You are on page 1of 13

‫ماذا وراء ال ّدعوة‬ ‫من دولـــة‬

‫الفرن�س ّية للحوار مع‬ ‫اجلباية �إىل‬


‫احلركات الإ�سالم ّية؟‬
‫ص‪6‬‬ ‫ص‪8‬‬
‫جباية الدولة‬
‫اﻟﺜﻤﻦ ‪ 600 :‬مليم ‪ -‬الثمن في الخارج ‪ 1 :‬يورو‬ ‫اﻟﻌﺪد ‪3‬‬ ‫‪ 19‬جمادى األولى ‪ 1432‬الموافق لـ ‪ 22‬أفريل ‪2011‬‬ ‫سبوعية �سيا�سية جامعة‪� ،‬صوت حركة النه�ضة‬
‫�أ� ّ‬

‫مطلع الفجر‪...‬‬

‫رهانات تونس الثورة‬


‫بين الواقعية واألخالقية‬
‫ما فتئت إح��دى القنوات العربية املعروف��ة‪ ،‬تعيد علينا‬
‫بالصوت والصورة‪ ،‬اجلملة الش��هرية للمواطن التونيس‬
‫أمح��د احلفن��اوي التي ق��ال فيها "هرمنا م��ن أجل هذه‬
‫اللحظ��ة التارخيية"‪ ،‬وهو بذلك يطرح بعفوية إش��كالية‬
‫دور األجي��ال املختلفة يف حركة الثورة للوصول إىل هذه‬
‫وت ّمل مس��ؤولية احلفاظ‬ ‫املرحل��ة التارخيية يف تونس حَ‬
‫عىل مكتسباهتا يف املستقبل‪.‬‬
‫ه��ذه املس��ؤولية التي نراها اليوم‪ ،‬بع��د مرور أكثر من‬
‫ثالثة أشهر عىل إنجاز الثورة‪ ،‬تتجسم يف رهانات دقيقة‬
‫وهام��ة واس��تحقاقات عاجل��ة ومس��تقبلية ذات طابع‬
‫س��يايس واقتص��ادي واجتامعي وثقايف ق��د نختلف يف‬
‫رؤيتنا الفكرية والسياس��ية يف معاجلتها لكننا ال نس��تطيع‬
‫أن نختل��ف ع�لى رضورة االلت��زام بالرؤي��ة الواقعي��ة‬
‫واألخالقي��ة يف التعامل معها من منطلق اإليامن الصادق‬
‫بالديمقراطية والوسطية واالعتدال يف القول والفعل‪.‬‬

‫الت��سي�س ّية مطالب الثورة التون�سية؟‬


‫هل حتقق االنتخابات أ‬
‫إن االلت��زام بالواقعي��ة واألخالقي��ة يف إدارة املتغ�يرات‬
‫ّ‬
‫الراهن��ة واملس��تقبلية وم��ا تف��رزه من رهان��ات لتونس‬
‫املس��تقبل ال تش��مل فقط منظومة األحزاب السياس��ية‬
‫بمختل��ف اجتاهاهت��ا بل تش��مل أيض��ا منظوم��ة احلكم‬
‫بعد أن أمتت اهليئة العليا لتحقيق أهداف الثورة واإلصالح السيايس واالنتقال الديمقراطي مناقشتها ملسودة القانون االنتخايب الذي قدمته‬ ‫االنتق��ايل احل��ايل والقائم�ين علي��ه وكذل��ك منظوم��ة‬
‫احلكومة املؤقتة‪ ،‬يتجه تفكري احلساسيات السياسية واملجتمعية يف البالد اآلن نحو االستعداد خلوض هذا االستحقاق التارخيي‪.‬‬ ‫اجلمعيات واملنظامت املدنية والفاعلني يف جمال اإلعالم‬
‫وبالنظر إىل املالحظات العديدة التي نسجلها عىل طريقة االقرتاع يف هذا القانون‪ ،‬فان قناعتنا راسخة أن ضامن نزاهة االنتخابات والتعبري عن‬ ‫واالتصال دون إغفال عامة الناس من الشباب واملهتمني‬
‫اإلرادة احلقيقية للشعب التونيس عصية عن كل حماوالت االلتفاف‪ .‬وان هذه التعقيدات اإلجرائية واخللفيات السياسية الضيقة التي هيمنت‬ ‫الذين يثابرون كال من موقعه للمحافظة عىل الثورة‪.‬‬
‫عىل نقاشات القانون االنتخايب‪ ،‬بقدر ما تدعم الشعور بعدم الثقة لدى الناخب التونيس‪ ،‬فهي جتعله أكثر تيقظا وحيطة يف اختياره ملن يمثله‬
‫داخل املجلس التأسييس‪.‬‬ ‫البق ّية ص ‪2‬‬ ‫حمادي الجبالي‬
‫ص‬
‫‪2‬‬

‫ص‬
‫‪15‬‬ ‫سليمان بوشويقير‪ :‬ال نخشى على تقسيم ليبيا سوى من القذافي‬ ‫الفجر تك�شف ‪:‬‬
‫توقع املعارض الليبي سليمان بوشويقير‬
‫حصول كارثة إنسانية في ليبيا ألنّ القذافي‬
‫خطة منظمات تون�سية لطلب دعم‬
‫ألي ح ّل وإذا لم ُيهزم‬‫لن يستسلم أو يرضخ ّ‬
‫سيظ ّل يحارب متشبثا بالسلطة‪.‬‬ ‫خارجي يف حملة �ضد الإ�سالميني‬
‫أ�سي�سي‬
‫قبل انتخاب املجل�س الت� ّ‬
‫واعتبر بوشويقير في تصريحات للفجر‬
‫أنّ العقيد القذافي ال ميكن وصفه باملجنون‪،‬‬
‫«إنّه يعرف ما يريد وهو عنيف بطبيعته وله‬ ‫ص‬
‫‪7‬‬
‫تشبث غريب بالسلطة ومستعد حلرق ليبيا»‪.‬‬
‫وتابع املتحدث «النظام سيجابه الثورة بك ّل ق ّوة‬
‫وسيستخدم العنف املفرط بك ّل الوسائل‪،‬‬
‫ص‬
‫‪18‬‬ ‫حوار مع الفنانة المسرحية حليمة داود‬

‫وقفة احتجاجية لأعوان‬ ‫ال�سند‪� :‬إثارة النعرات‬ ‫قانون مكافحة اإلرهاب‪:‬‬

‫العرو�شية توقع قتيلني‬ ‫حقيقتــه‬ ‫م�س�ؤوليـــات‬


‫‪3‬‬
‫ص‬
‫ات�صاالت تون�س‬ ‫ص‬
‫بني التالميذ‬
‫ص‬
‫‪4‬‬ ‫وخطورة بقائه‬ ‫ص‬
‫‪16‬‬ ‫الثــــورة‬
‫‪10‬‬
‫‪3‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪2‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬

‫وقفة احتجاجية لأعوان ات�صاالت تون�س‬ ‫التونسيني ندوة حول «التح ّول االقتصادي‬ ‫املنتدى االجتماعي املغاربي‬
‫رياض الشعيبي‬
‫الت��سي�س ّية مطالب الثورة التون�سية؟‬
‫هل حتقق االنتخابات أ‬
‫في تونس» يومي ‪ 2‬و‪ 3‬ماي ‪ 2011‬مبدينة‬ ‫تنطلق بداية من اليوم في احلمامات‬ ‫هذه الثورة تعبيرا عن رفض للخيارات السياسية‬ ‫كل ذلك ميكن أن يضمن لهم دورا في مستقبل‬ ‫للعودة من جديد لفرض إرادتهم على هذا الشعب‪.‬‬ ‫بعد أن أمتت الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة‬
‫جتمع عدد من أعوان اتصاالت تونس‪ ،‬أمام مق ّر وزارة تكنولوجيا االتصال‪ ،‬للمطالبة‬ ‫العلوم بتونس‪.‬‬ ‫املوسع لهيئة املتابعة باملنتدى‬ ‫أعمال اللقاء‬ ‫واالقتصادية االجتماعية والثقافية للدولة التونسية‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫فخطر عودة االستبداد ال يزال األكبر واأله ّم في‬ ‫واإلصالح السياسي واالنتقال الدميقراطي‬
‫ّ‬
‫تنص على‬‫بتطبيق اتفاقيّة ‪ 09‬فيفري ‪ 2011‬التي أبرمت بني اإلدارة والنقابة والتي ّ‬ ‫دعم خارجي‬ ‫االجتماعي املغاربي‪ .‬ويشتمل برنامج اللقاء‬ ‫منذ االستقالل‪ .‬ومثلت قطيعة مع منط احلكم للبالد‬ ‫وإذا كان مفترضا في القانون االنتخابي احلرص‬ ‫اللحظة الراهنة‪ ،‬والشعب التونسي يريد من يزرع‬ ‫مناقشتها ملسودة القانون االنتخابي الذي قدمته‬
‫إنهاء عقود ‪ 60‬عونا من أصحاب األجور اخليالية‪.‬‬ ‫تشرف منظمة «اإلعالم والتعاون خالل‬ ‫الذي يختتم غدا السبت على شهادات من‬ ‫من خالل رفض استالب إرادة الشعب وممارسة‬ ‫على إفراز اإلرادة الشعبية‪ ،‬فانه ومن جهة‬ ‫فيه األمل ويفتح له أبواب املستقبل ال من يشيع‬ ‫احلكومة املؤقتة‪ ،‬يتجه تفكير احلساسيات‬
‫وقد علّقت الفتات تنادي بـ»إنهاء عقود املرتزقة» و»أعوان اتصاالت تونس يطالبون‬ ‫الفترات االنتقالية» األملانية غير احلكومية‬ ‫تونس واملغرب واجلزائر وليبيا ومصر‬ ‫ضرب من اإلسقاط القسري خليارات حياتية غير‬ ‫السياسية واملجتمعية في البالد اآلن نحو‬
‫بتنظيف مؤسستهم من املرتزقة أصحاب األجور اخليالية» كما علّقت أمثلة من بطاقة‬ ‫على إطالق مشروع «تونس االقتراع»‪.‬‬ ‫وسوريا ضمن محور «مقاربات الثورات‬ ‫وطنية وال هي إفراز حر وتلقائي من رحم الثقافة‬ ‫االستعداد خلوض هذا االستحقاق التاريخي‪.‬‬
‫خالص بعض األعوان املتقاعدين وذوي األجور اخلياليّة حيث يتقاضى بعضهم مبلغا‬ ‫ويهدف هذا املشروع حسب باعثيه إلى‬ ‫في املنطقة»‪ .‬كما سيتم تنظيم أربع‬ ‫التونسية وال املجتمع التونسي‪ .‬فكيف ميكن أن‬ ‫وبالنظر إلى املالحظات العديدة التي نسجلها‬
‫احملتجني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ضخما مقابل ساعة عما واحدة حسب تصريح بعض من‬ ‫«تدعيم الكفاءات اإلعالمية املستقلة قبل‬ ‫ورشات في اليوم األ ّول حول «االجتماعي‬ ‫نقبل وديعة وصاية على مجلس املفترض في فقه‬ ‫على طريقة االقتراع في هذا القانون‪ ،‬فان قناعتنا‬
‫وقد نادى أعوان اتصاالت تونس بصوت واحد «نحن ال نريد زيادة في األجور أو‬ ‫انتخابات املجلس الوطني التأسيسي»‬ ‫االقتصادي» و»الهجرة» و»العدالة‬ ‫القانون انه ذو سلطة تأسيسية مطلقة‪ ،‬واملفترض‬ ‫راسخة أن ضمان نزاهة االنتخابات والتعبير عن‬
‫يتجسسون على املواطن التونسي‪ ،‬هؤالء بقايا‬ ‫ّ‬ ‫ترقية بل نطالب برحيل هؤالء الذين‬ ‫املقررة ليوم ‪ 24‬جويلية املقبل‪ .‬وسيستفيد‬ ‫االنتقالية» و»استقاللية القضاء» و»الدين‬ ‫أننا بيننا وبني شعبنا عهد أخالقي أن ال منارس‬ ‫اإلرادة احلقيقية للشعب التونسي عصية عن كل‬
‫بن علي والطرابلسية»‪.‬‬ ‫هذا املشروع من دعم مالى بقيمة قرابة‬ ‫والدولة»‪ .‬و ُيختتم امللتقى بجلستي عمل‬ ‫عليه أي ضرب من ضروب الوصاية‪ .‬زيادة على أن‬ ‫محاوالت االلتفاف‪ .‬وان هذه التعقيدات اإلجرائية‬
‫جليلة فرج‬ ‫‪ 591‬ألف دينار تونسي من قبل الوزارة‬ ‫حول استراجتيات احلركات االجتماعية‬ ‫ما تتضمنه هذه الوثيقة ليس غريبا عن ثقافتنا وال‬ ‫واخللفيات السياسية الضيقة التي هيمنت على‬
‫األملانية للشؤون اخلارجية‪.‬‬ ‫وآفاق املنتدى االجتماعي املغاربي‪.‬‬ ‫ضامنا حقيقيا ألي طرف‪ .‬فما أمضى عليه حزب‬ ‫نقاشات القانون االنتخابي‪ ،‬بقدر ما تدعم الشعور‬
‫ت�سمية‬ ‫تنديد‬ ‫حركة النهضة من مبادئ تعايش وحقوق إنسان‬ ‫بعدم الثقة لدى الناخب التونسي‪ ،‬فهي جتعله أكثر‬
‫متت تسمية الفريق رشيد عمار رئيس‬ ‫ندد املكتب التنفيذي للجامعة التونسية للنزل‬ ‫ومواثيق سياسية ضمن حتالف ‪ 18‬أكتوبر أشمل‬ ‫تيقظا وحيطة في اختياره ملن ميثله داخل املجلس‬
‫أركان جيش البر رئيسا ألركان اجليوش‬ ‫بأعمال التخريب واالعتداءات التي استهدفا‬ ‫وأعمق مما يقترح عليها اليوم ضمن هذه الوثيقة‪.‬‬ ‫التأسيسي‪.‬‬
‫الثالثة وذلك مبقتضى أمر نشر بالرائد‬ ‫بعض النزل خاصة في اجلهات السياسية‬ ‫إمنا الوفاء بالتزامها جتاه شعبها في العمل على‬ ‫ال شك أن ميراث االستبداد في تونس لم تقع‬
‫الرسمي بتاريخ ‪ 12‬أفريل اجلاري‪.‬‬ ‫الواقعة في سوسة وطبرقة ونفطة وقبلّي‪.‬‬ ‫ترجمة إرادته في انتخاب مجلس تأسيسي‬ ‫تصفيته بالكامل‪ ،‬وان ذلك يحتاج إلرادة قوية‬
‫اخلطة التي تقلدها رشيد ع ّمار كان ابن علي‬ ‫وعبّر املكتب عن رفضه التام لك ّل أشكال‬ ‫حقيقي يصوغ دستورا جديدا للبالد‪ ،‬مينعها من‬ ‫ولوقت طويل ولعمل متواصل‪ ،‬ولذلك يتفق‬
‫قد ألغاها أ ّيام حكمه‪.‬‬ ‫العنف وتعطيل النشاط السياحي وما له‬ ‫أن تدخل في مساومات حزبية وسياسية ضيقة‬ ‫خصوصية املهمة التأسيسية للمجلس الوطني‬ ‫فيه مشاعر خوف الك ّل من الك ّل‪ .‬لقد جرب النظام‬ ‫اغلب املالحظني أن ظاهرة اخلوف هي األبرز‬
‫�سابقة‬ ‫من انعكاسات كبيرة على االقتصاد الوطني‬ ‫حتت مسميات مختلفة ليست الوثيقة املقترحة إال‬ ‫القادم كان يجب أن يقوم هذا القانون على مبدأ‬ ‫السابق سياسة التخويف من اإلسالميني خاصة‬ ‫بني مخلفات النظام البائد وان عوامل عدم الثقة‬
‫استضافت سويسرا وفدا ميثل املؤسسات‬ ‫الذي مي ّر حاليّا مبرحلة شديدة‪ ،‬حسب‬ ‫إحدى فصولها‪.‬‬ ‫التمثيلية ال التنافسية‪ .‬فال نعتقد أن أي طرف وطني‬ ‫واستطاع من خاللها ان يصنع وعيه الزائف‪ ،‬لكن‬ ‫بني مختلف األحزاب واجلمعيات التونسية كانت‬
‫األمنيّة والوزارية التونسية باإلضافة إلى‬ ‫تعبير بيان اجلامعة‪.‬‬ ‫لم تكن املطالب االجتماعية واحلق في العيش الكرمي‬ ‫نزيه ميكن أن يعرض نفسه ملساءلة تاريخية بسبب‬ ‫إصرار قوى النضال الوطني اإلسالمية وغيرها‬ ‫نتيجة ضعف التواصل بينها وغياب احلوار‪ .‬لكن‬
‫ممثلني عن منظمات املجتمع املدني واإلعالم‬ ‫واعتبر البيان أنّ استهداف النزل السياحية‬ ‫وعدالة التوزيع والتوازن اجلهوي والتشغيل‬ ‫سعيه إلقصاء شريك سياسي في هذه االنتخابات‪.‬‬ ‫على فضح هذا الزيف‪ ،‬أبقاه دائما معزوال في حزبه‬ ‫املطلوب اآلن وفي هذه املرحلة احلساسة من‬
‫األمني‬
‫ّ‬ ‫ملناقشة تص ّورات إصالح القطاع‬ ‫ينال من أهداف ثورة ‪ 14‬جانفي التي حتققت‬ ‫والتنمية اقل أهمية ضمن دوافع ثورة احلرية‬ ‫بل انه من مصلحة اجلميع أن ميثل كل األطراف‬ ‫ونخبه وخطاباته الباهتة‪ .‬وإذا كانت بعض القوى‬ ‫تاريخ البالد التعالي على املطالب احلزبية الضيقة‬
‫واالستفادة من جتارب الدول األخرى‪.‬‬ ‫من أجل التشغيل واحلرية والكرامة‪.‬‬ ‫والكرامة‪ ،‬لذلك ال ميكن ونحن نستقبل مجلسا‬ ‫ذات التواجد الفعلي داخل املجتمع التونسي حتى‬ ‫حاولت التجاوب مع تطلعات الثورة التونسية مبا‬ ‫وحتمل املسؤولية الوطنية كاملة بكل شجاعة‬
‫ال�صني تقدم م�ساعدات‬ ‫ندوة‬ ‫وطنيا تأسيسيا أن نتناسى هذه املطالب‪ .‬ولئن‬ ‫تنجح العملية التأسيسية‪ .‬فال معنى لدستور ال‬ ‫أجنزته من مراجعات ذكية إال أن قوى أخرى بسبب‬ ‫بعيدا عن هستيريا التعبيرات السياسية والفكرية‬
‫بقيمة ‪ 2‬مليون دوالر‬ ‫يعقد مركز املواطنة والدميقراطية واجلمعية‬ ‫كنا نرى أن احلكم الرشيد هو الضامن احلقيقي‬ ‫يكون مرآة تعكس حقيقة الثوابت املجتمعية في‬ ‫من ضعف في استشعارها للتحديات اجلديدة أو‬ ‫االنفعالية‪ .‬فإذا استحضرنا حكمة املؤرخني ال أحد‬
‫الهيئة الت�أ�سي�سية‬ ‫أعلنت وكالة األنباء الصينية أن الصني‬ ‫التونسية لألطباء الشبان (قيد التأسيس)‬ ‫لتحققها‪ ،‬فإننا نؤكد أيضا على احلاجة لتضمني‬ ‫تونس وطبيعة احلراك السياسي بني نخبها‪.‬‬ ‫لبقائها أسيرة وعي النظام السابق الزائف‪ ،‬هذه‬ ‫ميتلك مب ّررات اخلوف أكثر من اإلسالميني في‬
‫عقدت الهيئة التأسيسية حلركة النهضة نهاية األسبوع املنقضي اجتماعا برئاسة األخ‬ ‫تعتزم تقدمي مساعدات بقيمة ‪ 7.6‬مليون‬ ‫ندوة سياسية بدار الثقافة ابن خلدون‪،‬‬ ‫هذه احلقوق ضمن الدستور اجلديد حتى ال يبقى‬ ‫فاملفترض من الدستور القادم أن يعبر عن طبيعة‬ ‫القوى تتورط شيئا فشيئا في طقوسها اجلنائزية‬ ‫تونس ملا عانوه طوال سنوات من سجن وتشريد‬
‫علي العريض وبحضور األخ األمني العام للحركة ح ّمادي اجلبالي وقد ّ‬
‫مت خاللها تناول‬ ‫دوالر إلى تونس ومصر ملساعدتهما في‬ ‫وذلك يوم األحد ‪ 24‬أفريل ‪ 2011‬على‬ ‫تونسي ممتهنا في كرامته‪ ،‬وال يستمر التفاوت‬ ‫الثقافة التي تسري داخل املجتمع التونسي‪ ،‬وان‬ ‫يوم يستعد الشعب التونسي لعرسه الدميقراطي‪.‬‬ ‫ونفي وتنكيل‪ .‬ومع ذلك فاأليدي ممدودة والقلوب‬
‫مواجهة الضغوط الناجتة عن نزوح عدد‬ ‫الساعة الثالثة بعد الظهر‪.‬‬ ‫غير العادل في الدخل وبني اجلهات‪.‬‬ ‫يصوغ ثوابت هويته‪ ،‬وان يتبنى القيم التي تعد‬ ‫لألسف لم تفهم بعض هذه األطراف طبيعة املرحلة‬ ‫مفتوحة واالستعداد للتجاوز ممكن واحتساب ما‬
‫موضوع انتخابات املجلس الوطني التأسيسي واستعدادات احلركة لهذا املوعد الوطني‬
‫كبير من الالجئني من ليبيا‪.‬‬ ‫وتشتمل الندوة على مداخلتني بعنوان‬ ‫الشعب التونسي على موعد إذن بعد اقل من مائة‬ ‫مكاسب إنسانية من حريات وحقوق إنسان‪ ،‬مبا‬ ‫ولم تنتبه حلقيقة التحديات التي نواجهها‪ ،‬فنراها‬ ‫أصابنا لوجه الله تعالى نقدر انه واجب شرعي‬
‫الهام كما ّ‬
‫مت استعراض الوضع العام بالبالد‪.‬‬
‫مليوني‬
‫ّ‬ ‫وذكرت الوكالة أنّ الصني ستقدم‬ ‫«املواطنة وخيار النظام السياسي»‬ ‫يوم مع حدث تاريخي يحدد فيه خياراته الكبرى‪،‬‬ ‫يجعله أرضية مشتركة بني كل التونسيني ميكن‬ ‫تطلع علينا بفزاعات ما عاد ينطلي سحرها على‬ ‫ووطني سنلتزم به آملني أن يساهم في بناء‬
‫مكاتب حمل ّية‬ ‫دوالر نقدا للحكومة التونسية ومليون‬ ‫يلقيها عبد السالم األشعل و»القانون‬ ‫سينجز هذا التحدي وسيترجم مطالب ثورته‬ ‫انطالقا منها أن نؤسس لتعددية سياسية متتلك‬ ‫احد بعد ما أدركه مجتمعنا من ثقافة ووعي‪.‬‬ ‫مستقبل وطننا الذي نحب‪.‬‬
‫تتواصل في أغلب أنحاء البالد االنتخابات احمللية واجلهوية الختيار املكاتب املسيّرة‬ ‫دوالر للحكومة املصرية‪ .‬كما ستقدم‬ ‫التأسيسي» حملد شفيق‬ ‫االنتخابي للمجلس‬ ‫وستبقى بيده الكلمة االخيرة ألنه يجب أن يصادق‬ ‫إمكانية االستمرار‪.‬‬ ‫في هذا السياق جاء مشروع التجسير الدستوري‪،‬‬ ‫أ ّما سياسة التخويف التي حتاول بعض األطراف‬
‫ّ‬
‫وتعمل احلركة على استكمال هذا االستحقاق ال ّداخلي لتوزيع االنخراطات والتف ّرغ‬ ‫جتهيزات ومواد غذائية وخيما ً وأغطية‬ ‫صرصار‪.‬‬ ‫على الدستور بطريقة استفتاء مباشر تقطع مع‬ ‫من جهة ثانية‪ ،‬قامت الثورة التونسية ضد‬ ‫فلما أسقطه اعتصام القصبة‪ ،2‬ظن البعض أن‬ ‫أن تبتز بها مشاعر الناخب التونسي‪ ،‬فإنها ال‬
‫لتحقيق أهداف املرحلة واملالحظ أن العنصر النسائي كان حاضرا في كل الهياكل‪.‬‬ ‫وأدوية ومحركات كهربائية بقيمة ‪4.6‬‬ ‫جل�سة عامة لنقابة �أطباء االخت�صا�ص‬ ‫عقلية الوصاية التي ال تزال حتاول العودة من‬ ‫االستبداد والوصاية‪ ،‬ولم تكن مجرد انقالب على‬ ‫فكرة الهيئة املنصبة والقانون االنتخابي التوجيهي‬ ‫تهدد فقط بتجاوز أخالقيات االختالف وإمنا أيضا‬
‫فروع‬ ‫مليون دوالر لتونس‪.‬‬ ‫تعقد نقابة أطباء االختصاص للممارسة‬ ‫جديد‪.‬‬ ‫شخص تفرد بالسلطة واستبد بها‪ ،‬إمنا كانت‬ ‫ووثيقة الوصاية على املجلس الوطني التأسيسي‪،‬‬ ‫تفتح املجال للمغامرين من انتهازيني ومستبدين‬
‫يجتهد مناضلو احلركة مبختلف املعتمديات واألحياء في فتح مق ّرات ألنشطتهم وقد‬ ‫مربّي يحوّ ل الق�سم منربا للدعاية حلزبه‬ ‫احلرة جلسة عامة خارقة للعادة وجلسة‬
‫و ّفق العديد منهم في ذلك ويبقى العائق املا ّدي أهم أسباب التأخير‪.‬‬ ‫عبّر عدد من أولياء تالميذ السنة النهائية‬ ‫عامة انتخابية يوم ‪ 1‬ماي املقبل على الساعة‬ ‫بقية الإفتتاح ّية‬
‫عودة‬ ‫في أحد املعاهد اخلاصة بتونس العاصمة‬ ‫العاشرة صباحا بأحد فنادق العاصمة‪.‬‬ ‫للهوية واألصول‪.‬‬ ‫على بريقها‪.‬‬ ‫في الثورة ويقع حتت تأثير قوى الردة التي‬ ‫وعلى هذا األساس يحتاج كل التونسيني اليوم‬
‫املهجرين قسرا من مناضلي‬
‫ّ‬ ‫الزال مطار تونس قرطاج الدولي يشهد وصول عديد‬ ‫عن تذ ّمراتهم من تساهل اإلدارة مع أحد‬ ‫وسيتم تدارس تنقيحات في القانون‬ ‫أن تلتزم املؤسسات اإلعالمية مبختلف وسائلها‬ ‫ومن هذه احملددات األخالقية املطلوبة لصيانة‬ ‫تسعى إلى استعادة خيارات سياسية واجتماعية‬ ‫إلى وقفة تأمل صادقة وبعيدة عن احلسابات‬
‫احلركة بعد غربة دامت أكثر من عشرين سنة‪ ،‬ترافق هذه العودة مواكب ممزوجة‬ ‫األساتذة الذي ح ّول ساعات تدريس‬ ‫األساسي للنقابة وانتخاب أعضاء الهيئة‬ ‫والقائمون عليها بقيم الصدق واملسؤولية‬ ‫مكتسبات ثورتنا نشير على سبيل الذكر ال‬ ‫فاشلة‪.‬‬ ‫السياسوية الضيقة ومستقلة في قرارها الفكري‬
‫بالدموع واألهازيج ورفع العلم الوطني املف ّدى والتغني بالنشيد الوطني واألغاني‬ ‫الفلسفة إلى الدعوة ض ّد بعض األحزاب‬ ‫اإلدارية‪.‬‬ ‫والثبات على املبادئ مع التزام احلرفية في‬ ‫احلصر والقائمة مفتوحة لإلثراء إلى ضرورة‪:‬‬ ‫أما في سجل االلتزام األخالقي فإننا في حاجة‬ ‫واإليديولوجي عن مواقع التأثير اخلارجي لرسم‬
‫احلماسية‪.‬‬ ‫السياسية وحتريض التالميذ على‬ ‫يف نقابة املهند�سني‬ ‫األداء والشفافية في العالقة مع مختلف املكونات‬ ‫أن تكون العالقة بني العمل السياسي والوسائل‬ ‫اليوم‪ ،‬إلى أن تبادر النخب وقادة الرأي العام‬ ‫محددات االلتزام بالواقعية واألخالقية في الفعل‬
‫االنضمام إلى حزب معينّ ‪.‬‬ ‫تنظم النقابة الوطنية للمهندسني التونسيني‬ ‫السياسية بالبالد حكما ومعارضة‪ ،‬باعتبارها‬ ‫املفضية لتحقيق مقاصده قائمة على رؤية جتمع‬ ‫من مختلف األجيال العمرية والفكرية لضبط‬ ‫السياسي واملدني بتونس وطرحها للنقاش العام‬
‫زيارات‬
‫وقد وصل األمر بهذا األستاذ إلى ح ّد‬ ‫ندوة صحفيّة يوم السبت ‪ 23‬أفريل على‬ ‫سلطة رابعة منحازة للدفاع عن الشعب وحقه‬ ‫بني السلوك الفردي واملؤسسي املسؤول وبني‬ ‫احملددات األخالقية والسلوكية املساعدة على‬ ‫احلر واملسؤول بكل شفافية‪.‬‬
‫يشهد مقر حركة النهضة منذ افتتاحه حركية كبيرة بسبب زيارات املواطنني واملناضلني‬
‫تخصيص حصة كاملة لذلك رغم أنّ‬ ‫الساعة الثانية بعد الظهر بأحد فنادق‬ ‫في التعبير‪ ،‬بعيدة عن ممارسات ما قبل الثورة‬ ‫املبادئ القيمية والعالقات السليمة التي توجه‬ ‫إرساء ثقافة مجتمعية راقية في مضمونها‪،‬‬ ‫من هذه احملددات ميكن أن نشير إلى أهمية‬
‫للتعرف وربط الصلة من جديد باحلركة واإلطالع على توجهاتها وبرامجها املختلفة وال‬ ‫األولياء يدفعون مئات الدنانير من أجل‬ ‫العاصمة‪.‬‬ ‫التي حاكمها الرأي العام برفض رموزها‪.‬‬ ‫هذا السلوك حتى ال يصبح خاضعا لقاعدة‬ ‫سامية في تطلعاتها‪ ،‬تكون مصدر إلهام للداخل‬ ‫التركيز على األولويات وتفادي اخلالفات‬
‫تخلو هذه اللّقاءات من مفاجآت التالقي وتبادل ذكريات ّ‬
‫السجون واملنافي امل ّرة‪.‬‬ ‫تعليم أبنائهم وتهيئتهم الجتياز امتحان‬ ‫ندوة التحوّ ل االقت�صادي‬ ‫أن تلتزم السلطة االنتقالية احلاكمة اليوم أو التي‬ ‫(الغاية تبرر الوسيلة‪ ،‬وحتى تسحب كلمات مثل‬ ‫وللخارج في ربيع الصحوة العربية التي نعيشها‬ ‫الهامشية التي تُشتّت الطاقات وتضلّل الرأي‬
‫مهرجانات واحتفاالت‬ ‫الباكالوريا هذه السنة‪.‬‬ ‫تن ّظم جمعيّة اخلبراء االقتصاديني‬ ‫ستفرزها االنتخابات القادمة احلياد والنزاهة‬ ‫ركوب املوجة واالنتهازية واالبتزاز واإلقصاء‬ ‫اليوم‪ ،‬وتؤكد قدرة وكفاءة التونسي ال فقط‬ ‫العام‪ ،‬إضافة إلى االلتحام مبشاغل املواطن‬
‫تواصلت نهاية األسبوع األنشطة اجلماهيرية في العديد من اجلهات كان من أبرزها‬ ‫في التعامل مع األطياف السياسية احلزبية‬ ‫والتجريح من قاموس العمل السياسي وحتل‬ ‫على إعطاء النموذج احلضاري في الثورة على‬ ‫التونسي وتطلعاته إلى إعادة بناء مجتمع يضمن‬
‫احتفال مناضلي وأنصار احلركة بذكرى استشهاد األخ عثمان بن محمود بحي‬ ‫منها واملستقلة‪ ،‬وأن تراعى املسؤولية في اتخاذ‬ ‫مكانها قيم األمانة والصدق والشفافية واحترام‬ ‫االستبداد‪ ،‬بل في حماية هذه الثورة واحملافظة‬ ‫فيه األمن والشغل والتنمية حتى ال تخيب آماله‬
‫التضامن‪ ،‬وألقى األستاذ راشد الغنوشي رئيس احلركة كلمة أشاد فيها مبناقب الشهيد‬
‫وقوافل الشهداء منذ احلركة الوطنية وحتى الرابع عشر من جانفي‪ ،‬كما أقام مناضلو‬
‫«وزارة الدفاع‪..‬و الأبواب املو�صدة‪»...‬‬ ‫القرار وتسيير األمور مؤثرة في ذلك مصلحة‬
‫الوطن قبل كل شيء‪.‬‬ ‫أن تكون مبادئ العمل اجلمعياتي موجهة نحو‬
‫األخر‪.‬‬

‫احلركة من والية تونس احتفاال حضره ما يناهز ألفي مواطن ذ ّكر فيه األمني العام‬ ‫كان للقرار الذي سارعت احلكومة املؤقتة إلى اتخاذه والقاضي بإصدار مرسوم العفو‬ ‫إن جتسيم هذه األساسيات في السلوك السياسي‬ ‫خدمة املجتمع وقضاياه الفعلية غير املصطنعة أو‬ ‫المدير المسؤول‬
‫للحركة حمادي اجلبالي مبواقف احلركة مشيدا بدور املرأة عبر تاريخ تونس وألجل‬ ‫العام‪,‬الوقع الطيب لدى شرائح واسعة من الشعب التونسي بل اعتبر كأهم إجراء‬ ‫واملدني وفي اإلعالم ليست مبستعصية علينا‬ ‫املستوردة‪ ،‬ملتزمة احلكمة واملرونة واالستقاللية‬
‫أفرادا ومؤسسات‪ ،‬إذا ما مت اإلميان بها و إقرارها‬ ‫وأن ال تكون هذه اجلمعيات غطاء مبطنا لألحزاب‬ ‫راشد الغنوشي‪   ‬‬
‫ذلك ناصرت احلركة مسألة املناصفة في االنتخابات‪.‬‬ ‫اتخذ بعد الثورة‪.‬ومع مرور األيام بدأت اغلب الوزارات في دراسة امللفات املقدمة‬
‫كما أقام أنصار احلركة في كل من احلمامات وقليبية وطبربة احتفاالت مماثلة حضرها‬ ‫إليه وتفاعلت معها بإرجاع البعض واستكمال البعض األخر الحقا ألسباب ادراية أو‬ ‫واالتفاق بشأنها في ما يشبه مدونة سلوك أدبي‬ ‫السياسية وبعيدة عن التظلم غير املبرر والشعور‬
‫املئات من أنصار احلركة ومحبيها وأشرف عليها أعضاء من املكتب التنفيذي وكان من‬ ‫غيرها‪.‬إال أن املالحظ أن هذا اخليار لم يكن من جانب وزارة الدفاع الوطني التي الزمت‬ ‫جتمع وال تفرق‪ ،‬وال تتضمن خلفيات أو أجندات‬ ‫الدائم بعقدة املضطهد الذي يقصد به استعطاف‬ ‫العنوان‪ :‬عمارة خيري زاوية نهج الجزيرة أنقلترا عدد ‪ 26‬الطابق الثاني‬
‫السياحي‬
‫خفية مبسميات براقة ظاهرها الرحمة وباطنها‬ ‫الرأي العام‪ .‬والعبرة في هذا املقام ليست بالقدرة‬ ‫مكتب عدد ‪206 /205‬‬
‫أبرزها دعوة األخوة باحلمامات حلملة وطنية ودولية من أجل إنقاذ املوسم ّ‬ ‫الصمت برغم تعدد حتركات واعتصامات ومطالب املنتسبني إليها والذين شملهم‬
‫غير ذلك‪ .‬وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم‪.‬‬ ‫على رفع الصوت بقدر ما هي في عمق العالقة‬ ‫فاكس‪71321814 :‬‬
‫وقد كان لهذا النّداء صدى واسعا في وسائل اإلعالم احمللية والدولية‪.‬‬ ‫مرسوم العفو العام وهم يتساءلون عن أسباب عدم تفعيله‪.‬‬
‫حمادي الجبالي‬ ‫مع املجتمع واحترام خصوصياتة دون امتهان‬ ‫العنوان االلكتوني‪elfejr2011@gmail.com :‬‬
‫‪5‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪4‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬

‫المحامي البشير بنلطوفة‬


‫قانون مكافحة الإرهاب حقيقته وخطورة بقائه‬
‫محمد الشاذلي بخاري*‬ ‫حتى ال تتح ّول امل�ساجد �إىل قمي�ص عثمان‬ ‫جل فصوله وخاصة منها املتعلقة مببدأ احملاكمة‬
‫العادلة وحرية الرأي والتعبير‪ ،‬هذه التأشيرة‬
‫وزير العدل ‪ ‬أثناء املداوالت املتعلقة بهذا القانون‪،‬‬
‫كانت ‪ ‬في مأمن من هذا النوع من اإلجرام‪ ،‬إذ‬
‫توترات تذكر على الساحة الوطنية غير التوتر‬
‫الذي كان ساكنا في مخيلة الرئيس السابق‬
‫يرى بعض فقهاء القانون أنّ مش ّرعي قوانني‬
‫اإلرهاب أرادوا أن ُيخرجوا كل من يوصف‬
‫التي يتحمل مسؤوليتها التاريخية واألخالقية‬ ‫يقول‪«  ‬نحمد الله أننا قضينا في تونس على بؤر‬ ‫وحاشيته الفاسدة واملتمثل أساسا في هاجس‬ ‫باإلرهاب من اإلطار البشري إلى خارج الكون‬
‫واملعاهد والكليات‪ ...‬إضافة إلى إنشاء دور‬ ‫ظل املسجد في احلضارة العربية اإلسالمية‬ ‫من أعطاها وقام على صياغتها من رجال القانون‬ ‫اإلرهاب بسياسة متكاملة «‪.‬‬ ‫بأي ثمن ولو على حساب‬‫احلفاظ على الكرسي ّ‬ ‫فيصبح مرتكب هذا اجلرم ليس بشرا بل هو‬
‫ثقافة ودور شباب فضال عن مقرات لألحزاب‬ ‫منذ تأسيسه على يد النبي صلى الله عليه‬ ‫الذين باعوا ضمائرهم ألهواء الطغاة وبريق‬ ‫شيء آخر ال تنطبق عليه حقوق اإلنسان‪ .‬وعلى‬
‫واملنظمات األهلية‪ ...‬ومتثل هذه املؤسسات‬ ‫وسلم مؤسسة مستقلة‪ ،‬يتطارح فيها‬ ‫املناصب واملال‪ ،‬وزاد الطني بلة بعض من القضاة‬ ‫هذا األساس رسخت القناعة بأن املواجهة الف ّعالة‬
‫منارات علمية وثقافية وسياسية‪ ،‬ولكن أي‬ ‫املسلمون قضاياهم ومشاغلهم‪ ...‬سواء في‬ ‫الذين امتطوا صهوة الفصل في القضايا احملالة‬ ‫للجرمية اإلرهابية تتطلب وضع نظام قانوني‬
‫دور للمسجد في ظل كل هذه التح ّوالت؟‬ ‫اخلطب املنبرية أيام اجلمعة وأيام العيد أو في‬ ‫على أنظارهم مبوجب هذا النص وذلك بحسن‬ ‫متميز ذي خصوصيّة في جانبيه املوضوعي‬
‫أال ُيعتبر اخلوض في الشؤون االجتماعية‬ ‫سائر أيام السنة‪ .‬وعقب اندالع الفتنة الكبرى‬ ‫تطبيقهم لقانون التعليمات وتعليمات القانون ‪.‬‬ ‫واإلجرائي‪ .‬وعلى هذا النهج سار املشرع‬
‫والسياسية توظيفا للدين؟‬ ‫وبروز الفرق اإلسالمية‪ ،‬احتضنت مساجد‬ ‫‪  ‬ورغم أنّ منت الفصل األول من النص جاء واعدا‬ ‫التونسي بل إنّه صاغ نصا منقطع النظير في‬
‫لإلجابة عن هذه اإلشكالية نتوجه إلى إخواننا‬ ‫الكوفة والبصرة وبغداد ودمشق وتاهرت‬ ‫بالعمل في إطار االتفاقيات الدولية ودون املساس‬ ‫قسوته وجتاوزه لكل حقوق اإلنسان األساسية‬
‫العلمانيني‪ ،‬خصوصا العقالء منهم‪ ،‬لدعوتهم‬ ‫والقيروان‪ .‬مناظرات بني رؤوس الفكر وعلم‬ ‫بالضمانات الدستورية إال أنّ عدم د ّقة املفاهيم‬ ‫التي ضمنتها كل الدساتير واملواثيق الدولية ‪.‬‬
‫إلى أن يفهموا اإلسالم من داخل مبادئه التي‬ ‫الكالم آنذاك على اختالف مقاالتهم‪ ،‬مثل‬ ‫التي أوردها وسعة نطاق نصوص التجرمي وش ّدة‬ ‫فاملشرع التونسي عندما أصدر القانون عدد‬
‫يق ّر بها العلماء املختصون املخ ّولون منطقيا‬ ‫احلسن البصري وواصل بن عطاء وأبي‬ ‫العقوبات وأخيرا إحداث آليات احلماية مبا ميكن‬ ‫‪ 75‬لسنة ‪ 2003‬املؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر ‪ 2003‬‬
‫لذلك‪ .‬وهنا نشير إلى أن هؤالء العلماء على‬ ‫احلسن األشعري‪ .‬ولم يقتصر دور املسجد‬ ‫أن توفره من تغطية على التجاوزات‪ ،‬كل ذلك خدم‬ ‫واملتعلق بدعم املجهود الدولي ملكافحة اإلرهاب‬
‫اختالف مذاهبهم في كل زمان ومكان ال‬ ‫على األنشطة الفكرية والسياسية فحسب بل‬ ‫السلبي لهذا النّص‪ ،‬بل إنّه ميكن القول أيضا‬
‫الوجه ّ‬ ‫ومنع غسل األموال‪ ،‬لم يكن مهموما باإلجابة‬
‫يقولون بفصل الدين عن حياة املسلمني فردا‬ ‫إنه تعداه إلى اخلوض في مسائل «اجتماعية‬ ‫السر ّية على حقيقة الواقع‬
‫أسس إلضفاء ّ‬ ‫أنّ املشرع ّ‬ ‫لح يبحث كيفية مكافحة اإلرهاب‬ ‫عن سؤال ُم ّ‬
‫كان أو جماعة‪ ،‬وأنه ال ميكن مقارنة اإلسالم‬ ‫واقتصادية»‪ ،‬من ذلك ما ذكره اجلاحظ‪ ،‬أن‬ ‫السياسي من خالل الفصل ‪ 59‬منه الذي جاء فيه‬ ‫ّ‬ ‫(على فرض وجوده حقيقة بعد ضبط دقيق‬
‫باملسيحية وال املسجد بالكنيسة‪ .‬فلك ٍل مبادئه‬ ‫جماعة البخالء كانوا يتخذون من املسجد‬ ‫بأي حال‬ ‫أنه «ال ميكن اعتبار اجلرائم اإلرهابـية ّ‬ ‫ملفهومه) دون العصف باحلقوق واحلر ّيات التي‬
‫عادي جدا‪ ،‬بل لعله من أوكد الواجبات حتى وفروعه ماليا عن الدولة‪ .‬فيتولى األهالي‬ ‫ولك ٍل وظائفه‪ .‬فاتركوا التطرف العلماني‬ ‫ملتقى الجتماعاتهم ليتدارسوا شؤون‬ ‫من األحوال جرائم سياسيّة»‪ .‬وهو موقف سليم‬ ‫رغم كل ذلك كان قانون ‪ 2003‬رأس احلربة الذي‬ ‫حريات املواطنني وحقوقهم األساسية والذي كان‬ ‫ناضلت البشرية لعقود طويلة من أجل ضمانها‪.‬‬
‫يقع تفعيل دور املسجد في التربية والتوعية‪ .‬متويل مساجدهم‪ .‬وتبقى‬ ‫على الطراز الفرنسي الذي كان شعاره أثناء‬ ‫البخل‪ ،‬كقوله في البخالء‪« :‬قال أصحابنا‬ ‫التوجهات القديـمة للمش ّرع‪ ،‬كما‬‫ّ‬ ‫ومنسجم مع‬ ‫أرعب كل الناس وأدخل الفزع في كل البيوت‬ ‫من دعائمه النزول عند رغبات الدول العظمى التي‬ ‫السابق‬‫السؤال الذي أجاب عنه األمني العام ّ‬ ‫هذا ّ‬
‫وفي هذا السياق أعجب من هجومات بعض‬ ‫الثورة الفرنسية «اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر‬ ‫من املسجديني‪ :‬اجتمع ناس في املسجد ممن‬ ‫هو منسجم مع االتفاقات الدولية‪ ،‬لو أنّ مفهوم‬ ‫فاكتوى بناره ج ّل التونسيني‪ ‬واندرج في إطار‬ ‫ق ّررت احلرب على اإلرهاب في إطار سياسات‬ ‫لألمم املتحدة كوفي عنان في بيانه للجنة مكافحة‬
‫األطراف السياسية العلمانية‪ ،‬خصوصا الدولة مجرد مساهم بقسط مالي ضمن‬ ‫اجلرمية اإلرهابية كان مفهوما دقيقا وواضحا‪.‬‬ ‫سياسة تخويف املجتمع من بعبع وهمي استهدف‬ ‫الهيمنة‪ ،‬وعلى هذا األساس لم يأت قانون ‪10‬‬ ‫اإلرهاب بقوله «إنّ حقوق اإلنسان واحلر ّيات‬
‫قسيس» ألنه «ال رهبانية في اإلسالم» و»من‬ ‫ينتحل االقتصاد في النفقة والتنمية للمال من‬
‫اليسارية منها‪ ،‬على حركة النهضة باعتبارها امليزانية العامة‪ .‬وهنا ميكن إحياء جمعية‬ ‫الشرعية‬‫أما وقد غابت ال ّدقة التي يفرضها مبدأ ّ‬ ‫اإلسالميني عامة في جتاوز واضح لكل النصوص‬ ‫ديسمبر ‪ 2003‬إال التزاما بعديد املعاهدات الدولية‪ ‬‬ ‫األساسية وسيادة القانون كلها تعد مبثابة‬
‫لم يهت ّم بأمر املسلمني فليس منهم» انسجاما‬ ‫أصحاب اجلمع واملنع»‪.‬‬
‫مسؤولة على كل ما يدور في املساجد اليوم‪ .‬األوقاف التي طاملا نهضت بأعباء املساجد في‬ ‫في قواعد التجرمي‪ ،‬وظهرت اجلرمية اإلرهابية‬ ‫الوطنية والدولية وعلى رأسها الدستور املقبور‬ ‫واإلقليمية‪ ،‬التي تفرض ردع اجلرائم التي ينظمها‬ ‫األدوات اجلوهرية املستخدمة في املساعي ال ّرامية‬
‫مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬ظل العلماء مستقلني عن‬
‫ويقولون إنها حتتكر املساجد وتوظف بيوت كل مراحل التاريخ‪.‬‬ ‫من خالل فصول قانون ‪ 2003‬غي ُر محددة‬ ‫والذي كان حسب شهادة الزور الصادرة عن‬ ‫في سياق سياسة جنائية استثنائية‪ ،‬تستجيب‬ ‫ملكافحة اإلرهاب وليست مجرد امتيازات ميكن‬
‫«اإلميان بضع وستون أو بضع وسبعون‬ ‫احلاكم مهما عال شأنه أو طغى حكمه‪ .‬ولعل‬
‫الله خلدمة أجندة سياسية خاصة‪ ! ‬ألم ‪ 6-‬تكوين جلنة من بني الشيوخ الكبار‬ ‫للسلطة التي‬ ‫املعالم‪ ،‬فاألمر قد كان مبثابة التّزكية ّ‬ ‫املجلس الدستوري في إطار مراقبته لدستورية‬ ‫الصعيد ال ّدولي‪ ،‬فهذا‬
‫إلى متطلبات مجحفة على ّ‬ ‫التضحية بها في وقت ارتفاع التوترات»‪.‬‬
‫شعبة أفضلها ال إله إال الله وأدناها إماطة‬ ‫مناذج اإلمامني مالك بن أنس‪ ،‬مع أبي جعفر‪،‬‬
‫تعلن هذه احلركة أنها ال تقحم املساجد في ملراقبة أنشطة املساجد‪ ،‬ملعرفة مدى توفق‬ ‫السياسيّة لنشاطاتهم‬ ‫الصفة ّ‬ ‫أنكرت على غرمائها ّ‬ ‫النصوص املعروضة عليه ال مينع من استصدار‬ ‫القانون كان موجها أساسا لدعم املجهود ال ّدولي‬ ‫ضحى بكل املكتسبات‬ ‫ّ‬ ‫لك ّن قانون ‪2003‬‬
‫األذى عن الطريق واحلياء شعبة من اإلميان»‪.‬‬ ‫وأحمد بن حنبل‪ ،‬والعز بن عبد السالم‪،‬‬
‫أنشطتها السياسية‪ .‬ألنها حزب سياسي القائمني عليها في أداء رسالتهم النبيلة‬ ‫وحاكمتهم على معنى هذا القانون‪.‬‬ ‫ذلك النص املتعارض موضوعيا وإجرائيا مع‬ ‫وليس إلى ال ّداخل باعتبار أنّ تونس وعلى حد قول‬ ‫والثوابت دومنا وجود لظاهرة اإلرهاب ودون‬
‫أليست إماطة األذى عن الطريق» هي ما يسمى‬ ‫تعبّر بصدق عن استقالل مؤسسة املسجد‬ ‫خطورة هذا النص كونه كرس من خالل فصوله‬
‫تنشط في إطار قانون األحزاب الذي تنضوي ولتوجيههم‪ .‬حتى تتح ّول مساجدنا إلى‬ ‫اليوم بالسلوك احلضاري؟ وهل احلياء‪ ،‬الذي‬ ‫وعلمائها عن احل ّكام استقالال تاما‪.‬‬
‫حتته جميع التيارات السياسية‪ .‬بل إن زعيمها ما يشبه املؤسسات التعليمية من مدارس‬ ‫نوعا من التهديد احلقيقي حلقوق الفرد األساسية‪،‬‬
‫الشيخ راشد الغنوشي اعتذر لبعض املصلني ومعاهد اليوم‪ ،‬حيث يقوم السادة املتفقدون‬
‫ميثل مظهرا من مظاهر اإلميان‪ ،‬إال حديث عن‬
‫األخالق والعفة ورفض اإلباحية‪...‬؟ فلماذا‬
‫أما في تونس فكانت املساجد‪ ،‬تاريخيا‪،‬‬
‫مستقلة عن السلطة السياسية وبقيت‬
‫وأسس حلالة من االستنفار االجتماعي لها أثارها‬
‫على كل مناحي احلياة وخاصة منها احلقوقية‬
‫ّ‬ ‫ت�سوية و�ضعية عمال املطاحن ال تخفي التهمي�ش الذي يتعر�ضون له‬
‫بجامع الزيتونة عن احلديث في شؤون حركة باإلشراف على أعمال املعلمني واألساتذة‬ ‫يص ّر القوم على استبعاد الدين من حياة‬ ‫حتت تص ّرف ر ّوادها منذ بداية الفتح‬
‫النهضة وقال لهم من أراد أن يسأل عن أمر الكرام‪.‬‬ ‫واالقتصادية‪  ،‬وذلك بتهديده لسر ّية احلياة‬
‫املسلمني؟ وألي غاية؟ هل يريدون فصل‬ ‫اإلسالمي‪ .‬إلى أن جاء األتراك الذين حاولوا‬ ‫اخلاصة للمواطن والذي يتهدده إرهاب الدولة ‪ ‬في‬ ‫ّ‬ ‫كما أوضح أنه أصيب بكسر على مستوى الساق بعد سقوطه في إحدى‬ ‫لطاملا عانى عمال املطاحن األمرين بسبب تردي ظروفهم االجتماعية‬
‫من أمور املسلمني العامة فله ذلك‪ ،‬ومن أراد ‪ 7-‬القيام برسكلة اإلطارات الدينية املوجودة‬ ‫املجتمع عن أهم مصدر من مصادر الوعي‬ ‫استيعاب املساجد‪ ،‬لغايات سياسية‪ .‬ثم جاء‬ ‫املرات نتيجة حلمله لكيس ثقيل احلجم يتجاوز وزنه ‪ 100‬كغ‪.‬‬ ‫واملهنية وعجزهم عن املطالبة بأبسط حقوقهم‪ .‬وهو ما دعاهم إلى‬
‫حال االشتباه به أو القبض عليه وإحالته على‬
‫أن يسأل عن أخبار النهضة فيمكنه االتصال اآلن‪ ،‬في انتظار تخريج دفعات من العلماء‬ ‫والتوجيه؟ وما الذي يضيرهم إن خاض الناس‬ ‫االستعمار الفرنسي فحاول استمالة شيوخ‬ ‫وناشد السابسي اجلهات املختصة بتكثيف الرقابة على شركات الطحن‬ ‫خوض العديد من اإلضرابات والتحركات من أجل حتسني وضعيتهم‪.‬‬
‫معناه‪ .‬وهذه اخلطورة الزالت مستمرة باستمرار‬
‫املختصني‪.‬‬ ‫مبقرها املعروف‪.‬‬ ‫في ما يشغلهم في مساجدهم؟ أال يعلم هؤالء‬ ‫الزيتونة إلى ص ّفه‪ .‬ونذكر في هذا الصدد‬ ‫حتى يتم تالفي العديد من التجاوزات كالعمل دون ضمان قانوني يكفل‬ ‫وملزيد تسليط الضوء على اهتماماتهم وشواغلهم‪ ،‬انتقلت «الفجر» إلى‬
‫حياة النص حيث أن الثورة التي أتت مطالبها‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬وحتى ال تتحول املساجد ‪ 8-‬إسناد مرتب محترم لألمية واخلطباء‪،‬‬ ‫أن الدين مك ّون رئيسي للشخصية التونسية؟‬ ‫فتوى «الشكالطة» لشيخ اإلسالم وفتوى‬ ‫للعامل مستحقاته املادية واألدبية‪.‬‬ ‫إحدى املطاحن بالعاصمة وكان لنا لقاء مع حمادي بن صالح اجلبالي‬
‫على كل مكروه لم تأت على أخطر النصوص‬
‫إلى «قميص عثمان» ملواجهة شعبية النهضة يلبي حاجاتهم املادية‪ ،‬ويحفظ كرامتهم‪،‬‬ ‫فأن يخوض إمام‪ ،‬أو من يتولى إلقاء درس‬ ‫والتجنيس‪...‬‬ ‫وتولت الفجر نقل مشاغل العملة في املجال للسيد احلبيب البشيني كاتب‬ ‫الذي دخل امليدان منذ نعومة أظافره ورغم ترسيمه فإن دخله ال يزال‬
‫القانونية التي صدرت في العهد السابق وكانت‬
‫واحلد من التفاف شرائح عديدة من الشعب ويعلي من شأنهم في عيون املجتمع‪ .‬ألن هذا‬ ‫باملسجد‪ ،‬مثال في مسألة حقوق اإلنسان أو‬ ‫أما اليوم‪ ،‬فنحن نقر بدءا أن احلياة اليوم‬ ‫عام النقابة العامة ملؤسسات قطاع املطاحن‪ ،‬الذي أفاد أن عدد العاملني‬ ‫ضعيفا وال يكاد يفي مبتطلبات عائلته الوفيرة العدد‪.‬‬
‫من أكبر هنات املنظومة اجلزائية وعلى رأسها‬
‫حول مشروعها الوسطي املعتدل‪ ،‬ومن أجل السلك طاملا عانى من التهميش والتحقير منذ‬ ‫حرية التعبير أو قضية التدخل األجنبي في‬ ‫قد تط ّورت وصار بإمكان املسلمني بناء‬ ‫قانون ‪  2003‬الذي يشرع لهرسلة املواطن في‬ ‫في قطاع املطاحن يفوق ‪ 2000‬عامل موزعني على ما يقارب ‪ 18‬مطحنة‬ ‫وهو إلى جانب ذلك لم يتحصل إلى اليوم على جميع مستحقاته املادية‬
‫وضع حد نهائي للجدل القائم حول بيوت بورقيبة‪ ،‬ويكفي أن نتأمل معنى كلمة « ِم ِّدب»‬ ‫ليبيا‪ ....‬من وجهة نظر الدين اإلسالمي أمر‬ ‫مؤسسات بديلة عن املسجد مثل املدارس‬ ‫فكره ورزقه ويشيع الرعب في النفوس بأحكامه‬ ‫موزعة بكامل تراب اجلمهورية من بينها ‪ 8‬في إقليم تونس الكبرى‪.‬‬ ‫كالترقية واملنح والتمتع بالعطل األسبوعية وأيام األعياد‪.‬‬
‫الله‪ ،‬ندعو إلى برنامج عملي «مهني» ُيرجع في املخيال الشعبي التونسي‪.‬‬ ‫اجلائرة سواء على مستوى جترمي األفعال أو‬ ‫الغاء املناولة‪ ..‬وو�ضع حد للتجاوزات‬ ‫وفي تصريح خاص بالفجر أكد بن صالح أنه « أفني زهرة شبابه في‬
‫‪ 9-‬توفير مكتبة في كل مسجد‪ ،‬حتتوي‬ ‫لكل ذي حق حقه‪ .‬ونقترح ما يلي‪:‬‬ ‫رقابة األموال في حركتها داخليا وخارجيا‪.‬‬ ‫املطحنة حتى أنه كان يقضي فيها أغلب الوقت ويعمل طيلة اليوم وجزءا‬
‫وأوضح البشيني أنه على إثر االعتصام الذي قام به عمال املطاحن في‬
‫‪ 1-‬إعادة االعتبار احلقيقي‪ ،‬ال املزيف كما على أهم املراجع الضرورية‪ .‬على أال تقتصر‬ ‫من هنا ميكن القول إنّه من األولويات على‬ ‫كبيرا من الليل على امتداد السنة ال فرق في ذلك بني صيف أو شتاء وال‬
‫إقليم تونس الكبرى خالل الفترة املاضية قامت النقابة باتصاالت مكثفة‬
‫حصل في العهد البائد‪ ،‬إلى جامع الزيتونة‪ .‬الكتب على املصاحف وجلدات التفسير‪ .‬بل‬ ‫صعيد مراجعة النصوص القانونية النافذة هو‬ ‫عيدأو مناسبة»‪.‬‬
‫مع األطراف املعنية إلنهاء صيغة العمل بنظام املناولة التي ال تستجيب‬
‫بجعله مؤسسة مستقلة ماليا وعلميا تزود بأشرطة ووسائل رقمية حديثة‪.‬‬
‫‪ 10-‬توفير إطار خاص باحتضان األطفال‬ ‫وإداريا‪.‬‬
‫ات�صاالت حزب ّية‬ ‫إلغاء قانون مكافحة اإلرهاب خاصة وأنه لم يعد‬ ‫ألبسط حقوق العامل‪.‬‬ ‫وشدد على أن الكثير من زمالئه تعرضو إلى حوادث مهنية وإصابات‬
‫متماشيا مع النفس اجلديد للواقع السياسي للبالد‬ ‫وشدد على أن استفحال ظاهرة السمسرة وتع ّمد شركات املناولة التي‬ ‫متفاوتة اخلطورة جراء حمل البضائع الثقيلة كأكياس العجني الغذائي‬
‫‪ 2-‬بعث فروع له في اجلهات‪ ،‬على شاكلة الصغار وتوجيههم‪ ،‬خصوصا في أيام‬ ‫بل لم يعد متناسقا حتى مع السياسة الدولية في‬ ‫و«الفرينة» املع ّدة لصنع اخلبز ونخالة العلف احليواني‪ .‬أما هو فأضطر‬
‫يعمل أغلبها بصفة غير قانونية ضاربة عرض احلائط بقوانني الشغل‬
‫فروع اجلامع األعظم التي كانت قائمة قبل العطل‪.‬‬ ‫في إطار حرص حركة النهضة على‬ ‫هذا االجتاه‪ ،‬وأنه ال مبرر الستمرار العمل به في‬ ‫وضوابطه اضر بجميع القطاعات في بالدنا ومن بينها قطاع املطاحن‪.‬‬ ‫إلى تركيب أذن اصطناعية بعد ان ضعف سمعه نتيجة ارتفاع صوت‬
‫انتصاب مشروع بورقيبة املهمش لتلك أخيرا‪ ،‬إني على يقني أنه إن صدق العزم على‬ ‫التشاور مع مك ّونات املجتمع السياسي‬ ‫ظل االنفتاح الذي تعيشه البالد واملناخ اجلديد‬ ‫إذ أُجبر ج ّل عمال املطاحن على القبول بعقود عمل غير قانونية وغير‬ ‫آالت الطحن‪ .‬كما أصيب بكسور في مستوى الظهر لذلك طالب أرباب‬
‫إصالح املساجد‪ ،‬سواء بهذه اخلطة املقترحة‬ ‫املؤسسة العريقة‪.‬‬ ‫واملدني التقى األسبوع الفارط اإلخوة‬ ‫حلياتها العامة‪ ،‬كما أنّ النصوص اجلزائية‬ ‫املطاحن بتعصير العمل وتطوير املعدات‪.‬‬
‫قابلة للتجديد في كثير من احلاالت‪ ،‬عالوة على افتقار هؤالء العمال‬
‫‪ 3-‬تكليف شيوخ الزيتونة بتكوين األمية أو بغيرها‪ ،‬فإن نظرة التونسيني للمساجد‬ ‫العامة واخلاصة كفيلة بردع كل نوع من اإلجرام‬
‫نورالدين البحيري عضو املكتب التنفيذي‬ ‫للتغطية الصحية واالجتماعية وتدني مستوى األجر املعمول به واملتفق‬ ‫�أمرا�ض مهنية تزيد معاناة عمال املطاحن‬
‫واخلطباء واإلطارات الدينية وكل من له ستتغير‪ ،‬وأن جداال كبيرا سيختفي‪ .‬ليحل‬ ‫املنظم وال حاجة ملثل هذا النص الذي لم يضف‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫وليس ما تقدم رأيا خاصا بنب صالح فيما يتعلق بأوضاع املطحنة بل‬
‫صلة بتسيير املساجد‪ .‬وال يسمح لغيرهم محله احلوار البناء‪ ،‬في املسجد نفسه‪ .‬ألن‬ ‫وزياد الدوالتلي وحسني اجلزيري عضوي الهيأة التأسيسية مصحوبني‬ ‫على احلياة القانونية غير اخلروج على الشرعية‬
‫ولتفادي هذه النقائص مت االتفاق على إلغاء العمل باملناولة نهائيا وفقا‬ ‫شاطره الرأي زميله عبد الوهاب سباسي الذي أكد بدوره أنه يعمل‬
‫بأي مهمة في املسجد‪ .‬حتى جننب بيوت الله املساجد‪ ،‬في النهاية‪ ،‬إن هي إال مؤسسة من‬ ‫باألخ شكري بحرية بعدد من ممثلي األحزاب الوطنيّة بينهم وفد عن حزب‬ ‫واحليف بالعدالة والذي نخشى تواصله ببقائه‬
‫ما ذكر البشيني‪ ،‬وجتري اآلن تسوية وضعية جميع عملة املطاحن حيث‬ ‫ساعات طويلة يوميا مما يضطره في بعض األحيان إلى املبيت باملطحنة‬
‫مؤسسات املجتمع حلقها ما حلق غيرها من‬ ‫كل املتطفلني على امليدان‪.‬‬ ‫نافذا مع اعتبار وأن بعض األحزاب لم يرخص لها‬
‫العمال الشيوعي يتقدمه حمة الهمامي ووفد عن حزب العدل والتنمية يتقدمه‬ ‫وقع ترسيم األعوان الذين أمتوا أربع سنوات من العمل وفقا ملا ينص‬ ‫لبعد محل إقامته‪.‬‬
‫‪ 4-‬يقع انتخاب الشيوخ واإلطارات املكلفة انحراف عن أداء مهامها على الوجه املطلوب‬ ‫وقد تالحق مبوجبه فنجد أنفسنا أمام بعبع وهمي‬
‫محمد الصالح احلدري‪ ...‬وكان اللقاء مناسبة تبادل فيها احلضور وجهات‬ ‫عليه البند الرابع من الفصل السادس من مجلة الشغل ومتكني البقية من‬ ‫وبينّ السباسي أن األمراض املهنية التي ميكن أن تصيب عملة املطاحن‬
‫بالتكوين العلمي والنفسي واالجتماعي منذ زمن بعيد وحان الوقت إلصالحها‪.‬‬ ‫جديد ونعود بذلك للمربع األول وهو ما قامت‬
‫النظر حول األوضاع في البالد ومتطلبات املرحلة املقبلة‪.‬‬ ‫عقود شغل قانونية‪ .‬كما مت االتفاق على ترفيع منحة التنقل وتعميم منح‬ ‫متعددة ومن بينها مرض الرئتني وضيق التنفس واحلساسية جراء‬
‫وفنون ا َ‬
‫خلطابة ‪....‬‬ ‫الثورة من أجل جتاوزه وتصحيح مساره‪ ،‬وعليه‬
‫اخلطر ومقاييس اإلنتاج ومنحة الغبار‪.‬‬ ‫كثرة الغبار الناجم عن عملية الطحن‪.‬‬
‫* أستاذ باحث في الحضارة العربية اإلسالمية‬ ‫‪ 5-‬يقع فصل جامع الزيتونة األعظم‬ ‫يجب أن نعي جيدا أنه ‪ ‬بدون إلغاء كل النصوص‬
‫القانونية اجلائرة وعلى رأسها قانون ‪،2003‬‬
‫لمياء ورغي‬
‫نكون قد حكمنا على ثورتنا بالفشل‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪6‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬

‫لطفي حيدوري‬
‫خطة منظمات تون�سية لطلب دعم خارجي‬ ‫وثيقة‬ ‫محمد فوراتي‬
‫ماذا وراء الدعوة الفرن�سية للحوار مع احلركات الإ�سالمية ؟‬
‫أ�سي�سي‬
‫يف حملة �ضد الإ�سالميني قبل انتخاب املجل�س الت� ّ‬ ‫العالم االسالمي بسبب سياساتها‬
‫اخلاطئة‪.‬‬
‫تسير على نفس النهج القدمي‪ ،‬وأن‬
‫تبقى أسيرة «اإلسالموفوبيا»‪ ،‬كما‬
‫تؤكد وعيا لدى الفرنسيني خصوصا‬
‫ومن ورائهم الدول األوروبية بالدور‬
‫الكفء وليس على التبعية ‪.‬‬
‫هذه الدعوة للحوار مع احلركات‬
‫دعا وزير اخلارجية الفرنسي آالن‬
‫جوبيه السبت املاضي إلى احلوار مع‬
‫السؤال املطروح‪ :‬كيف ستقابل‬ ‫أنه من الغباء السياسي أن تواصل‬ ‫احملوري والضروري للحركات‬ ‫االسالمية التي أطلقها جوبيه في‬ ‫احلركات اإلسالمية التي تنبذ العنف‬
‫األشرطة الوثائقية تبدأ من ‪ 15‬أفريل حتى‬ ‫املتحدثة امرأة في اخلمسني من عمرها‬ ‫يضاف إلى ذلك شباب متعلم وعاطل عن‬ ‫خا�ص ‪ -‬الفجر‬ ‫احلركات االسالمية هذه الدعوة‬ ‫الدول الغربية سياسة االقصاء ألكثر‬ ‫االسالمية في البناء الدميقراطي ملا‬ ‫ندوة «الربيع العربي» في باريس‪،‬‬ ‫وتقبل بقواعد اللعبة الدميقراطية‪.‬‬
‫‪ 15‬جويلية ‪.2011‬‬ ‫باخلطاب التالي «لي ابنتان األولى عمرها ‪18‬‬ ‫العمل ويجهل مستقبله‪ ،‬وهو بالتالي قابل‬ ‫تكشف الوثيقة التي حصلت عليها الفجر‪،‬‬ ‫للحوار؟ وعلى أي أسس ستكون؟‬ ‫احلركات شعبية في العالم العربي‪،‬‬ ‫بعد مرحلة الدكتاتورية‪ ،‬التي تورطت‬ ‫مبشاركة إسالميني من مصر وتونس‬ ‫وأضاف الوزير الفرنسي‪« :‬آمل بأن‬
‫وتشير الوثيقة إلى أنّه سيت ّم عقد اجتماع‬ ‫سنة والثانية تبلغ ‪ 22‬عاما‪ .‬الكبرى ترتدي‬ ‫بسهولة الحتوائه من قبل احلركات اإلسالمية‬ ‫تفاصيل ورقة العمل التي أجنزتها ثالث‬ ‫من املؤكد أن احلوار مطلب مهم‬ ‫واملرشحة لتكون أكثر التعبيرات‬ ‫يفتح هذا احلوار من دون ُع َقد مع‬
‫يوم األحد ‪ 24‬أفريل اجلاري في أحد قصور‬ ‫إلي جيّدا‪،‬‬
‫اخلمار أ ّما الثانية فال‪ .‬استمعوا ّ‬ ‫واالقتناع بخطابهم البسيط‪ .‬وحسب ديباجة‬ ‫منظمات تونسية حتت شعار «لنحافظ على‬ ‫للطر َفني‪ ،‬للغرب واحلركات اإلسالمية‬ ‫جتذرا في املرحلة املقبلة‪ .‬ورمبا‬ ‫التيارات اإلسالمية‪ ،‬في حال كان هناك‬
‫املرسى جلمع «القوى املاليّة» املانحة داخل‬ ‫لقد مضى ‪ 22‬عاما مت فيها إرغام ابنتي على‬ ‫الوثيقة فإنّه منذ ‪ 14‬جانفي ‪ 2011‬ازداد‬ ‫االستثناء في أ ّول انتخابات دميقراطية»‪.‬‬ ‫أيضاً‪ ،‬وهو سيفتح آفاقا رحبة للتعاون‬ ‫تكون هذه الدعوة للحوار أحد جتليات‬ ‫التزام من ِقبلها باملبادئ التي ذكرتها‪،‬‬
‫تونس لعرض املشروع‪ .‬وهو االجتماع الذي‬ ‫نفوذ التيارات اإلسالمية وعدوانيتها‪ ،‬على‬ ‫وتتبنّى هذه املنظمات بشكل صريح العمل‬ ‫اإلنساني ولتجاوز الكثير من نقاط‬ ‫مرحلة جديدة من العالقة بني العالم‬ ‫أي قواعد اللعبة الدميقراطية»‪.‬‬
‫سوء التفاهم‪ .‬ولكن احلوار ال يجب أن‬ ‫العربي وفرنسا ومن ورائها أوروبا‬ ‫هذا اخلبر ليس عاديا‪ ،‬ولم يكن‬
‫سيكون أحد كاتب تونسي مقيم بفرنسا‬
‫ضيف الشرف فيه‪ .‬وذلك قبل التوجه نحو‬
‫جامع ّيون وكتاب تون�سيون‬ ‫ح ّد تعبيرها‪.‬‬
‫ولذلك تهدف احلملة إلى تعزيز وعي النساء‬
‫على خلق رأي عام رافض لوجود اإلسالميني‬
‫التأسيسي الذي سيتم انتخابه‬ ‫في املجلس‬ ‫يكون على أسس املركزية األوروبية‬ ‫تقوم على أسس جديدة‪ ،‬حتترم‬ ‫منتظرا قبل أيام‪ ،‬خاصة وأن الدعوة‬
‫ّ‬
‫املانحني من املنظمات األجنبيّة التي يجري‬ ‫ت�سعى اخلطة لتجنيدهم‬ ‫بـ»االستثناء التونسي» في مجال احلقوق‪.‬‬ ‫يوم ‪ 24‬جويلية املقبل‪ .‬ولئن كان هناك تعميم‬
‫ومحاولة تفصيل االصالحات أو‬
‫السياسات الداخلية حسب الرؤية‬
‫القرار الداخلي املستقل‪ ،‬وعلى تبادل‬
‫املصالح‪ ،‬واجلدل البناء‪.‬‬
‫أتت من فرنسا‪ ،‬وذلك العتبارات‬
‫عديدة‪ ،‬أهمها املواقف الفرنسية‬
‫ترتيب اللقاءات معها‪ .‬كما سيبحث القائمون‬ ‫وتوجيه الشباب للتصويت لفائدة مشروع‬ ‫في احلديث عن اإلسالميني في الوثيقة فإنّه‬ ‫االستعمارية مهما كانت جتلياتها‬ ‫هذه الدعوة الفرنسية جاءت بعد‬ ‫من االسالم واملسلمني‪ ،‬وتصلب‬
‫على املشروع طلب التمويل من التونسيني‬ ‫مجتمع دميقراطي‪ ،‬وأن يح ّدوا من جاذبية‬ ‫ُيفهم من خالل إحالتها على بعض الوقائع‬ ‫اقتصادية أو سياسية أو عسكرية‪.‬‬ ‫محاوالت أمريكية للحوار مع االسالم‬ ‫حكومة ساركوزي في عديد امللفات‬
‫املقيمني باخلارج‪.‬‬ ‫نزع اخلمار‪ ،‬هل تريدون أن أص ّوت إلجبار‬ ‫«املتطرفني»‪ .‬وسيعمل املشروع على إقناع‬ ‫التي تعود لسنة ‪ 1986‬والتصريحات‪ ،‬أنّ‬ ‫وسيكون على احلركات االسالمية‬ ‫املعتدل‪ ،‬كانت متعثرة‪ ،‬وحتكمها عقلية‬ ‫أالن جوبيه‬ ‫العربية‪ ،‬كما أن هذه الدعوة دفعت‬
‫وتختتم الوثيقة بشعار «لننب معا االستثناء‬ ‫الصغرى على ارتدائه‪ .‬ألهذا قمنا بالثورة ؟‬ ‫الشباب والنساء باملشاركة في االقتراع وأن‬ ‫األمر يتعلّق أساسا بحركة النهضة‪ .‬وجدير‬ ‫«املعتدلة» مسؤولية كبيرة في ارتقاء‬ ‫املستعمر‪ ،‬خاصة مع تواصل احتالل‬ ‫إليها دفعا اخلريطة اجلديدة إن صح‬
‫التونسي‪ ..‬ق ّدم ص ّكا باسم (‪.)...‬‬ ‫ال‪ ،‬لقد قمنا بالثورة حتى ال تفرض اختيارات‬ ‫أي كان‪.‬‬
‫ال يقعوا حتت تأثير ّ‬ ‫باملالحظة أنّ اخلطة لم تتحدث عن دعم طرف‬ ‫هذا النوع من احلوار إلى مستوى‬ ‫العراق وأفغانستان‪ ،‬واصرار اإلدارة‬ ‫هذه الدول نفسها في دعمها وتركيز‬ ‫حتمل عدة دالالت وحتوالت مهمة‪،‬‬ ‫التعبير للساحة السياسية العربية‬
‫التمويل وم�صادره‬ ‫ابنتي‪ .‬يجب أن نص ّوت لهذه احلرية‪.».‬‬ ‫ّ‬ ‫على‬ ‫خطة احلملة‬ ‫سياسي في الساحة مقتصرة على التص ّدي‬ ‫ّ‬ ‫تطلعات الشعوب العربية املتطلعة‬ ‫األمريكية على دعم اسرائيل‪ ،‬ومعاقبة‬ ‫دعائمها‪.‬‬ ‫كما تشير إلى أن الديبلوماسية الغربية‬ ‫التي تشكلها اليوم الثورات الشعبية‬
‫حسب التص ّور الذي خططته هذه املنظمات‬ ‫«ص ّو ْت حل ّريتِ ْك‪ ،‬أُض ُم ْن‬
‫ثم تقول بالدارجة َ‬ ‫تشتمل خطة املشروع على حملة إعالمية عبر‬ ‫حلركة النهضة‪.‬‬ ‫للتحرر واالستقرار والتقدم‪ ،‬كما‬ ‫حركة حماس التي فازت في انتخابات‬ ‫لقد زالت عقبة أكبر نظامني مارسا‬ ‫بدأت تتلمس طريقا جديدا للتعامل‬ ‫العربية املتواصلة شرقا وغربا‪.‬‬
‫تق ّدر تكلفة حملة الومضات اإلعالنية واملعلقات‬ ‫ُم ْستقبل ِبنْتِ ْك»‪.‬‬ ‫بثّ ‪ 20‬ومضة مص ّورة وإذاعية ومعلقات‬ ‫في هذا اجلزء األ ّول من تفاصيل اخلطة التي‬ ‫أنها مطالبة بأن تعيد للشارع العربي‬ ‫دميقراطية‪ .‬ورمبا تقود هذه الدعوة‬ ‫سياسة التخويف من احلركات‬ ‫مع املنطقة ومع احلركات االسالمية‬ ‫وهي تصريحات تؤكد أن املعطيات‬
‫وإنتاجها ‪ 556‬ألف دينار‪ ،‬يضاف إليها كلفة‬ ‫ويالحظ القارئ مدى سذاجة كاتب هذا‬ ‫إشهارية في ألفي نقطة من الفضاءات العامة‪،‬‬ ‫حصلت عليها الفجر من مصادر جديرة بالثقة‬ ‫الثقة بنفسه‪ ،‬وهيبته‪ ،‬في أي مشاريع‬ ‫وما ستعقبها من خطوات إلى تغير‬ ‫االسالمية‪ ،‬وال ميكن للسياسة‬ ‫في العالم العربي خصوصا‪ .‬وإذا‬ ‫والتحوالت اجلديدة في العالم العربي‬
‫احلملة املباشرة عبر الندوات وعرض األفالم‬ ‫النص حني اعتقد أنّ الفتاة ترتدي اخلمار منذ‬ ‫ّ‬ ‫إضافة إلى حملة مباشرة عبر ندوات تتوجه‬ ‫ننشر بعض املعطيات التي تضمنتها‪ ،‬على أن‬ ‫حوار قادمة‪ ،‬من املؤكد أنها ستؤسس‬ ‫مماثل في موقف اإلدارة األمريكية‬ ‫اخلارجية الفرنسية أو مختلف‬ ‫كانت هذه الدعوة جاءت بعد ثورات‬ ‫ستفرض نوعا آخر من العالقة مع‬
‫التي قدرت بـ‪ 135‬ألف دينار‪ ،‬لتصل قيمة‬ ‫والدتها‪.‬‬ ‫إلى فئة الشباب في جميع مناطق البالد‪.‬‬ ‫يتضمن اجلزء الثاني كشفا عن القائمني على‬ ‫لعالقة جديدة بني الشرق والغرب‪.‬‬ ‫التي فقدت الكثير من رصيدها في‬ ‫الدول ذات التأثير على منطقتنا أن‬ ‫شعبية فاجأت الدوائر الغربية‪ ،‬فهي‬ ‫الغرب يقوم على الندية واحلوار‬
‫ونصت الوثيقة‬
‫ّ‬ ‫«املشروع» ‪ 691‬ألف دينار‬ ‫وتقترح اخلطة أيضا حملة ترويج خلطاب‬ ‫وتقترح الوثيقة أسماء جلامعيني وكتّاب‬ ‫املشروع وخلفياتهم‪ .‬ونحن نن ّوه إلى أنّه لئن‬
‫على مقابله باليورو (‪ 350‬ألفا)‪ .‬وسيبحث‬
‫القائمون على اخلطة عن مصادر متويل من‬
‫الواليات املتحدة األمريكية وتخصيصا من‬
‫شاب في اخلامسة والعشرين من عمره‬
‫سياسي سيمنع عمل‬ ‫ّ‬ ‫يتحدث فيه عن مشروع‬
‫وفنّانني لإلشراف على الندوات‪ .‬وسيتم‬ ‫كنّا نؤمن بأنّ لكل شخص أو منظمة احلق في‬
‫التعبير عن آرائه والدعوة إليها‪ ،‬فإنّ خطورة‬
‫نجيــب مــراد‬
‫حركة النه�ضة مـن خـالل و�سائل ا إلعالم املحلية والعامليـة‬
‫‪� 690‬ألف دينار‬
‫املرأة لتشغيل الرجال‪ ،‬ليختتم ذلك بقوله‬ ‫ما ورد في ورقة العمل أو طلب الدعم تتعلق‬
‫مدينة نيويورك إضافة إلى فرنسا وكندا‬ ‫«أقول لشقيقاتي وللّتي سأتز ّوجها ولوالدتي‪:‬‬ ‫األجنبي‬
‫ّ‬ ‫مبسألتني هما استخدام املال والدعم‬
‫احلزب الكيباكي أحد أبرز األحزاب املعارضة بكندا « أ ّكد فيه‬ ‫‪ 2011‬تعليقا لألستاذ احملامي سمير ديلو عضو املكتب‬ ‫مما تكتبه و‬
‫يقوم هذا الركن من جريدة « الفجر « برصد بعض ّ‬
‫(مونريال تخصيصا) ثم األفراد وجمعيات‬ ‫ص ّو ْت حل ّريتِ ْك‪ ،‬أ ُ ْ‬
‫ض ُم ْن ُم ْستَ ْقبِ ْل تونس»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫حجم متويل امل�رشوع‬ ‫في التنافس الفكري والسياسي‪ .‬وفي هذا‬ ‫أنّه ال يتص ّور بامل ّرة سيناريو هيمنة اإلسالميني على السلطة‬ ‫التنفيذي حلركة النهضة حتت عنوان « بيوت الله ليست‬ ‫تنشره وسائل اإلعالم احمللية و العاملية من أخبار و مقاالت و‬
‫في تونس‪.‬‬ ‫وحسب اجلدول الزمني الذي مت حتديده‬ ‫السياق نتساءل أال تكون مثل هذه اخلطط‬ ‫عبر صناديق اإلقتراع ‪ ،‬مؤ ّكدا أنّ تونس تختلف عن الدول‬ ‫للدعاية احلزبية و إنمّ ا لألمر باملعروف و النهي عن املنكر «‬ ‫حتليالت و حوارات تتعلّق بأنشطة و مواقف حركة النهضة‬
‫ويشار إلى أنّ الوثيقة حددت بدقة اجلدول‬ ‫فإنّ احلملة عبر اإلذاعات والقنوات التلفزية‬ ‫هي األدعى لطرح ميثاق ألخالقيات العمل‬ ‫املجاورة لها و عن بلدان املنطقة ‪ ،‬و قال « ال أعتقد أنّ تونس‬ ‫كما ورد في نفس العدد في ركن « احلدث « مقال وهو عبارة‬ ‫ففي مقال صادر بصحيفة الصريح اليومية بتاريخ اخلميس‬
‫الزمني إلطالق الومضات في التلفزة الوطنية‬ ‫ستكون خالل الفترة من ‪ 15‬ماي إلى‬ ‫كذلك عرض أفالم وثائقية فرنسية ترجمت‬ ‫السياسي‪ ،‬بعيدا ع ّما ُيطرح في هيئة حماية‬ ‫حتصلت فيها املرأة على مكاسب عبر عقود ‪ ،‬و تعلّمت‬ ‫ّ‬ ‫التي‬ ‫عن تغطية لإلجتماع الشعبي الذي ن ّظمه احلزب الدميقراطي‬ ‫‪ 21‬أفريل ‪ 2011‬حتت عنوان « احل ّكام ص ّوروا لنا اإلسالميّني‬
‫اخلاصتني‪ ،‬إضافة‬
‫ّ‬ ‫وقناتي حنبعل ونسمة‬ ‫‪ 23‬جويلية ‪ .2011‬أ ّما حملة املعلقات في‬ ‫إلى اللهجة التونسية حول وضعية املرأة‬ ‫وأي دور‬‫أهداف الثورة من عهد جمهوري؟ ّ‬ ‫فيها أجيال بأسرها ستسمح بهذا «‪.‬و اعتبر بن جعفر أنّ‬ ‫التق ّدمي أشرف عليه األستاذ جنيب الشا ّبي و كان املقال حتت‬ ‫على أنّهم شيطان « قالت الصحيفة نقال عن وكاالت األنباء‬
‫إلى إذاعات موزاييك أف أم وجوهرة أف‬ ‫الفضاءات العا ّمة فستنفذ عبر مرحلتني‪،‬‬ ‫في الدول العربية ومناقشتها‪ .‬وحسب ما‬ ‫للرقابة املالية والقانونية على الهيئات التي‬ ‫حركة النهضة أ ّكدت عدم عملها على توظيف املساجد من‬ ‫عنوان « برنامج « النهضة « غير واضح « و مما ورد فيه ‪:‬‬ ‫العاملية ‪ « :‬كذلك أ ّدت اإلطاحة بحكم زين العابدين بن علي‬
‫أم واإلذاعات اجلهوية بصفاقس وقفصة‬ ‫األولى تنطلق يوم أ ّول جوان حتى اخلامس‬ ‫نص اخلطة فإنّ التحرك على جبهة‬‫ورد في ّ‬ ‫تعمل ضمن نظام اجلمعيات ثم تتخذ أهدافا‬ ‫أجل القيام بحمالت إنتخابيّة ‪ ،‬و قال « إنّ هناك قوى على‬ ‫« البرنامج السياسي حلركة النهضة غير واضح ‪ ،‬و ما هو‬ ‫بتونس إلى خروج اإلسالميّني ممثّلني في حركة « النهضة «‬
‫وتطاوين والكاف‪ .‬وأبرز اجلدول البياني‬ ‫عشر منه‪ .‬والثانية تبدأ يوم ‪ 1‬جويلية لتنتهي‬ ‫االنترنت قد انطلق بإنشاء املواقع‪ .‬وسيتم‬ ‫تتعلق بالتنافس على السلطة ؟‬ ‫ميني اليمني هي التي تعمل على استغالل املساجد و توظيفها‬ ‫واضح هو جتييش للمشاعر ال غير و أخشى أن تكون تونس‬ ‫خصوصا التي عانت لسنوات طويلة حتت حكمه ‪ ،‬و خضع‬
‫املصاحب ثمن الومضات ونسب التخفيض‪.‬‬ ‫يوم ‪ 15‬من نفس الشهر‪ .‬كما سيتم تنظيم‬ ‫إطالق حملة إلكترونية بإعادة بث الومضات‬ ‫�شرح الأ�سباب‬ ‫‪ ،‬و قال هناك خطر يه ّدد البالد هو السلفيّة اجلهاد ّية « و أ ّكد‬ ‫كحماس أو غزّة «‬ ‫قيادات هذه احلركة للسجن لسنوات طويلة و بعضهم أقام‬
‫من هم القائمون على هذه اخلطة ومن هم‬ ‫ندوات يومي ‪ 4‬و‪ 5‬جوان ‪.2011‬‬ ‫املص ّورة على موقع تويتر‪.‬‬ ‫يق ّدم أصحاب الوثيقة معاينة للواقع التونسي‬ ‫بن جعفر أنّ حركة النهضة ال تسعى إلى الهيمنة على احلكم ‪،‬‬ ‫و في مقال بجريدة الصباح بتاريخ ‪ 20‬أفريل ‪ 2011‬أوردت‬ ‫فك القيود املفروضة عليها‬ ‫في املنفى ألكثر من عقدين إلى ّ‬
‫شركاؤهم‪ ،‬هذا ما سيكشف عنه «الفجر»‬ ‫وتكشف الوثيقة أنّ االجتماعات التكوينية قد‬ ‫نص الوثيقة مناذج من الومضات‬ ‫ويتضمن ّ‬ ‫احلالي يزعمون فيها أنّ أغلب النساء غير‬ ‫معتبرا أنّها ستستخلص العبرة من التجارب السابقة ‪ ،‬و قال‬ ‫الصحيفة تصريحا كان الدكتور مصطفى بن جعفر األمني‬ ‫و باتت العبا أساسيّا على الساحة ‪ .‬و قال جوبيه ( وزير‬
‫القادم‪.‬‬ ‫انطلقت يوم ‪ 16‬أفريل اجلاري وأنّ حملة بثّ‬ ‫اإلعالنية املقترحة‪ ،‬واحدة منها تكون فيها‬ ‫واعيات بحقوقه ّن أو مبخاطر فقدانها‪،‬‬ ‫« أنا متفائل من هذه الناحية ‪ ،‬و حزب النهضة كك ّل األحزاب‬ ‫العام حلزب التكتّل من أجل العمل و احلر ّيات أدلى به إلى «‬ ‫اخلارجية الفرنسي ) وهو يشرح التغيير في السياسة أنّ‬
‫في الناحية السياسية و ليست مختلفة عن غيرها « ‪.‬‬ ‫راديو كندا الدولي « خالل زيارته ملقاطعة كيباك بدعوة من‬ ‫فرنسا خدعها الزعماء الذين ص ّوروا احلركات اإلسالمية على‬
‫أنّها الشيطان ‪ .‬و أضاف وهو يشير إلى بطء ر ّد فعل فرنسا‬
‫الحبيب ستهم‬ ‫هيكلة داخليّة و�أن�شطة عامّة حلركة النه�ضة يف الوطن القبلي‬ ‫إزاء اإلنتفاضات الشعبيّة في تونس و مصر في أواخر العام‬

‫لقاء مع أهالي مدينة قليبية وأحوازها‪ .‬ورغم محاولة‬ ‫اللطيف املكي في دار شعبان الفهري‪ .‬أ ّما مدينة حمام‬ ‫تعيش جهة الوطن القبلي حركية سياسية غير مسبوقة‬ ‫تدعو حركة النه�ضة �أبناءها وبناتها‬ ‫املاضي « ص ّدقناهم و اآلن ميكننا أن نرى النتيجة «‬
‫و في مجلّة « جون أفريك « عدد ‪ 2623 - 2624‬بتاريخ‬

‫وكافة املواطنني يف تون�س �إىل وقفة احتجاجية‬


‫‪ 17‬أفريل ‪ 2011‬ور ّدا على سؤال الصحفي لوران دي‬
‫بعض املواطنني الذين يبدو أنهم لم يتخلصوا من ثقافة‬ ‫الغزاز فقد قضى متساكنوها أمسية ممتعة مع األستاذ‬ ‫خاصة منذ حصول حركة النهضة على تأشيرة العمل‬
‫سان بيريي «هل متثل األحزاب الدينية تهديدا» قال الكاتب‬
‫اإلقصاء التشويش على اجتماع قليبية حيث فشلوا في‬ ‫عبد الفتاح مورو والدكتور عبد اللطيف املكي وعميد‬ ‫القانوني‪.‬‬
‫والشاعر عبد الوهاب امل ّدب «في تونس‪ ،‬سيعمل اإلسالميون‬
‫محاولتهم ومت االجتماع بحضور جماهيري كبير وهو‬
‫مادفعهم إلى االستفزاز ورشق موكب رئيس احلركة‬
‫باحلجارة عند مغادرته املكان بعد اختتام االجتماع‪،‬‬
‫سجناء الرأي الدكتور الصادق شورو ولم تتخلف‬
‫مدن قرمبالية وقربة عن املشاركة في عملية االحتفال‬
‫بالتأشيرة وتكرمي شهداء احلركة والثورة أين ترك‬
‫وقد تضافرت اجلهود ليتم في فترة وجيزة تأسيس ‪16‬‬
‫مكتبا محليا في جميع معتمديات الوالية‪ .‬وللتعبير عن‬
‫رغبة أبناء اجلهة واحلركة عموما في العودة للساحة‬
‫�أمام ال�سفارة ال�سورية‬ ‫ما في وسعهم إلدراج الشريعة كمصدر للتشريع في الدستو‬
‫وفي نفس العدد‬ ‫ر»‪.‬‬
‫وهو ما خلّف تهشيم بلور إحدى السيارات‪ .‬وهو أمر‬ ‫الدكتور زياد الدوالتلي والدكتور املنصف بن سالم‬ ‫السياسية تعريفا بأهدافها ودفعا لكل ما أحلقه بها‬ ‫ر ّد العجمي الورميي على سؤال فريدة الدهماني حول مدى‬
‫محزن حقا أن يصدر مثل ذلك التصرف في مدينة قليبية‬ ‫وعبد اللطيف املكي والشاعر البحري العرفاوي أجمل‬ ‫أعداؤها وعلى رأسهم النظام السابق وحزبه املقبور من‬ ‫قرب حركة النهضة من أطروحات وسياسات حزب العدالة‬
‫التي تعتبر قلعة النضال من أجل حقوق االنسان‪ ،‬وفرع‬
‫الرابطة فيها خير شاهد الذي لو تسنى لرئيس فرعه‬
‫االنطباعات عن احلركة‪.‬‬
‫وفي احلمامات دشن رئيس احلركة دخوله إلى الوطن‬
‫شبهات وأكاذيب‪ ،‬كان ملتساكني الوطن القبلي لقاءات‬
‫مع العديد من قياديي احلركة في إطار اجتماعات عامة‬ ‫وذلك يوم االثنني على ال�ساعة ال�ساد�سة‬ ‫والتنمية التركي في املجال االقتصادي فأجاب بالقول»ال‬
‫ميكن لتونس أن تكتفي بنسبة منو تتراوح بني ‪ 4.5‬في املائة‬
‫املرحوم عبد القادر الدردوري أن يتكلم من قبره لتبرأ‬
‫من كل الذين خططوا ونفذوا لذلك الهجوم الألرعن جتاه‬
‫شخصية وطنية يحترمها العدو قبل الصديق‪.‬‬
‫القبلي باجتماعني في نفس اليوم حيث التقى يوم األحد‬
‫‪ 17‬أفريل بأهالي احلمامات واملدن املجاورة‪ ،‬وإثر اجتماع‬
‫مع ثلة من رجال األعمال باملنطقة كان لرئيس احلركة‬
‫احتضنتها كل من مدينة منزل بوزلفة التي استضافت‬
‫الدكتور أحمد لبيض واملهندس عبد الكرمي الهاروني فيما‬
‫حاضر كل من الدكتور املنصف بن سالم والدكتور عبد‬
‫والن�صف م�ساء‬ ‫و‪ 5‬في املائة وإلطالق مشروع تنمية حقيقي سنعمل على‬
‫بلوغ هدف يتمثّل في نسبة من ّو برقمني‪ .‬املثال التركي مهم‬
‫ولكن سنضع في االعتبار اخلصوصيات التونسية»‪.‬‬
‫أوردت صحيفة « الشروق « اليومية بتاريخ اجلمعة ‪ 8‬أفريل‬
‫‪9‬‬ ‫اقتصاد‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪8‬‬ ‫اقتصاد‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬

‫�أخبار اقت�صادية‬ ‫عبدالقادر الطرابلسي‬ ‫�أ�ضواء على البطالة يف تون�س (‪)1‬‬ ‫ابن الواحة‬
‫من دولــة اجلبايــة �إىل جبـايـة الدولــة‬
‫�صابة احلبوب ت�صل �إىل ‪ 20‬مليون طن‬
‫أبرز وزير الفالحة السيد محمد مختار اجلاللي أن الوضع‬ ‫املعضلة‪ ،‬بل تخفي في طياته�ا العديد من املفارقات وتتضمن بني‬ ‫جتدر اإلش�ارة إلى أن�ه يعد عاطال عن العمل‪ ،‬وف�ق أدبيات مكتب‬ ‫ومن ضم�ن هذا التن�ازل املش�ترك االعتراف‬ ‫العلي�ة إلى العام�ة الضعاف الذين يعاش�رهم‬ ‫أو اآلف�اق حتكمه�ا الغلبة م�ا أدى إلى تضخم‬ ‫يعتبر النش�اط اجلبائي من األعمال التي متثل‬
‫الفالحي العام يشهد استقرارا حاليا ويتدرج نحو األفضل‬ ‫ثناياه�ا العديد من احلقائق‪ ،‬التي نقرأ بش�أن بعضها في الوثيقة‬ ‫العمل الدولي‪ ،‬كل فرد ال يعمل منذ يوم أو أسبوع أو سنة ويبحث‬ ‫املتب�ادل بين مكون�ات الدول�ة القائ�م عل�ى‬ ‫الفق�ر ويقتنعون بالبقايا وليس لهم من احليلة‬ ‫بعض عناصر الدولة على العنصر األهم الذي‬ ‫بامتياز املهام الس�يادية للدول�ة‪ .‬ومن املعلوم‬
‫حيث سجلت كميات األمطار زيادة هامة بـ‪ 46%‬عن باقي‬ ‫املتعلقة بأهم النتائج األولية للمس�ح الوطني حول التشغيل لسنة‬ ‫عن ش�غل مبقابل ومهيأ ملباش�رته في احلني أو الس�اعة أو خالل‬ ‫أس�اس أش�كال الرقابة املتبادلة ف�ي املجتمع‬ ‫إال الدع�اء على من ال يخ�اف الله وال يرحمهم‬ ‫هو الش�عب حيث تصبح السياس�ة في اجتاه‬ ‫أن اجلباية هي اقتطاعات جبرية مالية (نقدية)‬
‫السنوات إضافة إلى أن مخزون مياه السدود مطمئن‬ ‫‪ 2010‬الت�ي يورده�ا املعهد الوطني لإلحصاء مبوقعه الس�الف‬ ‫أس�بوع‪ .‬ولئ�ن كان املعه�د الوطني لإلحص�اء يعتمد عل�ى أغلب‬ ‫الدميقراطي أساسه فصل السلطات ووسيلته‬ ‫غير أن هذا األمر تراجع فتفجر احلقوق الفردية‬ ‫واح�د وه�و كيفي�ة حتقي�ق األم�ن اخلارجي‬ ‫تق�وم به�ا الدول�ة عل�ى األش�خاص املادي�ة‬
‫للغاية وقد قدر بـ ‪ 1600‬مليون م‪ 2‬وهي تعمل على‬ ‫الذكر ما يلي‪:‬‬ ‫مفاهي�م مكتب العمل الدولي عند حتدي�د العاطلني عن العمل‪ ،‬فإنه‬ ‫أدوات املجتمع املدني‪.‬‬ ‫واجلماعي�ة لدى الش�عوب والوع�ي املتنامي‬ ‫لضمان اجلباية لهذا احلاكم دون غيره واألمن‬ ‫واملعنوي�ة وه�ي ما تأخ�ذ ش�كل الضريبة أو‬
‫اإليفاء باحلاجة‪.‬‬ ‫تتركز البطالة أساسا بني الشباب‪ ،‬حيث ترتفع نسبتها في صفوف‬ ‫يشترط عدم االشتغال خالل األس�بوع السابق ليوم االستجواب‬
‫ورغم م�رور تونس ببعض االهت�زازات التي‬ ‫ل�دى النخب بات يرجح كفة جباية الدولة على‬ ‫الداخل�ي لضمان اس�تمرار جم�ع اجلباية من‬ ‫رسوم‪.‬‬
‫وأشار وزير الفالحة إلى أنه مت تكوين جلنة من ديوان‬ ‫الفئة التي تتراوح أعمارهم بني ‪ 15‬و‪ 29‬سنة إلى حدود ‪،% 69.7‬‬ ‫والبحث عن شغل خالل الشهر السابق لذلك اليوم والتفرغ للعمل‬
‫تسبب فيها الش�طط اجلبائي الذي كان نتيجة‬ ‫دولة اجلباية فأصبح املفهوم يتدرج نحو كون‬ ‫اخلاضعني لها دون إح�داث لثورات أو قالقل‬ ‫وكانت اجلباية دائما على مر التاريخ مقياس�ا‬
‫احلبوب ومجمعي احلبوب ووزارة الفالحة بعقد اجتماعات‬ ‫وبني النس�اء‪ ،‬حيث تبلغ تلك النس�بة حدود ‪ % 18.9‬مقابل ‪10.9‬‬ ‫خالل األس�بوعني املواليني لنفس يوم االس�تجواب‪ .‬وانطالقا من‬
‫للمفهوم القائم على دولة اجلباية في منتصف‬ ‫الدولة خادمة للمصلحة العامة التي مصدرها‬ ‫تفس�د على أولي األمر تنعمهم بتدفق األموال‬ ‫لدرج�ة العدال�ة بين األف�راد وعالم�ة للوالء‬
‫مع فالحي اجلهات وتوعيتهم حول كيفية احلفاظ على‬ ‫‪ %‬بني الرجال‪ ،‬فضال عن التزايد املستمر لفئة العاطلني عن العمل‬ ‫س�نة ‪ 2010‬أدرج املعه�د االعتماد الكل�ي لهذه املفاهي�م بإضافة‬
‫القرن التاس�ع عشر فإن تونس تعد من الدول‬ ‫الش�عب نفس�ه وقائمة على ضمان اس�تمرار‬ ‫إلش�باع الرغب�ة ف�ي الب�ذخ وإغ�داق العطايا‬ ‫للدول�ة سياس�ة واقتص�ادا‪ .‬وعادة م�ا كانت‬
‫صابة احلبوب لهذه السنة والتي قدرت إلى حد اآلن بـ ‪18‬‬ ‫م�ن بين حاملي الش�هادات العليا التي س�جلت أعلى نس�بة تقدر‬ ‫ش�رط القي�ام بإج�راءات فعلي�ة للبحث عن ش�غل عن�د التعريف‬
‫إلى ‪ 20‬مليون طن وهو ما سيخول للدولة ربحا بقيمة ‪400‬‬ ‫بحوالي ‪ % 22.9‬مقابل ‪ % 14.0‬سنة ‪.2005‬‬ ‫بالعاطلين عن العمل‪ .‬وبناء على هذا التعريف يس�تثني املعهد عند‬ ‫احملظوظة من حيث تركيز املؤسسات والهياكل‬ ‫املرفق العمومي وإن العس�كر إمنا هو حلماية‬ ‫على العس�اكر إغ�داق من ال ميل�ك على من ال‬ ‫اجلباية في النظم االس�تبدادية وسيلة لتمعش‬
‫مليون كانت قد خصصت في ما املاضي لتغطية النقائص‬ ‫كما جتدر اإلش�ارة أيضا إلى زيادة نس�بة العاطلني عن العمل ملدة‬ ‫إحص�اء أعداد العاطلني عن العمل فئات عدي�دة على غرار األطفال‬ ‫اإلدارية في كل القطاعات حيث ميكن اعتبارها‬ ‫األمن الع�ام وليس أداة للقم�ع وإجبار الناس‬ ‫يستحق‪.‬‬ ‫املستبدين من عرق النسيج االجتماعي احملتاج‬
‫عن طريق االستيراد‪.‬‬ ‫أق�ل من س�نة باملقارنة مع س�نة ‪ 2005‬ب‪ 4‬نقاط م�ن املئات‪،‬‬ ‫دون س�ن الـ‪ 15‬عاما والتالميذ والطلبة واملسنني‬ ‫ضم�ن أكثر الدول في محيطه�ا العربي هيكلة‬ ‫على الطاعة والوالء‪.‬‬ ‫ولقد استمر هذا التجاذب بني احلاكم واحملكوم‬ ‫واالقتصاد الذي ميي�ل عادة ضمن هذه النظم‬
‫كما أضاف أن القطاع الفالحي سجل نسبة منو تفوق ‪5%‬‬ ‫‪ % 66.1‬مقابل ‪ % 62.1‬وإلى بلوغ نس�بة العاطلني‬ ‫واملرضى‪.‬‬ ‫وانتظاما رغم أن عقود االس�تبداد قد ساهمت‬ ‫وإن الث�ورات الت�ي قامت على الظل�م كان من‬ ‫زمانا طويال في تاريخ اإلنس�انية وطال األمر‬ ‫إلى التمي�ز بني الغني الذي يزداد ثراء والفقير‬
‫مقارنة بسنة ‪ 2010‬والتي سجلت نتائج سلبية بأكثر من‬ ‫ع�ن العم�ل من بني طالب�ي العمل للم�رة األولى‬ ‫أم�ا البطال�ة الت�ي ق�د تنج�م عن نق�ص في‬ ‫في تهمي�ش الفاعلية املفترضة له�ذه الهياكل‬ ‫أهم مطالبها عبر التاريخ إعادة تقس�يم الثروة‬ ‫بالدن�ا حتى قام�ت على ذلك ث�ورات كان من‬ ‫ال�ذي ي�زداد فقرا لذل�ك فدول�ة اجلباية كانت‬
‫‪ 8.8%‬هذا على غرار الصادرات التي سجلت نسبة منو‬ ‫‪ % 38.1‬ل�دى الرجال في حني أنها تناهز‬ ‫الطل�ب أو اإلنت�اج أو ع�ن ع�دم مالءم�ة‬ ‫ولعل هذا اإلمتياز التونس�ي ف�ي هيكلة البنية‬ ‫وإحي�اء التضامن بني أفراد الش�عب بناء على‬ ‫أهم أسبابها اجلباية مثل ثورة صاحب احلمار‬ ‫دائم�ا مهتم�ة بنظامه�ا االس�تبدادي القمعي‬
‫قدرت بـ ‪12%‬مقارنة مع نفس الفترة من سنة ‪2010‬‬ ‫‪ % 58.1‬لدى النساء‪.‬‬ ‫الش�غل فيرتب�ط به�ا ع�دة ح�االت أخ�رى‪،‬‬ ‫العامة لإلدارة العمومية له ما يدعمه لتأسيس‬ ‫تكافئ الفرص في العلم واحلماية واالستثمار‬ ‫وثورة علي بن غذاهم التي كان سببها املباشر‬ ‫الذي كان ف�ي ما قبل دولة االس�تقالل يعتمد‬
‫وهذا يعود باألساس الى تطور عائدات منتجات البحر التي‬ ‫وقد صاحب بعض هذه املظاهر الكمية‬ ‫وذل�ك وف�ق كل م�ن املقارب�ة الكاينيزية‪ ،‬نس�بة‬ ‫منظومة جبائي�ة متطورة لدعم مب�دأ املواطنة‬ ‫وأن ه�ذا العقد االجتماع�ي اجلديد الذي يقوم‬ ‫مضاعف�ة املجبى لس�داد الديون واس�تمرار‬ ‫على العس�كر حي�ث ينتقل اجلباة بين املدائن‬
‫شهدت زيادة بنسبة ‪ 49%‬وكذلك مبيعات اخلضر الطازجة‬ ‫للبطال�ة أخ�رى نوعية جس�د التفاعل‬ ‫ل�ج‪.‬م‪ .‬كاين�ز‪ ،‬أو الكالس�يكية أو الكالس�يكية‬ ‫والعدالة اجلبائية خاصة بوجود خبرات عالية‬ ‫أس�اس الش�راكة بين عناص�ر الدول�ة يقوم‬ ‫تدفق األموال على القصر‪.‬‬ ‫والبل�دان مصحوبين بس�رايا اجلن�د حلماية‬
‫والتي بلغت منوا بنسبة ‪.46%‬‬ ‫فيم�ا بينها املس�اهمة الفعالة للعاطلني‬ ‫اجلديدة أو مفه�وم البطالة الطبيعية‪ ،‬التي ال ميكن‬ ‫اجلودة وكف�اءات ال تنقصه�ا الوطنية إلعادة‬ ‫عل�ى أس�اس برغماتي يحقق وس�ائل العيش‬ ‫هك�ذا فدول�ة اجلباي�ة الت�ي كانت تق�وم على‬ ‫األموال املس�تخلصة وإلرهاب االمصار التي‬
‫كما أكد أن االستثمارات املبرمجة لهذه السنة ستتوجه كلها‬ ‫عن العمل في إشعال فتيل نار الثورة التي‬ ‫احلد منها باستمرار بتوخي سياسات اإلنعاش‬ ‫املصاحل�ة م�ن جديد بين الدول�ة واملواطنني‬ ‫الك�رمي ألف�راد الش�عب ضم�ن االنضب�اط‬ ‫أس�اس الغلبة وتك�رس تأويل الدي�ن وايهام‬ ‫يحدثه�ا بع�ض املتمردي�ن عل�ى منع تس�ليم‬
‫نحو إحداث ‪ 750‬ألف موطن شغل منها ‪ 60‬ألف حلاملي‬ ‫دكت ش�ظاياها ص�رح النظام الس�ابق‪ .‬ويتمثل‬ ‫االقتصادي‪ ،‬حس�ب ميلت�ون فرايدمان‪ ،‬كما‬ ‫تقوم على أس�اس العدال�ة اجلبائية وتخفيف‬ ‫للقواعد القهرية التي ال ميكن أن يس�تمر عيش‬ ‫الناس باحلماي�ة من الغريب أنّه�ا كانت تقوم‬ ‫املجبى الذي يكون واجبا ال تتبعه حقوق‪.‬‬
‫الشهائد العليا‪ .‬وأوضح أن ميزانية الوزارة لهذه السنة بلغت‬ ‫بعضها في اس�تفحال ظاهرة الفقر بكل ما ينجم عنها‬ ‫ترتبط بها تعريفات أخ�رى لها وذلك انطالقا‬ ‫العبء اجلبائي على األفراد وحتفيز اإلقتصاد‬ ‫مجموع�ة من الن�اس دون الن�زول عن بعض‬ ‫بذلك باعتبار الشعب رعية واألمن عطية ومنه‬ ‫ه�ذا النوع م�ن العالقة بني احلاك�م واحملكوم‬
‫‪ 747‬مليون دينار ستخصص حوالي ‪ 80%‬منها للمناطق‬ ‫من فق�دان املواطن ألمنه االقتصادي ومن استش�راء‬ ‫من مصدر البطالة ذاتها ومنها‪:‬‬ ‫على اإلنطالق‪.‬‬ ‫املج�د الش�خصي لألف�راد لصال�ح املجموعة‬ ‫يعطيها ولي األمر امللهم الشريف ابن األصول‬ ‫عادة ما تكون عالقة توتر بني املخزن والسيبة‬
‫الداخلية إضافة إلى تشجيع املستثمرين لبعث مشاريع بهذه‬ ‫فضيع ألمراض عدة ما فتئت تتغذى من مناخات الفراغ‬ ‫‪ -‬البطالة القصيرة املدى‪ ،‬واملتعلقة بالناش�طني‬
‫املناطق كمنح أراضي مجانا وتخفيض األداءات وغيرها من‬ ‫والتهميش وغياب آليات التأطير واالحتضان االجتماعي‬ ‫عملا بحثا ً عن‬
‫ً‬ ‫املش�تغلني الذي�ن غ�ادروا تلقائيا ً‬
‫االمتيازات خاصة وأن أغلب هذه اجلهات تشهد نسبة بطالة‬
‫تتراوح بني ‪ 35‬و ‪ 45%‬من حاملي الشهائد العليا‪.‬‬
‫البنك الدويل يقر�ض‬
‫وتنخر كيان املجتمع على غرار التسول والدعارة‬
‫وتعاط�ي املخ�درات والس�رقة واجلرمي�ة‬ ‫‪ -‬البطالة الظرفية‪ ،‬وهي مرتبطة بحركية النشاط‬
‫بديل‪.‬‬ ‫كمال الصيد‬
‫ورقات يف امل�صرفية الإ�سالمية ‪ :‬نبذة تاريخية عن امل�صرفية الإ�سالمية‬
‫فضال عم�ا ألفينا نلحظه من انتش�ار عدة‬ ‫االقتص�ادي‪ ،‬تتقل�ص بس�رعتها وترتف�ع‬
‫تون�س ‪ 500‬مليون دوالر‬ ‫متع�ارف عليه اليوم فق�د كان ابن عباس رضي الل�ه عنهما يأخذ‬ ‫يسمح بالتجارة في املال املقرض والتصرف فيه مع رد املثل دون‬ ‫ع�رف العرب قبل اإلسلام جتربة كبيرة في مج�ال التجارة ‪ ،‬إذ‬
‫مظاه�ر من التف�كك األس�ري واحلال أن‬ ‫بتباطئها‪.‬‬
‫منح البنك الدولي تونس قرضا بقيمة ‪ 500‬مليون‬ ‫الورق مبكة على أن يكتب بها إلى الكوفة ‪ ،‬وكان عبد الله بن الزبير‬ ‫زيادة أو نقصان عند الطلب ‪.‬‬ ‫كانت قريش محطة جتارية معتبرة‪ ،‬اشتهرت بخطني عظيمني من‬
‫األس�رة طامل�ا كان�ت تلعب صم�ام أمان‬ ‫‪ -‬البطالة الهيكلية‪ ،‬و ُيقصد بها ذلك النوع من‬
‫دوالر لتمويل مشاريع إصالحية في عدد من املجاالت‪.‬‬ ‫يأخ�ذ الدراهم مبكة من ق�وم ويكتب بها لهم إلى أخيه مصعب بن‬ ‫ي�روي عبد الله بن الزبير بن العوام عن أبيه رضي الله عنهما ‪ ،‬أن‬ ‫خط�وط التجارة ع�ن طريق القوافل إلى اليم�ن في اجلنوب وذلك‬
‫جتاه انعكاس�ات البطالة وغيرها من الهزات‬ ‫التعطل الذي يصيب جانبا ً من قوة العمل‪ ،‬بسبب‬ ‫الشمال في فصل ّ‬ ‫الشام في ّ‬ ‫الصيف وإلى ّ‬
‫وسيخصص القرض أيضا لدعم اجلهود الرامية إلى‬ ‫الزبير بالعراق فيأخذونها منه " ‪.‬‬ ‫الرجل كان يأتيه باملال ليستودعه إياه ‪ ،‬فيقول الزبير ‪ " :‬ال ‪ ،‬ولكن‬ ‫الشتاء فكانت‬ ‫في فصل ّ‬
‫االجتماعية داخل املجتمع‪.‬‬ ‫تغيرات هيكلية حتدث في االقتصاد الوطني‪ ،‬وتؤدي‬
‫تقليص الفوراق بني املناطق وتيسير اإلجراءات اإلدارية‬ ‫وومل�ا اتس�عت احلض�ارة اإلسلامية أنش�أ املس�لمون املدارس‬ ‫هو س�لف ‪ ،‬إني أخشى عليه الضيعة " ‪ .‬وهذا املوقف االقتصادي‬ ‫مرك�زا جتاريا هاما في قل�ب اجلزيرة العربية ‪ .‬يق�ول الله تعالى‬
‫وبتفشي البطالة وما يترتب عنها من غياب دخل‬ ‫إل�ى وجود حالة م�ن عدم التوافق بني ف�رص التوظف‬ ‫الصيْ ِ‬ ‫ش{‪ }1‬إِيلاَ ِف ِه ْم ِر ْحل َ َة ِّ‬
‫ف ُق َر ْي ٍ‬‫‪ ":‬لإِ ِيلاَ ِ‬
‫وتعزيز اليات احلاسبة وإجراءات املراقبة ‪.‬‬ ‫املصرفية لتعليم التجار مب�ادئ الصيرفة فقد جاء في كتاب يحي‬ ‫للصحاب�ي اجلليل إمنا ينم عن فهم دقي�ق لوظيفة املال في‬ ‫النّبي�ه ّ‬ ‫ف{‪ "}2‬سورة‬ ‫الش� َتاء َو َّ‬
‫ق�ار أو حتى ح�ده األدنى مع ما ي�ؤدي إليه ذلك‬ ‫املتاح�ة ومؤهالت وخبرات العم�ال املتعطلني الراغبني في‬ ‫ب�ن عمر "أحكام الس�وق "‪ :‬وكان الصيارف�ة بالقيروان يلزمون‬ ‫اإلسلام القائم�ة على ش�رطني اثنني هما ‪ :‬أوال حت�رمي االكتناز‬ ‫قريش ‪:‬اآليتان األولى والثانية‬
‫وتشير بيانات اقتصادية إلى أنّ تونس حتتاج متويالت‬ ‫من تراجع في مس�تويات املعيش�ة نشطت جتارة‬ ‫العمل والباحثني عنه‪ .‬وحتدث البطالة الهيكلية بس�بب تغير‬
‫خارجية بقيمة أربع مليارات دوالر لتعويض التراجع‬ ‫"الصرف" لس�حنون ‪ ،‬أي أن التّجار ال يحق لهم ممارس�ة‬ ‫ّ‬ ‫كتاب‬ ‫وخ�زن املال بدعوى أنه أمان�ة ال يجوز التصرف فيه وهذا تعطيل‬ ‫وقد عرفت قريش نتيجة اس�تقطابها املج�ال التجاري في املنطقة‬
‫قوارب املوت لشق عباب البحر جتاه سراب فردوس قد يعود‬ ‫في هيكل الطلب على الس�لع واملنتج�ات‪ ،‬أو إلى تغير في الفن‬ ‫مهنة الصيرفة حتى يتعلموا الضوابط الش�رعية للمهنة ‪.‬كان ذلك‬ ‫للم�ال ع�ن أداء دوره التنم�وي‪ ،‬ثانيا ضرورة اس�تثمار املال في‬ ‫‪،‬أش�كاال متنوعة م�ن التعامل التجاري واملصرف�ي ‪ ،‬مثل اإليداع‬
‫املسجل على مستوى القطاع السياحي واالستثمارات‬ ‫صاحب�ه منه بخفي حنني أو قد ينتهي به إلى بطون أس�ماك البحر‬ ‫التقني املستخدم‪ ،‬أو إلى تغيرات في سوق العمل نفسه‪.‬‬
‫األجنبية‪.‬‬ ‫الصيارفة في الغ�رب ‪،‬وهذا ما يؤيده املستش�رق‬ ‫قب�ل أن يظه�ر ّ‬ ‫مج�االت ال� ّرزق احلالل بإقامة املش�اريع املفي�دة للمجتمع لذلك‬ ‫واالستثمار باملضاربة وبالقروض الربوية ‪ .‬فكان العرب يودعون‬
‫أو غياهب الس�جون أو إلى التس�كع في ش�وارع وأزقة إيطاليا أو‬ ‫وبن�اء عل�ى ما س�بق‪ ،‬تتجلى أبرز س�مات وأس�وأ مظاهر األزمة‬ ‫ماس�ينيون بأن أص�ل نظام املصارف في أوروب�ا إمنا يرجع إلى‬ ‫كان رض�ي الله عنه ال يقبل املال وديع�ة وإمنا قرضا حالال حتي‬ ‫أمواله�م وودعائعهم الثمينة عن�د األمناء من قومهم ‪ .‬ومن بينهم‬
‫االحتاد الأوروبي‬ ‫فرنسا أو غيرها من الدول األوروبية بحثا عن رغيف خبز يسد به‬ ‫االقتصادية‪-‬االجتماعي�ة‪ ،‬الت�ي م�ا فتئت تنخر كي�ان العديد من‬
‫مينح تون�س ‪ 140‬مليون �أورو‬ ‫املسلمني ‪.‬‬ ‫يتمك�ن من التصرف فيه وإدخاله ف�ي الدورة االقتصادية ملتزما‬ ‫الرسول الكرمي صلى الله عليه وسلم الذي اشتهر عندهم بالصدق‬
‫رمق اجلوع أو طيف عجوز سرقت السنني جمال وجهها ونضارة‬ ‫الدول النامية والعربية التي تش�كل تونس ج�زءا منها‪ ،‬من خالل‬ ‫بالضوابط واملعايير الشرعية ‪.‬‬ ‫واألمان�ة فكانوا يودعون عنده أموالهم كأمانة بغرض حفظها من‬
‫أعلن خوزي مانويل باروزو رئيس املفوضية األوروبية يوم‬ ‫جسدها يلقي بني أحضانها بجسده املنهك عله يفوز بشهادة إقامة‬ ‫تفاقم مش�كلة البطالة‪ ،‬أي التزايد املطرد في عدد األفراد القادرين‬
‫الثالثاء بتونس عن إعادة توجيه برنامج مساعدات االحتاد‬
‫مؤقتة تعفيه مطاردة البوليس ومداهمات الدوريات األمنية‪.‬‬ ‫عل�ى العمل والراغبني فيه والباحثني عنه دون أن يعثروا عليه‪ .‬في‬
‫دلي�س دانون يف �سيدي بوزيد‬ ‫كم�ا أقر اإلسلام ما تع�ارف عليه أه�ل قريش من اعتماد ش�كل‬ ‫التل�ف والضياع ‪.‬وكان ذلك األمر يت�م رغم عداوة قريش له حتى‬
‫األوروبي لتونس مبنح اعتماد إضافي بقيمة ‪ 140‬مليون‬ ‫املضاربة كإحدى روافد االستثمار فقد عمل رسول الله صلى الله‬ ‫أنه صلى الله عليه وس�لم ملا قرر الهجرة أمر علي كرم الله وجهه‬
‫وبتفش�يها أيضا ازدهرت األنش�طة الهامش�ية غير املنتجة وذات‬ ‫هذا السياق‪ ،‬يهدف هذا املقال إلى تسليط بعض الضوء على بعض‬ ‫تعمل شركة دليس دانون ملنتوجات احلليب على فتح فرع لها‬ ‫علي�ه وس�لم باملضاربة في أموال خديج�ة أم املؤمنني رضي الله‬ ‫برد الودائع إلى أصحابها من بعده ‪.‬‬
‫أورو للميزانية املخصصة لها للفترة ‪. -2013 2011‬‬
‫األجور املنخفض�ة التي ال تفي بأدنى متطلبات احلياة األساس�ية‬ ‫مظاه�ر البطال�ة في تون�س‪ ،‬ثم التط�رق إلى بعض أس�بابها قبل‬ ‫بوالية سيدي بوزيد وهو ما سيتيح توفير اكثر من ‪ 300‬موطن‬ ‫عنها فغنم املال وثقة التّجار وكان هذا النجاح التجاري من أسباب‬ ‫كما عرف العرب عدة أش�كال من االستثمار املالي منها املضاربة‬
‫وأكد باروزو أن تونس كانت أول بلد ينخرط في مسار‬
‫املادية واملعنوية بالتوازي مع ازدهار جتارة لعبت بعض العائالت‬ ‫التوقف عند بعض املقترحات األولية للحد من استفحالها‪.‬‬ ‫شغل مباشر و ‪ 10‬آالف موطن شغل غير مباشر‪ .‬وكان فتح‬ ‫زواج رس�ول الله صلى الله عليه وس�لم منها إذ من أسباب جناح‬ ‫وهي املشاركة بني العمل ورأس املال ومنها اإلقراض بالربا الذي‬
‫االنتقال الدميقراطي معربا عن األمل في أن تكون أول‬
‫النافذة والقريب�ة من أركان النظام البائ�د دورا بارزا في تطورها‬ ‫بع�ض مظاهر البطالة‬ ‫مصنع للحليب بوالية سيدي بوزيد مطلبا ملحا لالهالي وملنتجي‬ ‫املشروع التجاري الكفاءة مع الثقة واألمانة ‪.‬‬ ‫كان متعارفا عليه زمن اجلاهلية فجاء اإلسالم وحرمه ‪.‬‬
‫منوذج للجيل اجلديد من الشراكة التي يقيمها االحتاد‬
‫بحيث استغول بفعلها نشاط القطاع غير املهيكل على هذا الصعيد‬ ‫تش�ير بيانات املعهد الوطن�ي لإلحص�اء‪http://www.ins. ،‬‬ ‫احلليب باعتبار أن الوالية جنحت في احتالل املرتبة الثانية وطنيا‬ ‫ً‬
‫ونتيج�ة حلاجة املب�ادالت التجارية عرف أيضا املس�لمون األول‬ ‫الصيرف�ة م�ن املعاملات الدارجة بين الع�رب من أجل‬ ‫وكان�ت ّ‬
‫األوروبي مع بلدان اجلنوب في مجال الدميقراطية‬
‫وأصبح يلعب بدوره صمام أمان جلزء هام من العاطلني عن العمل‬ ‫‪ ،nat.tn‬إل�ى أن ع�دد العاطلني عن العم�ل تضاعف بنحو ثالث‬ ‫في مجال انتاج األلبان‪.‬‬ ‫تصريف النقود بعضها ببعض حسب اختالفها في النوع والوزن‬ ‫املبادالت التجارية في الداخل واخلارج فاستعملوا النقود الذهبية‬
‫واالزدهار املشترك‪.‬‬
‫ق�د يفقدونه مع مرور األي�ام إثر الضربات التي م�ا فتئت تتلقاها‬ ‫مرات فيما بني سنتي ‪ 1966‬و ‪ ،2005‬حيث ارتفع من ‪ 166.5‬ألف‬ ‫وبلغ حجم انتاج الوالية سنة ‪ 2010‬اكثر من ‪ 92‬مليون لتر‬ ‫وقامت نظرية تامة شاملة في املوضوع تناولتها كتب الفقه قدميا‬ ‫والفضية واس�تعملوا أيضا النقود األجنبية مثل النقود الرومانية‬
‫وأوضح أنه “بالنسبة لتونس يتوقع أن تبلغ قيمة املساعدة‬
‫الرموز التي سهرت على دعمه‪...‬‬ ‫عاطل إلى ‪ 432.4‬ألف ثم إلى ‪ 491.8‬ألف س�نة ‪ ،2010‬من أصل‬ ‫في حني وصلت الكميات املجمعة خالل نفس الفترة الى ‪85‬‬ ‫وحديثا بالدرس تأصيال وحتليال ‪.‬‬ ‫والساس�انية واحلبش�ية‪.‬ووجدت لديهم دور لض�رب العملة في‬ ‫ّ‬
‫اإلضافية للفترة نفسها ‪ 140‬مليون أورو ستنضاف إلى‬
‫وعموم�ا تس�اهم البطال�ة مبختل�ف مظاهره�ا ف�ي تهميش جزء‬ ‫‪ 1093.7‬ألف و‪ 3359.1‬ألف و‪ 3769.2‬ألف ميثلون إجمالي عدد‬ ‫مليون لتر واملصنعة الى ‪ 84‬مليون لتر‪ .‬ونظرا للتطور الكبير‬ ‫وقوام هذه النظرية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم برواية‬ ‫اليمن‪.‬‬
‫امليزانية التي مت تخصيصها لها سابقا والبالغة قيمتها ‪257‬‬
‫من الي�د العاملة النش�يطة‪ ،‬من مختلف األعم�ار واالختصاصات‬ ‫السكان الناشطني ‪ ،‬أي بنس�بة بطالة تقدر خالل السنوات الثالث‬ ‫املسجل على مستوى االنتاج‪ ،‬فقد عجزت املصالح املختصة عن‬ ‫الصامت أنّ النّبي صلى الله عليه وسلّم قال‪:‬‬ ‫مس�لم عن عبادة بن ّ‬ ‫أما في عهد اإلسلام األول فإن مفهوم الوديعة املالية تطور كثيرا‬
‫مليون أورو”‪.‬‬
‫واملس�تويات التعليمية‪ ،‬بكل ما يس�تبطنه من تهديد الس�تقرار و‬ ‫تباعا بحوالي ‪ % 15.2‬و ‪ % 12.9‬و ‪.% 13.3‬‬ ‫ترويج كميات كبيرة من احلليب ما اثار العديد من االحتجاجات‬ ‫( ال ّذه�ب بال ّذهب مثال مبث�ل والفضة بالفضة مثلا مبثل والتّمر‬ ‫بتطور املفاهيم اإلسالمية التي غرسها النّبي صلى الله عليه وسلم‬
‫وشدد رئيس املفوضية األوروبية على أن االحتاد األوروبي‬
‫متاسك املجتمعات وما يكرسه من سوء استخدام للموارد البشرية‬ ‫وبغض النظر عما يش�وب هذه البيانات من ش�كوك حسب العديد‬ ‫والتشكيات في صفوف منتجي احلليب‪.‬‬ ‫بالتّم�ر مثال مبثل والب�ر بالبر مثال مبثل واملل�ح بامللح مثال مبثل‬ ‫الصحابة من أمانة وصدق ووفاء وحب العمل احلالل ‪،‬‬ ‫في نفوس ّ‬
‫عازم عبر هذه اآللية للشراكة “على حتقيق قفزة نوعية ” مع‬
‫التي يظل حس�ن التصرف فيه�ا أحد العوامل األساس�ية لتحقيق‬ ‫م�ن املالحظين وأه�ل االختص�اص لفقدانه�ا للدق�ة واملصداقية‬ ‫وتتعرض مراكز جتميع احلليب التي يبلغ عددها ‪ 17‬مركزا الى‬ ‫والش�عير بالشعير مثال مبثل فمن زاد أو استزاد فقد أربى‪ ،‬بيعوا‬ ‫الصحابي اجلليل الزبير بن العوام رضي الله عنه بأنه‬ ‫فقد اشتهر ّ‬
‫جيرانه باجلنوب املنخرطني في إصالحات‪ ،‬مشيدا بالشعب‬
‫التنمية الش�املة‪ .‬وف�ي ضوء بعض هذه املظاه�ر الكمية والنوعية‬ ‫في كثي�ر من األحيان وإن بدرج�ات متفاوتة بفع�ل تغير املفاهيم‬ ‫صعوبات ناجتة اساسا عن الفوائض في االنتاج وعدم القدرة على‬ ‫الذهب بالفضة كيف ش�ئتم يدا بيد وبيعوا البر بالتّمر كيف شئتم‬ ‫أول من قام بوظيفة الصيرفي على الطريقة اإلسالمية عندما كان‬
‫التونسي الذي تسنى له بفضل ثورته‪ ،‬مسك مصيره بني‬
‫للبطال�ة وم�ا تتطلبه من تدب�ر لبعض احللول للح�د من مخاطرها‬ ‫وتذب�ذب املصطلح�ات بني فت�رة زمني�ة وأخرى للحص�ول على‬ ‫ترويج الكميات التي يقع جمعها يوميا‪ .‬كما يعاني منتجو احلليب‬ ‫يدا بيد وبيعوا الشعير بالتّمر كيف شئتم يدا بيد)‪.‬‬ ‫يقبل األموال كأمانة عنده ال بش�رط الوديعة العادية التي تقتضي‬
‫أيديه وفرض نفسه كأمنوذج للنجاح في املنطقة وفي العالم‬
‫وللتخفيف من وطأتها‪ ،‬أال تعد محاولة التطرق إلى بعض األسباب‬ ‫بيانات تس�تجيب ملا يقتضيه تلميع صورة النظام البائد والترويج‬ ‫من صعوبات في نقل منتوجهم الى مراكز التجميع البعيدة مما‬ ‫كما عرف املس�لمون عملية حتويل النقود م�ن بلد إلى بلد كما هو‬ ‫إرج�اع ورد امل�ال بعين�ه وإمنا عل�ى صفة القرض احللال الذي‬
‫بأسره‪.‬‬
‫أولى اخلطوات الضرورية على هذا الدرب؟‬ ‫ملعجزة القائد األوحد‪ ،‬فإن هذه النسب ال تعكس مختلف أبعاد هذه‬ ‫يجبرهم في احيان كثيرة على اتالف كميات كبيرة منها‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫جهات‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪10‬‬ ‫جهات‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬

‫نب�ض ال�شارع‪...‬يف القريوان‬ ‫معامل “بلطة” ا ألثرية‬ ‫نائلة العثماني الكعبي‬


‫ال�شيخ را�شد الغنو�شي يف احلمامات‬ ‫ال�سند‪� :‬إثارة النعرات‬
‫جامع عقبة بن نافع‪ ..‬ي�ستعيد �إ�شعاعه‬
‫قال أهالي منطقة بلطة بوالية جندوبة اجلهات املعنيّة بفتح حتقيق بخصوص طمس معلم‬ ‫العرو�شية توقع قتيلني “ال خوف على ال�سياحة من الإ�سالم �أو من الثورة”‬
‫تعود منارة جامع عقبة بن نافع بالقيروان بعد سنوات من تهميش دوره كقبلة علمية‪ ،‬لتط ّل‬
‫على العالم من جديد تنشر العلم وتشع على العالم‪ .‬هذا األمر حتقق بفضل جهود متطوعني‬
‫تاريخي هام يتمثّل في عني ماء أثرية قائمة منذ العهد الروماني تس ّمى “عني البوري” قامت‬
‫مت بذلك قطع أرزاق السكان الذين كانوا يتز ّودون مبياهها‬ ‫مصالح التجهيز بردمها كما ّ‬ ‫بني التالميذ‬
‫وري احلدائق‪ .‬ويطالب األهالي بالتدخل العاجل لصيانة بقية املعالم التاريخية‪.‬‬
‫للشرب ّ‬
‫من الشبان والكهول والشيوخ واألطفال والنسوة‪ ،‬اجتمعت قلوبهم على تنفيذ مشروع‬ ‫شهدت مدينة السند‪ ،‬شمال شرق والية قفصة‬
‫رقمي م ّكن من نقل ما يدور في جامع عقبة املعمور من حلقات إمالء قرآنية ودروس وخطب‬ ‫يوم الثالث�اء ‪ 19‬أفريل اجلاري‪ ،‬وللمرة الثانية في‬
‫جمعية‪ .‬وقد جنح في تنفيذ الفكرة متطوعون متكنوا أ ّوال من وصل جامع عقبة بشبكة‬
‫االنترنيت وتوفير أجهزة كاميرا وجهاز حاسوب مكنت جميعها من البث املباشر عبر شبكة‬
‫من فل�سطني إ�ىل الق�صرين‬ ‫غضون ش�هرين مواجهات دامية بني تالميذ املعهد‬
‫الثانوي أصيلي الس�ند وزمالئهم من عمادة عليم‪،‬‬
‫االنترنيت‪.‬‬ ‫و ق�د واكب�ت الفج�ر أط�وار املعركتني‪ .‬ورغ�م أنّ‬
‫الفكرة نالت استحسان أبناء القيروان الذي تطوعوا للمشروع الذي مكن من إعادة االعتبار‬
‫وصلت قافلة فلسطينية تضم عددا من املسؤولني والطلبة إلى مدينتي تالة والقصرين أين‬ ‫املواجهة األولى أسفرت املعركة على أكثر من ‪100‬‬
‫جلامع عقبة بن نافع ليشع بنور علمه على العالم مجددا‪ ،‬لكن هذه املرة على يد شبان أكفاء‪.‬‬ ‫رحبوا بالقافلة‬
‫كان في استقبالها عدد من اإلطارات احمللية والفعاليات اجلماهيرية الذين ّ‬ ‫جريح من الطرفني أغلب إصاباتهم طفيفة‪ ،‬فإنّ هذه‬
‫عري�ضة الهوية‬ ‫وأكبروا هذه البادرة برغم ما يعيشه الشعب الفلسطيني من حصار ودمار‪ .‬وقد حمل‬ ‫املرة كانت األحداث دامية وخطيرة‪.‬‬
‫منذ اجلمعة الفارطة مت مبدينة القيروان وعلى غرار عدة مت إطالق حملة توقيعات حتت شعار‬ ‫املتضامنون الفلسطينيّون إلى إخوتهم في القصرين أدوية وأجهزة طبّية‪.‬‬ ‫املواجهة اندلعت صبيحة الثالثاء على الس�اعة‬
‫«من أجل احلفاظ على الهوية العربية اإلسالمية لتونس»‪ ،‬وتدعو هذه العرائض إلى التمسك‬ ‫التاس�عة وحس�ب م�ا ش�اهدناه ف�إنّ إدارة املعهد‬
‫واتفق الطرفان التونسي والفلسطيني على توأمة تالة الثائرة ومدينة جنني الصامدة‬
‫بالهوية العربية واإلسالمية للشعب التونسي‪ .‬وقد شارك في حترير العريضة فئات مختلفة‬ ‫تفطن�ت إل�ى املناوش�ات واس�تعداد التالمي�ذ من‬
‫وتوأمة محافظة خان يونس مع والية القصرين‪.‬‬ ‫الطرفين إلى خ�وض املعركة فب�ادرت بغلق أبواب‬
‫من املجتمع‪.‬‬
‫وفي الوقت الذي استغرب فيه البعض احلاجة إلى مثل هذه العريضة لتأكيد التمسك بالهوية‬ ‫املعهد والسعي إلى التهدئة مع إعالم األمن باألمر‪.‬‬
‫اإلسالمية والعربية لتونس‪ ،‬أكد آخرون أنّها عملية مطلوبة بشدة من أجل توجيه العرائض‬
‫إلى املجلس التأسيسي املرتقب حتى يأخذ هذه املبادئ األساسية بعني االعتبار عند صياغة‬
‫ال�صحراوية أ�زمة بال ّ‬
‫حل‬ ‫ال�سياحة ّ‬
‫توزر‪ّ :‬‬
‫إثر ذلك حصل التراشق باحلجارة بني التالميذ‬
‫وس�ط املعهد وخارجه‪ ،‬وحص�ل بحضور عناصر‬
‫قليل�ة من اجليش اكتف�ت مبتابعة املوقف‪ ،‬ثم تطور‬
‫الدستور‪.‬‬
‫األسفار في رحلة إلى توزر وقبلّي إلنهاض‬ ‫يعاني اآلالف من العاملني في القطاع السياحي‬ ‫األم�ر إلى عملية اقتح�ام للمعهد ف�كان التقاتل بني‬
‫فرحة الطفل‬
‫قطاع السياحة والتعرف إلى اآلفاق املمكنة‬ ‫أزمة بطالة فرضت عليهم فرضا‪ .‬ويرجع ذلك‬ ‫تالميذ العرشين (عليم والس�ند)‪ .‬وبعد مدة زمنية‬
‫كان ألطفال والية القيروان موعد بريء مع املرح والفرحة واإلبداع‪ .‬واللعب وهم يتعلمون‪.‬‬ ‫كما أش�ار الش�يخ إل�ى أن بن�اء دولة‬ ‫الس�ياحة الثقافي�ة و الس�ياحة الدينية لذا‬ ‫نظم�ت حرك�ة النهض�ة ي�وم األح�د‬
‫من خالل تظاهرة احتفالية بعنوان «فرحة األطفال بثورة األبطال»‪ ،‬انتظمت مبدينة األلعاب‬
‫باجلريد إالّ أنّ بعض األطراف غير املسؤولة‬ ‫إلى تقلّص ملحوظ في عدد ّ‬
‫السياح القادمني إلى‬ ‫قصي�رة ح�اول أعوان األم�ن تفري�ق املتخاصمني‬
‫مما جعل الرحلة‬ ‫معاصرة ال تتعارض مع القيم اإلسلامية‬ ‫وجب إدخال إصالحات أساس�ية على هذا‬ ‫‪ 17‬أفري�ل اجلاري اجتماع�ا عاما مبدينة‬ ‫باس�تعمال قناب�ل الغ�از الت�ي أصابت عب� ّوة منها‬
‫«كيدز الند» مبدينة القيروان‪ .‬وقد راوحت بني اإلفادة والتسلية وجمعت أطفال رياض‬ ‫قامت برمي القافلة باحلجارة ّ‬ ‫بالدنا بسبب عدم االستقرار األمني وتردي‬
‫تبوء بالفشل‪.‬‬ ‫األوضاع في منطقتي الوسط واجلنوب كذلك‬ ‫هو مش�روع حداثي تعتزم احلركة القيام‬ ‫القط�اع لتتضاعف املداخيل ألن الس�ياحة‬ ‫احلمام�ات حض�ره أبرز قي�ادات احلركة‬ ‫التلمي�ذة س�ناء عليمي الت�ي أفادت مص�ادر طبية‬
‫األطفال من مختلف معتمديات والية القيروان من جهات مختلفة فكانت التظاهرة مبثابة‬ ‫به‪.‬‬ ‫مصدر أساسي من مصادر الثروة‪.‬‬ ‫وأعداد غفيرة من مناصريها‪.‬‬ ‫أنّه�ا مصابة بالربو وق�د أ ّدى اختناقها إلى وفاتها‪.‬‬
‫وفي اتصال بالفجر ش ّدد أعوان القطاع‬ ‫خطورة الوضع احلدودي مع اجلارة ليبيا‪.‬‬
‫ملتقى إقليميا للطفل‪.‬‬ ‫على هام�ش االجتماع‬ ‫وأوض�ح ان “تون�س ثري�ة بآثاره�ا‬ ‫واس�تهل الش�يخ كلمت�ه بتحي�ة وفاء‬ ‫كما خلفت املعركة مقتل التلميذ قاس�م برهومي إثر‬
‫السياحي على ضرورة االهتمام بهم وبدراسة‬ ‫وقد تضررت مئات العائالت في توزر من‬
‫وقد شهدت التظاهرة عدة فقرات تنشيطية وأشكال تعبيرية منها ورشات للرسم واملسرح‬ ‫‪ -‬ألقى األس�تاذ عبد الكرمي الهاروني‬ ‫ومتتلك ثروة س�ياحية ضخم�ة لذا وجب‬ ‫ألرواح الش�هداء ث�م أش�اد بالث�ورة التي‬ ‫إصابته بآالت حادة في عدة أنحاء من جس�ده‪ .‬ولم‬
‫واأللعاب واألشغال اليدوية إضافة إلى األناشيد واملوسيقى والكورال وتالوة القرآن‬ ‫القي�ادي باحلركة كلمة في ه�ذا اللقاء أكد‬ ‫وض�ع إس�تراتيجية ذات رؤي�ة واضحة‬ ‫خول�ت لتون�س أن حتظ�ى بس�معة طيبة‬ ‫ينته االقتتال إالّ بقدوم التعزيزات و خلف قرابة ‪60‬‬
‫الكرمي‪.‬‬ ‫فيه�ا عل�ى أهمي�ة دور املرأة ف�ي املجتمع‬ ‫لنستقطب السياح‪”.‬‬ ‫ومكان�ة مرموق�ة‪ .‬وأك�د أن الث�ورة أكبر‬ ‫جريحا إصابة أغلبهم في الوجوه والعيون‪.‬‬
‫رمبا يحتاج الطفل إلى تكرار الفرحة وكذلك إلى توفير فضاءات اللعب والترفيه ألنّه تع ّرض‬ ‫بصفة عام�ة وفي احلرك�ة بصفة خاصة‬ ‫وع�رج الش�يخ عل�ى موض�وع املرأة‬ ‫دعاية للس�ياحة في بالدن�ا على خالف ما‬ ‫ه�ذه احلادثة أث�ارت موجة غض�ب وامتعاض‬
‫إلى التهميش بدوره وعطلت براءة طفولته‪...‬ومنع من التفكير والتالوة بصوت عال‪.‬‬ ‫مؤك�دا ان�ه لوال صم�ود النس�اء ما صمد‬ ‫مؤك�دا عل�ى أهمي�ة دوره�ا ف�ي املجتمع‬ ‫يظ�ن البعض من أنها س�تؤثر س�لبا على‬ ‫ل�دى مواطني الس�ند وعلي�م على ح ّد س�واء‪ ،‬ففي‬
‫تركة البلدية‬ ‫الرجال‪.‬‬ ‫وأش�ار الى أن مجلة األحوال الش�خصية‬ ‫املوس�م الس�ياحي‪ .‬وتوج�ه ف�ي حديث�ه‬ ‫امل�رة األول�ى اته�م مواطن�و اجلهتين التجمعيين‬
‫مت مبدئيا االتفاق على تعيني النيابة اخلصوصية لبلدية القيروان‪ .‬ومت تعيني رئيس للبلدية‬ ‫‪ -‬تلا معز ب�ن رمضان بي�ان احلركة‬ ‫وبع�ض املس�ائل األخ�رى الت�ي تثي�ر‬ ‫إل�ى من ي�روج أن اإلسلام عائ�ق لتطور‬ ‫أصيل�ي املنطقتين بالتحري�ض عل�ى العروش�ية‬
‫بشكل مؤقت وهو أحد احملامني‪ .‬وال تزال قائمة أعضاء املجلس البلدي املؤقت بني أخذ ورد‬ ‫النهضة باللغة األملانية‪.‬‬ ‫تس�اؤالت هي مس�ائل هامش�ية ألن دور‬ ‫الس�ياحة و جناحه�ا قائلا “ال ينبغي لنا‬ ‫واجلهوي�ة وتواص�ل اتهامهم لهذه األط�راف التي‬
‫بسبب اخلالفات املتكررة ودخول أطراف على اخلط في كل جلسة حوار‪ .‬وخصوصا بسبب‬ ‫‪ -‬مت خلال ه�ذا احلفل تكرمي الس�يد‬ ‫امل�رأة في احلرك�ة فعال ج�دا وخير دليل‬ ‫أن نخش�ى على الس�ياحة من اإلسالم أو‬ ‫تغ�ذي موجة التفرق�ة والكراهية ف�ي منطقة كانت‬
‫تدخل جهات تريد احتكار «حماية الثورة»‪ ،‬حسب رأي البعض‪.‬‬ ‫أحمد احلفناوي الذي عرف بكلمة “هرمنا‬ ‫عل�ى ذلك كما ق�ال موافقنا على مش�روع‬ ‫الثورة‪...‬إنهما يزكيان كل خير موجود‪”.‬‬ ‫تضم عدي�د اإلطارات التجمعية الت�ي خدمت بوالء‬
‫وبعيدا عن املناكفات واملصالح الضيقة‪ ،‬فإنّ األ ْولى لبلدية القيروان هو التدخل سريعا‬ ‫من أجل هذه اللحظة التاريخية”‪.‬‬ ‫املناصفة‪ ،‬علم�ا وان الكثيرين اس�تغربوا‬ ‫كم�ا أش�ار أن ه�ذا الصيف س�يكون‬ ‫النظ�ام الس�ابق‪ .‬كم�ا تتوج�ه أصابع االته�ام إلى‬
‫ملباشرة العمل البلدي وإعادة هيبة البلدية ومتابعة ملفات الرخص والبناء العشوائي وسرقة‬ ‫‪ -‬تكرمي الس�يد س�مير ب�ن علية الذي‬ ‫هذا املوقف م�ن احلركة لكن�ه ر ّد على كل‬ ‫موس�ما س�ياحيا لتزامنه م�ع االنتخابات‬ ‫أسماء معروفة في اجلهة أبدى األهالي استغرابهم‬
‫الرصيف واالنتصاب الفوضوي مع موضوع النظافة واالعتناء باألحياء املهمشة‪ .‬ومن‬ ‫قضى ‪ 20‬س�نة مختبئا في مغارة في عهد‬ ‫من يش�كك في رؤيتنا للمرأة ومكانتها في‬ ‫معتبرا أن السياحة مجال واسع ال يقتصر‬ ‫من عدم اعتقالهم ومحاسبتهم قضائيّا‪.‬‬
‫األكيد أنّها تركة ثقيلة على كاهل املجلس البلدي املؤقت‪.‬‬ ‫بن علي‪.‬‬ ‫املجتمع‪”.‬‬ ‫على الس�ياحة الشاطئية بل يتجاوزها إلى‬ ‫سعد األهرع‬
‫مركز الفنون الركحية‪ ..‬متى‬
‫وضعياتهم التي صارت تنذر مبزيد من التأزم‬ ‫توقف السياحة بينهم ‪ 400‬سائق سياحي‬
‫منذ سنوات ومسرحيو القيروان ينتظرون إنشاء مركز الفنون الركحية وعودة الفرقة القارة‬
‫للفن املسرحي‪ .‬ومت ّر األعوام وتتحول األحالم إلى أوهام ووعود بال تنفيذ‪ .‬وللتعبير عن‬
‫إذا لم يقع إيجاد حلول لها‪ .‬وفي هذا السياق‬
‫يقول صاحب عربة سياحية «إنّ صمتنا لن‬
‫و‪ 300‬سائق عربات سياحة مجرورة و‪55‬‬
‫صاحب مغازة للصناعات التقليدية ومئات من‬
‫العيد بنمنصور‬ ‫�أ�صـداء قب ّلــي‬
‫متسكهم بهذه املؤسسة وتأكيدا ألهميتها جتمع عدد من املسرحيني واملثقفني يوم األربعاء‬
‫يطول ألنّنا سنتحرك ونتكلّم‪ ..‬سوف لن ننتظر‬ ‫العاملني الذين توقفت جراياتهم أو يتقاضون‬
‫‪ 20‬أفريل على مدارج املر ّكب الثقافي وذلك من أجل لفت األنظار إلى مشروع مركز الفنون‬ ‫ألنها ليس�ت املرة األولى التي تقع فيها مثل هذه االش�تباكات للحركة‪.‬‬ ‫قبلي واالعتمادات املر�صودة للتنمية‬
‫طويال فأصحاب اجلرايات في القطاعات‬ ‫نصف جراية كحل وقتي‪.‬‬
‫الدرامية الذي ُوعدت به القيروان منذ عشر سنوات و ُرصدت له التمويالت لكنّها ح ّولت إلى‬ ‫املجل�س اجلهوي حلماية الثورة بقبلي‬ ‫لذل�ك فالدعوة واجبة إلى ض�رورة التنبه وس�د الطريق أمام‬ ‫استبش�ر كثيرون باالعتمادات التي رصدت لوالية قبلي هذه‬
‫األخرى يطالبون بالترفيع في األجور ونسوا‬ ‫وجدير بالذكر أنّ السياحة الصحراوية كانت‬
‫جهات ومشاريع أخرى‪.‬‬ ‫وصلن�ا بي�ان م�ن املجلس اجله�وي حلماي�ة الث�ورة بقبلي‬ ‫دعاة الفرقة ‪.‬‬ ‫األيام والتى مت اإلعالن عنها في وسائل اإلعالم‪ ،‬فالكل يتر ّقب‬
‫معطلون عن العمل»‪.‬‬ ‫من ال دخل له‪ ،‬فنحن أيضا ّ‬ ‫مهمشة منذ عقدين حيث ظلّت سياحة عبور‪.‬‬
‫وقد طالب احملتجون بتوفير مقر وقتي باملركب الثقافي بالقيروان والشروع في النشاط إلى‬ ‫صادر ع�ن املجلس اإلقليمي لدعم الثورة باجلنوب التونس�ي‬ ‫ن�شاط حثيث ملكتب حلركة النه�ضة‬ ‫أن تتج�ه هذه االعتمادات إلى مجاالت حيوية أهمها التش�غيل‬
‫ويضيف آخر «لم أجد حالّ فأنا أنحدر من عائلة‬ ‫ومنذ ثورة ‪ 14‬جانفي ‪ 2011‬عاشت هذه‬
‫حني تخصيص مقر للغرض‪.‬‬ ‫ش�هد املقر اجلهوي حلرك�ة النهضة نش�اطا الفتا حيث عقد ال�ذي يضم في تركيبته – الهيئة األهلي�ة لدعم الثورة مبدنني‬ ‫وبع�ث مش�اريع تس�توعب املعطلني حت�ى ال نقع ف�ي حلول‬
‫معوزة وما أمتنّاه هو أن يقع درس وضعياتنا‬ ‫العائالت فترة جوع حقيقيّة وذلك لتوقف مورد‬
‫حمكمة ا�ستئناف‪ ..‬حق‬ ‫يوم األحد ‪ 17‬أفريل اجلاري اجتماعا مفتوحا مع شباب اجلهة – املجلس اجلهوي حلماية الثورة بقبلي – الرابطة الش�عبية‬ ‫ظرفي�ة ترقيعي�ة‪ .‬وفي نظ�رة لالعتم�ادات املخصصة للجهة‬
‫فنحن عرضة للجوع»‪.‬‬ ‫رزقها توقفا تاما في بعض األحيان مما اضطر‬
‫طالب عدد من احملامني بوالية القيروان في عريضة كتابية‪ ،‬وعلى صفحة «الفيس‪-‬بوك»‬ ‫نوقشت خالله عديد املشاغل الش�بابية ألبناء اجلهة وطرحت حلماي�ة الث�ورة بتطاوي�ن – الرابطة الش�عبية حلماية الثورة‬ ‫جندها حتت�ل املرتبة ‪ 11‬مقارنة باجله�ات األخرى مببلغ ‪15‬‬
‫ويشتكي «صالح» صاحب د ّكان للصناعات‬ ‫العديد منهم لالقتراض أو العمل في حظائر‬ ‫فيه أس�ئلة ثرية عن احلركة أكدت حاجة الشباب للتعرف على بقابس‪ .‬واحتوى البيان موق�ف املجلس اإلقليمي من القانون‬ ‫مليون دينار‪.‬‬
‫بإنشاء محكمة استئناف باجلهة إلى جانب احملكمة االبتدائية وذلك من أجل تكريس حق‬
‫التقليدية قائال «صرت أفتح املغازة صباحا‬ ‫البناء أو االعتصام أمام مقر الوالية للمطالبة‬ ‫مبادئها وأهدافها خاصة وأن هذا الش�باب نشأ في ظل إقصاء االنتخاب�ي الصادر عن الهيئ�ة العليا حلماية الث�ورة‪ .‬واعتبر‬ ‫دوز «القلعة» ال للعنف نعم للتعاي�ش امل�شرتك‬
‫التوازن بني اجلهات وتوزيع ثمار التنمية بطريقة عادلة على جميع مناطق البالد‪ .‬إلى جانب‬
‫وأنتظر قدوم السائح دون جدوى‪ ،‬فحتى‬ ‫مبنحة شهرية ووقتية حتى متر األزمة‪.‬‬ ‫البيان أن ش�رعية الهيئة نس�بية ال س�يما وأن أغلب أعضائها‬ ‫احلركة ومحاربتها سياسيا وثقافيا واجتماعيا‪.‬‬ ‫دوز ه�ي قلعة من قلاع النض�ال ومنطقة «القلعة» ش�ريكة‬
‫مبررات أخرى وهي تقريب القضاء من املتقاضني وإعفاؤهم من عناء التنقل والتقليص من‬
‫السائح التونسي انهارت قدرته الشرائية‪،‬‬ ‫وقد قام بعض أصحاب محالت الصناعات‬ ‫منصب�ون‪ ،‬كم�ا ش� ّدد البي�ان عل�ى أنّ القانون ش�ابته جملة‬
‫ّ‬ ‫حتى‬ ‫اللقاءات‬ ‫وطال�ب عدد م�ن احلاضرين بتكثيف مثل ه�ذه‬ ‫معها ألنها متثل مع دوز جسدا واحدا‪ ،‬ويربتط الس ّكان هنالك‬
‫الضغط الكبير املسلط على محكمة االستئناف بسوسة‪ .‬كما أ ّكد احملامون أنّ نسبة كبيرة من‬
‫لقد بعت بعض أثاث بيتي ألعول أسرتي‪ ..‬إنّنا‬ ‫التقليدية في توزر بتنظيم تظاهرة سياحية‬ ‫تتواص�ل احلركة مع اجلمي�ع لرد التش�ويه اإلعالمي املتعمد نقائص أه ّمها عدم مراعاة البنية االجتماعية والثقافية للمجتمع‬ ‫بعالق�ات مصاه�رة وقرابة‪ .‬وما حدث منذ فت�رة من عنف ال‬
‫القضايا التي تعرض على محكمة االستئناف بسوسة ترجع بالنظر إلى محكمة القيروان‬
‫نطالب بجرايات وقتية مثلنا مثل القادمني من‬ ‫وإعالمية إلحياء السياحة وتنشيطها‪ ،‬ومت تقدمي‬ ‫بحقها‪ .‬وفي إطار هذه احلركية لنش�اط احلركة باجلهة ينتظر التونس�ي‪ ،‬كما انتقد نظام القوائم النسبية الذي يقصي عددا‬ ‫ميكن تبريره ويؤك�د وجود أطراف حريصة على زرع الفتنة‬
‫االبتدائية‪.‬‬
‫ليبيا‪ ،‬مثلنا مثل أصحاب الشهادات‪ ،‬لقد تعبنا‬ ‫فقرات ثقافية وإعالمية للتعريف بالسياحة‬ ‫أن يق�دم األس�تاذ احملاض�ر في التنمي�ة البش�رية علي يحي كبيرا من الش�خصيات الوطنية الشعبية الداعمة للثورة والتي‬ ‫بني أبناء اجلس�د الواحد‪ .‬ولوال حض�ور العقالء من اجلانبني‬
‫وبخصوص املقر املمكن تخصيصه حملكمة االستئناف باجلهة أشار احملامون إلى وجود‬
‫من املماطلة والوعود ونريد أفعاال ال أقواال»‪.‬‬ ‫إيجابي حيث‬
‫ّ‬ ‫الصحراوية وقد كان لها تأثير‬ ‫محاض�رة وذل�ك مس�اء الس�بت ‪ 23‬أفريل باملق�ر اجلهوي ترغب في التقدم في قوائم مستقلة عن األحزاب‪.‬‬ ‫لوصلت املش�كلة إلى ما ال حتمد عقباه‪ .‬ونحن نش�ير إلى هذا‬
‫بناءات شاغرة قادرة على احتضان مقر احملكمة املطلوبة بدون حاجة إلى بناءات جديدة‪.‬‬
‫سيف حمادي‬ ‫حضر مجموعة من السفراء وأصحاب وكاالت‬
‫‪13‬‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪12‬‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬

‫معاناة فتاة‬ ‫دمــار �شامــل‬ ‫واقع ا أل�سرة التون�سية‪:‬‬


‫مهى الجويني‬ ‫تاريـخ احلركـة الن�سويـة العامليـة‬
‫لوال تربيتي املحافظة ‪...‬‬ ‫آمنة بوسعيدي‬

‫واملعاشرة باحلسنى واملودة والرحمة محذوفة من‬ ‫املرأة التونسية وهي تستعيد وجودها احلقيقي وتثبت‬ ‫وال يجوز أن يقتصر هذا الدور على املرأة‬ ‫إليه‪ .‬وهذا ما يضمن حتررها الكلي‪ ،‬ورغم‬ ‫فما الذي جعل «اجلندر» ينحرف عن‬ ‫تواصل الباحثة مهى اجلويني في اجلزء‬
‫تدرس بالنهار وتعمل باللّيل لتنفق على العائلة‪ ،‬حتمل همومها وهموم األب‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫تضارب هذه النزعة مع الطبيعة اإلنسانية‬ ‫مساره وينحصر في زاوية تأليه املرأة؟‬ ‫الثاني من دراستها تتبع مسار تطور احلركة‬
‫قاموس العالقة الزوجية بل يجد كل طرف املتعة في‬ ‫وعيها الفكري والسياسي وتنحت كيانا ظل حبيس سياسة‬
‫العاجز واأل ّم املريضة‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق يقول الدكتور عبد‬ ‫فإنّ هذه األفكار وجدت دعما من قبل عديد‬ ‫وملاذا اجلندريات في صراع دائم مع الرجل‬ ‫النسوية‪ .‬وتبينّ في هذا املقال االنحراف‬
‫جتاهل اآلخر وحرمانه حقوقه التي شرعها الله‪ .‬ومن‬ ‫التهميش واإلقصاء حيث عمل جهاز السلطة السابق على‬
‫نور الهدى الرحيمي أصيلة منطقة فريانة التابعة لوالية القصرين‪ ،‬تبلغ من‬ ‫الوهاب املسيري عن الفكر الغربي النسوي‬ ‫احلكومات‪ ،‬وقد قامت الدول االسكندنافية‬ ‫واملجتمع والعائلة واملؤسسات الدينية؟‬ ‫الذي طرأ على فكرة «اجلندر» من مبحث‬
‫ثم ينفتح باب الشك على مصراعيه وهو املهدم األساسي‬ ‫خلق صراع بينها وبني الرجل وظل هذا الشريان يغذي‬
‫العمر ‪ 26‬سنة لكن وأنت تنظر إليها ترى في عينيها أثار معاناة حرمتها من‬ ‫«هو عبارة عن هجوم على طبيعة اإلنسان‬ ‫بتشريع قانون زواج املثليني وسمحوا لهم‬ ‫لقد تطرفت احلركة النسوية في مطالبها‬ ‫يهتم بقضايا املرأة والرجل معا‪ ،‬إلى هجوم‬
‫للعالقة الزوجية أوال وللعائلة ثانيا وهو ما يعطي للمشكلة‬ ‫فكرة االعتداد بالرجولة في مجتمع ذكوري يحفظ للرجل‬
‫التتمتّع بشبابها كمثيالتها من بنات عمرها‪.‬‬ ‫االجتماعي وإلغاء الثنائية اإلنسانية التي‬ ‫بتبني األطفال‪ ،‬أضف إلى ذلك تشريع‬ ‫وحتولت مطالبها من املساواة إلى الهيمنة‬ ‫على طبيعة اإلنسان االجتماعية وتكريس‬
‫بعدا مأساويا تض ّرر بسببه األطفال من املشاحنات في‬ ‫مكانة موروثة تتعاظم في مقابل كيان مستضعف يستغل‬
‫نور أو كما يناديها أصدقاؤها فتحية تروي للـ «فجر» معاناتها قائلة «درست‬ ‫يستند إليها العمران البشري» ‪ ،‬كما تعتبر‬ ‫قانون التلقيح االصطناعي الذي مي ّكن املرأة‬ ‫املطلقة‪ ،‬فالعديد من نسويات اليوم تتمحور‬ ‫للعداء بني اجلنسني‪ ،‬حسب رأي الكاتبة‪.‬‬
‫البيت التي قد تصل إلى التعنيف بني الزوجني‪.‬‬ ‫أبشع استغالل وذلك بإيهامها بحفظ حقوقها وجعلها‬
‫كتقني سامي في مهن القضاء واآلن أدرس إجازة تطبيقية في النزاعات اإلدارية‬ ‫الباحثة أمال قرامي أنّه «لو لم تختلف األنوثة‬ ‫من االستغناء نهائيا عن الرجل إذا ما رغبت‬ ‫مطالبه ّن حول التمركز حول األنثى ورفض‬ ‫ظهر مصطلح اجلندر منذ عقود في‬
‫فتغيب سياسة احلوار وآدابه وينشأ جيل بأكمله‬ ‫مختبرا جلملة من القوانني والتشريعات تبشر فعليا بحق‬
‫واجلبائية باملركب اجلامعي املنار‪ .‬يوميا اذهب للدراسة بالنهار وأشتغل بالليل‬ ‫عن الذكورة ملات الشوق وسيطر اخلواء وعم‬ ‫في احلصول على جنني‪ .‬وهو ما يؤدي‬ ‫العائلة التقليدية وتأنيث الله‪!! ‬‬ ‫األوساط النسوية االنقلوسكسونية لينتشر‬
‫وتشبّع من جو محتقن بني الوالدين‪ .‬وعوضا عن مساندة‬ ‫احلياة بكرامة غير أنها ليست أكثر من حبر على ورق‪.‬‬
‫في شركة للمعدات املعدنية‪ .‬كنت أضحي بدراستي وأجنح في دورة املراقبة‬ ‫الفناء‪ ،‬فاالختالف سبيل للتعارف والتجديد‬ ‫في باقي أرجاء املعمورة‪ .‬وقد طرح ألول‬
‫الطفل ومده باحلنان الكافي يجد كل من الطرفني الزوج‬ ‫وتعاظمت صورة املرأة املتحررة في تونس مقارنة‬
‫ألنني ال أستطيع أن أتغيّب عن العمل كي ال أطرد»‪.‬‬ ‫ووسيلة لبلوغ التطور والثراء‪ ،‬وهو أداة‬ ‫مرة في عاملنا العربي في مؤمتر السكان‬
‫والزوجة نفسهما في حاجة للحنان وللحب وكثيرون‬ ‫بالبلدان العربية ونفخ في هشيمها ووقع بذلك حتويل‬
‫هم الذين يحسمون الصراع باخلروج من هذه الدوامة‬ ‫وجهتها من صراع ضد أشكال التهميش واإلقصاء إلى‬ ‫للمعرفة وشرط للحياة»‪.‬‬ ‫بالقاهرة سنة ‪ ،1994‬ومن خالل هذا املؤمتر‬
‫ملمارسة شعائرهم اخلاصة‪.‬‬ ‫صراع ضد الرجل األمر الذي أدى إلى تشتيت اجلهد‬ ‫ت�أنيث الله‬ ‫ارتأى الباحثون تقسيم النوع الجتماعي‬
‫وبهذا جتد املرأة نفسها في مهب الريح حيث تواجه‬ ‫داخل األسرة التونسية من جهد للدفاع عن مصلحة‬ ‫النسوي «املتطرف» إلى‬
‫ّ‬ ‫يذهب املوقف‬ ‫إلى قسمني وهما‪ :‬النوع البيولوجي «وهو‬
‫فعال أصعب التحديات وأولها أن تشخص واقعها‬ ‫مشتركة إلى جهد للتناحر حول السيادة‪ .‬فاندفعت املرأة‬ ‫أنّه يجب تأنيث اخلالق في حديثنا عنه‬ ‫املعنى اللغوي‪ ،‬واملوضوعي للذكورة‬
‫احلقيقي والفعلي وليس ما روجوه لنا طيلة سنوات من‬ ‫التي حتاول أن تظفر بقسط من الثقافة نحو هذا التيار‬ ‫ألنّنا في تذكريه واستعمال ضمير «هو»‬ ‫واألنوثة‪ « ‬وهذا النوع هو الذي ميكن أن‬
‫حرية وتطور ودميقراطية‪ ،‬فليست احلرية في االنشغال‬ ‫مصدقة بأن الرجل عدو وأن القوانني حتفظ لها كل‬ ‫إهانة للمرأة وحتقير لشأنها‪ .‬وقد جاء على‬ ‫منيز به املرأة عن الرجل وذلك الختالف‬
‫بهاجس الندية للرجل بل هاجس العمل معه والتعاون‬ ‫حقوقها وأصبح الطالق احلل املسكن ألوجاع احلياة‬ ‫لسان إحدى النسويات العربيات في املؤمتر‬ ‫اخلواص البيولوجية لكل منهما‪ .‬أ ّما‬
‫إلصالح مخلفات الدمار الشامل على أسرنا‪.‬‬ ‫وضغوطاتها‪.‬‬ ‫الدولي لتحديات الدراسات النسوية في‬ ‫النوع االجتماعي «فهو مرتبط باألدوار‬
‫وهذا ال يتعارض مع ضرورة أن يكون الرجل مسؤوال‬ ‫وأمام وطأة املشاغل اليومية وثقل املسؤوليات‬ ‫القرن احلادي والعشرين الذي نظمه مركز‬ ‫أو الوظائف االجتماعية التي ال عالقة لها‬
‫وواعيا بدوره كراع لعائلته ومكلف أمام الله بهذا الدور‬ ‫وتعاظمها وتطور احلياة املدنية مع ما تصحبه من‬ ‫البحوث التطبيقية والدراسات النسوية في‬ ‫بالنوع البيولوجي‪ ،‬فبإمكان الرجل أن‬
‫ويعامل زوجته باعتبارها كيانا يشقى خارج البيت مثله‬ ‫حتديات لتربية األطفال وغالء املعيشة‪ ،‬وأمام اجنراف‬ ‫جامعة صنعاء باليمن سنة ‪« 2010‬إنّ أقدم‬ ‫يقوم بادوار املرأة االجتماعية من اهتمام‬
‫ويعود للعمل داخله وهذا االستنزاف الفاحش لطاقات‬ ‫العامة واخلاصة نحو القروض الكبرى والصغرى‪،‬‬ ‫كتاب كرس محو األنثى و ك ّرس السلطة‬ ‫باألطفال‪ ،‬واألعمال املنزلية واملرأة تقوم‬
‫املرأة ينذر بنتائج كارثية ويخلف كثيرا من األمراض التى‬ ‫تفاقمت أشكال الضغط على احلياة اليومية ففقدت شيئا‬ ‫الذكورية كان في التوراة ابتدا ًء بفكرة الله‬ ‫بجميع أدوار الرجل دون استثناء‪ .‬وفي هذا‬
‫باتت توصف بأمراض العصر‪ :‬األعصاب القلق التوتر‬ ‫فشيئا أهدافها األساسية‪ :‬كالتربية السليمة واملرافقة‬ ‫مذكرا»‪ .‬وهكذا دخلت احلركة النسوية في‬ ‫السياق تقول سيمون دي بفوار‪ ،‬في كتابها‬
‫والسرطان‪.‬‬ ‫ألبنائنا في سن املراهقة خاصة‪ ...‬واكتفت العالقات‬ ‫صراع مع املؤسسات الدينية التي رأت في‬ ‫اجلنس األخر «املرأة ال تولد أنثى بل املجتمع‬
‫فإذا انطلق االثنان من مبدأ التعاون على البر والتقوى‬ ‫األسرية باالجتماع للخروج صباحا نحو العمل واملدرسة‬ ‫مطلب تأنيث تطاوال على املقدسات الدينية‪.‬‬ ‫يجعلها كذلك»‪ .‬فاملرأة ليست مرأة إال ألنّ‬
‫وبهدف تأسيس أسرة متوازنة وتوفير الظروف املالئمة‬ ‫والعودة مساء إلى البيت ودخلت العائلة التونسية عموما‬ ‫وفي ظ ّل هذا الهجوم على الطبيعة‬ ‫املجتمع أعطاها ذلك الدور‪ ،‬وميكن بحسب‬
‫لألبناء وحتقيق تربية سليمة قد نعيد األمل في بناء‬ ‫في متاهات الروتني وحتولت العالقة الزوجية بذلك إلى‬ ‫االجتماعية‪ ،‬بعبارة عبد الوهاب املسيري‪،‬‬ ‫طبيعيا إلى إلغاء مفهوم األسرة القائم على‬ ‫التمركز حول الأنثى‬ ‫هذا التعريف أن يكون الرجل امرأة والعكس‬
‫وتضيف الشابة فتحية بنبرة حزينة أن أباها مسن عمره ‪ 78‬سنة يعاني من‬
‫مجتمع متوازن ونستثمر بذلك الثورة ونفعلها‪ .‬فالثورة‬ ‫جحيم ال يطاق نسي شهريار كيف يكون متعبدا في خدر‬ ‫أي مصير‬
‫نزيف في املخ وال يستطيع العمل‪ ،‬وأ ّمها مريضة إضافة إلى أن لها ‪ 7‬أخوات‬ ‫يصبح من املشروع التساؤل ّ‬ ‫أم أنثى و أب ذكر‪.‬‬ ‫أصبح اجلندر من عوامل الالمساواة بني‬ ‫صحيح‪.‬‬
‫ال ترتبط بيوم من كل سنة نذكر فيه سقوط النظام‬ ‫شهرزاد ونسيت شهرزاد كيف تعطي للغد معنى وتظفر‬ ‫ينتظر املرأة العربية املسلمة بني مجتمع‬ ‫رف�ض العائلة التقليدية‬ ‫اجلنسني إذ أنّه يقوم على حترير املرأة من كل‬ ‫فاجلندر هو مبحث قائم على االهتمام‬
‫انقطعن عن الدراسة بسبب الظروف املادية‪ .‬أما أخوها الوحيد فكان يعمل في‬
‫السابق إمنا الثورة عمل مستمر وجهد متواصل‪ .‬في هذا‬ ‫منه باحلياة!‪  ‬فازدادت الهوة عمقا داخل األسرة لتطال ما‬ ‫تقليدي يتخبط في مشاكله الداخلية وبني‬ ‫جاء على لسان «اليزابت بادينتار»‪،‬‬
‫شركة لكنه اضطر إلى ترك العمل لالهتمام بوالده‪.‬‬ ‫القيود وارتباطات وجعلها مركزا ومحورا‬ ‫بقضايا املرأة والرجل معا‪ ،‬حيث إنّه يحلل‬
‫اإلطار تثير هذه املشاغل األسرية واحلضارية فينا أسئلة‬ ‫حرمه الله شرعا وليحلل األفراد العالقات غير الشرعية‬
‫إنها األمل الوحيد للعائلة‪ ،‬براتب شهري ال يتجاوز ‪ 270‬دينار‪ ،‬ورغم ذلك‬ ‫أفكار منافية لهويته تكتسح العالم‪ .‬بل إنّه‬ ‫وهي نسوية فرنسية أنّ األمومة «إحساس‬ ‫لكل القضايا‪ ،‬باعتبار أنّ أصل املجتمعات‬ ‫منط العالقات التبادلية بينهما‪ .‬وقد حاز‬
‫من قبيل القلق املصيري حول تربية أبنائنا وإفادتهم من‬ ‫بدعوى امللل أو عدم التفاهم مع الطرف اآلخر‪ ‬وليوجدوا‬
‫فعليها تسديد أجرة الكراء وشراء الدواء وتوفير املصروف اليومي للعائلة‪.‬‬ ‫لم يعد اخلطير في املسألة تطرف األفكار‬ ‫وليس غريزة «‪ ،‬وهي نابعة عن إرادة ال عن‬ ‫هي أمومية و قام الرجل باالستحواذ عليها‪،‬‬ ‫هذا املبحث على دعم دولي كبير من قبل‬
‫خبرات تونسية ال نشك في كفاءتها ووطنيتها للنهوض‬ ‫مبررا للخيانة الزوجية‪.‬‬
‫كانت دائما مهددة بالطرد من العمل ألنها في بعض األحيان تتغيب من أجل‬ ‫وعدائيتها بل الدعم الدولي لها‪ ،‬كاالعتراف‬ ‫ضرورة‪ .‬وتقسم بادينتار األم إلى نوعني‪،‬‬ ‫واختصروا حركة حترير املرأة من الرجل في‬ ‫منظمة الصحة العاملية ومنظمة األمم املتحدة‬
‫ببالدنا مهما اختلفت حساسياتنا وآراؤنا‪.‬‬ ‫فأصبحت العالقة املقدسة والرباط الزوجي‬
‫دراستها‪.‬‬ ‫القانوني بزواج املثلني ومطالبة احلكومات‬ ‫األم البيولوجية التي تنجب وحتمل اجلنني‬ ‫البعد اجلسدي واجلنسي‪ ،‬و رأوا في زواج‬ ‫وغيرها من املنظمات احلقوقية‪ .‬وفي املقابل‬
‫في مثل ظروفها سقطت الكثير من مثيالتها في الغواية وظللن الطريق وفي‬ ‫باالعتراف به‪ ،‬والتشجيع على العالقات‬ ‫في بطنها‪ ،‬واألم االجتماعية التي تقوم‬ ‫املثلني مخرجا جذريا من معضلة التفوق‬ ‫أصبحت أغلب أعمال الدارسني اجلندريني‬
‫ذلك تقول «من ألطاف الله أن تربيتي محافظة حمتني من السقوط‪ ،‬ألنه جاءتني‬
‫العديد من العروض للخروج والسهر مقابل النقود‪ ،‬في تلك اللحظة كنت أفكر‬ ‫أم مي‬ ‫ليلـى و�أخواتهــا‬ ‫اجلنسية خارج أطر العائلة والزواج في‬
‫إطار حتقيق احلريات الفردية للمرأة‪ ،‬حتى‬
‫بوظيفة التربية واحلضانة للرضيع‪ .‬واألم‬
‫االجتماعية ليست بالضرورة أن تكون‬
‫الذكوري‪ ،‬إذ أنّ العالقة اجلنسية الطبيعية‬
‫تصب في مصلحة الذكر وتكرس علو شان‬
‫منكبّة على شؤون املرأة‪ ،‬فارتبط اجلندر‬
‫بالنسوية‪ .‬وحت ّول لعلم يذكي روح العداء‬
‫في ربي وفي أبي امللقى على الفراش‪ .‬ولو ال خوفي من الله وعزة نفسي لكنت‬ ‫أنّ بعض املنظمات الدولية جعلت املصادقة‬ ‫امرأة‪ ،‬ألنّ األمومة حسب بادينتار وظيفة‬ ‫الرجل‪ .‬أ ّما اجلنس املثلي فهو يحرر املرأة‬ ‫بني اجلنسني‪ ،‬جاعال من الذكر واألنثى‬
‫اآلن ككثير من الالتي يأتني إلى العاصمة ويتهن في تفاصيلها»‪.‬‬ ‫لئن دخلت إنّ وأخواتها على اجلملة االسمية فنصبت املبتدأ وصار اسمها ورفعت اخلبر وصار خبرها‪.‬‬ ‫على هذه املطالب شرطا للحصول على منح‪.‬‬ ‫ميكن ألي فرد ذكرا كان أو أنثى القيام بها‪،‬‬ ‫من ارتباطها بالرجل وال يجعلها في حاجة‬ ‫كائنان مختلفان متناقضان متنافران‪.‬‬
‫ورغم املعاناة فان عزة النفس ال تغادرها وهي ال تشتكي لكنها تريد أن تبلغّ‬ ‫ودخلت كان وأخواتها على اجلملة االسمية فرفعت املبتدأ وصار اسمها ونصبت اخلبر وصار خبرها‪ ،‬فإنّ‬
‫«ليلى وأخواتها» دخلت على املجتمع التونسي فلم تنصب إال نفسها ولم ترفع إال أخواتها فصار الشعب خادما‬
‫�صدور رواية «امر�أة يف منفى الكلمات»‬
‫صوتها‪ ،‬وهي تعرف أن املال ليس كل شيء في احلياة لكن ما يحز في نفسها‬
‫اكثر هو بعد عائلتها عنها في السكن واإلحساس»‪ .‬في املقابل فان عائلتها‬ ‫لها و ملكا لها‪.‬‬
‫لم تشعر مبعاناتها‪ ،‬ولم جتد من قبلها التفهم حلالتها‪ ،‬وال تشاركها اي‬
‫من أخواتها أحزانها حتى انها عندما ترسب في الدراسة ال تخبرهم تفاديا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وباتت خيراته حكرا عليها‪ .‬وأمسى كل مجتهد مجرما وسجينا‪ .‬وأضحى كل من يقول الصدق كاذبا ومفتريا‬
‫وأصبح املثقف ق ًفا وهي الوجه‪ .‬باتت ليلى السياط والتونسي ظل مجلودا ومكلوم الفؤاد فض ّل بذلك الطريق‪.‬‬
‫تدعو حركة النه�ضة‬
‫املسرحية التونسية والشعرية‪.‬‬ ‫ص�در مؤخرا عن دار س�حر للنش�ر بتونس‬
‫للتساؤالت والنقاشات‪.‬‬ ‫بات على الطوى ك ّل من له نهى وعقل كالدواب كل من الحت لديه بوادر عقل‪ .‬أصبحت كل اجلمل متشابهة‬
‫ومبنية للمجهول‪ ،‬حتى الناموس لم يسلم من البطش فحوصر ليلة كاملة عندما أقلق»ليلى»‪.‬‬
‫�أبناءها وبناتها‬ ‫ف�ي ه�ذه الرواي�ة قدمت بوس�عيدي صورة‬ ‫رواية للمؤلفة آمنة بوس�عيدي جاءت بعنوان‬
‫«احلمد لله الذي رزقني قلبا يخشاه وعينا تأبى املعاصي‪ ،‬فإلى اليوم لم أقم‬
‫بأي عالقة تغضب الله رغم اجلوع وقسوة احلياة‪ ،‬أفضل دائما أن ارسب في‬ ‫فكنّا نرى نوائب الفواعل مع أنّ الكل كان يعرف الفاعل‪ .‬و يا ليته كان إيجابيّا بل كان فاعال سلبيا‪ .‬وظ ّل الفقير‬ ‫وكافة املواطنني يف تون�س‬ ‫مختلفة لألنثى كما تراها الكاتبة فهي "كفاح‬
‫م�ن اج�ل البقاء و نض�ال من اج�ل أن يكون‬
‫"ام�رأة في منفى الكلم�ات" وهي رواية من‬
‫احلجم املتوس�ط يبل�غ ع�دد صفحاتها ‪167‬‬

‫ّ‬
‫امتحان الدنيا وليس اآلخرة»‪.‬‬
‫قصة فتحيّة الرحيمي وكحل ملشكلتها ومشكلة مثيالتها تقترح نور‬ ‫هذه هي ّ‬
‫فقيرا‪ ،‬وازداد الغني غنى‪ ،‬بات املجتمع مقموعا ومحروما حتى من الكالم‪ .‬يتألم وال يتكلم‪ .‬ودخلت ليلى‬
‫وأخواتها على اجلملة الفعلية فأضحت الفاعلة والشعب املسكني مفعوال به‪ .‬إنّها مفارقة قلبت قواعد اللغة فبدل‬ ‫�إىل وقفة احتجاجية‬ ‫للمرأة ش�جر ف�وق هذه األرض ومش�اجرة‬
‫مستمرة من أجل أن تستمر في خصوبتها"‬
‫صفح�ة ويحم�ل غالفه�ا اخلارج�ي صورة‬
‫الم�رأة تتأم�ل العال�م اخلارج�ي م�ن وراء‬
‫الهدى بعث جمعيّات وطنيّة تعنى مبثل هذه الوضعيات إضافة إلى ضرورة‬ ‫أن كانت النواسخ تدخل على اجلمل االسمية أمست داخلة على اجلملة الفعلية‪ .‬نعم إنّها نواسخ بكل ما حتمل‬
‫الكلمة من معنى‪ .‬ألف رحمة عليك يا سيبويه‪ ،‬لقد كنّا نقول سرا نكاد منوت وفي قلوبنا ه ّم من ليلى‪ .‬ألف رحمة‬
‫�أمام ال�سفارة ال�سورية‬ ‫جمعت الكاتبة في الرواية بني السرد والشعر‬ ‫النافذة‪.‬‬
‫التوعية ال ّدينية في اجلامعات‪ ،‬وأيضا ضرورة التخفيض في معلوم الترسيم‬ ‫ووظف�ت ش�خصيات مختلف�ة وه�ي تروي‬ ‫والكاتبة أمنة بوسعيدي هي أستاذة متحصله‬
‫في اجلامعات والترفيع في املنح اجلامعية‪.‬‬ ‫لك يا أبا القاسم الشابي احلمد لله لقد اجنلى الليل وكسر القيد ويا ليتك اآلن حيا ترى أشعارك يتغنى بها اآلالف‬ ‫وذلك يوم االثنني على ال�ساعة‬ ‫قصته�ا م�ع رجلها وقد ابتكرت ش�خصيات‬ ‫على املاجس�تير في اللغة واألدب واحلضارة‬
‫املؤلفة من البشر ولقد سالت دماؤنا من عروقنا وسقت تونس ومنها ارتوت بنزرت إلى بنقر دان وصوال إلى‬
‫ج‪.‬ف‬ ‫العالم بأسره فطوبى لنا بك‪.‬‬ ‫ال�ساد�سة والن�صف م�ساء‬ ‫أخرى من جدة و جارة وصديقة وغيرها من‬
‫الشخصيات‪.‬‬
‫العربية و بصدد إعداد الدكتوراه في املسرح‬
‫والرواية في تون�س ولها محاولة في الكتابة‬
‫‪15‬‬ ‫دولية‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪14‬‬ ‫دولية‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬

‫التنظيمات ال�سيا�سية الليبية وتاريخ‬ ‫املعار�ض الليبي �سليمان بو�شويقري‪:‬‬ ‫الفل�سطينيون‪« :‬هرمنا»‬
‫�صراعها �ضد النظام منذ ‪1969‬‬ ‫ال نخ�شى على تق�سيم ليبيا �سوى من القذايف‬ ‫وننتظر اللحظة التاريخية للإفراج عن �أ�سرانا‬
‫سليم سليم – غزة‬

‫يعرض الكاتب الليبي فتحي الفاضلي في مؤلفه «البديل السياسي في ليبيا‬ ‫توقع املعارض الليبي سليمان بوشويقير حصول‬
‫ودولة ما بعد الثورة»‪ ‬الصادر سنة ‪ 2002‬تاريخ املعارضة الليبية والصراع‬ ‫كارثة إنسانية في ليبيا ألنّ القذافي لن يستسلم أو‬
‫السياسي ضد سلطة الفاحت من سبتمبر بقيادة العقيد القذافي‪.‬‬ ‫حتديدا ً األخوة العرب أن يتضامنوا مع‬ ‫«لنا خمس سنوات لم نرهم من يوم ما سجنوا‬ ‫بإيجاز «رسالتنا إلي فصائل الوحدة الوطنية‬ ‫أحيا الفلسطينيون في غزة والضفة يوم‬
‫ألي ح ّل وإذا لم ُيهزم سيظ ّل يحارب متشبثا‬‫يرضخ ّ‬ ‫األسرى و يطالبوا بنقل قضيتهم وحمل‬ ‫نريد رؤيتهم وال يوجد تواصل معهم إال بعض‬ ‫الوحدة الوحدة إن شاء الله يا رب بتوحدوا»‪.‬‬ ‫األحد ‪ 17‬أفريل ‪ 2011‬يوم األسير الفلسطيني‬
‫ويبينّ فتحي الفاضلي أنّ النظام الليبي قاد سياسة متطرفة عنيفة ضد القوى‬
‫بالسلطة‪.‬‬ ‫همومهم في كل مكان و العمل على حلها و‬ ‫الدقائق الشحيحة بطرق صعبة للغاية من‬ ‫و تطالب احلاجة الفلسطينية أم مازن‬ ‫للتضامن مع األسرى األبطال داخل سجون‬
‫االجتماعية والسياسية واملالية والثقافية‪ ،‬وقاد صراعا تصفويا ضد النخب‬
‫واعتبر بوشويقير في تصريحات للفجر أنّ العقيد‬ ‫أن يخرجوا للتظاهر في كل مكان للتضامن‬ ‫خالل إدارة سجون االحتالل‪ ،‬أبناؤهم أيضا‬ ‫املقاومة بأسر املزيد من جنود االحتالل حتى‬ ‫االحتالل وللمطالبة باإلفراج عنهم‪ ،‬فيما أعلن‬
‫العسكرية التي لم تقبل خيارات «الثورة»‪ .‬كما يوضح املؤلف أنّ تلك املنهجية‬
‫املتطرفة لم تكن متفقا ً عليها حتى بني قوى «الثورة» نفسها‪.‬‬ ‫القذافي ال ميكن وصفه باملجنون‪« ،‬إنّه يعرف ما‬ ‫معهم‪.‬‬ ‫يبكون يريدون آباءهم‪ ،‬مراتو ولدت وجابت‬ ‫حترير كل األسرى من السجون‪ ،‬ومتنت لهم‬ ‫األسرى داخل السجون اإلضراب عن الطعام‬
‫فقد القي القبض عند قيام «الثورة» مباشرة على رجال العهد امللكي وأودعوا‬ ‫يريد وهو عنيف بطبيعته وله تشبث غريب بالسلطة‬ ‫ويقبع أكثر من ستة آالف أسير فلسطيني‬ ‫بنت وولد وابنو اآلن دخل الروضة وما شاف‬ ‫النصر والتمكني موجهة التحية لهم مثنية على‬ ‫في هذا اليوم وذلك للفت أنظار العالم جتاههم‬
‫السجون ومنهم من مات أو ُقتل‪ .‬وحوكم في أوائل ‪ 1972‬الصحفيون‬ ‫ومستعد حلرق ليبيا»‪ .‬وتابع املتحدث «النظام‬ ‫في معتقالت االحتالل بينهم ‪ 12‬نائبا ً من‬ ‫أبوه‪ ،‬وبت ُم ْر املناسبات واألعياد علينا وعلى‬ ‫جهودهم بأسر شاليط‪.‬‬ ‫وإلى االلتفات ملعاناتهم‪.‬‬
‫واإلذاعيون من احملسوبني على العهد امللكي‪ .‬وصدر قانون جترمي احلزبية‬ ‫سيجابه الثورة بك ّل ق ّوة وسيستخدم العنف املفرط‬ ‫املجلس التشريعي الفلسطيني‪ ،‬و‪820‬‬ ‫األطفال ونحن محرومون وإياهم من سماع‬ ‫ً‬
‫لم يكن احلال مختلفا لدى السيدة‬ ‫ورفع املشاركون في املهرجان التضامني‬
‫(‪ 30‬ماي‪ )1972‬والذي يعتبر ترسيخا لقانون منع إنشاء األحزاب في ليبيا‪.‬‬ ‫بك ّل الوسائل‪ ،‬وما املعلومات األخيرة على الهجمات‬ ‫آخرين صدرت بحقهم أحكام بالسجن املؤبد‬ ‫حتى صوتهم»‪.‬‬ ‫الفلسطينية رايقة رجب حلس (‪ 37‬عاماً)‬ ‫الفتات تدعو لإلفراج عن األسرى داخل‬
‫تلى ذلك إعالن الثورة الثقافية (أفريل ‪ )1973‬والتي أعقبها اعتقال الكتاب‬ ‫سياسي‬
‫ّ‬ ‫على املدن إالّ دليل على أنّه ال يوجد ّ‬
‫أي رادع‬ ‫لعدة مرات‪ ،‬إضافة إلى عشرات املعتقلني من‬ ‫وتضيف السيدة الغزية بعد أن تتنهد‬ ‫فقد جاءت هي األخرى للمطالبة باإلفراج‬ ‫السجون‪ ،‬وتطالب املقاومة بالتمسك بصفقة‬
‫واملثقفني واألدباء من غير احملسوبني على العهد امللكي‪ .‬فقد مت في ‪ 7‬جانفي‬ ‫أخالقي لوقف القذافي عن أعماله»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أو‬ ‫األطفال والنساء والشيوخ‪ ،‬يعيشون ظروفا‬ ‫قليال « أمتنى منهم أن يصبروا ويصابروا‬ ‫عن أخويها األسيرين نازح وشيبوب حلس‬ ‫حترير األسرى وإلى أسر مزي ٍد من اجلنود‪،‬‬
‫‪ 1972‬محاكمة ‪ 16‬صحفيا و‪ 12‬معلقا إذاعيا أمام «محكمة الشعب»‪ .‬وقد‬ ‫وبخصوص املوقف من املجلس االنتقالي في ليبيا‬ ‫قاسية حتت االنتهاكات اليومية بحقهم من‬ ‫حتى ر ّبنا يجيب الفرج من عنده عليهم وعلى‬ ‫اللذين لهما أكثر من خمس سنوات في األسر‬ ‫مرددين «بالروح بالدم نفديك يا أسير»‪،‬‬
‫أغلقت وصودرت قبل هذه احملكمة ‪ 15‬صحيفة وحوكم رؤساء حتريرها‪.‬‬ ‫اعتبر املعارض بوشويقير أنّ الوقت ليس مناسبا يرمز إلى االستقالل‪.‬‬ ‫من أصل ‪ 7‬سنوات من احلكم عليهما‪.‬‬ ‫و»الشعب يريد حترير األسرى»‪.‬‬
‫باإلضافة إلى مجموعة من أكفأ املذيعني في ليبيا بتهمة التواطؤ مع العهد‬ ‫ملناقشة موضوع كفاءة أعضاء املجلس بل يجب وحول سؤال يتعلق باملخاطر التي كان يشكلها‬ ‫وتسرد السيدة الثالثينية «للفجر» جزءا‬ ‫وفي معرض ردها على سؤالنا برسالة‬
‫امللكي وعدم مهاجمته والتصدي له‪ .‬وقد حوكم رؤساء حترير صحيفة األمة‬ ‫التفكير في كيفية إنهاء حكم القذافي‪ ،‬إضافة إلى القذافي على الثورة التونسية قال بوشويقير «نعم‬
‫واحلرية واحلقيقة والرائد والرقيب والريبورتاج والزمان والشعلة وطرابلس‬
‫من معاناتهم على فراق إخوتها داخل السجون‬ ‫للفصائل الفلسطينية تتحدث احلاجة أم مازن‬
‫كون املجلس الوطني س ّمى نفسه انتقاليّا وقد أعلن أعتقد أنّه كان خطرا على الثورة التونسيّة وكان‬
‫الغرب والطليعة والعمل والعلم والفجر وليبيا احلديثة‪.‬‬ ‫أي عضو منه بترشيح نفسه‪ .‬سيتدخل حتما في الشأن الداخلي التونسي فقد‬ ‫أنّه بعد حلّه لن يقوم ّ‬
‫ويشير الدكتور فتحي الفاضلي إلى أنه تك ّونت منذ أواسط السبعينات‬
‫التنظيمات الليبية املعاصرة‪ .‬وانعكس اختالف األصول الفكرية واخللفية‬
‫«هم تنقصهم اخلبرة ولكن جتدر اإلشارة إلى أنّهم قام في مرحلة أولى بعد الثورة بفتح األبواب أمام‬
‫س ّدوا الفراغ ولعبوا دور القيادة»‪ ،‬يتابع بوشويقير‪ .‬املقربني من النظام السابق‪ ،‬إضافة إلى املعلومات‬
‫بيان حركة النه�ضة ت�ضامنا مع ال�شعب ال�سوري‬
‫السياسية والثقافية لدى مؤسسيها على اختالف منطلقات التنظيمات‬
‫ويضيف أنّ األولويات اآلن هي التخلص من القذافي املتداولة بخصوص تسريب أسلحة ليبية في منطقة‬
‫وأهدافها من جهة‪ ،‬وعلى أعدادها من جهة أخرى‪ .‬فتأسست تنظيمات عقائدية‬ ‫السوري للمحتجني الرافضني الستمرار االستبداد والفساد‬ ‫بعد اشتداد قمع النّظام ّ‬
‫إسالمية وقومية ويسارية وتشكلت فصائل وطنية على أساس وطني غير‬ ‫وإنهاء احلرب ثم تكوين جمعيّة تأسيسية تقوم ذهيبة‪ ،‬زيادة على أنّ الثوار في بنغازي ألقوا القبض‬
‫وما خلفه من مئات القتلى واجلرحى في صفوف املتظاهرين العزّل فإن حركة النهضة‬
‫عقائدي‪ .‬وتشكلت فصائل أخرى استمدت دواعي وأسس تكوينها من طبيعة‬ ‫بصياغة دستور للبالد وطرحه على الشعب الليبي على تونسيني كانوا قد تدربوا استعدادا للعودة إلى‬
‫بتونس ووفاء منها اللتزاماتها الوطنية والقومية واإلنسانية‪:‬‬
‫النظام الليبي السابق (املجموعات امللكية)‪ ،‬وتشكلت تنظيمات أخرى ذات‬ ‫تونس»‪.‬‬ ‫في استفتاء شامل ثم انتخابات‬
‫حتيّي ثورة أبناء شعبنا في سوريا التي انطلقت من مدينة درعا الصامدة مطالبة بالتغيير‬
‫طابع خاص (تنظيمات عسكرية وفدائية)‪ ،‬وأخرى ذات مهام تخصصية‬ ‫جدير بالذكر أنّ سليمان بوشويقير‬ ‫عامة وتكوين حكومة دميقراطية‬ ‫من أجل احلرية والعدالة والكرامة‪.‬‬
‫محددة‪ ،‬كاحتاد الطلبة وجلان وروابط ومنظمات حقوق اإلنسان واجلمعيات‬ ‫عمل أستاذا مساعدا في العلوم‬ ‫القذايف كان‬ ‫ّ‬ ‫مبنيّة على الشفافية وحرية التعبير‬ ‫والسوريني بهدف إجهاض ثورتهم‬ ‫ّ‬ ‫السوريات‬
‫تدين بكل شدة اجلرائم املرتكبة في حق ّ‬
‫والروابط االجتماعية وهيئات اإلغاثة والتكافل االجتماعي‪ ،‬وجمعت تنظيمات‬ ‫السياسية بجامعة بنغازي قبل‬ ‫وتكوين اجلمعيات‪.‬‬ ‫وتأبيد استيالء احلزب احلاكم على السلطة والثروة بدون وجه حق‪.‬‬
‫أخرى بعضا من هذا‪ ،‬وشيئا من ذاك‪.‬‬ ‫فصله سنة ‪ 1977‬من قبل «جلنة‬ ‫خطرا على‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ظ‬ ‫في‬ ‫ليبيا‬ ‫تقسيم‬ ‫وحول مخاطر‬ ‫السوري للمقاومة الفلسطينية واللبنانية ال يبرر حرمان أبناء سوريا‬
‫تؤكد أنّ دعم النّظام ّ‬
‫وبحسب كتاب «البديل السياسي في ليبيا» فقد انطلقت أول محاولة إلسقاط‬ ‫الطالئع الثورية» ليغادر البالد‬ ‫األجنبي ش ّدد املعارض‬
‫ّ‬ ‫التدخل‬ ‫تعذيب وقمع‪ ،‬وإهمال طبي‪ ،‬وعزل انفرادي‪،‬‬ ‫كل األسرى والفرج قريب إن شاء الله «‪.‬‬ ‫من حقهم املشروع في اختيار من يحكمهم بكل حرية‪.‬‬
‫النظام في ليبيا في ديسمبر ‪ ،1969‬أي بعد أق ّل من أربعة أشهر من قيام‬ ‫نحو الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫الثورة التون�س ّية‬ ‫يوشويقير «نحن ال نخشى على‬ ‫إضافة إلى االبتزاز واحلرمان من الزيارات‪،‬‬ ‫وتخاطب أخت األسيرين عائلة شاليط‬ ‫جت ّدد تضامنها الكامل مع أبناء سوريا في نضالهم املشروع من أجل احلرية والعدالة‬
‫«الثورة»‪ ،‬قادها كل من املقدم آدم احلواز (أول وزير دفاع في عهد «الثورة»)‬ ‫ويحصل على منصب في األمم‬ ‫تقسيم ليبيا سوى من القذافي‬ ‫وسوء الطعام‪.‬‬ ‫بالقول «هو واح ْد وقالبني الدنيا علي ْه وإحنا‬ ‫والكرامة‪.‬‬
‫واملقدم موسى أحمد (أول وزير داخلية في عهد «الثورة») وهم من الضباط‬ ‫املتحدة التي عمل بها طيلة ‪28‬‬ ‫واخلوف احلقيقي هو أن يبقى‬ ‫ويحدو الفلسطينيني األمل بلحظة تاريخية‬ ‫ومش قادرين نشوفهم‪ْ ،‬‬
‫مش‬ ‫ْ‬ ‫آالف األسرى‬ ‫تدعو كل القوى القومية واإلسالمية في تونس والعالم لتح ّمل مسؤوليتها في التنديد‬
‫الوحدويني األحرار‪ .‬وقد كان من مهام املقدم موسى احمد احتالل معسكر‬ ‫مسيطرا على طرابلس»‪ .‬وذ ّكر املتحدث أنّ األمم عاما‪ .‬ثم انتقل للعيش في أوروبا‪.‬‬
‫قرنادة‪ ،‬احلصن احلصني للقوات املتحركة امللكية والتي كانت تعتبر اليد‬ ‫فارقة بعد أن هرموا وملوا األسر لإلفراج عن‬ ‫راح تشوفوا ابنكم جلعاد إال ملا نشوف إحنا‬ ‫باجلرائم املرتكبة في حق السوريني ونصرتهم ودعمهم ‪.‬‬
‫املتحدة هي التي كانت سببا في حصول ليبيا على وذكر بوشويقير أنّه كان قد منع سنة ‪ 1995‬من‬ ‫أبنائهم داخل سجون االحتالل وتكسير عتمة‬ ‫أسرانا ومثل ما ابنكم غالي عليكم إحنا أخواتنا‬
‫اليمني للنظام السابق والعدو اللدود للقوات املسلحة الليبية‪.‬‬
‫استقاللها في ديسمبر ‪ ،1951‬كما أنّ الدستور مت حضور ندوة نظمها املعهد العربي حلقوق اإلنسان‬ ‫السجن واإلطاحة بالسجان‪ ،‬فال بد لليل أن‬ ‫وأوالدنا غاليني علينا»‪.‬‬ ‫حركة النهضة‬
‫ثم انطلقت احملاولة املبكرة الثانية من فزان في ماي‪ ،1970‬وعرفت «مبحاولة‬
‫سبها»‪ .‬والتي اتهم فيها مجموعة من املدنيني والعسكريني مبحاولة قلب نظام‬ ‫إعداده بإشراف األمم املتحدة وقد أجنزته مجموعة في تونس حول إدارة السجون‪ ،‬وقد مت إبالغه من‬ ‫ينجلي وال بد للقيد أن ينكسر‪.‬‬ ‫وتتمنى السيدة الفلسطينية من العالم‬ ‫راشد الغنوشي‬
‫احلكم في ليبيا‪ .‬وما إن ح ّل أوت ‪ 1975‬حتى بدأت «الثورة» تأكل بعضها‪.‬‬ ‫الستني التي تك ّونت من ممثلني عن األقاليم الثالثة قبل أحد أعضاء مجلس إدارة املعهد أنّ وزير الداخلية‬
‫فقد وقع انشقاق داخلي متثل في محاولة الرائد عمر احمليشي التي أسفرت‬
‫عن اإلعالن عن تأسيس أول تنظيم سياسي معاصر يقف ضد النظام في‬
‫آنذاك عبد الله القالل طلب إلغاء دعوة الضيف الليبي‬ ‫برقة وطرابلس وفزان‪.‬‬
‫وبخصوص علم ليبيا أ ّكد سليمان بوشويقير أنّه نظرا إلى أنّ تونس «كانت بصدد بناء عالقات جديدة‬ ‫مسعود جبارة‬ ‫«حزب الرفاه» مولود جديد للجماعة اال�سالمية بالهند‬
‫ليبيا وهو تنظيم التجمع الوطني الليبي (‪ )1976‬وقد تأسس معه في فترة‬ ‫يجب احملافظة على العلم الذي يرفعه الثوار والذي مع ليبيا ال يجب تعكيرها»‪ ،‬على حد قوله‪.‬‬
‫ل‪ .‬ح‬ ‫التي تقوم على مبادئ العدالة واحلرية واملساواة واإلخاء‪.‬‬ ‫مختلف املجاالت السياسية واإلقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫أطلق في نيودلهي يوم االثنني ‪ 18‬أفريل ‪ 2011‬تنظيم سياسي‬
‫السبعينيات أيضا احلركة الوطنية الدميقراطية الليبية (‪ )1979‬واجلماعة‬
‫كما صرح مسؤول رسمي في اجلماعة بقوله‪»:‬ولتحقيق‬ ‫وفى حديثه للصحفيني قال الياس‪ ،‬الذي هوكذلك عضو في‬ ‫جديد باسم حزب الرفاه بالهند‪ .‬وقد انتخب مجتبى فاروقي‬
‫اإلسالمية الليبية (‪ .)1979‬‬
‫وشهد عقد الثمانينيات إحياء وتأسيس أكثر من عشرين تنظيما‪ ،‬شملت كال‬
‫من احلركة اإلسالمية الليبية (‪ )1980‬واجلبهة الليبية الوطنية الدميقراطية‬
‫�صحفي �أرجنتيني يف بنغازي يعتنق الإ�سالم‬ ‫هذا الهدف‪ ،‬سيطلق احلزب حمالت عامة واسعة النطاق‬
‫إليقاظ الهمم ورفع الوعي السياسي واالجتماعي للجمهور»‪.‬‬
‫مجلس شورى اجلماعة‪ ،‬قال إن احلزب السياسي اجلديد‬
‫حزب علماني وبه أعضاء من مختلف األديان والطوائف‬
‫املنحدر من مقاطعة اوراجناباد رئيسا للحزب‪ ،‬الذي مت تشكيله‬
‫من قبل اجلماعة اإلسالمية بالهند بدعم من جماعات دينية‬
‫(أوت ‪ )1980‬واحلركة الوطنية الليبية (ديسمبر ‪ )1980‬وجيش اإلنقاذ‬ ‫وأضاف‪« :‬انها ستحاول غرس احترام النفس والثقة بها‬ ‫واملناطق‪ .‬و أضاف «أن اجلماعة االسالمية بالهند ساهمت‬ ‫وعلمانية‪.‬‬
‫الوطني الليبي (جانفي‪ )1981‬والتجمع الدميقراطي الليبي (سبتمبر‪)1981‬‬ ‫ذكرت صحيفة «ليبيا اليوم» االلكترونية أنّ صحفيّا أرجنتينيّا أعلن إسالمه في بنغازي التي يقيم بها منذ فترة‬ ‫والطموح والشجاعة حملاربة الظلم واالستغالل في أوساط‬ ‫بالعديد من كوادرها الفاعلة والنشطة للمشاركة في تأسيس‬ ‫وقال بيان صحفي أنه مت تعيني سيد قاسم رسول الياس أمينا‬
‫واجلبهة الوطنية إلنقاذ ليبيا (أكتوبر‪ )1981‬واالحتاد الدستوري‬ ‫لتغطية الثورة الليبية‪ .‬ونقلت «ليبيا اليوم» عن الصحفي (خوسيه مانولتي خوسي)‪ ‬العامل في‪ ‬صحيفة(ريو‬ ‫عامة الناس‪ .‬كما ستحاول تعزيز ودعم القيادة الفاضلة بني‬ ‫وبناء احلزب»‪.‬‬ ‫عاما للحزب السياسي اجلديد‪ ،‬في حني ُعينّ نوابا للرئيس كل‬
‫الليبي(أكتوبر‪ )1981‬واحتاد عام طلبة ليبيا (ديسمبر‪ )1981‬ومنظمة حترير‬ ‫نير) األرجنتينية قوله إنّه أعلن إسالمه في بنغازي يوم ‪ 12‬أفريل اجلاري وأنّ إسالمه كان بسبب حسن معاملة‬ ‫اجلماهير وتقدمي سياسات بديلة في البالد»‪.‬‬ ‫املرجح أن أول اختبار للحزب اجلديد في خوض غماراملنافسة‬ ‫من السادة‪ :‬لليثا نايك‪ ،‬األب جوزيف إبراهيم‪ ،‬ظفر اإلسالم‬
‫ليبيا (‪1982‬م) وحزب التحرير(‪ )1983‬وتنظيم البركان (يناير‪)1984،‬‬ ‫الثوار له في اجلبهة ‪.‬‬ ‫جتدر االشارة إلى أن األستاذ الشيخ راشد الغنوشي‪ ،‬كأحد‬ ‫السياسية سيكون في االنتخابات البرملانية لوالية اوتار‬ ‫خان‪ ،‬وعبد الوهاب خيلجي والياس عزمي‪.‬‬
‫والتنظيم الوطني الليبي (مارس‪1985‬م) وحركة الكفاح الوطني الليبي‬ ‫كما ذكر أيضا أنّه قبل سنة كان في فلسطني وقد رأى من أهلها مثل ما رأى من أهل ليبيا من السرور والفرح‬ ‫أبرز قيادات الفكر االسالمي املعاصر‪ ،‬زار الهند العام املاضي‬ ‫براديش العام املقبل‪ .‬وقال فاروقي «نحن مستعدون للتعاون‬ ‫كما تولى السيد سالم فانيامباالم أمانة املال ومت تعيني كاتبني‬
‫(أغسطس ‪1985‬م) ومنظمة السابع من أفريل وحركة النضال الشعبي الليبي‬ ‫برغم حالة احلرب واملعاناة‪ ،‬وقال‪ ‬إنه تلقى معاملة حسنة مع أنه غير مسلم ‪.‬‬ ‫في استضافة كرمية للجماعة االسالمية بالهند‪ .‬وقد كان‬ ‫مع بقية العائالت السياسية بفكر منفتح والشروع في النقاش‬ ‫عامني للحزب السيدين راما بانشا وب‪ .‬س‪ .‬حمزة‪ ،‬الرئيس‬
‫(مارس ‪ )1986‬والهيئة الليبية للخالص الوطني (جويلية ‪ )1986‬والتحالف‬ ‫‪ ‬وأ ّكد خوسيه أنّ قصة إسالمه بدأت في فلسطني‪ ،‬وأضاف أنّه رجع لبالده وقرأ عن اإلسالم كتبا باللغة‬ ‫لتلك الزيارة وحتريض الشيخ الغنوشي للجماعة‪ ،‬في جل‬ ‫معهم»‪ .‬وقد رحبت اجلماعة بانضمام منطقة الداليت وطوائف‬ ‫الوطني السابق للمنظمة اإلسالمية للطلبة في الهند (س إ و)‪.‬‬
‫الوطني الليبي (‪ )1986‬ومجموعة الدميقراطيني الليبيني (يناير‪)1987،‬‬ ‫األسبانية في تفسير القرآن والتاريخ اإلسالمي ‪.‬وتابع يقول إنّه يتأثر ويشعر بالسعادة والطمأنينة كلما‬ ‫محاضراته‪ ،‬الدخول للمعترك السياسي أكبر األثر في هذا‬ ‫أخرى للحزب‪.‬‬ ‫اجلدير بالذكر أن فاروقي انضم إلى اجلماعة االسالمية خالل‬
‫وحزب األمة (‪ 24‬ديسمبر‪1987‬م) واجليش الوطني الليبي‪ -‬القوات املسلحة‬ ‫استمع للقرآن الكرمي من غير أن يعرف معانيه‪ ،‬وأنّه سعيد جدا ألنه أصبح من املسلمني‪ ،‬وفق تعبيره ‪.‬‬ ‫التحول ومراجعة املقاربة املوروثة واملتجمدة عند رأي العالمة‬ ‫ويهدف حزب الرفاه في الهند إلى إصالح السياسة الهندية‬ ‫دراسته اجلامعية وترأس الحقا فرعها بوالية مهاراشترا‬
‫الوطنية (‪ 26‬جويلية ‪     .)1988‬‬ ‫‪  ‬ويشار إلى أنّ خوسيه قد غير اسمه إلى يوسف ويستطيع قراءة بعض السور من القرآن ‪.‬‬ ‫املودودي‪.‬‬ ‫وحتقيق الرفاهية لشعب الوالية مبرجعيتة للقيم األخالقية‬ ‫وشهدت تلك الفترة العديد من االنشطة واالجنازات في‬
‫‪17‬‬ ‫رأي‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪16‬‬ ‫رأي‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬

‫د‪ .‬المنذر صفر‬ ‫خطر �ألعوبة االنتخابات ومت�شي الأو�ضاع احلالية‬ ‫بقلم الدكتور المنجي الكعبي‬
‫م�س�ؤوليــــات الثـــورة‬
‫نحو الدكتاتورية‪ :‬حتليل واقرتاحات‬ ‫لياقة بدنية‪.‬‬ ‫يتوهم بعضهم أنه عندما يحيلنا إلى مصطلح جديد ينأى بنا عن به إذا أخل بواجب املسؤولية نحوك وحق الطاعة للمسؤولية التي له‬
‫لكن يظهر أننا نسينا تقاليدنا وتقاليد غيرنا احلسنة في التبويب‬ ‫مصطلح قدمي سيء؛ فمصطلح «مواطن» احلداثي مثالً خي ٌر عنده عليك‪ .‬أ ّما أن «تُواطنه» على األرض‪ ،‬وتحُ ّمل هذا اللفظ معان سياسية‬
‫بعضهم ببعض وإرجاع األخ ّوة والّلحمة التي‬ ‫الضروريات القصوى و احليوية للبالد‪.‬‬ ‫ال ميكن ألحد أن يشك في املنزلق الذي وقعت يشكو كما أسلفنا من إخفاق النظام إلرجاع‬ ‫للمسؤولية‪ ،‬أو لع ّل بعضنا جعل يغلّب مزاجه أو عيوبه أو نقائصه‪،‬‬ ‫من مصطلح «رعية» التقليدي؛ وال يدرينا أنه إمنا يحيلنا على ثقافة ال يعبّر عنها اللفظ بالضرورة (املشاركة والند ّية) فهذا‪ ،‬وإن كان‬
‫حتلّي بها الشعب عند الثورة‪.‬‬ ‫ولع ّل أ ّول إصالح جذري وأساسي حلماية‬ ‫فيه البالد والذي يج ّرها اآلن لكارثة اقتصادية الثقه بسلوكات ابتزازية ليس لها أي مبرر‪.‬‬ ‫أو قلة ثقافته بوطنه أو بدينه وبلغته القومية ليح ُكمنا رغما ً عن‬ ‫في رأسه غير ثقافتنا‪ .‬فليس املصطلح اجلديد‪ ،‬بالضرورة جديدا ً إال‬
‫األمني‪:‬‬
‫ّ‬ ‫وأ ّما علي مستوي إعادة هيكلة اجلهاز‬ ‫ثورتنا وفي نفس الوقت إلنقاذ بلدنا من‬ ‫ثالثا علي الصعيد السياسي‪ :‬وههنا كارثة‬ ‫واجتماعية وسياسية ال مف ّر منها‪.‬‬ ‫أنفسنا‪ ،‬حتى بعد ثورة الكرامة واحلرية والعزة‪.‬‬ ‫من ناحية خروج املعنى باللفظ من لغة إلى لغة‪ ،‬دون أن يكون هذا‬
‫أخصائيّني‬
‫ّ‬ ‫ميكن هنا تكليف جلنة متكونة من‬ ‫األخطار احملدقة به هو إصالح اجلهاز األمني‬ ‫إننا تناسينا أنّ النظام التجمعي ما زال قائما‪ ،‬أخرى متشي في نفس النسق‪ ،‬وهي الصراع‬ ‫فيكفينا التح ّكم بحريتنا بغير التح ّكم بحرية ذاته‪ ،‬على مدى سنوات‬ ‫املصطلح شريفا ً في ذاته واآلخر دنيء‪ ،‬بل رمبا جلهل املتكلم في‬
‫في اإلدارة ومن القضاة ومن املجتمع املدني‬ ‫الذي أصبح طوال أكثر من نصف قرن أداة‬ ‫مستترا وراء الكومة احلالية التي تنكب ليال اإليديولوجي والعقائدي والشخصي الذي‬ ‫وبسط املواثيق للتوقيع عليها وإغفال التوثيق بها على ضمائر‬ ‫طواالً‪ْ ،‬‬ ‫نفسه مبقومات األلفاظ في هذه اللغة دون تلك‪.‬‬
‫وكذلك من أمنيّني قد أقصوا لنزاهتهم‬ ‫قمع وإرهاب في أيدي احلاكم املستبد‪ ،‬وكاد‬ ‫نهارا علي التخطيط إلعادة الدكتاتورية للمكانة يواكب االنتخابات التي فرضها النظام لصرف‬ ‫أصحابها قبالً‪.‬‬ ‫ولوال أن الناس مفتونون في الغالب بتغيير املصطلحات تيمنا ً بتغيير‬
‫ورفضهم للقمع‬ ‫أن يكون دولة فوق الدولة‪ .‬فكيف لنا أن نتكلم‬ ‫التي كانت تتبوؤها منذ أكثر من خمس عقود‪ .‬النظر عن القضايا املصيرية للبالد كاسترجاع‬ ‫د ُعونا على ح ّريتنا‪ ،‬وال تكبّلونا إال باألخالق القومية والدين القومي‬ ‫األحوال ملا رأينا خالفا ً في املعاني بني مصطلحات كثيرة في علوم‬
‫وأخيرا لكي ننهي معضلة جهاز األمن‬ ‫علي أهداف الثورة واحلفاظ عليها من دون أن‬ ‫و تناسينا كذلك كيف أُحبِطت جميع التجارب األمن وثقة الشعب في الدولة‪.‬‬ ‫والتقاليد السمحة‪ ،‬وال تُغلّبوا علينا أراذلنا بعنوان الدميقراطية‬ ‫السياسة مثالً عبر أجيال؛ إال ما يكون من حتميلك هذا املصطلح أو‬
‫االنتخابية التي ُن ّظمت في ظل احلزب هذا أمر خطير ال علي مصير الثورة فحسب‪،‬‬ ‫وحقوق اإلنسان واملواطنة ومجالت احلقوق املُفتراة على‬ ‫ذاك ما تريده من معان‪ ،‬قد يكون مثلها أو أشرف منها موجودا ً في‬
‫الدستوري منذ االستقالل حتي يومنا هذا بل كذلك علي الوحدة القومية للبالد‪ ،‬ألنّ‬ ‫أصحابها‪.‬‬ ‫املصطلح الذي تزدريه‪ ،‬أو للجهل بالثقافة التي تزدريها به‪.‬‬
‫له ال�شعب وي� ّؤمنه‬ ‫� ّأول �إ�صالح يحتاج‬ ‫ودون أن نعاكس تيار احلداثة في استخدام املصطلحات األكثر رواجا ً‬
‫‪ 1981،1989 ،1955‬كانت هذه االنتخابات الصراع اإليديولوجي و العقائدي ال ميكن أن‬ ‫فما أحرانا‪ ،‬عمالً بالثورة التي حررتنا من مكبِّالت املاضي األثيم‬
‫هو �إ�صالح اجلهاز الأمني‬ ‫من خماطر الدكتاتورية‬ ‫أجهضت ولم تغير في الوصاية التي سلطها يقام قبل إرساء وانتصار أهداف الثورة وهي‬ ‫ومخلفاته‪ ،‬أن ال نستم ّر في الترهات االنتخابية ملؤسساتنا‬ ‫في سياسات األمم في العصور األخيرة‪ ،‬نقول إن الفرد «الرعية»‬
‫احلزب علي البالد‪ .‬ويجب علينا أن نذكر ترسيخ مبادئ الكرامة واحلرمة اجلسدية‬ ‫الدستورية؛ واشتراط شروط أعمق من تلك العمليات اللوغارمتية‬ ‫في دولة البايات مثالً في تونس كان بإمكانه االعتراض على األمر يد ّل على عالقة املساواة املطلقة في الوطن ال يد ّل على َمناط احلكم‪،‬‬
‫واإلسراع لطي صفحة املاضي يقع تكوين‬ ‫مدى تشابه السيناريو الذي يشهده املسار واملعنوية لإلنسان كركيزة أساسية ملجتمعنا نتكلم علي أداة الظلم واالستبداد ودوس كرامة‬ ‫منتخب (بكسر اخلاء‪ .‬أصح من‬ ‫ِ‬ ‫السطحية‪ ،‬كأن ُيكشف عن ملف كل‬ ‫العلي (القانون) ‪ ،‬الذي يصدره الباي في الرائد الرسمي ثالثة أيام وهو عقد الطاعة والقيادة بني الفرد وغيره في املجتمع اإلنساني‪،‬‬
‫جلنة إنصاف ومصاحلة للتقصي في‬ ‫السياسي احلالي للبالد باملسار الذي واكب اجلديد وقناعة عند كل فرد منا والتي متكننا اإلنسان وإرهابه وتعنيفه وتعذيبه وقتله‪.‬‬ ‫ناخب) وكل مترشح قبل امتهانه للعملية االنتخابية‪ ،‬ليكون أصلح‬ ‫قبل أن يصبح نافذ املفعول؛ وأن الفرد «الرعية» كذلك في األحكام وكما قال الشاعر‪:‬‬
‫التجاوزات التي اقترفت من طرف أجهزة األمن‬ ‫السابع من نوفمبر الركوب علي طموحات من التصدي لالجتاهات الدكتاتورية مهما كان هذا الوضع الذي عهدناه في زمن بن علي ما‬ ‫باملسؤولية من غيره‪ ،‬وضبط شروط تشجيعية للشباب مثالً‪ ،‬كعدم‬ ‫بعض لبعض وإن لم يشعروا َخ َد ُم‬ ‫السلطانية في دولة اإلسالم منذ العصور األولى له أن يشترط في الناس للناس من بدو وحاضرة‪ٌ :‬‬
‫منذ نشأتها إلي يومنا هذا‪ ،‬وذلك للتعريف‬ ‫زالت متارسه احلكومة احلالية كما لو أنّ شيئا‬ ‫الشعب للحرية والكرامة و زعمها احلفاظ علي لونها السياسي‪.‬‬ ‫املتولى ألمره‪ ،‬من خليفة أو وال أو أمير أو صاحب ُش َرط‪ ،‬أو صاحب ونحن‪ ،‬بعد ثورتنا‪ ،‬أحوج إلى عالقة أوضح بني من يحكمنا وبيننا‪.‬‬
‫بصفحة مظلمة من تاريخ شعبنا التي باتت‬ ‫هذه املبادئ؛ التبرؤ من احلزب واإلعالن علي فإنّه من اإلجرام في حق شعبنا إذا خضنا هذا لم يحدث في البالد‪ ،‬فكيف ميكن أن نتغافل‬ ‫حريتنا ال تك ّبلونا �إال بالأخالق‬
‫دعونا على ّ‬
‫ُ‬ ‫ِحسبة‪ ،‬أو نحو ذلك‪ ،‬الشروط التي يأمتنها بها على نفسه وعرضه فلو كانت القرارات‪ ،‬التي يصدرها املسؤول بعد الثورة ‪ -‬في غياب‬
‫في اخلفاء رغم أهميتها القصوي في حياتنا‬ ‫إلغائه واستنباط اسم جديد له؛ إمضاء علي الصراع اإليديولوجي والعقائدي قبل إرساء عن اجلرمية بسكوتنا ولم نتجند إلنهاء هذه‬ ‫القومية والدين القومي والتقاليد ال�سمحة‬ ‫وماله‪ ،‬وتسقط طاعته بدونها‪ .‬وهذه الشروط منها االستقامة والثقة املؤسسات الدستورية للسلطة ‪ -‬تُع َرض للمراجعة قبل ّ‬
‫البت فيها‪ ،‬ملا‬
‫والعدالة والورع‪ ،‬وغير ذلك مما هو معروف في فقه السلطان؛ وله تع ّكر مزاجنا بتسميات أو تعيينات على رأس السلطة في هذا املستوى‬
‫اليومية و تاريخنا السياسي‪ .‬إنّ هذا الكشف‬ ‫اتفاقيات حلقوق اإلنسان في الوقت الذي مفاهيم ثورتنا و تشبعنا بها‪ ،‬و كذلك يكون املمارسات بصفة جدية وجذرية‪ ،‬وكيف‬
‫أن ال يقبل بت ْوليته‪ ،‬إذا أخ ّل بشرط من تلك الشروط‪ ،‬وله أن يقاضيه أو ذاك دون احلد األدنى ملطالب جماهير الثورة أو حيثياتها‪.‬‬
‫ال يهدف للثأر ولكن ملعاجلة هذه الظاهرة و‬ ‫يواصل التعذيب واالعتقاالت واملداهمات؛ من اإلجرام في حق شعبنا إذا خضنا هذا ميكن أن نحافظ علي مصداقيتنا عندما ندافع‬
‫التدخني‪ ،‬أو للنساء كالطالق املبغّض‪ ،‬وغير ذلك من املبغّضات‬ ‫ويقيم عليه احل ّد‪ ،‬إذا تبينت مخالفته لشروط الوالية‪ ،‬أو ما نسميه ولتل ّق ْت اإلدارة اعتراض اآلحاد أو اجلماعات على ُشبهات مثالً‪،‬‬
‫تسهيل االنتقال إلى مجتمع تسوده الطمأنينة‬ ‫امليثاق الوطني؛ الوعود باالهتمام بالشباب الصراع في ضل النظام التجمعي الذي فرض عن أهداف الثورة وال ندافع عن شعبنا عندما‬ ‫في ِ‬
‫احلالل عند الله وعند املجتمع‪ ،‬ليُصلِح سير َتنا مبن يرعانا‪ ،‬أو سيرة‬ ‫البت في تعيينهم؛ وملا قام‬ ‫سيَر األفراد املب ّوبني للسلطة قبل ّ‬ ‫اليوم الوظيف‪.‬‬
‫على األرواح واألجساد‪ ،‬الذي من أجله قامت‬ ‫علينا هذه االنتخابات في غير وقتها كعامل ي ًع ًذب و ُيقتل؟‬ ‫واملناطق النائية‪.‬‬ ‫من يرعانا إكراما ً للمسؤولية وأداء لألمانة الثقيلة‪ .‬أ َما رأينا أن السيد‬ ‫أ ّما ضعيف اللغة‪ ،‬الذي ال يقوم ملعنى «الرعية» في ذهنه إال معنى وزراء بتزوير مسيرات نضالهم أو كفاءاتهم لتقدمي أنفسهم على‬
‫الثورة واستشهد الكثير منا‪.‬‬ ‫أ ّما املخطط االستراتيجي لربح الوقت يبقي أساسي لتعفن األجواء السياسية والتسريع و هذا ما يبني لنا أولوية وضرورة اإلصالحات‬ ‫الباجي قائد السبسي نفسه يستعرض‪ ،‬في أول تو ٍل له للمسؤولية‬ ‫السائمة التي ترعى‪ ،‬ويأبي أن يشبّه نفسه في السياسة بها‪ ،‬فليس غيرهم‪ ،‬مبأمن من كل مراجعة أو شفافية؛ وملا ظهرت نصوص‪ ‬‬
‫أ ّما اإلصالح الثاني الذي يجب االنكباب عليه‬ ‫نفس املخطط ‪ :‬الدعوة لتنظيم االنتخابات التي في قلب الرأي العام علي الثورة‪ .‬وهذا ما وأ ّول إصالح يحتاج له الشعب ويؤ ّمنه من‬ ‫بعد الثورة‪ ،‬ما ميلك وما ال ميلك‪ ،‬وما هو من سيرته وما هو ليس من‬ ‫املعنى في االصطالح السياسي لها في اإلسالم هو ذاك‪ ،‬إال على قانونية أو ترتيبية ليُطعن فيها الحقا ً أو تتبني فيها ثغرات فيما بعد؛‬
‫كأولوية لتحقيق أهداف الثورة هو اإلصالح‬ ‫مخاطر الدكتاتورية‬ ‫مكنت النظام السابق عند توليه احلكم من تؤكده االستطالعات‬ ‫سيرته وإمنا من سيرة غيره؟‬ ‫وجه التشبيه‪ ،‬ألن اللغة كلها في املعاني قائمة على الرمز والتشبيه فال يكون امللجأ‪ ،‬إالّ إلى التغاضي والهروب إلى األمام أو إلى قلة‬
‫االقتصادي ويكون هذا كذلك علي مرحلتني‪،‬‬ ‫هو إصالح اجلهاز‬ ‫هذا الإ�صالح اختبار‬ ‫تعزيز قواه األمنية ونشر رجاالته احلزبية األخيرة حيث يضع‬ ‫أليس تصلح األمة إال بفضالئها؟‬ ‫واملجاز‪ .‬ورب تشبيه يق ّرب املعنى‪ ،‬وال يعنيه بالضرورة في املساواة ‪  ‬املباالة واحلرج من االعتذار أو التراجع‪ ،‬أو أيضا ً التمادي اخلفي في‬
‫استعجالية وهيكلية‪ ،‬فاالستعجالية حتدد‬ ‫األمني لكي ينسجم‬ ‫للنوايا احلقيقية لرجاالت‬ ‫واألمنيّة في جميع اإلدارات املركزية واجلهوية كثيرون األولوية‬ ‫فلنبحث عن القدوة في حاكمينا قبل أن نبحث عنها في صناديق‬ ‫املغالطة وقلة املناصحة‪.‬‬ ‫بني احليوانية املطلقة والكرامة اإلنسانية‪.‬‬
‫األولويات إلنقاذ االقتصاد مبشاركة جميع‬ ‫مع مبادئ الثورة و‬ ‫األمن‬ ‫واملصالح العمومية وهكذا كانت االنتخابات الستتاب‬ ‫والعبارة املشهورة املأثورة‪» :‬كلّكم راع وك ّل راع مسؤول عن رعيته‪ ،‬و َما كانت تعيينات في هذه اللجنة أو تلك لتحظى باملوافقة العامة‬
‫األطراف في كل قطاع إليجاد احللول العملية‪.‬‬ ‫يصبح مؤسسة في‬
‫ال�سلطة يف احلكومة‬ ‫موعدا مناسبا لبدء حملة واسعة لالعتقاالت قبل حتقيق أهداف‬
‫االقتراع‪ ،‬لتخرج لنا منها األغوال دون دراية‪.‬‬
‫فهل في غير دين اإلسالم من هو أكرم منّا في املسؤولية؟‬ ‫أو التوافق العام لو لم يكن تعريف شاف ضاف بأصحابها‪ ،‬حتى‬
‫أما في ما يخص اإلصالح الهيكلي‪ ،‬يجب‬ ‫خدمة الشعب بعد ما‬ ‫واحملاكمات وتصفية األحزاب السياسية الثورة‪ ،‬و هذا بال‬ ‫فهذا الرئيس في ذاك البلد‪ ،‬كاد يسقط ترشيحه للثّمالة في حانة كان‬ ‫يقوم بح ّقهم ما كان يقوم بحق كل مسؤول على مصلحة عمومية‪،‬‬ ‫فلنبحث عن القدوة يف حاكمينا قبل‬
‫تكوين جلنة تنكب علي إبراز اخليارات الكبرى‬ ‫شك بداية النهاية إذا لم نستدرك الوضع ولم كان في خدمة احلاكم واستبداده‪.‬‬ ‫واملنظمات احلقوقية واملجتمع املدني‪.‬‬ ‫يوما ً في طيشه يرتادها؛ وذاك الرئيس كاد يسقط ترشيحه للظن‬ ‫من الكشف الدقيق أمام هيئة محلّفة‪ ،‬عن شخصيته وطبيعة تكوينه‬
‫مثل إعادة هيكلة السياحة وإعادة تنشيط‬ ‫وهذا بالضبط ما نشاهده اليوم من تعزيز نُعد النظر في السياق السياسي احلالي الذي و ميكن أن يكون هذا اإلصالح علي مستويني‪،‬‬ ‫�أن نبحث عنها يف �صناديق االقرتاع‬
‫ضت‪ ،‬من الواجب الوطني‪ ..‬وذاك‬ ‫بهروبه أو ته ّربه ‪ ،‬في حادثة َع َر ْ‬ ‫ومستوى ثقافته‪ ،‬فيما هو مب ّوب إليه من مسؤولية‪.‬‬
‫الفالحة ووضع خطة كاملة للنمو باملناطق‬ ‫اجلهاز األمني يوما بعد يوم وإرجاع رجاالت جرتنا إليه احلكومة احلالية من غير أن ننتبه مستوى الطلبات االستعجالية ومستوى إعادة‬ ‫من خ ّفت موازينه في اجلباية‪ ،‬أو تعطلت لغته لدى التحقيق معه في‬ ‫أقرب إلينا من أنفسنا‪ ،‬ما يقوم في دولها‬ ‫ُ‬ ‫وكلنا يعرف‪ ،‬وأوروبا‬
‫النائية‪.‬‬ ‫هيكلة اجلهاز األمني‪:‬‬ ‫األمن واحلزب وحتّي متكينهم من تكوين إلي نواياها املبيتة‪.‬‬ ‫حادثة حت ّرش ‪ ..‬وهكذا‪.‬‬ ‫«كانت تكتب‪ ،‬ولعلها ال تزال إلى اليوم على واجهات أبواب السلطان من امتحان عسير لكل مب ّوب ملسؤولية فيها‪ ،‬حتى أنه في بعضها‬
‫و في اخلتام يجب التأكيد أنّ املشروع‬ ‫إن فرض هذه االنتخابات كمرحلة طبيعية أ ّما علي مستوي الطلبات االستعجالية‪ ،‬فأ ّول‬ ‫أحزاب وقبول ترشحاتهم لالنتخابات‪.‬‬ ‫ِ‬
‫املنتخب مثلي‬ ‫املنتخب منه‪ ،‬فدور‬ ‫ِ‬ ‫فإذا كان دأب املترشح أن ال ُين ِّفر‬ ‫املمتحن لضعف في لغته أو ثغرة في معلوماته اجلغرافية أو‬ ‫َ‬ ‫يسقط‬ ‫أواملؤسسات‪ ،‬كما نقول اليوم‪.‬‬
‫االنتخابي ال ميت بصلة ألهداف الثورة بل‬ ‫و لكن خطورة هذه التحركات تكاد ال تقاس أمام وأساسية للمسار الثوري للبالد هي مغالطة خطوة تقوم بها الهيئة العليا حلماية الثورة‬ ‫املنتخب‪ ،‬حتى ال يستغفله أحد من املترشحني‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أن ي َو ّعي غيره‬ ‫فتص ّو ْر نفسك اليوم وأنت تقول «مواطن»‪ ،‬فهل أنت قادر على التاريخية لبلده أو ملعلومة في دينه أو دستور بالده وقوانني هيئة‬
‫هو مخطط وضعه النظام لربح الوقت لكي‬ ‫املخطط اجلهنمي الذي بدء النظام التجمعي في كبيرة ال ميكن أن نقبلها بهذه السهولة حيث إنّ هي تكوين سلطة جديدة ممثِّلة للثورة مك ّونة‬ ‫أفسدت السلطة من سيرتهم‬ ‫ْ‬ ‫فكثير من السياسيني‪ ،‬إذا َف َسدوا‪ ،‬أو‬ ‫حتديد العالقة بينك وبني من يح ُكمك بقولك له‪ :‬إنك «مواطن» مثلي األمم املتحدة أو لوائحها‪ ،‬وأحيانا ً يسقط لعيب َخلقي فيه‪ .‬وفي‬
‫يسترجع قواه و يجد املجال للعمل علي تعفن‬ ‫األمني‬
‫ّ‬ ‫ضني ُمكلًّفني بتسيير اجلهاز‬ ‫تنفيذه لإلسراع في إرجاع الدكتاتورية‪ ،‬وهو هدف الثورة هو ليس اخليار بني اجتاه سياسي من ُمف ًّو ِ‬ ‫يصبحون لغير السياسة أفضل‪ ،‬أو أفضل لسياسة أنفسهم من‬ ‫مثلك‪ ،‬وال أنا سائل لك وال أنت مسؤول عني؟ ال طبعاً‪ ،‬حتى تكون السابق‪ ،‬كانت السلطة االستعمارية في بالدنا ال تنتدب ألعوان‬
‫الوضع السياسي واالقتصادي وتهميش‬ ‫ف هذه السلطة‬ ‫التعمد املنَ َظم لتعفني األجواء وإرساء الفوضى أو إيديولوجي أو عقائدي‪ .‬إنّ هدف الثورة هو علي جميع مستوياته و تُكل َّ ُ‬ ‫سياسة غيرهم بسياستهم‪.‬‬ ‫في حاجة إلى لفظ مخصوص لبيان عالقة «املساءلة» التي تربطك األمن‪ ،‬إال من ال يقل طوله عن قياس أدنى‪ ،‬وغير ذي قصر نظر أو‬
‫أهداف الثورة‪.‬‬ ‫غير ذلك متاما‪ :‬إنمّ ا هو تكريس على أرض مبهمتني‪:‬‬ ‫وهذا على ثالث أصعدة‪:‬‬

‫بيت جتاذبات الثورة وحتديات امل�ستقبل‬


‫إنّه علي الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة‬ ‫ومؤسساتها مبادئ ‪ -‬إصدار جملة من القرارات العاجلة لوضع حد‬ ‫ّ‬ ‫أ ّوال علي الصعيد األمني بقدر ما يسترجع الواقع وفي صلب الدولة‬
‫واإلصالح السياسي أن متارس مسؤوليتها‬ ‫اجلهاز األمني قواه املفقودة وبقدر ما يتفاقم احلرية واحلق في احلياة الكرمية التي قامت فوري لالنتهاكات واملمارسات القمعيّة التي ما‬ ‫مفيدة الهمامي‬
‫األمني وجعله‬
‫ّ‬ ‫التاريخية في إصالح اجلهاز‬ ‫استعماله للعنف و التعذيب بقدر ما يتخاذل من أجلها الثورة وأريقت من أجلها الدماء‪ ،‬زالت تقوم بها قوات األمن من إرهاب وعنف‬
‫حتت رقابتها املباشرة لكي يصبح أداة تعمل‬ ‫وتعذيب ضد املواطنني األبرار ومن بينهم‬ ‫شيوعية كانت غائبة عن الساحة السياسية وما ميثله حضورها من تساؤل‬ ‫دستور جديد يذكرنا باملجلس التأسيسي الذي قام في اخلمسينات من أجل‬ ‫بعد مرور أشهر قليلة على هروب الرئيس التونسي بن علي حتت ضغط‬
‫ألمن املواطن وليس لتعنيفه و ترعيبه‪.‬‬ ‫الثوار الذين ضحوا من أجل كرامة كل تونسي‬ ‫من الإجرام يف حق �شعبنا �إذا خ�ضنا هذا ال�رصاع‬ ‫في ذهن التونسي العادي الذي لم يتعود بعد على هذه األمناط من األحزاب‬ ‫دستور تونسي يلغي ما سبق ويفتح صفحة جديدة‪ ،‬بالضبط كهذا الذي‬ ‫شعبي مفاجئ للعالم العربي وللرئيس نفسه ولكل متتبع للشأن التونسي‬
‫إنه لفي هذا اإلصالح اختبار للنوايا احلقيقية‬ ‫وهم يطاردون ويعاملون كمجرمني في حني‬
‫الإيديولوجي والعقائدي قبل �إر�ساء مفاهيم ثورتنا‬ ‫في بالده وما تنادي به من أفكار‪ .‬هذه األحزاب وإن كان لها حق التواجد فإن‬ ‫سيتحقق بعد تاريخ ‪ 24‬جويلة(يوليو) بتصويت شعبي‪...‬هذه اخلطوات‬ ‫من بعيد أو قريب‪ ،‬هذا الهجوم الثوري للشعب التونسي على نظام متيز‬
‫لرجاالت السلطة في احلكومة‪ ،‬إّما أن يسارعوا‬ ‫أنّ املجرمني احلقيقيني يتمتعون بكثير من‬ ‫أمامها مهمات كبيرة لتقدمي صورة مغرية عنها حتى يقبل عليها التونسي‬ ‫العملية تقابلها العديد من التجاذبات األخرى التي أفرزتها الثورة‪ ،‬تخص‬ ‫بالظلم والدكتاتورية وتشعبت هفواته وزالته حتى طالت كل شبر من‬
‫لهذا اإلصالح وإ ّما أن يرفضوه‪ ،‬وعندها‬ ‫التسامح‪ .‬ثم وضع حد فوري للظروف املزرية‬ ‫الذي ظل طيلة تاريخه القريب والبعيد إنسانا معتدال نابذا للعنف والتطرف‬ ‫العمل الذي يعتبر مشكلة املشاكل في تونس‪ ،‬باعتبار حاجة العديد من‬ ‫تراب البالد التونسية وتقريبا كل مواطن شريف وصلته هنات هذا النظام‬
‫تكشف نواياهم املبيتة أمام املجتمع والشعب و‬ ‫في مقاومة اجلرمية واحلفاظ علي أمن املواطن واستشهد الكثير من شعبنا فليس لالنتخابات لألوضاع الالإنسانية للسجون واملساجني‬ ‫مهما كانت أسبابه‪ .‬وأمام هذه التجاذبات والتحديات‪ ،‬يفكر املواطن أيضا‬ ‫الشباب التونسي ممن عطلوهم عن العمل سنوات عديدة‪ .‬وتواجه الدولة‬ ‫وفساده الذي غطى على كل عمل إيجابي قدمه هذا الرجل للبالد وإن يعتبر‬
‫نكون عندها جنحنا في إحباط برنامجهم في‬ ‫أي دور وأي مبرر في املسار السياسي الذي وهي عار ال ميكن استمراره‪.‬‬ ‫املؤسسات العمومية و ذالك بغياب‬ ‫وحراسة‬ ‫في مستقبله وخصوصا تأمني هذا املستقبل بعيدا عن دهاليز السياسية‪.‬‬ ‫هذه املعضلة بفتح آفاق وخصوصا بطمأنة جيل الثورة عن تكافؤ الفرص‬ ‫ذلك من صميم مهمة أي مسئول عن البالد دون انتظار تهليل وإكبار‪.‬هذه‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ربح الوقت ونتمكن آنذاك للتصدي ملؤامرتهم‬ ‫يحرص فيها على تأمني عيش كرمي له يضمن له االستقرار ويضمن أمنه‬ ‫والعدل في توفير العمل خصوصا وأنهم حرموا من هذه األمور زمنا‪.‬‬ ‫األشهر القليلة بعد الثورة من شأنها ن تتيح فرصة لكل متابع لألحداث‬
‫إرادة صادقة وبغياب خطة أ ّيا كانت الستتاب منر به اليوم والذي يقتضي إصالحات جذرية ‪ -‬اتخاذ التدابير السريعة واجل ّدية لضمان‬
‫ومستقبل أبنائه‪ ،‬والعودة إلى حياة يومية‪ ،‬يريدها تختلف في جوانب منها‬ ‫يتقاسم التونسيون أيضا هموم أخرى تخص مدى وفاء رجال السياسة‬ ‫في هذا البلد أن يطرح التساؤل املنطقي عن ما بعد الثورة‪ ،‬كيف ينظر‬
‫ضد الثورة احملبوكة باسم االنتخابات‪ ،‬و‬ ‫جتسد على أرض الواقع أهداف الثورة والتي األمن للمواطنني بعد إخفاق احلكومة في هذا‬ ‫األمن‪.‬‬ ‫عن حياته املاضية‪ ،‬يقطع فيها مع اخلوف ويحل مكانه اآلمان قبل األمن‪:‬‬ ‫ملطالبهم التي وإن سيكفلها الدستور فإن التطبيق واملمارسة يبقى بني أيدي‬ ‫التونسي للقادم؟ وكيف يتعامل مع األصوات املتعددة واملختلفة التي تنادي‬
‫جنند الشعب للدفاع عن الثورة واسترجاع‬ ‫ثانيا علي الصعيد االقتصادي ال توجد خطة من دونها ال ميكن أن نحميها وال ميكن أن امليدان ومن بني هذه التدابير تشريك املواطنني‬ ‫اآلمان على أفكاره التي لن تصادر ومعتقداته التي لن تهاجم ويقترب فيها‬ ‫من سيتولى احلكم الحقا وهذا في حد ذاته حتد حقيقي بني أبناء الشعب‬ ‫باإلصالح والتغيير والقطع مع املاضي القريب والبعيد في تسيير شؤون‬
‫سيادته كاملة قبل فوات األوان‪.‬‬ ‫وال سياسة ملعاجلة أكبر املخاطر التي تواجهها نحمي أنفسنا و نحمي شعبنا من الدكتاتورية في احلفاظ علي األمن وإعادة ثقة املواطنني‬ ‫أكثر من املواطن العربي الذي عايش معها تطلعاته واقترب من همومه التي‬ ‫الذين كانوا وال يزالون مستعدين للتضحية بأرواحهم من أجل أن تكون‬ ‫البالد؟‪ .‬تساؤالت وإن أجاب أهل السياسة عن البعض منها من خالل إلغاء‬
‫البالد من انهيا ِر اقتصادي وغلق الشركات التي تعمل اآلن علي استرجاع قواها‪.‬‬ ‫يتشارك فيها معه ويتجسد هذا التناغم العربي سياسيا وهذا ما افتقده‬ ‫الدولة بحق دولة تتكافأ فيها الفرص ويسود فيها العدل اإلنساني وبني من‬ ‫الدستور الذي تالعب النظام السابق بهيبته وتعويضه بآخر جديد‪ ،‬هو من‬
‫ألبوابها وتفاقم البطالة واملطالب املهنية فلنترك أُلعوبة االنتخابات ولنكرس جهودنا‬ ‫املواطن التونسي سابقا‪ .‬هذه التطلعات احلياتية تتشارك مع ما مضى في‬ ‫تختارهم أغلبية األصوات لتمثيلهم‪ .‬أمور سيكشف عنها املستقبل البعيد‬ ‫وجهة نظر التونسي احلل األمثل للخروج من الترقيعات التي لن متثل ضمانا‬
‫تعب عن مواقف �أ�صحابها‬
‫الآراء الواردة يف �صفحة «الر�أي» رّ‬ ‫بالرغم من وجود كثير من احللول واألرصدة حلماية ثورتنا باجناز اإلصالحات اجلذرية‬ ‫نقاط عديدة منها طموح التونسي املعتاد نحو تعليم أفضل وصحة أرقى‬
‫وغيرها من األمور التي تعود عليها التونسي‪.‬‬
‫حتما إذ لن تبرز النتائج آنية بل وجب الصبر على من سيتولى التسيير‪.‬‬
‫أمر آخر يهتم به جزء من التونسيني هو وجود حركات إسالمية ويسارية‬
‫حقيقيا لتسيير شؤون البالد في املرحلة لقادمة من تاريخ تونس‪ .‬ودافعوا‬
‫عن هذا املطلب باإلعتصامات حتى كان قرار تكوين مجلس تأسيسي لقيام‬
‫املالية إلرجاع احلركة االقتصادية للبالد الذي التي تأخرنا في اجنازها والتي أصبحت من‬
‫‪19‬‬ ‫ثقافة‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪18‬‬ ‫رأي‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬

‫حاورتها جليلة فرج‬ ‫الفنانة امل�سرحية حليمة داود للفجر‪:‬‬ ‫حوار‬ ‫عبد العزيز التميمي‬
‫جداليات ما قبل املجل�س الت�أ�سي�سي امل�أزق الليربايل التون�سي‬
‫لي�س �سهال على الفنان امل�سرحي �أن يتعمق يف �أ�سباب الثورة ونتائجها‬ ‫فاحلزب الذي حكم تونس مدة خمسني سنة خلت بشر‬ ‫الليربالية والد�ستور‬ ‫كان الزعيم احلبيب بورقيبة زعيما سياسيا ومثقفا‬
‫دائما بأن التنمية شرط للدميقراطية ‪..‬والتنمية شرط للحرية‬ ‫ذلك أن املالمح التحررية في بنود الدستور لم تكن من‬ ‫بامتياز‪ ،‬وكان يحمل في ذهنه مشروعا لدولته احلديثة نزّله‬
‫‪..‬وبقي الشعب املستضعف واحملروم ينتظر مرحلة التنمية وما‬ ‫الدقة بحيث تستعصي على صرامة التقييد التي بدت في‬ ‫على مراحل من خالل إعالن اجلمهورية وانتخاب املجلس‬
‫هي يف صلب الثورة‪ ،‬موجودة‪ ،‬تشاهد‪ ،‬تتأمل ور ّبام تستغرب‪ ،‬حتاول املجازفة لتقديم أعامل‬
‫بعد التنمية ‪..‬ولكن طاملا أن التنمية مبعناها املتصل باإلنساني‬ ‫اجلمل الشهيرة التي ذيلت بها تلك البنود من قبيل ( مبا يضبطه‬ ‫التأسيسي‪ ،‬والتأسيس لدستور ينظم احلياة السياسية‬
‫فنية تتامشى والوضع الراهن لكنّها تنتظر أن تنفجر مواهبها ألهنا مل تصح بعد من غيبوبتها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والبشري لم تتحقق فإن ما بعدها لم يصل أبدا ‪..‬فال حتققت‬ ‫القانون) وهو ضبط أثبتت التجربة السياسية والتاريخية‬ ‫واملؤسساتية ملختلف السلطات‪ .‬وبقدر ما كانت الفلسفة‬
‫هي الفنّانة املمثلة حليمة داود التي كان لنا معها هذا احلوار‪.‬‬ ‫التنمية وال حتققت الدميقراطية ‪..‬‬ ‫اليوم أنه جر على الناس وباال وأي وبال ‪..‬عانوا بسببه قهرا‬ ‫السياسية لذلك اإلجناز التاريخي مراوحة بني تصورات‬
‫كما أن األحزاب السياسية التي زينت خارطة املشهد‬ ‫امتد على أجيال أزيد من نصف قرن من الزمان ‪..‬كما أن غياب‬ ‫وأحالم بورقيبة الشاب الليبرالية والبراغماتية وبني أجواء‬
‫حليمة داود‪ :‬الفنّان هو مرآة املجتمع وهو دائم البحث عن األفضل‬ ‫الفجر‪ :‬قلت يف حوارات �س�ابقة �إن امل�س�رح التون�سي فقد هو ّيته‪،‬‬ ‫السياسي لم يتنب أي منها برنامجا ليبراليا واضحا وحتى‬ ‫البرنامج الليبرالي حلزب بدا ليبيراليا سمح مبمارسة التصفية‬ ‫الثقافة السياسية العامة للشعوب احملررة حديثا والواقعة في‬
‫والفن يصنع املجتمعات الكبرى فالله هو املبدع لك ّن اإلنسان له‬ ‫فهل ميكن القول �إنه �سوف ي�سرتجع هو ّيته بعد الثورة؟‬ ‫األحزاب التي ترفع باحتشام شديد الشعار الليبرالي فإنها‬ ‫املنهجية للخصوم بداية من رموز الديوان السياسي للحزب‬ ‫نوع من التوفيقية االشتراكية الدميقراطية كانت أيضا إفرازا‬
‫طريقته في اإلبداع بفهم ما يريده الناس وما يطمح إليه وبالعمل‬ ‫حليمة داود‪ :‬املسرح التونسي فقد هو ّيته بصفة عامة لكن ليس‬ ‫جتنزره بأسطول من احملاذير التي تفرغه من معناه وتنتهي‬ ‫الدستوري نفسه(صالح بن يوسف ورفاقه) مرورا بأعضاء‬ ‫للتجاذب بني قطبي صراع احلرب الباردة آنئذ‪ ،‬الواليات‬
‫على تأسيس ف ّن يرتقي باملجتمعات‪ .‬أنا أنتظر أن تنفجر مواهبي‪،‬‬ ‫باملعنى الكبير‪ ،‬فهو متواجد عند كثير من املسرحيّني بطرق‬ ‫إلى النتيجة التي باتت شهيرة وهي أن الليبرالية اإلقتصادية‬ ‫احلكومة (مثل أحمد بن صالح صاحب الوزارات األربع‬ ‫املتحدة وحلفائها في أوروبا واليابان واالحتاد السوفياتي‬
‫املسألة حلم كان يراودني ولم أفق بعد من‬ ‫وكأنّ‬ ‫مختلفة‪ .‬أنا منذ بدأت أمارس املسرح اشتغلت دائما على األعمال‬ ‫التي باتت لديهم محببة ( بعد جناح الصني وسقوط جدار‬ ‫ورفاقه) وانتهاء باملعارضني السياسيني من حركة آفاق‬ ‫ومحيطه اجلغرافي السيــاسي في دول( الكوميكون)‪.‬‬
‫غيبوبتي ألني كنت ربمّ ا فقدت ثقتي‬ ‫التي ته ّم النّاس في بلدي أ ّوال ثم عاجلت قضايا عربيّة وعامليّة‪.‬‬ ‫برلني) ال يفترض جناحها االقتران بالليبرالية السياسية‪.‬‬ ‫والعامل التونسي والنقابيني والقوميني إلى حركة النهضة‪.‬‬ ‫�أي �أفق ليربايل للدولة احلديثة‬
‫في الشباب ورمبا في نفسي أيضا‪.‬‬ ‫كنت من هؤالء الذين دافعوا عن اللّغة العربيّة الفصحى في‬
‫الساحة مفتوحة لكل مبدع‪،‬‬ ‫فمجتمعنا يعيش فقرا كبيرا في مستوى األدبيات‬ ‫الليربالية ونظام بن علي‬ ‫فلم تكن الدولة احلديثة في تونس‪ -‬باعتبارها دولة‬
‫وعموما ّ‬ ‫املسرح‪.‬‬
‫لكن أدعو إلى احلفاظ على مستوى‬ ‫ّ‬
‫الليبرالية وحتى األحزاب واملجموعات املاركسية (اليسارية‬ ‫ولم يكلف انقالب ‪ 7‬نوفمبر نفسه تصحيح املسار بل‬ ‫محررة حديثا ُمق ِدمة نظريا على األقل على حترير الفرد‬
‫السائد في الساحة الفنّية أنّه ال ب ّد من تواجد كل األنواع املسرحيّة‬
‫اللفظ وطريقة التخاطب‪.‬‬ ‫وغير اليسارية) حينما أحست باحلاجة إلى مرتكزات ليبرالية‬ ‫واصل مبشروعية سياسية أقل جالء وجاهزية من املشروعية‬ ‫التونسي وحتويله إلى مواطن حر‪ ،‬وحترير املجتمع – لم‬
‫ضروري لعا ّمة الناس فهناك من‬ ‫ّ‬ ‫والتوجهات الفكر ّية‪ ،‬وهو أمر‬
‫الفج�ر‪ :‬كيف ترى حليم�ة داود واقع‬ ‫ّ‬ ‫ملشروعها قدمتها في أفق مدجج بالشرائع اإليديولوجية التي‬ ‫السياسية البورقيبية في نفس املسار اإلقصائي للدولة‬ ‫تكن حاسمة من حيث خياراتها وبرامجها السياسية باجتاه‬
‫يفضل اللهجة الدارجة ويرى أنّ املسرح للترفيه نظرا لش ّدة‬
‫امل�س�رح العرب�ي بع�د ه�ذه الثورة‬ ‫قسوة الواقع فيكفيه همومه اليوميّة‪ .‬فالنّاس يرون في املسرح‬ ‫تستمرئ من الليبرالية ما يالئم احلقيقة (هكذا باأللف والالم‬ ‫االستبدادية‪ .‬وغاب األفق الليبرالي للدولة احلديثة عن البرنامج‬ ‫توجه ليبرالي حر يستحضر أدبيات احلزب الذي تصدر‬
‫متن ّفسا وأنا لست ض ّد هؤالء لك ّن إضحاك الناس ليس معناه‬ ‫باعتبارها مطلقا دينيا في أفق مادي دنيوي ) وتستبعد من‬ ‫السياسي لينقلب إلى نظام يزين أحاديته بالتعبئة والتجييش‬ ‫قيادة احلركة الوطنية عبر مهام تضع في رأس أولوياتها‪:‬‬
‫التي انت�شرت عربيا؟‬
‫حليمة داود‪ :‬ال ميكن أن نتحدث عن‬ ‫النّزول إلى املبتذل أو التجريح ألنّنا نالحظ في بعض‬ ‫الليبرالية ما ال يالئم احلقيقة بنفس املعنى‪.‬‬ ‫اإلعالمي‪ ،‬والترهيب باألجهزة التي تعذب وتقتل املواطنني‬ ‫الدستور واحلرية وفقا للتسمية التي عرف بها‪ ،‬احلزب احلر‬
‫املسرح العربي اآلن‪ ،‬فليس سهال‬ ‫األعمال املسرحيّة لغة ال تنتمي إلى املتف ّرج التونسي‬ ‫وفي هذا الفقر في أدبيات اخلطاب السياسي مت استدعاء‬ ‫بدل حتريرهم وفتح أفق احلرية لهم‪ .‬واملصالح اخلاصة التي‬ ‫الدستوري)‬
‫على الفنّان املسرحي أن يكون قد‬ ‫في تقاليده لذلك من واجبنا كمسرحيني احلفاظ‬ ‫البورقيبية كرمز مفوت ومغمور لتلك الليبرالية ورغم ما ميكن‬ ‫حتاصر املجتمع املدني واألهلي بدل إطالق طاقاته املبدعة‬ ‫إذ يبدو واضحا من خالل ما يالحظه العديد من علماء‬
‫تع ّمق في أسباب الثورة ونتائجها‬ ‫على األقل على مستوى معينّ من البحث في‬ ‫أن يكنّه كل تونسي من احترام لتاريخ الرئيس الراحل احلبيب‬ ‫واخلالقة نحو أفق احلرية ‪.‬ونظام القضاء غير املستقل يسجن‬ ‫االجتماع السياسي‪ ،‬وفقهاء القانون الدستوري أن أهم ما‬
‫ال ب ّد من التأ ّمل فال ميكن الكتابة عن‬ ‫املواضيع في الشكل واملضمون‪.‬‬ ‫بورقيبة فإنّ حصيلة تاريخه السياسي –باستثناء موضوع‬ ‫الرموز الشعبية وراء الشمس ودمج السلطات الثالث في يد‬ ‫شغل الفريق امللتف حول بورقيبة والذي ميارس في نفس‬
‫الثورة في وقت الثورة‪ .‬يجب أن نحلّل‬ ‫الفجر‪ :‬ما ر�أيك فيما يق ّدم اليوم من‬ ‫املرأة واألحوال الشخصية – ال يفتح على مرجعيات ليبرالية‬ ‫واحدة رئاسوية مطلقة وقطع أرزاق املخالفني ونفيهم من‬ ‫الوقت مهمتي بناء نظام احلكم وبناء الدولة احلديثة هو تثبيت‬
‫هذه الثورة العربيّة بف ّن يرتقي باملسرح‬ ‫�أعمال م�سرح ّية وهل ميكن �أن نتط ّلع‬ ‫للفعل السياسي التونسي‪.‬‬ ‫احلياة ‪..‬ومتلق املؤيدين باملصالح والرشاوى الزبونية ‪.‬‬ ‫أركان السلطة‪.‬‬
‫العربي عموما‪ .‬آمل أن نعمل جميعا على‬ ‫تغي امل�شهد امل�سرحي؟‬ ‫�إىل رّ‬ ‫ليست الليبرالية نهاية للتاريخ مثلما بشر وتراجـع‬ ‫ا�سرتجاع التاريخ وا�سرتجاع بورقيبة‬ ‫ولئن كان إعالن اجلمهورية في ‪ 25‬جويلية من سنة‬
‫عربي مبضامني ته ّم‬ ‫ّ‬ ‫تأسيس مسرح‬ ‫حليمة داود‪ :‬يوجد العديد من الفنّانني‬ ‫(مرتني) فرانسيس فوكوياما املنظر الياباني للبيت األبيض‬ ‫يأتي استرجاع هذا املشهد في الواقع ليس من باب تعداد‬ ‫‪1957‬م واإلطاحة بنظام البايات أشبه بالصدمة الكبرى التي‬
‫الشعوب العربيّة‪ .‬نحن في حاجة إلى أعمال‬ ‫الذين يحاولون احملافظة على الف ّن‬ ‫من خـــالل كتابه ( نهاية التاريخ ) ولكنّها أفق ضروري‬ ‫الضحايا ‪..‬ولكن في محاولة لفهم طبيعة ما يدور من سجاالت‬ ‫أحدثت الرجة الضرورية في البنية التقليدية للطبقة السياسية‬
‫فنيّة إبداعيّة‪ .‬وفي كل أعمالي كنت أحاول‬ ‫الراقي وأمتنّى أن ُينسج على منوالهم بعد‬ ‫للحوار بني فرقاء العمل السياسي التونسي من أجل بناء‬ ‫حوارية واستراتيجيات خطاب سياسي محورها حرية‬ ‫وقطاع من املتعلمني وأهل الثقافة داخل أرستقراطية املدن‬
‫تكريس الهو ّية العربيّة وترسيخ القيم النّبيلة‪،‬‬ ‫هذه الثورة وأن نتق ّدم مبسرحنا إلى األمام‬ ‫حقيقتهم اجلامعة ( ال اخلاصة ) الوفاقية والتعاقدية الضامنة‬ ‫املواطن في خياراته وحرية املرأة في سلوكياتها وهندسة‬ ‫فإن توصلها إلى ه ّز بنية التخلف بقوة من خالل تفكيك‬
‫لكن لألسف جند البعض يركبون الثورة ويريدون‬ ‫دون الرجوع إلى اخللف‪ .‬فالشعب منذ أكثر من ‪50‬‬ ‫لإلستقرار وإرساء املشروع الدميقراطي للجمهورية الثانية‬ ‫جمالها وحرية املجتمع في تنظيم املجال الديني والسياسي‬ ‫البنى التقليدية وإدماج القوى االجتماعية احلديثة في بناء‬
‫إفسادها‪.‬‬ ‫سنة كان مضطهدا‪ ،‬وكثيرون ُسجنوا و ُقتلوا ُ‬
‫وش ّردوا‬ ‫‪..‬جمهورية الشعب ‪ ..‬في دولة القانون العادل واملؤسسات‬ ‫‪..‬وهي سجاالت لم جتد لها مرجعية في التقاليد السياسية‬ ‫املؤسسات احلديثة للدولة‪ .‬لم يكن أمرا محسوما أو مدرجا‬
‫الفجر‪ :‬كيف تق ّيمني جتربتك مع ال�سينما التون�س ّية‬ ‫في العهد البورقيبي‪ ،‬ثم جاء نظام املخلوع بأكثر حماقة‬ ‫الدميقراطية ‪..‬‬ ‫الليبرالية ‪..‬‬ ‫في أجندة العمل املؤسسي‪.‬‬
‫وهل �أنت را�ضية عن م�شوارك الفنّي؟‬ ‫ليع ّمق اجلراح لكن الشعوب عندما تنفجر تكون كارثة‬
‫لدي جتربة كبيرة في السينما فقد عملت مع سلمى‬ ‫الفجر‪ :‬ليس ّ‬ ‫على من استهتر واستصغر واحتقر‪ .‬أنا لم أسلم من أمن بن‬

‫قرار امل�صادقة على �صياغة العقد اجلمهوري بني «م�ؤ ّيد» و«معار�ض»‬
‫بكار في فيلم «خشخاش» ومع النوري بوزيد في «عرائس الطني»‬
‫ورضا الباهي في «صندوق عجب» ومع اجليالني السعدي في‬
‫الف ّنان دائما ي�صبو �إىل ما هو‬ ‫علي حيث سجن ابني م ّدة ‪ 5‬سنوات في بداية التسعينات ال‬
‫لشيء إال ألنّه كان يؤدي واجبه الديني وقد ألقي القبض عليه‬
‫نسرين العياري‬

‫«خرمة»‪.‬‬ ‫�أح�سن لأ ّنه �إذا ر�ضينا انتهينا‬ ‫داخل اجلامعة حينها كان أحمد فريعة عميدا للكليّة‪ .‬وهناك من‬
‫وعن مشواري الفنّي‪ ،‬فأنا أتوق إلى األفضل الفنّان دائما يصبو‬ ‫ممن عانوا من األصحاب‬ ‫الفنانني من جتاهل تلك الفترة وكنت ّ‬
‫ومتحيص‪ ،‬فاملسرح يرتكز على مبادئ وفكر وإدراك للواقع إلى ما هو أحسن ألنّه إذا رضينا انتهينا‪ .‬نالحظ بعض الفنّانني‬ ‫واألقرباء‪ ،‬كانوا يتهمونني بـ»اخلواجنية» و»اإلرهاب»‪ .‬آنذاك‬ ‫التّونسي بباريس) يرى أن صياغة عهد‬ ‫الوثيقة تتمثّل في مصادرته إلرادة ّ‬
‫الشعب‬ ‫عن موقفه من املصادقة على العقد‬ ‫متت املصادقة على صياغة «العقد‬
‫الذين يظنّون أنّهم بلغوا الق ّمة لكن هذا ليس صحيحا‪ .‬أنا دائما‬ ‫ومازال أمامنا الوقت لالرتقاء بفنّنا وحتقيق األفضل‪.‬‬ ‫انقطعت عن ممارسة الفن لكن بعد ذلك عدت إلى امليدان وق ّدمت‬ ‫املواطنة يستدعي ضوابط أساسيّة ‪،‬وإنّ هذا‬ ‫واملجلس التاسيسي املنتخب و إذا كان عقدا‬ ‫اجلمهوري يقول سمير بن عمر(ممثّل حزب‬ ‫اجلمهوري» على اثر اجتماع الهيئة العليا‬
‫الفج�ر‪ :‬الي�وم وبع�د الث�ورة‪� ،‬أي�ن تكم�ن ر�س�الة الفنّان ب�ص�فة في حالة غليان وتأمل‪ ،‬ال أقول إنّني وصلت الق ّمة‪ ،‬أكيد ك ّل عمل‬ ‫أعماال مسرحيّة قبل الثورة وكلّها في خط الدعوة إلى النهوض‬ ‫العقد ال ميكن أن يكون فوق اإلرادة الشعبيّة‬ ‫أدبيّا أخالقيّا فال إشكال في ذلك»‪.‬‬ ‫املؤمتر من أجل اجلمهور ّية)‪:‬‬ ‫لتحقيق أهداف الثورة وذلك بصرف النظر‬
‫يكون فيه ثغرات وإذا بلغنا الق ّمة فال انحدار‪.‬‬ ‫عامة؟‬ ‫بالعقول والفكر‪ .‬املسألة ليست بسيطة ال ب ّد من وقت ومن درس‬ ‫وفوق الدستور وال ميكن أن يكون معبرا عن‬ ‫السيد املولدي ال ّرياحي‪( :‬ممثل‬
‫اما موقف ّ‬ ‫«نحن نرفض أي مزايدة في القضايا‬ ‫عن التسمية‪ ،‬كما أعلنت الهيئة عن أسماء‬
‫التأسيسي‪« ،‬نحن ال نرى‬
‫ّ‬ ‫املجلس الوطني‬ ‫التكتّل ال ّدميقراطي من أجل العمل واحلر ّيات)‬ ‫األساسيّة‪ ،‬ومنها مسألة العقد اجلمهوري‬ ‫اللّجنة التي ستقوم بصياغة ميثاق العقد‬
‫مانعا أن يكون مقترحا ضمن برنامج املجلس‬ ‫كان على النّحو التّالي‪:‬‬ ‫ونسجل بأن األطراف التي تدفع اليوم نحو‬ ‫ّ‬ ‫اجلمهوري وهي جلنة متك ّونة من ممثّلي‬

‫تظــاهـرات ثقافيــــة‬ ‫التأسيسي أو حتى ضمن ديباجة املجلس‪».‬‬


‫أما عن موقف اجلهات حاورت «الفجر»‬
‫«أنا متح ّمس لفكرة هذا العقد اجلمهوري‬
‫فهو يدعو إلى التّنصيص على أسس املواطنة‬
‫السابق قبل‬
‫إمضاء عقد جمهوري رفضت في ّ‬
‫سقوط النّظام اإلمضاء على النّصوص التي‬
‫األحزاب واجلمعيّات واجلهات والشخصياّت‬
‫الوطنيّة ولكن هذه املصادقة لم تكن باإلجماع‪،‬‬
‫السيد الفاضل بالطاهر (ممثل جهة قبلي) الذي‬ ‫ّ‬ ‫وأسس اجلمهور ّية والتّركيز على الفصل‬ ‫وقع إعدادها في إطار حركة ‪ 18‬أكتوبر والتي‬ ‫«الفجر» التقت مبجموعة من أعضاء اجلمعيّة‬
‫تنضم دار الثقافة املغاربية ابن خلدون معرض لوحات مسرحية «ورقة حمرا» عن نص وإخراج لكمال العابد‬ ‫انطلقت الدورة السادسة لألفالم الوثائقية في تونس يوم‬
‫يقول انّه «إذا كان ال ب ّد من عقد جمهوري ال ب ّد‬ ‫السلطات واستقالل القضاء‬ ‫الواضح بني ّ‬ ‫صادقت عليها أغلب األطراف السياسية»‪.‬‬ ‫و كانت اآلراء بني مؤ ّيد ومعارض‪:‬‬
‫«بداية» من ‪ 16‬إلى ‪ 29‬أفريل ‪ 2011‬مبشاركة فادية وبطولة جالل الدين السعدي‪.‬‬ ‫األربعاء ‪ 20‬أفريل وتتواصل إلى األحد ‪ 24‬من نفس الشهر‬
‫أن يكون شعبيّا يعني أن يصاغ أو يعرض على‬ ‫واحلفاظ على مكاسب تونس احلديثة‪،‬‬ ‫و تعبّر السيّدة فريدة العبيدي (ممثلة‬ ‫السيد «كمال اجلندوبي» (شخصيّة‬ ‫يرى ّ‬
‫األحمروهاجر بلحاج ودارين طريقي ووداد املليتي وإنصاف‬ ‫وتعرض األفالم في قاعات الفن الرابع‪ ،‬املونديال وباملسرح‬
‫استفتاء شعبي ألن جتارب األحزاب السابقة‬ ‫وخاصة منها مجلّة األحوال الشخصيّة‬ ‫حركة النهضة) عن موقفها من العقد‬ ‫مستقلة) أن هذا العقد اجلمهوري «شيء‬
‫حتيي فرقة مجموعة البحث املوسيقي جملة من العروض‬ ‫شلفوح وضحى السالمي‪.‬‬ ‫البلدي بالعاصمة‪.‬‬
‫بيّنت فشلها»‪.‬‬ ‫واملساواة التا ّمة بني سائر املواطنني وبني‬ ‫اجلمهوري‪« :‬أعتقد أن هناك مسؤوليّة وطنية‬ ‫إيجابي ج ّدا» إذا توفرت فيه الدميقراطيّة التي‬
‫ّ‬
‫الفنية أيام ‪ 21‬و ‪ 22‬و ‪ 23‬أفريل اجلاري باملبيتات‬
‫أما نائبة رئيس الهيئة السيدة «لطيفة‬ ‫ينص هذا اإلعالن‬
‫نلح أن ّ‬
‫النّساء والرجال كما ّ‬ ‫تقتضي التّوضيح ألنّ التّح ّفظ على فكرة العقد‬ ‫حت ّد من ال ّرجوع إلى املاضي ومن قفزة إلى‬
‫يحتضن املسرح البلدي بالعاصمة مسرحية «حارق يتمنى» اجلامعية‪.‬‬ ‫بدعم من وزارة الثقافة املندوبية اجلهوية بوالية تونس‪،‬‬
‫للفنان رؤوف بن يغالن‪ ،‬وذلك يوم األحد ‪ 24‬أفريل‬ ‫ينتظم املهرجان اإلقليمي لنوادي املسرح بدور الثقافة ودور‬ ‫االخضر» ترى أن هذا العقد اجلمهوري هو‬ ‫السياسة‬‫على أسس املواطنة والفصل بني ّ‬ ‫اجلمهوري لم يكن حت ّفظا على احملتوى باعتبار‬ ‫املجهول وهو يتّفق مع هذا العقد «ألنّه يلزم‬
‫تشارك تونس في الدورة ‪ 27‬للمهرجان الدولي للسينما‬ ‫‪.2011‬‬ ‫الشباب لواليات أريانة‪ ،‬بن عروس‪ ،‬منوبة‪ ،‬نابل وتونس‬ ‫«ممثّل للثورة» التي لم تعينّ من سيقودها ألن‬ ‫وال ّدين وال يتم توظيفه أو استغالله ألن ذلك‬ ‫أن ليس هناك مشكلة ألن «حركة النهضة»‬ ‫متس من‬‫أخالقيّا كل القوى السياسية بأن ال ّ‬
‫«مشاهد من إفريقيا» مبونريال من ‪ 29‬أفريل إلى ‪ 8‬ماي‬ ‫يومي ‪ 23‬و‪ 24‬أفريل ‪ 2011‬بدار الثقافة ابن رشيق‪.‬‬ ‫ال ّدكتاتورية منعتها من ذلك‪ ،‬وإنّ هذا «العهد»‬ ‫في نظر التكتّل يترك الباب مفتوحا على الفتنة‬ ‫تعتبرأ ّول من يحثّ على العمل املشترك مع‬ ‫طبيعة ال ّدولة وتضمن االختالف والتداول‬
‫يستضيف جمهور قصر هالل يوم ‪ 22‬أفريل ‪.2011 2011‬‬ ‫هو إخالص لها وذلك بإعالن أسس املواطنة‬ ‫في صلب املجتمع‪.‬‬ ‫العديد من األحزاب في العهد البائد ممثّلة في‬ ‫على السلطة‪ ‬و استقالل القضاء ورفض‬
‫التي تلتزم بها كل األطراف‪.‬‬ ‫رياض بالطيّب‪( :‬ممثّل جمعيّة التّضامن‬ ‫ميثاق ‪ 18‬أكتوبر‪ ،‬و إن التّحفظ إللزاميّة هذه‬ ‫التّعذيب‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫شباب‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ثقافة‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬

‫زينب بومالّسة طالبة‬ ‫�صرخــة �شـــاب‬ ‫إعداد لطفي الحيدوري‬ ‫ملف‪ :‬الأغنية امللتزمة‬
‫خالصة القول إذن هو أن ما سيتحدد اآلن من‬ ‫التالمذة‪ ،‬فلن جند غير محتوى تلقيني مفرغ‬ ‫ولست أعلم وأنا بصدد كتابة هذه الكلمات عن‬ ‫منذ يوم ‪ 14‬جانفي انتشر استعمال مفردتي‬ ‫تعتزم جمموعة من الفرق الغنائية امللتزمة اإلعداد ملهرجان وطني لألغنية امللتزمة‪ ،‬ويف هذا السياق تلتئم بدار الثقافة باملروج مساء اليوم اجلمعة مائدة مستديرة حول واقع األغنية امللتزمة وآفاقها ببادرة‬
‫مجلس تأسيسي وغيره ال يجب أن يتح ّمل‬ ‫ما عادت األخالق الفاضلة والقيم الهادفة‬ ‫أي شباب أحت ّدث‪ ،‬عن شباب الثورة أو عن‬ ‫ّ‬ ‫«شباب الثورة» و «ثورة الشباب»‪ ،‬وصارت‬ ‫من خلية أحباء األغنية امللتزمة‪ ،‬وجمموعة عشاق الوطن يف شخص مديرها شهاب قاسم‪.‬‬
‫الشباب وزره وما سيترتب عنه‪ .‬ما سيتق ّرر‬ ‫أسسه‪.‬‬ ‫شباب ما قبل الثورة؟ وهل من فرق يذكر؟ أم‬ ‫هذه املصطلحات األكثر استهالكا في وسائل‬ ‫هذا اللقاء هو تواصل جللسة عقدت حتت نفس العنوان الشهر املايض والذي كان مناسبة ملتابعة االنطالقة اجلديدة التي تعرفها األغنية امللتزمة بعد الثورة‪ ،‬وشارك فيه ممثلون عن عدد من هذه‬
‫اليوم هو ما يريد له رجال السياسة وأجيال‬ ‫وفي ظل غياب الدور املركزي لألسرة‬ ‫هل أنّ الثورة التي قامت في وقت وجيز جدا‬ ‫اإلعالم واألكثر جتاذبا عند رجال السياسة‪.‬‬ ‫املجموعات (الشمس للموسيقى‪ ،‬املرحلة‪ ،‬عشاق الوطن‪ ،‬توفيق املستاوي)‪.‬‬
‫«هرمنا» أن يتقرر‪.‬‬ ‫وللمؤسسات التربوية‪ ،‬من البديهي أن ينشأ‬ ‫والشعرة الفاصلة بني فترة االستبداد وفترة‬ ‫الك ّل بات يحسن توظيف هذا املصطلح‪ ،‬لن‬ ‫الفجر حاورت الفنان العائد توفيق املستاوي وعضو فرقة املرحلة عيل اجلوهري‪.‬‬
‫أما الشباب‪ ،‬شباب الثورة‪ ،‬فهو في حاجة‬ ‫طفل األمس‪ ،‬أي شاب اليوم‪ ،‬مفرغا‪ ،‬متزعزع‬ ‫«التحرر» غير كفيلة بغرس وعي جديد عند‬ ‫وظفه بن علي سابقا في اختياره‬ ‫أقول كما ّ‬
‫وشربت كثيرا من األذواق التي جعلتني أمتسك بهويتي العربية‬
‫إلى برامج حقيقية فعلية تبدأ بحل مشاكل‬ ‫القيم‪ ،‬متذبذب األفكار‪.‬‬ ‫شباب أنهكهم اليأس من بزوغ فجر جديد‬ ‫لسنة الشباب‪ ،‬ولكن على األقل كما يشاء‬ ‫توفيق المستاوي‬ ‫عيل اجلوهري‪ :‬جمموعة املرحلة‬
‫أنبت عن انتمائي العقائدي اإلسالمي‪ ،‬وهنا أذكر‬ ‫ّ‬ ‫اإلسالمية وال‬
‫األسرة‪ ،‬وتقنن خروج املرأة للعمل‪ ،‬ثم‬ ‫ومع ما كرسه نظام االستبداد من قمع‬ ‫بأمل جديد وواقع جديد؟‬ ‫البعض توظيفه‪.‬‬
‫لك حادثة وقعت لي مع أحد الفنانني املعروفني في تونسيني ال أريد‬ ‫تأسست مجموعة املرحلة سنة ‪ 1986‬من عناصر كان أغلبهم طلبة‪،‬‬
‫تعمل على طرح برامج تعليمية وتربوية‬ ‫وتهميش ومع تفشي البطالة وتأخر سن‬ ‫أتألّم جدا وأنا أتأمل شبابا يتهافتون باأللوف‬ ‫أصبح الشباب اليوم إذن البضاعة األكثر‬
‫ذكره‪ ،‬أراد أن أشاركه عمال موسيقيا إلعداده لبعض املهرجانات‬ ‫وقد أنتجت شريطني (تغريبة سنة ‪ )1986‬و(عودة النوارس سنة‬
‫جادة قادرة على النهوض بأوضاع الطلبة‬ ‫الزواج كنتيجة لذلك فضال عن غياب التأطير‬ ‫نحو الهجرة إلى الشواطئ األوروبية‪،‬‬ ‫تبادال واألغلى قيمة‪ ،‬لك ّن الشعور بقيمته ال‬
‫وأراده عمال على مستوى اإلنشاد الديني وعلى مستوى املوسيقى‬ ‫‪ )1988‬لك ّن أعضاء الفرقة قرروا التوقف عن النشاط سنة ‪.1989‬‬
‫والتالميذ‪ ،‬وجعل املجال التعليمي مجاال‬ ‫الداخلي واخلارجي‪ ،‬اشت ّدت نزعة االنتقام‬ ‫وكأنّ ب ّر األمان هنالك ينتظرهم باألحضان‬ ‫تتجاوز لألسف الرغبة في تسويقه‪.‬‬
‫الصوفية فأخذني إلى أحد املقاهي وكان هناك شاعر معروف في‬ ‫ويقول عضو الفرقة علي اجلوهري إنّ هذا اخليار كان بناء على قراءة‬
‫منتجا ال مستهلكا‪ ،‬ومن ثمة السعي نحو‬ ‫واتسعت اله ّوة بني الشاب ودولته ومجتمعه‪.‬‬ ‫واألشواق‪ .‬وأتألّم أكثر وأنا أرى األجندات‬ ‫ولسائل شاب أن يسأل‪ :‬حتى متى يظلّ‬
‫تونس فقال له أريد أن أجنز عمال صوفيا موسيقيا مع توفيق‬ ‫سياسية للواقع الذي مت ّر به البالد في ذلك الوقت‪ .‬وأضاف املتحدث‬
‫خلق مواطن شغل حتفظ كرامة اإلنسان‪ ،‬ال‬ ‫واآلن وبعد أن قاد الثورة بنزعته الغاضبة‬ ‫السياسية في سعيها الدائب نحو جعل هذا‬ ‫شبابنا عملة ثمينة ال تعدو كونها مح ّل تنازع‬
‫املستاوي فقال له هذا الشاعر إني أعرف املستاوي معرفة جيدة‬ ‫«كان من الواضح أنّه ال ميكن املواصلة مع النظام اجلديد الذي شرع‬
‫تهينه وال حتط من شأنه‪.‬‬ ‫الناقمة على كل وضع‪ ،‬ما الذي ميكن أن‬ ‫الشاب رقما من أرقامها ال غير‪.‬‬ ‫وجتاذب؟ أما آن األوان لكي يقول الشاب‬
‫وإني أعرف ذوقه ومستواه الفني ولكن ال أكتب له ولو حرفا‬ ‫في مخطط للهيمنة على احلراك الثقافي والسياسي القائم آنذاك»‪.‬‬
‫فال مواطنة بال عمل‪ ،‬وال إنسانية بال إنتاج‬ ‫ينتظره هذا الشاب في املقابل؟‬ ‫املدني بك ّل‬
‫ّ‬ ‫أتعسف على املجتمع‬ ‫ّ‬ ‫وقد‬ ‫كلمته؟ كي يقرر مصيره ويح ّدد اختياراته‬
‫واحدا‪ .‬فسأله ملاذا‪ ،‬فأجاب أنّه ميتنع ألنّ املستاوي يؤمن مبحمد‬ ‫ور ّدا على سؤال يتعلق مبدى سهولة تخلي الفنان عن موهبته‬
‫وإبداع‪ ،‬وال معنى للحياة بال زواج وأسرة‪.‬‬ ‫األكيد أنه لم يكن ينتظر أن يصبح الورقة‬ ‫مؤسساته من مؤسسة األسرة حتى‬ ‫بنفسه ويتح ّرر من الوصاية التي فرضت‬
‫واملالئكة‪ .‬فاحلمد له أنّي من املؤمنني مبحمد صلى الله عليه وسلم‬ ‫قال اجلوهري إنّ خيار مجموعته لم يكن الف ّن للف ّن بل كان نضاال‬
‫أ ّما كلمتي األخيرة فهي بعض كلمات محبّة‬ ‫الرابحة في صراع إيديولوجي لن أقول بأن‬ ‫أتعسف عندما‬
‫ّ‬ ‫مؤسسات الدولة الكبرى‪،‬‬ ‫وال يزال يراد لها أن تفرض عليه؟‬
‫وباملالئكة‪ ،‬وهذا مثال على أنّ املستاوي له عقيدة ومبدأ ولم أستطع‬ ‫منخرطا في مشروع لترسيخ الهوية العربية اإلسالمية‪ .‬وذكر‬
‫أوجهها إلى شباب بلدنا احلبيب‪ :‬يا شبابنا‬ ‫ّ‬ ‫ال عالقة له به‪ ،‬ولكن على األقل إنه لم يتخذ‬ ‫أقول بأن ما يعتمدونه من سياسات كانت‬ ‫موجهني‬
‫ّ‬ ‫عندما انطلق الشباب في الشوارع‬
‫صدورهم للنّار لم يكن دافعهم في ذلك إالّ‬ ‫منبت حضاريا‬
‫ّ‬ ‫أن أشارك غيري في التهميش وفي حراك موسيقي‬ ‫املتحدث أنّ اثنني من عناصر الفرقة طالهما االعتقال والسجن وهما‬
‫يا أمل الغد‪ ،‬يا مستقبل األ ّمة‪ ،‬يا من ميّزك‬ ‫موقفا منه بعد‪.‬‬ ‫هي السبب األول والرئيسي في احلال الذي‬ ‫والتركية وفي أوروبا لبعض املجموعات املوسيقية وما يجري حتى‬
‫ووجوديا عن الثوابت التي أومن بها والتي جتمعني مع رسالتي‬ ‫عبد الستار بوطارة ورفيق معالج وقد عاش اجلميع حياتهم الفنية‬
‫الله بأفضل النّعم‪ ،‬وأم ّدك بطاقة في جسدك‬ ‫وكيف ميكن أن يتّخذ موقفا من لم يعرف‬ ‫بلغه شبابنا اليوم‪.‬‬ ‫رغبة في قول أن ال للظلم‪ ،‬ال لالضطهاد‪ ،‬ال‬ ‫في تونس‪ .‬ولكن كنت في الكهف في بعده الوجودي وفي هذا الكهف‬
‫اإلنسانية واإلنسانية‪.‬‬ ‫في فضاءات خاصة وضيّقة‪.‬‬
‫ونضجا في عقلك وحماسا في عزميتك ورقة‬ ‫قبل ذلك أي معنى لإليديولوجية؟ كيف ميكن‬ ‫فمع ولوج املرأة للعمل‪ ،‬وتقلّص ساعات‬ ‫للوصاية‪ ،،‬نعم للكرامة والعزّة واحلر ّية‪..‬‬ ‫كنت أتقلب مع نفسي ومع تاريخي حتى جاءت هذه الثورة وجاء‬
‫في قلبك وجماال في صورتك‪ ،‬واصل سعيك‬ ‫أن يخوض السياسة من غيّب عن السياسة‬ ‫حضورها في املنزل ومع غياب دور الوالد‬ ‫والشرارة التي أوقدها البوعزيزي لم تكن‬ ‫وبحسب اجلوهري فقد عادت املجموعة للتمارين بعد أن فتحت لها‬
‫الشمس املوسيقي‪ :‬وفاء للشهيد‬ ‫يوم ‪ 14‬جانفي ويوم ‪ 15‬جانفي‪ ،‬حدث لي حراك وجودي وذوقي‬
‫دار الثقافة باملروج فضاء للنشاط‪ .‬ويعود التفكير في العودة الفنية‬
‫وال تكن سلبيّا‪ ،‬جاهد من أجل أن ّ‬
‫تفتك ح ّقك‪،‬‬ ‫لسنوات ولم يعرف لها مدخال في حياته؟‬ ‫في التوجيه وإخالله مبسؤولياته جتاه‬ ‫سوى آهة من اآلهات التي امتألت بها صدور‬ ‫فال أخفي عليك أنّي تزلزلت‪ ،‬فهذا احلدث زلزلني كما زلزل غيري‬
‫واختر ما تريد أن تكون ال ما يريدون لك أن‬ ‫كيف ميكن أن يحدد اختياراته من لم يطلع‬ ‫أبنائه‪ ،‬اختلّت املوازين داخل األسرة وحلّت‬ ‫شبابنا‪ .‬آهة التهميش والبطالة والذلّة‪ .‬آهة من‬ ‫إلى ثالث سنوات ماضية وهو ما لم ُيخظ مبوافقة أغلب األعضاء‪.‬‬
‫في الباطن والتراكمات‬‫ولك ّن هذه الزلزلة لم تض ّرني بل ح ّركت ّ‬
‫تكون‪ ،‬وليكن زادك صبرا جميال وعزمية‬ ‫حتى الساعة على محتوى قانون األحزاب‬ ‫محلها احملاضن ورياض األطفال وغيرها من‬ ‫آهات الكثيرين الذين امتطى بعضهم القوارب‬ ‫وتاريخي‪.‬‬
‫ال تفنى‪ ،‬واجعل قلبك مصباحا للتّقوى وال‬ ‫الشخصيّة ودستور البالد؟‬ ‫ومجلة األحوال ّ‬ ‫مؤسسات مجتمع الطفولة الغير قادرة على‬ ‫إلى املجهول‪ ،‬وآخرون سلّموا أرواحهم‬ ‫الفجر‪ :‬ماهو سبب غيابك عن الساحة الفنية حوايل ‪ 20‬عاما ؟‬
‫وأحب‬
‫ّ‬ ‫تنتظر فإنّ «من نام لم تنتظره احلياة»‬ ‫وكيف ميكن أن يفكر في كل هذا من ميضي‬ ‫إيالء الولد الرعاية والتربية التي يحتاجها‪.‬‬ ‫خلالقهم بحثا عن رحمة وعطف افتقدوهما‬ ‫توفيق املستاوي‪ :‬أنا نشأت في املدينة العتيقة في نهج الباشا‬
‫احلياة ما دمت تستطيع إليها سبيال‪.‬‬ ‫عمره وأميرة قلبه تنتظره والبطالة لم ترفع‬ ‫ثم إذا بحثنا عما تقدمه املؤسسات التربوية‬ ‫عند أهل الدنيا‪ ،‬فش ّدوا رحالهم نحو اآلخرة‬ ‫املعروف بكونه قلب العاصمة على ميينه باب اجلديد وعلى يساره‬
‫ك ّفها عنه بعد؟‬ ‫ابتداء من املدارس حتى املعاهد والكليات إلى‬ ‫رب السماوات واألرض‪.‬‬ ‫بحثا عنها عند ّ‬ ‫باب سويقة نشأت في هذا املكان بني جامع الزيتونة وجامع حمودة‬
‫باشا املرادي وحفظت جزءا من القرآن وكنت أجالس مشائخ‬
‫فاي�سبوك‬
‫هـا عـائــــدون‬ ‫جمع كمال حرباوي‬
‫الزيتونة بينهم املرحوم بن ميالد الزلت أتذ ّكره وكان والدي إمام‬
‫مسجد في نهج الباشا وكان يحملني حلضور دروس الشيخ ابن‬
‫عبد اللطيف النجار‪ :‬الشمس‬ ‫ميالد ثم عالقتي بالشيخ محمد الزغواني رحمه الله وكثير من‬
‫"محم�د احلمرون�ي" هناك فيدي�و مضحك‬ ‫ما يزال "الفايسبوك"يشد األنظار بتفاعالته‬
‫املشايخ الذين كانوا ميثلون لي رموزا ثقافية وذوقية‪ ،‬وأنا ال‬ ‫علي الجوهري‬
‫ٌ‬
‫تحرض‬ ‫ُم‬ ‫رحل األحبة يف الفواجع ُب ً‬
‫رهة‬ ‫جدا "حملمد الغرياني" األمني العام الس�ابق‬ ‫املتمي�زة ومواضيع�ه الطريف�ة‪ .‬وحلس�ن‬
‫تأسست فرقة الشمس املوسيقي سنة ‪ 1988‬وكان الفضاء‬ ‫أفصل بني الدين والفن كما ال أفصل بني الثقافة والسياسة وبني‬
‫حلزب التجمع املنحل ونصيحة قبل مش�اهدة‬ ‫اإلبحار في هذا العال�م العجائبي عليك ارتداء‬
‫ذر‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ومحُ‬ ‫عقدين ‪...‬ثم َها ُه ُم‪...‬‬ ‫ه�ذا الفيدي�و ‪ ..‬أحضروا كأس م�اء بجانبكم‬ ‫سترة واقية من رصاص األقالم املتهافتة هنا‬ ‫اجلامعي أبرز ساحات عروضها قبل أن تتوقف عن النشاط قسرا‬ ‫الفن والسياسة فل ّما أعانق اجلماهير أعانقهم ذوقا وحاال ولكن‬
‫سنة ‪.1991‬‬ ‫هناك قضيّة جتمع بيني وبني اجلمهور وفي كل فترة تاريخية لها‬
‫توفيق املستاوي‪ :‬كنت يف الكهف أتقلب مع نفيس‬
‫ظلمتموه وأهلهُ‬ ‫هذا النبات‬ ‫عائدون‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫املوجوعة ها‬ ‫ِ‬
‫الفكرة‬ ‫يف‬ ‫قبل أن تشرقوا ‪ ..‬ألننا مازلنا بحاجة إليكم"‪.‬‬ ‫وهناك‪ .‬وعند زيارة صفحة الش�اعر "بحري‬
‫ُ‬ ‫املجموعة عادت لتقدمي العروض منذ بضع سنوات وقد شاركت‬ ‫رموزها الثقافية والسياسية ولها رجاالتها‪ ،‬وأنا كانت لي عالقة‬
‫وأخي�را وفي الصفح�ة املتألقة ج�دا "أحالم‬ ‫عرفاوي" يشد االنتباه استفتاء طريف حول‬
‫تقلعون‪/‬جتففون‪/‬‬ ‫ظللتم‬ ‫َ‬
‫ولك ْم‬ ‫قضى‬
‫كم من شهيد قد َ‬ ‫وردي�ة" لصاحبتها"لطيف�ة ش�عبان" التي‬ ‫جري�دة "الفجر" ق�ام به "زياد الش�اذلي"‬ ‫مؤخرا في عدة تظاهرات حقوقية وسياسية بالبالد منذ الرابع عشر‬ ‫مبنظومة ثقافية لها رموزها وأطرافها كنت أحضر الندوات وتربيت‬ ‫الفجر‪ :‬أين اختفى توفيق املستاوي ؟‬
‫ْ‬
‫كش�فت عن هويته�ا بعد طول انتظ�ار‪ ،‬هناك‬ ‫حت�ت عن�وان "أي ع�دد م�ن جري�دة الفجر‬ ‫من جانفي املنقضي‪ .‬وأطلقت الشمس منذ أسبوع اسطوانتها الثانية‬ ‫في املساجد وأنا أفتخر بذاك وأنا نشأت بني كثير من الرجال‬ ‫توفيق املستاوي‪ :‬أقدر أن أقول إنّ توفيق كان يعيش بعيدا عن‬
‫تبددون‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫واألهل مل يتفرقوا‬ ‫إحياء لذكرى ميالد "االحتاد العام التونس�ي‬ ‫أعجبك�م ش�كلها" وه�ذه طريق�ة جديدة من‬ ‫خالل ‪ 3‬سنوات‪ ،‬وجاءت األخيرة وفاء للشهيد عامر الدقاشي عضو‬ ‫الذين شاركوا في تنمية فكري وكانوا طرفا فاعال في رفع ذوقي‬ ‫الناس‪ ،‬وهذا البعد جعله يعيش مع نفسه ويعيش نوعا من اخللوة‬
‫وهتددون‬
‫ْ‬ ‫صامدون‬
‫ْ‬ ‫بعد ُه‬ ‫ُ‬
‫واألهل َ‬ ‫للطلب�ة"‪ .‬ومما ج�اء في الصفح�ة "االحتاد‬ ‫التفاعل اجلاد مع العمل الصحفي مما يساعد‬ ‫املجموعة الذي اغتيل حتت التعذيب في وزارة الداخلية سنة ‪،1991‬‬ ‫والتأثير إيجابيا في مساري الفنّي املوسيقي فأصبحت وال زلت‬ ‫في مفهومها الذوقي‪ ،‬فكانت لي كثير من املس ّودات املوسيقية وكنت‬
‫العام التونس�ي للطلبة منظمة طالبيه تونسية‬ ‫على التطور ومزيد النجاح‪.‬‬ ‫ووفاء أيضا للدكتور رمزي بن براهيم الذي توفي في حادث سير‬ ‫أحمل هموم هذا الشعب التونسي والشعب العربي وأحمل قضيّة‬ ‫أبحث أكثر من عشر سنني وأستمع ملا يجري حولي من جتارب‬
‫كأنكم‬
‫ْ‬ ‫و ُت َولولون‬ ‫قودوا‬
‫الرقيب والذين ّ‬
‫ُ‬ ‫تعب‬
‫َ‬ ‫وج�دت عل�ى الس�احة الطالبية ف�ي النصف‬ ‫وعلى صفح�ة الدكتور"ط�ارق الكحالوي"‬ ‫قبل سنوات‪.‬‬ ‫إنسانية في بعدها الوجودي فشربت االعتدال وشربت الوسطية‬ ‫موسيقية وأهت ّم ببعض التجارب على مستوى املوسيقى العربية‬
‫الثان�ي من ثمانينات القرن العش�رين وكانت‬ ‫هن�اك تس�اؤل خطير ح�ول "إطالق س�راح‬
‫ومقعدون‬
‫مرتملون أو ثكاىل ُ‬ ‫تكرست‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫اجلالد حتى‬ ‫تعبت عصا‬
‫ْ‬
‫هل ت�صنع الثورة ربيع الإبداع والثقافة وتقدم وجوها مقبولة‬
‫ذات ش�عبية كبي�رة ويظه�ر ذلك م�ن خالل‬ ‫فادي�ه حم�دي (الت�ي صفع�ت البوعزيزي)‬
‫سامي بن محمد‬
‫زرعكم‬
‫ْ‬ ‫النبات‬
‫ُ‬ ‫هذا‬ ‫وتكرس اجلالدُ‬ ‫فوز مرشحيها في انتخابات مجالس الكليات‬ ‫ه�ل هو حكم عادل؟ ما س�يكون موقف عائلة‬
‫واملعاهد العليا وهو ما يدل على مدى اتس�اع‬ ‫البوعزيزي منه؟‬
‫وستحصدون‬
‫ْ‬ ‫بذوركم‬
‫َ‬ ‫فستعرفون‬ ‫فر‬
‫ّ‬ ‫جماهيريتها‪ ...‬أما شعار املنظمة فكان‪ :‬وحدة‪،‬‬ ‫وتفاعلا مع ه�ذا املوض�وع كت�ب الصحفي‬
‫وتشهـد انتخابــات هيئـة جديـدة للمهرجان عـدة جتاذبـات بني أكثر من فريـق وأكثر‬ ‫مت إرجاء اجللسة االنتخابية العادية جلمعية مهرجان ربيع الفنون الدولي بالقيروان إلى‬
‫نضال‪ ،‬استقاللية‪"...‬‬ ‫"حكي�م غامن�ي" "تاري�خ ‪ 18‬أفريل ‪2011‬‬
‫مل تقرأوا‪ /‬مل تفهموا‬ ‫والضحايا ـ ُم ّ‬
‫رضجنيَ ـ ُيعاندون‬ ‫من «تكتل» بني الهيئـة املتخليـة والهيئات السابقـة التـي يزعـم كـل أفرادهــا شرعيتـه‬ ‫أجل غير معلوم بسبب عدم توفر النصاب املطلوب وضعف الترشحات وفق عضو بالهيئة‬
‫صفحات للمتابعة‪:‬‬ ‫أصدرت الدائرة اجلناحية باحملكمة االبتدائية‬
‫دمنا ودُ موعنا‬ ‫الرتاب إذ ّ‬ ‫دون غيره‪.‬‬ ‫املتخلية للمهرجان‪ ،‬الذي أكد عدم توفر النصاب القانوني ألعضاء الهيئة املديرة في املوعد‬
‫تعاودون‬
‫ْ‬ ‫تعاودون ‪/‬‬
‫َ‬ ‫ستعاودون‪/‬‬
‫َ‬ ‫ترش َب ّ‬ ‫ُ‬ ‫هذا‬ ‫‪Tunisie-‬تون�س‪Tunisia :600000 -‬‬ ‫بس�يدي بوزيد حك�م البراءة لع�ون التراتيب‬
‫معجب‬ ‫فادي�ة حم�دي ‪...‬الت�ي اتهمت بأنه�ا صفعت‬ ‫ويأمل املتابعون أن تتم عملية االنتقال في ظروف دميقراطية ولضمان مستوى أرفع إلدارة‬ ‫ّ‬
‫الترشحات احلالية بكونها كانت قليلة ولم‪ ‬حتتو‬ ‫وفي املكان احمل ّددين‪ .‬ووصف املتحدث‬
‫وستحصدون دائام‬
‫َ‬ ‫أنبت‬
‫قد َ‬ ‫إذاعة قرطاج‪70000:‬معجب‬ ‫البوعزي�زي و للتذكي�ر ف�ان الب�راءة لفادية‬ ‫ّ‬
‫محطة ثقافية ها ّمة على‬ ‫املهرجان‪ .‬علما وأنّ مهرجان ربيع الفنون الدولي بالقيروان يعتبر‬ ‫على أسماء ذات وزن ثقيل على الساحة الثقافية‪ .‬وبحسب املصادر من احملتمل أن يتم إلغاء‬
‫راديو كلمة‪10000 :‬معجب‬ ‫جاءت لتب�رز أن القضاء لم يعتم�د التعليمات‬ ‫املستوى اجلهوي والوطني والدولي‪.‬‬ ‫دورة مهرجان ربيع الفنون هذا العام‪.‬‬
‫ستحصدون‪/‬‬
‫َ‬ ‫وستحصدون‪/‬‬
‫َ‬ ‫الشبانِ غضا ً‬
‫يافعا‬ ‫زرعا من ّ‬‫ً‬
‫عجمي ورميي‪ 4500 :‬معجب‬ ‫السياسية بل فعال طبق القانون‪"...‬‬ ‫ّ‬
‫فهل ستتمكن الهيئة من املنتخبة من تولى مسؤولية إدارة املهرجان بالشكل املطلوب وهل‬ ‫وكانت الهيئة املديرة للمهرجان قد نظمت لقاء متهيديا باملثقفني يوم اجلمعة ‪ 8‬أفريل‬
‫ستحصدون‬
‫ْ‬ ‫يوقدون‬
‫ْ‬ ‫زرعا من الشبان إذ ُه ْم‬ ‫و إلى متابعات الحقة إن شاء الله‬ ‫وفي خص�وص ح�ل التجمع وعل�ى صفحة‬ ‫يتم اختيار وجوه جديدة ذات كفاءة وخبرة وقيمة مضافة حتى يتمكن املهرجان من استعادة‬ ‫باملركب الثقافي أسد بن الفرات بالقيروان‪ ،‬قصد تدارس مستقبل املهرجان في ظ ّل‬
‫األوجاع جاء مكابرا‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫جيل من‬ ‫أي مرحلة ما بعد الرقابة والتعيينات املسقطة التي أفرزت‬
‫«تألقه» في مرحلة ما بعد الثورة ّ‬ ‫التح ّوالت‪  ‬السياسية واالجتماعية التي تعيشها اجلهة عموما والهيئة خصوصا إبان الثورة‪.‬‬
‫بحري العرفاوي‬ ‫نطلب من الكتّاب امل�ساهمني يف «الفجر» �أن ال تتجاوز ن�صو�صهم ‪ 700‬كلمة‬ ‫أسماء ووجوها ال كفاءة لها‪.‬‬ ‫كما مت عقد جلسة يوم األحد ‪ 17‬أفريل في نفس املكان دون التوصل إلى نتيجة‪.‬‬
‫ذر‬
‫ٌ‬ ‫الرتاب مجُ‬
‫ُ‬ ‫هييج به‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫جيل‬
‫‪23‬‬ ‫ألوان‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪22‬‬ ‫شباب‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬

‫تقدمي كتاب الإن�ســـان الف ّعـــال‬ ‫العب الإفريقي حمزة الع ّوادي‪:‬‬ ‫ت�شاريل ت�شابلن‬
‫عزيز‬ ‫مــن نحـن ؟‬ ‫نجيب مراد‬

‫يف الذكرى ‪ 122‬مليالده ‪� 16‬أفريل ‪1889‬م‬


‫وأنا أتابع إحدى القنوات الفضائية األسبوع الفارط شد انتباهي‬ ‫درا�سة حول الفعالية واال�سرتاتيجيات والتوا�صل‬ ‫ب�أي ذنب �أمنع من اللعب مع �أكابر الإفريقي‬
‫الـ‪ 10‬في ترتيب معهد الفيلم األمريكي‬ ‫خالل شهر أفريل حتل الذكرى الثانية‬
‫حوار حول احلجاب ونظرة املجتمع التونسي له‪ .‬وكان ضيوف‬ ‫‪ 100‬عام و‪ 100‬ممثل‪ .‬أما سنة ‪ ،2008‬فقد‬ ‫والعشرين بعد املائة (‪ ) 122‬للممثل‬
‫زفرة أطلقها الالعب حمزة الع ّوادي الذي أقصي من أكابر النادي اإلفريقي بعد‬
‫البرنامج نخبة من أساتذتنا اجلامعني بتخصصات قدرت‬ ‫الرؤية املستقبلية ووجود مه ّمة‬ ‫الفعالية‬ ‫إنّ أصعب عملية بناء وأه ّمها هي‬ ‫قال مارتني سيف في استعراض كتابه حياة‬ ‫الكوميدي والسينمائي العاملي الشهير‬
‫أن تنبأ العديد من الفنيني واملالحظني الرياضيني بصعود جنم موهبة جديدة إلى‬
‫مستضيفتهم تعلقها باملوضوع‪.‬‬ ‫قوي‬
‫ّ‬ ‫واضحة إلجنازها ذات تأثير‬ ‫يبينّ جمال الدين أنّ اإلنسان الف ّعال هو‬ ‫عمليّة بناء اإلنسان مبا تتطلّبه من‬
‫الساحة الرياضة الكروية وتدعيم الزاد البشري للنادي اإلفريقي‪ .‬ماهي األسباب‬ ‫تشابلني‪« :‬تشابلني لم يكن مجرد «كبير»‬ ‫تشارلي تشابلن الذي تعرض بأدائه‬
‫وبعد تدخل احلاضرين وإبداء كل منهم رأيه حسب الزاوية‬ ‫في حياة اإلنسان وفعاليّته ونشاطه‬ ‫الذي يعطي احلياة والظروف من حوله‬ ‫تنمية لقدراته ومهاراته‪ .‬ويأتي‬
‫وصحته‪.‬‬ ‫الفعـال» دعـوة‬ ‫كتـاب «اإلنسان‬
‫التي منعته من االلتحاق بأكابر الفريق أو متكينه من فرصته إلبراز إمكانياته التي‬ ‫بل كان «عظيما»‪ .‬لكن سنة ‪ ،1915‬فقد‬ ‫الكوميدي على نقد ساخر لظواهر املجتمع‬
‫التي ينظر منها للمسألة‪ ،‬جاء دور أستاذ الفقه وأصول الدين‬ ‫ّ‬ ‫معاني الفرح والبهجة واحليويـة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الإ�سرتاتيجية‬ ‫بينما تتح ّول بوجود البليد إلى خريف‬ ‫ّ‬
‫بالكف عن لوم املجتمع‬ ‫للتغيير تبدأ‬ ‫يشهد بها مد ّربوه الذين تداولوا على تدريبه‪.‬‬ ‫خربت احلرب العاملية الكوميديا‪ ،‬الضحك‪.‬‬ ‫الصناعي من رتابة و وقهر استغالل‬
‫وككل املشاهدين توقعت أن يكون قوله الفصل باعتباره أهل‬ ‫يقول حمزة الع ّوادي‪ :‬التحقت بالنادي اإلفريقي سنة ‪ 1998‬في صنف املدارس‬
‫والهدف هو أفضل مح ّرك للنفس‬ ‫بارد رمادي حزين ومم ّل‪ .‬واإلنسان‬ ‫والظـروف‪ ،‬واالنشغـال بتغييــر‬ ‫بقي تشارلي ميارس مهنته حتى بعد ‪25‬‬ ‫استبداد الدولة الشمولية مثلة في شوفينية‬
‫التخصص والدراية في هذا الشأن‪ .‬فذكر موقف اإلسالم من‬ ‫وواصلت مشواري بالنادي وتد ّرجت في كل األصناف بالفريق وكنت قائد الفريق‪.‬‬
‫اإلنسانيـة‪ ،‬وهو مصـدر اإلبـداع‬ ‫الف ّعال يح ّول ك ّل طاقة كامنة فيه إلى‬ ‫أنفسنا من داخلها‪ .‬تبدأ بأداء الواجب‬ ‫سنة خالل فترة الكساد الكبير إلثر أزمة‬ ‫وتعصب األنظمة الفاشية والنازية لهتلر‬
‫املسألة مستشهدا بآية من سورة النور وأحاديث شريفة إلى‬ ‫مما دفع هيئة النادي‬‫وأقنعت اجلميع بإمكانياتي وخصالي الفنية التي أمتلكها ّ‬
‫والعمـل والفعاليـة‪ ،‬وفيـه قدرتنـا‬ ‫فعل ويبتكر فرصا جديدة للتعلّم‪،‬‬ ‫قبل املطالبة باحلقوق‪ ،‬مع التأكيد‬ ‫‪ 1929‬الشهيرة وصعود أدولف هتلر‪.‬‬ ‫وموسوليني ‪ ..‬وبقيت سينما تشارلي‬
‫جانب إجماع علماء األمة‪.‬‬ ‫لتوقيع عقد معي سنة ‪ 2008‬ميتّد خلمس سنوات وبذلك التحقت رسميّا بأكابر‬
‫على تخيّل ما نريد أن نكون عليه‪،‬‬ ‫وفرصا جديدة لبناء عالقات مفيدة‪،‬‬ ‫على عدم التنازل عن احلقّ بعد أداء‬ ‫وكان ال يصدق أن شخصا قادرا في تلك‬ ‫شابلن رغم بساطتها وصمتها عالمة فارقة‬
‫بعده مباشرة عقبت أستاذة احلضارة اإلسالمية على حديثه‬ ‫مما نحن فيه‬ ‫الفريق‪ ،‬إال أنّني فوجئت بعدم إعطائي فرصة إلبراز مخزوني الفني والكروي‪ .‬بل‬
‫واالنطالق بخيالنا ّ‬ ‫الواجب‪.‬‬ ‫الفترة على التأثير على أنفس الناس‪ .‬لذلك‬ ‫ومميزة في السينما العاملية‬
‫مذكرة أنها بدورها أهل تخصص وأن استشهاد األستاذ بآية‬ ‫إلى ما نأمله‪ ،‬فنبني على ماضينا‬ ‫صدر هذا الكتاب في ‪ 448‬صفحة‬
‫القرآن هي قراءة لنص يحتمل أكثر من قراءة معللة ذلك يقول‬ ‫قال عنه جورج برنارد شو‪« : ‬انه العبقري‬ ‫كان تشابلن من أكثر الشخصيات إبداعا‬
‫ونتجاوز واقعنا لنرسم مستقبلنا‬ ‫عن دار الفكر بسوريا سنة ‪،2006‬‬ ‫الوحيد الذي خرج من الصناعة السينمائية‪.‬‬ ‫وتأثيرا في عصر األفالم الصامتة‪ ،‬وقد‬
‫علي رضي الله عنه ( القرآن حمال أوجه )‪.‬‬ ‫وندرك الطريـق األنسـب لتحقيق‬ ‫وقد قام بتأليفه الدكتور جمال جمال‬
‫في احلقيقة موضوع احلوار محسوم في وجدان شعبنا‬ ‫ولد تشارلز سبنسر تشابلني يوم ‪ 16‬أبريل‬ ‫أمضى ‪ 75‬سنة من حياته في مجال السينما‬
‫أمنياتنـا»‪ .‬ويعتبـر الدكتـور جمال‬ ‫الدين‪ .‬ويطرح املؤلف عشر مزايا‬
‫وفكره وتاريخه وواقعه وأكد ذلك آراء املواطنني من خالل‬ ‫الدين أن من ضرورات الفعالية‬ ‫لإلنسان الف ّعال هي‪ :‬الذكاء العاطفي‬ ‫‪،1889‬في الشارع الشرقي‪ ،‬والورث لندن‪،‬‬ ‫الساخرة ‪ .‬منذ والدته و جتى وفاته في عمر‬
‫ريبورتاجات البرنامج والتي كانت في مجملها وإن اختلفت‬ ‫االلتزام بالتفكير اإلستراتيجي الذي‬ ‫(الرشد) والعقل العلمي والتفكير‬ ‫إجنلترا‪.‬‬ ‫يناهز الـ‪ 88‬عاما‪ .‬أثارت حياته اخلاصة‬
‫في بعض التفاصيل متفقة مع رأي أستاذ الفقه وأصول الدين‪.‬‬ ‫يع ّرفه بأنه «تنظيم أفكارنا وسلوكنا‬ ‫السليم وروح املبادرة والتفاؤل‬ ‫انطلق مشوار شارلي تشابلن خالل فترة‬ ‫والعامة في املستوى الفني واإلبداعي كما‬
‫ولكن ليست هذه هي القضية فاألمر أبعد من ذلك بكثير إذ أن‬ ‫بطريقة سليمة للوصول إلى الهدف‬ ‫والتفكيــر اإليجابـي (التكيّــف)‬ ‫األفالم الصامتة‪ ،‬بداية من الفلم الكوميدي‬ ‫هائال من الثناء والتساؤل حول طبيعة هذا‬
‫خلفية احلوار هي نفسها في جل املواضيع املطروحة ببالدنا‬ ‫املنشود»‪ .‬وهو يسبق اإلدارة بل هو‬ ‫واملرونــة وقبـول اآلخــر (إدارة‬ ‫أطفال يتسابقون في فينيس (أنتج في ‪7‬‬ ‫الفن ‪ .‬اضطر تشابلن للبقاء في أوروبا طول‬
‫هذه األيام‪.‬‬ ‫الذي يح ّدد طريقة اإلدارة املباشرة‪.‬‬ ‫الوقت) ووضوح الهدف (فهم آليات‬ ‫فيفري ‪ .)1914‬وأصبح تشابلني من خالل‬ ‫الفترة املكارثية في بداية خمسينات القرن‬
‫وهنا أجد نفسي ككل العالم اإلسالمي وأحداثه أمام كابوس‬ ‫أما اإلستراتيجية فهي مجموعة من‬ ‫التفـاوض) والتفكيـر اإلستراتيجي‬ ‫شخصية الصعلوك‪ ،‬ويسرعة أشهر جنوم‬ ‫العشرين‪.‬حتصل تشابلني على املرتية‬
‫املواجهة بني أصول حضارتنا العربية اإلسالمية التي سادت‬ ‫ومتوسطة وطويلة‬‫ّ‬ ‫اخلطط قصيرة‬ ‫واتّخــاذ القـــرار (املواصفــات‬ ‫كسيتون‪ ،‬و استمر تشابلني في متثيل‬
‫األجل لدعم حتقيق السياسات‪.‬‬ ‫الشخصيّة) والتوازن‪.‬‬
‫بال منازع حتى القرن التاسع عشر وبني الوافد الغربي في‬ ‫يستهل الكاتب بحثه بتعريف املفكرّ‬
‫هذا الدور في العشرات من األفالم‪ ،‬حتى‬
‫التوا�صل‬ ‫واكتساب مهارات جديدة‪ .‬وال يستمع‬
‫بداية هذا القرن‪.‬‬ ‫في بعض األفالم األطول الحقا(في عدد‬
‫ويش ّدد املؤلّف على عادة ها ّمة‬ ‫للمثبّطني واملستسلمني فتفتح أمامه‬ ‫نبي ـ رحمه الله‬
‫اجلزائري مالك بن ّ‬
‫لقد كان لتغلغل الغرب بقوته العسكرية والسياسية املؤيدة‬ ‫يتوجـب علـى اإلنســان الف ّعـال‬ ‫آفاق جديدة‪.‬‬ ‫ـ للفعاليّـة التي يس ّميها «املنطق‬ ‫من األفالم األخرى قام بأداء شخصبات‬
‫ّ‬
‫بالتفوق العلمي ما اختل به ميزان التقدير في أيدي مفكرينا‬ ‫االهتمام بها‪ ،‬وهي عادة االستماع‬ ‫وأصحاب الفعاليّة يتميّزون حسب‬ ‫العملي» بالقول إنّها «استخالص‬ ‫أخرى غير الصعلوك)‪ ،‬كما أدى دور أحد‬
‫من ناحية مدى اجلبر واالختيار فيما يأخذون من الغرب وما‬ ‫إلـى اآلخريـن (استخـدام األذن‬ ‫تخشــب‪،‬‬‫ّ‬ ‫الكاتـب بالقــ ّوة دون‬ ‫أقصى ما ميكن من الفائدة من‬ ‫أفراد شرطة كيستون في فيلم ممسك‬
‫يدعون من نظمهم وأفكارهم وأصول حضارتهم وعقائدهم‬ ‫والعقل معا)‪ ،‬ملا لها فضال عن‬ ‫وباملرونة دون ميوعة‪ ،‬ولهم ق ّوة‬ ‫وسائل معيّنة» ويشير إلى أهمية‬ ‫العصابات الذي صور في ‪ 5‬جانفي ‪.1914‬‬
‫فاضطربت معايير االنتقاء لديهم ملا يفيه العرب واملسلمني من‬ ‫غيرها من آليات التواصل معهم‪،‬‬ ‫شجرة اخليزران ومرونتها‪ ،‬تنحني‬ ‫الثقافة بالقول «وثقافة اإلنسان ال‬ ‫عرفت شخصية الصعلوك في فترة األفالم‬
‫منجزات الغرب وانطمست الفروق بني التجديد والتقليد وبني‬ ‫من أثر كبير في كفاءته وجناحه‬ ‫دون أن تنكســر‪ ،‬وهم يتكيّفــون‬ ‫مستواه العلمي هي ما يعينه على‬ ‫الصامتة‪ ،‬وقد أعتبر كشخصية عاملية‪،‬‬
‫اإلصالح واالستبدال‪.‬‬ ‫وحتاشي إخفاقات كبيرة ومصائب‬ ‫مع التغييـر ويتجــاوزون العقبات‬ ‫اتّخاذ القرار الصحيح وممارسة‬ ‫وعندما بدأت فترة األفالم الناطقة‪ ،‬رفض‬
‫لقد كان احلوار التلفزي وككل حوارات ونقاشات هذه األيام‬ ‫ممكنة وتصبح مز ّية االستماع أكثر‬ ‫ويتقنون ف ّن االنسحاب عندما يكون‬ ‫املوقف السليم في سلوكه مع‬ ‫تشابلن أن يجعل هذه الشخصية متحدثة‪.‬‬
‫ببالدنا في حقيقتها حوارات بني مصلح ومستبدل وكأننا نقف‬ ‫أهميّة عندما نستمع ألولئك األذكياء‬ ‫الطرف اآلخر عدوانيّا وجاهال وال‬ ‫اآلخرين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فكان إنتاج سنة ‪ ،1931‬أضواء املدينة‬
‫على أرض الوافد أو أرض خليط ونتحاور فيما يصلح لنا من‬ ‫واملف ّكريــن والناجحيـن وتتحـ ّول‬ ‫يفهم لغة احلوار والتفاهم‪ .‬وينبّه‬ ‫فقد يكون التعلم مج ّرد طالء خارجي‪،‬‬
‫كلماتهم بعد فهمها واالستفادة منها‬ ‫الباحث أنّه «ليس من الفعاليّة أن‬ ‫أو تكديس للمعلومات‪ ،‬ال يساعد‬ ‫صامتا‪ .‬تقاعد تشابلني عن تأدية دور‬
‫اإلسالم وما ال يصلح بعد أن كنا قبل مائة عام نقف على أرض‬ ‫الصعلوك رسميا بعد فيلم العصور احلديثة‬
‫اإلسالم ونتساءل ماذا نأخذ من الوافد الغربي وما ندع‪.‬‬ ‫إلى دروس ها ّمة نرفع بها مستوى‬ ‫وصحتنا‬
‫ّ‬ ‫نهمل مشاعرنا وعالقاتنا‬ ‫اإلنسان في احملافظة على توازنه‪،‬‬
‫ونحسن مستوى معيشتنا‬ ‫ّ‬ ‫حياتنا‬ ‫بحجة أنّنا نحرص على‬ ‫ّ‬ ‫وعائلتنا‬ ‫وال في تطوير حياته واإلسهام في‬ ‫(‪ 5‬فيفري ‪ ،)1936‬الذي انتهى تقريبا بينما‬
‫أميكن ألحد أن يناقش في تونسيتنا‪ ،‬في عروبتنا وفي إسالمنا‬ ‫كان الصعلوك يسير في طريق ال ينتهي‬
‫ونغيّر واقعنا نحو األفضل‪».‬‬ ‫اإلنتاج واإلجناز»‪ ،‬مضيفا أنّ «ق ّوة‬ ‫تق ّدم مجتمعه»‪.‬‬
‫تلك هي بصمتنا التي نتميز بها عن اآلخر فنختلف معه اختالف‬
‫نحو األفق‪ .‬هذا الفيلم يعتبر نهاية األفالم‬
‫التنوع ونتفاعل معه بندية في املشترك العام‪.‬‬
‫وأعود إلى برنامجنا التلفزي وقبل إجراء حوارات من هذا القبيل‬ ‫الصادق الصغيري‬ ‫ع�صرة قار�ص‬ ‫على اليمين حمزة العوّادي‬ ‫الصامتة‪ .‬حيث كان الصعلوك صامتا حتى‬
‫تقريبا نهاية الفيلم أين سمع صوته أخيرا‪،‬‬
‫وحتى نصل إلى نتائج هادفة وسليمة بعد جتارب أرهقت شعبنا‬
‫واألهم من هذا الك ّل‪ ..‬تولّي ضد اإلرهاب‪..‬‬ ‫ال ّذكاء‪ ...‬ال ّذكاء‪ ...‬يا سيدي‪...‬‬ ‫ولو أنه نطق مقطع من أنشودة فرنسية‪-‬‬
‫وأمتنا حري بنا أن نسأل من نحن؟‬ ‫مت إحلاقي بفريق اآلمال حيث قضيت موسما كامال أشارك في لقاءات فريق اآلمال‪.‬‬
‫إيطالية غير معروفة‪.‬‬
‫وحتط ايديك في ايد «الفرنسيس»‪ ..‬واألمريكان»‬ ‫باش تولّي وزير‪ !! ‬آش تعمل‪ ..‬ساهلة ماهله‪...‬‬ ‫وفي املوسم الثاني متت إعارتي لنادي قربة بعد رفضي لعرضني من ناديني من‬
‫زايد على الثورة في ال ّداخل‪ ..‬إلي قول عشرة‪ ..‬اربح «الداخل»‬ ‫الرابطة احملترفة األولى نظرا لبعدهما عن مكان دراستي باملعهد العالي للرياضة‬
‫اربح «اخلارج»‬ ‫قول عشرين‪..‬‬ ‫والتربية البدنية بقصر سعيد‪.‬‬
‫وهكة تولّي مشروع وبرنامج «وزير»‬ ‫زعمه‪..‬زعمه‪ ..‬تولّي بطل وتربح «ال ّداخل»‪..‬‬ ‫وبعد انتهاء سنة اإلعارة مع نادي قربة عاد إلى فريقه األم النادي اإلفريقي لكنه‬
‫�ضع يف يدي القيد ‪� ..‬ألهب �أ�ضلعي بال�سوط ‪� ..‬ضع‬
‫ُ�سحب من هذا العدد‬ ‫زايد على «النهضة» واحلمد لله هذه أسهل ما هذا ما كان‪ ..‬في العهد البائد‪..‬‬
‫وجد صعوبات تتمثل في االلتحاق بتدريبات فريق اآلمال ولم يتم تشريكه في‬
‫أي مباراة سواء مع فريق األكابر أو اآلمال‪ .‬ويقول الع ّوادي إنّ أحد أعضاء الهيئة‬
‫وراجعو أعمال وأقوال املتزلفني واالنتهازيني‬ ‫ث ّمة‬
‫عنقي على ال�سكني لن ت�ستطيع ح�صار فكري �ساعة‬
‫�سبعون �ألف ن�سخة‬
‫توجه إليه بكالم قاس مفاده أنّ مشاركته في املباريات‬ ‫املديرة للنادي اإلفريقي ّ‬
‫وانظروا‬ ‫قالوا فالن بيه‪..‬قالوا فالن عليه‪..‬‬ ‫أضغاث أحالم‪.‬‬
‫يا توانسة يا أحرار‪ ..‬على اليمني وعلى اليسار‪..‬‬ ‫قالوا «اجلمعة» ر ّدوها «باالثنني»‪..‬‬
‫قالوا «الفلوس منني‪ »..‬قالوا عندهم «مطبعة وإلاّ وباش ما يدخلوناش في احليط‪...‬أصحاب ها‬
‫ويروي حمزة الع ّوادي أنّه كان على وشك االنضمام إلى امللعب التونسي إال أنّه‬
‫مت العدول عن ذلك‪ ،‬وعلم فيما بعد أنّ األمر يتعلق بإقصائه بسبب بعض أقاربه‬
‫‪� ..‬أو نزع �إمياين ونور يقيني‪ ..‬فالنور يف قلبي‪،،‬‬
‫بالتحسر‬ ‫قصته‬
‫املالحقني أمنيّا على خلفيات سياسية‪ .‬ويختم هذا الالعب الشاب ّ‬
‫األفكار‪..‬‬
‫قالوا عملوا «اجتماع»‪ ..‬قالوا «الكراهب منني»‬
‫اثنني»‬ ‫ّ‬
‫على عدم وقوف املم ّرنني الذين تداولوا على تدريبه إلى جانبه وإحجامهم عن الدفاع‬ ‫وقلبي يف يدي ربي‪ ،،‬وربي نا�صري ومعيني‬
‫مت الطبع مبطبعة دار الأنوار‬
‫ّ‬ ‫المعذرة للمدافعين عن اللغة العربية‪..‬‬ ‫وعالش احلديث املاسط عن النهضة ما يوفاش‪..‬‬
‫خاصة وأنهم أكثر من يعرف إمكانياته احلقيقية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عنه‬
‫ولن أعيد الكرة‪..‬‬ ‫على خاطرحلمها «يوزّر واحلقيقة «مف ّوح وبنني»‬
‫‪24‬‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 22‬أفريل ‪2011‬‬

‫‪ ..‬إلى فجر جديد‬


‫‪2‬‬ ‫أركان‬

‫ال �صوت يعلو‬ ‫الهو ّية واحلداثة‬


‫د‪ .‬عبد المجيد النجار‬ ‫فوق �صوت ال�شعب‬
‫الصحبي عتيق‬
‫لقد أخذ الشعب التونسي أمره بيده ليق ّرر مصيره بإرادته‪،‬‬
‫وميضي فيه باختياره دون إمالء من أحد وقد كان زمنا طويال يرزح‬ ‫فتونس جزء من األ ّمة اإلسالميّة ومازالت الهو ّية حيّة‬ ‫إنّ الهوية هي احلقيقة املميزة املعبرة عن اخلصائص‬
‫حتت الوصاية فيُرسم له الطريق بدعوى صريحة أحيانا وضمنية‬ ‫في ضمير شعبها رغم عهود االنحطاط احلضاري‬ ‫الذاتية لكل مجموعة بشرية وتظهر بصورة جلية في‬
‫أحيانا أخرى أنه ما زال في حالة قصور‪ ،‬مارس االستعمار عليه ذلك‬ ‫وحقب االستبداد والتغريب املمنهج واملتواصل‪ ،‬وبقي‬ ‫األمنوذج احلضاري ومن خالل الثقافة العامة وأمناط‬
‫حتت عنوان احلماية‪ ،‬ومارسه عليه االستقالل بعناوين مختلفة‪،‬‬ ‫اإلسالم موصوال في أعماق النّفوس حيّا في ضمائر‬ ‫العالقات السائدة بينها ؛وهي شعور باخلصوصيّة‬
‫وصوته في كل ذلك هو األضعف واألخفت وصوت األوصياء هو‬ ‫الشعب مرتبطا في ذهنه بالعدل والتّق ّدم واملجد‪ .‬فمن‬ ‫يتجسد في تعابير ثقافيّة واجتماعيّة وفنيّة وهي‬ ‫ّ‬
‫األعلى‪ .‬أما اليوم وقد أجنز الشعب ثورته فال صوت يعلو فوق‬ ‫هذه الهوية نستلهم وبها نتط ّور وليست مج ّرد شعار‬ ‫نتاج يتشكل من طبيعة العالقات االجتماعية وطبيعة‬ ‫ّ‬
‫صوته‪.‬‬ ‫إنمّ ا تستلزم من ك ّل املتص ّدرين للفعل والتأثير االعتراف‬ ‫املترسب في ال ّذاكرة اجلماعيّة‪..‬‬‫ّ‬ ‫التّكوين التّاريخي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نرى اليوم الكل ينطق باسم الشعب‪ ،‬والكل ي ّدعي أن ما يراه من‬ ‫بها كمك ّون رئيسي للمنطقة وكوجود سياسي ونفوذ‬ ‫ولقد كانت تونس مهدا لتجارب حضارية كبرى‬
‫رأي هو رأي الشعب‪ ،‬والشعب لم يقل بعد كلمته إال املقدمات‪ ،‬ولم‬ ‫في القوانني األساسية لل ّدولة وحضور على مستوى‬ ‫(بربرية قرطاجية‪،‬رومانية) وهذه املراحل من التاريخ‬
‫ينطق بعد بإرادته سوى إرادة احلرية التي رفع بها األغالل عن‬ ‫والرقي واإلبداع‬ ‫التّربية والثّقافة وكضرورة للتنمية‬ ‫تستحق االحترام واالعتراف ث ّم جاء اإلسالم بثقافته‬
‫ّ‬
‫نفسه‪ ،‬وسيكون له بعد حني كالم فينطق مبا يريد‪ ،‬ويق ّرر ما يريد‪،‬‬ ‫وخدمة للوحدة العربيّة اإلسالميّة ومتكني هذه الوحدة‬ ‫الكونية ومتكن من استيعاب هذه الثقافات وهضم ما‬
‫وميضي في ما يريد‪ ،‬ويختار من يريد ‪.‬‬ ‫من سبل التّح ّقق الثّقافي واالقتصادي والسياسي‬ ‫حتمله من عناصر احلقّ واخلير واجلمال دون إلغاء‬
‫لم يقتصر االستبداد في املرحلة املاضية املمت ّدة في عهد االستقالل‬ ‫ودفاعا عن قضايا األ ّمة وتعزيز االنتماء إليها كما أنّ‬ ‫الشعب ومثّل‬ ‫ونفي لها ‪ .‬ومت ّكن اإلسالم من نفوس ّ‬
‫خمسة وخمسني عاما على االستبداد السياسي الذي صودرت فيه‬ ‫اجلميع مدع ّو لدعم اللّغة العربيّة وتطويرها واالرتقاء‬ ‫النّاظم احلقيقي لألفراد في كيان األ ّمة اإلسالميّة بعد‬
‫إرادة الشعب في اختيار حكامه واملشروع الذي يحكم به والطريقة‬ ‫بها حتّى تنهض باقتدار بقضايا الفكر املعاصر وقضايا‬ ‫أن أشربت نفوسهم قيمه وتص ّوراته ومقاصده وظ ّل‬
‫التي يجري عليها احلكم‪ ،‬بالتسلط الفاضح حينا‪ ،‬وبالتزييف‬
‫العلم والتّكنولوجيا وتكون لغة االستعمال اإلداري‬ ‫يترسخ حتّى استقرت تونس على الهوية‬ ‫ّ‬ ‫اإلسالم‬
‫واملخادعة حينا آخر‪ ،‬وإمنا مورس عليه استبداد آخر لعله أنكى من‬
‫ولغة التربية والتعليم ولغة البحث العلمي ولغة الثقافة‬ ‫العربية اإلسالمية وأصبح االنتماء العربي لتونس‬
‫االستبداد السياسي وهو االستبداد الثقافي‪ ،‬إذ قد ُفرض عليه في‬
‫واإلبداع وأالّ تعلو عليها لغة أخرى فإنّه ال تطوير‬ ‫في نطاق االنتماء لأل ّمة اإلسالمية عنصرا ثابتا في‬
‫كثير من األحيان أن يتجه في عكس اجتاه هويته العربية اإلسالمية‪،‬‬
‫للثّقافة بغير اللّغة الوطنيّة لذلك فإنّ التّعريب وإحالل‬ ‫الشك و مثّلت العروبة بعدا‬ ‫ّ‬ ‫هوية البالد ال يرتقي إليه‬
‫وفي عكس اجتاه انتمائه احلضاري والتاريخي‪.‬‬
‫اللّغة العربيّة املكانة التي تليق بها مطلب حضاري‬ ‫أساسيا من أبعاد الهو ّية وامتزجت باإلسالم إلى ح ّد‬
‫واليوم وبعد الثورة نرى أصواتا ترتفع بني احلني واآلخر تدفع‬
‫تعصب و ال انهزام‬ ‫ّ‬ ‫وأداة للنّهضة من غير انغالق وال‬ ‫االنصهار التّام بعد أن مألها بروح التّوحيد اجلامع‬
‫من حيث ال تدري أحيانا إلى ذات املسار االستبدادي الثقافي‪،‬‬
‫فاالنفتاح على احلضارات األخرى والتّفاعل اإليجابي‬ ‫وألغى ك ّل معايير التّفاضل على أساس اللّون أو اجلنس‬
‫فإذا هي تضع اشتراطات مسبقة تريدها أن تكون فوق الدستور‪،‬‬
‫مع اللّغات األخرى ضرورة للتّط ّور والتّج ّدد‪،‬فاحلكمة‬ ‫أو العرق ونزع عنها العصبيّة الضيّقة مع االعتراف‬
‫وفوق أن يطالها الصوت الشعبي‪ ،‬م ّدعية بغير دليل أنّ ذلك هو‬
‫ضالة املؤمن‪،‬واإلسالم في طبيعته دعوة لالنفتاح ألنه‬ ‫الشعوب واأللسنة و األقوام في ظ ّل وحدة‬ ‫بتع ّدد ّ‬
‫خيار الشعب‪ ،‬فتسقط إذن إسقاطا وتُفرض فرضا‪ ،‬وقد تلبس تلك‬
‫يؤمن بوحدة اإلنسانية ويستوعب ويغتني من كل‬ ‫األ ّمة اإلسالميّة وعاملية اإلسالم‪ .‬يقول ال ّدكتور مح ّمد‬
‫االشتراطات واإلسقاطات لبوسا تختلط فيه خيوط من املخادعة‬
‫مع خيوط من اإلرهاب النفسي‪ ،‬بل دعا البعض إلى أن تكون تلك‬ ‫الثقافات‪،‬يقول ابن القيّم ‪( :‬الشريعة مبناها وأساسها‬ ‫عابد اجلابري‪...»:‬شعوب شمال إفريقيا ال ينفصل في‬
‫االشتراطات محمية بالقوة العسكرية إذ اقتضى احلال‪ .‬إنه حتكيم‬ ‫علي احلكم ومصالح العباد في املعاش واملعاد وهي‬ ‫وعيها اإلسالم عن العروبة وال العروبة عن اإلسالم‬
‫خاصة مهما يكن حجم القائلني بها لم مت ّر على التصويت‬ ‫ملرئيات‬ ‫عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها ‪،‬فكل‬ ‫« ‪ .‬ولقد مثلت هذه الهوية العربية اإلسالمية الفضاء‬
‫ّ‬
‫الشعبي في الدستور املرتقب الذي من شأنه أن ينال ثقة الشعب‬ ‫مسألة خرجت عن العدل إلى اجلور وعن الرحمة إلي‬ ‫احلضاري واملرجعية في رسم النّظم التربو ّية والثّقافيّة‬
‫بالتصويت‪ ،‬وذلك هو صلب االستبداد‪.‬‬ ‫ضدها وعن املصلحة إلي املفسدة وعن احلكمة إلي‬ ‫واالقتصاد ّية والعالقات ال ّدوليّة وفي تنظيم شبكة‬
‫إنّ الشعب التونسي شعب عريق في جذوره الثقافية‪ ،‬اكتسب‬ ‫العبث فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل‬ ‫العالقات القانونية واالجتماعيّة وضبط التّشريعات‬
‫) ومن كمال الدين وخامتيّته أن الله تعالي ف ّوض للعقل‬ ‫املنظمة للحياة وإيجاد احللول املناسبة ملشكالت الواقع‬ ‫ّ‬
‫عبر التاريخ من القيم األخالقية والثقافية ما ش ّكل عناصر هويته‬
‫وحقيقة وجوده‪ ،‬فيكون إعادة طرح تلك القيم للمساءلة الشعبية‬ ‫البشري اإلجتهاد في شؤون حياته ولم يجعل الوحي‬ ‫املتغيّر ‪ .‬والهوية ليست تعبيرا عن موقف متجيدي‬
‫ضربا من العبث‪ ،‬فهل ميكن مثال أن ٌيطرح للتصويت بأي شكل من‬ ‫ملغيا للعقل أو بديال عنه يقول الفيلسوف محمد إقبال‬ ‫نرجسي جامد إنمّ ا هي مفهوم متط ّور ينسجم مع‬
‫األشكال االنتماء للعروبة واالنتصار لقضاياها‪ ،‬أو للقيم اإلسالمية‬ ‫‪ (:‬إن النبوة في اإلسالم لتبلغ كمالها األخير في إدراك‬ ‫الواقع احلضاري ويتأ ّثر مبعطيات املعرفة والفكر‬
‫العليا من حرية وعدالة وتكافل ونحوها؟‬ ‫احلاجة إلي إلغاء النبوة نفسها وهو أمر ينطوي علي‬ ‫املعاصر ومحصلة التّغيّرات احلضارية والتّجارب‬
‫أما ما عدا ذلك مما هو مح ّل اختالف‪ ،‬ومما قد ُيطلق عليه اسم‬ ‫إدراكها العميق الستحالة بقاء الوجود معتمدا إلي األبد‬ ‫املترسبة عبر التّاريخ ‪،‬فهذه الهو ّية بكل هذه املك ّونات‬
‫ّ‬
‫املكتسبات التاريخية أو القيم احلداثية أو غير دلك من األسماء التي‬ ‫علي مقود يقاد منه وإن اإلنسان لكي يحصل كمال‬ ‫عمادها اإلسالم والعروبة هي عامل توحيد ومصدر‬
‫قد تكون أحيانا مضللة ‪ ،‬والتي بعض منها ُفرض في العهد السابق‬ ‫معرفته لنفسه ينبغ أن يترك ليعتمد في النهاية علي‬ ‫إلهام وتفتّح على العصر ومكتسبات احلداثة وقادرة‬
‫باالستبداد فإنّه من الناحية املبدئية وبقطع النظر عما يحمله من‬ ‫وسائله هو ‪).‬‬ ‫على استيعاب أفضل ما أنتجته البشر ّية ‪ .‬ولئن حاول‬
‫احلق في ذاته‪ ،‬وبقطع النظر عن موقفنا منه في محتواه ليس‬ ‫فاحلداثة ال تعني معاداة الهوية باسم الدميقراطية‬ ‫االستعمار طمس هوية البالد وتفكيكها وتط ّورت‬
‫مبتصف بالعصمة‪ ،‬وال شيء منه يعلو فوق املساءلة الشعبية حينما‬ ‫واإلسالم ال يعني االنغالق على الذات باسم الهوية‬ ‫أساليب نفوذه من خالل العالقات االقتصادية‬
‫يكون مح ّل اختالف وعندما يطلب املخالفون ذلك ليوضع موضع‬ ‫وإمنا اخلالف في التحديث بني أرضيتني ‪:‬أرضية‬ ‫والثّقافيّة بعد خروج العسكر وتواصل هذا األمر مع‬
‫القبول أو الرفض أو التعديل‪ ،‬وإال سقطنا في دكتاتورية ثقافية‪،‬‬ ‫االنسجام مع منظومة القيم الوطنية والتاريخية‬ ‫ال ّدولة القطر ّية حيث كان االستبداد قرينا للتغريب الذي‬
‫وإن تكن هذه املرة دكتاتورية نخبوية ــ والدكتاتورية ملة واحدة‬ ‫واملالءمة االختيارية مع الثقافة العامة للمجتمع‬ ‫الشعب عن هويته وفصل ال ّدين عن‬ ‫سعى جاهدا لفصل ّ‬
‫ــ وانتهينا إلى ر ّدة تعود بنا شيئا فشيئا إلى ظالم االستبداد من‬ ‫وأرضية التغريب القسري للمجتمع مبا يكرس التبعية‬ ‫السياسة وتكريس العلمانية وتهميش اإلسالم وإبعاده‬ ‫ّ‬
‫حيث ق ّرر الشعب االنعتاق منه في ثورة احلرية‪،‬‬ ‫‪،‬والتجارب تؤكد أنّ مشاريع النهوض والتنمية التي‬ ‫ّ‬
‫عن مجاالت السياسة والتّربية والثقافة والقانون‬
‫إنّ الشعار الذي ينبغي أن يسود معبّرا عن أحد أركان البناء‬ ‫انسجمت مع ثقافة شعوبها هي التي تطورت كاليابان‬ ‫رغم إعالن ال ّدستور أنّ اإلسالم دين ال ّدولة فقد بقي‬
‫للمستقبل هو أن « ال صوت يعلو فوق صوت الشعب»‬ ‫وماليزيا مثال في حني فشلت املشاريع التي لم تستند‬ ‫الشعب وفي الوعيه و‬ ‫اإلسالم مقررا في وجدان هذا ّ‬
‫والله ولي التوفيق‬ ‫إلى القوى الروحية واالجتماعية والثقافية للشعب‪.‬‬ ‫ثقافته وتقاليده قبل التّنصيص عليه في دستور البالد‬

You might also like