‫ﺭﻭﺍﺑﻂ ﻣﻔﻴﺪﺓ [‪ :‬ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ |ﻃﻠﺐ ﻛﻮﺩ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ | ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ]‬

‫ﺃﻫﻼ ﻭﺳﻬﻼ ﺑﻜـ ﻳﺎ ﺍﺳﺎﻣﺔ‪10‬‬

‫ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ‪07:38 PM‬‬ ‫ﺁﺧﺮ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ‪:‬ﺍﻟﻴﻮﻡ‬

‫ﻣــﻨــﺘــﺪﻳــﺎﺕ ﻣــﻌﺮﺍﺝ ﺍﻟـﻘــﻠــﻢ > ﻛﺘﺎﺏ ﻣـﻌــﺮﺍﺝ ﺍﻟـﻘــﻠﻢ > ﺍﻟـﺪﻳــﻦ ﻭﺍﻹﻧــﺴــﺎﻥ‬
‫ﺣﻮﻝ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮءﺍﻥ ﺝ ‪(3‬ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻛﻨﻤﻮﺫﺝ ﺗﺤﻠﻴﻠﻲ )‬

‫ﺍﻟـﺪﻳــﻦ ﻭﺍﻹﻧــﺴــﺎﻥ ﺣﻮﺍﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‬

‫ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻯ‬

‫‪ÅÐåÈ‬‬

‫ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺎﺕ‬ ‫ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ‬

‫ﺍﻟﺒﺤـــــﺚ ﺍﻟﻤﺘﻘـــــﺪﻡ‬

‫ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﺳﺮﻳﻌﺔ‬
‫ﻣﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻡ‬
‫ﺍﺟﻌﻞ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ﻣﻘﺮﻭءﺓ‬
‫ﻓﺘﺢ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎء‬
‫ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﻀﻮ‬
‫ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ‬
‫ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‬
‫ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ‬
 ‫ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺎﺕ‬
‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺑﻬﺎ‬
‫ﻣﻠﻔﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‬

‫ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ‪...‬‬

‫ﻃﺮﻕ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ‬ ‫ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ‬ ‫ﺇﺑﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ‬ ‫ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ‬

‫ﺣﻮﻝ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮءﺍﻥ ﺝ‪(3‬ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻛﻨﻤﻮﺫﺝ ﺗﺤﻠﻴﻠﻲ )‬

‫ﺭﻗﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ‪: 1‬‬ ‫‪10-24-2006, 02:46 PM‬‬

‫ﺣﻮﻝ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮءﺍﻥ ﺝ‪(3‬ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻛﻨﻤﻮﺫﺝ ﺗﺤﻠﻴﻠﻲ )‬ ‫ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺴﻼﻡ‬

‫ﻋﻀﻮ ﻛﺎﺗﺐ‬

‫ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺗﺤﻠﻴﻠﻲ ﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻘﺮءﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ‬

‫ﻣﺎﻃﺮﺡ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺑﺠﺰﺋﻴﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ‪:‬‬
‫(ﻭﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺭﺑﻚ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﺇﻧﻲ ﺟﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺧﻠﻴﻔﺔ‬ ‫‪Sep 2006: ÇáÇäÊÓÇÈ‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻔﺴﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺴﻔﻚ ﺍﻟﺪﻣﺎء ﻭﻧﺤﻦ‬ ‫‪4: ÑÞã ÇáÚÖæíÉ‬‬
‫ﻧﺴﺒﺢ ﺑﺤﻤﺪﻙ ﻭﻧﻘﺪﺱ ﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻲ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﻻ‬ ‫‪648: ÚÏÏ ÇáãÔÇÑßÇÊ‬‬
‫ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ)ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ‪30‬‬
‫‪10: ÚÏÏ ÇáÜäÜÜÞÜÜÇØ‬‬
‫ﺃﻭﻻ ﻫﻨﺎ ﺧﻄﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﺟﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ‬
‫ﺧﻠﻴﻔﺔ‪ ،‬ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺟﺎﻋﻞ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺩﻻﻻﺕ ﺧﻄﻴﺮﺓ‪ ،‬ﻓﻬﻮ‬
‫ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺧﺎﻟﻖ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺧﻠﻴﻔﺔ‪ ،‬ﻭﻛﻞ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻌﻞ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺨﻠﻖ‬
‫(ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻜﻢ ﺧﻼﺋﻒ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺭﻓﻊ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻓﻮﻕ‬
‫ﺑﻌﺾ ﺩﺭﺟﺎﺕ‪ )...‬ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ‪165‬‬
‫(ﺃﻣﻦ ﻳﺠﻴﺐ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﺎﻩ ﻭﻳﻜﺸﻒ ﺍﻟﺴﻮء ﻭﻳﺠﻌﻠﻜﻢ‬
‫ﺧﻠﻔﺎء ﺍﻷﺭﺽ) ﺍﻟﻨﻤﻞ‪62‬‬
‫(ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻨﺎﻛﻢ ﺧﻼﺋﻒ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻤﻦ ﻛﻔﺮ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻛﻔﺮﻩ‬
‫‪ ).....‬ﻓﺎﻃﺮ‪39‬‬

‫ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ‪ ،‬ﺇﺫﺍ ﺍﻻﺳﺘﺨﻼﻑ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺠﻌﻞ‪،‬‬

‫ﻭﻫﺬﻩ ﺗﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ (ﺍﻟﺮﺻﻒ) ﻭﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻣﻨﻘﻮﺭ‬
‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺪﻻﻟـﺔ ﺃﺻﻮﻟﻪ ﻭﻣﺒﺎﺣﺜﻪ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ((ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻤﺎء ﺍﻟﻠﻐﺔ‬
 ‫ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﻴﺔ ﻫﻮ ﻓﻜﺮﺓ" ﺍﻟﺮﺻﻒ"‪ ،‬ﻭﻫﻮ‬
‫ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺪ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﺃﺣﺪ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ‪ ،‬ﺇﻥ ﺗﺴﻴﻴﻖ‬
‫ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻤﻨﻔﺬ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺠﺎﻟﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﺪﻻﻟﻲ‪ ،‬ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺮﺩ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺃﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﺤﺼﻞ‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺭ ﺑﻴﻦ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﺼﻴﻎ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻭﻫﻮ‬
‫ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﻤﺼﻄﻠﺢ "ﺍﻟﻨﻈﻢ"‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺳﻤﺎﻩ‬
‫ﻗﺪﻳﻤﺎً ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﺍﻟﺠﺮﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ" ‪:‬ﺩﻻﺋﻞ‬
‫ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ‪"..‬ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﻓﻴﺮﺙ )‪ *Firht‬ﺃﻥ ﻗﺎﺋﻤﺔ‬
‫ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﺻﻔﺔ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻌﺪ ﺟﺰءﺍً ﻣﻦ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ‪،‬‬
‫ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺣﻀﻮﺭ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺎ ﺣﻀﻮﺭ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﺍﺻﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﺳﻴﺎﻗﻴﺎً ﻭﺗﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ))‬
‫ﺇﺫﺍ ﺍﻻﺳﺘﺨﻼﻑ ﻫﻮ ﺟﻌﻞ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺣﺎﺝ‬
‫ﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺑﻴﻦ ﻣﻔﻬﻮﻣﻲ ﺍﻟﺠﻌﻞ‬
‫ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ‪ ،‬ﻭﺳﺄﺗﻨﺎﻭﻝ ﻫﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ‬
‫ﻭﺑﺴﻴﺎﻕ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺑﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ(ﻣﻊ‬
‫ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ‬
‫ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ)‬
‫ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻄﺮﺡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ‪:‬‬
‫ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬
‫(ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ‬
‫ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺘﻘﻮﻥ ‪ .‬ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺮﺍﺷﺎ‬
‫ﻭﺍﻟﺴﻤﺎء ﺑﻨﺎء ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﻣﺎء ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺑﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺜﻤﺮﺍﺕ ﺭﺯﻗﺎ ﻟﻜﻢ ﻓﻼ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ ﷲ ﺃﻧﺪﺍﺩﺍ ﻭﺃﻧﺖ‬
‫ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ)ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ‪22‬‬
‫ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﻘﻮﻥ ‪،‬‬
‫ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﻫﻮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻔﻀﻴﺔ ﻟﻠﺘﻘﻮﻯ ؟‬
‫ﻟﻢ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻌﺒﺎﺩﺗﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺠﺮﻳﺪﻱ ﺧﻄﺎﺑﻲ‬
‫ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺩﻋﺎ ﻟﻌﺒﺎﺩﺗﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﻮﻥ‪ ،‬ﻓﺄﺗﺖ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‬
‫ﺑﻘﻮﻟﻪ (ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺮﺍﺷﺎ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎء ﺑﻨﺎء)‪...‬‬
‫ﻣﻦ ﻫﻮ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﻟﻌﺒﺎﺩﺗﻪ ؟ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ‬
‫ﻭﺍﻟﺠﻌﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪،‬‬
‫ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻣﺨﻠﻮﻗﺘﺎﻥ ﻛﺮﺗﻖ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺘﻖ ﺟﻌﻠﺖ‬
‫ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺮﺍﺷﺎ ﻭﻗﺮﺍﺭﺍ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎء ﺑﻨﺎء ﺇﻟﺦ‪.....‬‬
‫(ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺭﺗﻘﺎ‬
‫ﻓﻔﺘﻘﻨﺎﻫﻤﺎ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﻛﻞ ﺷﻲء ﺣﻲ ﺃﻓﻼ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ)‬
‫ﺍﻷﻧﺒﻴﺎء ‪30‬‬
‫ﻫﻨﺎ ﺭﺑﻂ ﻟﻺﻳﻤﺎﻥ ﺑﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺠﻌﻞ ﻓﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺘﻖ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺨﺮ ﻭﺇﻧﺰﺍﻝ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﻛﻞ ﺷﻲء‬
 ‫ﺣﻲ‪.‬‬
‫ﻭﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ (ﺍﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ‬
‫ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ)ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ‪1‬‬
‫ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺍﻷﺭﺽ‬
‫ﺣﻮﻝ ﻧﻔﺴﻬﺎ ‪.‬‬
‫(ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺿﻴﺎء ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻧﻮﺭﺍ) ﻳﻮﻧﺲ ‪5‬‬
‫ﻭﻓﻲ ﺁﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ(ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻟﺘﻬﺘﺪﻭﺍ ﺑﻬﺎ)‬
‫ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ‪97‬‬
‫ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﺑﺤﻜﻢ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺠﻌﻮﻟﺔ‬
‫ﻟﻨﻬﺘﺪﻱ ﺑﻬﺎ ﺑﺤﻜﻢ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻳﻘﻮﻝ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ(ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺟﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﻴﺴﻜﻦ‬
‫ﺇﻟﻴﻬﺎ )ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ‪189‬ﻓﺎﻟﺰﻭﺝ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ‬
‫ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺍﻵﻳﺔ‪:‬‬
‫(ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻭﺍﺣﺪﺓ‬
‫ﻭﺧﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ‪ )...‬ﺍﻟﻨﺴﺎء ‪1‬‬
‫ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﻜﻦ ﻟﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﺟﻌﻞ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺠﻌﻞ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬
‫ﺑﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﺴﺨﺮﺓ ﻟﻪ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻧﺘﺎﺝ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ‬
‫ﻭﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﻏﺎﻳﺎﺗﻪ ‪،‬ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ‬
‫ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻤﻨﻄﻖ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺮ‪ ،‬ﻭﺑﻤﻌﻨﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺠﻌﻞ ﻫﻮ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺳﺨﺮﻫﺎ ﺍﷲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻟﻴﻘﻮﻡ ﺑﺄﻋﺒﺎء ﺧﻼﻓﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻮﻥ‪،‬‬
‫ﻓﻜﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻵﻳﺔ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ‪-‬ﺟﻌﻞ ‪-‬ﻟﻜﻢ‬
‫‪.‬ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻣﺎء ‪ -‬ﻟﻨﺎ –‬
‫ﻓﺎﻟﻜﻮﻥ ﻣﺠﻌﻮﻝ ﻭﻣﺴﺨﺮ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ‪.‬‬
‫ﻭﺣﻴﻦ ﻻ ﻳﻌﺒﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺑﻤﻨﻄﻖ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺮ‪،‬ﻭﻣﺴﺘﻔﻴﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻌﻞ ﺍﻹﻟﻬﻲ ‪ ،‬ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ‬
‫ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺄﻋﺒﺎء ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻭﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻔﻀﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﺣﺘﻰ ﺗﻬﺘﺪﻱ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻜﻮﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻓﻼ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺑﻤﻨﻄﻖ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺮ ‪،‬ﻓﻘﺪ ﺭﺑﻂ ﺍﷲ ﺑﻴﻦ ﻋﺒﻮﺩﻳﺘﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺩﻋﺔ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﺟﻌﻠﻪ ‪-‬ﻟﻨﺎ –ﺃﻣﺎ ﻏﻴﺮ‬
‫ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ ﻻ ﺗﺆﺗﻲ ﺃﻭﻛﻠﻬﺎ ﻭﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺷﺎﺫﺓ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺮﺑﻪ ﻭﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻢ‬
‫ﺧﺎﻃﺊ ﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻮﻙ ﺧﺎﻃﺊ‬
‫ﺿﺎﻝ(ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻔﺮ )‪،‬ﻓﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﺇﻻ ﺍﻟﻀﻼﻝ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻐﺎﻳﺔ ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﷲ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻜﻮﻥ‪،‬ﻭﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﻜﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﺎﻳﺔ ﻭﻃﺮﻳﻘﺎ ﻟﻠﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻭﻓﻬﻢ‬
 ‫ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻴﻪ ﻋﻦ ﻏﺎﻳﺔ ﺧﻠﻘﻪ‬
‫ﻭﺗﺴﺤﻘﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ‪ ،‬ﻭ ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﷲ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭ ﻭﻳﻔﻨﻰ‬
‫ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻓﺬﻟﻚ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﺃﻭ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻭﻳﺸﻌﺮ‬
‫ﺑﺎﻻﻧﺴﺤﺎﻕ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻭﻻ ﻳﺒﺼﺮ ﺇﻻ ﺟﺒﺮﻳﺔ‬
‫ﺗﺴﻴﺮﻩ ﻭﺗﻌﺰﻟﻪ ﻋﻦ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻪ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﻭﻳﺘﻴﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ‬
‫ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭﻣﺎ ﺛﻢ ﺇﻻ ﺣﻴﺮﺓ ﻛﻤﺎ‬
‫ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺘﺼﻮﻓﺔ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻭﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻻﺳﺘﺨﻼﻑ ﻭﺑﻌﺪ ﺗﺤﺪﻳﺪ‬
‫ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺠﻌﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ‪:‬‬
‫ﻧﺘﺎﺝ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻋﺒﺮ‬
‫ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ‬
‫ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻠﻴﻔﺔ‪ ،‬ﻓﺂﺩﻡ ﻟﻴﺲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺫﻟﻚ‬
‫ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ ﺃﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻔﺴﺪ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﻭﻳﺴﻔﻚ ﺍﻟﺪﻣﺎء‪ ،‬ﻓﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺮﺿﻮﺍ ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ‬
‫(ﺃﺗﺨﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ) ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺩﻗﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺗﺤﺪﺩ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺏ(ﺃﺗﺠﻌﻞ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ) ﻭﺳﻴﺎﻕ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻛﺎﻧﻮﺍ‬
‫ﻣﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﺴﻔﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻣﺎء ﻭﻳﻔﺴﺪﻭﻥ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻋﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ‬
‫ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﻭﻥ ﺧﻠﻴﻔﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺑﻬﻢ ﻭﺗﺴﺎﺅﻟﻬﻢ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺤﻖ‬
‫(ﻳﺎ ﺩﺍﻭﺩ ﺇﻧﺎ ﺟﻌﻠﻨﺎﻙ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺎﺣﻜﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬
‫ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﻬﻮﻯ‪ )....‬ﺹ ‪26‬ﻭﻫﻮ ﻭﻋﺪ ﻣﻦ ﺍﷲ‬
‫ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ( ﻭﻋﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻳﻦ‬
‫ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻟﻴﺴﺘﺨﻠﻔﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﻤﺎ‬
‫ﺍﺳﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ‪ )...‬ﺍﻟﻨﻮﺭ‬
‫‪55‬‬
‫ﻭﻫﻮ ﻭﻋﺪ ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻟﻤﻦ ﺍﺗﺒﻊ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎء‬
‫(ﻓﻜﺬﺑﻮﻩ ﻓﻨﺠﻴﻨﺎﻩ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎﻫﻢ‬
‫ﺧﻼﺋﻒ‪) )..‬ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ‪64‬‬
‫(ﻭﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﺇﺫ ﺟﻌﻠﻜﻢ ﺧﻼﺋﻒ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﺩ ﻭﺑﻮﺃﻛﻢ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻷﺭﺽ‪ )....‬ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ‪74‬‬
‫ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺷﺘﺒﻪ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺁﺩﻡ‬
‫ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻖ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍﺕ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﻭﻟﺔ‪ ،‬ﺃﺿﻒ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﻠﺒﺲ ﺟﺎء ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺳﻨﺴﺘﻌﺮﺿﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪﺓ‬
‫ﻭﺍﺣﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻧﺘﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ‬
‫ﻭﺍﻟﻠﺒﺲ ﻭﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪﺩ ﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺑﺎﷲ ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ‪:‬‬
‫ﺳﻨﺴﺘﻌﺮﺽ ﺃﻭﻻ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺨﻠﻖ ﺍﻟﺒﺸﺮ‪:‬‬
‫‪1-‬ﻭﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺭﺑﻚ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﺇﻧﻲ ﺧﺎﻟﻖ ﺑﺸﺮﺍ ﻣﻦ ﺻﻠﺼﺎﻝ‬
 ‫ﻣﻦ ﺣﻤﺄ ﻣﺴﻨﻮﻥ ﻓﺈﺫﺍ ﺳﻮﻳﺘﻪ ﻭﻧﻔﺨﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻲ‬
‫ﻓﻘﻌﻮﺍ ﻟﻪ ﺳﺎﺟﺪﻳﻦ) ﺍﻟﺤﺠﺮ ‪28‬‬
‫( ‪2-‬ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺭﺑﻚ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﺇﻧﻲ ﺧﺎﻟﻖ ﺑﺸﺮﺍ ﻣﻦ ﻃﻴﻦ ﻓﺈﺫﺍ‬
‫ﺳﻮﻳﺘﻪ ﻭﻧﻔﺨﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻲ ﻓﻘﻌﻮﺍ ﻟﻪ ﺳﺎﺟﺪﻳﻦ) ﺹ‬
‫‪71.‬‬
‫( ‪3-‬ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺴﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺧﻠﻘﻪ ﻭﺑﺪﺃ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ‬
‫ﻃﻴﻦ ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻧﺴﻠﻪ ﻣﻦ ﺳﻼﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﺎء ﻣﻬﻴﻦ ﺛﻢ ﺳﻮﺍﻩ‬
‫ﻭﻧﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻪ ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻷﺑﺼﺎﺭ‬
‫ﻭﺍﻷﻓﺌﺪﺓ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﺎ ﺗﺸﻜﺮﻭﻥ) ﺍﻟﺴﺠﺪﺓ‪8‬‬
‫ﺳﻨﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ‬
‫ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺘﻔﺼﻴﻞ ‪ ،‬ﺃﻭﻻ ﺧﻠﻖ ﻣﻦ ﻃﻴﻦ ﺛﻢ ﺟﻌﻞ‬
‫ﻧﺴﻠﻪ ﻣﻦ ﺳﻼﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﺎء ﻣﻬﻴﻦ (ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ) ﺛﻢ ﺳﻮﺍﻩ ﺛﻢ‬
‫ﻧﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻪ‬
‫ﻓﻨﻔﺦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺟﺎء ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺟﻌﻞ ﻧﺴﻠﻪ ﻣﻦ ﺳﻼﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﺎء‬
‫ﻣﻬﻴﻦ ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﺪﺃﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺰﺍﻭﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﻮﺍﻩ‪ ،‬ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺧﻠﻖ ﺛﻢ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺛﻢ ﻧﻔﺦ‬
‫ﺍﻟﺮﻭﺡ ‪ ،‬ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻫﻨﺎﻙ‬
‫ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺰﺍﻭﺝ ‪ ،‬ﺇﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻢ ﻧﻔﺦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﻴﻪ ﻭﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻨﺴﻞ‬
‫ﻣﻦ ﺳﻼﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﺎء ﻣﻬﻴﻦ ﻫﻮ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ‪،‬‬
‫ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻵﻳﺔ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﻓﺎﻃﺮ (ﻭﺍﷲ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ‬
‫ﺛﻢ ﻣﻦ ﻧﻄﻔﺔ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻜﻢ ﺃﺯﻭﺍﺟﺎ‪ )....‬ﻓﺎﻃﺮ‪ 11‬ﻓﺎﻟﺘﺮﺗﻴﺐ‬
‫ﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﻧﻄﻔﺔ ﻗﺒﻞ ﺟﻌﻞ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ‪،‬‬
‫ﻭﺁﺩﻡ ﻭﺣﻮﺍء ﺯﻭﺝ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻥ ﻧﻔﺦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ‪ ،‬ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻳﺄﺗﻲ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻨﺴﻞ ﻣﻦ ﻣﺎء ﻣﻬﻴﻦ‪ ،‬ﻭﺁﺩﻡ ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻧﻔﺦ‬
‫ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﻭﺡ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺳﻼﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﺎء ﻣﻬﻴﻦ ‪.‬‬
‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﻫﻮ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺣﻴﺚ‬
‫ﺟﻌﻠﻮﻫﺎ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻊ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺎﻟﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺰﺍﻭﺝ‬
‫ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺗﻌﻨﻲ ﺇﺫﺍ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻌﻨﻲ ﻧﻔﺦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ؟‬
‫ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺠﻴﺒﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﻮﺿﺢ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺍﷲ ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ‬
‫ﺍﻟﻮﺣﻲ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺭﺑﻂ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ‬
‫ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺟﻌﻠﻪ ﻗﻨﺎﺓ ﺃﻭ ﻋﻼﻗﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﺑﻬﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺑﻞ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺟﻨﺪ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﷲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻣﻞ‬
‫ﻟﻠﻮﺣﻲ ﺍﻹﻟﻬﻲ ‪:‬‬
‫ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ( ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﻭﺣﻴﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﺭﻭﺣﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ‬
‫ﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻻ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ )‪ .....‬ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ‪، 52‬‬
‫ﻭﻻ ﺣﻆ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺃﻭﺣﻴﻨﺎ ﺭﻭﺣﺎ‬
‫(ﺭﻓﻴﻊ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺫﻭ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻳﻠﻘﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻟﻴﻨﺬﺭﻭﺍ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺘﻼﻕ) ﻏﺎﻓﺮ‪.....15‬‬
 ‫ﻓﺈﻟﻘﺎء ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻺﻧﺬﺍﺭ‬
‫(ﻳﻨﺰﻝ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻣﻦ‬
‫ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﺃﻧﺬﺭﻭﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺎ ﻓﺎﺗﻘﻮﻥ)ﺍﻟﻨﺤﻞ‪2‬‬
‫ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺗﺘﻨﺰﻝ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﻟﻴﺪﻋﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻬﻤﺔ‬
‫ﺍﻷﻧﺒﻴﺎء‪.‬‬
‫ﻭﺃﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻠﻚ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺭﻭﺡ‬
‫ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺭﺅﺳﺎء ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻓﻬﻮ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻷﻣﻴﻦ(ﻗﻞ‬
‫ﻧﺰﻟﻪ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻟﻴﺜﺒﺖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ‪)...‬‬
‫ﺍﻟﻨﺤﻞ ‪102‬‬
‫(ﻭﺇﻧﻪ ﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺒﻴﻦ ﻧﺰﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻚ‬
‫ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭﻳﻦ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﻋﺮﺑﻲ ﻣﺒﻴﻦ) ﺍﻟﺸﻌﺮﺍء ‪193‬‬
‫(ﻗﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﺪﻭﺍ ﻟﺠﺒﺮﻳﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﻧﺰﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻚ‪)...‬‬
‫ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ‪97‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬
‫ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻓﻬﻤﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎﻥ‬
‫(ﻳﻮﻡ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺻﻔﺎ ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﺫﻥ‬
‫ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻮﺍﺑﺎ) ﺍﻟﻨﺒﺄ ‪38‬‬

‫(ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﺪﻭﺍ ﷲ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻭﺟﺒﺮﻳﻞ ﻭﻣﻴﻜﺎﻝ ‪ )...‬ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ‬

‫‪98‬‬
‫ﻓﺎﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺷﻲء ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ ﻭﺟﺒﺮﻳﻞ ﺭﻭﺡ ﻣﻦ‬
‫ﺍﷲ ﻧﺰﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎء ﻭﺃﻳﺪﻫﻢ ﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺨﻪ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺮﻳﻢ (ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻛﻠﻤﺘﻪ‬
‫ﺃﻟﻘﺎﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﺭﻭﺡ ﻣﻨﻪ) ﺍﻟﻨﺴﺎء ‪171‬ﻓﻌﻴﺴﻰ ﻛﺎﻥ‬
‫ﻧﺒﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ ﺃﻣﻪ ﻭﺃﻭﺣﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺃﻭﺣﻰ‬
‫ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻠﻤﻪ ﻭﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺪ‪ ،‬ﻭ ﻧﻔﺦ‬
‫ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﻲ ﻣﺮﻳﻢ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺧﻠﻖ ﻟﻌﻴﺴﻰ ﺃﻭ ﺇﻳﺠﺎﺩ ‪،‬‬
‫ﺑﻞ ﻭﺣﻲ ‪ ،‬ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺧﻠﻖ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺏ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺁﺧﺮ‬
‫ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﻨﻔﺦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ‪.‬‬

‫ﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﻮﺍﻩ ﺍﷲ‬

‫ﻭﻧﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﺎﻟﺴﺠﻮﺩ( ﻓﺈﺫﺍ ﺳﻮﻳﺘﻪ‬
‫ﻭﻧﻔﺨﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻲ ﻓﻘﻌﻮﺍ ﻟﻪ ﺳﺎﺟﺪﻳﻦ) ﺹ‪72‬‬
‫ﻭﻫﻨﺎ ﻧﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺧﻄﻴﺮ ﻭﺩﻗﻴﻖ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ‬
‫ﻳﺜﺒﺖ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺩﻗﻴﻖ ﺟﺪﺍ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻭﻗﻠﻨﺎﻩ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ(ﻭﻋﻠﻢ ﺁﺩﻡ ﺍﻷﺳﻤﺎء ﻛﻠﻬﺎ ﺛﻢ ﻋﺮﺿﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ‬
‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻧﺒﺌﻮﻧﻲ ﺑﺄﺳﻤﺎء ﻫﺆﻻء ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﻴﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ‬
‫ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﻻ ﻋﻠﻢ ﻟﻨﺎ ﺇﻻ ﻣﺎﻋﻠﻤﺘﻨﺎ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ﺃﻧﺒﺌﻬﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻧﺒﺄﻫﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ﻗﺎﻝ ﺃﻟﻢ‬
‫ﺃﻗﻞ ﻟﻜﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﻋﻠﻢ ﻏﻴﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﻋﻠﻢ ﻣﺎ‬
‫ﺗﺒﺪﻭﻥ ﻭﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻜﺘﻤﻮﻥ ‪.‬ﻭﺇﺫ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﺍﺳﺠﺪﻭﺍ ﻵﺩﻡ‬
 ‫ﻓﺴﺠﺪﻭﺍ ﺇﻻ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﺑﻰ ﻭﺍﺳﺘﻜﺒﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ)‬
‫ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺧﻄﺎﺏ ﺁﺩﻡ ﻣﻊ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺳﻤﺎء ﺟﺎء‬
‫ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ ﻭﺳﻮﺭﺓ‬
‫ﺹ ﺟﺎء ﻋﻘﺐ ﻧﻔﺦ ﺍﻟﺮﻭﺡ(ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺭﺑﻚ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﺇﻧﻲ‬
‫ﺧﺎﻟﻖ ﺑﺸﺮﺍ ﻣﻦ ﻃﻴﻦ ﻓﺈﺫﺍ ﺳﻮﻳﺘﻪ ﻭﻧﻔﺨﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻲ‬
‫ﻓﻘﻌﻮﺍ ﻟﻪ ﺳﺎﺟﺪﻳﻦ) ﺹ ‪ .‬ﻓﺎﻟﺮﻭﺡ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﺃﻭﺣﺎﻩ ﺍﷲ ﻵﺩﻡ ﺑﺘﻌﻠﻴﻤﻪ ﺍﻷﺳﻤﺎء ﻓﺒﻌﺪ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﺍﻷﺳﻤﺎء‬
‫ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﺎﻟﺴﺠﻮﺩ ‪ ،‬ﻓﺴﺠﻮﺩ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻵﺩﻡ ﻟﻴﺲ‬
‫ﻟﺬﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺔ ﻣﻦ ﻃﻴﻦ ﺑﻞ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﷲ (ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ‬
‫ﺍﻷﺳﻤﺎء) ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺳﺠﺪ ﺃﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻪ ﺃﻣﺎ ﺃﺑﻮﺍﻩ ﻓﻠﻢ‬
‫ﻳﺴﺠﺪﺍ ﻟﻪ ﻷﻥ ﺃﺑﻮﻩ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﺎ ﻭﺧﻠﻴﻔﺔ ﻣﺜﻠﻪ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻟﻪ ﻭﻷﺑﻮﻳﻪ_(ﻭﺭﻓﻊ ﺃﺑﻮﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ‪).‬‬
‫ﻭﻧﺮﺟﻊ ﻓﻨﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻛﺎﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﻴﺮﻭﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﺎء ﻭﺗﺮﺍﺏ ﻳﺼﺒﺢ ﻃﻴﻦ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺍﻟﺴﻨﻮﻥ ﻭﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎء (ﻣﻦ‬
‫ﺻﻠﺼﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﻤﺄ ﻣﺴﻨﻮﻥ) ﺛﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﻧﺴﻠﻪ ﻣﻦ ﺳﻼﻟﺔ ﻣﻦ‬
‫ﻣﺎء ﻣﻬﻴﻦ ﺛﻢ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻪ ﺧﻠﻴﻔﺔ‪ ،‬ﻭﺳﻴﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ‬
‫ﻗﺮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ( ﻣﺎﻟﻜﻢ ﻻ ﺗﺮﺟﻮﻥ ﷲ ﻭﻗﺎﺭﺍ ﻭﻗﺪ ﺧﻠﻘﻜﻢ‬
‫ﺃﻃﻮﺍﺭﺍ) ﻧﻮﺡ ‪14-13‬‬
‫(ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﻏﺮﻙ ﺑﺮﺑﻚ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻚ‬
‫ﻓﺴﻮﺍﻙ ﻓﻌﺪﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﺷﺎء ﺭﻛﺒﻚ) ﺍﻻﻧﻔﻄﺎﺭ ‪6‬‬
‫(ﺇﻥ ﺍﷲ ﺍﺻﻄﻔﻰ ﺁﺩﻡ ﻭﻧﻮﺣﺎ ﻭﺁﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ) ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ ‪33‬‬
‫ﻓﺂﺩﻡ ﻭﻟﺪ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﻳﻦ ﻭﺍﺻﻄﻔﺎﻩ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﻮﺍﻫﻢ‬
‫ﻭﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺗﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺭﺃﺳﻪ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻭﻣﻨﺤﻨﻲ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﺫﻭ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﻛﺒﻴﺮﺓ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﺔ‬
‫ﻭﺍﻻﺳﺘﺨﻼﻑ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻸﺳﻒ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺄﻋﺒﺎء ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﺨﻠﻒ ﻓﻴﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﺸﺮﺍ ﺑﻼ ﺭﻭﺡ ‪،‬‬
‫ﻳﺨﻠﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻳﻨﻜﻔﺊ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻪ ﻓﻴﺸﻴﻊ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ‬
‫ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎء ﻭﺳﻔﻚ ﺍﻟﺪﻣﺎء‪.‬‬
‫ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺗﺘﺒﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻷﺳﻤﺎء‬
‫ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ‬
‫(ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺿﺢ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻃﺮﻓﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ‬
‫ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪).‬‬
‫ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ( ﻭﷲ ﺍﻷﺳﻤﺎء ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻓﺎﺩﻋﻮﻩ ﺑﻬﺎ)‬
‫ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ‪ 180‬ﻓﺎﻷﺳﻤﺎء ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ‪:‬ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ ﻣﺎﻟﻚ‬
 ‫ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻢ ﺇﻟﺦ ‪ ،‬ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ ﺩﻭﺭ‬
‫ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ‪.‬‬
‫ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻋﻴﺴﻰ( ﻭﻣﺒﺸﺮﺍ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﻣﻦ‬
‫ﺑﻌﺪﻱ ﺍﺳﻤﻪ ﺃﺣﻤﺪ) ﺍﻟﺼﻒ‪6‬‬
‫ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺻﻴﻐﺔ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻓﻤﺤﻤﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺒﻲ‬
‫ﺍﻷﺣﻤﺪ‪.‬‬
‫ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻟﻤﻦ ﺟﻌﻞ ﻟﻪ ﺷﺮﻛﺎء ﺑﺄﻥ‬
‫ﻳﺴﻤﻮﻫﻢ( ﺃﻓﻤﻦ ﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﺑﻤﺎ ﻛﺴﺒﺖ‬
‫ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﷲ ﺷﺮﻛﺎء ﻗﻞ ﺳﻤﻮﻫﻢ ﺃﻡ ﺗﻨﺒﺆﻧﻪ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻡ ﺑﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ‪ )....‬ﺍﻟﺮﻋﺪ ‪ 33‬ﻓﺄﻥ ﻳﺴﺒﻖ‬
‫ﺍﻟﻄﻠﺐ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺑﺄﻥ ﻳﺴﻤﻮﻫﻢ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪(:‬ﺃﻓﻤﻦ ﻫﻮ‬
‫ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﺑﻤﺎ ﻛﺴﺒﺖ) ﻓﻬﻨﺎ ﻳﻄﺮﺡ ﺍﷲ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ‬
‫ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻮﺿﺤﻮﺍ ﺩﻭﺭ ﺷﺮﻛﺎﺋﻬﻢ‪،‬‬
‫ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺑﻘﻮﻟﻪ ( ﺃﺗﺠﺎﺩﻟﻮﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﺳﻤﺎء‬
‫ﺳﻤﻴﺘﻤﻮﻫﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻭﺁﺑﺎﺅﻛﻢ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﻥ )‬
‫ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ‪71‬‬
‫ﺃﻱ ﻫﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﺃﺳﻤﺎء ﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﺩﻭﺭﺍ ﺃﻭ ﻓﻌﻼ ‪.‬ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ‬
‫ﻧﺘﻔﻬﻢ ﺗﺴﻤﻴﺘﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ( ﻭﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﻋﻠﻴﻜﻢ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﺮﺝ ﻣﻠﺔ ﺃﺑﻴﻜﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻫﻮ ﺳﻤﺎﻛﻢ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ‪ )..‬ﺍﻟﺤﺞ ‪78‬‬
‫ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﺳﻤﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﺑﻪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻟﻬﻢ‬
‫ﺩﻭﺭ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻬﻤﻮﻩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻤﺎء ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﺁﺩﻡ ﺗﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ‬
‫ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻷﺳﻤﺎء ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﺤﻠﻬﺎ ﻣﻔﺴﺮﻭﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻧﻬﺎ ﺃﺳﻤﺎء ﺍﻟﺒﻌﻮﺿﺔ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﺭ‬
‫ﻭﺍﻟﺒﻐﻞ‪ .....‬ﺍﻟﺦ ‪ ،‬ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻤﺎء ﻫﻲ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﻬﺎ‬
‫ﺍﷲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎء ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺁﺩﻡ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻪ ﺩﻭﺭ ﺇﻣﺎ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﺃﻭ ﻣﺠﻮﺳﻲ ﺃﻭ ﻧﺼﺮﺍﻧﻲ ﺃﻭ‬
‫‪...‬ﺃﻭ ‪.‬ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﺩﻭﺭ ﻛﺄﺏ ﺃﻭ ﺍﺑﻦ ﺃﻭ ﺍﺑﻨﺔ ﺃﻭ ﺯﻭﺝ‪،‬‬
‫ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ‬
‫ﻭﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺤﻖ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻸﻧﺜﻰ ﻓﻲ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺤﻖ ﺩﻭﺭ‬
‫ﻛﺼﺪﻳﻘﺔ ﺃﻭ ﻋﺸﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﺧﻠﻴﻠﺔ‪ ،‬ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭ‬
‫ﻣﻀﺎﺩ ﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻖ‪ ،‬ﻻ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺇﻻ ﻓﺴﺎﺩ ﻭﺃﺯﻣﺎﺕ‬
‫ﺗﺸﻮﻩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪،‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻟﻜﻞ ﺍﺳﻢ ﺩﻭﺭ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻭﻳﺘﺼﻒ ﺑﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺃﻳﻀﺎ‬
‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺴﻤﻰ ﺯﻧﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﻤﻦ‬
‫ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﺗﺴﻤﻰ ﻧﻜﺎﺡ ﺃﻭ ﺯﻭﺍﺝ ﺿﻤﻦ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ‬
‫ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻻﺳﺘﺨﻼﻓﻲ‪،‬ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﺣﺪ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ‬
‫ﺑﻴﻦ ﻃﺮﻓﻴﻦ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﻴﻌﺎ ﻭﺗﺠﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺗﺴﻤﻰ‬
‫ﺭﺑﺎ ﺿﻤﻦ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ‪،‬ﻓﻬﺬﻩ‬
 ‫ﺃﺳﻤﺎء ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺄﺩﻭﺍﺭ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺞ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ‬
‫ﻣﺮﻛﺐ‪،‬ﻛﺎﻟﻨﻜﺎﺡ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ‬
‫ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻭﺍﺣﺪﺓ‪ ،‬ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺷﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﻓﺌﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ‪ ،‬ﻭﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﻏﺎﻳﺔ ﻭﻣﻘﺼﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ‬
‫ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻣﺔ ﺇﻟﻬﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﻟﺒﻨﻴﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻻﺳﺘﺨﻼﻓﻲ ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻭﺗﻠﺨﻴﺼﺎ ﻟﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻓﻘﺪ ﺭﺑﻂ ﺍﷲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻭﺑﻴﻦ‬
‫ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﺳﺘﺨﻼﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺠﻌﻞ‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺩﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺭﺑﻂ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ‬
‫ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺳﻤﺎء ‪ ،‬ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ‬
‫ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺳﺘﺨﻼﻑ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺳﻤﺎء ﻭﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺠﻌﻞ‪ ،‬ﻭﻗﺪ‬
‫ﻋﺎﻟﺠﺖ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺳﺎﺑﻘﺎ ‪ ،‬ﻭﻛﻤﺎ‬
‫ﺃﺷﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺎﻟﻌﻨﺼﺮ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺍﻛﻴﺐ ﻻ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﺳﺘﺨﻼﻑ ﻭ ﺗﺤﻘﻘﺎﺗﻪ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﻌﺪ ﺭﺑﻄﻪ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺳﻤﺎء‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ‬
‫ﻳﻀﺎﻑ ﺭﺍﺑﻂ ﺟﺪﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﺨﻼﻑ ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻲ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻷﺳﻤﺎء ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ‬
‫ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ‬
‫ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺑﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﺳﺘﺨﻼﻑ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻋﻨﻴﺘﻪ ﺑﻘﻮﻟﻲ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺫﻭ ﺑﻨﻴﺔ ﻧﺴﻴﺠﻴﺔ ﻣﻮﻟﺪﺓ ﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺎﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻲ ﺫﺍﺕ ﺧﺼﺎﺋﺺ‬
‫ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺗﻌﻄﻲ ﻣﻦ ﺗﻤﻮﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺩﻻﻻﺕ ﻭﺁﻓﺎﻕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺟﺪﺍ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﺭﻫﻦ ﺑﺎﻟﻘﺎﺭﺉ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﻚ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺛﻢ‬
‫ﺍﻟﺮﺑﻂ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺮﺗﻜﺰﺍﺕ‪:‬‬
‫‪-‬ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﻔﻀﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﺎﻋﺪﺓ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺮ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻤﺘﺤﻘﻘﺔ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺠﻌﻞ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺷﺮﺣﻨﺎﻫﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ‬
‫‪-‬ﺍﻷﺳﻤﺎء ﻭﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺐ ﻣﻦ‬
‫ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬
‫‪-‬ﻭﻋﺪﻡ ﺳﻔﻚ ﺍﻟﺪﻣﺎء ﻭﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻗﺎﻣﺔ‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺗﺮﻙ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ‬

‫ﻭﻫﻨﺎ ﻧﻌﻮﺩ ﻟﻸﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ‬

 ‫ﻭﻧﻄﺮﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻬﻢ‪:‬‬
‫ﻫﻞ ﻣﺪﻟﻮﻻﺕ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﻟﻠﻨﺒﻲ‬
‫ﺗﺤﻤﻞ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ؟‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻧﻌﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺟﺰﻡ ﺑﻪ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﻮﻯ ‪،‬‬
‫ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ؟ ﻓﻬﻨﺎ ﺃﻣﺮ ﺧﻄﻴﺮ ﻭﺩﻗﻴﻖ‬
‫ﻳﻤﺎﺭﺳﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﻧﻘﺪ ﻣﺘﻮﻥ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ‪،‬‬
‫ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻲ‬
‫ﻣﻮﺭﻭﺛﻨﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ‪ ،‬ﻓﻬﻞ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺪﻟﻮﻝ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ؟؟؟‬
‫ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ‬
‫ﻟﻠﻌﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‪،‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺣﺪﻳﺚ( ﺍﺫﺍ ﺑﻮﻳﻊ ﻟﺨﻠﻴﻔﺘﻴﻦ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﺍ‬
‫ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻨﻬﻤﺎ) ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺤﺪﺩ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ‬
‫ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺣﺎﻛﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ‬
‫ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻣﻔﺎﺭﻕ ﻟﻠﻌﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻟﻤﻌﻨﻰ‬
‫ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﻨﺒﻲ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﻮﻯ‬
‫‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺻﻨﻮﺍﻥ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺨﺎﻟﻒ‬
‫ﺍﻵﺧﺮ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﺮﻓﺾ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺍﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﺴﻨﺪ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﻭﺛﻮﻗﻴﺔ ﺭﺟﺎﻟﻪ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ‪:‬‬

‫ﻟﻤﺎ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﺘﺢ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ‬

‫ﻭﺍﺑﺘﺪﺍءَ ﺍﻟﻌﺎﻟَﻢ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﻨﺪﻧﺎ‬
‫«ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ »ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻼﻩ‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﻼﻭﺓ ﺣﺎﻝ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺗﻼﻭﺓ ﻗﻮﻝ؛ ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﺮﻭﻑ‬
‫ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ ﻣﺮﻗﻮﻣﺔ ﻓﻲ ‘ﺭﻕ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭ ’ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻴﻪ‬
‫ﺩﺍﺋﻤﺔ ﺃﺑﺪﺍ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ‬
 ‫ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺴﻼﻡ‬
‫ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﻣﻠﻔﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‬
‫ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺑﺮﻳﺪ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺴﻼﻡ‬
‫ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺴﻼﻡ‬
‫ﺃﺿﻒ ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎء‬

‫ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻟﻴﻠﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻟﻴﻠﻴﺔ ‪ (Tags -‬ﺗﺎﻕ )‬
 ‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻵﻥ ‪ ( 1:‬ﺍﻷﻋﻀﺎء ‪ 1‬ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺭ ‪) 0‬‬
‫ﺍﺳﺎﻣﺔ‪10‬‬

‫ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ‬

‫ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺻﻔﺤﺔ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ‬

‫ﺃﺭﺳﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﻳﻖ‬

‫ﺍﺷﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ‬

‫ﻃﺮﻕ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ‬

‫ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ‬

‫ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭ‬

‫ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺍﻟﺸﺠﺮﻱ‬

‫ﺇﺑﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ‬

‫‪ÅÐåÈ‬‬

‫ﺍﻟﺒﺤـــــﺚ ﺍﻟﻤﺘﻘـــــﺪﻡ‬

‫ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ‬

‫ﻣﻤﺘﺎﺯ‬

‫ﺟﻴﺪ‬

‫ﻣﺘﻮﺳﻂ‬

‫ﺳﻴﺊ‬

‫ﺳﻴﺊ ﺟﺪﺍً‬

‫‪ÕæÊ ÇáÂä‬‬

‫ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ‬
‫ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﺟﺪﻳﺪﺓ‬
‫ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ‬
‫ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﺭﻓﺎﻕ ﻣﻠﻔﺎﺕ‬
‫ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻣﺸﺎﺭﻛﺎﺗﻚ‬
‫ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ‬ ‫‪BB code is‬ﻣﺘﺎﺣﺔ‬
‫‪ÇáÜÏíÜÜä æÇáÅäÜÜÓÜÜÇä‬‬ ‫ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺕ ﻣﺘﺎﺣﺔ‬
‫ﻛﻮﺩ ]‪ [IMG‬ﻣﺘﺎﺣﺔ‬
‫‪ÅÐåÈ‬‬
‫ﻛﻮﺩ ‪ HTML‬ﻣﻌﻄﻠﺔ‬
 ‫ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻯ‬

‫ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻬﻪ‬
‫ﺁﺧﺮ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ‬ ‫ﻣﺸﺎﺭﻛﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻯ‬ ‫ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ‬ ‫ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ‬
‫‪11-02-2009‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻧﺒﻲ ﺍﻟـﺪﻳــﻦ ﻭﺍﻹﻧــﺴــﺎﻥ‬ ‫ﺃﻱ ﻧﺴﺦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﻌﺘﻤﺪ؟‬
‫‪04:41 AM‬‬

‫‪10-13-2006‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ﺍﻟـﺪﻳــﻦ ﻭﺍﻹﻧــﺴــﺎﻥ‬ ‫ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺴﻼﻡ‬ ‫ﺣﻮﻝ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮءﺍﻥ ﺝ‪2‬‬
‫‪12:42 PM‬‬

‫‪10-12-2006‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ﺍﻟـﺪﻳــﻦ ﻭﺍﻹﻧــﺴــﺎﻥ‬ ‫ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺴﻼﻡ‬ ‫ﺣﻮﻝ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮءﺍﻥ ﺝ‪1‬‬
‫‪11:10 PM‬‬

‫ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻨﺎ ‪ -‬ﺍﻷﺭﺷﻴﻒ ‪ -‬ﺍﻷﻋﻠﻰ‬