You are on page 1of 5

‫‪http://www.tunisia-school.

com‬‬

‫الستاذ جمال بوعجاجة‬


‫معهد منزل بورقيبة‬

‫إصلح مقال أدبي‬

‫الموضضضوع‪ :‬لئن تفنضضن رواد القصوصضضة فضضي اسضضتعمال السضضاليب‬


‫الفنية فإنهم قد اشتركوا في معالجة قضايا الواقع الجتماعي‪.‬‬
‫حلل هذا القول معتمدا شواهد دقيقة مما درست‪.‬‬

‫التحليل‪:‬‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫التمهيد‪:‬‬
‫إن القصوصضضة فضضي الدب العربضضي المعاصضضر فضضن محضضدث يقضضوم علضضى‬
‫مقومضضات تفنضضن الدبضضاء فضضي اسضضتخدامها اسضضتخداما يضضترجم وعيضضا حضضادا‬
‫بخصوصية هذا الشكل الدبي‪ ,‬ولم يكضضن الهضضدف مضضن ذلضضك غيضضر تصضضوير‬
‫الواقع الجتماعي رصدا لتناقضاته وانحرافاته‪.‬‬
‫الموضوع‪:‬‬
‫ولقضضد ذهضضب بعضضض النقضضاد إلضضى القضضول" لئن تفنضضن رواد القصوصضضة فضضي‬
‫استعمال الساليب الفنية فإنهم قد اشتركوا في معالجضضة قضضضايا الواقضضع‬
‫الجتماعي"‪.‬‬

‫ماي ‪2010‬‬ ‫‪1‬‬ ‫معهد منزل بورقيبة‬ ‫الستاذ جمال بوعجاجة –‬


‫‪http://www.tunisia-school.com‬‬

‫الشكالية‪:‬‬
‫فما هي أوجه التفنن في استعمال الساليب الفنية القصصية؟‬
‫ومضضا مظضضاهر اشضضتراك كتضضاب القصوصضضة فضضي معالجضضة قضضضايا الواقضضع‬
‫الجتماعي؟‬

‫الجوهر‪:‬‬
‫مقدمة الجوهر‪:‬‬
‫تستند مقولة الموضوع إلى ثنائيضضة الشضضكل الفنضضي والمضضضمون الضضواقعي‬
‫الجتماعي في تراوحهما بين تنوع الدباء في ممارسضضة المسضضتوى الول‬
‫وتوحدهم في معالجضضة المسضضتوى الثضضاني‪ .‬فمضضا أوجضضه الئتلف والختلف‬
‫بين كتاب القصوصة شكل ومضمونا؟‬
‫جوهر الجوهر‪:‬‬
‫نستخلص في المقام الول جملة من الساليب المتنوعة فنيا‪ ,‬وقد تفنن‬
‫كتاب القصوصة في تشكيلها على أنحاء مختلفة من البداع‪ ,‬ولعل أبرز‬
‫هضضذه السضضاليب الضضتي تشضضكل الختيضضار الفنضضي المتنضضوع ذلضضك التضضوجه‬
‫الكلسيكي في حكاية الفعضضال الضضذي يجلضضوه السضضرد الخطضضي المتعضضاقب‬
‫الذي ل يعمد فيه الكاتب إلى تكسير خطية الزمن‪ ,‬فتسترسل الحضضداث‬
‫من بداية معلومة إلى نهاية مرسومة دون ارتداد إلضضى الماضضضي أو قفضضز‬
‫إلى المستقبل‪ ,‬والمثل في ذلك ما ورد فضضي أقصوصضضة "نبضضوت الخفيضضر"‬
‫لمحمود تيمور فقضضد سضضرد لنضضا الضضراوي حيضضاة الغلم الحضضدب مضضن لحظضضة‬
‫ارتباطه بالمعلم بداية إلى لحظة التهامه للحلوى وتعضضوده علضضى العقوبضضة‬
‫في سبيل ذلك نهاية دون رجوع الى حياة الطفل قبل ذلك التاريخ وتلك‬
‫الحوادث‪.‬‬
‫وفضضي مقابضضل ذلضضك قضضد يعمضضد بعضضض كتضضاب القصوصضضة إلضضى السضضرد‬
‫الستشرافي الستباقي الذي يتطلضع إلضضى مضا ينبغضي أن يكضون لمضا هضو‬

‫ماي ‪2010‬‬ ‫‪2‬‬ ‫معهد منزل بورقيبة‬ ‫الستاذ جمال بوعجاجة –‬


‫‪http://www.tunisia-school.com‬‬

‫كائن كما الشأن في "حكاية الباب" لعز الدين المضضدني "يجضضب عليضضه أن‬
‫يخرج قبل خمس دقائق من الن"‪.‬‬
‫كما تنوعت أساليب القص بين التصضضوير الجتمضضاعي الجضضاد الضضذي يرصضضد‬
‫تفاصيل الواقضضع بدقضضة كمضضا "نبضضوت الخفيضضر" و"صضضادق" حيضضث انكشضضفت‬
‫ملمح حياة الغلم الحدب في الولى وأوجه معاناة الشضاب صضادق فضي‬
‫الثانية‪ ,‬والتصضضوير الهزلضضي السضضاخر فضضي أقصوصضضة "فضضي شضضاطئ حمضضام‬
‫النضضف" لعلضضي الضضدوعاجي إذ يرسضضم لنضضا صضضورة ركضضاب القطضضار و رواد‬
‫الشاطئ والباعضضة فيضضه تصضضويرا كاريكاتوريضضا طريفضضا‪,‬إضضضافة إلضضى النمضضط‬
‫الرمزي الذي يتخذ من شكل الحكاية نموذجضضا سضضرديا أقضضرب مضضا يكضضون‬
‫إلى القناع الواقي من وهج المباشرة ) حكاية الباب( ‪.‬‬
‫وتنوعت إلى ذلك أنماط الحوار بين الثنائي أو الجمضضاعي فضضي أكضضثر مضضن‬
‫أقصوصضضة والحضضوار البضضاطني خاصضضة فضضي "صضضادق" و"حكايضضة البضضاب" ‪.‬‬
‫واختلفت الرؤى أيضا حيضضث سضضيطرت الرؤيضضة مضضن الخلضضف الضضتي تجعضضل‬
‫الراوي عليما بباطن الشخصية القصصية‬
‫) رسم شخصية الغلم‪-‬صضادق‪ -‬المجضضرم( دون غيضاب للرؤيضضة الخارجيضة‬
‫والمصاحبة في النماذج الخرى ‪.‬‬
‫فلهذا التنضضوع مضضا يحقضضق الضضثراء والتناسضضب بيضضن نسضضق الحضضداث وسضضياق‬
‫الحديث دون نمطية في القضضص وتكضضرار فضضي أشضضكاله‪ ,‬فكضضل كتابضضة هضضي‬
‫تجربة مستقلة بأدواتها ومسالكها لكنها ل تخلو في المقابل مضضن رصضضيد‬
‫مشترك في موضوع الحكاية ومصادرها الواقعية‪.‬‬

‫فما هي القضايا المشتركة بين رواد القصوصة؟‬ ‫التخلص‪:‬‬

‫إننا في المقام الثاني من البحث في مواجهة واقع عربضضي مشضضترك بيضضن‬


‫الكتضضاب ‪ ,‬فهضضم ينوعضضون العضضزف علضضى وتضضر واحضضد‪ ,‬وان تنضضوعت ألحضضان‬

‫ماي ‪2010‬‬ ‫‪3‬‬ ‫معهد منزل بورقيبة‬ ‫الستاذ جمال بوعجاجة –‬


‫‪http://www.tunisia-school.com‬‬

‫أساليبهم‪ ,‬فكانت المواضيع متشضضابهة فضضي معالجتهضضا لنحرافضضات الواقضضع‬


‫وتناقضاته الصارخة‪.‬‬
‫فلقد مثل موضوع الفقر والمعاناة وتوتر العلقضات مشضغل أساسضيا فضي‬
‫"نبوت الخفير" والحجة على ذلك قول الراوي ‪ " :‬وكضضان الغلم يضضدعوه‬
‫أباه دون أن يعلم من معنى البوة والبنوة غير أمرين ‪ :‬غلظة وشراسضضة‬
‫من جانب الب وخوف وكره من جانب البن"‪.‬‬
‫وليست معاناة صادق ببعيدة عن هذا الوجه المأساوي ‪ ,‬فقد كان عاطل‬
‫عن العامل وعانى طويل عند اشتغاله بسبب قسوة المحامي عليه فقد‬
‫ورطه في جريمة هو برئ منها بما أفضى به إلى النتحار في آخر المر‪.‬‬
‫وكذلك كضضانت معانضضاة المجضضرم لمضضدة طويلضضة وهضضو بيضضن أسضضوار السضضجن‬
‫وجضدران الزنزانضة فضي أقصوصضة "حكايضة البضاب" إذ يبحضث عضن منفضذ‬
‫لسترجاع حريته دون أن يفوز بشئ من ذلك‪ ,‬في الوقت الذي كان فيه‬
‫السلطان والبواب يستمتعان برحلة شقائه وسعيه السيزيفي مضضن أجضضل‬
‫الخروج من الزنزانة قبل نهاية مدة العقاب طويل‪.‬‬
‫كما مثل النحراف القيمي موضوعا مشضضتركا بيضضن الدبضضاء ففضضي" نبضضوت‬
‫الخفير" انحراف عن الرحمة والعفو والعطف وفي "صادق" جنضضوح عضضن‬
‫المانة والصدق والوفاء وفي "حكاية الباب" تلعب بقيمة الحرية وعبث‬
‫بإنسانية النسان‪.‬‬
‫إننا إزاء بطل إشكالي في مختلف القاصيص‪ ,‬يبحث عن قيم أصيلة في‬
‫مجتمع متدهور ‪,‬و هو المجتمع العربي الذي يصدر عنه مختلف الرواد‪.‬‬
‫التأليف‪:‬‬
‫تبدو لنا الكتابة القصصضضية عنضضد رواد القصوصضضة إذن عمل منتجضضا للتنضضوع‬
‫الفني ووحدة الهاجس النقدي الجتمضضاعي‪ ,‬ومضضا ذاك إل لبكضضارة التجربضضة‬
‫عنضضد العضضرب واشضضتغالها بتعضضديل خطواتهضضا الولضضى علضضى ضضضوء النمضضوذج‬
‫الغربي المنشود‪ ,‬فلم يكن الختلف فضي مسضضتوى الشضكل سضضوى تنويضع‬

‫ماي ‪2010‬‬ ‫‪4‬‬ ‫معهد منزل بورقيبة‬ ‫الستاذ جمال بوعجاجة –‬


‫‪http://www.tunisia-school.com‬‬

‫للحان أغنية واحدة‪ ,‬وما كان التوافق غير اشتراك في أرضية مجتمعية‬
‫مأزومة أنتجت تلك القضايا المتماثلة‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫إن القصوصة الواقعية في نهاية المر أقاصيص تتنوع شكل فنيا وتتوحد‬
‫مضمونا اجتماعيا لتعُبر بالقارئ من متعضضة الفضضن والبضضداع إلضضى الوقضضوف‬
‫عند مناطق التوتر والتأزم في الواقضضع العربضضي دون خطابضضة سياسضضية أو‬
‫إصلح مباشر‪ ,‬فتظل العملية البداعية حينئذ موصولة بمقصد التسلية و‬
‫الفادة في الوقت نفسه‪.‬‬

‫ماي ‪2010‬‬ ‫‪5‬‬ ‫معهد منزل بورقيبة‬ ‫الستاذ جمال بوعجاجة –‬

You might also like