You are on page 1of 13

‫ملـاذا لـم تتمثل‬ ‫حمطات تاريخية‬

‫نا�شئتنـا قيـم‬ ‫على درب يوم‬


‫املواطنـة؟‬ ‫العمال العاملي‬
‫ص ‪14‬‬ ‫ص‪4‬‬

‫اﻟﺜﻤﻦ ‪ 600 :‬مليم ‪ -‬الثمن في الخارج ‪ 1 :‬يورو‬ ‫اﻟﻌﺪد ‪4‬‬ ‫الجمعة ‪ 26‬جمادى األولى ‪1432‬هـ الموافق لـ ‪ 29‬أفريل ‪ 2011‬م‬ ‫سبوعية �سيا�سية جامعة‪� ،‬صوت حركة النه�ضة‬
‫�أ� ّ‬
‫مطلع الفجر‪...‬‬

‫حمالت التخويف والتشويه‪:‬‬


‫لمصلحة من ؟‬
‫ال أحد ينكر أنّه ما كان للرشارة التي انقدحت‬
‫حممد البوعزيزي‬ ‫ّ‬ ‫من سيدي بوزيد باستشهاد‬
‫حترر‬‫ّ‬ ‫رمحه اهلل أن تتحول إىل ثورة عارمة لوال‬
‫مما زرعه فيهم النظام البائد‬ ‫التونسيات والتونسيني ّ‬
‫من يأس وخوف ولوال تعاليهم شيبا وشبابا‪ ،‬رجاال‬
‫ونساء عىل كل احلسابات الفئوية واجلهوية واحلزبية‬
‫وتدافعهم تدافع الرجل الواحد دفاعا عن احلر ّية‬
‫والكرامة والعدالة واملساواة‪.‬‬
‫فرق الرئيس املخلوع بني التونسيني‬ ‫ومثلام ّ‬
‫وجعل بعضهم لبعض أعداء مجعتهم إرادة احلياة‬
‫والتحرر من ظلم نظام االستبداد والفساد وملّا أضحوا‬
‫ّ‬
‫عىل قلب رجل واحد طلبوا املوت فوهبت هلم‬
‫وحققوا يوم ‪ 14‬جانفي حلام طاملا راود أجياال‬ ‫ّ‬ ‫احلياة‬
‫وأجياال بذلت الكثري من أجله‪.‬‬

‫اال�ستئ�صاليون والهجمة على الإ�سالميني‬


‫ومثلها مثل كل الثورات‪ ،‬مل تسلم ثورة شعبنا‬
‫املباركة من حماوالت االلتفاف والتخريب التي‬
‫اختذت صيغا وأشكاال متعددة بدءا باحلرق والنهب‬

‫تغي يف امل�شهد ال�سيا�سي؟‬


‫ما الذي رّ‬
‫وإثارة اجلهوية وافتعال بعض حاالت االنفالت يف‬
‫الشوارع وأماكن العمل واملؤسسات التعليمية ودور‬
‫العبادة‪ ..‬والتحريض عىل بعض الفئات واهليئات‬
‫املهنية واألحزاب حتت ستار اهتامها بالوقوف‬
‫وراء بعض ما حصل وحيصل من جتاوزات وأفعال‬
‫ما الذي تغري يف الوضع اإلجتامعي أو يف املشهد السيايس؟ كان ثمة استبداد حيوط به «موالون» ُيستخدمون سواتر ترابية ضد عنفوان‬ ‫حد االتهّ ام بقتل أحد القساوسة‪ ،‬وما‬ ‫إجرامية وصل ّ‬
‫أمواج التيار اإلسالمي‪،‬واليوم ثمة استبداد خفي حيوط به «معادون» خيوضون حربا حقيقية ضد نفس الضحايا‪...‬‬ ‫استهداف االحتاد العام التونيس للشغل وقياداته‬
‫كأن العقل السيايس التونيس مل يتغري منذ عقدين كاملني لقد شهدنا نفس األداء يف أواخر الثامنينات حني كانت أطراف باسم العقالنية‬ ‫ومقراته وبعض األطراف اإلسالم ّية وحزب‬
‫والتقدمية واحلداثة تشيع خطابا حاميا متعاليا وحقودا بل وتروج اإلشاعات وتوجه اإلهتامات وحتاسب النوايا وحترض عىل اإلستئصال‬ ‫التحرير وحزب التك ّتل من أجل العمل واحلر ّيات‬
‫ص‪2‬‬
‫اختارت تلك األطراف التحالف مع نظام بن عيل نكاية يف «خصم» يرونه أكرب منهم وأقدر عىل التعبئة وأرسع حركة‬ ‫وحزب العامل الشيوعي التونيس وحركتنا "حركة‬
‫النهضة" وبعض الشخصيات الوطنية إال دليل قاطع‬
‫مرصة عىل‬‫ّ‬ ‫وأنا‬
‫أن قوى الردة مازالت فاعلة هّ‬ ‫عىل ّ‬
‫انتخابات جمعية املحامني ال�ش ّبان‬ ‫م�ؤمتر الثورات والإ�صالح والتحول‬ ‫والرعب‬‫ّ‬ ‫اخلوف‬ ‫من‬ ‫حالة‬ ‫وإشاعة‬ ‫األوضاع‬ ‫توتري‬
‫الدميقراطي يف الوطن العربي‬ ‫بام يزيد يف تردي األوضاع االقتصادية واالجتامعية‬
‫واألمنية ويعيق إنجاز انتخابات املجلس التأسييس يف‬

‫قائمة الإ�سالميني وامل�ستقلني‬ ‫التحول �إىل الدميقراطية يف تون�س‬ ‫املوعد املقرر طمعا يف حصول اهنيار يف الوضع يتيح‬
‫لبقايا العهد البائد العودة للحكم‪.‬‬

‫ص‪5‬‬
‫تفوز ب�أغلبية املقاعـد‬ ‫وم�صر �سيحدد م�صري بلدان عربية‬ ‫البق ّية ص ‪2‬‬ ‫نورالدين البحيري‬
‫ص ‪15‬‬

‫الوقائع الغريبة يف ا�ستن�ساخ وثيقة «اال�ستثناء التون�سي»‬ ‫هل تنجـح الثــورة‬


‫يف ا�ستئ�صال �ضعف الوطنية‬
‫ص‪7‬‬
‫اخلطة حتافظ على التمويل وحتذف القرائن على �أهدافها‬ ‫ص ‪19‬‬
‫اللغويـة يف البــالد؟‬
‫ص ‪11‬‬ ‫ص ‪10‬‬ ‫قف�صة‪:‬‬ ‫ص‪7‬‬ ‫ص‪9‬‬
‫�سو�سة ت�أوي قافلة‬ ‫المباالة امل�س�ؤولني‬ ‫حركـة النه�ضـة من‬ ‫ورقات يف‬
‫م�صابني ليبيني‬ ‫تعطل م�شروعا �صناعيا‬‫ّ‬ ‫خـالل و�سائـل الإعـالم‬ ‫امل�صرفية الإ�سالمية‬
‫‪3‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪2‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬

‫عندما ت�ؤ�س�س النخبة للعنف‬ ‫الوالي وبعض املسؤولني اجلهو ّيني‪.‬‬ ‫�ض ّد التّجمع‬
‫بحري العرفاوي‬
‫اال�ستئ�صاليــون والهجمــة علــى الإ�سالمييــن‬
‫املشاهد عشية يوم األحد ملا تخلل مقابلة النادي البنزرتي والنادي الصفاقسي من‬
‫عنف شمل اجلميع دون استثناء من جتهيزات وإعالميني والعبني وأمن هو عنف ال مبرر‬
‫ا�ستنكار‬
‫إستنكرت الرابطة التونسية للدفاع‬
‫عن حقوق اإلنسان «االعتداءات املتكررة‬
‫عاشت أغلب املدن التّونسيّة يوم األحد‬
‫‪ 24‬أفريل مسيرات شعبيّة حاشدة شارك‬
‫فيها ك ّل مك ّونات املجتمع املدني من أساتذة‬
‫ما الـذي تغي ّـر يف امل�شهـد ال�سيـا�سي؟‬
‫له ومدان بكل املقاييس‪ ،‬غريب عن مالعبنا وغريب عن قيمنا ويهدد مستقبل ‪ 7000‬عائلة‬ ‫التي تستهدف معتقدات وأفكار أشخاص‬ ‫ومحامني وموظفني وشباب جامعي‬
‫بالبطالة ويسيء إلى سمعة البالد‪ .‬ولكن ودون شك يستحضر في ذهني ولألسف الشديد‬ ‫وجماعات بدوافع دينية»‪ ،‬مع العلم أنه وإلى‬ ‫وتلمذي ومعطلون عن العمل وقد رفع في‬ ‫مج الناس كل املفردات‬ ‫دراويش اإلعالم حتى ّ‬ ‫«كرهت السياسة»‪ .‬هذه اجلملة سمعتها‬
‫ما قام به بعض أدعياء الثقافة ورافعي لواء حقوق اإلنسان عند زيارة األستاذ راشد‬ ‫حد الساعة لم تثبت إدانة أي شخص بهذه‬ ‫هذه املسيرات شعارات أبرزها «تونس ح ّرة‬ ‫اجلميلة من جنس الدميقراطية وحقوق اإلنسان‬ ‫أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة‪ .‬يقول أناس‬
‫الغنوشي إلى احلمامات أو عند زيارة أحمد إبراهيم إلى صفاقس والشابي إلى بنزرت‬ ‫األفعال املزعومة‪ .‬ونبهت الرابطة السلطة‬ ‫ح ّرة‪ ،‬والتّجمع على ب ّرة»‪« ..‬بن علي في‬ ‫واملدنية واالمتياز والتسامح وغيرها من‬ ‫كثيرون‪ :‬ما الذي تغير في الوضع االجتماعي أو‬
‫قذف باحلجارة وترديد األلفاظ النابية والسوقية‪ .‬فإذا كان هذا سلوك كبار القوم مع‬ ‫«بضرورة وضع حد لظاهرة التعذيب‬ ‫السعود ّية والعصابة هي هي» ولع ّل أبرز‬ ‫ّ‬ ‫الشعارات تستجمع كما احلطب في كل موقد‪...‬‬ ‫في املشهد السياسي؟ كان ثمة استبداد يحوط‬
‫مخالفيهم من السياسيني فال نستغرب إذن ما قام به هؤالء الصبية والفتيان املهمشون عند‬ ‫واإليقافات العشوائية وخرق اإلجراءات‬ ‫املسيرات والوقفات االحتجاجية كانت أمام‬ ‫وكان حتميا أن يتآكل نسيج من خيوط واهية‬ ‫به «موالون» ُيستخدمون سواتر ترابية ضد‬
‫شعورهم بهزمية فريقهم‪ .‬ألنّ هؤالء ال يجدون إال املثال السيئ في التعامل مع خصومهم‪.‬‬ ‫اجلزائية واحترام احلق في احلرمة اجلسدية‬ ‫املسرح البلدي بالعاصمة حيث رابط اآلالف‬ ‫وأن تتداعى بناية مغشوشة وأن تتعرى عيوب‬ ‫عنفوان أمواج التيار اإلسالمي‪،‬واليوم ثمة‬
‫واحملاكمة العادلة»‬ ‫من التّاسعة صباحا إلى ساعة متأخرة من‬ ‫وفضاعات وجرائم‪ ...‬ورغم أن بعض قطع غيار‬ ‫استبداد خفي يحوط به «معادون» يخوضون‬
‫ولم يقدم لهم كبار احلومة أمثلة واقعية على التسامح والتعاطي مع الهزمية بروح املواطنة‬
‫هيئة ت�أ�سي�سية‬ ‫املساء مطالبني مبحاكمة رموز العهد البائد‬ ‫ماكينة االستبداد مازالت تصر على كون مدة‬ ‫حربا حقيقية ضد نفس الضحايا‪ ...‬كأن العقل‬
‫واحملبة‪..‬على شاكلة ما نراه في دول دميقراطية يسارع اخلاسر فيها إلى تهنئة الفائز بل‬
‫انعقدت الهيأة التأسيسية حلركة النهضة‬ ‫الشعب‬‫وك ّل من ثبت إجرامهم في حقّ ّ‬ ‫صالحيتها لم تنته فإن قطعا أخرى مصنعة‬ ‫السياسي التونسي لم يتغير منذ عقدين كاملني‬
‫يحرص على أن يكون أول املهنئني وتلك أولى خطوات الدميقراطية واخلطوة األولى لنبذ‬ ‫على عجل تريد أن تكون بديال وأن حتل محل‬ ‫لقد شهدنا نفس األداء في أواخر الثمانينات‬
‫الشهداء هد ًرا‪ .‬يوم اجلمعة ‪ 22‬أفريل ‪ 2011‬برئاسة األخ‬ ‫التونسي وأن ال تذهب دماء ّ‬
‫العنف في مالعبنا الرياضية والسياسية واالجتماعية‪.‬‬ ‫«املواالة» بخوض «املعاداة» ضد نفس الضحية‪.‬‬ ‫حني كانت أطراف باسم العقالنية والتقدمية‬
‫علي العر ّيض وتناولت مسألة العضوية‬ ‫حما�ضرة‬
‫يلقي مساء اليوم اجلمعة ال ّدكتور محمد في احلزب وأقرت الهيئة مبدأ االنفتاح على‬ ‫الثورة ليست هزة أرضية فجائية وليست‬ ‫واحلداثة تشيع خطابا حاميا متعاليا وحقودا بل‬
‫هداية‪ ،‬عضو مجمع البحوث اإلسالميّة عموم أبناء الشعب في ظل التوافد الهام‬ ‫حدثا آنيا ‪...‬الثورة فكر جديد وقيم جديدة‬
‫نقيب املهند�سني «النقابة هي مك�سب‬ ‫مبصر واملستشار برابطة العالم اإلسالمي لطالبي االنخراط كما تابعت الهيأة الوضع‬ ‫ورؤية مستقبلية مبدعة ومتجاوزة ‪...‬الثورة‬
‫حالة من التحرر ومن التطهر الدائمني بحيث‬
‫كيف ال يتقدم التقدميون احلداثيون‬
‫درسا بعد صالة العصر العام بالبالد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مب ّكة املك ّرمة‪،‬‬ ‫مب�شاريع حتديثية ي�ستفيد منها اجلميع‬
‫من مكا�سب الثورة التون�سية»‬ ‫عودة لل�شغل‬
‫استرجع األخ صالح بن عبد الله عضو‬
‫مبسجد البحيرة بالعاصمة‪.‬‬
‫جيل جديد‬
‫يسعى الثوريون ومن داخل املشهد ذاته إلى‬
‫صنع مشهد جديد سياسيا وثقافيا واقتصاديا‬
‫بدل �أن يظلوا ميار�سون املناحات‬
‫مدفوعة األجر‪.‬‬ ‫على التطور؟ وكيف ال يتحمل املستنيرون‬ ‫وقيميا وعالئقيا وبحيث يتحرر مجتمع الثورة‬ ‫ال�سيا�سية والعويل الإيديولوجي‬
‫أوضح رئيس الهيئة املؤقتة للنقابة املهندسني السيد عبد احلفيظ الزريبي دوافع وأهداف‬ ‫مت اإلعالن عن تأسيس تنظيم شبابي الهيئة التأسيسية شغله بدائرة احملاسبات‬ ‫ّ‬
‫إحداث أول نقابة للمهندسني في تونس‪.‬‬ ‫جديد أطلق عليه مؤسسوه اسم «اجليل بعد أن حرم منه منذ سنة ‪ 1981‬بسبب‬ ‫ولسنا بصدد مناقشة فحوى خطاب‬ ‫مسؤولية تنوير من يظنونهم ظالميني؟ وكيف‬ ‫من مظاهر االستغالل ومن املمارسات اإلكراهية‬
‫اجلديد» يعمل على تأطير وتنظيم حركة احملاكمات السياسية املتتالية (‪/87 /81‬‬ ‫«املعاداة» ـ فهو أقل من أن ُيناقش ـ إمنا نحن‬ ‫ال يتقدم التقدميون احلداثيون مبشاريع حتديثية‬ ‫ومن نوازع احلقد وأخالق الكذب والتشويه‬ ‫وتروج اإلشاعات وتوجه االتهامات وحتاسب‬
‫وقال الزريبي «نعتبر أن هذه الهيئة هي مكسب من مكاسب الثورة التونسية والدليل‬
‫الشبابي ويعتبر أنّ املشهد ‪.)90‬‬ ‫ّ‬ ‫االحتجاج‬ ‫بصدد التنبيه إلى مخاطر منهج أصحابه‪ ...‬ولنا‬ ‫يستفيد منها اجلميع بدل أن يظلوا ميارسون‬ ‫والزيف ‪...‬مجتمع الثورة حقل الستنبات قيم‬ ‫النوايا وحترض على االستئصال اختارت تلك‬
‫هو إحداثها بعد ‪ 14‬جانفي ولم يكن بإمكاننا أن نؤسسها في ظل نظام فاسد رغم‬ ‫احلياة ومبادئ العدل وإرادة التحرر وأخالق‬ ‫األطراف التحالف مع نظام بن علي نكاية في‬
‫السياسي ال ّراهن محكوم بصراعات املاضي �إحياء ذكرى ال�شهيد مربوك الزرن‬ ‫أن نسأل‪ :‬هل يجد مثقف أو سياسي احتراما‬ ‫املناحات السياسية والعويل اإليديولوجي‬
‫احملاوالت العديدة سابقا‪».‬‬ ‫لنفسه وهو ميارس الشتيمة والتحريض‬ ‫والتحريض الشعبوي؟ للمواطن ذاكرته احلادة‬ ‫األسوياء ‪...‬مجتمع الثورة ال يجحد فضل‬ ‫«خصم» يرونه أكبر منهم وأقدر على التعبئة‬
‫تحُ يي حركة النهضة وعائلة الشهيد‬ ‫وأنه عاجز عن التّعبير عن تطلّعات أوسع‬
‫والشرائح واجلهات‪ ،‬وأنّ املطروح الشيخ مبروك الزرن ذكرى استشهاده‬ ‫ّ‬ ‫الفئات‬ ‫ومحاكمة النوايا وجلد من لم تندمل جراحاتهم‬ ‫والتاريخ هو الشاهد الوحيد الذي ال يكذب قط‬ ‫املناضلني وال يتنكر لدماء الشهداء وال يتعالى‬ ‫وأسرع حركة‪ ...‬دفعت البالد ثمنا موجعا‬
‫اليوم على رأس جدول األولو ّيات فتح وذلك يوم اخلميس ‪ 5‬ماي املقبل مبق ّر سكناه‬ ‫بعد؟ هل ُيصدق واحد من هؤالء نفسه أو‬ ‫فهل يراهن عسكر احلروب اإليديولوجية على‬ ‫أمام القامات العالية نحتتها احملن والشدائد ‪.‬‬ ‫حني ُحشر اآلالف في السجون ُ‬
‫وش ّر َد مثلهم‬
‫بحي الر ّمانة‪.‬‬ ‫هل يظن أن الناس يصدقونه حني ُيشيع من‬ ‫احتمال ضعف الذاكرة ؟‬ ‫مجتمع الثورة ال يجد حرجا في اإلعتذار‬ ‫وأوذي األطفال والبنات والزوجات واألمهات‬
‫حوار وطني حول اخليارات االقتصادية سابقا ّ‬
‫تظاهرة (‪)1‬‬ ‫اإلشاعات ما ال يقبل به عقل صبي؟‪ ...‬أعرف‬ ‫بعض من النخبة الذين ظلوا غارقني في‬ ‫لضحايا ما قبل الثورة وفي السعي لتضميد‬ ‫وحوصرت الفكرة احلرة حتى تصحرت البالد‬ ‫ُ‬
‫واالجتماعية الكبرى‪ ..‬وإجابة عن سؤال‬
‫مبناسبة تدشني املق ّر اجلديد يتش ّرف‬ ‫أنّ السياسة ماكرة بطبع أصحابهاـ وليس‬ ‫الفراغ لم يتكلموا في املظالم وأوجاع الناس‬ ‫جراحات من ظلموا طويال‪.‬‬ ‫كلها وطأطأت النخب السياسية والفكرية‬
‫السياسيّة‪،‬‬‫حول عالقة التنظيم باألحزاب ّ‬
‫املؤسسني أن ال عالقة لهذا املكتب اجلهوي حلركة النهضة باملنستير‬ ‫بطبعها إذ السياسة أرقى أنواع الفنون ـ ولكن‬ ‫يباغتوننا اليوم في الصفوف األولى يلعقون‬ ‫حني نشهد تدفقا يوميا خلطابات حامية‬ ‫الرقاب إال قليال‪ ...‬اصطنع النظام لنفسه حزاما‬
‫ّ‬ ‫أجاب أحد أبرز‬
‫بدعوتكم حلضور التظاهرة الثقافية التي‬ ‫التّنظيم ّ‬ ‫للمكر حدوده حتى ال ينحدر إلى درجات ال يليق‬ ‫لعاب الغنيمة ويشهرون أنيابهم ضد شركائهم‬ ‫نصاب باإلحباط‬
‫ُ‬ ‫محرضة متعالية وحاقدة‬ ‫من عسكر «املواالة» مش ّكال من اللصوصية‬
‫الشبابي بأي طرف سياسي‪.‬‬
‫تسميتها‪.‬‬ ‫في الوطن بحماسة ال تفهم إال على كونها‬ ‫ونتساءل كيف ال يقبل العقالنيون بقدرة العقل‬ ‫السياسية ومن اإلنكشارية الثقافية ومن‬
‫ستقام يوم السبت ‪ 30‬أفريل ‪ 2011‬انطالقا‬ ‫منظمة واعدة‬
‫ّ‬
‫بادرت مجموعة مستقلة تتك ّون من خبراء من الساعة الثانية بعد الزوال باملركب الثقافي‬
‫ومثقفني ومواطنني بتكوين منظمة «حلول مبدينة املنستير وذلك بحضور األمني العام‬
‫للبطالة بالتنمية» تهدف إلى تقدمي حلول للحركة األخ حمادي اجلبالي‪.‬‬
‫بقية الإفتتاح ّية‬ ‫من العقالء إ�ىل ‪...‬‬
‫تظاهرة (‪)2‬‬ ‫واقتراحات للقضاء على البطالة بالتنمية‬ ‫وشلل‪ ،‬أفرط البعض ولألسف الشديد في‬ ‫ومما يلفت النظر انسياق "حتى ال‬ ‫كتب األستاذ عبد اللطيف فوراتي في صحيفة الشروق ‪ 26‬أفريل اجلاري في معرض حديثه‬
‫للشغل يقيم فرع‬ ‫مبناسبة اليوم العاملي ّ‬ ‫انطالقا من مشاريع كبرى في إطار برنامج‬ ‫افتعال وإبراز كل ما هو مخيف مرعب وكل‬ ‫نقول" انخراط بعض وسائل اإلعالم الوطنية‬
‫جاءت هذه التصريحات في أول ندوة صحفية عقدتها نقابة الصحافيني يوم السبت ‪23‬‬ ‫عن جماعة «قلبان الفيستة» دعاهم إلى قليل من احلياء والتواضع‪ ،‬مستعرضا جتربته الطويلة في‬
‫استراتيجي ويرأس الهيئة التأسيسية حركة النّهضة برادس تظاهرة ثقافيّة يوم‬ ‫ما يح ّرض على تقسيم املجتمع وبث الفرقة‬ ‫واألجنبية في إعطاء صورة غير حقيقية عن‬
‫أفريل بالعاصمة وحضرها عدد من املهندسني والطلبة واإلعالميّني‪.‬‬ ‫تغطية احملاكمات السياسية بتونس‪ .‬ونورد شهادته للتاريخ ملكانة الرجل في الصحافة التونسية‪.‬‬
‫األحد ‪ 1‬ماي ‪ 2011‬على ّ‬
‫الساعة التّاسعة‬ ‫للمنظمة األستاذ محمد اجلدالوي‪.‬‬ ‫بني أحزابه وجهاته وفئاته وكل ما ين ّفر‬ ‫األوضاع في البالد وتغليب الرغبة في اإلثارة‬
‫وذكر الزريبي العوامل التي ساهمت في إحداث النقابة ومن بينها الزخم الذي شهدته‬ ‫صباحا‪ ..‬وتتخلل املهرجان أغاني‬ ‫ً‬ ‫والنصف‬ ‫�إ�ضراب‬ ‫املستثمرين والسيّاح على القدوم إلى تونس‪.‬‬ ‫وتضخيم بعض األحداث وافتعال أخرى على‬ ‫ومما قاله «وبدأ نظام اإلطالق على رأي أحمد بن أبي الضياف في تسميته باحلكم املطلق في‬
‫البالد خالل الثورة ووضعية املهنيني املهمشني‪ ،‬كما بينّ في مجمل حديثه الصعوبات‬ ‫أعلنت الهيئة اإلدارية للنقابة العامة وطنيّة وملتزمة ومجموعات من مغنّي‬ ‫وبصرف النظر ع ّما إذا كان عشاق الترويج‬ ‫حساب احلقيقة وذلك من خالل التركيز على‬ ‫كتابه الفذ ثم جاءت محاكمة اإلسالميني‪ ،‬وظهور نقلة نوعية في التعامل مع احملاكمات السياسية‪،‬‬
‫التي يواجهها املهندسون من بطالة وأجور متدنية وظروف اجتماعية صعبة تعيقهم عن‬ ‫ألعوان العدلية وكتبة احملاكم أنها قررت الراب‪ ،‬إضافة إلى تكرمي ثلّة من عائالت‬ ‫"الندالع حروب" في بالدنا واعني مبا ميكن‬ ‫بعض التجاوزات املنعزلة والسلوكيّات الفرد ّية‬ ‫وإني إذ سبق لي أن توليت تغطية كل احملاكمات السياسية في تونس بدءا بآمر احلرس الكتاري‬
‫اإلبداع‪ ،‬حسب تعبيره‪ .‬ودعا املهندسني إلى حتمل مسؤولياتهم واالنخراط في النقابة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الشهداء‪.‬‬ ‫اإلضراب عن العمل أيام ‪ 25 ،24‬و‪ 26‬من‬ ‫أن يترتب عن دعايتهم تلكم الظاملة من آثار‬ ‫وغيرها مما ال يستحق أي اهتمام لوال رغبة‬ ‫سنة ‪ 1960‬عبر ما يسمى باملؤامرة سنة ‪ ،1963‬ثم تداعيات أحداث جوان ‪ ،1967‬وبعدها مجموعة‬
‫وأوضح الزريبي موقف النقابة من االحتاد العام التونسي للشغل الذي اعتبره منظمة‬ ‫�سياحة‬ ‫الشهر القادم احتجاجا على عدم فتح باب‬ ‫على وحدة املجتمع وعلى اقتصاد البالد‬ ‫البعض في تأثيث الصورة التي اختار نقلها‬ ‫برسبكتيف وصوال إلى محاكمة بن صالح سنة ‪ 1970‬ثم الوحدة الشعبية وغيرها‪ ،‬فلم يسبق أن‬
‫مناضلة مؤكدا استقاللية النقابة عن االحتاد «رغم أن كل اإلمكانيات تبقى متاحة «وفق‬ ‫استثمر األستاذ راشد الغنوشي رئيس‬ ‫الترقيات املهنية وعدم إدماج جزء من منحة‬ ‫ومصير مئات اآلالف من الع ّمال في قطاعات‬ ‫على بالدنا‪ :‬انفالت أمني واكتساح "التيار‬ ‫تدخلت السلطة في ما ينشر مطلقا عن وقائع تلك احملاكمات إال في تلك احملاكمة لإلسالميني في‬
‫قوله‪ .‬وأضاف «ال ندعي الوصاية على املهندسني أو متثيل جميعهم»‪.‬‬ ‫حركة النهضة لقاءاته مع اجلاليات العربية‬ ‫اإلنتاج ضمن املرتب‪.‬‬ ‫أصيبت بعد الثورة بالشلل (السياحة خاصة‬ ‫الديني" للشارع وحالة احتقان قصوى‬ ‫بداية التسعينات التي كانت محل توبيخ يومي على أساس أنها دعاية لإلسالميني وحتى اتهامي‬
‫وفي سياق متصل أبدى الزريبي امتعاضه من عمادة املهندسني مشيرا إلى أنها منظمة‬ ‫املقيمة بأوروبا والتونسية خاصة لدعوتهم‬ ‫فك اعت�صام‬ ‫ّ‬ ‫واخلدمات عامة) ومثلهم أو أكثر من العاطلني‬ ‫بني اإلسالميني والالئكيني‪ ..‬دون أن ينسوا‬
‫ّ‬ ‫بأني واحد منهم‪ ،‬وهو شرف ال أدعيه‪ ،‬وإلى احلد الذي حصل لي انفجار في يوم من أيامها وأجبت‬
‫لم تشهد بعد الثورة حتسنا في أداءها أو صدقا في أطروحتها‪ ،‬وفق تعبيره‪.‬‬ ‫فك أهالي قرية النصر غرب مدينة إلى قضاء إجازاتهم خالل شهر رمضان‬ ‫الذين شاركوا في الثورة وفي الدفاع عنها‬ ‫نصيب الغائب احلاضر "حركة النهضة" كل‬
‫املكناسي اعتصامهم مساء الثالثاء ‪ 26‬املعظم بتونس وتنشيط القطاع السياحي‬ ‫املتدخل وكان وزيرا عالي الرتبـة‪« :‬ماذا تريدني أن أفعـل وقضيتكم ليست مخدومة كما ينبغي‬
‫وأبرز الزريبي حرص النقابة على أن تطرح نفسها شريكا فاعال مع مكونات املجتمع‬ ‫أمال في أن تفتح لهم باب رزق يحفظ كرامتهم‬ ‫ذلك مع استحضار مشاهد عرضتها بالدنا‬
‫أفريل‪ ،‬بعد أن تل ّقوا وعدا باإلستجابة الذي يشغّل ما يزيد عن ‪ 300‬ألف شخص‬ ‫(‪.)votre procès n’est pas bien ficelé‬‬
‫املدني من جهة وتكاملها مع عمادة املهندسني رغم التحفظات التي أبدها القائمون على‬ ‫ويحقق حاجياتهم األساسية والضرورية‪،‬‬ ‫واملنطقة خالل فترة التسعينات في محاولة‬
‫ملطالبهم العاجلة كرفع الفواضل والتشغيل بني قار وموسمي‪.‬‬ ‫فإنّ الثابت عندي أنّ شعبنا البطل الذي هزم‬ ‫مفضوحة للتعريض على ثورة تونس املباركة‬
‫النقابة من هذه املنظمة‪.‬‬
‫ذكرى ا�ست�شهاد توفيق املرزوقي‬ ‫البت في بقيّة‬‫ّ‬ ‫في احلضائر في انتظار‬ ‫الرئيس املخلوع واحلريص على الوفاء لدماء‬ ‫من أجل إجهاضها‪.‬‬
‫من جانبها قدمت السيدة وداد ذويب عضو الهيئة التنفيذية للنقابة ظروف نشأة النقابة‬ ‫م ّرت يوم ‪ 27‬أفريل اجلاري الذكرى‬ ‫املطالب كتسوية الوضعية العقارية املتعلّقة‬
‫عبر مختلف االجتماعات التحضيرية التي سبقت إعالن قيامها مبرزة تطلعات النقابة‬ ‫شهدائه األبطال أش ّد إصرارا اليوم أكثر من‬ ‫واخلطير أنه كلما اقترب موعد انتخاب‬ ‫المدير المسؤول‬
‫باألراضي التي كانت قد وزعت أوائل الرابعة والعشرون الستشهاد األخ توفيق‬ ‫التمسك بوحدته في إطار‬
‫ّ‬ ‫أي وقت مضى على‬ ‫املجلس التأسيسي وكلما اتسعت مساحة‬
‫التي تهدف إلى اإلعداد ملؤمتر سبتمبر املقبل وفيه سيتم انتخاب نقيب جديد وتسمية‬ ‫السبعينات على مقاومي املنطقة واملتعاضدين املرزوقي أصيل اجلريصة من والية الكاف‪،‬‬ ‫التنوع واحترام احلق في االختالف وعلى‬ ‫االلتقاء ودائرة التوافق بني التونسيات‬
‫راشد الغنوشي‬
‫ممثلني جهو ّيني للنقابة‪.‬‬ ‫بها‪ .‬وكان حوالي ‪ 500‬مواطن قد شاركوا وهو موظف بالشرطة كان قد توفي حتت‬ ‫القطع مع رموز وخيارات ودعاوى التخويف‬ ‫والتونسيني أفرادا وأحزابا وهيئات وجمعيات‬
‫وتسعى نقابة املهندسني وفق ما جاء في بيانها التأسيسي إلى جمع شمل املهندسني من‬ ‫التعذيب يوم ‪ 27‬أفريل ‪ 1987‬بدهاليز‬ ‫في هذا التّحرك‪.‬‬ ‫العنوان‪ :‬عمارة خيري زاوية نهج الجزيرة أنقلترا عدد ‪ 26‬الطابق الثاني‬
‫والتخوين وفزّاعة اإلسالميني رحلت برحيل‬ ‫وكلما خطت البالد خطوات نحو محاصرة‬
‫كل االختصاصات وكل الشرائح العمرية وتعمل على النهوض مبكانتهم والدفاع عن‬ ‫مت االتفاق على ح ّل االعتصام بحضور وزارة الداخلية‪.‬‬ ‫وقد ّ‬ ‫مظاهر االنفالت واستعادة مؤسسات‬ ‫مكتب عدد ‪206 /205‬‬
‫املخلوع ولم يعد لها مكان في بالد حتررت من‬
‫حقوقهم املادية واملعنوية إضافة إلى أنّها حاضنة يلتقي فيها الفكر واإلنتاج اجلماعي‬ ‫اخلوف والتخويف حققت ثورة لم يشهد لها‬ ‫الدولة حلضورها وتعافي عدد من القطاعات‬ ‫فاكس‪71321814 :‬‬
‫ملشاريع ومقترحات تخدم البالد‪.‬‬ ‫التاريخ مثيال‪.‬‬ ‫واملؤسسات االقتصادية مما أصابها من وهن‬ ‫العنوان االلكتروني‪elfejr2011@gmail.com :‬‬
‫‪5‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪4‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬

‫عبد القادر الطرابلسي‬


‫حمطات تاريخية على درب يوم العمال العاملي‬
‫الحبيب ستهم‬ ‫ما مل يقله الربنامج التلفزي «دولة الف�ساد»‬ ‫حيتفل العامل التونسيون يوم غرة ماي بإحياء الذكرى األوىل ليوم العامل العاملي يف ظل‬
‫ثورة أطاحت برؤوس الظلم واالستبداد وبالذكرى الواحدة والعرشين بعد املائة لنفس اليوم‬
‫من التونسيني ال تقل في شيء عن ظهور‬ ‫مجرد ظهوره على الشاشة وبهذا الشكل‬ ‫اعتربه البعض جرأة متقدمة واندهش العديد من املواطنني من طريقة الطرح وتعجب‬ ‫عىل غرار العامل يف سائر أنحاء املعمورة‪ .‬فام هي املحطات التارخيية أو قصة احتفال غالبية‬
‫عبد الله القالل على الشاشة ليلة هروب‬ ‫من األعمال يرجع بذاكرتنا وذاكرة كل‬ ‫البعض اآلخر من خفايا الرجل األول يف الدولة املهزوم والتي تكشف ألول مرة مدعومة بالوثائق‪.‬‬
‫دول العامل هبذا اليوم الذي يقرتن سنويا بغرة ماي؟‬
‫الطاغية من تونس أما األخطر من هذا كله‬ ‫الذين عايشوا فترات قمع اإلسالميني إلى‬ ‫ولكن قلة قليلة جدا تساءلت ملاذا هذا الربنامج من حيث املضمون؟ وملاذا ذلك العنوان «دولة‬
‫هو الرسالة التي قد يريد لها أصحابها أن‬ ‫السيء الذكر «املنظار» حيث كان‬
‫ّ‬ ‫البرنامج‬ ‫الفساد»؟ وملاذا يف مثل هذا التوقيت بالذات؟ وأضيف عىل هذه التساؤالت ملاذا عامد قمعون‬ ‫‪ 1887‬وانتحر اخلامس في السجن بينما صدر‬ ‫بالنبش في ذاكرة التاريخ‪ ،‬جتدر اإلشارة إلى‬
‫تصل إلى اجلماهير بطريقة غير مباشرة‬ ‫عماد قمعون مشتركا في إعداده وتقدميه‬ ‫بالتحديد؟‬ ‫عفو عن الثالثة اآلخرين سنة ‪.1893‬‬ ‫أن هذه الذكرى تعيد سنويا لألذهان كل أشكال‬
‫وكأن لسان حالهم يقول للشعب «إ ن‬ ‫جنبا إلى جنب مع زميله الشلي وهما اللذان‬ ‫وفي سنة ‪ ،1889‬قررت االشتراكية الدولية‬ ‫الصراع التي خاضها العمال للتحرر من ربقة‬
‫أسلحتنا وأساليبنا ال زالت موجودة وهي‬ ‫ساهما بشكل كبير في تسميم الرأي العام‬ ‫محاسبتهم من ذاكرة املواطن‪.‬‬ ‫للغوص في خبايا هذا الشريط الوثائقي‬
‫الثانية بباريس تنظيم مظاهرة تشمل كل عمال‬ ‫االستغالل ونير االضطهاد وجتسد كل مالحم‬
‫جاهزة خلدمة الهدف الذي نريد وبالكيفية‬ ‫وتأليبه ضد شريحة من املواطنني ذنبهم‬ ‫وتتبع الغرزة يستدعي منا الوقوف عند‬ ‫اخترت االستعانة ببعض األمثلة الشعبية‬
‫دول العالم في يوم محدد اعتبارا من غرة مايو‬ ‫النضال على درب االستماتة في املطالبة بحقهم‬
‫التي نريد وها نحن نقدم لكم كبش فداء كان‬ ‫أنهم طالبوا بحقهم في التنظم وبحرية‬ ‫الصفة احلزبية للرئيس املخلوع ‪ ‬فالكل يعلم‬ ‫والعربية دقيقة الداللة تعني على توجيه‬
‫‪ 1890‬لتكرمي قتلى شيكاغو وللمطالبة خصوصا‬ ‫املشروع في العمل الالئق‪ .‬أما تاريخ غرة ماي‪،‬‬
‫ميكن أن يقدمنا هو ويضعنا أكباش فداء‬ ‫التعبير‪ .‬لقد كان وقع ذلك البرنامج أقوى‬ ‫أنه رئيس التجمع الذي بواسطته ومن خالله‬ ‫البوصلة أولها املثل القائل «من نفقتو باين‬
‫بتخفيض عدد ساعات العمل إلى ثمانية باليوم‪.‬‬ ‫فإنّه يحيي شريط األحداث التي شهدتها مدينة‬
‫فاكتفو بهذا الكبش الثقيل الوزن والبقية‬ ‫كان قابعا وجاثما على رقاب العباد في املدن‬ ‫العشاء» واملثل القائل «البعرة تدل على‬
‫الذي مت إقراره بفرنسا سنة ‪.1919‬‬ ‫شيكاغو بالواليات املتحدة األمريكية‪ .‬فهذه املدينة‬
‫لعلكم تقرؤونها في خفايا البرنامج‪.‬‬ ‫كما في األرياف مبتزا للمثقف واملتعلم قبل‬ ‫البعير» وتأسيا باملثل القائل «تبع الغرزة»‬
‫في النهوض بوضعنا االقتصادي أحد الدعائم‬ ‫من جشاعة رأس املال لقطف حصص أعلى من‬ ‫وتعد سنة ‪ 1936‬من أبرز محطات تاريخ‬ ‫التي كانت تعد مع نهاية الربع األخير من القرن‬
‫مثل هذه األساليب كان لها أن تنطلي في‬ ‫تركيز احلديث وح�رصه‬ ‫األمي والبسيط فهو اجلباية املوازية والزبلة‬ ‫فلنبدأ تشريحنا للملف من العنوان‪ ،‬فكلمتي‬
‫األساسية للحفاظ على نبض الثورة وكسب‬ ‫ثمار النمو من خالل ابتكار وإرساء آليات جديدة‬ ‫غرة ماي‪ ،‬حيث أعيد أثناءها توحيد صفوف‬ ‫التاسع عشر من أضخم املراكز الصناعية مبنطقة‬
‫السابق أما اليوم فشعب الكرامة والثورة‬ ‫واخلروبة املوازية وهو اجلهة الرسمية‬ ‫«دولة الفساد» كما قدمه معد البرنامج‬
‫يف �شخ�ص الرئي�س الهارب يجعلنا‬ ‫الساهرة على صناديق النهب حيث تقود‬ ‫أريد منهما حصر الفساد وكل اخلراب‬
‫برص‬‫ّ‬ ‫رهان حتقيق أهدافها‪ .‬ولن يتسنى ذلك إال‬ ‫تدفع مع مرور األيام نحو حتقيق املزيد من عدالة‬ ‫الكنفدرالية العامة للعمال إثر انعقاد مؤمترها‬ ‫البحيرات الكبرى‪ ،‬احتضنت سنة ‪ 1984‬املؤمتر‬
‫وأبناء الفيسبوك ميثلون احلصن احلصني‬ ‫الصفوف مبنأى عن كل االنتماءات العقائدية‬ ‫التوزيع‪.‬‬ ‫بباريس بني ‪ 2‬و‪ 6‬مارس‪ ،‬ثم إنّ حتركات غرة‬ ‫السادس للفيدرالية األمريكية للشغل الذي دعا‬
‫أمام كل أنواع وأشكال االرتداد‪ .‬فقد بينّ‬ ‫نت�ساءل هل هو جمرد خط�أ عفوي‬ ‫لها املواطنني باإلكراه والترهيب مبناسبة‬ ‫واإلجرام والتنكيل واالستهتار بكرامة‬
‫والقناعات الفكرية واخللفيات اإليديولوجية ألنّ‬ ‫ولعل ضمان استمرارية ما حتقق من مكاسب‬ ‫ماي انطلقت قبل يومني من االنتخابات البرملانية‬
‫وبغير مناسبة حتى أصبح ديسمبر أثقل‬ ‫املواطن ومبقدراته واإلساءة للوطن داخليا‬ ‫احلاضرون فيه وألول مرة في تاريخ احلركة‬
‫مرة أخرى تالميذ العهد البائد أنّ منهج‬ ‫�أم �سيا�سة تدفع نحو �إخراج‬ ‫سفينة الثورة التي تشق عباب بحر املستقبل تتسع‬ ‫وافتكاك املزيد من أسباب الرخاء مبا يتيح حق‬ ‫التي أوصلت اجلبهة الشعبية إلى سدة احلكم‬ ‫العمالية إلى تنظيم تظاهرة يوم غرة ماي للمطالبة‬
‫الشخصنة عندهم متغلغل ولم يتخلصوا‬ ‫األشهر عند كل املواطنني‪ ،‬هذا احلزب‬ ‫وخارجيا في شخص واحد أوحد أال وهو‬
‫لكل حساسيات شعبنا وتقل كل مكوناته‪ .‬أ ّما‬ ‫التمتع بحياة كرمية في حدود اإلمكانات املتاحة‪.‬‬ ‫بفرنسا‪ ،‬وأخيرا توجت تلك التحركات في شهر‬ ‫بيوم عمل من ثماني ساعات‪.‬‬
‫منه فمن التمجيد للشخص ورد كل فعل‬ ‫العديد من امل�س�ؤولني الواجب‬ ‫احلاكم املسبح باسم رئيسه الذي ليس مثله‬ ‫الرئيس املخلوع وهو األمر الذي لم يقدر‬
‫إذا ما ركب بعضنا رأسه وضرب عرض احلائط‬ ‫يستوجب املزيد من الكدح خللق املزيد من الثروة‬ ‫جوان بإقرار نظام األربعني ساعة في األسبوع‬
‫أحد ‪ ‬حتول إلى أداة بطش وابتزاز للشعب‬ ‫على فعله ‪ ‬فرعون نفسه الذي كان يستعني‬ ‫وفي مثل ذلك اليوم من سنة ‪ ،1886‬الذي‬
‫وكل فكر إليه فكنت ال تسمع سوى بأمر‬ ‫حما�سبتهم من ذاكرة املواطن‬ ‫بكل تنازل ولو طفيف وحاول عبثا دق إسفني‬ ‫واحلرص على أن ال تتحول احلياة داخل املنشأة إلى‬ ‫بدل الثمانية واألربعني‪.‬‬ ‫كان يأمل املؤمترون فيه حتقيق مبتغاهم‪ ،‬ش ّن‬
‫من سيادته‪ ..‬وقد أذن سيادة الرئيس‪..‬‬ ‫ومن غير املنطقي أن يتم التغافل عنه وعدم‬ ‫من أجل أن يحكم ويسود بوزيره هامان‬
‫لعرقلة مسيرتها دون أن يتم فضحه والتصدي‬ ‫إفراط في املطالبة باحلقوق مقابل تفريط في أداء‬ ‫أما سنة ‪ ،1941‬فقد أضفى أثناءها نظام‬ ‫العمال إضرابا‪ .‬وبعد يومني‪ ،‬أي في الثالث‬
‫وبطلب من فخامته‪ ..‬واألمثلة كثيرة‪  ،‬إلى‬ ‫التعرض لرموزه ودورهم في اخلراب الذي‬ ‫وبالسحرة‪  ‬وبالعسكر الذي كان ميثل‬
‫إليه فسوف يكون مآل اجلميع الغرق في ظلمات‬ ‫الواجبات بكل ما قد ينجم عنه من تقهقر إلنتاجية‬ ‫فيشي الصبغة الشرعية على غرة ماي بأن جعل‬ ‫من ماي‪ ،‬اندلعت مواجهات دامية بني رجال‬
‫الشخصنة عند توجيه االتهام بحصر‬ ‫من عصى اجلالد وقيد السجان حيث تعدى‬ ‫حلق البالد واحلقيقة كاملة أو ال تكون‬ ‫عصاه التي يضرب بها كل خصومه وكل‬
‫هذا البحر اللجي‪ .‬ولع ّل أبلغ تعبير على هذا املعنى‬ ‫العمل التي تعكس إلى حد بعيد كفاءة وفاعلية‬ ‫من ذلك اليوم عيدا‪ ،‬يتعطل فيه العمل دون أن‬ ‫الشرطة واملضربني‪ ،‬من بينهم عمال املنشأة‬
‫وجتميع كل الفساد ورده إلى شخص فقط‬ ‫أثره املعتقلني واملسجونني إلى عائالتهم‬ ‫وال يقام عدل على نصف احلقيقة أو جزء‬ ‫معارضيه هذا من ناحية أما من ناحية أخرى‬
‫ما ورد عن الرسول الكرمي صلى الله عليه وسلم‬ ‫أبناء املجتمع في بناء اقتصادهم واستعدادهم‬ ‫يخصم من رواتب العمال‪ ،‬وأطلق عليه عيد العمال‪.‬‬ ‫العمالقة املنتجة لآلالت الزراعية« « ‪rMcCo‬‬
‫وهذا أبشع أنواع التملص من املسؤولية‬ ‫وذويهم وأقاربهم الذين شوههم البرنامج‬ ‫منها وال ميكن لبرنامج‪  ‬وثائقي أو توثيقي‬ ‫فإقران كلمة الفساد بكلمة دولة يقتضي‬
‫حيث قال‪ « :‬مثل القائم في حدود الله والواقع فيها‬ ‫ملواجهة التحديات اإلمنائية ومحاولة التغلب‬ ‫الذي عممته اجلمهورية الرابعة سنة ‪ 1947‬على‬ ‫‪ ،»mic‬أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وجرح‬
‫فإنّ كان كل الذين ساندوا وناشدوا وأيدوا‬ ‫وجعلهم إرهابيني ومنبوذين من طرف‬ ‫ومبثل ذلك العنوان إغفال جهاز مبثل ذلك‬ ‫التعرض لإلدارة واألجهزة والدواوين‬
‫كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم‬ ‫عليها‪ .‬وما أكثر مثل هذه التحديات في تونس‬ ‫كل املنشآت العمومية واخلاصة مع التنصيص‬ ‫خمسني آخرين‪ .‬ومن الغد‪ ،‬نظم العمال جتمعا‬
‫وطبلوا وزينوا وشاركوا في إيصال البالد‬ ‫املواطن البسيط الذي لم يكن يقدر على‬ ‫احلجم إال إذا كان معد البرنامج تعمد مرة‬ ‫والوزارات التي لم تكن تشتغل دون‬
‫أعالها وبعضهم أسفلها‪ ،‬وكان الذين في أسفلها‬ ‫اليوم عشية إحياء عمالنا لعيدهم‪ .‬وما أحوجنا إلى‬ ‫على أنّه‪ ،‬األول من ماي‪ ،‬عطلة خالصة األجر‪.‬‬ ‫احتجاجيا ضخما‪ ،‬ألقيت أثناءه قنبلة على رجال‬
‫إلى هذا الوضع من االنهيار فاقدين لإلرادة‬ ‫عدم تصديق تلك األباطيل نظرا لإلخراج‬ ‫أخرى منحى استبعاد مجموعة أو جهات‬ ‫موظفني وال مسؤولني وال مدراء‪ ،‬وعليه‬
‫إذا استقوا من املاء مروا على من فوقهم‪ ،‬فقالوا‪:‬‬ ‫احلرص أكثر من أي وقت مضى على التصدي‬ ‫وعموما‪ ،‬ميكن القول في ضوء ما تقدم أن‬ ‫الشرطة‪ ،‬الذين ردوا بأكثر شراسة مما أدى إلى‬
‫وغير قادرين على اإلفصاح عن رأيهم بقول‬ ‫املدروس بكل حنكة ودقة‪ ،‬اليوم واجلراح‬ ‫معينة عن دائرة احملاسبة وذلك بالتركيز‬ ‫فإنّ عملية التغاضي عن كل هؤالء من طرف‬
‫لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ً ولم نؤذ َمن فوقنا‪،‬‬ ‫لكل مظاهر الفوضى وأشكال التراخي والتسيب‬ ‫تاريخ هذا اليوم يرسم صفحة مخضبة بدماء‬ ‫سقوط ضحايا جدد‪ .‬وإلى حملة من االعتقاالت‬
‫ال للطاغية فاألولى واألمثل واألحسن لهم‬ ‫ال زالت مفتوحة ولم تندمل‪  ،‬نكتشف أنّ‬ ‫على رأس الفساد فقط وهو أمر ال يستقيم‬ ‫معد البرنامج وتركيز احلديث وحصره في‬
‫فإذا تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً‪ ،‬وإن أخذوا‬ ‫في بعض مؤسساتنا وعلى استنفار كل طاقاتنا‬ ‫العمال من أجل التصدي لكل أشكال التعسف‬ ‫توجت بحكم باإلعدام على ثمانية من قادة حركة‬
‫اليوم أن يتقاعدوا عن أي نشاط سياسي‬ ‫التلفزة التونسية وإن غيرت اسمها فإنه‬ ‫قانونا وال أخالقا‪.‬‬ ‫شخص الرئيس الهارب يجعلنا نتساءل‬
‫على أيديهم جنوا وجنوا جميعاً» رواه البخاري‪.‬‬ ‫لضخ دم جديد داخل شرايني مجتمعنا مبا يساهم‬ ‫واالستغالل وخطوة ثابتة على درب معترك احلد‬ ‫اإلضراب‪ ،‬نفذ في أربعة منهم يوم ‪ 11‬نوفمبر‬
‫ونقابي عام وخاص ‪ ‬وليتركوا شأن البالد‬ ‫ال يزال ينتظرها الكثير حتى تعيد األمور‬ ‫املسألة الثالثة املثيرة لالنتباه في‬ ‫هل هو مجرد خطأ عفوي أم سياسة تدفع‬
‫ملن دفع غاليا من جهده ودمه وحياته وعمره‬ ‫إلى نصابها فيما يخص طاقمها البشري‪.‬‬ ‫هذا البرنامج ‪ ‬تتعلق باملقدم نفسه الذي‬ ‫نحو إخراج العديد من املسؤولني الواجب‬
‫ممن سجنوا وشردوا وأهينوا ولشباب وكل‬ ‫فظهور عماد قمعون بنسخة من برنامج‬
‫�إثــارة‬ ‫ندوة للتكوين أ�م للت�شهري‬
‫أبناء ثورة تونس املباركة‪.‬‬ ‫املنظار فيه حتد كبير ملشاعر عشرات اآلالف‬
‫قائمة الإ�سالميني وامل�ستق ّلني‬
‫تفوز ب�أغلب مقاعد جمعية املحامني ال�ش ّبان‬ ‫كثير من ضحايا بن علي انسحبوا‬ ‫موجهة ض ّد النهضة باالسم حيث‬ ‫ّ‬ ‫فالتدخالت النّار ّية كانت‬ ‫نظمت النقابة العا ّمة للتعليم األساسي ندوة وطنيّة لفائدة هياكلها‬

‫حركة النه�ضة‪ :‬مدن ّية �سلم ّية معادية ل إلرهاب‬ ‫نظرت الهيئة املديرة املنتخبة للجمعية التونسية للمحامني الشبان بداية األسبوع‬
‫بسبب التدافع الكبير على اخلطوط‬
‫األمامية للمعارضة إلى درجة أننا‬
‫أنه وفي إحدى املداخالت ومن جملة ‪ 22‬تدخل كان أكثر من ‪14‬‬
‫منها موجهـا بشكـل فاضح ض ّد هذا الـحـزب الذي حرمـه القمع‬
‫يومي ‪ 15‬و‪ 16‬أفريل ‪ 2011‬بعنوان املجلس التأسيسي وقانون‬
‫االنتخابات واستدعت لذلك ثلة من األساتذة احملاضرين‪ .‬وقد اختتمت‬
‫واالستبداد من التمثيل كغيره من التنظيمات السياسية داخل‬ ‫هذه الندوة مبداخلة حسني العباسي عضو املكتب التنفيذي لالحتاد‬
‫بعث األستاذ نورالدين البحيري عضو املكتب التنفيذي حلركة النهضة ر ّدا على يومية «الصباح»‬ ‫اجلاري االثنني في مسألة توزيع املهام بني أعضائها التسعة املنتخبني‪ .‬وقد أسفر‬ ‫نتساءل من كان يساند بن علي‪.‬‬
‫املنظمة الشغيلة منذ أكثر من عشرين سنة كما حرم حقّ الر ّد‬ ‫العام التونسي للشغل حول دور االحتاد أثناء الثورة وبعدها‪.‬‬
‫لنص حوار أجرته معه‪ .‬ورغم أنّ موضوع الر ّد‬
‫إثر وضعها عنوانا يربط احلركة بتنظيم القاعدة ّ‬ ‫االجتماع عن حتديد املسؤوليات كاآلتي‪:‬‬ ‫احملامي شوقي الطبيب (الشروق‬ ‫والدفاع عن نفسه ض ّد استغالل هذا املنبر من طرف فئة ادعت‬ ‫تض ّمنت هذه الندوة ثالث مداخالت تناولت (املجلس التأسيسي)‬
‫مما يعني اعترافا‬
‫كان على الصفحة األولى‪ ،‬فقد نشر في صفحة داخلية دون تعقيب من احملرر ّ‬ ‫‪ 26‬أفريل)‬ ‫لنفسها حقّ ملكية االحتاد والوصاية على الدميقراطية واحلال أنّ‬ ‫و(القانون االنتخابي) و(الهيئة العليا لالنتخابات)‪ .‬وقد أحسن‬
‫ضمنيّا باخلطأ‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة كذلك إلى أنّ عدة تصريحات إعالمية واصلت ترديد مضمون العنوان املثير الذي‬ ‫الضيف تعرضلو الكالب ومن بعد‬ ‫هؤالء لم يخفوا اعتقادهم أن الدميقراطية بشكلها احلالي ليست‬ ‫األساتذة الكرام وجنحوا في إفادة احلاضرين‪ .‬إال أنّه وأثناء التقدمي‬
‫وضعته «الصباح» متجاهلة ر ّد األستاذ البحيري‪.‬‬ ‫يجوا أ ّمالي الدار (مثل تونسي)‪.‬‬ ‫أرقى طريقة للتعبير عن إرادة الشعوب ولم يخفوا حنينهم إلى‬ ‫وتدخالت احلاضرين حصلت انحرافات خطيرة في مسار هذه‬
‫دميقراطية شاوسيسكو ونسي هؤالء وطنيّة فرحات حشاد وأنّ‬ ‫الندوة تدعو إلى التساؤل واالستغراب‪.‬‬
‫إىل السيد رئيس حترير جريدة الصباح‬ ‫أول رئيس للمنظمة الشغيلة كان املرحوم العالمة الفاضل بن‬ ‫فاخلطاب التحريضي الذي مارسه مسؤوالن تداوال على األمانة‬
‫بإطالعي على ما صدر في جريدة الصباح احملترمة ليوم اجلمعة ‪ 22‬أفريل ‪ 2011‬فوجئت باملنحى‬
‫الذي اتخذه السيد احملرر باختيار عنوان للتصريح يتضمن إيحاءات غير موضوعية وال عالقة لها‬
‫�إنـــارة‬ ‫عاشور‪.‬‬
‫أقول إنّ االحتاد مي ّر اآلن كما ذكر حسني العباسي مبرحلة دقيقة‬
‫العامة للنقابة الوطنية للتعليم األساسي ضد حزب سياسي يعمل‬
‫حتت يافطة قانونية معترف بها واستعمالهما مفردات قدمية كانت‬
‫بنص احلوار ورفعا لكل التباس يه ّمني التأكيد على ما يلي ‪:‬‬ ‫ليس بابتزاز مشاعر شعبنا‬ ‫وحساسة وسط ظهور التعددية النقابية ووسط مؤشرات تهدد‬ ‫تستعملها أجهزة بن علي الدعائية للتأثير على املتدخلني والسير‬
‫ّ‬ ‫ضياء الدين مورو (رئيسا) ولطيفة احلباشي احلبيبي (نائب رئيس) وأنور أوالد‬
‫الصادقة مثلما تفعل حركة‬ ‫باملس من متاسكه ووحدة صفه‪ .‬أقول ليس من حق أي شريحة‬ ‫بالنقاش نحو الغاية التي سعى من خاللها البعض من أدعياء اليسار‬
‫‪.1‬خشيتي من أن يكون اختيار العنوان كيفما مت نشره بعد اقتطاع أجزاء هامة من احلوار وعدم‬ ‫علي (كاتبا عاما) ومحسن السعودي (أمني مال)‪.‬‬
‫سياسية أن تبتز االحتاد وال أن جت ّره إلى املتاهات السياسوية‬ ‫داخل هذا الهيكل النقابي إلقامة هذه الندوة في هذا الظرف بالذات‬
‫نشرها على أهميتها واألسلوب الذي تعاطت به جريدة الصباح مع ما يسمى بوثيقة ويكيليكس‬ ‫وكانت انتخابات اجلمعية قد جرت يوم السبت املاضي ‪ 23‬أفريل بدار احملامي‬ ‫النهضة أو حركة الظالم‪.‬‬
‫املس منه كممثل لكافة أطياف الشغالني وأدعو كافة‬‫التي تؤدي إلى ّ‬ ‫الستنفار قواه وجتييش عناصره باستعمال أدوات االحتاد وأمواله‬
‫في أحد أعدادها السابقة جزءا من احلملة التي ال تستهدف احلركة فقط بل تستهدف البالد وأمنها‬ ‫بشارع باب بنات بالعاصمة‪ .‬وشارك في االقتراع ‪ 807‬ناخبا من بني ‪1200‬‬ ‫أحدهم (الشروق ‪ 26‬أفريل)‬ ‫غير مكترثني مبصالح املنظمة وال الهيكل النقابي الذي ينتمون إليه‬
‫النقابيني الغيورين إلى التصدي ملثل هذه املمارسات والدفاع عن‬
‫االقتصادي مبا تثيره من خوف وترويع مفتعلني‪.‬‬ ‫منخرط‪ ،‬ص ّوتوا على قائمتني ض ّمت األولى حتالفا إلسالميني ومستقلّني وضمت‬ ‫فض فوك‪ ..‬لقد أفنى مناضلو‬ ‫ال ّ‬ ‫وحدته كمنظمة وطنية ضامنة الستقرار ووحدة الوطن وممثلة لكافة‬ ‫وال مصالح الشغالني‪.‬‬
‫‪.2‬أن اختيار العنوان الثاني طغت عليه الرغبة في البحث عن اإلثارة على حساب احلقيقة خاصة‬ ‫الثانية يسار ّيني وقوميّني‪ .‬وحازت القائمة األولى على املقاعد الثمانية األولى‪.‬‬ ‫النهضة شبابهم في األقبية‬ ‫الشغالني‪.‬‬ ‫عموما هذا اخلطاب يدعو إلى كثير من التساؤل حول إشكالية‬
‫أن مراجعة سريعة لنص احلوار مثلما نقله عني السيد احمل ّرر تكفي إلثبات أنني اقتصرت في‬ ‫وكان ترتيب األصوات كاآلتي‪:‬‬ ‫جدير بالذكر أنّ مداخلة عضو املكتب التنفيذي حسني العباسي‬ ‫التوظيف السياسي للمنابر العمومية وإشكالية حدود تصرف‬
‫املظلمة وهم يتطلعون إلى النور‬
‫احلديث على مقارنة حركتنا بحركتي «حماس» و»اإلخوان املسلمني» مبصر ولم أتعرض ال سلبا‬ ‫ضياء الدين مورو (‪ )491‬جمال اجلباهي (‪ )456‬لطيفة احلباشي احلبيبي‬ ‫كانت متوازنة وتدعو في مجملها إلى مراعاة مصلحة االحتاد في هذه‬ ‫املسؤول النقابي ومدى التزامه باحليادية إذا كان ميثل عموم الشغيلة‬
‫وال إيجابا ملا يسمى «بالقاعدة»‪.‬‬ ‫(‪ )446‬أنور أوالد علي (‪ )432‬احلبيب شلبي (‪ )388‬شوقي عبد الناظر (‪)373‬‬ ‫بينما كنت وأمثالك تنعمون‬
‫املرحلة‪.‬‬ ‫التي قد تختلف عقائديا وسياسيا وفكريا‪.‬‬
‫‪.3‬أن حركة النهضة حركة مدنية سلمية وقد سبق لها أن أدانت بكل وضوح وصرامة كل تعد‬ ‫محسن سعودي (‪ )359‬وئام الدبوسي (‪ )324‬حامت معتوق (‪.)209‬‬ ‫بشمعة بن علي فانطفأت‪.‬‬
‫على أرواح الناس وممتلكاتهم بدون وجه حق مهما كان مصدره وهوية مرتكبه وضحاياه‪.‬‬ ‫محمود الصامتي‬
‫‪7‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪6‬‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬

‫لطفي حيدوري‬
‫الوقائع الغريبة يف ا�ستن�ساخ وثيقة «اال�ستثناء التون�سي»‬ ‫وثيقة‬ ‫عبد العزيز التميمي‬
‫ما الذي ي�صنع ربيع تون�س‪:‬‬ ‫فوبيا �ضد تون�س‬

‫اخلطة حتافظ على التمويل وحتذف القرائن على �أهدافها‬ ‫الوحدة الوطنية لل�شعب �أم نعرات الفوبيا امل�ضادة‬
‫الهمامي وعدد من اإلخوة القوميني الذين رفضوا‬ ‫فيها بدور الكهنة وسدنة الهيكل من أجل إعادة‬ ‫هب فيها‬
‫للرصاص عندما يعرف أنّ احلملة «التوعوية»‬ ‫يديرها اجلامعي محمد ك ّرو ويوسف ص ّديق‬ ‫سابقا‪ .‬أ ّما مبلغ التمويل املطلوب فهو لم يتغيّر‬ ‫كنّا قد نشرنا في العدد الفارط من «الفجر»‬ ‫دشنت ثورة ‪ 14‬جانفي ‪ 2011‬التونسية عرصا جديدا وحلظة تارخيية فارقة بامتياز‪ّ ،‬‬
‫االستبداد وك ّونوا مع اإلسالميني سنة ‪2005‬م‬ ‫إنتاجها وممارستها على املساجني السياسيني‬ ‫شعب العزة و الكرامة واإلرادة احلرة منتفضا عىل حكامه الطغاة الظاملني مردة القهر واالستغالل‬
‫التي سينفذ جزء منها في مدينته تكفي لتشغيل‬ ‫ومحمد الطالبي وألفة يوسف وفتحية الب ّكوش‪،‬‬ ‫كثيرا فقد حت ّول من ‪ 691‬ألف دينار إلى ‪695‬‬ ‫وثيقة ذكرنا أنّه مت إعدادها باسم ثالث منظمات‬ ‫إطارا جامعا سموه حركة ‪ 18‬أكتوبر نظم احلوار‬ ‫البائسني جوعا وفقرا والناحلني بسبب ما‬
‫عشرات العاطلني‪.‬‬ ‫إضافة إلى فنّانني على غرار رجاء بن ع ّمار‬ ‫ألف دينار‪ .‬فهل نحن إزاء مشروع واحد‬ ‫تعتزم القيام بحملة «وعي» بني التونسيني‪،‬‬ ‫والتدمري الروحي والثقايف‪ .‬ولئن اصطفت يف البداية مجيع املكونات املدنية واألهلية والسياسية‬
‫السياسي والنظري حول أهم القضايا اخلالفية‬ ‫نخر أجسادهم من تعذيب ولد مرضا عضاال‬
‫ومن حق الرأي العام أيضا أن يقتنع إن‬ ‫وجليلة ب ّكار‪ .‬أ ّما احلملة اإلعالمية فيفترض‬ ‫يتنافس فيه اجلميع ؟ أم أنّ «وحدة الدراسات»‬ ‫النساء منهم بالدرجة األولى ثم الشباب إعدادا‬ ‫فإن املراحل‬
‫للمجتمع (كثري منها صدقا وبعضها استحياء ) وراء اإلرادة (القاطرة) للشعب الكريم ّ‬
‫صدر عنه كتاب مشترك في صائفة ‪2010‬م‬ ‫استشهد من جرائه الكثيرون حاملني غصتهم‬
‫كان من أولوياته حتقيق املشروع «احلداثي‬ ‫هي املشتركة ؟ وكيف تكون املس ّودة –على حد‬ ‫التأسيسي‪ .‬وقد أرجأنا‬ ‫لهم النتخابات املجلس‬ ‫التي تلت حلظة اإلعجاب واالندهاش عرفت مسالك أخرى هي أقرب إىل الروح االنقسامية التي‬
‫ّ‬ ‫سمــوه ( طريقنا إلى الدميقراطية )‪ ..‬تضمن‬ ‫وأيضا طموحهم في قلوبهم إلى املدى األبدي‬
‫التقدمي» في عناوينه املنصوص عليها في‬ ‫ّ‬
‫يحق للر�أي العام الوطني‬ ‫تعبير مصادر «بيزنس نيوز»‪ -‬باسم طرف‬ ‫نشر أسماء تلك املنظمات والفاعلني املفترضني‬ ‫أهم الضمانات التي تخص حقوق اإلنسان‬ ‫األرحب لرحمة الله‪ ،‬غير آبهني بصحائف‬ ‫اجتهدت سياسة بن عيل يف إرسائها طيلة عقود حكمه‪.‬‬
‫اخلطة املذكورة أو تلك التي يعتصم من أجلها‬ ‫يف هذه املرحلة �أن يطلع‬ ‫معينّ والنسخة النهائية باسم جديد؟‬ ‫في حملتها إلى هذا العدد بهدف رصد ردود‬ ‫وحقوق املرأة وعالقة الدين بالدولة وشكل‬ ‫الوعظ «التقدموي» (غير التقدمي حقا) وخطب‬
‫و ُيضرب ويتظاهر منذ ‪ 14‬جانفي ‪ .2011‬ث ّم‬ ‫واألدهى أنّ الوثيقة األولى تدعو إلى دفع‬ ‫األفعال خاصة لدى مصادر اخلطة‪.‬‬ ‫احلزام العملي للممارسة السياسية امليدانية‪،‬‬ ‫اإلرشاد احلـداثوي (غير احلداثي حقيقة)‪.‬‬
‫بهدف إحداث التحوالت الرئيسية في البنى‬ ‫سارعت العديد من املكونات السياسية‬
‫على �أجندات منظماته «الوطنية»‬
‫بصرف النظر عن نسبيّة ما ورد في ما حصلنا‬ ‫التبرعات باسم منظمة ( ‪)PAROLE LIBRE‬‬ ‫كانت أولى ردود الفعل من املصدر ذاته‪.‬‬ ‫وهو ما أسس لتجاوز جميع اإلشكاليات‬ ‫الثورة والوحدة الوطنية لل�شعب‬ ‫االجتماعية والسياسية للبالد ؟‬ ‫التقليدية إلى القاموس األمني والسياسي‬
‫عليه من وثائق ومدى صلتها باملصادر املنسوبة‬ ‫و�أحزابه‪ ،‬ومن حقه �أي�ضا‬ ‫ثم تأتي الوثيقة التي نسختها ليكون طلب‬ ‫فبعد أن نشر موقـع «بيزنـس نيوز» تقريـرا‬ ‫والتناقضات الثانوية نحو إشكال مركزي وهو‬ ‫لقد كانت الثورة رائعة واألروع منها هي‬ ‫هل هي خطة أو إستراتيجية انقسامية‪،‬‬ ‫لتخوين رفاقهم اإلسالميني من مناضلي حزب‬
‫إليها‪ ،‬فإنّ مضامينها نشهد صداها اليوم في‬ ‫�أن يعرف خلفياتها وارتباطاتها‬ ‫التمويل باسم منظمة رابعة‪ ‬تع ّرف نفسها‬ ‫عن املقال الصادر بجريدة «الفجر» يوم‬ ‫إحداث حتوالت رئيسية في البنى االجتماعية‬ ‫تعتمد طــريقة (كل حزب مبا لديهم فرحون)‪ .‬الوحدة الوطنية التي جمعت التونسيني في‬ ‫النهضة‪ .‬وهو قاموس خبرت اجلماهير املكافحة‬
‫الساحة السياسية والفكرية واالفتراضية‪.‬‬ ‫بكونها تأسست يوم ‪ 11‬أفريل ‪ .2011‬ونترك‬ ‫صدورها‪ ،‬عرض في نفس اليـوم في تقريـر‬ ‫والسياسية‪ .‬وتضافرت جهود الشباب وجميع‬ ‫أم هي خطة وإستراتيجية تفرضها مهام هدف واحد هو إسقاط النظام‪ ،‬مبا يعني إسقاط‬ ‫طقوسه ومفرداته‪ .‬وال يخفى على أحد ما يحاك‬
‫كما أنّنا ال جندها غريبة عن مشاريع سابقة‪،‬‬ ‫أن يديرها ك ّل من نادرة بن إسماعيل ونور‬ ‫للقارئ التعليق وتقييم منظمة تبدأ أ ّيامها األولى‬ ‫توصل بهـا من جمعيـة‬ ‫ثان وثيقـة جديـدة‬ ‫شرائح وأبناء الشعب التونسي من سيدي‬ ‫استكمال الثورة بهدف مواصلة تفكيك البنى بن علي ونظامه وليس بن علي وحده‪.‬‬ ‫في األروقة املظلمة من دسائس للعودة إلى‬
‫ّ‬
‫والهياكل االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬ ‫استراتيجيات اإلقصاء واالستئصال وجتفيف‬
‫إذ هي تتجاوب كلّيا مع خطة الرئيس السابق‬ ‫بوزيري ومايكل زامبول وإيناس بن ع ّمار‬ ‫بالبحث عن ميزانية تفوق قيمتها نصف مليار‬ ‫«‪ »engagement citoyen‬وهي في نصف‬
‫اجلنرال «ابن علي» في بداية التسعينات من‬ ‫وعلياء التابعي‪.‬‬ ‫تونسي‪!! ‬‬ ‫حجم األولى وال تختلف عنها كثيرا إالّ من حيث‬ ‫كوّن بن علي حلفا من االنتهازيني‬ ‫لالستبداد واستثمار الوحدة الوطنيّة للشعب‬ ‫املنابع التي جربها بن علي طويال عساه يتوصل‬
‫في املعارك القادمة الستكمال الثورة‪.‬‬ ‫إلى استبدال الشعب املتيقظ واملنافح عن حقوقه‬
‫القرن املاضي الشهيرة بخطة «جتفيف املنابع»‬ ‫ق�ض ّية ر�أي عام‬ ‫وقد تساءلنا ملاذا حذفت أسماء الفاعلني‬ ‫حذف أغلب املعلومات التي أوردناها في تقريرنا‪.‬‬ ‫�سوّغ كل �أ�شكال التعذيب واال�ستئ�صال والتجويع وجتفيف املنابع‬
‫حملة جتيي�شية �ضد النه�ضة‬ ‫وعن دوره في سلطة القرار بشعب توهم أنه‬
‫التي مت إجنازها بالتزامن مع تقدم شعبية حركة‬ ‫يحقّ للرأي العام الوطني في هذه املرحلة أن‬ ‫املفترضني إلجناز احلملة في الوثيقة الثانية‪،‬‬ ‫ومن العجيب أنّ وثيقة واحدة يتغيّر خالل‬ ‫جنح في ترويضه على ثقافة اخلضوع والركوع‬
‫النهضة في انتخابات أفريل ‪ ،1989‬مثلما هي‬
‫�أو �ضد التوان�سة‬
‫يطلع على أجندات منظماته «الوطنية» وأحزابه‪،‬‬ ‫ونرجح ما ذهبنا إليه في مقالنا السابق من‬ ‫ّ‬ ‫ساعات عارضوها من ثالث منظمات هي‬ ‫بوزيد إلى بنزرت إلى تالة إلى القصرين إلى‬ ‫لم تكن حركة النهضة بدعا من احلركات‬ ‫واالستسالم‪ ،‬ولكن دون جدوى‪ .‬فبعد سقوط‬
‫واملؤسف هذه األيام هو وجود حملة منظمة‬
‫تتناغم مع بعض خطط «اإلصالح» الدميقراطي‬ ‫ومن حقه أيضا أن يعرف خلفياتها وارتباطاتها‪،‬‬ ‫أنّ اخلطة تسعى لتجنيدهم وأنّ بعضا منهم‬ ‫(‪ )PAROLE LIBRE‬و ( ‪IESPRIT C‬‬ ‫صفاقس إلى قابس إلى مدنني وغيرها‪ .‬وحصل‬ ‫السياسية أو جاءت في غفلة متسللة للساحة‬ ‫تستهدف حركة النهضة لها صحفها وغرف‬ ‫رأس السلطة ممثال في فرار بن علي‪ ،‬اعتقد‬
‫التي بدأت في ترويجها بعد املراكز األمريكية‬ ‫ومدى انسجامها مع تطلعاته‪ .‬وماذا سيقول‬ ‫مما هو منتظر منه‪ .‬فقد‬ ‫قد يكون خالي الذهن ّ‬ ‫‪ )TOYEN‬و(‪IMAGES & PAROLES‬‬ ‫احلدث العظيم الثورة التونسية املجيدة واملباركة‬ ‫فهي في جانب منها امتداد شرعي للحركة‬ ‫عملياتها وومضاتها اإلشهارية التضليلية‬ ‫الكثيرون ( ببراءة أو بغيرها) أنّ الثورة انتهت‬
‫في بداية األلفية الثالثة‪ ،‬وللبحث صلة‪.‬‬ ‫الشاب الذي ثار في سيدي بوزيد وعرض نفسه‬ ‫اقترحت الوثيقة محاضرات عامة للشبان‬ ‫‪ ،) DE FEMMES‬إلى املنظمة املذكورة‬ ‫لشعب عظيم‪ .‬ولك ّن الثورة الوطنية اآلن ال تزال‬ ‫اإلصالحية واحلركة الوطنية وشكلت في‬ ‫ومغالطاتها الفيسبوكية‪ ،‬التي ال يفهم منها‬ ‫ومضى زمنها وحانت حلظة اقتسام (كعكة‬
‫في بدايتها وليست الوحدة الوطنية للشعب التي‬ ‫ثمانينات القرن املاضي حلفا متعاضدا مع‬ ‫سوى أمرين‪:‬‬ ‫احللوى) أو الغنيمة كما يسميها الدكتور محمد‬
‫حققت الثورة ترفا وال مصادفة جميلة‪ ..‬ولكن‬ ‫شركائها في احلركة الدميقـراطية (حركة‬ ‫كثرة املال املهدور في غير صالح الوحدة‬ ‫عابد اجلابري‪ ،‬ناسني أو متناسني أن الثورة‬
‫نجيــب مــــراد‬ ‫حركـة النه�ضـة من خـالل و�سائـل الإعـالم املحليّـة و العامليـة‬ ‫الوحدة الوطنية للشعب هي جوهر معنى الثورة‬
‫الذي بتواصله تنجح الثورة في بلوغ أهدافها‬
‫الدميقراطيني االشتراكيني برئاسة السيد أحمد‬
‫املستيري وحركة الوحدة الشعبية برئاسة‬
‫الوطنية للشعب والثورة‪ ،‬واملصادر املجهـولة‬
‫(واملعلومة) لذلك املال‪.‬‬
‫فعل متواصل ال ينتهي بانهيار رأس السلطة‬
‫وإمنا يتسع الفعل الثوري وميتد ليصل إلى‬
‫وبفشله ال قدر الله تتعطل الثورة‪.‬‬ ‫السيد أحمد بن صالح واحلزب الشيوعي‬ ‫وجود رغبة متهافتة وجامحة في إعادة‬ ‫تفكيك البنى والهياكل االقتصادية واالجتماعية‬
‫واملجتمع التونسي مكون من شرائح وقوى‬ ‫برئاسة السيد محمد حرمل) دون حضور‬ ‫إنتاج جتربة إقصاء تونسيني لم ينزلوا من‬ ‫والثقافية لالستبداد والفساد‪ ،‬وإرساء البنى‬
‫لقد أثبتت احلالة التونسية وغيرها‪ ،‬أنّ مثل تلك «الهجمات‬ ‫ينبغي أن يكون صندوق اإلقتراع هو الفيصل ‪ ..‬ال وجود‬ ‫في حوار مط ّول مع السيّد أحمد املستيري الوزير األسبق‬ ‫وطبقات اجتماعية مختلفة‪ ،‬ولكل رؤيته اخلاصة‬ ‫والهياكل اجلديدة للمجتمع املدني والنظام‬
‫خلطاب التخويف وال توجس من املوقف من‬
‫اإلستباقية» عادة ما تفرز حصادا ومآال ال يتوافق مع الغايات‬ ‫ألي مب ّرر لعمليّة اإلقصاء هذه‪،‬طاملا أنّ هذه احلركة انظبطت‬
‫ّ‬ ‫ومؤسس حركة الدميقراطيّني اإلشتراكيّني نشرته جريدة‬ ‫ّ‬
‫املرسومة‪ ،‬ولع ّل «احلرب اإلستئصالية» التي تع ّرضت إليها‬ ‫للقوانني و احترمت الدستور‪،‬وحافظت على املكاسب‬ ‫الصباح يوم الثالثاء ‪ 26‬أفريل ‪ 2011‬ور ّدا على سؤال‬
‫ومرجعياته الذاتية لألشياء ولك ّن حلظة الثورة‬ ‫املرأة أو مجلة األحوال الشخصية أو غيرها‪.‬‬ ‫ال معنى للثورة �إذا مل ت�ستثمر‬ ‫اجلمهوري الدميقراطي‪..‬‬
‫وحدت جميع الرؤى باجتاه هدف واحد هو‬ ‫ونظموا حتركات سياسية مشتركة ضد العدوان‬ ‫والثورة املجيدة التي اندلعت شرارتها يوم‬
‫حركة النهضة بداية تسعينات القرن املاضي وما رافقها من‬ ‫اإلجتماعية احلداثية للبالد‪،‬فأين املشكل حينئذ؟ وع ّقب صالح‬ ‫الصحفي صالح عطيّة « على املستوى السياسي‪ ،‬تبدو حركة‬ ‫الوحدة الوطنية لل�شعب يف تفكيك‬
‫إسقاط النظام دون أن ينفي االختالفات ولكنه‬ ‫األطلسي على ليبيا سنة ‪1986‬م‪.‬‬ ‫‪ 14‬جانفي ‪2011‬م أرادها الشعب الذي يريد‬
‫تالق وتكتّل بني السلطة واحلزب احلاكم وعدد من القوى‬ ‫عطيّة على ذلك بالسؤال « املشكل في نظر البعض فيما يس ّمى‬ ‫النهضة الطرف األكثر تن ّظما قياسا ببقيّة األحزاب‪ ،‬كمراقب‬ ‫أعاد ترتيب أولوياتها وال يزال ذلك التوحيد‬ ‫إلى أن جاءت فترة بن علي االنقالبية التي‬ ‫منظومة الف�ساد وبناء نظام �سيا�سي‬ ‫إسقاط النظام‪ ،‬إسقاطا جلميع املكونات البنيوية‬
‫احملسوبة على اليسار واحلركة التقدميّة والتي استعملت فيها‬ ‫ازدواجيّة اخلطاب؟ فر ّد السيّد أحمد املستيري بالقول «‬ ‫للوضع السياسي‪ ،‬كيف تقرأ عودة هذه احلركة للمشهد‬ ‫ممكنا إذا وعت جميع األطراف بطبيعة اللحظة‬ ‫طبقت سياسة استبدادية منهجية ابتدأت بإغراء‬ ‫مدين ودميقراطي‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫آالت القمع والتعذيب و«سياسات جتفيف املنابع واملراقبة‬ ‫ملاذا تطرح اإلزدواجية عند احلديث عن اإلسالميّني فقط وال‬ ‫لدي‪ ،‬فإنّ‬
‫التونسي؟ أجاب املستيري « وفق املعلومات التي ّ‬ ‫الثورية وطبيعة الرهانات والتحديات التي ما‬ ‫العلمانيني بتكوين حلف ملواجهة اإلسالميني‬ ‫للنظام البائد مبا يعني حتديدا‪ ،‬إحداث حتوالت‬
‫املوجه والقضاء اجلائر‪ ،‬لع ّل‬
‫ّ‬ ‫اللصيقة والتضييق والتشريع‬ ‫تسحب على أطراف أخرى عديدة ‪ ..‬وهناك محاكمة نوايا ض ّد‬ ‫هذه احلركة التي أعرفها منذ م ّدة طويلة‪ ،‬وسبق حلركة‬ ‫زالت تواجه الثورة الوطنية‪.‬‬ ‫حتت خطة كان عنوانها إجناز دميقراطية‬ ‫رئيسية في البنى االجتماعية والسياسية‬
‫املريخ وإمنا نبتوا‪ ..‬من هنا نبتوا‪ ..‬من تربة‬
‫تلك «احلرب» مبا خلّفته من ضحايا وخسائر و«فنت» ومظالم‬ ‫النهضة ‪ ..‬كيف ميكن أن تقطع يد السارق قبل أن يقترف‬ ‫الدميقراطيني اإلشتراكيني التي كنت أرأسها‪ ،‬أن أجريت معها‬ ‫لقد قام نظام بن علي على التبعية االقتصادية‬ ‫بدون اإلسالميني‪ .‬ثم تغيّر عنوانها إلى إجناز‬ ‫للبالد‪.‬‬
‫هذه األرض‪ ..‬مع الشيح واملرجان والصنوبر‬
‫لم تؤ ّد إالّ إلى مزيد الترسيخ لتلك «احلركة» وتشريع أحقيتها‬ ‫ونسقت معها مواقف‪ ،‬مبشاركة احلزب الشيوعي‬ ‫ّ‬ ‫حوارات‬ ‫والسياسية واالقتصادية وهي تبعية شرعت‬ ‫دميقراطية بدون دميقراطيني مع تكوين حلف‬ ‫�إ�سرتاتيجية التحوالت االجتماعية‬
‫والزيتون من صحراء ذهيبة إلى ضفاف بنزرت‪،‬‬
‫باملوجود ال فقط في الساحة السياسية كطرف معارض بل‬ ‫التونسي وأطراف سياسية أخرى‪ ،‬هذه احلركة جتري‬ ‫له تشكيل طغمة مافيوية وشبكة للفساد‪ .‬وال‬ ‫من االنتهازيني سوغ كل أشكال التعذيب‬ ‫واستئصالهم وحرمانهم من العمل والرزق‬ ‫وال�سيا�سية‬
‫كذلك كطرف مؤ ّهل للسلطة وحكم البالد‪ ،‬ولم يعد ذلك‪،‬‬ ‫مناقشات صلبها بشأن منوذج اإلسالم السياسي الذي‬ ‫معنى للثورة إذا لم تستثمر الوحدة الوطنية‬ ‫واالستئصال والتجويع وجتفيف الينابيع‪.‬‬ ‫وأكل اخلبز وحرمان األطفال من االبتسامة‬ ‫وإذا افترضنا أنّ جميع القوى السياسية‬
‫اليوم‪ ،‬خيارا محليا بل معطى تتعامل معه قوى إقليمية ودولية‬ ‫ستتوخاه‪ ،‬وشخصيّا أرى أنّ النموذج التركي ينسجم أكثر‬ ‫ّ‬ ‫للشعب في تفكيك منظومة الفساد‪ .‬وبناء نظام‬ ‫ولكن أولئك االنتهازيون لم يتمكنوا من تكوين‬ ‫أمام آباء غير مكبلني باألصفاد تستطيع أن‬ ‫من أحزاب وشخصيات علمانية وغير علمانية‪.‬‬
‫فاعلة بشكل ج ّدي متقدم أصبح محل تصريح علني ال حديث‬ ‫مع البيئة التونسية ومع املناخ اجلديد الذي تعيشه تونس ‪ ..‬ال‬ ‫سياسي مدني ودميقراطي ونظام اقتصادي‬ ‫قاعدة شعبية لهم طيلة أكثر من عشرين سنة‬ ‫متتد أيديهم لكفكفة الدموع‪ :‬رغبة جامحة في‬ ‫إسالمية وغير إسالمية وقومية وقطرية‬
‫كواليس وتقارير أمنية وديبلوماسية فحسب‪.‬‬ ‫شك أنّ نظام بن علي اختار إقصاء (النهضة)‪ ،‬واستخدم ذلك‬ ‫ّ‬ ‫وطني غير مرتهن للتبعية وبناء ثقافة وطنية‬ ‫رغم ما توفر لهم من أموال وتشجيعات وفراغ‬ ‫إعادة إنتاج جتربة تُبقي اخلارطة السياسية‬ ‫وليبرالية‪ ،‬متفقة حول ضرورة إحداث‬
‫ويضيف الكاتب « إن املعطيات التي أوردتها جريدة «الفجر»‬ ‫لإلجهاز على باقي مك ّونات املجتمع السياسي ‪ ..‬وأنا يح ّز في‬ ‫مرجعيتها ثقافة الشعب وتاريخه املشترك حتى‬ ‫لم ينافسهم فيه أحد‪ .‬ولم يخل تاريخ تونس‬ ‫واالجتماعية على الوضع الذي كانت عليه خالل‬ ‫حتوالت حقيقية ورئيسية في البنى االجتماعية‬
‫(في عددها األخير) والتي «تفضح» تواطؤ أطراف من‬ ‫نفسي أن تكون تونس اختارت في يوم من األ ّيام إبعاد هؤالء‬ ‫يحقق الشعب سيادته الوطنية ويندمج فعليا في‬ ‫سواء في تسعينات القرن املاضي من مخلصني‬ ‫العهد البائس للنظام البائد حني تشكلت بالقمع‬ ‫والسياسية في البالد‪ ،‬فإنّ ذلك يطرح‬
‫املجتمع املدني والسياسي التونسي في استدرار «العواطف»‬ ‫من املجتمع‪ ،‬ووضعهم خارج أسوار البالد ‪..‬‬ ‫مواطنة تصنع املصير املشترك لتونس احلرة‬ ‫أمثال الدكتور املنصف املرزوقي والدكتور‬ ‫واإلقصاء والقتل‪ ،‬وحفالت غسيل الدماغ‬ ‫مباشرة سؤاال خطيرا مفاده‪ :‬ماهي اخلطة أو‬
‫والتمويالت اخلارجية‪ ،‬إنّها معطيات خطيرة تن ّم ال فقط عن‬ ‫ور ّدا على السؤال « لك ّن البعض يتح ّدث عن فصل الدين‬ ‫الوطنية واحلديثة‪..‬‬ ‫مصطفى بن جعفر وأحمد جنيب الشابي وحمة‬ ‫الفاشية التي ارتضى بعض مثقفينا القيام‬ ‫اإلستراتيجية التعبوية التي يستوجب اتباعها‬
‫جتاوز حدود «الوطنية» بل كذلك عن حالة من الفزع والذعر‬ ‫جرمية السرقة؟ ما هو الداعي لك ّل هذه الرغبة في اإلقصاء؟‬ ‫عن السياسة « أجاب املستيري « في أوروبا الدين له عالقة‬
‫تدلّل في نهاية املطاف عن صور من االهتزاز والضعف‬ ‫هل ما زلنا منارس األحقاد ض ّد بعضنا البعض؟ وهل يريد‬ ‫بالسياسة ‪ ..‬ففي بريطانيا ال ميكن للملكة أن تدخل القصر‬
‫السياسي وانعدام األجندة املؤمنة بأهدافها وغاياتها الثورية‬
‫والوطنية‪.‬‬
‫البعض تكرار جتربة بن علي ومنوذجه اإلقصائي؟ أنظر إلى‬
‫ح ّمة اله ّمامي مثال‪ ،‬إنّه يبدو رجال مث ّقفا قادرا على احلوار‬
‫إلاّ بعد أن تصبح رئيسة الكنيسة اإلنقليكانية‪ ،‬وفي أملانيا‬
‫حاليا‪ ،‬حزب إجنيال ميركل‪ ،‬حزب دميقراطي مسيحي‪،‬‬ ‫«النبيء �أ ْوىل بامل�ؤمنني من �أنف�سهم و�أزواجه �أمّهاتهم»‬ ‫احلوار حول العهد الدميقراطي يتعث‬ ‫مربوك املاج�ستري‬
‫بعد عقدها الجتماعني يومي ‪ 26‬و‪ 27‬أفريل‬
‫إن من منح «حركة النهضة» مثل تلك الهالة هم خصومها‬
‫أنفسهم‪ ،‬منحوها الق ّوة والسلطة واحلكم قبل االحتكام الى‬
‫والتعبير عن رأيه بشكل جيّد‪ ،‬أنا ال أتّفق معه في فكره‪ ،‬فهل‬
‫ميكن أن نضعه خارج احلضيرة الوطنية؟»‬
‫وفي إيطاليا كذلك ‪ ..‬في البلدان العربية‪ ،‬جند اإلسالميّني‬
‫في البرملان‪ ،‬على غرار مصر واألردن واجلزائر واملغرب‬
‫( �سورة الأحزاب‪)6 /‬‬ ‫اجلاري‪ ،‬توصلت جلنة صياغة مشروع «العقد»‬
‫حازت األستاذة ريم العبيدي الباحثة يف علم‬
‫الرتاث عىل درجة املاجستري بمالحظة‬
‫معادالت الواقع السياسي املتح ّول ونتائج االنتخابات‪ ،‬جنّدوا‬ ‫وفي مقال نشرته جريدة الشروق يوم األحد ‪ 24‬أفريل ‪2011‬‬ ‫والكويت ولبنان‪..‬أ ّما في تركيا‪ ،‬فقد تظاهرت النساء من أجل‬ ‫«� ّإن الذين ي�ؤذون الله ور�سوله لعنهم الله يف الدنيا والآخرة‬ ‫أو «العهد» الذي دعا بعض أعضاء الهيئة العليا‬
‫جدا عن رسالتها بعنوان «فهرست‬ ‫حسن ّ‬
‫في وجهها كل «السيوف» نعتوها بـ «الغول املرعب»‪ ،‬واحلال‬ ‫حتت عنوان « حتى ال ينفتح املشهد السياسي على دكتاتورية‬ ‫الطيّب أردوغان‪ ،‬ألنّه دعا إلى حر ّية املرأة‪ ،‬وقسم كبير من‬ ‫حلماية أهداف الثورة إلمضائه بني مك ّوناتها إلى‬
‫أنها جسد ُمنهك بعشريتني من سنوات اجلمر (التعذيب‬ ‫ثالثة! « كتب خالد احل ّداد يقول « إنّ متركز «الشعارات»‬ ‫األجيال اجلديدة من رجال األعمال‪ ،‬ساندوه‪ ،‬وكان ميزان‬ ‫و�أع ّد لهم عذابا مهينا» (الأحزاب ‪)57‬‬ ‫إعداد مشروع مس ّودة تضمن بعض املبادئ العا ّمة‪.‬‬
‫كتب الوثائق بقسم املخطوطات بدار الكتب‬
‫والتشريد والتهجير)‪.‬‬ ‫رص الصفوف ملهاجمة طرف سياسي‬ ‫و«برامج العمل» حول ّ‬ ‫الدفوعات التركي ضعيف للغاية‪،‬فجاء أردوغان وخلق من‬ ‫الوطنية»‪ ،‬اختصاص علوم الرتاث حتت‬
‫لم يقرأ خصوم هذه احلركة واقعها ولم يتبيّنوا قراءاتهم‬ ‫بعينه (وفي هذه احلالة هو التيّار اإلسالمي وحتديدا حركة‬ ‫بالده ق ّوة‪،‬باتت تص ّدر اإلستثمارات نحو إفريقيا‪ ،‬ومنح‬
‫(ثالث من ّ‬
‫كن فيه وجد حالوة الإميان‪:‬‬ ‫ويظهر أنّ موضوع الهوية العربية اإلسالمية‬ ‫إرشاف األستاذ حممد حسن‪.‬‬
‫ّ‬

‫من كان الله ور�سوله � ّ‬ ‫للبالد استأثر باالهتمام والنقاش واجلدل‪ ،‬وقد‬
‫وتقييماتهم (باخلصوص تلك التي أصدروها سنة ‪،)1995‬‬
‫لذلك تسارعت وتيرة الهجوم وفي خباياه اإلجهاض على ذلك‬
‫النهضة) وج ّر بعض النخب واملثقفني واإلعالميني لالندراج‬
‫ضمنه‪ ،‬أمر مهت ّز وال ينبني على قواعد الفراغ السياسي‬
‫تركيا إستقرارا سياسيا غير مسبوق ‪..‬فهذا نظام إسالمي‬ ‫أحب �إليه ممّا �سواهما‪)...‬‬ ‫زاده ح ّدة ما جاء على لسان السيد الباجي قايد‬
‫وقد نوقشت األطروحة يوم السبت‬
‫عصري وحديث‪،‬وزوجة رئيس اجلمهورية ترتدي احلجاب‬
‫‪ 23‬أفريل اجلاري بكلية العلوم اإلنسانية‬
‫اجلسد املنهك واملتعب‪».‬‬ ‫املنطقي واملعقول ذي اجلدوى والفاعليّة‪.‬‬ ‫‪..‬فبأي حقّ نحرم اإلسالميّني من كا ّفة حقوقهم السياسية؟‬‫ّ‬ ‫(رواه البخاري)‬ ‫السبسي الوزير األ ّول في الندوة الصحفية التي‬ ‫واالجتامعية ‪ 9‬أفريل بتونس العاصمة‪.‬‬
‫عقدها يوم ‪ 26‬أفري‬
‫‪9‬‬ ‫اقتصاد‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪8‬‬ ‫اقتصاد‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬

‫كمال الصيد *‬
‫الن�شـ�أة واالنت�شـار‬ ‫ورقات يف املرصفية اإلسالمية‬ ‫تغطية كمال الحرباوي‬ ‫ندوة التحديات االقت�صادية ملرحلة االنتقال الدميقراطي بتون�س‬
‫القرن املاضي بعد أن بدأت التجربة تتطور إذ ظهرت صيغ جديدة‬ ‫وجنحت املصارف اإلسالمية في هذه املرحلة في وضع‬ ‫املصرف اإلسالمي "هو املصرف الذي يلتزم بتطبيق أحكام‬
‫مثل ( اإلجارة املنتهية بالتملك ‪ -‬املشاركة املتناقصة ‪ -‬السلم‬ ‫أسس تطبيقية للصيرفة اإلسالمية تقوم على أساليب االستثمار‬ ‫الشريعة اإلسالمية في جميع معامالته املصرفية واالستثمارية‪،‬‬ ‫نظم منتدى إبن رشد املغاربي بتونس السلبية على االقتصاد التونسي ارتفاع األسعار‪.‬‬
‫واالستصناع ) ولعل من أبرز أسباب نضج هذه التجربة هو قيام‬ ‫اإلسالمية كاملرابحة واملشاركة واملضاربة‪ ،‬كما جنحت في جذب‬ ‫من خالل تطبيق مفهوم الوساطة املالية القائم على مبدأ املشاركة‬ ‫الهجرة غير الشرعية‪ :‬وفي خصوص‬ ‫ندوة باملدرسة القومية لإلدارة وعزاها إلى عوامل خمسة‪:‬‬
‫هذه املصارف على أسس علمية وفنية وموضوعية وأساليب‬ ‫أعداد كبيرة من املستثمرين في وقت قياسي‪.‬‬ ‫في الربح أو اخلسارة‪ ،‬وإعمال التنمية االقتصادية التي تعود‬ ‫يوم السبت ‪ 23‬أفريل ‪ 2011‬حتت ارتفاع أسعار البترول حيث حصل الهجرة غير الشرعية أشار الدكتور‬
‫اقتصادية متطورة‪.‬‬ ‫وتأكد االهتمام احلقيقي بإنشاء مصارف إسالمية تعمل طبقا‬ ‫بالفائدة احلقيقيّة على جميع املساهمني فيها مبا يخدم بناء‬ ‫عنوان "التحديات االقتصادية ملرحلة اختالف في قانون العرض والطلب إلى أنه من أكثر األعراض سلبية على‬
‫ومتيزت هذه الفترة بطرح موضوعات الصيرفة اإلسالمية‬ ‫ألحكام الشريعة اإلسالمية في توصيات مؤمتر وزراء خارجية‬ ‫املجتمع املتكافل ويحقق عدالة التوزيع‪.‬‬ ‫االنتقال الدميقراطي بتونس"‪ .‬وأصبح نظام احلصص يتحكم في تونس هو التدخل األوروبي السافر‬
‫في الندوات واملؤمترات املتخصصة والتي كان لها دورا هاما في‬ ‫الدول اإلسالمية مبدينة جده باململكة العربية السعودية عام‬ ‫وتعتبر املصارف اإلسالمية جز ًءا مهما من النظام االقتصادي‬ ‫ومتيّزت هذه الندوة بحضور عدد من ارتفاع األسعار بسبب االوضاع التى في الشأن التونسي‪.‬‬
‫تطوير هذه الصناعة‪.‬‬ ‫‪ ،1972‬إذ ورد التأكيد حينها على ضرورة إنشاء بنك إسالمي‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬استطاعت خالل مسيرتها في الستني عاما املاضية أن‬ ‫الثورة الليبية‪ :‬وفي هذا اخلصوص‬ ‫اخلبراء االقتصاديني حاولوا طرح تعيشها املنطقة العربية‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬مرحلة التوسع واالنتشار‬ ‫دولي للبلدان اإلسالمية‪.‬‬ ‫تثبت للعالم من خالل أدائها املتميز وجناعة أعمالها أنها صناعة‬ ‫األسئلة احلارقة والبحث عن السبل ارتفاع أسعار املواد الغذائية بينّ الدكتور مدى ارتباط االقتصاد‬
‫متتد هذه املرحلة من التسعينيات إلى وقتنا الراهن‪ .‬واتسمت‬ ‫وتبعا لذلك مت إعداد اتفاقية تأسيس البنك اإلسالمي للتنمية‬ ‫مالية راشدة‪ ،‬قيمية ومرشحة ألن تصبح واحدة من أقوى آليات‬ ‫واحليوانية وخاصة منها البقر الليبي باالقتصاد التونسي إذ أن‬ ‫املمكنة للخروج من األزمة‪.‬‬
‫وأسست لنقلة نوعية في مفهوم‬ ‫التي صادق عليها وزراء مالية الدول اإلسالمية عام ‪.1974‬‬ ‫االقتصاد العاملي املستقبلي‪.‬‬ ‫وبني رضا الشكندالي أستاذ العلوم واحلبوب واملوز وكان للعوامل الصادرات التونسية لليبيا هي في‬
‫هذه املرحلة بالعمق والتجديد‪ّ ،‬‬
‫العمل املصرفي اإلسالمي ومهامه‪ ،‬وكان للصحوة‬ ‫ن�ش�أة امل�صارف الإ�سالمية‬ ‫من التونسيني يتصورون موسما‬ ‫االقتصادية بكلية العلوم االقتصادية‪  ‬اجلو ّية والتغيّر املناخي دور أساسي حدود ‪ 930‬مليون دينار‪ ،‬كما أن ليبيا إلى أن استثمارات تونس في ليبيا‬
‫اإلسالمية التي سرت في عروق أبناء هذه األمة ورجال‬ ‫يعد العمل املصرفي اإلسالمي حديث النشأة‬ ‫سياحيا سيئا‪ .‬وأهم ما جاء في هذه‬ ‫بنابل في مداخلته التأثيرات العاملية في التأثير على دورة اإلنتاج وبالتالي هي رابع دولة مصدرة لتونس إضافة هي في حدود ‪ 2‬مليار دوالر‪ .‬ومتثل‬
‫احملاضرة قول األستاذ إن التونسيني‬ ‫تونس وجهة طبية واستشفائية‬
‫أعمالها األثر الفعلي في انتشار املصارف اإلسالمية‪ .‬ولعل‬
‫من سمات هذه املرحلة‪:‬‬
‫نسبيا مقارنة بالعمل املصرفي التقليدي حيث مرت‬
‫مسيرة املصارف اإلسالمية بعدة مراحل تاريخية‬ ‫بفضل الثورة يضحون بـ‪2011‬‬
‫ويأملون كثيرا في حتسن األوضاع‬
‫ألخوتنا في ليبيا وتشغل ليبيا قرابة‬
‫الربع مليون تونسي‪.‬‬
‫د‪ .‬ال�شكندايل لـ«الفجر»‬
‫تطوير اآلليات املصرفية وابتكار أساليب استثمار‬
‫جديدة من رحم الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مرحلة األفكار والنظريات ظهرت هذه املرحلة‬ ‫في ‪.2012‬‬ ‫تراجع مردودية القطاع السياحي‪:‬‬ ‫حتديات كبرية تنتظر حكومة ما بعد ‪ 24‬جويلة‬
‫التفاعل والتحاور مع الهيئات املصرفية العاملية‬ ‫في بداية القرن العشرين مع حركة اإلخوان املسلمني‬ ‫وفي سبره لآلراء عن كيفية تعامل‬ ‫في خصوص العامل السياحي أشار‬
‫واملصارف املركزية‪.‬‬ ‫وذلك بعد ما تعالت أصوات عدد من علماء األمة‬ ‫احلكومة مع البطالة أوضح أن ‪3/2‬‬ ‫الدكتور إلى انخفاض العائدات‬ ‫على هامش الندوة التى نظمها معهد ابن رشد وبالتالي ميكن أن نتفادى األزمة ولكن الضغط‬
‫ظهور املنظمات اإلسالمية الداعمة للصناعة املالية مثل‬ ‫املخلصني تنادي بحرمة الفوائد املصرفية في البنوك‬ ‫من التونسيني ال يثقون في احلكومة‬ ‫السياحية بنسبة ‪ % 43‬كما انخفض‬ ‫املغاربي حول "التحديات االقتصادية ملرحلة االنتقال احلاصل في الطلب سيزيد في مشكل التزويد (مثال‬
‫هيئة احملاسبة واملراجعة اإلسالمية في البحرين وماليزيا‪.‬‬ ‫التقليدية واعتبارها من الربا‪ .‬فظهرت نظريات وأفكار‬ ‫وقدرتها على حل هذه املشكلة العويصة‬ ‫عدد الليالي بنسبـة ‪% 56.9‬‬ ‫الدميقراطي بتونس" التقت "الفجر" بالدكتور رضا أزمة احلليب)‪.‬‬
‫كما جند في أوروبا مثال اهتماما متزايدا باملصارف‬ ‫وبدائل لتأسيس كيان مصرفي يقوم على أساس غير‬ ‫وكذلك ال يثقون بأي حزب من األحزاب‬ ‫وانخفض عدد القادمني إلى تونس‬ ‫الشكندالي أستاذ العلوم االقتصادية بكلية العلوم ما مدى قدرة االقت�صاد على ال�صمود يف هذه الفرتة‬
‫اإلسالمية على املستوى العلمي واألكادميي‪ .‬ومت إستتباعا‬ ‫ربوي‪ .‬وبدا يفتح في األفق باب االجتهاد من جديد‪.‬‬ ‫السياسية في حل هذه املشاكل‪.‬‬ ‫بنسبة ‪.% 44.1‬‬ ‫االنتقالية؟‬ ‫االقتصادية‪  ‬بنابل الذي خصنا بهذا احلوار‪.‬‬
‫لذلك افتتاح فروع للمعامالت اإلسالمية في البنوك‬ ‫ثانيا ‪ :‬مرحلة التجربة وبداية التطبيق تعود بداية‬ ‫ال�شفافية‬ ‫املناخ االقت�صادي‬ ‫على مستوى البطالة سيكون صعبا جدا ألن‬ ‫إقت�صاد‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ما هو ت�أثري الهجرة غري ال�شرعية على‬
‫التقليدية العاملية‪.‬‬ ‫هذه املرحلة إلى السبعينيات من القرن املاضي حيث‬ ‫واستهل األستاذ ماهر القاللي‬ ‫وفي بداية محاضرته‪ ،‬أوضح‬ ‫االستقرار يتطلب نسبة منو تفوق ‪ % 4‬بينما هي اآلن‬ ‫التون�سي يف هذه املرحلة االنتقالية؟‬
‫وأثار ذلك النجاح حفيظة عدد كبير من البنوك العاملية‬ ‫انطلقت مسيرة املصارف اإلسالمية بتأسيس عدد‬ ‫مداخلته باحلديث عن أهمية الشفافية‬ ‫األستاذ حسن الزرقوني مدير معهد‬ ‫إن الهجرة غير الشرعية لها انعكاسات سلبية جدا في حدود ‪ % 1‬وإذا جنح البرنامج الظرفي ستكون‬
‫لفتح نوافذ وفروع للخدمات املالية اإلسالمية مثل مجموعة‬ ‫منها‪ .‬وجاءت أول محاولة إلنشاء مصرف إسالمي‬ ‫في عمل احلكومات واستعرض‬ ‫«‪ » SIGMA ‬لإلحصاء أنه يجب إعطاء‬ ‫على تونس فهي تربطنا ارتباطا كليا بأوروبا في في حدود ‪ % 2‬وهنا تقع مسؤولية كبيرة على حكومة‬
‫(سيتي بانك) وبنك (اتش اس بي سي)‪ .‬فتتالىت حينئذ عملية‬ ‫وباشر البنك نشاطه عام ‪ 1977‬مبدينة جده باململكة العربية‬ ‫عام ‪ 1963‬حني مت إنشاء ما ُس ّمي ببنوك االدخار احمللية والتي‬ ‫مقولة الرئيس األمريكي «‪»Jefersson‬‬ ‫الثقة في االقتصاد التونسي ألنه‬ ‫مسألة اإلعانات وهذا ما يؤثر على قرارنا السياسي ما بعد ‪ 24‬جويلية حيث أنها مطالبة باستحثاث نسق‬
‫وغني عن البيان‬ ‫إنشاء املصارف اإلسالمية على مستوى العالم‪.‬‬ ‫السعودية‪ ،‬ومتيز هذا البنك بأنه بنك حكومات ال يتعامل مع‬ ‫أقيمت مبدينة ميت غمر بجمهورية مصر العربية والتي أسسها د‪.‬‬ ‫"أختار حرية الصحافة في ال حكومة‬ ‫دون هذه الثقة لن نستطيع أن نتقدم‪،‬‬ ‫ولكن إذا نظرنا إلى هذه املسألة من زاوية املنافع فإن النمو إلى ما كان مقررا قبل ثورة ‪ 14‬جانفي وأكثر‬
‫ّ‬
‫أن هذا االنتشار بلغ تونس بصفة متأخرة على غرار بنك الزيتونة‬ ‫األفراد في النواحي املصرفية‪.‬‬ ‫أحمد النجار الذي شغل رئيس اإلحتاد الدولي للبنوك اإلسالمية‬ ‫على حكومة بغير صحافة حرة"‪.‬‬ ‫ثم قال إن ‪ % 30‬من التونسيني ال‬ ‫الهجرة غير الشرعية تدفع بأوروبا إلى االستثمار في التوقعات تفاؤال ميكنها إيصالنا إلى نسبة منو بـ‪5.4‬‬
‫في ماي ‪ ،2010‬مخلفا وراءه عدة تساؤالت‪ ،‬وعدة جتاذبات‬ ‫وظهر أول مصرف إسالمي متكامل يتعامل طبقا ألحكام‬ ‫في وقت سابق‪ ،‬واستمرت هذه التجربة حولي ثالث سنوات‪.‬‬ ‫ثم انتقل إلى احلديث عن أهمية‬ ‫يتمتعون بعيش كرمي وأن ‪ % 29.3‬ال‬ ‫تونس وهذا ما يحد من البطالة كذلك االستثمار يجلب ‪ %‬التي ميكننا بفضلهـا امتصاص سنويا قرابة ‪80‬‬
‫بني مساندة شعبية تفاعلت عن إميان ومناصرة للتجربة‬ ‫الشريعة اإلسالمية عام ‪ ،1975‬وهو بنك دبي اإلسالمي‪ ،‬الذي‬ ‫وأحدث بعدها عديد البنوك مثل بنك ناصر االجتماعي‬ ‫األدوات التكنولوجية احلديثة مثل‬ ‫يثقون باملؤسسات وكذلك ‪ % 37‬ال‬ ‫ألف موطن شغل ولبلوغ منطقة األمان علينا أن نعمل‬ ‫لنا العملة الصعبة التي نحن في أمس احلاجة إليها‪.‬‬
‫البنكية اإلسالمية باعتبارها تترجم الهوية والثقافة والنفسية‬ ‫يقدم جميع اخلدمات املصرفية واالستثمارية لألفراد طبقا‬ ‫بجمهورية مصر العربية والبنك اإلسالمي للتنمية باململكة‬ ‫"فايسبوك" والهواتف النقالة‪ ..‬في‬ ‫يثقون في عودة االقتصاد التونسي‬ ‫كثيرا لنصل لنسبة منو بـ‪ % 6‬سنويا وأنا متفائل جدا‬ ‫هل ميكن �أن توجد �أزمة يف املواد الغذائية؟‬
‫اإلسالمية للمواطن التونسي ومعارضة مشوبة بانعدام الثقة في‬ ‫ألحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫العربية السعودية وبنك دبي اإلسالمي باإلمارات العربية‬ ‫مزيد دعم وتوضيح فكرة الشفافية‪.‬‬ ‫إلى مساره الطبيعي‪.‬‬ ‫في خصوص العرض والطلب فإن حتسن املناخ ويجب دعم االستثمار من اآلن لتحسني النمو واحلد‬
‫بعض املؤسسني ال في املؤسسة‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬مرحلة النضوج والتطور‬ ‫املتحدة وبنك فيصل اإلسالمي مبصر وبيت التمويل الكويتي‬ ‫وأوضح أن هذه التكنولوجيات‬ ‫وأقصى نسبة تشاؤم لوحظت في‬ ‫وتوقع وقوع "صابة" في الفالحة سيزيد في اإلنتاج من البطالة‪.‬‬
‫* باحث جامعي‬ ‫متتد هذه املرحلة من بداية الثمانينيات وحتى التسعينيات من‬ ‫بدولة الكويت‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫ستكون احملرار الرئيسي للشفافية‪.‬‬ ‫قطاع السياحة حيث أن ‪% 70‬‬

‫�أخبار اقت�صادية‬
‫األوروبي لالستثمار ومن املنتظر أن تكون املرحلة االولى لهذه‬ ‫خطة ترويجية‬ ‫مكتب لنقل التكنولوجيا‬
‫رشيد الصكلي‬ ‫رد حـول مقالـة امل�صرفيــة يف الإ�ســالم‬ ‫جـدل‬
‫الدراسات جاهزة خالل شهر سبتمبر ‪ 2012‬وأكد الوزير‬ ‫حتت شعار «تونس جديدة ‪ ..‬فرص جديدة» أطلقت وكالة‬ ‫يحتضن املعهد الوطني للمواصفات وامللكية الصناعية مقر‬
‫أنه مت تخصيص ‪ 250‬مليون دينار لتحسني وتطوير شبكة‬ ‫النهوض باالستثمار اخلارجي ووكالة النهوض بالصناعة‬ ‫أول مكتب لنقل التكنولوجيا بتونس بالتعاون مع وزارة التعليم‬ ‫القروض املسندة إلى احلرفاء‪ ،‬فاعتقادي يناقض ما‬ ‫الضرر‬ ‫الشريعة عدم إحلاق ّ‬ ‫اعتبرنا أنّ من مقاصد ّ‬ ‫السبب األول يتمثّل في خصوصيّة البضاعة‪ ،‬فكما‬ ‫ّ‬ ‫جاء في العدد الثالث من جريدة "الفجر" الصادرة‬
‫الطرقات باجلمهورية ‪ 80‬باملائة منها للجهات الداخلية و‪20‬‬ ‫والتجديد ووزارة الصناعة والتكنولوجيا خطة ترويجية‬ ‫العالي والبحث العلمي‪ .‬ويهدف هذا املشروع الذي يندرج‬ ‫يق ّره جميع املجتهدين املسلمني من جواز اشتراط‬ ‫باحملتاج‪.‬‬ ‫يراعى عند مبادلة الذهب بالذهب نقاؤه وصفاؤه‪،‬‬ ‫يوم اجلمعة ‪ 22‬افريل اجلاري مقالة بقلم األخ كمال‬
‫باملائة للجهات الساحلية ومن املتوقع أن يشرع فى اجنازها‬ ‫لصورة تونس في اخلارج‪ .‬وتستهدف هذه اخلطة شركاء‬ ‫في إطار اخلطة الرامية إلى إرساء مكاتب لنقل التكنولوجيا‬ ‫ال ّربح إن وضع املال عند تاجر‪ ،‬إذ من اإلجحاف أن‬ ‫السبب الثاني هو انتفاء املبادلة عند االقتراض‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إذ ال يعقل أن يستبدل مبثل وزنه ذهب خالص‬ ‫الصيد حول املصرفيّة في اإلسالم‪ .‬وإنّي إذ أث ّمن‬
‫بداية من الشهر القادم‪.‬‬ ‫تونس األجانب من خالل طمأنتهم والترويج لصورة تونس‬ ‫في املنطقة العربية إلى توفير املعلومات التكنولوجية لفائدة‬ ‫يستفيد التاجر من املال وير ّد إلى أصحابه مثله‪،‬‬ ‫فذهاب شخص خاوي اليدين للبنك ليستلف ماال‬ ‫(‪ 24‬قيراط) بذهب أق ّل نقاء‪ ،‬أو متر رديء مبثل‬ ‫اهتمام اجلريدة بهذا املوضوع الها ّم الذي ال يزال‬
‫طاقة الرياح‬ ‫كبلد يستعيد عافيته بكل هدوء وثقة وقادر على احملافظة على‬ ‫الباحثني والباعثني الشبان واملؤسسات الصناعية املجددة‬ ‫يصح اعتماده‬ ‫ّ‬ ‫يصح التعلّل به‪ ،‬كما ال‬
‫ّ‬ ‫وبالتالي ال‬ ‫يسقط مقولة املبادلة‪ ،‬إذن ليس مستبعدا أن يكون‬ ‫وزنه من التّمر اجليّد‪ .‬أتساءل ملاذا ال تراعى م ّدة‬ ‫مح ّل جدل بني عموم املسلمني‪ ،‬أدعو ملواصلة البحث‬
‫أطلقت الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة برنامج تكويني‬ ‫سير دواليبه االقتصادية‬ ‫واملساهمة في ترويج براءات االختراع لدى املستثمرين قصد‬ ‫أيضا للقول إنّ أخذ الفوائد عن األموال املودعة في‬ ‫القصد من احلديث الشريف في مقطعه األول‪،‬‬ ‫اخلالص عند االستقراض من البنوك‪ ،‬فهي أيضا‬ ‫في هذا الشأن حتّى نصل إلى مقاربة إسالميّة دون‬
‫لفائدة كل األطراف املشاركة في «مشروع تطوير إنتاج‬ ‫وتتمحور اخلطة الترويجية التى تتطلع الى حتسيس‬ ‫استغاللها لبعث مشاريع مجددة ذات بعد تكنولوجي ‪.‬‬ ‫البنوك حرام‪.‬‬ ‫تصريف املال باحلاضر وليس ر ّده مبثله‪ ،‬مبعنى‬ ‫خصوصيّة مثل خصوصية نقاء الذهب أو جودة‬ ‫اخلروج عن مرامي ومقاصد الشريعة‪.‬‬
‫الكهرباء املتأتية من طاقة الرياح من قبل القطاع اخلاص‬ ‫املقتنني واملستثمرين فى كل من فرنسا وايطاليا واملانيا‬ ‫وقد أرسى املعهد بالتعاون مع املنظمة العاملية للملكية‬ ‫ويبقى السؤال الكبير‪ ،‬إذا كان االستقراض جائزا‬ ‫أنّ ال ّربا يتح ّقق عند الزيادة باحلاضر في مبادلة‬ ‫التّمر‪ .‬إنّ الوقوف عند ظاهر احلديث‪ ،‬خصوصا‬ ‫بدءا‪ ،‬أقول إنّ حترمي ال ّربا كان أساسا بسبب "من‬
‫بتونس» بهدف خلق كفاءات محلية في املجال ‪ .‬وميتد هذا‬ ‫وبلجيكا واسبانيا وبريطانيا على قطاعات حتظى باألولوية‬ ‫الفكرية شبكة مراكز للتجديد ودعم التكنولوجيا وذلك فى‬ ‫وال يعدو أن يكون بيعا بالتقسيط‪ ،‬فما هو ال ّربا‬ ‫شيء مثلي‪ ،‬ومثاله شخص يأتي بورقة بقيمة‬ ‫"مثال مبثل" هو الذي قاد عموم املجتهدين إلى‬ ‫زاد فقد أربى" الواردة في نهاية املقطع األول من‬
‫البرنامج تسعة أشهر (من أفريل إلى ديسمبر ‪ )2011‬ويشمل‬ ‫على غرار الصناعات امليكانيكية والكهربائية واالسناد‬ ‫إطار السعي إلى ترسيخ ثقافة امللكية الفكرية بغية استخدامها‬ ‫احمل ّرم شرعا والذي عنته اآلية الكرمية " وأح ّل الله‬ ‫خمسني دينارا ويطلب من البنك جعلها خمس‬ ‫مثلي كمبادلة املال‬
‫ّ‬ ‫اعتبار الزّيادة في مبادلة شيء‬ ‫الشريف (الذهب بالذهب مثال‬ ‫احلديث النبوي ّ‬
‫كل اجلوانب املتصلة بتطوير استعمال طاقة الرياح فنيا وبيئيا‬ ‫اخلارجي والنسيج والصادرات التونسية‪ .‬وترمي اخلطة الى‬ ‫ألغراض التنمية االقتصادية واالجتماعية ‪.‬‬ ‫البيع وح ّرم ال ّربا"؟‬ ‫ورقات بقيمة عشرة دنانير‪ ،‬فإن فعل ال يكون ربا‪،‬‬ ‫باملال من قبيل ال ّربا احمل ّرم شرعا‪ .‬وإنّي أتساءل‬ ‫ّ‬
‫بالفضة مثال مبثل‪ ،‬والتّمر بالتّمر‬ ‫ّ‬
‫والفضة‬ ‫مبثل‪،‬‬
‫واقتصاديا وماليا وتشريعيا‪ .‬ويرمي مشروع تطوير إنتاج‬ ‫تنظيم لقاءات اعالمية فى اخلارج وزيارات لفائدة الصحافة‬ ‫�شركات تغلق �أبوابها‬ ‫اعتقادي – والله أعلم – ال ّربا يكون على حالتني‪:‬‬ ‫وإن طلب البنك أكثر من خمسني دينارا ليعطيه‬ ‫الضرر الذي يصيب املسلمني عند‬ ‫أيضا هل أنّ ّ‬ ‫مثال مبثل‪ ،‬والب ّر بالب ّر مثال مبثل وامللح بامللح‬
‫الكهرباء املتأتية من الرياح الذي أحدثته الوكالة الوطنية‬ ‫االجنبية الى تونس وبث ومضات اشهارية‪ ،‬الى جانب تنظيم‬ ‫قال مسؤول بوكالة النهوض باالستثمار اخلارجي أن هناك‬ ‫‪ -‬إ ّما زيادة حاضرة عند بيع شيء مثال مبثل‪ ،‬وهذا‬ ‫خمس ورقات‪ ،‬هنا يحصل ال ّربا قطعا‪.‬‬ ‫شراء حاجاتهم من البنوك اإلسالمية‪ ،‬العاملة‬ ‫والشعير ّ‬
‫بالشعير مثال مبثل‪ ،‬فمن زاد‬ ‫ّ‬ ‫مثال مبثل‪،‬‬
‫للتحكم في الطاقة وبرنامج األمم املتحدة للتنمية إلى توفير‬ ‫منتدى تونس لالستثمار يوم ‪ 17‬جوان ‪ 2011‬ببادرة من‬ ‫‪ 41‬شركة أجنبية أغلقت أبوابها في تونس‪ .‬وهذه الشركات‬ ‫ليس حال البنوك التي تص ّرف املال مبثله وتستبدله‬ ‫أي‬
‫ّ‬ ‫كحال‬ ‫ماال‬ ‫إنّه باعتقادي حال البنك الذي يبيع‬ ‫خصوصا في بلدان املشرق‪ ،‬التي تشتري البضائع‬ ‫بالفضة كيف شئتم يدا‬ ‫ّ‬ ‫فقد أربى‪ ،‬بيعوا الذهب‬
‫ظروف االستثمار لفائدة الباعثني اخلواص في قطاع الطاقات‬ ‫وكالة النهوض باالستثمار االخارجي‪ .‬ومتتد هذه اخلطة الى‬ ‫تعمل في اطار املناولة بقطاع النسيج والصناعات الكهربائية‪،‬‬ ‫مبثل قيمته‪.‬‬ ‫تاجر يبيع سلعة بالتّقسيط‪ ،‬وبالتّالي من يجيز‬ ‫والعقارات ث ّم حت ّدد سعرا أعلى كما تريد باعتبار‬ ‫بيد وبيعوا الب ّر بالتّمر كيف شئتم يدا بيد وبيعوا‬
‫املتجددة وخاصة طاقة الرياح‪.‬‬ ‫ثالثة أشهر من منتصف شهر افريل اجلاري الى منتصف‬ ‫وتشغل كل واحدة منها أقل من ‪ 100‬عامل‪ .‬وتوجد في تونس‬ ‫مؤسسة‬ ‫ّ‬ ‫أو‬ ‫شخص‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫زيادة‬ ‫فرض‬ ‫‪ -‬وإ ّما‬ ‫الزيادة عند البيع بالتّقسيط‪ ،‬وهذا ال خالف فيه بني‬ ‫أنّ اإلسالم لم يضع ح ّدا لهامش ال ّربح‪ ،‬ث ّم تبيعها‬ ‫الشعير بالتّمر كيف شئتم يدا بيد)‪ ،‬لكن وهذا‬ ‫ّ‬
‫ويركز املشروع الذي ميوله الصندوق العاملي للبيئة‬ ‫شهر جويلية ‪.2011‬‬ ‫حوالي ‪ 3135‬مؤسسة أجنبية ماتزال تعمل بشكل عادي رغم‬ ‫ال متتهن إقراض الناس وتعيش من نشاط آخر‬ ‫جميع املذاهب اإلسالمية‪ ،‬ال مناص من أن يجيزه‬ ‫السعر اجلديد هو أق ّل‬ ‫بالتّقسيط دون زيادة في ّ‬ ‫الشريف‪ ،‬وإن كان‬ ‫اجتهاد شخصي هذا احلديث ّ‬
‫وميتد إلى موفى جوان ‪ 2012‬إلى االرتقاء بالقدرات الفنية‬ ‫بني النفي�ضة والقريوان‬ ‫الظروف األمنية غير املستقرة التي مت ّر بها (مطالب عمالية‪.)...‬‬ ‫على شخص معسر ضاق به احلال فالتجأ إلى‬ ‫عند االستقراض من البنوك‪.‬‬ ‫ضررا للمسلمني حني يلجؤون للبنوك لالستقراض‬ ‫بالفضة كيف‬‫ّ‬ ‫املقطع الثّاني منه ( بيعوا الذهب‬
‫والتنظيمية لألطراف املتدخلة ومنها الوكالة الوطنية للتحكم‬ ‫أعلن السيد ياسني ابراهيم وزير النقل والتجهيز‪ ،‬عن‬ ‫وتشغل هذه املؤسسات حوالي ‪ 325‬ألف عامل‪.‬‬ ‫االستقراض‪ ،‬وهذا ال ينطبق على البنوك التي‬ ‫أ ّما بخصوص استناد البعض إلى ما اشتهر به‬ ‫ث ّم يختارون قضاء حاجاتهم كيف شاؤوا‪ ،‬بل قد‬ ‫شئتم يدا بيد وبيعوا الب ّر بالتّمر كيف شئتم يدا بيد‬
‫في الطاقة والشركة التونسية للكهرباء والغاز وأكثر‬ ‫انطالق الدراسات الفنية واالقتصادية اخلاصة باجناز‬ ‫وتسعى تونس بعد الثورة إلى مزيد جلب االستثمارات‬ ‫تعيش والعاملني فيها على جتارة املال‪ ،‬وإنمّ ا على‬ ‫الصحابي اجلليل الزبير بن العوام الذي كان‬ ‫يصيبهم أذى أق ّل حينما يوضع القرض بأيديهم‬ ‫الشعير بالتّمر كيف شئتم يدا بيد) يجيز بيع‬ ‫وبيعوا ّ‬
‫املؤسسات استهالكا للطاقة ومكاتب الدراسات والصناعات‬ ‫مشروع السكة احلديدية الرابطة بني النفيضة والقيروان‪.‬‬ ‫األجنبية لدفع التشغيل وذلك باالعتماد على حمالت ترويجية‬ ‫من تستقيم حياته إن كان شخصا‪ ،‬أو وجوده إن‬ ‫يقبل األموال أمانة عنده‪ ،‬ال بشرط الوديعة وإنمّ ا‬ ‫ويتفادون الشراء بالتّقسيط‪.‬‬ ‫األشياء بغير مثلها بأية طريقة كانت‪ ،‬مبا في ذلك‬
‫احمللية والبنوك التجارية التونسية والدولية ومعاهد التعليم‬ ‫وتقدر الكلفة اجلملية ملجموع هذه الدراسات بحوالى ‪ 4‬ماليني‬ ‫إلقناع رجال األعمال األجانب بتحسن مناخ االستثمار بعد‬ ‫مؤسسة‪ ،‬على نشاط آخر‪ .‬وأخيرا‪ ،‬أسأل‬ ‫ّ‬ ‫كان‬ ‫على صفة القرض احلالل ويتاجر به ث ّم ير ّد مثله‬ ‫إنّ األرباح امل ّميزة التّي حت ّققها ما تس ّمى بالبنوك‬ ‫التقسيط‪ ،‬فإنّ املقطع الثاني يحتمل رؤية أخرى ال‬
‫العالي والبحث العلمي‪.‬‬ ‫يورو (حوالي ‪ 8‬ماليني دينار) ممولة فى شكل هبة من البنك‬ ‫سقوط دولة الفاسد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الله أن أكون وفقت في اجتهادي‪ ،‬وأدعو كل مهت ّم‬ ‫دون زيادة أو نقصان للقول بحرمة أخذ الزيادة‪،‬‬ ‫اإلسالميّة‪ ،‬مقارنة بالبنوك التي يطلق عليها عادة‬ ‫تقودنا إلى حترمي االستقراض من البنوك بفائدة‪،‬‬
‫بالشأن االقتصادي أن يدلي بدلوه في هذا األمر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وبالتّالي بحرمة ما تأخذه البنوك من زيادات عن‬ ‫بنوك ربو ّية‪ ،‬يطرح أكثر من سؤال‪ ،‬سيّما لو‬ ‫وذاك لسببني‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫جهات‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪10‬‬ ‫جهات‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬

‫�سو�سة ت�أوي قافلة م�صابني ليبيني‬ ‫عندما يلتف املواطنون تلقائيا حلماية تون�س ونظافتها‬ ‫سامي بن محمد‬ ‫نب�ض ال�شارع يف القريوان‬ ‫�أهايل معتمد ّية ك�سرى ‪..‬‬
‫أفاد الدكتور شكري الزغالمي في تصريحات جلريدة «الفجر» أنّ ‪ 137‬مصابا‬
‫جاءت مبادرة متساكني حي التحرير في حملة‬
‫نظافة بالطرقات واحلدائق العمومية وانطلقت‬
‫حي التحرير‪ -‬تون�س‬
‫شهد حي التحرير بالعاصمة منذ األيام األولى‬ ‫حفوز‪ :‬تكرمي ال�شهيد لطفي العيدودي‬ ‫تواصلت حاالت الفوضى واالنفالت األمني وتواصلت استغاثات‬
‫يطالبون بالعي�ش الكرمي‬
‫استقبلتهم املستشفيات واملصحات مبدينة سوسة خالل األسبوع املنقضي‪ .‬وذكر املتحدث‬ ‫أعمال التنظيف وجمع النفايات من املسجد صباحا‬ ‫للثورة التونسية املباركة تكاتفا وتعاونا منقطع‬
‫في معتمدية حفوز (القيروان)‪ ،‬أشرف األسبوع املنقضي عضو‬ ‫املواطنني تطالب بفرض هيبة الدولة وحتقيق االمن‪ .‬كام تواصلت املطالب‬
‫عبّ�ر أهال�ي معتمد ّي�ة كس�رى م�ن‬
‫أنّ سفينة قطرية نقلت على متنها ‪ 137‬مصابا من مختلف األعمار وكان في استقبالهم‬ ‫لتعود وتنتهي أما املسجد مساء مبشاركة الرجال‬ ‫املكتب التنفيذي حلركة النهضة املهندس عبد الكرمي الهاروني ورئيس‬ ‫االجتامعية والتنموية وعادت مشاهد األوساخ إىل عاصمة األغالبة‪ ،‬وتتالت‬
‫النظير بني متساكنيه مبختلف أعمارهم ومجاالت‬ ‫وجهوها إلى‬ ‫والية س�ليانة ف�ي رس�الة ّ‬
‫اإلطارات اجلهوية يتقدمهم الوالي‬ ‫والنساء واألطفال الذين ساهموا جميعهم في‬ ‫املكتب اجلهوي بالقيروان محمود قويعة على يوم تكرمي األخ الشهيد لطفي‬ ‫زيارات املسؤولني‪ ،‬كام نزل الغيث فكان خريا وبركة‪.‬‬
‫عملهم‪ ،‬فبعد أن متكنت جلنة الدفاع املدني‪،‬‬ ‫وزير التنمي�ة اجلهو ّية واحملليّة ض ّمنوها‬
‫و جمع غفير من اإلطارات الطبية‬ ‫العمل والتبرع لكراء اجلرارات والشاحنات التي‬ ‫عيدودي الذي توفي إثر مغادرته السجن يوم ‪ 12‬جانفي سنة ‪ 2005‬بعد‬ ‫هيبة ال�شعب‪...‬والدولة‬
‫في األيام األولى من الثورة‪ ،‬من تفادي أعمال‬ ‫عوائق التنمية باجله�ة ومطالبهم الكفيلة‬
‫وشبه الطبية على مستوى اجلهة‪ ،‬كما‬ ‫قضاء ‪ 14‬سنة سجن عرف خاللها ألوان التعذيب داخل السجون‪ .‬وأكد‬ ‫اعتصم أعوان "الستاغ" بالقيروان مؤخرا أمام مقر الوالية لالحتجاج‬
‫نقلت النفايات وخلصت احلي من تراكم للفضالت‬ ‫النهب أو احلرق أو التخريب فحافظوا على كافة‬ ‫بإزاحته�ا وتوفير مق ّومات العيش الكرمي‬
‫خصصت عدة سيارات إسعاف خاصة‬ ‫قادة احلركة أثناء يوم التكرمي "نحن قوم نكرم الشهداء ونقدر دورهم‬ ‫على العنف الذي تعرض اليه بعض األعوان اثناء عملهم مبعتمدية بوحجلة‪.‬‬
‫بدأ يهدد الصحة والبيئة‪.‬‬ ‫املؤسسات واحملالت‪ ،‬وبعد يوم احتفالي تاريخي‬ ‫للمواط�ن وقد ع ّددت ال ّرس�الة بالتّفصيل‬
‫وعمومية لنقلهم‪ .‬وفي بادرة خير ّية‬ ‫وأن ما ينعم به الشعب من حرية هو بفضل الشهداء"‪.‬‬ ‫وطالب االعوان في لقاء مع والي اجلهة ومسؤوليهم بتوفير األمن محاسبة‬
‫تط ّوع رجل أعمال باستضافة املصابني‬ ‫‪ 3‬وزراء ترتا‪ ...‬ف�أين احللول؟‬ ‫املعتدين ليتسنى لهم القيام واجبهم على أكمل وجه‪ .‬كما اكد األعوان ان‬ ‫هذه املطالب لعل أبرزها القطع مع أشكال‬
‫بنزل على ملكه‪.‬‬ ‫بعد زيارة الوزير األول في احلكومة املؤقتة إلى القيروان‪ ،‬ولقائه‬ ‫بعض املواطنني يرفضون تسديد معلوم استهالك الكهرباء ما اضر‬ ‫الهشة والظرفيّة وبعث املؤسسات‬ ‫ّ‬ ‫العمل‬
‫وكان قد مت إجراء فحص أ ّولي بقاعة‬ ‫مع ممثلي املجتمع املدني‪ ،‬زار اجلهة ثالث وزراء في أسبوعني فقط من‬ ‫مبداخيل الشركة‪.‬‬ ‫اخلدماتيّة الضرور ّية وتوسيع املستشفى‬
‫ميناء سوسة‪ ،‬ثم مت توزيع املصابني حسب االختصاص وحسب املستشفيات و املصحات‬ ‫أجل بحث مختلف اجلوانب التنموية باجلهة‪ .‬وزير التشغيل أشرف يوم‬ ‫يف بوحجلة‪ :‬انفالت �أمني وعزلة‬ ‫احمللّي وإدراج منطقة كسرى في املسالك‬
‫‪ 11‬أفريل وقدم وعودا بالتشغيل وفتح باب ال"أمل"‪ .‬ثم وزيرة الصحة‬ ‫شهدت الطريق الوطنية رقم ‪ 3‬الرابطة بني القيروان وبوحجلة أحداث‬ ‫الصناعات التّحويليّة‬
‫الس�ياحيّة وتركيز ّ‬ ‫ّ‬
‫اخلاصة‪.‬‬
‫يوم ‪ 18‬أفريل ملعاجلة الوضع الصحي العليل واستمعت إلى مطالب أهل‬ ‫عنف وشغب يوم السبت ‪ 23‬أفريل بشكل مؤسف مبا عرقل احلياة اليومية‪.‬‬ ‫املالئمة وإعادة تفعيل اجلمعيّة ال ّرياضيّة‬
‫وبحسب الدكتور الزغالمي فإنّ هناك أربع إصابات خطيرة في هذه املجموعة بينها‬
‫القطاع لكن العالج العاجل تأخر‪ .‬وأطل وزير النقل والتجهيز يوم ‪ 25‬أفريل‬ ‫حيث عمد مواطنون إلى منع مرور العربات مبا فيها احلاالت االستعجالية‪.‬‬ ‫الطرق�ات واملس�الك وأك�دوا‬ ‫وتع ّه�د ّ‬
‫ثالث حاالت ألطفال‪ .‬ومثّل الشبان من ‪ 18‬إلى ‪ 30‬سنة نحو ‪ 40‬باملائة من املصابني و‪5‬‬
‫واستمع إلى النقائص والتشكيات ووعد بوضع قطار القيروان على السكة‬ ‫وقد نتج عنها تعطيل حركة السير خاصة وأن الطريق مه ّمة اقتصاديا‬ ‫متسكهم بحقوقهم ومطالبهم‪.‬‬
‫باملائة فقط كانوا فوق اخلمسني عاما‪،‬‬ ‫ّ‬
‫في اجتاه النفيضة وحتسني حال التجهيز والنقل‪.‬‬ ‫وتؤدي إلى اجلنوب التونسي‪ .‬األحداث كانت نتيجة إيقاف عدد من أفراد‬
‫فيما كان هناك أطفال ما دون ‪ 18‬سنة‬ ‫هذه الزيارات قد تبعث على األمل‪ ..‬وقد جتعل ‪ 600‬ألف ساكن يتفاءلون‬ ‫قرية اوالد عاشور بوالية سوسة‪ .‬وقد أعرب عدد من أبناء بوحجلة رفضهم‬
‫وثالثة رضع‪ .‬وقد مت إيواء ‪ 49‬مصابا‬ ‫بالتنمية وحتسن احلال‪ ..‬لكنهم بانتظار الصدق في القول‪...‬واإلخالص في‬ ‫ملا حصل مطالبني بتوفير األمن باملنطقة التي تشهد انفالتا وحاالت من‬
‫في مستشفى سهلول و‪ 6‬آخرين في‬
‫مستشفى فرحات حشاد و‪ 3‬في مصحة‬
‫العمل كما يردد رئيس احلكومة دوما‪.‬‬ ‫الفوضى‪ .‬كما يطالبون بفك العزلة على املنطقة‪.‬‬
‫تالة‪ :‬الت�شغيل ا�ستحقاق‬
‫الزياتني بسوسة‪ .‬وتوزعت احلاالت على‬
‫أقسام «جراحة األعضاء واملفاصل‪/‬‬
‫قسم اجلراحة العامة‪/‬قسم جراحة‬
‫محمد القرماسي‬ ‫�أكرث من ‪ 100‬عائلة من �صغار الفالحني باجلنوب ال�شرقي‬ ‫عرفت تالة منذ أسبوعني في احلديقة‬
‫املقابلة ملقر املعتمدية اعتصاما نفذه خريجو‬
‫الكليات و املعاهد العليا املعطلون عن العمل‬
‫األعصاب» وقسم «اإلنعاش» وقسم‬
‫«جراحة الوجه والفكني»‪ .‬وقد شملت‬
‫هذه صورة مصغرة لتونس ما بعد الثورة كما‬
‫يتمناها سكان حي التحرير آملني أن يتواصل هذا‬
‫مت خالله انتخاب أعضاء جلنة حماية الثورة باحلي‬
‫وتقدمت في االنتخابات سيدة حازت أكبر عدد من‬
‫�ضحايا م�ستثمر ايطايل وعلى مر�أى من االحتاد الوطني للفالحني‬ ‫إحتجاجا على جتاهل احلكومتني الوقتيتني‬
‫ملطالبهم وهو حقهم في الشغل و هم الذين‬
‫نوعية اإلصابات جروحا مباشرة بالرصاص وشظايا القنابل وقذائف‪.‬‬ ‫التعاون في مجاالت أخرى من بناء تونس الثورة‪.‬‬ ‫األصوات‪ ،‬وفي ذلك دالالت عديدة للمستقبل‪،‬‬ ‫نادوا منذ الثالث من جانفي بأن الشغل‬
‫قد قدمت ضمانات لالحتاد الوطني للفالحني‬ ‫كاد يتسبب في إفالس العديد من صغار الفالحني‬ ‫الفالحة اجليو حرارية باجلنوب الشرقي‬
‫وأضاف املصدر أنّ طفلني أحدهما عمره ‪ 8‬سنوات و الثاني ‪ 10‬سنوات كانت إصابتهما‬ ‫استحقاق و ليس منحة تهدى كما آزرهم‬
‫من بينها صكوك بنكية تبني لصغار الفالحني‬ ‫وإغراقهم في الديون‪.‬‬ ‫ومبعتمدية احلامة بالتحديد قطاع حيوي يو ّفر‬
‫على مستوى الرأس وقع حتويلهما إلى تونس العاصمة للمعاجلة في إحدى املستشفيات‬ ‫في ذلك اصحاب الشهائد للتكوين املهني‬
‫العمومية‪.‬‬ ‫توزر‪ :‬هل �أ�صبحت اجلمعيات املائ ّية خطرا على الواحة ؟‬ ‫بعد ذلك أنها بدون رصيد أو ال ميكن صرفها‬
‫ولم يجد هؤالء جوابا من االحتاد يوضح لهم‬
‫وفي الوقت الذي مت فيه االتفاق بني أحد‬
‫املستثمرين من إيطاليا بإشراف االحتاد الوطني‬
‫عددا يتزايد باستمرار ملواطن الشغل‪ ،‬حيث‬
‫بإمكان كل أسرة متتلك قطعة أرض أو ميكنها‬ ‫أما في مقر املعتمدية فقد اعتصم املعطلون‬
‫جدير بالذكر أنّ عدة جمعيات مدنيّة شاركت في استقبال قافلة املصابني وفي عمليات‬ ‫املسألة أو يقدم لهم حلوال تنقذ مشاريعهم أو‬ ‫كراء مساحة قريبة من املياه احلارة‪ ،‬أن توفر‬ ‫الكاملون لإلجازة في الرياضة البدنية‬
‫الفحص والتوجيه‪ ،‬وهي الهالل األحمر واجلمعية التونسية لألطباء الشبان و‪SAMU 03‬‬ ‫للفالحني وبني صغار الفالحني مبنطقة بن غيلوف‬
‫الفالحة مشرفة على شبكات الري بالواحات لها‬ ‫توزر هذه البقعة اخلضراء في آخر نقطة في‬ ‫حتميهم من اإلفالس والديون‪ ،‬علما أنهم تقدموا‬ ‫من معتمدية احلامة على أن يقتني من الفالحني‬ ‫مورد رزق قار ودخل محترم بواسطة البيوت‬ ‫احتجاجا على استثنائهم من اإلنتدابات‬
‫وعمادة األطباء وجمعية التعاون اخليرية‪.‬‬ ‫مبطالب عديدة ملساعدتهم على جتاوز هذا الظرف‬ ‫املكيفة التي تنتج الباكورات بكميات كبيرة وفي‬ ‫األخيرة و التي لم تراع فيها املعايير‬
‫صالحيات شبه مطلقة في التصرف في املياه‬ ‫اجلنوب الغربي من البالد التونسية ترتوي من‬ ‫منتوجهم بأسعار معقولة‪ ،‬مقابل احتكار‬
‫عبد الدايم نومي‬ ‫والتي أحدثت خرابا باملشهد الطبيعي للواحات‬ ‫مائتي نبع ماء وهي غابة نخيل رائعة تعد أكثر‬ ‫العصيب وتوفير فرص تسويق بديلة ملنتوجاتهم‬ ‫توزيعها وتصديرها‪ ،‬وأبرمت في الغرض عقود‬ ‫مواسم تكون فيها هذه املواد مطلوبة باألسواق‬ ‫املعتمدة عادة وهي األقدمية في التخرج بل‬
‫فأنشأت القنوات املائية عوضا عن الوديان بتعلة‬ ‫من مليون أصل نخيل من مختلف أنواع التمور‬ ‫التي تتراكم وقد يضطرون إلى إتالفها‪ ،‬ورغم أنّ‬ ‫رسمية التزم فيها هؤالء الفالحني مبا طلب منهم‬ ‫احمللية والعاملية‪.‬‬ ‫نودي للمجموعة التي نفذت اعتصاما أمام‬
‫مطالبهم تصاعدت من املسؤولني احملليني وصوال‬ ‫في السنوات األخيرة‪ ،‬وبعد أن انتصب عدد‬ ‫مقر الوزارة!!‬
‫�أخبــار الرقــاب‬
‫استغالل املياه والتحكم فيها عن طريق مضخات‬ ‫وقد قال عنها ابن الشباط «توزر أهم األقاليم‬ ‫وعقدت للغرض جلسات في مقر االحتاد الوطني‬
‫يديرها أعوان بإمكانهم قطع املاء عن الفالح في‬ ‫ألنّ بساتينها بها كل أنواع الثمار وتتميز‬ ‫إلى سيادة الوزير األول ولكن بال مجيب‪.‬‬ ‫كبير من صغار الفالحني من املعطلني عن العمل‬ ‫ويوم السبت ‪ 23‬أفريل زار وزير‬
‫للفالحني وبحضور املسؤولني‪ ،‬تنصلت الشركة‬
‫أي وقت عندما ال يدفع معلوم حصة من املاء‬ ‫بالتمر ويخرج منها في أغلب األيام ألف جمل‬ ‫نحن نهيب بالسادة املسؤولني أن يلتفتوا‬ ‫وأصحاب الشهائد العليا‪ ،‬وعلى إثر الوعود‬ ‫التشغيل والية القصرين واجتمع مبقر‬
‫من تعهداتها وغاب مسؤولوها منذ أشهر في حني‬
‫انتهاك حرمة امل ؤ��س�سات الرتبوية بالرقاب‬ ‫ومن هنا تبدأ األزمة إذ يضطر الفالح الصغير‬ ‫محملة» وقال أيضا «توزر بالد عبادة وزهادة‬ ‫إلى هؤالء الشباب وهذه العائالت التي يتهددها‬
‫يتخبط ما يقارب عن ‪ 100‬صاحب مشروع في‬
‫الكبيرة من املسؤولني باجلهة ومن االحتاد‬ ‫الوالية مبجموعة من طالبي الشغل‬
‫شهدت بعض املؤسسات التربوية في الرقاب خالل األيام األخيرة اعتداءات متكررة‪ .‬ففي نهاية‬ ‫إلى التداين أو البيع لرؤساء األموال فينخفض‬ ‫لوجود املياه في كل املواقع وتيسير األقوات‬ ‫الفقر واملديونية ونحسب أن فتح آفاق جديدة‬ ‫الوطني للفالحة والصيد البحري مبساعدتهم‬ ‫مبختلف أصنافهم ثم تنقل إثرها إلى‬
‫األسبوع املاضي و قع اقتحام معهد السعيدة وإرعاب تالميذه و العاملني به لذلك أضربوا احتجاجا‬ ‫أمام مثل هذه املشاريع القائمة والتي بدأت توفر‬ ‫ديون قد تضطرهم إلى بيع مشاريعهم وجتهيزاتها‬ ‫باعتبار أنّ هذا املشروع رئاسي ويحظى بحرص‬
‫سعر التمور إلى ‪ % 60‬عن السعر احلقيقي‬ ‫في كل األوقات»‪ .‬وقد أثبت ابن الشباط ما قاله‬ ‫حيدرة و عرضت عليه مشاغل املتساكنني‬
‫على التهاون في حماية مؤسستهم ودام اإلضراب ‪ 3‬أيام ولم ينته إال بعد حملة أمنية شنها اجليش‬ ‫الرزق الكرمي للعديد من العائالت سوف يخدم‬ ‫بأثمان بخسة ال تغطي ما أنفقوه عليها‪.‬‬ ‫خاص من كافة املسؤولني‪ ،‬كان بالتوازي مع ذلك‬
‫إضافة إلى ارتفاع أسعار املاء نتيجة ارتفاع‬ ‫جالينوس من أنّ أهل اجلريد مفرطو الذكاء‬ ‫و مشاكلهم و في طريق العودة توقف مبقر‬
‫واألجهزة األمنيّة يوم اإلثنني‪.‬‬ ‫معاليم الكهرباء والتقسيم غير العادل للمياه كما‬ ‫والفطنة واإلدراك في العلوم» بهندسة فريدة في‬ ‫االستقرار ويساعد على جتويد املنتوج الفالحي‬ ‫�شيك بدون ر�صيد‬ ‫بعض املستثمرين يتوسعون مبشاريع ضخمة‬ ‫املعتمدية حيث عقد اجتماعا باملعتصمني و‬
‫و عشية االثنني ‪ 25‬أفريل هاجمت مجموعة من الشباب معهد الطاهر احلداد بالرقاب و تطاولت‬ ‫أنّ العديد من املقاسم الفالحية محرومة من املاء‬ ‫تقسيم مياه الينابيع بني بساتني النخيل مبيزان‬ ‫ودعم الصادرات من الباكورات اجليوحرارية وما‬ ‫وحرية من تفاعل االحتاد وامل�س�ؤولني‬ ‫موجهة إلى التصدير باألساس‪ ،‬غير أنّهم في‬ ‫استمع إلى مشاكلهم‪.‬‬
‫بالسب والشتم و التهديد و الكالم البذيء على األسرة التربوية‪ .‬وفي اليوم املوالي مت الدخول في‬ ‫فتضطر إلى السقي باملياه املاحلة املستخرجة‬ ‫عادل تقسيما جعل مهندسي بالد الغرب يق ّرون‬ ‫أحوج بالدنا إلى ذلك اليوم‪.‬‬ ‫املثير في املوضوع أنّ الشركة اإليطالية‬ ‫املقابل يغرقون األسواق احمللية مبنتوج غزير‬
‫إضراب احتجاجي من أجل املطالبة بتأمني املعهد و تضامنت معها األسرة التربوية في بقية املعاهد‬ ‫من اآلبار السطحية والتي ال ميكن االعتماد‬ ‫ببراعته الفائقة ملا رأوه من مقدرة وحكمة في‬
‫واإلعداديات‪ .‬وقد مت عقد اجتماع عام مساء الثالثاء بنفس املعهد حضره معتمد اجلهة الذي طالبه‬
‫املجتمعون بضرورة أن تتحمل السلطة مسؤوليتها في حماية املؤسسات التربوية‪.‬‬
‫عليها في إنتاج اخلضروات‪ ،‬كما أنّها تؤ ّدي إلى‬
‫إنتاج نوعية غير جيدة من التمور‪.‬‬
‫توزيع املاء من منبعه براس العني البساتني عبر‬
‫السواقي واجلداول لتصل إلى الواحات بعدل‬
‫سعد األهرع‬ ‫قف�صة‪ :‬المباالة امل�س�ؤولني تعطل م�شروعا �صناعيا‬
‫ت�شكيل نيابة خ�صو�صية بديلة عن املجل�س البلدي بالرقاب‬ ‫ويتحدث بعض السكان بحسرة عن ثروتهم‬ ‫وانتظام ولتكون توزر محاطة بالوديان من كل‬ ‫املصادر تشير إلى كون أحد املسؤولني احملليني يستخدمه‬ ‫مثلت انتفاضة الشعب التونسي األمل الذي طاملا انتظره‬
‫مت يوم األحد بالرقاب اختيار أعضاء النيابة اخلصوصية الثمانية والتي ستحل مكان املجلس‬ ‫احمللية‪ ،‬فهم يرون أنّهم يكتوون بنارين فمن‬ ‫جانب وهي عبارة عن سواقي كبيرة على جنبات‬ ‫ملصلحته الشخصية‪.‬‬ ‫أبناء الوطن املقيمون في اخلارج للعودة وإجناز مشاريعهم‬
‫البلدي املنحل‪ .‬وقد شاب عملية االختيار بعض التجاذبات الناجتة عن عدم مراعاة اخلارطة‬ ‫اجلهة الشمالية هناك سبخة شط الغرسة التي‬ ‫الطرقات تزيد الواحات رونقا وجماال مما جعل‬ ‫وقد جلأ منير بعد أن رفض رئيس احتاد الفالحني متكينه‬ ‫دون خوف أو تردد‪ .‬فالظرفية مناسبة للعمل واإلجناز بعد‬
‫السكانية بالرقاب املدينة و عدم متثيل الصناعني والتجار‪.‬‬ ‫تصل حرارتها إلى ‪ 45‬درجة في الصيف ومن‬ ‫شاعرها وشاعر تونس األول «أبو القاسم‬ ‫من استغالل املخزن إلى والي قفصة يوم ‪ 15‬مارس ‪2010‬‬ ‫انتهاء ‪ 23‬عاما من احتكار أقرباء الرئيس املخلوع وأصهاره‬
‫اجلنوب سبخة شط اجلريد التي تصل إلى‬ ‫الشابي» يقول فيها‪:‬‬ ‫فوعده باملساعدة لكن طال انتظار الر ّد‪ ،‬فقابله مرتني أخريني‬ ‫للمشاريع واالستثمارات املربحة في كل القطاعات االقتصادية‬
‫حبيب المسعودي‬ ‫‪ 50‬درجة وهي العوامل املساعدة على إنضاج‬ ‫جتري هبا من حتتها األهنار‬ ‫زر توزر إن شئت رؤية جنة‬
‫ولم ينجز وعده‪ ،‬لذا طرق باب املندوب اجلهوي للفالحة في‬ ‫ومشاركتهم مناصفة كل من أراد املبادرة لوحده‪ .‬لكن في‬
‫التمور‪ .‬لك ّن أطرافا «خارجية» تأتي كي تتحكم‬ ‫هذا إضافة إلى ما جلريان املياه في السواقي‬ ‫قفصة أربع مرات فأصغى إليه ووعده لكن إلى اآلن لم يف‬ ‫واقع األمر يبدو أنّ انتفاضة التونسيني لم يذق رحيقها عمالنا‬
‫فضل عدم‬ ‫في سعر التمور وتنقله‪ .‬ويقول فالّح ّ‬ ‫بني جنبات الواحات من إيجابيات كميزة عمليات‬
‫الله �أكرب‬ ‫ذكر إسمه «إنّ اجلمعيات املائية ببالد اجلريد‬ ‫التبخر التي حتدث يوميا في املياه ألنّ البخار‬
‫املسؤولون احملليون بوعودهم جتاه مستثمر شجاع في هذا‬
‫الظرف احلساس الذي تراجع فيه االقتصاد التونسي‪.‬‬
‫باخلارج في بالدنا وهو ما تؤكده حالة الشاب منير بن سلطان‬
‫من مدينة قفصة‪.‬‬
‫أصبحت مافيا والبد من حلها واخلوض في‬ ‫يقي الثمار من عملية التخمر والتعفن وبذلك‬ ‫ويبقى مشروع مصنع اخلياطة "بن سلطان مود"‬ ‫المبنى المهجور التابع للمندوبية الفالحية‬
‫بعد عشرين عاما من العمل في إيطاليا قرر العودة إلى‬
‫ودع تالميذ معهد البشري خر ّيف‬ ‫بكل حرسة ّ‬ ‫ملفاتها»‪.‬‬ ‫نحصل تقريبا على كل أنواع الثمار طيلة السنة‪.‬‬ ‫ينتظر التدخل السريع من املسؤولني واملساعدة على إجنازه‬ ‫مسقط رأسه وإقامة مشروع صناعي بقيمة ‪ 500‬ألف دينار‬
‫واملعدات املستوردة للغرض فتم قبول مطلبه‪ ،‬لك ّن املشكل‬
‫بنفطة زميلهم راقي اجلد ّيري الذي وافاه األجل يوم‬ ‫جدير بالذكر أنّ الدراسات اجليولوجية‬ ‫غير أنّ واحات النخيل التي تتغذى من عيون‬ ‫خصوصا وأنّ صبر منير بدأ ينفد ألنّ الشريك االيطالي الذي‬ ‫يساهم من خالله في تشغيل قرابة مائتي عامل وعاملة في‬
‫يتمثل في مكان إقامة املصنع‪ ،‬لذا قام بدراسة املواقع املتوفرة‬
‫األحد ‪ 24‬أفريل اجلاري عن عمر يناهز ‪ 17‬سنة‪.‬‬ ‫تشير إلى أنّ توزر حتتوي على أكبر مخزون‬ ‫املاء الدافقة اجلارية عبر السواقي منذ تقسيم‬ ‫سير ّوج املنتوج‪ ،‬طلب منه اإلسراع بإنتاج الدفعة األولى من‬ ‫مصنع خياطة مالبس "الدجني" املعدة للتصدير إلى إيطاليا‬
‫في مدينة قفصة واختار املكان املناسب وهو عبارة عن قطعة‬
‫مياه في اجلمهورية التونسية على عمق حوالي‬ ‫ابن الشباط لم تبق على حالها‪ ،‬إذ ال يرى السائر‬ ‫البضاعة في أقرب وقت ممكن‪ .‬ولم ُيخف منير امتعاضه من‬ ‫التي سيقوم رجل أعمال إيطالي بترويج منتوجه‪.‬‬
‫رحم اهلل الفقيد و رزق أهله و ذويه مجيل الصرب‬ ‫أرض كبيرة يحيط بها سور وبداخلها مخزن كبير مساحته‬
‫‪ 1500‬إلى ‪ 3000‬متر‪.‬‬ ‫اآلن بني الواحات تلك السواقي‪ ،‬فقد أُحدثت‬ ‫سياسة الوعود دون اإليفاء بها مؤكدا أنّه بدأ يفكر في العودة‬ ‫يذكر منير بن سلطان في تصريح جلريدة "الفجر" أنّه‬
‫والسلوان‪٠‬‬ ‫‪ 600‬متر مربع كانت املندوبية اجلهوية للفالحة قد سلمته إلى‬
‫سيف حمادي‬ ‫اجلمعيات املائية وهي هياكل تابعة إلدارة‬ ‫إلى إيطاليا و إلغاء املشروع‪.‬‬ ‫تعاضدية معتمدية اللة في قفصة الستغالله‪ ،‬ولك ّن بعض‬ ‫ق ّدم الوثائق الالزمة لإلدارات املعنية مرفقة بقائمة اآلالت‬
‫‪13‬‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪12‬‬ ‫شباب‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬

‫صبرين مورو‬ ‫ريبورتاج‬ ‫الدكتور أحمد األبيض‬ ‫تعابري تون�سية‬


‫سيف الدين بن محجوب‬
‫مغني الراب عبد املنعم قروري‪ّ :‬‬
‫مت تغييبنا ب�سبب طرحنا اجلاد‬
‫والتسجيل وطلبوا التطرق إلى مواضيع أخرى على شاكلة بعض‬ ‫قطع الكهرباء ملنع الفرقة من إحياء احلفل‪ ،‬وفي حادثة أخرى‬ ‫حييي مغني الراب التونيس عبد املنعم قروري صحبة فرقة ‪ARAB‬‬
‫خلفيات االنفالت الكروي و�أبعاده‬ ‫نعرض في هذا الركن بشيء من التحليل احلفري ‪Archéologique‬‬
‫تعابير رائجة بني أهالي تونس عسانا نتلمس فهما للشخصية األساسية‬
‫أو القاعدية‪ ،‬وحتديدا لألدوار الواجب النهوض بها لنحت معالم تونسنا‬
‫مغني الراب اآلخرين بدعوى أنّ السلطات لن تسمح مبزاولة الراب‬ ‫سنة‪ 2001‬كان من املق ّرر إحياء حفل مبناسبة عيد الشباب بقبّة‬ ‫‪ CLAN‬قبيلة العرب حفال يوم ‪ 7‬ماي القادم بالقاعة املغطاة بمدينة‬ ‫صبية وشباب هيرولون يف ساحة امللعب‪ ..‬العبون يفرون إىل حجرة املالبس‪ ..‬إطار فني طار بكل ما لديه من رسعة خوفا‬ ‫اجلديدة الناهضة لغدها املشرق بإذن الله تعالى‪.‬‬
‫بسبب اجلرأة الزائدة على حد قولهم فما كان من عبد املنعم إال أن‬ ‫املنزه وذلك بحضور ليلى الطرابلسي فتم طرد الفرقة بسبب‬ ‫زغوان حتت اسم «من أجل األخ»‪ ،‬مسامهة من هذه الفرقة يف حل‬ ‫من املجهول‪ ..‬عنارص من البوليس تشاهد ما حيصل دون أن حترك ساكنا وآخرون نالتهم عيص اجلامهري‪ ...‬رضب وهتشيم‬ ‫يقال في تونس ‪:‬‬
‫رفض‪ .‬وبعد عودته للراب تغيرت حتّى أسئلة البوليس السياسي‬ ‫خوض أحد األغاني في موضوع تغلغل نفوذ املرأة في السلطة‪.‬‬ ‫مشكلة صديقهم مكرم الزروي وذلك بتخصيص مداخيل احلفلة لتوكيل‬ ‫وتكسري وكالم بذيء وإتالف ملعدات املصورين فحتى اإلعالميون مل يسلموا من اهلمجية‪.‬‬ ‫ثقافة النورمال‬
‫فأصبحوا يسألونه عن جديد أغانيه وكانوا يتتبعون حسابه على‬ ‫يقول عبد املنعم‪» :‬وفي سنة ‪ 2006‬توقفت عن غناء الراب‪،‬‬ ‫حمامني للنيابة قضيته‪ .‬وسيشارك يف احلفل أمان اهلل الزروي ابن مكرم‬ ‫انتشرت في العقود األخيرة بني أهالي تونس عبارة «نورمال» التي‬
‫الشبكة اإلجتماعية الفيس بوك‪.‬‬ ‫والتزمت حيث بدأت أواظب على واجباتي الدينية وبدأت العمل‬ ‫بتعلة احلفاظ على أمن الوطن‪ . ‬والرسالة الثانية جاءت على‬ ‫تكرر هذا املشهد املؤسف في نسخ مختلفة في عدة‬ ‫صارت توضع في مختلف سياقات احلديث تقريبا من طرف نسبة كثيرة‬
‫ذي اخلمس سنوات وسيطرح قضية والده يف إحدى األغاين‪.‬‬
‫ويذكر عبد املنعم أنّه تق ّدم بطلب للحصول على جواز سفر‬ ‫بسوق سيدي عبد السالم‪ ، « ‬لكن التضييقات األمنية على عبد‬ ‫لسان روضة الزروي تقول فيها «يجب أن يلعب اإلعالم‬ ‫مباريات في بالدنا آخرها مباراة النادي البنزرتي والنادي‬ ‫من الناس‪ ،‬بحيث أن كل شيء أو وضع صار متقبال وعاديا وغير موضع‬
‫التقت «الفجر» بعبد املنعم قروري ليتح ّدث عن مسيرته الفنية‬
‫منذ سنة ‪ 2008‬ولم مي ّكن منه‪ ،‬وقد تعب من التر ّدد على مركز‬ ‫املنعم استم ّرت وهذه امل ّرة بدعوى االنتصاب الفوضوي فصودرت‬ ‫دور امله ّدئ وليس احمل ّرض وميكن أن يكون الفيصل في‬ ‫الصفاقسي في إطار بطولة الرابطة احملترفة لكرة القدم ‪.‬‬ ‫تساؤل أو إشكال بعد الظفر بتأشيرة الدخول من فرنسة اللغة الوطنية‪.‬‬
‫وعن مشكلة صديقه مكرم الزروي‪ .‬فأبى إال أن يفتتح احلديث‬
‫األمن للحصول عليه دون فائدة‪ ،‬وفوجئ بإعطائه جواز سفر‬ ‫بضاعته أكثر من م ّرة ومت إيداعه مبركز اإليقاف بوشوشة مرات‬ ‫احلد من هذه النعرات و يزرع الروح الرياضية من خالل‬ ‫«الفجر» تفتح ملفا لم يكتب له أن ُيغلق بع ُد في ظل‬ ‫ولكن أليس القول بالعادية ‪ «  » Normal‬قتال للملكة النقدية لدى‬
‫بطرح قصة صديقه مكرم الزروي الذي اتهم باطال بترويج‬
‫بعد يومني من قيام محمد البوعزيزي بحرق نفسه وقد قام‬ ‫ع ّدة‪ .‬وحتّى بعد اكتراء محل في السوق لم يسمح له مبزاولة عمله‬ ‫احلمالت التحسيسية»‪ .‬من جانبها دعت سارة عبد الله كل‬ ‫تونس الثورة‪ ..‬عن اجلنون الكروي وهمجية املشجعني‬ ‫اإلنسان إلى احلد الذي يصير فيه متقبال لكل وضع يوضع فيه حتى وإن‬
‫املخ ّدرات على ح ّد قوله‪ .‬وقال عبد املنعم إنّ التحاليل التي أجريت‬
‫أعوان األمن بإحضار اجلواز بأنفسهم إلى البيت‪.‬‬ ‫مت حجز سلعته ووثائقه مبا فيها بطاقة التعريف الوطنية‬ ‫و ّ‬ ‫املنظمات واجلمعيات احلكومية واملدنية إلى التصدي‬ ‫اختلفت أراء اجلمهور التونسي لكنها أجمعت على إدانة‬ ‫كان غاية في السلبية؟ ألن يتقبل في هذه احلال األلم واخلوف والقهر‬
‫على مكرم في تلك الفترة أثبتت عدم استهالكه للمخ ّدرات‪ ،‬كما لم‬
‫وبعد العودة للعمل مع فرقة « ‪»ARAB CLAN‬‬ ‫مل ّدة ستة أشهر‪.‬‬ ‫لظاهرة العنف في املالعب وتأسيس ثقافة رياضية جديدة‬ ‫ميس أمن املواطن أو يعرقل استقرار‬ ‫ّ‬ ‫كل ما من شأنه أن‬ ‫والظلم على أنّها أمورا عادية مبا في ذلك التذمر إلى حني ؟ أال يعني ذلك‬
‫يقع ضبط أي محجوز من املواد املخ ّدرة عنده‪ .‬وأضاف عبد املنعم‬
‫موجهة باألساس‬ ‫أنتجوا أغنية بعنوان «ال خوف» ّ‬ ‫مالحقات �أمن ّية‬ ‫قوامها االحترام املتبادل والوعي بضرورة احملافظة على‬ ‫الوطن‪.‬‬ ‫سقوط اإلنسان في تشويه لنفسيته‪ ،‬إذ يخرج من االستواء الذي يجعله ال‬
‫أنّ مكرم رفض في ذلك الوقت الدخول لقاعة احملكمة والوقوف‬
‫ملغني الراب حيث دعوهم إلى العودة إلى أصل‬ ‫وانتقل عبد املنعم للسكن مبنطقة السيجومي فبدأت‬ ‫أمام أحد القضاة كان قد عرف بتورطه في الفساد وأوقف عن‬
‫مكاسب الوطن‪.‬‬ ‫ت�سيي�س ظاهرة العنف‬ ‫يرى تلك األمور عادية مبا في ذلك التذمر إلى حني‪ ،‬وال يسلم لها نفسه‪ ،‬و‬
‫الراب الذي يطرح قضايا الشعب واأل ّمة احلقيقية‬ ‫مراقبته من قبل فرقة اإلرشاد بالسيجومي ومن هناك‬ ‫الرياضة أخالق أو ال تكون هكذا أجمع شباب الثورة‬ ‫هشام القاسمي (طالب) يرجع أسباب انفجار هذه‬ ‫يعمل جادا على نقض عراها سواء لوحده‪ ،‬أو بالتعاون مع غيره إلى حني‪،‬‬
‫العمل بعد ثورة ‪ 14‬جانفي‪ ،‬وكان نصيب مكرم ‪ 32‬سنة سجنا‬
‫بطريقة ج ّدية‪ .‬أما عن آخر أعماله فقد أنتج في‬ ‫عاد لغناء الراب حيث ألًف أغنية بعنوان «‪je me‬‬ ‫التونسية على أنّ النهوض بالروح الرياضية يبدأ بتأسيس‬ ‫الظاهرة من جديد إلى «مؤامرة» حيث يقول «غياب األمن‬ ‫أو بالعمل املتوسط‪ ،‬و حتى بعيد املدى بحسب طبيعة التحديات ؟‬
‫قضى منها إلى حد اآلن حوالي ‪ 5‬سنوات‪.‬‬
‫الفترة األخيرة أغنيتني «حتبوها فوضى»‬ ‫‪ »met en garde‬وطرح فيها مشكلته التي تتمثل‬ ‫وعي جديد لدى التونسي ميكنه من تقبل انتصار األخر‬ ‫كان مقصودا ألنّه من غير املعقول أن يغيب األمن في‬ ‫أليس في ذلك سقوطا في املازوشية بحيث يصير اإلنسان يستلذ‬
‫و»وين ماشيني»‪ ،‬كما يقوم‬ ‫في رغبته في اخلروج من الفساد الذي كان‬ ‫يف املنزه ‪ ..‬ح�ضرت ليلى فطُ ردت فرقتنا‬ ‫في مباراة هي باألساس لعبة اخلاسر فيها والرابح سواء‪.‬‬ ‫مباريات كرة القدم‪ ،‬وهذا يخدم مصلحة من يريد تخريب‬ ‫األلم‪ ،‬و يصير تذمره وقتئذ جزءا من معزوفة التلذذ بالقهر واأللم ؟‬
‫عبد املنعم على حتضير ألبوم‬ ‫يعيشه وتغيير حياته إلى األفضل والعمل‬ ‫والثورة التونسية لن تنجح فعال إال عندما تغيب املظاهر‬ ‫البالد من احلاقدين على الثورة التونسية»‪ .‬ولم يكن‬ ‫أال يجب أن تدفع هذه العقلية عقلية النورمال العقل الناقد إلى البحث‬
‫سيصدر قبل موفى ماي‪ ،‬كما‬ ‫والزواج وتكوين عائلة مستقيمة‪ ،‬بعد تأليف‬ ‫التي برزت منذ بداية الثورة في التعدي على الغير وصوال‬ ‫هشام لوحده مؤمنا بوجود «مؤامرة» بل تقاسم رفقة‬ ‫عن كيفية رواجها في املجتمع ؟‬
‫وبخصوص مسيرته الفنية وخوضه لغمار الراب قال عبد‬
‫من املنتظر أن يصدر ألبوما‬ ‫هذه األغنية تقدمت ‪ Row Poatix‬وهي‬ ‫املنعم‪« :‬بدأنا سنة ‪ 1998‬بفرقة ‪ ARAB CLAN‬أي ما يقابلها‬ ‫أهي حيلة نفسية وأولية دفاعية ابتدعها البائسون حتى يتسنى لهم‬
‫رفقة الفرقة في وقت‬ ‫شركة إنتاج أمريكية بعرض للتكفل باإلنتاج‬ ‫بالعربية قبيلة العرب وكانت فرقتنا من أوائل فرق الراب في‬ ‫تقبل بؤس األوضاع االجتماعية ؟‬
‫قريب‪.‬‬ ‫تونس وكانت جل أغانينا باللغة العربية‪ ‬وكنا نطرح القضايا‬ ‫أم أن هناك أطرافا من مصلحتها حتويل الناس إلى قطعان من‬
‫العربية اإلسالمية والسياسية فلقيت أغانينا رواجا لدى الشارع‬ ‫املازوشيني حتى يسهل انقيادهم؟‬
‫التونسي»‪ .‬واعتبر عبد املنعم أنّ طرحهم اجلاد للقضايا العربية‬ ‫ألسنا إزاء ثقافة االستحمار التي حت ّول اجلموع العريضة إلى بهائم‬
‫خاصة السياسية منها ساهم في تغييبهم إعالميا‬ ‫ّ‬ ‫اإلسالمية‬ ‫متتطي ظهورها‪ ،‬يشترك في توليدها الظالم واملظلوم كما قال علي بن‬
‫وعدم تسليط الضوء عليهم وعلى فنّهم‪ .‬كما أ ّدت اجلرأة في طرح‬ ‫أبي طالب « حتى يقع ظلم في العالم ال بد أن يتفق اثنان‪ :‬الظالم واملظلوم‬
‫املواضيع إلى تضييق اخلناق عليهم من قبل السلطات األمنية‪،‬‬ ‫»‪« .‬ومن يهن يسهل الهوان عليه» كما قال الشاعر العربي؟ أليست األمة‬
‫ففي سنة ‪ 1999‬وفي إطار تظاهرة ربيع باردو وأثناء احلفل مت‬ ‫في حاجة إلى ثقافة تعلي من شأن العدل‪ ،‬و ترفض الظلم و الفواحش‪ ،‬و‬
‫األسعد‬ ‫سارة‬ ‫هشام‬ ‫روضة‬ ‫حت ّمل اجلميع مسؤولية التقرير في الشأن العام‪ ،‬و تشيع ثقافة التكافل‬
‫والتضامن الخ‪ « ...‬إنّ الله يأمر بالعدل واإلحسان و إيتاء ذي القربى وينهى‬
‫توفيق الشابي‬ ‫قوافل للتن�شيط الفكري والثقايف وال�سيا�سي‪ ..‬مل ال ؟‬ ‫إلى ظاهرة االنفالت الكروي‪ .‬ظاهرة لو استمرت فإنها لن‬
‫تبرر كما كانت تسوق سابقا على أنّها تفريغ حلالة الغضب‬
‫الطالب األسعد محمودي هذا الرأي إذ يقول «ليس كل من‬
‫يشاهد في امللعب هو باألساس من شارك أو مارس العنف‬
‫عن الفحشاء واملنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون» « والذين يجتنبون‬
‫كبائر اإلثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون والذين استجابوا لربهم‬
‫وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون والذين إذ‬
‫احلوار واملواطنة الفعالة ولسد الطريق على كل‬ ‫إنّ ذلك من املمكن أن يتحقق في هذه املناطق‬ ‫أشخاص اشتهروا أساسا بقوة البنية ونارية‬ ‫من منّا مل يكن مرسورا بتلك القوافل من املساعدات‬ ‫واإلحباط في املجتمع بل ستشوه الصورة النيرة التي‬ ‫بل كان هناك أشخاص مندسون يحاولون زرع الفتنة‬ ‫أصابهم البغي هم ينتصرون وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح‬
‫محاوالت العودة الى الوراء‪.‬‬ ‫باجلهد الفردي واجلماعي لنخبة املعتمدية أو‬ ‫اللسان‪ .‬في مثل هذا الفراغ ميكن توقع كل‬ ‫التي انطلقت بعد الثورة اىل عديد املناطق داخل البالد‬ ‫وسمت أول ثورة عربية‪.‬‬ ‫بني التونسيني ويريدون بذلك تبليغ رسالة إلى الشعب‬ ‫فأجره على الله إنه ال يحب الظاملني وملن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم‬
‫منظمات املجتمع املدني لدورها الطالئعي‬ ‫اجلهة ولكن أيضا عبر تنظيم جملة من القوافل‬ ‫شيء‪ ،‬كأن تعود الوجوه القدمية بشكل مباشر‬ ‫تنم عن إحساس عميق‬ ‫أنّ األمن غير مستتب وبالتالي يعطون الضوء األخضر‬ ‫من سبيل إمنا السبيل على اللذين يظلمون الناس ويبغون في األرض‬
‫بكل طواعية وإرادة كاملة ّ‬
‫للتنشيط الثقافي والفكري والسياسي تضم نخبة‬ ‫أوغيرمباشر وفي ذلك تهديد أكيد للثورة وإنْ‬ ‫ألعوان األمن لتبرير استخدامهم للعنف مستقبال وهذا‬
‫واألكثر قبوال لدى املواطن ألنّها عموما تتمتع‬
‫باالستقاللية وال هدف لها سوى املواطن سواء‬ ‫من املجتمع قادرة على حتريك السواكن ونشر‬ ‫على املستوى احمللي‪ .‬وهو ما يعيد املنطقة إلى‬
‫باملواطنة وحق كل إنسان يف هذا الوطن يف العيش‬
‫بحرية وكرامة‪.‬‬
‫�أم�سية مو�سيقية و �شعر ّية‬ ‫األخطر على الشعب التونسي»‪ .‬ويؤكد األسعد أنّ هناك‬
‫بغير احلق أولئك لهم عذاب أليم وملن صبر وغفر إن ذلك ملن عزم األمور»‬
‫الشورى ‪37-43‬‬
‫عبر الدعم املادي أو التنشيط الثقافي والفكري‪.‬‬ ‫ثقافة أساسها احلوار‪ .‬إنّ مثل هذا التحرك من‬ ‫سالف أوضاعها بتكريس اخلوف مرة أخرى‬ ‫تتويجا ملخاض ما بعد ثورة ‪ 14‬جانفي‪ ،‬و عودة‬ ‫بعض من الناس مندسة في اجلماهير مهمتها إقناع الشعب‬ ‫ألسنا هنا إزاء نقطة مفصلية أو مفترق طرق بني أطراف جديرين‬
‫في األيام الفارطة وفي زيارة سريعة‬
‫إنّ دور هذه املنظمات مه ّم وخاصة على صعيد‬ ‫شأنه أن يحقق لهذه اجلهات انخراطها في ما بعد‬ ‫وهيمنة الصوت الواحد مج ّددا‪ .‬ويعاد نسج‬ ‫ال ّروح لعديد املجموعات املوسيقيّة الهادفة‪ ،‬تن ّظم‬ ‫بأنّ ضمان األمن مقترن أساسا باستخدام العنف‪.‬‬ ‫باحلياة وآخرين يهدرون حياتهم و‪ /‬أو يفسدون حياة غيرهم ؟‬
‫إلحدى معتمديات الشمال الغربي التقيت ببعض‬
‫نشر الوعي بأهمية وشروط الدميقراطية وتدعيم‬ ‫الثورة وتواصلها مع النخبة الثقافية والسياسية‪.‬‬ ‫اخليوط القدمية التي ه ّرأتها إرادة املجتمع‪.‬‬ ‫األصدقاء‪ .‬وكما ك ّل اللقاءات في هذه املرحلة فإنّ‬ ‫السبت ‪ 30‬أفريل ‪ 2011‬بدار الثقافة باملروج‬ ‫يوم ّ‬
‫ر�سالة �إىل ال�شباب‬ ‫وإنّه ملن العجيب حقا أن تشيع في مجتمع ما ثقافة الـ ‪ normal‬هذه‬
‫ثقافة احلوار‪.‬‬ ‫لتحقيق كل ذلك فإنّ املسؤولية ملقاة على‬ ‫في مثل هذه احلاالت الب ّد من التح ّرك‬ ‫بداية من اخلامسة مسا ًءا أمسية موسيقيّة وشعر ّية‬ ‫لم ُيخف الشباب امتعاضهم مما يحصل في مالعبنا‬ ‫واحلال أنّ هذا الدال (اللفظ) في اللغة الفرنسية يحيل على القيم ‪norme‬‬
‫احلديث والسؤال كانا أساسا عن تأثيرات الثورة‬
‫األحزاب السياسية وهي مدعوة الى االنفتاح‬ ‫عاتق اجلميع‪:‬‬ ‫سريعا مللء الفراغ بقوى وطنية حقيقية تعمل‬ ‫تساهم في إحيائها فرقة «املرحلة» في أ ّول عرض‬ ‫من انتهاكات صارخة حلقوق املواطن جسديا ومعنويا‬ ‫‪ .‬أال يدل ذلك على افتقاد جزء من الشعب لسلّم قيمي بحيث يكون هناك‬
‫التونسية وجتلياتها على صعيد احلراك الثقافي‬
‫على املناطق الداخلية للتعريف بنفسها ولكن أيضا‬ ‫األفراد من أبناء اجلهات وخاصة القطاعات‬ ‫على جتسيد أهداف الثورة في تكريس التعددية‬ ‫لها بعد غياب دام ‪ 22‬عا ًما مبشاركة مجموعات‬ ‫سواء كان العبا أو رجل أمن أو مشاهدا مساملا‪ .‬فقدموا‬ ‫تسليم بحدوث كل شيء مهما كان فضيعا و منافيا لكل أخالق و دين وحق‬
‫والفكري والسياسي في هذه املناطق التي عاشت‬
‫لتنوير الرأي العام اجلهوي مبختلف القضايا‬ ‫املثقفة كاألساتذة واملعلمني واألطباء وغيرهم‬ ‫واحلرية وغيرها من املطالب احمللية بالتشغيل‬ ‫(الشمس‪ ،‬أوالد اجلنوب‪ ،‬مجموعة الكلمة‬ ‫ّ‬ ‫ملتزمة‬ ‫دعوة إلى عموم التونسيني مفادها كما يقول األسعد‬ ‫و عدل و حرية؟‬
‫لسنوات طويلة حتت سيطرة الصوت الواحد‬
‫والتحديات التي تواجهها البالد وتأكيدا للدور‬ ‫من األفراد في مهن أخرى‪ .‬قد جتد البعض غير‬ ‫والشفافية‪ .‬قوى تعمل على نشر ثقافة احلوار‬ ‫الهادفة بدار الثقافة املروج) وعدد من األصوات‬ ‫محمودي «االبتعاد عن مختلف أشكال الترهيب والعنف‬ ‫أال يعني ذلك أننا لسنا هنا إزاء اعتالل ثقافي فكري فحسب‪ ،‬و إمنا إزاء‬
‫والرعب املطلق‪.‬‬
‫املهم لكل اجلهات في إجناح الثورة‪ .‬وفي تقديري‬ ‫مهتم بالنشاطات العامة لكن يجب أن نكون على‬ ‫واالعتراف باآلخر وتساهم في النقاش الدائر‬ ‫الشعر ّية (بحري العرفاوي‪ ،‬جناة املازني‪ ،‬فاطمة‬‫ّ‬ ‫حتى ال نعود إلى نظام قمع على شاكلة النظام السابق‬ ‫خلل في البنية النفسية يعيدنا إلى سنني الطفولة األولى (‪ 3-5‬سنوات)‬
‫سمعت إجابات تجُ مع على غياب مثل هذا‬
‫إنّه ليس ضرور ّيا أن يكون للحزب أنصارا في هذه‬ ‫وعي بأنّ املساهمة فيها في هذه املرحلة ضرورية‬ ‫حول قضايا هذه املرحلة وبلورة رؤى حولها‪.‬‬ ‫احلراك‪ .‬حتى احملاوالت التي تعمل على التجميع‬ ‫الشريف‪ ،‬محمد الهادي الربعي‪.)...‬‬ ‫حيث يكون حلضور األب دورا محوريا كرمز للسلطة في جعل الطفل‬
‫املنطقة أو تلك للقيام بنشاطات سياسية وثقافية‪.‬‬ ‫وأكيدة للجميع ملنحاها التأسيسي في نشر ثقافة‬ ‫رؤى رافدة لرؤى أخرى في جهات أخرى‪.‬‬ ‫في إطار مجلس محلي حلماية الثورة يتزعمها‬ ‫مواعيد ثقافية‬ ‫يتعرف على املباح من عدمه‪ .‬و إذ يتقرر املبدأ على املستوى النفسي في‬
‫تلك السن فإن التفاصيل تتوالى مع باقي السنني الالحقة‪ .‬فنحن هنا إزاء‬
‫إخالالت ماثلة في التربية داخل األسرة و في مختلف جنبات املجتمع‪.‬‬
‫حسيـن مبقرين و«ديريفـي أي بوتـي دتـاي» إخـراج دنيز‬ ‫العبدلي في مدينة «كان» الفرنسية يوم ‪ 14‬ماي القادم ويتزامن‬ ‫وتلتئم على امتداد هذه األيام التي ّ‬
‫تنظمها إدارة املطالعة العمومية‬ ‫أنتجته قناة اجلزيرة الوثائقية سنة ‪.2009‬‬ ‫بدعم من وزارة الثقافة واحملافظة على التراث‪ ،‬انطلقت‬
‫فهل حصل ذلك بفعل شيوع التفكك األسري؟ أم بفعل تقصير الوالدين‬
‫بونـال ومتثيـل فرقة «ورشة مسرح املبتدئيـن» التابعـة ملعهد‬ ‫العرض مع فعاليّات مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته‬ ‫التابعة لوزارة الثقافة بالتعاون مع اجلامعة الوطنية جلمعيات‬ ‫تعرض مسرحية «إيجا وحدك» لرمي الزريبي يوم األحد‬ ‫أيام املسرح احل ّر يوم األحد ‪ 24‬أفريل وتتواصل إلى‬
‫في القيام بواجباتهما التربوية تاركني األطفال ملؤسسات ليست معنية بكل‬
‫«مانداس فرانس» بتونس واملتك ّونة من تالميذ من فرنسا‬ ‫‪ 64‬من ‪ 11‬إلى ‪ 22‬ماي‪.‬‬ ‫أحباء املكتبة والكتاب عديد احلمالت التحسيسية والتظاهرات‬ ‫‪ 08‬ماي ‪ 2011‬بقاعة املسرح البلدي بتونس‪ .‬كل مداخيل‬ ‫اليوم اجلمعة ‪ 29‬أفريل بقاعة الفن الرابع بتونس‪.‬‬
‫ج ّدية بهذا األمر من محاضن ورياض أطفال و مدارس ووسائل إعالم من‬
‫وتونس‪.‬‬ ‫***‬ ‫الثقافية للترغيب في املطالعة والتأكيد على قيمة الكتاب واملكتبات‬ ‫مخصصة لفائدة أطفال مركز علّيسة ملرضى‬ ‫ّ‬ ‫العرض‬ ‫سيعرض يوم غد ‪ 30‬أفريل الفيلم الوثائقي «اغتيال‬
‫كل حدب وصوب‪ ‬ومن منطلقات ثقافية متباينة ومتناقضة ؟‬
‫***‬ ‫تعبيرا عن ولعهم بالف ّن املسرحي يجتمع مجموعة من التّالميذ من‬ ‫في حياة الشعوب واألفراد‪ .‬وتتميز هذه الدورة ببرمجة قوافل‬ ‫االنكماش النفساني والذهان الصبياني‪.‬‬ ‫فرحات حشاد» للمخرج التونسي جمال الداللي للمرة‬ ‫ِ‬
‫فكأننا إزاء اغتيال لألب من زاوية نظر فرويدية ؟ َف َمن من مصلحته‬
‫ينظم النّادي األدبي «أصوات احلر ّية» ملتقى «أصوات احلر ّية»‬ ‫تونس وفرنسا يوم ‪ 15‬ماي املقبل في سهرة مشتركة ستحتضنها‬ ‫ثقافيّة تضامنيّة إلعادة جتهيز وإحياء ‪ 40‬مكتبة تعرضت للحرق‬ ‫***‬ ‫األولى في تونس وذلك في قاعة األفريكا بالعاصمة‬
‫إخضاع اآلباء واألمهات واألوالد ذكورا وإناثا ملثل هذا الترويض الذي‬
‫لألدباء الشبّان (الدورة اخلامسة) حتت شعار «أي أدب نريد؟»‬ ‫قاعة الف ّن ال ّرابع بالعاصمة‪.‬‬ ‫والنهب أيام الثورة»‪.‬‬ ‫حتت شعار «مجتمع مطالع ‪ -‬مجتمع ح ّر» انطلقت‬ ‫بحضور مخرجه وعائلة الزعيم النقابي وممثلني عن‬
‫يكسر شوكات املقاومة‪ ،‬ويغيب فيهم اإلحساس بالهوية‪ ،‬فإذا هم كاأليتام‬
‫وذلك يوم السبت ‪ 21‬ماي ‪ 2011‬باملكتبة العموميّة بالدندان‪،‬‬ ‫السهـرة تقدمي مسرحيّتي «الفنّان التّعيس»‬
‫وسيتم خالل هذه ّ‬ ‫***‬ ‫يوم األربعاء املاضي فعاليات األيام الوطنية للمطالعة‬ ‫االحتاد التونسي للشغل سيجمعهم نقاش باإلعالميني‬
‫في مأدبة اللئام في هذا الواقع املعولم ؟‬
‫ويدير امللتقى النّاقد البشير اجللجلي‪.‬‬ ‫إخراج طاهر عيسى بن عربي ومتثيل تالميذ فرقة معهد طه‬ ‫ستعرض مسرحية «صنع في تونس وافتخر بذلك» للطفي‬ ‫واملعلومات لتتواصل إلى غاية يوم ‪ 10‬ماي املقبل‪.‬‬ ‫واملهتمني بقضية اغتيال حشاد‪ .‬هذا الفيلم الوثائقي‬
‫‪15‬‬ ‫مرأة‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪14‬‬ ‫شباب‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬

‫جوهرة التيس‬
‫ال�صراع‬
‫ال�شراكة ومنطق ّ‬
‫املر�أة بني منطق ّ‬ ‫جنات نصراوي‬
‫ملـاذا لـم تتمثل نا�شئتنـا قيـم املواطنـة؟‬
‫أ ّما املرحلة الثّانية فتتّسم بالسيولة‪ .‬إذ بعد‬ ‫الصراع بني ال ّرجل‬ ‫املؤسسات اإلنسانيّة يصبح تاريخ البشر ّية تاريخ ّ‬ ‫ّ‬ ‫باعتبارها واحدة من أه ّم‬ ‫الشاملة والعلمانيّة‬ ‫في كتابه «العلمانيّة ّ‬
‫أن يتح ّول ك ّل من الرجل واملرأة إلى كائنني‬ ‫الّتي يحتمي بها اإلنسان ويكتسب داخلها هو ّيته واملرأة وتاريخ هيمنته عليها ومحاولتها التّح ّرر‬ ‫يخصص املف ّكر عبد الو ّهاب املسيري‬ ‫ّ‬ ‫اجلزئيّة»‪،‬‬ ‫أن يجعل التربية على املواطنة تقف عاجزة عن والقيم اإلسالمية‪.‬‬ ‫استوقفتني مشاهد مدينة القصرين وقد واحلر ّياّت مبختلف أشكالها سواء كانت‬
‫ماد ّيني منفصلني متاما ال جتمعهما إنسانيّة‬ ‫من هذه الهيمنة‪ .‬وتذهب املتط ّرفات من متبنّيات‬ ‫احلضار ّية واألخالقيّة‪.‬‬ ‫الفصل األخير ملا يس ّميه «التمركز حول األنثى»‬ ‫واحلقيقة أنّ القيم اإلسالمية خير رافد‬ ‫مالمسة روح الفرد وجعله مواطنا صاحلا‬ ‫خ ّربت وح ّرقت يوم ‪ 25‬فيفري من قبل قوى مدنيّة أو سياسيّة أو اقتصاد ّية أو اجتماعيّة‪.‬‬
‫مشتركة‪ ،‬يصبحان متساويني في خضوعهما‬ ‫وهو ما يجعل مشروع «حركة حترير املرأة»‬ ‫اصطلح على تسميته بـ»النسو ّية» ترجمة‬ ‫ُ‬ ‫وما‬ ‫واعيا بحقوقه ملتزما بواجباته محترما للقيم املدنية إذ من أولى الشروط الواجب‬ ‫الر ّدة بعد جناح الثورة التونسية‪ .‬وال شك غير أنّ قيم املواطنة هذه ومقتضياتها تظ ّل‬
‫للطبيعة فتتالشى مركز ّية ال ّذكر ومركز ّية األنثى‬ ‫ّ‬ ‫حسب املسيري مشروعا إصالحيّا يهدف إلى‬ ‫ملصطلح «فيمينيزم»‪.‬‬ ‫توفرها في املسلم احترامه لآلخر وعدم تعديه‬ ‫لقوانني بالده‪.‬‬ ‫أنّ معظم هؤالء تر ّبى في حضن املدرسة حبيسة القول ال تتجاوزه‪ ،‬يدرسها التلميذ‬
‫وينصهران في عالم ال مراكز فيه ال تستطيع‬ ‫حتقيق العدالة داخل املجتمع بحيث تنال املرأة‬ ‫يسته ّل الكاتب حتليله لتيّار «الفيمينيزم»‬ ‫بأي شكل من األشكال مصداقا لقوله‬ ‫أ ّما السبب الثاني الكامن وراء فشل عليه ّ‬ ‫ليخطــها على ك ّراسه والويل كل الويل له‬ ‫ّ‬ ‫التونسية مبختلف مراحلها التي من أولى‬
‫أي شيء فيسقط ك ّل‬ ‫أي حكم على ّ‬ ‫داخله إصدار ّ‬ ‫أي إنسان من نيل حلقوقه كاملة‬ ‫ما يطمح إليه ّ‬ ‫بـ»النسو ّية»‬
‫ّ‬ ‫باعتراضه على ترجمة هذا املصطلح‬ ‫تعالى في سورة املائدة‬ ‫العائلة واملدرسة في‬ ‫متثــلّها أو طالب بها على أرض الواقع‪.‬‬ ‫إن‬ ‫أهدافها التربية على قيم املواطنة‪ .‬فتساءلت‬
‫ّ‬
‫الصيرورة والعدميّة‪.‬‬
‫شيء في قبضة ّ‬ ‫سواء كانت سياسيّة من قبيل احلقّ في االنتخاب‬ ‫أو «النسوانيّة» أو «األنثو ّية» ألنّ ذلك في نظره‬ ‫«انه من قتل نفسا‬ ‫غرس قيم املواطنة في‬ ‫ملاذا لم تثمر التربية على املواطنة ملدة تفوق وكثيرا ما تكون املفارقة بني ما يد ّرس وما‬
‫لذلك يرى املسيري مشروع تيّار «الفيمينيزم»‬ ‫والترشح‪ ،‬أو اجتماعيّة من قبيل احلقّ في ّ‬
‫الطالق‬ ‫ّ‬ ‫«ترجمة حرفيّة ال تفصح عن أي مفهوم كامن‬ ‫بغير نفس أو فساد‬ ‫أنه‬ ‫ش�‬ ‫�‬ ‫من‬ ‫القدوة‬ ‫�صورة‬ ‫اهتزاز‬ ‫ّ‬
‫إن‬ ‫�‬ ‫الناشئة فيعود إلى‬ ‫العشرين عاما مواطنا صاحلا؟ ما هي احللقة ميارس داخل الفصل ذاته إذ قد يلجأ األستاذ‬
‫أو «التّمركز حول األنثى» راديكاليّا ثور ّيا يحاول‬ ‫وفي حضانة األطفال‪ ،‬أو اقتصاد ّية من قبيل‬ ‫وراء املصطلح»‪ .‬ويقترح مصطلح «التمركز‬ ‫تقف‬ ‫املواطنة‬ ‫على‬ ‫الرتبية‬ ‫يجعل‬ ‫أن‬ ‫�‬
‫ا‬ ‫فكأنمّ‬ ‫في األرض‬ ‫تغييب القيم اإلسالمية‬ ‫املفقودة في عالقة الفرد بالدولة باعتبار أنّ في درس حول حر ّية التعبير مثال إلى إسكات‬
‫التّح ّرر من الهيمنة ال ّذكور ّية عبر إعادة إنتاج‬ ‫املساواة في األجور واحلقّ في العمل وتكافؤ‬ ‫حول األنثى» ترجمة بديلة مستوعبة لطبيعة هذا‬ ‫عاجزة عن مالم�سة روح الفرد‬
‫قتل النّاس جميعا ومن‬ ‫في عملية التربية‬ ‫املواطنة عالقة بني الفرد والدولة كما يح ّددها التلميذ وعدم إعطائه الفرصة الكافية للتعبير‬
‫لتاريخ ورموز ولغة أنثو ّية‪ .‬كما يسعى إلى‬ ‫الفرص‪.‬‬ ‫املصطلح املر ّكبة وللمرجعيّة الفكر ّية الّتي يصدر‬
‫تسييس النّساء ال مبعنى توعيته ّن باألبعاد‬ ‫أ ّما تيّار «الفيمينيزم» أو «التّمركز حول‬ ‫عنها‪ ،‬وهي فكر ما بعد احلداثة الّذي يبدأ بسيادة‬ ‫أحياها فكأنمّ ا أحيا‬ ‫على املواطنة‪ .‬وهو ما‬ ‫قانون تلك الدولة ومبا تتض ّمنه هذه العالقة عن آرائه وأفكاره خوفا من تبعات ما قد‬
‫السياسيّة للظواهر احمليطة به ّن وبحقوقهن‬ ‫ّ‬ ‫األنثى» فهو منوذج لـ«نظر ّية احلقوق اجلديدة»‬ ‫األشياء وينتهي إلى إنكار املركز وسقوط ك ّل‬ ‫الناس جميعا»‪ .‬ولقوله‬ ‫من شأنه أن يجعل‬ ‫يصدح به‪.‬‬ ‫من حقوق وواجبات ؟‬
‫السياسيّة وإنمّ ا بتحسني أدائهن في‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫وواجباته‬ ‫التي سادت في عصر ما بعد احلداثة والّتي تصدر‬ ‫الصيرورة‪ .‬وفي‬ ‫الثّوابت والكلّيّات في قبضة ّ‬ ‫التلميذ ‪/‬الفرد يستبطن في ذهنه فصال بني صلى الله عليه وسلم‪«:‬املسلم أخو املسلم ال‬ ‫إنّ هذا الفعل من شأنه أن يجعل التلميذ‪/‬‬ ‫إنّ التفكير في هذه املسألة يكشف لنا عن‬
‫األزلي مع الرجال‪.‬‬ ‫صراعه ّن‬ ‫عن رؤية ماد ّية طبيعيّة متمركزة حول األشياء‬ ‫هذا اإلطار‪ ،‬يشير املسيري إلى اخللط املتداول‬ ‫قيم املواطنة والقيم اإلسالمية في حني أنّهما يخونه وال يكذبه وال يخذله كل املسلم على‬ ‫يتمثــل هذه القيم وال يدرك فعاليتّها‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫الفرد‬ ‫ل‬ ‫سببني على األق ّل يكمنان وراء غياب متثّ‬
‫ّ‬
‫وخالصة البحث أنّ االختالف بني «حركة‬ ‫تؤمن بأزليّة صراع اإلنسان ضد أخيه اإلنسان‬ ‫بني «حركة حترير املرأة» وتيّار «الفيمينيزم»‬ ‫املسلم حرام عرضه وماله ودمه‪ ».‬جند في‬ ‫وجهان لعملة واحدة‪.‬‬ ‫وجدواها ويعمق هذا‬ ‫الفرد لقيم املواطنة‪.‬‬
‫مفهوم‬ ‫بني‬ ‫االرتباط‬ ‫إدراك‬ ‫�‬ ‫عدم‬ ‫�ّ‬
‫إن‬
‫جوهري‪ .‬إذ‬
‫ّ‬ ‫حترير املرأة» وتيّار «الفيمينيزم»‬ ‫وبحربه ض ّد ال ّطبيعة الّتي تنتهي يسيادتها عليه‬ ‫حيث يخطئ ظ ّن البعض أنّ مصطلح «فيمينيزم»‬ ‫يفسر ارتكاب البعض هذين النصني تأكيدا على حق الفرد في احلياة‬ ‫ّ‬ ‫ولع ّل ذلك ما‬ ‫املشكل فقدان وسيلة‬ ‫السبب األ ّول يتمثل‬
‫تنطلق «حركة حترير املرأة» من إدراك حقيقة أنّ‬ ‫وإزاحته من مركز الكون لتتالشى بعد ذلك ك ّل‬ ‫هو مج ّرد تنويع على مصطلح «حترير املرأة»‬ ‫لعمليات النهب والسرقة للممتلكات العامة ظنّا واحترام حرماته لذلك وضعت جملة من‬ ‫بالقدوة»‪.‬‬ ‫«التربية‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫يعود‬ ‫ال�صالح‬ ‫وامل�سلم‬ ‫ال�صالح‬ ‫املواطن‬ ‫في التّعارض بني‬
‫ث ّمة اختالفات بيولوجيّة ونفسيّة واجتماعيّة بني‬ ‫املراكز وتتهاوى جميع املرجعيّات والثّوابت مبا‬ ‫وأنّ األ ّول ال يختلف عن الثّاني إالّ في كونه أكثر‬ ‫منه أنّ ذلك جائز متناسيا أنّ القيم اإلسالمية الضوابط للتعامل بني األفراد جتعل الواحد‬ ‫النص واملمارسة أو الف�صل يف عملية الرتبية على املواطنة فهذا الطفل الذي ال‬ ‫ّ‬
‫ال ّرجل واملرأة لتعمل على احليلولة دون حت ّولها‬ ‫في ذلك مفهوم اإلنسانيّة املشتركة‪ .‬إذ يعبّر هذا‬ ‫شموال وأكثر راديكاليّة‪ .‬ففي نظر الكاتب‪ ،‬إذا ما‬ ‫متنع السرقة والتعدي على متاع اآلخرين يحترم اآلخر فال ينتهك حرمته اجلسدية وال‬ ‫يزال في طور بناء‬ ‫بني القيم املدنية والقيم الإ�سالمية‪.‬‬ ‫بني القول والفعل‪.‬‬
‫وإنساني ‪ .‬كما أنّها‬
‫ّ‬ ‫اجتماعي‬
‫ّ‬ ‫إلى ظلم وتفاوت‬ ‫التّيّار في نظر املسيري عن حت ّول في اإلطار‬ ‫الفكري األوسع‬
‫ّ‬ ‫وضعنا ك ّل مصطلح في سياقه‬ ‫يستبيح ماله وال عرضه وهو ما من شأنه أن‬ ‫وارتكاب العنف مبختلف أشكاله‪.‬‬ ‫شخصيّته يلحظ ه ّوة‬ ‫والسبب الثاني عدم‬
‫ترسخ مفهوم اإلنسانيّة املشتركة الّذي ميثّل‬ ‫ّ‬ ‫الفكري الّذي تتح ّرك داخله احلضارة الغربيّة‬ ‫ّ‬ ‫سنجد تباينا عميقا في املنطلقات الفكر ّية وفي‬ ‫يوطـد الروابط بني أفراد املجتمع فيكونون‬ ‫إنّ عدم متثّل األفراد جلوهر قيم املواطنة‬ ‫تهيئة التربة الصاحلة لترسيخ هذا املفهوم بني ما يقال له وما يطبّق ابتداء من العائلة‬
‫ّ‬
‫اإلطار الّذي نبحث داخله عن حتقيق املساواة‪،‬‬ ‫إنساني متمركز حول اإلنسان إلى إطار هذا التيّار إلى أنّ الهيمنة الذكور ّية على العالم‬ ‫ّ‬ ‫إطار‬ ‫من‬ ‫املشروع الّذي يتبنّاه ك ّل تيّار‪.‬‬ ‫التي هي أساسا جوهر اإلسالم وعدم كما قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫من خالل التأصيل له ضمن قيمنا العربية وانتهاء باملجتمع إذ كثيرا ما يعمد اآلباء إلى‬
‫ويستطيع بذلك الرجل أن ينض ّم إلى حركة‬ ‫يؤسس ملفهوم املنفعة املادية كمعيار حت ّققت إثر معركة ض ّد املجتمعات األموميّة التي‬ ‫ّ ّ‬ ‫طبيعي‬ ‫ي‬‫د‬‫ما ّ‬ ‫يعتقد املسيري أنّ «حركة حترير املرأة»‬
‫إدراكهم لهذا االرتباط بني مفهوم املواطن «‪ ....‬في توا ّدهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل‬ ‫نهي أبنائهم عن جملة من السلوكيات السيئة‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬
‫حترير املرأة‪ .‬بينما ينطلق تيّار «الفيمينيزم»‬ ‫تت ّم في ضوئها إعادة صياغة اإلنسان وصياغة سيطرت عليها اإلناث وسادتها الرقة والوئام‬ ‫منوذج حلركات التّح ّرر القدمية الّتي تصدر عن‬
‫الصالح واملسلم الصالح يعود إلى الفصل في اجلسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له‬ ‫إنّ املتـأ ّمل في البرامج التعليميّة مبختلف وهم يأتون مبثلها‪ .‬فكيف ميكن ألب تربية‬
‫من تأرجحه العنيف بني تأكيد الفروقات العميقة‬ ‫ذكوري‬
‫ّ‬ ‫اهتماماته‪ ،‬وهو ما يظهر في تسلّع اإلنسان وعمل ال ّذكور بعدها على إنتاج تاريخ‬ ‫رؤية إنسانيّة هيومانيّة متمركزة حول اإلنسان‬
‫بني الرجل واملرأة حتى يستحيل اللّقاء بينهما‬ ‫وتشيّئه وفي إنكاره للمرجعيّات املتجاوزة حيث ولغة وطبيعة بشر ّية ذكور ّية‪.‬‬ ‫تؤمن بتميّزه عن ال ّطبيعة وقدرته على جتاوزها‬ ‫بالسهر واحلمى»‪.‬‬
‫عملية التربية على املواطنة بني القيم املدنية سائر اجلسد ّ‬ ‫مستوياتها يالحظ أنّ من أوكد أهدافها األبناء على عدم الكذب والغش مثال وهو يأتي‬
‫أي اختالف من جهة‬ ‫من جهة وبني إنكار وجود ّ‬ ‫الصلبة حيث‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫نائ‬‫ّ‬
‫كما تتميّز هذه املرحلة بال ّ ّ‬
‫ث‬ ‫يزداد االهتمام احملموم باإلنتاجيّة على حساب‬ ‫وصياغة ذاته‪ .‬ولذلك فهي تؤمن باإلنسانيّة‬ ‫ترسيخ قيم املواطنة من قبيل احلرية والعدالة بخالف ذلك؟ وكيف لهذا الطفل أيضا أن يتمثل‬

‫رابطة قدماء االحتاد العام التون�سي للطلبة‬


‫أخرى حتى يتساوى اجلميع‪ .‬فيت ّم إنكار وجود‬ ‫تترسخ فكرة الفروق العميقة بني ال ّذكر واألنثى‬ ‫ّ‬ ‫القيم األخالقيّة واالجتماعيّة وتتّسع رقعة احلياة‬ ‫املشتركة الّتي تشمل ك ّل األجناس واأللوان‪ .‬كما‬ ‫واملساواة‪ ،‬كما يلحظ في بعض البرامج قيم احلرية واملساواة والعدالة وهو يرى حاكم‬
‫أي إنسانيّة مشتركة تكون قاعدة للحوار بينهما‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اخلاصة‪ ،‬فيفقد العمل والتأكيد على غياب األحاسيس املشتركة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫العا ّمة على حساب احلياة‬ ‫اجتماعي يستم ّد‬
‫ّ‬ ‫تؤ ّكد فكرة أنّ اإلنسان كائن‬ ‫وخصوصا برامج التربية املدنية تأكيدا على البالد يقمع األفراد وينتهك حقوقهم ويسلبهم‬
‫بل ويستحيل انضمام الرجل إلى هذا املشروع‬
‫ألنّه يبقى دائما مذنبا يحمل وزر التاريخ‬
‫سمة ثالثة للمرحلة األولى هي الواحد ّية‬
‫الصلبة حيث تتمركز املرأة حول ذاتها وتصبح‬ ‫ّ‬
‫داخل البيت أه ّميته لفائدة العمل خارج املنزل ألنّه‬
‫ال يساهم في مراكمة الثّروة املا ّدية امللموسة‪.‬‬
‫احلضاري ومن استقالله عن‬‫ّ‬ ‫إنسانيّته من انتمائه‬
‫ال ّطبيعة‪ ،‬فال ميكنه بذلك أن يوجد خارج املجتمع‬ ‫من �أجل رفع املظلمة عن املنظمة ومنا�ضليها‬ ‫مقتضيات املواطنة من خالل إبراز احلقوق حر ّيتهم ؟ إنّ اهتزاز صورة القدوة من شأنه‬

‫األبوي‪ ،‬كما يهدف املشروع إلى تغيير‬ ‫ّ‬ ‫الذكوري‬


‫ّ‬ ‫السحاق‬‫ويترجم تيّار «الفيمينيزم» هذا التّح ّول عبر كائنا مستقالّ متاما عن ال ّرجل ويصبح ّ‬ ‫وال ميكن تسويته بال ّظواهر ال ّطبيعيّة األخرى‪.‬‬
‫للطبيعة البشر ّية وملسار التاريخ وللرموز‬ ‫جذري ّ‬
‫ّ‬ ‫في هذا اإلطار تعبيرا نهائيّا عن هذا الّتمركز حيث‬ ‫مرحلتني‪.‬‬ ‫لذلك جند أنّ «حركة حترير املرأة» تأخذ بالعديد‬ ‫عقدت التأسيسية لرابطة قدماء االحتاد العام التونسي للطلبة (حاصلة على وصل‬
‫جمع كمال الحرباوي‬ ‫فاي�سبوك‬
‫واللّغات وإلى زيادة كفاءة املرأة في معركتها ض ّد‬ ‫تتّسم املرحلة األولى بالواحد ّية االمبرياليّة تلجأ إلى أنثى أخرى إلشباع رغبة اجلنس بينما‬ ‫اخلاصة بأدوار‬‫ّ‬ ‫من املفاهيم اإلنسانيّة املستق ّرة‬ ‫إيداع قانوني)‪ ،‬يوم السبت ‪ 23‬أفريل اجلاري بالعاصمة ندوة صحفية مبناسبة‬
‫الرجل وبالتالي تعميق الصراع بدل إنهائه‪.‬‬ ‫الصراع بشكل متط ّرف‪ .‬إذ تلجأ إلى معامل الهندسة الوراثيّة لإلجناب‪.‬‬ ‫حيث تتأ ّكد فكرة ّ‬ ‫اخلاصة باألسرة‬ ‫ّ‬ ‫املرأة في املجتمع واملفاهيم‬ ‫مرور ‪ 26‬سنة على تأسيس االحتاد العام التونسي للطلبة‪ .‬وحتدثت الدكتورة سعاد‬
‫عبد الرحيم عن أهداف الرابطة املتمثلة في لم شمل مناضلي االحتاد القدامى وذكرت‬ ‫االحتاد سنة ‪ 1991‬واغتيال طلبته في احلرم‬ ‫احلدث هذا األسبوع هو زيارة الرئيس‬
‫اجلامعي وفي زنازين الداخلية أكبر جرمية‬ ‫األمريكي "باراك أوباما" ملقر إدارة‬
‫مفيدة حمدي عبدولي‬
‫ت�أملــوا �أحكــام امليــراث فـي الإ�ســـالم‬ ‫احلاضرين باملظلمة التي تعرض لها االحتاد العام التونسي‬
‫للطلبة عندما قام النظام السابق بحله بتهم زائفة سنة‬
‫‪ 1991‬وما أحلقه ذلك من ضرر باحلياة الطالبية‬
‫حصلت في حق اجلامعة‪.‬‬
‫وخروجا عن املألوف جند في صفحة "ال‬
‫الفايسبوك بكاليفورنيا وإشادته بدور هذا‬
‫املوقع االجتماعي الهام في حتريك وإجناح‬
‫عاش في تونس من خانها" عنوانا مثيرا‬ ‫ثورات تونس ومصر وباقي الثورات‬
‫في ضعف هذه احلاالت األربع‪ ،‬أي في ثماني حاالت ترث‬ ‫أوال‪ :‬درجة القرابة‪ ،‬فكلما كان الوارث أقرب يكون النصيب‬ ‫الدارس لتشريعات امليراث في اإلسالم‪ ،‬يستنتج عظمة‬ ‫ورسالة اجلامعة في تكوين الطلبة وتأطيرهم‪.‬‬ ‫يشد االنتباه فيه "أحالم مستغامني"‬ ‫احلاصلة حاليا في الشرق األوسط‪.‬‬
‫املرأة مثل الرجل‪ .‬أضـف إلى كل ذلك عشر حـاالت أو تزيد‬ ‫أكبر‪ ،‬فبنت امليت مثال وهي إمرأة تأخذ أكثر من أبيه أو أخيه‬ ‫ديننا وعدله ومراعاته للطبيعة البشرية في كل أحكامه‪ .‬مبا‬ ‫وأعلنت الدكتورة سعاد عبد الرحيم التي كانت عضو‬ ‫ترتدي احلجاب وحتاضر في مسجد الفرقان‬ ‫وفي تونس فتح "عبد السالم التوكابري"‬
‫ترث املرأة أكثر من الرجل‪ ،‬بل هناك حاالت ترث فيها املرأة وال‬ ‫وهما من الرجال‪.‬‬ ‫أن امليراث في اإلسالم عادة ما يخص مسائل مادية عينية‬ ‫املكتب التنفيذي األول لالحتاد أن الهيئة التأسيسية‬ ‫بغرداية باجلزائر"‪.‬‬ ‫النار على الكاتبة "ألفة يوسف" وحتت‬
‫يرث الرجل‪ .‬اخلالصـة باألرقام أنه هناك ثالثني حالة ترث‬ ‫ثانيا‪:‬موقع اجليل الوارث‪ ،‬وفي ذلك حكمة إلهية عظيمة‪،‬‬ ‫من أموال وعقارات وذهب وفضة وغيرها‪...‬فان قوانينه‬ ‫توجهت برسالة إلى السيد الرئيس املؤقت والسيد‬ ‫أخيرا وعلى صفحة املخرجة السينمائية‬ ‫عنوان "رحل بن علي وترك جنده" قال‬
‫املرأة مثل الرجل أو أكثر منه أو ترث وال يرث وأربع فقط ترث‬ ‫فكلما كان اجليل صغيرا في السن ال يتحمل أو ال يقدر على‬ ‫ارتبطت بصورة دقيقة ومحددة ومدروسة بالنظام االجتماعي‬ ‫الوزير األول طالبت فيها برفع احلكم اجلائر عن‬ ‫"هادية بن عائشة" أخت أحد شهداء حركة‬ ‫"في عهد الرئيس املخلوع فتحت لها وسائل‬
‫نصفه‪.‬‬ ‫حتمل مسئوليته وتوفير حاجياته املادية فإن نصيبه من امليراث‬ ‫واالقتصادي من خالل معايير حتدد مستويات التفاوت في‬ ‫املنظمة ورد االعتبار ملناضليها الذين وقع التنكيل بهم‬ ‫النهضة "عز الدين بن عائشة" جند عنوانا‬ ‫اإلعالم أبوابها للتطاول على أحكام الله‬
‫أمر آخر أكيد‪ ،‬وبالتأمل فيه يجعل اعتراض البعض على‬ ‫يكون أكبر‪ .‬فمثال إذا ما توفي أحدهم فأن ابنته الرضيعة ترث‬ ‫تقسيم تركة امليت على أقاربه‪.‬‬ ‫عبر السجون واملنافي والتجنيد اإلجباري والتعويض‬ ‫مرعبا "جماهير بنزرت تدمر ملعبها" فيه‬ ‫وقراءتها وفق أجندة لم تعد خافية على أحد‬
‫امليراث في اإلسالم هو نوع من التهريج ال بل كالم عجزة‬ ‫أكثر من أمه‪ ،‬هذه إمرأة وتلك امرأة لكنهما يختلفان أو يتفاوتان‬ ‫لقد سادت داخل مجتمعاتنا ثقافة مغشوشة ومفاهيم‬ ‫لهم‪ .‬علما أن من بني املناضلني شهداء مثل محمد عارف العلوي عضو املكتب‬ ‫(هناك من يقول إنها عملية منظمة من فلول‬ ‫شوهت سيرة الرسول عليه الصالة والسالم‬
‫وجهلة‪ ،‬امليراث ينقسم إلى قسمني من حيث األهمية ـ إن‬ ‫في نسبة امليراث‪ ،‬االبن كذلك في هذه احلالة يأخذ أكثر من أبي‬ ‫مغلوطة حول مفهوم امليراث في اإلسالم‪ ،‬سواء عند النخب‬ ‫النظام السابق للتجمع والطرابلسية الذين‬ ‫واعتبرت أنّه كان مجرد راع ولم تصبح له‬
‫التنفيذي الرابع ولطفي العيدودي عضو املكتب التنفيذي الثالث‪ .‬واستنكرت رئيسة‬
‫صح التعبير ـ إما بالفروض أو التعصيب ـ املرأة عادة وفي‬ ‫امليت وكالهما من صنف الرجال‪.‬‬ ‫املتغربة أو العلمانية‪ ،‬أو حتى داخل الوسط اإلسالمي وعند‬ ‫فقدوا امتيازات عديدة بعد رحيل املخلوع‬ ‫قيمة إال بأموال السيدة خديجة رضي الله‬
‫الرابطة التعتيم اإلعالمي الذي متارسه وسائل اإلعالم التونسية جتاه قضية االحتاد‬
‫غالب احلاالت ترث بالفروض وال ترث بالتعصيب‪ .‬يعني يرث‬ ‫هذه القاعدة لها أبعادها اقتصادية واجتماعية واضحة‬ ‫عامة الناس‪ .‬ثقافة ال تعرف من قوانني امليراث وجداوله‬ ‫والطرف املقابل يقول إن العملية منظمة‬ ‫عنها‪ .‬وقالت عن طريقة الصالة إنّها ليست‬
‫أصحاب الفروض أوال وما تبقى من التركة يوزع على الباقي‬ ‫فالصغار قادمون على احلياة واملسيرة أمامهم طويلة من حيث‬ ‫العريضة واملتفرعة سوى مقولة للمرأة نصف ما يرث الرجل‪،‬‬ ‫العام التونسي للطلبة العادلة‪.‬‬
‫وطالب متدخلون من أعضاء الهيئة التأسيسية لرابطة قدماء االحتاد العام التونسي‬ ‫من حزب النهضة الذي فوجئ بانحصار‬ ‫ملزمة اليوم وركزت على آية تفاوت نصيب‬
‫أو ما يسمى العصبة‪ .‬مثال لو مات رجل وترك ابنة فإنها ترث‬ ‫األعباء والتكاليف‪ ،‬أما الذي يودع احلياة فنصيبه يكون أقل‪.‬‬ ‫وهذا جتن وافتراء على الدين وجهل فادح بأحكام هذا التشريع‬ ‫شعبيته رغم حصوله على كل مطالبه ويريد‬ ‫كل من الذكر واألنثى في اإلرث ولسان حالها‬
‫النصف‪ ،‬وما تبقى يوزع على البقية رجاال أو نساء حتى وان‬ ‫ثالثا‪ :‬معيار«يوصيكم في أوالدكم للذكر مثل حظ األنثيني»‬ ‫وفصوله املتعددة‪.‬‬ ‫وخاصة قضية ح ّل االحتاد واالنتهاكات التي‬
‫ّ‬ ‫للطلبة بلجنة حتقيق تهتم باملسألة الطالبية‬
‫الفوضى الهدامة لكسب مزيد من الوقت‬ ‫أنّ اإلسالم أهان املرأة‪.‬‬
‫كانوا بالعشرات‪...‬تأملوا هذه احلكمة بالله عليكم قبل التنطع‬ ‫هذه القاعدة تهم أبناء امليت إناثا وذكورا هنا تساووا في القرابة‬ ‫قبل كل شيء يجب توضيح مسألة «املرأة ترث نصف‬ ‫حلقت الطلبة طيلة حكم بن علي املخلوع‪.‬‬
‫وإلغاء االنتخابات القادمة‪ .‬وهناك من يقول‬ ‫وفي صفحة "أرشيف احلركة الطالبية‬
‫واالفتراء‪.‬‬ ‫واجليل الوارث لكنهم تفاوتوا في العبء املالي‪ ،‬الذكر هنا يأخذ‬ ‫الرجل» وهي التي وقع فيها اختزال كل قوانني امليراث أو‬ ‫و ُيذكر أن مناضلني سابقني لالحتاد العام التونسي للطلبة اجتمعوا يوم ‪ 22‬جانفي‬
‫إن العلمانيني هم من يقف وراء هذه الفوضى‬ ‫التونسية" هناك عريضة تطالب بإعادة‬
‫أقول‪ ،‬ملن افتروا على اإلسالم كذبا بخصوص موقفه من‬ ‫الضعف ألن له تكاليف سيشاركه فيها الغير أما املرأة فالشرع‬ ‫جتاهلها مقابل تضخيم (للذكر مثل حظ األنثيني)‪ .‬فالله‬ ‫املاضي بالعاصمة وشكلوا هيئة تأسيسية لرابطة قدماء تتكون من‪ :‬سعاد عبد الرحيم‪،‬‬ ‫بعد محاربتهم من قبل اإلسالميني وتشويه‬ ‫نشاط االحتاد العام التونسي للطلبة جاء فيها‬
‫املرأة‪ ،‬تأملوا أحكام اإلسالم في كل املجاالت وتريثوا قبل‬ ‫ال يلزمها بتحمل مصاريف أيا كان فما ترثه تتصرف فيه‬ ‫سبحانه أوصانا أنه في أوالدنا أي أبنائنا من صلبنا للذكر مثل‬ ‫جميلة الشماللي‪ ،‬فتحي الغزواني وفتحي اجلبنوني وعادل الثابتي‪.‬‬ ‫صورتهم إعالميا اعتمادا على الوازع الديني‬ ‫"عرضت مجموعة كبيرة من الطلبة عريضة‬
‫إصدار األحكام‪ .‬العبرة إذا من خالل كل تلك املعايير واألحكام‬ ‫لوحدها وال يشاركها فيه أحد‪...‬تلك هي احلكمة أن لالبن مثل‬ ‫حظ األنثيني ولم يوصنا في الوارثني للذكر مثل حظ األنثيني‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى واكب أشغال الندوة ثلة من طلبة اجلامعة اليوم‪ ،‬وقد أعربوا‬ ‫لدى املواطن البسيط‪ .‬وهناك من يرى أنّ‬ ‫لإلمضاء تطالب بإعادة نشاط االحتاد العام‬
‫التي تخص امليراث ليس بالذكورة أو األنوثة بل هو قانون‬ ‫حظ األنثيني‪.‬‬ ‫للذكر مثل حظ األنثيني تخص فقط أبناء امليت وسنأتي الحقا‬ ‫اعتزازهم بقيادات االحتاد التاريخية وحيوهم على نضاالتهم املجيدة‪ .‬وأبدوا استعدادهم‬ ‫الباراغواي هي السبب في كل ما جرى‬ ‫التونسي للطلبة ودعت كافة الطلبة لالنخراط‬
‫اجتماعي‪ ،‬ومن يتحمل أعباء املصاريف أكثر من غيره وهي‬ ‫عندما ننظـر إلى جـداول امليراث فإننـا نلحظ أنه هناك‬ ‫لذكر احلكمة من ذلك‪.‬‬ ‫التام للسير على نهج اجليل املؤسس خدمة لرسالة الطالب اخلالدة‪   .‬‬ ‫بالتواطؤ مع تيمور الشرقية وجزر املوريس‬ ‫في املبادرة مع احترام حق االختالف ونبذ‬
‫مقاييس طبقت في كل األحكام املتصلة بامليراث‪.‬‬ ‫أربع حاالت فقط املرأة ترث نصف الرجل‪ ،‬ثم ترث مثل الرجل‬ ‫التفاوت في امليراث يرتكز على ثالثة معايير أساسية‪:‬‬ ‫الشاذلي البخاري‬ ‫التي تريد بعض االمتيازات من تونس‪!! ‬‬ ‫اإلقصاء‪ .‬واعتبرت العريضة أن تصفية‬
‫‪17‬‬ ‫دولية‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪16‬‬ ‫دولية‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬

‫محمد فوراتي‬
‫مؤمتر الثورات واإلصالح والتحول الدميقراطي في الوطن العربي‬ ‫العجمي الوريمي‬
‫�سوريـــا فـي طريــق التغييـــر‬
‫التحول �إىل الدميقراطية يف تون�س وم�صر �سيحدد م�صري بلدان عربية‬ ‫واآلخذ بالشبهة والقتل على االنتماء والهوية‬
‫السياسية‪.‬‬
‫مصر كما يقول املختص في العلوم السياسية‬
‫«يوسف عون» ألنّ املتظاهر في سوريا هو‬
‫الشعارات ومقدما نفس املطالب متوسال بنفس‬
‫املنهج السلمي عبر املظاهرات واالعتصامات‪.‬‬
‫منذ يوم ‪ 17‬ديسمبر ‪ 2010‬هبّت رياح‬
‫التغيير على املنطقة العربية‪ ،‬وانطلقت بشائرها‬
‫إن الثورتني التونسية واملصرية قد منحتا‬ ‫بكل بساطة مشروع شهيد كما أنّ العواصم‬ ‫وبعد عناد دخل النظام السوري مرحلة تقدمي‬ ‫من أرض تونس‪ .‬انطلقت من سيدي بوزيد‬
‫عهدي بورقيبة وبن علي وفصل مؤسسات‬ ‫ْ‬ ‫شهدت الدوحة عىل مدى ثالثة أيام احتفاء غري مسبوق بالثورة التونسية بحضور رموز من‬ ‫فرصة إلى محمد السادس في املغرب وبشار‬ ‫بتنحي بشار األسد‬
‫العربية والغربية لم تطالب ّ‬ ‫التنازالت ودخلت الثورة الشعبية السورية‬ ‫لتبلغ أصداؤها أرجاء الوطن العربي‪ .‬جاءت‬
‫املجتمع األهلي عن مؤسسات الدولة‬ ‫املجتمع املدين وممثلني عن األحزاب السياسية وشباب الثورة‪ ،‬وذلك ضمن فعاليات «مؤمتر‬ ‫األسد في سوريا للتفكير في تدارك األمور‬ ‫وجزء من السوريني ال يزال يتكتم ويتحفظ بل‬ ‫مرحلة جني الثمار وحتقيق املكاسب بعد أن‬ ‫البشائر بعد طول انتظار ليحقق شباب الثورة‬
‫احلكومية‪ ،‬ووضوح األشكال واألدوار سمح‬ ‫الثورات واإلصالح والتحول الديمقراطي يف الوطن العريب‪ :‬من خالل الثورة التونسية»‪ ،‬الذي نظمه‬ ‫عبر اإلعالن عن إصالحات واسعة‪ .‬وكان امللك‬ ‫يظهر مساندة لبشار خشية الفراغ والفوضى‬ ‫كسرت حاجز اخلوف والصمت واقتحمت‬ ‫حلما عزيزا ألجيال متعاقبة من املناضلني‬
‫بالفصل بني الدولة ونظام احلكم‪ ،‬خاصة‬ ‫املركز العريب لألبحاث ودراسة السياسات من ‪ 19‬إىل ‪ 21‬أفريل اجلاري يف الدوحة‪.‬‬ ‫أسرع في االستجابة وأكثر جذرية في مجاالت‬ ‫والدعاة والوطنيني وليت ّوج تضحيات عقود‬
‫عندما يتصرف اجليش ممثالً للدولة وليس‬ ‫اإلصالح وقد يعود السبب إلى الفارق في‬ ‫عديدة بتحقيق الكرامة واحلر ّية وع ّما قريب‬
‫للنظام أو لسلطة الفرد أو لألسرة احلاكمة‬ ‫املرأة والضمانات الالزمة للحفاظ على ميراث‬ ‫وقد انعقدت جلسة حوارية خاصة في‬ ‫تعاطي النظامني املغربي والسوري في نوعية‬ ‫سلطة الشعب ووحدة الوطن واكتمال التكوين‬
‫وهذه تع ّد خصوصية تونسية بامتياز وفي‬ ‫املجتمع املدني في تونس‪.‬‬ ‫ختام املؤمتر تناولت رؤية قادة أحزاب‬ ‫التعاطي مع األوضاع السياسية‪.‬‬ ‫اجلديد لأل ّمة‪.‬‬
‫مصر أيضا حيث كان هناك فصل بني الدولة‬ ‫وقد أكد األستاذ حمادي اجلبالي خالل‬ ‫سياسية وتنظيمات نقابية تونسية وتوقعاتهم‬ ‫لذلك تتخذ تنازالت النظام املغربي طابع‬ ‫�سوريا على طريق التغيري‬
‫والنظام‪.‬‬ ‫كلمته على حرص حركة النهضة على إقامة‬ ‫ملستقبل التحول الدميقراطي‪ ،‬من خالل‬ ‫املبادرة ال املناورة في حني تظهر املبادرات‬ ‫«ال حرب بدون مصر وال سالم بدون‬
‫�شهادات ن�شطاء ثورتي تون�س وم�صر‬ ‫دولة الدميقراطية والعدل التي تتحقق فيها‬ ‫استعراض الفرص واملعوقات‪ .‬وشارك في‬ ‫السورية كأنها هزمية وركوع أمام مطالب‬ ‫سوريا» هذه املقولة تص ّور لنا أهمية سوريا‬
‫ق ّدم مجموعة من الناشطني الشباب في‬ ‫املواطنة واملساواة‪ .‬وشدد على سعي احلركة‬ ‫اجلماهير حتى وإن كانت اإلجراءات املتخذة‬ ‫اجليوستراتيجية في منطقتنا العربية وفي‬
‫على تدعيم مكاسب املرأة والدفاع عنها مؤكدا‬ ‫جزئية وجتميلية ويغلب عليها مقصد املناورة‬ ‫الشرق األوسط عا ّمة‪.‬‬
‫ثورتي تونس ومصر شهاداتهم امليدانية‬
‫عن واقع جتربتهم في الثورة والوسائل‬ ‫حمادي اجلبايل‪:‬‬ ‫أنّ البالد في حاجة الى حتالف واسع من‬ ‫واخلديعة مثلما يفعل علي عبد الله صالح في‬ ‫خاصة في قلوب العرب‬ ‫ّ‬ ‫ولسوريا مكانة‬
‫اليمن الذي نادى الشعب اليمني باإلجماع في‬ ‫ملا متثّل وترمز إليه من إسناد للمقاومة ومن‬
‫التي اتبعوها خالل مسيرة االحتجاجات في‬
‫البلدين إلى أن مت إسقاط نظامي احلكم فيهما‪.‬‬
‫حركة النه�ضة حري�صة‬ ‫أجل محاربة الفقر والبطالة وحتقيق التنمية‬
‫اجلهوية‪ .‬ومن جهته أكد الدكتور منصف‬ ‫ح ّقه «علي صالح يا كذاب»‪ .‬فاملغرب يحتاج‬ ‫ممانعة في زمن هرول فيه الكثيرون نحو‬
‫التطبيع وقبلوا بتسويات ُم ِخلّة حتت عنوان‬
‫وشارك في جلسة املؤمتر املخصصة لشهادات‬ ‫على �إقامة دولة‬ ‫املرزوقي على وجود حوار جدي بني عدد‬ ‫إلى مزيد من احلرية والعدالة وحتتاج سوريا‬
‫إلى إنهاء احتكار حزب وطائفة ميثالن األقلية‬ ‫مبادلة األرض بالسالم أو سالم الشجعان لم‬
‫من األطراف السياسية التونسية لتكوين‬
‫املشاركني في الثورة التونسية كل من علي‬
‫بوعزيزي ووائل العيفي ورشدي حرشاني‬
‫الدميقراطية والعدالة‬ ‫كتلة تاريخية واسعة من أجل ضمان مستقبل‬
‫للسلطة والقرار على حساب غالبية الشعب‬
‫السوري‪ .‬ويصعب ذلك كلما تعمقت األزمة‬
‫يجن منها الشعب العربي إال مزيدا من التراجع‬
‫والهزائم ولكن الدور السوري الذي نكبره قدر‬
‫واألمني بوعزيزي‪ ،‬حيث حتدث كل واحد‬ ‫تونس ومحاربة كل جيوب الردة وبقايا نظام‬ ‫واتسعت رقعة األحداث وارتفع عدد الضحايا‬ ‫التزامه بالدفاع عن احلق العربي يضعنا في‬
‫من هؤالء الناشطني بإيجاز عن مساهمته في‬ ‫نهاية مرحلة في املنطقة كانت قد متت وبدأنا‬ ‫االستبداد‪.‬‬ ‫ونحت الثورة منحى جذريا راديكاليا‬ ‫والشهداء َ‬ ‫حرج كلما تأملنا الوضع الداخلي في سوريا‬
‫الثورة من ‪ 17‬ديسمبر ‪ 2010‬وحتى إسقاط‬ ‫مرحلة جديدة من دون استيضاح عناصرها‪،‬‬ ‫وكان الدكتور عزمي بشارة أكد في‬ ‫في مطالبها واشتراطاتها‪..‬‬ ‫رغم أن الثورات ال تخشى ذلك بل تطلبه‪ .‬لك ّن‬ ‫اجلماهير الشوارع والساحات في مدن‬ ‫زمن الرئيس الراحل حافظ األسد وخلفه‬
‫الرئيس زين العابدين بن علي وهروبه إلى‬ ‫ولم يكن هناك تنبؤ علمي واضح مبا سيحدث‬ ‫افتتاح املؤمتر إن احلالة التونسية متثل حالة‬ ‫والنظام السوري بسبب حدة األزمة‬ ‫وملحة من‬
‫ّ‬ ‫اإلصالحات ال ب ّد منها وهي عاجلة‬ ‫الالذقية وحمص ودمشق ومحافظة درعا‬ ‫الرئيس احلالي بشار األسد‪ .‬فالنظام السوري‬
‫خارج البالد‪ ،‬كما استعرضوا مآالت الثورة‬ ‫بعد انسداد األفق الذي ميز النظم السياسية‬ ‫مخبرية لفهم تطورات األحداث في العالم‬ ‫عزمي ب�شارة ‪ :‬عفوية‬ ‫واخلالف مع خصومه وتصلب أركانه يواجه‬ ‫ذلك ضرورة رفع القبضة األمنية احلديدية‬ ‫الصامدة‪ .‬لكن التجربة اليمنية والليبية أظهرت‬ ‫من أكثر أنظمة املنطقة شمولية واستبدادا‬
‫في العالم العربي‪ ،‬وأشار بشارة إلى أن‬ ‫العربي‪ ،‬الفتا إلى أهمية إصدارها في كتاب‬ ‫صعوبة في م ّد اجلسور مع املعارضة مع ضمان‬ ‫على احلياة السياسية وحترير اإلعالم‬ ‫رغم تط ّور األحداث في اليمن وليبيا بأن هذه‬ ‫وإصرارا على االنغالق ورفضا لإلصالحات‬
‫ومساهمتهم في حمايتها وصوال إلى حتقيق‬
‫علمي يستفيد منها الباحثون والق ّراء العرب‬ ‫الثورات م�س�ألة تاريخية‬ ‫حفظ ماء الوجه للقيادة املاسكة بالسلطة إذ أنّ‬ ‫والفضاء العمومي وإلغاء البند في الدستور‬ ‫ّ‬
‫تكف عن املناورة‬ ‫األنظمة واحلكومات ال‬ ‫السياسية الضرورية‪ .‬إنّ دو ٍر سوريا‬
‫من�صف املرزوقي ‪ :‬نحن يف حوار جدي من �أجل‬ ‫دائمة وهي بذلك ال ميكن‬
‫لفهم أسباب قيام الثورات في العالم العربي‬ ‫هناك خشية حقيقية من أن تؤدي اإلصالحات‬ ‫القاضي باحتكار حزب البعث للسلطة فقد قتل‬ ‫لربح الوقت وتقسيم املعارضة وإرباك الثوار‬ ‫االستراتيجي ال يكتب له النجاح والتوفيق إالّ‬
‫رغم صعوبة التأريخ املد ّون ألحداث م ّر عليها‬ ‫والتنازالت إلى مزيد من الضغط الشعبي وإلى‬ ‫إلى حد اآلن أزيد من مائتي معارض ما يذ ّكر‬ ‫وتخذيل املنتفضني وجعل التغيير أمال بعيد‬ ‫بجبهة داخلية متالحمة حول الثوابت متضامنة‬
‫�إقامة كتلة تاريخية ل�ضمان م�ستقبل تون�س‬ ‫وقت قصير‪.‬‬ ‫التنب�ؤ بزمن حدوثها‬ ‫رفع سقف املطالب وهذا هو مأزق األنظمة‬
‫التي حتتقر شعوبها وتراوغ ومتاطل لتأخير‬
‫بتصفية املعارضني طيلة العقود املاضية حني‬
‫استشهدت اآلالف بل ُد ّمرت مدينة بأسرها‬
‫املنال‪ .‬فهل أن النظام السوري يجري إحدى‬
‫مناوراته لاللتفاف على مطالب الثورة أم أنه‬
‫في مواجهة التحديات وال يكون ذلك إال بإطالق‬
‫احل ّريات واحترام إرادة الشعب السوري الذي‬
‫وأوضح بشارة أنّ التحليل والفهم‬
‫النخبوي واألكادميي امللقى على عاتق‬ ‫إدخال بلدانها في احلداثة السياسية وتكرس‬ ‫على ساكنيها هي مدينة حماة الشهيدة مما‬ ‫بدأ في تصريف األزمة أمال في اخلروج بأقل‬ ‫وجد نفسه يعيش في سجن كبير في ظل نظا ٍم‬
‫عملية التحول الدميقراطي‪.‬‬ ‫عفوية الثورات مسألة تاريخية دائمة‪ ،‬وهي‬ ‫االستبداد‪ .‬فكل انفتاح حقيقي ميكن أن تكون‬ ‫يؤكد الصورة الدموية لنظام كان على الدوام‬ ‫األضرار؟‬ ‫يحكم بالرعب وبسيطرة األقلية واحتكار حزب‬
‫وعن اجلانب املصري شارك النشطاء‪:‬‬ ‫بذلك ال ميكن التنبؤ بزمن حدوثها‪.‬‬ ‫التونسيني في هذه املرحلة‪ ،‬ميكن أن يتمحور‬ ‫هذه اجللسة نخبة من السياسيني التونسيني‬
‫عاقبته سقوط النظام وانهيار بنيانه‪.‬‬ ‫متيقظا جتاه املخاطر اخلارجية يتفاداها‬ ‫إنّ النظام السوري يخشى أن ال تتوقف‬ ‫للسلطة والقرار‪.‬‬
‫واحد ّ‬
‫نوارة جنم وعلي الرجال ومحمد أبو الغيط‪،‬‬ ‫وشدد بشارة على أنّ ما جرى في تونس‬ ‫حول ضرورة استيعاب التحول الكبير‬ ‫منهم‪ ‬األستاذ حمادي اجلبالي‪ ،‬أمني عام‬ ‫بالتحالفات املثيرة للجدل وبالصمود أمام‬ ‫املظاهرات واالحتجاجات وأن يزداد اتساع‬ ‫حترك الشارع السوري بنفس إيقاع‬
‫لقد دخلت سوريا طورا حاسما في طريق‬
‫رووا‪ ‬تطورات األحداث واالحتجاجات في‬ ‫وفي مصر وفي بلدان عربية أخرى يدلل‬ ‫في العالم العربي‪ ،‬وساد في بداية الثورة‬ ‫حركة النهضة‪ .‬واألستاذ عبيد البريكي‪ ،‬أمني‬ ‫التغيير وقد قطع الشعب السوري شوطا لم يعد‬ ‫الضغوط ومتيقظا جتاه األخطار الداخلية‬ ‫احلركة ويق ّر بصعوبة املوقف إذ أن متظاهرا‬ ‫الشارع العربي من تونس إلى صنعاء‬
‫مصر وصوال إلى انطالق ثورة شباب ‪25‬‬ ‫على القاسم املشت َرك في الوطن العربي‪ ،‬أ ّما‬ ‫التونسية‪ ،‬اعتقاد أن ما جرى خصوصية‬ ‫عام مساعد والناطق الرسمي باسم االحتاد‬ ‫معه الرجوع إلى الوراء أمرا ممكنا‪.‬‬ ‫يتهيأ لها ويجابهها بالضربات االستباقية‬ ‫واحدا في سوريا يساوي ألف متظاهر في‬ ‫واليمامة مرورا بالقاهرة والرباط‪ ،‬رافعا نفس‬
‫يناير ثم االعتصام داخل ميدان‬ ‫العام التونسي للشغل‪ .‬والدكتور‬
‫تنحي مبارك‬
‫التحرير وحتى إعالن ّ‬
‫في ‪ 11‬فيفري املاضي‪ ،‬وما تاله‬
‫املنصف املرزوقي‪ ،‬أمني عام‬
‫حزب املؤمتر من أجل اجلمهورية‪،‬‬
‫ع‪ .‬ت‬ ‫امل�ؤمتر القومي الإ�سالمي ببريوت الأ�شغال والتو�صيات‬
‫من حترك في سبيل حماية الثورة‬ ‫واألستاذ عبد العزيز املسعودي‬
‫وانطالقتها الثانية بإسقاط حكومة‬ ‫من حركة التجديد‪ ،‬واألستاذ‬ ‫معمر القذافي والناتو ضد شعب ليبيا‪،‬ودعم الثورتني في ليبيا‬ ‫يقهر‪ ،‬وانتقلت باملنطقة من زمن الهزائم إلى زمن االنتصارات‬ ‫عقد املؤمتر القومى اإلسالمى‪ ،‬دورته الثامنة فى بيروت‬
‫رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق‬ ‫عبد اللطيف عبيد‪ ،‬ممثل التكتل‬ ‫واليمن‪ -‬دعم كل االنتفاضات السلمية واملطالب الشعبية من‬ ‫املتالحقة‬ ‫يوم ‪ 16‬أفريل ‪ 2011‬بحضور حوالى مائتى شخصية عربية‬
‫وح ّل جهاز أمن الدولة ومحاسبة‬ ‫العمل‬ ‫ألجل‬ ‫الدميقراطي‬ ‫اجل التغيير ‪ -‬دعوة املثقفني واملفكرين واألحرار واملؤسسات‬ ‫وأصدر املؤمتر القومي – اإلسالمي في خامتة أشغاله بيانا‬ ‫من بينهم املنسق العام السابق للمؤمتر الدكتور عصام العريان‬
‫أركان نظام مبارك‪.‬‬ ‫املشاركون‬ ‫واحلريات‪ .‬وبحث‬ ‫االجتماعية إلى حتمل مسؤوليتهم التاريخية في دعم الثورات‬ ‫ختاميا سجل فيه اعتزازه وافتخاره بالثورات واالنتفاضات‬ ‫واملنسق العام للمؤمتر القومي اإلسالمي منير شفيق واألمني‬
‫وقد أبرزت هذه الشهادات‬ ‫خاللها مسيرة اإلصالح السياسي‬ ‫‪ -‬دعوة املؤمتر الثورتني في تونس ومصر إلى القيام بخطوات‬ ‫اجلماهيرية الشبابية الشعبية ‪.‬واعتبر املؤمتر أن هذه الثورات‬ ‫العام للمؤمتر القومى العربي عبد القادر غوكه وممثل االحتاد‬
‫التواصل بني الشباب والوسائل‬ ‫في الوطن العربي عموما وتونس‬ ‫عملية تؤكد التوجه التحرري والوحدوي العربي‪ -‬التأكيد‬ ‫واالنتفاضات جاءت على إثر انتصارات تاريخية حققتها‬ ‫العاملى للعلماء املسلمني الشيخ أحمد العمرى ونائب رئيس‬
‫التي اتبعت في تنظيم حركة احتجاج‬ ‫على وجه اخلصوص‪ ،‬واملعوقات‬ ‫على أهمية الرأي العام الدولي في دعم القضية الفلسطينية‪،‬‬ ‫املقاومات في لبنان سنة ‪ 2000‬و ‪  ،2006‬وفي قطاع غزة‬ ‫املكتب السياسي حلركة «حماس» موسى أبو مرزوق ونائب‬
‫الشارع وحتدي قمع األجهزة‬ ‫التي فرضها النظام السابق على‬ ‫واستنكار أشد االستنكار اغتيال الناشط املناضل اإليطالي‬ ‫سنة ‪ ،2008/2009‬فضالً عن االنتفاضة الثانية التي حررت‬ ‫األمني العام حلزب الله الشيخ نعيم قاسم‪.‬‬
‫األمنية ووسائلها في التضييق‪،‬‬ ‫مسار التح ّول الدميقراطي‪.‬‬ ‫فيتوريو اريغوني في قطاع غزّة‪ -.‬الدعوة إلى إلغاء املعاهدة‬ ‫قطاع غزّة سنة ‪ 2005‬كما جاءت هذه الثورات واالنتفاضات‬ ‫‪ ‬واعتبر عدد من املشاركني أن املؤمتر مدعو إلى إطالق‬
‫وتخطي وسائل قطع االتصال‬ ‫ّ‬ ‫كما استعرض قادة وممثّلو‬ ‫املصرية – اإلسرائيلية ومعاهدة وادي عربة واتفاق أوسلو‬ ‫في سياق دولي اتسم بتراجع العوملة على على إثر األزمة املالية‬ ‫مبادرات ذات طابع تكاملي وحدوي بني أقطار األمة العربية‪.‬‬
‫والبثّ وخطوط الشبكة العنكبوتية‪.‬‬ ‫األحزاب املشاركون في حلقة‬ ‫وجترمي كل تطبيع مع العدو الصهيوني‪ -‬ضرورة مواصلة‬ ‫العاملية ‪.‬‬ ‫ومن بني هذه املبادرات السوق واملشاريع االقتصادية‬
‫وتع ّد هذه الشهادات توثيقا ليوميات‬ ‫النقاش رؤيتهم ملسار التحول‬ ‫املالحقات القانونية في احملاكم الوطنية الدولية ضد مرتكبي‬ ‫وأكد املؤمتر في توصياته على ‪:‬‬ ‫العربية املشتركة والسكك احلديدية على امتداد الوطن العربي‬
‫الثورة في البلدين ومسار تط ّورها‬ ‫الدميقراطي وصوال إلى دستور‬ ‫جرائم احلرب واإلبادة‪ -‬الدعوة إلى دعم مسيرات العودة في‬ ‫‪ -‬دعم املقاومات في فلسطني ولبنان والعراق والتنسيق‬ ‫وإلغاء تأشيرات الدخول بني األقطار العربية‪.‬‬
‫ومدى تشابه سلوك الشباب وحتى‬ ‫جديد يضمن حق تداول السلطة‬ ‫‪ 15/5/2011‬وكل النشاطات املتعلقة بذكرى نكبة فلسطني‪-.‬‬ ‫بينها‪ ،‬ومواجهة كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني –‬ ‫من جهته‪ ،‬قال نائب األمني العام ل(حزب الله) الشيخ نعيم‬
‫النظام احلاكم في البلدين واختالفه‪ ،‬وتبيان‬ ‫االختالف فيكمن في التفاصيل الثانوية فقط‪،‬‬ ‫تونسية وليس عربية مر ّدها نزعة تربط تونس‬ ‫وإرساء الدولة املدنية‪ ،‬والتحديات التي تواجه‬ ‫يبدي املؤمتر اعتراضه الشديد واستنكاره للمؤامرة األمريكية‬ ‫التمسك بالثوابت الفلسطينية في حترير كل فلسطني‪ -‬اتخاذ‬ ‫قاسم «إننا أصبحنا أمام فصل تأسيسي ثابت يشكل مسارا في‬
‫طرقاالستفادة من التجربتني في حالة ثورية‬ ‫لكنه قال إن احلالة التونسية متثّل حالة دولة‬ ‫بأوروبا وبتطور املجتمع املدني في ذلك البلد‪ .‬‬ ‫تونس في املرحلة املقبلة‪ ،‬والطرق الكفيلة‬ ‫– الصهيونية التي أدت إلى فصل جنوب السودان عن شماله‪،‬‬ ‫إجراءات عربية وإسالمية‪ ،‬أنظم ًة وشعوباً‪ ،‬ضد السياسات‬ ‫األمتني العربية واإلسالمية»‪.‬‬
‫أخرى ومدى مالءمتها لواقع بلدان عربية‬ ‫مركزية ممتدة رغم تغيرات في تطابق تاريخها‬ ‫لك ّن بشارة أ ّكد أنّ ما جرى في تونس متّصل‬ ‫بضمان استيعاب جميع اآلراء واالختالفات‪،‬‬ ‫وما زالت تسعى إلى مزيد من جتزئته‪.‬‬ ‫اإلمبريالية وخاصة دعمها للكيان الصهيوني‪ -‬إدانة جرائم‬ ‫واعتبر أن «املقاومة أسقطت أسطورة اجليش الذي ال‬
‫تشهدحراكا مباشراً‪.‬‬ ‫وجغرافيتها‪ ،‬والتحديث الذي خضعت له في‬ ‫موضوعيا بالعالم العربي عموما‪ ،‬وأن هناك‪ ‬‬ ‫خاصة بني العلمانيني واإلسالميّني وحقوق‬ ‫ّ‬
‫‪19‬‬ ‫رأي‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪18‬‬ ‫رأي‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬

‫هل تنجح الثورة يف ا�ستئ�صال‬ ‫أحمد الكـحـالوي*‬


‫املغـرب العربـي‪ :‬الإ�صـالح ودعـم املقـاومــة‬
‫�ضعـف الوطنيــة اللغويـة يف البــالد؟‬ ‫ساركوزي املسمى باإلحتاد املتوسطي ومشروع «األفريكوم»‬
‫األمريكي الذي لم يجد له مستقرا الى حد اآلن على أي أرض‬
‫وغير مهتم مبا يتعرض ذلك الشعب باستمرار‪ ،‬كما في غزة‪،‬‬
‫من جرائم صهيونية واعتداءات مسلحة‪.‬‬
‫ارتهان للأجنبي طابعه الأبرز التحالف‬
‫مع �أمريكا والتطبيع مع الكيان ال�صهيوين‬
‫في املغرب العربي وان ما ال شك فيه ان احللف األوروبي‬ ‫اندماج مغاربي م�ؤجل‬ ‫إن ارتهان حكومات عربية لألجنبي الذي يقدم لها احلماية‬
‫تكون سوى مزج للعربية بالفرنسيـة أي التونسي يفيد شيئني إثنني على األقل‪:‬أ ـ اعتقاد‬ ‫مفهوم الوطنية اللغوية‬ ‫‪ -‬األمريكي الذي يتدخل اليوم في ليبيا بدعوى كاذبة حول‬ ‫�أمام «�صوملة» داهمة �أو احتالل مبا�شر‪:‬‬
‫أطرح هنا مصطلح الوطنية اللغوية الفرونكــوأراب ‪ le franco-arabe‬في أغلبية التونسيات والتونسيني أن مدرس اللغة‬ ‫ويدعم استبدادها ويلزمها بتنفيذ سياسته بدل االلتزام بإرادة‬
‫دعم «الثوار» وحماية املدنيني الذين يبيدهم مبئات صواريخ‬ ‫منذ البدايات األولى النطالقة احلركة الوطنية لتحرير‬ ‫شعبها وخدمة مصاحله ال يضاهيه سوى ارتهان معارضات‬
‫كمفهوم جديد مثل املفهومني اآلخرين[التخلف أغلب األحيان‪ .‬والنساء أكثراجنذابا للمزج العربية هووحده الذي ينتظرمنه الدفاع عن‬
‫الـ «توماهوك» امللوثة باليورانيم املنضب أن هذا احللف يعمل‬ ‫أقطار املغرب العربي (حوالي ‪ 6‬مليون كم‪ ²‬و‪ 85‬مليون‬ ‫لذات األجنبي وميثل كل ذلك سبب مصائب األمة‪ ،‬وال يخلو‬
‫اآلخرواإلزدواجية اللغوية األمارة] في اللغوي‪ .‬فتأثيرهن على ضعف الوطنية اللغوية اللغة العربية‪ .‬وأماغيره وهم أغلبية التونسيات‬
‫اآلن على التواجد في ليبيا رمبا الحتاللها اوتقسيمها أو في‬ ‫ساكن) ظل حلم توحيد هذه القطعة من الوطن العربي والعالم‬ ‫املغرب العربي من هذه املصائب‪.‬‬
‫دراساتي للمسألة اللغوية باملجتمع التونسي‪ .‬أكبرمن تأثيرالرجال‪ ،‬إذ هن أمهات األجيال والتونسيني فهم غيرمطالبني بالدفاع عن‬
‫أقل االحتماالت العادة زرع قواعد عسكرية فيها كما كان‬ ‫اإلسالمي يراود جماهيرها وقادتها باعتباره ميثل جسرا نحو‬ ‫إنّ فساد احلاكم ما بعد «سايكس بيكو» ومعاداته ألمته‬
‫ويعني هذا املفهوم عندي أن املجتمع وأفراده التونسية في احلاضرواملستقبل‪ .‬ورمبا يجوز العربية‪ ،‬لغتهم الوطنية‪ .‬أي كأن القيام مبثل‬ ‫احلال زمن السنوسي للتدخل االستعماري في املغرب العربي‬ ‫وحدة األمة من احمليط الى اخلليج‪ ،‬وقد لعبت رموز من الرعيل‬ ‫أوقعه في شرك االحتماء باألجنبي املهيمن الذي ما فتئ يعمل‬
‫د‪ .‬محمود الذوادي*‬ ‫يتصفون بالوطنية اللغوية الكاملة متى كانت القول بأن أغلبية التونسيات و التونسيني ذلك السلوك اللغوي هوأمرغريب في رأي‬ ‫وجعلها ممرا لبسط هيمنته في افريقيا ذات الثروات الطائلة‬ ‫األول من أمثال عبد القادر اجلزائري و عمر املختار وعبد‬ ‫على زرع الوقيعة بني ذلك احلاكم وبني شعبه وقواه الوطنية‬
‫اللغة الوطنية حتتل املكانة األولى في قلوب اليوم يستعملون كلمة فرنسية في كل عشر معظمهم‪ .‬ب ـ فإن ضعف حتمسهم للدفاع‬ ‫والتي تشهد توسعا صينيا ملفتا وسيكون من نتائج ذلك رمبا‬ ‫ما يفتح الباب على مصراعيه للتدخل األجنبي وهذا ما حدث‬
‫املواطنني وفي السمعة االجتماعية في مجتمعها كلمات (‪ )1/10‬من حديثهم بالعامية التونسية عن اللغة العربية تفسره ما أسميها االزدواجية‬ ‫اإلنقالب على انتفاضة الشعب العربي في تونس ومصر ووؤد‬
‫وفي االستعمال اليومي فيه لدى األفراد وفي مع املواطنني التونسيني‪ .‬وبتعبير العلوم اللغوية األمارة التي جتعلهم مييلون ويرغبون انتشار ظاهرة الفرونكوأراب بني الشباب ولدى‬ ‫ليتذكر اجلميع ان االحتماء بالأجنبي �سواء مار�سته‬ ‫ويحدث في األقطار العربية مبوازاة مع مشروع زرع الكيان‬
‫مطالبه باحلرية والكرامة وحترير فلسطني‪.‬‬ ‫الصهيوني في فلسطني‪.‬‬
‫املؤسسات والقطاعات املجتمعية‪ .‬يستند هذا االجتماعية ‪ ،‬فالفرونكوأراب كسلوك لغوي شعوريا والشعوريا في استعمال الفرنسية الكهول اليوم هو دليل على ضعف وعيهم‬ ‫�سلطة �أو معار�ضة ال يعمر �أر�ض ًا وال يحرر وطن ًا‬
‫ان حكومات املغرب العربي عليها أن تستوعب الدرس‬ ‫أي عد ّو‪ ،‬يراهن‪ ،‬لشن عدوانه‪ ،‬على ضعف‬ ‫إنّ العدو‪ّ ،‬‬
‫بأهمية مفهوم الوطنية اللغوية‪.‬‬ ‫التعريف للوطنية اللغوية على أن العالقة‬ ‫جيدا ليس فقط بهدف حتقيق حلم األجداد ووصايا الشهداء‬ ‫وال يحمي هوية وال يوحد �أمة‬
‫كما رأينا‪ ،‬يسهل تفسيرضعف الوطنية‬ ‫اجلبهة الداخلية وانقسام املكونات الوطنية في األمة و»تأهلها»‬
‫يت�صف املجتمع و�أفراده بالوطنية اللغوية متى كانت اللغة الوطنية حتتل املكانة‬ ‫بني اللغة الوطنية واملجتمع وأفراده يجب أن‬ ‫بالتحرير والوحدة بل أيضا ألن عالم اليوم لم يعد ممكنا‬ ‫للتفكك‪:‬‬
‫اللغوية التونسية بأنظمة التعليم املزدوجة‬ ‫تكون عالقة طبيعية‪/‬سوية‪ .‬وهذا ما جنده‪،‬‬ ‫العيش فيه بدويالت مفتتة وأمة مهددة مبزيد التفكيك ال قوة‬
‫الأوىل يف قلوب املواطنني ويف اال�ستعمال اليومي لدى الأفراد ويف امل�ؤ�س�سات‬ ‫الكرمي اخلطابي وعبد العزيز الثعالبي واحلبيب ثامر وغيرهم‬ ‫أوال عن طريق ما يقدمه حكام وعمالء من «خدمات» بادعاء‬
‫اللغة والثقافة أو املفرنسة التي عرفها‪/‬يعرفها‬ ‫مثال‪ ،‬سائدا اليوم في املجتمعات املتقدمة على‬ ‫تقوم فيها بل تعطيل إلمكانية توحدها وحتررها ونهوضها‬ ‫كثير مرورا بالفقيه البصري وأحمد بن بال وفرحات حشاد‬ ‫السيادة الكاذبة بالنسبة للحاكم أو بدعوى الدفاع عن احلرية‬
‫عهدا االحتالل واالستقالل كما يتجلى ذلك‬ ‫اخلصوص‪.‬‬ ‫وهي على هذه احلال من الصراعات التي بلغت حدودا خطيرة‬ ‫وصوال الى الوضع احلالي الذي عقد فيه حكام الزمن الراهن‬ ‫وحقوق اإلنسان بالنسبة لعدد من اجلماعات وهو حق يراد‬
‫ثانيا‪ :‬مواقف املجتمعات نحو لغاتها شائع في املجتمع التونسي احلديث متثـل بدل العربية‪ .‬واالزدواجيات اللغوية ليست في التعليم الصادقي والتعليم التونسي مابعد‬ ‫لعل أبرزها انخراط سالح الطيران في قطر واإلمارات واألردن‬ ‫اتفاقا الحتاد دول املغرب العربي يوم ‪ 19‬فيفري ‪ 1989‬مبدينة‬ ‫به باطل‪.‬‬
‫املعيـار اللغـوي االجتماعـي بحيث أن حديث بالضرورة أمارة بالسوء ضد اللغة الوطنية‪ .‬االستقالل وفي نظام التعليم املفرنس قبل‬ ‫الوطنية‬ ‫في حلف العدوان على ليبيا كما حدث أيام حلف العدوان على‬ ‫طنجة املغربية اال أن هذا الطموح الشعبي العربي املغاربي لم‬ ‫وثانيا بـفضل سياسة اإلدارة األمريكية املعروفة باسم‬
‫تفيد املالحظات امليدانية اليوم في املجتمعات التونسية‪/‬التونسي مع التونسيني بلهجة فهذا ما جنده مثال في املجتمعات املتقدمة حيث االستقالل وبعده‪ .‬وفي املقابل‪ ،‬يجد املرء وطنية‬ ‫العراق انخراط متنينا حدوثه لضرب االحتالل الصهيوني‬ ‫ير النور الى غاية اليوم وللتذكير فقد جاء في بيان ذلك اإلتفاق‬ ‫«عقول وقلوب ودوالرات»‪ ،‬هذه السياسة التي حتقق كما‬
‫املتقدمة بالتحديد بأن لغاتها الرسمية‪/‬الوطنية تونسية عربية خالية متاما من أية كلمة فرنسية متثل السيادة اللغوية أمرا مقدسا وخطا أحمر‪ .‬لغوية قوية لصالح اللغة العربية عند خريجي‬ ‫في فلسطني وكسر حصار غزة واخالء القواعد العسكرية‬ ‫«أن مغربا عربيا موحدا يشكل مرحلة أساسية في طريق‬ ‫يبدو نتائج باهرة وميثل الوالء لألجنبي واإلستقواء به من‬
‫تتمتع فيها عموما باملواصفات الرئيسية ينظر إليه الالشعوريا من طرفهم على أنه أي أن االزدواجيات اللغوية في تلك املجتمعات شعبة [أ] املعربة في مطلع االستقالل وكذلك‬ ‫األجنبية من األراضي العربية‪.‬‬ ‫الوحدة العربية»‪.‬‬ ‫جهة وغياب احلرية والوفاق وضعف الوحدة الوطنية من‬
‫ضـرب من السلوك اللغـوي املنحـرف الذي هي ازدواجيات لغوية لوامة‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فال بد من لدى خريجي التعليم الزيتوني القدمي‪ .‬فالعامل‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫إن كلفة الالمغرب عربي والالوحدة عربية باهضة جدا‬ ‫ان احتاد املغرب العربي رغم توفره على الكثير من شروط‬ ‫جهة ثانية السبب املؤذن بخراب الوطن وميهد الطريق للغزو‬
‫‪ - 1‬االستعمال الكامل لها على املستويني طاملا يقابل بالتعجب واحليرة وحتى التهكم وجود ظروف خاصة في زمن االحتالل وفي احلاسم في هذا الفرق هونوعية االزدواجية‬ ‫وميكن أن تكلفنا ليس أمننا القومي وحسب بل وجودنا ذاته‬ ‫قيامه وهي ذاتها شروط قيام األمة و من أبرزها لغة الضاد‬ ‫واالحتالل املباشر وهو ما نشهد اآلن محاولة له في ليبيا هذه‬
‫عهد االستقالل تضافرت على ميالد واستمرار [األمارة أو اللوامة]‪ .‬فاألولى متثل استمرار‬ ‫والسخرية‪.‬‬ ‫الشفوي والكتابي‪.‬‬ ‫ولك أن تنظر إلى هذه العنصرية البغيضة واحلقد الدفني التي‬ ‫اجلامعة واإلنسجام الديني التام حول املذهب السني املالكي‬ ‫احملاولة التي إن جنحت ال قدر الله قد تذهب بعد ليبيا بسورية‬
‫أما استعمال اللغة العربية على مستوى االزدواجية اللغوية األمارة في املجتمع التونسي االستعماراللغوي الثقافي في نفوس وعقول‬ ‫‪ - 2‬االحترام لها واالعتزاز بها والغيرة‬ ‫يبثها اإلعالم في أمريكا وأوروبا ضد األمة العربية املسلمة‬ ‫املنتشر بنفس الصورة في جميع أقطاره والتاريخ احلافل‬ ‫وباجلزائر آخر القالع املدافعة عن األمة والداعمة للمقاومة‬
‫التونسيات والتونسيني‪ .‬أما الثانية فهي‬ ‫الكتابة في املجتمع التونسي فهو اليزال محدودا املعاصرقبل الثورة وبعدها‪.‬‬ ‫عليها والتحمس للدفاع عنها‪.‬‬ ‫والتي بلغت حد حرق القرآن والدعوة الى محاكمة الرسول‬ ‫املشترك والثقافة الواحدة املتجاوزة للحدود الى التماثل‬ ‫وحترير فلسطني أما دول اخلليج العربي فإنها تبقى حتى‬
‫ولعل مما يقوي مصداقية هذا الوصف ازدواجية لغوية متنح صاحبتها‪/‬صاحبها‬ ‫‪ - 3‬معارضة استعمال لغة أجنبية بني في األمور الكبيرة والصغيرة على حد السواء‪.‬‬ ‫الكرمي ( ص) والسخرية من الرموز العربية واإلسالمية‬ ‫اجلغرافي الذي ال يتضمن أي عقبات متنع أقطاره بعضها عن‬ ‫اآلن مبنأى عن أي احتالل مباشر إذ ال حاجة لذلك فحكوماتها‬
‫فمعظم التونسيني يكتبون ‪ ،‬مثال ‪ ،‬صكوكهم ملوقف املتعلمني التونسيني من اللغة العربية املناعة اللغوية الوطنية مع التفتح على لغات‬ ‫مواطني تلك املجتمعات‪.‬‬ ‫البعض سوى تلك املوانع التي صنعها اإلستعمار‪ ،‬ان التعجيل‬
‫‪ - 4‬شعور عفوي قوي لدى املواطنني املصرفية باللغة الفرنسية ويقومون أيضا أنني طاملا طرحت هذا التشخيص لهذا املوقف وثقافات اآلخرين كما تفعل املجتمعات املتقدمة‬ ‫� ّإن كلفة الالمغرب عربي والالوحدة عربية باه�ضة‬ ‫بقيام احتاد املغرب العربي خاصة أمام التهديدات األجنبية‬ ‫ان التعجيل بقيام احتاد املغرب العربي خا�صة‬
‫باألولوية الكبرى التي يجب أن تنفرد بها اللغة بكتابة إمضاءاتهم بلغة موليار‪ .‬واللغة العربية من اللغة العربية على الطلبة التونسيني في ذات السيادة اللغوية والثقافية‪ .‬فال بد من‬ ‫املتصاعدة يبدو قرارا مؤجال بسبب السياسات اخلاطئة‬ ‫�أمام التهديدات الأجنبية املت�صاعدة يبدو قرارا‬
‫جدا وميكن �أن تكلفنا لي�س �أمننا القومي وح�سب‬
‫غائبة عموما في العديد من املؤسسات التونسية قاعات التدريس اجلامعية أو على احلاضرين الثورة على النظام التربوي احلاضرلصالح‬ ‫للحكومات وبسبب امللفات القدمية‪.‬‬
‫الوطنية في االستعمال في مجتمعاتهم‪.‬‬ ‫بل وجودنا ذاته‬ ‫م�ؤجال ب�سبب ال�سيا�سات اخلاطئة للحكومات‬
‫‪ - 5‬إحساس قوي ومراقبة واسعة لدى احلديثة‪ .‬فاللغة الفرنسية هي لغة العلوم في املتعلمني واملسؤولني التونسيني في مناسبات نظام تعليمي يجعل األجيال التونسية اليوم‬ ‫انه على حكومات املغرب العربي أن تتذكر أن تكرار اتهام‬
‫املواطنني لتحاشي استعمال الكلمات األجنبية املؤسسات التعليمية التونسية إبتداء من مرحلة أخرى دعيت فيها للحديث لهم‪ .‬وال أتذكر أبدا أن وغدا صاحبة عالقة طبيعية كاملة مع اللغة‬ ‫أمريكا وفرنسا للجزائر وليبيا بكونهما احللقتان األضعف من‬
‫وسياسات وطنية متواصلة من طرف أصحاب التعليم الثانوي وإنتهاء مبرحلة الدراسات أنكر أحد أو احتج بقوة على وجود هذه العالقة العربية‪ :‬أي لها املكانة األولى في قلوب وعقول‬ ‫املتبوعة بحمالت عسكرية ضخمة بقيادة حلف «الناتو»وهي‬ ‫بني دول املغرب العربي املتهمتان بعدم اتخاذ خطوات جريئة‬ ‫التي «تؤمن» عائدات النفط الضخمة لدى البنوك األمريكية‬
‫السلطة لترجمة املصطلحات والكلمات األجنبية اجلامعية العليا‪ .‬كما أن اللغة الفرنسية تبقى لغة الفاترة بني املتعلمات واملتعلمني التونسيني واستعماالت تلك األجيال‪ .‬والتجربة التونسية‬ ‫تدق أبواب وطننا قطرا قطرا وتدك حصوننا حصنا حصنا إنها‬ ‫للقيام بإصالح ملنظومتيهما السياسيـة خاصة فيما يتعلق‬ ‫والغربية وتتعاطى بطريقة ما مع «اسرائيل» وهي ترى في‬
‫ولغتهم العربية‪ .‬فاملالحظات امليدانية تفيد أن في التعليم املزدوج اللغة والثقافة في عهدي‬ ‫حتثـنا على إصالح أحوال أمتنا وحترير ارادتنا وتسريع نزع‬ ‫منها باحترام احلريات وحقوق اإلنسان هي أوال محاولة‬ ‫املقاومة املسلحة وحتى الشعبية املدنية مغامرة وعبثا وتوجد‬
‫الكتابة ألنشطة جل البنوك التونسية‪.‬‬ ‫اجلديدة إلى اللغة الوطنية‪.‬‬
‫‪ - 2‬تشير اليوم االستبيانات واملالحظات أجيال املتعلمات واملتعلمني التونسيني املزدوجي االحتالل واالستقالل أثبتت فشلها في إخراج‬ ‫كل ما ميثل فتيل فتنة لتدميرنا الذاتي وذلك بتقوية أواصر‬ ‫لعزلهما وتسهيل ضربهما وثانيا متثل تهما جاهزة تهدد بها‬ ‫على أراضيها قواعد عسكرية أمريكية وبريطانية وفرنسية‬
‫‪ - 6‬متثل اللغة الوطنية العنصر األبرز‬ ‫تضامننا القومي اإلسالمي وتشريك كافة القوى الوطنية‬
‫لتحديد هويات األفراد واجلماعات في امليدانية املتكررة لسلوكات املتعلمات واملتعلمني اللغة والثقافة أو األكثر تفرنسا لفترتي أجيال تونسية ذات ازدواجية لوامة ألن‬ ‫جميع بالد املغرب العربي لضرب استقراره واستهداف أمنه‬ ‫وترسو قبالة سواحلها األساطيل احلربية الغربية حلمايتها‬
‫املجتمعات املختلفة ‪ ،‬ويتجلى ذلك أكثر في التونسيني اللغوية إلى أنّ أغلبيتهم الساحقة ال االستعمار واالستقالل هي عموما أجيال فاقدة أصحاب القرار هم أصحاب االزدواجية األمارة‬ ‫والعمل الدؤوب على متتني مقاومتنا لالحتالل والصهيونية‬ ‫وللسيطرة عليه سيطرة قد تصل حد الصوملة أو اإلحتالل‬ ‫من «خطر املشروع القومي اإلسالمي» وأداته املتمثلة باملقاومة‬
‫عصرنا احلديث في املجتمعات املتقدمة أو تكاد تبدي بعفوية وارتياح حماسا واعتزازا ملوقف االعتزاز واحلماس والشعور بالغيرة في االعتقاد واملمارسة‪ .‬ويجري التخطيط قبل‬ ‫التي متثل مصدر ما أبتلينا به من مصائب حتمي الفساد‬ ‫املباشر ‪.‬‬ ‫الشعبية واملسلحة‪.‬‬
‫تلك التي لم تتعرض إلى الهيمنة االستعمارية باللغة العربية باعتبارها لغتهم الوطنية‪ .‬للدفاع بعفوية وقوة عن اللغة العربية‪ .‬وهذا الثورة وبعدها لنظام تعليم تونسي ثالثي‬ ‫واإلستبداد والعمالة في وطننا‪ ،‬لذلك نقول في ظل االنتفاضات‬ ‫فاملغرب العربي يشهد اليوم تهديدا صريحا ألمنه‬ ‫إننا نرى اآلن كيف يعمل الرئيس األمريكي «أوباما» على‬
‫بوجهيها التقليدي املباشر أو اجلديد غير ويقترن ذلك عندهم بغياب املوقف القوي املدافع ما أطلق عليه مفهوم ضعف التعريب النفسي اللغات منذ املرحلة اإلبتدائية‪ .‬واليبشر هذا‬ ‫الشعبية العربية‪ :‬تبت األيدي التي متتد لقوى االستعمار‬ ‫والستقراره بل ولوحدته الترابية فالتدخل العسكري‬ ‫االستئثار بقطاف االنتفاضات العربية لصالح أمريكا وحلفائها‬
‫والغيور في السر والعالنية على اللغة العربية لدى معظم التونسيات والتونسيني املتعلمني املساربالتطبيع الكامل والسوي مع اللغة‬ ‫والصهيونية وليتذكر اجلميع ان االحتماء باألجنبي سواء‬ ‫الغربي بقيادة حلف شمال األطلسي الـ (ناتو) يتخذ اليوم‬ ‫األوروبيني وها هو قد بدأ يلمح إلى ضرورة استعداد حكومات‬
‫املباشر‪.‬‬ ‫مارسته سلطة أو معارضة ال يعمر أرضا ً وال يحرر وطنا ً وال‬ ‫من األحداث في ليبيا والعدوان عليها ‪ -‬بعد أن كان يدعي‬ ‫العرب بعد انتفاضاتهم اجلارية إلقامة السالم مع «إسرائيل»‬
‫واملثقفني على اخلصوص‪ .‬ومن ثم‪ ،‬تغلب العربية في املجتمع التونسي بعد الثورة‪.‬‬
‫يحمي هوية وال يوحد أمة‪.‬‬ ‫تركيز تدخله على محاربة قاعدة املغرب اإلسالمي ‪ -‬مطية‬ ‫غير عابئ باملصالح القومية لألمة العربية وعلى رأسها‬
‫على موقفهم العام من لغتهم الوطنية حالة من والتحليل النفسي واالجتماعي والثقافي لقضية‬
‫ال بد من الثورة على النظام الرتبوي احلا�رض ل�صالح نظام تعليمي يجعل‬ ‫* عضو المؤتمر القومي ‪ -‬اإلسالمي‬ ‫لتنفيذ خططه ومترير مشاريعه اإلستعمارية مثل مشروع‬ ‫فلسطني وحقوق شعبها الرازح حتت نير االحتالل واحلصار‬
‫الالمباالة أو حتى العداوة السافرة عند البعض اللغة العربية يشكك في قدرة هذا املجتمع على‬
‫من ذوي التكوين التعليمي األكثر تفرنسا على تطبيق شعارالصدق في القول واالخالص في‬ ‫الأجيال التون�سية اليوم وغدا �صاحبة عالقة طبيعية كاملة مع اللغة العربية‬
‫العمل بالنسبة لتوطني العالقة مع اللغة العربية‬
‫‪3-‬ال يعارض وبالتالي ال يحظر املتعلمون كما ينادي دستورالبالد‪ .‬فبورقيبة ورفاقه‬
‫اخلصوص‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تشخيص عالقة التونسية‪/‬التونسي في املجتمع التونسي احلديث‪ ، .‬فال يكاد يوجد‬
‫عندهم في أحسن األحوال أكثر من شعور فاتر التونسيون اليوم على أنفسهم استعمال اللغة واملسؤولون والنخب السياسية والثقافية‬
‫دعـــوة‬ ‫بيان حركة النه�ضة حول التطورات الأخرية يف جريدة ال�صحافة‬
‫باللغة العربية‪.‬‬ ‫فيها في نضالهم من أجل الدفاع عن حقوقهم املشروعة وحمايتها‪.‬‬ ‫تتابع حركة النهضة بانشغال اضطرار‬
‫إذا تبنينا تلك املؤشرات الستة لقياس موقف إزاء اللغة العربية التي تعتبر رسميا لغتهم الفرنسية بينهم في الشؤون الصغيرة والكبيرة ذوو االزدواجية اللغوية األمارة عجزوا بعد‬
‫كل شاب تونيس بلغ ‪ 18‬سنة‪.‬‬‫إىل ّ‬ ‫‪)2‬قناعتها بأنّ في تقليص عدد الصحف بإغالق بعضها بدون مبرر‬ ‫صحفيات وصحفيي جريدة الصحافة وكل‬
‫التونسيني اليوم إزاء اللغة العربية (لغتهم الوطنية‪ .‬وكمثال على ذلك الفتور‪ ،‬يالحظ التي يقومون بها في مجتمعهم ‪ ،‬بل جند الكثير االستقالل على جتسيم شعار الصدق في القول‬
‫واإلخالص في العمل بالنسبة للغة العربية‪ .‬هل‬ ‫الوطنية) لوجدنا أن موقفهم العام ضعيف على الباحث اليوم بطريقة متكررة منوذجا لرد فعل منهم يرغبون ويفتخرون بذلك‪.‬‬ ‫بادر باستخراج‬
‫ْ‬ ‫ومس من حرية اإلعالم والصحافة وحتميل‬ ‫ّ‬ ‫تهديد للمشهد اإلعالمي‬ ‫العاملني فيها لالعتصام دفاعا عن حقوقهم‬
‫للصحفيني تبعات أوضاع افتعلها غيرهم‪.‬‬ ‫املشروعة في العمل والنشاط الصحفي‪.‬‬
‫‪ - 4‬أما هاجــس مراقبـة النفس لتجنب يقدررجال ونساء تونس ما بعد الثورة على‬ ‫كل واحد من هذه املؤشرات‪ .‬نكتفي هنا باحلديث أغلبية التونسيات والتونسيني على من يدافع‬ ‫الوطنية‬
‫ّ‬ ‫بطاقة التعريف‬
‫منهم عن استعمال اللغة العربية في املجتمع استعمال الكلمات األجنبية فهو أمر مفقود القيام مبصاحلة كاملة مع لغتهم الوطنية؟‬ ‫‪)3‬دعوتها لرفض كل انغالق في املشهد اإلعالمي حتت أي مب ّرر‬ ‫واحلركة و من منطلق إميانها املبدئي بدور‬
‫عن البعض منها فقط إليضاح األمر‪:‬‬ ‫ستمكنك من ممارسة ّ‬
‫حقك‬ ‫ّ‬ ‫التي‬ ‫كان وضمان حريته وتوفير الشروط املادية واملعنوية التي مت ّكن‬ ‫اإلعالم الوطني وبخطورة ما ينج ّر عن‬
‫* عالم اإلجتماع ‪ /‬جامعة تونس‬ ‫‪ 1-‬فعلى املستوى الشفوي‪ ،‬ميزج التونسي‪ .‬يتمثل رد الفعل اجلماعي النّموذجي عموما عند املتعلمني التونسيني‪ .‬ولعل ازدياد‬
‫التونسيات و التونسيون كثيرا حديثهم لديهم في مساءلته‪ :‬هل أنت أستاذ عربية أوهل‬
‫يف انتخاب املجلس الوطني‬ ‫الصحفيني من ممارسة مهنتهم بعيدا عن الضغوط خدمة للبالد و‬ ‫كل تع ّد على حقوق الصحفيني في العمل‬
‫ملصلحتها العليا‪.‬‬ ‫والتمتع بكل الضمانات للقيام بدورهم بكل حرية و استقاللية بعيدا‬
‫بكلمات وجمل وعبارات فرنسية حتى أنه أنك ال تعرف الفرنسية؟ فتأويل عالم النفس‬ ‫التأسييس يوم ‪ 24‬جويلية ‪2011‬‬ ‫عن كل الضغوط تعلن ‪:‬‬
‫نرجو من الكتّاب امل�ساهمني يف «الفجر» �أن ال تتجاوز ن�صو�صهم ‪ 700‬كلمة‬ ‫األمني العام حلركة النهضة‬
‫يصح وصف اللهجة التونسية بأنها ال تكاد االجتماعي لذلك الرد اجلماعي النموذجي‬ ‫‪)1‬مساندتها لصحفيات وصحفيي جريدة الصحافة وكل العاملني‬
‫حمادي الجبالي‬
‫‪21‬‬ ‫روبرتاج‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪20‬‬ ‫رأي‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬

‫لمياء ورغي‬

‫هل ت�ستجيب الوزارة ملطالب الإطار �شبه الطبي بالق�صرين؟‬ ‫نصر الدين السويلمي‬
‫الت�شويــ�ش ال�سيــا�سـي ‪!...‬‬
‫الوزارة بان تعطى قائمة أسمائنا‬ ‫قدموا إلى وزارة الصحة العمومية‬
‫التي جنحت في م ّد اجلسور مع شعبها مروا إلفراز أفكار‬ ‫الوقت الذي تلتهم فيه عقارب الساعة الزمن الفاصل بيننا‬ ‫كنّا قد تعلّمنا فيما تعلمناه من أبجديات العمل السياسي‬
‫األولوية في االنتداب باعتبارنا ننتمي‬ ‫تراودهم أحالم بغد أفضل ورغبة في‬
‫إلى العائالت املعوزة وسيكون تاريخ‬ ‫حياة كرمية وعمل يقيهم احلرمان‬
‫ليس لها من تفسير إال أنّها محاولة رخيصة للحجر على‬ ‫وبني ‪ 24‬جويلية وفي الوقت الذي تش ّمر فيه األحزاب‬ ‫أنّ الكيانات احلزبية اجلا ّدة واجلماعات املناضلة ال ميكن‬
‫انتدابنا في غرة أفريل اجلاري‪.‬‬ ‫واخلصاصة‪ .‬جاؤوا إلى العاصمة‬ ‫فجرت ثورات وألهمت الساسة‬ ‫شعب استثنائي صنع ثورة ّ‬ ‫اجلا ّدة واملستشعرة لضرورة جتاوز هذه املنطقة الرمادية‬ ‫لفعلها النضالي أن يحيد عن ثالث جبهات أساسية توزع‬
‫وأكد على أنه وإلى اليوم لم يتغير‬ ‫محملني بآالم وآهات عائالتهم التي‬ ‫واألدباء والعلماء وح ّركت شهية اإلبداع من ركودها‪ ،‬إنّه‬ ‫واخلروج من «البريكوالج» السياسي وطي صفحة الدولة‬ ‫عبرها جهدها وتستثمر فيها مخزونها النضالي ترقية‬
‫الوضع ومازال احلال كما هو عليه‬ ‫تعاني الفقر املدقع‪ 46 .‬معتصما من‬ ‫ومن ضروب السخرية والتردي أن تتجنّد منابر إعالمية‬ ‫املرقعة وصوال إلى الدولة املؤسسة‪ ،‬في هذا الوقت هناك‬ ‫ومتحيصا وترشيدا‪ ،‬وتأتي مقارعة األنظمة الشمولية‬
‫لذلك عاود هو وزمالؤه االعتصام‬ ‫إطارات شبه طبية وعمال عرضيني‬ ‫وشخصيّات سياسية أعتقها الشعب عشية صناعته للحدث‬ ‫من شطب نفسه من قاموس املوضوعية وأقالها من وظيفة‬ ‫كجبهة مفصلية متقدمة على غيرها من اجلبهات‪ ،‬كما أنّ‬
‫مجددا ودخل بعضهم في إضراب عن‬ ‫بالسلك الشبه الطبي أصيلي والية‬ ‫َفتَ ْع ِمد التهامه بالقصور وتشكك وبشكل استباقي في‬ ‫النضال وج ّمد كيانه وجتنّد للتط ّفل على األحزاب والهياكل‬ ‫كل األفراد الذين تداعوا لالنتظام في كيان سياسي وجب‬
‫الطعام مرفق باعتصام مفتوح حتى‬ ‫القصرين افترشوا األرض واقتاتوا‬ ‫اختياراته مثلما ش ّككت من قبل في ثورته‪ ،‬هؤالء يتفننون‬ ‫عليهم أن يقدموا أنفسهم كدروع للشارع في وجه منظومة‬
‫تسوية وضعيتهم وحتقيق مطالبهم‪.‬‬ ‫اخلبز احلافي ونصبوا خيمة أمام مقر‬ ‫في تسييج العملية السياسية بأسالك من القوانني الشائكة‬ ‫يحجم اخلوف‬
‫ّ‬ ‫االن�شغال بالفعل‬ ‫االستبداد وليس لهم أن يتذيلوا الصفوف ممارسني بذلك‬
‫حلظات ي�أ�س ‪...‬‬ ‫وزارة الصحة صوتهم واحد وطلبهم‬ ‫ويرصون األلغام حول استحقاق ‪ 24‬جويلية ويتعاملون مع‬ ‫واملناف�سة النزيهة جتهز عليه‬ ‫مهنة النكوص وحرفة التواضع املغشوش مقدمني شعبهم‬
‫وحماوالت انتحار‬ ‫حقهم في الشغل ال غير‪.‬‬ ‫صر ال ندري من أين جاؤوا بصكوك‬ ‫الشعب كقطيع من ال ُق ّ‬ ‫وليمة حلاكم جائر حتى إذا هجمت آلة اإلجرام ووقع‬
‫أمين الرتيبي الذي نفذ صبره‬ ‫انتقلت «الفجر» على عني‬ ‫الوصاية مثلما ال ندري ملاذا تب ّرؤوا باألمس القريب من‬ ‫األخرى ومشاغبتها‪ ،‬ومنهم من يرفع عقيرته بالصياح‬ ‫منصات‬ ‫ّ‬ ‫االلتحام غابوا في الزحام ثم ظهروا فجأة في‬
‫وأعياه طول االنتظار أفاد بأنه حاول‬ ‫املكان وحاورت البعض منهم فكان‬ ‫اجلماهير إبان محنتها مع الطاغية ثم كيف وملاذا اليوم‬ ‫وميعن في التباكي على الفترة التي ال تكفيه كي يستعد‬ ‫التكرمي ملوحني بعالمات النصر متجلببني برداء الثورة‬
‫االنتحار بالصعود فوق سطح مبنى‬ ‫الروبرتاج التالي‪.‬‬ ‫يتزاحمون على استخراج بطاقات التبني لشعب بلغ من‬ ‫النتخابات ‪ 24‬جويلية‪ ،‬لكننا نراه يتفنن في تبديد الوقت‬ ‫والثوار‪.‬‬
‫مستشفى صالح عز ّيز إللقاء نفسه‬ ‫باسم اجلابري أفاد بان املجموعة‬
‫الرشد ما خول له ممارسة األبوة على بقيّة الشعوب وهو‬ ‫فإذا ما سنحت له فرصة في الفضاء املفتوح وعوض أن‬ ‫أ ّما اجلبهة الثانية فهي محاكاة الشعب واخلروج إليه‬
‫من أعلى املبنى في حلظة تساوت فيها‬ ‫عبارة عن حاملي شهادات عليا في‬
‫يصرف لها من رصيد جتربته الرائدة‪ ،‬يريدون الوصاية‬ ‫يلتحم بالشعب ويتواصل معه تراه يلهث خلف الصبيان‬ ‫وطرق أبواب جتمعاته ومجمعاته وفضاءاته والبحث عنه‬
‫لديه احلياة واملوت وأصابه اليأس‬ ‫اختصاصات شبه طبية وعاملني‬
‫وراء ّ‬
‫كـل معتصــم عائلــة معــوزة يف اإلنتظــــار‬
‫عرضيني في القطاع الصحي خاضوا‬ ‫على شعب يعلّب عزّة الياسمني ويص ّدرها إلى الصني لينمي‬ ‫يز ّودهم ببعض الالفتات املضحكة يتعقب بهم أحزاب‬ ‫أينما كان واجللوس معه حيثما جلس لألخذ والعطاء‪،‬‬
‫والقنوط‪ ،‬ومت إنقاذه من موت محقق‬
‫ثالثة مقايي�س لالنتداب‬ ‫بعد تدخل سريع من طرف زمالئه توفي بعد رحلة طويلة مع اآلالم «نحن ابناء القصرين قدمنا أرواحنا‬ ‫أكثر من حترك في العاصمة وطالبوا‬ ‫م ّدخرات البالد واحتياطها من‪ ‬األنفة والكرامة‪.‬‬ ‫حسمت خياراتها وراهنت على شعبها ووضعت كل بيضها‬ ‫للتكلم والتعلم‪ ..،‬ولن تق ّل اجلبهة الثالثة أهمية عن سابقاتها‬
‫وللتعرف أكثر على الطريقـة‬ ‫واألمراض كما أنها تطوعت للعمل فداء للوطن‪ ،‬وبالنسبة لي قدمت من‬ ‫وبعض املارة الذين هبوا لنجدته‪.‬‬ ‫أكثر من مرة بأن يقع انتدابهم‪.‬‬ ‫فيا أ ّيها الذين يغيبون في ميادين املالحم ويحضرون‬ ‫في سلته‪ ،‬ثم إذا ما أتيحت له مساحات في بعض‪  ‬الصحف‬ ‫حيث االنكباب على ترتيب البيت الداخلي وتأثيثه وتأهيله‬
‫املتبعة في عملية انتـداب املنتمني‬ ‫التاريخ‬ ‫سيخطه‬ ‫الذي‬ ‫الزهور‬ ‫حي‬ ‫مدة‬ ‫بالقصرين‬ ‫اجلهوي‬ ‫باملستشفى‬ ‫ويرى أمين أن ما دفعه إلى ذلك‬ ‫وكانوا في كل مرة يعودون إلى‬ ‫في والئم اللحوم كفوا عن التسكع السياسي وانتبهوا من‬ ‫والفضائيات أو القنوات «املفرطة في النزاهة املبذرة لنعمة‬ ‫واالنشغال به عن غيره ذلك ألنّ الذي يحترم شعبه يراكم‬
‫عامني‪ .‬واشتغلت بعدها وفق اآللية باحرف من ذهب‪ ،‬وقد عرضنا للسلك الشبه طبي أفادنا مصدر‬ ‫العياء الفكري واخرجوا للشارع وتق ّربوا من الناس لعلّها‬ ‫احلياد» تراه ال يعبأ بشرح برنامجه للشعب وربط اجلسور‬ ‫اجتهاده ويستعد أيمّ ا استعداد لعرض نفسه عليه في أبهى‬
‫‪ 16‬حيث كانت تتقاضى ‪ 90‬دينار أجسادنا للرصاص احلي قربانا مسؤول بوزارة الصحة انه وفي‬ ‫تلفحكم رائحة احلياء وتهب عليكم نسائم األدب فتتأدبوا مع‬ ‫يقسم وقته بني ذم لإلسالميني وحشد ِح َزم من‬ ‫معه إنمّ ا ّ‬ ‫حلته حتى تستشعر اجلماهير أنّ نخبها جا ّدة في طلب‬
‫تخصص منها ‪ 50‬دينار شهريا لتونسنا العزيزة واليوم ال نطلب إطار ضمان شفافيـة عمليـة‬ ‫�أنهكتنا الوعود ال�شفاه ّية والكتاب ّية‬ ‫شعبكم وتنخرطوا في السلوك السياسي القومي وتتخلصوا‬ ‫التلفيقات لهم وبني تفريخ اإلقتراحات املفضوحة املمجوجة‬ ‫و ّدها‪ ..‬هذه املسلمات املطلوبة والبارزة في تضاريس‬
‫سوى موطن رزق قار يقينا الفقر مع االنتداب قررت الوزارة القيام‬ ‫لوالدتها املريضة بالقلب‪.‬‬
‫وما عاد مبقدورنا الإنتظار‬ ‫يحجم‬
‫ّ‬ ‫من ربقة اخلوف جتاه اآلخر‪ ،‬فاالنشغال بالفعل‬ ‫التي تستهني بالشعب وحتاول االلتفاف عليه بدعوة حمايته‬ ‫املنشود السياسي‪ ،‬حدث وأن تن ّكب عنها الكثير بل هناك‬
‫بعمليات االنتداب من بني املرسمني‬ ‫عامني‬ ‫مدة‬ ‫للعمل‬ ‫تطوعت‬ ‫وأنني‬ ‫العلم‬ ‫أوضحت‬ ‫كبيرة‬ ‫وبحسرة‬ ‫اخلوف واملنافسة النزيهة جتهز عليه‪.‬‬ ‫من نفسه‪ ،‬إنّ هؤالء وبعد أن متادوا في تشويه كل الهياكل‬ ‫تنصل منها متاما وامتهن التشويش السياسي‪ ،‬ففي‬ ‫من ّ‬
‫محمدي أنها اضطرت في فصل في املستشفى اجلهوي بالقصرين بقائمات االنتظار التي يتعني تعليقها‬
‫مبقر اإلدارة اجلهوية حتى يتسنى‬ ‫مسقط رأسهم بوعود متنّيهم بحل قسوة الظروف االجتماعية كونه الصيف لبيع «الهندي» من أجل إعالة ولي ستة إخوة عاطلني عن العمل»‪.‬‬

‫�أُ ْع ُ‬
‫جلميع طالبي الشغل االطالع عليها‬ ‫ال �سبيل لالنتداب‬ ‫مشكلتهم‪ .‬إال انه سرعان ما يعودون ينتمي إلى عائلة وفيرة العدد ومعوزة إخوتها السبعة ثالث منهم يدرسون‬
‫وذلك وفق الترتيب التفاضلي لثالثة‬ ‫عن طريق االعت�صام‬
‫الفجر من جهتها نقلت تساؤالت مقاييس وهي سنة التخرج ومعدل‬ ‫فصول‬
‫إلى االعتصام مجددا بعد أن تتبخر كما انه الكافل الوحيد لوالدته والبقية عاطلون عن العمل‪.‬‬
‫تتشابه‬ ‫ليلى بدورها‬
‫وفي حلظة جن فيها جنون نوفل حكايتها مع سابقاتها فوالدها توفي واستفسارات املعتصمني الى اجلهة التخرج والسن‪.‬‬
‫أحالمهم وتتحطم آمالهم على صخرة املعوقة‪.‬‬
‫الواقع األليم‪.‬‬
‫مراد العبيـدي‬
‫ـــل ُه َب ْ‬
‫ـــــل ‪!! ..‬‬
‫وتنقسم اإلطارات شبه الطبية‬ ‫واصدر املعتصمون بيانا أعلنوا الذهيبي واسودت الدنيا في وجهه منذ فترة طويلة ووالدتها مريضة املعنية وحتصلنا على معلومات‬ ‫الليبيون‪ ،‬فبعد االشتراكية التي ال زالت قائمة‬ ‫مغلف باحلق الذي أريد به باطل‪ ،‬األخضر في ثالثة أجزاء‪ ،‬يقرؤه املفكر ألف مرة‬ ‫ٌ‬ ‫قياس خاطئ‬ ‫في مشه ٍد فوق الواقع‪ُ ،‬يحايِثُ اخلرافة‬
‫ٌ‬
‫فيه أنهم تعرضوا للتهميش من قبل وضاقت عليه األرض مبا رحبت بالقلب ولم جتد لها من ح ّل سوى مفادها انه متت مقابلة املعتصمني إلى‪ :‬مساعد للصحة العمومية‪،‬‬ ‫في اجلمعيات وتأميم كل املوارد الطبيعية‪،‬‬ ‫فال يفهم بدايته وال يعرف منتهاه وال‬ ‫وبكا يومها كل املعلمني واألساتذة‪ ،‬وعرفوا أن‬ ‫في عنفه‪ ،‬تصعفنا وسائ ُل اإلعالم مبشهد‬
‫سلطة اإلشراف ويتمثل هذا التهميش فحاول االنتحار وألقى بنفسه أمام العمل وفق اآللية ‪ 16‬التي تراها أسوأ عدة مرات‪ ،‬مت خاللها االستماع وممرض ومم ّرض أول‪ ،‬وفني سام‬
‫قضى مع ّمر وطرا ً من القومية ثم اجته إلى عمق‬ ‫يذكر منه إال ما يثير السخرية‬ ‫التاريخ توقف في احملطة اخلطأ‪،‬‬ ‫آخر يع ّري الطغاة‪ ،‬يظهر فيه كتائب القذافي‬
‫إلى مشاغلهم والتحاور معهم للصحة العمومية‪ .‬وكانت عمليات‬
‫إفريقيا بداية من التشاد التي حاربها وخلع‬ ‫على شاكلة الدجاجة‬ ‫الشعب املعروف‬ ‫َ‬ ‫وأصاب‬ ‫يعذبون ‪ -‬على الهواء ‪ -‬أسرى مقيدين من‬
‫وإخبارهم بان عملية االنتداب تخضع االنتداب في حدود ‪ 500‬عملية‬
‫منها حكاما ونصب آخرين‪ ،‬وخلع على نفسه‬ ‫تبيض والديك ال‬ ‫‪-‬تاريخيا‪ -‬بذكائه‬ ‫الثوار األحرار‪ ،‬ليس بسبب آخر غير إميانهم‬
‫لشروط ومقاييس مضبوطة ال ميكن انتداب في السنة وبالنسبة للسنة‬
‫لقب ملك ملوك إفريقيا‪ ،‬وكان في كل رحلة إلى‬ ‫يبيض‪ ،‬في الوقت‬ ‫حال ٌة من التجهيل‬ ‫باحلرية وأنهم أفلتوا من عقالهم‪ ،‬ولم يعد‬
‫جتاوزها‪ .‬واالنتداب سيكون بطريقة اجلارية تقرر انتداب ‪ 3000‬انتداب‬
‫دولة في اجتاه جنوب ليبيا يأخذ معه ملياري‬ ‫الذي تنام فيه ليبيا‬ ‫إلى حد املشاورة‬ ‫لهم من عودة إلى اخللف‪ ،‬الذي يبدو لهم مثل‬
‫شفافة ونزيهة تتساوى فيها حظوظ إطار شبه طبي ‪.‬‬
‫اجلميع كما انه ال سبيل لالنتداب عن‬ ‫دوالر من مال الليبيني ويوزعها على املبايعني‬ ‫على محيط من النفط‬ ‫على املثقف فيه‬ ‫الغارق في ظالم سحيـق‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اجلـرف الهاري‪،‬‬
‫وستتم عملية االنتداب على‬
‫طريق االعتصام إذ أن هناك من يعاني مستوى اإلدارات اجلهوية ويبلغ‬ ‫الذين يتوافدون على خيمته التي ركزها ذات‬ ‫كان ميكن أن يجعل‬ ‫إال من استطاع أن‬ ‫كان رجال القذافـي يجبـرون الثوار األسرى‬
‫يوم في قلب باريس على قاعدة التحدي‪.‬‬ ‫منها دولة فوق العادة على‬ ‫يجعل لنفسه موقعا حتت‬ ‫– بالضرب ‪ -‬بأن يرفعـوا عقيرتهم بالهتاف‪:‬‬
‫انتفض الليبيون منذ ‪ 17‬فيفري وس ّطـروا‬ ‫طريقة ماليزيا أو هونغ كونغ‬ ‫شمس أوروبا‪.‬‬ ‫وبس «‪.‬‬‫«الله ومع ّمر وليبيا ْ‬
‫االنتداب وفق الآلية ‪� 16‬أ�سو�أ من عملة احل�ضائر‬ ‫في أسفـار الرجال ملحمة تقتضي من التاريخ‬ ‫ولم يكن ينقصها شيء‪ ،‬فالنفط‬ ‫لم يترك الرجل سيئة في‬ ‫منسوخ وملصقٌ من مشهد مماثلٍ‬ ‫ٌ‬ ‫املشهد‬
‫مساحة كبيرة حتى يخفف من تشنجها‪،‬‬ ‫يضخ في امليزانية الليبية ‪150‬‬ ‫السياسة إال واقترفها‪،‬‬ ‫يظهر فيه أبو جهل بس ْوطه‪ ،‬يجلد عمار إبن‬
‫و�أ�شد ا�ستغالال وتع�سفا على حق العامل وكرامته‬ ‫فعدد الشهداء فاق العشرة اآلالف واجلرحى‬ ‫مليون دوالر يوميا‪ ،‬والقذافي‬ ‫ولم يبق له إال أن يفعل‬ ‫ياسر‪ ،‬ويأمره بأن يعلو ُهبل وحني لم يفعل‪،‬‬
‫أضعاف ذلك وال يزال الثوار يتقدمون بكل‬ ‫يرقد وفق التقارير االستراتيجية على‬ ‫مثلما فعل احلاكم‬ ‫تقدم من سميّة والدته وب َق َر بطنها ثم عمد إلى‬
‫معدل االنتداب في كل والية حوالي‬ ‫وضعيات اجتماعية أكثر سوء ولكنه‬ ‫إصرار ور ّدة فعل على ما فعله القذافي بهم‬ ‫إحتياطي خيالي يقدر بـ‪ 200 :‬مليار‬ ‫بأمر الله الذي حكم‬ ‫ياسر والده وحز رأسه‪ ،‬وكانت كل جرائم‬
‫‪17‬عملية انتداب مع العلم أن واليات‬ ‫غير قادر على االعتصام لسبب أو‬ ‫طيلة إثنني وأربعني عاما‪ ،‬خرج النساء واألطفال‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫مصر في العهد الفاطمي‬ ‫هؤالء أنهم آمنوا بقضية‪.‬‬
‫القصرين وقفصة وسيدي بوزيد‬ ‫آلخر وبالنسبة للتطوع فليس مقياسا‬ ‫هل سيطول أمد البطالة ؟‬ ‫والعجز ضده ولم يبق معه‬ ‫والرجال والشيوخ‬ ‫وعدم رشد القذافي‬ ‫وأهم أعماله أنه أمر‬ ‫لم تعرف ليبيا منذ العائلة القرمنلية في‬
‫ّ‬
‫حظيت بأرفع نسب االنتدابات‪.‬‬ ‫لالنتداب»‪.‬‬ ‫إال بعض املرتزقة وعياله املجانني مثل كل أوالد‬ ‫السياسي طال كل‬ ‫املصريني بالنوم في النهار‬ ‫القرن ‪ ،18‬مستبدا على شاكلة القذافي‪ ،‬الذي‬
‫وعن نصيب والية القصرين من‬ ‫ووفق معلومات حتصلت عليها‬ ‫من عملة احلضائر واشد استغالال‬ ‫في الوعود الشفاهية والكتابية سيارة إال انه جنا بأعجوبة وأصيب‬ ‫املستبدين عندما يفكرون أن ميوت والدهم‬ ‫شيء‪ ،‬وإن كان هناك من‬ ‫والعمل بالليل في إيحاء‬ ‫تفطن إلى أن الشعب اجلاهل ال يدرك حقوقه‬
‫عمليات االنتداب في القطاع الشبه‬ ‫الفجر ستعمل الوزارة على إدماج‬ ‫وتعسفا على حق العامل وكرامته‪.‬‬ ‫باالنتداب‪ .‬ولكنهم ووفقا للبيان بكسر طفيف على مستوى ساقه‪.‬‬ ‫ويرثون الشعب ميراث الضيعة واملواشي‪.‬‬ ‫االستراتيجيني من يصفه‬ ‫أنه إله ويستطيع تصريف‬ ‫ولن ينهض لطلبها يوما‪ ،‬فعمد إلى إلغاء تدريس‬
‫طبي أفادنا نفس املصدر انه سيتم‬ ‫املعتصمني وذلك بإحلاق حاملي‬ ‫وملجابهة أعباء عائلتها املعوزة‬ ‫الآلية ‪ 16‬وبال‬ ‫الصادر عنهم ما راعهم إال ومطلبهم‬ ‫انتهى ذلك الزمن ولن تتوقف تسونامي‬ ‫بثعلب السياسة ولربمّ ا كان‬ ‫أمور الناس على طريقته‪،‬‬ ‫اللغات في املناهج التعليمية‪ ،‬وأمر بجمع كل‬
‫انتداب ‪ 148‬إطار شبه طبي إضافة‬ ‫الشهادات العليا ببرنامج «أمل»‬ ‫اضطرت هي أيضا للعمل في محل‬ ‫على �أ�صحاب ال�شهادات‬ ‫يقابل بالرفض‪.‬‬ ‫الثورة التي ما زالت تتقدم‪ ،‬فالثوار على مرمى‬ ‫لقبا مدفوع األجر‬ ‫ً‬ ‫جاء القذافي لشعبه بحزمة‬ ‫الكتب اإلجنليزية والفرنسية وتكوميها داخل‬
‫إلى ‪ 16‬ممرض و‪ 16‬فني سام سيتم‬ ‫لتكوينهم على ان يتم انتدابهم الحقا‬ ‫للهاتف العمومي واخر لبيع احلليب‪.‬‬ ‫رفيقة محمدي مساعد ممرض‬ ‫وأضاف أن ما جري أثناء‬ ‫حجر من طرابلس‪ ،‬وعندما تسقط ينتهي‬ ‫مثل أبو منيار‬ ‫من النثر وقيّده بقواعده‬ ‫ساحات املدارس وإحراقها في مشهد مقرف‬
‫إدماجهم في برنامج «أمل» في أ ّول‬ ‫وهو ما ينطبق على البقية الذين سيتم‬ ‫أما بلقاسم مليحي‪ ،‬مساعد‬ ‫االعتصام اخلامس الذي خضناه يوم انقطعت عن اجلامعة لصعوبة‬ ‫القذافي إما مقتوال أو منتحرا أو الجئا لدى دولة‬ ‫والقائد وعميد القادة‬ ‫وأسماها األممية الثالثة‬ ‫حزين‪ ،‬والطلبة ينشدون األناشيد القومية التي‬
‫عمليّة انتداب مبرمجة‪.‬‬ ‫إدراجهم في برنامج خصوصي‪.‬‬ ‫ممرض‪ ،‬فقال بنبرة فخر واعتزاز‬ ‫‪ 27‬فيفري هو تسلمنا وعدا كتابيا من وضعها االجتماعي‪ ،‬فوالدها املعاق‬ ‫إفريقية أو فينزويال وعندها يفرح الليبيون‪.‬‬ ‫وجعل لها معجما جماهيريا وت َّو َج َها بالكتاب العرب‪ ،‬وغيرها من التسميات التي يشمئز منها‬ ‫تعلي الهوية العربية وتلعن كل رمز لالستعمار‪،‬‬
‫‪23‬‬ ‫ألوان‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬ ‫‪22‬‬ ‫أدب‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬

‫ع�صرة قار�ص‬ ‫�أعا�صري الربكان‬ ‫من �أعماق الوطن‬


‫معـانـاة مـن‬ ‫الصادق الصغيري‬

‫ع�صر الظلمات‬
‫فقلت هذا ملهم «اإلسالميني»‪...‬‬
‫و أظنّك يا والدتي بعد هذه اجلولة‪ ..‬قد فهمت‬
‫الدميقراطية‪...‬‬
‫و للدميقراطيّة‪ ..‬كك ّل تونسي لست بوريث‪...‬‬
‫قلت في نفسي املشاهدة أقوى دليل‪...‬‬
‫و ليس لي عن هذا احل ّل بديل‪...‬‬
‫أزور الوالدة مسـاء ك ّل أحد‪...‬‬
‫على عادة أغلب أهل البلد‪...‬‬
‫أرمتي في أحضانها‪ ...‬أضع رأسي على‬
‫القضبان‬ ‫عام‪ ..‬عامان‬
‫فـي ال�ســارق وامل�ســـروق‬
‫ال يشء يف األفق يبدو‬ ‫مرت خلف القضبان‬ ‫ثالث سنوات ّ‬ ‫يستعيدون حقوقهم املسروقة‪ ..‬يد السراق‬ ‫في األثر أنّ تاجرا قدم إلى عمر بن اخلطاب‬
‫فتس ّمرت في مكانها وص ّوبت نحوي بك ّل‬ ‫فاقترحت عليها جولة على األحزاب‪...‬‬ ‫صدرها‪...‬‬
‫دوام احلال من احملال والواقع أشبه‬ ‫غري سحابات خريف ونعيق الغربان‬ ‫تبدو الصورة قامتة‬ ‫«املعاصرين» ليست مجرد عضو من أعضاء‬ ‫يصطحب فتى أراد أن يشكوه بتهمة السرقة‬
‫حيرة نظراتها‪...‬‬ ‫و انطلقنا في طرق األبواب‪...‬‬ ‫أمتنّى لو أبقى على ذلك الوضع إلى األبد‪...‬‬
‫باملنام وأخاف أن أفيق على صوت‬ ‫و صرخت في وجهي‪ ..‬أال يوجد صور‬ ‫بدأنا باليسار‪ ...‬فاعترضتنا صورة للرفيق‬ ‫أنسى ك ّل مشاغلي‪ ...‬ومشاكلي وما بي من‬ ‫ال طيور النّور عادت‬ ‫تعلوها األحزان‬ ‫اجلسد إنمّ ا هي نظم اجتماعية وخيارات‬ ‫وكان ينتظر أن يسارع عمر إلى األمر بقطع‬
‫السالسل وحديد القضبان‪.‬‬ ‫لتونسيّني ؟‬ ‫«لينني»‪...‬‬ ‫تعب‪...‬‬ ‫وال الربيع كان‬ ‫لكن ال‪! ‬‬ ‫اقتصادية ومشاريع وهمية ولصوصية‬ ‫يده‪ ...‬سال عمر الشاب‪ :‬هل سرقت؟ فأجاب‬
‫قصص ترى تكاد تكون من نسج‬ ‫أال يوجد «ملهم» واحد لك ّل «التونسيّني» ؟‬ ‫قالت من هذا‪ ..‬قلت هذا ملهم «الشيوعيني»‪...‬‬ ‫امل ّرة األخيرة‪ ...‬أيقظتني على غير العادة‬ ‫الصورة قامتة‬ ‫تبدو ّ‬ ‫كل رضوب‬ ‫الروح أق��وى م��ن ّ‬ ‫فصهي��ل ّ‬ ‫سياسية وانكشارية ثقافية وتضليل إعالمي‬ ‫أخذت دينارا إنه يعطيني ما ال يكفيني‪ ..‬نظر‬
‫اخليال الك ّل زج بهم إلى عالم الشقاء‬ ‫أين ابن عاشور‪ ..‬أين احلداد ؟‬ ‫فأومأت برأسها وواصلنا املسير‪...‬‬ ‫الصراحة واإلفادة‪...‬‬‫ورجتني ّ‬ ‫رسم موت وهوان‬ ‫العسف‬ ‫‪ .‬ي ٌد ال تقطع إال بنظام اجتماعي عادل وبنظام‬ ‫عمر إلى التاجر غاضبا وخاطبه إذا سرق املرة‬
‫بعيدا عن األحبة‪ ،‬وأتراب الطفولة‪ ،‬بعيدا‬ ‫أين الثعالبي‪ ..‬أين حشاد ؟‬ ‫وهذه الصورة ملن ؟‪ ..‬وهي بإصبعها تشير‪...‬‬ ‫بني ما الدميقراطيّة‪ ..‬أسمعها‬ ‫ّ‬ ‫قالت يا‬ ‫الس ّجان‪...‬‬ ‫سياسي يتأسس على احلرية واملواطنة‪...‬‬ ‫القادمة أقطع يدك أنت‪...‬‬
‫لكن ال‪! ‬‬ ‫أقوى من قيد ّ‬
‫عن رفاق الدرب والنضال قبل دخولهم‬ ‫الشهمة‪ ..‬احل ّرة‪ ..‬األبيّة‪...‬‬ ‫قلت يا والدتي ّ‬ ‫قلت هذه صورة «سيف ال ّدولة» ملهم‬ ‫في ال ّراديو‪ ..‬أسمعها في «نسمة»‬ ‫تلك مهمة أنصار «الثورة» اليوم حتى ال‬ ‫لقد دأبت صفحات احملاكم على جترمي‬
‫ال��روح أقوى م��ن كل رضوب‬ ‫فصهي��ل ّ‬ ‫***‬
‫من البوابة احلديدية طلب منهم أن يتركوا‬ ‫ال تستغربي‪ ..‬ك ّل احلكاية أنّ جميعهم في‬ ‫«القوميّني»‪...‬‬ ‫و«حنّبعل»و«الوطنيّة»‪.‬‬ ‫تستفرغ من مضامينها االجتماعية وحتى‬ ‫الكثير من ضحايا النظام االجتماعي الفاسد‬
‫العسف‬ ‫عام‪ ..‬عامان‬
‫ماضيهم وحاضرهم وحتى مستقبلهم‬ ‫ال ّدميقراطيّة‪...‬‬ ‫فأومأت برأسها وواصلنا املسير‪...‬‬ ‫فاحترت كيف أبدأ احلديث وأنا للبيداغوجيا‬ ‫ينقض عليها القناصة من محترفي العويل‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫وقليال ما ُيذكر هؤالء على أنهم ضحايا وعلى‬
‫لم يدخلوا بعد هذه الكلّيّة‪...‬‬ ‫«الشيخ ياسني»‪...‬‬‫وفجأة صاحت هذه صورة ّ‬ ‫لست بحريف‪...‬‬ ‫الس ّجان‬‫أقوى من قيد ّ‬ ‫مرت خلف القضبان‬ ‫أربع سنوات ّ‬
‫طلب منهم أن ينسوا أن لهم أسماء فهم‬ ‫اإليديولوجي واملناحات السياسية يلوون‬ ‫أنهم صنيعة اجتماعية‪ ،‬ذاك اإلعالم نفسه حني‬
‫***‬ ‫مطر "ترشين" َتزِ ّخ عىل األبواب ّ‬
‫الصدئه‬ ‫األعناق نحو قضايا مفتعلة ونحو هواجس‬ ‫يتعرض ملن يسرقون الثروات الوطنية وخزائن‬
‫اآلن مجرد أرقام وبزاة زرقاء‪ .‬وهكذا‬
‫ل‪ .‬ح‬
‫األول من القرن العشرين‬ ‫تقدمي كتاب‬ ‫عام‪ ..‬عامان‬ ‫كل اجلدران‬‫غشت ّ‬ ‫وطحالب ّ‬
‫بدأت الرحلة من عالم الطمأنينة واألمن‬ ‫النخبة واحلرية في تونس في الثلث ّ‬ ‫مرت‬ ‫ست سنوات ّ‬ ‫ّ‬ ‫الريح تعوي يف صدري‬ ‫وشقوق ّ‬
‫ليس ثمة ما يؤكد مجرد فرضية حصولها‪.‬‬
‫انتبهوا لسراق أحالم الشعب وسراق دماء‬
‫الدولة وأقوات الشعب فإنه يذكرهم بصياغة‬
‫سوء التصرف‪ ..‬علينا أن ننظر في منابع‬
‫واألمان إلى عالم التغول واإلستبداد‬
‫والقهر والتنكيل ‪.‬‬
‫يقول الذي غادرته روحه وأبت إال‬
‫خ�ص م�س�ألة احلرية مب�ؤلفات مفردة‬
‫التنويريون الزيتونيون هم من ّ‬ ‫جيرت ‪-‬كعادته‪-‬‬
‫ّ‬
‫والسابع حان‬
‫املزهو‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫وامللك‬
‫فتلتهب األشجان‬
‫الصورة كاحلة‬ ‫تبدو ّ‬
‫الشهداء وسراق أوسمة الثورة ُيعلقونها‬
‫على صدور مكنوزة تعاليا وحقدا وادعاء‪.‬‬
‫اجلرمية واالنحراف‪ ،‬علينا أن نتأمل إن كان‬
‫اآلالف من شبابنا الذين ُيصنفون «مجرمني»‬
‫فراقه قبل الدخول بعدما مضى من الوقت‬ ‫شعارات حقوق اإلنسان‬ ‫والصمت حيويه املكان‬ ‫ّ‬ ‫ثمة من هم بصدد سرقة صورة الشعب‬ ‫إمنا هم ضحايا نظام اجتماعي فاسد‪ .‬هل يولد‬
‫فيما غابت في كتاباتها آراء املاوردي والف ّراء‬ ‫‪ 1904‬وأسس التقدم واملدنيّة سنة ‪)1906‬‬ ‫يبينّ كتاب «النخبة واحلرية‪ :‬تونس في الثلث‬
‫"السابع"‬ ‫لكن ال‪! ‬‬ ‫التونسي التي انبهر بها العالم إنهم ال يك ّفون‬ ‫االستغالل واالستثراء الفاحش وغير املشروع‬
‫الكثير وأبصر نور احلرية‪ :‬أين تركتني‬ ‫تدب‬
‫والغزالي وابن تيمية وغيرهم‪ ،‬وإن بقيت ّ‬ ‫وأ ّول ما كتب الشيخ عبد العزيز الثعالبي‬ ‫األ ّول من القرن العشرين» للباحث جمال الدين‬ ‫ملعون هذا ّ‬
‫وذهبت دون السؤال عن احلال واألحوال‬ ‫في ثنايا بعض آرائها‪.‬‬ ‫(روح التحرر في القرآن سنة ‪ )1905‬وأ ّول‬ ‫دراويل الصادر عن دار سحنون‪ ،‬أنّ ما عرفته‬ ‫كل صنوف‬‫ال��روح أق��وى م��ن ّ‬ ‫عن ممارسة التلويث السياسي وعن حتريض‬ ‫إال شعورا بالغنب بل وباحلقد «الطبقي» بحيث‬
‫ملعون عهد "حقوق اإلنسان"‬ ‫فصهي��ل ّ‬
‫ومخلفات الزمان‪ ،‬وهل هي قابلة للنسيان‬ ‫وأنّ التنويريني الزيتونيني هم وحدهم من‬ ‫ما كتب الشيخ محمد اخلضر حسني (احلرية‬ ‫الفترة التاريخية املذكورة بالبالد التونسية من‬ ‫بعض على بعض وعن تلقي أموال من جهات‬ ‫يدفع إلى ممارسات ثأرية انتقامية تترجم في‬
‫الرافض يف صمتي‬ ‫ألعنه وأنا ّ‬ ‫الس ّجان‬
‫العسف أقوى من قيد ّ‬
‫أأستطيع النسيان وكيف ينسى اإلنسان‬ ‫خص مسألة احلرية والتحرر مبؤلفات مفردة‬ ‫ّ‬ ‫في اإلسالم سنة ‪ )1906‬وأ ّول رسالتي‬ ‫حراك فكري وسياسي واجتماعي مرتبط في‬ ‫معلومة خلوض حرب داخلية باسم احلداثة‬ ‫أعمال «تخريب» أو «سرقة»‪ ،‬ممارسات يجد‬
‫ألعنه وأنا القابع يف سجني‬ ‫***‬
‫احلرمان وضربات السجان فكيف له‬ ‫أمكن لهم من خاللها تأسيس خطاب ق ّدم العقل‬ ‫دكتورا تقدم بها باحثان تونسيان ومناضالن‬ ‫أساسه وجوهره بقضايا احلرية والتحرر وأنّ‬ ‫والتقدمية والعقالنية أولئك السراق ستنشر‬ ‫فيها أصحابها تنفيسا عن طبقات من القهر‬
‫النص وفتح الطريق لتأويل النصوص في‬ ‫ّ‬ ‫على‬ ‫سياسيّان هما أحمد الس ّقا (السيادة في‬ ‫البالد لم تشهد مثيال لهذا احلراك بعد ذلك‪.‬‬ ‫ألعن��ه‪ ..‬ألعن��ه ح ّت��ى جترف��ه أعاص�ير‬ ‫عام‪ ..‬عامان‬ ‫ملفاتهم أمام عدالة قادمة ‪.‬‬ ‫والغنب واحلرمان‪ ..‬بل ورمبا ظنوا أنّهم إمنا‬
‫أن يسامح وقد حرم احلنان واحلق في‬ ‫م��رت يف األف��ق خلف‬
‫إطار املنهج املقاصدي والرؤية الواقعية‪ .‬وهم‬ ‫القانون العام اإلسالمي سنة ‪ )1916‬والبحري‬ ‫وقد اعتمد املؤلف في كتابه‪ ،‬الذي هو في‬ ‫الربكان‪! ‬‬ ‫مخ��س س��نوات ّ‬
‫احلياة وحق االجتماع بإخوة له جمعته‬ ‫بذلك حسب الكاتب يعلنون أنّهم يتحركون‬ ‫قيقة (تط ّور الشريعة وتطبيقاتها القانونية في‬ ‫األصل بحث نال به درجة الدكتورا‪ ،‬على‬
‫بهم األيام حتت راية األخالق واإليخاء‬
‫حتت راية احلق كيف له أن ينسى وقد‬
‫داخل املعترك الفكري احلديث‪ .‬وأنّهم رغم‬
‫ثقافتهم التقليدية ليسوا أق ّل من غيرهم قدرة‬
‫مد ّونة إصالحيني تونسيني درس من خاللها‬
‫مفهوم احلرية ومجاالتها ومتعلقاتها لدى‬
‫قسومة قسومة‬
‫سجن الناظور ‪ 1992‬ـ سجن ‪ 9‬أفريل ‪1998‬‬ ‫العائدون يف الوطن‪ :‬احللم الر�ؤيا‬
‫استشهد إخوته حتت التعذيب في أقبية‬ ‫على مسايرة التح ّوالت الفكرية والتاريخية‪.‬‬ ‫النخبة الفكرية والسياسية‪ .‬وأثار في فصول‬
‫الداخلية وفي غياهب السجون‪.‬‬ ‫وأنّ قضايا احلرية والتحرر لم تطرح على‬ ‫الكتاب قضايا احلرية الشخصية وحرية املعتقد‬
‫رن هاتفه‪َ .‬ع َّرف ُم َكالمِ ُه نفسه بأنه من اإلدارة‬ ‫النفس من اليأس‪.‬‬ ‫احللم‪ ،‬ما أفضل منه ملجأ ملظلوم؟‬
‫سألها بعد مالقاتها ملاذا وملاذا‪ ..‬قالت‬ ‫خلفية الصدام أو القطيعة مع املوروث الفكري‬ ‫وحرية الفكر‪ ،‬واحلرية في عالقتها بالتقدم‬
‫العربي اإلسالمي وال على أساس التوفيقية‬ ‫واالستقالل والدستور ونقد االستبداد‪ .‬كما‬ ‫اجلهوية للتعليم الثانوي بتونس‪ .‬طلب منه‬ ‫يذكر أحد أولئك اآلبقني العابرين للصراط‪،‬‬ ‫في سنوات احملرقة‪ ،‬وحني كانت آلة‬
‫في حسرة لو أني ظللت معك داخل السجن‬ ‫االتصال به ليباشر عمله من جديد‪ ،‬في معهد‬ ‫الواجلني في النفق‪ ،‬أنه كان يوما يقف في‬ ‫احلصاد تدور بكل قوتها‪ ،‬وحني كانت‬
‫اإلصالحية‪ ..‬إنمّ ا على أساس استثمار ما في‬ ‫بينّ جتليات هذه املسألة في التنظير إلصالح‬
‫أفضل من بقائي خارجه‪ ،‬عانيت في كل‬ ‫غير املعهد الذي كان يدرس به مع أن ما تقرر‬ ‫صفوف التعداد اليومي للسجناء‪ .‬بادره جاره‬ ‫الزنازين متتلئ باآلبقني من األحرار‪ ،‬وسياط‬
‫الثقافة العربية اإلسالمية من عناصر التحرر‬ ‫التعليم والدعوة إلى االجتهاد ونقد املنظومة‬
‫حلظة تأملت فيها أو ذرفت فيها دمعا كان‬ ‫والتقدم التي متثل في الوقت ذاته جوهر‬ ‫الفكرية التقليدية واملصاحلة مع العلم احلديث‬ ‫العمل به لضرورة إدارية هو أن يعود كل‬ ‫في الصف سائال‪« :‬أنت يا سي فالن لن تعود‬ ‫اجلالدين تسحق جلودهم والقوارير املكسرة‬
‫أشبه بدماء تتطاير من ذبيحة تخبطت في‬ ‫الثقافة الغربية احلديثة‪.‬‬ ‫والفكر السياسي احلديث‪ .‬ثم انتهى إلى بيان‬ ‫مظلوم إلى موقعه الذي كان فيه‪.‬‬ ‫إلى عملك إذن؟»‪ .‬ويذكر أنه أجاب دون تردد‪:‬‬ ‫أفواهها تخترق أجسامهم‪ ،‬تعصر منهم ما‬
‫أرضها‪ ،‬عذبت أكثر مما عذبت أنت‪ ،‬آه لو‬ ‫وهذه العوامل‪ ،‬حسب تقدير املؤلف هي من‬ ‫االنعكاسات السياسية واالجتماعية لتصورات‬ ‫اكتملت عناصر املشهد فقفزت ذكرى‬ ‫«سأعود‪ ،‬ولكن إلى موقع آخر غير الذي كنت‬ ‫يقودها إلى من وراءهم من بقية األحرار‪...‬‬
‫ترى املعاناة التي تكبدتها األسر في سنني‬ ‫أعطت للتجربة التحديثية التونسية املعاصرة‬ ‫النخبة للحرية كبروز احلزب احلر الدستوري‬ ‫حواره مع جاره في مدخل النفق منذ عشرين‬ ‫فيه»‪ .‬ال يدري إن كان أردف حديثه بعبارة‬ ‫وحني كانت قالع اجلالد األكبر تستقبل‬
‫اجلمر وكم من عني تأملت من السهر وأياد‬ ‫ضربا من اخلصوصية قياسا بالتجارب التي‬ ‫وظهور احلركة الطالّبية واحلركة الع ّمالية‬ ‫سنة إلى واجهة الذاكرة‪ .‬إنه احللم يتحقق‪.‬‬ ‫«إن شاء الله»‪ .‬لكن وثوقه رمبا أنساه ذكرها‪.‬‬ ‫أولئك الغرباء‪ ،‬يتدافعون زرافات ووحدانا‪،‬‬
‫ذابلة حملت املؤن في ظلمات الليل القارس‬ ‫عرفتها بعض املجتمعات العربية في الفترة‬ ‫النقابية فاحلركة النسائية‪.‬‬
‫واستعادت ذاكرته أنه يوما وهو يعبر النفق‬ ‫يذكر أن ذلك الوثوق كان سنده اإلميان بالقدر‬ ‫وقد التأمت بعض جروح اجلسد‪ ،‬دون جروح‬
‫وتكبدت املعاناة ومشقة السفر وتكاليفه‬ ‫ذاتها وأ ّدت إلى صراع حا ّد فيها بني تيار سلفي‬ ‫وفي حتديده للسياق الذي نشطت فيه‬
‫أراد مواساة رفيق له في الرحلة يدعى حسن‬ ‫الذي ينصر املظلوم‪ ،‬وحلم َعبَر ليلته السابقة‪.‬‬ ‫النفس‪ ...‬وحني كانت غرفها تضيق بالوافدين‬
‫لعل العني تكتحل برؤية األحبة وتتبادل‬ ‫ظ ّل على مسافة من األفكار والتجارب احلديثة‬ ‫النخبة التونسية أوضح الكاتب أنّها واجهت‬
‫حداثي لم يعد احل ّل بالنسبة إليه إالّ في‬ ‫وتيار‬ ‫البالد التونسية سنة ‪ )1930‬وأ ّول ما كتب‬ ‫خالل الثلث األول من القرن املاضي حتديا‬ ‫فقص عليه حلمه‪ ،‬فأجابه منفعال‪« :‬ولكن حلم‬ ‫رأى فيما يرى النائم أن آليات خضراء يقودها‬ ‫من عابري الصراط‪ ،‬وال ينال الواحد منهم‬
‫األخبار والسؤال عن أخ استبعدته األيام‬ ‫ّ‬
‫مسايرة الغرب‪.‬‬ ‫أحمد توفيق املدني (احلرية ثمرة اجلهاد سنة‬ ‫مزدوجا متثل في تثبيت أقدام املستعمر في‬ ‫يوسف حتقق بعد أربعني سنة»‪ .‬تألم من يأس‬ ‫أشخاص بأزياء خضراء لم جتتمع صورتهم‬ ‫أكثر من فتحة ساقي «الكبران» ليتمدد فيها‬
‫وحكمت عليه الضرورة بالنسيان ‪.‬‬ ‫ويحاول الكاتب في خامتة بحثه اإلجابة عن‬ ‫‪ )1921‬وأ ّول ما كتب الطاهر احلداد (العمال‬ ‫املجتمع التونسي وما جنم عنه من سيادة لنظمه‬ ‫رفيقه حينها‪.‬‬ ‫في ذاكرته إال مبا يعرف عن جيش بالده‪،‬‬ ‫ليله كله على جنب واحد‪ ،‬ورمبا كان نصيبه‬
‫آه كم عانينا نحن الذين استضعفتنا‬ ‫تساؤل يتعلق بأسباب تراجع مكانة احلرية‬ ‫التونسيون وظهور احلركة النقابية ‪1927‬‬ ‫احلديثة وأمناطه االجتماعية والثقافية الوافدة‪.‬‬ ‫بادر بعد أمت إجراءات العودة إلى العمل إلى‬ ‫ترتاد قريته‪َ .‬ف ِهم في نومه أنهم ُم َخلِّصون‪.‬‬ ‫من تلك الفتحات أوقعه قبالة مرحاض قد‬
‫الدكتاتورية اجلاهلة‪ ،‬فإن كانت نابعة من‬ ‫نظريا وعمليا في املرحلة ما بعد الفترة املدروسة‬ ‫وإمرأتنا في الشريعة واملجتمع ‪.)1930‬‬ ‫ث ّم نتائج احلرب العاملية األولى وظهور حركات‬ ‫مكاملة أبيه يعلمه بعودته إلى وظيفته فسمع‬ ‫مجددا يروم منه ارتقا ًء يخترق به حصون‬ ‫ذهب به تأويل اليقظة أنها عالمة نصر قريب‬ ‫يرتاده سجني في أي حلظة من الليل فيشنف‬
‫مثقف كانت تختلف‪ ،‬ولكن ما يتعجب له‬ ‫حتى دولة االستقالل‪ ،‬فيش ّدد على أمرين‪ :‬فقد‬ ‫وإلى جانب ذلك كان برنامج حركة الشباب‬ ‫وطني شرقا وغربا وصوال إلى سقوط‬ ‫ّ‬ ‫حترر‬ ‫في الهاتف أمه تزغرد‪ .‬استعادت ذاكرته‬ ‫السجن الكبير‪ ،‬وتسلح مبا حصد ليطرق‬ ‫على الظلم‪ .‬لكن السنوات اخلمس التي وضعت‬ ‫آذانه ببعض غريب األصوات أو يكرم أنفه‬
‫الرضيع ويندى له اجلبني أن من يتفنن‬ ‫كان الثلث األول من القرن العشرين «مرحلة‬ ‫التونسية املعلن في العدد األول من جريدة‬ ‫النظام السياسي التقليدي للمجتمعات العربية‬ ‫موقف النبي يوسف مع والديه وهو يرفعهما‬ ‫باب اجلامعة لكنه أوصد في وجهه‪ ،‬وحط من‬ ‫على كاهله مرت بعدها كاملة يوما بيوم‪ .‬لم‬ ‫ببعض غريب العطور‪ ،‬وحني كانت ذكريات‬
‫العبور من مسيرة اإلصالح النهضوي التي‬ ‫«التونسي» سنة ‪ 1907‬قائما في جوهره على‬ ‫اإلسالمية بإلغاء اخلالفة العثمانية‪.‬‬
‫في إذاقتنا ألوان العذاب واملعاناة ‪ ..‬تبلى‬ ‫اي ِمن َقبْ ُل‬‫إليه ويقول‪َ { :‬يا أ َ َب ِت هَـ َذا َتأْ ِوي ُل ُر ْؤ َي َ‬ ‫نفسه ليعرضها على غربال «الكاباس»‪ ،‬لكن‬ ‫يتحقق احللم‪ .‬وذهب به الظن حلظات اليأس‬ ‫ال تزال طرية عن كرامة تداس‪ ،‬وأهل يهانون‪،‬‬
‫األجساد وال تبلى األفكار ولك ّل منا يومه‪.‬‬ ‫انطلقت مع إصالحيي القرن التاسع عشر‪ ،‬إلى‬ ‫مطالب متصلة باحلرية والتحرر وكذا الشأن‬ ‫وهذه العوامل حسب املؤلف‪ ،‬كان لها عميق‬
‫َق ْد َج َعل َ َها َر ِّبي َح ّقا ً َو َق ْد أ َ ْح َس َن ِبي إ ِ ْذ أ َ ْخ َر َجنِي‬ ‫ثقوبه كانت أوسع من أن حتتفظ به‪ ،‬فأسقط‪.‬‬ ‫أنه أضغاث أحالم‪.‬‬ ‫ترتاد اخلواطر فتدفع دمعة إلى خارج عني‬
‫معركة التحرر الوطني مبختلف واجهاتها التي‬ ‫بالنسبة إلى برنامج احلزب احلر الدستوري‬ ‫األثر في تغيير التوازنات الفكرية السياسية‬
‫الس ْج ِن} ‪ .‬أدرك أنه منذ عشرين سنة كان‬ ‫ِم َن ِّ‬ ‫بعد عشرين سنة تامة‪ ،‬من دخوله النفق‪،‬‬ ‫في سنوات اجلمر التي تلت احملرقة‪ ،‬وحني‬ ‫ساهرة أرقا‪ ،‬تغلب َجل َ َد السجني‪ ،‬تتبعها‬
‫توالّها الشباب الذي تعلم تعليما حديثا»‪.‬‬ ‫التونسي سنة ‪ 1920‬ونقاطه الثمان التي‬ ‫العاملية لصالح احلرية وقضايا التحرر‪ ،‬وفرض‬
‫مروان الساري‬ ‫وفي املرحلة الثانية ساد الرأي لدى القادة‬ ‫متحورت حول احلرية‪.‬‬ ‫كل ذلك على النخبة الفكرية والسياسية سواء‬ ‫رائيا ال حاملا‪ .‬واليوم يدرك أن ما أجراه الله‬ ‫احترق البوعزيزي فكان الض ْو َء في آخر‬ ‫كانت الغربة تشتد بجفول القريب قبل البعيد‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫إحساس‬ ‫دمعات مرفوقة بزفرات مكتومة من‬
‫طالب بكلية العلوم‬ ‫أنّ قضايا احلريات واحلقوق ينتهي دورها‬ ‫ومن أه ّم النتائج التي خلص إليها جمال‬ ‫تعلمت في املدرسة التقليدية (جامع الزيتونة)‬ ‫على لسان رفيقه حسن انفعاال كان تكملة‬ ‫ِ‬
‫املالبس‪ ،‬بآلياتهم‬ ‫النفق‪ .‬رأى اجلنو َد خض َر‬ ‫كان يتألم‪ ،‬ويزداد أمله وهو يسمع والده يحدثه‬ ‫بقه ِر ظل ٍم ال يبقي وال يذر‪ ...‬وحني كانت كلمة‬
‫اإلقتصادية والتصرف بصفاقس‬ ‫بإعالن السيادة واالستقالل وهو ما كان وراء‬ ‫الدين دراويل في كتابه‪:‬‬ ‫أو في املدرسة التحديثية (الصادقية) أو في‬ ‫احللم ليتحول إلى رؤيا‪ ،‬وأن املظلوم كاألنبياء‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫اخلضراء‪ ،‬كما في احللم متاما‪ُ ،‬مخلصني‪.‬‬ ‫بحرقة عن هجران رفاقه له وإدارة وجوههم‬ ‫املواساة تستحيل حتريضا إذا ما التقطتها أذن‬
‫التراجع احلاصل في تناول قضيّة احلرية‬ ‫أنّ النخبة الزيتونية التنويرية عند معاجلتها‬ ‫اجلامعة الفرنسية ترتيب أوراقها من جديد‬ ‫يحمل بني جنباته كلمات من الغيب قد تخرج‬ ‫كلمه والده آمال‪« :‬هل تراهم يعيدونك إلى‬ ‫عنه إذا ما التقوه‪ .‬يذكر أنه كان يتسلح في‬ ‫قواد‪ ،‬فيقاد متلفظها فجأة إلى غرفة انفرادية‬
‫وما يتعلق بها نظر ّيا وعمليّا بعد تلك الفترة‪.‬‬ ‫لقضايا احلرية والتحرر السياسي واالجتماعي‬ ‫النظري‬
‫ّ‬ ‫وإعادة حساباتها على الصعيدين‬ ‫حلما كما في حاله أو كالما كما رفيقه حسن‪.‬‬ ‫عملك؟» فأجابه بالثقة التي أجاب بها جاره في‬ ‫صالته بسورتي الضحى واالنشرح‪ ،‬ومنهما‬ ‫ظلمتها حالكة‪ ،‬باردة‪ ،‬موحشة‪ ...‬وحني يصبح‬
‫«حيث لم تظهر بعد ذلك تنظيرات جديدة أو‬ ‫لم تسترجع مقوالت السياسة الشرعية ولم‬ ‫والعملي‪ .‬وهكذا غدت إشكالية احلرية مركز ّية‬
‫ّ‬ ‫تونس في ‪ 26‬أفريل ‪2011‬‬ ‫النفق‪« :‬إن الذي لم يدعنا حني الضيق لن يدعنا‬ ‫كان يؤكد على { َما َو َّد َع َك َر ُّب َك َو َما َقلَى} و{إ ِ َّن‬ ‫املشهد أقرب إلى ولوج نفق ال يظهر في آخره‬
‫مت الطبع مبطبعة دار الأنوار‬
‫ّ‬ ‫رؤى مجترحة في قضايا الفكر السياسي‬ ‫تُعد إنتاج النظام املعرفي اإلسالمي التقليدي‪،‬‬ ‫في كتابات التونسيني‪ ،‬فأ ّول ما كتب الشيخ‬ ‫عبد الرحمن الهذلي‬ ‫زمن السعة»‪.‬‬ ‫َم َع الْ ُع ْس ِر ُي ْسراً‪ ،‬إ ِ َّن َم َع الْ ُع ْس ِر ُي ْسراً}‪ ،‬ولم‬ ‫ضوء‪ ،‬ظلماته بعضها فوق بعض‪ ...‬حني كل‬
‫واالجتماعي»‪ ،‬على حد تعبير املؤلف‪.‬‬ ‫بل كانت مرجعياتها النظرية والتاريخية حديثة‬ ‫محمد الطاهر ابن عاشور (احترام األفكار سنة‬ ‫بعد عشرين سنة تامة‪ ،‬من دخوله النفق‪،‬‬
‫أستاذ مبرز في التاريخ‬ ‫يكن عسر ليغلب يسرين‪ .‬طرق باب العلم‬ ‫ذلك‪ ،‬كان احللم ‪ -‬يقظة أو مناما ‪ -‬أحد أسناد‬
‫‪24‬‬ ‫اجلمعة ـ ‪� 29‬أفريل ‪2011‬‬

‫‪ ..‬إلى فجر جديد‬


‫‪3‬‬ ‫أركان‬

‫الدين وال�سيا�سة‬ ‫الصحبي عتيق‬ ‫نحن و الغرب ‪�...‬أ ّية عالقة؟‬


‫د‪ .‬عبد المجيد النجار‬ ‫بعـد االنكسـار اإليديولـوجـي للشيوعـيـة سجـل واحلكم الرشيد لم يأت إالّ بعد التأكد من أن الدكتاتوريات‬
‫النموذج الليبرالي الغربي بوجهيه السياسي ممثال في هي التي تولد اإلرهاب ومتثل بؤرا للتوتر وم ّد املقاومة‬
‫ديننا احلنيف ليس دينا مقتصرا على تنظيم احلياة الروحية في بعدها‬
‫الدميقراطية واالقتصادي مجسدا في اقتصاد السوق في العراق وافغانستان بالدعم ‪ ،‬ث ّم إنهم اكتشفوا أن‬
‫اخلاص‪ ،‬وإمنا له قول في تنظيم العالقات العا ّمة التي تش ّكل‬ ‫ّ‬ ‫الفردي‬
‫انتصارا دفع «فوكاياما» أن مينح النظام الغربي صفة الدميقراطية التي شجعوا عليها أفرزت األطراف األكثر‬
‫احلياة اجلماعية للناس‪ ،‬تلك هي طبيعته الثابتة في نصوصه املؤسسة‪،‬‬
‫يصح‬ ‫والتي إذا ما أُلغي منها ذلك القول أصبح الدين غير الدين‪ ،‬وما عاد‬
‫العاملية األخيرة بحيث ال ميكن أن تتو ّفر إضافة إنسانية شعبية وجتذرا وعداء لسياسة ومصالح الغرب‪.‬‬
‫ّ‬
‫أن يطلق عليه اسم اإلسالم‪.‬‬ ‫وجاءت أحداث احلادي عشر من سبتمبر(‪)11/9‬‬ ‫حضارية من خارج جهازه املفاهيمي‪ ...‬وليصبح التاريخ‬
‫املنظم للحياة اجلماعية يتصف بصفتني أساسيتني‪:‬‬ ‫غير أنّ هذا القول ّ‬ ‫عند نهايته‪ .‬ولئن اعتبر «فوكاياما» النظام العاملي لتدشن مرحلة جديدة من الضغط على األنظمة العربية‬
‫أوالهما أنّه قول مبسوط للناس في مصادره املتاحة للجميع‪ ،‬وليس‬ ‫بقيادة الواليات املتحدة األمريكية نهاية فإنّ «صموئيل ومقايضتها بغض الطرف عنها في استحقاقات‬
‫يختص باستمدادها من مصدر غير ذلك املصدر‪ ،‬بل‬ ‫ّ‬ ‫ألحد أن ي ّدعي أنه‬ ‫هننتغتون» ينظر إليه كبداية ولكنّها حتول الصراع من الدميقراطية واإلصالحات وحقوق اإلنسان مقابل‬
‫ليس ألحد أن ي ّدعي احتكاره دون غيره لفهم املعاني التي يتضمنها ذلك‬ ‫دعم سياستهم في ملفات العراق‬ ‫عالم السياسة واالقتصاد واملصالح‬
‫املصدر‪ ،‬فذلك حقّ مشاع بني جميع املسلمني وال تشترط فيه إال الشروط‬ ‫والصراع العربي اإلسرائيلي ومقاومة‬ ‫لقد خففت �سيا�سة‬ ‫إلى عالم الدين والثقافة والقيم‪.‬‬
‫املنهجية للفهم‪.‬‬ ‫«اإلرهاب»‪ .‬لقد خففت هذه السياسة‬ ‫والغرب سيقود هذا الصراع بقيادة الغرب على الأنظمة‬
‫والثانية أنّ القول الديني في الشأن اجلماعي يتّجه في اتجّ اه وضع‬ ‫على األنظمة العربية ووفرت لها‬ ‫العربية ووفرت‬ ‫الواليات املتحدة‪.‬ولقد درجت هذه‬
‫الفرصة لتصفية حساباتها مع‬ ‫األخيرة على توظيف الدميقراطية في‬
‫املبادئ العا ّمة واألحكام الكلية‪ ،‬و ُيترك فيه املجال واسعا لالجتهاد من‬ ‫لها الفر�صة لت�صفية‬
‫أجل وضع التفاصيل مبا يالئم ظروف املكان والزمان واألحوال‪.‬‬ ‫خصومها وجعلتها مطلوقة اليدين في‬ ‫تورية إيديولوجية تبحث عن الهيمنة‬
‫استهداف املعارضة وخاصة اإلسالمية‬
‫خ�صومها‬ ‫مع‬ ‫ح�ساباتها‬ ‫وتسويق منطية ثقافية باسم «كونية‬
‫وإذا كانت السياسة هي إدارة شؤون احلياة العا ّمة للناس وفق نظام‬
‫للحكم تت ّم من خالله تلك اإلدارة‪ ،‬وإذا كان النظام السياسي حني يكون‬ ‫منها ولتجد الفرصة مواتية للتخلص‬ ‫القيم» أو «عوملة الثقافة»‪ .‬وبقدر ما‬
‫دميقراطيا هو الذي تُدار فيه شؤون احلياة العامة للناس مبا يختارون‬ ‫تسعى إلى جعل الدميقراطية وحقوق اإلنسان واإلصالح من اإلصالحات في مجال احلريات ولتشديد قبضتها‬
‫ومبن يختارون‪ ،‬فكيف نتص ّور أن يكون هناك فصل بني الدين مبا له من‬ ‫العام خطابا مهيمنا على لغة النظام العاملي بقدر ما على خصومها السياسيني في منأى عن كل محاسبة‪.‬‬
‫قول في تنظيم احلياة العا ّمة‪ ،‬وبني السياسة التي هي في حقيقتها ليست‬ ‫يتأسس نظامها كواقع على مفاهيم القوة والسيطرة لذلك سعت القوى الغربية بتفاوت إلى دعم االستقرار في‬
‫سوى تنظيم تلك احلياة؟ وكيف نتص ّور أن تكون دميقراطية إذا كان الناس‬ ‫والتفرد بقيادة العالم ورسم معامله األساسية‪ ،‬ويظهر الدول التابعة لها وإن أوغلت في انتهاك حقوق اإلنسان‬
‫يريدون إدارة شؤونهم باجتهادهم وفق مبادئ الدين ولكنهم ُيلزمون بأن‬ ‫أجج الثورة العربية انطالقا من‬ ‫مما ّ‬ ‫ومحاصرة احلر ّيات ّ‬ ‫ذلك من خالل‪:‬‬
‫ال يكون للدين قول في تلك الشؤون؟ وهل إذا طرح أحدهم في برنامجه‬ ‫‪ 1‬ـ بروز فكرة «العوملة» التي تأسست على تونس‪ .‬فالغرب ميارس اليوم ازدواجية على مستوى‬
‫السياسي على سبيل املثال مشروعا في إدارة احلياة اجلماعية يقوم على‬ ‫التوسع الرأسمالي العابر للحدود وثورة االتصاالت املعايير رغم تدثره بخطاب ليبرالي ولكنه في سياق‬
‫العدل في توزيع الثروة‪ ،‬وعلى التكافل االجتماعي‪ ،‬وعلى االقتصاد في‬ ‫والتكنولوجيا من ناحية أخرى‪ ،‬والتح ّوالت املتعلقة املراوغة والتمثيل‪ ،‬فيبشر باحلرية ولكنه متورط في دعم‬
‫االستهالك وهو يغترف ذلك من معني الدين إذ هذه من أصوله اإلميانية‬ ‫بتصور احلدود اإلقليمية للوطن واجلماعة السياسية الدكتاتوريات املوالية لسياساته وميارس نقيض ما يقول‬
‫ُيقال له إنّ مشروعك مرفوض ألن السياسة فيه موصولة بالدين؟‪.‬‬ ‫وسيادة الدولة القومية‪ ،‬وكلها مستويات شهدت حتوالً بشكل مفضوح ومستفز إالّ أنّ الثورة العربية املستمرة‬
‫إذا كان فصل الدين عن السياسة ُيعتبر أحد تأويالت الدين وأفهامه‬ ‫نوعياً‪ .‬وفي ظ ّل عدم التكافئ تتواصل الهيمنة الغربية أربكته ودفعته ملراجعة حساباته‪ .‬إنّ الغرب أصبح اليوم‬
‫كما يرى أصحابه‪ ،‬فإنّ الوصل بينهما هو تأويل له آخر يؤمن به آخرون‪،‬‬ ‫مفهوما مع ّقدا بني اجلغرافيا ـ التي قضمتها ثورة االتصال‬ ‫على مق ّدرات األ ّمة اإلسالمية‪.‬‬
‫فبأي حقّ ُيفرض هذا و ُيستبعد ذاك؟ إنّ املنطق العادل يقتضي أن ال‬ ‫ّ‬ ‫‪ 2‬ـ تزايد املشكالت العرقية والدينية في أقطار كثيرة ـ واحلضارة املستندة إلى اإلصالح الديني وفكر األنوار‬
‫ُيصادر ألحد رأي يراه في فصل الدين عن السياسة‪ ،‬وال ُيصادر ح ّقه في‬ ‫من جهة وبني تنامي القوى الداعمة‬ ‫من العالم‪ ،‬وتفجر العنف بل اإلبادة‬
‫أن ينشر ذلك ويدعو إليه‪ ،‬ولكن من باب أولى أن ال ُيصادر أيضا ألحد‬
‫إن الإ�سالم ميلك القدرة حلقوق اإلنسان والدميقراطية والتي‬ ‫الدموية‪ ،‬ليس فقط في بلدان لم تنتشر � ّ‬
‫خاصة حينما يرى أنّ ذلك من صلب الدين‪ ،‬وأنّ‬ ‫ّ‬ ‫رأي في الوصل بينهما‬
‫انتقاضه يؤدي إلى انتقاض التد ّين بر ّمته‪ ،‬وحينما يرى أنّ ذلك من أقوى‬
‫تدافع عن املظلومني ـ وأغلبهم من‬ ‫فيها قيم احلداثة من بلدان العالم واملرونة على احتواء‬
‫املسلمني ـ وحتشد املاليني للتنديد‬ ‫احلداثة كعلوم‬ ‫الثالث بل أيضا ً في قلب العالم الغربي‬
‫السبل في حفز النفوس لتمضي في طريق البناء والعطاء‪.‬‬
‫باحلروب الظاملة وك ّل ضحاياها من‬ ‫أو على يد قواه الكبرى‪ ،‬بدء من اإلبادة‬
‫إنّ الشعب التونسي شعب مسلم ظ ّل زمنا طويال يرى أنّ الدين موصول‬ ‫ومعارف وتقنيات‬ ‫النازية جلماعات من اليهود‪ ،‬ومرورا ً‬
‫املسلمني‪.‬‬
‫بالسياسة‪ ،‬وظهر فيه من قريب من يرى أنّه مفصول عنها دون دخول‬
‫إنّ الصراع أو التدافع هو سنّة‬ ‫وت�أ�صيلها ب�رشوطه‬ ‫باإلبادة النووية في هيروشيما‪،‬‬
‫في تقدير ألحجام أولئك وهؤالء‪ .‬وإذا كنا نتح ّدث عن الدميقراطية جا ّدين‬ ‫و�صهرها يف بوتقة‬
‫فإن للشعب التونسي احلقّ ك ّل احلقّ في أن يختار ما يريد من فصل للدين‬ ‫اجتماعية ثابتة قال تعـالى في محكـم‬ ‫ومؤخرا ً اإلبادة الصربية للمسلمني‪،‬‬
‫عن السياسة أو من وصل بينهما‪ ،‬فلماذا هذه االشتراطات املسبقة التي‬ ‫تنزيلـه‪« :‬ولو ال دفـاع الله الناس‬ ‫واالجتهاد‬ ‫التجديد‬ ‫واإلبادة األمريكية للعراقيني ولألفغان‪،‬‬
‫ينادي بها البعض لفصل الدين عن السياسة‪ ،‬إنها مصادرة إلرادة الشعب‬ ‫بعضهم ببعض لفسدت األرض‬ ‫يف �سياق التوحيد‬ ‫واإلبادة اجلارية للفلسطينيني على‬
‫تهدر الدميقراطية التي من أجلها كانت الثورة وسقط الشهداء‪.‬‬ ‫ولك ّن الله ذو فضل على العامليـن»‬ ‫مرأى ومسمع من الغرب‪ ،‬فالصراع‬
‫قالوا إنّ « تونس دولة لغتها العربية ودينها اإلسالم» مبدأ ال حياد عنه‪،‬‬ ‫اليوم ليس بني طبقات اجتماعية غنيّة وفقيرة أو جماعات (البقرة‪« ) 251/‬ولو ال دفاع الله الناس بعضهم ببعـض‬
‫ولكنهم قالوا بعد ذلك إن الدين ال عالقة له بالسياسة‪ ،‬وينبغي أن يبقى‬ ‫أخرى محددة على أساس اقتصادي ولكن بني شعوب له ّدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم‬
‫متعاليا عنها محافظة على نقائه من أوضارها‪ ،‬وهل إبقاء الدين متعاليا‬ ‫تنتمي إلى هويات ثقافية مختلفة يقول «جاك ديلور»‪( :‬إنّ الله كثيرا»(احلج‪ )40/‬كما أنّ االختالف من ثوابت‬
‫عن احلياة إال إهدار لغايته في ترشيد تلك حلياة؟ وإذا كانت أوضار التطبيق‬ ‫الصراعات املستقبليّة سوف تُو ًَقد شرارتها بفعل عوامل اخللق» ولو شاء ر ّبك جلعل النّاس أ ّمة واحدة وال يزالون‬
‫تصيب املبادئ في ذاتها فهل يبقى مبدأ مهما يكن له من السمو إال يصيبه‬ ‫ثقافية وليس اقتصادية‪()..‬صدام احلضارات‪/‬طبعة مختلفني إآلّ من رحم ر ّبك ولذلك خلقهم»(هود ‪.)118/‬‬
‫شيء منها فتهدر إذا املبادئ جميعا بإبقائها متعالية؟ ومن جهة أخرى فهل‬ ‫إنّ اإلسالم ميلك القدرة واملرونة على احتواء احلداثة‬ ‫اجلماهيرية الليبية)‪.‬‬
‫الذي ُيطبّق في واقع احلياة إال ما فهم الناس من الدين‪ ،‬فإن كان التطبيق‬ ‫‪ 3‬ـ اعتبار أنّ اإلسالم هو العدو األ ّول واخلطر الذي كعلوم ومعارف وتقنيات وتأصيلها بشروطه وصهرها‬
‫تصحبه أوضار فإنها ستلحق األفهام التي ال عالقة لها بالقداسة والتي إن‬ ‫يه ّدد احلضارة الغربيّة بعد تفكك االحتاد السوفياتي في بوتقة التجديد واالجتهاد في سياق التوحيد وينطوي‬
‫انحرفت اليوم في أذهان قوم فستنصلح غدا عند آخرين‪ ،‬وهكذا األمر في‬ ‫وما إضافة الصني مع اإلسالم إالّ للتمويه واملخادعة على ق ّوة روحية هائلة ال يستغني عنها كل إنسان إلى‬
‫ك ّل القيم في عالقة ذواتها بأفهام الناس وتطبيقاتهم‪.‬‬ ‫كما ذهب إلى ذلك الشيخ يوسف القرضاوي‪.‬فهناك جانب تلبيته لكل حاجات اإلنسان األساسيّة وأبعاده‬
‫إنه في احلقيقة هدم باليسار ملا أُعطي باليمني‪ ،‬وحينئذ فإننا جند‬ ‫إخالل واضح باملنهجية العلميّة فلم تستخدم الديانة العقلية والوجدانية واجلسدية واإلرادية واحلركية مبا‬
‫أنفسنا أمام سؤال يتعلق باملصداقية في األقوال‪ ،‬ورمبا انتهى البعض في‬ ‫كمعيار للتصنيف إالّ عندما جاء احلديث عن احلضارة هو عالقة باحمليط الطبيعي واحمليط االجتماعي (انظر‬
‫اجلواب عنه إلى االتهام بالنفاق السياسي‪ ،‬ولكننا نقول‪ :‬لنترك الشعب‬ ‫معالم شخصية املسلم لهاشم يحيى فرغل)‪.‬‬ ‫اإلسالمية؟‬
‫التونسي يق ّرر مفهومه للدين فيما إذا كان موصوال بالسياسة أو مفصوال‬ ‫أي إسالم‬ ‫ّ‬ ‫عن‬ ‫وكذلك‬ ‫اليوم‬ ‫ث‬ ‫د‬
‫ّ‬ ‫نتح‬ ‫غرب‬ ‫أي‬
‫ّ‬ ‫فعن‬ ‫بالسلم‬ ‫العاملية‬ ‫السياسة‬ ‫عنوة‬ ‫اإلسالم‬ ‫دخل‬ ‫لقد‬
‫عنها دون مصادرة‪ ،‬والضمير الشعبي في مثل هذه القضايا ال يك ِذب‬ ‫(التجديد واإلصالح اإلسالمي والدعوة‪ )...‬واحلرب نتح ّدث؟ فالغرب متعدد واإلسالم متعدد كما ذكر املفكر‬
‫أهلَه‪ ،‬فقد استق ّر الدين فيه بكبريات مفاهيمه قرونا طواال‪ ،‬فيكون له بذلك‬ ‫(أحداث ‪ ،2001 / 11/9‬أفغانستان‪ ،‬العراق‪ ،‬لبنان‪ )...‬اإلسالمي الشيخ راشد الغنوشي (اخلطاب اإلسالمي‪..‬‬
‫القول الفصل في املوضوع‪.‬‬ ‫ولم يعد خافيا على ك ّل متتبع للسياسة اخلارجية للواليات إلى أين؟ حوارات‪ :‬وحيد تاجا) وأ ّية عالقة في ظل اختالل‬
‫املتحدة وأوروبا أنّ رفع شعارات احلريات والدميقراطية التوازن االقتصادي والعسكري واملعرفي؟‬

You might also like