You are on page 1of 13

‫عبد الله الرتكماين‬ ‫الهيئة العليا‪ :‬هل‬

‫يكتب عن الثورة‬ ‫تتغلب روح الوفاء على‬


‫ص‬
‫‪17‬‬
‫ال�سوريّة‬ ‫ص‬‫احل�سابات الفئوية ؟‬
‫‪7‬‬

‫اﻟﺜﻤﻦ ‪ 600 :‬مليم ‪ -‬الثمن في الخارج ‪ 1 :‬يورو‬ ‫اﻟﻌﺪد ‪7‬‬ ‫الجمعة ‪ 17‬جمادى الثانية ‪1432‬هـ الموافق لـ ‪ 20‬ماي ‪ 2011‬م‬

‫مــطلع الفجر‪...‬‬

‫موعد مصيري‬
‫تتجه كل األنظار هذا األسبوع إىل قرار اهليئة العليا‬
‫املستقلة لالنتخابات لتثبيت موعد ‪ 24‬جويلية النتخاب‬
‫ص‬ ‫املجلس الوطني التأسييس‪ .‬وقد عربت أغلب القوى‬
‫‪3‬‬
‫السياسية عىل انتصارها إلجراء االنتخابات يف وقتها‪،‬‬
‫حرصا عىل إعادة البالد إىل سكة الرشعية واالستقرار‬
‫السيايس واالقتصادي‪ .‬كام أكد جملس الوزراء املجتمع‬
‫يف ‪ 16‬ماي اجلاري وبحضور رئيس اجلمهورية املؤقت‪،‬‬
‫حرص احلكومة االنتقالية عىل إجراء انتخابات املجلس‬
‫الوطني التأسييس يف موعدها املحدد ليوم ‪ 24‬جويلية‬
‫‪ 2011‬كام أبدت احلكومة استعدادها للتعاون مع اهليئة‬
‫العليا املستقلة لالنتخابات‪.‬‬
‫ومن خالل هذا احلرص الواضح لألغلبية عىل تثبيت‬

‫بعد ال ّروحيّة‪:‬‬ ‫هذا املوعد التارخيي واملصريي للشعب التونيس تؤكد‬


‫القوى السياسية واالجتامعية انشغاهلا العميق وقلقها‬
‫عىل مستقبل املسار السيايس واالنتقال الديمقراطي‪،‬‬

‫�أعمال يائ�سة لن ترهب التون�سيني‬


‫وتناغمها مع طموح املواطن التونيس إىل ختطي هذه‬
‫املرحلة االنتقالية يف أقرب وقت‪ ،‬والوصول إىل بناء دولة‬
‫الرشعية واملؤسسات‪.‬‬

‫البق ّية ص ‪2‬‬ ‫محمد فوراتي‬

‫حـول �إ�شكاليــة‬ ‫العهد اجلمهوري‪ :‬التزام‬ ‫الفجر تزور‬


‫الربنامــج االقت�صــادي‬ ‫ال ّالجئني يف اجلنوب‬
‫لدى الإ�سالمييــن‬ ‫إيديولوجية؟‬ ‫�‬ ‫رغبات‬ ‫أم‬ ‫�‬ ‫أخالقي‬ ‫�‬
‫ص‬ ‫ص‬
‫‪11‬‬ ‫‪6‬‬

‫ص‬
‫‪3‬‬ ‫حركة النه�ضة‪ :‬الت�صدي لكل حماوالت التعدي على تراب الوطن‬
‫ص‬
‫‪16‬‬

‫عائلة ال�شهيد في�صل بركات‬ ‫الركباوي‪� :‬إهمــال‬


‫عائلتـي الريـا�ضيـة‬
‫تعرت�ض على �إجراءات �إعادة‬ ‫حز فــي نف�سـي‬
‫ص‬
‫‪6‬‬
‫التحقيق يف امللف‬
‫امل�ؤرخ ر�ؤوف حمزة‪ :‬ثورة‬ ‫بعد «‪ »dégage‬هل نحن يف‬
‫تون�س انبعاث للذاكرة‬ ‫حاجة �إىل «‪ »J’accuse‬تون�سية‬ ‫ص‬
‫ص‬ ‫ص‬ ‫‪12‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪3‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪2‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬

‫مــطلع الفجر‪...‬‬

‫بعد ال ّروح ّية‪:‬‬ ‫واقعة الروحية و�سيناريو القاعدة‬ ‫ال�شيخ را�شد يك ّرم رموز اليو�سفيني بالق�صرين‬ ‫موعد م�صريي‬
‫أشرف املكتب اجلهوي حلزب حركة‬

‫�أعمال يائ�سة لن ترهب التون�سيني‬ ‫للتنظيمات املسلحة الناشطة في اجلزائر‪ ،‬وهو ما د ّونته‬
‫عديد الكتابات والشهادات ملقاتلني وعسكريني وكتاب‬
‫لطفي حيدوري‬
‫النهضة بوالية القصرين على تنظيم تظاهرة‬
‫ثقافية مبناسبة االفتتاح الرسمي ملق ّره‬
‫باجلهة وذلك يوم األحد ‪15‬ماي ‪ 2011‬بقاعة‬
‫ولن يكون ذلك إال بالعودة إىل صندوق‬
‫االقرتاع يف انتخابات املجلس الوطني‬
‫جزائريني‪ .‬نشأت تلك التنظيمات وحصلت االختراقات‬ ‫توالت األنباء خالل أسبوع واحد عن وجود القاعدة‬ ‫التأسييس الذي ستكون مهمته صياغة‬
‫االحتفاالت باملركب الثقافي‪ .‬وقد تخللت هذه‬
‫صادق الصغيري‬ ‫بالتوازي مع إبطال املسار االنتخابي في جانفي ‪1992‬‬ ‫في التراب التونسي وتطورت األحداث ليستشهد‬ ‫الدستور والتمهيد لبناء تونس احلديثة‬
‫التظاهرة مداخلة لألستاذ راشد الغنوشي‪.‬‬
‫إثر فوز اجلبهة اإلسالمية لإلنقاذ بغالبية املقاعد في‬ ‫عسكر ّيان في اشتباك مع مسلحني بجهة الروحية‬ ‫والعرصية‪ .‬كام أن الصعوبات االقتصادية‬
‫أحداث يوم األربعاء مبنطقة الروحيّة والتي أعلن رسميّا أنّ‬ ‫وكان قد ساد في املدينة قبل ذلك أجواء من‬
‫االنتخابات البرملانية‪ .‬ونشأ أكثر من تنظيم ودخلت‬ ‫صباح أ ّول أمس األربعاء‪ .‬ولم تكشف التحقيقات بعد‬
‫اجليش الوطني قد اشتبك فيها مع عناصر من تنظيم القاعدة بشمال‬ ‫الترقب واإلشاعة املنظمة والتي كانت تهدف إلى‬ ‫الكثرية والتحديات األمنية اخلطرية‬
‫اجلزائر في دوامة من املجازر‪.‬‬ ‫حقيقة أهداف هذا النشاط‪ .‬كما لم يتبينّ بعد حجم‬
‫إفريقيا‪ ،‬واستشهد فيها املق ّدم طاهر العياري‪ ،‬جاءت لتذهب اخلوف‬ ‫تخويف الرأي العام واإليحاء بأن شيئا مخيفا‬ ‫التي جتلت أخريا يف العملية اإلرهابية‬
‫لقد بيّنت التجربة سهولة اختراق املجموعات‬ ‫انتشار العناصر األجنبية املسلحة في البالد‪ .‬وفي جميع‬
‫من قلوب التونسيّني على عكس ما يتص ّوره من ّفذو العمليّة ومن‬ ‫سيقع وترددت أنباء عن أعمال بلطجة وعنف‬ ‫بالروحية وما سبقها من كشف لبعض‬
‫املسلحة وتوظيفها ألجندات ضرب االستقرار واستثمار‬ ‫األحوال فإنّ هذا احلدث يطرح أكثر من تساؤل في هذا‬
‫يقف وراءهم‪ ،‬لقد أشيع من قبل هروب املخلوع أنّ احلراك الثّوري‬ ‫بقصد إثناء الناس عن مواكبة احلدث وتخويف‬
‫الفوضى‪ .‬وقبل شهرين ونصف من موعد انتخابات‬ ‫الظرف بالذات‪:‬‬ ‫املشبوهني يف اجلنوب‪ ،‬تؤكد حاجة البالد‬
‫بتونس سيفتح الباب أمام العمليّات اإلرهابية للقاعدة وغيرها‪ ،‬بل‬ ‫القائمني على تنظيمه الذين عملوا بعقلية «إذا‬
‫التأسيسي ال ميكن أن يستفيد من امتداد القاعدة‬
‫ّ‬ ‫املجلس‬ ‫من تستهدف القاعدة في بالد املغرب العربي ومق ّر‬ ‫املاسة إىل املرور برسعة إىل بناء مؤسسات‬
‫تض ّمن خطاب املخلوع أنّ من شاركوا في بداية االنتفاضة ال يعدو‬ ‫عزمت فتوكل»‪.‬‬
‫داخل املدن التونسية سوى أعداء الثورة التونسية ومن‬ ‫قيادتها الصحراء اجلزائرية بهذا النشاط داخل تونس؟‬ ‫الرشعية املنتخبة وإعادة الثقة للمواطن يف‬
‫إالّ أن يكونوا عصابات ملثّمة إرهابيّة‪ ،‬حتى يتراجع التونسيّون عن‬ ‫وقد رافق رئيس احلركة في هذه الزيارة‬
‫يريدون إنهاك الدولة في معارك استنزاف ملؤسسات‬ ‫ألم يكن عد ّو القاعدة هو رأس النظام البائد ؟‬ ‫دولته ووطنه‪ ،‬الذي حيتاج منا مجيعا إىل‬
‫احملتجني بالواليات الداخليّة‪ ،‬ولكن تلك احليلة املاكرة وال ّدعاية‬ ‫دعم‬ ‫وليد البناني عضو املكتب التنفيذي للحركة‬
‫ّ‬ ‫إذا كانت وجهة املسلحني هي‬
‫اخلبيثة لم تنطل على التونسيّني الذين خبروا إرهاب دولة بن علي‬ ‫ومحسن بوثوري الكاتب العام اجلهوي لفرع وانطلقت الفقرة األخيرة من التظاهرة بتدخالت تكرمي احلاج اخلضراوي و الشيخ مبروك‬ ‫رؤية وفاقية ووعي ثاقب بدقة املرحلة‬
‫ليبيا‪ ،‬فكيف يكون طريق املرور‬
‫قبل إرهاب القاعدة وأخواتها‪.‬‬ ‫النهضة إضافة إلى املناضلني علي الغرسلي لبعض احلاضرين منهم الطالب مروان الساري السعداوي وهما من زعماء اليوسفيني‪.‬‬ ‫وخطورة التحديات‪.‬‬
‫عبر الروحية ومسالك الصحراء‬
‫بل أنّ أخبارا شبه مؤ ّكدة نشرت في ال ّداخل واخلارج‪ ،‬جتمع‬ ‫واملولدي املنصوري ومحمد الشعباني واملربية نفيسة الثامري متناولني دور الشباب‬ ‫مهمة اهليئة العليا املستقلة‬
‫واسعة جنوبا ؟‬ ‫وستكون ّ‬
‫أنّ املخلوع كان سيلجأ إلى تفجير أو تفجيرات ضخمة باألماكن‬ ‫عمار محمدي‬ ‫ومجموعة من الشباب واملواطنني الذين واملرأة في صناعة الثورة وبناء املستقبل ‪.‬‬ ‫لالنتخابات يف هذه املرحلة خطرية‪،‬‬
‫أال تظهر حتركات املسلحني‬
‫العا ّمة يذهب ضحيّتها ربمّ ا عشرات التونسيّني ويت ّم نسب‬ ‫وقد ألقى األستاذ راشد كلمة تفاعل معها‬ ‫استمعوا له يتلو الفاحتة ويترحم على أرواح‬
‫ضعف دراية التنظيم الذي‬ ‫أن مستقبل البالد اآلن بني يدهيا‬ ‫حيث ّ‬
‫الصديقني في احلاضرون استعرض فيها التاريخ اإلسالمي‬ ‫الشهداء ويسأل الله لهم منازل ّ‬
‫بالصمت‬ ‫ّ‬ ‫العمليّات اإلرهابيّة إلى القاعدة‪ ،‬ليلتزم التونسيّون عندها‬
‫ويتعاطفوا مع سلطة االستبداد‪ ،‬وأنّ اإلرهاب يته ّددهم‪ ،‬وأنّ بن‬
‫يقف وراءهم بالظروف التي‬
‫تعيشها تونس من حالة طوارئ‬
‫منتدى الفجر‬ ‫والوطني للجهة ورموز املعارضة بها في‬ ‫راشد‬ ‫الشيخ‬ ‫اجلنة في موكب خاشع بكى فيه‬ ‫من خالل ما ستقرره‪ ،‬ومن خالل‬
‫حقبتي بورقيبة وبن علي من ّوها مبا للجهة‬ ‫واحلاضرون‪.‬‬ ‫إرشافها املنتظر عىل كل مراحل العملية‬
‫علي “حامي احلمى وال ّدين” وتقبر الثّورة‪ ،‬وتفتح احملاكمات‬ ‫واستنفار كبير في املدن وعلى‬ ‫مت تأسيس منتدى الفجر باملكتب‬
‫الصور ّية للمنتفضني والث ّوار وأحرار تونس‪ .‬ولكن تسارع‬ ‫من إمكانيات واعدة للتنمية في حال استثمرت‬ ‫في‬ ‫كلمة‬ ‫الشيخ‬ ‫ل‬ ‫سج‬
‫ّ‬ ‫احلركة‬ ‫مقر‬ ‫وفي‬ ‫االنتخابية‪.‬‬
‫احلدود‪ ،‬فهل يعني ذلك عصابة‬ ‫احمللي حلركة النهضة باجلديدة وهو‬
‫األحداث وإصرار التونسيّني على اقتناص الفرصة التاريخيّة التي‬ ‫السجل الذهبى والتقى بثلة من كواد اجلهة بطريقة أمينة وتط ّرق إلى ذكرى النكبة ّ‬
‫وبشر‬ ‫وحتى وإن تقرر تأجيل االنتخابات‬
‫متمرنة‪ ،‬أم مت حتقيق الغرض‬ ‫عبارة عن حلقة ثقافية إعالميّة تتدارس‬
‫طاملا انتظروها لم تترك الوقت الكافي للمخلوع حلبك السيناريو‬ ‫أجاب فيها عن تساؤالت متعلقة بتصورات بأن التحوالت اإلستراتيجية في املنطقة ستقود‬ ‫أليام أو أسابيع ألسباب مادية وتقنية‬
‫مبجرد عبورهم احلدود ؟‬ ‫أسبوعيّا محتوى جريدة الفجر وتق ّدم‬
‫وإجناز مها ّمه القذرة‪ ،‬ورغم رواج مثل تلك اخلطط‪ ،‬فإنّ التونسي‬ ‫احلركة ملستقبل الثورة وآفاق التنمية باجلهة‪ .‬إلى حترير فلسطني وشيكا وقد تركت هذه‬ ‫بحتة تتعلق بحسن اإلعداد هلذا املوعد‬
‫وقبل اإلجابة عن ذلك ال‬ ‫آراء ومقترحات حول اجلريدة‪ .‬كما‬
‫لم يغادر حلبة النّضال اليومي باملطالبة بال ّرحيل واإلصرار على‬ ‫ح ّل موكب الشيخ باملركب الثقافي في الزيارة استحسانا واسعا لدى الرأي العام‬
‫ب ّد من مالحظتني أساسيتني‪،‬‬ ‫ميكن أن تنفتح على‪  ‬قضايا متنوعة ذات‬ ‫فإن املواطن التونيس سيبقى متعلقا‬
‫ذلك بطرق سلميّة أدهشت العالم رغم البطش والعنف‪ ،‬واإلرهاب‬ ‫الساعة احلادية عشر ودخل القاعة وسط مبدينة القصرين وبكل أنحائها وساهمت في‬
‫فاحلوادث األخيرة تثبت أنّ‬ ‫عالقة مبا تنشره الصحف التونسية‬ ‫هبذا املوعد‪ ،‬ومعلقا عليه أماال كبرية‪،‬‬
‫املا ّدي واملعنوي‪.‬‬ ‫حشود شعبية رافقته إلى الباب وقد صافحته تصحيح املغالطات التي ُر ّوج لها بعناية‪.‬‬
‫أشد ما يكون الشعب اليوم في حاجة إليها هي اجليش‬ ‫اإلرهاب ليس وليد البيئة التونسية فقد كانت السوابق‬ ‫واألجنبية‪.‬‬ ‫ألنه الطريق الوحيد للخروج من حالة‬
‫واليوم يأتي تسلّـل أفراد عبر احلدود لم تكشف‬ ‫ ‬ ‫وجدير بالذكر أنّه مت خالل هذه التظاهرة‬ ‫اجلماهير املنتظرة برفع النشيد الوطني‬
‫واألمن‪.‬‬ ‫في هذا السياق قادمة من اخلارج‪ ،‬حدث ذلك في املركز‬
‫التّحقيقات بعد عن املآرب احلقيقيّة لهم داخل البالد‪ ،‬فيكون‬ ‫الضبابية والغموض التي تعيشها البالد‬
‫لقد تطور مسار إرباك الثورة من االنفالت األمني‬ ‫احلدودي بحزوة سنة ‪( 1994‬اجلماعة اإلسالمية‬
‫املواطن التونسي أ ّول حام للبالد ولثورته‪ ،‬فأ ّول من تص ّدى لهم‬ ‫إلى «احلرقان» اجلماعي إلى الصراعات القبليّة وتعطيل‬ ‫املقاتلة) وفي جربة سنة ‪( 2002‬التنظيم الدولي للقاعدة‬ ‫منذ نجاح الثورة‪ ،‬وللخروج من حالة‬
‫وأعلم اجليش الوطني هم مواطنون يقظون‪ ،‬يشت ّمون رائحة غريب‬ ‫عمل املؤسسات لنصل إلى تسلل كتائب القذافي ثم قدوم‬ ‫انطالقا من إسبانيا) وأفريل‪ -‬نوفمبر ‪ 2006‬في سبيطلة‬ ‫تظاهرة ثقافية‬ ‫تظــاهــرة فكريـــة‬ ‫القلق التي يعيشها الناس عىل مستقبل‬
‫األطوار‪ ،‬رغم سماحتهم وكرمهم ولن يتراجعوا أمام اإلرهاب‪ ،‬بل‬ ‫املنسوبني إلى القاعدة‪ .‬هي وقائع ال نستبعد ارتباطها في‬ ‫وسليمان (دخول مسلحني من اجلزائر وفشلهم في بناء‬ ‫بلدهم الذي حيتاج اليوم إىل الكثري من‬
‫خرجوا عن بكرة أبيهم بجهة الروحيّة ملالحقة الغرباء املشبوهني‬ ‫انتظمت عشية يوم السبت ‪ 14‬ماي‬ ‫نظم املكتب احمللي حلركة النهضة ببنبلة تظاهرة ثقافية بدار الشباب والثقافة يوم‬
‫سياق تعدد احملاوالت إلجهاض االنتقال الدميقراطي‬ ‫تنظيم مسلح)‪.‬‬ ‫العقالء ليضعوه عىل سكة التقدم والبناء‪.‬‬
‫رفقة عناصر جيشنا الوطني الباسل‪ ،‬هم غرباء عن املنطقة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اجلاري بدار الثقافة بنفطة تظاهرة‬ ‫األحد‪ 15 ‬ماي‪  ‬اجلاري‪ .‬وقد واكب فعاليات هذا اللقاء عدد هام من احلاضرين مثلوا أغلب‬
‫مصدرها أطراف داخلية معروفة ربمّ ا تواطأت مع‬ ‫أ ّما املالحظة الثانية فنتوقف عندها بحذر مذكرين‬
‫ولكنهم أيضا غرباء الوسائل واألهداف ع ّما يرتضيه التونسي‪،‬‬ ‫ثقافية وسياسية أشرف عليها املهندس‬ ‫االنتماءات السياسية والتيارات الفكرية ونقابيني‪.‬‬
‫جهات خارجية مشبوهة‪.‬‬ ‫مبا أصبح معلوما لدى اجلميع من وقائع االختراق‬
‫عبد الكرمي الهاروني عضو املكتب‬
‫محمد فوراتي‬
‫فال القاعدة‪ ،‬وال غيرها من التّهديدات احلقيقيّة والفزّاعات الوهميّة‬ ‫وقد افتتح التظاهرة السيد عبد العزيز املبارك الكاتب العام للمكتب احمللي حلركة‪  ‬النهضة‬
‫تثنيه عن احتضان ثورته وحمايتها من املتر ّبصني بها من اخلارج‬ ‫التنفيذي حلركة النهضة وحضرها‬
‫مرحبا باحلاضرين‪ ،‬وفي مقدمتهم الدكتور عبد اللطيف املكي عضو املكتب التنفيذي للحركة‪.‬‬
‫وال ّداخل بأساليب حضار ّية معاصرة‪ ،‬فتونس لن تكون إالّ قاعدة‬
‫للكرامة وقاعدة للعدالة‪ ،‬وقاعدة للمحبّة وقاعدة للتّنمية لشبابها‬
‫بعد �أحداث الروحية‪ ،‬حركة النه�ضة‪:‬‬
‫جمع غفير من مناضلي احلركة الذين‬
‫قدموا من جميع معتمديات والية توزر‬
‫وتطرق املكي في مداخلته إلى الدور النضالي الذي قام به الساحل بأسره في احتضان احلركة‬ ‫رزنامة حافلة بالتحركات‬
‫ودوره الفعال في تاريخها‪.‬‬
‫الت ّواق ملستقبل آمن ‪ ،‬لن تخيفه القاعدة وال قاعدة التّخويف‬
‫واإلرهاب‪.‬‬
‫�ضرورة الت�صدي لكل حماوالت التعدي على تراب الوطن‬ ‫كما حضرها مواطنو نفطة‪ .‬وتخلل هذا‬
‫االحتفال إلقاء قصائد شعرية ومداخالت‬
‫شبابية ونسوية‪.‬‬
‫واعتبر السيد عبد اللطيف املكي أنّ ثورة جانفي ‪ 2011‬استكماال الستقالل ‪ 1956‬وجتسيدا‬
‫حلرية الشعب‪ .‬كما تعرض املتدخل إلى الر ّواد‪  ‬املناضلني كعبد العزيز الثعالبي وفرحات‬
‫ينظم فرع حركة النهضة بسيدي بوزيد‬
‫عصر اجلمعة ‪ 20‬ماي بدار الثقافة أبو بكر‬
‫القمودي تظاهرة سياسية وفنية‪ .‬وسيقدم‬
‫عىل إثر األحداث التي شهدهتا مدينة الروحية من والية سليانة صبيحة يوم ‪ 18‬ماي والتي أودت‬ ‫حشاد‪.‬‬ ‫فيها الباحث في التاريخ املعاصر واإلعالمي‬
‫فيديو للتعريف ب�أهداف احلركة‬ ‫فإن حركة النهضة‪ ،‬إذ تعبرّ عن عميق انشغاهلا ملا حدث يف‬ ‫بحياة ضابط وجندي من جيشنا الوطني‪ّ ،‬‬
‫ثري حول موقف احلركة من جملة من القضايا‪.‬‬ ‫وأشفعت املداخلة بنقاش ّ‬ ‫لطفي زيتون مداخلة حول الثورة التونسية‬
‫ومقتضيات حماية مكتسباتها ودور حركة‬
‫املدينة املذكورة وسخطها عىل اجلريمة التي ارتكبت يف حق البالد‪:‬‬
‫يعكف شباب حركة النهضة على بلورة شريط فيديو يبرز‬ ‫إ�جنــــــاح‬ ‫النهضة التاريخي وآفاق مشروعها‪ .‬كما‬
‫أهداف احلركة وما تطمح إلى حتقيقه من إجنازات في بالدنا‪ .‬وقد‬
‫عرض الشباب املتكون من ‪ 5‬عناصر في لقاء لهم مبقر احلركة أول‬
‫ترتحم عىل شهداء جيشنا الوطني الذين عززوا قافلة شهداء تونس من أجل احلرية واحلياة الكريمة‬
‫وتعبرّ لعائالهتم عن تضامنها معهم ومواساهتا هلم‪.‬‬ ‫يسعى مناضلو احلركة بإحياء حي‬
‫مهرجان يف بوعرادة‬ ‫ستقدم فرقة البشائر عرضا موسيقيا‬
‫ضمن هذه التظاهرة‪ .‬ويوم األحد ‪ 22‬ماي‬
‫فيديو مت نشره على شبكة االنترنت‪.‬‬ ‫حتيي دور جيشنا الوطني يف محايته للبالد وتصديه لكل من تسول له نفسه املساس بأمنها‪.‬‬ ‫التضامن‪ ،‬حي اخلضراء‪ ،‬العمران األعلى‬ ‫دعا مناضلو ومناصرو حركة النّهضة إلى مهرجان سياسي وثقافي مبدينة بوعرادة‬ ‫يفتتح فرع احلركة مبنزل بوزيان رسميا‬
‫وقد حضر اللقاء أمني عام احلركة حمادي اجلبالي وعدد من‬ ‫واملروج وغيرها من املناطق بالتّنسيق مع‬ ‫مبناسبة افتتاح مق ّر احلركة باجلهة‪ ،‬وقد أشرف األخ أحمد األبيض على هذا احلفل الذي‬ ‫مقره‪ .‬وفي مدينة بئر احلفي يفتتح صبيحة‬
‫تدين بكل شدة كل اعتداء عىل حرمة البالد وكل اجلهات التي تقف وراءه مهامكانت هويتها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حضره عدد كبير من متساكني بوعرادة‪ ،‬ومبشاركة متميّزة لفرقة ّ‬
‫قياداتها‪ .‬وعبّر اجلبالي عن إعجابه بالعمل وقدم بعض املقترحات‬ ‫األولياء واملعاهد الثانو ّية وجلان حماية‬ ‫والشاعر بحري‬ ‫“الشمس”‬ ‫األحد فرع حركة النهضة رسميا مقره‪ ،‬أما‬
‫تدعو كل ابناء الشعب التونيس إىل مزيد من اليقظة والتصدي لكل حماوالت التعدي عىل تراب الوطن‬ ‫الثّورة وك ّل اجلهات املعنيّة إلجناح ما‬ ‫للشهداء‪ .‬كما حضر التظاهرة‬ ‫العرفاوي‪ ،‬وقد رفع خالل اللّقاء شعارات ّ‬
‫متجد الثّـورة والوفاء ّ‬ ‫فرع السبّالة فسيتم افتتاحه مقره الرسمي‬
‫واملالحظات املتعلقة بهوية احلركة ووجودها في هذا الفيديو‪.‬‬
‫ومن املنتظر أن يعقد الشباب يوم السبت ‪ 21‬ماي اجلاري ندوة‬ ‫واملس من استقراره ووحدة ترابه ومحاية ثورته املجيدة و دعم جمهود اجليش الوطني والتالحم معه‪.‬‬ ‫وخاصة امتحان‬
‫ّ‬ ‫تب ّقى من املوسم ال ّدراسي‬ ‫السابق للمحامني السيّد عبد الستّار موسى بصفته مستقالّ وألقى كلمة باملناسبة أكدّ‬
‫العميد ّ‬ ‫عشية نفس اليوم األحد‪ .‬ويشارك في‬
‫صحفية في تونس العاصمة سيحضرها عدد من املدونني وأصحاب‬ ‫تنبه كل القوى السياسية واالجتامعية إىل خطورة حماوالت اخرتاق البالد هبدف إجهاض ثورهتا‬ ‫البكالوريا‪.‬‬ ‫فيها على قيم التّوافق والتّعايش‪.‬‬ ‫االفتتاحني الشيخ حبيب اللوز‪.‬‬
‫أكبر الصفحات على الفايس بوك‪ .‬كما سيتم دعوة بعض الشباب‬ ‫وتدعوها إىل وضع مصلحة البالد فوق كل اعتبار وإىل املزيد من توحيد الصفوف دفاعا عن البالد‬
‫املنتمني إلى أحزاب أخرى للمشاركة في هذا اللقاء‪ .‬وستجيب الندوة‬ ‫واستقالهلا ووحدهتا وثورهتا وإفشال كل حماوالت إرباك األوضاع بغاية تعطيل مسرية االنتقال‬
‫وفق ما أفاد به أحد الشباب املشارك في تنظيمها على عدة أسئلة‬
‫من بينها الهدف من إعداد هذه األشرطة‪ ،‬كما ستكون هناك مفاجأة‬ ‫الديمقراطي وااللتفاف عىل ثورة الشعب و احليلولة دون حتقيق أهدافها‪..‬‬ ‫مطبعة‬ ‫سكرتير التحرير‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫المدير المسؤول‬ ‫العنوان‪ 25 :‬نهج محمود بيرم التونسي‪ .‬منفلوري ـ تونس‬
‫قال تعاىل «و تعاونوا عىل الرب و التقوى وال تعاونوا عىل اإلثم و العدوان»‬ ‫فاكس‪71321814 :‬‬
‫سيتم اإلعالن عنها في اإلبان وفق ما أفاد به املنظمون‪.‬‬ ‫دار األنوار‬ ‫لطفي الحيدوري‬ ‫محمد فوراتي‬ ‫الصحبي عتيق‬
‫صبرين‬ ‫العنوان االلكتروني‪elfejr2011@gmail.com :‬‬
‫‪5‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪4‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬

‫خالل زيارته للواليات املتحدة ودول أوروبية‬ ‫املر�أة واحلالة التون�سية‬ ‫� ّأي ميثاق اجتماعي بعد ثورة ‪ 14‬جانفي ؟‬ ‫ندوة‪:‬‬
‫خلدون وربته ومن‬ ‫هل كان يجب أن نعبّر بالصراخ عن تقديرنا‬
‫وفد النه�ضة يبحث دعم امل�سار الدميقراطي وحتقيق اال�ستقرار‬ ‫أجنبت إبن عرفة‬
‫وربته ومن أجنبت‬
‫المرأة استثنائية صاغت ملحمة في زمن‬
‫تمَ ثَّـ َل فيه الظل ُم دكتاتورا ق َه َر الرجال ويتَّـ َم‬
‫جليلة فرج‬
‫ن ّظمت شبكة تونس للحقوق واحلر ّيات والكرامة ندوة حول «أي ميثاق اجتماعي ما بعد‬
‫الطاهر ابن عاشور‬ ‫األطفال وقطع طريق الرزق‪ ،‬وصادر احللم‬ ‫الثورة» يوم السبت ‪ 14‬ماي ‪ .2011‬حضرها ممثلون عن أحزاب وجمعيّات وحقوقيني‪ ،‬وقد‬
‫محمد فوراتي‬ ‫وربته ومن أجنبت‬ ‫واحلقيقة واحلق في الغد الدميقراطي‪.‬‬ ‫ع ّرف عشرة متدخلني مفهوم امليثاق االجتماعي كل حسب منظوره‪.‬‬
‫فريدة العبيدي‬ ‫حشاد‬ ‫فرحات‬ ‫فمن األسئلة املعطلة ملسيرة التنمية ذلك‬ ‫استه ّل هذه الندوة السيد علي لعر ّيض رئيس الهيئة التأسيسية حلركة النهضة بتحديد‬
‫أدى وفد من حركة النهضة األسبوع املايض زيارة إىل كل من الواليات املتحدة األمريكية وانجلرتا وأملانيا والنرويج وذلك يف الفرتة ما بني ‪9‬‬
‫وربته ألم تكن امرأة‬ ‫السؤال الذي يدور حول دور املرأة في‬
‫إىل ‪ 15‬ماي اجلاري‪ .‬وضم الوفد كل من محادي اجلبايل األمني العام للحركة وفريدة العبيدي وسمري ديلو عضوي املكتب التنفيذي‪ .‬وقد كانت‬
‫مبواصفات قياسية حتى تستطيع تربية‬ ‫مجتمع يقول بأسبقية الرجل عن املرأة في‬
‫الزيارة فرصة للحوار مع اإلدارة األمريكية حول عدد من القضايا الوطنية والدولية‪ .‬كام التقى الوفد العديد من الشخصيات وممثيل املجتمع‬
‫حمادي الجبالي‬ ‫هؤالء االستثنائيني‪.‬‬ ‫املبادرة‪ ،‬وبالتوازي يقول بتخلّف املرأة عن‬
‫املدين واجلاليات العربية باإلضافة إىل املشاركة يف بعض الندوات التي تناولت الثورة التونسية وآفاق املستقبل‪.‬‬
‫ثم من أجنبت شهداء تونس وثوارها الذين‬ ‫صناعة التنمية قياسا بالدور االستثنائي‬
‫األمريكية وبقية احلكومات الغربية كانت مثمرة ومفيدة‬ ‫تأخير ونقصد بذلك انتخابات املجلس التأسيسي في ‪24‬‬ ‫وبخصوص زيارة الواليات املتحدة قال اجلبالي في‬ ‫أنفقوا دماءهم وحرياتهم طيلة عقود ماضية‬ ‫الذي أُسند إليها‪ .‬وفي اعتقادي أن هذا‬
‫ووضحت الكثير من نقاط االستفهام‪ .‬كما كانت اآلراء‬ ‫جويلية القادم‪ ،‬خاصة وأننا نعتقد أن تأخيره مض ّر ويقودنا‬ ‫تصريح للفجر أن الزيارة متت بدعوة من وزارة اخلارجية‬ ‫من أجل حترير هذه البالد من الظلم وكذلك‬ ‫السؤال ناجت عن ثقافة اجلذب إلى الوراء‬
‫متقاربة حول احترام موعد االنتخابات القادمة واالستقرار‬ ‫للمجهول ويثبط العزائم ويرسل رسالة مغلوطة لشباب‬ ‫األمريكية وأن حركة النهضة لبت الدعوة انطالقا من‬ ‫شهداء هذه الثورة املباركة التي نقلت تونس‬ ‫وحجب الصورة احلقيقية التي خصها رب‬
‫السياسي واالقتصادي‪ .‬وأضاف‪ :‬ناقشنا مع مختلف هذه‬ ‫الثورة‪ .‬وقد أكدنا أن املجتمع الدولي يجب أن يدعم جناح‬ ‫مسؤوليتها الوطنية ورغبتها في احلوار مع جميع مكونات‬ ‫من عهد الطغاة إلى عهد الكرامة واحلرية ألم‬ ‫السماء للمرأة خالفا للرؤية القاصرة التي‬
‫األطراف اجلانب االقتصادي وحاجات البالد وخطورة‬ ‫املسار السياسي وموعد االنتخابات القادمة‪ ،‬ووجدنا اهتماما‬ ‫املجتمع الدولي‪ .‬وقد التقى الوفد خالل زيارته بالسيناتور‬ ‫تكن املرأة هي وراء كل ذلك‪.‬‬ ‫ك ّرستها املجتمعات العربية طيلة عقود‬
‫الوضع في ظل الصعوبات التي مت ّر بها البالد‪ ،‬كما قدمنا‬ ‫امللف وخاصة ضرورة إجراء االنتخابات حسب املعايير‬ ‫بهذا ّ‬ ‫جوزيف ليبرمان والسيناتور جون ماكني والنائب قاري‬ ‫باإلضافة إلى أن املرأة كانت لها محطات في‬ ‫حول دور املرأة في النهضة بعد استقالل‬
‫مقترحات عملية ملساهمتهم في دعم االقتصاد التونسي‪.‬‬ ‫الدولية وبكل شفافية وفي كنف احترام السيادة الوطنية‪.‬‬ ‫أكرمان‪ ،‬ومدير املغرب العربي الكبير بوزارة اخلارجية‬ ‫هذه البالد مثل السيدة عزيزة عثمانة التي‬ ‫املنطقة العربية واإلسالمية ككل ومن َث ّم ال‬
‫امليثاق االجتماعي في مرتكزات مح ّددة وهي أن احلر ّية والدميقراطيّة وكل ما يتعلّق بها هي‬
‫وأضاف ديلو‪ :‬لقد كان حوارنا مع اإلدارة األمريكية ومع‬ ‫أما التحدي الثاني‪ :‬فهو اجتماعي اقتصادي ويتطلب‬ ‫األمريكية وليام ريباك وعدد من اخلبراء واملستشارين من‬ ‫عملت في احلقل الصحي وكانت لها آثارها‬ ‫أستبعد أن يكون الغرب هو من غذى هذه‬
‫مح ّل توافق بني التونسيني‪ .‬وأضاف لعر ّيض أن الدميقراطية املنشودة هي التي ال حتدث‬
‫بقية حكومات الدول التي زرناها بصفة ندية وانطالقا من‬ ‫من كل األطراف دعم مجهود تونس في تخطي هذه املرحلة‬ ‫الكنغرس األمريكي‪ .‬وأضاف‪ :‬شاركنا في الكثير من الندوات‬ ‫في تاريخ تونس والدكتورة هند شلبي التي‬ ‫الرؤية وس ّوقها وعمل السنني الطوال على‬
‫انشقاقا وإمنا توفر تن ّوعا لفرص االختيار وهي التي تق ّدم حلوال ملشاغل املواطنني‪.‬‬
‫حرصنا على املصلحة الوطنية وإمياننا باستقاللية القرار‬ ‫الصعبة التي منر بها منذ ‪ 14‬جانفي‪ ،‬والتي خسرت خاللها‬ ‫والتي وصل عددها إلى أكثر من ‪ 12‬ندوة بعضها كان مع‬ ‫كانت رقما في معادلة صعبة أمام بورقيبة‬ ‫جتذيرها‪.‬‬
‫من جهته‪ ،‬بينّ األمني العام املساعد لالحتاد العام التونسي للشغل محمد السحيمي أن العقد‬
‫الوطني‪ .‬وكنا حريصني على التعريف بالثورة التونسية‪.‬‬ ‫البالد أكثر من ‪ 5‬مليار دوالر‪ ،‬باإلضافة إلى تعطل الكثير من‬ ‫مسؤولني في اإلدارة األمريكية وأخرى مع جمعيات املجتمع‬ ‫الذي كان يحمل مشروعا كامال لتغيير ثقافة‬ ‫وواقع األمر أنه لم يكن أبدا جليا مثلما كان‬ ‫االجتماعي يكون بني أصحاب العمل والع ّمال في دولة دميقراطيّة مع وجوب وجود الدولة‬
‫وحتى عندما حتدث وفد وزارة اخلارجية األملانية عن إمكانية‬ ‫املؤسسات وتراجع السياحة‪.‬‬ ‫املدني والسياسي‪ .‬وعن الهدف من هذه الزيارة قال‪ :‬الهدف‬ ‫هذه البالد‪.‬‬ ‫في الشريعة اإلسالمية التي لم تفضل رجال‬ ‫كمراقب وضرورة االتفاق على أسس سياسيّة واجتماعيّة واقتصاد ّية‪.‬‬
‫دعم األحزاب التونسية رفضنا ذلك بش ّدة‪ ،‬وقلنا بكل وضوح‬ ‫من جهة أخرى أشار اجلبالي إلى أن الوفد قدم تعريفا‬ ‫بالنسبة لنا هو التعريف بحركة النهضة ورؤيتها املستقبلية‬ ‫وأعتقد أن املرحلة القادمة تطرح املرأة‬ ‫عن امرأة في آية مطلقا والتفضيل الوحيد‬ ‫وع ّرف األمني العام للجامعة العا ّمة التونسيّة للشغل احلبيب قيزة امليثاق االجتماعي على‬
‫أن دعم األحزاب مرفوض سواء حلركة النهضة أو غيرها‪،‬‬ ‫بحركة النهضة وأهدافها ووسائل عملها في هذه املرحلة‬ ‫كشريك أساسي في معادلة قيام اجلمهورية‬ ‫الذي ذكرته هو أفضلية األنثى التي لم‬ ‫أنه اتفاق ثالثي بني ممثلي األحزاب والع ّمال والدولة وهو مزيج بني ما هو سياسي وما هو‬
‫وأن أي دعم يجب أن يتجه القتصاد البالد ومساعدتها في‬ ‫وبعد االنتخابات مؤكدا حرص حركة النهضة على الوفاق‬ ‫الثانية ويبقى للمرأة اخليار إما أن تتقبل‬ ‫ترد إجنابها زوجة عمران عن ال ّذ َكر الذي‬ ‫اجتماعي‪.‬‬
‫تخطي املصاعب‪.‬‬ ‫الوطني ‪ ،‬وأن احلركة تسعى للحوار وم ّد اجلسور مع جميع‬ ‫الرسالة املوكولة لها أو أن ترفض وفي‬ ‫انتظرته‪ ،‬ومن ثم فإن الدين الذي جعل‬ ‫وحت ّدث القاضي فتحي امليموني في مداخلته عن ضرورة استقالليّة القضاء كمبدأ أساسي‬
‫ومن جهته أشار حمادي اجلبالي إلى أن حركة النهضة‬ ‫القوى السياسية‪.‬‬ ‫صورة الرفض فإن املرأة التونسية تهدي‬ ‫األدوار متكاملة بني الرجل واملرأة ال تقوم‬ ‫للميثاق االجتماعي‪ .‬أ ّما األستاذ عبد الله الهاللي الرئيس الشرفي حملكمة التعقيب فقد تساءل‬
‫منفتحة على جميع األطراف الوطنية والدولية وتفضل‬ ‫وفي رده على سؤال للفجر حول موقف احلكومة‬ ‫حقبة أخرى من التأخر إلسرائيل وال أعتقد‬ ‫وحري أن تعتز املرأة‬ ‫ّ‬ ‫على منطق التفضيل‪،‬‬ ‫عن كيفيّة احلديث عن ميثاق اجتماعي دون الوصول إلى ميثاق وطني شامل‪.‬‬
‫احلوار مع اجلميع حول مختلف القضايا انطالقا من رؤية‬ ‫األمريكية من حركة النهضة قال اجلبالي‪ :‬كان موقفهم‬ ‫أن هناك تونسية مسلمة مستعدة إلعطاء‬ ‫باالنتساب إليه‪.‬‬ ‫وفي ختام هذه الندوة ألقى أحمد بن صالح أمني عام حركة الوحدة الشعبية كلمة استعرض‬
‫وطنية وإميانا بأهداف الثورة التونسية وليس لنا ما نخفيه‬ ‫ايجابيا وأيدوا تصوراتنا فيما يخص حقوق اإلنسان وحقوق‬ ‫إسرائيل غير الثوار واملجاهدين والرفض‬ ‫ويبقى السؤال وجيها حول من أجنب عظماء‬ ‫فيها تاريخ تونس زمن بورقيبة‪ ،‬ودعا إلى إقامة استفتاء للدستور وأكد ضرورة انتخاب مجلس‬
‫ف هذه املعاني‪.‬‬‫والتصدي وكل ما ُيرا ِد ُ‬ ‫هذه البالد ومن رباهم‪ ،‬من أجنبت ابن‬ ‫تأسيسي في ‪ 24‬جويلية القادم‪.‬‬
‫تصب في مصلحة البالد‪ ،‬وليس‬ ‫ّ‬ ‫في هذه احملادثات التي‬ ‫املرأة واحترام احلريات والتفريق بني السلط ودور الدولة‬
‫لنا ولن يكون أي صفقات أو حوارات خارج إطار العلنية‬ ‫يخص الدين وأن الدولة هي احلكم بني كل مواطنيها‬ ‫ّ‬ ‫فيما‬
‫والوضوح والتعبير عن خياراتنا الوطنية‪ .‬وفي احلقيقة‬ ‫بصرف النظر عن معتقداتهم‪ .‬كما أكدنا أن احلركة كانت‬

‫بعد «‪ »dégage‬هل نحن يف حاجة �إىل «‪ »J’accuse‬تون�سية‬


‫حتى اإلدارة األمريكية أو بقية األطراف الدولية التي حتادثنا‬ ‫والزالت حركة سلمية ومدنية ومعتدلة‪ ،‬وأن هذه احلركة الب ّد‬ ‫سمير ديلو‬

‫معها‪ ،‬لم يطلبوا منا أي شيء ولم يشترطوا علينا خالل هذه‬ ‫أن تأخذ موقعها في املنظومة السياسية في البالد واملنطقة‪.‬‬
‫احلوارات أي شرط‪.‬‬ ‫ومن خالل العديد من اللقاءات واحلوارات الحظنا أنهم يرون‬ ‫للوضع في تونس واملنطقة‪ ،‬والتباحث حول آفاق املستقبل‬
‫يذكر أن سمير ديلو شارك في ندوة بجامعة اوسلو حتت‬ ‫أن التجربة التونسية لها مقومات النجاح أكثر من أي دولة‬ ‫بعد الثورة والدفاع عن خياراتنا الوطنية‪  ‬واملستقبلية‪ .‬وقد‬
‫عنوان‪ :‬تونس ومصر الدميقراطية أخيرا‪ ،‬مع كل من يسرى‬ ‫أخرى في املنطقة‪ .‬كما الحظنا اهتمامهم الكبير بتصورات‬ ‫لقينا اهتماما كبيرا من كل الدوائر األمريكية كل حسب‬ ‫محمد كشت‬ ‫سنة ‪ 1889‬وبعد مائة عام من قيام الثورة الفرنسية ‪ 1789‬كانت فرنسا على موعد مع التي أطلقتها الدوائر الصهيونية ُبعيد انتصار‬
‫الغنوشي وعصام العريان من مصر وفرنسوان بيرقوا‬ ‫احلركات اإلسالمية املعتدلة للمستقبل‪ ،‬وإعجابهم بتجربة‬ ‫اختصاصه‪ .‬وخالل حواراتنا أكدنا على قضايا عدة أهمها‪:‬‬ ‫حادثة تاريخية إبان إدانة الضابط الفرنسي اليهودي «الفريد دريفوس» بتهمة التّجسس لصالح أملانيا كل من ثورة تونس ومصر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫من املعهد الفرنسي للشرق األدنى‪ .‬كما عقد ديلو لقاءات‬ ‫حزب العدالة والتنمية وهل أنّ حركة النهضة ستكون رؤيتها‬ ‫أن تونس شهدت ثورة رفعت شعارات ومطالب حتت عنوان‬ ‫وإذا كانت مصالح الطرف اخلارجي مهددة‬
‫ومحاكمته بالنّفي‪.‬‬
‫مع ممثلي وزارة اخلارجية النرويجية تناولت االنتقال‬ ‫وتصوراتها قريبة من النهج التركي‪ .‬أما بخصوص املوقف‬ ‫كرامة التونسي‪ ،‬على رأسها مطالب سياسية مثل إحالل‬ ‫وإذا كانت سنن التاريخ حتتم وجود الثورات‬ ‫بشكل غير مباشر فإنّ أصحاب الداخل عادة‬
‫الدميقراطي‪ ،‬وأدى قبل ذلك زيارة إلى وزارة اخلارجية‬ ‫الليبي فقد عبرنا عن دعمنا لثورة الشعب الليبي وضرورة‬ ‫نظام دميقراطي مكان االستبداد‪ ،‬والعدالة االجتماعية مكان‬ ‫وقد انقسم املجتمع الفرنسي حول القضية العدوى الثورية وبالتالي فإنّ سعيه في سبيل ما يكونون مهددين مباشرة في وجودهم املضادة فإنّ ذلك ال يعني البتة أنّ قدر الشعوب‬
‫األملانية‪ ،‬كما أجرت معه اإلذاعة األملانية حوار حول الوضع‬ ‫إقامة نظام دميقراطي وتعددي وأن دعم املجتمع الدولي‬ ‫املظالم والنهب‪ .‬كما أكدنا أن هذه فرصة أمام بالدنا والعالم‬ ‫وسجل إفشال الثورة يكون من قبيل الهجوم االستباقي‪ .‬ومصاحلهم التي كانت السلطة املخلوعة تؤ ّمنها الثائرة هو اخلضوع والركون ملشاريع التيارات‬ ‫ّ‬ ‫بني مناصر لدريفوس ومعاد له‪.‬‬
‫في تونس وآفاق املستقبل‪ ،‬ثم ختم جولته بلقاء مع اجلالية‬ ‫ضروري لهذه الثورة‪.‬‬ ‫إلجناز مثال ومنوذج دميقراطي في املنطقة‪ .‬وقلنا أنّ خيار‬ ‫دخول فئة املف ّكرين واألدباء الفرنسييـن إلى وقد الحظنا ذلك جليا في محاوالت تدخل ليبيا لهم‪ ،‬فهم بالتالي رجال النظام القدمي وأعوانه التي حتاول جاهدة إعاقة كل نفس مقاوم يروم‬
‫التونسية في برلني‪.‬‬ ‫ومن جهته أكد سمير ديلو أن احلوارات مع اإلدارة‬ ‫الثورة الشعبية و ّفر على تونس الكثير من املتاعب التي تسبب‬ ‫التأسيس على أنقاض التجارب االستبدادية‬ ‫السجال‪ ،‬مببادرة من «إميل زوال» حني‬ ‫ساحة ّ‬
‫فيها نظام االستبداد‪ ،‬وأنّ التكلفة السياسية واالجتماعية لم‬ ‫املفلسة‪ .‬وبالتالي فإنّ مصير ثورات الشعوب‬ ‫الشهيرة «أنا أتّهم»‬‫أصدر رسالته املفتوحة ّ‬
‫تكن باهظة‪ ،‬وبالتالي تعطي أمال لشعوب املنطقة في التغيير‬ ‫يبقى دائما بني أيادي صانعيها ورهني قوة‬ ‫«‪ » j’accuse‬في ‪ 13‬جانفي ‪ 1898‬ثم كان‬
‫اإلرادة لدى النخب واجلماهير وكذلك خاصة‬ ‫املوعد مع البيان ّ‬
‫را�شد الغنو�شي يدعو �إىل تنمية اجلهات املهم�شة‬ ‫السلمي‪ ،‬وجتنب منطقتنا خيارات أخرى أثبتت فشلها‪.‬‬ ‫الشهير ملثقفي فرنسا «بيان‬
‫جندوبة‪:‬‬ ‫وركزنا على أن النموذج التونسي في خدمة البالد والسلم‬ ‫وعيها بأنّ الثورة ال ميكن بحال أن تنجز مبجرد‬ ‫املث ّقفني»‪ ،‬ومن الذين أمضوا على ذلك البيان‬
‫العاملي‪ ،‬وملسنا من خالل هذه احلوارات أن لتونس مكانة‬ ‫اإلطاحة بأعلى هرم السلطة وإمنا هي عمل‬ ‫«أناتول فرانس»‪ ،‬و»مارسيل بروست»‪ ،‬ليون‬
‫خالل إشرافه يوم السبت ‪ 14‬ماي اجلاري في تظاهرة أقامتها حركة النهضة مبدينة جندوبة وحضرها جمهور عريض‬ ‫هامة في العالم‪ ،‬زادتها الثورة إشعاعا وسمعة عالية‪.‬‬ ‫دائب ميتد لفترة من الزمن تطول أو تقصر من‬ ‫و«بلون»‪ ،‬و»إميل زوال»‪.‬‬
‫من املواطنني‪.‬‬ ‫وأضاف اجلبالي‪ :‬ونظرا ألهمية النموذج التونسي في‬ ‫حالة ألخرى‪.‬‬ ‫ال نحتاج إلى كبير عناء في مقارنة وضع‬
‫أشار رئيس احلركة في كلمته بالقاعة املغطاة باملدينة إلى أن والية جندوبة منطقة تشتمل على ثروة سياحية وفالحية‬ ‫املنطقة وفي تصورنا ملستقبل املنطقة فقد أكدنا على أن الدول‬ ‫وإذا كان «زوال» وبقية مثقفي فرنسا قد‬ ‫تونس مبا كان عليه وضع فرنسا إبان حادثة‬
‫ومائية هائلة يجب استثمارها‪ .‬مؤكدا «نحن نريد أن نسهم في إجناح هذا املشروع التنموي»‪ ،‬مشيرا في نفس السياق إلى‬ ‫التي لها عالقات مع تونس مدعوة لدعم هذا النموذج بكل‬ ‫اعتمدوا على صحيفة «الفجر» ‪L'Aurore‬‬ ‫«دريفوس» ففي احلالتني نحن أمام وضع‬
‫ضرورة إجناح املوسم السياحي الذي تستقبل فيه اجلهة اآلالف من السياح‪ ،‬مشددا على دور جلان األحياء وجلان الثورة‬ ‫الوسائل السياسية واالقتصادية‪.‬‬ ‫الفرنسية لنشر رسائلهم تلك الصحيفة التي‬ ‫ما بعد ثورة شعبية وفي احلالتني نحن أمام‬
‫لتسهر على حماية املوسم السياحي خاصة وأن بعض املخربني يتربصون من أجل النهب والتدمير‪.‬‬ ‫وبخصوص تفاعل اإلدارة األمريكية وممثلي احلكومة‬ ‫شكلت املنبر الطالئعي األول الذي اعتمده مثقفو‬ ‫محاوالت الثورة املضادة‪ .‬وكما أنّ الثورات‬
‫وقال إنّ البالد أمامها حتديات ال ميكن أن ينهض بها حزب واحد‪ .‬وتابع قائال «نحن ندعو إلى االئتالف في مواجهة بقايا‬ ‫االجنليزية مع تصورات حركة النهضة ومقترحاتها‬ ‫الثورة الفرنسية في حربهم على فلول الردة‬ ‫الشعبية هي سنة من السنن التاريخية التي‬
‫الفساد وفي مواجهة املخربني الذين يريدون أن يعودوا بنا إلى الوراء ويسعون إلى عودة النظام البوليسي»‪.‬‬ ‫قال‪ :‬كان هناك استجابة واضحة من الطرفني األمريكي‬ ‫وأعداء الثورة فإنّه يش ّرفنا اعتمادا على ما توفره‬ ‫تقوم إذا توفرت األسباب املوضوعية لقيامها‬
‫و بسؤاله عن احلمالت التي تتعرض إليها احلركة أجاب األستاذ راشد أنّ حركة النهضة ليست مستهدفة ال من الداخل‬ ‫واالجنليزي في دعم هذه التجربة واحلرص على جناحها‪.‬‬ ‫لنا صحيفة «الفجر» التونسية أن تتولى الدور‬ ‫فان الثورات املضادة هي كذلك من التوابع التي‬
‫وال من اخلارج‪ ،‬فاحلركة بني أحضان شعبها ورعاية ربها وهذه احلمالت إن وجدت فلن تزيدها إال قوة‪ .‬وختم بقوله إن‬ ‫وقد وضحنا أن التحديات التي تواجهنا بعد الثورة نوعان‬ ‫ذاته فنساهم من جهتنا في كشف أعداء الثورة‬ ‫لم تخل منها الثورات على امتداد التاريخ ‪.‬‬
‫النهضة ليست صنما ليعبد وإمنا هي أداة خلدمة الشعب التونسي وإقامة دولة العدل‪.‬‬ ‫األول‪ :‬سياسي‪ ،‬والب ّد من إجنازه في التاريخ احملدد دون‬ ‫وعادة ما يتزعم الثورة املضادة طرفان‪ :‬في الثورة التونسية‪ .‬وقد يكون تدخل الطرف اللذين ميثلون يد السلطان التي يبطش بها‪ ،‬التونسية وفضح مخططاتهم‪ ،‬والدفع من أجل‬
‫يشار إلى أنّ تظاهرة حركة النهضة في جندوبة تخللتها فقرات موسيقية وشعرية‪ .‬وفي بادرة نبيلة قام رئيس بلدية‬ ‫أ ّولهما خارجي واآلخر داخلي‪ .‬والطرف اخلارجي عن طريق جهات دولية تق ّدر أنّ وطائفة من الذين كانوا يتم ّعشون من موائد حتقيق قيمها وبلورتها‪ .‬وبالتالي االنتصار إلى‬
‫جندوبة بالترحيب باألستاذ راشد ترحيبا خاصا مبديا احترامه الكبير له‪.‬‬ ‫اخلارجي عادة ما تتناقض مصاحله مع جناح الثورة متثل تهديدا ملصاحلها اإلستراتيجية السلطة والذين تالحقهم ملفات فساد ال فكاك تطلعات الشعب في القطع مع ثقافة االستبداد‬
‫والتهميش واإلقصاء‪.‬‬ ‫الثورة وحتققها ويكون األمر إ ّما خشية من وفي ذات السياق ميكن التذكير بصيحات الفزع لهم منها إن استق ّر األمر للثورة‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪6‬‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬

‫رئي�س احلركة يلتقي بعثات ديبلوما�س ّية‬


‫الهيئة العليا‪ :‬هل تتغلب روح الوفاء على احل�سابات الفئوية ؟‬ ‫العهد اجلمهوري‪ :‬التزام �أخالقي �أم رغبات �إيديولوجية ؟‬
‫ومحاولة مفضوحة لالنقالب على الثورة وإجهاضها بعد ان‬ ‫نور الدين البحيري‬
‫غدت انتخابات ‪ 24‬جويلية من أبرز عناوين الثورة إ لم يكن‬ ‫الطوعي حلزمة من املبادئ األخالقية أمر محبب‬ ‫بحماية احلق في بيئة سليمة آمنة‪.‬‬ ‫السلطات كما تضمن استقالل القضاء وحرية‬
‫عبد العزيز التميمي‬
‫عنوانها األوحد‪ .‬فهي املدخل نحو الشرعية امللزمة للجميع‬ ‫بانتخاب ممثلي القضاة في الهيئة العليا املستقلة‬ ‫في زمن تراجعت فيه مكانة القيم واألخالق‪.‬‬ ‫وأ ّكدت وثيقة العهد على أن تونس دولة‬ ‫الصحافة وحياد اإلعالم‪.‬‬
‫واسترداد الدولة لهيبتها املفقودة ولثقة التونسيني واالجانب‬ ‫لالنتخابات انطلق الع ّد التنازلي ملوعد ‪ 24‬جويلية املقبل‬ ‫والعجيب الغريب في هذه املسألة هو ما‬ ‫مدنية ُيحترم فيها الدين ودور العبادة‪ ،‬وتضمن‬ ‫وأشارت وثيقة العهد إلى أنّ اجلمهورية‬ ‫متت يوم الثالثاء ‪ 17‬ماي مناقشة املضامني‬
‫على ح ّد سواء وهي الطريق ال نهاء حالة اإلرباك وحتقيق‬ ‫وأضحت مسؤولية إجناح االنتخابات املقبلة محمولة على‬ ‫يخشى من بلوغ الرغائب اإليديولوجية ( ضمن‬ ‫الدولة فيها عدم توظيف اإلدارة العمومية‬ ‫واملبادئ املتصلة بالعهد اجلمهوري‪ .‬ومن أبرز الدميقراطية تضمن املساواة بني اجلميع‬
‫األمن وطمأنة اجلميع على أرواحهم وأمالكهم وأعراضهم‬ ‫كاهل الهيئة املذكورة‪ ،‬خاصة بعد اجتماع مكونات املجتمع‬ ‫منحى إقصائي استئصالي) ح ّدا يس ّوغ اختراق‬ ‫واملؤسسات التربوية العسكرية واألمنية‬ ‫املبادئ التي نص عليها العهد اجلمهوري صون ومتنع التمييز بني املواطنني‪ ،‬وحتترم احلق‬
‫وضمان عودة احلياة للدورة االقتصادية املعطلة وضمان‬ ‫املدني والسياسي واحلكومة املؤقتة على التمسك باملوعد‬ ‫آليات التسوية الدميقراطية وتقاليد النظام‬ ‫وأماكن العبادة ألغراض سياسية أو حزبية أو‬ ‫الهوية الوطنية العربية اإلسالمية للشعب في االختالف وتنبذ جميع أشكال العنف في‬
‫حق الشباب في الشغل واحلياة الكرمية وحق اجلهات‬ ‫املذكور‪ .‬وقد تضاعفت مسؤولية " الهيئة'' بإعالن احلكومة‬ ‫اجلمهوري وخلق مؤسسة موازية ملؤسسات‬ ‫فئوية‪.‬‬ ‫التونسي مع االنفتاح على مكتسبات احلداثة‪ .‬العالقات‪ ،‬مع ضمان احلرمة اجلسدية لإلنسان‬
‫أدى نائب الوزير األول الصيني زيارة مجاملة وتعارف‬
‫احملرومة في نصيبها من الثروة الوطنية‪.‬‬ ‫أنّها وضعت على ذمتها كل ما يلزم من إمكانيات بشرية‬ ‫الدولة غير دستورية وغير دميقراطية تتمتع‬ ‫ودعم الدولة الدميقراطية التي تحُ افظ على ومنع التعذيب وك ّل أشكال االنتهاك البدني‬
‫لرئيس احلركة الشيخ راشد الغنوشي وحتادث معه حول‬
‫إنّ التضحيات اجلسام التي صنعت ثورة لم يشهد لها‬ ‫ومادية وتعاظمت هذه املسؤولية بتراجع بعض االحزاب ع ّما‬ ‫العالقات بني البلدين ومستقبل املسار السياسي في تونس‪.‬‬
‫بسلطة علوية تتجاوز الدستور ومؤسسات‬ ‫�سبق لل�شعب التون�سي �أن ذاق‬ ‫مقومات الهوية احلضارية مع النفتاح على األفق واملعنوي‪.‬‬
‫تاريخ االنسانية احلديث مثيال‪ ..‬واإلصرار على القطع مع‬ ‫سبق لها أن ابدته من اعتراض ومبا شهدته بعض اجلهات في‬ ‫كما التقى مع السيد الوزير املستشار لدى احلكومة اليابانية‬ ‫الدميقراطية وتقاليد النظام اجلمهوري بهدف‬ ‫مرارة جتربة «امليثاق الوطني»‬ ‫ونص املشروع على ضمان حقوق املرأة‬ ‫ّ‬ ‫العاملي‪ .‬وتعتبر وثيقة العهد اجلمهوري اللغة‬
‫احملافظة على املشهد السياسي وتثبيته في‬ ‫العربية لغة وطنية‪ ..‬ويؤكد العهد على ضرورة وصون مكاسبها املُض ّمنة صلب مجلة األحوال‬
‫العهد البائد رموزا وخيارات‪ .‬والطموح لواقع أفضل ‪ ..‬ح ّول‬ ‫االيام القريبة املاضية من جتاوزات وانفالت امني وإعالمي‪.‬‬ ‫ومسئوال عن السفارة اليابانية بتونس‪ ،‬وقد رحب الشيخ راشد‬ ‫الذي �ألزم به ابن علي ال�سيا�سيني‬
‫موعد ‪ 24‬جويلية القادم من مجرد محطة انتخابية إلى عنوان‬ ‫وكان من الطبيعي ج ّدا أن تفقد دعوات "التأجيل'' في نظر‬ ‫بالضيفني وعبر عن مكانة العالقة بني تونس واليابان وتعاطف‬ ‫حلظة (الستاتيكو) حتى ترضي نرجسية من‬ ‫الشخصية والعمل على دعم هذه احلقوق‬ ‫ضمان حق كل مواطن في حرية املعتقد‪.‬‬
‫غذوا طويال أسطول األذرع األمنية والسياسية‬ ‫وكان �أول من انتهكه‬ ‫وفي مجال النظام السياسي للدولة سجلت وتطويرها وإرساء منوال تنموي قوامه التوزيع‬
‫يختزل ماضى تونس وحاضرها ومستقبلها ليجعل من كل‬ ‫الشارع كل مبّرر األمر الذي وضع " الهيئة العليا املستقلة‬ ‫وتألم الشعب التونسي مع التسونامي الذي ذهب ضحيته آالف‬
‫مساس به مساس مباضي وحاضر ومستقبل التونسيات‬ ‫لالنتخابات'' وأعضائها واجلهات التي يحسبون عليها أمام‬ ‫اليابانيني ومن جهته عبر سيادة الوزير الياباني عن دعم بالده‬ ‫اإليديولوجية البائسة وغير احلداثية لنظام بن‬ ‫وثيقة العهد أنّ تونس جمهورية دميقراطية العادل للثروة والتوازن بني اجلهات وضمان‬
‫للثورة التونسية مؤكدا على أهمية جناح االنتقال الدميقراطي‬ ‫علي من أجل إقصاء اإلسالميني واستئصالهم‬ ‫إنّ هيكلة الورقة املقترحة ضعيفة والصياغة‬ ‫تحُ ترم فيها مبادئ املواطنة واملساواة وتكون احلقوق األساسية للشعب‪ .‬باإلضافة إلى تأمني‬
‫والتونسيني جميعا وهو ما يضع على عاتق أعضاء الهيئة‬ ‫حت ّد خطير‪.‬‬
‫وان اليابان داعم لتونس سياسيا واقتصاديا وستتدعم هذه‬ ‫وإلغائهم من الوجود‪ .‬وفي حركة استباقية‬ ‫السيادة فيها للشعب تضمن التداول السلمي حقوق الطفل وشروط مشاركة الشباب في مر ّكبة تن ّم على محاوالت لترضية ك ّل األطراف‬
‫العليا املستقلة لالنتخابات والتيارات التي ينتمون اليها‬ ‫فرضت الظروف التي تعيشها البالد على التونسيني‬
‫العالقة أكثر بعد أن ينتخب الشعب التونسي مجلسا تأسيسيا‬ ‫ق ّدر االستئصاليون أنّ اإلسالميني الذين قد‬ ‫مما‬
‫على السلطة وتقوم على مبدأ الفصل بني مختلف مجاالت احلياة السياسية وااللتزام وكأنها نتيجة مفاوضات اصطناعية ّ‬
‫مسؤولية خطيرة جدا امتنى شخصيا ان يرتقوا الى مستواها‬ ‫التعاطي مع موعد ‪ 24‬جويلية بحميميّة بالغة‪ .‬فهي محطة‬ ‫شرعيا‪.‬‬ ‫يشكلون أغلبية ما في املؤسسات الدميقراطية‬ ‫خاصة في حتديد هو ّية الشعب‬ ‫ّ‬ ‫جعلها ضبابيّة‬
‫حتى يوفقوا ملا فيه خير البالد والعباد والوصول بتونس الى‬ ‫انتخابية ولكن بطعم متميز ومذاق خاص لكونها ثمرة ثورة‬ ‫واستقبل الشيخ راشد النائب اجلزائري حسن العريبي‬ ‫«يتوجب» كبح مبادراتهم الشعبية والتنموية‬ ‫التونسي واملوقف من اإلسالم كدين لل ّدولة‬
‫شاطئ األمان‪.‬‬ ‫مخضبة بدماء طاهرة زكيّة‪ ..‬وهي حتقيق حللم طاملا‬‫ّ‬
‫انتظره اجلميع منذ أكثر من خمسة عقود وعربون وفاء‬
‫عظيمة‬ ‫وقد جاء اللقاء في إطار التأكيد على متانة العالقة بني اجلارتني‬ ‫من خالل خلق بؤر رقابية يخشى أن تتولد عنها‬ ‫والشعب‪ .‬فهذه الصياغة تنطوي على مواربة‬ ‫�إ�ضراب مفتوح يف قطاع «التاك�سي»‬
‫تونس واجلزائر والتعاون بني البلدين في مختلف املجاالت‬ ‫سياقات السياسة الشمولية والتوتاليتارية‬ ‫إلى ح ّد املراوغة تؤكد عدم الثقة بني الفرقاء‬
‫األول دام حفظه‬
‫رسالة مفتوحة إىل عناية السيد الوزير ّ‬ ‫لدماء الشهداء األبرار وتضحيات اآلالف من بنات وأبناء هذا‬ ‫شهد قطاع التاكسيّات إضرابا يوم ‪ 2011/05/16‬وتر ّكزت مطالب سائقو سيارات‬
‫التي تذكر مبحاكم التفتيش‪ .‬لذلك فإن الصيغة‬ ‫السياسيّني‪.‬‬
‫الشعب العظيم‪ ..‬إعالن انتصار إرادة املقهورين واملضطهدين‬ ‫التاكسي حول دعم سعر احملروقات بـ‪ 400‬مي على غرار قطاع الصيّادين والتّخفيض في‬
‫تنــــازل عــن م�ستح ّقــــات‬ ‫الصامدين على سيف الطغاة واملستبدين‪ .‬إصرار التونسيني‬ ‫حمكمة ميالنو تن�صف را�شد الغنو�شي‬ ‫التوافقية احلالية التي يتم بناؤها في أفق‬
‫االلتزام األخالقي ال اإللزام القهري تبدو أكثر‬
‫فل�سفة الوثيقة‬
‫معاليم التّأمني املش ّطة‪ ،‬وطالبوا بإيقاف نزف املنافسة من قبل قطاع النّقل اجلماعي الذي يغزو‬
‫ورغم ما تضمنته وثيقة العهد اجلمهوري‬
‫في رسالة إلى الوزير األول املؤقت حصلت الفجر على‬ ‫على القطع مع النظام البائد وعلى حماية ثورتهم وحتقيق‬ ‫قضت محكمة ميالنو بادانة عضو البرملان األوروبي مجدي‬ ‫العاصمة وضواحيها‪ ،‬كما ش ّدد املضربون على ضرورة إقالة رئيس نقابة التاكسيات السيّد علي‬
‫تعبيرا عن روح ثورة ‪ 14‬جانفي وعن الوفاء‬ ‫من مبادئ سامية وإعالن نوايا إيجابي‪ ،‬فإن‬
‫نسخة منها عبّر إطارات وأعوان وزارة الفالحة والبيئة عن‬ ‫طموحاتهم في احلرية والكرامة والعدالة االجتماعية جعل‬ ‫عالم ببث معلومات خاطئة في كتابه «حتيا اسرائيل» و الذي‬ ‫الفهري وأبدوا رغبتهم في تولّي وزارة النّقل إسناد ال ّرخص بدال عن الوالية جتنّبا لتسلّط بقايا‬
‫لدماء الشهداء الذين بذلوا ضريبة الشهادة‬ ‫فلسفة الوثيقة ال ميكن من منظور القانون‬
‫تنازلهم مبحض إرادتهم عن التص ّرف في مستح ّقاتهم من‬ ‫أغلبهم يرفضون بشكل قطعي حتى مجرد التفكير في تأجيل‬ ‫طبعته دار مندادوري أشهر دار الطباعة االيطالية‪.‬و حسب قرار‬ ‫التج ّمع على مصائرهم‪ ،‬ويؤ ّكدون على أنّ سيّارات ‪ Polo 6‬و‪ Kia‬تباع لهم أضعافا مضاعفة‬
‫والدم في جميع جهات اجلمهورية‪ ..‬شرقا‬ ‫الدستوري أن تتخذ صفة اإللزامية أو أن تتبوأ‬
‫تخصص لهم شهريا وذلك‬ ‫ّ‬ ‫مقتطعات البنزين والقازوال التي‬ ‫موعد االنتخابات املقبلة‪ .‬وهم ينظرون للتأجيل على أنه فشل‬ ‫احملكمة فان مجدي عالم نشر اتهامات للشيخ راشد الغنوشي‬ ‫رغم أنّ من تولّى توريدها إلى تونس هو صخر املاطري ومتن ّفذون الزالوا يتم ّعشون من دماء‬
‫وغربا وجنوبا وشماال‪ .‬وسبق للشعب التونسي‬ ‫موقعا يخ ّول لها من املكانة اإلجرائية ما يتجاوز‬ ‫ّ‬
‫الشعب‪.‬‬
‫مل ّدة عام واحد‪ ،‬والتي مت ّكن من الوصول إلى توفير موارد ماليّة‬ ‫للثورة وانتصار ألعدائها ليقينهم أن كل قرار في هذه املسالة‬ ‫دون أن يتمكن من اثبات صحتها في حني اعتبر احملامي لوكا‬ ‫أن ذاق مرارة جتربة «امليثاق الوطني» الذي ألزم‬ ‫مكانة الدستور املزمع إصداره من مداوالت‬ ‫سليم الحكيمي‬
‫الشباب العاطل عن العمل‬ ‫هامة ميكن تخصيصها لفائدة تشغيل ّ‬ ‫سياسي بامتياز ومن ذلك املنطلق تعاملوا مع كل من اعترض‬ ‫باووتشي (محام الشيخ راشد الغنوشي) أن احلكم جاء لينصف‬ ‫به نظام بن علي املخلوع السياسيني‪ ..‬وكان أول‬ ‫املجلس الوطـني التأسيسي‪ .‬فتواضع جميع‬
‫وخاصة املث ّقفني‪ ،‬ويكونوا بهذا العمل سبّاقني في م ّد يد املساعدة‬
‫ّ‬ ‫على موعد ‪ 24‬جويلية بريبة وتوجس حتى ترسخت القناعة‬ ‫الغنوشي الذي اتهم مجانا و دون وجه حق‪.‬‬
‫لل ّدولة وإعانتها للخروج من األزمة اخلانقة التي تعيشها بالدنا‬
‫من انتهكه‪.‬‬ ‫فرقاء املجتمع املدني والسياسي على االحترام‬
‫عندهم أن الدعوة "للتأجيل" دعوة لتأكيد وضع استثنائي‬ ‫و قد أدين مجدي عالم بغرامة مالية بلغت ‪ 38‬ألف يورو (أكثر‬
‫العزيزة‪ ،‬ومتنّوا من زمالئهم في الوزارات األخرى أن ينسجوا‬
‫على منوالهم‪.‬‬
‫وحرمان الشعب من ممارسة حقه في اختيار من يحكمه‬ ‫من ‪ 75‬ألف ديانرا تونسي) في حني طولب من دار مندادوري‬
‫للنشر بسحب الفقرات التي تتهم الشيخ راشد الغنوشي‪.‬‬
‫�صــرخـــــة عــائلـــــة‬
‫عائلة ال�شهيد في�صل بركات تعرت�ض‬ ‫تعود مالبسات هذه املأساة إلى سنة ‪ 1999‬وبالتّحديد في مدينة ‪ Vitrolles‬الفرنسيّة‬
‫وفي اللّيلة الفاصلة بني يومي ‪ 21‬و‪ 22‬جوان تاريخ مقتل املرحوم علي بن أحمد جناحي‪،‬‬
‫على �إجراءات �إعادة التحقيق يف امللف‬
‫عميد املحامني‪ :‬احل�صانة هي ال�ضامن الأ�سا�سي ملمار�سة املحامي ملهنته بحرية تامة‬ ‫طالبت عائلة الشهيد فيصل بركات نهاية األسبوع املاضي‬ ‫مت بواسطة سالح‬
‫أصيل منطقة خمودة من والية القصرين واملقيم بفرنسا منذ سنة ‪.1980‬‬
‫وبالعودة إلى التّقرير الطبّي املقتضب ج ّدا‪ ،‬فإنّ مقتل املرحوم علي قد ّ‬
‫أبيض (س ّكني) من قبل شخص تونسي مقيم معه بنفس الش ّقة اسمه املولدي العصيدي إلخ‪...‬‬
‫جلنة التحقيق القضائي التابعة حملكمة قرمبالية باالكتفاء‬
‫مبعاينة جثته داخل القبر دون نقلها‪ ،‬وهو ما رفضه اجلانب‬ ‫غير أنّه وبالعودة إلى بعض أصدقاء املرحوم واملق ّربني منه في فرنسا الذين أ ّكدوا أنّ القاتل‬
‫الرزاق الكيالني أن يكون ما ورد في مشروع قانون تنظيم‬
‫فائزة الناصر‬ ‫القضائي‪.‬‬ ‫السكن وإنمّ ا أطراف أخرى مشبوهة‪ ،‬خصوصا وأنّ املرحوم كان‬ ‫احلقيقي ليس مرافقه في ّ‬
‫مهنة احملاماة تعديا على اختصاصات أي مهنة أخرى وأكد أن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫محسوبا على اإلسالميّني‪ ،‬والقرائن كثيرة ميكن أن نلخصها في اآلتي ‪ :‬لقد مت التّحقيق معه‬
‫القانون اجلديد استثنى من مهامه ما أجازه القانون لغيرهم‬ ‫عقدت الهيئة الوطنية للمحامني يوم الثالثاء ‪ 17‬ماي‬ ‫وكان قاضي التحقيق مبحكمة قرمبالية قد باشر إعادة‬
‫أكثر من م ّرة من طرف األمن السياسي التّونسي‪ ،‬كما أنّ املرحوم كان كثير التش ّكي من‬
‫من القطاعات‪.‬‬ ‫اجلاري ندوة صحفية بحضور عميد احملامني عبد الرزاق‬ ‫التحقيق في مقتل املناضل بحركة النهضة فيصل بركات‬
‫ال ّرقابة املضروبة عليه‪ ،‬باإلضافة إلى أنّ املتّهم أنكر اجلرمية جملة وتفصيال‪ ،‬كما أ ْعلن عن‬
‫وبخصوص املوقف الذي اتخذه القضاة جتاه مطلب‬ ‫الكيالني وأمينة املال سعيدة العكرمي والكاتب العام رشاد‬ ‫(توفي يوم ‪ 8‬أكتوبر ‪ 1991‬مبركز احلرس بنابل) بناء على‬
‫وفاته بعد أ ّول جلسة‪ .‬لك ّل هذه األسباب تدعو اجلهات املعنيّة إلى فتح حتقيق جا ّد حول هذا‬
‫احلصانة املدنية واجلنائية للمحامني من حتفظ واستنكار‪،‬‬ ‫الفري وعن فرع تونس فتحي العيوني‪.‬‬ ‫طلب من املفوضية السامية حلقوق اإلنسان التابعة لألمم املتحدة صادر سنة ‪ 2009‬وهو ثاني‬ ‫املواطن التونسي ومعرفة احلقيقة كاملة‪.‬‬
‫اعتبر العميد أن هذا التحفظ ال مبرر له وغير مفهوم بل ولم‬ ‫قدم املداخلة العميد عبد الرزاق الكيالني وافتتحها بتأكيد‬ ‫قرار منذ ‪.1999‬‬ ‫محمد نجاحي ‪ -‬خمودة القصرين‬
‫يكن متوقعا ال سيما بعد مواقف الهيئة الوطنية للمحامني في‬ ‫الدور التاريخي لهيئة احملامني التي لم تتخلف يوما عن أداء‬ ‫وذكر جمال بركات شقيق الضحية في تصريح جلريدة «الفجر» أنّ جلنة اخلبراء األممية‬
‫مساندة جمعية القضاة ومكتبها الشرعي‪ .‬واعتبر أنّ احلصانة‬ ‫واجباتها في حماية الوطن وحرمته والدفاع عن احلريات‬ ‫طلبت التدقيق في اجلثة للتثبت في صحة املعلومات الواردة في تقرير احلكومة التونسية‬
‫هي الضامن األساسي ملمارسة احملامي ملهنته بحرية تامة‬ ‫خاصة الشبان منهم‪.‬‬ ‫األساسية والذود عن حقوق اإلنسان‪ .‬وذ ّكر مبساندتهم‬ ‫حول وجود كسر على مستوى احلوض ناجت عن حادث مرور‪ ،‬وهو ما تفنّده حيثيات الوفاة‬
‫دون خشية من تعرضه لتهديد أو مالحقة قانونية أو عقوبات‬ ‫وشدد املتحدث على أنّ القانون عدد‪ 87‬لسنة‪ 1989‬املنظم‬ ‫ودفاعهم عن قضايا بعض احلقوقيني واإلعالميني الذين‬ ‫باعتبار الشهيد قد توفي خالل االحتفاظ به لدى املصالح األمنية‪ ،‬إضافة إلى وجود ثقب في‬
‫األمعاء الغليظة مثلما هو مد ّون بتقرير التشريح‪ ،‬ومن املرجح أن تكون قد تسببت فيه آلة حادة‬
‫نـداء للمح�سنني من �أجل امل�ساهمة يف بنـاء جـامع‬
‫إدارية أو اقتصادية نتيجة قيامهم بعمل يتفق مع واجبات‬ ‫ملهنة احملاماة لم يعد يستجيب لرسالة احملاماة ومتطلبات‬ ‫تعرضوا للظلم واملالحقات واالنتهاكات‪ ،‬وهذا ما جعلهم في‬
‫أثناء حصص التعذيب التي خضع لها‪ .‬وتتهم عائلة فيصل بركات السلطات التونسية بتدليس‬ ‫يسعد اللجنة املشرفة على بنـاء جامع “الرضـوان” مبنطقـة حي الرياض اخلامس‬
‫ومعايير وآداب املهنة املعترف بها مستشهدا مبا تعرض‬ ‫الفترة الراهنة وأنّه أصبح من الضروري إعادة النظر في هذا‬ ‫طليعة القوى الوطنية التي ناضلت ضد االستبداد ودفعت الثمن‬
‫التقرير الطبّي وتلفيق معطى الكسر باحلوض لإليهام بوجود حادث مرور‪.‬‬ ‫سـوسة‪ ،‬أن تتوجه إلى احملسنني من أهل البر واإلحسان بندائها وطلبها قصد املساهمة‬
‫له املرحوم احملامي عبد الرحمان الهيلة من اغتيال بطئ من‬ ‫القانون بصورة شاملة ومعمقة‪.‬‬ ‫باهظا‪ ،‬ومن ثمة فال مجال للمزايدات على الهيئة وتاريخها‬
‫وبينّ جمال بركات أنّ جلنة اخلبراء األممية خلصت إلى أنّ وجود ثقب في مستوى األمعاء‬ ‫في بناء هذا املعلم الديني مبا م ّن الله عليكم من مال على احلساب اجلاري بالبريد ‪:‬‬
‫طرف النظام السابق في ظل غياب حصانة حتميه‪.‬‬ ‫االخت�صا�ص‬ ‫النضالي واتهامها باالنتهازية واملطلبية واالحتكارية‪ ،‬على‬ ‫‪ .17503000000155038306‬أو مبساعدة عينية الى العنوان التالي ‪“ :‬مدرسة أبو القاسم‬
‫وردا على سؤال حول عالقة هذا اجلدال والتجاذب بوجود‬ ‫ور ّدا على اتهام بعض القطاعات مثل عدول اإلشهاد‬ ‫حد تعبير الكيالني ‪.‬‬ ‫مما يستوجب إعادة التدقيق في حالة اجلثة‬ ‫الغليظة ال يستقيم مع رواية حصول حادث مرور‪ّ ،‬‬ ‫الشابي” ‪4023‬حي الرياض ‪ 5‬سوسة‪.‬‬
‫قوى تعمل على تغذيته أكد العميد الكيالني أن ما يحدث‬ ‫ومحرري العقود واخلبراء احملاسبني وعدول التنفيذ بتدخل‬ ‫وأكد عميد احملامني أنّ تنقيح املشروع املنظم ملهنة احملاماة‬ ‫خصوصا في مستوى «احلوض»‪ .‬وش ّدد املتحدث على أنّه ال ضرورة لنقل اجلثة‪ ،‬وهو ما مت‬
‫تسجيله عليه لدى قاضي التحقيق بقرمبالية املتعهد بالقضية‪.‬‬ ‫“واهلل ال يضيع أجر املحسنني”‬
‫من استهداف للمحامني أصحاب اإلرث النضالي وتشويه‬ ‫احملامني في مجال اختصاصاتهم واحلد من صالحياتهم‬ ‫يندرج في إطار اضطالعها بدورها الوطني في استيعاب‬
‫لصورتهم لدى الرأي العام تغذيه أطراف خفية في جوقة‬ ‫من خالل ما اختص به احملامي دون غيره من حترير للعقود‬ ‫أصحاب الشهائد العليا‪ ،‬مما جعلها في كثير من األحيان‬ ‫وأضاف جمال بركات أنّه قام بتوجيه مذكرة إلى نفس احملكمة عن طريق محاميه محمد‬ ‫قرارعدد ‪ 2011/04:‬بتاريخ‪2011/01/31‬‬
‫منظمة يع ّز عليها حتقيق حتول دميقراطي ومسار سليم نحو‬ ‫والتحكيم والوساطة واملصاحلة واالئتمان والتصفية‬ ‫املشغل األول على املستوى الوطني مبا فاق طاقتها احلقيقية‬ ‫بوثلجة شرح فيها موقفه كما أبلغ قاضي التحقيق بأنّه لن ميانع في نقل اجلثة وفحصها إذا مت‬ ‫‪E-mail :mosqueeerradhouan@yahoo.fr‬‬
‫استقاللية القضاء وحتقيق العدالة‪ ،‬وفق تعبيره‪.‬‬ ‫والتمثيل لدى املصالح اجلنائية واإلدارية‪ ،‬نفى العميد عبد‬ ‫واجن ّر عنه إغراقها وإرهاق احلالة املادية لعدد من احملامني‪،‬‬ ‫ذلك بحضور جلنة دولية‪.‬‬ ‫‪Site : www.mosquee-erradhouane.com‬‬
‫ل‪ .‬ح‬ ‫موقع الفايس بوك ‪ :‬مشروع بناء جامع الرضوان‬
‫‪9‬‬ ‫جهات‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪8‬‬ ‫جهات‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬

‫نب�ض ال�شارع يف القريوان‬ ‫فعاليات ثقافية و�سيا�س ّية يف قبلي‬ ‫ن�شاط م�شرتك بني ك�شافة بنغازي والك�شافة التون�سية بتطاوين‬ ‫�سيدي بوزيد‬
‫ائتالف اجلمعيات يغيث الليبيني‬ ‫توافق‪ ...‬دون اتفاق‬ ‫العيد بنمنصور‬
‫واصل ائتالف اجلمعيات بالقيروان‬ ‫ألغى االحتاد اجلهوي للشغل بالقيروان‬ ‫تطاوين ـ إسالم محمد‬ ‫�أوالد حفوز‪:‬‬
‫استقبال األشقاء الليبيني وإيوائهم وتوفير‬ ‫مسيرته التي قررتها الهيئة اإلدارية‬ ‫مبناسبة يوم النكبة شهدت مختلف معتمديات قبلي حراكا ملفتا إحياء لذكرى يوم النكبة‬
‫احتضن فضاء دار الشعب بتطاوين تظاهرة كشفية تضمنت فقرات‬ ‫بلطجة �ضد النه�ضة‬
‫املساعدات الالزمة لهم‪ .‬وقد بلغ عدد‬ ‫لالحتاد ضد والي اجلهة‪ .‬وذلك إثر اتفاق‬ ‫احتضنته مقرات حركة النهضة بقبلي و دوز والقلعة ‪ -‬التي احتفلت منذ أيام بافتتاح مقر للحركة‬
‫بها وكان احتفاال مميزا بحضور األخ عبد الكرمي الهاروني‪ .‬ورغم رداءة الطقس إال أن احلضور‬ ‫تنشيطية مختلفة نظمتها جهة تطاوين للكشافة التونسية مت خاللها‬ ‫نظم فرع حركة النهضة أوالد‬
‫الليبيني الوافدين إلى مدينة القيروان نحو‬ ‫مع السلط اجلهوية قبيل موعد املسيرة‬
‫كان كثيفا واستمتع باألناشيد املختلفة و القصائد الشعبية و مداخالت الشباب واملرأة إضافة إلى‬ ‫الترحيب بالكشافة الليبية ممثلة في فرقة من القادة املتطوعني من كشافة‬ ‫حفوز يوم االثنني ‪ 16‬ماي ندوة‬
‫مائتني‪ .‬وقد تدخلت اجلمعيات اإلغاثية‬ ‫على أساس أنّه مت التوصل إلى اتفاق‬
‫معرض للصور والوثائق‪.‬‬ ‫بنغازي للمشاركة في العمل اإلغاثي بني العائالت الليبية املقيمة بوالية‬ ‫سياسية مبناسبة افتتاح مقره‪ ،‬أشرف‬
‫املكونة لالئتالف من أجل توفير السكن‬ ‫يضمن التشاور مع النقابة في مختلف‬
‫كما جابت مسيرة شبابية مدينة القلعة دعت إليها اللجنة الشعبية حلماية الثورة تخللتها مداخالت‬ ‫تطاوين وتضم ثلة من القيادات الشابة من مدينتي بنغازي واملرج‬
‫واملواد الغذائية والتكفل بجميع احتياجات‬ ‫املسائل التنموية وغيرها‪ .‬كما مت التوافق‬ ‫عليها د‪ .‬املنصف بن سالم وحضرها‬
‫للشباب كما كان لدار الثقافة بجمنة نشاط هام تض ّمن ورشات وعروضا مرئية ومسموعة‪.‬‬ ‫إضافة إلى مشاركة فرقة من قدماء ورواد احلركة الكشفية مبفوضية‬
‫األشقاء‪ .‬وخصص للغرض نقاط جمع‬ ‫حول النيابة اخلصوصية التي كانت سبب‬ ‫أعضاء الهيئة بسيدي بوزيد أحمد‬
‫كما شهد املقر اجلهوي للحركة حراكا متنوعا آخر األسبوع واكبه عدد هام من احلضور حيث‬ ‫بنغازي تضم خيرة اإلطارات الليبية جاؤوا إلى تونس للمساهمة في‬
‫تبرعات بساحة الشهداء وبروضة الشهداء‬ ‫اندالع اخلالفات لغايات وخلفيات متباينة‬ ‫اجلاللي والوردي حامدي وعمر أوالد‬
‫بالقيروان‪ .‬كما تكفلت اجلمعيات بجميع‬ ‫تستشف من احلوارات اجلانبية لبعض‬ ‫ألقى اإلعالمي و احلقوقي علي بن عرفة يوم اجلمعة محاضرة بعنوان الثورة والتحديات السياسية‬ ‫تنمية الصحة النفسية والعقلية ألطفال العائالت الليبية الوافدة على‬
‫أحمد‪ .‬وواكبها بدار الشباب جمع غفير‬
‫التفاصيل معتمدة على تبرعات املواطنني‬ ‫األطراف ذات املصالح السياسوية الضيقة‬ ‫و الفكرية أ ّكد فيها أهمية الوصول إلى الشرعية بضرورة إجناز االنتخابات في موعدها‪.‬‬ ‫تونس هروبا من ويالت احلرب في ليبيا وكذلك للحد من التأثير السلبي‬
‫لفترة البقاء في معسكر الالجئني من أعراض النفسية لألطفال واملتمثلة‬ ‫من املواطنني واملناصرين للحركة‪.‬‬
‫التي كانت في املستوى اجليد من التآزر‪.‬‬ ‫التي تريد إثارة الفوضى في الوقت الذي‬ ‫كما ألقى احملامي رمضان الناقوسي مساء السبت محاضرة حول القانون االنتخابي ألقت‬ ‫ورغم هذه املواكبة اجلماهيرية‬
‫مت�ضررون من الفي�ضانات‬ ‫التزمت فيه حركة النهضة الهدوء حسب‬ ‫الضوء على عديد النقاط الغامضة مما جعل بعض احلضور يدعو إلى التكثيف من هذه األنشطة‬ ‫كما تضمن هذا املنتدى سهرة للشعر الشعبي بقاعة العروض باملركب‬ ‫في اخلوف والقلق واالكتئاب والوساوس واضطرابات النوم والغذاء‬
‫والشكوى من األمراض اجلسمية وعدم القدرة على حتديد الوجهة الثقافي مبشاركة الشعراء‪ :‬محمد بوكراع وبشيرعبد العظيم والشاذلي‬ ‫حاولت مجموعة من البلطجية االعتداء‬
‫أدى نزول األمطار الطوفانية املصحوبة‬ ‫تأكيد مسؤوليها اجلهويني‪.‬‬ ‫إلنارة الرأي العام‪.‬‬
‫بوجزة ومحمد باللطيف‪.‬‬ ‫والهدف‪.‬‬ ‫على حفل افتتاح املقر‪ .‬وه ّدد املعتدون‬
‫املفارقة امللحوظة هي أن التوافق بالبرد بوالية القيروان إلى تضرر مئات‬
‫الذين كانوا مسلحني بسيوف وهراوات‬
‫حول البلدية لم يتم خالله تشريك أعضاء الهكتارات من األراضي الفالحية وإتالف‬ ‫انتخابات نقابة التعليم الثانوي‬
‫بحرق املقر‪ .‬وقد أفاد مواطنون أنّ هذه‬
‫النيابة اخلصوصية الذين يرون أنّ احلوار محاصيل بقيمة مئات املاليني‪ .‬اجلائحة‬ ‫حققت القائمة املستقلة لنقابة التعليم الثانوي قبلي الشمالية انتصارا ساحقا و ملفتا بسقوط‬ ‫تطاوين‪ :‬الرتاث ال�شفوي‬ ‫املجموعة على عالقة بشبكات بيع‬
‫ال يشمل سوى سبعة مقاعد بينما يرى كانت ثقيلة وديون الفالحني لم تكن قليلة‪.‬‬ ‫عديد الرموز النقابية ووصول وجوه نقابية جديدة ض ّمت النقابي املعروف علي بوبكر وحسن‬
‫الطرفان «املتحاوران» أنهما حققا توافقا وإثر حتول مسؤولني جهويني إلى املناطق‬ ‫الشهباني وعصام اجلديدي وعمر سعد الله و كمال عمار ومحمد بوعبيد ومراد محروق‪.‬‬ ‫احتضن املركب الثقافي بتطاوين ندوة ثقافية حتت عنوان"الرمز في األدب الشعبي" وذلك يومي ‪14/15‬ماي من الشهر اجلاري ضمن‬ ‫اخلمر وعصابات السرقة وال يستغرب‬
‫حول تعيني أسماء أخرى وأكثر عددا بعيدا املنكوبة واطلعوا على األضرار الفادحة‪.‬‬ ‫أ ّما في سوق األحد فكانت املنافسة محتدمة واألصوات متقاربة جدا فتنوعت الوجوه املشكلة‬ ‫فعاليات منتدى تطاوين للتراث الشعري‪ .‬وقد اشتملت اجللسة العلمية األولى على ‪ 4‬مداخالت من بينها مداخلة لألستاذ صالح التقاز بعنوان"الرمز‬ ‫أن تكون مدفوعة من قبل بقايا التجمع‬
‫واستمعوا إلى مشاغل الفالحني ومطالبهم‪.‬‬ ‫عن االتفاق‪...‬؟‬ ‫للمكتب النقابي‪ .‬وفي الفوار أفرزت االنتخابات صعود القائمة الوفاقية‪.‬‬ ‫في األدب الشعبي الشعر الشعبي منوذجا" وأخرى بعنوان"الرمز في الشعر الشعبي بني جمال األسلوب وكثافة املعنى"لألستاذ العيدي بلغيث‬ ‫املنحل‪.‬‬
‫وأكد املتضررون أن نسبة الضرر ببعض‬ ‫بوحجلة‪ :‬االنفالت �إىل �أين‬ ‫وجدير بالذكر أنّ انتخابات قبلي اجلنوبية ودوز ستجري في بداية السنة الدراسية القادمة‪.‬‬ ‫ومداخلة لألستاذ الهاشمي حسني بعنوان "الرمز في احلكاية الشعبية في اجلنوب الشرقي"‪.‬وقد اختتمت اجللسة مبداخلة لألستاذ الضاوي‬ ‫الرقاب ‪:‬‬
‫االنفالت حصل مرة أخرى في بوحجلة احلقول بلغت مائة باملائة‪ .‬وأدت إلى خسائر‬ ‫موسى"مناذج من نصوص رمزية في األدب الشعبي احمللّي"‪.‬‬ ‫املجتمع ي�أخذ بزمام املبادرة‬
‫دوز‪:‬درو�س دعم‬
‫إثر تعمد مجموعة من أفراد عائلة واحدة مادية كبيرة خاصة وأن احملاصيل كانت‬ ‫كما مت إلقاء ثالث محاضرات خالل اجللسة العلمية الثانية برئاسة الدكتور جنيب بوطالب بعنوان "املثقف والسلطة‪:‬مقاربة تاريخية من‬
‫ش ّكل مجموعة من األساتذة في مواد مختلفة فرقا لتقدمي دروس الدعم لتالميذ الباكالوريا‬ ‫إثر االنفالت األمني األخير احملدود‬
‫(عرش)‪ ،‬غلق الطريق مطالبني باإلفراج في آخر مرحلة اإلنتاج‪ .‬وخصوصا مزارع‬ ‫خالل املوروث الشفوي" و"من متثالت املشهد السياسي في املوروث الشعبي" و"قراءة لرمزية الثورة من خالل مناذج من األدب الشعبي‬
‫وذلك في إطار مبادرة كشفية تهدف إلى تقدمي دروس دعم مجانية و زيارات إلى املعاهد الثانوية‬ ‫في الرقاب والذي أسفر عن حرق‬
‫عن أقارب لهم مت إيقافهم في عملية تهريب القرعيات والطماطم واملشمش‪.‬‬ ‫باجلنوب الشرقي التونسي"‪.‬‬
‫املختلفة‪.‬‬ ‫مركزي الشرطة‬
‫وطالب الفالحون املتضررون (أوالد‬ ‫كميات من احلديد املعد للبناء‪ .‬أما في نصر‬ ‫افتتاح مقرات للأحزاب باجلهة‬ ‫واحلرس الوطني‪ .‬تنادى املواطنون‬
‫الله فقد أغلق شبان محتجون مداخل املدينة زايد وهنشير مرابط) احلكومة املؤقتة‬ ‫افتتحت بعض األحزاب مقرات لها بجهة قبلي حيث نظمت حركة الشعب الوحدوية التقدمية‬ ‫منزل بوزيان‪ :‬غياب اخلدمات‬ ‫إلى اجتماعات في ساحة الشهداء ومبقر‬
‫من اجلهات األربع‪ .‬أهمها طريق سيدي أن يتم تقدمي تعويضات لفائدتهم حتى‬
‫بوزيد للمطالبة بالتنمية والتشغيل‪ .‬وقد يتمكنوا من استئناف نشاطهم للموسم‬
‫احتفاال مبنتزه رأس العني و قع فيه تكرمي الشهداء واليوسفيني وألقيت فيه القصائد الشعرية‪ .‬كما‬ ‫طرببة‪ :‬ا�ستيــاء �أوليـاء‬ ‫لل ّظروف السيّئة والقاسية التي يعانيها‬ ‫تشكو منزل بوز ّيان غيابا كليّا لفروع‬ ‫البلدية ودار الثقافة‪ ،‬حيث انتخبوا في‬
‫أفتتح منذ أيام مقر حلزب التكتل بقبلي املدينة وكذلك فتح مقر للمؤمتر من أجل اجلمهورية بدوز‪.‬‬ ‫اجتماع جماهيري هيئة حكماء اختار‬
‫أشعلوا إطارات السيارات وسدوا الطريق املقبل‪ .‬كما طالبوا بالتدخل لدى املزودين‬ ‫أبدى عدد من أولياء التالميذ بأحد املعاهد‬ ‫اإلطار الطبي وشبه الطبي نتيجة تدنّي‬ ‫للشركة‬‫محليّة لإلدارات اخلدماتيّة كفرع ّ‬
‫باحلجارة‪ .‬كما أجبروا التجار على إغالق جلدولة الديون وتوفير مشاتل وأدوية‪.‬‬ ‫مما وصفوه‬ ‫الثانوية مبدينة طبربة امتعاضهم ّ‬ ‫التّجهيزات وغياب األقسام كاإليواء والتّوليد‬ ‫التونسيّة للكهرباء والغاز أو الوطنيّة‬ ‫أعضاؤها أن يسموها هيئة استشارية‪.‬‬
‫و قد تولت في األيام األخيرة تأطير‬
‫ويخشى الفالحون أن يتأخر التعويض‬
‫من جهتهم عمد مواطنون بجهة حفوز مبا ينتج عنه بطالة مئات الشبان وتعطل‬
‫محالتهم‪.‬‬
‫حاجب العيـــون وامل�شـاريــع الفـا�شلـــة‬ ‫بتص ّرفات غير مسؤولة ألحد األساتذة الذي‬
‫قام بحملة في صفوف التالميذ لتحريضهم‬
‫وطب االختصاص‪ ،‬فكيف ملعتمد ّية بهذا‬
‫ال ّرصيد النّضالي أن تقابل طيلة ‪ 55‬سنة‬
‫ّ‬ ‫الستغالل وتوزيع املياه وقباضة ماليّة‬
‫فالقتناء طابع جبائي بدينار واحد عليك أن‬ ‫الشارع وتأمني املدينة وفض ما يستجد‬
‫(أوالد زاير) إلى إغالق الطريق إثر إتالف موارد رزق عشرات العائالت‪ .‬كما يخشى‬ ‫على االلتحاق مبسيرة كان من املزمع تنظيمها‬ ‫بهذا التّجاهل والتّهميش اللذين م ّكناها من‬ ‫تنتقل بدينارين إلحدى املعتمد ّيات املجاورة‪،‬‬ ‫من مشكالت‪ .‬وركزت هذه الهيئة مبا‬
‫الفيضانات ونزول البرد ملزارعهم‪ .‬وطالبوا أن تتسبب تضرر املنتجات الفالحية في‬ ‫يوم السبت الفارط ‪ 14‬ماي وسط العاصمة‬ ‫مرتبة مش ّرفة عند تبويبها ضمن املعتمد ّيات‬ ‫املؤشرات واإلحصائيّات‬ ‫ّ‬ ‫في حني أنّ‬ ‫هي مرجع القرار األول في الرقاب على‬
‫محمد علي العباسي‬
‫بزيارة املسؤولني‪ .‬وقد حتقق مطلبهم ارتفاع األسعار ونقص املنتوج الفالحي في‬ ‫حتت شعار إسقاط احلكومة‪.‬‬ ‫ذات األولو ّية‪ ،‬وقد تتالت احمل ّطات والبرامج‬ ‫تؤ ّكد ضرورة وجدوى بعث قباضة ماليّة‬ ‫التحسيس بضرورة حماية مكتسبات‬
‫السوق خصوصا من «الدالع»‪.‬‬ ‫وحتول املسؤولون على عني املكان‪.‬‬ ‫املنطقة ال�صناع ّية من امل�شاريع الفا�شلة ؟‬ ‫وص ّرح بعض األولياء للفجر‬ ‫ ‬ ‫واملخططات‪ ،‬والبوزياني (نسبة إلى منزل‬ ‫ّ‬ ‫للمعتمد ّية‪ ،‬وأ ّما عن اخلدمات الصحيّة‪،‬‬ ‫الثورة واملوسم الفالحي والسنة‬
‫بكونهم يرفضون أن يكون أبناؤهم وقودا‬ ‫بوز ّيان) يحلم ويطمح ومينّي النّفس ليلتحق‬ ‫فاللّوحة اإلشهار ّية للمستشفى احمللّي‬ ‫الدراسية واملؤسسات اإلدارية‪.‬‬
‫ناجح الزغــدودي‬ ‫لئن استبشر أهالي حاجب العيون سنة ‪ 2003‬عندما انتهت أشغال بناء املنطقة الصناعيّة والتي‬ ‫ملسيرات قد تتبعها أعمال عنف ونهب‪.‬‬ ‫الصفر إالّ‬
‫بركب التّنمية واإلقالع عن درجة ّ‬ ‫كبيرة واخلدمات التي تؤ ّمن للمواطن‬
‫بلغت كلفتها بـ ‪ 1700‬ألف دينارا على اعتبار أنّ حاجب العيون ستصبح قبلة للمستثمرين‪ ،‬وسيقع‬ ‫محمد الجميعي‬ ‫أنه يحلّق وال يقلع‪.‬‬ ‫ال تضاهي أحد براغي هذه اللّوحة نظرا‬
‫تركيز العديد من املصانع على هذه املنطقة احللم‪ .‬لكن يا خيبة املسعى فإنّ املنطقة الصناعيّة أو‬ ‫حبيب مسعودي‬
‫برك طربقة تبتلع التالميذ‬ ‫للسرقة والنّهب (الكوابل النحاسيّة – الفوانيس‪)...‬‬‫لنقل األطالل تع ّرضت ولسنوات متواصلة ّ‬

‫هذه صورة الضحية فهد‪ ،‬فتأ ّملوها‪ .‬تأ ّملوا عينيه‪ ،‬رمبا‬
‫وبذلك سقطت املشاريع واملصانع الوهميّة في املاء لتتواصل بذلك نسبة البطالة في ارتفاع‪ ،‬لتصل‬
‫اليوم إلى قرابة الـ‪ .90%‬أ ّما من املضحكات املبكيات أنّ هذه املنطقة الصناعية ّ‬
‫مت تركيزها بعيدا عن‬ ‫ربي‬
‫توزر اعت�صام يف حمطة النقل ال ّ‬ ‫الق�صرين‪ :‬معطلـون عن العمـل‬
‫تشبهان عيني أحد أبنائكم تأملوا براءته‪ ،‬قلة درايته‪ ،‬تأملوا‬
‫الطريق الوطنيّة عدد ‪ ،3‬وهنا تكمن صعوبة االستثمار بها‪ ،‬وألنّ الوصول إليها يكون لزاما على‬ ‫ّ‬ ‫نحن املساجني السياسيني املعطلني منثّل القطاع التّلمذي والطالّبي والقطاع اخلاص امله ّمشني‬
‫آماله‪ ...‬رمبا تلحظون ما فيه‪ ،‬في وجوه كل األطفال‪.‬‬
‫ك ّل األطراف (املستثمرين – ّ‬ ‫الفجر‪ -‬يونس الحاج يونس‬ ‫بوالية القصرين لم يقع النّظر في وضعيّاتنا ال سيّما وأنّنا منثّل القطاع األكثر تض ّررا إذ لم يسمح‬
‫الشاحنات‪ )...‬املرور عبر وسط املدينة‪ ،‬طبعا دون أن نسيان انتصابها‬
‫لقد و ّدع فهد عائلته صباح العاشر من ماي ‪ ،2011‬ثم هرول‬ ‫قام أصحاب احملالت داخل محطة النقل البري بتوزر يوم األربعاء ‪18‬ماي اجلاري‬ ‫لنا مبواصلة التّعليم أو احلصول على مورد رزق قا ّر‪ ،‬وأثناء املفاوضات اجلارية مع احلكومة لم يقع‬
‫باجتاه احلافلة‪.‬‬ ‫أمام املستشفى احمللّي بحاجب العيون وما ستسبّبه من كوارث صحيّة لنزالء املستشفى‪.‬‬ ‫ّ‬
‫باعتصام عطلوا فيه خروج احلافالت‪ ،‬وهو ما تسبب في تعطيل مصالح كثير من‬ ‫املوظفني واألعوان اإلدار ّيني‪ .‬ويعتبر انقطاعنا عن مواصلة‬ ‫النّظر في مل ّفاتنا واقتصرت على قطاع‬
‫معهد فهد ينتصب على الطريق الرئيسي خارج مدينة طبرقة دون حواجز وال حماية‪.‬‬ ‫الريح‬
‫مهب ّ‬
‫م�شاريع مبليارين يف ّ‬ ‫املواطنني وعجز التالميذ عن االلتحاق مبعاهدهم‪.‬‬ ‫تعسفا مميتا وإعداما شامال لقدراتنا العلميّة والفكر ّية باعتبار أنّنا من خيرة التالميذ الطالّب‬
‫ال ّدراسة ّ‬
‫وراء املعهد وحواليه غابة ووديان متلؤها الثعالب والذئاب واخلنازير‪ .‬قربه مدت قنوات‬ ‫وذكر عدد‪  ‬من هؤالء املعتصمني في تصريحات جلريدة "الفجر" أنّ مشكلتهم‬ ‫الذين رفعوا رسالة العلم واملعرفة آملني في ذلك الوصول إلى مراتب علميّة مرموقة‪.‬‬
‫السد اجلديد‪ ،‬وحفر املسؤولون األرض بعمق ثالثة أمتار حتت إحداها فامتألت ماء ووحال‪،‬‬ ‫السنوات األخيرة وذلك خارج‬ ‫مت إجنازها مبدينة حاجب العيون خالل ّ‬ ‫من املشاريع التي ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتمثل في أنّ صاحب اللزمة وهو الشخص الذي اكترى املساحة التجارية للمحطة‬ ‫لـذا‪ ،‬نرجو من اإلخوة الذين لهم نفس الوضعيّة في باقي الواليات االلتحاق بنا واالنضمام‬
‫وقالوا إنّها متنفس للقنوات لكنهم لم يسيجوها ولم يضعوا عليها عالمة اخلطر‪ .‬فيها‪ ،‬سبح‬ ‫املغطاة بكلفة مليار و‪ 35‬ألف دينارا وبناء معلم ّ‬
‫الشعر‬ ‫املخطط التنموي واالستثماري نذكر القاعة‬
‫مبا فيها جميع احملالت واملغازات يريد طردهم جميعا النتهاء أجل العقد‪ ،‬وقد قام‬ ‫إلينا حتى نش ّكل ورقة ضغط على احلكومة من أجل تسوية وضعيّتنا‪ .‬كما نرجو من اإلخوة أن‬
‫التالميذ وقد زينت لهم الطفولة املغامرة‪ .‬فهد كان بني اللذين سبحوا في البركة‪ ،‬لكنه غاص‬ ‫والشعراء بقرابة ‪ 8‬آالف دينار ومعلم شارع البيئة بـ ‪ 12‬ألف دينار‪ ،‬ومعلم جودة احلياة بواحد‬‫ّ‬
‫بإشعارهم بواسطة عدل تنفيذ‪ ،‬األمر الذي أثار غضبهم وجعلهم يصرون على‬ ‫يعيروا وضعيّتنا االهتمام الالّزم ألنّنا مه ّمشني وأحوالنا االجتماعيّة تعيسة وقد ساهمنا في النّضال‬
‫ولم يظهر‪ ...‬إال‪ ...‬وقد فارق احلياة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وعشرين ألف دينار‪ ...‬أي مت صرف قرابة مليارين من مليماتنا في مشاريع دون جدوى وفاعليّة‪...‬‬
‫االعتصام أمام باب احملطة‪.‬‬ ‫منذ عقود نحن وعائالتنا‪ .‬فعلى ك ّل من يه ّمهم األمر االلتحاق بنا واالنضمام إلينا من أجل تسوية‬
‫‪ -‬يا أمه‪ ،‬يا أباه‪ ...‬هل من مخبر مبا كان ابنهما البكر قد عانى‪ ،‬هل صرخ‪ ،‬هل نادى هل‬ ‫وذلك من ‪ 2006‬إلى ‪ ،2010‬فمتى سيحاسب من ساهم في إهدار املال العام‪.‬‬ ‫وتساءل صاحب مطعم باحملطة "بعد الثورة وقع‪  ‬إتالف املطعم ومعداته واستطعت‬ ‫الشغل والتّعويض‪.‬‬ ‫وضعيّاتنا ومن أجل ح ّقنا املشروع في ّ‬
‫استجدى؟! قبل أن يعلق جسمه الصغير في الوحل‪ ،‬و قبل أن يودع دنياه القصيرة‪ ...‬لقد‬ ‫ّ‬
‫مات فهد في البركة‪ ...‬أجل مات‪ ،‬لك ّن احلكاية لم متت معه‪ .‬ولم تطمس في الوحل‪.‬‬
‫وحتقق احللم‬ ‫احلماية املدنية‪...‬‬ ‫بعد جهد إعادة إصالح ما فسد ثم يريدون طردنا من سيعيد لي ما خسرته ؟ وما هو‬
‫من املسؤول عن موت فهد ؟‬
‫طفولته !! إهمال املسؤولني !! موقع املعهد !! موقع السد !!‪ ...‬أم هو الزمن وكفى‪.‬‬
‫أخيرا وبعد سنوات من االنتظار في أعقاب ثورة احلر ّية والكرامة حت ّقق احللم في حاجب‬
‫ّ‬
‫مصير العمال الذين يشتغلون عندي"‪ .‬أ ّما أحمد وهو صاحب محل إلصالح الهاتف‬
‫اجلوال فيقول نريد من الوزارة أن تس ّوغ لنا مباشرة ودون واسطة وأن تهتم كذلك‬ ‫تعــزيــــــة‬
‫املخططات االستثمار ّية‬ ‫العيون وذلك بانطالق أشغال بناء وتهيئة مركز احلماية املدنيّة‪ .‬فلقد حملت‬ ‫بالنظافة واحلراسة‪ .‬ووصف السيد نضال وهو صاحب مقهى احملطة عقود اللزمة‬ ‫توفيت يوم االثنني ‪ 15‬ماي اجلاري السيدة فاطمة املحوايش (‪ 84‬عاما)‬
‫يا لهذا الزمن الذي يتكئ عليه املتبرؤون من ذنوبهم ؟! ها إننا نودع أبناءنا نودع فلذات‬ ‫املتواترة منذ سنوات قرب انطالق أشغال بناء مركز احلماية املدنيّة ليبقى حبرا على ورق‪ ،‬ويضيع‬ ‫بالسمسرة واالستغالل الواضح‪ ،‬وتابع بقوله "ملاذا ال نتعامل مباشرة مع وكالة النقل‬ ‫حرم املرحوم حسن احلرباوي ووالدة األخ املناضل كامل احلرباوي‪.‬‬
‫أكبادنا املدارس واملعاهد‪ .‬فهل من دراسة ذات أبعاد لتحصني مواقع دور العلم لضمان‬ ‫مت اإلفراج عن هذا املشروع والذي تبقى املدينة في حاجة‬ ‫املشروع بني رفوف األرشيف إلى أن ّ‬ ‫وقد ووريت الثرى بمقربة املكان بحضور مجع غفري‪.‬‬
‫البري‪ ...‬أنظروا إلى احملطة كيف تتراكم فيها األوساخ‪ .‬فصاحب اللزمة ال يوفر حتى‬ ‫ّ‬
‫العيل القدير أن يسكنها فراديس جنانه وأن يرزق‬ ‫بأحر التعازي إىل كافة العائلة سائلة‬ ‫وتتقدم أرسة الفجر‬
‫سالمة املتعلمني هل من آذان صاغية؟‬ ‫ّ‬
‫حفيظة القاسمي‬ ‫إليه‪ ،‬وذلك لبعدها على مركز الوالية بـ ‪ 70‬كلم‪ ،‬ويبقى اجلميع بانتظار انطالق أشغال بناء‬ ‫طاقما للتنظيف وال يهتم إالّ بجني املال دون صيانة للمحطة"‪ ،‬على حد قوله‪.‬‬ ‫أهلها مجيل الصرب والسلوان‪.‬‬
‫محكمة الناحية باملدينة‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫اقتصاد‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪10‬‬ ‫اقتصاد‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬

‫�أ�ضواء على البطالة يف تون�س‪4/‬‬


‫حول �إ�شكالية الربنامج‬ ‫«من �أجل د�ستور ي�ضمن احلق يف تنمية م�ستدامة»‬
‫االقت�صادي لدى الإ�سالميني ‪4 /1‬‬ ‫واالقتصادية والتخصصية وغيرها‪ ،‬في ثالثة حقوق بيئية‬
‫حقوق د�ستورية‬
‫«التحــول الدميوغــرافـي والبطــالــة»‬ ‫عبد القادر الطرابلسي‬
‫أساسية يتأكد وفق أصحابها النقاش حولها وتضمينها في‬ ‫منير البودالي‬ ‫جدول رقم ‪ :2‬تطور الهيكلة العمرية للسكان )‪ (%‬خالل فترة‬ ‫للسكان من ‪ % 3.0‬سنة ‪ 1966‬إلى ‪ % 1.08‬سنة ‪ 2004‬قبل أن‬ ‫إن البطالة التي تكرس مبختلف مظاهرها سوء استخدام املوارد‬
‫ماذا ميكن أن يفعل اإلسالميون في املجال‬ ‫الدستور اجلديد‪ .‬وهذه احلقوق هي ثالثة أصناف‪:‬‬ ‫في خضم الرغائب املتنوعة التي يدعو أصحابها إلى‬ ‫تسجل ارتفاعا طفيفا إلى حدود ‪ % 1.2‬سنة ‪ 2009‬وذلك بفعل (‪)2009 - 1966‬‬ ‫البشرية وتساهم في تفشي ظاهرة الفقر تعود أسبابها إلى بعض‬
‫االقتصادي لو قامت لهم سلطة أو أسهموا‬ ‫احلق في وسط بيئي سليم يحفظ لإلنسان صحته‬ ‫تضمني الدستور التونسي املقبل هذا احلق أو ذاك من احلقوق‬ ‫املجموع‬ ‫فوق ‪ 60‬سنة‬ ‫‪ 59 - 15‬سنة‬ ‫‪ 14 - 00‬سنة‬ ‫السنوات‬ ‫انخفاض نسب الوفيات وتراجع مجمل مؤشرات اخلصوبة على‬ ‫العوامل اخلارجية التي سبق التطرق إليها عالوة على استشراء‬
‫فيها؟ هل لديهم حلول واقعية ملعاجلة الوضع‬ ‫اجلسدية والنفسية وتوفر له‪ ،‬حاضرا ومستقبال‪ ،‬املوارد‬ ‫التي يعتبرها هؤالء من أمهات الضمانات التي ال بد من اإلقرار‬ ‫‪100‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪48.0‬‬ ‫‪46.5‬‬ ‫‪1966‬‬ ‫غرار نسبة الوالدات ومعدل اخلصوبة الذي بلغ مستوى يعد‬ ‫داء الفساد‪ ،‬كما إن التحول الدميوغرافي يساهم بدوره جزئيا في‬
‫االقتصادي ومشكالته املتعددة؟ أو بعبارة‬ ‫الطبيعية الكافلة للعيش الكرمي واملصادر األساسية واملوارد‬ ‫بها والتنصيص عليها صلب النص األساسي في الدولة‪ ،‬تبرز‬ ‫‪100‬‬ ‫‪9.3‬‬ ‫‪64.0‬‬ ‫‪26.7‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫دون عتبة جتدد األجيال املقدرة بنحو ‪ 2.1‬طفل لكل امرأة‪ ،‬مثلما‬ ‫تفاقم أعداد العاطلني عن العمل‪.‬‬
‫أخرى‪ :‬ما هي إضافات املشروع اإلسالمي‬ ‫األولية لإلنتاج واالستهالك‪.‬‬ ‫الدعوة صلب الدستور إلى تكريس احلق في بيئة سليمة وفي‬ ‫‪100‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫‪66.3‬‬ ‫‪23.9‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫يوضح ذلك اجلدول التالي‪:‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬يعرف التحول الدميوغرافي باملرور من‬
‫في املجال االقتصادي وإمكانية تطبيقها؟‬ ‫احلق لكل فرد أو مجموعة في اإلطالع على املعلومة البيئية‬ ‫املعلومة البيئية وفي املشاركة في نحت الواقع املعيش حلاضر‬ ‫جدول رقم ‪ :1‬تطور بعض املؤشرات السكانية خالل فترة املصدر‪ :‬املعهد الوطني لإلحصاء‬ ‫نظام دميوغرافي تقليدي إلى نظام دميوغرافي عصري‪ .‬وإذا‬
‫تاريخيًّا اقترنت اإلجابة عن هذا السؤال ـ‬ ‫التي جتعله مدركا ملدى سالمة الواقع البيئي وقابليته لتوفير‬ ‫األجيال وقادمها‪.‬‬ ‫وقد جنم عن هذا التطور العميق في هيكلة السكان على صعيد‬ ‫(‪)2009 - 1966‬‬ ‫كان النظام الدميوغرافي التقليدي يتسم ببطء نسب النمو‬
‫إشكالية البرنامج ـ باملشروع اإلسالمي منذ‬ ‫العيش الكرمي واستدامة النماء وتعمير األرض‪ ،‬بعيدا عن‬ ‫وحتت عنوان "من أجل دستور يضمن احلق في تنمية‬ ‫املعدل اخلام معدل الزيادة معدل اخلصوبة الفئة التي في سن العمل ما فوق ‪ 15‬سنة ضغط على سوق الشغل‬ ‫السكاني بفعل ارتفاع كل من الوالدات والوفيات مثلما هو الشأن‬
‫املعدل اخلام‬ ‫السنوات‬
‫راشد الغنوشي‬ ‫ظهور الصحوة اإلسالمية املعاصرة خاصة‬ ‫أخطار التلويث والتدهور واالستغالل املفرط للموارد‪.‬‬ ‫مستدامة" صدرت البادرة والتحرك من قبل ثلة من الشباب‬ ‫للمواليد (‪ )‰‬للوفيات (‪ )‰‬الطبيعية (‪ )%‬عدد األوالد لكل أم وذلك بزيادة ملحوظة في الطلب اإلضافي الذي ارتفع على سبيل‬ ‫باملجتمعات الزراعية‪ ،‬فإن النظام الدميوغرافي العصري تقسمه‬
‫على مستوى العاملني العربي‪ ،‬واإلسالمي‪.‬‬ ‫حق كل مواطن في املساهمة املباشرة‪ ،‬سواء فرديا أو‬ ‫اخلبراء التونسيني في مجاالت البيئة والتنمية‪ ،‬راغبني في أن‬ ‫الذكر من ‪ 67‬ألف سنة ‪ 2004‬إلى ‪ 85.4‬ألف سنة ‪ 2009‬في حني‬ ‫الدراسات السكانية إلى مرحلتني‪ :‬األولى تتميز بازدياد سرعة‬
‫وازدادت تلك اإلشكالية حدة وتعقيدًا منذ دخل اإلسالميون املعترك‬ ‫‪7.15‬‬ ‫‪3.00‬‬ ‫‪15.0‬‬ ‫‪45.0‬‬ ‫‪1966‬‬
‫من خالل التشكيالت املدنية‬ ‫جتد هذه الدعوة مكانها صلب‬ ‫أن العرض اإلضافي لم يتجاوز حدود ‪ 65‬ألف ونحو ‪ 44‬ألف خالل‬ ‫النمو نتيجة انخفاض الوفيات بنسق أسرع من الوالدات‪ ،‬بسبب‬
‫‪2.02‬‬ ‫‪1.08‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪16.8‬‬ ‫‪2004‬‬
‫السياسي‪ ،‬واقتربوا من مناطق السلطة في العديد من احلاالت‪ ،‬وحدهم‬ ‫ملجتمعه‪ ،‬في صنع القرار‬ ‫النقاش الوطني الدائر حاليا‬ ‫السنتني تباعا‪ .‬وقد أدى هذا التفاوت املستمر بني كل من عرض‬ ‫تطور الوسائل الوقائية واخلدمات الصحية‪.‬‬
‫‪2.05‬‬ ‫‪1.20‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪17.7‬‬ ‫‪2009‬‬
‫طولبوا ببرامج تفصيلية وملا ّ يتحقق لهم وال لقوى املعارضة عامة ولو‬ ‫املتعلق بتشكيل واقعه البيئي‪،‬‬ ‫على الساحة بشأن "مضامني‬ ‫العمل وطلبه الذي ما فتئ ينخر سوق الشغل على امتداد اخلمسة‬ ‫وقد مرت الدول املتقدمـة صناعيا بهذه املرحلـة التي‬
‫املصدر‪ :‬املعهد الوطني لإلحصاء‬
‫احلد األدنى من احلريات حتى وال ضمان حق احلياة‪ ،‬فضال عن غياب‬ ‫سواء عبر السياسات العامة أو‬ ‫الدستور املرتقب‪ ،‬وذلك على‬ ‫عقود األخيرة إلى تراكم حجم العاطلني عن العمل الذين شارف‬ ‫استغـرقت نحو قرن من الزمن‪ ،‬بينمـا دخلـت دول العالم‬
‫الشفافية وحجب احلكومات املستبدة القائمة للمعلومات الصحيحة‬ ‫خيارات التنمية احمللية واجلهوية‬ ‫األقل على مستوى املبادئ العامة‬ ‫وقد تضاعف حجم السكان مبقتضى هذه التحوالت مبا يفوق عددهم نحو ‪ 492‬ألف سنة ‪ 2010‬يحتل أصحاب الشهادات العليا‬ ‫الثالـث إليهـا بأكثر سرعة نسبيا بفضل التقدم احلاصل في مجال‬
‫حول حقائق الوضع االقتصادي مما هو ضروري لكل تقومي علمي‬ ‫والقطاعية‪.‬‬ ‫والقواسم املشتركة الدنيا" كما‬ ‫املرتني‪ ،2.3 ،‬فيما بني سنتي ‪ 1966‬و ‪ 2009‬حيث ارتفع من ‪ 4.5‬منهم نحو ‪ ،% 23‬نظرا لتزايد عدد املتخرجني سنويا من اجلامعات‬ ‫الطب الوقـائي والعالجي‪ ..‬وتتميز املرحلة الثانيـة باجتاه النمو‬
‫لهذه األوضاع وتقدمي البدائل الكفيلة بإخراج البالد من أوضاع التأزم‬ ‫ويرى أصحاب هذه املبادرة‬ ‫يقول أصحاب املبادرة‪ ،‬باعتبار‬ ‫مليون نسمة إلى ‪ 10.4‬مليون نسمة مقابل ‪ 9.9‬مليون نسمة سنة ومؤسسات التعليم العالي‪ ،‬والنساء حوالي ‪.% 19‬‬ ‫السكاني نحو االنخفـاض‪ ،‬نتيجة التراجـع التدريجي ملعدالت‬
‫والتخلف‪ .‬ولكن أنى ألي معارضة جادة في ظل هذه العتمة وفي مناخات‬ ‫إلى إدراج احلقوق البيئية صلب‬ ‫أنها ال ميكن أن تعتبر إال كونها‬
‫وعموما‪ ،‬و في ضوء ما تقدم فإن التحول الدميوغرافي يعد‬ ‫‪ ،2004‬مسجال بذلك نسب تغير سنوية يحوم معدلها على امتداد‬ ‫الوالدات‪ .‬هذا وجتدر اإلشارة إلى أن النمو السكاني يحافظ على‬
‫القمع السائدة أن حتقق إجنازات معتبرة في مجال التجديد واالبداع‬ ‫الدستور املرتقب أن "االنفالت‬ ‫ضرورة حياتية وتنموية‪.‬‬
‫جزئيا من بني عوامل البطالة ملساهمته في رفع حجم اليد العاملة‬ ‫فترة (‪ )1966-2009‬نحو ‪.% 2‬‬ ‫تباطؤ نسقه على امتداد املرحلة ما بعد االنتقالية إلى حني بلوغ‬
‫والتطوير بينما ه ُّمها منصرف إلى ضمان حق الوجود إزاء مالحقتها‬ ‫البيئي" مثّل أحد مظاهر التسيب‬ ‫قد يعتبر هذا الطرح جديرا‬
‫كما أدت هذه التحوالت أيضا إلى تطور عميق في توزيع النشيطة ملا فوق ‪ 15‬سنة ومن ثم الضغط من خالل طلب العمل‬ ‫وضع االستقرار املرشح للتناقص على غرار ما يحدث اليوم‬
‫بوصف «احملظورة» وإدارة رحى القمع واملالحقة عليها‪ ،‬رغم أنه من‬ ‫والتعدي التي عانت منها البالد رغم القصف الدعائي الذي‬ ‫بالنقاش واإلثراء ملا يدعو إليه من اإلسهام في تأسيس مشروع‬
‫أخضع له الشعب والبالد‪.‬‬ ‫السكان بحسب الفئات العمرية حيث تقلصت نسبة األطفال الذين مقابل فرص معروضة له باتت عاجزة عن استيعاب اجلحافل‬ ‫بالدول األوروبية‪.‬‬
‫حيث األصل طبيعي أن يطالب اإلسالميون ببرنامج أو رؤية واضحة‬ ‫مجتمعي حديث يضمن لألجيال احلاضرة واملستقبلية حقها‬
‫ملعاجلة معضالت الواقع االقتصادي وكيفية مواجهة أخطار األزمة‬ ‫ولكون هذه البادرة هي بطبيعتها مفتوحة لتتواصل مع‬ ‫في تنمية عادلة ومستدامة‪.‬‬ ‫تقل أعمارهم عن ‪ 15‬سنة دون حدوث زيادة ملموسة في نسبة املتدفقة على سوق الشغل‪ ،‬فإن جلملة من العوامل األخرى ذات‬ ‫وفي ضوء هذا التقسيم‪ ،‬وباالعتماد على بيانات املعهد الوطني‬
‫االقتصادية اخلانقة‪ ،‬خاصة وأنهم أصبحوا يشكلون رق ًما سياسيًّا‬ ‫كل املواطنني واألطراف فإن باإلمكان التواصل عبر السبيل‬ ‫وقد ميكن تلخيص األفكار األساسية لهذا املشروع‬ ‫كبار السن الذين تساوي أو تفوق أعمارهم ‪ 60‬سنة مقابل اتساع صلة باختيارات واستراتيجيات التنمية التي مت توخيها على امتداد‬ ‫لإلحصاء ‪ ،http://www.ins.nat.tn‬تكون تونس قد دخلت‬
‫مه ًّما في احلسابات السياسية احملليه والدولية‪.‬‬ ‫اإللكترونية‪ecoconstitutiontunisie@gmail.com :‬‬ ‫املطروح على النقاش في كل املستويات املدنية والسياسية‬ ‫فئة السكان التي هي في سن العمل ممن تتراوح أعمارهم بني ‪ 15‬ما يزيد عن خمسة عقود ضلع أيضا في تفاقم أعداد العاطلني عن‬ ‫مع مطلع القرن الواحد والعشرين في املرحلة الثانية واخلتامية‬
‫إن جوهر الصراع الدائر يتعدى مسألة البرامج والبدائل والسياسات‪،‬‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫و ‪ 59‬سنة‪:‬‬ ‫من االنتقال الدميوغرافي‪ ،‬حيث تراجعت نسبة الزيادة الطبيعية‬
‫ويتجاوز بشكل عام البعد االقتصادي ألزمة البالد؛ ألنه باختصار يكمن‬
‫ا�ستـثمـار الفـ�شـل‬ ‫‪2‬‬ ‫التنمية الب�شرية‬
‫في‪ :‬غياب احلريات وسيادة دولة االستبداد وإقصاء األطراف السياسية‬ ‫أخبار اقتصادية ‪ ...‬أخبار اقتصادية ‪ ...‬أخبار اقتصادية ‪ ...‬أخبار اقتصادية ‪ ...‬أخبار اقتصادية ‪ ...‬أخبار اقتصادية ‪...‬‬
‫واالجتماعية اجلادة ومنعها من املساهمة في معاجلة األوضاع والتفكير‬ ‫مستويات ال ميكن الوصول إليها يقول اختصاصي‬
‫اجلماعي في مصلحة البالد ومستقبلها‪ ،‬األمر الذي جعل املعارضة‬ ‫عبد الرزاق حامدي‬
‫األعصاب ‪« :Antonio Damasio‬إذا كانت املشاعر‬ ‫املستجدات ‪.‬‬ ‫وسيتم نشر هذه الوثيقة خالل هذا‬ ‫ستنطلق في أواخر ‪ 2011‬لتمتد على ‪ 14‬شهرا‬ ‫دلي�س ي�ستثمر يف �سيدي بوزيد‬
‫عامة أقرب إلى حركة حترر وطني منها إلى أحزاب سياسية تناضل من‬ ‫غير منضبطة فإنها تشوش على أخذ القرار الصحيح‬ ‫لشبابنا اليافع طموح يتجاوز سقف هذا الواقع املر‪..‬‬ ‫وتتمثل هذه املستجدات في إقامة «فضاء‬ ‫األسبوع فى عدة وسائل إعالم دولية على غرار‬ ‫وتكون انطالقة عمل املصنع أول ‪.2013‬‬
‫أجل تطبيق برامج جزئية تفصيلية كما يحدث عادة في دولة دميقراطية‬ ‫ولكن غياب هذه املشاعر قد يعيق أخذ القرار»‪.‬‬ ‫يتعلم‪ ،‬يتخرج‪ ،‬ثم يحشر في زمرة العاطلني ليصيبه‬ ‫الضيافة» املخصص للنزل‪ ،‬والذي ستتولى‬ ‫«نيويورك تاميز» و«لوموند» فى شكل معلقة‬ ‫يستعد مجمع دليس إلى بعث معمل حليب‬
‫حديثة توافقت فيها النخب على معادلة معقولة للحكم على أساس ضمان‬ ‫احلاجز الثاني الذي قد يقوي هذا الفشل هو اخلوف‬ ‫اليأس واإلحباط ‪...‬‬ ‫اجلامعة الوطنية للنزل رعايته‪ .‬وستشرف‬ ‫اشهارية ‪.‬‬
‫الذهب بالبنك يرتاجع بـ‪ 23‬كلغ‬ ‫بسيدي بوزيد وتأتى هذه املبادرة استجابة‬
‫حقوق للمواطنة‪ ،‬توفر للجميع التداول السلمي للسلطة بني مختلف‬ ‫حيث جند الشاب يقول إني سوف أخفق في إقامة أي‬ ‫نريد أن نخصص موضوع هذه احللقة في كيفية‬ ‫لنداءات منتجي احلليب مبنطقة سيدي بوزيد‬
‫اجلامعة الوطنية لوكاالت األسفار من جهتها‬ ‫وتشير الوثيقة إلى أن الشعب التونسي‬ ‫بلغت كمية الذهب املوجودة بالبنك املركزي‬
‫الفرقاء‪ .‬وفي غياب مثل هذا اإلطار التوافقي بسبب سيادة االستبداد‬ ‫مشروع‪...‬هذا اخلوف قد يشحن طاقتنا حلمايتنا من‬ ‫جتاوز هذا االمتحان أال وهو الفشل‪..‬فالطريق إلى‬ ‫املعروفة بكونها حتتل املرتبة الثانية على‬
‫على «فضاء اللقاءات» في دورته اخلامسة‪.‬‬ ‫أدرك بوضوح‪ ،‬ان املطالبة ‪ ...‬وضعت حدا‬ ‫التونسي أواخر ‪ 2010‬حوالي ‪ 6‬أطنان و‪740‬‬
‫يغدو النضال ضد االستبداد من قبل كل أنصار احلريات الدميقراطية‬ ‫املستوى الوطني في مجال إنتاج احلليب مبا‬
‫اخلطر الذي قد يحدق بنا حني إقامة املشروع فيجب‬ ‫النجاح محفوف بالعراقيل والصعوبات‪ ...‬والفشل هو‬ ‫ويتوقع مشاركة ‪ 30‬وكالة أسفار ضمن هذا‬ ‫لنظام ديكتاتوري ‪ ....‬فالنساء والرجال‬ ‫كلغراما‪ ،‬حسب ما أكده إعالن صادر (مؤخرا)‬
‫هو جوهر البرنامج الوطني على غرار ما كان يحدث زمن احلرب ضد‬ ‫يزيد على ‪ 92‬مليون لتر سنة‪ 2010‬وستكون‬
‫علينا التعامل مع هذا اخلوف بتحديد احلجم احلقيقي‬ ‫جزء من النجاح‪...‬‬ ‫الفضاء ‪.‬‬ ‫والسياسيون واالقتصاديون والصناعيون‬ ‫عن البنك املركزي بالرائد الرسمي للجمهورية‬
‫االحتالل حيث كان النضال يتمحور حول مهمة واضحة هي طرد‬ ‫للمركزية قدرة إنتاجية تقدر ب ‪400‬الف لتر‬
‫لهذا الشعور دون تضخيمه فيعوقنا دون إجناز أي‬ ‫لنبحث في كيفية جتاوز هكذا حواجز وعراقيل قد‬ ‫واملاليون ‪...‬الذين منثلهم واثقون من أن إرساء‬ ‫التونسية‪.‬‬
‫االحتالل دون الزج بقوى املقاومة في آتون الصراعات األيديولوجية‬
‫شيء فكلمة أنا خائف ال تسمعها من أي رجل أعمال‬ ‫متيت في شبابنا اليافع جذوة االندفاع البنّاء والتطلع‬ ‫« اليا�سمني» يف خدمة ال�سياحة‬ ‫مؤسسات دميقراطية سيكون السبيل الوحيد‬ ‫يوميا‪ .‬كما سيمكن هذا االستثمار الذي يقدر‬
‫املف ّرقة‪.‬‬ ‫وتبلغ القيمة املالية لهذه املوجودات من‬
‫بل تعوضها كلمة أخرى وهي ‪ Stess‬فالسؤال الذي‬ ‫ملستقبل لطاملا نسجه في مخيلته وأ ّثـثـه مبا جادت به‬ ‫حتت شعار«رحلة الياسمني» يقوم وفد‬ ‫للتصدي للمخاطر املطروحة على املديني القصير‬ ‫الذهب ما ال يقل عن ‪ 4‬مليون و‪ 379‬ألف دينار‪،‬‬ ‫بحوالي ‪ 28,5‬مليون دينار من توفير‪300‬‬
‫ولذا لم يكن عجبًا أن تتألف هيئة وطنية في تونس من قبل أحزاب‬ ‫فرصة عمل قار و ‪ 540‬فرصة عمل غير‬
‫وجمعيات وشخصيات تنتمي إلى اجتاهات ليبرالية ويسارية وإسالمية‬ ‫يجب أن يطرحه كل مستثمر‪ :‬هل أنا أستطيع أن أحتمل‬ ‫أحالمه وأمانيه‪ ...‬أمام هذا الغول الرهيب يجب على‬ ‫فرنسي يتكون من كتاب ومخرجني ومطربني‬ ‫والطويل‪ ...‬فنحن واثقون أكثر من أي وقت‬ ‫وهي موزعة بني خزائن البنك املركزي في‬
‫وممثلني وصحفيني هذه األيام بزيارة إلى‬ ‫مضى في أفاق التنمية االقتصادية فى تونس ‪.‬‬ ‫تونس (‪ 5‬أطنان و‪ 342‬ألف كلغراما ) وخزائن‬ ‫مباشر من خالل مراكز جتميع احلليب وما‬
‫مختلفة على أساس برنامج وطني يتلخص في احلرية‪ :‬حرية التعبير‬ ‫يناهز ‪ 15‬ألف موطن شغل أخر غير مباشر‬
‫وحرية التنظيم وحرية املساجني مصممة عن وعي على تأجيل صراعات‬ ‫�شبح‬ ‫تونس للتعرف على طبيعتها الساحرة‬ ‫وبينت الوثيقة أن «فرص االستثمار‬ ‫بنك أنقلترا (‪ 1‬طن و‪ 397‬ألف كلغراما)‪.‬‬
‫النجاح‬ ‫الإقالع‬ ‫احلاجز‬ ‫التفكري‬ ‫البطالة‬ ‫التخرج‬ ‫اجلامعة‬ ‫لصغار مربي األبقار في املنطقة‪.‬‬
‫أيدولوجية طاملا أنهكتها طيلة نصف قرن من دولة االستقالل‪ ،‬دولة‬ ‫ومخزونها االثري والثقافي الرائع فضال عن‬ ‫واإلصالحات ومستوى كفاءة اليد العاملة‬ ‫وأشار اإلعالن املذكور أن هذه الكمية‬
‫اخلدمات الفندقية وغيرها من املرافق التي‬ ‫والتحكم فى التكنولوجيات احلديثة والقرب‬ ‫تراجعت‪ ،‬مقارنة بعام ‪ 2009‬بحوالي ‪ 23‬كلغ‬ ‫كما سيوفر املشروع من اآلن ‪ 300‬فرصة‬
‫االستبداد‪.‬‬
‫اجلسارة‬ ‫كرسه‬ ‫اهلدف‬ ‫الفشل اليأس خوف‬ ‫جعلت من تونس وجهة سياحية جذابة ‪.‬‬ ‫اجلغرافي من أوروبا كلها عوامل جتعل من‬ ‫وهو ما يعادل ‪ 23‬سبيكة ذهب‪ .‬وقال البالغ إنه‬ ‫عمل في حظيرة بنائه التي تدوم ‪ 14‬شهرا‪.‬‬
‫وهو ما يجعل اجلدل املستمر في مسألة البرامج والبدائل ليس في‬
‫كما سيطلع الوفد على الكنوز األثرية‬ ‫تونس شريكا اقتصاديا يتقاسم من اآلن‬ ‫وقع استعمالها لصنع قطع نقدية تذكارية‪.‬‬ ‫وستنتفع و «ديليس» من الدولة بأرض‬
‫احملصلة سوى مزايدة سياسية و َتعلَّة مقنّعة إلقصاء طرف سياسي‬
‫اخلطر؟ وبذلك يستطيع أن يتصرف في هذا اخلطر‬ ‫الشاب املتخرج أن يجمع قواه ويركز على حتديد هدف‬ ‫والتاريخية التي توجد باملتاحف وباملواقع‬ ‫فصاعدا مع أوروبا نفس القيم الدميقراطية‬ ‫مساحتها ‪ 10‬هكتارات باملليم الرمزي في‬
‫وخصم عقائدي من الساحة‪ ،‬واحليلولة دون انسيابه في املجتمع ما‬ ‫«وثيقة ‪»200‬‬
‫الذي قد يطرأ في أي مرحلة من إجناز املشروع بدون‬ ‫‪ Objectif‬حتى يصل إليه وهذا ممكن جدا‪ .‬فكل حسب‬ ‫األثرية التونسية‪ .‬وجرى اإلعداد لتظاهرة‬ ‫والشفافية »‪ .‬وأضافت »أن تونس التي‬ ‫املنطقة الصناعية «لسودة» الجناز مركزية‬
‫ظلت أبواب احلريات العامة موصدة والقمع متواصال وتداول السلطة‬
‫تنطع فهل أن املزارع الذي يرمي أطنانا من القمح حتت‬ ‫اختصاصه وطاقته على اإلبـداع فنحن في زمن صعب‬ ‫«رحلة الياسمني»من قبل املخرج الفرنسي‬ ‫متت دعوتها اليوم الى املشاركة في اجتماع‬ ‫أطلقت مجموعة من االقتصاديني‬ ‫حليب‪ .‬كما ستنتفع الشركة املذكورة مبنحة‬
‫ممنوعا حتى التلفظ به‪.‬‬
‫إن احلديث عن برنامج إسالمي اقتصادي ليس حديثًا عن مشروع‬ ‫التراب هو متيقن حتما بأن املطر ستنزل وسيتحصل‬ ‫ال أحد يطرق عليك الباب ليعلمك أنه مت تعيينك في تلك‬ ‫فرنسوا اركادي بالتنسيق مع وزارتي السياحة‬ ‫مجموعة الثماني ستكون خالل السنوات املقبلة‬ ‫التونسيني «وثيقة ‪ »200‬حتث شعار «استثمر‬ ‫استثمار بنسبة ‪ 5‬باملائة من كلفة املشروع‬
‫غيبي أو سحري ـ مثلما يروج لذلك خصوم احلل اإلسالمي ـ مع ما‬ ‫على محصول زراعي هائل؟‪ ...‬ومن ثمة تأتي عقيدة‬ ‫الوظيفة في زمن عزت فيه الوظائف حيث أصبحت‬ ‫والثقافة في تونس وانطلقت الرحلة من قرطاج‬ ‫من بني املراكز االقتصادية األكثر استقطابا في‬ ‫في الدميقراطية» ملساندة االقتصاد التونسي‬ ‫‪ ،‬وذلك في حدود ‪ 500‬ألف دينار إضافة‬
‫للبعد الغيبي من أهمية من وجهة النظر اإلسالمية في إجناز التنمية‬ ‫التوكل على الله «لو توكلتم على الله لرزقتم كما ترزق‬ ‫مقتصرة على فالن أو من طرف فالن‪ ..‬وهذا هو الفشل‬ ‫في أجواء احتفالية بهيجة‪.‬‬ ‫املتوسط»‪...‬‬ ‫وذلك قبل مشاركة تونس فى اجتماع الثماني‬ ‫إلى تكفل الدولة مبصاريف البنية األساسية‬
‫وإحداث النهضة االقتصادية املطلوبة‪ ،‬وهو أيضا ليس حديثًا عن‬ ‫الطيرتغدو خماصا وتعود بطانا»حديث شريف‪.‬‬ ‫املفروض الذي ذكرناه في املقدمة لهذا أطالب الشاب‬ ‫وعبرت الشخصيات الفرنسية احلاضرة‬ ‫يومي ‪ 26‬و‪ 27‬ماي ‪ 2011‬بدوفيل فرنسا ‪.‬‬ ‫اخلارجية لهذا املشروع مببلغ قيمته ‪389 000‬‬
‫مشروع أخالقي‪ ،‬مع ما لألخالق من دور في النهوض باملجتمعات‪.‬‬ ‫فكل شبابنا املتخرج هو عبارة عن طائر يجب عليه أن‬ ‫املتخرج أن يؤسس لنفسه عمال افتراضيا (حتى من‬ ‫عن استعدادها ملزيد تعزيز التعاون بني تونس‬
‫ال�سوق الدولية لل�سياحة‬ ‫‪ 1‬د يخصص للربط بشبكة املاء والكهرباء‪.‬‬
‫ووقع على «وثيقة ‪ »200‬شخصيات من‬
‫ولكن البرنامج اإلسالمي املقصود هو برنامج يتعدى الدائرة االقتصادية‬ ‫يقلع‪ ،‬ويحلّق‪ ،‬ويتعب ليبحث عن لقمة العيش حتى يجدها‬ ‫التراب‪..‬ومن األحالم) وهو بذلك يكون قد بدأ في حتطيم‬ ‫وفرنسا في مختلف املجاالت السياحية والثقافة‬ ‫«السياحة تصنع ثورتها» هو شعار الدورة‬ ‫عدة بلدان من جامعيني هافرد والسوربون‪..‬‬ ‫وسيقع متكني الشركة من اإلعفاء من دفع‬
‫البحتة ليشمل كل الدوائر التي حتيط بها وتتكامل معها‪ ،‬وخاصة الدائرة‬ ‫وذاك هو التوكل على الله وبإذنه تعالى ال يعود إال موفقا‪.‬‬ ‫غول البطالة واليأس والبؤس والتهميش بفأس اإلرادة‬ ‫وفي هذا السياق عبر املمثل الفرنسي من أصل‬ ‫‪ 17‬للسوق الدولية للسياحة «ميت» التي‬ ‫وماليني البنك العاملي وبنك اخلليج األول‬ ‫املعاليم الديوانية عند توريد التجهيزات الالزمة‬
‫الثقافية واالجتماعية والسياسية التي يتشكل في إطارها البرنامج‬ ‫يقول الرسول صىل اهلل عليه وسلم ‪»:‬عليكم بالتجارة واجلسارة‬ ‫وبتأسيس فكرة إقامة مشروع ما‪ ...‬لكن حذاري فثمة‬ ‫تونسي ميشال بوجناح عن اعتزامه الرجوع‬ ‫يحتضنها قصر املعارض بالكرم‪ ،‬الضاحية‬ ‫وابوظبي باإلمارات‪ ...‬واقتصاديني وصناعيني‬ ‫للمشروع والتي ليس لها مثيل مصنوع محليا‬
‫االقتصادي ويعمل متكامال معها ليفرز معاجلات لصيقة بهوية املجتمع‬ ‫فرق بني اإلحساس والتفكير قد يحلم أحدنا بأن يكون فإهنا تسع أعشار الرزق «‬ ‫إلى تونس في وقت الحق لتقدمي مسرحية على‬ ‫الشمالية للعاصمة‪ ،‬من ‪ 25‬إلى ‪ 27‬ماي‬ ‫ورجال أعمال ومسئولني إعالميني ومسيرين‬ ‫إضافة إلى اإلعفاء من معلوم األداء على القيمة‬
‫وخصائصه التاريخية واحلضارية ويوفر ملواطنيه ضرورات وحاجات‬ ‫فالتجارة ربطها نبينا باجلسارة أي الشجاعة فبدونها‬ ‫رجل أعمال ناجح لكن هذا مجرد شعور فيجب أن يفكر‬ ‫ركح املسرح البلدي يعود ريعها الى املناطق‬ ‫‪ . 2011‬وتتضمن السوق‪ ،‬التي تنتظم ببادرة‬ ‫فى مجاالت مختلفة ‪/‬االتصاالت والتجارة‬ ‫املضافة عند اقتناء التجهيزات احمللية‪.‬‬
‫اجتماعهم ومتدنهم وعزتهم‪.‬‬ ‫في الوصول إلى هذا املستوى ال أن يحلق بخياله إلى ال تثمر األعمال ‪.‬‬ ‫الداخلية للبالد التونسية‪.‬‬ ‫من املجلة السياحية «توريزم أنفو»‪ ،‬عديد‬ ‫والطاقة والبيئة‪ ...‬وسياسيني ‪.‬‬ ‫ولإلشارة فإن أشغال هذا املشروع‬
‫‪13‬‬ ‫ماي‪2011‬‬
‫اجلمعة ـ‪2020‬ماي‬ ‫‪12‬‬ ‫اجلمعة ـ‪2020‬مايماي‪2011‬‬
‫‪13‬‬ ‫ثقافة‬ ‫‪2011‬‬ ‫اجلمعة ـ‬ ‫‪12‬‬ ‫رياضة‬ ‫‪2011‬‬ ‫اجلمعة ـ‬

‫ذاكرة الرتاث عند الر�سام الع�صامي عبد الرحمان دلدول‬ ‫املدرب فوزي البنزرتي‪ :‬تدريب الإفريقي لي�س �أ�صعب من تدريب �أي فريق �آخر‬
‫أسلوبه وجتربته‪ ،‬املعاصرة التي هي في احملصلة نتاج هذا‬ ‫صفاقس ـ مكية الشرمي‬
‫و�سن�ستغل عدم مراهنتنا على الألقاب هذا املو�سم مل�صلحتنا‬
‫االجتاه اإلبداعي‪.‬‬
‫ويتحتّم علينا هنا أن نشير إلى الفكرة التي تضمنتها‬ ‫إنّ اجلماليات املستمدة من التراث العربي وماضيه األقدم‬ ‫حوار‪ :‬سفيان كرباع‬
‫دعوة الفنان التي تستبقي مادتها من التراث‪ ،‬ومن التجارب‬ ‫هي احملصلة األولى لالجتاه العام حلركة الفن املعاصر‪،‬‬ ‫بعد اخلروج املبكر واملخيب من رابطة اإلبطال اإلفريقية أمام اهلالل السوداين‪ ،‬استنجد النادي اإلفريقي بـ‪« ‬اينشتاين» الكرة التونسية ورجل املهامت الصعبة املدرب فوزي البنزريت خاصة يف هذه الفرتة احلساسة من‬
‫املعاصرة‪ ،‬وبوعي فنّي متقدم‪ ،‬ويعني حتليل هذه القضية أن‬ ‫فعملية استلهام التراث ومحاورته وتفسيره بأعمال‬ ‫املوسم‪ .‬البنزريت تم تعيينه للمرة الثالثة يف النادي بعد‪ ‬أعوام ‪ 90‬و ‪ 99‬مما أثار موجة من االرتياح يف نفوس األحباء واملسؤولني واملحيطني بالنادي الذين يأنسون فيه الكفاءة واخلربة للوصول بالفريق‬
‫نضع في حسابنا أنّ الفنان في دعوته هذه كان يريد لتجربته‬ ‫معاصرة‪ ،‬يش ّكل محاولة استعادة هوية كادت تغيب عن‬ ‫إىل بر األمان‪ .‬حالة من الرتقب والثقة والرتحيب يف احلديقة (أ)‪  ‬فكيف يواجهها فوزي البنزريت ؟‬
‫أن تكون ذات جذور أ ّوال‪ ،‬وبتحليل أعماله نستنتج أنّه حاول‬ ‫األعمال اجلديدة‪ .‬وبالرغم من أنّ نتائج هذا البحث األصيل‬ ‫‪ ‬ماهي �أولوياتك يف هذه املرحلة؟‬ ‫والتحلي بعقلية ايجابية فعلى غرار جتربتي مع النجم ساهم‬ ‫ماذا ميثل تدريب النادي الإفريقي بالن�سبة �إىل فوزي‬
‫أن يجد صياغة موضوعية لن ّمو الزمن الفنّي‪ ،‬أي في جت ّدد‬ ‫يخص اجلانب الظاهري لألعمال‪ ،‬فإنّ املضمون دخل في‬ ‫ّ‬ ‫أن تعود االنتصارات والروح‬ ‫انتقالي من االحتاد املنستيري إلى النجم الساحلي أثناء فترة‬ ‫البنزرتي؟‪ ‬‬
‫اإلبداع مع جت ّدد احلياة احلضارية‪.‬‬ ‫اجتاهات أساسية ملختلف أعمال الفنانني‪ ،‬وما هذا إالّ برهان‬ ‫االنتصارية للنادي ومن ثمة الفوز‬ ‫فراغ وسط املوسم من التحضير جيدا للموسم املقبل الذي كان‬ ‫تدريب اإلفريقي يسافر بي إلى زمن الذكريات اجلميلة‬
‫وبهذا املنحى سعى الفنان إلى خلق معادلة موضوعية بني‬ ‫على حيوية املوروث وغناه‪.‬‬ ‫باأللقاب ألن النادي اإلفريقي ليس‬ ‫فاحتته التتويج باللقب اإلفريقي وكانت هذه الفترة مساهمة‬ ‫في التسعينات حيث فزنا بالبطولة رغم أنّ الترجي كان يتقدم‬
‫التراث واملعاصرة أي في خلق معادلة تؤدي إلى فهم يجعل‬ ‫وهذا ما نلمحه عند الفنان عبد الرحمان دلدول‪ ،‬فقد‬ ‫لديه احلق في أن ال يفوز باأللقاب‬ ‫في عملنا على أسس صحيحة وقد استغرقنا الوقت الالزم في‬ ‫علينا بفارق نقطة إذ متكننا من تكوين فريق جيد ومتكامل‬
‫فهناك في قاع الذاكرة‪ ،‬خزائن ينهل منها الفنان جدران‪،‬‬ ‫من أداة احلاضر الفنية والفكرية حتريرا وبعثا للمنجزات‪،‬‬ ‫كان التراث عنده‪ ،‬يعني استلهام أفضل األفكار والصياغات‬ ‫وفي أسوأ احلاالت عليه أن يلعب على‬ ‫التعرف إلى املجموعة ثم ساهم جتانسها في ظهور ثمار العمل‬ ‫بقيادة األخوان لطفي وفوزي الرويسي وسمير السليمي رغم‬
‫وطرق وأنهار وسماءات بال حدود‪ ،‬إنّه يكتشف رحلته‬ ‫وفي نفس الوقت خلقا حيالها مبا يناسب احلاضر‪ .‬فقد‬ ‫واإلمكانات‪ ،‬وكان يعني كذلك النموذج األمثل لتجسيد‬ ‫التتويج إلى أخر رمق من املوسم‪ .‬كما‬ ‫فيما بعد‪.‬‬ ‫أن مسؤولي اإلفريقي كانوا غير مؤمنني أبدا بفوزنا باللقب‪.‬‬
‫اجلمالية بهذا اإلستذكار‪ ،‬وقد ال يصدق املشاهد أنّ الفنان‬ ‫استلهم الفنان رموز املاضي والعديد من تقنياته الفنية‪،‬‬ ‫حقائق اإلنسان ومواقفه احلياتية‪ ،‬ولهذا فقد ر ّكز على تقنية‬ ‫يوجد لدينا رهان قادم هو كأس الكنفدرالية‬ ‫‪ ‬ماذا كان ينق�ص الإفريقي للعب الأدوار الأوىل يف رابطة‬ ‫وقد مكنتني هذه التجربة مع فريق باب اجلديد من كسب مودة‬
‫اكتشف عامله الفني من خالل مواكبته ملختلف التجارب‬ ‫وفي نفس الوقت خلق اجتاها أتاح لتكامل رؤيته في اإلجناز‬ ‫تعتمد على هذا احملتوى‪ .‬فلقد استفاد من التراث مبا يط ّور‬ ‫اإلفريقية سنحاول الوصول إلى أبعد حد ولم ال‬ ‫الإبطال الإفريقية ؟‬ ‫واحترام جمهور اإلفريقي وحتى خالل فترة تدريبي للترجي‬
‫الغربية والعربية ومتكنه من صنع طراز خاص به مييّزه عن‬ ‫العملي‪ ،‬وفي النظرة إلى اجلوانب املستقبلية‪ ،‬حيث متيزت‬ ‫الفوز باللقب‪.‬‬ ‫اعتقد أن أمورا بسيطة كانت قد حالت دون اإلفريقي‬ ‫فقد كنت أساهم في تقريب القلوب بني الطرفني من خالل‬
‫غيره من الفنانني‪.‬‬ ‫أعماله باجتاه أكثر تعبيرا عن مقدمات هذا املنهج‪ .‬األمر الذي‬ ‫كلمة تريد �أن توجهها �إىل جمهور الإفريقي ‪ ‬‬ ‫للتأهل إلى دوري املجموعات ألنّ مثل هذه املباريات اإلقصائية‬ ‫عالقتي الطيبة مع جمهور الفريقني‪ .‬كما إنني مدين لهذا النادي‬
‫والعالم اخلارجي لديه هو عالم املدينة نفسها‪ ،‬وجتربته‬ ‫جعل لوحاته‪ ،‬توقيعات لفنان يصدر بصالبة جتاه متنيات‬ ‫أعلم أن جمهور النادي متعطش‬ ‫تلعب على جزئيات بسيطة لكن هذا ال يعني أن الفريق ليس في‬ ‫ألنه أول من منحني الفرصة لتدريب فريق كبير‪.‬‬
‫متأصلة بجذور املدينة‪ ،‬تلك التي تتمثّل‬ ‫ورغبات‪ ،‬لهذا نراه يبتكر عامله اخليالي‪،‬‬ ‫وفي لفريقه‬
‫لأللقاب وهو جمهور ّ‬ ‫حاجة إلى حتسينات وهذا ما سنسعى إليه حتى يتقدم مستوى‬ ‫‪ ‬هل تعترب �أن تدريب الإفريقي �أ�صعب من تدريب �أي فريق‬
‫في أوجه احلياة الشعبية فيها ولكن‬ ‫هذا العالم القائم والكون من املشاهد‬ ‫كما أنّ لدي ذكريات‬ ‫كل العب ويقدم أفضل ما لديه ملصلحة الفريق‪.‬‬ ‫�أخر؟‬
‫التطرف في عشق املدينة لذاتها‪ ،‬وال‬ ‫اليومية‪ ،‬بعد أن يجري عليها اختزاالته‬ ‫وعالقة طيبة معه وأنا‬ ‫هل تعتقد �أن الإدارة احلالية للنادي �ستنجح يف‬ ‫ال اعتقد ذلك فكل فريق له مقوماته و نقاط قوته وضعفه‬
‫سيما أحياءها القدمية التي هي زوال‬ ‫وتعديالته لكي تأخذ مكانها املناسب‬ ‫أعده بأن أبذل قصارى‬ ‫إذ يجب تطوير مستوى الالعب بتدعيم نقاط القوة وتالفي مهامها؟‪  ‬‬
‫سريع‪ ،‬جنده في لوحاته التي رسمها‪،‬‬ ‫داخل عمليات البناء‪.‬‬ ‫جهدي لتحفيز الفريق‬ ‫لدي ثقة كبيرة في رئيس النادي جمال العتروس الذي‬ ‫الضعف حتى يتقدم مستوى الفريق إلى األمام‪.‬‬
‫إنها لوحات تصور كل واحدة منها‬ ‫إذ تركت السنوات املبكرة في ذاكرة‬ ‫و تقدمي اإلضافة حتى‬ ‫أعرفه شخصيا وأشهد بأخالقه العالية كما أعرف العائلة‬ ‫عدم مراهنة الإفريقي على الألقاب املحلية هل ميثل‬
‫حي بكامله‪ ،‬مبا فيه من أبواب‬ ‫واجهة ّ‬ ‫الفنان خزينا بصريا‪ ،‬ق ّدر له أن يظهر‬ ‫نعيد اإلفريقي إلى املكان‬ ‫وتربطني عالقة طيبة مع والده ولذلك أرجو أن يتم العمل في‬ ‫عائقا �أمام فوزي البنزرتي ؟‬
‫ونوافذ وشرفات ومآذن وجدران‪،‬‬ ‫في أقسى سنوات الفنان‪ ،‬وكانت ذاكرته‬ ‫الصحيح ونراهن على‬ ‫النادي اإلفريقي على أسس صحيحة وفي جو من التفاهم ملا‬ ‫ال ميثل مشكلة أبدا وسنستغل هذه الفترة حتضيرا للموسم‬
‫وقد غمرتها جميعا أشعة الشمس ال‬ ‫للمرئيات ذات صلة بالطبيعة والعناية‬ ‫األلقاب محليا وقاريا‪.‬‬ ‫فيه مصلحة النادي‪.‬‬ ‫املقبل وسنسعى إلى استعادة الروح االنتصارية واالنتصارات‬
‫صفراء‪.‬‬ ‫اخلاصة بتصوير األسواق والفضاءات‬ ‫‪ ‬‬
‫كما تزخر قوى الفنان باحتفالية‬ ‫بألوان يتلمسها باليد‪ ،‬إنّ عشقه للرسم‬
‫خاصة‪ ،‬حيث تنقلنا تلك التجمعات‬ ‫دفعه لتجاوز عادات الرؤية املعتادة‪،‬‬
‫البشرية إلى صميم القرية التونسية‬
‫التي يسترجعها الفنان عبر ذاكرة‬
‫متوقدة مبا كان للماضي أو احلاضر‬
‫فقد كانت حساسيته تكمن في مناطق‬
‫تكاد تكون خارج البصر‪ ،‬أو خارج‬
‫وظيفة العني‪ ،‬فكانت سلسلة املشاهد‬
‫�إهمــال عائلتـي الريـا�ضيـة حز فــي نف�سـي‬ ‫عبد القادر الركباوي‪:‬‬
‫املستعاد أثر فيه‪ ،‬إالّ أنّ فنّه برمته‬ ‫التي أجنزها‪ ،‬تظهر مدى قدرته على‬
‫يطمح إلى تأسيس عالم جمالي مشحون بالغنائية‪ ،‬إنّه واحد‬ ‫استذكار املشاهد القدمية‪ ،‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬طاقته الهائلة‬ ‫لوضعي الصحي هو الذي دفعني إلى إبعاد أيوب‬ ‫يقال دائما �إ ّن الريا�ضة �أخالق �أو ال تكون هل‬ ‫حوار‪ :‬محمد القرماسي‬
‫من الفنانني الذين تبلورت رؤيتهم عبر كفاح طويل إخالصا‬ ‫على ابتكار مرئيات هي من صنع خياله‪ ،‬وباإلستناد إلى‬ ‫عن كرة القدم‪ .‬فكلما اشتد ولعه بها وطلب‬ ‫ينطبق هذا على الريا�ضة التون�سية ؟‬
‫ملفهوم الفن وعالقته بالناس‪.‬‬ ‫توازنات قائمة في مفهومه للجمال‪.‬‬ ‫الذهاب إلى التمارين كنت أشغله بشيء آخر‬ ‫احلقيقة حتدث الكثير من التجاوزات‬ ‫توجهنا إلى «قدور» وكنا نعلم أننا لن نظفر لديه بأخبار‬
‫وقد كنت اخترت له بالتشاور مع أمه طريق‬ ‫لألخالق في مالعبنا ونحن بلد مسلم ولنا‬ ‫الكرة‪ ،‬وال كواليس األندية‪ ،‬وال تقييم البطولة‪ .‬لكننا تطلعنا‬
‫حفظ القرآن وطلب العلم ‪.‬‬ ‫تقاليدنا ويفترض أن ال يليق بنا كل ذلك‪ .‬وأنا‬ ‫باحلديث معه إلى إعادة تقدمي شخصية رياضية تونسية‪ ،‬من‬
‫كانت البداية مبدرسة قرآنية بالقيروان‬ ‫شخصيا أعتبر العنف والعنف اللفظي وما‬ ‫الزمن اجلميل‪ ..‬ولكن أيضا ألن في حياته اليوم قصة نحاج‬
‫ثم أريانة ولكن خوفا من أن تعاوده الرغبة‬ ‫خاصة جدا‪ ،‬أهم ما فيها أن منطلقها كان نتيجة خيبة أمله من‬
‫عذرا كتابي‪ ،‬دفنتك حقا و ما ذاك بصواب‬
‫دفنتك حني خشيت قوة اإلرهاب‬ ‫منذ دورته األولى سنة ‪ 1981‬حني أقيم حتت عنوان‬
‫األسباب‬ ‫خاطرة حول معر�ض الكتاب‬ ‫في الكرة أخذته إلى ليبيا ملواصلة حفظ‬
‫يحدث في املالعب من جتاوزات يسيء لسمعة‬
‫تونس وال يليق بها خاصة اليوم وقد حققت‬ ‫عالم الكرة‪ ..‬وهي حكاية ال تزال عالقة في ذهنه إلى اليوم‪.‬‬
‫فيسر‬
‫ّ‬ ‫القرآن باملدرسة القرآنية بزليطن‬ ‫تونس إشعاعا دوليا ويتواتر حضورها في‬ ‫عبد القادر الركباوي املولود بأريانة سنة ‪ 1961‬التحق‬
‫إرهاب دولة أرادت به لألمن استتباب‬ ‫«معرض الكتاب اإلسالمي» في فضاء كائن بنهج متفرع عن‬ ‫ألح علي أصغر أوالدي‬ ‫الله لنا أن يتم حفظ القرآن ويكون األول في‬ ‫بامللعب التونسي قبل أن يتم اثنا عشر ربيعا فسرعان ما سطع‬
‫املناسبات الرياضية اإلقليمية والعاملية‪ .‬كما أن‬
‫دفنتك حقا كتابي وما ذاك بصواب‬ ‫شارع محمد اخلامس‪ ،‬ثم في قصر املؤمترات بتونس كمعرض‬ ‫على معرفة موعد هذا العام ملعرض الكتاب‬ ‫املدرسة وهاهو اليوم إمام مقرئ واحلمد لله‬ ‫الضرر من مظاهر الفوضى والعنف في املالعب‬ ‫جنمه وشغل التونسيني بشخصيته الرياضية وطريقة لعبه‬
‫فأنت من في ظله املقام قد طاب‬ ‫اعرف أنه ككل أبناء جيله‪ ،‬غايته ليست املزيد من املعرفة للكتاب العربي إلى أن أصبح في عصر العوملة معرضا للكتاب‬ ‫أن رزقني الولد الصالح (ثم ردد قدور من حديث‬ ‫كثيرا ما ينعكس على أداء الالعب في حني يدفعه‬ ‫املتميزة‪.‬‬
‫وأنا لست ذاك الذي أمره مستراب‬ ‫احملتج أنني وحتى في سنوات اجلمر‬‫ّ‬ ‫الدولي‪ .‬وأ ّكدت البني‬ ‫واآلداب‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ...‬ولد صالح يدعو‬ ‫حب اجلمهور إلى اإلبداع‪ ...‬يتبسم قدور ويقول‬ ‫�س�ؤال تقليدي لالعب الفريق الوطني‪ ..‬كيف ترى واقع الكرة‬
‫أحرق كتبا ورثها‪ ،‬و اليقني عنه قد غاب‬ ‫غايته ليست سوى الفوز بسفرة إلى تونس عاصمة واملنع من الشغل كنت اقتطع من ميزانية العائلة لتوفير تلك‬ ‫له)‬ ‫«محبة اجلمهور حظوظ»‪.‬‬ ‫التون�سية بني املا�ضي واحلا�ضر؟‬
‫مكتبة عريقة دررها حترر األلباب‬ ‫الرحلة‪ ...‬رحلة عرس الكتاب‪ ،‬ولو على حساب األكل أحيانا‬ ‫األحباب‬ ‫رغم �أنك ل�ست نادما عن هذا التوجه �إال �أن‬ ‫ومع ذلك أنا أفهم أن الشباب التونسي يتعرض‬ ‫أعتقد أن الفارق األساسي غياب الشخصية الكروية‬
‫كتب صفراء حقا‪ ،‬ولكن قارئها ما خاب‬ ‫والثوب والشراب‪ .‬ثم بحثت في كتبي القدمية عساني أجد‬ ‫أو الفوز بكتاب به اسطوانة (‪ )CD‬يبدي بها إعجاب‬ ‫حادثة اعتزالك خلفت �شيئا يف نف�سك من‬ ‫لضغوط كثيرة في حياته العائلية والدراسية وينقصه‬ ‫لالعبني‪ ..‬فاليوم فقدنا الالعب الواثق من إمكانياته القادر على‬
‫حتصنه من كل استالب‪..‬‬‫ّ‬ ‫متنعه‪،‬‬ ‫فيها أو في كتب إخوته التي كانوا يحصلون عليها ويكرمونني‬ ‫يضمن بها من احلاسوب مزيد اقتراب‬ ‫امللعب التون�سي؟‬ ‫التأطير وكل ذلك يفسر خروجهم أحيانا عن األخالق‬ ‫تقدمي اإلضافة على امليدان‪ ،‬وبعيدا عن خطط املدرب‪ ،‬وما يتمتع‬
‫بني أدن للعلم‪ ،‬فالعلم نور يقني‪ ...‬ال سراب‬
‫ّ‬ ‫بها عند انتهاء كل سنة دراسية في حفل توزيع اجلوائز في‬ ‫فسرت له سبب التأجيل‪ ...‬فبدا له األمر عجاب‬ ‫ّ‬ ‫امللعب التونسي عائلتي ولذلك حز في نفسي‬ ‫والسلوك احلميد‪.‬‬ ‫به الالعبون اليوم من إمكانيات‪ ،‬وما يتوفر لهم من جتهيزات‬
‫واجلهل حبله قصير وسلطته ال تهاب‬ ‫املدارس واملعاهد‪ ،‬ما يرضيه‪ .‬وأنا في كومة الكتب عساني‬ ‫اجلواب‬ ‫في‬ ‫له‬ ‫وأطنبت‬ ‫العام‬ ‫هذا‬ ‫استثناء‬ ‫له‬ ‫شرحت‬ ‫أن ال يزورني أحد ال في الدار وال في املستشفى‬ ‫�أبو �أيوب �أنت �إطار يف امل�سجد و�أب لعامل ومقرئ‬ ‫وظروف لوجستية فائقة‪ ،‬لم نعد جند في بطولتنا العبني يحدثون‬
‫و دمتم ودمنا للعلم دوما طالب‬ ‫أكشف النقاب‪.‬‬ ‫فلم يص ّدق ولم يبدو عليه كبير استيعاب‬ ‫ومع ذلك الله يهدي اجلميع‪ ..‬أما الندم فاحلمد لله‬ ‫متميز‪ ،‬ح ّدثنا عن هذه التجربة؟‬ ‫الفارق عند اللزوم خاصة في الفريق الوطني ‪..‬طبعا إال ما ندر من‬
‫وإلى لقاء قريب في أروقة معرض الكتاب‬ ‫في وكله استغراب‬‫صاح ّ‬ ‫بدا له جوابي معتما يلفه الضباب‬ ‫لم أندم قط على اختيار هذا الطريق البني ‪...‬فمن ال‬ ‫بتوفيق من الله عز وجل‪ ..‬أنا متطوع للعناية‬ ‫حاالت شاذة‪ .‬والسبب حسب رأيي أننا في السنوات املاضية لم‬
‫سفرة نصطحبك فيها بني‪ ،‬ونستلذ ما بها من أتعاب‪.‬‬ ‫ما لكتبك مصفرة وعنها الرونق قد غاب‬ ‫الباب‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫تقشف‬ ‫يا بني ‪..‬لست أمارس حملة‬ ‫يريد أن يكون له ابن صالح يدعو له‪ ..‬ال تتصور‬ ‫باملسجد واألذان أما ابني أيوب فقد كان مشروع‬ ‫نركز على التكوين الشخصي املتوازن لالعبني‪ ..‬طبعا املستقبل لن‬
‫قلت عذرا بني عذرا أيها الكتاب‬ ‫ولست ممن يعاقبون مبثل هذا العقاب‬ ‫شعوري وأنا أصلّي خلف الشيخ أيوب وخاصة‬ ‫العب متميز له موهبة فذة وبدأ في التدرب في أريانة‬ ‫يكون كذلك ألنني أالحظ أن األندية شرعت في التكوين القاعدي‬
‫عباس الفقـــير‬ ‫عذرا فما جال بخلدي يوما دفنك حتت التراب‬ ‫وأنا الذي لم انقطع عن زيارة هذا املعرض مهما كانت‬ ‫عندما يتصل بي أصدقائي من الالعبني وغيرهم‬ ‫منذ صغره‪ .‬لك ّن احلادثة التي حصلت لي وما حلقني‬ ‫ولعل ذلك سوف ينتج جيال جديدا أكثر استعدادا للنهوض بالكرة‬
‫«صح ليك يا قدور ما شاء الله»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قائلني‪..‬‬ ‫من إصابة واألهم من ذلك إهمال عائلتي الرياضية‬ ‫التونسية‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫ثقافة‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ثقافة‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬

‫تعابري تون�سية ‪4‬‬ ‫تقدمي كتاب‬


‫كرمي مر ّوة يف منتدى اجلاحظ‬ ‫امل�ؤرخ ر�ؤوف حمزة‪ :‬ثورة تون�س انبعاث للذاكرة‬
‫ك�أين ماكل طريحة‬ ‫رفيق عبد ّال�سالم يكتب عن العلمانيّة وال ّدين والدميقراطيّة‬ ‫عبد الرحمن الهذلي‬
‫تعرض لرضب مربح طرحه أرضا)‬
‫(كأنه ّ‬ ‫ومن ث ّمة تظ ّل الدميقراطية قابلة للتعديل والتغيير‬ ‫صدر عن مركز اجلزيرة لل ّدراسات كتاب ‪« :‬في‬
‫واالستدراك وفق مقتضيات االجتماع السياسي‪.‬‬ ‫العلمانيّة وال ّدين والدميقراطيّة املفاهيم والسياقات»‬ ‫نظمت مؤسسة التميمي للبحث العلمي واملعلومات يوم اجلمعة ‪ 13‬ماي اجلاري لقاء تكرمييا للمؤرخ رؤوف حمزة‬
‫ليس الغرض في هذا البحث تعريض العلمانيّة‪ ،‬أو‬ ‫السالم عن ال ّدار العربيّة للعلوم‬ ‫لل ّدكتور رفيق عبد ّ‬ ‫قدم فيه حتليال للثورة التونسية‪.‬‬
‫الدكتور أحمد األبيض‬
‫إثبات تهافت العلمانيني بل هو محاولة في الفهم‬ ‫ناشرون‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬يتناول هذا الكتاب إشكاليّة‬ ‫الزيتونة مبكانته لدى سكان املناطق الداخلية‪ .‬وافتقاد الرأسمال‬ ‫وقد اعتبر السيد رؤوف حمزة أن هناك عامال محركا لتاريخ‬
‫هكذا يع ّرف الكثير من املرضى أطباءهم باحلالة التي هم عليها عند‬ ‫والتفكيك بغرض فتح آفاق جديدة للنّظر والتفكير في‬ ‫العالقة بني العلمانيّة وال ّدين والدميقراطيّة وما يطبع‬ ‫الرمزي ومحاولة تقزميه وتفتيته كان له األثر الكبير على تلك النخبة‪.‬‬ ‫البالد منذ قرابة ‪ 60‬سنة لكن النخب غير مهيأة للتعامل معه وهو‬
‫إصابتهم بأمراض جرثومية في اجلهاز التنفسي العلوي وخصوصا في حالة‬ ‫قضايا أضحت مؤثرة في حياتنا‬ ‫هذه العالقة من وجوه التّركيب‬ ‫كما كان الزيتونيون محل استخفاف ونعت بالظالمية واستبعاد من‬ ‫اجلهوية‪ .‬وركز في مطالعته على ثالث نقاط أساسية‪:‬‬
‫النزلة الوافدة ‪ ، grippe‬حيث يشعر املريض بآالم تطال كل اجلسم تقريبا‪،‬‬ ‫وأمناط اجتماعنا احلديث‪ .‬ورد‬ ‫والتّعقيد‪ ،‬وبعد الوقوف عند‬ ‫بعض الوظائف‪ .‬أما البعد الثالث فهي احلركة اليوسفية‪ .‬وجهات‬
‫وخصوصا في مستوى املفاصل والعضالت‪،،‬‬ ‫الكتاب في ثالثة أبواب‪ ،‬الباب‬ ‫السياقات التاريخيّة واملفهوميّة‬‫ّ‬ ‫طم�س احلقائق‬
‫اجلنوب لم تكن وحدها نشيطة في احلركة اليوسفية لكن الشعور‬
‫وعندما يقع اعتماد تشبيه ما لتعريف شيء مجهول (حالة األلم في هذه‬ ‫األ ّول في العلمانيّة ‪ :‬اجلذور‬ ‫لنشأة العلمانيّة في اإلطار‬ ‫الذي بقي راسخا هو التداخل بني اليوسفية والوسط الغربي‬ ‫يرى رؤوف حمزة أنّ املسميات التي أطلقت على الثورة ال‬
‫احلالة ‪ ) courbature‬فإمنا القصد منها جعل املستمع يتخيل بالضبط حالة‬ ‫الفكرية والتاريخية وتناول فيه‬ ‫الغربي‪ ،‬يع ّرج على البحث في‬ ‫واجلنوب والتحفظ جتاه تلك اجلهات باعتبارها خطيرة فوقع إبعادها‬ ‫تعكس حقيقتها‪ .‬فالثورة لم تكن ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية‬
‫املتكلم (املريض في حالتنا هذه ) ويكاد يعايشها ‪ ،‬ورمبا استدعى ذلك تعاطفا‬ ‫الكاتب مفهومي العلمانيّة عند‬ ‫داللتها العا ّمة في مجال التداول‬ ‫قدر املستطاع عن مراكز السلطة والنفوذ‪.‬‬‫وثقافية بل هي ذات صبغة وأبعاد وجودية‪ .‬فهي ثورة الذاكرة‬
‫‪ sympathie‬مع صاحبها بحسب احلالة والسياق‪.‬‬ ‫ماكس فيبر‪ ،‬أ ّما الباب الثاني‪،‬‬ ‫العربي اإلسالمي‪ ،‬ثم يخلص‬ ‫السبت‬‫بدعوة من منتدى اجلاحظ حضر مساء ّ‬ ‫واملخيال والزمن البعيد‪ .‬واجلهات الثائرة تختلف عن بقية اجلهات‬
‫ولكن عملية التشبيه تفترض ابتداء اشتراكا بني املتكلم واملستمع في‬ ‫فقد شرح فيه الكاتب في الفصل‬ ‫من بعد ذلك إلى دراسة العالقة‬ ‫‪ 14‬ماي عدد كبير من املهت ّمني بقضايا الفكر اللّقاء‬ ‫امل�صارحة ك�شرط للم�صاحلة‬ ‫مباضيها الثقيل ولم تقدر على هضمه وهو ماض ال ميضي بل‬
‫معرفة املشبه به‪ ،‬حتى يتسنى للمتلقي معرفة شبيهه‪ ،،،‬وإذا ما استحضرنا‬ ‫األ ّول بني اإلسالم والعلمانيّة‬ ‫بني العلمانيّة والدميقراطيّة من‬ ‫السابق للحزب‬ ‫احلواري مع املث ّقف واألمني العام ّ‬ ‫على الرابحني واملهزومني تفهم املاضي واالهتمام به‪ .‬ال بد من‬ ‫يتابعهم ويالحقهم لينفجر في شتاء ‪ .2010‬فكانت الثورة انبعاثا‬
‫هذه البديهية في عملية التشبيه‪ ،‬أدركنا كم عانى اإلنسان التونسي من‬ ‫وعرض إلى حركة العلمنة في‬ ‫النّاحية النظر ّية ومن زاوية‬ ‫الشيوعي اللبناني كرمي مروة الذي ألقى باملناسبة‬ ‫ّ‬
‫للذاكرة‪ .‬ورأى أن التفسيرات التي قدمت للثورة غير مقنعة تركز العودة إلى املاضي وإقامة جردة حساب حول ما شابته من أعمال‪.‬‬
‫مختلف الفئات والطبقات من التعنيف والضرب املبرح حتى صارت «الطريحة‬ ‫العالم اإلسالمي وبينّ أنها لم تكن‬ ‫اخلبرة التاريخيّة احليّة‪ ،‬لم يكن‬ ‫محاضرة حتت عنوان «أزمة اليسار العربية‬
‫على الطابع االجتماعي وتستبعد اجلهوية لدوافع مختلفة منها فالنسيان ليس هو احلل‪ .‬ال بد من االعتراف بصدمة ‪،56 - 55‬‬
‫و الطرايح (جمع) » قاسما مشتركا بني التونسيني‪ ،‬بدء من الوسط العائلي‪،‬‬ ‫بال ّدرجة نفسها في ك ّل األقطار‬ ‫تقصي‬ ‫ّ‬ ‫املطلب من هذا البحث‬ ‫ومستقبله»‪.‬‬
‫وحقيقة اجلهوية وحتكمها في‬ ‫السيئة مثل رفض البعض مراجعة‬
‫وصوال إلى تعنيف من طرف مختلف األدوات القمعية داخل املجتمع‪،،‬‬ ‫اإلسالميّة باستثناء تركيا التي‬ ‫مواطن التّعارض أو التّوافق بني‬ ‫أشار احملاضر إلى أنّه قادم من لبنان‪ ،‬أقرب‬
‫سير الدولة‪ .‬لقد خلفت ‪55-56‬‬ ‫ال بد من القطع مع الرواية البورقيبية التي‬ ‫النظام الذاكري والرغبة في احلفاظ‬
‫فهل سيأتي يوم على التونسيني يكون فيه من القواسم املشتركة بينهم‬ ‫تبنّت علمانية صارمة على شاكلة‬ ‫السواء‬ ‫اإلسالم والعلمانيّة على ّ‬ ‫الشعب التونسي وقادم من‬ ‫الشرق إلى ّ‬ ‫شعوب ّ‬
‫حقدا ومثلت منعرجا في تاريخ‬ ‫على النظام‪ .‬وهؤالء يعتبرون أن‬
‫األمن من اخلوف والطعام املتكامل لكل فم‪ ،‬والتآلف الذي ال يترك مكانا‬ ‫نصت‬ ‫يعاقبة الثّورة الفرنسيّة ّ‬ ‫ّ‬
‫فضال عن جالء اخلاصيّة املعقدة‬ ‫موقف اليسار (‪ 81‬سنة)‪ ،‬منها ‪ 64‬سنة من‬ ‫تعطي الأولوية لل�سيا�سة وحتقر الأعمال الأخرى‬
‫تونس املعاصر وأنتجت تون َُسينْ‬ ‫لهم حقوقا ال ميكن مراجعتها لذلك‬
‫لالستهانة بالكرامة اإلنسانية‪ ،‬وال للتعدي على احلرمة اجلسدية‪ ،‬وال لسفك‬ ‫على ذلك في دستورها‪ ،‬ثم احلالة‬ ‫لهذه العالقة من الناحيتني‬ ‫اليسار ّية‪ ،‬تع ّرض احملاضر إلى التح ّوالت التي‬
‫بجغرافيتني وتاريخني وأفسدت ما‬ ‫يتشبثون بالرواية البورقيبية وما‬
‫العرق الشريف‪ ،‬أو مصادرة لقمة العيش؟؟؟ !!!‪.‬‬ ‫التونسيّة نسبيّا التي نهجت فيها ال ّدولة منهجا علمانيّا‬ ‫التاريخيّة والنظر ّية‪ ،‬أ ّما ما يشاع عن العالقة التّالزمية‬ ‫خاصة وكيف‬ ‫ّ‬ ‫شهدها العالم والعالم االشتراكي‬
‫أفرزته من ذاكرة جماعية‪ .‬وهناك دوافع أخرى نبيلة باعتبار الوقت أنتجته فترة ‪ 54 - 52‬من التحام بني اجلهات‪ .‬وفي فترة االستقالل‬
‫وتتردد في األرجاء وصية اخلليفة الراشد األول لعماله ‪« :‬ال تضربوا‬ ‫تنص على ذلك دستور ّيا‪ ،‬يعتبر الكاتب‬‫جذر ّيا دون أن ّ‬ ‫بني العلماني والدميقراطي فسيرى القارئ أنّ الكاتب‬ ‫أنّ اليسار العربي عموما كان يقرؤها قراءة‬
‫غير مناسب إلثارة هذه املشاكل خوفا من تصدع البالد والدخول األولى وقع تعيني أشخاص ساهموا في املقاومة في تلك اجلهات‬
‫أبشار الناس فتذلوهم‪ ،‬وال جتوعوهم فتكفروهم»‪.‬‬ ‫أنّ حركة العلمنة في أغلب البالد العربيّة واإلسالمية‬ ‫رجح ما هو خالف ذلك‪ ،‬فالدميقراطيّة من وجهة‬ ‫ّ‬ ‫إيديولوجية ال واقعيّة‪ ،‬وذ ّكر مبا آلت إليه األحزاب‬
‫في الصراعات القبلية‪ .‬وهذا كله حساب مغلوط إذ ال بد من مواجهة ويحسنون التفاهم مع أهاليها‪ .‬لكن منذ أواسط الستينات تدفق على‬
‫فهل سنشهد بأم أعيننا اليوم الذي تكون فيه هذه األمور وأمثالها موضوع‬ ‫تبدو ضامرة احلضور‪ ،‬أ ّما الباب الثّالث فقد عرض‬ ‫نظره ليست إالّ آليات إجرائية وظيفية قد تصلح لعالج‬ ‫الشيوعيّة في ك ّل من إيطاليا وفرنسا‪ ،‬ألنّ اليسار‬
‫تلك اجلهات أصحاب الشهائد العليا والنظارات السوداء دون أن‬ ‫الوضع‪ ،‬حسب تعبير املتحدث‪.‬‬
‫تشبيه بينهم؟‬ ‫فيه إلى حت ّول العلمانيّة إلى منط استبدادي وتساءل‬ ‫معضلة االستبداد والتسلّط السياسي‪ ،‬وهي ليست‬ ‫املعاصر لم يتعب نفسه في جتديد فكره وحتريره‬
‫تكون لهم دراية بالواقع واملقاومة‪ .‬فكان لهم تعامل مختلف يتسم‬ ‫�صدمة‬
‫لكم الله يا أهالي تونس‬ ‫عن وجاهة القول بالالئكيّة الفرنسيّة‪ ،‬كتاب جدير‬ ‫عقيدة صارمة منازعة للعقائد واألديان وال ح ّل سحري‬ ‫من الصنميّة‪ .‬وقد أثرى احلوار مجموعة من‬
‫باالحتقار والتعالي الفتقادهم للحس الوطني‪ .‬واخلطاب البورقيبي‬
‫ّ‬
‫باإلطالع ملن أراد التع ّمق في هذا املوضوع‪.‬‬ ‫يتجاوز سنن العمران وقوانني االجتماع السياسي‪.‬‬ ‫املتدخلني مؤ ّكدين على أنّ مفهوم اليسار اليوم هو‬‫ّ‬
‫الله القائل في احلديث القدسي‪« :‬يا عبادي إني حرمت الظلم على‬ ‫لها ‪ 3‬أبعاد‪ .‬ففي شتاء ‪ 1954‬نزل املقاومون من اجلبال ووقع ساهم في إثارة تلك األحقاد بعبارات مثل "حسن هندامك"‪.‬‬
‫نفسي وجعلته محرما بينكم محرما فال تظاملوا» مسلم –والبخاري في‬ ‫غير مفهوم اليسار في املاضي الذي ارتبط فقط‬ ‫تقدميهم كأبطال وقدمت لهم الوعود لكن احلزب الدستوري تنكر‬
‫وختم رؤوف حمزة بالقول "ال بد من القطع مع الرواية‬
‫باملاركسيّة‪ .‬فقد أصبح اليوم يسع مختلف الفرقاء‬
‫الرقاق(‪)6419‬‬
‫وهل ميكن أن يكون لكم التوفيق اإللهي في جنح مقاصدكم وبلوغ مآربكم‬
‫ا ألزمة الليبية‬ ‫السياسيّني املناضلني من أجل احلر ّيات والعدالة‬
‫لهم بعد ذلك وأصبح ينظر إليهم بنظرة احتقارية وحتولوا إلى محل البورقيبية التي تعطي األولوية للسياسة وحتقر األعمال األخرى‪،‬‬
‫سخرية يقع تقزمي خدماتهم فحدثت لديهم الصدمة وبدأ الزمن وتقرن السياسة ببورقيبة والساحل مختص في السياسة والبقية‬
‫بدون الكدح وفق سنن الله في هذا املجال‪ ،‬والتي عبر عنها الرسول الكرمي‬ ‫والتنمية من إسالميّني وغيرهم‪.‬‬
‫اللعني‪ .‬وفي نفس الوقت حدثت صدمة أخرى متثلت في غلق جامع في السالح وهو ما يعد جهوية ضمنية"‪.‬‬
‫–ص‪ -‬بقوله‪« :‬والذي نفسي بيده لتأمرن باملعروف ولتنهون عن املنكر أو‬ ‫ّ‬
‫تنظم جمعية البحوث والدراسات الحتاد املغرب العربي ملتقى دراسـيا حـول «األزمة الليبية وتداعـياتها‬
‫ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فال يستجاب لكم» رواه‬ ‫باملغرب العربي» يوم ‪ 25‬ماي اجلاري مبقر األرشيف الوطنـي‪.‬‬
‫الترمذي (‪ )2169‬و قال حديث حسن وأحمد (‪. )389-388/5‬‬
‫وهذا اخلليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه يخاطب من وراء‬
‫ّ‬
‫ويتضمن برنامج امللتقى محاضرات جلامعيني من تونس (منصف وناس وعبد املجيد العبدلي وعبد‬
‫اللطيف احلناشي وعبد الكرمي املاجري) واجلزائر (عمر فرحاتي) وليبيا (عمر القييب)‪.‬‬ ‫الـمـر�أة والرجـــل ‪ ...‬املعــارك الوهميـــة‬
‫القرون املستسلمني للعجز وبطالن النفس ‪ ،‬واملتذرعني بأفهام خاطئة لبعض‬
‫“أ ّيها النّاس إنّا خلقناهم من ذكر‬ ‫وضيّقتها فاملرأة أنواع‪ ،‬ولع ّل أبرز منوذجني‬ ‫إنّه مصطلح جنسي يعتمد التّصنيف ‪:‬‬ ‫البشيـر العبــاسـي*‬
‫نصوص الوحي مثل قوله تعالى «يا أيها الذين أمنوا عليكم أنفسكم ال يضركم‬
‫وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”‬ ‫“املتحجبات” وسواد التونسيّات‬ ‫ّ‬ ‫ظاهرين‬ ‫ال ّذكر واألنثى‪ ...‬واحلال أنّ العلم اإلحصائي‬
‫من ضل إذا اهتديتم »املائدة ‪ 105‬إذ يقول ‪« :‬إني سمعت رسول الله –ص‪-‬‬
‫ّ‬ ‫واالجتماعي يعتمد التّعداد السكاني‪ ،‬فقد‬ ‫هل املرأة متثّل حقا إشكاال فكر ّيا في هذا‬
‫يقول ‪ :‬إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا بيديه أوشكوا أن يعمهم الله‬
‫بعقاب منه » أبو داود (‪ )4338‬الترمذي (‪ )2168‬ابن ماجة (‪ )4005‬بأسانيد‬
‫ذكرى ت أ��سي�س‬ ‫التعارف والتعاون والتعايش السلمي‬
‫(احلجرات ‪.)13‬‬ ‫شك‪ ...‬وال ّريب‬ ‫“فاملتحجبات خطر وفيهن‬
‫فيهن رهيب‪ ...‬واألخريات تصنّفن تصنيفا‬
‫ّ‬
‫تكون املرأة ثلثي املجتمع أو أكثر وال ّرجل ثلثه‬ ‫ال ّظرف وفي تونس حتديدا‪ ! ‬وهل ح ّقا ميثّل ما‬
‫بني سائر النّاس هو الغاية القصوى‪ ،‬أنظر‬ ‫إيديولوجيا‪ ...‬متح ّررات‪ !!! ‬واحلقّ أنّ املرأة‬ ‫أو دونه‪ ...‬أضبط اإلحصاء واكتشف النّسبة‬ ‫أجنزه ال ّطاهر احل ّداد أقصى االنتظارات وأبعد‬
‫صحيحة ‪.‬‬ ‫ينظم الفرع التونسي ملنظمة العفو الدولية تظاهرة احتفالية في ذكرى تأسيس املنظمة الدولية وذلك‬ ‫أيها املواطن التونسي في القرآن الكرمي إنّه‬ ‫متحجبة وسافرة تعيشان جنبا إلى جنب‬ ‫ّ‬ ‫احلقيقية لقوى اإلنتاج‪ ...‬ودعك من اخلطاب‬ ‫الغايات ومنتهى املآالت ؟ أم اإلشكال أعمق‬
‫فذلك من الهداية ‪.‬‬ ‫يومي ‪ 27‬و‪ 28‬ماي اجلاري‪.‬‬ ‫يبدأ بـ”بسم الله” وينتهي بكلمة (النّاس)”‪.‬‬ ‫أفراحا وأتراحا ولك ّن اخلطاب السياسي بدل‬ ‫ال ّدعائي الذي الزال سليل النّصف األ ّول من‬ ‫وأثقل وأوسع مجاال‪ ...‬بعبارة واحدة قضيّة‬
‫هذه ومضة ميكن أن تساعد على فهم الواقع واستشراف آفاق تطوره من‬ ‫وسيخصص اليوم األول لتقدمي شهادات لسجناء سياسيني ساندتهم املنظمة فيما سيتم في اليوم‬ ‫فال ّرسالة من الله إلى الناس‪ .‬فال فضل لذلك‬ ‫أن يضيّق الفروق‪ ،‬هذا إن وجدت‪ !!! ...‬جنده‬ ‫القرن العشرين‪...‬‬ ‫املواطن قضية اإلنسان ؟‬
‫خالل مدخل لغوي نفسي اجتماعي‪ ...‬فالتعابير الدارجة موغلة في الداللة‪.‬‬ ‫الثاني تنظيم تنشيط موسيقي في ساحة حقوق اإلنسان بشارع محمد اخلامس بتونس العاصمة وعرض‬ ‫على أنثى وال لعربي على أعجمي وال ألبيض‬ ‫يختلقها‪ .‬دعوا شعبنا مندمجا متآلفا متجانسا‪...‬‬ ‫مالحظة ثالثة أنبّه إليها‪ ،‬هل الكالم في‬ ‫إنّ اآلمالت التي انتبه إليها الفكر العربي‬
‫فهل هناك من يفهم؟‬ ‫مسرحي‪.‬‬ ‫على أسود‪ .‬إنّ التن ّوع والتكامل في آن‪ .‬تن ّوع‬ ‫ملتحجبة‬
‫ّ‬ ‫نحن في تونس املؤاخاة‪ ...‬ال فضل‬ ‫املرأة مقتصر على احلاضرة أم يشمل القرى‬ ‫اإلسالمي منذ أمد بعيد أنّ اإلشكال متّصل‬
‫اللّون واجلنس واللّسان‪ ...‬غاية الوجود إسعاد‬ ‫متحجبة دعونا‬
‫ّ‬ ‫على سافرة وال لسافرة على‬ ‫واألرياف ؟‬ ‫وثيق االتّصال باإلنسان “النّوع اآلدمي” لو‬
‫النوع اآلدمي إنها عامليّة وكونيّة‪ ...‬ال قطر ّية‬ ‫نعيش مواطنتنا في رئام ومؤاخاة‪ ...‬كما أنّنا‬ ‫املرأة في ال ّريف والقرى ال تعترف باخلطاب‬ ‫نظرنا بعمق في قول ّ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫م�سابقة وطن ّية يف ّ‬
‫ال�شعر‬ ‫وتتضمن مناذج من اإلبداعات التونسية في مجاالت املسرح والسينما‬ ‫مواعيــد ثقاف ّيــــــة‬
‫وال جنسيّة وال لسانيّة‪ ...‬إنّ كل ذلك تن ّوع‬
‫بغاية التّدافع احلضاري‪ ،‬قال الله تعالى ‪:‬‬
‫ال نريد خلق معارك وهميّة‪ ...‬رجل وامرأة‪...‬‬
‫نحن ذات متكاملة‪ ،‬نحن “وحدة” ال معنى‬
‫الذي يزعم الفصل بني ال ّرجل واملرأة‪ ،‬إنّها‬
‫تنخرط انخراطا واضحا في ك ّل مشاغل احلياة‬
‫األ ّم مـدرســة إن أنـت أعـددتــها‬
‫واألدب واملوسيقى والفنون التشكيلية والتراث‪.‬‬ ‫أعــددت شعبــا طيّــب األعــراق‬
‫“ولوال دفع الله النّاس بعضهم ببعض له ّدمت‬ ‫لوجود ال ّرجل دون املرأة‪ ...‬وال داللة لوجود‬ ‫فهي عاملة وعائلة وتخاطب ال ّرجال وتخالطهم‬
‫حسان‬
‫ّ‬ ‫تعتزم دار الثّقافة ببني‬ ‫ ‬ ‫***‬ ‫انطلقت فعاليّات الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الوطني للمنولوج‬ ‫صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها‬ ‫املرأة دون ال ّرجل‪ ...‬نحن كاللّيل والنّهار‪...‬‬ ‫بعرفها االجتماعي دون حاجة إلى خطاب‬ ‫عبارات عميقة ال ّداللة ‪ :‬مدرسة‪ ...‬واملدرسة‬
‫واللّجنة الثقافيّة احملليّة باملكان تنظيم امللتقى‬ ‫تقام مبدينة الرباط املغربيّة من ‪ 20‬إلى ‪ 28‬ماي اجلاري الدورة‬ ‫أ ّم احلضارات ورحم اإلبداع‪ ،‬فإن احتقرت‬
‫أمس اخلميس وتتواصل أيام ‪ 20‬و‪ 21‬و‪ 22‬ماي باملركب الثقافي‬ ‫(احلج ‪.)40‬‬
‫ّ‬ ‫اسم الله كثيرا”‬ ‫والسقم‪ ...‬تلك هي‬ ‫ّ‬ ‫كالصحة‬
‫ّ‬ ‫كاحل ّر والق ّر‪..‬‬ ‫حتريري وصراع بني املث ّقفني والناطقني باسم‬
‫للشعراء الشبّان في دورته العاشرة‬ ‫الوطني ّ‬ ‫العاشرة ملهرجان «موازين‪ ...‬إيقاعات العالم» وميثل تونس الفنّان‬ ‫املدرسة وضيّقتها أو أهملتها فأنت مهمل‬
‫«أسد بن فرات» بالقيروان‪.‬‬ ‫تدافع النّاس من أجل االرتقاء باإلنسان‬ ‫احلياة‪ ...‬قائمة على مثل هذه الثنائيّات‪ ...‬املوت‬ ‫الثقافة‪ ...‬لذلك أعيب على الفكر التحديثي‬
‫وذلك يوم ‪ 19‬جوان ‪ 2011‬بدار الثّقافة‬ ‫صابر الرباعي حيث يحيي حفال على ركح مسرح النهضة مساء ‪25‬‬ ‫نحو مالقاة املطلق‪ ،‬قال تعالى ‪“ :‬يا أ ّيها‬ ‫احلب والكره‪...‬‬ ‫واحلياة‪ ...‬الثّراء واجلدب‪...‬‬ ‫انحصاره في احلاضرة‪ ...‬ودفاعه عن املرأة‬ ‫العلم والتعلّم وتضيق أفق اخللق واإلبداع‬
‫ّ‬
‫حسان حول محور ‪« :‬مالمح شعر‬ ‫ببني ّ‬ ‫ماي اجلاري‪.‬‬ ‫***‬ ‫اإلنسان إنّك كادح إلى ر ّبك كدحا فمالقيه”‬ ‫الصدق والكذب‪ ...‬األمانة واخليانة‪ ...‬الوفاء‬ ‫ينحصر في خطاب احلاضرة واملدن الكبرى‪،‬‬ ‫وإهمالها يعني االنحدار احلضاري والتج ّمد‬
‫ّ‬
‫الشباب بعد ثورة الكرامة»‪ ،‬فعلى ال ّراغبني‬ ‫ّ‬ ‫***‬ ‫تنظم دار الثقافة قمرت من ‪ 27‬إلى ‪ 29‬ماي تظاهرة أيام نوادي‬ ‫(االنشقاق ‪.)8‬‬ ‫والغدر‪...‬‬ ‫أ ّما في ال ّريف والقرى فال إشكال أو هو‬ ‫التاريخي‪ ...‬وهيهات أن يتج ّمد التاريخ‪ ،‬إنّه‬
‫في املشاركة إرسال قصائدهم قبل يوم ‪10‬‬ ‫ألول م ّرة في تونس‪ ،‬يحيي فنّان الراب اجلزائري لطفي‬ ‫مسرح الطفل‪.‬‬ ‫إنّه اإلنسان الكادح‪ ...‬ال ّذكر واألنثى‬ ‫ ‬ ‫دعونا أ ّيها املؤدجلون نتآلف‪ ...‬نتواصل‪...‬‬ ‫استثناء وانحباس في مناطق اإلنارة‪ ...‬أو‬ ‫الشعوب‬ ‫تدافع األمم وتوالي األحداث ودفع ّ‬
‫جوان ‪ 2011‬في نسختني على العنوان التّالي‬ ‫‪ DOUBLE KANON‬حفال فنيّا بقصر الرياضة باملنزه يوم غد‬ ‫***‬ ‫متعاقدان على النّماء واإلخاء‪ .‬إلى كذلك‪!!! ‬‬ ‫نتعاون‪ ...‬فالله تعالى اقتضت حكمته أن‬ ‫اخلطاب السياسي في املدن الكبرى‪ ...‬العاصمة‬ ‫بعضها بعضا‪...‬‬
‫حسان‪ ،‬ص ب عدد ‪ ،3‬بني‬ ‫‪ :‬دار الثقافة ببني ّ‬ ‫السبت ‪ 21‬ماي‪ .‬يشاركه في هذا احلفل فنّان الراب التونسي بلطي و‬ ‫تنتظم األ ّيام الثقافيّة التونسيّة بتلمسان ضمن فعاليات تلمسان‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫نتكامل ‪ ...“ :‬وما خلق ال ّذكر واألنثى إنّ‬ ‫يتوسل باملرأة قصد كسب معارك‬ ‫ّ‬ ‫منوذجا‪...‬‬ ‫ّ‬
‫عبارة أخرى تؤرقني كلما سمعتها ‪ :‬املرأة‬
‫حسان ‪ ،5014‬املنستير‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪.XTIMAS &DKF‬‬ ‫عاصمة الثقافة اإلسالميّة لسنة ‪ - 2011‬بني ‪ 20‬و‪ 27‬ماي اجلاري‬ ‫مربي وبيداغوجي‬ ‫ ‬ ‫سعيكم لشتّى” (الليل ‪.)3‬‬ ‫سياسيّة بني خصوم قيّدت اإليديولوجيا رؤاه‬ ‫نصف املجتمع‪...‬‬
‫‪17‬‬ ‫دولية‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪16‬‬ ‫دولية‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬

‫اعداد سيف الدين ـ لسعد القالل‬

‫الثـورة ال�سوريـة ‪� ..‬إلـى �أيـن ؟‬ ‫الفجر تزور‬


‫منظومة الدولة األمنية للقطع‬ ‫ومستجدات العصر‪ .‬ويبدو أنّ أسلوب النظام في مواجهة‬ ‫بعد أن يئس الشعب السوري من استجابة السلطة‪ ،‬التي‬
‫جمهودات ج ّبارة لتخفيف معاناة الأ�ش ّقاء ال ّل ّ‬
‫يبيني‬ ‫ال ّالجئني يف اجلنوب‬
‫مع االستبداد بكل جتلياته‪،‬‬ ‫الغضب الشعبي كمن يريد إطفاء النار بالزيت‪ ،‬ومع ارتفاع‬ ‫ورثت العهد القدمي في العام ‪ ،2000‬لدعوات اإلصالح التدرجي‬
‫وإدراك «املستوى السياسي»‬ ‫النيران فإنّ التعنت وعمى البصيرة يدفعان بالنظام إلى إلقاء‬ ‫والشامل‪ ،‬وبعد أن الحقت األجهزة األمنية النشطاء واعتقلت‬ ‫من بينهم املرأة احلامل والشيخ والعجوز وذوي اإلعاقات‬ ‫وأنت تتجه جنوبا إىل الواليات التي حتد الشقيقة ليبيا حتس أن احلياة خمتلفة‪ ،‬تلمس ذلك أساسا من احلركة غري العادية بالطريق‪ ،‬عدد الشاحنات‬
‫خطورة ارتهانه إلى «املستوى‬ ‫املزيد من الزيت‪ ،‬مما يزيد لهيب االحتجاجات عنفا ً وتصميما ً‬ ‫املئات منهم طوال عقد من الزمن‪ ،‬انتقلت احلركة الشعبية إلى‬ ‫واألمراض املزمنة‪.‬‬ ‫ذات احلجم الكبري‪ ،‬التي يعج هبا الطريق ذهابا وإيابا‪ ،‬بعضها قد أفرغ محولته والبعض اآلخر يئن حتت وطأهتا‪ ،‬السيارة ذات العالمة الليبية تعرتضك‬
‫األمني»‪ ،‬مبا يعني االستعداد‬ ‫وإصراراً‪ .‬وهكذا‪ ،‬يبدو أيضا ً أنّ السلطة املستبدة مستميتة‬ ‫تبنّي خيار التغيير الدميقراطي بالضغط السياسي والنشاط‬ ‫وبالنسبة ملجاالت التدخل والرعاية فهي تشمل االحتياجات‬ ‫من حني آلخر‪ ،‬متجاوزة لك تلتهم الطريق لتصل قبلك أو حتث العجالت عىل الدوران يف إجتاه مدن أخرى‪.‬‬
‫د‪.‬عبد اهلل تركماني*‬ ‫خلطوات جريئة على صعيد‬ ‫حلرف االحتجاج السلمي إلى أي شكل من أشكال املواجهة‬ ‫امليداني السلمي‪ ،‬متأثرة بأمنوذجي الثورتني التونسية‬ ‫األساسية‪ ،‬فعلى صعيد اإليواء فبعد تسجيل النازحني الليبيني‬ ‫قد تكون تابعت عبر أجهزة اإلعالم املكتوبة أو املرئية‪ ،‬تكتف هذه الرابطة بذلك بل سيّرت قوافل تكاد تكون يومية إلى‬
‫حقوق املواطنة والعدالة وسيادة‬ ‫املسلحة‪ ،‬لتتحول الصورة من ضحايا مساملني طالب حرية‬ ‫واملصرية‪ .‬فانطلقت املظاهرات الشعبية منذ ‪ 15‬مارس‪/‬آذار‬ ‫وحتديد هوياتهم يتم توزيعهم على بعض الفضاءات العمومية‬ ‫ووصول اآلالف من النازحني الليبيني إلى تونس‪ ،‬لكن املعايشة مخيم الشوشة أساسا حتتوي على األكالت اجلاهزة واملواد‬
‫القانون‪ ،‬والقبول بالتعددية واالختالف كمقدمة ال غنى عنها‬ ‫وكرامة إلى جناة قتلة مجرمني‪.‬‬ ‫املاضي وما زالت مستمرة حتى اآلن‪ ،‬بعد تقدمي ما يزيد عن‬ ‫وبعض الدور التي تبرع بها األهالي مجانا‪ .‬أما على مستوى‬ ‫عن قرب يجعلك في قلب احلدث ورمبا في حلظة من اللحظات الغذائية العامة وعديد املواد األخرى‪.‬‬
‫لصياغة عقد اجتماعي جديد‪ ،‬يضمن للجميع حقوقهم على قدم‬ ‫ّ‬
‫إنّ آليات السيطرة‪ ،‬التي جتذرت منذ انقالب حافظ األسد‬ ‫‪ 850‬شهيدا ً وآالف اجلرحى واملعتقلني في مختلف احملافظات‬ ‫التغذية فإنه يقع م ّد كل رب عائلة بوصل متوين حال استقباله‬ ‫وأنت تخاطب هؤالء اإلخوة األشقاء وتتفرس في مالمحهم‬
‫املساواة في املشاركة السياسية وإدارة الشؤون العامة‪ ،‬بعد‬ ‫على رفاقه سنة ‪ ،1970‬شكلت الغطاء للفساد العام والركود‬ ‫السورية‪.‬‬ ‫للحصول على وحدة متوينية م ّرة في األسبوع‪ .‬وعلى اجلانب‬ ‫ت�ضامن بال حدود‬ ‫التي أرهقها الطريق وهموم احلرب وأهوالها تصبح جزءا‬
‫أن حلّت األجهزة األمنية املتنوعة مكان املؤسسات ذات الشأن‬ ‫االقتصادي على مدى سنوات عديدة‪ ،‬وع ّطلت انطالق مبادرات‬ ‫لقد عقد الشعب السوري العزم على أن يخرج من حياة‬ ‫الصحي وقع اإلتفاق بني الرابطة ونقابة األطبّاء في القطاع‬‫ّ‬ ‫أوجز أحد أعضاء الرابطة الشعبية حلماية الثورة مبدنني‬ ‫من احلدث‪ ،‬وتزداد تونس عظمة في نفسك و أنت ترى أهلها‬
‫بقضايا املواطنني‪.‬‬ ‫املجتمع السوري الذي يتميز باحليوية‪ ،‬ودفعت باألزمات‬ ‫العبودية‏‪ ،‬التي تخبط في أوحالها وظلماتها أكثر من ‪ 40‬سنة‏‪،‬‬ ‫اخلاص‪ ،‬إضافة إلى القرار احلكومي الذي يقضي بالتداوي‬ ‫يهبّون فرادى وجماعات في ملسة إنسانية نادرة الحتضان املجهودات املبذولة بأنها إنطلقت بالتحديد منذ ‪ 17‬أفريل‬
‫واملهم هو أن يتم إطالق مسار إصالحي واضح وشفاف‬ ‫املتتابعة نحو األمام متوهمة التخلص منها إلى أن تراكمت‬ ‫ويعود حرا ً كما ولدته أمهات ‏ه ‏‪ .‬فما الذي ينبغي تغييره؟ وما الذي‬ ‫املجاني في املستشفيات العمومية‪ ،‬فيتم‬ ‫عائالت كاملة وتوفير مستلزمات هذه الضيافة‬
‫يراعي تلبية وتنفيذ األولويات السورية في اإلصالح‪ ،‬على أن‬ ‫ووصلت إلى حالة املأزق الذي تعيشه سورية حالياً‪.‬‬ ‫ينبغي اإلبقاء عليه ؟ وكيف نضمن التطورات املستقبلية؟ وهل‬ ‫استقبال كل املرضى في هذه العيادات‪ ،‬ويبقى‬ ‫التي ليست باليسيرة بامل ّرة ولكنّها تصبح كذلك‬
‫يتم ذلك مبشاركة فاعلة وحقيقية من كافة مك ّونات املجتمع‬ ‫التغيير يحدث من تلقاء نفسه أم البد من إدارته ؟ وما الذي‬ ‫توفير ال ّدواء عن طريق التطوع أساسا من‬ ‫بكرم الضيافة وسعة البال وتفهم األوضاع‬
‫السياسية والفكرية والقومية‪ ،‬فالشعوب ال تنتفض ملجرد‬ ‫خسرته سورية أثناء احلكم الشمولي ؟ وما هي الفترة التي‬ ‫اللّجان الطبية احمللية وغيرها‪.‬‬ ‫والدعاء بأن يفتح الله على األشقاء الليبيني مبا‬
‫الرغبة في الثورة‪ ،‬وإمنا لتحقيق أهداف ومطالب مشروعة‪.‬‬ ‫ستستغرقها عملية التحول ؟‬ ‫ما أك ّده أغلب أعضاء الرابطة مبدنني أنّ‬ ‫يض ّمد جراحهم ويضع حد ملعاناتهم‪.‬‬
‫إنّ ما يحدث في سورية يؤكد فشل احل ّل األمني‪ ،‬وبات‬ ‫لقد نهضت االنتفاضة السورية بفعل عوامل داخلية أساسا ً‬ ‫الفكرة محلية تص ّورا وتنفيذا‪ ،‬وقد بلغ إجمالي‬ ‫احملطة األولى كانت مع الرابطة الشعبية‬
‫البحث عن حلول سياسية هو اخليار األفضل‪ ،‬لهذا البد من‬ ‫وبسبب تفاقم معاناة الشباب الثائر في بحثه عن لقمة عيشه‬ ‫الوافدين على الرابطة حوالي ‪ 10‬أالف نازح‬ ‫حلماية الثورة ودعمها مبدنني‪ .‬هذه الرابطة‬
‫البحث عن مخارج مرضية‪ .‬فرغم كل ما حدث ويحدث ما يزال‬ ‫وكرامته وحريته‪ ،‬ربطا ً بحالة غير مسبوقة من االستبداد‬ ‫موزّعني على أربع معتمديات أساسية وهي‬ ‫تكونت منذ ‪ 17‬جانفي مببادرة من مجموعة من‬
‫لهذه املخارج مساحة في املعادلة السورية‪ ،‬انطالقا ً من ح ّل‬ ‫والقهر واستشراء الفساد أفضت إلى تخريب البنى الوطنية‬ ‫مدنني الشمالية‪ ،‬مدنني اجلنوبية‪ ،‬بني خداش‬ ‫الفعاليات النقابية والسياسية‪ ،‬ويديرها حوالي‬
‫وسيدي مخلوف‪.‬‬ ‫‪ 12‬شخصا‪ ،‬يقومون بتسجيل النازحني حال‬
‫يبدأ بوقف إطالق النار على املتظاهرين‪ ،‬والسماح بالتظاهر‬ ‫وامتصاص طاقاتها حلساب مجموعة صغيرة من أصحاب‬
‫السلمي‪ ،‬واإلفراج عن معتقلي الرأي والضمير القدماء واجلدد‬ ‫النفوذ واالمتيازات‪ ،‬وهذه األخيرة يسكنها هاجس اخلوف من‬ ‫طموحات و�آمال‬ ‫وصولهم فردا فردا مع االستظهار بجوازات‬
‫وكف يد قوات األمن‪ ،‬ومحاسبة‬‫الذين وصل عددهم إلى اآلالف‪ّ ،‬‬ ‫مصير غير محمود في حال أُزيحت عن مواقعها‪.‬‬ ‫السفر وجوازات السيارات‪.‬‬
‫املتسببني بنزف الدماء‪ ،‬وإعالن احلوار الوطني الشامل بهدف‬ ‫إنّ التغيير أضحى حاجة موضوعية في سورية‪ ،‬إذ تؤكد كل‬ ‫يطمح أعضاء الرابطة إلى أن يشمل رعايتهم‬ ‫أعضاء من الرابطة‬ ‫إستقبال‬ ‫مع‬ ‫أولى‬ ‫مرحلة‬ ‫انطلقت املبادرة في‬
‫جوانب أخرى من حياة النازحني كالبحث عن‬ ‫الفارين من األراضي الليبية مع إنطالق األحداث‬
‫االتفاق على عقد سياسي جديد‪ ،‬يستجيب ملعايير الشرعة‬ ‫املعطيات املتوفرة احلاجة املاسة إلى اإلصالح الشامل‪ ،‬فالنمو‬
‫املهجرين باملؤسسات التربوية التونسية‬
‫ّ‬ ‫سبل إلدماج أبناء‬ ‫وتقطع السبل بهم‪ ،‬فتمت استضافة آالف الالجئني وخاصة فمع كثرة الوافدين إلى تطاوين ورمادة وذهيبة انطلق‬
‫الدولية للدميقراطية وحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ومن هنا دخلت انتفاضة الشعب السوري في طور نوعي‬ ‫الدميغرافي هو من النسب األعلى في العالم (يتراوح بني ‪2.1‬‬
‫مرحبة بقدوم‬ ‫ّ‬
‫واملزيد من ال ّرعاية النفسية وقد مت تعليق الفتات ّ‬ ‫املصريني وو ّفرت لهم الرابطة السكن واألكل والرعاية الصحيّة اإلخوة الليبيون فرادى ومجموعات وبإمكانياتهم الذاتية في‬
‫وعليه‪ ،‬فإنّ توافقا ً بني السلطة والتيارات السياسية‬ ‫جديد‪ ،‬حني رفعت شعارات تتصل باحلرية واملواطنة وحقوق‬ ‫إلى ‪ ،)% 2.3‬بينما النمو االقتصادي مازال منخفضاً‪ ،‬وأكثر‬
‫األشقاء الليبيني بأهم الشوارع باملدينة وهم ضيوف معزّزين‪،‬‬ ‫وحتّى اإلتصاالت مع ذويهم‪ .‬وكان لوقوف أهالي املنطقة البحث عن مأوى‪ ،‬فتم في البداية استغاللهم من قبل بعض‬
‫واملجتمعية املعارضة وممثلي الشباب الثائرين قد يساهم‬ ‫اإلنسان والدولة املدنية‪ ،‬وتطلعت إلى إرساء أرضية جديدة‬ ‫من ‪ 800‬ألف عاطل عن العمل‪ ،‬وما بني ‪ 200‬إلى ‪ 250‬ألف طالب‬
‫حتترم عاداتهم وتقاليدهم‪ .‬ويبقى املوقف الالّفت وغير‬ ‫مت توفير عيادة مفتوحة يعمل السماسرة واملتاجرين‪ ،‬فسارعت الرابطة إلى بعث نقطة‬ ‫الفضل في جناح هذه املهمة كما ّ‬
‫بإخراج سورية من محنتها‪ ،‬خاصة إذا مت التوافق على تشكيل‬ ‫لنهوض شامل ركيزته إرادة الشعب احلر‪ ،‬الذي قرر أن ال‬ ‫عمل سنوياً‪ .‬يضاف إلى ذلك أنّ متوسط الدخل الفردي يق ّل عن‬ ‫املستغرب املشاركة الشعبية الصادقة في احتضان األخوة‬ ‫بها متطوعون من الطلبة و املمرضات‪ .‬أما عن األدوية فهي لتجميع الوافدين وأغلبهم من املناطق احملاصرة من قبل كتائب‬
‫مجلس للوفاق واإلنقاذ يضم ممثلني عن كل املك ّونات الفكرية‬ ‫يقبل من جديد باملهانة والذل‪ .‬ومن املؤكد أنّ سورية لن تنعم‬ ‫مثيله في الدول املجاورة‪ ،‬ويزداد أثر ذلك بسوء التوزيع‪.‬‬ ‫الليبيني وتوفير ما أمكن من ظروف ال ّراحة لهم يتم جتاوز هذه‬ ‫تأتي أساسا من أهل اخلير ومن القوافل الطبية الوافدة من القذافي ك»الزنتان» و»نالوت» و»يفرن» و»القلعة» و»احلوامد»‬
‫والسياسية والقومية للشعب السوري‪ ،‬مبا يساعد على إعادة‬ ‫بلحمة وطنية صحية إال في حال البدء بتحرير السياسة من‬ ‫وفي كل األحوال لن نستغرب إن بقيت القيادة السورية‬ ‫احملنة في أحسن الظروف‪.‬‬ ‫أنحاء اجلمهورية‪ ،‬هذه الفترة دامت قرابة الثالث أسابيع ولم و»الرجبان»‪ .‬ويبلغ مع ّدل التوافد يوميا حوالي ‪ 500‬نازح‪،‬‬
‫بناء الدولة الوطنية السورية احلديثة‪.‬‬ ‫السيطرة الشمولية للسلطة‪ ،‬من الوصاية والنمطيّة‪ ،‬ومن‬ ‫تراوح مكانها في سياساتها التي أكل عليها الدهر وشرب‪،‬‬
‫*كاتب وباحث سوري مقيم في تونس‬ ‫سيادة الرأي الواحد والصوت الواحد واحلزب الواحد‪ ،‬وتفكيك‬ ‫فبنيتها االستبدادية تبدو عصية على االنفتاح وفهم متغيّرات‬

‫لطفـي العر�ضـاوي‪ :‬العمــل التطوعـي �إح�ســـا�س و�إيثـــار‬ ‫معنويات الثوّار مرتفعة‬


‫التون�سيون يحيون ذكرى نكبة فل�سطني‬ ‫بتمكني بعض العائالت من سكن مجاني وتقاسم البعض اآلخر‬
‫للسكن مع العائالت التونسية‪.‬‬
‫هو كهل في اخلمسني من عمره‪ ،‬تسمع اسمه في أغلب‬
‫الهياكل اإلغاثية العاملة مبدينة تطاوين‪ ،‬وهو متابع للعمل‬
‫يتواجد عديد اجلرحى باملستشفى اجلهوي مبدنني‪،‬‬
‫الصواريخ أو ال ّطلق‬‫أغلب اإلصابات متأتيّة من شظايا ّ‬
‫النّاري املباشر‪ ،‬أحد املرضى نسي ما عليه من آالم ليشرح‬
‫في هذه املسيرة هو في الواقع وقوف إلى‬ ‫مع تزايد عدد الوافدين ما العمل الذي قمتم به للتمكن من‬ ‫اإلغاثي في الوالية وميت ّد عمله اإلغاثي إلى البلدات املجاورة‪.‬‬
‫صبرين مورو‬ ‫للز ّوار من الليبيّني والتونسيّني صعوبة األوضاع مبدينة‬
‫جانب القضية الفلسطينية وبالتالي املساهمة‬ ‫م�ساعدتهم؟‬ ‫رمبا كان لتاريخه في النضال واملتابعة من أجهزة األمن‬
‫الزنتان التي يقطنها ما يزيد عن ‪ 80‬ألف ساكن‪ ،‬فاستمرار‬
‫في تق ّدمها ودعم عودة املقاومة وثقافة عدم‬ ‫«الشعب يريد حترير فلسطني» بهذا الشعار‬ ‫لقد قمنا بتأسيس هيئة إلغاثة اإلخوة الليبيني في تونس‬ ‫التونسية وهروبه إلى كل من ليبيا واجلزائر األثر الكبير في‬
‫حصار القذافي للمدينة يع ّمق املشاكل املتعلّقة بالتّموين‬
‫االستسالم واالهم أن ننزع من فكر شبابنا‬ ‫صدحت حناجر التونسيني يوم األحد ‪ 15‬ماي‬ ‫وذلك باالستعانة بالرابطة اجلهوية حلماية الثورة بتطاوين‪.‬‬ ‫حسه اإلجتماعي الراقي‪ ،‬فهو يعرف مرارة اإلبتعاد عن الوطن‪،‬‬
‫املؤسسات وتخريب‬ ‫ّ‬ ‫والتّغذية ونقص األدوية وتدمير‬
‫العربي الوهم أن إسرائيل ال تهزم»‪.‬‬ ‫وحد املشاركني في التظاهرة‬ ‫اجلاري‪ .‬شعار ّ‬ ‫وتقوم هذه الهيئة اإلغاثية باإلشراف على‬ ‫ومرارة البحث عن األمن‪ .‬الفجر التقت بلطفي العرضاوي ملعرفة‬
‫البنية التحتيّة شارحا أنّ «الق ّذافي مريض نفسانيّا‪،‬‬
‫«بدها تنجح» نطقها وبكل حماس الشاب‬ ‫اخلطابية التي نظمتها الهيئة الوطنية لدعم‬ ‫استقبال األشقاء الليبيني وإيوائهم‬ ‫املجهودات التي بذلها ملساعدة األشقاء الليبيني الفارين من هول‬
‫محمد أجرودي دور هذا الشاب السوري كما‬ ‫املقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية‬ ‫في ظروف إنسانية‪ .‬وقد قامت‬ ‫احلرب‪.‬‬
‫وصفه كان إحياء لوظيفة املمانعة ض ّد كل‬ ‫إحياء للذكرى ‪ 63‬للنكبة الفلسطينية‪.‬‬ ‫الهيئة بتوزيع القادمني على جهات‬ ‫متى بد�أت بالعمل على م�ساعدة الإخوة القادمني من‬
‫مشروع صهيوني جديد‪ .‬انتفاضة األقصى‬ ‫مئات التونسيني جتمعوا يوم األحد في‬ ‫ع ّدة كـ»نكريف» و»البئر األحمر»‬ ‫ليبيا؟‬
‫عبر عنها الشاب جهاد جبر فياض الفلسطيني‬ ‫ذكرى النكبة مر ّددين ‪« :‬مقاومة مقاومة ال صلح‬ ‫و»السمار» و«بئر ثالثني»‬ ‫إنطلقت في العمل اإلغاثي منذ بداية الثورة الليبية‪ ،‬حيث كنت‬
‫الذي يحمل في قلبه حلما بدحر إسرائيل‪.‬‬ ‫وال مساومة»‪ ،‬هكذا أجمع املشاركون على نصرة‬ ‫و«غمراسن»‪.‬‬ ‫أعمل على إيصال اإلعانات‪ ‬واملساعدات إلى اإلخوة الليبيني في‬
‫األستاذ كمال احلجام ممثل عن حركة النهضة‬ ‫فلسطني فال للتطبيع وال لقبول حلول تنبي على‬ ‫مـــاهــي املنـظمــــات‬ ‫املناطق احملاصرة التي انقطعت كل السبل على أهلها للتز ّود مبا‬
‫في تصريح للفجر يقول ‪« :‬قضية فلسطني هي‬ ‫املقايضة‪ .‬الدكتور عادل بن صميدة أحد ّ‬
‫منظمي‬ ‫واجلمعيات التي تعاونتــــم‬ ‫يعينهم على البقاء أحياء‪.‬‬
‫تتوحد‬
‫ّ‬ ‫قضيتنا املركزية كإسالميني ونريد أن‬ ‫التظاهرة عايش حرب لبنان ‪ 2006‬وزار العراق‬ ‫معها للقيام بهذه املهمة‬ ‫نالحظ �أن املخيمات مل تقت�صر فقط على املنطقة احلدودية‬
‫حولها كل الشعوب العربية مبختلف أطيافها‪،‬‬ ‫احملتل يقول ‪« :‬القضية الفلسطينية ستقلب‬ ‫الإن�سانية؟‬ ‫و�إمنا انت�شرت يف كامل والية تطاوين؟‬
‫والثورة التونسية واملصرية والليبية واليمنية‬ ‫األجندات‪ ،‬الشعب سينادي بالتحرير وما عجز‬ ‫قمنــــا بجميـع‬ ‫الحظنا أن املخيمات مبدينة الذهيبة تشكو من ع ّدة نقائص من‬
‫أن هذه النكبة لها قيمة فكرية وسياسية من ذلك‬ ‫من جانبه‪ ،‬أوضح األستاذ حسان اليحمدي أنّ‬ ‫وعموم الثورات العربية أتاحت فرص عديدة‬ ‫عنه الكبار سينجزه األبناء‪ ،‬وأخذ ينشد بعض‬
‫أن كل املجتمعات الغربية التي حتررت من قيود‬ ‫قيمة إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية لها أكثر من‬
‫األنشطـة بالتنسيـق‬ ‫بينها افتقاده للمواصفات الصحية الالزمة للحفاظ على سالمة‬ ‫شكوت له مشاكلي‪ ،‬فن ّكل بي وشمت بي‪ .‬نحن ثائرون‬
‫من أجل السير فعال نحو حترير فلسطني‪.‬‬ ‫ما بقي في ذهنه وسجله قلمه من مؤمتر القدس‬
‫االستبداد تعيش مخاض فكري وسياسي هدفه‬ ‫بعد وداللة أولها «القيمة التاريخية والوطنية‬
‫مع الهالل األحمر‬ ‫اإلخوة الليبيني‪ .‬كما أنّ املخيم كان قريبا من احلدود التونسية‬ ‫على ال ّظلم وال ّطغيان والفساد‪ ،‬طلب البترول فأعطيناه‪،‬‬
‫األستاذ جمعة ناجي السفير الفلسطيني‬ ‫في األردن الذي انعقد السنة الفارطة»‪ ،‬يا جالد‬ ‫التونسي والكشافة‬ ‫الليبية‪ ،‬مما يعني إمكانية وصول كتائب القذافي إلى الالجئني‬
‫حتديد مالمح خارطة الطريق إلى املستقبل‬ ‫فاألجيال ستستلم جيل بعد جيل مشعل القضية‬ ‫طلب الزّعامة فأعطيناه‪ ،‬طلب ملك امللوك فأعطيناه‪ ،‬اليوم‬
‫السابق في بالدنا أكد للفجر بأن يوم النكبة‬ ‫ال نركع وان تفقأ عيون الطفل أو تخلع فخذ ما‬ ‫التونسية وكذلك‬ ‫ومهاجمتهم وقتل األبرياء‪.‬فعملت على بعث مخيم مبدينة‬
‫واألكيد أنها غير معبدة‪.‬‬ ‫الفلسطينية رغم كل أشكال اإلرغام على النسيان‬ ‫هو يطلب رقابنا‪ ،‬وهذا غير معقول»‪ .‬وناشد في األخير‬
‫ليس فقط تذكير بحق العودة وإمنا هو رفض‬ ‫شئت من جسدي وك ّل ما شئت من كبدي ومزق‬ ‫الضـمــــان‬ ‫تطاوين‪ ،‬وكانت االنطالقة من املركب الثقافي الذي وصلته ‪450‬‬ ‫مما قد يأتيه بعض ّ‬
‫وقد ختمت التظاهرة مبسيرة شعبية بشارع‬ ‫التي ميارسها اإلعالم الغربي والصهيوني‬ ‫ممن‬
‫الشراذم ّ‬ ‫السلط التونسيّة لليقظة ّ‬ ‫ّ‬
‫للتوطني وإصرارا على العودة إلى األرض‬ ‫طفلنا إن شئت باملدفع فلن نركع»‪.‬‬
‫محمد اخلامس‪.‬‬ ‫حتت شعار «ميوت الكبار وينسى الصغار»كما‬
‫اإلجتمـاعي‪.‬‬ ‫عائلة في دفعة أولى‪ ،‬ثم مت توزيعها على العائالت التونسية‬ ‫كالسرقة وغيرها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ركبوا الثّورة لإلساءة إليها‬
‫التي «شردنا منها جراء الغزوة الصهيونية»‪.‬‬ ‫خالد القفصاوي يقول‪« :‬وقوفنا اليوم‬
‫‪19‬‬ ‫فكر اسالمي‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪18‬‬ ‫رأي‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬

‫‪6‬‬ ‫أركان‬
‫مقا�صد ال�شريعة و التجديد ‪3 /2‬‬ ‫جرمية �ضد الإن�سانية لطم�س ال�شاهد املادي والتاريخي على حقيقة التوحيد‬ ‫يف ذكرى‬
‫النكبة‪:‬‬

‫التكـافـل‬
‫جاء اإلمام الشاطبي ليسمو بأصول الفقه إلي درجة‬ ‫يعتبرونها أرضا مقدسة الرتباطها مبوسى‬
‫الصحبي عتيق‬ ‫أبو مرتضى‬
‫األمر القطعي من خالل وضعه علما جديدا هو «علم‬ ‫وبالتوراة‪ .‬والنصارى يعتبرونها مقدسة‬
‫د‪ .‬عبد المجيد النجار‬ ‫مقاصد الشريعة « ومثل اإلمام الشاطبي احملطة الثالثة‬ ‫الرتباطها بعيسى وباإلجنيل‪ .‬واملسلمون‬ ‫يعتبر هذا التاريخ بداية السقوط العربي‬
‫في هذا العلم بل يع ّد مرحلة راقية وإضافة نوعيّة في علم والتأسيس وأخرج االجتهاد من مضايق قواعد اللغة‬
‫يعتبرونها مقدسة الرتباطها بالرسول الكرمي‬ ‫واإلسالمي إلى قعر االنهيار الكامل بكل املعاني‬
‫أصول الفقه إذ كان تركيز السابقني عنه علي املسائل و«العلل» اجلزئية إلى متسعات املقاصد الرحبة بعد أن‬
‫إنّ من مقتضيات العيش املشترك في مجتمع واحد أن يكفل املشتركون‬ ‫وبالقرآن‪ .‬فلماذا هذا االقتتال ونفي اآلخر و ملاذا‬ ‫وعلى جميع األصعدة‪ .‬هذا التاريخ هو فعال‬
‫اللغو ّية ومباحث األلفاظ واملعاني والعلل فارتقي بها جمد العلماء علي املوروث متمسكني به منخرطني في‬
‫في ذلك العيش املشترك بعضهم بعضا‪ ،‬فتس ّد حاجات احملتاجني مما زاد‬ ‫هذا الصراع وهذه احلروب والويالت بني أتباع‬ ‫تاريخ املوت احلقيقي للعرب وللمسلمني ألنه‬
‫توجها ضيّقا جمد على الفروع واملناحي‬ ‫مما أفرز ّ‬‫اإلمام الشاطبي إلي استجالء مقاصد الشريعة اإلسالمية منهجه ّ‬
‫على حاجة املستغنني‪ ،‬و ُيجبر ضعف الضعفاء من فضول األقوياء حتى‬ ‫هذه الرساالت وهم يدافعون على نفس اجلوهر‬ ‫اليوم الذي عجزوا أن يدافعوا فيه عن أعراضهم‬
‫وليكمل الشطر الثاني من علم أصول الفقه وهي املقاصد الفردية كان الشاطبي رحمه الله عالمة مضيئة في تاريخ‬
‫ال يبقى في املجتمع محتاج ما دام فيه آخرون من ذوي اليسار‪ ،‬وحتى‬ ‫من نفس املكان‪.‬‬ ‫عندما أعلن الصهاينة للعالم عن قيام دولة‬
‫التشريعيّة ‪ .‬فاهتم بأسرار الشريعة ومقاصدها (من جهة االجتهاد فمثل بجهده التجديدي إضافة نوعية كانت فتحا‬
‫يستوي جميع أفراد املجتمع في ح ّد الكفاية من أسباب العيش الكرمي‬ ‫هذا االلتقاء في املثل والتنافر في الواقع‬ ‫إسرائيل‪.‬‬
‫وضع الشريعة ابتداء ووضع الشريعة لألفهام ووضع من الفتوحات الها ّمة في علم أصول الفقه وقد ارتقي به من‬
‫العامل والعاطل‪ ،‬السليم والعاجز‪ ،‬األعزب والعائل‪ ،‬ليتفاضلوا فيما فوق‬ ‫الشريعة للتكليف ووضع الشريعة لالمتثال) كما وضع اجلانب النظري إلي التأسيس «لفقه التنزيل» وخاصة من‬ ‫هو دليل على أن الصراع في احلقيقة ليس‬ ‫إن فلسطني التي ضاعت من املسلمني لم‬
‫ذلك بحسب اجلهد املبذول في الكسب‪.‬‬ ‫منهجا الستقراء طرق معرفة املقاصد أو طرق الكشف خالل طرح مسائل حتقيق املناط واعتبار مآالت األفعال‬ ‫على املقدسات وال على الرساالت إمنا تستعمل‬ ‫تضع منهم كقضية احتالل شعب لشعب آخر‬
‫ولهذا التكافل في مقام اإلميان منزلة عظيمة حتى لقد قال صلى الله‬ ‫عنها‪ ،‬واالستقراء هو استخالص القواعد من األحكام واعتبار املقاصد‪ ،‬يقول الشاطبي‪« :‬النظر في مآالت‬ ‫معاني هذه الرساالت لتحقيق أغراض دنيوية‬ ‫أو نزوة من نزوات الصهاينة الذين أرادوا‬
‫عليه وسلم‪ « :‬ليس مبؤمن من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو‬ ‫اجلزئية وهو بتعريف الدكتور سعد الدين العثماني األفعال معتبر مقصود شرعا ‪،‬كانت األفعال موافقة أو‬ ‫دنيئة وهابطة شعارها االستعالء التكبر‬ ‫أن يقيموا دولة يعيشون فيها وهم ميلكون‬
‫حي أو قرية) بات فيهم امرؤ جائعا‬ ‫يعلم» وقال‪ »:‬أميا أهل عرصة ( أي ّ‬ ‫مخالفة وذلك أن املجتهد ال يحكم علي‬ ‫واالستكبار واإلفساد في األرض‪ .‬كل عقل‬ ‫ويتحكمون في العالم كله‪ .‬ضاعت فلسطني ألن‬
‫«صياغة قاعدة عا ّمة من تتبع حاالت‬
‫فقد برئت منهم ذ ّمة الله ورسوله»‪ ،‬وقال في أمر صارم‪»:‬من كان له فضل‬ ‫فعل من األفعال الصادرة عن املكلفني‬ ‫سليم ومتوسط الذكاء عندما يالحظ ارتباط‬ ‫رسالة اإلسالم هي التي ضاعت‪ .‬هذه األرض‬
‫ظهر ( أي مركوب زائد على حاجته) فليعد به على من ال ظهر له‪ ،‬ومن كان‬ ‫باإلقدام أو باإلحجام إال بعد نظره إلي‬
‫جزئيّة كثيرة أو جتميع أدلة جزئيّة �أخرج الإمام ال�شاطبي‬ ‫األديان وآخر الرساالت وآخر العهد املباشر‬ ‫تسمى فلسطني بل يجب أن ينظر إليها على‬ ‫هذه الدعوات املقدسة بنفس األرض واملكان‬ ‫هي الشاهد التاريخي احلي والوحيد على صدق‬
‫متعددة ال يقوى أي منها علي إفادة القطع‬
‫له فضل زاد فليعد به على من ال زاد له‪ ،‬ومن كان له فضل مال فليعد به‬ ‫ما يؤول إليه ذلك العمل» (املوافقات)‬ ‫«(من مقال ملجلة الفيصل السعودية االجتهاد من م�ضايق‬ ‫للسماء باألرض‪.‬‬ ‫أن الصهاينة يريدون طمس التاريخ املادي‬ ‫يجب عليه أن يعترف أن مصدر هذه الدعوات هو‬ ‫دعوات التوحيد وصدق األنبياء واملرسلني‪ .‬لقد‬
‫على من ال مال له»‪.‬‬ ‫عدد‪ )123‬وقد ذكر الدكتور عبد الله اللغة و«العلل» اجلزئية ويقول الدكتور حسن حنفي في حديثه‬ ‫جرمية قيام دولة إسرائيل سنة ‪ 1948‬فضال‬ ‫الذي ال يزال موجودا لتتابع ووحدة رساالت‬ ‫واحد أحد وهو الله الذي ال إله إال هو‪ .‬فلسطني‬ ‫ضاعت وكان يجب أن تضيع كمركز من مراكز‬
‫يؤسس للتكافل االجتماعي على سبيل‬ ‫ّ‬ ‫اإلسالمي‬ ‫التشريع‬ ‫وقد جاء‬ ‫مت تنقية مقاصد‬ ‫عن الشاطبي‪« :‬فإذا ما ّ‬ ‫عن كونها جرمية ضد الفلسطينيني أصحاب‬ ‫الله سبحانه وتعالى للبشر بأنّ هناك ر ّبا بعث‬ ‫هي التأكيد التاريخي و املادي احلي أ ّوال على‬ ‫التوحيد احلقيقية ألنها البرهان الصارخ على‬
‫�إىل مت�سعات املقا�صد‬ ‫دراز في مقدمة كتاب «املوافقات»‬
‫ّ‬
‫اإللزام مبا يؤكد تلك املنزلة اإلميانية ‪ ،‬ومبا يضمن حتققها في الواقع‬ ‫الوحي وحتويلها إلي مقاصد املكلف‪...‬‬ ‫أنّ الستنباط أحكام الشريعة ركنينْ ‪:‬‬ ‫األرض وفضال عن كونها حربا على املسلمني‬ ‫الرسل واألنبياء وأنزل كتبا وتعاليم آخرها‬ ‫أنّ التقاء الدعوات على أرض واحدة هو دليل‬ ‫وحدة أصل الرساالت ودليل على ارتباط هذه‬
‫االجتماعي‪ ،‬فباإلضافة إلى تشريع الزكاة ركنا من أركان الدين وهي‬ ‫الرحبة بعد جمود‬ ‫السلسلة مبصدر واحد وغاية واحدة وهدف‬
‫أمكن أن يصبح الوحي نظاما مثاليا للعلم‬ ‫أحدهما علم لسان العرب وثانيهما علم‬ ‫واإلسالم بِوضع الصهاينة أيديهم على مقدس‬
‫املظهر األعلى من مظاهر التكافل‪ ،‬فقد جاءت تشريعات أخرى كثيرة‬ ‫من خالل فعل املكلف وبالتالي حتقيق‬ ‫على املوروث فكان‬ ‫أسرار الشريعة ومقاصدها فقال‪»:‬وقد‬ ‫من مقدساتهم فهي جرمية ضد اإلنسانية ألنها‬ ‫ال�رصاع يف احلقيقة لي�س على املقد�سات وال على الر�ساالت � مّإنا ت�ستعمل‬ ‫واحد‪ .‬فهي األرض املوعودة لبني إسرائيل كما‬
‫تندرج ضمن ذات السياق‪ ،‬وتنتظم مزيدا في التحوط في دوائر ثالث‬ ‫خالفة الله في األرض من خالل املكلف‬ ‫عالمة م�ضيئة‬ ‫وقف هذا الفن منذ القرن اخلامس عند‬ ‫مشروع شيطاني لطمس هذا الشاهد املادي‬ ‫هذه املعاين لتحقيق �أغرا�ض دنيئة �شعارها اال�ستعالء والإف�ساد يف الأر�ض‬ ‫يزعمون‪ ،‬وهي مولد املسيح عليه السالم وفيها‬
‫تتواسع بالتوالي حتى إذا ما اخت ّل التكافل في األضيق منها وقع تداركه‬ ‫وعلي هذا النحو يكون علم أصول الفقه‬ ‫يف تاريخ االجتهاد‬ ‫حدود ما تك ّون منه في مباحث الشطر‬ ‫والتاريخي على حقيقة التوحيد وعلى حقيقة‬ ‫كنيسة القيامة التي يعتقد أنها مكان والدته‬
‫في التي تليها فيبلغ درجة التمام‪.‬‬ ‫هو علم «التنزيل» الذي يستنبط األحكام‬ ‫األول وما جت ّدد من الكتب بعد ذلك‬ ‫وحدة اإلنسان ووحدة املصير وعلى أصالة‬ ‫ومكان رجوعه‪ ،‬وهي مسرى الرسول صلى الله‬
‫املوسعة التي‬
‫ّ‬ ‫والدائرة األولى من دوائر التكافل هي دائرة األسرة‬ ‫الشرعية ويتجه من الله إلي اإلنسان‬ ‫ْ‬
‫ووض ٍع له‬ ‫دائر بني تلخيص وشرح‬ ‫الرسالة احملمدية اخلامتة التي وقعت لهذا‬ ‫رسالة محمد وكتابه القرآن الكرمي‪ .‬إن السعي‬ ‫على حقيقتها التاريخية وأنّ الدين ليس مجرد‬ ‫عليه وسلم من البيت احلرام ومكان معراجه إلى‬
‫انتهى بها اإلمام أحمد إلى ك ّل من يدخل ضمن شبكة التوارث‪ ،‬فأيمّ ا‬ ‫قسما ‪...‬وفي هذه احلالة يكون علم أصول الفقه هو العلم الذي‬ ‫في قوالب مختلفة وهكذا بقي علم األصول فاقدا ْ‬ ‫التتابع في هداية الله للبشر والناس‪.‬‬ ‫احملموم للكيان الصهيوني لتهويد كل معالم‬ ‫ثقافة وتراث بل حقيقة تؤكدها كل زاوية وكل‬ ‫السماء بنص القرآن الكرمي‪ .‬حيث تتحدث سورة‬
‫محتاج ضمن تلك الشبكة على اآلخرين فيها وجوبا أن يكفلوه األقرب‬ ‫عظيما هو شطر العلم الباحث عن أحد ركنيْه حتى هيأ الله يعطي للمسلمني ما يحتاجون إليه في عاملهم هذا وفي‬ ‫رمبا تكون هذه االنتفاضات التي تخترق‬ ‫مدينة القدس وتكثيف عمليات استيطان األرض‬ ‫حجرة في فلسطني‪ .‬وثانيا أنّه حقيقة كان هناك‬ ‫اإلسراء عن اإلسراء وتتحدث سورة النجم عن‬
‫منهم فاألقرب حتى يكون في كفاية يعيش بها كرميا‪ .‬والدائرة الثانية‬ ‫سبحانه وتعالى أبا إسحاق الشاطبي في القرن الثامن عصرهم هذا‪( »...‬حسن حنفي‪ ،‬دراسات إسالمية)‬ ‫البلدان العربية هي بداية تصحيح هذا املسار‬ ‫الفلسطينية هو في إطار املسح التاريخي‬ ‫في التاريخ رسول اسمه موسى وكتاب اسمه‬ ‫املعراج‪.‬‬
‫هي دائرة املجتمع فهو مسؤول عبر هيئاته ومؤسساته عن ك ّل فرد من‬ ‫هجري لتدارك هذا النقص وإنشاء هذه العمارة الكبرى وهكذا كان للشاطبي أثر ظاهر في التأسيس لعلم املقاصد‬ ‫الذي بلغ فيه العلو اإلسرائيلي أ ْو َج ُه وهو مينع‬ ‫والثقافي واملعماري آلثار الرسالة احملمدية‬ ‫التوراة وأنّ القرآن هو كتاب الله ألنّ فيه تفصيال‬ ‫لو كان هذا اإلنسان يريد أن يفهم حقيقة‬
‫مسته احلاجة فإذا أخ ّل بكفالته برئت منه ذ ّمة الله ورسوله كما في‬‫أفراده ّ‬ ‫في هذا الفراغ املترامي األطراف في نواحي هذا العلم الشرعية وكان الرائد الذي سار في طليعة العلماء وم ّهد‬ ‫الناس من الصالة في املسجد األقصى ويسعى‬ ‫وبالتالي محو لفعل الله سبحانه و تعالى‪ .‬حتى‬ ‫حلقيقة الرساالت األخرى‪.‬‬ ‫وأصالة التوحيد ملا احتاج إلى دليل أكثر إثباتا‬
‫احلديث الشريف وياله من وعيد غليظ‪ .‬والدائرة الثالثة هي دائرة الدولة‬ ‫توسع اإلمام الطريق ذلك أن كشف القوانني العامة والقواعد واستجالء‬ ‫اجلليل «(مقدمة الشارح للموافقات ) وقد ّ‬ ‫جاهدا لهدمه من خالل احلفريات حتت أساساته‬ ‫يوهموا أن اإلسالم دين العرب أو في أحسن‬ ‫ضياع القدس و ضياع فلسطني ال يجب‬ ‫للرساالت والكتب من وجود مدينة القدس‬
‫التي من أوكد واجباتها كفالة مواطنيها فإن لم تفعل فقد فقدت أحد أه ّم‬ ‫الشاطبي في مقاصد الشريعة بعد أن كانت مغمورة الغوامض يرتهن في كل مرحلة من التاريخ بظهور األفذاذ‬ ‫لبناء هيكل سليمان على أنقاضه‪.‬‬ ‫احلاالت دين املسلمني في الوقت الذي هو آخر‬ ‫أن ينظر إليها على أن الصهاينة احتلوا أرضا‬ ‫خاصة وأرض فلسطني عامة‪ .‬إذا كان الصهاينة‬
‫مب ّررات وجودها‪ .‬وفي ك ّل ذلك أحكام ملزمة ال يسمح املقام بتفصيلها‪.‬‬ ‫يشار إليها في مباحث العلة في القياس أو كانت «خبايا وكان الشاطبي أحدهم‪ .‬يقول الشيخ محمد الفاضل ابن‬

‫� ّأي �سيا�سة فـالحية النتقال دميقراطي يف تون�س؟‬


‫ومما يؤسف منه أش ّد األسد أنّ هذا الركن اإلمياني ركن التكافل تناساه‬ ‫في بعض مسائل أصول الفقه أو في مغمور أبوابها عاشور «لقد بني الشاطبي ‪ -‬حقا ‪ -‬بهذا التأليف هرما‬
‫الكثير من املسلمني في ق ّوة درجته اإلميانية‪ ،‬ونزلوا به في أحسن الفروض‬ ‫املهجورة ‪ ...‬ترسب في أواخر كتب األصول ال يصل إليها شامخا للثقافة اإلسالمية استطاع أن ُيشرف منه علي‬
‫إلى هوامش الدين وحتسيناته ومستحباته‪ ،‬وهو في احلقيقة من عزائمه‬ ‫املؤلفون إال عن سآمة ‪ ....‬فبقيت ضئيلة ومنسية «(ابن مسالك وطرقٍ لتحقيق خلود الدين وعصمته ق ّل من‬
‫اإلميانية التي إن لم ينته اإلخالل بها إلى نقض اإلميان فإنه ينتهي به إلى‬ ‫عاشور مقاصد الشريعة‪ ،‬املقدمة )وقد انتقل بها اإلمام اهتدي إليه قبله فأصبح اخلائضون في معاني الشريعة‬
‫الضعف الشديد التي قد يالمس النقض‪ ،‬كما نزلوا به إن استشعروه من‬ ‫الشاطبي من اخلبايا واإلشارة إلى الصدارة والعمارة وأسرارها عالة عليه وظهرت مز ّية كتابه ظهورا عجيبا ‪.‬‬ ‫أن حتقيق من ّو ملحوظ بقطاع الفالحة يبقى رهني رفع جملة‬ ‫الدميقراطية يبقى رهني عقد اجتماعي تنخرط مبوجبه كافة‬
‫منور العباسي‬
‫من التحديات أه ّمها ندرة املوارد الطبيعية وتراجع بعضها‬ ‫احلساسيات السياسية والفئات االجتماعية في رسم وتنفيذ‬
‫يف فهـم النـ�ص‬
‫ح ّد الكفاية الذي يحفظ الكرامة إلى ح ّد الكفاف الذي يحول دون الهالك‪.‬‬
‫إنك ترى املسلم يقوم بعباداته صالة وصياما وقياما‪ ،‬وقد يقع في نفسه‬ ‫على املستوى البعيد و القدرة على مسايرة حترير املبادالت‬ ‫السياسات وتتنازل فيه األغلبية عن بعض سلطاتها في إطار‬ ‫نظم املعهد الوطني للبحوث الفالحية بتونس وجمعية‬
‫أنه بذلك قد قارب التمام إذا ما وزن نفسه مبيزان اإلميان‪ ،‬وقد يستشعر‬ ‫آمنة عكرمي‬ ‫التجارية ارتباطا مبقتضيات العوملة ثم القدرة على حتقيق‬ ‫دميقراطية توافقية‪.‬‬ ‫الفالحة املستدمية‪ ،‬يوم االثنني ‪ 16‬ماي اجلاري‪ ،‬ملتقى حتت‬
‫اإلثم الكبير إن هو أخ ّل بشيء من تلك الواجبات‪ ،‬ولكنك تراه ال يبالي كثيرا‬ ‫التوازن واحلركية باألرياف‪.‬‬ ‫كما كان هذا اليوم مناسبة لعقد مائدة مستديرة ُد ِع َي‬ ‫«أي سياسة فالحية النتقال دميقراطي في تونس؟»‬ ‫عنوان ّ‬
‫إذا ما مات جاره إلى جنبه جائعا وهو يعلم‪ ،‬وال يبالي كثيرا إذا ما رأى‬ ‫السنة فهي ملحقة به من‬ ‫ال تطلق كلمة النص في املصطلح اإلسالمي إال لتد ّل على النص القرآني بقدسيّته و ثباته‪ .‬أ ّما ّ‬ ‫كما أ ّكد ضرورة أن يعاد توجيه السياسة الفالحية نحو‬ ‫إليها عدد من األحزاب للتحاور معها حول رؤاها فيما يتعلق‬ ‫شارك فيه خبراء تونسيون وأجانب وعدد من الفالحني‬
‫تعج باحلطام البشري من املعاقني واملشردين واملتسولني‬ ‫شوارع مدينته ّ‬ ‫خالل تقييدها ملطلق القرآن وتفصيلها ملُجمله وموافقتها لتعاليمه ‪ ,‬بل حتّى استقاللها بالتشريع‪.‬‬ ‫حتقيق األدوار الطبيعية لها والتي ال تتناقض مع أهداف‬ ‫بالتحديات التي يفرضها االنتقال الدميقراطي على قطاع الفالحة‬ ‫وممثلون عن األحزاب السياسية‪ .‬وتناول النقاش مباحث‬
‫واحملرومني‪ ،‬وذلك ذاته ما يقع في الشعور اجلمعي لعموم األفراد‪ ،‬وما‬ ‫النص القرآني تنزيالً في غير ما آية وهو تأكيد على ضرورة تنزيله في الواقع املعاش ‪ -‬مبعنى تطبيقه‬ ‫ّ‬ ‫و قد سمى الله‬ ‫الثورة في احلر ّية والكرامة‪ .‬وهي أهداف ميكن حصرها‬ ‫خاصة فيما يتعلق مبنوال التنمية املستقبلي واحلوكمة مبا هي‬ ‫هامة تتعلق باحملاذير الواجب أخذها بعني االعتبار في رسم‬
‫يقع في شعور الدولة ضمن مسؤوليتها التي من أجلها قامت‪.‬‬ ‫‪ -‬ليُالمس حياة النّاس في ك ّل جوانبها وما قول الرسول صلى الله عليه و سلّم إال إحلاح على هذا التنزيل ‪ « :‬تركت فيكم‬ ‫في خمس نقاط ‪ :‬دعم األمن الغذائي‪ ،‬املساهمـة في مقاومة‬ ‫بناء لتوازن جديد في العالقة بني الدولة والفالحني ومنظماتهم‬ ‫سياسة فالحية تستجيب النتظارات الثورة وتتأسس على فهم‬
‫إنّ املستقبل الذي نريد بناءه بعد الثورة هو ذلك املستقبل الذي يستشعر‬ ‫أمرين لن تضلوا ما متسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه‪. ‬‬ ‫الفقر‪ ،‬املساهمة في التّشغيل‪ ،‬احملافظة على املوارد الطبيعيّة‬ ‫ودور البحث العلمي والتكوين في التنمية الفالحية‪.‬‬ ‫دقيق للوضع احلالي لقطاع الفالحة والصيد البحري الذي هو‬
‫فيه املؤمنون أنّ التكافل االجتماعي ليس نافلة من نوافل الدين ولكنه ركن‬ ‫النص و الواقع و من منطلق احملافظة على قدسيّة النّص و ثباته كان منهج‬ ‫ّ‬ ‫و من منطلق هذا التأكيد على التواصل بني‬ ‫ودعم خدماتها للمحيط ثم املساهمة في التوازن اجلهوي‪.‬‬ ‫وكانت مناسبة أكد فيها ممثّل حركة النهضة إجناز‬ ‫محصلة لسياسات فالحية متعاقبة ُر ِ‬
‫س َم ْت بعيدا عن الشعب‬ ‫ّ‬
‫من أركان اإلميان‪ ،‬فيندفع املواطن بذلك اليقني اإلمياني إلى فضول أمواله‬ ‫الصالح ومستندين‬ ‫ّ‬ ‫سلفنا‬ ‫عليه‬ ‫درج‬ ‫مبا‬ ‫آخذين‬ ‫رات‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫املتغ‬ ‫و‬ ‫ات‬‫د‬‫ّ‬ ‫املستج‬ ‫يراعي‬ ‫نصيّا ظاهر ّيا للنصوص ال‬ ‫البعض تنزيال ّ‬ ‫وسيقع حتقيق هذه األهداف باعتماد متش يف ّكك جهـاز الفساد‬ ‫احلركة لقراءة شاملة لواقع الفالحة في تونس وامتالكها‬ ‫ولم تتم ّكن من استغالل لكامل قدرات القطاع في تطوير‬
‫يكفل بها إخوانه من احملتاجني‪ ،‬ويندفع املجتمع بأكمله إلى تأسيس‬ ‫إلى قوله صلّى الله عليه و سلم‪ »:‬خير القرون قرني ث ّم الذي يليه ث ّم الذي يليه» متعللني مبا مينحه التقارب الزمني من زخم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املتدخلني بالقطاع‬ ‫ويؤسس قواعد حكم رشيد‪ ،‬ويستنفـر كافة‬ ‫خلطة مرحلية مناسبة لالنتقال الدميقراطي ترتكز على‬ ‫االقتصاد التونسي‪.‬‬
‫للتقوى و سالمة في الفهم و التطبيق و استقامة األخالقية و السلوكيّة‪ ..‬ومن هذا املنطلق جاء رفضهم لك ّل فهم أو تنزيل‬ ‫الفالحي من فالحني وهياكل مهنيـة ونقابات لهيكلة الريف‬ ‫إصالحات جزئية لتحسني أداء كافة القطاعات ومحاربة‬ ‫كما تناول احلوار سوء احلوكمة في الفالحة التونسية‬
‫املؤسسات وتنظيم الهيئات لتجمع حصيلة األفراد وتعالج بها أوجاع الفقر‬
‫يتجلى في ظاهر النّصوص‬‫ّ‬ ‫مقاصدي للنّص أو عمالً بتأويله دون اعتبار ملا يحصل من تقابل حاد بني متطلّبات الواقع و ما‬ ‫ليتأقلم مع مقتضيات مناهج التّنميـة املنطلقة من القاعدة و‬ ‫الفساد واحملسوبية وأخرى متوسطة املدى تتأسس على‬
‫وامليسرة‬
‫ّ‬ ‫والبطالة واملرض واحلرمان‪ ،‬وتكن الدولة هي الرقيب على ذلك‬ ‫التي متظهرت في الالتوازن في العالقات بني الدولة والفالحني‬
‫القرآنيّة‪.‬‬ ‫يح ّفز االستثمار العمومي واخلاص باستحداث آليّات جديدة‬ ‫حقيقة أن الفالحة في تونس قطاع محدود اإلمكانيات ال‬
‫له واملساعدة عليه والقائمة عليه بصفة مباشرة إن اقتضى احلال‪ ،‬وذلك‬ ‫والهياكل املهنية‪ .‬فرغم اعتماد سياسة اخلوصصة والتخلي‬
‫و ليس بعيدًا عن هذا املنهج من اعتبر النص بتاريخيّته التي جتعله مج ّرد حلول متصلة بواقعها متساقطة كلما تغير‬ ‫للتّمويل ميكن أن تكون الصيرفة اإلسالمية إحداها‪.‬‬ ‫ميكن أن يكون احملور األساسي للتنمية الشاملة وأنّ تنميته‬
‫من أجل أن يتساوى اجلميع فيما يحفظ الكرامة من كفاية العيش ولهم‬ ‫التدريجي عن دعم الفالحني‪ ،‬فإنّ الدولة واصلت التح ّكم‬
‫الواقع أو طرأ عليه طارئ محتجني على تلك التاريخية مبا حصل من نسخ اآليات والتدرج في التشريع فكانت مناداة‬ ‫جدير بالذكر أنّه رغم مشاركة كثير من األحزاب في‬ ‫تتنزل ضمن خيار اقتصادي شامل يكون فيه الرهان على‬
‫أن يتفاوتوا بعد ذلك بحسب حظوظهم من بالء األعمال‪ .‬علما بأنّ املجتمع‬ ‫في من ّظماتهم وهياكلهم املهنية ولم تعترف بالفالح كعنصر‬
‫البعض من أبناء جلدتنا بقراءة « عقالنية « ال تقف عند تأجيل العمل بالنصوص او االجتهاد في فهمها بل إلغاؤها مواكبة‬ ‫مناقشة املداخالت التي ألقيت أثناء احلصة الصباحية لهذا‬ ‫اخلدمات ثم الصناعة ثم الفالحة‪ .‬وأكد أن هذه النظرة الواقعية‬
‫الذي ال حتفظ كرامة أفراده بالتكافل ال ُينتظر منه عطاء وال نهوض وال‬ ‫للمستجدات واملتطلبات امللحة ‪..‬‬ ‫اجتماعي واقتصادي يجب االستماع إليه وتشريكه في مجهود‬
‫مناء‪ ،‬وإذ خلق الله تعالى اإلنسان من أجل التعمير‪ ،‬فلع ّل تعطيل التكافل‬ ‫امللتقى مثل حركة التجديد وحزب العمال الشيوعي والوطنيون‬ ‫لقطاع الفالحة والصيد البحري ال تنفي أهميته االقتصادية‬ ‫التنمية‪.‬‬
‫إن بني املنهجني فسحة معبرة عن سماحة اإلسالم ووسطيته واعتداله ‪ ..‬منهج يسترشد باملنهج الرباني يحافظ على‬
‫الذي يؤدي إلى عطالة التعمير هو السبب في ذلك الوعيد املغلّظ بأن تبرأ‬ ‫الدميقراطيون‪ ،‬فإنّهم تغيّبوا أثناء احلصة املسائية‪ .‬ولم يبق‬ ‫واالجتماعية وضرورة أن يتواصل مجهود تطويره‪ .‬فمجاالت‬ ‫وقد بينت الشهادات املقدمة من طرف اخلبراء األجانب عن‬
‫ثبات النص وقدسيته دون أن يتعالى على واقع الناس في كل عصر ذلك املنهج املتدرج في التشريع والتنزيل كلما اقتضت‬
‫من مقترفيه ذ ّمة الله ورسوله‪ ،‬فلينظر ك ّل مؤمن ولينظر املجتمع بأكمله‬ ‫سوى حركة النهضة واحلزب الدميقراطي التقدمي للمشاركة‬ ‫النم ّو بالقطاع ال تزال موجودة‪ ،‬سواء على مستوى مردود ّية‬ ‫جتارب االنتقال الدميقراطي بإسبانيا والبرتغال أنّ النجاح في‬
‫احلاجة رحمة بالبشر ومراعاة لقدراتهم وما تآلفوا عليه ‪ ..‬منهج ال يأذن بحرب على املنظومة القائمة وال يعترف بالسلوك‬
‫ولتنظر الدولة مبقتضى واليتها موقعه من هذا الوعيد الغليظ‪.‬‬ ‫في أشغال املائدة املستديرة وتقبل أسئلة اخلبراء الفالحني‪.‬‬ ‫املوارد املائية أو األرض أو االستثمار أو الصيد البحري‪ .‬إال‬ ‫رسم سياسة فالحية تساهم بإيجابية في الوصول إلى حتقيق‬
‫ألصدامي مع القائمني عليها ال بدعوى احملافظة على قدسية النص وثباته وال بدافع العمل بتاريخية النص واالنفتاح على‬
‫األخر‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫جمعيات‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪20‬‬ ‫رأي‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬

‫رئي�س مكتب جمعية ال�سالمة املرورية‪ :‬كنا وال نزال بعيدين عن ال�سيا�سة‬
‫للمسؤوليات داخل اجلمعية‬ ‫مرحلة نشر اجلمعية وهياكلها اجلهوية‬ ‫في أي عالقات بأي طرف سياسي ناهيك‬
‫ف�ضاء اجلمعيات‬
‫احلركات الإ�سالمية بني املعرتك ال�سيا�سي وحتديات امل�ستقبل‬
‫واحمللية وقد اختار املؤسسون أن يكون‬ ‫أننا من اجلمعيات القالئل التي لم تنضو حتت‬ ‫محمد القرماسي‬
‫كثريا ما يطرح مو�ضوع التمويل عند‬
‫احلديث عن �أن�شطة اجلمعيات �أمل يكن لكم‬ ‫تكليف رئيس اجلمعية وأعضاء املكتب الوطني‬ ‫الهياكل احلزبية منذ تأسيسها على غرار‬ ‫اجلمعية الوطنية للسالمة املرورية من‬ ‫التحديات اخلارجية‬ ‫اإلسالمية التي توصف باالعتدال نحو املساهمة‬ ‫املرحلة احلالية؟‬ ‫بسمة الشارني*‬
‫مسألة توافقية في اجتماعات املجلس الوطني‬ ‫احتاد منظمات الشباب‪.‬‬ ‫اجلمعيات التي تكونت في أواخر التسعينات‬ ‫إنّ جناح أي حركة إسالمية في الوصول‬ ‫في احلياة السياسية لتحمل مسؤوليتها‬ ‫‪ )1‬احلركة االسالمية هي ضرورة وهي‬
‫م�شاكل يف التمويل؟‬
‫ولعل ذلك ما جنبنا التجاذبات والصراع‬ ‫العامل الثاني يتعلق بنوعية األعضاء‬ ‫رسالتها «نشر التربية والثقافة املرورية‬ ‫إلى احلكم يفتح املجال الختبار هذه احلركات‬ ‫التاريخية فإن ذلك ال يخلو من مخاطر وحتديات‬ ‫بديل ال مفر منه بالنسبة للمنظومة الغربية‪:‬‬ ‫تعتبر احلركات اإلسالمية التي توصف‬
‫قبل إنشاء الصندوق الوطني للوقاية‬
‫على املناصب إلى حد اآلن ولقد تولى السيد‬ ‫الذين هم في األغلب من املستقلني وتواصل‬ ‫في األوساط املدرسية ومؤسسات الطفولة‬ ‫في كيفية تعاملها مع الواقع الدولي املبني على‬ ‫سواء على املستوى الداخلي أو كذلك اخلارجي‪.‬‬ ‫هناك قناعة لدى اجلميع وخاصة لدى‬ ‫باالعتدال أهم رافد من روافد القوى السياسية‬
‫من حوادث الطرقات كانت اجلمعية تالقي‬ ‫انعدام التوازن وعلى هيمنة القوى العظمى التي‬ ‫التحديات الداخلية‬ ‫الغرب بأنه ال مفر من السماح حلركات االعتدال‬
‫الفاضل الرواشد رئاسة اجلمعية إثر وفاة‬ ‫نشاط املنظمة بنفس القيادة منذ سنة ‪1999‬‬ ‫والشباب وترشيد السلوك املروري لدى كافة‬ ‫في أغلب املجتمعات العربية‪ .‬وهي متجذرة في‬
‫صعوبات كبيرة في التمويل مما يحد في‬ ‫لها مصالح في املنطقة‪ .‬وتكمن مواقع التحدي‬ ‫يجب أن نعترف في البداية أنّه إلى حد‬ ‫السياسي حتى ولو كانت ذات مرجعية إسالمية‬
‫السيد الفضالوي رحمه الله في نوفمبر‬ ‫حتت إشراف املرحوم عبد احلفيظ الفضالوي‬ ‫مستعملي الطريق» وفي أقل من ‪ 10‬سنوات‬ ‫املجتمع‪ ،‬وقد تعرض منخرطوها إلى التعذيب‬
‫الغالب من أنشطتها لكن بعد ذلك تكفل‬ ‫في دول اجلوار والتي حتاول عرقلة أي منوذج‬ ‫اليوم لم تتح الفرصة للتعرف إلى برامج حركة‬ ‫بالدخول إلى معترك احلياة السياسية والتي لم‬
‫املاضي بإجماع املجلس الوطني الذي يحضره‬ ‫وثلة من اإلطارات الشبابية والتربوية الذين‬ ‫انتشرت اجلمعية في أغلب اجلهات وهي اآلن‬ ‫داخل السجون والنفي والتشريد والطرد‬
‫الصندوق بتمويل مشاريع اجلمعية وأنشطتها‬ ‫ناجح إلسالم سياسي‪ .‬وفي هذا املجال فعلى‬ ‫النهضة في تونس على سبيل املثال ولم تتمكن‬ ‫يؤد إقصاؤها إال إلى ظهور احلركات املتشددة‪.‬‬
‫أعضاء املكتب الوطني ورؤساء املكاتب احمللية‬ ‫حرصوا على حتييد اجلمعية عن السياسة فلم‬ ‫بصدد تركيز املكاتب اجلهوية واحمللية‪.‬‬ ‫من الوظائف وهو ما يضفي عليها نوعا من‬
‫سيما ما تتطلبه النوادي النموذجية للتربية‬ ‫أي حركة التعامل مع هذه الدول بسياسة صفر‬ ‫القاعدة العريضة من فهم ومعرفة برامجها‬ ‫وهي خالصة لم يكن باإلمكان التوصل إليها إال‬
‫ويتم خالله عرض التقريرين األدبي واملالي‬ ‫يكن جلمعيتنا أي طابع سياسي ال قبل الثورة‬ ‫ملزيد التعرف على اجلمعية وأنشطتها‬ ‫املشروعية التاريخية‪.‬‬
‫املرورية في املؤسسات التعليمية من جتهيزات‬ ‫اخلالفات‪ .‬التحدي اخلارجي كذلك هو إسرائيل‬ ‫االقتصادية واالجتماعية وهو ما استغله البعض‬ ‫بعد مرحلة دامية ابتداء بأفغانستان واجلزائر‬
‫ووضع البرامج الوطنية وتطويرها‪ .‬وال شك‬ ‫وال بعدها‪.‬‬ ‫ومتويلها وعالقتها بالسياسة في العهد‬ ‫غير أنّ ما يعيبه عليها خصومها هو عدم‬
‫ووسائل تعليمية ‪.‬‬ ‫والقوى ذات التوجه الراديكالي وهي قوى‬ ‫للتخويف من هذه احلركات‪ .‬كما وقع اختزال‬ ‫مرورا بالعراق والصومال وغيرها‪ .‬وهو ما دفع‬
‫أنّ اجلمعية بصدد إعداد نصوص قانونية‬ ‫هل يعني ذلك �أ ّن الرئا�سة اجلمعية‬ ‫السابق وبعد الثورة حتدثنا إلى السيد ياسني‬ ‫جتدد اخلطاب السياسي لديها وسقوطها في‬
‫الثقافة املرورية وال�سلوك على الطرقات‬ ‫معادية تتصادم مع كل ما هو إسالمي‪.‬‬ ‫املشروع اإلسالمي لهذه احلركات في بعض‬ ‫بالغرب إلى اتخاذ منحى يحاول فيه التفريق بني‬ ‫الشعبوية في بعض األحيان‪.‬‬
‫م�س�ألة حيوية يف حياة التون�سيني فما هي‬ ‫تنظم الهياكل وتضمن االنتقال‬ ‫لديكم مدى احلياة وماذا عن‬ ‫املشرقي رئيس املكتب اجلهوي بتونس فأفادنا‬ ‫لذلك فإن هذه احلركات إذا قدر لها أن‬ ‫األحيان في مسائل جانبية مثل تعدد الزوجات‬ ‫مختلف احلركات اإلسالمية ويغير خطابه حتى‬
‫ا لد ميقر ا طي‬ ‫مبا يلي‪:‬‬ ‫رغم ذلك فان هذه احلركات مدعوة اليوم‬
‫ر�ؤيتكم يف اجلمعية التون�سية لل�سالمة‬ ‫التداول على امل�س�ؤولية‬ ‫تخوض جتربة سياسية فإنها ستدخل مرحلة‬ ‫ومسألة امليراث‪ ...‬ولئن أكدت قيادات النهضة‬ ‫من اإلسالم نفسه‪.‬‬ ‫أكثر من أي وقت مضى إلى لعب دور أكبر في‬
‫املرورية وما هي �أهم �إجنازات اجلمعية؟‬ ‫�ألي�س لديكم قانون ينظم‬ ‫جمعيتكم مل تتعر�ض �إىل حمالت الت�شكيك‬ ‫حاسمة وعليها أن تكون في مستوى ذلك‬ ‫متسكها مبجلة األحوال الشخصية ومبكاسب‬ ‫هذا فضال عن تغير املعطيات‪ ،‬ففي القرن‬ ‫احلياة السياسية اعتبارا للزخم الشعبي الذي‬
‫نعتبر أن نشر الثقافة املرورية لدى األطفال‬ ‫العملية؟‬ ‫التي طالت معظم اجلمعيات بعد الثورة على‬ ‫لتتحمل أعباء نهضة بوطن أنهكه التخلف على‬ ‫املرأة إال أنّ البعض ينظر إلى ذلك وغيره على‬ ‫املنصرم كان ميكن للغرب من خالل احلكومات‬ ‫يتشوف لقيادة سياسية ذات مرجعية إسالمية‬
‫هو الضامن خللق جيل من السواق ومستعملي‬ ‫نحن ما نزال‬ ‫خلفية عالقاتها بالنظام ال�سابق ورموزه هل‬ ‫كل املستويات (سياسي اجتماعي اقتصادي‪.)..‬‬ ‫أنّه رسائل تطمينية‪.‬‬ ‫العربية احلليفة قمع هذه احلركات التي يرى‬ ‫ترى في السلطة أمانة ثقيلة وتنظر إليها على‬
‫الطريق يحترمون قواعد املرور ويحافظون‬ ‫في‬ ‫هذا �صحيح وكيف تقيمون ذلك؟‬ ‫وهذه املهمة املطروحة هي مهمة شاقة وهي‬ ‫وإذا اعتبرنا أنّ هذا من قبيل احلكم املسبق‬ ‫فيها تناقضا مع مصاحله أما اليوم فان هذا لم‬ ‫أنها تكليف وليست تشريفا وهو ما يجب أن‬
‫على العنصر البشري‪ ،‬فالتربية في الصغر‬ ‫نعم لم تكن جمعيتنا طرفا في أي نوع‬ ‫مرحلة بناء تتطلب التركيز على أولويات النهضة‬ ‫على النوايا فإنه كذلك ال ميكن أن يتماشى مع‬ ‫يعد ممكنا بعد اشتعال الثورات العربية التي‬ ‫تعيه هذه القيادات جيدا‪.‬‬
‫والتوعية أهم وأكثر جناعة من معاجلة املسألة‬ ‫من التجاذبات السياسية ولم تشهد هياكلنا‬ ‫التي ميكن أن تكون كالتالي‪:‬‬ ‫برامج احلركات املعتدلة التي تطرح على نفسها‬ ‫أطاحت بحكام الدول ومازالت تشتعل في بقية‬ ‫كذلك فإن تنامي ظاهرة السلفية واإلسالم‬
‫صراعات وال مشاكل قبل الثورة وال بعدها‬ ‫بناء مؤسسات الدولة من برملان حر وقضاء‬ ‫النهوض مبجتمعاتها واالرتقاء بها مستفيدة في‬ ‫الدول وبالتالي سقوط احلليف الذي ميثل‬ ‫املتشدد جتعل املنظومة الغربية تنظر إلى هذه‬
‫والوقاية من احلوادث لدى الكبار‪ .‬ومن أجل‬
‫ويعود ذلك إلى عاملني أساسيني‪:‬‬ ‫مستقل والدخول في مرحلة التأسيس ملرحلة‬ ‫كل ذلك من اإلجنازات البشرية التي ال تتنافى‬ ‫مصاحله في املنطقة‪ .‬هذا إضافة إلى انتشار‬ ‫احلركات على أنها املخلص من العنف والتي‬
‫حتقيق هذه األهداف عقدنا شراكات عديدة مع‬
‫األول يعود إلى طبيعة أنشطتنا وبرامجنا‬ ‫احلكم الرشيد‪.‬‬ ‫مع املبادئ اإلسالمية‪ .‬وك ّل هذه املسائل يجب‬ ‫ثقافة القيم العاملية اإلنسانية وقيم الدميقراطية‬ ‫ميكن التعامل معها أو حتى “ترويضها”‪.‬‬
‫مكونات املجتمع املدني والوزارات والدواوين‬
‫املوجهة إلى األطفال والشباب للتوعية‬ ‫تكثيف اجلهود إلقامة تنمية شاملة في‬ ‫التعرض لها بعمق لتصبح قناعات لدى األفراد‬ ‫وحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫غير أنه إذا كانت كل هذه املعطيات تدفع‬
‫املعنية وما نزال نسعى إلى تطوير تدخلنا‬ ‫كافة االجتاهات تساهم في بناء اقتصاد وطني‬ ‫ولدى القيادات كذلك وليقع التأسيس لعالقة ثقة‬ ‫كل هذه املعطيات جتعل من الغرب مجبرا‬
‫خاصة بالبرامج التثقيفية والتوعوية لألطفال‬ ‫املرورية وهو مجال بعيد كل البعد عن‬ ‫باحلركات اإلسالمية باجتاه املشاركة السياسية‬
‫السياسة والسياسيني فضال عن أن اجلمعية‬ ‫وحتقق رفاهة وكرامة املواطن‪.‬‬ ‫بني النخبة والقاعدة ويقع جتاوز ما يروج له من‬ ‫على التعامل مع هذه احلركات شريطة أن حتترم‬ ‫وحتمل هذا العبء فإن هذا الدور هو في احلقيقة‬
‫والشباب‪ ،‬وبرامج تكوينية للمعلمني واملربني‪.‬‬ ‫إصالح التعليم للمساهمة في نهضة علمية‬ ‫قبل القوى الرافضة في حقيقة األمر للمشروع‬ ‫هذه األخيرة ما يعبر عنه بـ” القيم اإلنسانية‬
‫حديثة عهد ولم يكن من اختياراتها الدخول‬ ‫محفوف باملخاطر‪ .‬فما هي دواعي بروز حركات‬
‫وتكنولوجية‪.‬‬ ‫اإلسالمي مهما كان مصدره ومهما كان اعتداله‬ ‫العاملية”‪.‬‬ ‫إسالمية إلى الساحة السياسية وما الذي ميكن‬
‫محامية لدى التعقيب‬ ‫ووسطيته‪...‬‬ ‫وإذا كانت هناك ضرورات تدفع باحلركات‬ ‫أن تضيفه أو تغيره ؟ وهل ميكن اعتبارها بديل‬

‫الك�شّ ـافـــة حـركـــة وطن ّيـــة‪ ...‬عـريقـــة‬ ‫جـــــدل‬


‫وإعطاء ذاتيّة اجلمعيّات‪ ،‬وتق ّرر تكوين هيكل آخر اسمه اتحّ اد‬ ‫املجيد شاكر وحسن القالّل وحامد الزغل وكامل فوج اجلوالة‬
‫المنصـف الشـريف *‬
‫اجلهاد يف الإ�سالم بني �سلمية اخلطاب القر�آين وعنف اخلطاب الفقهي‬
‫يتدخل في الذاتيّة‪ ،‬وال في البرامج‬ ‫ّ‬ ‫منظمات ّ‬
‫الشباب الذي ال‬ ‫ّ‬ ‫املمتاز بقابس‪ ،‬حيث أصدروا بحركة ذكيّة وعجيبة‪ ،‬وحيّرت‬
‫وال في التسيير‪ ،‬وهو هيكل سعى بواسطته احلزب لوضع ‪12‬‬ ‫مواجع املستعمر نشر ّية إعالميّة سر ّية للتحريض واملقاومة‪.‬‬ ‫في حوار أجراه السيد محمد القرماسي مع املر ّبي والزّميل‬ ‫شروط املقاتل‪ ،‬الشهيد‪ ،‬كيفية اقتسام الغنيمة‪ ،‬العهد‪ ،‬الذمة‪،‬‬ ‫اجلزاء األخروي للذين يقتلون في سبيل الله (‪11‬آية)‬
‫محمد الرحموني ‪ :‬جامعة أمّ القرى مكة المكرمة‬
‫هيكل شبابي حتت جناحه‪.‬‬ ‫وفي خصوص انتماء احلركة إلى احلزب فهذا غير صحيح‪،‬‬ ‫احملترم محمد الساسي بجريدة «الفجر» الغ ّراء يوم ‪ 6‬ماي‬ ‫الخ) وهم ي ّدعون في كل أحكامهم استنادهم إلى القرآن الكرمي‬ ‫النهي عن القتل بغير حقّ ( ‪11‬آية)‬
‫ّ‬
‫وبال ّرغم من دعم احلزب املنظمة الكشفيّة بنصف ميزانيّتها‬ ‫وإنمّ ا كان عملها من البداية (أثناء حركة التحرير وفترة بناء‬ ‫الشباب مع الرئيس الهارب‪ ...‬ومن خاللها‬ ‫‪ 2011‬حول مسيرة ّ‬ ‫وسيرة الرسول (ص)‪ .‬هذا التركيز على حصر مفهوم اجلهاد في‬ ‫كره املؤمنني للموت ( ‪ 8‬آيات)‬ ‫يع ّد اجلهاد من املواضيع التي قتلت درسا وبحثا ومع ذلك‬
‫(حوالي ‪ 150‬ألف دينار) فإنه لم يقدر الغوص في شؤونها‪ ،‬بيد‬ ‫الكشافة تعمل بتواز مع مسلك احلزب‪،‬‬ ‫ال ّدولة العصر ّية) كانت ّ‬ ‫الشباب‬‫جت ّول املتح ّدث عبر مساحة تاريخيّة حول حركات ّ‬ ‫القتال أوقعهم في مآزق لع ّل أه ّمها‪:‬‬ ‫بعد دراسة مجمل هذه املعاني نالحظ‪:‬‬ ‫فإنّ الكثير من الدراسات اجلا ّدة ما زالت إلى اليوم تعبّر عن قلقها‬
‫أنّه وفي العهد «النوفمبري» الذي ابتهجت فيه احلركة وأ ّيدته‬ ‫حتى زمن مؤمتر «املصير» للحزب احلاكم ووقع إقرار النّظام‬ ‫واجلمعيّات التي تك ّونت خالل الثّلث الثاني من التّسعينات‪.‬‬ ‫‪ -‬قولهم (باستثناء سفيان الثوري ) إنّ علة جهاد الكفار هي‬ ‫أنّ القتل هو باألساس عمل الكفار ولذلك ح ّرمه الله‪.‬‬ ‫من هذا املفهوم‪ .‬و"آخر" الذين عبّروا عن هذا القلق ( في حدود‬
‫وخاصة بعد االستماع إلى بيانه األ ّول وما تاله من قرارات‬ ‫ّ‬ ‫الشباب‪ ،‬وبال ّرغم من‬ ‫االشتراكي الذي فرض بعث اتحّ اد ّ‬ ‫وإذا كان الزّميل املذكور قد تع ّرض إلى تواريخ نشأة‬ ‫كفرهم مع استثناء النساء واألطفال والشيوخ والرهبان وهذا‬ ‫أنّ القتال كره للكفار واملؤمنني على ح ّد السواء لذلك عمد‬ ‫اطالعنا بالطبع) عبد الله العروي وأبو يعرب املرزوقي‪ .‬فقد نبّه‬
‫وقوانني بعد أسبوعني فقط (‪ 21‬نوفمبر) خاصة باإلحاطة‬ ‫املنظمات فقد وقع التسلّط واإلجبار حتى تع ّرض‬ ‫مقاومة أغلب ّ‬ ‫املنظمات الشبابيّة املعاصرة في البالد‪ ،‬فإنّ ما أذ ّكره به هو‬‫ّ‬ ‫االستثناء يعني أن علة قتال الكفار هي مقاتلتهم للمسلمني وليس‬ ‫القرآن إلى تشجيع املؤمنني على القتال في سبيل الله واعدا إياهم‬ ‫األول في الفصل السابع من مفهوم العقل إلى "أنّ نظرية اجلهاد‬
‫الساحة‬ ‫والشباب‪ ،‬فقد خاب الظ ّن وظهر على ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتأطير ّ‬
‫الطفولة‬ ‫العديد من الكوادر رغم رصيدهم النضالي والوطني إلى‬ ‫أنّ احلركة الكشفيّة قد نشأت في عهد الثعالبي‪ ،‬أي قبل ميالد‬ ‫كفرهم؟؟ ‪:‬‬ ‫باجلنة‪.‬‬ ‫فسر ذلك بأنّ‬
‫تعارض معارضة صريحة نظرية احلرب"‪ .‬وقد ّ‬
‫ما يسيء إلى أعرق جمعيّة شبابيّة في البالد حيث عمد ال ّرئيس‬ ‫اإلقصاء والتّهميش‪.‬‬ ‫احلزب احل ّر ال ّدستوي التونسي اجلديد‪ ،‬كما أنها ومن منطلق‬ ‫‪ -‬إيالؤهم اجلهاد قيمة كبرى فهو "سنام اإلسالم"‬ ‫أنّ دعوة املسلمني إلى قتال الكفار مرتبطة بغاية أساسية‬ ‫"احمل ّدثني جمعوا في كتاب واحد( كتاب اجلهاد) روايات ته ّم‬
‫السابق وتوابعه إلى تهميشها وإقصائها‪ ،‬وإبعاد رموزها الذين‬ ‫وفي هذه األجواء احلتميّة سعى البعض من كوادر احلركة‬ ‫بالشباب وتكوينه‬ ‫ّ‬ ‫التوسع في اإلحاطة‬ ‫إميانها بضرورة‬ ‫و"رهبانية األمة" إلخ ومع ذلك فلم يعتبروه ركنا من أركان‬ ‫وهي منع الفتنة والدفاع عن النفس بدليل أن هذه الدعوة لم تكن‬ ‫عهودا مختلفة من السيرة النبوية وحروب الفتح أيام اخللفاء‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اتّهموا بالتط ّرف الديني واالنتماء إلى حركة النّهضة وأغلبهم‬ ‫إلى ال ّدخول في جلان اإلعداد واالستعداد لفرض املناهج‬ ‫فقد كان لها الفضل في بعثها جلمعيّات شبابية أخرى مثل‬ ‫اإلسالم‪.‬‬ ‫بأي متجيد للحرب في ح ّد ذاتها فال نعثر في القرآن‬ ‫مصحوبة ّ‬ ‫متس مجاالت غير‬ ‫ّ‬ ‫الراشدين وأ ّيام ملوك بني أميّة فهي بالتالي‬
‫الشباب هدفها في ذلك مزيد‬ ‫املصائف واجلوالت ومضائف ّ‬ ‫‪ -‬تقسيمهم العالم إلى دار اإلسالم ودار احلرب‪ ،‬يعني أن‬ ‫على األلفاظ املعهودة لدى العرب في وصف حروبهم مثل‬ ‫متجانسة بعضها يه ّم التربية النفسية حتاشيا ألسباب الضعف‪.‬‬
‫والسجن‪ ،‬واإليقافات‪ ،‬والتّهديدات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫م ّروا بالوقوف األمني‪،‬‬ ‫لب التربية‬‫الكشفيّة والطرائق التربو ّية قصد احملافظة على ّ‬ ‫اجلهاد مبا هو قتال مهمة غير مكتملة جتعل من املسلمني أمة‬ ‫(بسالة‪ ،‬جرأة‪ ،‬جسارة‪ ،‬حماسة‪ ،‬شجاعة‪ ،‬مروءة)‪ .‬كما أنّ املعجم‬ ‫وبعضها يه ّم تبليغ الدعوة وبالتالي مهاجمة الكفار‪ ...‬وبعضها‬
‫والتعذيب وحتى اإلقصاء عن العمل‪.‬‬ ‫الكشفيّة والبقاء على عالقاتها اخلارجية‪ ،‬ك ّل هذا إضافة إلى‬ ‫بالشباب وتن ّوع سبل التأطير وطرائق‬ ‫ّ‬ ‫التوسع في اإلحاطة‬
‫ّ‬ ‫شاهرة سيفها على الدوام في وجه اآلخرين‪.‬‬ ‫العسكري محدود جدا بل يكاد يكون معدوما ففعل "غزا" لم يذكر‬ ‫يه ّم احلفاظ على وحدة األمة‪" .‬أ ّما أبو يعرب املرزوقي فقد أثار‬
‫السابق إلى تنصيب‬ ‫ّ‬ ‫الرئيس‬ ‫وفي هذا اخلصوص أيضا عمد‬ ‫تكوين جلنة كشفيّة بصفة سر ّية‪ ،‬لتواصل أعمالها وتخطيطها‬ ‫اإلحاطة ومرافق التّأهيل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ضخمت املصادر القدمية الفترة‬ ‫نفسر هذا التناقض؟‬‫مباذا ّ‬ ‫سوى م ّرة واحدة وكان ذلك متعلقا بالكفار‪ ،‬وأفعال مثل "هجم"‬ ‫غموض مقولتي اجلهاد األكبر واجلهاد األصغر‪ ،‬فاستعمال‬
‫الشيوخ على رأس اجلمعيّة (قائد عام ث ّم رئيسا للمجلس‬ ‫أحد ّ‬ ‫للمحافظة على مكاسب وتاريخ اجلمعيّة وكان املق ّر الس ّري‬ ‫وأزيد علما الزّميل الساسي أنّ احلركة الكشفيّة في تونس‬
‫املدنية من حياة الرسول على حساب الفترة املكية ملا متيّزت به‬ ‫"وثب" "سبى" ال وجود لها في القرآن‪ .‬وأ ّما في ما يتعلق‬ ‫هاتني الصيغتني يوحي في نظره بوجود معنيني آخرين للجهاد‬
‫األعلى) ولم يقع تغييره حلوالي أكثر من ‪ 20‬سنة إالّ بعد عمليّة‬ ‫بنهج شامبالن عدد ‪ 5‬بتونس (قرب ‪ ).T.G.M‬خير شاهد‬ ‫لم تنتم إلى أي حزب‪ ،‬بل عملت بالتوازي مع احلزب احل ّر‬ ‫الفترة املدنية من متكني وظهور ولذلك فإنّ أولى املؤلفات املتعلقة‬ ‫قط والرمح ذكر م ّرة واحدة في‬ ‫بأدوات احلرب فالسيف لم يذكر ّ‬ ‫قد أهمال وهما اجلهاد الكبير واجلهاد الصغير‪.‬‬
‫«‪ »dégage‬أثناء الثّورة الشبابيّة املباركة‪.‬‬ ‫على ذلك‪.‬‬ ‫الطاقات‬‫الدستوري التونسي وكان ينشط في صفوفها ك ّل ّ‬
‫بالسيرة النبوية س ّميت مغازي أي أنّ املسلمني لم يحتفظوا من‬ ‫سياق احلديث عن الصيد‪ .‬كما أنّ لفظتي قائد وأمير ال توجدان في‬ ‫لننظر أ ّوال في القرآن الكرمي‪:‬‬
‫وللتّاريخ ال ب ّد أن نشير إلى أنّ كامل سلطة اإلشراف على‬ ‫وفي هذه الفترة بال ّذات تع ّرضت احلركة الكشفيّة إلى‬ ‫الشا ّبة املختلفة االنتماءات السياسية مثل مح ّمد حرمل ونور‬ ‫هذه السيرة سوى بعناصر الق ّوة‪ .‬لقد نظر الفقهاء إلى الفترة‬ ‫القرآن‪ .‬وأخيرا فإنّ اجلنّة القرآنية ال أثر فيها ملباهج احلرب‪.‬‬ ‫ذكرت مادة ج ه د في القرآن في قرابة ‪ 35‬آية توزعت معانيها‬
‫الشباب في حكومات «الزّين» كان لها دور بارز في تعطيل‬ ‫ّ‬ ‫للطمس‪ ،‬وكتم أنفاس أنشطتها‪ ،‬إالّ أنه بفضل‬ ‫محاوالت كثيرة ّ‬ ‫الدين بن جميع وإسماعيل بوحلية والبشير الشابي (شيوعي‬ ‫التأسيسية من تاريخ اإلسالم نظرة َبعدية ومن ث ّم صاغوا هذا‬ ‫أنّ كل اآليات القرآنية الداعية إلى قتال الكفار وردت في سور‬ ‫بني املبالغة واستفراغ الوسع والطاقة ومخالفة األعداء والتميّز‬
‫الكشافة‪ ،‬ما عدى وزير واحد والذي كان ال‬ ‫ّ‬ ‫سير أنشطة‬ ‫رموزها وما هم عليه من وطنيّة صادقة فقد التأمت صائفة‬ ‫– يوسفي – دميقراطي اشتراكي ‪ -‬قومي عربي) وغيرهم‬ ‫التاريخ ال على ضوء بداياته الهشة املتواضعة بل على ضوء‬ ‫مدنية وكثيرا ما كانت مرتبطة مبصطلحي اجلهاد والهجرة مما‬ ‫عنهم ومجاهدة النفس والقتال ومما جتدر مالحظته أن السور‬
‫ّ‬
‫أي حزب آخر فقد تعامل مع املنظمة‬ ‫ينتمي غلى التج ّمع وال إلى ّ‬ ‫‪ 1970‬مبدرسة ترشيح املعلّمني باملرسى ندوة حضرها أكثر‬ ‫وخاصة في الوحدات وهياكل القاعدة‪ .‬وهي أ ّول من‬ ‫ّ‬ ‫الكثير‬ ‫نتائجه العظيمة ( فتح مكة‪ ،‬االنتصار على املرتدين‪ ،‬الفتوحات‬ ‫يبينّ أنّ القتال فرض على املسلمني فهذه الدعوة تش ّكل حت ّوال‬ ‫املكية انفردت مبعنيي التميّز عن األعداء (الفرقان ‪ 52‬والعنكبوت‬
‫بسلوك وطني صادق وأعطاها ح ّقها وأكثر لدرجة أنّ أهل‬ ‫من ‪ 400‬إطار كشفي‪ ،‬ندوة خاصة جاء مشاركوها بك ّل تط ّوع‬ ‫السالم في وجه املستعمر‪ ،‬وأشير عليه وهو خ ّريج معهد‬ ‫حمل ّ‬ ‫الكبرى‪ .)...‬لقد رسخ في ضمائر الفقهاء وكذا جمهور األمة أن‬ ‫طارئا في مسيرة الدعوة ولعل سورة التوبة هي التي تلخص هذا‬ ‫‪ )6‬في حني انفردت السور املدنية مبعنى القتال وهو املعنى‬
‫التج ّمع يل ّقبونه بوزير ّ‬
‫الكشافة‪.‬‬ ‫واعتماد مالي ذاتي‪ ،‬شارك في احلضور خاللها عبد العزيز‬ ‫ّ‬
‫إطارات الشباب بأخذ العيّنة احليّة من أستاذه العزوزي كرمي‬ ‫كل ما طرأ على العرب من حت ّول إيجابي إمنا هو بفعل احلرب‬ ‫التح ّول (التسوية بني اليهود والنصارى واملشركني بعد أن ميّز‬ ‫الغالب عليها‪.‬‬
‫هذا الوزير وللتّاريخ هو الوزير الذي تواجد قبل آخر‬ ‫للشباب والرياضة ومحمد بن أحمد األمني‬ ‫بلطيّف كاتب ال ّدولة ّ‬ ‫ّ‬
‫واإلطالع على تاريخ املرحومني ‪:‬‬ ‫وساسي عقل وبوبكر عزيز‬ ‫وحدها‪ .‬وبذلك اعتقدوا خطأ أنّ احلرب وحدها كفيلة بإعزاز‬ ‫القرآن املكي بينهم‪ ،‬ودعوة الرسول إلى التبرؤ من عشيرته أسوة‬ ‫أ ّما مادة ق ت ل فقد كانت أكثر تواترا وذكرت في قرابة ‪122‬‬
‫السابق‪ ،‬هذا ما أردت أن أقوله‬‫وزير في حكومة ال ّرئيس ّ‬ ‫العام التحّ اد ّ‬
‫الشباب‪.‬‬ ‫النجار‪.‬‬
‫جيالني الغريبي ورحومة ّ‬ ‫اإلسالم واملسلمني وأنّ القتال مبا هو إقدام على املوت هو أعلى‬ ‫بالنبي إبراهيم)‪.‬‬ ‫آية‪ .‬وهذه أهم معانيها ‪:‬‬
‫للزّميل وللتّاريخ‪ .‬ولع ّل هذا يكون منطلقا حلوار مع من يه ّمه‬ ‫وفي هذه األجواء احلماسية واحلاسمة‪ ،‬نادى اجلميع‬ ‫أ ّما النّضال بالوسائل األخرى فقد سبقت هي أيضا‬ ‫درجات بذل اجلهد واملبالغة فيه‪ ،‬وأنّ الدولة‪ ،‬وهي األداة التي‬ ‫ولكن عندما ننظر في كتب اجلهاد في املصنفات الفقهية‬ ‫القتل فعال إجراميا منسوبا إلى الكفار (‪33‬آية)‬
‫ولي التّوفيق‪ .‬‬ ‫األمر‪ ،‬والله ّ‬ ‫الشباب وق ّدم ملفا بكامل اللوائح‬ ‫باالنسالخ من اتحّ اد ّ‬ ‫وخاصة باإلعالم‪ ،‬والتشويش‪ ،‬وصنع‬ ‫ّ‬ ‫كل حت ّرك سياسي‬ ‫تضمن قيام دين شامل واستمراره تستطيع أن تستم ّر في‬ ‫نالحظ أن الفقهاء يقولون إنّ اجلهاد أع ّم من القتال ومع ذلك لم‬ ‫دعوة املسلمني إلى مقاتلة الكفار وقتلهم ( ‪22‬آية)‬
‫ ‬ ‫الصادرة باملناسبة إلى ال ّرئيس بورقيبة‪ ،‬وأثناء‬‫والتوصيّات ّ‬ ‫املفرقعات ومنهم ‪ :‬زكرياء بن مصطفى وشقيقه سليم ومحمد‬ ‫التوسع واالنتشار إلى ما ال نهاية له‪.‬‬ ‫يتحدثوا سوى عن القتال ولوازمه ( مشروعية القتال‪ ،‬كيفيته‪،‬‬ ‫خوف الكفار واملنافقني من املوت جلبنهم وضعفهم ( ‪12‬آية)‬
‫* قـائـد كشفي دولـي ‬ ‫ ‬ ‫ّ‬
‫مؤمتر احلزب االشتراكي باملنستير أعلن فك االتحّ اد املذكور‬ ‫حرمل وحامد القروي وتوفيق السالمي ومنصور معلّى وعبد‬
‫‪23‬‬ ‫ألوان‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬ ‫‪22‬‬ ‫أدب‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬

‫جريـدة الفجــر يف عيـون القـرّاء‬ ‫رسم‪ :‬بسام الغانمي‬ ‫كاريكاتور ‪...‬‬ ‫�سئمنـــاكم‬
‫مت حتديد نقائص لم تؤخذ بعني‬ ‫مقترحات و ّ‬ ‫نورد فيما يلي بعضا من آراء و تعليقات‬ ‫شعر سالم المساهلي‬
‫املثقف‪ ..‬بني امل�س�ؤولية التاريخية والأدوار الالثقافية‬ ‫من �أعمـاق الوطـن‬
‫االعتبار في هذا العدد‪ ،‬ملاذا ؟ "‬ ‫ق ّراء جريدة الفجر األوفياء حول العدد‬
‫أال يا نكسة َ األ ّيام‬ ‫صورة شائهة عن "املثقف"‪ .‬وتلك أكبر إساءة‬ ‫يليق بهم أيضا التعالي على أبناء شعبهم أو‬
‫‪ -‬حمزة النصراوي "ما هيش متوفرة‬ ‫السادس ونرجو منكم م ّدنا باستمرار‬ ‫بحري العرفاوي‬
‫في نقاط البيع الكل"‬ ‫مبالحظاتكم و اقتراحاتكم حول مختلف‬ ‫يف تاريخ ّأمتنا ‪..‬‬ ‫يلحقها بعض املثقفني بأنفسهم‪ .‬السياسيون‬ ‫على فئة منه ميارسون عليها إكراهات فكرية‬
‫‪ -‬شكري البوساملي "الحظت أيضا بعض‬ ‫األقسام التي تض ّمها الصحيفة ‪:‬‬ ‫قد تدفعهم حرارة التنافس إلى اعتماد أساليب‬ ‫وإيديولوجية ويؤذونها في معتقدها وفي قيمها‬ ‫إذا كانت السياسة هي فن التعامل مع‬
‫أمازلتم ‪..‬‬ ‫ماكرة توصف دهاء وتكتيكا وقد يبدلون‬ ‫ومخزونها احلضاري بدل أن يتواضعوا إليها‬
‫الباعة يقومون بتخبئتها أذلك بتوصيات أم‬ ‫‪ -‬يوسف بلعيوني " بصراحة دون‬ ‫املمكن فإن اإلبداع هو فن الدفع نحو املستحيل‬
‫مقصود أو عفوي"‬ ‫تطلّعات الكثيرين "‬ ‫ً‬
‫عرشا‬ ‫عىل أكتافنا‬ ‫حتالفاتهم وصداقاتهم وفق مقتضيات املرحلة‬ ‫تواضع العارف املؤمن برسالته التاريخية جتاه‬ ‫‪ ...‬السياسي هو أشبه ما يكون بحارس الربوع‬
‫‪ -‬إميان أ ب "أحسست والله أعلم أنّ‬ ‫‪ -‬هادي بن علي "هناك حاجة لتكون‬ ‫والتوازنات السياسية وهم يظلون ُيحاذرون‬ ‫وطنه وشعبه وجتاه املستقبل املثقل باألسئلة‬ ‫واملثقف هو أشبه ما يكون بفانوس يضيء‬
‫والبلوى ؟‬
‫األوجاع َ‬
‫َ‬ ‫من‬
‫املواضيع تخلو من اجلرأة أما زلنا نخاف من‬ ‫األركان ثابتة وعدم التهاون بها كركن‬ ‫كحامل خلية نحل ال يدري متى تهيج عليه‬ ‫وباإلنتظارات‪ ..‬املجتمعات األصيلة تنزل‬ ‫املسالك ويكشف عن التجاويف واملنزلقات‬
‫هذا النظام البائد‪..‬‬ ‫الرياضة واالنشغاالت الفنيّة‪ ..‬أ ّما بعض‬ ‫َس ِئمناكم ‪..‬‬ ‫‪...‬ولكن املثقف ُينتظر منه أن يظل متوازنا‬ ‫مثقفيها ونخبها الفكرية منازل عالية وتنتظر‬ ‫واملخاطر ‪...‬تلك شعارات ظللنا نؤكد عليها‬
‫‪ -‬االدمن كيمو "ملاذا ال تتركوا ركنا‬ ‫القضايا املتعلّقة باالقتصاد اإلسالمي‬ ‫َمللنَا ِثقل َمرآكم‬ ‫وهادئا ومتشوفا للمستقبل الدائم ال ينخرط في‬ ‫منهم أن يكونوا معبرين بصدق وفصاحة عن‬ ‫وعيا مبسؤولية املثقف التاريخية مبا هو‬
‫خاصا باألحداث اجلديدة مثال صفحتني يت ّم‬ ‫ّ‬ ‫فتحتاج إلى مزيد التبسيط مع مقارنتها‬ ‫خطاب قد يتجاوزه السياسيون و َيعلق به هو‪...‬‬ ‫آالمها وآمالها‪ ,‬وعن مطالبها االجتماعيّة وك ّل‬ ‫حارس للمعاني ومبشر بقيم احلياة ومدافع عن‬
‫كتابة مقاالتها يوم اخلميس حتى ال تكون‬ ‫باملمارسة الرأسمالية في مستوى الصيرفة‬ ‫فرتكم‬
‫وص َ‬
‫وطلعتكم ‪ُ ..‬‬
‫َ‬ ‫فالتجارب السياسية تظل في أحسن احلاالت‬ ‫مقتضيات املواطنة‪ ،‬وأن يكونوا عالماتها الدالة‬ ‫"اإلنسان" املفرد اجلمع‪ُ ...‬ينتظر من املثقف‬
‫متأخرة نوعا ما في نقل املعلومة"‬‫ّ‬ ‫اجلريدة‬ ‫والقروض‪ ..‬نحتاج لصفحة أدبية ثابتة"‬ ‫مكررة ً‪..‬‬ ‫ً‬ ‫مادة يتدارسها املؤرخون ولكن الثقافة تظل نبعا‬ ‫في مسالك الكدح ومسارب السير وأن يكونوا‬ ‫دائما ـ وخاصة في فترات التوتر احلزبي‬
‫وثرثرة ّ‬
‫من ناحية أخرى طرحت جريدة الفجر‬ ‫‪ -‬هناء ر ّما "أرجو العودة إلى سيرة‬ ‫للمعنى ووقودا لتاريخ الشعوب واألمم ‪...‬وحتى‬ ‫ترجمانها املبني وعباراتها الشجاعة‪ ...‬ينتظر‬ ‫واإليديولوجي ـ أن يعمل على إثراء القاموس‬
‫على صفحتها على الفايسبوك السؤال التالي‬ ‫الرسول صلّى الله عليه و سلّم وإيراد بعض‬ ‫ً‬
‫وزيفا يف محُ ّياكم‬
‫ال يكون كالمنا هذا في غير مكان وغير زمان‬ ‫من النخبة أن تكون أرحب صدرا وأكثر صبرا‬ ‫السياسي مبفردات التوافق والتعايش والتكامل‬
‫على ق ّرائها األعزّاء "هل ترى أنّ جريدة‬ ‫األمثلة في مجال تعامله مع النساء و إيراد‬ ‫أرساه‬ ‫نتوجه به إلى كل املثقفني واملبدعني والفنانني‬ ‫وأرفع ُخلقا وأصدق قوال وأقدر على حتمل‬ ‫والتجاوز وأن ُيشيع خطابا تفاؤليا وواقعيا‬
‫وماذا يرجتي اجلالد من َ‬
‫الفجر ذات محتـــوى نخبــوي ؟ " و قد‬ ‫أمثلة عن نساء رائدات‪.‬‬ ‫في تونس ممن نعرفهم ومن ال نعرفهم من أجل‬ ‫األذى وهم يؤدون دورهم التاريخي في التوعية‬ ‫في آن‪ ،‬بحيث ال يتردد في قول ما يجب وكما‬
‫جاءتنا الردود على النحو التالي ‪:‬‬ ‫‪ -‬أبو عاصم سالم " ملاذا ال تتو ّفر‬ ‫يا محقى ‪ ..‬؟‬
‫أن يكون لنا جميعا دو ٌر تاريخي في ترسيخ‬ ‫واإلصالح وفي مواجهة معوقات التقدم سواء‬ ‫يجب وال يخجل من كشف املعوقات والرداءات‬
‫‪ -‬أمني زبير "أراه نخبوي في بعض‬ ‫اجلريدة خارج تونس فالرجاء التفكير في هذه‬ ‫األمة الثكىل ‪..‬‬
‫وماذا تستطيع ّ‬ ‫مبادئ التوافق والتعاون وآداب االختالف‬ ‫كانت معوقات فكرية أو ثقافية أو سياسية أو‬ ‫ومقدمات الفوضى ولكن دون تشاؤم وال‬
‫خاصة القسم‬ ‫ّ‬ ‫األقسام و هزيل في أخرى‬ ‫املسألة أسكن في فرنسا و أو ّد اقتناءها"‬ ‫تدينية وتلك كانت أخالق الفالسفة واألنبياء‬
‫أمام جناية السفاح والطاغي ‪..‬‬ ‫والتحاور وقيم التواضع والتراحم وأخالق‬ ‫تثبيط عزائم‪ ،‬فالثقافة متفائلة بطبعها ومن‬
‫ميت إلى اإلسالم بصلة "‬ ‫الفنّي أراه ال ّ‬ ‫‪ -‬بلقاسم الصغيّر "ينتظر الناس من‬
‫التعفف والصدق والترفع عن الصغائر التي ال‬ ‫واملصلحني وتلك أيضا أهم عوامل جناح املثقف‬ ‫أوكد مهام املثقف هو استنبات قيم احلياة‬
‫‪ -‬أماني الواد "أرى أنّها ذات محتوى‬ ‫أصحاب املشروع اإلسالمي البدائل الرائدة‬ ‫والثوره ؟‬
‫َ‬ ‫اللعنات واإلقدام‬
‫سوى َ‬ ‫تليق ال مبثقف وال بسياسي‪...‬املثقف ال ينساق‬ ‫في آداء رسالته التاريخية‪ ...‬املثقفون الذين‬ ‫ومشاتل املستقبل الدائم ‪ ...‬ال يليق مبثقفني‬
‫مرجعي ال يفقد بريقه بالتقادم"‬ ‫في جميع امليادين‪ ،‬ومنها بالطبع مجال‬
‫فغوروا يف ثناياكم‬ ‫وراء الشارع إمنا يحرص على أن يكون منارة‬ ‫ال يكفون عن جلد مجتمعاتهم وعن التعالي‬ ‫ٌ‬
‫اصطفاف حزبي يلعبون فيه‬ ‫ومبدعني وفنانني‬
‫‪ -‬محمد الهادي املباركي "نعم يجب‬ ‫الصحافة املكتوبة‪ ،‬واملتص ّفح جلريدة الفجر‬
‫التوجه إلى املواطن العادي و اهتماماته"‬ ‫ال يالحظ متيّزا يبرزها عن باقي الصحف‬ ‫الشوارع حتى وإن حلق به بعض أذى فإذا‬ ‫والنرجسية وعن التحريض والشتيمة وعن‬ ‫دور "احملارب" يتسلحون مبفردات مؤذية أو‬
‫ّ‬ ‫أو اندحروا أو انتحروا‬
‫‪ -‬محمد شوشان " بصراحة جريدة‬ ‫سوى بعض املقاالت املتميّزة للدكتور عبد‬ ‫كان السياسيون في الغالب يقولون ما تريده‬ ‫املغالطة والتضليل ال مكانة لهم في مجتمعاتهم‬ ‫محرضة على اإليذاء أو يلعبون دور "الضحايا"‬
‫الفجر جريدة تث ّقف ياسر و فيها برشة‬ ‫النجار واألستاذ الصحبي عتيق‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫املجيد‬ ‫وذوبوا يف مناياكم‬ ‫العامة فإن املثقف يقول ما تقتضيه احلياة في‬ ‫وال مستقبل لهم سوى ما سيترسخ في أنفس‬ ‫إيهاما بجرائم يودون إلصاقها بطرف سياسي‬
‫حاجات"‬ ‫املتص ّفح ينتظر إبداعا في اإلخراج‪ ..‬في اختيار‬ ‫كل أبعادها ‪.‬‬ ‫ضحاياهم من خدوش أو في أذهانهم من‬ ‫بهدف جترميه ثم معاقبته وإقصاؤه‪..‬وال‬
‫ِ‬
‫احات‬‫والس‬
‫اجلدران ّ‬
‫َ‬ ‫دعوا‬
‫‪ -‬حمزة بن عبد الله "ال‪ ،‬هي صحيفة‬ ‫املواضيع في جودة الصور‪ ،‬في الكاريكاتور‬
‫واألجواء صافية ً ‪..‬‬
‫َ‬
‫شاملة عامة مهت ّمة بجميع ما يه ّم التونسيني‪..‬‬
‫ينقصها بصراحة فقرة للتعريف بأعالم‬
‫املعبّر والواضح و الهادف‪ ..‬برامج تغطية‬
‫للجهات ذات االحتياجات التنموية‪"..‬‬ ‫ب‬ ‫بال صورٍ وال ُ‬
‫نص ٍ‬ ‫الهـادي بـن محمـد ـ بئـر المشارقــة‬ ‫الفجـــــ ُر قــــــ ْد بَـــــ َز َغ‬
‫تونس املنسيّني أيضا أنصحكم بقسم‬ ‫‪ -‬محمد بلعيد " ال ب ّد من تخصيص ركن‬
‫و ال ذكرى ‪..‬‬ ‫الصـادقيـــــن وكــل مـن صبــــــروا‬ ‫ّ‬
‫للتكنولوجيا من امليكانيك واالكتشافات‬ ‫للصغار ولم ال ركن ترفيهي"‬ ‫وبشـــر ّ‬ ‫***‬ ‫هـــا أنــت عــــدت فــال ظيــــــم وال كــــــــدر‬
‫الطبية والعلمية عموما‪"..‬‬ ‫‪ -‬نبيل درغوث "في العدد الفارط ق ّدمت‬ ‫واألحلان‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الكلامت‬ ‫دعوا‬ ‫بشـرى لـمــن طاملــــــا بزوغـــه انتظــــــروا ‬ ‫*** ‬ ‫الفجــر قــد بــزغ عــــــــــــادت بشـائـــــــره‬
‫وا َمل ْع َ‬
‫نى ‪..‬‬ ‫ملشيئـــــــة للـــــورى أرادهـــــــــا القـــــــــدر ‬ ‫*** ‬ ‫كـذلــــك شـــــــاء ر ّبـــــــــك فــــال عجبــــــــــا ‬
‫�أ�شهــد �أ ّنــي منــذ اليــوم‪ ...‬نه�ضـــوي‬ ‫فإنا قد نسيناكم ‪..‬‬ ‫فقل بمـــن راهنــوا اليــــوم قد خســـــــروا‬ ‫*** ‬ ‫و ّلـى ّ‬
‫الدجى واختفــت أدرانـــه حميــــــت ‬
‫ولستم من موالينا‬ ‫ّ‬
‫وجــل مـن فهــــــروا ‬ ‫وزفـرة املسحــــــوق‬ ‫*** ‬ ‫مـــرد لـهــــــــــا ‬ ‫فـدعـــــــوة الـمظلــــــــوم ال‬
‫السابع من نوفمبر فجر التّغيير” وقس على ذلك‬ ‫صانع حت ّول ّ‬ ‫إسالميّة حقيقيّة كتركيا التي تضاعف دخل الفرد فيها خمس‬ ‫أقلّب صفحات اجلرائد ك ّل يوم‪ ،‬أقرأ عن األحزاب‪ ،‬أن ّقب في‬ ‫ّ‬
‫كثيرون قبضوا املاليني الكثيرة ملج ّرد تعدد ّية مز ّيفة يوم كان‬ ‫الصواريخ‬ ‫م ّرات في العشر ّية األخيرة وإيران التي تصنع ّ‬ ‫التوجهات لهذا وذاك‪ ،‬أقرأ الكتب‪ ،‬أبحث في التّاريخ‪ ،‬تاريخ ك ّل‬
‫ّ‬ ‫ولسنا من رعاياكم‬ ‫كانـــوا ســرابــــا فـــال غيــــــب وال مطـــــــر‬ ‫*** ‬ ‫سقـــط ّ‬
‫الطغـــاة فــال قـــامــوا وال عـــــــادوا ‬
‫السجون أو في املنافي‪،‬‬ ‫اإلسالميّون يذوقون الويالت إ ّما في ّ‬ ‫وال ّطائرات‪ ،‬واحتار العالم في أمر برنامجها النّووي‪.‬‬ ‫حزب‪ ،‬نضاالت هذه التيّارات التي زادت عن الستني‪ ،‬ولسائل‬ ‫فسيحوا أينام شئتم‬
‫ُ‬
‫تقطع أرزاقهم وجت ّفف منابعهم ومنابع ك ّل من‬ ‫يوم كانت ّ‬ ‫قالوا ‪ :‬حركة متط ّرفة‪ ،‬أجابتهم ‪ :‬شعاري التّسامح‬ ‫أن يسال ‪ :‬ملاذا هذا اجلهد ؟‬ ‫خانــــــوا األمانــــــة فكــــــان أن خســــروا‬ ‫*** ‬ ‫سحقــــا هلــــم هكــــذا األقـــــدار تلعنـهــــــم ‬
‫إسالمي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يشتبه في أنّه‬ ‫والوسطيّة واالعتدال‪ ،‬ببساطة يا سادتي أعلن أنّي منذ اليوم‬ ‫ببساطة ألني أريد أن أضع هدفا حلياتي‪ ،‬مسارا أسير فيه‪،‬‬ ‫ُف َ‬
‫رادى ‪ ..‬دونام ٍ‬
‫لغة ‪..‬‬ ‫يف بحرهـــا ّ‬
‫الطامــــي الثّــــورات تنصهـــر‬ ‫*** ‬ ‫وثــــورة الـمجـــــد بالكرامــــــة وصفــــــت ‬
‫ص ّرح اإلعالمي عبد العزيز اجلريدي في حلظة تأ ّثر أحسبها‬ ‫نهضوي‪ ،‬وكيف ال أكون وأنا أقلّب خمسة أعداد جلريدة الفجر‬ ‫توجها فكر ّيا أنتسب إليه‪ ،‬فكرة أدافع عنها‪ ،‬جماعة تش ّد أزري‬ ‫ّ‬ ‫شعب ‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫أرض وال‬
‫وال ٍ‬
‫الصدق الذي لم يعرفه طيلة مسيرته ّ‬ ‫حـــدهــــــــــا بصـــــــــر‬
‫ّ‬ ‫الرمحـــــــــــــان فــــي جنّـــــــــة ال‬
‫شهــــداءهـــــــــا أحيــــــــاء يــرزقــــــــون لـــــــدى ّ‬
‫الطويلة على رأس‬ ‫قاربت ّ‬ ‫فال أجد ثلبا حلزب واحد وال أجد دعوة واحدة لألخذ بالثّأر أو‬ ‫وأش ّد أزرها‪ ،‬لقد بلغت الثّالثني وال أعرف غير فرق ال ّرياضة‬
‫الصحف‪ ،‬قال ‪“ :‬لم تكن عندي شجاعة اخلواجنيّة‪”...‬‬ ‫للعنف أو لالنتقام بعد سني العذاب املريرة‪ ،‬الثّورة عند النّهضة‬ ‫مراياكم‬
‫ُعراة ًيف َ‬ ‫قــد أنجـز املستحيـــــــل ونحــن نفتخـــــر‬ ‫*** ‬ ‫بالشبــــــــاب فــإ ّنــــــــه‬
‫بشـــــرى لتـونـــــس ّ‬
‫بعض ّ‬ ‫واملهرجانات‪ ،‬هذا ما ُس ّوق لي وهذا ما وجدت‪ ،‬ولكني ندمت‬
‫ّ‬
‫قالها في التّلفزة في قناة التونسيّة أمام عالء الشابي‪ ،‬لن‬ ‫يا سادتي لم تبدأ يوم ‪ 14‬جانفي‪ ،‬بدأت قبلها سنني كثيرة‪ ،‬في‬ ‫توجهي‪،‬‬‫اآلن‪ ،‬واآلن أريد أن أغيّر من ذاتي ومن فكري ومن ّ‬ ‫دم الشهداء بوصلة ٌ‬
‫ُ‬ ‫فشعــــت ّ‬
‫الشمـــس فـي عليـــاء والقمــــــر‬ ‫ّ‬ ‫***‬ ‫ارحـــل‪ ،‬فقــد صاغهـــــا لألرض قـــاطبـــــة ‬
‫أحاسبك يا سيّدي‪ ،‬ولم أطلب منك يوما أن تكون شجاعا وال‬ ‫حياتي أنا‪ ،‬بدأت الثورة عند النّهضة منذ أ ّيام‪ ،‬كنت أجت ّول مع‬ ‫العجيب أني وجدت شبه إجماع بني احلساسيّات السياسيّة‬ ‫التاريخ والقانون َ‬
‫ُ‬
‫واحلاكم‬ ‫هم‬
‫أن تدعم اإلسالميّني بكلماتك ومقاالتك‪ ،‬ولكن أسألك ‪ :‬ملاذا نلت‬ ‫صديقاتي في شارع احلبيب بورقيبة وغيره‪ ،‬أشرب العصير‬ ‫سب حزب واحد‪ ،‬شتمه‪ ،‬قذفه بأبشع النّعوت‪،‬‬ ‫املختلفة على ّ‬
‫منهم سنني طويلة ؟ ملاذا ظللت تأكل حلمهم حيّا لعقود ؟ جبنك‬ ‫وأمازح من أشاء وأشتري ما أريد‪ ،‬وأحتسي الشاي في املقهى‬ ‫فهو رجعي ومتط ّرف وعنيف ومسلّح وأمواله كثيرة تأتيه‬ ‫سئمناكم‬
‫ورب عذر أقبح من ذنب‪ ،‬ما أكثر الذين‬ ‫يا سيّدي ال يب ّرر أفعالك ّ‬
‫خانوا الوطن والقضيّة باألمس القريب وصاروا اليوم ثائرين‬
‫أحب‪ ،‬وكان حتت قدمي في تلك األ ّيام‪ ،‬أ ّيام التّسعينات‬ ‫الذي ّ‬
‫رجال يذوقون األم ّرين في سراديب الداخليّة من أجل فكرة‪ ،‬من‬
‫من اخلارج‪ ...‬و و و‪ ...‬عجبا أليست هذه أراجيف املخلوع‬
‫وعصابته وبورقيبة من قبله ؟ عجبا‪ ،‬ما جرم حركة “النّهضة”‬
‫عماد الدريدي‬
‫ال ّثــــ ْو َر ْه‬
‫كبارا على وضع فاسد كانوا هم جزءا من فساده وغنموا في‬ ‫أجل عقيدة‪ ،‬من أجل مستقبلي‪ ،‬كنت ال أبالي بهم‪ ،‬بل ال يه ّمني‬ ‫؟ ما ذنبها ؟ اتّهموها بتوظيف الدين ألغراض سياسيّة وجلست‬
‫العهدين‪ ،‬أ ّما عنّي أنا اليوم فإني نهضوي‪ ،‬ألنّ النّهضة قالت‬ ‫أمرهم‪ ،‬ك ّل ما أسمع عنه أنّ دولتي العتيدة بقيادة حامي احلمى‬ ‫أمام التلفزيون أتابع ندوة صحفيّة للوزير األ ّول في احلكومة‬ ‫ناش ْد ُت ِك اهلل ال ْ‬
‫خت ِذلينا‬ ‫َ‬ ‫اجرِ فيِ َو ْح َل ا َملايض‬
‫ْ‬ ‫اإلالهي‬
‫ّْ‬ ‫ضب‬
‫الغ ُ‬‫أنت َ‬
‫ِ‬ ‫اجلميالت‬
‫ْ‬ ‫ُأ ِ‬
‫قس ُم أ َّن ِك أمجل‬
‫نعم للحر ّية ودفعت الثّمن من حلم أبنائها وأعصابهم وأموالهم‬ ‫وال ّدين تسيطر على شرذمة ضالّة‪ ،‬اليوم زهق الباطل وحقّ‬ ‫املؤ ّقتة فوجدته يفتتح كالمه بآية قرآنية‪ ،‬واملخلوع من قبله كان‬ ‫تتحويل ْأفيون ًا ُيفنينا‬ ‫و ُكني ُسيو ًال َّ‬ ‫نبي‬ ‫أنت ُن ٌ‬
‫ِ‬ ‫األمريات‬ ‫أن ِع ْط ِ‬
‫رك َعال ُعطور‬ ‫و َّ‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫هد َار ْه‬ ‫بوة و ال ّْ‬ ‫ْ‬
‫ومستقبلهم ألنّ أيادي أصحابها نظيفة‪ ،‬ال يسرقون وال يعرفون‬ ‫احلقّ ‪ ،‬فصار حامي احلمى وال ّدين هو املخلوع‪ ،‬ودولته هي‬ ‫يختتم بآية أخرى وبورقيبة قبلهما ال يخلو خطاب من خطبه‬
‫ال تكوين طاغوت ًا‪..‬ال تكوين جربوت ًا‬ ‫و تر َّبعي و ُكني القايض‬ ‫دموع الثَّكال‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫مسحت‬ ‫الر ْح ْله‬ ‫و أ َّن ِك ب ُ‬
‫ِداية ِّ‬
‫الصدق كلّه‪ ،‬لن أظلم بعض املخلصني‬ ‫للسرقة معنى‪ ،‬وألني أريد ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشرذمة الضالّة هم رجال الله الذين قالوا‬ ‫دولة الفساد وبأنّ ّ‬ ‫من آية‪ ،‬وال يتّهم أحد منهم بالتّوظيف‪ ،‬النّهضة يا سادتي‬
‫من غير النّهضة سياسيّني كانوا أو حقوقيّني أو سواهم‪ ،‬فمنهم‬ ‫ال لل ّظلم‪ ،‬ال للفساد‪ ،‬ال لالستبداد‪ ،‬نعم للحر ّية‪.‬‬ ‫توظف الدين لغايات سياسو ّية‬ ‫مرجعيّتها عربيّة إسالميّة ال ّ‬ ‫كان أغىل ا ُمل ْ‬
‫هور‬ ‫َم ِ‬
‫هرك َ‬ ‫اره‬ ‫طهري ُن ً‬
‫فوسا َّأم ْ‬ ‫و ِّ‬ ‫حطب احلماّ َل ْه‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫حرقت‬ ‫و‬ ‫و أ َّن ِك هناية املِ ْح ْ‬
‫نه‬
‫السجون‪ ،‬ولكني لم أجد أجرأ‬ ‫من ج ّرب املنافي ومنهم من ذاق ّ‬ ‫األحزاب التي تكتّلت واجتمعت كلمتها اليوم لتنال من‬ ‫ّ‬
‫وال سياسيّة‪ ،‬قالوا ‪ :‬تستعمل املساجد‪ ،‬أجابهم الشيخ راشد‬
‫رت كنّا صقور ًا و ُن ْ‬
‫مور‬ ‫إن ِ‬
‫أنت ُج ِ‬ ‫ْ‬ ‫ور‬ ‫و كسرَّ ي َصمت ُ‬
‫الق ُص ْ‬ ‫طعت رِ قا ًبا و ُن ْ‬
‫حور‬ ‫ِ‬ ‫و َق‬ ‫بور‬ ‫و أ َّن ِك اإلِن ِت َص ُار و ُ‬
‫الع ْ‬
‫في احلقّ من أبناء حركة النّهضة الذين ق ّدموا لله والوطن أزيد‬ ‫النّهضة أين كانت في املاضي ؟ ماذا صنعت ؟ إنّها إما مستكينة‬ ‫‪“ :‬من كان مح ّدثي عن الدين في هذا املسجد فليقل ما يشاء‪،‬‬
‫من ستني شهيدا‪ ،‬فليقبلوني أخا لهم وليعذروا تقصيري في ما‬ ‫املترشحني القدامى لالنتخابات‬ ‫ّ‬ ‫أو مص ّفقة داعمة‪،‬ألم يقل أحد‬ ‫ومن أراد اخلوض في أمر النّهضة فإنّ للنّهضة منابرها غير‬ ‫ِع ُ‬
‫طر ِك يا سيديت‬ ‫ِع ُ‬
‫طر ِك يا سيديت‬ ‫ِع ُ‬
‫طر ِك يا سيديت‬
‫سبق‪ ،‬فقد كنت أعمى واليوم أبصرت‪.‬‬ ‫بترشحي ملنافسة رئيس‬ ‫ّ‬ ‫الرئاسيّة الصور ّية ‪“ :‬أنا ال أطمح‬ ‫هذا املسجد”‪ ،‬قالوا رجعيّة‪ ،‬أجابتهم أوليس أنّ أكثر البلدان‬ ‫للقــراء‬
‫ّ‬ ‫طور‬
‫الع ْ‬ ‫عال َّ‬
‫كل ُ‬ ‫طور‬
‫الع ْ‬ ‫عال َّ‬
‫كل ُ‬ ‫طور‬
‫الع ْ‬ ‫عال َّ‬
‫كل ُ‬
‫مطــاوع رويــس‪ -‬مساكن‬ ‫ّ‬
‫ال ّدولة‪ ،‬وإنمّ ا لتكريس الدميقراطيّة والتعدد ّية التي بشر بها‬ ‫اإلسالمية تط ّورا وتق ّدما اليوم هي من قام على أسس فكر ّية‬
‫ت�صل ال�صفحة �إ�سهامات كبرية من ال�سادة القرّاء‪ .‬وحتر�ص‬ ‫***‬ ‫***‬ ‫***‬
‫الفجر على ن�شرها تباعا‪ ..‬الرجاء تفهّ م حمدودية امل�ساحة‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪ ..‬إلى فجر جديد‬ ‫اجلمعة ـ ‪ 20‬ماي ‪2011‬‬

‫عصرة قارص‬ ‫الـمقــامـــة ّال�شجنيـــة‬


‫كثرت احلركات واألحزاب‪..‬‬ ‫و ُينش ُد‪:‬‬ ‫ح ّدث رجل من جنوب األرض قال‪:‬‬
‫واحتار املواطن‪ ..‬واألحباب‪..‬‬ ‫ِ‬
‫انتفضت يا سدو ْم؟‬ ‫هالّ‬ ‫نش� ّد الرحال لطل�ب ال ُعلو ْم‪ ،،‬حتّ�ى بلغْنا بل�د َة ُيقال لها‬
‫كنّ�ا ُ‬
‫يف شكل االختيار‪ ..‬واالنتخاب‪..‬‬ ‫ِ‬
‫لتَ ْكنُسي هذا الغشو ْم‪.‬‬ ‫س�دو ْم‪ .‬بها ش�يخٌ ُيد ّرس البالغة‪ ،،‬وحس�ن النظ�م والصياغة‪.‬‬
‫حمب ومريد‪..‬‬
‫ّ‬ ‫مجيعهم يف اهلو ّية‬ ‫فوجدنا محلَّه أشب َه باخلاوي‪ ..‬إالّ من عجوز وال ّراوي‪ .‬سلّمنا فر ّد‬
‫وللكرامة واحلر ّية‪ ..‬إماء وعبيد‪..‬‬ ‫ف‪ ،،‬و ُقلن�ا ذهب‬ ‫الس�يْ ْ‬‫الس�ا ِع ُد األع�ز ُل عل�ى ذي ّ‬ ‫وانتص�ر ّ‬ ‫ش�جي‪،،‬‬
‫ّْ‬ ‫السلا ْم‪ ،،‬وس�ألنا ُه عن أبي متّام‪ .‬فه ّز عقيرته بصوت‬
‫الديمقراطية‪..‬‬ ‫الديمقراطية‪ ..‬وما أدراك ما‬ ‫ّأما عن‬
‫يطلب‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫‪،،‬‬ ‫وحي‬
‫ّْ‬ ‫حي‬
‫ٍّ‬ ‫بني‬ ‫ٌ‬
‫خالف‬ ‫إال‬ ‫راعنا‬ ‫فما‬ ‫‪.‬‬ ‫ْ‬
‫واحلي�ف‬ ‫الطاغي ُة‬ ‫ّدي‪.‬‬
‫وعينه تهمي على خ ّده الن ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املل�ك بهم يتر ّبصون‪ ،،‬بكلّ‬ ‫القص َر والكألَ وال َّر ْي‪ .‬ونس�وا ُحلفا َء ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فالكل يدّ عي أنه يف غرامها‪..‬‬
‫ْ‬
‫السيوف‪ ،،‬ويردوا‬ ‫ْ‬ ‫مس�نونْ ‪ .‬وكادوا ُيج ّردوا‬ ‫ْ‬ ‫محٍ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ٍ‬
‫د‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫مه‬ ‫ٍ‬
‫سيف‬ ‫يا زهر َة اللوز في العينني أحفظها‪،‬‬
‫سقط منذ زمن بعيد‪..‬‬
‫احلتوف‪ .‬فقال أبو متّا ْم‪ ،،‬على ِر ْس�لك ْم أ ُّيها الكرا ْم‪ .‬خذوا من ك ّل‬ ‫ْ‬ ‫وال أنام ألنّ اجلفن يؤذيها‪.‬‬
‫مجيعهم عىل مصالح ّ‬
‫الشعب أمناء‪..‬‬ ‫ح�ي ُغالما فتِيّا‪ ،،‬ويك�ونُ ُحك ُمكم جماعيّ�ا‪ .‬وذاك خيْ ٌر من األ ْم ِر‬ ‫اللمس يطفؤها‪،‬‬ ‫وشعلة النّار أخشى‬‫ُ‬
‫ٍّ‬ ‫َ‬
‫مجيعهم لدماء ّ‬
‫الشهداء‪ ..‬أوفياء‪ ..‬أوفياء‬ ‫بي‪ ،،‬ودعا أبناء‬ ‫والطا َع�هْ‪ ،،‬وال تجُ ْ ِم ُع على خطإٍ ج َماعهْ‪ .‬فقام أبو أ ُ ّْ‬ ‫ّ‬ ‫وأخشى أن تحُ رِقَ الدنيا وما فيها‪.‬‬
‫ّأما عن التّشغيل‪ ..‬فلدهيم أعزّ اخلرباء‬ ‫ال�رأي عنْدي‬ ‫ُ‬ ‫ح�ي‪ .‬وقام أبو الولي� ْد‪ ،،‬وقال ما هذا‬ ‫أختِ�ه من ك ّل ّْ‬
‫وعن التّهميش وداء الزّ طلة واحلشيش‬ ‫ِ‬
‫وس�يوف األع�داء عل�ى األعناقْ ‪ .‬ال‬ ‫ُ‬ ‫بس�دي ْد‪ .‬وبقوا في ش�قاقْ ‪،،‬‬ ‫فأيقنّا بأم ٍر جل َ ْل‪ ،،‬وقلنا مات وارحت ْل‪ .‬وامتألت منا ّ العيونْ ‪،،‬‬
‫فجميعهم يدّ عي احتكار الدّ واء‪..‬‬ ‫ُصحاً‪ ،،‬وال يلتمسون نجُ حاً‪.‬‬ ‫يسمعون ن ْ‬ ‫وقلن�ا إنّا إلي�ه راجع�ونْ ‪ .‬فق�ال‪ :‬أرى أنكما م�ا عرفتما م�ن قب ُل‬
‫«جتمد املاء»‪..‬‬ ‫وأن له يدا‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫فأس�رج أبو متّام فرس� ُه البلقا ْء‪ ،،‬وقال ما عاد لي بينكم من‬ ‫مدينتنا‪ ..‬وال علمتم مصيبتنا؟‪ .‬فأ ّيدنا مقال ُه باإلشارة‪ ،،‬وانتظرنا‬
‫ّ‬
‫الصغر هبا شغوف‪..‬‬
‫بقا ْء‪.‬‬ ‫تبيان اخلبَ ِر وإظها ِر ْه‪.‬‬
‫ّأما حقوق اإلنسان‪ ..‬فهو منذ ّ‬
‫ُ‬
‫فنظر إلى العجوز نظرة من يطل ُب املعونة‪ ،،‬فنطقت دونه‪،،‬‬
‫وعن أخبارها‪ ..‬دائام ملهوف‪..‬‬
‫بائسا حتّى أُقي َم مع القطيع‪.‬‬
‫لس ُت تيْ ًسا ً‬
‫أنا ْ‬ ‫« كان علينا مل ِ ٌك ُمس�تب ّْد‪ ،،‬أهلك احل ْرثَ وش ّرد الول ْد‪ .‬فأجمع‬
‫وطاملا أكل بسببها «الكفوف»‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫الق�و ُم على العصيانْ ‪ ،،‬وقيل ال خي َر في أ ُ ّم ٍة ُتهانْ ‪ .‬ف َقتل منّا جمعا ً‬
‫فتذكروني يوم ٍ‬
‫بؤس سالبا ع َّز اجلمي ِع‬
‫ومستعدّ من أجلها أن يسقط يف «هفهوف»‪..‬‬ ‫وفاضت روحه سدى‪.‬‬ ‫ش ْربا ً صديداَ‪ .‬وكان أبو متّام يشح ُن‬ ‫العذابات ِ‬
‫ِ‬ ‫عديداَ‪ ،،‬وسقانا من‬
‫أن هناك معرضا لألحزاب‬
‫وشاع يف البالد ّ‬ ‫منصف الساليمي‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬
‫العزائ ْم‪ ،،‬ويقول ال فرق بني األذلة والبهائم‪.‬‬
‫للصناعة أوالكتاب‪..‬‬
‫وليس ّ‬
‫قلت‪ّ ..‬‬
‫أطلع‪ ..‬قبل االختبار واملحاسبة‪ ..‬فهذه أعزّ مناسبة‪..‬‬
‫ّ‬
‫بدأت بالتّجوال‪ ..‬ككل مستهلك وحريف‪..‬‬
‫فاستوقفني جناح «احلزب الوطني النظيف»‪..‬‬
‫ركن �سحنون اجلوهري‬ ‫بال�سـواك احلـــا ّر‬
‫رئيسه‪ ..‬وسيم‪ ..‬وظريف‪..‬‬
‫باإلطالع عىل ّ‬
‫امللف‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬أتسمح ّ‬ ‫أنّها بطولة وجرأة‪ ،‬وأنّها هلوسة‪ ،‬وأنّها‬ ‫قلنا‪ :‬ما نحسبها إ ّال معزوفة التشويه‬ ‫سب حركة‬
‫ّ‬ ‫قالوا‪ :‬شاعر يحترف‬
‫فقال ‪ :‬دقيقة‪ ..‬وإىل غرفة صغرية دلف‪..‬‬ ‫تخمينات‪ ،‬وأنّها تستدعي االعتذار‪،‬‬ ‫حيس اجلمرة‬
‫ّ‬ ‫التي طاملا استهدفتنا‪« ،‬وما‬ ‫النهضة ويعتبرها رأس الشيطان‪.‬‬
‫ّثم أمدّ ين بمطو ّية‪..‬‬
‫وأنها‪ ...‬وأنّها‪..‬‬ ‫كان اليل يعفس عليها»‪.‬‬ ‫خضم محلة القمع التي‬ ‫ّ‬ ‫قلنا‪ّ :‬ادعى يف‬
‫أن‬
‫كل يشء ّ‬ ‫قلنا‪ :‬ملاذا ننسى قبل ّ‬ ‫شنّها بن عيل عىل النهضة يف التسعينيات‬
‫وأقسم أن جيعلها يل هد ّية‪..‬‬
‫الرجل قاض أمضى حياته يف التحقيق‪،‬‬ ‫قالوا‪ :‬هناك من يخشى ضيق الفترة‬ ‫أن النهضاويني عازمون عىل قتله‪ ،‬وأكمل‬ ‫ّ‬
‫الوصية‪..‬‬
‫ّ‬ ‫فسارعت إىل فتح‬
‫وأن كالمه إن مل يصدق ك ّله ال ُيرمى‬
‫ّ‬ ‫الفاصلة عن موعد االنتخابات‪.‬‬ ‫ديكور «احلرب عىل اإلرهابيني» فقبله‬
‫فوجدت مكتوبا فيها ‪:‬‬
‫بعضه‪،‬‬ ‫قلنا‪ :‬لن ُتفرز االنتخابات حتت‬ ‫الدكتاتور يف «املعارضة املرشوعة» وو ّاله‬
‫فر وابتعد‪..‬‬
‫أسوة بمن ّ‬
‫الضغط الزمني هياكل دستورية أو‬ ‫الشعر‪ ،‬وأصبح ديوان شعره‬ ‫عىل مملكة ّ‬
‫ويف إطار تشغيل خرجيي اجلامعات‪..‬‬
‫قالوا‪ :‬ال ب ّد من محاسبة القنّاصة‬ ‫أقل استقرارا أو كفاءة من‬ ‫ّ‬ ‫سياسية‬ ‫التجمع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ب‬ ‫ع‬‫يف مكتبات ُش َ‬
‫وضحايا نظام «أمد»‪..‬‬ ‫واجلالّدين‪.‬‬ ‫أقل رشعية‬ ‫حكومة الدكتاتورية‪ ،‬وال ّ‬ ‫نصري للقضية الفلسطينية‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫وادعى أ ّنه‬
‫ّ‬
‫كل إخويت وزراء‪..‬‬‫يقع تعيني ّ‬ ‫قلنا‪ :‬عىل الطيف السيايس التونيس‬ ‫ّ‬
‫مؤقتة‪ ،‬فقط ال تز ّيفوها‪..‬‬ ‫من حكومة‬ ‫حزب ألمسية مساندة إليقاف‬ ‫ٌ‬ ‫فاستدعاه‬
‫وأبناء عمومتي مدراء‪..‬‬ ‫فتح صدره بحجم الثورة الحتضان من‬ ‫وستصبح تونس حمكومة من ّ‬
‫كل‬ ‫القصف بقنابل الفسفور عىل أطفال‬
‫ّ‬
‫وأقل منصب ألصهاري سفراء‪..‬‬ ‫تصدق ّنيته منهم‪ ،‬وليس عربدة الطفل‬ ‫شعبها‪ ،‬بال عقلية احلزب الواحد‪ ،‬وال‬ ‫غزّ ة يف أوج حرب ‪ 2009‬فقبل مشكورا‬
‫وبقية احلاشية بني عميد ومعتمد‪..‬‬
‫ّ‬ ‫الغاضب ليزيد من يأسهم واصطفافهم‬ ‫املقدس‪ .‬كام لن تكون‬ ‫ّ‬ ‫الزعيم األوحد‬ ‫مقابل كايش مائة ومخسني دينارا‪ .‬ومل‬
‫فقلت ‪ :‬يا للعجب‪..‬‬ ‫الر ّدة ونعني‬
‫فنعبأ صفوف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ضد شعبهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألي كان‪.‬‬‫مقدراهتا بعد الثورة هنبا ّ‬
‫ّ‬ ‫ينس يومها‪ ،‬وحتى من ذلك املنرب‪ ،‬أن‬
‫الوجه ليس عنّي‪ ...‬بغريب‪..‬‬ ‫عىل الثورة‪.‬‬ ‫معرضا بحركة‬ ‫يسب «الظالمية»‬ ‫يبدأ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تفرست يف مالحمه‪ ..‬من قريب‪..‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫رسولنا عليه السالم قال ملن عذبوه‬ ‫قالوا‪ :‬جدل بني قطاعات احملامني‬ ‫محاس ‪.‬‬
‫هون عليك‪..‬‬
‫قال ‪ّ :‬‬ ‫ّ‬
‫وعذبوا أصحا َبه‪ ..‬ملن قتلوا ّأم عماّ ر حتت‬ ‫والقضاة وعدول اإلشهاد وخبراء‬ ‫وادعى اخلربة بالشعر‪ ،‬وعادى حركة‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫الذاكرة قد ختون‪..‬‬ ‫التعذيب من أجل الرأي‪ ..‬ملن أكلوا من‬ ‫احملاسبني حول مشروع القانون‬ ‫النهضة خوفا عىل قارورة اجلعة‪ ،‬ونيس‬
‫واحذر أن تصاب باجلنون‪..‬‬ ‫كبد أخيه ورفيق دربه محزة كراهية‬ ‫األساسي ملهنة احملاماة‪.‬‬ ‫أن تاريخ احلضارة اإلسالمية هو تاريخ‬ ‫ّ‬
‫أنا أحد ورثة «الفرعون»‪.‬‬ ‫وانتقاما ‪ ..‬قال هلم مجيعا‪“ :‬اذهبوا فأنتم‬ ‫قلنا‪ :‬ال خوف من اجلدل واالختالف‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ماّ‬ ‫ّ‬
‫أيب نواس‪ ،‬وبشار‪ ،‬وع ر ذي كناز وديك‬
‫فاسرتدهم من الظلامت إىل‬ ‫ّ‬ ‫الطلقاء»‪.‬‬ ‫وهبام ال تجُ مع ّ‬
‫األمة عىل ضاللة‪.‬‬ ‫اجلن ومخر ّيات األندلس وموسيقى‬ ‫ّ‬
‫النور‪ ،‬وبنى هبم أعظم حضارة يف التاريخ‪.‬‬ ‫األمويني والعباسيني وغرناطة‪.‬‬
‫الصادق الصغيري‬
‫ولن يعجز الوطن عن دفع د ّية قتاله‬ ‫قالوا‪ :‬شركة أوراجن تشتري شركة‬ ‫وادعى بدون أن ينتخبه أحد أنه من‬ ‫ّ‬
‫وإرضاء ذوهيم‪ ،‬وحسبهم أنهّ م أصبحوا‬ ‫بالنات تونس خلدمات االنترنت‪.‬‬ ‫فرسان اهليئة العليا لتحقيق أهداف‬
‫دعـــــــــوة‬ ‫منارات الطريق‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ودقة‬ ‫ّ‬
‫الشفافة‬ ‫قلنا‪ :‬نريد املعلومة‬
‫التفاصيل‪ ،‬فمملكة خدمات النت كانت‬
‫الثورة واإلصالح السيايس واالنتقال‬
‫بيت أه ُله عىل قطيعة‪.‬‬ ‫الديمقراطي يف تونس وبقي بوقا‬
‫يع ُم ُر ٌ‬
‫وقلنا‪ :‬ال ْ‬
‫�إىل ّ‬
‫كل �شاب و�شا ّبة بلغ ‪� 18‬سنة‬ ‫مرسوقة من الشعب‪ ،‬وال نأمن عمليات‬ ‫لإلقصاء بالشتائم وليس باحلجة واإلقناع‪.‬‬
‫تغضب‪ ،‬فهذا‬
‫ْ‬ ‫جيدا قبل أن‬ ‫وقلنا‪ّ :‬‬
‫فك ْر ّ‬ ‫تبييض األموال املنهوبة‪ .‬خصوصا وأن‬ ‫ودع عنك الباطل‪.‬‬ ‫وقلنا‪ :‬ارشب ْ‬
‫الوطنية‬
‫ّ‬ ‫بادروا باستخراج بطاقة التعريف‬
‫استقراء للتاريخ األهيل‪ ،‬وليس ال سمح اهلل‬ ‫املحاسبة تسري برسعة حلزونية ال تتمنّى‬
‫ستمكنكم من ممارسة ّ‬
‫حقكم يف انتخاب‬ ‫ّ‬ ‫التي‬ ‫بالدين‪..‬‬
‫خلطا للسياسة ّ‬ ‫مؤسسات التبييض أبطأ منها‪.‬‬ ‫حزب وحرك ٌة نسائي ٌة من‬ ‫قالوا‪:‬‬
‫ٌ‬
‫املجلس الوطني التأسييس يوم ‪ 24‬جويلية ‪2011‬‬ ‫اليسار يق ّدمان أمواال للشباب للتخريب‬
‫صاحب الكالم‬ ‫قالوا‪ :‬عن تصريحات السيد الراجحي‬ ‫خالل املسيرات‪.‬‬

You might also like