You are on page 1of 7

‫الجسد‬

‫أو الذات‬

‫يكثر إستخدام كلمة جسد فى الكتاب المقدس‪ ،‬ولكنها تستخدم بمعاني كثيرة‪ ،‬وذلك ربما لن ترجمتنا‬
‫العربيتتة تترجتتم كلمتان يونانيتان مختلفتان إلي كلمتتة جستتد العربيتتة‪ .‬بتتل إن حتتتى هاتان الكلمتان‬
‫اليونانيتان لهما أصل إستخدامات أي معاني متعددة فى كلمة الله‪ .‬ولن أخوض فى هذا الموضوع الن‬
‫حيث لمجال له‪ ،‬ولكن دعونا نذكر بعض الستخدامات ثم نركز علي أحدها أل وهو الذات‪.‬‬

‫معان مختلفة لكلمة جسد فى الكتاب المقدس‬


‫تستخدم بمعنى جسد مادي بالطبع فيقول الرب يسوع المسيح " لذلك اقول لكم ل تهتموا لحياتكم بما‬
‫تاكلون وبما تشربون‪.‬ول لجسادكم بمتا تلبسون‪.‬أليستت الحياة افضل من الطعام والجستد افضل من‬
‫صر الرب تلك اليام‬ ‫اللباس" (مت ‪ )25 :6‬وأيضا تستخدم بمعنى إنسان فيقول الرب ايضا "ولو لم يق ّ‬
‫صر اليام" (مر ‪ )20 :13‬بمعنتى أنته لن ينجوا‬‫لم يخلص جسد‪.‬ولكن لجل المختارين الذين اختارهم ق ّ‬
‫إنستان واحتد متن الموت لو لم يقصتر الرب أيام الضيقتة العظيمتة لمتا فيهتا متن كوارث طبيعيتة وحروب‬
‫ومجاعات وأوبئة‪ .‬أما الستعمال موضوع هذه المقالة فهو كالتالي‪:‬‬

‫إن كلمة جسد تستعمل فى الكتاب المقدس بمعنى الذات "‪ "ego‬أو الطبيعة العتيقة الموروثة من آدم‬
‫بالميلد البشري الطبيعي‪.‬‬

‫الجسد الذي هو الذات أو الطبيعة العتيقة‬


‫فيقول‪" :‬المولود متن الجستد جستد هتو والمولود متن الروح هتو روح" (يتو ‪ )6 :3‬وواضتح أنته هنتا يتكلم‬
‫عن ميلدين‪ ،‬أحدهما ميلد طبيعي بالجسد فيقول عنه أنه جسد والخر ميلد روحي أي الميلد الجديد‬
‫ويقول عتن الطبيعتة الجديدة أنهتا روح‪ .‬لن الشختص الطتبيعي المولود متن أب وأم ليتس جستد فقتط‬
‫ولكنه روح ونفس وجسد وكذا الشخص المولود ميلد ثاني فهو روح ونفس وجسد وليس روح فقط‪.‬‬

‫لكتن الكتاب هنتا يستمي الطبيعتة العتيقتة كلهتا متن نفتس وروح وجستد مادي يستميها "جستد" ويستمي‬
‫الطبيعتة الجديدة كلهتا بمتا فيهتا "روح"‪ .‬وستبب هذه التستمية أن الله روح والمولودون متن الله لهتم‬
‫طبيعتة روحيتة أي إتجاه روحتي ستام‪ .‬أمتا آدم ونستله فهتم روح ونفتس وجستد ولكتن التناستل والميلد‬
‫يأتتي عتن طريتق الجستد‪ .‬فالميلد الطتبيعي إذن يمكتن أن يستمي "جستد" فوراثتة طبيعتة آدم بطريقتة‬
‫طبيعيتة جستدية يكون حستب الجستد وطتبيعته طبيعتة آدميتة‪ .‬إذن هناك ميلدان واحتد جستدي حستب‬
‫الجسد وواحد روحي حسب الروح‪.‬‬

‫وأيضتا فتى (رو ‪ )5 :7‬يقول "لنه لما تكنا فى الجسد كانت أهواء الخطايا التي بالناموس تعمل فى‬
‫أعضائنا لكي نثمر للموت" وهنتا يتكلم الرستول عتن المولوديتن الميلد الجديتد فيقول عنهتم أنته ستابقا‬
‫كانوا فى الجسد‪ .‬وبالطبع ليقصد هنا أنهم فى لما كانوا الجسد المادي كانت اهواء الخطية تفعل هذا‬
‫وتلك وإل يكون يتكلم عتن أناس ماتوا ولم يصتيروا فتى الجستد بعتد‪ .‬لكنته يقول لمتا كنتا فتى الطبيعتة‬
‫العتيقة‪ .‬ويستخدم كلمة جسد للدللة عن هذه الطبيعة‪.‬‬

‫ويكمل فى نفس المنطق فى (رو ‪ )5 :8‬قائل "فإن الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون ولكن‬
‫الذين حسب الروح فبما للروح" فهناك أناس لهتم إيمان حقيقتي "مولودين ثانية ل تمن زرع يفنى بل‬
‫مما ل تيفنى بكلمة الله الحية الباقية للبد" ( ‪1‬بط ‪ )24 :1‬وهؤلء هتم حستب الروح‪ .‬لن الله "خلصنا‬
‫بغسل الميلد الثاني وتجديد الروح القدس" (تي ‪ )5 :3‬وهناك فئة أخري هي حسب الجسد أي حسب‬
‫الطبيعة البشرية العادية والوراثة من آدم لن المؤمنين "ولدوا ليس من دم ول من مشيئة جسد ول‬
‫من مشيئة رجل بل من الله" (يو ‪)13 :1‬‬

‫والذين هم حسب الجسد أي حسب الطبيعة العتيقة يهتمون بما يهتم به أصحاب الطبيعة العتيقة فى‬
‫العالم‪ .‬أو البشر العاديين غير المؤمنين "الذين نحن ايضا جميعا تصرفنا قبل بينهم فى شهوات جسدنا‪،‬‬
‫عاملين مشئيات الجسد والفكار‪ ،‬وكنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضا ً" (أف ‪ )3 :2‬و "إهتمام‬
‫الجسدت تهوت تموتت تولكنت تإهتمامت تالروحت تهوت تحياةت توسلم"ت ت(رو ‪ )6 :8‬وتعنتى كملة إهتمام أي إنشغال‬
‫وأهداف الشخص‪ .‬فالشخص الطبيعي له إهتمامات وإنشغالت وأهداف يعيش لها وكلها تعبر عن حالة‬
‫الموت الدبتتي والروحتتي الذي دختتل للبشريتتة بستتقوط آدم‪ .‬فنرى الناس يهتمون بالكتتل والشرب‬
‫والغرائز وجمع الموال والترفيه الفني والمناصب والكرامات العالمية والرفاهية فى المعيشة‪ .‬دون أي‬
‫إهتمام بإرضاء الله وطاعتته‪ .‬فالشختص الجستدي يعيتش لنفسته‪ .‬ليمتتع نفسته‪ ،‬ليرضتي نفسته‪ ،‬ليستر‬
‫نفسه‪ ،‬ليعظم نفسه‪ ،‬ليفعل مشيئاته وأفكاره‪ ،‬ليحقق نفسه وذاته‪.‬‬

‫وحيث أنه ليهتم بالله فذلك أيضا لن إرضاء الله ليس من طبيعته‪ .‬فحتى إن تصنَّع الشخص الجسدي‬
‫أي الذي يعيتش لذاتته أنته يريتد أن يرضتي الله فلن يقدر "فالذينت تهمت تفىت ت تالجسدت تليستطيعونت تأن‬
‫يرضوا الله" (رو ‪)8 :8‬‬

‫لن كل مايهتمون به يتعارض مع الله ومع مايهتم به الله‪ ،‬فهم بإهتماماتهم يقول لهم رب المجد "أنتم‬
‫منت تأبت تهوت تإبليست توشهواتت تأبيكمت تتريدوات تأنت تتعملوا"ت ت(يو ‪ )44 :8‬وإبليتس عدو لله فلذلك‪" ،‬إهتمام‬
‫الجسدت تهوت تعداوةت تللهت تإذت تليست تهوت تخاضعات تلناموست تاللهت تلنهت تأيضات تليستطيع"ت ت(رو ‪ )7 :8‬وهتم أيضتا‬
‫ليستطيعون أن يهتموا إهتمامات الله بل يهتمون بإهتمامات عدو الله أي إهتمامات معادية لله‪.‬‬

‫ويكلم بولس الرسول المؤمنين قائل ً "وأما أنتم فلستم فى الجسد بل فى الروح إن كان روح الله‬
‫ساكنا فيكم" (رو ‪ )9 :8‬أي أن المؤمن الحقيقي الساكن فيه الروح القدس ليقال عنه كلمة "فى‬
‫الجسد" بل أصبح "في الروح" فهو أخذ عطية عظيمة أل وهي سكنى الروح القدس فيه الذي‬
‫أعطاه طبيعة جديدة هي طبيعة المسيح نفسه أي "النسان الجديد المخلوق بحسب الله فى البر‬
‫وقداسة الحق" (أف ‪ )24 :4‬مما جعله خارج دائرة الناس الطبيعيين الذين فى الجسد‪ .‬ويعود‬
‫فيؤكد للجميع أن هناك طريقان طريق سكنى الروح القدس الذي لبد له من أن يدفع المؤمنين‬
‫لماته أعمال الجسد وهذا هو طريق الحياة وطريق الجسد والحياة حسب الجسد وهو طريق‬
‫الموت فيقول "لنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال‬
‫الجسد فستحيون" (رو ‪)13 :8‬‬

‫تطبيق رمزي‬
‫ولننتقل الن لتطبيق رمزي‪ ،‬يرمز شاول الملك الشرير أول ملوك شعب إسرائيل للجسد‪ ،‬ويرمز داود‬
‫الملك الراعي الوديع للمسيح أو للطبيعة الجديدة فى المؤمن‪.‬‬

‫وهكذا نري أن حياة شاول مايميزها هي أنه عاشها لنفسه‪ ،‬فيقول عنه الكتاب "اختار شاول لنفسه" (‬
‫‪1‬صم ‪" )2 :13‬وإذا رأي شاول رجل جبارا أو ذا بأس ضمه إلي نفسه" ( ‪1‬صم ‪" )47 :14‬قد جاء شاول‬
‫إلي الكرمل وهوذا قد نصب لنفسه نصبا ً" ( ‪1‬صم ‪ )12 :15‬أي صنع ن صب تذكاري لنفسه يخلد أعماله‬
‫وهي حادثة لم تحدث من قبل فى وسط شعب الله‪ .‬فالمجد كله يعود دائما للرب إله إسرائيل‪ .‬ويقول‬
‫شاول لصموئيل النبي بعد أن فعل خطايا عديدة "أكرمنى أمام شيوخ شعبي وأمام إسرائيل" ( ‪1‬صم‬
‫‪ )30 :15‬وها هو فى عمق خطيته ويطلب الكرام والتكريم بدل من أن يضع نفسه فى التراب ويبلل‬
‫كتل ليلة فراشته بدموعته‪ ،‬ولحتظ أنته حتتى لم يقتل "شيوخ شعتب الرب" بتل حتتي "شيوخ الشعتب" لم‬
‫يعودوا سوي" شيوخ شعب شاول" فى نظره‪.‬‬

‫وهتو يريتد أن يأختذ الكرامتة الولي فلم يطتق نستب الفضتل لداود بعتد النتصتار حينمتا "غنتت تالنساء‬
‫اللعبات توقلن‪:‬ت ضرب تشاول تألوفهت وداود تربواته"ت ( ‪1‬صم ‪ )7 :18‬ولم يتحمتل أن يعطيتن داود فضتل‬
‫ضرب عشرات اللف بينمتتا هتتو أعطينتته فقتتط ضرب آلف فقال "أعطينت تداودت تربواتت توأمات تأنا‬
‫فأعطيننيت تاللوف"ت ت( ‪1‬صم ‪ )8 :18‬ووضتع خطتط عديدة بعتد هذا للتخلص متن داود‪ ،‬رغتم أن داود هتو‬
‫الذي "وضع نفسه بيده وقتل الفلسطيني" ( ‪1‬صم ‪ )5 :19‬فقتد خاطتر بنفسته وقتتل الجبار جليات فتى‬
‫بطولة فريدة‪ ،‬لكتن شاول يريتد أن ياختذ كتل الكرامتة لنفسته وليطيتق أن يظهتر بجانبته أحتد تمامتا مثتل‬
‫الجسد او الذات الذي ليريد أبدا أن يبدوا معه فى المشهد أحد‪.‬‬
‫وعلينا أن نهرب من الكرامة البشرية التي بحسب البشر وأن نعطي كل المجد لله وأن نعترف بفضل‬
‫إخوتنا فى الخدمة وأن نرفض كل مجد وكرامة يعود علينا‪.‬‬

‫وهوليطيتتق داود وعاش طوال حياتتته مطاردا له‪ ،‬يدبر مؤامرة تلو الخري للتخلص منتته‪ .‬لن الجستتد‬
‫ليحتب الروح بتل يكرهتا ويكره الحياة الروحيتة‪ .‬وإن كان يستتطيع التصتنع وأن يحاول الظهور بمظهتر‬
‫التقوي وشكلهتا الخارجتي مثتل الذيتن قال عنهتم الرستول "لهم صورة التقوي لكنهم ينكرون قوتها" (‬
‫‪2‬تي ‪ )5 :3‬فهم بينهم وبين أنفسهم ليمارسون التقوي بل يظهرونها خارجا فقط‪ .‬فشاول رمز للجسد‬
‫فتى المؤمتن الذي يجيتد التلون ويحاول أن يتوافتق متع الحياة الروحيتة ويستتغلها لكتي ماينستب لنفسته‬
‫العديد من النجازات والكرامات‪.‬‬

‫فالجتو الروحتي الستليم يصتيب الذات أو الجستد بالختناق‪ ،‬وهتو يحاول أن يتملص متن الروحيات‪ .‬وأن‬
‫يفعل مايريده بعد أن يكسبه إسما ً وشكل ً روحيا حتى يتخلص من الجو الروحي الذي حسب الحق‪.‬‬

‫فنجده فى الحرب يقول إذ يجمع الرجال للحرب "من ليخرج وراء شاول ووراء صموئيل" ( ‪1‬صم ‪:11‬‬
‫‪ )7‬فيجعتل متن نفسته القائد ويتمستح فتى صتموئيل إذ يذكتر أستم صتموئيل لن صتموئيل محبوب لدي‬
‫الشعتب‪ .‬بالمقارنتة متع موستي الذي قال "منت تللربت تفإلي"ت ت(خر ‪ )26 :32‬أي متن هتو للرب وقلبته‬
‫مكرس للرب وغيور للرب فيجتمع إلي موسي حيث يجتمع كل غيور للرب‪ .‬فليجمع الناس حوله ولكن‬
‫حول الرب‪.‬‬
‫هكذا أي خادم روحي وليس جسدي عليه أن ليجمع الناس من حوله أبدا‪ .‬وليجعلهم يتعلقون به أبدا‪.‬‬
‫فبداخلنا شعور خفى يجد لذة عندما يعجب الناس به ويجتمعوا حوله ويمدحونه‪ .‬وعلينا دائما أن نحكم‬
‫علي هذا الشعور فلنترك أخواتنا يتعلقون بنا بل نجعلهم يتعلقون بالرب وحده‪.‬‬

‫وهو يسمي الخطية بأسماء اخري عديدة غير كلمة خطية‪ ،‬أسماء لها صبغة روحية‪ .‬فعندما قام بعمل‬
‫الخطية وتعدي امر الرب وقدم ذبيحة المحرقة وهو ليس كاهنا من نسل هارون‪ ،‬أخذ يفسر أن مافعله‬
‫هو أمر روحي من شخص روحي‪ .‬فيقول لصموئيل‪" :‬لني رأيت الشعب قد تفرق عني‪ ،‬وأنت لم تأت‬
‫فيت تأيامت تالميعاد‪،‬ت توالفلسطينيونت تمتجمعونت تفىت تمخماست تفقلتت تالنت تينزلت تالفلسطينيونت تإل َ‬
‫يّت تإلي‬
‫الجلجال‪ ،‬ولم أتضرع إلي وجه الرب‪ ،‬فتجلدت وأصعدت المحرقة" ( ‪1‬صم ‪ )12 -11 :13‬ويريد بذلك‬
‫أن يوهم صموئيل أنه لجل أنه يحب الصلة أصعد المحرقة وتخطي الوصية‪.‬‬

‫وعلينا أن لنتملص من خطايانا بل نعترف بها مقرين‪ .‬وأن نسميها بأسمائها وإنه من أفظع الخطايا أن‬
‫نضفي صفة الروحانية علي الخطية‪ .‬فبدل من العتراف بالخطية نعتبرها صفة روحية حميدة‪ .‬هذا هو‬
‫فعتل الجستد‪ ،‬وطريقته‪ .‬فالغضب يصتير إسمه غيره مقدسة‪ .‬والنميمتة تصتير بحتث فتى أخبار أولد الله‬
‫للطمئنان عليهتم‪ .‬وعدم اللتزام الروحتي ندعتي أنته "عدم فريستية" أو "حياة بالنعمتة"‪.‬والتستلط علي‬
‫شعتب الله ندعتي أنته غيرة علي إستم الله‪ .‬وحياة الترفته والراحتة ندعتي أنهتا شيتئ روحيتا ستليم بتل‬
‫يساعد النسان علي الحياة الروحية أن يأخذ فترة راحة ونقاهة من التعب‪ .‬وهكذا ينجح الجسد فى أن‬
‫يلبس كل مايريد أن يفعله ويحققه ثوبا روحيا حميدا لكي نقوم به دون أن نقع فى الشعور بالذنب‪.‬‬

‫وهو يميل للتطرف فى مقاييسه لكي يثبت للجميع أنه متفوق عليهم وإن كان ليطبق هذه المقاييس‬
‫أبدا علي نفستته بتتل يطبقهتتا بكتتل كفاءة علي الخريتتن‪ .‬فعندمتتا أختتذ يوناثان إبنتته علي عاتقتته ان يبدأ‬
‫الحرب رغتم الضعتف الشديتد لشعتب إسترائيل‪ ،‬وجتد شاول أن النصتر ستوف يأتتي متن طريتق آختر غيتر‬
‫طريتق شاول‪ .‬فحلف قائل‪" :‬ملعون الرجل تالذي تيأكل خبزات إلي المساءت حتى أنتقم منت أعدائي"ت (‬
‫‪1‬صم ‪ )24 :14‬وهو يتطرف تطرفا شديدا فى أمر لن يتعبه هو في شيء حتى يقال أن الملك حلف‬
‫الشعتب فحدث النصتر‪ .‬لكتي ينستب النصتر له ولحلفانته جعتل شعتب يقاتتل طوال النهار وطوال الليتل‬
‫لكنته ليذوق طعامتا فتى وقتت هتو فتى أشتد الحتياج للطاقتة لكتي يكمتل الحرب للنهايتة "وضنك رجال‬
‫إسرائيلت تفىت تذلكت تاليوم"ت ت( ‪1‬صم ‪ )24 :14‬أي إنهار الشعتب جستديا متن قلة الطعام وقلة الطاقتة‬
‫اللزمتة للحركتة والحرب‪ .‬ولكتن هذا ليفرق متع شاول حيتث أنته أهتم شيتء لديته هتو أن ينستب النصتر‬
‫لنفسته‪ .‬ويعلق يوناثان قائل ً "قد كدر أبي الرض ‪ ....‬لو أكل اليوم الشعب من غنيمة أعدائهم التي‬
‫وجدوا‪ ،‬أما كانت الن الضربة أعظم علي الفلسطينيين" ( ‪1‬صم ‪ )30 -29 :14‬ويعلق صتموئيل قائلً‬
‫"وأعيا الشعب جداً" ( ‪1‬صم ‪)31 :14‬‬
‫وعلينا أن لنترك الجسد يتطرف فى مطالبه الروحية من الغير راغبا فى التصاف بالروحانية العالية‪.‬‬
‫وعلينا أل نقع فى الفريسية البغيضة التي يلجأ إليها الجسد الذي فينا راغبا فى الظهور والتميز‪.‬‬

‫والجسد أيضا يستخدم المنطق البشري والعقلي فى الحكم علي أمور الله‪ .‬فلما أمر صموئيل شاول‬
‫بكلم الرب أن يذهتب ويحرم عماليتق‪ ،‬ذهتب شاول وإنتصتر إنتصتارا عظيمتا‪ .‬لكنته حستن فتى عينيته‬
‫الغنيمة التى أمر الله بتحريمها‪" .‬وعفا شاول والشعب عن أجاج (ملك عماليق) وعن خيار الغنم والبقر‬
‫والحملنت توالخرافت توعنت تكلت تالجيدت تولمت تيرضوات تأنت تيحرموها‪.‬ت توكلت تالملكت تالمحتقرةت توالمهزولة‬
‫حرموها" ( ‪1‬صم ‪ )9 :15‬ففتي نظتر الجستد إنهتا خستارة أن يحرقوا أغنام وبقتر وحملن وخراف جيدة‪.‬‬
‫لماذا يقومون بحرقهتا؟ الروحتي يقول ببستاطة "لنته امتر الرب" أمتا الجستدي فيقول "لستت أفهتم‪ ،‬ل‬
‫أري المور هكذا‪ ،‬ماالمشكلة فى أن أفعل هذا أو تلك؟" ويستعمل العقل والمنطق لكي يثبت مايقول‪.‬‬
‫مثله هنتا مثتل يهوذا الذي لمتا رأي مريتم تستكب الطيتب الكثيتر الثمتن علي قدمتي ربنتا يستوع المستيح‪.‬‬
‫فهذه حستب المنطتق خستارة فيقول "لماذا لم يبع هذا الطيب بثلثمائة دينار ويعطي للفقراء؟" (يو‬
‫‪ )5 :12‬وكلمه من الناحية العملية البحتة سليم منطقيا‪ ،‬لكنه كان يقول هذا لن الصندوق معه‪ .‬فأمام‬
‫الناس الرجتل يهوذا يقال عنته "أنظروا كتم يهتتم بالفقراء" ولكتن أمام الله "كانت تسارقا"ت ت(يو ‪)6 :12‬‬
‫وهكذا المؤمن الجسدي‪ ،‬ينادي بشعارات روحية براقة ولكنه فى الواقع يبحث عن نفسه‪.‬‬

‫أما الروحي فيري فى مافعلته مريم حبا للسيد تعبير جميل عن الحب ويري أنه الرب يسوع المسيح‬
‫يستتحق أكثتر متن هذا وهذا عيتن ماشعرت بته وفعلتته مريتم‪ .‬وعلينتا أن نعظتم كلم الرب وكتابته وأل‬
‫نستخدم المنطق البشري الجسدي والحكمة الجسدية الطبيعية فى الحكم علي المور‪ .‬بل نراها كلها‬
‫من منظور كلمة الله‪.‬‬

‫ونري فتى مطاردة شاول لداول كتل اليام رغتم كتل مايتصتف بته داود متن صتفات وأخلق ستامية‪ ،‬نري‬
‫أن الجستد ليطيتق الروح‪ .‬وهناك رجتل آختر فتى الكتاب المقدس يشيتر للجستد ولكنته يشيتر له فتي‬
‫صورته المستبيحة الواضحة المكشوفة المستهينة بالله وببركاته علنية أل وهو عيسو ولكن عيسو كان‬
‫زانيا ومستبيحا ورفض البكورية وباعها بطبق عدس‪.‬‬

‫مثال آختر هتو إستماعيل‪ . ،‬فكمتا يقول الرستول "فإنه مكتوب كان لبراهيم إبنان‪ ،‬واحد من الجارية‬
‫والخر من الحرة ولكن الذي من الجارية ولد حسب الجسد‪ ،‬وأما الذي من الحرة فبالموعد ‪ ....‬الذي‬
‫ولد حسب الجسد يضطهد الذي حسب الروح" (غل ‪ . )29 -22 :4‬ومانتحدث عنه هنا هو انه كان يهزأ‬
‫بإبن الموعد الذي يرمز للطبيعة الجديدة وكان يقاومه‪.‬‬

‫فتيار الجسد العامل فينا يريد أن يسيطر علي حياتنا وي ستغلها لنفسه‪ .‬فشاول طارد داود‪ ،‬وإسماعيل‬
‫ضايق إسحق‪ ،‬ويهوذا كره المسيح وباعه‪ .‬فنحن لدينا في داخلنا "أنا" أو ذات أو شخص آخر ينتمي لنا‬
‫لكنته للستف خائن وعميتل لبليتس‪ .‬ينبغتي لنتا أن نفيتق له‪ .‬وأن نحكتم عليته‪ .‬و "نحنت تمديونونت تليس‬
‫للجسد لنعيش حسب الجسد" (رو ‪.)12 :8‬‬

‫ويوجد حادثة فى سفر يشوع تصور لنا عمل الجسد‪ ،‬فبعد النتصار العظيم علي أريحا‪ ،‬شعر الشعب‬
‫بأنفستهم وبأنهتم أصتبحوا متن الفاتحيتن الغزاة وأنهتم منتصترون وغالبون‪ .‬فلمتا رأوا عاي صتغيرة وبلدة‬
‫مستتضعفه‪ ،‬قرروا أن يرستلوا نفتر قليتل منهتم للستتيلء عليهتا ولستان حالهتم "ليستت عاي التتى نخاف‬
‫منهتا أو نعمتل لهتا حستاب نحتن الشعتب العظيتم الذي إرتعدت الرض أمامته" وواضتح دور الجستد الذي‬
‫إستغل النتصار العظيم لحسابه وشعر بالفخر والعلياء‪ .‬وبالطبع تركهم الرب وإنكسروا امام عاي‪.‬‬

‫فمتن الستهل علي المؤمتن العتراف بالخطيتة‪ ،‬فلمتا أتتي النتبي إلي داود متهمتا إياه بخطيتة الزنتا متع‬
‫إمراءة أوريتا الحثتي علي الفور قال داود "قدت تأخطأتت تإليت تالرب"ت ت( ‪2‬صم ‪ )13 :12‬ولكتن العتراف‬
‫بالجسدانية وإكتشافها صعب جدا لن الجسد يتلون ويتصنع الروحانية‪.‬‬

‫فينبغي لنا أن نفحص انفسنا فى ضوء الرب ونجلس أمامه وأمام كلمته‪ ،‬وكلما يكشف لنا‬
‫مابداخلنا من فساد ومن إتجاهات جسدية بغيضة نحكم عليها ونرفضها ونعترف بها‪ .‬ونميت بالروح‬
‫أعمال الجسد كل حين‪.‬‬
‫تأثير وجود الجسد فى المسيحي الحقيقي‬
‫ولكن هناك سؤال ملح‪ ،‬إن كنت كمؤمن حقيقي أصبحت الن فى الروح‪ ،‬فلماذا مازالت تستيطر علي‬
‫عاداتى وشهواتي؟ ولماذا أجد نفسي فى كثير من الحيان أعيش لذاتى وأصنع إرادتي وأفكاري؟‬

‫نعم إن هذا يحدث بالفعل للمؤمنيتن‪ .‬فالطبيعتة الجديدة التي هي حسب الروح لم تلش القديمة التي‬
‫ي جنبا إلي جنب‪ .‬بل ويتصارعا معا "لن الجسد يشتهي ضد‬ ‫هي حسب الجسد‪ .‬بل فالثنان يعيشان ف َّ‬
‫الروح والروح يشتهي ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الخر" (غل ‪ )17 :5‬وربما للسف يقع البعض‬
‫فى أن تكون في أوقات ما حياتهم سمتها العامة جسدية أي يعيشون لذاتهم‪ .‬فيقول الرسول لمؤمني‬
‫كورنثوس "وأنا أيها الخوة لم أستطع أن أكلمكم كروحيين بل كجسديين كأطفال فى المسيح" ( ‪1‬كو‬
‫‪ )1 :2‬فرغم ميلدهم الثاني فهم مازالوا صغيري القامة الروحية "اطفال" ولكن فى المسيح أي صار‬
‫لهتم الروح القدس وأصتبحوا ليستوا "فتي الجستد" ولكنهتم مازالوا جستديين لن الجستد بستبب الحالة‬
‫الروحيتة الضعيفتة يستيطر علي حياتهتم‪" .‬لنكم بعد جسديين‪ .‬فإنه إذ فيكم حسد وخصام وإنشقاق‪،‬‬
‫ألستم جسديين وتسلكون بحسب البشر"( ‪1‬كو ‪ .)3 :2‬وجدير بالذكر أن الخطايا التي ذكرها هنا ليس‬
‫فيها أي خطية لها علقة بالجسد المادي حيث أن كلمة جسديين هنا هي كما شرحنا قبل أي عائشين‬
‫مثل باقى البشر لنفسكم ورغائبكم‪ .‬فالحسد والخصام والنشقاق كلها خطايا أدبية نفسية إجتماعية‬
‫وليس لها علقة بالجسد المادي‪ .‬وكلها خطايا أناس يتنافسون مع بعضهم البعض‪ .‬فيحسدون بعضهم‬
‫علي متا لدي بعضهتم ويتخاصتموا ويصتيرون خصتوما لبعضهتم البعتض وينقستموا فتي فرق منشقتة عتن‬
‫بعضها البعض ولسان حال كل منهم "نحن أفضل"‬

‫هكذا السمة العامة للشخص الجسدي‪ ،‬يعيش لجل نفسه ويتنافس مع غيره ليثبت أنه أحسن وليتمتع‬
‫بحياته أكثر من غيره‪.‬‬

‫وقتد متر بولس الرستول شخصتيا فتى هذه المعضلة وهذا الصتراع‪ .‬فنراه يكتتب إختباره الشخصتي فتى‬
‫رومية ‪ ،7‬فالشخص الذي يتكلم بولس الرسول عنه هنا فى رو ‪ 7‬هو شخص يهودي مؤمتن بالله‪ .‬فقد‬
‫كان بولس الرستول قبتل أن يؤمتن بالمستيح مؤمنتا بالله كيهودي ويمارس كتل الممارستات والفرائض‬
‫المنصوص عليها في الناموس فى اليهودية‪ .‬ويقول عن نفسه "وكنت اتقدم في الديانة اليهودية على‬
‫كثيرين من اترابي في جنسي اذ كنت اوفر غيرة في تقليدات آبائي‪( ".‬غل ‪ )14 :1‬وأيضتا أنته كان‬
‫"منت تجهةت تالبرت تالذيت تفىت تالناموست تبل تلوم"ت ت(في ‪ .)6 :3‬لن الناموس يقدم بر شكلي خارجتي متن‬
‫ممارستات وطقوس وفرائض‪ ،‬لذا فالناموس متن الستهل علي الجستد أن يجتد فيته برا شكليتا خارجيتا‬
‫مظهريا يجعله يشعر بأنه يتقدم علي الخرين ويشعر ببره الشخصي‪.‬‬

‫هذا فى الخارج‪ ،‬أما فى الداخل‪ ،‬فى الضمير‪ ،‬فنجد أن هناك صراعا مريرا يمر به هذا الشخص‪ .‬إذ أنه‬
‫بينه وبين نفسه يعلم أنه مستعبد للخطية‪ ،‬وأنه يسرق مجد لله وينسبه لنفسه‪ ،‬وأنه معجب بإنجازاته‬
‫فى مجال الناموس أو العبادة الشكلية أو صورة التقوي من حضور إجتماعات وخدمة وحضور للكنيسة‬
‫وممارستتات طقستتية وخدمتتة كلهتتا بالجستتد‪ .‬ويعلم أيضتتا كتتم الخطايتتا الخفيتتة والداخليتتة والفكريتتة‬
‫والشعوريتة والشياء المذلة المريرة النجستة التتي يقوم بهتا ستراً‪ .‬فإن كان أمينتا فلبتد أنته ستيدرك كتل‬
‫هذا وإن كان سرا وغير معلن‪.‬‬

‫ويقتر بولس الرستول أنته "الناموس روحي أما أنا فجسدي مبيع تحت الخطية" (رو ‪ )14 :7‬أي أن‬
‫وصايا الله مقدسة ولكن المشكلة تكمن في أنا لني شخص جسدي ومباع تحت الخطية أي عبد بيع‬
‫فى السوق لسيد إسمه الخطية‪ .‬ومن المهم ان ندرك أن الخطية ليست فقط لتقتل ولتزني ول ول‬
‫ول‪ ...‬لكن الخطية هي حالة الستقلل عن الله‪ .‬حالة البر الذاتي والتمرد علي الله‪.‬‬

‫فهتتو بحستتب إيمانتته اليهودي "يصادقت تالناموست تأنهت تحسن"ت ت(رو ‪ )16 :7‬أي يقتتر معترفتتا بأن ماهتتو‬
‫مطلوب فتى الناموس هتو جيتد‪ .‬لكتن المشكلة هتي أنته يحاول أن "يفعلت تالحسني"ت ت(رو ‪ )18 :7‬لن‬
‫الرادة فتى فعتل "الحسني" أي الشياء الجيدة‪" ،‬إراده حاضرة" (رو ‪ )18 :7‬أي موجودة عنده بداخله‬
‫نتيجتة إيمانته اليهودي‪ .‬ولكتن ليستتطيع رغتم إقراره بصتلح وصتايا الله ومطالبته ورغتم إرادتته فتى صتنع‬
‫الخير أن يفعل الصالح‪ .‬فنجده يقول "لني لست أفعل الصالح الذي أريده‪ ،‬بل الشر الذي لست أريده‬
‫فإياه أفعل" (رو ‪ .)19 :7‬وبهذا يصتل لنتيجتة فتى غايتة الروعتة وفتي غايتة الصتعوبة فتى أن يعترف بهتا‬
‫ى أي فى جسدي شيئ صالح" (رو ‪ .)18 :7‬فقد أقر نتيجة‬ ‫النسان وهي القرار بأنه "ليس ساكن ف َّ‬
‫هذه المواجهة بين مطاليب الله وفساد الذات أو الجسد أنه ليس به أي شيئ صالح‪ .‬فهو رغم أنه يسر‬
‫"بناموس الله فى النسان الباطل" (رو ‪ )22 :7‬مثل أي يهودي تقي يحب الله حيث يطوب داود هذا‬
‫الشختص اليهودي التقتي قائل ً "طوبيت تللرجلت تالذيت ت‪.....‬ت تفىت تناموست تالربت تمسرته"ت ت(مز ‪ )2 :1‬أي‬
‫شختص سروره فتى الناموس ووصتايا الله‪ ،‬لكنته رغتم ذلك يتأوه متألمتا "أري ناموسا ًت آخر فى أعضائي‬
‫يحارب ناموست ذهنىت ويسبيني لناموس تالخطيةت الكائنت فى أعضائي" ت(رو ‪ )23 :7‬أي أنته يري أنته‬
‫يوجد خائن بداخله يتبع ناموس آخر غير ناموس الله‪ ،‬فهو بذهنه مقتنع بأفضلية ناموس الله‪ ،‬ولكن هذا‬
‫الناموس يسبيه أسيرا لحول له ولقوة لكي يسلك بحسب الجسد‪.‬‬

‫بعتتد هذا يصتتل إلي قمتتة الدراك الروحتتي‪ ،‬أنتته بناء علي ذلك فهتتو لم يعتتد محتاج لمزيتتد متتن الوصتتايا‬
‫والمساعدات والرشادات إذ يقول "ويحي أنا النسان الشقي‪ ،‬من ينقذنى من جسد هذا الموت؟" (رو‬
‫‪ )24 :7‬فهو لم يقل ماذا ينقذنى؟ أو ماذا أفعل لكي أفلت من؟ لكنه قال "من"‪ .‬فهو يحتاج لمخلص‬
‫ينقذه متن نفسته‪ .‬فهتو كمتن يغرق وبعتد محاولت عديدة إكتشتف أن كتل محاولتته للنجاة تزيده غرقتا‬
‫وتنزل به لسفل المياه‪ ،‬فصرخ يطلب منقذا ينجيه من الغرق‪ .‬فقد إقتنع بفشله فى إنقاذ نفسه‪.‬‬

‫ويكتتب الرستول بعتد ذلك جملة إعتراضيته تعتبر عتن شكرانته للمنقتذ والمخلص ت"أشكرت تللهت تبيسوع‬
‫المسيح ربنا" (رو ‪ .)25 :7‬فهتو بعتد إيمانته بالمستيح لم تعتد هذه حالتته‪ .‬لم يعتد مستتعبدا مرة أخري‬
‫حيتث أن متن يؤمتن بالمستيح يجتد فيته حريتة وخلص متن عبوديتة الذات‪ .‬لنكتم "تعرفون الحق والحق‬
‫يحرركم" (يو ‪ )32 :8‬لن المستيح قال عتن نفسته "أنا هو الحق" (يو ‪" ) 6 :14‬لنه إن حرركم البن‬
‫فبالحقيقة تكونون أحرارا" (يو ‪ )36 :8‬لنه "إذا إن كان أحد هو فى المسيح هو خليقة جديدة‪ ،‬الشياء‬
‫العتيقة قد مضت‪ ،‬هوذا الكل جديدا" ( ‪2‬كو ‪.)17 :2‬‬

‫فبعتد ستكنى المستيح فتى القلب بواستطة الروح القدس يتحرر المؤمتن متن ستلطان الجستد‪ .‬فمتع أنته‬
‫لزال هناك نفس الصراع علي السيطرة علي حياة المؤمن وإرادته بين الجسد أو الذات وبين الروح‪،‬‬
‫فقتتد أصتتبح المؤمتتن الن بواستتطة الروح القدس وإرتباطتته بالمستتيح له القدرة علي أن ينتصتتر "لن‬
‫ناموس روح الحياة فى المسيح يسوع قد أعتقنى من ناموس الخطية والموت" (رو ‪ )8:2‬والرسول‬
‫هنا عبارته متخمة بالتعاليم الثمينة‪.‬‬

‫فهتتو أول‪ :‬يقول أنتته كان عبدا تحتتت الناموس إذ يقول أنتته حصتتل علي العتتتق‪ .‬فبعتتد أن كان تحتتت‬
‫الناموس تسيطر عليه الخطية الساكنة فيه والموت الموروث من آدم فى النسان الطبيعى أي الجسد‬
‫أو الذات‪ .‬مما كان يجعله عبدا لرادته وشهواته وحبه للظهور ولتبرير نفسه بالبر الذاتي أصبح الن فى‬
‫المسيح يسوع بواسطة الروح القدس حرا فقد حصل علي العتق‪.‬‬

‫وثانيتا‪ :‬نجتد أنته يقول أنته فتى المستيح‪ .‬ويشرح هذه العبارة بعتد ذلك مقارنتا هذا الوضتع الجديتد بالوضتع‬
‫القديتم فيقول أننتا لم نعتد "فى الجسد" (رو ‪ .)9 :8‬فبعتد أن كان نمتط حياتنتا وإتجاهنتا العام هتو فتى‬
‫الجستد أصتبحنا الن فتى المستيح‪ .‬ومايحكتم حياتنتا هتي حياة المستيح التتي فينتا‪ .‬فيقول أننتا لنتا "روح‬
‫المسيح" (رو ‪ )9 :8‬أي أصبحنا فى مجال تحكم شخص آخر يملك علي حياتنا بالبر‪.‬‬

‫وثالثا‪ :‬هناك ناموس أي قانون لعمل الروح القدس فى المؤمن‪ .‬فكلما إقتربنا من الروح القدس وكلما‬
‫وضعنتا أنفستنا تحتت تأثيره وفتى مجال عمله فإن هذا يحتتم أن نكون أكثتر حريتة متن ذي قبتل‪ .‬فالحريتة‬
‫ليستتت مرة واحدة وللبتتد لكنهتتا عمليتتة تحريتتر مستتتمرة يحكمهتتا قانون روحتتي‪ .‬فكلمتتا أنصتتتنا للروح‬
‫القدس وكلما أطعناه من القلب وكلما وضعنا أنفسنا فى مجال عمل الروح من إقتراب من كلمة الله‬
‫وصلة وشركة مع المؤمنين عندها يستطيع أن يعمل فينا أكثر ويحررنا أكثر وأكثر‪.‬‬

‫فهناك قانونان‪ ،‬قانون يتعامل مع الجسد فينا ويأمره بالطاعة وهو ناموس الله‪ .‬وكلما حاول الجسد أن‬
‫يتوافق مع ناموس الله كلما فشل أكثر فى هذا المر‪" .‬لن إهتمام الجسد هو عداوة لله إذ ليس هو‬
‫خاضعات تلناموست تاللهت تلنهت تأيضات تليستطيع"ت ت(رو ‪ )7 :8‬وهذا القانون كقانون الجاذبيتة حيتث أننتا كلمتا‬
‫إزددنتا وزنتا كلمتا جذبنتا لستفل بقوة أكتبر‪ .‬وهنتا قانون آختر يستمو بنتا لعلي ضتد القانون الختر قانون‬
‫الجاذبية‪ .‬هذا القانون هو أنه هناك قوة عتق وتحرير نكتسبها فى الطبيعة الجديدة كلما وضعنا أنفسنا‬
‫فتى مجال عمتل الروح‪ .‬وعندمتا يقوي عمتل الروح فينتا علي عمتل الجاذبيتة لستفل عندهتا ننطلق فتى‬
‫خدمة وعبادة وفرح وحب وخضوع لله‪.‬‬
‫فنحن الن لدينا مطلق الحرية إن أسلمنا أنفسنا لروح الله‪" .‬لنه ما كان الناموس عاجزا عنه فيما كان‬
‫ضعيفا بالجسد‪ ،‬فالله إذ أرسل إبنه في شبه جسد الخطية‪ ،‬دان الخطية فى الجسد" (رو ‪ )3 :8‬أي أن‬
‫الناموس عجتز عتن أن يصتلح الجستد أو الذات‪ ،‬والله أرستل إبنته فتى شبته جستدنا لكتي يحكتم علي‬
‫الصليب فى المسيح علي طبيعتنا العتيقة ويصدر قراره النهائي بفشلها تماما فى أن تتوافق معه وأنها‬
‫تستحق الصليب والموت الذي ماته المسيح بدل منا‪ .‬فأصدر الله قرار الدانة النهائي والعقوبة النهائية‬
‫علي الخطية الساكنة فى الذات وعلي الجسد أو الذات أو النسان العتيق فى الصليب‪.‬‬

‫فلماذا إذا مازلنا نسلك بالجسد؟‬


‫أول‪ :‬لننا لنعلم الحق‪ .‬لننا مازلنا نحاول أن نثبت أننا يمكن أن يوجد فينا شيء صالح‪ .‬فمازلنا نثق فى‬
‫أنفسنا ونتوقع منها أن ينصلح حالها‪ .‬فنحتن علينا ان نعلم بل أن نؤمن أننا متنا مع المستيح وقد صدر‬
‫الحكم علينا بالفعل ولمجال ان نثبت أنه يمكننا أن نكون صالحين‪" .‬عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد‬
‫صلب معه ليبطل جسد الخطية لكي لنعود نستعبد أيضا للخطية" (رو ‪ )6 :6‬فبموتنا مع المسيح لم‬
‫يعتد هناك مجال لمحاولة الذات أن تتجمتل وتصتلح متن حالهتا‪ .‬وعندمتا نعلم هذا ستوف لنعود نستتعبد‬
‫أيضا للخطية‪.‬‬

‫نعم إن تسليمنا بعدم نفعنا يجعلنا نكف عن أن نحاول ونترجي من الجسد شيئا صالحا فلتعود الخطية‬
‫تستتتعبدنا مرة أخري‪ .‬فعندمتا ندرك تمام الدراك بإيمان أن الجستد ليتس فيتته ستاكن أي شتئ صتالح‬
‫فلنعود نترجتي منته شيئا عندهتا نضتع ثقتنتا بالكامتل فتى المستيح وعمتل الروح القدس وهذا هتو قمتة‬
‫اليمان‪ .‬وعندهتا يكون إيماننتا بالموت متع المستيح يحررنتا متن الخطيتة "لنت تالذيت تماتت تقدت تتبرأت تمن‬
‫الخطية" (رو ‪)7 :6‬‬

‫فجانتب عظيتم متن مشكلتنتا هتي عدم اليمان بالموت متع المستيح‪ .‬فنحتن لنري المور متن منظور الله‬
‫الروحتي‪ .‬ولنستتوعب ماحدث علي الصتليب ونعيتش بته وفتي ضوءه‪ .‬ول يتعدي الصتليب عنتد معظتم‬
‫المؤمنيتن‪ ،‬للستف‪ ،‬ستوي صتورة لحتب الله‪ .‬ولكتن أن الصتليب هتو مكان الموت متع المستيح والصتلب‬
‫بالنسبة للعالم وصلب العالم بالنسبة لي ومكان هزيمة الشيطان وباقي بركات الصليب فللسف كلها‬
‫أمور ليست واضحة أمام الكل وليست مادة للحياة لكن للسف مادة للمعرفة والوعظ فقط‪.‬‬

‫علينا أن نصدق مايقول الله أنه حدث علي الصليب‪ .‬ونضعه مادة للحياة المعاشة يوما فيوم‪.‬‬

‫ثانيتا‪ :‬لننتا لستنا خاضعيتن لقانون الروح القدس‪ .‬فنحتن ل نضتع أنفستنا فتى مجال عمتل روح الله لكتي‬
‫يحررنا بالقدر الذي ينقلنا من السلوك حسب الجسد للسلوك حسب الروح‪ .‬فهناك حق إيمانى ينبغي‬
‫أن نؤمتن بته وهتو أننتا متنتا متع المستيح وهناك دور آختر أو مستئولية موضوعتة علينتا وهتي الوجود فتى‬
‫مجال عمتتل الروح والخضوع له ولتعاملتتته‪ .‬فالروح يطلب خضوع لصتتوته وطاعتتة لكلمتتة الله وإتضاع‬
‫أمام الرب ومحضتر مملوء بالخشوع وهكذا هناك إشتياقات لروح الله يريتد أن يتممهتا فتى حياتنتا ولكننتا‬
‫لنستجيب لندائاته‪ .‬دعونا إذن نخضع أنفسنا تحت نيره‪.‬‬

‫وللرب كل المجد‪.‬‬

You might also like