You are on page 1of 7

‫دراسة مقارنة بين المرسوم الرئاسي رقم ‪ 02/250‬و المرسوم‬

‫الرئاسي رقم ‪10/236‬‬


‫في ما يخص إجراء الصفقات العمومية‬

‫المداخلة للستاذات‪ *:‬سجار نادية حسيبة‬


‫*عبد السلم فريدة‬
‫* رقاد سليمة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تشهد الدولة بمفهومها الحديث تطورا مستمرا في مختلف مجالت الحياة‬
‫سواء على المستوى القتصادي أو الجتماعي أو السياسي ‪،‬بما فرض‬
‫عليها بسط سيطرتها على مختلف الميادين ‪.‬‬
‫و كان لزاما على الدولة أن توسع من وعيها الجتماعي الوظيفي ليشمل‬
‫الجوانب المتعلقة بالعمال التجارية و القتصادية إلى جانب العمال‬
‫التقليدية الموكلة لها‪ .‬لقد أثر هذا التطور على أعمال الدارة بصفة مباشرة‬
‫كونها الداة التنفيذية للدولة خاصة في جانب العقود التي تبرمها كالبيع و‬
‫الشراء و التأجير و التنفيذ الشغال أو الحصول على الخدمات؛ وهناك من‬
‫العقود التي تفرض إحتلل إدارة مركزا قانونيا قويا من خلل ما تتمتع به‬
‫من إمتيازات و سلطات تضمن لها تحقيق أفضل النجازات و يأخذ هذا‬
‫العمل طبيعة العقد الداري من بينها مايطلق عليه الصفقات العمومية ‪.‬‬
‫وهذه الصفقات يقوم بها مستثمرون جزائريون أو أجانب‪.‬‬
‫و تعتمد هذه الصفقات على الجانب المالي‪ .‬وعلى العموم فإن طريق إبرام‬
‫الصفقات العمومية يقوم أساسا على ما تخصص لها من أموال ضمن‬
‫الميزانية السنوية المصادق عليها من الدولة‪.‬لجل ذلك يتدخل المشرع ليحدد‬
‫الطرق التي يتم بموجبها إبرام الصفقات العمومية‪.‬‬
‫لذلك آثرنا مناقشة هذا الموضوع بالنسبة للمشرع الجزائري فيما يخص‬
‫الصفقات المبرمة من طرف البلديات‪،‬‬
‫حسب التعديلت التي تمت في المرسوم الرئاسي رقم ‪ 02/250‬المؤرخ في‬
‫‪ 13‬جمادى الولى ‪ 1423‬الموافق ل ‪ 24‬يوليو ‪ 2002‬و الذي يتضمن‬
‫تنظيم الصفقات العمومية والتي جاء بها المرسوم الرئاسي الجديد رقم‬
‫‪ 10/236‬المؤرخ في ‪ 28‬شوال ‪ 1431‬الموافق ل ‪ 07‬أكتوبر ‪. 2010‬‬

‫أول‪:‬تعريف البلدية‪:‬‬
‫تمثل تكوين ثورة جديدة في القاعدة الشعبية‪ .‬فتمثل البنية الولى في بناء‬
‫الدولة الدموقراطية الشعبية في مضمونها و هياكلها و رجالها و تعتبر‬
‫أصغر وحدة في التقسيم الجغرافي و الداري للبلد ولها دور كبير في‬
‫التسيير و النجاز‪.‬‬
‫و تشكل البلدية الوحدة اللمركزية مستقلة نسبيا مكلفة بالمهام التي تخصها‬
‫ولها أن تتخذ القرارات المفيدة دون عرض المر مسبقا على سلطات‬
‫الدولة‪ ،‬ولكنها تخضع لتلك السلطات‪ .‬وتقوم بحل المشاكل اليومية‬
‫للمواطنين بسرعة و فعالية‪ .‬ويمثل المجلس الشعبي البلدي الجماعة المحلية‬
‫المسؤولة على تقدير مصلحة المجتمع و العمل على تحقيقها وهي الممثل‬
‫الرسمي للشعب في محيط البلدية و المعنية بتجسيد حاجاته الساسية و‬
‫طموحاته المختلفة‪ .‬فالمجلس الشعبي البلدي يملك من السلطة و المال ما‬
‫يؤهله لنجاز ما يخطط من النشاطات و ما يخضع من برامج و مشاريع‪.‬‬
‫ومن بين المصالح الموجودة في البلدية – مصلحة الشغال العمومية‬
‫منها‪:‬مكتب الصفقات العمومية‪.-‬‬

‫* مكتب الصفقات العمومية‪:‬‬


‫تحتل الصفقات العمومية مكان أساسي في نشاطات الدارة المتمثلة للدولة‬
‫بغرض المحافظة على المال العام ‪ ،‬وبالتالي فإن تسييره متعلق‬
‫بالميكانيزمات المسطرة من طرف الدارة ما يخص الجراءات التقنية‬
‫الرامية إلى التسيير المثل لهذه المعاملت و إنجاز الشغال المختلفة‬
‫لتحقيق الخدمة العمومية‪ .‬و تبرم الصفقات العمومية تبعا لجراء المناقصة‬
‫التي تعتبر القاعدة العامة أو الجراء بالتراضي‪.‬‬
‫فمكتب الصفقات العمومية يتولى ‪:‬‬
‫‪ +‬إبرام الصفقات و العقود و تنفيذها‪.‬‬
‫‪ +‬تنظيم المناقصات و العقود وتنفيذها‪.‬‬
‫‪+‬إعداد الحالت المالية و المادية لجميع المشاريع‪.‬‬
‫‪+‬ضمان أمانة لجان فتح و تقييم العروض و كذلك الصفقات العمومية‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬ماهية الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪:‬‬
‫إن الصفقات العمومية لها أهمية كبرى في القتصاد الوطني لذلك أعطاها‬
‫المشرع الجزائري مكانة خاصة‪ .‬و هي عقود مكتوبة في مفهوم التشريع‬
‫المعمول به تبرم وفق الشروط المنصوص عليها قصد إنجاز الشغال و‬
‫إقتناء المواد و الخدمات و الدراسات لحساب المصلحة‪.‬‬
‫‪ (1‬الصفقة وهي تتكون من‪:‬‬
‫‪ -‬المتعامل المتعاقد ‪ :‬وهو شخص طبيعي أو معنوي تختاره المصلحة‬
‫المتعاملة على أساس كفاءته و تمنح الولوية للمتعاملين الجزائريين ثم‬
‫الجانب المقيمين في الجزائر ثم إلى الجانب ‪ .‬وإذا تعدد المتعاملون‬
‫المتعاقدون فيجب أن يتضامنون في إنجاز الصفقة أو تحدد لكل منهم مهام‬
‫معينة في الصفقة يكون مسؤول عنها‪.‬‬
‫‪ -‬المصلحة المتعاقدة ) الدارة( ‪ :‬وهي الدارة التي ل تستطيع توفير‬
‫الصفقات بمفردها فتلجأ إلى الخواص للجراء الصفقة العمومية و قد تكون‬
‫هذه الدارة ممثلة في الوزارة‪ ،‬الولية‪ ،‬البلدية أو إحدى المؤسسات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪(2‬طرق إبرام الصفقات العمومية‪ :‬فهي تتم حسب؛‬
‫أ‪ -‬أسلوب التراضي ‪ :‬وهو إجراء قانوني يسمح لل دارة المتعاقدة بالتعامل‬
‫مع متعامل متعاقد وحيد دون اللجوء إلى حالة المنافسة خاصة في الحالت‬
‫التالية ‪* :‬عدم وجود الخبراء و عدم القدرة على إنجاز الصفقة إل بالتعامل‬
‫مع شخص متحكم في الشغال أو في الخدمة المقدمة‬
‫*في حالة التموين المستعجل و الذي ل يمكن معه تطبيق إجراءات‬
‫المناقصة التي تتطلب منه مدة من الزمن‪.‬‬
‫* الصفقات السرية التي تجبر الدارة على متعاهدين موثوق فيهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬المناقصة‪ :‬وهي إجراء قانوني يستهدف الحصول على عروض من‬
‫عدة عارضين متنافسين مع تخصيص الصفقة للعارض الذي يقدم أفضل‬
‫العروض ‪،‬و هو أسهل و أشهر أسلوب لبرام الصفقات‪.‬‬
‫كما ان المناقصة تعتمد على ثلث أسس رئيسية‪:‬‬
‫*المنافسةوهي عرض الصفقة على أكبر عدد ممكن من المتعاملين قبل‬
‫إبرام العقد للحصول على أفضل العروض‪.‬‬
‫*العلن يتطلب شرط المنافسة إعلن المناقصة من جانب الدارة في‬
‫الصحف اليومية المشهورة و ذلك لتمكين المتعاملين من الطلع على‬
‫الصفقة و شروطها‪.‬‬
‫* المساواة بوضع المتنافسين في إطار قانوني و هذا حسب دفتر الشروط‬
‫و قانون الصفقات العمومية‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬التغيير الذي طرأ على قوانين إبرام الصفقات‪:‬‬
‫بالنسبة للمادة ‪ 06‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪": 10/236‬تنص على أن كل‬
‫عقد أو طلب يساوي مبلغه ‪8000000‬دج أو أقل لخدمات الشغال أو‬
‫اللوازم و ‪4000000‬دج أوأقل بالنسبة لخدمات الدراسات أو الخدمات ل‬
‫يقتضي إبرام صفقة في مفهوم هذا المرسوم‪".‬‬
‫بينما في المادة ‪ 05‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 02/250‬تنص "على أن كل‬
‫عقد أو طلب يقل مبلغه عن ‪4000000‬دج أويساويه ل يقتضي وجوبا إبرام‬
‫صفقة‪.‬‬
‫فالتغيير الذي حدث هو رفع في قيمة مبلغ الصفقات المسموح إبرامها مع‬
‫التمييز بين النشطة المبرم لها صفقة‪.‬‬
‫وحسب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 10/236‬؛فإن طلبات الخدمات التي تقل‬
‫مجموع مبالغها خلل نفس السنة المالية عن ‪500000‬دج بالنسبة للشغال‬
‫و اللوازم و ‪200000‬دج فيما يخص الدراسات و الخدمات ل تكون محل‬
‫إستشارة ويمنع تجزئة الطلبات‪.‬‬
‫ويتعين على المصلحة المتعاقدة أن تستشير ‪ 03‬ثلث متعاملين إقتصاديين‬
‫على القل حتى تستوفي الشروط القانونية‪.‬‬
‫كما جاء تغيير على المادة ‪ 11‬من المرسوم الرئاسي ‪ 02/250‬في المادة‬
‫‪ 13‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 10/236‬تفريع نشاط العمليات للصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫فيما يخص المتعاملون المتعاقدون تم تغيير نسبة هامش الفضلية من ‪%15‬‬
‫إلى ‪ %25‬الذي يمنح على المنتجات ذي المنشأ جزائري أو المؤسسات‬
‫الخاضعة للقانون الجزائري‪.‬‬
‫* كيفية إبرام الصفقات العمومية ‪:‬أضاف المرسوم الرئاسي رقم ‪10/236‬‬
‫مادة ‪ 31‬التي توضح كيفية إنتقاء المرشحين‪:‬‬
‫‪ +‬على مواصفات تقنية مفصلة‬
‫‪ +‬برنامج وظيفي إستثنائي؛ إذالم تكن المصلحة المتعاقدة قادرة على تحديد‬
‫الوسائل التقنية لتلبية حاجاتها‪.‬‬
‫*إجراءات إبرام الصفقات‪ :‬الضافات التي جاء بها المرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪ 10/236‬فيما يخص المادة ‪: 44‬‬
‫أ‪ -‬التراضي بعد الستشارة‪:‬‬
‫يتم اللجوء إلى التراضي بعد الستشارة بكل الوسائل المكتوبة الملئمة في‬
‫الحالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عندما يتضح أن الدعوة إلى المنافسة غير مجدية و ذلك إذا تم إستلم‬
‫عرض واحد فقط‪.‬‬
‫‪ -‬و إذاتم التأهيل الولي التقني لعرض واحد فقط بعد تقييم العروض‬
‫المستلمة‪.‬‬
‫ب‪ -‬حلت المناقصة الغير المجدية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا تم إستلم عرض واحد فقط‪.‬‬
‫‪ -‬إذا تم تأهيل التقني لعرض واحد فقط بعد تقييم العروض المستلمة‪.‬‬
‫كما تم إضافة عن المادة ‪ 43‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 02/250‬في‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 10/236‬في المادة ‪ 49‬ما يلي‪:‬‬
‫يمكن إعلن مناقصات الوليات و البلديات و المؤسسات العمومية ذات‬
‫الطابع الداري الموضوعة تحت وصايتها و التي تتضمن‪:‬‬
‫‪ -‬صفقات أشغال أو لوازم يساوي أو يقل مبلغها عن ‪50000000‬دج ‪.‬‬
‫‪ -‬دراسات أوخدمات يساوي أو يقل عن ‪20000000‬دج تبعا لتقدير إداري‪.‬‬
‫أن تكون محل إشهار محلي حسب الكيفيات التالية‪:‬‬
‫* نشر إعلن المناقصة في يوميتين محليتين أو جهويتين‪.‬‬
‫*إلصاق إعلن المناقصة بالمقرات المعنية ) الولية‪ -‬كافة البلديات‪-‬‬
‫غرفةالتجارة و الصناعة و الحرف و الفلحة‪(.‬‬
‫*مديرية التقنية المعنية في الولية‪.‬‬

‫فيما يخص المادة ‪ 51‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 10/236‬الموافق للمادة‬


‫‪ 45‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪02/250‬؛تم فصل العرض التقني للمناقصة‬
‫و ما يتضمنه عن العرض المالي وما يتضمنه‪.‬‬

‫الملحق‪:‬‬
‫فيما يخص المادة ‪ 106‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 10/236‬عن المادة ‪92‬‬
‫من المرسوم الرئاسي رقم ‪02/250‬‬
‫تم إضافة الفقرة التالية‪:‬‬
‫يخضع الملحق لهيئة الرقابة الخارجية في حالة إضافة عمليات جديدة‬
‫تتجاوز مبالغها المحددة‪:‬‬
‫‪ 20%+‬من المبلغ الصلي للصفقة التي هي من إختصاص لجنة الصفقات‬
‫التابعة للمصلحة المتعاقدة‬
‫‪ 10%+‬من المبلغ الصلي للصفقة التي هي من إختصاص اللجان الوطنية‬
‫للصفقات‪.‬‬
‫تم تعديل المادة ‪ 122‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 02/250‬بالمادة ‪ 137‬من‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 10/236‬و هذا فيما يخص تكوين لجنة البلدية‬
‫للصفقات التي تدرس مشاريع الصفقات التي تبرمها كما يلي‪:‬‬
‫‪+‬رئيس المجلس الشعبي البلدي أو ممثله) رئيسا(‬
‫‪ +‬ممثل عن المصلحة المتعاقدة‬
‫‪ +‬منتخبين ‪ 02‬إثنين يمثلن المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪ +‬ممثلين ‪ 02‬إثنين عن الوزير المكلف بالمالية) مصلحة الميزانية‪ -‬مصلحة‬
‫المحاسبة(‬
‫‪ +‬ممثل المصلحة التقنية المعنية بالخدمة‪.‬‬
‫إضافة مادة ‪ 138‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 10/236‬عن المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 02/250‬و تتضمن تكوين لجنة صفقات للمؤسسات العمومية‬
‫المحلية بــ ‪:‬‬
‫‪+‬ممثل السلطة الوصية) رئيسا(‬
‫‪+‬مدير عام أو مدير مؤسسة‬
‫‪ +‬ممثل منتخب يمثل مجلس الجماعة القليمية المعنية‬
‫‪ +‬ممثلين ‪ 02‬إثنين من الوزير المكلف بالمالية أي ) مصلحة الميزانية و‬
‫مصلحة المحاسبة(‬

‫وفي الخير ؛ ما أتى به المرسوم الرئاسي رقم ‪ 10/236‬من جديد هو الباب‬


‫السادس المتعلق بالتصال و تبادل المعلومات بالطريقة اللكترونية في‬
‫المادتين ‪ 173‬و ‪.174‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫من خلل دراستنا يتضح أن عملية إبرام الصفقات العمومية يخضع لنظام‬
‫قانوني متميز ‪.‬و قد اعتمد المشرع الجزائري في كل النصوص المنظمة‬
‫للصفقات العمومية تحديد آليات إبرامها تحقيقا للمصلحة العامة مستهدفا‬
‫بذلك تقييد سلطة المصلحة المتعاقدة ؛ تفاديا لستعمالها في غير الغراض‬
‫المخصصة لها‪،‬و حتى لتكون مجال للكسب غير المشروع‪.‬‬
‫و على العموم يبقى موضوع تحديد طرق إبرام الصفقات من أهم الضمانات‬
‫التي من شأنها ضمان حسن التنفيذ من خلل اختيار أحسن للعروض و أقلها‬
‫سعرا‪.‬‬
‫المراجع المعتمدة‪:‬‬
‫‪ +‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 52‬المؤرخة في ‪ 17‬جمادى الولى ‪1423‬هـ الموافقة لـ ‪ 28‬يوليو‬
‫‪2002‬م‬

‫‪ +‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 58‬المؤرخة في ‪ 28‬شوال ‪1431‬هـ الموافقة لـ ‪17‬أكتوبر ‪2010‬م‬

You might also like