You are on page 1of 6

‫ما وقع في القرآن بغير لغة العرب‪.

‬‬
‫بقلم الدكتور محمييد تقيييي الديييين الهللي المدرس بكلييية الدعوة وأصيييول الديييين‬
‫بالجامعة‪.‬‬
‫اعلم أن علماء اللغفة اتفقوا على أن كفل لغفة عظيمفة تنسفب إلى أمفة عظيمففة لبففد أن توجففد ففي‬
‫مفرداتهفا كلمات وردت عليهفا مفن أمفة أخرى‪ ،‬لن المفة العظيمفة ل بفد أن تخالط غيرهفا مفن المفم‪ ،‬وتتبادل‬
‫معهفا المناففع مفن أغذيفة‪ ،‬وأدويفة ومصفنوعات‪ ،‬وتعلم وتعليفم‪ ،‬فل بفد حينئذ مفن تداخفل اللغات‪ ،‬ول يمكفن أن‬
‫تستقل وتستغني عن جميع المم‪ ،‬فل تستورد منها شيئا ول تورد عليها شيئا‪ ،‬والقرآن نفسه يثبت هذا‪ ،‬قال‬
‫َ‬
‫ح َّ ِ‬
‫رم‬ ‫م َ‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫عنْدَ بَيْت ِ َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ر ِذي َزْر ٍ‬ ‫غي ْ ِ‬ ‫واٍد َ‬ ‫ريَّت ِي ب ِ َ‬ ‫ن ذُ ِّ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫سكَن ْ ُ‬ ‫تعالى في سورة إبراهيم ‪َ{ 37‬ربَّن َا إِن ِّي أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل أَ ْ‬
‫م‬ ‫ه ْي‬ ‫عل ّ ُ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫مَرا ِي‬ ‫ن الث ّ َ‬ ‫م َي‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْي‬ ‫ق ُ‬‫واْرُز ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْي‬ ‫وي إِلَي ْ ِ‬ ‫ه ِ‬‫س تَ ْ‬ ‫ن الن ّا ِي‬ ‫م َي‬ ‫فئِدَةً ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ج َ‬
‫فا ْ‬ ‫صلةَ َ‬ ‫موا ال َّي‬ ‫قي ُ‬ ‫َربَّن َيا لِي ُ ِ‬
‫ن}‪.‬ذكر إبراهيم في دعائه انه أسكن ذريته يعنى اسماعيل وآله بواد غير ذي زرع وهو وادي مكة‬ ‫شكُُرو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫وإذا لم يكن فيه زرع لم تكن فيه ثمرات‪ ،‬وذكر في أثناء دعائه ومناجاته لربه‪ ،‬أنه أسكن ذريته بذلك الوادي‬
‫المقففر ليقيموا الصفلة أي يؤدوهفا قائمفة كاملة عنفد بيفت الله‪ ،‬ويعبدوه‪ ,‬فسفأل الله أن يجعفل قلوب الناس‬
‫تهوي إلى ذريتفه‪ ،‬أي تسفرع إليهفم شوقفا ومحبفة‪ ،‬وتمدهفم بمفا يحتاجون إليفه وأن يرزقهفم مفن الثمرات التفي‬
‫تجلب إليهففم مففن الفاق والقطار المختلفففة ليشكروا الله على ذلك فيزيدهففم‪ ،‬وقففد اسففتجاب الله دعوتففه‬
‫فصارت أنواع الحبوب والثمرات و التوابل والدوات والثياب والتحف‪ ،‬و الطرائف تجلب إلى مكة من جميع‬
‫أنحاء المعمور‪.‬‬
‫وهذه المورالتفي تجلب إليهاكثيرمنهفا وضعفت أسفماؤها ففي البلدان التفي تصفدر منفه‪ ،‬فإذاجاءت إلى‬
‫أهفل مكفة يسفمونها بالسفم الذي جاءت بفه فتندمفج ففي تغتهفم وتصفير جزءا ً منهفا‪ ,‬والصفل ففي اللغات أن‬
‫الشياء العامة توجد لها أسماء في كل لغة‪ ،‬أما الشياء الخاصة التي خص الله بها قطرا بعينه فإن السم‬
‫الذي سماها به أهل ذلك القطر الذي خلقت فيه يبقى في الغالب ملزما ولنضرب لذلك مثل‪ ،‬الجوز الهندي‬
‫والنخيففل الذي يثمره وهففو((نار جيففل))ويسففمى بالهنديففة((ناريففل))فهففو يجلب إلى غيففر الهنففد‪ ،‬دون أن يبدل‬
‫اسمه‪ ،‬وثمر((المبة))وهو أحسن الفواكه في الهند وقد يكون أحسن الفواكه مطلقا‪ ،‬يوجد دائما في مكة‬
‫شرفهففا الله فففي أحقاق‪ ،‬إذا أكلتففه تظففن أنففك أكلتففه تحففت شجرتففه وهذه الفاكهففة موجودة فففي مصففر‬
‫وتسمو((مانكة))وتنقل إلى بلدان أخرى ويبقى اسمها ملزما لها‪.‬‬
‫وكذلك ثمر((أناناس))يجلب من أندونيسيا ويبقى اسمه ملزما له وقس على ذلك‪.‬‬
‫وقففد قال أحففد علماء الفيلولوجييففن أي علماء اللغات‪ :‬إن لغففة سففكان أوسففتراليا الصففليين ل تزيففد‬
‫مفرداتها على مائة لنهم أبعد الناس على المدنية التي تستلزم مخالطة المم الخرى وتبادل المنافع معها‪،‬‬
‫فكلما عظمت اللغة دلت عظمتها وثروتها ووفرة ألفاظها على مخالفة أهلها لشعوب أخرى واقتباسها منهم‬
‫فهفي تعطفي وتأخفذ ‪ ..‬وقفد أخبرنفا القرآن أن قريشفا كانفت لهفم رحلتان رحلة ففي الشتاء إلى جنوب الجزيرة‬
‫العربيففة اليمففن‪ ،‬ورحلة فففي الصففيف إلى الشام وكانوا تجارا ينقلون البضائع مففن بلد إلى بلد‪ ،‬وكانففت مكففة‬
‫شرفهففا الله تعالى مركزا عظيمففا للتجارة قبففل السففلم فكانففت تنقففل إليهففا البضائع مففن الشرق والغرب‬
‫والجنوب والشمال فكيفف يتصفور أن لغفة العرب تبقفى مغلقفة مختومفا عليهفا ل تخرج منهفا كلمفة ول تدخلهفا‬
‫كلمفة‪.‬والئمفة الذيفن أنكروا وجود كلمات غيففر عربيفة فففي القرآن تمسففكوا بظاهففر قوله تعالى فففي صفورة‬
‫َ‬ ‫قرآنا ً عربيا ً ل َ َ‬ ‫َ‬
‫ذي‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫سا ُ‬‫ن}وقوله تعالى في سورة النحل ‪{ :1.3‬ل ِ َ‬ ‫قلُو َ‬ ‫ع ِ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫عل ّك ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ِ ّ‬ ‫يوسف‪{ :‬إِن َّا أنَْزلْن َا هُ ُ ْ‬
‫َ‬
‫ن}‪ ،‬وما أشبه ذلك وهم على حق فيما قالوا ‪,‬فليس في‬ ‫مبِي ٌ‬ ‫ي ُ‬ ‫عَرب ِ ٌّ‬ ‫ن َ‬ ‫سا ٌ‬ ‫هذَا ل ِ َ‬ ‫و َ‬ ‫ي َ‬ ‫م ٌّ‬‫ج ِ‬ ‫ع َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ن إِلَي ْ ِ‬ ‫حدُو َ‬ ‫يُل ْ ِ‬
‫القرآن كلمفة أعجميفة باقيفة على عجمتهفا البتفة‪ ،‬فكفل مفا ففي القرآن مفن الكلمات كانفت تنطفق بفه العرب‬
‫وتفهمفه وهفو جار على سفنن كلمهفا ل خلف ففي ذلك نعلمفه‪ ،‬إنمفا الخلف ففي المعرب هفل هفو موجود ففي‬
‫القرآن أم ل؟‬
‫قال السفيوطي ففي التقان‪:‬قفد أفردت ففي هذا النوع كتابفا سفميته(المهذب فيمفا وقفع ففي القرآن من‬
‫المعرب)وأنفا ألخفص هنفا فوائد فأقول‪:‬اختلف الئمفة ففي وقوع المعرب ففي القرآن فالكثرون ومنهفم المام‬
‫قْرآناً‬ ‫الشافعي وابن جرير وأبو عبيدة والقاضي أبو بكر وابن فارس على عدم وقوعه فيه لقوله تعالى‪ُ { :‬‬
‫ي}وقد‬ ‫عَرب ِ ٌّ‬ ‫و َ‬‫ي َ‬ ‫م ٌّ‬ ‫ج ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ه أَأ َ ْ‬ ‫ت آيَات ُ ُ‬ ‫صل َ ْ‬ ‫ف ِّ‬ ‫ول ُ‬ ‫قالُوا ل َ ْ‬ ‫ميّا ً ل َ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ع َ‬ ‫قْرآنا ً أ َ ْ‬ ‫علْن َا هُ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫و َ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫عَربِيّاً}‪,‬وقوله تعالى‪َ { :‬‬ ‫َ‬
‫شدد الشافعي النكير على القائل بذلك‪.‬‬
‫وقال أبفو عفبيدة‪" :‬إنمفا أنزل القرآن بلسفان عربفي مفبين فمفن زعفم أن فيفه غيفر العربيفة فقفد أعظفم‬
‫القول ومن زعم أن(لدا)بالنبطية فقد أكبر القول"‪ ،‬وقال ابن فارس‪":‬لو كان فيه من لغة غير العرب شئ‬
‫لتوهم متوهم أن العرب انما عجزت عن التيان بمثله لنه أتى بلغات ل يعرفونها"‪.‬اهف ‪.‬‬
‫قال محمد تقي الدين‪":‬إنما يمكن أن يقال ذلك إذا كان في القرآن تراكيب أعجمية‪ ،‬أو كلمات باقية‬
‫على عجمتها‪ ،‬أما وجود كلمات قد صقلتها العرب بألسنتها ونحت بها مناحي كلماتها ودخلت في أوزانها فل‬
‫يمكفن أحدا أن يدعفي ذلك فيهفا‪ ،‬وقفد رد القرآن نفسفه على مفن زعفم ذلك مفن أعداء السفلم الوليفن‪ ،‬فقال‬
‫َ‬ ‫قد ن َعل َي َ‬
‫ن‬
‫حدُو َي‬ ‫ذي يُل ْ ِ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫سا ُ‬ ‫شٌر ل ِي َ‬ ‫م ُهي ب َ َ‬ ‫عل ِّ ُ‬
‫ما ي ُ َ‬ ‫ن إِن َّي َ‬ ‫قولُو َي‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ه ْي‬ ‫م أن َّ ُ‬ ‫ول َ َ ْ ْ ُ‬ ‫تعالى‪:‬ففي سفورة النحفل ‪َ { :1.3‬‬
‫ن} وتحداهفم أن يأتوا بسفورة مثله بأشفد أسفاليب التحدي‪ ،‬فقال‬ ‫مبِي ٌي‬ ‫ي ُ‬ ‫عَرب ِي ٌّ‬ ‫ن َ‬ ‫سا ٌ‬ ‫هذَا ل ِي َ‬ ‫و َ‬‫ي َ‬ ‫م ٌّي‬ ‫ج ِ‬ ‫ع َ‬‫ه أَ ْ‬ ‫إِلَي ْي ِ‬
‫ن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م ْي‬ ‫ة ِّ‬ ‫سوَر ٍ‬ ‫دن َيا فأت ُوا ب ِي ُ‬ ‫عب ْ ِ‬‫على َ‬ ‫ما ن َ ّزلن َيا َ‬ ‫م ّي‬ ‫ب ِ‬ ‫في َري ْي ٍ‬ ‫م ِي‬ ‫ن َ كنْت ُي ْ‬ ‫وإ ِي ْ‬ ‫تعالى ففي سفورة البقرة ‪23‬فف ‪َ { :34‬‬
‫قوا‬ ‫فات َّ ُ‬ ‫علُوا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫ول َي ْ‬ ‫علُوا َ‬ ‫ف َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ن ل َي ْ‬ ‫فإ ِي ْ‬ ‫ن َ‬ ‫قي َ‬ ‫صاِد ِ‬ ‫م َي‬ ‫ن كُنْت ُي ْ‬ ‫ه إ ِي ْ‬ ‫ن الل ّي ِ‬ ‫ن دُو ِي‬ ‫م ْي‬ ‫م ِ‬ ‫هدَاءَك ُي ْ‬ ‫ش َ‬ ‫عوا ُ‬ ‫وادْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫مثْل ِي ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال َّ‬
‫ل‬ ‫ق ْ‬ ‫ن}وقال تعالى ففي سفورة السفراء ‪ُ { :88‬‬ ‫ري‬
‫ِ ِ َي‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫ِل‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ع‬
‫ُي َ ِ َ َ ُ ِ ّي ْ‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫جا‬ ‫ح‬ ‫ْ‬ ‫وال‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ها‬‫ُي َ‬ ‫د‬ ‫قو‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ِيي‬ ‫ت‬ ‫النَّاَر‬
‫ْ‬ ‫ن يَأْت ُوا ب ِ ِ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫و كَا َ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫مثْل ِ ِ‬‫ن بِ ِ‬ ‫ن ل يَأت ُو َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫هذَا ال ْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫علَى أ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ج ُّ‬ ‫وال ْ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ت اْلِن ْ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫م َ‬ ‫جت َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫لَئ ِ ِ‬
‫هيراً}فأي عدو يسفمع مثفل هذا التحدي ل يبذل قصفارى جهده ففي معارضفة عدوه وإبطال تحديفه‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ظ‬ ‫ع ٍي‬
‫ض‬ ‫لِب َ ْ‬
‫ولو أن إحدى الدولتين لمتعارضتين اليوم وهما الوليات المتحدة والتحاد السوفياتي صنعت إحداهما سفينة‬
‫فضائيفة مثل وقالت للخرى‪:‬انفك لن تسفتطيعي أن تصفنعي مثلهفا لغضبفت الدولة المتحداة ولم يقفر لهفا قرار‪،‬‬
‫حتى تصنع سفينة مماثلة أو فائقة لما صنعته الدولة المتحدية‪.‬‬
‫و هفا نحفن اليوم نرى الصفين الشيوعيفة لمفا رأت عدوتهفا الوليات المتحدة متفوقفة ففي صفنع القنابفل‬
‫الذرية والهيدروجينية فقدت عقلها حنقا وغيظا وهي جادة في صنع هاتين القنبلتين‪ ،‬وزادتها غيظا أن أختها‬
‫في الشيوعية دولة التحاد السوفياتي ضنت عليها بالمساعدة على التوصل إلى هذا الغرض مع أن الوليات‬
‫المتحدة لم تتحفد الصفين إل بلسفان الحال‪ ،‬بفل هذه فرنسفة قلبفت ظهفر المجفن لحليفتهفا الوليات المتحدة‬
‫وبريطانيا لنهما لم يشركاها فيما وصلتا إليه من صنع القنبلتين المذكورتين إل بقدر ضئيل ل يشبع نهمتها‪.‬‬
‫ولم يقفل أحفد مفن العرب المعاديفن للسفلم‪:‬إن الذي منعهفم مفن معارضفة القرآن هفو وجود كلمات فيفه غيفر‬
‫عربية بل سلموا أنه كله عربي‪.‬‬
‫أما كتاب السيوطي الذي سماه‪( :‬المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب)فل نعلم أنه موجود في‬
‫هذا الزمان‪ ،‬لكن الملخص الذي نقله منه مؤلفه في كتاب التقان ل يدل على أن المؤلف ‪-‬مع غزارة علمه‪-‬‬
‫كان أهل أن يؤلف في هذا الباب لنه فيما يظهر لم يكن يعرف إل اللغة العربية والمؤلف في هذا الموضوع‬
‫يحتاج إلى إلمام باللغات التي قيل أن بعض مفرداتها قد عرب ودخل في القرآن‪ ،‬فان لم يعلم بها كلها فل‬
‫أقفل مفن اللمام ببعضهفا‪ ،‬وأكثفر علماء العرب مقصفرون ففي علم اللغات‪ ,‬الذيفن يعرفون شيئا ً مفن اللغات‬
‫الخرى منهم قليل‪ .‬وقد كان عمر رضي الله عنه يعرف اللغة العبرانية ويقرأ التوراة ويفهمها‪.‬‬
‫وقال الترمذي ففي جامعفة(باب تعليفم السفريانية)ثفم روى بسفنده إلى زيفد بفن ثابفت قال‪" :‬أمرنفي‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم كلمات من كتاب يهود وقال إني والله ما آمن يهود على كتابي‪،‬‬
‫قال فمفا مربفي نصفف شهفر حتفى تعلمتفه له‪ ،‬قال فلمفا تعلمتفه كان إذا كتفب إلى يهود كتبفت إليهفم وإذا كتبوا‬
‫إليه قرأت له كتابهم"‪ ،‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫قال العالم الربانفي أسفتاذي عبفد الرحمفن بفن عبفد الرحيفم المبار كفوري الهندي رحمفه الله رحمفة‬
‫واسففعة فففي شرح هذا الحديففث مففن كتابففه‪( .‬تحفففة ال حوذي فففي شرح جامففع الترمذي ج ‪3‬ص ‪)392‬مففا‬
‫نصفه‪":‬قال القاري‪:‬قيفل فيفه دليفل على جواز تعلم مفا هفو حرام ففي شرعنفا للتوقفي والحذر عفن الوقوع ففي‬
‫الشفر كذا‪ ،‬ذكره الطيفبي ففي ذيفل كلم مظهري وهفو غيفر ظاهفر إذ ل يعرف ففي الشرع تحريفم تعلم مفن‬
‫خل ْ ي ُ‬
‫ق‬ ‫ه َ‬
‫ن آيَات ِ ي ِ‬‫م ْي‬
‫و ِ‬
‫اللغات سففريانية أو عبرانيففة هنديففة أو تركيففة أو فارسففية وقففد قال تعالى ‪30‬ففف ‪َ { :32‬‬
‫م}أي لغاتكم بل هو من جملة المباحات‪.‬اهف‪.‬‬ ‫ف أَل ْ ِ‬
‫سنَتِك ُ ْ‬ ‫خت ِل ُ‬
‫وا ْ‬ ‫َ‬
‫والْر ِ‬
‫ض َ‬ ‫ت َ‬
‫وا ِ‬‫ما َ‬ ‫ال َّ‬
‫س َ‬
‫وهذا الحديفث رواه أيضفا أحمفد وأبفو داود والبخاري ففي تاريخفه وذكره ففي صفحيحه تعليقفا‪ ،‬ومعنفى‬
‫الحديفث أن النفبي صفلى الله عليفه وسفلم أمفر الصفحابي الجليفل كاتفب الوحفي زيفد بفن ثابفت أن يتعلم كتابفة‬
‫اليهود وفي رواية "أمره أن يتعلم السريانية" وعلل ذلك بأنه عليه الصلة والسلم ل يأمن اليهود أن يقرءوا‬
‫له كتابفا يأتيفه منهفم لئل يزيدوا فيه و ينقصوا أو يبدلوا ويغيروا‪ ،‬فتعلم زيد ما أمره به النفبي صفلى الله عليفه‬
‫وسلم في نصف شهر ‪.‬وقد يشكل فهم هذا من وجهين‪:‬‬
‫الول‪:‬أن المعهود من اليهود أن يتكلموا ويكتبوا بالعبرانية ل بالسريانية‪.‬‬
‫الثاني‪:‬كيف يستطيع متعلم أن يتعلم لغة أجنبية في ن صف شهر؟والجواب عن الول أن اليهود في‬
‫زمان النفبي صفلى الله عليفه وسفلم بفل ففي زمان عيسفى بفن مريفم وقبله بزمفن لم يكونوا يتكلمون ويكتبون‬
‫بالعبرانيفة لنهفا كانفت قفد انقرضفت ولم يبفق منهفا إل كلمات قليلة تردد ففي الصفلوات‪ ،‬وكان اليهود يكتبون‬
‫علومهففم الدينيففة والدنيويففة ويتخاطبون بالسففريانية‪ ،‬وإنمففا جددوا العبرانيففة وأحيوهففا وبذلوا فففي ذلك جهودا‬
‫عظيمفة ففي هذا العصفر الخيفر‪ .‬والجواب عفن الثانفي‪:‬أن زيدا لم يتعلم اللغفة ففي نصفف شهفر وإنمفا تعلم‬
‫الكتابفة والقراءة‪ ،‬أمفا معانفي لغفة اليهود فكان يفهمهفا لنهفا كانفت ل تزال قريبفة جدا مفن لغفة العرب‪ ،‬ولن‬
‫قبائل مفن اليهود كانفت مسففاكنة للنصفار وتعلم اللغات الجنبيففة للنتفاع بهففا فففي أمور الديفن والدنيففا أمفر‬
‫محمود إذا لم يكن على حساب لغة القرآن كما يفعل سكان المستعمرات المتهوكون في زمان الستعمار‬
‫وبعده فيحقرون لغفة القرآن وهفي لغفة دينهفم وتاريخهفم ومجدهفم ويتعلمون لغفة المسفتعمر ويتطاولون بهفا‬
‫ويشمخون بأنوفهم ويتراطنون بها بغير ضرورة ويحتقرون شعوبهم لعدم استعمال تلك اللغة الجنبية فهؤلء‬
‫أعضاء مجذومة في جسم المة يجب قطعها وهم يعلمون أن جميع المم تحتقرهم لنه ل يكون لهم فضل‬
‫بتعلمهم تلك اللغة الجنبية إل إذا أتقنوا لغتهم وكانوا أعضاء نافعين في أمتهم‪ ،‬ولكن‪..‬‬
‫ما لجرح بميت إيلم‪.‬‬ ‫من يهن يسهل الهوان عليه‬
‫ثم قال السيوطي‪":‬قال ابن جرير‪ :‬ما ورد عن ابن عباس وغيره من تفسير ألفاظ القرآن أنها بالفارسية أو‬
‫الحبشيفة أو النبطيفة أو نحفو ذلك إنمفا اتففق فيهفا توارد اللغات فتكلمفت بهفا العرب والفرس والحبشفة بلففظ‬
‫واحد"‪.‬اهف‪.‬‬
‫قال محمد تقي الدين‪:‬ابن جرير إمام المفسرين في زمانه وما بعده وفد أخطأ في هذا الرأي إذ ل‬
‫يمكفن أن تتكلم هذه الشعوب المتباينفة ففي أنسفابها ولغتهفا المتباعدة ففي أوطانهفا على سفبيل المصفادفة‬
‫والتفاق وتوارد الخواطففر بتلك الكلمات الكثيرة العدد على أن الذيففن قالوا فففي القرآن كلمات كانففت فففي‬
‫الصل غيفر عربية ثم صارت بالستعمال عربيفة لم ي قل أحفد منهم أن الكلمة التي أصفلها فارسفى قفد اتففق‬
‫فيهفا الفرس مفع العرب والنبفط والحبشفة‪ ،‬بفل إذا كانفت الكلمفة فارسفية كالباريفق مثل لم تكفن حبشيفة ول‬
‫ك} لم يقل أحد أنها‬ ‫ض ابْل َ ِ‬ ‫َ‬
‫ماء َ ِ‬
‫عي َ‬ ‫نبطية والكلمة التي قيل إنها حبشية(كابلعي)من قوله تعالى‪{ :‬ي َا أْر ُ‬
‫توافق الفارسية والنبطية ‪..‬وهكذا يقال في سائر الكلمات كما سيأتي في ذكر الكلمات التي نسب أصلها‬
‫إلى غيففر العربيففة‪.‬ثففم قال السففيوطي‪": ،‬قال غيره بففل كان للعرب العاربففة التففي نزل القرآن بلغتهففم بعففض‬
‫مخالطففة لسففائر اللسففنة فففي أسفففارهم فعلقففت مففن لغاتهففم ألفاظففا غيرت بعضهففا بالنقففص مففن حروفهففا‬
‫واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرت مجرى العربي الفصيح ووقع بها البيان وعلى هذا الحد نزل‬
‫بهفا القرآن"‪.‬انتهفى‪ .‬هذا هفو الحفق الذي ل ريفب فيفه ثفم ذكفر السفيوطي آراء أخرى يظهفر زيفهفا عنفد المتحان‬
‫فأعرضفت عفن نقلهفا ‪.‬ثفم نقفل عفن الجفو ينفي مفا معناه ففي القرآن وعفد ووعيفد‪ ،‬والوعفد يذكفر فيفه ثواب‬
‫المطيعيفن ومفا أعفد الله لهفم ففي الداريفن ممفا تشتهيفه أنفسفهم ويرغبهفم ففي فعفل الطاعات وذلك يتضمفن‬
‫مآكل ومشارب وثيابا ومساكن طيبة وحورا عينا وفرشا طيبة وغلمانا للخدمة وبعض تلك المور صنعته أمم‬
‫غيفر عربيفة وسفمته بكلمات مفن لغاتهفا فنقله العرب عنهفا فصفار ذكره ففي وصفف النعيفم و العيشفة الراضيفة‬
‫لبفد منفه وهفو مفا غلظ مفن ثياب الحريفر‪,‬وضرب لذلك كلمفة اسفتبرق مثلً‪,‬وهفو مفا غلظ مفن ثياب الحريفر‪,‬‬
‫والسففندس مارق منففه‪ .‬قال البيضاوي وهففو معرب(اسففتبره)بالفارسففية فلو أريففد التجنففب اسففتعمال كلمففة‬
‫إستبرق‪ ،‬فأما أن يترك ذكر هذا النوع من الثياب أصل فل يتم المقصود وهو وصف العيشة الراضية‪ ،‬واما أن‬
‫يعبر عنه بكلمتين أو أكثر كثياب الحرير الغليظة فتفوت البلغة إذن فلبد من التعبير به ليكون الكلم بليغا‪.‬‬
‫ثم قال السيوطي‪":‬قال أبو عبيد القاسم بن سلم بعد أن حكى هذا القول بالوقوع عن الفقهاء والمنع عن‬
‫أهل العربية‪ ،‬والصواب عندي ما ذهب فيه تصديق القولين جميعا وذلك أن هذه الحرف أصولها أعجمية كما‬
‫قال الفقهاء لكنها وقعت للعرب فعربتها بألسنتها وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفظها‪ ،‬فصارت عربية ثم‬
‫نزل القرآن بهففا وقففد اختلطففت هذه الحروف بكلم العرب فمففن قال إنهففا عربيففة فهففو صففادق‪ ،‬ومففن قال‬
‫أعجمية فصادق‪ ،‬ومال إلى هذا القول الجواليقي وابن الجوزي وآخرون"‪.‬اهف‪.‬‬
‫الكلمات المشتركة‬
‫َ‬
‫حيم يِ} اشتملت على أربففع كلمات اسففم‪ ،‬الله‪ ،‬الرحمففن‪،‬‬ ‫ن الَّر ِ‬ ‫م ِي‬ ‫ح َ‬‫ه الَّر ْ‬ ‫سم ِ الل ّ ي ِ‬
‫أول القرآن {ب ِ ي ْ‬
‫الرحيفم‪ ،‬ابدأ بالكلم على الرحمفن‪ .‬قال السفيوطي ففي كتاب التقان" ذهفب المفبرد وثعلب إلى أنفه عفبراني‬
‫ما‬‫و َيي‬ ‫قالُوا َ‬ ‫وأصفففله بالخاء المعجمففة‪ .‬قال البيضاوي ففففي تفسفففير قوله تعالى ففففي سففورة الفرقان ‪َ { .6‬‬
‫ن} الية‪ .‬لنهم ما كانوا يطلقونه على الله أو لنهم ظنوا أنه أراد به غيره ولذلك قالوا‪:‬أنسجد لما‬ ‫م ُ‬ ‫الَّر ْ‬
‫ح َ‬
‫بسفجوده أو لمرك لنفا مفن غيفر عرفان وقيفل لنفه كان معربفا لم‬ ‫تأمرنفا؟أي للذي تأمرنفا يعنفي تأمرنفا‬
‫يسمعوه"‪.‬اهف‪..‬‬
‫وهذا يدل على مففا قلتففه سففابقا مففن جهففل علماء العرب باللغات حتففى أخوات لغتهففم كالعبرانيففة‬
‫والسففريانية‪ ،‬فالرحمففن كلمففة عربيففة خالصففة مففن الرحمففة بزيادة اللف والنون كظمآن وعطشان‪ ،‬وكانففت‬
‫العرب تعرففه وتفهم معناه وقد سموا به مسفيلمة الكذاب فكانوا يدعونه (رحمان اليمامة) ولكنهفم لجهلهم‬
‫لم يكونوا يعلمون أنه من أسماء الله‪.‬‬
‫ومفن أعجفب العجفب قولهفم انفه عفبراني وان أصفله بالخاء المعجمفة‪ ،‬والخاء المعجمفة لوجود لهفا ففي‬
‫العبرانية استقلل وإنما تنطق الكاف بها إذا جاءت قبلها حركة مثل (هبراخا) البركة ومثل باروخ‪ ،‬أي مبارك‬
‫ومعناه بالعبرانيفة هفو معناه بالعربيفة‪ ،‬إل أنفه ففي اللغفة العبرانيفة‪ ،‬صففة عامفة لكفل مفن ففي قلبفه رحمفة ليفس‬
‫خاصفا بالله تعالى‪ ،‬إذن فهفو مفن الكلمات المشتركفة بيفن العبرانيفة والعربيفة وهفي كثيرة تعفد باللف‪ ،‬وهذه‬
‫الكلمات الربفع التفي ففي البسفملة كلهفا مشتركفة بيفن اللغتيفن‪ ،‬فالسفم(شفم) بإبدال السفين شينفا وذلك كثيفر‬
‫ففي العبرانيفة‪ ،‬والله (الوهيفم) والرحمفن الرحمفن لفظفه بالعبرانيفة كلفظفه بالعربيفة إل أداة التعريفف فإنهفا‬
‫بالعبرانية هارحمان والرحيم بالعبرانية هارحوم‪ ..‬وهذه الكلمات الكثيرة المشتركة بين اللغات السامية هي‬
‫أصفلية ففي كفل واحدة منهفا‪ ،‬ل يقال إن إحداهفن أخذتهفا مفن الخرى وهذا هفو الشأن ففي كفل مجموعفة مفن‬
‫اللغات ترجفع إلى أصفل واحففد كاللغات اللتينيفة كاليطاليفة والسفبانية والفرنسفية والرومانيفة والبرتكاليفة‪,‬‬
‫ومجموعة اللغات الجرمانية كاللمانية و الهولندية و الفلمنكية والسويدية والنرويجية والدانماركية‪.‬‬
‫لفظ الجللة(الله)هل هو مشتق أو مرتجل؟‬
‫ومففن دلك المعركففة الكففبرى التففي خاضهففا علماء العربيففة فففي لفففظ الجللة (الله) أهففو مرتجففل أم‬
‫مشتفق؟وان كان مشتقفا فهفل اشتقاقفه مفن (اله) أو مفن وله أو مفن (له) ومفا هفو أصفله على كفل مفن هذه‬
‫الوجفه وماذا جرى عليفه مفن الحذف والدغام حتفى بلغ صفورته التفي هفو عليهفا؟ ومفن تعلم شيئا مفن اللغات‬
‫السامية أخوات اللغة العربية ل ينقضي عجبه من الخائضين في تلك المعركة ويرى جهودهم ضائعة ويحكم‬
‫يقينفا أن السم الكر يم مرت جل بل مرية وهو بعيد كل البعفد من الشتقاق‪ ،‬فانه ثابت بهذا اللففظ في جميع‬
‫اللغات السامية ففي السريانية (الها) والشرقيون منهم ينطقون به (الهو) وهو كذلك في الشورية بفتح‬
‫الهمزة فففي اللغات الثلث وبالعبرانيففة (الوهيففم)‪.‬ول تختلف الشعوب السففامية فيمففا أعلم فففي هذا السففم‬
‫الكريم و كذلك في مجموعة اللغات اللتينية‪ ،‬وفي مجموعة اللغات الجرمانية السم الكريم عندهم واحد‬
‫مهما اختلفت لغاتهم في الكلمات الخرى ل تختلف فيه‪.‬‬
‫مثال يدل على تقارب اللغتين العربية والعبرانية‬
‫جاء في ترجمة يوسف رو فلين للقرآن الكريم بالعبرانية في أول سورة الصف ما نصه مع استبدال‬
‫الحروف العبرانيفة بحروف عربيفة (باراششفت همعراخفا) سفورة المعركفة (بشفم الوهيفم هارحمان هارحوم)‬
‫يشبفح اث الوهيفم كفل أشربشاميفم وغفل أشفر باآرص وهفو هكبورو هحاخام همأمنيفم ل ماتوا مروات أثفر لو‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫زيُز‬ ‫ع ِ‬ ‫و ال ْ َ‬
‫ه َ‬‫و ُ‬ ‫ض َ‬ ‫في الْر ِي‬ ‫ما ِي‬‫و َي‬
‫ت َ‬ ‫وا ِ‬‫ما َ‬ ‫في ال َّي‬
‫س َ‬ ‫ما ِي‬ ‫ه َي‬ ‫ح ل ِل ّي ِ‬ ‫سب َّ َ‬‫تعسفوا)بسفم الله الرحمفن الرحيفم { َي‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن}‪ .‬فأنفت ترى أن اللفاظ كلهفا مشتركفة مفن‬ ‫علو َي‬ ‫ما ل ت َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫ن َي‬ ‫قولُو َي‬ ‫م تَ ُ‬
‫من ُوا ل ِي َ‬‫نآ َ‬ ‫ذي َي‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫م ي َيا أي ُّي َ‬
‫حكِي ُي‬‫ال ْ َ‬
‫أول البسملة إلي قوله تعالى‪( :‬لم) إل أن لفظ(سبح) أبدلت سينه شينا وحل المضارع محل الماضي‪ ،‬وهذا‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ح ُ‬‫سب ِّ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن الل ّي ْ ِ‬‫م َ‬ ‫و ِ‬‫الفعل في العبرانية متعد بنفسه وكذلك في العربية قال تعالى في سورة ق‪َ { :40.‬‬
‫جوِد} وإلترجمة (ما) الموصولة باشر وزيادة (كل) لن الترجمة إنما هي تفسير و إبدال سين‬ ‫س ُ‬‫وأَدْبَاَر ال ُّ‬ ‫َ‬
‫السفماوات شينفا وجمعهفا بالياء والميفم واسفتعمال (باء) الجفر ففي موضفع (ففي) وهفو جائز ففي العربيفة قال‬
‫ل أَ َ‬ ‫َ‬
‫ن} و‬ ‫قلُو َ‬ ‫ع ِ‬‫فل ت َ ْ‬ ‫وبِالل ّي ْ ِ‬‫ن َ‬
‫حي َ‬ ‫صب ِ ِ‬‫م ْ‬
‫م ُ‬ ‫علَي ْ ِ‬
‫ه ْي‬ ‫ن َ‬ ‫مُّرو َي‬ ‫م لَت َ ُ‬ ‫وإِنَّك ُي ْ‬
‫تعالى ففي سفورة الصفافات ‪ 137‬فف ‪َ {138‬‬
‫إبدال ضاد الرض صفففادا و إبدال العزيفففز بالجبار (هكبور) وهمفففا متقاربان ففففي المعنفففى و إبدال الحكيفففم‬
‫(هحاخام) وهما شئ واحد إل أن الكاف أبدلت خاء‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫من ُوا} بفف (همأمينيفم) يعنفي المؤمنيفن‪.‬ترجمفت (لم) بفف (لمفا) وتقولون‬ ‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َي‬ ‫وترجمفت {ي َيا أي ُّي َ‬
‫بف(تومرو) وترجمت (ل) بف(لو)وهما شئ واحد بإمالة اللف إلى الواو وترجمت تفعلون بف(تعسوا) الواو في‬
‫(تومور وتعسو) واو الجماعة وحذفت النون فيهما بل ناصب ول جازم كما تحذف في العمليات العربية وهذه‬
‫النون هفي نون الرففع وهفي ثابتفة ففي التوراة ففي مواضفع تفوق الحصفر وليفس كمفا قال بعفض المسفتشرقين‬
‫في خمسة مواضع فقط‪.‬‬
‫أمثلة من الكلمات التي قيل إنها وقعت في القرآن من غير العربية‬
‫‪1‬ي أباريق‬
‫قال السففيوطي فففي التقان‪":‬حكففى الثعالبففي فففي فقففه اللغففة أنهففا فارسففية‪ ،‬وقال الجففو القففي‬
‫البريفق فارسفي معرب ومعناه طريفق الماء أو صفب الماء على هينفة‪ .‬قال ففي لسفان العرب والبريفق إناء‬
‫وجمعه أباريق فارسي معرب‪ ،‬قال ابن بري شاهده قول عدي ابن زيد‪:‬‬
‫قينفففففففة ففففففففي يمينهفففففففا إبريفففففففق‬ ‫ودعا بالصبوح يوما فجاءت‬

‫وقال كراع هو الكوز وقال أبو حنيفة مرة هو الكوز وقال مرة هو مثل الكوز وهو في كل ذلك فارسي وفي‬
‫خلَّدون بأَك ْواب َ‬
‫ق}وأنشد أبو حنيفة لشبرمة الضبي‪:‬‬ ‫ري َ‬ ‫وأبَا ِ‬‫م َ ُ َ ِ َ ٍ َ‬ ‫ن ُ‬‫ولْدَا ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫علَي ْ ِ‬‫ف َ‬ ‫التنزيل {يَطُو ُ‬
‫أوز بأعلى الطف عوج الحناجر‬ ‫كأن أباريق الشمول عشية‬
‫وقال الفيروز أبادي في القاموس‪" :‬البريق معرب (ا ب ر ي ) جمع أباريق‪".‬اهف‪.‬‬
‫قال بعفض العلماء هفو مركفب مفن كلمتيفن (آب) وهفو الماء و (راه) وهفو الطريفق‪ ،‬وقيفل مركفب مفن‬
‫(آب) وهو الماء و (ريختن) وهو الصب على مهل قاله أرثر جفري‪:‬‬
‫‪Arthur Jeffery by‬‬
‫‪:the foreign vocabulary of the quran‬في كتابه اللفاظ الجنبية في القرآن‬
‫‪2‬ي الب‬
‫قال السفيوطي" (آب) قال بعضهفم وهفو الحشيفش بلغفة أهفل الغرب حكاه شيدلة "‪.‬اهفف‪ .‬ونقله عنفه‬
‫جفري وفسر لغة أهل الغرب بالبربرية‪ .‬أقول وهذا من أعجب العجب ول نعلم أن العرب كانت لهم علقة‬
‫بالبربر قبفل السفلم حتفى تقتبفس العربيفة مفن لغتهفم ثفم إن هذه الكلمفة يبعفد أن تكون بربريفة لنهفا ل تشبفه‬
‫الكلمات البربرية وإنما تشبه العربية والسريانية والعبرانية‪ .‬وقال جفري أنه مأخوذ من (أبا) الرامية ومعناه‬
‫الخضرة‪.‬‬
‫و قال في لسان العرب‪":‬الب الكل وعبر بعضهم عنه بأنه المرعى‪ ،‬وقال الزجاج‪:‬الب‪ ،‬جميع الكل‬
‫وأَبّاً}‪,‬قال أبفو حنيففة سفمى الله تعالى المرعفى كله‬ ‫ة َ‬ ‫ه ً‬‫فاك ِ َ‬‫و َ‬ ‫الذي تعتلففه الماشيفة‪ ،‬وففي التنزيفل العزيفز { َ‬
‫أبا ‪.‬قال الفراء الب ما يأكله النعام‪ ،‬وقال مجاهد‪:‬الفاكهة ما أكله الناس‪ ،‬والب ما أكلت النعام‪ ،‬فالب من‬
‫المرعى للدواب كالفاكهة للنسان‪ .‬وقال الشاعر‪:‬‬
‫ولنا الب به والمكرع‬ ‫جذ منا قيس ونجد دارنا‬
‫قال ثعلب‪:‬الب كفل مفا أخرجفت الرض مفن النبات‪ ،‬وقال عطاء كفل شفئ ينبفت على وجفه الرض فهفو الب‬
‫وأَبّاً} وقال فمفا الب؟ثفم قال مفا كلفنفا‬ ‫ة َ‬‫ه ً‬‫فاك ِ َ‬‫و َ‬‫وففي حديفث أن عمفر بفن الخطاب "قرأ قوله عفز و جل‪َ { :‬‬
‫وما أمرنا بهذا"‪.‬اهف‪.‬‬
‫ولَّى}فلما أتى‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫َ َ َ‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫عب‬
‫َ‬ ‫{‬ ‫الخطاب‬ ‫بن‬ ‫عمر‬ ‫قرأ‬ ‫قال‬ ‫أنس‬ ‫إلي‬ ‫بسنده‬ ‫جرير‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫كثير‬ ‫وقال ابن‬
‫وأَبّاً} قال قفد عرفناهفا الفاكهفة فمفا الب؟فقال لعمرك يفا ابفن الخطاب إن هذا‬ ‫َ‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫فا‬‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫{‬ ‫على هذه اليفة‪:‬‬
‫لهو التكلّف" فهو إسناد صحيح رواه غير واحد عن أنس به‪ .‬وهذا محمول على أنه أراد يعرف شكله وجنسه‬
‫عن َباً‬ ‫حبّا ً َ‬
‫و ِ‬ ‫ها َ‬
‫في َي‬ ‫فأَنْبَتْن َيا ِ‬ ‫وعينفه وإل فهفو وكفل مفن قرأ هذه اليفة يعلم أنفه مفن نبات الرض لقوله تعالى‪َ {:‬‬
‫وأَبّاً}‬‫ة َ‬‫ه ً‬ ‫فاك ِ َ‬ ‫غلْباً َ‬
‫و َ‬ ‫ق ُ‬‫حدَائ ِ َ‬ ‫و َ‬ ‫خل ً َ‬ ‫ون َ ْ‬ ‫وَزيْت ُونا ً َ‬
‫ضبا ً َ‬
‫ق ْ‬ ‫و َ‬‫َ‬
‫‪3‬ي ابلعي‬
‫قال السفيوطي ففي التقان "أخرج ابفن أبفي حاتفم عفن وهفب بفن منبفه ففي قوله تعالى ‪11‬فف ‪{:44‬‬
‫ك}‪ ،‬قال بالحبشية ازدرديه‪ ،‬وأخرج أبو الشيخ من طريق جعفر بن محمد عن أبيه قال اشربي‬ ‫ماء َ ِ‬
‫عي َ‬ ‫ابْل َ ِ‬
‫بلغة الهند"‪.‬اهف‪.‬‬
‫وان تعجفب فعجفب قولهفم إن (ابلعفي) بلغفة أهفل الهنفد وهذا القول إلى الهزل أقرب منفه إلى الجفد‬
‫وقائله ليفس أهل أن يؤخفذ عنفه العلم و إنمفا هفو يهرف بمفا ل يعرف وأهفل الهنفد أجناس كثيرة لهفم مئات مفن‬
‫اللغات ول تكاد تسفير مسفافة يوم إل وجدت جنسفا آخفر له لغفة أخرى‪ .‬وففي زماننفا هذا نرى الدماء تسففك‬
‫بينهفم بسفبب اللغات فل يرضفى جنفس أن تكون لغفة الدولة لغفة أخرى غيفر لغتفه‪ ،‬وففي زمان السفتعمار لم‬
‫تكفن ففي الهنفد لغفة يسفتطيع المسفافر أن يتكلم بهفا ويجفد مفن يفهفم كلمفه ففي جميفع أنحاء الهنفد إل لغتيفن‬
‫إحداهما النكليزية وهي لغة الدولة الحاكمة‪ ،‬والثانية لغة المسلمين وهي لغة أوردو‪ ،‬على أن (بلغ) كلمة‬
‫عربية سامية أصيلة عريقة في عروبتها وساميتها وترفع راية اللغات السامية وهي حرف العين‪.‬‬
‫ومففن المعلوم عنففد علماء اللغات أن العيففن والحاء ل توجدان إل فففي اللغات السففامية‪ ،‬فان وجدت‬
‫إحداهما في كلمة من لغة غير سامية فتلك الكلمة طارئة واردة على تلك اللغة وبهذا يستدل الفيولوجيون‬
‫على أن البربر مفن جزيرة العرب قبفل خروجفم البابلييفن والشورييفن والكنعانييفن والفينيقييفن كمفا هفو مفبين‬
‫في موضعه‪.‬‬
‫ونحفن نرى إخواننفا عامفة المسفلمين مفن أهفل الهنفد يبذلون جهودهفم ففي النطفق بقوله تعالى‪{ :‬إياك‬
‫نعبفد وإياك تسفتعين}فل يتمون النطفق بالعينيفن حتفى تغففر ذنوبهفم مفن مشقفة النطفق بهمفا‪ .‬و لذلك نرى‬
‫السفيوطي ففي كتاب التقان كحاطفب ليفل وليفس عنده تحقيفق ول إتقان وهذا شأنفه ففي علوم المنقول‪ ،‬أمفا‬
‫في علوم المعقول كعلوم العربية فهو فارس ل يشق له غبار‪ .‬وقد تحامل عليه الحافظ السخاوي في كتابه‬
‫(الضوء اللمع في أعيان القرن التاسع) فا لله يغفر لهما جميعا‪.‬‬
‫‪4‬ي أخلد‬
‫قال السيوطي في التقان قال الواسطي في الرشاد أخلد إلى الرض ركن بالعبرية‪.‬اهف‪.‬‬
‫أقول‪:‬هذا القول ل يقوله إل جاهفل باللغات السفامية فإن أخلد وخلد موجودتان ففي اللغتيفن كلتيهمفا‬
‫ومتفقتان في معانيهما في الجملة فمن قال اتهما عبريتان وليستا عربيتين لقد قفاما لعلم له به ومن قال‬
‫العكفس فهفو مثله‪ ،‬غيفر أن(أخلد)ففي العبرانيفة بالحاء المهملة‪ ،‬وكذلك(خلد)وقفد تقدم أن الخاء المعجمفة ل‬
‫توجد بالصالة في العبرانية و إنما توجد بالعرض في حرف الكاف إذا جاءت بعد حركة‪ ،‬ولم نر أحدا علماء‬
‫اللغفة العربيفة أشار إلى أن(أخلد)عبرانيفة كمفا ادعفى هذا المدعفي ‪.‬قال ففي لسفان العرب وخلد إلى الرض‬
‫واه ُي} أن ركفن إليهفا وسفكن‬ ‫ه َ‬
‫ع َ‬‫واتَّب َي َ‬‫ض َ‬
‫َ‬
‫خلَدَ إِلَى الْر ِي‬ ‫ه أَ ْ‬ ‫ولَكِن َّي ُ‬‫وأخلد أقام فيهفا وففي التنزيفل العزيفز‪َ { :‬‬
‫وأخلد إلى الرض وإلى فلن أي ركففن إليففه ومال إليففه ورضففي بففه‪ ،‬ويقال خلد إلى الرض بغيففر ألف وهففى‬
‫قليلة‪.‬اهف‪.‬‬
‫خلَدَ إلَى ال َ‬ ‫وقال البيضاوي ففي تفسفيره {ولَكِن َّيه أ َ‬
‫واتَّب َي َ‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫{‬ ‫السففالة‬ ‫إلى‬ ‫أو‬ ‫الدنيفا‬ ‫إلى‬ ‫مال‬ ‫ض}‬
‫ْ ِي‬‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫واهُ} في إيثار الدنيا واسترضاء قومه وأعرض عن مقتضى اليات‪.‬اهف‪.‬‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫‪5‬ي الرائك‬
‫قال السفيوطي ففي التقان‪":‬حكفى ابفن الجوزي ففي فنون الفنان أنهفا السفرر بالحبشيفة" ‪.‬اهفف ‪.‬قال‬
‫الراغب‪ ":‬الريكة حجلة على سرير جمعها(أرائك وتسميتها لذلك إما لكونها في الرض متخذة من أراك وهو‬
‫شجرة أو لكونهفا مكانفا للقامفة مفن قولهفم أرك بالمكان أروكفا وأصفل الروك القامفة على رعفي الراك ثفم‬
‫تجوز بفه ففي غيره مفن القامات" اهفف‪ .‬و قال ففي لسفان العرب والريكفة سفرير ففي حجلة والجمفع أريفك‬
‫ن}قال المفسففرون‪:‬الرائك السففرر فففي الحجال‪ ،‬وقال‬ ‫متَّكِئُو َيي‬ ‫ك ُ‬ ‫علَى الََرائ ِيي ِ‬
‫وأرائك‪ ،‬وفففي التنزيففل { َ‬
‫الزجاج‪:‬الرائك الفرش في الحجال‪ ،‬وقيل‪ :‬هي السرة وهي في الحقيقة الفرش كانت في الحجال أو في‬
‫غيفر الحجال‪ ،‬وقيفل الريكفة سفرير منجفد مزيفن ففي قبفة أو بيفت فإذا لم يكفن فيفه سفرير فهفو حجلة‪ .‬وففي‬
‫الحديفث "ألهفل عسفى رجفل يبلغفه الحديفث عنفي وهفو متكفئ على أريكتفه فيقول بيننفا وبينكفم كتاب الله" ‪،‬‬
‫الريكة السرير في الحجلة من دونه ستر‪ ،‬و ل يسمى منفردا أريكة ‪".‬اهف‪ .‬قال في اللسان‪":‬والحجلة مثل‬
‫القبفة وحجلة العروس معروففة وهفي بيفت يزيفن بالثياب و السفرة و السفتور"‪ ،‬فقفد رأيفت أن الرائك كلمفة‬
‫عربية خالصة‪ ،‬وبطل ما ادعاه السيوطي ومن نقل عنه‪.‬‬
‫‪6‬ي أسباط‬
‫قال السيوطي في التقان‪" :‬حكى أبو الليث في تفسيره أنها بلغتهم كالقبائل بلغة الغرب" ‪.‬اهف‪.‬‬
‫وفي هذا الكلم شئ ساقط لن الضمير في لغتهم لم يذكروا ما يعود عليه وهذا الساقط يحتمل أن‬
‫يكون يدل على بني إسرائيل وكلم جفري يؤيد هذا الحتمال وهذا نص ترجمته بالعربية‪..‬‬
‫اضطفر أبفو الليفث أن يعترف أنفه أي السفبط لففظ عفبراني مسفتعار‪ ،‬قاله السفيوطي ففي التقان‪ .‬وقفد‬
‫أطال جفري البحث في هذا اللفظ وادعى أنه لم يستعمل في كلم العرب قبل استعماله في القرآن وربما‬
‫يكون أول من استعمله محمد‪.‬‬
‫ونحن نقول لجفري وأمثاله من الذين أعمى التعصب بصائرهم وأفقدهم صوابهم‪:‬إن الله الذي أنزل‬
‫التوراة و النجيل اللذين تؤمن بهما أنت هو الذي أنزل القرآن على عبده ورسوله محمد بن عبد الله خاتم‬
‫النفبيين على رغفم أنففك ول ضيفر على القرآن أن يوجفد فيفه لففظ شاع اسفتعماله ففي العبرانيفة لن هاتيفن‬
‫اللغتيفن نشأتفا مفن أصفل واحفد وإذا جاز أن يكون ففي القرآن ألفاظ هفي ففي الصفل فارسفية مفع أن لغفة‬
‫الفرس بعيدة من لغة العرب فما المانع أن توجد فيه ألفاظ عبرانية أو سريانية؟وإذا اعتبرنا السبط اسما‬
‫لقبيلة من قبائل بتي إسرائيل فالتعبير به طبيعي وهو أولى من التعبير عنه بالقبيلة لنه صار شبيها بالعلم‬
‫التي يجب ذكرها بلفظها‪.‬‬
‫قال ففي لسفان العرب‪ ":‬والسفبط مفن اليهود كالقفبيلة مفن العرب وهفم الذيفن يرجعون إلى أب واحفد‪،‬‬
‫سمي سبطا ليفرق بين ولد إسماعيل وولد إسحاق وجمعه أسباط ‪.‬وقوله عز وجل‪{ :‬و َ َ‬
‫ي‬ ‫م اثْنَت َ ْ‬
‫ه ُ‬ ‫قطّ ْ‬
‫عن َا ُ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َي‬
‫ي‬‫مماً}‪,‬ليفس أسفباطا بتمييفز للن المميفز إنمفا يكون واحدا لكنفه بدل مفن قوله {اثْنَت َي ْ‬ ‫سبَاطا ً أ َ‬
‫شَرةَ أ ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫َ‬
‫شَرةَ} كأنه قال‪:‬جعلناهم أسباطا والسباط من بني إسرائيل كالقبائل من العرب"‪.‬اهف‪.‬‬ ‫ع ْ‬ ‫َ‬
‫واصله بالعبرانية (شبط)على وزن ابل ومعناه القضيب والعصا والقبيلة‪.‬‬

‫‪7‬ي إستبرق‬
‫قال السفيوطي التقان‪":‬أخرج ابفن أبفي حاتفم أنفه الديباج بلغفة العجفم"‪.‬اهفف‪ .‬وقال البيضاوي ففي قوله‬
‫ن}‪.‬السندس مارق من الحرير‬ ‫مت َ َ‬
‫قابِل ِي َ‬ ‫ق ُ‬
‫ستَبَْر ٍ‬
‫وإ ِ ْ‬
‫س َ‬
‫سنْدُ ٍ‬
‫ن ُ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬‫سو َ‬‫تعالى في سورة الدخان ‪{ :53‬يَلْب َ ُ‬
‫و الستبرق ما غلظ منه معرب استبره" ‪.‬اهف‪.‬‬
‫قال جفري وهذا مفن اللفاظ القليلة التفي اعترف المسفلمون أنهفا مأخوذة مفن الفارسفية وعزاه إلى‬
‫السفيوطي ففي التقان وففي المزهفر حكاه فيفه عفن الصفمعي وإلى السفجستاني ففي غريفب القرآن وإلى‬
‫الجوهري ففي الصفحاح وإلى كتاب الرسفالة للكندي وإلى ابفن الثيفر ففي النها ية قال وبعضهفم يقول انه لففظ‬
‫عربي مأخوذ من البرق "‪.‬اهف‪.‬‬
‫‪8‬ي السندس‬
‫قال في القاموس‪":‬ضرب من رقيق الديباج معرب بل خلف"‪.‬اهف‪ .‬وقال في لسان العرب السندس‬
‫البزيون‪.‬‬
‫وفي الحديث "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى عمر بجبة سندس"‪.‬‬
‫قال المفسرون في السندس أنه رقيق الديباج ورفيعه وفي تفسير الستبرق أنه غليظ الديباج ولم‬
‫يختلفوا فيفه‪ ،‬الليفث‪ ،‬السفندس ضرب مفن البزيون يتخفذ مفن المفر عزى ولم يختلف أهفل اللغفة فيهمفا أنهمفا‬
‫معربان" ‪.‬اهف‪.‬‬
‫‪9‬ي أسفار‬
‫قال السيوطي في التقان "قال الواسطي في الرشاد هي الكتب بالسريانية وأخرج ابن أبي حاتم‬
‫عن الضحاك قال‪:‬هي الكتب بالنبطية" ‪.‬اهف‪.‬‬
‫قال محمد تقي الدين‪:‬يا لله للعجب؟كيف يقال‪:‬إن السفار جمع سفر‪ -‬بكسر فسكون‪-‬ليس بعربي و‬
‫إنمفا هوسفرياني أونبطفي‪ ،‬لجرم ل يقول ذلك إلجاهفل باللغات السفامية‪ ،‬والحفق الذي لشفك فيفه أن السففر‬
‫كلمة عربية خالصة وهي في الوقت نفسه عبرانية وسريانية ونبطية فهي من اللفاظ المشتركة بين اللغات‬
‫السامية ليست واحدة منها أولى بها من غيرها‪.‬‬

You might also like