You are on page 1of 85

‫الرّد على طروحات التجاه الخلقّي التصميمّي‬

‫مما ترجمت سابقا ً في منتدى الملحدين العرب – ساحة‬


‫الترجمة وإلحاد إسباني عربي‬
‫فينيق‬
‫‪ 10‬أسباب تمنع القتناع " بعلم الخلق "‬

‫إثر صدور قرار الحكم المسمى " محاكمة القرد "* في العام ‪ ,1925‬سّن عدد من وليات طوق‬
‫الكتاب المقّدس في اميركا قوانين تمنع تعليم نظرية التطور في دروس العلوم‪ .‬في الواقع‪ ,‬كانت‬
‫اهم تبعات هذا القرار‪ :‬انخفاض مستوى نوعّية التعليم في الوليات المتحدة‪ .‬لكن إثر بدء الدراسة‬
‫الفضائّية من قبل السوفييت‪ ,‬حيث اطلقت موسكو أّول قمر صناعي في العالم‪ :‬قد اجبر الميركان‬
‫على بذل جهود ُمضاعفة على الصعيد العلمي ليتم احراز التقّدم‪ .‬هذا بدوره قاد الى انقلب نوعّي‬
‫في الموقف الُمضاد لتعليم نظرية التطور في كامل الوليات المتحدة‪ .‬لكّن هذا لم يح َ‬
‫ظ بالقبول من‬
‫بعض الجماعات الدينية المتطرفة‪ ,‬ولهذا حاولوا ادخال نوع جديد من التعليم أسموه " علم الخلق‬
‫" في دروس العلوم‪ ,‬ومحاولة صبغه بلون علمي‪ .‬إّن فكرة انشاء " معهد البحث الخلقي ‪" ICR‬‬
‫ل تكون أكثر من ترجمة خاصة لبعض اجزاء من الكتاب المقدس‪.‬‬

‫وإليكم ‪ 10‬أسباب تمنع اعتبار هذا النظام التعليمي‪ :‬باعتباره منظومة علمية أو علم‪ ,‬هي‬
‫بالتوالي‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ل‪ :‬ل يمتلك قاعدة عمل علمي‬

‫ي مراجعه‬‫ي من معطياته‪ ,‬ل يقبل أ ّ‬‫علم الخلق‪ :‬ل يكون علمًا‪ ,‬لنه ل يقوم على منهج علمي بأ ّ‬
‫نقدية لٌحججه‪ .‬المنهج الوحيد الذي يستخدمه‪ :‬نقد النقاط المفهومة بشكل مغلوط لمختلف‬
‫ي إسناد تجريبي‪ ,‬حيث انها غير قابلة للمساءلة وتلتقي كليّاً‬‫النظريات العلمية‪ ,‬موفراً بديل دون أ ّ‬
‫مع قصص الكتاب المقدس‪ .‬ل تخضع خلصاته للمساءلة ول يوجد أي اختبارات ول حوادث يمكن‬
‫ان تنتج‪ :‬وهذا أمر ضروري ول غنى عنه في المنظومة العلمية‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬ل يكون علمًا‪ ,‬لّنه شأن عقائد ّ‬


‫ي‬

‫في العلم ل وجود لعقائد ثابتة‪ ,‬وهذا أمر متوفر بالتجاه الخلقّي غالبًا‪ ,‬كما في حالت مثل‪ :‬عمر‬
‫الرض‪ ,‬خلق منفصل للنواع‪ ,‬الطوفان الكوني ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬نظرية علمية ل تصمد دون أدلة‬

‫ي دليل يدعمها‪ ,‬فحتى لو ثبت مستقبل وفق الدلة أن نظرية‬


‫ل تقّدم فرضية " علم الخلق " أ ّ‬
‫التطور خاطئة‪ ,‬فهذا ل يشّكل دليل على صّحة الخلق‪ .‬في العمل العلمي‪ ,‬دحض نموذج ل يعني‬
‫صدق النموذج الُمعاكس‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬يكون " علم الخلق " ثابت أو سكونّي‬


‫ل يكون علما ً لنه ل يسمح بحصول تقّدم‪ ,‬حيث ان كل شيء ثابت وفق ما ادلى به بعض النبياء‬
‫منذ ما يقارب ‪ 2000‬عام‪ .‬ل يحتمل‪ :‬أي تغيرات ول تقّدم‪ ,‬ل يسمح بخطوط بحث جديدة‪ ,‬ل يدعم‬
‫طروحات جديدة ول أي افتراض قد يناقض كتابه المقدس‪ .‬بينما يساهم العلم بتقّدم معارفنا‪,‬‬
‫الخلق يجمدها تمامًا‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬غير متماسك على الصعيد العالمي‬

‫يتوجب على النظرية العلمية ان تكون متماسكة و تلقى قبول عالميا‪ .‬فعند رفض سلسلة من‬
‫الوقائع الُمثبتة‪ ,‬سواء في حقل البيولوجيا‪ ,‬كما في الكيمياء ‪ ,‬الفيزياء وعلم الفضاء‪ ,‬يقوم التجاه‬
‫الخلقّي باجبارنا على رفض القسم الكبر من معارفنا العلمية‪ ,‬مثل الهندسة الصادرة عن البحث‬
‫العلمي‪ ,‬هندسة سمحت لنا بين اشياء كثيرة‪ :‬بامتلك طاقة رخيصة‪ ,‬صنع ادوية فعالة‪ ,‬بناء آلت‬
‫واجهزة الكترونية متطورة أو الخروج من النظام الشمسي‪.‬‬

‫سادسًا‪ " :‬علم الخلق " ل يمتلك قدرة تنبؤّية‬

‫يتوجب على النظرية العلمية القدرة على تحقيق تنبؤات‪ .‬يفتقد التجاه الخلقّي لهذه الميزة‪ ,‬فهذا‬
‫التجاه ذو طابع فلسفي‪ .‬يكون غير قادر على تحقيق نبوءات قابلة لختبار وفق طروحاتها‪ .‬تماما‬
‫كوجود استحالة كلّية بالحصول على علقات وقوانين عامة‪ ,‬انطلقا ً من الظواهر " المدروسة‬
‫كما هو ُمفترض "‪.‬‬

‫سابعًا‪ :‬النفي المنهجّي‬

‫معارضة أو نفي فاقد للدلة‪ ,‬لكل ما يناقض طروحاتهم‪ ,‬فهم ينفون عمليا كل ما يتصل بتقنيات‬
‫التأريخ سواء جيولوجية أو فيزيافلكية كونها ل تتفق مع رؤيتهم‪ .‬من المثير انهم يدعمون تلك‬
‫ي من تلك‬‫التقنيات عندما تحاول اثبات عمر ضريح أحد الكهنة أو القديسين أو عمر لباس أ ّ‬
‫الشخصيات القداسية!!‬
‫ثامنًا‪ :‬أقدام في الوحل‬

‫يمتلك التجاه الخلقي قاعدة تاريخية – علمية‪ ,‬تتوخى اعادة احياء اساطير وقصص شعبية‪ ,‬تّم‬
‫تكييفها لتأكيد الكاذيب‪ ,‬مثل‪ :‬مركزية الرض‪ ,‬قيمة بي مساوية ل ‪ , **3‬طوفانات مستحيلة‬
‫الحصول ‪ ....‬الخ‪.‬‬

‫تاسعًا‪ :‬ل يمتلك قدرة تفسيرّية‬

‫ي ول عن نشوئه اعتباراً من‬ ‫ل ُتعطينا قصص سفر التكوين أ ّ‬


‫ي فكرة عن التنوع عند الكائن البشر ّ‬
‫زوج واحد‪ .‬كذلك ل يمكنه تفسير الرتباط الجيني لكل النواع الحّية‪.‬‬

‫عاشرًا‪ :‬بل علم‬

‫ي‬
‫سيكون " علم الخلق " ‪ :‬أول علم ل يحتوي على نشاط علمي!!!‪ :‬فالخلقيين ل يقوموا بأ ّ‬
‫ي‬
‫ي مراجعة من قبل أ ّ‬ ‫ي جامعة أو مختبر معروف‪ .‬منشوراتهم ل تتعّرض ل ّ‬ ‫ي نوع‪ ,‬بأ ّ‬
‫ابحاث من أ ّ‬
‫جهة علمية بحثية‪ ,‬كما انهم ل ينشرونها في مجلت علمية معروفة‪ .‬ل تمّر طروحاتهم إل في‬
‫مدارس‪ ,‬معاهد او جامعات دينية فقط‪ ,‬او في متاحف يديرونها هم فقط‪ ,‬كما في المعابد الدينية‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* يمكن القراءة عن هذا القانون بالنكليزية‪ ,‬هنا‪:‬‬

‫‪http://en.wikipedia.org/wiki/Scopes_Trial‬‬
‫** كنت قد ترجمت شيء يخدم توضيح الفكرة اعله‪:‬‬
‫في الكتاب المقدس يتم التأكيد على أّن ‪ π‬تساوي ‪ } 3‬سفر الملوك الول‪ ,{7,23 ,‬ما يدفعنا‬
‫لتعليمه في دروس الهندسة لتكون صحيحة‪ ,‬لماذا تعتقد حضرتك بأن المباني ل يمكنها تحّمل‬
‫الزلزل؟ لنها غير مصنوعة مع القيمة الحقيقية ل ‪ !!! π‬فيما لو أنه يتم بناؤها مع قيمتها‬
‫المساوية ‪ ,3‬فالبنية ستكتسب الصلبة بفضل النعمة اللهية التي من شانها أن تحميهم من كل‬
‫شّر‪ ,‬مؤسسة في أن ال ‪ ,3‬تكون الرقم الدال على الثالوث!! وانه بفضله المباني ستبقى محمّية‬
‫ضد كل الشرور‪.‬‬
‫بالضافة‪ ,‬لّن القيمة الُمعتمدة حاليا ً ل ‪ } π‬هي ‪ { 3.14‬يكون رقما ً بشعًا‪ ,‬صعب التذّكر‬
‫وتقريبّي!!‪ ,‬نعم صديقي القاريء‪ ,‬يكون صحيحًا‪ ,‬بأنهم ل يرغبون بأن ُيعرف هذا‪ ,‬لكنه صحيح‪,‬‬
‫القيمة الحقيقية التي يعتمدوها هم ل ‪ π‬تكون مجهولة‪ ,‬كيف يمكن لهؤلء المتحدثين لنا عن العلم‪,‬‬
‫القول بأن رياضياتهم تكون مضبوطة وصحيحة‪ ,‬دون ان يعرفوا قيمة هذا العدد؟ كيف يمكنهم‬
‫بناء اشياء متماسكة وهم ل يمتلكون دّقة في القياس؟ بالمقابل ا بمعرفته المطلقة‪ ,‬يجعله‬
‫ي‪ ,‬آمين‬ ‫مساويا ً ل ‪ 3‬كي ل يكون هناك تقريبات ويمكن ان يكون صحيحا ً دقيقا ً كل شيء دائر ّ‬
‫اخوتي اللذين أكلمكم بما انكشف لي‪ ,‬والواقع أّن ‪ π‬مساوية ‪ ,3‬بمثابة دليل جميل على وجود ا‬
‫والثالوث‪ ,‬هكذا يرفضه العميان ذوي العقول المغلقة‪ ,‬اللذين ل يرون أبعد من أنوفهم‪ ,‬وهم غير‬
‫ب في كل آن وإلى البد!!‬ ‫قادرين على تحطيم عقائدهم‪ .‬الثناء للر ّ‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ ..‬يرجى التدقيق‬


‫الُمغالطات التاريخّية الُمضادة للداروينية‬

‫بقلم خوسيه ماريا هيرنانديز دي ميغيل‬

‫لعّل صورة تشارلز داروين ُتوقظ نوع من اللوم الحقيقي‪ ,‬ضمن كثير من الدوائر الدينية‪ .‬ربما‪,‬‬
‫وللوهلة الولى‪ ,‬يمكن ان يتساءل اي شخص عن أسباب هذا الحقد الموّجه لعالم طبيعي‪ ,‬الشيء‬
‫الوحيد الذي قد عمله هو السهام الجيد بتقّدم معرفتنا عن العالم الذي نحياه‪ ,‬حقد لم يتم توجيهه‬
‫لشخصيات مثل لمارك‪ ,‬آنشتين أو هاوكينغ‪.‬‬
‫في حالة الصولية الدينية‪ ,‬داروين يشّكل عمليا ً حالة شيطانية‪ ,‬ويبرز بوصفه كائن شرير مسؤول‬
‫عن مساويء حقبتنا‪ ,‬وقد كان هو أو " اتباعه "‪ ,‬محددين باعتبارهم فرق شيطانية بخدمة‬
‫اللحاد‪.‬‬

‫في دوائر أخرى " ُمعارضة علميا ً للداروينية " كما هو ُمفترض‪ ,‬وعلى الرغم من الكلم عن "‬
‫تناقضات جديدة في علم الحياء " و " نظريات بديلة أسكتها إقرار الداروينية الجديدة "‪ ,‬يظهر‬
‫‪.‬من جديد‪ ,‬بعد قراءة قليل من السطور‪ ,‬ذات الحقد الموّجه الى داروين‬
‫مالذي امتلكه داروين‪ ,‬ولم يمتلكه كوبرنيكوس أو هاوكينغ؟ لما كل هذا الحقد العمى على نظريته‬
‫وعليه شخصيًا؟ هل لنه قد تّم فهمه بقوله بالتحّدر من قرد؟ يبدو في جزء منه نعم‪ ,‬ولو أّن‬
‫‪.‬القضّية أعقد من ذلك بكثير‬
‫يكون ضروريا ً أن نعود لنهايات القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر‪ ,‬لجل فهم وضع‬
‫علم الحياء بتلك الحقبة‪ ,‬وفهم السباب التي تجعل المدافعين عن الخلق } ايضا اسمهم جماعة‬
‫‪.‬التصميم الذكي { يتابعون تعلقهم بتلك الحقبة‬

‫التنوير والعلوم الطبيعية‬

‫عصر النوار فرض تطوراً رائعاً في العلم‪ ,‬والتاريخ الطبيعي لم يكن استثناء‪ .‬أوائل المحاولت‬
‫العلمية لتصنيف الكائنات الحية‪ ,‬تحققت على يد كارل لينيو } ‪ { 1707/1778‬وقد تعرضت لرؤية‬
‫متواصلة من قبل عدد من علماء الطبيعة‪ ,‬اللذين خرجوا لستكشاف اقاصي المعمورة‪ ,‬مكتشفين‬
‫لعدد هائل من النواع‪ .‬علماء طبيعه مثل‪ :‬همبولدت‪ ,‬بانك أو السباني كافانيليس‪ ,‬يقدمون المثال‬
‫على عدد من العلماء اللذين قد ساهموا بتقديم نظرة عالمية للتنوع البيولوجي الهائل في الرض‪,‬‬
‫دون القتصار على مجّرد وصف‪ ,‬بل بالعمل على تنظيم وتصنيف الكائنات الحية بالتفاق مع‬
‫أوجه الشبه فيما بينها‪.‬‬
‫هذا‪ ,‬بل شّك‪ ,‬قد ساهم بتوطيد فكرة‪ ,‬قد كانت بصيغة أولّية على مدار قرون في الماضي‪ ,‬هي‪ :‬بأن‬
‫النواع الحيوانية والنباتية قد ارتبطت ببعضها عبر درجات مختلفة من القرابة‪ .‬الرهاصات الَُوْل‬
‫في التصنيفات وفق جماعات بنيويا ً ووظئفيا ً الكثر أهمية‪ ,‬كانت باسهامات بوفون }‬
‫‪ {1707/1788‬وكوفيير }‪ .{1769/1832‬مع كل هذا‪ ,‬لم يتأّخر ظهور علماء طبيعه قد تساءلوا‬
‫حول أصل هذا التنوع‪ ,‬وقد حاولوا تفسيره مقدمين اطروحات عديدة ضمن تصّور تطوري‪ .‬بوفون‬
‫ذاته‪ ,‬مونبودو }‪ -{1714/1799‬الذي كان أول من اقترح امكانية وجود سلف مشترك للبشر‬
‫والقرود – وخصوصا ً جان بابتيست لمارك }‪ ,{1744/1829‬قد أسسوا القواعد للفكرة الحديثة‬
‫عن التطور‪ .‬أما إراسموس داروين }‪ ,{1731/1802‬جّد داروين‪ ,‬قد تكّلم بين هؤلء الرواد عن‬
‫نظرية تطورية‪.‬‬

‫رؤية إيمانّية للمحّرك التطوري‬

‫بولوج القرن التاسع عشر‪ ,‬يتم التفريق بين رؤيتين حول أصل الكائنات الحّية‪ :‬رؤية ثبوتّية‬
‫} بحسبها كل النواع الحية استمرت كما ُخلقت‪ ,‬دون اي تطور فيها { من انصارها لينيو ذاته‬
‫وغوفيير } سيتبع خطاهم مستقبل لويس باستور {‪ ,‬ورؤية تطورية مستجدة‪ ,‬قد اقترحت بأن‬
‫الكائنات الحية الحالية قد أتت من صيغ بدائية‪ ,‬يبرز هنا دون شّك جان بابتيست لمارك‪ ,‬كُمقترح‬
‫للنظرية الكثر اكتمال حول تحّول النواع عبر وراثة الميزات الُمكتسبة أو المفقودة عبر‬
‫الستخدام أو عدم الستخدام لها ذاتها‪.‬‬
‫ي تفسير لكيفية حصول كل هذا التنوع‪ ,‬ول حتى في حال التطور‪ ,‬حيث أن آليات‬ ‫لم يكن هناك أ ّ‬
‫حدوث التنوع قد كانت مجهولة كليًا‪ ,‬والتفسيرات التطورية كانت ناقصة‪ ,‬فكان من المعتاد‬
‫استكمالها باتجاهات داخلية نحو التعقيد أو أسباب غائّية‪.‬‬

‫قبل هذه الفترة‪ ,‬ونظراً للتأثير الكبير للكنيسة‪ ,‬قليل من علماء تلك الحقبة قد استبعد التدّخل لخالق‬
‫} لله {‪ ,‬الذي كان ُيعتبر كأصل لكل الصيغ الحّية } الرؤية الثبوتية التي تحدثنا عنها اعله { أو‬
‫طة التطور‪ ,‬التي أّدت الى الكائن البشري باعتباره هدف نهائي للعلمية } فكرة‬ ‫باعتباره مديراً لخ ّ‬
‫‪ }.‬قد نأى بنفسه عنها لمارك في آخر اعماله‪ ,‬ساخراً من التفسير الغائّي للعملية التطورية‬
‫النظرية الكثر قبولً في كل الوساط خلل النصف الول من القرن التاسع عشر‪ ,‬كانت متمحورة‬
‫حول أّن الكائنات الحية هي ثمار تصميم إلهي‪ .‬العتقاد المركزي ُوِجَد بالفكرة القائلة‪ :‬كل التنوع‪,‬‬
‫طة‬‫الصيغ والبنى للحيوانات والنباتات‪ ,‬تشكل برهان على وجود خالق ذكي‪ ,‬مصمم قد حّقق خ ّ‬
‫ناجحة‪ ,‬بصورة غير مباشرة خالقا ً جميع وكل واحدة من الصيغ الموجودة أو عبر قدرة ملموسة‬
‫‪.‬على التنويع‪ ,‬باعطاء صيغ جديدة انطلقا من صيغ اخرى‪ ,‬لكن دوما ً ضمن خ ّ‬
‫طة ُمحكمة‬

‫بالي والتصميم الذكي‬

‫دون ادنى شّك‪ ,‬العمل الكثر اهمية حول دليل التصميم في الكائنات الحية‪ ,‬كان تحت عنوان "‬
‫اللهوت الطبيعي ‪ ," 1802 /‬الذي وضعه اللهوتي البريطاني ويليام بالي }‪.{1743/1805‬‬
‫وفيه‪ ,‬بالي } الذي كان مطلعا ً على العلوم الطبيعية { قد قّدم أمثلة حول تعقيد عدد كبير من الُبنى‪,‬‬
‫مبرهنا ً بأنها تقدم اثبات ل يمكن دحضه بكونها ُمصممة‪ .‬لجل هذا‪ ,‬يستخدم قياسا قد وصل الى‬
‫ايامنا تحت اسم " قياس الساعاتي "‪ ,‬الذي بحسبه‪ ,‬امام العين البشرية يتوجب علينا التفكير بما‬
‫نفكر به امام الساعة‪ :‬كلهما عبارة عن انتاج مصمم ذكي‪.‬‬
‫بالي ايضا يقوم بادخال مفهوم يحّدده ب" علقة " واليوم نعرفه كتعقيد غير قابل للختزال‪ ,‬يقوم‬
‫على البرهنة بأن العلقات المعقدة بين الُبنى والعمليات للكائنات الحية فقط يمكن تفسيرها‪ ,‬فيما لو‬
‫أّن أحد ما قد صّمم هذا الكائن ككل‪.‬‬
‫بهذه الصيغة‪ ,‬ونظرا لعدم قبول الكنيسة للفكار التطورية‪ ,‬برهان التصميم عند بالي قد نال‬
‫القبول‪ ,‬لنه يفسر كل التنوع البيولوجي الملحوظ‪ ,‬عبر التصميم اللهي الكثر اقناعا بتلك الوساط‬
‫وقتها‪.‬‬

‫ثورة والس وداروين‬

‫" أصل النواع "‪ ,‬عبر طبعته الولى التي رأت النور يوم ‪ 24‬تشرين الثاني نوفمبر عام ‪,1859‬‬
‫مّثلت قطيعة كلّية مع الحال السائد بتلك الحقبة‪ .‬لول مرة تّم اقتراح آلية تفسيرية ليس للتنوع‬
‫الملحوظ فقط‪ ,‬بل للتطور والتصنيف لكل الكائنات الحية اعتبارا من سلف مشترك‪.‬‬
‫الكثر اهمية بعمل داروين لم يكن تأكيد الفعل التطوري } على أهميته {‪ ,‬بل بتوفير نظرية حول‬
‫كيفية انتاج هذا التطور‪ :‬عملية النتقاء الطبيعي‪ ,‬خلصة قد توصل لها قبل داروين عالم الطبيعه‬
‫النكليزي‪ :‬الفريد راسل والس }‪.{1823/1913‬‬
‫على الرغم من غياب تفسيرات حول آليات النتقال بين الجيال } الشيء الذي توّجب انتظاره أكثر‬
‫سر بشكل صحيح كيفية‬ ‫من ‪ 50‬عام بظهور التطور في علم الوراثة {‪ ,‬النتقاء الطبيعي قد ف ّ‬
‫تشييده لبنية معقدة كالعين البشرية‪ ,‬دون اي تدخل من قبل اي مصمم‪ ,‬فقط عبر تصفية التنوعات‬
‫التي تظهر عفويا ً } تلقائيا ً { في الطبيعه‪.‬‬

‫اطروحة داروين قد كانت الولى التي واجهت بنجاح التصميم الذكي ل بالي‪ ,‬موفرة تفسير افضل‬
‫وأدق عبر الختبار التجريبي‪ .‬ويمكن لحدنا ان يتخيل الضجة التي اثارها كتابه " اصل النواع‬
‫‪ ,".‬الذي قد نفذت نسخاته ال ‪ 1250‬بطبعته الولى خلل اليوم الول لبيعه‬
‫لول مرة‪ ,‬قد امكن تفسير التنوع البيولوجي الهائل بعمليات طبيعية‪ ,‬دون توجيه ودون سائق‬
‫ذكي‪ .‬مازال هناك الكثير الواجب فهمه للعلميات التي انتجت التنوع‪ ,‬الصيغة التي تم عبرها‬
‫التوريث ومشاهد متنوعة اخرى لم يتمكن داروين من استشفافها‪ ,‬لكن القفزة النوعية كانت عبر‪:‬‬
‫الطبيعه قد امكنها تشييد ذاتها‪ .‬اضافة‪ ,‬لول مرة ايضا قد امكن فهم اوجه القصور الممكن‬
‫‪.‬ملحظتها عند كثير من الكائنات الحية‪ ,‬شيء لم يكن ممكنا تفسيره وفق عقيدة التصميم الذكي‬
‫كما كان متوقعًا‪ ,‬هذا كان امر غير مريح للعقول المحافظة في تلك الحقبة‪ .‬فمفهوم النظام الكامل‬
‫الُمصّمم والُمحافظ عليه من قبل خالق‪ ,‬قد تغّير عبر الطبيعة الناتجة من خلل عمليات طبيعية‪,‬‬
‫طة ُمسبقة‪ ,‬وعبر تصفية تنوعات احتمالّية مع الخذ بعين العتبار للقيمة‬ ‫دون توجيه ودون خ ّ‬
‫التكّيفية التي حققتها للكائن الحّي‪ .‬وما يكون السوأ‪ ,‬أّن الكائن البشري مضى ليشّكل نهاية وأوج‬
‫صل للطيور‪ ,‬الزواحف أو‬ ‫الخلق } وفق المنطق الديني ‪ /‬فينيق { والُمشّكل عبر آليات شبيهة لما أ ّ‬
‫‪ }.‬باقي الثدييات } وفق الرؤية التطورية العلمية ‪ /‬فينيق‬

‫الشيطان الِمشَجْب‬

‫سد التبرير لكل‬


‫اعتبرت المسيحية الشيطان مسؤول عن كل الشرور في العالم‪ .‬وجود الشّر يج ّ‬
‫اشكال الظلم والوحشّية في العالم‪ ,‬الذي بصيغة اخرى‪ ,‬فقط قد امكنهم ان يعزوه الى الخالق‪ .‬ولو‬
‫اّن الصراع بين الخير والشّر يشّكل ثابت بالقسم الكبر من الديان‪ ,‬إل أن المسيحية قد نشرته‬
‫بشكل خاص‪ ,‬مستخدمة التخويف من الشيطان من اجل تدعيم سلطة الكنيسة كل مرة اكثر‪.‬‬
‫ومع داروين والنتقاء الطبيعي‪ ,‬تّم توظيفه ايضًا‪ ,‬عن وعي او دونه‪ ,‬عبر التقنية القديمة‪:‬‬
‫سد للشيطان‪ ,‬متهمة اياه بمحاولة ابعاد ا عن العالم وحياة‬ ‫الكنيسة قامت بتحويل داروين الى ُمج ّ‬
‫البشر‪ .‬وهذا ابعد ما يكون عن ذهنّية العالم الطبيعي‪ ,‬لكن الدعاية الكنسية قد تمكنت من السيطرة‬
‫في الوساط الكثر تدينًا‪ .‬دون فهم كلمة وحدة من اطروحاته‪ ,‬فسم كبير من الشعب قد رفض‬
‫داروين‪ ,‬خلل قرن ونصف‪ ,‬هذا الرفض كان موجها ً لسهام ُيعتبر من اهم السهامات في علم‬
‫الحياء بكل الزمنة‪.‬‬

‫المعارضة الراهنة للداروينية‪ :‬هي ذاتها لم تتغّير بمضي اكثر من قرنين‬


‫القسم الكبر من ممثلي " العتراض على الداروينية " الحاليين‪ ,‬يتوسلون الباس طروحاتهم‬
‫طابعا علميًا‪ ,‬لكن خلل بحث واختبار طروحاتهم‪ ,‬يمكننا العثور على مواقف موازية لموقف بالي‬
‫ظف اليوم من قبل جزء من هؤلء النصار الُجدد "‬ ‫وللنتقادات الُمعاصرة لداروين‪ .‬النقاش المو ّ‬
‫للتصميم الذكي " ل تعدو كونها ذاتها‪ :‬التعقيد الغير قابل للختزال‪ ,‬دليل التصميم‪ .‬بالنهاية‪ ,‬كل‬
‫ذاك وليس فقط مع داروين‪ ,‬بل مع قرن ونصف من البحاث البيولوجية اللحقة‪ ,‬قد تّم دحضها‬
‫كليًا‪ .‬فلم يقدموا " رؤية جديدة للبيولوجيا "‪ ,‬بل ذات العقيدة ‪ ,‬الُمستندة الى ديني مسيحي‪ ,‬عبر‬
‫القرون دون التغّير قيد انملة عن جذورها‪.‬‬

‫ينتج مثيراً أّن اولئك " الُمعارضين للداروينية " يتهمون علم الحياء التطوري بكونه " علم‬
‫ُمنتهي الصلحّية "‪ ,‬برفض طروحات داروين أو رفض العتراف " بالدلة " الوراثية الجديدة‪.‬‬
‫وأقول أّن هذا مثير‪ ,‬كي ل اقول ُمثير للسخط‪ ,‬هذا الكّم الهائل من النتقادات كما البدائل التي تظهر‬
‫ي فهم لما طرحه داروين‪ ,‬ول حتى فهم بأن ما حصل خلل‬ ‫في منتصف القرن التاسع عشر‪ ,‬دون أ ّ‬
‫‪ 150‬عام بعد داروين في بيولوجيا التطور قد تغّير كثيرًا‪ ,‬ول نتابع الكلم ذاته الذي تكلمناه في‬
‫‪.‬اجتماعات الجمعية الملكية في لندن في اواخر العام ‪1800‬‬
‫معارضة التصميم الذكي للداروينية ليست علمّية‪ .‬عبارة عن صيغة دفاع عن الصولية الدينية‪,‬‬
‫التي ما تزال تشكل تهديداً لتمكننا من التفسير لهذا التنوع البيولوجي الُمدهش‪ ,‬دون اللجوء الى‬
‫ي ساعاتي‪ .‬بتجاهل تقّدم المعارف البشرية‪ ,‬بتجاهل الحفوريات أو الدلة الوراثّية التي نعثر‬ ‫أ ّ‬
‫عليها‪ ,‬يتابع التصميميون اجترار ذات السطوانة " النسان والقرد "‪ ,‬ليس لجل تخطيء‬
‫داروين‪ ,‬بل لن معرفة كلهما تزعجهم بعمق‪ ,‬البشر والقرود‪ ,‬نتقاسم سلفا ً مشتركًا‪ .‬بعد مرور كل‬
‫‪.‬هذا الزمن الطويل‪ ,‬للن غير مستعدين لجل علج هذه الحالة‬

‫أزمنة داروين قد انقضت‪ ,‬الحلقة المفقودة قد تّم العثور عليها } وليس حلقة واحدة‪ ,‬بل مئات‬
‫الحلقات {‪ ,‬السجل الحفوري يبّين تاريخ تطوري مستمر للحياة‪ ,‬بيومنا هذا نعرف حالت نشوء‬
‫انواع في الُمختبر وفي الحقل‪ ,‬نعرف كيف ينتج القسم الكبر من التنوع الوراثي وكيف تتم‬
‫تصفيته بين الجيال‪ .‬ولو أنه قد بقي الكثير بحاجة للكتشاف‪ ,‬النظرية التطورية قد كانت ُمعّدلة‬
‫منذ داروين } ومنذ تطور جديد حصل فيها بمنتصف القرن العشرين {‪ ,‬بالكاد داروين يمكنه‬
‫التعّرف عليها‪ ,‬لو لم يستمر بصيغة كل مّرة يكون أوضح اكتشافه المتمثل‪ :‬بقانون النتقاء‬
‫‪.‬الطبيعي‬
‫نعوم تشومسكي والتصميم الذكي‬

‫تّم اختيار النص التالي من مقال‪ ,‬تحت عنوان‪ " :‬التصميم الخبيث " مكتوب من قِبَْل‪Noam :‬‬
‫‪ Chomsky‬نعوم تشومسكي الذي يتضح من خلله موقفه حيال " التصميم الذكي "‪ ,‬كالتي‪:‬‬

‫الرئيس جورج بوش البن } والب برأيي ‪ ..‬فينيق { من انصار تدريس التطور كما تدريس "‬
‫التصميم الذكي " في المدارس‪ ,‬بقصد ان تكّون العامة فكرة حول طبيعة النقاش الدائر بينها‪.‬‬
‫بالنسبة لمقترحيها‪ ,‬تقوم فرضية التصميم الذكي في تصّور ان الكون شديد التعقيد مما يدعو‬
‫لحتياج كائن متفوق ذكي للقيام به بعيدا عن التطور أوالنتقاء الطبيعي‪ .‬اما بالنسبة لناقديها‪,‬‬
‫فهي عبارة عن فرضية خلق ‪ ,creacionismo‬فالتفسير الحرفي لسفر التكوين بصيغة مختلفة‪,‬‬
‫أو جوفاء ببساطة‪ ,‬يكون بمثابة‪ :‬عبارة " ل أعرف " ‪ ,‬التي كانت دوما ً صحيحة علميا ً إلى ان‬
‫نقوم بتحصيل المعرفة اللزمة لجلئها‪ .‬بالتالي‪ ,‬كنتيجة‪ :‬ل امكانّية لوجود " نقاش "‪.‬‬

‫خلل زمن طويل‪ ,‬كان هناك عقبات دائمة‪ ,‬بوجه تعليم نظرية التطور في الوليات المتحدة‬
‫الميركية‪ .‬الن قد ظهرت حركة يتم تشجيعها في المدارس‪ ,‬هي‪ :‬تعليم فرضية التصميم الذكي‪ .‬لقد‬
‫طفت القضية الى السطح‪ :‬في قاعة محكمة دوفر في بنسلفانيا ‪ Dover, Pensilvania‬حيث‬
‫طلبت ادارة مدرسة من الطلب الستماع لفتراضات حول التصميم الذكي في درس البيولوجيا‬
‫علم الحياء‪ .‬لقد بدأ الباء الواعين للفصل بين الدولة والكنيسة دستوريا ً بالدعاء ضد ادارة‬
‫المدرسة في المحكمة‪.‬‬
‫بقصد ان يكونوا غير منحازين‪ ,‬ربما سيتوجب على الشخاص الكاتبين لخطابات الرئيس اخذه‬
‫بجدّية‪ :‬عند جعلهم يقولون له بأّن المدارس تحتاج لوجود عقل ُمنفتح وضرورة تعليم كل وجهات‬
‫النظر‪ .‬لكن حتى الن‪ ,‬لم يظهر في المدارس وجهة نظر واضحة‪ ,‬تقول‪ :‬التصميم الخبيث‪ .‬خلفاً‬
‫للتصميم الذكي‪ ,‬الذي تكون الدلة عليه‪ :‬صفراً ‪ , cero 0‬يمتلك التصميم الخبيث اطنان من الدلة‬
‫التجريبية‪ ,‬بل يمتلك ادلة اكثر من التطور الداروينّي‪ .‬يقوم معيار التصميم الخبيث على قسوة‬
‫العالم‪ .‬كائناً ما يكون‪ ,‬يقوم النقاش الدائر بصيغة جدل تطور ‪ ..‬تصميم ذكي‪ :‬على صيغة رفض‬
‫للعلم‪ ,‬وهذه الصيغة‪ ,‬تكون عبارة عن ظاهرة ذات جذور عميقة بتاريخ الوليات المتحدة‬
‫الميركية‪ ,‬والتي ظهرت صفاقتها عبر محاولة امتلك ارباح سياسية ضحلة خلل الربع الخير‬
‫من القرن العشرين‪.‬‬

‫هل يعتقد محافظ متشبث بالقديم‪ :‬بقيم التنوير‪ :‬العقلنية‪ ,‬التحليل النقدي‪ ,‬حرّية الكلمة‪ ,‬حرّية‬
‫البحث ومحاولة تكييفه لخدمة المجتمع الحديث‪.‬؟‪ .‬لقد كان الباء المؤسسين للوليات المتحدة‬
‫الميركية‪ :‬من ابناء التنوير‪ ,‬الُمدافعين عن قيمه وقد كّرسوا الكثير من جهودهم لجل خلق دستور‬
‫يساعد في الحرّية الدينية‪ ,‬وبذات الوقت يؤّمن الفصل بين الكنيسة والدولة‪ .‬الوليات المتحدة‪,‬‬
‫وعلى الرغم من ايمان بعض قادتها تاريخيًا‪ ,‬إل أنها لن تصل لتكون دولة دينية تيوقراطية‪.‬‬
‫حزب الشاي الخلقّي‬

‫لقد شّكل حزب الشاي باواخر القرن الثامن عشر‪ ,‬حركة مناهضة للستعمار‪ ,‬تحت تسمية‬
‫انكليزية‪ ,Boston Tea Party :‬حيث ان مناصريه احتجوا على فرض الضرائب على الشاي‬
‫دون امتلكهم لتمثيل في البرلمان البريطاني وقتها‪ .‬بدأت المناوشات عندما صعد بعض‬
‫المستوطنين } هم النكليز المقيمين باميركا او باني اميركا الحديثة وقتها { الى سفينة محّملة‬
‫بالشاي وقاموا برمي كامل حمولتها في البحر‪ .‬عبر هذا العصيان تابعوا شجارهم والذي انتهى‬
‫بإعدام ُعصبة صغيرة منهم‪ .‬كثير من المؤرخين يؤكدون بأّن هذا العمل قد شّكل الشرارة الولى‬
‫في بدء حركة استقلل المستوطنين الميركان‪.‬‬

‫‪INCLUDEPICTURE‬‬
‫?‪"http://pacoarnau.files.wordpress.com/2010/11/10-11-05tea.jpg‬‬
‫‪w=400&h=501" \* MERGEFORMATINET‬‬
‫تّيار من الحزب الجمهوري في الوليات المتحدة الميركية‪ ,‬يتشّكل بغالبيته من الُمحافظين شديدي‬
‫صب‪ ,‬قد اخذوا هذا السم } اسم حزب الشاي المقصود { لجل التعبير عن معارضة سياسة‬ ‫التع ّ‬
‫ادارة أوباما الحالّية‪ ,‬كما فعل المستوطنين مع النكليز في الماضي‪ :‬بطرده من البيت البيض ‪.‬‬
‫يندرج ضمن هذه الحركة بعض السماء اللمعه من اقصى اليمين وقادة حركات اصولية دينية‪ ,‬قد‬
‫اعلنت بكل وضوح وعلى النطاق العام بأنهم موافقين على تعليم فرضية الخلق في المدارس‬
‫العامة‪.‬‬

‫بنهايات العام ‪ ,2002‬طلع علينا الخلقيون باستراتيجية جديدة‪ ,‬مسماة " التعليم النقدي للعلوم "‪.‬‬
‫كان هذا‪ ,‬إثر اخفاقات متكررة لهم لجل فرض تعليم فرضية الخلق او التصميم الذكي في درس‬
‫العلوم في مقاطعات انتخابية كما في المحكمة العليا‪ :‬باعتبار ان هذا يعني تدريس الدين‪ ,‬المر‬
‫الذي يشّكل خرقا ً للدستور الميركي‪ ,‬لقد غّيروا الستراتيجية‪ :‬الن‪ ,‬يحاولون إظهار وجود أزمة‬
‫في نظرية التطور‪ ,‬وهي مدعومة بالكاد من العلماء‪ ,‬بوجود اصوات كثيرة ناقدة وعدم امتلكها‬
‫للصرامة العلمية المناسبة‪.‬‬

‫يتم استعمال هذه الستراتيجية تحت شعار " الحرّية الكاديمية "‪ .‬فقد حاولوا منذ العام ‪2002‬‬
‫ادخال اكثر من ‪ُ 30‬مقترح ُمضاد للتطور وفي وليات عديدة‪ 9 :‬في آلباما‪ 3 ,‬في اوكلهوما‪1 ,‬‬
‫في ميريلند‪ 3 ,‬في نيو ميكسيكو‪ 4 ,‬في ميسوري‪ 2 ,‬في فلوريدا‪ 2 ,‬في لويزيانا‪ 2 ,‬في ميشيغين‪,‬‬
‫‪ 3‬في كارولينا الجنوبية‪ 1 ,‬في ايوا ‪ Iowa, 1‬في تكساس و ‪ 1‬في كينتاكي‪ 1 .‬منها فقط قد تّم‬
‫اقراره في لويزيانا‪ .‬يسمح هذا القانون للمجالس المدرسية ب‪:‬‬

‫الحضور ومساعدة الساتذة‪ ,‬المديرين واداريين آخرين على خلق وتشجيع بيئة مدرسية في‬
‫التعليم العام البتدائي والثانوي‪ :‬الذي يشجع التفكير النقدي‪ ,‬التحليل المنطقي وفتح النقاش‬
‫الموضوعي حول النظريات العلمية التي يتم تدريسها‪.‬‬

‫يظهر هذا بوصفه روعه للوهلة الولى‪ ,‬فهذا ما يحدث في درس العلوم اساسًا‪ ,‬تحليل نقدي‬
‫لمختلف النظريات‪ .‬لكن المسألة بجوهرها ل تتعدى التشكيك‪ ,‬وهذا ما يبرع به الصوليون‬
‫الدينيون‪.‬‬

‫وبالتدقيق فيما يرغبون باجراء تحليل نقدي له‪ ,‬نجد‪ " :‬التطور البيولوجي‪ ,‬اصل الحياة‪ ,‬الحترار‬
‫العالمي او الستنساخ البشري "‪ .‬بالنتباه لتلك المواضيع يتضح جليا ً بأن جوهر النقد لن يكون‬
‫علمّي ليتحول الى ديني سياسّي‪ .‬وأكثر ما يخيف في المر‪ :‬هو وصول مناصري " حزب الشاي‬
‫" للسلطة ‪ ,‬ما يؤدي لشرعنة تلك القوانين واقرارها على كامل الجغرافيا الميركية‪.‬‬
‫الُمصّمم قليل الذكاء }‪ :{1‬النابيب‬
‫المقال من كتابة } كل السلسلة من كتابة {‪J.M. Hernández :‬‬

‫لدينا اثنان من الطلب الشباب‪ ,‬بيليث وأورتيغوسا‪ ,‬حيث تواجههما مشكلة كان قد اقترح‬
‫استاذهما ان يضطلعا بحلها‪ :‬حول تصميم آلة ُمعالجة للمياه‪ ,‬الجسام الصلبة والغازية‪ .‬يظهر‬
‫القتراح للعيان بوصفه بسيطًا‪ :‬فمن احد جوانب اللة‪ ,‬سيتوجب عليهم ادخال المياه‪ ,‬البقايا‬
‫العضوية والهواء الجوي‪ .‬اما في القسم المركزي من اللة فيتوجب عليهم وضع ُمعالجين‬
‫مستقلين‪ :‬أحدهما يتنّكب القيام بتحليل المادة العضوية ويمزجها بالمياه‪ ,‬لجل ان يتم طرده خارج‬
‫الجهاز او خارج اللة‪ .‬اما المعالج الثاني فيتوجب ان يكون قادراً على ادخال الهواء الخارجي‬
‫واعادة طرده كما لو انه يشكل مجرى دائم في داخل اللة‪ ,‬بقصد تهويتها والحفاظ على درجة‬
‫حرارة مقبولة لها‪.‬‬

‫أشار الستاذ لمر واحد لجل التصميم‪ ,‬هو‪ :‬ل يمكن مزج المادة الولية لكل الدارتين‪ .‬ففيما لو‬
‫يحصل هذا } خصوصا ً فيما لو دخلت المياه او المادة العضوية الى دارة الهواء {‪ ,‬وقتها ستعاني‬
‫اللة من مشاكل خطيرة على صعيد التشغيل‪ ,‬قد تصل لتوقف شامل ما يعني عدم الستفاد منها‬
‫نهائيًا‪.‬‬

‫المصمم الذكي‬

‫اعتبر بيليث‪ ,‬الطالب الكثر منهجّية بين الطلب } اكثرهم ترتيبا وتنظيما ً ‪ ..‬ايضا ً { ‪ :‬بأّن خطر‬
‫مزج المركبات يقوم على مشهد حيوي‪ ,‬وبدأ يرسم جدول صغيراً يؤكد عبره كتامّية واستقللية‬
‫كل الدارتين ‪:‬‬

‫جدول بيليث ‪ 1‬مقطع طولي لللة‬


‫قبل انشاء اي شيء‪ ,‬تابع بياليث عمله مع رسوم اولّيه‪ ,‬حيث انه من السهولة بمكان تبديل‬
‫الرسوم اكثر من تبديل آلة جاهزة‪ .‬وفق تلك الصيغة‪ ,‬كانت تتجه خطوته التالية الى وضع مضخة‬
‫هواء ومحّلل للمادة العضوية في كل انبوب‪ ,‬ضابطا ً للحجام‪ ,‬للقطار والعمل بشكل دقيق‪:‬‬

‫} جدول ‪ 2‬بيليث } مقطع طولي لللة‬

‫يقوم التوربين بانتاج تّيار ثابت من الهواء‪ ,‬الذي يقوم بتبريد داخل اللة‪ ,‬في الوقت ذاته عند كل‬
‫دخول للمياه و‪ /‬أو المادة العضوية من الفتحة الخرى‪ ,‬حيث يدخل الُمعالج لعمل التحليل والمزج‬
‫لجل طرد الناتج عبر فتحة الخروج الموافقة‪ .‬يوجد تعقيد‪ ,‬لهذا حاول ادخال تحسين‪ ,‬عبر‪ :‬سلسلة‬
‫سن تهوية داخل اللة‪ ,‬مثل فلتر صغير عند مدخل الهواء بحيث تتم تنقية‬ ‫من النابيب التي ستح ّ‬
‫الهواء الداخل من مواد تضّر التوربين‪ .‬وبهذا حصل على الرسم النهائّي‪:‬‬

‫} جدول ‪ 3‬بيليث } مقطع طولي لللي‬

‫بإنهائه للتصميم‪ ,‬باشر بياليث بناء اللة وفق المخطط الذي عمله‪ ,‬حاصلً على جهاز وظيفي‪ ,‬قام‬
‫بتسليمه للستاذ مع مسودة ملحقة‪ ,‬بانتظار نتائج التقدير‪.‬‬

‫التصميم غير الُمتقن أو التصميم الخرق‬

‫لقد كان اورتيغوسا من النوع المتسّرع‪ ,‬ففّكر بأنه من الفضل البدء الفوري بانشاء اللة‪ ,‬دون‬
‫تضييع وقت في تصميمات او رسومات ُمسبقة‪ .‬اخذ كتلة من المعدن وعمل انبوب طولي ذو فتحة‬
‫ادخال وفتحة اخراج‪:‬‬
‫} نموذج اولي اورتيغوسا‪ ,‬مرحلة ‪ } 1‬مقطع طولي لللة‬

‫لحقًا‪ ,‬وضع اورتيغوسا توربين وُمعالج للمادة الولية في النبوب‪ ,‬واحدا إثر الخر‪:‬‬

‫} نموذج اولي اورتيغوسا‪ ,‬مرحلة ‪ } 2‬مقطع طولي لللة‬

‫هنا واجهته مشكلته الولى‪ :‬لقد احتاجت اللة الى تواقت تام بين دخول الهواء ودخول باقي‬
‫المواد الولية‪ ,‬بحيث ل تمتزج كلها في الداخل‪ .‬لقد امكنه برمجة توربين الدفع لكي تعمل بفترات‬
‫متقطعه‪ ,‬ما اجبره على ادخال المياه والمادة العضوية خلل فترات زمنية قصيرة‪ :‬كان التوربين‬
‫فيها متوقفًا‪ .‬إجراء كهذا اعاد تسخين اللة زيادة‪ ,‬وذلك لعدم حضور تيار هوائي ثابت‪ ,‬ومن جانب‬
‫سخ التوربين‬‫آخر‪ ,‬لم يسمح تأكيد الفصل الكلّي بين المواد الداخلة لللة‪ .‬بلغ السيل الُذبى‪ ,‬حين تو ّ‬
‫عند مرور المواد الولية عبره‪ ,‬المر الذي جعله يتوقف عن العمل إثر عدد قليل من الدورات‪ ,‬ما‬
‫تسبب بحرق اللة نتيجة كثرة التسخين‪.‬‬

‫على الرغم من سوء التشغيل ذاك‪ ,‬لم يكن اورتيغوسا جاهزاً للبدء من جديد‪ ,‬ووضع نظام للفصل‬
‫بين دافع الهواء ومعالج المواد الولية‪ .‬لم يتبقى مكان ضمن اللة لوضع انبوب ثاني كامل‪ ,‬ما‬
‫دفعه لتقليص حجم التوربين‪ ,‬حيث قام بصنع فجوة وضع فيها التوربين الجديد بصيغة موازية‬
‫للنبوب الرئيسي عبر قناة ثانوية‪:‬‬
‫} نموذج اولي اورتيغوسا‪ ,‬مرحلة ‪ } 3‬مقطع طولي لللة‬

‫لم يتأخر ظهور مشكلة ثانية‪ :‬ل وجود لي قناة لخروج الهواء‪ ,‬اضافة لّن مخرج التوربين كان‬
‫مغطى جزئياً بمعالج المواد الولية‪ .‬فلم ينتبه اورتيغوسا لضرورة تصميم شيء آخر‪ ,‬يتمّثل‬
‫بتوربين " ذهاب واياب "‪ ,‬بحيث يتم خلل ثواني ادخال الهواء‪ ,‬ثّم يعكس العمل وُيخرجه من ذات‬
‫الطريق نحو الخارج‪.‬‬

‫ومما يزيد سوء الحال‪ ,‬وجد ان فتحة الدخول قد كانت اوسع من اللزم‪ ,‬ما سمح لكثير من‬
‫الشوائب بالدخول لللة وبعضها حجمه ُمعتبر‪ .‬فّكر بوضع فلتر في المدخل‪ ,‬لكن المياه والموادة‬
‫العضوية لن تتمّكن من الدخول وقتها نحو المعالج‪ .‬الحّل الذي أعّده كان بوضع سدادة بفتحة‬
‫الدخول‪ ,‬بمثابة قناة مساعده لجل ادخال الهواء‪ ,‬حيث امكنه وضع فلتر صغير بالنهاية‪:‬‬

‫} نموذج اولي اورتيغوسا‪ ,‬مرحلة ‪ } 4‬مقطع طولي لللة‬

‫سْكْر الفتحة الرئيسية‪ُ ,‬مجبراً الهواء‬ ‫بهذا الشكل‪ ,‬عمل التوربين على امتصاص الهواء‪ ,‬بانغلق ِ‬
‫على الدخول عبر الفتحة الثانوية المزودة بفلتر‪ .‬مع هذا‪ ,‬عند قلب عمل التوربين وطرد الهواء‪,‬‬
‫سْكْر مغلقا ً او مفتوحًا‪.‬‬
‫هذا يمكنه الخروج من اي فتحة من الفتحتين‪ ,‬سواء كان ال ِ‬

‫حّل هذا " النظام " جزء من مشكلة الهواء‪ ,‬لكن دارة التهوية كانت قصيرة‪ ,‬المر الذي اجبر‬
‫اورتيغوسا على وضع قنوات صغيرة مساعده‪ .‬المر الذي انتج مشكلة جديدة‪ :‬لقد تحققت دارة‬
‫ُمغلقة‪ ,‬حيث لم ينشأ اي دوران ضمن القنوات المساعده‪ ,‬ما دفع اورتيغوسا الى وضع توربين‬
‫صغير ثانوي ومتواقت مع التوربين السابق لجل تأكيد الدوران بدارة مساعده‪ ,‬جنبا لجنب مع‬
‫سلسلة من الصمامات التي تقّوي الدوران باتجاه وحيد‪:‬‬
‫} نموذج اولي اورتيغوسا‪ ,‬مرحلة ‪ } 5‬مقطع طولي لللة‬

‫بالنهاية‪ ,‬اعتقد اورتيغوسا بأنه قد انجز اللة‪ :‬دارة الهواء‪ ,‬ولو انها قليلة الفعالية‪ ,‬فقد اشتغلت‬
‫بشكل معقول‪ .‬اتت خيبة المل عند ادخال المياه والمادة العضوية‪ :‬ففيما لو كان التوربين يمتص‬
‫بلحظة‪ ,‬فإّن القسم الكبر من تلك المواد ُيسحب للتوربين‪ ,‬مسببا بتسكيره } مع الشارة لعدم‬
‫وجود انبوب خروج {‪ .‬وبشكل معاكس‪ ,‬فيما لو كان التوربين يقوم باخراج الهواء‪ ,‬فالتيار كان‬
‫يمنع دخول المواد الولية لكي تبلغ المعالج‪.‬‬

‫س‪ ,‬استبعد امكانية البدء من جديد‪ ,‬معتقداً انه سيتأّخر أكثر بحل المشكلة الراهنة‪ .‬بالنهاية‪,‬‬
‫يائ ٌ‬
‫اللة كانت متقدمة وتشتغل تقريبا‪ً.‬‬

‫تابع اورتيغوسا تجريبه لحلول‪ ,‬وبالنهاية اضطر لتركيب صمام ببداية قناة التوربين‪ ,‬بحيث انه‬
‫عندما يعمل‪ ,‬سيقوم باغلق قناة الهواء باتجاه التوربين‪:‬‬

‫} نموذج اولي اورتيغوسا‪ ,‬مرحلة ‪ } 6‬مقطع طولي لللة‬

‫سْكْر التوربين حول فتحة‬‫عند اختباره لخر اصدار من آلته‪ ,‬وجد اورتيغوسا عقبة أخيرة‪ :‬انحرف ِ‬
‫الدخول سواء عند دخول المياه والمادة العضوية او عند امتصاص الهواء‪ ,‬المر الذي ادى‬
‫سْكْر وثقبه لجل ان يتمكن‬ ‫لتعطيل الدارة‪ .‬إنه متضايق بشدة‪ ,‬ما قام بفعله‪ :‬كان تقسية مفصل ال ِ‬
‫الهواء من العبور عبره دون توفير مقاومة زائدة‪ .‬شّكل هذا عائق‪ ,‬حيث امكن للمياه ولجزيئات‬
‫صغيرة من عبور التوربين‪ ,‬لكن اورتيغوسا وضع ثقته بعدم دخول حجوم زائدة من المياه والمادة‬
‫العضوية المتجزئة زيادة‪ .‬وبكل اسف‪ ,‬اجبرت تلك المور المعالج على العمل لوقت اكبر‬
‫ومردودية اقل‪ ,‬لكن دوما سيكون افضل انسداد التوربين بصيغة ل يمكن علجه‪.‬‬
‫} نموذج اولي اورتيغوسا‪ ,‬مرحلة ‪ } 7‬مقطع طولي لللة‬

‫لم يكن اورتيغوسا راضيًا‪ ,‬لكنه قّرر بأّن آلته كانت تعمل بشكل مقبول‪ ,‬وبهذا الشكل قام بتسليمها‬
‫بعد ايام عّدة من تسليم زميله بيليث للته‪ ,‬وانتظر التقييم من جانب الستاذ‪.‬‬

‫ي من الطالبين قد اشتغل بصيغة سريعه‬


‫إثر اختبار اللتين‪ ,‬لم يكن لدى الستاذ ادنى شّك حول ا ّ‬
‫ي من اللتين قد اشتغلت بشكل افضل‪:‬‬ ‫وفّعالة اكثر‪ ,‬هكذا كما أ ّ‬

‫لقد كان التقييم شديد الوضوح‪ :‬بيليث قام بانشاء آلة بسيطة‪ ,‬فّعالة وآمنة بزمن اقصر بكثير مما‬
‫استغرقه زميله اورتيغوسا‪ ,‬الذي استخدم كثير من الموارد بصيغة غير ضرورية وبنتائج ضعيفة‪:‬‬
‫لقد ارتفعت حرارة اللة بشكل حاد لضعف دارة التهوية‪ ,‬ايضا حصول انسداد‪ ,‬وجود كثير من‬
‫القطع التي سببت حصول اخطاء في التشغيل‪ .‬بهذا الشكل‪ ,‬حصل بيليث على تقدير‪ :‬جّيد جدًا‪,‬‬
‫بينما حصل اورتيغوسا على تقدير‪ :‬مقبول‪ ,‬حيث ان اللة رغم مشاكلها قد عملت لبعض الوقت‪.‬‬

‫المغزى‪ :‬الُمصّمم‪ ,‬يفّكر أولً وينفّذ تالياً‬

‫ي قاريء ان يجد بأن سلوك اورتيغوسا غير مناسب كليّا ً وغير فّعال‪ ,‬بحيث انه يمكن خلق‬‫يمكن ل ّ‬
‫ي من الطالبين لنشاء اي‬ ‫تحسينات افضل بجهد اقل بكثير وتخطيط بسيط‪ .‬فلو قررنا اختيار ا ّ‬
‫جهاز‪ ,‬ارى بأننا كلنا سنقوم باختيار بيليث‪.‬‬

‫على العكس من ذاك‪ ,‬ومثير للرثاء‪ ,‬بأّن الطبيعه تظهر بوصفها خرقاء اقرب الى حال اورتيغوسا‬
‫منها الى حال بيليث المصمم‪ .‬فالتطور ل يفّكر قبل البدء بالبناء‪ ,‬بل يقوم بعمله فوريًا‪ .‬تتبنى‬
‫حلولً } فيما لو تظهر { قد ل تكون الفضل‪ ,‬لكنها فقط يتوجب ان تسمح للكائن ‪ /‬اللة بالعمل‬
‫بشكل افضل خلل زمن معين‪.‬‬
‫فيما لو يكن صحيحا ً ما أقوم بتاكيده اعله‪ ,‬فإن اختبار الحّل الُمعطى تطوريا ً لُبنى وكائنات‪:‬‬
‫سيكون بالمكان العثور على آلت " نموذج آلة اورتيغوسا " اكثر من " نموذج آلة بيليث "‪.‬‬
‫وهذا ما يحدث فعلً في الطبيعه‪.‬‬

‫فاختبار تصميم اجهزة التنفس والهضم عندنا‪ ,‬يجعلنا نعثر على كثير من الشبه مع عمل‬
‫اورتيغوسا الرتجالي‪ ,‬وليس مع عمل بيليث التصميمي الخالي من الخطاء‪.‬‬

‫الى اليسار‪ :‬الجهاز التنفسي والهضمي عند البشر‪ ,‬الى اليمين‪ :‬مقطع لجزء رأسي‬

‫إّن انابيب الدخول بجهازنا الهضمّي وانابيب الدخول والخروج لجهازنا التنّفسي‪ :‬توجد بوضع‬
‫مشابه للة اورتيغوسا‪ .‬فالتجويف النفي يتصل مع التجويف الفموي عبر قناة مشتركة‪ ,‬تسمى‬
‫البلعوم‪ ,‬حيث يمر منه الهواء الذي نتنفسه كما المياه والغذية التي نبتلعها‪ .‬فيما بعد يتفّرع‬
‫البلعوم في المجرى التنفسي } الحنجرة وانبوب التنفس { نحو الرئتين‪ ,‬والمجرى الهضمي‬
‫} المري { نحو المعدة‪ ,‬موجداً لغطاء يتشكل من اللهاة } عبارة عن لحمة مشرفة على الحلق ‪..‬‬
‫معجم المورد اسباني عربي { التي تقوم بتغطية المجاري التنفسية خلل البتلع‪ .‬هذا يقتضي‬
‫عملية فصل مؤقت وشديد الدقة بين النشاطات التنفسية والبتلعية } ابتلع يعني التهام الطعام‬
‫سكور والصمامات‬ ‫وأكله ‪ ..‬كي ل ُتفهم الكلمة بغير جوهرها ‪ ..‬اقتضى التنويه {‪ ,‬كتدّخل عدد من ال ِ‬
‫لجل تفادي التغيرات غير المرغوبة خلل المسلك‪.‬‬

‫من المؤسف‪ ,‬ان النظام ُيعاني من جملة من الخطاء والمخاطر‪ ,‬مثل آلة اورتيغوسا‪ :‬فالهواء‪,‬‬
‫المياه والغذية تدخل كثير من الحيان في قنوات خاطئة‪ ,‬مسببة غالبا لمشاكل هضمية أو‪ ,‬ما هو‬
‫أسوأ‪ ,‬الختناق بسبب انسداد الحنجرة‪ ,‬ما يؤدي لتداعيات خطيرة احيانا قد تصل الى الموت بسبب‬
‫الختناق ذاته‪.‬‬

‫لماذا ل نقم بتحضير دارتين منفصلتين‪ ,‬حيث ل شيء ُيجبر على تقاسم انابيب بين كل الجهازين‬
‫التنفسي والهضمي؟‪ .‬هذا سيكون أكثر أمنا ً وفعالية‪ ,‬مثل آلة بيليث‪ .‬الجواب يكون‪ :‬بأّن عمل‬
‫جهازينا التنفسي والهضمي‪ ,‬عبارة عن نتاج تصميم اخرق‪ ,‬تصميم طبيعه تعمل مثل اورتيغوسا‪:‬‬
‫دون تفكير واجتراح حلول فورية‪.‬‬
‫شخصيًا‪ ,‬أشّك بأّن اي شخص مؤمن دينيا ً بالحّد الدنى‪ :‬يكون جاهزاً لن ينسب هذا " التصميم "‬
‫الى تعّمد وذكاء الكائن العلى الذي يعبد‪ ,‬سيكون عبارة عن احتقار أو – كما ُيشير عالم الحياء‬
‫‪ – Francisco Ayala‬عبارة عن تجديف‪.‬‬
‫الُمصمم قليل الذكاء }‪ :{2‬الَمَناِوْر } جمع َمْنَوْر‪:‬‬
‫عبارة عن كّوة في السقف يدخل عبرها الضوء{‬
‫غالبا ً ما ننظر الى العين البشرية بوصفها واحدة من الُبنى الهامة‪ ,‬سيما كعضو تام التصميم‪,‬‬
‫قادرة على تحقيق رائع لوظيفة تلقي كل الضواء‪ :‬حيث تعمل على ترجمة الضويئات } الضويء‬
‫او الفوتون ‪ :‬هو وحدة الكّم الضوئّي { التي تبلغ الشبكية ُبغية تشكيل الصور المحددة‪ .‬باعتبار‬
‫اننا نمتلك زوج من العيون‪ ,‬فالرؤية ُمجسمة تجهزنا بالسماح لدماغنا بإعداد تمثيل ثلثي البعاد‪,‬‬
‫بفضل الفروقات الضئيلة بين ما هو ُمستقبل في العين اليمنى والعين اليسرى‪ .‬هذا يسمح لنا‬
‫بتقدير العمق وحساب وضع الشياء على الرض بدّقة‪.‬‬

‫هل تمثل العين بنية كاملة‪ ,‬كما يمكن ان يظهر؟ أو القول بصيغة اخرى‪ :‬فيما لو نقم بتكليف‬
‫مهندس لمع بتصميم جهاز شبيه بالعين‪ ,‬سيتبنى ذات الحلول؟‬

‫ُمستقبل ضوئّي متخصص‬

‫العين البشرية عبارة عن عضو كروي الشكل تقريبًا‪ ,‬يتكّون من ثلث طبقات‪ ,‬هي‪ :‬بياض العين‪,‬‬
‫طبقة عنبية } غشاء القزحية الخلفي { والشبكية‪ ,‬جنبا ً الى جنب مع ثلث فجوات داخلية‪.‬‬

‫تمثل طبقة بياض العين الطبقة الخارجية‪ ,‬وهي التي تعطي شكل الُمقلة } العين {‪ .‬مع وظيفة‬
‫حماية بنيوية‪ُ ,‬يطلق على " بياض العيون " في المنطقة المامية بالقرنية‪ ,‬والتي يمكن ان‬
‫يجتازها الضوء وأن تغطي القزحية } الجزء الملون من العين { والبؤبؤ } الحلقة السوداء‬
‫المركزية التي تشكل الثقب الذي يدخل منه الضوء {‪.‬‬

‫تظهر تحت طيقة بياض العين‪ ,‬طبقة اخرى‪ :‬الطبقة العنبية‪ .‬وهي تتشّكل من الُقزحية في قسمها‬
‫المامي } ما يعطي ميزة اللون للعيون { وهي قادرة على تغيير الحجم تبعا ً لكمّية الضوء‬
‫الحاضرة‪ ,‬عبر زيادة أو انقاص قطر الثقب المركزي او البؤبؤ‪.‬‬
‫مقطع سهمي الشكل للعين البشرية‬

‫الطبقة الثالثة وهي الداخلية أكثر‪ ,‬انها الشبكية أو الطبقى الحساسة للضوء في العين‪ .‬تأتي تلك‬
‫الحساسية من سلسلة من الخليا المستقبلة للضوء التي تفرشها‪ :‬المخاريط او الخليا‬
‫المخروطية* والعصوات أو الخليا النبوتّية **‪ .‬يوجد داخل هذه الحجرة الكروية الطبقات الثلث‬
‫وهي مملوءة بسائل } خلط مائّي وخلط زجاجّي {‪ ,‬منفصلة عبر بنية بشكل عدسة‪ ,‬جسم بلوري‪:‬‬
‫يمكن ان يتغير شكله بواسطة عضلت مصاحبة لجل ضبط الصورة الُمستقَبلة‪.‬‬

‫تقوم تلك السلسلة من العضلت بانتاج حركة الكرة العينية لجل توجيه النظر } جهاز عضلي‬
‫خارجي للحركة الرادية { مثل فتح واغلق القزحية لجل تنظيم الضوء الداخل وتغيير شكل‬
‫الجسم البلوري لجل ضبط مسافات مختلفة } جهاز عضلي داخلي للحركة اللارادية {‪.‬‬

‫إّن تشكيل الصورة‪ ,‬وبالتالي‪ ,‬الرؤية المناسبة يتم احرازها بصيغة شبيهة لما يحصل بآلة تصوير‬
‫فوتوغرافية متعارف عليها‪ :‬فالضوء يعبر القرنية ويلج الى الداخل عبر البؤبؤ } البؤبؤ هو نفسه‬
‫الحدقة {‪ ,‬إثر ذلك يقوم الجسم البلوري بضبط اشعاعات الضوء على الشبكية‪.‬‬

‫الصورة في الشبكية‬
‫الشبكّية‪ :‬الطبقة الحساسة للضوء‬

‫فيما لو يتم اعتبار كل الُبنى والليات الموصوفة فّعالة‪ ,‬فإّن الشبكية بالنهاية ُتعتبر المسؤولة عن‬
‫العملية الكثر تخصصا ً في الرؤية‪ :‬تقوم بترجمة الضوء الُمستقَبل الى دفقات عصبية يقوم دماغنا‬
‫بتفسيرها‪ ,‬دماغنا المسؤول بالنهاية عن تكوين الصورة التي نستقبلها‪.‬‬

‫كما قلنا اعله‪ ,‬الشبكية هي الطبقة الداخلية للكرة العينية‪ ,‬في تماس مع الخلط الزجاجي والكثر‬
‫حساسية كلما تعمقنا داخل العين‪ .‬انها متكونة من كمّية هائلة من ُمستقِبلت الضوء‪ ,‬والتي تتشّكل‬
‫من نوعين رئيسين‪ :‬المخاريط والعصوات‪.‬‬

‫عند البشر‪ ,‬تنقسم المخاريط } او الخليا المخروطية { بدورها الى ثلث نماذج مختلفة من حيث‬
‫طول الموجة } خضراء‪ ,‬حمراء وزرقاء {‪ ,‬المر الذي يسمح بتمكين الدماغ من تفسير اللوان‬
‫تبعا ً لدرجة الستثارة لكل واحد من تلك النماذج الثلثة للمخاريط‪ .‬تتمركز المخاريط ذات‬
‫الحساسية العلى في المنطقة المركزية من الشبكية والمعروفة تحت اسم‪ ,fóvea :‬المر الذي‬
‫يحولها لمنطقة ذات دّقة رؤيوية كبرى‪.‬‬

‫أما العصوات } أو الخليا النبوتّية { فعلى العكس‪ ,‬ليست قادرة على تمييز اللوان‪ ,‬لكنها تمتلك‬
‫حساسية للضوء وهي مسؤولة عن جعلنا نرى بظروف اضاءة رديئة‪ .‬بناء على ما تقّدم‪,‬‬
‫فالعصوات تسمح بظروف ضوئية باهتة بتشكيل صور‪ ,‬لكن دون معلومات حول الوان المشهد‪ .‬ل‬
‫تتموضع العصوات في منطقة ‪. fóvea‬‬

‫يظهر فوق طيقة الخليا المخروطية والخليا النبوتية كّم هائل من العصبونات التي تتصل معها‬
‫وتقوم بنقل الستثارة الى العصب البصري عبر عدد من اللياف العصبية‪.‬‬

‫الطاّمة الولى‪ :‬أتجّول كي ل أراك‬

‫دون ادنى شّك‪ ,‬فإّن بنية وعمل العين البشرية } شديدة الشبه باعين باقي الفقاريات {‪ ,‬تكون‬
‫رائعة من باب أّن ُبنى متنوعة ذات طبيعه مختلفة‪ :‬تتعاون لجل احراز رؤية ثلثية البعاد للعالم‬
‫المحيط بنا‪ ,‬انطلقا ً من الفوتونات الُمنعكسه من المكونات المختلفة له‪.‬‬
‫امام ذلك‪ ,‬ل يبدو غريبا ً وصولنا للتفكير بأنه من المستحيل بلوغ هذا المر عبر عملية عمياء‪,‬‬
‫ي رجل تحّري جّدي‪ ,‬ل يمكننا التّلهي بعموم‬
‫دون تخطيط وتوجيه ذكي محّدد‪ .‬مع هذا‪ ,‬وكأ ّ‬
‫الموضوع‪ ,‬وسيتوجب علينا تخصيص اهتمام خاص لصغر التفاصيل لجل الستعلم عن الطبيعة‬
‫الحقيقية لما يحصل‪.‬‬

‫سيكون ُمرهقا ً الدخول بتفاصيل كل الُبنى المتدخلة بالرؤية‪ ,‬وبالتالي سنرّكز جهودنا فقط في‬
‫واحدة منها‪ :‬في الشبكّية‪ .‬حيث نبدأ مع رسم يبّين لنا الُبنية المتفوقة لها‪ ,‬حيث يظهر الضوء‬
‫متوجها ً للصطدام بها‪ ,‬وفق الشكل التالي‪:‬‬

‫‪:‬أل يلحظ القاريء شيء غريب؟ سنرى ذات المنطقة في صورة حقيقية مكّبرة ‪ 40‬مّرة‬

‫فعليًا‪ ,‬تكون الشبكية معكوسة!! هذا ليس خطأ في الرسوم‪ ,‬في الواقع شبكّية الفقاريات تقدم طبقة‬
‫حساسة للضوء في الوجه المعاكس للمنطقة التي يدخل منها الضوء‪ ,‬المر الذي ُيجبره على‬
‫اجتياز الياف العصب البصري‪ ,‬عدد من الشعيرات الدموية وطبقات عديدة من العصبونات‬
‫ي مصمم قليل الخبرة سيرى انه من‬ ‫ي فائدة { لجل بلوغ الخليا الُمستقبلة للضوء‪ .‬فأ ّ‬
‫} ودون أ ّ‬
‫الفضل وضع الطبقات بشكل معاكس تمامًا‪ ,‬مع عرض الطبقة الحساسة للضوء في المقدمة‬
‫والعصبونات والعصب البصري في السفل‪ ,‬كما يحدث على سبيل المثال في عين‬
‫الرأسقدميات*** ‪.‬‬

‫الطامة الثانية‪ :‬ابتعد فأنا ل أرى!!‬

‫كعاقبة ُمباشرة لهذا البنية السخيفة السابقة‪ ,‬وعندما تجتمع الياف العصب البصري لجل توجهها‬
‫نحو الدماغ ‪ ,‬فإنها تواجه مشكلة كبرى‪ :‬انها متموضعه في الجانب الخاطيء من الشبكية‪ ,‬المر‬
‫الذي ُيجبر العصب على اجتياز كامل سماكتها } بما فيه طبقة الخليا المخروطية والخليا النبوتّية‬
‫{ بطريقه نحو الدماغ‪ .‬تتشكل منطقة من العصب ذاته وثقب دخوله ‪ :‬خالية من ُمستقبلت الضوء‪,‬‬
‫المر الذب يسبب بنشوء نقطة عمياء في اعيننا‪ ,‬بحيث نكون غير قادرة على رؤية ما يتموضع‬
‫فيها‪.‬‬

‫للتحقق الشخصي وفي المنزل من هذا العيب يكون بسيطا ً جدًا‪ ,‬يكفي مع صورة كتلك في السفل‪,‬‬
‫نقوم باغلق العين اليمنى‪ ,‬مع توجب توقفنا الى يسار ارتفاع النقطة السوداء الكبر‪ ,‬وعلى‬
‫مسافة ‪ 20‬سنتمتر من الرسم‪ .‬ثم نقوم بتحريك راسنا نحو الخلف‪ ,‬محافظين على ثبات الرؤية في‬
‫النقطة الكبرى وبخط واحد معها‪ .‬في لحظة محددة‪ ,‬ستختفي النقطة العمياء الصغيرة‪ ,‬لكي تعود‬
‫للظهور يجب ان نرجع للوراء قلي ً‬
‫ل‪.‬‬

‫ل يوجد بأعين الرأسقدميات نقطة عمياء‪ ,‬بحيث ل يضطر العصب البصري لجتياز الشبكية لجل‬
‫بلوغ الدماغ‪ ,‬لتشكله في الجزء الخلفّي‪ .‬مع ذلك‪ ,‬في الجوانب الخرى لعين الفقاريات‪ :‬تكون اكثر‬
‫‪.‬فعالية مما لدى الرأسقدميات ‪ ,‬المر الذي يصعب تقييمه بين كائن وآخر كأفضل بصورة مطلقة‬

‫أصل الطاّمة‪ :‬ل أحد فّكر به سابقاً‬

‫ل يوجد أدنى تبرير لوجود الشبكّية بصورة عكسية في اعيننا‪ ,‬من حيث الفائدة او العمل لها‪.‬‬
‫السبب الوحيد هو بأن اعيننا قد تطورت اعتباراً من قلب بطن لظهر دماغ امامي للجنين بتطور‬
‫} دماغ اولي سابق { الى جانب التحولت اللحقة التي تترك الشبكية ُمنعكسة‪ .‬على العكس من‬
‫هذا‪ ,‬فتتشكل اعين اعتباراً من انغماد } دخول جزء من نسيج في نسيج آخر { جلد الجنين‪ ,‬وتبقى‬
‫شبكيتها متوجهة بعكس ما لدينا‪.‬‬

‫لجل هذا‪ ,‬اعين الفقاريات واعين الرأسقدميات ‪ :‬تشكل اعضاء متشابهة‪ ,‬لكنها ليست متماثلة‪,‬‬
‫لنها تقوم باتمام ذات الوظيفة بصورة متشابهة‪ ,‬لكنها تمتلك اصلً تطوريا ً ُمختلفًا‪.‬‬

‫وهذا ما يحدث عند عدم التفكير بالشياء‪ :‬يذهب التطور مستعملً حلول وُبنى تمتلك صلحية في‬
‫كل لحظة‪ ,‬بشكل مستقل عن كونها افضل أو أسوأ مع علقة بستاندر نظري‪ .‬يقم بتوظيف ما هو‬
‫موجود‪ ,‬ويتم التعديل وفق ما يمكن‪ :‬ما يكون مهما ً هو امكان عملها افضل من السابق وليس ما‬
‫يجعلها افضل ما يكون‪ .‬فيما لو ل تحدث كل تلك التغيرات والتنوعات بطول عملية التطور ودون‬
‫تخطيط‪ ,‬لكان من الممكن تحول العيون الى نقاط عمياء‪.‬‬

‫في مناسبة أخرى‪ ,‬سنتحدث عن سبب ظهور الصور بصورة ُمنقلبة في الشبكية‪ ,‬وسبب تلقي‬
‫العصاب البصرية مع بعضها قبل بلوغ الدماغ‪ ,‬سبب رؤية الطفل بشكل افضل من البالغ أو كيف‬
‫طل الشبكّية‪ .‬تلك الطامات الخرى سنتركها لموضوع قادم‪.‬‬‫يمكن لضربة ان تع ّ‬

‫هوامش‬

‫* الخليا المخروطية أو المخاريط هي خليا مستقبلة للضوء في شبكية العين تعمل على وجه‬
‫أفضل في الضوء الساطع نسبيا‪ .‬إن توزع المخاريط يقل كلما اتجهنا نحو محيط الشبكية‪.‬‬

‫يبلغ عدد المخاريط حوالي ‪ 4,5‬مليين وعدد الخليا العصوية ‪ 100‬مليون في العين البشرية‪.‬‬
‫الخليا المخروطية في الواقع أقل حساسية للضوء من الخليا العصوية )التي تعمل على وجه‬
‫أفضل في ظروف الضاءة المنخفضة(‪ ،‬ولكنها تساهم في الدراك اللوني‪ .‬كما تدرك أيضا‬
‫التفاصيل الدق والتغيرات السريعة في الصور‪ ،‬بسبب أن زمن استجابتها للتحفيز أسرع منها في‬
‫العصيات‪.‬‬

‫هناك عادة ثلثة أنواع من المخاريط‪ ،‬ذات بروتينات فوتوبسين مختلفة‪ ،‬وهي ذات منحنيات‬
‫استجابة مختلفة‪ ،‬ولذلك تستجيب لتغيرات اللون بطرق مختلفة‪ ،‬ولهذا يتمتع النسان عادة برؤية‬
‫ثلثية اللون‪ .‬يعاني بعض البشر من عدم وجود مخاريط في شبكية العين وتسمى هذه الحالة بعمى‬
‫اللوان‪ .‬ويتمتع قلة من الناس بوجود أربع أنواع أو أكثر من المخاريط مما يعطيهم رؤية رباعية‬
‫للون‪.‬‬

‫** الخليا النبوتية أو الخليا العصوية هي خليا مستقبلة للضوء في شبكية العين تعمل في‬
‫ظروف إضاءة أخف مما تعمل فيه الخليا المستقبلة للضوء الخرى‪ ،‬مثل الخليا المخروطية‪.‬‬
‫وتسمى بالعصوية بسبب شكلها السطواني‪ .‬وتتركز في الحافات الخارجية للشبكية وتستخدم في‬
‫الرؤية المحيطية )‪ .(peripheral vision‬يوجد حوالي ‪ 90‬مليون خلية نبوتية في شبكية العين‬
‫البشرية‪ ،‬وهي أكثر حساسية من الخليا المخروطية‪ ،‬فتعتبر المسؤولة كامل تقريبا عن الرؤية‬
‫الليلية‪.‬‬

‫*** الرأسقدميات أو رأسيات الرجل ‪ Cephalopoda‬هي طائفة من الرخويات اللحمة‬


‫المفترسة‪ ,‬جميع أفرادها معيشتها بحرية‪ .‬لهم الصدفة إما خارجية أو داخلية أو معدومة‪ .‬تضم‬
‫نحو ‪ 700‬نوع‪ ،‬من امثلتها الخطبوط والحبار والحبار الطلسي أبتر الذيل ‪.‬‬
‫الهوامش منقولة ‪ُ ..‬يرجى التدقيق‬
‫الُمصمم قليل الذكاء }‪ :{3‬يعمل على جنب واحد‬
‫أو القاعيات } نباتات ‪ bentónicos‬بين كثير من التكيفات التي ُتبرزها اسماك تنتمي لفصيلة‬
‫وحيوانات تعيش في قاع البحر {‪ ,‬تكّيف اكثرها اثارة‪ ,‬هو‪ :‬الفلطحة الجسمية‪ ,‬في كثير من تلك‬
‫طح عند العيش في اعماق بحرية } خصوصا فيما‬ ‫النواع الحية‪ .‬تكون الفائدة من امتلك جسم مس ّ‬
‫لو تكن العماق ذات بيئة رملية {‪ :‬هي السماح بالختباء اي التمويه بصيغة اكثر سهولة وفعالية‪.‬‬
‫بهذا الشكل يمكن لتلك السماك الختفاء من وجه الُمفترسين أو للترّبص بفرائس ُمحتملة لها‪ .‬في‬
‫‪.‬الواقع‪ ,‬من المعتاد ان تكون الفلطحة مصحوبة بلون جسم ُيساهم بتمويه الحيوان مع العماق‬

‫الصيغة التي يمكن اعتبارها اكثر " منطقية " لجل تحقيق جسم بتلك الميزات‪ :‬سيكون فلطحة‬
‫ظهرية بطنية‪ ,‬التي تسمح بالحتفاظ بالتشريح الرئيسي‪ ,‬مع عيون بالقسم العلوي‪ ,‬الفم بالجزء‬
‫السفلي أو الجبهي والزعانف الجانبية والظهرية الوظيفية‪ .‬قم بإحراز هذا النموذج اسماك‬
‫‪ rayas, sapo‬و ‪ rata‬بين غيرها‪.‬‬

‫)‪Raya de puntos azules (Taeniura lymma‬‬

‫)‪Pez rata (Uranoscopus scaber‬‬


‫)‪Pez sapo (Halobatrachus didactylus‬‬

‫من الفضل ان انام على الجنب‬

‫مع هذا‪ ,‬يوجد نوع من السماك قد كّيف حلً اقّل جودة من الفلطحة الظهرية البطنية النيقة‪,‬هو‪:‬‬
‫‪ Pleuronectiformes‬عبارة عن جماعة سمكية تشتمل على انواع ‪lenguados, :‬‬
‫‪ platijas‬و ‪ .gallos‬تلك ‪ } osteictios‬السماك العظمية باللغة العربية * { بحرية باغلبيتها‪,‬‬
‫قامت بضغط اجسامها بشكل جانبي‪ ,‬لكي تعيش متمددة على جنب من جنبيها‪ .‬تبرز في تلك‬
‫الصيغة من الفلطحة المعاكسة للعمق مشاكل عديدة‪ :‬المشكلة الرئيسية بينها هي بأّن العين تبقى‬
‫اسفل الجسم‪ ,‬ما يؤثر سلبا على قدرتها على الرؤية بسبب الرمال وبالتالي فقدان قسم كبير من‬
‫الدقة البصرية‪.‬‬
‫)‪Rodaballo (Psetta maxima‬‬

‫على الرغم من ذلك‪ ,‬فإّن ‪ Pleuronectiformes‬عبارة عن مجموعة من الُمفترسين اللذين‬


‫يصيدون بانشاء كمائن‪ ,‬متموهة بفضل لون جنبها الذي يبقى نحو العلى والذي يبقى نصف‬
‫ُمنطمر في العمق المتوحل او الرملي‪ُ .‬تبرز صيغة تجنب مشكلة الرؤية استثناء حقيقي ضمن‬
‫الفقاريات‪ :‬فلقد فقدت ‪ Pleuronectiformes‬التناظر الثنائّي‪ ,‬بحيث هاجرت احدى اعينها‬
‫} التي بقيت اسفل الجسم { الى الجانب الُمعاكس بالجسم‪.‬‬

‫)‪Lenguado (Solea lascaris‬‬

‫بهذا الشكل‪ ,‬فيما لو نقم بالتدقيق بتفاصيل رأس نوع سمك ‪ lenguado‬أو نوع سمك‬
‫ضب‪ ,‬باقية على الجانب الُمعاكس‪,‬‬
‫‪ ,rodaballo‬سنرى بأّن العينين موجودتان حول الجانب الُمخ ّ‬
‫حول الجانب الذي ترقد عليه‪ ,‬دون عضو رؤية‪.‬‬

‫لقد تكّيف نوعا سمك ‪ Rayas‬و ‪rodaballos‬بصيغة حياة شبيهة عبر حّلين شديدي الختلف‪.‬‬
‫ي عالم طبيعة‪ ,‬حيث ان حل ذات المشكلة‬ ‫ل يوجد اي عنصر ُمفاجأة في هذه الظاهرة بالنسبة ل ّ‬
‫بصيغ مختلفة‪ :‬امر شائع جداً وفي كل جماعات الكائنات الحية‪ .‬اكثر ما ينتج صعبا ً هو إلباس‬
‫البنية التشريحية لنوع سمك ‪ : lenguados‬بالفكرة القائلة بأّن كل الكائنات تكون ُمصّممة بشكل‬
‫ذكّي أو بوجود توجيه ونمو ُمبرَمْج في عملية التطور‪.‬‬

‫مصمم متخّلف جداً وبخيل جدًا‪ :‬هو من يقوم بمشروع جسم متناظر مغزلّي الشكل‪ ,‬يعمل بشكل‬
‫جيد للسباحة ‪ ,‬وبذات الوقت يستخدم ذات النموذج مغّيراً موقع إحدى العينين فقط لجل خلق‬
‫انواع اخرى تعيش في العماق‪.‬‬

‫تسليط الضوء } على العين اليسرى {‬


‫مع ذلك‪ ,‬فل يبرز الرتحال العينّي عند ‪ pleuronectiformes‬كمشكلة حصرية للكائنات‪ .‬بل‬
‫على العكس‪ ,‬حيث يتم النقاش في علم الحياء التطوري حول كيف يمكن لحادث متدّرج وتكيفي‬
‫بكل خطوة من خطواته‪ :‬بتحريك عين من جنب لخر‪ .‬بكل الحوال كان هذا المر موضع نقاش‬
‫منذ أيام داروين‪ ,‬الذي قد قّدم تبرير بسيط لتلك الظاهرة‪ :‬ل يمكن تفسير كيفية حدوث التغير‬
‫بالتناظر بصورة متكررة‪ ,‬بل قد توّجب حدوثه وفق عملية تدريجية‪.‬‬

‫وينتج غير مفهوم ‪:‬كيف لعين تنتقل من مكانها بسهولة‪ ,‬ان ُتبرز اي نوع من الفائدة لحاملها‪.‬‬
‫بالنتيجة‪ ,‬اقترح بعض الباحثين لفرضيات حول وجود طفرة وحيدة قد انتجت النتقال الكامل للعين‬
‫ذاك‪ .‬مع هذا‪ ,‬يفتقر هذا التفسير لقاعده تجريبية‪ ,‬ول يكون مدعوما ً من نمو‬
‫‪ , pleuronectiformes‬حيث انها تمتلك بفترة قبل البلوغ تناظراً جانبيا ً بعين بكل جنب‪ ,‬شكل‬
‫سيتم فقدانه تدريجيا ً حتى سن البلوغ‪.‬‬

‫بحث حديث منشور بمجلة ‪ Nature‬قد سّلط الضوء حول هذا الشكال‪ُ ,‬مرّجحا ً التفسير التدريجي‪.‬‬
‫فقد عثر ‪ } Matt Friedman‬العام ‪ { 2008‬بين احفوريات ماخوذة من متاحف عّدة اوروبية‬
‫على هوشعتين } مفرده هوشع‪ :‬نوع من السمك ‪ { platija‬بعمر ‪ 50‬مليون عام حيث ُتبرز العين‬
‫لرتحال ناقص‪ ,‬دون اجتياز خط وسط الجسم‪ .‬وبحسب الباحث‪ ,‬فإّن هذا يدعم الفكرة القائلة بأّن‬
‫اللتناظر الجمجمي لتلك السماك قد حدث بصورة تدريجية‪.‬‬

‫الشكل ‪ : a‬رؤية جانبية ُيمنى‪ ,‬حيث يظهر محجر العين الطبيعي‪ .‬الشكل ‪ : b‬رؤية جانبية يسرى‪,‬‬
‫حيث يظهر ارتحال جزئي لمحجر العين‪.‬‬

‫هوامش‬

‫‪Friedman, M. 2008. The evolutionary origin of flatfish asymmetry.‬‬


‫‪Nature 454: 209-212. doi:10.1038/nature07108‬‬
Nelson, J.S., 1994. Fishes of the world. John Wiley & Sons, Inc., New
York. 600 p.

* ‫للقراءة عن السماك العظمية هنا‬

http://ar.wikipedia.org/wiki/
%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D9%83_
%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%8A%D8%A9
‫الُمصّمم قليل الذكاء }‪ :{4‬العمدة الملتوية‬

‫ُتعتبر آلم الظهر‪ :‬من أكثر المور المؤّرقة لكل البشر بالعموم‪ .‬فليس ضروريا ً العمل لمدة ‪8‬‬
‫ساعات‪ ,‬ول الجلوس بوضعية خاصة لكي يتم الشعور بتلك اللم‪ .‬ريفيين‪ ,‬موظفين‪ ,‬وزراء‬
‫وسائقي عربات‪ُ ,‬مزارعين اميركيين‪ ,‬استراليين اصليين‪ ,‬سكان قبائل عديدة ‪ ....‬الخ‪ :‬يعاني‬
‫الجميع وبنسب متباينة من آلم الظهر‪ .‬يكون هذا بمثابة أحد العوامل الرئيسية ايضا بحقل العمل‪,‬‬
‫وتشير بعض التقديرات لّن شخصين من اصل ‪ 3‬اشخاص‪ُ :‬يعانيان من ألم قطنّي بلحظة ما بين‬
‫‪.‬عمري ال ‪ 20‬وال ‪ 50‬عام‬
‫يكون ملموسا ً بأّن بعض النشاطات أو الوضعيات غير المناسبة‪ُ :‬تساهم في ازدياد اللم‪ ,‬لكن‬
‫‪.‬يكون السبب الخير تشّوهي ولدي في نوعنا الحّي‪ :‬إّنه قصور تصميمّي في العمود الفقر ّ‬
‫ي‬

‫ي‬
‫سلسلة الظهر أو العمود الفقر ّ‬

‫ي عضواً بالنظام الهيكلّي الذي يقوم باتمام وظائف متنوعة‪ ,‬مثل‪ :‬تحّمل‬ ‫يشّكل العمود الفقر ّ‬
‫وحماية النظام العصبي المركزي‪ ,‬دعم ميكانيكي للجسم وللعضاء الداخلية‪ ,‬استقرار وآلية‬
‫‪.‬أحيائّية للحركة‪...,‬الخ‬
‫ي‪ ,‬يكون العمود متشكلً من ‪ 29‬فقرة‪ ,‬حيث تنتمي الفقرات ال ‪ 7‬الولى للُعُنق‬ ‫عند الكائن البشر ّ‬
‫} فقرات عنقّية {‪ ,‬ال ‪ 12‬التالية تسمى فقرات ظهرّية‪ ,‬و ‪ 5‬فقرات قطنّية و ‪ 5‬فقرات عجزّية مرتّبة‬
‫ق صغير‪,‬‬ ‫ي‪ :‬بقّية ذيل بدائّي يتشّكل من عظم متب ّ‬
‫فيما بينها‪ .‬نجد في الطرف الذيلّي للعمود الفقر ّ‬
‫هو الُعصُعص المتكّون من اندماج ‪ 4‬او ‪ 5‬بقايا فقارية صغيرة‪ .‬تتصل الفقرات فيما بينها بمفاصل‬
‫‪.‬شديدة التعقيد‪ُ ,‬مبرزة لشكال مختلفة من التمفصل بحركة اكبر او اصغر حسب المنطقة‬
‫على الرغم من طبيعته العظمية بشكل رئيس } فالفقرات متكونة من انسجة عظمية اسفنجية {‪,‬‬
‫يقّدم العمود الفقري ُبنى غضروفّية وُملتحمة‪ ,‬مثل طبقات الغضروف المتواجدة بين جسيمات‬
‫الفقرات‪ :‬التي تعمل كوسادة سواء خلل الحركة‪ ,‬او عبر تحّمل الوزن خلل انتصاب الجسم‪ .‬يقوم‬
‫عدد كبير من الرباطات بتثبيت ُبنى مع ُبنى أخرى‪ ,‬سامحا ً بتحقيق متانة مع الجهاز العضلّي‪ :‬لهذا‬
‫ي الُمرّكب من فقرات عظمية صغيرة‬ ‫‪.‬المحور الجسد ّ‬
‫يظهر بالعمود الفقري انحناءات عديدة‪ ,‬انحناءات ظهرية بطنية بشكل اساسي‪ ,‬والتي تعطيه شكل‬
‫ملتوي من زاوية رؤية جانبية‪ .‬تلك النحناءات‪ ,‬اضافة للطبقات بين الفقرات الُمشار لها سابقًا‪:‬‬
‫تساهم في امتصاص وتوزيع الجهد المحقق خلل النشاطات اليومية‪ ,‬كالمشي أو نشاطات أشّد‬
‫كالجري والقفز‪ .‬من هنا تأتي آلم الظهر‪ ,‬من تلك الوظيفة الحيوية الحركية للعمود الفقري‪ ,‬ولن‬
‫ي له ذاته‬
‫‪.‬نتمكن من فهمها دون اللجوء الى الصل التطور ّ‬

‫تطور العمود الفقري‬

‫ساس الممّيز بتلك‬ ‫لقد طّورت الفقاريات تغليفا ً قاسيا ً لجل حماية النبوب العصبّي الظهري الح ّ‬
‫ي‪ ,‬حيث يوجد بداخلها الدماغ‬ ‫السلسلة من الفقرات‪ .‬هذا سيفسح المجال للجمجمة والعمود الفقر ّ‬
‫والنخاع الشوكّي‪ ,‬على التوالي‪ .‬مع ذلك‪ ,‬كما هو معتاد بكونه شائعا ً في التطور‪ :‬فقد طّورت بناء‬
‫على وظيفة الحماية الصلية‪ ,‬وظائف اخرى لحقة‪ ,‬بينها ما يسبب لنا القلق بيومنا هذا‪ :‬عضو‬
‫ي لخاصّية اخرى‬ ‫الستناد والحيوية الحركية اللزمة في النتقال‪ .‬لجل هذا‪ُ ,‬يبرز العمود الفقر ّ‬
‫‪.‬هامة جدًا‪ ,‬هي‪ :‬توفير نقطة رسّو لجل الجهاز العضلي الجسمّي‬
‫بدأت اوائل الفقاريات باستخدام هذا المحور القاسي والمتحّرك لجل النتقال عبر التمّوج في‬
‫مستوى افقي‪ .‬فالسماك لها زعنفة ذيلّية مسطحة عموديًا‪ ,‬هذا يسمح للتموجات الفقية بالتحريك‬
‫يميناً ويسرة‪ ,‬دافعة الحيوان } ما يحقق له النتقال {‪ .‬لقد انتقلت اوائل الفقاريات التي استوطنت‬
‫اليابسة‪ ,‬ايضًا‪ ,‬عبر اهتزازات افقية‪ ,‬كما هو حاصل مع التماسيح والفاعي الحالية‪ُ .‬يرافق‬
‫‪.‬العضاء تلك الحركة اليقاعية‪ ,‬بتموضعهم بمكان جانبّي‬
‫بوقت لحق‪ ,‬تتموضع الطراف اسفل الجذع‪ُ ,‬مكتسبة لوظيفة جديدة مكّملة للنتقال‪ ,‬هي‪ :‬حمل‬
‫ي‪ .‬تقود هذه الوظيفة الجديدة الى تطور الخواصر }الزّنار الكتفّي والزّنار‬ ‫الوزن الجسد ّ‬
‫الحوضّي {‪ ,‬وإلى تقوية عظام القوائم وإلى النحناء الظهري للعمود ‪ ,‬الذي يشكل قوس مساعد‬
‫‪.‬للطراف في حمل الجسم عملياً‬
‫تستلزم تلك الوضعية صرفا ً طاقيا ً ُمعتبرًا‪ ,‬حيث تتطلب نشاط عضلي مستمر للحفاظ عليها‪ .‬الفائدة‪,‬‬
‫بانها قد سمحت بتطور تلك الصيغة البنيوية‪ ,‬انها الفائدة الكبرى التي تساهم في التنّقل‪ .‬بحال‬
‫تموضع مركز الثقل بالقرب من الرض ومن امام القوائم الخلفّية‪ :‬يمكن الستفادة من قوة ردة‬
‫الفعل مع الرض للتقّدم‪ .‬من جانب آخر‪ ,‬تسمح هذه المكانية الجديدة بالحركة الشاقولية للعمود‬
‫سر‬‫ي‪ُ ,‬محّققة عبر حركات بسط وانثناء } عدو {‪ :‬بلوغ سرعه ودفع ُمعتبران‪ .‬هذا ما يف ّ‬ ‫الفقر ّ‬
‫تحّدر الثدييات البحرية من كائنات برّية‪ :‬تنتقل بواسطة حركات بمستوى شاقولّي‪ ,‬مموضعة‬
‫‪.‬زعانفها الظهرية الفقية‪ ,‬باختلف عما لدى السماك‬
‫تحمل البنية الجديدة وعمل العمود الفقري‪ :‬فوائد تكيفّية هامة‪ ,‬لكن بذات الوقت هناك ضريبة‬
‫ط من آلم اسفل الظهر القطنية‬ ‫يتوجب دفعها بسبب تعديلها الُمفرط‪ .‬من بضعة اسماك لم تشتكي ق ّ‬
‫أو من آلم رقبّية‪ ,‬وصولً لبضع رباعيات قوائم تبدأ بالمعاناة من تبعات الوزن‪ ,‬مترجمة تلك‬
‫‪.‬المعاناة عبر مشاكل في الوراك والمفاصل‪ ,‬على وجه الخصوص‬

‫الصدار الخير لللتواء‪ :‬وضعّية النتصاب‬


‫أحرز اشباه النسان مستوى جوهري آخر من التعديل الوظيفّي‪ :‬تّم استخدام العمود الفقري لجل‬
‫العمل كوتد والسماح بظهور وضعية النتصاب أو المشي على قدمين‪ُ .‬تبرز هذه الوضعية الجديدة‬
‫مشاكل خطيرة آتية من نقصانات بعضو مؤّهل اصلً لشيء مختلف جذريًا‪ ,‬ولوضعية جسمية‬
‫‪.‬مرتبة لجل الحفاظ على وضعية افقية‬
‫تنتج وضعية المشي على قدمين‪ ,‬بوصفها الكثر ضعفًا‪ :‬بخلف رباعيات القوائم } التي تمشي‬
‫على اربع القصد {‪ ,‬يقدم الكائن البشري الجزاء القل حماية من جسمه المنكشفة وباتجاه المام‪,‬‬
‫بدل ان تكون في القسم السفلي من الجسم‪ ,‬عدا كونها سهلة المنال‪ .‬باستثناء ذكور نوع رئيسّي‬
‫آخر قريب‪ ,‬نكون نحن الحيوان الوحيد الذي يواجه خصومه واضعا ً اعضاؤه الجنسية بمرمى‬
‫!الهدف الُمباشر‬
‫يوفر المشي على القدمين سرعه أقّل‪ ,‬اضافة الى تحّكم عضلي معقد وعصبي لجل امكان الحفاظ‬
‫على التوازن خلل المشي‪ .‬بسبب هذا‪ ,‬ل يمكننا الختباء من وجه مفترسين بشكل جيد‪ ,‬ولمسافات‬
‫‪ }.‬قصيرة } في الواقع القسم الكبر منا‪ ,‬ل يستطيع متابعة حتى كلبه‬
‫حيويا ً حركيًا‪ ,‬يكّلف الحفاظ على وضعية النتصاب صرف طاقّي اكبر‪ :‬حيث تحتاج كثير من‬
‫عضلت الظهر تحقيق تقلص ثابت حتى فيما لو نستمّر متوقفين‪ ,‬خصوصا ً بسبب مركز الثقل‬
‫‪.‬المتواجد امام العمود الفقري‪ ,‬الذي يمّثل المحور الداعم للجسم‬
‫خلفا ً لرباعيات الطراف الخرى‪ ,‬التي تتشكل قاعدة الدعم بالمساحة التي تحددها الطراف‬
‫الربعة‪ ,‬بينما في الجسم البشري يتم اختصار تلك المساحة الى مساحة تحددها القدمين فقط‪ ,‬هذا‬
‫يجعل من السهل بمكان‪ :‬انتقال مركز الثقل خارج مساحة الدعم تلك‪ ,‬ما يؤدي لفقدان التوازن‪.‬‬
‫العملية البسيطة المتمثلة برفع الذراع للمام‪ :‬تستلزم ازدياد في تقّلص العضلت الظهرية لجل‬
‫معادلة انزلق مركز الثقل‪ُ .‬يرى هذا المشهد رائعا ً في الرأس‪ ,‬حيث اّن ادخال العمود الفقري في‬
‫مكان بالجزء الخلفّي لقاعدة الجمجمة‪ ,‬بوضع متأّخر نسبة لمركز ثقله‪ .‬من جديد‪ ,‬تفترض امكانية‬
‫الحفاظ على رأس منتصب تقّلصا ً ثابتا ً في العضلت الظهرية للرقبة } ولهذا نقوم باحناء الراس‬
‫‪ }.‬نحو المام عند اقّل ارتخاء لتلك العضلت‬

‫مركز الثقل‬

‫من جانب آخر‪ ,‬سيتحّمل العود الفقري لتوتر شديد‪ ,‬حيث ان وزن الجزاء الرأسية‪ ,‬الصدرية‬
‫والبطنّية‪ :‬يكون ُمتحملً من قبل المفاصل بين الفقرات‪ .‬خلل النتقال وعلى وجه الخصوص في‬
‫الجري‪ ,‬يعاني العمود الفقري من صدمة عنيفة بقسم اكبر من الكتلة الجسمية عند النحدار في‬
‫‪.‬الطريق‬
‫ي‪ ,‬حيث ان هذه الوضعية‬ ‫وصل تأثير المشي على القدمين الى نقطة‪ :‬يصعب فيها الحمل البشر ّ‬
‫الجديدة للحوض‪ ,‬التي ستتحّمل الوزن الجسدي عموديًا‪ُ ,‬تنتج قناة حمل أكثر طولً والتواء مما‬
‫ي ثديي آخر‪ ,‬بما فيه باقي الرئيسيات‬
‫‪.‬يمتلكه أ ّ‬
‫ي‪ ,‬تّم حّل تلك المشاكل فورياً بصيغة افضل او اسوأ‪ :‬لقد انحنى العمود الفقري‬
‫بطول التطور البشر ّ‬
‫بصورة ظهربطنّية لجل توازن مركز الثقل وإخماد النشدادات العمودية‪ ,‬صارت الفقرات دائرية‬
‫اكثر لجل تحّمل افضل للوزن‪ ,‬تعّدل الزّنار الحوضي ليصبح اكثر انتصابًا‪ ,‬بينما يصبح الزّنار‬
‫الكتفي خفيفا ً لجل التقّدم بحركة الطراف العلوية المعّدلة لجل المعالجة باليد‪ .‬الطراف الخلفية‪,‬‬
‫على العكس من هذا‪ ,‬فلقد اكتسبت قوة عظمّية وعضلّية‪ ,‬لتكون الوحيدة المسؤولة عن الحمل‬
‫‪.‬والنتقال‬
‫ّ‬
‫وجدير بالذكر بأّن ابناءنا يحتاجون زمن غير قصير‪ ,‬وعناية خاصة لتعلم المشي إثر الولدة‪,‬‬
‫‪.‬سنوات عديدة سيحتاج الطفل فيها لمساندة ودعم الهل بشكل كامل‬

‫الرتجال‪ :‬له ثمن‬

‫ي تطّور لجل تكييف بنية موجودة ُمسبقا ً مع وظيفة مختلفة‪ُ :‬تبّين كل تلك‬ ‫كما هو ُمنتظر من أ ّ‬
‫الحلول اضرار متفاقمة‪ ,‬حيث انها تنطوي على تكيفات حديثة نسبيا ً } ليس اكثر من ‪ 6‬او ‪7‬‬
‫مليين عام {‪ .‬بهذا الشكل‪ُ ,‬نعاني آلما ً عامة في الظهر‪ ,‬تقّلصات‪ ,‬ضعف في الفقرات‪ ,‬فتوق‪,‬‬
‫‪.‬زوائد‪ ,‬حمل صعب وخطر‪ ,‬مواليد قاصرة خلل فترة زمنية طويلة بعد الولدة‪...,‬الخ‬
‫ُينتج مشينا على القدمين‪ :‬نزوع اكبر الى الذّية في الحوادث‪ :‬تكون مفاصل الركبة والكاحل التي‬
‫يتوجب ان تحمل كل وزن الجسم‪ ,‬ضعيفة بشكل خاص‪ ,‬بينما في الطرف المقابل‪ ,‬الحجم الكبير‪,‬‬
‫الوزن والوضعية المرتفعة للرأس‪ :‬تقوي احتمال فقدان التوازن‪ ,‬الذي يمكن ان يؤدي لصطدام‬
‫جمجمتنا بالرض بعنف‪ ,‬حيث تكون الصابات الجمجمية معروفة – وما هو أسوأ – اصابات‬
‫‪.‬دماغّية ذات نتائج خطيرة أحياناً‬
‫ينتج من التقّدم بالعمر تغيرات هامة في العمود الفقري‪ ,‬وخصوصا في الفقرات‪ ,‬والتي ُتترجم في‬
‫انحناء اكبر كل مّرة اكثر‪ ,‬وهذا يعني عواقب فقدان وظيفية‪ ,‬تنتقص من بنيته وتؤدي لظهور‬
‫‪.‬الذي يعني مرض يصيب العمود الفقري‪ ,‬يتمّثل بانحنائه بدرجة ‪ 45‬او اكثر ‪cifosis‬‬
‫لماذا لم نتابع سيرنا على أربع قوائم؟‬
‫ي مصمم محترف ان يرتكب سلسلة اخطاء كتلك‪ ,‬عند بناء جسم يمشي‬ ‫ينتج بديهيا ً بأنه ل يمكن ل ّ‬
‫ط حّد ادنى من التأّمل‪ ,‬من حيث‪:‬‬ ‫على قدمين‪ ,‬طالما ان له الحرّية في العمل‪ .‬لو كانت بنيتنا مح ّ‬
‫الجاهزية‪ ,‬البنية ووظيفية الهيكل العظمي والعضلي‪ ,‬ستكون دون ادنى شّك شديدة الختلف عما‬
‫‪.‬لدينا الن‬
‫الصيغة الوحيدة لفهم سبب حجم تلك الحماقة‪ ,‬هي‪ :‬دراسة من أين اتينا وكيف بلغنا حالة المشي‬
‫على القدمين‪ .‬فجسمنا يتوافق مع رباعيات القوائم الواقفة‪ ,‬التي يرجع اصلها اعتبارا من السماك‬
‫الممتلكة لعمود فقري مصمم لحمل العضلت المتوجب عليها المساهمة بالتحرك او النتقال‪,‬‬
‫وليس لجل حمل الجسم‪ُ .‬يرينا التشريح الُمقارن كيف تعّدلت عظام واعضاء اخرى اعتباراً من‬
‫ُبنى تشريحية لسلفنا غير الماشين على قدمين‪ ,‬وباي شكل للن تحتفظ ببقايا تلك اعدادات‬
‫‪.‬حيوية حركية مختلفة بشكل كبير‬

‫ل يمكننا تفسير امتلك ايدينا لذات العظام بالضبط كالتي في اقدامنا‪ ,‬دون اللجوء الى اطراف‬
‫شبيهة عند الثدييات التي اتينا منها‪ .‬سنكون غير قادرين على فهم سبب وجود عمودنا الفقري‬
‫ي بدل ان يكون بوضع مركزي‪ ,‬فيما لو ل نقم بمقارنته مع العمود الفقري لرباعيات‬ ‫بوضع ظهر ّ‬
‫ي‪ ,‬فيما لو ل نقم بتحليله‬
‫القوائم‪ .‬سنقوم بالتفكير بقناة الحمل عندنا كعمل انجزه شخص ساد ّ‬
‫ي معّدل‬
‫‪.‬كنتاج لحوض ولد ّ‬
‫وبوضوح‪ ,‬هل كان يتوجب ان يستحق كل هذا العناء؟‪ ,‬بصيغة اخرى‪ :‬من المفترض ان تشكل‬
‫وضعية المشي على قدمين } النتصاب { فائدة تكيفّية لتعويض كل تلك المشاكل الناتجة‪ .‬على‬
‫الرغم من كونه موضوع ُمناقش منذ زمن طويل في علم النسان النتروبولوجيا‪ ,‬فقد وّفر المشي‬
‫على القدمين فوائد ل يمكن انكارها لقاربنا القدماء‪ .‬فوضعية النتصاب من المفترض انها‬
‫الوضعية الفضل لكتشاف الفق من فوق النباتات العشبية‪ ,‬لجل تفادي الُمفترسين وتأمين‬
‫ي‪ ,‬يكون المشي البطيء اقل تكلفة طاقّية‪ ,‬سامحا‬ ‫الماوى‪ .‬بخلف البقاء بحالة وقوف والجر ّ‬
‫ً‬
‫بالجري لمسافات طويلة كما في السهوب العشبية‪ ,‬الكثر فقرا بالموارد من الغابات‪ .‬ففي بيئة‬
‫مدارية‪ ,‬تعّرض وضعية المشي على قدمين الشخص لشعة الشمس المباشرة بصورة اقّل‪,‬‬
‫مستفيداً من الريح بشكل افضل‪ ,‬ما يساعده على ترطيب جسمه وتقليل الحتياجات المائّية‪ .‬يعتبر‬
‫بعض المؤلفين ايضا ان المشي المنتصب قد ساهم بازدياد حجم الجمجمة والدماغ بالتالي‪ ,‬ولو ان‬
‫‪.‬الزدياد الهام بالحجم عند البشر‪ :‬يكون بوقت متأّخر كثيراً عند الماشيين على قدمين‬
‫من جانب آخر‪ ,‬بالمكان اعتبارها فائدة تشغيلّية ‪ ,‬حيث تسمح ميزة المشي على القدمين بتحرير‬
‫صصها بالتحّكم والتشغيل باليدي‪ ,‬بادئة بالقدرة على‬ ‫الطراف العلوية‪ ,‬تاركة لها طريق حّر لتخ ّ‬
‫‪.‬النقل وُمنتهية بأهلّية تصنيع وشغل ادوات بطريقة حرفية مميزة‬
‫المصّمم قليل الذكاء }‪ :{5‬البيوض الطرّية‬

‫لدى ذكور الثدييات‪ ,‬ومن بينهم ذكور البشر‪ ,‬جهاز تكاثر ُمثير للجدل‪ .‬تكون إحدى اهم ميزاته‬
‫المثيرة للصدمة‪ :‬هي مكان تموضع الخصيتين‪ ,‬اللتان تشكلن عضوا انتاج الحيوانات المنوية‬
‫وكذلك انتاج الهرمونات الجنسّية‪.‬‬
‫نظراً لهميتها البالغة وحساسيتها‪ُ ,‬ينتظر العثور عليها بمكان محمّي جيدا داخل جوف البطن‪ ,‬كما‬
‫ً‬
‫هو حاصل مع المبيضان النثويان‪ .‬مع هذا‪ ,‬وضد كل التوقعات‪ ,‬تتموضع الخصيتان خارج الجسم‬
‫في كيس لحمي يوفر لهما قليل من الحماية‪ ,‬اسمه‪ :‬الصفن‪ .‬عند البشر‪ ,‬بسبب النتصاب ممكن أن‬
‫ي اعتداء ذو نتيجة فادحة‪.‬‬‫تتعّرض تلك المنطقة التي فيها الخصيتان ل ّ‬
‫ي من الخصيتين ‪ testículos‬والبربخ‬ ‫بشكل اساسّي‪ ,‬يتكّون الجهاز التكاثري البشر ّ‬
‫‪ } epidídimo‬مجرى البول ومثانته {‪ :‬المسؤولين عن تشكيل وتخزين الحيوانات المنوية‪,‬‬
‫يتفرع عنهما قناتان ناقلتان ‪ conductos deferentes‬تقود الحيوان المنوي نحو الحويصلت‬
‫المنوية ‪ vesículas seminales‬والنابيب الدافقة للمني ‪.conductos eyaculadores‬‬
‫تتصل تلك الخيرة مع الحليل ‪ } uretra‬مجرى البول الخارجي وهو قناة بين المثانة وفتحة‬
‫الحليل يخرج منها البول وطبعا المني {‪ ,‬الذي يقود بالنهاية المني الى الخارج عبر القضيب‬
‫‪ pene‬أو عضو القتران‪ .‬تقوم غّدة البروستات ‪próstata‬المتحدة بالحويصلت المنوية‪ :‬بإفراز‬
‫جزء من سائل منوي يقوم بحماية المنويات‪.‬‬

‫جهاز تكاثر ذكري بشري‬


‫ً‬
‫النتيجة الخيرة‪ ,‬انه على الرغم من العثور عليها قريبة جدا من الحليل‪ :‬فإّن القناتان الناقلتان‬
‫تجتازان مسيرة معقدة تطول لكثر من ‪ 40‬سنتمتر‪ ,‬ملتفة حول المثانة ‪ vejiga‬وعائدة من‬
‫الخلف الى الحليل‪ .‬تشتبك في طريقها مع الحالبان‪ ,‬ما يزيد من تعقيد الرحلة التي ستقطعها‬
‫الحيوانات المنوية‪.‬‬
‫ً‬
‫ما يزيد المر غرابة‪ ,‬هو أّن تكوين الخصيتان يحدث اصل في داخل التجويف البطني للجنين‪ .‬مع‬
‫ذلك‪ ,‬عوضاً عن بقائها داخل الجسم كما يحصل مع الغدد التناسلية النثوية‪ ,‬تقوم بالهبوط خلل‬
‫النمو الجنيني عبر النقال الربّي حتى تبلغ موضعها المحدد في الصفن‪ ,‬متسببة بتطويل وتعّرج‬
‫النبوبان الناقلن‪ .‬تحدث هذه الهجرة للخصيتين عند القسم الكبر من الثدييات‪ ,‬ما عدا بعضها‬
‫كالفيلة والحيتان‪ :‬حيث تستمر الخصيتان بالبقاء في داخل الجسم‪.‬‬
‫فيما لو نفّكر بالنتيجة بقضّية تصميم او مصّمم‪ :‬ينتج صعبا ً تفسير تلك الُبنية العويصة للجهاز‬
‫التكاثري الذكري‪ ,‬كذلك حساسية وخطر تموضع الخصيتان‪ .‬بالتالي‪ ,‬تنقض الغدد التناسلية‬
‫الذكرية برهان كمال التصميم الذي طرحه ‪ } Paley‬والذي تتبناه وترعاه جماعة التصميم الذكي‬
‫الميركية راهنا ً ‪ ..‬فينيق {‪.‬‬

‫التطور الجنيني للغدد الجنسية الذكرية والنثوية عند الكائن البشر‬

‫على العكس من ذلك التصميم‪ ,‬يوفر لنا علم الحياء التطوري تفسيراً لهذا المر‪ .‬بخلف اسلفنا‬
‫من الزواحف‪ ,‬البرمائيات والسماك‪ :‬قامت الثدييات بتطوير نظام يتحّمل درجة حرارة الجسم‬
‫الثابتة والُمرتفعة نسبيا بواسطة النشاط الستقلبي‪ .‬في حال النسان‪ ,‬درجةالحرارة المتوسطة‬
‫لجسمه هي ‪ 37‬درجة مئوية‪ ,‬حيث تكون هذه الدرجة مناسبة لجل التفاعلت الكيميائية الحاصلة‬
‫في الجسم‪ ,‬و بالكاد يتغّير المردود الستقلبّي بتغير درجات الحرارة الخارجية‪ .‬وفق هذه‬
‫الصيغة‪ ,‬يمكن للطيور والثدييات العيش في وسط‪ ,‬ل يمكن للبرمائيات والزواحف العيش فيه على‬
‫الطلق‪ ,‬مؤمنا ً لهم استقرار بيوكيميائي لزم‪.‬‬
‫لكن كما هو معروف في كثير من الثدييات‪ ,‬فإّن درجة حرارة الجسم المثالية اللزمة لجل اتمام‬
‫التفاعلت البيوكيميائية‪ :‬ل تكون هي الدرجة الُمناسبة لجل انتاج الحيوانات المنوية‪ .‬سيما في‬
‫نوعنا البشري‪ ,‬الدرجة المثالية لنتاج الحيوانات المنوية هي ‪ 36‬درجة مئوية‪ ,‬اي اقل بدرجة‬
‫تقريبا ً من حرارة الجسم‪.‬‬

‫جهاز تكاثري ذكري في الطيور‬

‫يوجد أمام حالة كتلك‪ ,‬حلول عديدة‪ ,‬مثل‪ :‬تخفيض حرارة الجسم‪ ,‬زيداة درجة الحرارة المثلى‬
‫للنمو المنوي أو تحقيق عملية تبريد بصيغة ما في الخصيتين‪ .‬التطور‪ ,‬بخلف الُمصّمم‪ ,‬ل يمكنه‬
‫اختيار الحل الفضل الممكن‪ .‬بل على العكس من هذا‪ ,‬فقط سيقوم بتبيان تلك التغيرات التي‬
‫ي تغّير‬
‫ي سبب اكثر افادة من التكوين السابق‪ .‬لم تقدم الثدييات مع خصيتان خارجيتان ا ّ‬
‫ستنتج ل ّ‬
‫انزيمي للعمل الفضل بدرجة حرارة اكبر‪ .‬شيء سيكون بسيطا ً للغاية لجل ُمصّمم شديد الذكاء‬
‫كلّي القدرة!!!‬
‫عند الطيور‪ ,‬المر معاكس‪ ,‬فيما لو نتتّبع تطور حيواناتها المنوية مع حرارة الجسم } التي تدور‬
‫حول ‪ 40‬درجة مئوية بالمتوسط {‪ ,‬محافظة على خصيتيها في داخل التجويف البطني‪ .‬بينما عند‬
‫الثدييات كان التشكيل عبر تكّيف اخرق‪ :‬اخراج الغد التناسلية الى الخارج وتركها معلقة في كيس‪.‬‬
‫لكن بالنسبة لهذا الهبوط‪ ,‬من جديد‪ ,‬لم يحصل اختيار لفضل الطرق الممكنة‪ ,‬بل هذا ما ظهر عبر‬
‫تعديلت صدفوية محضة‪ .‬بهذا الشكل‪ ,‬ظهر هبوط الخصيتين بطريق يترك النابيب الناقلة في‬
‫الحالبان معّلقة‪ ,‬واجبارها على الجريان لمسافة طويلة‪ :‬تصعد‪ ,‬تتراجع وتهبط نحو الحليل‪.‬‬

‫لبلوغ السوأ‪ ,‬وكما هو معتاد‪ ,‬توّلد الحلول الخرقاء مشاكل اخرى‪ ,‬مثل‪ :‬في وسط ذو درجات‬
‫حرارة منخفضة‪ ,‬يمكن ان تبرد الخصيتان بشكل زائد‪ .‬لجل حّل هذه المشكلة‪ ,‬تطّور تكييف آخر‬
‫نحو الداخل‪ :‬يقوم النسيج العضلي للصفن بالتقّلص في الجو البارد بصورة ل ارادية‪ ,‬ما يقّرب‬
‫الخصيتان من داخل الجسم ويجلب لهما الحرارة‪ ,‬وبشكل معاكس لهذا‪ ,‬عندما ترتفع درجات‬
‫الحرارة ‪ ,‬ترتخي عضلت الصفن لتفصل الغدد التكاثرية عن حرارة الجسم } لُتبعد الخصيتان عن‬
‫داخل الجسم الحار {‪.‬‬
‫يتوجب دفع ثمن باهظ للحصول على تكوين منوي فّعال‪ :‬انابيب مرتدة وطويلة‪ ,‬سرعة عطب‬
‫خصيوي‪ ,‬حركات تعويضية لتعديل درجة الحرارة‪...,‬الخ‪ .‬مع هذا‪ ,‬هذا هو العادي في الطبيعه‪,‬‬
‫بعيداً عن حضور تصاميم مثالّية‪ ,‬ما ُيعتاد ظهوره‪ :‬تشكيلت‪ ,‬تتجاوز الفوائد فيها العوائق بقليل‬
‫فقط!!‬
‫أجزاء في جسم النسان ل نقوم باستخدامها ‪-‬‬
‫وجودها مثل عدمه‬

‫‪ -1‬أضراس العقل‬

‫ل تكون ضرورية لي نوع من الغذية التي نبتلعها‪ ,‬والتي تكون أكثر طراوة‪ .‬إل اذا كان يعجبك‬
‫صة فائدة لتلك الضراس الثلثية‪.‬‬‫المشي ماضغا ً أغصان شجر‪ .‬فقط ‪ %5‬من السكان يروي ق ّ‬

‫‪ -2‬العضلت الخارجية لصيوان الذن‬

‫تكون العضلت التي تسمح لبعض الشخاص بتحريك آذانهم‪ ,‬ل يكون لهم أية فائدة أخرى‪ ,‬حيث‬
‫ظهر تحريك الذن كشيء مثير عندما يقوم به شخص‪.‬‬
‫‪ -3‬جهاز جاكوبسون ‪Organo Vomeronasal o de Jacobson‬‬

‫حفرة صغيرة جداً بكل جانب من الجدار النفي المعتبر مرتبطا ً بالمستقبلت الكيميائية الغير‬
‫شّغالة‪ .‬سيكون ممكنا ً أن تكون كل ما تبّقى من ماضينا‪ ,‬تمتلك أهلّية لجل اكتشاف الفرمونات*‪.‬‬

‫الجهاز عند البشر‬


‫ذات الجهاز عند الفعى‬

‫‪ -4‬أضلع الرقبة‬

‫مجموعة من الضلع الُعنقية‪ ,‬هناك امكانية لكونها بقايا من مرحلة الزواحف‪ ,‬أيضا ً تظهر بأقل‬
‫من نسبة ‪ %1‬من السكان‪ .‬غالبا ً تسبب مشاكل عصبية وشريانية‪.‬‬
‫‪ -5‬الجفن الثالث‬

‫سلف مشترك بين الطيور والثدييات أمكنه التواجد مع غشاء لحماية العين وجرف الجزاء‬
‫المتبقية نحو الخارج‪ .‬البشر يحتفظون منه فقط بانثناء صغير في الزاوية الداخلية للعين‪.‬‬

‫‪ -6‬نقطة داروين } أو الدرنة {‬

‫عبارة عن نقطة صغيرة من الجلد مثنية نحو الجانب العلوي من كل ُأذن‪ ,‬تظهر بالصدفة عند‬
‫البشر الحديثين‪.‬قد أمكن أن تكون بقايا لتشكيل أكثر كبراً قد ساعد بالتركيز على سماع الصوات‬
‫البعيدة‪.‬‬
‫‪ -7‬عضلة تحت الترقوة‬

‫هذه العضلة الصغيرة متموضعة تحت الكتف‪ ,‬التي تمتد من أول ضلع حتى الترقوة**‪ ,‬قد أمكن أن‬
‫تكون مفيدة فيما لو مازال البشر يمشون على أربع قوائم‪.‬‬
‫‪ -8‬العضلة الراحّية‬

‫هذه العضلة الطويلة والضيقة تمتد من الكوع حتى المعصم وتكون غائبة } غير موجودة { عند‬
‫‪ %11‬من البشر الحديثين‪ .‬مرة ما قد أمكن أن تكون مهمة لجل التدلي } تعليق { والتسّلق‪.‬‬
‫الجراحين يستفيدون منها لجل توظيفها بجراحة إعادة البناء‪.‬‬
‫‪ -9‬حلمات الثداء الذكورية‬

‫النابيب الناقلة للحليب تتكّون قبل أن يتسّبب هرمون التستوسترون بحصول الفرق الجنسي في‬
‫الجنين‪ .‬الذكور يمتلكون نسيج ثديي الذي يمكنه أن يكون محفزاً لنتاج الحليب‪.‬‬

‫‪ -10‬العضلة البانية للشعر‬

‫ُحزم من اللياف العضلية الملساء تسمح للحيوانات بنفش شعرها لتحسين قدرتها على النعزال‬
‫أو لجل إرهاب الحيوانات الخرى‪ .‬البشر يحتفظون بتلك الهلّية } الشعر الشهر هو ريش‬
‫الدجاج { ولو أنهم قد فقدوا القسم الكبر من شعرهم بوضوح‪.‬‬
‫‪ -11‬الزائدة‬

‫هذا النبوب العضلي الضيق المتحد بالمصران الغليظ‪ ,‬قد كان لها نفع كمنطقة خاصة بهضم‬
‫السيليلوز عندما النظام الغذائي للبشر قد كان مكونا ً من كميات أكبر من البروتينات النباتية غير‬
‫الحيوانية‪ .‬أيضاً تقوم بانتاج بعض الكريات البيض‪ ,‬لكن فيما لو نقم باستئصالها ل تقوم بتسبيب‬
‫أية مشاكل‪.‬‬

‫‪ -12‬زغب الجسم‬

‫الحواجب‪ ,‬تمنع وصول العرق للعيون‪ ,‬الشعر يساعد بحماية الرأس من البرد أو الحّر‪ ,‬والزغب‬
‫الوجهي الذكري قد أمكنه لعب دور ما في النتقاء الجنسي‪ ,‬لكن يظهر‪ ,‬أن أغلب جزء من الشعر‬
‫الباقي في الجسم ل يمتلك أّية وظيفة‪ } .‬لحظوا أنه في التعابير الشعبية في المشرق يقولون‪ :‬لو‬
‫كان الشعر فيه خير ما كان طلع عالير ‪ -‬ل حياء في العلم ‪ -‬المترجم{‬
‫‪ -13‬العضلة الخمصية } مختصة بأخمص القدم {‬

‫غالبا ً ما يحصل اختلط مع أحد العصاب عند الطلبة الُجدد في الطب‪ ,‬هذا عبارة عن عضلة قد‬
‫كانت مفيدة عند رئيسيات أخرى‪ ,‬قد استخدموها لجل المساك باغراض بأقدامها‪ .‬وها قد اختفت‬
‫في نسبة ‪ %9‬من الجماعة البشرية‪.‬‬

‫‪ -14‬الضلع الثالث عشر‬

‫أقرباؤنا الكثر قربًا‪ ,‬الشمبانزي والغوريلل‪ ,‬لديهم ضلع زائد‪ .‬اغلبيتنا نحن لدينا ‪ 12‬ضلع‪ ,‬لكن‬
‫نسبة ‪ %8‬من البالغين يمتلكون زوج من الضلع أكثر‪.‬‬
‫‪ -15‬الرحم الذكري‬

‫بقايا عضو جنسي أنثوي غير متطور تتعلق بعضو البروستات الذكري‪.‬‬

‫‪ -16‬أصابع القدم } ما عدا الصبع العريض {‬


‫النسان يستخدم الصبع العريض للتوازن‪ .‬الباقي من الصابع فقط تفيد بحصول اللم عندما يتم‬
‫صدمها بأرجل كرسي أو أي شيء آخر‪.‬‬
‫‪ -17‬الوعاء الناقل النثوي‬

‫الذي قد أمكنه التواجد متحولً لقنوات منوية عند الذكور‪ ,‬تتحول إلى مبايض عند النثى‪ ,‬مجموعه‬
‫من النابيب التي تنتهي بطريق مسدود قرب المبايض‪.‬‬

‫‪ -18‬العضلة الهرمّية‬

‫أكثر من نسبة ‪ %20‬من البشر نفتقر لتلك العضلة الصغيرة المثلثة الشبيهة الجراب الذي يتحد‬
‫مع العظم العاني‪ .‬قد أمكن كونها بقايا جرابية ماضية‪.‬‬
‫‪ -19‬العصعص‬

‫هذه الفقرات المنصهرة تكون كل ما تبقى من الذنب الذي أغلبية الثدييات للن تستخدمه لجل‬
‫توازنها وتنقلها‪ .‬أسلفنا اشباه النسان قد فقدوا الحاجة للذنب عندما بدؤوا المشي منتصبين‪.‬‬

‫‪ -20‬الجيوب النفية‬

‫الجيوب النفية لوائل اسلفنا قد أمكن وجودها مرتبطة بمستقبلت الروائح‪ ,‬التي قد أمنت لها‬
‫قدرة عالية على الشّم والذي قد ساعدها بالبقاء على قيد الحياة‪ .‬ل أحد يعرف لماذا نحتفظ بتلك‬
‫الفجوات المصحوبة بالمخاط‪ ,‬إل ربما إذا كانت لجل تخفيف وزن الرأس وتسخين وترطيب‬
‫الهواء الذي نتنفسه‪.‬‬
‫اشارات‬

‫* الفرمونات )‪ (Pheromone‬كيماويات تتركب من جزيئات عضوية معقدة‪ .‬تستعمل لنقل‬


‫الشارة من حيوان لخر‪ ،‬وهي أكثر تخصصا ً من الروائح بحيث يستطيع الكائن المستهدف‬
‫استكشافها بكميات ضئيلة جًدا وهي محمولة بالهواء‪ ،‬وعادةً تكون مخففة جًدا ونوعية التأثير‬
‫على الحياء‪ .‬تهدف لجذب الحيونات لبعضها كٌل حسب نوعه في موسم التزاوج‪ ،‬أو للتنبيه من‬
‫خطر محدق أو للتوجيه لوجود غذاء‪.‬يشيع استعمال الفرمونات حالًيا كمبيدات للحشرات حيث أن‬
‫الكثير من الحشرات تستخدمها لتبليغ جنسها الخر عن موقعها للتزاوج‪ ،‬مما يتيح استعمال‬
‫الفرمونات للتشويش على الحشرات أثناء موسم تزاوجها وإبادتها‪.‬تطير بعض الحشرات عدة‬
‫كيلومترات في طرق مجهولة لها وبعكس الرياح لمقابلة قرين متأثرة بالفيرومونات المحمولة‬
‫جًوا‪ ،‬ورغم كل الدعاية‪ ،‬فإنه ل يوجد مكافئ عند البشر لتأثير الفرمونات على اختيار الشريك‬
‫لتدخل العقل في الخيارات البشرية‪ ،‬بالرغم من تأثير الشم على الرغبة الجنسية عموًما‪ .‬من‬
‫ويكبيديا ‪.‬‬

‫** الترقوة هي العظم الذي في أعلى الصدر بين ثغرة النحر والعاتق تكون في النسان والحيوان‬
‫وهما ترقوتان – قاموس اسباني عربي‬
‫ُمحكم التبيين في أضاليل الخلقيين‬

‫ُمحكم التبيين في أضاليل الخلقيين }‪{1‬‬

‫الكاتب ‪Hernán Toro :‬‬

‫الرّد على " اطروحة وجود حلقات مفقودة في التطور " والمنشور بالصفحة التالية‪:‬‬
‫‪http://www.christiananswers.net/spanish/q-eden/edn-c008s.html‬‬

‫كل الستشهادات مقدمة من ‪:Paul S. Taylor‬‬

‫تمهيد‬

‫بعنوان المقال‪ ,‬سيؤمل العثور على تحليل شامل لكل الحفوريات الراهنة التي تبرهن على التطور‬
‫البشري‪ ,‬لكن في الواقع‪ ,‬الكاتب ترك كل الحفوريات المهمة جانبًا‪ .‬واقعيًا‪ ,‬لم يقم بالستشهاد بأي‬
‫أحفور مهم‪ .‬الحيلة المستخدمة من قبل الكاتب تتكّون عبر محاولته تشويه نظرية التطور بكلمه‬
‫عن اخطاء قد تّم تصحيحها من قبل الهيئة العلمية الحفورية‪ .‬فهو يعطي انطباع كما لو ان‬
‫النظرية مؤسسة على الخطاء وان ل احد يدعمها بيومنا هذا‪ ,‬مخفيا ً التفاصيل والثباتات الراهنة‬
‫المقبولة والداعمة لها‪ .‬هذا سيبرز عملً غير نزيه من قبل الكاتب تايلور‪.‬‬

‫التفنيد } الدحض {‬

‫يتم افتتاح المقال بجملة توضح الموقف الُمضحك الذي يتناول عبره الكاتب تطور البشر‪ .‬حيث يبدأ‬
‫قائ ً‬
‫ل‪:‬‬

‫" هل يوجد دليل صحيح بأن النسان يتحّدر من القرد؟ "‬

‫أمام هذا النقص بالدقة‪ ,‬يمكن الجابة بأنه ل يوجد عالم احفوريات واحد يدعم فكرة أن النسان‬
‫يتحّدر " من القرد "‪ .‬هذا يتصل بالخطأ المفهومي لّن " القرد " الذي قد سبق النسان وبأنه قد‬
‫تطور في حين أن " القرد " قد بقي كما هو‪ .‬الواقع يكون بأن اشباه النسان الحديثين والنسان‬
‫الحالي يأتون من شبه انسان قد كان سابق لكلهما‪ " ,‬القرد " والنسان قد تطورا بذات الزمن‪,‬‬
‫فقط قد تكيفوا ببيئات متنوعة‪.‬‬

‫تصنيف احفور لشبه انسان بوصفه " كانسان " أو " كقرد " يكون مخالفا ً للعلم‪ ,‬حيث ان علماء‬
‫الحاثة لديهم أكثر من دزينة من النواع المحددة‪ ,‬التي توّثق المراحل المختلفة لتطور اشباه‬
‫النسان } بينهم‪ ,‬النسان الحالي {‪ .‬لهذا خلل هذا الرّد كلمات " قرد " و " انسان " ستظهر بين‬
‫اقواس صغيرة‪ ,‬مبينا ً عبر كلمي عن ل معقولية يتصف بها الخلقيين‪.‬‬

‫الصفحة تتابع هكذا‪:‬‬

‫" كثير من الناس يعتقدون بفخر بأن أسلف السللة البشرية قد كانوا متبوعين وتقريبا ً بشكل‬
‫كامل‪ .‬لقد سمعوا عن " حلقات مفقودة "‪ ,‬واعتبروها بمثابة أدلة علمية على التطور البشري من‬
‫ي سلف للنسان "‪.‬‬ ‫الرئيسيات‪ .‬مع ذلك في الحقيقة‪ ,‬حتى الن لم يتمكنوا من توثيق أ ّ‬

‫سيكون ُمتأملً أنه في التحليلت التية‪ ,‬المؤلف سيثبت خطأ التأكيد ومجانيته‪ .‬لكن سُيرى لحقًا‪,‬‬
‫أنه لم يقم بهذا‪ .‬هنا الكثر خطورة‪ ,‬بأنه معروف وفرة البقايا الحفورية التي توّثق التطور‬
‫ي من أبرزها‪ .‬ما قوله‪ ,‬يكذب حين يقول بعدم وجود أحفوريات‬ ‫البشري‪ ,‬والتي لم يتعرض ل ّ‬
‫ي منها كما هو مقترح بوقتنا الراهن‪ ,‬مع استثنائين اثنين سنراهم‬
‫انتقالية‪ ,‬ول يقوم بتحليل أ ّ‬
‫لحقًا‪ " .‬الحلقات المفقودة " تتابع كونها مفقودة‪ .‬أجد هنا موجز للعمال المرتبطة ببعض‬
‫المكتشفات من الحفوريات الكثر شهرة "‪.‬‬

‫التأكيد بأنه ل يوجد " حلقات مفقودة " يكون خاطيء‪ .‬أمام تأكيد حاسم بهذا الحجم‪ ,‬سيكون‬
‫ُمتأملً أن يقوم المؤلف بتحليل معطيات كل أحفور من الحفوريات الُمقترحة راهنًا‪ ,‬من قبل علماء‬
‫الحاصة البشرية كحلقة } أحفور انتقالي {‪ ,‬لكن الحقيقة أن المؤلف لم يتطرق لي من‬
‫الحفوريات التي تتضمنها النظريات الحديثة بوصفها منتمية للخط التطوري الذي سيقود للنسان‬
‫} مع استثناءات قليلة قد أبرزها المؤلف دون تحليل {‪.‬‬
‫من جانب آخر‪ ,‬تايلور ل يمكن أن يكون أكثر وضوحا ً وأقل شرفا ً عند القول بأنه سيحلل‬
‫المكتشفات الحفورية " الكثر شهرة " ‪ ...‬كحال الكّم الهائل من " احفوريات شبه النسان "‬
‫التي يتناولها بوصفها مزّيفة من قبل المؤسسة العلمية‪ ,‬قبل عدة عقود‪ ,‬أو اخطاء تحديد هوّية لم‬
‫تكن حاضرة ابداً عند علماء الحاثة البشرية كدليل على التطور البشري‪ ,‬لم ُيعتاد كونها معروفة‬
‫حتى من قبل طلب علم النسان‪ ,‬فما بالنا بالعامة‪ .‬اضافة وأكثر اهمية ايضًا‪ ,‬فيما لو ان علماء‬
‫التطور لم يقترحوها كدليل‪ ,‬التفسير الوحيد الموجود لشارة تايلور لها يكون برغبته بتسخيف‬
‫النظرية التطورية بطريقة غير أخلقية‪ .‬في القسم الول من المقال سُيرى بأن كل الحفوريات‬
‫التي يشير لها تايلور‪ ,‬تقع ضمن واحدة او عّدة تصنيفات‪ ,‬من التصنيفات التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬ل تكن معروفة كتحولت ضمن الجنس البشري الحديث من قبل علماء التطور‬
‫ب‪ -‬أبداً لم تكن مقبولة من المؤسسة العلمية كاحفوريات انتقالية‬
‫ت‪ -‬تكون معروفة بوصفها مزّورة من قبل المؤسسة العلمية‪ ,‬ومنذ عقود عديدة ل تشكل‬
‫اقتراحات كحلقات من قبل علماء الحاثة البشرية‪.‬‬
‫ث‪ -‬عبارة عن افكار ولو انها كانت مقبولة سابقا ً من قبل المؤسسة العلمية‪ ,‬فمنذ زمن طويل كانت‬
‫مدحوضة‪.‬‬
‫ج‪ -‬كثير من تلك المزّورة‪ ,‬ولو انها معروفة من قبل دراسين حديثين للتطور البشري‪ .‬مع ذلك‪,‬‬
‫يدخل ضمن تناقض مع ما تم اقتراح عمله‪ ,‬بحسب ما أّكده في استشهاده السابق‪.‬‬

‫لكي ل نتخطى‪ ,‬سنرى الحفوريات التي يتناولها المؤلف وكيف يقوم بذلك‪:‬‬

‫" النسان العاقل نياندرتال } انسان نياندرتال { "‬

‫هذا " الدليل " يقع ضمن التصنيف " أ " من الجدول السابق‪ .‬في يومنا هذا‪ ,‬وبعد دراسات جدية‬
‫للدي إن إي للمتقدرات‪ ,‬تّم العثور على مؤشرات قوّية عن النفصال الوراثي بين انسان نياندرتال‬
‫والنسان الحديث‪ ,‬وقد كان اكبر مما هو مقبول لجل اعتباره كتنوع ضمن الجنس البشري‬
‫الحديث‪ ,‬فرق وراثي كهذا يسجل بجدّية بتوجب تصنيفه كنوع آخر بشري وليس كجنس أو تنوع‪.‬‬
‫بالتالي‪ ,‬السم الكثر قبولً حاليا ً يكون انسان نيادرتال وليس النسان العاقل نياندرتال } ولو أنه‬
‫يوجد نقاش متصل {‪.‬‬

‫من جانب آخر‪ ,‬ول عالم إحاثة حالي يطرح أّن انسان نياندرتال يكون انتقالي في الجنس البشري‪.‬‬
‫كل المختصين يقبلون بأنه كان نوعا ً سلفا ً للنسان } تقاسما سلفا ً مشتركا ً معروف بيومنا هذا‬
‫باسم انسان هيلدبيرغ {‪.‬بالتالي هذا الحفور البشري‪ ,‬بكل وضوحه بميزة انتقالية يرفضه‪ ,‬لنه‬
‫يكون معتبراً من المؤسسة العلمية الراهنة كصيغة انتقالية‪ .‬بكلمات أخرى‪ ,‬هذا المؤلف الخرق‬
‫ي عالم تطور‪ .‬مع ذلك‪ ,‬يكون مهما الشارة إلى أن جمجمة انسان‬ ‫يرفض شيء لم يقترحه أ ّ‬
‫نياندرتال تبرز خصائص قديمة ل تقبل تفسيراً عبر " خلق خاص "‪ ,‬لكن ل يتم الشارة لهذه‬
‫القضايا بهذه الفرصة‪.‬‬

‫" منذ ‪ 150‬عام‪ ,‬اعادة بناء للعديد من انسان نياندرتال‪ ,‬كانت محنّية وشديدة الشبه " بالنسان –‬
‫القرد "‪ .‬الن يكون مقبولً أن الوضعية المحنّية قد حصلت بسبب مرضي وأن انسان نياندرتال‬
‫يكون فقط عبارة عن تنّوع في الجنس البشري "‪.‬‬

‫يكون مهماً لفت النتباه حول اعادة البناء المغلوطة التي صنعها بشكل اساسي مع احفوريات‬
‫نياندرتالية رثوّية تّم اكتشافها بمنطقة ‪ Chapéllè aux Saints‬الفرنسية‪ .‬منذ خمسينيات‬
‫القرن الماضي يكون معروفا ً بأن اعادة بناء انسان نياندرتال المحنّي كان خاطئًا‪ .‬لماذا يحاول‬
‫الكاتب الستشهاد به؟‬

‫الجواب سهل‪ ,‬لجل زرع الشكوك في عمومية الحفوريات النتقالية‪ ,‬عندما نرى أنه في الواقع لم‬
‫يتم دحض ول أحفور من البقايا البارزة‪.‬‬

‫هذه التقنية الخلقّية للستشهاد بآراء وأخطاء مفّندة منذ عقود عديدة‪ ,‬لجل إسقاط التصديق‬
‫بالنظريات التطورية الراهنة‪ ,‬تكون واسعة الستخدام في هذه الصفحة‪ ,‬السبب الذي يجعلني أنّوه‬
‫بها من الن بشكل واضح‪.‬‬

‫النتيجة‪ :‬مجموعة من الحفوريات تتحدث عن " نياندرتال "‪ ,‬لكن ول اي صيغة انتقالية حتى‬
‫الن‪.‬‬

‫يتبع‬

‫أول من لديه الفضول للتعّرف على تايلور ‪ ..‬الخلقي صاحب الموضوع ‪ ..‬يمكنه‬
‫البحث عنه باسمه الصلي‪ Paul S. Taylor :‬حيث يمكن ان نجد عنه‪:‬‬

‫‪http://www.christiananswers.net/dinosaurs/bio-taylor.html‬‬

‫ضح خلفيته بشكل جيد والمقال أعله ُيرينا حجم الدجل العلمي الذي يمارسه هو ومن‬‫معلومات تو ّ‬
‫هم من امثاله‬
‫وكل أسفنا بالطبع وحزننا على من ينقل عنهم بدل أن يقرأ التطور من مصادره العلمية ويقوم بنقد‬
‫علمي له‬
‫وليس نقل واجترار لمعلومات علمودينية!!‬

‫ُمحكم التبيين في أضاليل الخلقيين }‪{2‬‬

‫نتابع‪:‬‬

‫" ‪ - Ramapithecus‬كان ُيعتبر كسلف للبشر‪ ,‬معروف الن بأنه عبارة عن نوع من القرود "‪.‬‬
‫هذا " الدليل " يقع ضمن التصنيف أ و ث } ُيرجى رؤية هذه البنود في القسم الول من هذه‬
‫السلسلة {‪ .‬منذ أكثر من عقد من الزمن‪ ,‬بقايا ‪ } Sivapithecus‬الذي يسميه الكاتب خطأ‬
‫‪ { Ramapithecus‬تم معرفتها كأجزاء لحفور انتقالي في جنس ‪ .orangután‬كل المختصين‬
‫الراهنين يعرفون سلف ول احد منهم يعتبره الن سلفا ً للنسان‪.‬‬
‫بالتالي ومرة أخرى ‪ ..‬لماذا استحضر المؤلف ‪ Sivapithecus‬؟ الجواب يكون بسيطًا‪ :‬ليحاول‬
‫اظهار الحفوريات النتقالية للجنس البشري كغير موجودة‪ .‬لكن بالتدقيق جيداً بالحفورين اللذين‬
‫يستحضرهما المؤلف للن‪ ,‬ول واحد منهما يكون مقبولً من المؤسسة العلمية كأحفور انتقالي‬
‫بشري‪.‬‬

‫بهذه النقطة‪ ,‬القاريء الساذج سيفكر بأن هذا الكاتب الغير شريف للصفحة‪ ,‬يكون موثقا ً جيداً وقد‬
‫بدأ بهدم كل الدلئل على التطور البشري‪ .‬الواقع يكون شديد الختلف‪ :‬الكاتب فقط قد درس‬
‫ي عالم حاليا ً يقبلها بوصفها حلقة ضمن الجنس البشري‪ .‬ما قوله‪ ,‬الكاتب‬
‫احفوريات ل يوجد أ ّ‬
‫ً‬
‫يقترح دحض احفوريات " لحلقات مفقودة " مشهورة جدا‪ ,‬لكنه في الواقع لم يقم بدراسة وتحليل‬
‫ي منها‪.‬‬
‫أ ّ‬

‫عمل غير شريف‪ ,‬أليس كذلك؟‬

‫الخلصة‪ :‬أحفورين قد عالجهما " الدكتور " تايلور‪ ,‬لكن ول واحد منهما ذو صلة بتطور النسان‬
‫الحالي‪.‬‬

‫نتابع‪:‬‬

‫" } انسان بلتداون ‪ – {Piltdown‬عملية تزوير مؤسسة على جمجمة بشرية وفّك قرد‪ .‬كان‬
‫منشوراً بوصفه حلقة مفقودة خلل ‪ 40‬عام "‪.‬‬

‫هذا " الدليل " يقع ضمن التصنيفات أ‪ ,‬ت‪ ,‬ث‪ ,‬و ج } تلك البنود موجودة في القسم الول {!!!‬
‫لحظ جيداً الستعمال الغير شريف للكاتب لهذا " البرهان "‪ .‬من المفروض أن يحاول دراسة‬
‫احفوريات انتقالية معروفة أكثر ومقبولة حاليًا‪ ,‬لكنه ‪ ..‬ماذا يستحضر الن؟ يجلب لنا انسان‬
‫بيلتداون المزّور!!‬

‫هذا الحفور المزور كان موضحا ً من قبل المؤسسة العلمية منذ أكثر من ‪ 40‬عام‪ ,‬ومنذ ذاك الوقت‬
‫كان ملغياً من كل أنواع النقاشات حول التطور البشري‪ .‬بيومنا هذا‪ ,‬حتى بين طلب‬
‫ي نص تطوري راهن‬ ‫النتروبولوجيا الفيزيائية بمستوى جامعي‪ ,‬يكون مجهول عمليا ً ول يوجد أ ّ‬
‫ي مكان يتم تدريس نظرية التطور يتم الحديث عن هذا‬ ‫يقدمه كدليل على التطور البشري‪ .‬ول في أ ّ‬
‫الحفور المزّور‪.‬‬

‫الن تتوارد بعض السئلة‪:‬‬

‫فيما لو أن الكاتب قد ذهب ليدحض الحفوريات النتقالية البشرية المقبولة راهنا ً } الكثر شهرة‬
‫كما هو مفترض {‪ ,‬لماذا يحاول لفت النتباه لحفور مزّور ومرفوض من قبل المؤسسة العلمية‬
‫ومنذ ‪ 40‬عامًا؟‬

‫ل‪ .‬لجل توليد الخلط والتشويش حول النظريات التطورية الراهنة‪ .‬فقط شخص‬ ‫الجواب يكون سه ً‬
‫غير شريف يحاول دحض نظرية علمية عبر اخطاء تّم تصحيحها من قبل العلماء ومنذ ‪ 40‬عام‪.‬‬
‫لكن يكون واضحا ً بأن دافعه ليس النقاش المنطقي للدليل التطوري‪ .‬دافعه الحقيقي يكون الخداع‬
‫الغير شريف‪ .‬في هذه النقطة ايضا ً قاريء ساذج سيكون معتبراً بأن كلمه بمثابة ‪ ":‬أي أدلة‬
‫شة للتطور البشري ‪ ..‬حتى احفوريات مزّورة !! " ‪ ..‬الواقع مع ذلك‪ ,‬بأنه ول احفور مما قد‬
‫ه ّ‬
‫تطّرق له للن يكون مقبولً في الوقت الراهن من المؤسسة العلمية الحفورية بوصفها حلقات في‬
‫الجنس البشري‪.‬‬

‫ما قوله‪ ,‬النتيجة ‪ / 3‬صفر‪ .‬تايلور قد قارب ‪ 3‬احفوريات لجل " دحض حلقات مقبولة راهنا ً "‬
‫لكن الثلثة احفوريات ل تكون مقبولة راهنا ً وفق المعيار العلمي‪ .‬شديد الفقد للنزاهة!!‬

‫لكن نتابع حيث أن الكاذيب والتاويلت الُمغرضة ل تتوقف‪:‬‬


‫"‪ } Hesperopithecus‬انسان نبراسكا ‪ – {Nebraska‬مؤسس على ضرس لنوع من‬
‫الخنازير يعيش الن في الباراغواي "‪.‬‬

‫هذا الدليل يقع ضمن التصنيفات ب‪ ,‬ث‪ ,‬وج } موجودة في القسم الول { مرة أخرى‪ ,‬تخرج للنور‬
‫مقاصد سيئة للكاتب‪ .‬يوجد تفنيد نوعّي لهذا الدعاء الخلقّي في الصفحة التالية‪:‬‬

‫‪http://www.geocities.com/CapeCanaveral/Station/3004/crdebunk2/hes‬‬
‫‪pero.html‬‬

‫بصيغة تقترب من قصة عدم النزاهة الخلقية حول ‪ Hesperopithecus‬لجل الهجوم على‬
‫النظريات التطورية الحديثة حول التطور البشري‪.‬‬

‫ليجاز رد كهذا‪ Hesperopithecus ,‬لم يكن مقبولً إطلقا ً من المؤسسة العلمية الحفورية‬
‫بوصفه شبه انسان‪ .‬الجميع كانوا يعرفون بأن البقايا كانت قطعا ً متناثرة‪ :‬فقط قطع سنّية‪ .‬فكما‬
‫يوضح موضوع الرابط اعله‪ ,‬المؤسسة العلمية كانت تشّك بها وبتأثيرها بنماذج التطور البشري‬
‫كان ل قيمة له‪ .‬لكن الكثر خطورة حين يظهر مرة اخرى‪ :‬احفور كذاك كان معثوراً عليه في عقد‬
‫العشرينات في القرن الماضي } ‪ { 1920‬ولم يكن مقبولً أبدًا‪ .‬فيما لو أن الكاتب يحاول تفنيد‬
‫الحلقات المقبولة راهنًا‪ ,‬سيكون مفهوماً بعده عن النزاهة بتقديمه هذا الحفور كما لو أنه مقبولً‬
‫حاليًا‪ ,‬بينما في الواقع كان مرفوضا ً من العلماء ومنذ اكثر من ‪ 70‬عام‪.‬‬

‫مع ذلك‪ ,‬باعتبار فكرته ل تكون ابلغ بل كذب وتشويه الوقائع‪ ,‬بهذه اللحظة للقراءة‪ ,‬القاريء‬
‫غير الواعي سيكون حانقاً من افتراض " نقص في الدقة التطورية " في " خلق حلقة وسيطة‬
‫ضمن العائلة البشرية مع اسنان خنزير "‪ .‬المر الذي يتناقض جذريا ً مع ما هو حاصل في الواقع‪.‬‬
‫أليس كذلك؟‬

‫الخلصة‪:‬‬

‫النتيجة تصل الى ‪ . 0 / 4‬الربع استشهادات الباقية بهذا التجاه الغير نزيه للكاتب المسيحي‪,‬‬
‫ليس لها علقة بما حاول تفنيده‪ ,‬لكن نعم تخدمه جيداً بغايته بالخداع ومحاولة اظهار النظريات‬
‫التطورية باعتبارها فاقدة للساس العلمي‪.‬‬

‫يمكننا إيجاز سمات المنهج الغير نزيه المستعمل من قبل الكاتب للن‪ ,‬بالتي‪:‬‬

‫* يقترح احفوريات كما لو انها مقبولة راهنا ً من المختصين باعتبارها صيغ انتقالية‪ ,‬لكن في‬
‫الواقع ل يكون هكذا المر اطلقًا‪.‬‬
‫* ل يتناول أي أحفور معروف بوصفه انتقاليا ً فعليا ً من قبل المؤسسة العلمية الراهنة‪.‬‬
‫* يستشهد باحفوريات مزورة مدحوضة منذ أكثر من ‪ 40‬عام من قبل ذات العلماء‪ ,‬مع نهاية‬
‫الخلط‪ ,‬يكون واضحا ً بأنها ل تمتلك ادنى صلة بموضوعنا‪.‬‬
‫* يستشهد باحفوريات لم تكن مقبولة نهائياً بوصفها انتقالية‪ ,‬مرفوضة باعتبارها خاطئة منذ اكثر‬
‫من ‪ 70‬عام‪ .‬مرة اخرى‪ ,‬مع نهاية محاولة الح ّ‬
‫ط من الثقة‪.‬‬
‫لكن سنتابع‪ ,‬حيث أن الكاذيب تكون بعيدة عن النتهاء‪:‬‬

‫بعد محاولته خلق بيئة عامة من الفتراض " الضعيف " للقاريء الساذج‪ ,‬حول الدليل التطوري‪,‬‬
‫ينتقل للحديث عن ‪Pithecanthropus‬هكذا‪:‬‬

‫" ‪ }Pithecanthropus‬انسان جاوى ‪ – { Java‬الن يسمى النسان المنتصب‪ .‬انظر في‬


‫السفل "‪.‬‬

‫مع بيئة الدحض الخاطيء التي قد هيئها الكاتب‪ ,‬القاريء غير الواعي سيظن بأن تايلور سيقوم‬
‫بدحض الحفور الذي ينتهي ليستشهد به‪ .‬لكن ل شيء سيكون أكثر بعداً عن الواقع كما سأبين‬
‫ذلك بوقته‪.‬‬

‫ي منها!!‬
‫هكذا نصل لنتيجة ‪ .5/0‬حمل لنا خمس احفوريات ولم يقم بدحض ا ّ‬

‫نتابع‪:‬‬

‫"‪ – Australopithecus africanus‬كان لزمن مهم كحلقة مفقودة‪ .‬الن ل ُيعتبر ضمن الخط‬
‫بين القرود والبشر‪ .‬يكون أكثر كقرد "‪.‬‬

‫هنا يغّير استراتيجيته بشكل ُملفت‪ .‬فها هو يبدأ بمقاربة الحفوريات المهمة‪ ,‬يبدأ بتناولها‬
‫بسطحية مطلقة لجل ُأناس ل تعير النتباه جيدًا‪.‬‬

‫ي احفور بسهولة‪ ,‬وفق البيئة الخاطئة المخلوقة‬ ‫في هذه اللحظة‪ ,‬القاريء الساذج سيبدأ بإقصاء أ ّ‬
‫ضمن الخمس قصص السابقة‪ ,‬لن يتبقى عنده الحماس لمتابعة التدقيق بما يقوله الكاتب وسيتابع‬
‫انسياقه بالتيار‪.‬‬

‫لكن سنقوم بتحليل ما يقوله الكاتب‪ .‬الكاتب يقول بأن ‪ A. africanus‬ل ُيعتبر ضمن خط البشر‪,‬‬
‫لكن الواقع شيء آخر‪ :‬ولو أنه يجري نقاش اليوم يقترب من أن ‪ A. africanus‬أو ‪A.‬‬
‫‪ } afarensis‬أو غيره { يكون سلفا ً للجنس البشري‪ .‬يكون مؤكداً بأن أغلبية المؤلفين يميلون‬
‫إلى ‪ ,A. afarensis‬لكن يوجد مؤلفين حديثين يعتبرون‬
‫للن ‪ A africanus‬بمثابة سلف‪.‬‬

‫ما يتوجب الشارة إليه بهذا الحفور الول الذي يشير له تايلور‪ ,‬الول الذي يمتلك ميزة انتقالية‬
‫ل‪ ,‬المؤلف " بطريقة بهلوانية " يذكره بسرعة‪ ,‬بجّرة قلم مع برهان قد تجاهله في كل البقايا‬ ‫فع ً‬
‫التي تناولها‪ :‬ول واحد من البقايا الحفورية التي درسها مبدئيا ً قد كانت انتقالية‪ ,‬لكنه يستحضرها‬
‫باعتراض لجل دحضها‪ ,‬لكن الن حيث يظهر احفور لديه ميزات انتقالية قوية‪ ,‬يذكره تلميحاً‬
‫سريعًا‪ ,‬معتبراً إياه " ل يكون انتقاليا ً "‪ .‬في حال ذهب الحفور هكذا فقد توّجب من تايلور عدم‬
‫ي من الحفوريات السابقة التي ذكرها حتى الن‪.‬‬ ‫الشارة ل ّ‬

‫السبب الذي أدى لتناول ‪ A. africanus‬بسطحية شديدة وبشكل سريع‪ ,‬يكون لن هذا الحفور‬
‫ي خلقّي‪ ,‬تلك الميزات التي تجعل النقاش موجوداً للن حوله فيما لو يكن‬
‫يقّدم ميزات مقلقة ل ّ‬
‫سلفا ً للجنس البشري } جنس الهومو ‪ .{ Homo‬لكن ‪ ..‬لكن ما هي تلك الميزات الُمقلقة‬
‫الموجودة في ‪ A. africanus‬؟‬
‫ل شيء أكثر ول شيء أقّل من أّنه قد مشى منتصبا ً بشكل كامل على قدميه كالكائن البشري تمامًا‪,‬‬
‫لكن سعة جمجمته كانت عملياً تماثل ما يمتلك الشمبانزي‪ .‬من جانب آخر‪ ,‬بنية السنان لديه تشبه‬
‫بنية اسنان اشباه النسان وتختلف جذريا ً عما لدى القرود‪.‬‬

‫هذا يكون بدقة ما هو ممكن تواجده في احفور انتقالي‪ ,‬وبدقة هذا يكون السبب الذي دفع تايلور‬
‫الغير نزيه لذكره سريعاً وبسطرين فقط‪ :‬لنه لم يشأ أن يبين دليل دامغ كهذا على تطور شبه‬
‫النسان‪ ,‬الذي سيكون برأس شمبانزي مع اسنان شبيهة لما لدى النسان‪ ,‬على جسم شديد الشبه‬
‫بجسم النسان‪.‬‬

‫* نوجز التكتيك الجديد‪ ,‬عند دراسة احفوريات يمكن ان تظهر كحلقات متوسطة‪ ,‬المؤلف يقوم‬
‫باخفاء المعلومة بطريقة واضحة‪.‬‬

‫قاريء ساذج سيفّكر بأنه قد دحض احفور اضافي‪ ,‬لكن في الواقع لم يقم بشيء كهذا‪ ,‬لم يقم‬
‫بتحليل ‪. A. africanus‬‬

‫ما قوله‪ ,‬نصل الى النتيجة ‪ .0 / 6‬الحفوريات الربع الولى ل تكون ُمعتبرة راهنا ً انتقالية‪.‬‬
‫الحفور الخامس لم يدرسه‪ ,‬والسادس‪ ,‬الذي يمكن ان يكون انتقاليا‪ ,‬أخفاه بسرعة‪.‬‬

‫نتابع‪:‬‬

‫" ‪ } Sinanthropus‬انسان بكين ‪ { Pekín‬كان مقدما ً بوصفه انسان قرد‪ ,‬لكن قد تم اعادة‬
‫تصنيفه كإنسان منتصب } انظر في السفل { "‪.‬‬

‫أحفور آخر يسميه الكاتب ببيئة خاطئة من التفنيد‪ ,‬والقاريء البسيط سيتأثر فوريا ً بانطباع يتكّون‬
‫لديه من جّراء هذا‪ .‬لكن سنرى للسفل ما يحدث فعليا ً عند الحديث عن النسان المنتصب‪.‬‬

‫ي منها‪.‬‬
‫حتى الن‪ 7 ,‬مواضيع لم يتم تفنيد أ ّ‬

‫الخلصة من القسم الول‪ :‬الكاتب يقترح مخطئا ً بأنه قد ذهب لتفنيد الحلقات المتوسطة } النتقالية‬
‫{ للجنس البشري الكثر شهرة ‪...‬‬

‫‪ -1‬لم يقم بتفنيد شيء‪.‬‬


‫‪ -2‬ول أحفور مما قد اختاره يكون مقترحا ً كحلقات من قبل النتروبولوجيا الحديثة‪.‬‬
‫ي احفور انتقالي‪ .‬الحفور الوحيد ذو الصلة لم يدرسه‪ ,‬بل قام بإخفائه كدليل‬ ‫‪ -3‬عمليا ً لم يبحث أ ّ‬
‫بشكل غير نزيه‪.‬‬
‫‪ -4‬الحفوريات المصنفة مثل النسان المنتصب‪ ,‬يشير لها دون تحليل‪ ,‬ويغمرها ببيئة خاطئة من‬
‫التفنيد‪ ,‬المر الذي يعطي انطباعا ً خاطئا ً لقاريء غير مهّيأ‪.‬‬

‫بالنتيجة‪ .‬قد مارس الكذب الكاتب‪ ,‬وقام بإخفاء الدليل بطريقة وقحة‪.‬‬
‫ُمحكم التبيين في أضاليل الخلقيين ‪ /‬الجزء الثالث والخير‬

‫نتابع‪ ,‬تايلور بقلة نزاهته وسوء " عرضه " } والذي من الفضل تسميته إخفائه { يذهب "‬
‫لتحليل " الحفوريات الحديثة‪.‬‬

‫" البشر – القرود الصيغة الدارجة راهنيًا‪.‬‬


‫هذه تكون ما يسمى أشجار التطور اليوم‪ ,‬والتي من المفترض بأنها وصلت للكائن البشري العاقل‬
‫بكونه من مخلوقات كالشمبانزي "‪.‬‬

‫ُمصطلح النسان – القرد يكون مؤشراً واضحا ً لتجاه الكاتب بالتوصيف‪ ,‬حتى اللحظة‪ ,‬التي لم‬
‫يقدم فيها احفور واحد فقط متصلً برؤيته‪.‬‬

‫"‪ – Australopithecus‬يوجد انواع عديدة منها قد تّم العلن عنها‪ ,‬بمناسبات مختلفة‪,‬‬
‫كاسلف للبشر‪ .‬واحد‪Australopithecus afarensis :‬المعروف شعبيا ً باسم احفور " لوسي‬
‫‪ ." Lucy‬مع ذلك‪ ,‬دراسات تفصيلية للذن الداخلية‪ ,‬الجماجم والعظام‪ ,‬قد أظهرت أّن " لوسي‬
‫‪ " Lucy‬واشباهها ليسوا في طريق التحول لبشر "‪.‬‬
‫المر الذي ُيعتبر تزويرًا‪.‬‬

‫لجل دحض عميق لهذا المقطع للكاتب‪ ,‬يمكن الذهاب للرابط التالي‪:‬‬
‫‪http://www.geocities.com/CapeCanaveral/Station/3004/crdebunk/afare‬‬
‫‪nsis.html‬‬

‫نوجز‪ ,‬أغلبّية الختصاصيين الراهنين يقومون بتصنيف لوسي كمثال كامل لحفور انتقالي‪ .‬كان‬
‫كائنا ً بحجم شمبانزي‪ ,‬مع دماغ مماثل عمليًا‪ ,‬مع انتقال على القدام وحالة اسنان شبيهة لما عند‬
‫النسان‪.‬‬

‫في الواقع‪ } A. afarensis , ,‬لوسي { و ‪ A. africanus‬تمتلك ميزات كثيرة " مهمة " بين‬
‫اشباه النسان والبشر‪ ,‬بحيث ل يوجد قبول إجماعي عليه بوصفه سلف للجنس البشري‪ .‬المر‬
‫الذي ول آنتروبولوجي يرفضه‪ ,‬حيث أن أحد الثنين } أو واحد شديد القرب منهما { قد كان‬
‫السلف المباشر للجنس البشري‪.‬‬

‫ما يتابع تقريره الكاتب‪ ,‬يكون من الكاذيب الكثر بروزًا‪:‬‬

‫" كمثال‪ ,‬قد امكنها المشي أكثر انتصابا ً من القرود الخرى‪ ,‬لكن ليس مثل النسان‪.‬‬
‫‪ Australopithecus afarensis‬يكون شديد الشبه بالشمبانزي "‪.‬‬
‫عند قول الكاتب بأنه قد امكنها المشي " أكثر انتصابا ً من القرود الخرى "‪ ,‬هو يؤكد بأن لوسي‬
‫قد مشت كقرد وليس كانسان‪ ,‬ما قوله‪ ,‬بصيغة رباعية القدام‪ .‬بمتابعة قوله " ليس مثل النسان‬
‫" يكون كاذبا ً بطريقة وقحة‪.‬‬

‫ل شيء أكثر تزييفًا!! يمكن رؤية الصورة التالية‪:‬‬


‫لوسي قد كانت تمشي على القدام بشكل كامل‪ .‬لجل المشي لم تستعن بعظم الُرجبة } عظمة‬
‫صغيرة عند مفصل سلميات الصابع – قاموس المورد اسباني عربي { كما تفعل القرود‪ .‬مشيها‬
‫كان كما هو متأّمل حصوله مع شبه انسان‪ ,‬الذي امتلك تناسباته الجسدية‪ .‬لو ترغب بالتدقيق‬
‫بهذا‪ ,‬انظر إلى الحوض‪ ,‬رأس عظم الفخذ وبنية عظم الساق الكبر في هيكلها العظمي‪:‬‬

‫عندما يمر قاريء بسيط على كلم هذا الخلقي الغير نزيه‪ ,‬سيتخيل لوسي تمشي على اربعة اقدام‪,‬‬
‫فقط منتصبة قليلً أكثر من الشمبانزي‪ .‬الحقيقة أن الكاتب ل يعرف شيئا ً عنها‪ ,‬فقط يحاول‬
‫اخفاءها‪.‬‬

‫هكذا أقول كذبة‪ ,‬بمعرفة أّن لوسي قد مشت بشكل مشابه للقرد‪ ,‬الكاتب ُيورد الحفور النتقالي‬
‫ي تحليل لخصائصه المتوسطة‪ ,‬وتاركا ً القاريء فريسة انطباع خاطيء عن دحض‬ ‫بامتياز‪ ,‬دون أ ّ‬
‫احفور آخر " للنسان – القرد "‪.‬‬

‫ي حلقة متوسطة‪ .‬لكن هذا نعم قد خلق مناخ‬‫للن‪ 8 :‬أحفوريات تّم بحثها‪ ,‬ولو أنه لم يتم دحض أ ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫من انعدام الثقة الغير مبّررة في التطور‪ ,‬المر الذي يغّرر بقاريء عاد ّ‬

‫نتابع أكاذيب هذا الكاتب " المسيحي "‪ } :‬شخص يكذب ويزّيف بكل هذا الوضوح ل يتوجب‬
‫تسميته مسيحي‪ ,‬في رأيي {‬

‫"‪ Homo habilis‬النسان الماهر – هناك توافق متزايد بين أغلبية علماء النسان حول ذاك‬
‫التصنيف الذي يتضمن في الواقع اجزاء وقطع لنماذج أخرى – مثل ‪el Australopithecus‬‬
‫والنسان المنتصب"‪.‬‬
‫نصف حقيقة‪ ,‬تكون ُملتقطة لجل الكذب‪ .‬يوجد توافق متزايد يقترب من أّن الحفوريات المصنفة‬
‫من فترة قريبة‪ ,‬مثل النسان الماهر‪ ,‬تتضّمن تصنيفين في الواقع‪ ,‬فقط يكونان ‪H. rudolfensis‬‬
‫و ‪. H. habilis‬‬

‫ما قوله‪ ,‬ل يكون النسان الماهر تصنيفا ً مخلوقا ً من مزيج لحفوريات ‪ Australopithecus‬و‬
‫النسان المنتصب‪ ,‬بل أنها تكون كلها احفوريات شديدة الشبه‪ ,‬إثر دراسة تفصيلية‪ ,‬قد تّم إبراز‬
‫فروقات قد اعتبرها بعض المؤلفين صالحة لجل توليد نوع آخر‪ .‬يكون خاطيء كليا ً القول بأن‬
‫النسان الماهر يتضمن ‪ Australopithecus‬و النسان المنتصب‪.‬‬

‫لجل فهم ما أقصده‪ ,‬يمكن رؤية احفور للنسان الماهر وانسان ‪. rudolfensis‬‬

‫مع ذلك الخطأ الُمقترف سابقًا‪ ,‬يبين كيف ُينهي هذا الكاتب كتابته بطريقة ُمخادعة‪:‬‬
‫" يكون بالتالي " تقسيم غير صالح "‪ .‬هذا يعني بأنه لم يوجد شيء كهذا "‪.‬‬
‫يتوجب كونه بل خجل لكي يقول بأّن الجماجم التي تظهر في الصورتين التاليتين " لم تكن‬
‫موجودة أبداً "‪.‬‬
‫إنها كذبة اخرى فقط‪ .‬لقد تواجد النسان الماهر ويتابع كونه انتقاليا ً في الجنس البشري‪ .‬ما يحدث‬
‫هو على ما يظهر‪ ,‬انسان قد كان فرعا ً جانبيا ً } ولو أنه أيضا ً يوجد كثير من النقاش حوله {‪.‬‬

‫اذا كذبة اخرى‪ ,‬الكاتب يقوم بإبراز دون تحليل لنوع النسان الماهر‪ ,‬الذي يشكل نوعا ً كاملً‬
‫انتقاليا ً للجنس البشري‪ .‬طبعًا‪ ,‬يقول بأنه لم يكن موجودًا‪ ,‬وُيخبر قّراءه بأن النسان الماهر قد كان‬
‫يمشي على أربع أقدام‪ ,‬وأنه قد امتلك سعة دماغية متوسطة بين ‪ A afarensis‬و ‪Homo‬‬
‫‪.ergaster‬‬

‫فيما لو ل يكن هذا قّلة شرف هائلة‪ ,‬فل اعرف ما يمكن أن يكون!!‬

‫ما قوله‪ 9 :‬أحفوريات للن ول واحد منها قد تّم تفنيده!!!‬

‫لكن نتابع‪:‬‬

‫" النسان المنتصب – كثير من اللقى لهذا الصنف قد تّم العثور عليها حول العالم "‪.‬‬
‫عدم وضوح‪ :‬فيما لو يتم الشارة للتصنيف القديم‪ ,‬الذي قد تضّمن انسان ‪H. ergaster‬‬
‫والنسان المنتصب كنوع واحد‪ ,‬بالتالي سيكون خطأ القول بأنه قد تّم العثور عليها حول العالم‬
‫بكامله‪ .‬فقط قد تّم العثور عليها في قارة آسيا‪ ,‬أوروبا وأفريقيا‪ .‬وفيما لو انه يتم اقصاء النسان‬
‫المنتصب عن التنوع الفريقي الذي يتم تصنيفه بيومنا هذا باعتباره انسان ‪ , H. ergaster‬اذاً‬
‫النسان المنتصب قد تّم العثور عليه في آسيا وأوروبا فقط‪ .‬لكن عدم الوضوح هذا من قبل الكاتب‬
‫يكون متعمداً مقارنة بالتلعب الذي يستمر بالقيام به‪:‬‬

‫" يكونون أكثر صغراً من المتوسط البشري اليوم‪ ,‬مع رأس أكثر صغراً } وحجم دماغي { "‪.‬‬

‫بالتأكيد على أن الحجم الدماغي قد كان أكثر صغرًا‪ ,‬الكاتب الذي يقرر بشكل غير رسمي‪ ,‬يكون‬
‫مشيراً إلى دماغّية كانت مماثلة لما لدى النسان الحديث‪ :‬جسم اكثر صغراً منتصب‪ ,‬رأس أكثر‬
‫صغراً منتصب‪ ,‬دماغ أكثر صغرًا‪.‬‬

‫الخداع هنا‪ ,‬يكون بأن الحجم الجسدي للنسان المنتصب لم يكن أصغر من متوسط قياس جسم‬
‫النسان الحالي بكثير‪ .‬في الواقع‪ ,‬فيما لو نأخذ بحسابنا التصنيف القديم‪ ,‬الذي كان ُيعتبر فيه‬
‫انسان ‪ H. ergaster‬مثل النسان المنتصب الفريقي‪ ,‬الحفوريات تثبت بأنه كان بقياس قد‬
‫امكنه تجاوز المتوسط الحالي بشكل كامل‪ .‬مع ذلك‪ ,‬دماغه كان صغيراً كفاية‪.‬‬

‫كل الحفوريات للنسان المنتصب وانسان ‪ H. ergaster‬تمتلك دماغ أصغر بكثير من متوسط‬
‫الدماغ الراهن‪ ,‬المتوسط الدماغي للنسان المنتصب كان بالضبط في القيمة الكثر هبوطا مما هو‬
‫مقبول للمعدل الدماغي الحديث‪ .‬فّكر بهذا ‪ ..‬المتوسط للنسان المنتصب يكون أقل مما لدى‬
‫النسان الحديث‪ .‬ل يهم فيما لو أّن بعض افراد النسان المنتصب قد وقعوا ضمن المعدل البشري‬
‫الراهن } ولو أنه دوماً أقل من المتوسط الحديث {‪ ,‬كثيرين منهم لم يقعوا ضمن المعدل الحديث‪.‬‬

‫ما يعنيه هذا‪ ,‬التالي‪ :‬وضع أولي‪ :‬متوسط دماغي صغير‪ .‬وضع نهائي‪ :‬متوسط دماغي كبير‪ .‬هذا‬
‫يكون التطور‪.‬‬

‫" مع هذا‪ ,‬الحجم الدماغي يكون ضمن المعدل الذي يملكه الناس اليوم "‬
‫من تقع قدراته الدماغية ضمن المعدل البشري العادي‪ ,‬ل يلغي بأن كل جميع افراد النسان‬
‫المنتصب يقعون قريباً من القيمة الدنيا للمعدل الحديث‪ .‬كثيرين حتى‪ ,‬لم يتم تصنيفهم‪.‬‬
‫" ودراسات حول الذن الوسطى قد بّينت بأن النسان المنتصب قد كان مثلنا تماما ً "‪.‬‬
‫اذاً يكون متأَملً امتلك نوع بشري آخر لميزات متشابهة لما لدى النسان الراهن‪ .‬ما هو‬
‫الُمنتظر؟ أن شبه انسان قد امتلك قناة سمعية شبيهة لما لدى المرموط } جنس حيوانات قاضمة‬
‫لبونة من جنس السنجابيات – قاموس اسباني عربي المورد {؟‬

‫بالشارة للتشابهات‪ ,‬مرة اخرى بطريقة غير نزيهة‪ ,‬يقوم باخفاء ميزات تكون حقيقية‪.‬‬

‫كمثال‪ ,‬لم يقم بالشارة للقواس الحاجبية الضخمة والتي ل تكون حاضرة بأي انسان حديث‪ ,‬ول‬
‫التصميم الوجهي الغير موجود بيومنا هذا في البشر الراهنين‪ ,‬ول شكل مؤخرة الجمجمة‪ ,‬تلك‬
‫الميزة الغير موجودة بأي انسان حديث‪.. ,‬الخ‪.‬‬

‫يمكننا رؤية صورة لجمجمة النسان المنتصب‪:‬‬

‫بالنتيجة‪ ,‬الكاتب يصنف بسرعة النسان المنتصب كانسان‪ ,‬ثم يقوم بتجاهل ميزاته الساسية‬
‫والتي ل ُتناسبه كونها تجعل قرائه يفكرون‪ .‬طبعا قد كان انسانًا‪ ,‬لكن ليس من النوع العاقل‪.‬‬

‫لكن المر المحزن أكثر‪ ,‬يكون التالي‪ :‬بيومنا هذا ل يعتبر النسان المنتصب كحلقة ضمن الشجرة‬
‫التطورية للنسان الحديث‪ ,‬بل فرع جانبي‪ .‬ما قوله‪ ,‬النسان المنتصب } على القل بصيغة انسان‬
‫بكين { ل يظهر بكون قد كان ذو أصل عاقل‪.‬‬

‫ما يريد قوله هذا‪ ,‬يكون بأن الكاتب لم يقم بدحض صالح للنسان المنتصب‪ ,‬كإحفور اولي ول‬
‫النسان المنتصب يقود للنسان العاقل الحديث‪ ,‬أي‪ ,‬بصريح العبارة ل يظهر بكونه كائن بصيغة‬
‫انتقالية للجنس البشري الحديث‪.‬‬

‫كيف يظهر لكم هذا؟‬

‫أخيراً الكاتب ينتهي بالتقرير للتي‪:‬‬

‫" أجزاء من هذا النسان‪ ,‬قد تّم العثور عليها في ذات الطبقة وشديدة القرب للشتراك مع النسان‬
‫العاقل‪ ,‬مما قد يشير لعيشهما سويا ً "‪.‬‬

‫وهذا خاطيء كليًا‪ .‬لم يتم العثور على أي احفوريات للنسان العاقل والنسان المنتصب بذات‬
‫الطبقة إطلقًا‪.‬‬

‫النتيجة للن‪ 10 :‬أحفوريات قد " قاربها " الكاتب ولم يقم بدحض شيء يتعلق بالتطور البشري‪.‬‬

‫ولحظوا الوقاحة في خلصته‪:‬‬

‫ي دليل أحفوري على أن النسان عبارة عن ُمنتج بالتطور‪ .‬الحلقات‬ ‫" الخلصة‪ :‬ل يوجد أ ّ‬
‫المفقودة تتابع كونها مفقودة ببساطة‪ ,‬لنها غير موجودة‪ .‬الكتاب المقدس يصّرح‪ " ,‬اذا يهوه ا‬
‫قد شّكل النسان من تراب الرض‪ ,‬ونفخ بأنفه‪ ,‬نسمة الحياة‪ ,‬وصار النسان كائنا ً حيا ً " } سفر‬
‫التكوين ‪."{ 2:7‬‬

‫الكاتب لم يقم بغير الكذب‪ ,‬التشويه‪ ,‬القول لنصاف الحقائق‪ ,‬الخطاء‪ ,‬انعدام الدقة وبحث مواضيع‬
‫لم تمتلك صلة بالتطور البشري الراهن‪ .‬و يتمتع بوقاحة بالغة حين يقول‪ :‬ل وجود لحفوريات‬
‫انتقالية!!!!!!‬

‫انتهى‬
‫هدم هادمي التطور من الخلقيين السلميين تلميذ‬
‫الخلقيين المسيحيين الميركيين‬

‫لطالما لفت انتباهنا عناوين في منتديات مختلفة‪ ,‬مثل‪ :‬هدم نظرية التطور‪ ,‬هدم الداروينية‪ ,‬هادم‬
‫التطور ‪....‬الخ‪ .‬بالتدقيق بهؤلء " الهادمين " نجد أنهم يستقون مواضيعهم من موقع الداعية "‬
‫هارون يحيى " الذي يستقي مواضيعه من مواقع خلقيي التصميم الذكي وغيرهم من خلقيي‬
‫ي استشهاد لهم لعلماء مختصين ينقلون كلمهم‬ ‫الوليات المتحدة الميركية المسيحيين‪ ,‬وعند أ ّ‬
‫!! بمضمون آخر يخدم اغراضهم‪ ,‬وهذا ما يمكننا ان نسميه‪ :‬تزييف الوقائع‬

‫‪I‬‬

‫في هذه السلسلة لهدم هؤلء " الهادمين "‪ ,‬سنبدأ بتوضيح مصادرهم من " العلماء " وهي‬
‫ستوفر علينا كثير من الوقت‪ ,‬وسنبدأ مع فيليب جونسون ‪ ..‬حيث نجد بويكيبيديا النكليزي هذه‬
‫‪:‬المعلومات عنه‬
‫‪Phillip E. Johnson (born 1940) is a retired UC Berkeley law professor‬‬
‫‪and author. He became a born-again Christian as a tenured professor.‬‬
‫‪He is considered the father of the intelligent design movement, which‬‬
‫‪criticizes the theory of evolution, and promotes intelligent design, as an‬‬
‫]‪alternative. Johnson also denies that HIV is the sole cause of AIDS.[1‬‬
‫‪[2] Almost all of the scientific community dismisses both notions as‬‬
‫‪pseudoscience‬‬
‫‪http://en.wikipedia.org/wiki/Phillip_E._Johnson‬‬

‫حيث يمكن متابعة القراءة حوله من الرابط أعله‪ ,‬لزيادة الطلع على هذه الشخصية التي ل‬
‫علقة لها بعلم التطور وكل ما يتصل به ‪ ..‬ولكنه ناقد مّر ومصدر لهارون يحيى واتباعه من‬
‫خلقيي المسلمين !! حين يتفق بعض المسلمين مع بعض المسيحيين هنا فليس في سبيل خير‬
‫البشر بل في سبيل تضليلهم ‪ ..‬دينيا ً يكّفرون بعضهم لدرجة القتل أحيانا ً ‪ ..‬لكنهم يلتقون على "‬
‫‪.‬هدم " نظرية التطور وهم مهدومون اصلً لضحالة ما يقدمونه علمياً‬

‫مدرسة التصميم الذكي تكون أكثر تهذيبا ً من المدرسة التقليدية القديمة " للعلماء الخلقيين "‬
‫المؤمنين بحرفية الكتاب المقدس‪ ,‬وبالتالي لديها قدرة أكبر على خلق الشّك والغموض بين الناس‬
‫المثقفة جيداً نسبيًا‪ .‬متخصصون في زرع اللغام بعلم التطور ووضع نظريات دينية بدروس العلوم‬
‫!!!بالمرحلة الثانوية‪ ,‬وقد حققوا الختراق ببعض الجامعات‬
‫ظر الرئيسي لتلك الحركة يكون فيليب جونسون‪ ,‬استاذ الحقوق } القانون { في بيركلي‪.‬‬ ‫الُمن ّ‬
‫المعروف نسبة لقانون الدستور‪ ,‬جونسون يفهم أن استراتيجية قانونية بالعقود الماضية "‬
‫للعلماء الخلقيين " } الذين يبرزون قصة الخلق التوراتية كحقيقة حرفية { تمتلك احتمالت‬
‫ضعيفة لتغيير قوانين فيدرالية‪ ,‬وهذا ُيعصرن طلقة اللسان الخلقّية‪ .‬يقول بأنه يتوجب ترك الكلم‬
‫الموجود بالكتاب المقدس‪ ,‬سفر التكوين‪ ,‬آدم وحواء‪ ,‬نوح وأن ا قد خلق كل شيء بستة أيام‬
‫لنه يكون سهلً إغلق أبواب الدروس العلمية حول نظرية الخلق اللهي باثباتات لنها تكون‬
‫‪!!.‬وجهة نظر دينية نوعية‪ ,‬لقد سقط بالعشرين‬

‫جونسون يفهم بأن الخلقيين الحرفيين للكتاب المقدس من المعهد الخلقي للبحث وأشباههم قد‬
‫‪.‬أضّروا لنهم يعطون انطباع بكونهم متعصبين غير منطقيين‬
‫ما العمل؟ حسنًا‪ ,‬لماذا لم يعطوا انطباع عكسي؟ أن علماء التطور يكونون بضع متعصبين‬
‫منغلقين‪ ,‬وانهم قد حولوا علم التطور و " العلم الطبيعي " عمليا ً إلى دين جديد دولي!! واعطاء‬
‫انطباع بأن المدرسة الجديدة للتصميم الذكي تكون ناس منطقية‪ ,‬منفتحة على كل المكانيات‪ ,‬لكن‬
‫على كل ما يظهر بأن التطور لم يتم اثباته ويرى اسباب جيدة للتفكير بأنه يكون أكثر احتمال من‬
‫سلطة إلهية قد خلقت الحياة‪ .‬جونسون يقول بأن هذا يمكن عمله دون الحديث عن سفر التكوين‪,‬‬
‫وهذه الصيغة تكون أكثر قدرة على القناع للكونغرس والمحكمة العليا بأنه سيكون " تمييز‬
‫وجهة نظر " ل يترك تقديم النظرية العلمية " البديلة " للتصميم الذكي في المدارس أو أماكن‬
‫‪:‬عامة أخرى‪.‬هذا المنطق الخلقّي لديه مشكلتان‬

‫كّم هائل من الدليل العلمي الملموس تؤكد بطريقة دامغة واقع حدوث التطور } وأنه مستمر {‪1- ,‬‬
‫وقاموا باثبات مرة تلو أخرى الليات المنتجة له } كالنتقاء الطبيعي {‪ .‬هكذا نجد أن نظرية‬
‫‪.‬التطور ليست " وجهة نظر " دون تحّقق بحيث يمكن أن تكون صحيحة أو خاطئة‬

‫نظرية التصميم الذكي فعلياً تكون " وجهة نظر " كخيار‪ ,‬لكنها تكون وجهة نظر دينية ‪2-‬‬
‫وبالتالي القول بأنها تكون علماً هو خاطيء‪.‬في الواقع وكما سنرى‪ ,‬التصميم الذكي ينقصه‬
‫‪ ".‬القاعده العلمية كما عند الخلقيين الخرين " جماعة الخلق العلمي‬

‫‪:‬لكن يمكنهم زرع المزيد من الغموض } لكبر عدد من الناس { للسباب التالية‬
‫الخلقيين العلماء " في المدرسة القديمة التقليدية يشكلون فريق غليظ الطباع مع تعصب غير "‬
‫منطقي وجهل مطبق بالمباديء العلمية الساسية‪ .‬لكن خلقيي التصميم الذكي يكونون فريق لطيف‬
‫مع أساتذة جامعيين وناس مثقفة‪ ,‬لديهم جكتوراه في الحقوق‪ ,‬الفلسفة‪ ,‬الرياضيات‪ ,‬الهندسة‪,‬‬
‫‪.‬وحتى بيوكيمياء وعلم الحياء الجزيئي‬

‫يوافقون على اليمان بإله فوق طبيعي وفي الخلق اللهي‪ ,‬لكن يؤكدون بأنهم يكونون العلماء‬
‫الحقيقيون لنهم لم يشوهوا تفكيرهم بالنحيازات العلمانية المؤسسة للعلم الحديث‪ ,‬بخلف علماء‬
‫التطور‪ .‬فيليب جونسون يقترح استبدال العلم } العلم الذي يكتشف الليات الطبيعية دون ربطها‬
‫!!!بكائنات فوق طبيعية { بعلم التأليه‪ :‬صيغة إدخال فكرة الله في الفعل العلمي‬

‫مع هذا الموقف الفلسفي مدرسة التصميم الذكي تكون الكثر عمقا برجعيتها من المدرسة القديمة‬
‫" للعلماء الخلقيين "‪ ,‬هؤلء الذين يقولون بامتلكهم " دليل علمي " على أن التطور يكون غير‬
‫صحيح لكنهم ل يصلون للرغبة بادخال الله } ا { في كل العلم‪ .‬لكن كثير من الناس ل ينتبهون‬
‫لما يقترحه خلقيي التصميم الذكي‪ " .‬يناقشون " بتهذيب مع علماء التطور بمنتديات أكاديمية‪,‬‬
‫يتكلمون كما لو أنهم عارفين للعلم‪ ,‬وبالعموم ل يظهرون بمظهر متعصبين دينيًا‪ .‬في الواقع‪,‬‬
‫أغلبيتهم ل يعجبها مناداتهم " بالخلقيين "‪ ,‬بدقة لنهم ل يريدون من الناس اللخبطة بينهم وبين‬
‫إخوتهم في اليمان القائلين بحرفية الكتاب المقدس الصحيحة‪ } .‬بالعموم يقولون أنه بالنسبة لهم‬
‫‪ }.‬الكتاب المقدس يكون عبارة عن دليل اخلقي واخلقية مكتوبة باستعارات‬
‫ل يتكلمون بأن ا قد خلق كل الحياة في ستة أيام ذات ‪ 24‬ساعة منذ بضع آلف من السنين‪ ,‬ل‬
‫يؤمنون بقصة آدم وحواء‪ ,‬سفينة نوح والطوفان الكوني‪ .‬اغلبيتهم تقبل بأنه من العته التفكير بأن‬
‫كل مليين النواع التي نراها تكون متحدرة مباشرة من زوج من الحيوانات التي وضعها نوح في‬
‫السفينة‪ .‬بالنهاية‪ ,‬يكونون ناس مثقفة ويفهمون بأن تلك القصص التوراتية قد كتبها بشر منذ‬
‫‪ 2000‬عام } أو أكثر { كشروحات لشياء لم يكونوا يفهموها وقتها‪.‬لكن على الرغم من ذلك‪ ,‬ل‬
‫يوجد أدنى شّك بأن " المدافعين عن نظرية التصميم الذكي " يكونون في الواقع‪ ,‬خلقيين‪ ,‬أعجبهم‬
‫ذلك أم لم يعجبهم‪ :‬كما كل المجموعات الخرى المتنوعة من الخلقيين‪ ,‬يعتقدون بأنه يستحيل‬
‫تفسير كل خصائص الحياة في الكوكب بأفعال تطورية طبيعية غير واعية بشكل كامل وقد حدثت‬
‫‪.‬بطول آل مليين السنين‪ .‬يعتقدون بأنه بشكل أو بآخر‪ ,‬توّجب تدّخل كائن فوق طبيعي‬

‫ولو أنهم يقبلون بعدم استطاعتهم اثبات ذلك‪ ,‬قد اقتنعوا بان الحياة تكون " معقدة زيادة " لجل‬
‫تفسيرها بأفعال طبيعية كليا كالتطور‪ ,‬بالتالي‪ ,‬يفكرون بأن الحتمال الوحيد الممكن يكون بأن قوة‬
‫عليا‪ " ,‬صانع أو مصمم ذكي " – الذي بالتحديد يكون غير مرئي في العالم الطبيعي وبالتعريف ل‬
‫يكون خاضع للقوانين الطبيعية – قد توجب تدخله بنقطة ما من الفعل لتكون الحياة كما هي اليوم‪.‬‬
‫!!!ويقولون أن هذا ل يكون وجهة نظر دينية !!! يا للعجب‬
‫نظرية التصميم الذكي في الواقع ل تكون جديدة و" برهان التصميم " يكون قديم جدًا‪ .‬كمثال‪,‬‬
‫بأوائل القرن التاسع عشر المحترم ويليام بالي ذاع صيته في بريطانيا للبرهنة أنه فقط مصمم‬
‫إلهي أمكنه خلق شيء بكل هذا التعقيد كعين النسان‪ .‬تشارلز داروين قد عرف جيداً تلك البراهين‪,‬‬
‫الذين كانوا متمعين بشعبية بطول القرن التاسع عشر كله‪ ,‬وقد كّرس كثير من الوقت لتفسير أصل‬
‫النواع‪ ,‬التي بزمن كافي‪ ,‬اللية البسيطة الطبيعية كلياً للنتقاء الطبيعي أمكنه تشكيل خصائص‬
‫معقدة‪ ,‬كالعين البشرية‪ .‬علماء الحياء الحديثين المتخصصين بدراسة التطور‪ ,‬اليوم يعرفون بأن‬
‫داروين كان لديه الحق ويمكنهم اعطاء التفاصيل } بمستوى ان داروين لم يكن يتخّيل أبداً {‬
‫للتطور خطوة خطوة عن التعديلت التطورية التي قد قادت للتعقيد في أعين الثدييات‪ .‬لكن ها قد‬
‫فهم داروين في العام ‪ 1860‬اللية الساسية‪ ,‬التي ل يمكن للمدرسة الحديثة للتصميم الذكي قوله‬
‫‪.‬والتي تتابع الطرح القديم لويليام بالي‬

‫من جانب آخر‪ ,‬مدرسة التصميم الذكي تكون " ُمحّدثة " ل " برهان التصميم " القديم‪ .‬اضافة‬
‫للقبول بأن الكتاب المقدس ل يكون الكلم الحرفي ل } الشيء الذي يغيظ الخلقيين التقليديين‬
‫لنهم " يشوهون " الكتاب المقدس {‪ ,‬في العموم تقبل المدرسة بالواقع بأن كائنات الكوكب قد‬
‫اختبروا كّم ملموس من التطور البيولوجي‪ ,‬وهذا يكون متواصلً } هذا أيضا ً يغيظ الخلقيين‬
‫‪ }.‬التقليديين‬

‫‪II‬‬

‫‪Michael J. Behe (born 1952) is an American biochemist and intelligent‬‬


‫‪designprofessor of biochemistry at Lehigh University in Pennsylvania‬‬
‫‪and as a senior fellow of the Discovery Institute's Center for Science‬‬
‫‪and Culture. Behe is best known for his argument for irreducible‬‬
‫‪complexity, a concept that asserts that some structures are too complex‬‬
‫‪at the biochemical level to be adequately explained as a result of‬‬
‫‪evolutionary mechanisms and thus are the result of intelligent design.‬‬
‫‪advocate. He currently serves as‬‬
‫‪Behe's claims about the irreducible complexity of essential cellular‬‬
‫‪structures are roundly rejected by the scientific community. The‬‬
‫‪Department of Biological Sciences at Lehigh University has published‬‬
‫‪an official position statement which says "It is our collective position‬‬
‫‪that intelligent design has no basis in science, has not been tested‬‬
‫‪experimentally, and should not be regarded as scientific."scientific‬‬
‫‪community and characterized as pseudoscience.[2][3][4] Behe's ideas‬‬
‫‪about intelligent design have been rejected by the‬‬

‫‪Behe's testimony in Kitzmiller v. Dover Area School District is‬‬


‫‪extensively cited by the judge in his ruling that intelligent design is not‬‬
‫‪science but essentially religious in nature‬‬

‫‪Behe is married and has nine children‬‬

‫‪: http://en.wikipedia.org/wiki/Michael_Behe‬يمكن الستزادة عنه من هنا‬

‫في سلسلة علم التطور واسطورة الخلق ‪ -‬الجزء التاسع ‪ -‬القسم الثالث ‪ ..‬ننقل بعض المعلومات‬
‫‪:‬عن مايكل بيهي‬
‫الواحد يمكنه النتباه لن مايكل بيهي ل يفهم افعال التطور عندما يشرح كيفية افتراضه وجود "‬
‫مصمم ذكي واعي " أمكنه تصميم التفاعلت البيوكيميائية المعقدة‪ .‬يقول بأن المصمم ببساطة قد‬
‫تناول أوائل الخليا الحّية منذ حوالي ‪ 4‬بليون عام وعّبأ كل المعلومة الجزيئية الضرورية التي‬
‫كانت محتاجة لنتاج كل النظمة البيوكيميائية المعقدة التي نراها بكائنات مختلفة اليوم‪ .‬هذا يكون‬
‫ُمحال ول يمتلك معنى انطلقا ً من وجهة نظر علمّية‪ُ .‬محال كهذا أن علماء بيولوجيا آخرون لن‬
‫يزعجهم الرّد فيما لو لم يكن مايكل بيهي الصوت المدوي لحركة التصميم الذكي‪ .‬كيف يكون ممكناً‬
‫بأن كل المعلومة الجزيئية الضرورية لكل العمليات البيوكيميائية " المستقبلية " } لكائنات قد‬
‫تطورت على مدار مئات مليين العوام بعد ظهور الحياة‪ ,‬كما يقبل به مايكل بيهي { قد كانت‬
‫ضمن أوائل الخليا } التي لم تستخدم تلك العمليات { منذ آلف مليين العوام؟ مايكل بيهي يقول‬
‫بأن هذا ل يمكن اثباته‪ ,‬لكن بالتأمل بأن المعلومة الوراثية " المتكونة سابقا ً " } التي لم تحتاج‬
‫ظم } مثل الجينات التي‬ ‫لمئات مليين العوام { بوجوب وجود وضع كامن بفضل التحّكم لجين من ّ‬
‫طل كثير من النظمة تحت الخليوية { والذي قد استمّر معطلً منذ زمن طويل جدًا‪ .‬هذا ل‬ ‫تشغل وتع ّ‬
‫ظمة‬ ‫يمتلك الحد الدنى من المعنى وفق وجهة النظر العلمية!! فعليا ً في الخليا يوجد جينات من ّ‬
‫طل وظائف فعلية جزيئية لزمن‪ .‬لكن يكون مثيراً للسخرية القول بأن الجينات التي تقونن‬ ‫والتي تع ّ‬
‫طلة‬‫كل الوظائف التحت خليوية والتي " لحقا ً " قد ظهرت فقد كانت حاضرة بوضع كامن } " مع ّ‬
‫" { في اوائل الخليا وأنها انتقلت من جيل لجيل‪ ,‬غير ممسوسة كليًا‪ ,‬للف مليين العوام‪ .‬كما‬
‫يقول كين ميلر‪ ,‬رؤية مايكل بيهي تكون " فانتازيا وراثية مستحيلة لجينات } مشكلة سابقا ً {‬
‫‪ ".‬على أمل أن تظهر بشكل متتالي الكائنات التي تحتاجها‬

‫طلة " ل يمكنها الستمرار غير ممسوسة‪ ,‬دون‬ ‫ي اختصاصي وراثة سيقول بأن الجينات " المع ّ‬
‫أ ّ‬
‫تغّير‪ ,‬خلل مئات مليين العوام‪ .‬عند انتقال الجينات من جيل إلى جيل‪ ,‬مع الزمن تتراكم كل‬
‫أشكال الطفرات الصدفّية } " أخطاء في النسخ " { والتي بطول الزمن تغّير التعليمات الوراثية‬
‫الساسية‪ .‬هذا ينطبق على أي مجموعة جينّية‪ .‬اضافة لّنه قد تّم البرهنة مخبريا ً بأن الجينات غير‬
‫طلة " { تنتشر لتراكم طفرات بسرعة أكبر من الجينات الفّعالة‪ .‬هذا يمتلك معنى‬ ‫الفّعالة } " المع ّ‬
‫على ضوء نظرية التطور لن النتقاء الطبيعي ل يمكنه الغاء التغيرات الوراثية التي تحدث في‬
‫انظمة كامنة والتي للن ل تمتلك أي أثر في كائن‪ ,‬حيث تلك التغيرات ل تعطي للفراد فوائد ول‬
‫مضار موّلدة‪ ,‬بالتالي‪ ,‬ليس هناك ما يمنع أو يحّد من تراكم الطفرات الوراثية‪ .‬هذا يف ّ‬
‫سر لماذا‬
‫‪.‬الجينات المعطلة تغّير بسرعة أكبر من الجينات الفّعالة‬

‫فلو يكن صحيحا ً ما يقترحه مايكل بيهي من أّن " مصمم ذكي " منذ ‪ 4‬بليون عام قد عّبأ في أوائل‬
‫الخليا كل التفاعلت الكيميائية التي احتاجتها ولحقا ً قد ترك التطور الطبيعي يفعل فعله‪ ,‬يكون‬
‫مستحيلً أن المعلومة الوراثية الضرورية للنظمة الجزيئية المستقبلية } مثل آلية التخّثر الدموي‬
‫في الثدييات { قد تواجدت محفوظة في وضعها الصلي‪ .‬لكن بالنسبة لمايكل بيهي البنية المعقدة‬
‫للنظمة الجزيئية اليوم تكون " دليل " على " التصميم الذكي " الولّي الذي قد حدث منذ آلف‬
‫مليين العوام‪ .‬هذا يكون نقص فاضح في التماسك المنطقي للبرهان المركزي لمايكل بيهي‪ ,‬لعدم‬
‫‪.‬امتلكه الجواب‬

‫‪III‬‬

‫نتابع في سياق هذه السلسلة حديثنا عن أهم مصادر ناقدي التطور من المسلمين } بالحرى ناقلي‬
‫‪:‬النقد {‪ ,‬فنصل إلى وليم ديمبسكي‪ ,‬فنجد بويكبيديا العربي‬

‫من مواليد ‪ 18‬يوليو( )‪ (William Albert "Bill" Dembski‬ألبرت وليام "بيل" ديمبسكي‬
‫‪ (1960‬هو اميركي رياضياتي و فيلسوف من دعاة التصميم الذكي معارض لنظرية التطور من‬
‫خلل النتقاء الطبيعي‪ .‬عضو مرموق في مركز العلم والثقافة التابع لمعهد ديسكفري‪ .‬مؤلف لعدة‬
‫كتب عن التصميم الذكي ‪ ،‬اللهوت ‪ ،‬والرياضيات‪ .‬في الفترة من ‪ 1999‬إلى ‪ ، 2005‬كان في‬
‫هيئة التدريس في جامعة بايلور ‪ ،‬حيث كان محور اهتمام وجدل‪ .‬يحمل سبعة درجات جامعية بما‬
‫فيها دكتوراه في الفلسفة من جامعة إلينويز في شيكاغو ودكتوراه في الرياضيات من جامعة‬
‫‪.‬شيكاغو وحاليا ً يحاضر حول العالم عن موضوع التصميم المبدع‬

‫‪: http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D9%84%D9%8A‬للستزادة عنه‬


‫‪%D9%85_%D8%AF%D9%8A‬‬
‫‪%D9%85%D8%A8%D8%B3%D9%83%D9%8A‬‬

‫من الواضح أن المعلومات عن الجهبذ ديمبسكي توضح اختصاصه ومدى أهمية طروحاته في علم‬
‫!!التطور‬
‫‪:‬ونجد في سلسلة علم التطور واسطورة الخلق‪ ,‬التي حوله‬

‫فلتر التصميم " لدمبسكي "‬

‫ويليام دمبسكي‪ ,‬عالم رياضيات وفيلسوف مشترك بمعهد ديسكفري التابع لمدرسة التصميم‬
‫الذكي‪ ,‬يطرح فكرة أنه يتوجب علينا تطبيق " فلتر " على كل خاصّية أو ظاهرة في الطبيعة وأن‬
‫‪:‬نطرح سلسلة من السئلة‬

‫مثل‪ ,‬هل بالمكان التفسير وفق منظومتنا المعرفية الحالية للقوانين والفعال الطبيعية؟‬

‫لو يكن الجواب‪ :‬كل‪ ,‬هل يمكن تفسير حادث بالصدفة‪ ,‬كانحراف طاريء في قوانين الطبيعه؟‬

‫‪.‬فيما لو يكن الجواب‪ :‬كل‪ ,‬يقول‪ ,‬يتوجب علينا القبول بوجود كائن مصمم بصيغة ذكاء واعي ما‬

‫‪:‬هذا المنطق ل يكون منطقيا ً كثيراً للسباب‬

‫أوًل‪ :‬الواقع بأن ما ل نفهمه للن بكل خطوات فعل طبيعي ل يقتضي بأننا لن نفهمه مستقب ً‬
‫ل‪.‬‬
‫‪.‬معرفتنا للفعال الطبيعية } كمثال الفعال التطورية { تزداد بشكل مستمر‬

‫ثانيًا‪ :‬كما شّددنا سابقا في هذه السلسلة وبكثير من المرات‪ ,‬التطور ل يكون " بالكاد فعل صدفوي‬
‫‪".‬‬

‫كثير من الليات توّلد تغيرات تطورية } بالخصوص آلية النتقاء الطبيعي { ل تكون أفعال‬
‫صدفوية } أو احتمالّية {‪ .‬في انتاج التغّير الوراثي الذي تمتلكه جماعات من النباتات والحيوانات‬
‫} الذي يكون المادة الولية للتطور { تدخل الفعال الصدفوية } كالطفرات الوراثية {‪ ,‬لكن النتقاء‬
‫الطبيعي " يختار " ذلك التغّير الوراثي بطول كثير من الجيال بعلقة وثيقة جداً ببيئة معطاة‪,‬‬
‫‪.‬هكذا أن ذلك الجزء من الفعل التطوري ل يكون بالصدفة أو صدفوياً‬

‫في جماعة ما يمكن ظهور خاصّية أو ملمح بالصدفة النقّية } كطفرة بكثير من افراد الجيال‬
‫التالية لو تقوم بتوفير " فائدة موّلدة " فيما لو تؤدي لنتاج متحدرين أكثر والذين بدورهم‬
‫ينتجون متحدرين أكثر {‪ .‬مع ذلك‪ ,‬الواقع بأن خاصّية جديدة توفر فائدة مولدة كتلك ل تكون حدث‬
‫صدفوي‪ ,‬هذا يتوقف على الخصائص النوعية للبيئة لكائن‪ ,‬وعلى تفاعل العضاء مع الملمح‬
‫المادية لتلك البيئة ومع افراد آخرين من ذات النوع ومن انواع أخرى‪ .‬بالتوقف على الظروف‪,‬‬
‫خاصّية جديدة يمكن ان توفر فائدة وتكوين " تفضيل " عبر النتقاء الطبيعي أو ل‪ .‬لهذا ل يمكن‬
‫‪.‬القول بأن هذا الجزء من الفعل يحدث بالصدفة‬

‫دمبسكي } والخلقيين بالعموم { ل يفهمون أن علماء التطور ل يقولون بأن التطور الطبيعي‬
‫يكون " فعل حادث بالصدفة "‪ .‬علماء التطور ببساطة يؤكدون بأن التطور يكون خاصّية أساسية‬
‫بكل الكائنات‪ ,‬والذي يحدث بطول اجيال بكل جماعة من الفراد ذوي التنوع الوراثي بواسطة‬
‫تآلف تغيرات صدفوية بالمادة الوراثية وبأفعال منتقاة كليا ً } وليست احتمالية { كالنتقاء‬
‫ي لحظة معطاة تحددها وتقوننها التغيرات‬ ‫الطبيعي‪ :‬حيث أن التغيرات التي يمكن حدوثها بأ ّ‬
‫التطورية السابقة‪ ,‬لكن التغّير المستقبلي ل يتوجب صدوره وفق اتجاه محدد سلفًا‪ ,‬وأن التغير‬
‫‪.‬التطوري يصدر بشكل اوتوماتيكي من حسابه الخاص‪ ,‬دون الحتياج لتدخل " ذكاء " خارجي‬

‫أو أن يكون " فلتر التصميم " لدمبسكي يكون غير مفيد كليا ً لنه يكون ممكنا ً بأن ملمح أو فعل‬
‫‪:‬بالعالم الطبيعي‬

‫‪.‬أ‪ -‬ل يمكن تفسيره للن بمعارفنا عن الفعال الطبيعية‬

‫ب‪ -‬ل يمكن تفسيره كفعل حصري يحدث بالصدفة دون أن يشكل هذا دليل على أنه لن يمكننا فهم‬
‫‪.‬الفعال التطورية وكيفية صياغتها لعضاء غير احتمالّية‬

‫ي دليل لتوّجب تدخل ذكاء واعي ول سبب منطقي للوصول "‬


‫فلتر التصميم " لدمبسكي ل يقدم أ ّ‬
‫‪.‬لتلك النتيجة‬

‫‪IV‬‬

‫نصل إلى الحلقة الرابعة ضمن سلسلتنا حول أّفاقي علم التطور ‪ ..‬اللذين يشكّلون الَمعيْن الرئيس‬
‫ والتي‬,‫ النظرية الكثر توثيقا ً في العالم‬,‫لناقلي النقد التضليلي من المسلمين لنظرية التطور‬
,‫ آنتروبولوجيا‬,‫ الحاثة‬,‫ بيولوجيا‬:‫يتضافر في إثبات صّحة طروحاتها الساسية العديد من العلوم‬
‫الوراثة والجينات‬.
‫ والذي نجد التي حوله في ويكبيديا النكليزية‬,‫ جوناثان ويلز‬,‫ هو‬,‫الّفاق الجديد لدينا‬:

John Corrigan "Jonathan" Wells (born c. 1946) is an American author


and a prominent advocate of intelligent design.[1] A member of the
Unification Church, Wells wrote that the teachings of church founder
Sun Myung Moon, his own studies at the Unification Theological
Seminary and his prayers convinced him to devote his life to
"destroying Darwinism",[2][3] a term which intelligent design
proponents often use to refer to the scientific consensus on evolution[4]
and which he describes as the theory that various species developed as
a wholly natural process "without God's purposeful, creative
activity."[3]
Wells's views are not in agreement with the consensus of the scientific
community on evolution.[5][4][6] In his book, Icons of Evolution:
Science or Myth?, Wells describes a number of examples used to
illustrate biology textbooks as being grossly exaggerated, distorting the
truth, or patently false; he says that this shows that evolution conflicts
with the evidence, and so argues against its teaching in public school
science classes.[7][8][6] Reviews describe the book as misquoting its
sources and taking minor issues out of context, basing its argument on
a flawed syllogism.[9][7]

‫ من هنا‬,‫للستزادة عنه‬:
http://en.wikipedia.org/wiki/Jonathan_Wells_(intelligent_design_advo
cate)
‫جزء من مقال بمناسبة مئوية داروين الثانية‬

‫‪ Islam y Darwinismo‬السلم والداروينية‬


‫بقلم‪ :‬عيسى عبد الواحد عثمان ‪28/03/2007 - Autor: Isa abd al Wahid Guzman‬‬

‫تنويه‪ :‬المقال طويل } عنوانه السلم ونظرية التطور { ويرّكز على سبق مفكرين مسلمين بطرح‬
‫وجهات نظر تطورية ُتقارب الوجهات العلمية ويذكر كثير من السماء منها ‪:‬الخطيب البغدادي‪,‬‬
‫ابن مسكويه‪ ,‬الطوسي‪ ,‬ابن عربي‪...‬الخ‪ .‬ويحاول التوفيق بين قبول التطور واليمان بخالق‬
‫موتور محرك للكون‪ .‬وينبه المقال لضرورة محاربة الفكار المادية الموصلة لللحاد والتفريق‬
‫بينها وبين نتائج البحث العلمي المادية الموضوعية التي يجب قبولها دون زعزعة اليمان‬
‫‪ !!.‬بالخالق‬

‫وهذا معروف ومطروح ولكن ما لفت انتباهي بقّوة هو نقد قوي لطروحات هارون يحيى‬
‫الُمخادعة كما وصفوها ‪ ..‬بكل الحوال كاتب مسلم ينتقد هارون يحيى او عدنان اوكتار وهذا‬
‫الظريف في المر‪ .‬لكن فات الكاتب بأن ارهاصات تطورية قبل السلم بآلف العوام قد ظهرت‬
‫!! مع اليونان القديم ورحلة حنون القرطاجي الفينيقي الستكشافية‬

‫السلم والداروينية‬

‫لقد اثبتنا بأن نظرية التطور بصيغتها الساسية ليست مؤامرة ماسونية عالمية لهدم القيم الدينية‬
‫‪ } }. .‬كما يطرح عدنان اوكتار‪ ,‬المعروف باسم هارون يحيى‪ ,‬واللذين يفكرون مثله‬

‫الخطأ المفاهيمي الجسيم الذي ارتكبه هارون يحيى وتابعيه‪ ,‬هو في عدم معرفة التفريق بين‬
‫الوقائع العلمية لبعض الشروحات المادية وبعض الشخصيات التي قد استفادت منها لخدمة‬
‫قضيتها} كحال كارل ماركس {‪ ,‬بحماسه لدحض المادية يقع بفخ الوقوع بمأزق سخف وعقم‬
‫نظريات المؤامرة‪ ,‬التي تشجع البارانويا واللمنطقية بين المسلمين‪ ,‬ما يساعد على الساءة‬
‫‪.‬لقضية المة وهذا ليس جيد لحد‬

‫والسوأ من هذا‪ ,‬أن هذا الموقف المهووس والغير موضوعي‪ ,‬يقودهم لتكرار المواقف المخادعة‬
‫الغير شريفة التي يمارسها الصوليين النجيليين وشهود يهوه‪ ,‬المؤسسة على اقتباسات من‬
‫خارج نصوص العلماء وتزييف المعلومة الصالحة المقتربة من صيغ نقل حاضرة في السجل‬
‫‪.‬الحفوري‪ .‬اذاً هي موجودة حتى لو أنهم مصرين على رفضها‬
‫‪:‬اسمحوا لي تبيان الجراءات الملتوية التي يتبعها هارون يحيى‪ ,‬عبر المثال التالي‬

‫‪El Archaeopterix‬‬

‫يكون فقط طائر؟ ‪ El Archaeopterix‬هل الركايوبتيريكس‬

‫‪El Archaeopterix‬‬

‫يكون ‪ El Archaeopterix‬في كتابه " خدعة نظرية التطور "‪ ,‬عدنان اوكتار يؤكد بأن الركا‬
‫فقط طائر قديم‪ ,‬وللتأكد يحاول وضع الميزات المتقاسمة مع الطيور الحديثة‪ .‬هذا عبارة عن ذّر‬
‫دون ادنى شّك يكون معتبراً كنوع من ‪ El Archaeopterix‬للرماد في العيون‪ ,‬لن الركا‬
‫‪.‬الطيور لنه قد امتلك ريشاً‬
‫لجل استكمال ما سبق‪ ,‬عدنان اوكتار يحدد الفروقات بين اسنان الركا واسنان الديناصورات‬
‫الصغيرة‪ ,‬لجل دحض وجود اي ارتباط تطوري بينهما‪ ,‬لكن بغرابة شديدة يتناسى الشارة لن‬
‫يكون شديد الشبه لما يمتلكه الكومبسوغناتوس ‪ El Archaeopterix‬العمود الفقري للركا‬
‫عبارة عن نوع ديناصور صغير‪ .‬كلهما نوعان يتقاسمان ذات البنية ‪Compsognathus,‬‬
‫العظمية للجمجمة‪ ,‬للذنب‪ ,‬المخالب والرجل‪ ,‬لماذا يقوم هارون يحيى بحذف تلك المعلومة؟ لن‬
‫‪ El Archaeopterix‬هذا ينفي اي شّك منطقي عن القرابة بين النوعين ويشير لن الركا‬
‫!!يكون بدقة ما يتوجب انتظاره كصيغة متوسطة‪ :‬ديناصور ذو ريش‬

‫‪Compsognathus‬‬

‫الدفاع الوحيد لهارون يحيى وزملئه أصوليي الكتاب المقدس‪ ,‬امام هذا الدليل القاطع‪ ,‬يكون‬
‫بالبرهنة بأنه اليوم يوجد انواع من الطيور مثل‪ :‬العصفور التركي‪ ,‬الحجل‪ ,‬الهزان اللذين يمتلكون‬
‫قرنية لمساعدتهم في الوقوف على اغصان الشجار‪ .‬لكن هذا ل علقة له البّتة بقضية الركا‪ ,‬لنه‬
‫!!!ول طائر من اولئك يمتلك مخالب وظائفية بثلث اصابع ول ذنب ديناصور‬
‫‪Compsognathus‬‬

‫هذا الجراء ذاته – ُيخفي ما يقلقه ويبين فقط ما يوافقه – يطبقه ايضا على الصيغ المتوسطة بين‬
‫النسان وعالم القرود الكبرى الشبيهة بالنسان‪ .‬ايضا ً يستغّل زيف انسان نبراسكا وانسان‬
‫بيلتداون لجل اثبات ان نظرية التطور خاطئة‪ .‬ما يفضح هذا المر هو أن تلك الُخدع قد كانت‬
‫مدحوضة من قبل علماء التطور ذاتهم اللذين حاولوا ادخال الحفوريات الحقيقية بذات الحقيبة‪.‬‬
‫‪.‬هذا النمط من التلعب بالمعلومة‪ ,‬يوضح مقصد هارون يحيى وزملئه الغير موضوعي‬

‫مما تقّدم واضح أّن هذا الموضوع ُيعتبر اعتذاراً من شخص مسلم ‪ ..‬يؤكد مصداقية علم التطور‬
‫وبالتالي يؤكد مصداقية ما ذهب نحوه داروين ‪ ..‬ففي المئوية الثانية العالم تشارلز داروين يزداد‬
‫!!تأّلقا ً واعترافا ً ونوّجه له نحن في منتدى الملحدين العرب تحّية عطرة بهذه المناسبة‬

‫المراجع‬

‫مجموعة دراسات موجودة بقسم الترجمة في المنتدى‬

‫‪http://www.webislam.com/?idt=7140‬‬
‫لقاء مع هارون يحيى حول التصميم الذكي‬

‫مرحبا بكم‪ ,‬في لقاء متجدد مع أحد علماء المة ‪ ..‬أحد هادمي نظرية التطور‪ ,‬أحد العباقرة‬
‫المسلمين‪ ,‬في العصر الحديث والقرن الواحد والعشرين‪ :‬العالم الشيخ العلمة العبقري هارون‬
‫يحيى!!‬

‫س‪ :‬العالم هارون يحيى ‪ ...‬كيف يقّدم نفسه للقّراء ؟‬

‫ج‪ :‬اول شكرا على هذا اللقاء ‪ ..‬ثانيا اسمي الحقيقي هو عدنان اوكتار‪ ,‬تركي الجنسية‪ ,‬واسمي‬
‫الفني هارون يحيى ‪ ,‬حقيقة ركبت موجة الدين منذ سنواتي الولى ‪ ..‬ودرست في جامعة المعمار‬
‫سنان حيث أنهيت السنة الثانية في كلية الفنون الجميلة والحمد ل على كل شيء!!‬

‫س‪ :‬هل بالمكان توضيح تعبيرك " ركبت موجة الدين " مشكور؟‬

‫ج‪ :‬ببساطة الشغل في الدين هو " شغلة اللي ما عندو شغلة " ول يحتاج لشهادات ول لمعارف ‪..‬‬
‫يحتاج لحفظ بعض المور والتي يعلكها المشتغل في الدين باقي حياته أمام المؤمنين‪ .‬بكل‬
‫صراحة!!‬

‫س‪ :‬انت ُتعتبر هادم لنظرية التطور في الوساط السلمية ‪ ...‬هل بالمكان الضاءة على هذا؟‬

‫ج‪ :‬نعم هذا من ضمن شغلي في السلم – الى جانب العجازات العلمية طبعا ً – وصحيح بأنه ل‬
‫ي حقل متصل بالتطور ‪ ...‬ولكن الحمد ل الذي أعاننا بالستعانة‬ ‫يوجد عالم مسلم يعمل في أ ّ‬
‫بعلماء التصميم الذكي الميركان ‪ ..‬لقد قمت ببساطة بنقل مقالت جماعة التصميم الذكي من‬
‫امثال‪ :‬ديمبسكي ومايكل بيه وفيليب جونسون وسواهم‪ .‬وهؤلء حقيقتهم ‪ :‬رجال دين بلباس‬
‫علمي تطوري ‪ ..‬واغلب ابحاثهم ُمفبركة وليس علمية!! والهم انني نفسي ل افهم شيئا ً منها !!‬
‫ولن ننسى مثلً ‪ :‬الكاديمية المريكية القومية للعلوم صّرحت بأن التصميم الذكي والدعاءات‬
‫التي تخص النشاء الخارق للطبيعة في أصل الحياة ليست علما ً بسبب عدم إمكانية اختبارها‬
‫بالتجربة؛ ولنها ل تعطي أية توقعات‪ ،‬ول تقترح أية فرضيات خاصة بها‪ .‬وفي أواخر عام‬
‫‪ ،2005‬حكم قاض فيدرالي أمريكي برفض قرار إدارة مدرسة في ولية بنسلفانيا القاضي‬
‫بتدريس نظرية التصميم الذكي كبديل عن نظرية التطور مؤكداً أن قرار المدرسة يعد خرقا ً للتعديل‬
‫الول في الدستور المريكي وهو التعديل الذي يحظر على المسئولين المريكيين استغلل‬
‫مناصبهم لتمرير أو فرض عقيدة محددة‪ .‬وحكم قاضي المقاطعة جون إي جونز الثالث بأن‬
‫التصميم الذكي ليس علمًا‪ ،‬وبأنه يحمل طبيعة دينية في جوهره‪ } .‬خبر منقول معروف {‬

‫س‪ :‬يعني أنت ناقل عن التصميم الذكي ببساطة ‪ ..‬وما هو هدفك من هذا؟‬
‫ج‪ :‬اعتقد أن نجاح نظرية التطور في المجتمعات البشرية سيعني حتما ً انحسار اليمان الديني –‬
‫الذي فعل يكون بحالة انحسار نسبي – وهذا ل يمكن تمريره بكل صراحة ووضوح ‪ ..‬يعني من‬
‫أين نأكل نحن القيادات المؤمنة بعدها؟ نحن القيادات الدينية اسلمية وغير اسلمية مرتزقين من‬
‫رقاب المؤمنين البسطاء وبالتالي نجاح التطور يعني انحسار اليمان وبالتالي انقطاع رزقنا ‪ ..‬هذا‬
‫يجعلنا مستنفرين ليل نهار كي ل يمر!!انها حرب بيننا وبين التطور ولن ندخر اسلوب او جهد في‬
‫هذه الحرب!!‬

‫س‪ :‬إنه منطق واضح ‪ ...‬ولكن يدل على أن من تنقل عنهم نصابين ومشعوذين ‪ ..‬فما رأيك؟‬

‫ج‪ :‬عفوا ‪ ..‬انتم تتهموني اذا بالنصب والشعوذة؟ فأنا إن كنت انقل عن نصابين ومشعوذين ‪..‬‬
‫فماذا أكون أنا إذًا؟‬

‫محاور هارون يحيى‪ :‬شكرا على فهمك الصحيح وشكرا على صراحتك في اللقاء ونأمل أن نراك‬
‫دوما في مكانك الطبيعي وبرفقة جماعة التصميم الذكي ‪ ..‬هنا‪:‬‬

‫‪:‬للستزادة عن هذا المعتوه‪ ,‬بالنكليزية‪ ,‬يمكن الطلع هنا‬

‫‪http://scienceblogs.com/pharyngula/2006/06/creationist_amorality.php‬‬
‫مــــــــــــلحــــــظــــــــات‬

‫ترجمت مواد أكثر عن التجاه الخلقّي‪ ,‬وكثير منها موجود في كتاب " علم التطور واسطورة ‪1-‬‬
‫‪.‬الخلق " ول حاجة لنسخها هنا‪ ,‬كون الكتاب متوفر ويمكن تحميله في إلحاد إسباني عربي‬

‫يوجد مقالين في السلسلة اعله‪ ,‬لم اترجمهما كليًّا‪ ,‬بل جزئيا ً ونقلت الجزء الخر‪ ,‬أما مقال ‪2-‬‬
‫‪.‬حوار مع هارون يحيى‪ ,‬فهو نقد ساخر كتبته في القسم الساخر في منتدى الملحدين العرب‬

‫في كتاب علم التطور واسطورة الخلق يوجد اضاءة كثيفة حول طروحات اغلبية علماء ‪3-‬‬
‫ضلت التنويه بمعلومات اغلبها منقول عن تلك‬
‫التصميم‪ ,‬واكرر انني تجنبت تكرارها هنا‪ ,‬وف ّ‬
‫‪.‬الشخصيات‬

‫احتفظت بعناوين المواضيع‪ ,‬كعادتي‪ ,‬كي اسّهل الوصول لكل مقال على حدى‪ ,‬من أجل أي رّد ‪4-‬‬
‫‪.‬أو توضيح‪ ,‬أو تصحيح لي زلل قد اقع به‬

‫شكراً للهتمام ‪ ....‬فينيق‬

You might also like