You are on page 1of 36

H U M A N

R I G H T S
W A T C H
‫ال خبر… ال قلق‬
‫انتھاكات أجھزة األمن الفلسطينية لحقوق الصحفيين‬
Copyright © 2011 Human Rights Watch
All rights reserved.
Printed in the United States of America
ISBN: 1-56432-760-4
Cover design by Rafael Jimenez

Human Rights Watch


350 Fifth Avenue, 34th floor
New York, NY 10118-3299 USA
Tel: +1 212 290 4700, Fax: +1 212 736 1300
hrwnyc@hrw.org

Poststraße 4-5
10178 Berlin, Germany
Tel: +49 30 2593 06-10, Fax: +49 30 2593 0629
berlin@hrw.org

Avenue des Gaulois, 7


1040 Brussels, Belgium
Tel: + 32 (2) 732 2009, Fax: + 32 (2) 732 0471
hrwbe@hrw.org

64-66 Rue de Lausanne


1202 Geneva, Switzerland
Tel: +41 22 738 0481, Fax: +41 22 738 1791
hrwgva@hrw.org

2-12 Pentonville Road, 2nd Floor


London N1 9HF, UK
Tel: +44 20 7713 1995, Fax: +44 20 7713 1800
hrwuk@hrw.org

27 Rue de Lisbonne
75008 Paris, France
Tel: +33 (1)43 59 55 35, Fax: +33 (1) 43 59 55 22
paris@hrw.org

1630 Connecticut Avenue, N.W., Suite 500


Washington, DC 20009 USA
Tel: +1 202 612 4321, Fax: +1 202 612 4333
hrwdc@hrw.org

Web Site Address: http://www.hrw.org


‫أبريل‪ /‬نيسان ‪2011‬‬ ‫‪1-56432-760-4‬‬

‫ال خبر… ال قلق‬


‫انتھاكات أجھزة األمن الفلسطينية لحقوق الصحفيين‬

‫ملخص‪1.........................................................................................................................‬‬

‫خلفية ‪3 ..........................................................................................................................‬‬
‫الضفة الغربية‪4 ...........................................................................................................‬‬
‫تقارير عن تزايد المضايقات ‪5 .....................................................................................‬‬
‫دور قوات أمن السلطة الفلسطينية ‪7 ................................................................................‬‬
‫غزة‪10 ....................................................................................................................‬‬

‫إساءات السلطة الفلسطينية بحق الصحفيين في الضفة الغربية ‪13...........................................................‬‬


‫مھند صالحات ‪13 .........................................................................................................‬‬
‫مصطفى صبري‪14.......................................................................................................‬‬
‫طارق أبو زيد ‪17 .........................................................................................................‬‬
‫خالد العمايرة ‪19...........................................................................................................‬‬
‫سامر رويشد ‪21...........................................................................................................‬‬
‫تلفزيون الوطن‪ :‬االعتداء على الصحفيين ومداھمات استھدفت المحطة ‪21...........................................‬‬

‫غزة ‪24 .........................................................................................................................‬‬


‫نفوذ البكري ‪24 ...........................................................................................................‬‬
‫حمزة البحيصي ‪25 .......................................................................................................‬‬

‫المعايير القانونية ‪27 ...........................................................................................................‬‬

‫التوصيات ‪28 ..................................................................................................................‬‬


‫إلى السلطة الفلسطينية ‪28 ................................................................................................‬‬
‫إلى الواليات المتحدة واالتحاد األوروبي ‪29 ............................................................................‬‬
‫إلى حماس‪29 .............................................................................................................‬‬

‫شكر وتنويه ‪30 ................................................................................................................‬‬


‫ملخص‬

‫لجأت قوات األمن التابعة للسلطة الفلسطينية العتقال الكثير من صحفيي الضفة الغربية تعسفا ً منذ عام ‪ ،2009‬وفي‬
‫بعض الحاالت أساءت إليھم أثناء استجوابھم بشكل يرقى لمستوى التعذيب‪ .‬مثل ضحايا االنتھاكات التي ترتكبھا‬
‫األجھزة األمنية للسلطة الفلسطينية بحق الفلسطينيين اآلخرين‪ ،‬فإن ھؤالء الصحفيين يواجھون جداراً افتراضيا ً من‬
‫اإلفالت من العقاب عندما يحاولون تحميل من أساءوا إليھم المسؤولية‪ ،‬مما يجعل الضحايا يشعرون بحالة من الضعف‬
‫والعرضة للمزيد من المضايقات واالنتھاكات‪ .‬ھذا المزيج من االنتھاكات واإلفالت من العقاب – طبقا ً لبعض‬
‫الصحفيين – أدى لوجود "أجواء من الخوف" المقصود يحف بحرية التعبير ويؤدي إلى زيادة الرقابة الذاتية‪.‬‬

‫يوثق ھذا التقرير كيف تقوم قوات األمن الوقائي والمخابرات العامة باحتجاز الصحفيين بشكل متعسف‪ ،‬ومتكرر‪ ،‬مع‬
‫منعھم من مقابلة محاميھم وأقاربھم أثناء احتجازھم‪ ،‬ومصادرة معداتھم أو اإلضرار بھا‪ ،‬وفي بعض الحاالت تعذيبھم‪.‬‬
‫في سبع حاالت حققت فيھا ھيومن رايتس ووتش في الضفة الغربية‪ ،‬عكست المضايقات واالنتھاكات بحق الصحفيين‬
‫محاوالت لمنع حرية التعبير ومنعھم من التحري في قضايا تحظى باھتمام الرأي العام‪ ،‬مع معاقبة ال ُكتاب لمجرد ما‬
‫يدلون به من تصريحات تنتقد السلطة الفلسطينية‪ ،‬أو من واقع دعم ُمتصور لخصوم سياسيين للسلطة الفلسطينية‪.‬‬

‫في أربع حاالت‪ ،‬استھدفت األجھزة األمنية الصحفيين الذين رأوا أنھم يتعاطفون مع خصم السلطة الفلسطينية اللدود‪،‬‬
‫حماس )حركة المقاومة اإلسالمية(‪ ،‬التي تسيطر على السلطة في قطاع غزة ولھا العديد من المؤيدين في أوساط‬
‫فلسطينيي الضفة الغربية‪ .‬في ثالث حاالت‪ ،‬انتھكت األجھزة األمنية للسلطة الفلسطينية حقوق الصحفيين المستقلين‬
‫سياسيا ً الذين انتقدوا حماس علنا ً وانتقدوا السلطة الفلسطينية أيضا ً‪ .‬في إحدى الحاالت‪ ،‬اعتقلت قوات األمن صحفيا ً‬
‫لالشتباه بأنه يحضر مقاالت انتقادية عن موضوعات مثل الفساد في أوساط مسؤولي السلطة الفلسطينية‪ .‬وجھت‬
‫السلطة الفلسطينية ممارساتھا المسيئة تجاه المؤيدين لحماس من الصحفيين‪ ،‬وتجاه من يميلون إلى التوجه اإلسالمي‬
‫والصحفيين المستقلين الذين يكتبون ويحضرون تقارير انتقادية الطابع‪.‬‬

‫كما واجه الصحفيون في قطاع غزة االعتقاالت التعسفية واالعتداءات وأشكال المضايقات األخرى‪ ،‬من سلطات‬
‫حماس في القطاع‪ .‬ير ّكز ھذا التقرير على انتھاكات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية‪ ،‬لكن ذلك االھتمام ال ينفي‬
‫وجود انتھاكات ترتكبھا حماس في غزة‪ .‬رغم أن االنتھاكات المبلغ عن وقوعھا بحق صحفيين في غزة كانت أقل من‬
‫مثيالتھا في الضفة‪ ،‬فإن ھيومن رايتس ووتش مستمرة في مراقبة الوضع في القطاع عن كثب وضمت إلى ھذا‬
‫التقرير حالتين من حاالت انتھاكات سلطات حماس‪ ،‬لتُظھر أن المشكالت نفسھا موجودة في القطاع أيضا ً‪.‬‬

‫ال يمكن لـ ھيومن رايتس ووتش أن تشير إلى تعليمات محددة صدرت عن قيادات السلطة الفلسطينية لقوات األمن بأن‬
‫ترتكب االنتھاكات الموثقة‪ ،‬لكن إخفاق قيادة السلطة الفلسطينية التام في التصدي لثقافة اإلفالت من العقاب السائدة‪،‬‬
‫عن المخالفات المرتكبة‪ ،‬يوحي بأن ھذه الثقافة ھي انعكاس لسياسة حكومية‪ .‬تعرف ھيومن رايتس ووتش بحالة واحدة‬
‫فقط )لم تكن تخص صحفيا ً( تمت فيھا محاكمة ضباط باألجھزة األمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بتھمة االحتجاز‬
‫التعسفي واإلساءة للمحتجزين‪ ،‬وحتى في تلك القضية‪ ،‬فقد برأت المحكمة العسكرية التابعة للسلطة جميع المتھمين من‬
‫اتھامات تعذيب رجل مما أفضى إلى موته‪ ،‬في يونيو‪/‬حزيران ‪ .2009‬كما لم تلجأ السلطة الفلسطينية إلجراء‬

‫ھيومن رايتس ووتش | أبريل‪ /‬نيسان ‪2011‬‬ ‫‪1‬‬


‫إصالحات حقيقية طويلة األجل‪ ،‬مثل إخضاع األمن الوقائي والمخابرات وغيرھا من أجھزة األمن الختصاص‬
‫المحاكم المدنية‪ ،‬أو المطالبة بأن تخطر األجھزة األمنية المحتجز بسبب احتجازه وقت القبض عليه‪ ،‬أو ضمان مثول‬
‫ض له سلطة األمر باإلفراج عنه‪ ،‬أو تعويض األشخاص المعتقلين تعسفا ً‪.‬‬
‫المحتجز على النحو الواجب أمام قا ٍ‬

‫في حاالت التوقيف واالحتجاز‪ ،‬تلجأ األجھزة األمنية في العادة للتحرك بناء على أوامر صادرة عن السلطة القضائية‬
‫العسكرية للسلطة الفلسطينية‪ ،‬ومنھا أوامر صادرة من محاكم عسكرية ضد مدنيين في مخالفة ألحكام صريحة‬
‫بالقانون الفلسطيني والعديد من األحكام القضائية الصادرة عن المحكمة الفلسطينية العليا‪) .‬أعلن القضاء العسكري أنه‬
‫بدءاً من ‪ 16‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪ ،2011‬سوف يكف عن ممارسة االختصاص القضائي على المدنيين‪ .‬وحتى ‪17‬‬
‫مارس‪/‬آذار‪ ،‬كان ‪ 25‬مدنيا ً على األقل رھن االحتجاز العسكري قد تم اإلفراج عنھم‪ ،‬لكن منظمة الحق الفلسطينية‬
‫لحقوق اإلنسان أشارت إلى وجود "عشرات الحاالت" كانت فيھا أجھزة األمن ما زالت تحتجز المدنيين وأصدرت‬
‫المحاكم العسكرية أحكاما ً ضد المدنيين(‪ .‬تمارس األجھزة األمنية سيطرة إضافية على الصحفيين الفلسطينيين من واقع‬
‫دورھا في الموافقة على تغطية الصحفيين لفعاليات معينة أو رفضھا ‪ ،‬بناء على مراجعة الملف السياسي للصحفي‪.‬‬
‫وتفيد منظمات مجتمع مدني دولية إلى أن األجھزة األمنية رفضت طلبات عشرات الصحفيين ال ُمتصور أن لھم‬
‫انتماءات إسالمية‪.‬‬

‫توفر الواليات المتحدة واالتحاد األوروبي مساعدات كبيرة لميزانية السلطة الفلسطينية‪ ،‬منھا رواتب األجھزة األمنية‪.‬‬
‫أغلب التمويل العلني لالتحاد األوروبي والواليات المتحدة لصالح األجھزة األمنية يذھب على شكل دعم لقوات األمن‬
‫الوطني والشرطة المدنية التابعة للسلطة الفلسطينية‪ ،‬بينما األجھزة األمنية األخرى بالسلطة الفلسطينية ترتكب الشق‬
‫األكبر من االنتھاكات‪ .‬طبقا ً لتقارير لخبراء أمنيين ووثائق تم تسريبھا‪ ،‬فإن الواليات المتحدة وبريطانيا وجھتا أيضا ً‬
‫تمويالت مباشرة لألمن الوقائي والمخابرات العامة‪ ،‬وھما الطرفان المسؤوالن عن أغلب االحتجازات التعسفية‬
‫وأعمال التعذيب‪ .‬ال تعرف ھيومن رايتس ووتش بأية حالة اشترط فيھا مانح أجنبي تقديمه المساعدات للسلطة‬
‫الفلسطينية بمحاسبة األجھزة األمنية المنتھكة للحقوق‪.‬‬

‫كما يشير ھذا التقرير إلى عدة حاالت تعرض فيھا الصحفيون في الضفة الغربية وقطاع غزة للھجمات من قبل الجيش‬
‫اإلسرائيلي‪ .‬ستتم مناقشة انتھاكات القوات اإلسرائيلية في تقارير أخرى منفصلة‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫ال خبر‪ ...‬ال قلق‬


‫خلفية‬

‫سجلت منظمات فلسطينية حقوقية ومراصد حقوقية أخرى زيادة في حوادث مضايقة قوات األمن الفلسطينية للصحفيين‬
‫في الضفة الغربية‪ ،‬التي تسيطر عليھا السلطة الفلسطينية‪ ،‬وفي قطاع غزة‪ ،‬الذي تسيطر عليھا حركة حماس‪ ،‬خالل‬
‫عام ‪ .2009‬تقرير المركز الفلسطيني للتنمية والحريات اإلعالمية الصادر عام ‪ ،2009‬وھي منظمة غير حكومية‬
‫مقرھا الضفة الغربية‪ ،‬ذكر ‪ 76‬انتھاكاً‪ ،‬وھي وقائع لجأت فيھا السلطات في الضفة والقطاع إلى االعتقال التعسفي‬
‫للصحفيين واالعتداء عليھم ومنعھم تعسفا ً من تغطية أحداث بعينھا‪ ،‬وتدمير ومصادرة معداتھم‪ 1.‬الھيئة المستقلة لحقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬وھي الجھة الرقابية الحقوقية الرسمية الفلسطينية ال ُمشكلة عام ‪ ،1993‬أفادت بأن ‪ 35‬صحفيا ً فلسطينيا ً كانوا‬
‫في مراكز احتجاز السلطة الفلسطينية وحماس مع نھاية عام ‪ ،2009‬كما ذكرت "زيادة غير مسبوقة" في أعمال‬
‫‪2‬‬
‫الضرب واالعتقال التعسفي وغيرھا من االنتھاكات الحقوقية التي لجأت إليھا السلطات الفلسطينية بحق الصحفيين‪.‬‬

‫التوجه السلبي لالنتھاكات بحق الصحفيين من قبل قوات األمن الفلسطينية استمر في عام ‪ .2010‬تقرير المركز‬
‫الفلسطيني للتنمية والحريات اإلعالمية "مدى" لعام ‪ ،2010‬ذكر زيادة بنسبة ‪ 45‬في المائة عن العام الماضي في‬
‫الھجمات البدنية واالعتقاالت‪ ،‬وأعمال االحتجاز‪ ،‬المصادرة المتعسفة للمعدات‪ ،‬وغيرھا من انتھاكات حقوق‬
‫الصحفيين‪ ،‬ووقعت ‪ 79‬حالة من االنتھاكات على يد السلطة الفلسطينية وحماس وھناك ‪ 139‬انتھاكا ً آخر وقع على يد‬
‫القوات اإلسرائيلية‪ 3.‬في أغسطس‪/‬آب ‪ ،2010‬شكلت اللجنة المستقلة من قبل السلطة الفلسطينية كي تتابع مجريات‬
‫تنفيذ توصيات لجنة األمم المتحدة لتقصي الحقائق فيما يخص نزاع غزة‪ ،‬وتبينت اللجنة أن قوات أمن السلطة‬
‫الفلسطينية وحماس مسؤولة عن انتھاكات لحقت بالصحفيين‪ ،‬وأوصت بأن على الطرفين "الكف عن المالحقات‬
‫‪4‬‬
‫القضائية واالعتقاالت واالستجواب بحق الصحفيين على أساس ]‪ [...‬وظيفتھم"‪.‬‬

‫منذ استيالء حماس على السلطة في قطاع غزة في يونيو‪/‬حزيران ‪ ،2007‬فإن أغلب االنتھاكات بحق الصحفيين في‬
‫الضفة الغربية وغزة كانت على صلة بالتوترات بين السلطة الفلسطينية وحماس‪ .‬منعت كل من حماس في غزة‪،‬‬
‫والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية‪ ،‬بعض الصحف ومحطات التلفزة‪ .‬منعت السلطة الفلسطينية صحيفة الرسالة‬
‫األسبوعية الموالية لحماس‪ ،‬وصحيفة الفلسطيني اليومية ومحطة تلفزة األقصى بعد استيالء حماس على قطاع غزة‬

‫‪ 1‬المركز الفلسطيني للتنمية والحريات اإلعالمية‪ ،‬التقرير السنوي )‪ (2009‬عن انتھاكات الحريات اإلعالمية في األراضي الفلسطينية المحتلة‪ ،‬على‪:‬‬
‫‪http://www.madacenter.org/madaeng/index.php?option=com_content&view=article&id=219:annual-report-2009-of-‬‬
‫‪ violations-of-media-freedoms-in-the-occupied-palestinian-territories-part1&catid=69:annual-reports&Itemid=82‬تمت الزيارة‬
‫في ‪ 20‬أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪.2010‬‬
‫‪2‬‬
‫انظر‪Independent Commission for Human Rights (ICHR), The Status of Human Rights in Palestine, Annual Report No. 15 :‬‬
‫‪ (2009), pp. 136-154, http://www.ichr.ps/pdfs/ICHR%20Report15%20-%20Final.pdf‬تمت الزيارة في ‪ 27‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪.2010‬‬
‫‪ 3‬انظر‪ MADA, Annual Violations Report (2010) , available at http://www.madacenter.org :‬جمعت أيضا ً ھيومن رايتس ووتش معلومات‬
‫من تقارير مدى الشھرية لعام ‪ ،2010‬متوفرة على‪http://www.madacenter.org :‬‬
‫‪4‬‬
‫انظر‪Executive Summary,” Independent Palestinian Committee of Investigation into the Goldstone Report, Para. 83, :‬‬
‫‪ http://www.alhaq.org/pdfs/Executive%20Summary%20%20-%20Unofficial%20English%20Translation.pdf,‬تمت الزيارة في ‪15‬‬
‫أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪.2010‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | أبريل‪ /‬نيسان ‪2011‬‬ ‫‪3‬‬


‫بقليل في عام ‪ 5.2007‬قامت لفترة قصيرة بإغالق مكتب قناة الجزيرة )اإلنجليزية والعربية( في الضفة الغربية في عام‬
‫‪6‬‬
‫‪ ،2009‬بعد أن قام أحد المعلّقين في برنامج للقناة باتھام مسؤولي السلطة الفلسطينية بالتواطؤ في وفاة ياسر عرفات‪.‬‬
‫يزيد صايغ‪ ،‬المفاوض الفلسطيني السابق والخبير األكاديمي بقضية األمن الفلسطيني‪ ،‬الحظ أن حكومة إسماعيل ھنية‬
‫في غزة "من الحين لآلخر تمنع توزيع صحف الضفة الغربية والقدس الشرقية اليومية‪ ،‬األيام والحياة الجديدة والقدس‪،‬‬
‫عندما كانت تعترض على موضوعات معينة فيھا"‪ .‬منعت إسرائيل دخول الصحف إلى غزة أواسط عام ‪ 7.2009‬في‬
‫‪8‬‬
‫عام ‪ ،2010‬رفعت إسرائيل الحظر‪ ،‬لكن مسؤولي حماس قاموا بعد ذلك بمنع دخول الصحف من عند الحدود‪.‬‬

‫تكرر اعتداء الجيش اإلسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين العاملين في منافذ اإلعالم المحلية والدولية في األراضي‬
‫الفلسطينية المحتلة‪ ،‬واحتجازه تعسفا ً وغير ذلك من المضايقات‪ ،‬في عدة مناسبات منذ عام ‪ .2009‬في عام ‪،2009‬‬
‫أفاد مركز مدى بوقوع ‪ 79‬واقعة من ھذا النوع‪ ،‬على يد الجيش اإلسرائيلي في األراضي المحتلة‪ 9.‬في عام ‪2010‬‬
‫‪10‬‬
‫ارتفع العدد إلى ‪ 139‬واقعة‪.‬‬

‫الضفة الغربية‬
‫أدت مضايقات قوات أمن السلطة الفلسطينية للصحفيين إلى خلق "ظاھرة الرقابة الذاتية" في الضفة الغربية‪ ،‬طبقا ً لما‬
‫ذكره موسى ريماوي‪ ،‬مدير المركز الفلسطيني للتنمية والحريات اإلعالمية )مدى(‪ ،‬منظمة غير حكومية مقرھا رام‬

‫‪5‬‬
‫انظر‪Committee to Protect Journalists, “CPJ condemns journalist’s conviction in West Bank,” July 30, 2010, :‬‬
‫‪ http://cpj.org/2010/07/cpj-condemns-journalists-conviction-in-west-bank.php‬تمت الزيارة في ‪ 10‬ديسمبر‪/‬كانون األول ‪.2010‬‬
‫‪6‬‬
‫انظر‪Human Rights Watch, “Palestinian Authority: Lift the Ban on Al Jazeera,” July 17, 2009, :‬‬
‫‪http://www.hrw.org/en/news/2009/07/17/palestinian-authority-lift-ban-al-jazeera‬‬
‫‪7‬‬
‫انظر‪Yezid Sayigh, Hamas Rule in Gaza: Three Years On, March 2010, p. 4, Brandeis University Crown Center for Middle East :‬‬
‫‪Studies Middle East Brief No. 41‬‬
‫‪ 8‬مدى‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،2010‬ص ‪.14‬‬
‫‪9‬‬
‫انظر‪Palestinian Centre for Development and Media Freedoms (MADA), Annual report (2009) of media freedom violations in :‬‬
‫‪the Occupied Palestinian Territories, “Graphics,” available at‬‬
‫‪http://www.madacenter.org/madaeng/index.php?option=com_content&view=article&id=219:annual-report-2009-of-‬‬
‫‪ violations-of-media-freedoms-in-the-occupied-palestinian-territories-part1&catid=69:annual-reports&Itemid=82‬تمت الزيارة‬
‫في ‪ 20‬أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪.2010‬‬
‫‪ 10‬على سبيل المثال‪ ،‬في أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ ،2010‬بمحافظة الخليل‪ ،‬اعتقلت القوات اإلسرائيلية رائد الشريف‪ ،‬مذيع برنامج منبر الحرية‪ ،‬وكذلك‬
‫مأمون وزواز‪ ،‬مصور رويترز‪ ،‬وحازم بدر‪ ،‬مصور أسوشيتد برس‪ .‬في حي سلوان بالقدس الشرقية‪ ،‬يزعم قيام القوات اإلسرائيلية بمھاجمة مراسل‬
‫التلفزيون الفلسطيني العام نادر بيبرس في واقعتين منفصلتين‪ ،‬وكذلك محمود إليان‪ ،‬مصور صحيفة القدس‪ ،‬وفني كاميرا بال ميديا‪ ،‬حمزة ناجي‪ .‬جرائم‬
‫االعتداء المزعومة األخرى من قبل القوات اإلسرائيلية تشمل ھارون عمايرة‪ ،‬مراسل التلفزيون الفلسطيني‪ ،‬وعباس مومنى‪ ،‬مصور وكالة األنباء الفرنسية‪.‬‬
‫مدى "انتھاكات الحريات اإلعالمية في األراضي الفلسطينية المحتلة خالل اكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ 5 .2010‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ ،2010‬على‪:‬‬
‫‪http://www.madacenter.org/madaeng/index.php?option=com_content&view=article&id=281:violations-of-media-freedoms-‬‬
‫‪ in-opt-during-october-2010-&catid=63:report2010&Itemid=77‬تمت الزيارة في ‪ 10‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ .2010‬شھدت الشھور السابقة‬
‫نفس معدالت الوقائع الخاصة باالعتداء المزعوم على الصحفيين من قبل القوات اإلسرائيلية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬في أبريل‪/‬نيسان ‪ ،2010‬أطلقت القوات‬
‫اإلسرائيلية النار على مجموعة صحفيين يغطون تظاھرة سلمية في حي العتاترة في بيت الھيا شمالي غزة‪ ،‬يوم ‪ 6‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬وضربت مصور اسوشيتد‬
‫برس محفوظ أبو ترك‪ ،‬وھو يغطي مصادمات في القدس الشرقية يوم ‪ 9‬أبريل‪/‬نيسان‪ .‬وقبضت على مراسل فرانس برس وفني الكاميرا حازم بدر في بيت‬
‫صفا بالقرب من الخليل يوم ‪ 10‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬وأطلقت النار على مصور فرانس برس عباس مومنى برصاصة مغلفة بالمطاط‪ ،‬في ساقه‪ ،‬وھو يغطي‬
‫مظاھرة في بلعين يوم ‪ 23‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬وقبضت على مراسل الحياة الجديدة مھيب البرغوثي وھو يغطي تظاھرة في بلعين في اليوم نفسه‪ .‬تم احتجاز‬
‫مصور اسوشيتد برس ناجح ھشلمون وھو يغطي مواجھات على مصادرات األراضي من قبل إسرائيل‪ ،‬بين الجيش وفلسطينيين من بيت عمر بالقرب من‬
‫الخليل‪ ،‬انظر‪MADA, “Media freedoms violations in April,” :‬‬
‫‪http://www.madacenter.org/madaeng/index.php?option=com_content&view=article&id=225:mada-media-freedoms-‬‬
‫‪ violations-continued-in-april&catid=63:report2010&Itemid=77,‬تمت الزيارة في ‪ 10‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪.2010‬‬

‫‪4‬‬ ‫ال خبر‪ ...‬ال قلق‬


‫ﷲ‪ 11.‬عملياً‪ ،‬قال جميع الصحفيين الفلسطينيين الذين قابلتھم ھيومن رايتس ووتش أثناء إعداد ھذا التقرير إنھم يرون‬
‫التقدير المذكور صحيحا ً‪ .‬يمارس الصحفيون الرقابة الذاتية عن طريق تفادي تغطية قضايا بعينھا‪ ،‬على حد قولھم‪،‬‬
‫خشية أن يحرمھم مسؤولو السلطة الفلسطينية‪ ،‬من زيارة مسؤولي السلطة الفلسطينية ومرافقھا‪ 12.‬قال صحفيون‬
‫آخرون لـ ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬إنھم امتنعوا عن نشر معلومات لديھم خشية منعھم من تغطية أحداث وفعاليات‪ ،‬أو‬
‫‪13‬‬
‫التعرض لمضايقات‪ ،‬أو التعرض لالحتجاز واإلساءات البدنية‪.‬‬

‫آليات اإلنصاف القانونية الفعالة من االنتھاكات التي ترتكبھا األجھزة األمنية التابعة للسلطة الفلسطينية غير متاحة‬
‫للصحفيين الفلسطينيين‪ ،‬كما ھي حال السكان الفلسطينيين اآلخرين في الضفة الغربية‪ .‬منظمات المجتمع المدني التي‬
‫تدافع عن حرية التعبير‪ ،‬ومنھا منظمات حقوق اإلنسان ونقابة الصحفيين الفلسطينية المنشأة في عام ‪ ،1978‬تعمل‬
‫على حماية الصحفيين من االنتھاكات من قبل السلطات الفلسطينية واإلسرائيلية‪ ،‬وتعمل على ضمان المعاملة‬
‫المنصفة للصحفيين من قبل أصحاب عملھم‪ 14.‬ليس لدى النقابة وضع قانوني يسمح لھا بمتابعة قضايا الصحفيين الذين‬
‫يعانون من االنتھاكات على يد السلطة الفلسطينية‪ ،‬لكنھا "وقعت مذكرة تفاھم مع الشرطة بشأن حقوق الصحفيين"‬
‫طبقا ً لـ نبھان خريشي‪ ،‬عضو مجلس إدارة النقابة‪ .‬كما احتجت النقابة على مضايقة الصحفيين‪ .‬على سبيل المثال قام‬
‫أشخاص تابعون لجھاز المخابرات العامة في بيت لحم‪ ،‬بالقبض على الصحفي ممدوح الحمامرة مطلع أكتوبر‪/‬تشرين‬
‫األول‪ ،‬بعد أن قام مستخدم على الفيس بوك‪ ،‬بوضع "إشارة تاغ" السم الحمامرة‪ ،‬ليربطه بصفحة على الموقع تنتقد‬
‫رئيس السلطة الفلسطينية عباس بشكل صريح‪ ،‬عن طريق ربط صورة عباس بصورة لشخصية من مسلسل تلفزيوني‬
‫يدعى "باب الحارة"‪ ،‬وكان ھذا الشخص في المسلسل جاسوسا ً لفرنسا في فترة استعمار الجزائر‪ .‬اتھمت السلطة‬
‫الفلسطينية الحمامرة بتحقير زعيم سياسي‪ ،‬ونظمت النقابة احتجاجا ً أمام مقر المخابرات العامة في بيت لحم إلظھار‬
‫دعمھم‪ ،‬على حد قول خريشي‪ ،‬رغم أن العديد من أعضاء النقابة‪ ،‬ومنھم خريشي‪ ،‬وجدوا أن صفحة الفيس بوك‬
‫المذكورة غير جيدة‪ 15.‬العضوية في النقابة مفتوحة ألي صحفي يعمل في شركة مسجلة‪ ،‬أو أي صحفي قادر على‬
‫إظھار أنه مراسل حر‪ ،‬على حد قول خريشي لـ ھيومن رايتس ووتش‪ .‬مددت محكمة في بيت لحم حُكم احتجاز‬
‫‪16‬‬
‫الحمامرة في شھر أكتوبر‪/‬تشرين األول‪.‬‬

‫تقارير عن تزايد المضايقات‬


‫في الضفة الغربية‪ ،‬كانت تقارير عن المضايقات الرسمية للصحفيين من قِبل مسؤولي األمن في السلطة الفلسطينية قد‬
‫ارتفعت إلى ذروتھا أثناء الھجوم اإلسرائيلي على غزة في ديسمبر‪/‬كانون األول‪ ،‬ويناير‪/‬كانون الثاني ‪ .2009‬انتھكت‬
‫األجھزة األمنية التابعة للسلطة الفلسطينية حقوق الفلسطينيين الذين حاولوا تغطية التظاھرات التي نظمھا سكان الضفة‬
‫الغربية – بعضھا على ما يبدو رداً على دعوات من حماس في غزة لتنظيم تظاھرات دعم – للتعبير عن السخط من‬
‫الھجوم اإلسرائيلي ودعما ً لسكان غزة‪ .‬في يناير‪/‬كانون الثاني ‪ ،2009‬وثقت الھيئة المستقلة لحقوق اإلنسان تسع وقائع‬
‫جسيمة ھاجم فيھا عناصر من األمن الفلسطيني الصحفيين واحتجزوھم‪ ،‬وصادروا معداتھم‪ ،‬أو منعوھم من تغطية‬

‫‪ 11‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع موسى ريماوي‪ ،‬رام ﷲ‪ 20 ،‬أبريل‪/‬نيسان ‪.2010‬‬


‫‪ 12‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع م‪ .‬رام ﷲ‪ 19 ،‬أبريل‪/‬نيسان ‪ .2010‬مقابلة ھاتفية لـ ھيومن رايتس ووتش مع ھـ‪ ،‬الخليل‪ 4 ،‬مايو‪/‬أيار ‪.2010‬‬
‫‪ 13‬مقابلة ھاتفية لـ ھيومن رايتس ووتش مع ھـ‪ ،‬الخليل‪ 4 ،‬مايو‪/‬أيار ‪.2010‬‬
‫‪ 14‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع نبھان خريشي‪ ،‬صحفي وعضو مجلس إدارة نقابة المحامين‪ ،‬رام ﷲ‪ 14 ،‬أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪.2010‬‬
‫‪ 15‬السابق‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫انظر‪MADA, “Violations of media freedoms in oPt during October 2010,” November 5, 2010. :‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | أبريل‪ /‬نيسان ‪2011‬‬ ‫‪5‬‬


‫التظاھرات‪ 17.‬في ‪ 2‬يناير‪/‬كانون الثاني على سبيل المثال‪ ،‬ھاجمت قوات األمن مجدي محمد سليمان أبو شتاية‪،‬‬
‫بكسر في األنف"‪ 18.‬في ‪26‬‬ ‫ٍ‬ ‫الصحفي الذي كان يغطي أعمال القمع العنيف لتظاھرة في رام ﷲ‪" ،‬مما أدى إلى إصابته‬
‫يناير‪/‬كانون الثاني‪ ،‬اعتقل األمن الوقائي عصام الريماوي‪ ،‬مراسل أسوشيتد برس‪ ،‬ومصور وكالة األنباء الفلسطينية‪،‬‬
‫وحسب الزعم‪ ،‬أجبروه على الوقوف في أوضاع مؤلمة )اسلوب تعذيب يُدعى الشبح( لفترات طويلة أثناء احتجازه‬
‫‪19‬‬
‫واستجوابه في بلدة بيتونية‪ ،‬قرب رام ﷲ‪ ،‬إلى أن تم اإلفراج عنه في ‪ 10‬فبراير‪/‬شباط‪.‬‬

‫تراجع عدد الوقائع بعد يناير‪/‬كانون الثاني ‪ ،2009‬لكن أعوان أمن السلطة الفلسطينية استمروا في االعتقاالت غير‬
‫القانونية بحق الصحفيين‪ ،‬طبقا ً للھيئة المستقلة لحقوق اإلنسان‪ 20.‬على سبيل المثال في ‪ 18‬مايو‪/‬أيار‪ ،‬اعتقل األمن‬
‫الوقائي الصحفي أسيد عبد المجيد العمارنة‪ ،‬من سكان مخيم الدھيشة لالجئين‪ ،‬جنوبي بيت لحم‪ ،‬بسبب تغطيته لصالح‬
‫قناة األقصى الفضائية‪ ،‬التي تبث إرسالھا من قطاع غزة – كان ھذا سابع اعتقال للعمارنة خالل عام‪ 21.‬التقرير‬
‫السنوي للھيئة المستقلة لعام ‪ 2009‬ألقى الضوء على ‪ 23‬حالة – وسط عدد غير معروف من الحاالت – تلقت فيھا‬
‫ً ‪22‬‬
‫المجموعة شھادات شھود خطية من صحفيين قالوا إن قوات أمن الضفة الغربية قامت باعتقالھم تعسفا‪.‬‬

‫في عام ‪ ،2010‬ورغم أنه لم يكن ھنالك حدث واحد حشد حوله عدد كبير من الشكاوى من االنتھاكات‪ ،‬كما حدث أثناء‬
‫الھجوم اإلسرائيلي على غزة إبان ‪ 2008‬و‪ ،2009‬فإن منظمات حقوق اإلنسان أفادت بوقوع وقائع احتجاز تعسفي‬
‫واعتداءات أخرى من قبل األجھزة األمنية للسلطة ضد الصحفيين‪ 23.‬أغلب الحاالت حسب التقارير تورط فيھا عناصر‬

‫‪ 17‬في ‪ 2‬يناير‪/‬كانون الثاني منعت الشرطة وعناصر أمنية أخرى الصحفيين من تغطية تظاھرة من تنظيم حماس وتغطية مصادمات مع الشرطة في‬
‫الخليل‪ ،‬اعتدوا على الصحفيين الذين حاولوا تغطية تظاھرة سلمية أخرى في رام ﷲ‪ ،‬بما في ذلك أبو شتاية‪ .‬في ‪ 8‬يناير‪/‬كانون الثاني‪ ،‬ھدد مسؤول أمني‬
‫فلسطيني باالعتداء على نجيب فراج‪ ،‬مراسل القدس‪ ،‬بعد أن نشرت الصحيفة اليومية صور تظاھرة في بيت لحم‪ .‬في ‪ 9‬يناير‪/‬كانون الثاني‪ ،‬قام عناصر من‬
‫األمن الفلسطيني‪ ،‬من األمن الوقائي‪ ،‬واألمن الوطني‪ ،‬والمخابرات العامة والعسكرية والشرطة‪ ،‬بإعاقة مسار تظاھرة في رام ﷲ دعما ً لسكان غزة‪،‬‬
‫وأطلقوا الغاز المسيل للدموع‪ .‬وضربوا واعتقلوا المتظاھرين الذين رفعوا أعالم حماس‪ ،‬ومنعوا الصحفيين من تصوير التظاھرة‪ ،‬وصادروا الكاميرات‪،‬‬
‫ومسحوا الذاكرة الخاصة بالفيديو والصور واعتدوا على مواطنين التقطوا صوراً‪ .‬في ‪ 18‬يناير‪/‬كانون الثاني‪ ،‬استدعى األمن الوقائي في الخليل واحتجز‬
‫لثالثة أيام الصحفي خالد محمد العمري‪ ،‬بعد أن انتقد السلطة الفلسطينية في حوار على قناة القدس الفضائية أثناء الھجوم اإلسرائيلي على القطاع‪ .‬في ‪24‬‬
‫يناير‪/‬كانون الثاني‪ ،‬اعتقل األمن الوقائي سامر خويرة‪ ،‬مراسل قناة القدس الفضائية في نابلس‪ ،‬واحتجزوه في سجن جنيد‪ ،‬مقر األمن الوقائي في نابلس‪ .‬في‬
‫‪ 26‬يناير‪/‬كانون الثاني‪ ،‬اعتقل األمن الوقائي مراسل اسوشيتد برس عصام سعيد األسمر في رام ﷲ‪ .‬في ‪ 26‬يناير‪/‬كانون الثاني أيضاً‪ ،‬استدعت المخابرات‬
‫العسكرية وقبضت على مراسل قناة األقصى أحمد عطا محمد بكاوي في طرابلس‪ ،‬واعتقل األمن الوقائي عصام الريماوي‪ .‬انظر‪ICHR, “Monthly :‬‬
‫‪Reports on Human Rights Violations,” January 2009, pp. 7, 9; and February 2009, p. 5.‬‬
‫‪18‬‬
‫انظر‪ICHR, “Monthly Report on Human Rights Violations,” January 2009, p. 7 :‬‬
‫‪19‬‬
‫انظر‪ICHR, “Monthly Report on Human Rights Violations,” February 2009, p. 5 :‬‬
‫‪20‬‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬استمر احتجاز األمن الوقائي لفريد حماد‪ ،‬محرر صحيفة األيام الذي تم القبض عليه في يوليو‪/‬تموز ‪ ،2008‬وأفرج عنه في‬
‫أكتوبر‪/‬تشرين األول بموجب قرار من محكمة العدل العليا أمر باإلفراج عنه‪ ،‬ثم تم القبض عليه مجدداً فور اإلفراج عنه‪ .‬انظر‪ICHR, Monthly Report :‬‬
‫‪ on Human Rights Violations, February 2009, p. 6‬تم اإلفراج عن حماد بعد ذلك‪ .‬مقابلة ھاتفية مع الھيئة المستقلة لحقوق اإلنسان‪ 12 ،‬يوليو‪/‬تموز‬
‫‪.2010‬‬
‫‪21‬‬
‫انظر‪ICHR, “Monthly Report on Human Rights Violations,” May 2009, p. 5 :‬‬
‫‪22‬‬
‫انظر‪ICHR, 2009 Annual Report, pp. 137-39. Another case involved an unwarranted search of the home of Ahmed :‬‬
‫‪Suleiman, a journalist in Jenin. Id.p. 143‬‬
‫‪ 23‬على سبيل المثال‪ ،‬في ‪ 10‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬أفادت مدى بأن األمن الوقائي استدعى وقبض على مراسل مكتب النجاح الصحفي‪ ،‬صميد دويكات من مقر‬
‫الوكالة في نابلس‪ ،‬وقامت باحتجازه حتى ‪ 2‬مايو‪/‬أيار‪ .‬طبقا ً للمركز الفلسطيني لحقوق اإلنسان‪ ،‬حوالي الساعة ‪ 2‬صباح األحد ‪ 26‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬قبض‬
‫األمن الوقائي على الكاتب وليد إبراھيم الھدالي‪ 50 ،‬عاماً‪ ،‬من بيته في حي طيرة في رام ﷲ‪ ،‬إثر تفتيش بيته ومصادرة حاسوبه الشخصي‪ .‬نقله األمن‬
‫الوقائي إلى مقر المكتب‪ ،‬واستجوبوه بشأن انتماءاته السياسية لمدة ساعة‪ ،‬ثم اعادوه إلى بيته‪ .‬الھدالي أفاد بأن حاسوبه لم يُعد إليه‪ .‬انظر‪“MADA: media :‬‬
‫‪freedoms violations continued in April,” MADA,‬‬
‫‪http://www.madacenter.org/madaeng/index.php?option=com_content&view=article&id=225:mada-media-freedoms-‬‬
‫‪ violations-continued-in-april&catid=63:report2010&Itemid=77,‬تمت الزيارة في ‪ 21‬مايو‪/‬أيار ‪ .2010‬وانظر‪Palestinian Center for :‬‬
‫‪Human Rights, “PCHR Condemns the Policy of Restrictions Imposed on Writers and Journalsits in the West Bank,” April 28,‬‬

‫‪6‬‬ ‫ال خبر‪ ...‬ال قلق‬


‫من المخابرات التابعة للسلطة الفلسطينية )األمن الوقائي والمخابرات العامة(‪ ،‬لكن واحدة من الحاالت على األقل‪،‬‬
‫وحسب المزاعم‪ ،‬تورط فيھا أعضاء من قوات األمن الوطني المدربة والمجھزة من قبل الواليات المتحدة‪ ،‬والذين‬
‫منعوا في ‪ 29‬مارس‪/‬آذار صحفيين من تغطية تظاھرة في بيت لحم تطالب مختلف الفصائل الفلسطينية باالحتجاج على‬
‫االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬واستخدموا ھراوات لضرب ثالث مصورين‪ ،‬ھم محمد أبو غاني )رويترز(‪ ،‬إياد حماد‬
‫ً ‪24‬‬
‫)أسوشيتد برس(‪ ،‬ولؤي صبانة )وكالة أنباء معا(‪.‬‬

‫دور قوات أمن السلطة الفلسطينية‬


‫ال يمكن لـ ھيومن رايتس ووتش أن تشير إلى تعليمات معينة صدرت من مسؤولين سياسيين بالسلطة الفلسطينية بھدف‬
‫اإلساءة إلى الصحفيين‪ .‬لكن السلطة الفلسطينية سمحت لقواتھا األمنية بارتكاب ھذه اإلساءات مع اإلفالت من‬
‫العقاب‪ 25،‬خصوصا ً بعد استيالء حماس على السلطة في قطاع غزة في يونيو‪/‬حزيران ‪ .2007‬طبقا ً لمدير مدى "فإن‬
‫الضباط من األجھزة األمنية وقفوا ضد بعض الصحفيين والمنافذ اإلخبارية‪ ،‬وفي مرات عديدة شھدنا االعتداءات على‬
‫الصحفيين دون أوامر من قيادات أعلى"‪ 26.‬تعرف ھيومن رايتس ووتش بحالة واحدة قاضت فيھا المحاكم الفلسطينية‬
‫جنائيا ً ضباط أمن بسبب اإلساءة إلى المحتجزين‪ ،‬إذ برأت محكمة عسكرية جميع المتھمين الخمسة في يوليو‪/‬تموز‬
‫‪ 27.2010‬ذكرت السلطة الفلسطينية في عام ‪ ،2009‬إنه ت ّم تأديب ‪ 43‬مسؤول أمن نتيجة مزاعم التعذيب‪ ،‬التي شملت‬
‫الموت أثناء االحتجاز بسبب مزاعم بتعذيب ثالثة رجال ذلك العام‪ .‬لكن السلطة الفلسطينية لم تنشر أسماء ھؤالء‬
‫‪28‬‬
‫الضباط أو تفاصيل اإلجراءات التأديبية المتخذة‪ ،‬فلم تتمكن ھيومن رايتس ووتش من التأكد من ھذا الزعم‪.‬‬

‫تش ّكالھيكل األساسي لقوات أمن السلطة الفلسطينية على أساس اتفاقات السالم بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية‬
‫في التسعينيات‪ ،‬بعض الھيئات ُشكلت بصفة أحادية الجانب من قبل السلطة الفلسطينية‪ ،‬أو ظھرت إبان إصالحات تالية‬
‫لجأت إليھا السلطة الفلسطينية‪ 29.‬في عام ‪ ،2005‬أعاد الرئيس محمود عباس تنظيم أجھزة األمن لتصبح ست قوى‬

‫‪2010, http://www.pchrgaza.org/portal/en/index.php?option=com_content&view=article&id=6609:pchr-condemns-the-‬‬
‫‪ policy-of-restrictions-imposed-on-writers-and-journalists-in-the-west-bank-&catid=36:pchrpressreleases&Itemid=194,‬تمت‬
‫الزيارة في ‪ 20‬مايو‪/‬أيار ‪.2010‬‬
‫‪24‬‬
‫انظر‪ICHR, “Monthly Report on Human Rights Violations,” March 2010, p. 6. :‬‬
‫‪ 25‬بموجب المادة ‪ 39‬من القانون األساسي الفلسطيني‪ ،‬فإن الرئيس ھو القائد األعلى لجميع األجھزة األمنية الفلسطينية‪.‬‬
‫‪ 26‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع موسى ريماوي‪ ،‬رام ﷲ‪ 20 ،‬أبريل‪/‬نيسان ‪.2010‬‬
‫‪ 27‬كان المتھمون من أعضاء المخابرات العامة مكتب الخليل‪ ،‬متھمون بتعذيب ھيثم عمرو حتى الموت‪ 33 ،‬عاماً‪ ،‬وھو ممرض يدعم حماس سياسيا ً‪.‬‬
‫مقابالت ھيومن رايتس ووتش مع العاملين بالھيئة المستقلة‪ ،‬رام ﷲ‪ ،‬رد السلطة الفلسطينية على وفاة عمرو ھو موضوع تقرير يصدر قريبا ً من الھيئة‬
‫المستقلة‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫انظر‪US Department of State, “2009 Human Rights Report: Israel and occupied territories,” :‬‬
‫‪http://www.state.gov/g/drl/rls/hrrpt/2009/nea/136070.htm, accessed September 27, 2010‬‬
‫‪ 29‬بموجب ملحق واحد التفاق غزة – أريحا لعام ‪ ،1994‬تم تشكيل مديرية الشرطة الفلسطينية‪ .‬ھذه المنظمات تشمل الشرطة المدنية واألمن العامو‬
‫المخابرات وخدمات الطوارئ واإلنقاذ )الدفاع المدني( وشرطة الساحل‪ .‬ملحق ‪ 1‬من االتفاق اإلسرائيلي الفلسطيني االنتقالي لعام ‪ 1995‬أكد على دور‬
‫الشرطة الفلسطينية وسمح بتشكيل أجھزة أمن وقائي وأمن رئاسي‪ .‬في أواخر التسعينيات‪ ،‬أضاف الرئيس ياسر عرفات أجھزة األمن الخاص والقوات‬
‫الخاصة‪ ،‬وھي خارج نطاق اتفاقات السلطة مع إسرائيل‪ .‬ھذه المنظمات تشمل الشرطة المدنية والدفاع المدني والشرطة البحرية والشرطة الجوية واالتصال‬
‫العسكري والمخابرات العسكرية والشرطة الرئاسية )قوة ‪ ،(17‬والمخابرات العامة واألمن الوقائي والقوات الخاصة‪ .‬في عام ‪ 2002‬أعلن الرئيس عرفات‬
‫عن إصالحات شكل بموجبھا المجلس األعلى لألمن الوطني ووحد الشرطة المدنية واألمن الوقائي والدفاع المدني تحت سلطة وزارة الداخلية‪ .‬قرار رئاسي‬
‫رقم ‪ 12‬لسنة ‪ 2002‬بشأن إلحاق الشرطة واألمن الوقائي والدفاع المدني بوزارة الداخلية‪ .‬إجماالً‪ ،‬من ‪ 1994‬إلى ‪ ،2004‬كانت ھناك ‪ 17‬منظمة أمنية‬
‫فلسطينية‪ .‬انظر‪Crisis Group, Squaring the Circle, p. 2 :‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | أبريل‪ /‬نيسان ‪2011‬‬ ‫‪7‬‬


‫أمنية رئيسية‪ 30.‬األمن الوقائي‪ ،‬ويعمل فيه ‪ 4000‬عنصر مسؤول عن مكافحة اإلرھاب داخليا ً ومراقبة جماعات‬
‫المعارضة‪ ،‬وھو خاضع لوزير الداخلية‪ ،‬المسؤول أمام رئيس الوزراء سالم فياض‪ .‬المخابرات العامة‪ ،‬وقوامھا‬
‫‪ 4000‬عنصر‪ ،‬تتداخل اختصاصاتھا إلى حد كبير مع األمن الوقائي‪ ،‬لكنھا تتبع سلطة الرئيس محمود عباس مباشرة‪.‬‬
‫قوات األمن الوطني‪ ،‬قوامھا ‪ 7000‬عنصر‪ ،‬من الدرك‪ ،‬وھي مدربة ومجھزة بالمعدات من الواليات المتحدة‪ ،‬وتتبع‬
‫سلطة رئيس الوزراء فياض‪ 31.‬يضم األمن الوطني المخابرات العسكرية‪ ،‬وقوامھا ‪ 2000‬عنصر‪ ،‬وھي مسؤولة عن‬
‫مواجھة التھديدات الموجھة للسلطة الفلسطينية من داخل الجھاز األمني‪ ،‬والحرس الرئاسي وقوامه ‪ 2500‬عنصر‪،‬‬
‫ويحمي الشخصيات الھامة في السلطة الفلسطينية والبنية التحتية للسلطة‪ .‬لكن ھذه األجھزة األمنية تعمل في الواقع‬
‫كأجھزة مستقلة عن بعضھا البعض‪ .‬الشرطة المدنية الفلسطينية‪ ،‬وقوامھا نحو ‪ 8000‬ضابط‪ ،‬تلقى الدعم من برنامج‬
‫‪32‬‬
‫االتحاد األوروبي )‪ (EUPOL COPPS‬وھي مسؤولة عن العمل الشرطي الداخلي اليومي ومكافحة الجريمة‪.‬‬

‫أجھزة األمن التابعة للسلطة الفلسطينية المسؤولة باألساس عن مضايقات الصحفيين في حاالت حققت فيھا ھيومن‬
‫رايتس ووتش في الضفة الغربية‪ ،‬ھي األمن الوقائي والمخابرات العامة‪ .‬بموجب القانون الفلسطيني‪ ،‬فإن األمن‬
‫الوقائي ال يحق له إجراء اعتقاالت أو إدارة مراكز احتجاز قبل ‪ 20‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ ،2007‬وھو التاريخ الذي‬
‫شھد إصدار الرئيس عباس لقرار يمنح األمن الوقائي ھذه الصالحيات‪ .‬طبقا ً للمادة ‪ 8‬من القرار‪ ،‬فإن على األمن‬
‫الوقائي احترام الحقوق المصونة بموجب "القوانين الفلسطينية والمواثيق والمعاھدات الدولية"‪ ،‬لكن القرار يحد من‬
‫شفافية اإلدارة بذكر أن "المعلومات واألنشطة والوثائق الخاصة بعمل األمن الوقائي تعتبر سرية وال يمكن الكشف‬
‫عنھا ألحد"‪ 33.‬في عام ‪ 2005‬فعلت السلطة الفلسطينية قانون المخابرات العامة رقم ‪ 17‬من أجل "تنظيم أفضل لھيئة‬
‫‪34‬‬
‫عشوائية الطابع بشكل خاص" لكن القانون "أخفق في ترسيم" صالحيات المخابرات العامة‪.‬‬

‫تشير منظمات حقوق اإلنسان الفلسطينية إلى أن األجھزة األمنية تعمل بشكل مستقل عن المحاكم المدنية التابعة للسلطة‬
‫الفلسطينية‪ ،‬التي تكرر حُكمھا ضد األجھزة األمنية في قضايا احتجاز تعسفي وإساءات أخرى‪ .‬في نوفمبر‪/‬تشرين‬
‫الثاني ‪ 2010‬على سبيل المثال‪ ،‬أوردت الھيئة المستقلة لحقوق اإلنسان ‪ 44‬واقعة استمرت فيھا السلطات العسكرية‬
‫في احتجاز أشخاص تم األمر باإلفراج عنھم من قبل القضاء المدني‪ 35.‬لجأت األجھزة األمنية كثيراً العتقال المدنيين‪،‬‬

‫‪" 30‬قانون الخدمة في أجھزة األمن الفلسطينية‪ ،‬رقم ‪ 8‬لعام ‪ ،2004‬والقرار الرئاسي بشأن توحيد قوات األمن"‪ 14 ،‬أبريل‪/‬نيسان ‪ .2005‬الوصف التالي‬
‫من مقابالت ھيومن رايتس ووتش مع ياسر عالونة وصالح موسى‪ ،‬رام ﷲ‪ 22 ،‬أغسطس‪/‬آب ‪ ،2010‬ومن‪Crisis Group, Squaring the Circle, :‬‬
‫‪pp. 2-3.‬‬
‫‪ 31‬منسق الواليات المتحدة األمني‪ ،‬بالتعاون مع مكتب شؤون إنفاذ القانون الخارجي‪ ،‬يوفر مساعدات مالية وتقنية لقوات األمن الوطني الفلسطيني والحرس‬
‫الرئاسي‪ ،‬بما في ذلك تدريب متعلق باألخالقيات وحقوق اإلنسان‪ .‬منذ بدء برنامج التدريب في يناير‪/‬كانون الثاني ‪ ،2008‬تم تدريب )في جلسات تستغرق‬
‫‪ 19‬أسبوعا ً( وتجھيز )بأسلحة غير قاتلة( خمس سرايا من األمن الوطني‪ ،‬كل منھا حوالي ‪ 500‬رجل‪ .‬من المخطط تجھيز خمس سرايا إضافية‪ .‬انظر‪:‬‬
‫‪Crisis Group, Squaring the Circle, p. 11‬‬
‫‪ EUPOL COPPS 32‬ھي بعثة بقيادة االتحاد األوروبي‪ ،‬قوامھا نحو ‪ 53‬موظفا ً دولياً‪ ،‬تم انشاءھا منذ عام ‪ 2006‬لمساعدة السلطة الفلسطينية في جھود‬
‫تعزيز الشرطة المدنية بتوفير المشورة الفنية والتدريب في مجاالت مثل التحري الجنائي ومعاينة مسرح الجريمة والنظام العام والعمل الشرطي العام‬
‫واإلدارة والرقابة الداخلية‪ EUPOL COPPS .‬تدعم ثالث ھيئات رقابة شرطية داخلية‪ ،‬منھا مكتب الشكاوى وحقوق اإلنسان‪Crisis Group, Squaring .‬‬
‫‪the Circle, p. 13‬‬
‫‪33‬‬
‫انظر‪Human Rights Watch, Internal Fight: Palestinian Abuses in Gaza and the West Bank, July 2008, “Summary,” :‬‬
‫‪http://www.hrw.org/en/node/62090/section/3.‬‬
‫‪34‬‬
‫انظر‪Crisis Group, Squaring the Circle, p. 2. :‬‬
‫‪35‬‬
‫انظر‪ICHR, “Monthly Report on Human Rights Violations,” November 2010, :‬‬
‫‪ http://ichr.ps/pdfs/ICHR%20Monthly%20Report%20-%20Nov%202010-%20Eng.pdf,‬تمت الزيارة في ‪ 19‬ديسمبر‪/‬كانون األول‬
‫‪.2010‬‬

‫‪8‬‬ ‫ال خبر‪ ...‬ال قلق‬


‫ومنھم الصحفيين‪ ،‬بناء على أوامر توقيف غير قانونية صادرة من سلطة العدل العسكري التابعة للسلطة الفلسطينية‪،‬‬
‫وت ّدعي المحاكم العسكرية ممارستھا لصالحياتھا بموجب قانون العقوبات الثوري الصادر عن منظمة التحرير‬
‫الفلسطينية عام ‪ ،1979‬على الرغم من وجود مادة صريحة في القانون األساسي الفلسطيني )مادة ‪ ((2) 101‬وأحكام‬
‫للمحكمة الفلسطينية العليا للعدل‪ ،‬تؤكد أن ال اختصاص للمحاكم العسكرية على الشؤون غير العسكرية‪ 36.‬يفاقم ضباط‬
‫أمن السلطة الفلسطينية من ھذا االنتھاك بإخفاقھم كثيراً في تقديم أوامر التوقيف والتفتيش للموقوفين أو أثناء تفتيش‬
‫‪37‬‬
‫المدنيين‪.‬‬

‫ذكر جھاز المخابرات العامة ورئيس القضاء العسكري الفلسطيني أنه بدءاً من ‪ 16‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪ ،2011‬لم يعد‬
‫يتم إصدار أوامر توقيف عسكرية ضد المدنيين‪ ،‬وأن المدنيين لن يُحاكموا بعد ھذا التاريخ أمام محاكم عسكرية‪،‬‬
‫بحسب منظمة الحق الفلسطينية لحقوق اإلنسان‪ ،‬التي دعت لھذا التغيير‪ 38.‬أفاد مركز الحق بأنه حتى ‪ 17‬مارس‪/‬آذار‬
‫كان قد أ ّمن اإلفراج عن ‪ 25‬مدنيا ً محتجزين من طرف المخابرات العامة‪ ،‬لكن األمن الوقائي مستمر في احتجاز‬
‫"عشرات المدنيين"‪ ،‬وتستمر المحاكم العسكرية في الحُكم على المدنيين المحتجزين من قبل ‪ 16‬يناير‪/‬كانون الثاني‪،‬‬
‫‪39‬‬
‫وأن جھاز أمني ثالث‪ ،‬ھو االستخبارات العسكرية‪ ،‬مستمر في استصدار أوامر توقيف بحق المدنيين‪.‬‬

‫منذ عام ‪ ،2007‬زاد تمويل المانحين األجانب المباشر لوزارة الداخلية بالسلطة الفلسطينية‪ ،‬التي توزع التمويل على‬
‫األجھزة األمنية المختلفة‪ ،‬لكن األمن الوقائي والمخابرات العامة تحديداً "تلقيا بدورھما" وبشكل خاص "حجما ً كبيراً‬
‫من دعم المانحين المباشر"‪ ،‬طبقا ً لتقرير مجموعة األزمات الدولية‪ 40.‬بحسب يزيد صايغ‪ ،‬فإن االستخبارات المركزية‬
‫األمريكية‪ ،‬و"بشكل أقل" المخابرات السرية البريطانية‪ ،‬تستمران في توفير الدعم لألمن الوقائي‪ ،‬بما في ذلك مبالغ‬
‫‪41‬‬
‫مالية لم يتم إبالغ وزارة الداخلية في السلطة الفلسطينية رسميا ً عنھا‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫منحت الواليات المتحدة مبلغ ‪ 392‬مليون دوالر بين ‪ 2007‬و‪ 2010‬مساعدات لقوات أمن السلطة الفلسطينية‪.‬‬
‫وزارة الخارجية األمريكية بدورھا طلبت ‪ 150‬مليون دوالر لبرامجھا خالل العام المالي ‪ .2011‬لم تكن قوة األمن‬
‫الوطني والشرطة المدنية المدعومة من االتحاد األوروبي مسؤولتين عن االنتھاكات الموثقة في ھذا التقرير‪ ،‬رغم أن‬

‫‪36‬‬
‫انظر‪Al-Haq, “Al-Haq letter to Prime Minister Dr. Salam Fayyad Regarding Human Rights Concerns in the West Bank,” :‬‬
‫‪ February 6, 2010, http://www.alhaq.org/etemplate.php?id=504,‬تمت الزيارة في ‪ 27‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪.2010‬‬
‫‪ 37‬ھناك مواد عديدة في قانون اإلجراءات الجنائية الفلسطيني رقم ‪ 3‬لعام ‪ 2001‬تطالب بعرض أمر التوقيف‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫انظر‪Human Rights Watch, “Palestinian Authority: No Justice for Torture Death in Custody,” February 16, 2011, :‬‬
‫‪http://www.hrw.org/en/news/2011/02/16/palestinian-authority-no-justice-torture-death-custody‬‬
‫‪ 39‬بريد إلكتروني من شوان جبارين‪ ،‬المدير التنفيذي لحق‪ ،‬إلى ھيومن رايتس ووتش وآخرين‪ 17 ،‬مارس‪/‬آذار ‪ ،2011‬توجد نسخة منه لدى ھيومن‬
‫رايتس ووتش‬
‫‪40‬‬
‫انظر‪Crisis Group, Squaring the Circle, p. 14 :‬‬
‫‪41‬‬
‫انظر‪Yezid Sayigh, “Fixing Broken Windows”: Security Sector Reform in Palestine, Lebanon and Yemen, October 2009, :‬‬
‫‪ Carnegie Endowment for Peace, pp. 23, 14-15, http://carnegie-mec.org/publications/?fa=24051‬تمت الزيارة في ‪ 27‬سبتمبر‪/‬أيلول‬
‫‪ .2010‬طبقا ً لـ صايغ‪ ،‬فإن السي آي أيه بدأت في برنامج تدريب وتجھيز بالمعدات لصالح األمن الوقائي المنشأ حديثا ً والمخابرات العامة‪ ،‬بشكل سري في‬
‫عام ‪ .1996‬صايغ ذكر "ضباط استخبارات رفيعي المستوى ومسؤولي جھات مانحة" لم يحدد اسمائھم‪ ،‬يقول إنھم يدعمون استمرار ھذه الممارسة‪ ،‬حتى‬
‫بعد بدء المانحين عام ‪ 2007‬في تقديم المزيد من التمويل عن طريق وزارة الداخلية‪.‬‬
‫‪ 42‬المبلغ اإلجمالي يضم ‪ 160‬مليون دوالر للتدريب‪ ،‬باألساس لصالح قوة األمن الوطني‪ ،‬و‪ 89‬مليونا ً لتوفير المعدات غير المميتة‪ ،‬و‪ 99‬مليونا ً لتجديد‬
‫وإعادة بناء عدة منشآت للسلطة الفلسطينية‪ ،‬ونحو ‪ 22‬مليونا ً لبناء قدرات وزارة الداخلية‪ .‬انظر‪US GAO, Palestinian Authority: U.S. Assistance :‬‬
‫‪Is Training and Equipping Security Forces, but the Program Needs to Measure Progress and Faces Logistical Constraints, May‬‬
‫‪ 11, 2010, http://www.gao.gov/products/GAO-10-505‬تمت الزيارة في ‪ 24‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪.2010‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | أبريل‪ /‬نيسان ‪2011‬‬ ‫‪9‬‬


‫الھيئة المستقلة لحقوق اإلنسان أفادت بوقوع حوادث ھاجمت فيھا قوة األمن الوطني صحفيين كانوا يحاولون تغطية‬
‫‪43‬‬
‫تظاھرات‪.‬‬

‫في ‪ 5‬مايو‪/‬أيار ‪ ،2010‬أعلن رئيس الوزراء سالم فياض عن جائزة للتميّز في التغطية‪ ،‬تُمنح لصحفيين فلسطينيين‪،‬‬
‫وقال إن السلطة الفلسطينية ستبذل جھوداً إضافية للدفاع عن الصحفيين ودعمھم وكذلك لتأمين حرية الصحافة‪ ،‬التي‬
‫‪44‬‬
‫"يجب أن يتمتع بھا المواطنون الفلسطينيون بموجب القانون الفلسطيني"‪.‬‬

‫غزة‬
‫في غزة‪ ،‬فإن الشرطة واألمن الداخلي – التابعين لوزارة الداخلية – مسؤوالن عن أغلب االنتھاكات الموثقة‬
‫والمزعومة التي وثقتھا منظمات حقوق اإلنسان‪ .‬شكلت حماس األمن الداخلي في سبتمبر‪/‬أيلول ‪ 2007‬لمكافحة‬
‫الجرائم سياسية الدوافع‪ ،‬بعد أن شكلت القوة على شاكلة األمن الوقائي وشغل أغلب المناصب أعضاء كتائب القسام‪،‬‬
‫ميليشيا حماس المسلحة‪ 45.‬في عام ‪ 2008‬على سبيل المثال‪ ،‬باإلضافة إلى عمليات أخرى‪ ،‬أغلقت سلطات حماس‬
‫‪46‬‬
‫محطة إذاعة صوت الشعب التي كانت تديرھا الجبھة الشعبية لتحرير فلسطين‪.‬‬

‫انتھكت سلطات حماس الحكومية في القطاع أيضا ً حق الصحفيين أثناء النزاع المسلح مع إسرائيل في ديسمبر‪/‬كانون‬
‫األول ‪ 2008‬ويناير‪/‬كانون الثاني ‪ ،2009‬مستمرة في نمط قمعي وثقته ھيومن رايتس ووتش بعد استيالء حماس على‬
‫السلطة في غزة في يونيو‪/‬حزيران ‪ 47.2007‬في أغسطس‪/‬آب ‪ ،2009‬أغلقت وكالة أنباء راماتان المستقلة مكاتبھا في‬
‫غزة )وكانت قد عاودت فتحھا بعد اإلغالق( بسبب تكرار المضايقات من قبل سلطات حماس‪ ،‬يُذكر منھا واقعة لجأت‬
‫‪48‬‬
‫فيھا قوات األمن الداخلي القتحام مكتب الوكالة لمنع عقد مؤتمر صحفي‪.‬‬

‫وثقت الھيئة المستقلة لحقوق اإلنسان ‪ 13‬واقعة منفصلة في عام ‪ 2009‬فيھا طردت حكومة حماس عدداً من‬
‫الصحفيين ومنعت غيرھم من مغادرة القطاع‪ ،‬وصادرت أوراق ھويتھم وصادرت ودمرت معداتھم‪ ،‬أو لجأت تعسفا ً‬

‫‪ 43‬على سبيل المثال‪ ،‬كان مسؤولي األمن الوطني بين رجال األمن الذين "اعتدوا على ممثلين لإلعالم" و"منعوا المواطنين من التصوير" في تظاھرة ضد‬
‫العدوان اإلسرائيلي على قطاع غزة بتاريخ ‪ 9‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪ .2009‬انظر‪ICHR, “Monthly Report on Human Rights Violations, January :‬‬
‫‪ 2009,” http://www.ichr.ps/pdfs/eMRV-1-09.pdf‬تمت الزيارة في ‪ 3‬ديسمبر‪/‬كانون األول ‪ .2010‬في مارس‪/‬آذار ‪ 2010‬تناقلت التقارير كيل‬
‫مسؤولي األمن الوطني اإلھانات و"مھاجمة عدد من الصحفيين بضربھم بالعصي" ومنعھم من تغطية تظاھرات في محافظة بيت لحم‪ ،‬انظر‪ICHR, :‬‬
‫‪ “Monthly Reports on Human Rights Violations,” March 2010, http://www.ichr.ps/pdfs/eMRV-3-10.pdf‬تمت الزيارة في ‪3‬‬
‫ديسمبر‪/‬كانون األول ‪.2010‬‬
‫‪44‬‬
‫انظر‪“Fayyad launches Palestinian media award,” Ma’an News Agency, May 5, 2010, :‬‬
‫‪ http://www.maannews.net/eng/ViewDetails.aspx?ID=282059‬تمت الزيارة في ‪ 23‬مايو‪/‬أيار ‪.2010‬‬
‫‪ 45‬قوات األمن األخرى في قطاع غزة تشمل الشرطة المدنية وقوات األمن الوطني‪ ،‬المسؤولتان عن األمن على الحدود‪ ،‬وتشير إليھما حماس بصفة‬
‫الجيش‪ .‬انظر‪Human Rights Watch, Internal Fight, “IV. Gaza: Abuses against Fatah.” :‬‬
‫‪46‬‬
‫انظر‪Lebanonwire, “Hamas shuts down Gaza radio: station official,” August 2, 2008, :‬‬
‫‪ http://www.lebanonwire.com/0808MLN/08080212AF.asp‬تمت الزيارة في ‪ 20‬أغسطس‪/‬آب ‪.2010‬‬
‫‪47‬‬
‫انظر‪Human Rights Watch, Internal Fight, “IV. Gaza: Abuses against Fatah.” :‬‬
‫‪48‬‬
‫انظر‪Saed Bannoura, “Due To Repeated Violations Against It, Ramattan Decides To Close Gaza Offices,” November 12, :‬‬
‫‪2009, IMEMC and news agencies, http://www.imemc.org/index.php?obj_id=53&story_id=57097‬‬

‫‪10‬‬ ‫ال خبر‪ ...‬ال قلق‬


‫الحتجازھم واالعتداء عليھم‪ 49.‬على سبيل المثال في العاشر من أكتوبر‪/‬تشرين األول‪ ،‬اعتدت شرطة خان يونس على‬
‫أيمن سالمة‪ ،‬مراسل صحفي يبلغ من العمر ‪ 35‬عاما ً يعمل لصالح قناة القدس الفضائية‪ ،‬فأصابوه لدرجة أنه اضطر‬
‫لالنتقال إلى مستشفى ناصر للعالج‪ 50.‬ال تعرف ھيومن رايتس ووتش بأي رد رسمي على شكوى تقدم بھا سالمة إلى‬
‫الشرطة‪ .‬في حاالت أخرى‪ ،‬منعت حكومة حماس – ألسباب سياسية – الصحفيين من عقد اجتماعات ومؤتمرات‬
‫صحفية‪ 51.‬أوردت منظمات لحقوق اإلنسان وقائع مشابھة عام ‪ ،2010‬منھا قضية نفوذ البكري‪ ،‬المذكورة أدناه‪ .‬طبقا ً‬
‫‪52‬‬
‫لـ مدى‪ ،‬فإن سلطات حماس مسؤولة عن ‪ 33‬انتھاكا ً لحقوق الصحفيين في عام ‪.2010‬‬

‫في يناير‪/‬كانون الثاني‪ ،‬أفادت الھيئة المستقلة لحقوق اإلنسان أن ضابطا ً من قوة األمن الداخلي لـ حماس اقتحم منزل‬
‫عمار ياسر التالوي‪ ،‬المصور والمنتج‪ ،‬ويعمل لصالح محطة األقصى الفضائية في خان يونس‪ ،‬فھدده وصادر حاسوبه‬
‫اآللي‪ .‬عندما ذھب التالوي ليتقدم بشكوى بالواقعة‪ ،‬رفضت الشرطة قبولھا‪ ،‬واحتجزته لمدة ساعة‪ ،‬واعتدت عليه‪،‬‬
‫وأجبروه على توقيع تعھد بأنه "سيحافظ على النظام" قبل اإلفراج عنه‪ ،‬حسبما أفادت الھيئة المستقلة‪ 53.‬في‬
‫فبراير‪/‬شباط‪ ،‬اعتقلت سلطات حماس الصحفي البريطاني بول مارتن‪ ،‬لمدة ‪ 25‬يوما ً‪ ،‬بعد أن دخل مارتن غزة لحضور‬
‫محاكمة – بتھمة التعاون ‪ -‬مسلح سابق كان قد قابله‪ .‬تم احتجاز مارتن بأمر من االدعاء العسكري في غزة ألنه "حاول‬
‫تجنيد عدد كبير من المترجمين والسائقين للعمل معه"‪ ،‬وھي ليست جريمة بموجب القوانين المعمول بھا‪ .‬منعته سلطات‬
‫حماس من مقابلة محام لمدة ‪ 10‬أيام‪ ،‬ومن التحدث على انفراد مع محاميه أثناء فترة احتجازه كاملة‪ ،‬في خرق لحقوقه‬
‫في إجراءات التقاضي السليمة‪ 54.‬في أغسطس‪/‬آب‪ ،‬وحسب الزعم‪ ،‬صادر ضباط خان يونس معدات من مراسل موقع‬

‫‪ 49‬في ‪ 7‬يناير‪/‬كانون الثاني طردت شرطة غزة وائل عصام عبد القادر – مراسل قناة العربية – من غزة إلى مصر عن طريق معبر رفح الحدودي‪ ،‬دون‬
‫ذكر أي أسباب‪ .‬التقرير السنوي للھيئة المستقلة لحقوق اإلنسان عن انتھاكات حقوق اإلنسان بتاريخ فبراير‪/‬شباط ‪ ،2009‬ص ‪ .5‬في ‪ 18‬مارس‪/‬آذار‬
‫استدعت قوات األمن الداخلي واستجوبت وصادرت ھوية وجواز سفر صخر مدحت أبو عون‪ ،‬األمين العام التحاد الصحفيين الفلسطينيين ومراسل وكالة‬
‫األنباء الفرنسية‪ ،‬من مجمع أبو خضرة الحكومي بمدينة غزة‪ .‬الھيئة المستقلة‪ :‬تقرير حقوق اإلنسان الشھري‪ ،‬مارس‪/‬آذار ‪ ،2009‬ص ‪ .5‬في ‪19‬‬
‫أبريل‪/‬نيسان منعت شرطة حدود حماس على معبر رفح الحدودي مع مصر الصحفي خالد جمال بلبلع‪ 33 ،‬عاماً‪ ،‬من السفر إلى دورة تدريبية في القاھرة‪،‬‬
‫بزعم أنھم يريدون اإلطالع على التصريح الصادر له من األمن الداخلي‪ .‬في ‪ 12‬أغسطس‪/‬آب احتجزت شرطة غزة مازن البلبيسي‪ ،‬مراسل قناة االتجاه‬
‫الفضائية‪ ،‬ومصوره‪ ،‬وحطموا شريط التسجيل‪ ،‬قبل اإلفراج عنھما‪ ،‬الھيئة المستقلة‪ :‬التقرير الشھري النتھاكات حقوق اإلنسان‪ ،‬أغسطس‪/‬آب ‪ ،2009‬ص‬
‫‪ .5‬في ‪ 7‬أكتوبر‪/‬تشرين األول‪ ،‬احتجزت الشرطة عاطف أبو سيف‪ ،‬العضو في اتحاد الكتاب‪ ،‬ومنعته من السفر خارج القطاع النتماءه لفتح‪ .‬الھيئة‬
‫المستقلة‪ :‬التقرير الشھري‪ ،‬أبريل‪/‬نيسان ‪ ،2009‬ص ‪ ،7‬وأكتوبر‪/‬تشرين األول ص ‪ .4‬في ‪ 10‬أكتوبر‪/‬تشرين األول‪ ،‬اعتدت شرطة خان يونس على أيمن‬
‫محمد سالمة‪ ،35 ،‬مراسل قناة القدس الفضائية‪ ،‬أثناء عمله‪ ،‬تم عالجه في المستشفى لما لحق به من إصابات‪ .‬الھيئة المستقلة‪ ،‬تقرير شھري‪،‬‬
‫أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ ،2009‬ص ‪ .4‬في ‪ 10‬أكتوبر‪/‬تشرين األول أيضاً‪ ،‬اعتدى مق ّنع مجھول على صحفي األيام فايز أبو عون‪ ،49 ،‬وھو يحاول تغطية‬
‫اعتصام لمالكي المتاجر الذين ھدمت بلدية غزة متاجرھم‪ ،‬على مشارف جامعة القدس‪ .‬لم يتدخل عناصر الشرطة من مركز الشرطة القريب‪ ،‬وطبقا ً للھيئة‬
‫المستقلة‪ ،‬فإن المھاجم لم يتم احتجازه رغم وعود متكررة من السلطات بذلك‪ .‬الھيئة المستقلة‪ ،‬تقرير ‪ 2009‬السنوي‪ ،‬ص ‪ 143‬و‪ .144‬في ‪1‬‬
‫نوفمبر‪/‬ـشرين الثاني‪ ،‬قبضت الشرطة على الكاتب سامي فودة‪ ،‬النتقاده في مقاالته حكومة غزة‪ .‬في ‪ 10‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني صادرت قوات األمن الداخلي‬
‫بطاقته وكاميرا من صحفي وكالة معا ً لألنباء‪ ،‬حاتم سعدي عمر‪ ،‬في رفح‪ ،‬أثناء تصويره قافلة من النشطاء الدوليين باسم "أميال البسمات" وھم يحاولون‬
‫إدخال مساعدات إنسانية لغزة عن طريق مصر‪ .‬استدعى األمن الداخلي عمر في اليوم التالي واستجوبوه بشأن عالقاته بـ رام ﷲ‪ ،‬قبل اإلفراج عنه‪ .‬الھيئة‬
‫المستقلة‪ ،‬التقرير الشھري‪ ،‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ ،2009‬ص ‪.5‬‬
‫‪ 50‬الھيئة المستقلة‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،2009‬ص ‪.143‬‬
‫‪ 51‬في ‪ 10‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني‪ ،‬اقتحمت شرطة غزة وكالة أنباء رامتان‪ ،‬وصادرت شرائط فيديو‪ ،‬ومنعت لجنة العمل الوطني من عقد مؤتمر صحفي‬
‫الغرض منه إعالن إلغاء االحتفال بذكرى ياسر عرفات‪ ،‬بزعم أنھم لم يحصلوا على تصريح‪ .‬التقرير الشھري للھيئة المستقلة‪ ،‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني‬
‫‪ ،2009‬ص ‪ .5‬في ‪ 9‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني منع مكتب اإلعالم العام في غزة الفدرالية الدولية للصحفيين من عقد مؤتمر صحفي –كان من المفترض بثه‬
‫بالفيديو على مشاركين في رام ﷲ – في مطعم روتس في غزة‪ ،‬بزعم أن المنظمين ليس معھم تصريح ولم ينسقوا مع المكتب اإلعالمي‪ .‬التقرير الشھري‬
‫للھيئة المستقلة‪ ،‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ 2009‬ص‪.5‬‬
‫‪ 52‬انظر‪ :‬مدى‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،2010‬ص ‪.6‬‬
‫‪53‬‬
‫التقرير الشھري للھيئة المستقلة لحقوق اإلنسان‪ ،‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪ ،2010‬ص ‪.5‬‬
‫‪54‬‬
‫انظر‪Human Rights Watch, “Journalist’s Detention Violated Due Process,” March 11, 2010, :‬‬
‫‪http://www.hrw.org/news/2010/03/11/hamas-journalists-detention-violated-due-process.‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | أبريل‪ /‬نيسان ‪2011‬‬ ‫‪11‬‬


‫الجزيرة أحمد موسى أبو فياض وھاجموه‪ ،‬مما استلزم عالجه الطبي في مستشفى‪ ،‬عندما ذھب لتغطية حفل يشمل‬
‫احتفالية موسيقية لألطفال في مجمع رياضة خان يونس‪ ،‬طبقا ً لمنظمة مراسلين بال حدود‪ 55.‬أبو فياض كان يغطي حالة‬
‫‪56‬‬
‫غضب الذاھبين إلى الحفل من ازدحام المكان‪ ،‬عندما ھاجمه رجال الشرطة أمام طفله‪ ،‬على حد قول مدى‪.‬‬

‫في حاالت عدة ‪ ،‬بدا أن انتھاكات سلطات حماس لحقوق الصحفيين ھي نتيجة اعتبارات شرعية حماس مقابل السلطة‬
‫الفلسطينية بصفتھا الھيئة الحاكمة بشكل شرعي‪ .‬في يناير‪/‬كانون الثاني‪ ،‬أصدرت وزارة اتصاالت غزة بيانا ً وجه‬
‫للصحفيين بعدم اإلشارة إلى حكومة حماس بصفة "الحكومة المعزولة" )وھو مصطلح استخدمه الصحفيون‬
‫الفلسطينيون لوصف حماس بعد ح ّل السلطة الفلسطينية لحكومة الوحدة بين حماس وفتح في عام ‪ (2007‬واإلشارة‬
‫إليھا بمسميات يستخدمھا الصحفيون‪ ،‬مثل "الحكومة الفلسطينية في غزة‪ ،‬أو حكومة إسماعيل ھنية الفلسطينية أو‬
‫حكومة غزة"‪ 57.‬في الحاالت المذكورة في ھذا التقرير‪ ،‬ھددت سلطات حماس الصحفيين بالمالحقة القضائية‪ ،‬بزعم‬
‫تركيزھم على انتھاكات في غزة مع عدم االھتمام كثيراً بانتھاكات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية‪.‬‬

‫لم تقر سلطات حماس رسميا ً بوجود نقابة الصحفيين الفلسطينية في مدينة غزة‪ ،‬وقام ضباط األمن الداخلي بإغالق‬
‫المقر لفترة وجيزة واحتجاز أحد األعضاء‪ ،‬سامي العجرمي‪ ،‬في أكتوبر‪/‬تشرين األول‪ ،‬أثناء مناقشة بالفيديو كونفرنس‬
‫‪58‬‬
‫لبحث لوائح النقابة مع أعضاء النقابة في الضفة الغربية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫انظر‪Reporters Sans Frontiers, “Political tension continues to take its toll on journalists in Gaza and West Bank,” August 6, :‬‬
‫‪ 2010, http://en.rsf.org/palestinian-territories-political-tension-continues-to-06-08-2010,38099.html‬تمت الزيارة في ‪25‬‬
‫أغسطس‪/‬آب ‪.2010‬‬
‫‪56‬‬
‫انظر‪MADA, “MADA condemns the attack on the journalist Fayyad and the confiscation of transmission device from Radio :‬‬
‫‪Mazaj FM,” August 5, 2010,‬‬
‫‪http://www.madacenter.org/madaeng/index.php?option=com_content&view=article&id=261:mada-condemns-the-attack-‬‬
‫‪ on-the-journalist-fayyad-and-the-confiscation-of-transmission-device-from-radio-mazaj-fm&catid=54:-2010&Itemid=58‬تمت‬
‫الزيارة في ‪ 14‬مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬
‫‪57‬‬
‫انظر‪Fares Akram al-Ghoul, “Gaza journalists caught up in Fatah-Hamas legitimacy argument,” February 9, 2010, Xinhua, :‬‬
‫‪ http://news.xinhuanet.com/english2010/world/2010-02/09/c_13170007.htm‬تمت الزيارة في ‪ 25‬أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪.2010‬‬
‫‪58‬‬
‫مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع نبھان خريشي‪ ،‬رام ﷲ‪ 14 ،‬أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ .2010‬انظر أيضا ً‪Ma’an News, “Hamas shuts down :‬‬
‫‪ journalists syndicate in Gaza,” October 12, 2010, http://www.maannews.net/eng/ViewDetails.aspx?ID=323514‬تمت الزيارة في‬
‫‪ 10‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪.2010‬‬

‫‪12‬‬ ‫ال خبر‪ ...‬ال قلق‬


‫إساءات السلطة الفلسطينية بحق الصحفيين في الضفة الغربية‬

‫في الحاالت المناقشة أدناه‪ ،‬قال صحفيون فلسطينيون بالضفة الغربية لـ ھيومن رايتس ووتش إنه تم مصادرة معدات‬
‫عملھم وتعرضوا لالعتقال التعسفي‪ ،‬ومنعوا من السفر إلى الخارج‪ ،‬واعتدي عليھم‪ ،‬وفي حالة واحدة تعرضوا‬
‫للتعذيب من قبل أجھزة األمن الفلسطينية‪.‬‬

‫مھند صالحات‬
‫اعتقل جھاز المخابرات العامة بالسلطة الفلسطينية مھند صالحات‪ ،‬الصحفي الحر والمخرج‪ ،‬عندما كان عائدا إلى‬
‫الضفة الغربية من األردن صباح ‪ 28‬مارس‪/‬آذار ‪ .2010‬لم يكن قد أخطر بسبب اعتقاله‪ ،‬لكنه احتجز ‪ 14‬يوما بأريحا‬
‫دون توجيه اتھام له‪ .‬جھاز المخابرات الفلسطينية‪ ،‬المسؤول أمام الرئيس عباس‪ ،‬أطلق صراح صالحات في ‪11‬‬
‫أبريل‪/‬نيسان‪ .‬وفي ‪ 19‬من الشھر نفسه‪ ،‬منع ضباط االستخبارات األردنية صالحات من السفر من الضفة الغربية إلى‬
‫األردن‪ ،‬قائلين إن األمر يتطلب تصريحا من جھاز المخابرات بالسلطة الفلسطينية قبل أن يتمكن من السفر‪.‬‬

‫عقب احتجازه في المرة األولى‪ ،‬قال صالحات لـ ھيومن رايتس ووتش إنه بعد أن ألقى جھاز المخابرات الفلسطينية‬
‫القبض عليه في ‪ 28‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬منعته السلطات من الوصول إلى محام أو أي اتصال بأفراد أسرته‪ ،‬باستثناء مكالمة‬
‫ھاتفية وحيدة لوالديه في ثالث أيام اعتقاله‪ .‬وأضاف‪" :‬أستطيع القول إنني كنت في السجن في أريحا‪ ،‬لكن ھذا كل ما‬
‫كان مسموحا لي ألقوله لھم‪ .‬ھذه ھي المرة األولى التي خضعت فيھا لالعتقال‪ .‬كنت في دھشة تامة"‪.59‬‬

‫صالحات قال إن ضباط االستخبارات استجوبوه مرتين يوميا‪ ،‬من العاشرة صباحا وحتى الظھيرة‪ ،‬ومن منتصف‬
‫الليل حتى الخامسة صباحا‪ ،‬عن عمله في إخراج األفالم الوثائقية لقناة الجزيرة‪ ،‬وعن المقاالت التي ينشرھا على‬
‫اإلنترنت‪ ،‬وعن عضويته في مجموعة على "فيس بوك"‪ .‬وأضاف صالحات‪" :‬طلب مني التوقيع على ورقة مفادھا‬
‫أن لدي مجموعة على فيس بوك‪ ،‬تضم ألفي عضو‪ ،‬وأن ھناك مناقشات على صفحة المجموعة تتضمن فساد السلطة‬
‫‪60‬‬
‫الفلسطينية‪ .‬بعد أن وقعت قالوا لي إن ھذه الورقة كانت أساس القضية التي سترفع ضدي" ‪.‬‬

‫خالل أول أربعة أيام من التحقيق مع مھند صالحات‪ ،‬قال‪" :‬وجھوا لي أسئلة عن مصادر تمويل أفالمي الوثائقية‪ ،‬من‬
‫الذي سيستخدمھا‪ ،‬من الذين ألتقيھم خارج فلسطين‪ ،‬وما إذا كنت متورطا في مناقشة قضايا ذات صلة بالسلطة‬
‫الفلسطينية‪ ،‬وبخاصة أي شيء عن الفساد"‪ .‬وكان ضابطا سابقا في استخبارات السلطة الفلسطينية قد اتھم القائد األعلى‬
‫‪61‬‬
‫للسلطة الفلسطينية محمود عباس في فضيحة فساد في فبراير‪/‬شباط‪ .‬صالحات أضاف‪" :‬كانوا قلقين لكوني‬
‫عملت مع الجزيرة‪ ،‬التي عملت على إظھار فساد السلطة الفلسطينية‪ ،‬لكني لم أكن قد قدمت أي أفالم حول ھذا‬
‫الموضوع‪ .‬آخر شيء فعلته كان مقاالً نُشر في صحيفة ورقية في ‪ 2006‬أو‪ 2007‬حول الفساد في نابلس"‪.‬‬

‫‪ 59‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع مھند صالحات‪ ،‬رام ﷲ‪ 14 ،‬أبريل‪/‬نيسان‪.2010 ،‬‬


‫‪ 60‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع مھند صالحات‪ ،‬رام ﷲ‪ 14 ،‬أبريل‪/‬نيسان‪.2010 ،‬‬
‫‪" 61‬عباس يوقف رئيس األركان"‪ ،‬الجزيرة الدولية‪ 14 ،‬فبرايل‪/‬شباط ‪،2010‬‬
‫‪ http://english.aljazeera.net/news/middleeast/2010/02/2010214184159247420.html‬تمت الزيارة في ‪ 23‬ماير‪/‬أيار ‪.2010‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | أبريل‪ /‬نيسان ‪2011‬‬ ‫‪13‬‬


‫في اليوم الخامس من اعتقاله‪ ،‬حسب صالحات‪ ،‬ساقه ضباط أمن إلى مكتب النائب العام بأريحا‪ ،‬الذي وفي وجود‬
‫‪62‬‬
‫صالحات قال إنه ال يوجد أساس الستمرار احتجازه ‪ .‬ورغم ذلك أحاله ضباط األمن إلى السجن واحتجزوه في حبس‬
‫انفرادي لمدة تسعة أيام أخرى‪ .‬بعد إطالق صراحه‪ ،‬أخبره والداه بأنھما اتصال برئيس السجن في أريحا لكنه "أنكر‬
‫أنني كنت ھناك"‪.‬‬

‫وأضاف صالحات أنه بعد إطالق سراحه‪ ،‬قال له عدة أصدقاء إن ضباط األمن أبلغوھم أنه ألقي القبض عليه بتھمة‬
‫تزوير شيكات‪.‬‬

‫أطلق سراح صالحات في ‪ 11‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬بعدما دخل في إضراب عن الطعام لمعرفة التھم الموجھة إليه‪ ،‬وبعد أن‬
‫بدأ مؤيدوه في "راصد"‪ ،‬وھي جماعة فلسطينية لحقوق اإلنسان صالحات عضو بھا‪ ،‬في حملة إلطالق سراحه‪.‬‬
‫"بدأوا الدعوة وحملة ألجلي‪ ،‬كما أصدرت الجزيرة خبراً عاجالً )زحف( فيما يخص احتجازي‪ ،‬وحينما سمحوا لي‬
‫‪63‬‬

‫بالخروج‪ ،‬طلبوا مني أن أدعو الجزيرة وراصد للتوقف عن الحملة"‪ ،‬حسب صالحات‪.‬‬

‫في البداية لم يستطع صالحات استعادة ‪ 2‬من أجھزة "الالب توب"‪ ،‬وكاميرا فيديو‪ ،‬و"ھارد ديسك خارجي" تحوي‬
‫‪ 23‬ساعة مادة فيلمية‪ ،‬صادرتھا السلطات واعتقلته على خلفيتھا‪ .‬عندما أفرج جھاز المخابرات العامة عن أجھزته في‬
‫‪ 15‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬كانوا قد أتلفوا واحدا من جھازي الالب توب والھارد ديسك الخارجي ومسحوا لقطات الفيديو‪ ،‬وفقا‬
‫لصالحات‪.‬‬

‫في ‪ 26‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬استدعى ضباط جھاز المخابرات صالحات للمثول في مكتبھم في نابلس في ‪ 1‬مايو‪/‬أيار‪ .‬وكان‬
‫قد احتجز لدى وصوله صباح ھذا اليوم وتم احتجازه في سجن جنيد حتى أطلق سراحه في ‪ 10‬مايو‪/‬أيار‪ .‬عقب‬
‫اإلفراج عنه للمرة الثانية‪ ،‬طبقا لصالح‪ ،‬حاول السفر إلى األردن في مناسبتين أخريين‪ ،‬وبعد شراء تذكرة طيران في‬
‫ثالث محاولة للسفر إلى دولة ثالثة يسافر منھا إلى عمان‪ ،‬منعه ضباط االستخبارات األردنية من عبور الحدود‪،‬‬
‫‪64‬‬
‫وأعادوا عليه بضرورة تقديم تصريح من جھاز المخابرات العامة بالسلطة الفلسطينية ‪.‬‬

‫مصطفى صبري‬
‫في حالة ثانية‪ ،‬داھم األمن الوقائي‪ ،‬المسؤول أمام رئيس الوزراء سالم فياض‪ ،‬منزل الصحفي الحر مصطفى صبري‬
‫في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية يوم ‪ 9‬مارس‪/‬آذار ‪ 2010‬واحتجزه‪ .‬صبري‪ ،‬الذي اعتقل دون توجيه تھمة له أو‬
‫محاكمته حتى أفرج عنه في ‪ 13‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬قال لـ ھيومن رايتس ووتش إن مداھمة منزله جاءت في الوقت الذي‬
‫كان مقررا أن يتم إجراء حوار معه من قبل مصعب الخصيب‪ ،‬مراسل تليفزيون القدس في محطة الضفة الغربية‪،‬‬
‫والمصور أشرف أبو شاويش‪ .‬عقب دخول طاقم التلفزيون لمنزله مباشرة‪" ،‬توقفت أكثر من ‪ 20‬سيارة عسكرية‬
‫ومدنية بالخارج‪ ،‬وجاء أكثر من ‪ 10‬ضباط أمن‪ ،‬قائلين إن المقابلة التلفزيونية محظورة‪ ،‬وأخذوا كال منھما )طاقم‬

‫‪ 62‬القانون الدولي لحقوق اإلنسان ينص ـ على سبيل المثال ـ على تقديم المعتقلين فورا للسلطة القضائية‪ ،‬والسماح لھم بالطعن في اعتقالھم أمام المحكمة‬
‫دون تأخير )المادة ‪ 9‬من العھد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية(‪.‬‬
‫‪" 63‬الزحف" تشير إلى سطر من نص األخبار العاجلة التي تتحرك عبر شاشة التليفزيون خالل بث األخبار‪.‬‬
‫‪ 64‬محادثة تليفونية بين ھيومن رايتس ووتش ومھند صالحات‪ ،‬رام ﷲ‪ 1 ،‬يوليو‪/‬تموز ‪.2010‬‬

‫‪14‬‬ ‫ال خبر‪ ...‬ال قلق‬


‫‪65‬‬
‫التلفزيون( إلى مقر األمن الوقائي اإلقليمي في قلقيلية" ‪ .‬صادر ضباط األمن ھواتف الطاقم التلفزيوني والشريط من‬
‫كاميرا التلفزيون‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫أكد الخصيب ھذه الرواية لـ ھيومن رايتس ووتش ‪ .‬وأفادت المنظمة الفلسطينية لحرية الصحافة "مدى" في مقابلة‬
‫مع الخصيب بنفس ما رواه صبري عن األحداث‪.‬‬

‫في حادث منفصل‪ ،‬اعتقل ضباط األمن الوقائي‪ ،‬في طولكرم‪ ،‬الخصيب وزميله المصور حازم البلدي عقب مقابلتھما‬
‫فتحي قراوي‪ ،‬عضو حماس والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني‪ ،‬بشأن إمكانية المصالحة بين فتح وحماس في‬
‫‪67‬‬
‫‪ 14‬يونيو‪/‬حزيران‪ ،‬وفقا لمركز مدى ‪ .‬وصادر األمن الوقائي شريط الفيديو الخاص بالمقابلة‪ ،‬حسبما أفادت مدى‪.‬‬

‫زارت ھيومن رايتس ووتش صبري في منزله بقلقيلية يوم ‪ 24‬أبريل‪/‬نيسان‪ .‬في ‪ 25‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬استدعاه األمن‬
‫الوقائي في التاسعة والنصف صباحا وسمحوا له بالمغادرة في الثانية والنصف عصرا بعد استجوابه حول الوضع‬
‫‪68‬‬
‫السياسي في الضفة الغربية واالنتخابات البلدية المقبلة في يوليو‪/‬تموز‪.‬‬

‫قال صبري لـ ھيومن رايتس ووتش إن المقابلة التي كان مزمعا إجراؤھا مع تلفزيون القدس كانت ستدور حول نقابة‬
‫الصحفيين الفلسطينيين وحرية الصحافة‪ .‬وأضاف صبري أنه تقدم بطلب للحصول على عضوية النقابة لكنه تم تجاھله‬
‫في ‪" 2009‬ألنني مصنف على أنني إسالمي"‪ ،‬باعتباره متعاطف مع الحركات الدينية الوطنية مثل حماس والجھاد‬
‫اإلسالمي‪ .‬وأضاف صبري أن "النقابة تعطي مقاعدھا على أساس الحصص الممنوحة ألعضاء فصائل منظمة‬
‫التحرير الفلسطينية‪ ،‬التي تھيمن عليھا حركة فتح"‪ .‬من ‪ 2005‬وحتى ‪ ،2009‬كان صبري عضوا ومتحدثا رسميا في‬
‫مجلس بلدية قلقيلية‪ ،‬حيث فازت حركة اإلصالح والتغيير التابعة لحماس باالنتخابات البلدية‪ .‬وقال صبري إنه كان‬
‫ينتقد السلطة الفلسطينية بشأن قضايا عديدة وحساسة‪ ،‬من ضمنھا موقفھا أثناء النزاع المسلح بين إسرائيل وحماس في‬
‫غزة في ديسمبر‪/‬كانون األول ‪ 2008‬ويناير‪/‬كانون الثاني ‪" .2009‬في بداية ‪ 2009‬كتبت عن أسر المعتقلين من قبل‬
‫السلطة الفلسطينية لالحتجاج على الحرب على غزة لصحيفة مقرھا في غزة‪ ،‬ولمجلة المجتمع الكويتية" وفقا لصبري‪.‬‬

‫اعتقلت األجھزة األمنية للسلطة الفلسطينية صبري خمس مرات على األقل في ‪ 2007‬و‪ .2008‬في أغسطس‪/‬آب‬
‫‪ ،2007‬اقتحم نحو ‪ 50‬فرد أمن منزله واحتجزوه لمدة أربعة أيام‪ .‬في فبراير‪/‬شباط ‪ ،2008‬احتجزه ضباط المخابرات‬
‫العامة لمدة ‪ 3‬أيام واستجوبوه حول عمله الصحفي وعالقاته بحماس‪ .‬وفي ‪ 7‬مايو‪/‬أيار ‪ ،2008‬وليوم واحد في ‪25‬‬
‫يوليو‪/‬تموز‪ ،‬حسب صبري‪.‬‬

‫‪ 65‬مقابلة لـ ھيومن رايتس ووتش مع مصطفى صبري‪ ،‬قليقلة‪ 24 ،‬أبريل‪/‬نيسان‪.2010 ،‬‬


‫‪ 66‬مقابلة تليفونية لـ ھيومن رايتس ووتش مع محمد الخصيب‪ 28 ،‬أبريل‪/‬نيسان‪.2010 ،‬‬
‫‪67‬‬
‫انظر‪MADA, “MADA condemns the journalist Alkhatib detention, and French broadcasting council decision to stop Aqsa TV :‬‬
‫‪.broadcasting,” June 15, 2010‬‬

‫‪ 68‬مقابلة تليفونية لـ ھيومن رايتس ووتش مع مصطفى صبري‪ 26 ،‬أبريل‪/‬نيسان‪.2010 ،‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | أبريل‪ /‬نيسان ‪2011‬‬ ‫‪15‬‬


‫وقال صبري لـ ھيومن رايتس ووتش‪" :‬حتى ذلك الحين كنت قد قررت عدم الكتابة عن تجربتي‪ ،‬لكن بعد ذلك‬
‫)اعتقاله في ‪ 25‬يوليو‪/‬تموز ‪ ،(2008‬كتبت عما حدث‪ .‬كان ھذا على الجزيرة نت‪ ،‬والشروق‪ ،‬وغيره من المواقع‬
‫‪69‬‬
‫األخرى"‪ .‬وأضاف‪" :‬عاد جھاز المخابرات العامة ليعتقلني على خلفية ما كتبته في ‪ 31‬يوليو‪/‬تموز لمدة ‪ 18‬يوما" ‪.‬‬
‫وفي ‪ 10‬سبتمبر‪/‬أيلول‪ ،‬أمرت محكمة العدل العليا الفلسطينية بإطالق صراحه‪" .‬سمحوا لي بالخروج من السجن بعد‬
‫حكم المحكمة‪ ،‬لكن أثناء خروجي‪ ،‬جاء ‪ 4‬عناصر من جھاز المخابرات في سيارة مدنية‪ ،‬وساقوني حول المدينة لنحو‬
‫‪ 15‬دقيقة‪ ،‬ثم أخذوني مرة أخرى وأعيد اعتقالي"‪ .‬وتم إطالق سراحه مجددا في ‪ 18‬سبتمبر‪/‬أيلول‪.‬‬

‫ثاني اعتقال لصبري كان في ‪ 21‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،2009 ،‬عندما احتجزه األمن الوقائي ألكثر من ثالثة أشھر‪ ،‬حتى ‪26‬‬
‫‪70‬‬
‫يوليو‪/‬تموز‪ ،‬وحتى بعد أن أمرت المحكمة العليا باإلفراج عنه في ‪ 14‬يوليو‪/‬تموز‪ .‬وقال صبري لـ ھيومن رايتس‬
‫ووتش أنه أثناء األشھر الثالثة تلك اعتقل للمرة األولى لمدة ‪ 43‬يوما في مقر األمن الوقائي بمدينة قلقيلية‪ ،‬ثم نقل إلى‬
‫المعتقل في بيتونيا‪ ،‬بالقرب من رام ﷲ‪ ،‬حيث عذبه سجانوه بشدة في األسبوعين األولين‪.‬‬

‫وأضاف‪" :‬في أول ‪ 18‬يوما )في موقع االحتجاز ببيتونيا(‪ ،‬قضيت معظم الوقت إما مقيدا في كرسي‪) ،‬أو( مقيدا أثناء‬
‫الوقوف‪ ،‬ومعصوب العينين‪ .‬علقت من السقف بحبل لساعة مع وضع يدي خلف ظھري‪ ،‬بعيدا عن األرض خمسة‬
‫سنتيمترات‪ .‬رأيت بعض الناس مقيدين رأسا على عقب على كرسي‪ ،‬وبعض الناس مرفوعين عن األرض ثالثة‬
‫أمتار‪ .‬عقب تلك األيام من التعذيب‪ ،‬انتقلت إلى زنزانة أكبر مع عدد قليل من الناس لـ ‪ 35‬يوما تلقيت خاللھا تعامال‬
‫الئقا‪ .‬لكن يمكنك أن تسمع كل ما يدور حولك‪ ،‬وكأنك أنت من يُعذب وليس اآلخرين"‪.‬‬

‫وقال صبري إنه لم يكن مسموحا له بمقابلة محام أو التحدث مع عائلته‪ ،‬حتى بعد أن نقلته السلطات إلى المعتقل في‬
‫بيتونيا‪ ،‬حيث سمح له برؤية زوجته في مناسبة واحدة لكن لم يسمح له بمقابلة محاميه‪.‬‬

‫في الحادية عشر صباحا من ‪ 29‬يوليو‪/‬تموز‪ ،‬بعد ثالثة أيام من إطالق سراحه‪ ،‬احتجزته وكالة أمنية ثالثة تتبع السلطة‬
‫الفلسطينية‪ ،‬وھي المخابرات العسكرية‪ ،‬وحققت معه‪" .‬كانوا يريدون معرفة لماذا احتجزني األمن الوقائي لمدة‬
‫طويلة" حسبما قال‪ ،‬مضيفا أنه أطلق سراحه في اليوم التالي بعد أن ذكرت وسائل اإلعالم خبر اعتقاله‪.‬‬

‫ألقى األمن الوقائي القبض على صبري مجددا في ‪ 4‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪ .2010‬وقال إنھم أحالوه إلى محكمة مدنية‬
‫واتھموه في قضية غسل األموال ودعم الميلشيات غير الشرعية‪" .‬كانت ھذه ھي المرة األولى التي اتھموني فعليا‬
‫بشيء"‪ ،‬حسب صبري‪ .‬فيما بعد نقلوه إلى سجون مختلفة‪ ،‬بما في ذلك مراكز االحتجاز الجنائية العادية وسجن تديره‬

‫‪ 69‬مقابلة لـ ھيومن رايتس ووتش مع مصطفى صبري‪ ،‬قليقلة‪ 24 ،‬أبريل‪/‬نيسان‪.2010 ،‬‬


‫‪ 70‬لم توجه لصبري تھمة متصلة بأية أعمال عنف‪ ،‬رغم أن قليقلة كانت مسرحا للمواجھة مميتة ـ واحدة على األقل ـ بين األجھزة األمنية الفلسطينية‬
‫ومقاتلي حماس‪ .‬في ‪ 30‬مايو‪/‬أيار ‪ ،2009‬انتھت محاولة اعتقال السلطة الفلسطينية لنشطاء حماس بقليقلة بتبادل مستمر إلطالق النار أسفر عن وفاة اثنين‬
‫من نشطاء حماس‪ ،‬وثالثة من أعضاء األمن الوقائي‪ ،‬وأحد المارة‪ .‬في عميلة ذات صلة في ‪ 4‬يونيو‪/‬حزيران‪ ،‬قتل اثنين من المقاتلين وأحد أفراد األمن‬
‫الوقائي‪ .‬كانت ھذه ھي المواجھات األكثر دموية بين فتح وحماس منذ يونيو‪/‬حزيران ‪" ،ICHR .2007‬التقرير الشھري النتھاكات حقوق اإلنسان"‬
‫مايو‪/‬أيار ويونيو‪/‬حزيران‪.2009 ،‬‬

‫‪16‬‬ ‫ال خبر‪ ...‬ال قلق‬


‫المخابرات العسكرية‪ ،‬التي احتجزته حتى ‪ 8‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬ثم أطلقت سراحه‪ .‬في وقت الحق سقطت تھمة غسل‬
‫األموال‪ ،‬لكن تھمة دعم ميليشيات غير شرعية ال تزال معلقة‪ ،‬طبقا لصبري‪.‬‬

‫طارق أبو زيد‬


‫في حالة ثالثة‪ ،‬قضت المحكمة العسكرية الفلسطينية في جنين على المراسل التليفزيوني طارق أبو زيد‪ 34 ،‬عاما‪،‬‬
‫بالسجن لمدة عام ونصف‪ ،‬رغم حكمين قضائيين صدرا عن محكمة مدنية باإلفراج عنه‪ .‬كان أبو زيد مراسال في‬
‫شمال الضفة الغربية لتلفزيون األقصى التابع لحماس‪ ،‬وكان يعمل مراسال لصحيفة "الرسالة" في غزة‪ ،‬التي تعتبر‬
‫أيضا مؤيدة لحماس‪.‬‬

‫عبد الرازق أبو زيد‪ ،‬والده‪ ،‬قال لـ ھيومن رايتس ووتش إن عناصر المخابرات الفلسطينية اعتقلوا ابنه في ‪8‬‬
‫نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ ،2009‬و إن األجھزة األمنية تجاھلت أمرا باإلفراج عنه‪ ،‬الصادر عن المحكمة العليا الفلسطينية‬
‫‪71‬‬
‫في ‪ 12‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪ .2010‬رغم قرار المحكمة العليا‪ ،‬فالمحكمة العسكرية أدانته وأصدرت حكمھا ضده في‬
‫‪ 16‬فبراير‪/‬شباط "للمساس بھيبة" و"معارضة السياسة العامة" للسلطة الفلسطينية بموجب المادتين ‪) 164‬أ( و)ب(‬
‫والمادة ‪ 179‬من قانون العقوبات الثوري لمنظمة التحرير الفلسطينية للعام ‪ .1979‬محاكمة مدني أمام محكمة عسكرية‬
‫يُعد خرقا ً للقانون األساسي الفلسطيني‪.‬‬

‫طبقا لعبد الرازق أبو زيد‪ ،‬انتقل طارق إلى شمال مدينة جنين بالضفة الغربية من األردن في ‪ 1999‬ودرس الفنون‬
‫الجميلة في جامعة النجاح قريبا من مدينة نابلس‪ .‬بدأ طارق العمل مع تلفزيون األقصى والرسالة في ‪ .2006‬وحظرت‬
‫السلطة الفلسطينية كال من األقصى والرسالة بعد أن فرضت حماس سيطرتھا على قطاع غزة في يونيو‪/‬حزيران‬
‫‪.2007‬‬

‫وقال عبد الرازق أبو زيد‪" :‬ألقت السلطات اإلسرائيلية القبض على طارق في منزله بنابلس في ‪ 15‬ديسمبر‪/‬كانون‬
‫األول ‪ ،2007‬واحتجزته لمدة عام بسبب نشاطه اإلسالمي بجامعة نابلس‪ .‬واختبأ طارق عقب إطالق سراحه من‬
‫السجون اإلسرائيلية في ديسمبر‪/‬كانون األول ‪."2008‬‬

‫بينما كان طارق مختبئا‪ ،‬داھم ضباط المخابرات واألمن الوقائي منزل العائلة في جنين لسبع أو ثماني مرات‬
‫واستدعوه للتحقيقات ‪ 15‬مرة خالل تلك الفترة‪ .‬طبقا لوالده الذي أضاف أن األمن الوقائي صادر ‪ 4‬أجھزة كمبيوتر‬
‫و‪ 2500‬دينار أردني خالل تلك المداھمات‪ .‬بدأت تلك المداھمات على المنزل في سبتمبر‪/‬آيلول ‪ ،2008‬وقت أن كان‬
‫طارق ال يزال في السجون اإلسرائيلية‪ ،‬وتصاعدت بعد اإلفراج عنه في ديسمبر‪/‬كانون األول‪ ،‬ھنا بدأ ضباط األمن‬
‫في الضغط على عبد الرازق أبو زيد حتى يتصل بابنه واتخاذ الترتيبات الالزمة العتقاله‪ .‬يقول عبد الرازق أبو زيد‪:‬‬
‫"كل األسئلة التي كانت تدور حولي‪ ،‬ھي من أين حصلت على أموالي‪ ،‬وحول طارق… استغرق األمر من أربع إلى‬
‫خمس ساعات في كل مرة يتم التحقيق معي"‪ .‬مضيفا أنه في ‪ 27‬أغسطس‪/‬آب‪ ،‬اتصل بطارق وتوصل إلى اتفاق مع‬
‫جھاز المخابرات بشأن طارق لتسليم نفسه‪" .‬وعدوني بأال يتم ضربه"‪ ،‬حسب عبد الرازق‪ .‬كان قد اعتقل في سجن‬
‫المخابرات العامة في جنين حتى ‪ 17‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪ ،2009‬حين أطلق صراحه من دون توجيه اتھام له‪.‬‬

‫‪ 71‬مقابلة لـ ھيومن رايتس ووتش مع عبد الرازق أبو زيد‪ ،‬جنين ‪ 24‬أبريل‪/‬نيسان‪.2010 ،‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | أبريل‪ /‬نيسان ‪2011‬‬ ‫‪17‬‬


‫في ‪ 8‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني‪ ،‬استجاب طارق لالستدعاء الصادر عن المخابرات العسكرية في اليوم السابق‪ .‬اعتقلت‬
‫طارق المخابرات العسكرية ونقلته إلى مركز احتجازھا في مجمع جنيد بنابلس‪ ،‬حيث ال يزال قيد االعتقال‪.‬‬

‫ناشد بسام كراجة‪ ،‬محامي طارق‪ ،‬من مركز القدس للمساعدة القانونية‪ ،‬طعن طعنا أمام المحكمة العليا الفلسطينية ضد‬
‫اعتقاله؛ أمرت المحكمة باإلفراج الفوري عن طارق في ‪ 12‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪ .2010‬وتجاھل جھاز االستخبارات‬
‫العسكرية القرار واستمر في اعتقاله‪ ،‬ثم قدم قضيته إلى محكمة عسكرية خاصة‪ .‬وحكمت عليه المحكمة العسكرية‬
‫بنابلس بإيداعه السجن سنة ونصف في ‪ 15‬فبراير‪/‬شباط‪.‬‬

‫وأفاد عبد الرازق أبو زيد ھيومن رايتس ووتش بأن سلطات السجن أحيانا منعت زوجة طارق وعائلته من زيارته في‬
‫السجن كشكل للعقاب‪" .‬في مارس‪/‬آذار‪ ،‬صاح حارس في وجھه‪ ،‬فرد عليه‪ ،‬ولم يسمح لنا برؤيته لمدة شھر" حسب‬
‫عبد الرازق‪.‬‬

‫المحامي والحقوقي أنس البرغوثي‪ ،‬من مؤسسة "الضمير" لدعم السجناء‪ ،‬كان يزور سجن جنيد بانتظام‪ ،‬حيث يخضع‬
‫طارق لالعتقال‪ .‬قال البرغوثي لـ ھيومن رايتس ووتش إن ما بين ‪ 30‬إلى ‪ 35‬من المعتقلين المدنيين ھناك حكم عليھم‬
‫من قبل محاكم عسكرية خاصة‪ .‬تلجأ المحاكم العسكرية لـ "مجموعة غامضة من التھم االفتراضية المحددة ضد‬
‫المدنيين"‪ ،‬بما في ذلك "العمل ضد السياسات العامة للسلطة الفلسطينية"‪" ،‬اإلضرار بالسلطة الفلسطينية"‪" ،‬االنتماء‬
‫إلى جماعات غير شرعية"‪ ،‬و"دعم جماعات غير شرعية"‪ .‬والحظ البرغوثي أن المحامين الفلسطينيين المدافعين عن‬
‫حقوق اإلنسان يقاطعون المحاكم العسكرية برفضھم تمثيل المعتقلين‪ ،‬احتجاجا على المحاكمات "التعسفية‪،‬‬
‫‪72‬‬
‫والعشوائية‪ ،‬وسرعة اإلجراءات‪ ،‬التي تعتبر غير مشروعة وينبغي عدم االعتراف بھا"‪.‬‬

‫أعلن العقيد أحمد المبيض رئيس القضاء العسكري الفلسطيني عن اإلفراج عن طارق أبو زيد‪ ،‬إلى جانب سجناء‬
‫آخرين‪ ،‬عشية عيد األضحى في ‪ 14‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ ،2010‬بموجب مرسوم رئاسي‪ .‬وفقا لبيان المبيض‪ ،‬فأبو‬
‫‪73‬‬
‫زيد احتجز واعتقل لمقاومة السلطة الفلسطينية وليس ألنه كان صحفيا"‪.‬‬

‫وأكد العقيد المبيض لـ ھيومن رايتس ووتش اختصاص القضاء العسكري بقضية أبو زيد ألن األخير كان مسلحا وقت‬
‫‪74‬‬
‫اعتقاله‪ .‬المبيض زاد على ذلك مؤكدا أن القضاء المدني الفلسطيني قد تجاوز سلطته من خالل "التدخل" في قضية‬
‫أبو زيد بعد أن بدأ القضاء العسكري في محاكمته‪ .‬طبقا للمبيض‪ ،‬يجوز للمحكمة المدنية أن تتدخل في القضايا التي‬
‫يكون فيھا الشخص قيد الحجز العسكري‪ ،‬ولكن القضاء العسكري لم يبدأ بعد في محاكمته‪ ،‬أو حيث يطعن المدان على‬
‫الحكم النھائي ألعلى محكمة عسكرية وھي المحكمة العسكرية العليا الفلسطينية‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع أنس البرغوثي‪ ،‬رام ﷲ‪ 22 ،‬أبريل‪/‬نيسان‪.2010 ،‬‬
‫‪ 73‬وكالة معا اإلخبارية‪" ،‬السلطة الفلسطينية تفرج عن السجناء ألجل عيد األضحى"‪ 14 ،‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني‬
‫معا االخبارية‪" ،‬السلطة الفلسطينية اإلفراج عن السجناء لعيد األضحى‪ 14 "،‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪،2010‬‬
‫‪ ، http://www.maannews.net/eng/ViewDetails.aspx?ID=333727‬تمت الزيارة في ‪ 22‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني‪.2010‬‬
‫‪ 74‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع أحمد المبيض‪ ،‬رام ﷲ‪ 24 ،‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني‪.2010 ،‬‬

‫‪18‬‬ ‫ال خبر‪ ...‬ال قلق‬


‫القانون الدولي لحقوق اإلنسان واضح وصريح في أن المحاكم العسكرية ال يجوز لھا ممارسة السلطة القضائية على‬
‫‪75‬‬
‫المدنيين‪ ،‬بمن فيھم الصحفيين‪.‬‬

‫خالد العمايرة‬
‫ضايقت األجھزة األمنية الفلسطينية مرارا واعتقلت الصحفي الحر خالد العمايرة )‪ 53‬عاما( الذي يكتب لقناة الجزيرة‬
‫ووسائل إعالم أخرى‪ ،‬ويسھم بعمود منتظم للجريدة المصرية الناطقة باإلنجليزية "األھرام ويكلي"‪ .‬كان العمايرة قد‬
‫‪76‬‬
‫وجه انتقادات حادة للسلطة الفلسطينية‪ ،‬بما في ذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس‪.‬‬

‫في البداية اعتقل األمن الوقائي العمايرة في ‪ 1998‬واحتجزه عدة أيام في أريحا بسبب تقرير كتبه حول التعذيب في‬
‫السجون الفلسطينية‪ .‬منذ ذلك الحين‪ ،‬حسبما قال العمايرة لـ ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬استدعته األجھزة األمنية لـ‬
‫"مقابالت"‪ ،‬التي تضمنت تھديدات باالعتقال إذا ما استمر في نشر مقاالت انتقادية للسلطة الفلسطينية‪ .‬ھذه‬
‫‪77‬‬
‫االستدعاءات أفضت إلى إلقاء القبض عليه في مناسبات عديدة‪.‬‬

‫ألقى ضباط األمن الوقائي في الخليل القبض عليه في يناير‪/‬كانون الثاني ‪ 2009‬واحتجزوه ليومين عقب انتقاده السلطة‬
‫الفلسطينية لقمع االحتجاجات في الضفة الغربية ضد الھجوم العسكري اإلسرائيلي في غزة خالل مقابلة مع محطة‬
‫‪78‬‬
‫القدس الفضائية‪ .‬أثناء احتجازه‪ ،‬حسبما قال العمايرة‪" :‬وضعت في الحبس االنفرادي داخل زنزانة قذرة‪ ،‬وأجبرت‬
‫على النوم بجوار المرحاض"‪ ،‬تجربة وصفھا لـ ھيومن رايتس ووتش باعتبارھا "إذالل متعمد"‪ .‬وقال إن األمن‬
‫وضباط السجن تعاملوا معه بقسوة‪ ،‬لكنه لم يتعرض للتعذيب‪ .‬وأضاف أنه خالل فترات اعتقاله‪" :‬شاھدت أناسا‬
‫‪79‬‬
‫يعذبون بتقييدھم في كرسي"‪.‬‬

‫في أغسطس‪/‬آب ‪ ،2009‬اعتقل ضباط المخابرات الفلسطيني العمايرة أثناء محاولته تغطية المؤتمر العام السادس‬
‫لحركة فتح‪ ،‬في بيت لحم‪ .‬ألقوا القبض عليه خارج المكان الذي يعقد فيه المؤتمر‪" ،‬وساقتني المخابرات إلى األمن‬
‫الوقائي في الخليل‪ ،‬الذين ھددوني بمنع دخول بيت لحم"‪.‬‬

‫‪ 75‬انظر ـ على سبيل المثال ـ اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان‪ ،‬التعليق العام رقم ‪ ،32‬في الفقرة ‪.22‬‬
‫‪ 76‬انظر ـ على سبيل المثال ـ خالد عمايرة‪" ،‬على عباس أن يستقيل اآلن"‪ 10 ،‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ ،2007‬وكالة معا اإلخبارية‪،‬‬
‫‪ ،http://www.maannews.net/eng/ViewDetails.aspx?ID=199681‬تمت الزيارة في ‪ 25‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪.2010‬‬

‫‪ 77‬مقابلة لـ ھيومن رايتس ووتش مع خالد معايرة‪ ،‬الخليل‪ 15 ،‬يونيو‪/‬حزيران ‪ .2010‬في فبراير‪/‬شباط ‪ ،2000‬على سبيل المثال‪ ،‬استدعي عمايرة مرتين‬
‫من قبل جھاز المخابرات العامة للسلطة الفلسطينية والجيش اإلسرائلي في منطقة مكتب التنسيق بالخليل‪ ،‬الستجوابه بعدما نشر مقاال ينتقد فيه استعداد‬
‫السلطة الفلسطينية للتفاوض حول عودة الالجئين الفلسطينيين كحزء من اتفاق السالم مع إسرائيل‪“Palestinian and Israeli intelligence cooperate .‬‬
‫‪to silence journalist,” February 11, 2000, Palestinian Human Rights Monitoring Group,‬‬
‫‪ http://www.phrmg.org/pressrelease/2000/21feb2000.htm‬تمت الزيارة في ‪ 25‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪.2010‬‬
‫‪ 78‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع خالد عمايرة‪ ،‬الخليل‪ 15 ،‬يونيو حزيران‪ .2010 ،‬الخليل‪ 15 ،‬يونيو‪/‬حزيران‪ .2010 ،‬لتقارير أخرى حول احتجاز‬
‫عمايرة في يناير‪/‬كانون الثاني ‪ ،2009‬بما في ذلك مقال عمايرة كتب ونشر على موقع إسالم أون الين‪ ،‬انظر شيرين بھاء‪" ،‬تفاصيل إلقاء القبض على‬
‫خالد عمايرة"‪ 25 ،‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪ ،2009‬فلسطين لألبحاث والمعلومات‪،‬‬
‫‪ ،http://palestinethinktank.com/2009/01/25/details-on-the-arrest-of-khalid-amayreh/‬بالرجوع إلى ‪ 24‬سبتمبر‪/‬أيلول‪.2010 ،‬‬
‫‪ 79‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع خالد عمايرة‪ ،‬الخليل‪ 15 ،‬يونيو‪/‬حزيران‪.2010 ،‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | أبريل‪ /‬نيسان ‪2011‬‬ ‫‪19‬‬


‫مؤخرا‪ ،‬تم استدعاء العمايرة لـ "مقابلة" في مقر جھاز األمن الوقائي بالخليل في ‪ 12‬يونيو‪/‬حزيران‪ .2010 ،‬العمايرة‬
‫قال لـ ھيومن رايتس ووتش إن المحققين استجوبوه عن محاضرة كان قد ألقاھا لطالب زائرين بالجامعة وأساتذة من‬
‫الدنمارك في قرية الجافية‪ ،‬بالقرب من الخليل‪" ،‬حول الشرق األوسط واحتماالت السالم"‪" .‬األمن علم بشأن‬
‫)المحاضرة(‪ ،‬التي كنت ألقيھا باإلنجليزية‪ ،‬وبالتالي لم يفھموھا وأرادوا أن يعرفوا ما الذي كانت تدور حوله‪ .‬أخبرني‬
‫‪80‬‬
‫قال العمايرة إنه لجأ إلى الكتابة أكثر‬ ‫المحققون أنني كان يتعين علي الحصول على إذن مسبق إللقاء المحاضرات"‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫باللغة اإلنجليزية بدال من العربية لتجنب الرقابة‪.‬‬

‫رغم أن العمايرة عضو في نقابة الصحفيين الفلسطينيين ويحمل درجة البكالوريوس والماجستير في الصحافة من‬
‫الجامعة األمريكية‪" ،‬فالسلطة الفلسطينية ال تنظر إل ّى على أنني صحفي"؛ ألنه "في الضفة الغربية عليك أن تكون‬
‫حاصال على ورقة من األجھزة األمنية" ـ حسب العمايرة ـ في إشارة إلى عمليات التفتيش األمنية التي أجرتھا‬
‫االستخبارات بموجب ضرورة الحصول على الموافقة منھم للصحفيين للعمل وتغطية أحداث بعينھا ـ مثل شھادة‬
‫‪82‬‬
‫وفقا‬ ‫"حسن السير والسلوك" التي تمنحھا وزارة الداخلية بالسلطة الفلسطينية للموظفين العموميين‪ ،‬مثل المدرسين‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫لمجموعة األزمات الدولية‪" ،‬منذ ‪ ،2007‬تم رفض عشرات الطلبات من صحفيين متعاطفين مع اإلسالميين"‪.‬‬

‫العمايرة الحظ أن مضايقات األجھزة األمنية للسلطة الفلسطينية تفاقمت عبر فرض الجيش اإلسرائيلي حظرا تعسفيا‬
‫على السفر والذي حال دون مغادرة الضفة الغربية أو دخول القدس الشرقية )بخالف ذلك فھو مسموح له التجول‬
‫داخل الضفة الغربية(‪ .‬وقال العمايرة لـ ھيومن رايتس ووتش‪ " :‬أتلقى دعوات كثيرة سنويا لحضور فعاليات‪ ،‬لكني ال‬
‫‪84‬‬
‫أحصل على تصريح السفر‪ ،‬والحقيقة أن عجزي عن الوصول إلى القدس يؤثر على عملي للغاية"‪.‬‬

‫وقال صحفيون آخرون لـ ھيومن رايتس ووتش إنھم أيضا تلقوا استدعاءات ترھيب من أجھزة األمن بعد أن نشروا‬
‫مقاالت تنتقد السلطة الفلسطينية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬نشر وليد العوض‪ ،‬مراسل الصحيفة اللندنية الناطقة بالعربية‬
‫"القدس العربي"‪ ،‬مقاال في ‪ 29‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪ 2010‬بعنوان "منافسة بين المخابرات الفلسطينية واألمن الوقائي في‬
‫‪85‬‬
‫عدد المعتقلين لدى الجھازين"‪ .‬انتقدت المقالة بشدة األجھزة األمنية للسلطة الفلسطينية ووصفت القيادة الفلسطينية‬
‫بـ "عمالء إسرائيل"‪ .‬في الساعة ‪ 10.59‬صباحا‪ ،‬في نفس اليوم الذي نشر فيه المقال‪ ،‬اتصل به شخص عرف نفسه بـ‬
‫"الرائد أبو عال" لكنه لم يقل أي جھاز أمني يتبع‪ ،‬وقال‪":‬رأينا مقالك ونحن في طريقنا للتحقيق معك بموجب القانون‬
‫‪86‬‬
‫ألجل ما نشرت"‪ .‬وقال العوض لـ ھيومن رايتس ووتش إنه طلب من عامل السويتش تعقب المكالمة‪ ،‬وتبين أنھا‬
‫صدرت عن مقر األمن الوقائي برام ﷲ‪ .‬وسلمت جيب عسكرية أمر استدعاء له في منزله‪ ،‬يطلبون منه مقابلة ضابط‬

‫‪ 80‬نفس المصدر‪.‬‬
‫‪ 81‬نفس المصدر‪.‬‬
‫‪ 82‬نفس المصدر‪.‬‬
‫‪ 83‬نفس المصدر‪ .‬كل من جھاز المخابرات العامة واألمن الوقائي يقومون بعمليات التفتيش ويقوما بمد المعلومات لمكتب وزارة الداخلية الذي يوفر‬
‫التصاريح األمنية‪" ،‬في صورة شھادة حسن السير والسلوك )حسن السلوك("‪Crisis Group, Squaring the Circle, notes 155-56, p. 29. .‬‬
‫‪ 84‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع خالد عمايرة‪ ،‬الخليل‪ 15 ،‬يونيو‪/‬حزيران‪.2010 ،‬‬
‫‪ 85‬وليد العوض‪" ،‬منافسة بين المخابرات الفلسطينية واألمن الوقائي في عدد المعتقلين لدى الجھازين"‪ ،‬القدس العربي‪ 29 ،‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪،2010‬‬
‫‪) http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data\2010\09\09-30\29qpt93.htm‬تمت الزيارة في ‪ 2‬مارس‪/‬آذار‪.(2011 ،‬‬
‫‪ 86‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع وليد العوض‪ ،‬رام ﷲ‪ 17 ،‬أكتوبر‪/‬تشرين األول‪.2010 ،‬‬

‫‪20‬‬ ‫ال خبر‪ ...‬ال قلق‬


‫يدعى بـ "الضابط ك‪ ".‬في التاسعة صباح يوم ‪ 18‬أكتوبر‪/‬تشرين األول في مكتب األمن الوقائي ببيت لحم‪ .‬أفاد‬
‫العوض ھيومن رايتس ووتش بأن المقابلة استمرت لعدة ساعات وكانت "لطيفة"‪ ،‬حيث ُسئل عن مصادره‪ ،‬ودعى إلى‬
‫‪87‬‬
‫تبادل الرأي حول "كيف يمكن لوسائل اإلعالم أن تعمل جنبا إلى جنب مع األجھزة األمنية لتحسين صورتھم"‪.‬‬

‫سامر رويشد‬
‫في الحالة الخامسة‪ ،‬ألقى ضباط المخابرات الفلسطينية القبض على مراسل راديو "صوت األقصى" سامر رويشد‬
‫)‪ 27‬عاما(‪ ،‬في منزله بالخليل في ‪ 6‬مايو‪ /‬أيار ‪ ،2010‬واحتجزته ‪ 45‬يوما قبل أن تفرج عنه‪ .‬رويشد‪ ،‬الذي انضم إلى‬
‫محطة الراديو في ‪ ،2007‬قال لـ ھيومن رايتس ووتش إن ضباط األمن صادروا جھاز الكمبيوتر الخاص به وقت‬
‫إلقاء القبض عليه ولم يرجعوه بعد‪.‬‬

‫قضى رويشد ‪ 14‬يوما في حبس انفرادي أثناء احتجازه‪ ،‬بما في ذلك ‪ 11‬يوما متعاقبا‪ ،‬حسبما قال لـ ھيومن رايتس‬
‫ووتش‪ .‬مضيفا‪" :‬في أحيان كثيرة منعت من مغادرة )زنزانتي( عندما كان يسمح للسجناء اآلخرين للخروج لتنسم‬
‫بعض الھواء‪ ،‬ومنعت مرتين من الصالة يوم الجمعة"‪.‬‬

‫استجوب ضباط المخابرات العامة رشيد حول عمله الصحفي "وحول صحفيين آخرين أعرفھم"‪ ،‬وليس عن أي سند‬
‫‪88‬‬
‫مالي أو غيرھا من الجرائم الجنائية‪ ،‬حسب رشيد‪ .‬خالل األيام األولى من التحقيق معه‪ ،‬عرض عليه ضباط‬
‫المخابرات العامة اإلفراج عنه إذا وقع على تعھد بالعمل تحت إشرافھم‪ .‬قال رويشد‪" :‬كتبت التعھد مثلما طلبوا مني‪،‬‬
‫ثم تراجعوا عن األمر‪ .‬سحبوا العرض وبدءوا في تھديدي مجددا‪ ..‬ھددوني بالزج بي في السجن ‪ 10‬أعوام‪ ،‬وعند‬
‫‪89‬‬
‫نقطة محددة قال ضابط مخابرات إنه سيطلق علي الرصاص‪ .‬أمروني بعدم المساس بالسلطة الفلسطينية في عملي"‪.‬‬

‫قدمت السلطات رويشد إلى محكمة عسكرية في ‪ 12‬مايو‪/‬أيار وجھت له تھمة "العمل ضد السلطة الفلسطينية"‪ ،‬وتم‬
‫تمديد فترة اعتقاله أسبوعا آخر بغية التحقيق معه‪ .‬لم يكن متأكدا من األساس القانوني الستمرار اعتقاله بعد تلك‬
‫النقطة‪ ،‬لكنه يفترض أن المحاكم العسكرية مددت فترة اعتقاله للسبب ذاته‪ .‬وقال رويشد أن أبويه أرادا توكيل محام‬
‫للطعن على اعتقاله أمام محكمة العدل العليا الفلسطينية‪ ،‬لكنه رفض الفكرة ألنه اعتبرھا غير مجدية‪.‬‬

‫تلفزيون الوطن‪ :‬االعتداء على الصحفيين ومداھمات استھدفت المحطة‬


‫الوطن محطة تلفزة مستقلة‪ ،‬وھي ذات ميول ليبرالية مقرھا في رام ﷲ؛ طبقا للمدير العام للمحطة معمر عرابي‪،‬‬
‫‪90‬‬
‫تعتبر واحدة من أكثر المحطات ذيوعا في الضفة الغربية‪.‬‬

‫‪ 87‬مقابلة تليفونية لـ ھيومن رايتس ووتش مع خالد العوض‪ ،‬رام ﷲ‪ 19 ،‬أكتوبر‪/‬تشرين األول‪.2010 ،‬‬
‫‪ 88‬مقابلة تليفونية لـ ھيومن رايتس ووتش مع سامر رويشد‪ 1 ،‬يوليو‪/‬تموز‪.2010 ،‬‬
‫‪ 89‬مقابلة تلفونية لـ ھيومن رايتس ووتش مع سامر رويشد‪ 1 ،‬يوليو‪/‬تموز ‪.2010‬‬
‫‪ 90‬طبقا لعرابي‪ ،‬فـ ‪ %14.7‬من ساعات مشاھدة الجمھور في الضفة الغربية لتلفزيون الوطن‪ .‬مقابلة لـ ھيومن رايتس ووتش مع معمر عرابي‪ ،‬رام ﷲ‪،‬‬
‫‪ 14‬أكتوبر‪/‬تشرين األول‪.2010 ،‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | أبريل‪ /‬نيسان ‪2011‬‬ ‫‪21‬‬


‫في ‪ 25‬أغسطس‪/‬آب ‪ ،2010‬نظم سياسيون فلسطينيون‪ ،‬من بينھم سياسيون مستقلون غير منتمين إلى حماس أو‬
‫جماعات إسالمية أخرى‪ ،‬مؤتمرا صحفيا لمناقشة معارضتھم الستئناف السلطة الفلسطينية مفاوضات السالم مع‬
‫إسرائيل في القاعة البروتستانتية وسط مدينة رام ﷲ‪ .‬ذھب مراسل تلفزيون الوطن أيسر البرغوثي والمصور‬
‫التلفزيوني خالد ملحم للقاعة‪ ،‬وقاما بنصب الكاميرا‪ ،‬في انتظار بدء المؤتمر‪" ،‬عندھا فؤجئنا بعدد كبير من ضباط‬
‫المخابرات العامة" يرتدون مالبس مدنية تعرف على وجوھھم‪ ،‬حسبما أفاد البرغوثي ھيومن رايتس ووتش‪ .‬أعلن‬
‫الضيوف على المنصة بداية المؤتمر "وكانت الكاميرا تدور حين بدأ رجال المخابرات في الھتاف ألبو مازن وياسر‬
‫‪91‬‬
‫عرفات‪ ،‬وصعدت مجموعة منھم على المنصة وعطلوا المناقشين"‪ .‬في الوقت الذي خرج فيه البرغوثي لالتصال‬
‫بالمحطة‪ ،‬تتبعه ضابط مخابرات‪ ،‬وأبرز له أوراق المخابرات‪ ،‬وطلب منه بطاقة ھويته‪" .‬سألني عما كنت أفعله‬
‫خارجا وكتب استدعاء إلجراء استجواب لي في مقر المخابرات العامة برام ﷲ‪ ،‬ثم رحلنا"‪ ،‬حسب البرغوثي‪ ،‬الذي لم‬
‫يستجب لالستدعاء‪ .‬في غضون ذلك‪ ،‬طلب ضباط المخابرات‪ ،‬الذين كانوا في الداخل‪ ،‬من ملحم‪ ،‬مصور الوطن‪،‬‬
‫‪92‬‬
‫تسليم شريط الفيديو بداخل الكاميرا‪ .‬وحين رفض‪ ،‬أخرجوا الشريط غصبا‪ ،‬وأتلفوا الكاميرا‪ ،‬طبقا للبرغوثي‪.‬‬

‫قابلت ھيومن رايتس ووتش مدير محطة تلفزيون الوطن‪ ،‬معمر عرابي‪ ،‬بشكل منفصل‪ ،‬وأكد أن ضباط المخابرات‬
‫اعتدوا على خالد ملحم وأتلفوا الكاميرا‪ .‬وأشار عرابي إلى أن الرئيس عباس قد دعا إلى إجراء تحقيق في حادث قاعة‬
‫البوتستانت‪ ،‬إال أنه لم يتم اإلعالن عن نتائج‪" .‬في وقت الحق التقينا عدنان الدميري‪ ،‬المتحدث الرسمي باسم القوات‬
‫األمنية‪ ،‬لسؤاله عن الحادث وحول التحقيق الذي دعا له الرئيس‪ ،‬وقال إن ھذا ليس ضمن اختصاصي‪ ،‬عليك أن‬
‫تتحدث إلى مكتب الرئيس‪ .‬تلقينا اعتذارا شفاھيا من )رئيس الوزراء( سالم فياض حول ما حدث"‪ ،‬حسب ما قاله‬
‫‪93‬‬
‫عرابي لـ ھيومن رايتس ووتش‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫في ‪ 11‬أكتوبر‪/‬تشرين األول‪ ،‬تلقى البرغوثي االستدعاء الثاني‪ ،‬الذي اطلعت عليه ھيومن رايتس ووتش‪ .‬وفقا‬
‫للبرغوثي‪ ،‬تواجد على النحو المطلوب منه في مكتب المخابرات برام ﷲ في ‪ 14‬أكتوبر‪/‬تشرين األول‪ ،‬وتمت مقابلته‬
‫"من آن آلخر على مدار ‪ 4‬ساعات حول كيفية تحسين صورة األجھزة األمنية في وسائل اإلعالم"‪ ،‬حسب‬
‫‪95‬‬
‫البرغوثي‪.‬‬

‫داھمت أجھزة األمن الفلسطينية مرارا مكاتب الوطن الرئيسية برام ﷲ‪ ،‬وفقا لعرابي‪ ،‬وأغلقت أجھزة األمن المحطة‬
‫ست مرات من ‪ 1996‬إلى ‪ ،2002‬في نفس التاريخ الذي دمر الجيش اإلسرائيلي فيه المحطة تماما في سياق ھجوم في‬
‫رام ﷲ خالل االنتفاضة الثانية‪ .‬وقال عرابي لـ ھيومن رايتس ووتش‪ :‬بعد إعادة تشغيل المحطة‪ " :‬تعرضنا لھجوم‬

‫‪ 91‬مقابلة لـ ھيومن رايتس ووتش مع أيسر البرغوثي‪ ،‬رام ﷲ‪ 19 ،‬أكتوبر‪/‬تشرين األول‪.2010 ،‬‬
‫‪ 92‬يؤيد وصف البرغوثي أحداث إفساد المخابرات للمؤتمر الذي أكدته مؤسسة "الحق" الفلسطينية لحقوق اإلنسان‪ ،‬التي أرسلت اثنين من أعضاء فريقھا‬
‫لرصد االضطرابات‪ .‬اعتدى ضباط من المخابرات مرتدين مالبس مدنية على كل من فريق "الحق"‪ ،‬ومصادرة الكاميرا لواحد منھما‪ ،‬ودھس قدم اآلخر‪ ،‬ما‬
‫يتطلب الذھاب لمستشفى لعالجه‪ .‬مقابلة لـ ھيومن رايتس ووتش مع عضوي فريق "الحق"‪ ،‬رم ﷲ‪ 4 ،‬سبتمبر‪/‬أيلول‪.2010 ،‬‬

‫‪ 93‬مقابلة لـ ھيومن رايتس ووتش مع معمر عرابي‪ ،‬رام ﷲ‪ 14 ،‬أكتوبر‪/‬تشرين األول‪.2010 ،‬‬
‫‪ 94‬ذكر االستدعاء‪" :‬إلى األستاذ‪/‬أيسر‪ ،‬عليك الحضور في التاسعة صباح ‪ 14‬أكتوبر‪/‬تشرين األول‪ ،‬في إدارة المخابرات برام ﷲ‪ ،‬مصطحبا بطاقة ھويتك‬
‫وأربع صور شخصية‪ .‬إذا فشلت في الوصول في الموعد والمكان المحدد بالمذكرة سنصدر قرارا باستدعائك طبقا للقانون‪ .‬توقيع‪ ،‬مدير المخابرات العامة‬
‫برام ﷲ )ال يوجد اسم("‪.‬‬
‫‪ 95‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع أيسر البرغوثي‪ ،‬رام ﷲ‪ 14 ،‬أكتوبر‪/‬تشرين الثاني‪.2010 ،‬‬

‫‪22‬‬ ‫ال خبر‪ ...‬ال قلق‬


‫عنيف‪ ،‬مع ثالثة آخرين من أعضاء فريق المحطة‪ ،‬وتم مصادرة أشرطة كانت بحوزتنا" أثناء تصوير تظاھرات ضد‬
‫مؤتمر نابلس للسالم في ‪ .2005‬داھمت قوات المباحث من الشرطة الفلسطينية المدنية محطة التلفزيون في‬
‫أبريل‪/‬نيسان ‪ .2009‬مضيفا‪" :‬داھمنا ما بين ‪ 7‬إلى ‪ 8‬من عناصر الشرطة المسلحين مرتدين مالبس مدنية وأرادوا‬
‫مصادرة أي شيء له عالقة بتغطيتنا لحماس أو حزب التحرير )حركة إسالمية ال تتسم بالعنف(‪ .‬وطلبوا منا التوقيع‬
‫على ورقة بأننا لن نغطي مثل ھذه األنشطة"‪ .‬أخذ المحققون عرابي إلى مخفر الشرطة واحتجزوه حين رفض التوقيع‪،‬‬
‫لكنھم لم يسيئوا معاملته وسمحوا له بمغادرة المخفر في وقت الحق نفس اليوم‪.‬‬

‫في اآلونة األخيرة‪ ،‬داھمت أجھزة "مباحث" السلطة الفلسطينية مكاتب تلفزيون الوطن في حوالي الساعة ‪ 6‬مساء‬
‫الثالث عشر من يوليو‪/‬تموز ‪ ،2010‬وفقا أليسر البرغوثي ومعمر عرابي‪ .‬تقع مكاتب المحطة في الطابق الرابع من‬
‫مبنى لجان اإلغاثة الزراعية الفلسطينية‪ ،‬والذي يطل على مدرسة رام ﷲ الثانوية‪" .‬كان ھناك اجتماع لحزب التحرير‬
‫يقام في ساحة خارج المدرسة في الوقت نفسه"‪ ،‬حسب البرغوثي‪ ،‬الذي كان يعمل في المحطة حين حدثت المداھمة‪.‬‬
‫مضيفا‪" :‬دخل مسلحان في ثياب مدنية المحطة وعرفا نفسيھما كرجال مباحث‪ .‬بدت عليھما العدوانية وأرادا مصادرة‬
‫كل األشرطة التي تحويھا الكاميرات"‪ .‬رأى البرغوثي من النافذة ‪ 15‬رجال آخرين يرتدون مالبس مدنية متمركزين‬
‫خارج المبنى‪ .‬رفض ثالثة صحفيين الذين كانوا متواجدين بالمحطة‪ ،‬بما فيھم البرغوثي‪ ،‬تسليم أية أشرطة‪ ،‬لكن‬
‫"المحققين قالوا إنه يحظر التغطية اإلعالمية للتجمعات أو الجماعات غير القانونية‪ ،‬وخاصة حزب التحرير‪ .‬وقلنا إننا‬
‫لسنا على علم بأي قانون من ھذا القبيل‪ ،‬وطلب تقديم ورقة تفيد بذلك غادر المحققون بعد أن أقنعھم الصحفيون بأنھم لم‬
‫يقوموا بتصوير المسيرة‪.‬‬

‫تم مقابلة عرابي بشكل منفصل‪ ،‬والذي عزز رواية البرغوثي لألحداث‪ .‬وخمن أن المباحث ربما افترضت أن المحطة‬
‫صورت بالفعل التجمع خارج مكاتبھا وخططت لبثه خالل نشرة أخبار السادسة‪ ،‬وأن توقيت المداھمة جاء لمنع بث‬
‫اللقطات‪ .‬وأضاف‪" :‬يبدو لي أن أجھزة األمن غير مؤھلة الحترام حرية الصحافة"‪.‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | أبريل‪ /‬نيسان ‪2011‬‬ ‫‪23‬‬


‫غزة‬

‫يركز ھذا التقرير على معاملة الصحفيين في الضفة الغربية‪ ،‬من قبل األجھزة األمنية التابعة للسلطة الفلسطينية‪.‬‬
‫الحاالت التالية عن أشكال معاملة سلطات حماس في غزة للصحفيين ھي أمثلة دالة المقصود بھا اإلشارة إلى طبيعة‬
‫االنتھاكات القائمة في غزة‪ .‬كانت ھيومن رايتس ووتش قد سبق لھا توثيق حوادث متكررة قام فيھا مسؤولون من أمن‬
‫‪96‬‬
‫حماس بمضايقة وتھديد الصحفيين واالعتداء عليھم‪.‬‬

‫األجھزة األمنية التابعة لحكومة حماس في غزة انتھكت حق الصحفيين في عدم التعرض للتدخل المتعسف في عملھم‪،‬‬
‫وأرھبت المقبلين على ممارسة حرية التعبير في غزة عن ممارسة حقھم ھذا‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬استدعت قوات األمن‬
‫الداخلي التابعة لحماس صحفيين معارضين لالستجواب‪ ،‬وفسر الصحفيون ھذا على أنه أحد أشكال الترھيب‪ .‬في ‪11‬‬
‫نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ ،2010‬أصدر ضباط من األمن الداخلي أمر استدعاء لـ د‪ .‬إبراھيم أبراش‪ ،‬الكاتب البارز‪،‬‬
‫للمثول في مقر األمن الداخلي كي يتعھد بعدم الكتابة بشكل سلبي عن حماس‪ .‬رفض اإلدالء بھذا التعھد وتم استدعاءه‬
‫بعد أربعة أيام‪ .‬أبراش – وزير ثقافة سابق في حكومة فياض – استقال من منصبه ذاك وعاد إلى غزة احتجاجا ً على‬
‫‪97‬‬
‫استمرار الخالفات بين حماس والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية‪.‬‬

‫ناقشت ھيومن رايتس ووتش قضايا حرية الصحافة مع أحد المدافعين عن حقوق اإلنسان في قطاع غزة شھر‬
‫مايو‪/‬أيار‪ ،‬الذي تحدث عن عدة وقائع حديثة لجأ فيھا مسؤولون حكوميون لالتصال بالصحفيين لتحذيرھم من أن‬
‫تغطيتھم "تشھيرية" أو "متحيزة"‪ .‬وقال لـ ھيومن رايتس ووتش "ھناك قدر كبير من الرقابة الذاتية بسبب ضغوط‬
‫‪98‬‬
‫خفيفة من ھذا النوع"‪.‬‬

‫نفوذ البكري‬
‫نفوذ البكري الصحفية المقيمة في غزة التي تعمل في صحيفة الحياة الجديدة المنحازة لفتح‪ ،‬وتُنشر في الضفة الغربية‪،‬‬
‫كتبت موضوعات تنتقد حكومة حماس في قطاع غزة‪ ،‬بما في ذلك مقاالت عن انتھاكات حقوق المرأة‪ .‬قالت لـ ھيومن‬
‫‪99‬‬
‫رايتس ووتش إن قوات أمن حماس تكرر مضايقتھا لھا في مارس‪/‬آذار وفبراير‪/‬شباط وأبريل‪/‬نيسان ‪.2010‬‬

‫‪96‬‬
‫انظر على سبيل المثال‪Human Rights Watch, “Journalist’s Detention Violated Due Process,” March 11, 2010, :‬‬
‫‪http://www.hrw.org/en/news/2010/03/11/hamas-journalists-detention-violated-due-process; description of Asma’a al-‬‬
‫‪Ghoul, “Banned, Censored, Harassed and Jailed,” August 4, 2010, http://www.hrw.org/en/news/2010/08/04/banned-‬‬
‫‪censored-harassed-and-jailed; “Lift Restrictions on Books, Newspapers,” March 4, 2011,‬‬
‫‪http://www.hrw.org/en/news/2011/03/07/gaza-lift-restrictions-books-newspapers; “Gaza: Stop Suppressing Peaceful‬‬
‫‪Protests,” March 19, 2011, http://www.hrw.org/en/news/2011/03/19/gaza-stop-suppressing-peaceful-protests‬‬
‫‪ 97‬مقابلة ھاتفية لـ ھيومن رايتس ووتش مع إبراھيم أبراش‪ 20 ،‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪.2010‬‬
‫‪ 98‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع م‪ .‬أ‪ ،.‬مدينة غزة‪ 14 ،‬مايو‪/‬أيار ‪.2010‬‬
‫‪ 99‬انظر على سبيل المثال بيانات مراسلون بال حدود عن تفتيش منزل البكري من قبل وزارة الداخلية في ‪ 7‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬ومسؤولي وزارة االتصاالت في‬
‫‪ 25‬أبريل‪/‬نيسان‪RSF, “Security forces raid journalist’s home just hours after his release,” March 11, 2010, :‬‬
‫‪http://en.rsf.org/palestinian-territories-security-forces-raid-journalist-s-11-03-2010,36693.html, and “Political tension‬‬
‫‪between Hamas and Fatah still takes its toll on journalists,” May 10, 2010, http://en.rsf.org/territoires-palestiniens-political-‬‬
‫‪tension-between-hamas-10-05-2010,37425.html‬‬

‫‪24‬‬ ‫ال خبر‪ ...‬ال قلق‬


‫في ‪ 4‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬كان رجل عرّف نفسه باسم خالد قحمون‪ ،‬وقال إنه يعمل لصالح وزارة الداخلية‪ ،‬قد وصل إلى شقة‬
‫البكري "ليسألني ماذا أفعل"‪ ،‬على حد قول البكري‪ ،‬التي أضافت‪" :‬أغلقت باب الشقة دونه وقال‪ :‬كنت أعرف أنني‬
‫سأصل لمعلومات عنك"‪ ،‬على ما يبدو كتھديد‪ 100.‬في ‪ 7‬مارس‪/‬آذار‪ ،‬حوالي الثانية ظھراً‪ ،‬على حد قولھا‪ ،‬قام رجالن‬
‫في ثياب مدنية قاال إنھما من وزارة الداخلية "بالطرق على بابي وقاال‪ :‬جئنا للقبض عليك‪ .‬اتھموني بترأس اجتماعات‬
‫مريبة‪ .‬أغلقت الباب دونھما‪ ،‬وراحا يخبطان على الباب نحو ‪ 15‬دقيقة‪ .‬قلت لھما لن أفتح ما لم يحضر صاحب المبنى‪،‬‬
‫فعادا وھو معھما سريعا ً"‪ ،‬قالت البكري إنھا اتصلت بالمتحدث باسم وزارة داخلية حماس‪ ،‬إيھاب الغصين‪ ،‬وعدة‬
‫أعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني‪ ،‬وھي على اتصال بھم ألسباب تتعلق بعملھا‪ .‬قالت‪" :‬غادر الرجال وقالوا‬
‫إنھم سيرسلون قوات الشرطة اليوم التالي للقبض عل ّي"‪ .‬في اليوم التالي‪ ،‬حسب قول البكري‪ ،‬تلقت اتصاال ھاتفيا ً من‬
‫ھدى نعيم‪ ،‬العضوة بحماس والنائبة البرلمانية )المجلس التشريعي الفلسطيني( وقالت إنھا سألت قوات األمن الداخلي‪،‬‬
‫الذين أنكروا أنھم أرسلوا الرجلين‪.‬‬

‫في ‪ 25‬أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬جاء رجالن عرفا نفسيھما بأنھما مسؤوالن بوزارة اتصاالت حماس‪ ،‬وصال إلى شقتھا وقاال لھا‬
‫إنه بسبب عملھا من البيت‪ ،‬فمطلوب منھا التقدم بطلب رخصة لتسجيل بيتھا بصفة "مكتب إعالمي" لدى الوزارة‪.‬‬
‫أقرت البكري للمسؤولين أنھا تعمل من البيت‪ ،‬ألن صحيفتھا مغلقة في غزة بعد أن منعت إسرائيل وصول نسخ‬
‫‪101‬‬
‫الصحيفة إلى غزة‪ ،‬فغادر الرجالن‪.‬‬

‫طبقا ً لمدى‪ ،‬فقد اتصلت البكري بمسؤول بوزارة االتصاالت‪ ،‬لكنه أنكر أنه أرسل أحداً إلى منزلھا ألنه كان "في‬
‫‪102‬‬
‫إجازة" في ذلك التوقيت‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫قالت البكري لـ ھيومن رايتس ووتش إنھا تقدمت بشكاوى للمجلس التشريعي الفلسطيني والشرطة‪ ،‬دون جدوى‪.‬‬

‫حمزة البحيصي‬
‫حمزة البحيصي‪ 25 ،‬عاماً‪ ،‬يعمل لصالح صحيفة إيالف اإللكترونية من غزة ويعمل مصوراً لصالح وكالة أنباء‬
‫تارجت‪ ،‬ويساعد أيضا ً في قناة أورينت اإلخبارية‪ .‬قال البحيصي لـ ھيومن رايتس ووتش إن وزارة داخلية حماس‬
‫استدعته بعد أن نشر مقاالً عن لجوء سلطات حماس للتعذيب في مراكز االحتجاز السرية‪ ،‬وھددت بفتح مالحقات‬
‫قانونية ضده إذا لم ينشر اعتذاراً عن الموضوع‪ ،‬وحذرته بأن عليه تصحيح موقف "المنحاز" ضد حماس فيما يكتب‬
‫من موضوعات‪.‬‬

‫قال البحيصي إنه كتب المقال بعد أن حضر مناقشة للھيئة المستقلة لحقوق اإلنسان في وقت مبكر من شھر‬
‫أكتوبر‪/‬تشرين األول عن مشكلة التعذيب في غزة‪ .‬بحسب البحيصي‪ ،‬فمقاله يتعلق بمزاعم بلجوء قوات أمن حماس‬
‫لتعذيب المحتجزين في مراكز احتجاز مغلقة وفي بعض الحاالت في أماكن مجھولة‪ ،‬وأن نظام القضاء في غزة يميل‬

‫‪ 100‬مقابلة ھاتفية لـ ھيومن رايتس ووتش مع نفوذ البكري‪ ،‬غزة‪ 23 ،‬أبريل‪/‬نيسان ‪.2010‬‬
‫‪ 101‬مقابلة ھاتفية لـ ھيومن رايتس ووتش مع نفوذ البكري‪ ،‬غزة‪ 25 ،‬أبريل‪/‬نيسان ‪.2010‬‬
‫‪ MADA, “MADA: media freedoms violations continued in April,” 102‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 103‬مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع نفوذ البكري‪ ،‬غزة‪ 25 ،‬أبريل‪/‬نيسان ‪.2010‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | أبريل‪ /‬نيسان ‪2011‬‬ ‫‪25‬‬


‫للسماح باستخدام اعترافات المدعى عليھم كأدلة ضدھم أثناء المحاكمات‪ ،‬حتى لو كان ھناك أسباب لالشتباه في كون‬
‫االعتراف منتزعا ً باإلكراه‪ 104.‬قال البحيصي إنه قابل المدعي العام لحماس‪ ،‬إيھاب الدريوي‪ ،‬الذي رد على أسئلته‬
‫وطلب منه أن يرسل إليه نسخة من الموضوع‪ .‬طبقا ً للبحيصي‪:‬‬

‫أضاف الدريوي تعليقات كثيرة وعدة مقاطع إخبارية ]إلى مسودة الموضوع[ وطلب مني تغيير‬
‫العنوان‪ ،‬الذي كان "بين مزاعم المحامين وإجراءات المحاكم والقضاة يقع ضحايا التعذيب"‪،‬‬
‫فأضفت تعليقاته وأرسلت مسودة أخرى من الموضوع إلى إيالف‪ .‬المحرر بالطبع غيّر من‬
‫األسلوب مرة أخرى‪ ،‬فأضاف العنوان الذي أصبح "مراكز مجھولة لممارسة ‪ 16‬نوعا ً من‬
‫‪105‬‬
‫التعذيب في غزة"‪.‬‬

‫اليوم التالي لنشر الموضوع في إيالف‪ ،‬حسب قول البحيصي لـ ھيومن رايتس ووتش‪ ،‬قام ضابط قال إنه يعمل في‬
‫الرسمي[ إيھاب الغصين يريد مقابلتي"‪ .‬حوالي الساعة الثامنة والنصف‬
‫ٍ‬ ‫وزارة الداخلية "باالتصال وقال إن ]المتحدث‬
‫صباح ‪ 26‬أكتوبر‪/‬تشرين األول‪ ،‬ذھب البحيصي إلى مكتب الغصين‪ .‬الغصين كان قد طبع نسخة من موضوع‬
‫البحيصي وعلّم على أجزاء منه بالقلم‪ ،‬وسرعان ما بدأ ينتقد البحيصي "بشكل حاد جداً وبنبرة عدائية"‪:‬‬

‫قال إنني لست متوازناً‪ ،‬وأنني تجاوزت الحد‪ ،‬وأنني ال أركز إال على غزة وليس على الضفة‬
‫الغربية‪ .‬ثم أظھر لي ورقة قال إنھا موقعة من وزير الداخلية‪ ،‬ورد فيھا أنه يجب عقاب المسؤولين‬
‫عن كتابة الموضوع‪ ،‬وحذرني بأنه سيتخذ ضدي إجراءات قانونية ما لم أنشر اعتذاراً على موقع‬
‫إيالف‪ .‬كما قال إنه يريدني أن أكتب ]لوزارة الداخلية[ تقريراً فيه تفاصيل عملي على الموضوع‪،‬‬
‫وكيف حققت فيه ومن قابلت ومن قال ماذا‪ ،‬وكيف غير المحرر من المسودة األصلية للموضوع‪،‬‬
‫وكيف تحركت األمور بعد ذلك‪ .‬رفضت نشر اعتذار على شيء حققت فيه بموضوعية وعرضته‬
‫بشكل متوازن‪ ،‬لكن قلت إن بإمكاني مقابلة المسؤولين إذا أرادوا نفي ما جاء في الموضوع‪ .‬لم‬
‫يوافق وقال إنه سيعطيني مھلة للتفكير‪ .‬أظھر لي أنه طبع العديد من الموضوعات األخرى التي‬
‫نشرتھا وقال إن الكثير منھا فيه مشاكل أيضاً‪ ،‬لكنه حتى اآلن قرر أال يفعل شيئا ً بشأني‪ .‬ولكن ھذا‬
‫الموضوع الجديد‪ ،‬على حد قوله‪ ،‬مشكلة كبيرة‪.‬‬

‫قال البحيصي لـ ھيومن رايتس ووتش إنه يعتقد أن "الموضوع بأسره المقصود منه باألساس إخباري أنه من اآلن‬
‫فصاعداً فسوف أصبح تحت أعينھم وسوف أخضع الستدعاءات واستجوابات"‪ .‬قال البحيصي إنه أخبر إيھاب‬
‫الدواري ما دار أثناء االجتماع‪ ،‬وأن الدواري أكد له أن مكتبه سيتعامل على النحو السليم مع قضية البحيصي وأنه‬
‫سيناقش المسألة مع الغصين‪ .‬وقال البحيصي‪" :‬ال أعرف ماذا أفعل اآلن"‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫مقابلة ھاتفية لـ ھيومن رايتس ووتش مع حمزة البحيصي‪ ،‬غزة‪ 26 ،‬أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪.2010‬‬
‫‪ 105‬حمزة البحيصي "مراكز مجھولة لممارسة ‪ 16‬نوعا من التعذيب في غزة"‪ ،‬السبت ‪ 23‬أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ ،2010‬على‪:‬‬
‫‪http://www.elaph.com/Web/news/2010/10/606146.html‬‬

‫‪26‬‬ ‫ال خبر‪ ...‬ال قلق‬


‫المعايير القانونية‬

‫القانون األساسي للسلطة الفلسطينية‪ ،‬ال ُمعدل في ‪ ،2003‬يكفل حرية الصحافة‪ .‬المادة ‪ 19‬من القانون ورد فيھا أن " ال‬
‫مساس بحرية الرأي‪ ،‬ولكل إنسان الحق في التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غير ذلك من وسائل التعبير أو‬
‫الفن مع مراعاة أحكام القانون"‪ .‬وطبقا ً للمادة ‪:27‬‬

‫‪ .1‬تأسيس الصحف وسائر وسائل اإلعالم حق للجميع يكفله ھذا القانون األساسي وتخضع‬
‫مصادر تمويلھا لرقابة القانون‪.‬‬
‫‪ .2‬حرية وسائل اإلعالم المرئية والمسموعة والمكتوبة وحرية الطباعة والنشر والتوزيع والبث‪،‬‬
‫وحرية العاملين فيھا‪ ،‬مكفولة وفقا ً لھذا القانون األساسي والقوانين ذات العالقة‪.‬‬
‫‪ .3‬تحظر الرقابة على وسائل اإلعالم‪ ،‬وال يجوز إنذارھا أو وقفھا أو مصادرتھا أو إلغاؤھا أو‬
‫فرض قيود عليھا إال وفقا ً للقانون وبموجب حكم قضائي‪.‬‬

‫القانون األساسي يحظر أيضا ً االعتقاالت واالحتجاز وغير ذلك من انتھاكات الحريات الشخصية‪ ،‬ما لم تكنب أمر‬
‫قضائي )مادة ‪ ،(11‬ويطالب بأن الشخص المحتجز يُخطر على وجه السرعة بأسباب القبض عليه أو احتجازه )مادة‬
‫‪ ،(12‬ويحظر التعذيب )مادة ‪.(13‬‬

‫السلطة الفلسطينية وسلطات حماس ليس لھما بموجب القانون الدولي أن يوقعا أو يصدقا على مواثيق حقوق اإلنسان‬
‫الدولية‪ ،‬لكن كل منھما أكدت مراراً التعھد بكفالة حقوق اإلنسان في المجاالت الخاضعة الختصاصھما‪.‬‬

‫العھد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬ورد فيه أن "لكل إنسان حق في حرية التعبير‪ .‬ويشمل ھذا الحق‬
‫حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات" بينما السلطة الفلسطينية ليست طرفا ً في العھد فإن العھد يعتبر مصدراً‬
‫واجب اإلنفاذ للتشريع ودليل إرشادي يعكس الممارسات الدولية الفضلى‪.‬‬

‫مبادئ جوھانزبرغ لألمن الوطني وحرية التعبير والحصول على المعلومات )‪ (1995‬التي تعتبر الممارسات الفضلى‬
‫بناء على القانون الدولي لحقوق اإلنسان ومعاييره‪ ،‬ورد فيھا أن "ال أحد يُعاقب جراء انتقاد أو إھانة األمة‪ ،‬أو الدولة‬
‫أو رموزھا‪ ،‬أو الحكومة وھيئاتھا أو المسؤولين العامين ]‪."[...‬‬

‫وقد رأت المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان وضع تدابير حماية قوية بشكل خاص فيما يخص الحريات الصحفية‬
‫والصحفيين وغيرھم ممن يعملون باإلعالم‪ .‬فقد راجعت عقوبات على الصحافة على ضوء ما اسمته "الدور الھام‬
‫‪106‬‬
‫للغاية للصحافة في الدولة التي تحكمھا سيادة القانون" وحق الرأي العام في االطالع على المعلومات واألفكار‪.‬‬

‫‪ 106‬انظر قضية كاستياس ضد إسبانيا‪ ،‬حُكم بتاريخ ‪ 23‬أبريل‪/‬نيسان ‪ ،1992‬رقم‪ Series A no. 236, :‬فقرة ‪.43‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | أبريل‪ /‬نيسان ‪2011‬‬ ‫‪27‬‬


‫التوصيات‬

‫إلى السلطة الفلسطينية‬


‫معاقبة جميع مسؤولي األمن الذين تتبين مسؤوليتھم عن اإلساءة إلى الصحفيين‪.‬‬ ‫•‬

‫نشر أسماء أي مسؤولي أمن تم تأديبھم أو فرض إجراءات تأديبية عليھم جراء انتھاكاتھم بحق المحتجزين‪ ،‬بما‬ ‫•‬
‫في ذلك الصحفيين‪.‬‬

‫• تفعيل تشريع – يتسق مع القانون األساسي الفلسطيني والقانون الدولي لحقوق اإلنسان – يمنح بوضوح المحاكم‬
‫المدنية اختصاص التحقيق في والمقاضاة على االنتھاكات المزعوم ارتكاب قوات األمن لھا بحق المدنيين‪ ،‬ومنھم‬
‫الصحفيين‪ ،‬خاصة حاالت االعتقال التعسفي و‪/‬أو غير القانون واإلساءة إلى األفراد المحتجزين‪ ،‬على أال يقتصر‬
‫التشريع على ھذه الحاالت‪.‬‬

‫• إلغاء سلطة المحاكم العسكرية القائمة عمالً بإصدار أوامر اعتقال ضد المدنيين‪ ،‬بمن فيھم الصحفيين‪ ،‬ومعاقبة‬
‫مسؤولي القضاء العسكري الذين يصدرون ھذه األوامر المتجاوزة لصالحياتھم واختصاصھم القضائي‪.‬‬

‫• ضمان مثول جميع المحتجزين على وجه السرعة أمام قاض له سلطة األمر باإلفراج عنھم‪.‬‬

‫مطالبة جميع األجھزة األمنية بإخطار المحتجز بسبب احتجازه وقت القبض عليه‪.‬‬ ‫•‬

‫تعويض كل شخص تم احتجازه تعسفا ً‪.‬‬ ‫•‬

‫معاقبة أي مسؤول – عسكري أو مدني – يخفق في االلتزام بأوامر المحكمة القاضية بإخالء سبيل المحتجزين‪.‬‬ ‫•‬

‫• إلغاء أي مطالبات بأن تتم الموافقة على الصحفيين وأن يحصلوا على تصاريح من أجل تغطية األحداث‪ ،‬من‬
‫األمن الوقائي أو المخابرات العامة أو أي جھاز أمني آخر‪.‬‬

‫• تقديم دعوة مفتوحة لمقرر األمم المتحدة الخاص المعني بدعم وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير‪ ،‬والمقرر‬
‫الخاص المعني بالتعذيب‪ ،‬والمقرر الخاص المعني باستقالل القضاء‪ ،‬وفريق األمم المتحدة العامل المعني‬
‫باالحتجاز التعسفي؛ كي يفحصوا أي انتھاكات على صلة بھذه القضية في المناطق الخاضعة لسلطة السلطة‬
‫الفلسطينية‪.‬‬

‫‪28‬‬ ‫ال خبر‪ ...‬ال قلق‬


‫إلى الواليات المتحدة واالتحاد األوروبي‬
‫• ربط دعم جميع أجھزة أمن السلطة الفلسطينية المسؤولة حسب الزعم عن االنتھاكات المنھجية و الجسيمة بما‬
‫فيھا التعذيب بأن تتخذ السلطة الفلسطينية خطوات ملموسة على طريق التحقيق والمقاضاة والمعاقبة ألي مسؤول‬
‫أمني تتبين مسؤوليته عن التعذيب أو غير ذلك من االنتھاكات الجسيمة‪ ،‬ثم إعالن التزام السلطة الفلسطينية علنا ً‬
‫بھذه الشروط وبأن قرارات الواليات المتحدة واالتحاد األوروبي التمويلية الخاصة بالمنح ستُتخذ بناء على درجة‬
‫االلتزام‪.‬‬

‫إلى حماس‬
‫معاقبة أي مسؤول أمن تتبين مسؤوليته عن اإلساءة إلى الصحفيين من واقع كونھم يعملون بالصحافة‪.‬‬ ‫•‬

‫• نشر أسماء أي مسؤول أمني يتم تأديبه واإلجراءات التأديبية المتخذة ضده على انتھاكاته لحقوق المحتجزين‪،‬‬
‫ومنھم الصحفيين‪.‬‬

‫ھيومن رايتس ووتش | أبريل‪ /‬نيسان ‪2011‬‬ ‫‪29‬‬


‫شكر وتنويه‬

‫كتب ھذا التقرير وأجرى بحوثه بيل فان إسفلد‪ ،‬باحث‪ ،‬وصالح حجازي‪ ،‬مساعد باحث‪ ،‬بمعاونة بحثية إضافية من‬
‫فارس أكرم‪ .‬راجع التقرير جو ستورك‪ ،‬نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ .‬قدم المراجعة‬
‫للتقرير من قسم البرامج كل من كاليف بالدوين‪ ،‬وروبن شولمان‪ ،‬االستشاري‪ ،‬وآيان ليفين مدير قسم البرامج‪.‬‬

‫تتقدم ھيومن رايتس ووتش بالشكر للصحفيين وعائالتھم‪ ،‬الذين تعاونوا بشجاعة أثناء إعداد التقرير‪ .‬وتشكر ھيومن‬
‫رايتس ووتش منظمة الضمير لحقوق اإلنسان والحريات اإلعالمية‪ ،‬ومركز الحق ومركز الميزان والمركز الفلسطيني‬
‫للتنمية والحريات اإلعالمية )مدى(‪ ،‬والھيئة المستقلة لحقوق اإلنسان‪ ،‬على ما قدموا من معلومات وما أبدوه من‬
‫تعاون‪.‬‬

‫‪30‬‬ ‫ال خبر‪ ...‬ال قلق‬


H UMA N R I G H TS WATCH
350 Fifth Avenue, 34 th Floor
H U M A N
New York, NY 10118-3299
R I G H T S

www.hrw.org W A T C H

You might also like