You are on page 1of 57

‫هالل العدد‬

‫من كان ِّ‬


‫ي�صدق‪ ...‬؟!‬
‫العدد ‪167‬‬
‫قبل حوا َل ْي ثالثة أشهر لو تكلم أحد الناس في عاملنا العربي واإلسالمي بأنه رأى‬
‫آنئذ – مث ًال ‪ُ -‬أزيح عن كرس � ّ�ي رئاس ��ة الدولة‪ ،‬وصار قابع ًا في‬ ‫في املنام أن (رئيس مصر) ٍ‬ ‫ُجما َدى الأوىل ‪ 1432 -‬هـ‬
‫الحق من الشعب طلب ًا حملاكمته على اجلرائم التي ارتكبها واألموال الطائلة‬ ‫وي َ‬ ‫السجن! ُ‬ ‫ني�سان ‪ 2011 -‬م‬
‫يئن ماليني منه من شدة‬ ‫ّ‬ ‫الذي‬ ‫األبي‬
‫ّ‬ ‫مصر‬ ‫شعب‬ ‫دماء‬ ‫ومن‬ ‫الدولة‬ ‫خزينة‬ ‫من‬ ‫سرقها‬ ‫التي‬
‫ليمضوا لياليهم الكاحلة فيها!‬
‫والتكبر عليه واستذالله‪...‬‬ ‫ُّ‬
‫وطأة الفقر وكثير منهم ال يجدون إال املقابر مع األموات ُ‬
‫املجرمني السارقني اللذين تر َّبيا على إذالل الشعب‬ ‫َ‬ ‫وأن اب َن ْيه‬
‫منرب الداعيات‬
‫في مش ��اهد التصفيق القسري الذي متارس ��ه أجهزة املخابرات في كثير من بالد شعوبنا‬
‫نفوس ��ها‪ ...‬م ��ن أجل إظهار التأيي ��د لتوريث االبن‬ ‫ُ‬ ‫املقهورة املس� �تَخَ ّف بعقولها املس� �تَذلّة‬
‫األكبر احلكم بعد أبيه‪ ..‬ثم متام املنام أن ش ��عب مصر انتفض وقبض عليهما وهما اآلن‬ ‫جملّة املر�أة‬
‫سي ْش� � َده الس ��امع و َيفتح فاه‬ ‫ف ��ي الس ��جن حتت ذم ��ة التحقيق! إلى آخر تفاصيل الرؤيا‪ُ :‬‬
‫يحدث عنه هو من عالم األحالم!!‬ ‫ساخر ًا من الرائي ولو كان كل ما ِّ‬ ‫وجميع‬
‫م ��ن كان يص � ّ�دق أن كل م ��ا تق ��دم وأكثر منه بكثير في تفاصي ��ل مثيرة ومع أكثر من‬

‫ُ‬
‫(مالك‬
‫طاغية وعوائلهم وزبانيتهم هو اآلن من عالم احلقيقة! ال تسألوا‪ :‬كيف؟‬
‫ولك ��ن آمن ��وا‪ :‬أن الل ��ه إذا أراد ش ��يئ ًا هيأ له أس ��بابه‪ .‬وأنه هو س ��بحانه وتعالى‬
‫الأ�سرة‬
‫ويذل من يشاء)‪،‬‬ ‫(يع ّز من يشاء ُ‬ ‫ا ُمللك) على احلقيقة‪ ،‬و(صاحب الشأن) بإطالق‪ ،‬وأنه هو ُ‬
‫تصرفه‬‫و(يؤتي ا ُمللك من يش ��اء وينزع ا ُمللك ممن يش ��اء)‪ ،‬وأنه ‪ -‬في س ��لطانه وع ّز في ُّ‬
‫جلّ‬ ‫ُ‬ ‫و�سيلة �إعالم ّية‬
‫وأقداره ‪ -‬هو الذي بيده اخلير وعلى كل شيء قدير‪.‬‬
‫ويجدد حقائق الدين لترجع‬ ‫ّ‬ ‫إنّ كل ذل ��ك ُيعظ ��م اإلميان واليقني في قلوب املؤمن�ي�ن‪،‬‬ ‫لر�سالة دعو ّية‬
‫املوحدين‪ ،‬ليأخد (القرآن العظيم) مكانته في عقول املسلمني‬ ‫حية فائرة فاعلة في قلوب ّ‬
‫وفي عالم االجتماع والسياس ��ة على مس ��امع العقالء املنصفني لتص ��دع آيا ُته من جديد‬ ‫متم ّيزة‬
‫وكتاب مب�ي�ن}‪ ،‬وأنّ‬
‫ٌ‬ ‫{إن ه ��ذا الق ��رآن يه ��دي للتي ه ��ي أقوم} و{ق ��د جاءكم من الل ��ه نو ٌر‬
‫م ��ن لي ��س معه (نور القرآن) في دنياه فإنه س ��يعيش حتم ًا في (ظالم اجلاهلية) و(ضنْك‬
‫َ‬
‫احلياة البائسة) كما قال الله‪{ :‬ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة َضنْكا}‪.‬‬
‫وم ��ن يرب ��ط األح ��داث ويتأمل كيف يه ِّي ��ىء الله األس ��باب يوقن كيف كان ��ت غزّ ة‪...‬‬
‫باب العزة الواس ��ع الذي انكش� �ف َْت على َعتَبته خيانة املجرمني‬ ‫املنكوبة اجلريحة‪َ ...‬‬
‫وتالع ُبهم‬
‫ُ‬ ‫السالطني‬ ‫�ايخُ‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫م‬ ‫وانفضح‬ ‫الظاملني‪،‬‬ ‫الء‬ ‫م‬ ‫الع‬
‫ُ َ‬ ‫هم‬ ‫وزبانيت‬
‫ِ‬ ‫الطغاة‬
‫ِ‬ ‫وقس ��وة قلوب‬
‫بفتاوى الدين‪ ...‬واحلمد لله رب العاملني‪.‬‬
‫املتعمقني‪ :‬ما ال يكون بالله ال‬ ‫ِّ‬ ‫إنه ��ا احلقيقة العظيمة التي ع ّب ��ر عنها أحد العارفني‬
‫يكون‪ ...‬وما ال يكون لله ال ينفع وال يدوم‪.‬‬
‫وش ��قّ ها األول شواهده اإلميانية والتاريخية والواقعية متضافرة متكاثرة‪ :‬منها الذي‬
‫يحصل اآلن فهو س ��بحانه الرب وال قوة إال به وال ش ��يء إال بأمره‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫س ��قناه من عجائب ما‬
‫وشقها الثاني موعظة وتذكرة للجميع إلخالص األعمال لله ولتصويب االهداف لتكون‬
‫طلب ًا لرضاه‪ ...‬وإال فإن هذه الثورات وس ��ائر أعمال األفراد والش ��عوب واجلماعات إذا ُفقد‬
‫تضمحلّ وتتوقف ‪l‬‬ ‫ِ‬ ‫فيها اإلخالص فال نفع فيها وال بركة وال خير منها‪ ،‬ثم إنها‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪1‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫مساحة ُح ّب‪:‬‬
‫احلب الصعب اللذيذ‬
‫‪6‬‬ ‫االفتتاحية‪ :‬يا مِ لح البلد‪...‬‬ ‫‪4‬‬
‫حوار‪:‬‬
‫احلجاب‪ ...‬هو ّية ومت ُّيز‬
‫‪10‬‬ ‫حلظة صفاء‪:‬‬
‫‪ ...‬وإنها ملتاع الغُرور‬
‫‪8‬‬
‫احلوار األسري‪ :‬الثقافة‬ ‫‪16‬‬ ‫فضفضة‪:‬‬ ‫‪15‬‬
‫املطلوبة‬ ‫ولكل شارع ناصية‬

‫شخصية ح ّواء في القرآن‪:‬‬


‫املرأة عندما تكفُر!!‬
‫‪20‬‬ ‫دور اإلعالم في الثورة‬ ‫‪18‬‬
‫الصبا‬
‫مراتع ِّ‬ ‫‪23‬‬ ‫مع الشعر‪ :‬فهمت ُكم!‬ ‫‪22‬‬
‫مركز ال�صف والإخراج‪:‬‬ ‫املدي��ر امل�س���ؤول‪ :‬مـحــمـ��د احللــو‬ ‫�ص��احب االمتي��از‪ :‬جميـ��ل ّ‬
‫نخـال‬
‫‪CREATIVE ADVERTISING‬‬ ‫�سكرترية التحريـر‪ :‬منال املـغـربي‬ ‫مدي��رة التحري��ر‪� :‬س��هــاد ِّ‬
‫عكيل��ة‬

‫للتوا�صل‪ :‬فاك�س‪+961 /1)652880( :‬هاتف ثابت‪ +961/1)664634(:‬حتويلة (‪)121‬‬


‫ج ّوال‪+961 /70)032587( :‬‬
‫الربيد العادي‪ :‬لبنان ‪ -‬بريوت ‪� -‬ص‪.‬ب‪11/7947 :‬‬
‫الربيد الإلكرتوين‪minbar@itihad.org :‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪2‬‬
‫البيئة والناس‪:‬‬
‫النفايات اخلطرة وطرق معاجلتها‬
‫‪34‬‬ ‫في دروب احلياة‪:‬‬
‫بالل‪ ...‬وقرار الطالق‬
‫‪32‬‬
‫دوحة األسرة‬ ‫‪39‬‬ ‫دوت كوم‬ ‫‪36‬‬
‫وقالت الشريعة‪:‬‬
‫فتاوى للشيخ د‪ .‬عجيل النشمي‬
‫‪48‬‬ ‫نساء متم ّيزات‪:‬‬
‫العاملة حياة سندي‪ ...‬رحلة كفاح‬ ‫‪46‬‬
‫وحتدي‬
‫ِّ‬

‫ولنا لقاء‪:‬‬ ‫‪56‬‬ ‫أنشطة إسالمية‬ ‫‪51‬‬


‫حياة القلب‬

‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل‪1432/‬هــ ‪-‬ني�سان(مار�س)‪2011 /‬م‬

‫لتحويل اال�شرتاكات من خارج لبنان �أو للتربع للمجلة‪:‬‬


‫بيت التمويل العربي‪ -‬لبنان‪ :‬رقم احل�ساب بالدوالر ‪�( 100000001033‬سبعة �أ�صفار) ‪SWIFT.AFHOLBBE‬‬
‫الأ�سعار‪ :‬ثمن العدد يف لبنان ‪ 3000‬ل‪.‬ل‪.‬‬
‫واال�شرتاك ال�سنوي يف لبنان مت�ضمن ًا �أجرة الربيد ‪$30‬‬
‫ويف الدول اخلليجية ‪ 200‬ريال �أو ما يعادلها‬
‫ويف �أمريكا وكندا والدول الأوروبية ‪� $75‬أو ما يعادلها‬

‫ملحوظة‪ُ :‬ت�صدر �إدارة املجلة ‪� 10‬أعداد يف ال�سنة‬


‫منرب الداعيات‬
‫‪3‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫االفتتاحية‬
‫يا ِملح البلد‪...‬‬
‫بقلم‪ :‬سهاد عكّ يلة‬
‫‪suhadakkilah@hotmail.com‬‬

‫والذي يتت ّبع تاريخ «بازار الفتاوى» تص َعقُ ه الصدمة‪...‬‬ ‫يا معشر العلماء يا ِملح البلد‬
‫فعندما قرر الزعماء العرب رفع الالءات الثالث في وجه‬ ‫امللح فسد؟‬‫امللح إذا ُ‬
‫ما ُيصلح َ‬
‫الصهاينة إبان نكس ��ة ‪ 1967‬وهي‪ :‬ال صلح‪ ،‬ال مفاوضات‪،‬‬ ‫من ُيخبر ش ��اعرنا احلكيم بأن كمية من ِ«ملح البلد»‬
‫ال اعتراف بـ «إسرائيل»‪ ...‬كانت الفتاوى احمل ِّرفة ملقاصد‬ ‫لم َتفسد فحسب بل ذابت في «قصعة السلطان»(‪)1‬؟‬
‫است ََط ْعتُ ْم ِم ْن‬ ‫آيات من كتاب الله جاهزة‪َ { :‬وأَ ِع ُّدوا َل ُه ْم َما ْ‬ ‫م ��ن ُيخبره بأن البعض مم ��ن ائتمنهم الله على دين‬
‫ُق� � ّ َو ٍة}‪ُ { ،‬أ ِذ َن ِل َل ِّذينَ ُيقَا َت ُلو َن ِبأَ َن ُّه � ْ�م ُظ ِل ُموا َو ِإ ّ َن ال ّ َل َه َع َلى‬ ‫فساده دينَ األمة ومعه مصير‬ ‫ُ‬ ‫الناس خان األمانة وطال‬
‫ير}‪ .‬وعندما عقدت بع ��ض الدول العربية‬ ‫ن َْص ِر ِه � ْ�م َلق َِد ٌ‬ ‫«البلد» وحياة «ناسها»؟‬
‫اتفاقي ��ات االستس�ل�ام م ��ع الكيان الغاصب اس ��تُ حضرت‬ ‫�دس أدعياء‬ ‫نكبتُ ن ��ا أيها املس ��لمون ابت ��دأت يوم أن ان � ّ‬
‫الفت ��اوى ب َفه ��م أصحابه ��ا اخلاط ��ئ العقي ��م لقول ��ه عز‬ ‫العل ��م بني العلماء الصاحلني فلبس ��وا ِز ّيهم وتفصحنوا‬
‫اج َن � ْ�ح َل َه ��ا}‪{ ،‬ادخل ��وا‬ ‫لس� �ل ِْم َف ْ‬ ‫وج ��ل‪َ { :‬و ِإ ْن َجن َُح ��وا ِل ّ َ‬ ‫يفصلون لهم فتاوى‬ ‫وتفيقهوا وصاروا أبواق ًا لسالطينهم ّ‬
‫كاف ��ة}‪ ،‬وعندما تب ّن ��ت بعض ال ��دول النظام‬ ‫الس ��لم ّ‬ ‫ف ��ي ِّ‬ ‫ويدخلون‬ ‫ويلمعون صورتهم أمام شعوبهم ُ‬ ‫على قياس ��هم ِّ‬
‫االش ��تراكي وجدنا من ير ِّوج لالش ��تراكية باسم اإلسالم‪،‬‬ ‫ويخرجون منه بحس ��ب رضاه ��م عن فالن أو‬ ‫ف ��ي الدي ��ن ُ‬
‫وه ْدي رس ��وله‬ ‫وص ��ار لالش ��تراكية أص ��ل ف ��ي دي ��ن الل ��ه َ‬ ‫سخطهم على عالّن‪.‬‬
‫�تدالل ليس في موضعه بقول ��ه تعالى‪َ { :‬وا َل ِّذينَ ِفي‬ ‫ٍ‬ ‫باس �‬ ‫ل ��م تأت الثورات بجديد فيم ��ا يتعلق بأبواق احلكام‪،‬‬
‫لس ِائ ِل َوالمْحَ ُْر ِوم}‪ ،‬وبقول رسوله‪:‬‬ ‫أَ ْم َو ِال ِه ْم َح ٌ ّق َم ْع ُلوم ✽ ِل ّ َ‬ ‫وإمن ��ا وضعتهم حت ��ت امل ِْجه ��ر لتكبر س ��وءا ُتهم وليظهر‬
‫«املسلمون شركاء في ثالث‪ :‬املاء والكأل والنار» رواه أحمد‬ ‫حلس ��ن الظ ��ن والتماس‬ ‫تواطؤه ��م جلي� � ًا ال مج ��ال فيه ُ‬
‫وغي ��ره‪ ،‬ثم ملا حتول بعضهم عن النظام االش ��تراكي كان‬ ‫العذر من السبعني؛ فهذا الذي يتباكى على الزعيم‪ ،‬وذاك‬
‫عن ��د «مش ��ايخ الس ��لطان» فتاوى حاضرة‪« :‬م ��ن ال إميان‬ ‫فيعطي شهادات ملن يصلي‬ ‫الذي يتدخل في نوايا الناس ُ‬
‫{قلْ َم ْن َح ّ َر َم‬ ‫ل ��ه ال أمان له» والرفاهية حق للمؤمن�ي�ن‪ُ :‬‬ ‫لله ومل َ ْن صال ُته رئا َء الناس‪ ،‬ويحكم على هذا بأنه عميل‬
‫الر ْز ِق ُقلْ ِه َي‬ ‫ِزي َن� � َة ال َل ِّه ا َل ِّتي أَ ْخ َر َج ِل ِع َب ِاد ِه َو ّ َ‬
‫الط ِ ّي َب ِات ِمنَ ِ ّ‬ ‫متآم ��ر‪ ،‬وآخر بأنه وطني ش ��ريف‪ ...‬وثال ��ث يبرر للزعيم‬
‫آمنُوا‪ .}...‬وعند استحقاق «كيرمس» االنتخابات‬ ‫ِل َل ِّذينَ َ‬ ‫إجرامه السياس ��ي واألمني‪ ...‬ورابع يح� � ِّرم اخلروج على‬
‫�اول) عل ��ى س ��يادة الش ��ريعة‬ ‫‪ -‬ف ��ي أخط ��ر جرمي ��ة (تط � ُ‬ ‫«ولي األمر»‪ ...‬وكأنه يعيش في كوكب آخر غير األرض‪...‬‬ ‫ّ‬
‫إذن من الله‬ ‫عط ْون حقّ التش ��ريع من دون ٍ‬ ‫بانتخاب َمن ُي َ‬ ‫فمج ��ازر الطغاة الغارقني في دماء ش ��عوبهم عند هؤالء‬
‫في مجالس الش ��عب ‪ُ -‬يصبح صوت الش ��عب «املطحون»‬ ‫املفتني تصبح قلوب ًا حمراء تتدفق لتغمر الش ��عوب حب ًا‬
‫أمانة ُيس ��أل عنها يوم القيامة‪ ،‬وش ��هادة عليه أن يؤ ِّديها‪:‬‬ ‫وحنان ًا‪ ،‬والس ��جون حدائق غنّاء‪ ،‬والكدح الش ��اق لتأمني‬
‫الش َها َدة َو َم ْن َيكْ تُ م َها َف ِإ َنّهُ ِآثم َقلْبه}(‪.)2‬‬ ‫{ َوال َتكْ تُ ُموا ّ َ‬ ‫وعيش ًا رغيداً‪...‬‬
‫لقمة العيش سياحة خمس جنوم َ‬
‫وهك ��ذا‪ ...‬الفت ��اوى جاهزة وحتت الطل ��ب‪ ،‬و«املفتي»‬ ‫عندم ��ا َضع ��ف دور العلم ��اء في حياة األم ��ة ثم خبا‬
‫ويع ِّل ��ب فتاوى‬ ‫ويفص ��ل ُ‬
‫ّ‬ ‫يتش ��كّ ل ويتل� � ّون ويغ ّي ��ر ويب � ّ�دل‬ ‫تبدل وانقل ��ب‪ ...‬أصبحت املتاج ��رة بالدين‬ ‫وتالش ��ى ثم ّ‬
‫بحس ��ب مصال ��ح ومخطط ��ات أس ��ياده وأولي ��اء نعمت ��ه‪،‬‬ ‫هي «الس ��وق الرائج ��ة» التي يتهافت عليها املتس ��اقطون‬
‫أم ��ا التوصي ��ل فلي ��س مجاني� � ًا ب ��ل ثمنه باه ��ظ يدفعه‬ ‫على طريق العلم والعلماء‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪4‬‬
‫�ك َم ْن َه َل � َ‬
‫�ك َع ْن َب ِ ّي َن � ٍ�ة َو َي ْح َيا َم ْن‬ ‫{ل َي ْه ِل � َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫َح � ّ َ�ي َع � ْ�ن َب ِ ّين � ٍ�ة}‪ ،‬واإلق�ل�اع ع ��ن متوي ��ه‬
‫احلقائق وعن التذبذب في املواقف‪...{ :‬‬
‫�ن} كم ��ا قال‬ ‫ني َس � ِ�ب ُ‬
‫يل المْ ُ ْج ِر ِم�ي َ‬ ‫َو ِلت َْس� �ت َِب َ‬
‫ر ّبن ��ا مب ِّين ًا س ��بحانه أحد أعظم مقاصد‬
‫رس ��االت األنبياء عليهم الصالة والسالم‬
‫الت ��ي يجب أن تظهر للن ��اس فال يلتبس‬
‫الس ��بل‪ ،‬إمنا‬ ‫عليه ��م األم ��ر وال تختل ��ط ُّ‬
‫ه ��و الوض ��وح التام والفص ��ل الكامل بني‬
‫السبيلني‪.‬‬
‫وأخي ��راً‪ ،‬فليعلم كل «مفتي س ��لطان»‬ ‫«املفت ��ي» في الدنيا م ��ن دينه وكرامته وم ��اء وجهه‪ ،‬وفي‬
‫أن سياسة النفاق السياسي والديني التي ينتهجها لقا َء‬ ‫اآلخ ��رة ع ��ذاب أليم؛ قال تعالى‪َ { :‬و َ‬
‫ال َت ْر َك ُن ��و ْا ِإ َلى ال َِّذينَ‬
‫مال أو منصب أو ُحظوة لن تنفعه في شيء‪ ،‬وقد شهدنا‬ ‫ٍ‬ ‫ون ال ّل � ِ�ه ِم ْن أَ ْو ِل َياء‬ ‫َظ َل ُمو ْا َفت ََم َّس � ُ�ك ُم ال َّن ��ا ُر َو َما َل ُكم ِّمن ُد ِ‬
‫الي ��وم ال ��ذي ُأزيح فيه املفتي عن املش ��هد العام بس ��قوط‬ ‫ُث َّم َ‬
‫نص ُرونَ }‪ ,‬وقال ‪ ...« :‬من أتى أبواب السالطني‬ ‫ال ُت َ‬
‫«س ��لطانه»؛ فلينقذ نفس ��ه َمن بقي متردد ًا بني االنحياز‬ ‫افتُ نت‪ ،‬وما ازداد عبد من السلطان دن ّو ًا إال ازداد من الله‬
‫للح ��ق وأهله أو االلتح ��اق بركب الطاغية وزمرته‪ ...‬قبل‬
‫ُبع ��داً» رواه أبو داود والبيهقي‪ ،‬وق ��ال أيض ًا ‪« :‬العلماء‬
‫كاخلرقة البالية بعد أن‬ ‫أن يأت ��ي اليوم الذي يرميه في ��ه ِ‬ ‫ُأمناء الرس ��ل على عب ��اد الله ما لم يخالطوا الس ��لطان‬
‫وسخره خلدمته‪ ...‬ليس � ّ�جل التاريخ بجانب‬ ‫اس ��تخدمه ّ‬
‫ف ��إذا خالطوا الس ��لطان‪ ،‬فقد خانوا الرس ��ل فاحذروهم‪،‬‬
‫اسمه (منتهي الصالحية)‪l.‬‬
‫واعتزلوهم» رواه احلاكم وغيره (‪.)3‬‬
‫‪ l‬هواميش‪:‬‬ ‫وق ��د و ُروي أن ��ه ج ��اء اإلم ��ا َم الق ��دو َة س ��فيان الثوري‬
‫‪ .1‬صحي ��ح أنن ��ا ابتُ لينا بهذا الصنف من املنتس ��بني‬ ‫�اط فق ��ال‪ :‬إني رج ��ل أخيط ثياب الس ��لطان‪ ،‬هل أنا‬ ‫خ ّي � ٌ‬
‫زور ًا ألهل العلم‪ ،‬إال أنّ في األمة من العلماء احلقيقيني‬ ‫م ��ن أعوان الظلمة؟ فقال س ��فيان‪ :‬بل أن ��ت من الظ َلمة‬
‫العامل�ي�ن والدع ��اة املخلصني ما ُيثل ��ج الصدور وميلؤها‬ ‫أنفس ��هم!! ولك ��ن أع ��وان الظلم ��ة َمن يبيع من ��ك اإلبرة‬
‫أم ًال بالله ويقين ًا بأن املس ��تقبل لهذا الدين مبا فيه من‬ ‫واخليوط‪ .‬وي ��رى كثير من علماء األمة «احلقيقيني» أن‬
‫أهل علم وصالح الذين َح ِفظ الله بهم هذا الدين‪.‬‬ ‫ومعينهم‬ ‫من ق ّرب للطغاة حتى الدواة ُيعتبر مداهن ًا لهم ُ‬
‫تفس ��ر في‬
‫تقدم من آيات له مدلوالته التي ّ‬ ‫‪ .2‬كل ما ّ‬ ‫على طغيانهم‪.‬‬
‫س ��ياقها وبحس ��ب مراد الله منها‪ ،‬واملقالة ليست موضع‬ ‫فليت ��ق الله حاملو هذا اللقب‪ ،‬ولير ِّتبوا على علمهم‬
‫بيان ذلك‪.‬‬ ‫مقتض ��اه‪ ،‬وليعلم ��وا أن مداهنة الظال ��م وتلميع صورته‬
‫‪ .3‬ذك ��ر اإلمام الس ��يوطي في «الآلل ��ئ املصنوعة» بأن‬ ‫و َكيل املدائح له حتت أي ذريعة‪ ،‬لن يغ ّير من الواقع شيئ ًا‪،‬‬
‫«احلدي ��ث ل ��ه ش ��واهد كثيرة حس ��نة وصحيح ��ة ويفوق‬ ‫بل إنه يطمس احلقائق ويز ّيف وعي الشعوب فيضطرب‬
‫ويح َكم له معه ��ا على مقتضى‬ ‫عدده ��ا األربع�ي�ن حديث ًا ُ‬
‫ُ‬ ‫عندها ميزان التمييز بني احلق والباطل‪ ،‬ويزيد احلاكم‬
‫صناع ��ة احلدي ��ث ُ‬
‫باحلس ��ن»‪ .‬وأورده من جمل ��ة أحاديث‬ ‫طغيان ًا وإمعان ًا في الظلم‪.‬‬
‫كثي ��رة في جزئه «ما رواه األس ��اطني في عدم املجيء إلى‬ ‫الصدع باحلق وتبيينُه‬ ‫ُ‬ ‫إن أهم واجب منوط بالعالم‪:‬‬
‫السالطني»‪.‬‬ ‫للن ��اس بحكمة وتهيئة أس ��باب االختي ��ار الصحيح لهم‪:‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪5‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫احلب ال�صعب اللذيذ‬ ‫مساحة حب‬
‫بقلم‪ :‬إميان أحمد َش َراب‬
‫املدينة املنورة‬
‫اإلسالم عاملني‪ ،‬وفي اجلنة راغبني‪.‬‬
‫كل ذلك مع ًا؟ نعم! إنه ليس صعب ًا وليس سه ًال!‬
‫علين ��ا أو ًال أ ّال ننس ��ى تكليفن ��ا برعايته ��م «كلكم ٍ‬
‫راع‬
‫راع ومس ��ؤول عن‬ ‫وكلك ��م مس ��ؤول ع ��ن رعيت ��ه‪ ،‬فاإلم ��ام ٍ‬
‫راع ف ��ي أهل بيته ومس ��ؤول عن رعيته‪،‬‬ ‫رعيت ��ه‪ ،‬والرج ��ل ٍ‬
‫وامل ��رأة راعي � ٌ�ة في بي ��ت زوجها ومس ��ؤولة ع ��ن رعيتها‪»..‬‬
‫نرعى ونهذب ونربي ونعلّم محتس ��بني راضني حامدين‪،‬‬
‫�ض أصاب ��ع الن ��دم‬ ‫وإال س ��نتعب‪ ،‬ونُتعبه ��م معن ��ا‪ ،‬ون َع � ّ‬
‫لتفريطنا وتفريطهم‪.‬‬
‫ف ��ي الص ��ف املدرس ��ي‪ ،‬تتف ��اوت تصرف ��ات الط�ل�اب‬
‫منطو‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫والس ��لوك‪ ،‬فهذا مهذب‪ ،‬وهذه توقّ ر الكبير‪ ،‬وذاك‬
‫الش ��غب واملخالفة‪ ..‬كل منه ��م تظهر عليه‬ ‫وتل ��ك كثيرة َّ‬
‫تربيته‪ :‬الرعاية أو اإلهمال‪ ..‬الرحمة والرفق أو القسوة‬
‫والغلظ ��ة‪ ..‬الع ��دل أو التميي ��ز‪ .‬فالطلب ��ة واألبناء مرآة‬ ‫ِ‬ ‫ُي ِ‬
‫قلق���ون راحتن ��ا فنَغف ��ر‪ ..‬يؤ ّرق ��ون ليلن ��ا‬
‫تربيتنا‪ :‬نحن املسؤولون إذن!‬ ‫يوجعون قلوبنا فنرضى‪..‬‬‫فنسامح‪ِ ..‬‬
‫ال نختل ��ف أب ��د ًا عل ��ى أننا نحبه ��م‪ ،‬ولك ��ن علينا أن‬ ‫َّص ��ب‪ ..‬هم‬ ‫ه ��م الزين ��ة والتعب‪ ..‬ه ��م الس ��عادة والن َ‬
‫نُشعرهم باحلب قو ًال وعم ًال‪ ،‬نقول كلمة احلب صريحة‬ ‫الدنيا واآلخرة‪..‬‬
‫واضحة‪ :‬أنا أحبك‪ ،‬ونناديهم بـ‪ :‬حبيبي وحبيبتي‪.‬‬ ‫وح ُّبهم ال يحتاج إلى توصية وال تذكير‪..‬‬ ‫نُحبهم‪ُ ،‬‬
‫نعطف عليهم‪ ،‬منسح على رؤوسهم‪ ،‬نضع أكفّ هم بني‬ ‫إن ب َك� � ْوا‪ ،‬بكيناه ��م وبكين ��ا ما ُيبكيهم‪ ..‬وإن اش ��ت َك ْوا‬
‫أيدينا‪ ،‬نق ّبلهم ونعانقهم‪ ..‬أطفا ًال ومراهقني وشباب ًا‪.‬‬ ‫نقمن ��ا عل ��ى س ��بب ش ��كواهم‪ ..‬وإن فرحوا طرن ��ا نعانق‬
‫نحاورهم ونس ��تمع لهم ونحت ��رم آراءهم‪ ،‬ونتعاطف‬ ‫تس ��عنا األرض‬ ‫حظ� � ًا لم َ‬
‫األقم ��ار والنج ��وم‪ ..‬وإن نال ��وا ّ‬
‫ونقدرها مهما كانت أعمارهم ومهما كان‬ ‫ِّ‬ ‫مع مشاعرهم‬ ‫فخر ًا واعتزازاً‪.‬‬
‫بسيط ًا ما يقولون‪.‬‬ ‫ه ��م مح ��ور تفكيرن ��ا‪ ،‬نريده ��م ناجح�ي�ن متميزين‪،‬‬
‫نجُ لس ��هم من ��ذ عامه ��م األول جوارنا ونح ��ن نصلي‪،‬‬ ‫سعداء غير محزونني‪ ..‬نريدهم با ّرين محسنني‪ ،‬للكبير‬
‫ونأمرهم بها في الس ��ابعة‪ ،‬ونظ ��ل نع ِّلمهم إياها ونصبر‬ ‫موقري ��ن‪ ..‬م ��ن أنفس ��هم واثق�ي�ن‪ ،‬ولل َعلي ��اء طالب�ي�ن‪..‬‬ ‫ِّ‬
‫على ذلك‪.‬‬ ‫وبأمته ��م معتزّين‪ ،‬ومن أجل‬ ‫نريده ��م للمجتمع بانني‪ّ ،‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪6‬‬
‫فيح ِّلل ��و ن‬
‫وينــــق ��دون ويــــأتــــ ��ون‬ ‫ال نختلف �أبداً عل��ى �أننا نحبهم‪ ،‬ولكن علينا �أن‬
‫باجلديد البديع‪..‬‬
‫نع ِّلمه ��م ِب� � ّر األبوي ��ن؛ ماذا عليه ��م أن يفعلوا‬
‫نُ�ش��عرهم باحلب قوال ً وعمالً‪ ،‬نقول كلمة احلب‬
‫ليكونوا با ّرين‪ ،‬ونساعدهم على ِب ِّرنا‪.‬‬ ‫�صريح��ة وا�ضحــ��ة‪� :‬أن��ا �أحب��ك‪ ،‬ونناديهم بـ‪:‬‬
‫وكم تس ��هل التربية والتأديب في ظل وجود النموذج‬ ‫حبيبي وحبيبتي‪...‬‬
‫القدوة من اآلباء واألمهات‪ ،‬النماذج القريبة من األبناء‬
‫بجوارحه ��ا وقلوبه ��ا وعقولها‪ ..‬وفي ظل أج ��واء األمان‬ ‫جنع ��ل مي ��زان (افع ��ل وال تفع ��ل) حب الله ورس ��وله‬
‫واحلري ��ة والدعم والتش ��جيع والعقل واملنط ��ق‪ ،‬واللعب‬ ‫واإلس�ل�ام‪ :‬الولد املس ��لم يفعل ك ��ذا ليحبه الل ��ه‪ ،‬البنت‬
‫واالنط�ل�اق والرح�ل�ات والضح ��ك وامل ��رح‪ ..‬وف ��ي ظ ��لّ‬ ‫املس ��لمة ال تفع ��ل كذا ليحبها رس ��ول الل ��ه [‪ ،‬ويحبك‬
‫املدرس ��ة التي فيها يدرس ��ون‪ ،‬واحلي الذي فيه يسكنون‬ ‫الل ��ه ألن ��ك ص ��ادق‪ ..‬يحبك الرس ��ول [ ألنك تس ��اعد‬
‫واجلار الذي ُيجاورون‪...‬‬ ‫والدتك‪...‬‬
‫قال ��ت لي إحدى األخوات‪ :‬كم ه ��ي كثيرة الفنت‪ ،‬وكم‬ ‫نع ِّوده ��م على احلياء واحلش ��مة واحلجاب‪ ،‬نع ِّلمهم‬
‫أخشى بسببها على صغاري! أخاف عليهم زمانهم!‬ ‫الب ��ر والوف ��اء وتوقي ��ر الكبي ��ر‪ ،‬والرحم ��ة بالفق ��راء‬
‫ِ‬
‫قل ��ت‪ :‬ال منل ��ك إ ّال حتصينه ��م بالتربي ��ة اإلمياني ��ة‬ ‫والضعفاء‪ ،‬واالهتمام بش ��أن املس ��لمني في كل مكان في‬
‫املش ��بعة باحلب والعطف‪ ،‬والدعاء لهم كل يوم بالرضا‬ ‫العالم‪ ،‬والتعاطف معهم‪.‬‬
‫ُحب‪l‬‬
‫وخصال اخلير التي ن ّ‬ ‫حتمل املسؤولية‪ ،‬وند ِّربهم على التفكير؛‬‫نربيهم على ُّ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪7‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫لحظة صفاء‬

‫‪ ...‬وإنها ملتاع ُ‬
‫الغرور!‬
‫بقلم‪ :‬أمينة أحمد زاده‬
‫الغفل ��ة‪ ،‬وآث ��روا احلي ��اة الدني ��ا عل ��ى اآلخ ��رة؛ تفرغ ��وا‬
‫مللذاتها وش ��هواتها‪ ،‬وس َع ْوا جلمع حطامها‪ ،‬ومتكّ ن حبها‬
‫من قلوبهم‪ ،‬فأَلْهتْهم عن الله ورسوله بزخارفها وزينتها‬
‫َ‬
‫يخش ْوا لربهم‬ ‫وآمالها‪ ،‬فلم يذكروا موت ًا وال حساب ًا‪ ،‬ولم‬
‫وتناس� � ْوا أن هذه الدني ��ا مبا فيها من‬‫َ‬ ‫مقام� � ًا وال عذاب ًا‪،‬‬
‫مال وزينة وبنني إمنا هي فتنة للعباد‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬إمنا‬
‫أجر عظيم}‪.‬‬ ‫أموالكم وأوالدكم فتنة والله عنده ٌ‬
‫حب الدنيا رأس اخلطايا‬ ‫وقد جعل رس ��ول الله [ ّ‬
‫واآلثام‪ ،‬ولعن الذين يفنون حياتهم في حتصيل متاعها؛‬
‫فقال‪« :‬تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد اخلميصة‬

‫� ّأكد لنا اإلس�ل�ام أن الدنيا ليست مقصودة لذاتها‪،‬‬


‫عط َس ِخط» رواه البخاري‪.‬‬ ‫إن أعطي رضي وإن لم ُي َ‬
‫حب الدنيا ال يحقِّ ق س ��عادة النفس واطمئنانها‪،‬‬ ‫إن ّ‬
‫ألن املرء إذا مال إليها و ُأش ��ربت محبتها في قلبه س ��اءت‬ ‫وإمنا هي قنطرة إلى اآلخرة ومزرعة لها؛ فمن زرع إثم ًا‬
‫ظنونه وفس ��دت خواطره‪ ،‬ومألت قلبه ُّ‬
‫بالش ��ح والقس ��وة‬ ‫�قاء وعذاب� � ًا‪ ،‬ومن زرع في‬ ‫وفس ��اد ًا حصد يوم القيامة ش � ً‬
‫واحلرص واحلقد‪ ،‬وأورثته الهموم واألحزان‪ ،‬وألهته عن‬ ‫دني ��اه خي ��ر ًا ِوب ّر ًا حص ��د نعيم ًا وس ��عاد ًة ورضوان� � ًا‪ ،‬قال‬
‫الله تعالى‪ ،‬وأنس ��ته ذكر ر ّبه‪ ...‬وإذا نس ��ي ِذكْ ر ربه أنس ��اه‬ ‫عجلنا له فيها ما نش ��اء‬ ‫تعالى‪{ :‬من كان يريد العاجلة ّ‬
‫الله نفس ��ه حتى يورده موارد الهالك والضالل فيخس ��ر‬ ‫ً‬
‫ملن نريد‪ ،‬ثم جعلنا له جهنّم يصالها مذموما مدحورا‪،‬‬
‫أنفسهم‬
‫َ‬ ‫{نس ��وا الله فأنساهم‬ ‫الدنيا ولم يدرك اآلخرة‪ُ :‬‬ ‫ومن أراد اآلخرة وس ��عى لها س ��عيها وهو مؤمن فأولئك‬
‫أولئك هم الفاسقون}‪.‬‬ ‫سعيهم مشكورا}‪.‬‬ ‫كان ُ‬
‫روى الترم ��ذي من حديث أن ��س رضي الله عنه قال‪:‬‬ ‫ولذلك رس ��م لنا دينن ��ا العظيم معال ��م الطريق ملن‬
‫هم ��ه جعل الله‬ ‫ق ��ال رس ��ول الله [‪« :‬م ��ن كانت اآلخرة ّ‬ ‫أراد احلي ��اة الطيبة املباركة‪ ،‬وأعلن في وضوح وجالء أن‬
‫خلقت‬
‫ُ‬ ‫غاية اخللق هي عبادة الله ِوذكْره وطاعته‪{ :‬وما‬
‫�س إ ّال ليعب ��دون}‪ ،‬وأن الل ��ه تعالى قد كتب‬ ‫اجل � َّ�ن واإلن � َ‬
‫ميدون أعينهم إلى‬ ‫الس ��عادة لعباده الصاحلني الذين ال ّ‬
‫�إن الله تعاىل قد كتب ال�س��عادة لعباده ال�صاحلني‬ ‫مت ��اع احلي ��اة وزينتها‪ ،‬ويرغبون في نعي ��م الله وخلوده؛‬
‫الذين ال مي ّدون �أعينهم �إىل متاع احلياة وزينتها‪،‬‬ ‫حياته ��م ِج � ّ�د وعم ��ل‪ ،‬صب ��ر ومصاب ��رة‪ ،‬عب ��ادة خالصة‬
‫ويرغب��ون يف نعي��م الل��ه وخل��وده؛ حياتهم ِج ّد‬ ‫وإشفاق من قوله تعالى‪{ :‬أ َفحسبتم أنمّ ا خلقناكم ع َبث ًا‬
‫وعمل‪� ،‬صرب وم�صابرة‪ ،‬وعبادة خال�صة‪...‬‬ ‫وأنّكم إلينا ال ُترجعون}‪.‬‬
‫غي ��ر أنّ كثي ��ر ًا م ��ن الن ��اس الي ��وم غرق ��وا ف ��ي بحار‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪8‬‬
‫وارحتلت اآلخرة مقبلة‪ ،‬ولكل واحد منهما بنون‪ ،‬فكونوا‬
‫م ��ن أبناء اآلخ ��رة وال تكونوا من أبناء الدني ��ا فإن اليوم‬
‫حساب وال عمل»‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫عمل وال حساب وغد ًا‬
‫أما بعض السلف فقد كتب إلى أخ له فقال‪« :‬يا أخي‬
‫يخ ّيل إليك أنّك مقيم‪ ،‬بل أنت دائب الس ��ير‪ ،‬تس ��اق مع‬
‫متوجه إلي ��ك‪ ،‬والدنيا ُتطوى‬ ‫ّ‬ ‫ذل ��ك َس� � ْوق ًا حثيث ًا‪ ،‬امل ��وت‬
‫م ��ن ورائك‪ ،‬وم ��ا مضى من عمرك فليس ِبكا ٍّر عليك يوم‬
‫التغابن»‪.‬‬
‫�هره‬ ‫يومه يهدم ش ��ه َره وش � ُ‬ ‫فكي ��ف يف ��رح بالدنيا َم ْن ُ‬
‫يه ��دم س ��نتَه وس ��نتُ ه تهدم عم� � َره‪ ،‬كيف يف ��رح من يقوده‬
‫أجله‪ ،‬وتقوده حياته إل ��ى موته‪ ،‬وفي هذا قال‬ ‫عم ��ره إلى َ‬
‫بعضهم‪:‬‬ ‫غن ��اه ف ��ي قلب ��ه‪ ،‬وجمع علي ��ه ش ��مله‪ ،‬وأتت ��ه الدنيا وهي‬
‫وـما هــذه األيــام إال مـراح ُــل‬ ‫همه جعل الله َفقره بني عينيه‪،‬‬ ‫راغمة؛ ومن كانت الدنيا ّ‬
‫قاصد‬ ‫املوت‬
‫داع إلى ِ‬ ‫وف ّرق عليه شمله‪ ،‬ولم يأته من الدنيا إ ّال ما ُق ّدر له»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يحث بها ٍ‬ ‫ّ‬
‫تأملتَ أنها‬ ‫إن املؤم ��ن ال ��ذي رض ��ي بالل ��ه رب� � ًا وباإلس�ل�ام دين� � ًا‬
‫وأعجب شيء لو َّ‬
‫قاعد‬
‫ُ‬ ‫منازل ُتطوى واملسافر‬ ‫ُ‬ ‫ومبحم ��د [ نبي� � ًا ورس ��و ًال ال يركن إلى ه ��ذه الدنيا وال‬
‫وإذا كان اإلس�ل�ام يحذّ ر من الدنيا ويق ِّلل من شأنها؛‬ ‫خداعة‬ ‫ُيف�ت�ن بها وال ينهمك في طلبه ��ا‪ ،‬ألنه يعلم أنها ّ‬
‫فلي ��س معن ��ى ذل ��ك أن يقع ��د الن ��اس ع ��ن طل ��ب الرزق‬ ‫غدارة غ ّرارة ُمهلكة‪ ،‬ال تصفو لشارب‪ ،‬وال تبقى لصاحب‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وعمارة األرض؛ اإلسالم يطلب من املسلم أن تكون الدنيا‬ ‫لذّ اته ��ا فانية‪ ،‬وتبعاتها باقية‪ ،‬يفه ��م معنى قوله تعالى‪:‬‬
‫ف ��ي يدي ��ه ال في قلبه‪ ،‬ميلك الدني ��ا ولكنها ال متلكه وال‬ ‫همه في‬ ‫{وم ��ا احلي ��اة الدنيا إ ّال متاع الغ ��رور}‪ ،‬فيجعل ّ‬
‫تس ��تعبده‪ ،‬يس ��تمتع بط ِّيب ��ات احلي ��اة وحالله ��ا ويعم ��ل‬ ‫آخرته‪ ،‬فيستريح قلبه ويسلم دينه‪.‬‬
‫على توفيرها وحتصيلها‪ ،‬لتنمو ش ��جرة احلياة وتتجدد‬ ‫إن الدني ��ا ل ��و كان ��ت ذات قيمة لكان أَ ْول ��ى النّاس بها‬
‫وتتعمر وتتحقق خالفة اإلنس ��ان في هذه األرض بشرط‬ ‫رس ��ول الله [؛ فقد ُعرضت علي ��ه مفاتيحها وخزائنها‬
‫ّ‬
‫أن تك ��ون وجهت ��ه في ه ��ذا املتاع إل ��ى الدار اآلخ ��رة‪ ،‬قال‬ ‫فأب ��ى أن يقبله ��ا وأش ��اح بوجه ��ه عنه ��ا‪ ،‬وق ��ال‪« :‬م ��ا ل ��ي‬
‫تنس‬ ‫ول ِّلدنيا؟ وما أنا والدنيا إ ّال كراكب اس ��تظلّ حتت شجرة‬
‫تعال ��ى‪{ :‬وابت � ِ�غ فيم ��ا آتاك الل ��ه الدار اآلخ ��رة وال َ‬
‫نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك}‪.‬‬ ‫ثم راح وتركها» رواه أحمد‪.‬‬ ‫ّ‬
‫أختن ��ا احلبيبة‪ ...‬أخانا الكرمي‪ :‬لنس ��رع بالعمل‬ ‫وصح عن رسول الله [ أنّه م ّر على شاة ميتة فقال‪:‬‬ ‫ّ‬
‫قب ��ل انتهاء األجل‪ ..‬لنتذكر ُق ��رب الرحيل‪ ..‬ولن ُِع ّد لهذا‬ ‫«أت� � َر ْون هذه الش ��اة ه ِّينة على أهله ��ا؟» قالوا‪ :‬من هوانها‬
‫ولندخ ��ر الباقيات‬ ‫الي ��وم ُع ّدته‪ ،‬ولْنحس ��ب ل ��ه حس ��ابه‪ّ ،‬‬ ‫أل َق ْوها‪ ،‬قال‪« :‬والذي نفس ��ي بيده َللدنيا أه َون على الله‬
‫وخير أمال‪..‬‬ ‫خير عند ر ّبك ثواب ًا‬ ‫من هذه الش ��اة على أهلها»‪ ،‬ول ��و كانت الدنيا تعدل عند‬
‫ٌ‬ ‫الصاحلات ألنّها ٌ‬
‫ً‬
‫ولن ّت � ِ�ق الله وال جنعل ملعاصي الله علينا س ��بيال‪ ،‬وال‬ ‫الل ��ه جناح بعوضة ما س ��قى منها كافر ًا ش ��ربة ماء» رواه‬
‫نشتغل بالدنيا اشتغال من ال يجد عنها حتوي ًال‪ ،‬فليست‬ ‫ابن ماجه واحلاكم‪.‬‬
‫{خير ملن‬ ‫لن ��ا مق ��ر ًا وال َمقي�ل ً�ا‪ ،‬ولنعمل لآلخرة فإنه ��ا‪:‬‬ ‫أما الصحابة الكرام والتابعون لهم بإحس ��ان إلى يوم‬
‫ٌ‬
‫ال}‪l‬‬‫اتقى وال ُتظلمون فتي ً‬ ‫الدين واألتقياء الصاحلون‪ ،‬فكانت غاية جهدهم تعمير‬
‫علي رض ��ي الله‬ ‫آخرته ��م ورض ��وان ربه ��م؛ فه ��ذا س ��يدنا ّ‬
‫عن ��ه ينث ��ر كلماته البليغة قائ ًال‪« :‬ارحتل ��ت الدنيا مدبرة‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪9‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫احلجاب‪ُ ...‬ه ّوية ومت ُّيز‬
‫يف حوار مع الدكتورة فاتن خور�شيد‬
‫حاورتها‪ :‬منال املغربي‬
‫ضيفتنا في سطور‪:‬‬
‫الدكتــــورة فاتــن عبــد الرح‬
‫•‬
‫مـــن فؤاد سليمان خورشيد‪.‬‬
‫• متزوجة ولها ثالثة أبناء‪.‬‬
‫• املؤهالت العلمية‪:‬‬
‫جيا وهندس� �ة اخلالي �‬ ‫‪ -‬دكت ��وراه ف ��ي علم بيولو‬
‫مركز هندس ��ة اخلاليا ‪-‬‬ ‫�ا ‪ ،Cell Engineering‬من‬ ‫ري‬ ‫ب‬ ‫‪-‬‬ ‫دا‬ ‫جامعة جالسجو (إسكتلن‬
‫‪1422‬هـ‪.‬‬ ‫م‪/‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪01‬‬ ‫في‬ ‫يا)‬ ‫طان‬
‫‪ -‬ماج‬
‫عل‬ ‫ال‬ ‫ية‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫ن‪،‬‬ ‫يوا‬ ‫حل‬ ‫ا‬ ‫ياء‬ ‫س ��تير في علم األحياء ‪ -‬أح‬
‫وم ‪ -‬جام‬ ‫سعودية)‪ -‬في‪1989‬م‪1409/‬هـ‪.‬‬
‫ال‬
‫عة امللك عبد العزيز (جدة –‬
‫ج‬ ‫‪-‬‬ ‫وم‬ ‫عل‬ ‫ال‬ ‫ية‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫ء)‬ ‫حيا‬ ‫‪ -‬أستاذ مشارك (قسم األ‬
‫امعة امللك عبد العزيز‪.‬‬ ‫‪ -‬مشرفة كرسي الزا‬
‫مل العلمي ألبحاث السرطان‪.‬‬ ‫‪ -‬رئي‬
‫للب‬ ‫هد‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫املل‬ ‫كز‬ ‫مر‬ ‫في‬ ‫جة‬ ‫سة وحدة زرع اخلاليا واألنس‬
‫حوث الطبية‪.‬‬ ‫ئيس ��ة جلنة األبحاث النس ��ائ‬
‫‪-‬ر‬
‫إلع‬ ‫ل‬ ‫ية‬ ‫عامل‬ ‫ال‬ ‫ئة‬ ‫هي‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫ية‬
‫جاز ال‬
‫لسنة من ‪1425‬هـ‬ ‫علمي في القرآن وا ُّ‬ ‫إلى ‪1429‬هـ‪.‬‬
‫اب‬ ‫شب‬ ‫لل‬ ‫ية‬ ‫عامل‬ ‫ال‬ ‫دوة‬ ‫لن‬ ‫ا‬ ‫في‬ ‫‪ -‬عضو اللجنة الطبية‬
‫اإلسالمي (‪ )1425‬هـ‪.‬‬
‫براءات االختراع املس ّجلة‪:‬‬
‫•‬
‫ف�‬
‫جل‬ ‫ا‬ ‫يع‬ ‫صن‬ ‫وت‬ ‫صل‬ ‫(ف‬ ‫�م‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫با‬ ‫�ي مكتب البراءات اخلليجية‪،‬‬
‫فعال واجلزء األكثر فعالية‬ ‫زء احلي� �وي ال ّ‬ ‫ر‬ ‫ن)‪،‬‬ ‫طا‬ ‫سر‬ ‫من أبوال اإلبل الذي يحارب ال‬
‫‪.2008/1/16‬‬ ‫يخ‬ ‫تار‬ ‫ب‬ ‫‪،99‬‬ ‫‪62‬‬ ‫قم‬
‫‪،09‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫قم‬ ‫ر‬ ‫ية‬ ‫وب‬ ‫ألور‬ ‫‪ -‬في مكتب البراءات ا‬
‫بتاريخ‬
‫‪2009/6/17‬م‪ ،‬تغطي ‪ 35‬دولة‪.‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪93‬‬ ‫تب البراءات الصينية رقم ‪.7‬‬
‫‪ -‬في مك‬
‫‪.2009/9/‬‬ ‫‪3‬‬ ‫يخ‬ ‫تار‬ ‫ب‬ ‫‪،20‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪16‬‬
‫كما شاركت في العديد من املؤ‬
‫•‬
‫لع‬ ‫وا‬ ‫ية‬ ‫عامل‬ ‫ال‬ ‫ات‬ ‫دو‬ ‫لن‬ ‫وا‬ ‫ات‬ ‫متر‬
‫ربية‪ ،‬وأل‬ ‫عمل‪،‬‬
‫قت عدة محاضرات وأدارت ورش‬ ‫جناز‬ ‫إ‬ ‫لى‬ ‫إ‬ ‫فة‬ ‫ضا‬ ‫اإل‬ ‫ب‬ ‫فة‪،‬‬ ‫تل‬ ‫ولها مشاركات إعالمية مخ‬
‫ات بحثية‬
‫عديدة وكتب ونشرات علمية‪.‬‬
‫والدكت ��ورة فات ��ن خورش ��يد ‪ -‬ف ��ي ه ��ذا احلوار‬ ‫بالهوية اإلس�ل�امية‬
‫إن التمي ��ز بالعلم مع االعتزاز ُ‬
‫ال ��ذي أجرين ��اه معها‪ -‬تؤكد عل ��ى أنّ احلجاب والنقاب‬ ‫توجه ل ��كل ناع ��ق ومتط ��اول على‬
‫له ��و أوج ��ع صفع ��ة َّ‬
‫ل ��م يكون ��ا يوم ًا عائق ًا أم ��ام طلبها للعل ��م والتم ّيز فيه‬ ‫احلجاب الذي لم مينع املرأة املسلمة قدمي ًا وحديث ًا من‬
‫حتى تب ّوأت مكان ًا عالي ًا في ميدان البحث العلمي‪...‬‬ ‫أن تك ��ون راوية حديث وفقيه ��ة وعالمِ ة وأديبة ومجاهدة‬
‫حتم ��ل الس ��يف وترم ��ي بالق ��وس‪ ...‬وال ينك ��ر ذلك إال‬
‫فإلى احلوار‪:‬‬ ‫جاهل باحلضارة اإلسالمية‪ ،‬متغافل عن أسماء لنساء‬
‫‪ .1‬منب ��ر الداعي ��ات‪ :‬ما أب ��رز التحدي ��ات التي قد‬ ‫مس ��لمات مل َ ْعنَ في س ��ماء اإلسالم وتركن بصماتهن في‬
‫تواج ��ه الفتاة املس ��لمة أثناء مس ��يرتها العلمية على‬ ‫مختلف العلوم‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪10‬‬
‫ضوء جتربتك؟‬
‫• انــــــتـــــش� �ــــــار الفـــســــــــــاد اإلداري‬
‫واالجتمـــاعـــ ��ي‪ ،‬كثــ ��رة البيــــروقراطي ��ة‬
‫والعراقيل في مجتمعاتنا العربية‪ ،‬كثرة‬
‫وتعدد أوجهه ��ا وأس ��بابها؛ فتارة‬ ‫ّ‬ ‫الف�ت�ن‬
‫تك ��ون عب ��ر اإلنترن ��ت وتارة عبر وس ��ائل‬
‫اإلع�ل�ام وت ��ارة عبراألس ��واق وحتى عبر‬
‫العالق ��ات االجتماعي ��ة م ��ع الصديقات‬
‫املق ّرب ��ات م ��ن الفتاة أو عب ��ر االختالط‬
‫ف ��ي أماكن العم ��ل‪ ،‬وكل ذلك يحتاج إلى‬
‫د‪ .‬فاتن خورشيد في املختبر‬ ‫حتص�ي�ن جي ��د للفت ��اة وتوجيه وإرش ��اد‬
‫املس ��لمــة أن تنتهجـــ ��ه إلحـ ��راز التفـ ��وق والريـادة مــن‬ ‫ش ��امل وعام يبدأ منذ سن مبكرة لتربية‬
‫جديد؟‬ ‫وازع ديني جيد قادر على صد الفنت ودرء الشبهات‪.‬‬
‫• النظ ��ام وتنظي ��م وق ��ت امل ��رأة وإدارة األولوي ��ات‬ ‫‪ .2‬منب ��ر الداعي ��ات‪ :‬ه ��ل يش ��كل احلج ��اب عائق ًا‬
‫واهتمامه ��ا بالقراءة واالطالع املفي ��د املثمر وابتعادها‬ ‫أمام اإلبداع والتفوق العلمي؟‬
‫ع ��ن متضي ��ة أوقاتها في أش ��ياء ثانوية ق ��د تض ّرها وال‬ ‫• أب ��د ًا ال يش � ِّ�كل احلج ��اب أي عائق أم ��ام اإلبداع‬
‫تفوقه ��ا وإبداعه ��ا‪.‬‬ ‫العلم ��ي والتف ��وق ب ��ل عل ��ى العك ��س هو يس ��اعد على‬
‫تفيده ��ا‪ ...‬كل ذل ��ك يس ��اعد عل ��ى ُّ‬
‫باإلضاف ��ة إلى الصب ��ر واملصابرة للوص ��ول إلى الهدف‬ ‫التفوق؛ حيث إنه ُيس ��هم في تركيز الفتاة أو املرأة على‬
‫املنشود‪.‬‬ ‫وج ��ه العموم على دراس ��تها أو عملها‪ ،‬ويفرض ضابط ًا‬
‫‪ .5‬منبر الداعيات‪ :‬ما الذي ينقص الفتاة املسلمة‬ ‫ويضع حاجز ًا جيد ًا في التعامل مع الرجال‪ ،‬ويس ��اعد‬
‫والتميز‬ ‫اليوم حتى تكون مؤهلة حلمل شعلة االبتكار‬ ‫الغث والسمني‪.‬‬
‫على متييز املرأة بني ّ‬
‫ُّ‬
‫في حقول العلم واملعرفة وتستكمل املسيرة؟‬ ‫‪ .3‬منب ��ر الداعي ��ات‪ :‬م ��ا الص ��ورة الت ��ي يج ��ب أن‬
‫والتمس ��ك‬ ‫• ينقصه ��ا التس ��لح بالعل ��م واإلمي ��ان‬ ‫تكرسها الطالبة احملجبة في أذهان اآلخرين؟ وكيف‬
‫ّ‬
‫وس ��عة اطالعه ��ا ف ��ي مجال‬ ‫تواجه الطالبة احملجبة – ال سيما من تتابع دراستها‬
‫اجل ِّي ��د بدينه ��ا ومبادئه ��ا َ‬
‫واجل ّد في طلب‬ ‫ف ��ي دول الغ ��رب – تلك النظ ��رة املس ��تهجنة إليها من‬
‫تخصصه ��ا باإلضافة إلى املثاب ��رة ِ‬ ‫ّ‬
‫العل ��م‪ .‬كما أنّ االنضباط والنظام وإتقان اللغة‬ ‫ِق َبل بعض األساتذة والزمالء والزميالت؟‬
‫ومهارات احلاس ��وب هو مفت ��اح الزمن احلالي‬ ‫• يج ��ب عل ��ى الطالب ��ة احملجب ��ة أن تعكس صورة‬
‫للتفوق‪.‬‬ ‫ومتس ��كها بدينها‪ ،‬وال يكون ذلك‬ ‫ّ‬ ‫إيجابية عن حجابها‬
‫ردك على كل‬ ‫‪ .6‬منب ��ر الداعيات‪ :‬م ��ا ّ‬
‫وخ ُلقي� � ًا‪ ،‬وينبغ ��ي عليها‬
‫إال بتفوقه ��ا دراس ��ي ًا وعملي ��ا ُ‬
‫م ��ن يح ��اول أن يطعن باحلج ��اب‪ ،‬وعلى‬ ‫أن تعك ��س الوج ��ه احلض ��اري املميز للدين اإلس�ل�امي‬
‫كل م ��ن يوص ��م احملجب ��ات بالتخ ّل ��ف‬ ‫كالتس ��امح مث�ل ً�ا واالنضب ��اط في املواعي ��د والنظافة‬
‫وينعتهن بأبشع الصفات؟‬‫ّ‬ ‫والرجعية‬ ‫وااللت ��زام باألخالقي ��ات العام ��ة الت ��ي يح ��ب أن يراها‬
‫• احلجاب عبادة تدلّ على درجة صالح‬ ‫املجتم ��ع في ش ��عوبه‪ .‬والتزامها باالنضب ��اط والتف ّوق‬
‫وتعبده ��ا لل ��ه باألعم ��ال الصاحل ��ة‪،‬‬ ‫واخل ُلق الرفيع سرعان ما ُيغ ِّير أي نظرة سيئة لها في‬ ‫ُ‬
‫امل ��رأه ُّ‬
‫وااللتـــــــــ ��زام باحلجـــــ ��اب‬ ‫وق ��ت قصير ألن الغ ��رب غالب ًا يكون عاد ًال في تعامالته‬
‫الش ��رعي هو م ��ا تؤمر‬ ‫أن ُيثب ��ت الش ��خص جدارت ��ه‬ ‫م ��ع األش ��خاص مبج ��رد ْ‬
‫ب ��ه امل ��رأة املس ��لمة‬ ‫وا ِّتزانه‪.‬‬
‫سواء أكانت عاملة أم‬ ‫‪ .4‬منبر الداعيات‪ :‬ما السبيل الذي ينبغي للمرأة‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪11‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫متعلّمة‬
‫أم ر ّبــــــــــ ��ة‬
‫أس ��رة‪ ،‬وال أعتق ��د بأن ذلك‬
‫صعب أو غريب‪ .‬بل الغريب‬
‫ه ��و ج ��رأة املس ��لمة عل ��ى‬
‫الله وعلى رجال املسلمني‬
‫وغيره ��م وعل ��ى دينه ��ا‬
‫وحجابه ��ا وظهورها بكامل‬
‫زينتها‪ ،‬ثبتنا الله وإياكم على‬
‫الضيفة احملا َورة د‪ .‬فاتن في الصف الثاني في حفل إستالم شهادات‬ ‫َّ‬
‫احل ��قّ ‪ ،‬ومكّ ��ن املس ��لمني م ��ن‬
‫إظهار الصورة املشرقة لهذا الدين‬
‫ثم هدف ًا نهائي ًا كبير ًا اس َع ْي للوصول إليه بعزم وتصميم‬ ‫اجلميل املمتع‪ .‬بالنسبة للضجة على‬
‫احلجاب‪ :‬املفروض أن املرأة املسلمة متعلمة أو غير ذلك مهما بلغت احلرب عليك وبرزت املع ّوقات في طريقك‪...‬‬
‫ممن يتوقف‬ ‫ال تلتفت إليها‪ ،‬إذا التفتنا لها فذلك سيعيق استمرارنا‪ ،‬باملثابرة ستصلني‪ ،‬ومن يصل متأخر ًا أفضل ّ‬
‫فيجب أن نس ��تم ّر في رفع ديننا وبلدنا‪ ،‬وال يضيرنا هذا في منتصف الطريق وال يصل أبد ًا لنهايته‪.‬‬
‫اعلم ��ي أنّ ما أس ��هم في تراجع أمتن ��ا وتأخرها عدم‬ ‫النعي ��ق‪ .‬فنح ��ن أمة رس ��الة‪ ،‬والرس ��الة واضح ��ة وجلية‬
‫وس ��امية وعلين ��ا االجتهاد في تطبيقه ��ا بالطريقة التي إكمالن ��ا ال ��ذي بدأناه للنهاي ��ة؛ فمهم ��ا كان صغير ًا فهو‬
‫رس ��مها الله لنا وليس حسب أهوائنا الشخصية؛ فنأخذ س ��يجتمع ف ��ي النهاية مع باق ��ي األعمال ل َيس ��وقنا إلى‬
‫الطليعة‪.‬‬ ‫من الدين ما نريد ونترك ما ال يعجبنا‪.‬‬
‫‪ -4‬النظام وتنظيم الوقت وترتيب األولويات من أهم‬ ‫وأرى أن االلتزام باحلجاب هو فضل من الله عز وجل‬
‫علين ��ا‪ ،‬واحلجاب ُيعطي ق ��درة أكبر على العمل والعطاء أسباب الوصول إلى األهداف املنشودة‪.‬‬
‫‪ -5‬اتركي أثر ًا طيب ًا في أي مكان مت ّري به ليقال م ّرت‬ ‫بحرية أكثر‪ ،‬بعيد ًاَ عن العقول والقلوب املريضة‪ ،‬واحلمد‬
‫وجدت أن احلجاب يوفر ل ��ي احترام ًا وقبو ًال حينما من هنا فالنة؛ فالبصمة تبقى و ُتسهم في تغيير الصورة‬ ‫ُ‬ ‫لل ��ه‬
‫أتعامل مع أي ش ��خص س ��واء أكان ملتزم ًا بش ��رع الله أم الس ��يئة أو النمطية املرس ��ومة عنا وعن أجيالنا وشبابنا‬
‫ال‪ ،‬وحت ��ى م ��ع غير املس ��لم؛ فعمل ��ي هو ال ��ذي يقدمني واملسلني عموم ًا‪.‬‬
‫‪ -6‬مه ��م ج ��د ًا أن تكوني متأكدة أنك س ��تصلني بإذن‬ ‫لآلخر‪.‬‬
‫توجهينها إلى الله إلى هدفك فاس َعي لذلك‪.‬‬ ‫‪ .7‬منبر الداعيات‪ :‬نصيحة في الله ِّ‬
‫ف ��ي اخلتام نش ��كر الدكتورة الفاضلة فاتن خورش ��يد‬ ‫كل مسلمة؟‬
‫أنّ‬ ‫على‬ ‫ونؤكد‬ ‫�ه‪،‬‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫خصتنا‬ ‫الذي‬ ‫املاتع‬ ‫اللقاء‬ ‫�ذا‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫�ى‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫‪ -1‬احتس ��اب النية في كل عمل نؤديه؛ فإس�ل�امنا هو‬
‫الذي مي ِّيزنا عن س ��ائر الناس ألننا س ��نؤجر في النهاية الش ��خصية احلقيقية للمرأة املسلمة تبرز حني حتافظ‬
‫على أعمالنا؛ وحتى ولو لم تنجح يجب استحضار النيه على إس�ل�امها قلب� � ًا وقالب ًا‪ ...‬روح ًا ومنهج ًا وس ��لوك ًا مع‬
‫التميز في مجاالت العلم واملعرفة‪ ،‬على أن يتم ذلك في‬ ‫لتكون لنا ذخراً‪.‬‬
‫‪ -2‬س ��تواجهني أيته ��ا املس ��لمة مش ��اكل وجب ��ا ًال م ��ن ح ��دود الضوابط الش ��رعية التي أمرنا الش ��رع بااللتزام‬
‫الصع ��اب ال حص ��ر له ��ا‪ ،‬لذا ضع ��ي هدف� � ًا حالي� � ًا وقتي ًا بها التي من ش ��أنها أن تضمن صيانة املرأة املس ��لمة مما‬
‫صغير ًا تصليه بتخطي كل مشكلة أو هضبة من الصعاب‪ ،‬يخدش عقيدتها وآدابها اإلسالمية‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪12‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪13‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫اقتطعي هذا الغالف واح�صلي(�أو اح�صل) على خ�صم ‪٪10‬‬

‫اقتطعي هذا الغالف‬


‫واح�صلي(�أو اح�صل) على خ�صم ‪٪10‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪14‬‬
‫ف�ضف�ضة‬
‫�شارع نا�صية‬ ‫ِّ‬
‫ولكل ٍِ‬
‫بقلم‪ :‬خديجة مرعشلي‬
‫< ه ��ل نطلب من األمهات منع ش ��بابهن من النزول‬ ‫من العادات املس ��تحدثة الطارئة على مجتمعنا‬
‫إل ��ى الش ��ارع حت ��ى يجا َبهن بالعق ��وق والفج ��ور وعدم‬ ‫ع ��ادة احللق ��ات؛ وم ��ا أقص ��ده لي ��س حلق ��ات ُ‬
‫األ ُذن أو‬
‫اإلذعان؟ ‬ ‫حلقات الذِّ كر‪ ،‬وإمنا حلقات جتمع الشباب عند نواصي‬
‫< كيف السبيل للخروج من هذا الهم الكبير واأللم‬ ‫شارع من شوارعنا ‪ -‬وأتكلم حتديد ًا‬ ‫الش ��وارع! ففي كل ٍ‬
‫العظي ��م ونحن نرى ش ��باب ًا حتترق آماله ��م وأحالمهم‬ ‫عن شوارع بيروت ‪ -‬يتحلق الشباب على شكل جتمعات‬
‫الطرقات بنيران النارجيلة!‬
‫ُ‬ ‫على‬ ‫صغيرة فيجلس ��ون ويتس ��امرون ويتحادثون و َيطربون‬
‫ّ‬
‫فيتعطر الش ��ارع بروائح‬ ‫املعس ��ل؛‬
‫على أنغام نارجيالت ّ‬
‫فال حول وال قوة إال بالله‪.‬‬
‫العن ��ب والتف ��اح‪ ،‬وكذل ��ك بيوتنا وس ��تائرنا‪ ...‬مه ًال‪ ،‬ال‬
‫أيها الش ��اب‪ :‬أنت في أكثر مراح ��ل حياتك حيوية‬ ‫أري ��د رؤي ��ة عالم ��ات الغض ��ب ترتس ��م عل ��ى وجوهكم‪،‬‬
‫ونش ��اط ًا وجم ��ا ًال وخي ��ر ًا وإنتاج� � ًا‪ ،‬فاحلي ��اة بجمالها‬ ‫فاحلديث لم ينته بعد‪.‬‬
‫وخيرها وثمارها بني يديك؛ تنتظرك لتترك بصمتك‬
‫فله ��ذه اجللس ��ات فوائ ��د عدي ��دة وع ��ادات مفيدة؛‬
‫عل ��ى جوانبها‪ِ ،‬ولتُ ريها م ��ا لديك من ُق ُدرات وإمكانات‪،‬‬
‫فهي‪:‬‬
‫صغير مع‬
‫ٍ‬ ‫فال تترك كل هذا وال َت ْر ِمه في مش ��عل ٍ‬
‫فحم‬
‫محادثة تافهة ال توصلك إال إلى معصية الله‪ ،‬وتتركك‬ ‫واحد‬
‫ٍ‬ ‫فيغدق كل‬
‫< جتمع الشباب في بوتقة واحدة؛ ُ‬
‫وحيد ًا ضائع ًا ال حول لك وال قوة!‪l‬‬ ‫منهم عاداته السيئة على اآلخر‪ ،‬ومنها التدخني!!! ‬
‫< ُتلهيه ��م ع ��ن الطاع ��ات؛ فيم ��ر األذان تل ��و اآلخر‬
‫دون أن يح� � ِّرك أحده ��م قدم� � ًا لبل ��وغ املس ��جد وأداء‬
‫الفريضة! ومنهم َمن يطيل الس ��هر إلى ما قبل الفجر‬
‫صام ًا أذنيه عن ذلك‬
‫حت ��ى إذا ُرفع أذانه انصرف لينام ّ‬
‫النداء الذي يدعوه لإلقبال على الله‪.‬‬
‫< ُتض ّيق على الفتيات الدخول واخلروج ولو حلاجة‬
‫بهن والتع ّرض لهن‪ .‬‬
‫بعد املغرب‪ ،‬مخافة التحرش ّ‬
‫< وإن حاول أحدنا الش ��كاية أو االعتراض لم يس َلم‬
‫كسر ملرآة السيارة أو زجاجها! ‬
‫من أذى هؤالء من ٍ‬
‫ملتقى ملعاقرة‬
‫ً‬ ‫< ومنه ��م َم ��ن يجعل هذه احللق ��ات‬
‫اخلم ��ر ومنطلق ًا إل ��ى ارتكاب املزيد م ��ن احمل ّرمات في‬
‫أوكار الفساد‪.‬‬
‫< ِل َم كل هذا؟ هل نلغي نواصي الشوارع أم ماذا؟‬
‫الق َيم‬
‫< كيف س ��نتعامل مع ه ��ذا الكم الهائل م ��ن ِ‬
‫الهابطة التي ابتُ لي بها شبابنا؟‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪15‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫احلوار الأ�سري‪:‬‬
‫الثقافة املطلوبة‬
‫بقلم‪ :‬أميـن ذوالغـنى‬
‫الرياض‬

‫بجالء في األسرة واملدرسة واملسجد والعمل‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫بينِّ َ‬ ‫ملا كانت األس ��رة ن ��وا َة املجتمع‪ ،‬كان في اس ��تقرارها‬
‫ويطم ُح إليه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫يحبه ه ��و‬ ‫�رض على ولده ما ُّ‬ ‫ف ��األب يف � ُ‬ ‫جناح وفالح للمجتمع ك ِّله‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫و ُرق ِّيها‬
‫ويلزم ��ه مبا ُيؤثره ويتط َّل ُع إل ��ى حتقيقه‪ ،‬غي َر ناظر إلى‬ ‫ُ‬ ‫وال يتأتَّى هذا االستقرا ُر إال بوعي ُرعاتها واهتمامهم‬
‫َر َغب ��ات ول ��ده‪ ،‬وال إل ��ى حدود طاقت ��ه‪ ،‬وال إل ��ى ما يهوى‬ ‫الصغرى‪ ،‬التي‬‫السليمة في بيئتهم ُّ‬ ‫أسس التربية َّ‬ ‫بإرساخ ُ‬
‫ويحب!‬ ‫ومتتد فروعها ُش ً‬
‫عاعا‪ ،‬حاملة‬ ‫ُّ‬ ‫ال ريب ستتَّ س � ُ�ع مع األيام‪،‬‬
‫جتده عن ��د املع ِّلم في تعامل ��ه مع طالبه‪،‬‬ ‫ومث ��ل هذا ُ‬ ‫يانعة من املبادئ األصيل ��ة والقيم النبيلة؛ لتكون‬ ‫ً‬ ‫ثم ��ا ًرا‬
‫وفي سلوك الشيخ مع ُمريديه وتالمذته‪ ،‬فض ًال عن‬ ‫قدو ًة لآلخَ رين‪ ،‬ومثا ًال في اخلير ُيحتذى‪.‬‬
‫وصم أذنيه عن‬ ‫ِّ‬ ‫موظفيه‬ ‫تس� � ُّلط املدير على َّ‬
‫طلباتهم واحتياجاتهم‪.‬‬ ‫مع غياب احلوار‬
‫إن الكبي� � َر من ��ا قب ��ل الصغي ��ر‬ ‫وال ُتخط ��ئ الع�ي�ن ف ��ي واقعنا‬
‫�معه ويحاوره‬ ‫وجوه ��ا م ��ن اخلل ��ل‬‫ً‬ ‫املعاص ��ر‬
‫بحاج ��ة إلى من َيس � ُ‬
‫وتنف ُر نفسه من األوامر‬ ‫ويناقشه‪ِ ،‬‬ ‫مجتمعنا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫واالضطراب يحياها‬
‫والتوجيه ��ات املتتالي ��ة‪ ...‬وم ��ع‬ ‫أ َّدت إل ��ى كثي ��ر م ��ن القل ��ق‬
‫التواصل!‬‫ُ‬ ‫غياب احلوار ينقطع‬ ‫النفس ��ي‪ ،‬وال َع ��وار الروح ��ي‪،‬‬
‫ـــــك أن املــــــس� �ــؤولــــيــــ َة‬ ‫وال ش� � َّ‬ ‫هش� � ًا يعان ��ي‬
‫وأنتج ��ت جي�ل ً�ا ّ‬
‫الكب ��رى ف ��ي ذل ��ك ملق ��اةٌ عل ��ى‬ ‫قص ��و ًرا ف ��ي النم� � ِّو النفس ��ي‪،‬‬
‫عات ��ق الوال َدي ��ن‪ ،‬فهما الق ��دو ُة في‬ ‫واضطرا ًبا في الشخصية!‬
‫العالقة بينهما‬ ‫ُ‬ ‫األس ��رة‪ ،‬وإذا ما قامت‬ ‫وم ��ن مظاه ��ر ذلك ��م اخلل ��ل‬
‫والتواصل اإليجابي‪ ،‬وقامت‬ ‫عل ��ى احلوار‬ ‫واالضطراب‪ :‬كثر ُة اخلالف ِّ‬
‫والش ��قاق‬
‫ُ‬
‫عالقتُ هم ��ا بأوالدهم ��ا عل ��ى احل ��وار والنق ��اش‬ ‫عموما‪ ،‬وأفراد األس ��رة‬ ‫ً‬ ‫ب�ي�ن أفراد املجتمع‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫خصوصا‪ ،‬حتى ال تكاد ترى أ َس ًرا متماسكة متعاضدة‪،‬‬ ‫ً‬
‫واحت ��رام عقولهم وإبداء االهتمام بآرائهم‪ ...‬فإن األوالد‬
‫وستتبدى آثا ُر هذه التربية‬ ‫َّ‬ ‫بال ريب سينشؤون على ذلك‪،‬‬ ‫بل صرنا نرى إخو ًة أشقاء أشب َه باألعداء!‬
‫اإليجابية في شخصياتهم وسلوكهم‪..‬‬ ‫غياب‬
‫َ‬ ‫وإنّ م ��ن أس ��باب بروز ه ��ذه الظاهرة الس ��لبية‬
‫�ان‬
‫ثقاف ��ة احل ��وار ف ��ي مجتمعاتن ��ا العربي ��ة‪ ،‬وطغي � َ‬
‫تطبيق واقعي‬ ‫األنانية واأل َث َرة وح � ِّ�ب الذات وتعظيمها‪ ،‬والرغبة في‬
‫كالما إنشائ ّي ًا نظر ّي ًا‪،‬‬
‫وإذا كان ما سبق ال يعدو أن يكونَ ً‬ ‫قه ��ر َ‬
‫اآلخر وإلزام ��ه ما ال يلزم؛ عم � ً�دا أو جه ًال‪ ..‬وهذا‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪16‬‬
‫ف ��إن نش ��أ ف ��ي بيئ ��ة تربوي ��ة َس ��وية‪،‬‬ ‫وفقَني إلى تنش ��ئة‬ ‫أحم ُد الله أن َّ‬ ‫فإنني َ‬
‫و ُر ِّب � َ�ي عل ��ى احل ��وار وتنمي ��ة‬ ‫ول ��دي على احلوار والنقاش منذ‬
‫املواه ��ب والقُ ��درات‪ ،‬غ ��دا‬ ‫نعوم ��ة أظف ��اره‪ ،‬وق ��د ب � ُ‬
‫�دأت‬
‫صاحلا‬ ‫ً‬ ‫إنس ��انًا متز ًن ��ا‬ ‫وثيقة‬
‫ٍ‬ ‫عالقة‬
‫ٍ‬ ‫ذلك بإقامة‬
‫معطـــــ ��اء‪ .‬وإن نش� �ـــأ‬ ‫معــ ��ه‪ ،‬مبش� �ـاركتــه فــي‬
‫ـــع‬
‫ف ��ي بيئ ��ة َيش� �ي ُ‬ ‫كثيــ ��ر مــن نش ��اطاته‬
‫�اف‬ ‫فيه ��ا االخت�ل ُ‬ ‫الطـفــلـــيــــ ��ة‪ ،‬وفـــــي‬
‫و ا لتش� �ـــــا حــــن ‪،‬‬ ‫بداي ��ات وعيه ُ‬
‫قرأت‬
‫العطن‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وضي ��ق‬ ‫له مئات القصص‪،‬‬
‫وازدراء الصغير‪،‬‬ ‫ُ‬
‫قصة‬ ‫حت ��ى بات ��ت‬
‫أصب ��ح إنس ��انًا‬ ‫م ��ا قب ��ل الن ��وم‬
‫�ف الثق ��ة‬ ‫ضعي � َ‬ ‫�زءا م ��ن حيات ��ه‬ ‫ج� ً‬
‫َّ‬
‫مختل‬ ‫بنفسه‪ ،‬أو‬ ‫يقل في األهمية‬ ‫ال ُّ‬
‫النفـــ ��س حاقـــ � ً�دا‬ ‫ع ��ن األكل والش ��رب‬
‫على املجتمع‪.‬‬ ‫واللعب!‬
‫أسس جناح احلوار‬ ‫تقدم ��ه ف ��ي‬ ‫ُّ‬ ‫وم ��ع‬
‫ولك ��ي ينج � َ�ح احل ��وار‬ ‫الس� �ـــنِّ واإلدراك ش� �ـيــــئًا‬
‫كل ما‬ ‫فش ��يئًا كن ��ا نتحاور ف ��ي ِّ‬
‫في حتقي ��ق الغاي ��ات املرجتاة‬
‫يعن‬
‫كل س ��ؤال ُّ‬ ‫أق ��رأ له‪ ،‬وأجيبه عن ِّ‬
‫بد أن يرتك َز على أس ��س‪ ،‬من‬ ‫منه ال َّ‬
‫أهمها‪:‬‬ ‫له‪ ،‬وما أكث َر أس ��ئلتَه وم ��ا أذكاها وأعمقَها!‬
‫ِّ‬
‫همي أال أد َع س ��ؤا ًال من أس ��ئلته إ ّال أشفي غليله‬ ‫وجعلت ِّ‬ ‫ُ‬
‫�ول إلى احلقِّ‬ ‫< أن تك ��و َن الغاي ��ة من ��ه إمنا هي الوص � ُ‬
‫في اإلجابة عنه‪ ،‬مع تشجيعه على السؤال‪ ،‬والثناء على‬
‫التفاهم واالئتالف‪ ،‬وإلى اكتساب العلم‬ ‫ُ‬ ‫واحلقيقة‪ ،‬وإلى‬
‫م ��ا ُيبديه م ��ن آراء‪ ،‬وبذل اجلهد أ ّال يتح � َّ�و َل احلوار إلى‬
‫�س النقدي‪ ،‬ال‬ ‫واملعرف ��ة‪ ،‬وتوس ��يع امل ��دارك‪ ،‬وتنمية احل � ِّ‬ ‫ج ��دال عقي ��م‪ ،‬وال إل ��ى ثرث ��رة فارغة‪ ..‬بل أس ��عى في ِّ‬
‫كل‬
‫إبراز القُ درة على التغ ُّلب على اآلخَ رين وإفحامهم!‬
‫نقاش وح ��وار معه إلى الفائدة واإلقن ��اع‪ ،‬ورمبا َي ُح ُّجني‬
‫< تعوي ��د النفس ُحس ��نَ اإلصغ ��اء لآلخرين باهتمام‬ ‫وجنوح رأيي؛‬ ‫ُ‬
‫فأعترف بصواب رأيه ُ‬ ‫في بعض ما نناقشه‪،‬‬
‫وانتباه وحضور ذهن‪ ،‬وأن نستم َع أكث َر مما نتكلم‪.‬‬ ‫شاكرا له‪ ،‬ومع ِّززًا فيه الثق َة بالنفس وتقدي َر الذات‪..‬‬ ‫ً‬
‫احللم وس ��عة‬ ‫< ضب ��ط النفس ف ��ي احل ��وار‪ ،‬والتزام ِ‬ ‫النمط م ��ن التربية جعلني قري ًبا من ولدي‪،‬‬ ‫َ‬ ‫إن ه ��ذا‬
‫والتأدب مع احملا َور‪.‬‬‫ُّ‬ ‫الصدر‪،‬‬ ‫أسمعه ويسمعني‪ ،‬وأحاو ُره‬ ‫ُ‬ ‫حميمني‪،‬‬ ‫َ‬ ‫بل صرنا صديقَني‬
‫< التزام جا َّدة األمانة والنـزاهة في احلوار والنقاش‪،‬‬ ‫ويقيمها‬ ‫احل ّج َة عليه ُ‬
‫وأقيم ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويقنعني‪،‬‬ ‫قنعه ُ‬ ‫ويحاورني‪ ،‬و ُأ ُ‬
‫عما يجهالن‬ ‫خصوص ��ا مع األبناء‪ ،‬وإذا ُس ��ئل الوال ��دان َّ‬ ‫ً‬ ‫علي‪..‬‬‫َّ‬
‫فعليهما أ ّال يتر َّددا في قول‪ :‬ال أعلم‪ ،‬مع بذل اجلهد في‬ ‫�نة من عمره املبارك ‪-‬‬ ‫ومع انس�ل�اخ إحدى عش ��ر َة س � ً‬
‫السؤال والبحث عن جواب صحيح ُمقنع‪.‬‬ ‫إن ش ��اء الل ��ه ‪ -‬ب ��دت في ش ��خص َّيته ثما ُر تل ��ك التربية؛‬
‫التراج ��ع عن الرأي‪ ،‬واالعتراف‬ ‫ُ‬ ‫< املب ��ادرة إلى إعالن‬ ‫ثقة بالنفس‪ ،‬وقو ًة في الش ��خصية‪ ،‬وق ��در ًة على القيادة‪،‬‬ ‫ً‬
‫باخلط ��أ‪ ،‬إذا م ��ا ب ��دا ألح ��د املتحاو َري ��ن خط ��ؤه واقتنع‬ ‫اجة‪..‬‬ ‫وتفوقا في النقاش واملحُ َّ‬ ‫ً‬
‫بح َّجة اآلخَ ر‪..‬‬
‫ُ‬ ‫عجبون من جرأته األدبية‪،‬‬ ‫كثيرا من أصدقائي ل َي َ‬ ‫وإن ً‬
‫ويطي � ُ�ب ل ��ي أخي � ً�را أن أح � َّ�ث إخوان ��ي الق � َّ�راء عل ��ى‬ ‫و َرباطة جأشه في احلوار والنقاش‪ ،‬حتى ليتعاملون معه‬
‫مطالع ��ة كتا َب�ي�ن ناف َع�ي�ن ف ��ي املوض ��وع هم ��ا‪( :‬التربي ��ة‬ ‫ند لهم‪ ،‬وهو ُيجاريهم في الفهم واالستيعاب‪...‬‬ ‫وكأنه ٌّ‬
‫و(التواصل األس ��ري)‪ ،‬كالهما ألستاذنا املربي‬ ‫ُ‬ ‫باحلوار)‪،‬‬ ‫كل مول ��ود يول ��د عل ��ى الفطرة‪ ،‬كما ق ��ال الصادق‬ ‫إن َّ‬
‫د‪ .‬عبد الكرمي بكَّ ار حفظه الله تعالى ونفع بعلمه‪l‬‬ ‫[‪ ،‬ث ��م إنه ليتط َّب ُع بطباع أهله‪ ،‬ويكتس � ُ�ب ثقافة بيئته؛‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪17‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫حوار‬

‫دور اإلعالم في الثورة‬


‫يف حوار مع �إعالمي م�صري‬
‫حاوره‪ :‬األستاذ محمود القلعاوي‬
‫القاهرة ‪ -‬مصر‬

‫ب‬
‫طاقة تعريفية‬ ‫األ‬
‫�‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫ح‬ ‫ص‬ ‫ن‪:‬‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫س� �تاذ داود ح‬
‫ي وم‬ ‫قن� �‬
‫ق‬ ‫ت‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ائ‬ ‫خ� �رج أف�ل�ام وث‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫غ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫اة اجلزي� �رة منتج ً‬
‫ا‬
‫ل‪ ،‬عم� �ل في‬ ‫م‬ ‫ن من مؤسس� �ي‬
‫خبار وكا‬
‫ى‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫وعم� �ل فيه ��ا ح‬
‫‪,2000‬‬
‫زي‬ ‫جل‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪8‬‬ ‫م‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫القاه‬
‫رة نت عام‬ ‫‪ .2‬كما‬
‫ال‬ ‫اة‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫حل‬ ‫«ا‬ ‫ف‬ ‫عمل ف� �ي صح‬ ‫‪im‬‬ ‫‪e‬‬ ‫‪s‬‬ ‫و«‬ ‫م»‬ ‫و‬ ‫رة و«العالـم اليــ‬
‫لندنية» من‬ ‫‪»Cair‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪T‬‬ ‫ف� �ي‬
‫�‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫و‬ ‫ي»‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫و«السياس� �ي امل‬ ‫ل‬ ‫»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫س‬ ‫صحيف� �ة «القد‬
‫ك بكتابات‬ ‫ار‬ ‫أكثر‬ ‫ه‬ ‫عل� �‬
‫ا‪:‬‬ ‫ه‬ ‫من‬ ‫ً‬
‫ا‬ ‫قي‬ ‫ائ‬ ‫ث‬ ‫و‬ ‫م� �ن ‪ ١٢‬فيلم � ًا‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ج"‬ ‫ى ضف� �اف اخللي‬
‫"تس� �ونامي‬ ‫ألجان‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫حالي ًا‬
‫�‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫غ‬ ‫زي‬ ‫ما‬ ‫«أ‬ ‫و‬ ‫ب ف� �ي اخلليج‪،‬‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫خ‬ ‫ش� �ركة إنتاج مت‬
‫ر»‪ .‬ولديه‬ ‫�‬
‫ة‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ائ‬ ‫ث‬ ‫و‬ ‫تاج األفالم ال‬ ‫إن‬ ‫بالقاهرة‪.‬‬
‫را‬ ‫لب‬ ‫وا‬
‫مج التلفزيونية‬

‫فيه السياس ��ي باألخالقي باالقتصادي‪ ،‬حتى الس ��لوك‬ ‫أثبت ��ت الث ��ورات التي قام ��ت في بعض البل ��دان بأنّ‬
‫البش ��ري نفس ��ه‪ ،‬لقد كانت الثورة إيذان ًا مبيالد مصري‬ ‫س�ل�اح اإلعالم أكثر فتك ًا من أي سالح‪ ،‬وق ّوته تفوق قوة‬
‫جدي ��د في كل املجاالت؛ فألول مرة في التاريخ املصري‬ ‫أكب ��ر اجليوش‪ ،‬فن َْقل ص ��ور االحتجاجات وخاصة صور‬
‫احلديث واملعاصر ورمبا في التاريخ املصري كله‪ ،‬تخرج‬ ‫ضحايا القمع والتقتيل ووقائع املجازر التي مت عرضها‬
‫ث ��ورة بدون برنامج وبدون قائد من رحم الضياع‪ ،‬ضياع‬ ‫عبر الفضائيات أس ��هم بش ��كل كبير في إس ��قاط أنظمة‬
‫عدة أجيال‪ ،‬لم ي َر ْوا لهم حاضر ًا أو مستقب ًال‪ ،‬فالبطالة‬ ‫االستبداد في تونس ومصر وحتريك املجتمع الدولي‪.‬‬
‫متفشية‪ ،‬والتعليم في أسوأ أحواله‪ ،‬واحلالة السياسية‬ ‫كي ��ف عاش اإلعالم تل ��ك التجرب ��ة الفريدة؟ منبر‬
‫تعاني اجلمود والتشرذم‪ ،‬ومنافذ التغيير السلمي كافة‬ ‫الداعي ��ات التق ��ت اإلعالم ��ي املص ��ري املس ��تقل داود‬
‫مغلق ��ة على حفن ��ة من الفاس ��دين‪ ،‬واملجتم ��ع تقطعه‬ ‫حس ��ن الذي غط ��ى أخباري� � ًا تلك الثورة م ��ن القاهرة‪،‬‬
‫أم ��راض الفق ��ر والع ��وز والف�ت�ن الطائفي ��ة واجلرمي ��ة‪،‬‬ ‫وكان لنا معه هذا اللقاء‪:‬‬
‫والفس ��اد وص ��ل إلى احللق ��وم‪ ،‬وضرب مفاص ��ل الدولة‬
‫كافة‪ ،‬ولم يكن أمام الناس ملجأ إال ترك البلد واملغامرة‬ ‫‪ .1‬منبر الداعيات‪ :‬ما أبرز ما اس ��توقفك في هذه‬
‫باله ��روب ف ��ي مراك ��ب امل ��وت إل ��ى أوروبا‪ ،‬أو االستس�ل�ام‬ ‫الثورة؟‬
‫للوض ��ع الس ��ائد وانتظ ��ار امل ��وت‪ ،‬واإلصاب ��ة بحالة من‬ ‫‪ l‬في احلقيقة تعتبر ثورة اخلامس والعش ��رين من‬
‫الب�ل�ادة الفكري ��ة وفق ��دان األمل في أي ش ��يء‪ ،‬ال بديل‬ ‫يناير ثورة مختلفة بكل املقاييس عن ثورات العالم كله؛‬
‫غير ذلك‪ .‬فجاءت الثورة وكأنها البلس ��م الذي أزاح عن‬ ‫فلم تكن ثورة ضد رئيس مس ��تبد‪ ،‬أو ضد رموز للفس ��اد‬
‫صدور املصريني أدران احلياة‪...‬‬ ‫فحسب‪ ،‬إمنا كانت ثورة على نظام متعدد األوجه اختلط‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ .2‬منب ��ر الداعي ��ات‪ :‬كي ��ف‬
‫ي ��وازن الصحف ��ي ب�ي�ن مبادئ ��ه‬
‫وقناعات ��ه الت ��ي يؤمن به ��ا أثناء‬
‫تغطيته للحدث وبني املوضوعية‬
‫واحليادية الت ��ي يتطلبها العمل‬
‫الصحفي؟‬
‫‪ l‬الصحفي في األصل إنسان‪،‬‬
‫يؤم ��ن مبب ��ادئ وقيم ول ��ه موقف‬
‫سياس ��ي وإنس ��اني‪ ،‬وأعتق ��د أن ��ه‬
‫من الصعوبة أن ينجح الصحفي‬
‫في أن يكون محايداً‪ ،‬ويفصل ما‬
‫بني موقفه اإلنس ��اني والسياسي‬
‫ومب ��ادئ مهنته التي تتطلب منه‬
‫النظام الس ��ابق‪ ،‬وكذلك اس ��تضافة أقطاب املعارضة من‬ ‫أن يك ��ون ب�ي�ن طرف ��ي نقي ��ض‪.‬‬
‫قي ��ادات من اإلخوان املس ��لمني والش ��خصيات املس ��تقلة‬ ‫فمث�ل ً�ا خ�ل�ال تغطيت ��ي للث ��ورة‪ ،‬كان موقف ��ي الصحفي‬
‫املعارضة‪ ،‬وكذلك االعتذار عن جرائم النظام السابق‪.‬‬ ‫علي أن أكون متجرد ًا من موقفي السياس ��ي‪ ،‬لكن‬ ‫يحت ��م ّ‬
‫في قرارة نفسي كنت منحاز ًا للثورة‪ ،‬وكنت أود لو أستطيع‬
‫‪ .4‬منب ��ر الداعي ��ات‪ :‬م ��ا اإلضافات الت ��ي أضافتها‬ ‫حم ��ل الس�ل�اح‪ ‬وأكون فــــــي الصــــف األول بني الش ��هداء‪،‬‬
‫الثورة لإلعالم العربي؟‬ ‫لكن طبيعة العمل اضطرتني أن أكون في أماكن محددة‬
‫‪ l‬ف ��ي احلقيق ��ة‪ ،‬الث ��ورة أضاف ��ت الكثي ��ر لإلع�ل�ام‬ ‫ف ��ي أوقات محددة ألمتكن من القيام مبهمتي التي كنت‬
‫العرب ��ي؛ فق ��د أطلق ��ت املزي ��د م ��ن احلري ��ات واحل ��راك‬ ‫أعتبرها من أسلحة الثورة‪.‬‬
‫السياس ��ي املطالب بالتغيير‪ ،‬وميكن القول‪ :‬إن الطرفني‬ ‫لق ��د كان ضمي ��ري املهن ��ي مس ��تريح ًا وأن ��ا أنق ��ل ما‬
‫استفادا من بعضهما البعض‪ ،‬الثورة استفادت من تطور‬ ‫يج ��ري ب ��كل ص ��دق‪ ،‬لك ��ن املش ��اعر واألحاس ��يس خالل‬
‫وس ��ائل اإلع�ل�ام ف ��ي توس ��يع رقعته ��ا جغراف ّي� � ًا وعددي ًا‪،‬‬ ‫العم ��ل الصحف ��ي ال يس ��تطيع اإلنس ��ان أن يتجرد منها‬
‫واإلع�ل�ام اكتش ��ف موضوع� � ًا جدي ��د ًا جدي ��ر ًا بالبح ��ث‬ ‫وهو ميارس عمله الذي هو مس ��اهمة بس ��يطة في جناح‬
‫والتن ��اول اإلعالمي‪ .‬كذل ��ك قضت الثورة ‪ -‬من ضمن ما‬ ‫الثورة‪.‬‬
‫قضت عليه ‪ -‬على جانب كبير من اإلعالم الهابط‪ ،‬ظهر‬
‫ذل ��ك في برام ��ج (التوك ش ��و) وأغان ��ي (الفيديو كليب)‬ ‫‪ .3‬منبر الداعيات‪ :‬ما تقوميكم لتغطية التلفزيون‬
‫على سبيل املثال‪.‬‬ ‫الرسمي مبصر للثورة؟‬
‫***‬ ‫‪ l‬كان ��ت تغطي ��ة التلفزيون الرس ��مي املص ��ري للثورة‬
‫بائس � ً�ة للغاية‪ ،‬فق ��د أظهرت الثوار عل ��ى أنهم مجموعة‬
‫وال يبقى لنا في اخلتام سوى التأكيد على أن نُقالت‬ ‫م ��ن اخلارج�ي�ن على القانون؛ ف ُأطلقَ عليهم اس ��م الفئة‬
‫التغيي ��ر االجتماع ��ي تتس� � َّلم دوم� � ًا بق ��وة اإلع�ل�ام التي‬ ‫ووصفوا بألفاظ س ��يئة للغاي ��ة‪ ،‬وميكن القول‪:‬‬ ‫املندس ��ة ُ‬
‫ّ‬
‫الفعال‪ ،‬الذي تَفُ وق‬
‫أصبحت اليوم الس�ل�اح اجلماهيري ّ‬ ‫كان ��ت هناك مرحلتان للتغطية؛ األول ��ى قبل إقالة وزير‬
‫أفتك أنواع األس ��لحة‪ ،‬ش ��اكرين لضيفنا الصحفي داود‬ ‫اإلع�ل�ام أن ��س الفقي وحتويل ��ه للقضاء وس ��جنه بتهم‬
‫حس ��ن تلبيت ��ه دعوتن ��ا على صفح ��ات منب ��ر الداعيات‬ ‫فس ��اد‪ ،‬والثاني ��ة بع ��د جن ��اح الث ��ورة وإقالة النظ ��ام‪ .‬في‬
‫إلجراء هذا احلوار ‪l‬‬
‫املرحل ��ة الثانية لم يختلف التلفزيون املصري الرس ��مي‬
‫ع ��ن اجلزيرة ف ��ي تغطيت ��ه لألحداث وتس ��مية األش ��ياء‬
‫مبس ��مياتها واالعت ��راف بالث ��ورة واحلدي ��ث ع ��ن فس ��اد‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪19‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫�شخ�صية حواء يف القر�آن‬
‫‪-10-‬‬
‫املر�أة عندما تكفر!!‬
‫بقلم‪ :‬د‪ .‬صالح عبد الفتاح اخلالدي‬
‫عمان‬ ‫ّ‬
‫ن النس ��اء َم ْن تكون مث ًال ب ��ارز ًا ومنوذج ًا واضح ًا ال يعل ��م عدده ��م إال الل ��ه‪ ،‬وال نخ ��وض ف ��ي تعيني ذلك‬ ‫ِم َ‬
‫وأنعم العدد لعدم وجود نص نعتمد عليه‪.‬‬ ‫لإلميان واالس ��تقامة‪ ،‬وتكون مش ��هورة بالفضائل‪ِ ،‬‬
‫وق ��د انقس ��م أهل ��ه ف ��ي موقفه ��م م ��ن دعوت ��ه إل ��ى‬ ‫بها من مثال إيجابي رائع‪...‬‬
‫وم ��نَ النس ��اء َم ْن تك ��ون مث ًال بارز ًا ومنوذج� � ًا واضح ًا قسمني‪:‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬قس ��م اس ��تجابوا لدعوت ��ه وآمنوا ب ��ه وعبدوا الله‬ ‫للكف ��ر والس ��وء واالنح ��راف‪ ،‬وتك ��ون مش ��هورة معروف ��ة‬
‫وأطاع ��وه‪ ،‬وال نع ��رف عدده ��م وال أس ��ماءهم وال درج ��ة‬ ‫بذلك‪ ،‬وبئست مث ًال في هذا الضياع‪..‬‬
‫وكانت امرأة نوح وامرأة لوط منوذجني بارزين للكفر‪ ،‬قرابتهم ِلنوح عليه السالم‪ ،‬كل ما نعرفه أنهم قليلون‪.‬‬
‫‪ -2‬وقسم رفضوا دعوته‪ ،‬وأصروا على تكذيبه والكفر‬ ‫ولذلك ضربهما الله مث ًال للكافرين والكافرات!!‬
‫ام َرأَتَ بالله والش ��رك ب ��ه‪ .‬وال نعرف عددهم أيض� � ًا‪ .‬إمنا نعرف‬ ‫{ض� � َر َب ال َّلهُ َم َث�ل�ا ِل َّل ِذينَ َك َف � ُ�روا ْ‬
‫ق ��ال تعالى‪َ :‬‬
‫وط َكا َنتَا تحَ ْ تَ َعب َد ْي ِن ِم ْن ِع َب ِادنَا َصالحِ َ ينْ ِ منه ��م اثن�ي�ن من أق ��رب املقربني من ��ه في النس ��ب‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫ام َرأَتَ ُل ٍ‬ ‫ُوح َو ْ‬
‫ْ‬ ‫ن ٍ‬
‫يل ا ْد ُخال امرأته وابنه‪.‬‬
‫َاه َما َف َل ْم ُيغْ ِن َيا َعن ُْه َما ِمنَ ال َّل ِه شَ � � ْيئًا َو ِق َ‬
‫َفخَ ا َنت ُ‬
‫و ّمل ��ا أجنى الله نوح ًا وأتباعه‪ ،‬أمره أن يحمل معه في‬ ‫اخ ِلنيَ} (التحرمي‪.)10 :‬‬ ‫الد ِ‬
‫النَّا َر َم َع َّ‬
‫السفينة املؤمنني به من أهله واآلخرين‪ ،‬ونهاه عن حمل‬ ‫من هي امرأة نوح؟‬
‫أح ��د من أهل ��ه الكافري ��ن‪ ،‬لذلك لم يحمل مع ��ه امرأته‬
‫لق ��د «أبه ��م» الق ��رآن تفاصي ��ل أمرها‪ ،‬فل ��م يذكر لنا الكافرة وابنه الكافر‪.‬‬
‫اس ��مها‪ ،‬وال قرابته ��ا لنوح عليه الس�ل�ام‪ ،‬وال عمرها‪ ،‬وال‬
‫وال ��ذي يدعو للعج ��ب من موقف هذه امل ��رأة الكافرة‬ ‫ع ��دد أبنائها‪ ،‬وال س ��بب أو تفاصيل كفره ��ا‪ ..‬ألن القرآن‬
‫مفصل ��ة‪ ،‬وال رواية متخصص ��ة‪ ،‬إمنا زوج ��ة ن ��وح عليه الس�ل�ام أنها اختارت طري ��ق الكفر‪ ،‬مع‬ ‫ّ‬ ‫لي ��س كت ��اب قص ��ة‬
‫هو كتاب عبرة؛ يش ��ير إش ��ارات تربوية دعوية وال يخوض أن زوجها نبي ورس ��ول‪ ،‬واألص ��ل أن تكون أول من آمن به‬
‫وصدقه وتابعه ووافقه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ف ��ي التفاصي ��ل‪ ،‬ونحن نبقى مع الق ��رآن في حديثه عن‬
‫إن اختياره ��ا الكفر ومخالفة دي ��ن زوجها دليل على‬ ‫عما سكت‬ ‫أحداثه وشخصياته؛ نقول مبا قال به ونسكت ّ‬
‫عنه‪ ..‬وكل ما نعرفه عن هذا النموذج الصارخ للكفر أنها أ ّن ��ه لم يكن بني الزوجني انس ��جام وتوافق‪ ،‬و ُأنس ومودة‪،‬‬
‫وح ��ب ووئام‪ ،‬إمنا كان بينهما عالق ��ة زوجية مادية‪ ،‬تقوم‬ ‫امرأة نوح‪..‬‬
‫�ول كرمي على اللقاء اجلس ��دي الذي ينتج عنه احلمل واإلجناب‪،‬‬ ‫والعجي ��ب ف ��ي أمر ام ��رأة نوح أنّ زوجها رس � ٌ‬
‫علي ��ه الصالة والس�ل�ام‪ ،‬وأنه أ ّول رس ��ول أرس ��له الله إلى ولي ��س اللق ��اء الروح ��ي والس ��كون النفس ��ي‪ ،‬والتواف ��ق‬
‫الشرك الشعوري‪.‬‬ ‫قومه ليدعوهم إلى اإلميان بالله وعدم الكفر أو ِّ‬
‫وعندم ��ا ُتف َق ��د ه ��ذه املعان ��ي اإلنس ��انية الرائعة بني‬ ‫ب ��ه تعالى‪ ..‬وقد مكث فيهم داعية إلى الله ألف س ��نة إال‬
‫خمس�ي�ن عام ًا‪ ،‬فلم يس ��تجب له إال عدد قليل من قومه‪ ،‬الزوج�ي�ن‪ ،‬وتقتص ��ر العالق ��ة بينهم ��ا على ذل ��ك اللقاء‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪20‬‬
‫املراد بخيانة املرأتني‬
‫مل ��ا ض ��رب الله املث ��ل بامل ��رأة الكافرة‪ ،‬ذك ��ر أن املرأتني‬
‫خانت ��ا زوجيهم ��ا‪َ { :‬كا َن َت ��ا تحَ ْ ��تَ َع ْب َد ْي � ِ�ن ِم � ْ�ن ِع َب ِاد َن ��ا‬
‫َاه َم ��ا َف َل � ْ�م ُيغْ ِن َيا َعن ُْه َما ِمنَ ال َّل ِه شَ � � ْيئًا‬
‫َصالحِ َ ِ �ْي�نْ َفخَ ا َنت ُ‬
‫اخ ِلنيَ}‪.‬‬ ‫الد ِ‬ ‫يل ا ْد ُخال النَّا َر َم َع َّ‬ ‫َو ِق َ‬
‫والالف ��ت للنظ ��ر ف ��ي اس ��تخدام اآلي ��ة ورود ظ ��رف‬
‫امل ��كان «حتت» ف ��ي التعبير عن احلياة الزوجي ��ة‪َ { :‬كا َنتَا‬
‫تحَ ْ ��تَ َع ْب َد ْي ِن ِم ْن ِع َب ِادنَا َصالحِ َ ينْ ِ }‪ .‬ولم يقل‪ :‬كانتا مع‬
‫عبدين من عبادنا‪..‬‬
‫وفي ه ��ذا داللة عظيمة على تك ��رمي الزوجة املؤمنة‬
‫عندم ��ا تك ��ون «م ��ع» زوج مؤمن‪ ...‬ودالل ��ة عظيمة على‬
‫ه ��وان امل ��رأة عندم ��ا تخت ��ار الكف ��ر والس ��قوط‪ ،‬فتك ��ون‬
‫«حت ��ت» زوجه ��ا املؤم ��ن ولي ��س مع ��ه‪ ..‬وتن ��زل بكفرها‬
‫وانحرافها عن منزلتها‪ ،‬لتكون ساقطة «حتت» وأدنى!‬
‫وق ��د يلتب ��س عل ��ى بعضه ��م فه ��م خيان ��ة املرأت�ي�ن‬
‫لزوجيهم ��ا النب َّي�ي�ن‪ ،‬فيحمله ��ا على اخليان ��ة الزوجية‬
‫الع ��رض‪ ،‬ويظ ��ن أن املرأت�ي�ن كانت ��ا زاني َت�ْي�نْ !! وهذا‬
‫ف ��ي ِ‬ ‫ومحنة وعذاب ًا!!‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قاسية‬ ‫املجرد تكون احلياة الزوجية‬
‫فه ��م مغل ��وط م ��ردود‪ ،‬إذ لي ��س امل ��راد بقول ��ه تعال ��ى‪:‬‬
‫وال ش ��ك أن نوح� � ًا علي ��ه الس�ل�ام دع ��ا امرأت ��ه إل ��ى‬
‫العرض‪ ،‬ألن عرض املرأتني‬ ‫{ َفخَ ا َنت ُ‬
‫َاه َم ��ا} اخليانة في ِ‬ ‫اإلمي ��ان ع ��دة مرات‪ ،‬ولعله ��ا كانت أ ّول م ��ن دعاها‪ ،‬فلما‬
‫م ��ن ع ��رض زوجيهم ��ا‪ ،‬ومعل ��وم أن ِعرض النب ��ي طاهر‬
‫رفضت االس ��تجابة صب ��ر عليها‪ ،‬وحتمل أذاه ��ا‪ ،‬واعتبر‬
‫عفي ��ف‪ ،‬وأن ِ«فراش» الرس ��ول نظي ��ف ال ُي َدنَّس‪ ،‬وأنه لم‬
‫حياته معها محنة وابتالء يحتاج إلى صبر واحتساب‪.‬‬
‫« َتز ِْن» امرأة نبي أو رسول َقط‪..‬‬
‫من هي امرأة لوط؟‬
‫امل ��راد باخليانة في اآلية‪ :‬اخليانة في الدين‪ ،‬فالزوج‬
‫نبي رس ��ول داعي ��ة‪ ،‬وامرأته كافرة‪ ،‬وه ��ذه خيانة عظمى‬ ‫وكذل ��ك «أبه ��م» القرآن أيض� � ًا تفاصيل حي ��اة امرأة‬
‫منها له‪ ،‬ألنها رفضت دعوته‪ ،‬وكفرت به وبر ّبه‪..‬‬ ‫لوط لألسباب نفسها التي ذكرناها‪ ،‬فلم نعرف عنها إال‬
‫أنه ��ا ام ��رأة لوط‪ ،‬وأنها اختارت الكف ��ر رغم دعوة زوجها‬
‫ونأخ ��ذ من وصف كفر املرأتني باخليانة داللة هامة‪،‬‬
‫له ��ا‪ ،‬وأن لوط� � ًا اعتبرها ابتالء له‪ ،‬فتعامل معه بالصبر‬
‫وهي أن الكفر خيانة‪ ،‬والكافر والكافرة خائنان‪ ،‬واخلائن‬
‫واالحتساب‪...‬‬
‫ال يؤمت ��ن عل ��ى دين أو مال أو ِع ��رض أو وطن!! ولم‬
‫ُيغْ ِن نوح وال لوط عليهما الس�ل�ام عن امرأتيهما ش ��يئ ًا‬ ‫وملا أراد الله إهالك قوم لوط الكافرين أمره أن يسير‬
‫م ��ن عذاب الل ��ه‪ ،‬ولذلك أهل ��ك الله املرأتني ف ��ي الدنيا‬ ‫بأتباع ��ه وأهل ��ه املؤمنني‪ ،‬إال امرأت ��ه الكافرة‪ ،‬حيث أمره‬
‫م ��ع الهالك�ي�ن‪ ..‬وف ��ي اآلخ ��رة ُيدخلهم ��ا الله الن ��ار مع‬ ‫أن ُي ْبق َيه ��ا لتهل ��ك مع الكافرين الهالك�ي�ن‪ .‬قال تعالى‪:‬‬
‫الكافرين‪.‬‬ ‫{ َفن ََّج ْي َن ��ا ُه َوأَ ْه َلهُ أَ ْج َم ِع�ي�ن َ] ِإال َع ُجوز ًا ِفي ا ْلغ ِ‬
‫َاب ِرينَ ]‬
‫ُث َّم َد َّم ْرنَا اآلخَ ِرين} (الشعراء‪ .)172-170 :‬وتدل اآليات‬
‫ويبق ��ى ه ��ذا النموذج القرآني للمرأة عندما تكفر‬ ‫عل ��ى أن كل أهل لوط عليه الس�ل�ام كان ��وا مؤمنني‪ ،‬من‬
‫حتذير ًا لبنات حواء لئال يخترن ذلك الطريق فيخسرن‬ ‫األوالد والبن ��ات‪ ،‬وال نع ��رف عددهم‪ ،‬ول ��م يكفر من أهل‬
‫دنياهن و ُأ ُ‬
‫خراه ّن‪ ..‬فبئست املرأة عندما تكفر‪ِ ...‬ون ْعمت‬ ‫ّ‬ ‫بيته إال امرأته العجوز الهالكة‪.‬‬
‫املرأة عندما تستقيم‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪21‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫مع ال�شعر‬
‫َف ِه ْم ُتكم ! !‬
‫نظم‪ :‬عبد الرحمن العشماوي‬
‫الرياض‬
‫اآلنَ أ ْدرك � � � ُ�ت ت �ف��ري �ـ� ِ�ط��ي ِوإ ْج� ��رام� ��ي‬ ‫وأع � � � ��وام‬ ‫�وام ْ‬ ‫ف� �ه � ْ�م ��تُ � �ك � ْ�م ب � �ع � � َد أع� � � � � ٍ‬
‫أنعام‬
‫ِ‬ ‫�وق‪ ،‬ول �س��تُ � ُ�م م �ح� َ‬
‫�ض‬ ‫ل �ك� ْ�م ح �ق� ٌ‬ ‫بشر‬‫ٌ‬ ‫اآل َن أ ْدرك� � � � � ُ�ت م��ع��ن��ى أ َّن � �ك� ��م‬
‫ب� � ُ�ك� � ْ�م ج � �ن� ��ودي وق � � َّ�وات � ��ي وأَ ْزالم� � � ��ي‬ ‫بت‬ ‫فهمتكم ي��ا َب �ن��ي شعبي وق � ْ�د ِلع ْ‬
‫رم � � ��ز ًا إلقْ ��ـ��دام��ي‬ ‫و َك � � ��ا َن ت �ع��ذي � ُب �ه��م ْ‬ ‫مكم‬ ‫ن �ع��م‪ ،‬م�ل� ْ�أ ُت س �ج��ون��ي م��ن أ َك ِار ْ‬
‫آالم‬‫أَ ْص� � َل� � ْي ��تُ � �ه ��ا ف ��ي س �ج��ون��ي ن � ��ا َر ِ‬ ‫لطائفة‬‫ٍ‬ ‫ح �ك �م� ُ�ت ب��ال� ِّ�س �ج� ِ�ن ت��أب �ي��د ًا‬
‫�دام‬
‫إع � ِ‬ ‫�أص� � َد ْر ُت فيها ُح�ك� َم ْ‬ ‫ُأخ ��رى‪ ،‬ف � ْ‬ ‫ٌ‬
‫طائفة‬ ‫و َل � � ْ�م َت � � � َد ْع َس� ْ�ع � َي �ه��ا ل �ل� ِّ�دي� ِ�ن‬
‫بسيف ال� ُّ�ظ� ْل� ِ�م أحالمي‬ ‫ِ‬ ‫فيه‬‫قت ِ‬ ‫حقَّ ُ‬ ‫أرض � ُ�ك � ُ�م اخل��ض��را َء ُم ْع َتقَال‬ ‫َج � َع � ْل� ُ�ت َ‬
‫�ص وك� � � � � � ��ذَّ ٍاب ومنَّ � � � � ِ�ام‬ ‫ن ل � � � ٍّ‬ ‫م�� ��ا ب� �ي� � َ‬ ‫ُ‬
‫أط� َل� ْ�ق� ُ�ت فيكم على ظ � ْل� ٍ�م َجال ِوزَتي ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫داع وص � � � � � � َّ�و ٍام وق� � � � � َّ�و ِام‬ ‫ِّ‬
‫ِم� � � � ْ�ن ُك� � � ��ل ٍ‬ ‫ن� �ع � ْ�م‪َ ،‬ج� � َع� � ْل � ُ�ت ب� �ي ��وتَ ال� �ل � ِ�ه خ � ِ�اوي ��ةً‬
‫وع� � ��ن وس� ��ائ� ��ل إع�ل��ان� ��ي وإع �ل�ام� ��ي‬ ‫مآذ ِنكم ‬ ‫ح �ت��ى األذانُ ت � ��وارى ع ��ن ِ‬
‫َح� ��ار ْب� ��تُ � �ه� ��ا ب ��إه ��ان ��ات ��ي وإ ْرغ � ��ام � ��ي‬ ‫�اب ال��ع��ذارى ف� ْ�ه��و ُم ْع ِضلةٌ‬ ‫َّأم ��ا ح �ج� ُ‬
‫ف�ي�ه��ا م � َع� ِ�ال� ُ�م ِم�� ْ�ن َق� ْ�س ��ري وإ ْل ��زام��ي‬ ‫الفتةً‬ ‫�ان ِ‬ ‫ُّ‬
‫َن � َع �ـ �ـ��م‪ ،‬ج�ع�ل� ُ�ت م ��نَ ال��ط �غ �ي� ِ‬
‫✽ ✽ ✽‬
‫أ َّي� � ��ام � � �ك� � ��م مب� ��آس � �ي � �ه� ��ا وأ ّي � � ��ام � � ��ي‬ ‫ل� ِ�ك� َّن�ن��ي اآلنَ ي��ا ش�ع�ب��ي وق ��د َسلف َْت‬
‫ــهامي‬ ‫�ض� ُ�ل إفْ ِ‬ ‫ف� ِ�ه� ْ�م� ُ�ت �ك��م‪ ،‬وإل �ي �ك��م ف� ْ‬ ‫�وم ال �ل �ي� ِ�ل َت� ْ�ش � َه� ُ�د لي‪:‬‬ ‫أق��و ُل �ه��ا‪ ،‬وجن� � ُ‬
‫�زام‬‫وك � �ن� � ُ�ت ُأب � �ص� � ُ�ر ف �ي �ك��م ش� �ك � َ�ل أقْ � � � ِ‬ ‫ُ‬ ‫ف� ِ�ه� ْ�م��تُ �ك��م‪ ،‬ف �ل �ق� ْ�د ص� � ْ�رمت َع َم ِالق ًـة‬
‫تام‬
‫�ف بأ ْي ِ‬ ‫أ ْرح� ��م ف �ق �ي��راً‪ ،‬ول� � ْ�م أَ ْل�� ُ�ط�� ْ‬ ‫فهمتها اآل َن‪ ،‬إ ِّن ��ي ق� ْ�د َظ � َل� ْ�م� ُ�ت‪ْ ،‬‬
‫ولم‬
‫الظامي‬ ‫أق� � � ِّ�د ِم امل � ��ا َء ل �ل� ُ�م� ْ�س � َت �ن �ج� ِ�د َّ‬ ‫ول � � ْ�م أق � � � ِّ�د ْم ط��ع��ام�� ًا ل��ل��ج��ي� ِ�اع‪ ،‬ولم‬
‫�ام‬‫أم� �ن���ح ت�ل�ام� �ي ��ذك ��م ِح� � �ب � ��ر ًا ألق��ل� ِ‬ ‫�راة‪ ،‬ول���م ‬ ‫ول� � � ْ�م أق� � � � ِّ�د ْم ث� �ي ��اب� � ًا ل � �ل� � ُ�ع� � ِ‬
‫�رام‬ ‫وق� ��اب � �ل� ��وا ُل � � � ��ؤ َم أخ �ل��اق � ��ي ب � ��إك � � ِ‬ ‫كم‪ ،‬فافْ َهموني‪ ،‬وافْ هموا ُلغتي‬ ‫فه ْمتُ ْ‬ ‫ِ‬
‫�اح أحكامي‬ ‫�وف ُأص � � � ِ�د ُر ل�ل�إص�ل ِ‬ ‫وس � � َ‬ ‫�واب ال� �ع� �ط ��اءِ لكم‬ ‫إ ّن � ��ي س ��أف�� َت � ُ�ح أب� � � َ‬
‫ي ��ا إخ ��وت ��ي وب� �ن ��ي ع � ِّ�م ��ي وأ ْرح� ��ام� ��ي‬ ‫تعاونكم ‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫ه َّيا‪ ،‬ضعوا في ي��دي أ ْي��دي‬
‫ط� � َوي � ُ�ت ِع� ْ�ق�� َدي� ِ�ن ف��ي ُظ� � ْل � ٍ�م وإظ �ل ِ‬
‫�ام‬ ‫وقد‬
‫�اح‪ْ ،‬‬ ‫�ص�ب� ِ‬
‫�ور ال� َّ‬ ‫�وت على ن� ِ‬ ‫إ ِّن��ي ص�ح� ُ‬
‫جل� �ـ� � ْو ِر أقدامي‬ ‫�لام��ه ف��ي ط��ري� ِ�ق ا َ‬ ‫أح َ‬ ‫دع َس ْت‬ ‫الشعب ال��ذي َ‬ ‫ُ‬ ‫فهمتكم‪ُّ ،‬أي�ه��ا‬
‫َ‬
‫م � � ْ�ن غ��فْ ��ل��ت��ي وض �ل�االت� ��ي وآث ��ام ��ي‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫اآلن أ ْدرك� � � � ُ�ت أن�� ��ي ك� �ن � ُ�ت ف ��ي َن� �ف � ِ�ق‬
‫✽ ✽ ✽‬
‫الدامي‬ ‫الصدى وا ّل َلظى في َقل ِْبه َّ‬ ‫إ َّال َّ‬ ‫طبته‬
‫خل ِ‬ ‫أَنْهى احل��دي��ثَ ‪ ،‬ول� ْ�م يفـطن ُ‬
‫ف� � ��اتَ األوانُ ‪ ،‬ف �ل�ا ت ��رك ��ن ألوه� � � ِ�ام‬ ‫ين ِبه‪:‬‬ ‫�ج � َل� ْ�ت ص� ْ�رخ� ُ�ة امل�س�ت�ه��زئ� َ‬ ‫وج � ْل� َ‬
‫َ‬
‫إذا َت � � � َ‬
‫�ط � � ��ا َو َل ف��ي��ن��ا َج� � � ��و ُر ُح� ��كَّ � � ِ�ام‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ن � �س � � ْي� ��تَ أنَّ ل� �ن���ا ر ّب � � � � �ا ن� � �ل � ��وذ ب�� ِ�ه‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪22‬‬
‫مراتع‬ ‫ربيع �أعمارنا‬
‫ال ِّ�صبا‬ ‫ق�صتي مع ال�سكاكر‬
‫غ�صن الكري�ستال‬ ‫‪ ...‬ك ــان �أُ ّم ــة!‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪23‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫فَ تية‬
‫حات‬
‫طمو‬
‫ربيع أعمارنا‬
‫�أعزائي‪:‬‬
‫ها هو فصل الربيع قد أطلّ بصورته البهية‪ ،‬كأمنا يرسم لوحة فنية جميلة نابضة باحلياة‪ ،‬األرض‬
‫اكتس ��ت ُحلّة خضراء‪ ،‬واألش ��جار لبس ��ت أثوابها من جديد‪ ،‬صفحة املياه العذبة في األنهار تلمع حتت‬
‫أش ��عة الش ��مس الباس ��مة‪ ...‬أرأيتم أعزائي؟ حتى الطبيعة تتغير بني موسم وآخر‪ ،‬لتتالءم مع حاجات‬
‫اإلنسان‪ ،‬ولتؤدي دورها في خدمته حتى تستمر احلياة‪ .‬فما رأيكم لو تفكرون باألمور التي إن غ ّيرمتوها‬
‫حس ��نة مفيدة‪ ،‬وط ّورمت أداءكم في العديد من أفعالكم‪ ،‬وربحتم رضا‬ ‫في ش ��خصياتكم اكتسبتم عادات َ‬
‫الله ومحبة الناس؟ وسأعطيكم بعض األمثلة التي تساعدكم على التفكير في االجتاه الصحيح‪:‬‬
‫< س ��ارعوا إل ��ى تغيير طريق ��ة تعاملكم مع والديكم؛ ب ��أن تطيعوهم وتت ��و ّددوا إليهم بالكالم‬
‫الطيب والسلوك احلسن‪ ،‬وفي تنفيذ نصائحهم وتوجيهاتهم‪.‬‬
‫< احرص ��وا عل ��ى تغيير أس ��لوب مذاكرتك ��م؛ وذلك بأن تعتمدوا على أنفس ��كم وف ��ق توجيهات‬
‫أمهاتك ��م‪ ،‬وأن تعتن ��وا أكثر بها‪ ،‬فال تدعوا اللعب ومتابعة برامج األطفال في التلفاز أن تش� � ِّوش عليكم‬
‫أثناء املذاكرة‪.‬‬
‫< ب ��ادروا إل ��ى حتس�ي�ن طريقة تعاطيكم مع زمالئكم؛ بأن جتعلوها خالية من كل ما يش ��وبها‬
‫من ضرب أو شتم أو خصام‪.‬‬
‫والتغير نحو األفضل؛ علي ��ه أن يكون مثلها‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫فاملس ��لم ينبغ ��ي أن يك ��ون مثل الطبيعة دائم التج ��دد‬
‫حسن الصورة‪ ،‬ط ِّيب األخالق‪l...‬‬
‫محب للخير‪ ،‬كثير العطاء‪َ ،‬‬
‫سهاد‬

‫للصبيان فقط‪:‬‬
‫أعزّاءنا‪ :‬وعدناكم سابق ًا بأن نخصص لكم صفحة في‬
‫(مرات ��ع الصبا)‪ ،‬وفع ًال ترقبوا ابت � ً‬
‫�داء من العدد املقبل ما‬
‫أعددن ��اه لكم من مهارات كش ��فية س ��تُ فيدكم وحتقق لكم‬
‫املتعة والتسلية‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪24‬‬
‫درس تع َّل ُ‬
‫مته‬

‫قصتي مع السكاكر‬
‫�أ�صدقائ���ي األع ��زاء‪ ،‬أحبب � ُ�ت أن أش ��ارككم أح ��د املواقف الت ��ي حدثت مع ��ي مؤخراً‪،‬‬
‫أفضل تناول الس ��كاكر والعصائر على‬‫وتعلّمت منه دروس� � ًا جمة‪ ،‬والقصة هي‪ :‬أنني كنت دوم ًا ّ‬
‫وجبات الطعام والفاكهة واخلضراوات‪.‬‬
‫لو تعلمون مقدار احلزن الذي كان يصيب قلب أمي عندما كنت ال آكل إال ال َنزْر اليسير من‬
‫�تد حزنه ��ا عندما كنت أهرع بعد الغداء‬ ‫تعبت في حتضيره وتزيينه لي‪ ...‬ويش � ّ‬ ‫ْ‬ ‫الطع ��ام الذي‬
‫والعش ��اء لتناول ما اش ��تريته من مصروفي اخلاص من س ��كاكر وعلكة وتش ��يبس ومش ��روبات‬
‫غازية وحلوى ملونة‪.‬‬
‫ال تظنوا أنّ أمي تغاضت عن هذا األمر؛ فلقد حذرتني كثير ًا من مخاطر اإلفراط بتناول‬
‫هذه املنتجات غير الصحية‪ ...‬أما أبي‪ ...‬آخ من أبي‪ ...‬فلقد حرمني من املصروف مرات عدة‬
‫صرت آكلها ِخلسة دون أن يراني أحد من أهلي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ولكني لم أرتدع؛ فقد‬
‫وحدث ما لم يكن في احلسبان‪ ...‬في إحدى الليالي استيقظ والداي على صوت بكائي‪...‬‬
‫وجع شديد في أسناني وبطني‪ ...‬وقتها لم أمن الليل من شدة األلم‪ ...‬ولم تنفع محاوالتهما‬
‫اليائسة لتخفيف أملي‪.‬‬
‫ذهبت في اليوم التالي إلى الطبي ��ب الذي أعطاني العالج‬ ‫ُ‬ ‫ول ��م يس ��كن الوجع إال عندم ��ا‬
‫املناسب‪.‬‬
‫الدروس التي تعلمتها من هذا احلدث كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫والدي‪ ،‬وال يكون ذلك إال بطاعتهما وباالستماع لنصائحهما‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫< أن احترم‬
‫< االهتم ��ام بصحتي من ناحية االنتظام بتناول الوجبات الثالث الرئيس ��ة املغذّ ية‪ ،‬وعدم‬
‫اإلفراط بتناول السكاكر وغيرها‪ ،‬واحلفاظ على نظافة أسناني دائم ًا‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪25‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫�سيدنا �إبراهيم عليه ال�سالم‬
‫(‪)1‬‬

‫‪ ...‬كان �أُ ّمة!‬


‫بقلم‪ :‬إميان َش َراب‬
‫املدينة املنورة‬

‫يف الزمان القدمي جداً‪ ،‬عاش ناس في العراق عبدوا الكواكب والشمس والقمر‪ ،‬وفئة أخرى عبدوا األصنام‬
‫ولد اسمه إبراهيم‪ .‬ك ُب َر إبراهيم‪ ،‬وكان طيب ًا متسامح ًا‬
‫التي كان يصنعها شخص اسمه آزر ويبيعها لهم‪ُ .‬ولد آلزر ٌ‬
‫وذكي ًا جداً؛ فلم يعبد شيئ ًا مما َع َبد الناس في زمانه‪ ،‬بل عبد الل َه وحده‪ ،‬وأحبه اللهُ كثيراً‪.‬‬
‫أخذ إبراهيم عليه الس�ل�ام يفكر فيما يعبد الناس من كواكب‪ ،‬فجلس يتأمل النجوم في الليل‪ ،‬فرأى جنم ًا‬
‫المع� � ًا‪ ،‬فق ��ال‪ :‬م ��ا أجمل هذا النجم‪ ،‬هو ربي‪ .‬ولكن ��ه ملا رآه اختفى‪ ،‬قال‪ :‬ال‪ ،‬ليس هذا رب ��ي‪ .‬ملا طلع القمر أخذ‬
‫ينظ ��ر إلي ��ه ويق ��ول‪ :‬هذا أكبر‪ ،‬إنه ربي‪ .‬ولكن ��ه اختفى أيض ًا‪ ،‬فقال‪ :‬ال أحب أن يختفي إلهي‪ .‬فطلعت الش ��مس‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إنها أكبر وأجمل وأعظم‪ ،‬إنها مشعة ومضيئة‪ ،‬يبدو أنها هي الرب! ولكنها غابت أيض ًا!‬
‫أخذ س ��يدنا إبراهيم يفكر‪ :‬ما هذه الكواكب التي يعبدها الناس؟ إنها تظهر وتختفي! اإلله ال يختفي‪ ،‬بل‬
‫هو موجود دائم ًا وهو عظيم‪ ،‬أعظم من الش ��مس والقمر ومن كل ش ��يء‪ ،‬هو الذي يتصرف في الش ��مس والقمر‬
‫والكواكب والهواء واملطر‪...‬‬
‫فذهب للناس وأخبرهم أن الله أعظم من الكواكب التي يعبدونها وهو الذي خلقها‪ .‬ولكنهم أغلقوا عقولهم‬
‫ورفضوا االقتناع‪.‬‬
‫‪ l‬كان سيدنا إبراهيم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬حزين ًا جد ًا من أجل والده الذي يصنع األصنام ويعبدها كما يفعل‬
‫أبت‪ِ ،‬ل� � َم ال تعبد الله؟ إنّ هذه التماثيل أنت الذي تصنعها بيدك‪،‬‬
‫ولني‪ :‬يا ِ‬
‫وأدب ٍ‬
‫برفق ٍ‬
‫الكثي ��رون‪ ،‬فتح � ّ�دث معه ٍ‬
‫فكيف تعبدها؟ هل ميكن لها أن تنفعك أو تضرك أو تفعل أي شيء؟‬
‫‪ -‬فنهره أبوه وصرخ‪ :‬يا إبراهيم‪ ،‬انصرف ودعني وشأني‪ ،‬إذا لم تسكت فسوف أضربك باحلجارة‪.‬‬
‫‪ l‬قال إبراهيم احلنون البا ّر‪ :‬سأذهب يا أبي‪ ،‬وسوف أدعو الله أن يغفر لك ألن الله رحيم‪ .‬وهكذا فعل‪ ،‬ولكنّه‬
‫كف عن الدعاء عندما نهاه الله عن الدعاء لكافر‪.‬‬ ‫ّ‬
‫كان إبراهيم عليه السالم دائم التفكير في قومه الذين يعبدون األصنام‪ ،‬ويتمنى لو أنهم يعبدون الله مثله‬
‫ويدخلهم اجلنة‪.‬‬ ‫ليح ّبهم ُ‬
‫وظل يفكر كيف يقنعهم أن آلهتهم ال تس ��تحق العبادة؟ فانتظر الفرصة املناس ��بة‪ ،‬حتى جاء يوم أراد القوم‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪26‬‬
‫أن يخرجوا فيه للبر لقضاء يوم عيدهم‪ ،‬فطلبوا من س ��يدنا إبراهيم أن يخرج معهم‪ ،‬ولكنه اعتذر‪ .‬وبينما هم‬
‫ف ��ي رحلته ��م‪ ،‬ذهب س ��يدنا إبراهيم إل ��ى معبد كبير لهم وضعوا في ��ه أصنام ًا كثيرة يعبدونها‪ ،‬وأخذ معه فأس� � ًا‬
‫كبيرة‪ .‬فدخل املعبد وكسر األصنام كلها إال الصنم الكبير‪ ،‬الذي علق إبراهيم الفأس في رقبته وخرج‪.‬‬
‫عاد القوم من الرحلة وتوجهوا إلى معبدهم ليصلّوا لألصنام‪ ،‬ففوجئوا مبا حل بأصنامهم‪ ،‬وغضبوا غضب ًا‬
‫ش ��ديداً‪ ،‬وص ��اروا يقول ��ون‪َ :‬من فعل هذا بآلهتن ��ا؟ من جترأ وفعل هذه الفعلة الش ��نيعة؟ إن هذا إجرام ال ميكن‬
‫فتى اس � ُ�مه إبراهيم كان قد حتدث عن آلهتنا بالس ��وء‪ ،‬كما أنه لم‬‫الس ��كوت عليه! وبعد تفكير وتخمني قالوا‪ :‬إن ً‬
‫ويحضره‪.‬‬ ‫أحدكم ُ‬
‫ليذهب ُ‬‫ْ‬ ‫يخرج معنا‪ ،‬ال بد أنه الفاعل‪،‬‬
‫‪ -‬حضر سيدنا إبراهيم إليهم ثابت ًا قوي ًا‪ ،‬فسألوه‪ :‬أنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟‬
‫‪ l‬قال عليه السالم‪ :‬وملاذا ال تسألوها؟ اسألوا الكبير هذا‪.‬‬
‫‪ -‬قالوا‪ :‬أتسخر منا؟ تعرف أنها ال تنطق!‬
‫‪ l‬قال‪ :‬اسألوها ملاذا لم تدافع عن نفسها ضد هذا االعتداء؟‬
‫‪ -‬قالوا‪ :‬تعلم يا إبراهيم أنها ال تستطيع‪.‬‬
‫‪ l‬ابتس ��م إبراهيم عليه الس�ل�ام‪ ،‬وقال‪ :‬وما دامت ال تنطق وال تس ��مع وال ترى وال تدافع وال تضر وال تنفع‪،‬‬
‫فلماذا تعبدونها؟ أليس املستحق للعبادة إله ًا عظيم ًا َي ْقدر على كل شيء؟‬
‫يشكوه للملك‪...‬‬‫غضبوا منه بشدة‪ ،‬وقرروا أن ُ‬
‫يتبع في العدد القادم بإذن الله‪...‬‬

‫غار م‬ ‫للص‬
‫ة‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫س‬
‫هيا لنفوزَ مع نبينا إبراهيم عليه السالم‬
‫ّ‬
‫حتب(ين) الفوز بـ ‪ $20‬شهري ًا؟‬ ‫ّ‬ ‫هل‬
‫ث ��م للمرتب ��ة الثاني ��ة ‪$15‬؟ ث ��م‬ ‫‪ l‬أيها الباحثون الصغار‪:‬‬
‫الثالثة ‪$10‬؟‬ ‫بع ��د أن ل َف ��تَ س � ُ‬
‫�يدنا إبراهي ��م االكف ��ا َر إل ��ى ظه ��ور الكواك ��ب‬
‫أرس ��ل (ي) اإلجاب ��ات ف ��ي مهل ��ة‬ ‫وأفولها‪ ..‬أكّد لهم أنّ الله وحده هو اخلالق املس ��تحق للعبادة‪ .‬في‬
‫أقصاه ��ا آخر كل ش ��هر هجري‪ .‬ونلفت‬ ‫سورة األنعام آية تذكر هذا االعتراف‪ ،‬اكتبوا اآلية‪.‬‬
‫صغارن ��ا إلى أن ��ه ال يحق لهم املش ��اركة‬ ‫أمة؟‬‫‪ .1‬ابحثوا أيض ًا‪ ،‬أحبابنا‪ :‬ماذا يعني أن إبراهيم كان ّ‬
‫م ��رة أخ ��رى إال بع ��د أربع ��ة أش ��هر م ��ن‬ ‫‪ l‬وأيها املفكرون الصغار‪:‬‬
‫فوزهم‪ ،‬حتى نُعطي الفرصة للجميع‪.‬‬ ‫الغني‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .2‬أكملوا احلوار اآلتي من خيالكم‬
‫ونذكره ��م بأن ه ��ذه املس ��ابقة لألطفال‬ ‫< قال القمر‪ :‬أيتها الشمس‪ ،‬أنا‪..............‬‬
‫من عمر ‪.12-7‬‬ ‫فأجابته الشمس‪ :‬أيها القمر‪ ،‬ال تغت ّر‪ ،‬فأنا‪..............‬‬
‫‪ l‬أس ��ماء الفائزي ��ن ف ��ي مس ��ابقة الع ��دد‬ ‫واختلفا‪ .‬فجئتَ أنت وأصلحتَ بينهما‪.‬‬
‫السابق (‪:)166‬‬ ‫وقلتَ لهما‪............................ :‬‬
‫املرتبة األولى‪ :‬سالم بلحمدية (‪.)$20‬‬ ‫لك عقلك الراجح وذكاءك‪.‬‬ ‫والشمس وشَ كرا َ‬ ‫َتصا َل َح القمر‬
‫ُ‬
‫املرتبة الثانية‪ :‬حنان أحمد احلاج (‪.)$15‬‬
‫وإلى لقاء في اجلنة مع األنبياء‪l‬‬
‫املرتبة الثالثة‪ :‬دعاء محمود ربيع (‪.)$10‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪27‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫لمساتك‬
‫ِ‬ ‫زهرتنا الغالية‪:‬‬
‫ً‬
‫جن ��دد اللق ��اء معك لنط ��رح أمامك فنا آخ ��ر من فنون‬
‫األشغال اليدوية والتزيني بعنوان‪:‬‬

‫غصن الكريستال‬
‫إعداد‪ :‬بارعة الوزير‬

‫< أدوات الزينة (الصورة رقم ‪:)1‬‬

‫‪ -‬خرز كريستال (قياس كبير)‪.‬‬


‫‪ -‬سلك نحاس رفيع‪.‬‬
‫‪ -‬سلك فضي سميك‪.‬‬
‫ّ‬
‫قطاعة‪.‬‬

‫‪ l‬طريقة الصنع‪:‬‬
‫�ص قطع ��ة النح ��اس ث ��م ضع ��ي ح ّب ��ة‬‫‪ .1‬قوم ��ي ب َق � ّ‬
‫الكريستال في وسطها‪ ،‬ولفّ يها كما في الصورة رقم ‪ ،2‬ثم‬
‫أكملي على هذا املنوال حتى حتصلي على الش ��كل الذي‬
‫لديك عدد معينّ من األوراق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫حتبينه؛ فيصبح‬
‫‪ .2‬اجمع ��ي األوراق (كل خمس ��ة أوراق م ��ع بعضه ��ا‬
‫البعض) بش ��كل مجموعات بواس ��طة النح ��اس؛ ثم ُلفّ ي‬
‫(قطعي‬ ‫الفضي ّ‬ ‫ِّ‬ ‫كل مجموع ��ة على غصن ِقوامه الس ��لك‬
‫ّ‬
‫بالقطاعة بتس � ٍ�او)‪ ،‬واجعلي مس ��افة‬ ‫ع ��دة أس�ل�اك فضية‬
‫متس ��اوية ب�ي�ن كل مجموع ��ة والثاني ��ة عل ��ى أن تكون كل‬
‫واحدة منها مقابلة لألخرى (كما في الصورة رقم ‪.)3‬‬
‫‪ .3‬ز ّين ��ي الغص ��ن واتركي مس ��افة من طرفه األس ��فل‬
‫فارغ ��ة لتس ��هيل جم ��ع األغصان الحق� � ًا (ص ��ورة رقم ‪)4‬‬
‫وهكذا تنتهني من تزيني األغصان جميعها‪.‬‬
‫‪ l‬مالحظة‪:‬‬
‫تس ��تطيعني استخدام هذه الزينة في عدة مجاالت‬
‫منها‪ :‬سلة ‪ -‬وعاء التضييف ‪ -‬مزهرية ‪ -‬لوحة‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪28‬‬
‫بستان التعارف والتحابب‬

‫شيماء باسل‬ ‫وفاء خالد‬


‫حمزة‬ ‫مرعي‬

‫عمرها‪ 8 :‬سنوات‪.‬‬
‫في الصف الثالث األساسي‪.‬‬ ‫عمرها‪ 5 :‬سنوات‪.‬‬
‫في مدرسة ال السيتيه‪.‬‬ ‫في الصف األول األساسي‪.‬‬
‫هوايتها‪ :‬القراءة‪.‬‬ ‫في مدرسة العطاء النموذجية – شحيم‪.‬‬
‫هوايتها‪ :‬اللعب على الكمبيوتر‪.‬‬

‫أمينة علي‬
‫دهشة‬ ‫وفاء حسام‬
‫البكري‬

‫عمرها‪ 12 :‬سنة‪.‬‬
‫في الصف اخلامس األساسي‪.‬‬
‫في مدرسة الفالوجة ‪ -‬صيدا‬ ‫عمرها‪ 10 :‬سنوات‪.‬‬
‫هوايتها‪ :‬الرسم‪.‬‬ ‫في الصف الرابع األساسي‪.‬‬
‫في مدرسة اإلميان – صيدا‪.‬‬
‫هوايتها‪ :‬اللعب على الكمبيوتر‪.‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪29‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫هاتف املعلومات‬
‫‪َ .1‬من قتل سيد الشهداء حمزة؟‬
‫(‪)256-72-7467‬‬
‫‪ .2‬من هو َج ّد سيدنا يعقوب عليه السالم؟‬
‫(‪)8773523-37574‬‬
‫‪ .3‬كيف يتنفس الضفدع حتت املاء؟‬
‫(‪)7586‬‬
‫‪ .4‬ما الذي يولد مرة في الشهر؟‬
‫(‪)58883‬‬
‫‪ .5‬من هو مؤسس علم اجلبر؟‬
‫(‪)785537683‬‬

‫هل تعلم؟‬

‫‪ l‬أن أكثر البحار دفئ ًا هو البحر األحمر؟‬ ‫‪ l‬أن احلوت األزرق أكبر أنواع احليوانات؟‬
‫‪ l‬أن عدد غزوات الرسول [ ‪ 28‬غزوة؟‬ ‫‪ l‬أن أكب ��ر قم ��ة ف ��ي العال ��م ه ��ي قم ��ة‬
‫إيفرست؟‬

‫فوارق‬
‫هناك سبعة فوارق موجودة بني الصورتني‪ ..‬حاولوا معرفتها‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪30‬‬
‫ابتسامات‬
‫ما عمر والدك؟‬ ‫أكبر حيوان‬
‫‪ l‬أس ��تاذ س ��أل أح ��د طالّبه‪ :‬ك ��م عمر وال ��دك؟ قال‬ ‫‪ l‬طل ��ب األس ��تاذ م ��ن أحد تالمي ��ذه أن يرس ��م أكبر‬
‫الطالب‪ :‬والله ال أدري‪ ..‬ولكن من زمان وهو عندنا!‬ ‫حي ��وان على اللوح‪ ،‬فقام التلميذ ِب َر ْس ��م نقطة صغيرة‪،‬‬
‫فس ��أله املد ّرس‪ :‬ما هذا؟ فأجاب التلميذ‪ :‬هذا فيل يأتي‬
‫من بعيد‪.‬‬

‫متاهة‬
‫ساعدوا النحلة للوصول إلى األزهار‪.‬‬
‫حزورة‬

‫‪ l‬ل ��ه أس ��نان وال يحت ��اج إلى‬


‫فرشاة؟‬
‫‪ l‬كي ��ف حتص ��ل عل ��ى العدد‬
‫‪ 100‬باس ��تخدام الرق ��م (‪)1‬‬
‫خمس مرات؟‬

‫احللول‪:‬‬

‫‪ .4‬القمر‪.‬‬
‫‪ .3‬من خالل جلده‪.‬‬ ‫‪100 = 11-111 -‬‬
‫‪ .2‬سيدنا إبراهيم‪.‬‬ ‫‪ -‬املشط‪.‬‬
‫ّ‬
‫وحشي بن حرب‪.‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪ l‬حزورة‪:‬‬
‫‪ l‬حل هاتف املعلومات‪:‬‬ ‫‪ .5‬اخلوارزمي‪.‬‬ ‫‪ l‬حل الفوارق‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪31‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫بالل‪ ..‬وقرار الطالق‬
‫بقلم‪ :‬د‪ .‬نهى قاطرجي‬
‫حاولت أ ّال‬
‫ُ‬ ‫بعد احلوار القصير نسبي ًا بيني وبني زوجتي‪،‬‬ ‫عندما دخل الشيخ إلى املركز الحظ أن بال ًال‪ ،‬أحد‬
‫انتهيت من‬
‫ُ‬ ‫أفتح معها املوضوع حتى أقوم بتحرياتي‪ ،‬وملا‬ ‫طالبه النجباء‪ ،‬ميشي ذهاب ًا وإياب ًا وعالمات االضطراب‬
‫وجمعت املعلومات الكافية‬‫ُ‬ ‫وعرفت هوية املتص ��ل‬
‫ُ‬ ‫املهمة‬ ‫بادية على وجهه‪ ...‬اقترب الش ��يخ منه مبتس ��م ًا‪ ،‬وسأله‬
‫عدت إلى البيت ألواجه زوجتي مبا أعرف‪.‬‬ ‫عنه‪ُ ...‬‬ ‫سؤال األب احلنون العارف بحال أبنائه‪ :‬خير يا بني ما‬
‫‪ -‬م ��اذا ح ��دث بع ��د ذلك؟ اه ��دأ‪ ..‬ال تنفعل‪ ...‬هل‬ ‫الوجل؟‬
‫بك؟ وملاذا هذا َ‬
‫تشرب فنجان قهوة؟‬
‫]]]‬
‫< قصتي معقّ دة يا شيخ وال أدري من أين أبدأ‪ ...‬ويا‬
‫< تاب ��ع بالل حديثه قائ�ل ً�ا‪ :‬لق ��د واجهتُ ها بصرامة‬ ‫ليتن ��ي أجد عندك ما يريحني م ��ن عذاباتي‪ ...‬قصتي‬
‫وح � ّ�دة إل ��ى أن انهارت واعترفت بذنبه ��ا بكل وقاحة أنها‬ ‫تتعلق بزوجتي‪ ...‬كان كل شيء في حياتنا طبيعي ًا إلى أن‬
‫حتب رج ًال غيري‪ ،‬تع ّرفت عليه قبل زواجنا‪ ،‬ولكن أهلها‬ ‫شهر تقريب ًا‪ ،‬عندما‬
‫جاء ذلك اليوم املشؤوم منذ حوالي ٍ‬
‫رفضوا أن يز ِّوجوها إياه‪...‬‬ ‫ُع ��دت إل ��ى بيتي باك ��ر ًا على غير عادت ��ي‪ ،‬وكانت زوجتي‬
‫‪ -‬ال حول وال قوة إال بالله‪ ...‬لو يعرف أولياء األمور‬ ‫لدي‬
‫مش ��غولة‪ ،‬فلم تش ��عر بدخولي‪ ...‬ومبا أن ��ه لم يكن ّ‬
‫�ض عل ��ى تزوي ��ج املتحابني ما ل ��م توجد‬ ‫أن اإلس�ل�ام ح � ّ‬ ‫فكرت باالتص ��ال من هاتف‬‫ُ‬ ‫وح ��دات في جهاز احملم ��ول‬
‫أسباب شرعية متنع من ذلك ملا ف ّرقوا بينهما ليحصدوا‬ ‫زوجت ��ي‪ ،‬وم ��ا إن همم � ُ�ت بفتح اخلط حت ��ى ُرن هاتفها‪،‬‬
‫نتائج ذلك وبا ًال مع غياب تقوى الله ومراقبته في الس ِّر‬ ‫وضعت س ��ماعة الهاتف على أذني ألسمع كالم ًا فاجأني‬ ‫ُ‬
‫والع َل ��ن; ق ��ال [ «لم ُي� � َر للمتحابني مث ��ل النكحاح»‪...‬‬ ‫وأفقدني عقلي‪ ...‬كان املتصل رج ًال‪ ...‬وقد نادى زوجتي‬
‫ولكن ألم تشعر طوال الفترة املاضية بح ِّبها لغيرك؟‬ ‫باالسم وقال لها‪ :‬حبيبتي‪...‬‬
‫< بل ��ى ي ��ا ش ��يخ‪ ،‬ش ��عرت به ��ذا من ��ذ الي ��وم األول‬ ‫س ��كت بالل قلي ًال ليس ��تر ّد أنفاس ��ه ويس ��تجمع قواه‬
‫لزواجي‪ ،‬ورغم إجنابي لطفلني‪ ،‬كنت أش ��عر دوم ًا بوجود‬ ‫من جديد‪ ،‬ثم قال‪ :‬الغريب يا ش ��يخ أن رقم الهاتف كان‬
‫ه ��وة عميقة بين ��ي وبني زوجتي‪ ...‬ولق ��د حاولت معرفة‬ ‫مس � ّ�ج ًال باسم امرأة وليس باسم رجل‪ ...‬ومناداة الرجل‬
‫السبب‪ ...‬ولكن كل محاوالتي باءت بالفشل‪...‬‬ ‫لزوجتي باسمها دليل على أنه يعرفها ويقصدها‪...‬‬
‫‪ -‬امله ��م‪ ،‬مب ��اذا اعترف ��ت أيض� � ًا؟ وما ح ��دود العالقة‬ ‫‪ -‬قد تتش ��ابه األس ��ماء‪ ...‬أو قد يك ��ون الهاتف ألحد‬
‫وطبيعتها بينها وبني َمن حتب؟ ألم تسألها؟‬ ‫أشقائها مث ًال‪...‬‬
‫< سألتها‪ ،‬وقالت إن املوضوع مجرد مشاعر‪...‬‬ ‫< يا ش ��يخ‪ ...‬أنا أعرف أرقام إخوتها كلهم‪ ...‬املهم‪...‬‬
‫‪ -‬صراح ��ة يا ُبني‪ ،‬إن املوض ��وع يحتاج إلى مزيد من‬ ‫بقي ��ت واجم ًا فت ��رة من الزم ��ن إلى أن ج ��اءت زوجتي‪..‬‬
‫التحق ��ق قب ��ل أن أعطي ��ك رأي ��ي‪ ...‬وأنا ال أس ��تطيع أن‬ ‫وملّا رأتني ممس ��ك ًا بالهات ��ف بيدي بدا االضطراب عليها‬
‫ُأفتيك بشيء في ضوء هذه املعطيات‪.‬‬ ‫وث ��ارت عل � ّ�ي‪ .‬وملا أخبرتها بأنه جاءه ��ا اتصال من امرأة‬
‫]]]‬
‫اس ��مها م ��رمي بادرتن ��ي بالق ��ول بأنه ��ا صديقته ��ا وأنها‬
‫شكر بالل الشيخ واعد ًا إياه مبزيد من التحقيقات‪...‬‬ ‫س ��تعاود االتصال بها‪ .‬وملا أبديت استغرابي كون صوتها‬
‫وع ��اد إل ��ى بيته‪ ...‬م ��ا إن فتح بالل الباب حتى س ��ارعت‬ ‫يشبه صوت الرجال‪ ،‬حاولت أن تأخذ املوضوع بالضحك‪،‬‬
‫نحوه تس ��تقبله على غير عادة منها‪ ،‬و ُتبدي استعدادها‬ ‫وقالت‪ :‬تص ّور أنّ كل من يتكلم معها يحس ��بها رج ًال!‪...‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ -‬حس ��بنا الل ��ه ِون ْع ��م الوكي ��ل‪ ،‬ي ��ا ُبني لق ��د ارتكبت‬ ‫لتق ��دمي اخلدمات إليه‪ .‬ابتس ��م بالل بس ��خرية من هذا‬
‫زوجت ��ك إثم� � ًا عظيم� � ًا وفاحش ��ة منك ��رة غفر الل ��ه لها‪.‬‬ ‫�تهجن‪ ،‬ثم قال لها‪ :‬ال أريد منك ش ��يئ ًا‪...‬‬‫التصرف املس � َ‬
‫توبة نَصوح ًا‪.‬‬
‫عليها أن تتوب إلى الله ً‬ ‫اجلسي أريد أن أتكلم معك‪..‬‬
‫< لق ��د أعلن ��ت توبتها وندمه ��ا‪ ...‬أعلم يا ش ��يخ أني‬ ‫< اسمعيني أنا أعرف بأنك أخطأت‪ ،‬واعترافك بهذا‬
‫صعب‬ ‫ٌ‬ ‫أحمل ��ك هم ًا كبيراً‪ ،‬ولكن ال تقُ ل لي اتركها‪ ،‬فهذا‬ ‫ِّ‬ ‫األمر ُيخفف من ُجرمك قلي ًال‪ ...‬وأنا سأس ��امحك على‬
‫ويحب‬
‫ُّ‬ ‫عل � ّ�ي‪ ...‬ث ��م إن الله ع ��ز وجل يقبل توبة عب ��اده‪..‬‬ ‫م ��ا فعلته ألن ��ك كنت ضحية و ُأرغمت عل ��ى الزواج مني‪،‬‬
‫الس ��تر أليس كذلك؟ س ��اعدني يا شيخ‪ ...‬ساعدني على‬ ‫ِّ‬ ‫شرط أن جتيبيني بصراحة‪...‬‬
‫أن أجد َسكينتي وطمأنينتي‪.‬‬ ‫‪ -‬اسأل ما بدا لك‪...‬‬
‫‪ -‬ابتس ��م الش ��يخ ابتس ��امة ذات معن ��ى ونظ ��ر إل ��ى‬ ‫< هل صحيح ما قلته لي بأن عالقتكما كانت عالقة‬
‫الش ��اب امللهوف‪ ،‬وقال له‪ :‬اسمع يا ابني‪ ،‬أنا لن أقول لك‬ ‫بريئة‪ ،‬وأنكما لم تقعا في الزنا؟‬
‫ط ِّلقه ��ا أو حاف ��ظ عليها‪ ،‬ألن هذا الق ��رار بيدك وحدك‪،‬‬ ‫ارتبك ��ت وحاول ��ت أن تتهرب م ��ن الس ��ؤال بالكذب‪...‬‬
‫ومجرد أنك جئت تستشيرني‪ ،‬معناه أنك تريد أن ُترجع‬ ‫ولكن إصراره واستحالفه إياها بالله وتطميناته جعلتها‬
‫زوجتك‪ ...‬لذا أقترح عليك ‪ -‬إذا أحببت أن ُتبقي زوجتك‬ ‫تعت ��رف بحص ��ول عالق ��ة م ��ع عش ��يقها م ��رة أو مرت�ي�ن‬
‫‪ -‬أن تبح ��ث في داخلك ع ��ن العفو الذي يريحك‪ ،‬العفو‬ ‫فقط‪:‬‬
‫ال ��ذي يك ��ون خالص ًا لل ��ه تعال ��ى لتنال رضاه س ��بحانه‪.‬‬ ‫‪ -‬فقط هاتني املرتني‪ُ ،‬أقسم لك‪ ...‬كان هذا في بداية‬
‫فعندئذ ال ب � ّ�د من الطالق‬‫ٍ‬ ‫أم ��ا إن ل ��م تتمكن من ذل ��ك‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫زواجنا‪...‬‬
‫حت ��ى ال تظل ��م زوجتك وتظلم نفس ��ك‪ ،‬والل ��ه عز وجل‬ ‫< يعني أوالدي ليسوا من صلبي‪...‬‬
‫يقول‪{ :‬فإمساك مبعروف أو تسريح بإحسان}‪ ،‬فاحلياة‬ ‫وق ��ام بالل عن كرس ��يه وعالمات الغض ��ب بادية على‬
‫الزوجية ال تستقيم مع العذاب والشك وفقدان الثقة‪...‬‬ ‫وجهه‪.‬‬
‫ّضح خياراتك‪...‬‬ ‫أعط لنفس ��ك املزيد من الوقت حتى تت َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬من ُصلبك‪ُ ...‬أقسم بالله العظيم إنهم من ُصلبك‪...‬‬
‫بد أن تصل إلى احلل الذي ترتاح إليه‪...‬‬ ‫وتأكد بأنك ال ّ‬ ‫أنظ ��ر إلى الش ��به الكبي ��ر بينكم‪ ...‬إنهم ُيش ��بهونك أكثر‬
‫< مع ��ك ح ��ق‪ ...‬األم ��ر بيدي‪ ...‬أش ��كرك يا ش ��يخ‪...‬‬ ‫مما يشبهونني‪...‬‬
‫أشكرك‪.‬‬ ‫لم يس ��مح ب�ل�ال لزوجته بأن تكم ��ل حديثها‪ ،‬وانهال‬
‫قام بالل وتوجه مس ��رع ًا إلى الباب وكأنه يخشى بأن‬ ‫�ديد ورمى عليها‬‫بغضب ش � ٍ‬
‫ٍ‬ ‫عليها ضرب ًا‪ ...‬ثم نظر إليها‬
‫ويلزمه بتطليق زوجته‪ ،‬فتح الباب دون‬ ‫يغ ِّير الشيخ فتواه ُ‬ ‫ميني الطالق‪ ،‬وأس ��رع نحو الباب قائ ًال لها‪ :‬عندما أعود‬
‫أن يلتفت إلى الوراء‪ ...‬فقلبه الذي يجتهد في مسامحة‬ ‫ال أريد أن أراك في البيت‪.‬‬
‫زوجته يعجز في املقابل عن اتخاذ قـرار الفراق‪ l‬‬ ‫]]]‬

‫غادر بالل البيت ولم يعد إليه في تلك الليلة‪ ...‬وكانت‬


‫زوجته ترس ��ل له الرسالة تلو األخرى على ج ّواله تتمنى‬
‫عليه أن يسامحها و َيستر عليها‪ ،‬وأن يأخذ اجل ّوال منها‪،‬‬
‫وأن مينعها من اخلروح من البيت إال برفقته‪ ،‬وأن يتركها‬
‫ف ��ي البيت خادم ��ة له وألوالده; فقد تاب ��ت إلى الله توبة‬
‫خالص ��ة‪ ...‬وما إل ��ى ذلك من وعود لم ُيجب بالل عليها‪،‬‬
‫وإن كان يش ��عر بأن قلبه ق ��د رقّ حلال زوجته‪ .‬وبدأ يفكر‬
‫مجدد ًا بعد‬
‫ّ‬ ‫بينه وبني نفسه‪ :‬كيف ميكن أن يعيش معها‬
‫ال ��ذي كان منه ��ا؟ أال ُيع � ّ�د بذل ��ك د ّيوث ًا؟! وكي ��ف ِّ‬
‫يجدد‬
‫ثقته بها؟ كل هذه األس ��ئلة دفعت ببالل إلى العودة إلى‬
‫الشيخ حتى يستفتيه‪...‬‬
‫< عندم ��ا دخ ��ل ب�ل�ال عل ��ى الش ��يخ بعد أن ح � ّ�دد له‬
‫موع ��داً‪ ..‬جلس أمامه وب ��ادره بالقول‪ :‬لق ��د اعترفت لي‬
‫بأنها زنت‪..‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪33‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫البيئة والنا�س‬
‫النفايات اخلطرة وطرق معاجلتها‬
‫(‪)1‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ جهاد قرقوتي‬
‫خبير في البيئة‬

‫و ُأتلف ��ت بطرق عادية تش ��كّ ل خطورة صح ّية وخس ��ارة‬ ‫ميك���ن تعري ��ف النفاي ��ات اخلط ��رة بأنه ��ا كل‬
‫جتاري ��ة ف ��ي الوقت نفس ��ه‪ ،‬لذل ��ك علين ��ا فصلها عن‬ ‫مخ ّلف ��ات صلبة أو س ��ائلة أو غازي ��ة يتطلب التخلص‬
‫النفايات األخرى‪.‬‬ ‫منها طرق ًا غير عادية لتجنب مخاطرها على الصحة‬
‫‪ .4‬النفاي ��ات النووي ��ة‪ :‬وتب ��دأ م ��ع اس ��تخراج‬ ‫العامة‪.‬‬
‫اليوراني ��وم م ��ن املناج ��م ومعاجلت ��ه الس ��تعماله ف ��ي‬ ‫وم ��ن إحص ��اءات األمم املتح ��دة نس ��تدلّ عل ��ى أن‬
‫أغراض عسكرية‪ ،‬ثم تشغيل املفاعالت النووية املدنية‬ ‫كمي ��ة النفايات اخلطرة عاملي ًا تتعدى ‪ 400‬مليون طن‬
‫م ��ع م ��ا يصحبه ��ا م ��ن إش ��عاعات وتل ��وث ف ��ي األرض‬ ‫سنوي ًا‪ ،‬وتعتبر الواليات املتحدة األمريكية أكبر منتج‬
‫واجل ��وف‪ ،‬س ��ائ ًال كان أو صلب� � ًا‪ .‬واألمثل ��ة عل ��ى خطر‬ ‫للنفاي ��ات اخلطرة خاصة الكيميائي ��ة والبترولية؛ إذ‬
‫ه ��ذه اإلش ��عاعات عديدة‪ ،‬مث ��ال على ذل ��ك‪ :‬ما حدث‬ ‫تبلغ حوالي ‪ % 71‬من النفايات اخلطرة في العالم‪.‬‬
‫في بعض املنش ��آت النووية؛ كمفاعل «تش ��رنوبيل» في‬ ‫أنواع النفايات اخلطرة‪:‬‬
‫روس ��يا‪ ،‬ومفاعل «دميون ��ة» الصهيوني ال ��ذي أ ّدى إلى‬
‫إصابات بالسرطان لدى سكّ ان صحراء النقب واألردنّ ‪،‬‬ ‫‪ .1‬النفاي ��ات البيولوجي ��ة‪ :‬وخاص ��ة نفاي ��ات‬
‫وم ��ا يحص ��ل اآلن ف ��ي اليابان من تس � ُّ�رب ف ��ي مفاعل‬ ‫املستش ��فيات واملس ��توصفات والعي ��ادات الطبي ��ة‪ :‬من‬
‫املدمر‪.‬‬ ‫بقاي ��ا عضوي ��ة ناجتة ع ��ن غ ��رف العملي ��ات واحلقن‬
‫«فوكوشيما» على إثر الزلزال والتسونامي ّ‬
‫وأكي ��اس ال ��دم الفارغ ��ة واملَش ��ارط وم ��ا ُيس ��تخدم في‬
‫إنّ خط ��ورة ه ��ذه النفاي ��ات تنب ��ع أيض� � ًا م ��ن أن‬ ‫تنظي ��ف اجل ��روح‪ ...‬وه ��ي مخ ّلف ��ات خَ ِط ��رة ُ‬
‫وم ْع ِدية‬
‫خطرها اإلشعاعي قد يدوم ماليني السنني‪.‬‬ ‫يجب فصلها عن النفايات العادية‪.‬‬
‫طرق إتالف ومعاجلة النفايات اخلطرة‪:‬‬ ‫‪ .2‬النفايات الكيميائية‪ :‬مثل بقايا علب الدهان‬
‫< النفاي ��ات البيولوجي ��ة‪ :‬إنّ أفض ��ل الط ��رق‬ ‫وم ��واد التنظي ��ف والغس ��يل ف ��ي البي ��وت ومخ ّلف ��ات‬
‫إلت�ل�اف ه ��ذه النفاي ��ات هي بواس ��طة َمح ��ارق خاصة‬ ‫املصان ��ع الكيميائي ��ة‪ُ ،‬يض ��اف إليها نفايات األس ��مدة‬
‫خ ��ارج املناط ��ق املأهول ��ة‪ .‬وعل ��ى الدول ��ة ‪ -‬بواس ��طة‬ ‫ومبي ��دات احلش ��رات الزراعي ��ة ومبي ��دات احليوان ��ات‬
‫البلديات أو بطلب مباش ��ر من املستش ��فيات‪ -‬جتميع‬ ‫القارضة املنزلية‪.‬‬
‫هذه النفايات في مستوعبات خاصة إلتالفها بإشراف‬ ‫‪ .3‬النفاي ��ات اإللكترونية‪ :‬وه ��ي بقايا األجهزة‬
‫م ��ن وزارة الصح ��ة والبيئ ��ة لتأكي ��د تلفه ��ا ومنع ًا من‬ ‫اإللكتروني ��ة املس ��تهلكة من تلف ��از وفيديو وكمبيوتر‬
‫اإلهم ��ال والتالع ��ب‪ ،‬م ��ع ف ��رض غرام ��ات عالية على‬ ‫وس ��واها من األجهرة الكهربائية‪ .‬وهذه النفايات‬ ‫ِ‬
‫املخالفني لهذه األنظمة‪.‬‬ ‫حتت ��وي عل ��ى مع ��ادن عدي ��دة م ��ن نح ��اس‬
‫< النفاي ��ات الكيميائي ��ة‪ :‬عل ��ى البلديات وضع‬ ‫ورصاص وزئبق وفضة وذهب‪ ،‬فإن ُأهملت‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪34‬‬
‫وقام ��ت بدفنه ��ا ف ��ي‬ ‫منش ��ورات توعية للس ��كان إليضاح خطر ه ��ذه النفايات‬
‫الصح ��راء املوريتان ّي ��ة‬ ‫عل ��ى الصح ��ة العام ��ة وحتدي ��د أنواعه ��ا‪ ،‬وكذلك وضع‬
‫معتق ��د ًة أ ّنه ��ا اس ��تفادت‬ ‫مس ��توعبات خاص ��ة له ��ذا الغ ��رض وجمعه ��ا أس ��بوعي ًا‬
‫اقتصادي� � ًا ومادي� � ًا‪ ،‬ولك ��ن عندما تبدأ‬ ‫أو ش ��هري ًا حس ��ب احلاج ��ة‪ ،‬ووض ��ع رقاب ��ة مش � ّ�ددة على‬
‫النتائج الس ��لبية له ��ذه النفاي ��ات بالظهور‪،‬‬ ‫اس ��تيراد واس ��تعمال هذه املواد‪ ،‬خاصة ما يحتوي منها‬
‫فعندها ال ينفع الندم‪.‬‬ ‫على الكلور‪.‬‬
‫أوجهه ��ا للمعني�ي�ن ف ��ي لبنان بأن يتش � ّ�ددوا‬
‫وكلم ��ة ِّ‬ ‫< النـفـايــــ ��ات اإللكــترونـــيـــ ��ة‪ :‬إنش� �ـــــاء مخـــــ ��ازن‬
‫تعديات التل ّوث األجنبي‬‫في مراقبة املي ��اه اللبنانية من ِّ‬ ‫ومس ��تودعات الس ��تقبال ه ��ذه األجه ��زة غي ��ر الصاحلة‬
‫بواس ��طة سفن قراصنة البيئة بالتعاون مع البعض من‬ ‫وتلزميها إلحدى الش ��ركات بطريقة االستفادة املتبادلة‬
‫الداخل‪ ،‬ومنع مرور أو عبور املواد اخلطرة عبر األراضي‬ ‫(‪ )B.O.T‬من أجل اس ��تخراج موا ِّدها اخلام لالستفادة‬
‫واملراف ��ىء اللبناني ��ة‪ ،‬حفاظ� � ًا عل ��ى مصلح ��ة الوط ��ن‬ ‫منها وإتالف الباقي‪.‬‬
‫واملواطن‪l‬‬
‫< النفاي ��ات النووي ��ة‪ :‬الرفض القاطع الس ��تقبال‬
‫ه ��ذا النوع من النفايات مهما كانت املغريات‪ ،‬وجتنُّ ب ما‬
‫فعلت موريتانيا التي استقبلت نفايات إسرائيل النووية‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪35‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫وامل ��ال واجله ��د وإهم ��ال املس ��تخدم لواجباته ُ‬
‫األس ��رية‬ ‫أون الين‬
‫واالجتماعية‪ ،‬واإلصابة بأعراض مرضية عديدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫إجهاد العينني‪ ،‬وتص ّل ��ب الظهر‪ ،‬وخدر األيدي واألقدام‬ ‫أخطار فوق ظهر اإلنترنت‬
‫وااللتهاب ��ات العصبية في معص ��م اليد‪ ،‬واإلعياء بصفة‬ ‫بقلم‪ :‬هاني علي‬
‫عامة‪.‬‬ ‫هناك مصدران ميكن أن يش ��كّ ال خط ��ر ًا فادح ًا على‬
‫إن الثقة املطلقة في شبكة اإلنترنت وما حتمله من‬ ‫مس ��تخدم ش ��بكة اإلنترن ��ت‪ ،‬وهم ��ا‪ :‬الثق ��ة املطلقة في‬
‫معلومات‪ ،‬واالس ��تخدام املستمر للشبكة لفترات طويلة‬ ‫ُق � ُ�درات الش ��بكة‪ ،‬واحلميمي ��ة ُ‬
‫واأللف ��ة الت ��ي تنش ��أ بني‬
‫دون ه ��دف يجعل املس ��تخدم ُعرضة لع ��دد من األخطار‬ ‫املس ��تخدم والش ��بكة؛ ففي عصر االنفجار املعرفي باتت‬
‫التي تستدعي منه أن يتسلّح باحليطة واحلذر‪.‬‬ ‫ش ��بكة اإلنترنت مصدر ًا لفيض غزي ��ر من املعارف‪ ،‬وهو‬
‫م ��ا دفع الكثيرين إلى االعتماد على الش ��بكة باعتبارها‬
‫‪ ...‬لها حل‬ ‫مصدر ًا رئيس� � ًا للحصول على املعلومات غير مدركني أنّ‬
‫اإلنترنت ليس ��ت امل ��كان اآلمن الذي ميكن للمس ��تخدم‬
‫ح ��ل مش ��كلة اختف ��اء خي ��ارات اإلنترنت م ��ن لوحة‬ ‫أن مينح ��ه ثقت ��ه املطلق ��ة خاص ��ة في مج ��ال احلصول‬
‫التحكّ م؟‬ ‫عل ��ى املعلوم ��ات وتبادله ��ا وتأمينه ��ا‪ .‬فالش ��بكة تض ��م‬
‫تضم أيض ًا الهواة‬
‫ّ‬ ‫العلم ��اء واخلبراء والباحثني‪ ،‬ولكنّها‬
‫سمى «‪»mine‬‬ ‫السبب في ذلك يعود لعمل فايروس ُي ّ‬ ‫واحملترفني في تت ّبع املعلومات واقتناصها أو الع َبث بها‪،‬‬
‫حي ��ث يق ��وم بتخري ��ب البني ��ة التحتي ��ة لبع ��ض برامج‬ ‫وذلك من خالل الدخول إلى أجهزة حاسبات األفراد أو‬
‫النظام التش ��غيلي ‪ ،windows‬وحلّ هذه املش ��كلة يكون‬ ‫املؤسسات أو عبر الشبكة‪.‬‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬
‫وق ��د اتض ��ح خ�ل�ال الس ��نوات املاضي ��ة أنّ حماي ��ة‬
‫‪ -1‬من قائمة «ابدأ»‪ ،‬اختر األمر‪ :‬تشغيل ‪.run‬‬ ‫خصوصي ��ة املعلوم ��ات اخلاص ��ة مبس ��تخدمي ش ��بكة‬
‫‪ -2‬اكت ��ب ما يل ��ي‪ gpedit.msc :‬حيث يتم تش ��غيل‬ ‫اإلنترن ��ت تزداد تده ��ور ًا كلما زاد التق ��دم التكنولوجي‪،‬‬
‫برنام ��ج جزئ ��ي م ��ن النظ ��ام ُي َس � ّ�مى بـنه ��ج املجموع ��ة‬ ‫وق ��د أصبح ��ت حواس ��يبهم اآللية وعناوينه ��م البريدية‬
‫«‪ ،»group policy‬وهو برنامج مرافق للنظام ومساعد‬ ‫اإللكتروني ��ة‪ ،‬وأحيان� � ًا أرق ��ام بطاق ��ات االئتم ��ان الت ��ي‬
‫له في إدارة جميع أركانه‪.‬‬ ‫يس ��تخدمونها ف ��ي الش ��راء عب ��ر اإلنترنت أكث ��ر ُعرضة‬
‫‪ -3‬اختر التبويبات اآلتية على التوالي‪:‬‬ ‫إلطالع الش ��ركات واس ��تخدامها لإلعالن عن منتجاتها‬
‫وخدماتها ناهيك عن األنشطة األخرى غير املشروعة‪.‬‬
‫تــــكــــويـــ ��ن املس� �ــتخـــدم «‪- »user configuration‬‬
‫مك ِّونات وندوز «‪ - »windows component‬مستعرض‬ ‫أما اخلطر اآلخر الذي ُيهدد مستخدم اإلنترنت فهو‬
‫اإلنترنت «‪ - »internet explorer‬مس ��تعرض القوائم‬ ‫م ��ا ُأطلق عليه مصطل ��ح «إدمان اإلنترن ��ت»‪  ،‬واملقصود‬
‫«‪.»menus browser‬‬ ‫ب ��ه‪( :‬االس ��تخدام املس ��تم ّر لش ��بكة اإلنترن ��ت لفت ��رات‬
‫طويل ��ة دون ه ��دف ُيذك ��ر)‪ .‬وم ��ن مظاهر ه ��ذا اإلدمان‪:‬‬
‫املسمى قائمة األدوات‪ :‬تعطيل خيارات‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬اختر البند‬
‫الش ��عور بالغض ��ب عند انقط ��اع اخلط‪ ،‬إضاع ��ة الوقت‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪36‬‬
‫اإلنترن ��ت «‪ tools menu :disable internet‬نش ��اط جت ��اه مواقع متلكه ��ا ش ��ركات أميركي ��ة»‪ .‬وتقول‬
‫ِّ‬
‫«معطل» من قائمة هذا (الديلي تلغراف)‪« :‬إن البرنامج ال يش ��تغل باإلجنليزية‬ ‫وقم بتفعيل اخليار‬ ‫‪ُ ،»options‬‬
‫ُ‬
‫ولكن باللغات العربية واألردية والباشتو»‪.‬‬ ‫األمر ثم «موافق» وأَ ِعد إقالع احلاسب‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬اجلزيرة‬
‫آخر األخبار‬
‫نتيكيت‬

‫آداب الكتابة في عالم اإلنترنت‬ ‫يتجسس على الشبكات االجتماعية‬


‫ّ‬ ‫البنتاغون‬

‫ ال تستخدم احلركات على كل األحرف التي تكتبها‬ ‫ذكرت صحيفة (ديلي تلغراف) أن البنتاغون اش ��ترى‬
‫في الرسائل اإللكترونية أو في املقاالت التي تريد نشرها‬ ‫برنامج حاسوب متطور بقيمة ‪ 2.7‬مليون دوالر من أجل‬
‫في املنتديات واملواقع‪ ،‬ألن هذا األمر من شأنه أن يشتِّت‬ ‫مراقب ��ة الش ��بكات االجتماعية على اإلنترن ��ت واختراق‬
‫تركيز القارىء‪.‬‬ ‫جماع ��ات إرهابي ��ة محتمل ��ة‪ .‬ووفق� � ًا ملعلوم ��ات أوردته ��ا‬
‫التحدث‬
‫ّ‬ ‫الصحيف ��ة عن البرنامج‪ ،‬يس ��تطيع املس ��تخدم‬
‫ ال تكت ��ب بخ � ٍ�ط كبي ��ر ألن ��ه ُيعتب ��ر صراخ� � ًا ورفع� � ًا‬ ‫من مكان واحد وانتحال ش ��خصيات مختلفة مع ضمان‬
‫عدم اكتشافه ولو باستخدام برامج متقدمة‪ُ ،‬مضيفة أن للصوت‪ ،‬سواء في املواقع العربية أو األجنب ّية‪.‬‬
‫ إذا عزمت على تلوين كتابتك‪ ،‬فاختر لون ًا مناس ��ب ًا‬ ‫البرنامج «يس ��مح بالظهور في شكل أشخاص حقيقيني‬
‫َي ْس ��هل متييزُ ه ع ��ن اخللفية‪ ،‬وابتع ��د كل البعد عن َكثرة‬ ‫من مناطق مختلفة من العالم»‪.‬‬
‫متحدث باسم القيادة األميركية املركزية التي األلوان واختالطها ببعض‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وقال‬
‫ ح ��اول قدر اإلمكان أن تتف ��ادى األخطاء اإلمالئية‬ ‫تغطي منطقة الش ��رق األوسط وباكس ��تان وأفغانستان‪:‬‬
‫«إن ه ��ذه احل ��رب النفس ��ية ت ��دور ف ��ي اخل ��ارج فق ��ط»‪ ،‬ف ��ي كتابات ��ك وأن تض ��ع عالم ��ات الترقيم‪ ،‬ألنها تس � ّ�هل‬
‫أي عملية القراءة كثير ًا‪l‬‬ ‫وأض ��اف‪« :‬نح ��ن ال نس ��تهدف األميركيني ولي ��س لنا ُّ‬

‫على الإنرتنت‪:‬‬ ‫ ‬
‫تابعوا جملتكم‬

‫‪facebook.com/mdaeyat.com‬‬ ‫‪www.mdaeyat.com‬‬
‫‪twitter.com/mdaeyat‬‬ ‫‪www.itihad.org‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪37‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫«النور» و «م�ؤمنة»‬
‫جملتان يف واحدة‬
‫من أبواب «مؤمنة»‬ ‫من أبواب النور‪:‬‬
‫‪ l‬أحاديث املرأة في الصحيحني‪.‬‬ ‫‪ l‬قبس من التنزيل‪:‬‬
‫‪ l‬الزوجة املطيعة (لورا دويل)‪.‬‬ ‫د‪ .‬يوسف القرضاوي‪.‬‬
‫‪ l‬األسرة املسلمة‪.‬‬ ‫‪ l‬مع املصطفى [‪:‬‬
‫‪ l‬قضايا حواء في الصحافة‪.‬‬ ‫د‪ .‬نور الدين عتر‪.‬‬
‫‪ l‬العافية‪.‬‬ ‫‪ l‬الفتوى‪.‬‬
‫‪ l‬للرجال والنساء (عشر صفحات‬ ‫‪ l‬مهارات‪.‬‬
‫يحررها محمد رشيد العويد)‪.‬‬ ‫‪ l‬لغتنا اجلميلة‪.‬‬
‫‪ l‬االختالفات السبعة‪.‬‬ ‫‪ l‬منا اخلبر ومنكم التعليق‪.‬‬
‫‪ l‬داء ودواء‬
‫‪ l‬من ثمرات املطابع‪.‬‬
‫‪ l‬استراحة القارىء‪.‬‬
‫‪ ....‬وغيرها‪.‬‬
‫لالشتراك في «النور» و«مؤمنة»‪:‬‬
‫يرجى إرسال شيك أو حوالة مببلغ ‪ 12‬دينار ًا كويتي ًا باسم «مجلة النور»‬
‫أو حتويل املبلغ إلى حساب املجلة في بيت التمويل الكويتي (‪( )0110174520‬يحصل املشترك على هدايا ثمينة)‪.‬‬
‫ص‪.‬ب‪ – 4228:‬الساملية ‪ -‬دولة الكويت‪.‬‬
‫العنوان اإللكتروني‪alnoor_mag@hotmail.com :‬‬
‫أو ‪alnoormag@kfh.com‬‬
‫الفاكس‪00965 -4729016:‬‬
‫الهاتف‪00965 -4749052 :‬‬
‫رئيس التحرير‪ :‬د‪.‬عبد الله املال‪.‬‬
‫مدير التحرير‪ :‬محمد رشيد العو ّيد‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪38‬‬
‫دوحة الأ�رسة‬
‫عالقة الدورة الشهرية بالطعام‬ ‫أكثر األزواج هكذا‬
‫للقضاء على اجلراثيم‪...‬‬ ‫جوال‪ ..‬البني الغالي‬
‫ّ‬
‫يخنة السمك مع اخلضار‬ ‫حاولي أن حتاوريه‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪39‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪ ...‬ليَ ْ�سكُ َن �إليها‬
‫�أكرث الأزواج هكذا‬
‫]‬
‫بقلم‪ :‬األستاذ محمد رشيد العويد‬
‫الكويت‬
‫مع هذا كله فإني أشير عليك مبا يأتي‪:‬‬ ‫< االستش ��ارة‪ُ :‬أعان ��ي م ��ن فوضوي ��ة زوج ��ي وع ��دم‬
‫< قول ��ي لزوجك‪ :‬أنت تش ��جع أوالدك على الفوضى‬ ‫إعانت ��ه لي حتى ف ��ي توضيب أغراضه؛ فه ��و ينثر كل ما‬
‫أوان وأدوات هنا وهناك‪ ،‬وكثير ًا ما حاولت وإن لم تطلب منهم ذلك؛ فإنهم س ��يق ِّلدونك؛ فهل تمَ ُ ّن‬ ‫يستخدمه من ٍ‬
‫علي و ُتعينني بالتزامك الترتيب أسبوع ًا واحد ًا فقط؟‬ ‫َّ‬ ‫تغييره ولكن دون فائدة‪.‬‬
‫< تابعي زوجك بعد ذلك طوال األس ��بوع‪ :‬إذا لم ُيعد‬ ‫عني إطالق� � ًا بتقدمي أي عون لي‬ ‫ه ��و يظن أنه غير َم ّ‬
‫ش ��يئ ًا إلى مكان ��ه‪ ،‬أو ألقاه بإهمال‪ ،‬فقوم ��ي أنت بإعادته‬ ‫من‬ ‫بأكثر‬ ‫�ه‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫أطال‬ ‫ال‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫وأ‬ ‫املنزل‪،‬‬ ‫طامل ��ا أن ��ه يعمل خ ��ارج‬
‫إعانت ��ي بعدم التس� � ّبب في الفوضى‪ ،‬فه ��ذا يخفف عني أمام ��ه إل ��ى مكان ��ه وأنت تش ��رحني ل ��ه‪ :‬حبيب ��ي‪ ،‬هذا ال‬
‫ويس � ِ�هم ف ��ي تش ��جيع األوالد عل ��ى الترتي ��ب يحتاج منك إال إلى هذا اجلهد القليل‪...‬‬ ‫م ��ن جه ��ة‪ُ ،‬‬
‫والتنظي ��م كونه ق ��دوة له ��م‪ ،‬وقد بدأت أحل ��ظ أن بعض‬
‫< أَثن ��ي عل ��ى زوج ��ك إذا اس ��تجاب م ّرة إل ��ى طلبك‬ ‫أوالدي يح ��ذون ح ��ذوه خاص ��ة الذكور منه ��م‪ .‬أريد ح ًّ‬
‫ال‬
‫وفره لك‬ ‫فأعاد ش ��يئ ًا إلى مكانه‪ ،‬وع ِّبري عن سعادتك ملا ّ‬
‫عملي ًا ملشكلتي‪ ،‬مع شكري اجلزيل ملا تقدمون‪.‬‬
‫من راحة ووقت‪.‬‬
‫< كــــافـئــــ ��ي زوجــــــــ ��ك‬
‫وأوالدك بع ��د يوم أو يومني‬ ‫< املعاجل ��ة‪ :‬أريد أن أواس ��يك‬
‫م ��ن التزامهم مبا عاهدوك‬ ‫وأخف ��ف عن ��ك ب ��أن أذك ��ر ل ��ك أن‬
‫عليه‪ ،‬بصنع حلوى يحبونها‬ ‫إن لم‬‫أمث ��ال زوجك كثي ��رون جداً‪ْ ،‬‬
‫أو غي ��ر ذل ��ك‪ ،‬وقول ��ي لهم‪:‬‬ ‫يكون ��وا ه ��م األغل ��ب‪ ،‬وقليلون من‬
‫تنظيمك ��م وترتيبك ��م ّ‬
‫وف ��را‬ ‫منظمني‬ ‫الرجال جتدينهم مرتّبني ّ‬
‫ل ��ي الوقت واجله ��د اللذين‬ ‫في بيوتهم‪ ،‬بل في خارجها أيض ًا‪.‬‬
‫أعانني الله بهما على صنع‬ ‫اطلعت على أكثر من دراس ��ة‬ ‫ُ‬ ‫ولقد‬
‫هذا لكم‪.‬‬ ‫تش ��ير إلى أن الفوضى طبع غالب‬
‫< ادع ��ي له ��م بص ��وت‬ ‫في الرجال عامة‪ ،‬واألزواج خاصة‪،‬‬
‫يس ��معونه ح�ي�ن يلتزم ��ون‬ ‫بينما النس ��اء مفطورات على حب‬
‫مب ��ا عاهدوك عليه م ��ن ترتيب‪ :‬الله ُيعطي ��ك العافية ‪-‬‬ ‫الترتيب والتنظيم‪.‬‬
‫�رت في رس ��التك إلى أن أوالدك الذكور مثل ربي يجزيك خير ًا ‪ -‬تسلم يدك‪...‬‬ ‫ولقد أش � ِ‬
‫وأنا أدعو أن يصلح الله لك زوجك وأوالدك‪ ،‬وأن يشرح‬ ‫أبيهم في الفوضى‪ .‬وال أخفي عنك أنني واحد من هؤالء‬
‫حلب النظـــام والترتيـــب وهجر الفوضى‪l‬‬
‫الذين أتعبوا زوجاتهم بكثرة كتبهم ومجالتهم وأوراقهم‬
‫صدورهم ِّ‬
‫الت ��ي إذا رتبوه ��ا يوم� � ًا‪ ..‬ع ��ادت إليها الفوض ��ى بعد أيام‬
‫قليل ��ة‪ .‬وكم أعجب بترتي ��ب زوجتي وط ّيها بعض الثياب‬
‫] مـــدي ��ر تـــحري ��ر مـــجل ��ة الــن ��ور الكويتي ��ة‪,‬‬ ‫واملناشف في اخلزائن بصورة ال أستطيع إعادتها إلى ما‬
‫واستش ��اري ف ��ي مرك ��ز ثواب ��ت لالستش ��ارات‬ ‫كانت عليه إذا أخرجتُ ها آلخذ حاجتي من بينها‪.‬‬
‫الزوجية‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪40‬‬
‫زينة احلياة‬

‫ج ّوال‪ ..‬البني الغايل‬


‫بقلم‪ :‬ميمونة محمد شرقية‬
‫متخصصة في التربية‬

‫قبل أن تقدم البنك هدية الهاتف احملمول تعبير ًا‬


‫ال‬‫ع ��ن محبتك ل ��ه وتقدي ��ر ًا منك جله ��وده املبذول ��ة‪ ،‬ه ّ‬
‫وقفت معي ُهنيهة وفكرت وق ّومت وس ��ألت وتساءلت عن‬
‫هذه الهدية التي س ��تُ دخل السرور البالغ إلى فؤاد ابنك‬
‫أو ابنتك؟ ما الذي حتمله في ثناياها الدقيقة؟!‬
‫إن موج ��ة امتالك الهاتف احملمول قد است َْش ��رت بني‬
‫مبك ��رة من العمر‪،‬‬‫صف ��وف الفتي ��ة والفتيات في مرحلة ِّ‬
‫ف ��ي فت ��رة َحرجة م ��ن االنعطاف ��ات النفس ��ية والتغيرات‬
‫اخلصب ل ��زرع القيم ومنو‬ ‫الفس ��يولوجية‪ ،‬حي ��ث املرت ��ع ِ‬
‫املب ��ادئ‪ ...‬فب ��أي س ��قاية ستُ ش ��رب ابن ��ك وم ��ن أي فك ��ر اجلهاز‪.‬‬
‫واحذر من هذه األمور‪:‬‬ ‫سيغذّ ى عقله؟‬ ‫ُ‬
‫< احذر أن ُتقد َم البنك وسيلة اتصال مع اخلارج في‬ ‫فإلي ��ك أيه ��ا األب احلاني وإليك أيته ��ا األم احلنون‪،‬‬
‫قطعك وسائل االتصال الداخلية بينك وبينه‪ ،‬فهذه‬ ‫أقدم باقة من املعايي ��ر لئالّ جتعل من هديتك مفتاح ًا حال ْ‬
‫اآلل ��ة مع ِص َغ ��ر حجمها حتم ��ل مخزون ًا م ��ن املعلومات‬ ‫لأللم في مستقبل ولدك الغالي‪:‬‬
‫< أَ ِع � َّ�د ابنك لتحمل املس ��ؤولية‪ ،‬بدء ًا من املس ��ؤولية التي تعطي ابنك إجابة لتساؤالته بعيد ًا عنك‪.‬‬
‫�تجيب ملس ��توى من ِّوه وأ ّال تتفهمه؛‬
‫َ‬ ‫< احذر أن ال  تس �‬ ‫الديني ��ة واس ��تمرار ًا في املس ��ؤوليات احلياتي ��ة املتنوعة‪،‬‬
‫فهو إن لم يجد منك أذن ًا صاغية وحب ًا مفعم ًا فما أيسر‬ ‫فهو على أعتاب البلوغ‪ ،‬فه ّيئه لهذه املرحلة‪.‬‬
‫< ابدأ من اآلن وا ْب ِن جسور الثقة بينكما وادخل معه أن يجده من خالل هذه اآللة!‬
‫< اح ��ذر أن تغل ��قَ ب ��اب احلوار معه؛ فه ��و في مرحلة‬ ‫في تفاصيل احلياة اليومية‪.‬‬
‫توس ��ع اآلف ��اق واإلدراك‪ ،‬فإن ��ك إن فعلت س ��تفتح أمامه‬ ‫ّ‬ ‫< ال تنشغل عنه لفترات طويلة؛ فهو بحاجة لإلجابة‬
‫منزلقات الرسائل التافهة واألنغام الهابطة‪.‬‬ ‫عن أسئلة كثيرة‪ ،‬فكن له ِن ْعم املعني‪.‬‬
‫< اح ��ذر أن ال تتاب� � َع البرامج الت ��ي يقتنيها في هذا‬ ‫وقدم له املعلومات‬ ‫< كن مهتم ًا بكل تغير في حياته‪ِّ ،‬‬
‫اجله ��از‪ ،‬فهي من الس ��موم الت ��ي يبثها اإلعالم الفاس ��د‬ ‫ومهد له مبا يناسب‪.‬‬ ‫الصحيحة عن جسده‪ِّ ،‬‬
‫لير ِّوج للرذيلة بأساليب الفكاهة والتسلية!‬
‫< راع الفروق الفردية بني اجلنسني؛ فقد قال تعالى‪:‬‬
‫األعزّ اء‪...‬‬
‫ِ‬ ‫األهل‬ ‫أيها‬ ‫{وليس الذكر كاألنثى}‪.‬‬
‫ضع ��وا نصب أعينك ��م أن أوالدكم أمانة ب�ي�ن أيديكم‪،‬‬ ‫قدر احلاجة التي من أجلها سيقتني ابنك الهاتف‬ ‫< ّ‬
‫فارع ْوه ��ا ح ��ق رعايته ��ا واهتم ��وا بجوهره ��ا أضع ��اف‬ ‫َ‬ ‫تقدر بقدرها»‪.‬‬‫احملمول؛ فـ «الضرورات ّ‬
‫اهتمامكم مبظهرها‪l‬‬
‫< وأخي ��ر ًا َب ِّص ��ر ابن ��ك باله ��دف م ��ن اقتنائ ��ه له ��ذا‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪41‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫�صفح���ة ُتس ��هم ف ��ي تق ��دمي احلل ��ول التربوي ��ة‬
‫العملية للمشكالت التي تواجهونها في تربية أطفالكم‬
‫وتنمية ش ��خصياتهم‪ ،‬ال تترددوا في طرح أي مش ��كلة أو‬
‫عقب ��ة تصادفكم في ه ��ذا املجال‪ ،‬فبإذن الله س ��تجدون‬
‫وقفات تربوية‬
‫عندنا احلل من أصحاب اخلبرة التربوية العريقة‪.‬‬ ‫امل�شكلة واحلل‬

‫حتاوريه‬
‫ِ‬ ‫حاويل �أن‬
‫بقلم‪ :‬الداعية املربية‬
‫أم حسان احللو‬
‫عمان‬ ‫ّ‬
‫‪ l‬املش ��كلة‪ :‬ربي � ُ�ت أوالدي عل ��ى الصدق منذ نعومة حاول ��ي إحراجه "س ��راً" وانتزعي منه احلقيق ��ة انتزاع ًا‬
‫أظفاره ��م‪ ،‬وبفض ��ل الل ��ه لم أع ��رف عنهم الك ��ذب‪ .‬منذ بالنظر في عينيه والتربيت على كتفيه‪.‬‬
‫< إن متكن ��ت م ��ن احلصول على "دليل م ��ادي"؛ كأن‬ ‫فت ��رة ب ��دأت أحل ��ظ أن ابني (‪ 11‬س ��نة) يك ��ذب‪ ،‬وقد كان‬
‫متميز ًا في صدقه! أصبح كاذب ًا في تعامله مع اجلميع‪ ،‬يك ��ذب عليك في إخف ��اء نتيجة دراس ��ية‪ ،‬ثم وقعت بني‬
‫في مدرسته ميحو بعض الواجبات عن املفكرة‪ ،‬وعندما يدي ��ك ورق ��ة امتحان‪ ،‬ضع ��ي الورق ��ة أمامه وانس ��حبي‬
‫أس ��أله ينك ��ر أن لدي ��ه واجب ��ات علي ��ه إجنازه ��ا! تراجع بهدوء‪.‬‬
‫دراس ��ي ًا وق ��د كان متفوق� � ًا يح ��وز املرتب ��ة األول ��ى دائم ًا‪.‬‬
‫< احرص ��ي عل ��ى محاورته دوم ًا وس ��ؤاله عن موقفه‬ ‫يتمت ��ع بش ��خصية قوية‪ ،‬مثقف غي ��ر أن ثقافته مبعثرة‬
‫غي ��ر منظم ��ة‪ِ ...‬ب � ُّ�ت أعاني م ��ن التغير ال ��ذي طرأ على من الكذب والكذّ ابني‪.‬‬
‫< اس ��أليه مباش ��رة‪" :‬ما هو موقفك م ��ن‪ :‬صديقك‪،‬‬ ‫ش ��خصيته بش ��كل عام‪ ،‬ومن كذبه بش ��كل خاص‪ ،‬فكيف‬
‫أمك‪ ،‬أبيك‪ ،‬أخيك‪ "...‬إذا اكتشفت أنهم يكذبون ؟!‬ ‫أتعامل معه؟‬
‫< ابنك يحتاج إلى دفء عالقات؛ حاولي أن تجُ لسيه‬
‫‪ l‬احل ��ل‪ :‬تقترحه عليك املربي ��ة الداعية األخت أم إلى جوارك وتضاحكيه وتروي له حكايات الصادقني‪.‬‬
‫< حاول ��ي أن جتعلي ��ه يق ��رأ علي ��ك بع ��ض املواق ��ف‬ ‫حسان احللو‪:‬‬
‫والع َبر‪ ،‬حيث تتظاهرين بأنك مش ��غولة وحتتاجني منه‬ ‫ِ‬ ‫عزيزتي األم‪..‬‬
‫هن ��اك مؤث ��رات كثيرة عل ��ى ش ��خصية ولدك؛تنبهي أن يقرأ لك بعض القصص النافعة‪ ،‬فينتفع ابنك بها‪.‬‬
‫< إي ��اك وإع�ل�ان أخطائ ��ه عل ��ى‬ ‫إل ��ى أن ابن ��ك عل ��ى أب ��واب املراهق ��ة‪،‬‬
‫املأل‪ ،‬فذلك ُيحزنه وقد ُيحدث عنده‬ ‫ث ��م انظ ��ري إل ��ى أصدقائ ��ه ومع ِّلميه‪،‬‬
‫ر ّدات فعل عنيفة فيسترس ��ل في َم ِّد‬ ‫وحاول ��ي أن تعرف ��ي األس ��باب الكامنة‬
‫حبال الكذب كنوع من االنتقام‪.‬‬ ‫وراء كذب ��ه‪ ،‬لعل ��ه يري ��د التخ ّل ��ص من‬
‫اعلمي عزيزتي‪ :‬أن املربني قالوا‪:‬‬ ‫الش ��عور بالهامش ��ية؛ وه ��ذا الش ��عور‬
‫"أ ِّن ��ب ابن ��ك ف ��ي الس ��ر ِّ‬
‫ووق ��ره ف ��ي‬ ‫مرب ��ك ومتع ��ب لصاحب ��ه‪ ،‬س ��يما وأن‬ ‫ِ‬
‫العالنية"‪ ،‬ك ��ي حتافظي على صورة‬ ‫مرحل ��ة الفتوة ه ��ذه تتميز في الرغبة‬
‫جميل ��ة البن ��ك أمام ��ه ه ��و ومن ثم‬ ‫بتحقيق الذات‪.‬‬
‫أمام اآلخري ��ن‪ ،‬فيدرك متام ًا مقدار‬ ‫ل ��ذا أنصح ��ك أخت ��ي الكرمي ��ة‬
‫محبت ��ك ل ��ه وبأن ��ك حريص ��ة على‬ ‫حتدي ��د أس ��باب الك ��ذب ث ��م محاول ��ة‬
‫نقاء صورته‪.‬‬ ‫القيام باألمور اآلتية‪:‬‬
‫وفقك الله‪l‬‬ ‫< إذا أيقنت أنه كاذب ال تنفعلي بل‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪42‬‬
‫تهمنا‬
‫ّ‬ ‫صحتك‬
‫ا�ست�شارة غذائية‬

‫�أعرا�ض الدورة ال�شهرية ومنط الطعام‬


‫إعداد‪ :‬املتخصصة في التغذية‬
‫عزيزة ياسني‬

‫< االستش ��ارة‪ :‬ه ��ل الدورة الش ��هرية تؤثر على منط الفاكهة الطازجة واملجففة‪.‬‬
‫‪ .6‬التقليل من األش ��ربة الغنية بالكافيني للتخفيف‬ ‫تناولنا للطعام؟ أم األمر مجرد إيحاءات نفس ��ية تطغى‬
‫من القلق‪.‬‬ ‫على املرأة في هذه الفترة؟‬

‫‪ .7‬ممارس ��ة الرياضة بش ��كل دوري م ��ع احلرص على‬ ‫< املعاجل ��ة‪ :‬إن الع ��وارض الت ��ي مت� � ّر بها امل ��رأة قبيل‬
‫حدتها عن تلك التي ترافقها‪ .‬تناول كمية كافية من املاء (‪ 8‬أكواب يومي ًا)‪.‬‬ ‫الدورة الشهرية ال تقلّ في ّ‬
‫فقد يعتري املرأة العديد من التغيرات‪ ،‬منها على سبيل‬
‫‪ .8‬هذا مع اإلش ��ارة إل ��ى أنّ تناول حبوب منع احلمل‬
‫املثال‪ :‬زيادة في الوزن‪ ،‬احتباس املاء في اجلسم‪ ،‬تغ ّير في‬
‫يزيد من عوارض الدورة الشهرية‪.‬‬
‫املزاج‪ ،‬رغبة شديدة في تناول الطعام ال سيما احللويات‪،‬‬
‫مزاج متقلب‪...‬‬
‫فكرة غذائية‬ ‫ولكي تتمكن املرأة من الس ��يطرة على هذه العوارض‬
‫ً‬
‫نتيجة لتقلص احلجاب احلاجز‬ ‫حتصل احلازوقة‬ ‫ننصحها مبا يأتي‪:‬‬
‫للمع ��دة‪ ،‬وللتخلص منها من املفيد تناول ملعقة من‬ ‫‪ .1‬أخذ قس ��ط من الراحة والنوم لالبتعاد عن القلق‬
‫الس ��كر في ك ��وب من املاء‪ ،‬فهذا ِّ‬
‫يحف ��ز األعصاب على‬ ‫والتوتر‪.‬‬
‫االسترخاء‪l‬‬
‫‪ .2‬االبتع ��اد ع ��ن تناول األطعمة الغني ��ة بامللح كي ال‬
‫تزي ��د من احتباس املاء في جس ��مها خاص ��ة في منطقة‬
‫البطن‪.‬‬
‫‪ .3‬االنتظ ��ام ف ��ي تن ��اول الطع ��ام‬
‫محددة للحفاظ على مستوى‬ ‫ّ‬ ‫بأوقات‬
‫الدم‪.‬‬‫السكر في ّ‬
‫‪ .4‬االبتع ��اد ع ��ن تن ��اول احللوي ��ات‬
‫واإلكثار من النشويات والبقوليات‪.‬‬
‫‪ .5‬تنــ ��اول األطعمـــ ��ة اخلــــفيف ��ة الــــغني ��ة‬
‫باأللي ��اف م ��ا ب�ي�ن الوجب ��ات الرئيس ��ة مثل‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪43‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫الطب الطبيعي‬
‫للق�ضاء على اجلراثيم‪...‬‬
‫عليكم بهذه النبتة (اجلعدة)‬
‫إعداد‪:‬‬
‫املتخصص في العالج الطبيعي‬
‫د‪ .‬سمير احللو‬
‫عمان‬
‫ّ‬
‫‪َ l‬مغلي األوراق ِّ‬
‫يخفف آالم املعدة واألمعاء‪.‬‬ ‫اجلعدة عش ��ب ِّ‬
‫معم ��ر‪ ،‬له أوراق مس ��تقيمة بيضاء‬
‫‪ l‬ض ��د نزالت البرد‪ُ :‬تنقع األوراق في املاء الس ��اخن‪،‬‬ ‫مغطاة بز ََغب أبيض كالقطن‪ ،‬له حواف متموجة‪ ،‬ويحمل‬
‫أزه ��ار ًا بيضاء في نورات مكتظة؛ وموطنه س ��احل البحر ثم ُيستنشق البخار عدة مرات في اليوم‪.‬‬
‫األبيض املتوسط والعراق والسعودية والبحرين والكويت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ l‬ذك ��رت بع ��ض املصادر أن ل ��ه تأثيرا خافضا لس ��كر‬ ‫والسودان‪ ،‬وهو من الفصيلة الشفوية (‪.)Labiatae‬‬
‫الدم‪.‬‬
‫‪ l‬اجلزء الطبي‪ :‬األوراق‪.‬‬
‫احلمى‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ُ l‬شربه يع ّرق‪ ،‬وبذا فإنه ُيستعمل لتخفيض‬ ‫الفعال‪ :‬أثبتت التحاليل املخبرية وجود‬
‫‪ l‬اجلوهر ّ‬
‫وقد استُ عمل قدمي ًا لعالج ّ‬
‫حمى املالريا‪.‬‬ ‫املواد التالية‪:‬‬
‫‪ l‬كذل ��ك يق ��وم بع ��ض األع ��راب باس ��تعمال األوراق‬ ‫قلويدات القلب‪ ،‬فالفونيدات‪ ،‬تانني‪ ،‬س ��تيرول‪ ،‬زيوت‬
‫طيارة‪ ،‬جليكوس ��يدات صابونية‪ ،‬ستاكدرين سياستيرون اجلافة في الغليون‪ ،‬وتدخينها لعالج آالم املفاصل‪.‬‬
‫(‪ ،)Cyasterone‬وزيوت عطرية (‪.)Oils Essential‬‬
‫‪ l‬وهن ��اك ن ��وع م ��ن اجلع ��دة يس ��مى‪ :‬صعت ��ر اله ��ر‬
‫وق ��د أثبت ��ت الدراس ��ات عل ��ى اجلراثي ��م أن امل ��واد (‪ ،teucrium martimum (Cat thyme‬ويس ��تخدم‬
‫املس ��تخلصة بواس ��طة اإليثانول والكلوروفورم لها تأثير‬
‫ض ��د التش ��نجات ويق ّوي األعصاب‪ ،‬أم ��ا النوع اآلخر من‬
‫مض ��اد للجراثيم اآلتية‪Bacillus Subtilis, Aureus :‬‬
‫اجلع ��دة‪ T. Socidium ،‬فهو يخفّ ��ض احلرارة ويقضي‬
‫‪.Proteus Vulgaris,Staph‬‬
‫على دود البطن‪.‬‬
‫أما املوا ّد املس ��تخلصة عن طريق األل ِْدهايد‪ ،‬فأثبتت‬
‫‪ l‬كما تستخدم األوراق اجلافة لطرد احلشرات عن‬ ‫فاعلية ضد بكتيريا القولون ‪.E. Coli‬‬
‫وبالطب ��ع ميك ��ن للجس ��م االس ��تفادة م ��ن كل ه ��ذه املنس ��وجات اجللدي ��ة املخزونة‪ ،‬وه ��ذه النصيحة مفيدة‬
‫املستخلصات في حال مت تناول العشب كام ًال على شكل لرب ��ات البي ��وت‪ .‬وإذا افتُ ��رش أو ُد ّخن به ط ��رد الهوا ّم من‬
‫عقارب وعناكب وغيرها‪.‬‬ ‫مسحوق أو عن طريق املضغ املباشر‪.‬‬
‫‪ l‬وبرغ ��م كل فوائده ��ا‪ ،‬ينبغ ��ي ع ��دم تن ��اول اجلعدة‬ ‫‪ l‬االستعماالت الطبية‪:‬‬
‫‪ l‬ذك ��ر الكثير من أهل الب ��وادي أنهم ميضغون أوراق بطريقة عش ��وائية؛ فقد أشارت بعض الدراسات املبدئية‬
‫أعشاب ُأخرى و ُتتناول بغرض‬
‫ٍ‬ ‫بتلب ��كات معوية‪ ،‬خاصة إذا إلى أن اجلعدة تتفاعل مع‬
‫اجلعدة كاملة‪ ،‬كلما أحس ��وا ُّ‬
‫تسممات للكبد‪l‬‬
‫ٍ‬ ‫تخفيف الوزنلتسسب بحدوث‬ ‫كانت بعد أكل اللحوم والدسم‪ ،‬فيرتاحون من فورهم‪.‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪44‬‬
‫معك يف املطبخ‬
‫ِ‬
‫يخنة ال�سمك مع اخل�ضار‬
‫إعداد‪ :‬أمل حلواني‬
‫‪ -‬بهار أبيض‪.‬‬ ‫‪ l‬املقادير‪:‬‬
‫‪ِ -‬ملعقـــ ��ة صــــغي ��رة مـ ��ن‬ ‫‪ -‬كيلـــ ��و س� �ـــمك فــيلي ��ه‬
‫الكمون‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مقطع إلى مكعبات صغيرة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬نصف ملعقة صغيرة من‬ ‫‪ 3 -‬حب ��ات م ��ن البطاطا‬
‫الكمون‪.‬‬‫بذور ّ‬ ‫املق ّ‬
‫ـــــطع ��ة إل ��ى مــــكــــــعب ��ات‬
‫‪ -‬ملعقـــ ��ة صـــغي ��رة مـ ��ن‬ ‫صغيرة‪.‬‬
‫اخلردل‪.‬‬ ‫‪ -‬كــــــ ��وب مــــــ ��ن اجلــ ��زر‬
‫‪ -‬نص ��ف فنج ��ان م ��ن زيت‬ ‫ّ‬
‫املقطع‬
‫الزيتون‪.‬‬ ‫‪ -‬كوب من البازيالء‪.‬‬
‫‪ -‬عصير حامضة ونصف‪.‬‬ ‫‪ -‬كــــــوبـــــ ��ان مـــــ ��ن م ��رق‬
‫‪ -‬ملعقت ��ان كبيرت ��ان م ��ن‬ ‫الدجاج‪.‬‬
‫اخلل‪.‬‬ ‫مكعـــــ ��ب مــــــــ ��ن م ��رق‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪ l‬مقادير األرزّ األصفر‪:‬‬ ‫الدجاج‪.‬‬
‫‪ -‬رشة ملح‪.‬‬
‫‪ -‬كوبان من األر ّز األصفر الطويل‪.‬‬ ‫‪ -‬ملعقة من زيت الزيتون‪.‬‬
‫‪ -‬أربعة أكواب من املاء‪.‬‬
‫‪ -‬مكعبان من مرق الدجاج‪.‬‬ ‫‪ l‬مقادير تبيلة السمك‪:‬‬
‫‪ -‬بصلة صغيرة مفرومة فرم ًا ناعم ًا‪.‬‬ ‫‪ -‬بصلة صغيرة مفرومة‪.‬‬
‫‪ -‬رشة من البهار األبيض‪.‬‬ ‫‪ 4 -‬فصوص ثوم ّ‬
‫مقطعة إلى قطع صغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬ملح حسب الرغبة‪.‬‬ ‫‪ -‬ملح‪.‬‬
‫‪ -‬ملعقتان من الزبدة‪.‬‬ ‫‪ -‬بهار أسود‪.‬‬
‫‪ l‬الكمية تكفي ‪ 6‬أشخاص‬ ‫‪ l‬طريقة التحضير‪:‬‬
‫‪ .1‬ضع ��ي مك ِّون ��ات التَّ تبيلة كلها على قطع الس ��مك واحرصي على إحكام ِغطاء الوعاء‪.‬‬
‫‪ .3‬بعدها أضيفي اخلضار مع املرق إلى قطع السمك‬ ‫واخلطيها جيداً‪ ،‬ثم أدخليها الفرن ملدة ربع ساعة‪.‬‬
‫‪ .2‬في هذه األثناء ضعي اخلضار على النار مع مرق وهي في الفرن واتركيها إلى أن تنضج جيداً‪.‬‬
‫قدمي يخنة السمك مع األر ّز األصفر‪l‬‬‫‪ِّ .4‬‬ ‫ومكعب مرق الدجاج ورش ��ة املل ��ح وملعقة زيت‬‫ّ‬ ‫الدج ��اج‬
‫الزيت ��ون واترك ��ي اخللي ��ط مدة ثلث س ��اعة عل ��ى النار‪،‬‬

‫إل ��ى غن ��اه باألوميغا ‪ 3‬ال ��ذي أثبت فوائ ��ده في احلفاظ‬ ‫اإلشراف الصحي✽‪:‬‬
‫على القل ��ب‪ ،‬وتقوية الذاكرة والتخفيف من الدهون في‬ ‫إن احلص ��ة الواح ��دة م ��ن ه ��ذا الطبق حتت ��وي على‬
‫غني بالس ��يلينيوم واملواد املضادة لألكس ��دة‬
‫الدم‪ ,‬كما أنه ٌ‬ ‫‪ 650‬وح ��دة حراري ��ة و ‪40‬غ م ��ن الده ��ون تأت ��ي مبعظمها‬
‫التي تساعد على مقاومة العديد من األمراض‪.‬‬ ‫من السمك وزيت الزيتون‪ .‬ميزة هذا الطبق أنه يحتوي‬
‫✽ للمتخصصة في التغذية عزيزة ياسني‪.‬‬ ‫على السمك الذي يعتبر مصدر ًا جيد ًا للبروتني‪ ،‬إضافة‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪45‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫ساء‬
‫وحتدي‬
‫ّ‬ ‫العاملة (حياة سندي)‪ :‬رحلة كفاح‬ ‫ن‬
‫ت‬ ‫م‬
‫إعداد‪ :‬منال املغربي‬
‫عامل���ة مس ��لمة‪ ...‬م ��ن مك ��ة َّ‬
‫مّي از‬
‫ت‬
‫فتقدمت للتسجيل ولقي طلبها الرفض لضعف‬ ‫ّ‬ ‫املكرم ��ة‪...‬‬
‫لغتها اإلجنليزية‪ ،‬لكن أمام إصرارها ووعدها بأن‬ ‫يعرفه ��ا الغ ��رب ويفخر بها أكثر م ّن ��ا‪ ،‬أما الكيان‬
‫تتكفّ ��ل بتقوية لغته ��ا اإلجنليزي ��ة متّ قبولها‪...‬‬ ‫�ض األنام ��ل غيظ� � ًا عن ��د ذك ��ر‬‫الصهيون ��ي فيع � ّ‬
‫كان ��ت ت ��درس يومي� � ًا م ��ا ب�ي�ن ‪ 18‬إلى ‪ 20‬س ��اعة‪،‬‬ ‫اس ��مها‪ ...‬ما مييزها أنّها حافظ ��ت على هويتها‬
‫وجنح ��ت ف ��ي االختب ��ارات‪ ،‬وحصلت عل ��ى قبول‬ ‫اجلمة‬ ‫اإلس�ل�امية رغ ��م الصعوبات والتحدي ��ات‬
‫ّ‬
‫تقدمت‬‫غير مش ��روط في جميع اجلامعات التي ّ‬ ‫الت ��ي واجهته ��ا ف ��ي ب�ل�اد الغ ��رب! ه ��ي العامل ��ة‬
‫لها؛ فالتحقت بجامعة (كينغز كوليدج)‪.‬‬
‫الدكتورة حياة س ��ليمان سندي‪ ،‬أول امرأة في‬
‫حاجز احلجاب‬ ‫العالم العربي حتصل على شهادة الدكتوراة «في‬
‫بعد أن تخ ّرجت من جامعة (كينغز كوليدج)‪،‬‬ ‫التقنية احليوية»(‪.)1‬‬
‫انتس ��بت حي ��اة إلى جامع ��ة (كمب ��ردج) من أجل‬ ‫نشأتها‬
‫التحضير ألطروحة الدكتوراه في مجال التقنية‬
‫ول ��دت ع ��ام ‪1965‬م ف ��ي مكّ ة املكرم ��ة في أحد‬
‫احليوي ��ة‪ ،‬يومه ��ا اس ��تقبلها عال ��م الرياضي ��ات‬
‫أعرق البيوت احلجازية‪ ،‬ولها من اإلخوة ثمانية‪.‬‬
‫(س ��تيف هوبكن ��ز) قائ�ل ً�ا‪« :‬فاش ��لة‪ ...‬فاش ��لة‪...‬‬
‫عش ��قت الق ��راءة من ��ذ صغره ��ا‪ ،‬وكان والده ��ا‬
‫فاشلة‪ ،»...‬وأ ّكد لها بأنّه خالل ثالثة أشهر فقط‬
‫يش ��جعها على هذه العادة‪ .‬تخ ّرجت من الثانوية‬
‫س ��تذوب شخصيتها في املجتمع الغربي وتصبح‬
‫مبعدل مرتفع واجتهت مباشرة إلى كلية‬ ‫ّ‬ ‫العامة‬
‫مثله ��م‪ ،‬وخ�ل�ال الثالث ��ة أش ��هر األول ��ى تبد ّل ��ت‬
‫الطب‪ ،‬ولكنها لم جتد في اجلامعات الس ��عودية‬
‫تل ��ك العب ��ارات الهجومية إلى احت ��رام كبير من‬
‫يختص بتدريس (علم األدوية)؛ فلم يكن‬ ‫ّ‬ ‫قس ��م ًا‬
‫جميع املنتسبني إلى اجلامعة؛ حتى أنهم خالل‬
‫ش ��هر رمضان كان ��وا ميتنعون عن تن ��اول الطعام‬ ‫أمامه ��ا خي ��ار س ��وى إقناع أس ��رتها بالس ��فر إلى‬
‫ويؤجل بعضهم وجبة الغداء إلى موعد‬ ‫أمامه ��ا‪،‬‬ ‫للتخص ��ص‪ ،‬وق ��د اس ��تغرقت محاوالت‬‫ّ‬ ‫اخل ��ارج‬
‫ِّ‬
‫إفطارها!‬ ‫إقناعه ��م والترتيب ��ات الالزم ��ة للس ��فر عام�ي�ن‬
‫تقريب ًا اجتهت بعدها إلى لندن‪.‬‬
‫حتد جديد‬
‫ٍّ‬
‫حتدي الغربة!‬
‫ِّ‬
‫وعلى مش ��ارف االنتهاء من رس ��الة الدكتوراه‬
‫واجه ��ت حياة حتدي ًا آخر؛ فلق ��د وصلها خطاب‬ ‫ب ��دأت (حياة) مبواجهة حتديات الغربة من‬
‫م ��ن عميد اجلامع ��ة بضرورة تغيي ��ر بحثها إلى‬ ‫خ�ل�ال االس ��تئناس بكت ��اب الله؛ فلق ��د حفظت‬
‫مش ��روع جدي ��د ف ��ي مهل ��ة زمني ��ة ال تتج ��اوز ‪9‬‬ ‫الق ��رآن كام�ل ً�ا خ�ل�ال الع ��ام األول من دراس ��تها‬
‫أشهر! لم حتبط‪ ،‬بل بدأت تعمل من جديد على‬ ‫اجلامعي ��ة لتجعله ربيع قلبه ��ا؛ تقول (حياة)‪:‬‬
‫مدار الس ��اعة لتسابق الوقت‪ ...‬واستمر مسلسل‬ ‫«كان ��ت وص ّية الوالد لنا قبل وفاته‪ :‬الدعاء وقيام‬
‫التحدي ��ات؛ فحني انتهت منحتها‪ ،‬كانت بحاجة‬ ‫الس ��حر واملواظب ��ة عل ��ى ص�ل�اة التهج ��د وقراءة‬
‫ل� �ـ ‪ 7‬أش ��هر إضافية عل ��ى األقل إلمتام رس ��التها؛‬ ‫الق ��رآن‪ ،‬ولذل ��ك تعلمن ��ا من ��ه أن نصح ��و قب ��ل‬
‫فب ��دأت تنقل معاناته ��ا إلى املس ��ؤولني في أرض‬ ‫الفجر ونصلي ونقرأ القرآن»‪.‬‬
‫الوطن اإلس�ل�امي حيث نش ��رت إحدى الصحف‬
‫الس ��عودية رس ��التها‪ ...‬ولم يخب ظنه ��ا‪ ...‬ولقد‬
‫حاجز اللغة‬
‫وصف البروفيسور رسالة الدكتوراه التي ناقشها‬ ‫وصل ��ت (حي ��اة) إل ��ى لن ��دن لتُ فاج ��أ ب ��أنّ‬
‫فيه ��ا آن ��ذاك بأنه ��ا خم ��س رس ��ائل ف ��ي رس ��الة‪،‬‬ ‫عليه ��ا أن حتصل على الثانوية البريطانية أو ًال؛‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪46‬‬
‫وقلّدها وسام ًا ثمين ًا بكلمات التهنئة قائ ًال‪« :‬لقد فتحت‬
‫يا (حياة) نافذة جديدة للعلماء لفَهم العلوم»‪.‬‬
‫إغراءات‬
‫متت دعوتها من ِق َبل وكالة ناسا‪ ،‬حيث قضت عندهم‬
‫ دعي ��ت ف ��ي ع ��ام ‪1999‬م لالنضم ��ام إل ��ى مجموعة‬ ‫أس ��بوعني تلق ��ت بعده ��ا عرض� � ًا مغري� � ًا للعم ��ل معه ��م‪،‬‬
‫فرفض ��ت ألن أبحاثهم طويلة العمر وتقطع عليها خط «العلم ��اء الش� � ّبان األكث ��ر تفوق ًا ف ��ي بريطاني ��ا» التابعة‬
‫الرجع ��ة إل ��ى بالدها‪ ،‬كم ��ا أن أبحاثهم ال يس ��تفيد منها ملجلس العموم البريطاني‪.‬‬
‫الدعوة إلى الله‬ ‫ثم تلقّ ت الدكتورة حي ��اة دعوة أخرى لزيارة‬ ‫الفق ��راء‪ّ ...‬‬
‫معام ��ل (س ��انديا الب) ف ��ي تكس ��اس‪ ،‬وقد ُع ��رض عليها‬
‫ف ��ي زحم ��ة مش ��اغلها وأبحاثها‪ ،‬ه ��ل بق ��ي للدكتورة‬
‫العمل فيها إال أنها رفضت خش ��ية أن ُتس ��تخدم أبحاثها‬
‫(حياة) وقت له ��ذه الفريضة؟ تقول الدكتورة‪« :‬أحرص‬
‫في أغراض حربية‪.‬‬
‫ومتس ��كي بدين ��ي أن أجع ��ل اجلميع‬‫ّ‬ ‫م ��ن خالل س ��لوكي‬
‫ودعيت أيض ًا د‪ .‬حياة أربع مرات للمشاركة في مركز يحترم ��ون هذا الدي ��ن حتى لو لم يعتنقوه‪ .‬واحلمد لله‬ ‫ُ‬
‫أن جع ��ل البع ��ض يدخل اإلس�ل�ام على يدي بع ��د أن رأوا‬ ‫«وايزم ��ان إنس ��تتيوت» الصهيوني في ت ��ل أبيب‪ ،‬ورفضت ْ‬
‫مب� � ِّررة ذل ��ك بأنه ��ا ت ��درك «خط ��ورة» «تطبي ��ع البح ��ث أسلوب حواري معهم‪ ،‬ورأوا مدى ثقتي واقتناعي بديني‪.‬‬
‫عندم ��ا أتعامل وأتناقش مع غير املس ��لمني‪ ،‬فأنا ال أم ِّثل‬ ‫العلمي»‪.‬‬
‫حياة سندي فقط‪ ،‬بل أمثّل ديني ووطني أيض ًا»‪.‬‬ ‫إجنازاتها‬
‫ماذا عن الزواج؟‬ ‫ د ّرس ��ت في بداية حياته ��ا اجلامعية في دورة تعليم‬
‫تق ��ول حي ��اة‪« :‬طموحات ��ي العلمية ليس ��ت عقبة في‬ ‫اللغة العربية لعدد من املوظفني من أجل تغطية تكاليف‬
‫طري ��ق الزواج‪ ،‬ولكن ��ي اخترت أن آخذ وقتي في االختيار‬ ‫دراس ��تها‪ ،‬كم ��ا كان له ��ا جترب ��ة فريدة ع ��ام ‪98 - 97‬م في‬
‫ألنني عندما أتزوج أمتنى أن أجنب صالح الدين األيوبي‬ ‫التخصص‬
‫ّ‬ ‫(كمبردج) حيث قامت بتدريس طالب ينوون‬
‫أو خال ��د ب ��ن الولي ��د‪ ...‬ويح ��قّ ل ��ي أن أخت ��ار الش ��خص‬ ‫بالطب دون أن تكون لديهم أي خلفية علمية سابقة‪ ،‬في‬
‫املناسب ليكون والد ًا ألبنائي»‪.‬‬ ‫غضون شهر واحد فقط‪.‬‬
‫ونخت ��م املقال بنصيحة توجهه ��ا الدكتورة حياة لكل‬ ‫ِج ّس املتعدد االستخدامات (‪،)MARS‬‬ ‫ اخترعت امل َ‬
‫مس ��لمة‪ :‬ال «بأن تنس ��اق وراء القشور‪ ،‬فاألضواء واملوضة‬ ‫ولق ��د ابتكرته قبل إمتامها لرس ��الة الدكت ��وراه لترفع به‬
‫معان أعمق منها‪ ،‬وال‬ ‫ٌ‬
‫زائفة للحي ��اة ٍ‬ ‫والبريق كلها قش ��ور‬ ‫من معدل دقّ ة قياس اإلصابة مبرض الس ��كري‪َ ،‬ف َو ْ‬
‫صلت‬
‫بد أن تكون لدينا أهداف أكثر أهمية نعيش من أجلها‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫باملجس ��ات‬
‫ّ‬ ‫دقته إلى ‪ % 99.1‬بعد أن كانت ال تتعدى ‪% 24‬‬
‫وأناش ��دها بأن تتس ��لح بعلم تنتفع به وينتفع الناس به‬ ‫األخرى‪ .‬ويس ��اعد هذ ا ِملج ��س على حتديد الدواء الالزم‬
‫حت ��ى تنه ��ض بأمتها مع ضرورة احملافظ ��ة على هويتها‬ ‫لإلنس ��ان‪ ،‬ولق ��د اعتمدت ��ه ناس ��ا رس ��مي ًا ف ��ي أبحاثه ��ا‬
‫وااللت ��زام بعقيدته ��ا؛ فاإلنس ��ان بال هوية يفق ��د قيمته‬ ‫ورحالتها‪.‬‬
‫ويفقد احترام اآلخرين له»‪.‬‬
‫ منحته ��ا الكلي ��ة امللكي ��ة البريطاني ��ة العضوي ��ة‬
‫ هامش‪:‬‬ ‫الفخرية تقدير ًا إلسهاماتها واختراعاتها‪.‬‬
‫‪« .1‬التقني ��ة احليوي ��ة» ه ��ي مجم ��ل التقان ��ات التي‬ ‫ مت اختياره ��ا عام ‪ 2009‬من ِق َبل منظمة «تك بوب»‬
‫تتناول استخدام كائنات حية أو مكوناتها حتت اخللوية‬ ‫‪ - Tech Pop‬وه ��ي منظم ��ة مس ��تقلة ‪ -‬ضم ��ن أفضل ‪15‬‬
‫بغ ��رض إنت ��اج أو حتوي ��ر أو تطوي ��ر منتج ��ات ذات قيمة‬ ‫عامل ًا في مختلف املجاالت ُيتوقع منهم أن يغ ّيروا األرض‬
‫وفائدة لإلنس ��ان‪ ،‬ويتحقق ذلك عن طريق دمج عدد من‬ ‫ع ��ن طريق أبحاثه ��م وابتكاراتهم‪ .‬كما دعيت من جامعة‬
‫املج ��االت العلمية مثل عل ��م األحياء الدقيقة والكيمياء‬ ‫«بيركل ��ي» ف ��ي الوالي ��ات املتح ��دة األمريكي ��ة ضمن وفد‬
‫احليوي ��ة والوراث ��ة وعل ��م األحي ��اء اجلزيئ ��ي والكيمياء‬ ‫ض ��م ‪ 15‬عامل ًا من أفضل العلماء في العالم‪ ،‬الستش ��راف‬
‫والهندسة الكيميائية‪l‬‬ ‫اجتاهات العلوم ومستقبلها‪.‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪47‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫وقالت الشريعة‬
‫فتاوى‬
‫للدكتور الفقيه عجيل الن�شمي‬
‫م ��ن ش ��رور املجرم�ي�ن‪ .‬وأو ّد أن ُأضي ��ف هن ��ا أن العقوب ��ة‬ ‫التشهير باملجرمني‬
‫ينبغ ��ي أن توقع بكل من ارتكب مثل هذه األفعال ما دام‬ ‫‪ .1‬حينم ��ا يرتك ��ب بع ��ض األش ��خاص جرائ ��م‬
‫بالغ� � ًا‪ ،‬ألن البال ��غ العاقل مس ��ؤول عن فعل ��ه في الدنيا‬
‫مفزع ��ة كاخلط ��ف واالغتص ��اب وغير ذل ��ك؛ فهل‬
‫واآلخ ��رة؛ فإعف ��اء من ل ��م يبلغ احلادية والعش ��رين من‬
‫يج ��وز أن ُيش � َّ�هر به ��م ونش ��ر صوره ��م في وس ��ائل‬
‫تش ��ديد العقوبة واعتب ��اره َح َدث ًا يأخ ��ذ عقوبة مخفّ فة‬
‫اإلعالم من أجل أن يتعظ بهم غيرهم؟‬
‫يعتب ��ر مدع ��اة وتش ��جيع ًا الرت ��كاب جرائمهم‪ ،‬ف ��أرى أن‬
‫تتق � َّ�رر العقوب ��ة عل ��ى كل عاق ��ل بالغ رش ��يد يثبت عليه‬ ‫‪ l‬التش ��هير واإلع�ل�ان ع ��ن جرمي ��ة مع ّين ��ة وإظه ��ار‬
‫ارتكاب جرمية ما‪.‬‬ ‫مرتكبه ��ا في وس ��ائل اإلعالم جائز م ��ن حيث األصل إذا‬
‫الصدقة بغير الدعاء‬ ‫كان ��ت اجلرمي ��ة م ��ن اجلرائ ��م االجتماعية الت ��ي ُتقلق‬
‫راح ��ة الن ��اس‪ ،‬ويضط ��رب األم ��ن بوجودها‪ ،‬ف ��إذا ثبتت‬
‫‪ .2‬أري ��د أن أتص � ّ�دق عن والدي بدف ��ع مبلغ من‬ ‫اجلرمي ��ة على ش ��خص بعين ��ه أو ُأ ِخذ متلبس� � ًا؛ فيجوز‬
‫امل ��ال إل ��ى الفق ��راء أو حفر بئر ماء؛ فق ��ال لي أحد‬ ‫التشهير واإلعالن عنه وعن جرميته بقصد الردع للغير‪،‬‬
‫طلب ��ة العلم‪ :‬ال يجوز إال الدع ��اء فقط؛ فهل هذا‬ ‫حد‬ ‫وتطم�ي�ن الناس بالقبض عل ��ى املجرمني‪ ،‬وهذا في ِّ‬
‫الكالم صحيح؟‬ ‫ذاته يعتبر عقوبة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬قد يكون عقوبة‬
‫‪ l‬هذا الفعل احلسن جائز‪ ،‬ويصل ثوابه بتقدير الله‬ ‫تبعي ��ة‪ ،‬أو عقوبة أصلية‪ ،‬وهذا اإلعالن والتش ��هير أصل‬
‫إل ��ى والدك‪ .‬فقد اتف ��ق رأي احلنفي ��ة واحلنابلة في أن‬ ‫ف ��ي العقوبات الثابتة خاص ��ة في احلدود كالقتل والزنا‬
‫ثواب العبادة يصل إلى امليت‪ ،‬سواء أكان صالة أم صوم ًا‬ ‫والس ��رقة وم ��ا إل ��ى ذل ��ك؛ ففي جرمي ��ة الزن ��ا إذا ثبتت‬
‫وح ّجتهم‬ ‫أم حج� � ًا أم قراءة وذكر ًا أم صدقة أم غير ذلك‪ُ .‬‬ ‫ا ط ِائف ٌَة‬‫يق ��ول الله تب ��ارك وتعال ��ى‪َ { :‬و ْل َي ْش� � َه ْد َعذَا َب ُه َم َ‬
‫{واس� � َتغْ ِف ْر ِل َذن ِْب َك َو ِلل ُْمؤ ِْم ِننيَ  َوالْ‬
‫ْ‬ ‫في هذا قوله تعالى‪:‬‬ ‫ِم ��نَ المْ ُؤ ِْم ِننيَ}‪ ،‬والقصد من حض ��ور جماعة من الناس‬
‫ضحى بكبش�ي�ن أم َلحني‬ ‫�ات}‪ ،‬وروي‪ :‬أن النبي [ ّ‬ ‫ُمؤ ِْم َن � ِ‬ ‫يعاين ��ون تنفي ��ذ العقوب ��ة ه ��و االتع ��اظ مل ��ن حضر من‬
‫أحدهم ��ا عن ��ه واآلخ ��ر ع ��ن أمت ��ه‪ .‬وروي عن عم ��رو بن‬ ‫العام ��ة ولك ��ي ينقل من حضره لغي ��ره فينزجر اجلميع‬
‫شعيب عن أبيه عن َج ِّده أن رسول الله [ قال لعمرو بن‬ ‫حتدثه نفس ��ه باقتراف ه ��ذه اجلرمية‪ .‬وقد‬ ‫ويقل ��ع َم ْن ِّ‬ ‫ُ‬
‫العاص ملا سأله عن أبيه‪« :‬لو كان مسلم ًا فأعتقتم عنه‪،‬‬ ‫ُس ��ئل اإلم ��ام مال ��ك رحمه الل ��ه عن املجل ��ود في اخلمر‬
‫تصدقتم عنه‪ ،‬أو َح َج ْجتم عنه بلغه ذلك» أخرجه أبو‬ ‫أو ّ‬ ‫والفرية‪« :‬أترى أن يطاف بهم ِوب ُش� � ّراب اخلمر َب ٌّر؟ قال‪:‬‬
‫داود ‪ ،302/3‬وع ��ن اب ��ن عباس رضي الل ��ه عنه أن رجال ً‬ ‫ويعلن أمرهم‬ ‫(إذا كان فاسق ًا مدمن ًا فأرى أن ُيطاف بهم ُ‬
‫تصدقت عنها؟ قال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫قال‪« :‬إن أم ��ي توفيت‪ ،‬أفينفعها إن‬ ‫ويفضح ��ون) (التبص ��رة ‪ .)177/2‬وجرمي ��ة اخلط ��ف‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫نعم‪ ،‬قال فإنّ لي مخرف ًا ‪ -‬أي بستان ًا ‪ -‬فأشهدك أني قد‬ ‫واالغتصاب من أفظع اجلرائم‪ ،‬وهي من جرائم اإلفساد‬
‫تصدقت به عنها» حديث حسن صحيح‪ ،‬قال أبو عيسى‬ ‫في األرض ويس ��تحق فاعلها أقس ��ى العقوبات مش ��مو ًال‬
‫الترمذي‪ :‬قال أهل العلم‪ :‬ليس شيء يصل إلى امل ِّيت إال‬ ‫{إنمَّ َا َجزَاء ال َِّذينَ ُي َح ِار ُبونَ ال ّل َه َو َر ُس ��و َلهُ‬
‫بقوله تعالى‪ِ :‬‬
‫الصدقة والدعاء‪ ،‬وعن عائش ��ة رضي الله عنها أن رج ًال‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو َي ْس َع ْونَ ِفي َ‬
‫األ ْر ِض ف َساد ًا أن ُيقَتَّ لو ْا أ ْو ُي َص َّل ُبو ْا أ ْو ُتق ََّط َع‬
‫قال للنبي [‪ :‬إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت‬ ‫األ ْر ِض َذ ِل َك‬ ‫الف أَ ْو ُين َف ْو ْا ِم ��نَ َ‬
‫يه � ْ�م َوأَ ْر ُج ُل ُه ��م ِّم ْن ِخ ٍ‬
‫أَ ْي ِد ِ‬
‫تصدق ��ت فهل له ��ا أجر إن تصدق � ُ�ت عنها؟ ق ��ال‪« :‬نعم»‬ ‫يم}‬ ‫َاب َع ِظ ٌ‬ ‫الد ْن َيا َو َل ُه � ْ�م ِفي ِ‬
‫اآلخ َر ِة َع� �ذ ٌ‬ ‫َل ُه � ْ�م ِخ� �ز ٌْي ِفي ُّ‬
‫متفق عليه‪ .‬وعن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال‪« :‬يا‬ ‫(املائدة‪ ،)33 :‬ولو أننا نفّ ذنا العقوبات املذكورة في اآلية‬
‫رس ��ول الله إن أم سعد ماتت؛ فأي الصدقة أفضل؟ قال‪:‬‬ ‫ألخَ َذ املجرم عقوبته وارتدع غيره وأَ ِمنَ املجتمع‬ ‫الكرمية َ‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪48‬‬
‫هل تعرفين؟‬ ‫« املاء» ‪ ،‬قال‪ :‬فحفر بئر ًا وقال‪ :‬هذه ألم سعد» رواه‬
‫يحررها‪ :‬الشيخ حسن قاطرجي‬
‫زاوية حديثية ِّ‬ ‫س‬‫أب ��و داود‪ .‬وقالوا‪ :‬إن معنى قوله تعالى‪{ :‬وأَن ّ َل ْي َ‬
‫ابتداء تقدمي االعتذار قب ��ل التعريف بحديثٍ جديد‬ ‫ً‬ ‫ينبغ ��ي‬ ‫ال َما َس َعى} معناه‪ :‬ال يجب لإلنسان إال‬ ‫إلنس ِان إ ّ َ‬
‫ِل َ‬
‫�تأن ُف ب ��ه ه ��ذه الزاوي ��ة التي أس ��أل الل ��ه س ��بحانه وتعالى أن‬ ‫أس � ِ‬ ‫م ��ا س ��عى‪ .‬وعند املالكي ��ة يجوز فيما ع ��دا الصالة‬
‫يجعلها نافعة مباركة بعد االنقطاع عن الكتابة فيها ألشهر منذ‬ ‫والصي ��ام‪ ،‬وعند الش ��افعية فيما عدا الصالة‪ ،‬وفي‬
‫اش ��تداد وط ��أة امل ��رض على زوجت ��ي الغالية الداعي ��ة ‪ -‬أم عالء ‪-‬‬ ‫الصي ��ام وق ��راءة الق ��رآن ِخ�ل�اف‪ .‬ومن ه ��ذا يتبني‬
‫ث ��م وفاتها رحمها الل ��ه‪ ،‬فابتالني بحكمته وفضله بخس ��ارتها‪...‬‬ ‫�دك عند جمهور‬ ‫أن ث ��واب الصدق ��ة يص ��ل إلى وال � ِ‬
‫وفجع ��ت بغيابه ��ا رحمها الل ��ه وأعلى ف ��ي اجلنة مقامه ��ا‪ ...‬لذا‬ ‫ُ‬ ‫الفقه ��اء‪ ،‬فقومي بهذا العمل الطيب‪ ،‬فهذا بعض‬
‫�اء لها خاصة أنها ظفرت مني‬ ‫�تأن ُف بهذا احلديث بالذات وف � ً‬ ‫أَس � ِ‬ ‫والدك عليك أن تحُ سني إليه حي ًا وميت ًا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫حق‬
‫بشرط اجلائزة العظمى واملكافأة الكبرى املذكورة فيه ظفر ًا تام ًا‬ ‫نظر املرأة للرجل‬
‫وربي وهو شهيد على ما في قلبي‪:‬‬ ‫كام ًال‪ ،‬نافع ًا وافراً‪ْ ،‬‬
‫أي ِ ّ‬
‫‪ .3‬يقول الله تعالى‪( :‬وقل للمؤمنات َيغْ ُض ْضن‬
‫راض دخلت اجلنة»‪.‬‬ ‫ماتت وزوجها عنها ٍ‬ ‫«أيا امرأة ْ‬ ‫حديث ‪ُ :152‬مّ‬
‫ه ��ذا حدي ��ث حس ��ن‪ ،‬رواه اإلم ��ام الترم ��ذي ف ��ي س ��ننه‬ ‫أبصارهن)‪ .‬يرجى شرح اآلية‪ ،‬ومطابقتها على‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫(‪ )1161‬واإلم ��ام اب ��ن ماج ��ه ف ��ي س ��ننه (‪ )1854‬عن أم س ��لمة‪،‬‬ ‫واقعنا اليوم فيما يتعلق بنظر النساء للرجال في‬
‫كم ��ا أخرجه احلاكم في «املس ��تدرك» ‪ ،173:4‬وقال‪ :‬هذا حديث‬ ‫(عالم‪ ،‬مذيع)‪ ،‬وماذا عن احلديث‪( :‬النظرة‬‫التلفاز ِ‬
‫يخرجاه‪ ،‬وصححه أيض ًا اإلمام الذهبي‪.‬‬ ‫األولى لك‪ ،‬والثانية عليك)؟‬
‫صحيح اإلسناد ولم ِ ّ‬
‫وه ��و حديث حس ��ن بذاته على اجتهاد اإلم ��ام الترمذي فقد‬ ‫‪ l‬يجوز نظر املرأة لرجل ُيلقي درس� � ًا أو نش ��رة‬
‫قال َع ِقبه‪ :‬هذا احلديث حسن غريب‪ .‬وبشواهده يصير صحيح ًا‬ ‫أخب ��ار أو غي ��ر ذلك؛ ألن ما يبدو من ��ه ليس عورة‪،‬‬
‫لغيره‪ ،‬أو حسن لغيره على اجتهاد غيره ممن ُي َج ِ ّهل أحد رواته ‪-‬‬ ‫لك ��ن ال يج ��وز أن تكون النظرة نظرة ش ��هوة‪ .‬ففي‬
‫وأمه‪ ،‬ولذلك أورده اإلمام ابن اجلوزي في‬ ‫احل ْميري ‪َّ -‬‬ ‫مساور ِ‬
‫وهو ِ‬ ‫ه ��ذه احل ��ال ينبغ ��ي أن تصرف امل ��رأة نظرها عنه؛‬
‫كتابه «الواهيات» ‪ ،141:2‬وهو ما مال إليه من املعاصرين األلباني‬ ‫ألنه ��ا حينئ ��ذ ال تأم ��ن الفتنة‪ ،‬وه ��و املقصود من‬
‫ف ��ي سلس ��لته الضعيف ��ة‪ ،‬والع ّالم ��ة التَّلي ��دي ف ��ي تهذي ��ب س�ن�ن‬ ‫قوله تعال ��ى‪َ ( :‬يغْ ُض ْضن م ��ن أبصارهن) النور‪،31:‬‬
‫الترم ��ذي ‪ ،48:2‬واحملدث ش ��عيب األرناؤوط في حتقيقه للس�ن�ن‬ ‫والنظر اخلالي من الغرض ليس فيه نظرة أولى أو‬
‫‪ .20:3‬ولكن ينجبر ضعفُ ه ‪ -‬على هذا القول ‪ -‬بشواهده الكثيرة‬ ‫ثانية‪ ،‬بل كله جائز‪ .‬وأما املقصود بالنظرة األولى‪:‬‬
‫ويصير حس ��ن ًا لغيره وهو قول الش ��يخ عبد القادر األرناؤوط في‬ ‫يغض بص ��ره عنها بعد‬ ‫نظ ��رة الفُ ج ��اءة‪ ،‬فعليه أن ّ‬
‫تعليقه على «جامع األصول» ‪ .495:6‬إال أن ُح ّجة احملدث احملقق‬ ‫أن يراه ��ا للوهلة األول ��ى وال يتمادى بالنظر‪ ،‬وقد‬
‫الش ��يخ محمد عوامة في ترجيح حتس�ي�ن اإلمام الترمذي قوية‬ ‫روى ُبري ��دة بن احلصيب األس ��لمي قول النبي ‬
‫فليرجع إليها من يشغُ ُف بالفوائد الغوالي‪ ،‬والتحقيقات العوالي‪،‬‬ ‫علي‪ ،‬ال ُتتْبع النظرة النظ ��رة؛ فإنّ لك األولى‪،‬‬
‫ي ��ا ّ‬
‫في حاشيته على «املصنف» للحافظ ابن أبي شَ ْيبة ‪.321:9‬‬ ‫وليست لك اآلخرة‪ .‬حديث حسن‪.‬‬
‫فوائـــد‬
‫األول ��ى‪ُ :‬يفيد احلدي ��ث عظي َم عاقبة رضا ال ��زوج عن زوجته‬ ‫تغير العادة من سبعة أيام الي عشرة‬
‫راض عنها دخلت اجلنة‪.‬‬ ‫ألخالقها وخيرها وأنها ْإن ماتت وهو ٍ‬ ‫‪ .4‬عادت ��ي من ��ذ س ��نوات س ��بعة أي ��ام‪ ،‬واآلن ال‬
‫الثاني ��ة‪ :‬م ��ن ش ��واهد احلديث م ��ا أخرجه اإلم ��ام أحمد في‬ ‫أطه ��ر إال بعد عش ��رة أيام؛ فهل عادتي س ��بعة اآلن‬
‫وصححه ابن ح ّبان (‪ )4163‬عن عبد الرحمن بن‬ ‫ّ‬ ‫املس ��ند (‪)1661‬‬ ‫أو عشرة؟‬
‫ع ��وف مرفوع� � ًا‪« :‬إذا صلت املرأة خمس ��ها‪ ...‬وأطاعت زوجها‪ :‬قيل‬
‫‪ l‬في مثل هذه احلال عليك اعتبار أيام العادة‬
‫أي أبواب اجلنة شئت»‪.‬‬‫لها ا ْد ُخلي من ّ‬
‫الثالثة‪َ :‬عنْون اإلمام احلافظ ابن ِح ّبان للحديث بقوله‪ِ :‬ذك ُْر‬
‫فق ��ط وال اعتبار مب ��ا زاد عنها‪ ،‬ولكن إذا تكرر ذلك‬
‫أطاعت زوجها مع إقامة الفرائض لله‪.‬‬ ‫إيجاب اجلنة للمرأة إذا‬
‫ثالث مرات فهذا إش ��ارة إلى أن عادتك حت ّولت إلى‬
‫ْ‬
‫بر‪-‬حينئذ هذه األي ��ام كلها عادة‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫عش ��رة أيام فتعتُ‬
‫وفي اخلتام‪َ :‬م ْن ِمنَ النس ��اء ال تريد أن تظفر بهذه الغنيمة‬
‫ّ‬
‫وه ��ذا عن ��د احلنابل ��ة‪ ،‬ولك ��ن ينبغ ��ي أال تزيد أيام‬
‫العظمى؟ الل َه أسأل أن يكرم بها زوجتي أ ّ َم عالء رحمها الله فقد‬ ‫ُ‬
‫وكل زوجة مسلمة‪l‬‬ ‫توفيت على كامل الرضا مني عنها‪َّ ,‬‬ ‫عد من‬‫العادة عن خمس ��ة عشر يوم ًا‪ ،‬فما زاد فال ُي ّ‬
‫أيام العادة فتصلي املرأة وتصوم‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪49‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪50‬‬
‫أنشطة إسالمية‬

‫حجابي‪ ..‬كرامتي‪ ..‬حق يل‬

‫التج ��اري‪ .‬ورفض البيان كل أش ��كال التمييز ضد املرأة‬ ‫انطالق� � ًا م ��ن أن التطاول على أحكام الش ��ريعة‬
‫احملجبة ف ��ي الوظائف والعمل وكذلك مش ��روع الزواج‬ ‫تعدي ًا على حرية اإلنس ��ان‪ ...‬ورفض ًا‬‫اإلس�ل�امية ُيعتبر ِّ‬
‫املدني‪ ،‬داعني إلى احلفاظ على القيم األخالقية وعدم‬ ‫للكالم املس ��يء الذي نال من حجاب املرأة املسلمة على‬
‫املساس باملقدسات اإلسالمية‪.‬‬ ‫لس ��ان أحد السياس ��يني اللبنانيني‪ ،‬ش ��ارك وفد نسائي‬
‫م ��ن جمعي ��ة االحتاد اإلس�ل�امي على رأس ��ه مديرة‬
‫ُ‬
‫كلمة فضيلة‬ ‫وق ��د تقدمت كلمة الهيئات النس ��ائية‬
‫حترير مجلة منبر الداعيات األخت س ��هاد عكيلة‬
‫الشيخ ماهر جارودي التي بينّ فيها موقف الشريعة‬
‫في لقاء «التجمع اللبناني للحفاظ على األس ��رة»‬
‫اإلس�ل�امية م ��ن التطاول عل ��ى فروضه ��ا وكان واضح ًا‬
‫و«جتمع اجلمعيات األهلية النسائية» الذي انعقد‬
‫وحاس ��م ًا ف ��ي خي ��ار املس ��لمني واملس ��لمات في تس ��فيه‬ ‫حت ��ت عنوان‪« :‬حجابي‪ ..‬كرامت ��ي‪ ..‬حق لي» بتاريخ‬
‫ه ��ذا التط ��اول وب ��ذل كل ما عند املس ��لمني في س ��بيل‬ ‫‪ 16‬ربي ��ع اآلخ ��ر ‪ 1432‬ه� �ـ = ‪ 21‬آذار ‪ 2011‬م ف ��ي نقاب ��ة‬
‫ش ��ريعتهم‪ .‬ث ��م كان ��ت كلم ��ة احملامي محم ��د صبوح‬ ‫ّدت احلاضرات في البيان‬ ‫الصحافة ف ��ي بيروت‪ ،‬وقد أك ْ‬
‫باس ��م احت ��اد احلقوقي�ي�ن املس ��لمني ف ��ي لبن ��ان الت ��ي‬ ‫الذي أص َد ْرنه أن حجاب املرأة املس ��لمة التزام بتش ��ريع‬
‫طال ��ب فيها مبحاكمة السياس ��ي املتط ��اول ومعاقبته‪.‬‬ ‫إله ��ي تؤم ��ن ب ��ه وتدافع عنه كل النس ��اء املس ��لمات في‬
‫وشددت رئيسة «التجمع اللبناني للحفاظ على األسرة»‬ ‫العال ��م العرب ��ي واإلس�ل�امي‪ ،‬وق ��د أعرب � ْ�ت الوف ��ود عن‬
‫احملامي ��ة مه ��ى فتح ��ة عل ��ى جتدي ��د ميث ��اق ش ��رف‬ ‫األس ��ف للعن ��ف املما َرس جت ��اه معتقداته ��ن ومبادئهن‬
‫األخالقي ��ات اإلعالمي ��ة لتكون وس ��ائل اإلع�ل�ام عامل‬ ‫لفظي ًا كان أو مادي ًا أو جسدي ًا‪ ،‬كما ع َّبرن عن االستنكار‬
‫بناء وليست ِمع َول هدم لوحدة الوطن‪l‬‬ ‫والرفض الس ��تغالل املرأة وجعلها س ��لعة لالس ��تهالك‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪51‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫أنشطة إسالمية‬

‫رحلة ثلجية للطالبات‬

‫واش ��تمل برنام ��ج الرحل ��ة عل ��ى محط ��ة لتن ��اول‬ ‫نظ ��م املنتدى الطالبي ‪ -‬قس ��م الطالبات في بيروت‬
‫رحل ��ة إل ��ى منطق ��ة اللقلوق الثلجي ��ة بتاري ��خ ‪ 15‬ربيع الفط ��ور‪ ،‬مس ��ابقات منوع ��ة وألع ��اب‪ ،‬أداء الص�ل�اة ف ��ي‬
‫اآلخ ��ر ‪ 1432‬ه� �ـ = ‪ 20‬آذار ‪2011‬م‪ ،‬ش ��اركت فيه ��ا ثلّة من مس ��ج َدي اللقلوق وجبيل‪ ،‬ومحطة أخيرة لتناول وجبة‬
‫الغداء؛ بعدها ن َِعمت الطالبات بدفء األخ ّوة‪.‬‬ ‫الطالبات الثانويات واجلامعيات‪.‬‬

‫م�ؤمتر الهيئة الدائمة لن�صرة فل�سطني والقد�س‬


‫أقامت «الهيئ ��ة الدائمة لنُ صرة‬
‫فلس ��طني والقـــ ��دس فــــــ ��ي لبنـــ ��ان»‬
‫بتاري ��خ ‪ 27‬آذار مؤمت ��ر ًا ف ��ي فن ��دق‬
‫«ك ��ورال بيت ��ش» في بي ��روت‪ ،‬بعنوان‬
‫«دور العلم ��اء في اس ��تنهاض األمة‬
‫لتحري ��ر بيت املق ��دس»‪ ،‬في حضور‬
‫ع ��دد م ��ن مش ��ايخ لبن ��ان وممثل ��ي‬
‫اجلمعيات اإلس�ل�امية‪ ،‬ولقد شارك‬
‫الش ��يخ يحيى الداعوق والشيخ‬
‫عثمـــــ ��ان ديـــــ ��اب ع ��ن جمعيــــ ��ة‬
‫االحتاد اإلسالمي‪.‬‬
‫وحض ��ر املؤمتر من خارج لبنان‬
‫إط�ل�اق وق ��ف القدس ف ��ي لبنان ملا لها م ��ن أثر كبير في‬ ‫رئي ��س هيئ ��ة علم ��اء فلس ��طني في‬
‫دعم صمود امل َ ْقدس ��يني»‪ .‬كم ��ا حضر الداعية املصري‬ ‫اخلارج الش ��يخ د‪ .‬عبد الغني التميمي‪ ،‬و ألقى كلمة‬
‫صف ��وت حج ��ازي األم�ي�ن الع ��ا ّم لرابط ��ة علم ��اء أهل‬ ‫دعا فيها إلى «إطالق خطوات عملية لنُصرة امل َ ْقدس ��يني‬
‫الس ��نة ‪ ،‬وكذل ��ك األم�ي�ن العام لالحت ��اد العامل ��ي لعلماء‬
‫ُّ‬ ‫الذي ��ن يتعرض ��ون لإلره ��اب الصهيون ��ي ف ��ي ظل خطة‬
‫املسلمني الشيخ د‪ .‬علي القره داغي‪l‬‬ ‫ثمن «خطوة‬ ‫إلخالء القدس م ��ن أهلها األصليني»‪ ،‬كما ّ‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪52‬‬
‫يوم دعوي يف خميم نهر البارد‬
‫ح ��ول دور طليع ��ة األمة ف ��ي النهي عن الفس ��اد في بالد‬ ‫نظم ��ت جمعية االحت ��اد اإلس�ل�امي ‪ -‬بوفد من‬ ‫ّ‬
‫املسلمني واإلنكار على الظاملني‪ ،‬بعدها مت عقد اجتماع‬ ‫ش ��يوخها ورئيس اجلمعي ��ة ‪ -‬يوم ًا دعوي ًا في مخيم نهر‬
‫مجمع القدس ضمن اللجان‬ ‫ّ‬ ‫مع األخوات العامالت في‬ ‫الب ��ارد ف ��ي ش ��مال لبن ��ان في ‪ 6‬ربي ��ع اآلخ ��ر ‪11 = 1432‬‬
‫الدعوي ��ة واالجتماعي ��ة النس ��ائية‪ ،‬وكان خت ��ام الزي ��ارة‬ ‫مارس (آذار) ‪2011‬؛ حيث مت اجتماع قبل صالة اجلمعة‬
‫اجتماع موس � ٌ�ع مع عدد كبير من الش ��باب والطالب في‬ ‫ٌ‬ ‫مع جلنة متابعة إعمار املخيم وخطباء وأئمة املس ��اجد‬
‫اجلامعات لالس ��تماع إلى مطالبهم وأسئلتهم الشرعية‬ ‫في املخيم‪ ،‬ثم ألقى رئيس اجلمعية حس ��ن قاطرجي‬
‫والدعوية واإلجتماعية‪.‬‬ ‫ُخطبة اجلمعة في مس ��جد القدس في املخيم متحورت‬

‫اختتام الدورة الك�شفية الأوىل‬


‫اختتم قس ��م الناش ��ئة في جمعي ��ة االحتاد‬
‫اإلسالمي ضمن سلسلة الدورات الكشفية الدورة‬
‫الكش ��فية األول ��ى بتاري ��خ ‪ 26‬آذار‪ 2011/‬إلع ��داد‬
‫القادة مبخيم كش ��في حيث خضع املشاركون على‬
‫م ��دى ثالث ��ة أس ��ابيع في منطق ��ة البي ��رة – عكار‬
‫لبرنام ��ج مكث ��ف م ��ن العل ��وم الكش ��فية واملهارات‬
‫والبرامج وبلغ عدد املشاركني ‪ 35‬ناشئ ًا‪.‬‬

‫منرب الداعيات ترعى ن�شاط ًا ريا�ضي ًا �شبابي ًا‬


‫أق ��ام املنت ��دى الطالب ��ي في جمعي ��ة االحتاد اإلس�ل�امي‬
‫بالتع ��اون م ��ع ملتق ��ى الن ��ور الطالب ��ي ف ��ي جمعية اإلرش ��اد‬
‫واإلص�ل�اح نش ��اط (رال ��ي بايب ��ر) حتت عن ��وان‪« :‬الطري ��ق إلى‬
‫األقصى» وذلك يوم األحد ‪ 6‬جمادى األولى = ‪ 10‬نيسان‪.‬‬
‫ش ��ارك ف ��ي النش ��اط ‪ 63‬طالب ًا توزع ��وا عل ��ى ‪ 21‬فريق ًا‪ .‬وفي‬
‫جو من احلماس والنش ��اط انطلق املشاركون من منطقة البيال‬
‫إل ��ى املناطق املجاورة حللّ األلغ ��از وتنفيذ املهمات املطلوبة من‬
‫كل فري ��ق‪ .‬وف ��ي نهاية النش ��اط‪ُ ،‬أقيم حفل ُأعلن ��ت فيه النتائج‬
‫الفرق الثالث األولى‪ ،‬باإلضافة إلى توزيع‬ ‫ووزّعت اجلوائز على ِ‬ ‫ُ‬
‫أع ��داد من مجلة منبر الداعيات ‪ -‬اجلهة الراعية للنش ��اط ‪-‬‬
‫واملنظمني‪ ،‬خاص ��ة األعداد التي لها صلة‬ ‫ِّ‬ ‫علىجمي ��ع الالعبني‬
‫باألقصى وفلسطني‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪53‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫إعداد‪ :‬ضحى الظريف‬
‫واحة القارئات‬
‫ضعي بصمتك‬
‫همسات الصباح‬
‫َ‬
‫عل ��ى بطاق ��ات جميلة اإلخراج مع مراع ��اة أن تكون هذه‬ ‫إن النصيح ��ة الهادف ��ة احلاني ��ة بأس ��لوب مختص ��ر‬
‫الهمس ��ات متن ّوعة بحيث حتتوي على الفائدة واحلكمة‬ ‫جمي ��ل‪ ،‬وفي بداية اس ��تقبال اليوم اجلديد‪ ،‬يكون وقعها‬
‫والقص ��ة واآلي ��ة واحلدي ��ث‪ ،‬وضعيه ��ا في حقائ ��ب أفراد‬
‫ّ‬ ‫عل ��ى النفوس بال ��غ األثر‪ ،‬ولتطبيق هذا املش ��روع اتبعي‬
‫عائلتك أو وزّعيها على جاراتك وصديقاتك أو أرس ��ليها‬ ‫اخلطوات اآلتية‪:‬‬
‫عبر اإلمييل‪.‬‬ ‫اكتب ��ي بع ��ض الهمس ��ات الصباحية املختص ��رة جد ًا‬

‫معربة‬
‫كلمات َّ‬
‫‪ l‬ونش‪ :‬مفردة إنكليزية ‪ ،winch‬في اللغة العربية‪ :‬رافعة‪.‬‬
‫‪ l‬ميكرفون‪ :‬مفردة إجنليزية ‪ ،microphone‬في اللغة العربية‪ :‬مك ِّبر صوت‪.‬‬
‫‪ l‬موديل‪ :‬مفردة فرنسية ‪ ،modele‬وفي اللغة العربية‪ :‬طراز‪.‬‬
‫‪ l‬موتوسكل‪ :‬مشتقة من املفردة اإلجنليزية ‪ ،motor-cycle‬وفي اللغة العربية‪ :‬دراجة نار ّية‪.‬‬
‫‪ l‬بلوك‪ :‬مشتقة من املفردة التركية ‪ ،boluk‬وتدل على أجزاء البناء احلائطي‪ ،‬وفي اللغة العربية‪َ :‬ل ِبنَة‪.‬‬
‫‪ l‬بنزين‪ :‬وأصلها مفردة إيطالية ‪ ،banzine‬وفي اللغة العربية‪َ :‬وقود‪.‬‬

‫اضحكي معنا‬

‫البحر األحمر‬ ‫اثنتان وواحد‬


‫كان ��ت منل ��ة متش ��ي عل ��ى حافة ك ��وب عصي ��ر فراولة‬ ‫< قالت منلتان لفيل‪ :‬هل تلعب معنا لعبة املصارعة‬
‫فقالت‪« :‬ياه‪ ...‬أخير ًا رأيت البحر األحمر»‪.‬‬ ‫احلرة؟‬
‫يا فرحة ما متّ ت‬ ‫‪ -‬ق ��ال الفي ��ل‪ :‬وه ��ل أن ��ا غب ��ي؟! أنتم ��ا اثنت ��ان وأن ��ا‬
‫واحد!!‬
‫ش ��خص اس ��مه زعالن تزوج من فتاة اس ��مها فرحانة‬
‫فرزقه ��م الل ��ه مبول ��ودة أطلقا عليها اس ��م‪ :‬ي ��ا فرحة ما‬
‫متت!!‬

‫بيت شعري‬

‫أعيدي كتابة هذا البيت من الشعر بعد أن تقلبي كل كلمة من كلماته‪:‬‬


‫نرقحت ـ نأ ـ ة لقم ـ ة مصاخم ـ ميدت ـ يف ـ دسأال ـ اريغص ـ ة ضوعبال ـ ال‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪54‬‬
‫من روائع األقوال‬

‫ِح َكم على حاشية التوراة‬


‫حرفا كان صلحاء بني إسرائيل يجتمعون‬ ‫وجدت على حاش ��ية التوراة اثنني وعش ��رين ً‬ ‫ُ‬
‫فيقرؤونها ويتدارسونها‪.‬‬
‫ال كنز أنفع من العلم‪ ،‬وال مال أربح من احللم‪ ،‬وال حسب أوضع من الغضب‪ ،‬وال قرين‬
‫أزي ��ن من العمل‪ ،‬وال رفيق أش�َي�نَ من اجلهل‪ ،‬وال ش ��رف أعز من التق ��وى‪ ،‬وال كرم أوفى من‬
‫ت ��رك اله ��وى‪ ،‬وال عمل أفضل من الفكر‪ ،‬وال حس ��نة أعلى من الصبر‪ ،‬وال س� � ِّيئة أخزى من‬
‫الك ْب ��ر‪ ،‬وال دواء أل�َي�نَ م ��ن الرف ��ق‪ ،‬وال داء أوجع من ُ‬
‫اخل ْرق‪ ،‬وال رس ��ول أعدل من احلقِّ ‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬
‫دلي ��ل أنص ��ح م ��ن الص ��دق‪ ،‬وال َفقر أذلّ من الطمع‪ ،‬وال غنى أش ��قى من ا َ‬
‫جل ْم � ِ�ع‪ ،‬وال حياة‬
‫أطيب من الصحة‪ ،‬وال معشية أهنأ من العفَّ ة‪ ،‬وال عبادة أحسن من اخلشوع‪ ،‬وال زهد خير‬
‫من القنوع‪ ،‬وال حارس أحفظ من الصمت‪ ،‬وال غائب أقرب من املوت‪.‬‬
‫اإلمام الغزالي‪ :‬إحياء علوم الدين ‪.2727 ،2726/14‬‬

‫الكلمة الضائعة‬

‫عنوان كتاب البن اجلوزي‬


‫االســم األول ملــــؤلف كـــتاب «السيـــــرة الـــنبوية» (معكوس)‪.‬‬
‫يحرق‪ .‬إضافي‪ .‬الدماغ‪ .‬نقاش‪ .‬فزع‪ .‬حا ًال‪ .‬تلميذ‪ .‬وسيلة نقل سريعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫‪7‬‬
‫‪8‬‬
‫‪9‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪55‬‬ ‫العدد ‪-167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫ولنا لقاء‬
‫حياة القلب‬
‫بقلم‪ :‬هنادي الشيخ جنيب‬

‫وبينم ��ا نح ��ن غارق ��ون ‪ -‬ف ��ي بهج ��ة احلل ��ل‬ ‫� ّأيته���ا القارئ ��ات والق � ّ�راء الك ��رام‪ :‬إنّ الدنيا‬
‫احللل‬ ‫�كب عل ��ى ُ‬ ‫اجلدي ��دة‪ -‬فيم ��ا ينبغي لنا أن نس � َ‬ ‫واملتوس ��ط بينهما املوت‪،‬‬ ‫ُح ُل ��م‪ ،‬وإنّ اآلخ ��رة يقظ ��ة‪،‬‬
‫ّ‬
‫التندم واألس ��ف‪ ،‬اسمحوا لي أن‬ ‫ُّ‬ ‫املخلوعة ِم ْن دموع‬ ‫أضغاث أحالم‪ ،‬ودمتم في رعاية الله‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫ونحن في‬
‫أوجه إليكم هذا الس ��ؤال‪ :‬أك ُّلك ��م حت ّبون أن تدخلوا‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬
‫اجلنّة؟ ال ألني أتوقع اإلجابة‪ ،‬بل ألس� � ِمـعكم تعليقَ‬ ‫متهل ��وا م ��ن فضلك ��م‪ ...‬وال تتش ��اءموا كح ��ال‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫كثيري ��ن مم ��ن ترتع ��د قلوبه ��م خوف� �ا كلم ��ا ذ ِك ��ر‬
‫قص ��روا من‬ ‫اإلم ��ام احلس ��ن البص ��ري عليه ��ا‪( :‬إذاً‪ّ ،‬‬
‫مت بهذه‬ ‫قد ُ‬ ‫فرصة ألبينّ لكم ِل َم ّ‬ ‫ً‬ ‫امل ��وت‪ ...‬وأعطوني‬
‫األمل‪ ،‬وث ّبتوا آجالكم بني أبصاركم‪ ،‬واس ��تحيوا من‬
‫الله حقّ احلياء)‪.‬‬ ‫«املقطوعة الرقيقة»‪...‬‬
‫نص رسالة وردت في كتاب اإلحياء عن‬ ‫ال‪ :‬هي ُّ‬ ‫ّأو ً‬
‫لتتعجب ��وا وتضحكوا ‪ -‬ومن الش� � ّر ما‬ ‫ّ‬ ‫وأزيدك ��م‬
‫تعجب س ��لمان الفارس ��ي رضي الله‬ ‫ويذك ��ره بحقيقة الدني ��ا‪ ،‬وثاني ًا‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫رج � ٍ�ل َي ِع ُظ أخ ��اه‬
‫ُيضح ��ك ‪ -‬كما َّ‬
‫قل‬ ‫استفتحت بها باعتبارها خالصة اخلالصة‪ ،‬وما َّ‬ ‫ُ‬
‫ثالث حتى ضحك‪:‬‬ ‫عنه من ٍ‬
‫غافل‬ ‫وم � ْ�ن‬ ‫خير مما َك ُثر وألهى‪...‬‬ ‫وكفى ٌ‬
‫ٍ‬ ‫ؤم ��ل الدني ��ا واملوت يطلب ��ه‪ِ ،‬‬ ‫ِ«م � ْ�ن ُم ِّ‬
‫يوم يختم الناس ُرزمة من أعمارهم بخاتمَ‬ ‫فكل ٍ‬
‫ضاحك ِملء في ��ه وهو ال‬ ‫ٍ‬ ‫وم � ْ�ن‬ ‫ولي ��س ُيغ َف ��ل عن ��ه‪ِ ،‬‬
‫الصالحية»‪ ،‬ويلقونها في مستودع التاريخ‪،‬‬ ‫«منتهي ّ‬
‫راض»‪...‬‬
‫رب العاملني أم ٍ‬ ‫ساخ ٌط عليه ُّ‬ ‫يدري أَ ِ‬
‫ث � ّ�م يقفون عل ��ى ميناء احلياة مته ِّيئني الس ��تقبال‬
‫رأس‬ ‫أخوات ��ي الكرميات وإخوان ��ي‪ ...‬إنّ َمن كان ُ‬
‫رزم � ٍ�ة جدي ��دة‪ ،‬لكنّهم ال ينتبهون إل ��ى أن املجموعة‬
‫الرأس‬ ‫َ‬ ‫أم � ِ�ره اإلس�ل�ام‪ ،‬ورأس ماله األي ��ام‪ ،‬فليحفظ‬
‫�ش عليه ��ا عب ��ارة‪« :‬غي ��ر‬ ‫الواصل� � َة حديث� � ًا ق ��د ن ُِق � َ‬
‫النباهة‬
‫ِ‬ ‫البلى‪ ،‬وليعلم أنّ من‬ ‫وم ��ا وعى والوقتَ ِم ��نَ ِ‬
‫مضمون»!!‬
‫وال ��ذكاء أن يبتع� � َد ع ��ن مظاهر االبته ��اج «باقتراب‬
‫نعم‪« ،‬غير مضمون»‪َ ...‬ف َمن ِمنَ املستلمني يعرفُ‬
‫امل ��وت» (وه ��ذه ه ��ي حقيق ��ة انقض ��اء الس ��نوات)‪،‬‬
‫�حب م ��ن وظيفته‪،‬‬ ‫وي ْس � َ‬
‫مت ��ى س � ُ�يوقف ع ��ن عمل ��ه‪ُ ،‬‬
‫وينش ��غل ب ��دل ذل ��ك باإلع ��داد للمي�ل�اد‪ ...‬ال عل ��ى‬
‫ويس ��اق إلى «حف ��رة» االنتظار‬ ‫ويص� � َرف من حياته‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫طريق ��ة َم � ْ�ن احتفل ��وا مبيالد بش � ٍ�ر أ َّله ��وه‪ ،‬بل على‬
‫(القبر) مع املس ��افرين‪ ،‬حتى وإن لم يس ��تكمل بعد‬
‫الطريق ��ة اإلس�ل�امية التوحيدي ��ة القرآني ��ة‪ ،‬حيث‬
‫برنامج ��ه احلاف ��ل ال ��ذي س ��يبدو ل ��ه آن ��ذاك وكأنّه‬
‫تول ��د الروح م ��ن جديد بالنور الربان ��ي‪{ :‬أَ َومن كان‬
‫ُح ُلم؟!‬
‫ميت ًا فأح َي ْيناه وجعلنا له نور ًا ميشي به في النّاس}‪،‬‬
‫إنن ��ا َلن ُْع َط ��ى العط ّي ��ات‪ ،‬وتوه ��ب لن ��ا الهب ��ات‪،‬‬
‫وحتيا باالس � ِ�تجابة لله ولرس ��وله‪{ :‬اس ��تجيبوا لله‬
‫إعمار‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫لنوظفه ��ا في‬ ‫ويمُ َ � ُّ�د لنا في األعمار س ��نوات؛‬
‫وللرسول إذا دعاكم ملا ُي ْحييكم}‪...‬‬
‫�رح بها وننس ��ى‬ ‫ُد ِورن ��ا احلقيقي ��ة بع ��د املم ��ات؛ فنف � ُ‬
‫تلك هي احلياة احلقيقية واألمل املنشود‪ ...‬يوم‬
‫أ ّنه ��ا امتحان ��ات‪ ،‬ونتعام ��ل معها باعتباره ��ا حوافز‬
‫�رب املعبود‪ ،‬وتلوذ ب ��ه وتعوذ‪ ...‬من‬ ‫ت ��ؤوب القلوب لل � ِّ‬
‫ومكاف ��آت‪ ،‬وننهم ��ك ف ��ي صرفه ��ا حت ��ى إذا ج ��اء‬
‫حياة متنع خير املمات‪،‬‬ ‫متنع خي َر اآلخرة‪ ،‬ومن ٍ‬ ‫دنيا ُ‬
‫ص احل ��ق وآن أوان الوفاء‪...‬‬ ‫وح ْص َح َ‬ ‫موع ��د اللقاء‪َ ،‬‬
‫أمل مينع خير العمل‪l...‬‬ ‫ومن ٍ‬ ‫ِ‬
‫إذ باألي ��ام اخلالي ��ة «خالي ��ة»‪ ،‬وبالليال ��ي املاضي ��ة‬
‫«ماضية» (أي قاس ��ية وقاطعة)‪ ،‬وبالسنوات الفائتة‬
‫«فائتة» (البركة والثواب)!‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -167‬جمادى الأوىل ‪1432‬‬
‫‪56‬‬

You might also like