You are on page 1of 20

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫جامعة الملك سعود‬


‫كلية التربية‬
‫تربية خاصة‬
‫مسار العاقة السمعية‬
‫بحث‬

‫إعــــداد‪:‬‬

‫هـنـاء الـزهـرانـي‬

‫مقدمة‬

‫‪22‬‬
‫دمج ذوي الحتياجات الخاصة في المجال الكاديمي " المدرسة‬
‫العادية " يعتبر دمج الحتياجات الخاصة في المجتمع أحد‬
‫الخطوات المتقدمة التي أصحبت برامج التأهيل المختلفة تنظر‬
‫إليها كهدف أساسي لتأهيل ذوي الحتياجات الخاصة حديثا‪.‬‬
‫و دول الخليج هي أحدى الدول التي زاد الهتمام فيها في الونة‬
‫الخيرة بذوي الحتياجات الخاصة وخدماتهم وأصبح هناك تغيير‬
‫في النظرة إلى ذوي الحتياجات سواء على مستوى صناع القرار‬
‫أو على المستوى الشعبي‪.‬‬

‫والمقصود بأسلوب الدمج هو‪:‬‬


‫تقديم كافة الخدمات والرعاية لذوي الحتياجات الخاصة في بيئة‬
‫بعيدة عن العزل وهي بيئة الفصل الدراسي العادي بالمدرسة‬
‫العادية ‪ ،‬أو في فصل دراسي خاص بالمدرسة العادية أو فيما‬
‫يسمى بغرف المصادر والتي تقدم خدماتها لذوي الحتياجات‬
‫الخاصة لبعض الوقت‪.‬‬

‫وينبغي أل يغيب عن بالنا بأن للدمج قواعد وشروط علمية‬


‫وتربوية لبد أن تتوافر قبل وأثناء وبعد تطبيقه ‪ ،‬كما وأن رغم‬
‫وجود المعارضين فإن مبدأ الدمج أصبح قضية تربوية ملحة في‬
‫مجال التربية الخاصة ‪ ،‬ولعل أكبر ما يخشاه المعارضون لمبدأ‬
‫الدمج هو حرمان الطالب ذو الحتياجات الخاصة من التسهيلت‬
‫والخدمات والرعاية الخاصة سواء التربوية أو النفسية أو‬
‫الجتماعية أو مساعدات أخرى‬
‫ولكن حتى يضمن مقدمي الخدمة لذوي الحتياجات الخاصة نجاح‬
‫الدمج وتقبله على المستوى الشعبي أو على مستوى صناع‬
‫القرار ‪ ،‬فل بد للنظر إلى العوائق والحتياجات ‪ ،‬ثم ل بد من‬
‫التخطيط الدقيق لمجموعة من البرامج التي تهيئ عملية الدمج ‪،‬‬
‫ونستطيع أن نطلق عليها " برامج ما قبل الدمج "‬

‫‪22‬‬
‫‪ ‬مفهوم الدمج‬

‫‪ ‬متطلبات الدمج‬
‫عناصر الدمج ) كيفية اختيار الطفل المعاق – اختيار‬ ‫‪‬‬
‫المدرسة العادية للدمج فيها – معلم ذوي الحتياجات‬
‫الخاصة (‬

‫‪22‬‬
‫للللل للللل‬

‫مفاهيم أساسية‬
‫مفهوم الدمج‪:‬‬
‫فلسفة الدمج التربوي قائمة على مبدأ التربوي المعاصر الذي‬
‫يقر النظرة إلى الصعوبات الدراسية من زاوية المنهج الدراسي‪.‬‬
‫الدمج يعني‪:‬‬
‫• القرار بحق جميع الطفال في التعليم في أقرب مدرسة‬
‫إلى مساكنهم مهما كانت ظروفهم الجسمية والجتماعية‬
‫والثقافية‪.‬‬

‫• تقليل عوائق التعلم والمشاركة لجميع الطفال‪.‬‬


‫القرار بأن الدمج التعليمي هو جزء من كل و وسيلة‬ ‫•‬
‫للوصول إلى الدمج في المجتمع‪.‬‬

‫• استعداد المدرسة للستجابة لحاجات الدارسين المختلفة‬

‫• التأكيد على أن يكون منحى الدمج المدرسي مدخل لتعزيز‬


‫نوعية التعلم و إصلح التعليم‬

‫• تعزيز التفاعلية التشاركية في حلقات الدارسين‬


‫تعزيز رسالة المدرسة الجتماعية‬ ‫•‬

‫• الدمج له مردوده القتصادي ‪ ،‬والتربوي ‪ ،‬والجتماعي‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫مفاهيم مغلوطة‪:‬‬
‫الهتمام بالحتياجات الخاصة لبعض الطفال وترك الطفال‬ ‫‪‬‬
‫الخرين‪.‬‬
‫الدمج مفهوم نظري صعب التحقيق‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الدمج عملية تقنية فقط‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الهتمام بالجوانب الرعائية على حساب الجوانب التنموية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الهتمام بالعاقات الظاهرة دون غيرها ) على سبيل المثال‬ ‫‪‬‬


‫‪ :‬إهمال الطفال ذوي صعوبات التعلم(‪.‬‬
‫الدمج التربوي في بعض مراحل التعليم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إلحاق الطفال ذوي الحتياجات الخاصة مع الطفال‬ ‫‪‬‬


‫العاديين دون إحداث التغير المطلوب في المناهج‬
‫والطرائق ) دمج مكاني – دمج اجتماعي (‪.‬‬

‫متطلبات الدمج ‪:‬‬


‫عند شروعنا بتطبيق الدمج وفي سعينا لن نجعل المدرسة‬
‫العادية مدرسة للجميع قد يتبادر لذهاننا إما أنها عملية سهلة‬
‫وميسرة أو قد ينتابنا الكثير من الخوف والقلق من إمكانية‬
‫الفشل ‪ .‬والحقيقة التي ل مجال لشك فيها أن عملية الدماج‬
‫ليست عصا سحرية نحركها يمينا ويسارا لتحقيق المفاجأة بل أنها‬
‫خطوة جادة وهامة تحتاج كغيرها من استراتيجيات التعليم إلى‬
‫التخطي والدارسة المسبقة وعدم الندفاع والتهور‪.‬‬
‫ولكي يسير الدمج ل بد من الستعداد له أول ً وقد يكون من‬
‫المفيد اتخاذ الخطوات الولية التالية ‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫زيارة عدد من المدارس التي تطبق الدمج للطلع على‬ ‫‪.1‬‬
‫وضع الدمج عن كثب والتعرف على العاملين في تجربة‬
‫الدمج‪.‬‬
‫قراءة البحاث الحديثة في مجال دمج المعوقين‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫إعداد قائمة بفوائد ومعوقات الدمج المحتملة في مدرسة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫إذا لم يسبق العمل في مكان يطبق الدمج تبدأ التجربة‬ ‫‪.4‬‬


‫بخطوات بسيطة‪.‬‬
‫تحديد الفكار العلمية المناسبة نحو الدمج‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫وللدمج أيضا متطلبات لبد من استيفائها لتحقق له النجاح‬


‫بموضوعية ‪:‬‬
‫نوفر الدعم النظامي والقانوني لضمان التعليم الشامل‬ ‫‪.1‬‬
‫للطفال المعوقين في المدارس العادية‪.‬‬
‫التخطيط المسبق للدمج وتحديد أهدافه والفئات التي‬ ‫‪.2‬‬
‫سيشملها‪.‬‬
‫الختيار الملئم للمدرسة التي سيتم تطبيق الدمج بها‬ ‫‪.3‬‬
‫انطلقا من حاجات الطفال الذين سيتم دمجهم‪.‬‬
‫توفير مصادر الدعم والمساندة المادية والبشرية للمدرسة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫الختيار الملئم للطفال المعوقين الذين ينوي إدماجهم‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫الختيار المناسب للمعلمين الذين سيتعاملون مع الطفال‬ ‫‪.6‬‬


‫ذوي الحتياجات الخاصة‪.‬‬
‫التهيئة المسبقة لجميع العاملين في المدرسة وللطفال‬ ‫‪.7‬‬
‫العاديين و أولياء أمورهم‪.‬‬
‫التعاون مع أولياء أمور الطفال ذوي الحتياجات الخاصة‬ ‫‪.8‬‬
‫لكي يشاركوا في المراحل المختلفة للبرنامج‪.‬‬
‫توفير الدوات والوسائل والحتياجات المختلفة التي تدعم‬ ‫‪.9‬‬
‫خطط الدمج في المدارس العادية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫توفير نظام تسجيل مستمر لقياس مدى نمو الطالب‬ ‫‪.10‬‬
‫في مختلف الجوانب‪.‬‬
‫السير تدريجا في عملية الدمج و إتباع منحى واقعي‬ ‫‪.11‬‬
‫في التغيير‪.‬‬
‫وفيما يلي تعرض بمزيد من التفصيل للشروط التي يجب‬
‫مراعاتها عند اختيار الطفال ‪ ،‬وعناصر يحب مراعاتها في‬
‫اختيار المدرسة التي سيتم تطبيق الدمج بها وعناصر يجب‬
‫مراعاتها في اختيار المعلم أو المعلمة وكذلك العناصر التي‬
‫يجب مراعاتها في برنامج الدمج نفسه‪.‬‬

‫عناصر يجب مراعاتها في اختيار الطفال المعوقين‪:‬‬


‫أن يكون الطالب ذو الحاجات الخاصة من نفس المرحلة‬ ‫‪.1‬‬
‫العمرية للطلبة في المدرسة العادية‪.‬‬
‫أن يكون الطالب ذو الحاجات الخاصة ‪ ،‬من سكان نفس‬ ‫‪.2‬‬
‫البيئة أو المنطقة السكنية التي تتواجد فيها المدرسة وذلك‬
‫تجنبا لصعوبة المواصلت والتكيف البيئي‪.‬‬
‫أن ل يكون هناك إعاقة حركية أو حسية إلى جانب العاقة‬ ‫‪.3‬‬
‫العقلية‪.‬‬
‫يشترط في الطالب ذو الحاجات الخاصة أن يكون قادرا‬ ‫‪.4‬‬
‫على العتماد على نفسه وخاص في مهارات العناية بالذات‬
‫‪ ،‬كاستخدام الحمام وارتداء الملبس وتناول الطعام بدون‬
‫مساعدة الخرين‪.‬‬
‫يشترط موافقة أولياء أمور الطفال المعوقين على‬ ‫‪.5‬‬
‫إدماجهم في المدارس العامة لضمان تعاونهم ومشاركتهم‬
‫في إنجاح البرنامج‪.‬‬
‫أن تكون لدى الطفل القدرة على التأقلم مع ظروف‬ ‫‪.6‬‬
‫ونظام المدرسة و يتم التأكد من ذلك بعد عرض الطفل‬
‫على لجنة مكونة من ‪ :‬مدير المدرسة – الخصائي النفسي‬

‫‪22‬‬
‫– معلم الطفل – الخصائي الجتماعي – و أخصائي قياس‬
‫وتقييم‪.‬‬

‫عناصر يجب مراعاتها في اختيار المدرسة العادية ‪:‬‬


‫أول ‪ :‬توفر التقبل والرغبة في التعاون واللتزام بالبرنامج من‬
‫قبل مدير المدرسة بشكل رئيسي ومن قبل العاملين في هذه‬
‫المدرسة من معلمين وإداريين ومستخدمين‪ ،‬وقد يكون من‬
‫المناسب زيارة المدرسة مسبقا والجماع بالجهاز الدارية‬
‫والعاملين بها شرح ما يتعلق ببرنامج الدمج ومعرفة نوع الفئة‬
‫وهي العاقة السمعية وخصائصها وكيفية التعامل معها والفئات‬
‫التي سيتم دمجها وما يتوقع من المدرسة القيام به والتعديلت‬
‫التي سيتم تنفيذها‪.‬‬
‫و لربما يصبح بالمكان تعديل التجاهات السلبية إلى أكثر ايجابية‬
‫من خلل ما يلي‪:‬‬
‫الدورات التدريبية التي يمكن عقدها للعاملين في المدرسة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الزيارات المتبادلة بين العاملين في المدارس العادية‬ ‫‪‬‬


‫ومدارس التربية الخاصة لتبادل الخبرات‪.‬‬

‫وقد أمدت الكثير من البحاث على إن إعداد المعلمين العاديين‬


‫إعداد مناسبا يساهم بشكل كبير في تغيير اتجاهاتهم نحو‬
‫المعاقين ‪.‬فمن المهم إعدادهم بحيث يصبحوا قادرين على ‪:‬‬
‫فهم التعريفات المختلفة للعاقة وكيفية تشخيصها أو‬ ‫‪.1‬‬
‫التعرف عليها معرفة القوانين المختلفة المهتمة بالمعوقين‪.‬‬
‫معرفة الخصائص المختلفة والحاجات الساسية الخاصة‬ ‫‪.2‬‬
‫بكل فئة من فئات المعوقين‪ ،‬وذلك من خلل تعلم كيفية‬
‫تطبيق بعض أساليب القياس اللزمة لتحديد الحاجات‬
‫التربوية والجتماعية والنفسية للطلب المعوقين‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫معرفة كيفية إجراء ما يلزم من تعديلت في طرائق‬ ‫‪.3‬‬
‫التدريس ‪ ،‬أو في المناهج الدراسية بحيث يمكن مواجهة‬
‫الحاجات الخاصة للمعوقين‬
‫معرفة أساليب توجيه و إرشاد الطلب العاديين ‪ ،‬بما‬ ‫‪.4‬‬
‫يساعدهم على تقبل أقرانهم المعوقين ‪ ،‬كما يساعدهم‬
‫على توفير القدوة الحسنة التي يمكن ان يحتذي بها‬
‫المعوقين ‪.‬‬
‫معرفة كيفية التعامل بفاعلية مع أولياء أمور المعوقين ‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫وزملئهم المدرسين العاملين في مجال التربية الخاصة‪.‬‬
‫التقبل اليجابي غير المشروط لجميع الطلب بغض النظر‬ ‫‪.6‬‬
‫عن إعاقتهم‪.‬‬
‫إتاحة الفرص والبرامج والنشطة المناسبة لتفاعل الطلب‬ ‫‪.7‬‬
‫المعوقين مع اقرانهم العاديين بحيث تؤدي إلى تقبلهم‬
‫لبعضهم البعض‪.‬‬
‫ويتطلب ذلك أيضا العمل على تغيير اتجاهات كل من يتصل‬
‫بالعملية التربوية من مدرسين ومدراء أو موجهين أو موظفين‬
‫وإداريين وتلميذ و أولياء أمور نحو الطفال ذوي الحتياجات‬
‫الخاصة ‪ ،‬بحيث يسهمون بصورة ايجابية في نجاح إدماجهم كما‬
‫اقترح بيان " سلمنكا " الخاصة بمبادئ وسياسات تعليم ذوي‬
‫الحتياجات الخاصة ‪ ،‬جمة من الجراءات فيما يتعلق بإعداد‬
‫المعلم ومنها‪:‬‬
‫‪ o‬التركيز في برامج إعداد المعلمين قبل الخدمة على تطوير‬
‫المواقف اليجابية تجاه الطفال ذوي الحاجات الخاصة‬
‫التأكيد على ان المهارات والمعارف اللزمة لتعليم هؤلء‬ ‫‪o‬‬
‫الطفال في ذاتها المهارات والمعارف المطلوبة للتعليم‬
‫الجيد‪.‬‬
‫الهتمام بالتعامل مع الطفال ذوي الحتياجات الخاصة‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪22‬‬
‫تنظيم و توفير المواد المكتوبة للمديرين والمعلمين ذوي‬ ‫‪o‬‬
‫الخبرة الواسعة ليقوموا بدورهم في دعم وتدريب المعلمين‬
‫القل خبرة‪.‬‬
‫تنفيذ برامج التدريب أثناء الخدمة المنظمة والفعالة لجميع‬ ‫‪o‬‬
‫العاملين‪.‬‬
‫دمج برامج إعداد معلمي التربية الخاصة في برامج إعداد‬ ‫‪o‬‬
‫التربية الخاصة في برامج إعداد معلمي الصفوف العادية‪.‬‬
‫البتعاد قدر المكان عن التدريب التصنيفي الموجه نحو فئة‬ ‫‪o‬‬
‫إعاقة بعينها‪.‬‬
‫قيام الجامعات ومعاهد التعليم العالي بأجراء ومعاهد‬ ‫‪o‬‬
‫التعليم العالي بإجراء البحوث وتنفيذ البرامج التدريبية‪.‬‬
‫إشراك الشخاص المعوقين المؤهلين في النظم التعليمية‬ ‫‪o‬‬
‫ليكونوا نموذجا يحتذي ومثل يقتدى به‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إذا توفر القبول والستعداد للتعاون لدى مدير المدرسة‬
‫والجهاز العامل لها يجب هنا التوجه نحو أولياء المور وذلك من‬
‫خلل مجلس الباء أو المهات الخاصة بالمدرسة أو من خلل‬
‫دعوة توجهها المدرسة لولياء المور وذلك لبحث ومناقشة‬
‫البرنامج معهم للوصول إلى قناعة حول فكره إدماج أطفال‬
‫معوقين مع أطفالهم في المدرسة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬بعد أن يتم تحقيق الهدف السابق ‪ ،‬يتم التوجه إلى مجموعة‬
‫الطلب أنفسهم والتأكيد من استعدادهم لتقبل مجموعة من‬
‫الطفال المعوقين بينهم واستعداد عن لتعاون والعمل على‬
‫مساعدة الطفال ذوي الحتياجات الخاصة على التكيف‬
‫يجب إعطاء طلب المدرسة العادية فكرة شاملة عن مجموعة‬
‫الطفال المزمع إدماجهم وخصائصهم وقد يتم ذلك من خلل‬
‫المحاضرات وعرض الفلم والزيارات المتبادلة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تكييف المناهج الدراسية تعدليها بحيث ل يتوجب إغفالها بل‬
‫يجب اعتبارها واحد من العمدة الساسية التي يتوقف عليها‬

‫‪22‬‬
‫نجاح البرنامج أو فشله ‪ .‬وقد تبلورت ثلثة اتجاهات أساسية في‬
‫هذا المجال ‪ .‬على النحو التالي‪:‬‬
‫التجاه الذي يميل نحو تطبيق نفس المنهاج الدراسي‬ ‫‪-1‬‬
‫المطبق في المدرسة العادية مع الطفال المدمجين‪.‬‬
‫التجاه الذي يميل إلى إجراء تعديل المنهاج الدراسي‬ ‫‪-2‬‬
‫المطبق في المدرسة العادية بما يتناسب مع إمكانيات‬
‫وقدرات الطفال المفترض إدماجهم‪.‬‬
‫لكل من التجاهات السابقة الثلثة مبرراته الخاصة ‪ ،‬وكما أن‬
‫لكل اتجاه مزايا و عيوب ‪ ،‬إل أن الهدف الرئيسي من برنامج‬
‫الدمج هو الذي يحدد طبيعة المنهاج المطلوب تطبيقه‪.‬‬

‫وقد كانت مرونة المنهاج الدراسي واحد من القضايا الرئيسية‬


‫التي حظيت باهتمام المؤتمر العالمي حول تعليم ذوي الحتياجات‬
‫الخاصة وقد أشار البيان الصادر عن هذا المؤتمر إلى أن مرونة‬
‫المنهاج تعني ‪:‬‬

‫موائمة المنهاج لحتياجات الطفال وليس العكس ‪ ،‬وهو‬ ‫‪.1‬‬


‫تعديل عملية التدريس أو طريقة أداء الطالب بشرط ل‬
‫يعتبر تغيرا في محتوى المنهج أو في مستوى صعوبة‬
‫مفاهيم المنهج‪.‬‬
‫توفير الدعم التعليمي الضافي للطفال ذوي الحتياجات‬ ‫‪.2‬‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫إعادة النظر في إجراءات تقييم أداء الطفال وجعل التقييم‬ ‫‪.3‬‬
‫المستمر جزءا ل يتجزأ من العملية التعليمية‪.‬‬
‫توفير سلسلة متصلة الحلقات من الدعم لطفال ذوي‬ ‫‪.4‬‬
‫الحتياجات الخاصة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫توظيف التكنولوجيا الحديثة لتيسير التصال والحركة‬ ‫‪.5‬‬
‫والتعلم‪.‬‬
‫ولعل من أهم خصائص التربية الخاصة تركيزها على تكييف‬
‫المنهاج على نحو يسمح بتلبية الحتياجات التعليمية الفريدة‬
‫للطلب ذوي الحتياجات الخاصة ‪ .‬وهذا التكييف يتم وفق لما‬
‫يعرف بالخطة التربوية الفردية وعليه فقد أصبحت الخطة‬
‫التربوية الفردية هي المنهاج بالنسبة للطلب ذوي الحتياجات‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫وبغض النظر عما يحدث من محاولة للموازنة بين التربية الخاصة‬
‫والتربية العادية فإن هنالك أربعة نماذج قدمها )بيفرد( وهي ‪:‬‬
‫المنهاج العام المدعم بالوسائل والدوات المساعدة ‪ .‬وهو‬ ‫‪-1‬‬
‫منهج الموائمة أو التكييف‪.‬‬
‫المنهاج العام مع تعديلت جزئية ‪.‬منهج الموازنة وهو الذي‬ ‫‪-2‬‬
‫يتم فيه تعديل عملية التدريس أو طريقة أداء الطالب‬
‫والذي يغير في محتوى المنهج أو مستوى صعوبة المنهج‪.‬‬
‫منهاج خاص جزئيا أو كليا وهو مناهج بديلة وتســمى التعليــم‬ ‫‪-3‬‬
‫المتداخل وتشمل تعديل توقعات في أداء الطالب فيما يتخذ‬
‫جميع الطلب جزء من النشاط المشترك وتقــويم التــدريس‬
‫الذي يتغير ويغير ذلك فــي محتــوى المنهــج وصــورة مفهــوم‬
‫المنهج‪.‬‬
‫أما من تناط به مسؤولية إجراء هذه التعديلت ‪ ،‬فلشك بأن أكــثر‬
‫مــن شــخص قــد يكــون مســئول عــن إجــراء هــذا التعــديل والــذي‬
‫يتطلــب تكــاتف الجهــود والتعــاون المســتمر حــتى تصــبح العمليــة‬
‫التعليمية جانبا ممتعا ومفيدا لكل من المعلم والطالب معا ‪ .‬ومن‬
‫هؤلء الشخاص المسئولين عن تعديل المنهج‪:‬‬

‫• معلم الفصل العادي‬

‫• معلم التربية الخاصة‬

‫• المعلم المساعد‬

‫‪22‬‬
‫المتطوعون من العاملين في المجال التربية الخاصة‬ ‫•‬

‫الشخاص ذوو العلقة ‪ ،‬كأخصائي النطق ‪ ،‬الخصائي‬ ‫•‬


‫الجتماعي أو النفسي المهني‬

‫• معلمون آخرون في المدرسة‬


‫القران العاديون أحيانا‬ ‫•‬

‫وفي نهاية عرض الشروط الخاصة لبد أن ندرج شرطين هامين‬


‫بخصوص المدرسة ‪ ،‬هما‪:‬‬
‫شروط خاصة بالموقع‪:‬‬
‫أن يكون موقع المدرسة في نفس البيئة السكنية للطفال‬
‫المدمجين أو قريبة من المدرسة الخاصة التي يلتحق بها هؤلء‬
‫الطفال ‪ .‬ويأتي أهمية ذلك في الواقع في‬

‫تخفيف بعض الصعوبات التي قد يترتب على اختيار مدرسة بعيدة‬


‫عن البيئة السكنية أو المدرسة الخاصة لهؤلء الطفال مثل‬
‫المواصلت وعملية التكييف البيئي والجتماعي‪.‬‬
‫شروط خاصة بالبناء المدرسي‪:‬‬
‫أن البناء المدرسي يلعب دورا هاما في تسهيل عملية الدمج‬
‫الجتماعي لذا فأن خصائص وموصفات الطفال المزمع إدماجهم‬
‫يجب أن تؤخذ بعين العتبار عند تنظيم وتصميم البناء المدرسي‬
‫كالساحات والحمامات و الملعب وغرف الصف بنا يتوافق مع‬
‫حاجات ومتطلبات هؤلء الطفال‪.‬‬

‫عناصر يجب توافرها في المعلم‪:‬‬


‫هناك اتجاهان فيما يخص القائمين على عملية تعليم الطفال‬
‫المعاقين في المدرسة العادية وهما‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫أن يقوم معلم ‪ /‬معلمة من المدرسة العادية بتعليم الطفال‬ ‫‪(1‬‬
‫المدمجين والشراف عليهم ‪ ،‬وهو التجاه الكثر قبول حاليا‬
‫لدى المنظمات العالمية‪.‬‬
‫أن يقوم المعلم ‪ /‬المعلمة من المدرسة الخاصة بتعليم‬ ‫‪(2‬‬
‫هؤلء الطفال و الشراف عليهم‪.‬‬

‫والواقع أن عملية تحديد المعلم ‪ /‬المعلمة الذي سيقوم بتعليم‬


‫الطفال و الشراف‬
‫عليهم خلل مراحل التطبيق يعتمد أساسا على برنامج الدمج بحد‬
‫ذاته و الهداف الساسية له ‪ ،‬كما يعتمد على تأهيل المعلم‬
‫العادي في مجال تربية الطفال ذوي الحتياجات الخاصة‪.‬‬

‫إجراءات ونماذج‪:‬‬
‫إجراءات الدمج‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫دمج ضعيفات السمع‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫دمج الكفيفات‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫دمج ذوات العاقة العقلية‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪22‬‬
‫للللل لللللل‬

‫‪22‬‬
‫تخطيط الفريق لحتياجات الطالب الفردية‪:‬‬
‫يتطلب الدمج الشامل أكثر من مجرد مشاركه الطفال المعوقين‬
‫مع اقرأنهم العاديين في الفصل الدراسي العادي‪ .‬فهو يتطلب‬
‫تخطيطا محددا للتأكد من أن هذه المشاركة لها معنى لجميع‬
‫الطلب في الفصل الدراسي العادي‪.‬‬
‫ول يعني الدمج الشامل أن يتعلم جميع الطلب الذين يتواجدون‬
‫معا في الفصل الدراسي نفسي ‪ ،‬ولكن الدمج الشامل يعني أن‬
‫يتعلم جميع الطلب المتواجدين في الفصل الدراسي المحتوى‬
‫والمهارات الملئمة لهم‪.‬‬
‫ولكي يطبق المعلون الدمج الشامل في فصولهم ‪ ،‬ل بد لهم من‬
‫دعم ومساعدة ‪ .‬فنوعية التعليم فئات مختلفة من الطلب‬
‫يتطلب فرقا تعاونية لتطوير وتطبيق البرامج التعليمية لتلبية‬
‫احتياجات كل طالب بشكل مستقل‪.‬‬
‫يعتبر مهمة سهلة ‪ ،‬إل أننا نستطيع التحكم فيها عن طريق‬
‫استخدام عملية التخطيط‪.‬‬

‫عملية التخطيط‪:‬‬
‫وبما أن التخطيط هام جدا لتحقيق النجاح ‪ ،‬لذلك ل بد من النظر‬
‫في خصائص الخطة الشاملة ومع أن هناك اختلفا في تعريف‬
‫التخطيط ‪ ،‬إل أن يوجد اتفاقا على الخصائص الساسية لعملية‬
‫التخطيط‪.‬‬
‫تستخدم أسئلة أساسية ترتبط بالقيم من شأنها أن توجد‬ ‫‪.1‬‬
‫رؤية واضحة أو تبرز النتيجة النهائية المرجوة‪.‬‬
‫توفر إطار لخطط إضافية محددة يمكن إتباعها ويدخل في‬ ‫‪.2‬‬
‫ذلك الهداف ومحكات الداء‪.‬‬
‫تضع إطارا زمنيا للتنفيذ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪22‬‬
‫توفر مشاعر التماسك والقوة لتنفيذ الخطط وإصدار‬ ‫‪.4‬‬
‫القرارات‪.‬‬
‫تشمل أولئك الفراد الذين سيكونون مسئولين عن إدارة‬ ‫‪.5‬‬
‫وتطبيق الخطة وإنجاز الهداف‪.‬‬
‫وخلل عملية التخطيط ‪ ،‬يجب أن يأخذ المشاركون في اعتبارهم‬
‫النتائج بعيدة المدى التي تؤثر في الخطط الحالية‪.‬‬

‫نماذج لبرامج الدمج في التربية الخاصة للبنات‬


‫بالمملكة‪:‬‬
‫تم افتتاح برنامج للدمج في التربية الخاصة للبنات وهي ‪:‬‬
‫دمج ضعيفات السمع‪.‬‬ ‫•‬

‫دمج الكفيفات‪.‬‬ ‫•‬

‫دمج ذوات العاقة العقلية‪.‬‬ ‫•‬

‫أول‪ :‬دمج ضعيفات السمع‪:‬‬


‫بدأت أول تجربة لتطبيق أسلوب الدمج للمعاقات سمعيا في‬
‫مدارس التعليم العام للبنات وهي ‪:‬‬
‫ب ‪ 194‬بغرب الرياض عام ‪1417‬هـ‬ ‫•‬

‫ب ‪ 336‬بشرق الرياض عام ‪1418‬هـ‬ ‫•‬

‫وفي عام ‪1423‬هـ تم تطبيق الدمج في رياض الطفال حيث‬


‫تم اختيار ‪ 4‬روضات نموذجية وتم افتتاح فصول ضعيفات‬
‫السمع وهي ‪:‬‬
‫‪ o‬الروضة ‪7‬‬

‫‪ o‬الروضة ‪8‬‬

‫‪ o‬الروضة ‪25‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ o‬الروضة ‪40‬‬

‫ثانيا ‪ :‬دمج الكفيفات‪:‬‬


‫تم تطبيق فصول الدمج للكفيفات بداية برياض الطفال حيث‬
‫افتتح فصول في عدد من روضات في مدينة الرياض وذلك عام‬
‫‪1423‬هـ وهي ‪:‬‬
‫الروضة ‪7‬‬ ‫‪o‬‬

‫الروضة ‪8‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪ o‬الروضة ‪40‬‬

‫كذلك افتتح فصول ملحقة في ‪ 6‬مدن في المملكة ويطبق في‬


‫هذه الفصول ما هو متبع ومطبق وفق الشروط واللوائح التعليمية‬
‫المنظمة في مدارس البنين في التربية الخاصة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬برامج دمج التربية الفكرية‪:‬‬


‫طبق أيضا في التربية الخاصة للبنات دمج المتخلفات عقليا في‬
‫المدارس العادية بالرياض حيث فتحت ‪ 1419‬هـ مدارس هي‪:‬‬
‫‪ o‬ب ‪17‬‬

‫‪ o‬ب ‪91‬‬

‫‪ o‬ب ‪246‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ o‬ب ‪121‬‬

‫بالضافة إلى فصول ملحقة في ‪ 19‬مدينة في المملكة‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫فتحي السيد عبد الرحيم ‪ :‬سيكولوجية الطفال غير العادين‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ ،‬ط ‪ ،2‬الكويت ‪1982 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .2‬عادل كمال خضر‪ :‬دمج الطفال المعاقين في المدارس‬
‫العادية‪ ،‬مجلة علم النفس‪ ،‬العدد ‪ ، 34‬القاهرة ‪ ،‬الهيئة‬
‫المصرية العامة للكتاب ‪2995 ،‬م‬

‫‪22‬‬
‫ملك أحمد عبد العزيز‪ :‬مدى فاعلية برنامج الدمج في‬ ‫‪.3‬‬
‫تحسين بعض جوانب السلوك ‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬
‫منشورة ‪ ،‬كلية التربية ‪ /‬جامعة عين الشمس‪.‬‬
‫‪ .4‬يوسف القريوتي وآخرون‪ :‬المدخل في التربية الخاصة‪،‬‬
‫‪1995‬م‬
‫‪ .5‬ندوة عن تجارب دمج الخليجي ) التطبيقات و التحديات (‬
‫‪1995‬م‬

‫‪22‬‬

You might also like