حصن‬
‫حدثنى إسرائيل بن روح سألت مالك بن أنس ما تقول فى إتيان النساء فى أدبارهن قال ما أنتم إال قوم عرب هل‬
‫يكون الحرث إال موضع الزرع ؟ ال تعدوا الفرج قلت ‪ :‬يا أبا عبد هللا إنهم يقولون إنك تقول ذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬يكذبون‬
‫على يكذبون عل ّى ‪.‬‬
‫فهذا هو الثابت عنه وهو قول أبى حنيفة والشافعى وأحمد بن حنبل وأصحابهم قاطبة وهو قول سعيد بن المسيب‬
‫وأبى سلمة وعكرمة وطاوس وعطاء وسعيد بن جبير وعروة بن الزبير ومجاهد بن جبر والحسن وغيرهم من‬
‫السلف أنهم أنكروا ذلك أشد اإلنكار ومنهم من يطلق على فعله الكفر وهو مذهب جمهور العلماء وقد حكى فى هذا‬
‫شئ عن بعض فقهاء المدينة حتى حكوه عن اإلمام مالك وفى صحته نظر ‪ ،‬قال الطحاوى ‪ :‬روى أصبغ بن الفرج‬
‫عن عبد الرحمن بن القاسم قال ما أدركت أحدا أقتدى به فى دينى يشك أنه حالل يعنى وطء المرأة فى دبرها ثم‬
‫ث لَّ ُك ْم ) (البقرة ‪ )223 :‬ثم قال فأى شئ أبين من هذا ‪ ،‬هذه حكاية الطحاوى ‪ ،‬وقد روى الحاكم‬ ‫قرأ ‪( :‬نِ َسآ ُؤ ُك ْم َحرْ ٌ‬
‫والدارقطنى والخطيب البغدادى عن اإلمام مالك من طرق ما يقتضى إباحة ذلك ولكن فى األسانيد ضعف شديد وقد‬
‫استقصاها شيخنا الحافظ أبو عبد هللا الذهبى فى جزء جمعه فى ذلك وهللا أعلم ‪.‬‬

‫(‪ )1‬زاد المعاد (‪ )254\4‬بتصرف ‪.‬‬


‫(‪ )1‬تقدم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬األم (‪. )94\5‬‬
‫(‪ )3‬فى العشرة (‪. )93‬‬
‫(‪ )1‬فى السابق (‪ )94‬بسند ضعيف ‪.‬‬
‫(‪ )2‬السابق (‪. )94‬‬
‫‪87‬‬
‫وقال الطحاوى ‪ :‬حكى لنا محمد بن عبد هللا بن عبد الحكم أنه سمع الشافعى يقول ما صح عن النبى ‪ r‬فى تحليله‬
‫وال تحريمه شئ ‪ ،‬والقياس أنه حالل ‪ ،‬وقد روى ذلك أبو بكر الخطيب عن أبى سعيد الصيرفى عن أبى العباس‬
‫األصم سمعت محمد بن عبد هللا بن عبد الحكم سمعت الشافعى يقول فذكره ‪ ،‬قال أبو نصر الصباغ كان الربيع يحلف‬
‫باهلل الذى ال إله إال هو لقد كذب يعنى ابن عبد الحكم على الشافعى فى ذلك ألن الشافعى نص على تحريمه فى ستة‬
‫كتب من كتبه وهللا أعلم (‪. )1‬‬

‫ـ فماذا إذن عن أحكام الحيض ؟‬


‫ـ أحكام الحيض ‪:‬‬
‫يض قُلْ هُ َو أَ ًذى) (البقرة ‪ )222 :‬اآلية ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫(ويَسْأَلُونَكَ ع َِن ْال َم ِح ِ‬‫قال الشافعى رحمه هللا تعالى ‪ :‬قال هللا ‪َ : U‬‬
‫هّللا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫فزعم بعض أهل العلم بالقرآن أن قول هللا‪ U‬حتى يطهرن حتى يرين الطهر‪( :‬فَإ ِ َذا تَطَهَّرْ نَ فَأتُوهُ َّن ِم ْن َحي ُ‬
‫ْث أ َم َر ُك ُم ُ‬
‫) ( البقرة ‪ )222 :‬أن تجتنبوهن ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وما أشبه ما قال وهللا تعالى أعلم بما قال ويشبه أن يكون تحريم هللا‪ U‬إتيان النساء فى المحيض ألذى‬
‫المحيض (‪ )1‬وإباحته إتيانهن إذا طهرن وتطهرن بالماء من الحيض على أن اإلتيان المباح فى الفرج نفسه كالداللة‬
‫على أن إتيان النساء فى أدبارهن محرم ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وفيه داللة على أنه إنما حرم إتيان النساء فى دم الحيض الذى تؤمر فيه المرأة بالكف عن الصالة والصوم‪a‬‬
‫ولم يحرم فى دم االستحاضة ألنها قد جعلت فى دم االستحاضة فى حكم الطاهر يجب عليها الغسل من دم الحيض‬
‫ودم االستحاضة قائم والصالة والصيام عليها فإذا كانت المرأة حائضا لم يحل لزوجها أن يصيبها وال إذا طهرت‬
‫حتى تطهر بالماء ثم يحل له أن يصيبها ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وإن كانت على سفر ولم تجد ماء فإذا تيممت حل له أن يصيبها وال يحل له إصابتها فى الحضر بالتيمم إال‬
‫أن يكون بها قرح يمنعها الغسل فتغسل فرجها وما ال قرح فيه من جسدها بالماء ثم تتيمم ثم يحل له إصابتها إذا حلت‬
‫لها الصالة ويصيبها فى دم االستحاضة إن شاء وحكمه حكم الطهارة قال وبين فى اآلية إنما نهى عن إتيان النساء‬
‫فى المحيض ومعروف أن اإلتيان فى الفرج ألن التلذذ بغير الفرج فى شئ من الجسد ليس إتيانا ودلت سنة رسول‬
‫هللا ‪ r‬على أن للزوج مباشرة الحائض إذا شدت عليها إزارها والتلذذ بما فوق اإلزار مفضيا ً إليها بجسده وفرجه‬
‫فذلك لزوج الحائض وليس له التلذذ بما تحت اإلزار منها (‪. )1‬‬
‫ـ ثم قال رحمه هللا تعالى ‪:‬‬
‫اج ِه ْم) (المؤمنون‪ )6- 5 : a‬قرأ إلى ‪ْ :‬‬
‫(ال َعا ُدونَ‬ ‫ُوج ِه ْم َحافِظُونَ إِاَّل َعلَى أَ ْز َو ِ‬
‫(والَّ ِذينَ هُ ْم لِفُر ِ‬
‫ـ باب االستمناء قال هللا ‪َ : U‬‬
‫) (المؤمنون ‪ ) 7 :‬قال الشافعى فكان بينا فى ذكر حفظهم لفروجهم إال على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم تحريم ما‬
‫سوى األزواج وما ملكت األيمان وبين أن األزواج وملك اليمين من اآلدميات دون البهائم ثم أكدها فقال ‪ U‬فمن ابتغى‬
‫وراء ذلك فأولئك هم العادون فال يحل العمل بالذكر إال فى الزوجة أو فى ملك اليمين وال يحل االستمناء وهللا تعالى‬
‫أعلم (‪. )2‬‬
‫ـ وقد صح عن رسول هللا ‪ r‬أنه قال ‪" :‬من أتى حائضا ً أو امرأة فى دبرها ‪ ،‬أو كاهنا ً فصدقه بما يقول ‪ ،‬فقد كفر‬
‫بما أنزل على محمد" (‪. )3‬‬
‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬تفسير ابن كثير (‪ )266\1‬بتصرف ‪.‬‬
‫ـ إنما أطلت قليالً فى هذا الباب لعموم البلوى به بين كثير من الناس ‪ ،‬بل وصل األمر ببعض الفتيات إلى طلب معاشرة "خطيبها"‍ لها من الدبر حتى "تحافظ على شرفها‬
‫وعفتها" !!!!‪ ، a‬وال تدرى المسكينة ما الذى تجنيه على نفسها بهذه الفعلة عاجالً ‪ ،‬وعند زواجها ـ إن تزوجت ـ آجالً ‪ ،‬ولسوف تجنى ثمرة تلك الفعلة فى حينها ! هذا مع انتشار العرى‬
‫والخالعة والميوعة وأشرطة الجنس المتنوعة المبثثوثة عبر "الدش" و "االنترنت"‪ a‬وغيرهما ‪.‬‬
‫ولقد حادثتنى‪ a‬ـ هاتفيا ً ـ مرة إحدى الزوجات تشكو من عدم استمتاعها بالمعاشرة الزوجية ـ فى موضع الولد ـ بعد ان دأب زوجها على جماعها من الدبر ‪ ،‬فلم تعد تجد لذة فى‬
‫جماع القُبل ‪ ،‬وذلك بعد أن علمت حرمة نكاح الدبر !!! وحادثتنى ـ هاتفيا ً ـ زوجة أخرى تشكو من عدم استطاعة جلوس أختها على مقعدتها‪ a‬بعدما دأب زوجها على جماعها فى الدبر ‪،‬‬
‫وكان هذا من أسباب طالقها !!! ‪.‬‬
‫ومرد هذا لغياب الوعى الدينى والفهم الصحيح آلراء أهل العلم وجمهور العلماء ‪ ،‬ومحاولة البعض تتبع‪ a‬القول الشاذ واألخذ به ‪ ،‬هذا وقد قال أعلم الحديث بأن نكاح الدبر يؤدى‬
‫إلى "توسعة" فتحة الشرج لدى المرأة مما يجعلها ال تتحكم فى إخراج الفضالت ‪ ،‬فتنساب منها مما يؤدى بدوره إلى النجاسة الحسية التى تبطل معها الصالة ‪ ،‬مع نفاذ الرائحة ‪ ،‬نعوذ‬
‫باهلل تعالى ‪.‬‬
‫(‪ )1‬وقد أثبت العلم الحديث أن أعضاء التناسل عند المرأة وقت الحيض تكون فى حالة احتقان ‪ ،‬واألعصاب مضطربة بسبب‪ a‬إفرازات الغدد الداخلية ‪ ،‬والجماع وقتها يضر بها‪ ،‬وأدى‬
‫إلى التهاب األعضاء التناسلية عندها‪ ،‬وربما أدى إلى منع نزول دم الحيض مع وجود المواد السامة فيه مما يضر بجسم المرأة ‪.‬‬
‫(‪ )1‬األم (‪.)93\5‬‬
‫(‪ )2‬األم (‪. )94\5‬‬
‫(‪ )3‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود وابن ماجة والترمذى وغيرهم ‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫اربُوهَا َولَ ْم‬ ‫ت َولَ ْم يُؤَا ِكلُوهَا َولَ ْم يُ َش ِ‬ ‫ت ِم ْنهُ ُم ا ْم َرأَةٌ أَ ْخ َرجُوهَا ِمنَ ْالبَ ْي ِ‬ ‫اض ْ‬‫َت إِ َذا َح َ‬ ‫ـ وعن انس ‪ t‬قال ‪" :‬أَ َّن ْاليَهُو َد َكان ْ‬
‫يض قُلْ هُ َو أَ ًذى‬ ‫ك َع ِن ْال َم ِح ِ‬ ‫ت فَ ُسئِ َل َرسُو ُل هَّللا ِ ‪r‬ع َْن َذلِكَ فَأ َ ْن َز َل هَّللا ُ ُس ْب َحانَهُ َوتَ َعالَى ( َويَسْأَلُونَ َ‬ ‫ي َُجا ِمعُوهَا فِي ْالبَ ْي ِ‬
‫ت َواصْ نَعُوا ُك َّل َش ْي ٍء َغ ْي َر النِّ َك ِ‬
‫اح‬ ‫يض ) إِلَى آ ِخ ِر اآْل يَ ِة فَقَا َل َرسُو ُل هَّللا ِ ‪َ r‬جا ِمعُوهُ َّن فِي ْالبُيُو ِ‬ ‫فَا ْعت َِزلُوا النِّ َسا َء فِي ْال َم ِح ِ‬
‫ضي ٍْر َو َعبَّا ُد اب ُْن بِ ْش ٍر إِلَى‬ ‫ت ْاليَهُو ُد َما ي ُِري ُد هَ َذا ال َّر ُج ُل أَ ْن يَ َد َع َش ْيئًا ِم ْن أَ ْم ِرنَا إِاَّل خَالَفَنَا فِي ِه فَ َجا َء أُ َس ْي ُد ب ُْن ُح َ‬ ‫فَقَالَ ِ‬
‫يض فَتَ َمع ََّر َوجْ هُ َرسُو ِل هَّللا ِ ‪َ r‬حتَّى ظَنَنَّا‬ ‫ِ‬ ‫ُول هَّللا ِ ‪ r‬فَقَااَل يَا َرسُو َل هَّللا ِ إِ َّن ْاليَهُو َد تَقُو ُل َك َذا َو َك َذا أَفَاَل نَ ْن ِك ُحه َُّن فِي ْال َم ِح‬
‫َرس ِ‬
‫(‪)2‬‬
‫ار ِه َما فَظَنَنَّا أَنَّهُ لَ ْم يَ ِج ْد َعلَ ْي ِه َما"‬‫ث فِي آثَ ِ‬ ‫خَر َجا فَا ْستَ ْقبَلَ ْتهُ َما هَ ِديَّةٌ ِم ْن لَبَ ٍن إِلَى َرسُو ِل هَّللا ِ ‪ r‬فَبَ َع َ‬ ‫أَ ْن قَ ْد َو َج َد َعلَ ْي ِه َما فَ َ‬
‫)‬‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪.‬‬
‫ـ فما للزوج من زوجته إذا حاضت ؟‬
‫ـ اليهود نبذوا المرأة عند الحيض فال يؤاكلوها وال يساكنوها وال يجامعوها ‪ ،‬والنصارى على خالف ذلك ‪،‬‬
‫فتجامع وقت الحيض ‪ ،‬بينما اإلسالم نهى عن نبذها وعن جماعها وقت الحيض ‪.‬‬
‫فللزوج من زوجته إذا حاضت أن يصنع كل شئ ويستمتع بها إال النكاح ‪ ،‬قال رسول هللا ‪" : r‬اصْ نَعُوا ُك َّل َش ْي ٍء‬
‫اح" (‪. )3‬‬ ‫َغ ْي َر النِّ َك ِ‬
‫وصح عن عائشة ـ رضى هللا عنها ـ أنه قال ‪" :‬كان رسول هللا ‪ r‬يأمر إحدانا إذا كانت حائضا أن تتزر ‪ ،‬ثم‬
‫يضاجعها زوجها ‪ ،‬وقالت مرة ‪ :‬يباشرها" (‪. )4‬‬
‫وكان ‪ r‬إذا أرد من الحائض شيئا ً ألقى على فرجها شيئا ثم صنع ما أرد" (‪. )5‬‬
‫وقالت أيضا ً ‪" :‬كنت أشرب وأنا حائض فيضع ـ ‪ r‬ـ فاه على موضع فى ‪ ،‬وأتعرق العرق ثم أناوله النبى ‪r‬‬
‫فيضع فاه على موضع فى" (‪. )6‬‬
‫فإذا طهرت من حيضها كما تقدم عند الشافعى رحمه هللا تعالى فله أن يأتيها بعد أن تغتسل أو تتوضأ أو أن تغسل‬
‫موضع الدم فقط كما تقدم ‪ ،‬لقوله تعالى ‪(:‬فَإ ِ َذا تَطَهَّرْ نَ فَأْتُوهُ َّن ِم ْن َحي ُ‬
‫ْث أَ َم َر ُك ُم هّللا ُ إِ َّن هّللا َ يُ ِحبُّ التَّ َّوابِينَ َوي ُِحبُّ‬
‫ْال ُمتَطَه ِِّرينَ ) (البقرة ‪. )222 :‬‬
‫ـ ويقول الحافظ شمس الدين بن القيم رحمه هللا وقد تقدم فى الصحيحين حديث عائشة ‪" :‬كنت أغتسل أنا والنبى ‪r‬‬
‫اش ُرنِي َوأَنَا َحائِضٌ " (‪. )2‬‬ ‫من إناء واحد كالنا جنب" (‪ )1‬و " َكانَ يَأْ ُم ُرنِي فَأَتَّ ِز ُر فَيُبَ ِ‬
‫يض) (البقرة ‪ )222:‬يعنى‬ ‫وا النِّ َساء فى ْال َم ِح ِ‬ ‫قال الشافعى قال بعض أهل العلم بالقرآن فى قوله تعالى ‪( :‬فَا ْعت َِزلُ ْ‬
‫فى موضع الحيض ‪.‬‬
‫وكانت اآلية محتملة لما قال ومحتملة إعتزال جميع أبدانهن فدلت سنة رسول ‪ r‬على اعتزال ما تحت اإلزار منها‬
‫وإباحة ما فوقه ‪.‬‬

‫وحديث أنس هذا ظاهر فى أن التحريم إنما وقع على موضع الحيض خاصة وهو النكاح وأباح كل ما دونه ‪.‬‬
‫وأحاديث اإلزار ال تناقضه ألن ذلك أبلغ فى اجتناب األذى وهو أولى وأما حديث معاذ قال ‪" :‬سألت رسول هللا ‪r‬‬
‫عما يحل للرجل من امرأته وهى حائض فقال ما فوق اإلزار والتعفف عن ذلك أفضل" (‪ )3‬ففيه بقية عن سعد‬
‫األغطش وهما ضعيفان ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أى ‪ :‬غضب ‪.‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم وغيره ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫(‪ )5‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود ‪.‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬تقدم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬تقدم ‪.‬‬
‫(‪ )3‬إسناده ضعيف ‪ :‬أخرجه أبو داود (‪ )213‬وضعفه فيه بقية بن الوليد وسعد االغطش ‪ :‬كالهما ‪ :‬ضعيف ‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫قال عبدالحق ‪ :‬رواه أبو داود ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬ورواه أبو داود من طريق حزام بن حكيم وهو ضعيف عن عمه أنه سأل‬
‫رسول هللا ‪" : r‬ما يحل لى من امرأتى وهى حائض فقال لك ما فوق اإلزار" (‪ )1‬قال ويروى عن عمر بن الخطاب‬
‫(‪)2‬‬
‫عن النبى‪ r‬ذكره أبو بكر بن أبى شيبة وليس بقوى‬
‫ـ فمن لم يملك نفسه ووقع على زوجته فى الحيض أو النفاس ‪ ،‬فما الكفارة عليه ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬عليه أوالً أن يستغفر هللا تعالى ويتوب إليه من هذا الفعل ‪ ،‬ثم عليه أن يتصدق بدينار أو نصف دينار ‪،‬‬
‫لحديث اإلمام احمد وغيره أن كفارة من وقع على أهله فى الحيض التصدق بدينار أو نصف دينار ‪.‬‬
‫ـ فهل تطلق منهـ زوجته ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ال ‪ ،‬لكن إن علم القاضى منهما ذلك فله أن يطلق ‪ ،‬على قول بعض أهل العلم ‪.‬‬
‫ـ فكيف تتطهر المرأة من الحيض ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬سئل ‪ r‬عن غسل المرأة من الحيض فقال ‪ :‬تَأْ ُخ ُذ إِحْ دَا ُك َّن َما َءهَا َو ِس ْد َرتَهَا فَتَطَهَّ ُر فَتُحْ ِس ُن ُّ‬
‫الطهُو َر ث َّمُ‬
‫تَصُبُّ َعلَى َر ْأ ِسهَا فَتَ ْدلُ ُكهُ د َْل ًكا َش ِديدًا َحتَّى تَ ْبلُ َغ ُش ُؤونَ َر ْأ ِسهَا ثُ َّم تَصُبُّ َعلَ ْيهَا ْال َما َء ثُ َّم تَأْ ُخ ُذ فِرْ َ‬
‫صةً ُم َم َّس َكةً فَتَطَهَّ ُر بِهَا‬
‫ت عَائِ َشةُ ‪ :‬تَتَب َِّعينَ أَثَ َر ال َّد ِم" (‪. )3‬‬ ‫ت أَ ْس َما ُء َو َك ْيفَ تَطَهَّ ُر بِهَا فَقَا َل ُسب َْحانَ هَّللا ِ ‪ ،‬فَقَالَ ْ‬
‫فَقَالَ ْ‬
‫ـ وهنا نقول ‪ :‬البد من إهتمام المرأة بنظافتها اهتماما ً عظيما ً ‪ ،‬خاصة بعد الحيض ‪ ،‬مع االهتمام بالنظافة‬
‫العامة ‪ ،‬وأطيب طيب المرأة ‪ :‬الماء ‪.‬‬
‫ـ فكيف تعتنى المرأة بنظافتها والمحافظة على أعضائها التناسلية ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬لقد حث اإلسالم على النظافة ‪ ،‬من حسن الملبس والتسوك واالغتسال والوضوء والتطهر ونحو هذا ‪،‬‬
‫ومن المقرر أن النظافة الجنسية من األمور الهامة جداً ‪ ،‬وإهمال المرأة فى نظافتها ونظافة أعضائها التناسلية قد‬
‫يسبب لها الكثير من المشاكل ‪ ،‬خاصة عند الجماع ‪ ،‬والمرأة بطبيعتها رقيقة ناعمة حالمة تحب الجمال والزينة ‪،‬‬
‫فهى تدفع ربع عمرها فى التزين وإنتقاء مالبسها ‪ ،‬فهى ال تشعر بالوقت أمام المرآة أو عند اختيار لباس جديد لها ‪،‬‬
‫فجمالها أهم عندها من إكتشافات أحمد زويل مثالً ! ورغم ذلك إال أن هناك بعض الفتيات والنساء قد أهلمن العناية‬
‫بأعضائهن التناسلية مما سبب لهن الكثير من المشاكل المرضية كالسيالن ونحوه ‪ ،‬ونفور الزوج وكراهية الجماع‬
‫إذا كانت متزوجة (‪. )1‬‬
‫ومن المقرر أن األعضاء التناسلية عند الرجل أسهل نظافة منها عند المرأة‪.‬‬
‫مص الرجل ثدي زوجته قنزل فى حلقه بعض اللبن‪ ،‬فهل تح ُرم عليه ؟‬ ‫َّ‬ ‫ـ فماذا إذا‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ال تحرُم عليه‪.‬‬
‫ـ هل لشعر العانة فوائد جنسيةـ ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬فلم يخلق هللا تعالى شيئا ً عبثا ً ‪ ،‬أو بدون حكمة ‪ ،‬كيف وهو خلق اإلنسان فى أحسن تقويم ‪ ،‬كيف‬
‫الحكم فى بعض ما نرى ‪ ،‬فال يعنى هذا أنه مخلوق سدى ‪ ،‬ولو‬ ‫وهو العليم الحكيم ؟! ونحن وإن لم نعرف الفوائد أو ِ‬
‫صرُونَ ) (الذاريات ‪ )21 :‬ففى خلق الوجه بهذه‬ ‫(وفى أَنفُ ِسك ْم أف ت ْب ِ‬
‫ُ‬ ‫اَل‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫نظر اإلنسان فى نفسه لرأى عجبا ً قال تعالى ‪َ :‬‬
‫الكيفية ‪ ،‬وهذه األنف بفتحتين ـ إلى أسفل ـ واألذنين بفتحتين ـ على الجانبين ـ والعينين بغطائهما ـ دون األنف أو‬
‫األذنين ! ـ والشعر على الرأس ‪ ،‬وعلى ظهر الكف دون باطنه ! والشعر تحت اإلبط وحول الفرج ! والفرج بهذا‬
‫الشكل العجيب ومكانه المحفوظ فيه ـ للرجل والمرأة‪ a‬ـ بخالف الحيوانات وغير هذا ‪ ،‬هى دعوة من هللا تعالى للتأمل‬
‫والتفكر ‪ ،‬وإذا علم اإلنسان الفائدة فى بعض هذه األشياء وظهرت له أو لم تظهر فعليه أن يعلم أنها لم تخلق سدى بل‬
‫لحكم عظيمة ‪.‬‬ ‫لحكمة ‪ ،‬بل ِ‬
‫فمن فوائد شعر العانة ووظائفه الصحية ‪ :‬إمتصاص العرق ‪ ،‬حيث أن هذه المناطق غير معرضة للهواء ‪،‬‬
‫فمفرزات العرق فيها أكثر من غيرها ‪ ،‬فيقوم الشعر حول الفرج بامتصاص هذا العرق ‪ ،‬كما أنه يحول بين احتكاك‬
‫جلد الصفن بالفخذين ‪ ،‬فال يسبب التسلخ فى هذه المناطق الحساسة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬إسناده ضعيف ‪ :‬أخرجه أحمد (‪ )342\4‬وأبو داود (‪ )211‬والترمذى (‪ )133‬وابن ماجة (‪ )651‬بسند ضعيف ‪ ،‬فيه ‪ :‬حزام بن حكيم ‪ :‬ضعيف ‪.‬‬
‫(‪ )2‬حاشية أبى داود (‪. )142\6‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫على أحدهم مرة رغبته فى طالق زوجته ‪ ،‬ولم يكن قد م َّر على زواجه أكثر من بضعة شهور ! فلما سألته عن السبب استحى قليالً من اإلجابة ثم أفصح بالسبب الذى‬
‫(‪ )1‬لقد عرض ّ‬
‫دعاه إلى التفكير فى الطالق ‪ ،‬وهو أن "الشعر" فى جسد زوجته ـ وفى أماكن بعينها ـ يصل طوله إلى اكثر من (‪ 3‬سم) ! مما يشعره بالقرف كلما فكر فى االقتراب منها ‪.‬‬
‫وقد ص َّح الحديث عن النبى ‪ r‬بحلق شعر العانة ‪" :‬الفطرة خمس ‪ :‬االختتان واالستحداد ـ وفى رواية ‪ :‬حلق العانة ـ وقص الشارب ‪ ،‬وتقليم األظفار ‪ ،‬ونتف اإلبط" ‪ ،‬وقد تقدم‬
‫تخريجه ‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫كما أن له فائدة جنسية ‪ ،‬حيث أن احتكاك شعر العانة عند الرجل باألعصاب الجساسة الموجودة فى البظر عند‬
‫المرأة يُشعرها باللذة والنشوة مما يعجل باإلنزال عندها ‪.‬‬
‫ـ هل لنا فى بيان بعض حكم ختان البنات ـ خاصة ـ بإيجاز‪ ،‬فنحن نعلم وجوبه للرجال ‪ ،‬ولكن كثر الحديث عن ختان‬
‫البنات فى اآلونة األخيرة ‪ ،‬فلزم البيان ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬لقد صح عن النبى ‪ r‬األمر بالختان فى غير حديث صحيح ‪ ،‬ويكفى فى بيان وجوبه على الرجال‬
‫ب ْال ُغ ْس ُل" ‪ ،‬وفيه اإلشارة إلى ختان الرجل والمرأة فتأمل ‪ ،‬وقوله ‪:‬‬ ‫َان ْال ِختَانَ َو َج َ‬
‫والنساء قوله ‪" : r‬إِ َذا َجا َوزَ ْال ِخت ُ‬
‫ب" ‪ ،‬وهذا‬ ‫(‪)2‬‬
‫ار َوقَصُّ ال َّش ِ‬
‫ار ِ‬ ‫ف اإْل ِ ْب ِط َوتَ ْقلِي ُم اأْل َ ْ‬
‫ظف َ ِ‬
‫)‬‫‪1‬‬ ‫(‬ ‫ط َرةُ خَ ْمسٌ أَوْ خَ ْمسٌ ِمنَ ْالفِ ْ‬
‫ط َر ِة ْال ِخت ُ‬
‫َان َوااِل ْستِحْ دَا ُد َونَ ْت ُ‬ ‫"الفِ ْ‬
‫ْ‬
‫حديث عام فى الرجال والنساء ‪ ،‬والفطرة هى ما فطر هللا الناس عليها وهى أصل الخلِقة قال تعالى ‪( :‬فِ ْ‬
‫ط َرةَ هَّللا ِ التى‬
‫ق الرِّ َجا ِل " (‪. )3‬‬ ‫اس َعلَ ْيهَا) (الروم ‪ )30 :‬وتقدم قوله‪" : r‬النِّ َسا َء َشقَائِ ُ‬ ‫فَطَ َر النَّ َ‬
‫(‪)4‬‬
‫وفى فقه اإلمام أبى حنيفة ‪ :‬أن الختان للرجال سنة ‪ ،‬وهو من الفطرة ‪ ،‬وللنساء مكرمة ‪ ،‬فلو اجتمع أهل مصر‬
‫(بلد) على ترك الختان قاتلهم اإلمام ‪ ،‬ألنه من شعائر اإلسالم وخصائصه (‪. )5‬‬
‫وفى فقه اإلمام الشافعى ‪ :‬أن الختان واجب على الرجال والنساء (‪. )6‬‬
‫وقد استدل الفقهاء على خفض ـ ختانـ النساء بحديث أم عطية ـ رضى هللا عنها ـ قال ‪ :‬كانت امرأة تختن‬
‫بالمدينة ‪ ،‬فقال لها النبى ‪" : r‬ال تنهكى ‪ ،‬فإن ذلك أحظى للزوج وأسرى للوجه" وفى رواية ‪" :‬أنه ‪ r‬لما هاجر‬
‫النساء كان فيهن أم حبيبة وقد ُعرفت بختان الجوارى ‪ ،‬فلما رآها رسول هللا ‪ r‬قال لها ‪ :‬يا أم حبيبة ‪ :‬هل الذى كان‬
‫فى يدك هو فى يدك اليوم ؟ فقالت ‪ :‬نعم يا رسول هللا ‪ ،‬إال أن يكون حراما ً فتنهانى عنه ‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ : r‬بل هو‬
‫فدنيت منه فقال ‪ :‬يا أم حبيبة ‪ ،‬إذا أنت فعلت فال تنهكى (‪ ، )1‬فإنه أشرق للوجه‬ ‫ُ‬ ‫حالل ‪ ،‬فادن منى حتى أعلمك ‪،‬‬
‫وأحظى للزوج" (‪. )2‬‬
‫ـ هل للحائض أو النفساء أن تقرأ القرآن ؟‬
‫ـ الجواب ‪:‬قال بعض أهل العلم بجوازه ‪ ،‬ومنعه بعضهم ‪ ،‬وإن كان لضرورة كالتعليم أو اإلتبار مثالً فال حرج ‪.‬‬
‫ـ وماذا عن الجنب ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬للجنب أيضا ً أن يقرأ القرآن لقوله أم المؤمنين عائشة ـ رضى هللا عنها ـ أن النبى ‪ r‬كان يذكر هللا على‬
‫كل أحواله ‪ ،‬وكان من أحواله ‪ r‬أنه كان ينام جنبا ً ‪ ،‬ثم يغتسل قبل الفجر ‪ ،‬وكان يقرأ بعض السور قبل النوم ‪ ،‬وقد‬
‫منع بعض أهل العلم الجنب من قراءة القرآن من المصحف أو عن ظهر قلب ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬
‫ـ تنبيــه ‪ :‬ولما كان الحديث عن الحيض وأحكامه أردت التنبيه أيضا ً إلى مشكلة تقع فيها بعض فتياتنا عند اقتراب‬
‫موعد الزفاف ‪ ،‬وهى تحرج بعض الفتيات من اإلفصاح عن موعد "الدورة‪ a‬الشهرية" ألمها وتزامنها مع موعد‬
‫الزفاف ‪ ،‬مما يؤدى بدوره إلى الوقوع فى الحرج للزوجة والزوج ‪ ،‬فال تتحرج الفتاة من إخبار أمها بموعد الدورة‬
‫إذا تزامن مع موعد الزفاف ‪ ،‬فيتم التأجيل لبعض الوقت حتى تنتهى الدورة ‪ ،‬تفاديا ً للحرج‪.‬‬
‫ـ فهل للنفساء أن تصلى وتصوم ويجامعها زوجها إذا طهرت قبل األربعين ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬إذا طهرت النفساء قبل األربعين اغتسلت وتطهرت وحلت لزوجها ‪ ،‬وعليها الصالة والصوم ‪،‬‬
‫فليس للنفاس وقت معين ‪.‬‬
‫ـ فما هو حكم العزل (‪ )1‬عن الزوجة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬للرجل أن يعزل عن زوجته ماءه ‪ ،‬على أن يكون بموافقة الزوجة ‪ ،‬حتى ال يكون هاضما لحقها ‪:‬‬
‫)‬
‫ـ فقد روى البخارى ومسلم عن جابر قال ‪" :‬كنا نعزل على عهد النبى‪r" (2‬‬
‫(‪ )1‬أى حلق شعر العانة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى ومسلم والنسائى ‪.‬‬
‫(‪ )3‬تقدم ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أى حفظا ً وصونا ً لهن ‪ ،‬فالجلدة التى عند المرأة اذا لم تقطع كبرت حتى صارت كالعُقلة ألو االصبع الذى يحتك بفرج المرأة مما يثير شهوتها ‪.‬‬
‫(‪ )5‬انظر ‪ :‬المهذب للشيرازى (‪. )197\1‬‬
‫(‪ )6‬المغنى البن قدامة (‪. )70\1‬‬
‫(‪ )1‬أى ال تبالغى فى القطع ‪.‬‬
‫(‪ )2‬إسناده ضعيف ‪ :‬أخرجه أبو داود بسند فيه ‪ :‬محمد بن حسان ضعيف ‪ ،‬وله شاهد من حديث أنس ومن حديث أم أيمن عند أبى الشيخ فى كتاب "العقيقة" ‪ ،‬وآخر عن الضحاك بن‬
‫قيس عند البيهقى ‪ ،‬انظر ‪" :‬فتح البارى" (‪ ، )263\10‬ويكفى له حديث ‪" :‬الفطرة خمس ‪ ،‬واذا التقى الختانان" ‪.‬‬
‫(‪ )1‬العزل ‪ :‬هو أن يجامع الرجل أهله فإذا قارب االنزال نزع وأنزل خارج الفرج ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارى (‪ )250\9‬ومسلم (‪. )160\4‬‬
‫‪91‬‬
‫ـ و عن أبى سعيد الخدرى قال ‪ :‬أصبنا سبيا ً فكنا نعزل فسألنا رسول هللا‪ r‬فقال ‪ :‬أو إنكم لتفعلون قالها ثالثا ً ما‬
‫من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إال هى كائنة (‪. )3‬‬
‫ـ وعن جابر ‪ t‬أن رجال أتى رسول هللا ‪ r‬فقال ‪ :‬إن لى جارية هى خادمنا وسانيتنا (‪ )4‬وأنا أطوف عليها ‪ ،‬وأنا‬
‫اكره أن تحمل ‪ ،‬فقال ‪ :‬اعزل عنها إن شئت ‪ ،‬فإنه سيأتيها ما قُدر لها ‪ ،‬فلبث الرجل ‪ ،‬ثم أتاه فقال ‪ :‬إن الجارية قد‬
‫حبلت ! فقال ‪ :‬قد أخبرتك أنه سيأتيها ما قدر لها" (‪. )5‬‬
‫"وقد اختلف السلف فى حكم العزل قال ابن عبد البر ‪ :‬ال خالف بين العلماء أنه ال يعزل عن الزوجة الحرة إال‬
‫بإذنها ألن الجماع من حقها ولها المطالبة به وليس الجماع المعروف إال ما ال يلحقه عزل ووافقه فى نقل هذا‬
‫اإلجماع بن هبيرة ‪ ،‬وتُعقب بان المعروف عند الشافعية أن المرأة ال حق لها فى الجماع أصالً ‪.‬‬
‫وقد استنكر ابن العربى القول بمنع العزل عمن يقول بأن المرأة ال حق لها فى الوطء ونقل عن مالك أن لها حق‬
‫المطالبة به إذا قصد بتركه أضرارها ‪ ،‬وعن الشافعى وأبى حنيفة ال حق لها فيه إال فى وطئه واحدة يستقر بها المهر‬
‫قال فإذا كان األمر كذلك فكيف يكون لها حق فى العزل فإن خصوه بالوطئة األولى فيمكن وإال فال يسوغ فيما بعد‬
‫ذلك إال على مذهب مالك بالشرط المذكور ‪ ،‬اهـ (‪. )1‬‬
‫ـ هذا ومن األولى ترك العزل لما تقدم ولقوله فى الحديث العام ‪ " :‬تَ َز َّوجُوا ْال َولُو َد ْال َو ُدو َد فَإِنِّي ُم َكاثِ ٌر بِ ُك ْم" (‪. )2‬‬
‫ـ ما حكم تعاطى أو استعمال وسائل منع الحمل ؟‬
‫ً‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ال حرج فى استعمال المرأة لوسائل منع الحمل إذا كان الحمل ضارا بصحة المرأة ‪ ،‬أو كان للمحافظة‬
‫على أوالدها ورعايتهما الرعاية الصحية والنفسية والتربوية الصحيحة ‪ ،‬ال خوفا ً من الفقر أو االنفجار السكانى إلى‬
‫آخر تلك المصطلحات ‪.‬‬
‫ـ فماذا عن وطء المرضعة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ال حرج فيه لقوله ‪ r‬فى الحديث الصحيح ‪" :‬لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس‬
‫يصنعون ذلك فال يضر أوالدهم" (‪. )3‬‬
‫وال ريب أن وطء المراضع مما تعم به البلوى ويتعذر على الرجل الصبر عن امرأته طيلة فترة الرضاع ‪ ،‬ولو‬
‫كان حراما ً لنُقل إلينا ‪ ،‬ولوصل إلينا بيانه عن الصحابة الكرام رضى هللا عنهم أجمعين ‪.‬‬
‫ـ هل صحيح ما يشاع أن عضو الذكورة الكبير يمتع ويشبع المرأة جنسيا ً أكثر من العضو الصغير ؟‬
‫ـ ال صحة لهذا القول طبيا ً أو عمليا ً ‪ ،‬فمهبل المرأة يشبه (القفاز الطبى) البالستيك ‪ ،‬فترى هذا القفاز منكمشا ً عند‬
‫تركه ‪ ،‬ثم إذا أردت أن تدخل فيه إصبعك تمدد له كلما زاد اإلصبع إدخاالً ‪ ،‬أو هو ـ مهبل المرأة ـ يشبه الثنايا‬
‫المتراكبة بعضها فوق بعض (مثل ثنايا جسم الدودة) كذا مهبل المرأة لها الخاصية التى بها يستمتع بالعضو الكبير‬
‫استمتاعه بالعضو الصغير ‪ ،‬فالرجل ذو العضو الذكرى الصغير إذا أولجه فى فرج المرأة شعرت المرأة أن هذا‬
‫العضو قد وصل إلى قعر المهبل وآخره ‪ ،‬وكذا صاحب العضو الذكرى الكبير ‪ ،‬يزداد المهبل اتساعا ً (كأصبع‬
‫القفاز) لهذا العضو ‪ ،‬وعليه فال فرق بين العضو الكبير والصغير‪ a‬فى شعور المرأة باالستمتاع الجنسي سواء كان‬
‫العضو كبيراً أو صغيراً ‪ ،‬هذا والعضو الذكرى عند الرجل يتراوح عادة بين (‪ 16-12‬سم) فى حالة االنتصاب ‪،‬‬
‫ومحيطه ما بين (‪ 12-10‬سم) وما زاد عن ذلك فهو نادر وشاذ ‪.‬‬
‫ـ بل إن العضو الذى يزيد عن معدله الطبيعى يؤدي إلى أثار سلبية عند المرأة ‪ ،‬فقد يؤدى إلى دفع الرحم وحدوث‬
‫انقالب فيه ‪ ،‬فتشكو آالم الظهر والحوالب وأسفل البطن ‪ ،‬وقد يسبب تمزق فى جدران المهبل الداخلية مما يتطلب‬
‫تدخالً جراحيا ً ‪ ،‬وقد يسبب شقوقا ً فرجية وأنزفة يعلمها األطباء ‪.‬‬
‫ـ فهل حقا ً ما تتناقله الفتيات فى مجالسهن أن الرجل صاحب الجسم الضخم ذو العض‪aa‬الت المفتول‪aa‬ة أق‪aa‬وى جنس‪aa‬يا ً من‬
‫غيره ؟‬
‫ـ القوة الجنسية تعتمد على أمور كثيرة منها اإلفرازات الناتجة عن الغدد المسؤولة عن العملية الجنسية ‪ ،‬الثقافة‬
‫الجنسية عند الرجل ‪ ،‬استعداد المرأة لهذا األمر ‪ ،‬االستعداد النفسى والعاطفى لكل منهما ‪ ،‬وغير ذلك الكثير ‪ ،‬أما‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪. )158\4‬‬
‫(‪ )4‬أى التى تسقى لنا النخل ‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم (‪. )160\4‬‬
‫(‪ )1‬فتح البارى (‪ )1998\5‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪ )2‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود (‪ )320\1‬والنسائى (‪ )71\2‬وغيرهما ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫الرجل صاحب العضالت المفتولة فقد ال تفرز الغدد عنده المسؤولة عن العملية الجنسية نفس النسبة التى تفرزها‬
‫الغدد عند غيره ‪ ،‬بل أقل من ذلك ‪ ،‬فقوة العضالت أو ضعفها ليست مقياسا ً ‪ ،‬وإنما أقول أن الرجل الرياضى أفضل‬
‫من غيره من الناحية الجنسية إذا توفرت له األسباب المتوفرة لغيرة ممن ال يمارسون رياضة ‪ ،‬سواء أكانت تلك‬
‫الرياضة عنيفة أم ال‪.‬‬
‫"المشعر حبيب الرحمن" ؟‬ ‫ِ‬ ‫ـ هل حقا ً أن الرجل غزير الشعر أقوى جنسيا ً من غيره ‪ ،‬كما يقولون أن‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا كالم غير صحيح ‪ ،‬وكم من رجل مشعر على غير ملة اإلسالم ‪ ،‬فهل يكون حبيبا ً للرحمن لكون فقط‬
‫"مشعر" ‪.‬‬
‫ـ هل للعادة السرية أضراراً على العملية الجنسيةـ بعد الزواج ؟‬
‫ـ إن ممارسة العادة السرية عند بعض الشباب هى تخيل صور ومشاهد جنسية يعيشها الشخص بخياله بعيداً عن‬
‫الواقع ‪ ،‬وقد يندفع الشخص ويلهث وراء تلك التخيالت وينسى واقعه فيؤدى به إلى كثير من المشاكل ‪ ،‬سواء قبل‬
‫الزواج فيستغنى بالعادة السرية عن الزواج ‪ ،‬أو بعد الزواج فال يستطيع الجماع وال يستمتع به استمتاعه بممارسة‬
‫العادة السرية ‪ ،‬ومنهم من أراد أن يجامع أهله ذهب إلى "الحمام" لممارسة العادة ! بعد أو قبل الجماع ! وبعضهم‬
‫يذهب بعقله أثناء الجماع إلى تخيل نفس الصور التى كان يتخيلها وقت ممارسة العادة ‪ ،‬مما قد يوقعه فى "الزنا"‬
‫على قول بعض أهل العلم ‪ ،‬وقد ثبت علميا ً أن العادة السرية تؤدى إلى أمراض كثيرة قد ال يظهر أثرها إال بعد‬
‫الزواج ‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫موت الحيوانات المنوية عند الرجل أو أكثرها ‪.‬‬ ‫‪ㅍ‬‬
‫أنها تسبب رعشة فى بعض األعضاء كالرجلين ‪.‬‬ ‫‪ㅎ‬‬
‫أنها تؤثر فى الغدد المخية فتضعف القوة المدركة فتسبب قلة الفهَم ونسبة الذكاء ‪.‬‬ ‫‪ㄱ‬‬
‫أنها ‪ :‬تورث ألما ً فى فقار الظهر ‪ ،‬وهو اللب الذى يخرج ماء الرجل ‪.‬‬ ‫‪ㄴ‬‬
‫أنها تسبب انحناء فى الظهر ‪.‬‬ ‫‪ㄷ‬‬
‫أنها تؤثر فى األعصاب عامة ‪.‬‬ ‫‪ㄹ‬‬
‫أنها ‪ :‬تُحل ماء الرجل بعد أن كان ثخينا ً غليظا ً ‪ ،‬فيصبح رقيقا ً خاليا من الحيوانات المنوية ‪.‬‬ ‫‪ㅁ‬‬
‫ويكفى هذا األمر فى اإلقالع عنها (طبياً) ‪ ،‬كما يسبب اإلفراط فى العادة السرية عند الرجل إلى سرعة القذف فى‬
‫بعض الحاالت ‪ ،‬وعدم انتصاب العضو كما ينبغى عن المعاشرة الجنسية وغير هذا الكثير ‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد ذهب كثير من أهل العلم إلى تحريم العادة السرية ويكفى هذا فى اإلقالع عنها (شرعا) ‪.‬‬
‫ت أَ ْي َمانُهُ ْم فَإِنَّهُ ْم َغ ْي ُر َملُو ِمينَ فَ َم ِن ا ْبتَغَى‬
‫اج ِه ْم أَوْ َما َملَ َك ْ‬
‫ُوج ِه ْم َحافِظُونَ إِاَّل َعلَى أَ ْز َو ِ‬
‫(والَّ ِذينَ هُ ْم لِفُر ِ‬
‫ـ قال تعالى ‪َ :‬‬
‫َو َراء َذلِكَ فَأُوْ لَئِكَ هُ ُم ْال َعا ُدونَ ) (المعارج ‪ )31-29 :‬أثنى تعالى على من حفظ فرجه فلم يقض وطره إال مع زوجته‬
‫أو ما ملكت يمينه (اإلماء) ‪ ،‬وحكم تعالى أن من ابتغى وراء ذلك فهو عا ٍد معت ٍد متع ٍد لحدود هللا تعالى ( َو َمن يَتَ َع َّد‬
‫ك هُ ُم الظَّالِ ُمونَ ) (البقرة ‪. )229 :‬‬ ‫ُح ُدو َد هّللا ِ فَأُوْ لَـئِ َ‬
‫ـ روى عبد الرزاق عن سفيان الثورى عن عبد هللا بن عثمان عن مجاهد قال ‪ :‬سُئل ابن عمر عن االستمناء‬
‫فقال ‪ :‬ذلك نائك نفسه ‪.‬‬
‫وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪ :‬أما اإلستمناء باليد فهو حرام عند جمهور العلماء وهو أصح القولين فى مذهب‬
‫اإلمام أحمد وكذلك يعزر َمن فعله ‪ ،‬وفى القول اآلخر ـ عن اإلمام أحمد ـ هو مكروه غير محرم وأكثرهم ال يبيحونه‬
‫خوف العنت (‪. )1‬‬
‫ـ وقد تقدم قول الشافعى رحمه هللا تعالى ‪.‬‬
‫ـ ويقول اإلمام القرطبى فى تفسيره (‪: )2‬‬
‫قال محمد بن عبد الحكم ‪ :‬سمعت حرملة بن عبد العزيز قال ‪ :‬سألت مالكا ً عن الرجل يجلد عميرة (‪ )3‬فتال هذه‬
‫(ال َعا ُدونَ ) وهذا ألنهم يكنون عن الذكر بعميرة ‪ ،‬وفيه يقول‬ ‫ُوج ِه ْم َحافِظُونَ ) إلى قوله ‪ْ :‬‬ ‫(والَّ ِذينَ هُ ْم لِفُر ِ‬ ‫اآلية ‪َ :‬‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫(‪ )1‬مجموع‪ a‬الفتاوى (‪. )329\31‬‬
‫(‪ )2‬تفسير القرطبى (‪ )105\12‬وانظر المغنى البن قدامة ‪ ،‬وتفسير أضواء البيان للشنقيطى (‪. )769\5‬‬
‫(‪ )3‬أى عضوه ‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫فاجلد عميرة الداء وال حرج‬ ‫إذا حللت بواد ال أنيس به‬
‫ويسميه اهل العراق ‪ :‬االستمناء وهو استفعال من المنى ‪ ،‬وأحمد بن حنبل على ورعه يجوزه ويحتج بأنه إخراج‬
‫فضلة من البدن فجاز عند الحاجة أصله الفصد والحجامة ‪ ،‬وعامة العلماء على تحريمه ‪.‬‬
‫وقال بعض العلماء ‪ :‬إنه كالفاعل بنفسه وهى معصية أحدثها الشيطان وأجراها بين الناس حتى صارت قيلة‬
‫وياليتها لم تقل ‪ ،‬ولو قام الدليل على جوازها لكان ذو المروءة يعرض عنها لدناءتها ‪.‬‬
‫ـ فما هى كيفية العالج لمن ابتلى بهذا األمر ؟‬
‫ـ نقول له ‪ :‬طرق العالج كثيرة ‪ ،‬وكان هناك من يدمن تلك العادة السيئة ‪ ،‬وما كان أيسر إقالعه عنها بفضل هللا‬
‫تعالى وتيسيره ‪ ،‬وذلك لمن أخلص النية وطلب الرضوان‪ ، a‬ومن هذه الطرق ‪:‬‬
‫ص ُن لِ ْلفَرْ ِ‬
‫ج َو َم ْن لَ ْم‬ ‫ص ِر َوأَحْ َ‬‫ب َم ِن ا ْستَطَا َع ْالبَا َءةَ فَ ْليَتَزَ َّوجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِ ْلبَ َ‬
‫‪ -1‬الصيام ‪ :‬لقوله ‪" : r‬يَا َم ْع َش َر ال َّشبَا ِ‬
‫صوْ ِم فَإِنَّهُ لَهُ ِو َجا ٌء" (‪ ، )1‬وال تستهن بالصيام ‪ ،‬فإن له تأثيراً عجيبا ً فى رفع تلك العادة ال يعلمه إال‬ ‫يَ ْستَ ِط ْع فَ َعلَ ْي ِه بِال َّ‬
‫من أخلص الصيام والدعاء والنية ‪.‬‬
‫‪ -2‬معرفة سوءها من اسمها (العادة السيئة) ! وال تحلف على تركها وال تنذر ‪ ،‬حتى يدخل عليك الشيطان إذا أنت‬
‫فعلتها مرة أخرى ‪ ،‬فيوسوس إليك بأن الحلف لم يأت بثمرة ‪ ،‬أو أن يوسوس إليك أنك تستهين بالحلف أو النذر ‪،‬‬
‫وأنه الطاقى لك على تركها رغم الحلف والنذر ‪ ،‬ثم يدخل إليك بوسوسته فتترك الصالة أو الصيام أو مصاحبة‬
‫الصالحين ‪ ،‬وأعلم أن الدنيا ساعة فاجعلها طاعة ‪ ،‬وما هى إال لحظة يعقبها فرح أو ترح ‪.‬‬
‫‪ -3‬تجنب الوحدة ‪ ،‬فمن شعر بالحاجة إلى ممارسة تلك العادة السيئة خرج إلى المسجد فجلس فيه حتى يهرب منه‬
‫شيطانه ‪ ،‬وهكذا حتى يضينه ‪ ،‬أو إلى صديق يجالسه ‪.‬‬
‫‪ -4‬دفع تلك الخواطر عن رأسه حتى ال تتحول الخطرات إلى أفكار ‪ ،‬ثم إرادات ‪ ،‬وذلك يتأتى بانشغال الفكر فى‬
‫عاقبة تلك العادة من سوء ‪ ،‬وأنها مجرد لحظات يشعر بعدها العبد بالندم ‪ ،‬ولو أنه تمهل وتماسك قليالً ما أقدم‬
‫عليها ‪.‬‬
‫‪ -5‬التقرب إلى هللا تعالى بالصالة وقراءة القرآن ‪ ،‬والدعاء برفع ذلك األمر عنه ‪ ،‬وما أسرع دعوة المكروب‬
‫المضطر إلى اإلجابة ‪.‬‬
‫‪ -6‬غض البصر ‪ :‬وتجنب المثيرات من المنظورة والمسموعة والمقروءة ‪ ،‬وأعلم أن غض البصر من أهم االسباب‬
‫التى تنأ بصاحبها عن الوقوع في الرذيلة ‪ ،‬فكلما عال البصر تعلق القلب بالمنظور وطلبه واشتهاه ‪ ،‬وإذا لم يجد إليه‬
‫سبيالً انصرف إلى ما هو دونه ‪ ،‬محاوالً استفراغ الطاقة ‪ ،‬والمرء ال يحتاج من الطريق إال بضعة خطوات أمام‬
‫قدميه ‪ ،‬ومن جعل له "ورداً" يقراءه في يومه وليلته ـ خاصة فى الطريق ـ انشغل به عن النظر ‪ ،‬وكان قلبه مشغوالً‬
‫بالخالق ‪ ،‬وأصبح المخلوق له ـ فى الطريق ـ أشباح ال يرى منها ما يتعلق به القلب ‪ ،‬وانصرف بفلبه إلى مراجعة ما‬
‫يحفظ من كتاب هللا تعالى ‪ ،‬أو اإلتيان بالورد واألذكار ‪ ،‬ولو تفكر العبد قليالً فيما يجنيه عليه بصره ‪ ،‬وما يفوته من‬
‫عتق الرقاب ومحو السيئات وتحصيل الحسنات ورفع الدرجات بالقرآن واألذكار لتنغصت عليه حياته وما تعلق قلبه‬
‫بغير هللا تعالى وذكره ومحاولة التقرب إليه تعالى ‪.‬‬
‫‪ -7‬ممارسة الرياضة ‪ ،‬و محاولة التقدم إلى أعلى مستواياتها ‪ ،‬ومعرفة أن تلك العادة تذهب بتعبك واجتهادك وتقف‬
‫حائالً بينك وبين وصولك إلى ما تريد مركز مرموق فى تلك الرياضة ‪.‬‬
‫أحسن خاتمتنا ‪.‬‬ ‫‪ -8‬أعلم أن العبد يبعث على ما مات عليه ‪ ،‬فماذا لو أنك ِمتَ وأنت تفعل تلك الفعلة ؟! اللهم ِ‬
‫‪ -9‬الثقة بالنفس ‪ :‬واعتزاز الشاب بنفسه وطلبه الوصول إلى أفضل المراتب وأعالها مما يؤهله إلى التعجيل‬
‫بالزواج واختيار االنسب له واألفضل لبناء أسرة اسالمية ‪.‬‬
‫ـ وأعلم أخى أن أفضل من ممارسة تلك العادة هو الزواج والتعجي‪a‬ل ب‪a‬ه ‪ ،‬وه‪a‬و أفض‪a‬ل الط‪a‬رق إلش‪a‬باع تل‪a‬ك الرغب‪a‬ة‬
‫الكامنة وقتما تشاء ليالً أو نهاراً ‪ ،‬مرة أو أكثر ‪ ،‬ولك أن تتخيل أنك وقتما تريد ممارسة الجنس والجماع تستطيع هذا‬
‫وقتما تشاء ودون حرج ‪ ،‬بل ولك األجر فى هذا ‪ ،‬بينما هن‪aa‬اك من يري‪aa‬د إش‪aa‬باع غريزت‪aa‬ه في‪aa‬ذهب إلى ممارس‪aa‬ة الع‪aa‬ادة‬
‫وتخي‪aa‬ل الص‪aa‬ور المث‪aa‬يرة بينم‪aa‬ا يس‪aa‬تطيع أن يم‪aa‬ارس الجنس دون الحاج‪aa‬ة إلى تخي‪aa‬ل الص‪aa‬ور المث‪aa‬يرة وإث‪aa‬ارة نفس‪aa‬ه‬
‫وأعضائه ‪ ،‬بل ومالمسة جسد المرأة ونكاحها ! أو يضطر إلى "خطف" فتاة من الطريق إلرواء لحظات تأتى بعدها‬
‫من هللا عليه بالزواج ليستغرب مثل تلك األفعال من الشباب ال‪aa‬ذين يلجئ‪aa‬ون إلى خط‪aa‬ف‬ ‫الحسرة والندامة ‪ ،‬وكل رجل َّ‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخارى (‪ )1950\5‬ومسلم (‪. )1018\2‬‬
‫‪94‬‬
‫الفتيات من الطريق وانتهاك أعراضهن ـ والعياذ باهلل تعالى ـ لمج‪aa‬رد لحظ‪aa‬ات قليل‪aa‬ة ‪ ،‬بينم‪aa‬ا الطري‪aa‬ق أمام‪aa‬ه إلش‪aa‬باع‬
‫رغبته وقتما يريد بالزواج الذى شرعه هللا تعالى متنفسا ً لعباده ‪ ،‬ولك أن تتخيل شابا ً يجلس م‪aa‬ع زوجت‪aa‬ه وه‪aa‬و يش‪aa‬اهد‬
‫زميل له متهم بهتك عرض فتاة صغيرة أو كبيرة أو خطفها ‪ ،‬بينما هو يجلس يداعب ويالعب زوجته ‪ ،‬أو ش‪aa‬ابا ً يُتهم‬
‫فى الطريق أو وسائل المواصالت "بمزاحمة" الفتيات والنساء أو مالمستهن بغية اإلثارة ! بينما هناك من يع‪aa‬ود إلى‬
‫بيته ليالمس ويداعب ويجامع زوجته ‪ ،‬فالزواج الزواج أخى ‪.‬‬
‫ووهللا لو أنك دعوت هللا تعالى بنية خالصة وتضرع أن يكفيك شر فتن الطريق ‪ ،‬وأن َّ‬
‫يمن عليك بالزوجة‬
‫الصالحة لتعف نفسك عن الوقوع فيما يغضب هللا تعالى لرأيت من نعم هللا تعالى الكثير ‪ ،‬فقط عليك بتقوى هللا تعالى‬
‫ق هَّللا َ يَجْ َعل لَّهُ َم ْخ َرجًا ‪َ ،‬ويَرْ ُز ْقهُ ِم ْن َحي ُ‬
‫ْث اَل يَحْ ت َِسبُ ) الطالق ‪ 2 :‬ـ ‪. )3‬‬ ‫(و َمن يَتَّ ِ‬
‫َ‬
‫وتقدم الحديث أن هللا تعالى فى عون طالب العفاف ‪ ،‬فقط ليرى هللا تعلى منك هذا ‪ ،‬وستضحك بعد الزواج من‬
‫كنت تأتى تلك األفعال الصبيانية ‪ ،‬وتع ِّرض نفسك لنظرات اإلتهام وما يتبع هذا ‪.‬‬ ‫نفسك ‪ :‬كيف ً‬

‫ـ يقال إن ممارسة العادة السرية للرجل تؤدى إلى زيادة حجم العضو ‪ ،‬فهل هذا صحيح ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬إن العضو الجنسى عند الرجل ال يمكن زيادة حجمه عما هو عليه ‪ ،‬وهذا تبرير فى غاية البعد عن‬
‫الحقيقة طبيا ً وعقليا ً ! ‪.‬‬
‫ـ فهل من أضرار عند ممارسة الفتاة للعادة السرية ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬ففى ممارسة الفتاة أو المرأة للعادة السرية أضرار ما فى ممارسة الشاب أو الرجل لها ‪ ،‬وقد‬
‫تنزالق بعض الفتيات فى منزلق العادة السرية فال تشعر "باإلصبع أوغيره" إال وقد شق وفض بكارتها ! أو انشطار‬
‫"بعض األدوات الطرية" داخل رحمها مما يؤدى بها إلى إجراء عملية جراحية لها إلستخراجه ‪ ،‬أو التهاب الفرج‬
‫من احتكاك "بعض األدوات القطنية" ‪ ،‬أو جرح الفرج أو الدبر من جراء استعمال"بعض األدوات الخشنة" ! أو‬
‫تسلخ الجسم من استعمالها لبعض "الزيوت" ‪ ،‬وما تسببه هذه األدوات وغيرها من أذى للمهبل ‪ ،‬وأمراض كالسيالن‬
‫‪ ،‬كما يؤدى مداعبة الفتاة لصدرها عند ممارستها للعادة إلى ترهل الثدى ‪.‬‬
‫ـ وهنا يجب أن ننبه إلى تلك العادة القبيحة التى استهوت بعض الفتيات وهى ممارسة "السحاق" تقليداً لبعض‬
‫الفنانات ! أو لما تسمعه أو حفاظا ً على "شرفها وعفتها" ! فتلجأ الفتاة إلى تلك العادة القبيحة التى أخذت فى االنتشار‬
‫بين علية القوم ‪ ،‬فالحذر الحذر أيتها الفتاة من مقاربة تلك العادة ‪ ،‬أو مجالسة من تمارسها فإن " َم ْن َس ِم َع بِال َّدجَّا ِل‬
‫فَ ْليَ ْنأ َ َع ْنهُ " ‪.‬‬
‫ـ هناك من األزواج من يجامع أكثر من مرة فى كل مرة يأتى فيها أهله ‪ ،‬فهل هذا يؤثرـ على قوته الجنسيةـ ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬من المقرر لدى أهل الطب أن الرجل إذا أراد الجماع فإنه ال يأتيه إال إذا شعر بالحاجة إليه ‪ ،‬وهنا تكون‬
‫خصية الرجل ممتلئة بالسائل المنوى ‪ ،‬مما قد يؤدى بالرجل إلى سرعة القذف فى بعض األحيان ‪ ،‬فيستفرغ أكثر‬
‫السائل المنوى ‪ ،‬فال يشعر الزوجان باالستمتاع ‪ ،‬مما يحدو بالكثير إلى معاودة الكرة مرة أخرى وثالثة ‪ ،‬وتكون‬
‫الخصية قد أفرغت أكثر ما فيها من السائل المنوى مما يؤدى إلى إطالة فترة الجماع فى المرة الثانية أو الثالثة ـ‬
‫وهناك من يزيد على هذا مما قد يؤدى إلى قذف "الدم" بدالً من السائل المنوى الذى أفرغته الخصية عن آخره ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬

‫فيصيب الرجل والمرأة بالمرض ‪ ،‬فليكن الرجل على حذر من معاودة الجماع فى المرة الواحدة أكثر من مرتين أو‬
‫ثالث ـ ولكن هناك من يتأخر فى القذف فى المرة الواحدة مما يُشعر الرجل والمرأة باالستمتاع بالجماع ‪ ،‬فإن شاء‬
‫عاود أو ترك ‪.‬‬
‫ـ فما هى عدد مرات المعاشرة الزوجية التى ال تؤدى إلى ضعف الرجل جنسيا ً أو المرأة ؟‬
‫ـ تقدم أن اإلسالم هو دين الوسطية ‪ ،‬والوسطية فى مثل هذه األمور مطلوبة ‪ ،‬وعدد مرات المعاشرة الجنسية بين‬
‫األزواج ال تنحصر بعدد معين ‪ ،‬فبعض الرجال يجامع مرة أو أكثر فى كل يوم ‪ ،‬والبعض فى كل ثالثة أيام مرة ‪،‬‬
‫والبعض فى كل أسبوع مرة ‪ ،‬وغير هذا ‪ ،‬ويرجع هذا إلى الحالة النفسية للرجل وللمرأة معا ً ‪ ،‬واستعداد كل منهما‬
‫لهذه العملية ‪ ،‬وكذا تختلف النساء ‪ ،‬فالبعض منهن يشتهين هذا األمر مرة كل يوم ‪ ،‬والبعض كل ثالثة أيام ‪ ،‬وهكذا ‪،‬‬
‫فاألمر يختلف باختالف الناس وأحوالهم ‪.‬‬
‫ـ ما هى مواصفات الرجل المحمود عند النساء عند أهل الباه فى كتب من سبق ؟‬
‫(‪ )1‬وقد حدثنى أحدهم بهذا عن نفسه ‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫ـ قالوا ‪" :‬إن الرجال والنساء على أصناف شتى ‪ ،‬فمنهم محمود ومنهم مذموم ‪.‬‬
‫فأما المحمود من الرجال عند النساء فهو كبير المتاع (‪ ، )2‬الشديد ‪ ،‬القوى ‪ ،‬الغليظ ‪ ،‬البطئ الهراقة ‪،‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫السريع اإلفاقة من ألم الشهوة ‪ ،‬وذلك مستحسن عند النساء من الرجال ‪ ،‬ألن النساء إنما يردن من الرجل عند‬
‫الجماع أن يكون وافر المتاع ‪ ،‬طويل االستمتاع ‪ ،‬خفيف الصدر ‪ ،‬ثقيل العجز ‪ ،‬بطئ الهراقة للماء ‪ ،‬سريع اإلفاقة ‪،‬‬
‫ويكون إيره مبلغا ً لقعر الفرج ‪ ،‬يسده سداً ويمده مداً ‪ ،‬فهذا محمود عند النساء ‪ ،‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫خصاالً ال تكون فى الرجال تدو ُم‬ ‫رأيت النساء يشتهين من الفتى‬
‫ووفـر متــاع فـى النكــاح يـدوم‬ ‫شبــاب ومـال وانفراد وصحـة‬
‫وصـدر خفيـف فـوقهــن يعــــوم‪a‬‬ ‫ومـن بـعد ذا عجز ثقيل نزوله‬
‫أطـال أجـاد الفعــل فهـو يــدوم‬ ‫ويبطــئ إلهــراق ألنه كلمـا‬
‫ليأتـــــى بإكــرام عليــه يحـــوم‬ ‫ومــن بعد إهـراق يفيق معجالً‬
‫(‪)1‬‬
‫ويكـون قــدره عنـدهــن عظيـــم‬ ‫فهذا الذى يُشفى النساء بنكحه‬
‫ـ فما المحمود من النساء عندهم ؟‬
‫ـ قالوا ‪" :‬إن النساء على أصناف شتى ‪ ،‬فمنهن محمود ومنهن مذموم ‪ ،‬فأما المحمود من النساء عند الرجال‬
‫فهى ‪ :‬المرأة الكاملة القد (‪ ، )2‬العريضة ‪ ،‬خصيبة اللحم ‪ ،‬كحيلة الشعر ‪ ،‬واسعة الجبين ‪ ،‬زجة الحواجب (‪ ، )3‬واسعة‬
‫العيون فى كحلة ناصعة ‪ ،‬وبياض ناصح ‪ ،‬مفخمة الوجه ‪ ،‬أسيلة (‪ )4‬الخدين ‪ ،‬ظريفة األنف ‪ ،‬ضيقة الفم ‪ ،‬محمرة‬
‫الشفاة واللسان ‪ ،‬طيبة رائحة الفم واألنف ‪ ،‬طويلة الرقبة ‪ ،‬غليظة العنق ‪ ،‬عريضة األكتاف ‪ ،‬واسعة المحزم (‪، )5‬‬
‫كبيرة الترمتين (‪ ، )6‬عريضة الصدر ‪ ،‬واقفة النهد ‪ ،‬ممتلئ صدرها ونهدها لحما ً ‪ ،‬مقعدة البطن ‪ ،‬وسرتها واسعة‬
‫(‪)1‬‬
‫غارقة ‪ ،‬عريضة العانة ‪ ،‬كبيرة الفرج ‪ ،‬ممتلئ لحما ً من العانة إلى الترمتين ‪ ،‬ضيقة الفرج ليس فيه ندوة ‪،‬‬
‫رطب ‪َ ،‬سخون تكاد النار تخرج منه ‪ ،‬ليس فيه رائحة ‪ ،‬قديرة غليظة األفخاذ واألوراك ‪ ،‬ذات أرداف ثقال ‪،‬‬
‫وأعكان وخصر جيد ‪ ،‬ظريفة اليدين والرجلين ‪ ،‬عريضة الذراعين ‪ ،‬غليظة الزندين ‪ ،‬بعيدة المنكبين ‪ ،‬إن أقبلت‬
‫فتنت ‪ ،‬وإن أدبرت قتلت ‪ ،‬وإن جلست كالقبة المنصوبة ‪ ،‬وإن رقدت كالبند (‪ )2‬العالى ‪ ،‬وإن وقفت كالعالم (‪ ، )3‬قليلة‬
‫الضحك والكالم فى غير نفع ‪ ،‬ثقيلة الرجلين عن الدخول والخروج ولو لبيت الجيران ‪ ،‬قليلة الكالم معهم ‪ ،‬ال تعمل‬
‫من النساء صاحبة وال تطمئن ألحد وال تركن إال لزوجها ‪ ،‬وال تأكل من يد أحد إال من يد زوجها وقرابتها إن كان‬
‫لها قرابة ‪ ،‬وال تخون فى شئ وال تغدر وال تستر على حرام ‪ ،‬إن دعاها زوجها للفراش طاوعته وسبقته إليه ‪ ،‬تعينه‬
‫على كل حال من األحوال ‪ ،‬قليلة الشكاية والنكاية ‪ ،‬ال تضحك وال ينشرح خاطرها إال إذا رأت زوجها ‪ ،‬وال تجود‬
‫بنفسها إال على زوجها ولو قُتلت صبراً" (‪. )4‬‬
‫ـ وقيل ‪ :‬ومما يستحسن فى المرأة طول أربعة وهن أطرافها وقامتها وشعرها وعنقها ‪.‬‬
‫ـ وقصر أربعة يدها ورجلها ولسانها وعينها فال تبذل ما فى بيت زوجها وال تخرج من بيتها وال تستطيل بلسانها وال‬
‫تطمح بعينها ‪.‬‬
‫ـ وبياض أربعة لونها وفرقها وثغرها وبياض عينها ‪.‬‬
‫ـ وسواد أربعة أهدابها وحاجبها وعينها وشعرها ‪.‬‬
‫ـ وحمرة أربعة لسانها وخدها وشفتها وإشراب بياضها بحمرة ودقة أربعة أنفها وبنانها وخصرها وحاجبها ‪.‬‬

‫(‪ )2‬كناية عن ِكبر العضو ‪.‬‬


‫(‪ )3‬أى ‪ :‬غليظ الذكر ‪.‬‬
‫(‪ )4‬يعنى ‪ :‬بطئ فى إنزال الماء ‪ ،‬وهذا بدوره يؤدى إلى إطالة فترة الجماع مما يزيد من لذة المرأة واستمتاعها ‪.‬‬
‫(‪ )1‬من كتاب الروض العاطر فى نزهة الخاطر للقاضى النفزاوى ‪.‬‬
‫(‪ )2‬القد ‪ :‬القوام ‪.‬‬
‫(‪ )3‬طويلة الحواجب دقيقها ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أى لينة الخدين ‪.‬‬
‫(‪ )5‬الوسط ‪.‬‬
‫(‪ )6‬العجزتين ‪ :‬أى المؤخرتين ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أى ‪ :‬قذارة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أى ‪ :‬العلم العالى ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أى ‪ :‬كالعالمة ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أى ‪ :‬حبسا ً ‪ ،‬من كتاب الروض العاطر فى نزهة الخاطر للقاضى النفزاوى ‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫ـ وغلظ أربعة ساقها ومعصمها وعجيزتها وذاك منها (‪. )1‬‬
‫ـ وسعة أربعة جبينها ووجهها وعينها وصدرها ‪.‬‬
‫ـ وضيق أربعة فمها ومنخرها وخرق أذنها وذاك منها ‪ ،‬فهذه أحق النساء بقول كثير ‪:‬‬
‫لو أن عزة خاصمت شمس الضحى * فى الحسن عند موفق لقضى لها‬

‫وقال صالح بن حسان يوما ً ألصحابه ‪ :‬هل تعرفون بيتا ً من الغزل فى امرأة خفرة ؟ قلنا ‪ :‬نعم ‪ ،‬بيت لحاتم فى‬
‫زوجته ماوية ‪:‬‬
‫إذا هى يوما ً حاولت أن تبسما‬ ‫يضئ لها البيت الظليل خصاصه‬
‫قال ما صنعتم شيئا ً ‪ ،‬قلنا ‪ :‬فبيت األعشى ‪:‬‬
‫مـر السحابـة ال ريث وال عجل‬ ‫كأن مشيتها مـن بيــت جارتها‬
‫قال ‪ :‬جعلها تدخل وتخرج ‪ ،‬قلنا ‪ :‬يا أبا محمد فأى بيت هو ؟ قال ‪ :‬قول أبى قيس بن األسلت ‪:‬‬
‫وتعتـل عـن إتيـانهــن فتعــذر‬ ‫ويكرمهـا جاراتهـا فيـزرنهــا‬
‫قلت ‪ :‬وأحسن من هذا كله ما قاله إبراهيم بن محمد الملقب بنفطويه رحمه هللا ‪:‬‬
‫إذا نمـت يغشى مضجعى ووسادى‬ ‫وخبــرها الواشون أن خيالهـا‬
‫تعيرنـى غضبـى بطـول رقــــادى‬ ‫فخفرها فـرط الحياء فأرسلت‬
‫(‪)2‬‬
‫ومما يستحسن فى المرأة ‪ :‬رقة أديمها ونعومة ملمسه ‪ ،‬كما قال قيس بن ذريح ‪:‬‬
‫ومن بعد ما كنا نطافا وفى المهد‬ ‫تعلق روحى روحها قبل خلقنا‬
‫فليــس وإن متنا بمنفصم العهـد‬ ‫فــزاد كمــا زدنـا فأصبـح ناميـا ً‬
‫ومؤنسنا فـى ظلمة القبـر واللحـد‬ ‫ولكنــه بــاق علـى كـل حـادث‬
‫إذا اغتسلت بالماء من رقة الجلد‬ ‫يكاد مسيل الماء يخدش جلدها‬
‫قلت ‪ :‬ومن المبالغة فى معنى البيت األخير قول أبى نواس ‪:‬‬
‫وفيــه مكـان الوهم من نظرى أثر‬ ‫توهمــه قلبــى فأصبــح خــده‬
‫ولـم أر جسما ً قـط يجرحه الفكر‬ ‫ومــر بقلبــى خـاطــر فجرحته‬
‫(‪)1‬‬
‫فمـن غمـز كفـى فى أنامله عقر‬ ‫وصافحــه كفــى فـآلــم كفــه‬
‫ـ فما المكروه من الرجال عند أهل الباه ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬قالوا ‪" :‬إن المكروه من الرجال عند النساء هو الذى يكون رث الحالة ‪ ،‬قبيح المنظر ‪ ،‬صغير الذكر ‪،‬‬
‫فيه رخو ‪ ،‬ويكون رقيقا ً ‪ ،‬وإن أتى إلى امرأة ال يعرف لها بقدر ‪ ،‬وال بحظ ‪ ،‬يصعد على صدرها من غير مالعبة‬
‫وال بوس وال تعنيق وال عضّ ‪ ،‬ثم يولج فيها الذكر المرخى بعد مشقة وتعب ‪ ،‬فيهزه هزة أو هزتين ‪ ،‬فينزل من‬
‫على صدرها بجهده ‪ ،‬فيلقى نزوله أكثر من عمله ‪ ،‬ثم يجمد ذكره ويقوم ‪.‬‬
‫كما قال بعضهم ‪ :‬يكون سريع الهراقة ‪ ،‬بطئ االفاقة من ألم الشهوة ‪ ،‬صغير الذكر ‪ ،‬ثقيل الصدر ‪ ،‬خفيف‬
‫العجز ‪ :‬فهذا ال خير للمرأة فيه (‪. )2‬‬
‫ـ فما المكروه من النساء عندهم ؟‬
‫(‪)3‬‬
‫ـ الجواب ‪ :‬قالوا ‪" :‬إن المكروه المبغوض من النساء عند الرجال ‪ :‬المرأة السمجة ‪ ،‬قليلة السر ‪ ،‬مكركدة الشعر ‪،‬‬
‫خارجة الجبهة ‪ ،‬ضيقة العينين ‪ ،‬مع رطبة ‪ ،‬كبيرة األنف ‪ ،‬زرقة الشفتين ‪ ،‬واسعة الفم ‪ ،‬مكرمسة الخدين ‪ ،‬مفترقة‬
‫األسنان ‪ ،‬زرقة الغبَة (‪ ، )1‬نابتة الذقن ‪ ،‬رقيقة الرقبة بعروق خارجين فيها ‪ ،‬قليلة عرض األكتاف ‪ ،‬قليلة عرض‬
‫الصدر ‪ ،‬لها ثديان كالجلود الطوال ‪ ،‬ولها بطن كالحوض الفارغ ‪ ،‬وصرة طالعة كالجوزة ‪ ،‬وضلوع نائتين‬

‫(‪ )1‬كناية عن الفرج ‪.‬‬


‫(‪ )2‬جلدها ‪.‬‬
‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬روضة المحبين المنسوب البن القيم ‪ ،‬بتحقيقى ‪ ،‬وقد منَّ هللا تعالى بتحقيقه منذ سنوات وبيان عدم نسبته إلى ابن القيم وبيان صلة النسب لصاحبه ‪.‬‬
‫(‪ )2‬من كتاب الروض العاطر فى نزهة الخاطر للقاضى النفزاوى ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أى أن شعرها سئ ويعتبر‪ a‬البعض كركدة الشعر موطن جمال فى المرأة ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أى ما يتدلى من أسفل الفم منتفخاً‪. a‬‬
‫‪97‬‬
‫كاألقواس ‪ ،‬وظهر له سلول طالع ‪ ،‬وتِرام ليس فيهم من اللحم من شئ ‪ ،‬وفرج واسع بارد منتن وعفونة وماء ‪،‬‬
‫كبيرة الركبتين والرجلين واليدين ‪ ،‬رقيقة الساقين ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فصاحبة هذه الخصال ليس فيها خير وال فيمن يتزوجها ويقربها ‪.‬‬
‫ـ قلت ‪ :‬الناس فى وصف جمال المرأة على طرق ومذاهب شتى ‪ ،‬فالسمينة عند البعض هى جميلة الجميالت ‪،‬‬
‫بينما يرى البعض أن نحيفة الجسم هى األجمل واألفضل ‪ ،‬ومنهم من يقول ‪ :‬البياض شطر الجمال ‪ ،‬واآلخر يقول ‪:‬‬
‫بل هو السمار ‪ ،‬ولكنهم جميعا ً اتفقوا على أن المكروه من النساء ‪:‬‬
‫"كثيرة الحس ‪ ،‬عالية الصوت ‪ ،‬كثيرة الكالم ‪ ،‬خفيفة الرجل ‪ ،‬كثيرة القيل والقال ‪ ،‬نقّالة األخبار ‪ ،‬قليلة كتم‬
‫األسرار ‪ ،‬كثيرة الكذب ‪ ،‬صاحبة األحيال صاحبة الظالل ‪ ،‬همازة ‪ ،‬غمازة ‪ ،‬نمامة ‪ ،‬صاحبة غيبة وضرق‬
‫واشتغال ‪ ،‬كاشفة ألسرار زوجها وفعائلها ‪ ،‬إن قالت كذبت ‪ ،‬وإن وعدت خالفت ‪ ،‬وإن اؤتمنت خانت ‪ ،‬والفاسقة‬
‫والسارقة ‪ ،‬والعياطة ‪ ،‬والشهدارة ‪ ،‬والبهبارة ‪ ،‬وقليلة الدبارة (‪ ، )3‬وكثيرة االشتغال بالناس وعيوبهم ‪ ،‬وكثيرة‬
‫البحث والتفتيش على األخبار الباطلة ‪ ،‬وكثيرة الرقاد ‪،‬كثيرة الشماتة بالمسلمين وبزوجها ‪ ،‬والتى تكون ملسانة‬
‫د ّعاية ‪ ،‬خفيفة ‪ ،‬منتنة الرائحة ‪ ،‬إذا ائتت قتلت ‪ ،‬وإذا مشت أراحت" (‪. )1‬‬
‫وقيل ألعرابى ‪ :‬صف لنا شر النساء ‪ :‬فقال ‪ :‬شرهن النحيفة الجسم ‪ ،‬القليلة اللحم ‪ ،‬المحياض ‪ ،‬الممراض ‪،‬‬
‫لسانها كأنه حربة ‪ ،‬تبكى من غير سبب ‪ ،‬وتضحك من غير عجب ‪ ،‬عرقوبها حديد ‪ ،‬منتفخة الوريد ‪،‬كالمها وعيد ‪،‬‬
‫صوتها شديد ‪ ،‬تدفن الحسنات ‪ ،‬وتفشى السيئات ‪ ،‬تعين الزمان على زوجها ‪ ،‬وال تعين زوجها على الزمان ‪ ،‬إن‬
‫دخل خرجت ‪ ،‬وإن خرج دخلت ‪ ،‬وإن ضحك بكت ‪ ،‬وإن بكى ضحكت ‪ ،‬تبكى وهى ظالمة ‪ ،‬وتشهد وهى غائبة ‪،‬‬
‫قذ دلى لسانها بالزور ‪ ،‬وسال دمعها بالفجور ‪ ،‬ابتالها هللا بالويل والثبور وعظائم األمور ‪ ،‬هذه هى شر النساء ‪.‬‬
‫ـ فما تحب المرأة من أخالق الرجل ؟‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ـ الجواب ‪ :‬قالوا ‪" :‬الذى تحبه المرأة من أخالق الرجال أن يكون سخيا شجاعا صدوقا ‪ ،‬حلو المنطق ‪ ،‬بصيرا بالجد‬
‫والهزل ‪ ،‬وفيا ً بالعهد والوعد ‪ ،‬حليما ً متجمالً لما يرد عليه من تلونهن ‪ ،‬وأن يكون ظريفا ً فى ملبسه ومطعمه‬
‫ومشربه ‪ ،‬وأن يكون كثير اإلخوان معتنيا ً بقضاء حوائجهن غير متكره لذلك ‪ ،‬وال ضيق الصدر ‪ ،‬وأن يكون متجنبا ً‬
‫لمعاشرة األوضاع والسفلة و َمن ال خير فيه ‪ ،‬بل من يشاكله فى الظرف والزى والخلق ‪.‬‬
‫ومن دواعى المودة منهن أن يكون الرجل نظيف الثغر ويتفقد ذلك بالسواك (‪ )2‬واألشياء المطيبة للنكهة ‪ ،‬نظيف‬
‫اليدين والرجلين ‪ ،‬واألظفار يقلمها (‪ ، )3‬حسن الثياب ‪ ،‬طيب الرائحة ‪.‬‬
‫فإذا اجتمع مع هذه األوصاف كثرة المال والكرم فذاك الكامل عندهم ‪ ،‬المحبوب إليهن (‪. )1‬‬
‫ـ وما يزيد فى شهوة الرجل ‪:‬‬
‫وقيل أن مما يزيد فى الشهوات ويحبب بعضهم إلى بعض ‪ :‬المذاكرة والمحادثة ‪ ،‬والعمدة فى هذا كله فراغ القلب‬
‫وإدخال السرور عليه ‪.‬‬
‫وقيل أن الذى يحرك شهوة الرجال للنساء تحريكها عجيزتها وتغنجها فى كالمها وترجيعها بطرفيها وضربها‬
‫كفيها على ذكر الرجل وعركه (‪ )2‬وشخرها ونخرها (‪ )3‬عند الجماع ‪ ،‬وكشف حرها وأخذ يد الرجل ووضعها عليه ‪،‬‬
‫وكشف محاسن بدنها وإسبال شعرها ‪ ،‬وتقبيلها له قائما ً منتصبا ً (‪ ، )4‬فإن حرها يختلج ويضرب عليها ‪ ،‬فإذا جسته‬
‫ولعبت به استرخت مفاصلها وذابت وهدأت حركتها ‪ ،‬وإذا أخذته بيدها تفتقت شقائقها من داخل رحمها (‪. )5‬‬
‫(‪ )2‬من كتاب الروض العاطر فى نزهة الخاطر للقاضى النفزاوى ‪.‬‬
‫(‪ )3‬الشهدارة والبهبارة‪ a‬والدبارة ‪ :‬أى الفحش والنميمة وقلة الذرية مع الحماقة ‪.‬‬
‫(‪ )1‬من كتاب الروض العاطر فى نزهة الخاطر للقاضى النفزاوى ‪.‬‬
‫(‪ )2‬كان ‪ r‬أول ما يدخل بيته يبدأ بالسواك ‪ ،‬وهذا ال ُخلق يفتقده الكثير من أزواج اليوم ‪ ،‬وهو االهتمام بنظافة الثغر والتسوك دفعا ً للروائح الكريهة التى تؤدى إلى نفرة الزوجة أو من‬
‫يحدث ‪ ،‬كما يجب على المرأة مثل هذا ‪ ،‬وهو االهتمام بنظافة الفم ورائحته عامة وعند الجماع خاصة ‪.‬‬
‫(‪ )3‬انظر التعليق السابق ‪.‬‬
‫(‪ )1‬من كتاب الروض العاطر فى نزهة الخاطر للقاضى النفزاوى ‪.‬‬
‫(‪ )2‬سئل اإلمام أبا حنيفة ‪ :‬هل يجوز للرجل أن يمس فرج امرأته ‪ ،‬أو المرأة تمس فرج زوجها ؟ قال ‪ :‬نعم ولعله أعظم لألجر ‪.‬‬
‫(‪ )3‬شخر المرأة ونخرها وإن تعاطى الرجل التؤهات والحركات النعامة الحالمة والرعشة بين بين يديه عند اقترابه منها ‪ ،‬والتقلب يمنة ويسرة ‪ ،‬كل هذا مما يزيد فى شهوة الرجل‬
‫وتعلقه أكثر بها ‪ ،‬واستمتاع الطرفين بالجماع ‪.‬‬
‫(‪ )4‬ال حرج فى استمتاع المرأة بفمها فرج زوجها أو العكس ‪.‬‬
‫(‪ )5‬ومس المرأة فرجها بيمينها وشمالها جائز وكذلك مسها ذكر زوجها أو سيدها بيمينها أو بشمالها جائز برهان ذلك أن كل ما ذكرنا فال نص فى النهى‬
‫(وقَ ْد فَص ََّل لَ ُكم َّما َح َّر َم َعلَ ْي ُك ْم إِالَّ َما اضْ طُ ِررْ تُ ْم إِلَ ْي ِه) ‪ ،‬المحلى (‪. )77\2‬‬
‫عنه وكل ما ال نص فى تحريمه فهو مباح بقول هللا تعالى ‪َ :‬‬
‫‪98‬‬
‫واعلم أن كل ما يحرك الرجل من النظر والكالم واللمس يحرك من المرأة أضعاف ذلك ‪.‬‬
‫ـ هل لممارسة الجنس سن معين تنتهى عنده ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬يظن البعض أن الجنس عند الرجل يقل أو ينتهى عند فترة زمنية معينة ‪ ،‬وهذا خطأ ‪ ،‬فالجنس أو‬
‫العملية الجنسية والمعاشرة الجنسية ال صلة لها البتة بوصول الرجل إلى سن معين ‪ ،‬بل يستطيع الرجل أن يمارس‬
‫العملية الجنسية ما دامت عنده القدرة على هذا ‪ ،‬وان بلغ من العمر السبعين أو أكثر ‪ ،‬وكذا هو عند المرأة ‪.‬‬
‫ـ ومن أسباب الشهوة وما يقوي على الجماع ‪:‬‬
‫اعلم أن أسباب شهوة الجماع ستة ‪:‬‬
‫حرارة الصبا ‪ ،‬وكثرة المنى ‪ ،‬والتقرب فيمن يشتهى ‪ ،‬وحسن الوجه ‪ ،‬وأطعمة معروفة ‪ ،‬والمالمسة ‪.‬‬
‫وثمانية أشياء تقوى على الجماع وتعين عليه ‪ ،‬وهى ‪ :‬صحة البدن ‪ ،‬وفراغ القلب من الهموم ‪ ،‬وجالء النفس ‪،‬‬
‫وكثرة الفرح ‪ ،‬وحسن الغذاء ‪ ،‬واختالف واأللوان ‪ ،‬وكثرة المال ‪ ،‬ومشاهدة الحيوانات وهى تمارس العملية الجنسية‬
‫‪.‬‬
‫ـ ما هى األعشاب واألطعمة المقوية للشهوة ؟‬
‫ـ ومن األطعمة المقوية للشهوة المعينة على طول الجماع ‪ :‬الحبة السوداء‪،‬البصل ‪ ،‬الزنجبيل ‪ ،‬الفجل ‪،‬‬
‫الجرجير ‪ ،‬الحمص ‪ ،‬الكراث ‪ ،‬اللوبيا ‪ ،‬الجزر ‪ ،‬الجوز ‪ ،‬اللوز ‪ ،‬الموز ‪ ،‬الحمص ‪ ،‬الفلفل ‪ ،‬السمسم ‪ ،‬الصنوبر‪، a‬‬
‫الزعفران ‪ ،‬الحلبة ‪ ،‬الفستق ‪ ،‬البندق ‪ ،‬التين ‪ ،‬الحبهان ‪ ،‬جوزة الطيب ‪ ،‬القرنفل ‪ ،‬التمر هندى ‪ ،‬العنب ‪ ،‬الحمام ‪،‬‬
‫التفاح ‪ ،‬الكركديه ‪.‬‬
‫ومنها أيضا ً ‪ :‬األلبان ‪ ،‬خاصة لبن البقر واإلبل ‪ ،‬األسماك وخاصة الجمبرى ‪ ،‬لحوم الضأن والجدى الذكر السمين‬
‫‪ ،‬البيض خاصة الصفار ‪ ،‬العسل ‪ ،‬العصافير ‪ ،‬بيض السمك ‪ :‬الكفيار ‪ ،‬الكوارع ‪ ،‬الزبيب ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬الجوز المشوى بتمر يقوى جداً على الباه ‪ ،‬والحمص المطبوخ باللحم والبصل الكثير المقلى بالسمن‬
‫ويضاف إليه بيض ويقلى الجميع ‪ ،‬وصفار البيض يقلى ثم يصب عليه العسل الكثير ويؤكل بالخبز ‪.‬‬
‫ـ وقيل ‪ :‬الزنجبيل اليابس إذا دق وشرب بلبن بقر غلى الريق حرك شهوة الجماع ‪ ،‬والموز يحرك شهوة الجماع‬
‫ويزيد فى المنى ‪ ،‬واأللبان كلها تدفع ضرر الجماع ‪.‬‬
‫ـ وبعض األطباء يصف خلطة تتكون من عدة نباتات مثل القرع والشمام والبطيخ األصفر والخيار الذى يجب أن‬
‫يُقشر ثم تسحق هذه المكونات سحقا ً ناعما ً ثم يمزج المسحوق مع كمية من سكر النبات الناعم لتحسين الطعم ويؤخذ‬
‫منه ثالث مالعق متوسطة كل يوم بشكل دائم أو حتى تتحسن الحالة وبفضل لمدة مائة يوم ‪.‬‬
‫ـ وبعض األطباء أيضا ً يؤكد على وضفة أخرى تعتمد على كوب عسل ونصف كوب بصل ‪ ،‬ويقلى المزيج سويا ً‬
‫حتى يتبخر العسل وتنعدم رائحته تماما ً من العسل ‪ ،‬وتؤخذ منه ملعقة بعد كل أكلة ‪ ،‬وهذا المزيج مفيد جداً ‪.‬‬
‫ـ وكذلك يفيد البصل المشوى والفستق وطلع النخل ‪ ،‬وهذا المزيج مفيد جداً وال أثر له جانبي على الصحة ‪.‬‬
‫ـ ويؤكد بعضهم على أهمية "القرفة" حيث أنها تعمل على تنبيه الجنس ‪ ،‬وتستعمل القرفة بعد سحقها فيؤخذ منها‬
‫مقدار نصف جرام فقط مع قليل من الماء مرتين إلى أربعة مرات يوميا ً ‪ ،‬ويمكن إضافة مسحوق القرفة إلى القهوة‬
‫أو الشاى دون تغيير فى طريقة االستعمال ‪.‬‬
‫ـ هذا باإلضافة إلى تناول الحبة السوداء مطحونة قدر ملعقة ‪ ،‬وتضرب فى سبع بيضات بلدى وتؤخذ يوما ً بعد‬
‫يوم ‪ ،‬لمدة شهر تقريبا ً ‪ ،‬ويمكن تناول ثالثة فصوص ثوم بعد كل مرة منعا ً للكوليسترول ‪.‬‬
‫ـ ومن األغذية القاطعة للباه ‪ :‬الكافور ‪ :‬استعماله يقطع الباه ‪ ،‬وان شرب كان أقوى ‪ ،‬والكزبرة اليابسة ‪ :‬إذا نقعت‬
‫فى ماء وشرب نقيعها بسكر أو عسل قطع االنعاظ (االنتشار) ويبس المنى ‪ ،‬العدس ‪ :‬إذا طبخ بالعسل قلل شهوة‬
‫الجماع ‪ ،‬الرجلة ‪ :‬تضعف شهوة الجماع ‪.‬‬
‫ـ هل لإليحاء عمل فى العملية الجنسية ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬للعامل النفسى واإليحاء أثر كبير فى نجاح العملية الجنسية أو فشلها ‪ ،‬فالرجل يستطيع أن يتغلب‬
‫على ضعف العملية الجنسية أو عدم االنتصاب باإليحاء الذاتى بقوته الجنسية وقدرته على إنجاحها أو فشلها ‪ ،‬وكما‬
‫يُقال ‪" :‬من يخاف من العفريت يطلع له" ! فمن يخشى فشله عند الجماع سيفشل ‪ ،‬ومن أقنع نفسه واقتنع بنجاحه‬
‫سينجح ‪.‬‬
‫ـ فهل للثديين مهمةـ جنسية عند المرأة ؟‬
‫‪99‬‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬بل هما من أهم األماكن إثارة عند المرأة ‪ ،‬ومداعبة الرجل لهما يعجل باإلنزال عندها ‪ ،‬قال تعالى‬
‫ب)‪( a‬الطارق ‪ )7 :‬والترائب ‪ :‬أى صدر المرأة ‪.‬‬ ‫ب َوالتَّ َرائِ ِ‬ ‫عن ماء الرجل والمرأة أنه ‪( :‬يَ ْخ ُر ُج ِمن بَي ِْن الصُّ ْل ِ‬
‫ـ هل من سبب للبرود الجنسى عند المرأة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬قد يكون البرود الجنسى عند المرأة ناتجا ً من عوامل نفسية كجهل الزوج بفن المداعبة والمالعبة‬
‫واستثارة المرأة ‪ ،‬أو خوفها هى من فشل العملية الجنسية أو سرعة القذف عند الرجل أو إهماله لها ‪ ،‬أو سوء‬
‫المعاملة او إنشغال الذهن أو الخوف من الحمل ونحو هذا ‪.‬‬
‫وعلى المرأة التى تعانى البرود الجنسى أن تحاول جاهدة فى مساعدة زوجها كى يصل بها إلى حالة النشوة‬
‫والشعور باللذة الجنسية ‪ ،‬فال تتركه وحده يغرس وال يجد األرض الصالحة التى تشتاق إلى غرسه وزرعه ‪ ،‬كما أن‬
‫على الزوج أن ال يم َّل ـ وال الزوجة ـ البحث عن مناطق اإلثارة عند زوجته واللعب على أوتارها ‪ ،‬وليعلم أن هذا‬
‫حق زوجته عليه بل هو من أهم حقوقها وليحفظ على نفسه أهله وبيته ‪.‬‬
‫ـ فما العالج ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬العالج يكون بإبطال األسباب ! ‪.‬‬
‫ـ ما هو الشبق ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬الشبق هو اإلحساس وطلب النفس للجنس ‪ ،‬واإلشباع الجنسى ‪.‬‬
‫ـ ما هى أسباب الشبق عند النساء ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬إن شعور المرأة بالشبق الجنسى وطلب النفس لها بصورة ُملِحة عند المرأة يرجع إلى أسباب عديدة ‪،‬‬
‫منها ‪:‬‬
‫زيادة الهرمونات األنثوية لدى المرأة مما يؤدى بدوره إلى تضخم البظر عندها وشعورها بالحاجة إلى الجنس ‪،‬‬
‫الفراغ العقلى والنفسى واالبتعاد عن أسباب الحصانة الدينية ‪ ،‬أو إهمال المرأة فى النظافة الجسدية ألعضائها‬
‫التناسلية بصورة جيدة ‪.‬‬
‫ـ والعالج ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬العالج بمضادات أسباب الشبق الجنسى ‪.‬‬
‫ـ هل تحتلم المرأة كما يحتلم الرجل ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬روى مسلم فى صحيحه عن أم سليم ‪ " :‬أنها سألت رسول هللا‪ r‬عن المرأة ترى فى منامها ما يرى‬
‫الرجل فى منامه ‪ ،‬فقال رسول هللا‪ r‬إذا رأت ذلك المرأة فلتغتسل ‪ ،‬فقالت أم سلمة ‪ :‬واستحييت من ذلك ‪ ،‬قالت ‪:‬‬
‫وهل يكون هذا ؟ فقال رسول هللا ‪ : r‬فمن أين يكون الشبه ‪ ،‬إن ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر‬
‫فمن أيهما عال أو سبق يكون منه الشبه" ‪ ،‬وفى رواية عند اإلمام مسلم أيضا ً ‪" :‬إذا عال ماؤها ماء الرجل أشبه الولد‬
‫أخواله وإذا عال ماء الرجل ماءها أشبه الولد أعمامه" ‪.‬‬
‫ـ أحيانا ً يذكر الرجل ـ أو المرأة ـ أنه احتلم ‪ ،‬ثم إذا استيقظ ال يج‪aa‬د م‪aa‬اء ‪ ،‬فه‪aa‬ل علي‪aa‬ه الغس‪aa‬ل ‪ ،‬أو ال ي‪aa‬ذكر احتالم‪a‬ا ً ثم‬
‫يُصبح فيجد الماء ‪ ،‬فهل عليه غسل ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬روى اإلمام أبو داود ومن طريقه البيهقى عن عائشة قالت ‪ُ " :‬سئِ َل َرسُو ُل هَّللا ِ ‪َ r‬ع ِن ال َّر ُج ِل يَ ِج ُد ْالبَلَ َل َواَل‬
‫ت أُ ُّم َسلَ َمةَ ‪ :‬يَا‬ ‫يَ ْذ ُك ُر احْ تِاَل ًما ؟ قَا َل ‪ :‬يَ ْغتَ ِس ُل ‪َ ،‬وع َِن ال َّر ُج ِل يَ َرى أَنَّهُ قَ ِد احْ تَلَ َم َولَ ْم يَ ِج ْد بَلَاًل ؟ قَا َل ‪ :‬اَل ُغ ْس َل َعلَ ْي ِه ‪ ،‬قَالَ ْ‬
‫ال " (‪. )1‬‬ ‫ال ‪ :‬نَ َع ْم ‪ ،‬إِ َّن النِّ َسا َء َشقَائِ ُ‬
‫ق ال ِّر َج ِ‬ ‫ُول هَّللا ِ هَلْ َعلَى ْال َمرْ أَ ِة تَ َرى َذلِكَ ُغ ْس ٌل ؟ قَ َ‬
‫َرس َ‬
‫ـ فما أهمية ومكانة الجنس عند المرأة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬إن الحياة الزوجية ليس حياة جنسية فحسب ‪ ،‬بل هى إتباع لكتاب هللا تعالى وسنة رسوله ‪ ، r‬وما فى‬
‫الزواج من الفوائد العظيمة من حفظ األنساب وإفراغ الشهوة عند الرجل والمرأة فى موضعها الصحيح الحالل ‪،‬‬
‫والتكاثر الذى حثنا عليه النبى ‪ ، r‬وإخراج النشأ الذى يحمل راية التوحيد عالية خفاقة ‪ ،‬إلى غير ذلك الكثير من‬
‫فوائد الزواج التى تقدم بعضها فى أول الكتاب ‪ ،‬فالجنس عند الرجل يأخذ مرتبة متأخرة بخالف المرأة ‪ ،‬كما أن‬
‫للعملية الجنسية عند الزوجة مكانتها ‪ ،‬ولكن يعلو هذه المكانة والمرتبة أن يمرر الرجل أصابعه خالل شعرها ‪.‬‬
‫أن تضع المرأة خدها على كف أو صدر زوجها ‪.‬‬ ‫‪ㅂ‬‬

‫(‪ )1‬تقدم ‪.‬‬


‫‪100‬‬
‫لمسة حانية من زوجها تغنيها عن الجماع ‪.‬‬ ‫‪ㅅ‬‬
‫إن لمسة الحنان تراها المرأة من زوجها تأجج الحب فى قلبها ‪.‬‬ ‫‪ㅇ‬‬
‫أن يهمس فى أذنها ‪ :‬أحبُك ‪ ،‬فاألهم من جماع الزوجة أن تشعر بحب زوجها لها فى كل حركة وسكنة وكلمة‬ ‫‪ㅈ‬‬
‫ولمسة منه لها ‪ ،‬فال تظن أخى أن سعادة المرأة وحظها مقصور فقط على العملية الجنسية أو الفراش ! فالحب ليس‬
‫إال فصالً من حياة الرجل ‪ ،‬ولكنه كل الفصول وحياة المرأة ‪ ،‬بل له تعيش وعنه تبحث ‪.‬‬
‫ـ فماذا تقول فيما يسمونهـ بـ"الحب العذرى" ‪ ،‬وهو الحب الروحى كما يطلقون عليه ‪ ،‬فال جماع فيه وال نكاح ‪،‬‬
‫فهل هناك حب بال جماع وال نكاح بين الزوجين ؟‬
‫ـ الجواب ‪" :‬قال أبو الهذيل العالف ‪ :‬ال يجوز فى دور الفلك وال فى تركيب الطبائع وال فى الواجب وال فى الممكن‬
‫أن يكون محب ليس لمحبوبه إليه ميل ‪ ،‬وإلى هذا المذهب ذهب أبو العباس الناشىء حيث يقول ‪:‬‬
‫حر الهوى تجدين ما أجد‬ ‫عيناك شاهـدتان أنـك مـن‬
‫ِ‬
‫تتجلديــن ومـا بنا جلـد‬ ‫مضض‬
‫ٍ‬ ‫بـك ما بنا لكن على‬
‫وقال أبو عيينه ‪:‬‬
‫كالنا يقاسى الليـل وهـو مسهد‬ ‫تبيت بنا تهذى وأهـذى بذكرها‬
‫كذاك أراها فى الكرى حين أرقد‬ ‫وما رقـدت إال رأتنـى ضجيعها‬
‫وأسألها يقظــان عنــه فتجحــد‬ ‫تقــر بذنبـى حيـن أغفو ونلتقى‬
‫تجلــد أحيانــا ً ومـا لـى تجلـد‬ ‫كالنا سواء فـى الهوى غير أنها‬
‫وقال عروة بن أذينة ‪:‬‬
‫خلقت هواك كما خلقت هوى لها‬ ‫إن التــى زعمــت فـؤادك ملها‬
‫أبــدى لصاحبــه الصبابــة كلهـا‬ ‫فبــك الذى زعمت بها فكالكما‬
‫فإذا تشاكلت النفوس وتمازجت األرواح وتفاعلت تفاعلت عنها األبدان وطلبت نظير االمتزاج والجوار ال‪aa‬ذي بين‬
‫األرواح ‪ ،‬فإن البدن آلة الروح ومركبه ‪ ،‬وبهذا ركب هللا سبحانه ش‪aa‬هوة الجم‪aa‬اع بين ال‪aa‬ذكر واألن‪aa‬ثى طلب ‪a‬ا ً لالم‪aa‬تزاج‬
‫واالختالط بين البدنين كما هو بين الروحين ‪ ،‬ولهذا يسمى جماعا ً وخالط‪a‬ا ً ونكاح‪a‬ا ً وإفض‪aa‬اء ؛ ألن ك‪aa‬ل واح‪aa‬د منهم‪aa‬ا‬
‫يفضي إلى صاحبه فيزول الفضاء بينهما ‪.‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬فهذا يوجب تأكد الحب بالجماع وقوته به ‪ ،‬والواقع خالفه ‪ ،‬فإن الجماع يطفئ نار المحبة ويبرد‬
‫حرارتها ويسكن نفس المحب ‪.‬‬
‫قيل ‪ :‬الناس مختلفون فى هذا فمنهم من يكون بعد الجماع أقوى محبة وأمكن وأثبت مما قبله ‪ ،‬ويكون بمنزلة من‬
‫وصف له شئ مالئم فأحبه فلما ذاقه كان له أشد محبة وإليه أشد اشتياقا ً ‪ ،‬وقد ثبت في الصحيح عن النبى‪ r‬في‬
‫حديث عروج المالئكة إلى ربهم أنه سبحانه يسألهم عن عباده وهو أعلم بهم فيقولون ‪" :‬إنهم يسبحونك ويحمدونك‬
‫ويقدسونك ؟ ‪ ،‬فيقول ‪ :‬وهل رأونى ؟ فيقولون ‪ :‬ال ؟ فيقول ‪ :‬فكيف لو رأونى ؟! تقول المالئكة ‪ :‬لو رأوك لكانوا أشد‬
‫تسبيحا ً وتقديسا ً وتمجيداً ‪ ،‬ثم يقولون ‪ :‬ويسألونك الجنة ‪ ،‬فيقول ؟ وهل رأوها ؟ فيقولون ‪ :‬ال فيقول ‪ :‬فكيف لو رأوها‬
‫؟ فتقول المالئكة ‪ :‬لو رأوها لكانوا أشد لها طالبا ً "وذكر الحديث ‪ ،‬ومعلوم أن محبة من ذاق الشيء المالئم وعدم‬
‫صبره عنه أقوى من محبة من لم يذقه ‪ ،‬بل نفسه مفطومة عنه ‪ ،‬والمودة التي بين الزوجين والمحبة بعد الجماع‬
‫أعظم من التي كانت قبله ‪ ،‬والسبب الطبيعى أن شهوة القلب ممتزجة بلذة العين ‪ ،‬فإذا رأت العين اشتهى القلب ‪،‬‬
‫فإذا باشر الجس ُم الجس َم اجتمع شهوة القلب ولذة العين ولذة المباشرة ‪ ،‬فإذا فارق هذه الحال كان نزاع نفسه إليها أشد‬
‫وشوقه إليها أعظم ‪ ،‬كما قيل ‪:‬‬
‫إذا دنت الديا ُر من الديا َر‬ ‫وأكثر ما يكون الشوق يوما ً‬
‫ولذلك يتضاعف األلم والحسرة على من رأى محبوبه أو باشره ثم حيل بينه وبينه ‪ ،‬فتضاعف ألمه وحسرته فى‬
‫مقابلة مضاعفة لذة من عاوده ‪ ،‬وهذا فى جانب المرأة أقوى ‪ ،‬فإنها إذا ذاقت عسيلة الرجل وال سيما أول عسيلة لم‬
‫تكد تصبر عنه بعد ذلك ‪ ،‬قال أيمن بن خريم ‪:‬‬
‫ويحى اجتناب الخالط العتابا‬ ‫يميت العتابُ خالطَ النساء‬

‫‪101‬‬
‫وتزوج زهير بن مسكين الفهرى جارية ولم يكن عنده ما يرضيها به ‪ ،‬فلما أمكنته من نفسها لم تر عنده ما‬
‫ترضى به فذهبت ولم تعد ‪ ،‬فقال فى ذلك أشعاراً كثيرة منها ‪:‬‬
‫كفاك أما شئ لديك سوى القبل‬ ‫تقــول وقــد قبَّلتها ألــفَ قبلة‬
‫فقلت لها حب على القلب حفظه وطـول بكاء تستفيض لـه المقل‬
‫من الحب فى قول يخالفه الفعل‬ ‫فقالت لعمر هللا مـا لــذة الفتـى‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫فقـالـــت حبـلنــا حبــل انقطــاع‬ ‫رأت حبـــى سعـاد بـال جماع‬
‫متــاع منــك يـدخــل فــى متاعى‬ ‫ولســت أريــد حبــا ً ليس فيه‬
‫لمـــا أرضيــت‪ a‬إال بالجــمــــاع‬ ‫فلــو قبـلتنـــى ألفــا ً وألفــا ً‬
‫يـرى المحبــوب كالشــئ المضاع‬ ‫إذا ما الصب لم يك ذا جماع‬
‫وداعيــة ألهــل العشـــق داعـــى‬ ‫جمــاع الصـب غـاية كل أنثى‬
‫فإنــك بعــد هــذا لــن تـراعـــى‬ ‫فقلــت لهــا وقــد ولت تعالى‬
‫خلــى عــن جمـاعــك لـن تطاعـى‬ ‫وإنــك لــو سـألــت بقاء يوم‬
‫وال أهـــالً بــذى الخنــع اليـــراع‬ ‫فقـالـــت مـرحبــا ً بفتـى كريم‬
‫يُــرى فــى البيــت مـن سقط المتاع‬ ‫إذا مـا البعـل لـم يك ذا جماع‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫فكم زورة منــى قصدتك خاليا ً‬ ‫ولمــا شكوت الحب قالت كذبتنى‬
‫قعدت وحاجات الفؤاد كما هيا‬ ‫فمــا حــل فيهـا مـن إزار للـــذة‬
‫ويرجـع بعد الورد ظمآن صاديا ً‬ ‫وهــل راحــة للمـرء فى ورد منهل‬
‫وقال العباس بن األحنف ‪:‬‬
‫وصالً يجل على كل اللذاذات‬ ‫يصف وصل لمعشوقين لــم يذقا‬ ‫ْ‬ ‫لم‬
‫وقال هدبة بن الخشرم ‪:‬‬
‫نفــث الرقــى وعقدك التمائما‬ ‫وهللا مــا يشـفى الفـؤاد الهائمـا‬
‫وال اللــزام دون أن تفــاعــما‬ ‫وال الحديــث دون أن تـالزمــا‬
‫وتعلــو القـوائـــ ُم القـوائمـــا‪a‬‬ ‫وال الفعــام دون أن تفــاقمـــا‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫فــى نظــرة قضـــت الـوطــــر‬ ‫قـــوال لعــاتـكــــة‪ a‬التـــى‬
‫وال أريــــــدك‪ a‬للنــظــــــــر‪a‬‬ ‫إنـــى أريــدك للنــكــــاح‬
‫لقنـعـــت عنـــها بالقمــــــر‪a‬‬ ‫لــو كــان هــذا مقــنعـــى‪a‬‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫ووضــع للبطون علــى البطون‬ ‫دواء الحــب تقبيــل وشــم‬
‫وأخـذ بالمناكــب والقــــرون‬ ‫ورهــز تــذرف العينــان منـه‬
‫وقالت امرأة وقد طُلِبت منها المحادثة ‪:‬‬
‫بشـــم‬
‫ٍ‬ ‫بتقبيــــل وال‬
‫ٍ‬ ‫وال‬ ‫ليــس بهــذا أمـرتنــى‪ a‬أمـى‬
‫يسقـط منه خاتمى فى كمى‬ ‫لكــن جماعـا ً قد يسلى همى‬ ‫ْ‬
‫وقد كشف الشاعر سبب ذلك حيث يقول ‪:‬‬
‫أجــدى وزادت لوعة وغرام‬ ‫لـو ضـم صـبٌ إلفه ! ألفا ً لما‬
‫فتألفـت مــن بعدها األجسام‬ ‫أرواحهم مــن قبـل ذاك تألفت‬
‫وقال المؤلف ‪:‬‬
‫وقلت لــه أشكو إلـى الشيخ حاليا‬ ‫سألت فقيــه الحب عن علة الهوى‬
‫بأحشاء مــن تهوى إذا كنت خاليا‬ ‫فقال دواء الحب أن تلصق الحشا‬
‫وتلثمـــه حتــى يــرى لــك ناهيـا‬ ‫وتتحــدا مــن بعــد ذاك تعـانقـا‬
‫‪102‬‬
‫علــى األمـن مـا دام الحبيب مؤاتيا‬ ‫فتقضـى حـاجــات الفـؤاد بأسرها‬
‫وصــال بــه الرحمــن تلقــاه راضيا ً‬ ‫إذا كـان هـذا فـي حــال ٍل فحبذا‬
‫عــذاب بــه تلقــى العنــا والمكاويا‬ ‫وإن كــان هــذا فــى حـرام فإنه‬
‫قال هؤالء ‪ :‬وال يستحكم الحب إال بعد أن يشق الرجل رداءه وتشق المرأة المعشوقة برقعها كما قال الشاعر ‪:‬‬
‫دواليــك حتــى كلنـا غير النس‬ ‫إذا شــق بــرد شــق بالبرد برقـع‬
‫فكــم قــد شققنا مـن رداء محبر ومــن برقــع عن طفلة غير عانس‬
‫ولما بلغ بعض الظرفاء قول المأمون ‪ :‬ما الحب إال قبلة ‪ ،‬األبيات ‪ ،‬قال ‪ :‬كذب المأمون ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬
‫فـــــوا ويــــالً إذا فـــــرخ‬ ‫وبــاض الحــــب فـــى قلبـــى‬
‫إذا لـــم أكنــــس البــربـــخ‪a‬‬ ‫ومـــــا ينفعنــــــى حبــــــى‬
‫خــرجيـــه علــى المطبـــــخ‪a‬‬ ‫وإن لــــــم‪ a‬يضـــــع األصلــع‬
‫وقال ابن الرومى ‪:‬‬
‫أعانقـــها والنفـــس‪ a‬بعـد مشوقة إليهــا وهــل بعد العناق تدانى‬
‫فيشتـــد مــا ألقـى من الهيمان‬ ‫وألثــم فاهــا كـى تـزول صبابتى !‬
‫ليشفيـــه مــا تـرشـــف الشفتان‬ ‫ولم يـك مقدار الذي بى من الجوى‬
‫سـوى أن أرى الروحيـن تمتزجان‬ ‫كـأن فؤادى ليــس يشفــى غليلــه‬
‫ـ ورأت طائفة أن الجماع يفسد العشق ويبطله أو يضعفه واحتجت بأمور منها ‪ :‬أن الجماع هو الغاية التي تطلب‬
‫بالعشق فما دام العاشق طالبا ً فعشقه ثابت ‪ ،‬فإذا وصل إلى الغاية قضى وطره وبردت حرارة طلبه وطفئت نار‬
‫عشقه ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وهذا شأن كل طالب لشيء إذا ظفر به ‪ ،‬كالظمآن إذا روى والجائع إذا شبع ‪ ،‬فال معنى للطلب بعد‬
‫الظفر ‪ ،‬ومنها ‪ :‬أن سبب العشق فكرى وكلما قوى الفكر زاد العشق ‪ ،‬وبعد الوصول ال يبقى الفكر ‪ ،‬ومنها ‪ :‬أنه قبل‬
‫الظفر ممنوع والنفس مولعة بحب ما منعت منه كما قال ‪:‬‬
‫وزادنــى كلفــا ً فــى الحــب أن منعت أحــب شــئ إلـى اإلنسان مـا منعا‬

‫وقال اآلخر ‪:‬‬


‫فتطاردى لى بالوصال قليالً‬ ‫لوال طراد الصيد لم تك لذة‬
‫قالوا ‪ :‬وكانت الجاهلية الجهالء في كفرهم ال يرجون ثوابا ً وال يخافون عقابا ً ‪ ،‬وكانوا يصونون العشق عن‬
‫الجماع ‪ ،‬كما ذكر أن أعرابيا ً علق امرأة فكان يأتيها سنين وما جرى بينهما ريبة ‪ ،‬قال ‪ :‬فرأيت ليلة بياض كفها في‬
‫ليلة ظلماء فوضعت يدي على يدها ‪ ،‬فقالت ‪ :‬مه ‪ ،‬ال تفسد ما صلح ‪ ،‬فإنه ما نكح حب إال فسد ‪ ،‬فأخذ ذلك المأمون‬
‫فقال ‪:‬‬
‫كـــف وعضـــــد‬‫ٍ‬ ‫وغمـــز‬ ‫مـــا الحـــب إال نظـــرة‬
‫أو كتــــب فيهــــا رقــى أجـــل مــن نفـــث العقــد‬
‫إن نكـــح الحــــب فســـد‬ ‫مــا الحــب إال هـكــــذا‬
‫فإنــمـــــا يبغــــى‪ a‬الولــد‬ ‫مـــن كــان هــذا حبــــه‬
‫وهوة آخ ٌر امرأة فدام الحال بينهما فى اجتماع وحديث ونظر ‪ ،‬ثم إنه جامعها ‪ ،‬فقطعت الوصل بينهما فقال ‪:‬‬
‫لو لـم أواقـع دام لـى وصلها فليتنــى ال كنــت واقعتــها‬
‫وقيل آلخر شكا فراق محبوبة له ‪:‬‬
‫أكثــرت من وطئها والوطء مسأمة فارفق بنفسك إن الرفق محمود‬
‫قال األصمعى ‪ :‬قلت ألعرابية ما تعدون العشق فيكم ؟ قالت ‪ :‬العناق والضمة والغمزة والمحادثة ‪ ،‬ثم قالت ‪ :‬يا‬
‫حضرى ‪ :‬فكيف هو عندكم ؟ قلت ‪ :‬يقعد بين شعبها األربع ثم يجهدها ‪ ،‬قالت ‪ :‬يا ابن أخى ما هذا عاشق هذا طالب‬
‫ولد ‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫وسئل أعرابى عن ذلك فقال ‪ :‬مص الريق ولثم الشفة واألخذ من أطايب الحديث ‪ ،‬فكيف هو فيكم أيها الحضرى ؟‬
‫فقال ‪ :‬العفس الشديد والجمع بين الركبة والوريد ‪ ،‬ورهز يوقظ النائم ويشفى القلب الهائم ‪ ،‬فقال ‪ :‬باهلل ما يفعل هذا‬
‫العدو الشديد ‪ ،‬فكيف الحبيب الودود ‪.‬‬
‫والمقصود ‪ :‬أن هذه الفرقة رأت أن الجماع يفسد العشق ‪ ،‬فغارت عليه مما يفسده وإن لم تتركه ديانة ‪ ،‬ويحكى أن‬
‫رجالً عشق امرأة فقالت له يوما ً ‪ :‬أنت صحيح الحب غير سقيمه ‪ ،‬وكانوا يسمون الحب على الخنا الحب السقيم ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقالت ‪ :‬اذهب بنا إلى المنزل ‪ ،‬فما هو إال أن حصلت فى منزله فلم يكن له همة غير جماعها ‪ ،‬فقالت له‬
‫وهو كذلك ‪:‬‬
‫أسرفت فى وطئنا والوطء مقطعة فارفق بنفسك إن الرفق محمود‬
‫فقال لها وهو على حاله ‪:‬‬
‫لو لم أطأك لما دامت محبتنا لكن فعلى هــذا فعــل مجهود‬
‫فنفرت من تحته وقالت ‪ :‬يا خبيث أراك خالف ما قلت من صحة الحب ‪ ،‬ولم تجعل جماعى إال سببا ً لذهاب‬
‫سقف أبداً‬
‫ٌ‬ ‫حبك ‪ ،‬وهللا ال ضمنى وإياك‬
‫ـ وفصل الخطاب بين الفريقين أن الجماع الحرام يفسد الحب وال بد أن تنتهي المحبة بينهما إلى المعاداة والتباغض‬
‫والقلى كما هو مشاهد بالعيان ‪ ،‬فكل محبة لغير هللا آخرها قلى وبغض فكيف إذا قارنها ما هو من أكبر الكبائر"(‪. )1‬‬
‫ـ فماذا للرجل من زوجته وهو صائم ؟‬
‫ـ للرجل من زوجته وهو صائم ‪ :‬القبلة ‪ ،‬وهذا ال ينقض الوضوء‪ a‬كما يظن الكثير ‪ ،‬فقد صح عن أم المؤمنين‬
‫عائشة ـ رضى هللا عنها ـ أنها قالت ‪" :‬قبَّل رسول هللا ‪ r‬بعض نسائه ‪ ،‬ثم خرج إلى المصلى ولم يتوضأ" (‪. )1‬‬
‫ـ هذا لمن يملك نفسه ـ فال يتجاوز القبلة ‪ ،‬وأما من ال يملك نفسه فليس له ذلك حتى ال يفسد على نفسه صيامه ‪.‬‬
‫ـ فماذا على من وقع على أهله فى نهار رمضان ؟‬
‫ُ‬
‫وقعت على‬ ‫ُ‬
‫هلكت ‪ ،‬قال ‪ :‬وما أهلكك ؟ قال ‪:‬‬ ‫ـ عليه الكفارة ‪ ،‬فقد جاء رجل إلى النبى ‪ r‬فقال ‪ :‬يا رسول هللا ‪:‬‬
‫أهلى ‪ ،‬وأنا صائم ‪ ،‬فقال رسول هللا‪ : r‬هل تجد رقبة تعتقها ؟ قال ‪ :‬ال ‪ ،‬قال ‪ ،‬فهل تستطيع أن تصوم شهرين‬
‫متتابعين ؟ قال ‪ :‬ال ‪ ،‬قال ‪ :‬هل تجد إطعام ستين مسكينا ً ؟ قال ‪ :‬ال ‪ ،‬قال ‪ :‬فاجلس ‪ ،‬قال روى الحديث ‪ :‬فينما نحن‬
‫على ذلك إذا أتى ‪ r‬بعرق فيه تمر ‪ ،‬فقال ‪ :‬أين السائل؟ قال ‪ :‬أنا ‪ ،‬قال ‪ :‬خذ هذا فتصدق به ‪ ،‬قال ‪ :‬أعلى األرض‬
‫أفقر منى ؟ فوهللا ما بين البتيها أهل بيت أفقر منا ‪ ،‬فضحك رسول هللا ‪ r‬وقال ‪ :‬أطعمه أهلك" (‪. )2‬‬
‫ـ هل الزواج هو السهم القاتل للحب ؟‬
‫ـ نعم ! عند من يرى األعراض مباحة مستباحة للجميع ‪ ،‬الكل يرتع فيها ‪ ،‬والكل يأخذ منها ‪ ،‬أما عند أصحاب‬
‫الدين فالزواج هو "اإلكليل" الذى يتوج الحب ويكلله ‪.‬‬

‫ـ فهل يكون الحب قبل الزواج أو بعده ؟‬


‫ـ الجواب ‪ :‬إن اإلحترام المتبادل بين الزوجين ‪ ،‬وسعى كل طرف إلسعاد الطرف اآلخر ‪ ،‬واإلبتعاد عما ينفره منها‬
‫ويكرهه من أهم االسباب التى تأتى بالحب الذى يعيش وينمو برعاية الزوجين له والمحافظة عليه ‪.‬‬
‫ـ فما هو الدواء الناجع لفتن الطريق ؟‬
‫ـ الدواء الناجع لفتن الطريق ‪ :‬قال ‪" : r‬إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت فى قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن‬
‫ذلك يرد ما فى نفسه" (‪. )1‬‬

‫(‪ )1‬روضة المحبين المنسوب‪ a‬لإلمام ابن القيم ‪ ،‬بتصرف ‪.‬‬


‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد ‪.‬‬
‫(‪ )2‬صحيح ‪ :‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه البخارى ‪.‬‬
‫‪104‬‬
‫ولكل شاب أقول له قول ابن مسعود ‪" : t‬إذا ذ َّكرك الشيطان المفاتن ‪ ،‬فتذكر أنت المناتن" فإذا زيَّن لك الشيطان‬
‫األرداف تذكر أنت ما بينها ‪ ،‬وهو مجرى الغائط ‪ ،‬ولو أن تلك الجميلة تسير والغائط يسيل منها ‪ ،‬ورائحة ضراطها‬
‫وفسائها ‪ ،‬وإذا ذ َّكرك النهود تذكر أنت رائحة العرق بينهما وتحت إبطها (‪. )2‬‬
‫ـ ما صحة الحديث الذى يقول ‪" :‬إياكم وخضراء الدمن ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وما خضراء الدمن يا رسول هللا ؟ قال ‪ :‬المرأة‬
‫الحسناء فى المنبت السوء" ‪.‬‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث ضعيف جداً ‪ ،‬أخرجه القضاعى فى مسند الشهاب (‪ )96\2‬بسند فيه الواقدى ‪ :‬وهو متروك ‪.‬‬
‫ـ وقوله ‪" :‬تزوجوا وال تطلقوا ‪ ،‬فإن الطالق يهتز له العرش"‪ a‬؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬وهذا أيضا ً حديث موضوع ‪ ،‬أخرجه الخطيب فى تاريخه ( ‪ )191\12‬بسند فيه عمرو بن جميع ‪:‬‬
‫كذاب ‪.‬‬
‫ير"؟ ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ضى بِاليَ ِس ِ‬ ‫َ‬
‫ق أرْ َحا ًما َوأرْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ار فَإِنَّه َُّن أ ْع َذبُ أف َواهًا َوأ ْنتَ ُ‬ ‫َ‬
‫ـ وقوله ‪َ " :‬علَ ْي ُك ْم بِاأْل ْب َك ِ‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث صحيح بطرقه ‪ ،‬وقد تقدم فى أول الكتاب ‪.‬‬
‫ـ يقول بعضهم أن الزواج فى شوال مكروه ‪ ،‬فهل هذا صحيح ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬الزواج طيلة العام مباح ‪ ،‬إال ما ورد النص على منعه كال ُمحْ ِرم مثالً ‪ ،‬ولم يرد نص يُحرم الزواج فى‬
‫شهر شوال بعينه ‪ ،‬بل إن أم المؤمنين عائشة ـ رضى هللا عنها ـ تقول ‪" :‬تزوجنى رسول هللا ‪ r‬فى شوال ‪ ،‬وبنى بى‬
‫فى شوال ‪ ،‬فأى نساء رسول هللا ‪ r‬كان أحظى عنده منى ‪ ،‬وكانت تحب أن تدخل نساءها فى شوال" (رواه مسلم) ‪.‬‬
‫ـ وقوله ‪" :‬شاورهن وخالفوهن ‪ ،‬أى النساء" ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ال أصل مرفوعا ً ‪.‬‬
‫ـ وقوله ‪ :‬لم ير للمتحابين مثل النكاح ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث صحيح ‪ :‬أخرجه ابن ماجة (‪ )1847‬وغيره ‪.‬‬
‫ـ وقوله ‪" :‬أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة" ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث ضعيف ‪ :‬أخرجه الحاكم (‪ )178\2‬وغيره بسند ضعيف ‪ ،‬فيه ابن سخبرة ‪ :‬متروك ‪.‬‬
‫اح أَ ْي َس ُرهُ " ؟‬ ‫ـ وقوله ‪" :‬خَ ْي ُر النِّ َك ِ‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث صحيح ‪ ،‬أخرجه أبو داود وابن حبان وغيرهما ‪.‬‬
‫ـ هل هناك حديث يقول أن الزواج نصف الدين ‪ ،‬كما هو مشهور على ألسنة العامة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ولفظه ‪" :‬إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين ‪ ،‬فليتق هللا فيما بقى" ‪ ،‬وهو حديث صحيح ‪:‬‬
‫أخرجه الطبرانى فى األوسط (‪ )161\3( )162\1‬والخطيب فى الموضح (‪ )84\2‬والحاكم (‪. )161\2‬‬
‫ق َزوْ ِجهَا َولَوْ َسأَلَهَا نَ ْف َسهَا َو ِه َي َعلَى قَتَ ٍ‬
‫ب‬ ‫ي َح َّ‬‫ق َربِّهَا َحتَّى تُ َؤ ِّد َ‬ ‫ـ وقوله ‪َ " :‬والَّ ِذي نَ ْفسُ ُم َح َّم ٍد بِيَ ِد ِه اَل تُؤَ دِّي ْال َمرْ أَةُ َح َّ‬
‫لَ ْم تَ ْمنَ ْعهُ" ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث صحيح ‪ ،‬تقدم تخريجه ‪.‬‬
‫ـ وقوله ‪" :‬للمرأة ستران ‪ :‬القبر والزوج ‪ ،‬قيل ‪ :‬وأيهما أفضل ؟ قال ‪ :‬القبر" ‪.‬‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث موضوع ‪ ،‬أخرجه الطبرانى فى الكبير (‪ )271\3‬بسند فيه ‪ :‬خالد بن يزيد القسرى ‪ :‬ليس‬
‫بالقوى فى الحديث ‪ ،‬وهو أيضا ً حديث منقطع ‪.‬‬
‫ـ ومثله ‪" :‬للنساء عشر عورات ‪ ،‬فإذا زوجت المرأة ستر الزوج عورة ‪ ،‬وإذا ماتت المرأة ستر القبر تسع‬
‫عورات" ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث منكر ‪ ،‬أخرجه الديلمى بسند ضعيف ‪ ،‬فيه مجاهيل ‪.‬‬
‫ـ وقوله ‪" :‬ال تزوجوا النس‪a‬اء لحس‪a‬نهن ‪ ،‬عس‪a‬ى حس‪aa‬نهن أن يُ‪aa‬رديهن ‪ ،‬وال ت‪a‬زوجهن ألم‪a‬والهن ‪ ،‬فعس‪a‬ى أم‪aa‬والهن أن‬
‫تَطغيهن ‪ ،‬لكن تزوجوهن على الدين ‪ ،‬وألمة خرماء سوداء ذات دين أفضل" ؟‪.‬‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث ضعيف ‪ ،‬أخرجه ابن ماجة (‪ )1859‬بسند فيه ‪ :‬عبد الرحمن بن زياد اإلفريقى ‪ :‬ضعيف ‪.‬‬
‫ـ وقوله ‪" :‬ما أكرمهن إال كريم ‪ ،‬وال أهانهن إال لئيم" ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث موضوع ‪ ،‬أخرجه ابن عساكر فى تاريخه (‪ )1\282\4‬بسند فيه ‪ :‬إبراهيم بن محمد‬
‫األسلمى ‪ :‬كذاب ‪.‬‬
‫(‪ )2‬وأسوق لكل شاب هذا الخبر الذى نشرته جريدة األخبار (‪ )15/4/2001‬وفيه ‪ :‬قضت محكمة فى الجريدة المنورة بجلد ‪ 10‬طالب اتهموا بالتسكع أمام مدارس البنات ومعاكستهن‬
‫ويتم تنفيذ الحكم ‪ 30‬جلدة فى موقع المعاكسات ‪ ،‬وقررت المحكمة السجن للطالب فى حالة تكرار المخالفة ‪ ،‬اهـ ‪ .‬فاحمد هللا أخى الشاب أنك نجوت من هذا الحد ‪ ،‬ولكن تذكر حد‬
‫اآلخرة والوقوف بين يدى هللا للقصاص ‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫ـ وقوله ‪" :‬التمسوا الرزق بالنكاح" ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث ضعيف ‪ ،‬أخرجه الديلمى (‪ )42\1\1‬بسند فيه خالد الزنجى ‪ :‬صدوق كثير األوهام ‪.‬‬

‫كيفية عالج المسحور‬


‫ـ إن من أهم المشاكل التى تكون ليلة الزفاف أن يكون الزوج "مربوطاً" عن زوجته ‪ ،‬مما يصيب الزوج بألم نفسى‬
‫شديد أن يشعر بفقد رجولته فى ليلة العمر أو غيرها ‪ ،‬مما يدفع الكثير من الناس إلى اللجوء إلى الدجالين والسحرة‬
‫للخروج من المأزق العظيم ‪ ،‬ومما قد يؤدى بالزوج فى بعض األحيان إلى فعل ما يغضب هللا تعالى ‪ ،‬فهل حقا ً هناك‬
‫ما يسمي بالربط ‪ ،‬وما هى أدلة مس الجن لإلنسان ‪ ،‬وكيف يعرف اإلنسان أنه مسحور ‪ ،‬وما هى أنواع السحر ‪،‬‬
‫وكيف يعمل الساحر ‪ ،‬وما هى طرق العالج ‪ ،‬وكيفية التحصين من هذا ؟ إلى غير هذا ‪ ،‬مع اإلفاضة لشيوع هذا‬
‫األمر بين الناس وانتشاره وعموم البلوى به ‪ ،‬وأهمية هذا األمر ‪.‬‬
‫رفضت فى‬‫ُ‬ ‫ـ الجواب ‪ :‬لقد منً هللا تعالى على بتأليف رسالة موجزة فى هذا األمر لعموم البلوى به ‪ ،‬وإن ُ‬
‫كنت‬
‫الماضى أن أضع رسالة أو أصنف كتابا ً فى العالج بالقرآن لكثرة المعروض باألسوق ‪ ،‬إال أنه وبعد سنوات من‬
‫العالج ـ أكثر من عشر سنوات ـ طلب منى االستاذ "جمال" صاحب مكتبة العلم أن أضع رسالة موجزة فى بيان هذا‬
‫األمر ‪ ،‬فى محاولة لطرد سقيم الكتب وعليلها ‪ ،‬ووقوف المريض على الصحيح من العالج من كتاب هللا تعالى وسنة‬
‫نبيه‪ ، r‬فكان والحمد هلل رب العالمين ‪ ،‬ومما جاء فيها ‪:‬‬
‫ـ أدلة مس الجن لإلنس ‪ :‬وأدلة مس الجنى لإلنسان كثيرة جداً ‪ ،‬تحدثت عنه التوراة واإلنجيل ‪ ،‬ونص عليها‬
‫القرآن الكريم ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪( :‬الَّ ِذينَ يَأْ ُكلُونَ الرِّ بَا اَل يَقُو ُمونَ إِاَّل َك َما يَقُو ُم الذى يَتَ َخبَّطُهُ ال َّش ْيطَ ُ‬
‫ان ِم ْن ْال َمسِّ )‬
‫(البقرة ‪. )275 :‬‬
‫ـ قال اإلمام ابن كثير فى تفسيره (‪" : )326\1‬أى ال يقومون من قبورهم يوم القيامة إال كما يقوم المصروع حال‬
‫صرعه وتخبط الشيطان له" ‪.‬‬
‫ـ وقال القرطبى فى تفسيره (‪ : )320\3‬فى هذه اآلية دليل على فساد َمن أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه‬
‫من فعل الطبائع ‪ ،‬وأن الشيطان ال يسلك فى اإلنسان وال يكون منه مس" (‪. )1‬‬
‫ـ ومن السنة النبوية المطهرة ‪ :‬ما أخرجه اإلمام أحمد فى مسنده عن يعلى بن مرة قال ‪" :‬ثالثة أشياء رأيتهن من‬
‫رسول هللا ‪ r‬ـ ثم ذكر الحديث ـ إلى أن قال ‪ :‬ثم سرنا فمررنا بماء ‪ ،‬فأتته امرأة بابن لها به ِجنِّة ‪ ،‬فأخذ النبى‪r‬‬
‫منخره فقال ‪ :‬اخرج عدو هللا إنى رسول هللا ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم سرنا ‪ ،‬فلما رجعنا من سفرنا مررنا بذلك الماء فأتت امرأة‬
‫عجوز بجزر ولبن ‪ ،‬فأمرها أن ترد الجزر ‪ ،‬وأمر أصحابه فشربوا من اللبن ‪ ،‬فسألها عن الصبى فقال ‪ :‬والذى‬
‫(‪)1‬‬
‫بعثك بالحق ما رأينا منه ريبا ً بعدك"‬
‫كيف تعرف أنك مسحور ‪:‬‬
‫وقبل أن نبدأ ببيان األعراض التى تظهر على المسحور نبين أوالً أن السِّحر جاء ذكره فى القرآن فى غير آية ‪،‬‬
‫فقال تعالى حكاية عن أهل الكفر والشرك قولهم عن الرسول ‪( :‬إِ ْن تَتَّبِعُونَ إِاَّل َر ُجاًل َم ْسحُورًا) (اإلسراء ‪، )47 :‬‬
‫كما أخبر تعالى أن عصر موسى ‪ u‬كان أحد العصور التى كان للسحر فيها المكان المرموق ‪ ،‬وذلك فى مواضع‬
‫كثيرة من كتاب هللا تعالى ‪.‬‬
‫فالسِّحر حقيقة وسبب من األسباب التى تؤثر فى المريض ‪ ،‬إال أن هذا التأثير مقيد بإذن هللا تعالى ‪ ،‬كما قال تعالى‬
‫ضارِّينَ بِ ِه ِم ْن أَ َح ٍد إِاَّل بِإ ِ ْذ ِن هَّللا ِ) (البقرة ‪. )102 :‬‬ ‫(و َما هُ ْم بِ َ‬
‫عن السحرة ‪َ :‬‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬تفسير الطبرى والرازى والخازن والنسفى وروح المعانى وغيرها من كتب التفسير ‪.‬‬
‫(‪ )1‬حسن ‪ :‬أخرجه أحمد (‪ )170،172،173\4‬والبيهقى‪ a‬فى الدالئل (‪ )22،23\6‬والحاكم (‪ )617\2‬وغيرهم ‪ ،‬وانظر ‪ :‬مجموع الفتاوى لشيخ اإلسالم ابن تيمية (‪)56\19( )284\11‬‬
‫وزاد المعاد (‪. )84\3‬‬
‫‪106‬‬
‫فالسِّحر ال يضر وال ينفع ـ كغيره من األسباب ـ إال بإذن هللا تعالى ‪ ،‬فليكن هذا منك على بال ‪.‬‬
‫وكما ورد الحديث عن السِّحر والسحرة فى كتاب هللا تعالى ‪ ،‬جاءت السنة النبوية الشريفة لتبين أن من أتى‬
‫ساحراً أو كاهنا ً أو عرافا ً فقد كفر ‪ ،‬وفى رواية ‪ :‬فقد أشرك ‪.‬‬
‫وعليه فكل من أتى دجاالً أو عرافا ً أو كاهنا ً أو ساحراً فيخشى عليه أن يدخل تحت نطاق الحديث السابق ‪ ،‬وليكن‬
‫هذا أيضا ً منك على بال (‪. )1‬‬
‫سحر ‪:‬‬‫ـ أنواع ال ِّ‬
‫ومن أنواع السِّحر ‪ :‬سِّحر التفريق ‪ :‬وقد بينه القرآن فى قوله تعالى ‪( :‬فَيَتَ َعلَّ ُمونَ ِم ْنهُ َما َما يُفَ ِّرقُونَ بِ ِه بَ ْينَ ْال َمرْ ِء‬
‫َوزَ وْ ِج ِه) (البقرة ‪ )102 :‬فيخيل إلى المسحور ـ رجالً كان أم امرأة ـ أن وجه زوجته ـ أو مخطوبته ـ كأنه ثعبان أو‬
‫قرد أو نحو هذا ‪ ،‬فينفر منها ‪ ،‬كما تكثر الخالفات الزوجية فى البيت على خالف المعهود ‪ ،‬أو نفرة الرجل أو‬
‫المرأة من البيت والشعور بالضيق كلما كانا ـ الرجل أو المرأة ـ فيه ‪ ،‬والشعور بالراحة كلما خرجا منه أو ذهبا إلى‬
‫أى مكان آخر ‪.‬‬
‫منظر قبيح ‪ ،‬مما يؤدى‬ ‫ٍ‬ ‫ـ ويرجع هذا إلى تمثل الجنى على وجه الرجل أو المرأة على هيئة ثعبان أو قرد أو أى‬
‫إلى النفور واالبتعاد ‪.‬‬
‫ـ سِّحر الربط ‪ :‬وهو ما يصيب الرجل عند الجماع ‪ ،‬فال يتم انتصاب العضو الذكرى للرجل عند الجماع ‪ ،‬وكلما‬
‫كان الرجل بعيداً عن زوجته يشعر باالرتياح والحاجة إلى الجماع ‪ ،‬فإذا أراد الجماع وبدأ العضو فى االنتصاب ‪،‬‬
‫أصاب العضو حالة من الضعف و "االرتخاء" مما يصيب الرجل بحالة نفسية سيئة ‪.‬‬
‫ومر ُّد هذا إلى السِّحر والجان الموكل بالعمل ‪ ،‬الذى يُمسك ويضغط على المركز العصبى بالمخ والذى يمد الجسد‬
‫باإلشارة التى يتم بها دفع الدم إلى العضو لتتم عملية االنتصاب ‪ ،‬كما يكون أيضا ً فى بعض حاالت الشلل النصفى أو‬
‫الكلى ‪ ،‬أو فقد اإلبصار الوقتى ‪.‬‬
‫ـ وكذا يأتى الجنى المرأة في ُس ّد "فرْ جها"وهو سِّحر التغوير ‪ ،‬فيأتى الرجل زوجته ليلة البناء "الزفاف" فيجدها‬
‫كالثيب ‪ ،‬فال يجد غشاء البكارة ‪ ،‬وهو ما يسمى بسِّحر التغوير ‪ ،‬مما يجعل للشيطان منفذاً إلى نفسه ‪.‬‬
‫شخص بعينه ‪ ،‬قد يكون خطيبا ً أو زوجا ً أو‬ ‫ٍ‬ ‫ميل إلى‬
‫ـ سِّحر الجلب والمحبة ‪ :‬وهو ما يظهر على المريض من ٍ‬
‫غير ذلك ‪ ،‬وكذا للرجل أن يجد نفسه يميل إلى "فالنة " بعينها ‪ ،‬حتى تجده يترك عمله ليسافر إليها ـ على بُعد‬
‫المسافة ـ أو كثير االشتياق إليها على غير المعهود ‪ ،‬والتودد إليها وطلب وصالها وإن كان حراما ً ‪ ،‬والتقرب إليها‬
‫بشتي الطرق والوسائل على غير المألوف والمعهود ‪.‬‬
‫ـ كيف يعمل الساحر ‪ :‬يقوم الساحر أو الدجال بقراءة بعض الطالسم ـ وقد يقرأ بعض اآليات بطريقة معينة ـ على‬
‫بعض الماء ليشربه المراد عمل السِّحر له ‪ ،‬أو بعض الطعام ليأكله ‪ ،‬أو على قطعة من "أثر" أو بعض التراب ‪ ،‬أو‬
‫بعض البخور ‪ ،‬وغير هذا كثير ‪.‬‬
‫ـ ثم يأخذ "الزبون" هذا "العمل"‪ a‬ويضعه فى المكان الذى أعلمه الساحر به ‪ ،‬أو يرشه على باب "بيت" أو "شقة‬
‫المطلوب" عمل السحر له ‪ ،‬حتى إذا شربه أو أكله أو م ّر "خطى" يبدأ السحر فى العمل ‪.‬‬
‫ويكون هذا عن طريق توكيل الساحر لبعض الجن بالعمل كخدام له ‪ ،‬فإذا رُش الماء مثالً على "عتبة" الباب‬
‫جلس الجن الموكل بالسِّحر بجوار ذلك العمل ـ وكثيراً ما يكون الجن الموكل بالسِّحر أربعة أو ستة أو أضعاف هذا‬
‫العدد (‪ ، )1‬فإذا م َّر المطلوب على العمل انتفض الجن الموكل بالسِّحر "ليلبس" جسد المسحور ثم تبدأ األعراض فى‬
‫الظهور ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ـ ومن األعراض التى تظهر على المسحور ‪ :‬أن يرى فى منامه أحالما مفزعة ‪ ،‬كأن يرى ثعبانا يلدغه ‪ ،‬أو‬
‫عال ‪ ،‬أو يرى ثعابين كثيرة أو قروداً ‪ ،‬أو يرى فى منامه أماكن النجاسات وال ِخرب (‪ )2‬أو‬ ‫يوشك أن يقع من مكان ٍ‬
‫المقابر ونحو هذا ‪.‬‬

‫(‪ )1‬سيأتى بيان كيفية التعرف على الدجال ‪.‬‬


‫(‪ )1‬إنما نبهت على هذا تنبيهاً‪ a‬للمعالج حتى ال يغتر بخروج جنى من جسد المريض فيظن أن الجسد أصبح خاليا ً من الجن ‪ ،‬بل عليه أن يعيد القراءة مرة أخرى وثالثة ورابعة حتى‬
‫يخرج كل الجن الموكل بالعمل من الجسد ‪.‬‬
‫(‪ )2‬الخرب ‪ :‬جمع خربة ‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫ـ ومن األعراض التى يراها المسحور أيضا ً ـ وهذا وفق السحر ـ كثرة االحتالم ليالً ‪ ،‬وقد يكون أيضا ً نهاراً !‬
‫وهو ما يسمى بالعشق ‪ ،‬فيأتى الجنى المرأة مناما ً فيعاشرها معاشرة األزواج ‪ ،‬مما قد يؤدى إلى نفرتها من زوجها ‪،‬‬
‫وكذا تأتى الجنية الرجل فى منامه حتى أن بعضهم كاد أن يصل به األمر إلى الجنون من كثرة معاناته من هذا األمر‬
‫ومحاولة التخلص منه ‪.‬‬
‫كيفية عالج المسحور ‪:‬‬
‫يحضر المريض سبع ورقات من ورق شجرة السدر "النبق" غير معطوبة أو مقطوعة ‪ ،‬ويدقها بين حجرين‬
‫حتى تصير قطعا ً صغيرة ‪ ،‬ثم يضعها فى إناء به ماء ‪ ،‬ثم يُقرأ على اإلناء آيات الرقية وآيات فك السِّحر (‪ )3‬مع‬
‫استحضار القارئ أو المعالج عند قراءة اآليات نية الشفاء وطرد الجن من جسد المريض وإبطال السِّحر ‪ ،‬وهذا هام‬
‫جداً (‪ ، )1‬واآليات هى ‪:‬‬
‫ك نَ ْعبُ ُد َوإِيَّاكَ‬‫ك يَوْ ِم الدِّي ِن (‪ )4‬إِيَّا َ‬ ‫ـ (بِس ِْم هَّللا ِ الرَّحْ َم ِن ال َّر ِح ِيم (‪ْ )1‬ال َح ْم ُد هَّلِل ِ َربِّ ْال َعالَ ِمينَ (‪ )2‬الرَّحْ َم ِن ال َّر ِح ِيم (‪َ )3‬مالِ ِ‬
‫ب َعلَ ْي ِه ْم َواَل الضَّالِّينَ (‪( ))7‬الفاتحة) ‪.‬‬ ‫ص َراطَ الَّ ِذينَ أَ ْن َع ْمتَ َعلَ ْي ِه ْم َغي ِْر ْال َم ْغضُو ِ‪a‬‬ ‫ين (‪ )5‬ا ْه ِدنَا الصِّ َراطَ ْال ُم ْستَقِي َم (‪ِ )6‬‬ ‫نَ ْستَ ِع ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫صاَل ةَ َو ِم َّما َر َز ْقنَاهُ ْم يُنفِقُونَ‬ ‫ب َويُقِي ُمونَ ال َّ‬ ‫ْب فِي ِه هُدًى لِ ْل ُمتَّقِينَ الَّ ِذينَ ي ُْؤ ِمنُونَ بِ ْال َغ ْي ِ‬
‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬
‫ـ (الم ( َذلِكَ ْال ِكتَابُ اَل َري َ‬ ‫)‬‫‪1‬‬

‫ك َوبِاآْل ِخ َر ِة هُ ْم يُوقِنُونَ (‪( ))4‬البقرة ‪. )4-1 :‬‬ ‫َوالَّ ِذينَ ي ُْؤ ِمنُونَ بِ َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْيكَ َو َما أُ ْن ِز َل ِم ْن قَ ْبلِ َ‬
‫ار َو ْالفُ ْل ِ‬
‫ك‬ ‫ف اللَّ ْي ِل َوالنَّهَ ِ‬ ‫اختِاَل ِ‬ ‫ض َو ْ‬ ‫ت َواأْل َرْ ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫ق ال َّس َم َ‬ ‫إِ َّن فى خ َْل ِ‬
‫(‪)163‬‬
‫َّحي ُم‬ ‫ان الر ِ‬ ‫(وإِلَهُ ُك ْم إِلَهٌ َوا ِح ٌد اَل إِلَهَ إِاَّل هُ َو الرَّحْ َم ُ‬ ‫ـ َ‬
‫َّ‬
‫ض بَ ْع َد َموْ تِهَا َوبَث فِيهَا ِم ْن ُكلِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اس َو َما أن َز َل ُ ِم ْن ال َّس َما ِء ِم ْن َما ٍء فَأحْ يَا بِ ِه اأْل رْ َ‬ ‫هَّللا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫التى تَجْ ِري فى البَحْ ِر بِ َما يَنفَ ُع النَّ َ‬
‫ت لِقَوْ ٍم يَ ْعقِلُونَ‬ ‫ض آَل يَا ٍ‬ ‫ب ْال ُم َس َّخ ِر بَ ْينَ ال َّس َما ِء َواأْل َرْ ِ‬
‫(‪)164‬‬
‫) (البقرة ‪. )164-163 :‬‬ ‫اح َوالس ََّحا ِ‬ ‫يف ال ِّريَ ِ‬ ‫دَابَّ ٍة َوتَصْ ِر ِ‬
‫ْ‬
‫ض َم ْن َذا الذى يَ ْشفَ ُع ِع ْن َدهُ إِاَّل‬ ‫ت َو َما فى اأْل َرْ ِ‬ ‫ـ (هَّللا ُ اَل إِلَهَ إِاَّل هُ َو ْال َح ُّي ْالقَيُّو ُم اَل تَأ ُخ ُذهُ ِسنَةٌ َواَل نَوْ ٌم لَهُ َما فى ال َّس َما َوا ِ‬
‫ض َواَل‬ ‫ت َواأْل َرْ َ‬ ‫بِإ ِ ْذنِ ِه يَ ْعلَ ُم َما بَ ْينَ أَ ْي ِدي ِه ْم َو َما خ َْلفَهُ ْم َواَل ي ُِحيطُونَ بِشئ ِم ْن ِع ْل ِم ِه إِاَّل بِ َما َشا َء َو ِس َع ُكرْ ِسيُّهُ ال َّس َما َوا ِ‬
‫يَئُو ُدهُ ِح ْفظُهُ َما َوهُ َو ْالعلى ْال َع ِظي ُم(‪( ))255‬البقرة ‪. )255 :‬‬
‫ق بَ ْينَ أَ َح ٍد ِم ْن ُر ُسلِ ِه‬ ‫ون ُكلٌّ آ َمنَ بِاهَّلل ِ َو َماَل ئِ َكتِ ِه َو ُكتُبِ ِه َو ُر ُسلِ ِه اَل نُفَ ِّر ُ‬ ‫نز َل إِلَ ْي ِه ِم ْن َربِّ ِه َو ْال ُم ْؤ ِمنُ َ‪a‬‬ ‫ُ‬
‫ـ (آ َمنَ ال َّرسُو ُل بِ َما أ ِ‬
‫ت‬ ‫ت َو َعلَ ْيهَا َما ا ْكتَ َسبَ ْ‬ ‫ف هَّللا ُ نَ ْفسًا إِاَّل ُو ْس َعهَا لَهَا َما َك َسبَ ْ‬ ‫صي ُر (‪ )285‬اَل يُ َكلِّ ُ‬ ‫ك َربَّنَا َوإِلَ ْيكَ ْال َم ِ‬ ‫َوقَالُوا َس ِم ْعنَا َوأَطَ ْعنَا ُغ ْف َرانَ َ‬
‫َربَّنَا اَل تُؤَ ا ِخ ْذنَا إِ ْن نَ ِسينَا أَوْ أَ ْخطَأْنَا َربَّنَا َواَل تَحْ ِملْ َعلَ ْينَا إِصْ رًا َك َما َح َم ْلتَهُ َعلَى الَّ ِذينَ ِم ْن قَ ْبلِنَا َربَّنَا َواَل تُ َح ِّم ْلنَا َما اَل‬
‫ف َعنَّا َوا ْغفِرْ لَنَا َوارْ َح ْمنَاأَ ْنتَ َموْ اَل نَا فَانصُرْ نَا َعلَى ْالقَوْ ِم ْال َكافِ ِرينَ (‪( ))286‬البقرة ‪. )286 - 285 :‬‬ ‫طَاقَةَ لَنَا بِ ِه َوا ْع ُ‬
‫ـ ( َش ِه َد هَّللا ُ أَنَّهُ اَل إِلَهَ إِاَّل هُ َو َو ْال َماَل ئِ َكةُ َوأُوْ لُوا ْال ِع ْل ِم قَائِ ًما بِ ْالقِ ْس ِط اَل إِلَهَ إِاَّل هُ َو ْال َع ِزي ُز ْال َح ِكي ُم(‪( ))18‬آل عمران ‪. )18 :‬‬
‫طلُبُهُ َحثِيثًا‬ ‫ش يُ ْغ ِشي اللَّ ْي َل النَّهَا َر يَ ْ‬ ‫ض فى ِستَّ ِة أَي ٍَّام ثُ َّم ا ْستَ َوى َعلَى ْال َعرْ ِ‬ ‫ت َواأْل َرْ َ‬ ‫اوا ِ‬ ‫ق ال َّس َم َ‬ ‫ـ (إِ َّن َربَّ ُك ْم هَّللا ُ الذى َخلَ َ‬
‫ك هَّللا ُ َربُّ ْال َعالَ ِمينَ ) (األعراف ‪. )54 :‬‬ ‫ق َواأْل َ ْم ُر تَبَ َ‬
‫ار َ‬ ‫ت بِأ َ ْم ِر ِه أَاَل لَهُ ْال ْ‬
‫خَل ُ‬ ‫س َو ْالقَ َم َر َوالنُّجُو َم ُم َس َّخ َرا ٍ‬ ‫َوال َّش ْم َ‬
‫(‪)116‬‬
‫ش ْال َك ِر ِيم‬ ‫ق اَل إِلَهَ إِاَّل هُ َو َربُّ ْال َعرْ ِ‬ ‫ك ْال َح ُّ‬ ‫ـ (أَفَ َح ِس ْبتُ ْم أَنَّ َما خَ لَ ْقنَا ُك ْم َعبَثًا َوأَنَّ ُك ْم إِلَ ْينَا اَل تُرْ َجعُونَ (‪ )115‬فَتَ َعالَى هَّللا ُ ْال َملِ ُ‬
‫ع َم َع هَّللا ِ إِلَهًا آ َخ َر اَل بُرْ هَانَ لَهُ بِ ِه فَإِنَّ َما ِح َسابُهُ ِع ْن َد َربِّ ِه إِنَّهُ اَل يُ ْفلِ ُح ْال َكافِرُونَ (‪َ )117‬وقُلْ َربِّ ا ْغفِرْ َوارْ َح ْم‬ ‫َو َم ْن يَ ْد ُ‬
‫َّاح ِمينَ ) (المؤمنون‪. )118 - 115 : a‬‬ ‫َوأَ ْنتَ خَ ْي ُر الر ِ‬
‫ض َو َما بَ ْينَهُ َما‬ ‫ت َواأْل َرْ ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫َربُّ ال َّس َم َ‬
‫(‪)4‬‬
‫ت ِذ ْكرًا (‪ )3‬إِ َّن إِلَهَ ُك ْم لَ َوا ِح ٌد‬ ‫ت زَ جْ رًا (‪ )2‬فَالتَّالِيَا ِ‬ ‫صفًّا (‪ )1‬فَال َّزا ِج َرا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫(والصَّافَّا ِ‬ ‫ـ َ‬
‫ار ٍد اَل يَ َّس َّمعُونَ إِلَى ْال َمإَل ِ‬ ‫َو ِح ْفظًا ِم ْن ُك ِّل َش ْيطَا ٍن َم ِ‬ ‫ق إِنَّا َزيَّنَّا ال َّس َما َء ال ُّد ْنيَا بِ ِزينَ ٍة ْال َك َوا ِك ِ‬ ‫َو َربُّ ْال َم َش ِ‬
‫)‬ ‫‪7‬‬ ‫(‬ ‫)‬ ‫‪6‬‬ ‫(‬ ‫)‬ ‫‪5‬‬ ‫(‬
‫ب‬ ‫ار ِ‬
‫طفَةَ فَأ َ ْتبَ َعهُ ِشهَابٌ ثَاقِبٌ )‬ ‫اصبٌ (‪ )9‬إِاَّل َم ْن َخ ِطفَ ْال َخ ْ‬ ‫ب (‪ُ )8‬دحُورًا َولَهُ ْم َع َذابٌ َو ِ‬ ‫اأْل َ ْعلَى َويُ ْق َذفُونَ ِم ْن ُكلِّ َجانِ ٍ‬
‫(الصافات ‪. )10-1 :‬‬
‫اس لَ َعلَّهُ ْم يَتَفَ َّكرُونَ‬ ‫ك اأْل َ ْمثَا ُل نَضْ ِربُهَا لِلنَّ ِ‬ ‫َص ِّدعًا ِم ْن خَ ْشيَ ِة هَّللا ِ َوتِ ْل َ‬ ‫زَلنَا هَ َذا ْالقُرْ آنَ َعلَى َجبَ ٍل لَ َرأَ ْيتَهُ خ ِ‬ ‫ـ (لَوْ أَ ْن ْ‬
‫(‬
‫َاشعًا ُمت َ‬
‫ك ْالقُ ُّدوسُ‬ ‫ان ال َّر ِحي ُم (‪ )22‬هُ َو هَّللا ُ الذى اَل إِلَهَ إِاَّل هُ َو ْال َملِ ُ‬ ‫ب َوال َّشهَا َد ِة هُ َو الرَّحْ َم ُ‬ ‫‪ )21‬هُ َو هَّللا ُ الذى اَل إِلَهَ إِاَّل هُ َو عَالِ ُم ْال َغ ْي ِ‬
‫ص ِّو ُر لَهُ‬‫ئ ْال ُم َ‬ ‫ار ُ‬‫ق ْالبَ ِ‬ ‫ال َّساَل ُم ْال ُم ْؤ ِم ُن ْال ُمهَ ْي ِم ُن ْال َع ِزي ُز ْال َجبَّا ُر ْال ُمتَ َكبِّ ُر ُسب َْحانَ هَّللا ِ َع َّما يُ ْش ِر ُكونَ (‪ )23‬هُ َو هَّللا ُ ْال َخالِ ُ‬
‫ض َوهُ َو ْال َع ِزي ُز ْال َح ِكي ُم) (الحشر ‪. )24 - 21 :‬‬ ‫ت َواأْل َرْ ِ‬ ‫اأْل َ ْس َما ُء ْال ُح ْسنَى يُ َسبِّ ُح لَهُ َما فى ال َّس َما َوا ِ‬
‫احبَةً َواَل َولَدًا) (الجن ‪. )3 :‬‬ ‫ص ِ‬ ‫(وأَنَّهُ تَ َعالَى َج ُّد َربِّنَا َما اتَّخَ َذ َ‬ ‫ـ َ‬
‫َولَ ْم يَ ُك ْن لَهُ ُكفُ ًوا أَ َح ٌد) (اإلخالص) ‪.‬‬ ‫)‬ ‫‪3‬‬ ‫(‬
‫ص َم ُد لَ ْم يَلِ ْد َولَ ْم يُولَ ْد‬ ‫)‬‫‪2‬‬ ‫(‬
‫ـ (قُلْ هُ َو هَّللا ُ أَ َح ٌد هَّللا ُ ال َّ‬
‫)‬‫‪1‬‬ ‫(‬

‫(‪ )3‬يغلط البعض فيقول عنها آيات السِّحر ! كما يغلط عندما يريد االستشهاد بآية ما فيقول ‪ :‬قال هللا تعالى ‪ :‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم ‪…:‬ثم يقرأ اآلية ! وهذا خطأ يقع فيه بعض‬
‫الخطباء والوعاظ ‪ ،‬وهللا تعالى ال يستعيذ من الشيطان ‪ ،‬فلزم التنبيه ‪.‬‬
‫(‪ )1‬فإنما األعمال بالنيات كما أخبر سيد ولد آدم محمد ‪. r‬‬
‫‪108‬‬
‫ت فى ْال ُعقَ ِد (‪َ )4‬و ِم ْن َشرِّ‬ ‫ب (‪َ )3‬و ِم ْن َش ِّر النَّفَّاثَا ِ‬ ‫ق إِ َذا َوقَ َ‬ ‫َو ِم ْن َشرِّ غَا ِس ٍ‬
‫َ (‪)2‬‬
‫ق (‪ِ )1‬م ْن َشرِّ َما خَ ل َ‬
‫ق‬ ‫ـ (قُلْ أَ ُعو ُذ بِ َربِّ ْالفَلَ ِ‬
‫َحا ِس ٍد إِ َذا َح َسدَ) (الفلق)‪. a‬‬
‫ور النَّ ِ‬ ‫ص ُد ِ‬ ‫اس ْال َخنَّ ِ‬ ‫ِم ْن َشرِّ ْال َو ْس َو ِ‬ ‫اس إِلَ ِه النَّ ِ‬ ‫ك النَّ ِ‬ ‫ـ (قُلْ أَ ُعو ُذ بِ َربِّ النَّ ِ‬
‫(‬ ‫)‬‫‪4‬‬ ‫(‬ ‫)‬‫‪3‬‬ ‫(‬ ‫)‬‫‪2‬‬ ‫(‬
‫اس‬ ‫اس الذى يُ َوس ِْوسُ فى ُ‬ ‫اس‬ ‫اس ( َملِ ِ‬ ‫)‬‫‪1‬‬

‫اس) (الناس) (‪. )1‬‬ ‫ِم ْن ْال ِجنَّ ِة َوالنَّ ِ‬


‫‪)5‬‬

‫سحر ‪:‬‬ ‫ـ آيات فك ال ِّ‬


‫اس السِّحْ َر َو َما‬ ‫ان َولَ ِك َّن ال َّشيَا ِطينَ َكفَرُوا يُ َعلِّ ُمونَ النَّ َ‬ ‫ك ُسلَ ْي َمانَ َو َما َكفَ َر ُسلَ ْي َم ُ‬ ‫ين َعلَى ُم ْل ِ‬ ‫اط ُ‬ ‫(واتَّبَعُوا َما تَ ْتلُو ال َّشيَ ِ‬ ‫َ‬ ‫‪ㅊ‬‬
‫ضارِّينَ بِ ِه‬ ‫نز َل َعلَى ْال َملَ َكي ِْن بِبَابِ َل هَا ُروتَ َو َما ُروتَ َو َما يُ َعلِّ َما ِن ِم ْن أَ َح ٍد َحتَّى يَقُواَل إِنَّ َما نَحْ ُن فِ ْتنَةٌ فَاَل تَ ْكفُرْ َو َما هُ ْم بِ َ‬ ‫ُ‬
‫أ ِ‬
‫س َما‬ ‫ِم ْن أَ َح ٍد إِاَّل بِإ ِ ْذ ِن هَّللا ِ َويَتَ َعلَّ ُمونَ َما يَضُرُّ هُ ْم َواَل يَنفَ ُعهُ ْم َولَقَ ْد َعلِ ُموا لَ َم ْن ا ْشتَ َراهُ َما لَهُ فى اآْل ِخ َر ِة ِم ْن َخاَل قٍ َولَبِ ْئ َ‬
‫َش َروْ ا بِ ِه أَنفُ َسهُ ْم لَوْ َكانُوا يَ ْعلَ ُمونَ ) (البقرة ‪. )102 :‬‬
‫(‪)118‬‬
‫ق َوبَطَ َل َما َكانُوا يَ ْع َملُونَ‬ ‫ف َما يَأْفِ ُكونَ (‪ )117‬فَ َوقَ َع ْال َح ُّ‬ ‫ك فَإ ِ َذا هى ت َْلقَ ُ‬ ‫َصا َ‬ ‫قع َ‬ ‫(وأَوْ َح ْينَا إِلَى ُمو َسى أَ ْن أَ ْل ِ‬ ‫َ‬ ‫‪ㅋ‬‬
‫قَالُوا آ َمنَّا بِ َربِّ ْال َعالَ ِمينَ‬ ‫َوأُ ْلقِ َي الس ََّح َرةُ َس ِ‬ ‫فَ ُغلِبُوا هُنَالِكَ َوانقَلَبُوا َ‬
‫(‪)121‬‬ ‫)‬‫‪120‬‬ ‫(‬ ‫)‬‫‪119‬‬ ‫(‬
‫َربِّ ُمو َسى َوهَارُونَ )‬ ‫اج ِدينَ‬ ‫اغ ِرينَ‬
‫ص ِ‬
‫(األعراف ‪. )122 - 117 :‬‬
‫ق هَّللا ُ ْال َح َّ‬
‫ق‬ ‫َوي ُِح ُّ‬ ‫)‬‫‪81‬‬ ‫(‬
‫(فَلَ َّما أَ ْلقَوْ ا قَا َل ُمو َسى َما ِج ْئتُ ْم بِ ِه السِّحْ ُر إِ َّن هَّللا َ َسيُب ِْطلُهُ إِ َّن هَّللا َ اَل يُصْ لِ ُح َع َم َل ْال ُم ْف ِس ِدينَ‬ ‫‪ㅌ‬‬
‫بِ َكلِ َماتِ ِه َولَوْ َك ِرهَ ْال ُمجْ ِر ُمونَ ) (يونس ‪. )82 - 81 :‬‬
‫ْث أَتَى) (طه ‪. )69 :‬‬ ‫صنَعُوا َك ْي ُد َسا ِح ٍر َواَل يُ ْفلِ ُح السَّا ِح ُر َحي ُ‬ ‫صنَعُوا إِنَّ َما َ‬ ‫ف َما َ‬ ‫ق َما فى يَ ِمينِكَ ت َْلقَ ْ‬ ‫(وأَ ْل ِ‬ ‫َ‬ ‫‪ㅍ‬‬

‫ـ ويمكن للقارئ أن يقرأ أيضا ً اآليات التالية وهى التى تتحدث عن العذاب والنار ‪ ،‬وهى مما ثبت أنها تعذب‬
‫الجنى جداً ‪ ،‬وتعجل بخروجه وهروبه من جسد المريض إن شاء هللا تعالى ‪ ،‬وهى ‪:‬‬
‫ـ واآليــات ‪:‬‬
‫النساء ‪ ، )173-167( :‬المائدة ‪ ، )34-33( :‬األنفال ‪ ، )12( :‬الحجر ‪ ، )18-16( :‬اإلسراء ‪، )111 – 110( :‬‬
‫األنبياء ‪ ، )70( :‬الحج ‪ ، )20-19( :‬النور ‪ ، )35( :‬الفرقان ‪ ، )23( :‬الصافات ‪ ، )88( :‬غافر ‪ ، )78( :‬فصلت ‪:‬‬
‫(‪ ، )42‬الدخان ‪ ، )50-43( :‬األحقاف ‪ ، )34-29( :‬الزلزلة ‪ ،‬العصر ‪ ،‬البروج ‪ ،‬الطارق ‪ ،‬الكافرون ‪.‬‬
‫ـ وآيات الشفاء ‪:‬‬
‫الست ‪ :‬التوبة ‪ ، )14( :‬يونس ‪ ، )57( :‬النحل ‪ ، )69( :‬اإلسراء ‪ ، )82( :‬الشعراء ‪ ، )80( :‬فصلت ‪. )44( :‬‬
‫ـ على أن يراعى كما تقدم استحضار نية الشفاء وطرد الجن من جسد المريض ـ كما تقدم ـ هذا وال يتعجل‬
‫المريض الشفاء‪ ،‬فإنما هو األخذ باألسباب وهللا تعالى هو الشافى ‪.‬‬
‫ـ ثم يشرب منه المريض ويغتسل به ـ فى أى حجرة من حجرات البيت ـ وال يغتسل بهذا الماء الذى قُرأ عليه‬
‫القرآن فى "الحمام" أو يرمى به فيه ‪ -‬وما ينزل من المريض من ماء االغتسال فى "طبق بالستيك أو طشت" يسقى‬
‫به شجرة ‪ ،‬أو "يرشه" فى أرجاء البيت طرداً ألى جنى قد يكون ساكنا ً للبيت ‪.‬‬
‫ـ وكيفيته ‪ :‬أن يأخذ من الماء ـ الذى قُرأ عليه آيات الرقية أو آيات الرقية وآيات فك السِّحر ـ بكوب صغير ثم‬
‫يرش كل ركن من أركان البيت ببعضه ‪ ،‬وقبل أن يرش يسمي هللا تعالى تنبيها ً للجن المسلم ـ ع َّمار البيت ـ حتى ال‬
‫يؤذيهم ‪ ،‬وكذا فى كل ركن من أركان البيت ‪ ،‬حتى المطبخ ‪ ،‬إال الحمام لِما تقدم من أنه مكان نجس وال يجوز إلقاء‬
‫هذا الماء فيه ‪.‬‬
‫وعند شرب المريض لهذا الماء قد يصاحبه نوع من القئ خاصة إذا كان "العمل مشروبا ً إذا أكثر المريض من‬
‫شرب هذا الماء ‪ ،‬وقد يخرج "العمل"‪ a‬مع القئ فيبطل السِّحر بإذن هللا تعالى ‪ ،‬وإذا لم يتقيأ المريض وعند اغتسال‬
‫المريض بهذا الماء سوف يشعر بنوع من "السخونة" أو "الدفء" ينبعث من جسده ‪ ،‬وكأنه الماء حاراً ‪.‬‬
‫ـ كما تظهر على المسحور ـ عند قراءة اآليات السابقة عليه أو شربها ـ أعراض أخرى منها ‪ :‬احمرار شديد‬
‫بالعينين ‪ ،‬شعور وكأن حجراً ثقيالً أو نحوه فى بطنه ‪ ،‬وعند شربه الماء قد يشعر بنار تتأجج فى بطنه أو حلقه أو‬
‫فى جسده كله ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ويمكن قراءة هذه اآليات أيضا ً على المحسود مع قراءة األذكار "الصحيحة" الواردة عن النبى ‪ ، r‬وستأتى فى نهاية الرسالة إن شاء هللا تعالى ‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫ـ يستمر شرب الماء واالغتسال به طوال ثالثة أو سبعة أيام ‪ ،‬مرة أو مرتين يوميا ً ‪ ،‬حتى يُبطل السِّحر بإذن هللا‬
‫تعالى ‪ ،‬وال يدخل اليأس نفس المريض وليعلم أن الشفاء مرتبط بإذن هللا تعالى بالشفاء ‪ ،‬ال بتقوى المعالج ـ وإن‬
‫كانت سببا ً ـ أو بشهرة المعالج ‪ ،‬أو بما يأخذه المعالج (‪. )1‬‬
‫ـ هذا إذا فُقد المعالج أو ُوجد ‪ ،‬و فى حالة وجود من يعالج ـ لذى خبر هذا العلم وعمل به ـ فإنه يبدأ بقراءة آيات‬
‫الرقية فى أذن المريض ـ مستحضراً نية الشفاء وطرد الجن ـ حتى إذا بدأت األعراض تظهر على المريض يتعامل‬
‫معها ِوفق ما يعلم بفضل هللا تعالى ‪ ،‬فإذا شعر المريض بنوع "تنميل" فى يديه أو رجليه أو فى أى مكان بجسده ‪،‬‬
‫أو صداع ‪ ،‬أو شعر بنوع ضيق ‪ ،‬أو كأن هناك من يمسك برأسه ‪ ،‬أو يضغط على صدره أو قلبه ‪ ،‬فهذا يعنى وجود‬
‫الجنى فى هذا المكان ‪ ،‬بدأ المعالج فى قراءة اآليات التى تتحدث عن العذاب والنار ‪ ،‬وقد تقدم ذكر بعضها ‪.‬‬
‫ـ وإذا "حضر" الجنى على جسد المريض بدأ المعالج فى التعامل معه سؤاله عن سبب دخوله ـ عشقا ً أو سحراً أو‬
‫حسداً ـ وعن ديانته ‪ ،‬فإن كان مسلما ً بينا له عدم جواز هذا ‪ ،‬وإن كان كافراً عرضنا عليه اإلسالم فإن استجاب وإال‬
‫أُنذر كليهما بقراءة اآليات عليهما ‪ ،‬ويراعى عدم اإلطالة فى الحديث مع الجنى حتى ال يهرب أو يأتى بمن يساعده‬
‫فى التخلص من هذا األمر ‪،‬كما ال يستجاب له فى أى طلب يطلبه كأن يأمر أن يذبح له كذا وكذا ‪ ،‬أو تلبس المرأة‬
‫كذا وكذا ـ لزوجها ـ أو تطوف باألولياء ‪،‬أو يلبس الرجل خاتما ً شكله كذا ‪ ،‬فكل هذا يُعتبر ضربا ً من الشرك ‪.‬‬
‫ـ وللمعالج أن يقرأ وقتها قوله تعالى ‪( :‬فَ َسيَ ْكفِي َكهُ ْم هَّللا ُ َوهُ َو ال َّس ِمي ُع ْال َعلِي ُم) (البقرة ‪ ، )137 :‬وقوله تعالى ‪( :‬أَ ْينَ َما‬
‫تَ ُكونُوا يَأْ ِ‬
‫ت بِ ُك ْم هَّللا ُ َج ِميعًا إِ َّن هَّللا َ َعلَى ُك ِّل شئ قَ ِديرٌ) (البقرة ‪ ، )148 :‬وقوله تعالى ‪َ ( :‬وقِفُوهُ ْم إِنَّهُ ْم َم ْسئُولُونَ )‬
‫ُوج ُم َشيَّ َد ٍة) (النساء ‪)78 :‬‬ ‫(الصافات ‪ ،)24 :‬وقوله تعالى ‪( :‬أَ ْينَ َما تَ ُكونُوا يُ ْد ِر ُّك ْم ْال َموْ ُ‬
‫ت َولَوْ ُكنتُ ْم فى بُر ٍ‬
‫ـ فإذا شعر المريض بنوع سخونة فى مكان "التنميل" أو الضغط مثالً ‪ ،‬فهذا يعنى بداية نهاية العمل وإبطاله ‪،‬‬
‫فيستمر المعالج فى القراءة حتى تنتهى هذه السخونة أو الدفء ‪ ،‬يعود جسد المريض إلى حالته الطبيعية ‪ ،‬ثم يعود‬
‫المعالج فيقرأ اآليات مرة أخري حتى إذا ظهرت األعراض مرة أخرى بدأ فى إبطالها بإذن هللا تعالى ‪ ،‬حتى إذا سمع‬
‫المريض آيات الرقية وآيات فك السِّحر ولم يشعر بأي نوع من التعب ‪ ،‬علمنا أن العمل قد بطُل وانتهى بفضل هللا‬
‫تعالى ‪.‬‬

‫ـ هذا ومما يشعر به المريض بعد الشفاء ‪ :‬كأن هناك حمالً ثقيالً كان على كتفه قد أختفى أو رُفع ‪ ،‬أوكأن "طاقية‬
‫"من حديد كانت على رأسه فرفعت ‪.‬‬
‫بنوع من الصداع ـ قد يتشابه بما كان يشعر به من قبل ـ ومرجع هذا إلى‬ ‫ٍ‬ ‫ـ وقد يشعر أيضا ً المريض بعد الشفاء‬
‫عمل "القرين" (‪ )1‬الذى تعلم من الجنى "الضيف"‪ a‬الموكل بالعمل أموراً جديدة ‪ ،‬فيبدأ هو فى تنفيذها وإعادتها مرة‬
‫أخرى على المريض حتى يلتبس على المريض األمر ‪ ،‬فيظن أنه لم يشف بع ُد ‪ ،‬ليأخذه إلى دوامة العالج بالقرآن أو‬
‫غيره ‪ ،‬والتى لن يخرج منها سالما ً ـ إال أن يشاء هللا تعالى ـ إال أن المعالج يستطيع أن يفرق بين هذا األلم وذاك ‪،‬‬
‫بعدم شعور المريض بذلك الدفء الذى كان يشعر به عن شربه للماء ‪.‬‬
‫هنا يبدأ المعالج فى كتابة هذه اآليات ‪ ،‬أو قراءتها على بعض الماء‪ ،‬وهى ‪:‬‬
‫الفاتحة ‪.‬‬ ‫‪ㅎ‬‬
‫سورة البقرة ‪ :‬اآليات (‪. )4-1‬‬ ‫‪ㄱ‬‬
‫البقرة ‪ :‬اآليات (‪. )164-163‬‬ ‫‪ㄴ‬‬
‫آية الكرسى ‪.‬‬ ‫‪ㄷ‬‬
‫سورة "ق" ‪ :‬اآليات (‪. )29-23‬‬ ‫‪ㄹ‬‬
‫اإلخالص ‪.‬‬ ‫‪ㅁ‬‬
‫المعوذتين ‪.‬‬ ‫‪ㅂ‬‬
‫أخطاء يقع فيها بعض المعالجين ‪:‬‬
‫ومن األخطاء التى استُحدثت بعد انتشار العالج بالقرآن ‪ ،‬ظاهرة العالج الجماعى والتى تبنتها بعض المساجد أو‬
‫المراكز ‪ ،‬فأصبحنا نرى عشرات الحاالت التى تعانى من أعراض المس أو السحر وقد جُمعت فى مكان واحد ‪،‬‬
‫(‪ )1‬ومما يجب التنبيه عليه أنه ال حرج فى أخذ األجرة على العالج ‪.‬‬
‫(‪ )1‬وقد صحّ عن النبى ‪ r‬قوله ‪" :‬و ِكل بكل من قرين من الجن وقرين من المالئكة" وليس هو أخت الولد التى يعيش تحت األرض ‪ ،‬أو أخ البنت الذى يعيش تحت األرض ‪ ،‬فهذا كله‬
‫ضرب من الخزعبالت ‪.‬‬
‫‪110‬‬
‫وأُعطيت كل حالة "سماعة" تضعها على الرأس ثم تبدأ "الرقية"‪ a‬المسجلة تدق أذن الحالة ‪ ،‬وال بأس فى سماع‬
‫المريض للرقية الشرعية "مسجلة" ‪ ،‬ولكن الحرج يقع أن يكون وسط هذا الحشد من المرضى خروج الجن من جسد‬
‫ودخوله إلى آخر ‪ ،‬وقد يكون من بينهم من ليس به مس أو سحر ‪ ،‬وإنما هى أعراض قد تشابه أعراض الممسوس‬
‫أو المسحور ‪ ،‬فيشار عليه بالذهاب إلى المسجد أو المركز للعالج ‪ ،‬وجسده خالى من المس أو السحر ‪ ،‬وفى أثناء‬
‫سماع هذا الحشد الهائل لآليات تبدأ بعض الحاالت فى التشنج فيرتاع ويخاف من لم تظهر عليه األعراض بع ُد ‪ ،‬وقد‬
‫يكون بين الحاالت كما تقدم من ليس بممسوس أو مسحور ‪ ،‬فيخرج الجنى من جسد المريض ثم يدخل جسد هذا‬
‫المرتاع أو الخائف ‪ ،‬أو جسد من يعانى من أعراض تشابه أعراض الممسوس أو المسحور ‪.‬‬
‫وقد شاهدنا الكثير والكثير من هذه الحاالت التى دخلها الجنى ‪ ،‬وبسؤاله يقول ‪ :‬لقد خرجت فى الجلسة كذا من‬
‫فرأيت فالن يجلس خائفا ً‬
‫ُ‬ ‫جسد المريض فالن عند سماعه للقرآن ‪ ،‬ثم صعدت عاليا ً ثم نظرت إلى هذه الحاالت كلها‬
‫من هذا المنظر "تشنج بعض المرضى"‪ a‬فدخلت فى جسده !‬
‫فينتج من ظاهرة العالج الجماعى إصابة بعض الحاالت السليمة بالمس ظلما ً من الجنى ‪ ،‬وجهالً من المعالج ‪،‬‬
‫فليكن هذا منك على بال ‪.‬‬
‫ـ ومن األخطاء التى صاحبت انتشار العالج بالقرآن منذ بداياته ‪ :‬االستعانة بالجن "المسلم" فى العالج ‪ ،‬فترى‬
‫الجنى يخرج من جسد المريض وقد تاب وأناب على يد الشيخ المعالج ‪ ،‬ثم يعرض عليه أن يساعده فى العالج طلبا ً‬
‫لتكفير ما سلف من أذى للمريض ‪ ،‬وأن يكون عونا ً للمعالج على الجن الكافر أو الظالم ‪ ،‬خاصة وهو يرى ما ال يراه‬
‫المعالج من عدد الجن بجسد المريض أو هروب الجنى عند حضور المعالج ‪ ،‬فيقوم الجنى المساعد بتقيد الجنى‬
‫الماس جسد المريض أو ضربه أو االستعانة ببعض الجن الطيار على طرد الجنى الماس جسد المريض إلى غير‬ ‫ِ‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫ـ ويرد بعضهم على هذا أنه ال يستخدم الجنى فى "الشر" وإنما يستخدمه فى "الخير" ومساعدة المرضى‬
‫وعالجهم ‪ ،‬ولو كان ذلك كذلك لكان األولى به رسول هللا ‪ ، r‬وقد قرأ القرآن على الجن فأسلم ‪ ،‬ولم يستعن بهم أو‬
‫يستخدمهم فى حربه ضد "الكفار" ‪ ،‬فلم يرسل جنيا ً الغتيال أبى جهل أو أبى لهب ! ‪.‬‬
‫ـ ومن األخطاء أيضا ً التى صاحبت انتشار العالج بالقرآن ‪ :‬قراءة بعضهم بعض اآليات على "كف يده" ثم‬
‫يقول ‪ :‬أقسمت عليكم يا خدام هذه اآليات الشريفة أن تفعلوا كذا وكذا بفالن ـ من اإلنس ـ من مرض ونحوه ! ثم ينفث‬
‫فى كفه ليطيروا ! ‪.‬‬
‫كيف تكتشف أن المعالج دجال ‪:‬‬
‫عال ثم يُسر ببعض الكالم الغير مفهوم ‪ ،‬فاعلم أنه دجال‬ ‫ـ إذا رأيت الذى ي َّدعى العالج يقرأ بعض اآليات بصوت ٍ‬
‫‪.‬‬
‫ـ إذا أعطاك الشيخ حجابا ً وقد طواه بشكله الهندسى ‪ ،‬وغلّفه بكيس من البالستيك أو الشمع ‪،‬فاعلم أنه دجال ‪.‬‬
‫)‬‫‪1‬‬ ‫(‬

‫ـ إذا أعطاك الشيخ حجابا ً مفتوحا ً أو مغلفا ً ـ كما تقدم ـ ثم نظرتَ فيه فرأيت فيه "دوائر" و "مربعات" و‬
‫"مثلثات" فيها كلمات مفهومة أو غير مفهومة فاعلم أنه دجال ‪.‬‬
‫ـ إذا أعطاك الشيخ حجابا ً ـ كما تقدم ـ فيه كلمات وقد كتبت بحروف "مفردة" كما يكتب بعضهم ‪" :‬بسم هللا‬
‫الرحمن الرحيم" ‪" :‬ب س م ا ل ل ه ا ل ر ح م ن ا ل ر ح ى م" أو آية الكرسى أو غيرها من اآليات فاعلم أنه‬
‫دجال ‪ ،‬وقل له ‪ :‬اتق هللا فهذا تحريف فى كتاب هللا تعالى (‪. )1‬‬
‫أثر ‪ ،‬ونحو هذا فاعلم أنه دجال ‪.‬‬
‫ـ إذا طلب منك الشيخ اسمك واسم أمك ‪ ،‬أو قطعة من ٍ‬
‫_ إذا طلب منك الشيخ كتابة بعض اآليات على "بيضة" ! وأكلها أو أن تفعل بها كذا وكذا فاعلم أنه دجال ‪.‬‬
‫ـ هذا وكل من يدعى قراءة الفنجان ‪ ،‬والكف ‪ ،‬والطالع ـ والنازل ! ـ وضرب الرمل ‪ ،‬وفتح المندل ‪ ،‬وقياس‬
‫األثر ‪ ،‬وفتح الكتاب بوضع "مفتاح" ليشير على السارق ونحو هذا ‪ .‬فاعلم أنه دجال ‪ ،‬وأن هذا الفعل يؤدى بصاحبه‬
‫إلى الشرك والكفر ‪ ،‬فكن منه على حذر ‪.‬‬
‫ـ كل هذا وإن ادعى "الشيخ" أنه ال يأخذ أجرة على هذا العمل ‪ ،‬وإنما هو "شئ هلل" !!! ‪.‬‬
‫(‪ )1‬استخدمت وصف الشيخ النتشاره ووصف به كل من يعالج بالقرآن أو بغيره ‪ ،‬واألخير يعلم من نفسه ما هو وصفه ‪.‬‬
‫(‪ )1‬وهناك الكثير ممن يفعل هذا ويظن الناس به خيراً وهو معدود فى الكفار بكفره‪ a‬بآيات هللا تعالى واستهزاءه بها ‪ ،‬مع سحره وكهانته ‪ ،‬ثم يطلب "المسلم" من "الكافر" المعونة فى‬
‫طلب إخراج وإبطال العمل !!! ‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫ـ وكذا كل من يدعى علم "التنويم المنغاطيسى" و "تحضير األراوح" و "الزار" فاعلم أن هذا كله دجل ‪ ،‬فكن‬
‫منه على حذر ‪.‬‬
‫تحصينات قرآنية ‪:‬‬
‫ومنها قراءة فاتحة الكتاب ‪ ،‬آية الكرسى ‪ ،‬آخر آيتين من سورة البقرة ‪ ،‬اإلخالص ‪ ،‬المعوذتين ‪.‬‬
‫تحصينات نبوية ضد السحر والمس ‪:‬‬
‫‪ -1‬كثرة االستغفار ‪ ،‬والحوقلة ‪ ،‬أى قول ‪ :‬ال حول و قوة إال باهلل ‪.‬‬
‫‪ -2‬ال إله إال هللا وحده ال شريك له ‪ ،‬له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير يقال مائة مرة صباحا ً ومائة مرة‬
‫مساءاً (‪. )1‬‬
‫‪ -2‬أعوذ بكلمات هللا التامات من شر ما خلق (‪. )2‬‬
‫‪ -3‬أعوذ بكلمات التامة من شيطان وهامة ومن كل عين المة (‪. )3‬‬
‫‪ -4‬أعوذ بكلمات التامات التى ال يجاوزهن بر وال فاجر ‪ ،‬من شر ما خلق وذرأ وبرأ ‪ ،‬ومن شر ما ينزل من السماء‬
‫‪ ،‬ومن شر ما يعرج فيها ‪ ،‬ومن شر ما ذرأ فى األرض ومن شر ما يخرج منها ‪ ،‬ومن شر فتن الليل والنهار ‪ ،‬ومن‬
‫شر طوارق الليل والنهار ‪ ،‬إال طارقا ً يطرق بخير يارحمن (‪. )4‬‬
‫‪ -5‬اللهم أنت ربى ال إله إال أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ‪ ،‬أعوذ بك من شر ما‬
‫صنعت ‪ ،‬أبوء لك بنعمتك على ‪ ،‬وأبوء بذنبى ‪ ،‬فاغفر ل ّى ‪ ،‬فإنه ال يغفر الذنوب إال أنت (‪. )1‬‬
‫ى حكمك ‪ ،‬عدلك فى قضاؤك ‪ ،‬أسألك بكل اسم هو لك‬ ‫ماض ف َّ‬
‫ٍ‬ ‫‪ -6‬اللهم إنى عبدك ‪ ،‬ابن عبدك ‪ ،‬ناصيتى بيدك ‪،‬‬
‫سميت به نفسك ‪ ،‬أو أنزلته فى كتابك أو علمته أح ٍد من خلقك ‪ ،‬أو استأثرت به فى علم الغيب عندك ‪ ،‬أن تجعل‬
‫القرآن العظيم ربيع قلبى ونور صدرى وجالء حزنى و ِذهاب همى (‪. )2‬‬
‫‪ -7‬بسم هللا الذى ال يضر مع اسمه شئ فى األرض وال فى السماء ‪ ،‬وهو السميع العليم (ثالث مرات صباحا ً ‪،‬‬
‫وثالث مساءاً) (‪. )3‬‬
‫‪ -8‬حسبى هللا ال إله إال هو ‪ ،‬عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (‪( )4‬سبع مرات صباحا ً ومساءاً) ‪.‬‬
‫‪ -9‬ال إله إال هللا العظيم الحليم ‪ ،‬ال إله إال هللا رب العرش العظيم ‪ ،‬ال إله إال هللا ربُّ السموات السبع ورب العرش‬
‫الكريم (‪. )5‬‬
‫‪ -10‬اللهم إنى أعوذ بك من اله ّم والحزَ ن ‪ ،‬والعجز والكسل ‪ ،‬والبخل والجبن ‪ ،‬وضلع ال ّدين ‪ ،‬وغلبة الرجال (‪. )6‬‬

‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه البخارى (‪ )3293‬ومسلم (‪. )2692‬‬


‫(‪ )2‬صحيح ‪ :‬أخرجه مسلم (‪. )2709‬‬
‫(‪ )3‬صحيح ‪ :‬أخرجه البخارى (‪ 119\4‬ـ فتح) ‪.‬‬
‫(‪ )4‬صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد (‪. )419\3‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه البخارى (‪ )6306‬ومسلم (‪. )2722‬‬
‫(‪ )2‬صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد(‪. )391\1‬‬
‫(‪ )3‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود (‪. )5088‬‬
‫(‪ )4‬حسن ‪ :‬أخرجه أبو داود (‪. )5081‬‬
‫(‪ )5‬صحيح ‪ :‬أخرجه البخارى (‪ 154\7‬ـ فتح) ومسلم (‪. )2092\4‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه البخارى (‪ 173\11‬ـ فتح) ‪.‬‬
‫‪112‬‬
‫‪ -11‬ال إله إال أنت سبحانك إنى ُ‬
‫كنت من الظالمين (‪. )1‬‬
‫‪ -12‬اللهم أنت عضدى وأنت نصيرى ‪ ،‬بك أجول وبك أصول وبك أقاتل (‪. )2‬‬
‫‪ -13‬حسبنا هللا ونعم الوكيل (‪. )3‬‬
‫وزنة عرشه ‪ ،‬ومداد كلماته (‪. )4‬‬ ‫‪ -14‬سبحان هللا وبحمده عدد خلقه ‪ ،‬ورضا نفسه ‪ِ ،‬‬
‫ـ تحصينات عامة ‪:‬‬
‫اإلستعاذة عند دخول الحمام ‪ ،‬ونفض المكان عند الجلوس أو النوم ‪ ،‬المحافظة على أذكار الصباح والمساء ‪،‬‬
‫كثرة اإلستغفار والحوقلة وااللتجاء إلى هللا تعالى ‪ ،‬واإلكثار من قراءة القرآن ‪ ،‬والمحافظة على الصلوات فى‬
‫الجماعة ‪ ،‬والصيام ‪ ،‬ومصاحبة األخيار ‪ ،‬والبعد عن أصدقاء الشر والسوء ‪ ،‬والتسمية عند فتح "صنبور"‪ a‬المياه‬
‫الساخنة "السخان" عند "الحوض" بالمطبخ ‪ ،‬وقبل دخول الحمام أو فى السِّر عند فتحه فى الحمام (‪ ، )5‬وكذا عند‬
‫رمى "موسى" الحالقة فى الحوض أو غيره بعد الحالقة (‪ ، )6‬كما يراعى عدم صبّ الماء الساخن فى "الحمام" أو‬
‫الحوض إال بعد التسمية ‪ ،‬كما يراعى عند مرور الرجل على حجر كبير فى الطريق فيريد إبعاده عن وسط‬
‫الطريق ‪ ،‬فتراه وقد حمله ثم ألقى به بعيداً ‪ ،‬دون أن يسمى هللا عند إلقاءه ‪ ،‬خشية أن يلقيه على بعض الجن الجالس‬
‫فى الطريق دون أن يالحظ رمى الرجل للحجر ! ‪.‬‬
‫ـ وكذا من أوقات "مس" الجن لإلنسان ‪ :‬وقت الخوف الشديد ‪ ،‬كمن يسير فى طريق بعينه كل يوم فى ساعة‬
‫متأخرة من الليل ‪ ،‬ولم يحدث نفسه بشئ عن مس الجن له ‪ ،‬ثم إذا سمع عن مس الجن لإلنسان ‪ ،‬وأن من مساكن‬
‫الجن أماكن الفضاء "الخالية" يأخذه الخوف من مس الجن له ! فيمسه الجن ! ‪.‬‬
‫ـ وكذا ما هم منتشر بين كثير من الفتيات ‪ :‬من دخولهن الحمام وبصحبتهن أجهزة "التسجيل" أو االستماع إليها‬
‫والرقص على نغماتها داخل الحمام ‪ ،‬وكما هو مقرر أن عالم الجن كعالم اإلنس ‪ ،‬فيه الجنى الشاب والمراهق‬
‫والكهل والطفل الصغير وغير هذا مما هو فى عالم اإلنس ‪ ،‬وقد يشاهد الجنى الشاب أو المراهق الفتاة وهى ترقص‬
‫عارية فى الحمام ‪ -‬أو أمام المرآة ‪ -‬فيعشقها فيلتبس بجسدها ‪ ،‬وكذا كثرة الوقوف أمام المرآة ناظرة إلى مفاتنها‬
‫وجسدها (‪. )1‬‬
‫ـ وكذا قد يلتبس الجنى باإلنسان فى حالة الشهوة المحرمة ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ـ وكذا هذا التبرج والزينة المغالى فيها التى نراها فى فتيات ونساء "المسلمين"‪ a‬وتلك المالبس الضيقة والتى‬
‫تكون كالرسالة إلى الجن ودعوته إلى دخول هذا الجسد ‪ ،‬حتى إذا دخل الجنى جسد الفتاة ـ وهرب منها ُخطابها ـ‬
‫جرت مسرعة باحثة عن العالج وطرد الجنى العاشق من جسدها ! ‪.‬‬
‫من هللا تعالى عليها بالشفاء عادت سيرتها األولى إلى التبرج والسفور ‪ ،‬ضاربة بتنبيهات "المعالج"‪a‬‬ ‫ـ حتى إذا َّ‬
‫ودعوته إياها إلى االلتزام بدين هللا تعالى وأوامره عرض الحائط ‪.‬‬

‫} َولَ ُك ْم فِيهَا َج َما ٌل ِحينَ تُ ِريحُونَ َو ِحينَ تَ ْس َرحُونَ {‬

‫(‪ )1‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى (‪. )168\3‬‬


‫(‪ )2‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى (‪. )183\3‬‬
‫(‪ )3‬صحيح ‪ :‬أخرجه البخارى (‪ 172\5‬ـ فتح) ‪.‬‬
‫(‪ )4‬صحيح ‪ :‬أخرجه مسلم (‪. )2726‬‬
‫(‪ )5‬فقد التبس أحد الجن بجسد أحد المرضى ‪ ،‬وبسؤال الجنى ‪ :‬متى لبسته وكيف ؟ قال ‪ :‬فى يوم كذا ‪ ،‬وقد دخل "الحمام" ففتح صنبور المياه الساخن وكنت‪ a‬أنا بداخل الصنبور ‪ ،‬فأحرق‬
‫يدى ! فلبسته ثأراً وانتقاماً‪. a‬‬
‫(‪ )6‬وإن كان مما هو معلوم من النهى عن حالقة اللحية ‪ ،‬لما فى ذلك من التشبه بالنساء ‪ ،‬وقد لعن رسول هللا ‪ r‬ـ واللعن هو الطرد من رحمة هللا تعالى ـ المتشبهين من الرجال بالنساء ‪،‬‬
‫والمتشبهات من النساء بالرجال ‪ ،‬إلى غير ذلك من األحاديث واألدلة الكثيرة الدالة على إثم حالق اللحية ‪.‬‬
‫ـ وقد التبس أحد الجن بجسد أحد المرضى ‪ ،‬وبسؤاله عن سبب دخوله جسد المريض ‪ ،‬قال ‪ :‬لقد كان "يحلق" ذقنه ذات يوم ثم رمى بموسى الحالقة فى الحوض ‪ ،‬وكان أخى يجلس فى‬
‫الحوض وقع الموسى على رقبته فقتله ‪ ،‬وكان ابن عمى يقف فى الحمام ‪ ،‬فلما شاهد ما جرى جاءنى من مصر إلى "استراليا" وأبلغنى خبر موت "قتل" أخى فجئت طالبا ً للثأر من هذا‬
‫الرجل ‍‪.‬‬
‫ـ كما يراعى عدم رمى الموسى أو أى ألة حادة و "سنجة" اإلبرة والزجاج أيضا ً ونحو هذا فى "سلة القمامة" محافظة على أيدى من يقومون بهذا العمل ‪ ،‬فيمكن جمع أمواس الحالقة‬
‫أو الزجاج فى علبة ما ثم إغالقها جيداً بحيث ال تفتح بسهولة عند "قلب" القمامة" حتى ال تؤذى أحداً ‪.‬‬
‫(‪ )1‬وما يقال أن أخ الفتاة الذى يسكن "تحت األرض" وكذا الشاب الذى تسكن أخته "تحت األرض" وانهما‪ a‬يغاران ونحو هذا فكل هذا سفه وباطل وخرافات ال صحة لها ‪.‬‬
‫(‪ )2‬وكما يقول البعض ‪ :‬لو أن امرأة من أصحاب "الرايات الحمراء" التى كانت فى الجاهلية األولى خرجت اليوم على نساء "المسلمين" ورأت منهن هذا الستحت وقالت ‪ :‬أهؤالء هم‬
‫أتباع محمد ‪ r‬؟! كيف ال وهى التى كانت فى فجرها تكشف الجزء العلوى من صدرها "فقط" ‪ ،‬ماذا والمرأة "المسلمة" اليوم قد كشفت عن رأسها وصدرها وإبطيها‪ a‬وبطنها‬
‫وفخذيها وساقيها ‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫مجدى بن منصورـ بن سيد الشورى‬

‫الفهرس‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪3‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪--------------------------------------------------------‬‬
‫‪6‬‬ ‫كلمة شكر‬
‫‪-----------------------------------------------------‬‬
‫‪7‬‬ ‫الترغيب فى الزواج‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫‪12‬‬ ‫التحذير من الزنا‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪14‬‬ ‫محبة الزوجة‬
‫‪-------------------------------------------------‬‬
‫‪16‬‬ ‫أزواج النبى ‪r‬‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫‪20‬‬ ‫سرارى النبى ‪r‬‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫‪20‬‬ ‫الزواج فى الجاهلية‬
‫‪--------------------------------------------‬‬
‫‪21‬‬ ‫أسس اختيار الزوجة‬
‫‪--------------------------------------------‬‬
‫‪21‬‬ ‫مواصفات الزوجة الصالحة‬
‫‪--------------------------------------‬‬
‫‪28‬‬ ‫أسس اختيار الزوج‬
‫‪--------------------------------------------‬‬
‫‪31‬‬ ‫الكفاءة فى النكاح‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫‪34‬‬ ‫صالة االستخارة‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪36‬‬ ‫إباحة النظر إلى وجه المخطوبة‬
‫‪----------------------------------‬‬
‫‪43‬‬ ‫النهى عن المغاالة فى المهور‬
‫‪------------------------------------‬‬
‫‪45‬‬ ‫دبلة الخطوبة‬
‫‪---------------------------------------------------‬‬
‫‪49‬‬ ‫ما يباح للخاطب بعد الخطبة‬
‫‪-----------------------------------‬‬
‫‪50‬‬ ‫النفقة على الزوجة‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫‪50‬‬ ‫العروس ليلة الزفاف‬
‫‪--------------------------------------------‬‬
‫‪51‬‬ ‫حكم الذهاب إلى الكوافير‬
‫‪--------------------------------------‬‬
‫‪114‬‬
‫‪52‬‬ ‫نتف الحواجب‬
‫‪-------------------------------------------------‬‬
‫‪52‬‬ ‫المانيكير‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫‪52‬‬ ‫الغناء فى العرس‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪56‬‬ ‫ال نكاح إال بولى‬
‫‪----------------------------------------------‬‬
‫‪56‬‬ ‫الفاظ التزويج‬
‫‪--------------------------------------------------‬‬
‫‪58‬‬ ‫الفرق بين النكاح والزواج‬
‫‪---------------------------------------‬‬
‫‪60‬‬ ‫الدعاء للعروسين‬
‫‪----------------------------------------------‬‬
‫‪61‬‬ ‫ليلة الزفاف‬
‫‪----------------------------------------------------‬‬
‫‪62‬‬ ‫وضع على رأس الزوجة‬
‫‪-----------------------------------------‬‬
‫‪62‬‬ ‫قصة من الواقع‬
‫‪-------------------------------------------------‬‬
‫‪65‬‬ ‫ما يقول الرجل حين يجامع أهله‬
‫‪--------------------------------‬‬
‫‪66‬‬ ‫فض غشاء البكارة‬
‫‪----------------------------------------------‬‬
‫‪67‬‬ ‫كيف يأتى الرجل أهله‬
‫‪-----------------------------------------‬‬
‫‪69‬‬ ‫الوليمة‬
‫‪-------------------------------------------------------‬‬
‫القسم الثانى‬
‫‪71‬‬ ‫الشروط فى النكاح‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫‪72‬‬ ‫حكم اإلسالم فى من تزوج بامرأة فوجدها حبلى‬
‫‪------------------‬‬
‫‪72‬‬ ‫المحرمات من النساء‬
‫‪-------------------------------------------‬‬
‫‪77‬‬ ‫فصل‬
‫‪--------------------------------------------------------‬‬
‫‪-‬‬
‫‪78‬‬ ‫فصل‬
‫‪--------------------------------------------------------‬‬
‫‪-‬‬
‫‪79‬‬ ‫فصل‬
‫‪--------------------------------------------------------‬‬
‫‪-‬‬
‫‪80‬‬ ‫فصل‬
‫‪--------------------------------------------------------‬‬
‫‪115‬‬
‫‪-‬‬
‫‪83‬‬ ‫نكاح التفويض‬
‫‪-------------------------------------------------‬‬
‫‪84‬‬ ‫نكاح الشغار‬
‫‪--------------------------------------------------‬‬
‫‪85‬‬ ‫نكاح المحلل‬
‫‪--------------------------------------------------‬‬
‫‪85‬‬ ‫نكاح المتعة‬
‫‪---------------------------------------------------‬‬
‫‪86‬‬ ‫نكاح المحرم‬
‫‪--------------------------------------------------‬‬
‫‪86‬‬ ‫نكاح الزانية‬
‫‪---------------------------------------------------‬‬
‫‪86‬‬ ‫أنكحة فاسدة‬
‫‪--------------------------------------------------‬‬
‫‪87‬‬ ‫الخلع‬
‫‪--------------------------------------------------------‬‬
‫‪96‬‬ ‫زواج المسيار‬
‫‪-------------------------------------------------‬‬
‫‪96‬‬ ‫زوج الهبة‬
‫‪-----------------------------------------------------‬‬
‫‪96‬‬ ‫الزواج العرفى‬
‫‪-------------------------------------------------‬‬
‫‪99‬‬ ‫األدلة على فساد النكاح بدون ولى‬
‫‪-------------------------------‬‬
‫‪101‬‬ ‫الرد على اإلمام أبى حنيفة‬
‫‪--------------------------------------‬‬
‫‪102‬‬ ‫الدليل الذى اعتمده اإلمام والرد عليه‬
‫‪----------------------------‬‬
‫‪105‬‬ ‫أسباب اللجوء إلى الزواج العرفى‬
‫‪-------------------------------‬‬
‫‪106‬‬ ‫تعدد الزوجات‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫‪110‬‬ ‫صبغ المرأة لشعرها‬
‫‪--------------------------------------------‬‬
‫‪110‬‬ ‫تفسير ‪ :‬الحمو‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫‪111‬‬ ‫الخالف بين الزوجين‬
‫‪-------------------------------------------‬‬
‫‪112‬‬ ‫حق الزوج‬
‫‪----------------------------------------------------‬‬
‫‪115‬‬ ‫من حقوق الزوج أيضا ً‬
‫‪------------------------------------------‬‬
‫‪118‬‬ ‫النهى عن وضع المرأة ثيابها فى غير بيتها‬
‫‪------------------------‬‬
‫‪118‬‬ ‫النهى عن صيام المرأة وزوجها شاهد‬
‫‪116‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫‪119‬‬ ‫النهى عن إنفاق المرأة إال بإذن زوجها‬
‫‪---------------------------‬‬
‫‪120‬‬ ‫النهى طلب الطالق‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫‪120‬‬ ‫الصبر على فقر الزوج‬
‫‪------------------------------------------‬‬
‫‪121‬‬ ‫النهى عن هجر الفرش‬
‫‪------------------------------------------‬‬
‫‪123‬‬ ‫حق الزوجة‬
‫‪----------------------------------------------------‬‬
‫‪125‬‬ ‫النهى عن الهجر إال فى البيت‬
‫‪-----------------------------------‬‬
‫‪126‬‬ ‫مساعدة الرجل زوجته فى شئون البيت‬
‫‪----------------------------‬‬
‫‪126‬‬ ‫صبر الرجل وحلمه‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫‪127‬‬ ‫التحذير عن التلويح بالطالق‬
‫‪------------------------------------‬‬
‫‪127‬‬ ‫النهى عن إطالة فترة الغياب‬
‫‪-------------------------------------‬‬
‫‪128‬‬ ‫وصايا الزوجين‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫‪130‬‬ ‫سلوكيات‬
‫‪-----------------------------------------------------‬‬
‫‪130‬‬ ‫حسن العشرة حديث أم زرع‬
‫‪-------------------------------------‬‬
‫‪139‬‬ ‫من صور حسن العشرة أيضا ً‬
‫‪-------------------------------------‬‬
‫‪139‬‬ ‫النهى عن الطرق ليالً‬
‫‪-------------------------------------------‬‬
‫‪140‬‬ ‫مراعاة غيرة النساء‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫‪143‬‬ ‫النهى عن الضرب المبرح‬
‫‪---------------------------------------‬‬
‫‪146‬‬ ‫سلوكيات‬
‫‪-----------------------------------------------------‬‬
‫‪146‬‬ ‫ترخيم اسم الزوجة‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫‪148‬‬ ‫سلوكيات الزوجة‬
‫‪----------------------------------------------‬‬
‫‪148‬‬ ‫تحريم إفشاء سر اإلفضاء‬
‫‪---------------------------------------‬‬
‫‪150‬‬ ‫التحذير من كفران العشير‬
‫‪---------------------------------------‬‬
‫‪151‬‬ ‫إظهار المرأة غضبها‬
‫‪117‬‬
‫‪-------------------------------------------‬‬
‫‪152‬‬ ‫الزوجة ال تحمد زوجها‬
‫‪----------------------------------------‬‬
‫‪153‬‬ ‫كيف يستديم محبة زوجته‬
‫‪--------------------------------------‬‬
‫‪156‬‬ ‫النهى عن طاعة الزوج فيما يخالف الشرع‬
‫‪------------------------‬‬
‫‪157‬‬ ‫النساء ناقصات عقل ودين‬
‫‪--------------------------------------‬‬
‫‪159‬‬ ‫الزواج فى بيت األهل‬
‫‪------------------------------------------‬‬
‫‪160‬‬ ‫كذب الرجل على زوجته‬
‫‪----------------------------------------‬‬
‫‪160‬‬ ‫كذب المرأة على زوجها‬
‫‪----------------------------------------‬‬
‫‪160‬‬ ‫فتى األحالم‬
‫‪---------------------------------------------------‬‬
‫‪162‬‬ ‫الفرق بين الزوج والمرأة‪a‬‬
‫‪----------------------------------------‬‬
‫‪167‬‬ ‫الفرق بين البعل والزوج‬
‫‪-----------------------------------------‬‬
‫‪168‬‬ ‫أبواب الجماع‬
‫‪-------------------------------------------------‬‬
‫‪168‬‬ ‫أحكام الجماع‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫‪173‬‬ ‫فنون الجماع وأشكالها‬
‫‪-----------------------------------------‬‬
‫‪181‬‬ ‫ُشبه وردود‬
‫‪----------------------------------------------------‬‬
‫‪212‬‬ ‫أحكام الوطء فى الدبر‬
‫‪-----------------------------------------‬‬
‫‪121‬‬ ‫أحكام الوطء فى الحيض‬
‫‪---------------------------------------‬‬
‫‪131‬‬ ‫حكم العزل‬
‫‪----------------------------------------------------‬‬
‫‪134‬‬ ‫أضرار العادة السرية‬
‫‪--------------------------------------------‬‬
‫‪136‬‬ ‫كيفية العالج‬
‫‪--------------------------------------------------‬‬
‫‪264‬‬ ‫كيفية عالج المربوط‬
‫‪-------------------------------------------‬‬

‫‪118‬‬

You might also like