﴿درس في العقيدة الحقة﴾
قال شيخ الإسلام محدث العصر العالِم الجليل قدوة المحققين، وعمدة المدقّقين، صدر العلماء العاملين، الإمام المحدّث الحافظ ، التقي الزاهد، والفاضل العابد، صاحب المواهب الجليلة، الشيخ أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمّد بن يوسف بن عبد الله بن جامع الهرري الشيبيّ العبدري القرشي الشافعي الرفاعي مفتي هرر، غفر الله له ولوالديه ونفعنا بعلمه ورحمه الله تعالى وأكرم مثواه.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، الحمدُ للهِ الذي هدانَا للإسلامِ، ومنَّ علينَا بمذهبِ أهلِ السنةِ الذينَ هم جمهورُ هذهِ الأمةِ المحمديةِ ولم يجعَلْنا من تلكَ الفرقِ التي ذمَّها الرسولُ صلى الله عليه وسلم قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلم: "ستفترقُ أمتِي إلى ثلاثٍ وسبعينَ فرقةً كلُّهم في النارِ إلاواحدةوهي الجماعةُ" أي الجمهورُ السوادُ الأعظمُ، فتحقَّقَ ما أخبرَ بهِ الرسولُ فإنهُ بعدَ موتِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم بنحوِ ثلاثينَ سنةً حدثت فرقٌ منحرفةٌ عما كانَ عليه الرسولُ والصحابةُ وذلك في عهدِِ سيدِِنا عليٍٍّ رضي الله عنه، حدثت فرقتانِ في زمنِ سيدِنا علي شاذتانِ عما كان عليه الصحابةُ، ثم بعد ذلك بنحوِ سبعينَ سنةً ظهرت فرقةٌ أخرى، ثم بعدَ ذلك بزمانٍ فرقةٌ أخرى حتى تكاملَ عدةُ اثنتينِ وسبعينَ فرقةً وبقيتِ الجماعةُ التي كانت على ما كانَ عليه الرسولُ والصحابةُ إلى يومِنا هذا وهم أكثرُ من أولئكَ الاثنتينِ والسبعينَ من حيثُ العددُ والحمدُ للهِ أهلُ السنةِ اليومَ مليارٌ ونصفٌ، هؤلاء الذين هم أكثر على شريعةِ الرسولِ والصحابةِ على ما كان عليهِ الرسولُ والصحابة، وهؤلاء الفرقةُ الذين هم أكثرُ الأمةِ الذين هم على الحقِ على ما كان عليه الرسولُ والصحابةُ بالاعتقادِ هم من حيثُ المذاهبُ الأحكاميةُ منهم شافعيةٌ ومنهم حنفيةٌ ومنهم مالكيةٌ ومنهم حنبليةٌ وكان في الماضي غيرُ هؤلاءِ الأربعةِ من أهلِ الحقِّ في الأحكام، والحمدُ لله أن جعلَنا من هذه الفرقةِ التي قالَ الرسولُ: "وهي الجماعةُ" في زمنِ سيدِنا علي ظهرت الخوارج ثم ظهرَت بقيةُ الفِرقِ الاثنتينِ والسبعينَ ثم انقرضوا فلم يبقَ منهم إلى الآن إلا نحوُ ثلاثِ فرق كلُّهم انقرضوا بقيَ من أولئكَ الشاذين ثلاثُ فرقٍ أو أربعُ فرقٍ في الدنيا اليوم، أما مذهبُ أهلِ السنةِ يبقَى إلى يومِ القيامةِ إلى نهايةِ الدنيا، وسيدُنا المهديُّ سيكونُ مؤيِدًا لمذهبِ أهل السنةِ التي نحنُ عليها وكذلك المسيحُ عيسى بنُ مريم لما ينـزِل بأيامِ المهديِ يحكمُ بمذهبِ أهلِ السنةِ والجماعةِ ويعيشُ أربعينَ سنةً بينَ البشرِ ثم يموتُ ويُدفنُ عندَ الرسولِ في المدينة.
فمن أراد الفلاحَ والنجاةَ في الآخرةِ فليتعَلَّمْ مذهبَ أهلِ السنةِ التي نحنُ نعلِمُها وكان على هذا المذهبِ الذي نحنُ نعلمُه الخلفاءُ والسلاطينُ مثلُ صلاحِ الدينِ الأيوبيِ رضي الله عنه كان شافعيًّا أشعريًّا وكذلك محمدُ الفاتحُ العثمانيُّ التركيُّ كان مؤيِدًا لمذهبِ أهلِ السنةِ وكانت عقيدتُهما هي عقيدةَ أهلِ السنةِ التي نحنُ عليه، كان صلاحُ الدينِ في القرنِ السادسِ الهجريِّ تُوفِيَ ءاخرَ القرنِ السادسِ الهجريِّ والسلطانُ محمدُ الفاتح ظهرَ بعدِ تسعِمائة سنة هجرية كان محمدُ الفاتحُ حنفيًّا في الفقهِ وأشعريًّا ماتريديًّا في العقيدةِ في التوحيد.
وأهمُّ مسائلِ التوحيدِ التي عليها أهلُ السنةِ تنـزيهُ اللهِ تبارك وتعالى عن مشابهةِ الخلق ثم إفرادُ اللهِ تعالى بخلقِ الأشياءِ الأجسامِ والأعمالِ حركاتِ العبادِ وسكناتِهم وكلِ أعمالِهِم أي أن اللهَ هو الذي يخلقُ الجسمَ وأعمالَ الجسمِ. البشرُ والملائكةُ والجنُ لا يخلقونَ شيئًا بل اللهُ يخلقُ الخيرَ والشرَّ لا خالقَ سواه، هذا أهمُّ مسائلِ عقيدةِ أهلِ السنة.
وتنـزيهُ اللهِ تبارك وتعالى معناهُ اعتقادُ أن اللهَ موجودٌ لا كالموجوداتِ ليس جسمًا لطيفًا كالنورِ والريحِ والروحِ ولا هو جسمٌ كثيفٌ كالإنسانِ، ليسَ حالاًّ في جهةٍ من الجهاتِ ليس هو جسمًا صغيرًا ولا جسمًا كبيرًا ليس جسمًا بالمرةِ لأنَّ الجسمَ لا يخلقُ الجسمَ، اللهُ لو كان جسمًا ما خلقَ هذه الأجسامَ العرشَ والسماواتِ الأرضَ والإنسانَ ما خلقَ هذه الأشياءَ لو كان هو جسمًا، ولو كان هو جسمًا لطيفًا ما خلقَ النورَ والظلامَ والملائكةَ والريحَ والروحَ. فمنِ اعتقدَ أنَّ اللهَ جسمٌ كثيفٌ أو لطيفٌ فهو جاهلٌ باللهِ ليس عابِدًا لله بل يعبدُ شيئًا تخيَّلَه وتصوَّرَه قاعدًا فوقَ العرشِ لا وجودَ له يعبُدُ شيئًا لا وجودَ له. كل ما سوى اللهِ ما كانَ موجودًا قبلَ أن يخلقَهُ اللهُ هذا الفراغُ الذي بين الأرضِ والسماءِ وبين سماءٍ وسماءٍ وبينَ السماءِ والكرسيِّ وبينَ الكرسيِّ والعرشِ هذا الفراغُ ما كانَ موجودًا اللهُ تعالى أوجدَه، أما اللهُ تعالى كانَ قبلَ الزمانِ والمكانِ بلا مكانٍ بلا زمانٍ من غيرِ أن يكونَ في الفراغِ كما أ
Original Title
www.harariyy.com العلامة المحدث الشيخ عبد الله الهرري
﴿درس في العقيدة الحقة﴾
قال شيخ الإسلام محدث العصر العالِم الجليل قدوة المحققين، وعمدة المدقّقين، صدر العلماء العاملين، الإمام المحدّث الحافظ ، التقي الزاهد، والفاضل العابد، صاحب المواهب الجليلة، الشيخ أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمّد بن يوسف بن عبد الله بن جامع الهرري الشيبيّ العبدري القرشي الشافعي الرفاعي مفتي هرر، غفر الله له ولوالديه ونفعنا بعلمه ورحمه الله تعالى وأكرم مثواه.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، الحمدُ للهِ الذي هدانَا للإسلامِ، ومنَّ علينَا بمذهبِ أهلِ السنةِ الذينَ هم جمهورُ هذهِ الأمةِ المحمديةِ ولم يجعَلْنا من تلكَ الفرقِ التي ذمَّها الرسولُ صلى الله عليه وسلم قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلم: "ستفترقُ أمتِي إلى ثلاثٍ وسبعينَ فرقةً كلُّهم في النارِ إلاواحدةوهي الجماعةُ" أي الجمهورُ السوادُ الأعظمُ، فتحقَّقَ ما أخبرَ بهِ الرسولُ فإنهُ بعدَ موتِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم بنحوِ ثلاثينَ سنةً حدثت فرقٌ منحرفةٌ عما كانَ عليه الرسولُ والصحابةُ وذلك في عهدِِ سيدِِنا عليٍٍّ رضي الله عنه، حدثت فرقتانِ في زمنِ سيدِنا علي شاذتانِ عما كان عليه الصحابةُ، ثم بعد ذلك بنحوِ سبعينَ سنةً ظهرت فرقةٌ أخرى، ثم بعدَ ذلك بزمانٍ فرقةٌ أخرى حتى تكاملَ عدةُ اثنتينِ وسبعينَ فرقةً وبقيتِ الجماعةُ التي كانت على ما كانَ عليه الرسولُ والصحابةُ إلى يومِنا هذا وهم أكثرُ من أولئكَ الاثنتينِ والسبعينَ من حيثُ العددُ والحمدُ للهِ أهلُ السنةِ اليومَ مليارٌ ونصفٌ، هؤلاء الذين هم أكثر على شريعةِ الرسولِ والصحابةِ على ما كان عليهِ الرسولُ والصحابة، وهؤلاء الفرقةُ الذين هم أكثرُ الأمةِ الذين هم على الحقِ على ما كان عليه الرسولُ والصحابةُ بالاعتقادِ هم من حيثُ المذاهبُ الأحكاميةُ منهم شافعيةٌ ومنهم حنفيةٌ ومنهم مالكيةٌ ومنهم حنبليةٌ وكان في الماضي غيرُ هؤلاءِ الأربعةِ من أهلِ الحقِّ في الأحكام، والحمدُ لله أن جعلَنا من هذه الفرقةِ التي قالَ الرسولُ: "وهي الجماعةُ" في زمنِ سيدِنا علي ظهرت الخوارج ثم ظهرَت بقيةُ الفِرقِ الاثنتينِ والسبعينَ ثم انقرضوا فلم يبقَ منهم إلى الآن إلا نحوُ ثلاثِ فرق كلُّهم انقرضوا بقيَ من أولئكَ الشاذين ثلاثُ فرقٍ أو أربعُ فرقٍ في الدنيا اليوم، أما مذهبُ أهلِ السنةِ يبقَى إلى يومِ القيامةِ إلى نهايةِ الدنيا، وسيدُنا المهديُّ سيكونُ مؤيِدًا لمذهبِ أهل السنةِ التي نحنُ عليها وكذلك المسيحُ عيسى بنُ مريم لما ينـزِل بأيامِ المهديِ يحكمُ بمذهبِ أهلِ السنةِ والجماعةِ ويعيشُ أربعينَ سنةً بينَ البشرِ ثم يموتُ ويُدفنُ عندَ الرسولِ في المدينة.
فمن أراد الفلاحَ والنجاةَ في الآخرةِ فليتعَلَّمْ مذهبَ أهلِ السنةِ التي نحنُ نعلِمُها وكان على هذا المذهبِ الذي نحنُ نعلمُه الخلفاءُ والسلاطينُ مثلُ صلاحِ الدينِ الأيوبيِ رضي الله عنه كان شافعيًّا أشعريًّا وكذلك محمدُ الفاتحُ العثمانيُّ التركيُّ كان مؤيِدًا لمذهبِ أهلِ السنةِ وكانت عقيدتُهما هي عقيدةَ أهلِ السنةِ التي نحنُ عليه، كان صلاحُ الدينِ في القرنِ السادسِ الهجريِّ تُوفِيَ ءاخرَ القرنِ السادسِ الهجريِّ والسلطانُ محمدُ الفاتح ظهرَ بعدِ تسعِمائة سنة هجرية كان محمدُ الفاتحُ حنفيًّا في الفقهِ وأشعريًّا ماتريديًّا في العقيدةِ في التوحيد.
وأهمُّ مسائلِ التوحيدِ التي عليها أهلُ السنةِ تنـزيهُ اللهِ تبارك وتعالى عن مشابهةِ الخلق ثم إفرادُ اللهِ تعالى بخلقِ الأشياءِ الأجسامِ والأعمالِ حركاتِ العبادِ وسكناتِهم وكلِ أعمالِهِم أي أن اللهَ هو الذي يخلقُ الجسمَ وأعمالَ الجسمِ. البشرُ والملائكةُ والجنُ لا يخلقونَ شيئًا بل اللهُ يخلقُ الخيرَ والشرَّ لا خالقَ سواه، هذا أهمُّ مسائلِ عقيدةِ أهلِ السنة.
وتنـزيهُ اللهِ تبارك وتعالى معناهُ اعتقادُ أن اللهَ موجودٌ لا كالموجوداتِ ليس جسمًا لطيفًا كالنورِ والريحِ والروحِ ولا هو جسمٌ كثيفٌ كالإنسانِ، ليسَ حالاًّ في جهةٍ من الجهاتِ ليس هو جسمًا صغيرًا ولا جسمًا كبيرًا ليس جسمًا بالمرةِ لأنَّ الجسمَ لا يخلقُ الجسمَ، اللهُ لو كان جسمًا ما خلقَ هذه الأجسامَ العرشَ والسماواتِ الأرضَ والإنسانَ ما خلقَ هذه الأشياءَ لو كان هو جسمًا، ولو كان هو جسمًا لطيفًا ما خلقَ النورَ والظلامَ والملائكةَ والريحَ والروحَ. فمنِ اعتقدَ أنَّ اللهَ جسمٌ كثيفٌ أو لطيفٌ فهو جاهلٌ باللهِ ليس عابِدًا لله بل يعبدُ شيئًا تخيَّلَه وتصوَّرَه قاعدًا فوقَ العرشِ لا وجودَ له يعبُدُ شيئًا لا وجودَ له. كل ما سوى اللهِ ما كانَ موجودًا قبلَ أن يخلقَهُ اللهُ هذا الفراغُ الذي بين الأرضِ والسماءِ وبين سماءٍ وسماءٍ وبينَ السماءِ والكرسيِّ وبينَ الكرسيِّ والعرشِ هذا الفراغُ ما كانَ موجودًا اللهُ تعالى أوجدَه، أما اللهُ تعالى كانَ قبلَ الزمانِ والمكانِ بلا مكانٍ بلا زمانٍ من غيرِ أن يكونَ في الفراغِ كما أ
﴿درس في العقيدة الحقة﴾
قال شيخ الإسلام محدث العصر العالِم الجليل قدوة المحققين، وعمدة المدقّقين، صدر العلماء العاملين، الإمام المحدّث الحافظ ، التقي الزاهد، والفاضل العابد، صاحب المواهب الجليلة، الشيخ أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمّد بن يوسف بن عبد الله بن جامع الهرري الشيبيّ العبدري القرشي الشافعي الرفاعي مفتي هرر، غفر الله له ولوالديه ونفعنا بعلمه ورحمه الله تعالى وأكرم مثواه.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، الحمدُ للهِ الذي هدانَا للإسلامِ، ومنَّ علينَا بمذهبِ أهلِ السنةِ الذينَ هم جمهورُ هذهِ الأمةِ المحمديةِ ولم يجعَلْنا من تلكَ الفرقِ التي ذمَّها الرسولُ صلى الله عليه وسلم قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلم: "ستفترقُ أمتِي إلى ثلاثٍ وسبعينَ فرقةً كلُّهم في النارِ إلاواحدةوهي الجماعةُ" أي الجمهورُ السوادُ الأعظمُ، فتحقَّقَ ما أخبرَ بهِ الرسولُ فإنهُ بعدَ موتِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم بنحوِ ثلاثينَ سنةً حدثت فرقٌ منحرفةٌ عما كانَ عليه الرسولُ والصحابةُ وذلك في عهدِِ سيدِِنا عليٍٍّ رضي الله عنه، حدثت فرقتانِ في زمنِ سيدِنا علي شاذتانِ عما كان عليه الصحابةُ، ثم بعد ذلك بنحوِ سبعينَ سنةً ظهرت فرقةٌ أخرى، ثم بعدَ ذلك بزمانٍ فرقةٌ أخرى حتى تكاملَ عدةُ اثنتينِ وسبعينَ فرقةً وبقيتِ الجماعةُ التي كانت على ما كانَ عليه الرسولُ والصحابةُ إلى يومِنا هذا وهم أكثرُ من أولئكَ الاثنتينِ والسبعينَ من حيثُ العددُ والحمدُ للهِ أهلُ السنةِ اليومَ مليارٌ ونصفٌ، هؤلاء الذين هم أكثر على شريعةِ الرسولِ والصحابةِ على ما كان عليهِ الرسولُ والصحابة، وهؤلاء الفرقةُ الذين هم أكثرُ الأمةِ الذين هم على الحقِ على ما كان عليه الرسولُ والصحابةُ بالاعتقادِ هم من حيثُ المذاهبُ الأحكاميةُ منهم شافعيةٌ ومنهم حنفيةٌ ومنهم مالكيةٌ ومنهم حنبليةٌ وكان في الماضي غيرُ هؤلاءِ الأربعةِ من أهلِ الحقِّ في الأحكام، والحمدُ لله أن جعلَنا من هذه الفرقةِ التي قالَ الرسولُ: "وهي الجماعةُ" في زمنِ سيدِنا علي ظهرت الخوارج ثم ظهرَت بقيةُ الفِرقِ الاثنتينِ والسبعينَ ثم انقرضوا فلم يبقَ منهم إلى الآن إلا نحوُ ثلاثِ فرق كلُّهم انقرضوا بقيَ من أولئكَ الشاذين ثلاثُ فرقٍ أو أربعُ فرقٍ في الدنيا اليوم، أما مذهبُ أهلِ السنةِ يبقَى إلى يومِ القيامةِ إلى نهايةِ الدنيا، وسيدُنا المهديُّ سيكونُ مؤيِدًا لمذهبِ أهل السنةِ التي نحنُ عليها وكذلك المسيحُ عيسى بنُ مريم لما ينـزِل بأيامِ المهديِ يحكمُ بمذهبِ أهلِ السنةِ والجماعةِ ويعيشُ أربعينَ سنةً بينَ البشرِ ثم يموتُ ويُدفنُ عندَ الرسولِ في المدينة.
فمن أراد الفلاحَ والنجاةَ في الآخرةِ فليتعَلَّمْ مذهبَ أهلِ السنةِ التي نحنُ نعلِمُها وكان على هذا المذهبِ الذي نحنُ نعلمُه الخلفاءُ والسلاطينُ مثلُ صلاحِ الدينِ الأيوبيِ رضي الله عنه كان شافعيًّا أشعريًّا وكذلك محمدُ الفاتحُ العثمانيُّ التركيُّ كان مؤيِدًا لمذهبِ أهلِ السنةِ وكانت عقيدتُهما هي عقيدةَ أهلِ السنةِ التي نحنُ عليه، كان صلاحُ الدينِ في القرنِ السادسِ الهجريِّ تُوفِيَ ءاخرَ القرنِ السادسِ الهجريِّ والسلطانُ محمدُ الفاتح ظهرَ بعدِ تسعِمائة سنة هجرية كان محمدُ الفاتحُ حنفيًّا في الفقهِ وأشعريًّا ماتريديًّا في العقيدةِ في التوحيد.
وأهمُّ مسائلِ التوحيدِ التي عليها أهلُ السنةِ تنـزيهُ اللهِ تبارك وتعالى عن مشابهةِ الخلق ثم إفرادُ اللهِ تعالى بخلقِ الأشياءِ الأجسامِ والأعمالِ حركاتِ العبادِ وسكناتِهم وكلِ أعمالِهِم أي أن اللهَ هو الذي يخلقُ الجسمَ وأعمالَ الجسمِ. البشرُ والملائكةُ والجنُ لا يخلقونَ شيئًا بل اللهُ يخلقُ الخيرَ والشرَّ لا خالقَ سواه، هذا أهمُّ مسائلِ عقيدةِ أهلِ السنة.
وتنـزيهُ اللهِ تبارك وتعالى معناهُ اعتقادُ أن اللهَ موجودٌ لا كالموجوداتِ ليس جسمًا لطيفًا كالنورِ والريحِ والروحِ ولا هو جسمٌ كثيفٌ كالإنسانِ، ليسَ حالاًّ في جهةٍ من الجهاتِ ليس هو جسمًا صغيرًا ولا جسمًا كبيرًا ليس جسمًا بالمرةِ لأنَّ الجسمَ لا يخلقُ الجسمَ، اللهُ لو كان جسمًا ما خلقَ هذه الأجسامَ العرشَ والسماواتِ الأرضَ والإنسانَ ما خلقَ هذه الأشياءَ لو كان هو جسمًا، ولو كان هو جسمًا لطيفًا ما خلقَ النورَ والظلامَ والملائكةَ والريحَ والروحَ. فمنِ اعتقدَ أنَّ اللهَ جسمٌ كثيفٌ أو لطيفٌ فهو جاهلٌ باللهِ ليس عابِدًا لله بل يعبدُ شيئًا تخيَّلَه وتصوَّرَه قاعدًا فوقَ العرشِ لا وجودَ له يعبُدُ شيئًا لا وجودَ له. كل ما سوى اللهِ ما كانَ موجودًا قبلَ أن يخلقَهُ اللهُ هذا الفراغُ الذي بين الأرضِ والسماءِ وبين سماءٍ وسماءٍ وبينَ السماءِ والكرسيِّ وبينَ الكرسيِّ والعرشِ هذا الفراغُ ما كانَ موجودًا اللهُ تعالى أوجدَه، أما اللهُ تعالى كانَ قبلَ الزمانِ والمكانِ بلا مكانٍ بلا زمانٍ من غيرِ أن يكونَ في الفراغِ كما أ