You are on page 1of 7

‫إستراتٌجٌة التعلم التعاونً‬

‫‪ -‬أوال ‪ :‬تعرٌف التعلم التعاونً ‪-:‬‬

‫هو أسلوب ٌتم فٌه تقسٌم التالمٌذ إلً مجموعات صغٌرة غٌر متجانسة ‪ ,‬تضم مستوٌات معرفٌة مختلفة ‪ٌ ,‬تراوح عدد‬
‫أفراد كل مجموعة ما بٌن ( ‪ ) 6 : 2‬أفراد ‪ ,‬وٌتعاون تالمٌذ المجموعة الواحدة فً تحقٌق األهداف المشتركة ‪.‬‬

‫‪ -‬ثانٌا ‪ :‬األساس اإلجتماعً للتعلم التعاونً ‪-:‬‬

‫تنطلق فلسفة التعلم التعاونً من تراث فكري قدٌم ‪ ,‬فاإلنسان بطبٌعته ال ٌمكن أن ٌعٌش فً عزلة عن األخرٌن ‪,‬‬
‫ووسٌلته لتحقٌق أهدافه هو التعاون ‪ ,‬وذلك الختزال الوقت والجهد ‪.‬‬

‫‪ -‬ثالثا ‪ :‬األساس النظري الفلسفً للتعلم التعاونً ‪-:‬‬

‫تعتمد استراتٌجٌة التعلم التعاونً علً نظرٌة ( باندورا ) فً التعلم اإلجتماعً‬

‫( ‪) Pandura - Social Learning Theory‬‬

‫والذي رأي أن الفرد فً تعلمه ٌؤثر وٌتأثر بالبٌئة المحٌطة به ‪ ,‬وخاصة بٌئة التعلم ‪ ,‬وذلك ٌتحقق‬

‫من خالل تعدد جوانب التفاعل المختلفة داخل مجموعات التعلم التعاونً ‪.‬‬

‫وال ننسً أٌضا الدور الذي لعبته نطرٌة ( جاردنر ) فً الذكاءات المتعددة‬

‫( ‪) Gardner - Multiple Intelligence Theory‬‬

‫والتً من مبادئها أن تفاوت مستوي الذكاءات وتعددها فً مجموعة التعلم التعاونً ٌشكل قدرات ذكاء الفرد‬

‫‪ ,‬مما ٌساعد علً تحقٌق تعلم أفضل‬

‫‪ -‬رابعا ‪ :‬خصائص التعلم التعاونً ‪-:‬‬

‫‪ -1‬اإلعتماد المتبادل اإلٌجابً ‪ ,‬وذلك من خالل ‪..‬‬

‫أ‪ -‬وضع أهداف مشتركة للمجموعة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬اعطاء مكافأت مشتركة ‪.‬‬

‫ج‪ -‬المشاركة الجماعٌة فً المعلومات والموارد ‪.‬‬

‫د‪ -‬تقسٌم األدوار بٌن أفراد المجموعة ‪.‬‬

‫‪ -2‬المسئولٌة الفردٌة لكل فرد من أفراد المجموعة ‪.‬‬


‫‪ -3‬التفاعل المباشر والتعاون بٌن أعضاء المجموعة الواحدة ‪.‬‬

‫‪ -4‬معالجة عمل المجموعة من قبل المعلم ‪.‬‬

‫‪ -‬خامسا ‪ :‬مراحل التعلم التعاونً ‪-:‬‬

‫‪ -1‬مرحلة التعارف ‪.‬‬

‫‪ -2‬تحدٌد معاٌٌر العمل الجماعً وتوزٌع األدوار ‪.‬‬

‫‪ -3‬التعاون من قبل أفراد المجموعة إلنجاز العمل ( مرحلة اإلنتاجٌة ) ‪.‬‬

‫‪ -4‬كتابة تقرٌر عما توصلت إلٌه المجموعة ( مرحلة اإلنهاء ) ‪.‬‬

‫‪ -5‬مرحلة التغذٌة الراجعة من قبل المعلم للطالب ( ‪. ) Feed Back‬‬

‫‪ -‬سادسا ‪ :‬أشكال التعلم التعاونً ‪-:‬‬

‫‪ -1‬فرق التعلم معا ‪ :‬وتكون فٌها المسئولٌة مشتركة علً كل أفراد المجموعة علً أن تقدم كل‬

‫مجموعة تقرٌرها النهائً أمام بقٌة المجموعات ‪.‬‬

‫‪ -2‬الفرق المتشاركة ‪ :‬وبعد أن ٌقسم المتعلمٌن فٌها إلً مجموعات ‪ٌ ,‬تم تقسٌم المادة العلمٌة علً كل‬

‫فرد من أفراد المجموعة ‪ ,‬وٌطلب من كل فرد مسئول عن جزئٌة معٌنة أن ٌلتقً مع أقرانه من‬

‫المجموعات األخري ‪ ,‬ثم ٌعود إلً مجموعته لكً ٌعلمها ما تعلمه ‪ ,‬وٌتم تقوٌم المجموعات‬

‫باختبارات فردٌة ‪ ,‬وتفوز المجموعة التً ٌحصل أعضاؤها علً أعلً الدرجات ‪.‬‬

‫‪ -3‬فرق التعلم الجماعٌة‪ :‬وفٌها تساعد المجموعات بعضها بعضا فً الواجبات والقٌام بالمهام وفهم‬

‫المادة داخل الصف وخارجه ‪ ,‬وتتنافس المجموعات لما تقدمه من مساعدة ألفرادها ‪.‬‬

‫‪ -‬سابعا ‪ :‬دور المعلم فً التعلم التعاونً ‪-:‬‬

‫‪ -1‬اختٌار الموضوع وتحدٌد األهداف وتنظٌم الصف وإدارته ‪.‬‬

‫‪ -2‬تكوٌن المجوعات واختٌار أشكالها ‪.‬‬

‫‪ -3‬تحدٌد مصادر التعلم واألنشطة المصاحبة ‪.‬‬

‫‪ -4‬اختٌار منسق لكل مجموعة وتحدٌد دوره ومسئولٌاته ‪.‬‬

‫‪ -5‬المالحظة الواعٌة ألفراد كل مجموعة ‪.‬‬

‫‪ -6‬التأكد من تفاعل أفراد المجموعة ‪.‬‬


‫‪ -7‬ربط األفكار بعد انتهاء العمل التعاونً ‪ ,‬وتوضٌح ما تعلمه التالمٌذ ‪.‬‬

‫‪ -8‬تقٌٌم أداء المتعلمٌن وتحدٌد الواجبات الصفٌة ‪.‬‬

‫‪ -‬ثامنا ‪ :‬أهمٌة استراتٌجٌة التعلم التعاونً ‪-:‬‬

‫‪ -1‬تنمٌة المهارات التعاونٌة والعمل بروح الفرٌق ‪.‬‬

‫‪ -2‬تحسٌن مهارات اإلتصال والتعبٌر اللغوٌة ‪.‬‬

‫‪ -3‬تنمٌة مهارات التفكٌر الناقد واإلبداعً ‪.‬‬

‫‪ -4‬تقلٌل الفجوة بٌن الطلبة المتفوقٌن والمتوسطٌن من خالل اشراكهم جمٌعا فً عملٌة التعلم وتفاعلهم معا ‪,‬‬
‫وتبادل األراء والخبرات ‪.‬‬

‫‪ -‬تاسعا ‪ :‬المشكالت التً تواجه المعلم أثناء تطبٌق استراتٌجٌة التعلم التعاونً ‪-:‬‬

‫‪ -1‬ضٌق غرف الصفوف الدراسٌة فً كثٌر من المدارس ‪ ,‬ونقص التجهٌزات المدرسٌة ‪.‬‬

‫‪ -2‬التنظٌم التقلٌدي لجدول الدروس والحصص ‪.‬‬

‫‪ -3‬حاجة المعلمٌن إلً تدرٌب خاص ٌساعدهم علً اكتساب المهارات الالزمة ‪.‬‬

‫‪ -4‬عدم توفر المصادر التعلٌمٌة المناسبة للطالب ‪.‬‬

‫‪ -‬خالصة القول ‪ ,‬إن استراتٌجٌة التعلم التعاونً صالحة لمختلف المواد الدراسٌة ‪ ,‬وٌمكن تطبٌقها فً جمٌع المراحل‬
‫التعلٌمٌة ‪ ,‬ولكن ذلك ٌتطلب امكانات مادٌة وبشرٌة وموارد وأجهزة وفصول دراسٌة مناسبة من أجل انجاحها ‪ ,‬ولعل‬
‫المعلم المعد اعدادا جٌدا ‪ٌ ,‬عد هو حجر الزاوٌة والعنصر الفاعل‬

‫فً أي عملٌة تعلٌمٌة متمٌزة ‪ ,‬وٌظل هو القادر علً تحقٌق األهداف المنشودة من العملٌة التعلٌمٌة برمتها ‪.‬‬

‫‪ -‬المراجع ‪-:‬‬

‫‪ -1‬حسن شحاته ‪ ,‬استراتٌجٌات التعلٌم والتعلم ‪.‬‬

‫‪ -2‬سعٌد إسماعٌل علً ‪ ,‬طرق تدرٌس المواد الفلسفٌة ‪.‬‬

‫‪ -3‬سماح رافع ‪ ,‬المواد الفلسفٌة فً المدرسة الثانوٌة ‪.‬‬

‫‪ -4‬فارعة حسن ‪ ,‬طرق تدرٌس المواد اإلجتماعٌة ‪.‬‬

‫‪ -5‬كمال نجٌب ‪ ,‬فتحٌة حسنً ‪ ,‬تدرٌس المواد الفلسفٌة ‪.‬‬

‫‪ -6‬محمد سعٌد زٌدان ‪ ,‬تعلٌم التفلسف ‪.‬‬

‫‪ -7‬محمود أبو زٌد إبراهٌم ‪ ,‬طرق تدرٌس المواد الفلسفٌة ‪.‬‬


‫استراتٌجٌة التعلم البنائً‬

‫ركزت المدرسة دهرا من الزمان على نقل المعارف إلى الطالب ‪ ،‬وكان لذلك ما ٌبرره ‪ ،‬إذ خشى األباء من اندثار تراثهم المعرفً‬
‫‪ ،‬فعمدوا إلى محاولة تخزٌنه فً عقول أبنائهم ‪ ،‬وهكذا أوكل المجتمع إلى المدرسة هذه المهمة ‪.‬‬

‫ومع بداٌات ثورة المعلوماتٌة وانتشار أجهزة تخزٌن المعلومات برزت أهمٌة إٌجاد ثقافة اإلبداع وركزت المدرسة على‬
‫تعلٌم مهارات اكتساب تلك الثقافة ‪ ،‬وترك وظٌفة حفظ المعارف آلالت تصنع خصٌصا لهذا الغرض ‪ ،‬وهكذا ظهرت‬
‫الحاجة إلى تعلم التعلم أي تعلم مهارات التعلم الذاتى ‪ .‬والشك أن المدرسة المعاصرة تقٌم التعلم والتعلٌم على فلسفات‬
‫مغاٌرة لتلك التً كانت تتبعها المدرسة فٌما مضى ‪ ،‬فمدرسة الٌوم تدعو لنشاط المتعلم قبل نشاط المعلم ‪ ،‬وإلى النظر‬
‫إلى المتعلم الفرد أوال ‪ ،‬ثم النظر إلى جماعات المتعلمٌن ‪ ،‬وتهتم بتوفٌر الدافعٌة للتعلم وإٌجاد المثٌرات الالزمة لذلك ‪.‬‬

‫و ٌُفسر التعلم دائما وفق نظرٌات مستمدة من علم النفس التربوي ‪ ،‬وقد انتشرت نظرٌات ومدارس نفسٌة متعددة‬
‫لتفسٌر التعلم ووصف كٌفٌة حدوثه ‪ ،‬إال أن المربٌن المعاصرٌن ٌشٌرون إلى النظرٌة البنائٌة ‪constructivsm‬‬
‫‪ theory‬متمسكٌن بأهمٌتها فً تفسٌر التعلم ‪.‬‬

‫وتشٌر األدبٌات إلى أن البنائٌة قد نشأت فً مهدها كنظرٌة فً المعرفة تسعى لتوضٌح كٌفٌة نمو المعارف البشرٌة ‪،‬‬
‫إال أنها أصبحت بعد ذلك نظرٌة فً التعلم تفسر كٌفٌة تعلم الفرد‪ ،‬وتشرح كٌفٌة اكتسابه للمعانً ‪، Meanings‬‬
‫وتنطلق هذه النظرٌة من قاعدة أساسٌة مؤداها أن الفرد ٌبنً _ أو ٌبتكر _ فهمه الخاص أو معارفه باالعتماد على‬
‫خبراته الذاتٌة وٌستخدم هذه الخبرات لكشف غموض البٌئة المحٌطة به‪ ،‬أو حل المشكالت التً تواجهه ‪.‬‬

‫وٌرى البنائٌون أن احتكاك الفرد بالظواهر واألنشطة واألفكار ٌُعد مهما لتذوٌب األفكار الجدٌدة فً بنائه الفكري‬
‫الراهن‪ ،‬بل وغٌر الفكري أٌضا‪ ،‬إذ إن البنائٌٌن المعاصرٌن تعددت مجاالت اهتماماتهم متخطٌة بناء المعارف إلى‬
‫مجاالت أخرى مثل البنائٌة النفسٌة ‪ Psychological Constructivism‬والبنائٌة االجتماعٌة ‪Social‬‬
‫‪. Constructivism‬‬

‫وبرغم التأكٌد على كون البنائٌة نظرٌة فً التعلم ولٌست نظرٌة فً التعلٌم (التدرٌس) ‪ ،‬إال أنها وضعت المربٌن أمام‬
‫تحدٌات تتعلق بترجمة أفكار هذه النظرٌة إلى نظرٌة فً التدرٌس تتضمن أسئلة حول أدوار المعلم والمتعلم المناسبة‬
‫لمساعدة المتعلمٌن على بناء خبراتهم‪ ،‬ولعل من أبرز القواعد الموجهة لمثل تلك النظرٌة فً التدرٌس االهتمام بإنماء‬
‫قدرة المتعلم على حرٌة اختٌار أسالٌبه التعلٌمٌة‪ ،‬وإنماء مهاراته المتعلقة بالعمل الذاتً والتعاون مع اآلخرٌن من أجل‬
‫التعلم ؛ وٌقود ذلك إلى خالصة مؤداها أن البنائٌة قد فرضت فلسفة جدٌدة للتدرٌس والتعلم تغٌر من أدوار المعلمٌن‬
‫وتتطلب سعٌهم المستمر للنمو المهنً من خالل فهمهم لمسلمات البنائٌة ‪.‬‬

‫وتركز بعض الدراسات على أهمٌة التعلم فً ضوء الفلسفة البنائٌة ‪ ،‬إذ ترى أن ذلك ٌؤدى على المدى الطوٌل إلى بناء‬
‫ابستمولوجٌة مختلفة للفرد‪ ،‬وٌعنً مصطلح أبستمولوجٌة الفرد ‪ Personal Epistemology‬معتقدات الفرد حول‬
‫ماهٌة التعلم وأهمٌة التفكٌر‪ ،‬وافتراضاته حول ماهٌة المعرفة ذاتها ‪ .‬والشك أن التدرٌس وفق هذه الفلسفة ٌؤدي إلى‬
‫أشخاص ٌختلفون عن أولئك الذٌن أعدوا فً ضوء الفلسفات التقلٌدٌة التً تعتمد على تلقٌن المعارف‪ ،‬ولعل تفحص‬
‫ابستمولوجٌة األفراد الذٌن ٌعدون فً ظل طرق التدرٌس التقلٌدٌة ٌُظهر محدودٌة قدراتهم المتعلقة بالنمو الذاتً سواء‬
‫فً الجوانب المعرفٌة أو غٌر المعرفٌة‪ ،‬األمر الذي ٌتعارض مع مسلمات عصر المعلوماتٌة الذي سبقت اإلشارة إلٌه‪.‬‬
‫وعند اعتماد البنائٌة نظرٌة نفسٌة لتفسٌر التعلم‪ ،‬وأساسا رئٌسا من األسس النفسٌة لبناء المنهج المدرسً‪ ،‬فإنه من‬
‫الضروري تغٌٌر كثٌر من الممارسات التدرٌسٌة التً تشٌع فً المدرسة ‪ ،‬إذ إن افتراضات البنائٌة كأساس لتفسٌر‬
‫التعلم سٌكون لها آثارها على مفهوم المنهج وعناصره‪ ،‬من أهداف ومحتوى واستراتٌجٌات للتدرٌس والتقوٌم ‪.‬‬

‫وبرغم أهمٌة الجهود التً قدمها عالم النفس الشهٌر جان بٌاجٌه ‪ Jean Piaget‬فً تأسٌس نظرٌة البنائٌة‪ ،‬إال أن‬
‫هناك جهودا مفٌدة متوازٌة قدمها مربون آخرون أمثال جون دٌوي ‪ ، John Dewey‬و دونالد شٌن ‪Donald Schen‬‬
‫‪ ،‬وقد أسهمت هذه الجهود فً تأسٌس فكرة ضرورة التركٌز على نشاط المتعلم الجسمً والعقلً‪ ،‬وضرورة الممارسة‬
‫التً تعتمد على إعمال العقل والتفكٌر التأملً ‪ Reflective thought‬الهادف إلى الفهم وتولٌد المعانً تأسٌسا على‬
‫مسلمة مؤداها أن اإلنسان ٌمتلك قدرة طبٌعٌة على المعرفة‪ ،‬كما أن لدٌه قدرة طبٌعٌة على امتالك طرق الحصول‬
‫علٌها‪ ،‬ومن ثم فإن المعلمٌن مطالبٌن بتصمٌم استراتٌجٌات تدرٌس تتسق وهذه المسلمة ‪.‬‬

‫ولعلنا نخلص مما سبق إلى أن التدرٌس المعتمد على نشاط الطالب ٌُعد التطبٌق الفعلً للبنائٌة كأساس فلسفً ونفسً‬
‫للمنهج‪ ،‬وقد توصلت بعض الدراسات إلى ضرورة تصمٌم األنشطة التربوٌة وفق قواعد عامة تشمل تشجٌع االكتشاف‬
‫ودراسة أسالٌب معالجة المشكالت الٌومٌة ‪ ،‬والبعد عن األشكال التقلٌدٌة لتصمٌم التعلٌم‪ ،‬التً تهتم بتأكٌد المعارف ‪،‬‬
‫وبلغة أخرى ‪ ،‬فإن التركٌز على التفكٌر واالستقصاء والنمو الذاتً فً مٌدان أسالٌب البحث ‪ ،‬والتعلم من أجل مزٌد من‬
‫التعلم‪ ،‬وتوظٌف ما نعرفه الكتشاف ماال نعرفه و ٌٍعد محور استراتٌجٌات التعلم البنائى ‪.‬‬

‫ولذا كان من الضروري تأسٌس قاعدة تربوٌة تقضً بإٌجاد استراتٌجٌات التدرٌس التً تشجع الطالب بصورة مستمرة‬
‫على اكتشاف المعارف وبنائها‪ ،‬والرؤٌة التعددٌة _ ولٌس األحادٌة _ للمعانً‪.‬‬

‫وعلٌه فإن استراتٌجٌات التعلم وفق الفلسفة البنائٌة البد أن تتضمن نشاطات ٌدوٌة مفتوحة النهاٌات ‪Open-ended‬‬
‫‪ ، hands on activities‬كما تسمح بنشاطات متنوعة لطرح األسئلة ‪ ،‬وتتضمن استخدام التعلم التعاونً ‪Co.-‬‬
‫‪ ,Operative Learning‬ودورة التعلم ‪ Learning Cycle‬كاستراتٌجٌات تعتمد على المشاركة بعمق فً متطلبات‬
‫وأحداث عملٌة التعلم ‪.‬‬

‫و ٌشٌر بعض الباحثٌن إلى أهمٌة التفكٌر فً التعلم البنائً ‪ ،‬حتى أنهم ٌعرفون التعلم بأنه اكتساب مهارات التفكٌر التً‬
‫تمكن الطالب من التقدم بوعً وثقة إلى مستوٌات أكادٌمٌة جدٌدة ولعل ذلك ٌعنى التركٌز على استراتٌجٌات التدرٌس‬
‫التً تنمى التفكٌر وتركز علٌه ‪.‬‬

‫وخالصة القول أن التعلم فً الفلسفة البنائٌة ٌتطلب نشاط المتعلم ‪ ،‬وٌحتوى على محاور للتركٌز على بٌئة التعلم التً‬
‫تتضمن مشكالت حقٌقٌة دائمة‪ ،‬ووسائل لتوجٌه الطالب أثناء اقتحامه تلك المشكالت‪ ،‬وهذا ٌتطلب رؤى جدٌدة من قبل‬
‫مخططى التدرٌس لٌهتموا بالنمو الذاتً للمتعلمٌن وتوفٌر بٌئة التعلم النشطة الالزمة لذلك ‪.‬‬

‫وفً ضوء ذلك ٌمكن اعتماد التدرٌس البنائى الذي ٌقوم على بناء استراتٌجٌات تركز على التعلم أكثر مما تركز على‬
‫التعلٌم ‪ ،‬كما تركز على تعمٌم مواقف التعلم الفردي ‪ ،‬أو التعلم فً مجموعات صغٌرة ولٌس التعلم الجمعً فً‬
‫مجموعات كبٌرة ‪.‬‬

‫وتعتمد استراتٌجٌات التدرٌس البنائى على ممارسة الطالب االستقصاء لحل مشكالت حقٌقٌة فً البٌئة ‪ ،‬كما قد تعتمد‬
‫على أسالٌب مثل المناقشة والعصف الذهنً والتعلم التعاونً وغٌرها من االستراتٌجٌات التً ال تقدم المعرفة جاهرة‬
‫للطالب ‪ ،‬و إنما تستحثهم على العمل النشط الدؤب لبناء تلك المعرفة بذاتهم وداخل ذواتهم ‪.‬‬
‫وتتطلب استراتٌجٌات التدرٌس البنائى بناء مهارات التعلم الذاتى لدى الطالب ‪ ،‬واضطراد نمو هذه المهارات مع‬
‫اضطراد تقدمهم فً السلم التعلٌمً ‪ ،‬ونقترح تقسٌم استراتٌجٌات التدرٌس إلى ثالث مراحل وفقا للتقسٌم الحالً للسلم‬
‫التعلٌمً كما ٌلً ‪:‬‬

‫(‪ )1‬استراتٌجٌات تدرٌس ثقافة االتصال ‪ ،‬وتستمر طوال المرحلة االبتدائٌة ‪ ،‬وتهتم ببناء قدرات الطالب على االتصال‬
‫واختبار تلك القدرات فً مواقف متنوعة للحصول على المعارف وتوظٌفها فً مواقف مختلفة ‪ ،‬وتركز استراتٌجٌات‬
‫التدرٌس فً هذه المرحلة على المهارات اللغوٌة األساسٌة والمهارات الرٌاضٌة والثقافة العلمٌة األساسٌة أٌضا ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى استخدام الوسائل التقنٌة للحصول على المعرفة ‪.‬‬

‫(‪ )2‬استراتٌجٌات تدرٌس التفكٌر و البناء المعرفً ‪ ،‬وتستمر طوال المرحلة المتوسطة وتهتم بتدرٌب الطالب على‬
‫التفكٌر الناقد ‪ ،‬و على اكتشاف المعارف وجمعها من مصادرها ‪،‬كما تهتم بإبراز أهمٌة البناء المعرفً للبشرٌة مادة‬
‫وطرٌقة ‪.‬‬

‫(‪ )3‬استراتٌجٌات تدرٌس البحث واالكتشاف ‪ ،‬وتستمر طوال المرحلة الثانوٌة ‪ ،‬وتركز على وضع الطالب فً مشكالت‬
‫حقٌقٌة ‪ٌ ،‬مارسون خاللها مهارات التعلم الذاتى للبحث واالستقصاء ‪.‬‬

‫وتأسٌسا على ما سبق ‪ ،‬فقد ٌكون من المناسب تحدٌد المهام أو األدوار المطلوبة من المعلم فً استراتٌجٌات التدرٌس‬
‫وفقا لنظرٌة البنائٌة فٌما ٌلً ‪:‬‬

‫‪ .1‬توفٌر بٌئة صفٌة آمنة فٌزٌائٌا وعاطفٌا ٌعبر فٌها الطالب عن رأٌه بحرٌة تامة ‪ ،‬بعٌدا عن الخوف من اإلهمال أو‬
‫االستهزاء أو االنتقاد ‪.‬‬

‫‪ .2‬توظٌف الخبرات السابقة للطالب فً المواقف العملٌة _ التعلٌمٌة الجدٌدة وربطها بالتعلم الجدٌد لمساعدة الطالب‬
‫فً بناء الخبرات الجدٌدة المكتسبة ‪ ،‬وعلٌها ‪ ،‬بشكل ٌنتج تعلما متمٌزا مدمجا بشكل سلٌم فً البناء العقلً‬
‫‪ Cognetive Structure‬للطالب ‪.‬‬

‫‪ .3‬تقدٌم مواقف وخبرات ومشكالت حسٌة وغٌر حسٌة ‪،‬حقٌقٌة وغٌر حقٌقٌة تستثٌر الطالب وتحفزهم على التفكٌر‬
‫اإلٌجابً فً الموضوع ‪ ،‬والعمل جسمٌا وعقلٌا إلٌجاد الحلول المطلوبة وحلول أخرى أبعد منها ‪.‬‬

‫‪ .4‬إثراء بٌئة الصف والمدرسة بالمثٌرات المتنوعة التً تشجع الطالب على العمل والبحث عن المعرفة وتولٌدها‬
‫وبنائها وتوظٌفها ‪.‬‬

‫‪ .5‬توفٌر خبرات تعلمٌة وفرصا تعلمٌة داعمة تتطلب من الطالب العمل العقلً والجسدي ضمن الفرق والمجموعات‬
‫المتعاونة كما تتطلب منه القٌام بالعمل مستقبال معتمدا على قدراته الذاتٌة ‪.‬‬

‫‪ .6‬توفٌر فرص العمل الذاتً للطالب بتكلٌفه بالعمل فً واجب أو مشروع ‪ ،‬بحٌث ٌعمل وٌبحث عن المعرفة من‬
‫مصادر متنوعة داخل المدرسة وخارجها ‪ ،‬فً المجتمع المحلً لكل ما ٌملكه من مصادر وٌمكن أن ٌتجاوز مجتمعه إلى‬
‫مجتمعات أخرى مستفٌدا من التكنولوجٌا المتقدمة كشبكة اإلنترنت ‪.‬‬

‫‪ .7‬توفٌر مصادر تعلم ٌمكن للطالب أن ٌصل إلٌها وأن ٌستخدمها ‪.‬‬

‫‪ .8‬تنظٌم الخبرات التعلمٌة بحٌث تساعد الطالب فً بناء خبرات التعلم بشكل ٌساعد الطالب نفسه على التفكٌر النقدي ‪/‬‬
‫التأملً ‪ Reflective Thinking‬فً ممارسته التعلمٌة الكتشاف األخطاء وتصوٌبها‪.‬‬
‫‪ .9‬توفٌر األنشطة التعلمٌة وتغٌٌر األسالٌب التدرٌبٌة بما ٌلبً حاجات الطالب وٌراعً الفروق الفردٌة بٌنهم ‪.‬‬

‫‪ .11‬تقٌٌم تقدم التعلم (‪ )Learning progress‬تقٌٌما تحلٌلٌا مرحلٌا وختامٌا ‪ ،‬وتوظٌفه لتقدٌم تغذٌة راجعة بنائٌة (‬
‫‪ ) Constructive feed back‬للطالب تساعد فً توجٌه التعلم وتطوٌره ‪.‬‬

‫‪ .11‬توفٌر أنشطة صفٌة وغٌر صفٌة تنمً لدى الطالب مهارات البحث واالكتشاف والمغامرة العلمٌة للوصول إلى‬
‫المعرفة أٌنما كانت ومن ثم " كٌف ٌستخدمها " فً تعلٌم آخر أبعد أو وظٌفٌا فً الحٌاة ‪.‬‬

‫‪ .12‬توفٌر بٌئة تعلٌمٌة تنمً مهارات مرغوبة فً الطالب مثل ‪.:‬‬

‫¨ العمل الجماعً ‪.‬‬

‫¨ العمل بروح الفرٌق ‪.‬‬

‫¨ القدرة على حل المشكالت ‪.‬‬

‫¨ التأمل ( التفكٌر الناقد ) ‪Reflective thinking‬‬

‫¨ الدعم المتبادل اإلٌجابً ‪Positive Interdependance‬‬

‫¨ تعلم كٌف ٌتعلم ‪.‬‬

‫¨ التقٌٌم الذاتً ‪.‬‬

‫‪ .13‬توجٌه الطالب بشكل غٌر مباشر ‪ ،‬بعٌدا عن النصح المباشر الذي قد ٌثٌر ضجر الطالب ‪ ،‬وٌولد فٌه اتجاهات‬
‫سلبٌة نحو المعلم والتعلٌم ‪.‬‬

‫‪ .14‬تعرف خصائص الطالب وتوفٌر خبرات وأنشطة ومواقف تعلمٌة تتفق وهذه الخصائص وتطورها بشكل ٌجعلها‬
‫أكثر مالءمة لبناء مواقف تعلمٌة جدٌدة تقود إلى أبواب جدٌدة للتعلم ‪.‬‬

‫‪ .15‬اختٌار أسالٌب تعلٌمٌة _ تعلمٌة ٌكون دور المعلم فٌها محدودا و مقتصرا على كل ما سبق ‪ ،‬وعلى إدارة التعلم‬
‫تقدٌم التعزٌز المتنوع الداعم الذي ٌثٌر دافعٌه الطالب للبحث واالستقصاء والمغامرة ‪.‬‬

‫هذا وٌمكن تلخٌص النظرة الحدٌثة إلى استراتٌجٌات التعلٌم والتعلم وفق النظرٌة البنائٌة فً النقاط التالٌة ‪:‬‬

‫‪ .1‬فً حٌن ٌنظر إلى المعلم على أنه هو القائد والموجه والمنظم للخبرات التعلٌمٌة والمسهل لعملٌة التعلم‪ ،‬فإن دور‬
‫المتعلم ٌعتمد على النشاط والحٌوٌة واإلٌجابٌة نحو التعلم ‪.‬‬

‫‪ .2‬التركٌز على نشاط المتعلم وتوجٌه هذا النشاط نحو المزٌد من التعلم ‪.‬‬

‫‪ .3‬أهمٌة الدافعٌة للتعلم واالستفادة من المثٌرات الداخلٌة والخارجٌة الالزمة لزٌادة تلك الدافعٌة نحو التعلم ‪.‬‬

‫‪ .4‬تشجٌع المتعلم على االكتشاف ودراسة أسالٌب معالجة المشكالت الٌومٌة ‪.‬‬

You might also like