Professional Documents
Culture Documents
أو الذات
يكثر إستخدام كلمة جسد فى الكتاب المقدس ،ولكنها تستخدم بمعاني كثيرة ،وذلك ربما لن ترجمتنا
العربيتتة تترجتتم كلمتان يونانيتان مختلفتان إلي كلمتتة جستتد العربيتتة .بتتل إن حتتتى هاتان الكلمتان
اليونانيتان لهما أصل إستخدامات أي معاني متعددة فى كلمة الله .ولن أخوض فى هذا الموضوع الن
حيث لمجال له ،ولكن دعونا نذكر بعض الستخدامات ثم نركز علي أحدها أل وهو الذات.
إن كلمة جسد تستعمل فى الكتاب المقدس بمعنى الذات " "egoأو الطبيعة العتيقة الموروثة من آدم
بالميلد البشري الطبيعي.
لكتن الكتاب هنتا يستمي الطبيعتة العتيقتة كلهتا متن نفتس وروح وجستد مادي يستميها "جستد" ويستمي
الطبيعتة الجديدة كلهتا بمتا فيهتا "روح" .وستبب هذه التستمية أن الله روح والمولودون متن الله لهتم
طبيعتة روحيتة أي إتجاه روحتي ستام .أمتا آدم ونستله فهتم روح ونفتس وجستد ولكتن التناستل والميلد
يأتتي عتن طريتق الجستد .فالميلد الطتبيعي إذن يمكتن أن يستمي "جستد" فوراثتة طبيعتة آدم بطريقتة
طبيعيتة جستدية يكون حستب الجستد وطتبيعته طبيعتة آدميتة .إذن هناك ميلدان واحتد جستدي حستب
الجسد وواحد روحي حسب الروح.
وأيضتا فتى (رو )5 :7يقول "لنه لما تكنا فى الجسد كانت أهواء الخطايا التي بالناموس تعمل فى
أعضائنا لكي نثمر للموت" وهنتا يتكلم الرستول عتن المولوديتن الميلد الجديتد فيقول عنهتم أنته ستابقا
كانوا فى الجسد .وبالطبع ليقصد هنا أنهم فى لما كانوا الجسد المادي كانت اهواء الخطية تفعل هذا
وتلك وإل يكون يتكلم عتن أناس ماتوا ولم يصتيروا فتى الجستد بعتد .لكنته يقول لمتا كنتا فتى الطبيعتة
العتيقة .ويستخدم كلمة جسد للدللة عن هذه الطبيعة.
ويكمل فى نفس المنطق فى (رو )5 :8قائل "فإن الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون ولكن
الذين حسب الروح فبما للروح" فهناك أناس لهتم إيمان حقيقتي "مولودين ثانية ل تمن زرع يفنى بل
مما ل تيفنى بكلمة الله الحية الباقية للبد" ( 1بط )24 :1وهؤلء هتم حستب الروح .لن الله "خلصنا
بغسل الميلد الثاني وتجديد الروح القدس" (تي )5 :3وهناك فئة أخري هي حسب الجسد أي حسب
الطبيعة البشرية العادية والوراثة من آدم لن المؤمنين "ولدوا ليس من دم ول من مشيئة جسد ول
من مشيئة رجل بل من الله" (يو )13 :1
والذين هم حسب الجسد أي حسب الطبيعة العتيقة يهتمون بما يهتم به أصحاب الطبيعة العتيقة فى
العالم .أو البشر العاديين غير المؤمنين "الذين نحن ايضا جميعا تصرفنا قبل بينهم فى شهوات جسدنا،
عاملين مشئيات الجسد والفكار ،وكنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضا ً" (أف )3 :2و "إهتمام
الجسدت تهوت تموتت تولكنت تإهتمامت تالروحت تهوت تحياةت توسلم"ت ت(رو )6 :8وتعنتى كملة إهتمام أي إنشغال
وأهداف الشخص .فالشخص الطبيعي له إهتمامات وإنشغالت وأهداف يعيش لها وكلها تعبر عن حالة
الموت الدبتتي والروحتتي الذي دختتل للبشريتتة بستتقوط آدم .فنرى الناس يهتمون بالكتتل والشرب
والغرائز وجمع الموال والترفيه الفني والمناصب والكرامات العالمية والرفاهية فى المعيشة .دون أي
إهتمام بإرضاء الله وطاعتته .فالشختص الجستدي يعيتش لنفسته .ليمتتع نفسته ،ليرضتي نفسته ،ليستر
نفسه ،ليعظم نفسه ،ليفعل مشيئاته وأفكاره ،ليحقق نفسه وذاته.
وحيث أنه ليهتم بالله فذلك أيضا لن إرضاء الله ليس من طبيعته .فحتى إن تصنَّع الشخص الجسدي
أي الذي يعيتش لذاتته أنته يريتد أن يرضتي الله فلن يقدر "فالذينت تهمت تفىت ت تالجسدت تليستطيعونت تأن
يرضوا الله" (رو )8 :8
لن كل مايهتمون به يتعارض مع الله ومع مايهتم به الله ،فهم بإهتماماتهم يقول لهم رب المجد "أنتم
منت تأبت تهوت تإبليست توشهواتت تأبيكمت تتريدوات تأنت تتعملوا"ت ت(يو )44 :8وإبليتس عدو لله فلذلك" ،إهتمام
الجسدت تهوت تعداوةت تللهت تإذت تليست تهوت تخاضعات تلناموست تاللهت تلنهت تأيضات تليستطيع"ت ت(رو )7 :8وهتم أيضتا
ليستطيعون أن يهتموا إهتمامات الله بل يهتمون بإهتمامات عدو الله أي إهتمامات معادية لله.
ويكلم بولس الرسول المؤمنين قائل ً "وأما أنتم فلستم فى الجسد بل فى الروح إن كان روح الله
ساكنا فيكم" (رو )9 :8أي أن المؤمن الحقيقي الساكن فيه الروح القدس ليقال عنه كلمة "فى
الجسد" بل أصبح "في الروح" فهو أخذ عطية عظيمة أل وهي سكنى الروح القدس فيه الذي
أعطاه طبيعة جديدة هي طبيعة المسيح نفسه أي "النسان الجديد المخلوق بحسب الله فى البر
وقداسة الحق" (أف )24 :4مما جعله خارج دائرة الناس الطبيعيين الذين فى الجسد .ويعود
فيؤكد للجميع أن هناك طريقان طريق سكنى الروح القدس الذي لبد له من أن يدفع المؤمنين
لماته أعمال الجسد وهذا هو طريق الحياة وطريق الجسد والحياة حسب الجسد وهو طريق
الموت فيقول "لنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال
الجسد فستحيون" (رو )13 :8
تطبيق رمزي
ولننتقل الن لتطبيق رمزي ،يرمز شاول الملك الشرير أول ملوك شعب إسرائيل للجسد ،ويرمز داود
الملك الراعي الوديع للمسيح أو للطبيعة الجديدة فى المؤمن.
وهكذا نري أن حياة شاول مايميزها هي أنه عاشها لنفسه ،فيقول عنه الكتاب "اختار شاول لنفسه" (
1صم " )2 :13وإذا رأي شاول رجل جبارا أو ذا بأس ضمه إلي نفسه" ( 1صم " )47 :14قد جاء شاول
إلي الكرمل وهوذا قد نصب لنفسه نصبا ً" ( 1صم )12 :15أي صنع ن صب تذكاري لنفسه يخلد أعماله
وهي حادثة لم تحدث من قبل فى وسط شعب الله .فالمجد كله يعود دائما للرب إله إسرائيل .ويقول
شاول لصموئيل النبي بعد أن فعل خطايا عديدة "أكرمنى أمام شيوخ شعبي وأمام إسرائيل" ( 1صم
)30 :15وها هو فى عمق خطيته ويطلب الكرام والتكريم بدل من أن يضع نفسه فى التراب ويبلل
كتل ليلة فراشته بدموعته ،ولحتظ أنته حتتى لم يقتل "شيوخ شعتب الرب" بتل حتتي "شيوخ الشعتب" لم
يعودوا سوي" شيوخ شعب شاول" فى نظره.
وهتو يريتد أن يأختذ الكرامتة الولي فلم يطتق نستب الفضتل لداود بعتد النتصتار حينمتا "غنتت تالنساء
اللعبات توقلن:ت ضرب تشاول تألوفهت وداود تربواته"ت ( 1صم )7 :18ولم يتحمتل أن يعطيتن داود فضتل
ضرب عشرات اللف بينمتتا هتتو أعطينتته فقتتط ضرب آلف فقال "أعطينت تداودت تربواتت توأمات تأنا
فأعطيننيت تاللوف"ت ت( 1صم )8 :18ووضتع خطتط عديدة بعتد هذا للتخلص متن داود ،رغتم أن داود هتو
الذي "وضع نفسه بيده وقتل الفلسطيني" ( 1صم )5 :19فقتد خاطتر بنفسته وقتتل الجبار جليات فتى
بطولة فريدة ،لكتن شاول يريتد أن ياختذ كتل الكرامتة لنفسته وليطيتق أن يظهتر بجانبته أحتد تمامتا مثتل
الجسد او الذات الذي ليريد أبدا أن يبدوا معه فى المشهد أحد.
وعلينا أن نهرب من الكرامة البشرية التي بحسب البشر وأن نعطي كل المجد لله وأن نعترف بفضل
إخوتنا فى الخدمة وأن نرفض كل مجد وكرامة يعود علينا.
وهوليطيتتق داود وعاش طوال حياتتته مطاردا له ،يدبر مؤامرة تلو الخري للتخلص منتته .لن الجستتد
ليحتب الروح بتل يكرهتا ويكره الحياة الروحيتة .وإن كان يستتطيع التصتنع وأن يحاول الظهور بمظهتر
التقوي وشكلهتا الخارجتي مثتل الذيتن قال عنهتم الرستول "لهم صورة التقوي لكنهم ينكرون قوتها" (
2تي )5 :3فهم بينهم وبين أنفسهم ليمارسون التقوي بل يظهرونها خارجا فقط .فشاول رمز للجسد
فتى المؤمتن الذي يجيتد التلون ويحاول أن يتوافتق متع الحياة الروحيتة ويستتغلها لكتي ماينستب لنفسته
العديد من النجازات والكرامات.
فالجتو الروحتي الستليم يصتيب الذات أو الجستد بالختناق ،وهتو يحاول أن يتملص متن الروحيات .وأن
يفعل مايريده بعد أن يكسبه إسما ً وشكل ً روحيا حتى يتخلص من الجو الروحي الذي حسب الحق.
فنجده فى الحرب يقول إذ يجمع الرجال للحرب "من ليخرج وراء شاول ووراء صموئيل" ( 1صم :11
)7فيجعتل متن نفسته القائد ويتمستح فتى صتموئيل إذ يذكتر أستم صتموئيل لن صتموئيل محبوب لدي
الشعتب .بالمقارنتة متع موستي الذي قال "منت تللربت تفإلي"ت ت(خر )26 :32أي متن هتو للرب وقلبته
مكرس للرب وغيور للرب فيجتمع إلي موسي حيث يجتمع كل غيور للرب .فليجمع الناس حوله ولكن
حول الرب.
هكذا أي خادم روحي وليس جسدي عليه أن ليجمع الناس من حوله أبدا .وليجعلهم يتعلقون به أبدا.
فبداخلنا شعور خفى يجد لذة عندما يعجب الناس به ويجتمعوا حوله ويمدحونه .وعلينا دائما أن نحكم
علي هذا الشعور فلنترك أخواتنا يتعلقون بنا بل نجعلهم يتعلقون بالرب وحده.
وهو يسمي الخطية بأسماء اخري عديدة غير كلمة خطية ،أسماء لها صبغة روحية .فعندما قام بعمل
الخطية وتعدي امر الرب وقدم ذبيحة المحرقة وهو ليس كاهنا من نسل هارون ،أخذ يفسر أن مافعله
هو أمر روحي من شخص روحي .فيقول لصموئيل" :لني رأيت الشعب قد تفرق عني ،وأنت لم تأت
فيت تأيامت تالميعاد،ت توالفلسطينيونت تمتجمعونت تفىت تمخماست تفقلتت تالنت تينزلت تالفلسطينيونت تإل َ
يّت تإلي
الجلجال ،ولم أتضرع إلي وجه الرب ،فتجلدت وأصعدت المحرقة" ( 1صم )12 -11 :13ويريد بذلك
أن يوهم صموئيل أنه لجل أنه يحب الصلة أصعد المحرقة وتخطي الوصية.
وعلينا أن لنتملص من خطايانا بل نعترف بها مقرين .وأن نسميها بأسمائها وإنه من أفظع الخطايا أن
نضفي صفة الروحانية علي الخطية .فبدل من العتراف بالخطية نعتبرها صفة روحية حميدة .هذا هو
فعتل الجستد ،وطريقته .فالغضب يصتير إسمه غيره مقدسة .والنميمتة تصتير بحتث فتى أخبار أولد الله
للطمئنان عليهتم .وعدم اللتزام الروحتي ندعتي أنته "عدم فريستية" أو "حياة بالنعمتة".والتستلط علي
شعتب الله ندعتي أنته غيرة علي إستم الله .وحياة الترفته والراحتة ندعتي أنهتا شيتئ روحيتا ستليم بتل
يساعد النسان علي الحياة الروحية أن يأخذ فترة راحة ونقاهة من التعب .وهكذا ينجح الجسد فى أن
يلبس كل مايريد أن يفعله ويحققه ثوبا روحيا حميدا لكي نقوم به دون أن نقع فى الشعور بالذنب.
وهو يميل للتطرف فى مقاييسه لكي يثبت للجميع أنه متفوق عليهم وإن كان ليطبق هذه المقاييس
أبدا علي نفستته بتتل يطبقهتتا بكتتل كفاءة علي الخريتتن .فعندمتتا أختتذ يوناثان إبنتته علي عاتقتته ان يبدأ
الحرب رغتم الضعتف الشديتد لشعتب إسترائيل ،وجتد شاول أن النصتر ستوف يأتتي متن طريتق آختر غيتر
طريتق شاول .فحلف قائل" :ملعون الرجل تالذي تيأكل خبزات إلي المساءت حتى أنتقم منت أعدائي"ت (
1صم )24 :14وهو يتطرف تطرفا شديدا فى أمر لن يتعبه هو في شيء حتى يقال أن الملك حلف
الشعتب فحدث النصتر .لكتي ينستب النصتر له ولحلفانته جعتل شعتب يقاتتل طوال النهار وطوال الليتل
لكنته ليذوق طعامتا فتى وقتت هتو فتى أشتد الحتياج للطاقتة لكتي يكمتل الحرب للنهايتة "وضنك رجال
إسرائيلت تفىت تذلكت تاليوم"ت ت( 1صم )24 :14أي إنهار الشعتب جستديا متن قلة الطعام وقلة الطاقتة
اللزمتة للحركتة والحرب .ولكتن هذا ليفرق متع شاول حيتث أنته أهتم شيتء لديته هتو أن ينستب النصتر
لنفسته .ويعلق يوناثان قائل ً "قد كدر أبي الرض ....لو أكل اليوم الشعب من غنيمة أعدائهم التي
وجدوا ،أما كانت الن الضربة أعظم علي الفلسطينيين" ( 1صم )30 -29 :14ويعلق صتموئيل قائلً
"وأعيا الشعب جداً" ( 1صم )31 :14
وعلينا أن لنترك الجسد يتطرف فى مطالبه الروحية من الغير راغبا فى التصاف بالروحانية العالية.
وعلينا أل نقع فى الفريسية البغيضة التي يلجأ إليها الجسد الذي فينا راغبا فى الظهور والتميز.
والجسد أيضا يستخدم المنطق البشري والعقلي فى الحكم علي أمور الله .فلما أمر صموئيل شاول
بكلم الرب أن يذهتب ويحرم عماليتق ،ذهتب شاول وإنتصتر إنتصتارا عظيمتا .لكنته حستن فتى عينيته
الغنيمة التى أمر الله بتحريمها" .وعفا شاول والشعب عن أجاج (ملك عماليق) وعن خيار الغنم والبقر
والحملنت توالخرافت توعنت تكلت تالجيدت تولمت تيرضوات تأنت تيحرموها.ت توكلت تالملكت تالمحتقرةت توالمهزولة
حرموها" ( 1صم )9 :15ففتي نظتر الجستد إنهتا خستارة أن يحرقوا أغنام وبقتر وحملن وخراف جيدة.
لماذا يقومون بحرقهتا؟ الروحتي يقول ببستاطة "لنته امتر الرب" أمتا الجستدي فيقول "لستت أفهتم ،ل
أري المور هكذا ،ماالمشكلة فى أن أفعل هذا أو تلك؟" ويستعمل العقل والمنطق لكي يثبت مايقول.
مثله هنتا مثتل يهوذا الذي لمتا رأي مريتم تستكب الطيتب الكثيتر الثمتن علي قدمتي ربنتا يستوع المستيح.
فهذه حستب المنطتق خستارة فيقول "لماذا لم يبع هذا الطيب بثلثمائة دينار ويعطي للفقراء؟" (يو
)5 :12وكلمه من الناحية العملية البحتة سليم منطقيا ،لكنه كان يقول هذا لن الصندوق معه .فأمام
الناس الرجتل يهوذا يقال عنته "أنظروا كتم يهتتم بالفقراء" ولكتن أمام الله "كانت تسارقا"ت ت(يو )6 :12
وهكذا المؤمن الجسدي ،ينادي بشعارات روحية براقة ولكنه فى الواقع يبحث عن نفسه.
أما الروحي فيري فى مافعلته مريم حبا للسيد تعبير جميل عن الحب ويري أنه الرب يسوع المسيح
يستتحق أكثتر متن هذا وهذا عيتن ماشعرت بته وفعلتته مريتم .وعلينتا أن نعظتم كلم الرب وكتابته وأل
نستخدم المنطق البشري الجسدي والحكمة الجسدية الطبيعية فى الحكم علي المور .بل نراها كلها
من منظور كلمة الله.
ونري فتى مطاردة شاول لداول كتل اليام رغتم كتل مايتصتف بته داود متن صتفات وأخلق ستامية ،نري
أن الجستد ليطيتق الروح .وهناك رجتل آختر فتى الكتاب المقدس يشيتر للجستد ولكنته يشيتر له فتي
صورته المستبيحة الواضحة المكشوفة المستهينة بالله وببركاته علنية أل وهو عيسو ولكن عيسو كان
زانيا ومستبيحا ورفض البكورية وباعها بطبق عدس.
مثال آختر هتو إستماعيل . ،فكمتا يقول الرستول "فإنه مكتوب كان لبراهيم إبنان ،واحد من الجارية
والخر من الحرة ولكن الذي من الجارية ولد حسب الجسد ،وأما الذي من الحرة فبالموعد ....الذي
ولد حسب الجسد يضطهد الذي حسب الروح" (غل . )29 -22 :4ومانتحدث عنه هنا هو انه كان يهزأ
بإبن الموعد الذي يرمز للطبيعة الجديدة وكان يقاومه.
فتيار الجسد العامل فينا يريد أن يسيطر علي حياتنا وي ستغلها لنفسه .فشاول طارد داود ،وإسماعيل
ضايق إسحق ،ويهوذا كره المسيح وباعه .فنحن لدينا في داخلنا "أنا" أو ذات أو شخص آخر ينتمي لنا
لكنته للستف خائن وعميتل لبليتس .ينبغتي لنتا أن نفيتق له .وأن نحكتم عليته .و "نحنت تمديونونت تليس
للجسد لنعيش حسب الجسد" (رو .)12 :8
ويوجد حادثة فى سفر يشوع تصور لنا عمل الجسد ،فبعد النتصار العظيم علي أريحا ،شعر الشعب
بأنفستهم وبأنهتم أصتبحوا متن الفاتحيتن الغزاة وأنهتم منتصترون وغالبون .فلمتا رأوا عاي صتغيرة وبلدة
مستتضعفه ،قرروا أن يرستلوا نفتر قليتل منهتم للستتيلء عليهتا ولستان حالهتم "ليستت عاي التتى نخاف
منهتا أو نعمتل لهتا حستاب نحتن الشعتب العظيتم الذي إرتعدت الرض أمامته" وواضتح دور الجستد الذي
إستغل النتصار العظيم لحسابه وشعر بالفخر والعلياء .وبالطبع تركهم الرب وإنكسروا امام عاي.
فمتن الستهل علي المؤمتن العتراف بالخطيتة ،فلمتا أتتي النتبي إلي داود متهمتا إياه بخطيتة الزنتا متع
إمراءة أوريتا الحثتي علي الفور قال داود "قدت تأخطأتت تإليت تالرب"ت ت( 2صم )13 :12ولكتن العتراف
بالجسدانية وإكتشافها صعب جدا لن الجسد يتلون ويتصنع الروحانية.
فينبغي لنا أن نفحص انفسنا فى ضوء الرب ونجلس أمامه وأمام كلمته ،وكلما يكشف لنا
مابداخلنا من فساد ومن إتجاهات جسدية بغيضة نحكم عليها ونرفضها ونعترف بها .ونميت بالروح
أعمال الجسد كل حين.
تأثير وجود الجسد فى المسيحي الحقيقي
ولكن هناك سؤال ملح ،إن كنت كمؤمن حقيقي أصبحت الن فى الروح ،فلماذا مازالت تستيطر علي
عاداتى وشهواتي؟ ولماذا أجد نفسي فى كثير من الحيان أعيش لذاتى وأصنع إرادتي وأفكاري؟
نعم إن هذا يحدث بالفعل للمؤمنيتن .فالطبيعتة الجديدة التي هي حسب الروح لم تلش القديمة التي
ي جنبا إلي جنب .بل ويتصارعا معا "لن الجسد يشتهي ضد هي حسب الجسد .بل فالثنان يعيشان ف َّ
الروح والروح يشتهي ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الخر" (غل )17 :5وربما للسف يقع البعض
فى أن تكون في أوقات ما حياتهم سمتها العامة جسدية أي يعيشون لذاتهم .فيقول الرسول لمؤمني
كورنثوس "وأنا أيها الخوة لم أستطع أن أكلمكم كروحيين بل كجسديين كأطفال فى المسيح" ( 1كو
)1 :2فرغم ميلدهم الثاني فهم مازالوا صغيري القامة الروحية "اطفال" ولكن فى المسيح أي صار
لهتم الروح القدس وأصتبحوا ليستوا "فتي الجستد" ولكنهتم مازالوا جستديين لن الجستد بستبب الحالة
الروحيتة الضعيفتة يستيطر علي حياتهتم" .لنكم بعد جسديين .فإنه إذ فيكم حسد وخصام وإنشقاق،
ألستم جسديين وتسلكون بحسب البشر"( 1كو .)3 :2وجدير بالذكر أن الخطايا التي ذكرها هنا ليس
فيها أي خطية لها علقة بالجسد المادي حيث أن كلمة جسديين هنا هي كما شرحنا قبل أي عائشين
مثل باقى البشر لنفسكم ورغائبكم .فالحسد والخصام والنشقاق كلها خطايا أدبية نفسية إجتماعية
وليس لها علقة بالجسد المادي .وكلها خطايا أناس يتنافسون مع بعضهم البعض .فيحسدون بعضهم
علي متا لدي بعضهتم ويتخاصتموا ويصتيرون خصتوما لبعضهتم البعتض وينقستموا فتي فرق منشقتة عتن
بعضها البعض ولسان حال كل منهم "نحن أفضل"
هكذا السمة العامة للشخص الجسدي ،يعيش لجل نفسه ويتنافس مع غيره ليثبت أنه أحسن وليتمتع
بحياته أكثر من غيره.
وقتد متر بولس الرستول شخصتيا فتى هذه المعضلة وهذا الصتراع .فنراه يكتتب إختباره الشخصتي فتى
رومية ،7فالشخص الذي يتكلم بولس الرسول عنه هنا فى رو 7هو شخص يهودي مؤمتن بالله .فقد
كان بولس الرستول قبتل أن يؤمتن بالمستيح مؤمنتا بالله كيهودي ويمارس كتل الممارستات والفرائض
المنصوص عليها في الناموس فى اليهودية .ويقول عن نفسه "وكنت اتقدم في الديانة اليهودية على
كثيرين من اترابي في جنسي اذ كنت اوفر غيرة في تقليدات آبائي( ".غل )14 :1وأيضتا أنته كان
"منت تجهةت تالبرت تالذيت تفىت تالناموست تبل تلوم"ت ت(في .)6 :3لن الناموس يقدم بر شكلي خارجتي متن
ممارستات وطقوس وفرائض ،لذا فالناموس متن الستهل علي الجستد أن يجتد فيته برا شكليتا خارجيتا
مظهريا يجعله يشعر بأنه يتقدم علي الخرين ويشعر ببره الشخصي.
هذا فى الخارج ،أما فى الداخل ،فى الضمير ،فنجد أن هناك صراعا مريرا يمر به هذا الشخص .إذ أنه
بينه وبين نفسه يعلم أنه مستعبد للخطية ،وأنه يسرق مجد لله وينسبه لنفسه ،وأنه معجب بإنجازاته
فى مجال الناموس أو العبادة الشكلية أو صورة التقوي من حضور إجتماعات وخدمة وحضور للكنيسة
وممارستتات طقستتية وخدمتتة كلهتتا بالجستتد .ويعلم أيضتتا كتتم الخطايتتا الخفيتتة والداخليتتة والفكريتتة
والشعوريتة والشياء المذلة المريرة النجستة التتي يقوم بهتا ستراً .فإن كان أمينتا فلبتد أنته ستيدرك كتل
هذا وإن كان سرا وغير معلن.
ويقتر بولس الرستول أنته "الناموس روحي أما أنا فجسدي مبيع تحت الخطية" (رو )14 :7أي أن
وصايا الله مقدسة ولكن المشكلة تكمن في أنا لني شخص جسدي ومباع تحت الخطية أي عبد بيع
فى السوق لسيد إسمه الخطية .ومن المهم ان ندرك أن الخطية ليست فقط لتقتل ولتزني ول ول
ول ...لكن الخطية هي حالة الستقلل عن الله .حالة البر الذاتي والتمرد علي الله.
فهتتو بحستتب إيمانتته اليهودي "يصادقت تالناموست تأنهت تحسن"ت ت(رو )16 :7أي يقتتر معترفتتا بأن ماهتتو
مطلوب فتى الناموس هتو جيتد .لكتن المشكلة هتي أنته يحاول أن "يفعلت تالحسني"ت ت(رو )18 :7لن
الرادة فتى فعتل "الحسني" أي الشياء الجيدة" ،إراده حاضرة" (رو )18 :7أي موجودة عنده بداخله
نتيجتة إيمانته اليهودي .ولكتن ليستتطيع رغتم إقراره بصتلح وصتايا الله ومطالبته ورغتم إرادتته فتى صتنع
الخير أن يفعل الصالح .فنجده يقول "لني لست أفعل الصالح الذي أريده ،بل الشر الذي لست أريده
فإياه أفعل" (رو .)19 :7وبهذا يصتل لنتيجتة فتى غايتة الروعتة وفتي غايتة الصتعوبة فتى أن يعترف بهتا
ى أي فى جسدي شيئ صالح" (رو .)18 :7فقد أقر نتيجة النسان وهي القرار بأنه "ليس ساكن ف َّ
هذه المواجهة بين مطاليب الله وفساد الذات أو الجسد أنه ليس به أي شيئ صالح .فهو رغم أنه يسر
"بناموس الله فى النسان الباطل" (رو )22 :7مثل أي يهودي تقي يحب الله حيث يطوب داود هذا
الشختص اليهودي التقتي قائل ً "طوبيت تللرجلت تالذيت ت.....ت تفىت تناموست تالربت تمسرته"ت ت(مز )2 :1أي
شختص سروره فتى الناموس ووصتايا الله ،لكنته رغتم ذلك يتأوه متألمتا "أري ناموسا ًت آخر فى أعضائي
يحارب ناموست ذهنىت ويسبيني لناموس تالخطيةت الكائنت فى أعضائي" ت(رو )23 :7أي أنته يري أنته
يوجد خائن بداخله يتبع ناموس آخر غير ناموس الله ،فهو بذهنه مقتنع بأفضلية ناموس الله ،ولكن هذا
الناموس يسبيه أسيرا لحول له ولقوة لكي يسلك بحسب الجسد.
بعتتد هذا يصتتل إلي قمتتة الدراك الروحتتي ،أنتته بناء علي ذلك فهتتو لم يعتتد محتاج لمزيتتد متتن الوصتتايا
والمساعدات والرشادات إذ يقول "ويحي أنا النسان الشقي ،من ينقذنى من جسد هذا الموت؟" (رو
)24 :7فهو لم يقل ماذا ينقذنى؟ أو ماذا أفعل لكي أفلت من؟ لكنه قال "من" .فهو يحتاج لمخلص
ينقذه متن نفسته .فهتو كمتن يغرق وبعتد محاولت عديدة إكتشتف أن كتل محاولتته للنجاة تزيده غرقتا
وتنزل به لسفل المياه ،فصرخ يطلب منقذا ينجيه من الغرق .فقد إقتنع بفشله فى إنقاذ نفسه.
ويكتتب الرستول بعتد ذلك جملة إعتراضيته تعتبر عتن شكرانته للمنقتذ والمخلص ت"أشكرت تللهت تبيسوع
المسيح ربنا" (رو .)25 :7فهتو بعتد إيمانته بالمستيح لم تعتد هذه حالتته .لم يعتد مستتعبدا مرة أخري
حيتث أن متن يؤمتن بالمستيح يجتد فيته حريتة وخلص متن عبوديتة الذات .لنكتم "تعرفون الحق والحق
يحرركم" (يو )32 :8لن المستيح قال عتن نفسته "أنا هو الحق" (يو " ) 6 :14لنه إن حرركم البن
فبالحقيقة تكونون أحرارا" (يو )36 :8لنه "إذا إن كان أحد هو فى المسيح هو خليقة جديدة ،الشياء
العتيقة قد مضت ،هوذا الكل جديدا" ( 2كو .)17 :2
فبعتد ستكنى المستيح فتى القلب بواستطة الروح القدس يتحرر المؤمتن متن ستلطان الجستد .فمتع أنته
لزال هناك نفس الصراع علي السيطرة علي حياة المؤمن وإرادته بين الجسد أو الذات وبين الروح،
فقتتد أصتتبح المؤمتتن الن بواستتطة الروح القدس وإرتباطتته بالمستتيح له القدرة علي أن ينتصتتر "لن
ناموس روح الحياة فى المسيح يسوع قد أعتقنى من ناموس الخطية والموت" (رو )8:2والرسول
هنا عبارته متخمة بالتعاليم الثمينة.
فهتتو أول :يقول أنتته كان عبدا تحتتت الناموس إذ يقول أنتته حصتتل علي العتتتق .فبعتتد أن كان تحتتت
الناموس تسيطر عليه الخطية الساكنة فيه والموت الموروث من آدم فى النسان الطبيعى أي الجسد
أو الذات .مما كان يجعله عبدا لرادته وشهواته وحبه للظهور ولتبرير نفسه بالبر الذاتي أصبح الن فى
المسيح يسوع بواسطة الروح القدس حرا فقد حصل علي العتق.
وثانيتا :نجتد أنته يقول أنته فتى المستيح .ويشرح هذه العبارة بعتد ذلك مقارنتا هذا الوضتع الجديتد بالوضتع
القديتم فيقول أننتا لم نعتد "فى الجسد" (رو .)9 :8فبعتد أن كان نمتط حياتنتا وإتجاهنتا العام هتو فتى
الجستد أصتبحنا الن فتى المستيح .ومايحكتم حياتنتا هتي حياة المستيح التتي فينتا .فيقول أننتا لنتا "روح
المسيح" (رو )9 :8أي أصبحنا فى مجال تحكم شخص آخر يملك علي حياتنا بالبر.
وثالثا :هناك ناموس أي قانون لعمل الروح القدس فى المؤمن .فكلما إقتربنا من الروح القدس وكلما
وضعنتا أنفستنا تحتت تأثيره وفتى مجال عمله فإن هذا يحتتم أن نكون أكثتر حريتة متن ذي قبتل .فالحريتة
ليستتت مرة واحدة وللبتتد لكنهتتا عمليتتة تحريتتر مستتتمرة يحكمهتتا قانون روحتتي .فكلمتتا أنصتتتنا للروح
القدس وكلما أطعناه من القلب وكلما وضعنا أنفسنا فى مجال عمل الروح من إقتراب من كلمة الله
وصلة وشركة مع المؤمنين عندها يستطيع أن يعمل فينا أكثر ويحررنا أكثر وأكثر.
فهناك قانونان ،قانون يتعامل مع الجسد فينا ويأمره بالطاعة وهو ناموس الله .وكلما حاول الجسد أن
يتوافق مع ناموس الله كلما فشل أكثر فى هذا المر" .لن إهتمام الجسد هو عداوة لله إذ ليس هو
خاضعات تلناموست تاللهت تلنهت تأيضات تليستطيع"ت ت(رو )7 :8وهذا القانون كقانون الجاذبيتة حيتث أننتا كلمتا
إزددنتا وزنتا كلمتا جذبنتا لستفل بقوة أكتبر .وهنتا قانون آختر يستمو بنتا لعلي ضتد القانون الختر قانون
الجاذبية .هذا القانون هو أنه هناك قوة عتق وتحرير نكتسبها فى الطبيعة الجديدة كلما وضعنا أنفسنا
فتى مجال عمتل الروح .وعندمتا يقوي عمتل الروح فينتا علي عمتل الجاذبيتة لستفل عندهتا ننطلق فتى
خدمة وعبادة وفرح وحب وخضوع لله.
فنحن الن لدينا مطلق الحرية إن أسلمنا أنفسنا لروح الله" .لنه ما كان الناموس عاجزا عنه فيما كان
ضعيفا بالجسد ،فالله إذ أرسل إبنه في شبه جسد الخطية ،دان الخطية فى الجسد" (رو )3 :8أي أن
الناموس عجتز عتن أن يصتلح الجستد أو الذات ،والله أرستل إبنته فتى شبته جستدنا لكتي يحكتم علي
الصليب فى المسيح علي طبيعتنا العتيقة ويصدر قراره النهائي بفشلها تماما فى أن تتوافق معه وأنها
تستحق الصليب والموت الذي ماته المسيح بدل منا .فأصدر الله قرار الدانة النهائي والعقوبة النهائية
علي الخطية الساكنة فى الذات وعلي الجسد أو الذات أو النسان العتيق فى الصليب.
نعم إن تسليمنا بعدم نفعنا يجعلنا نكف عن أن نحاول ونترجي من الجسد شيئا صالحا فلتعود الخطية
تستتتعبدنا مرة أخري .فعندمتا ندرك تمام الدراك بإيمان أن الجستد ليتس فيتته ستاكن أي شتئ صتالح
فلنعود نترجتي منته شيئا عندهتا نضتع ثقتنتا بالكامتل فتى المستيح وعمتل الروح القدس وهذا هتو قمتة
اليمان .وعندهتا يكون إيماننتا بالموت متع المستيح يحررنتا متن الخطيتة "لنت تالذيت تماتت تقدت تتبرأت تمن
الخطية" (رو )7 :6
فجانتب عظيتم متن مشكلتنتا هتي عدم اليمان بالموت متع المستيح .فنحتن لنري المور متن منظور الله
الروحتي .ولنستتوعب ماحدث علي الصتليب ونعيتش بته وفتي ضوءه .ول يتعدي الصتليب عنتد معظتم
المؤمنيتن ،للستف ،ستوي صتورة لحتب الله .ولكتن أن الصتليب هتو مكان الموت متع المستيح والصتلب
بالنسبة للعالم وصلب العالم بالنسبة لي ومكان هزيمة الشيطان وباقي بركات الصليب فللسف كلها
أمور ليست واضحة أمام الكل وليست مادة للحياة لكن للسف مادة للمعرفة والوعظ فقط.
علينا أن نصدق مايقول الله أنه حدث علي الصليب .ونضعه مادة للحياة المعاشة يوما فيوم.
ثانيتا :لننتا لستنا خاضعيتن لقانون الروح القدس .فنحتن ل نضتع أنفستنا فتى مجال عمتل روح الله لكتي
يحررنا بالقدر الذي ينقلنا من السلوك حسب الجسد للسلوك حسب الروح .فهناك حق إيمانى ينبغي
أن نؤمتن بته وهتو أننتا متنتا متع المستيح وهناك دور آختر أو مستئولية موضوعتة علينتا وهتي الوجود فتى
مجال عمتتل الروح والخضوع له ولتعاملتتته .فالروح يطلب خضوع لصتتوته وطاعتتة لكلمتتة الله وإتضاع
أمام الرب ومحضتر مملوء بالخشوع وهكذا هناك إشتياقات لروح الله يريتد أن يتممهتا فتى حياتنتا ولكننتا
لنستجيب لندائاته .دعونا إذن نخضع أنفسنا تحت نيره.
وللرب كل المجد.