You are on page 1of 13

‫«البـــا�س»‬ ‫�أولو ّيات املرحلة‬

‫عالمة تون�س ّية‬ ‫و�أخالق ّيات االنتقال‬


‫ص‬
‫م�سجلـة‬ ‫ص‬
‫الدميقراطي‬
‫‪15‬‬ ‫‪5‬‬

‫اﻟﺜﻤﻦ ‪ 600 :‬مليم ‪ -‬الثمن في الخارج ‪ 1 :‬يورو‬ ‫اﻟﻌﺪد ‪5‬‬ ‫الجمعة ‪ 3‬جمادى الثانية ‪1432‬هـ الموافق لـ ‪ 6‬ماي ‪ 2011‬م‬

‫ص‬
‫‪16‬‬
‫ماذا بقي للقـاعـدة بعد الثورات ؟‬ ‫قافلة ت�سامح لو�أد‬
‫الفتنة يف منطقتي‬
‫ال�سند و عليم‬

‫ص‬
‫‪11‬‬

‫يف املن�ستيـر‪:‬‬
‫�إختبــــار ع�سيـــر‬
‫للدميقراطيــة‬

‫ص‬
‫‪4‬‬

‫القطاع ال�سياحي‬
‫ذكـــرى جمزرة‬ ‫ملــف‬ ‫بالبالد التون�سية‪:‬‬
‫الواقـع والتحدّيـات‬
‫ماي ‪ 1945‬يف اجلزائر‬ ‫‪ 8‬مــاي ‪1991‬‬
‫يوم عاملي للحرية ؟‬ ‫ربيع اجلامعـة التون�س ّية‬
‫ص‬ ‫ص‬
‫‪17‬‬ ‫‪20‬‬

‫�س�أقتب�س من فكري و�إح�سا�سي اجلديد ف ّنا ملتزما‬ ‫الفنانة �إميان‬


‫ص‬
‫‪13‬‬
‫ال�شريف للفجر‪:‬‬ ‫ص‬
‫‪9‬‬

‫ص‬
‫‪10‬‬ ‫الرديــف‪:‬تعوي�ضات ماد ّيـة‬ ‫ص‬
‫‪14‬‬ ‫حممد ال�سا�سي متفقد دور ال�شباب للفجر‪:‬‬
‫ل�ضحـايــا انتفا�ضة ‪2008‬‬ ‫بن علي مل يراهن على ال�شباب بل �سعى �إىل حتييده وتلهيته‬
‫‪3‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪2‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬

‫جت ّمعي ا�ستئ�صايل يقدّم ق�ض ّية �ضد حركة النه�ضة‬ ‫عمر البوبكري‪ :‬املراقبة واإلشراف على‬
‫االنتخابات‪.‬‬
‫م�سيــرة‬
‫محمد كشت‬
‫‪ 14‬جـانفـي ‪ 2011‬تاريـخ لـه مـابعـده‬ ‫مــطلع الفجر‪...‬‬
‫املمار�سة الدميقراط ّية‬
‫دعت الهيئة الوطنية لدعم املقاومة‬
‫تقدم أحد محامي التجمع الدستوري املنحل بقضيّة ضد حركة النهضة بهدف سحب‬
‫الترخيص القانوني لنشاطها‪ .‬ومن الناحية القانونية فإنّ حركة النهضة لم تُبلّغ بشيء في‬
‫ناجي البغوري‪ :‬اإلعالم واالنتخابات‪.‬‬
‫تكريــم‬
‫العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية‬
‫إلى املشاركة في مسيرة شعبية صباح يوم‬
‫بعد إفالس البنوك والشركات الكبرى وهي‬
‫سابقة تاريخية ال مثيل لها في التاريخ‬
‫ولقد أفرز هذا الوضع انخراما كبيرا في‬
‫التوازنات العاملية تبلورت جليّا في رغبة جامحة‬
‫ال أشك حلظة أنّ حتوال تاريخيا عظيما‬
‫بصدد التبلور في تونس والوطن العربي والعالم‬
‫ح�صانة لتون�س‬
‫املوضوع‪ .‬وتعتبر هذه القضيّة مج ّرد فرقعة إعالمية إلشغال الرأي العام من أحد احملامني‬ ‫ببادرة كرمية من بعض القضاة وحتت‬ ‫األحد ‪ 15‬ماي ‪ 2011‬ابتداء من الساعة‬ ‫البشري‪.‬‬ ‫من الواليات املتحدة األمريكية للهيمنة الكلية‬ ‫عموما‪ .‬والشك أيضا أنّه تاريخ سيترسخ يوما‬ ‫تشهد احلياة السياس ّية جتاذبات يغلب‬
‫إشراف دائرة احملاسبات وجمعية القضاة‬ ‫احلادية عشر وستنطلق من أمام «بورصة‬ ‫إن تلك اإلخفاقات املتتالية بوجهيها‬ ‫على العالم‪ ،‬وهو ما جعل «فوكوياما» يبشر‬ ‫بعد يوم كنقطة من النقاط املفصلية في التاريخ‬ ‫بث روح‬ ‫طابع االنتهازي وحماولة ّ‬ ‫عليها ال ّ‬
‫التجمعيني املشتبه في فسادهم وعالقاتهم بالدوائر األمنية‪.‬‬
‫التونسيني مت تكرمي القاضي صالح بن عبد‬ ‫الشغل» بتونس لتتجه نحو املسرح البلدي‪.‬‬ ‫العسكري واالقتصادي جعلت أمريكا والغرب‬ ‫بـ»نهاية التاريخ» وهو ما تُرجم عمليا مبشروع‬ ‫البشري شأنه شأن تاريخ ‪ 9‬نوفمبر ‪1989‬‬ ‫الصاع األيديولوجي بطرح بعض القضايا‬ ‫رّ‬
‫يشار إلى أنّ زمالءه «التجمعيني» القدامى في الهيئة املديرة السابقة للجمعية التونسية‬ ‫عموما يعيش حالة إرباك قصوى انعكست‬ ‫العوملة مبا هي تكريس لشعار «رأس املال ال‬ ‫يوم سقوط جدار برلني وما أعقبه من تفكك‬
‫الله والسيدين الهادي اجلازي وأحمد الصيد‬ ‫وقالت الهيئة في بالغ تلقته جريدة «الفجر»‬ ‫للرأي العام‪ ،‬فمنذ أن بدأت‬ ‫ّ‬ ‫واملثرية‬ ‫ة‬‫ي‬‫ّ‬ ‫اجلانب‬
‫للمحامني الشبان قد قاموا بطرده من الهيئة املديرة بعد الثورة وهو مح ّل شكاية جزائية‬ ‫سلبا على أدائه السياسي واالستراتيجي وهو‬ ‫وطن له»‪.‬‬ ‫للمعسكر االشتراكي‪ .‬ومن قبل ذلك حملة‬
‫يوم السبت ‪ 30‬أفريل املاضي‪.‬‬ ‫إنّ املسيرة ستكون انتصارا لقضيتنا‬ ‫األحزاب محلتها االنتخاب ّية‪ ،‬طفق بعضها‬
‫لدى السيد وكيل اجلمهورية لدى احملكمة االبتدائية بتونس‪.‬‬ ‫وقد ألقى رئيس اجلمعية أحمد الرحموني‬ ‫ما يفسر عجزه عن اإلمساك باللحظة السياسية‬ ‫غير أنّ هذا الوضع لم يكن ليدوم طويال فبعد‬ ‫«نابليون بونابرت» على مصر سنة ‪ 1798‬التي‬ ‫يروج هلسترييا التخويف ولو كذبا بمحاولة‬
‫املركزية‪ ،‬قضية فلسطني‪ ،‬واستجابة للدعوة‬ ‫ّ‬
‫وفي تصريح جلريدة «الفجر» أفاد احملامي محمد سامي الطريقي مبا يلي «هذا‬ ‫كلمة عبّر فيها عن تضامنه وتعاطفه مع‬ ‫في العالم العربي انطالقا من تونس‪.‬‬ ‫حسابات إستراتيجية خاطئة سارع الصقور في‬ ‫س ّميت الحقا «بصدمة احلداثة» وشكلت الفعل‬ ‫اختالق قضايا جانب ّية تثري اخلوف وال ّتشكيك‬
‫التي أطلقها الشباب العربي الفلسطيني‬
‫الشخص متحامل على النهضة منذ زمان‪ ،‬وهو عضو سابق في التج ّمع وقام بخرق قرار‬ ‫زمالئه املك ّرمني كما ق ّدم اعتذاره لعدم‬ ‫لتنظيم مسيرة العودة والتحرير املليونية‬ ‫ومن هنا فقد كان تاريخ ‪ 14‬جانفي ‪2011‬‬ ‫دوائر القرار في اإلدارة األمريكية اعتمادا على‬ ‫القدح لفك النهضة العربية‪.‬‬ ‫والريبة من بعض األحزاب بعينها‪ ،‬وليس هلم‬ ‫ّ‬
‫اإلضراب الذي دعت إليه الهيئة الوطنية للمحامني إ ّبان الثورة ووقع جتميد عضويته من‬ ‫الوقوف إلى جانبهم أثناء محنتهم‪.‬‬ ‫العربية والعاملية ظهر نفس اليوم حتت‬ ‫يشكل منعطفا تاريخيا عظيما من جهة كونه‬ ‫حتليالت مراكز األبحاث إلى الدفع في اجتاه‬ ‫ومن هنا فإنه عندما وضع الرئيس املخلوع‬ ‫حجة يف ذلك إالّ املحاسبة عىل ال ّنوايا‪ ،‬حالة‬ ‫من ّ‬
‫طرف الرئيس السابق للجمعية على إثر احتجاج الزمالء‪ ،‬كما وقف ض ّد الثورة وقال عن‬ ‫فــرار �أم تهــريـــب‪!!! ‬‬ ‫شعار «االنتفاضة الفلسطينية الثالثة‪..‬‬ ‫أ ّول إسفني حقيقي يدق في نعش حقبة ما‬ ‫قدماه على مدرج الطائرة كان من حيث ال يدري‬ ‫أصبحت منهج ّية يف عمل بعض األحزاب‬
‫الشهداء «هم حاالت معزولة حتركهم أطراف مشبوهة»‪ .‬وهو ميثل اخلط االستئصالي في‬ ‫مت ّكن يوم اجلمعة ‪ 29‬أفريل‬ ‫ ‬ ‫فلسطني نحن من يحررها»‪.‬‬ ‫بعد االستعمار وما رافقها من إرادة الهيمنة‬ ‫يح ّول وجهة التاريخ ويفتتح «عهدا جيدا»‬ ‫وال ّنخب وأصحاب املصالح املشبوهة‬
‫واإلخضاع الغربيتني على الشرق األوسط‬ ‫تاريخ ‪ 14‬جانفي ي�شكل‬ ‫يختلف جوهرا عن ذلك الذي قام صبيحة يوم‬
‫التجمع املنحل»‪ ،‬على حد تعبير األستاذ الطريقي‪.‬‬ ‫‪ 2011‬ما يزيد عن ‪ 800‬سجني من الفرار‬ ‫حملة �ضد التعذيب‬ ‫واملستثمرين بصورة غري رشع ّية‪ .‬علام‬
‫من سجني القصرين وقفصة‪ ،‬وقد أشاع‬ ‫أطلقت منظمة العفو الدولية عريضة‬ ‫من خالل الوأد املتكرر لكل إرادة في التغيير‬ ‫منعطفا تاريخيا عظيما من جهة‬ ‫‪ 7‬نوفمبر ‪.1987‬‬ ‫السابق رافضة‬ ‫أن بعض األطراف كانت يف ّ‬ ‫ّ‬
‫هذا احلادث موجة من التخ ّوفات أعادت إلى‬ ‫أو اإلصالح وبالتالي النهضة‪ .‬من خالل ما‬ ‫لقد استفاق العالم ُبعيد احلربني العامليّتني‬
‫موجهة إلى رئيس اجلمهورية املؤقت فؤاد‬
‫كان من دعم ال متناه لألنظمة املستبدة املتملكة‬
‫كونه �أوّل �إ�سفني حقيقي يدق‬ ‫على واقع جغراسياسي جديد لعل أهم ما كان‬
‫لالستئصال والقمع ورافضة لسياسة ال ّنظام‬
‫بالسجن ض ّد محمد علي القنزوعي مدير‬ ‫األذهان األ ّيام األولى للثّورة وما شابهها‬ ‫املبزع تطالبه بالقيام علنا بإدانة التعذيب‬ ‫البائد يف إشاعة ثقافة اخلوف بني املواطنني‬
‫برقاب الشعوب العربية واإلسالمية‪.‬‬ ‫يف نع�ش حقبة ما بعد اال�ستعمار‬ ‫مييزه هو ذلك االستقطاب الثنائي احلاد بني‬
‫احتاد ألطباء االخت�صا�ص‬ ‫األمن الوطني سابقا ملواصلة التحقيق و ّ‬
‫مت‬
‫هذا االيقاف إثر القضيّة التي رفعها ثالثة‬
‫السؤال عن اخليط‬‫من انفالت أمني‪ .‬ويبقى ّ‬
‫ال ّرابط بني االعتداءات على املالعب‪...‬‬
‫وجميع ضروب املعاملة القاسية والعمل‬
‫على وضع حد لتلك املمارسات‪ .‬وحثت‬ ‫ولعل ثمار ذلك التاريخ املبارك لم تتأخر‬ ‫املعسكرين االشتراكي والرأسمالي بقيادة‬
‫بعضهم من بعض‪ ،‬اليوم حتاول هذه األطراف‬
‫بمجرد انتامئه وترت ّبص به‬ ‫ّ‬ ‫قمع اآلخر‬
‫للممار�سة احلرة‬ ‫عشر ضابطا وضابط صف ض ّده وض ّد‬
‫القالّل وبن ضياء بتهم التعذيب‪.‬‬
‫واالعتداءات على املهرجانات الثقافيّة‬
‫والسياسيّة‪ ...‬واالعتداءات على األمالك‬
‫املنظمة على أن يدرك ك ّل موظف أمني أنّه لن‬
‫يتم التسامح معه إذا ارتكب هذه االنتهاكات‪.‬‬
‫فما أجنز في مصر من مصاحلة بني اإلخوة‬
‫األعداء (فتح و حماس) ليس سوى عينة أولى‬ ‫السيطرة العسكرية الفعلية على العالم فكانت‬
‫كل من االحتاد السوفييتي والواليات املتحدة‬
‫األمريكية‪ .‬ولقد تواصل هذا االستقطاب لعقود‬
‫توجه‬‫ّ‬ ‫الدوائر ألبسط األسباب واألخطاء يف‬
‫غريب يطرح الكثري من ال ّتساؤالت‪.‬‬
‫ّ‬

‫مت يوم األحد املاضي اإلعالن عن‬ ‫الإنتخابات يف موعدها‬ ‫اخلاصة والعا ّمة‪ ...‬واالعتداءات على املدارس‬
‫ّ‬ ‫كما دعت العفو الدولية الرئيس املؤقت أن‬ ‫لواقع ما بعد ‪ 14‬جانفي ‪ 2011‬وال أد ّل ذلك من‬ ‫حرب اخلليج األولى (‪ )1990‬والثانية (‪)2003‬‬ ‫من الزمن في ما دعي الحقا باحلرب الباردة‪،‬‬ ‫التمش اهلزيل واملضطرب‬ ‫يّ‬ ‫أمام هذا‬
‫تأسيس االحتاد الوطني ألطباء االختصاص‬ ‫في ندوة صحفيّة عقدها منصف‬ ‫واملعاهد وبني فرار املساجني‪...‬‬ ‫جتري التحقيقات بخصوص االنتهاكات‬ ‫صيحات الفزع التي تناقلها اإلعالم الصهيوني‬ ‫وحرب أفغانستان (‪ )2001‬وما رافقها من‬ ‫تلك احلرب التي عرفت الواليات املتحدة كيف‬ ‫يف العمل السيايس الذي يفتقد ألدب ّيات‬
‫املرزوقي أمني عام حزب املؤمتر من أجل‬ ‫وقفـة احتجـاج ّيـة‬ ‫بشكل مستقل ومحايد وأن تتم في أسرع‬ ‫بعيد ثورتي تونس ومصر وكذلك بعد اإلعالن‬ ‫فشل ذريع ال نزال نتلمس تفاصيله في يوميات‬ ‫تنهيها لصاحلها اعتمادا على سياسة االحتواء‪،‬‬
‫للممارسة احلرة‪ ،‬وهو هيكل نقابي جديد‬ ‫وأخالق ّيات التعايش السلمي املبني عىل أساس‬
‫الدميقراطيّة يوم االربعاء املاضي مبق ّر‬ ‫قام إطارات التّسيير والتنفيذ بشركات‬ ‫اآلجال‪ .‬وجددت هذه املنظمة احلقوقية طلبها‬ ‫عن املصاحلة‪.‬‬ ‫احلرب سواء في العراق أو أفغانستان‪ .‬ثم كان‬ ‫وذلك بدعم مشروع «ميخائيل غورباتشوف»‬
‫أعلن عنه خالل اجللسة العامة لنقابة أطباء‬ ‫االحرتام وقبول اآلخر‪ ،‬يزداد اغرتاب املواطن‬
‫احلزب طالب حكومة السبسي بالعمل‬ ‫املناولة بوقفة اجتماعيّة أمام مق ّر االتحّ اد‬ ‫بالسماح للمنظمات الدولية املستقلة بإجراء‬ ‫ال شك أنّ تفاصيل املشهد االستراتيجي في‬ ‫املوعد مع فشل احلليف االستراتيجي األ ّول‬ ‫اإلصالحي «البيريسترويكا» (إعادة البناء)‪ .‬ولقد‬
‫االختصاص للممارسة احلرة‪ .‬وقد اعتبر‬ ‫سياس ّيا حيث جيد نفسه أمام أحزاب تتناطح‬
‫اجل ّدي إلقامة االنتخابات في موعدها‬ ‫للشغل بساحة مح ّمد علي‬ ‫العام التونسي ّ‬ ‫تقص دورية يقوم بها خبراء في‬ ‫زيارات‬ ‫عالم اليوم ال تزال في طور التشكل غير أنّ ما‬ ‫ألمريكا في حربه على لبنان (‪ )2006‬وعلى‬ ‫كانت نتيجة ذلك املشروع كارثية على االحتاد‬
‫مؤسسو الهيكل النقابي اجلديد أنّ الكاتب‬ ‫ّ‬ ‫االتامات لبعضها البعض‬ ‫وتتسابق يف كيل هّ‬
‫املقرر ومش ّددا على خطورة املرحلة والتي‬ ‫بتونس يوم األربعاء املاضي‪ ،‬وذلك للمطالبة‬ ‫جميع مراكز االعتقال والسجون التونسية‪.‬‬ ‫توفر من معطيات إلى حد اآلن جتعلنا متأكدين‬ ‫غزة (‪.)2008‬‬ ‫السوفيتي حيث انتهت بتفككه سنة ‪1991‬‬
‫عوض طرح مشاريعها اإلصالح ّية وبراجمها‬
‫العام السابق علي جبيرة قد استأثر بتسيير‬ ‫وصفها باملسمومة مطالبا برحيلها «إذا‬ ‫بإدماج إطارات التّسيير والتنفيذ بالقطاع‬ ‫وتأتي العريضة األخيرة ضمن حملة‬ ‫أنّ اجتاه البوصلة قد تغير وبال رجعة في اجتاه‬ ‫وترافقا مع ذلك الفشل العسكري استفحلت‬ ‫واستقالل مجموعة كبرى من اجلمهوريات التي‬
‫لتعم حالة‬
‫ّ‬ ‫السياس ّية والتنمو ّية والرتبو ّية‪...‬‬
‫نقابتهم فضال عن ج ّر زمالئه إلى القضاء‬ ‫إتضح أنّها غير قادرة وعاجزة عن ذلك»‪.‬‬ ‫العمومي بعد إلغاء العمل باملناولة‪.‬‬ ‫دولية جلمع أكبر عدد من التوقيعات في‬ ‫جديد ورمبا نظام عاملي جديد إنّه نظام ما بعد‬ ‫األزمة االقتصادية واملالية إلى احلد الذي جعل‬ ‫تنضوي حتت يافطته‪ ،‬تلك اليافطة التي لم يعد‬
‫من التوتّر السيايس وال ّنفيس بني هذه‬
‫وتعطيل نشاطهم النقابي‪.‬‬ ‫نــدوة‬ ‫�إدانـــة (‪)1‬‬ ‫العالم للضغط على احلكومة التونسية‪.‬‬ ‫‪14‬جانفي ‪.2011‬‬ ‫العالم يراقب إفالس الدول (أيسلندا واليونان)‬ ‫لها وجود فعلي سوى في دفاتر التاريخ‪.‬‬
‫القوى‪ ،‬ومن إفرازاهتا املزايدة واملشاركة‬
‫وقد أفرزت جلسة األحد ‪ 1‬ماي اجلاري‬ ‫تنظم اجلمعية الدولية ملساندة‬ ‫عبّر السيّد منصف املرزوقي رئيس‬ ‫رف�ض ت�أ�شرية‬ ‫اخلف ّية يف قمع أنشطة بعضهم البعض‪ ،‬عوض‬
‫هيئة تأسيسيّة من عشرين عضوا اجتمعت‬
‫املساجني السياسيني اليوم اجلمعة بنزل‬
‫الكروان بسوسة ندوة فكرية‬
‫حزب املؤمتر من أجل اجلمهورية عن‬ ‫قال حزب «جبهة العمل واإلصالح» إنّ‬ ‫احتفال �شعبي (‪)1‬‬ ‫افتتــاح مقـر فــي دوز‬ ‫تؤسس يف هذه املرحلة املفصل ّية لقواعد‬ ‫أن ّ‬
‫رفضه ملا حدث في املنستير وأ ّكد أنّ هذه‬ ‫وزارة الداخلية رفضت منحها التأشيرة‬ ‫العمل السيايس املبني عىل أساس ال ّتوافق‬
‫مساء أ ّول أمس األربعاء انتخبت مكتبا من‬ ‫ابتداء من الساعة الثانية ندوة فكرية‬ ‫السلوكيّات ال تش ّرف الثورة وال تتق ّدم‬ ‫القانونية للنشاط السياسي‪ .‬واعتبرت‬ ‫انتظم مساء اجلمعة الفارط حفل افتتاح املقر احمللي حلزب حركة النهضة بدوز بحضور جموع‬ ‫الب ّناء واالتّفاق عىل الثّوابت وخلق وعي‬
‫أحد عشر عضوا سيتولّى التقدم مبلف طلب‬ ‫يحاضر فيها الدكتور رفيق عبد السالم‬ ‫مبناسبة افتتاح مكتبها احمللّي‬
‫باملسار الدميقراطي‪ .‬جاء ذلك في الكلمة‬ ‫اجلبهة في بيان أرسل جلريدة «الفجر» هذا‬ ‫غفيرة‪ ،‬وقد تخلل األمسية فقرات موسيقية ومطارحات شعرية وكذلك عرض شريط وثائقي عن‬ ‫مجعي بخطورة املرحلة ملا يرت ّبص بثورة‬
‫احلصول على ترخيص بالعمل القانوني‪.‬‬ ‫حول «تونس بعد الثورة‪ ،‬حتديات وآفاق»‬ ‫نظم أنصار‬‫بجبنيانة من والية صفاقس‪ّ ،‬‬
‫الشغل مبناسبة ‪1‬‬ ‫التي ألقاها في بورصة ّ‬ ‫الرفض مؤشرا لر ّدة سياسية لاللتفاف على‬ ‫تاريخ احلركة ونضاالتها من إنتاج املكتب احمللي بدوز‪ ،‬وتوج احلفل بكلمة الكاتب العام احمللي ثم‬ ‫شعبنا من خماطر داخل ّيا وخارج ّيا‪.‬‬
‫وذكر مصدر من احتاد أطباء‬ ‫وأمان الله منصوري عن «احلكومة املوازية‬ ‫ماي‪.‬‬ ‫حركة النّهضة مهرجانا ثقافيّا وسياسيّا‬
‫مكاسب الثورة التونسية وعودة إلى سياسة‬ ‫مداخلة األخ عبد الكرمي الهاروني عضو املكتب التنفيذي للحزب في أجواء احتفالية حماسية دامت‬ ‫أمام هذه التحد ّيات‪ ،‬كان لزاما عىل‬
‫االختصاص جلريدة «الفجر» أنّه سيتم‬ ‫االفتراضية» والدكتورأحمد عبد العزيز‬ ‫�إدانـــة (‪)2‬‬ ‫اإلقصاء والتهميش التي عانت منها تونس‬ ‫حضره ما يزيد عن ‪ 2000‬مناضل‪،‬‬
‫أكثر من ساعتني‬ ‫مكونات املجتمع املدين أن تفتح‬ ‫ّ‬ ‫خمتلف‬
‫عن األبعاد الفكرية و احلضارية للثورة‬ ‫ن ّدد حزب الع ّمال الشيوعي التونسي‬ ‫طيلة خمس عقود من القهر والدكتاتورية‪.‬‬ ‫أشرف عليه األخ نور الدين اليحيري‬
‫خالل األيام املقبلة عقد ندوة صحفية‬ ‫حوارا جد ّيا من أجل بناء أرض ّية سياس ّية‬
‫التونسية ومحسن امليلي «التوجه العاملي‬ ‫عضو املكتب التنفيذي الذي أ ّكد باملناسبة‬
‫للتعريف بهذا الهيكل اجلديد‪.‬‬ ‫لإلنسانية بعد الثورة التونسية»‪.‬‬
‫الصادرة‬
‫فرع املنستير «باألعمال الهمجيّة ّ‬ ‫نـدوة‬
‫ينظم مركز تونس للدراسات عن قوى طاملا منعت هذه احلقوق األساسية‬ ‫على أهميّة تكاتف جهود ك ّل األطراف‬
‫نـــدوة‬ ‫وتؤسس حلياة‬ ‫ّ‬ ‫كل القوى‬ ‫تلتقي فيها ّ‬
‫تتأصل دائام بال ّتوافق وال ّتعاقد‬ ‫ّ‬ ‫ديمقراط ّية‬
‫االستشرافية يوم االثنني ‪ 9‬ماي بدار الثقافة عن ّ‬
‫الشعب»‪ ،‬جاء ذلك في بيان أصدره إثر‬ ‫السياسيّة للتص ّدي لفلول العهد البائد‪،‬‬ ‫السبت ‪ 7‬ماي‬ ‫ّ‬
‫تنظم حركة النّهضة بالقلعة الكبرى ندوة حول «القانون االنتخابي اجلديد» يوم ّ‬ ‫ألن االنتخابات لوحدها ال يمكن‬ ‫االجتامعي ّ‬
‫ابن رشيق بالعاصمة ندوة بعنوان «ضمانات حادثة االعتداء‪.‬‬ ‫ونبذ التفرقة بني التونسيّني‪ ،‬والتص ّدي‬ ‫الساعة ال ّرابعة والنّصف مساء بدار الثّقافة بإشراف األساتذة فتحي العيوني وجنيب‬
‫‪ 2011‬على ّ‬
‫توا�صل اجلدل حول الف�صل ‪ 15‬من م�شروع القانون االنتخابي‬ ‫القنزوعي وراء الق�ضبان‬
‫بعد خضوعه لالستنطاق ملا يزيد عن‬
‫االنتخابات النزيهة»‪ .‬ويشتمل البرنامج على‬ ‫حملاوالت بثّ الفوضى واالنفالت األمني‬ ‫بن يوسف واحلبيب شلبي ومحمد علي بلعيد‪.‬‬
‫السالم واألمن االجتامعيني وال‬
‫ماسة اليوم‬ ‫ّ‬ ‫الرخاء االقتصادي‪ .‬احلاجة‬
‫حتقق ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن‬
‫ّ‬
‫ثالث محاضرات‪:‬‬ ‫املؤسسات‪ ،‬وهي‬ ‫ّ‬ ‫الطرق وإحراق‬‫وقطع ّ‬ ‫مكونات املجتمع‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫وبق‬ ‫األحزاب‬ ‫لتالقي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتواصل النقاش داخل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة واإلصالح السياسي‬
‫واالنتقال الدميقراطي حول مشروع منع ك ّل من حت ّمل مسؤولية صلب التجمع‬
‫الساعتني ق ّرر قاضي التحقيق باحملكمة‬
‫االبتدائية بالعاصمة اصدار بطاقة إيداع‬
‫ّ‬ ‫محمد الصالح بن عيسى‪ :‬دور القضاء‬
‫املستقل في ضمان انتخابات نزيهة‪.‬‬
‫ممارسات تقوم بها أطراف رجعيّة‬ ‫احتفال بعيد ال�شغل‬ ‫املدين برؤية واضحة ملجمل القضايا الوطن ّية‬
‫وفوضو ّية‪.‬‬ ‫ذات األولو ّية وجتاوز اخلالفات األيديولوج ّية‬
‫التأسيسي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الدستوري وهياكل احلكومة ملدة ‪ 23‬سنة من الترشح إلى املجلس الوطني‬ ‫أقام األحد املاضي فرع حركة النهضة برادس مهرجانا ثقافيّا وسياسيّا مبناسبة عيد الشغل‬ ‫التي قد تطحن املجتمع وحتدث رشوخات‬
‫وهو ما نص عليه الفصل ‪ 15‬من مشروع القانون االنتخابي‪.‬‬ ‫مت ذلك باشراف أمني عام حركة النهضة حمادي اجلبالي مبشاركة عدد من‬ ‫وتكرميا للشهداء و ّ‬
‫حماسي‬
‫ّ‬ ‫و‬‫ّ‬ ‫ج‬ ‫في‬ ‫اإلجماع‬ ‫هذا املقترح وقع التصويت عليه داخل الهيئة مبا يقارب‬ ‫مراقبــة االنتخابــات‬ ‫احتفال �شعبي (‪)2‬‬ ‫عائالت الشهداء وقد تداول عدد من الضيوف على الكلمة من بينهم املناضل النقابي أحمد الكحالوي‬
‫واسعة لن تكون إالّ يف صالح قوى الر ّدة‬
‫واالنتهاز ّيــة‪.‬‬
‫بعد مناقشات طويلة‪ ،‬إالّ أنّ رئيس احلكومة املؤقت عبّر عن استيائه من هذا املقترح‬ ‫واملناضل الوطني العائد من املهجر حسني التريكي‪.‬‬
‫واعتبره إقصاء وفتنة واقترح فترة ‪ 10‬سنوات عوض ‪ ،23‬وهو ما أحدث جدال كبيرا‬ ‫مت تأسيس شبكة ملراقبة انتخابات املجلس التأسيسي حتت اسم «ائتالف أوفياء»‪.‬‬ ‫مبناسبة افتتاح املكتب احمللّي حلركة‬
‫داخل الهيئة واعتبرت ذلك تدخال غير مناسب وتطاوال على الهيئة‪.‬‬
‫مما دفع‬
‫ّ‬ ‫واجلماهير‬ ‫وبعد جدل كبير متسكت الهيئة برأيها واعتبرته ممثال للثورة‬
‫وتض ّم الشبكة عددا من منظمات املجتمع املدني ستتولى مراقبة االنتخابات املقبلة من‬ ‫ّ‬
‫بالشارع‬ ‫النّهضة بجرجيس‪ ،‬انتظم‬ ‫�شكــــر‬
‫بداية التسجيل إلى يوم االقتراع‪ .‬وقد مت تنظيم عمل هذا االئتالف عبر تقسيم مدن البالد‬ ‫الرئيسي للمدينة مهرجان ثقافي‬
‫التمسك بفترة ‪ 23‬سنة لرمزيتها مع استثناء أعضاء احلكومة‬ ‫ّ‬ ‫رئيس الهيئة إلى اقتراح‬
‫وسياسي حضرته أعداد غفيرة من أهالي‬ ‫السادة األساتذة أحمد‬ ‫ّ‬ ‫يتق ّدم‬ ‫المدير المسؤول‬
‫الذي لم يكونوا منتمني للتجمع‪ ،‬على أن يكون املرجع في حتديد القائمات هو الهيئة‬ ‫إلى ‪ 6‬أقاليم سيقع تركيز مكاتب إقليمية بها تعمل على تدريب املواطنني الذين سيقومون‬
‫مبهمة املراقبة وتأطيرهم‪.‬‬ ‫املنطقة وأنصار احلركة‪ ،‬وقد تناوب على‬ ‫ّ‬
‫بالشكر‬ ‫السويسي ومنير ال ّراجحي‬ ‫راشد الغنوشي‬
‫العليا لتحقيق أهداف الثورة‪.‬‬
‫وفي جلسة أ ّول أمس األربعاء قدمت احلكومة مقترحا يقضي بعدم حتديد الفترة‬ ‫وسيشرع االئتالف في نشاطه بداية من بعد غد األحد بأحد نزل العاصمة النتخاب‬ ‫الكلمة عدد من مسؤولي احلركة ذ ّكروا‬ ‫اجلزيل ألعضاء هيئة التّدريس ومدير‬
‫على أن يكون مرجع حتديد قائمات الذين يشملهم املنع من الترشح إلى املجلس الوطني‬ ‫املكتب اإلقليمي بتونس الذي يض ّم واليات تونس الكبرى وزغوان وبنزرت ونابل‪.‬‬ ‫بد ّقة املرحلة التي مت ّر بها البالد وضرورة‬ ‫املدرسة اإلعدادية بسيدي بورويس‬ ‫العنوان‪ 25 :‬نهج محمود بيرم التونسي‪.‬‬
‫التأسيسي هو الهيئة العليا‪.‬‬ ‫احملافظة على مكاسب الثّورة وفاء لدماء‬ ‫من والية سليانة على حفل التّكرمي‬ ‫منفلوري ـ تونس‬
‫ّ‬
‫الشهداء واستعداد أبناء احلركة لبذل‬ ‫ّ‬ ‫الذي أقاموه مبناسبة عودتهما إلى‬ ‫فاكس‪71321814 :‬‬
‫أقصى اجلهود من أجل خدمة اجلهة‪.‬‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫العنوان االلكتروني‪elfejr2011@gmail.com :‬‬
‫‪5‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪4‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬

‫يف املن�ستري‪� :‬إختبار ع�سري للدميقراطية‬ ‫يا�سي‪ :‬الإيديولوجيا يف ّ‬


‫اخلط الأمامي‬ ‫امل�شهد ال�سّ ّ‬
‫علي لعريض‬
‫�أولو ّيات املرحلة و أ�خالق ّيات االنتقال الدميقراطي‬
‫إنّ ما حدث في املر ّكب الثقافي مبدينة املنستير يوم السبت ‪ 30‬أفريل يأتي‬ ‫وأغلبية متارس ّ‬
‫الطمأنة وبني الفريقني تبحث‬ ‫ّ‬ ‫أقلية متارس املزايدة‬
‫يايس يف تونس بني ّ‬ ‫الس ّ‬
‫يرتواح املشهد ّ‬
‫بعد ‪ 23‬سنة من اإلستبداد والديكتاتورية التي أتت على األخضر واليابس وأ ّدت‬ ‫ّ‬
‫ّأسييس ومتكنها من التغلب عىل صعوبة‬
‫ّ‬ ‫الوطني الت‬
‫ّ‬ ‫تؤمن هلا احلضور يف املجلس‬
‫أطراف عن نفسها وعن حتالفات ّ‬
‫احلقيقي وهو أقوى من كل عقد مكتوب وإذا‬ ‫الذات ‪-‬ذات الفرد وذات احلزب وذات‬ ‫حققت الثورة التونسية حتّى اآلن أهدافا كبرية‪ .‬فزيادة عىل ريادهتا وإسهامها املعترب يف انطالق‬ ‫تصحر ثقافي وفكري مريع‪.‬‬‫ّ‬ ‫إلى‬ ‫والسؤال الذي‬ ‫جال‬ ‫والر‬ ‫ّساء‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫بني‬ ‫متناصفة‬ ‫جتعلها‬ ‫أن‬ ‫القانون‬ ‫بمقتضى‬ ‫ملزمة‬ ‫انتخابية صارت‬ ‫تشكيل قوائم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫زدنا فص ّدرنا به الدستور اجلديد أو وثقناه‬ ‫اجلمعية وذات اجلهة وذات الفئة‪ -‬فذروة‬ ‫ثورات ديمقراطية يف البلدان العربية وزيادة عىل اإلشعاع الذي جلبته لتونس وأهلها يف العامل ك ّله فقد‬ ‫وبالعودة إلى األحداث املؤسفة التي شهدتها مدينة املنستير التي أجنبت‬ ‫ياسية ساعتها عىل زمن الثّورة أم هّأنا ال تزال مشدودة إىل ممارسات املايض‬
‫الس ّ‬‫عدلت األحزاب ّ‬ ‫يطرح نفسه هل ّ‬
‫ففي ذلك خير‪.‬‬ ‫الثورة التونسية هو التضحية من أجل تونس‬ ‫األول من التخ ّلص من رأس االستبداد‪ ،‬وكان فصلها الثاين هو‬ ‫متكنت عىل املستوى الوطني يف فصلها ّ‬ ‫عددا كبيرا من العلماء واملف ّكرين والسياسيني العظماء وهي مدينة املرابطني‬ ‫الضائع وال يستبعد أن خترج عند ّأول منعرج عن املسار ومتيض إىل هتميش نفسها‬ ‫وتتحرك يف الوقت بدل ّ‬ ‫ّ‬
‫التناف�س الدميقراطي الراقي‬ ‫ومستقبلها‪ .‬ويندرج في هذا اإلطار دعم‬ ‫بأن ما وقع ويقع هو ثورة‬ ‫هنائيا ّ‬
‫ّ‬ ‫أقروا‬
‫تسليط أعىل درجات الضغط امليداين عىل رجال السلطة حتى ّ‬ ‫ويقف فيها قصر الرباط شامخا وشاهدا على أحداث تاريخيّة ها ّمة‪ .‬املدينة التي‬ ‫باإلرصار عىل االتجّ اه نحو العنوان اخلطأ؟‬
‫فال عنف مادي أولفظي وال نزول إلى‬ ‫الوحدة الوطنية التي صنعتها الثورة‪ ،‬فال يليق‬ ‫شعب يريد التخلص من االستبداد برجاله وسياساته ومن الظلم واحليف االجتامعي واالقتصادي ومن‬ ‫وزج باملئات من مناضليها في السجون خالل مراحل‬ ‫ق ّدمت العديد من الشهداء ّ‬
‫سفاسف األمور والقضايا وإمنا هو حوار‬ ‫مبجتمعنا وقد بلغ ما بلغ من التعلّم والتربية‬ ‫جمرد شغور يف منصب الرئاسة يعالج يف إطار نفس الدستور االستبدادي والقوانني القهر ّية‬ ‫ّ‬ ‫الفساد وليس‬ ‫وخاصة من‬ ‫أبنائها‬ ‫من‬ ‫العشرات‬ ‫وعرف‬ ‫الديكتاتورية‬ ‫النضال الوطني ث ّم فترة‬ ‫الشبابيّة في كامل‬ ‫نادت فيها اجلموع ّ‬ ‫العجمي الوريمي‬ ‫السياسيّة تعاني‬ ‫الساحة ّ‬ ‫كانت ّ‬
‫ّ‬
‫وتنافس جا ّد في قضايا الوطن ومشاغل‬ ‫والوعي مثل النعرات القبلية أو اجلهو ّية أو‬ ‫التي كانت تصادر احلياة السياسية واإلعالمية‪.‬‬ ‫الشباب السجون واملعتقالت والتعذيب الوحشي‪ ..‬ما كان ملن يعرف هذه احلقائق‬ ‫الوطن إلى التكلّم بصوت واحد واملطالبة‬ ‫من إقصاء املعرضة اجلا ّدة ومن‬
‫املواطن يرتقي بوعي التونسيني جميعا‬ ‫املذهبيّة إلخ‪ ..‬وحني يظهر شيء من ذلك يكون‬ ‫وهذا التاريخ أن يف ّكر ولو للحظة في االعتداء على تظاهرة ثقافية ن ّظمتها حركة‬ ‫باستقالة حكومة الغنّوشي التي ض ّمت‬ ‫توظيف املعرضة املستأنسة في إفراغ‬
‫واالستعداد للنضال حتّى نص ّد الباب أمام‬ ‫وقد أفرزت الثورة في فصلها الثاني‬ ‫في صفوفها لفيفا متناقضا من بقايا‬ ‫التع ّدد ّية من محتواها وجعل العمليّة‬
‫وبقدرتهم على شقّ طريقهم اخلاص مطمئنني‬ ‫واجبنا محاصرتها واستحضار االنتماء الذي‬ ‫مت االعتراف بها قانونيّا وهي احلركة التي عانت من القمع طيلة‬ ‫النهضة بعد أن ّ‬
‫كل محاولة إلجهاض الثورة وأهدافها أو‬ ‫تعليق العمل بالدستور وح ّل احلزب احلاكم‬ ‫خاصة‬ ‫النّظام وأركان املعارضة‬ ‫السياسيّة مسرح عرائس ال يجذب إالّ‬
‫إلى بعضهم محترمني اختالفاتهم في الرأي‬ ‫يوحدنا ويساوي بيننا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عقدين كاملني من عمر الديكتاتورية‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫االلتفاف عليها من أي طرف كان في احلكم أو‬ ‫املنصبة والقوانني الظاملة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وتعليق املؤسسات‬ ‫مي‪.‬‬ ‫د‬ ‫التق‬ ‫ميوقراطي‬ ‫د‬ ‫وال‬ ‫ّجديد‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫األبله أو املريض‪.‬‬
‫والتقدمي مدافعني على منوذجهم في البناء‬ ‫بدأ املئات يتوافدون على املر ّكب الثقافي منذ صباح السبت واتّخذت ك ّل‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫خارجه‪ ،‬من بقايا النظام السابق أو من إفراز‬ ‫واإلقرار بأنّ حتديات الوطن وطموحات‬ ‫ولقد ساهمت مشاركة احلزب‬ ‫وفي بالدنا اليوم بعد أن ّ‬
‫مت‬
‫كما دافعوا عن منوذجهم في الثورة وعلى‬ ‫اإلجراءات لتأمني التظاهرة وتيسير عمليّة الدخول إلى القاعة وارتأى املشرفون‬
‫الظلم واالستبداد‪.‬‬ ‫نحتاج �إىل اال�ستثمار‬ ‫املرحلة اجلديدة‪.‬‬ ‫إنا جتد حلولها في‬ ‫الشعب التونسي الثائر مّ‬
‫مت وضع نسخ من‬ ‫على التظاهرة تنظيم معرض للكتب السياسية والفكرية و ّ‬ ‫ميوقراطي التق ّدمي في حكومتي‬ ‫ّ‬ ‫ال ّد‬ ‫فسخ اخلارطة القدمية قوى صاعدة‬
‫التعاطي بأعلى درجات الوطنية‬ ‫إطار شرعية الثورة والتوافق والتأسيس‬ ‫الغنّوشي األولى والثّانية وانضمام‬
‫ونحن نحتاج إلى االستثمار في مختلف‬ ‫يف خمتلف املجاالت‬ ‫واملسؤولية واألخالق مع املواعيد واملراحل‬ ‫لنظام دميقراطي جديد وأ ّول خطوة في هذا‬ ‫األعداد األربعة األولى من جريدة الفجر‪ .‬وقبل أن تنطلق فعاليّات التظاهرة تقريبا‬ ‫من أحزاب عريقة أو ناشئة وقوى‬
‫املجاالت وعلى رأسها االستثمار في احلر ّية‬ ‫بساعة قدمت مجموعات صغيرة من الشباب والكهول وبأيديهم أكياس من‬ ‫الشيوعي إلى جبهة ‪14‬‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫الع‬ ‫حزب‬ ‫مضادة من أحزاب أو بقايا أحزاب‬
‫ألنها أفضل سبيل لالرتقاء بالوعي وإصالح‬ ‫وعلى ر�أ�سها‬ ‫االنتقالية احلالية والقادمة فهي التي ستؤكد‬ ‫الطريق هي انتخاب مجلس وطني تأسيسي‬
‫البيض وهم يرفعون الشعارات املن ّددة بحركة النهضة ومتف ّوهني بعبارات نابية‬ ‫جانفي في إطالق رصاصة ال ّرحمة‬ ‫والسند والغطاء وهي‬ ‫ّ‬ ‫الشرعيّة‬‫فقدت ّ‬
‫مدى نضج التونسيني ومدى وحدتهم‬ ‫يوم ‪ 24‬جويلية ‪.2011‬‬
‫عقليات الشطط‪.‬‬ ‫اال�ستثمار يف احلر ّية‬ ‫الوطنية وقدرتهم على ح ّل مشاكلهم دون‬ ‫حتديّات املرحلة و�أولوياتها‬
‫وكان البعض اآلخر يرفع أوراقا كتبت عليها شعارات سياسية إقصائيّة‪.‬‬ ‫على ائتالف ‪ 18‬أكتوبر الذي كان إلى‬ ‫حاضرة بالغياب أو من وراء حجاب‬
‫الإن�صاف والتجاوز‬ ‫وجدير بالذكر أنّه قبل أن حتصل االعتداءات دخل العشرات من أعضاء‬ ‫السياسيّة‬ ‫ح ّد هروب بن علي الق ّوة ّ‬ ‫شك‬‫مما ال ّ‬ ‫كقوى متر ّبصة بالثّورة‪ .‬و ّ‬
‫عجز أو تدخل خارجي متاما كما كانت ثورتهم‬ ‫كيف ميكن حتويل شعارات الثورة‬ ‫فيه أنّ مسؤوليّة األحزاب الوطنيّة في هذا ال ّطور من األبرز في التص ّدي لسياسات النّظام وأكثرها انحيازا‬
‫إن ثورتنا على الظلم واالستبداد واجتاهنا‬ ‫احملتجني مؤ ّكدين لهم ح ّقهم في نقد‬
‫ّ‬ ‫وأنصار حركة النهضة في حوارات مع‬
‫ويندرج في هذا اإلطار أيضا البحث عن‬ ‫تونسية بحتة مستقلّة عن كل القوى اخلارجية‬ ‫ومبادئها إلى إجنازات في مختلف املجاالت‬
‫أي وقت مضى‬ ‫نحو املستقبل جتعلنا أكثر من ّ‬ ‫احلركة واالحتجاج السلمي ض ّدها‪ .‬وفي حدود الساعة الثانية والنصف بدأ عدد‬ ‫الشعب والتزاما بقضاياه‪ .‬وقد صمد االئتالف‬ ‫أي ملطالب ّ‬ ‫مما كانت عليه في ّ‬ ‫حياة الثّورة في البالد هي أكبر ّ‬
‫التوافقات فال حزبية ضيّقة وال جهوية وال‬ ‫ويبرز في هذا اإلطار انتخاب مجلس وطني‬ ‫ذلك هو التح ّدي األكبر الذي يستوجب على‬ ‫بشرت باإلصالح ودعت إليه قبل الثّورة أمام ك ّل محاوالت نسف وحدته ووجوده من‬ ‫وقت مضى‪ .‬فهي بعد أن ّ‬
‫ال نرضى أبدا أن نكون نسخا من الذين‬
‫مزايدة على أحد وإمنا هي مصارحة للمواطنني‬ ‫تأسيسي يعبّر عن إرادة الشعب ويسهر عن‬ ‫التونسيني رفعه اليوم‪.‬‬ ‫وبعد أن التحقت بالثّورة والتحمت بها لم يعد يسمح لها ال ّداخل أو من اخلارج‪.‬‬
‫مارسوا الظلم واعتمدوا احملاكمات الصور ّية‬
‫بالواقع وإمكانياته وكيفية االرتقاء بأحوالنا‬ ‫املرحلة االنتقالية القادمة‪.‬‬ ‫إن الكرامة كمج ّمع لقيم الثورة وأهدافها‬ ‫وقد ارتأت بعض األطراف ك ّل من منطلقاته (احلزب‬ ‫الشعب‬ ‫أن تنسحب من املعركة التّاريخيّة وال أن تترك ّ‬
‫للنيل من األحرار واملعارضني وداسوا على‬
‫وحتقيق أهداف شعبنا‪.‬‬ ‫امللحة اجتماعية‬
‫ّ‬ ‫معاجلة القضايا‬ ‫تعني احلر ّية والدميقراطية وحقوق اإلنسان‬ ‫التقدمي وحزب الع ّمال الشيوعي) أنّ هذا‬ ‫الدميوقراطي‬ ‫لنفسه بال وضوح وال دليل أو أن تترك احلكومة مبفردها‬
‫القيم والقوانني ومن هنا فإن التعامل مع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يضاف إلى ذلك العمل على توسيع‬ ‫واقتصادية للتخفيف مما يعانيه الشباب‬ ‫واحلكم الرشيد وتعني العدالة بني اجلهات‬
‫مخلّفات العهود السابقة يحتاج منّا أن ال‬ ‫االئتالف قد استوفى أغراضه ولم يعد يستجيب لألوضاع‬ ‫تق ّرر ما تشاء دون دعم أو رقابة أو تخطيط وتشريك‪.‬‬
‫املشتركات بيننا‪:‬‬ ‫املعطل عن العمل واجلهات احملرومة‬ ‫وبني الفئات وبني املواطنني وتعني حسن‬ ‫كما أنّ من مسؤوليّة اإلدارة واألحزاب اإلصغاء إلى اجلديدة وأصبحت املقاربات السياسيّة لألطراف املك ّونة‬
‫حتضر لدينا أو تسود عقلية تصفية احلساب‬
‫احترام هويتنا العربية اإلسالمية بأركانها‬ ‫والعائالت الفقيرة وضمان استمرار املرافق‬ ‫التصرف في املال العام وتعني تقوية الوحدة‬ ‫خاصة فيما يتعلّق بخارطة ال ّطريق املستقبليّة‬ ‫شباب الثّورة الذي جتتهد قواه لتنتظم من أجل االنتقال له متباعدة‬
‫وإنا عقلية اإلنصاف والعدل‪،‬‬ ‫واالنتقام مّ‬ ‫ّ‬
‫وثرائها وخصوصياتها والعدالة االجتماعية‬ ‫العامة احلياتية‬ ‫الوطنية وتعميق مشاعر االنتماء اجلماعي‬ ‫من ال ّرفض إلى البناء وال يكون ذلك إالّ باملشاركة وأولو ّيات املرحلة القادمة‪ .‬وعلى ما يبدو لم يعد ممكنا‬
‫إنصاف الضحايا ور ّد االعتبار إليهم وجبر‬
‫ومبادئ النظام اجلمهوري القائم على احلر ّية‬ ‫كما ال ب ّد من التفريق بني حق االحتجاج‬ ‫العربي اإلسالمي‪ ...‬ويحق للشعب التونسي‬ ‫الشباب كامل الثّقة ألنّ من صنع الثّورة لهذه األطراف أن تتغلّب على حاجتها للمخالفة والتميّز‬ ‫واحلوار ومنح ّ‬
‫معاناتهم وإعادة أموال الشعب وممتلكاته إليه‬
‫والفصل بني السلطات وتوازنها والتعددية‬ ‫السلمي واملطالبة املن ّظمة بالشغل أو حتسني‬ ‫أن يطمح لك ّل هذا وأكثر وهو برجاله ونسائه‬ ‫اإليديولوجي وتوازناتها ال ّداخليّة‬ ‫أو أن تتجاهل مجالها‬ ‫ال ميكن أن يف ّرط في مكاسبها‪.‬‬
‫لتنفق في تدارك التفاوت اجلهوي والتشغيل‬ ‫ّ‬
‫وحقوق اإلنسان واستقالل القضاء‬ ‫األجور وهي مطالبة مشروعة وحتظى‬ ‫بشيبه وشبابه قادر بعون الله على حتويل‬ ‫السياسيّة املش ّكلة للمشهد بعد أن فتحت له الثّورة أفقا سياسيّا‪.‬‬ ‫فأطراف املعادلة‬
‫والصحة والسكن وإقامة عدالة متجهة نحو‬ ‫ّ‬
‫ثمة عقد صامت وتلقائي بني قلوب‬ ‫باملساندة‪ ،‬وبني إرباك العمل أو س ّد طريق أو‬ ‫أهدافه السامية وبوسائل شريفة ونبيلة إلى‬ ‫وإذا كان ائتالف ‪ 18‬أكتوبر‬ ‫اجلديد أي احلكومة االنتقاليّة‬
‫موحد ال مآسي‬‫بناء املستقبل‪ ،‬مستقبل شعب ّ‬
‫يحسون ويف ّكرون بطرق‬ ‫التونسيني ألنهم‬ ‫غلق مؤسسات أو إيقاف الدورة االقتصادية‬ ‫متش مرحلي يرتب‬ ‫ّ‬ ‫منجزات حقيقية ضمن‬ ‫قد تخ ّطى العائق‬
‫فيه والعبرة باالنتصار ال بالتش ّفي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اإليديولوجي‬
‫ّ‬ ‫واألطراف الوطنيّة وال ّطليعة‬
‫متقاربة وذاك هو الذي تبنى عليه وحدتنا‬ ‫يصب في الفوضى أو التعجيز‪.‬‬‫ّ‬ ‫أو كل ما‬ ‫األولويات ربحا للوقت واجلهد‪ .‬وتقديرنا أن‬ ‫باتّفاق حركة النّهضة ذات‬ ‫بع�ض الأطراف مل يعد‬ ‫الشبابيّة في جتاذب وتعاون‬ ‫ّ‬
‫ويس ّهل توافقنا على احللول ويحاصر حت ّول‬ ‫من �أخالقيات االنتقال الدميقراطي‬ ‫التحديات واألولويات هي اليوم‪:‬‬ ‫املرجعيّة اإلسالميّة مع باقي‬ ‫فيما بينها له ما يب ّرره وما‬
‫رئيس الهيئة التأسيسية‬
‫لحزب حركة النهضة‬ ‫خالفاتنا إلى تص ّدعات ال ق ّدر الله‪ ،‬إنّه العهد‬ ‫التحلّي بأعلى درجات الوطنية ونكران‬ ‫استمرار التعبئة العامة واليقظة التا ّمة‬ ‫من أصحاب العضالت املفتولة يتوافدون على املكان وأخذوا يتح ّرشون باملدعوين‬
‫مك ّوناته العلمانيّة أو شبه‬
‫ب�إمكانها جتاهل جمالها‬
‫بعصي وأدوات حديد ّية ويح ّرضون على اقتحام احلفل بهدف إلغائه‪.‬‬ ‫متسلحني‬ ‫يستدعيه حتّى ال تكون هناك‬
‫ّ‬
‫ولم متض دقائق معدودة حتّى بدأوا في إلقاء البيض وقوارير املاء واحلجارة‬ ‫العلمانيّة على أرضيّة سياسيّة‬ ‫إيديولوجي بعد �أن فتحت‬ ‫ّ‬ ‫عودة إلى املر ّبع األ ّول مر ّبع ال‬
‫وعلى عدد من ال ّرؤى الفكر ّية‬ ‫لها ال ّثورة �أفقا �سيا�س ّيا‬ ‫واالصطفاف‬ ‫االستبداد‬
‫نائلة العثماني الكعبي‬ ‫ال�شباب املغاربي يدعو �إىل احلرية و الدميقراطية و العدالة االجتماعية‬ ‫خاصة‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫مما أ ّدى إلى إصابة العديد من احلاضرين كما ّ‬
‫مت اإلعتداء‬
‫الهلع‬ ‫من‬ ‫حالة‬ ‫انتشرت‬ ‫وقد‬ ‫املدعوين‪.‬‬ ‫بعض‬ ‫على‬
‫بشكل هستيري ّ‬
‫للحركة‬ ‫بالغاز املش ّل‬
‫في صفوف النساء واألطفال‪ .‬وجتنّبا حلدوث ما ال يحمد عقباه ق ّرر املنظمون‬
‫املرجعيّة فإنّ جبهة ‪ 14‬جانفي‬
‫تعتبر انتكاسة عن ذلك املسار‬
‫واالستقطاب‬
‫الوطني‪ .‬ويبدو‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للصف‬
‫اإليديولوجي‬
‫ّ‬
‫املف ّرق‬
‫ومتسكا بسلميّة التضاهرة وانسحبوا من‬‫ّ‬ ‫للتظاهرة إلغاءها جتنّبا لردود الفعل‬ ‫الشخصيّات واألطراف اإليديولوجيّة بدأت بإقامتها جدارا عازال حتّى تعفي نفسها من اإلحراج‬ ‫أنّ بعض ّ‬
‫و أشار السيد مصطفى بابا الكاتب الوطني لشبيبة العدالة‬ ‫انعقد يومي ‪ 28‬و ‪ 29‬أفريل بضاحية قمرت «مؤمتر تونس‬
‫املر ّكب الذي تع ّرضت واجهته البلّور ّية للتكسير من قبل املهاجمني كما قاموا‬ ‫مبنصة لقصف أبرز‬ ‫ّ‬ ‫السياسيّة‬ ‫وتستبدل األرضيّة ّ‬ ‫تستهويها لعبة االستقطاب‪.‬‬
‫والتنمية إلى ضرورة التمازج بني الثقافة اإلسالمية و الثقافة‬ ‫من أجل مغرب موحد ودميقراطي» حضره العديد من املشاركني‬ ‫ياسي القدمي رغم املنافسني املمثّل في حركة النّهضة العائدة بق ّوة من‬
‫بإتالف وسرقة العديد من الكتب وما يثير اإلستغراب ح ّقا الغياب الكلّي لرجال‬ ‫ّ‬ ‫الس‬‫لقد غيّرت الثّورة كا ّفة اإلطار ّ‬
‫األمازيغية‪ .‬كما ق ّدم احملاضر مقترحات عملية يرى أنها‬ ‫من البلدان املغاربية‪ .‬ويعتبر تاريخ املؤمتر رمزيا ألنه استذكار‬ ‫أنّ البالد لكي تسير في طريق املستقبل في حاجة إلى ب ّوابة الثّورة وبرصيد التّضحيّات‪.‬‬
‫األمن الذين قام املن ّظمون باإلتّصال بهم أثناء اإلعتداءات وتنبيههم إلى خطورة‬
‫أساسية لبناء مغرب موحد ودميقراطي‪ ،‬وهي ضرورة صياغة‬ ‫للمؤمتر التاريخي لطنجة (‪ 30 – 27‬أفريل ‪ ) 1958‬حيث‬ ‫األمر ولكن ال حياة ملن تنادي ‪...‬‬ ‫السياسيّة بتونس خالل الفترة‬ ‫الساحة ّ‬ ‫وقد شهدت ّ‬ ‫هدم كامل البناء وهو ما لم يتح ّقق بعد‪ .‬كما أنّها في املقابل‬
‫دساتير تنص على وحدة املغرب الكبير وتأسيس تكتل شبابي‬ ‫سجل تعبير الشعوب املغاربية عن حلمها بالوحدة وتطلعاتهم‬ ‫السياسيّة في حاجة األخيرة محاوالت جديدة لتكوين أقطاب وسط وأقطاب‬ ‫الساحة ّ‬ ‫في التّعاطي مع مك ّونات ّ‬
‫يخدم هذه الوحدة إلى جانب ضرورة وجود معاهد بحث علمي‬ ‫من أجل تأسيس احتاد مغاربي وتعزيز العالقات بينها على‬ ‫إلى تغليب منطق الوفاق على منطق املغالبة‪ .‬وقد ساهمت يسار لكن تبقى حركة النّهضة واحلزب ال ّدميوقراطي‬
‫ن‪.‬م‬
‫مغاربية‪.‬‬ ‫جميع املستويات‪.‬‬ ‫الشيوعي وحزب‬‫ّ‬ ‫مي وحزب التكتل وحزب العمال‬ ‫اعتصامات القصبة واالحتجاجات التي ع ّمت كا ّفة التّق ّد ّ‬
‫وطالب عدد من املتدخلني بضرورة فتح احلدود بني‬
‫الدول املغاربية واحترام حرية تنقل الشباب بني أقطار االحتاد‬
‫وقد أوضح السيد مصطفى الفياللي (تونس) في مداخلته‬
‫أنّ بناء املغرب العربي هو بناء شامل‪ ،‬لك ّن «أصحاب القرار‬ ‫حركة النه�ضة‪ :‬االعتداء بالعنف �سابقة خطرية‬ ‫أرجاء البالد في تخليص احلكومة االنتقاليّة من تر ّددها املؤمتر من أجل اجلمهور ّية خارج التّجاذبات ص ّمام أمان‬
‫الدميوقراطي إذا حافظت على رصيد املاضي من‬ ‫ّ‬ ‫وارتباكها دون أن تتح ّرر متاما من إرث املاضي ودون أن لالنتقال‬
‫املغاربي إلى جانب تعزيز الشراكة االقتصادية‪.‬‬ ‫السياسي غير جديني في إجناز ما يقولون‪ ،‬فهذا البناء تعطل‬ ‫تنقطع عن املناورة وآخر فصولها التّجاذبات حول املّادة ثقة ونضال مشترك ووفاق حول القيم األساسيّة وقواعد‬
‫ن ّدد ح ّمادي اجلبالي في ندوة صحفيّة عقدها مبق ّر احلركة وحضرها عدد‬ ‫السلميّني‪ .‬كما‬ ‫االنتخابي‪ .‬كما أنّ احلراك التّعامل ال ّدميوقراطي والتّداول والتّنافس ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلامسة عشر من القانون‬
‫واختتمت أعمال املؤمتر بإطالق نداء الشباب من أجل احتاد‬ ‫لسنوات طويلة بسبب عدم االستماع للتطلعات الشعبية‪.‬‬
‫من أعضاء املكتب السياسي باالعتداء على مهرجان احلركة باملنستير ووضع‬ ‫الشغل عامل توازن وكبح جماح االستبداد‬ ‫عبي قد أغرى بعض املجموعات واألحزاب باملسارعة يبقى اتحّ اد ّ‬ ‫الش ّ‬ ‫ّ‬
‫مغاربي موحد ودميقراطي قوامه احلرية والعدالة االجتماعية‪.‬‬ ‫وكلفة سياسة الالّمغرب خسارة كبرى وبناء مغرب موحد‬
‫ذلك ضمن ما تشهده البالد من مؤشرات مقلقة كفرار املساجني واالعتداء على‬ ‫السياسيّة كما أنّ عددا من القوى النّاشئة ميكن‬ ‫إلى التكتّل واإلعالن عن والدة جبهة سياسيّة ألصقت واملزايدة ّ‬
‫هوامش‬ ‫ودميقراطي يتطلب عمال كبيرا وعزمية‪».‬‬ ‫املالعب ال ّرياضية واالعتداء على بعض املدارس واملعاهد‪ .‬كما عبّر عن تضامنه‬ ‫على واجهتها وفي غفلة من املرابطني في ساحات النّضال أن يق ّدم اإلضافة على مستوى اخلطاب والبرامج وطرق‬
‫مصطفى الفياللي‬ ‫*مت تنظيم ورشة عمل أطلق عليها «ورشة الشباب» من‬ ‫من جهته أكد السيد عبد الصمد الفياللي رئيس احتاد‬ ‫مع ك ّل طرف سياسي وقعت عرقلة أنشطته واستغرب الصمت الذي الزمته‬ ‫ياسي للوهلة األولى‬ ‫ّ‬ ‫تاريخ سقوط ال ّطاغية فأطلقت على نفسها اسم جبهة ‪ 14‬العمل إذ أنّها تكتشف العمل ّ‬
‫الس‬
‫قبل مجموعة من الشباب املغاربي عبّروا فيها عن تطلعاتههم‬ ‫الشباب األورومغاربي أنّ املنطقة املغاربية دخلت في مرحلة‬ ‫بعض األطراف جتاه هذه التجاوزات مث ّمنا في نفس الوقت املواقف اإليجابيّة‬ ‫جانفي وكأنّها اخليمة الوحيدة امللتزمة بأهداف الثّورة وهي ال تدخله خالية من ال ّرصيد ولكنّها معافاة من العقد‬
‫* اجتمع عدد من الشباب التونسي بنزل قمرت ملداوالت‬ ‫من أجل تأسيس احتاد مغاربي موحد ودميقراطي ووضع‬ ‫جديدة بعد ما واجهت فترة عصيبة في سبيل االنتقال‬ ‫لبعض األطراف‪.‬‬ ‫الفكري‪.‬‬ ‫الشبابيّة من واجلمود‬ ‫تكتظ ساحة القصبة باخليام ّ‬ ‫ّ‬ ‫في حني كانت‬
‫ّ‬
‫انتخاب ممثلي مكتب حركة احتاد الشباب املغاربي فرع تونس‪.‬‬ ‫إستراتيجية واضحة املعالم من أجل حتقيق األهداف املرجوة‪.‬‬ ‫الدميقراطي‪ .‬كما أشار إلى أهمية املشروع الوحدوي ملواجهة‬ ‫ّ‬
‫وفي سؤال حول اخلطوات املتّخذه جتاه هذا احلادث أكد أنّ احلركة‬ ‫التحدي األكبر يتمثّل في اكتشاف املفردات‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫لك‬ ‫في‬ ‫مال‬ ‫ّ‬
‫الش‬ ‫خيمة‬ ‫فاستحوذت‬ ‫اهات‬ ‫واالتجّ‬ ‫ك ّل اجلهات‬
‫ووقع االتفاق على انتخاب أعضاء املكتب التأسيسي و التنفيذي‬ ‫* نظم املسؤولون عن املؤمتر غداء في دار اخليرات‬ ‫الرهانات الكبرى للعوملة والتحديات السياسية واالقتصادية‬ ‫كعادتها ملتزمة بضبط النفس واللجوء للقضاء لتتبع املعتدين من املليشيات‬ ‫للشمال نفس ال ّداللة على املشترك إلنقاذ املالئمة للتّخاطب مع شباب الثّورة وفي إعطائه فرصة‬ ‫زمن لم يعد فيه ّ‬
‫في انتظار إعداد مشروع القانون األساسي والنظام الداخلي‬ ‫بالقصبة تونس العاصمة من أجل تكرمي الضيوف املغاربيني‬ ‫واالجتماعية‪ .‬وأضاف «ال نريد لهذا االجتماع أن يكون احتفاال‬ ‫املأجورة وعناصر انتهاز ّية مناصرة لقوى ال ّردة‪.‬‬ ‫نفسها من التّهميش ومن الوقوع حتت هيمنة التيّار للبرهنة على جدارته في صنع املستقبل دون وصاية أو‬
‫للمكتب‪.‬‬ ‫إلى جانب زيارة جامع الزيتونة‪.‬‬ ‫بحلم لن يتحقق»‪.‬‬ ‫السائد واستبقت إعالء راياتها اإليديولوجيّة في حلظة تشكيك‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪7‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪6‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬

‫نور الدين البحيري‬ ‫م�س�ؤولية الأحزاب الوطنيّة جتاه الثورة‬ ‫التقرير ال�سنوي‬ ‫زيادة ب�ألف حاج يف مو�سم هذا العام وتخفي�ضات مرتقبة يف التكلفة‬
‫أي طرف من ممارسة ح ّقه كامال في‬ ‫ودون أن مينع ذلك ّ‬ ‫مستعملني في ذلك احلرق والنّهب وقطع ال ّطرق واالفتراء‬ ‫بعد أن فتحت ثورة شعبنا الباب على مصراعيه‬
‫للحريات ال�صحفية‬ ‫كشف وزير الشؤون الدينية خالل‬
‫ال ّدفاع عن مصاحله بشرط عدم املساس باملصلحة العا ّمة‬ ‫واملس من املق ّدسات واألعراض بواسطة بعض‬
‫ّ‬ ‫والتحريض‬ ‫للتّرخيص ألحزاب وجمعيّات بعضها طاملا عانت من‬ ‫على هامش احتفال تونس باليوم العاملي‬ ‫ندوة صحفية عقدها مبقر الوزارة أ ّول أمس‬
‫ودون حرمان أي طرف من منافسة شريكه أو حليفه على‬ ‫وسائل اإلعالم وضيوفها ال ّدائمني‪ ،‬وما حدث ويحدث في‬ ‫اإلقصاء واالضطهاد‪ ،‬حت ّرر النّاشطون احلقوقيّون‬ ‫حلر ّية اإلعالم يوم ‪ 3‬ماي عرضت النّقابة‬ ‫األربعاء أنّ عدد بقاع احلج لهذا العام ارتفع إلى‬
‫الشرف والنّزاهة واالحترام‬ ‫موقف أو موقع بشرط التزام ّ‬ ‫ّ‬
‫التدخالت والكتابات في‬ ‫القصرين وقفصة‪ ،‬وما في بعض‬ ‫مما كانوا يواجهون‬ ‫والنقابيّون والسياسيّون واإلعالميّون ّ‬ ‫للصحفيني التونسيّني تقريرها عن‬ ‫الوطنيّة ّ‬ ‫‪ 7400‬حاج أي بزيادة ‪ 1000‬مترشح‪ ،‬وأنّ‬
‫خلصمه‪.‬‬ ‫وسائل اإلعالم املرئية واملسموعة واملكتوبة من انحطاط‬ ‫يوميّا من حصار وتضييق مبا أتاح لهم ‪ -‬ولو بأقدار‬ ‫واقع املهنة اإلعالميّة بعد الثّورة سواء كانت‬ ‫تخفيضات مرتقبة في معاليم احلج والعمرة‬
‫والثّابت عندي أنّ انسياق بعض األحزاب والشخصيّات‬ ‫وانحدار ش ّوهت صورة النّاشطني احلقوقيّني والسياسيّني‬ ‫مختلفة ‪ -‬التّواصل مع املجتمع والتّعريف بخياراتهم‬ ‫انتهاكات تع ّرض لها الصحفيّون بطريقة‬
‫سيعلن عنها بعد إنهاء املفاوضات بني الوزارة‬
‫(عن قصد أو عن غير قصد) وراء حمالت التجريح في‬ ‫ّ‬
‫الشك حول قدرة‬ ‫وحطت من مكانتهم وألقت بظالل من‬‫ّ‬ ‫وبرامجهم ومطالبهم‪ .‬فارتفع عدد املقبلني على األحزاب‬ ‫مباشرة أو غير مباشرة أو جتاوزات مهنيّة‬
‫والبنك املركزي‪.‬‬
‫أحزاب كانت لوقت قريب حليفة (حتى وإن اكتشفت بعد‬ ‫شعبنا على حتقيق أهداف ثورته وجني ثمار تضحيّاته‪.‬‬ ‫واجلمعيّات بعد أن حت ّرر املواطن بفضل الثّورة من اخلوف‬ ‫س ّميت باالنفالت اإلعالمي في الفترة التي تلت‬
‫وبخصوص موقف الوزارة من الصالة‬
‫‪ 14‬جانفي ‪.2011‬‬
‫الثّورة تناقضها معها) والتّشكيك في صدقيّتها والتّحريض‬ ‫وخاصة‬
‫ّ‬ ‫ومن االنطواء‪ .‬وفي الوقت الذي كان فيه شعبنا‬ ‫خارج املساجد وال سيما يوم اجلمعة لعدم‬
‫ّ‬ ‫السنوي قد أشار إلى بعض‬ ‫هذا التّقرير ّ‬
‫عليها والتّخويف منها ال يلحق ضررا باحلزب املستهدف‬ ‫شبابه ينتظر من األحزاب االعتراف باجلميل للثورة التي‬ ‫اتساع املساجد للمصلني ذكر الوزير أنّه مت‬
‫املؤسسات اإلعالميّة‬ ‫ّ‬ ‫التّجاوزات املهنيّة في ك ّل‬
‫فقط‪ ،‬بل يش ّوه صورة ك ّل األحزاب وأ ّولها احلزب الذي‬ ‫�شعبنا ينتظر من الأحزاب‬ ‫أعادت لها احلياة وتعديل ساعاتها على التّجاوب مع‬ ‫الوطنيّة التي مت رصدها والتي لم حتترم في‬ ‫إعداد برامج إلعادة تهيئة اجلوامع وحتويل‬
‫انخرط في احلملة «فمن مدح وذ ّم‪ »...‬واألخطر من ك ّل‬ ‫الشعب وحتقيق أهداف الثورة والوفاء لدماء‬ ‫طموحات ّ‬ ‫أغلب األحيان املعايير املهنيّة في نشر أو بثّ‬ ‫بعض املساجد إلى جوامع لتحسني طاقة‬
‫الظروف‬ ‫ذلك أنّ آثار وانعكاسات تلك احلمالت في ظ ّل ّ‬ ‫االعرتاف باجلميل للثورة‬ ‫الشهداء ع ّدل بعضهم ساعاتهم على توقيت «القصبة»‬ ‫ّ‬ ‫ال ّرسالة اإلعالميّة‪.‬‬ ‫استيعابها‪ ،‬منوها في إجابته إلى أن مسألة‬
‫الصعبة أمنيّا واقتصاد ّيا واجتماعيّا وسياسيّا التي تعرفها‬
‫ّ‬ ‫و»قرطاج» وأعادوا ترتيب أولو ّياتهم حسب ما اقتضته‬ ‫املؤسسات إلى‬‫ّ‬ ‫ولفت التّقرير انتباه هذه‬ ‫الصالة خارج املساجد يوم اجلمعة وخالل‬
‫لتمس كيان ال ّدولة ووحدة‬
‫ّ‬ ‫البالد تتجاوز األحزاب واألفراد‬ ‫مصاحلهم احلزبية والفئوية وحتى الشخصيّة‪ ،‬حتّى‬ ‫ضرورة انتخاب هيئات حترمي وتشريك جميع‬ ‫شهر رمضان ليست ظاهرة جديدة بل كانت‬
‫املجتمع وانسجامه ولتمثّل تهديدا ج ّديا لها وللثّورة‬ ‫أصبح القطع مع النّظام البائد وما يتطلّبه من تعزيز لوحدة‬ ‫الصحفيّني فيها‪ ،‬وفصل اإلدارة عن مجالس‬ ‫قائمة منذ سنوات‪ ،‬في إشارة ضمنية لعدم‬
‫ومكاسبها وأرضيّة خصبة لالنفالت األمني واإلعالمي‬ ‫شخصيّا لم يفاجئني إصرار بعض حملة احلطب على‬ ‫املجتمع ووحدة ك ّل مك ّوناته آخر ما يشغل بالهم وعوض‬ ‫مما يسمح بإشاعة ثقافة املسؤولية‬ ‫التحرير ّ‬ ‫ربطها بتوجه سياسي أو إيديولوجي‪.‬‬
‫والعنف السياسي واالنحالل القيمي واألخالقي‪ ،‬وإصابة‬ ‫ّ‬
‫يشك‬ ‫ممن ال‬
‫إيقاد نيران الفتنة وامللفت للنّظر انخراط عدد ّ‬ ‫التص ّدي لك ّل محاوالت تقسيم البالد وتفتيت املعارضة‬ ‫«السنوي»‬‫ّ‬ ‫ّقرير‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫هذا‬ ‫أنّ‬ ‫بالذكر‬ ‫املهنية‪.‬وجدير‬ ‫كما نوه في إجابة عن سؤال أحد الصحفيني‬
‫ضحوا من أجل الثورة وراهنوا عليها من‬ ‫أبناء شعبنا الذين ّ‬ ‫أحد في وطنيّتهم ونضاليّتهم جنبا إلى جنب مع «ح ّمالي‬ ‫وتغليب روح التّوافق والتّعاون بروح وطنية جامعة‪،‬‬ ‫فحسب على املشهد اإلعالمي‬ ‫ُ‬ ‫جاء ظرفيّا مر ّكزا‬ ‫داخل املساجد واعتبر ذلك خرقا حلرمة بيوت‬ ‫في التشغيل وذلك في اطارتعويض األمية‬ ‫عن مستقبل إذاعة الزيتونة بأن الوزارة تنتظر‬
‫أجل احلر ّية والكرامة والعدالة واملساواة باإلحباط واليأس‬ ‫احلطب» في حملة التّصعيد والتّخويف والتّرويع‪ ،‬وسواء‬ ‫اندفع البعض في سباق ض ّد الزّمن إلعادة خلط األوراق‬ ‫بعد الثّورة في فترة لم تتجاوز ثالثة أشهر‪.‬‬ ‫الله وخروجا عن مضمون الرسالة التي‬ ‫املستقيلني واملنزلني من املنابر بكفاءات علمية‬ ‫البت في املرسوم اخلاص املتعلق مبصادرة‬
‫كمدخل لعودة الديكتاتور ّية‪.‬‬ ‫كان ذلك نتيجة التقاء أو تقاطع فإنّ النتيجة واحدة ‪ :‬ضرب‬ ‫الشعارات احلزبيّة‬‫وتدمير ك ّل ما سبق بناؤه‪ ،‬فحضرت ّ‬ ‫قسم االنتهاكات الذي تع ّرض له التقرير‬ ‫تضطلع بها املنابر الدينية‪ .‬ورفض بشدة حتزب‬ ‫من املتحصلني على شهائد عليا واملعروفني‬ ‫األموال املنقولة والعقارية لهذه املؤسسة لتقدم‬
‫ومثلما يخطئ من يخشى أن يستأثر طرفا لوحده‬ ‫لوحدة املجتمع وإرباك ملسيرة االنتقال الدميقراطي وانفالت‬ ‫والفئو ّية واستهداف األحزاب بعضهم بعضا‪ ،‬فطغت‬ ‫وعلى ال ّرغم من أهميّة جاء منقوصا من بعض‬ ‫املساجد مرددا عبارة «ال للتحزب في املساجد»‬ ‫بأخالقهم الرفيعة‪ .‬وفي هذا الصدد وقع‬ ‫برنامجا متميزا ورياديا لهذه اإلذاعة‪.‬‬
‫احلاالت وقد ب ّرر السيّد «بشير واردة» رئيس‬ ‫واعتبر األمية مؤمتنني على هذه الرسالة النبيلة‬ ‫الترفيع في عدد الوعاظ من ‪ 21‬الى‪ .63‬وفي‬ ‫وعن عالقة املمارسة الدينية بالعنف‬
‫بجني ثمار ثورة ح ّققتها وحترسها وحتميها إرادة شعب‬ ‫إعالمي وأمني وعنف سياسي لفظي وما ّدي يعيق إجناز‬ ‫احلسابات الضيّقة على ما تقتضيه مصلحة البالد وح ّل‬
‫مرصد أخالقيّات املهنة اإلعالميّة ذلك بعدم‬ ‫أو األمانة الشرعية‪.‬‬ ‫سياق متصل دعا امليزوري إلى عدم تضخيم‬ ‫والزعامة أكد الوزير حرص الوزارة على‬
‫ودماء شهداء وتضحيات أجيال متعاقبة‪ ،‬يخطئ من يتو ّهم‬ ‫مؤسسات الدولة واقتصاد‬ ‫ّ‬ ‫االنتخابات في موعدها ويش ّل‬ ‫النزوع نحو تفجير التّناقضات اإليديولوجية والسياسيّة‬ ‫أي إشعار كتابي من طرف املتض ّرر‪.‬‬ ‫تل ّقيه ّ‬ ‫فيما آثر السيد العروسي امليزوري غض‬ ‫مسألة عزل األمية مضيفا أنّ وضع املساجد‬ ‫توعية األمية والوعاظ لضرورة التزامهم‬
‫أنّ انهيار األوضاع ال ق ّدر الله لن يطال رأسه أو أنّ آلة‬ ‫الشعب وممارسته لسيادته باألمن‪.‬‬ ‫البالد ملقايضة قضيّة ّ‬ ‫وحتى اجلهو ّية محل ال ّرغبة في البحث عن نقاط االلتقاء‬ ‫ويبقى التقرير مفتقدا لإلشارة إلى دور‬ ‫الطرف عن سؤال بخصوص برنامج الوزارة‬ ‫هو حتت سيطرة الوزارة‪.‬‬ ‫بتعاليم الشريعة اإلسالمية السمحة التي تنبذ‬
‫الديكتاتور ّية اشتغلت من جديد لن تطحن عظامه‪ .‬ويبقى‬ ‫وحتّى نضع األمور في نصابها‪ ،‬من امله ّم التأكيد أنّه‬ ‫ّ‬
‫والشك‬ ‫واملساحة املشتركة‪ ،‬وحلّت القطيعة مح ّل احلوار‬ ‫النقابة في إصالح األوضاع املهنيّة واحلرفية‬ ‫إلحياء جامع الزيتونة واستعـادة إشعاعه‬ ‫وفي تعريجه على دور الوزارة في اإلعالم‬ ‫العنف واإلقصاء ونبذ اآلخر وعدم التطرف‬
‫الواجب محموال على ك ّل األحزاب باالرتقاء إلى مستوى‬ ‫ال ألحد ا ّدعاء العصمة أو ملكيّة احلقيقة املطلقة‪ ،‬كما أنّه‬ ‫وأججت جماعات‬ ‫وال ّريبة مح ّل االحترام والثّقة املتبادلة‪ّ ،‬‬ ‫للصحفيني‪.‬‬ ‫واملغاالة في اخلطاب الديني وذلك من خالل‬
‫وريادته في العالم اإلسالمي والعربي‪ .‬كما‬ ‫الديني أشار السيد العروسي امليزوغي إلى‬
‫الصغائر ووضع مصلحة‬ ‫املسؤولية الوطنيّة والتعالي عن ّ‬ ‫ليس ألحد مصادرة حقّ غيره في التعاطي مع واقع البالد‬ ‫بقايا العهد البائد ومقاولو اإلقصاء والتّخريب نيران فتنة‬ ‫خالد الورتاني‬ ‫جتاوز األسئلـة املتعلقـة بإشكاليـة عالقة‬ ‫عزم الوزارة فتح صفحة جديدة أو انطالقة‬ ‫إرسال مناشير وزارية للغرض‪.‬‬
‫ّ‬ ‫البالد فوق ك ّل اعتبار ومطالب ّ‬
‫الشعب قبل كل املطالب‪.‬‬ ‫ومستج ّداتها دون أن يعني ذلك طمس اخلالفات أو جتاهلها‬ ‫اتّخذوا لها من التخويف ومحاولة بثّ الرعب حطبا ووقودا‬
‫الدين بالسياسة وموقفه من رفض وزارة‬ ‫جديدة تقدم فيها رؤية واضحة للخطاب الديني‬
‫الق�ضاة ي�ضـربون‬ ‫التربية تخصيص فضاءات للصالة داخل‬ ‫تتماشى مع تطلعات الشعب التونسي يشرف‬ ‫ت�شغيل خريجي اجلامعة الزيتونية‬

‫�سوق الذهب‪ :‬املطلوب ثورة ّ‬


‫مت�س الأطر التنظيمية والأخالقيات‬
‫سيف الدين محجوب‬ ‫املؤسسات التربوية وحول إعادة النظر في‬ ‫أكد السيد العروسي امليزوري وزير عليها ذوو االختصاص مبا يضمن إشعاع ما‬
‫دعت جمعيّة القضاة التونسيني إلى‬
‫مضمون برامج التربية اإلسالمية والتفكير‬ ‫الشؤون الدينية أن الوزارة بادرت بتنقيح األمر بعد الثورة‪.‬‬
‫إضراب عام يوم اخلميس ‪ 5‬ماي في كامل‬
‫احملاكم التونسيّة مطالبني مبحاسبة رموز‬
‫اإلسالمي‪.‬‬ ‫ت�سيي�س امل�ساجد‬ ‫اخلاص باإلطارات العاملة مساهمة منها في‬
‫وحول استغالل املساجد للخطاب السياسي‬ ‫حل مشكلة بطالة أصحاب الشهائد العليا من‬
‫يشغل هذا القطاع حوايل ‪ 10‬أالف شخص بصفة‬ ‫يعترب قطاع املصوغ من الروافد االقتصادية اهلامة يف بالدنا إذ ّ‬ ‫الفساد وانتخاب مجلس أعلى للقضاء وإقرار‬
‫فائزة الناصر‬ ‫ّ‬
‫خرجي مؤسسات الزيتونة وإعطائهم األولوية أكد الوزير رفضه القاطع ألي خطاب سياسي‬
‫حتد من إمكانية تطويره وتطوير مردوديته االقتصادية واالجتامعية‪.‬‬ ‫مبارشة‪ .‬غري أ ّنه يعاين من عديد املشاكل التي ّ‬ ‫حركة قضائيّة عادلة وش ّفافة‪.‬‬
‫حتدثت مع بعض الصناعيني واملامرسني للمهنة ليربزوا املشاكل التي يواجهها قطاعهم واإلجراءات املأمولة‬ ‫«الفجر» ّ‬

‫حركـة النه�ضـة من خـالل و�سائـل الإعـالم املحليّـة و العامليـة‬


‫حلل هذه املشاكل‪.‬‬
‫نجيــب مــــراد‬
‫والتنظيمية فاقدون لثقة منظوريهم‬ ‫دفع الصناعيني إلى الغش واقتناء‬ ‫أشار بعض الصناعيني إلى‬
‫نتيجة اتهامات لهم بكونهم كانوا في‬ ‫الذهب امله ّرب من السوق السوداء‬ ‫وجود عوائق ذاتية وقانونية‪ ،‬فعلى‬
‫ما مضى في خدمة رؤوس األموال‬ ‫وتعييره بطرق غير شرعية لكنها‬ ‫الصعيد الذاتي أصبحت األمانة‬ ‫الذين يبدو أنّهم على استعداد للذهاب إلى انتخابات املجلس‬ ‫فتقول إنّ الالئكيني وقوى سياسية أخرى تخشى من بروز‬ ‫حركة النهضة من خالل وسائل إعالم محليّة وعامليّة‬
‫املتغلغلة في القطاع املوصوفة بأنّها‬ ‫تكون أقل تكلفة مقارنة بطريقة‬ ‫مفقودة لدى الكثير من احلرفيني‪،‬‬ ‫منظمون ومهيكلون وذوو‬ ‫التأسيسي»‪ .‬وأضاف بأنّهم « ّ‬ ‫جيل جديد من اإلسالميني «املتش ّددين» من داخل حزب‬ ‫في حوار مط ّول مع حمادي اجلبالي األمني العام حلركة‬
‫متارس أشكال الغش وتش ّرع له‪ .‬كما‬ ‫التعامل مع البنك املركزي مما يولّد‬ ‫حيث أصبح شائعا لدى عا ّمة الناس‬ ‫جتربة و لهم قواعد‪ .‬إنّهم يخاطبون جمهورا أصيب بالهلع‬ ‫النهضة قوامهم العناصر التي لم تغادر البالد و غالبيّتهم‬ ‫النهضة نشرته أسبوعية «جون أفريك» بتاريخ ‪ 1‬ماي‬
‫أنّ إحتاد الصناعة والتجارة عوض أن‬ ‫صعوبة لدى احلرفي الشريف على‬ ‫أنّ أغلب الصناعيني ميارسون الغش‬ ‫من الدعوات إلى الالئكية و» العصرنة « التي ّ‬
‫يبشر بها‬ ‫مت سجنهم وحتّى تعذيبهم‪ .‬ويرى هؤالء بأنّهم هم الذين‬ ‫ّ‬ ‫اجلاري اعتبر أنّ األرقام التي تنشرها بعض مؤسسات سبر‬
‫ينسق ويوفق بني الصناعيني والتجار‬
‫ّ‬ ‫املنافسة في السوق‪.‬‬ ‫الصحة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫في العمل وهذا ليس عار من‬ ‫البعض»‪ ،‬تتابع الصحيفة‪.‬‬ ‫ساهموا في الثورة في حني كان اآلخرون يقيمون في‬ ‫اآلراء فيما يتعلّق بشعبيّة حركة النهضة يت ّم تضخيمها عن‬
‫ك ّرس عالقة صراع ومصالح بعد أن‬ ‫وميثل طابع العرف إحدى املشاكل‬ ‫كما يشكو القطاع من ضعف املستوى‬ ‫من ناحية أخرى نشرت جريدة «الشروق» التونسية يوم ‪28‬‬ ‫خاصة في أوروبا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اخلارج و ينعمون بحياة مريحة و بصفة‬ ‫قصد لبثّ اخلوف والهلع داخليّا و خارجيّا‪ .‬وأشار اجلبالي‬
‫كانت عالقة تكافلية وتعاونية في‬ ‫األخرى التي تعصف بالقطاع‪ ،‬حيث‬ ‫احلرفي لدى العديد من الصناعيني‬ ‫أفريل حوارا مع وزيرة شؤون املرأة ليليا العبيدي اعتبرت‬ ‫حسب تعبير الصحيفة‪.‬‬ ‫إلى أنّ هناك ضرورة إليجاد حتالف واسع في أفق انتخابات‬
‫املاضي‪.‬‬ ‫يعمد أصحاب الرأسمال للسيطرة‬ ‫وخاصة الشبان املتخرجني من‬ ‫فيه أنّ عزل التيّار اإلسالمي ومحاربة وجوده كان خطأ‬ ‫املجلس التأسيسي وأنّ هدف احلركة هو إرساء أسس‬
‫ويرى الصناعيون أنّ املطلب‬ ‫على السوق وذلك باستعمال الصانع‬ ‫مدارس التكوين املهني بسبب إفراغ‬ ‫كبيرا‪ ،‬وتابعت بقولها «اليوم في ظ ّل تطلّعنا للدميقراطيّة ال‬ ‫وحدة وطنيّة قبل أو بعد االنتخابات بهدف تركيز منوذج‬
‫األساسي في هذا القطاع هو قيام‬ ‫كغطاء لشراء الذهب وتصنيعه بطرق‬ ‫التكوين من محتواه احلقيقي وضعف‬ ‫ميكن التفكير في عزل التيّار اإلسالمي كما يجب أن يكون‬ ‫دميقراطي أساسه احلر ّية والعدالة‪.‬‬
‫ثورة شاملة في كل مجاالته متس‬ ‫خاصة وغير شرعية حيث يتم اقتناء‬‫ّ‬ ‫اإلطارات املشرفة على التكوين‪.‬‬ ‫موجودا لكن شرط أالّ يكون رجوعهم سببا لل ّرجوع باملرأة‬ ‫مؤشرات قو ّية على عودة‬ ‫ّ‬ ‫و أشار اجلبالي إلى أنّ هناك‬
‫العقليات واألخالقيات واألطر‬ ‫الذهب في كثير من األحيان باسم‬ ‫أ ّما املشاكل اإلطارية فتتمثل في‬ ‫للوراء»‪.‬‬ ‫قوى الر ّدة و نبّه إلى وجود أطراف تعمل على التحضير‬
‫التنظيمية والنقابية والقوانني وذلك‬ ‫احلرفي لكن يتم تصنيعه في معزل‬ ‫مجموعة من القوانني اجلائرة التي‬ ‫و في تصريح لنفس الصحيفة يوم ‪ 4‬ماي اعتبر محسن‬ ‫لــ « انقالب دستوري «‪ .‬و ش ّدد املتحدث على أنّ احلركة‬
‫بإيجاد حوار قاعدي يعتمد على‬ ‫عن كل من له صلة بهذه املهنة ويكون‬ ‫تكبّل الصناعيني‪ ،‬حيث أنّ توريد‬ ‫ّ‬
‫للمنظمة العربيّة للدميقراطيّة أنّه ال أحد‬ ‫مرزوق األمني العام‬ ‫ستشجع و تدعم رجال األعمال الذين يستثمرون و ينشطون‬ ‫ّ‬
‫االتصال و احلوار مع أكبر عدد‬ ‫هنا التالعب بجودة املنتوجات‬ ‫الذهب ال يكون إال عن طريق البنك‬ ‫يعرف وضع موازين القوى احلقيقي في الشارع التونسي‪.‬‬ ‫في القطاع السياحي‪.‬‬
‫ممكن من القواعد املرتبطة بهذه‬ ‫أسهل‪.‬‬ ‫املركزي و يكون بكميات محدودة‬ ‫مضيفا أنّ حركة النهضة في الوضع الطبيعي لن حتصد أكثر‬ ‫ور ّدا على سؤال حول موقف حركته من «اجلماعات‬
‫سلط اإلشراف لتطوير وحتسني‬ ‫نقابة نابعة من رحم القطاع تطرح‬ ‫املهنة‪ .‬ويجب على كل من يعتبر ابن‬ ‫و يشكو القطاع من التكبيل‬ ‫في حدود ‪ 200‬غرام شهريا‪ .‬كما يتم‬ ‫من ‪ 20‬باملائة من األصوات‪ ،‬حسب رأيه‪ .‬وشدد املتحدث‬ ‫اإلسالميّة الراديكاليّة « أ ّكد اجلبالي ترحيبه بالتع ّدد ّية مبا‬
‫مردوديته‪ ،‬نظرا للتهميش املقصود‬ ‫املشاكل بطريقة ج ّدية وال تكتفي‬ ‫هذا القطاع أن تكون له إسهامات في‬ ‫بهياكل تنظيمية ونقابية أكل عليها‬ ‫استخالص األداء اجلمركي واألداء‬ ‫على أنّ «رداءة البعض وعماهم قد جتعلها حتصد أغلبيّة»‪.‬‬ ‫في ذلك في صفوف اإلسالميني ألنّ ذلك يندرج في إطار‬
‫الذي تع ّرض له القطاع سابقا من أجل‬ ‫بخطاب االستجداء واالستعطاف‬ ‫طرح املشاكل وإيجاد احللول‪ .‬ويرى‬ ‫الدهر وشرب‪ ،‬حيث اليزال يعيش‬ ‫على الطابع في دار الطابع مما يرفع‬ ‫وتابع بقوله «لقد استفادت حركة النهضة من خدمات جليلة‬ ‫احلوار الوطني‪ .‬وإذا كانت هناك جتاوزات أو خروقات و نشرت مجلة «أفريك ماغازين» في عددها للشهر املاضي‬
‫متكني أصهار الرئيس السابق من‬ ‫الذي يجب أن ينتهي‪.‬‬ ‫احلرفيون ضرورة أن تتولد النقابة‬ ‫إلى اليوم عهد التعاضد‪ ،‬حسب تعبير‬ ‫في تكلفة اإلنتاج ويجعل عملية‬ ‫قامت بها أطراف يسارية جيّرت وما زالت جتيّر لها الطريق‬ ‫اخلاص إلى تونس ذكر فيه أنّه «من بني‬
‫ّ‬ ‫حتقيقا ملبعوثها‬ ‫للقوانني فالعدالة هي الفيصل‪.‬‬
‫التالعب بالسوق وتوريد وتصدير‬ ‫ويطالب الصناعيون بضرورة‬ ‫عن إرادة القاعدة النشيطة وذلك عن‬ ‫أحد الصناعيني‪ .‬كما أنّ األشخاص‬ ‫املنافسة في السوق أصعب‪ .‬وتساهم‬ ‫بشكل مباشر وغيرمباشر»‪.‬‬ ‫أ ّما مجلة « أرابيز « الصادرة بباريس (عدد أفريل ‪ ) 2011‬جميع األحزاب ليس هناك إالّ اإلسالميني من حركة النهضة‬
‫الذهب بطرق غير شرعية‪.‬‬ ‫ايالء القطاع أهمية أكبر من قبل‬ ‫طريق االنتخابات مما سيمكن من‬ ‫الذين يشرفون على األطر النقابية‬ ‫هذه اإلجراءات القانونية اجلائرة في‬
‫‪9‬‬ ‫اقتصاد‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪8‬‬ ‫اقتصاد‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬

‫حسين بن عيسى‬
‫القطاع ال�سياحي بالبالد التون�سية‪ :‬الواقع و التح ّديات (‪)2 - 1‬‬ ‫عبدالقادر الطرابلسي‬ ‫�أ�ضواء على البطالة يف تون�س‬
‫السياحة اجلنسية في العالم أنّ ر ّواد املتعة من‬ ‫الصعيد الوطني إلى أق ّل من ‪ % 50‬مبعنى‬ ‫على ّ‬ ‫اجلهوي في أقاليم عرفت مبحدود ّية مواردها‬ ‫إنّ أ ّية خطط تنمية وطنية سوف تصاغ‬ ‫باالعتماد على سعر الصرف‪ ،‬بحيث تبلغ األجور‬ ‫تونس إحدى دول اإلرسال وفرنسا إحدى أهم دول‬ ‫تفشي البطالة أثناء السنوات القريبة الفارطة إلى‬ ‫لقد خلص اجلزء األول من هذا املقال إلى أن‬
‫أوروبا وأمريكا يفضلّون تونس واملغرب نتيجة‬ ‫املتوسط‬
‫ّ‬ ‫في‬ ‫يشتغل‬ ‫ال‬ ‫سياحي‬ ‫سرير‬ ‫أنّ ك ّل‬ ‫كطبرقة وجزر قرقنة واملنستير وجربة‪ ،‬وتقوم‬ ‫يتوجب أن تأخذ باالعتبار‬ ‫ّ‬ ‫في املستقبل القريب‬ ‫مبقتضاها مستويات من االنخفاض يصبح معها‬ ‫االستقبال باإلضافة إلى بعض الدول األوروبية‬ ‫تداعيات هذه األزمة التي بدأت في ‪ 2008‬وتأثرت‬ ‫البطالة مبختلف مظاهرها تعمل عموما على تهميش‬
‫انتشارالبغاء و دور اخلناء‪.‬‬ ‫سوى ‪ 180‬يوما في السنة ال أكثر‪.‬‬ ‫كذلك بتنويع اقتصاد بعض اجلهات التي عرفت‬ ‫أهمية الوظائف االجتماعية واالقتصاد ّية لنشاط‬ ‫من املستحيل قبول العامل العربي بها‪ ،‬وكذلك‬ ‫األخرى‪ .‬وجتدر اإلشارة في هذا السياق إلى أن‬ ‫بها القطاعات واملؤسسات احمللية املرتبطة بتقلبات‬ ‫جزء من اليد العاملة النشيطة لكال اجلنسني‪ ،‬من‬
‫ولنا في السياحة االستشفائية خير دليل على‬ ‫وإنّ “سوحلة” النشاط السياحي –املفضي‬ ‫بتخصصها املفرط مثل منطقة نابل واحلمامات‬ ‫ّ‬ ‫السياحة‪ .‬وسيتعذر على كافة القوى التعاطي مع‬ ‫بسبب شروع بلدان مجلس التعاون اخلليجي في‬ ‫عدد التونسيني في اخلارج يقدر حاليا مبوجب‬ ‫األسواق الدولية‪ ،‬وبدرجة أكبر تلك املصدرة‬ ‫مختلف األعمار واالختصاصات واملستويات‬
‫ظاهرة التنويع‪ ،‬فقد استقبلت البالد ‪68.000‬‬ ‫إلى مزيد تعميق ظاهرة التباينات اإلقليمية‬ ‫ّ‬
‫الصحراو ّية‪ .‬كما مكنت السياحة‬ ‫ّ‬ ‫والواحات‬ ‫ملف السياحة بالقفز والتعال في بلد حت ّول إلى‬ ‫ّ‬ ‫تطبيق سياسات توطني العمالة‪ ،‬أي منح كل دولة‬ ‫تلك الهجرة مبا يفوق ‪ 850‬ألف نسمة‪ ،‬أي ما ميثّل‬ ‫كليا ً والتي بلغ عددها في نهاية عام ‪ ،2009‬وفق‬ ‫التعليمية‪ ،‬بكل ما يكرسه ذلك من سوء استخدام‬
‫حريف أجنبي(سنة ‪ )2006‬من الذين تر ّددوا على‬ ‫التي يخشى تفاقمها‪ -‬وضع ميكن تداركه‬ ‫من تطوير بعض التّجهيزات في بعض اجلهات‬ ‫ثالث وجهة سياحية في إفريقيا وسابعها في‬ ‫األولوية على صعيد االنتداب لصالح يدها العاملة‬ ‫تقريبا ‪ % 8‬من مجموع السكان التونسيني ويقيم‬ ‫دراسة أعدها مركز الدراسات والتشريع التابع‬ ‫للموارد البشرية‪ .‬كما أنها تساهم في تفشي ظاهرة‬
‫اخلاصة وفي عدد من االختصاصات‬ ‫ّ‬ ‫املصحات‬
‫ّ‬ ‫بواسطة تنويع أكبر للمنتوج السياحي قصد‬ ‫كجربة واحل ّمامات وسوسة الشمالية حيث‬ ‫املتوسط‪ .‬وبالنّظر إلى مكانة هذا القطاع‬ ‫ّ‬ ‫حوض‬ ‫ثم إلى بقية العمالة اخلليجية‪.‬‬ ‫اجلانب األكبر منهم‪ ،% 83 ،‬في بلدان أوروبا‬ ‫لالحتاد العام التونسي للشغل‪ 287 ،‬مؤسسة‬ ‫الفقر وما ينجر عنها من آفات اجتماعية خطيرة تهدد‬
‫كجراحة القلب و الشرايني و تقومي األعضاء‬ ‫التقليل من االعتماد املفرط على منتوج أحادي‬ ‫ساعدت على م ّد شبكة الطرقات و الكهرباء‬ ‫الذي بات يساهم بنسبة ‪ % 18‬في النّاجت ال ّداخلي‬ ‫ولئن ساهمت أحداث ‪ 11‬من سبتمبر ‪2001‬‬ ‫منها ‪ 97‬تونسية و‪ 61‬فرنسية و‪ 50‬إيطالية و‪29‬‬ ‫أمن واستقرار املجتمع في ظل غياب أو محدودية‬
‫وأمراض الكلى والعيون وجراحة التجميل‪.‬‬ ‫“شمس و بحر”‪ ،‬عبر دعم سياحة االصطياف‬ ‫والهاتف واملاء كما كانت السبب الرئيسي في‬ ‫اخلام في الوقت ال ّراهن‪ .‬علما و أنّ إمكانياتنا في‬
‫بدورها في احلد من هجرة اليد العاملة العربية التي‬ ‫أملانية من مجموع ‪ 2935‬مؤسسة أجنبية عاملة‬ ‫آليات التأطير واالحتضان االجتماعي‪ .‬فإلى ما تعود‬
‫وقد أمكن لوكاالت األسفار و شركات السياحة‬ ‫اجلبلي بالشمال الغربي والقصرين والسياحة‬ ‫تغيير املشهد اجلغرافي في بعض اجلهات‪.‬‬ ‫هذا املجال التزال واعدة و غير مستغلّة نظرا إلى‬
‫تشكل التونسية جزءا منها جتاه الدول اخلليجية‬ ‫حوايل ‪� 150‬ألف عامل‬ ‫في تونس‪ .‬وبفعل تأثيراتها على هذه املؤسسات‪،‬‬ ‫بعض أسباب تفاقم ظاهرة البطالة بتونس إذا؟‬
‫أن تدمج العالج الطبي املق ّدم للوافدين فباتت‬ ‫الصحراو ّية‪ ..‬فمن‬
‫ّ‬ ‫االيكولوجية والسياحة‬ ‫لقـد غـدا القطـاع السيـاحـي في ظـ ّل‬ ‫أنّنا إلى ح ّد اآلن ال نستقبل سوى ‪ % 1‬من أدفاق‬
‫ودفعت بالواليات املتحـدة األمريكية والدول‬ ‫قدرت الدراسة عدد العمال التونسيني الذين‬ ‫ال شك أنه يتداخل ضمنها االقتصادي مع‬
‫باملصحات‬
‫ّ‬ ‫تض ّم العمليات اجلراحية واإلقامة‬ ‫املمكن تسويق الصحراء كمنتوج سياحي وميكن‬ ‫المفر منه”‬
‫ّ‬ ‫ظـروف تونـس احلالية “ قطاعــا‬ ‫السوق‬ ‫حصتنا من ّ‬
‫تتخطى ّ‬ ‫ّ‬ ‫السياح العامليني وال‬
‫الغربيـة عموما إلى اتخـاذ إجراءات صارمة بحق‬
‫تون�سي فقدوا مواطن �شغلهم‬ ‫تضرروا خالل نفس السنة بـ ‪ 76‬ألفا و‪ 828‬عامال‬ ‫االجتماعي مع السياسي ويتشابك في ثناياها‬
‫واستعمال املنتجات الصيدالنية واألدوية‬ ‫في هذا اإلطار االنتفاع من اآلثار االيجابية‬ ‫‪ un secteur incontournable‬والب ّد لك ّل من‬ ‫األوروبيّة الـ‪ .% 2‬ولئن ع ّدت بالدنا الوجهة‬
‫رقم ‪ 34‬على الصعيد العاملي فهذا قليل أمام‬
‫الداخلني إليها‪ ،‬إضافة ملوجة العداء و الكراهية و‬ ‫اثر انطالق الثورة بليبيا‬ ‫من بني مجموع ‪ 290‬ألف عامل أي ما ميثل نسبة‬ ‫الظرفي مع الهيكلي مما قد يجعلها تختلف من‬
‫وخدمات ما بعد العمليات اجلراحية وأيضا تذاكر‬ ‫التي انطبعت في األذهان عن املشاهد الطبيعية‬ ‫ينادي بالعدول عن القطاع السياحي أن يقترح‬ ‫االستفزاز التي سادت منذ تلك األحداث مما أثر‬ ‫‪ ،26.49%‬مقابل ‪ 30‬ألفا و‪ 375‬عامال قبل نهاية‬ ‫مجتمع آلخر وحتى أنها قد تتباين داخل نفس‬
‫(‪)3‬‬
‫السفر واإلقامة بالفندق املرغوب فيه‪.‬‬‫ّ‬ ‫التي ص ّورت فيها أفالم سينمائية خالدة على‬ ‫حال بديال ملشكل العملة الصعبة”(‪ )1‬و أيضا‬ ‫غنى املشهد الطبيعي وتن ّوعه وعراقة احلضارة‬
‫سلبا على حترك اليد العاملة العربية في العالم‪...‬‬ ‫شهر ديسمبر عام ‪ ،2008‬حيث تراوح الضرر‬ ‫املجتمع من منطقة أو جهة ألخرى‪ .‬وبناء على ما‬
‫السوق السياحيّة التونسية بدورها قليلة‬ ‫ّ‬ ‫بالبالد‪ .‬فطاقة اإليواء ال تزال محدودة قياسا‬
‫فإن تيار الهجرة صوب أمريكا وخاصة جتاه‬ ‫بني التسريح الكامل أو املؤقت وتخفيض ساعات الغربية والسيما فرنسا وإيطاليا وأملانيا وبلجيكا‪.‬‬ ‫تقدم سوف نقتصر في إطار هذا املقال على بعض‬
‫التنوع‪ ،‬فأكثر من ‪ % 80‬من السياح الوافدين‬ ‫بالوجهات املنافسة‪ ،‬ففي جزر الكناري (ليس‬
‫أكثر من ‪ 7300‬كم ‪ 2‬إجمالي مساحتها) تض ّم‬ ‫أوروبا بالنسبة لتونس لم يتوقف غير أنه اتخذ‬ ‫لكن ومع نهاية السنوات الثالثني املجيدة‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫العوامل التي ما فتئت تغذي تفاقم ظاهرة البطالة‬
‫ينتمون إلى بعض البلدان األوروبية وعلى رأسها‬ ‫شكال سريا ما فتئت تنشط في كنفه قوارب املوت‬ ‫انخفاض الطلب عىل اليد العاملة التونسية بأوروبا "‪"Les trente années glorieuses‬‬ ‫وإن بدرجات متفاوتة على غرار تداعيات كل من‬
‫أملانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا‪ .‬وهذه وضعيّة‬ ‫ما يزيد عن ‪ 500.000‬سرير سياحي‪ ،‬ضعف‬
‫ما يتو ّفر في تونس رغم كون األخيرة تعادل‬ ‫خالل السنني األخيرة خاصة وأصبح أكثر انتقائية‬ ‫عربيا ودوليا‪ :‬لقد مثلت الهجرة إلى اخلارج إحدى مع منتصف السبعينات وإثر ظهور الصدمة‬ ‫الثورة الليبية واألزمة االقتصادية العاملية األخيرة‬
‫تعكس واقع التبعيّة اخلطيرة للسياحة التونسية‬ ‫على امتداد هذه املرحلة الثالثة لتيار الهجرة على‬ ‫املتنفسات التي اعتمدتها االختيارات التنموية منذ النفطية األولى مباشرة تقلصت طاقة استيعاب‬ ‫وانخفاض الطلب على اليد العاملة التونسية عربيا‬
‫الظرف االقتصادي‬ ‫التي تبقى متأ ّثرة بتغيّرات ّ‬ ‫مساحتها ‪ 23‬م ّرة أكبر في املساحة من اجلزر‬
‫املذكورة‪.‬‬ ‫الصعيد العاملي فاحتا األبواب على مصاريعها‬ ‫دول أوروبا لليد العاملة املهاجرة عموما لتحل‬ ‫ودوليا واستشراء داء الفساد والنمو الدميوغرافي‬
‫السائد في أوروبا الغربيّة‪ .‬االرتباط‬ ‫واالجتماعي ّ‬
‫التبعي لسياحتنا يبدو كذلك من خالل أهميّة‬ ‫عالوة عن ذلك وبالتّوازي مع تنامي طاقة‬ ‫لهجرة الكفاءات وهروب األدمغة التي ما فتئت‬ ‫محلها الهجرة جتاه الدول النفطية‪ ،‬معلنة بداية‬ ‫بد�أ طلب دول اخلليج على‬ ‫باإلضافة إلى جملة من العوامل األخرى ذات صلة‬
‫السياحي إذ يتجاوز عدد األس ّرة السياحيّة‬ ‫اإليواء ّ‬ ‫حتتل األولوية املطلقة لدى دول االستقبال‪ ،‬واحلال‬ ‫مرحلة جديدة لتيار الهجرة على الصعيد العاملي‬ ‫باختيارات واستراتيجيات التنمية التي مت توخيها‬
‫للسالسل الفندقيّة الكبرى‬ ‫االستثمارات األجنبية ّ‬
‫الـ‪ 240‬ألف سرير وتط ّور عدد الوافدين مبا‬ ‫أن الكفاءات واألدمغة تعد أكثر األطراف تأهيال‬ ‫حيث مثلت أثناءها أساسا الهند وباكستان وكوريا‬ ‫اليد العاملة التون�سية يرتاجع‬ ‫على امتداد ما يزيد عن خمسة عقود‪.‬‬
‫والتح ّكم شبه املطلق لوكاالت األسفار العاملية‬
‫ّ‬
‫ليتخطى‬ ‫يزيد عن ‪ 100‬م ّرة بني ‪ 1962‬و‪،2010‬‬ ‫الكتساب معركة اقتصاد املعرفة الذي أضحى‬ ‫وبعض األقطار العربية على غرار مصر واألردن‪،‬‬ ‫ل�صالح اليد العاملة الآ�سيوية‬ ‫الثورة الليبية‪ :‬لقد جنم عن اندالعها منذ ‪17‬‬
‫في املنتوج السياحي التونسي بنسبة ‪،% 90‬‬
‫قضوا ما يزيد عن ‪40‬‬ ‫عتبة الـ‪ 7‬مليون سائح ّ‬ ‫يشكل أحد أبرز مظاهر العوملة‪.‬‬ ‫واليمن‪ ،‬وسورية‪ ،‬وتونس‪ ،‬دول إرسال‪ ،‬واألقطار‬ ‫فيفري من العام اجلاري عودة نحو ‪ 150‬ألف عامل‬
‫وفرضها لألسعار التي تراها مناسبة واقتطاعها‬
‫مليون ليلة سياحية‪ ،‬حت ّولت السياحة إلى أبرز‬ ‫وعموما‪ ،‬لئن يتجلى في ضوء ما تقدم أن مختلف‬ ‫النفطية عموما ً دول استقبال‪ ،‬وذلك إلى حدود‬ ‫تونسي إثر فقدانهم مواطن شغلهم لتضاف إلى‬
‫حلصة ال تق ّل عن ‪ % 25‬من سعر البيع أو أكثر‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الصعبة‪ .‬وقد‬ ‫مصادر ال ّدخل اخلارجي بالعمالت ّ‬ ‫العوامل الظرفية اخلارجية السالفة الذكر تساهم‬ ‫عهد النظام البورقيبي للحد من الضغط على سوق منتصف الثمانينات حيث بدأ طلب دول اخلليج‬ ‫‪ 490‬ألف عاطل عن العمل في أواخر ‪ 2010‬و‪80‬‬
‫لذا وجب التخطيط اجل ّدي الكتساب أسواق‬
‫جديدة في آسيا واخلليج العربي وأوروبا‬ ‫م ّكنت العائدات السياحية املق ّدرة بزهاء ‪1,5‬‬ ‫بدرجات متفاوتة في تفشي ظاهرة البطالة‪ ،‬فإن‬ ‫الشغل‪ .‬وقد وافق هذا التوجه ذروة املوجة الثانية على اليد العاملة العربية ومن ضمنها تونس‬ ‫ألف طلب إضافي للشغل منتظرة لهذه السنة ليقفز‬
‫الصرف‬ ‫مليار دوالر سنو ّيا من إمناء احتياطي ّ‬ ‫لكل من استشراء داء الفساد والنمو الدميوغرافي‬ ‫من تيار الهجرة على الصعيد العاملي التي انطلقت يتراجع تدريجيا لصالح اليد العاملة اآلسيوية‬ ‫عدد العاطلني إلى حوالي ‪ 720‬ألف‪ ،‬وفق البيانات‬
‫الشرقية واألمريكيتني‪ .‬واالستفادة من األثر‬
‫املودع في خزائن البنوك الوطنية والذي يكتسب‬ ‫باإلضافة إلى جملة من العوامل األخرى ذات صلة‬ ‫إثر احلرب العاملية الثانية لتتكاتف خالل الستينيات بفعل تدهور أسعار النفط‪ .‬وقد زادت حدة ذلك‬ ‫التي أوردها السيد وزير التخطيط والتعاون‬
‫الطيب لتونس الثورة والتّعاطف والرغبة في‬ ‫غرار “حرب النّجوم” أو “املريض االنكليزي”‪.‬‬ ‫املرجح أن يرتقي‬
‫ّ‬ ‫ملعضلة التّشغيل‪ ،‬ففي بلد من‬
‫قيمة إستراتيجية بالغة ألنّه يضمن التز ّود بشتّى‬ ‫باختيارات واستراتيجيات التنمية التي مت توخيها‬ ‫وبداية السبعينيات وجمعت بني دول من اجلنوب التراجع مع اقتراب استكمال مشروعات البنية‬ ‫الدولي خالل ندوته الصحفية األخيرة بتاريخ ‪27‬‬
‫االستكشاف التي أبدتها قطاعات عريضة من‬ ‫و لم ال فتح مسالك سياحية جديدة في اتجّ اه‬ ‫عدد العاطلني عن العمل إلى ‪ 700.000‬و بنسبة‬
‫املواد واخلدمات املجلوبة من اخلارج‪ ،‬لذا ال‬ ‫على امتداد ما يزيد عن خمسة عقود ضلع أيضا في‬ ‫والشمال "العالم الثالث أوروبا" مما ساهم في التحتية في نهاية الثمانينات‪ ،‬بفضل سياسة‬ ‫أفريل ‪.2011‬‬
‫اجلمهور والرأي العام العاملي لبلد صغير احلجم‬ ‫املعالم الدينية التي تزخر بها بالدنا في املدن‬ ‫‪ % 19‬من السكان النشيطني ـ سابقة في تاريخ‬
‫غرابة أن مت ّكن إيرادات السياحة من تغطية ‪70‬‬ ‫تفاقم أعداد العاطلني عن العمل‪.‬‬ ‫امتصاص جزء من العاطلني عن العمل حيث مثلت اإلغراق التي تكرسها دول اليد العاملة اآلسيوية‬ ‫األزمة االقتصادية العاملية‪ :‬يعود جزء من‬
‫أطاح بأعتى الديكتاتوريات في املنطقة‪ .‬و الب ّد‬ ‫العربية‪-‬اإلسالمية لتونس والقيروان و قابس‬ ‫تونس املعاصرةـ (‪ )2‬من املفترض تكاتف اجلهود‬
‫ّ‬ ‫‪ %‬من قيمة عجز امليزان التّجاري‪ .‬كما تد ّعم ال ّدور‬

‫الأ�ســ�س والأ�صــول‬
‫من إيالء السياحة الداخلية األهمية التي تستحقّ‬ ‫املعظم‬ ‫و غيرها‪ ،‬خصوصا وأنّ شهر رمضان‬ ‫الستحداث أكثر ما ميكن من فرص عمل في‬
‫السنني ‪ ،‬فـ ‪427.000‬‬
‫التي تبقى عند أدنى حدود اإلقبال إذ ال يستهلك‬
‫املقيمون بالبالد سوى ‪ 7%‬من مجموع اخلدمات‬
‫يتزامن خالل السنوات القادمة مع ذروة املوسم‬
‫السياحي أي الصيف‪ ،‬و خصوصا أيضا مع‬
‫السياحة وفي غيرها المتصاص البطالة بعيدا‬
‫عن املهاترات السياسية والتعومي اإليديولوجي‬
‫التّشغيلي للسياحة عبر ّ‬
‫نشيط مشتغل يعمل بشكل مباشر في الفنادق أو‬
‫الصلة‬ ‫بشكل غير مباشر في مهن وأنشطة متينة ّ‬
‫كمال الصيد‬ ‫ورقـات يف امل�صرفية الإ�سالمية‬
‫املق ّدمة في القطاع‪ ،‬وذلك عبر تفعيل اإلقامات‬ ‫اآلفاق الواعدة التي انفتحت خالل السنوات‬ ‫‪ ..‬نقول هذا مع إدراكنا التام ملواطن ضعف‬
‫بالسياحة كاحلرف املنتجة والبناء والتّجارة‬ ‫أن ال ينفقه فيما ال ينفع‪ ،‬ألجل أن ال يدخل في حدود تبذير املال‬ ‫والثّروة العامة لكل النّاس توزع بينهم حسب جهودهم وحسب‬ ‫يقوم البنك اإلسالمي يف مرجعتيه عىل العقيدة اإلسالمية وعىل األخالق‬
‫اجلماعية املنظمة التي تراعي الطاقة االستهالكية‬ ‫األخيرة للسوق اجلزائرية –حيث زار البالد‬ ‫وهشاشة هذا القطاع ومع وعينا بانعكاساته‬
‫والنّقل‪...‬‬ ‫والثّروات املجتمعية فيغدو من زمرة املبذرين إخوان الشياطني‬ ‫مصادر التّملك التّي وضعها االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وحسبما‬ ‫فيستمد منهام كيانه الفكري ومقوماته الفلسفية فتصبح حينئذ مجيع‬
‫للمواطن التونسي و عبر نشر دور اإلقامة‬ ‫السنة الفارطة ‪ 1,2‬مليون وافد بلغ مجموع ما‬ ‫السلبية على احمليط املجاور‪.‬‬ ‫معامالته يف إطار هذا الكيان الفكري الذي يقوم عىل أسس وأصول منها ‪:‬‬
‫ومن املعلوم أنّ القطاع السياحي يتز ّود‬ ‫الشيَ ِ‬
‫اط ِ‬
‫ني‬ ‫الذين قال فيهم الله تعالى‪ " :‬إ ِ َّن المْ ُبَ ِّذ ِري َن َكانُوا ْ إ ِخْ َوانَ َّ‬ ‫تقتضيه تلك املصادر تنتقل امللكية من وصفها ملكية مشتركة‬
‫العائلية (‪.)Pensions de famille‬‬ ‫أنفقته ك ّل عائلة جزائر ّية قرابة ‪ 500‬دوالر‪.‬‬
‫والسياحة الدينية ميكن أن تقطع مع‬
‫تدارك النقائ�ص الهيكل ّية‬ ‫السوق‬ ‫ّ‬ ‫باجلانب األكبر من احتياجاته من‬ ‫الشيْ َطانُ لِ َر ِّب ِه َك ُفورا ً " اإلسراء ‪27/‬‬
‫َو َكانَ َّ‬ ‫عامة إلى كونها ملكية فردية خاصة‪ .‬فاستخالف اإلنسان على‬ ‫‪ 1‬ـ البعد العقائدي للمالية الإ�سالمية‬
‫‪)1‬حافظ ستهم‪ ،‬القطاع السياحي في تونس – مقتبس‬ ‫ال ّداخلية فيم يتعلّق باملواد االستهالكية و األثاث‬ ‫فاملصارف اإلسالمية تكسب مشروعيتها من خالل ارتباط‬ ‫ثروات األرض مير مبرحلتني‪ :‬استخالف اجلماعة اإلنسانية كلها‪،‬‬ ‫األساس األول‪ :‬املال مال الله‬
‫من مؤلف جماعي «القطاع السياحي في تونس» دار سراس‬ ‫منتوج يتنافى واالنتماء احلضاري األصيل‬ ‫املنتوج السياحي التونسي قليل التنوع‪،‬‬
‫للنّشرتونس افريل ‪ 1993‬ص‪23‬‬ ‫احملصلة‬
‫ّ‬ ‫بنسبة تتراوح بني ‪ 90‬و ‪ .% 95‬و في‬ ‫مناهجها وإدارتها و مشروعاتها بالقيم األخالقية ‪ ،‬فال يجوز‬ ‫استخالف اإلنسان الفرد في حدود ما وصلت إليه يده‪.‬‬ ‫ّصور اإلسالمي في مجال املالية اإلسالمية على أنّ كل‬ ‫يقوم الت ّ‬
‫لشعبنا‪ ،‬و قد سعى العهد البائد بشكل دؤوب‬ ‫الشاطئية باملناطق الساحلية حيث‬ ‫فالسياحة ّ‬
‫‪ )2‬احلسني بن عيسى «أي منوال للتنمية بتونس بعد‬ ‫النّهائية أضحت السياحة مصدر رزق ألكثر من‬ ‫للمصرف اإلسالمي أن يقوم بتموين مشاريع تلحق باملجتمع‬ ‫األساس الثالث ‪ :‬الكون مسخر لإلنسان‬ ‫ما في الوجود هو من خلق الله ‪،‬فهو خالق الكون وهو بذلك ملـك‬
‫الثورة؟» دراسة نشرت في موقع ‪ nahdha.info‬بتاريخ ‪22‬‬ ‫إلى ترويجه “السياحة اجلنسية” فقد ص ّرح‬ ‫نشأت املناطق السياحية الرئيسية تستوعب ما‬ ‫‪ % 15‬من األسر التونسية‪.‬‬ ‫أضرارا خطيرة من مثل أنشطة صناعة اخلمور‪ ،‬وموائد القمار‪،‬‬ ‫ومن أجل متكني اإلنسان من إمتام مهمة االستخالف سخر الله‬ ‫لله وحـده " َو َما ِب ُكم ِّمن ِّن ْع َم ٍة َف ِم َن الل ّ ِه" النحل‪ . 53/‬فاألرض‬
‫أفريل ‪2011‬‬ ‫محمد جغام حني كان وزيرا للسياحة في‬ ‫يزيد عن ‪ % 90‬من طاقة اإليواء املتو ّفرة بكامل‬ ‫وعلى املستوى اجلهوي تضطلع السياحة‬
‫‪Jeune Afrique numéro 20-26 mai 2007 )3‬‬
‫عهد بن علي لصحيفة انكليزية بأنّ تونس بلد‬ ‫البالد‪ .‬ومن نتائج التخصص املفرط انخرام‬ ‫واملخدرات‪ ،‬و أي نشاط ينطوي التعامل فيه على ربا أو غش أو‬ ‫لإلنسان كل ما في البر والبحر والفضاء من زرع وثمار وخيرات‬ ‫وما عليها لله‪ ،‬واألرض وما حتتها لله‪ ،‬وك ّل شيء انتهـت إليه يـد‬
‫بدور ال يستهان به في حتريك االقتصاد‬ ‫تدليس أو احتكار أو تزوير أو استغالل حلاجات الناس أو تغرير أو‬ ‫فجميع الكون عموما واألرض خصوصا مذللة لإلنسان ليتمكن‬ ‫اإلنسـان فهو لله تعالي‪ ،‬فاألصـل في ملكيّة املـال أنّ مر ّده إلى‬
‫الـ”‪(four S” : sea‬بحر) و‪(sun‬شمس) و‬ ‫التوازن بني مختلف املواسم إذ تبلغ قدرة النشاط‬
‫البنك املركزي التون�سي يحذر‬ ‫‪(sand‬رمل)‪ ..‬وقال مازحا “أراهن على ذكائك‬ ‫السياحي على التشغيل وعلى توفير املداخيل‬ ‫غرر أو رشوة أو إفساد للذمم واملتاجرة باجلسد وتخريب للنفوس‬ ‫من حتقيق االستخالف‪.‬والقرآن الكرمي أشار إشارات ضافية إلى‬ ‫الله‪ ".‬ذلِ ُك ُم الل َّ ُه َر ُّب ُك ْم لَ ُه المْ ُل ْ ُك َوالَّ ِذي َن َت ْد ُعونَ ِمن ُدو ِن ِه َما يمَ ْ ل ِ ُكونَ‬
‫ملعرفة األخيرة”‪ ،‬وكان يقصد ‪(sex‬جنس)‪ .‬وقد‬ ‫ح ّدها األعلى خالل األشهر ال ّدافئة‪ .‬تنعكس‬ ‫حتديات االقت�صاد التون�سي‬ ‫أو أي نشاط مرتبط بأيادي معادية ‪ ،‬ومن ثمة تكون جميع معامالت‬ ‫ذلك وإلى قضايا ذات صلة بالتّسخير في آياته البينات من ذلك‬ ‫ِمن ِق ْط ِمي ٍر"‪.‬فاطر اآلية ‪13‬‬
‫كشف محافظ البنك املركزي التونسي‬ ‫البنك تدخل في دائرة األخالق ‪ ،‬تراعي بشكل شديد مبادئ الدين‬ ‫ض " وقوله‬ ‫س َّخ َر لَ ُكم َّما ِفي الأْ َ ْر ِ‬‫قوله تعالى‪ " :‬أَلَ ْم َت َر أ َ َّن الل َّ َه َ‬ ‫األساس الثاني‪ :‬اإلنسان خليفة في األرض‬
‫مصطفى كمال النابلي في تصريحات‬ ‫أشارت “لومند ديبلوماتيك” في عددها الصادر‬ ‫موسمية النشاط السياحي على مستوى تشغيل‬ ‫انتظم يومي ‪ 4‬و‪ 5‬ماي ‪ 2011‬بالضاحية‬
‫في أوت ‪ 2006‬في معرض حديثها عن خارطة‬ ‫ّ‬
‫مؤشر طاقة التّعبئة‬ ‫الوحدات الفندقية فيتراجع‬ ‫احلنيف فال غنب في األجور وال ظلم للعاملني وال مصادرة ألرزاقهم‬ ‫ض‬ ‫ات َو َما ِفي الأْ َ ْر ِ‬ ‫س َّخ َر لَ ُكم َّما ِفي َّ‬
‫الس َما َو ِ‬ ‫أيضا‪ :‬أَلَ ْم َت َر ْوا أ َ َّن الل َّ َه َ‬ ‫ومن استتباعات اخلالفة استعمال العقل وكل املدركات‬
‫صحفية عن بعض املخاطر التي تهدد‬ ‫الشمالية قمرت املنتدى السنوي ملجلة‬ ‫أو تسخيرهم كعبيد مقابل إطعامهم وكسوتهم‪.‬‬ ‫َوأ َ ْسبَ َغ َعلَيْ ُك ْم ِن َع َم ُه َظا ِه َر ًة َو َباطنَة ‪ .‬غير أنّ القضايا االستخالفية‬
‫ً‬ ‫ِ‬ ‫احلسية واملفهومية لتحقيق الوجه العملي لقول الله تعالى‪َ " :‬وإ ِ ْذ‬
‫التوازنات اخلارجية للبالد وميزان املدفوعات‬ ‫«االقتصادي املغاربي» حول «حتديات‬ ‫كما تبتعد املصارف اإلسالمية عن أكل أموال الناس بالباطل‬ ‫ال تطلق على عواهنها إذ البد أن تغدو مقيدة بحدود ليس أقلها‬ ‫ض َخلِي َف ًة " البقرة‪ 30/‬هذا‬ ‫َقا َل َر ُّب َك لِل ْ َمالَ ِئ َك ِة إ ِ ِنّي َجا ِع ٌل ِفي األَ ْر ِ‬
‫اخلارجية خاصة مع تراجع احتياطي البالد‬ ‫ويتوزّع هذا املبلغ على ‪ 200‬مليون أورو من‬ ‫قرو�ض ومنح‬ ‫االقتصاد التونسي ما بعد بعد الثورة»‪.‬‬ ‫وتعتمد الصراحة والصدق والوضوح في املعامالت‬ ‫"عمارة األرض في سبيل االنسان" "واستثمار خيراتها"‪ .‬وفي‬ ‫اخلليفة هو اإلنسان فهو خليفة الله على األرض وثرواتها مبا وهبه‬
‫من النقد األجنبي إلى ‪ 8.192‬مليار دوالر‬ ‫االحتاد األوروبي و‪ 350‬مليون أورو من فرنسا‬ ‫وتناول املنتدى أهم التحديات املطروحة‬ ‫ولكن ليس املقصود بالصراحة واملكاشفة إعالن أسرار‬ ‫ض َذلُوالً َفا ْم ُشوا ِفي َمنَا ِكبِ َها‬ ‫ذلك يقول‪ُ " :‬ه َو الَّ ِذي َج َع َل لَ ُك ُم الأْ َ ْر َ‬ ‫الله من العقل واإلدراك والفهم ‪.‬‬
‫نهاية الشهر املاضي‪ ،‬مقابل ‪ 13.003‬مليار‬ ‫و البنك األوروبي لالستثمار (‪ 300‬مليون‬ ‫قال السيد وزير التخطيط والتعاون‬ ‫خالل فترة ما بعد الثورة في تونس واملتعلقة‬ ‫العميل للغير‪ ،‬بل إن البنوك اإلسالمية حتافظ على سرية معامالت‬ ‫َو ُكلُوا ِمن ِّر ْز ِق ِه َوإِلَيْ ِه النُ ُّشو ُر"‪.‬‬ ‫جاء في احلديث أنّ رسول الله قال‪" :‬إنّ الدنيا حلوة خضرة‬
‫دوالر خالل نفس الفترة من عام ‪.2010‬‬ ‫أورو) و‪ 100‬مليون دوالر من اجلزائر‪ .‬كما عبّر‬ ‫الدولي أن مجموع الهبات والقروض واملنح‬ ‫أساسا بنسبة البطالة املرتفعة وال سيما في‬
‫حتصلت عليها تونس‬ ‫واملساعدات املالية التي‬
‫عمالئها وال تسعى لإلضرار بهم ومبصاحلهم في إطار الشرعية‬ ‫‪ 2‬ـ البعد الأخالقي للمالية الإ�سالمية‬ ‫وأنّ الله مستخلفكم فيها‪ ،‬فناظر كيف تعملون" أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫وأضاف النابلي أنّ ذلك ترافق مع تراجع‬ ‫البنك اإلسالمي للتنمية عن رغبته في مساعدة‬ ‫ّ‬ ‫صفوف حاملي الشهادات العليا وتفاقم‬
‫من املؤسسات املالية الدولية والدول الشقيقة‬
‫األخالقية والقانونية احلاكمة لنظام املعامالت املصرفية‪.‬‬ ‫ليست ملكية اإلنسان لألرض واملال عموما إالّ توكيال من الله‬ ‫غير أنّ هذا االستخالف ال يختص به فريق دون آخر أو‬
‫حتويالت املغتربني التونسيني بنسبة ‪% 12‬‬ ‫تونس عالوة على حصول البالد على قرض‬ ‫الفوارق اجلهوية وغياب احلوكمة الرشيدة‪.‬‬ ‫من أجل ذلك جتد هيئة الرقابة الشرعية في البنك اإلسالمي‬
‫والصديقة التي زار ممثلوها البالد بعد الثورة‬ ‫فهي ليست ملكية مطلقة دون قيود أو حدود‪ ،‬فاإلنسان ال ميلك‬ ‫دولة دون أخرى فالنّاس كلهم عباد الله ‪،‬واجلماعة اإلنسانية‬
‫ليبلغ حجمها ‪ 530‬مليون دينار (‪392.59‬‬ ‫من البنك العاملي بقيمة ‪ 500‬مليون دينار ونفس‬ ‫وكان املنتدى فرصة لتبادل اآلراء والتفكير‬ ‫يتم اختيار أفرادها من كبار علماء املسلمني وبعض علماء االقتصاد‬
‫بلغ ‪ 1400‬مليون دينار‪ .‬والحظ أن حوالي‬ ‫كما يشاء‪ ،‬بل حق امللكية حق مقيد برباط أساسي ومبدأ عام وهو‬ ‫كلها مستخلفة‪ ،‬فاإلنسان كل اإلنسان صاحب احلق في ثروات‬
‫مليون دوالر) خالل الثالثية املاضية‪ ،‬مقابل‬ ‫قيمة القرض من البنك اإلفريقي للتنمية‪ ،‬علما‬ ‫في وضع تصور المنوذج تنموي جديد يعطي‬ ‫اإلسالمي تقوم مبتابعة كافة أعمال البنك لتتأكد من أنها تتم في‬
‫‪ 90%‬من هذه األموال سيتم سحبها وصرفها‬ ‫أن صاحب املال أو املالك لشيء من األشياء يجب عليه أن يوظفه‬ ‫األرض وعطائها‪.‬غير أنّ االستخالف وإن ع ّم النّاس و اجلماعات‬
‫‪ 633‬مليون دينار (‪ 468.88‬مليون دوالر)‬ ‫وأنّ احلاجيات اإلضافية من التمويل اخلارجي‬ ‫للبعد االجتماعي اولوية مطلقة ويساهم في‬ ‫إطار أسس وأصول املالية اإلسالمية‪.‬‬
‫في غضون شهر جويلية القادم‪.‬‬ ‫خلدمة نفسه وخدمة املجتمع اإلسالمي ليعم النفع اجلميع و‬ ‫فإنّه يتوجه رأسا إلى استخالف األفراد منفردين‪ ،‬فاملال املشترك‬
‫خالل نفس الفترة من العام ‪.2010‬‬ ‫قد ُح ّددت بقيمة ‪ 4200‬مليون دينار‪.‬‬ ‫حتقيق التوازن اجلهوي املنشود‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫جهات‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪10‬‬ ‫جهات‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬

‫قب ّلي‪ :‬نداء إ�ىل ال�س ّيد وزير الفالحة‬ ‫قافلة الت�سامح تزور جهتي ال�سند و عليم‬ ‫س‪.‬أ‬ ‫�سيدي بوزيد ـ الناظور‪:‬‬ ‫قـابـ�س‬
‫يتوجه السيّد بوبكر الفيتوري‪ ،‬باعث‬
‫فالحي شاب مبنطقة "غيدمة" من معتمدية‬
‫ّ‬ ‫إلى أن املجتمع التونسي مسالم ينبذ سلوك‬ ‫خلفت األحداث املأسوية األخيرة أضرارا‬ ‫تنقيب عن الكنوز يف مناطق �أثرية مهملة‬ ‫العمل التطوعي ميلأ قاب�س باحلياة‬
‫العدوانية والكراهية وأن جهتي عليم و السند‬ ‫مادية و بشرية في معتمدية السند إثر املواجهات‬
‫الفوار والية قبلي بنداء إلى السيد وزير الفالحة‬ ‫تشهد منطقة الناظور األثرية غرب سيدي‬ ‫تقوم جلان األحياء هذه األيام في‬
‫تربطهم صلة اجلوار والتصاهر إلى جانب‬ ‫الدامية داخل حرم املعهد الثانوي الذي أحرقت‬
‫يناشده فيه بالتدخل العاجل حلل مشكلة‬ ‫بوزيد عمليات حفر مكثفة‪ .‬ففي التالل و‬ ‫مختلف مناطق مدينة قابس ودوائرها‬
‫املصالح االقتصادية وهاجس حتقيق التنمية‪.‬‬ ‫جتهيزاته و أتلفت محتوياته وهو نفس املكان‬
‫استغالل نقاط مياه متواجدة بالضيعة بعد‬ ‫الهضاب ال يكل حفارو الكنوز من نبش األرض‬ ‫البلد ّية بدور ريادي في تهيئة الشوارع‬
‫مع حدود الساعة الثالثة مساء وصلت‬ ‫الذي توفي فيه تلميذ و تلميذة و قد أخذ القضاء‬ ‫واقتالع الصخور الكبيرة‪ ،‬فتبعثرت بقايا‬
‫اإلشكاليات التي وضعت أمامه في عهد النظام‬ ‫واألرصفة بالتنظيف والتشجير وبناء‬
‫القافلة إلى مدينة السند فكان املوطنون في‬ ‫على عاتقه التحقيق في مالبسات جرميتي القتل‬ ‫األواني الفخارية واجلرار وطمست معالم هذا‬ ‫األسوار وترميمها وإقامة بعض اجلسور‬
‫املخلوع‪ ،‬بدعوى أنها أجنزت منذ ما يزيد عن‬ ‫انتظارها أمام دار الثقافة ولم يختلف اخلطاب‬ ‫وحرق املعهد‪.‬‬
‫‪ 15‬سنة بدون تراخيص‪ ...‬ورغم احملاوالت‬ ‫املوقع األثري الذي أهملته السلطات املسؤولة‬ ‫واملم ّرات‪.‬‬
‫ع ّما سبقه إذ حرص املشرفون على" الرابطة‬ ‫هذه األحداث اخلطيرة صدمت املواطنني‬ ‫حي البلد بتهيئة‬
‫واملراسالت واملقابالت مع أغلب املسؤولني‬ ‫فلم تؤ ّمن له احلراسة واحلماية من التنقيب‬ ‫وقد عمدت جلنة ّ‬
‫التونسية للتسامح" على احلفاظ على نفس‬ ‫الذين يتحدثون عن وجود قائمة من الشخصيات‬ ‫املستمر ناهيك عن عدم استغالله في السياحة‬ ‫خاصة املتاخمة لها بجهرها‬‫ّ‬ ‫هذه املنطقة‬
‫احملليني واجلهويني وبالوزارات املعنية‪ ،‬ولكن‬
‫خطاب التهدئة والنصح ول ّم الشمل‪ .‬وقد‬ ‫املتنفذة املقيمة في السند وخارجه تسعى‬ ‫األثرية‪ ،‬فالطريق املؤدية إليه غير معبدة أو‬ ‫وم ّد مم ّر للمترجلني فوق جسر الواد‬
‫دون نتيجة تذكر مند ما يزيد عن العامني‪.‬‬
‫ّ‬
‫التدخل‬ ‫ويأمل الفيتوري من وراء ندائه‬ ‫شهد منبر دار العرض تدخل ثلّة من املواطنني‬ ‫منذ شهرين إلى إثارة الفتنة والتحريض على‬ ‫مهيأة‪ .‬وهو ما فسح املجال لعمليات التسلل ليال‬ ‫للوصول بسهولة إلى املنتزه وذلك‬
‫العاجل لتفعيل الوعود بإصدار منشور يبيح هذا‬ ‫أ ّكدوا أنّ الفتنة األخيرة تنزّلت في إطار مالئم‬ ‫العنف مع إعداد خطط مسبقة لتقسيم املجتمع‬ ‫واحلفر حتت جنح الظالم‪ .‬هذه األعمال تقوم بها‬ ‫بتمويل من األهالي‪.‬‬
‫االستغالل حتى ينطلق هذا املشروع الفالحي‬ ‫متيز بغياب األمن وعدم تدخل اجليش حلماية‬ ‫إلى "عروش و انتماءات قبلية"‪ .‬وفي انتظار‬ ‫عصابات البحث عن اآلثار املتنقلة بني اجلهات‬ ‫كما قامت هذه اللجنة بجمع التّبرعات‬
‫الذي سيعود بالفائدة اجل ّمة على اجلهة من حيث‬ ‫التالميذ واملعهد وعدم تتبع مثيري الفتنة‬ ‫التحقيقات يتطلب رأب الصدع تدخالت عاجلة‬ ‫مستعينة باخلرائط اجللدية القدمية وبالعرافني‬ ‫للوافدين الليبيني في بادرة استحسنها‬
‫التشغيل ومقاومة التصحر وفتح اآلفاق أمام‬ ‫ومساءلتهم قضائيا‪.‬‬ ‫وهو ما قامت به الرابطة التونسية للتسامح التي‬ ‫بطالسمهم السحرية‪ ،‬أو بعض األفراد الذين‬ ‫األهالي وزادت من تضامنهم‪ .‬جلنة‬
‫الباعثني الشبان خاصة وأنّ تكلفة بعث املشروع‬ ‫وتفاعال مع قافلة التسامح بادر التالميذ‬ ‫قادت قافلة أسمتها "قافلة الوفاق االجتماعي"‬ ‫مينّون أنفسهم بالثراء وهم من سكان ضواحي‬ ‫شاطئ السالم سارت على نفس املنوال‬
‫كبّده ما يقارب ‪ 70‬ألف دينار‪.‬‬ ‫باالعتصام أمام املعتمدية للمطالبة باستئناف‬ ‫و ذلك يوم األحد ‪ 1‬ماي و قد ض ّم املوكب‬ ‫عمليات التنقيب املتواصلة وال يتم ذلك دون‬ ‫الناظور التي حت ّدها غربا قرية ماجورة وجنوبا بنايات رومانية قدمية زال أثرها ولم يتبق منها‬ ‫فقامت بحملة نظافة واسعة أزالت‬
‫الدروس وهو ما حتقق إذ باشر هؤالء الدراسة‬ ‫املشرفني على الرابطة و ممثال عن رابطة الدفاع‬ ‫تهيئة الطرقات املؤدية إليه واستغالله في‬ ‫غير املسرح وستة خزانات مياه وجدران بنايات‬ ‫مدينة السند‪.‬‬ ‫األتربة املك ّدسة على األرصفة وبجنبات‬
‫يوم الثالثاء ‪ 3‬ماي‪ .‬وقد واكبت "الفجر"‬ ‫السياحة فاحلاجة ماسة لهذا الصنف من املنتوج‬ ‫ومتتاز منطقة الناظور األثرية بتاريخها سرقت حجارتها إضافة إلى أبراج حراسة‪.‬‬ ‫الطرقات وبثت بهذه احلركة التطوعيّة‬
‫نب�ض ال�شارع يف القريوان‬ ‫العودة لك ّن إدارة املعهد أكدت أن تالميذ عمادة‬
‫عن حقوق اإلنسان فرع قفصة كما شهدت‬
‫القافلة حضور عديد املوطنني رجاال ونساء‬ ‫السياحي النادر في بالدنا‪.‬‬ ‫هذا املعلم األثري يحتاج إلى اإلنقاذ من‬ ‫القدمي الذي يعود إلى العهد الروماني وهي تضم‬ ‫روح املساهمة في الشأن احمللّي عن‬
‫طريق املشاركة في الشأن العام بعد‬
‫القيروان هي قبلة اإلسالم األولى في شمال إفريقيا‪ .‬يتواصل إشعاعها مع تواصل دورها‬
‫الرديف ‪ :‬تعوي�ضات مادية ل�ضحايا انتفا�ضة ‪2008‬‬
‫أن استشعر املواطن البسيط أنّ حيّه‬
‫العلمي وهذه املرة على يد احد أبنائها العلماء ليكون الشاهد شاهدا على الناس وعلى قدرة‬ ‫سعد األهرع‬ ‫ومنطقته قد عادت إليه بعد أن سلبت منه‬
‫رب الناس‪ .‬والقيروان هي قبلة الضيوف األشقاء وفيها اخلير إلى يوم القيامة‪ ...‬هذه املدينة‬ ‫ألكثر من ‪ 23‬سنة‪.‬‬
‫العصية على من يحاول اللعب مبصير أبنائها‪ ،‬هي في حركة دائمة ويقظة مستمرة نبضها عال‬ ‫وعلى اخلطى نفسها سارت جلنة‬
‫املستشفى ملتابعة حالة املصاب لكن البوليس‬ ‫األوامر باستعمال الرصاص احلي الذي‬ ‫علمت "الفجر" أنّ والي قفصة كلف‬
‫وصيتها!‬ ‫أحياء طريق الصادق لسود املمت ّد بني‬
‫النيابة اخل�صو�صية‬ ‫أجبر املصابني على مغادرة املستشفيات في‬ ‫أصاب العديد من الشبان و خلّف لهم إعاقات‬ ‫اإلحتاد احمللي للشغل في الرديف ممثال في‬
‫الرديف واملتلوي وقفصة‪ ،‬لهذه األسباب‬ ‫متفاوتة‪ .‬وقد متكنت "الفجر" من لقاء البعض‬ ‫النقابي عدنان احلاجي بجمع ملفات كل الذين‬ ‫البلد وشاطئ السالم بتهيئة املنطقة‬
‫تولى والي القيروان في احلكومة املؤقتة يوم االثنني ‪2‬ماي‪ ،‬تنصيب النيابة اخلصوصية‬ ‫وإزالة األتربة وطالء األرصفة‪.‬‬
‫لبلدية القيروان‪ ،‬باعتماد القائمة األولى التي صدرت بالرائد الرسمي‪ ،‬وذلك بعد تأخر دام‬ ‫يرتفع العدد احلقيقي للمصابني املطالبني‬ ‫منهم حيث تضرر كثيرا كل من هاشم و خالد‬ ‫أصيبوا بالرصاص في انتفاضة الرديف‬
‫وإلعطاء ك ّل ذي حق ح ّقه فقد كانت‬
‫أسبوعا بسبب معارضة «اللجنة اجلهوية حلماية الثورة» للقائمة والتي طالبت بتغيير عدة‬ ‫بالتعويضات لكن تظل ملفاتهم منقوصة من‬ ‫وجهت‬‫بن رزق من ج ّراء طلقات أعيرة نارية ّ‬ ‫التي اندلعت في شهر جانفي ‪ ،2008‬هذا‬
‫جلان األحياء في كل من شننّي وتبلبو‬
‫أسماء بدعوى أنها «وجوه جتمعية» وقد تواصل اعتراضها إلى يوم التنصيب‪.‬‬ ‫الشهادات الطبية وهو ما قد يثير جدال‪ .‬وقد‬ ‫إلى أقدامهما وتطلّبت إصاباتهما عمليات‬ ‫القرار استبشر به األهالي الذين يحملون‬
‫سبّاقة في هذا املجال وأعطت مثاال‬
‫غير أن حرص السلط اجلهوية على فرض القائمة املرفوضة وغياب السرعة والتنسيق عند‬ ‫صرحت عديد الفتيات والنساء "للفجر" أن‬ ‫جراحية وعالجا طبيعيا‪ ،‬في حني لم يكن يوم‬ ‫في صدورهم مشاعر الظلم و القهر إثر قمع‬ ‫يحتذى به‪.‬‬
‫تقدمي اللجنة ملقترحاتها البديلة في الوقت املناسب لم ميكن من فرض االعتراض على والي اجلهة‬ ‫ما حدث في ‪ 2008‬ال ميكن نسيانه أبدا و هو‬ ‫‪ 7‬جوان داميا كسابقه إال أن ّ‬
‫الشظايا خلفت‬ ‫النظام السابق الحتجاجاتهم االجتماعية‬
‫الذي نصب القائمة وعال صوته فوق األصوات املعارضة‪ .‬وقد أخذت مسألة البلدية منعرجا‬ ‫نفس املوقف الذي أخبرنا به الشيخ صالح بن‬ ‫آثارا في أقدام األستاذ مصطفى األشخم و‬ ‫املشروعة وكان يوم ‪ 6‬جوان من نفس السنة‬ ‫محمد جماعي‬
‫خطيرا وسببت خالفا بني مؤيدين للقائمة ومعارضني لها‪ ،‬حتول إلى مسيرات احتجاجية‬ ‫محمد ‪ 86‬عاما إذ تعرض إلى الضرب والشتم‬ ‫خالد وأحمد من عائلة التواتي وكذلك محمد‬ ‫أكثر أيام االنتفاضة دموية حيث أعطيت‬
‫وتبادل لالتهامات‪ .‬جدير بالذكر أنّ بلدية القيروان تعد رابع أكبر بلدية في اجلمهورية‪.‬‬ ‫وأهانوه أمام أنظار زوجته ‪ 70‬عاما وقد‬ ‫خاليفي وغيرهم‪.‬‬
‫ليبيون يف �ضيافة القريوان‬
‫استضافت مدينة القيروان نحو ‪ 90‬مواطنا ليبيا مت استقبالهم من قبل جمعيات إغاثة‪ .‬وقد‬
‫بلغ به التأثر ح ّد البكاء عندما أمدنا بشهادة‬
‫تثبت مدى وطنيته وهو عبارة عن "وسام‬
‫لكن هل سيتمتع كل املصابني بالتعويضات‬
‫خصوصا وأن أغلبهم ّ‬
‫فضل البقاء وقتها في‬
‫�سو�سة‪ :‬برنامج طموح ملجل�س بلدي ا�ستثنائي‬
‫جتند عدد كبير من املتطوعني من املواطنني وأعضاء اجلمعيات لتوفير مستلزمات العائالت‬ ‫االستقالل" الذي سلمه إياه الزعيم بورقيبة‬ ‫املنازل وعدم املجازفة بالذهاب إلى املستشفيات‬ ‫عقد املجلس البلدي يوم ‪ 2‬ماي بوالية سوسة ندوة صحفيّة حول برنامج عمل أعضاء النّيابة‬
‫وخصوصا رعاية األطفال الذين استقبلهم منتزه حديقة الشهداء‪ .‬ومت منذ يوم االثنني ‪ 02‬ماي‬ ‫‪ ،‬فهذا الشيخ اجلليل الذي قاوم االستعمار‬ ‫وتل ّقي العالج فيها آنذاك ألنه قد يعتقل أو‬
‫مت نقلهم بقرار وزاري إلى‬‫عليم وعددهم ‪ّ 219‬‬ ‫وأطفاال هبّوا تلبية لنداء التسامح فقدموا‬ ‫اخلصوصيّة وتصريف األعمال حتت شعار‪ :‬املصداقيّة والشفافيّة والقانون فوق اجلميع‪.‬‬
‫بساحة باب اجلالدين وبروضة الشهداء نصب خيمة من أجل جمع التبرعات للعائالت الليبية‬ ‫الفرنسي يستحق التعويض عن الضرر‬ ‫يتم تسجيله في الئحة املطلوبني‪ ،‬حيث عمد‬
‫مدينة قفصة لم يلتحق البعض منهم باملعاهد‬ ‫من واليات سيدي بوزيد والقصرين وقفصة‬ ‫وحول األولو ّيات املطروحة على أعضاء املجلس‪ ،‬سيت ّم ح ّل مشكل االنتصاب الفوضوي‬
‫حتت إشراف ائتالف ثلة من اجلمعيات اخليرية ‪« ‬جمعية قيروانيون من أجل ثقافة املواطنة»‬ ‫النفسي الذي أصابه أثناء انتفاضة الرديف‬ ‫بوليس النظام السابق إلى مرافقة كل مصاب‬
‫وجمعية «سحنون للثقافة اإلسالمية» وجمعية «الرحمة اإلسعافية» وجمعية «التكافل في‬ ‫بسبب بعدها عن مقرات إقامتهم والتكاليف‬ ‫وصفاقس وتونس وبنزرت‪.‬‬ ‫حي شعبي من أجل‬ ‫بإيجاد فضاء مثل املنصف باي في العاصمة للتجارة املوازية يكون قرب ّ‬
‫الباهظة للتنقل أو اإلقامة‪.‬‬ ‫توجهت قافلة التسامح إلى عمادة عليم‬ ‫وبعدها‪ ،‬كما أنّ مساجني احلوض املنجمي‬ ‫بالرصاص إلى املستشفى والضغط على‬ ‫منسق املجلس أنّ‬‫الطابع السياحي للمدينة‪ ،‬وأشار السيّد "خالد احلاج علي" ّ‬ ‫احلفاظ على ّ‬
‫اإلغاثة» والتنمية وجمعية «أحفاد عقبة وجمعية «احملافظة على القرآن الكرمي»‪.‬‬
‫ولئن جنحت قافلة الرابطة التونسية‬ ‫حيث استقبلها السكان وأصغوا إلى مداخالت‬ ‫وعددهم أكثر من ‪ 300‬يستحقون احلصول‬ ‫اإلدارة لتمحو ملفه الطبي بل وأكثر من ذلك‬ ‫ّ‬
‫السابق‪ ،‬وأنّ كل من تض ّرر‬
‫أعضاء النيابة اخلصوصيّة غير معنيّني بتجاوزات أعضاء املجلس ّ‬
‫قتيالن يف حريق ب�سجن الهوارب‬
‫نشب حريق في سجن الهوارب (القيروان) مساء السبت ‪ 30‬أفريل‪ ،‬أدى إلى وفاة سجينني‬ ‫للتسامح في تقريب وجهات النظر بني السكان‬ ‫املشرفني عليها فكان اخلطاب هادئا تضمن‬ ‫على التعويضات ملا أصابهم آنذاك من تعذيب‬ ‫فأغلب اإلصابات خطيرة جدا تطلبت عمليات‬ ‫له احلقّ في التّقاضي أمام احملاكم أو لدى جلنة ّ‬
‫تقصي احلقائق‪.‬‬
‫وإصابة ثالث بالرصاص أثناء محاولته الفرار من السجن‪ .‬وقد مت فتح حتقيق في أسباب‬ ‫فإنّ اإلشكاليات املطروحة شديدة التعقيد حيث‬ ‫الدعوة إلى احلفاظ على مكتسبات الثورة‬ ‫وإهانات وسجن و تنكيل باألهل‪.‬‬ ‫جراحية و تركيب صفائح معدنية وإقامة في‬ ‫توافق جهوي‬
‫احلريق ومت عرض جثتي الهالكني على التشريح‪ .‬وقد تسببت احلادثة في حالة من الفوضى‬ ‫لم تكشف التحقيقات القضائية البطيئة عن‬ ‫التونسية التي جتمع كافة أفراد الشعب‬ ‫وأضاف املسؤول البلدي أنه أل ّول م ّرة في تاريخ املجالس البلد ّية يت ّم تكوين خليط متجانس‬
‫داخل مستشفى األغالبة عندما رغب أهالي الهالكني في تسلم جثتي ذويهما قبل التشريح‪،‬‬
‫ونتج عن الفوضى تهشيم زجاج املستشفى والعبث مبحتوياته‪.‬‬
‫اجلناة الذين أشعلوا نار الفتنة وتسببوا في‬ ‫التونسي وأنه ال مجال للفتنة في هذا الظرف‬ ‫محمد الصغير اليوسفي‬ ‫�سبيطلـة‪ :‬اعت�صام معطلني‬ ‫الشغل واتحّ اد األعراف نظرا لطبيعة ال ّظرف‬ ‫وخاصة بني اتحّ اد ّ‬
‫ّ‬ ‫وتوافقي بني ك ّل األطراف‬
‫االستثنائي وحول متويل املشاريع البلد ّية في مجال النّظافة واالستعداد إلجناح املوسم‬
‫االقتتال وحدوث اخلسائر البشرية واملادية‪.‬‬ ‫احلساس‪ .‬ونبّه األستاذ اجلامعي عادل بلكحلة‬
‫تنديد و«ديقاج» للوايل‬ ‫دخل مجموعة من املعطلني عن‬ ‫السياحي وعودة أبنائنا املهاجرين‪ ،‬أ ّكد نائب رئيس البلدية أنّ االعتماد سيكون على مساهمة‬
‫ّ‬
‫الشركات ومن املوارد النّاجتة عن العالمات اإلشهار ّية وال ب ّد من إعادة توظيف املوارد املوجودة‬
‫أصدر ممثلو األحزاب واملجتمع املدني ومجالس حماية الثورة بجهة القيروان يوم االثنني‬
‫‪ 2‬ماي بيانا ضد ما وصفوه بإهمال ملفات املواطنني وتهميش مطالبهم املشروعة من تشغيل‬ ‫عم ح�سني‬
‫منزل بورقيبة‪ :‬من ينقذ ّ‬
‫العمل بسبيطلة منذ يوم اجلمعة ‪22‬‬
‫أفريل املاضي في حركة احتجاجية‬ ‫واالستفادة من دعم ال ّدولة املق ّدر بحوالي ‪ % 20‬مقارنة باجلهات الداخليّة‪.‬‬
‫وتنمية‪ .‬كما نددوا مبا وصفو باالنقالب على جملة االتفاقات املبرمة مع والي اجلهة وسياسية‬ ‫رمزية باعتصامهم السلمي أمام‬ ‫أو�سو‬
‫اجناح مهرجان � ّ‬
‫التسويف واملماطلة في ما يخص رموز الفساد وعناصر التجمع‪ .‬مع اعتماد املراوغة والتحايل في‬ ‫بيت متداع‪ ..‬ومورد الرزق «طابونة»‬ ‫محطة ضخ الغاز الطبيعي ‪sergaz‬‬ ‫وبينّ املسؤول البلدي أنّ أولو ّية أعضاء املجلس البلدي احلالي هي حتسني العالقة مع‬
‫التعامل مع املنظمات واألحزاب‪ .‬وطالب البيان بعزل الوالي وتعويضه مبن هو أهل لهذا املنصب‪.‬‬ ‫احلي جيّدا‪ ،‬معاق عضو ّيا على مستوى يديه يبلغ من‬ ‫ع ّم حسني يعرفه كل متساكني‬ ‫في املدخل الشرقي للمدينة على‬ ‫الشباب وبعث وداد ّية للعمل االجتماعي وتشريك املواطنني في القرار‬ ‫املواطن والتواصل مع ّ‬
‫ّ‬
‫كما دعا إلى تنظيم مسيرة جماهيرية سلمية ومقاطعة السلط اجلهوية وعدم االتصال بها‪.‬‬ ‫العمر ‪ 54‬عاما متز ّوج وأب لطفلني‪ .‬يسكن بيتا متداعيا على وجه الفضل‪ ،‬وقد استعان‬ ‫اعتبار أن هذه احملطة مثلها مثل‬ ‫البلدي وبعث جمعيّات متثّل جميع فئات املجتمع والعمل على احل ّد من البناء الفوضوي وإعطائه‬
‫جمعية ال�صحفيني بالقريوان‬ ‫بعمود لرفع سقفه حتى ال ينهار عليه‪ ،‬أ ّكد بالوثائق أنّه طرق كل أبواب النظام السابق ولكن‬ ‫شركة ‪ serept‬املشغلة حلقول النفط‬ ‫األولو ّية املطلقة بالتّعاون مع ق ّوات اجليش واألمن الوطني وتطبيق القانون على اجلميع‪.‬‬
‫تقدمت جمعية الصحفيني بالقيروان بطلب احلصول على تأشيرة للعمل اجلمعياتي على‬ ‫دون جدوى‪ ،‬إذ لم يتلق غير الوعود‪ .‬فهو لم مي ّكن حتّى من بطاقة عالج مجانيّة‪ ،‬زوجته‬ ‫"الدوالب" بإمكانها توظيف بعض‬ ‫وأضاف السيّد خالد أنّ أعضاء املجلس أعطوا أهميّة بالغة إلحياء اجلانب الثقافي وإعادة‬
‫أمل نيل الترخيص بعد أن عجز مؤسسوها عن حتقيق مطلبهم منذ ‪ 17‬مارس ‪ 2010‬عندما مت‬ ‫“كلثوم” سردت مأساة زوجها الذي لم يعمل يوما واحدا في حياته فتح ّملت مبفردها‬ ‫املعطلني وتخصيص جزء من مداخيل‬ ‫السبت ‪ 13‬أوت وأنّ‬
‫أوسو يوم ّ‬ ‫االعتبار للمعالم األثر ّية لليونسكو واالستعداد لتنظيم مهرجان ّ‬
‫رفضه ومضايقتهم من قبل متنفذين في والية القيروان‪ ...‬الى حني حتقق ثورة احلرية‪ .‬وتبحث‬ ‫مسؤوليّة االسترزاق ولم جتد غير سواعدها و«الطابونة» لطهي اخلبز وبيعه للجيران وهي‬ ‫املؤسستني واملنطقة األثرية للجهة التي‬ ‫احلفاظ عليه سيكون في إطار جـديد وهو االحتفال بالثّورة وعيد املرأة معا‪.‬‬
‫اجلمعية التي شرعت في نشاطها من أجل إثراء اإلعالم اجلهوي والقيام بأنشطة ثقافية‪ .‬علما‬ ‫عمليّة شا ّقة تتطلب إمضاء كامل اليوم في جمع احلطب وعجن اخلبز‪ ،‬كما أشارت إلى أن‬ ‫تصحرا تنمويا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تشكو‬ ‫وبخصوص دور البلد ّية في بعث مشاريع حت ّد من تفاقم البطالة‪ ،‬أ ّكد املتحدث أنّ ح ّل هذا‬
‫وان باب االنخراط مفتوح أمام جميع اإلعالميني احملترفني والهواة من أبناء والية القيروان‬ ‫ابنها مه ّدد باالنقطاع عن التعليم لقلّة ذات اليد وربمّ ا ملساعدتها في بيع اخلبز أ ّما البنت فرح‬ ‫جدير بالذكر أنّ إحصائيات أشارت إلى أنّ عدد املعطلني في سبيطلة يناهز ‪ 1400‬فردا‪.‬‬ ‫املشكل سيت ّم بالتوافق مع البرنامج الوطني وبالتّعاون بني مختلف املناطق واجلهات‪ ،‬وأنّه‬
‫مهما كان موقع عملهم الصحفي‪.‬‬ ‫فقد ل ّفها صمت رهيب عند احلديث مع والديها‪ ،‬لم تسعفنا إال بابتسامة محتشمة من محياها‬ ‫وكان املكتب احمللي حلركة النهضة بسبيطلة قد وجه بيانا للمعتصمني عبّر فيه عن‬ ‫الشباب أصحاب الشهائد‬ ‫وخاصة من قبل ّ‬ ‫ّ‬ ‫سيت ّم العمل على تشجيع االستثمار خللق الثروة‬
‫اجلميل اهت ّز لها أركان الكوخ‪ ..‬فمتى تصلهم نسائم الثورة؟‬ ‫تضامنه الكامل معه في نضالهم املشروع‪.‬‬ ‫العليا‪.‬‬
‫سامي بن محمد‬ ‫نـــور فــرادي‬
‫‪13‬‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪12‬‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬

‫صبرين مورو‬
‫�إميان ال�شريف‪:‬‬ ‫الثورات العربية من منظور ن�سوي‬ ‫ندوة املر�أة التون�س ّية يف �إعالم ما بعد ال ّثورة‬
‫احرتم‬ ‫�س�أقتب�س من فكري و�إح�سا�سي اجلديد ف ّنا ملتزمـا‬ ‫*هدى المنصوري‬ ‫خالد الورتاني‬

‫كل �إن�سان‬ ‫ال أحد ينكر اليوم أمهية الدور املتعاظم الذي أضحت تلعبه املرأة يف تشكيل الواقع اجلديد باملنطقة العربية‪ ،‬ما‬
‫مثّل ثورة هادئة واعية ومسؤولة تغيرّ العقليات قبل تغيري الوقائع‪.‬‬
‫نظمت وزارة شؤون املرأة بالتّعاون مع اهليئة الوطنية إلصالح اإلعالم واالتصال يوم‬ ‫ّ‬
‫‪ 27‬أفريل ‪ 2011‬ندوة وطنية حتت عنوان «املرأة التونسية يف إعالم ما بعد الثورة ما بني‬
‫مهما كان‬ ‫‪ ‬إيامن الرشيف الفنانة التونس��ية التي س��طع نجمها يف س�ماء‬
‫لقد ارتبطت قضية املرأة في التجربة التونسيّة منها زوجها ‪  ‬يقول تعالى ‪»:‬ومن آياته أن خلق لكم‬ ‫احلضور والغياب» بنزل املشتل‪ ،‬وذلك بحضور عدد من اجلامعيني واملختصني يف جمال‬
‫اختالفه معي‬ ‫الغن��اء بأغني��ة «ع�لى اهلل»‪ .‬أغنية حققت هلا ش��هرة كبرية يف فرتة‬
‫زمنية وجيزة انس��حبت بعدها من الس��احة دون مقدمات لتعود‬
‫بعناوين سياسيّة وصراعات إيديولوجيّة متعددة‪ .‬من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة‬
‫وإنّ خطورة املسألة النسوية في املجتمعات العربيّة ورحمة إن في ذلك آليات لقوم يتفكرون» الروم ‪. 21‬‬
‫اإلعالم واالتصال‪.‬‬
‫وقد تض ّمنت الندوة محورين أساسيني األ ّول تعلّق باملرأة في املشهد اإلعالمي‬
‫وأن فنّها س��يكون‬
‫إلىها حمجبة وتعلن أهنا لن تغني س��وى للنس��اء ّ‬ ‫ما بعد ثورة ‪ 14‬جانفي واستقراء الواقع‪ ،‬والثاني حقّ املرأة واإلعالم والبناء‬
‫ملتزم��ا‪ .‬ق��رار أث��ار ردود فعل متباينة بني مش��كك يف ص��دق نوايا‬ ‫تتأتّى من التوظيف السياسي لقضية املرأة من قبل أما املقاربات الغربية التي بنيت على فكرة الكيان‬
‫دولة االستقالل لتمرير منط حياتي كان يواجه صدا املنفصل للمرآة عن حاضنتها األسرية فتتناقض هنا‬ ‫الدميقراطي‪ ،‬وقد سعت هذه الندوة إلى اإلجابة عن التساؤالت التالية ‪:‬‬
‫إي�مان وبني مؤي��د الختيارها‪ .‬الفجر التقت إي�مان الرشيف فكان‬ ‫‪.1‬ما هي األسباب الكامنة وراء غياب املرأة في املشهد اإلعالمي بصفتها مشاركا‬
‫ما ر�أيك يف ال�ساحة الفنية اليوم؟‬ ‫جوهريا مع املفهوم القرآني للزوج‪ .‬واستتباعا لهذا‬ ‫قويا في الواقع‪.‬‬
‫احلوار التايل‪.‬‬ ‫في النقاشات أو مديرة لها أو منتجة إعالمية أو على مستوى املواضيع املطروحة؟‬
‫كنت س�ابقا أب�دي رأيي من منطلق فنانة ولكن اآلن س�أبديه‬ ‫يبقى السؤال امللح اليوم في ظل التحوالت العميقة املسار الغربي في التفكير وجريا على تقليد صراع‬
‫م�ن منطلق إميان املواطنة التونس�ية وأقول كل إنس�ان يش�تغل‬ ‫األضداد الذي طبع منط التفكير الغربي مثل كل‬ ‫التي جتتاح املنطقة‪:‬‬ ‫‪.2‬ما هي تبعات هذا التغيّب على مسار بناء مجتمع ما بعد الثورة ؟‬
‫أدعو الله أن يوفقه‪.‬‬ ‫متى فكرت يف ارتداء احلجاب؟‬ ‫‪.3‬ما هي اآلليات املالئمة لضمان مساهمة إعالمية ناجعة للمرأة في إطار االنتقال‬
‫احلقيقة ال أتذكر متى ارتديت احلجاب بالضبط لكن حتى قبل‬ ‫هل املطلوب تغيير واقع املرأة العربية املسلمة أم من الرجل واملرأة عناوين التضاد‪ .‬لذلك لم تستطع‬
‫م�ن ه�م الفنان�ون الذي�ن تعاطف�وا م�ع �إمي�ان الفنان�ة‬ ‫الدميقراطي ؟‬
‫ارتدائه كانت لدي قناعة داخلية بأنه هو احلق وكنت طيلة حياتي‬ ‫املنظومات املعرفية العربية املستقاة من مرجعياتها‬ ‫تغيير الواقع العربي واإلسالمي باملرأة؟‬
‫املحجبة؟‬ ‫ولئن مت حتديد جملة هذه التساؤالت من من ّظمي الندوة‪ ،‬فإنّ أهدافها تتمثلّ‬
‫مؤمنه بالله وسأعيش حياتي لله وأنا اسمي إميان وكل حالة أم ّر‬ ‫سنحاول تناول هذه املسالة دون البقاء أسيرات الغربية تأسيس نسق ثقافي واجتماعي وقانوني‬
‫فوزي بن قمرة وهو إنسان متخلق جدا وأيضا مقداد السهيلي‬ ‫باألساس في حتسيس صناع القرار في مجال اإلعالم بأهمية تشريك املرأة في‬
‫بها في حياة أقول إنها قدر من الله‪.‬‬ ‫املقاربات السلطوية املتعاقبة‪ .‬إمنا هدفنا تأسيس يخلق انسجاما حقيقيا داخل املجتمع املتكون من‬
‫وجودة ناجح‪ ‬وغيرهم‪.‬‬ ‫الشأن اإلعالمي وإبراز دورها في صياغة املشروع املجتمعي ملا بعد الثورة‪.‬‬
‫لدي هو في الشكل أ ّما املضمون‬ ‫أنا أعتبر أنّ التغيير احلاصل ّ‬ ‫مقاربة نسوية تكون مبثابة الوعي الذاتي للمرأة الرجال والنساء‪.‬‬
‫ما هي م�شاريعك الفنية م�ستقبال؟‬ ‫وعند افتتاح هذه الندوة الوطنية أكدت السيدة ليليا العبيدي وزيرة شؤون املرأة‬
‫فق�د بقي على حاله‪ ،‬وس�أواصل إن ش�اء الل�ه ارتدائي احلجاب‬ ‫فاملقاربة القرآنية ترى أن‬ ‫العربية في نظرتها لواقعها والقيام‬ ‫أنّ املرأة كانت في الصفوف األمامية خالل الثورة مشاركة وفاعلة وهي إلى اليوم‬
‫صديقتي من�ال عبد القوي هي التي س�تهتم بالعروض التي‬ ‫الوحدة املعنوية األساسية داخل‬ ‫مبراجعات ضرورية للبنى الفكرية‬
‫ألنني اخترت هذا الطريق ولن أتراجع‪.‬‬ ‫مل ت�ستطع املنظومات‬ ‫مازالت جتتهد لبناء تونس املستقبل‪ ،‬وش ّددت على ضرورة أن تنعكس املشاركة‬
‫س�أقدمها‪ .‬واحلقيقة لدي عروض س�يتم اإلعالن عنها في وقتها‬
‫�أمل تفكري يف اعتزال الفن على غرار ما تفعله بع�ض الفنانات‬ ‫املجتمع تتمثل في هذا الزوج حيث‬ ‫والثقافية وإعادة النظر في الهياكل‬ ‫الفاعلة للمرأة في االنتقال الدميقراطي عبر تعزيز حضورها في وسائل اإلعالم‬
‫ولن ابحث عن العربون مثلما قال البعض عني لدي فرقة نس�ائية‬
‫تخلق الواحد من اآلخر فقاسمه‬ ‫ّ‬ ‫امل�ستقاة‬ ‫العربية‬ ‫املعرفية‬ ‫االجتماعية ذات العالقة‪.‬‬
‫متكون�ة من عازف�ات محجبات وغير محجب�ات بقيادة صديقتي‬ ‫امل�صريات عند ارتدائهن احلجاب؟ ‪ ‬‬ ‫السمعية‪ ،‬والسمعية البصر ّية واملكتوبة‪.‬‬
‫لن اعتزل الفن ولكنني س�أعتزل نوعية معينة وسأقتبس من‬ ‫طبيعة اخللق مثلما شاطره الروح‬ ‫من مرجعياتها الغربية‬ ‫‪  .1‬تغيري واقع املرأة‬
‫منال‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬أ ّكد السيد‬
‫فكري وش�كلي وإحساسي اجلديد نوعا جديدا من الفن امللتزم‪...‬‬ ‫لذلك جعل العالقة بينهما سكنا‪.‬‬ ‫ت�أ�سي�س ن�سق ثقايف‬ ‫العربية من منظور نسوي‪:‬‬ ‫الرصاع الرئيس املدير العام‬ ‫ّ‬ ‫مختار‬
‫العرو��ض �ستقت�ص�ر عل�ى الن�س�اء فق�ط بالت�ايل �سينخف��ض‬
‫اجلمهور وت�ضعف املداخيل؟‬
‫كن�ت أبح�ث عن إمي�ان فاس�تخرت الله ع�دة م�رات ودعوته أن‬ ‫فمنتهى األلفة داخل مؤسسة‬ ‫واجتماعي وقانوين‬ ‫حتتاج املرأة العربية إلى ضرب‬ ‫مؤسسته‬ ‫ّ‬ ‫للتلفزة التونسية حرص‬
‫يوفقني ملا يحبه ويرضاه‪ .‬س�أذكر الله وس�أمجد الرس�ول ولن‬ ‫األسرة أن يجد كال الطرفني تكامال‬ ‫من الوعي الذاتي الذي يحررها‬ ‫على تكريس مبدأ التساوي بني‬
‫نع�م س�تكون منخفض�ة ولكن م�ن ناحية التوتر وس�أكون‬
‫أغني ما هب ودب س�يكون فني مجلس�ا يذكر فيه الله‪ .‬وسأغني‬ ‫ووحدة داخلها‪.‬‬ ‫معرفيا من أن تكون املوضوع األكثر‬ ‫ال ّرجل واملرأة ضمن شبكة البرامج‬
‫على بصيرة من أمري على خالف ما كنت عليه س�ابقا من تشتت‬
‫للنس�اء بطريقة بس�يطة ألن�ي توصلت من منطل�ق ديني أنني ال‬ ‫في التجربة التونسية هذا بارز جدا‪ .‬رمبا ألنّ تونس‬ ‫تداوال في العقلية الذكورية‪ .‬املطلوب أن تنتج املرأة‬ ‫احلوار ّية واإلخبارية واملن ّوعاتية‪.‬‬
‫فكري‪ ،‬واليوم أشتعل بكل راحة واستمتاع‪.‬‬
‫ميك�ن أن أغني للرج�ال ولعموم الناس‪ .‬وس�يكون املنتوج الفني‬ ‫العربية خطابها الذي تقارب من خالله واقعها ليس متقدمة في مضمار االرتباط باملنظور الثقافي الغربي‪.‬‬ ‫في املداخلة األولى لل ّدكتورة‬
‫�إذا مت ا�ستدعا�ؤك �إىل مهرجان قرطاج هل �ستقبلني الغناء؟‬ ‫الذي سوف أقدمه على مستوى حرفي راق جدا‬ ‫دفاعا عنصريا عن جنس وإمنا إنتاجا خلطاب منسجم فنجد أن املشاكل الناجتة عن تفكيك البنية االجتماعية‬ ‫«أمال قرامي» أشارت إلى أنّ‬
‫لن أقبل إذا كان مختلطا نساء ورجال ومهما كان املكان سواء‬
‫كيف ترى �إميان احلياة �إثر جتربة احلجاب؟‬ ‫مع منطق األصالة الذاتية ملوضوعها من جهة وتنويعا التقليدية متصاعدة وبارزة في نسب الطالق القياسية‬ ‫احلضور النسائي في البرامج‬
‫لم أكن راضية وال ُمرضية لنفس�ي ولم أكن سعيدة‪ ،‬فاخترت أن قرطاج أو غيره ‪.‬‬
‫أن� ّور إحساس�ي وقلبي حتى يص�ل هذا النور إل�ى اجلمهور إلى‬
‫ل�ن أخاف اليوم ألنن�ي محجبة و أنا احترم كل إنس�ان مهما‬ ‫لزاوية النظر أمام عجز اخلطاب التقليدي عن التحرر وفي العنف ضد املرأة وفي االستغالل اجلنسي‬ ‫التلفزية تقلّص في فترة ما بعد‬
‫الفجر‪ :‬كلمة �أخرية للمر�أة التون�سية؟‬ ‫كان اختالف�ه معي‪ .‬الله أعطاني صوت�ا أريد أن أذكر به الله‪ .‬أريد‬
‫أصدقائ�ي إلى اإلعالميني وإلى كل اجلمه�ور‪ .‬وأنا اآلن في حالة‬ ‫وغيرها من القضايا املتعلقة باملرأة التونسية‪.‬‬ ‫من مطبّاته في هذا املوضوع‪.‬‬ ‫الثورة على حساب سيطرة اللغة‬
‫رس�التي لها كوني حرة فأنت حرة وباحلرية تس�تطيعني أن‬ ‫أن أشاهد اجلمال الذي خلقه الله بنظرة تفاعل واحترام لكل البشر‬
‫إنتاج ملخزون داخلي وأرى الدنيا من دون تعقيد‪.‬‬ ‫إن البنية الثقافية التاريخية ألي مجتمع تخلق‬ ‫للحديث إذن عن ممكنات التغيير في واقع املرأة‬ ‫الذكورية‪ ،‬وأبرزت تر ّدد وسائل‬
‫تقرري مصيرك الذي تختارينه‪.‬‬ ‫ولن أس�مح لنفسي أن أكون مثلما يريد الناس لكي أرفه عنهم‪ .‬أنا‬ ‫العربية نحتاج إلى أن نحدد حاجياتها التي هي في انسجاما داخليا بني عناصره‪ .‬هذا دور الثقافة باملطلق‬ ‫اإلعالم واالتصال في إعداد برامج‬
‫جزء منها مشتركات مع كل نساء العالم وفي جزء إنها نسق املجتمع وفي موضوع املرأة خصوصا‪.‬‬ ‫تعنى باملرأة وذلك ربمّ ا خوفا من‬
‫آخر تعبّر عن حاجات ثقافية خاصة بها دون غيرها‪ .‬يحتاج هذا النمط إلى تطوير لكن على أساس احترام‬ ‫املواجهة الفكرية واإليديولوجيّة بني‬
‫عبد الرحمن الهذلي‬
‫ال�صامدات ال�شاخمات‬ ‫النسق الثقافي الداخلي (األسرة‬
‫هي املقصد االسمي وتترتب‬
‫مل يعد مقبوال‬
‫لذلك فإنّ اخلطاب مدع ّو إلى مراعاة‬
‫الكوني‬ ‫هذا االنتماء املتداخل بني‬
‫التيارات الفكر ّية مح ّذرة من حدوث‬
‫ر ّدة فكرية قد ته ّدد وضع املرأة‬
‫التونسية ومكانتها‪ .‬ودعت الباحثة‬
‫مألت عليه أ ُ َخيَّتُه وحدته باقتباله في بيتها أو‬ ‫يعرف خوفها من أال ميهلها القدر لتراه ثانية‪ .‬أما‬ ‫إىل كل امرأة صمدت زمن املحرقة‪ ،‬أما وأختا وزوجة وبنتا وقريبة‪ ...‬صمدت وهي تلج النفق مع الواجلني‬ ‫العالقات واحلقوق على احترام‬ ‫واخلصوصي‪ .‬وتتحمل اجلمعيات‬
‫زيارته‪ .‬لكنه كان يخشى عليها من ُق َّطاع األرحام‬ ‫اآلن وقد عاد فخوفها األكبر أن تفقده مرة أخرى‪.‬‬ ‫أو انتظرت عىل أبوابه اآليبني منه أحياء‪ ،‬شهودا عىل أهواله‪.‬‬ ‫هذا املقصد بدال من إعطاء حقوق‬ ‫�أن ت�ستغل‬ ‫النّسوية خاصة مسؤولية كبيرة في‬
‫إلى وضع خارطة طريق كما أسمتها‬
‫فكان يقلل من زياراته املتخفية لها‪ .‬وال يزال يذكر‬ ‫ومع كل إطاللة ممن أخذوه منها‪ ،‬يتأكدون من‬ ‫تؤدي شيئا من حقهن ولن يوفني‪ ،‬وردا عىل كل من بخس‬ ‫إىل كل أولئك احلرائر‪ ،‬كلامت خططتها‪ ،‬عساها ّ‬ ‫فردية تتعارض حتما مع غيرها من‬ ‫مترير‬ ‫أجل‬ ‫�‬ ‫من‬ ‫أة‬ ‫�‬ ‫املر‬ ‫لتجنّب ضعف حضور املرأة على املستوى اإلعالمي وغياب الطرح اجلريء لواقعها‬
‫هذا العمل‪ .‬فلم يعد مقبوال أن تستغل‬
‫وبيان آرائها‪.‬‬
‫ليلة من ليالي شتاء ‪ ،1997‬ملا زاروه الثانية فجرا‬ ‫وجوده‪ ،‬كانت مخاوفها ترتد إليها‪ ،‬تذكرها بأن‬ ‫دورهن ومل ير يف املرأة إال مرشوع بضاعة يف سوق نخاسة السياسة‪ ،‬وتسلح لتلك السوق بام جاد املحتالون من‬ ‫احلقوق املدرجة للرجل) مبا يجعل‬ ‫م�شاريع �سيا�سية‬ ‫املرأة من أجل مترير مشاريع‬
‫ليسألوه‪« :‬مع من كنت عشية؟» جال بذاكرته‬ ‫احملارب لم َيئِن له بعد أن يترجل‪ .‬وبحب األم‬ ‫كل فنون الكالم‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬بيّنت األستاذة اجلامعية فتحية السعيدي أنّ تقصير وسائل اإلعالم في‬
‫تطوير موقع املرأة في املجتمع‬ ‫سياسية وأيديولوجية ليس لها‬
‫املتنبهة مبفاجأة الزيارة فلم يذكر إال أخيته التي‬ ‫كانوا زاده في قلعة حترم فيه الكتب ومينع فيها‬ ‫مذ عشرين‪ ،‬شرعت أبواب الوطن على محرقة‬ ‫الشبكات‬ ‫إبراز الفعل االجتماعي للمرأة جعلها تلتجئ إلى الفضاء االفتراضي وخاصة ّ‬
‫كانت ترقب ابنها احملاصر بني جدران ال يغادرها‬ ‫العربي مبنيا على التفاعل التلقائي‬ ‫عالقة عضوية باملسألة النسوية‪ ،‬إمنا‬
‫التقته بعد حصص العلم تصطحب ابنها ليجوال‬ ‫إال ليُ ْعلِم بوجوده‪ ،‬واقفا والزمن ميشي‪ .‬كانت‬ ‫طلب العلم‪ .‬تلك الوريقات كن يعطينه األمل في أن‬ ‫نصبت ألحرار البلد وحرائرها‪ ،‬فوجد نفسه فيها‪،‬‬ ‫االجتماعية وهو ما كشفته نتائج بحثها الذي أجرته على عيّنة تتر ّكب من ‪ 550‬امرأة‪.‬‬
‫يتخذ منطق احلقوق الكونية اخلاصة باملرأة مثال تعلّة والعفوي داخله ال مبنيا على اإلسقاط القسري ألمناط‬
‫في أنهج العاصمة‪ .‬ورمبا ظنوه يخفي عنهم‬ ‫وهي التي أثقل الزمن صحتها ترعاه وكأمنا عاد‬ ‫هناك من ينتظر خروجه من النفق‪ ،‬ويعيش على‬ ‫يحمل منها خمسا‪ .‬طيلة السنوات اخلمس‪ ،‬لم متأل‬ ‫وذكرت الباحثة أنّ شبكة «الفايس بوك» مثّلت مجاال للتواصل وفضاء عموميا‬
‫خلوض معركة النموذج املجتمعي‪ .‬فالقضية النسوية ثقافية أخرى‪.‬‬ ‫افتراضيا ح ّرا شهد استعماال مكثّفا قبل الثورة وبعدها‪ ،‬وقد ساهم في صناعة ال ّرأي‬
‫زواجا فما استطاعوا صبرا إلى الغد‪.‬‬ ‫بها إلى أيام طفولته وأيام شبابها وإن كان الزمن‬ ‫أمل ذلك اليوم‪ .‬أما هي فلما انقضت اخلمس كان‬ ‫أمه عينيها منه‪ ،‬لم تزره إال مرتني‪ .‬في الثانية‪ ،‬وملا‬ ‫‪    .2‬تغيري الواقع العريب باملرأة‬ ‫حتتاج ألن تعالج باستقاللية منهجية عن بقية القضايا‬
‫أنيسته األخرى في هجرته كانت املرأة التي‬ ‫غير الزمن‪ .‬ورمبا اقتطعت من جراية تقاعد والد‬ ‫عليها أن حتمل اجلمرتني ثالثا أخرى‪.‬‬ ‫اشتد بها الشوق إليه‪ ،‬لم تستطع أن متنع نفسها‬ ‫الشبكة عن خوفها من اإلقصاء والعودة إلى الوراء‪.‬‬ ‫العام‪ ،‬كما عبّرت املرأة على هذه ّ‬
‫رمبا سادت نظرة الترفق باملرأة العربية عطفا عليها‬ ‫ملا حتوزه من خصوصية طبيعية وثقافية‪ .‬املشكل أنّ‬ ‫ّ‬
‫وقد أشار ج ّل املتدخلني في هذه الندوة إلى أنّ احلضور الالفت للمرأة في «الفايس‬
‫انتظرته عشرا‪ ،‬وقضي عليها أن تنتظر ثالثا‬ ‫بالكاد تكفيهما‪ ،‬ودستها حتت وسادته حتى ال‬ ‫في سنته األولى التي غادر فيها النفق‪ ،‬كان‬ ‫من مد يدها لتالمسه من وراء حديد املزار عبر‬ ‫تناول موضوع املرأة في عالقة باملشروع السياسي وتضامنا مع ما تعانيه من مشاكل‪ .‬لكن في مناسبات‬
‫أخرى‪ .‬كانت كل أسبوع تتحمل عبء السفر من‬ ‫تؤلم عزة نفسه بهبة قد يتمنع عليها‪.‬‬ ‫يشعر بوحدة قاتلة‪ .‬كان عليه أن ُي ْعلِم عن كل‬ ‫باب احلرس‪ ،‬فأنهيت الزيارة‪ .‬وكانت تلك آخر‬ ‫خاصة املرئية منها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بوك» قابله شبه غياب في بقية وسائل اإلعالم‬
‫السلطوي يتسبب في ارتهان وضع املرأة لواقع عدم عديدة تكشف هي نفسها عن مكامن قوتها عندما‬ ‫وفي نفس اإلطار‪ ،‬تط ّرق الدكتور نسيم بن عبد الله املختص في علم االجتماع إلى‬
‫بلدتها ومعه عبء اخلوف من الرقيب‪ ،‬قاطع‬ ‫مضت تلك السنة‪ ،‬واختار مرة أخرى أن‬ ‫حركة يأتيها فكان يقلل من حركته حتى ال يضطر‬ ‫مرة تزوره فيها‪ .‬أما أخيته التي كانت حتتمل‬
‫االستقرار السياسي وبالتالي يقوم على مؤسسات تخرج أجيال املناضلني وتتمسك مبفردات القضية‬ ‫االنعكاسات التي قد تنج ّر عن التفاوت في احلضور بني ال ّرجل واملرأة في وسائل‬
‫األرحام‪ ،‬أن يلتقط اللقاء‪ ،‬وما ميكن أن يطال‬ ‫ميتطي مركبه إلى الدنيا‪ ،‬ولم يعرف إليها مركبا‬ ‫إلى أن ميشي إليهم وهو الذي بقي في نفسه من‬ ‫السفر أكثر من أمها فكانت أكثر ترددا عليه جتدد‬
‫التي يناضل من أجلها املجتمع كله‪ .‬تلعب املرأة العربية‬ ‫هشة غير قابلة لالستمرار ذاتيا‪.‬‬ ‫ومتس من مكاسب املرأة‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫ّ‬ ‫اإلعالم والتي قد ته ّدد املسار الدميقراطي‬
‫أهلها من أذى‪ .‬عاشت معه قابلة بالضيق على أمل‬ ‫غيره‪ ،‬طلب العلم‪ .‬فهاجر في وطنه‪ ،‬بعيدا عن أمه‬ ‫مرآهم شيء‪ .‬في ذلك اجلو القاتل‪ ،‬كانت أنيسته‬ ‫معه عهدا بينهما على الوفاء للهم الواحد‪ .‬لكنها لم‬
‫لقد قام مشروع حترير املرأة العربية على مقاربة دورا مزدوجا قد يوحي أحيانا بالتناقض لكنها تقوم‬ ‫نظرة حتليلية لصورة املرأة في إعالم ما بعد الثورة‪.‬‬
‫سعة‪ ،‬حاملني معا همهما الذي جمعهما‪ ،‬يرعيانه‬ ‫وزينب‪ .‬ولم يكن قادرا أن يزور أهله كل أسبوع‪.‬‬ ‫زينب وزياد‪ .‬زينب‪ ،‬بنت أخيه‪ ،‬كانت في أولى‬ ‫تلبث أن انتقلت إلى منـزل زوجها‪.‬‬
‫في انتظار يوم فرج‪ ،‬يبثانه في صغارهما‪.‬‬ ‫ففوق عبء الفاقة كان العبء األكبر هو شكوك‬ ‫سنواتها ُخل ْ ًوا مما كان يسكن البيت من ألم‬ ‫أما املرأة األخرى‪ ،‬فهي بعد أن عرفته خلمس‪،‬‬
‫حقوقية وفكرية تث ّمن الطابع الفرداني ‪ ‬للشخص رجال به في تكامل خارق‪:‬‬ ‫اجلامعي أنور معلّى قدم من جانبه شهادات لبناء قيادات‪ ،‬وبينّ أه ّم املعوقات‬
‫املرأة التونسية مبا هي ذاكرة املجتمع‬ ‫كان أم امرأة‪ .‬فموضوع احلق هو الشخص الفرد وهذا‬ ‫وخاصة البرامج‬ ‫ّ‬ ‫التي قد حتول دون مشاركة القيادات النسائية في وسائل اإلعالم‬
‫س ال ُّر ُس ُل‬‫استَيْأَ َ‬
‫{حتَّى إ ِ َذا ْ‬
‫مرت العشرون‪َ ،‬‬ ‫الرقيب من أن يكون وراء كثرة التردد على األهل‬ ‫وخوف‪ .‬فكانت ببراءتها متأل وقته‪ .‬تعلقت به‬ ‫قد وجدت نفسها حتمل جمرتني‪ :‬جمرة عاطفة‬
‫نعرف جميعنا أن ذاكرة املرأة عموما أقوى من‬ ‫يرتب نوعية من احلقوق الفردانية التي ال تتماهى‬ ‫السياسة‪.‬‬
‫احلوارية التي تتح ّدث عن ّ‬
‫ص ُر َنا َفن ُِّج َي َمن‬‫َو َظنُّوا ْ أ َ َّن ُه ْم َق ْد ُك ِذ ُبوا ْ َ ُ ْ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫اء‬ ‫ج‬ ‫ما وراءه‪ .‬ورمبا اضطر ألن يختلق ما يبرر به‬ ‫وتعلق بها‪ .‬كانت صباحا تنتصب عند رأسه وهي‬ ‫سعى سدنة احملرقة إلى إطفائها‪ ،‬وهم ُق َّطاع‬
‫ّ‬
‫ِ‬ ‫بالضرورة مع النسق الثقافي واملتعلّق بالهوية للمرأة ذاكرة الرجل لكننا نعلم أيضا أن املرأة راوية التاريخ‬ ‫ّ‬
‫الندوة اختتمت بجملة من التوصيات لعل أه ّمها توضيح متطلبات املرحلة االنتقالية‬
‫َن َّشاء َوالَ ُي َر ُّد َبأْ ُسنَا َع ِن الْ َق ْو ِم المْ ُ ْج ِرمنيَ}‪ .‬سالت‬ ‫السفر لرؤية أهله‪ ،‬فصلة الرحم لوحدها لم تكن‬ ‫حتبو‪ ،‬تنتظره حتى يستفيق‪ ،‬وليال ال تنام إال في‬ ‫األرحام‪ ،‬فعضت عليها بالنواجذ‪ .‬وجمرة أهل كانت‬
‫على خدود دموع بألم سنوات اجلمر ‪ ،‬دموع‬ ‫لديهم أهل لالعتبار‪ُ ،‬ق َّطاع األرحام‪ .‬ورضيت أمه‬ ‫حضنه‪.‬أمه الكادحة التي خط الزمن على وجهها‬ ‫تخشى عليهم من بغاة تفننوا في العقاب اجلماعي‪.‬‬ ‫االجتماعي لألجيال‪ .‬فاحلكايات القدمية تتناقلها ألسنة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫وخصائصها ووضع خارطة طريق إعالمية تعتمد النوع االجتماعي إلرساء العدالة‬
‫نصر غسلن دموعا سابقات من القهر واالنتظار‪.‬‬ ‫بهجرته‪ ،‬لكنها كانت تشفق عليه وهو البعيد عن‬ ‫بوشمه آالم الفراق‪ ،‬لم تكن تطمع في أكثر من‬ ‫أمسكت باجلمرتني تنتظر خمسا‪ ،‬والزمن يأكل‬ ‫نحتاج هنا إلى أن نستعيد فكرة الزوج في النسوة فتسجل بذلك ال وقائع التاريخ فحسب وإمنا‬ ‫بني ال ّرجل واملرأة في املجال اإلعالمي‪ ،‬والتركيز على بناء قدرات اإلعالميني من‬
‫هن شريكات في النصر إن لم يكن صانعاته‪ .‬فهل‬ ‫عينيها أن يقع مرة أخرى‪ .‬وكأمنا كانت قادرة‬ ‫أن يبقى إلى جانبها‪ .‬حني أخذ منها كان بعيدا‬ ‫من شبابها‪ .‬لم يكن لها منه ولم يكن له منها إال‬ ‫اخلطاب القرآني‪ ،‬ذلك أن الوجود املنفرد فكرة تنسج هذا االرتباط والتالزم بني املاضي واحلاضر‪.‬‬ ‫اجلنسني مبا يضمن التكافؤ‪ ،‬وتكثيف املنابر احلوار ّية باجلهات‪ ،‬ودعوة النّساء إلى‬
‫كان الرجل سيصمد لوالهن أمام احملرقة؟‬ ‫وهو أمامها أن متنع عنه األذى‪ .‬في مهجره‪،‬‬ ‫عنها‪ .‬وال يدري كيف استقبلت اخلبر‪ .‬لكنه كان‬ ‫وريقات يخطانهن في غربتهما‪ .‬هن واملصحف‬ ‫افتراضية وال تاريخية‪ .‬القران الكرمي حدثنا عن هذا‬ ‫التكتّل وتكوين ق ّوة فاعلة لتحقيق انتقال دميقراطي سليم‪.‬‬
‫البقية ص ‪15‬‬
‫في أكثر من موضع عندما أكد أن الله خلق للنفس‬
‫‪15‬‬ ‫ثقافة‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪14‬‬ ‫شباب‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬

‫الدكتور أحمد األبيض‬


‫«البا�س» عالمة تون�سية م�سجلة‬ ‫عـادل‪  ‬دمـق‬ ‫قليل من الفقه يـا «�أوالد‪»...‬‬ ‫أجرى الحوار محمد القرماسي‬
‫حممد السايس متفقد دور الشباب بتونس‪:‬‬

‫عندما تسأل أي شخص في تونس عن أحواله كيف هي «آش حالك»؟‬


‫يجيبك بكل تلقائية وبداهة‪:‬‬
‫كتابات عاصفة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫كتب الشاعر أوالد أمحد (الصباح‪« )2011 4- 27-  ‬يف أواسط الثامنينات من القرن املايض كان يل‬
‫تنبهُ إىل األخطار املحدقة بحرية الشعب التونيس ومصريه‪..‬‬ ‫ُ‬
‫وتعاليق ّ‬ ‫َ‬
‫هوادة فيها‪،‬‬ ‫وردودٌ ال‬ ‫بن علي مل يراهن على ال�شباب‪ ،‬بل �سعى فقط �إىل حتييده وتلهيته‬
‫«الباس»‪ .‬فهذه اإلجابة عالمة مسجلة ‪marque déposeé‬‬ ‫آداب األكل والشرب الزواج – وتضبط بعض حركاته‬ ‫وقد سبّ َب لي ذلك أ ًذى بدنيا ومعنويا لن أنساه‬
‫وخاصية تونسية‪ .‬وإذ يجيبك هذا الشخص فإنه يصرح لك بإجابته تلك‬ ‫ومتطلباته وفق معايير تقصد إلى رفعه إلى الروحاني‪ .‬ال‬ ‫أبدا‪ .‬كان محو ُر تلك الكتابات والردود والتعاليق ُمتعلّقا‬ ‫وجيل عمومية املعرفة‬ ‫ساسي إلى مرافقة رواد دور الشباب إلى قاعات الرقص بالنزل‬ ‫السيد حممد السايس متفقد دور الشباب بتونس خيرج عن‬
‫حل ْم َدلَة «احلمد لله الباس»‬
‫أنه إمنا يعني أنه بخير ‪ ،،‬وقد يقدم لذلك با َ‬ ‫تسعى الفقهيات إلى تخليص اإلنسان من جسده أو إلى‬ ‫بجماعة النهضة التي ستكون موضوع حديثنا عن‬ ‫لكنه‬ ‫والرفاهة‪..‬‬ ‫والفضاءات الترفيهية ! كما تصدوا إلى كل ممارسات اإلسقاط‬ ‫صمته ويتحدث للفجر عن حقبة تارخيية طويلة من هتميش‬
‫فأن يكون اإلنسان بخير عند أهالي تونس‪ ،‬إمنا يعني جتاوز منطقة‬ ‫الــفوز بالــدارين عن‪  ‬طريق معاداة اجلسد‪ .‬إنّها تقيّد‬ ‫الثعبان الثالث الذي يتهدد الثورة‪ .‬وهو يته ّددها عالني ًة‬ ‫أيضا جيل االستبعاد‬ ‫والوصاية التي سعت اإلدارة العامة السابقة إلى فرضها على‬ ‫الشباب وحتييده واملتاجرة به وبالتنظيامت الشبابية بكاملها وحيذر‬
‫البؤس وعنت العيش‪ .‬وهكذا فإن اخلير ُيع ّرف تعريفا سلبيا نافيا البؤس‪،،‬‬ ‫وتوجـه وتربط البيولوجي بالقيم و ترفض االنحصار‬ ‫ّ‬ ‫مبشروع مجتمعي فلسفتُه الوحيد ُة‪ :‬التح ّكم في طرائق‬ ‫وجيل‬ ‫والتهميش‪،‬‬ ‫املؤسسات‪.‬‬ ‫من خطورة االستهانة بشباب الثورة أو ممارسة الوصاية عليه‪ .‬فهو‬
‫تنصب‬
‫ّ‬ ‫وال ُيع ّرف تعريفا ايجابيا يرصد جانب املغامن واخليرات التي ميكن أن‬ ‫داخل البيولوجي احملض‪ .‬إنّه حقيقة وموضوع احترام‬ ‫األكل والشرب واللباس والنكاح والوضوء مبا يتماشى‬ ‫الفرص‬ ‫تراجع‬ ‫يف اعتقاده قد فاجأ اجلميع وسيكون صامم األمان للثورة مستقبال‪.‬‬
‫الفجر‪ :‬كيف تف�سر مراهنة بن علي على ال�شباب وتوظيفه‬
‫على اإلنسان صبّا‪.‬‬ ‫ومركز ارتباط‪  ‬األرض بالسماء وحتاورهما‪»..‬‬ ‫مع تقاليد األجداد في القرن العاشر للهجرة حيث كانت‬ ‫وانحسار اآلفاق‪ .‬وهو‬
‫(املصدر‪ :‬الدكتور علي زيعور‪ ،‬الالوعي الثقافي‬ ‫الطاعة والركوع شغلهما اليومي الوحيد‪ ..‬وكانت‬
‫الفجر‪ :‬كيف تقيم �أداء التنظيمات ال�شبابية والت�صرف يف لفائدة م�شروعه‪ ،‬ثم يكون ال�شباب هو نف�سه من يجهز على‬
‫وهذا يعكس عمق وعنف معاناة الشعب التونسي‪ ،‬وطول مت ّرغه في‬ ‫ما أدى إلى ظهور مالمح‬
‫ولغة اجلسد والتواصل في الذات العربية‪ ،‬ص ‪ ،75‬دار‬ ‫اآلخر ُة بديال عن احلياة ذا ِتها؟»‪ ‬انتهى‪.‬‬ ‫النظام بهذه الثورة املباركة؟‬ ‫امل�ؤ�س�سات ال�شبابية خالل العهد ال�سابق؟‬
‫صنوف من الض ّراء والبأساء‪ .‬وهذا ما تلتقي عديد التعابير التونسية على‬ ‫غريبة لثقافة جديدة‬
‫الطليعة‪ ،‬بيروت)‪.‬‬ ‫‪ ‬لقد علّمتنا ظاهرية اإلدراك أن احلكم‪  ‬على املوضوع‬ ‫بن علي لم يراهن على الشباب ‪ ،‬ولم يحدد له مشروعا في‬ ‫املنظمات الشبابية هي منظمات وطنية تأسس أغلبها منذ‬
‫اإلفصاح عنه وتأكيده ‪ ،‬ومن ذلك‪ ،‬أنه إذا ما أراد شخص أن يقول عن شيء ما‬ ‫تعتمد املقامرة وتش ّرع‬
‫يفضل مـرآة غربيّة‪..‬‬ ‫لعل الشاعر ّ‬ ‫قد يكون مرآة تعكس حال‪ ‬الذات‪ .‬وإنّ ما يراه‪  ‬الكاتب‬ ‫عهد االستعمار الفرنسي‪ ،‬وهي قد ساهمت بفعالية في حركة املعنى املتداول للكلمة‪ ،‬ولكنه سعى فقط إلى حتييده وتلهيته‬
‫إنه موجود بكثرة ووفرة‪ ،‬فإنه يقول‪»:‬بالسخط»لكثرة ما عانى الناس هنا من‬ ‫االنتحار‪ ،‬مقامرة باحلياة من خالل الهجرة السرية إلى أوروبا‪،‬‬
‫«تلك احلضارة البارعة بإسبانيا… املتسم ُة بروح‬ ‫نشازا هو نظام حكيم وجليل لإلنسان‪:‬‬ ‫وحتديد مشاركته في الشأن العام‪ .‬وكما قلت لك سابقا فإنّ‬ ‫التحرر الوطني‪ ،‬مثل الكشافة التونسية ‪ ،1933‬املصائف‬
‫السخط والهم‪ ،،‬وميكن أن يقول لك للداللة على املعنى نفسه « َق ْد الهم على‬ ‫أو من خالل مواجهة رصاص القناصة وبطش فرق مكافحة‬
‫شديد ِة القرب منّا… واملتح ّدث ُة مبعانينا وبأذواقنا أكثر‬ ‫«تنظم الفقهيات اجلسد في خصائصه العالئقية‬ ‫دولة االستبداد في عهد بن علي‪ ،‬كانت تخاف الشباب‬ ‫واجلوالت ‪ ،1944‬الشبيبة املدرسية ‪،1933‬‬
‫القلب»‪ .‬ويفهم املتلقي لإلجابة املعنى متاما‪ .‬فالهموم املتراكمة واملتراكبة على‬ ‫الشغب‪ .‬ومقامرة باملستقبل من خالل رفض احللول الوسطى‪،‬‬ ‫اليوم‬
‫يست‬ ‫حتّى من روما واليونان… تلك احلضارة التي ِد َ‬ ‫وفي إشباعاتها مليول بيولوجية صرفة – حتت اســم‬ ‫وال تثق به‪ .‬وهي في جملتها قد بقيت رهينة النظرة‬ ‫الشبيبة الدستورية ‪ .1936‬وغيرها من املنظمات‬
‫القلوب قاسم مشترك بني اجلموع العريضة ألبناء هذا الشعب‪.‬‬
‫حس َملِي ٍء بإرادة‬ ‫باألرجل… ال لشيء إال أل َنّها وليد ُة ٍّ‬
‫ومن خالل عدم االقتناع بالوعود مهما كان مأتاها‪ ،‬مع استعداد‬ ‫ال جمال للو�صاية التي أرساها الرئيس األسبق احلبيب بورقيبة‬ ‫التي ساهمت في تكوين أجيال من القياديني‬
‫السلْبِ إلى منطقة‬
‫ولذلك كان اخلير كل اخلير أن يخرج اإلنسان من منطقة َ‬ ‫لالنتحار من أجل حتميل املسؤولية للمتسبب فيه وجترميه‪.‬‬ ‫للشباب‪ ،‬والذي كانت تنبني على املسلّــمات‬ ‫على �شباب‬
‫الصفر «ال طالب وال مطلوب» «الرابح وال مغلوب» ودون طموح أو تطلع‬ ‫وبالشجاعة… لقد لُفظت ألنّها قالت نعم للحياة‪،‬‬
‫حس أضفتها عليها احلياة‬ ‫فضال عما بها من رهافة ّ‬
‫ّ‬ ‫احلياة‬
‫مواعيد ثقاف ّية‬ ‫كما أنّ هذا اجليل‪ ،‬ورغم حرمانه من مقومات هويته العربية‬
‫والوطنيني الذين خدموا البالد ونفعوا العباد‪.‬‬
‫وإذا كان املستعمر الفرنسي قد سعى إلى تون�س �أو التخطيط اآلتية ‪:‬‬
‫لبلوغ ال ُذرى من اإلستمتاع والتن ّعم باحلياة‪ .‬وهكذا تتجلى لنا معاناة الشعب‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬فإنه قد تضايق فعال من مختلف مظاهر وإرهاصات‬
‫املوريسكية… لقد حاربها الصليبيون وقد كان األ ْولى‬ ‫الشباب قاصر وجبت حمايته من تأثيرات‬
‫التونسي في أشد صورها فظاعة وح ّدة وشموال ‪ ...‬لندرك في الوقت نفسه‬ ‫حيتضن املركز الثقايف بئر األحجار الدورة األوىل‬
‫األمنوذج الغربي في الثقافة والسلوك‪ .‬فهذا التسيب املفرط و‬ ‫املعارضني واملناوئني‪.‬‬
‫نيابة عنه‬ ‫مضايقتها والتشديد عليها‪ ،‬فانه مع ذلك قد‬
‫الكم الضخم من املظالم املتنوعة التي تع ّرض لها هذا الشعب طوال عقود بل‬ ‫بهم أن يسجدوا لها في التُّراب… تلك احلضارة التي‬ ‫لتظاهرة سينامئية جديدة حتت عنوان «صوت السينام»‬ ‫سمح لهذه اجلمعيات بالتواجد وباالستقاللية‪.‬‬
‫لو ُقورنت بقرننا السادس عشر‪ ،‬لَبَدَا هذا األخي ُر أما َمها‬ ‫يومي ‪ 6‬و‪ 7‬ماي اجلاري بتنظيم من نادي «فونيكس‬ ‫املقصود‪ ،‬وهذا االنحالل األخالقي الشامل إمنا زاد في نفور‬ ‫كل فئات املجتمع‪ ،‬ومن ضمنهم الشبان‪ ،‬ينبغي‬
‫قرون من الزمان‪ ،،‬وكم هم متوحشون وافظاظ كل أولئك الذين ساهموا في‬ ‫لكن طبائع االستبداد والكليانية التي سيطرت على‬
‫فقيرا ومتخلّفا…»‪.‬‬ ‫التونسية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االجتامعية الرتبو ّية‬
‫ّ‬ ‫تونيزيا» والشبكة‬ ‫الشباب من هذا النماذج‪ ،‬وفي حرصه على العودة إلى املنابع‬ ‫أن يكونوا مع احلزب‪ .‬ال خيار لهم غير ذلك‪.‬‬
‫توليد البؤس وإعادة توليده من مستبدين ومفسدين ومستغلني ومستعمرين‬ ‫توجهات احلزب الدستوري بعد االستقالل‪ ،‬قد دفعت باجتاه‬
‫الدجال‪ ،‬ص ‪( )85‬ترجمة‬ ‫تنظم دار الثقافة بحماّ م األنف الدورة ‪ 25‬ملهرجان‬ ‫األصيلة الصافية والنهل منها واالحتماء بها‪ .‬ومما زاد في متيز‬ ‫الشباب ينبغي أن يهتم فقط بالدراسة‪ ،‬وبتحصيل العلم‪،‬‬
‫ووصوليني وانتهازيني وأذناب وتابعني‪...‬‬ ‫(املصدر‪ :‬نيتشه‪ ،‬املسيح ّ‬ ‫ّ‬ ‫تدجني هذه املنظمات واالستحواذ عليها‪ ،‬حتى ال يبقى في البالد‬
‫عياد للمرسح وذلك يف الفرتة من ‪ 29‬أفريل إىل ‪07‬‬ ‫عيل بن ّ‬ ‫هذا اجليل من الشباب‪ ،‬وثراء مقومات شخصيته‪ ،‬هو ما حصل‬ ‫صوت غير صوت الوالء واالنضواء‪ .‬لذلك فلقد تقرر في مؤمتر وباالختراع من أجل اللحاق باألمم املتقدمة‪.‬‬
‫شخصية)‬
‫فكم يلزمنا من الوقت لنلملم اجلراح‪ ،‬ونعيد األمل والتفاؤل إلى األنفس‪،‬‬ ‫مرسحية لفرق‬
‫ّ‬ ‫عروضا‬ ‫الدورة‬ ‫هذه‬ ‫وتتضمن‬ ‫‪2011‬‬ ‫ماي‬ ‫عليه من خالل برامج التعليم حول ثقافة حقوق اإلنسان‪ ،‬وحول‬
‫لعل الشاعر ال‪ ‬يفقه كالم الفالسفة‪ ...‬علّه يستوعب‬ ‫هذه إذن الدعائم التي بنت عليها دولة بورقيبة سياستها‬ ‫احلزب لسنة ‪ 1964‬أن يتم إدماج كل منظمات الشباب حتت لواء‬
‫ولِتَ ْفتُ َر الثغور عن رائع البسمات‪ ،‬ولتعرف القلوب األفراح‪ ،‬وال تنفك عن‬ ‫حمرتفة من القطاعني اخلاص والعام إىل جانب ندوة‬
‫مبادئ احلريات العامة واملواطنة‪.‬‬
‫كتابة‪ ‬الشعراء‪...‬‬ ‫فكر ّية بعنوان «الثورة من الشارع إىل املرسح»‪.‬‬ ‫االحتاد التونسي ملنظمات الشباب التابع للحزب االشتراكي جتاه الشباب‪ ،‬أما بن علي فال نحمله أكثر من جهده‪ ،‬فهو ليس‬
‫التطلع لألعالي واألقاصي‪.‬‬ ‫الفجر ‪ :‬الثورة مل تنته بعد‪ ،‬وهي ال تزال مهددة داخليا‬
‫ننقل بعض ما د ّون جوته‪«  :‬بحثت في التاريخ‬ ‫حيتضن فضاء كاليغا باملنزه السادس سلسلة من‬ ‫الدستوري‪ .‬وهو ما سمح بالسيطرة كليا على األنشطة قادرا على حتديد مشروع للشباب أو املراهنة عليه أو توظيفه‪.‬‬
‫متى يستعيد هذا الشعب قيمه اإلسالمية األصيلة املؤكدة على أن الدنيا ال‬ ‫الشبابية وذلك بغرض تكوين قيادات فتية للدولة واحلزب‪ ،‬ثم هو صحيح أظهر االهتمام به ولكنه اهتمام رجل األمن اخلائف وخارجيا‪ ..‬فما هي امل�ساهمة املنتظرة من ال�شباب من �أجل‬
‫عن مث ٍل أعلى لهذا اإلنسان‪ ،‬فوجدته في النبي محمد‪..‬‬ ‫املعارض تتواصل إىل غاية شهر جوان ‪ 2011‬ويف قائمة‬
‫بد أن تعاش كمتعة كما جاء في احلديث النبوي « الدنيا متاع» مسلم‪ -‬وعلى‬ ‫الفنية من ‪ 6‬إىل‬
‫الرتبية ّ‬ ‫هذه املعارض نجد معرض أساتذة‬
‫إنّ التشريع في الغرب ناقص بالنسبة إلى التعاليم‬ ‫ّ‬ ‫بغرض استغالل مظاهر هذه األنشطة من أجل تلميع صورة املتوجس‪ ،‬يسعى إلى التحييد والى اإللهاء‪ ،‬ويسعى إلى تشديد درء هذه املخاطر وحتقيق الأهداف التي ح�صلت من �أجلها‬
‫أن الناس سيسألون يوم القيامة عن كل نعمة كان باإلمكان التنعم بها «ثم‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وإننا ‪ -‬أهل أوروبا ‪ -‬بجميع مفاهيمنا لم‬ ‫الرسامة حسنة قرقوري من ‪ 25‬ماي‬ ‫‪ 14‬ماي ومعرض ّ‬ ‫النظام‪ ،‬وإظهار مدى عنايته بالشباب‪ .‬وهكذا‪ ،‬فلقد مت استعمال احلراسة وقطع اإلمدادات عن طريق تغيير برامج التعليم وعبر الثورة ؟‬
‫لتسألن يومئذ عن النعيم» التكاثر ‪ 8-‬وأنهم مطالبون بأن ينأوا بأنفسهم‬ ‫نصل بع ُد إلى ما وصل إليه محمد‪ ،‬وسوف ال يتقدم‬
‫إىل ‪ 1‬جوان ‪.2011‬‬
‫بقوة يف الدورة السادسة من بانوراما‬ ‫لقد حتدثت سابقا عن بعض خصائص هذا اجليل من‬ ‫اجلمعيات الشبابية للتعبئة ولتنشيط االستعراضات وإجناح استبعاد األمنوذج اإلسالمي‪..‬‬
‫عن كل مظاهر الظلم ألنفسهم ولآلخرين والبيئة‪ ،‬وعن الغفلة عن النعم» وإن‬ ‫حترض تونس ّ‬
‫عليه أحد»‪ .‬‬ ‫السينامءات املغاربية الذي انطلق يف ضاحية سن دوين‬ ‫الشباب‪ ،‬الذي بادر بالثورة ومارسها‪ ،‬وقد أكدت أنّه ال مجال‬ ‫وقطع‬ ‫احلذر‬ ‫منطلق‬ ‫ومن‬ ‫السابق‪،‬‬ ‫إنّ النظام البوليسي‬ ‫األنشطة االحتفالية وزيارات املسؤولني‪ .‬وهو ما أدى إلى ظهور‬
‫تعدوا نعمة الله ال حتصوها إن اإلنسان لظلوم كفار» إبراهيم ‪34-‬؟‬ ‫ويخاطب الشاعر جوته أستاذه الروحي الشاعر‬ ‫الفرنسية يوم ‪ 4‬ماي ويتواصل إىل غاية يوم ‪ 8‬ماي‬ ‫لالستهانة به‪ ،‬أو اتهامه بالقصور‬ ‫ممارسات التعبئة واملناورات السياسية‪ ،‬وحتى االستخبارية‪ ،‬أسباب الفتنة‪ ،‬قد اجته نحو تشجيع‬
‫ومتى يدرك الناس أن املشروع اإلسالمي االجتماعي واحلضاري يحمل‬ ‫الكبير حافظ شيزاري‪ ،‬فيقول‪« :‬يا حافظ‪ ،‬إنّ أغانيك‬ ‫فعاليات‬
‫ّ‬ ‫هاما من‬ ‫اجلاري‪ ،‬حيث خصص املنظمون جانبا ّ‬ ‫أو بالسطحية‪ ..‬فال مجال إذن‬ ‫ال�شباب ال ميثل كتلة متجان�سة‬ ‫وذلك على حساب التكوين أو ممارسة األنشطة وحتقيق أهداف الرياضة الفرجوية ممثلة في كرة‬
‫صناعه واألمناء عليه « ولو أن أهل القرى‬ ‫معه اخليرات للناس كافة‪ ،‬وأنهم ُ‬ ‫لتبعث السكون‪ ...‬إنني مهاجر إليك بأجناس البشرية‬ ‫والليبية معتربين‬ ‫التونسية واملرص ّية‬ ‫املهرجان للثورات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ملمارسة الوصاية عليه‪ ،‬وال مجال‬ ‫املنظمات‪ .‬أما من يخرج عن هذا السياق‪ ،‬أ ّما من يحاول تأكيد القدم‪ .‬فجمهور املالعب ال يجد‬
‫آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء واألرض» األعراف ‪96‬؟‬ ‫احملطمة‪ ،‬بهم جمي ًعا أرجوك أن تأخذنا في طريق‬ ‫ّ‬
‫وتبث األمل يف‬ ‫الديمقراطية‬
‫ّ‬ ‫يف‬ ‫ة‬‫هام‬
‫ّ‬ ‫أهنا تعطي دروسا‬ ‫والأحكام التي ن�صدرها ب�ش�أنه‬
‫للتخطيط نيابة عنه‪ ..‬كما أنه ال‬ ‫توجهاته وأهدافه التربوية أو حتقيق استقالليته الفعلية‪ ،‬فانه الوقت لالهتمام بالسياسة‪ .‬وألنه‬
‫وهل ميكن أن جنزم بأننا قد قطعنا نهائيا مع مراحل اإلستحمار الثقافي‪،‬‬ ‫الهجرة إلى املهاجر األعظم محمد بن عبد الله»‪.‬‬ ‫نفوس الشعوب التي تعاين من االستبداد‪.‬‬
‫مجال للحسابات السياسية الضيقة‬
‫االعتبار‬ ‫بعني‬ ‫هذا‬ ‫أخذ‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫إن‬ ‫�‬ ‫ينبغي‬ ‫يحاصر أو يفكك أو يعطل‪ ،‬وهو ما حصل فعليا ملنظمة الكشافة متعصب فقط لفريقه الرياضي‬
‫ومع أوضاع البؤس والغنب‪ ،‬بحيث صرنا نرى في كل من حتدثه نفسه بسلبنا‬ ‫(الديوان الشرق‪ .،‬جوته‪ ،‬ص‪)69‬‬ ‫أو املناورات‪ ،‬ألنّ هذا اجليل ليس‬ ‫التونسية منذ السنوات األولى النقالب ‪ 7‬نوفمبر ‪ ،1987‬حيث ومتحمس له‪ ،‬فإنه ال ميكن أن يشكل‬
‫حقوقنا أو انتهاك أعراضنا‪ ،‬إمنا هو مولّد للجحيم علينا القيام في وجهه‬
‫مت تفريغ املنظمة من قيادييها‪ ،‬وتعويضها بأخرى موالية‪ ،‬أو خطرا على األمن وعلى الدولة مثل الشاب املهتم بالسياسة‪ ..‬سهال أو طيّعا‪ .‬لذلك فإنّ كل سياسة شبابية مقبلة ينبغي أن‬
‫والتصدي له‪ ،‬حاسمني في ضرورة رحيله «ارحل»؟‬
‫هل ستكون احلرية والهناء والسراء وأمثال ذلك من مكونات العالمة‬
‫الت�صوير يف حلب والالذقية وتدمر وتون�س‬ ‫كذلك الشأن بالنسبة إلى شبان املوسيقى العصرية وأصحاب تضع في اعتبارها هذه اخلصائص‪ ،‬كما أنّها ينبغي أن حترص‬ ‫حتى إلى تعطيلها متاما إن تتطلب األمر ذلك‪.‬‬
‫«السراويل الهابطة» واألقراط‪ ،‬ومدمنو االنترنت والفايسبوك على اعتماد املقاربات املناسبة لهذا اجليل‪ ،‬وهي مقاربات‬

‫املاجري يف فيلم جديد بعنوان «توق»‬


‫املسجلة لتونس الغد؟‬ ‫اجلزء الثاين ‪� :‬أداء امل�ؤ�س�سات ال�شبابية ‪..‬‬
‫صحيح أن املؤسسات الشبابية قد مت إحداثها لغرض هم أيضا ال ميثلون خطرا على األمن ألنهم يبحثون عن املواقع تعتمد ثقافة املشروع التشاركي انطالقا من التشخيص‬
‫أليس من حقنا أن نحلم رغم جيوب الردة واملتربصني بنا من الدوائر‬
‫توفير فضاءات نشاط لفائدة منظمات الشباب‪ ،‬لكنها مع ذلك اإلباحية والتحادث إلى األجنبيات‪ .‬فال خطر إذن ميكن أن يهدد وحتليل احلاجات‪ ،‬ووصوال إلى حتليل اخليارات وضبط‬
‫االستعمارية وأذنابها في الداخل؟‬
‫لم تنخرط ضمن هذا السياق‪ ،‬ولم تؤد هذه الوظيفة إال خالل النظام من هؤالء‪..‬تلك كانت حسابات البوليس لك ّن اخلطر جاءه اخلطط العملية ثم تقييمها‪ .‬فالشباب إذا وجد من يصغي إليه‪،‬‬
‫إنه من حقنا ‪ ،‬بل من واجبنا أن نحلم‪ ،،،‬حلما يتزامن مع حتملنا ألمانة‬ ‫العربي أم كلثوم‪ ،‬ومن وجهة‬ ‫أطلق املخرج التونسي شوقي‬
‫السنوات األولى التي تلت إحداث أول دار شباب بضاحية من حيث لم يتوقع‪ ،‬جاءه اخلطر من جمهور املالعب املتعصب وإذا حتقق من صدق النوايا ومن شفافية املعاملة ووضوح‬
‫صناعة هذا الغد‪ ،‬وإجبار العتمة على إخالء املكان لتباشير فجره‪ ،‬ألنه «مع‬ ‫نظره أن كال املسلسلني اشتركا‬ ‫املاجري إشارة البدء بتصوير‬
‫رادس في مارس ‪ .1963‬بل إنّها حاولت تدريجيا أن تخرج على والعنيف والذي خبر مرات ومرات قواعد الصراع والصدام األهداف‪ ،‬فإنه قادر على املشاركة الفاعلة في البناء املشترك‪،‬‬
‫احللم تبدأ املسؤولية» كما يقول الشاعر اإلرلندي ويليام باتلرييتس‪.‬‬ ‫في نقاط كثيرة حيث يصوران‬ ‫املشاهد األولى لعمله اجلديد‬
‫حياة أسطورتني في مجال الغناء‬ ‫«توق» في محافظة حلب السورية‪.‬‬
‫هذا اخلط وذلك خاصة بعد صدور القانون األساسي إلطارات املباشر مع األمن‪ ،‬وجاءه اخلطر من شباب الراب الذي أبدع شريطة أن ال يتم التهاون به أو التنقيص من شأنه و شريطة‬
‫إن طموحاتنا لكبيرة‪ ،‬وكذا ثقتنا في استعادة شعبنا لهويته اإلسالمية‬
‫وهذا ما دفعه إلى قبول التحدي‬ ‫وستتم عمليات التصوير ما‬ ‫الشباب والرياضة سنة ‪ ،1973‬والذي تضمن تنظير إطارات أغاني ثورية تضمنت حتليالت سياسية معقدة‪ .‬وجاء اخلطر إتاحة الفرصة له للمشاركة الفاعلة واملباشرة‪ .‬ولقد رأينا‬
‫بكل مقوالتها املؤسسة لثورة اإلسالم العظيمة املتواصلة‪ .‬ولذلك فإننا ولئن‬
‫ألنه كان مؤمنا أن شخصياته غير‬ ‫بعد حلب في الالذقية وتدمر ثم‬ ‫دور الشباب بسلك التعليم االبتدائي والثانوي‪ .‬فاملنشط له من املتواصلني عبر االنترنت مع شباب أوروبا‪ ،‬ثم جاءت كيف أّن شبانا ُعرفوا سابقا ببطشهم أو انحرافهم‪ ،‬قد أصبحوا‬
‫اكتفينا في مراحل سابقة بالقول مع ناظم حكمت « علينا أن نزحزح ظلمة الليل‬
‫عادية ولذلك قرر أن يقدم أسمهان‬ ‫تونس‪ .‬نص الفيلم مأخوذ عن‬ ‫رتبة معلم‪ ،‬واملربي أستاذ مساعد‪ ،‬إلى أن تطور األمر بداية من الضربة القاضية من الفايسبوك‪ ،‬هذا الذي مت االعتماد عليه حماة حليهم من االعتداءات ومن القناصة خالل األيام األولى‬
‫قليال حتى يدلف إلى أحالمنا القمر» فإننا جنزم في هذه املرحلة املباركة ب «‬
‫بألف وجه منها األميرة والثرية‬ ‫رواية «توق» للشاعر بدر بن عبد‬ ‫لنشر الرداءة والسطحية‪ ،‬فإذا به يظهر لنا شبانا تونسيني التي تلت ‪ 14‬جانفي ‪.2011‬‬ ‫تسعينيات القرن املاضي إلى األستاذية وما فوقها‪.‬‬
‫أنه ليس في احلدود والعراقيل ح ّد واحد‪ ،‬وال عقال واحد‪ ،‬يعجز عن كسره‬
‫واملتشردة والفنانة وصاحبة‬ ‫احملسن‪ ،‬سيناريو وحوار الكاتب‬ ‫وقد ساهم التنظير بالتعليم في ضمان استقاللية قطاع نفتخر بهم وبعمق ونضج ثقافتهم السياسية‪.‬‬
‫العزم « على حد تعبير املسعدي‪ ،‬ونرتل بالفعل الناجز قول الله تعالى « فإن‬
‫الفجر‪ :‬هل �أنتج بن علي جيال من ال�شباب ميكنه اليوم‬
‫مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا» الشرح ‪ 6 - 5‬متحملني ملسؤولياتنا في‬ ‫األدوار السياسية اخلطيرة‪.‬‬
‫كما اهتم املاجري باألعمال‬ ‫وغسان مسعود‪ ،‬ومحمود قابيل‪،‬‬
‫السوري عدنان العودة والعمل من‬
‫إنتاج شركة دانة لإلنتاج الفني‪.‬‬
‫حمطات ت�أ�سي�س ّية‬ ‫دور الشباب عن العمل احلزبي السياسي‪ ،‬إلى حدود ‪1989‬‬
‫حيث كانت دور الشباب تقدم أنشطتها في إطار من احلرية امل�ساهمة يف البناء رغم ما كان يقال عنه من فراغ فكري‬
‫إجبار العسر على اليسر‪ .‬ومدركني أن كل اجناز سوف ُي ّسلمنا إلى مهام‬
‫وأدوار حضارية جديدة على درب الكدح إلى الله «فإذا فرغت فانصب وإلى‬ ‫التاريخية في نفس الفترة مثل‬ ‫وعبد احملسن النمر‪ ،‬ومحمود‬ ‫وتدور أحداث العمل في نهاية‬ ‫الكشافة التونسية ‪1933‬‬ ‫واالستقاللية التامة بل إنها حتولت إلى مصدر إزعاج في بعض وتهمي�ش وبعد عن الأخالق وجهل بال�سيا�سة؟‬
‫مسلسل «أبناء الرشيد» أو‬ ‫سعيد‪ ،‬ونادرة عمران ومنذر‬ ‫القرن الثامن عشر وبداية القرن‬ ‫املصائف واجلوالت ‪1944‬‬ ‫متشابهة‪،‬‬ ‫متجانسة‬ ‫أشير بداية إلى أنّ الشباب ال ميثل كتلة‬ ‫اجلهات‪ ،‬خاصة مع تنامي العداء حلركات املعارضة وللحركة‬
‫ربك فارغب » الشرح‪8 - 7‬‬
‫«أسمهان» وأكد أن املشاهدين‬ ‫رياحنة‪.‬‬ ‫التاسع عشر‪ .‬وقال املاجري إن‬ ‫الشبيبة املدرسية ‪1933‬‬ ‫اإلسالمية بوجه اخلصوص‪ .‬فبدأت احملاصرة والتضييق‪ ،‬ومت لذلك فإن األحكام التي نصدرها بشأنه ينبغي إن تأخذ بعني‬
‫أليس هذا احلديث هو «حديث املستحيل يرغم على اإلمكان» (محمود‬
‫قد نسوا هذه األعمال بعد أن‬ ‫واملاجري مخرج تونسي‪،‬‬ ‫العمل ينتمي إلى الواقعية السحرية‬ ‫عزل العديد من املديرين أو تهديدهم‪ ،‬كما تراجع الدعم املالي االعتبار هذا التباين وهذا التفاوت‪ .‬ولكن‪ ،‬وعموما فإنه ميكن‬
‫املسعدي‪ :‬مولد النسيان) ؟‬ ‫الشبيبة الدستورية ‪1936‬‬
‫ّ‬ ‫هجمت األعمال «املودرن» وكادت‬ ‫مقيم بسوريا‪ ،‬عرف بقدرته على‬ ‫من خالل عوالم تتداخل فيها أجواء‬ ‫أو تعقد‪ .‬ومت التشجيع على األنشطة «اجلذابة» وهي أنشطة التأكيد أنّ هذا اجليل من الشباب قد كان بالفعل مفاجأة سارة‬
‫ألسنا إزاء مرحلة مفصلية تقطع مع الضعف‪ ،‬وتولد فينا القوة التي أشار‬ ‫إحداث أول دار شباب بضاحية رادس يف مارس ‪1963‬‬
‫األعمال التاريخية أن تنقرض‪،‬‬ ‫إخراج األعمال التاريخية والسيرة‬ ‫اخلرافة مع الواقعية التاريخية‪.‬‬ ‫ترويحية خالية من كل محتوى ثقافي وطني أو قيمي‪ .‬لكن ذلك للجميع‪ ،‬باستثناء طبعا بن علي رجل األمن املتوجس‪ .‬لكن هذا‬
‫إليها محمد إقبال بقوله ‪ »:‬املؤمن الضعيف يتذرع بالقضاء والقدر‪ ،‬واملؤمن‬ ‫الذاتية‪ ،‬ومن أهم أعماله مسلسل‬ ‫يشارك في «توق» مجموعة‬
‫صدور القانون األسايس إلطارات الشباب والرياضة‬
‫هذا من ناحية ومن ناحية أخرى‬ ‫لم مينع من تواصل احلس التربوي لدى اإلطارات امليدانية‪ ،‬اجليل ليس من «إنتاج بن علي»‪ ،‬فهو جيل العشرية األولى‬
‫القوي هو قضاء الله وقدره الذي ال ُيرد»؟ (أبو احلسن الندوى ‪ :‬روائع‬ ‫حبه الشديد لهذه األعمال وإميانه‬ ‫أسمهان‪ ،‬والذي قال عنه إنه‬ ‫كبيرة من املمثلني العرب من أهمهم‬ ‫سنة ‪1973‬‬
‫إقبال)‬ ‫حيث قاوموا على سبيل املثال دعوة كاتب الدولة كمال احلاج من القرن الواحد والعشرين‪ ،‬جيل االنترنت والفضائيات‪،‬‬
‫بأهميتها لألجيال املقبلة‪.‬‬ ‫تالفى أخطاء مسلسل سيدة الغناء‬ ‫سالفة معمار‪ ،‬وقصي خولي‪،‬‬
‫‪17‬‬ ‫دولية‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪16‬‬ ‫دولية‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬

‫مراد العبيدي‬ ‫وقضى بن الدن يف «أبتباد»‬ ‫ماذا بقي من القاعدة بعد الثورات ؟‬ ‫غــزوة بــن الدن‪..‬‬
‫من قال �إ ّنه مل ميت يف ‪ 17‬دي�سمرب‬ ‫ت�صريح �صحفي لرا�شد الغنو�شي رئي�س حركة النه�ضة‬
‫فج ّرت كوارث على أفغانستان وعلى‬ ‫نحن املسلمني مأمورون بالترحم‬
‫�أم نقلة العن�صرالب�شري ؟‬
‫ومالذا نفسيا للشباب الغاضب ومتى وجد هذا‬ ‫ك ّون بها جيشا من احلشاشني واتخذهم جنودا‬ ‫السعودية طلبته فخير االلتحاق بأفغانستان‬ ‫كان مستحيال أن أجد أرضية توافق في كل‬ ‫اجلزائر والعراق وعلى ك ّل مكان‪.‬‬ ‫على موتانا ونسأل الله أن يرحم كل‬
‫األخير ضالته لم يأخذ طريقا آخر إلى وجهة‬ ‫بإسم الطائفة االسماعيلية ضد األيوبيني‬ ‫ليعلن احلرب على «اليهود والصليبيني»‪،‬‬ ‫نقاش يجمعني بأحد املنوبني من شباب السلفيّة‬ ‫وقد جاءت الثورات لتقدم اجلواب‬ ‫موتى املسلمني والشيخ بن الدن‪ .‬هذا‬ ‫عبد العزيز التميمي‬
‫غير معلومة‪.‬‬ ‫وق ّواهم حتى أصبح يخشاهم كل حكام‬ ‫وكبرت كرة الثلج حتى وصلت أكبر أحجامها‬ ‫اجلهادية الذين تصديت بالدفاع عنهم أمام‬ ‫الصحيح عن مشكل صحيح ولذلك‪،‬‬ ‫من الناحية الدينية‪ ،‬أ ّما من الناحية‬
‫ربمّ ا لم يسعد بن الدن عندما انتصر الشعب‬ ‫الشرق‪ ،‬ورمبا خشي السلطان صالح الدين‬ ‫في ‪ 11‬سبتمبر ‪ 2001‬لينقسم العالم إلى‬ ‫القضاء طوال السنوات الفارطة بتهمة اإلرهاب‬ ‫سواء مات بن الدن أو لم ميت أو غيره‪،‬‬ ‫السياسية فاحلديث عن بن الدن هو‬
‫في تونس وفي مصر ألنه كان يعرف أن موردا‬ ‫األيوبي محاربة رشيد الدين بن سنّان لعدم‬ ‫فسطاطني‪ ،‬العالم ضد اإلرهاب والقاعدة‬ ‫لكنهم كانوا ينتزعون إعجابي الذي ال أخفيه‬ ‫ذكروا هّأنم تسللوا ذات مساء إىل خمبئه يف احلدود الباكستانية األفغانية‪ ،‬كومندوس استخباري من‬
‫في احلقيقة فإنّ هذه الثورات أنهت‬ ‫حديث عن منهاج القاعدة‪ .‬هذا املنهاج ال‬
‫قا ّرا ً من مريديه يأتي من هناك من الغاضبني‬ ‫ضمان عاقبة عدائه‪ ،‬وكان ُيذكر لرشيد الدين‬ ‫ضد العالم‪ ،‬وبني هذا وذاك كنا نحن املسلمني‬ ‫بشجاعة ق ّل نظيرها وتصل إلى حد التهور أمام‬ ‫القاعدة‪ .‬تبقى بعد ذلك أبدان تعيش‬ ‫يجد سندا حقيقيا في اجلهاد اإلسالمي‪،‬‬ ‫اجليش األمريكي مدجج بالسالح وبوسائط لوجستية اتصالية نفذ العملية بمساعدة عمالء باكستانيني‪.‬‬
‫املغلوبني على أمرهم في أنظمة االستبداد‪ ،‬ولم‬ ‫تقواه وورعه حتى أنه قتل ولديه بإقامة حد‬ ‫مطالبني بتقدمي حججنا في كل ضربة توجهها‬ ‫القضاة في زمن اتسعت فيه مساحة اجلنب‪،‬‬ ‫أو متوت‪ .‬لك ّن القاعدة قد انتهت قبل‬ ‫هو استخدام سيء غير مشروع ملفهوم‬ ‫وانتهى اهلجوم املباغت بمواجهة وتبادل إلطالق النار وسقط بن الدن جثة هامدة بعد أكثر من‬
‫نفرح بدورنا مبوته ألننا نعرف أن املعركة التي‬ ‫الزنا عليهما ولم يبق له من ولد من بعدهما رغم‬ ‫القاعدة للغرب‪ ،‬بأن الدين اإلسالمي ال ينص‬ ‫وكذا كان موقفي من الشيخ أسامة بن الدن‪.‬‬ ‫عرش سنوات من املطاردة‪ .‬من قندهار ووادي بنشري وجبال طورا بورا إىل ذلك املخبأ الرابض قبالة‬
‫أن ميوت بن الدن من خالل الثورة‬ ‫إسالمي صحيح هو مفهوم اجلهاد‪.‬‬
‫يخوضها العالم ضد االرهاب أكبر من موت‬ ‫فالرجل ترك دونه ثالث مائة مليون دوالر‬
‫التونسية املباركة وما تالها من ثورات‬ ‫سيء‬
‫و«القاعدة» باجلملة هي جواب ّ‬ ‫ثكنة عسكرية باكستانية‪ ..‬كبار املسؤولني األمريكيني كانوا يتابعون تفاصيل العملية من وراء كواليس‬
‫زعيم القاعدة التي أحست باليتم عندما ُقتل‬ ‫قد يكون بن الدن ق�ضى بعد م�سرية ملأ بها الدنيا و�شغل فيها النا�س‬ ‫ورثها عن والده وخلّف وراء ظهره حياة الرخاء‬
‫فقد فتحت أمام املسلمني الطريق أمام‬ ‫وخاطئ عن مشكل صحيح‪ ،‬فاملشكل‬ ‫لوجستية عمالقة غطت الكوكب األريض األزرق الربيء‪.‬‬
‫زعيمها األول الشيخ عبد الله العزام ثم كان ما‬ ‫والترف والقصور الباذخة والسيارات الفارهة‬
‫لكنه ترك خوف ًا ي�سكن النفو�س العربية �إزاء القادم‪ ،‬هل هو لنا �أم علينا‬ ‫العصر‪ ..‬أمام تقدمي صورة جميلة‬ ‫الصحيح هو أنّ النظام العربي كان‬
‫كان من بعده على يد خليفته‪ ،‬فالقاعدة ليست‬ ‫واألس ّرة املفعمة بالنعيم‪ ،‬ترك كل ذلك وقصد‬
‫تنظيما هرميا بل هي متاما شبكة بعدة نقاط‬ ‫جبال الشمال وشظف العيش وحياة املالحقة‬ ‫لإلسالم على أنّه ليس ثورة نخبة نيابة‬ ‫وال يزال يعيش في أزمة حا ّدة فشلت‬ ‫وفي حلظة اختراق الرصاص جلسده الشعوب ألي سبب من األسباب املتعلقة‬
‫تتواصل بإعالن الوالء والب َراء لزعيمها وهي‬ ‫أنه يدرك أنه مستهدف حتى من القريبني منه‬ ‫على مثل هذه الوقائع ويح ّرمها‪ ،‬وكان الغرب‬ ‫وكان طوال أكثر من عشرين عاما بني حركتني‪:‬‬ ‫وإنا هو عمل شعب بك ّل‬ ‫عن الشعب مّ‬ ‫في معاجلتها كل الوسائل اإلصالحية‬ ‫انتشر اخلبر في جميع أنحاء العالم حتى قبل بالدين واجلنس والقومية واإلثنيات‪.‬‬
‫منتشرة في كل العالم ويتخذها الكل فزاعة‬ ‫وهو ما كان بعد قوة ومناعة دامت سبعة عشر‬ ‫الذي لم يقدر على بن الدن وأتباعه يجد احلل‬ ‫حركة في اجتاه املوت وحركة للهروب منه‪،‬‬ ‫فئاته‪ ،‬الصغير والكبير والرجل واملرأة‪،‬‬ ‫فلم تُعرف انتخابات نزيهة وال تعددية‬ ‫ال�سينمائيون ومراكز القرار‬ ‫أن يرتطم جسده باألرض‪..‬‬
‫إلخماد ثوراته أو إلعالن حالة االستنفار في‬ ‫عاما في قلعة آملوت جنوب األردن‪.‬‬ ‫في محاصرتنا نحن املنادين بتكامل احلضارات‬ ‫ويكفي شهادة عبد الباري عطوان لنب الدن‬ ‫هذا املنهاج الذي أطاح في أربعة أسابيع‬ ‫حقيقيـة فكان جواب بن الدن والقاعدة‬ ‫يدينون املحافظني اجلدد‬ ‫وفي رواية أخرى والعهدة على الرواة أنّ‬
‫بلده أو التمديد لسنوات حكمه‪.‬‬ ‫وال مزايدة بالقول إن أول ما تناهى لي خبر‬ ‫وعدم تصارعها على البقاء في سلم احلضارة‪،‬‬ ‫بأن للرجل مناقب الصاحلني وأخالق الصوفية‬ ‫بدكتاتور في تونس وأعاد السيادة‬ ‫أنّ العنف الشعبي والعنف األعمى هو‬ ‫وليس من باب الصدفة أن ينتج كوستا‬ ‫اإلجهاز على الصيد الثمني حصل قبل التاريخ‬
‫قد يكون بن الدن قضى بعد مسيرة مأل‬ ‫مقتل بن الدن فجر ‪ 2‬ماي ‪ ،2011‬أخذتني‬ ‫ومهما كان فعلنا ومقالتنا كان مثلُنَا مثَ َل تركيا‬ ‫وكرم األجاويد‪.‬‬ ‫للشعب وفي مصر خالل ثالثة أسابيع‬ ‫الذي ينفع‪ .‬وكانت النتيجة كارثية‪،‬‬ ‫املعلن بأسبوع‪ .‬حتى يتأكد خبراء التشريح غافراس فيلما أمريكيا بعنوان (خيانة)‪ ،‬سلط‬
‫بها الدنيا وشغل فيها الناس‪ ،‬لكنه ترك خوفا ً‬ ‫حميّة العربي جتاه ظلم االستعمار لكن سرعان‬ ‫في سعيها لاللتحاق باالحتاد األروبي‪ ،‬كل‬ ‫دفعه النظام الرسمي العربي في حرب ضد‬ ‫أطاح بالفرعون وأعاد السلطة للشعب‬ ‫أُحت ّل أكثر من بلد إسالمي‪ ،‬هذه كانت‬ ‫البيولوجي من تطابق حتليل اخلاليا اجلذعية فيه الضوء على مؤشرات تفيد بأن أحداث‬
‫يسكن النفوس العربية إزاء القادم‪ ،‬هل هو لنا‬ ‫ما أجبت بأن بن الدن قتلته ثورة تونس‬ ‫مرة هي في شأن واستجابة ملطلب معني‪ ،‬وما‬ ‫االحتاد السوفياتي بتوجيهات أمريكية عندما‬ ‫والبقيّة تأتي في الطريق‪ .‬فماذا بقي من‬ ‫ذريعة الحتالل أكثر من بلد كان ذريعة‬ ‫‪ 11‬سبتمبر وقعت بـتدبير من قوى داخلية‬ ‫مع الهوية البيولوجية ألسامة بن الدن‪.‬‬
‫أم علينا‪ ،‬بعدما سمعنا العالم يحذر من عمليات‬ ‫والشعوب العربيّة وليس أمريكا‪ ،‬مات يوم‬ ‫إن توفر الشرط حتى يشهر االحتاد في وجهها‬ ‫كانت مصلحة أمريكا تقتضي التخلص من‬ ‫القاعدة‪ ،‬سواء مات بن الدن أو لم ميت‪،‬‬ ‫لربط اإلسالم باإلرهاب وتشويهه‬ ‫أمريكية‪.‬‬ ‫�صراع كارثي‬
‫مضادة تأخذ بثأر الشيخ القحطاني أصيل‬ ‫خرج الشعب التونسي في ‪ 17‬ديسمبر ‪2010‬‬ ‫شرطا آخر ولم تحُ َظ إلى اآلن بقبول عضويتها‪.‬‬ ‫العدو الشيوعي حتى إذا اندحر السوفيات عاد‬ ‫رحمه الله ورحم موتى املسلمني‪.‬‬ ‫وأصبح ك ّل مسلم هو مشروع إرهاب‪،‬‬ ‫‪ ‬وقبل أحداث احلادي عشر من سبتمبر‬ ‫بوفاة بن الدن أسدل الستار على فصل‬
‫اليمن والسعودي اجلنسية الذي ضاقت في‬ ‫في ثورة دوخت العالم وأغاضت األشقاء الذين‬ ‫وفي معرض املقارنة بني بن الدن‬ ‫إلى مهده بالسعودية لتضيق به خريطتها أمام‬ ‫من صراع كارثي بني أصوليني سلفيني رأوا بسنتني ( ‪ : )1999‬أنتج فيلم أمريكي بعنوان‬
‫وجهه األرض مبا رحبت لتضمن له قبرا فدفن‬ ‫جتهزوا ملواعيدهم في أعقاب ثورتنا‪ ،‬ولم يعد‬ ‫وشخصيات من التاريخ لم أجد أشبه به من‬ ‫تدخالته السياسية‪ ،‬فقصد السودان ولقي نفس‬ ‫في أنفسهم قادة ومخلصني يحيون فريضة (صائد العاصفة) قصته تفيد بأنّ مجموعة‬
‫في قاع احمليط‪.‬‬ ‫لنب الدن أي دور‪ ،‬فقد كان على الدوام تعويضا‬ ‫رشيد الدين بن سنّان زعيم قلعة آملوت التي‬ ‫املصير‪ ،‬رغم أن معركته كانت التنمية‪ ،‬ولكن‬ ‫األمريكية في وقائع الفيلم إجراءات فدرالية‬ ‫للجهاد طاملا جتاهلها املسلمون‪ ،‬كما رأوا أنهم من القوات اخلاصة في اجليش االمريكي‪ ،‬ذروتها حني تسير األحداث في قصة الفيلم‬
‫سريعة وواسعة النطاق‪ .‬ومتثلت في (تقييد‬ ‫يعيدون عقارب «الزمن الفاسد» إلى «نصاعة» بقيادة جنرال طيار معروف‪ ،‬قامت باختطاف إلى أن املخططني للعمل اإلرهابي ‪ ‬وبعد أن‬

‫ذكرى جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬يف اجلزائر يوم عاملي للحرية ؟‬


‫احلريات) في الواليات املتحدة مبوجب‬ ‫العصر الذهبي لإلسالم األول إسالم الصحابة طائرة عسكرية‪ .‬وتبلغ احلبكة السينمائية جرى تنفيذ اخلطة اجلرمية اتخذت اإلدارة‬
‫ع‪ .‬ت‬ ‫قوانني استثنائية‪.‬‬ ‫والتابعني‪ .‬وبقدر ما كانت إحاطتهم حادة‬
‫‪ ‬وبعد ‪ 11‬سبتمبر اتهم الكولونيل ستيف‬ ‫بتقنيات حرب العصابات اخلاطفة‪ ،‬غابت عنهم‬
‫بتلر الرئيس األمريكي جورج بوش بكونه‬ ‫تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم املتصلة‬
‫من ‪ 45‬ألف وطني مكافح‪ ،‬جندلهم رصاص االحتالل في‬ ‫جويلية ‪ 1940‬لتنتهي في سبتمبر من سنة ‪1944‬م‪ .‬امتألت‬ ‫لئن اتفق العالم على تخصيص األول من ماي من كل‬ ‫عرف بالهجمات الوشيكة على أمريكا ولكنه‬ ‫بالوعي بالزمان واملكان وهي ما يترتب‬
‫شوارع سطيف وأفران اجلير بهليوبوليس‪ ،‬وقاملة وخراطة‬ ‫الساحات العامة في اجلزائر باجلماهير الشعبية في مسيرات‬ ‫عام ليصبح موعدا لالحتفال بحلول الذكرى العاملية لألحداث‬ ‫عنها الوعي باملشروعية اإلبستمولوجية‬
‫لم يفعل شيئا لتحذير الشعب ألنّه كان يحتاج‬
‫وقسنطينة‪ ،‬وانتهكت قرى عديدة في شرق البالد وغربها‬ ‫سلمية حولتها فرنسا جرمية نكراء في حق النساء والرجال‬ ‫املتصلة بقضية هامياركت عام ‪ .1886‬فإن يوم ‪ 8‬ماي‬
‫إلى هذه الكارثة واستثمارها‪ ،‬حتى يسند‬ ‫لسوسيولوجيا اإلسالم والوعي بسنن‬
‫وشمالها وجنوبها‪.‬‬ ‫واألطفال العزل حيث قوبلت املظاهرات السلمية بالرصاص‬ ‫يذ ّكر باملجزرة التي ارتكبها االستعمار الفرنسي باجلزائر‬
‫رئاسته املهزوزة‪ .‬وقد عزل الضابط األمريكي‬ ‫التطور الذي يجري على املجتمعات وحركة‬
‫ولكن تلك املجزرة التي فضحت آنئذ فاشية املستعمر‬ ‫احلي للجيش واجلندرمة الفرنسية في صدور األبرياء‬ ‫سنة ‪ 1945‬وأصبحت منطلقا ملحميا لتأسيس ثورة التحرير‬
‫كولونيل ستيف بتلر من منصبه وأُعفي من‬ ‫التاريخ والوعي بجدلية العقل والفكر العلمي‬
‫مثلت بداية النهاية لسقوطه وانسحابه من اجلزائر‬ ‫اجلزائرية‪.‬‬
‫اخلدمة العسكرية بسبب ذلك ‪.‬‬ ‫والديناميات التي تصنع األفق اإلنساني‬
‫املجاهدة وبات االستقالل اجلزائري أفقا تراه العني‪.‬‬ ‫ولو مت رصد جميع األحداث الكبرى التي حصلت في‬
‫فقد كان انتصار احللفاء يعني خروج فرنسا من‬ ‫شهر ماي ألصبح دهرا لذاكرة الشعوب وخبــراتها‪.‬‬ ‫‪ ‬وبعد ‪ 11‬سبتمبر أيضا‪ ،‬ألف الكاتب‬ ‫والكوني اجلامع واملوحد للحضارة اإلنسانية‪.‬‬
‫األرض اجلزائرية بعد احتالل دام أكثر من قرن‪ .‬وقد‬ ‫فمن يوم العمال العاملي إلى ذكرى سنوات اجلمر حلرب‬ ‫الفرنسي تيري ميسان كتابا بعنوان (‪11‬‬ ‫نهاية التاريخ وصدام احلضارات‬
‫تتالت أجيال املقاومني من األمير عبد القادر اجلزائري‬ ‫التحرير اجلزائرية‪ ،‬بعبارة املنتج واملخرج السينمائي‬ ‫سبتمبر‪ :‬اخلديعة املرعبة)‪ .‬وقال ميسان في‬ ‫لقد كانت حلقة حتكم اإلمبرياليني في‬
‫إلى جمعية العلماء إلى بوعمامة إلى حزب الشعب‬ ‫اجلزائري املعروف محمد خلضر حامينا‪ .‬وحرب‬ ‫مقدمة كتابه «سنبرهن لكم في هذا الكتاب‬ ‫العالم على وشك االكتمال حني احتفلوا طويال‬
‫ومصالي احلاج‪ ،‬إلى جبهة التحرير الوطني وأحمد‬ ‫التحرير اجلزائرية ما هي إال فصل من فصول حركة‬ ‫أنّ الرواية الرسمية األمريكية عن أحداث‬ ‫بانتصارهم النهائي في احلرب الباردة‪ ،‬وكتب‬
‫بن بال ورفاقه‪.‬‬ ‫التحرير العربية واملغاربية التي متثل العمق االجتماعي‬ ‫‪ 11‬سبتمبر ما هي إال عبارة عن (مونتاج)‬ ‫فرانسيس فوكوياما عن نهاية التاريخ‪ ،‬حيث‬
‫كم كان املستعمرون واهمني حني اعتقدوا أنهم‬ ‫الثقافي والسياسي للمصير العربي واملغاربي الوحدوي‬ ‫سينمائي ال أكثر وال أقل»‪.‬‬ ‫لم يعد التاريخ عنده سوى حلقات متكررة‬
‫بوحشيتهم سيتمكنون من إجهاض احلرية ولو‬ ‫املشترك‪.‬‬ ‫م�ؤ�شرات دالة‬ ‫تستكمل العصر النيوليبرالي للمحافظني‬
‫إلى حني· إال أن مجازر ‪ 8‬ماي كانت املقدمة امليدانية‬ ‫ففي الثامن من ماي من سنة ‪ 1945‬اقترف‬ ‫‪  ‬وهكذا تكون العديد من املؤشرات دالة‬ ‫اجلدد‪ .‬وكتب صمويل هنتنجتون عن صدام‬
‫والروحية للثورة التحريرية التي فجرها الشعب‬ ‫االستعمار الفرنسي جرميته النكراء في حق جزائريني‬ ‫على أن أحداث ‪ 11‬سبتمبر شكلت تقاطعا بني‬ ‫احلضارات‪ ،‬محذرا من العاملني اإلسالمي‬
‫اجلزائري في فاحت نوفمبر من سنة ‪ .1954‬وكانت‬ ‫لم يكن يحسبهم من اآلدميني‪ .‬جرمية تعالت أصوات‬ ‫تصميم تنظيم بن الدن على غزوة نيويورك‬ ‫والصـــيني‪ .‬فبدأ عصر العنجهية الشمولية‬
‫الثورة التي حررت اجلزائريني وسجلت تاريخا من‬ ‫ضحاياها شاهدة في التاريخ على ما اقترفه السادة‬ ‫كما سماها‪ ،‬وبني خطة احملافظني اجلدد‬ ‫لالمبريالية‪ ..‬واتهمت العديد من األوساط‬
‫البطوالت التي الزال يراكمها العرب واملغاربيون‬ ‫املتحضرون باسم املدنية من مجزرة سجلت كجرمية‬ ‫واالستخبارات األمريكية في إيجاد املبرر‬ ‫األمريكية السياسية والفنية ومراكز التحليل‬
‫عساها تفتح على أفق لوحدتهم الوطنية الشعبية‬ ‫ضد اإلنسانية‪ ،‬وسماها العديد من املؤرخني هولوكستا‬ ‫املادي للتوسع اإلمبريالي دون قيود من‬ ‫اإلستراتيجي إدارة الرئيس جورج وولكر‬
‫والدميقراطية مبرجعياتها اإلسالمية ومساراتها‬ ‫فرنسيا‪.‬‬ ‫الكوجنرس أو املنتظم الدولي ‪.‬‬ ‫بوش بتدبير أحداث ‪ 11‬سبتمبر التي توفي‬
‫في استراتيجيات التنمية‪ .‬ولئن كانت انتصارات‬ ‫كانت اللحظة فاصلة‪ ،‬حني وضعت احلرب العاملية‬ ‫دفع بن الدن الصدام إلى أقصاه ودفعت‬ ‫فيها ضحايا أبرياء كثيرون بهدف إيجاد املبرر‬
‫جويلية ‪ 2006‬في لبنان على العدوان الصهيوني‬ ‫ا�ست�شهاد �أكرث من ‪� 45‬ألف‬ ‫الثانية أوزارها‪ ،‬وهزم احملور النازي والفاشي‬ ‫الواليات املتحدة الصدام إلى أقصاه ولكن‬ ‫األمني والعسكري لتدشني عصر امبريالي‬
‫الغاشم‪ ،‬والصمود البطولي في غزة في جانفي‬ ‫وطني مكافح جندلهم ر�صا�ص ال�سادة‬ ‫أمام احللفاء االستعماريني‪ .‬جتمعت جماهير الشعب‬ ‫النتيجة كانت قهرا للشعوب وليس مزيدا من‬ ‫استعماري توسعي مباشر دون قيود من‬
‫‪ 2009‬أمام الرصاص املصبوب الفاشي احلاقد‬ ‫اجلزائري أطفاال ورجاال ونساء بالساحات العامة‬
‫على النساء واألطفال واألبرياء العزل‪ ،‬وأمام تخاذل‬
‫املتح�رضون با�سم املدنية‬ ‫لالحتفال بهزمية النازيني أمام احللفاء وانتهاء احلرب‬
‫احلداثة أو توسعا لقيم اإلسالم‪.‬‬ ‫القانون أو حقوق اإلنسان‪ .‬فاحتلت الواليات‬
‫فهل تكون البشرية اليوم مقدمة على أفق‬ ‫املتحدة العراق وأفغانستان وجتاهلت مجازر‬
‫النظام الرسمي العربي‪ .‬فليكن يوم ‪ 14‬جانفي ‪2011‬‬ ‫باعتبارها مقدمة لتحررهم من املستعمر الفرنسي بعد‬ ‫جديد للشعوب يتفاعل فيه اجلدل احلضاري‬ ‫العدو الصهيوني في فلسطني ولبنان‪ ،‬ومن‬
‫التونسي يوما سنويا عربيا وعامليا للثورة‪ ..‬ويوم ‪ 8‬ماي‬ ‫أن ذاقت فرنسا ويالت احلرب واالستعمار النازي على الذين تطلعوا طويال على امتداد أكثر من قرن إلى االنعتاق‬ ‫لسوسيولوجيا اإلسالم مع األفق النقدي‬ ‫ثم أسقطت أهم مبدأ بشرت به حداثة امليثاق‬
‫‪ 1945‬اجلزائري يوما عربيا وعامليا للحرية‪.‬‬ ‫يد حكومة (فيشي ) التي أعلنها املاريشال فيليب بيتان في واحلرية فكان جزاؤهم لئيما وأليما‪ ،‬متثل في استشهاد أكثر‬ ‫للعقل احلداثي مبا يعيد للشعوب سلطتهم‬ ‫العاملي حلقوق اإلنسان ( كل احلقوق‪ ...‬لكل‬
‫ولإلنسانية إنسانيتها ؟‬ ‫الناس ) دون تفريق أو متييز عنصري بني‬
‫‪19‬‬ ‫رأي‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪18‬‬ ‫رأي‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬

‫‪ ‬يسري السـاحلي‬ ‫الأبناء يلتهمون ثورتهم‬ ‫رضا المشرقي* ‪ /‬إيطاليا‬


‫ف�صــل الديــن عـن الدولــة‬
‫‪4‬‬ ‫أركان‬ ‫واألخيرة فرأينا شبابا رافعا لواء‪ ‬احملافظة على الهو ّية‬ ‫يبدو أن الثورة التونسية اختارت أن تكون‬
‫العربيّة اإلسالمية لتونس ويقابل هؤالء شباب‬ ‫متميّزة في كل شيء‪ ..‬فريدة هي في بدايتها وفريدة‬ ‫مدرسة أو غرفة في مستشفى من صليب معلق على احلائط‬ ‫وازع فرأينا األئمة في املساجد تدعو حلامي احلمى والدين كما‬ ‫هل ميكن أن نفصل الدين عن الدولة؟ هل ميكن أن نؤسس‬

‫العروبـــة‬
‫حريصني على علمانية الدولة وكأن تونس مه ّددة‬ ‫هي في أحداثها وفريدة هي في نهايتها‪ .‬تركت الثورة‬ ‫وقد اعتبرته احدى احملاكم اإليطالية رمز هوية البلد ووحدتها‬ ‫رأينا الفتاوي التي حتث على طاعة أولي األمر وحرمة اخلروج‬ ‫لدميقراطية بعيدا عن الدين؟ هل ميكن أن نقنع الشعب التونسي‬
‫بغزو صليبي أو كأنّ وجود اإلسالم في حياتنا يجعلنا‬ ‫التونسية خلفها كل الثورات الكالسيكية األخرى‬ ‫مخالفة بذلك دستور البالد الذي ينص على علمانية الدولة‪.‬‬ ‫عنهم!‬ ‫أو املصري أو أي شعب مسلم بأنّ اإلسالم مسألة شخصية‬
‫بالضرورة مي ّممني وجوهنا قبل أفغانستان‪ ..‬إن هذا‬ ‫وابتدعت أساليب جديدة‪  ‬وأصابت سهامها هدفا‬ ‫وفي الدولة اإليطالية الالئكية تدرس املسيحية في املدارس‬ ‫وقبل أن نناقش هذا اخليار أو ذاك البد أن نشير الى‬ ‫وال تتدخل في السياسة؟ هل طرح عالقة الدين بالدولة جدل‬
‫د‪ .‬عبد المجيد النجار‬ ‫اجلدل البيزنطي الذي تختلط فيه املفاهيم أكثر من‬ ‫وأخطأت أهدافا‪ ...‬سنذكر من بعض «طرائف» ‪ ‬هذه‬ ‫ضمن املناهج املقررة كما أن قداس األحد يبث كل أحد على‬ ‫جتارب الغرب وخاصة أوروبا في مسألة الدين ولع ّل التجربة‬ ‫جاءت به الثورة سواء في تونس أو مصر وستكون آخر بلدان‬
‫اختالط احلابل بالنابل ألهب شارع احلبيب بورقيبة‬ ‫الثورة أنه بعد أن قطع رأس االستبداد أينعت رؤوس‬ ‫الهواء مباشرة على القناة األولى الرسمية التي يدفع أداءاتها‬ ‫اإليطالية خير مقام نستحضره في ذلك بحكم معايشتي لها‬ ‫يطرح فيها املوضوع أم أننا سنرى هذا اجلدال واحلراك مجددا‬
‫ليست عنصرية عرقية‪ ،‬ولكنها ثقافة ولغة وانتماء أل ّمة في تاريخها ونصرة‬ ‫باملظاهرات دون أن يضيف للثورة أي شيء ذي بال‬ ‫الفساد األخرى ولكن يبدو أنه لم يحن وقت قطافها‪...‬‬
‫لها في حاضرها‪ ،‬وهي أحد األركان األساسية لهوية الشعب التونسي‪ .‬جتاهلها‬ ‫املواطن املسيحي والشيوعي واملسلم واليهودي ولم يحتج أحد‬ ‫ولقربها من محيطنا إضافة إلى وجود الفاتكان بها‪.‬‬ ‫في سوريا واليمن وغيرها عندما تضع املظاهرات أوزارها؟‬
‫وقسمها‪.‬‬
‫هذا إن لم يكن أضعفها ّ‬ ‫وبعد أن ح ّل «التجمع» جت ّمع أنصاره في أحزاب أخرى‬ ‫على ذلك بل إنّ برامج املسيحية الكاثوليكية في جميع القنوات‬ ‫فالبرغم من أن الدستور اإليطالي ال يتحدث عن عالقة‬ ‫ّإن من يرى أن عالقة الدين بالدولة هي عالقة تواصل‪،‬و‬
‫النظام السابق منذ االستقالل‪ ،‬إذ ولّى وجهه ِقبل الغرب وأشاح عن العرب‪ ،‬وأح ّل‬ ‫جاءت بعد ذلك «احلرب الباردة» بني شباب‬ ‫وأنه بعد مضي ‪ 4‬أشهر على الثورة نحن إلى اآلن ال‬
‫اللغة العربية في التعليم واإلدارة احمل ّل األدنى‪ ،‬واحلال أن العروبة جتري في‬ ‫التلفزيونية بائنة للعيان‪.‬‬ ‫الدولة باملسيحية والكاثوليكية بصفة أخص إال في البند‬ ‫خاصة اإلسالميني‪ ،‬ينطلقون من أنّ الشعب أغلبه مسلم‬
‫القصبة وشباب القبة وانتهى األمر إلى أن من هو في‬ ‫نعرف أسماء الشهداء وال حتى عددهم بالضبط فما‬ ‫وقد أ ّدى هذا احلرص على الهوية املسيحية الكاثوليكية‬ ‫السابع والذي حدد هذه العالقة باتفاق ثنائي بينهما‪ .‬ولكن‬ ‫وبالتالي البد من احلفاظ على هويته ولو مبجرد اإلشارة‬
‫نفوس التونسيني مجرى الدماء في العروق كما يشهد بذلك تواتر األحداث قدميها‬ ‫القصبة فهو ضد القبة أو العكس‪ ..‬تسمع هنا الشعب‬ ‫بالك ‪ ‬بقاتليهم ومن استباحوا دمائهم‪.‬‬
‫وحديثها‪.‬‬ ‫إلى س ّن تشريعات تهدف إلى احلد من انتشار املساجد في‬ ‫الدستورية على أنّ الدولة دينها اإلسالم في حني يراها البعض‬
‫يريد وتسمع هناك الشعب يريد‪ .‬ترى هنا من يتحدث‬ ‫اختارت الثورة التونسية كذلك أن تعزف على‬
‫وتعني العروبة أول ما تعني التحلّي بلغة الضاد‪ ،‬نطقا باللسان‪ ،‬وتفكيرا‬ ‫إيطاليا والتي اعتبرت تهديدا للمناخ العام للبالد أ ّما االعتراف‬ ‫اآلخر‪ ،‬خاصة العلمانيون والالئكيون‪ ،‬أنّه ال بد أن حتسم‬
‫عن ضياع الثورة وتبصر هناك من يتحدث عن ضياع‬ ‫انفراد في أمر آخر ال يقل خطورة وهو مرحلة ما بعد‬
‫بالدين اإلسالمي فدونه عقبات كؤودة‪.‬‬ ‫�إيطاليا‪ :‬قدا�س الأحد يبث على الهواء‬ ‫بالفصل بل وال بد أن ينص على ذلك الدستور مستدلني بأنّ‬
‫بالعقل‪ ،‬واطمئنانا باجلنان‪ ،‬فإذا كانت اللغة هي ترجمان الذات‪ ،‬فإنّ اللغة العربية‬ ‫البلد واالنهيار االقتصادي‪...‬وئدت القصبة ‪ 3‬في املهد‬ ‫الثورة فقد قرأنا في التاريخ أن الثورة قد تأكل أبنائها‬
‫هي ترجمان ذات الهوية للشعب التونسي‪ ،‬وله في ذلك الفخر‪ ،‬إذ هي لغة القرآن‬ ‫ولم حتصل تبعا لذلك القبة ‪ 2‬وانقسم الشباب إلى‬ ‫وتلتهمهم بال رحمة وهذا ما وقع مثال ‪ ‬في الثورة‬
‫وبالرغم من أن هناك إجماع لدى كل الفرقاء على أنّ الشعب‬ ‫مبا�رشة على القناة الأوىل الر�سمية‬ ‫الدين ثابت وهو شأن خاص في حني أنّ السياسية هي شأن‬
‫الكرمي‪ ،‬فضال عن كونها لغة األدب والف ّن والشعر‪ ،‬وإذ له فيها القدم الراسخة منذ‬ ‫«قصباوي» و«قباوي»‪.‬‬ ‫الفرنسية أو الثورة البلشفية أما في تونس فاألمر‬ ‫التونسي كما الشعب املصري وغيرهما هو شعب مسلم وأنّ‬ ‫متغير وترتكز على املناورة واملخادعة‪...‬‬
‫امت ّدت العروبة على األرض التونسية‪ ،‬وكفى بذلك مثاال أبو الفضل ابن منظور‬ ‫انضاف إلى املشهد بعد ذلك «االعتصام» من أجل‬ ‫مختلف فاألبناء ‪-‬أبناء الثورة‪ -‬هم من يلتهمون‬ ‫اإلسالم هو قاسمه املشترك إال أنهم سرعان ما يرجتفون إذا‬ ‫ولم يكلف أحد نفسه عناء طرح هذه اجلدلية بصيغة‬
‫القفصي في « لسانه» العظيم‪.‬‬ ‫قضايا مشروعة أحيانا ومن أجل توافه األمور أحيانا‬ ‫ثورتهم ( ويتل ّذذون بذلك على ما يبدو)‪.‬‬ ‫ما ذكر اإلسالم في التشريعات والقوانني في الوقت الذي تتجه‬ ‫عمليا فان الكنيسة الكاثوليكية تستفيد بنسبة الثمانية باأللف‬ ‫واقعية و تطبيقية حتى نعرف على األقل هل ستلغى وزارة‬
‫وحينما تكون العربية ركنا من أركان الهوية فإنها ينبغي أن تكون لغة التعليم‬ ‫أخرى‪ ..‬خرج الشباب يعتصم أمام الوالية والبلدية‬ ‫ما حصل يوم األحد ‪ 24‬أفريل في عديد املالعب‬ ‫فيه بريطانيا إلى بعث محاكم إسالمية تختص في الفصل بني‬ ‫من أداءات العمال‪ ،‬كما أن الكنائس معفاة من جميع األداءات‬ ‫الشؤون الدينية؟ هل ستلغى مهمة املفتي العام؟ من سيشرف‬
‫لتتأسس الوحدة الوطنية بوحدة‬ ‫فتتش ّرب األجيال امليراث التاريخي من خاللها‬ ‫واملعتمدية والشركات اخلاصة والعامة وأخيرا‬ ‫التونسية من اكتساح للميادين وشغب وعنف من قبل‬ ‫نزاعات املسلمني في قضايا األسرة و تتجه نحو ذلك البلدان‬ ‫وال يخفى على أحد أن أغلب العطل الرسمية في إيطاليا بل‬ ‫على املساجد و يحدد سياساتها و برامجها؟ هل ستبقى تونس‬
‫ّ‬
‫السنَد الثقافي التي يرتبط فيها الالحق بالسابق‪ ،‬كما ينبغي أن تكون لغة التواصل‬ ‫اهتدى إلى قطع الطرق (حتى الطريق السيارة لم‬ ‫مجموعات من الشباب لهو أمر يندى له اجلبني وال‬ ‫االسكندينافية وغيرها من البلدان األوروبية‪.‬‬ ‫في أوروبا مربوطة مبناسبات دينية مسيحية أما أسماء‬ ‫ومصر جز ًء من األمة العربية و االسالمية أم أنه سيطلب منها‬
‫فتتأسس عليها الوحدة األفقية بني أفراد الشعب ومك ّوناته‪،‬‬ ‫اإلداري واالجتماعي‬ ‫تسلم)‪ ‬والسكك احلديدية ولرمبا يتطور األمر ويقطع‬ ‫تنفع معه عبارات األسف والتنديد واالستنكار ألن‬ ‫لقد صوروا لنا أنّ الدين بعبع يهدد الدولة املدنية املنشودة‬ ‫الشوارع واجلامعات واملستشفيات فحدث وال حرج كما أن‬ ‫االنسحاب من اجلامعة العربية و من رابطة العالم االسالمي؟‬
‫ّ‬
‫لتتأسس عليها الوحدة الشعبية العربية بني ك ّل الناطقني بالضاد‪.‬‬ ‫بل‬ ‫بعض الشباب الطرق البحرية على السفن‪.‬‬ ‫األمر يتجاوز حدود الشغب الظرفي في املالعب إلى‬ ‫وسيعلق الناس على املقاصل ولم يكلف أحدهم نفسه عناء‬ ‫أغلب القوانني التي تقرها احلكومات املتعاقبة في إيطاليا البد‬ ‫هل سيطرح موقف االسالم من قانون الشذوذ أو قانون‬
‫ّ‬
‫أين نحن اليوم وبعد أكثر من نصف قرن من الستقالل من هدا الركن املتني‬ ‫ّ‬
‫املفضلة بني‬ ‫كما أصبح العنف هو لغة احلوار‬ ‫العقليات التي لم تصلها الثورة بعد على ما يبدو‪..‬يجب‬ ‫البحث عن شروط تطبيق حد الزنا أو شروط تطبيق حد‬ ‫أن يكون للمسيحية رأي فيها وان لم يعلن عن ذلك وما عجز‬ ‫اإلجهاض وغيرها من املواضيع املسكوت عنها أم ستصاغ‬
‫من أركان الهوية للشعب التونسي؟ تعليم تأخذ العربية فيه وضع االحتشام إن لم‬ ‫الشباب كما حدث في مناسبات مختلفة بعدة واليات‪.‬‬ ‫أن ترفع اآلن عالمة» قف» فما حصل لم يكن اعتداء‬ ‫السرقة في الدولة االسالمية‪ ،‬وهي أشد أحكام الشريعة على‬ ‫احلكومة على صياغة قانون الشواذ الذي وجد معارضة‬ ‫القوانني طبقا لقوانني الواليات املتحدة واالحتاد األوروبي‬
‫يكن وضع الدونية‪ ،‬ولسان في التخاطب يرطن بالهجنة فال يكاد يبني إال من رحم‬ ‫وألنّ املصائب ال تأتي فرادى أحتفنا بعض شباب‬ ‫على ملعب كرة قدم ولكنه اعتداء آثم على الثورة‬ ‫الناس‪ ،‬والتي لو درسوها لعلموا أنّه يكاد يستحيل تطبيق ذلك‬ ‫كبيرة من الفاتكان وأيضا قانون اإلجهاض الذي ال مينعه‬ ‫والذي في كثير من بلدانه لم حتسم املسألة بعد بسبب‬
‫ر ّبك‪ ،‬وعالقة إدارية تختفي فيها العربية أحيانا أو توضع في ركن خفي فينقطع‬ ‫الثورة مبزيد من العجائب من داع إلى حكم العسكريني‬ ‫التونسية وعلى الشهداء متاما كما هو اعتداء على امللك‬ ‫ألنه ببساطة أنّ الشريعة اإلسالمية تدرأ احلدود بالشبهات‪.‬‬ ‫القانون اإليطالي ولكن ما ترك للمستشفيات احلرية في القيام‬ ‫معارضة الكنيسة إلى يومنا هذا؟ أم أن األمر سيكون مثل‬
‫التواصل بني طرفيه وينعكس ذلك سلبا على اللحمة الوطنية‪ ،‬وإعالنات في لوحات‬
‫إلنهاء الفوضى إلى قائل بضرورة القيام بثورة ثانية‬ ‫العمومي والوطن بأسره‪.‬‬ ‫* عضو اللجنة اإلعالمية‬ ‫به من عدمه إال دليل على ذلك‪ .‬وال شك أن معظمنا سمع بقضية‬ ‫جتاربنا السابقة مع األنظمة املنحلة عندما منعت غيرها من‬
‫ّ‬ ‫انتهاء إلى احلمالت (التي تصيب حينا وتخطأ أحيانا)‬ ‫فرحت كغيري يوم رأيت شباب تونس يخرجون‬ ‫باتحاد المنظمات اإلسالمية بأوروبا‬ ‫الصليب في الفصول واملستشفيات حيث ال يخلو فصل في‬ ‫استخدام الدين في السياسية و لكنها وظفته لنفسها دون أي‬
‫تصك بابتذالها وحطام مبانيها ومعانيها األسماع‬ ‫الشوارع وفي وسائل اإلعالم‬
‫التي تستهدف كل رجال ومؤسسات الدولة من‬ ‫لالحتجاج ضد نظام حكم بن علي‪ .‬أنزلت هؤالء‬
‫واألبصار واألذواق فتضرب االعتزاز بالعروبة في الصميم‪.‬‬
‫السيّد ‪ ‬باجي قايد السبسي إلى عون التنظيف البلدي‪.‬‬ ‫منزلة األبطال واحتفيت بهم كغيري من التونسيني‬

‫مـن �ضـرّاء اال�ستبـداد �إىل نعمـاء الثـورة‬


‫إذا كان يجب أن نتقن اللغات العاملية لتكون لنا أبوابا تفتح على العالم شعوبه‬ ‫إن هذه الطريق التي نسير فيها مسدودة وال‬ ‫الذين تخلّصوا من براثن العنكبوت (وخاصة أنثى‬
‫وكسبه احلضاري وعالقاته اإلنسانية‪ ،‬فإننا نريد للغتنا العربية أن تعلو وال ُيعلى‬
‫عليها لتكون منطل َقنا الطبيعي إلى تلك اللغات وثقافات تلك اللغات‪ ،‬وإال سقطنا في‬
‫يحتاج األمر إلى االطالع على الغيب ملعرفة ذلك ويبقى‬
‫السؤال هو ما العمل؟‬
‫العنكبوت) االستبدادي‪ ..‬لكن هذا التقدير وهذا‬
‫التبجيل ال يعني ص ّكا على بياض أو التزاما بدعم كل‬
‫* سليم الحكيمي‬ ‫قراءة يف الثورة التون�سية‬
‫مسوخ االزدواجية وضاعت منا الهوية‪ ،‬وأصبحنا من العطالة أشبه بالغراب في‬ ‫ّ‬
‫سأحيل الكلمة إلى املعلم عبد الرحمان الكواكبي‬ ‫ما يفعله أو يقوله الشباب‪ ..‬و حتى نعطي لقيصر ما‬ ‫العروبة واإلسالم‪ .‬قد تكون مضا ّدات الوحدة‬ ‫عميقا للكرامة ويدركون أنّ الثّورة والنّهضة‬ ‫شرط وجود سلطة بهذه ال ّطبيعة القسر ّية‬ ‫يكاد يكون مفهوم التالزم بني الفساد‬
‫تقليده ملشية احلمام‪.‬‬ ‫الذي ش ّرح املنظومة االستبدادية في كتابه «طبائع‬ ‫لقيصر فهذه الثورة ( أو ما تبقى منها) ليست من صنع‬ ‫ال ّداخليّة تكوينا عقليّا مينع البعض من أن يرى‬ ‫كانتا متالزمتني في العصر األدبي احلديث وأنّ‬ ‫هو غيبوبة الوعي وحت ّول الناس إلى ذ ّرات‬ ‫واالستبداد سمة مميّزة لهذين املفهومني‬
‫ثم تعني العروبة االنتماء إلى األ ّمة العربية تاريخا وثقافة‪ ،‬ما في ذلك التاريخ‬ ‫االستبداد» حيث خلص إلى أن األمة يلزمها قدر كبير‬ ‫الشباب وحدهم فحتى الشيوخ والنساء واألطفال‬ ‫احلقائق وإن رآها تشبّهت عليه باألباطيل‬ ‫الدميقراطية في النخبة واجلمهور واعتبار األلم‬ ‫يفقدون معايير أخالقيّة مشتركة وال يقفون‬ ‫والعالقة بينهما سببيّة‪ .‬وبعد أن تك ّونت ال ّدولة‬
‫من صعود وما فيه من هبوط‪ ،‬نفخر بالصعود ونأخذ العبرة من الهبوط‪ ،‬وحينما‬ ‫من الوعي والبصيرة حتى تكون ثورتها ضد االستبداد‬ ‫كانوا في املوعد وضربوا أسمى آيات البطولة خالل‬ ‫فال يرى مفهوما للنهضة وملجتمع حديث إال‬ ‫الشعور العميق‬‫اإلنساني ش ّرا في ح ّد ذاته‪ .‬هذا ّ‬ ‫إزاء بعضهم البعض إال بلغة العنف “إنّ فرعون‬ ‫الوطنيّة في املنطقة العربيّة اإلسالميّة بطريقة‬
‫جنمل احلساب فإنّ تاريخ العروبة ال يكون إال حر ّيا باالعتزاز ليغذي الهوية في‬ ‫ثورة حقيقية ال عملية جتميلية على جسد الدكتاتورية‬ ‫اللحظات التاريخية التي عاشتها تونس‪.‬‬ ‫بالفصل بني األمة وتراثها أو بانقالب الدخيل‬ ‫مبعنى الكرامة يقتضي شبكة عالقات اجتماعيّة‬ ‫عال في األرض وجعل أهلها شيعا يستضعف‬ ‫قيصر ّية إذ لم تكن نتيجة تدافع حقيقي بني‬
‫النبي عربي‪ ،‬وأنّ ح َملَة رسالة النور إلى العالم عرب‬ ‫ّ‬ ‫ركنها العربي‪ ،‬أال ترى أنّ‬ ‫املش ّوه تقوم فيها باستبدال ديكتاتور بديكتاتور آخر‬ ‫هذا من ناحية املشاركة أما من ناحية التعامل‬ ‫على األصيل‪ ،‬واالستثناء على األصل‪ .‬اكتوينا‬ ‫ويستح ِي نساءهم إنّه‬ ‫وإنا ملسار‬
‫طائفة منهم يذ ّبح أبناءهم‬ ‫تيّارات ومسارات ورؤى مختلفة مّ‬
‫ْ‬
‫األخص‪ ،‬وأنّ الطفرة العلمية التي على أساسها نشأت احلضارة‬ ‫ّ‬ ‫في أوائلهم على‬ ‫بحيث تتح ّول مطالبة األ ّمة برحيل املستب ّد إلى مجر ّد «‬ ‫مع الثورة فالشباب اندفعوا لتحقيق أهداف بعيدة‬ ‫بناره و بنار النّسخ واملتسخ ولم يدرك مثقفو‬ ‫لنجعل من الإن�سان‬ ‫كان من املفسدين”‪ ،‬فشرط القهر واالستبداد‬ ‫انقالبي عسكري وبتدبير غربي‪ ،‬بعد أن استنفد‬
‫احلديثة أُجنزت في مناخ ثقافي عربي‪ ،‬و ُد ّونت باللغة العربية‪ ،‬وكفى بذلك فخرا‬ ‫انتقام ‪ ‬من شخصه‪  ‬ال طلبا للخالص من االستبداد فال‬ ‫كل البعد عن تلك التي جاءت من أجلها الثورة‪...‬‬ ‫احلتميّة أنّ النهضة تراكم وبناء وأن العالقات‬ ‫والفساد هو تركيز أسس القطيعة بني أبناء‬ ‫االستعمار الكالسيكي مب ّررات وجوده التي‬
‫يشبع هويتنا اعتزازا بالعروبة‪.‬‬ ‫تستفيد شيئا إمنا تستبدل مرضا مبرض»‪.‬‬ ‫شاهدنا شبابا جعل ه ّمه هو ّية تونس وقضيّته األولى‬ ‫قيمة عليا وحمورا‬
‫االجتماعية تكون فاسدة عندما تصاب الذرات‬ ‫مجتمع واحد حتى تسهل وسائل االستضعاف‬ ‫اعتقد أنّه جنح في فرضها‪ .‬استق ّرت األنظمة‬
‫ننتمي إلى أ ّمتنا اإلسالمية ونعت ّز باالنتماء إليها‪ ،‬وننتمي إلى العائلة اإلنسانية‬ ‫للنظام االجتماعي‬
‫أسسه القرآن الكرمي‪ ،‬ولكنّنا ننطلق فى ك ّل‬ ‫الكبرى ونتفاعل معها بالتعارف الذي ّ‬ ‫بقية ص ‪12‬‬ ‫الثورات العربية من منظور ن�سوي‬ ‫بالتضخم وقد قال مالك بن نبي “يصبح العمل‬
‫اجلماعي املشترك صعبا أو مستحيال إذ يدور‬
‫ّ‬
‫وال�سيا�سي‬
‫ّ‬ ‫القانوين‬
‫واالستهداف‪ .‬وقد أورد القرآن الكرمي قاعدة‬
‫القهر االجتماعي التي تسود فقال تعالى‪“ :‬إذ‬
‫العربيّة وكان البعض منها عقائد ّيا امتطى‬
‫قادته صهوة احللم اإليديولوجي‪ .‬ولكن منذ‬
‫من هذه وتلك من انتمائنا إلى األ ّمة العربية كما ينطلق الفرد من انتمائه األسري‬ ‫النّقاش حينئذ ال إليجاد حلول ملشكالت بل‬ ‫قال لصاحبه أنا أكثر منك ماال وأع ّز نفرا”‪ .‬هذه‬‫الثمانينات على وجه التّقريب تصفو لصالح فئة‬
‫لينخرط في الدائرة االجتماعية الواسعة‪ .‬لقد كان للشعب التونسي انتماء مش ّرف‬ ‫املرأة تقوم بدور رئيسي في احملافظة على الذاكرة االجتماعية مبا يوحي إلى دورها احملافظ داخل‬ ‫السلطة والثورة‬
‫للعثور على أدلة وبراهني”‪.‬‬ ‫جديدة حتى يكون األعيان اجلدد في وطننا‬ ‫القاعدة توضح أدوات الغلبة والقهر واإلذالل‪:‬‬ ‫حاكمة وأسر مالكة ترنو إلى ّ‬
‫أل ّمته العربية قدميا وحديثا‪ ،‬إذ أسهم بالقدر الوافر في صناعة تاريخها الثقافي‬ ‫املجتمع‪ .‬فالتأكيد على املاضي يرسخ املقاربة التاريخانية في سجل املعرفة اإلنسانية‪ .‬لذلك تبدو املرأة‬ ‫تعسر ح ّل املشكالت في حالة املجتمع‬ ‫األقوياء خبرة وأمناء على الوطن‪ .‬إحدى قواعد‬ ‫ق ّوة النفوذ وسلطة املال‪ .‬وماخال سلطان‬ ‫وصار ك ّل ما هو عقائدي وإيديولوجي مج ّرد‬
‫هكذا ّ‬
‫في مجاالته املتع ّددة‪ ،‬وكفى بذلك مثاال أن نذكر من األعالم سحنون بن سعيد‬ ‫العربية أكثر متسكا بحكمة األولني وبالتالي جتد منوذجها في املاضي ال في املستقبل‪ .‬هذا ميثل قوة‬ ‫املرضيّة التي تهترئ فيها العالقات‪ .‬يكون‬ ‫العدل التي تف ّكك شبكة القهر منذ قالت ذات م ّرة‬ ‫مبال إال وكان اإلذالل ثالثهما‪ .‬المسنا ذلك‬ ‫واجهة نفذت منها هذه األسر إلى اإلدارة ث ّم‬
‫التنوخي واملازري وابن عرفة وابن خلدون وابن عاشور‪ ،‬ولك ّن ح ّكام االستقالل‬ ‫اجتماعية ضد التاريخ‪.‬‬ ‫ّبي‪“ :‬‬ ‫بأيدينا في عهـد دولة أمراء اجلور ولم يكن‬ ‫طبقات احلكم وصارت كالفالج تنخر اجلسد‬
‫املجتمع في حالة تراجع حضاري فيطرح‬ ‫النبي شعيب عن موسى الن ّ‬‫ّ‬ ‫إحدى بنات‬
‫التفتوا بالشعب وجهة الغرب زمنا‪ ،‬وقد آن األوان لتعديل امليل فيُلتفت إلى األمم‬ ‫هذا ما يبدو في عالقة املرأة بالذاكرة الشعبية‪ .‬غير أن قدرة املرأة على نقل منظومة القيم النبيلة داخل‬ ‫األسئلة الزّائفة وينصب اهتمامه على مشكالت‬ ‫القوي‬ ‫يا أبت استأجره إنّ خير من استأجرت‬ ‫وجهاء النّاس حينئذ من العلماء وذوي الكفاءة‬ ‫–في هذه املرحلة حتديدا بتحالف الرأسمال‬
‫ّ‬
‫انطالقا من قدم راسخة في العروبة أ ّم ًة وتاريخا وثقافة‪.‬‬ ‫املجتمع مبا في ذلك املروءة والكرامة ورفض الظلم والتفاني في التضحية مهم جدا‪ .‬حتى نحدد حجم هذا‬ ‫خياليّة على ما كان عليه فقهاء عصر التّراجع‪.‬‬ ‫األمني”‪ .‬هذا حلم العدل الذي يراودنا منذ يفوعة‬ ‫املنحرف مع سلطة سياسيّة فاسدة– وهذا‬
‫كما تعني العروبة أيضا الوقوف مع قضايا األ ّمة العربية‪ ،‬انحيازا إليها ودفاعا‬ ‫الدور فإننا ال نحتاج إلى أن ننظر ألكثر من فاعلية األجيال الشبابية اخلارجة للت ّو من أحضان أمهاتها‪.‬‬ ‫في ذلك العصر لم ير ّكز الفقهاء على العوائق‬ ‫الشباب و لن تت ّم هذه دون أن نلتقي خيما في‬ ‫احللف القاتل الذي يرهف احل ّد وينفرد باملجد‬
‫عنها‪ ،‬ونصرة للعرب مظلومني وظاملني‪ ،‬أما نصرتهم مظلومني فبرفع الظلم عنهم‪،‬‬ ‫فال احد يستطيع أن ينكر التأثير األكبر من األمهات في األبناء وإذا أردنا أن نحدد أي دور تلعبه املرأة‬ ‫كتلة تاريخيّة دميقراطية لنجعل من اإلنسان‬
‫يف حالة الرتاجع‬ ‫يجسد هذا املفهوم اآلية‬ ‫والسلطان‪.‬‬ ‫والسلطة‬
‫احلقيقيّة للنمو والتّط ّور وتفاعل الوحي مع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وأما نصرتهم مظلومني‪ ،‬فبك ّفهم عما يقترفون من ظلم‪ .‬وتأتي على رأس تلك‬ ‫العربية ‪ ‬في التغيير فما علينا إال إخضاع هذا الشباب للدراسة واملالحظة‪ .‬والثورات األخيرة ‪ ‬في البالد‬ ‫الواقع ولم ينصبّوا على ما يقض مضاجع النّاس‬ ‫قيمة عليا ومحورا للنظام االجتماعي‪ ،‬القانوني‬ ‫احل�ضاري تطرح‬ ‫النبي‬
‫ّ‬ ‫بني‬ ‫احلوار‬ ‫سياق‬ ‫في‬ ‫وردت‬ ‫التي‬ ‫الكرمية‬
‫القضايا قضية فلسطني‪ ،‬فهي ليست قضية عابرة‪ ،‬بل هي من األهمية بحيث تكون‬ ‫العربية دليل بارز على هذه الثقافة التي زرعتها األمهات في عقول ووجدان أبنائها‪.‬‬
‫هب التونسيون بأكبر‬ ‫‪             -‬املرأة العربية مبا هي قوة تغيير اجتماعي‪ :‬ال يقتصر حقيقة دور املرأة على التأثير غير املباشر‬
‫من مشكالت يثيرها نفوذه بل على حاالت من‬ ‫والسياسي‪ ،‬وهذا هو جوهر الثورة السياسيّة‬ ‫ّ‬ ‫الأ�سئلة الزّائفة‬ ‫شعيب وقومه إذ قالوا في شأن حملته على‬
‫نصرتها أحد العناصر املكونة للهوية‪ ،‬وقد كانت كذلك منذ ّ‬ ‫نسج الوهم كالبحث في حقيقة املالئكة وزواج‬ ‫التي وقعت في أوروبا حيث االجتماع املدني‬ ‫املفاسد االقتصاد ّية التي جاء لينبّه قومه إليها‪:‬‬
‫عدد من بني ك ّل العرب للجهاد في فلسطني عام النكبة‪ ،‬وينبغي أن يبقى األمر على‬ ‫في عملية التغيير السياسي خاصة‪ .‬إمنا كانت شريكا مباشرا في التغيير‪ .‬نرى هذا في اخلروج للتظاهر في‬
‫إبليس أو التّوضؤ من وطء البهيمة وجملة‬ ‫احلقيقي‪.‬‬ ‫“يا شعيب أ صلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد‬
‫هذا النحو حتى التحرير‪.‬‬ ‫الشارع وتقدمي الدعم الكامل لقوى الثورة‪ .‬لكنها مع ذلك تقوم بثورتها الهادئة داخل املجتمع‪ .‬من خالل‬
‫من األسئلة الزائفة التي تعتني باملظهر دون‬ ‫هكذا وقف ذات م ّرة محمد أسد أوان احلج‬ ‫والباحثني ونوابغ تالميذنا وطلبتنا الذين‬ ‫آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء”‪.‬‬
‫إذا كانت هويتنا قد صاغها اإلسالم‪ ،‬وإذا كانت تنشد آفاق اإلنسانية‪ ،‬فإنها‬ ‫األسرة واجلمعيات والعمل التطوعي و املساهمة في إعادة صياغة الوعي العربي‪.‬‬
‫اجلوهر والبحث عن شعبية رخيصة حتى يط ّل‬ ‫ليقول‪“ :‬أقف اآلن بني جموع النّاس ال أرى فيهم‬ ‫السلطان الغشوم له آليّات القهر غادروا الوطن إلي غير رجعة وفقدنا لفقدهم‬ ‫ولك ّن ّ‬
‫ينبغي أن فيما نق ّدر أن تكون العروبة ثالث أركانها الذي ال يستطيل على بقية‬ ‫‪*  ‬باحثة في قضايا النسوية‬ ‫االستبداد من جديد ولن يرضى أن يتخلّى عن‬ ‫من أعرفه وليس فيهم من هو غريب عنّي”‪ .‬وكان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والزجر والنّهر وكلها توظف بهدف تأبيد احتياطيا استراتيجيّا أل ّيام الفراغ‪ ،‬كما وظفت‬
‫األركان بعصبية عرقية‪ ،‬ولكنه يسندها ويش ّد متنها بانتماء تاريخي ثقافي‪ ،‬وبلغة‬ ‫طبيعته قد يتر ّمد حينا من ال ّدهر ولكن يتجدد‬ ‫أول عمل قام به ال ّرسول عندما هاجر من م ّكة‬ ‫احلكم واعتباره قدرا وطبيعة تاريخيّة‪ .‬ويفقد أوروبا عقولها العلميّة بعد احلرب العامليّة‬
‫في التعبير والتفكير‪ ،‬وبانتصار ملظالم األقربني‪ ،‬واملقطوع عن جذوره في الطبيعة‬ ‫كلّما نعق غراب الفرقة ولن تص ّده إال حلمة‬ ‫إلى املدينة مؤاخاة املهاجرين واألنصار وقال‪:‬‬ ‫املجتمع عادة في ظ ّل سلطة من هذا القبيل الثانية لتعود إلى املسرح الدولي من جديد‪.‬‬
‫ال تكون له ثمار‪ ،‬أو كانت له ثمار م ّرة‪ ،‬وفي ذلك عبرة ملن يعتبر‪.‬‬
‫تعب عن مواقف �أ�صحابها‬
‫الآراء الواردة يف �صفحة «الر�أي» رّ‬ ‫وطنيّة و قفزة معنو ّية لك ّل التّونسيّني‪.‬‬ ‫“تآخوا في الله أخوين أخوين”‪ ،‬هكذا نقف‬ ‫املناعة ال ّداخليّة ويتح ّول األفراد فيه إلى وكي نصنع تاريخ ما بعد الثورة علينا أن ندرك‬
‫* باحث في الحضارة اإلسالمية‬ ‫وثابتي‬
‫ْ‬ ‫اآلن لنتآخى أخوين أخوين في الوطن‬ ‫كائنات تنفيذ ّية جت ّرد من شوكة العقل إذ أنّ أنّ أعني القوم القادمني الذين يستبطنون معنى‬
‫‪21‬‬ ‫ملف‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ملف‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬
‫اعداد لطفي الحيدوري ـ جليلة بن فرج‬ ‫اعداد لطفي الحيدوري ـ جليلة بن فرج‬
‫جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪1991‬‬ ‫جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪1991‬‬

‫جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪1991‬‬

‫جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪1991‬‬
‫جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪1991‬‬

‫جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪1991‬‬
‫حـوار‬ ‫مبناسبة الذكرى ‪ 20‬جملزرة ‪ 8‬ماي ‪ 1991‬باجلامعة التونس ّية‬
‫حـوار‬
‫الباحث يف تاريخ احلركة الطالبية والإعالمي عادل الثابتي‪:‬‬ ‫تفتح الفجر هذا امللف تذكيرا مبحطة اعتبرها املراقبون‬
‫اّ‬
‫الطلبية‬ ‫فاصلة في تاريخ احلركة‬
‫جميلة ال�شماليل القياد ّية الطالب ّية ال�سابقة‪:‬‬
‫يوم ‪ 8‬ماي ‪ 1991‬تتويج مل�سار‬ ‫�آن الأوان للتحقيق يف اجلرائم التي وقعت يف حقّ الطالب‬
‫اختارته ال�سلطة يف مواجهة الطلبة‬
‫مت االتّفاق على اعتماد يوم ‪ 8‬ماي من ك ّل‬ ‫الفجر‪ :‬هل ّ‬ ‫الفجر‪ :‬ما مدى م�س�ؤولية االحتاد العام التون�سي للطلبة‬
‫�سنة يوما وطن ّيا للطالب ال�شهيد؟‬ ‫خا�صة ما قيل حول التّ�صعيد‬ ‫عما ح�صل يوم ‪ 8‬ماي ‪ّ 1991‬‬ ‫ّ‬
‫جميلة الشماللي‪ :‬يوم وطني للطالب الشهيد هو مقترح‬ ‫والدفع نحو �سنة جامع ّية بي�ضاء؟‬
‫موجود اعتمدته الهيئة التأسيسية لالحتاد و ّ‬
‫مت إقراره فعليّا‬ ‫جميلة الشماللي‪ :‬االتحّ اد العام التونسي للطلبة كان‬
‫الفجر‪ :‬ماذا ميثل يوم ‪ 8‬ماي ‪ 1991‬يف تاريخ اجلامعة واستهداف القوى الفاعلة‪ .‬وكان قرار جتميد االحتاد العام‬ ‫داخل الهيئة التأسيسية‪ ،‬واعتبرناه يوم الشهيد في إطار‬ ‫طارحا آنذاك سنة جامعيّة دون إضرابات وهو حق مطلبي‬
‫التونسي للطلبة يوم ‪ 29‬مارس ‪ 1991‬مؤشرا على مزيد‬ ‫التون�سية ؟‬ ‫تأسيسي‪ .‬لم نحصل على التأشيرة القانونية بعد‪ ،‬لكن يكفي‬ ‫متهجمة‬‫ّ‬ ‫صرف في إطار الوعي بحقيقتني‪ :‬أوال أنّ السلطة‬
‫للطلبة كنت ضمنه في جانفي ‪ 1991‬تعليقا على قتل الطالب‬ ‫عادل الثابتي‪ :‬ميكن اعتبار تاريخ ‪ 8‬ماي يوما مفصليا في تصعيد األمور من ناحية‪ ،‬وعلى القوى املستهدفة من هذا‬ ‫التجاوزات التي وقعت‪ ،‬وال يكون هذا القرار نهائيا إال بطرحه‬ ‫على كل من يعيقها في اتخاذ قراراتها‪ ،‬وثانيا الوعي مبصلحة‬
‫صالح الدين باباي بقوله «أرجو أالّ يتك ّرر هجوم الطلبة‬ ‫تاريخ احلركة الطالبية إذا نظرنا له من زاوية أنّه كان اليوم التصعيد من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫على أكثر عدد من األعضاء والطلبة وبالتالي فهو قرار طالبي‬ ‫الطلبة واستقالليّة اجلامعة وطرح املطالب اجلد ّية للطلبة‪.‬‬
‫على الشرطة»‪.‬‬ ‫ونحن من خالل دراستنا لنتائج االنتخابات خالل‬ ‫األكثر دموية في تاريخ اجلامعة‪ .‬إذ أل ّول م ّرة يت ّم استعمال‬ ‫رمزي‪.‬‬ ‫رغم إمياننا بأن هذا اليوم‬
‫الطالب ور ّد االعتبار لالحتاد العام التونسي للطلبة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وعن الدفع نحو سنة جامعيّة بيضاء فاملسألة لم تكن‬
‫ولم جتن اجلامعة من هذا الوفاق سوى التخلّي عن‬ ‫الرصاص بتلك الكثافة التي أدت إلى استشهاد الطالبني أحمد خمس سنوات منذ منتصف الثمانينات حتى زمن األحداث‬
‫الفجر‪ :‬كيف ترين م�ستقبل العمل الطلاّ بي يف اجلامعة‬ ‫الفجر‪ :‬متى �ستك ّون اللجنة الوطنية للحقيقة والإن�صاف‬ ‫موجهة لالتحّ اد من ال شيء‪.‬‬ ‫مطروحة بتاتا وهي مج ّرد تّهم ّ‬
‫دورها الوطني الذي قامت به منذ االستعمار املباشر إلى‬ ‫العمري وعدنان بن سعيد وإصابة آخرين بجروح متفاوتة‪ .‬نالحظ أنّ التيار اإلسالمي واالحتاد العام التونسي للطلبة‬
‫التون�س ّية؟‬ ‫التي �ستحقق يف اجلرائم التي ارتكبت يف حقّ احلركة‬ ‫والسياسي لكن السلطة‬ ‫ّ‬ ‫ّقابي‬ ‫االحتاد دائما مع حر ّية العمل الن‬
‫حدود ‪.1991‬‬ ‫وهذا ال ينفي كون السلطة قد استعملت العنف من كانا يهيمنان على الساحة الطالبية‪ .‬ولئن اتخذ االحتاد‬ ‫ّ‬
‫جميلة الشماللي‪ :‬رغم ك ّل ما وقع‪ ،‬أنا متفائلة مبستقبل‬ ‫الطالب ّية؟‬ ‫كانت تريد سحب التأشيرة القانونية وحل االحتاد‪ .‬وفي‬
‫قرار عدم التصدي للهجمة التي‬ ‫قبل مع الطالب‪ ،‬إذ أنّ السنة‬
‫البالد في ظ ّل تو ّفر واقع جديد للحر ّيات‪ ،‬حتركات مسؤولة‬ ‫جميلة الشماللي‪ :‬تكوين هذه اللجنة يبقى مرتبطا مبدى‬ ‫النهاية املتضرر األول هو االحتاد الذي كان مستهدفا وأيضا‬
‫�شهداء احلركة الطالبيّة والتلمذية �سنة ‪1991‬‬ ‫كانت تشنّها السلطة على أنشطة‬ ‫تورطت عديد ال�شخ�صيات ال�سيا�سية‬ ‫اجلامعية ‪ 90/91‬سجلت‬ ‫احلركة الطالبيّة وعمليّة هرسلة للحياة اجلامعيّة‪.‬‬
‫وعمل مسؤول وعمل راق‪ ،‬ونفس الوضع بالنسبة إلى‬ ‫تفاعل األطراف الوطنية من أحزاب ومنظمات وجمعيات‬
‫اجلامعة (منع املعلقات‪ )...‬لوعي‬ ‫يف تربير العنف �ضد الطلبة ماعدا‬ ‫استعمال الرصاص جتاه‬
‫قادته بأنّه مستهدف باحل ّل‬ ‫االحتاد العام التونسي للطلبة فمستقبل العمل الطالبي‬ ‫ومدى حت ّمسها‪ .‬نحن نعمل على دفع مكونات املجتمع املدني‬ ‫حتملونه م�س�ؤولية ما‬ ‫الفجر‪ :‬كمنظمة طلاّ ب ّية من ّ‬
‫زهرة التي�س‪ :‬تلميذة أصيلة بن قردان استشهدت‬ ‫املظاهرات الطالبية املساندة‬
‫(قرار وزير الداخلية) فإنّ التيار‬ ‫جعفر‬ ‫وبن‬ ‫والكحالوي‬ ‫حيدر‬ ‫للعراق في جامعة صفاقس حيث‬
‫مرهون بتغيير جذري لواقع التعليم وبالتالي خلق وعي ثابت‬ ‫نحو تبنّي هذه اللجنة ألن تاريخ احلركة الطلاّ بيّة آن له أن‬ ‫ح�صل‪ :‬وزارة الرتب ّية �أم وزارة الداخل ّية‪..‬؟‬
‫يوم غرة جانفي ‪ 1991‬أثناء مظاهرة يوم الوحدة‬ ‫وثقافة راسخة عند الطالب وإلى ح ّد اآلن الواقع الطالبي‪،‬‬ ‫يكتب بشكل صحيح وأن يسترجع ك ّل ذي حق حقه‪ ،‬والطرف‬ ‫جميلة الشماللي‪ :‬ال ميكن تقسيم الوزارات‪ ،‬صحيح أنّ‬
‫العربيّة‪.‬‬ ‫اإلسالمي الذي كان ميثل طليعة‬ ‫استشهد الطالب صالح الدين‬
‫ّ‬ ‫في مستوى املمارسة‪ ،‬في حالة قطيعة وهو أمر مقصود‪.‬‬ ‫الطالبي كان طرفا مناضال وكما وقع إنصاف العديد من‬ ‫الوزير له توجهاته‪ ،‬لكن السلطة لها توجهها القمعي ولها ي ّد‬
‫�صالح الدين باباي‪ :‬طالب باملدرسة القوميّة‬ ‫باباي برصاص الشرطة يوم ‪ 15‬جانفي ‪ 1991‬ومبروك القوى املناضلة في اجلامعة أبى إال أن يتص ّدى لعسكرة‬
‫وعموما ال ميكن احلديث عن حركة طالبيّة في إطار نظام‬ ‫الشخصيات والشخصيات االعتبار ّية كجمعيّة القضاة مثال‪،‬‬ ‫في اجتاه تصعيد ما حصل وهي املسؤول األول عن هجرة‬
‫للمهندسني بصفاقس أصيل مدينة مساكن سوسة‬ ‫الزمزمي متأثرا بجراحه يوم ‪ 12‬فيفري ‪ 1991‬إثر إصابته اجلامعة وللقرارات التعسفية‪ ،‬فكان أبناؤه في طليعة الطلبة‬
‫التعليم هذا وسياسة البالد هذه‪.‬‬ ‫آن األوان أن يقع التحقيق في اجلرائم التي وقعت في حقّ‬ ‫مناضلي االحتاد وسجنهم واستشهادهم‪.‬‬
‫استشهد يوم ‪ 15‬جانفي ‪ 1991‬أمام املركب اجلامعي‬ ‫الذين واجهوا قوات األمن يوم ‪ 8‬ماي‪.‬‬ ‫في املنستير‪.‬‬
‫بصفاقس وكان قد أصيب برصاص البوليس أثناء‬
‫مشاركته في مظاهرة للتنديد بالوجود العسكري‬
‫األمريكي باخلليج‪ .‬وقد أصيب في نفس احلادثة الطالب‬
‫الفجر‪ :‬ماهو تقييمك ملوقف املجتمع املدين �آنذاك من‬

‫سجلناه هو أنّ أغلب األطراف في‬ ‫ّ‬ ‫ما‬ ‫الثابتي‪:‬‬ ‫عادل‬


‫يوم ‪ 8‬ماي ميكن اعتباره تتويجا ملسار اختارته السلطة‬
‫في مواجهة الطلبة مواجهة عنيفة ذات صبغة استئصالية‪ ،‬الأحداث ؟‬
‫وكان مؤشرا على أنّ السلطة أرادت أن تفرض ما س ّماه‬
‫* تاج عزيزي‬ ‫مـاذا ح�صـل يـوم ‪ 8‬مـاي ؟‬
‫إبراهيم اخلياري إصابة خطيرة في مستوى عموده‬ ‫الباحث الفرنسي «لوران غيتيي» بـ»السلم اجلامعية» أي الساحة الوطنية وقفت إلى جانب السلطة في قضيّة ‪ 8‬ماي‪،‬‬ ‫الكبيرة لكنّها لم ترهب الطلبة‬ ‫وقد شهد يوم ‪ 2‬ماي مسيرة‬ ‫كانت السلطة قد اتخذت قرارا‬
‫الفقري‪.‬‬ ‫تركيع اجلامعة وإرجاعها إلى حظيرة النظام بعد أن كانت فحتى إدانة قتل الطلبة كانت محتشمة إن لم نقل منعدمة‪.‬‬ ‫وانعقد االجتماع العام بكلية العلوم‬ ‫شارك فيها مئات الطلبة من املركب‬ ‫في أواخر مارس مبنع العمل‬
‫مربوك الزمزمي‪ :‬طالب بكليّة العلوم باملنستير‬ ‫تواجه خياراته الالدميقراطية طيلة عقود‪ ،‬وهو مفهوم وساهمت تلك األطراف مساهمة فعالة في اللجنة التي‬ ‫وفي نفس الوقت باملدرسة الوطنية‬ ‫اجلامعي وكلية ‪ 9‬أفريل وكلية‬ ‫النقابي والسياسي باجلامعة إالّ أن‬
‫أصيل مدينة احلامة قابس استشهد يوم ‪ 8‬فيفري إثر‬ ‫يذكرنا بـ «السلم الرومانية» التي استعملت فيها روما القوة شكلها بن علي واملسماة « باللجنة الوطنية حلماية اجلامعة‬ ‫اآلداب وكلية الشريعة وقد جوبه‬ ‫احلركة الطالبية ممثلة في االجتاه‬
‫للمهندسني وكلية احلقوق على‬
‫إصابته بقنبلة مسيّلة للدموع في مكان قاتل‪ ،‬مورست‬ ‫واملؤسسات التربوية» والتي عني بن علي على رأسها محمد‬ ‫الكبرى إلخضاع القبائل األمازيغية في شمال إفريقيا‪.‬‬ ‫الساعة الثامنة والنصف صباحا‪.‬‬ ‫هذا التحرك السلمي بالرصاص‬ ‫اإلسالمي وقوى يسارية وقومية‬
‫ضغوطات على عائلته للتصريح بأنّ وفاته كانت‬ ‫الفجر‪ :‬كيف كانت ا�ستعدادات الطلبة للت�صدي مل�شاريع مواعدة وض ّمت بني أعضائها عبد الفتاح عمر وسهام بن‬
‫وكان أ ّول من أصيب بالرصاص‬ ‫احلي وأصيب يومها الطالب‬ ‫تضافرت جهودهم للتص ّدي لهذه‬
‫طبيعيّة‪.‬‬ ‫سدرين وأعضاء من املكتب التنفيذي لالحتاد العام لطلبة‬ ‫تركيع اجلامعة؟‬
‫هو بوبكر القاللي (طالب سنة أولى‬ ‫عادل العماري برصاصة التزال‬ ‫القرارات اجلائرة وذلك مبواصلة‬
‫�إبراهيم عبد اجلواد‪ :‬تلميذ من مدينة قبلّي استشهد‬ ‫عادل الثابتي‪ :‬لقد انطلقت السلطة منذ بداية السنة تونس ومحمد الغرياني‪ .‬لقد كانت مه ّمة هذه اللجنة في‬
‫اجلامعية في حشد كل اإلمكانات ملواجهة احلركة الطالبية احلقيقة واحدة تتمثل في تبرئة النظام من دم الطلبة وربط‬ ‫فيزياء) على مستوى عينه وقد مت‬ ‫مستقرة في ساقه إلى اليوم‪ .‬كما‬ ‫امليداني‪ ..‬كانت ردود‬ ‫ّ‬ ‫النضال‬
‫في فيفري ‪ 1991‬أثناء مظاهرة للتنديد بالعدوان‬ ‫جره وهو ينزف من قبل البوليس‬ ‫جرت حتركات في أجزاء أخرى‪.‬‬ ‫السلطة تصاعدية لم تكن بقسوة‬
‫ولم تستجب للمبادرة التي أطلقها االحتاد العام التونسي العنف بطرف سياسي اعتبره اجلميع آنذاك عد ّوا مشتركا‪.‬‬ ‫أمحد‬ ‫عدنــان‬
‫األمريكي على الشعب العراقي‪.‬‬
‫للطلبة في جانفي ‪ 1991‬حتت عنوان «سنة جامعية دون وعكست هذه اللجنة مسألة أعمق من تناول ‪ 8‬أحداث‬ ‫باجتاه مركز األمن اجلامعي‪،‬‬ ‫وجاء حترك ‪ 8‬ماي في هذا‬ ‫في البداية‪.‬‬
‫�أحمد العمري‪ :‬طالب باملدرسة القوميّة للمهندسني‬ ‫ميدانيّا بقي االجتاه اإلسالمي اجلامعة والشارع للمطالبة بحق السياق وكان برنامجه النظري أن داخل ساحة كلية العلوم‪ ،‬وما لفت فهجم الطلبة إلنقاذه وإسعافه‬
‫تونس أصيل مدينة الكاف استشهد يوم ‪ 8‬ماي ‪1991‬‬ ‫إضرابات»‪ .‬وقامت السلطة بااللتفاف على االتفاق الذي وقع ماي وقتل الطلبة وهي مسألة الوفاق بني سلطة ابن علي‬
‫بني أمني عام املنظمة عبد اللطيف املكي ورئيس اجلمهورية وأغلب األطراف السياسية‪ .‬كما تورطت عديد الشخصيات‬ ‫تقع الدعوة إلى اجتماع عام إخباري االنتباه يومها هو التعزيزات األمنية وفي األثناء سقط الطالب عدنان‬ ‫في مواجهة البوليس مسرحها العمل النقابي والسياسي‪.‬‬
‫إثر محاصرة قوات القمع املركب اجلامعي بتونس‬
‫في أفريل ‪ 1990‬والذي تض ّمن إلغاء احلرس اجلامعي‪ ،‬بل السياسية في تبرير العنف ضد الطلبة ما عدا إبراهيم حيدر‬ ‫بن سعيد عندما أصيب برصاصة‬
‫فكانت احلصيلة عديد القتلى وعشرات اجلرحى ومئات‬
‫املعتقلني‪.‬‬ ‫أصدرت يوم ‪ 8‬مارس ‪ 1991‬منشورا يحيل مسؤوليات (حركة الوحدة الشعبية) واملناضل النقابي أحمد الكحالوي‬
‫األمن إلى رؤساء املراكز املوجودة في اجلامعة عوض ومصطفى بن جعفر والتيار الذي كان ميثله داخل حركة‬
‫في الرجل‪ .‬ثم حصل هجوم آخر‬
‫من قوات األمن ليتراجع الطلبة‬
‫شعر علي بوراوي‬ ‫عـ�ش يـا �شهيـد‬
‫عدنان �سعيد‪ :‬طالب بكليّة العلوم بتونس أصيل‬ ‫هذا القصيد كتب في رثاء الشهيد عدنان بن سعيد بن علي‪ ،‬ومن خالله شهداء األحداث التي ج ّدت باجلامعة التونسية يوم ‪ 8‬ماي ‪ 1991‬الذين‬
‫قبلّي استشهد يوم ‪ 8‬ماي ‪ 1991‬بعد إطالق الرصاص‬ ‫الدميقراطيني االشتراكيني‪ .‬وأذكر أيضا أنّ وزير التربية‬ ‫العمداء‪.‬‬ ‫إلى اخللف وقد تعثر أحد األعوان‬
‫فكان واضحا أنّ هناك إرادة لتركيع احلركة الطالبية محمد الشرفي ص ّرح في لقاء بوفد عن االحتاد العام التونسي‬ ‫في جسد عدنان فعاد إليه وأطلق‬ ‫بادرتهم قوات األمن بالرصاص‪ ،‬عندما حاولوا تنظيم احتجاج سلمي في حرم اجلامعة‪.‬‬
‫عليه م ّرة أولى فطلب اإلسعاف فجاءته رصاصة ثانية‬
‫أردته قتيال كما وقع اعتقال والده ملشاركته في جنازة‬ ‫عليه رصاصة قاتلة‪ .‬وهذا القاتل‬ ‫أمانيـكــم صرعــى وتـــحتـضــر‬ ‫ّ‬ ‫وذي‬ ‫فما جـنيـتـم من الـدنـيـا ســوى ألــم‬ ‫ميـت‪ ،‬بل جيــــفـة قـذر‬ ‫والقـاتـل ّ‬ ‫الـحي والعـطـر‬‫ّ‬ ‫عش يا شهـيـد فأنت‬
‫معروف‪.‬‬ ‫وأفسدوا‪ ،‬ثم مــا تـابـــوا ومـا اعـتـبـروا‬ ‫تـبــا للذيــن بـــغـوا‬
‫فيــنشـد الكون ّ‬ ‫والطـهـر يفـتخـر‬‫إذ ردتــــها شـامخـا ّ‬ ‫عش هانـئـا فديــار اخللد باســمـة‬
‫ابنه وقد حكم عليه بـ ‪ 4‬أشهر سجنا‪.‬‬
‫عامر دقا�شي‪ :‬طالب مرحلة ثالثة بكليّة الشريعة‬ ‫مذبحــة ‪ 8‬مــاي‬ ‫أ ّما الشهيد أحمد العمري أبرز‬
‫القياديني اإلسالميني في املدرسة‬
‫يــنحـســر‬
‫والبصــر‬
‫والبـغـي‬
‫القلـب‬
‫يرفعـنــا‬
‫واستـجـاب‬
‫فالــحـق‬
‫أهواؤنـا‬
‫مـصرعكـم‬
‫انكسـرت‬
‫بعــد‬
‫إذا‬
‫ونبقـى‬
‫حتـمــا‬
‫سترحلون‬
‫ينصرنــا‬ ‫والله‬
‫ائـتمـروا‬
‫انـتـصروا‬
‫مـن‬
‫وما‬
‫خيـر‬
‫ـوا‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ل‬
‫يا‬
‫ذ‬
‫ّـاس‬
‫ملـن‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫د‬
‫احليـاة‬
‫سي‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ذل‬
‫يا‬ ‫ـك‬ ‫عش مثلمـا شـاء ربـي أن يـجاز َي‬
‫لـمضـى‬ ‫واحلق أقسـم لـوال رهطـك‬
‫تونس أصيل الورد ّية تونس استشهد في أواخر جوان‬
‫‪ 1991‬حتت التعذيب‪.‬‬
‫عبد الواحد العبدليّ ‪ :‬طالب بدار املعلّمني العليا‬
‫ربيع اجلامعة التون�سية‬ ‫الوطنية للمهندسني‪ ،‬فقد كان‬
‫مستهدفا منذ بداية التحرك وقد‬
‫وينجـلـي الصـبـح واألنـوار تنــتـشـر‬
‫تكبيـر من نهـضـوا‪ ،‬آثـار مـن عـبـروا‬
‫ترفرف في سمـاء الـكـون رايـتـنـا‬
‫فــذا شهيــد وذي ثكـلـى يهدهـدهــا‬
‫وال الســــؤال وال امليــزان والكـــدر‬
‫بل صرت فيــنـا شــفيعـا أيـهـا القـمـر‬
‫فذل القـبـر ليس لـك‬ ‫عش يا شهـيـد ّ‬
‫فقد جتـاوزت ما يخشــاه أفـضلـنـا‬
‫يا سعـدهــم بــرضــاء الله إذ شــــكــروا‬ ‫إلى حيــاة اخلــلـود عنــد بارئــنــا‬ ‫ملـثــل هـــذا الــدم بالطــوع ينــهـمـر‬ ‫حط ّـهــا ضمـأ‬ ‫يا من سقيـت ديـارا ّ‬
‫بسوسة أصيل منطقة برقو سليانة استشهد في أواخر‬ ‫تأليف الشهيد أمحد العمري ورفاقه‬ ‫قام عون معروف بقنصه‪.‬‬
‫وذا الـوسـام مــشـاع‪ ،‬ليـس ُيـــــحـتـكــر‬ ‫أال اخبرونا فإ ّنـا مقتــدون بــكــم‬ ‫غــذاؤه الصـدق ال التصـفيـق يـا بـشـر‬ ‫للـصدق في عمـل‬ ‫بل ش ّلهـا عطـش ّ‬
‫جوان ‪ 1991‬حتت التعذيب‪.‬‬ ‫طبعة ‪ ،1991‬فرنسا‬ ‫وقد أصيب في ذلك اليوم طلبة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الصفـــاء‪ ،‬وتقــوى الله تـخــتبــر‬ ‫ّ‬ ‫إال‬ ‫لطــالــــبه‬ ‫يـــرضـى‬ ‫ال‬ ‫ـهـر‬ ‫الط‬ ‫لكــنـه‬ ‫يسـتــتـر‬ ‫ذكـراك‬ ‫من‬ ‫إبليـــس‬ ‫وظــل‬ ‫هــم‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫الباغـون‬ ‫وخاف من اسـمـك‬
‫�سمري تلي�ش‪ :‬طالب بكليّة اآلداب أصيل مدينة‬ ‫احلجم ‪ 202 :‬صفحة‬ ‫آخرون بإصابات متفاوتة كما مت‬ ‫هزمت النفس فـانهزمت ودُ ْســت ُج ْبـنـا‪ ،‬فكـان العـــزّ ينـتـظــر‬ ‫بشراك يـا من‬ ‫نقــيــا طاهــرا عـــطــر‬ ‫ســال زكـيـ ّا‬ ‫يا ويحكـم أيهــا الباغـــون منــه دم‬
‫ْ‬ ‫ّ‬
‫صفاقس استشهد يوم غ ّرة مارس‪ ،1991‬إذ سقط‬ ‫الكتاب حماولة لتدوين تاريخ االحتاد العام التونيس للطلبة وإبراز طبيعته‬ ‫ش ّن حملة اعتقاالت في صفوف‬ ‫وعــش سعيدا مبـا جـاد بـه الــــقــدر‬ ‫أخــي سعـيـد لـك البشـرى مبـــصرعه‬ ‫احلـــــر يقـتــدر‬
‫ّ‬ ‫ويبقــى‬ ‫ربــي‬ ‫أحيــاه‬ ‫يا ويحكـم أيــــهــا البـاغون منـه دم‬
‫من الطابق السادس عندما كان يه ّم بالقفز إلى عمارة‬ ‫وأهدافه وتارخيه النضايل‪ .‬ويتضمن تقديام للعمل النقايب والعمل السيايس‬ ‫الطلبة طالت العشرات في الكليات‬ ‫بــمن أضـــاء طـــريقــا كـاد ينــدثــر‬ ‫وهـــنّئ األهـــــل واإلخـوان كــ ّلــهــم‬ ‫هـو الشـهيــد على اإلجــرام والـخـبـر‬ ‫يا ويحــكـم أيهــا البـــاغون منـه دم‬
‫مجاورة عند اقتحام البوليس للمبيت اجلامعي‪.‬‬ ‫وقراءة يف مايض احلركة النقابية وبناء االحتاد العام التونيس للطلبة‪.‬‬ ‫وخالل مداهمات األحياء اجلامعية‬ ‫وهزّ عـرش من احـتالوا ومـن غـدروا‬ ‫وأوقــــدَ ثــــورة األحـــرار فـي وطـني‬ ‫نـــدك ّ بالطــــهـر وكــرا هــزّ ه اخلـطـر‬ ‫سترحلـون ونبقـى شـامــخيـن هـنـا‬
‫طارق الزيتوين‪ :‬طالب سنة أولى عربيّة بكليّة اآلداب‬ ‫ويف الكتاب الذي نسب تأليفه للشهيد أمحد العمري تكريام له عرض‬ ‫ومت تلفيق قضايا ذات صبغة‬ ‫فـللشهيـد شـــفـاعـات‪ ،‬وكــــم عـبـر‬ ‫شفــــــعـه فينــا يوم حيـرتـنا‬ ‫ّ‬ ‫رب‬
‫ّ‬ ‫يــــا‬ ‫والشجـر‬ ‫األرض‬ ‫لظاها‬ ‫من‬ ‫اشتكت‬ ‫حتى‬ ‫زرعتموهـا معـاصي يوم سطـوتكـم‬
‫‪ 9‬أفريل أصيل منطقة مارث قابس‪ ،‬قتل في ظروف‬ ‫حتلييل لألحداث اجلامعية سنوات ‪ 1989‬و‪ 1990‬و‪ .1991‬كام يتضمن تفصيال‬ ‫جنائية للطلبة‪.‬‬ ‫وبالشــــهيــد حيـاة احلــق تــفـــتـخــر‬ ‫وللشــــهيـد حــــياة األرض مـا بـقـيـت‬ ‫وكل مــن ظلمــوا بل كل من كـفــروا‬ ‫وبعـــتـ ُـم الوطــن الغــالي لــقاتلـنــا‬
‫ُ‬
‫غامضة وذلك في فيفري ‪ 1991‬وقد وجدت جثّته على‬ ‫حلصيلة الشهداء واملعتقلني مع ملحق بنصوص وثائق ومواقف تؤرخ‬ ‫*قيادي سابق‬ ‫ّ‬
‫ظـــل ُيحتــقـــر‬ ‫ودونــــــه كـــل فـعــل‬ ‫وبالشـــهيـد تعــيـش الـثــورة أبـــــــدا‬ ‫وخنتم الشعـب ألـفـا يــوم هـم صـبـروا‬ ‫مت بـــدمـاء املؤمنـيـن ضـحـى‬ ‫سكر ُ‬
‫حا ّفة الطريق ال ّرابطة بني مارث وجربة‪.‬‬ ‫ألحداث اجلامعة‪.‬‬ ‫باالتجاه اإلسالمي (الفصيل الطالبي‬ ‫الجزائر في ‪1991 /5 /12‬‬ ‫غـــركم أيهـا البـاغـون مـن مكـروا‬
‫قد ّ‬ ‫وبعــتـم الـديـن بالــدنـيـا ومتعتـهــا‬
‫سابقا لحركة النهضة)‬
‫جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪1991‬‬ ‫جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪ *** 1991‬جمزرة ‪ 8‬ماي ‪1991‬‬
‫‪23‬‬ ‫ألوان‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪22‬‬ ‫أدب‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬

‫رسم‪ :‬صالح الدين البحري‬ ‫كاريكاتور ‪...‬‬ ‫الفجر يف عيون القرّاء‬ ‫القلعة الهاوية‬ ‫لطفي بن سالمة ـ قصور الساف‬ ‫ذئـب النــاتـو‬ ‫من �أعماق الوطن‬
‫‪ -‬رؤى من صفاقس تقول إنّها بعد بحث‬ ‫تواصل تعليقات الق ّراء على ما ورد في‬
‫مضن تأ ّكد لها أنّ عدد الصحيفة لم يكن متو ّفرا‬ ‫سجلنا‬‫ّ‬ ‫جريدة «الفجر» من محتوى و قد‬ ‫ي��ا قلع��ة مش��يدة عىل صخ��ور اجلامج��م ومحم‬ ‫دموع التوبة واخلوف من الله فإنّي‬ ‫يحكى أنّ فحل قطيع من األغنام‬ ‫انتظمت بدار الثقافة ببوعرادة مساء‬
‫البتّة كامل يومي السبت واألحد بأكشاك‬ ‫املالحظات والتقييمات التالية للعدد الثالث وذلك‬ ‫الرباكني‬ ‫قط لذئب توبة‬ ‫أعرف اخللق بك ولم أعرف ّ‬ ‫توحش وشرس‪ ،‬فأعمل قرونه في أفراد‬ ‫ّ‬ ‫يوم اجلمعة ‪ 29‬أفريل ندوة فكرية حتت‬
‫مما أثار االستغراب‬ ‫ومكتبات مدينة صفاقس ّ‬ ‫من خالل صفحة اجلريدة على «الفايسبوك» و‬ ‫سم الثعابني‬ ‫وال لسبع إلى الله أوبة‪ .‬فقال الذئب في‬ ‫القطيع فردا فردا وع ّفن مروج ال ّرعي‬ ‫عنوان «املجتمع املدني» تدخل فيها‬
‫حييتي من قلعة جيري يف سواقيها ّ‬ ‫ّ‬
‫عن األسباب حتّى من بعض أصحاب املكتبات‬ ‫نرحب بك ّل آرائكم وانتقاداتكم‪.‬‬
‫نحن ّ‬ ‫كام جرى باألمس قبل تأبيني دمي يف رشاييني‬
‫همس‪ :‬ال والله ولكنّها دموع الفرح بهذا‬ ‫ببعره وبوله مرجا مرجا ولم تسلم من‬ ‫السادة بوجمعة الدنداني واحلبيب النهدي‬
‫واألكشاك وتس ّرب لي من أحدهم وأنّ املسألة‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬نور الدين الدخيلي «إننا متعطشون إلى‬ ‫خي الذي لم أحلم به وفي‬ ‫الس ّ‬ ‫العرض ّ‬ ‫بطشه عشار الشياه وال فطائمها وأخصى‬ ‫واحلسني بوزيان مع مراوحات شعرية ‪...‬‬
‫يمتصني األرق‬ ‫ّ‬ ‫الساكن يف قبوك‬ ‫أنا ّ‬
‫فيها «واو»؟ نرجو التثبّت في مسالك التوزيع‬ ‫إعالم صادق والفجر متثّل فعال فجرا ساطعا‬ ‫اآلن نفسه دموع اخلوف من أال يتح ّقق‪.‬‬ ‫فحولها نطحا‪ ،‬وش ّرد خرفانها ترويعا‬ ‫احلضور محترم والتفاعل إيجابي ‪ ...‬حضر‬
‫ّ‬
‫الساكنة قرصا يف الشفق‬ ‫و أنت ّ‬ ‫فقال له الثّعلب همسا‪ :‬أس ِعف بالبكاء‪،‬‬ ‫وجتويعا‪ ،‬فتف ّرق القطيع وأصبح لقمة‬
‫والعوائق لتجاوزها»‪.‬‬ ‫املبشر بك ّل خير رغم األعداء»‬
‫لهذا اإلعالم ّ‬ ‫أصحاب الشهائد واملوظفون والعاطلون‬
‫قالوا قديام إذا التقى ساكنان حيذف ما سبق‬ ‫ودع األمر لي فأنا مفاوض عنك ومق ّرب‬ ‫للسباع وفريسة سهلة للجياع‪،‬‬ ‫سائغة ّ‬
‫‪ -‬علي الطعبوري يالحظ بأنّ « العدد الثالث‬ ‫‪ -‬ياسني الفرشيشي يالحظ أنّ «املضمون‬ ‫واحلرفيون ‪ ...‬ولكن الذي كان ينتظره أغلب‬
‫باهلل احذفيني‬ ‫اخلرفان منك‪ .‬ث ّم التفت إلى بعثة القطيع‬ ‫فاستجمع بعض عقالء القطيع شجاعتهم‬
‫جاء خاليا من اخلطاب الديني وإن كنت أتف ّهم‬ ‫كان أفضل « ويدعو إلى «تخصيص جانب‬ ‫احلاضرين هو مواقف عملية لفائدة اجلهة‬
‫ذلك فإنّي أرجو من القائمني على البرمجة‬ ‫أوسع للرياضة وتخصيص حوارات مع كوادر‬ ‫يا من تعالي��ت عىل التّاريخ و في��ه ذكري وبعض‬ ‫وقال مستنكرا جرم الكبش الفظيع‪ :‬إنّه‬ ‫وق ّرروا ل ّم الشمل للتّص ّدي للكبش‬
‫‪ ...‬البعض قاطع املتدخلني بلطف مطالبا‬
‫استحضار بعض من قصص السيرة التي لها‬ ‫يخص استحقاقات املرحلة»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫احلركة فيما‬ ‫قصائدي‬ ‫ألمر جلل وها أنتم ترون ال ّذئب باكيا من‬ ‫املتوحش وعزله عن زعامة القطيع‪ .‬وملّا‬‫ّ‬ ‫بالتكلم في خصوصيات اجلهة وقد تفاعل‬
‫عالقة بواقع املسلمني»‬ ‫‪ -‬أمجد زيتوني يعتبر أنّ اجلريدة كانت‬ ‫و رسم لكوخي و حمربيت‬ ‫ش ّر ما فعل وأشفق على حالكم واحتار ما‬ ‫بادروا بالهجوم وجدوا في الكبش غلظة‬
‫اجلمهور بحرارة مع مقترحات بتكوين‬
‫ّ‬
‫‪ -‬وتتساءل وفاء معطر « ملاذا ال تبرمج‬ ‫«دون املطلوب و ما زالت تتطلّب «برشة» خدمة‬ ‫أسقطيني من التّاريخ‬
‫احل ّل وقد كان قد أعلن توبته عن افتراس‬ ‫ووعورة فتنادوا من جديد ثغاء وصياحا‬
‫السباع للفتك‬ ‫«جلنة استرجاع أراضي الشعب» من‬
‫جريدة الفجر فضاء للتعريف بأدبيات النهضة‬ ‫فيها من ناحية املضمون»‬ ‫أن الرباكني ستقذف‬ ‫كام أسقطت من احلس��اب ّ‬
‫الشياه وتف ّرغ للذكر وعبادة الله‪ ،‬ولكنّي‬ ‫واقترحوا االستعانة ببعض ّ‬
‫همست له أنّ التّضحية من أجل اخلرفان‬ ‫به وتقدميه فريسة مكافأة للفاتك إلى‬ ‫مستثمرين ال عالقة لهم باجلهة أو بالفالحة‬
‫ومف ّكريها وهي الناطقة باسم حزب حركة‬ ‫‪ -‬ياسني أوزوماكي يقول إنّ «أحسن ما‬ ‫يوما محم‬ ‫وال ُيعرف كيف حصلوا على تلك املساحات‬
‫ً‬ ‫عبادة فقبِل أن يفتك بالكبش وينهي‬ ‫جانب املوقودة واملتر ّدية والنّطيحة‪ ،‬إذ‬
‫النهضة ؟»‬ ‫جاء فيها هي الوثيقة التي كشفتها الفجر»‬
‫فتحرقني أو حتييني‬ ‫فساده‪.‬‬ ‫السبع‪ ..‬لم ال‬
‫هي بطبعها في عداد ما أكل ّ‬ ‫الشاسعة واخلصبة ‪ ...‬في اجلهة عاطلون‬
‫أ ّما عن العدد الرابع فقد وردتنا التعاليق‬ ‫‪  -‬وليد سعد ومنصف عبد القادر تساءال‬
‫أن اجلامجم ستبعث فيها احلياة‬ ‫و ّ‬ ‫وأترك للقارئ الكرمي أن يتخيّل بقيّة‬ ‫وقد ال يه ّم الشاة سلخها بعد ذبحها‪.‬‬ ‫كثيرون محرومون من نصيبهم من الثروة‬
‫التالية ‪:‬‬ ‫متى تصدر اجلريدة على اإلنترنت في شكل‬
‫ّ‬ ‫فرتف��ض جلس��تي يف قب��وك وال ختش��ى أن‬ ‫القصة وأن يفهمها جيّدا حني‬ ‫ّ‬ ‫أطوار‬ ‫وكان في ربوة غير بعيدة أكمة بها‬ ‫الوطنية أليسوا أولى بتلك األراضي توزع‬
‫‪ -‬املكتب احمللي حلركة النهضة بالورد ّية‬ ‫‪pdf‬‬
‫حتسن في‬ ‫بعث برسالة يقول فيها « هناك‬ ‫‪ -‬بالل اخلميري دعا إلى «مزيد االهتمام‬ ‫تناديني‬ ‫الشعب اللّيبي وث ّواره و‬‫يقارنها بحال ّ‬ ‫ذئب ظ ّن أفراد القطيع أنّه قد يكون اعتزل‬ ‫عليهم وتقدم لهم منحا أو قروضا ويتلقون‬
‫ّ‬
‫الطابع العا ّم جلريدتنا الفجر مقارنة بالشكل‬ ‫باجلهات الداخلية والتنسيق مع املكاتب‬ ‫ي��ا قلع��ة مش��يدة عىل صخ��ور اجلامج��م و محم‬ ‫“تعاطف” حلف النّاتو واملجتمع ال ّدولي‬ ‫فيها اعتزال الزّهاد إذ لم يعودوا يسمعون‬ ‫تكوينا فالحيا حتى يشعروا فعال بأنهم في‬

‫جمع كمال الحرباوي‬ ‫فاي�سبوك‬ ‫واألسلوب الذي كانت عليه في املاضي ‪ ،‬نرجو‬
‫من اإلخوة م ّدنا بكميّة من النّسخ ك ّل أسبوع‬
‫اإلعالمية للحركة والتركيز على األوضاع‬
‫امليدانية وتركيز مراسلني قا ّرين من اجلهات‬
‫الرباكني‬ ‫مع املدنيّني و أترك له أن يص ّدق أو ال‬
‫يص ّدق أنّ ذئبا يعجز عن الفتك بسرعة‬
‫له عواء ولم يروا منذ زمن ألنيابه تكشيرا‬
‫فأرسلوا إليه سراعا بعضا من شباب‬
‫دولة حتترم مواطنة أفرادها ‪ ...‬مقترح آخر‬
‫بتكوين «جلنة التنمية احمللية» تتولى تقدمي‬
‫د ّليني عىل من أحاطك بالياسمني باهلل دليني‬
‫ّ‬
‫عبر اشتراك سنوي حتّى يتسنّى لنا التواصل‬ ‫تقصي‬‫للصحيفة فقد أثبتوا حرفيّة كبيرة في ّ‬ ‫توحش‪ ،‬وأن يستنتج‬ ‫بكبش قطيع وإن ّ‬ ‫املاعز لكونهم أكثر قدرة على تسلّق‬ ‫رؤى ملشاريع تنموية في جهة تتوفر على‬
‫فقد س��قاها حرب قصائدي و بعد أنا عىل الثّرى مل‬ ‫أنّ مصلحة ال ّذئب تكمن في إطالة زمن‬ ‫الصعاب وعلى الفرار إن تو ّقعوا ش ّرا‬
‫�صفحة االنتفا�ضة الفل�سطينية الثالثة‪:‬‬ ‫مع الق ّراء عبر اجلريدة «‬ ‫اخلبر ونشره»‪.‬‬ ‫احلبوب والزيتون والغالل فلماذا ال تبعث‬
‫تواريني‬ ‫املعركة ما دام سيقتات من ضحاياها‬ ‫من الذئاب‪ .‬فل ّما أتوه تركوا بينهم وبينه‬
‫في خطوة تاريخية مسايرة لثورة االتصاالت‬ ‫‪ -‬لطفي احملرزي يقول « أ ّول م ّرة أقرأ‬ ‫‪ -‬مرمي أوخي «التهمت العدد التهاما عدد‬ ‫فيها صناعة غذائية تشغل اآلالف من‬
‫ودعما ألهمية الفايسبوك في حتريك الثورات‬ ‫و أذكر أين أنزف آخر ال ّليل قصائدا‬ ‫ويتم ّعش من دماء مصابيها‪ .‬ذئب الناتو‬ ‫مسافة ملا كان في نفوسهم من مخافة‪،‬‬ ‫العاطلني؟‪ ...‬متساكنو بوعرادة يستعدون‬
‫صحيفة تونسيّة مبثل هذه اجلد ّية واألكادمييّة‬ ‫رائع حبّذا لو حتتوي على صفحات أكثر ولو‬
‫القائمة حاليّا في الشرق األوسط‪ ،‬قرر‬ ‫وهي أحسن ر ّد على اإلستئصاليّني وأمتنّى‬ ‫تطرحون فيها املقاربات العلميّة»‬ ‫أو قيحا من هواجيس‬ ‫لف ل ّفه الّذي لم نص ّدق يوما أنّه يريد‬
‫ومن ّ‬ ‫وعرضوا عليه حماية قطيعهم من الكبش‬ ‫لبعث هاتني اللجنتني وسيتولى محامون‬
‫اإلخوة الفلسطينيون حت ّدي العدو الصهيوني‬ ‫السب‬
‫ّ‬ ‫من الفجر ومن النهضة ألاّ تقع في فخّ‬ ‫‪ -‬حسونة اخلزري «حسب رأيي جريدة‬ ‫أو حلام و بعض الياسمني املحرتق‬ ‫خيرا للعرب واملسلمني وأنّه يعطف على‬ ‫على أن يسلّموه له بعد البطش – وكان‬ ‫وشبان ومهندسون وعاطلون متابعة‬
‫ومواصلة دعوتهم النتفاضة فلسطينية‬ ‫والشتم والتجريح مثلما يفعل أعداؤها فثقافتنا‬ ‫الفجر إلى ح ّد الساعة ما زالت مواضيعها‬ ‫و ما حييط القالع أل ّنه مثل قصائدي ال يعاديني‬ ‫املدنيّني إن لم تكن له مصلحة‪ .‬سنص ّدق‬ ‫عنده جليسه الثعلب – فلم ُي ِرهم نابا‬ ‫املوضوع وسيتوجهون باخلطاب للجهات‬
‫ثالثة القاصمة هذه امل ّرة إن شاء الله‪ .‬وملزيد‬ ‫العربيّة اإلسالميّة متج ّذرة فينا ولن يستأصلها‬ ‫نخبو ّية إلى ح ّد ما واملطلوب هو أن تطرح املا ّدة‬ ‫بالسكاكني‬ ‫عطفهم على املدنيّني وعلى العرب فقط‬ ‫وال مخلبا بل أجهش بالبكاء فكان بكاؤه‬ ‫املعنية ‪ ...‬وسيتصرفون وفق مقتضيات‬
‫فكيف له أن حيزّ رقاب الزّ نابق ّ‬
‫التعريف بهذا التحرك املجيد املنتظر جتد في‬ ‫أحد ‪».‬‬ ‫اإلعالمية بطريقة مت ّكن جميع الق ّراء من فهمها‬ ‫يوم نراهم ال أقول يفرضون حضرا‬ ‫األغرب وظنّوا أنّه رقّ حلالهم وتو ّقعوا‬
‫أن��ا يا قلع��ة م��ا ألفت��ك إال ليش��هد التّاري��خ أ ّنك ما‬ ‫املوقف‪.‬‬
‫‪ -‬جنيب اجلويني‪« :‬نريد حملة مضا ّدة ض ّد‬ ‫دون عناء ألنّ هذه اجلريدة هي صوت إعالمي‬ ‫وإنا يوم ال يرفعون‬ ‫ج ّو ّيا على إسرائيل مّ‬ ‫منه تلبية سؤالهم‪ ،‬فل ّما رأى الثعلب من‬
‫صفحة االنتفاضة الفلسطينية الثالثة "هدفنا الالجئني الفلسطينيني إلى فلسطني من أماكن‬ ‫ألفتني‬
‫أيديهم مستعملني الفيتو في قرار يدين‬ ‫الذئب البكاء همس في أذنه همس اخلبثاء‬
‫التشويش»‪.‬‬ ‫للحركة ونريدها أن تصل إلى اجلميع»‪.‬‬ ‫بحري العرفاوي‬
‫هو تسيير مسيرة مليونية حتقق حق العودة سكناهم في قطاع غزّة والض ّفة الغربيّة‬ ‫دن مخر و ِط ّن تني‬ ‫و جلبت قبل سالسل قبوك ّ‬ ‫إسرائيل‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬أصدقني القول‪ ،‬وال تقل لي إنّها‬
‫‪ -‬عبد الفتّاح حسن يعبّر عن أسفه لعدم‬ ‫‪ -‬دجون ويل بعث برسالة نصيّة بالفرنسية‬
‫قوال وعمال في ‪ 15‬ماي ‪ 2011‬إلى فلسطني ولبنان وسوريا واألردن وصر في ‪ 15‬ماي‬ ‫الر ّد على شكري بلعيد الناطق الرسمي حلركة‬ ‫يقول فيها إنّه قرأ العدد األخير من صحيفة‬ ‫مرضجة بالذهب‬ ‫ّ‬ ‫و جلبت عرويس‬
‫تنطلق من لبنان وسوريا واألردن ومصر ‪".2011‬‬
‫ممن‬‫فإن كنت الجئا وترغب بالعودة أو كنت ّ‬
‫وقطاع غزّة والضفة الغربيّة لكي تخترق‬ ‫الوطنيّني الدميقراطيّني الذي نشر حتت عنوان‬
‫« النهضة قطب رجعي يسعى لاللتفاف على‬
‫الفجر ويدعو إدارة اجلريدة إلى التفكير بجد ّية‬
‫في إصدار نسخة باللغة الفرنسية لتلبية رغبة‬ ‫فجريني‬ ‫قلت ّ‬ ‫ففتحت صدري و ُ‬
‫تغريني‬
‫ُ‬
‫فأيقنت أ ّنك ال ّ‬
‫ِ‬
‫أردت قتيل‬ ‫و‬
‫ال�شّ عب القاهر للقهر‬
‫يدعمون حقوق الالجئني في العودة نرجو‬ ‫ق‬ ‫حدود فلسطني وتعود إلى أرضها وحت ّق‬
‫حق العودة قوال وفعال‪.‬‬ ‫الثورة « بجريدة الشروق بتاريخ ‪ 25‬أفريل‬ ‫عدد كبير من التونسيني‪.‬‬ ‫لذا ال أغادر قبوك كي ال تغار الشمس من قصائد‬
‫عربون للحب العذري‬ ‫فالغ��در م��ن حي��ث ت��دري وال‬ ‫يا شعبي الثّائر من بوزيد‪،‬‬ ‫والفجر‬
‫منك أن تقوم بنشر هذه الصفحة في ك ّل‬ ‫اجلاري‪.‬‬ ‫‪ -‬عبد احلميد طعم الله يقول «عدد قيّم»‬ ‫كتبت يف األقبيه‬
‫وإذا كان حقّ العودة هو حق قانوني سياسي مكان على اإلنترنت في الفايسبوك‪ ،‬تويتر‪،‬‬ ‫ميي «نريد أن تتميّز هذه‬ ‫‪ -‬سامي الو ْر ّ‬ ‫وينبّه إلى «نقص في التزويد في صفاقس «‬ ‫ّ‬
‫فاقبلها و اسمو‬ ‫تدري‬ ‫من تالة‪،‬‬ ‫القديس يرسي‬
‫ِّ‬ ‫وح‬
‫والر ِ‬ ‫ّ‬
‫ببنان إصبعي عىل الطني‬
‫إنساني أخالقي وديني ال يسقط بالتقادم املنتديات‪ ،‬املجموعات البريد ّية وجميع املواقع‬ ‫الصحيفة عن مثيالتها بأن تنشر وتعبّر عن‬ ‫كما يطالب بــ « مزيد التعريف بكوادر احلركة‬
‫ولتحذر شعبي أن ُتغدر‬ ‫عسكر‬
‫ْ‬ ‫سلطان يف «القصبة»‬ ‫واملغرب‬
‫ْ‬ ‫من أقصى املرشق‬ ‫وغيوم حبىل ّ‬
‫بالذكر‬ ‫ِ‬
‫مفر‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫أيقنت‬
‫ُ‬ ‫بابك‬ ‫وجلت‬
‫ُ‬ ‫أنا يا قلعة مذ‬
‫ووجب على اجلميع العمل لتحقيقه فإنّنا املمكنة‪ ،‬واألهم من هذا أن تقوم بنسخ رابطة‬ ‫تخصص حيّزا ها ّما للتربية‬ ‫ّ‬ ‫فكر احلركة وأن‬ ‫في جميع اجلهات والتص ّدي حلمالت التشويه‬
‫ّ‬ ‫ولتحذر‬ ‫حلنني املايض يستذكر‬ ‫نرش‬ ‫ُ‬
‫كاملارد من جرحك ت ْ‬ ‫اح النّرص‬ ‫ور ّي ِ‬
‫ندعو إلى تنفيذ هذا احلق وذلك بعودة مليونية الصفحة وتضيفه في بروفايلك وتنشره على‬ ‫السفر‬ ‫من ّمل شتايت و ّ‬ ‫جارا معتوها يتجب‬ ‫بعتاة األمس يستنرص‬ ‫تزأر‬ ‫ُ‬
‫كاأل ْسد ْ‬ ‫وسنني العرس‬
‫ِ‬
‫و التأطير فهل يعقل أن ال جند هذا في صحيفة‬ ‫املباشرة وغير املباشرة للحزب»‪.‬‬
‫فلسطينية جماعية إلى فلسطني التاريخيّة ك ّل الصور والفيديوهات والصفحات وفي‬ ‫الفجر «لسان حال حركة إسالميّة «بينما‬ ‫‪ -‬حميدة الرياحي تتساءل «هل أنّ اجلميع‬
‫السحر‬ ‫لكن قصائدي تأبى أن هتاجر يف ّ‬ ‫و»حليفا» أشقر‬ ‫قد ينكص‪،‬‬ ‫يا صانع ليلة قدري‬ ‫وشهيد يعرج ّ‬
‫خفاقا‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬
‫بحيث يعود كل الجئ ونازح ومشرد إلى ك ّل مكان‪.‬‬ ‫تخصص له صحف مثل الشروق واألخبار‬ ‫ّ‬ ‫قادر على النشر في هذه اجلريدة أم أنّها ال تفتح‬ ‫فأمنيحيها أن تغازل حتت قيض اهلاجره‬ ‫قد يخُ لف‪،‬‬ ‫حمبوب‪ ،‬حمبوب يا شعبي‬ ‫فييضء العتمة كالبدر‬
‫أرضه وبيته الذي طرد منه بحيث تكون هذه أخيرا ونحن في تونس ندعو الله إلخوتنا في‬ ‫وغيرها صفحتان أو أكثر ؟»‬ ‫األبواب إال لألعضاء من حزب النهضة»‬ ‫و إن شئت إن نزل املطر‬ ‫يا شعب العزّ ة ها عدنا‬ ‫قد يغدر‬ ‫معشوق يف السرّ ويف اجلهرِ‬ ‫عب القاهر للقهر‬ ‫والش ِ‬ ‫ّ‬
‫اخلطوة هي األولى جتاه حتقيق القرار ‪ 194‬فلسطني بالنصر املبني وندعو لصالة فجر‬ ‫فقصائد األحرار ال تفر‬ ‫من بعد القرح‬ ‫نأمل يا شعبي أ ّال يغدر!‬ ‫يا شعبي‬ ‫للعزّ ُة مفتاح النّرص‬
‫وتليها خطوات أخرى مثل االعتراف بحقوق مليونية له ّز كيان الصهيونيّة وسيكون فجر‬
‫جمعة التغيير يوم ‪ 13‬ماي ‪ 2011‬إن شاء‬ ‫العائدين وتعويضهم‪.‬‬ ‫«عائ�شة �أم امل�ؤمنني بني الدين و التاريخ»‬ ‫لسكيني‬ ‫امنحيها ففيها حلم لطفيل ومقبض ّ‬
‫امنحيها و امنحيني‬ ‫ونزيف اجلرح‬
‫نحيي أحالمك كي تكرب‬
‫يا شعبي ‪...‬‬
‫يا رصح املجد‬
‫يا صانع جمدي‬
‫يا كارس غليّ يا فخري‬
‫للعزّ ُة ُتدرك ّ‬
‫بالصرب‬

‫ستبدأ مسيرة العودة ‪ 2011‬بزحف ماليني الله‪.‬‬ ‫الطني عفن‬ ‫و امنحيني فإنيّ من ّ‬ ‫ّ‬ ‫يا نبع ّ‬ ‫الساحر مل يؤمن!‬
‫ص�در مؤخ�را كت�اب "عائش�ة أم املؤمنني بين الدين و‬
‫أقسمت‬
‫َ‬ ‫نرب يمينا‬
‫ّ‬ ‫العفة والطهر‬ ‫يا جامع شميل‬ ‫ما بال ّ‬
‫عفوا عفوا ففيه روحي حتييني‬ ‫نميش عىل اجلمر‬ ‫قديس أنت يا شعبي‬ ‫ّ‬ ‫من بعد ترشيدي وأرسي‬ ‫يسحر!‬
‫ْ‬ ‫مل يسجد‪ ،‬مازال‬
‫التاري�خ" لناجي احلجالوي نش�ر الدار التونس�ية للكتاب‪،‬‬
‫مدر�سة بن علي‪!!..‬‬ ‫وهو في ‪ 100‬صفحة من احلجم املتوسط‪.‬‬
‫إذا جاء يا قلعة ألبراجك زلزاهلا‬
‫فتعذري وتشدقي فإ ّنك ال حمالة خمرجة‬
‫نعفوا من أجلك‬
‫نؤثر‬
‫حمراب ّ‬
‫الشكر‬
‫وجداين أنت يا شعبي‬
‫يا شارح صدري‬
‫من بعد القرح والضرّ ّ‬
‫يسرت!‬
‫ْ‬ ‫مل‬ ‫عورته‪،‬‬
‫الشعب عصاه‬
‫مل يخُ ف‬
‫إذ ألقى ّ‬
‫ويعال�ج املؤلف واحدة م�ن قضايا الت�راث املتجددة‪ .‬قد‬ ‫نفديك‪ْ ،‬‬
‫كنّا نظن – وبعض الظن خطأ – أن ثورة ‪ 14‬جانفي املجيدة غيّرت طرق تعامل األحزاب‬ ‫مرثيتي و أمثاهلا‬ ‫من قبوك قصائدي و‬ ‫قرر ‪ ...‬كبرّ ْ ‪،‬‬
‫تتبع الكاتب ش�خصية الس�يّدة عائش�ة ترجمة وس�يرة كما‬ ‫ّ‬ ‫باحلسنى ندفع من يؤذي‬ ‫ماء الوجه‪،‬‬ ‫يا واضع وزري‬ ‫إذ ّ‬
‫التونسية مع بعضها البعض ومت استيعاب الدرس من جتربتهم جميعا مع الرئيس املخلوع الذي‬ ‫ارتآها من خالل كتب التراجم واألحاديث والتفسير والتاريخ‬ ‫و إنك ال حمالة هاوية يف اهلاوية‬ ‫يكفر‬
‫ْ‬ ‫يمكر‪ ،‬من‬
‫ُ‬ ‫نستهدي من‬ ‫ذايت‪ ،‬فكري‬ ‫يا رافع ذكري‬ ‫دبر‬
‫وأد اخلوف وأقسم لن ُي ْ‬
‫استقوى على تيار سياسي بتيّار آخر ثم ضربهم جميعا متبعا إستراتيجية «فرق تسد» لكن لألسف‬ ‫مع ّددا زوايا النظر إلى الش�خصية الواحدة كي تكتمل الرؤية‬ ‫إذا رتّل ّ‬
‫الشعب سورة الزلزلة مردفة بالقارعة‬ ‫فاهنأ يا شعبي واستبرش‬ ‫روح يعشقها األحرار‬ ‫من بعد نسياين وقهري‬ ‫كاألرنب‬
‫ْ‬ ‫وإذا الفرعون‬
‫الشديد يبدو أن بعض احلساسيات السياسية لم تستفد من كل ما سبق لتهمل اللب وتهتم بالقشور‬ ‫املبلورة حولها‪.‬‬ ‫فتحليل و تبخري‬ ‫كم أنت كبري يا شعبي‬ ‫األمة‪،‬‬
‫يف ّ‬ ‫زهر‬
‫يا غصن النّرجس إذ ُي ْ‬ ‫يغن عنه هامان‬ ‫مل ِ‬
‫وليدخل اجلميع في صراع وهمي ال طائل من ورائه ويؤخر عوض أن ينتج التقدم رغم أن منتجي‬ ‫وقد قسم املؤلف كتابه إلى أربعة فصول ‪:‬‬
‫هذا التمشي صفتهم األساسية التي يقدمون بها أنفسهم أنهم «تقدميون»‪ !! ‬لنتأكد بعد كل ذلك أن‬ ‫فحساب دهر قد أتى يف ثانية‬ ‫أكرب‬
‫ونريدك ْ‬ ‫يف الكون ترسي‬ ‫العنرب‪...‬‬
‫ْ‬ ‫يا طيب‬ ‫أحرض‬
‫ْ‬ ‫مل يجُ ْ د ما جنّد ما‬
‫الفصل األول (عائش�ة في التفس�ير) الفصل الثاني (عائش�ة في السنّة) الفصل الثالث‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بن علي رحل كشخص من البالد لكن فكره وسياسته باقيان‪ ..‬ولو لم يكن الرجل جاهال لقلت إنه‬ ‫(عائش�ة في التاري�خ) الفصل الرابع (عائش�ة في املقاالت) و اقتصر عل�ى كبريات الفرق‪:‬‬
‫العرب��ي القاس��مي ‪ /‬نوش��اتيل ـ‬ ‫يا شعبي ‪...‬‬ ‫قهر‪.‬‬ ‫قهر لن ت ْ‬ ‫قهر لن ت َ‬ ‫لن ُت َ‬ ‫أمحر‬
‫ْ‬ ‫مل ينفعه وزير‬
‫أرسى دعائم مدرسة ثابتة األركان‪!! ‬‬ ‫فريد خدومة‬ ‫سويسرا في ‪23.04.2011‬‬ ‫روحي قربان‬ ‫ولتنفر‬ ‫خذ حذرك يا شعبي‬
‫املعتزلة و السنّة و الشيعة‪ .‬باإلضافة إلى مقدمة للدكتور "عبد الباسط قوادر"‪.‬‬ ‫ْ‬
‫سجن برج ال ّرومي ‪2006‬‬
‫بشير بن عبد اهلل‬
‫‪24‬‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 6‬ماي ‪2011‬‬

‫‪ ..‬إلى فجر جديد‬


‫الصحبي عتيق‬
‫عصرة قارص‬

‫هاتفني أحد األصدقاء‪ ...‬ورضب يل موعدا عاجال‬


‫املرجعية ا إل�سالمية بني الديني و ال�سيا�سي‬
‫عند املساء‪...‬‬
‫املرجعية بصفة عامة هي املصدر الذي تنبثق منه التصورات علماء األصول‪ ،‬يقول اإلمام مح ّمد‬
‫فسارعت إىل أحد املقاهي‪ ...‬وبانضباطي يف املواعيد أباهي‪...‬‬
‫وجدته ّ‬ ‫ومناهج التفكير واألهداف العليا‪،‬فهي اإلطار النظري الذي يحكم الطاهر ابن عاشور‪« :‬ولذلك كان‬
‫يتأفف‪ ...‬وال يكاد جيد اهلواء‪...‬‬
‫سياق املواقف والرؤى فمرجعية الفكر الغربي هي الفكر الليبرالي واجب الفقيه عند حت ّقق أنّ احلكم‬
‫يعجل بقارورة ماء‪...‬‬ ‫فطلبت من النادل‪ ...‬أن ّ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫قلت ماذا ْ‬
‫الذي أنتجته فلسفة األنوار في القرن الثامن عشر مع روسو و تعبّدي أن يحافظ على صورته وأن‬
‫دهاك؟‪ ..‬فأخذ بيدي‪ ..‬واتكأ عىل الشباك‪...‬‬ ‫بك؟‪ ..‬ماذا‬
‫فولتير ومونتسكيو ولوك ‪ ...‬واملرجعية اإلسالمية تعني اإلميان ال يزيد في تعبّد ّيتها كما ال يضيّع أصل التّعبّد ّية ‪...‬فإنّ كثيرا من‬
‫ثوار!! ‪...‬‬‫قال ك ّلهم أصبحوا ّ‬
‫بالوحي (القرآن والسنة) مرجعية لكل التعامالت بل يذهب أحكام املعامالت التي تل ّقاها بعض األئ ّمة تل ّقي األحكام التّعبّد ّية‬
‫ال يك ّلمك أحدهم‪ ..‬يف املحطة‪ ..‬يف املرتو‪ ..‬يف القطار‪...‬‬
‫ّ‬
‫كل ّ‬‫يف البيت‪ ...‬يف الشغل‪ ..‬يف حمالت البيتزا‪ ..‬ولدى ّ‬
‫املستشار طارق البشري إلى اعتبارها «ضابط االنتماء لإلسالم» قد عانى املسلمون من ج ّرائها متاعب ج ّمة في معامالتهم»‪.‬لذلك‬
‫عطار‪...‬‬
‫قسم اإلمام ابن عاشور مقامات األقوال و األفعال الصادرة عن‬ ‫ّ‬ ‫لذلك فاملرجعية اإلسالمية لها عمق عقائدي إلى جانب ما تلعب من‬
‫أتتصور‪ ..‬حتى املختار‪ ..‬رئيس الشعبة‪ ..‬الذي ال يزال يعمل‬ ‫ّ‬
‫دور في تشكيل الوعي وصياغة اإلدراكات السياسية واألخالقية رسول الله صلى الله عليه وسلّم وف ّرق بني أنواع تصرفاته وأكدّ‬
‫سمسار!! ‪...‬‬
‫ومن خاللها تتجسد طرق التفكير واملمارسة‪.‬غير أن ّاملالحظة على أهمية تعيني الصفة التي عنها صدر منه قول أو فعل الختالف‬
‫حتى أين أصبحت بني أهيل كالغريب‪ ...‬قلت حدّ د بالضبط ماذا‬
‫األساسية في املرجعية اإلسالمية اتساعها وتعدد األفهام داخلها أثرها في التشريع وهو في هذا األمر أضاف إلى ما ذكره اإلمام‬
‫تريد؟‪...‬‬
‫القرافي‪.‬‬ ‫من الفكر السلفي إلى الوسطي إلى الصوفي‬
‫الثوار‪...‬‬‫عمن يعلمني لغة ّ‬ ‫قال‪ :‬ال أتقن حديث الثورة‪ ...‬وأبحث ّ‬
‫أما في املجال السياسي فاملرجعية‬ ‫ال ّأمة هي التي توليّ‬ ‫إلى الشيعي إلى اجلهادي‪....‬وتتأسس املرجعية‬
‫قلت هذا ما يشغل بالك ويكاد يبكيك‪ ...‬فلدي من التجارب مع‬
‫اإلسالمية متثل اإلطار القيمي لألفكار‬ ‫اإلسالمية على نصوص الوحي(القرآن‬
‫اليسار و اليمني‪...‬‬
‫ّ‬ ‫احلاكم وهي �صاحبة احلق‬
‫والرؤى و تظل ثوابت اإلسالم وأحكامه‬ ‫والسنة) املصدر املركزي والتأسيسي للمعاني‬
‫ومن بيداغوجيا ركوب الثورة ما يكفيك‪...‬‬
‫الرئيسي‬ ‫واملصدر‬ ‫األعلى‬ ‫املرجع‬ ‫ومقاصده‬ ‫يف ال�سيطرة عليه‬ ‫واملفاهيم والقيم التي تعطي للثقافة واحلضارة‬
‫نب»‪ ...‬و تتس ّلح بق ّلة‬ ‫«ج ْ‬ ‫الصدق عىل ْ‬ ‫املهم أن ترتك احلياء و ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫للتشريع إلي جانب االجتهاد فيما وراء ذلك‬ ‫ذلك‬ ‫أت‬ ‫�‬ ‫ر‬ ‫متى‬ ‫تخلعه‬ ‫وهي‬ ‫مشروعية االستمرار‪ ،‬وهي املصادر التشريعية‬
‫األدب‪...‬‬
‫األصلية واملرجعية العليا التي متنح الشرعية من م�صلحتها فهو حاكم تأويال وجتديدا وتنزيال‪ ،‬ث ّم إن هذه املرجعية‬
‫وطاقة كبرية عىل الكذب‪...‬‬
‫مدين من جميع الوجوه العليا ال متنع انفتاح املشروع اإلسالمي على‬ ‫ّ‬ ‫في اإلسالم‪،‬وهي بالطبع ليست على درجة‬
‫األول‪ :‬أنك سليل أرسة عريقة يف النضال‪...‬‬ ‫الدّ رس ّ‬
‫منجزات احلضارة اإلنسانية إلي جانب ما‬ ‫واحدة من حيث احلجيّة والداللة والقابلية‬
‫مجيعهم ٌأ ْعدموا‪ ..‬بام يف ذلك ما كسبوا من قطط وكالب‪...‬‬
‫يتيحه الواقع والعقل واملصالح من اجتهاد في‬
‫�سلطة‬ ‫إ�سالم‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫‪..‬فلي�س‬ ‫للتأويل ‪،‬فهناك كليات ثابتة ومبادئ عا ّمة‬
‫وأنّك كنت منخرطا قبل أن تولد يف املقاومة‪..‬‬
‫الوحي بحثا عن احلقيقة وطلبا‬ ‫ّ‬ ‫أحكام‬ ‫تنزيل‬ ‫الوجوه‬ ‫من‬ ‫بوجه‬ ‫دينية‬ ‫وهناك مجمالت واسعة ونصوص ظنية حتتمل‬
‫ونقابة العماّ ل‪...‬‬
‫لإلضافات النافعة للبشرية‪ ‬فاحلكمة ضالة‬ ‫وجوها شتّى من الفهم والتنزيل على الواقع‬
‫قال هذه مبالغة‪ ..‬قلت أحسنت هذه منك جماملة‪...‬‬
‫وتأخذ أشكاال تبعا لتجارب اإلنسان و ظروف احلياة املتطورة‪ ،‬املؤمن يأخذها أينما وجدها‪ .‬و‪  ‬نظام احلكم في املنوال‪  ‬السنّي‬
‫فوح تدخلك بحكاية‪ ..‬وأنّك شاركت يف الثورة‪...‬‬ ‫الدرس الثاين‪ّ :‬‬
‫وهناك أحكام قطعية ال تتأثر بظروف الزمان واملكان‪ ،‬وهناك ما لإلسالم ال يستم ّد مشروعيّته من قوة غيبية وال من وصاية وال‬
‫من البداية وحتى النّهاية‪ ...‬وكيف أنّك كنت حترس الثورة‪..‬‬
‫النص وال حقّ التح ّدث باسمه‬ ‫ّ‬ ‫تركه الشارع عفوا ال نسيانا وتركه لالجتهاد وخاصة في مجال ميلك أحد أن يزعم احتكار فهم‬
‫أمام «الباالص»‪...‬‬
‫السياسة الشرعية واملعامالت املالية وتوزيع الثروة واألدوار التي على خالف الفكر الشيعي حيث اإلمامة أصل من أصول الدين‬
‫الرصاص‪ ..‬ومازالت‬ ‫ّ‬ ‫من‬ ‫سيال‬ ‫عليك‬ ‫وأطلق‬ ‫ّاص‪..‬‬ ‫ن‬ ‫وشاهدك الق‬
‫تسند للمرأة في املجتمع وهناك أشكال من التنزيل ارتبطت بعهد ولإلمام سلطته الدينية مما يؤسس لتماهي أقوال املرجع وأفعاله‬
‫«الكياس»‪...‬‬
‫ّ‬ ‫آثار الدماء يف‬
‫نزول الوحي فال ب ّد من فهمها على ذلك املعنى بحيث تندرج ضمن مع أقواله تعالى ووف ًقا لذلك‪ ،‬يحيل مفهوم املرجعية الدينية في‬
‫قال هذه مبالغة‪ ..‬قلت أحسنت هذه منك جماملة‪...‬‬
‫الفكر الشيعي إلى نوع من اإلكليروس الذي‬ ‫التجربة التاريخية ‪ .‬وهنا الب ّد من التفريق بني‪:‬‬
‫أن منزله أشبه بالكوخ‪ ...‬وأنه منشغل بقوت‬ ‫فأرص صديقي عىل ّ‬ ‫ّ‬
‫ال يوجد في الفكر السني حيث ال توجد سلطة‬ ‫مفهوم الدين مبا هو وضع إلهي ُموحى به‬
‫عياله‪ ...‬وأحيانا باألعراس والربوخ‪...‬‬ ‫اخلط�أ الكبري هو يف‬
‫دينية ‪ ،‬يقول اإلمام محمد عبده ‪»:‬إن اإلسالم‬ ‫ال تؤ ّثر فيه ظروف الزمان واملكان ويعبّر عن‬
‫الدرس الثالث‪ :‬أن تسبح دائام ضدّ الت ّّيار‪...‬‬
‫لم يعرف تلك السلطة الدينية ‪..‬التي عرفتها‬ ‫الن�سبي‬ ‫على‬ ‫املطلق‬ ‫إ�ضفاء‬ ‫�‬ ‫احلق في نصوص مق ّدسة‪.‬‬
‫قال ارضب يل مثال حتى أفهم هذا املسار‪...‬‬
‫أوروبا ‪..‬فليس في اإلسالم سلطة دينية سوى‬ ‫مفهوم املعرفة الدينية وأحوال التدين الزمني في�ؤول الأمر �إىل‬
‫قلت إن قال أحدهم جئت من الدار‪ ..‬فقل له جئت حاال من‬
‫املطار‪...‬‬
‫سلطة املوعظة احلسنة وهي سلطة خ ّولها الله‬ ‫الظرفية و التاريخية التي تعبّر عن اجتهاد تقدي�س الفهوم الب�رشية‬
‫لكل املسلمني ‪..‬واأل ّمة هي التي تولّي احلاكم‬ ‫التاريخية �أو �إ�ضفاء‬ ‫بشري مرشحة للتغيّر و االنفتاح‪.‬‬
‫كنت مسافرا‪ ..‬أروي يف املؤمترات‪ ..‬ما عاشته تونس من ثورة‬
‫وهي صاحبة احلق في السيطرة عليه وهي‬ ‫واخلطأ الكبير هو في إضفاء املطلق على‬
‫تطورات‪...‬‬ ‫و ّ‬
‫تخلعه متى رأت ذلك من مصلحتها فهو حاكم‬
‫النسبي الزمني فيؤول األمر إلى تقديس الن�سبي على املطلق الإلهي‬
‫فقام صديقي صائحا‪ ..‬ما كان عندي يوما هو ّية أو جواز‬ ‫املقد�س في�ؤول الأمر‬
‫مدني من جميع الوجوه ‪..‬فليس في اإلسالم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفهوم البشرية التاريخية أو إضفاء النسبي‬
‫سفر‪...‬‬
‫فقلت اجلس يا صديقي‪ ..‬ما كنت أعلم أنّك‪...‬‬
‫سلطة دينية بوجه من الوجوه ‪ ».‬ولئن ظهر‬ ‫�إىل �إخ�ضاع الثوابت‬ ‫على املطلق اإللهي املق ّدس فيؤول األمر إلى‬
‫تسكن الكوخ‪ ..‬وليس لك بطاقة عالج‪ ..‬وبدون وثيقة سفر‪...‬‬
‫مفهوم السلطة»املدنية» حديثا و إثر الصراع‬ ‫والقواطع املحكمة �إىل‬ ‫إخضاع الثوابت و القواطع احملكمة إلى النسبية‬
‫ض ّد الكنيسة في الغرب فأُحيلت إليها األمور‬ ‫و التاريخية ومن ث ّم يقع االختالل واالختالط‬
‫وتعامل كأنّك‪ ..‬لست من البرش‪...‬‬ ‫الن�سبية و التاريخية‬
‫الروحية بعد ما كانت مهيمنة على كل مفاصل‬ ‫في الوعي بني صورة الثابت و املتح ّول وبني‬
‫الرابع عرش‪...‬‬ ‫ثوار ّ‬ ‫أكيد أنّك ثرت‪ ..‬بل أنت من ّ‬
‫املجتمع والدولة مبا أ ّدى إلى عزل الدين عن‬ ‫الوحي واالجتهاد البشري‪ .‬و في هذا املجال‬
‫املعذرة املعذرة‪ ...‬فدروس التدارك أقدمها فقط‪...‬‬
‫الب ّد من حتديد معنى شرح السنة لنصوص القرآن حتى ال احلياة ومبا أعطى لهذا املصطلح (املدنية) معنى التحلل من كل ما‬
‫لثوار‪ ..‬اخلامس عرش‪...‬‬ ‫ّ‬
‫يختلط ما هو تشريع ثابت مبا صاغه الواقع اخلاص املتلبّس بعهد يرتبط بالدين فإنّ التاريخ اإلسالمي لم يعرف هذا الصراع كما لم‬
‫الشارع في ذلك كمسألة يعرف كذلك احلكم باسم سلطة دينية وإن وقع توظيف الدين في‬ ‫التنزيل‪،‬وال يقع جتاوز املقدار املأثور عن ّ‬
‫الصادق الصغيري‬
‫التشريعي وغير التشريعي والتّعبّدي واملعلّل في األحكام عند كثيرمن األحيان من طرف السلطة السياسية‪.‬‬

‫دعـــــــــوة‬ ‫روائــــــــــــــــــــع‬ ‫�إثـــــــارة‬


‫�إىل ّ‬
‫كل �شاب و�شا ّبة بلغ ‪� 18‬سنة‬ ‫إذا ركع الناس بني يدي ملك ظامل‪ ،‬أو استكانوا ألوضاع مزرية‪ ،‬ملحت يف أبصارهم‬ ‫ففي غياب االطمئنان واألمن‪ ،‬يتعامل‬
‫بريق األنفة‪ ،‬ويف سريهتم رشف احلرية‪ ،‬فام يسرتحيون حتى تنجو البالد والعباد من آثار‬ ‫الفرد مع اإلشاعة عىل هّأنا حقيقة ويفقد‬
‫بادروا باستخراج‬ ‫الفساد‪ ،‬وقيود العبودية…أولئك هم الثوار الذين يعتز هبم اإليامن وتستقيم هبم احلياة‪.‬‬ ‫القدرة عىل التّمييز بني اخليال والواقع‬
‫الوطنية‬
‫ّ‬ ‫بطاقة التعريف‬ ‫{و َج َع ْلنَا‬
‫وإذا كان اهلل جل شأنه قد صان العمران البرشي باجلبال‪ ،‬وقال يف كتابه‪َ :‬‬ ‫والوهم واحلقيقة‪.‬‬
‫ون} [األنبياء‪]31 :‬‬ ‫اجا ُس ُبلاً َل َع َّلهُ ْم هَ ْ‬
‫يتَدُ َ‬ ‫يها فِ َج ً‬ ‫ض َر َواسيِ َ َأ ْن تمَ َ‬
‫ِيد بهِ ِْم َو َج َع ْلنَا فِ َ‬ ‫فيِ الأْ َ ْر ِ‬ ‫حول اإلشاعة علامء نفس (رشوق‬
‫ستمكنكم من ممارسة ّ‬
‫حقكم‬ ‫ّ‬ ‫التي‬ ‫فقد اقتضت حكمته العليا أن تصون املجتمع اإلنساين هبذا النفر من حراس احلقائق‬ ‫‪)30/04‬‬
‫يف انتخاب املجلس الوطني التأسييس‬ ‫الرفيعة‪ ،‬ومحاة املعامل الفاضلة‪.‬‬ ‫خاصة بعض السياسيني‬ ‫ّ‬ ‫وتصيب‬
‫يوم ‪ 24‬جويلية ‪2011‬‬ ‫الشيخ محمد الغزالي‬ ‫وبعض اإلعالميني قبل املواطنني‪.‬‬

You might also like