‫مبادئ علم اجتماع ‪2‬‬

‫صلة الثقافة بالتنشئة الجتماعية ‪:‬‬

‫‪ )1‬يعتبر موضوع الثقافة والتنشئة الجتماعية من الموضوعات ذات الهمية القصوى في علمي الجتماع والنثروبولوجيا ‪.‬‬

‫‪ )2‬عمليتيا الثقافية والتنشئة الجتماعيية متلزمتان ‪ ،‬اذ يؤثير كيل منهميا بالخير ‪ ،‬فالفرد يكتسيب ثقافية مجتمعيه مين خلل عمليية‬
‫التنشئة الجتماعية التي تستمر من المهد إلى اللحد ‪.‬‬

‫‪ )3‬مؤسسات التنشئة الجتماعية هي التي تقوم بنقل النجازات الثقافية للجيال المتعاقبة ‪.‬‬

‫وتضم الثقافة كافة المنجزات الفكرية والمادية‪ .‬ففي الجانب الفكري تزود الثقافة الفراد بأساليب التعامل فيما بينهم والوسائل التي‬
‫تمكنهم من حل مشكلتهم وتلبية حاجاتهم المتعددة‪ .‬ومن الجدير ذكره ان الثقافة ل تؤثر في سلوك الفرد تأثيراً مباشراً ‪ ،‬وإنما‬
‫توكل ذلك إلى عدد من الجماعات والمؤسسات التي ينتمي إليها ‪.‬‬

‫تعريف الثقافة روبرت لوي‪:‬‬

‫الثقافة هي مجموعة ما يحصل عليه الفرد من مجتمعة ‪ ،‬أي المعتقدات والتقاليد والنماذج الفنية ‪ .‬والعادات المتعلقة بالغذاء والحرف‬
‫التي تصل إليه ل عن طريق فعاليته البداعية ‪ ،‬بل كميراث من الماضي ينقل إلية بالتعليم العفوي او المنظم ‪.‬‬

‫تعريف الثقافة والحضارة ‪..‬‬

‫إول ‪ :‬الحضارة هي شكل من أشكال الثقافة ‪ .‬وهنا يمكن التمييز بين ثلثة أشكال ومعاني لمصطلح الحضارة ‪.‬‬

‫‪.1‬استخدام كلمتي ثقافة وحضارة بمعنى واحد آي كمترادفين ‪.‬‬

‫‪.2‬الحضارة هي الثقافة حين تتعقد هذه وتتميز بخصائص معينة ‪.‬‬

‫‪.3‬الحضارة هي الثقافة إذا ما وصلت هذه إلى درجة واضحة من الرقي ‪ ،‬وأمكن قياسها بمقاييس خاصة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬يقوم على مقابلة الحضارة بالثقافة ‪ .‬فالثقافة تنكمش حين تصير معبرة عن مجرد تلك الفكار والمبتدعات النسانية المتعلقة‬
‫بالساطير والدين والفن والدب ‪ ،‬بينما الحضارة تدل على المبتدعات النشائية المتعلقة بمجال العلوم المادية والتكنولوجيا ‪.‬‬

‫عناصر ومدلولت الثقافة من وجهة نظر الجتماعين‬

‫تنقسم عناصر الثقافة إلى قسمين رئيسين هما ‪..‬‬

‫أ)العناصر المادية ‪ :‬وتشمل ماأنتجه النسان ‪ ،‬ويمكن معرفته بالحواس ‪.‬‬

 ‫ب)العناصر المعنوية ‪ :‬وتشمل أنماط السلوك ‪ ،‬والمعايير الجتماعية ‪ ،‬والقيم والعراف ‪ ،‬والعادات ‪.‬‬

‫وقد حدد كل من بليز وهوجر المعاني التي يستخدم بها مصطلح الثقافة بما يلي‪:‬‬

‫‪.1‬للدللة على أساليب الحياة أو "مخططات الحياة" المكتسبة بالتعلم والشائعة في وقت معين بين البشر جميعاً ‪.‬‬

‫‪.2‬للدللة على اساليب الحياة الخاصة بمجموعة من المجتمعات التي يوجد بينها قدر من التفاعل ‪.‬‬

‫‪.3‬للدللة على اساليب السلوك الخاصة بمجتمع معين ‪.‬‬

‫‪.4‬للدللة على اساليب السلوك الخاصة بشريحة معينة داخل مجتمع كبير على درجة من التنظيم المعقد ‪.‬‬

‫خصائص الثقافة ‪..‬‬

‫أ )) مكتسبة تتناقل عبر الجيال‪.‬‬

‫ب)) تتمييز الثقافية بمجموعة مين الخصائص شأن أي ظاهرة اجتماعية ‪ ,‬فهيي موجودة فيي أي مجتمع من المجتمعات بدائيا كان أم‬
‫متحضرا تتصف بالخصائص التالية‪:‬‬

‫‪.1‬مكتسبة ‪:‬‬

‫الثقافية ليرثهيا النسيان كميا يرث لون عينيية او بشرتيه ‪ ،‬بيل يكتسيبها بطرق مقصيودة (التعلم) او عرضيية مين الفراد الذيين يتفاعيل‬
‫معهم ويعيشون حوله ‪ ،‬منذ ولدته ‪ ،‬كأسرته واقرانه ‪ ،‬وغيرهم من الذين يخالطهم ‪.‬‬

‫‪.2‬التقاليد ‪:‬‬

‫الثقافة تراث اجتماعي يتعلمها ويتمثلها الفرد بصفة عضواً في جماعة معينة ‪ ،‬فهي تنتقل من جيل الى جيل بوساطة عملية التنشئة‬
‫الجتماعية ‪ ،‬ومن جماعة لخرى ‪ ،‬او من مجتمع لخر بوساطة عملية التثاقف ‪.‬‬

‫‪.3‬تراكمية ‪:‬‬

‫يعني ان الثقافة ذات طابع تاريخي تراكمي عبر الزمن ‪ ،‬فهي تنتقل من جيل الى جيل الذي يليه ‪ ،‬بحيث يبدأ الجيل التالي من حيث‬
‫انتهى الجيل الذي قبله ‪ ،‬وهذا يساعد على ظهور انساق وأنماط ثقافية جديدة ‪.‬‬

‫‪.4‬الثقافة اداة لتكيف الفرد مع مجتمعه ‪:‬‬

‫تعتبر الثقافة الداة التي يستطيع النسان من خللها ان يتكيف بسرعة مع التغيرات التي تطرأ على بيئته الجتماعية ‪ ،‬وتزيد ايضاً‬
‫من قدرته على استخدام ماهو موجود في بيئته تكاملية بكل عناصرها ‪.‬‬
 ‫‪.5‬تكاملية ‪:‬‬

‫الثقافية ذات طابيع تكاملي ‪ ،‬وهيي مركبية حييث تتكون مين عناصير وسيمات ماديية وفكريية ‪ ،‬تتجميع ميع بعضهيا فيي نميط ‪ ،‬وانماط‬
‫الثقافة تترابط وتتكامل مع بعضها بفضل بعض العناصر التجريدية التي يطلق عليها اسم موضوعات اساسية او تشكيلت ‪.‬‬

‫‪.6‬واقعية ‪:‬‬

‫اعتيبر كثيير مين العلماء الظواهير الثقافيية كالظواهير الجتماعيية ‪ ،‬وبالتالي فانيه ينبغيي النظير اليهيا (كأشياء) واقعيية مسيتقلة لتتعلق‬
‫بوجود افراد معينين مفاهيم موروثة تغيرت بتغير الوقت‪.‬‬

‫‪.7‬استمرارية ‪:‬‬

‫ظاهرة تنبيع مين وجود الجماعية ورضاهيم عنهيا ‪ ،‬وتمسيكهم بهيا ‪ ،‬ونقلهيا الى الجيال اللحقية ‪ ،‬فهيي بذلك ليسيت ملكاً لفرد معيين ‪،‬‬
‫فهييي لتموت بموت الفرد ‪ ،‬لنهييا ملك جماعييي وتراث يرثييه جميييع افراد المجتمييع ‪ ،‬كماانييه ل يمكيين القضاء على ثقافيية مييا ‪ ،‬ال‬
‫بالقضاء على جميع افراد المجتمع الذي يتبعها ‪ ،‬او تذويب تلك الجماعة التي تمارس تلك الثقافة بجماعة اكبر او اقوى ‪ ،‬ول تفني‬
‫الثقافيية ال اذا انقرض المجتمييع الذي يمارسييها سيواء بالقوة او الحرب او السييطرة او ظهور ثقافية جديدة مين منطلق عقائدي قوي‬
‫ومسيطر ‪ ،‬وهذا امر يصعب تنفيذه على ارض الواقع ‪.‬‬

‫‪.8‬النسانية ‪:‬‬

‫ظاهرة تخيص النسيان فقيط لنهيا نتاج عقلي ‪ ،‬والنسيان يمتاز عين باقيي المخلوقات بقدرتيه العقليية وامكاناتيه البداعيية ‪ ،‬وليشارك‬
‫النسييان فييي هذه الظاهرة – الثقافيية – اي ميين المخلوقات الحييية ‪ ،‬فتطور النسييان ميين المرحلة الرعوييية الى المرحلة الزراعييية‬
‫فالمرحلة الصناعية ‪ ،‬وتعلم من الذين سبقوه ‪ ،‬وهو بدوره سينقلها للجيال القادمة لن الثقافة التي هي من صنع النسان لتنتقل ال‬
‫من خلل النسان نفسه ‪.‬‬

‫تعريف التثاقف ‪:‬‬

‫التغير الثقافي الذي يتم في ضروف خاصة يحدث فيخا اتصال شديد بين ثقافتين او اكثر متناقضتين تناقضاً ملحوضاً‪ .‬كما يتضمن‬
‫تغير واسع النطاق‪ ,‬وسريعاً نسبياً في أي من الثقافتين او كلتيهما‪.‬‬

‫تعريف التنشئة الجتماعية‪:‬‬

‫عملييية تعلم وتعليييم وتربييية ‪ ،‬تقوم على التفاعييل الجتماعييي ‪ ،‬حيييث تهدف الى اكسيياب الفرد ‪( ،‬طفلً ‪ ،‬فمراهقاً ‪ ،‬فراشداً فشيخاً)‬
‫سلوكاً ومعايير واتجاهات مناسبة لدوار اجتماعية معينة ‪ ،‬تمكنه من مسايرة جماعتة والتوافق معها ‪ .‬فالطفل يمر بمرحلة حرجة‬
‫عندما يستدمج ‪ ،‬القيم والتجاهات ‪ ،‬والمعايير ‪ ،‬والدوار التي تشكل شخصيته ‪ ،‬وتؤدي الى اندماجه في مجتمعه ‪.‬‬
 ‫يمكن ملحظة امور مهمه من خلل التعريف‪:‬‬

‫‪.1‬اختلف الزمنه ‪ :‬مع نمو الفراد وتقدم السن بهم ‪ ،‬فإنهم يزدادون اختلفاً وتباينًا في سلوكهم ‪.‬‬

‫‪.2‬اختلف الثقافات ‪ :‬ان ابناء الثقافيية الواحييد يتشابهون فيمييا بينهييم فييي بعييض النماط السييلوكية ‪ ،‬ويختلفون عيين ابناء‬
‫الثقافات الخرى ‪.‬‬

‫مفهوم وظائف التنشئة الجتماعية ‪:‬‬

‫‪.1‬اكتسياب المعرفية ‪ ،‬والقييم ‪ ،‬والتجاهات ‪ ،‬والمعاييير والرموز وكافية انماط السيلوك ‪ ،‬اي انهيا تشميل اسياليب التعاميل‬
‫والتفكير الخاصة بجماعة معينة ‪ ،‬او مجتمع معين سيعيش فيه النسان ‪.‬‬

‫‪.2‬اكتساب العناصر الثقافية للجماعة ‪ ،‬والتي تصبح جزءاً من تكوينة الشخصي ‪ ،‬وهنا يظهر التباين في انماط الشخصية ‪،‬‬
‫على اساس درجة تمثل الفرد للنماط الثقافية ‪ ،‬بالضافة الى الفوارق الفردية والجتماعية ‪.‬‬

‫‪.3‬التكييف ميع البيئة الجتماعيية وخاصية مين ناحيتيي العضويية والنتماء فهيو ينتميي الى اسيرة والى عشيرة والى بلدة والى‬
‫وطن ‪.‬‬

‫‪.4‬ضبط السلوك الجتماعي للفراد من خلل اكتسابهم وتعلمهم لوسائل الضبط الجتماعي المختلفة ‪.‬‬

‫‪.5‬تحوييل الطفيل مين كائن حيي (بيولوجيي) الى كائن اجتماعيي ‪ ،‬حييث يكتسيب الفرد صيفته الجتماعيية بوسياطة التنشئة‬
‫الجتماعية ‪.‬‬

‫‪.6‬تحويل الفرد من طفل يعتمد في نموه على غيره الى فرد ناضج يدرك معنى المسؤولية‪.‬‬

‫مؤسسات التنشئة الجتماعية ‪:‬‬

‫‪.1‬السرة ‪..‬‬

‫‪.2‬المدرسة ‪..‬‬

‫‪.3‬الصحبه ‪..‬‬

‫‪.4‬دور العبادة ‪..‬‬

‫‪.5‬مجال العمل ‪.‬‬

‫‪.6‬وسائل العلم‪.‬‬
 ‫الســــــرة ‪:‬‬

‫السيرة أداة لنقيل الثقافية الى الطفيل ‪ ،‬فعين طريقهيا يعرف ثقافية عصيره وبيئتيه على السيواء ‪ ،‬ويعرف النماط العاميه السيائدة فيي‬
‫مجتمعيه ‪ ،‬وتختار السيرة مين الثقافة ماتراه هاماً ‪ ،‬حييث تقوم بتفسيره واصيدار الحكام عليه ‪ ،‬مما يؤدي الى التأثير على اتجاهات‬
‫الطفل لعدد كبير من السنين ‪ .‬وعليه فأن يمكن القول ان نظرة الطفله الى الميراث الثقافي تكون من وجهة نظر اسرته‬