أنه اهتم بكل جوانب التربية ،وكذلك من خصائصها: تربية شاملة :يأخذه بفطرته وال يغفل شيئًا منها ،تربية تلبِّي كافة احتياجات النفس البشرية حتى دقائق األمور. التوازن :توازن بين الجسم والعقل والروح ،بين الحقيقة والخيال ،الواقع والغيب ،بين الفردية والجماعية ،توازن في كل شيء﴿ َو َك َذلِكَ َج َع ْلنَا ُك ْم أُ َّمةً سطًا﴾(البقرة :من اآلية ،)143ومن يسر على منهج هللا فسيصل إلى َو َ التوازن في حياته،وإال فسيصاب باضطراب وجزع. اإليجابية :أي يتح َّول المخلوق البشري إلى إيجابية عاملة في واقع الحياة، ولكن إيجابية سوية كما يريدها هللا ،قوة دافعة إلى األمام ،وتُُُستَغل في عمارة األرض ،وأال يكون سلبيًّا مع نفسه أو مجتمعه فيضيع كيانه. الواقعية :أي تعامل الكائن البشري بواقعه وحدود طاقته ،ويعرف مطالبه س َع َها﴾ (البقرة :من اآلية ،)286فال وضرورياته﴿ال يُ َكلِّفُ هللاُ نَ ْف ً سا إِالَّ ُو ْ يفرض عليه من التكاليف ما يعجز عن أدائها ،وفي نفس اللحظة ال يتركه لفطرته الضعيفة ،ولكن الواقع الذي يشمل لحظة الضعف ولحظة القوة؛ ألن النفس البشرية لديها االستعداد للتفوق؛ فهويحثها على الواقعية المثالية التي ال تغفل واقع الحياة. من هذا المنطلق يتبين لنا أن اإلسالم اهتم بجميع جوانب التربية للفرد المسلم ،كذلك الطفل المسلم ،سوا ٌء تربية عقائدية أم تعبدية أمأخالقية أم صحية ونفسية أم عقلية. أهمية بناء عقيدة الطفل (التربيةالعقائدية) والمحركَ الذي يدفعالمسلم في جميع ِّ * إن اإليمان بالعقيدة سيكون الداف َع يتحرك من أجلها (هللا غاياتنا). ُّ المجاالت؛ ألن له غايةً سن عالقته باهلل وبالخلق وبنفسه. * يح ِّ * يتقن عمله؛ ألن العقيدة تربِّي الضمير الحي فياإلنسان. ت أختي الحبيبة مع ابنك في بناء عقيدته مبك ًراوعلى قدر فهمه فكلما بدأ ِ صلت الجذور وقويت ،فال تغفلي هذا الجانب مع السنالمبكر. تأ َّ ولكن كيف ذلك؟.. قال الغزالي" :ابتداؤه الحفظ ،ثم الفهم -أي فهم ما حفظ،فينكشف له شيئًا فشيئًا -ثم االعتقاد واإليقان والتصديق". وال يُنسى أن هذه العقيدة هي "الفطرة"" ،كل مولود يولد على الفطرة؛ أويمجسانه" ولم يقل "يأسلمانه"؛ ألن ِّ ينصرانه، يهودانه أو ِّ فأبواه ِّ الفطرة هي اإلسالم ،وهي دينالتوحيد. توصل األم معان َي العقيدة السليمة بطريقة مبسطة للطفل عليها ِّ ولكي معاني العقيدة الثابتة ،وهي: َ أنتفهم أركان اإليمان أوالً :اإليمان باهلل عزوجل: -1ويبدأ بعد الوالدة مباشرة؛ وذلك باآلذان في أذنه اليمنىواإلقامة في اليسرى؛ حتى يسمع كلمة التوحيد وتطرد عنه الشيطان. -2تلقين الطفل "ال إله إال هللا"؛ فقد قال رسول هللا -صلىاهلل عليه وسلم:- "افتحوا على صبيانكم أول كلمة ال إله إالهللا" ،فلتحرص كل أ ٍّم على أن تُسمع طفلَها كلمة التوحيد. وكذلك ذ ْكر هللا في كل أمر ،حتى عندما ترضعه تقول دعاء قبل الطعام، (مثال الرضيع الذي كان يسمع الدعاء من أمه فيعلم أنه سيرضع ويفتح فمه). وتذ َّك ري تجديد نيتك قبل الرضاعة" ،أرضعيه وأنت تتوخين ابتغاء ثواب يوحد هللا ويعب َده" ،وهذه الكلمة ق عسى أن ِّ هللا ،وأن يحيا برضاعتك خل ٌ قالها عبد هللا بن عمر لزوجته. وكذلك يمكنك أن تغني له بكلمات التوحيد والتسبيح والتحميد والشهادة أثناء مالعبته ،كما يمكنك قراءة وردك القرآني أو تسميع سورةالملك أثناء تجهيزهم للنوم ،وبمجرد سماعه للقرآن تهدأ نفسه ويستسلم للنوم. قال ابن القيم" :إذا كان أول نطقهم فليُلقَّنوا :ال إله إالهللا محمد رسول هللا، وليكن أول ما يقرع مسامعهم معرفة هللا -سبحانه -وتوحيده،وأنه- سبحانه -فوق عرشه ينظر إليهم ويسمع كالمهم ،وهو معهم أينما كانوا". -3وعندما يبدأ الطفل في نطق الحروف نبدأ في تعليمه "ال إله إال هللا محمد رسول هللا" ،وكلمات التسبيح مع تجزئة الكلمة إلى مقاطع يرددها بعدأمه حتى ينطقها كاملةً بعد ذلك ،ويمكن صياغتها بنغم ٍة جميل ٍة كأنها نشيد ،كذلكاألدعية قبل األكل وبعده وعند النوم. ما سبق يخص الطفل منذ والدته حتى السنتين تقريبًا أو الثالثةسنين ،فال أمر العقيدة لهذا السن وال تتركه مع أحد غيرها إال لضرورة؛ تهمل األم َ فإنه بحرمانه منها يفقد الكثير؛ هناك أطفال لم تتجاوز أعمارهم الستة أشهر ،فعندما يسمع كلمة "ال إله إال هللا" يرفع إصبعه تفسي ًرا إلى معنى التوحيد؛ وذلك كماع َّودته أمه عليه. -4ثم إذا بدأ الطفل يحسن نطقه وحفظ األدعية والتسبيح نبدأمعه في حفظ السور القصيرة من القرآن الكريم ،مع ربط كل سورة بمعنى معين (هللا أحد -اإلخالص) ،أو قصة مثل سورة (الفيل ،أبو لهب ،رحلتَي قريش)، عالمات يوم القيامة (القارعة ،الزلزلة) مع شرح بسيط لمعاني العقيدة في السورة. -5معرفة هللا عز وجل: * نعلمه منذ الصغر أنه -سبحانه -مست ٍو على عرشه فوق السماواتيسمعنا صي ُر﴾ (الشورى :مناآلية ،)11 س ِمي ُع البَ ِ س َك ِم ْثلِ ِه ش ْ َي ٌء َو ُه َو ال َّ ويرانا ﴿لَ ْي َ وهو معنا بعلمه وسمعه وبصره وحوله وقوته. * وهو -سبحانه -الخالق الرازق ،المتصرف في كل دقائق هذاالكون (توحيد الربوبية). * وال بد أن تكون لنا وقفات مع ِن َعم هللا علينا من حواس وأجهزة ومأكل ومشرب ،وأن هذه النعم تستوجب محبة هللا وطاعتها وشكره ،وأن يحافظ على هذه النعم حتى فتات الخبز. * التفكر في جميل خلق هللا -عز وجل -وبديع صنعه ،مثل المناظرالطبيعية (وقفة أمام منظر غروب الشمس ،سقوط المطر ،الخضرة ،منظر أمواج البحر ،أوأشكال القمر) ،فعندما يتأ َّمل الطفل هذه المناظر ويسمع أمه وهي تقول "سبحان هللا" وتربط له هذه الظواهر باهلل -عز وجل -وأنها نعمة من هللا ورحمة من هللا بعباده ،الشك أن الطفل سيتأثر بذلك. -6ونعلِّمه أسماء هللا الحسنى: الرحمن ،الرحيم ،السميع ،البصير ،من خالل المواقف المختلفةمع شرح معانيها ،وأن يعب َد هللا بها ،كذلك يمكن حفظها عن طريق نشيد من شريط، وهناك كتاب أسماء هللا الحسنى لألطفال• الكبار ،ويشرح معاني األسماء. -7ثم يتعلَّم الطفل أن غاية هذه المعرفة هي: -طاعة هللا عز وجل وعبودية هللا في السروالعلن. -نريد أن يعرف الطفل أن مصدر التلقي األول في أمور حياتهكلها هو ما أمر به هللا في كتابه أو على لسان رسوله صلى هللا عليه وسلم. ولكن كيف؟" ..إن المحب ل َمن يحب مطيع"" ،عرفت فالزم". -كوني له قدوةً ،اشرحي له لماذا تفعلين كذا وكذا؟ ،فحاوليربط أفعالك بالنية وبطاعة هللا ورسوله كذلك ،حاولي ربط أوامرك ونواهيك معه باهلل ورسوله ،مثل" :افعل كذا؛ ألن هللا يقول •،وألن الرسول كان يفعل"" ،ال تؤ ِذ جيراننا؛حتى يحبك هللا". -ثم علِّميه الحالل والحرام ،ثم الفرائض والسنن ،مع التأكيدعلى أهمية السنة في حياته. -8مراقبة هللا عز وجل في نفسه (الضمير الحي): وذلك من خالل القصص في السيرة وحياة الصحابة ،فيعلم أن اللهمطَّلع عليه في كل وقت وفي أي مكان يسمعه ويراه ،وأن يعبد هللا كأنه يراه. الشعور بمعية هللا له في الحفظ والنصروالتأييد -رددي على مسامعه دائ ًما الكلمات التي تُشعره بمعية هللا لهفي الحفظ والنصر والتأييد ،مثل :قصة سيدنا محمد -صلى هللا عليه وسلم -وأبي بكر وهمافي الغار "ما بالك باثنين هللا ثالثهما" ،قصة راعيالغنم﴿إِنَّ َم ِعي َربِّي ين﴾ (الشعراء :من اآلية ،)62قصة عبد هللا بن سهل عندما كان سيَ ْه ِد ِ َ عنده ثالث سنوات يستيقظ بالليل فيرى خاله محمد بن سوار يصلي فيقول له خاله :أال تذكر الذي خلقك؟! •،فقال له :وكيف أذكره؟،فقال :قل بقلبك عند تقلبك ثالث مرات "هللا معي ،هللا ناظري ،هللا شاهدي". -اهتمي بالثناء عليه إذا أطاع هللا في س ِّره ولو كان أم ًرا بسيطًا ،وإذا فعل نوجهه ،كذلك نشجعهم على مناجاة هللا ودعائه. العكس فال نفضحه بل ِّ -تحدَّثي معه عن معاني اإليمان ،أي معنى فيه نصيحة ،طاعة،التنفير عن معصية ،ولنتذكر حديث الرسول -صلى هللا عليه وسلم -لعبد هللا بن عباس رضي هللا عنهما الحديث المشهور الذي أخرجه الترمذي :عن ابن عباس- رضي هللا عنهما -قال :كنت خلف النبي صلى هللا عليه وسلم يو ًما فقال: "يا غالم ..إني أعلمك كلمات :احفظ هللا يحفظك ،احفظ هللا تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل هللا ،وإذا استعنت فاستعن باهلل ،واعلم أن األمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إالبشيء قد كتبه هللا لك ،وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إال بشيء قد كتبهاهلل عليك.. رفعت األقالم وجفت الصحف". وللعلم ،فإن عبد هللا بن عباس كان عنده ثالثة عشر عا ًماعندما تُوفِّي الرسول -صلى هللا عليه وسلم -فكم كان عمره وقت أن قيل له الحديث؟،فال نقُل :إن هذه المعاني أكبر من سن الطفل؛ فإنه يمكن توصيلها ب بسيط.للصغار ولو بأسلو ٍ * وتأكدي أنك ستشعرين -إن شاء هللا -بالثمرة لكل هذا الجهدولو بعد حين ،فسيتربَّى عند ولدك تقوى هللا في السر والعلن •،ولكن ال تح ِّمليه فوق طاقته ،وال تنسي أنه طفل دون سن التكليف؛ فإن نسبة المراقبة عنده قليلة ،فقد يفعل مرةً ويخطئ أخرى. -9تربية الطفل على االستعانة باهلل عند الشدائد وفي كألحواله "وإذا استعنت فاستعن باهلل": أنيتوجه بهذا السؤال ألمه أو أبيه َّ * نعلمه أن يسأل هللا حاجته أوالً قبل ولو في أصغر األمور ،حتى ولو كان األمر سيجاب له؛حتى يتع َّود على ذلك ،ولتكن األم قدوةً ألبنائها في ذلك بالدعاء أمامهم وصالة الحاجة. * علِّميه سجدة الشكر أو إعطاء صدقة بسيطة إذا أعطاه هللا ماسأل. ثانيًا :اإليمان بالمالئكة: يتميز الطفل بالخيال الخصب ،ويحب القصص القائمة علىالخيال. * فلنستبدل القصص الخرافية (سوبر مان) بأحاديث رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -عن الغيب والمالئكة؛ فلهم أوصاف في القرآن واألحاديث، كذلك أسماؤهم ،ووظائفهم •،وتخصص بعض المالئكة بأعمال ،فيجد الطفل متعةً في تخيله عند سماع قصص عن المالئكة: -مالئكة السماء" :ما في السماء موضع إصبع إال وملك واضع جبهته ساج ًدا هلل". -المالئكة الطوافة :فيراها الديك فيصيح فيسارع من سمعه بذكرالدعاء. المالئكة الحفظة :التي تحفظ المؤمن الذي يذكر هللا عند خروجه من داره. المالئكة ال َكتَبَة :عن اليمين وعن الشمال ،وتمهل ملك الشمال في كتابة يعطي فرصة للعبد للتوبة واالستغفار.َ السيئة حتى -مالئكة الوحي :التي تنزل على األنبياءوالرسل. * يمكن تحفيظ الطفل األناشيد المعبِّرة عن هذه المعاني :كتاب منهاج الطفل المسلم ،سفير للطفل. * ولنح ِك له قصةَ الشيطان مع اإلنسان وحيله معه ،خاصةً عندالغضب، وعند الصالة ،وكيف نرد كيده؟ ..نتحرز منه ،ونتعوذ باهلل منه لطرده؛ وذلك بطريق ٍة تناسب سنه؛ حتى يكره عمل الشيطان ،وال نحدثه عن أشكال الشياطين؛ حتى اليرتعب. ثالثًا :اإليمان بالرسل: بتعرف الطفل على أسمائهم التي ذكرت في القرآن)25( :؛ منهم 5 * وذلك ُّ أولو العزم ،كذلك قصصهم مع قومهم ،كذلك يمكنك أن تحكي لهم ثم تسجلي ماحكيت لهم حتى يسمعوه كثيرا (خاصةً الصغار)؛ حتى إذا بدأ يحفظ القرآن سيجد قصصهم فيالقرآن. * كذلك يمكن عمل مكتبة صغيرة للطفل تحتوي على قصص لألنبياءمع قومهم ،وللحيوانات مع أنبياء هللا (الهدهد ،الثعبان ...إلخ). * عدد األنبياء والرسل كثير ج ًّدا ،ولكن ما ذكر أسماؤهم ( )25فقط ،وقد أرسلهم هللا لهداية الناس. رابعاً :اإليمان بالكتب: * وهي الكتب السماوية المن َّزلة على الرسل بواسطة المالئكة،وإن هذه الكتب فيها بيانُ أوامر هللا ونواهيه لعباده ،وهي دستو ٌر يجب أن يسيرواعليه؛ ال يجوز تبديله وال تحريفه ،وإذا حدث أن بُدِّل أو ُح ِّرف فإن ينزل كتابًا غيره ،ومن أمثلة ذلك كتاب الزبور الذي أنزل على داود، هللا ِّ وصحف إبراهيم،والتوراة لموسى ،واإلنجيل على سيدنا عيسى ،والقرآن على سيدنا محمد. * إن الكتب السماوية بها قصص عن األقوام السابقة للعبرةوالعظة. ناسخ لكل الكتب السابقة ،وإنه محفوظ بعناية اللهال يُبدَّل وال ٌ * القرآن يُغيَّر ،وإنه كالم هللا. * تعلُّم الطفل فضل القرآن وكيف يؤدي حقه من حفظ آلياته وعمل بأحكامه؟. * ولنا وقفة -إن شاء هللا -مع الطفل وصلته بالقرآن وحتى يبدأحفظه. سا :اإليمان باليوم اآلخر: خام ً * يظل اإليمان باليوم اآلخر والجزاء والحساب هو السبب الذي يح ِّرك المسلم للعمل الصالح. * اإليمان باليوم اآلخر يخلق في نفس المسلم الضميرالحي. فلنرب الطفل على أن يعيش بهذه العقيدة؛ فال ينتظر الثواب في الدنيا ِّ * كامالً ،وإن أُسيء إليه فال ينتظر أن يعاقب هللا الظالم في الدنيا عقابًا كامالً؛ فالدنيا دار عمل ،واآلخرة دار جزاء. * وال بد أن يكون لنا وقفات طويلة مع الجنة :أوصافها،قصورها، أشجارها •،أنهارها •،أهلها ال يسأمون وال يتألمون ،هي النعيم المقيم والسعادةالحقة؛ غراسها سبحان هللا والحمد هلل وذكر هللا ،فتظل صورة الجنة حيَّةً دائ ًما فيقلبه ،وأن كل ما يتمناه سيناله في الجنة؛ ألن فيها ما ال عينٌ رأت ،وال أذنٌ سمعت،وال خطر على قلب بشر ،وإن رأى شيئًا جميالً واشتهاه فهذا الشيء يذ ِّكرهبالجنة. وليكن حديثنا عن النار مختص ًرا خاصةً في السن الصغير،فلنعتمد على أسلوب الترغيب أكثر من الترهيب ،خاصةً مع السن الصغير ،فنقول: "افعلكذا ليحبك هللا وتدخل الجنة" ،وال نقول" :إياك أن تفعل كذا حتى ال يغضب هللا عليك ويعذبك في ناره". يقول النضر بن الحارث :سمعت إبراهيم بن أدهم يقول :قال لي أبي :يا بني ..اطلب الحديث؛ فكلما سمعتُ حديثًا وحفظتُه فلك درهم ،فطلبت الحديث على ذلك. دراسة سيرته صلى هللا عليه وسلم: * يمكن أن تحكيها للصغار بصوتك وتجسيدها (االستعانة بالقصص المص َّورة). * صفاته -صلى هللا عليه وسلم -وأخالقه ،وشجاعته ،وتضحيته،وكرمه. قال زين العابدين بن الحسين بن علي -رضي هللا عنه :-كنانُ َعلَّم مغازي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كما نعلم السور من القرآن. ضل أن يكون للطفل مكتبة صغيرة تشمل سيرة رسول هللا وقصص * يف َّ بطوالته وغزواته ،كذلك سيرة صحابته الكرام وأخالقهم وعبادتهم وجهادهم في سبيل هللا؛ فهناك سلسلة (حياة الصحابة) للكبار ،و(صور من حياة الصحابة للصغار). أخي ًرا :تربية الطفل على الثبات على العقيدة وقفة مع أنفسنا لنجدد النية وتسأل كل منا نفسها :لماذا تربِّي أطفالها؟ ولماذا تبذل كل هذا الجهد في تربيتهم والعناية بهم دراسيًّاوصحيًّا ودينيًّا؟. إن أطفالنا اليوم هم أمل الغد ،والجيل الذي سيحمل أمانة رفعراية (ال إله إال هللا) عاليةً بإذن هللا ،نتذكر قول عبد هللا بن عمر لزوجته "أرضعيه يوحد ق عسى أن ِّ وأنت تتوخين ابتغاء ثواب هللا ،وأن يحيا برضاعتك خل ٌ هللا ويعب َده". فعلينا أن نعدَّه لمواجهة التحديات المعاصرة وما أكثرها!!،والخطط• والمؤامرات التي تدبَّر ضد اإلسالم اليوم ،فلنقف عند هذا الحديث ولنجدد النية. عن الشعبي أن امرأةً دفعت إلى ابنها يوم أُحد السيف فلم يُ ِطق حمله، فشدَّته على ساعده بسعفه ،ثم أتت به النبي -صلى هللا عليه وسلم -فقالت: يا رسول هللا ..هذا ابني يقاتل عنك ،فقال النبي صلى هللا عليه وسلم" :أي بني ..احمل ها هنا ،أي بني ..احمل ها هنا" ،فأصابته جراحه فصرع، فأُتِي به إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فقال" :أي بني ..لعلك جزعت"، فقال :ال يا رسول هللا. كيف نبدأ معه؟ * سرد قصص عن تضحية الصحابة وجهادهم وسعيهم إلى الشهادة فيسبيل هللا وفرحتهم بها ،ونحدثهم عن مناقب الشهيد وما أعدَّه هللا له من الكرامة فياآلخرة ،وأنه الوحيد الذي ال يتع َّرض لفزعات يوم القيامة. * نُسمعهم كثي ًرا من األناشيد البطولية والجهادية والحماسية،وأن الموت في سبيل هللا أسمى أمانينا. * وليسم ْعك ابنك كثي ًرا وأنت ترددين" :اللهم بلغنا منازل الشهداء". * وليكن مكافآتك له أحيانًا دعاء أن يتقبَّله هللا معالشهداء ،وأن يرزقه الفردوس األعلى. ال شك أنه حين يتم النضج الديني مبك ًرا تمر مراحل العمرالحرجة بسهولة ويسر.