You are on page 1of 6

‫خارطة طريق للسلطة السورية من أجل الناتقال إلى دولة ديمقراطية‬

‫مدناية بشكل سلمي وآمن‬

‫إن ما تصرح به السلطة عن نيتها بإجراء تغييرات جذرية كفيلة بانتقال البلد إلى إقامة دولة ديمقراطية مدنية يدفعنا‬
‫إلى المساهمة بتقديم هذا المقترح الذي يمكن أن يشكل خارطة طريق كفيلة إذا ما تبنتها السلطة من أن تثبت صدق‬
‫زعمها هذا‪ ،‬خاصة بإتاحة المجال لمشاركة جميع شرائح المجتمع وأطيافه في بناء هذه الدولة المنشودة‪.‬‬

‫هذا رغم إدراكنا بأن فرصة التعاون والتشارك السياسي وصلت إلى حدود المأزق التاريخي الذي سيحول دون جدوى‬
‫أي مقترح تصالحي‪ .‬وأن ما هو متاح اليوم سيكون عزيز المنال غداا ومستحيله بعد غد‪ .‬لهذا نعتقد أن على السلطة‬
‫المباشرة الفورية بإجراءات كفيلة بتطمين السوريين‪.‬‬

‫إن عنوان التغيير المقصود هو تنازل السلطة عن جزء كبير من سيطرتها على الدولة والمجتمع وإعادتها إلى الدولة‬
‫والمجتمع‪ .‬هذه السيطرة التي تمارسها باستخدام أجهزة أمنية وأجهزة تسلطية مثل المنظمات الشعبية ومؤسسات حزب‬
‫البعث ووسائل العلم وغيرها‪.‬‬

‫والخطوة الولى على هذا المسار تبدأ ببناء الثقة بين السلطة والشعب لردم الهوة بينهما ليس بالدم والخراب بل بإقامة‬
‫جسور آمنة ل يمكن لي طرف من هدمها في أي لحظة قادمة‪ .‬وتتمثل هذه الخطوة بعنوان عريض‪ :‬تراجع العملية‬
‫المنية للخلف مع تقدم العملية السياسية إلى المام‪.‬‬

‫خطوات أولية غير ناهائية على عدة مستويات بآن واحد‪:‬‬

‫على الصعيد المني‪:‬‬

‫على القوى المنية العمل وفق نواظم محددة‪:‬‬

‫العمل وفق مبدأ الدفاع وليس الهجوم‪ .‬أي بقائها في الشارع لحماية المنشآت الحيوية والممتلكات العامة والخاصة‬ ‫‪-‬‬
‫وسلمة الناس وحياتهم‪.‬‬

‫‪ -‬يكون لجميع الجهزة المنية مرجعية مناطقية واحدة على مستوى المحافظة )على أن يتم العمل سريعا لتشكيل‬
‫قيادة ومرجعية واحدة على مستوى البلد ككل(‪ ،‬وتكون هذه الجهة مسؤولة عن أي إجراء أو حادث يصيب الشخاص‬
‫أو الجنود أو الممتلكات‪.‬‬

‫‪ -‬يجب تنظيم مظهر العناصر المنية والعسكرية في الشارع بحيث يتم إلباسها زيا ا نظاميا ا لئقاا‪ ،‬يحمل إشارات‬
‫تدل على اسم ورتبة العنصر والجهة التي يتبع لها‪ .‬وإن لم يتوافر ذلك فوراا يمكن الستعاضة عن العناصر المنية‬
‫بجنود من الجيش من دون آليات مصفحة‪.‬‬

‫اعتماد آلية المظاهرات المنظمة التي تقوم بعد إخطار المسؤول الحكومي المحدد في المحافظة بزمن ومسار‬ ‫‪-‬‬
‫المظاهرة‪ ،‬مع حق المسؤول بتقديم مقترحات على زمن ومكان المظاهرة إذا كانت تتسبب بضرر عام؛ من دون أن‬
‫يكون لديه الحق بإلغائها نهائيا‪ .‬وطبعا تتم مواكبة المظاهرة من القوى المنية والعسكرية بقصد حمايتها وحماية‬
‫الممتلكات العامة والخاصة‪ ،‬بحيث ل يكون لدى هذه العناصر أي أسلحة بل مجرد وسائل الحماية مثل الدرع والهراوة‬
‫النظامية؛ على أن تتمركز على مقربة منها عناصر أخرى لحمايتها يكون لديها السلح اللزم؛ وخاصة الرصاص‬
‫المطاطي‪ .‬ول يحق للعناصر المنية المواكبة التعرض للمظاهرة طالما لم تخرج عن المسار والزمان المحددين؛‬
‫وبالتأكيد طالما لم يقم أي من أفرادها بعمليات تخريب واضحة ومثبتة إعلمايا وأمنياا‪ .‬ويمكن تطبيق هذه الطريقة بداية‬
‫على عدة مناطق لتكون نموذجا ا تظاهريا ا حضارياا‪.‬‬

‫إلغاء قانون التظاهر سيء البنية والصيت الذي صدر مؤخراا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬وبعد تعميم طريقة التظاهر هذه على جميع البلد يحق للعناصر المنية محاولة فض أي مظاهرة ل تكون قد‬
‫أخطرت الجهات المنية لكن بوسائل غير عنفية أبادا‪ .‬مقتصرة في ذلك على محاصرة المظاهرة وعدم السماح لها‬
‫بمواصلة المسير إلى أن تنفض‪.‬‬

‫‪ -‬ل يسمح البتة لي عنصر أمني أو عسكري إهانة أي متظاهر ل بالسباب ول بالضرب مهما كانت السباب‪.‬‬
‫وإذا دعت الظروف لعتقاله فل بد من تنفيذ ذلك بأرقى ما يمكن من السبل‪ .‬وبهذا الصدد ل بد من إلغاء المادة ‪69‬‬
‫لتاحة المجال لمحاكمة ومعاقبة أي عنصر مخالف لهذه المور‪.‬‬

‫ل يسمح البتة لي عنصر باللباس المدني أن يكون مسلحاا أو يمارس أي دور أمني في الشارع‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫إنهاء استخدام عناصر مدنية غير أمنية في قمع المظاهرات‪ ،‬مثل الموظفين والعمال والطلب‪ .‬ومعاقبة أي فرد‬ ‫‪-‬‬
‫منهم يعتدي على أي متظاهر وفق القوانين المرعية‪.‬‬

‫سحب أسلحة العناصر فوق أمنية أي "الشبيحة" فوراا واعتقالهم وتقديمهم إلى القضاء لمحاكمتهم على الجرائم‬ ‫‪-‬‬
‫التي ارتكبوها مؤخراا خلل فترة الحتجاجات‪ ،‬وحتى تلك التي ارتكبوها سابقا‪.‬ا‬

‫إلغاء المرسوم ‪ 55‬الذي حل بديال عن قانون الطوارئ وكان أسوء منه‪ .‬على أن يبقى عمل الضابطة العدلية‬ ‫‪-‬‬
‫تحت تصرف النائب العام‪.‬‬

‫على صعيد النخب‪:‬‬

‫من الضروري إيجاد جميع السبل للتصالح مع النخب السورية المعروفة منها وغير المعروفة وإطلق يدها للعمل في‬
‫الحياة العامة‪ .‬فاشتغالها وحده سيكون الضامن الرئيسي لتبديد جميع المخاطر التي يمكن أن تصل إليها البلد‪ ،‬ووحدها‬
‫القادرة على المساهمة في انتقال البلد إلى دولة مدنية ديمقراطية‪ ،‬وهي الشريك الوحيد للسلطة في خياراتها‬
‫الصلحية والتغييرية‪ .‬كما أنها المورد السليم لقيادات المرحلة القادمة التي يجب أن تتسم بالكفاءة والرضى الشعبي‬
‫وليس الموالة والرضى المني فقط‪ .‬ويمكن البدء بتحرير الحقل العام من خلل خطوات تكرس وتؤكد دور هذه‬
‫النخب‪:‬‬

‫‪ -‬إصدار قرار واضح وصارم من السيد رئيس الجمهورية يقضي بعدم ملحقة أو اعتقال أو التضييق على أي‬
‫مواطن سوري بسبب آرائه أو مواقفه السياسية السلمية‪ .‬والمقصود بالسلمية عدم دعوته الصريحة للعنف أو التخريب‬
‫أو إثارة النعرات الطائفية والدينية‪.‬‬

‫السماح لهذه النخب بإقامة الجتماعات في المكنة العامة والخاصة بشكل علني وليس سري‪ .‬وذلك بعد إخطار‬ ‫‪-‬‬
‫جهة حكومية رسمية محددة‪ .‬من دون أن يكون لهذه الجهة الحق بمنع مثل هذه الجتماعات ول التدخل في برنامجها أو‬
‫أعضائها إل إذا كانت فع ا‬
‫ل تهدد السلم الهلي‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق النيابة العامة‪ .‬كما يترتب على الجهة الحكومية أن‬
‫تقدم موافقتها مكتوبة وبشكل علني‪.‬‬

‫إلغاء قرارات منع السفر المتخذة بحق جميع المواطنين السوريين الصادرة عن الجهزة المنية من دون موافقة‬ ‫‪-‬‬
‫النيابة العامة ولسباب مبررة تتعلق بملف قضائي‪.‬‬
‫‪ -‬السماح للنخب السورية بالتنقل والتواصل والجتماع والتشاور مع ميادين الحتجاج وغيرها‪ ،‬ول يحق للجهات‬
‫المنية التدخل في هذا المر من غير وجود شكوى من الهالي عبر النيابة العامة تبيين بوضوح ومن دون أدنى شك‬
‫أن هذه اللجان تقوم بالتحريض الصريح على العنف أو التخريب أو إثارة النعرات الطائفية والدينية‪.‬‬

‫على صعيد العلما‪:‬‬

‫من المعروف للجميع أن الحياة السياسية الحديثة تتطلب مناخا ا إعلميا ا مواتيا ا كيما تكون فاعلة ومجدية‪ ،‬وذلك من‬
‫خلل إقرار حق كل إنسان بالوصول إلى المعلومة الصحيحة كي يتمكن من تشكيل رأيه السياسي ولكي تكون لديه‬
‫الصورة الواضحة كيف يريد أن يدير حياته‪ .‬وبهذا الصدد ولحساسية قضية العلم بالنسبة للسلطة السورية يمكن‬
‫العمل على تحرير العلم بشكل متدرج ولكن متتابع يبدأ‪:‬‬

‫رفع الهيمنة المنية عن المعلومات العامة وعن عمل المؤسسات العلمية المحلية والخارجية‪ .‬وأن يتم البدء‬ ‫‪-‬‬
‫بذلك عبر المباشرة بالسماح للصحفيين السوريين العاملين في المؤسسات المحلية أو في المؤسسات العلمية العربية‬
‫والدولية بتغطية الحداث الجارية وباستطلع الراء المتنوعة من دون أي تدخل أمني أو تعقيدات أمنية تقوم بها‬
‫الوزارة‪ ،‬ليتاح لهؤلء العلميين من تغطية الحداث الحتجاجية والتظاهرية القائمة بكل حرية‪.‬‬

‫‪ -‬تعيين ناطق رسمي يتحدث يومي اا باسم القصر الجمهوري عن الحداث الجارية‪ ،‬ليعكس وجهة النظر الرئاسية‬
‫بما يجري‪.‬‬

‫وقف الحرب العلمية التي تقوم بها المؤسسات الرسمية ضد المحتجين والمتظاهرين والمعارضين‪ ،‬والتخلي‬ ‫‪-‬‬
‫عن دورها كطرف في الصراع‪ .‬لهذا يترتب عليها نقل الخبار الصحيحة التي يكون مصدرها مراسليها وعدم تجاهل‬
‫أخبار بالغة الهمية كنزوح السوريين إلى الدول المجاورة والذي تعدى لهذه اللحظة عشرة آلف مواطن سوري؛ هذا‬
‫فض ا‬
‫ل عن أخبار القتل واختفاء المواطنين في ظروف مجهولة كناية عن العتقال‪.‬‬

‫وقف عمل جميع المحطات الذاعية والصحف غير المرخص لها كمؤسسات صحفية سياسية‪ ،‬وعدم إعاقة تقديم‬ ‫‪-‬‬
‫شكاوى قضائية بحقها لخروجها عن القانون ولممارستها دوراا تحريضيا ا ضد جماعات وشخصيات سورية‪.‬‬

‫عدم إعاقة تقديم شكاوى قضائية بحق قناة الدنيا لممارستها دوراا تحريضياا ضد جماعات وشخصيات سورية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ودعواتها الصريحة للعنف وإثارة النعرات الطائفية‪.‬‬

‫‪ -‬تخصيص صفحتان يوميتان للرأي في إحدى الصحف الرئيسية‪ ،‬وتعيين مدير مستقل لهذه الصفحة ممن يمتلك‬
‫المهنية الرفيعة ول تكون مرجعيته ل الجهات المنية ول رئاسة تحرير الصحيفة‪ .‬بل ربما تكون مرجعيته جهة‬
‫حكومية محددة ومعلنة‪.‬‬

‫‪ -‬تخصيص برنامج حواري يومي لمدة ساعتين يبث مباشرة من الفضائية السورية‪ .‬ويتم تعيين مذيعا ا له يتصف‬
‫بالمهنية العالية جد اا‪ ،‬ويمكن أن يكون من خارج المؤسسات العلمية الرسمية‪ .‬مع وجود هيئة إعداد مؤلفة من‬
‫صحفيين من المؤسسة العلمية الرسمية وآخرين من خارجها‪.‬‬

‫على صعيد إرضاء الشارع بما هو حق له‪:‬‬

‫ل يمكن البدء بأي خطة على طريق المصالحة الوطنية المعنونة بالتحول إلى دولة ديمقراطية مدنية يشارك فيها‬
‫الجميع من دون إرضاء وتضميد جراح الشارع التظاهري مما أصابه من قتل أبنائه والتنكيل به والتضييق عليه وعلى‬
‫بيئته الجتماعية‪ ،‬وذلك من خلل‪:‬‬
‫‪ -‬تقديم اعتذار واضح وصريح وأسف عما جرى في البلد‪ ،‬ومساءلة ومحاسبة أجهزة وشخصيات تنفيذية عجزت‬
‫عن استيعاب حركة الحتجاج المحقة وحتى الخطاب المتشدد في الشارع‪.‬‬

‫‪ -‬تقديم تعويضات مادية ومعنوية لهالي الضحايا وللمصابين والجرحى الذين سقطوا خلل الحداث الخيرة‪ .‬مع‬
‫وضع برنامج رعاية لجميع الجرحى والمعتقلين على خلفية الحداث الحتجاجية‪.‬‬

‫‪ -‬إطلق جميع المعتقلين على خلفية الحداث بشكل كامل من دون إحالتهم إلى القضاء‪ .‬والعفو النهائي عن جميع‬
‫من أحيل إلى القضاء على خلفية الحداث ما لم يكن مثبت عليه بشكل أكيد وعادل القيام بجناية القتل العمد لي مواطن‬
‫سوري مدني كان أم عسكري‪ .‬وذلك من خلل تقديمه لمحاكمة خاصة يتم إنشاؤها للبت بهذه القضايا ويعين لها قضاة‬
‫مشهود لهم بالمطلق بالنزاهة والستقلل عن السلطة التنفيذية وعن الجهزة المنية‪ .‬على أن تتم المحاكمات بشكل‬
‫علني وبحضور مراقبين حقوقيين محليين‪.‬‬

‫صورة أولية للمرحلة الناتقالية‪:‬‬

‫بعد أن تتم المباشرة بهذه الخطوات التي تشكل المرحلة التمهيدية للمرحلة النتقالية‪ ،‬وخلل أيام جيد قليلة وقريبة بهدف‬
‫توليد الثقة بين السلطة وبين الشارع أولا وبينها وبين النخب تالياا‪ ،‬يمكن للسلطة أن تتقدم بمشروع سياسي يرسم‬
‫مسارات المرحلة النتقالية على أن تكون إجراءاته كافية لتكريس عوامل كفيلة بحمل آليات النتقال إلى دولة‬
‫ديمقراطية مدنية‪.‬‬

‫وسيكون من الجيد أن يتم العلن عن هذا التوجه وهذه الرؤية من خلل خطاب للسيد الرئيس يتوجه فيه إلى الشعب‬
‫بضمير المخاطب وليس بضمير الغائب‪ ،‬ويكون هذا الخطاب مدعوم بالمنجزات المادية الملموسة التي تم عرضها‬
‫أعله‪ .‬يتضمن آفاق المرحلة التصالحية القادمة المبنية على المشاركة مع الجميع لقامة دولة القانون والمواطنة بحيث‬
‫يتساوى الجميع بالحقوق ويتساوى الجميع بالمحاسبة أمام قضاء مستقل وعادل‪ .‬هذه المرحلة التي يمكن التأسيس‬
‫لخطواتها الولى من خلل العلن عن اتخاذ إجراءات حاسمة بتقليص هيمنة السلطة وحزب ابعث على الدولة‬
‫والمجتمع‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫العلن عن حل الجبهة الوطنية التقدمية وإعادة أموالها وممتلكاتها وحيازاتها إلى الدولة وليس إلى السلطة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫العلن عن حل اتحادات الطلب والشبيبة والطلئع والكيتاب والنساء وغيرها‪ ،‬وإعادة تأسيسها بحيث تتبع‬ ‫‪-‬‬
‫لحزب البعث فقط )إن أراد الحزب ذلك؛ ما عدا اتحاد الشبيبة ومنظمة الطلئع(‪ ،‬ويكون تمويلها وفق قانون الجمعيات‬
‫المعمول به الن‪ .‬وإعادة جميع ممتلكاتها وأموالها وحيازاتها إلى الدولة وليس إلى السلطة‪.‬‬

‫الوعد بأن ينضوي حزب البعث وفق قانون الحزاب الذي سيصدر قريبا ا جداا‪ .‬على أن تتم إعادة أملكه وأمواله‬ ‫‪-‬‬
‫وحيازاته إلى الدولة قبل ذلك‪ ،‬ليصار إلى إنشاء تمويل له وفق القانون‪.‬‬

‫التحضير الجاد لرفع ملكية أو سيطرة الحزب على مطبوعات أو وسائل إعلم ممولة من الدولة‪ .‬وأن تعاد هذه‬ ‫‪-‬‬
‫المؤسسات إلى الدولة‪.‬‬

‫العلن عن إتاحة الفرصة لجميع السوريين بتشكيل نقاباتهم أو جمعياتهم وفق القوانين المرعية الن من دون‬ ‫‪-‬‬
‫أدنى تدخل لحزب البعث أو الجهزة المنية في ذلك‪ ،‬أي اقتصار أمر الترخيص على وزارة الشؤون الجتماعية‬
‫والعمل‪ ،‬على أن تتم تسوية أوضاع هذه المؤسسات وفق قانون الجمعيات الذي سيصدر لحقا‪.‬‬

‫العلن عن تشكيل هيئة لمحاربة الفساد والفاسدين تتألف من شخصيات قانونية وعامة من خارج إطار السلطة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويناط بها اقتراح آليات عمل إدارية تحول دون تفشي الفساد والتضييق على سبله‪.‬‬
‫المجلس الوطني التشريعي‪:‬‬

‫ل بد من إنشاء هيئة تشريعية ترسم وتمنهج المرحلة النتقالية‪ ،‬خاصة في ظل انتهاء الدورة التشريعية لمجلس الشعب‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد يمكن اقتراح إنشاء مجلس وطني تشريعي‪:‬‬

‫يتألف المجلس من مئة عضو‪ .‬يكون لحزب البعث فيه ثلثين عضواا‪ ،‬وسبعين عضواا من شخصيات مستقلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬يسمي رئيس الجمهورية أعضاء المجلس بعد مشاورات موسعة ومكثفة وسريعة خلل لقاءاته بشخصيات‬
‫سياسية واقتصادية واجتماعية من خارج أوساط السلطة‪.‬‬

‫‪ -‬تتم هذه اللقاءات من خلل اللية التالية )على سبيل المثال(‪ :‬يلتقي الرئيس بأول عشرة أشخاص يتم ترشيحهم من‬
‫قبل لجنة العمل الوطني‪ ،‬وهؤلء يرشحون عشرة غيرهم‪ ،‬إلى أن يصل عدد المرشحين الذين يجتمع بهم الرئيس‬
‫سبعين مرشحاا‪.‬‬

‫يفترض بهذه الشخصيات أن تكون من جميع مناطق البلد‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬يدعي رئيس الجمهورية المجلس لعقد أول جلسة له خلل مدة أقصاها خمسة أيام من تسميتهم‪ .‬وتخصص هذه‬
‫الجلسة لنتخاب رئيس اا للمجلس وإقرار النظام الداخلي لعمل المجلس بناء على مسودة محضرة مسبقا ا من جميع‬
‫المرشحين ومعروضة للتداول العام‪ .‬تراعى في هذا النظام الداخلي ضرورة السرعة في العمل لمقتضيات الحاجات‬
‫الملحاحة للبلد‪.‬‬

‫يضع المجلس برنامج أولوياته بالتشاور مع رئيس الجمهورية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫يشكل المجلس اللجان الذي يرى أنها تيسر عمله من بين أعضائه‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬يحق للمجلس تشكيل لجان استشارية اختصاصية من الخبراء من خارج أعضاء المجلس‪ .‬خاصة من الخبراء‬
‫القانونيين والقتصاديين‪.‬‬

‫يتم إنشاء ميزانية مستقلة للمجلس وتصرف من الخزينة العامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫لهذا المجلس كامل الصلحية بإصدار ما يراه مناسباا من التشريعات الكفيلة بإطلق وضمان الحريات العامة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أي ما هو كاف لبداية حياة سياسية حرة سليمة‪ ،‬والتحضير لنتخابات تشريعية‪ .‬بما في ذلك إمكانية تعديل الدستور أو‬
‫تغييره وفق مقتضيات إصدار قانون للحزاب وآخر للنتخابات وللعلم وكذلك تحديد مدة الدورة التشريعية وعدد‬
‫أعضاء مجلس الشعب ومدة الفترة الرئاسية وعدد مرات الدورة الرئاسية وغيرها من القوانين الكافية لتغطية المرحلة‬
‫النتقالية التي تتحدد بمدة معلومة بمرسوم تشكيل هذا المجلس‪ ،‬والتي يجب أن تنتهي عند انتخاب مجلس تشريعي‬
‫جديد؛ على أل تتجاوز ستة أشهر‪.‬‬

‫اعتبار الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال إلى ما بعد النتخابات النيابية منذ لحظة تشكيل المجلس الوطني‬ ‫‪-‬‬
‫التشريعي‪.‬‬
‫تيصدر المجلس القوانين الكفيلة بفصل السلطات وبالخص السلطة القضائية مع إعادة هيكلتها ووضع نواظم‬ ‫‪-‬‬
‫عملها‪.‬‬

‫‪ -‬ينشئ المجلس هيئة عليا للنتخابات وقانون عملها وصلحياتها ومرجعياتها وطبيعة علقتها مع السلطات‬
‫التنفيذية والقضائية‪.‬‬

‫‪ -‬يصادق رئيس الجمهورية على القوانين التي يصدرها المجلس وفق آليات ديمقراطية واضحة يصوغها قانونيون‬
‫متخصصون بالدستور والتشريع تصدر )هذه الليات( بمرسوم جمهوري قبل تشكيل المجلس الوطني التشريعي‪.‬‬

‫§ خلل المدة الفاصلة بين تلك الجراءات الولية وتعيين المجلس وشروعه بعمله ل بد من استكمال البرنامج‬
‫الصلحي الكفيل بتشكيل حاضنة لمثل هذا التطور على صعيد الحريات والعلم‪ .‬بحيث يكون العلم مستقلا نهائيا ا‬
‫عن السلطات التنفيذية والحريات مصانة ومضمونة من السيد رئيس الجمهورية‪ .‬وإعادة هيكلة الجهزة المنية وتحديد‬
‫مرجعيتها ومهامها بدقة ووضوح‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫من وجهة نظرنا يمكن لهذه الخارطة المحددة بخطوط عامة أن تكون كفيلة باستثمار الفرصة التاريخية التي تمر بها‬
‫البلد والتي تبشر بدخولنا مرحلة الحداثة والحضارة من خلل مساهمة جميع السوريين في الحياة العامة بشكل حير‬
‫وخلق‪.‬‬

‫إن هذه اللحظة التاريخية التي كانت تنتظرها بلدنا منذ عدة عقود خلت ل يجوز لنا تفويتها لي سبب وبأي ذريعة‬
‫كانت‪ .‬وسيكون من الخطأ الجسيم اعتبارها مجرد صراع سياسي على السلطة‪ ،‬فهي ثورة بكل معنى الكلمة على‬
‫الصعيد الثقافي والجتماعي والخلقي والقيمي والسياسي شرط أن نساهم جميعنا في دفعها باتجاه إبداعي خلق بعيد‬
‫عن أي حسابات فئوية أو حزبية أو أنانية‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫§ تطرح هذه الورقة للتداول والمناقشة للعموم بجميع الوسائل المتاحة‪ .‬وسيتم جمع الملحظات وإعادة صياغة الورقة‬
‫على أساس الملحظات التي تخدم السبل السلمية والمنة للنتقال إلى دولة ديمقراطية مدنية‪.‬‬

‫لؤي حسين ومعن عبد السلم‬

‫عن‪ :‬لجنة العمل الوطني‬

You might also like