You are on page 1of 12

‫الماسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسونية‪:‬‬

‫إن الماسونية هسي منظمسة يهوديسة سسرية هدامسة‪ ،‬إرهابيسة غامضسة‪،‬‬


‫محكمة التنظيم تهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم وتسسدعو‬
‫إلى اللحاد والباحية والفساد‪ ،‬وتتستر تحت شعارات خداعه ) حريسسة‬
‫‪ -‬إخاء ‪ -‬مساواة ‪ -‬إنسانية (‪ .‬جل أعضائها من الشخصيات المرموقسسة‬
‫في العالم‪ ،‬من يوثقهم عهدا ً بحفظ السسسرار‪ ،‬ويقيمسسون مسسا يسسسمى‬
‫بالمحافسسل للتجمسسع والتخطيسسط والتكليسسف بالمهسسام تمهيسسدا ً بحفسسظ‬
‫جمهوريسسة ديمقراطيسسة عالميسسة ‪ -‬كمسسا يسسدعون ‪ -‬وتتخسسذ الوصسسولية‬
‫والنفعية أساسا ً لتحقيق أغراضها في تكوين حكومة ل دينية عالمية‪.‬‬
‫ولقسسد قسسامت الماسسسونية منسسذ أيامهسسا الولسسى علسسى المكسسر والتمسسويه‬
‫والرهاب حيث اختاروا رموزا ً وأسماء وإشسسارات لليهسسام والتخويسسف‬
‫وسموا محفلهم )هيكل أورشليم( لليهام بأنه هيكسسل سسسليمان عليسسه‬
‫السلم‪.‬‬
‫أما تاريخ ظهورها فقد اختلف فيسسه لتكتمهسسا الشسسديد‪ ،‬والراجسسح أنهسسا‬
‫ظهرت سنة ‪43‬م‪ ،‬وسميت القوة الخفية وهدفها التنكيل بالنصسسارى‬
‫واغتيالهم وتشريدهم ومنع دينهم من النتشار ‪ ،‬كسسانت تسسسمى فسسي‬
‫عهد التأسيس )القوة الخفية( ومنذ بضعة قرون تسمت بالماسسسونية‬
‫لتتخذ من نقابة البنائين الحرار لفتة تعمسسل مسسن خللهسسا ثسسم التصسق‬
‫بهم السم دون حقيقة‪ ،‬وكانت تلك هي المرحلة الولى ‪.‬‬
‫أما المرحلة الثانيسسة للماسسسونية فتبسسدأ سسسنة ‪1770‬م عسسن طريسسق آدم‬
‫وايزهسساويت المسسسيحي اللمسساني )‪1830‬م( السسذي ألحسسد واسسستقطبته‬
‫الماسونية ووضع الخطة الحديثة للماسسسونية بهسسدف السسسيطرة علسسى‬
‫العالم وانتهى المشروع سنة ‪1776‬م‪ ،‬ووضع أول محفسسل فسسي هسسذه‬
‫الفترة )المحفل النوراني( نسبة إلى الشيطان الذي يقدسونه‪.‬‬
‫وقسسد اسسستطاعوا خسسداع ألفسسي رجسسل مسسن كبسسار الساسسسة والمفكسسرون‬
‫وأسسوا بهم المحفل الرئيسي المسمى بمحفل الشسسرق الوسسسط ‪،‬‬
‫وفيه تم إخضاع هؤلء الساسة لخدمة الماسسسونية‪ ،‬وأعلنسسوا شسسعارات‬
‫براقة تخفي حقيقتهم فخدعوا كسثيرا ً مسن المسسلمين‪ ،‬ومسن هسؤلء‪:‬‬
‫ميرابسسو‪ ،‬مسسازيني‪ ،‬الجنسسرال المريكسسي ) السسبرت مايسسك(‪ ،‬ليسسوم بلسسوم‬
‫الفرنسي‪ ،‬كودير لوس اليهودي‪ ،‬وغيرهم من الشخصيات‪.‬‬
‫وتتمثل أفكارهم في ومعتقداتهم الدنيئة في إباطل كل ما هسسو حسسق‬
‫وتدنيس كل ما هو طاهر‪ ،‬ومن أبرز هسسذه المعتقسسدات‪ :‬الكفسسر بسسالله‪،‬‬
‫والعمل على تدمير البلد والحكومات وزرع الفتنة وإشعال الحسسروب‪،‬‬
‫وإذاعسسة الباحسسة ونشسسر الفجسسور والسسسيطرة علسسى وسسسائل العلم‬
‫المختلفسسة وتوظيفهسسا لغراضسسهم السسدنيئة‪ ،‬وكسسذلك السسسيطرة علسسى‬
‫الشخصيات البارزة وتوظيفهم أيضا ً لخدمة الماسسسونية والعمسسل لهسسا‪،‬‬
‫وغير ذلك من المعتقدات الفاسدة‪.‬‬
‫ويتضح من ذلك أن الماسونية تعادي الديان جميعا ً ‪ ،‬وتسعى لتفكيك‬
‫الروابط الدينية ‪ ،‬وهز أركسسان المجتمعسسات النسسسانية ‪ ،‬وتشسسجع علسسى‬
‫التفلت من كل الشسسرائع والنظسسم والقسسوانين ‪ .‬وقسسد أوجسسدها حكمسساء‬
‫‪1‬‬
‫صهيون لتحقيق أغراض التلمسسود وبروتوكسسولتهم ‪ ،‬وطابعهسسا التلسسون‬
‫والتخفي وراء الشعارات البراقة ‪ ،‬ومن والهم أو انتسب إليهم مسسن‬
‫المسلمين فهو ضال أو منحرف أو كافر ‪ ،‬حسب درجة ركونه إليهم‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫العلمانية‪:‬‬
‫أن العلمانية هي اللدينية أو الدنيوية‪ ،‬وهي دعوة إلى إقامة الحياة‬
‫على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيدا ً عن الدين‬
‫وتعني في جانبها السياسي بالذات اللدينية في الحكم‪ ،‬وهي‬
‫اصطلح ل صلة له بكلمه العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة‬
‫بعيدا عن الدين وتعني في جانبها بالذات اللدينية في الحكم‪ ،‬وهي‬
‫اصطلح ل صلة له بكلمه العلم وقد ظهرت في أوربا منذ القرن‬
‫السابع عشر وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر‬
‫وانتقلت بشكل أساسي إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم‬
‫تونس ولحقتها العراق في نهاية القرن التاسع عشر ‪ .‬أما بقية‬
‫الدول العربية فقد انتقلت إليها في القرن العشرين‪ ،‬وقد اختيرت‬
‫كلمه علمانية لنها اقل إثارة من كلمه لدينية‪.‬‬
‫ومدلول العلمانية المتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولة وحياة‬
‫المجتمع وإبقاءه حبيسا ً في ضمير الفرد ل يتجاوز العلقة الخاصة‬
‫بينه وبين ربه فان سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر‬
‫التعبدية والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما‪ .‬وتتفق‬
‫العلمانية مع الديانة النصرانية في فصل الدين عن الدولة حيث‬
‫لقيصر سلطة الدولة ولله سلطة الكنيسة‪.‬‬
‫وقد انتشرت هذه الدعوة في أوربا وعمت أقطار العالم بحكم‬
‫النفوذ الغربي والتغلغل الشيوعي ‪ .‬وقد أدت ظروف كثيرة قبل‬
‫الثورة الفرنسية سنة ‪1789‬م وبعدها إلى انتشارها الواسع وتبلور‬
‫منهجها وأفكارها حيث تحول رجال الدين إلى طواغيت ومحترفين‬
‫سياسيين ومستبدين تحت ستار الكليريوس والرهبانية والعشاء‬
‫الرباني وبيع صكوك الغفران‪ ،‬ووقوف الكنيسة ضد العلم وهيمنتها‬
‫على الفكر وتشكيله ا لمحاكم التفتيش واتهام العلماء بالهرطقة؛‬
‫ثم ظهور مبدأ العقل والطبيعة حيث اخذ العلمانيون يدعون إلى‬
‫تحرر العقل وإضفاء صفات الله على الطبيعة ونتيجة لهذا الصراع‬
‫بين الكنيسة وبين الحركة الجديدة من جهة أخرى ‪ ،‬كانت ولدة‬
‫الحكومة الفرنسية سنة ‪1789‬م وهي أول حكومة ل دينية تحكم‬
‫باسم الشعب‪ .‬وهناك من يرى أن الماسون استغلوا أخطاء الكنيسة‬
‫الحكومة الفرنسية وركبوا موجة الثورة لتحقيق ما يمكن تحقيقه‬
‫من أهدافهم ‪.‬‬
‫ومن التجاهات العلمانية في العالم السلمي نماذج عدة ففي مصر‬
‫دخلت العلمانية مصر مع حملة نابليون بونابرت‪ ،‬وفي الهند التي‬
‫‪3‬‬
‫كانت حتى سنة ‪1791‬م الحكام وفق الشريعة السلمية ثم بدأ‬
‫التدرج من هذا التاريخ للغاء الشريعة السلمية بتدبير النجليز‬
‫وانتهت تماما في أواسط القرن التاسع عشر‪ ،‬وفي الجزائر إلغاء‬
‫الشريعة السلمية عقب الحتلل الفرنسي سنة ‪ 1830‬م وغيرها‬
‫من الدول والبلدان‪.‬‬
‫وتتمثل أفكار ومعتقدات العالمين في أن بعض العلمانين ينكر وجود‬
‫الله أصل ً وبعضهم يؤمنون بوجود الله لكنهم يعتقدون بعدم وجود‬
‫آية علقة بين الله وبين حياة النسان‪ .‬وأن الحياة تقوم على أساس‬
‫العلم المطلق وتحت سلطان العقل والتجريب‪ ،‬وكذلك إقامة حاجز‬
‫بين عالمي الروح والمادة والقيم الروحية لديهم قيم سلبية وغير‬
‫ذلك من المعتقدات الفاسدة الهادفة إلى الكفر واللحاد‪ .‬وقد‬
‫انتشرت معتقدات العلمانية في العالم السلمي والعربي بفضل‬
‫الستعمار والتبشير من الطعن في حقيقة السلم والقرآن‬
‫والنبوة‪ ،‬والزعم بان السلم استنفذ أغراضه وهو عبارة عن‬
‫طقوس وشعائر روحية وغير ذلك من الدعاءات الكاذبة‪.‬‬
‫ويمكن القول أن العلمانية دعوة إلى إقامة الحياة على أسس العلم‬
‫الوضعي والعقل بعيدا عن الدين الذي يتم فصلة عن الدولة وحياة‬
‫المجتمع وحبسه في ضمير الفرد ول يصرح بالتعبير عنة إل في‬
‫أضيق الحدود‪ .‬وعلى ذلك فأن الذي يؤمن بالعلمانية بديل عن الدين‬
‫ول يقبل تحكيم الشرعية السلمية‪ ،‬في كل جوانب الحياة ول يحرم‬
‫ما حرم الله يعتبر مرتدا ول ينتمي إلى السلم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫التبشير‪:‬‬
‫إن التبشير في أبسط معانيه ومرادفاته المجردة من المطامع‬
‫السياسية والستعمارية هو التنصير أي تحويل البشرية وبالخص‬
‫المسلمين إلى الديانة النصرانية وذلك باتخاذ وسائل وسبل متعددة‬
‫متنوعة في إشكالها ومجالتها‪.‬‬
‫ولو أنا أمعنا النظر في ذلك الدعم والتمويل الضخمين الذين خلف‬
‫هذا النشاط التنصيري لوجدنا أن معظم الدول المدعمة لهذا‬
‫النشاط على علقة ليست بالوثيقة مع الكنيسة ومن هذه الدول‬
‫على سبيل المثال ل الحصر أمريكا التي غطت نصف الرض‬
‫بمبشرين يزعمون إلى أنهم يدعون إلى حياة روحية وهي ل تبعد‬
‫سوى المادة أما فرنسا فنجدها تحمي رجال الدين في الخارج على‬
‫حين أنها على عداء مع الشيوعيين في الداخل وكثير من الدول‬
‫المتزعمة دفة التبشير نجدها تسير على هذا النهج‪ .‬فالسؤال الذي‬
‫يطرح نفسه الن‪ ،‬ما الدافع لهذه الدول التي ل صلة لها بالدين‬
‫وتزعم أنها قد جاءت لنشره لنهج هذا السلوك ؟؟!!‬
‫والهدف الحقيقي وراء عملية التبشير هو هدف سياسي استعماري‬
‫بالدرجة الولى – تلك هي الحقيقة ولكن يتمكن الستعمار الحديث‬
‫من تحقيق هدفه المنشود فإنه يركز عشرية على زعزعة العقيدة‬
‫السلمية في نفوس المسلمين بحيث يصبح السلم مجرد شعارات‬
‫جوفاء‪ ،‬وطقوسا ً كهنوتية صماء‪ ،‬ومن ثم ينعزل عن ميدان الحياة‬
‫عزل ً تاما ً ‪.‬‬
‫وقد تطور النشاط المسيحي الذي بدأ في القرن الثامن عشر يأخذ‬
‫شكل مؤسسة تنظيمية تنظمها وتدعمها الهيئات الدينية العالمية‪.‬‬
‫وبالتأكيد فأن التجاة التبشيري هو تطور حديث لهذا النشاط وقد‬
‫استطاع أن يدخل أو يعيد المسيحية إلى عدد كبير من البلد‪.‬‬
‫أن تطور هذه المؤسسات التبشيرية وتأثيرها الواسع على الموقف‬
‫الديني هو أمر بالغ الثر وأهم السباب التي دعت إلى قيام هذه‬
‫المؤسسات ومهدت لها ثلثة أل وهي‪ :‬عصر النهضة وحركة الصلح‬
‫والتوسع الوربي‪.‬‬
‫ومن وسائل وأساليب التبشير أساليب التبشير المباشرة ويقوم هذا‬
‫النوع بهذا من التنصير منصرون متفرعون‪ ،‬تم ترسيمهم وعاظا‬
‫لنشر النصرانية ويعتمد هذا النوع بالتنصير على القناع الفردي‬
‫والوعظ العام في الكنائس والماكن العامة و وسائل التنصير‬
‫‪5‬‬
‫المساعدة ويطلق على هذا النوع من وسائل التنصير الوسائل‬
‫الحديثة التي أدخلتها الجمعيات في مجال التنصير كالتعليم والعلج‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫التنصير‪:‬‬
‫أن التنصير هو حركة دينية سياسية استعمارية ‪ ،‬جاهدة لتبديل‬
‫صُر بالظهور‬‫دين البشرية إلى المسيحية ‪ .‬و قد بدأت حركة الت ّن َ ّ‬
‫إثر فشلها في حمل الناس على الدخول في المسيحية بالقوة ‪،‬‬
‫قيب الحروب الصليبية ) ‪1295-1097‬م( المدمرة ‪ ،‬و‬ ‫ع َ‬
‫ُ‬
‫استهدفت دول العالم الثالث بعامة و المسلمين بخاصة ‪ ،‬كما‬
‫هدفت لحكام السيطرة على هذه الشعوب‪.‬‬
‫ومن أهم أساليب التنصير العدائية التدفق المالي المنظم و‬
‫الدائم وهو العمود الحامل لبقية الوسائل فبالمال تتوفر لهم‬
‫كل الغايات وتشييد القرى الكبيرة للطفال البؤساء حول العالم‬
‫‪ ،‬والعمل جار منذ الربعينيات وتجد منها اليوم ‪ 371‬قرية‬
‫محضرة بأحدث التجهيزات العلمية و الطبية و التنصيرية‪،‬‬
‫والهتمام الفائق بالمعرفة والتعليم و خدمة المجتمع و رعايته‬
‫والترويج لفكرة تنظيم النسل بين المسلمين وإقامة المراقص‬
‫بالقرب من المساجد لستقطاب الشباب المسلم‪ ،‬خصوصا ًَ في‬
‫البلدان التي تسمح قوانينها بذلك مثل نيجيريا ‪ ،‬إذكاء نار‬
‫الحروب والفتن و الضغائن لضعاف شوكة الشعوب السلمية ‪،‬‬
‫وإيجاد منصرين من بين المسلمين من أنفسهم‪ ،‬و تكثيف‬
‫زيارات المنصرات لبيوت المسلمين والجتماع بالنساء وتوزيع‬
‫المؤلفات والكتب التنصيرية عليهن والُلعب و الهدايا للطفال‪،‬‬
‫وإنشاء الكتل البرلمانية و تحزيب الحزاب النيابية و المنظمات‬
‫صاحبة المناهج المخالفة للسلم تخدم أغراضهم و تصرف‬
‫المسلمين عن دينهم ‪ ،‬تبغيض صورة العربي و تشويهها و ترويج‬
‫أن العرب شهوانيون‪ ،‬متكبرون‪ ،‬ل يحترمون المثل ‪ ،‬عاجزون‬
‫عن مسايرة الحضارة الحديثة و مبادئ المساواة ‪.‬‬
‫ويمكن القول أن التنصير حركة سياسية استعمارية تستهدف‬
‫نشر النصرانية بين المم المختلفة في دول العالم الثالث عامة‬
‫وبين المسلمين على وجه الخصوص‪ .‬ويستغل زعماؤها انتشار‬
‫الجهل والفقر والمرض للتغلغل بين شعوب تلك المم متوسلين‬
‫بوسائل العلم التقليدية من كتب ومطبوعات وإذاعة وتلفاز‬
‫وأشرطة سمعية ومرئية فضل ً عن المخيمات والتعليم والطب‬
‫إلى جانب النشطة الجتماعية النسانية والغاثية الموجهة‬
‫‪7‬‬
‫لمنكوبي الفتن والحروب وغفلة وتساهل حكام بعض الدول‬
‫السلمية‪ .‬وتعتمد تلك الحركة في تحقيق أهدافها على تشويه‬
‫صورة السلم وكتابه ورسوله ‪ r‬مسخرين إمكاناتهم الضخمة‬
‫لتحقيق مآربهم‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الستشراق‪:‬‬
‫إن الستشراق ‪ Orientalism‬تعبير يدل على التجاه نحو الشرق‪،‬‬
‫ويطلق على كل من يبحث في أمور الشرقيين وثقافتهم وتاريخهم‪.‬‬
‫ويقصد به ذلك التيار الفكري الذي يتمثل في إجراء الدراسات‬
‫المختلفة عن الشرق السلمي‪ ،‬والتي تشمل حضارته وأديانه وآدابه‬
‫ولغاته وثقافته‪ .‬ولقد أسهم هذا التيار في صياغة التصورات الغربية‬
‫عن الشرق عامة وعن العالم السلمي بصورة خاصة‪ ،‬معبرا ً عن‬
‫الخلفية الفكرية للصراع الحضاري بينهما‪.‬‬
‫و الستشراق يشكل الجذور الحقيقية التي كانت ول تزال تقدم‬
‫المدد للتنصير والستعمار‪ ،‬وتغذي عملية الصراع الفكري في البلد‬
‫المستعمرة‪ ،‬وتشكل المناخ الملئم من أجل فرض السيطرة‬
‫الستعمارية على الشرق السلمي وإخضاع شعوبه‪ ،‬فالستشراق‬
‫صرين والمستعمرين‬ ‫هو المنجم والمصنع الفكري الذي يمد المن ّ‬
‫وقونها في العالم السلمي لتحطيم عقيدته‪ ،‬وهدم عالم‬ ‫بالمواد يس ّ‬
‫أفكاره‪ ،‬وقد جاء هذا الغزو الثقافي ثمرة لخفاق الغزو العسكري‬
‫وسقوطه‪ ،‬ولتربية جيل ما بعد الستعمار لقد تطورت الوسائل‬
‫وتعددت طرق المواجهة الثقافية الحديثة‪ ،‬ويكفي أن نقول‪ :‬إن‬
‫مراكز البحوث والدراسات سواء أكانت مراكز مستقلة أم أقساما ً‬
‫للدراسات الشرقية في الجامعات العلمية في المغرب‪ ،‬وما يوضع‬
‫تحت تصرفها من المكانات المادية والمبتكرات العلمية‬
‫والختصاصات الدراسية تمثل الصورة الحديثة التي تطور إليها‬
‫الستشراق ‪ ،‬حيث تمكن أصحاب القرار السياسي من الطلع‬
‫والرصد لما يجري في العالم يوميا ً ‪ ..‬ففي القارة المريكية وحدها‬
‫حوالي تسعة آلف مركز للبحوث والدراسات ‪ ،‬منها حوالي خمسين‬
‫مركزا ً مختصا ً بالعالم السلمي‪ ،‬ووظيفة هذه المراكز تتبع ورصد‬
‫كل ما يجري في العالم‪ ،‬ثم دراسته وتحليله مقارنا ً مع أصوله‬
‫التاريخية ومنابعه العقائدية‪ ،‬ثم مناقشة ذلك مع صانعي القرار‬
‫السياسي‪ ،‬ومن ثم ُتبنى على أساس ذلك الخطط والستراتيجيات‪،‬‬
‫وتحدد وسائل التنفيذ لقد أصبح كل شيء خاضعا ً للدراسة والتحليل‪،‬‬
‫ولعل المختبرات التي تخضع لها القضايا الفكرية والدراسات‬
‫النسانية أصبحت توازي تلك المختبرات التي تخضع لها العلوم‬
‫التجريبية‪ ،‬إن لم تكن أكثر دقة حيث ل مجال للكسالى والنيام‬
‫والعاجزين الغبياء في عالم المجدين الذكياء لقد اكتفينا بمواقف‬
‫لرفض والدانة للستشراق‪.‬‬
‫ومن الصعب تحديد بداية للستشراق ‪ ،‬إذ أن بعض المؤرخين‬
‫يعودون به إلى أيام الدولة السلمية في الندلس‪ ،‬في حين يعود به‬
‫آخرون إلى أيام الصليبيين ‪ ،‬بينما يرجعه كثيرون إلى أيام الدولة‬
‫الموية في القرن الثاني الهجري‪ .‬وأنه نشط في الشام بواسطة‬
‫الراهب يوحنا الدمشقي في كتابين الول‪ :‬حياة محمد ‪ .‬والثاني ‪:‬‬
‫حوار بين مسيحي ومسلم‪ .‬وكان هدفه إرشاد النصارى في جدل‬
‫‪9‬‬
‫المسلمين ‪ .‬وأيا كان المر فإن حركة الستشراق قد انطلقت‬
‫بباعث ديني يستهدف خدمة الستعمار وتسهيل عمله ونشر‬
‫المسيحية‪ .‬قد بدأ الستشراق اللهوتي بشكل رسمي حين صدور‬
‫قرار مجمع فيينا الكنسي عام ‪1312‬م وذلك بإنشاء عدد من كراسي‬
‫اللغة العربية في عدد من الجامعات الوروبية ‪.‬‬
‫ولم يظهر مفهوم الستشراق في أوروبا إل مع نهاية القرن الثامن‬
‫عشر ‪ ،‬فقد ظهر أول في إنجلترا عام ‪1779‬م ‪ ،‬وفي فرنسا عام‬
‫‪1799‬م كما أدرج في قاموس الكاديمية الفرنسية عام ‪1838‬م ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫التغريب‪:‬‬
‫إن التغريب هو تيار فكري كبير ذو أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية‬
‫وفنية ‪ ،‬يرمي إلى صبغ حياة المم بعامة ‪ ،‬والمسلمين بخاصة‬
‫بالسلوب الغربي ‪ ،‬وذلك بهدف إلغاء شخصيتهم المستقلة‬
‫وخصائصهم المتفردة وجعلهم أسرى التبعية الكاملة للحضارة‬
‫الغربية ‪.‬‬
‫وقد بدأ المشرقيون في العالم السلمي مع نهاية القرن الثامن‬
‫عشر ومطلع التاسع عشر بتحديث جيوشهم وتعزيزها عن طريق‬
‫إرسال بعثات إلى البلد الوربية أو باستقدام الخبراء الغربيين‬
‫للتدريس والتخطيط للنهضة الحديثة ‪ ،‬وذلك لمواجهة تطلع الغربيين‬
‫إلى بسط نفوذهم الستعماري إثر بدء عهد النهضة الوربية ‪.‬‬
‫ومنذ عام ‪1860‬م بدأت حركة التغريب عملها في لبنان عن طريق‬
‫الرساليات ‪ ،‬ومنها امتدت إلى مصر في ظل الخديوي إسماعيل‬
‫الذي كان هدفه أن يجعل مصر قطعة من أوروبا‪ .‬وازدهرت حركة‬
‫التغريب بعد سيطرة التحاديين عام ‪1908‬م على الحكم في الدولة‬
‫العثمانية وسقوط السلطان عبد الحميد‪.‬‬
‫ومن أهم مظاهر سياسة التغريب في العالم السلمي تنمية‬
‫الهتمام ببعث الحضارات القديمة وقد أعلن في بحثه هذا صراحة‬
‫أن هدف إلى معرفة إلى أي مدى وصلت حركة تغريب الشرق وما‬
‫هي العوامل التي تحول دون تحقيق هذا التغريب ‪ ،‬وتشجيع فكرة‬
‫إيجاد فكر إسلمي متطور يبرر النماط الغربية ومحو الطابع المميز‬
‫للشخصية السلمية بغية إيجاد علئق مستقرة بين الغرب وبين‬
‫العالم السلمي خدمة لمصالحه ‪.‬والدعوة إلى الوطنية ودراسة‬
‫التاريخ القديم والدعوة إلى الحرية باعتبارها أساس نهضة المة مع‬
‫عرض النظم القتصادية الغربية عرضا مصحوبا بالعجاب ‪ ،‬وتكرار‬
‫الكلم حول تعدد الزوجات في السلم وتحديد الطلق واختلط‬
‫الجنسين‪ ،‬و نشر فكرة العالمية والنسانية التي يزعم أصحابها بأن‬
‫ذلك هو السبيل إلى جمع الناس على مذهب واحد تزول معه‬
‫الخلفات الدينية والعنصرية لحلل السلم في العالم ‪ ،‬ولتصبح‬
‫الرض وطنا واحدا يدين بدين واحد ويتكلم بلغة واحدة وثقافة‬
‫مشتركة بغية تذويب الفكر السلمي واحتوائه في بوتقة القوياء‬
‫المسيطرين أصحاب النفوذ العالمي‪ .‬ولقد استطاعت حركة التغريب‬
‫أن تتغلغل في كل بلد العالم السلمي ‪ ،‬وإلى كل البلد المشرقية‬
‫على أمل بسط بصمات الحضارة الغربية المادية الحديثة على هذه‬
‫البلد وربطها بالغرب فكرا وسلوكًا‪.‬‬
‫ولقد تعالت تأثير حركة التغريب إذ أنه قد ظهر بوضوح في مصر ‪،‬‬
‫وبلد الشام وتركيا وإندونيسيا والمغرب العربي وتتدرج بعد ذلك‬
‫في البلد السلمية القل فالقل ولم يخل بلد إسلمي أو مشرقي‬
‫من آثار وبصمات هذه الحركة ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ويمكن القول أن التغريب تيار مشبوه يهدف إلى نقض عرى‬
‫السلم والتحلل من التزاماته وقيمه واستقلليته والدعوة إلى‬
‫التبعية للغرب في كل توجهاته وممارساته ومن واجب قادة الفكر‬
‫السلمي كشف مخططاته والوقوف بصلبة أمام سمومه‬
‫ومفترياته التي تبثها الن شخصيات مسلمة وصحافة ذات باع طويل‬
‫في محاولت التغريب ‪ ،‬وأجهزة وثيقة الصلة بالصهيونية العالمية‬
‫والماسونية الدولية ‪ ،‬وقد استطاع هذا التيار استقطاب كثير من‬
‫المفكرين العرب ‪ ،‬فمسخوا هويتهم وحاولوا قطع صلتهم بدينهم‬
‫والذهاب بولئهم وانتمائهم لمتهم السلمية من خلل موالة‬
‫الغرب والزهو بكل ما هو غربي وهي أمور ذات خطر عظيم على‬
‫الشباب المسلم‪.‬‬

‫‪12‬‬

You might also like