Professional Documents
Culture Documents
الحج
لفضيلة الشيخ العلمة
محمد بن صالح العثيمين
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
اعتنى بها
أحد طلبة العلم
جلسات الج
3
جلسات الج
من أحكام السفر
من العلوم أن الج سفر حت لهل مكة ،فإن القول الراجح أن خروجهم إل الج سفر ،أما الفاقيون
فالسفر ف حقهم واضح ،ولذا ينبغي أن نعرف شيئا من أحكام السفر:
قصر الصلة الرباعية
فمن أحكام السفر :أنه يشرع للنسان أن يقصر الصلة فيه؛ أن يقصر الصلة الرباعية فيه إل ركعتي؛
الظهر والعصر والعشاء يصليها ركعتي لن هذا هو هدي النب ، eوواظب عليه ول يتم يوما من
اليام ف سفره ،وما روي عنه eأنه أت فإنه حديث ضعيف ل يصح عنه .e
والقصر سنة مؤكدة ،حت قال بعض أهل العلم أنه واجب ،أي أنه يب على النسان أن يصلي الرباعية
ف السفر ركعتي ،وأنه لو أت كان تاركا للواجب ،ولكن الذي يظهر ل أن القصر ليس بواجب ،ودليل
ذلك :أن الصحابة رضي ال عنهم لا أت عثمان بن عفان ف من وأنكر عليه من أنكر من الصحابة ،حت
ابن مسعود رضي ال عنه لا قيل له :إن أمي الؤمني صلى أربعا استرجع ورأى أن هذا من الصائب،
ومع ذلك كان يصلي خلفه أربعا ،فكون الصحابة رضي ال عنهم يصلون خلف أمي الؤمني عثمان
أربعا يدل على أن القصر ليس بواجب ،لنه لو كان واجبا لكان إثا وحراما ،وإذا كان حراما بطلت
الصلة به ،وكون الصحابة يصلون ويعتدون بصلتم يدل على أن إتام الصلة ببطل ،وهذا يدل على
أن القصر ليس بواجب ،لكن ل شك أنه مؤكد إل إذا صلى النسان خلف إمام يتم ،فإن الواجب عليه
أن يتم ،سواء أدرك الصلة من أولا أو ف أثنائها ،لعموم قول النب ( : eإنا جعل المام ليؤت به)،
وقوله( :ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتوا) .
وسئل ابن عباس رضي ال عنهما :ما بال الرجل -أي السافر -يصلي ركعتي ومع المام أربعا ،قال:
[تلك هي السنة] وكان ابن عمر رضي ال عنهما إذا صلى وحده صلى ركعتي ومع المام يصلي
أربعا ،فالاصل أن الشروع ف حق السافر هو القصر ما ل يصل خلف إمام يتم ،فإنه يب عليه التام.
وهنا مسألة :إذا كان السافر ف البلد ،فهل تسقط عنه صلة الماعة مع قرب السجد وساع الذان؟
الواب :يظن كثي من العامة أن السافر ل تلزمه صلة الماعة وهذا ليس بصحيح ،فالسافر تلزمه
صلة الماعة ،لعموم الدلة الدالة على وجوب صلة الماعة من غي استثناء ،ولن ال سبحانه وتعال
أوجب على الؤمني القاتلي أن يصلوا جاعة ،فقال تعالَ :وإِذَا ُكْنتَ فِيهِمْ َفأَقَ ْمتَ َلهُ ُم الصّلةَ فَ ْلَتقُمْ
ت طَائِ َفةٌ أُ ْخرَى لَ ْم ُيصَلّوا حَتهُمْ َفإِذَا سَجَدُوا فَ ْلَيكُونُوا مِنْ وَرَاِئكُ ْم وَْلتَأْ ِ
ك وَْليَأْ ُخذُوا َأسِْل َ
طَاِئ َف ٌة ِمنْهُ ْم َمعَ َ
حَتهُمْ [النساء ]102:فإذا أوجب ال على القاتلي ف السفر ك وَْليَأْ ُخذُوا ِحذْ َرهُ ْم َوَأسْلِ َ
فَ ْلُيصَلّوا َمعَ َ
4
جلسات الج
صلة الماعة فالسافرون الذين ل يقاتلون من باب أول ،نعم لو فرض أن النسان معه عابر سبيل ل
يريد النول فهذا ل يلزمه أن ينل ليصلي مع الماعة؛ لن هذا يرهقه عن سفره ،أو كان النسان ف
مل بعيد عن السجد فإنه يعذر وله أن يصلي ف رحله ،أو كان النسان ف بلد ليس فيه مسجد كما لو
كان ف بلد غي إسلمي فإنه يعذر ،أو كان كذلك ف بلد ول يعرف الساجد فهو معذور ،الهم أن
السافر تلزمه صلة الماعة مع السلمي ف الساجد إل لعذر ،خلفا لا يظنه بعض الناس من أنه ل
تلزمه الماعة.
مشروعية المع
إذا :الفضل ف حق السافر بالنسبة للصلة القصر ،فهو سنة مؤكدة جدا ،أما بالنسبة للجمع فله أن
يمع ،سواء كان سائرا أم نازلً ،أي سواء جد من السي أم ل يد من السي ،لن السفر إذا كان
الشرع قد رخص فيه بنقص الصلة نقص كميتها ،فكذلك نقص صفة من صفاتا وهي الماعة وهو
إفرادها ف وقتها ،ولن ظاهر حديث أب جحيفة حي وصف خروج النب eمن خيمته ف البطح ف
مكة الكرمة أنه eجع بي الظهر والعصر ،لنه ل ذكر أنه خرج من اليمة فصلى الظهر ركعتي
والعصر ركعتي ،فظاهر هذا أنه جع بينهما مع أنه كان نازلً .ولكن إن كان السافر سائرا فالمع
أفضل من عدم المع ،وإن كان نازلً فترك المع أفضل ،لن الرسول eل يمع ف من ف حجة
الوداع حي كان نازلً ،إذا :المع هل هو من رخص السفر كالقصر يسي مطلقا أو فيه تفصيل؟ فيه
تفصيل :إن كان النسان نازلً فترك المع أفضل ،وإن كان سائرا فالمع أفضل ،فإذا قال قائل :هل
الفضل جع التقدي أو جع التأخي؟ فالواب :إن الفضل ما كان أيسر له ،إن كان اليسر له جع
التقدي فجمع التقدي أفضل ،وإن كان اليسر جع التأخي فجمع التأخي أفضل ،فمثلً :إذا دخل وقت
الصلة الول وهو سائر والسي مستمر ،فما هو اليسر عليه؟ التأخي ،وإذا دخل وقت الول قبل أن
يركب فاليسر له التقدي ،وهكذا كان فعل رسول ال ، eإذا ارتل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر
إل العصر ،وإن زالت الشمس صلى الظهر والعصر ث ركب ،فصار المع تقديا أو تأخيا حسب ما
هو أيسر للنسان.
طهارة السافر
أما بالنسبة للطهارة فإن السافر يب عليه أن يتطهر بالاء كالقيم تاما ،لكن إذا ل يكن معه من الاء إل
ما يتاجه لشربه وأكله فإنه يوز له التيمم ،لقول ال تعالَ :وإِنْ ُكْنتُمْ َمرْضَى َأ ْو عَلَى َسفَرٍ َأوْ جَاءَ
5
جلسات الج
صعِيدا طَيّبا فَامْسَحُوا ِبوُجُو ِهكُ ْم
أَحَ ٌد ِمْنكُ ْم مِ َن الْغَائِطِ َأوْ لمَسْتُ ُم النّسَاءَ فَلَ ْم َتجِدُوا مَاءً َفَتيَمّمُوا َ
َوأَيْدِيكُ ْم ِمنْهُ [الائدة ]6:فله أن يتيمم ،ولكن إذا وصل الاء فإنه يتطهر به ،لديث أب هريرة رضي
ال عنه :أن النب eقال( :الصعيد الطيب وضوء السلم وإن ل يد الاء عشر سني ،فإذا وجد الاء
فليتق ال وليمسه بشرته) فإذا تيممت ث وصلت إل الاء وأردت أن تصلي وجب عليك أن تتوضأ بالاء
إن كان تيممك عن طهارة صغرى ،ووجب عليك الغسل إن كان تيممك عن طهارة كبى .فإذا قال
قائل :هل التيمم يرفع الدث بيث إذا بقي النسان على طهارته فله أن يصلي ما شاء ،أو هو طهارة
استباحة يتقدر بقدر الضرورة؟ فالواب :إن العلماء اختلفوا ف ذلك ،فمنهم من قال :إن التيمم طهارة
استباحة يتقدر بقدر الضرورة ،فل يتيمم للصلة قبل دخول وقتها ،وإذا خرج الوقت بطل التيمم ،ومن
العلماء من قال :بل إن التيمم طهارته رافعة للحدث لن ال تعال حي ذكر الوضوء والغسل والتيمم
شكُرُونَ
ج وََلكِ ْن يُرِيدُ ِليُ َطهّرَكُمْ وَلُِيتِ ّم ِنعْ َمتَهُ عََليْكُمْ َلعَّلكُ ْم تَ ْ
جعَ َل عََلْيكُ ْم مِنْ َحرَ ٍ
قال :مَا يُرِيدُ اللّهُ ِليَ ْ
[الائدة ]6:وهذا يدل على أن التيمم مطهر ،كما أن الغتسال والوضوء مطهران ،فكذلك التيمم
مطهر ،ولقول النب ( : eجعلت ل الرض مسجدا وطهورا) (والطَهور) بالفتح ما يتطهر به ،وعلى
هذا فأقول :التراب مطهر ،بل يكون التيمم مطهرا ،ومعن كونه مطهرا أنه رافع للحدث .فإذا قال قائل:
إذا جعلتموه رافعا للحدث فلماذا تقولون :إنه إذا وجد الاء فل يصلي إل بعد الطهارة به ،وضوءا إن
كان تيممه عن حدث أصغر ،وغسلً إن كان تيممه عن حدث أكب؟ فالواب أن نقول :هذا مقتضى
الدلة ،فإن ف حديث أب سعيد الذي رواه البخاري مطولً ،وفيه :أن النب eرأى رجلً معتزلً ل
يصل ف القوم ،فقال( :ما منعك أن تصلي؟ قال :أصابتن جنابة ول ماء ،فقال :عليك بالصعيد فإنه
يكفيك -فأرشده النب eإل التيمم -ث حضر الاء واستقى الناس منه وبقي منه شيء فأعطاه النب e
الرجل ،وقال :خذ هذا أفرغه على نفسك) وهذا يدل على أن التيمم ل يرفع الدث إل ما دامت
الضرورة باقية ،أما إذا زالت الضرورة ووجد النسان ماء فإنه ل بد من استعماله ،ولديث أب هريرة
الذي أشرنا إليه آنافا( :فإذا وجد الاء فليتق ال وليمسه بشرته) .
وقد حكى شيخ السلم ابن تيمية ف الفتاوى إجاع العلماء على أنه إذا وجد الاء فإنه ل يصلي حت
يتطهر به ،وإذا قدر أن ف السألة خلفا فإنه خلف ضعيف ،فالصواب إذا :أن التيمم إذا وجد الاء فل
بد له من استعماله ،فإذا قال قائل :لو تيممت لصلة الظهر ،وبقيت على طهارة إل صلة العصر وأنا ل
أجد الاء ،فهل أصلي صلة العصر بالتيمم لصلة الظهر؟ الواب :إن قلنا :إن التيمم يبيح فإنك ل
تصلي صلة العصر بالتيمم لصلة الظهر ،بل ل بد من إعادة التيمم ،وإذا قلنا :إنه رافع وهو الصحيح
6
جلسات الج
فإنه يوز أن تصلي صلة العصر بالتيمم لصلة الظهر ،حت لو فرض أنك بقيت إل الغرب وإل العشاء
فإنك على طهارتك ما ل تنتقض بأحد النواقض العروفة.
تكلمنا الن عن ثلث مسائل :العمل الصال ف أيام العشر ،والثان :صلة السافر ،والثالث :طهارة
السافر.
7
جلسات الج
أشهر الج ،كأن يرم با ف رمضان لن أشهر الج تبتدئ من شوال ،أحرم بالعمرة قبل أشهر الج ث
أتها ف أشهر الج ،ولنفرض أنه أحرم ف اليوم الثلثي من رمضان وقدم مكة ليلة العيد وأدى مناسك
العمرة ،فهل يكون متمتعا؟ الواب ل .لاذا؟ لنه أحرم بالعمرة قبل أشهر الج ،وأما ما اشتهر عند
العامة من أنه صام ف مكة رمضان فليس بتمتع ،ومن ل يصم فإنه متمتع فهذا ل أصل له ،الدار والصل
على إحرامك بالعمرة ،إن أحرمت بالعمرة قبل دخول أشهر الج الت أولا شوال فلست بتمتع ،وإن
أحرمت بعد دخولا فأنت متمتع؛ لنك أحللت بي النسكي وتتعت با أحل ال لك ،ث ترم بالج من
عامك ف اليوم الثامن من ذي الجة وتأت بأفعال الج ،ولو اعتمر ف أشهر الج عام (1409هـ)
ول يج إل ف عام (1410هـ) هل هو متمتع؟ ل .لاذا؟ لنه ل يج ف عامه ،والتمتع ل بد أن يج
ف عامه ،إن حج ف عام آخر فليس بتمتع.
أما الفراد :فإنه إحرام النسان بالج وحده ،فيحرم به من اليقات ويبقى على إحرامه إل يوم العيد،
ليس فيه تتع ،يبقى على إحرامه إل يوم العيد ،لكنه ل يصل له إل نسك واحد وهو الج ،فماذا يصنع
هذا الفرد إذا وصل إل مكة ؟ يطوف ويسعى ويبقى على إحرامه إل أن يأت وقت الج ويرج مع
الناس؛ لنه مرم بالج ،والاج ل يتحلل إل إذا رمى جرة العقبة يوم العيد وحلق أو قصر فإنه يل
التحلل الول ،وإذا طاف وسعى أحل التحلل الثان.
القارن ف الحرام كالفرد ،يعن :أنه يرم بالعمرة والج جيعا ويبقى على إحرامه إل يوم العيد فإذا
وصل إل مكة فإنه يطوف ويسعى ويبقى على إحرامه إل أن يل منه ف يوم العيد ،إذا رمى جرة العقبة
وحلق حل التحلل الول ،ث إذا طاف حل التحلل الثان ،لنه سعى من قبل.
فإذا قال قائل :ما الفرق بي هذه النساك ف الفضلية وف الكم؟ نقول :الفرق :أن التمتع أفضل
النساك؛ لن النب eأمر أصحابه به ،وقال( :لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الدي
ولحللت معكم) ،ولن فيه توفيا على الكلف ،فإن الكلف -أي :النسان -يبقى مترفها با أحل ال
له من حي انتهاء العمرة إل أن يبدأ الج ،وهذا ل شك أنه نعمة ،وال تعال يب التيسي على العباد.
الثالث :أن التمتع يأت بالنسكي جيعا بأفعالما تامة ،فالعمرة تامة والج تام ليس فيه نقص.
رابعا :أن التمتع يلزمه هدي ،ولزوم الدي هذا فضيلة ليس غرما وخسرانا ،بل هو فضيلة ونعمة من ال
عز وجل ،لنه لول أن ال أوجب عليك الدي لكان الدي بدعة؛ لن كل من تعبد ل با ل يشرع فهو
مبتدع ،فكون ال عز وجل يشرع لعباده الدي ليذبوه ويتمتعوا با يتمتعون به ويتصدقون ويهدون هذا
نعمة من ال عز وجل ،وهذه اليزة الخية يشاركه فيها القران ،إل أنه إذا ساق الدي معه فالقران
8
جلسات الج
أفضل لن هذا فعل النب ، eولذا قال النب عليه الصلة والسلم( :لول أن معي الدي لحللت
معكم) وهذا يدل على أن من ساق الدي فالقران ف حقه أفضل ،وهو كذلك.
القران والفراد بالنسبة للفعال واحد؛ لن كلً من القارن والفرد يبقى على إحرامه إل يوم العيد ،وهذا
يدل على أن القران والفراد بالنسبة للفعال على حد سواء ،لكن القران أفضل من الفراد ،لاذا؟ لنه
يصل له حج وعمرة ،والفراد ليس فيه إل حج ،ولن فيه الدي ،والفراد ل يب فيه الدي ،وإياب
الدي مثلما قلنا نعمة من ال عز وجل ،لول أن ال أوجبه ل يكن واجبا بل ل يكن مشروعا ،فلهذا
نقول :إن القران أفضل من الفراد ،ث يأت بعد ذلك الفراد ف الرتبة الثالثة.
شروط الج والعمرة
إذا قال قائل :هل لذا الج والعمرة من شروط؟ الواب :نعم .لما شروط:
الول :السلم.
الثان :البلوغ.
الثالث :العقل.
الرابع :الرية.
الامس :الستطاعة.
خسة شروط :السلم وضده الكفر ،فالكافر ل يب عليه الج ،بل ول يصح منه الج ،فلو أن رج ً
ل
حج ولكنه ل يصلي فإن حجه مردود عليه ،وحرام عليه أن يدخل مكة ،لقوله تعال :يَا أَّيهَا اّلذِينَ
حرَا َم َبعْدَ عَا ِم ِهمْ َهذَا [التوبة ]28:ول يل
ج َد الْ َ
س فَل َي ْق َربُوا الْ َمسْ ِ
شرِكُو َن نَجَ ٌ
آمَنُوا ِإنّمَا الْ ُم ْ
لحد قدر على منعه وهو يعلم أنه ل يصلي إل منعه؛ لنه كافر نس ل يوز أن يقرب السجد ،حرام،
لكنه لو حج مع الناس وهو ل يصلي فحجه غي صحيح ومردود عليه.
الثان :البلوغ :فالصغي ل يب عليه الج ،ولكن يصح منه ،وهل يزئه؟ ل يزئه ،إذا :ل يب عليه
الج لنه غي مكلف ،وقد قال النب ( : eرفع القلم عن ثلثة -وذكر منهم -:الصب حت يبلغ) فيصح
منه ،ما الدليل؟ الدليل :حديث ابن عباس رضي ال عنهما( :أن النب eلقي ركبا بالروحاء ،فقال :من
القوم؟ قالوا مسلمون ،فمن أنت؟ قال :رسول ال ،ث رفعت إليه امرأة صبيا ،فقالت :ألذا حج؟ قال:
نعم .ولك أجر) وجه الدللة :أنه قال :نعم .لا قالت :ألذا حج؟ وهذا يدل على أن حجه صحيح،
ولكن :كيف يكون حج الصب؟ نقول :إن كان الصب ميزا قيل له :افعل كذا ..افعل كذا ،فعند
الحرام نقول له :انوِ الحرام ،ونأمره بالغتسال والتجرد من الخيط إذا كان ذكرا ،ونقول :انوِ الحرام
9
جلسات الج
لنه ميز يعرف ،وهل يلزمه الطواف؟ نعم .يلزمه الطواف ،ويلزمه السعي إل إذا عجز فإنه يمل .وإن
كان الصغي غي ميز فإن وليه ينوب عنه ف تعيي النسك ،فيقول :لبيك (لفلن الصب) مثلً :نفرض أن
اسه عبد ال ،فيقول :لبيك لعبد ال أو عن عبد ال؟ لعبد ال؛ لن لبيك عن فلن معناها أنك تج عنه،
لكن لبيك له يعن :أن هذه التلبية لفلن يتلبس فيها بالنسك ،فيقول :لبيك لفلن .إذا قال :لبيك لفلن
وهو عبدال هذا الصب صار بذلك مرما ،ويطوف به ويسعى به ،لكن يطوف به وحده ويسعى به
وحده؛ لنه ل يعقل النية ول يكن لوليه أن يأت بنيتي لفعل واحد؛ لن الفعل الن من الول ،والصب
ليس منه فعل ول نية ،فل ينو عن نفسه وعن الصب إذا كان الصب ل يدرك النية ،فإذا قال قائل :هل
الفضل أن نج بالصبيان ،أي :نعلهم يجون ويعتمرون ،أو الفضل أل نفعل؟ الواب :إن كان الج
بم يؤدي إل التشويش عليك وإل الشقة الت تول بينك وبي إتام نسكك فالفضل أل تج بم ،وهذا
حاصل ف أيام الواسم؛ كالعمرة ف رمضان ،وكأيام الج ،ولذا نقول :الفضل أل تججهم أو تعتمر
بم ف هذه الواسم؛ لن ذلك مشقة عليهم ويول بينك وبي إتام نسكك على الوجه الكمل ،أما إذا
كان ف المر سعة فإن النسان يعتمر بم ،وكذلك لو قدر أن الج صار سعة فإنه يج بم ،والهم أل
تج بم فتفعل سنة لغيك على وجه يضر بك وينعك من إتام النسك.
10
جلسات الج
السئلة
كيفية إثبات دخول العشر من ذي الجة
السؤال :يشكل على كثي من الناس دخول شهر الج حيث أنه ليس كشهر رمضان يتحرى له ف أول
يوم منه ،فهل يعتمد على التقوي ف دخوله ،أو على الحوط ،أو بإكمال الشهر؟ أرجو التفصيل لن هذا
يشكل حت ف صيام أيام البيض وف الكفارات؟ وجزاكم ال خيا.
الواب :المد ل رب العالي لقد أعطانا رسول ال eقاعدة نبن عليها ،فقال( :إذا رأيتموه فصوموا،
وإذا رأيتموه فأفطروا ،فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلثي) فإذا أشكل عليك المر فأكمل الشهر
ثلثي فمثلً :إذا صار اليوم التاسع والعشرون من ذي القعدة فإن اليوم الثلثي منه ل يعتب من ذي
الجة بل هو من ذي القعدة؛ لن الرسول eقال( :أكملوا العدة ثلثي) فإذا أكملنا عدة ذي القعدة
ثلثي فلزم ذلك أل نصوم إل إذا أكملنا الثلثي ،وكذلك يقال بالنسبة ليام البيض مع أن أيام البيض
وقوعها ف اليوم الثالث عشر والرابع عشر والامس عشر على سبيل الفضلية وإل فإن أجرها يصل
سواء صامها النسان ف هذه اليام أو قبلها أو بعدها ،فقد كان النب eيصوم من الشهر ثلثي يوما
ول يبال من أي الشهر صامها من أوله أو وسطه أو آخره ،والمر فيها واسع .لكن بالنسبة لدخول
شهر ذي الجة ،نقول :إذا ل يثبت دخوله ببينة فإننا نكمل عدة شهر ذي القعدة ثلثي يوما.
المع بي فضل العمل الصال ف عشر ذي الجة وجود النب صلى ال عليه وسلم ف رمضان
السؤال :كيف نمع بي فضل العمل الصال ف عشر ذي الجة وبي عمل الرسول صلى ال عليه وسلم
وأنه كان ف رمضان أجود ما يكون؟ وجزاكم ال خيا.
الواب :كان النب eأجود ما يكون ف رمضان بالنسبة لبذل العروف والحسان لنه شهر جود ال
عز وجل وكرمه ،فكان النب eيتعرض لود ال عز وجل با يبذله من النفع البدن والال؛ لن من جاد
على عباد ال جاد ال عليه ،أما شهر ذي الجة فإن الرسول عليه الصلة والسلم ذكر لنا سنة قولية
وإذا ثبت القول عن رسول ال eفإننا لسنا باجة إل أن يثبت الفعل على وجه التطبيق ،ومن زعم أن
القول ل يعمل به حت يثبت تطبيقه فقد قال شططا ،فإذا ثبت القول عن رسول ال eوجب العمل به
سواء علمنا أنه طبق أم ل نعلم؛ لن الصل هو التطبيق حت وهو دليل على عدم التطبيق وإذا وجد عدم
تطبيق فإنه لبد أن يكون هناك سبب ينع من التطبيق وقضايا العيان كما نعلم ليس لا حصر.
حكم القصر بالنسبة لهل مكة بن وساكن العزيزية
11
جلسات الج
السؤال :كيف يكون ساكن العزيزية مسافرا إذا كان بمن وهو يلس بالنهار ف بيته وينام فقط بالليل
بمن؟
الواب :الذي أرى أنه ل ينبغي لساكن العزيزية أن ينل إل بيته ف النهار ،والسنة بل شك أن يبقى ف
اليمة ف من؛ لن الج نوع من الهاد ف سبيل ال ،كما قال الرسول عليه الصلة والسلم لعائشة
حي قالت( :هل على النساء جهاد؟ قال :نعم .جهاد ل قتال فيه :الج والعمرة) فالشروع ف حق
الاج أن يبقى ليلً ونارا ف من ،ولكن بالنسبة لمن ف الوقت الاضر أنا أتردد ف أنا سفر بالنسبة
لهل مكة؛ لن البيوت اتصلت با ،وصارت كأنا حي من أحياء مكة ،أما مزدلفة وعرفة فهي خارج
مكة بل شك حت إل الن ل تصلها منازل ،فالحوط لهل مكة بمن أن يتموا الصلة ل سيما وأن
الشهور من مذهب المام أحد وجاعة كثية من أهل العلم أن أهل مكة ليسوا مسافرين حت ف عرفة،
لكن القول الراجح :أنم مسافرون لنم كانوا يصلون مع النب eف من وف عرفة ويقصرون ،إنا
بالنسبة لمن ف الوقت الاضر أنا أتردد ف أنا تعتب سفرا بالنسبة لهل مكة ،لنا -كما قلت-
أصبحت وكأنا حي من أحياء مكة.
الج أفضل العمال ف عشر ذي الجة
السؤال :أيهما أفضل :العمال الصالة أم حج التطوع ف عشر ذي الجة؟
الواب :الج أفضل بل شك؛ لن الج من أكب العمال الصالة ،والنسان السافر للحج هو ف عمل
الج من حي أن يسافر وقبل أن يسافر يستطيع أن يعمل العمل الصال ،فمثلً :إذا قدرنا أنه سافر ف
اليوم الامس من ذي الجة فاليام المسة الول سيعمل فيها العمل الصال الذي يعمله القيم ،وإذا
سافر فهو نشاء ف حج لنه قاصد للحج ،والج بل شك أفضل من العمل الصال ،بل هو عمل صال
ف القيقة ،وعمل صال كما قال الرسول عليه الصلة والسلم( :الج البور ليس له جزاء إل النة).
12
جلسات الج
تارك الصلة كافر وتارك الج ليس بكافر ،على كل حال أنا أنصح هؤلء الخوة التهاوني الذين م ّن
ال عليهم بالستطاعة بأن يتوبوا إل ال عز وجل وأن يبادروا بأداء الفريضة ،وهم إذا ماتوا فقد ييسر ال
لم ورثة يقومون بأداء الواجب عنهم ،وقد يتهاون الورثة أيضا ول يؤدون عنهم هذه الفريضة.
حكم عصيان الوالدين ف الذهاب إل الج
السؤال :حججت ف أحد العوام ولكن ل يكن الج على الوجه الشروع ،ولقد نويت أن أحج هذا
العام ،لكن والدت غي موافقة بجة أنن سبق أن حججت ،مع العلم أنه يوجد أخ ل كبي يقوم
باجتها ،أرجو الفادة؟ وجزاكم ال خيا.
الواب :الذي أرى أنه يب عليك أن تقنع الوالدة بأن حجك السابق ليس حجا كما ينبغي ،وأنك
تريد أن تج حجا يكون موافقا للشرع ،وف ظن أنك إذا أقنعتها واستعنت عليها بن يشي عليها بترك
نيك عن هذا ،أي :يشي عليها أل تنهاك وأعتقد أنا سوف توافق وسوف يكون ف ذلك خي لك ولا
أيضا ،ول يل لوالدتك أن تنعك من الج حت وإن كان نفلً كما ف حالتك هذه؛ لن النسان أو
الوالد ل يل له أن ينع ولده من أي تطوع يتطوع به ل عز وجل.
مت يصي التمتع مفردا
السؤال :أحرم بالعمرة متمتعا إل الج وبعد أن تلل منها رجع إل جدة أو إل أهله ،فهل هذا متمتع؟
الواب :إذا أحرم النسان بالعمرة متمتعا با إل الج ث سافر بعد أن حل من العمرة وعاد إل مكة
مرما بالج وحده ،فإن القول الراجح من أقوال أهل العلم أنه متمتع ،وأن هذا السفر ل يقطع التمتع،
إل إذا سافر إل بلده ث عاد من بلده فأحرم بالج وحده فإنه يكون مفردا ف هذه الال؛ لنه َسفَرٌ قطع
بي العمرة والج وأنشأ للحج سفرا جديدا ،هذا هو الروي عن أمي الؤمني عمر بن الطاب ،وعلى
هذا :فإذا خرج النسان من مكة إل جدة وهو متمتع نظرنا :إن كان من أهل جدة فقد انقطع تتعه،
وإن كان من غيهم فإن تتعه ل ينقطع ،وهكذا إذا ذهب إل الدينة بي العمرة والج وليس من أهل
الدينة فإن تتعه ل ينقطع فهو باق على تتعه .وخلصة القول أن من سافر من التمتعي بي العمرة
والج فإن كان سافر إل بلده ث رجع مرما بالج فإنه مفرد وليس بتمتع ،وإن سافر إل بلد سوى
بلده ث رجع مرما بالج فإنه ل يزال على تتعه.
13
جلسات الج
السؤال :إذا أراد السافر أن يمع الظهر مع العصر ث وصل إل قريته أو إل قرية من القرى ف وقت
العصر فوجد الماعة يصلون العصر ،فهل يصلي العصر معهم قبل الظهر؟ أم يصلي الظهر ث يصلي
العصر ،ولو فاتته الماعة؟ أم ماذا يصنع؟
الواب :إذا دخل النسان السجد وهو جامع فوجد الناس يصلون الصلة الثانية ،يعن :دخل وقد نوى
المع بي الظهر والعصر السجد والناس يصلون صلة العصر فإننا نقول له :ادخل معهم بنية الظهر وإن
كان المام يصلي العصر؛ لن اختلف النية بي المام والأموم ل يضر ،فادخل معهم بنية الظهر وإذا
سلمت فأت بصلة العصر ،ومعلوم أنك سوف تصلي الظهر مع المام أربعا ،وسوف تصلي العصر إذا
كان البلد غي بلدك ستصلي ركعتي لنك مسافر.
بيان مت يكون على الشقة أجر
السؤال :هل العمل إذا كان شاقا على النفس كان أعظم للجر؟ وما رأيك فيمن يقول :أحج على بعي
أو على قدمي لنه أعظم للجر ،ويأخذ هذا من حديث عائشة رضي ال عنها عندما أمرها الرسول e
أن تعتمر من التنعيم؟
الواب :الواب على هذا أن نقول :الشقة إن كانت من لزم فعل العمل فإنك تؤجر عليها ،وإن
كانت من فعلك فإنك ل تؤجر عليها بل ربا تأث عليها ،فمثلً :إذا كان النسان حج على سيارة أو
طيارة لكن ف أثناء الناسك حصل له تعب من الشمس أو من البد ف أيام الشتاء أو ما أشبه ذلك فإنه
يؤجر على هذه الشقة لنا حصلت بغي فعله ،أما لو كانت الشقة بفعله مثل أن يتعرض هو بنفسه
للشمس فإنه ل يؤجر على هذا ،ولذا لا رأى النب eرجلً قد نذر أن يقف بالشمس منعه عن ذلك
وناه؛ لن تعذيب النسان لنفسه إساءة إليها وظلم لا وال سبحانه وتعال ل يب الظالي.
فالاصل :أن الشقة الاصلة ف العبادة إن كانت بفعلك فأنت غي مأجور عليها ،وإن كانت بغي فعلك
فأنت مأجور عليها ،وأما حديث عائشة رضي ال عنها :أن النب eأمرها أن ترج إل التنعيم فليس
هذا من باب طلب الشقة ولكن لنه ل يكن للنسان أن يرم بالعمرة من الرم ،ولذا قال النب عليه
الصلة والسلم لعبد الرحن بن أب بكر وقد أمره أن يرج بعائشة ( :اخرج بأختك من الرم فلتهل
بعمرة) فأشار النب eإل أن الكمة من خروجها إل التنعيم هو أن ترج من الرم لتأت بالعمرة من
الل ،إذ ل يكن للنسان أن يأت بالعمرة من الرم.
15
جلسات الج
بعن :أن الشرك ربا يكون بينه وبي السلمي عهد ل يعتدون عليه ،لكن الرتد ليس له عهد بل يب
على الرجوع إل السلم فإن ل يفعل قتل.
حكم من حج على نفقته وف ذمته دين
السؤال :إذا أراد النسان الج وهو عليه دين مثل أن يكون عليه أقساط ف البنك العقاري وبقي عليه
قسطان ل يسددها ،فهل يوز له الج قبل تسديدها أم ل؟
الواب :أولً :الج سيأت إن شاء ال من شروطه :الستطاعة ،وسنقسمه إن شاء ال ف الدرس القادم،
والنسان الذي ليس بستطيع وإذا ل يكن مستطيعا فالج ليس واجبا عليه ،والدين واجب عليه،
والنسان العاقل ل يأت بالشيء الذي ليس بواجب ويدع الشيء الواجب ،بل العاقل يبدأ أولً بالواجب
ث يأت بغي الواجب ،فنقول :الدين يب عليك أداؤه ،وأما الج فليس بفريضة عليك الن ،ما دمت
مدينا ل تقدر على الوفاء فاحد ال على العافية ول تج ،الدرهم أو الريال الذي تعله ف الج اجعله ف
قضاء الدين ،لو قدر أن عليك خسمائة ألف وأنك سوف تج بمسمائة ريال ،نقول :أوف شيئا من
الدين بمسمائة ريال ول تج ،وأنت إذا أعطيت خسمائة ريال من له عليك خسمائة ألف صار له
عليك خسمائة ألف إل خسمائة ريال فنقص الدين ،وهذه فائدة ،نعم لو فرض أن الدين وجد من
يمله مانا ،مثل أن يأت إليه إنسان ،ويقول له :حج معنا ساعدنا ونن نقوم بنفقتك .ففي هذه الال
يج لنه ل يضر غرماءه شيئا ،أما إن كان يريد أن يبذل الال فإننا نقول له :ل تج واقض دينك فهذا
هو الفضل لك.
حكم من حلف يينا على شيء ث ل يفعله
السؤال :شخص حلف يينا على أنه يتزوج على زوجته ولو بعد عشرين سنة ولكنه ندم ،فماذا يفعل؟
الواب :ما دامت السنة مؤجلة إل عشرين سنة فليصب فلعله يندم اليوم ول يندم ف الستقبل ،لكن لو
مضى عشرون سنة ول يتزوج فحينئذ يب عليه كفارة يي بأن يطعم عشرة مساكي أو يكسوهم أو
يعتق رقبة ،فإن ل يد صام ثلثة أيام ،لكن قد يقول :إنن أحب أن أتلل من هذا اليمي لستريح
فنقول :نعم .المد ل قد شرع ال للنسان أن يتحلل من يينه ،كما قال ال تعال للنب َ : eق ْد
حّلةَ أَيْمَاِنكُمْ [التحري ]2:فأنت الن أطعم عشرة مساكي ،كفر كفارة يي وكأنك فَ َرضَ اللّهُ َلكُ ْم تَ ِ
حنثت ف يينك .ث إنن أشي على هذا الخ وعلى غيه من الناس أل يكثروا اللف بال ،فإن كثيا من
الفسرين فسروا قول ال تعال :وَا ْحفَظُوا َأيْمَاَنكُمْ [الائدة ]89:أي :ل تكثروا اللف .ونن نرى
كثيا من الناس يلفون ث يندمون ،فأنت ل تلف ،إذا كنت مصمما على الشيء فافعله بدون يي إذا
16
جلسات الج
كان خيا ،أو إذا ابتليت بكثرة اليان فقل :إن شاء ال ،فإن النسان إذا قال :إن شاء ال ل ينث،
حت لو قال يينا مغلظة فإنه ل ينث ،أي لو قال :وال! ث وال! ث وال! لفعلن إن شاء ال .فإنه إذا ل
يفعل فل حنث عليه ول كفارة ،قال النب ( : eمن حلف على يي ث قال :إن شاء ال ل ينث).
حكم قصر الصلة ف الضر
السؤال :ما رأيكم ف رجل صلى بقوم صلة العشاء ف ليلة مطية وقصر الصلة الرباعية ركعتي وهو ف
الضر؟
الواب :رأينا أن صلته هذه غي صحيحة ،وأنه يب عليه الن أن يصلي أربعا قضاءً لا فعل ،وأن يب
الماعة الذين هو إمامهم بأنه يلزمهم أن يصلوا الن صلة العشاء أربعا؛ وذلك لنه ل يوجد سبب
للقصر إل السفر فقط ،والرض يبيح المع ول يبيح القصر ،والطر يبيح المع ول يبيح القصر.
وأذكر أنن عدت مريضا فسألته :كيف تصلي؟ وهكذا ينبغي إذا عاد أحدكم مريضا ،أن يسأله كيف
يصلي ،وكيف يتطهر ليخبه بالشرع إذا كان مطئا ،فقال هذا الرجل :وال! إنن عشرين يوما وأنا
المد ل -إخبار ل شكوى -أجع وأقصر ،وهو ف بلده ،قوله( :أجع) يوافق على هذا لن الريض إذا
شق عليه أن يصلي كل صلة ف وقتها فله المع ،لكن قوله( :وأقصر) هذا ل يوافق عليه ،باذا نأمر هذا
الريض؟ نأمره أن يعيد الصلة ،صلة العشاء خاصة لنه صلها ركعتي والواجب عليه أن يصليها
أربعا ،وكذلك صلة العصر وصلة الظهر إن كان يقصرها يب عليه أن يعيدها أربعا.
حكم من نسي وصلى غي صلة الوقت
السؤال :أنا شاب صليت ف الب صلة الغرب ،فلما رجعت من الب صليت ف السجد صلة العشاء
وحسبت أنا صلة الغرب ول أنتبه إل ف الركعة الثالثة أنا صلة العشاء ،وكانت نيت أن أصلي صلة
الغرب ،فهل يب علي إعادة الصلة أم ل؟
الواب :نعم .يب على النسان إذا نسي وصلى صلة غي صلة الوقت وعزم وصمم على أنا الصلة
الت هي غي صلة الوقت يب عليه أن يعيد الصلة ،لقول النب ( : eإنا العمال بالنيات ،وإنا لكل
امرئ ما نوى) وعلى هذا :فإذا ذكر ف أثناء الصلة أنا ليست الصلة الت نواها فإنه يرج منها ،أي:
ينوي قطعها ويستأنف الصلة الاضرة من جديد.
17
جلسات الج
السؤال :أنا رجل قدمت إل القصيم لطلب العلم والدراسة قبل عدة سنوات ،ووالدي وإخوان وأقارب
ف بلد آخر من الملكة ،وف أيام الجازة أسافر لزيارة أهلي ،فهل أقصر الصلة مدة الزيارة علما أن ل
أزيد ف الغالب على عشرة أيام ث أرجع إل القصيم ؟
الواب :هذه السألة ل تتص بطالب العلم بل تكون لطالب العلم ولغيه ،إذا انتقل النسان من بلده
الصلي إل بلد آخر ث عاد إليه لزيارة أو لقضاء حاجة أو ما أشبه ذلك فإنه يعتب مسافرا وإن كان بلده
الصلي ،ودليل ذلك :أن رسول ال eقصر ف مكة و مكة هي بلده الصلي ،وقد تزوج با ووُلِدَ له
فيها أولد ،كل أولده وُلدوا بمكة إل إبراهيم ،وعلى هذا فنقول لذا السائل :إذا كان ميئك إل
القصيم ميء انتقال من بلدك الصلي فإن زيارتك لهلك تعتب سفرا ،وإن كانوا ف بلدك الصلي ،وأما
إذا كنت تعتب أن القصيم وطنا لك ،وأن بلدك الصلية وطن لك صار لك وطنان ،ول مانع من أن
يكون للنسان وطنان ،ولذا لو كان شخص يأت ف أيام الشتاء إل القصيم وف أيام الصيف يذهب إل
الطائف ،قد اتذ له وطني؛ الطائف ف أيام الصيف ،والقصيم ف أيام الشتاء ،أنت الن لك وطنان ..ل
تقصره ل ف القصيم ول ف الطائف؛ لن البلدين كلها اتذته وطنا ،بلف النسان الذي استوطن ف
مكان ث ذهب إل مكانه الصلي لزيارة أو لشغل فإن هذا يعتب مسافرا وإن كان قد جاء إل بلده
الصلي.
حكم وصف مكة بـ(الكرمة) والدينة بـ(النورة)
السؤال :هل لفظ (الكرمة) وصفا لمكة ،أو (النورة) وصفا للمدينة من البدع؟ وهل الفضل أن يقال:
مكة الكرمة الحرمة و الدينة النبوية أفيدونا جزاكم ال خيا.
الواب :ل أعلم أن مكة توصف بمكة الكرمة ف كلم السلف ،وإنا يقال :مكة فقط ،وكذلك الدينة
ل توصف بأنا منورة ف كلم السلف وإنا يسمونا الدينة ،لكن حدث أخيا بأن يقال ف مكة :
الكرمة ،ويقال ف الدينة :النورة ،و مكة ساها ال سبحانه وتعال بلدا آمنا ،وساها بلدا مرما ،كما
ب هَ ِذ ِه اْلبَلْ َدةِ الّذِي حَ ّر َمهَا [النمل ،]91:وكذلك مباركة ،وأما
قال سبحانه ِإنّمَا ُأمِرْتُ َأنْ أَ ْعبُدَ رَ ّ
الدينة فهي ل شك الدينة النبوية وأنا طيبة كما ساها النب eبطيبة ،لكن الناس اتذوها عادة أن
يقولوا :الدينة النورة و مكة الكرمة ،وليتهم يقولون :مكة فقط والدينة فقط؛ لننا لسنا أشد تعظيما
لذين البلدين من سلفنا.
حكم الزواج بأخوات الخت من الرضاعة من أمة ،أو من رضعت ثلث رضعات
18
جلسات الج
السؤال :أنا ل أخت أصغر من ولقد رضعت معها بنت مع أمي ليلة كاملة رضعت خللا ثلث
رضعات فقط ،فهل هذه البنت تكون أختا ل أم ل؟ وإن لذه البنت أختا أصغر منها ،فهل يل ل أن
أكون زوجا لا أم ل؟ أفيدونا جزاكم ال خيا.
الواب :أولً :يب أن نعلم أن الرضاع ل يرم إل إذا كان خسا معلومة ،لا رواه مسلم من حديث
عائشة رضي ال عنها قالت( :كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات يرمن ث نسخن بمس رضعات
معلومات) فل يؤثر الرضاع إذا كان مرة أو مرتي أو ثلثا أو أربعا ،وف السؤال أن الرضاع كان ثلثا،
وعلى هذا فل يؤثر شيئا ،يوز لك أن تتزوج حت بالبنت الت رضعت من أمك ما دامت ل ترضع إل
ثلث مرات ،أما لو رضعت خس مرات فإن هذه البنت تكون أختا لك ولميع إخوتك من أبيك أو
أمك ،وأما أخواتا فإنه ل علقة بينك وبينهن ،فيجوز لك أن تتزوج من أختها الصغية الت ل ترضع من
أمك وأنت ل ترضع من أمها.
حكم من أخر التقصي إل بعد طواف الوداع
السؤال :امرأة اعتمرت ف رمضان وعندما طافت طواف الوداع خرجت من مكة فقصرت من شعرها
لتحل من العمرة ،فهل عليها شيء -علما بأن هذا كله كان ف نفس اليوم-؟
الواب :أما إذا تعمدت فلشك أنا قد أساءت ،يعن :إذا أخرت التقصي عن طواف الوداع فإنا قد
أساءت بل شك ،وأما إذا كانت ناسية وذكرت بعد أن طافت طواف الوداع فإنه ل حرج عليها ف
ذلك؛ لعموم قول الرسول ( : eمن نام عن صلة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها) فجعل النب عليه
الصلة والسلم الصلة النسية تصلى إذا ذكرت ،فهذا التقصي إذا كانت قد نسيت نقول لا :قصري
مت ذكرت.
حكم من أجنب ف الج
السؤال :إذا حصلت النابة ف أيام الج ،فهل تل به؟ وهل لا كفارة نرجو اليضاح؟
الواب :إذا حصلت النابة على النسان يب عليه أن يغتسل سواء ف الج أو ف غيه؛ لنه ل يكن
أن يصلي وعليه جنابة ،فإن ل يتمكن ول أظنه الن يعجز ف الوقت الاضر اللهم إل نادرا ،فإذا تكن
أن يغتسل وجب عليه أن يغتسل ،وإذا ل يتمكن فإنه يتيمم حت يد الاء ،وأما أن يدع التيمم والغسل
بجة أنه حاج فهذا حرام ،لبد أن يغتسل من النابة أو يتيمم إذا تعذر الغتسال.
آداب الحرام
20
جلسات الج
ث إن النسان إذا أراد الحرام فإن له آدابا ينبغي له أن يقوم با ،منها:
الغتسال
أن يغتسل كما يغتسل للجنابة ،ول فرق ف هذا بي الذكر والنثى ول بي الرأة الائض والطاهر ،ولذا
لا ولدت أساء بنت عميس زوجة أب بكر رضي ال عنه ممد بن أب بكر ف ذي الليفة أرسلت إل
النب eكيف تصنع ،قال( :اغتسلي واستذفري بثوب وأحرمي) فالغتسال سنة ل يب للنسان أن
يدعها إل إذا ل يد الاء أو خاف ضررا باستعماله ،وإذا ل يد الاء أو خاف ضررا باستعماله ،فهل
يتيمم لنه غي قادر على الاء أو ل يتيمم؟ ف هذا أيضا خلف بي العلماء ،وذكرنا فيما سبق أن شيخ
السلم ابن تيمية يقول :إنه ل يتيمم؛ لن هذا ليس عن جنابة والتيمم إنا ورد فيما إذا كان الغسل عن
حدث أو الوضوء عن حدث.
التطيب
كذلك ينبغي بعد الغتسال أن يتطيب بأطيب ما يد ف رأسه وليته كما كان النب eيفعل ذلك،
قالت عائشة رضي ال عنها( :كنت أطيب النب eلحرامه قبل أن يرم ولله قبل أن يطوف بالبيت)
وقالت( :كأن أنظر إل وبيص السك ف مفارق رسول ال ) eوهذا يدل على أنه ينبغي أن يكثر من
الطيب؛ لن البيق واللمعان ف الفارق يدل على أن الطيب كان كثيا وهو كذلك.
التجرد من الثياب ولبس الزار
وينبغي أيضا :أن يتجرد من الثياب ليلبس إزارا ورداءً ،كما قال النب عليه الصلة والسلم( :ليحرم
أحدكم ف إزار ورداء ونعلي) فيلبس الزار والرداء ،ويتجرد من الخيط ،والفضل أن يكون الزار
والرداء أبيضي نظيفي أو جديدين .هذا بالنسبة للرجل ،أما بالنسبة للمرأة فلتلبس ما شاءت من الثياب،
غي أنا ل تتبج بالزينة ،بل تلبس ثيابا العادية ول حرج عليها.
مسائل متفرقة ف باب الحرام
هل يشرع أن يطيب ثوب الحرام؟ الواب :ل .لن الرسول eقال( :ل تلبسوا ثوبا مسه الزعفران
ول الورس) فل يوز للنسان أن يطيب الزار والرداء ،ول أن تطيب الرأة ثيابا الت ترم با ،لن
رسول ال eيقول( :ل تلبسوا ثوبا مسه الزعفران ول الورس) وبعد هذا يَشْ َرعُ ف النسك ،أي :ينوي
الدخول فيه كما ينوي النسان الدخول ف الصلة ،فينوي أنه دخل وتلبس بالنسك ،ويلب ويذكر
نسكه فيقول :لبيك اللهم عمرة إذا كان معتمرا ،ويقول :لبيك اللهم حجا إذا كان حاجا ،وإن كان
21
جلسات الج
قارنا قال :لبيك عمرة وحجا ،وهل يقول :لبيك عمرة متمتعا با إل الج؟ الواب :ل .ل حاجة أن
يقول هذا لن مرد نية النسان الج ف هذا العام هو التمتع ف الواقع ،فالتمتع :أن يرم بالعمرة ف
أشهر الج ويفرغ منها ث يرم بالج ف عامه ،ول حاجة أن يقول :متمتعا با إل الج .بل يقول:
لبيك عمرة .وإذا كان من نيته أن يج فهذا هو التمتع.
وهل يشترط عند الحرام أن مله حيث حبس فيما لو حبسه حابس؟ فيه خلف بي العلماء ،والقول
الراجح :أنه ل يشترط؛ لن النب eل يشترط ،إل إذا كان يشى من عائق ينعه من إتام النسك ،فإذا
كان يشى من ذلك كما لو كان يشى أن يفوته الوقوف بعرفة أو يشى أن يرض أو ما أشبه ذلك
فإنه ل بأس أن يشترط؛ لن النب eقال لضباعة بنت الزبي وقد أتت إليه تبه أنا تريد الج وأنا
شاكية ،قال( :حجي واشترطي أن ملي حيث حبستن فإن لك على ربك ما استثنيت).
أما من كان ل ياف من عائق فالفضل أل يشترط وأن يعتمد على ال وأن يسن الظن بال ،فإن هذا
هو التبع لرسول ، eفإن قال قائل :الوادث يشى منها؛ كحوادث السيارات ،والنسان إذا أصيب
بالادث ربا ل يتمكن من إتام النسك أفل نقول أنه يشرع الشتراط على كل حال؟ فالواب :ل.
أولً :لن الوادث لو نسبتها إل السيارات لوجدت أنا قليلة جدا ،آلف السيارات وتد الوادث ل
تتجاوز الائة ،فالوادث قليلة ،ث إن الوادث موجودة ف عهد الرسول عليه الصلة والسلم ومع ذلك
ل يشرع لمته أن يشترطوا على كل حال ،أل تسمعوا قصة الرجل الذي وقصته ناقته وهو واقف بعرفة
حت مات ،فهذه حادثة ،فالوادث موجودة حت ف عهد الرسول عليه الصلة والسلم وإل يومنا هذا،
لكن الصل السلمة فالفضل إذا أل تشترط إل إذا خفت من عائق ينعك من إكمال النسك .وهل تل
بالنسك إذا ركبت أو إذا علوت على البيداء إن كنت مرما من ذي الليفة أو من مكان الصلة الت
عقدت الحرام بعدها؟ ف هذا خلف بي أهل العلم أيضا بناء على اختلف الروايات ف هذا،
والراجح :أن الروايات الختلفة يكن المع بينها با روي عن ابن عباس رضي ال عنهما :أن رسول ال
eأَهلّ دبر الصلة فسمعه قوم ،فقالوا :أهل دبر الصلة ،ولا ركب أهل فسمعه قوم ،فقالوا :أهل حي
ركب ،ولا عل على البيداء أهل فسمعه قوم ،فقالوا :أهل حي علت به ناقته على البيداء ،وهذا المع
جع حسن ،وعلى هذا فيكون الهلل من حي أن تنتهي الصلة؛ لن الشروع أن يهل النسان عقب
صلة ،فإذا وصلت إل اليقات مثلً ف الضحى وتغسلت وحان وقت صلة الظهر فصل الظهر ث أحرم
إذا فرغت من الصلة ،وإن ل تبق حت صلة الظهر فصل ركعتي سنة الضحى مثلً وأحرم بعد هاتي
الركعتي ،وإن ل يكن وقت ضحى فصل ركعتي تنوي بما سنة الوضوء ،وأحرم بعدها ،وإن ل تفعل
22
جلسات الج
وأحرمت بدون دبر الصلة فإحرامك صحيح .ث تسي إل مكة متجها إليها ،وتلب إل أن تشرع ف
الطواف إن كنت ف العمرة ،أو إل أن ترمي جرة العقبة يوم العيد إن كنت ف حج ،وسيأت إن شاء ال
تعال بيان صفة الج والعمرة ف مكان آخر ،ولكننا الن نتكلم على الذي يترتب على الحرام.
مظورات الحرام
ما الذي يترتب على الحرام؟ يترتب على الحرام اجتناب مظورات الحرام ،واجتناب جيع
ق وَل ِجدَالَ فِي الْحَجّ
ث وَل ُفسُو َ
ج فَل َرفَ َ
حّض فِي ِهنّ الْ َ
الحرمات ،لقول ال تعال فَ َم ْن َفرَ َ
[البقرة ]197:فمن حي أن يرم النسان بج أو عمرة تترتب عليه أي :على إحرامه أحكام الحرام
من تنب الحظورات ،ولنبدأ بالحظورات حت نعرفها ونتجنبها ،فالحظورات:
الطيب
أولً :الطيب ،فل يوز للنسان بعد نية الحرام أن يتطيب ،والدليل على ذلك :حديث ابن عباس رضي
ال عنهما ف الرجل الذي وقصته ناقته ،قال النب ( : eل تنطوه) أي :ل تعلوا فيه طيبا ،لن النوط
أخلط من الطيب يطيب با اليت ،وهذا دليل على أنه ل يوز للنسان بعد نية الحرام أن يتطيب،
ولكنه قبل نية الحرام يتطيب ،وإذا بقي الطيب بعد نية الحرام فل حرج عليه ،كما قالت عائشة رضي
ال عنها( :كنت أنظر إل وبيص السك ف مفارق رسول ال eوهو مرم) فإذا قال قائل :ما تقولون
فيما إذا تطيب النسان قبل الحرام وبقي الطيب ومسه النسان ،أي :مس الطيب لغرض صحيح؛
كمسح رأسه ف الوضوء وتليل شعره ف الغسل ،وف هذه الال لبد أن يس الطيب فهل يلزمه فدية
ذلك؟ الواب ل .ل يلزمه ف ذلك فدية؛ لن الرسول eكان يتطيب قبل إحرامه وينظر إل وبيص
السك ف مفارقه ،وهو يتوضأ بل شك ويغتسل ويفرك رأسه ،ولبد أن يعلق بيده شيء من الطيب،
لكنه ل يستأنف الطيب بعد الحرام ،فهذا ل يضر ،أولً :لن ذلك ظاهر السنة ،والثان :لن التحرز منه
شاق؛ ل يكن للنسان أن يتحرز من الطيب الذي تطيب به قبل الحرام .الطيب الذي يب على
الحرم أن يتجنبه ،هل هو خاص بطيب الثوب أو بطيب البدن ،أو بطيب الأكول أو الشروب أو
الفروش أم ماذا؟ نقول :هو عام ،فل يوز للنسان أن يستعمل الطيب بعد نية الحرام ل ف ثيابه ول ف
بدنه ،ول ف أكله ول ف شربه ،ول ف أدوات التغسيل ،وعلى هذا :فل يوز للمحرم أن يشرب قهوة
فيها زعفران؛ لن الزعفران من الطيب ،وإذا شربا فقد مس الطيب ،وكذلك أيضا :ل يوز أن يرش
23
جلسات الج
على فراشه شيئا من الطيب ث يضطجع عليه لن هذا استعمال للطيب ،هذا واحد من مظورات
الحرام.
الماع ووسائله وذرائعه
الثان :الماع ووسائله وذرائعه ،لقول ال تعالَ :فمَنْ فَ َرضَ فِيهِ ّن الْحَجّ فَل رََفثَ -والرفث هو:
الماع -وَل فُسُوقَ وَل جِدَالَ فِي الْحَجّ [البقرة ]197:فل يوز للمحرم أن يامع زوجته بعد نية
الحرام ،ول توز مقدمات الماع كالتقبيل واللمس بشهوة وما أشبه ذلك ،بل ول يوز عقد النكاح
الذي قد يكون ذريعة إل الماع وانشغال القلب بالزوجة الديدة ،بل ول يوز أن يطب النسان
امرأة؛ لن هذا ذريعة إل العقد ث الدخول؛ ولن هذا يوجب انشغال القلب عن النسك ،فهذه أربعة
أشياء :الماع ،ومقدمات الماع ،وعقد النكاح ،والطبة ،كل هذا حرام وهو من مظورات الحرام
وأعظمها الماع ،قال أهل العلم :والماع إذا كان قبل التحلل الول ترتبت عليه أحكام:
أول :الث .
ثانيا :فساد النسك .
ثالثا :وجوب الضي فيه .
رابعا :وجوب قضائه من العام القادم .
خامسا :الفدية :وهي بدنة يذبها ويفرقها على الساكي .
إذا :الماع أعظم مظورات الحرام ،وليس ف مظورات الحرام شيء يفسد النسك إل الماع قبل
التحلل الول ،فإن وقع أعن الماع بعد التحلل الول تعلق فيه :أولً :الث ،ثانيا :فساد الحرام ،ثالثا:
فدية يي فيها بي ذبح شاة أو إطعام ستة مساكي لكل مسكي نصف صاع ،أو صيام ثلثة أيام،
والفدية على ما قال العلماء كفدية الذى ،أي يي فيها بي أن يصوم ثلثة أيام أو يطعم ستة مساكي
لكل مسكي نصف صاع ،أو يذبح شاة يتصدق با على الفقراء ،الثال :رجل رمى جرة العقبة يوم
العيد وحلق وجامع زوجته قبل أن يطوف طواف الفاضة ،هذا الماع حصل بعد التحلل الول،
فيكون آثا بذلك ،ويفسد الحرام دون النسك ،إذا :ماذا يصنع إذا فسد الحرام؟ قال العلماء :يدد
إحرامه من الل ،أي :يذهب إل التنعيم أو إل عرفة ويرم بإزار ورداء ،ث يطوف طواف الفاضة وعليه
الزار والرداء ويسعى كذلك .الباشرة والتقبيل من الحظورات لنا وسائل للجماع ،فإن النسان إذا
قبل أو باشر كان من اليسي عليه أن يامع؛ لنا تثور شهوته فيجامع وقد ل يلك نفسه ،ولذا منع
الحرم من الباشرة والتقبيل ،فإن فعل باشر أو قبل ول ينـزل فعليه فدية مي فيها بي صيام ثلثة أيام،
24
جلسات الج
أو إطعام ستة مساكي لكل مسكي نصف صاع ،أو ذبح شاة ،وإن أنزل فإن كان قبل التحلل الول
فقد قال بعض العلماء :إن عليه بدنة ،وقال آخرون :إنه ليس عليه بدنة بل عليه فدية أذى ،فيخي بي
صيام ثلثة أيام أو إطعام ستة مساكي أو ذبح شاة .وهذا القول هو الصحيح لنه ل سواء بي الماع
وبي النزال بالباشرة ،بل بينهما فرق عظيم ،فيكف نلزمه بفدية الماع بدون دليل؟ الثالث :ما تعلق
ف الماع :عقد النكاح ،فل يوز للمحرم أن يعقد النكاح لنفسه ول لغيه ،ول يوز أن يعقد عليه،
فلو زوج الرجل ابنته وهو مرم فإن ذلك حرام عليه والنكاح فاسد غي صحيح ،ولو تزوج هو بنفسه
فإنه حرام عليه والنكاح فاسد ،ولو عقد على ابنته الحرمة وهو مل فهو آث والنكاح فاسد غي صحيح.
بقي المر الرابع وهو :الطبة ،فل يل للنسان أن يطب امرأة وهو مرم ،لديث عثمان بن عفان
رضي ال عنه :أن النب eقال( :ل ينكح الحرم ول ينكح ول يطب) ول يطب عليه أيضا ،فل يوز
للنسان الحرم أن يطب امرأة ،ول يوز أن تطب الرأة الحرمة ،فإن فعل وخطب امرأة وهو مرم
فليس له حق ف هذه الطبة ،فيجوز لنسان آخر أن يطب هذه الرأة؛ لن خطبة هذا الرجل الحرم
فاسدة غي مشروعة فل حق له ،مع أن الطبة على خطبة أخيه ف الصل حرام ،لكن لا كانت خطبة
الحرم خطبة فاسدة صار ل حق له ف ذلك ،وجاز لغيه أن يطب هذه الرأة؛ لن خطبة الحرم لا
خطبة منهي عنها ل أثر لا ول يترتب عليها أحكام الطبة.
تغطية الرأس
الثالث :تغطية الرجل رأسه ،فل يل للرجل أن يغطي رأسه بلصق وهو مرم؛ لن النب صلى ال عليه
وسلم قال ف الرجل الذي وقصته ناقته فمات( :ل تمروا رأسه) فل يوز للمحرم أن يغطي رأسه
بلصق حال الحرام؛ لنهي النب eعن ذلك .فإذا قال قائل :هذا ف اليت؟ فإننا نقول :ل فرق بي
اليت والي ،لقوله ( : eفإنه يبعث يوم القيامة ملبيا) فدل هذا على أن من كان حاله التلبية يثبت له
هذا الكم .وقولنا :أن يغطي رأسه بلصق ،هل يشترط أن يكون معتادا أم ل؟ يعن :لو ضع منديلً
على رأسه هل يرم أو ل يرم؟ يرم؛ لن الرسول عليه الصلة والسلم قال( :ل تمروا رأسه) فالفرق
بي العتاد كالطاقية والغترة والعمامة ،وغي العتاد كالنديل مثلً ،فإن كان غي ملصق فهو جائز ،مثل
الشمسية واليمة ونو ذلك؛ لن النب eإنا نى عن تغطية الرأس ل عن تظليل الرأس ،والشيء البائن
عن الرأس البتعد عنه ل يقال :إنه غطى الرأس بل ظلل الرأس ،ولذا قالت أم الصي ( :رأيت النب e
ضحى يوم العيد راكبا على ناقته ومعه بلل و أسامة وأحدها يظلله بثوب من الر حت رمى جرة
العقبة) فدل هذا على أن التضليل ليس تغطية ،وإذا قال قائل :لو وضع النسان يده على رأسه ،هل
25
جلسات الج
يرم؟ الواب :ل .لن هذا ل يعد سترا ف العادة ول تغطية ،فلو وضع إنسان يده على رأسه من شدة
ل وهو مرم فل بأس ،ولو حل عفشه على رأسه وهو مرم ،فهل يوز؟ نعم يوز؛ لن هذا ل الر مث ً
يسمى سترا ف العادة ول جرت العادة أن النسان إذا أراد أن يمر رأسه ذهب يمل التاع ،ولكن
بعض أهل العلم قال :إن أراد بالمل أي بمل التاع على رأسه الستر فإن ذلك حرام؛ لقول النب : e
(إنا العمال بالنيات ،وإنا لكل امرئ ما نوى) ولكن الظاهر أن ذلك ل يضر مطلقا؛ لن هذا يسمى
حلً ول يسمى سترا .أما الرأة فإنا تغطي رأسها وتغطي كذلك وجهها إذا مر الرجال قريبا منها ،كما
سيأت إن شاء ال.
قتل الصيد
الرابع :قتل الصيد ،لقول ال تعال :يَا َأّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا ل َت ْقتُلُوا الصّيْ َد َوَأْنتُمْ حُ ُرمٌ [الائدة ]95:أي:
مرمون ،فل يوز للمحرم أن يقتل الصيد سواء ف داخل الرم أو ف خارج الرم ،وعلى هذا :فلو أنه
رأى صيدا وهو واقف بعرفة وأراد أن يصطاده ،قلنا :إن هذا حرام ،ولو رآه وهو ف الرم وأراد أن
يصطاده ،قلنا :هذا حرام من وجهي :من جهة أنك مرم ،ومن جهة أنك ف الرم .ما هو الصيد؟ قال
العلماء :الصيد هو حيوان الب اللل التوحش أصلً .فقولنا( :حيوان الب) خرج به حيوان البحر فل
يرم على الحرم أن يصطاد السمك ،فلو فرض أن هذا الرجل أحرم ف جدة وذهب إل البحر واصطاد
حرِ
سكا فإن هذا جائز لنه ليس حيوان بر بل هو حيوان بر ،ولذا قال ال تعال :أُ ِح ّل لَ ُكمْ صَ ْي ُد الْبَ ْ
شرُونَ
حَوَ َطعَا ُمهُ مَتَاعا َلكُ ْم َولِلسّيّا َر ِة َوحُرّمَ عَلَ ْيكُمْ صَ ْي ُد الَْبرّ مَا ُدمُْتمْ ُحرُما وَاّتقُوا اللّ َه الّذِي ِإلَيْ ِه تُ ْ
[الائدة ،]96:واشترطنا أن يكون حللً( :حيوان الب اللل) احترازا من الرام ،فل يرم على
الحرم أن يقتل حيوانا حراما ،كالذئاب والسباع وشبهها؛ لنا ليست صيدا شرعا ،اشترطنا أن يكون
(متوحشا أصلً) التوحش :هو الذي ليس بأليف ،هو الذي ينفر من الناس ول يألفهم ول يركنوا إليه،
بل يفر ويهرب مثل الضباء والرانب والمام والوز وغي ذلك من الشياء الت تعتب متوحشة .وقولنا:
(أصلً) دخل فيه ما لو استأنس الصيد وصار أليفا فإنه ل يوز صيده أو ل يوز ذبه ،فلو استأنس
الرنب فهل يوز للمحرم أن يذبه؟ الواب :ل .لن أصله صيد ،ولذا قلنا( :التوحش أصلً) فأصل
هذا صيد فل يوز للمحرم أن يذبه ،ولو توحش صيد أليف أو حيوان أليف ،مثل أن يهرب الكبش
ويكون كالصيد يفر إذا رأى الناس ،فهل يعتب صيدا يرم صيده للمحرم؟ الواب :ل .لاذا؟ لنه غي
متوحش ف أصله ،والتوحش طارئ عليه ،فإذا ند البعي أو هرب الكبش وأدركه إنسان وهو مرم فإنه
يل له أن يرميه ويكون حللً؛ لنه ليس بصيد لن الصيد هو التوحش أصلً.
26
جلسات الج
27
جلسات الج
كانت ثياب الحرام ف الشنطة ف خزينة العفش ف الطائرة ل يكنه أن يصل إليها ،فماذا يصنع؟ نقول:
يلع ثوبه ويلع غترته وطاقيته ويبقى ف سرواله؛ لنه ل يد إزارا ،والثوب يعله رداءً ،أي :يلفه لفا ل
يلبسه لبسا؛ لن الرسول eقال( :ل يلبس القميص) ول يقل( :ل يرت ِد بالقميص) فتزول هذه الشكلة
ف هذا العمل ،نقول :اخلع الثوب والقميص والغترة والطاقية وأبق السروال واجعل الثوب رداءً ارتدِ به،
أي :لفه على صدرك وعلى كتفيك ،وحينئذ ل يبقى علينا إشكال ف هذا المر.
السئلة
حكم استخدام اليام وسائر خدمات الج دون مقابل
28
جلسات الج
السؤال :هناك ميمات خاصة ف الج ببعض الهات وفيها جيع الدمات حت الكل والشرب يكون
بدون مقابل ،وقد يدث أن أعرف شخصا من منسوب هذه الهات ،فيستطيع أن يدخلن ضمن
ميمات الج ،فهل يق ل هذا ويوز فعله أو عدمه أو ل؟ وهل حجي صحيح؟ أفيدونا أثابكم ال.
الواب :المد ل رب العالي الخيمات بل فيما يظهر اليام الت تجر ويتحجرها أصحابا ف من ل
حرج على النسان أن يطلب خيمة منه؛ لن له الق ف أن ينـزل ف من ،وأما الكل والشرب
والكهرباء وما أشبهه فإن أذن السئول عن هذه الخيمات فل بأس بذلك ،وإن ل يأذن فإنه ل يوز أن
يأكل أو أن ينتفع بالكهرباء والكيفات الت جعلت لذه الماكن ،والغالب أن السئول عن هذه اليام
يسمح للنسان أن ينتفع وأن يأكل ويشرب ضمن الناس ،وتكون هذه بنلة الضيافة ،وحينئذ يكون
الكل والشرب والنتفاع بالكهرباء وكذلك بالنـزول ف اليمة يكون أمرا جائزا إذا ما صدر الذن
به عن السئول عنه.
حكم النابة ف الج للمستطيع
السؤال :هل يوز إعطاء الال لشخص يج عن وأنا مستطيع؟
الواب :أما إذا كان الج فريضة فإنه ل يوز أن تعطي من يج عنك وأنت مستطيع؛ لن الفرض
مطالب به النسان أن يقوم به بنفسه ،وأما إذا كان نفلً فقد اختلف العلماء ف ذلك :فمنهم من قال:
إنه ل استنابة ف النفل؛ لن الستنابة إنا وردت ف الفرض والفرض أمر ملزم به النسان ،فإذا تعذر
قيامه به فلينب عنه من يقوم به ،أما النفل فليس هناك ضرورة إل أن تنيب عنك من يج عنك أو يعتمر،
وعلى هذا :فل يوز أن تنيب عنك من يج عنك أو يعتمر نفلً وأنت قادر على ذلك ،وهذا القول هو
الصحيح؛ لن الشرع له حكمة وهدف ف أن يقوم النسان بنفسه ف عبادة ال عز وجل ،وكما أنه ل
يوز أن تقول لنسان :صل عن تطوعا بدراهم ،أو صم عن تطوعا بدراهم ،فكذلك ل يوز أن تقول:
حج عن تطوعا بدراهم وأنت قادر على أن تج ،أما إذا كنت عاجزا عن الج ول يكنك أن تج ل
حاضرا ول مستقبلً ،فهو أيضا مل نظر :هل يوز أن تقيم من يج ويعتمر عنك أو ل يوز ،وذلك أنه
قد يقول قائل :إنه ل يوز؛ لن الستنابة وردت ف حج الفرض دون حج النفل ،وليس هناك ضرورة ف
أن تقيم من يج عنك حج نفل ،وقد يقول قائل :إذا كانت الستنابة قد جازت ف حج الفرض وهو
أوكد للعاجز فجوازها ف حق النفل الذي هو أخف من باب أول ،والذي أرى أنه للحتياط ل يوكل
من يج عنه النفل ولو كان غي قادر ،وإذا أحب أن يكون له أجر الج ،فليعن عليه ،أي :فليدفع دراهم
29
جلسات الج
لنسان يج با لنفسه فإن( :من جهز غازيا فقد غزا) وكذلك من جهز حاجا فقد حج؛ لن الج نوع
من الهاد ف سبيل ال عز وجل.
حكم إفراد النساء ف مركب مستقل أثناء السفر
السؤال :إذا سافر الزوج معه زوجته ف الج أو غيه ،هل يب عليه أن يركب معها ف نفس السيارة
الت فيها الزوجة إذا كان هناك أكثر من سيارة لذه السفرة؟
الواب :ل شك أن ركوب النسان مع مرمه من زوجة أو قريبة ف نفس السيارة أحسن وأحوط،
ولكن إذا كانت القافلة سيارات تشي جيعا تنـزل منـزلً واحدا وتسي مسيا واحدا فل بأس أن
يعل النساء ف سيارة وأن يعل الرجال ف سيارة أخرى ،ولكن ل بد أن يرص قائد السيارة على أل
يغيب عن السيارة الت فيها الرجال الحارم حت يكون الحرم مراقبا للسيارة الت فيها مرمه.
حكم لبس الرأة للثوب الخضر أو الصفر أو غيها ف الج
السؤال :لبس الثوب الخضر أو الصفر أو غيها من اللوان للمرأة ف الج ما حكمه؟
الواب :ل بأس به ،أي :ل بأس على الرأة أن تلبس ما شاءت من الثياب بأي لون كان إل ما يعد
تبجا وتملً فإنا ل تفعل؛ لنا سوف تلقي رجا ًل ويشاهدها الرجال ،وقد قال ال تعال :وَل
ج الْجَاهِِلّيةِ [الحزاب ]33:فمثلً :الثوب البيض يعتب ف عرفنا نن من ثياب المال
َتبَرّجْ َن َتبَرّ َ
بالنسبة للمرأة ،فل تلبس الرأة ف حال الحرام ثوبا أبيض؛ لن ذلك يلفت النظر إليها ويرغب النظر
إليها؛ ولن العروف عندنا أن الثوب البيض بالنسبة للمرأة ثوب تمل والرأة مأمورة بأن ل تتبج ف
لباسها.
حكم السفر مع من يفعل مُحرما وبيان أن شرب الدخان من الفسوق
السؤال :هل يب على الشخص إذا أراد الج أن يتار من يثق بعلمه ودينه وهل عليه إث لو حج مع
أشخاص يدخنون ويغتابون وغي ذلك؟ وهل شرب الدخان من الفسوق الذي ورد ف قوله تعال:
ق وَل ِجدَالَ فِي الْحَجّ [البقرة]197:؟
ث وَل فُسُو َ
فَمَنْ َف َرضَ فِيهِ ّن الْحَجّ فَل رََف َ
الواب :ل شك أن من الفقه والعقل أن يتار النسان رفقة ذات علم ودين؛ لن الرسول eقال( :مثل
الليس الصال كحامل السك ،إما أن يبيعك أو يذيك أو تد منه رائحة طيبة) ول سيما ف سفر
الطاعة كسفر الج ،فإن النسان متاج إل أن يكون معه طالب علم يرجع إليه عند الشكال ،ويوجهه
طالب العلم عند الشاعر ،ولكن ل حرج أن يج مع أناس دون ذلك بشرط أل يفعلوا مرما ف سفرهم،
فإن فعلوا مرما حرم السفر معهم إل لن أراد أن ينعهم من الحرم ،فلو اصطحبت رفقة تفتح الغان
30
جلسات الج
الحرمة ،أو يشربون الدخان فإن ذلك حرام عليك ،إل إذا كان يسعك أن تنعهم من هذا فل بأس لنك
تكسب منعهم من الحرم وصحبتهم .وأما السؤال الثان :فهل شرب الدخان ف حال الحرام من
ق وَل جِدَالَ فِي الْحَجّ
الفسوق الذي نى ال عنه ف قولهَ :فمَنْ فَ َرضَ فِيهِ ّن الْحَجّ فَل رََفثَ وَل فُسُو َ
[البقرة ]197:فجوابه أن نقول :نعم .شرب الدخان من الفسوق ،فالنسان الحرم إذا كان يشرب
الدخان ل يتثل حكم ال عز وجل لنه فسق ف شربه للدخان ،فإن الصرار على شرب الدخان يعل
شرب الدخان من الفسوق ،وكذلك لو ابتلي النسان بقوم يغتابون الناس ويسخرون بم فإنه ل يوز أن
يصحبهم إل إذا كان -كما قلت أولً -يكنه أن ينعهم من ذلك.
حكم من اعتمر ف رمضان ث خرج إل التنعيم ليكون متمتعا
السؤال :من اعتمر ف رمضان ث جلس ف مكة ولكنه يريد أن يج متمتعا ،فهل يشرع له أن يرج إل
التنعيم ليعتمر ف أشهر الج ويعل حجه تتعا؟
الواب :هذا ل يكن لن التمتع لبد أن يرم النسان بالعمرة من اليقات ،ومن أحرم من أدن الل ل
يكن متمتعا بل ول يشرع له أن يرج ليحرم من التنعيم ،فهذا الرجل الذي أتى إل مكة ف رمضان
وأحرم بالعمرة وانتظر إل الج نقول :إنه مفرد؛ لنه أتى بالعمرة ف غي أشهر الج ،وأتى بالج
مفردا ،وف هذه الال يرى بعض العلماء أن هذا أفضل من التمتع؛ لنه أتى بعمرة منفردة عن الج،
ولكن ف النفس من هذا شيء ،والصواب أن التمتع ل يعدله شيء؛ لن النب صلى ال عليه وسلم أمر
أصحابه به ،إل من ساق الدي فإن القران ف حقه أفضل.
حكم من أراد أن يب بوالديه بعد موتما بج أو يضحي عنهما
السؤال :فضيلة الشيخ! هل الفضل لن أراد أن يب بوالديه بعد موتما أن يج عنهما بنفسه أو ماله أو
أحد أبنائه أو يضحي عنهما؟ وكل ذلك تطوعا وليس بوصية ،أو يصرف ذلك ف بناء الساجد والهاد
ف سبيل ال؟
الواب :أحسن ما يُب به الوالدان ما أرشد إليه النب eوهو الدعاء والستغفار لما ،وإكرام
صديقهما ،وصلة الرحم الت ل صلة لك فيها إل بما ،هذه هي الت نص عليها الرسول eحي سأله
السائل فقال :يا رسول ال! هل علي من بر أبوي شيء بعد موتما؟ فأجابه بذلك ،وأما الج عنهما
والضحية عنهما والصدقة عنهما فهي جائزة ل شك ،ول نقول :إنا حرام ،لكنها مفضولة؛ لن الدعاء
لما أفضل من هذا ،وهذه العمال الت تريد أن تعلها لوالديك اجعلها لنفسك ،حج أنت لنفسك،
تصدق لنفسك ،ضح لنفسك وأهلك ابذل ف الساجد والهاد ف سبيل ال لنفسك؛ لنك أنت سوف
31
جلسات الج
تكون متاجا إل العمل الصال كما احتاج إليه الوالدان ،والوالدان قد أرشدك النب صلى ال عليه وسلم
إل ما هو أنفع وأفضل ،هل تظنون أن الرسول عليه الصلة والسلم غاب عنه أن الفضل أن تج أو
تتصدق؟ أبدا .ل نعتقد أن الرسول غاب عنه ذلك ،بل نعلم أن الرسول اختار هذه الشياء الربعة:
الدعاء ،والستغفار ،وإكرام الصديق ،وصلة الرحم لنا هي الب القيقة ،ولذا صح عنه أنه قال( :إذا
مات النسان انقطع عمله إل من ثلثة ،إل من صدقة جارية ،أو علم ينتفع به ،أو ولد صال يدعو له) ل
يقل :أو ولد صال يتصدق عنه أو يضحي عنه ،أو يج عنه أو يصوم عنه مع أن الديث عن العمال،
فعدل النب عليه الصلة والسلم عن جعل العمال للميت إل الدعاء ،ونن نشهد ال ونعلم علم اليقي
أن الرسول صلى ال عليه وسلم لن يعدل إل شيء مفضول ويدع الشيء الفاضل أبدا؛ لنه صلوات ال
وسلمه عليه أعلم اللق وأنصح اللق ،فلو كانت الصدقة أو الضحية ،أو الصلة أو الج أو الصيام
مشروعة لرشد إليها رسول ال . e
وأنا أقول :إنه ينبغي لطلبة العلم ف مثل هذه المور الت يكون فيها العامة سائرين على الطريق الفضول
أن يبي وأن يوضح وأن يقول هذه النصوص .ائتون بنص واحد يأمر النب eأن يتطوع النسان لوالديه
بصوم أو صدقة ،أبدا ل يوجد ،لكن قال( :من مات وعليه صيام -عليه صيام! -صام عن وليه) فأمر
النب عليه الصلة والسلم أن نصوم الفرض عن اليت ،لكن التطوع أبدا وقلب ف السنة كلها من أولا
إل آخرها ،هل تد أن الرسول عليه الصلة والسلم أمر أن يتصدق النسان عن والديه ،أو أن يصوم
تطوعا عن والديه ،أو يج تطوعا عن والديه ،أو يبذل دراهم ف الصال العامة لوالديه؟ أبدا .ل يوجد،
وغاية ما هنالك أن الرسول eأقر هذا الشيء ،وإقرار الشيء ل يعن أنه مشروع ،فقد أقر سعد بن
عبادة حي استأذن منه أن يعل مرافه أي :بستانه الذي أوقفه صدقة لمه ،قال :نعم ،وكذلك أقر النب
عليه الصلة والسلم الرجل الذي قال :إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت لتصدقت ،أفأتصدق
عنها ،قال :نعم ،لكن أمر أمته أن يتطوعوا ل وأن يعلوها للموات ..هذا ل يوجد ،ومن عثر على
شيء من ذلك فليتحفنا به ،إل بشيء واجب فالواجب ل بد منه.
33
جلسات الج
السؤال :إذا كان النسان يقيم ف مكة وهو ف حكم السافر ،هل الول أن يصلي رواتب الظهر
والغرب والعشاء أم الفضل تركها؟
الواب :الفضل للنسان السافر حقيقة أو حكما أل يتطوع براتبة الظهر والغرب والعشاء؛ لن النب
eل يتطوع بذلك ف حجه ،أما غي هذه الثلث من التطوع فإنه يفعله ول حرج عليه ،كسنة الضحى
وصلة الليل ،والوتر وسنة الفجر ،وغي ذلك من النوافل ،لكن راتبة الظهر والغرب والعشاء ل تفعل ف
حال السفر سواء كان حقيقة كما لو كان ف الب ،أو حكما كما لو كان مقيما ينتظر الج ث إذا حج
رجع إل بلده.
35
جلسات الج
يوم العيد فقد حل التحلل الول ،ولكن حلق بعض الرأس ،هل هو حرام؟ الواب :نعم .هو حرام لن
الشرع إذا نى عن الشيء فالطلوب ترك جيعه ،ول يرتكب ول شيء منه إل ما أباحته الضرورة ،كما
أنه إذا أمر بشيء فهو أمر بميعه ويأت النسان منه ما يستطيع ،وإذا نى الشرع عن شيء فهو ني عن
جيعه وكل أجزائه إل ما أباحته الضرورة منه ،وما أمر به الشرع فهو أمر بميعه وجيع أجزائه إل ما ل
يقدر عليه منه .إذا :حلق بعض الرأس كحلق جيع الرأس ،فل يوز للنسان أن يلق وهو مرم رأسه
ول شيئا منه إل ما أباحته الضرورة ،فقد ثبت عن النب eأنه احتجم وهو مرم ،ومن العلوم أنه ل
يجم الرأس إل بإزالة الشعر لوضع الحاجم ،ل بد أن يلق شيئا لوضع الحاجم ،وهذا من باب
الضرورة ،وكذلك أيضا ثبت من حديث كعب بن عجرة رضي ال عنه أنه حل إل رسول ال e
والقمل يتناثر على وجهه من رأسه ،فأذن له أن يلق رأسه وأن يفدي با ذكر ال عز وجل ف الفدية من
صيام أو صدقة أو نسك ،ففعل رضي ال عنه ،هذا دعت إليه الضرورة لنه أذى ،وكل إنسان يتأذى من
ى مِنْ
القمل عندما يتناثر على وجهه من رأسه ،وقد قال ال تعالَ :فمَنْ كَانَ ِمْنكُ ْم مَرِيضا َأ ْو بِهِ أَذ ً
صيَامٍ َأوْ صَدََقةٍ َأ ْو نُسُكٍ [البقرة ]196:يعن :فليحلق وعليه الفدية من الصيام أو َرْأسِهِ َففِ ْدَيةٌ مِنْ ِ
الصدقة أو النسك.
هل حلق شعر غي الرأس كحلق الرأس؟ فلو حلق النسان عانته وهو مرم أو نتف إبطه وهو مرم ،فهل
هذا حرام؟ الواب :جهور العلماء على أنه حرام ،وأن النسان ل يوز أن يأخذ من بقية شعر البدن،
قالوا :لن العلة من النهي عن حلق الرأس هو الترفه؛ فالنسان يترفه بلق رأسه ليزيل عنه الذى ،والترفه
بلق العانة ونتف البط كالترفه بلق الرأس ،وإل فليس هناك دليل يدل على تري حلق شعر غي الرأس.
هل تقليم الظفار كإزالة شعر الرأس؟ الواب :نعم .جهور العلماء على ذلك ،قالوا :إن تقليم الظفار
كحلق شعر الرأس ،وعللوا هذا بأن الامع بينهما هو الترفه .هل إزالة الشعر بغي اللق كإزالته باللق؟
يعن :لو قص الشعر قصا دون حلق ،هل يكون كاللق؟ الواب :نعم .لن العلة واحدة وهو زوال
الشعر .حينئذ يتلخص لنا أن نقول :من مظورات الحرام :إزالة الشعر وتقليم الظافر ،وإن كان النص
ل يرد إل بلق الرأس فقط .بقي علينا من الحظورات :انتقاب الرأة ،دليله :قول النب { : eل تنتقب
الرأة } وكذلك لبسها القفازين -وهو :شراب اليدين -لقوله { :ول تلبس القفازين } وعلى هذا
فنقول :من مظورات الحرام :انتقاب الرأة ولبسها القفازين .هذه هي مظورات الحرام ،فإذا جاءنا
آت ،وقال :هذا من مظورات الحرام .قلنا له :هات الدليل وإل فالصل الل ،ولذا لا سئل الرسول
عليه الصلة والسلم عن اللل فيما يلبسه الحرم أجاب بالرام الارج عن الصل؛ ليفهم السامع أن
36
جلسات الج
الصل الل ،لنك إذا عرفت المنوع عرفت ما يقابله وهو اللل ،فإن الرسول eعندما سئل :ماذا
يلبس الحرم؟ أجاب با ل يلبس؛ لن الصل حل اللباس كله للمحرم.
إذا أتانا آت ،وقال :ما تقولون ف لبس الساعة للمحرم ف يده ،هل هو من مظورات الحرام أم ل؟
الواب :ل .ليس من الحظورات؛ لن الصل هو الل .ونقول لن قال :إنه من الحظورات :هات
الدليل ،إن جاء بالدليل وإل فإن الرسول قال :ل يلبس كذا ول يلبس كذا ول يلبس كذا ،ومعناه :أن
ما سوى ذلك فهو حلل يلبس ،ول يوز لحد أن يضيق على عباد ال فيمنعهم ما ل يرمه ال؛ لن
ب هَذَا حَل ٌل َوهَذَا َحرَامٌ ِلَت ْفتَرُوا عَلَى اللّ ِه اْلكَذِبَ ِإنّ
سَنتُكُ ُم اْلكَذِ َ
ال يقول :وَل َتقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْ ِ
ب ل ُيفْلِحُونَ [النحل .]116:ومن الاكم بي عباده؟ ال عز وجل هو الّذِينَ يَ ْفتَرُونَ عَلَى اللّ ِه اْلكَذِ َ
الاكم بي عباده والاكم على عباده ،فليس لنا أن نقول :هذا منوع إل بدليل؛ لن ال سوف يسألنا،
ويقول :لاذا منعتم عبادي من كذا وأنتم ل تعلمون؟ ونقول أيضا :لبس الات جائز عندكم ،أنتم
تقولون :لبس الات جائز .أي :فرق بي لبس الات الذي يوضع على الصبع ميطا به ،وبي وضع
الساعة الت توضع على الذراع ميطة به؟ هل هناك فرق؟ كل منهما ميط.
ولو جاءنا آت ،وقال :ما تقولون ف لبس نظارة العي هل هي حلل أو حرام؟ الواب :حلل .ما هو
الدليل؟ الواب :نقول :الدليل عدم الدليل؛ لنه ليس عندك دليل على النع ،فإذا ل يكن عندك دليل
على النع فالصل الل .ولو جاءنا رجل آخر وقال :إنه ل يسمع ساعا قويا وإنه يلبس ساعة ف أذنه،
هل يوز أم ل؟ لو علقها على رقبته نعم يوز ،فإذا قال قائل :هذا منوع .قلنا :عليك بالدليل ،وإل
فالصل الل .جاءنا آت ،وقال :أنا أسنان ساقطة وقد اتذت أسنانا مركبة صناعية ،فهل يوز أن
ألبسها وأنا مرم؟ نقول :يوز .إذا قال قائل :ما الدليل؟ أقول :الدليل عليك أنت ،أنت إن قلت :إنا
منوعة فعليك الدليل وإل فالصل الل .الهم أنا قد ل أستطيع الحاطة بكل ما يفعل لكن أعطيكم
أصلً ،ما هو الصل فيما يلبسه الحرم :أهو اللل أو الرام؟ الصل اللل ،ما الدليل؟ أن النب eلا
سئل :ماذا يلبس الحرم؟ أجاب عما ل يلبس ،فكأنه قال للسائل :البس كل شيء ما عدا هذه الشياء،
فإذا ادعى مدع أن هذا منوع فإن كان من هذه الشياء أو بعن هذه الشياء قبلنا قوله :إنه منوع أو
رفضنا قوله :إنه منوع ،وليعلم أن العطاء أحب إل ال من النع ،وأن الل أحب إل ال من التحري،
وأن التيسي أحب إل ال من التعسي ،هذه ثلث قواعد أحب أن تفهموها ،لنا تفيدكم فائدة عظيمة
ف كثي من مسائل الدين.
ما يب على من فعل مظورا من مظورات الحرام
37
جلسات الج
انتهينا الن من الحظورات ونتاج إل أن ننظر ماذا على من فعل الحظور؟ نقول :هذه الحظورات
تنقسم إل أقسام أربعة :منها :ما له فدية معينة ل يشركه فيها غيه ،الماع له فدية معينة ،ما هي؟
البدنة إن كان قبل التحلل الول ف الج ،البدنة بشرطي :أن يكون قبل التحلل الول ف الج ،إذا:
الماع ف العمرة ل يوجب البدنة أبدا ،الماع ف العمرة ل يوجب البدنة أصلً ،الماع ف الج بعد
التحلل الول ل يوجب البدنة؛ لننا اشترطنا لوجوب البدنة شرطي :أن يكون الماع قبل التحلل
الول وأن يكون ف الج ،هل يزئ عن البدنة الغنم أو البقر؟ نعم .يزئ عن البدنة بقرة أو سبع من
الغنم .القسم الثان :ما فديته معينة ول يشركه فيها غيه ،لكن تعيينها خلف تعي البدنة وهو الصيد،
الصيد إن كان له مثل فالنسان مي بي أن يذبح مثله ويتصدق به على الفقراء ،أو يقوم بدراهم يشترى
با طعاما ،أو إن كان عنده طعام أخذ من بيته بقيمة ما قومه ويطعمه الفقراء لكل مسكي نصف صاع،
أو يصوم عن إطعام كل مسكي يوما ،كم شيئا يي به إذا كان الصيد من ماله؟ ثلثة:
الول :ذبح النسك.
الثان :تقويه وإطعام الساكي طعاما بقيمته.
حكُ ُم بِهِ َذوَا
جزَاءٌ ِمثْ ُل مَا َقتَ َل مِ َن النّعَ ِم يَ ْ
الثالث :الصيام .الدليل :قوله تعالَ :ومَنْ َقتَلَ ُه ِمْنكُ ْم ُمتَعَمّدا فَ َ
صيَاما [الائدة ]95:هذه ثلثة عَدْ ٍل ِمنْكُ ْم هَدْيا بَالِ َغ اْلكَ ْعَبةِ َأوْ َكفّا َرٌة َطعَا ُم مَسَاكِيَ َأ ْو عَدْلُ ذَلِكَ ِ
أشياء؟ إذا ل يكن له مثل فالطعام أو الصيام ،بعن :أن يقوّم هذا الصيد با يساويه ويدفع بدل قيمته
طعاما للفقراء ،لكل مسكي نصف صاع ،أو يصام عن إطعام كل مسكي يوما ،هذان قسمان.
القسم الثالث :ما ل فدية فيه ،وهو عقد النكاح والطبة ،هذا ليس فيه فدية ،ليس فيه إل الث فقط.
القسم الرابع :ما فديته على التخيي بي أمور ثلثة :إما إطعام ستة مساكي ،أو لكل مسكي نصف
صاع ،أو ذبح شاة يوزعها على الفقراء ،أو صيام ثلثة أيام ،كم الخيات فيها؟ ثلثة ،هي :ذبح شاة،
صيام ثلثة أيام ،إطعام ستة مساكي لكل مسكي نصف صاع ،والدليل :قوله تعال ف حلق الرأس:
صيَامٍ َأوْ صَدََقةٍ َأ ْو نُسُكٍ [البقرة ]196:وقد بي النب eمقدار هذه الكفرات ،فقال ف
َففِ ْدَيةٌ مِنْ ِ
الطعام :إطعام ستة مساكي لكل مسكي نصف صاع ،وقال ف الصيام :صيام ثلثة أيام ،هذه الفدية ف
جيع مظورات الحرام سوى ما ذكرنا وهي ثلثة أشياء :ما ل فدية فيه ،وما فديته معينة ببدنة ،وما
فديته معينة بي ثلثة أشياء أو شيئي ،ما عدا هذه فإن فديته التخيي بي هذه المور الثلثة .وحلق الرأس
فديته التخيي بي هذه الثلثة ،وفدية استعمال الطيب :التخيي بي هذه المور الثلثة ،أما الماع ف
العمرة ففديته أيضا التخيي بي هذه الشياء الثلثة ،لنا ذكرنا لكم أن البدنة واجبة ف الماع ف الج
38
جلسات الج
قبل التحلل الول فالن هذا جاع ف عمرة ،فما الذي فيه؟ التخيي بي المور الثلثة ،فإذا جاءنا رجل
يسأل عن جاعه ف العمرة ما فديته؟ قلنا :أنت مي بي الصيام ثلثة أيام ،أو إطعام ستة مساكي ،أو
ذبح شاة ،والماع ف الج بعد التحلل الول ما فديته؟ التخيي بي هذه المور الثلثة .وأما فدية لبس
الخيط على رأي المهور ،وأنا قلت :لبس الخيط تبعا لا يعب به وإل فلبس ما ينهى عنه من اللباس،
التخيي بي هذه الشياء الثلثة ،اتضحت أقسام الحظورات بالنسبة للفدية .وهل يوز إخراج غي الثل
ف الصيد؟ هذه السألة فيها خلف والراجح النع؛ لن ال عي ،قال تعالَ :فجَزَا ٌء ِمثْ ُل مَا َقتَلَ مِنَ
الّنعَمِ [الائدة ]95:فل بد من الماثلة وال حكيم عز وجل ،لول أن هناك حكمة ف أنه يب الثل ما
أوجب ال الثل .السائل :هل وضح الرسول eمثل هذا؟ الشيخ :الصحابة بينوا هذا قالوا :ف النعامة
بدنة والمامة شاة ،وقضى النب eف الضبع بشاة.
أقسام الناس ف فعل الحظورات وما يترتب على فعلها
هل الفدية لزمة لكل من فعل مظورا؟ أو هل يترتب ما يلزم بفعل الحظور على كل فاعل؟ نقول :هذا
ينقسم الناس فيه إل ثلثة أقسام:
من يفعل الحظورات ناسيا أو جاهلً أو مكرها
القسم الول :من فعل هذه الحظورات ناسيا أو جاهلً أو مكرها ،فهذا ليس عليه إث وليس عليه فدية،
فلو جاءنا رجل ،وقال إنه غطى رأسه ناسيا أو نام فغطى رأسه ،فماذا عليه؟ ليس عليه شيء .لو جاءنا
رجل ،وقال إنه غطى رأسه لكن ل يدري أنه حرام ،فماذا عليه؟ ليس عليه شيء .مكره أكره على أن
يفعل مظورا من الحظورات فليس عليه شيء؟ ما هو الدليل؟ الدليل من كتاب ال وسنة رسول ال
س عََليْكُمْ ُجنَاحٌ فِيمَا أَخْ َط ْأتُ ْم بِ ِه وََلكِنْ مَا َتعَمّدَتْ قُلُوُبكُمْ [الحزاب،]5: e؛ من كتاب ال :وََلْي َ
وقال تعالَ :رّبنَا ل ُتؤَاخِ ْذنَا ِإنْ نَسِينَا َأوْ أَخْ َط ْأنَا [البقرة( ]286:فقال ال :قد فعلت) ومن سنة
رسول ال صلى ال عليه وسلم( :رفع عن أمت الطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) بل جاء النص ف
جزَاءٌ ِمثْ ُل مَا َقتَ َل مِ َن النّعَمِ [الائدة:
خصوص الصيد ،قال ال تعال فيهَ :ومَنْ َقتَلَ ُه ِمْنكُ ْم ُمتَعَمّدا فَ َ
]95فقيد ذلك بالتعمد مع أن الصيد الفدية فيه فدية عن نفس مترمة وهو الصيد ،ليس بسبب الترفه أو
ما أشبه ذلك.
إذا :نقول :من فعل هذه الحظورات ناسيا أو جاهلً أو مكرها فليس عليه شيء ،أي مظور كان من
الحظورات من أعلها وهو الماع إل أقلها وهو عقد النكاح مثلً الذي ليس فيه فدية ،نقول :من فعل
39
جلسات الج
ل أو مكرها فليس عليه شيء ،ل إث ول فدية ول فساد نسك
شيئا من هذه الحظورات ناسيا أو جاه ً
للدلة الت ذكرناها.
من يفعل الحظورات متعمدا لعذر يبيح الفعل
القسم الثان :من يفعلها متعمدا لعذر يبيح الفعل ،فهذا ليس عليه إث ولكن عليه الفدية ،الدليل :قوله
صيَامٍ َأوْ صَدََقةٍ َأ ْو نُسُكٍ
ى مِنْ َرْأسِهِ َففِ ْدَيةٌ مِنْ ِ
تعال ف حلق الرأس :فَمَنْ كَا َن ِمنْكُ ْم َمرِيضا َأ ْو بِهِ أَذ ً
[البقرة ]196:فأباح حلق الرأس للعذر لكن مع وجوب الفدية .أتانا رجل ،فقال إنه مضطر إل لبس
القميص وهو مرم مضطر ،وأتانا رجل آخر وقال إنه مضطر للبس السراويل وهو مرم ،فما الكم؟
نقول :البس هذا وعليك على رأي جهور العلماء الفدية .اضطر رجل إل قتل الصيد ضرورة؛ يوت إن
ل يصده ويقتله ،نقول له :صده وعليك الفدية ،لكن عليك إث أو ل؟ ليس عليك إث ،إذا :القسم الثان:
من فعل شيئا من هذه الحظورات لعذر يبيحه فهذا متعمد فعليه الفدية ول إث عليه.
من يفعل الحظورات متعمدا لغي عذر يبيح الفعل
القسم الثالث :من فعله غي معذور بهل ول نسيان ول إكراه ،ول عذر يبيح له الفعل ،فهذا عليه الث
وعليه الفدية ،وذكرنا ف الماع ف لقاء سبق أنه يترتب عليه خسة أشياء إذا كان ف الج قبل التحلل
الول :الث ،فساد النسك ،وجوب الضي فيه ،قضاؤه ف العام القبل ،والفدية بدنة ،وإذا كان بعد
التحلل الول ترتب عليه ثلثة أشياء :الث ،الفدية ،فساد الحرام ،ما هي الفدية ف الوطء بعد التحلل
الول؟ التخيي بي ثلثة أشياء ،وفساد الحرام ماذا يفعل إذا فسد إحرامه؟ قال العلماء :يرج خارج
الرم من أي جهة كانت من مكة ،الهم أن يرج خارج حدود الرم ويلع ثيابه ويلبس ثياب الحرام
ويطوف طواف الفاضة وهو مرم .هذا هو خلصة القول فيما يتعلق بحظورات الحرام.
41
جلسات الج
الرأس ،وأظن أن الرأس يُرى ف وسط الاء ،لكن هذا ليس هو السبب؛ لن النسان لو غطى رأسه
بزجاجة يوز أو ل؟ ل يوز ،ولو كان الرأس يرى من وراء الزجاجة ،إنا العلة ف ذلك أن النغماس ف
الاء ل يعد سترا للرأس والنب عليه الصلة والسلم يقول( :ل تمروا رأسه) .نكتفي بذا القدر ونسأل
ال تعال أن يعل فيه خيا وكفاية لنتلقى السئلة الواردة حول هذا الوضوع.
السئلة
حكم الصغي إذا فسخ الحرام
السؤال :إذا أحرم الصب بالج أو العمرة ول يكمل حجه أو عمرته وهو ل يَشترط أو ل يُشترط له،
فهل على وليه شيء؟ ومثله فتاة ل تبلغ تلبست بالحرام للعمرة وعندما وصلت مطار جدة كانت متعبة
لرض أل با ففسخت الحرام ول تعتمر من عامها ذلك؟
الواب :الصحيح ف هذه السألة أنه ل بأس إذا أحرم الصب أو الصبية الت ل تبلغ أن تلغي الحرام
بالج أو العمرة فإذا أحرم الصب بالعمرة أو بالج رأى وليه أنه يتعب ويشق عليه ففسخ النية فل حرج
ف ذلك؛ لن الصب غي مكلف ،لقول النب عليه الصلة والسلم( :رفع القلم عن ثلثة )...وكما أنه
ع الصب ف الصلة؛ صلة الظهر ث خرج منها ل يأث ،فكذلك إذا شرع ف الج ث خرج منه أو لو شَ َر َ
42
جلسات الج
ف العمرة ث خرج منها ل يأث ،وقوله تعالَ :وأَتِمّوا الْحَ ّج وَاْلعُمْ َرةَ لِلّهِ [البقرة ]196:إنا يتوجه
الطاب للمكلف ،أما غي الكلف فل يتوجه إليه الطاب على سبيل اللزام وهذا هو مذهب أب حنيفة
رحه ال ،وإليه ميل صاحب الفروع تلميذ شيخ السلم ابن تيمية ،وفيه توسعة على الناس ف الواقع،
لنه أحيانا مع الزحام والشقة والر يتعب الصب ،يبدأ يصيح ويصرخ يتضجر وربا يهتك إحرامه ويزقه
،فكونه يلزم هذا بإتام النسك مع أنه غي مكلف ل يب عليه الج ول يتوجه إليه الطاب إلزاما بدون
دليل قطعي أو ظن غالب يكون ف نفوسنا شيء ،وما دامت السألة ليست فيها دليل من القرآن والسنة
وليست فيها إجاع يب اتباعه فإن القول الراجح أنه ل يلزم غي البالغ إكمال النسك.
حكم الصب إذا فعل مظورا
السؤال :إذا فعل الصب مظورا يوجب الدم فهل على وليه شيء؟
الواب :الصحيح أنه ل شيء فيه لن عمد الصب خطأ ،والطأ كما ذكرنا فيما سبق ل تلزم فيه
الفدية ،وكما أن هذا الصب ل يأث ،فإنه ل فدية عليه ،فإذا قدر أن هذا الصب حلق رأسه مثلً أو تطيب
أو فعل أي مظور فإنه ليس عليه شيء ،لكن يلزم وليه أن يعلمه ويبي له أن هذا ليس بائز.
43
جلسات الج
رأسه! لاذا؟ خوفا من أن تسقط شعرة ،وهذا غريب! حت إن أم الؤمني عائشة رضي ال عنها قالت:
[لو ل أقدر على حكه بيدي لككته برجلي] ما يدل على أن حك الرأس ل بأس به للمحرم ،حت لو
فرض أنه سقط منه شعرة أو شعرتان أو ثلث أو أربع أو خس فل شيء عليه ،أولً :لنه بغي قصد،
والثان :أنه ليس هناك دليل على أن الشعرة والشعرتي والثلث والربع والمس فيها فدية ،الفدية ف
حلق الرأس ،وحلق بعض الرأس ليس هناك دليل على أن فيه فدية وإن كان مرما بدليل أن الرسول
صلى ال عليه وسلم حلق بعض رأسه للحجامة ول ًيفْدِ.
حكم اللقطة وقطع الشجر للمحرم
السؤال :هل قطع الشجر من مظورات الحرام أو من مظورات الرم ،وكذلك إذا وجد النسان شيئا
ساقطا على الرض سواء كان ثينا أو غي ثي ،هل يأخذه أو يتركه؟
الواب :قطع الشجر ل علقة له بالحرام وإنا علقته بالرم الذي هو خلف الل ،وعلى هذا فمن
كان داخل أميال الرم حرم عليه قطع الشجر قبل التحلل وبعد التحلل ،وإذا كان خارج أميال الرم
حل له قطع الشجر قبل أن يل وبعد أن يل ،وعلى هذا :فالاج بعرفة يل له قطع الشجر ،ومن كان
ف مزدلفة أو من ل يل له قطع الشجر ،أما اللقطة فإن كانت ف الرم أي :داخل الميال فإن النب e
قال( :ل تل ساقطتها -أي مكة -إل لنشد) أي :إل لشخص يريد أن ينشدها ،أي :يطلب صاحبها
مدى الدهر ،أما إذا كانت خارج الرم فإن التقاطها كالتقاط أي لقطة ف أي مكان ،إن أمن النسان
على نفسه وضمن أن يعرفها لدة سنة ،التقطها وعرفها لدة سنة ،فإن جاء صاحبها وإل فهي له ،وإن ل
يضمن نفسه عليها فليتركها ،ولكن إن كان هناك هيئة أو لنة أو طائفة من قبل ول المر لتلقي الضائع
فليأخذها وليؤدها إل هذه اللجنة أو اليئة الت عينها ول المر ،لن أخذها وتسليمها لؤلء خي من أن
تبقى ف الرض فتضيع أو يأخذها إنسان ل يهتم با ويتملكها.
مقدمات الماع هل لا فدية؟
السؤال :هل مقدمات الماع لا فدية مثل الماع؟
الواب :ربا يفهم جواب السؤال ما سبق أن شرحناه ،مقدمات الماع فيها الفدية لن مقدمات
الماع هي التقبيل والباشرة وما أشبه ذلك وفديتها من القسم الرابع الذي فيه التخيي بي ثلثة أشياء.
حكم لبس السراويل ضرورة للمحرم
السؤال :هل يوز لبس السروال عندما يتأذى النسان من شدة الر ويصيبه الرق وهو مرم؟
44
جلسات الج
الواب :هذا أيضا الظاهر أنا أجبنا عليه وقلنا :إنه يوز؛ يوز أن يلبسه دفعا للضرورة ولكن هل فيه
الفدية على قول من يلزم الفدية بلبس الثياب المنوعة؟ أو نقول :إن الضرورة إل لبسه لدفع الروق أو
النسلخ؛ انسلخ اللد تبيح لبسه؟ وإذا أبيح لبس السروال فل فدية فيه ،لقول النب ( : eمن ل يد
إزارا فليلبس السراويل) ول يذكر فدية؟ الظاهر أنه ل فدية عليه؛ لن هذه ضرورة ،فإذا كان مضطرا
إل لبس السروال فكأنه عادم للزار.
حكم التقاط الصور ف الرم
السؤال :بعض الناس هداهم ال يلتقطون الصور ف الشاعر القدسة وربا رفع الشخص يديه للدعاء من
أجل التصوير فقط ،فهل هذا جائز؟ وهل يل بالج أم ل؟
الواب :التقاط صور الجاج ف أماكن العبادة غي جائز لوجهي:
الوجه الول :أنم يلتقطون ذلك للحتفاظ بالصور والذكرى ،وكل تصوير يقصد به الحتفاظ بالصورة
للذكرى فإنه حرام.
الوجه الثان :أنه ل يلو غالبا من رياء ،فالنسان يأخذ هذه الصورة لييها الناس وأنه حج ،ولذا يفعل
كما قال السائل :يرفع يديه للدعاء وهو ل يدعو ،لكن من أجل أن تلتقط له الصورة ،أما إذا احتيج إل
ذلك لكون هذا الرجل نائبا عن شخص وقال ألتقط الصورة لثبت أن حججت ،فإذا وصلت إل
صاحبه الذي أنابه ومزق الصورة فإن هذا ل بأس به لن الاجة داعية إل ذلك ول يقصد به مرد
الذكرى أو القتناء ،والتقاط الصورة بواسطة الله الفوتوغرافية الفورية ل تدخل ف التصوير الذي لعن
النب eفاعله وإن كانت صورة ،ومن أراد زيادة البحث ف هذا فليقرأ بثا كتبه أخونا الشيخ عبد
الرحن عبد الالق ف جريدة الفرقان الت بدأت تصدر أخيا ،أنا أقول جريدة وهي ملة مفيدة فيها
بوث جيدة ،إن استمرت على هذه البحوث فإنا تعتب من خي الجلت الت اطلعت عليها ،فقد بث
هذا الوضوع بثا علميا شرعيا وأظنه بثه ف حلقتي ،لكنه أجاد فيه وأفاد جزاه ال خيا .فلو قال
قائل :يكن الستغناء بالشهود عن الصورة؟ فنقول :على كل حال الستغناء بالشهود عن الصورة كفى
به ولكن الشهود قد يلحقهم مانع من أداء الشهادة وقد ل يثق النيب بم تام الثقة.
حكم الج من مال ل ترج منه زكاة
السؤال :ما حكم الج الذي من مال ل ترج منه الزكاة؟
الواب :الج من مال ل ترج زكاته صحيح ،لكن عجبا لذا الرجل! كيف يج ويدع الزكاة مع أن
الزكاة أوكد من الج بإجاع السلمي ،ولذا أوجبها ال تعال كل عام ول يوجب الج إل مرة واحدة
45
جلسات الج
ف العمر؟! وأعجب من ذلك وأغرب من ل يصلي ث يج! وهذا الذي ل يصلي أقول :ل يل له أن
يدخل مكة ول يقبل منه حج ول صدقة ،ول جهاد ،ول أي عمل صال؛ لن ترك الصلة كفر مرج
من اللة ،والكافر الرتد خارج عن ملة السلم ل يقبل ال منه أي عمل صال ،فأنا أعجب من بعض
السلمي الذين إن شئت قلت :إن إسلمهم عاطفي أكثر منه عقلي واستسلم ،تدهم مثلً :يرصون
على الصوم وهم ل يصلون الصلة ف وقتها ،يصوم فيتسحر ف آخر الليل وينام ول يصلي الفجر إل مع
الظهر ،أين الصيام؟ أو ربا ل يصلي أبدا ،وف الج أيضا يرص النسان غاية الرص ،حت إنه يرص
على أن يج مع عدم وجوب الج عليه وهو مضيع لكثي من الواجبات .الواجب أن يكون إسلم
النسان استسلما ل وإسلما عقليا يكم فيه النسان العقل على العاطفة ،وينظر ما قدمه ال ورسوله
فيقدمه ،دون أن يقدم ما ترضاه نفسه ويدع ما ل تواه؛ ولذا قال العلماء :إن العبادة هي :التذلل ل عز
وجل بيث يتبع النسان ما أمر ال دون ما نفسه تواه.
46
جلسات الج
أن ممدا عبده ورسوله ،أرسله ال تعال بالدى ودين الق ،فبلغ الرسالة ،وأدى المانة ،ونصح المة،
وجاهد ف ال حق جهاده ،فصلوات ال وسلمه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إل يوم
الدين .أما بعـد:
أيها الخوة :فإننا ف هذه الليلة نب أن نتكلم على صفة الج والعمرة ،وذلك لننا مأمورون بأمرين
ها :الخلص ل ،والتابعة لرسول ال eف جيع عباداتنا؛ ف الطهارة ،ف الصلة ،ف الزكاة ،ف
الصيام ،ف الج ،ف كل عمل نتقرب به إل ال ل بد من هذين المرين ،أحدها :الخلص ل،
والثان :التابعة لرسول ال . eفمن ل يلص ل ف عبادته فإن عبادته مردودة عليه كما يدل على ذلك
كلم ال سبحانه وتعال ،وكلم رسوله ، eقال ال عز وجل :فَمَنْ كَا َن يَرْجُوا ِلقَاءَ َربّهِ فَ ْلَيعْمَ ْل
عَ َملً صَالِحا وَل يُشْ ِر ْك ِبعِبَا َدةِ َربّهِ أَحَدا [الكهف ،]110:وقال تعالَ :ومَا ُأمِرُوا إِلّا ِلَيعْبُدُوا اللّهَ
مُخِْلصِيَ لَهُ الدّينَ ُحَنفَاءَ َوُيقِيمُوا الصّل َة َويُ ْؤتُوا الزّكَا َة وَذَلِكَ دِينُ الْ َقيّ َمةِ [البينة ،]5:وقال تعال لنبيه
خلِصا لَهُ الدّينَ * أَل ِللّهِ الدّينُ الْخَاِلصُ [الزمر .]3-2:وف الصحيح من
ممد : eفَا ْعبُدِ اللّ َه مُ ْ
حديث أب هريرة رضي ال عنه ،قال النب ( : eقال ال تعال :أنا أغن الشركاء عن الشرك ،من عمل
عملً أشرك فيه معي غيي تركته وشركه) فال سبحانه وتعال أغن الشركاء عن الشرك ل يريد عملً
يكون له فيه شريك ،من عمل عملً أشرك فيه مع ال ،فإن ال تعال يتركه وشركه ،أي :وما أشرك به
حبّونَ اللّهَ
فل يقبل منه .وأما اتباع النب eفلبد ف كل عبادة منه ،لقول ال عز وجل :قُلْ إِنْ ُكْنتُمْ ُت ِ
ستَقِيما فَاّتِبعُو ُه وَل
حِبْبكُمُ اللّهُ [آل عمران ،]31:وقال عز وجلَ :وأَ ّن هَذَا صِرَاطِي مُ ْ
فَاّتبِعُونِي يُ ْ
ق ِبكُ ْم عَ ْن َسبِيلِهِ ذَِلكُ ْم وَصّاكُ ْم بِهِ َلعَّلكُ ْم َتتّقُونَ [النعام ،]153:وقال النب : e
سبُلَ َفَتفَ ّر َ
َتتِّبعُوا ال ّ
ل ليس عليه أمرنا فهو رد) أي :مردود عليه .وإذا كان لبد ف العبادة من اتباع الرسول (من عمل عم ً
eفإنه يلزم على كل إنسان يريد أن يتعبد :أن يعرف كيف كان النب eيؤدي هذه العبادة حت
تتحقق له التابعة ،لنك ل يكن أن تتابع الرسول عليه الصلة والسلم وأنت ل تدري كيف يفعل ،لذا
يب عليك أن تعلم كيف كان النب eيتوضأ ،كيف كان يصلي ،كيف كان يتصدق ،كيف كان
يصوم ،كيف كان يج؛ حت تعبد ال عز وجل متبعا لرسول ال ، eأما أن تعبد كما يعبد الناس فهذا
ل شك أنه إذا كان الناس على صواب فإنك على صواب لكنك لست مطمئنا كما ينبغي وأنت ل
تدري على أي أساس بن الناس عبادتم ،ولذا قال أهل العلم :إن العلم فرض عي ف كل عبادة يريد
النسان أن يقوم با .أي أنه يب عليك أن تعلم كيف كان النب eيتعبد ف العبادة الت تريد أن تقوم
47
جلسات الج
با ،فمثلً :رجل عنده مال يب عليه أن يتعلم أحكام الزكاة ،ورجل ل مال عنده ل يب عليه أن يتعلم
أحكام الزكاة ،رجل مستطيع الج ويريد أن يج يب عليه أن يتعلم أحكام الج ،وآخر ل يستطيع
الج ليس عنده مال فل يريد الج فل يب عليه أن يتعلم أحكام الج .ولذا ينبغي لكل من أراد الج
أن يتعلم كيف يج؛ إما عن طريق الشافهة عن أهل العلم ،وإما عن طريق القراءة من الكتب الوثوق
بؤلفيها وليس كل كتاب مؤلف ف الناسك أو غيها يكون موثوقا؛ لن صاحبه قد يكون قليل علم
وقد يكون من الناس الذين ل يبالون فيما يتكلمون به .على كل حال طرق تعلم أحكام الج ثلثة:
الشافهة ،وقراءة الكتب ،والستماع إل الشرطة السجلة من أناس موثوق بم ،حت يعبد النسان ربه
على بصية.
أنواع النسك ف الج
ف هذه الليلة سنتكلم مستعيني بال عز وجل مهتدين با أنعم ال به علينا من العلم فيما يتعلق بصفة
الج والعمرة فنقول :الج والعمرة لما ثلث صفات:
الصفة الول :أن يفرد الج ف سفر والعمرة ف سفر.
الصفة الثانية :أن يفرد الج ف عمل والعمرة ف عمل والسفر واحد.
الصفة الثالثة :أن يقرن الج والعمرة جيعا بعمل واحد.
فهذه ثلث صفات .أما الصفة الول :أن يفرد العمرة ف سفر والج ف سفر ،ويسمى هذا الفراد ،لنه
أتى بالعمرة ف سفر مستقل وأتى بالج ف سفر مستقل ،مثال ذلك :رجل ذهب اعتمر ف شوال وهو
يريد الج ث رجع إل بلده ث أحرم بالج ول يرم بالعمرة نقول :هذا مفرد ،وسواء كان نوى الج ف
عمرته الول أم ل ينوِ ،الهم أنه أفرد العمرة بسفر والج بسفر ،ولذا كان القول الراجح من أقوال أهل
العلم أن التمتع إذا قطع تتعه بالرجوع إل بلده؛ فإنه إذا رجع يرم بالج مفردا ،ول يكون متمتعا،
وإن شاء تتع بعمرة جديدة فل حرج .هذه النساك الثلثة ما هو الفضل منها؟ نقول :الفضل هو
التمتع ،إل لن ساق الدي فالفضل ف حقه القران ،ودليل ذلك :أن النب eأمر أصحابه الذين ل
يسوقوا الدي أن يعلوها عمرة ليكونوا متمتعي ،أما هو فقال( :إن معي الدي فل أحل حت أنر) أي:
حت يأت يوم النحر ،لنه كان قد ساق الدي ،ومن ساق الدي فالقران ف حقه أفضل ،وقد ظن بعض
الناس أن القران ل يصح إل لن ساق الدي ،وهذا خطأ ،فالقران يصح وإن ل يسق النسان الدي،
لكن إن ساق الدي فل يصح منه إل القران ،وإن شاء أفرد ،الهم أل يل حت يوم العيد.
صفة الج والعمرة للمتمتع
48
جلسات الج
سيكون كلمنا على التمتع ما دام هو الفضل.
ما يشرع للمتمتع من حي خروجه من بلده حت وصوله إل اليقات
فنقول :أولً :ينبغي للنسان إذا عزم على السفر إل الج أن يكون ملصا ل سبحانه وتعال ف هذا
السفر ،وأن يشعر بأنه سفر طاعة ،لنه من حي أن يغادر بلده وهو قاصد لعبادة فيكون ف عبادة من
حي أن يرج ،وينبغي أن يأت بالسنن القولية والفعلية ف السفر؛ فيدعو عند ركوبه بدعاء السفر الشهور
،ويستمر ف السي وكلما عل كب وكلما انفض سبح؛ لن هذا دأب الصحابة رضي ال عنهم،
وليحرص على فعل الصلة ف أوقاتا مع الماعة إن كان من تطلب منه جاعة ،وليحرص كذلك على
أن يتطهر بالاء ول يتهاون كما يفعله بعض الناس ،يكون الاء عنده ميسرا ولكن يتيمم بجة أنه ف
ستُمُسفر ،وال عز وجل يقولَ :وإِنْ ُكْنتُمْ َمرْضَى َأ ْو عَلَى َسفَرٍ َأوْ جَاءَ أَحَدٌ مِْنكُ ْم مِ َن اْلغَائِطِ َأوْ لمَ ْ
النّسَاءَ فََل ْم تَجِدُوا مَاءً َفَتيَمّمُوا [النساء ]43:فلبد من عدم الاء ،ليس مرد السفر مبيحا للتيمم بل ل
بد من عدم الاء .وليحرص على أن يأت بكل خلق طيب ف معاملة إخوانه من السماحة وطلقة الوجه،
والبش والتبسم ،والنفاق وغي ذلك من طرق الحسان ،ويوز للمسافر بل يشرع له أن يأت بميع
سنن الصلة ،كل الصلوات النوافل مشروعة ف حق السافر إل ثلثا ،وهي :راتبة الظهر وراتبة الغرب
وراتبة العشاء ،فهذه الثلث الرواتب السنة تركها وما عدا ذلك من النوافل فهو مشروع كما هو
مشروع ف الضر.
وقد ظن بعض الناس أنه ل يتنفل ف السفر إل بالوتر وراتبة الفجر ولكن هذا ل دليل عليه ،بل الدليل
يدل على أن جيع النوافل مشروعة ما عدا الرواتب الثلث الت ذكرت.
ما يشرع للمتمتع عند وصوله إل اليقات
فإذا وصل إل اليقات فإنه يسن له عند الحرام أن يتجرد من ثيابه ويغتسل ويتطيب ف رأسه وبدنه ،ول
يطيب ثياب الحرام ،ث يلبس ثياب الحرام ،إن كان رجلً إزارا وردا ًء وإن كانت امرأة فإنا تلبس ما
شاءت من الثياب إل أنا ل تتبج بميل الثياب ،أي :ل تلبس ثيابا جيلة ،تلبس ما شاءت ،ث بعد هذا
بعد الغتسال والتطيب ولباس الحرام إن كان الوقت وقت صلة مفروضة صلى الفريضة إذا جاء وقتها
ث أحرم عقبها ،وإن شاء أحرم إذا ركب ،وإن ل يكن وقت صلة الفريضة وصار يريد أن يغادر اليقات
قبل أن يأت وقت الصلة فل بأس أن يصلي الصلة الشروعة إن كان ف الضحى فصلة الضحى ،وإن
كان ف الليل فصلة الليل ،وإن كان ف وقت آخر كصلة الوضوء لن الوضوء له سنة ،ث يرم بعد
هذا ،فيقول( :لبيك عمرة ،لبيك اللهم لبيك ،لبيك ل شريك لك لبيك ،إن المد والنعمة لك واللك ل
49
جلسات الج
شريك لك) يصوت با الرجل بصوت مرتفع ،وأما الرأة فل تهر با إل بقدر أن يسمع من بنبها،
ويستمر ف هذه التلبية إل أن يشرع ف الطواف.
ما يشرع للمتمتع ف طواف القدوم
وإذا دخل السجد الرام قدم رجله اليمن وقال( :باسم ال ،والصلة والسلم على رسول ال ،اللهم
اغفر ل ذنوب وافتح ل أبواب رحتك)( ..أعوذ بال العظيم وبوجهه الكري وبسلطانه القدي من
الشيطان الرجيم) ث يتقدم إل الطاف فيبدأ الطواف من الجر إن تيسر له أن يصل إل الجر بدون أذية
ول تأذي فليفعل ،وإن ل يتيسر كأوقات الواسم فإنه يكتفي أن يستقبل الجر ويشي بيده ،ويقول:
(باسم ال وال أكب ،اللهم إيانا بك وتصديقا بكتابك ،ووفا ًء بعهدك واتباعا لسنة نبيك ممد .)e
وقد كان الناس يعانون فيما سبق من موافقة ماذاة الجر السود ،لنه ل بد أن تاذي الجر السود،
فكان بعض الناس يعان من ذلك ،لنه ل يضبط إنه حاذاه ضبطا كاملً ،ومن توفيق ال عز وجل أن
الكومة وفقها ال وزادها توفيقا وضعت هذا الط البن الذي ينطلق من قلب الجر على خط مستقيم
إل ناية الطاف وعلى هذا فليكن ابتداء الطواف من هذا الط ،ث تعل الكعبة عن يسارك وتطوف
سبعة أشواط ،وهذا أي طواف؟ هذا طواف العمرة ،وهو طواف عمرة وطواف قدوم ف نفس الوقت،
لن طواف القدوم هو الطواف أول ما يقدم النسان إل مكة ،ف هذا الطواف يسن للرجل سنتان
السنة الول :الضطباع ،والسنة الثانية :الرمل.
أما الضطباع فهو :أن يبدي النسان كتفه الين ويعل الرداء من تته ويعل طرف الرداء على الكتف
فل يستر ،هذا هو الضطباع ،وهو مشروع ف الطواف فقط ،يفعله إذا ابتدأ الطواف ويعيد رداءه على
كتفه إذا انتهى الطواف .أما السنة الثانية وهي الرمل فل يكون ف جيع الطواف بل ف الشواط الثلثة
الول ،والرمل قال العلماء :هو سرعة الشي مع مقاربة الطى ،أي :تسرع ف مشيك لكن بدون أن تد
خطوتك ،بل تعل الطى قريبة بعضها من بعض ،لكنه ف الشواط الثلثة الول فقط ،وذلك من أجل
راحة الطائف ،لنه لو قيل له ،استمر ف الرمل جيع الشواط السبعة لشق عليه هذا ،والرمل سنة لكن
إذا كان الطاف زحاما ل يكنك أن ترمل إل بشقة أو تأذي فإنه ل يلزمك أن ترمل ،بل تشي على
حسب الاجة ،وكلما وجدت فجوة ومتسعا فارمل ما دامت الشواط الثلثة الول .فماذا يقول
النسان؟ ف طوافه يقول ف طوافه ما شاء من ذكر ودعاء وقراءة قرآن ،إل أنه كلما حاذى الجر
سَنةً
سَن ًة وَفِي ال ِخ َرةِ حَ َ
السود قال( :ال أكب) ويقول بينه وبي الركن اليمانَ :رّبنَا آِتنَا فِي ال ّدنْيَا حَ َ
ب النّارِ .الشارة إل الجر السود تكون عند ناية الشوط أو عند ابتداء الشوط؟ تكون وَِقنَا عَذَا َ
50
جلسات الج
عند ابتداء الشوط ،وعلى هذا فإنه ف آخر شوط ل يشار إل الجر السود عند انتهائه؛ لن الشارة إنا
تشرع عند ابتداء الشوط ،فإذا انتهى الشوط آخر السبعة فاستمر متقدما إل مقام إبراهيم ول تشر؛
ولنك إذا وصلت إل الجر عند آخر نقطة انتهى الطواف ،فإذا حاذيت الجر فقد حاذيته وأنت ف
غي طواف وحينئذ ل حاجة إل الشارة.
إذا :ل يشي لسببي:
السبب الول :أن الشارة ف بداية الشوط ل ف انتهائه .
والسبب الثان :أن الطائف ينتهي طوافه عند آخر نقطة قبل أن يصل إل الجر ،فإذا وصل الجر فهو
ف غي طواف فل يشرع له أن يشي.
الصلة خلف مقام إبراهيم
خذُوا مِ ْن َمقَامِ ِإبْرَاهِي َم ُمصَّلىً [البقرة ]125:وتصلي ركعتي
ث تتقدم إل مقام إبراهيم وتقرأ :وَاتّ ِ
خفيفتي تقرأ ف الول( :قل يا أيها الكافرون) وف الثانية( :قل هو ال أحد) والهم أن تعل القام بينك
وبي البيت ،بينك وبي الكعبة ،سواء قربت منه أو بعدت عنه ،لكن إن حصل الدنو منه فهو أفضل،
وإن ل يصل فإنك تدرك السنة ولو كنت بعيدا ما دام القام بينك وبي الكعبة.
هل هناك دعاء عند القام؟ ل .ليس عند القام دعاء ،ل قبل الركعتي ول بعد الركعتي ،وإنا تصلي
الركعتي خفيفتي لتدع الجال لغيك .ث إذا فرغت من الركعتي تتقدم إن تيسر لك إل الجر السود
فتمسحه بيدك ،وإن ل يتيسر فل تشر إليه لنه ل يرد عن النب eأنه أشار إليه.
ما يشرع للمتمتع عند السعي بي الصفا والروة إل أن يتحلل تللً كاملً
ث ترج إل السعى ،فإذا دنوت من الصفا فاقرأ قول ال عز وجل :إِ ّن الصّفَا وَالْمَ ْر َو َة مِ ْن َشعَائِرِ اللّ ِه
[البقرة ]158:ابدأ با بدأ ال به ،فترقى على الصفا وتتجه إل الكعبة وترفع يديك رفع دعاء ،ترفع
يديك هكذا وتكب ال عز وجل وتمد ال ،وتقول( :ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللك وله
والمد وهو على كل شيء قدير ،ل إله إل ال وحده ،أنز وعده ،ونصر عبده ،وهزم الحزاب وحده)
ث تدعو با شئت ،ث تعيد هذا الذكر( :ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللك وله المد وهو على
كل شيء قدير ،ل إله إل ال وحده ،أنز وعده ،ونصر عبده ،وهزم الحزاب وحده) ث تدعو مرة
ثانية ،ث تعيد الذكر وتنل من الصفا متجها إل الروة فإذا حاذيت العمود الخضر فاسعَ سعيا شديدا،
أي :اركض ركضا شديدا بقدر ما تستطيع ،إل أن يكون هناك زحام تتأذى لو ركضت أو تؤذي غيك
51
جلسات الج
فل تفعل ،فإذا وصلت إل العمود الخضر الثان مشيت على عادتك إل أن تصل إل الروة ،فإذا
وصلت إل الروة فاصعد عليها واستقبل القبلة وارفع يديك وقل مثل ما قلته على الصفا ،ث تنـزل من
الروة متجها إل الصفا ،تشي ف موضع مشيك وتركض ف موضع ركضك ..وهكذا ،تفعل هذا سبع
مرات ،تبدأ بالصفا وتتم بالروة ،ذهابك من الصفا إل الروة شوط ورجعوك من الروة إل الصفا
شوط آخر .
إذا :يكون البتداء بالصفا والتام بالروة ،فإن ختمت بالصفا وظننت أنك أتمت سبعة أشواط فاعلم
أنك مطئ إما زائد وإما ناقص ،إما أنك زائد وسعيت ثانية أشواط أو ناقص ول تسع إل ستة أشواط.
إذا كنت ل أدري الن أنا الن ختمت بالصفا ول أدري هل أنا زدت شوطا أو نقصت شوطا ،فما
الكم؟ آت بشوط آخر ،آت بشوط آخر لجل أن أختم باذا؟ بالروة ،أختم بالروة ،فإذا قدرت ف
نفسك حي وصلت الصفا أن السعي انتهى فاعلم أن هذا خطأ ،لنه ل بد إمّا أن تكون زدت شوطا أو
نقصت شوطا ،فإذا قلت :ل أدري ،إذا :نقول :ائت بالشوط الخي للتحقق أنك أتمت سبعة أشواط،
وبعد انتهاء السبعة الشواط تقصر من شعر رأسك ،بعن أنك تقص جيع الشعر ل تقص جانبا واحدا
ل كاملًفقط ،بل جيع الشعر ،والرأة تأخذ من جديلتها أنلة ،أي :قدر فسطة الصبع ،وبذا تل ح ً
يوز لك جيع مظورات الحرام من الطيب واللباس والنساء وغي ذلك.
أخطاء يقع فيها الاج والعتمر عند الطواف
وهنا نقف يسيا لنتكلم على أشياء ف الطواف يطئ فيها بعض الناس :أولً :بعض الناس يمل معه
كتيبا فيه دعاء لكل شوط ف الطواف وف السعي ،فهل لذا أصل عن رسول ال eأو عن الصحابة؟
ل .ولذا يعتب هذا الكتيب بدعة من البدع ،لن النب eل يعل لمته دعاءً لكل شوط ،ل ف الطواف
ول ف السعي ،فالواجب على النسان أن يتجنب هذه الكتيبات وأن ينصح إخوانه أيضا بعدم اقتنائها،
وهذه الكتيبات فيها مفاسد:
الفسدة الول :أنا بدعة ،وقد قال النب ( : eكل بدعة ضللة).
الفسدة الثانية :أن كثيا من العامة يظنون أن هذا شيء واجب وليس هذا بواجب.
الفسدة الثالثة :أن كثيا من يقرأ هذه الكتيبات ل يفهم معناها ،ل يفهم معن الدعاء الذي يدعو به،
ولذا نسمع أخطا ًء كثية ،أخطاءً يتلف با العن؛ لن الذي يقرأ ل يعرف ما يقول ،وكيف تدعو ال
بشيء ل تعرفه!! قد تدعو ال بشيء هو ضرر عليك وأنت ل تعرف.
52
جلسات الج
الرابع من مفاسد هذه الكتيبات :أنا تول بي النسان وبي دعائه الذي ف نفسه ،كل إنسان ف نفسه
دعاء يب أن يدعو ال به ،هذا يب أن ال يرزقه علما ،وهذا يب أن ال يرزقه مالً ،وهذا يب أن
ال يرزقه ولدا ،وهذا يب أن ال يرزقه زوجة صالة ..وهكذا .هذه الكتيبات تول بي النسان وبي
طلبه الدعاء الذي يريد ،ولذا سُمع بعض الطائفي يقول :اللهم ارزقن فقها كفقه شيخ السلم ،ونوا
كنحو ابن هشام ،كل إنسان له رغبة خاصة ،وهذا يعن كون هذه الكتيبات بدعة ل فرق فيه بي
الطواف والسعي ،ففي السعي يمل بعض الناس كتيبا فيه دعاء لكل شوط ،وهذا ل أصل له .ثانيا:
بعض الناس يظنون أن الضطباع أي :إخراج الكتف الين يكون ف الطواف والسعي وف كل الحرام،
ولذا تده من حي أن يرم وهو مضطبع ،لو شاهدت الجيج الن لوجدت الجيج كلهم أو أكثرهم
يضطبعون من حي الحرام ،وهذا خطأ ،إذ السنة أن يكون الضطباع ف طواف القدوم ،أي ف
الطواف أول ما تقدم ،ل ف السعي ول ف غيه.
ثالثا :بعض الناس مع الزحام الشديد يتصر الشوط ،فيدخل من بي الكعبة القائمة والِجْر ،وهذا خطر
عظيم جدا ،لاذا؟ لنه يب أن يكون الطواف من وراء الجر ،فإذا طاف إنسان من دون الجر بينه
وبي الكعبة القائمة فإن شوطه ل يصح ،وحينئذ يرجع فإنه ل يطف ،وقد وقع هذا فعلً؛ فإن من الناس
من طاف طواف الفاضة ولكنه دخل من الباب الذي بي الجر وبي الكعبة حت تلل ورجع إل بلده،
وسأل فقيل له :إن طوافك طواف الفاضة ل يصح ،وعليك أن ترجع الن لتطوف طواف الفاضة على
وجه صحيح ،لاذا ل يصح؟ لنه ل يطف من وراء الجر والطواف من وراء الجر شرط لصحة
الطواف.
خامسا :بعض الناس يطوف من سطح السجد ،فهل هذا جائز؟ الواب :إن كان هناك مشقة ف
الطواف أسفل فل حرج أن يطوف النسان ف السطح ،ولكن ينبغي أن يترز من أن يطوف فوق
السعى ،لن السعى ليس من السجد ،والعلماء يقولون :ل بد أن يكون الطواف داخل السجد ،وإذا
طاف خارج السجد فإنه طوافه ل يصح ،والسعى إل الن ونن نعتبه خارج السجد ،ولذا لو أن
الرأة حاضت بعد الطواف وقبل السعي ،قلنا :اسعي ول حرج عليك.
ما يشرع للمتمتع بعد الحرام للحج يوم الثامن
ف اليوم الثامن من ذي الجة يرم الناس بالج ،ويسن عند الحرام بالج ما يسن عند الحرام بالعمرة،
فيغتسل ويطيب رأسه وليته ويلبس ثياب الحرام ،ويبقى ف من يصلي با ظهر اليوم الثان والعصر
والغرب والعشاء والفجر.
53
جلسات الج
النول بنمرة والوقوف بعرفة يوم التاسع
فإذا طلعت الشمس سار إل عرفة وهو يلب ،يقول( :لبيك اللهم لبيك ،لبيك ل شريك لك لبيك ،إن
المد والنعمة لك واللك ل شريك لك ،لبيك اللهم حجا) فينـزل بنمرة إن تيسر ،وهي مكان قرب
عرفة ينـزل با إل أن تزول الشمس ،فإن ل يتيسر كما هو الغالب ف هذه العصار فإنه ل حرج عليه
أن ينـزل ف عرفة ويبقى هناك ويصلي با الظهر والعصر جع تقدي ،ث يتفرغ بعد ذلك للدعاء
والتضرع إل ال عز وجل والذكر ،ويرص على أن يكثر من ذكر ال ودعائه ويصب ويصابر ويرابط
لن هذا اليوم يوم عظيم ،يوم ذكر ودعاء ،وخي الدعاء دعاء يوم عرفة ،قال النب عليه الصلة والسلم:
(خي ما قلت أنا والنبيون من قبلي :ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له اللك وله المد وهو على كل
شيء قدير) فيكثر من الدعاء من حي أن يصلي الظهر والعصر جع تقدي ،لكن النفوس ضعيفة والنسان
ضعيف ربا يتعب ويل يبقى نصف النهار كله وهو يدعو ويذكر قد يل ويتعب فل بأس أن يتجاذب
الحاديث النافعة مع رفقائه ول سيما ما يرقق القلوب ويوجب حضورها واستحضارها لثل هذا الوقف
العظيم ،فيكون تارة يتكلم بذا وتارة يدعو وتارة يقرأ القرآن ،وليحرص على أن يكون آخر النهار
مشتغلً بالدعاء ،ويلح على ال ،يلح :يا رب! يا رب! يا رب! ويلح لن ال تعال يب اللحي ف
الدعاء؛ لنه كلما كثر إلاح العبد ظهر افتقاره إل ربه عز وجل ،والنسان مفتقر إل ال ف جيع
حمِيدُ [فاطر .]15:فإذا أظهر النسان أحواله :يَا أَّيهَا النّاسُ َأْنتُ ُم اْلفُقَرَاءُ إِلَى اللّ ِه وَاللّ ُه ُه َو الْ َغِنيّ الْ َ
افتقاره إل ربه ولأ إليه وأل عليه ف الدعاء فليبشر بالجابة ،فإن ال تعال يقول :وَقَالَ َربّكُمُ ا ْدعُونِي
سَتكْبِرُو َن عَنْ عِبَا َدتِي َسيَدْخُلُونَ َج َهنّمَ دَا ِخرِينَ [غافر ]60:واختلف العلماء جبْ َلكُمْ ِإنّ الّذِي َن يَ ْ
َأسْتَ ِ
رحهم ال :هل الفضل أن يقف راكبا أو غي راكب؟ فقال بعض العلماء :الفضل أن يقف راكبا،
يعن يركب على السيارة ويتجه إل القبلة ويدعو ،قالوا :لن رسول ال eوقف راكبا ،فهو واقف
راكبا عليه الصلة والسلم رافع يديه ،حت إنه لا سقط زمام ناقته أمسكه بإحدى يديه وهو رافعا اليد
الخرى ،وما زال هكذا حت غربت الشمس.
البيت بزدلفة ليلة العاشر
فإذ غربت الشمس وتيقن الغروب دفع من عرفة إل مزدلفة يلب ال عز وجل( :لبيك اللهم لبيك ،لبيك
ل شريك لك لبيك ،إن المد والنعمة لك واللك ل شريك لك) ويرفع صوته بذلك ،ويقول أيضا:
(لبيك اللهم حجا) حت يصل إل مزدلفة ،فإذا وصل صلى با الغرب والعشاء جعا؛ لن النب eجع
فيها جع تأخي ،وذلك أنه ل يصل إليها إل بعد دخول وقت العشاء ،فإن قدر أنك وصلت إليها وقت
54
جلسات الج
الغرب فالفضل أن تصلي الغرب ث تنتظر حت يأت وقت العشاء فتصلي العشاء ،إل أن يكون ف ذلك
شيء من الشقة عليك فل حرج أن تمع جع تقدي ،وتبقى ف تلك الليلة ف مزدلفة ،ول ينبغي أن
تيي تلك الليلة بذكر أو دعاء ،أو قرآن أو تجد ،ل .الفضل أن تنام؛ لن الرسول eلا صلى الغرب
والعشاء اضطجع ونام حت طلع الفجر ،ول يقم تلك الليلة ول يشتغل بالتسبيح ول بالقرآن ول بشيء
أبدا ،نام لجل أن ينقض التعب الذي حصل ف عرفة ويستجد النشاط للعمل الذي يكون ف يوم النحر،
هذا هو السنة .وظاهر الحاديث أن النب eل يوتر تلك الليلة؛ لنه ل يذكروا أنه أوتر ،ولكن هناك
أحاديث عامة تدل على أن النب eل يدع الوتر حضرا ول سفرا ،وعلى هذا :فتصلي العشاء ركعتي
ث توتر با شاء ال ،ث تنام إل طلوع الفجر ،فإذا طلع الفجر فصل الفجر مبكرا إل حي أن يتبي
الصبح ،وهنا ينبغي أن تؤذن لصلة الفجر ث تصلي راتبة الفجر ث تصلي صلة الفريضة ،وبعد هذا تقف
داعيا ال عز وجل إل أن تسفر جدا ويتبي السفر ،ث تنطلق متوجها إل من ،فإن رسول ال eفعل
ذلك؛ وقف عن الشعر الرام ،وقال( :وقفت هاهنا و عرفة كلها موقف) .
مسائل متعلقة بالوقوف بعرفة والبيت بزدلفة
ونن نقف الن لنذكر بعض السائل التعلقة بالوقوف والبيت ف مزدلفة :ف الوقوف لو أن النسان
وقف خارج حدود عرفة وانصرف وهو ل يقف بعرفة ،فماذا يكون حجه؟ الواب :ل حج له ،لقول
النب ( : eالج عرفة ) ومن هنا نعلم أنه يتأكد علينا أن نتأكد من حدود عرفة ؛ لن بعض الناس
ينلون قبل أن يصلوا إل عرفة ويبقون هناك وينصرفون إذا غابت الشمس من مكانم ،وهؤلء رجعوا
بل حج؛ لن النب eقال( :الج عرفة ) فيجب علينا أن نتأكد من الدود ،والدود ول المد مبينة؛
فيها علمات ظاهرة واضحة ،وهناك أناس مرشدون يرشدون الناس ويبينون لم أنم خارج الدود.
ثانيا :هل من السنة أن تشق على نفسك لتصل إل الوضع الذي وقف فيه عليه الصلة والسلم؟ ل.
ليس هذا من السنة ،بل السنة أن تقف ف مكانك إذا كان يشق عليك الذهاب ،وذلك لقول النب : e
(وقفت هاهنا و عرفة كلها موقف) وف هذا -وال أعلم -إشارة إل أننا ل نكلف أنفسنا بالذهاب إل
موقف الرسول عليه الصلة والسلم فالمر واسع والمد ل ،والنسان إذا ذهب يشى عليه من
الشمس والر والعطش والختلط بالنساء عند البل وربا يضيع ويتيه ،فيتعب هو ويُتعِب رفقاءه أيضا.
ثالثا :هل الشروع استقبال البل أو استقبال القبلة ولو كان البل خلف ظهرك؟
55
جلسات الج
الواب :الثان ،الشروع استقبال القبلة ولو كان البل خلف ظهرك ،فالبل ما هو إل علمة للمكان
الذي وقف فيه الرسول عليه الصلة والسلم ،وليس له أي مزية على بقية أرض عرفة ،فاستقبال القبلة
حال الدعاء هو الشهور دون استقبال البل ،أما إذا كنت خلف البل من الناحية الشرقية فيحسن لك
استقبال البل واستقبال القبلة معا.
السألة الرابعة :هل يوز للنسان أن يدفع من عرفة قبل غروب الشمس؟ الواب :ل .لن النب e
وقف حت غربت الشمس ،وقال( :خذوا عن مناسككم) ولو كان الدفع من عرفة قبل الغروب جائزا
لفعله النب eلنه أيسر للمة إذا دفعوا ف النهار ،فلما ل يفعل ذلك علم أنه حرام ،وأنه ل يوز
للنسان أن يدفع قبل غروب الشمس ،بل يب أن ينتظر حت يتيقن غروب الشمس أو يغلب على ظنه،
وإذا كنا معشر السلمي ل نفطر ونن صائمون إل إذا غربت الشمس فل يوز لنا أن نسي من عرفة إل
إذا غربت الشمس؛ لن الرسول eوقف حت غربت الشمس .ولكن لو دفع قبل أن تغرب الشمس،
فماذا يكون؟ نقول :إنه يكون آثا ،عاصيا وعليه دم يذبه ف مكة ويوزعه على الفقراء؛ لنه ترك واجبا
من الواجبات ،وقد قال أهل العلم :كل من ترك واجبا من واجبات الج فعليه فدية يذبها ف مكة
ويوزعها على الفقراء .ف مزدلفة ذكرنا أنه يصلي الغرب العشاء ف مزدلفة ،ولكن لو فرض أن السيارة
تعطلت ول يصل إل مزدلفة ،أي :أنه انتصف الليل قبل أن يصل إل مزدلفة ،هل يؤخر صلة الغرب
والعشاء إل ما بعد نصف الليل؟ ل .ل يوز أن يؤخر صلة الغرب والعشاء إل ما بعد نصف الليل ،بل
إذا خاف أن ينتصف الليل وهو ل يصل إل مزدلفة وجب إن يصلي ولو ف الطريق ،ول يوز أن يؤخر
إل ما بعد نصف الليل.
ثانيا :فهمنا أن النسان يبقى حت يصلي الفجر ويدعو ال تعال ث ينصرف بعد أن يسفر ،لكن لو دفع
من مزدلفة قبل طلوع الفجر ،فهل هذا جائز؟ الواب :إذا كان النسان يشق عليه أن يزاحم الناس فإنه
ل بأس عليه أن يدفع ف آخر الليل ويرمي المرة؛ جرة العقبة ،وأما إذا كان قويا ل يشى على نفسه
من الزحام فإن النب eبقي ف مزدلفة حت صلى الفجر ووقف ودفع ،ولكن إذا كانت الرفقة فيهم
ضعفاء كثيون يتاجون إل أن ينصرفوا من مزدلفة قبل الفجر فماذا يكون الكم؟ الكم أن يدفعوا
جيعا إذا كان ل يكن البقاء ف مزدلفة ،أما إذا كان يكن كما لو كان أحد الركاب ليس معه امرأة
وليس معه ضعيف يستطيع أن يبقى ف مزدلفة ويأت إل من بنفسه فهذا يبقى ،لكن إذا كان ل يكن
فليدفعوا جيعا وإذا وصلوا إل من فالضعيف يرمي المرات مت وصل والقوي الفضل له أن يؤخر حت
تطلع الشمس ،وإن رمى مع رفقائه فل بأس.
56
جلسات الج
ثالثا :هل يلزم النسان أن يلقط الصى من مزدلفة ؟ ل .ل يلزم بل ول يسن؛ لن الرسول eل يفعله
ول يأمر أمته به ،فلم يلقط الصى من مزدلفة ول أمر المة أن يأخذوا من مزدلفة ،وإنا استحبه بعض
التابعي ،قال :لجل أن يكون متهيئا ومتأهبا لرمي المرة أول ما يصل إل من ،ولكن هذا ل أصل له
من سنة الرسول عليه الصلة والسلم ،فل يلقط الصى من مزدلفة.
أعمال الج يوم النحر
فإذا دفع من مزدلفة بعد أن يصلي الفجر ويسفر يدفع وهو يلب( :لبيك اللهم لبيك ،لبيك ل شريك لك
لبيك ،إن المد والنعمة لك واللك ل شريك لك) وإذا تيسر له أن يسرع الشي ف وادي مسر وهو
مرى الاء ،مرى الشعيب الذي بي من و مزدلفة فليفعل؛ لن الرسول eأسرع السي فيه ،فإذا وصل
إل من فليكن أول ما يبدأ به رمي جرة العقبة ،يرميها بسبع حصيات متعاقبات يكب مع كل حصاة،
فيقول :ال أكب ،وكل حصاة منها أكب من الُ ّمصِ قليلً ،ث ينصرف إل النحر فينحر هديه .ث يلق
رأسه أو يقصر ،والرأة تقصر ،واللق أفضل من التقصي؛ لن النب eدعا للمحلقي ثلثا وللمقصرين
مرة واحدة ،بعد أن أل الصحابة عليه أيضا ،وبذا يل التحلل الول ،فيحل من كل مظورات الحرام
إل من النساء ،وعلى هذا فإذا رمى ونر وحلق خلع ثوب الحرام ولبس ثيابه العتادة ،وتطيب وقلم
أظفاره وأزال الشعر الذي تسن إزالته؛ لنه حل من كل شيء إل من النساء ،ث بعد هذا يتطيب ،يعن:
يسن أن يتطيب ليطوف بالبيت ،وينـزل إل مكة ويطوف طواف الفاضة ،وهو :طواف الج ،ويسعى
بي الصفا و الروة سعي الج وبذا يل التحلل كله ،ث يرجع إل من فيبيت فيها .أظن أنه اتضح لنا أن
النسان يفعل يوم العيد خسة أنساك:
أولا :رمي جرة العقبة ،والثان :النحر ،والثالث :اللق أو التقصي ،والرابع :الطواف ،والامس:
السعي ،والفضل أن يرتبها هكذا ،فيبدأ بالرمي ،ث النحر ،ث اللق أو التقصي ،ث الطواف ،ث السعي،
وإن قدم بعضها على بعض فل حرج عليه لن النب eكان يسأل يوم العيد عن التقدي والتأخي فما
سئل عن شيء قدم ول أخر إل قال( :افعل ول حرج) .
ويبيت ف من اليلة الادية عشرة واليلة الثانية عشرة ،وينبغي له أن يستغرق الوقت ف الذكر وقراءة
القرآن والعلم والشياء النافعة؛ لن هذه أيام فاضلة ل ينبغي أن تذهب عليك سدىً .وإذا زالت الشمس
من اليوم الادي عشر رميت المرات الثلث؛ تبدأ بالول فترميها بسبع حصيات متعاقبات ،تكب مع
كل حصاة ،ث تتقدم قليلً وتعلها خلف ظهرك ،ث تقف وترفع يديك فتدعو ال تعال دعا ًء طويلً،
وقد جاء ف بعض الروايات أنه بقدر سورة البقرة ،فإن تيسر لك هذا وإل كفى ما تيسر ،ث ترمي
57
جلسات الج
المرة الوسطى بسبع حصيات متعاقبات تكب مع كل حصاة ،ث تنحدر على اليسار وتقف مستقبل
القبلة رافعا يديك تدعو ال تعال دعا ًء طويلً ،ث ترمي جرة العقبة بسبع حصيات متعاقبات ول تقف
عندها .تفعل هذا الرمي ف اليوم الادي عشر وف اليوم الثان عشر ،ث إن شئت بعد رمي اليوم الثان
عشر أن تبقى ف من فتتأخر فلك ذلك ،وإن شئت أن تنل وتتعجل فلك ذلك؛ لن ال عز وجل يقول:
وَاذْكُرُوا اللّهَ فِي َأيّا ٍم َمعْدُودَاتٍ فَمَ ْن َتعَجّلَ فِي َي ْو َميْنِ فَل ِإثْ َم عََليْ ِه َومَ ْن َتأَخّرَ فَل ِإثْ َم عََليْهِ لِمَ ِن اّتقَى
[البقرة.]203:
نعود الن لننظر ماذا يكون ف من ؟ يكون ف من الكث يوم العيد ويوم الادي عشر ويوم الثان عشر،
لكن لك أن ترج من من ف آخر اليوم الثان عشر ،والكث فيها ليلً ونارا هو السنة ،ولكن يوز لك
أن ترج من من ف النهار وترجع فتبيت فيها ،والراد أن تبيت معظم الليل ،ولكن ل تفعل كما يفعل
بعض الناس اليوم ،تده إذا نزل يوم العيد إل مكة وطاف وسعى ذهب إل بيته واشتغل بترفه وكأنه غي
حاج ،فإذا قارب نصف الليل خرج إل من وبقي فيها حت يصلي الفجر ث رجع إل بيته ،هذا ف
القيقة ليس حجا على صفة ما حج عليه الرسول عليه الصلة والسلم ،بل النب eبقي ف من ليلً
ونارا ،والسألة ما هي إل يومان أو ثلثة أيام فقط ،فاصب نفسك حت تج كما حج النب . e
وإذا أردت أن ترج من مكة إل بلدك فل ترج حت تطوف للوداع ،وهو واجب على كل من خرج
من معتمر وحاج إل الرأة الائض أو النفساء فليس عليهما وداع.
ونسأل ال سبحانه وتعال أن يعلنا وإياكم من يجون حجا مبورا ،وأن يعل سعينا سعيا مشكورا،
وذنبنا ذنبا مغفورا إنه جواد كري ،والمد ل رب العالي ،وأصلي وأسلم على نبينا ممد وعلى آله
وأصحابه أجعي.
السئلة
حكم التلبية الماعية
السؤال :هناك من يلبون بشكل جاعي مع أنه ربا كان فيه تشجيع لم وتنشيط ،فهل ينكر عليهم ،رغم
أن بعضهم يستدل با ورد ف صحيح البخاري ،قال :كان ابن عمر و أبو هريرة يرجان إل السوق
أيام العشر يكبان ويكب الناس بتكبيها ،أو أن الراد من فعلهما التذكي فقط؟
الواب :بسم ال الرحن الرحيم ،المد ل رب العالي ،وأصلي وأسلم على نبينا ممد وعلى آله
وأصحابه أجعي .التلبية تشرع لكل واحد بانفراده ول تسن جاعة ،ولذا قال أنس بن مالك رضي ال
58
جلسات الج
عنه( :خرجنا مع النب eفمنا الهلل ومنا الكب ومنا اللب) وهذا يدل على أن كل واحد منهم يذكر
ال تعال بانفراده ،هذا يقول :ال أكب ول المد ،وهذا يقول :ل إله إل ال ،وهذا يقول :لبيك ،فهذه
هي السنة .وما يذكره السائل من أنم كانوا جاعة فإنه ينشط بعضهم بعضا ،فنقول :التنشيط بغي ما
ورد ل ينبغي ول يهم نشط نفسك على ما ورد عن النب عليه الصلة والسلم فهو خي ،وأما ما ذكر
من أثر عبد ال بن عمر و أب هريرة رضي ال عنهم فليس فيه دليل على ذلك؛ لنه قوله( :يكب الناس
بتكبيها) يتمل أن يكون الناس يدفعونم على التكبي فيكب مثلً عبد ال بن عمر فيتبعه الناس ،ويتمل
من العن( :يكبون بتكبيهم) أي :مثل تكبيهم ،وإن كان كل واحد يكب على انفراد وهذا هو
القرب.
حكم اللتزام ما بي الجر والباب
السؤال :ماذا يقول أو يفعل قبل بدء الطواف ،هل يسمي ويكب ،أو يكب فقط؟ وهل يستقبل الجر أو
ماذا؟ وما حكم اللتزام ما بي الجر والباب وكذا جيع أجزاء البيت؟
الواب :هذه فقرات أجبنا عنها ف الواقع با تكلمنا فيه ول حاجة إل إعادة الواب فليجع إل
الشريط ،أما بالنسبة لللتزام فإن اللتزام فعله الصحابة رضي ال عنهم ،وهو أن يلصق النسان صدره
وخده ويد يديه ما بي الجر السود والباب هذا هو مل اللتزام ،وبقية أركان الكعبة ،وبقية جدران
الكعبة ليست ملً لللتزام فل يسن التزامها ،وينبه على من فعل ذلك ،أي :على من التزم ف غي موضع
اللتزام ينبه عليه بأن هذا ليس من السنة.
59
جلسات الج
لن من شرط الطواف أن تعل الكعبة عن يسارك ،فإذا جعلتها خلف ظهرك أو على يينك أو أمامك
فإن الطواف ل يصح.
السنة ف الشارة إل الجر السود
السؤال :هل السنة الشارة إل الجر إذا ل يستطع الستلم ف كل شوط بيدين أو بيد واحدة؟
الواب :السنة أن تشي بيد واحدة فقط؛ لن النب eكان يستلمه بيد واحدة ،فكذلك الشارة إنا
تكون بيد واحدة وهي اليمن.
حكم الرور بي يدي الصلي ف الرم أثناء الزحام
السؤال :نظرا للزحام ف موسم الج خاصة ،فهل يوز الرور بي يدي الصلي ف الرم؟
الواب :ل .ل يوز الرور بي يدي الصلي ف الرم ،كما ل يوز الرور بي يدي الصلي ف غيه،
والحاديث الواردة ف تري الرور بي يدي الصلي عامة ل يصص منها شيء ،وقد قال النب عليه
الصلة والسلم( :لو يعلم الار بي يدي الصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعي خي له من أن ير بي
يديه) وقد فسر (الربعي) بأنا :أربعي سنة ،لكان خيا من أن ير بي يديه ،وبإمكان النسان إل ير
بي يدي الصلي ،بل ير بينه وبي صاحبه الذي إل جانبه فيشق الصفوف شقا ول ير بينها عرضا.
حكم الرأة الت تاف على جنينها ف طواف الج
السؤال :امرأة خافت على جنينها وهي حامل ،فماذا عليها ف طواف الج؟
حمَل ،كما هو معروف الن ف كل من عجز عن الواب :إذا خافت امرأة حامل على جنينها فإنا تُ ْ
الطواف أنه يمل لقول ال تعال :فَاّتقُوا اللّ َه مَا ا ْستَ َط ْعتُمْ [التغابن ،]16:وقوله :ل يُكَلّفُ اللّهُ
َنفْسا إِلّا ُو ْس َعهَا [البقرة ]286:وقوله :وَل َت ْقتُلُوا َأْنفُسَكُمْ [النساء ،]29:وقوله :وَل ُت ْلقُوا
بَِأيْدِيكُمْ إِلَى التّهُْل َكةِ [البقرة.]195:
حكم من يمل كتيبا للدعية ف الج للستذكار فقط
السؤال :لو قال قائل :سأحل كتيبا لتذكر الدعية ول أجعلها ديدنا ل ،بل مرد التذكر ،أو أحل
ورقة فيها بعض الدعية الأثورة للتذكر فقط ،فما الكم؟
الواب :هذا ل بأس به ،إذا كان النسان ل يعرف دعاء مأثورا وأراد أن يكتب أدعية مأثورة يملها
معه يقرأ با فل بأس ،لكن الذي تكلمنا عنه أنه قد خصص كل شوط بدعاء معي ،وهذا الدعاء قد ل
يعرفه النسان فضلً عن أن يكون مقصودا له ،وأما دعاء مقصود لك تعرفه ول تصص كل شوط
بدعاء معي فهذا ل بأس به ول حرج فيه.
60
جلسات الج
حكم من حاضت قبل طواف الفاضة
السؤال :امرأة حجت وحاضت قبل طواف الفاضة ،فماذا تعمل؟
الواب :إذا حاضت الرأة قبل طواف الفاضة فإنه يب عليها أن تنتظر حت تطهر ،وإن شاءت خرجت
من مكة لكنها ترج على ما بقي من إحرامها ،فإذا كانت ذات زوج فإن زوجها ل يقربا ،فإذا طهرت
عادت إل مكة وطافت طواف الفاضة ،ويسن ف هذه الال أن ترم بالعمرة فتطوف وتسعى للعمرة
وتقصر ث تأت بطواف الفاضة ،لكن إذا كانت ف بلد ل يكنها الرجوع ول يكنها البقاء ،مثل أن
تكون ف إندونيسيا أو ف باكستان أو ف بنجلديش أو ف مصر أو ف الغرب أو ف مكان ل يكنها أبدا
أن ترجع فإننا ف هذه الال نقول :تتحفظ ،أي :تضع على فرجها شيئا تفظ به نزول الدم ،ث تطوف
ولو كانت حائضا ،وطوافها هنا جاز للضرورة ،لننا بي ثلثة أمور :إما أن نقول :ل تطوف وارجعي
إل بلدك وأنت على ما بقيت عليه من الحرام ،وف هذا من الشقة ما ل يتمل؛ لن مقتضى ذلك أن
تبقى إن كانت متزوجة ل يستمتع با زوجها ،وإن كانت غي متزوجة تبقى بل زوج؛ لنه ل يكن أن
يعقد عليها وهي ل تل التحلل الثان ،وهذا ل شك أن فيه مشقة شديدة ،وإما أن نقول :اعتبي نفسك
مصرة وتللي بدي وهذه الجة ليست لك ضاعت عليك ،وهذا أيضا فيه مشقة عظيمة ل سيما ف
امرأة ل يتيسر لا الج إل ف هذه السنة ولن يتيسر لا ف الستقبل ،وإما أن نقول :تلجمي ،أي :تفظي
بفاظة وطوف وأنت على حيضك للضرورة ،ول شك أن هذا القول هو أقرب القوال إل قواعد
الشرع ،وهو الذي اختاره شيخ السلم ابن تيمية رحه ال .وعلى هذا فنقول لذه الرأة الت ل يكنها
أن تبقى :أولً :دون أن ترجع تلجمي ،أي :تفظي وطوف ول حرج عليك.
61
جلسات الج
السؤال :هل شرب ماء زمزم بعد الطواف من السنة؟ وما معن قوله ( : eماء زمزم ل شرب له)؟ وباذا
يدعو؟
الواب :إن رسول ال eبعد أن طاف طواف الفاضة يوم العيد شرب من ماء زمزم؛ ولذا استحب
العلماء أن يشرب من ماء زمزم بعد طواف الفاضة ،وأما قوله( :ماء زمزم لا شرب له) فمعناه :أنك إذا
شربته عن عطش رويت به ،وإن شربته عن جوع شبعت به ،فهو (طعام طعم ،وشفاء سقم) إن شربته
أيضا من مرض كان فيك فإنك تشفى بإذن ال.
حكم رفع اليدين فوق الصفا والروة كالكب للصلة
السؤال :ما حكم رفع اليدين عند التكبي فوق الصفا أو فوق الروة ،وأقصد رفع اليدين كهيأة من يريد
الدخول ف الصلة ،فأنا أرى أناسا يفعلون ذلك؟
الواب :نعم ،هؤلء الذين يرفعون أيديهم على الصفا و الروة ويشيون با كأنا يريدون أن يكبوا
للصلة ليس عندهم علم ،والشروع ف رفع اليدين على الصفا وعلى الروة أن يرفعهما رفع دعاء ،وقد
بينا هذا ف كلمنا على صفة الج والعمرة فليجع إليه ف الشريط ،وهكذا أيضا عند الشارة للحجر
السود كثي من الناس يشي إليه كأنا يريد الدخول ف الصلة وهذا أيضا ل أصل له ،وإنا يشي إليه بيد
واحدة وهي اليمن إشارة علمة وتعيي فقط.
62
جلسات الج
حكم إسراع الرأة بي العلمتي أثناء السعي
السؤال :ما هي السنة ف سعي الرأة بي العلمتي الضراوين ،هل تسرع ف السعي أم ل؟
الواب :ل .الرأة ل تسرع ل ف الطواف ف الشواط الثلثة الول ،ول بي العلمي الخضرين ،وقد
حكى بعض العلماء إجاع أهل العلم على أن الرأة ليست من أهل السعي ،أي :ليست من أهل الركض
ول من أهل الرمل ،وعلى هذا فيكون الدليل الخصص هو إجاع العلماء رحهم ال فليس عليها أن
تسعى ول أن ترمل.
حكم تقدي السعي على طواف الفاضة
السؤال :هل يوز للحائض أن تسعى قبل طواف الفاضة ،ويبقى عليها طواف الفاضة إذا طهرت
ويكون ف نفس الوقت طواف الوداع؟
الواب :يوز للحائض وغي الائض أن يقدم السعي على طواف الفاضة ،ولكن الفضل أن يبدأ
بالطواف ويسعى بعده ،وهذا مزئ عن طواف الوداع إذا جعله النسان عند خروجه ،أي أن السعي
بعد الطواف ل ينع من كون الطواف آخر ما يكون ،لن هذا السعي تابع للطواف.
الفرق بي الج عن النفس وعن الغي من حيث النية والقوال والفعال
السؤال :ما الفرق بي شخص يج عن نفسه وشخص يج عن غيه من حيث النية والقوال والفعال؟
الواب :ل فرق بينهما إل أن الذي يج عن غيه يقول :لبيك عن فلن وينويه عنه ،أما الاج عن
نفسه فيقول :لبيك ويريد أنه يلب عن نفسه؛ ولذا ينبغي لن أخذ حجا عن الغي أل يص نفسه
بالدعاء ،بل يدعو لنفسه ويدعو لن وكله ف الج عنه.
جلسات الج[]5
كان موضوع هذه اللسة هو الضحية وما يتعلق با ،وقبل ذلك بدئت بذكر فضل أيام عشر ذي
الجة ،ث بيان ما يب على الضحي ،ث ذكر حكم الضحية ولن تكون وما هي شروطها ،ث ختمت
بذكر أحكام العقيقة.
فضل أيام عشر ذي الجة
المد ل رب العالي ،وأصلي وأسلم على نبينا ممد خات النبيي ،وإمام التقي ،وعلى آله وأصحابه
أجعي .أما بعــد:
فإننا نلتقي وإياكم ف هذه الليلة ليلة الثلثاء التممة لشهر ذي القعدة عام (1409هـ) وهذا اللقاء
سيكون موضوعه :الضحية وما يتعلق با ،وربا نشي إل شيء من فضائل عشر ذي الجة ،فنقول :إن
هذه اليام العشر -عشر ذي الجة -من أفضل اليام عند ال عز وجل ،بل وقد ثبت ف الديث
الصحيح عن رسول ال eأنه قال( :ما من أيام العمل الصال فيهن أحب إل ال من هذه اليام
67
جلسات الج
العشر) ،وف رواية( :أفضل عند ال من هذه اليام العشر ،قالوا :ول الهاد ف سبيل ال؟ قال :ول
الهاد ف سبيل ال ،إل رجلً خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء).
وعلى هذا :ينبغي لنا أن ننتهز هذه الفرصة العظيمة وهذا الوسم العظيم لنعمل فيه العمل الصال؛ لكونه
أحب إل ال عز وجل من أي عمل كان ف يوم آخر ،حت إن العمل ف هذه اليام ،أيام عشر ذي
الجة الول أفضل عند ال وأحب إل ال من العمل ف العشر الواخر من رمضان ،وهذا شيء غفل
عنه الناس وأهلوه ،حت إن هذه العشر -عشر ذي الجة -تر بالناس وكأنا أيام عادية ليس لا فضل
وليس للعمل فيها مزية ،فلنكثر فيها من كل عمل صال يقربنا إل ال عز وجل؛ من الصلة والذكر،
والصدقة والصوم ،وكذلك الحسان إل اللق ف الاه والبدن وكل ما يقرب إل ال سبحانه وتعال.
ولكن هناك أعمال صالة خصصت بأيام معينة كالعتكاف مثلً ،فل يشرع أن نص هذه اليام العشر
بالعتكاف وأن نعتكف فيها كما يعتكف ف العشر الواخر من رمضان؛ لن العشر الواخر إنا كان
الرسول eيعتكف فيها تريا لليلة القدر ،ولذا اعتكف العشر الول ث الوسط ،ث قيل له :إنا ف
العشر الواخر فاعتكف ف العشر الواخر.
ويكون الذكر على حسب ما جاء عن السلف[ :ال أكب ،ال أكب ،ل إله إل ال ،وال أكب ،ال أكب،
ول المد] أو التكبي ثلثا( :ال أكب ،ال أكب ،ال أكب ،ل إله إل ال ،وال أكب ،ال أكب ،ال أكب،
ول المد) يهر بذلك الرجال ف الساجد والسواق والبيوت والكاتب وغيها ،وتسر با الرأة بقدر
ما تسمع من إل جانبها ،من دخول شهر ذي الجة إل آخر يوم من أيام التشريق ،فتكون اليام ثلثة
عشر يوما ،عشرة أيام آخرها العيد وثلثة أيام وهي أيام التشريق.
مسائل تتعلق بالضحية
أما موضوع الضحية ،فإن الضحية من نعمة ال سبحانه وتعال ومن رحته ومن حكمته أن شرع لهل
المصار الذين ل يقدر ال لم أن يجوا ويهدوا إل البيت ما يشاركون به إخوانم الجاج ،فشرع لم
الضاحي ،وشرع لم إن دخلوا ف العشر الول من ذي الجة أل يأخذوا شيئا من شعورهم وأظفارهم
وأبشارهم ،أي :جلودهم ،كما ثبت ذلك ف صحيح مسلم وغيه من حديث أم سلمة رضي ال عنها
أن النب eقال( :إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك ،أو فل يأخذن من شعره أو
بشره أو ظفره شيئا حت يضحي) وهذا الطاب موجه لن يضحي وليس لن ضحي عنه ،وعلى هذا
فالعائلة الذين يضحي عنهم قيم البيت ل يرم عليهم أخذ شيء من شعورهم وأظفارهم وأبشارهم؛ لن
النب eخاطب من يضحي ،وكان عليه الصلة والسلم يضحي عنه وعن أهل بيته ول يأمرهم أن
68
جلسات الج
يسكوا عن شعورهم وأظفارهم وأبشارهم ،فدل هذا على أن الكم خاص بن يضحي ،وأما قول بعض
أهل العلم :من يضحي ومن يضحى عنه فهذا ل دليل عليه.
حكم الضحية
الضحية اتفق علماء السلمي على مشروعيتها ،وأنا من أفضل العبادات ،ولذا قرنا ال سبحانه وتعال
حيَايَسكِي َومَ ْحرْ [الكوثر ،]2:وقال :قُلْ إِنّ صَلتِي َونُ ُ ك وَانْ َف كتابه بالصلة ،فقالَ :فصَلّ لِ َربّ َ
سلِمِيَ [النعام]163-162: ت َوَأنَا َأوّ ُل الْمُ ْ
ب اْلعَالَمِيَ * ل شَرِيكَ لَ ُه َوبِذَلِكَ ُأمِرْ ُ
َومَمَاتِي لِلّهِ رَ ّ
وبعد اتفاق العلماء -علماء السلمي -على مشروعيتها وأنا من أفضل الطاعات اختلفوا هل هي واجبة
يأث النسان بتركها ،أو سنة مؤكدة يكره له تركها ول يأث عليها؟ على قولي لهل العلم ،وها روايتان
عن المام أحد رحه ال .فذهب أبو حنيفة وأحد ف إحدى الروايتي عنه إل أن الضحية واجبة وأن
من كان قادرا ول يضح فهو آث عاصٍ ل ورسوله .وذهب مالك والشافعي وأحد ف إحدى الروايتي
عنه إل أنا سنة مؤكدة ،لكن أصحاب المام أحد رحهم ال صرحوا بأنه يكره للقادر أن يترك
الضحية ،وقد مال شيخ السلم ابن تيمية رحه ال إل القول بالوجوب ،وقال :إن الظاهر وجوب
الضحية ،لنا من شعائر السلم الظاهرة ،ولذا كان ذبح الضحية أفضل من الصدقة بثمنها ،حت
أنك لو ملت جلدها دراهم وتصدقت بذه الدراهم لكان ذبها أفضل من ذلك ،وليس الكمة من
الضحية حصول اللحم وأكل اللحم ،ولكن الكمة :التقرب إل ال تعال بذبها ،قال ال تعال :لَنْ
َينَالَ اللّهَ ُلحُو ُمهَا وَل ِدمَاؤُهَا وََلكِ ْن َينَالُهُ الّتقْوَى ِمْنكُمْ [الج ]37:فظن بعض الناس أن القصود من
ذلك الكل والنتفاع باللحم وهذا ظن قاصر ،بل أهم شيء أن تتعبد ل تعال بذبها ،ولذا كان من
الطأ أن يصرف النسان الدراهم إل الهاد ف أفغانستان ويدع الضحية ف بلده ،فإن هذا يعن ترك
شعية من شعائر السلم ،وهؤلء الفغانيون وغيهم من الجاهدين ف سبيل ال يكن أن يرسل لم
النسان دراهم ويعل هذه الشعية ف بيته وف بلده لتقام شعائر ال عز وجل ف أرض ال تعال عموما.
لن تكون الضحية؟
الضحية أفضل من الصدقة بثمنها ،ولكن لن تكون الضحية؟ الضحية ف القيقة مشروعة للحياء
وليست للموات ،فإن النب eضحى عنه وعن أهل بيته ،والصحابة رضي ال عنهم كان الرجل
يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته ،ول أعلم إل ساعت هذه أن النب eضحى لحد من أمواته ،فقد
مات له أقارب من أعز الناس عليه؛ استشهد عمه حزة ف أحد ،وماتت زوجته خدية ،وماتت بناته
وأولده ما عدا فاطمة ول يضحِ عن أحد منهم أبدا ،ول أعلم إل ساعت هذه أن أحدا من الصحابة
69
جلسات الج
ضحى عن أحد من أمواته ،فلم يكن من هدي الرسول عليه الصلة والسلم ،ول من هدي أصحابه
إفراد اليت بالضحية ،ومن وجد شيئا من هذا -أي :وجد أن الرسول عليه الصلة والسلم أو أن أحدا
من أصحابه ضحوا عن اليت -فليسعفنا به فإنا له شاكرون ،ولا ثبت من شرع ال تعال منقادون إن
شاء ال ،لكن ل يكن أن يد.
إذا :فالصل ف مشروعية الضحية أن تكون عن الحياء ل عن الموات ،الضحية عن اليت ل ترد ف
سنة الرسول عليه الصلة والسلم ول ف هدي الصحابة رضي ال عنهم ،ولذا اختلف العلماء هل
تشرع أو ل تشرع؟ فقال بعض العلماء :إنا ليست بشروعة ،وقال آخرون :بل هي كالصدقة ،فقاسوها
قياسا على الصدقة ،لنم ل يدوا لا أصلً ف السنة فقاسوها على الصدقة ،ول شك أن الصدقة جاءت
السنة بوازها ،فقد جاء رجل إل رسول ال eفقال( :يا رسول ال! إن أمي افتتلت نفسها وإنا لو
تكلمت لتصدقت ،أفأتصدق عنها؟ قال :نعم) .واستأذنه سعد بن عبادة رضي ال عنه أن يتصدق
بخرافه ،أي :بنخله لمه وقد ماتت ،فأذن له ،أما أن أحدا من الصحابة ضحى عن ميت ،أو استأذن
النب eأن يضحي عن ميت فهذا ل يرد ،والضحية عن اليت تنقسم إل ثلثة أقسام:
القسم الول :أضحية أوصى با اليت ،فهنا نعمل با ،ونضحي له؛ لننا نضحي من ماله ومن وصيته،
وهذه الضحية ل إشكال فيها؛ لنا تنفيذ أمر أوصى به اليت واكتسبه ف حياته با أوصى به.
القسم الثان :أن يضحى عن اليت تبعا ،مثل أن يضحي النسان عنه وعن أهل بيته وينوي كل أقاربه
الحياء والموات فهذا أيضا جائز ،ويكن أن يقال :إن قول الرسول عليه الصلة والسلم( :اللهم إن
هذا عن ممد وآل ممد)يشمل الي واليت منهم ،ولكن اليت هنا دخل تبعا ل استقللً ،والشيء
الذي يتبع ليس كالشيء الذي يستقل.
القسم الثالث :أن يضحى للميت استقللً بدون وصية ،فهذا هو ما ذكرته لكم بأنه ل دليل فيه من
السنة؛ ل عن رسول ال ، eول عن خلفائه الراشدين أنم ضحوا لحد من الموات استقللً بدن
وصية ،وإذا قلنا :إن الضحية للحياء وليست للموات إل تبعا ،فهل مطلوب من أهل البيت أن يضحي
كل واحد منهم عن نفسه؟ الواب :ل .السنة أن يضحي رب البيت عمن ف البيت ،ل أن كل واحد
من أهل البيت يضحي ،ودليل ذلك أن رسول ال eضحى بشاة واحدة عنه وعن أهل بيته ،وقال أبو
أيوب النصاري رضي ال عنه( :كان الرجل على عهد النب eيضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته) ولو
كان مشروعا لكل واحد من أهل البيت أن يضحي لكان ذلك ثابتا ف السنة ،ومعلوم أن زوجات
الرسول عليه الصلة والسلم ل تقم واحدة منهن تضحي اكتفاء بأضحية النب . e
70
جلسات الج
فإن قال قائل :لعل ذلك لفقرهم؟ فالواب :إن هذا احتمال وارد لكنه غي متعي ،بل إنه جاءت الثار
بأن من أزواج الرسول عليه الصلة والسلم من كانت غنية .وهاهي أم الؤمني عائشة رضي ال عنها
جاءت بريرة إليها تستعينها ف قضاء دين كتابتها ،بريرة أمة اشترت نفسها من أسيادها بتسع أواق من
الفضة ،والوقية أربعون درها ،فتكون التسع الواق ثلثائة وستي درها ،فجاءت تستعي أم الؤمني
عائشة قالت :أعينين ،فقالت :عائشة لا[ :إن أحب أهلك أن أعدها لم ويكون ولؤك ل فعلت] أي:
أن أنقدها لم نقدا وهذا يدل على أنا كان عندها مال .أتدرون كم نصل من الغنم ف ثلثائة وستي
درها ،كم نصل؟ أي كم تساوي الشاة ف ذلك الوقت؟ تساوي وال أعلم عشرة دراهم ،ودليل ذلك:
أن النب eف مسألة البان ف الزكاة قال( :إنه يعطي معها شاتي إن استيسرتا لا أو عشرين درها)
وهذا يدل على أن الشاة ف ذلك الوقت تساوي عشرة دراهم ،إذا :فالصول على الضحية ف ذلك
الوقت متيسر ومع ذلك ل يكن كل واحد من أهل البيت يذبح أضحية .وف عهدنا الن لا أيسر ال
على الناس صار بعض أصحاب البيوت يضحي كل فرد بأضحية ،ولعلهم يظنون هذا من جنس زكاة
الفطر؛ لن زكاة الفطر فرض على كل واحد ،فهم يظنون أن الضحية -وال أعلم -تشبه زكاة الفطر
مطلوبة من كل واحد ،وليس كذلك.
شروط الضحية
الضحية :شاة يذبها قيم البيت عن الميع ،هذه هي السنة ،ث إن الضحية -كما أشرت إليه آنفا-
هل القصود منها اللحم؟ أو القصود التقرب إل ال بالذبح؟ القصود التقرب إل ال بالذبح ،بدليل أن
النسان لو اشترى لم عشر من البل ووزعه على الفقراء وضحى بشاة واحدة ،أيهما أفضل؟ الضحية
بالشاة الواحدة ،مع أن لم عشر إبل أنفع للفقراء وأكثر نفعا ،لكن القصود هو التقرب إل ال تعال
بالذبح ،وعلى هذا فنقول :إذا كانت الضحية عبادة مشروعة فإن هذه العبادة يب أن يتمشى فيها
النسان على ما تقتضيه الشريعة ،والشريعة جاءت بشروط معينة للضاحي ،انتبهوا لا:
الشرط الول :أن تكون من بيمة النعام.
الشرط الثان :أن تبلغ السن العتبة شرعا.
الشرط الثالث :أن تكون سليمة من العيوب الانعة من الجزاء.
الشرط الرابع :أن تكون ف الوقت الحدد لا شرعا.
71
جلسات الج
الشرط الول :بيمة النعام هي :البل والبقر والغنم ،لو أن النسان ضحى بفرس عن شاة هل تزئ؟
ل .ل تزئ الضحية ،لاذا؟ لنه ليس من بيمة النعام ،وإن كان ثن الفرس يساوي أضعاف أضعاف
قيمة الشاة فإنه ل يزئ لنه من غي النس الذي جاءت به السنة.
الشرط الثان :أن تبلغ السن القدرة شرعا ،وهو ف البل :خس سنوات ،وف البقر :سنتان ،وف الاعز:
سنة ،وف الضأن :ستة أشهر ،أي :نصف سنة ،فما دون ذلك ل يزئ ،ودليله :قول النب ( : eل
تذبوا إل مسنة إل أن تعسر عليكم فتذبوا جذعة من الضأن) أخرجه مسلم من حديث جابر .
الشرط الثالث :أن تكون سليمة من العيوب الانعة من الجزاء ،والعيوب الانعة من الجزاء أربعة،
حصرها النب eحي سئل :ماذا يتقى من الضحايا؟ فقال :أربع وأشار بأصابعه الربعة تأكيدا( :العوراء
البي عورها ،والريضة البي مرضها ،والعرجاء البي ضلعها ،والكبية الت ل تنقى) -أي :الت ليس فيها
نقي ،والنقي هو :الخ -هذه أربع ل تزئ ف الضاحي.
فالريضة البي مرضها :الت يظهر آثار الرض عليها؛ إما على أكلها ،أو على مشيها ،أو على حالا ،أو
على جسمها كالرارة وشبهها ،الهم أنا ل تشكل على أحد رآها أنا مريضة ،هذه الريضة البي
مرضها ،العوراء البي عورها :الت إذا رآها النسان عرف إنا عوراء ،قال أهل العلم :وذلك من
انساف العي أو نتوء العي ،انساف العي :أن تكون غائرة؛ أو أن تكون ناتئة كالزر ،فإن كانت العي
قائمة إذا رأيتها ل تس بأنا عوراء فإنا تزئ .العرجاء البي ضلعها ،العرجاء :قد يكون عرجها يسي،
وقد يكون عرجها بي ،قال العلماء :وبيان العرج أل تستطيع معانقة الصحاح ف المشى ،أي :تتأخر
عن الصحاح ،هذه عرجاء بي ضلعها ،أما العجفاء أو الكبية الت ل تنقي :الت ليس فيها مخ ،أي:
تكون أعضاؤها ،اليدان والرجلن ليس فيها مخ ،لن هذه هزيلة ،فهذه أربعة عيوب .هل يلحق بذه
العيوب ما ياثلها ،أو ما يكون أول منها؟ الواب :نعم .لن الشريعة السلمية ل تفرق بي متماثلي،
كما ل تساوي بي مفترقي ،فهل العمياء تزئ؟ ل تزئ ،لاذا؟ لنا أشد من العوراء ،هل مقطوعة
إحدى اليدين تزئ؟ ل ،لاذا؟ لنا أشد من العرج ،هل الت ل تستطيع أن تقوم من الزال ،الت لو
أقمتها سقطت تزئ أو تزئ؟ ل تزئ لنا ف الواقع ليس فيها نقي ،ليس فيها مخ .إذا :ما كان ف
معن هذه العيوب أو أول منها فإنه ل يزئ.
الشرط الرابع :أن تكون ف الوقت الحدد شرعا ،وهو :من صلة العيد يوم النحر إل آخر أيام التشريق،
فتكون أربعة أيام يزئ فيها الذبح ليلً أو نارا ،فمن ذبح قبل الصلة فليس له أضحية ،ومن ذبح بعد
غروب الشمس من آخر أيام التشريق فليس له أضحية ،ماذا تكون شاته؟ تكون شاة لم .خطب النب
72
جلسات الج
، eفقال( :من ذبح قبل الصلة فل نسك له وإنا هو لم قدمه لهله ،فقام رجل ،فقال :يا رسول
ال! نسكت قبل أن أصلي؟ فقال :شاتك شاة لم فقام أبو بردة بن نيار رضي ال عنه -الذي قال له:
شاتك شاة لم -وقال يا رسول ال! إن عندي عناقا هي أحب إل من شاتي ،فقال النب : eاذبها
ولن تزئ عن أحد بعدك) فهذا دليل على أن من ذبح قبل الصلة فشاته شاة لم قدمه لهله ،ول تزئه
عن الضحية ،ولكن هل نقول :إن هذا الرجل الذي ذبح الضحية قبل الصلة ليس عليك شيء؟
الواب :ل .لن النب eلا قال( :من ذبح قبل الصلة فليذبح أخرى مكانا) وعلى هذا فيلزمه أن يذبح
بدلا؛ لن الرسول eقال :فليذبح أخرى مكانا ،ويب أن تكون مثل الذي ذبح ،ل يذبح أدن ،ولو
ذبح بعد أن مضت أيام التشريق ،فهل تزئ عن أضحية؟ ل .ل تزئ عن أضحية ،لنه فات وقتها ،فإن
قال :أنا نسيت ،أو ل يصل ل دراهم إل بعد مضي أيام التشريق ،قلنا :هذه عبادة فات وقتها ،وإذا
كانت السنة القادمة فضح ،أما هذه السنة فقد فاتت ،لنا ل تكون إل ف أيام معلومة ،ل تتقدم ول
تتأخر .هناك عيوب ل تنع من الجزاء لكنها تكره؛ كالعور إذ ل يكن بينا ،وكالنقص ف الذن،
والنقص ف القرن ،والنقص ف السن ،والنقص ف الذيل كأن تكون مبوبة الذيل ،من العز أو من البقر أو
من البل ،فأما مبوبة اللية فقد قال العلماء :إنا ل تزئ لن اللية عضو نافع مقصود ،بلف الذيل ف
العز والبقر والبل فإنه غي مقصود فلهذا يقطع ويرمى به ،ومثل ذلك ذيل الغنم السترالية فإنه ليس
كاللية وإنا هو كالذيل من البقر ،ليس فيه شيء مقصود ،فتجزئ الضحية ف الغنم السترالية لن
ذيلها القطوع ل يساوي شيئا .هذه هي الضاحي الت جاء ذكرها ف القرآن وف السنة ،وأجع
السلمون على مشروعيتها ،ول ينبغي للنسان أن يدعها ،فإذا قال قائل :هل يزئ أن يشترك جاعة ف
سبُ ُع من البل أو
أضحية واحدة؟ الواب :إن كانت من البل أو البقر فيجزئ أن يشترك فيها سبعة ،وال ّ
البقر يقوم مقام الواحدة من الضأن أو العز ،وعلى هذا :فيجوز أن يضحي النسان بالسبع من البقر أو
البل عنه وعن أهل بيته؛ لن الشرع جعل سبع البقرة وسبع البدنة قائما مقام الشاة ،وأما ظن بعض
الناس أنه ل يوز أن يعل السبع عنه وعن أهل بيته فهذا ليس له أصل ،ل من السنة ول كلم أهل
العلم ،وإنا يزئ السبع عما تزئ عنه الشاة ،فكما أن النسان يوز أن يضحي بالشاة عنه وعن أهل
بيته ولو كانوا مائة ،يوز بأن يضحي بالسبع من البل أو البقر عنه وعن أهل بيته ولو كانوا مائة.
فإذا قال قائل :هل يوز أن نمع الوصايا ف أضحية واحدة إذا كانت ل تكفي؟
فالواب :ل .ل يوز؛ لن كل واحد من الوصي يريد أضحية مستقلة ،فإذا جعناها خالفنا نص
الوصي ،هذا من جهة اليصاء؛ ولن الشرع ل يأت باشتراك أكثر من واحد أو ف الواحدة من الضأن
73
جلسات الج
أو العز ،وإنا جاء الشتراك ف البل والبقر ،ولو جوزنا مثلً أن نمع سبع وصايا ف شاة واحدة لكمنا
بأن الشاة الواحدة تزئ عن سبع وهذا خلف ما جاءت به السنة ،قد يقول قائل :أليس الراد الصدقة،
ولو أنك تصدقت بعشرة دراهم عن عشرة رجال لكان جائزا؟ قلنا :ل .القصود بالضحية التقرب إل
ال عز وجل بالذبح ،وإذا كان كذلك فل بد أن يكون جاريا على ما تقتضيه الشريعة .وإذا قال قائل:
لو كانت الوصية لواحد ولكنها نقصت عن العدد الذي عينه ،مثل أن يأت شخص بثلثه ويعل فيه عدة
ضحايا ،يقول ف أضحية له وأضحية لوالديه ،وأضحية لزوجته ،وأضحية لجداده ،الهم فيها عدة
ضحايا فنقص الريع عن هذه الضاحي ،فهل يوز أن نمعها ف أضحية واحدة؟ الواب :نعم .يوز
لن الوصي واحد ،ونن نعلم علم اليقي أنه لو كان حيا لجاز ذلك.
والشتراك ف الثواب ليس كالشتراك ف اللك ،بعن أنه يوز أن أشرك ف الثواب من شئت ،حت ف
الشاة الواحدة ،فيجوز أن أقول :هذه عن وعن أهل بيت ولو كانوا عشرة ،بل يوز أن أقول :هذه عن
وعن جيع السلمي ،وهي شاة واحدة ،فالثواب ل حصر لا ،لكن اللك ل يشترك اثنان فأكثر ف
أضحية واحدة ،إل فيما ورد الشرع فيه بالتعدد كالبل والبقر ،ولعلنا نتمم ذلك بالكلم على العقيقة.
العقيقة
العقيقة :هي الت تذبح للمولود ،وقد ثبتت با السنة ،ومن العلماء من قال بوجوبا ،وأن من ل يعق عن
ولده فهو آث ،ول شك أن العقيقة -الت نسميها التميمة -سنة مؤكدة ،عن الولد الذكر شاتان ،وعن
الولد النثى شاة واحدة ،تذبح ف اليوم السابع ،وإنا اختي اليوم السابع لن اليام أيام الدهر تر على
هذا الصب ،تر عليه اليام كلها ،فلما مرت عليه اليام كلها صار أنسب ما يكون أن تذبح ف اليوم
الذي يكون ف التكرار ،إذا ولد الولود ف يوم فإن العقيقة تكون ف اليوم الذي قبله ف السم ،يعن:
ليس ف الواقع ،إذا ولد يوم الثني مت تكون العقيقة؟ يوم الحد ،إذا ولد يوم الحد فالعقيقة يوم
السبت ..يوم السبت فالعقيقة يوم المعة ..يوم المعة فالعقيقة يوم الميس ،الهم أن تكون العقيقة ف
اليوم الذي قبل يوم ولدته ،أي :ف السم وليس قبل أن يولد ،لاذا؟ لنه إذا جاء اليوم الذي ولد فيه
فهذا اليوم الذي ولد فيه مكرر ،فتتم اليام السبعة عليه ف اليوم الذي يليه يوم ولدته .وهذه العقيقة
تؤكل ويطعم منها اليان والفقراء ويدعا إليها أيضا ،فهي جامعة بي الدعوة إليها والطعام منها
والصدقة ،وأما الضاحي فإنه يأكل منها ويهدي ويتصدق .العقيقة إذا فات اليوم السابع ،فمت تكون؟
قال العلماء :تكون ف اليوم الرابع عشر ،وإذا فات فتكون ف اليوم الادي والعشرين ،وإذا فات ل تتقيد
بالسابيع ،إذا فات اليوم الادي والعشرون تذبها ف أي يوم شئت ،ولكن ينبغي للنسان أن يرص
74
جلسات الج
على أن تكون ف اليوم السابع .أما تسمية الولود فتكون عند ولدته إل إذا ل يكن السم قد أعد
فيؤجل إل اليوم السابع ،أي إذا كنت قد هيأت السم فسمه من حي ولد ،وإذا ل تيئ السم فأجل
تسميته إل اليوم السابع ليكون ف اليوم الذي تكون فيه العقيقة.
السئلة
التكبي الطلق والقيد ف عشر ذي الجة
السؤال :هل التكبي ف هذه اليام مقيد أم مطلق؟ وهل يقدم على الذكار الواردة بعد الصلوات نرجو
التفصيل؟ وهل ورد دليل على الفرق فيها؟ وما وقتها من حيث البتداء والنتهاء؟
الواب :العلماء رحهم ال تكلموا ف هذه السألة ف القيد والطلق بكلم كثي ،لكن ليس فيه شيء
مأثور عن النب عليه الصلة والسلم ،والشهور من مذهب المام أحد رحه ال أن التكبي الطلق أي:
الذي ف كل وقت من دخول شهر ذي الجة إل صلة يوم العيد ،وأما القيد فهو من صلة الفجر يوم
عرفة إل صلة العصر من آخر يوم من أيام التشريق ،وعلى هذا فتكون اليام الثلثة عشر بالنسبة للتكبي
منقسمة إل ثلثة أقسام :قسم ليس فيه إل مطلق ،وقسم ليس فيه إل مقيد ،وقسم فيه مطلق ومقيد:
القسم الول :الذي ليس فيه إل مطلق :من دخول شهر ذي الجة إل فجر يوم عرفة هذا مطلق ،ومعن
(مطلق) أنه ل يشرع أدبار الصلوات بل تقدم أذكار الصلة عليه.
75
جلسات الج
القسم الثان :القيد وهو :الذي ليس فيه مطلق من صلة الظهر يوم النحر إل صلة العصر من آخر يوم
من أيام التشريق ،وهذه اليام الربعة فيها تكبي مقيد أي :يكون دبر الصلة ول يكون ف بقية الوقات
.
القسم الثالث :المع بي الطلق والقيد من مت إل مت؟ من صلة الفجر يوم عرفة إل صلة العيد ،أي:
أربعا وعشرين ساعة تقريبا ،ولكن الصحيح أن التكبي الطلق من هلل شهر ذي الجة إل غروب
شس آخر يوم من أيام التشريق .كل اليام الثلثة عشرة فيها تكبي مطلق ،لكن من يوم عرفة إل آخر
أيام التشريق فيها مقيد أيضا ،يذكر دبر الصلة مع أذكار الصلوات ،والسألة هذه أمرها واسع ،يعن لو
أن النسان ل يكب التكبي القيد واكتفى بأذكار الصلوات لكفى ،ولو كب حت ف أيام الطلق دبر
ضيْتُ ُم الصّلةَ
الصلوات لاز ذلك ،المر ف هذا واسع ،لن ال تعال قال ف أدبار الصلوات :فَإِذَا َق َ
فَاذْ ُكرُوا اللّهَ ِقيَاما وَُقعُودا َوعَلَى ُجنُوِبكُمْ [النساء ،]103:وقال :وَِلكُلّ ُأ ّمةٍ َجعَ ْلنَا َمنْسَكا ِليَذْكُرُوا
اسْمَ اللّ ِه عَلَى مَا َرزََقهُ ْم مِ ْن َبهِي َمةِ اْلَأنْعَامِ [الج ،]34:وقال تعال :وَاذْكُرُوا اللّهَ فِي َأيّا ٍم َمعْدُودَاتٍ
فَمَ ْن َتعَجّلَ فِي َي ْو َميْنِ فَل ِإثْ َم عََليْ ِه َومَ ْن َتأَخّرَ فَل ِإثْ َم عََليْهِ ِلمَ ِن اّتقَى [البقرة ]203:فكلها ذكر
والمر ف هذا واسع ،والهم أن نعمر أوقات هذه العشر وأيام التشريق بالذكر.
76
جلسات الج
الفق ف الصباح ،هل يكن أن يهل؟ فالشهور عند العامة أن هذا أمر مكن ،فيمكن أن يرى صباحا ف
الشرق ويهل ليلً ف الغرب ،ولكن العروف عند الفلكيي أن هذا أمر غي مكن وال أعلم ،لكن نن
نتبع ما أمرنا به الرسول عليه الصلة والسلم ،قال ف رمضان( :إذا رأيتموه فصوموا ،وإذا رأيتموه
فأفطروا ،فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلثي).
وقت حرمة أخذ الضحي شيئا من شعره
السؤال :مت يتحدد أخذ الضحي شيئا من شعره وأظفاره وبشرته ،هل يبدأ من نار اليوم الول من ذي
الجة أم من الليلة السابقة وف أي ساعة؟
الواب :الرسول eيقول( :إذا دخل العشر) ونن الن قررنا بأن العشر ل تدخل شرعا إل ليلة
الربعاء أي أن الليلة ليست من العشر ما ل يثبت أنا من العشر فحينئذ ل يدخل النع إل من الليلة
القابلة ليلة الربعاء ما ل يثبت الشهر.
77
جلسات الج
ل وأسكن مع والدي وترغب نفسي ف الضحية ،فهل أكتفي السؤال :إذا كان ل أولد ول دخل ما ّ
بأضحية والدي وأحرم نفسي كما أشرت أم ماذا أصنع؟ وهل هذا مقيد بن تب له النفقة على والده
فقط؟ وجزاكم ال خيا.
الواب :السنة كما ذكرت أن الرجل يضحي عنه وعن أهل بيته ،كل من ف البيت من أولد كبار أو
صغار ،ذكور أو إناث تكفيهم الضحية الواحدة يقوم با رب البيت ،أما إذا كان النسان منفصلً عن
أبيه؛ هو ف بيت وأبوه ف بيت فلكل واحد منهما أضحية ،الب يضحي عنه وعن أهل بيته ،والبن
يضحي عنه وعن أهل بيته وإذا كان يسكن مع والده فالضحية الواحدة تكفيهم ،وهل هو مقيد بن
تب عليه النفقة أي الب؟ ل .أبدا .هو يضحي عنه وعن أهل بيته ،كل من ف البيت يكفيهم أضحية
واحدة .ولكن يب أن تلحظوا بارك ال فيكم أنا إذا قلنا هذه السنة ليس معناه أنه يرم ،لكن ل شك
أن التمسك بالسنة خي من عدمه ،وأضرب لكم مثالً :رجلن أحدها قام يصلي سنة الفجر لكن
يففها والثان قام يصلي سنة الفجر لكن يطيل فيها ،أيهما الوفق للسنة؟ الول الذي يفف ،لكن الثان
ل يأث وإن كان يطول ويفعل خلف السنة ولكن ل يأث ،وإذا قلنا :إن السنة أن يقتصر أهل البيت على
أضحية واحدة يقوم با رب البيت فليس معن ذلك أنم لو ضحوا بأكثر من واحدة أنم يأثون ،ل
يأثون لكن الحافظة على السنة أفضل من كثرة العمل ،وال سبحانه وتعال يقولِ :ليَبُْلوَكُمْ َأّيكُمْ
أَحْسَ ُن عَ َملً [اللك ]2:ولذا لا بعث النب eرجلي ف حاجة فلم يدا الاء فتيمما وصليا ث وجدا
الاء ،أما أحدهم فتوضأ وأعاد الصلة ،وأما الخر فلم يتوضأ ول يعد الصلة ،فذكر ذلك لرسول ال
، eفقال للذي ل يعد :أصبت السنة ،وقال للثان :لك الجر مرتي ،فأيهما أفضل؟ الذي أصاب السنة
وإن كان هذا له الجر مرتي ،لنه إنا كان له الجر مرتي لنه عمل عملي ينوي بما التقرب إل ال
عز وجل ،فكان له أجر عملي لكن ليس كالذي أصاب السنة.
حكم الستدانة لشراء الضحية
السؤال :هل يشرع للفقي أن يستدين لكي يضحي؟
الواب :نقول :ف هذا تفصيل :الفقي الذي ليس بيده شيء عند حلول عيد الضحى لكنه يأمل أن
يصل ،كإنسان له راتب شهري صادف أنه ف يوم العيد ليس بيده شيء لكن يستطيع أن يستقرض من
صاحبه ويوفيه إذا جاء الراتب فهذا ربا نقول له أن يستقرض وأن يضحي ث يوف ،أما إذا كان ل يأمل
الوفاء عن قرب فإننا ل نستحب له أن يستقرض ليضحي؛ لن هذا يستلزم إشغال ذمته بالدين ومنة
الناس عليه ،ول يدري هل يستطيع الوفاء أو ل يستطيع.
78
جلسات الج
حكم مشاركة رب البيت بقيمة الضحية
السؤال :أيهما أفضل :أن يدفع رب البيت قيمة الضحية لوحده ،أو يشرك معه من يستطيع من أفراد
عائلته بقيمة الضحية ،خاصة إذا كان ف هذا تطييبا لنفوسهم؟ وجزاكم ال خيا.
الواب :الفضل أن يقوم با وحده كما ف الديث أنه( :كان الرجل ف عهد النب eيضحي بالشاة
عنه وعن أهل بيته) وأما لتطييب نفوسهم ،فبأن يقال لم :السنة هي الت فيها طيب النفس ،والناس إذا
عودوا على الشيء اعتادوا عليه وسهل عليهم ،ل شك أن الناس الن اعتادوا أن كل واحد يضحي
ولكن إذا قيل لم :السنة أن يكون الضحي رب البيت وأنتم إذا كان لديكم وفرة من الال فتصدقوا با،
تصدقوا با على من شئتم من الناس ،ومع هذا ل ننعكم من أن تضحوا ،لو أنكم ضحيتم ليس عليكم
إث ،ولكن الحافظة على السنة وعلى ما كان عليه الصحابة ل شك أنه أول.
80
جلسات الج
باذا يتعلق التحلل؟
السؤال :هل للذبح أثر ف التحلل؟
الواب :ل .الذبح ليس له أثر ،أو ليس التحلل معلقا بالذبح ،فيمكن أن يتحلل النسان وإن ل يذبح؛
وذلك لن النسان يتحلل التحلل الول يوم العيد إذا رمى المرة وحلق أو قصر حل التحلل الول
وجاز له جيع مظورات الحرام إل النساء ،فإذا أضاف إل ذلك الطواف والسعي حل الل كله حت
وإن ل يذبح ،ومعن قولنا :حل الل كله أنه يوز له جيع مظورات الحرام حت النساء .فإذا فعل
ل وهي :رمي جرة العقبة ،واللق أو التقصي ،والطواف ،والسعي، النسان أربعة أشياء حل التحلل كام ً
إذا فعل هذه الربعة حل الل كله ،وإن فعل اثني من ثلثة حل التحلل الول ،الثلثة هي :الرمي،
واللق ،والطواف ،السعي ف التحلل الول ليس له دخل .السعي ل يتعلق به حل بالنسبة للتحلل الول،
إنا التحلل الول باثني من ثلثة ،وهي :الرمي ،والثان :اللق ،والثالث :الطواف ،فلو رمى وطاف حل
التحلل الول ،لو حلق ورمى حل التحلل الول ،لو حلق وطاف حل التحلل الول ،لكن الفضل أل
يل التحلل الول حت يرمي ،حت لو طاف وحلق فالفضل أل يتحلل حت يرمي.
82
جلسات الج
الفقراء ،والتمتع الن مثلهم ما دام إل الن ل يرم ،فإذا أراد الحرام بالعمرة فل بد أن يذهب إل
السيل ويرم منه ،ويطوف ويسعى ويقصر ويل.
حكم تصيص بعض أيام العشر بالصيام وهل يلزم إتام العشر
83
جلسات الج
السؤال :ما حكم من يصوم يوما ويفطر يوما ف عشر ذي الجة ،أو يصوم يوم السابع والثامن والتاسع
فقط وينوي با صيام ثلثة أيام من الشهر؟ وهل يلزم من صام يوما منها أن يصومها كلها فإن هذا
يتناقله بعض العوام؟
الواب :إذا صام يوما وأفطر يوما من عشر ذي الجة ل باعتقاد أنه سنة فهذا ل بأس به ،لن النسان
قد يكون له أشغال ويب أن يفطر فيما بي صيامه لينشط على شغله ،وأما إن اتذ ذلك سنة فهذا ل
يوز؛ لنه ل يرد عن النب eإل صيامها كاملة ،وأما إذا صام الثلثة الخية من التسعة وهي السابع
والثامن والتاسع بنية أنا عن ثلثة أيام من كل شهر فهذا أيضا ل بأس به.
أما إذا صامها بالنية الت يقولا العوام وهو صيام ثلث من ذي الجة فهذا ل أصل له ول يرد با يتعلق
بصيام عشر ذي الجة إل صيام الميع أو صيام يوم عرفة ،أما تصيص ثلثة أيام على أنا ثلث ذي
الجة فهذا ل أصل له ،فتخصيص ثلثة أيام إذا كان النسان خصصها من أجل أن يعلها عن اليام
الثلثة من كل شهر فهذا ل بأس به؛ لن ثلثة أيام من كل شهر كان الرسول eل يبال أن يصومها
من أول الشهر أو وسطه أو آخره .وأما من صامها باعتقاد أن السابع والثامن والتاسع من هذا الشهر
يسن صومه فهذا ل أصل له.
وأما من صامها سنة من السنوات فل يلزمه أن يصومها ف الستقبل؛ لن كل نفل قام به النسان ف
وقت فإنه ل يلزمه أن يقوم به ف كل وقت لنه نفل إن شاء فعله وإن شاء تركه ،لكن ينبغي للنسان
إذا عمل عملً أن يثبته وأن يستمر فيه ،ول يلزم من صام يوما من العشر أن يصومها كلها ،من صام
يوما وتركها فل حرج عليه لنه صيام نفل ،والنفل -كما قلت -يوز للنسان أن يستمر فيه وأن
يقطعه لنه ليس بواجب.
84