You are on page 1of 9

‫التربية العقدية للطفل‬

‫سمية مشهور‬

‫‪ ‬‬

‫خصائص المنهج اإلسالمي في تربيةالفرد‬


‫‪ ‬‬
‫أنه اهتم بكل جوانب التربية‪ ،‬وكذلك من خصائصها‪:‬‬
‫تربية شاملة‪ :‬يأخذه بفطرته وال يغفل شيئًا منها‪ ،‬تربية تلبِّي كافة‬
‫احتياجات النفس البشرية حتى دقائق األمور‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫التوازن‪ :‬توازن بين الجسم والعقل والروح‪ ،‬بين الحقيقة والخيال‪ ،‬الواقع‬
‫والغيب‪ ،‬بين الفردية والجماعية‪ ،‬توازن في كل شيء﴿ َو َك َذلِكَ َج َع ْلنَا ُك ْم أُ َّمةً‬
‫سطًا﴾(البقرة‪ :‬من اآلية ‪ ،)143‬ومن يسر على منهج هللا فسيصل إلى‬ ‫َو َ‬
‫التوازن في حياته‪،‬وإال فسيصاب باضطراب وجزع‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫اإليجابية‪ :‬أي يتح َّول المخلوق البشري إلى إيجابية عاملة في واقع الحياة‪،‬‬
‫ولكن إيجابية سوية كما يريدها هللا‪ ،‬قوة دافعة إلى األمام‪ ،‬وتُُُستَغل في‬
‫عمارة األرض‪ ،‬وأال يكون سلبيًّا مع نفسه أو مجتمعه فيضيع كيانه‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫الواقعية‪ :‬أي تعامل الكائن البشري بواقعه وحدود طاقته‪ ،‬ويعرف مطالبه‬
‫س َع َها﴾ (البقرة‪ :‬من اآلية ‪ ،)286‬فال‬ ‫وضرورياته﴿ال يُ َكلِّفُ هللاُ نَ ْف ً‬
‫سا إِالَّ ُو ْ‬
‫يفرض عليه من التكاليف ما يعجز عن أدائها‪ ،‬وفي نفس اللحظة ال يتركه‬
‫لفطرته الضعيفة‪ ،‬ولكن الواقع الذي يشمل لحظة الضعف ولحظة القوة؛‬
‫ألن النفس البشرية لديها االستعداد للتفوق؛ فهويحثها على الواقعية‬
‫المثالية التي ال تغفل واقع الحياة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫من هذا المنطلق يتبين لنا أن اإلسالم اهتم بجميع جوانب التربية للفرد‬
‫المسلم‪ ،‬كذلك الطفل المسلم‪ ،‬سوا ٌء تربية عقائدية أم تعبدية أمأخالقية أم‬
‫صحية ونفسية أم عقلية‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫أهمية بناء عقيدة الطفل (التربيةالعقائدية)‬
‫والمحركَ الذي يدفعالمسلم في جميع‬
‫ِّ‬ ‫* إن اإليمان بالعقيدة سيكون الداف َع‬
‫يتحرك من أجلها (هللا غاياتنا)‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫المجاالت؛ ألن له غايةً‬
‫سن عالقته باهلل وبالخلق وبنفسه‪.‬‬ ‫* يح ِّ‬
‫* يتقن عمله؛ ألن العقيدة تربِّي الضمير الحي فياإلنسان‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ت أختي الحبيبة مع ابنك في بناء عقيدته مبك ًراوعلى قدر فهمه‬ ‫فكلما بدأ ِ‬
‫صلت الجذور وقويت‪ ،‬فال تغفلي هذا الجانب مع السنالمبكر‪.‬‬ ‫تأ َّ‬
‫‪ ‬‬
‫ولكن كيف ذلك؟‪..‬‬
‫قال الغزالي‪" :‬ابتداؤه الحفظ‪ ،‬ثم الفهم‪ -‬أي فهم ما حفظ‪،‬فينكشف له شيئًا‬
‫فشيئًا‪ -‬ثم االعتقاد واإليقان والتصديق"‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وال يُنسى أن هذه العقيدة هي "الفطرة"‪" ،‬كل مولود يولد على الفطرة؛‬
‫أويمجسانه" ولم يقل "يأسلمانه"؛ ألن‬ ‫ِّ‬ ‫ينصرانه‪،‬‬
‫يهودانه أو ِّ‬ ‫فأبواه ِّ‬
‫الفطرة هي اإلسالم‪ ،‬وهي دينالتوحيد‪.‬‬
‫توصل األم معان َي العقيدة السليمة بطريقة مبسطة للطفل عليها‬ ‫ِّ‬ ‫ولكي‬
‫معاني العقيدة الثابتة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫َ‬ ‫أنتفهم‬
‫أركان اإليمان‬
‫أوالً‪ :‬اإليمان باهلل عزوجل‪:‬‬
‫‪ -1‬ويبدأ بعد الوالدة مباشرة؛ وذلك باآلذان في أذنه اليمنىواإلقامة في‬
‫اليسرى؛ حتى يسمع كلمة التوحيد وتطرد عنه الشيطان‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -2‬تلقين الطفل "ال إله إال هللا"؛ فقد قال رسول هللا‪ -‬صلىاهلل عليه وسلم‪:-‬‬
‫"افتحوا على صبيانكم أول كلمة ال إله إالهللا"‪ ،‬فلتحرص كل أ ٍّم على أن‬
‫تُسمع طفلَها كلمة التوحيد‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وكذلك ذ ْكر هللا في كل أمر‪ ،‬حتى عندما ترضعه تقول دعاء قبل الطعام‪،‬‬
‫(مثال الرضيع الذي كان يسمع الدعاء من أمه فيعلم أنه سيرضع ويفتح‬
‫فمه)‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وتذ َّك ري تجديد نيتك قبل الرضاعة‪" ،‬أرضعيه وأنت تتوخين ابتغاء ثواب‬
‫يوحد هللا ويعب َده"‪ ،‬وهذه الكلمة‬
‫ق عسى أن ِّ‬ ‫هللا‪ ،‬وأن يحيا برضاعتك خل ٌ‬
‫قالها عبد هللا بن عمر لزوجته‪.‬‬
‫وكذلك يمكنك أن تغني له بكلمات التوحيد والتسبيح والتحميد والشهادة‬
‫أثناء مالعبته‪ ،‬كما يمكنك قراءة وردك القرآني أو تسميع سورةالملك‬
‫أثناء تجهيزهم للنوم‪ ،‬وبمجرد سماعه للقرآن تهدأ نفسه ويستسلم للنوم‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫قال ابن القيم‪" :‬إذا كان أول نطقهم فليُلقَّنوا‪ :‬ال إله إالهللا محمد رسول هللا‪،‬‬
‫وليكن أول ما يقرع مسامعهم معرفة هللا‪ -‬سبحانه‪ -‬وتوحيده‪،‬وأنه‪-‬‬
‫سبحانه‪ -‬فوق عرشه ينظر إليهم ويسمع كالمهم‪ ،‬وهو معهم أينما كانوا"‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -3‬وعندما يبدأ الطفل في نطق الحروف نبدأ في تعليمه "ال إله إال هللا‬
‫محمد رسول هللا"‪ ،‬وكلمات التسبيح مع تجزئة الكلمة إلى مقاطع يرددها‬
‫بعدأمه حتى ينطقها كاملةً بعد ذلك‪ ،‬ويمكن صياغتها بنغم ٍة جميل ٍة كأنها‬
‫نشيد‪ ،‬كذلكاألدعية قبل األكل وبعده وعند النوم‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ما سبق يخص الطفل منذ والدته حتى السنتين تقريبًا أو الثالثةسنين‪ ،‬فال‬
‫أمر العقيدة لهذا السن وال تتركه مع أحد غيرها إال لضرورة؛‬ ‫تهمل األم َ‬
‫فإنه بحرمانه منها يفقد الكثير؛ هناك أطفال لم تتجاوز أعمارهم الستة‬
‫أشهر‪ ،‬فعندما يسمع كلمة "ال إله إال هللا" يرفع إصبعه تفسي ًرا إلى معنى‬
‫التوحيد؛ وذلك كماع َّودته أمه عليه‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -4‬ثم إذا بدأ الطفل يحسن نطقه وحفظ األدعية والتسبيح نبدأمعه في حفظ‬
‫السور القصيرة من القرآن الكريم‪ ،‬مع ربط كل سورة بمعنى معين (هللا‬
‫أحد‪ -‬اإلخالص)‪ ،‬أو قصة مثل سورة (الفيل‪ ،‬أبو لهب‪ ،‬رحلتَي قريش)‪،‬‬
‫عالمات يوم القيامة (القارعة‪ ،‬الزلزلة) مع شرح بسيط لمعاني العقيدة في‬
‫السورة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -5‬معرفة هللا عز وجل‪:‬‬
‫* نعلمه منذ الصغر أنه‪ -‬سبحانه‪ -‬مست ٍو على عرشه فوق السماواتيسمعنا‬
‫صي ُر﴾ (الشورى‪ :‬مناآلية ‪،)11‬‬ ‫س ِمي ُع البَ ِ‬ ‫س َك ِم ْثلِ ِه ش ْ‬
‫َي ٌء َو ُه َو ال َّ‬ ‫ويرانا ﴿لَ ْي َ‬
‫وهو معنا بعلمه وسمعه وبصره وحوله وقوته‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫* وهو‪ -‬سبحانه‪ -‬الخالق الرازق‪ ،‬المتصرف في كل دقائق هذاالكون‬
‫(توحيد الربوبية)‪.‬‬
‫* وال بد أن تكون لنا وقفات مع ِن َعم هللا علينا من حواس وأجهزة ومأكل‬
‫ومشرب‪ ،‬وأن هذه النعم تستوجب محبة هللا وطاعتها وشكره‪ ،‬وأن يحافظ‬
‫على هذه النعم حتى فتات الخبز‪.‬‬
‫* التفكر في جميل خلق هللا‪ -‬عز وجل‪ -‬وبديع صنعه‪ ،‬مثل المناظرالطبيعية‬
‫(وقفة أمام منظر غروب الشمس‪ ،‬سقوط المطر‪ ،‬الخضرة‪ ،‬منظر أمواج‬
‫البحر‪ ،‬أوأشكال القمر)‪ ،‬فعندما يتأ َّمل الطفل هذه المناظر ويسمع أمه وهي‬
‫تقول "سبحان هللا" وتربط له هذه الظواهر باهلل‪ -‬عز وجل‪ -‬وأنها نعمة‬
‫من هللا ورحمة من هللا بعباده‪ ،‬الشك أن الطفل سيتأثر بذلك‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -6‬ونعلِّمه أسماء هللا الحسنى‪:‬‬
‫الرحمن‪ ،‬الرحيم‪ ،‬السميع‪ ،‬البصير‪ ،‬من خالل المواقف المختلفةمع شرح‬
‫معانيها‪ ،‬وأن يعب َد هللا بها‪ ،‬كذلك يمكن حفظها عن طريق نشيد من شريط‪،‬‬
‫وهناك كتاب أسماء هللا الحسنى لألطفال• الكبار‪ ،‬ويشرح معاني األسماء‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -7‬ثم يتعلَّم الطفل أن غاية هذه المعرفة هي‪:‬‬
‫‪ -‬طاعة هللا عز وجل وعبودية هللا في السروالعلن‪.‬‬
‫‪ -‬نريد أن يعرف الطفل أن مصدر التلقي األول في أمور حياتهكلها هو ما‬
‫أمر به هللا في كتابه أو على لسان رسوله صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ولكن كيف؟‪" ..‬إن المحب ل َمن يحب مطيع"‪" ،‬عرفت فالزم"‪.‬‬
‫‪ -‬كوني له قدوةً‪ ،‬اشرحي له لماذا تفعلين كذا وكذا؟‪ ،‬فحاوليربط أفعالك‬
‫بالنية وبطاعة هللا ورسوله كذلك‪ ،‬حاولي ربط أوامرك ونواهيك معه باهلل‬
‫ورسوله‪ ،‬مثل‪" :‬افعل كذا؛ ألن هللا يقول‪ •،‬وألن الرسول كان يفعل"‪" ،‬ال‬
‫تؤ ِذ جيراننا؛حتى يحبك هللا"‪.‬‬
‫‪ -‬ثم علِّميه الحالل والحرام‪ ،‬ثم الفرائض والسنن‪ ،‬مع التأكيدعلى أهمية‬
‫السنة في حياته‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -8‬مراقبة هللا عز وجل في نفسه (الضمير الحي)‪:‬‬
‫وذلك من خالل القصص في السيرة وحياة الصحابة‪ ،‬فيعلم أن اللهمطَّلع‬
‫عليه في كل وقت وفي أي مكان يسمعه ويراه‪ ،‬وأن يعبد هللا كأنه‪ ‬يراه‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫الشعور بمعية هللا له في الحفظ والنصروالتأييد‬
‫‪ -‬رددي على مسامعه دائ ًما الكلمات التي تُشعره بمعية هللا لهفي الحفظ‬
‫والنصر والتأييد‪ ،‬مثل‪ :‬قصة سيدنا محمد‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬وأبي بكر‬
‫وهمافي الغار "ما بالك باثنين هللا ثالثهما"‪ ،‬قصة راعيالغنم﴿إِنَّ َم ِعي َربِّي‬
‫ين﴾ (الشعراء‪ :‬من اآلية ‪ ،)62‬قصة عبد هللا بن سهل عندما كان‬ ‫سيَ ْه ِد ِ‬
‫َ‬
‫عنده ثالث سنوات يستيقظ بالليل فيرى خاله محمد بن سوار يصلي فيقول‬
‫له خاله‪ :‬أال تذكر الذي خلقك؟!‪ •،‬فقال له‪ :‬وكيف أذكره؟‪،‬فقال‪ :‬قل بقلبك‬
‫عند تقلبك ثالث مرات "هللا معي‪ ،‬هللا ناظري‪ ،‬هللا شاهدي"‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -‬اهتمي بالثناء عليه إذا أطاع هللا في س ِّره ولو كان أم ًرا بسيطًا‪ ،‬وإذا فعل‬
‫نوجهه‪ ،‬كذلك نشجعهم على مناجاة هللا ودعائه‪.‬‬ ‫العكس فال نفضحه بل ِّ‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -‬تحدَّثي معه عن معاني اإليمان‪ ،‬أي معنى فيه نصيحة‪ ،‬طاعة‪،‬التنفير عن‬
‫معصية‪ ،‬ولنتذكر حديث الرسول‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬لعبد هللا بن عباس‬
‫رضي هللا عنهما الحديث المشهور الذي أخرجه الترمذي‪ :‬عن ابن عباس‪-‬‬
‫رضي هللا عنهما‪ -‬قال‪ :‬كنت خلف النبي صلى هللا عليه وسلم يو ًما فقال‪:‬‬
‫"يا غالم‪ ..‬إني أعلمك كلمات‪ :‬احفظ هللا يحفظك‪ ،‬احفظ هللا تجده تجاهك‪،‬‬
‫إذا سألت فاسأل هللا‪ ،‬وإذا استعنت فاستعن باهلل‪ ،‬واعلم أن األمة لو‬
‫اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إالبشيء قد كتبه هللا لك‪ ،‬وإن‬
‫اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إال بشيء قد كتبهاهلل عليك‪..‬‬
‫رفعت األقالم وجفت الصحف"‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وللعلم‪ ،‬فإن عبد هللا بن عباس كان عنده ثالثة عشر عا ًماعندما تُوفِّي‬
‫الرسول‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬فكم كان عمره وقت أن قيل له‬
‫الحديث؟‪،‬فال نقُل‪ :‬إن هذه المعاني أكبر من سن الطفل؛ فإنه يمكن توصيلها‬
‫ب بسيط‪.‬‬‫للصغار ولو بأسلو ٍ‬
‫‪ ‬‬
‫* وتأكدي أنك ستشعرين‪ -‬إن شاء هللا‪ -‬بالثمرة لكل هذا الجهدولو بعد‬
‫حين‪ ،‬فسيتربَّى عند ولدك تقوى هللا في السر والعلن‪ •،‬ولكن ال تح ِّمليه فوق‬
‫طاقته‪ ،‬وال تنسي أنه طفل دون سن التكليف؛ فإن نسبة المراقبة عنده‬
‫قليلة‪ ،‬فقد يفعل مرةً ويخطئ أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -9‬تربية الطفل على االستعانة باهلل عند الشدائد وفي كألحواله "وإذا‬
‫استعنت فاستعن باهلل"‪:‬‬
‫أنيتوجه بهذا السؤال ألمه أو أبيه‬
‫َّ‬ ‫* نعلمه أن يسأل هللا حاجته أوالً قبل‬
‫ولو في أصغر األمور‪ ،‬حتى ولو كان األمر سيجاب له؛حتى يتع َّود على‬
‫ذلك‪ ،‬ولتكن األم قدوةً ألبنائها في ذلك بالدعاء أمامهم وصالة الحاجة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫* علِّميه سجدة الشكر أو إعطاء صدقة بسيطة إذا أعطاه هللا ماسأل‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ثانيًا‪ :‬اإليمان بالمالئكة‪:‬‬
‫يتميز الطفل بالخيال الخصب‪ ،‬ويحب القصص القائمة علىالخيال‪.‬‬
‫* فلنستبدل القصص الخرافية (سوبر مان) بأحاديث رسول هللا‪ -‬صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ -‬عن الغيب والمالئكة؛ فلهم أوصاف في القرآن واألحاديث‪،‬‬
‫كذلك أسماؤهم‪ ،‬ووظائفهم‪ •،‬وتخصص بعض المالئكة بأعمال‪ ،‬فيجد الطفل‬
‫متعةً في تخيله عند سماع قصص عن المالئكة‪:‬‬
‫‪ -‬مالئكة السماء‪" :‬ما في السماء موضع إصبع إال وملك واضع جبهته‬
‫ساج ًدا هلل"‪.‬‬
‫‪ -‬المالئكة الطوافة‪ :‬فيراها الديك فيصيح فيسارع من سمعه بذكرالدعاء‪.‬‬
‫المالئكة الحفظة‪ :‬التي تحفظ المؤمن الذي يذكر هللا عند خروجه من داره‪.‬‬
‫المالئكة ال َكتَبَة‪ :‬عن اليمين وعن الشمال‪ ،‬وتمهل ملك الشمال في كتابة‬
‫يعطي فرصة للعبد للتوبة واالستغفار‪.‬‬‫َ‬ ‫السيئة حتى‬
‫‪ -‬مالئكة الوحي‪ :‬التي تنزل على األنبياءوالرسل‪.‬‬
‫*‪  ‬يمكن تحفيظ الطفل األناشيد المعبِّرة عن هذه المعاني‪ :‬كتاب منهاج‬
‫الطفل المسلم‪ ،‬سفير للطفل‪.‬‬
‫* ولنح ِك له قصةَ الشيطان مع اإلنسان وحيله معه‪ ،‬خاصةً عندالغضب‪،‬‬
‫وعند الصالة‪ ،‬وكيف نرد كيده؟‪ ..‬نتحرز منه‪ ،‬ونتعوذ باهلل منه لطرده؛‬
‫وذلك بطريق ٍة تناسب سنه؛ حتى يكره عمل الشيطان‪ ،‬وال نحدثه عن أشكال‬
‫الشياطين؛ حتى اليرتعب‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ثالثًا‪ :‬اإليمان بالرسل‪:‬‬
‫بتعرف الطفل على أسمائهم التي ذكرت في القرآن‪)25( :‬؛ منهم ‪5‬‬ ‫* وذلك ُّ‬
‫أولو العزم‪ ،‬كذلك قصصهم مع قومهم‪ ،‬كذلك يمكنك أن تحكي لهم ثم‬
‫تسجلي ماحكيت لهم حتى يسمعوه كثيرا (خاصةً الصغار)؛ حتى إذا بدأ‬
‫يحفظ القرآن سيجد قصصهم فيالقرآن‪.‬‬
‫* كذلك يمكن عمل مكتبة صغيرة للطفل تحتوي على قصص لألنبياءمع‬
‫قومهم‪ ،‬وللحيوانات مع أنبياء هللا (الهدهد‪ ،‬الثعبان‪ ...‬إلخ)‪.‬‬
‫* عدد األنبياء والرسل كثير ج ًّدا‪ ،‬ولكن ما ذكر أسماؤهم (‪ )25‬فقط‪ ،‬وقد‬
‫أرسلهم هللا لهداية الناس‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫رابعاً‪ :‬اإليمان بالكتب‪:‬‬
‫* وهي الكتب السماوية المن َّزلة على الرسل بواسطة المالئكة‪،‬وإن هذه‬
‫الكتب فيها بيانُ أوامر هللا ونواهيه لعباده‪ ،‬وهي دستو ٌر يجب أن‬
‫يسيرواعليه؛ ال يجوز تبديله وال تحريفه‪ ،‬وإذا حدث أن بُدِّل أو ُح ِّرف فإن‬
‫ينزل كتابًا غيره‪ ،‬ومن أمثلة ذلك كتاب الزبور الذي أنزل على داود‪،‬‬ ‫هللا ِّ‬
‫وصحف إبراهيم‪،‬والتوراة لموسى‪ ،‬واإلنجيل على سيدنا عيسى‪ ،‬والقرآن‬
‫على سيدنا محمد‪.‬‬
‫* إن الكتب السماوية بها قصص عن األقوام السابقة للعبرةوالعظة‪.‬‬
‫ناسخ لكل الكتب السابقة‪ ،‬وإنه محفوظ بعناية اللهال يُبدَّل وال‬ ‫ٌ‬ ‫* القرآن‬
‫يُغيَّر‪ ،‬وإنه كالم هللا‪.‬‬
‫* تعلُّم الطفل فضل القرآن وكيف يؤدي حقه من حفظ آلياته وعمل‬
‫بأحكامه؟‪.‬‬
‫* ولنا وقفة‪ -‬إن شاء هللا‪ -‬مع الطفل وصلته بالقرآن وحتى يبدأحفظه‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫سا‪ :‬اإليمان باليوم اآلخر‪:‬‬ ‫خام ً‬
‫* يظل اإليمان باليوم اآلخر والجزاء والحساب هو السبب الذي يح ِّرك‬
‫المسلم للعمل الصالح‪.‬‬
‫* اإليمان باليوم اآلخر يخلق في نفس المسلم الضميرالحي‪.‬‬
‫فلنرب الطفل على أن يعيش بهذه العقيدة؛ فال ينتظر الثواب في الدنيا‬ ‫ِّ‬ ‫*‬
‫كامالً‪ ،‬وإن أُسيء إليه فال ينتظر أن يعاقب هللا الظالم في الدنيا عقابًا‬
‫كامالً؛ فالدنيا دار عمل‪ ،‬واآلخرة دار جزاء‪.‬‬
‫* وال بد أن يكون لنا وقفات طويلة مع الجنة‪ :‬أوصافها‪،‬قصورها‪،‬‬
‫أشجارها‪ •،‬أنهارها‪ •،‬أهلها ال يسأمون وال يتألمون‪ ،‬هي النعيم المقيم‬
‫والسعادةالحقة؛ غراسها سبحان هللا والحمد هلل وذكر هللا‪ ،‬فتظل صورة‬
‫الجنة حيَّةً دائ ًما فيقلبه‪ ،‬وأن كل ما يتمناه سيناله في الجنة؛ ألن فيها ما ال‬
‫عينٌ رأت‪ ،‬وال أذنٌ سمعت‪،‬وال خطر على قلب بشر‪ ،‬وإن رأى شيئًا جميالً‬
‫واشتهاه فهذا الشيء يذ ِّكرهبالجنة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وليكن حديثنا عن النار مختص ًرا خاصةً في السن الصغير‪،‬فلنعتمد على‬
‫أسلوب الترغيب أكثر من الترهيب‪ ،‬خاصةً مع السن الصغير‪ ،‬فنقول‪:‬‬
‫"افعلكذا ليحبك هللا وتدخل الجنة"‪ ،‬وال نقول‪" :‬إياك أن تفعل كذا حتى ال‬
‫يغضب هللا عليك ويعذبك في ناره"‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫يقول النضر بن الحارث‪ :‬سمعت إبراهيم بن أدهم يقول‪ :‬قال لي أبي‪ :‬يا‬
‫بني‪ ..‬اطلب الحديث؛ فكلما سمعتُ حديثًا وحفظتُه فلك درهم‪ ،‬فطلبت‬
‫الحديث على ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫دراسة سيرته صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫* يمكن أن تحكيها للصغار بصوتك وتجسيدها (االستعانة بالقصص‬
‫المص َّورة)‪.‬‬
‫* صفاته‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬وأخالقه‪ ،‬وشجاعته‪ ،‬وتضحيته‪،‬وكرمه‪.‬‬
‫قال زين العابدين بن الحسين بن علي‪ -‬رضي هللا عنه‪ :-‬كنانُ َعلَّم مغازي‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كما نعلم السور من القرآن‪.‬‬
‫ضل أن يكون للطفل مكتبة صغيرة تشمل سيرة رسول هللا وقصص‬ ‫* يف َّ‬
‫بطوالته وغزواته‪ ،‬كذلك سيرة صحابته الكرام وأخالقهم وعبادتهم‬
‫وجهادهم في سبيل هللا؛ فهناك سلسلة (حياة الصحابة) للكبار‪ ،‬و(صور‬
‫من حياة الصحابة للصغار)‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫أخي ًرا‪ :‬تربية الطفل على الثبات على العقيدة‬
‫وقفة مع أنفسنا لنجدد النية وتسأل كل منا نفسها‪ :‬لماذا تربِّي أطفالها؟‬
‫ولماذا تبذل كل هذا الجهد في تربيتهم والعناية بهم دراسيًّاوصحيًّا ودينيًّا؟‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫إن أطفالنا اليوم هم أمل الغد‪ ،‬والجيل الذي سيحمل أمانة رفعراية (ال إله‬
‫إال هللا) عاليةً بإذن هللا‪ ،‬نتذكر قول عبد هللا بن عمر لزوجته "أرضعيه‬
‫يوحد‬
‫ق عسى أن ِّ‬ ‫وأنت تتوخين ابتغاء ثواب هللا‪ ،‬وأن يحيا برضاعتك خل ٌ‬
‫هللا ويعب َده"‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫فعلينا أن نعدَّه لمواجهة التحديات المعاصرة وما أكثرها!!‪،‬والخطط•‬
‫والمؤامرات التي تدبَّر ضد اإلسالم اليوم‪ ،‬فلنقف عند هذا الحديث ولنجدد‬
‫النية‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫عن الشعبي أن امرأةً دفعت إلى ابنها يوم أُحد السيف فلم يُ ِطق حمله‪،‬‬
‫فشدَّته على ساعده بسعفه‪ ،‬ثم أتت به النبي‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬فقالت‪:‬‬
‫يا رسول هللا‪ ..‬هذا ابني يقاتل عنك‪ ،‬فقال النبي صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أي‬
‫بني‪ ..‬احمل ها هنا‪ ،‬أي بني‪ ..‬احمل ها هنا"‪ ،‬فأصابته جراحه فصرع‪،‬‬
‫فأُتِي به إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فقال‪" :‬أي بني‪ ..‬لعلك جزعت"‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ال يا رسول هللا‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫كيف نبدأ معه؟‬
‫* سرد قصص عن تضحية الصحابة وجهادهم وسعيهم إلى الشهادة‬
‫فيسبيل هللا وفرحتهم بها‪ ،‬ونحدثهم عن مناقب الشهيد وما أعدَّه هللا له من‬
‫الكرامة فياآلخرة‪ ،‬وأنه الوحيد الذي ال يتع َّرض لفزعات يوم القيامة‪.‬‬
‫* نُسمعهم كثي ًرا من األناشيد البطولية والجهادية والحماسية‪،‬وأن الموت‬
‫في سبيل هللا أسمى أمانينا‪.‬‬
‫* وليسم ْعك ابنك كثي ًرا وأنت ترددين‪" :‬اللهم بلغنا منازل الشهداء"‪.‬‬
‫* وليكن مكافآتك له أحيانًا دعاء أن يتقبَّله هللا معالشهداء‪ ،‬وأن يرزقه‬
‫الفردوس األعلى‪.‬‬
‫ال شك أنه حين يتم النضج الديني مبك ًرا تمر مراحل العمرالحرجة بسهولة‬
‫ويسر‪.‬‬
‫‪ ‬‬

You might also like