Professional Documents
Culture Documents
معركة أجنادين
]عدل[ مقدمة
الصحابي الجليل عمرو بن العاص ،أول قائد عقد له أبو بكر
الصديق لواء فتح الشام ،وأمره بأن يعسكر بجيشه في تيماء
شمالي الحجاز ،وأوصاه بعدم البدء في القتال إل إذا ُقوتل،
وكان الخليفة الحصيف يقصد من وراء ذلك أن يكون جيش
خالد عوًنا ومدًدا عند الضرورة ،وأن يكون عينه على
تحركات الروم ل أن يكون طليعة لفتح بلد الشام.
وحدث ما كان منه بٌد ،فقد اشتبك خالد بن سعيد مع الروم التي
استنفرت بعض القبائل العربية من بهراء وكلب ولخم وجذام
وغسان لقتال المسلمين ،ولم تكن قوات خالد تكفي لقتال
الرومُ ،فهزم هزيمة قاسية في "مرج الصفر" في ) 4من
المحرم 13هـ = 11من مارس 634م( واستشهد ابنه في
المعركة ،ورجع بمن بقي معه إلى "ذي مروة" ينتظر قرار
الخليفة.
معركة اجنادين تمت في قرية عجور وليس قرب الرملة فقط
تصحيح معلومات
ولما وصلت أنباء الهزيمة إلى الخليفة أبي بكر الصديق أهمه
المر ،وجمع كبار الصحابة لتبادل الرأي والمشورة ،واستقر
الرأي على دفع العدوان ،ورد الروم الذين قد يغرهم هذا
النصر المفاجئ فيهددون أمن الدولة التي بدأت تستعيد أنفاسها
بعد قضائها على حروب الردة ،وتوالي أنباء النصر الذي
تحقق في جبهة العراق.
جّهز الخليفة الصديق أربعة جيوش عسكرية ،واختار لها أكفأ
سا بالقتال ،وحدد لكل قواده ،وأكثرهم مراًنا بالحرب وتمر ً
جيش مهمته التي سيقوم بها.
أما الجيش الول فكان تحت قيادة "يزيد بن أبي سفيان"رضي
ال عنه ،ووجهته " البلقاء" في الردن.ويذكر "المدائني" أنه
جا.
كان أول أمراء الشام خرو ً
-وكان الجيش الثاني بقيادة "شرحبيل بن حسنة"رضي ال
عنه ،ووجهته منطقة " ُبصرى".
-وجعل أبو بكر الصديق رضي ال عنه قيادة الجيش الثالث لـ
"أبو عبيدة بن الجراح" ،ووجهته منطقة "الجابية" ،وقد لحق
خالد بن سعيد الذي ذكرناه آنًفا بجيش أبي عبيدة.
-أما الجيش الرابع فكان بقيادة "عمرو بن العاص" رضي ال
عنه ،ووجهته "فلسطين" .وأمرهم أبو بكر الصديق بأن
ضا ،وإذا اجتمعوا مًعا فالقيادة العامة لـأبو
يعاونوا بعضهم بع ً
عبيدة بن الجراح رضي ال عنه.
أثناء الفتح ،غير أن جبهة القتال لم يحدث فيها تغيير ،ولم يغير
المدد شيًءا مما يجري ،وتجمد الموقف دون قتال يحسم
الموقف في الوقت الذي كان فيه خالد بن الوليد في جبهة
العراق ينتقل من نصر إلى نصر ،والبصار متعلقة بما يحققه
من ظفر ل تكاد تصدق أن تتهاوى قوة الفرس أمام ضربات
خالد حتى سقطت الحيرة في يديه.