You are on page 1of 27

‫الوديعة من منظور الفقه اإلسالمي والنظام‬

‫المصرفي المعاصر‬

‫الوديعة في الفقه اإلسالمي‬

‫الفصل االول ‪ :‬الوديعة‬

‫المبحث االول ‪ :‬مفهوم الوديعة‬

‫لغة ‪ :‬ما استودع وأودع الشيء ‪ :‬صانه والوديعة واحدة الودائع )أ(‬

‫‪ :‬شرعا )ب(‬

‫) الحنفية (‬ ‫ـ عبارة عن ترك األعيان مع من هو أهل للتصرف في الحفظ مع بقائها حكم ملك‬
‫المالك‬
‫اإليداع ) المالكية (‬ ‫ـ توكيل بحفظ المال والوديعة بمعنى‬
‫) الشافعية (‬ ‫ـ توكيل في حفظ مملوك‬
‫فيه ) الحنابلة (‬ ‫ـ عقد تبرع بحفظ مال غيره بال تصرف‬

‫) )ت(‬ ‫خالصة التعريف ـ ( أن الوديعة هي العين التى يضعها مالكها أو نائبها آخر ليحفظها‬
‫ـ (المال المدفوع إلى من يحفظه بال عوض أو هي المال الذي يودع عند شخص ألجل الحفظ)‬

‫‪2‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مشروعية الوديعة وحكم عقد الوديعة وحكمتها‬

‫الوديعة مشروعة بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة إجماع الفقهاء والمعقول‪:‬ـ‬
‫أوال ‪ :‬الكتاب‬
‫)أ (‬ ‫‪ .‬قوله تعالى " إن هللا يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها " اآلية ‪ 58‬سورة النساء‬
‫)ب (‬ ‫‪ .‬قوله تعالى " وتعاونوا على البر والتقوى " اآلية ‪ 2‬سورة المائدة‬

‫ثانيا ‪ :‬السنة‬
‫)أ (‬ ‫‪ ".‬رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال " أد األمانة إلى من ائتمنك وال تخن من خانك‬
‫)ب (‬ ‫‪ ".‬قوله صلى هللا عليه وسلم قال " من ائتمن أمانة فليؤديها‬

‫ثالثا ‪ :‬اإلجماع‬
‫)أ (‬ ‫قد أجمع الفقهاء على جواز الوديعة في الجملة في كل عصر ويلزم من مشروعيتها‬
‫‪ .‬مشروعية عقد الوديعة ألنها تثبت به‬

‫رابعا ‪ :‬المعقول‬
‫فإن حاجة الناس إليها ضرورة في بعض األحيان بتعذر حفظ أموالهم بأنفسهم في جميع‬ ‫(أ)‬
‫األوقات وفي مختلف الظروف فجاء تشريع عقد الوديعة لرفع الحرج عن الناس في حفظ‬
‫أموالهم عن غيرهم‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫حكمها ‪-:‬‬
‫ـ الوديعة عقد جائز ألنه تصرف من المالك في ملكه وقد يحتاج إليه عند إرادة السفر ‪.‬والمودع‬
‫هو مندوب إلى القبول شرعا ‪.‬‬

‫حكمة مشرعيتها ‪-:‬‬


‫ـ فإن حاجة الناس إليها ضرورة في بعض األحيان بتعذر حفظ أموالهم بأنفسهم في جميع‬
‫األوقات وفي مختلف الظروف فجاء تشريع عقد الوديعة لرفع الحرج عن الناس في حفظ‬
‫أموالهم عن غيرهم‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬أركان الوديعة‬


‫أوال ‪ :‬المودع ‪ ,‬بكسر العين ( هو مالك العين الوديعة أو نائبه )‬

‫ثانيا ‪ :‬المودع ‪ ,‬بفتح العين ( هو من توضع عنده الوديعة ليحفظها حتى يردها إلى صاحبها )‬

‫ثالثا ‪ :‬وديعة ( العين المودعة أو الشيء المودع ) أو ( محل العقد )‬

‫رابعا ‪ :‬الصيغة ( هي لفظ أو ما يقوم مقامه يدل على االستنابة في حفظ المال )‬
‫أو ( اإليجاب والقبول )‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬خصائص الوديعة‬

‫ـ الوديعة أمانة في يد المودع ؛ ال يضمنها إال إذا فرط في حفظها أو تعدى‪.‬‬ ‫(أ)‬

‫ـ المستودع إذا تعدى على الوديعة فركب السيارة ضمن‪.‬‬ ‫(ب)‬

‫ـ الوديعة يغلب عليها اإلعتبار الشخصى للوديعة في الحفظ فال يحل أحد بدله بدون‬ ‫(ت)‬
‫إذن المودع إال في حاالت اإلضطرار أو الحاجة‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫ما الحكم إذا تلفت الوديعة عند المودع ( الوديع ) أو هلكت ؟‬


‫القول األول ‪ :‬إذا تلفت بغير تفريط أو تعد من المودع فليس عليه ضمان‪ ،‬ومنهم‬ ‫(أ)‬
‫شريح ومالك الثوري و الشافعي و أحمد‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬إن ذهبت الوديعة من بين ماله غرمها أو ضمانها‪،‬ومنهم أحمد رواية‬ ‫(ب)‬
‫أخرى و إسحاق بن راهويه‪.‬‬

‫أدلتهم ‪:‬‬
‫الجمهور‪ :‬أدلتهم من الكتاب والسنة واألثر والمعقول ‪:‬ـ‬ ‫(أ)‬

‫أوال ‪ :‬الكتاب‬
‫‪ .‬قوله تعالى " إن هللا يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها " اآلية ‪ 58‬سورة النساء‬
‫ـ وجه الداللة × تدل هذه األية بمنطوقها على أن هللا تعالى أمر المكلفين الذين عندهم أمانات‬
‫أن يردوها إلى صاحبها‪،‬فالوديعة أمانة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬السنة‬
‫عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال " من أودع وديعة فال ضمان عليه "‬
‫ـ وجه الداللة × تدل هذا الحديث بمنطوقه على أن الوديعة أمانة أنه ال ضمان على المودع إال‬
‫إذا تعد أو فرط‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫ثالثا ‪ :‬األثر‬
‫أن رجال أودع عند جابر بن عبد هللا‪ -‬وديعة ‪ ،‬فتلفت ‪ ،‬فتحاكما إلى أبي بكر – فقال " ليس‬
‫على المؤتمن ضمان "‬
‫رابعا ‪ :‬المعقول‬
‫" أن المستودع مؤتمن ‪ ،‬ويحفظ الوديعة لمالكها فال يضمن ما تلف من غير تعديه وتفريطه "‬

‫أدلة إسحاق بن راهوية باألثر ‪:‬ـ‬ ‫(ب)‬

‫أوال ‪ :‬األثر‬

‫" أن رجال أودع عند أنس بن مالك ستة آالف درهم ‪ ،‬فسرقت من بين ماله ‪ ،‬فتخاصما إللى‬
‫عمر ‪ ،‬فقال ‪ :‬هل أخذ معها من ثيابك شيء؟ قال ‪ :‬ال‪ ،‬قال ‪ :‬عليك الغرامة (الضمان) ‪".‬‬

‫الترجيح ‪ :‬هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء القائلون ‪ :‬بأن الوديعة أمانة‬

‫‪7‬‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬الوديعة من التعاون المأمور به‬

‫(أ) ال يخل حال من استودع وديعة من ثالثة أحوال ‪:‬ـ‬


‫أوال ـ أن يكون ممن يعجز عنها و ال يثق بأمانة نفسه فيها فهذا ال يجوز له أن يقبلها ‪.‬‬
‫ثانيا ـ أن يكون أمينا عليها ٌادرا على القيام بها ‪ ،‬وليس هناك غيره ممن يقوم بها فهذا يتعين‬
‫عليه قبولها ولزمه استيداعها ‪.‬‬
‫ثالثا ـ أن يكون أمينا عليها و قادرا على حفظها ‪ ،‬وقد يوجد غيره من األمناء عليها فهذا مندوب‬
‫إليه ‪.‬‬
‫(ب) ما الحكم إذا أودع عند رجل وديعة ‪ ،‬فأراد سفرا ‪ ،‬هل الوديعة تمنعه من السفر ؟‬
‫لم يمتنع عن الهجرة؛ألجل ما كان عنده‬ ‫ـ الجواب ‪ :‬الوديعة ال تمنعه عن السفر ألن النبي‬
‫من الودائع‪ ،‬وردها على مالكها متى ِشاء المستودع جائز ‪ ،‬فعليه إذا أراد سفرا و مالكها‬
‫حاضر أن يردها عليه ‪.‬‬

‫المبحث السادس ‪ :‬الفرق بين الوديعة واألمانة‬

‫الوديعة هى االستحفاظ قصدا ‪.‬‬ ‫(أ)‬

‫األمانة هى الشيء الذي وقع في يد إنسان من غير قصد بائن ‪.‬‬ ‫(ب)‬

‫‪8‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬القرض‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم القرض‬

‫(أ) اللغة ‪ :‬القطع وقال الجوهري ‪ :‬هو ما تعطيه من المال لتقضاه ‪.‬‬
‫(ب) الشرع ‪ :‬هو عبارة عن دفع مال إلى الغير لينتفع به ويرد بدله أو هو تمليك الشيء على‬
‫أن يرد بدله ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أدلة مشروعيته و حكمه‬

‫أوال ‪ :‬الكتاب‬
‫قوله تعالى " من ذا الذي يقرض هللا قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة "‬
‫وجه الداللة × أن هللا تعالى شبه األعمال الصالحة وشبه الجزاء المضاعف على ذلك ببدل‬
‫القرض ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬السنة‬
‫قال " ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرتين إال كان كصدقة مرة "‬ ‫أن رسول هللا‬
‫وجه الداللة × يدل هذا الحديث على أن القرض مشروع ‪ ،‬حث عليه الشرع ورغب فيه ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬اإلجماع‬
‫"أجمع المسلمون على جواز القرض "‬

‫‪9‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬الفرق بين الوديعة والقرض‬

‫الوديعة ـ ال تنتقل ملكيتها إلى المودع عنده بل تبقى ملكا للمودع يستردها بعينها ‪.‬‬ ‫(أ)‬
‫ـ ال ينتفع بالشيء المودع بل يلتزم حفظه حتى يرده إلى صاحبه ‪.‬‬
‫ـ هى عقد إرفاق لصاحب الوديعة الذي يحتاج إلى حفظها من السرقة ‪.‬‬

‫القرض ـ تنتقل الملكية إلى المقترض ويرد بدله في نهاية المدة ‪.‬‬ ‫(ب)‬
‫ـ ينتفع بالمال بعد أن انتقلت ملكيته له ‪.‬‬
‫ـ هو عقد إرفاق للمقترض ‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬أركان القرض‬

‫ذهب الجمهور إلى ثالثة ‪:‬‬ ‫(أ)‬


‫أوال ‪ :‬الصيغة وهى اإليجاب والقبول‬
‫ثانيا ‪ :‬العاقدان وهما المقرض والمقترض‬
‫ثالثا ‪ :‬المحل وهو المال المقرض‬

‫ذهب الحنفية إلى أن اإليجاب والقبول الدالين على اتفاق اإلرادتين وتوافقهما على‬ ‫(ب)‬
‫إنشاء هذا العقد ‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬الودائع المصرفية‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم الوديعة المصرفية‬

‫(أ) هي األموال التي يعهد بها األفراد أو الهيئات إلى المصرف على أن يتعهد برد مساو لها‬
‫إليهم أو نفسها لدى الطلب أو بالشروط المتفق عليها ‪.‬‬
‫(ب) أو هي عبارة عن مبلغ من النقود يودع لدى البنوك بوسيلة اإليداع فينشئ وديعة تحت‬
‫الطلب أو ألجل محدد اتفاقا ‪.‬‬
‫(ت) أو هي المال الذي أودعه صاحبه في المصارف المالية إما لمدة محددة أو يتعهد من‬
‫الفريقين ‪.‬‬
‫(ج) عند األسس القانونية ‪ :‬هي النقود التي يعهد بها األفراد أو الهيئات إلى البنك على أن يتعهد‬
‫األخير بردها أو برد مبلغ مساو إليهم عند الطلب أو بالشروط المتفق عليها ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أهمية تمتع الودائع المصرفية لعمل المصارف‬


‫(أ) أنها تقتصر على النقود المدفوعة للبنوك ‪.‬‬
‫(ب) أنها قد تكون تحت الطلب وقد تكون ألجل ‪.‬‬
‫(ت) أنها تمثل عملية الزمة بشروطها ‪.‬‬
‫(ج) أن للبنك دفع ما يعادلها من نقود قانونية ‪.‬‬
‫(د) أن للبنك الحق في التصرفـ بها بما يشاء ‪.‬‬
‫(هـ ) أن البنك يضمن ما يعادلها في كل األحوال ‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬خلط الوديعة‬

‫فيها ثالثة األحوال ‪:‬‬


‫(أ) ـ إن كان الخلط بأمر من المودع أو بإذنه ‪ ،‬فال ضمان على المستودع ‪.‬‬
‫(ب) ـ إن كان الخلط دون تقريط من المستودع أو كان الخلط منه وأمكن التمييز‪ ،‬فال ضمان ‪.‬‬
‫(ت) ـ إن كان الخلط المودع الوديعة بماله و ال تتميز أو أودعها غيره فعليه ضمان ‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬استعمال الوديعة‬


‫أن الوديعة أمانة فعلى المستودع ضمان في حالين ‪:‬‬ ‫(أ)‬

‫ـ إذا فرط في حفظ الوديعة ‪.‬‬


‫ـ أن يتعدى الوديع على الوديعة ‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫(ب) انتفاع الوديع بالوديعة‬


‫(أ) القول األول ـ إذا تعدى المستودع فاستعمل الوديعة ثم ردها إلى موضعها بنية األمانة ‪ ،‬لم‬
‫يبرأ من الضمان ‪.‬‬
‫أدلتهم ‪ :‬السنة والمعقول‬
‫أوال ‪ :‬السنة‬
‫" على اليد ما أخذت حتى تؤدي "‬ ‫قول النبي‬
‫ـ وجه الداللة × يدا الحديث أن يكون األداء على رد الوديعة إلى صاحبها ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المعقول‬
‫" أن عقد الوديعة ارتفع حين صار ضامنا فال يبرأ إال بالرد على صاحبها و ال تعود األمانة إال‬
‫بعقد جديد "‬

‫القول الثاني ـ إن ردها بعينها أو رد مثلها سقط عنه الضمان‬ ‫(ب)‬

‫أدلتهم ‪ :‬السنة والمعقول‬


‫أوال ‪ :‬السنة‬
‫" قال الندب توبة "‬ ‫أن النبي‬
‫ـ وجه الداللة × أن الوديع إذا تعدى على الوديعة ضمن ثم إذا زال هذا التعدى‪ ،‬سقط الضمان ‪.‬‬

‫ـ نوقش هذا ‪ +‬أن التوبة تختص برفع اآلثم دون األحكام ‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المعقول‬
‫" أن أمر الوديع بالحفظ من جهة المودع عام في سائر األوقات واألمر ال يبطل بالتعدي "‬
‫" إن كان التعدي موجبا للضمان وجب أن يكون زوالها بالتعدي موجبا لسقوط الضمان "‬

‫(ج) إذا تعدي الوديعة فتاجر بها وربح ‪:‬ـ‬


‫القول األول ـ أنه إذا رد المال طاب له الربح‬
‫القول الثاني ـ أنه يرد المال وديعة ويتصدق بالربح‬
‫القول الثالث ـ لرب الوديعة األصل والربح‬

‫(د) أخذ األجرة على حفظ الوديعة‬


‫القول األول ـ أجاز ذلك مطلقا وهذا القول راجح تحقيقا للمصلحة‬
‫القول الثاني ـ منع أخذ األجرة على ذلك مطلقا‬
‫القول الثالث ـ جوز األخذ على الحرز ال على الحفظ‬

‫‪14‬‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬أقسام الودائع المصرفية‬

‫تقسم الودائع المصرفية النقدية بحسب موعد استردادها إلى ثالث أنواع ‪:‬ـ‬
‫(أ) الودائع الجارية ( ودائع تحت الطلب ) مثل الودائع الجارية والمتحركة ‪.‬‬
‫(ب) الودائع الثابتة ( ودائع المؤجلة ) مثل الودائع االستثمارية ‪.‬‬
‫(ت) الودائع اإلدخارية مثل الوديعة التوفير والخزانات المقفولة ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الودائع الجارية‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهومها‬

‫تعريفها ‪:‬ـ‬ ‫(أ)‬


‫" المبالغ النقدية التي تودع لدى المصارف بقصد أن تكون مهيأة للسحب عليها عند الحاجة‬
‫وهي تمتلك الصفتين ؛ أحدهما كونها تحت الطلب دائما ‪ ،‬والثاني ال تدفع المصارف عليها‬
‫الفائدة "‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التكييف الشرعي لهذه الودائع‬

‫تقسمها إلى أربعة ‪:‬ـ‬ ‫(أ)‬

‫أن الحساب الجاري وديعة حقيقية بالمعنى الفقهى ‪.‬‬ ‫‪)1‬‬


‫أن عقد اإليداع المصرفي وديعة شاذة أو ناقصة ‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫أن هذه الفوائد التي تعطي تعتبر أجرا وهي تدخل تحت عقد اإلجارة ‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫أنها ال يلتزم المصرف بحفظ عين الوديعة بل يتملكها ويلتزم برد مبلغ مماثل لما أخذه‬ ‫‪)4‬‬
‫وهذا رأى أكثر العلماء المعاصرين ‪.‬‬

‫ـ والراجح هو ما ذهب الرأى الرابع في اعتبار المصرفية الجارية قرضا ‪ ،‬وصاحب المال‬
‫المقرض ‪ ،‬والمصرف المقترض ‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫تعتبر ودائع بمفهومها الشرعي تماما بدليل ‪:‬ـ‬ ‫(ب)‬


‫‪ #‬قصد المودع ‪ ،‬فالمودع لم يقصد القرض ‪.‬‬
‫‪ #‬أن البنك يأخذ عمولة على حفظ الوديعة ‪.‬‬
‫‪ #‬حذر البنك من استعمال الوديعة ‪.‬‬
‫إال أنه في الحقيقة يعتبر قرضا ال وديعة وهذا ما ذهب المذاهب اإلسالمية ‪ ،‬إال ما ينقل عن‬
‫المالكية حيث اعتبروا ذلك مكروها ‪.‬‬

‫النية أي نية اإليداع ‪:‬ـ‬ ‫(ت)‬

‫ـ هي في الحقيقة ناشئة من عاملين ‪:‬‬


‫‪ )1‬كونها كذلك في البنوك الربوية ‪.‬‬
‫‪ )2‬أنها تقرب من الوديعة باعتبار إمكان استيفائها كاملة في كل آن ‪.‬‬

‫ـ إال أن هذه النية ال تنسجم مطلقا بشرعى ‪ ،‬بأن هذه العين المالية تسليمها سوف تقع تحت‬
‫التصرف الكامل للبنك وهذا إنما ينسجم مع القرض ال اإليداع حتى لو وضع عليه عنوان‬
‫اإليداع ذلك ‪.‬‬

‫ضمان الحسابات الجارية ‪:‬ـ‬ ‫(د)‬

‫‪ 1‬ـ أنه على المساهمين وحدهم ذلك وعلته أن المصرف يقوم بخلط هذه الوديعة بغيرها‬
‫ويستثمر الجزء األكبر منها ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ المقرر عند الجمهور إلى أنه ليس للوديع أن ينتفع بالوديعة ‪ ،‬فإذا انتفع كان متعديا ‪ ،‬فإذا‬
‫تلفت ضمنها ‪ .‬إذا أذن له المودع باالنتفاع صارت عارية مع بقاء عينها ‪ ،‬وقرضا إذا لم‬
‫يبق عينها فردها المثل ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أما المالكية ذهبوا الى أن مجرد خلط الوديعة بغيرها خلطا يتعزر معه التمييز يجعل‬
‫الوديعة مضمونة إذا كان لغير الحفظ واإلحراز ‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫استخدام الحساب الجاري كرهن أو ضمان ‪:‬ـ‬ ‫(هـ)‬

‫‪1‬ـ من المعلوم أن يشترط في الشيء المرهون وهو القبض ‪.‬‬


‫‪ ‬إذا اعتبرنا المصرف الذي فيه الحساب هو العدل أي الطرف الثالث الذي يرتضيه‬
‫المتعاقدين ليكون الرهن بيده ‪.‬‬
‫‪ ‬إذا اعتبرنا الحساب الجاري قرضا في ذمة المصرف ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ هل يكون هذا الدين رهنا لما جرى بين العاقدين ؟‬


‫‪ ‬ذهب المالكية إلى جواز أن يكون المرهون دينا ولكن اشترطوا لصحة رهنه عند المدين‬
‫أن يكون أجل الدين المرهون ‪.‬‬
‫‪ ‬ذهب الجمهور إلى أنه يجب أن يكون المرهون عينا متقوما يجوز بيعه فال يصلح الدين‬
‫أن يكون رهنا ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ خالصة على ذلك ‪ :‬ما دام صاحب الحساب الجاري مخيرا بالسحب من حسابه متى شاء‬
‫فإنه مليء يشترط بالنقد ال بالدين ‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬المقاصة‬

‫مفهومها ‪:‬ـ‬ ‫(أ)‬

‫لغة ـ مأخوذة من القص وهو القطع ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫شرعا ـ إسقاط مالك من دين على غريمك ( من عليه الدين ) في نظير كاله عليك ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫حكم المقاصة من الحساب الجاري ‪:‬ـ‬ ‫(ب)‬

‫إذا كان لرجل حق على غيره وهو غير ممتنع من دفعه ‪ ،‬لم يجز لصاحب الحق أن‬ ‫‪‬‬
‫يأخذ من ماله حقه بغير إذنه ‪ .‬وال يجوز أن يأخذ إال ما يعطيه ‪ ،‬وإن أخذ بغير إذنه ‪،‬‬
‫لزمه رده فإن تلف ضمنه ‪.‬‬
‫إذا كان جاحدا للحق ممتنعا من أدائه ظالما لصاحبه وال قدرة لصاحب الحق على حمله‬ ‫‪‬‬
‫على اإلقرار ‪ ،‬فقد إختلف الفقهاء في ذلك ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬عند الشافعية‬

‫ـ إن كان من عليه الحق ممتنعا من أدائه ولم يقدر صاحب المال على أخذه بالحاكم ‪ ،‬فله أن‬
‫"ال ضرر وال ضرار " ‪.‬‬ ‫يأخذ من ماله ؛ لقوله‬
‫ـ إن كان يقدر على أخذه بالحاكم بأن يكون له عليه بينة ففيه وجهان ‪:‬‬
‫‪ )1‬أنه ال يجوز أن يأخذه بنفسه ‪.‬‬
‫‪ )2‬أنه يجوز ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬عند المالكية‬

‫ـ أن للمودع األخذ منها بقدر حقه إن أمن العقوبة والرذيلة وربها ملد أو منكر أو ظالم ‪.‬‬
‫ـ نقل عن اإلمام مالك القول بعدم جواز األخذ من الوديعة مقاصة مطلقا ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫ثالثا ‪ :‬عند أبي حنيفة‬

‫ـ المنع وعنه يأخذ جنس حقه وال يأخذ من غير جنس حقه إال أحد النقدين بدل آلخر ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬عند الحنابلة‬

‫ـ إن امتنع من عليه الحق من أدائه وقدر من له الحق على استخالصه بالحاكم لم يجز له األخذ‬
‫بغيره ‪.‬‬
‫ـ إن لم يقدر على ذلك لكونه جاحدا وال بينة له فالمشهور في المذهب ؛ أنه ليس له أخذ قدر‬
‫حقه ‪.‬‬

‫أدلة المجيزين ‪:‬ـ‬

‫أوال ‪ :‬الكتاب‬
‫قوله تعالى ـ " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "‬

‫ـ وجه الداللة × أن من كان عليه حق فأنكره وامتنع عن بذله فقد اعتدى فيجوز أخذ الحق من‬
‫ماله بغير إذنه وبغير حكم القضاء ‪ ،‬فإن الشارع قد أذن له بذلك ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬السنة‬
‫أن هند بنت عتبة قالت ‪ :‬يا رسول هللا إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني‬ ‫عن عائشة‬
‫ما يكفيني وولدي إال ما أخذت منه وهو اليعلم فقال " خذي ما يمفيك وولدك بالمعروف " ‪.‬‬

‫ـ وجه الداللة × أن من له حق على غيره وهو عاجز عن استيفائه فيجوز له أن يأخذ من ماله‬
‫قدر حقه بغير إذنه ‪.‬‬
‫ـ نوقش هذا ‪ +‬اإلمام أحمد اعتذر عنه بأن حق هند واجب على أبي سفيان زوجها في كل وقت‬
‫وهذا إشارة منه الفرق بخالف الدين ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫أدلة المانعين ‪:‬ـ‬

‫أوال ‪ :‬السنة‬
‫" أد األمانة إلى من ائتمنك وال تخن من خانك " ‪.‬‬ ‫أن رسول هللا‬ ‫عن أبي هريرة‬

‫ـ وجه الداللة × يدل بمنطوقه على أن من خانك ال تخنك أي من أخذ من إنسان قدر حقه من‬
‫ماله بغير علمه فقد خانك فيدخل في عموم الخبر ‪.‬‬
‫ـ نوقش هذا × أن معنى " وال تخن " أي ال تأخذ أزيد من حقك فتكون خائنا وأما من أخذ حقه‬
‫فليس بخائن‪.‬‬

‫الراجح ‪:‬ـ‬
‫ـ ما ذهب جمهور المالكية والشافعية من جواز المقاصة و أخذ الحق ممن وجب عليه إذا كان‬
‫ممتنعا ‪ ،‬وإن كان يقدر صاحبه على أخذه بالقضاء بأن تكون له بينة ‪ ،‬لقوة سنده ‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬أثر الحسابات الجارية في تنشيط الحركة اإلقتصادية‬

‫أنها المؤسسات التي يكون من اختصاصها وأغراض تأسيسها قبول األموال من‬ ‫(أ)‬
‫مالكها وتنفيذ أوامرها المتعلقة بحساباتهم وصرف وتحصيل وإصدار الشيكات ومنح‬
‫القروض وخصم األوراق التجارية وفتح الحسابات الجارية وقبول الودائع على‬
‫جميع صورها وغير ذلك ‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الودائع اإلستثمارية‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهومها‬

‫(أ) هي المبالغ التي يتم إيداعه من قبل أصحابه في المصارف بقصد الحصول على دخل‬
‫مستمر منها ‪.‬‬
‫(ب) الودائع التي يضعها أصحابها في المصرف بناء على اتفاق بعدم السحب منها إال بعد‬
‫انقضه فترة محددة ‪.‬‬

‫(ج) هى األموال التي يضعها أصحابها في المصرف بقصد الحصول على الربح بشرط عدم‬
‫السحب منها إال بعد انقضاء فترة محددة حددت في العقد ‪.‬‬

‫ـ هدف أصحاب هذه الودائع إلى الحصول على الحساب المتمثل بالفائدة في المصارف الربوية‬
‫أو الربح الحالل في المصارف اإلسالمية التي تقوم باستثمارها في األوجه المناسبة‬
‫وبالطريق التي يراها دون تدخل من المودع ويقوم المصرف في نهاية كل مدة محددة لعمله‬
‫بتوزيع األرباح الناجمة عن نشاطه ألصحاب هذه الحسابات وال يحق لصاحب الوديعة في‬
‫هذا النوع أن يسحب شيئا منها إال بعد فترة متفق عليها ‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التكييف الشرعي للوديعة المصرفية اإلستثمارية‬

‫التكييف الشرعي للوديعة المصرفية اإلستثمارية‬ ‫(أ)‬

‫البنوك التقليدية‬ ‫(‪)1‬‬


‫نجدها قرضا ربويا محرما بأن صاحب المال هو المقرض والمصرف هو المقترض ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تمليك هذه النقود بحيث يحق لها التصرف فيها ‪ ،‬فالبنوك ال تأخذ الوديعة كأمانة وتردها‬ ‫‪‬‬
‫إلى أصحابها بعينها وإنما تتصرف فيها وتلتزم برد المثل فضال من الفائدة المحددة ‪.‬‬
‫هناك سبيل آخر يتخلص في االحتفاظ بها كوديعة بالمعنى الفقهى وهو توكيل البنك أن‬ ‫‪‬‬
‫يتصرف فيها ويستثمرها لصاحبها وهكذا يشترك أطراف الثالثة في العملية اإلستثمارية‬
‫وهي المودعون والمستثمرون والبنك بوصفه وسيطا بين الطرفين ووكيال عن أصحاب‬
‫األموال ‪.‬‬

‫البنوك اإلسالمية‬ ‫(‪)2‬‬


‫أنها عقد شركة بين المودع والمصرفـ وأن المصرف يتصرف بالحساب كتصرف‬ ‫‪‬‬
‫العامل في المضاربة ‪.‬‬
‫ما بأخذ صاحب الحساب من األرباح المتحققة هو جزء مما نتج عن هذا العمل‬ ‫‪‬‬
‫االستثمري يستحقه باعتباره شريكا للمصرف وما يأخذه المصرف من هذه األرباح‬
‫باعتباره شريكا لصاحب الحساب وعامال في ماله ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫هل يجوز للبنك أن يدفع المال الذي عنده للمودع إلى غيره ليتجر فيه أم ال؟‬ ‫(ب)‬

‫ـ أن المضارب ال يجوز له بأي حال من األحوال أن يدفع رأس ماله أو جزءا منه إلى غيره‬
‫لكي يضارب به ويرجع ذلك إلى عدة أمور ‪:‬‬
‫(‪ )1‬أن رب المال حينما دفع ماله إلى المضارب ليتجر فيه إنما راعى فيه أمانته وخبرته ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أن المضارية الثانية يترتب عليها حق للمضارب الثاني في مال المضاربة تتمثل في‬
‫نصيبه من الربح وال يجوز إيجاب حق في مال إنسان دون إذن منه ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أن المضارب كالوكيل بالبيع والوكيل بالبيع ال يملك توكيل غيره فكذلك المضارب ‪.‬‬

‫هل يملك المضارب بمقتضى التفويض أو اإلذن العام أن يضارب غيره أم أنه البد من‬ ‫(ث)‬
‫اإلذن الصريح يذلك؟‬
‫القول األول ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ـ يبيح له أن يدفع مال المضارب إلى غيره ليضارب به ما دام قد فوض المضارب في‬
‫التصرف وبه قال الحنفية والحنابلة في إحدى الروايتينـ ‪.‬‬

‫القول الثاني ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ـ أن التفويض العام ر يكفي وحده في دفع المضارب مال المضاربة إلى غيره ليضارب‬
‫به وإنما ال بد من اإلذن الصريح في ذلك ودفع المال مضاربة إلى الغير يخرج عن‬
‫المضاربة فال يشتمله التفويض وبه قال المالكية والشافعية والحنابلة في رواية أخرالى ‪.‬‬

‫القول الراجح ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ـ هو ما ذهب القول األول ولكن قرره هؤالء الفقهاء من جواز هذه المضاربة بالتفويض‬
‫العام فإن يد المصارف تكون يد أمانة وما تقوم به المصارف من استثمار لهذه‬
‫الحسابات هو استثمار مشروع ألن هو إذن متحقق بديهي ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬رهن الوديعة االستثمارية‬

‫البنوك التقليدية‬ ‫(أ)‬


‫أنه ال يختلف حكمها عن الحسابات الجارية ألنها القروض ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫البنوك اإلسالمية‬ ‫(ب)‬


‫فيه قولين ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أوال ‪ :‬عند الحنفية‬


‫ـ ليست الوديعة االستثمارية دينا على البنك وإنما عي حصة مشاعة للمستثمر في‬
‫موجودات البنك فال يجوز رهنها على قول من يمنع رهن المشاع ‪.‬‬

‫أدلتهم ‪:‬‬
‫" أن موجب الرهن هو الحبس الدائم ألنه لم يشرع إال مقبوضا بالنص فلو جاز في‬
‫المشاع يفوت الدوام ‪" .‬‬
‫ـ نوقش هذا ‪ +‬ال نسلم أن مقصود الرهن الحبس بل مقصوده استيفاء الدين من ثمنه عند‬
‫تعذر الوفاء و المشاع قابل لذلك ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الجمهور‬
‫ـ ال بأس عندهم برهن المشاع فيجوز عندهم رهن الودائع االسنثمارية في البنوك‬
‫اإلسالمية ‪.‬‬

‫أدلتهم ‪:‬‬
‫قوله تعالى " فرهان مقبوضة "‬
‫ـ وجه الداللة × أن هذا يقتضي بظاهره ومطلقه ‪ ،‬جواز رهن المشاع ‪.‬‬
‫ـ أنه لو لم يصح رهن المشاع لم يصح بيعه ‪.‬‬
‫ـ أن كل ما صح بالبيع صح ارتهانه كالمقسوم ‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬سحب جزء من حساب استثماري قبل نهاية مدته‬

‫هل يمكن للعميل يفعل ذلك؟‬ ‫(أ)‬

‫(‪ )1‬أن هذا النوع ال يسحب منه قبل مضى مدة متفق عليها باألشهار أو بالسنة ‪.‬‬

‫(‪ )2‬أن ظروفا قد تطرأ للمودع تحمله أن يسحب جزءا من هذا الحساب ‪ ،‬ألن المصارف عادة‬
‫تستثمر الجزء األكبر من الحساب وتبقي جزءا منه ‪.‬‬

‫هل استحقاق هذا المال المسحوب ربحا أو تحمله خسارة عن الفترة التي بقي المبلغ‬ ‫(ب)‬
‫في حوزة المصرف؟‬
‫(‪ )1‬إذا كان هناك ربح ظاهر‪ ،‬فإن المال المسحوب يستحق حصته من الربح في وقت سحبه‬
‫كما يتحمل نصيبه من الخسارة إن كانت هناك خسارة ‪.‬‬

‫(‪ )2‬إن لم يكون هناك ربح فإن المبلغ الذي يتم استرداده ال يستحق شيئا من الربح الذي يتم‬
‫توزيعه في األجل المضروب للتوزيع ‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬ودائع اإلدخارية‬

‫تتضمن فيها مثل الودائع التوفير والخزانات المقفولة ‪ ،‬وسنتحدث عنهما إنشاء هللا ‪.‬‬ ‫(أ)‬

‫المطلب األول ‪ :‬الودائع التوفير‬

‫هي الودائع التي ليست مؤجلة إلى أجل معلوم ولكن حقوق السحب منها تخضع‬ ‫(أ)‬
‫منها لضوابط ال يمكن معها لصاحب الحساب أن يسحب كامل رصيده دفعة واحدة‬
‫وإنما يفرض البنك حدودا للسبح اليومى ‪.‬‬

‫هذا النوع يشبه الحساب الجاري من حيث أن يمكن لصاحب الوديعة أن يسحب‬ ‫(ب)‬
‫قدرا منها متى شاء و يشبه الودائع الثابتة من حيث أنه ال يمكن سحب كاملها دفعة‬
‫واحدة وإن البنك يدفع على هذا النوع فوائد ولكن نسبتها أقل من نسبة الودائع الثابتة‬
‫‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الخزانات المقفولة‬


‫هي الودائع التي تودع في مخازن معينة يستأجرها المودع من البنك ويودع فيها‬ ‫(أ)‬
‫أمواله بنفسه وال عالقة للبنك بهذه األموال بل ال يعرف موظفو (البنك) ما أودع‬
‫فيها ‪.‬‬

‫أكثر ما يودع فيها المودعون مثل حلى الذهب والفضة واألحجار الثمينة‬ ‫(ب)‬
‫والمستندات القيمة الكبرى أو النقود ‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫المقدمة‬

‫الحمد هللا الذي جعل في حياتنا سعادة و هناء و سرور ‪ ،‬والحمد هللا على أعظم النعمة‬
‫وهى اإليمان واإلسالم ‪ .‬والصالة والسالم على حبيبنا وشفيعنا وقدواتنا ونبينا ورسولنا‬
‫محمد صلى هللا عليه وسلم ابن عبد هللا ابن عبد املطلب و على آله و أزواجته وذريته‬
‫وأصحابه أجمعين و التابعين وعلى من دعا بدعوته إلى يوم القيامة‪.‬‬

‫ألف الشكر على أستاذنا ‪ ،‬أ ‪ /‬د طلبة سعد إبراهيم في علمه الذي يعطينا في كل‬
‫املحاضرة ‪ .‬ألخص عن العنوان " الوديعة من منظور فقه اإلسالمي والنظام املصرفي‬
‫املعاصر " كما سأقدم عليك الدكتور الكرام بعد ذلك ‪.‬‬
‫أرجو لك أن تقبل على ما فعلت في هذا البحث ‪ .‬وأخيرا‪ ،‬السالم عليكم ورحمة هللا تعالى‬
‫وبركاته ‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫فهرس الموضوعات‬

‫صفحة‬ ‫الموضوعات‬
‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪2‬‬ ‫الوديعة‬ ‫الفصل األول‬
‫‪2‬‬ ‫مفهوم الوديعة‬ ‫المبحث األول‬
‫‪3‬‬ ‫مشروعية الوديعة و حكمها و حكمتها‬ ‫المبحث الثاني‬
‫‪5‬‬ ‫أركان الوديعة‬ ‫المبحث الثالث‬
‫‪5‬‬ ‫خصائص الوديعة‬ ‫المبحث الرابع‬
‫‪8‬‬ ‫الوديعة من التعاون المأمور به‬ ‫المبحث الخامس‬
‫‪8‬‬ ‫الفرق بين الوديعة واألمانة‬ ‫المبحث السادس‬

‫‪9‬‬ ‫القرض‬ ‫الفصل الثاني‬


‫‪9‬‬ ‫مفهوم القرض‬ ‫المبحث األول‬
‫‪9‬‬ ‫أدلة مشروعية القرض و حكمه‬ ‫المبحث الثاني‬
‫‪10‬‬ ‫الفرق بين الوديعة و القرض‬ ‫المبحث الثالث‬
‫‪10‬‬ ‫أركان القرض‬ ‫المبحث الرابع‬

‫‪11‬‬ ‫الودائع المصرفية‬ ‫الفصل الثالث‬


‫‪11‬‬ ‫مفهوم الودائع المصرفية‬ ‫المبحث األول‬
‫‪11‬‬ ‫أهمية تمتع الودائع المصرفية لعمل المصارف‬ ‫المبحث الثاني‬
‫‪12‬‬ ‫خلظ الوجيعة‬ ‫المبحث الثالث‬
‫‪12‬‬ ‫استعمال الوديعة‬ ‫المبحث الرابع‬

‫‪27‬‬

‫‪15‬‬ ‫أقسام الودائع المصرفية‬ ‫الفصل الرابع‬


‫‪15‬‬ ‫الودائع الجارية‬ ‫المبحث األول‬
‫‪15‬‬ ‫مفهوم الودائع الجارية‬ ‫المطلب األول‬
‫‪15‬‬ ‫التكييف الشرعي للودائع الجارية‬ ‫المطلب الثاني‬
‫‪18‬‬ ‫المقاصة‬ ‫المطلب الثالث‬
‫‪20‬‬ ‫أثر الحسابات الجارية في تنشيط الحركة اإلقتضادية‬ ‫المطلب الرابع‬

‫‪21‬‬ ‫الودائع اإلستثمارية‬ ‫المبحث الثاني‬


‫‪21‬‬ ‫مفهومها‬ ‫المطلب األول‬
‫‪22‬‬ ‫التكييف الشرعي للودائع اإلستثمارية‬ ‫المطلب الثاني‬
‫‪24‬‬ ‫رهن الودائع اإلستثمارية‬ ‫المطلب الثالث‬
‫‪25‬‬ ‫سحب جزء من حساب استثماري قبل نهاية مدته‬ ‫المطلب الرابع‬

‫‪26‬‬ ‫الودائع اإلدخارية‬ ‫المبحث الثالث‬


‫‪26‬‬ ‫الودائع التوفير‬ ‫المطلب األول‬
‫‪26‬‬ ‫الخزانات المقفولة‬ ‫المطلب الثاني‬
‫‪27‬‬ ‫فهرس الموضوعات‬
28

You might also like