Professional Documents
Culture Documents
.....
ما هو الناموس؟
معني كلمة ناموس سواء فى اللغة العبرية תרה أو תורה tô râ hوتنطق كما نعرفها توراه،
أو اليونانيية νομος nomosوتنطيق نوموس ،هيو "قانون" .وهيي تسيتخدم للدللة علي معانيي
القانون أو التعليمات أو المبادئ سيواء كانيت بشريية أم إلهيية .وماهيو القانون ،هيو معاهدة أو
تعاقيد بيين الفرد والمجتميع أو بيين الفرد والحكومية .وينيص القانون علي كيل مين واجبات الفرد
تجاه الطرف الخيير ميين التعاقييد القانونييي وحقوق الفرد التييي علي الطرف الخيير أن يوفيهييا.
فالقانون هو تعاهد رسمي أو عهد أو مبادئ تحكم وتننظم العلقة بين طرفي العهد.
فالقانون أو المعاهدة التيي كانيت تحكيم علقية الله والنسيان هيي ،أنيه مين حيق النسيان أن
يأكيل أكل مين جمييع شجير الجنية .ومين واجباتيه عدم الكيل مين شجرة معرفية الخيير والشير،
وهناك عائدا من الكل أل وهو الموت.
ولم يكين هناك واجيب ميا يؤدييه النسيان للحصيول علي الحياة لنيه كان يحييا حياة إنسيانية
بريئة بالفعل ومستمدة من نفخة الله حيث أنه "نفخ فى أنفه نسمة حياة" ( تك ، )7 :2
ولكي يحافظ علي حياته كان كل ماعليه أن ليأكل من شجرة معرفة الخير والشر.
وكان أيضا ً هناك "شجرة الحياة في وسط الجنة" ( تك .)9 :2ويتفق معظم الشراح
أن الكل من هذه الشجرة كان يعطي النسان حياة أبدية غير متغيرة وغير قابلة للموت .حيث
أن الله بعييد السييقوط صييرح عنهيا "هوذا النسيان قيد صيار كواحيد منيا عارفيا الخيير
والشيير .والن لعله يمييد يده ويأخييذ ميين شجرة الحياة ايضييا ويأكييل ويحيييا الى
البيد( ".تيك )22 :3فيبدو أن آدم كان سييحصل علي حالة أبديية مين الخطيية التيي ليمكين
إزالتهيا إن أكيل مين الشجرة بعيد السيقوط ،وكان سييحصل علي حالة أبديية مين البراءة إن كان
أكل منها قبل السقوط .ولكن الغريب أن الله لم ينصح آدم قبل السقوط قائل ً "وإن كنت تريد
حياة أبديية فلتأكيل مين شجرة الحياة" ،ولكين ذلك بالطبيع له تفسييره الثميين حييث أن نصييحة
مثيل هذه كانيت سيتجعل الحياة البديية بالنسيبة لدم يمكين الحصيول عليهيا نتيجية طاعته لوصيية
12
ناموسية تأمره بالكل وأما الحصول علي الحياة البدية نتيجة طاعة وصية ناموسية فليس في
فكير الله علي الطلق .إذ انهيا هبية مجانيية بالنعمية باليمان .لذا فقيد قال الله عنهيا أنهيا شجرة
الحياة وتركهيا لدم ليقرر هيو إن كان يجيب ان يأكيل منهيا أم ل .فالنسيان كميا سينري فيميا بعيد
يمكن أن يهلك بالناموس ولكن ليمكن أن يحيا أبدا عن طريق ناموس ما.
علي أن النسان فى هذه الفترة كان يحكم علقته بالله تدبير البراءة .1أي أنه لم يكن فيه
خطيية بعيد وكان كيل ميا علييه أن يعييش ميع الله ويتمتيع بالشركية معيه دون القرب مين شجرة
معرفة الخير والشر .فكانت طبيعة النسان لم تفسد بعد وتتدنس بدخول الخطية.
ولكن ماهو السقوط؟ هل هو كسر لوصية الله؟ بالطبع هو كذلك .وليس كسر لوصية الله
فقيط لكنه شرا أعميق من مجرد كسر الوصيية .لقيد قال الله عن الشجرة "يوم تأكل من ها
مو تا تموت" ( تك )17 :2وقالت الحيية "ل لن تمو تا ،بل الله عالم أ نه يوم تأكلن
منها تصيران كالله عارفين الخير والشر" ( تك )5 ،4 :3وكان أمام النسان إختيارين،
الول هيو الثقية فيى الله وتصيديق كلميه وتكذييب الحيية ،والثانيي هيو تصيديق الشيطان وتكذييب
الله .ويالهيا مين إهانية وجهها النسيان لله ،لقيد صيدق الثييم الشرير الذي ليس فييه نور بيل كله
ظلمة ،ولم يضع ثقته فى النور الحقيقي ،وصار متشككا ً فى دوافع الله مصدر كل صلح وخير
وصار بالنسبة للنسان "الله كاذب" والشيطان صادق .أي أن الخطية الصلية هي عدم تصديق
الله أو هي "عدم اليمان".
وكان وعيد الشيطان أن النسيان سييصير كالله ،يحدد بنفسيه الخيير والشير ،ولدييه مقاييسيه
الخاصة ومستقل عن الله.
وحدث السيقوط ،وحدث ماكان منصيوصا علييه فيى المعاهدة او التعاقيد أو ناموس البراءة
فى الجنة .ودخل الموت لدم وأولده "كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلي العالم
وبالخطية الموت ،وهكذا إجتاز الموت إلي جميع الناس" (رو )12 :5وصار النسان
ميتا موتا روحيا بإنفصال روحه عن الله وموتا أدبيا بالفساد الخلقي والجتماعي وموتا جسديا
حتميا حيث "وضع للناس ان يموتوا مرة" (عب )27 :9
بعد ذلك أظهر الله أن الطريق للتخلص من آثار الخطية هو الذبيحة لما "صنع الرب الله
لدم وإمراءته أقمصة من جلد وألبسهما" (تك .)21 :3فالجلد لبد أن يأتي من ذبيحة.
فأظهير الله بهذا أن طرييق الخلص هيو "الموت البدييل" لخير "برئ" بدل مين النسيان .مظهرا
بذلك أن البر هو بر مكتسب من ذبيح برئ يموت تنتقل خطايا النسان إلي هذا البرئ فيموت
تحت قضاء الله بسبب الخطايا الموضوعة عليه.
صيار النسيان بعيد هذا تحيت تدبيير جدييد أل وهيو الضميير .أي أن الله وضيع فيى ضميير كيل
إنسان ناموسا .فأصبح الناس "يظهرون عمل الناموس مكتوبا فى قلوبهم ،شاهدا
أيضا ضميرهم وأفكارهم في ما بينها مشتك ية أو محت جة" (رو )15 :2فرغم عدم
نزول الناموس المكتوب بعييد علي جبييل سيييناء ،أصييبح ضمييير النسييان يشهييد ضييد تصييرفاته
لموسى « كـل ما تكلم به الرب نفعل » (خر ،)8 :19فجاء تدبير الناموس الذي أثبت فشل النسان الذريع وحاجته إلى خلص المسيح )6( .من
ثم بدأ التدبير السادس وهو تدبير نعمة ال ،حيث « ظهرت نعمة ال المخلّصة لجميع الناس » (تي .)11 :2والن « كل من يدعو باسم الرب
يخلص » (رو )7( .)13 :10وباقي على البشر تدبير أخير ،وهو تدبير ملء الزمنة أو تدبير الملكوت (أف .)10 :1فبعد ظهور النعمة في
الماضي ،نحن نتوقع استعلن المجد عن قريب (تي )11،13 :2
ويشتكيي علييه ويحتيج علي مايصينعه .فالضميير هيو ذلك الصيوت الداخلي الذي نعرفيه جميعاً،
الذي يتحدث لنييا علي مدي الطريييق محتجا ً علي سييلوكياتنا .وهذا الناموس الذي فييى الضمييير
وظيفتيه هيي أن يقنيع النسيان أن الله لدييه مقايييس لتنازل عنهيا .فكيل الشعوب لديهيا ضميير.
وقييد تختلف المقاييييس ولكيين الضمييير يضييع النسييان أمام معضلة أن الله بار وقدوس وأن
النسيان بعييد تماميا عين مطالييب الله ومقاييسيه" .فهؤلء إذ لييس لهيم الناموس هيم
ناموس لنفسيهم" (ر )14 :2أي أنيه قبيل نزول الناموس المكتوب لشعيب إسيرائيل كان
هناك ناموسا آخر مكتوبا فى ضمير كل إنسان يخبره عن مطاليب الله.
لهذا قرر قاييين أن يقدم لله لكيي يسيترضيه ،وقرر هابييل أيضيا أن يفعيل هذا المير .وكان
هناك أيضا طريقان .الطريق الول هو طريق قايين الذي "كان عامل فى الرض" ( تك :4
)2وكان يتعيب بيدييه ويعرق ويكيد .وأراد أن يصيل لله بمجهوداتيه وأن يسيترضي الله بأعماله.
"فقدم مين أثمار الرض قربانا ً للرب" (تيك )3 :4وقدم لله "عميل يدييه" .وهكذا كان
يثيق فيي قدراتيه الخاصية وصيار له الله ندا .أي أنيه طرفيا فيى العلقية والله طرفيا مين الناحيية
الخري .ويرييد قاييين أن يقدم فخير عمله لله فيرضيي الله ويقدر هذا وبهذا يرضيي علييه .وهذا
هيو طرييق الثقية فيى النفيس .أو قيل هيو طرييق الناموس .أي طرييق مين يظين أنيه يسيتطيع أن
يوفي مطاليب الله فيفوز برضاه ويصير ندا له.
أميا هابييل فكان الله بالنسيبة له هيو الله العظييم الذي ليسيتحق أن يقترب إلييه .ويؤمين
هابيل أنه مهما تفوق فى أعماله فهو ليستطيع أن يرقي لمطاليب ومقاييس قداسة الله .بل
إن مين يقترب لله مين الناس ليسيتحق سيوي الموت .مثلميا كلم داود الله فيى المزمور قائل
"لن يتبرر قدامك حي" (مز )2 :143ولن "أجرة الخطية موت" (رو )23 :6لذا سعي
هابييل للذبيحية ،أي لن يموت حيوان برئ بدل منيه عنيد التقرب لله .وهيو فيى هذا قيد آمين أن
الطرييق التيي بدأهيا الرب بنفسيه فيى الجنية عندميا ذبيح وصينع "أقم صة من جلد" لبوييه هيي
الطرييق الوحيدة .وهذا هيو طرييق اليمان .اليمان أن الله ومقاييسيه فيى القداسية هيهات أن
يستطيع إنسان أن يوفيها .وهو بهذا يعطي الله مجداً .فاليمان يمجد الله.
و لم يسيتطع النسيان تحيت تدبيير الضميير أن يتحكيم فيى نفسه ،فجاء الطوفان علمية علي
قضاء الله علي النسان.
بدأ الرب بعيييد ذلك تدبيرا جديدا هيييو الحكومات عندميييا قال "سييافك دم النسييان
بالنسان يسفك دمه" (تك )6 :9أي أنه سمح للبشر أن يضعوا قوانين تنظم العلقة بينهم
فيى ضوء نور الضميير .ولكين لم تسيتطع أبدا هذه القوانيين أن تهذب البشير بيل إزدادوا وحشيية
وشراسة وشرا ونجاسة وظلما وظلما .أي أصبح هناك بجانب الناموس المكتوب فى الضمير
الذي كان مين المفترض أن يحكيم بيه كيل إنسيان علي نفسيه أصيبح هناك ناموسيا آخير أو قانون
وضعي وضعه البشر سويا لكي يحكموا تصرفات النسان ولكي يسيطروا علي الشر والخطية
الكامنة بداخله.
أي أصييبح هناك قانون داخلي أو ناموس داخلي فييى الضمييير وقانون خارجييي أي ناموس
يحكم النسان من الخارج أيضا .ورغم ذلك فشل النسان أيضا فى أن يصل لمطاليب قداسة
الله ثم جاءت حادثة برج بابل لتؤكد إعتداد النسان بذاته وحبه للستقلل عن الله .فمع تكوين
قوانيين وحكومية تحكيم النسيان ،حدث علي الغلب أن النسيان شعير بالفخير وربميا بدأ البشير
يتكلمون من وقتها عن المدنية الحديثة وتقدم النسان .فكان برج بابل.
كان النسيان فيي برج بابيل مازال يطلب ماطلبيه النسيان فيي الجنية أن يصيير كالله .فهيم
12
يريدون أن يبنوا لنفسيهم "مدينية وبرجيا رأسيه بالسيماء" (تيك )4 :11أي يناطحون الله.
وأن يصنعوا لنفسهم "إسما" ( تك ،)4 :11أي يمجدون أنفسهم ،دون أن يطلبوا مجد الههم.
فكانت حادثة بلبلة اللسنة كقضاء من الله علي العالم.
وبدأ الرب تدبيرا جديدا هيو تدبيير الوعيد .إذ أخيذ إبراهييم مين مابيين النهريين ،أي مين أرض
البابلييين ،وجعله يعتزل عيين الشرار ليبدأ مرحلة يكون فيهييا عائلة رأسييها رجييل بار ومؤميين
وموعودا له بالبركيية والخلص ،دون أعمال فقييط باليمان ،لكييي ينقييل اليمان لولده .بييل إن
كل من يؤمن محسوبا فى العهد الجديد من أولد إبراهيم "كما آمن إبراهيم بالله فحسب
له برا ،إعلموا إذا ً أن الذين هم من اليمان أولئك هم بنو إبراهيم" ( غل )7-6 :3
فصييار إبراهيييم بإيمانييه سييبب بركيية لجميييع المييم فييى النسييل القادم ميين نسييله أي المسيييح
"والكتاب إذ سبق فرأي أن الله باليمان يبرر المم سبق فبشر إبراهيم أن فيك
تتبارك جمييع الميم" (غيل )8 :3ولكين حتيى هذا الرجيل البطيل فيى اليمان ،كانيت له
سيقطاته فقال عين سيارة أنهيا "أختيه" (تيك )2 :20 ،13 :12مرتان فيى عدم إيمان ،وتزوج
"هاجر" (تك )3 :16محاول أن يحقق الوعد بمجهوداته الخاصة ويوجد لنفسه نسلً.
وأميا أولده فهناك إسيماعيل الذي لم يرث البركية ول اليمان .ثيم إسيحق الذي سيقط نفيس
سيقطة أبييه وقال عين زوجتيه رفقية أنهيا أختيه (تيك .)7 :26وأميا عندميا قرر إسيحق أن يبارك
أولده إختار أن يبارك عيسييو فييي عدم إيمان وضييد قول الرب .إذ أن الرب كان قييد قال أن
يعقوب رغم أنه ليس البكر هو الذي سيرث البركة فقال " كبير يستعبد لصغير" ( تك :25
.)23وذلك لن إسيحق أحيب عيسيو لن عيسيو كان "فيي فميه صييد" (تيك )8 :25أي كان
عيسيو يجلب الصييد ويصينع مأكولت لذيذه لسيحق .فكان مايحرك إسيحق فيى حبيه لولده هيو
وجبات طعام للسف الشديد ،وليس إيمانا فى كلمات الله.
ثيم عيسيو كان "إنسيان يعرف الصييد إنسيان البريية" (تيك )28 :25و"مسيتبيحا
وزانييا ....لجيل أكلة واحدة باع البكوريية" (عيب )16 :12ويعقوب كان مخادعيا ،خدع
أخييه وإشتري منيه البكوريية بطبيق عدس (تيك )34-29 :25وخدع أبييه المسين وتنكير فيى زي
أخييه لكيي يأخيذ البركية (تيك )27وحاول أن يخدع لبان خاله ويأخيذ الغنيم (تيك )43-25 :30
وكان دائميييا مايحاول أن يحقيييق الوعييد بمجهوداتيييه .أمييا أولد يعقوب فحدث ولحرج .فلوي
وشمعون "آلت ظلم سييوفهم" (تيك )5 :49ورأوبيين البكير "صيعد علي مخدع أبييه
ودنسيه" (تيك )4 :49ويهوذا باع أخييه يوسيف (تيك )27-26 :37وهكذا .حتيي تحيت تدبيير
الوعد ثبت فشل النسان.
.
.
12
.
.
وعاد الله عند إخراجه شعب اسرائيل من مصر وبدأ تدبيرا جديدا ً أل وهو الناموس .فكانت
الطريقية التيي تعاميل بهيا الله ميع شعبيه هيي الناموس المكتوب النازل علي جبيل سييناء مين
وصيايا وفرائض .وقيد ظهرت كيل معالم الناموس بوضوح فيى هذا التدبيير وظهير فشيل النسيان
وفشل الناموس فى تكميل النسان" .لن الناموس لم يكمل شيئا" (عب )19 :7ويقول
الرسول مستنكرا "لو أعطي ناموس قادر أن يحي؟" ( غل ،)21 :3أي أن الناموس لم
يكن يقدر أن يحي.
سمات الناموس
وكميا علمنيا مين قبيل أن الناموس هيو معاهدة أو عهيد بيين الله والنسيان تنيص علي واجبات
وحقوق كيل منهميا .وقيد قرر الله أن يضيع النسيان تحيت إختبار الناموس المكتوب .فأعطيي
موسيي الناموس ،معلنيا بذلك الحيد الدنيي لمقايييس قداسية الله ،ووضعهيا أمام النسيان الذي
يرييد التقرب منيه .فلكيي يصيير النسيان متقربيا مين الله وفيي شركية معيه لبيد له أن يكون فيي
حالة قداسية تتناسيب ميع قداسية الله .فقال الله للنسيان "تحيب قريبيك وتبغيض عدوك"
(ميت )43 :5وهذا هييو الحييد الدنييي لدي الله ،فالله علي لسييان المسيييح وضييع مقدار كمال
قداسيته حييث قال "وأميا أنيا فأقول أحبوا أعدائكيم ،باركوا لعينكيم ،أحسينوا إلي
مبغضي كم وصيلوا ل جل الذ ين يسييئون إلي كم ويطرودون كم" (ميت )44 :5حييث أن
الله نفسه أحب أعدائه ومات من أجلهم فى شخص المسيح "ونحن أعداء قد صولحنا مع
الله بموت إبنه" (رو .)10 :5
فمقاييس الله الموضوعة في الناموس هي الحد الدني لمطاليب الله .ويقول المسيح أيضاً
أنيه فيى الناموس قال الله "لتقتيل ومين قتيل يكون مسيتوجبا الحكيم" (ميت )21 :5
وهذا هيو الحيد الدنيي ،أميا مقياس الله فيي المسييح فيقول "كيل مين يغضيب علي أخييه
باطل يكون مسيتوجب الحكيم ،ومين قال لخييه رقيا (أي تافييه) يكون مسيتوجب
المجمع ،ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم" (مت )22 :5
ومع ذلك فشل النسان فى إتمام مطاليب الناموس .بل وعبد بنو إسرائيل العجل مباشرة
عنيد نزول الناموس كاسيرين بذلك الوصيية العظميي بيه "للرب إلهيك تسيجد وإياه وحده
تعبييد" (مييت .)10 :4وتوالي سييقوط وتهاوي شعييب الله القديييم وكسييرهم لناموس الله
وفشلهيم .كيم مين مرة تذمروا علي الله؟ كيم مين مرة زنوا وعبدوا الوثان؟ كيم مين دماء بريئة
سفكوها؟ كم من ظلم وتعويج للقضاء قاموا به؟ ويلخص أشعياء حالتهم علي مر التاريخ قائلً
مة الخاطئة الشعيب الثقييل الثيم نسيل فاعلي الشير اولد مفسيدين. "وييل لل ّي
تركوا الرب اسيتهانوا بقدوس اسيرائيل ارتدوا الى وراء" (إش .)4 :1فبدل مين أن
12
ينقيهم الناموس وتطهرهم الوصايا ،صاروا أمة خاطئة ،وشعبا ثقيل الثم .وبدل من أن يتباركوا
بتوريث الناموس من جيل إلي جيل ،نجد أن ما برعوا فيه هو توريث الشر لولدهم ،وأولدهم
صيياروا مفسييدين .ليسييوا فقييط فاسييدين لكنهييم ينشرون الفسيياد .وصييار لهييم الناموس دليل
لدانتهيم حييث أنهيم يعرفون قداسية الله أكثير مين باقيي الميم لن الله أودعهيم وصياياه و"مين
يودعونيه كثيرا يطالبونيه باكثير" (لو .)48 :12وهنيا تصيبح خطيتهيم أعظيم فقيد عرفوا
قداسية الله ولكنهيم "إسيتهانوا بقدوس إسيرائيل" الذي تقدم بهيم للمام ووضعهيم فيى
وضيع ممييز يتفوقوا بيه علي جمييع الميم ولكنهيم "إرتدوا إلي وراء" .ويضييف الرب علي
لسيان أشعياء مسيتنكرا " كييف صيارت القريية المينية زانيية؟ ملنية حقيا كان العدل
ييبيت فيهيا .واميا الن فالقاتلون .صيارت فضتيك زغل وخمرك مغشوشية بماء.
رؤسيياؤك متمردون ولغفاء اللصييوص .كييل واحييد منهييم يحييب الرشوة ويتبييع
العطايا .ل يقضون لليتيم ودعوى الرملة ل تصل اليهم" (إش )23-21 :1فبدل من
أن يحكمهيم قانون الله الذي تميزوا بيه عين باقيي الميم ،لن باقيي الميم لديهيم قوانيين وضعهيا
البشر فى ضوء الضمير ،مثل شريعة حمورابي مثل أقدم القوانين البشرية ،أقول بدل من أن
يصير ناموس الله الذي بين أيديهم نورا لهم ولباقي الشعوب وعلمة علي بر الله وعدله وسط
شعبيه" ،صيارت القريية المينية زانيية" أي زاغيت إسيرائيل مين وراء رجلهيا الذي هيو الرب
وخانته زانية من ورائه .وأصبحت مأوي للقاتلون .وصارت "الفضة" مملوءة بالشوائب (زغل)
بيل قيل صيارت كلهيا شوائب (زغيل) و"الخمير مغشوشية بالماء" علمية علي الغيش الذي
يسيود معاملت الشعيب ميع بعضيه البعيض .هذا عين الشعيب أميا الرؤسياء فبدل مين أن يتبعوا
القوانيين صياروا هيم المتمرديين علي ناموس الله ،وصياروا يأوون اللصيوص ويتحالفوا معهيم.
وأصبحوا قادة للظلم والرشوة.
وهكذا صيار وضيع إسيرائيل علمية علي فشيل النسيان تحيت الناموس فيي الوفاء بمتطلبات
قداسة الله.
إن كان مصير النسان تحت الناموس هو الفشل ،لماذا إذن إختار ال أن يضع النسان تحت
الناموس؟
لم يكين هذا هيو إختيار الله فيى السياس ،بيل إن الناموس لييس مين الصيل أسياسا ً يصيلح
للعلقية ميع الله فيى نظير الله .ولكين المشكلة كانيت فيى النسيان الذي يظين أنيه يسيتطيع أن
يكون طرفا ً فيى عهيد ميع الله .يظين أنيه يسيتطيع أن يكون ندا ً لله فيى المعاهدة ويحصيل علي
البركة إذ يقوم بدوره فى المعاهدة ويكون الله بذلك مطالبا ً باليفاء بدوره هو أيضاً.
وهناك مثل ً واضحا ً لهذا الميير فييى قصيية يعقوب فييى سييفر التكوييين .كان يعقوب شخصي ً
يا
مخادعا ً ومحتال ً ولم يحب أخيه وأهان أبيه ثم شرع فى الهروب من وجه أخيه عيسو لئل يقتله
عنيد وفاة إسيحق أبيهميا .وأثناء هروبيه ظهير الرب له وأعطاه وعودا عظيمية ورائعية حييث قال
الرب له" :انا الرب اله ابراهيم ابيك واله اسحق .الرض التي انت مضطجع عليها
اعطيهييا لك ولنسييلك .ويكون نسييلك كتراب الرض وتمتدّ غربييا وشرقييا وشمال
وجنوبيا .ويتبارك فييك وفيي نسيلك جمييع قبائل الرض .وهيا انيا معيك واحفظيك
حيثميا تذهيب واردك الى هذه الرض .لنيي ل اتركيك حتيى افعيل ميا كلمتيك بيه"
(تك )15-13 :28وعند دراستنا لهذه الوعود نجد التالي:
•كانيت وعود الله له وعودا ً غيير مشروطية ،أي لم يقيل الله أن يعقوب مطالب
بشئ ما حتى يتمم الله له هذه الوعود.
•كانيت دون إسيتحقاق حييث أن يعقوب كان هاربيا بعيد أن خدع أخييه وأبييه ،أي
كان شخصا ً يستحق العقوبة وليس الوعد بالبركة.
12
•كانيت وعود بالرض وببركية عظيمية ليعقوب ونسيله حتيي يصيير نسيل يعقوب
بركة لكل الرض.
•كان الله يعيد أنيه سيوف يكون رفيقيا شخصييا ً ليعقوب يذهيب معيه حييث هيو
ذاهيب ول يتركيه حتيي يرده لهذه الرض أي أنيه سييحفظه إلي أن تنتهيي حالة
الهرب هذه.
•أن الله لن يتركه حتي يحقق له أيضا كل هذه الوعود التي تكلم بها الرب.
فماذا إذن كان رد يعقوب علي الله؟ هل قال :آمين ،مادام الرب قال فهو سيفعل؟ للسف
ل .لنقرأ سييويا رد فعله فييى (تييك " )22-20 :28ونذر يعقوب نذرا قائل ان كان الله
معيي وحفظنيي فيي هذا الطرييق الذي انيا سيائر فييه واعطانيي خبزا لكيل وثيابيا
للبيس ،ورجعيت بسيلم الى بييت ابيي يكون الرب لي الهيا .وهذا الحجير الذي
اقمتيه عمودا يكون بييت الله وكيل ميا تعطينيي فانيي اع ّ
شره لك" وإذا تمعنيا النظير
فى رد يعقوب نجد التالي:
•يشكيييك يعقوب فيييى كلم الله إذ يسيييتخدم آداءة الشرط "إن" ويقول "إن
كان الله معي" وإن "حفظني" وإن "أعطاني" وإن "رجعت بسلم"
فهو ليس لديه إيمان من جهة صدق الله فى مواعيده.
•يقلل يعقوب مين الوعود وينزل بهيا للحيد الدنيي فيطلب خبزا وثياب بدل مين
البركة العظيمة ،ويطلب الرجوع بسلم فقط ويتنازل عن الرض والنسل
•لم يهتييم ببركيية لنسييله ول لكييل أمييم الرض كوعييد الرب .حيييث يهتييم فقييط
بسلمته الشخصية وإحتياجاته الساسية.
•يضيع شرطيا لله أنيه لن يكون الله إلهيه إل لو صينع الله كيل هذا وعندهيا يعشير
أيضا كل ما يقتنيه
وهكذا نري أن الله وعييد يعقوب مجموعيية ميين الوعود غييير المشروطيية بالبركيية والحفييظ
والمعية ولكن يعقوب يريد أن يدخل فى معاهدة مع الله ،يريد أن يحكم العلقة بينه وبين الله
بقانون .يقوم فيه الله أول ً بصنع مجموعة من الوعود وبعدها يتخذه يعقوب إلها ويعطيه عشرا
من كل ما يقتنيه.
هكذا يرييد النسيان دائميا أن يأخيذ مين الله بركات بمقابيل هيو عبارة عين واجبات يفعلهيا
النسيان لله .ليسيتطيع النسيان الطيبيعي أن يقبيل أن يتوقيف عن العميل ويأخيذ عطية مجانيية.
فهيو يرييد أن يفعيل شيئا لكيي ينال البركية .أميا عبارات مثيل "قفوا وأنظروا خلص الرب
الذي يصينعه لكيم اليوم" (خير )13 :14أو "ايهيا العطاش جميعيا هلموا الى المياه
والذي لييس له فضية تعالوا اشتروا وكلوا هلموا اشتروا بل فضية وبل ثمين خمرا
ولبنا( ".إش )1 :55فغير جذابه ولمريحة علي الطلق للنسان الطبيعي .لن هذه العبارات
تلغييي كييل إفتخار عنييد النسييان الذي يريييد أن يصيينع شيئا يفتخيير بييه أمام الله وأمام الناس.
فمجانيية النعمية تجعيل الجمييع سيواسية مين يعميل ومين ليعميل" .أيين الفتخار؟" إذن "قيد
إنتفيي" (رو )27 :3فالنسييان الطييبيعي يريييد أن يفتخيير بمييا حققييه وعمله وناله وهذا ضييد
اليمان .فالناموس كمبدأ للتعامل مع الله مغروس بداخل الطبيعة البشرية حيث يريد النسان
به أن يكون ندا لله ،فهو يؤدي واجبه من جهة والله أيضا يؤدي واجبه من الجهة الخري .تماما
12
مثيل مبادئ التجارة العالميية .لشيئ بدون مقابيل .مثيل يعقوب الذي قرر أن يعطيي الله العشير
ويعبده فى مقابل أن يحفظه الله ويسدد إحتياجاته.
لهذا قرر الله أن يضع النسان تحت الناموس ليثبت فشله من جهة هذا المر .فالخطية قد
شوهت النسان ولم يعد يستطيع أبدا أن يتمم مطاليب الله .ويسأل بولس الرسول "فلماذا
الناموس؟" ويجاوب قائل ً " :قد زيد بسبب التعديات إلي أن يأتي النسل" ( غل :3
)19أي أن الناموس دخيل زائدا ً أي مضافا ً إلي أن يأتيي النسيل الذي "يسيحق رأس الحيية" أي
المسيح .فالناموس كان مرحلة مؤقتة لكي يعلن فشل النسان .فبالناموس لم يتبرر أحد "أن
ل يس أ حد يتبرر بالناموس فظا هر لن البار باليمان يح يا ( ".غل " )11 :3لنه لو
أعطييي ناموس قادر أن يحييي ،لكان بالحقيقيية البر بالناموس" (غييل )21 :3لن
الناموس فييه مجموعية ضخمية مين الفرائض والوصيايا و كان المطلوب مين النسيان أن يثبيت
فيهيا كلهيا إذ يقول الكتاب "لن جم يع الذ ين هم من أعمال الناموس هم ت حت لع نة،
لنه مكتوب ملعون كل من ليثبت فى جميع ما هو مكتوب فى الناموس ليعمل
به" ( غل )10 :3ويقول فى موضع آخر "لن من حفظ كل الناموس وانما عثر في
واحدة فقد صار مجرما في الكل" (يع )10 :2
فالله ليييس لديييه ناجحون بتقدييير مقبول وجيييد وجيييد جدا وإمتياز .فكييل ميين ينجييح تحييت
الناموس كان لبييد له أن يحصييل علي مائة فييى مائة دون خطييأ واحييد .وكان المتحان ليييس
لمجرد ساعة أوساعتان أو حتي خمس ساعات بل كان طوال الحياة كلها ،ولبعض الناس كان
المتحان يمتد لفترة تفوق المائة عام .مطلوبا فيها أن ليخطئ الشخص خطأ واحد .ولم يكن
المتحان فيى منهيج محدد ومحدود وبواسيطة مجموعية بسييطة مين السيئلة لن تغطيي إل بعضاً
مين المنهيج ،ل بيل كان المتحان فيى جمييع جوانيب الحياة وفيى كيل المنهيج .فمقايييس قداسية
الله أعظيم بميا ليقاس مميا يمكين لي إنسيان أن يتخييل .ولكيي أكون فيى حالة عشرة وقبول
من الله ،لبيد لي من أفي بكيل مطاليب قداسة الله كيل أيام حياتيي .والنتيجية الحتميية هيي أن
كشف الناجحين لم يكن به ول إسما واحدا .لم ينجح أحد ،سوي ربنا يسوع المسيح له المجد
الذي تمم كل مطاليب الله وقال "قد أكمل" (يو .)19:30
علي أن الناموس قيد أعطيي ضوءا ً لكيي إنسيان مخلص يبغيي الخلص مين خطاياه ،ففيى
نظام الذبائح المعطيييي فيييى الناموس هناك إعلن دائم أنيييه "بدون سييفك دم لتحصييل
مغفرة" ( عب .)22 :9فكل شخص يخطئ خطية سهو من حقه فى الناموس أن ينال عنها
غفرانيا بسيفك دم حيوان برئ بدل منيه .وهكذا كانيت هناك أنهار مين الدماء تجري تشيير بشدة
وتصيرح فيى قوة وتكشيف فسياد النسيان الغيير قابيل للصيلح .فآلف الذبائح علي مير العصيور
ومازال النسيان يخطيئ بيل إنيه ليتقدم للمام خطوة واحدة بيل إنيه يتأخير للخلف فيى خطوات
واسيعة .ولكين "ليمكين أن دم ثيران وتيوس يرفيع خطاييا" (عيب )4 :10فكيل هذه
الذبائح تشير من بعيد لذبيح وحيد قادم فريد هو "حمل الله" (يو )29 :1أي الحمل الذي من
عنييد الله ،والحمييل الذي يسييتطيع أن يرضييي الله والحمييل الذي ينتظره الله "الذي يرفييع
خطية العالم" (يو )29 :1
وكانيت كيل فرائض وطقوس ورموز الناموس تشيير لهذا الشخيص الوحييد الفرييد المشار له
فيى كيل التدابيير والذي هيو محور كيل التدابيير .ففيي تدبيير البراءة كان آدم رمزا له ،ونام آدم
وفتح جنبه ،مثلما مات المسيح وطعن فى جنبه ،وخرجت حواء من جنب آدم ،وجاءت الكنيسة
مين جنيب المسييح "لننيا اعضاء جسيمه مين لحميه ومين عظاميه" (أف )30 :5فموت
المسييح مشار له فيى نوم آدم .ثيم فيى تدبيير الضميير بعيد السيقوط نري الرب يذبيح ذبيحية
ويعطي أقمصة من جلد لدم وحواء ويعلن أن هناك نسل ً قادما ً للمرأة سوف يأت بالخلص .ثم
فى تدبير الحكومات حيث إبتدأ بعد الطوفان الذي يشير فيه الفلك للمسيح الذي سوف ينقذنا
من الموت القادم علي العالم أجمع والحكومات تشير لملك المسيح .ثم فى تدبير الوعد حيث
12
أن النسل الموعود له بالبركة من إبراهيم هو المسيح الذي ظهر لبراهيم فى رمز "كبش....
ممسكا فى الغابة بقرنيه .فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضا
عين إبنيه إسيحق" (تيك )13 :22حييث يرميز هذا الكبيش للذبييح الوحييد البدييل عين البشير
جميعاً ،ثييم بالطبييع تدبييير الناموس الذي بييه قدمييت مليييين بييل قييل مليارات الذبائح علي ميير
الجيال فيى إنتظار مجيئ "حميل الله" ثيم فيى تدبيير نعمية الله أو ملء الزمان حييث المسييح
بنفسه قد جاء لعالمنا "والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد
مين الب مملوءاً نعمية وحقيا" (ييو )14 :1وبالطبيع تدبيير الملك أو ملء الزمنية حييث
المسيح هو الملك أو قل "ملك الملوك ورب الرباب" (1تي )15 :6
إذن فمحور كيل التدابيير بميا فيهيا الناموس هيو شخيص وحييد واحيد فرييد عجييب قال عين
نفسه "انا هو الطريق والحق والحياة .ليس احد يأتي الى الب ال بي" (يو )6 :14
وهو الطريق الوحيد للوصول لشركة مع الب .وهو الطريق الوحيد للبر أو للحصول علي رضي
الله وهو الطريق الوحيد للغفران.
مثال كتابي
لقيد وقيع مؤمنيى غلطيية فيى هذه المشكلة ،فبعيد أن آمنوا بالمسييح وقبلوا الروح القدس
ونالوا الخلص والغفران .وبعيد أن فارقهيم بولس الرسيول جاء لغلطيية معلمون كذبية ،ينتمون
لليهودية ،وأقنعوا الغلطيين أنه لبد من حفظ ممارسات ووصايا الناموس لكي يكونوا كاملين
امام الله .وإقتنع الغلطيون بهذا وصاروا يضيفون لعمل المسيح علي الصليب ولنعمة الله التي
قبلوهيا باليمان أشياء يمارسيونها لكيي يكونوا فيى وضيع صيحيح أمام الله .ولكيي يكونوا كامليين
فى عينيه .لهذا بدأ بولس الرسول يذكرهم بشيئين
12
:
فهو يؤكد لهم أنهم بإضافتهم لشياء بجانب نعمة الله هم بهذا ينتقلون " عن الذي
دعا هم بنع مة الم سيح إلي إنج يل آ خر" ( غل )6 :1فإن نعمية الله ليضاف لهيا
شيئا لكي يقبل النسان لدي الله .فالنعمة هي كما نعلم "عطية عظيمة مجانية لشخص
ليسييتحقها" وهييي تختلف عيين الجرة .2فالنعميية والجرة ليتقابل وليتفقييا أبداً .فالجرة
هيي عائد منصيوص علييه فيى عقيد عميل بيين طرفيين .فوجود أجرة يعنيى أنيه هناك عقيد
قانونيي أو قيل ناموس بيين طرفيين ،يقوم فييه الموظيف بعميل ميا علييه مين واجبات
وعندهييا يقوم صيياحب العمييل بدفييع المقابييل لذلك عنييد طريييق الجرة .وأي إضافيية
لمجهودات النسييان إلي نعميية الله للحصييول علي الحياة الدبييية يجعييل الحياة البدييية
ليست نعمة بيل أجرة خاضعة لقانون أو قيل ناموس .وبالطبيع لمجال للقول بأننيا يمكين
الحصيول علي الحياة البديية عين طرييق إسيتحقاقنا الخاص أي بميا نفعله ،كأجرة .فلو
كان رجائنيا فيى الحياة البديية مسينودا ولو بنسيبة بسييطة جدا حتيى واحيد بالمائة علي
مانقوم بيه مين مجهودات لميا نال أحيد الحياة البديية أبداً .فعميل الصيليب مسيتند علي
قيمة الشخص الذي قام به ،وهو المسيح إبن الله الوحيد الذي قيمته كشخص هو قيمة
لنهائييية أو غييير محدودة .وفييي علم الرياضيات فإن واحييد بالمائة ميين أي قيميية لنهائة
أوغير محدودة يظل أيضا قيمة غير محدودة أي لنهائية.
ومين ذا الذي يسيتطيع أن يدعيي أن قيمية عمله وإنجازاتيه الروحيية وممارسيته تصيل
إلي حتى واحد من المائة من عمل المسيح .لو إقتنع شخص بهذا المر سيكون هذا هو
التجدييف عينيه .إذ يكون قيد حسيب نفسيه %1إلهاً .وإذا جمعنيا مائة مين هذا الشخيص
يكون مجموعهم هو %100الله ،أي نكون قد وجدنا فيهم مجتمعين إلها ً آخر غير الله.
ونكون بهذا قد وضعنا حدودا لله إذ قلنا أنه من الممكن أن يتكون من مائة شخص.
أو حتي قل مئة ألف شخص ،أو حتي مليار شخص .كل هذه كميات محدودة وحاشا لله
أن يكون محدوداً.
ويقول الرسيول أن التحول عين نعمية الله هيو رفيض لنجييل المسييح وقبول إنجييل
آخير ،وهيو لييس إنجيل ً آخرا ً حييث أنيه بدون نعمية الله لن يكون النجييل إنجيل ً أي بشارة
مفرحية بيل يصيير النجييل ناموسيا ً "لن الناموس بموسيي أعطيي أميا النعمية
والحق فبيسوع المسيح صارا" (يو )17 :1فيقول "ليس هو (إنجيلً ) آخر غير
ولوا انجيل المسيح (إلي ناموس)" انه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون ان يح ّ
(غيل )7 :1لن الرسيول يري أن إدخال اعمال ناموسيية بجانيب النعمية للحصيول علي
البر سوف يبطل النعمة أي يجعلها ليست نعمة ،وأيضا ً يجعل أن المسيح مات بلسبب
"لسييت ابطييل نعميية الله .لنييه ان كان بالناموس بر فالمسيييح اذا مات بل
سبب" ( غل .)21 :2لنه "ان كان بالنعمة فليس بعد بالعمال .وإل فليست
النعمة بعد نعمة .وان كان بالعمال فليس بعد نعمة .وإل فالعمل ل يكون
2إن الله سيتعامل معنا أيضا ً بمبدأ الجرة ولكن ليس فى مجال الخلص والحصول علي الحياة البدية.
فالخادم سينال أجرة عما فعله هنا علي الرض .وسنقف يوما ما امام كرسي المسيح ليعطينا مكافآت وأكاليل
تبعا ً لما قمنا به من خدمات تمجد إسمه هنا علي الرض .ولكن إن لم يقم أحد بأعمال تصلح لن تكافأ سيخلص
بالرغم من ذلك ولكنه سيكون كم نجا من حريق شب فى بيته فنجا هو وحده ولم ينقذ من أثاث بيته شيئا ً ول
12
من أمواله أي منها" .فانه ل يستطيع احد ان يضع اساسا آخر غير الذي وضع الذي هو يسوع المسيح .ولكن ان
كان احد يبني على هذا الساس ذهبا فضة حجارة كريمة خشبا عشبا قشا فعمل كل واحد سيصير ظاهرا لن
اليوم سيبيّنه.لنه بنار يستعلن وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو .ان بقي عمل احد قد بناه عليه فسيأخذ
اجرة .ان احترق عمل احد فسيخسر واما هو فسيخلص ولكن كما بنار" (1كو )15-11 :3
بعد عمل( ".رو )6 :11فلن تكون النعمة نعمة إن أضيف لها عمل ولن يكون العمل
عمل إن أضيفت له النعمة .فالنعمة والعمال كمبدأين للتعامل مع الله وللحصول علي
الحياة البدية ليجتمعا أبدا لنه متعارضين مع بعضهم البعض ولن يتقابل.
والذيين يريدون أن يتيبرروا بأعمالهيم بجوار النعمية ،قيد فقدوا أهيم مبدأ فيى التعاميل
مع الله وهو النعمة إذ قد أبطلوها .وقد تمردوا علي المسيح .فإن العتماد علي نفسي
بجانيب العتماد علي المسييح ولو بنسيبة بسييطة جدا ً هيو تبطيل أي تمرد علي المسييح.
"قيد تبطلتيم عين المسييح ايهيا الذيين تتيبررون بالناموس .سيقطتم مين
النعمية" (غيل .)4 :5والسيقوط مين النعمية يجعلنيى رغيم أن الله راض عنيى لنيي
شخص مؤمن ،فإننى أكون أنا نفسي قد سقطت من النعمة ولست متمتعا ً بالراحة ول
السييلم ول البر .وأكون أنييا نفسييي مسييتعبدا ً للناموس رغييم أن المسيييح قييد "إفتدي
الذين تحت الناموس لننال التبنى" ( غل )5 :4وأظل غير متمتعا ً بالبنوية بالرغم
من أني قد حصلت عليها.
ويعنيييف بولس الرسيييول كيييل مييين يرييييد أن يخلط العمال بالنعمييية قائل ً "أيهييا
الغلطيون الغيبياء مين رقاكيم حتيى لتذعنوا للحيق" (غيل )1 :3إن خلط
النعمية بالعمال 3فيى نظير الله لييس فقيط قلة فهم أو عدم فهم أو تأخير فيى الفهم بيل
هو غباء.
:
فكميا رأينيا مين قبيل كانيت الخطيية الولي فيى الجنية هيي خطيية عدم إيمان أو عدم
تصديق لكلم الله .وكل ماكان يطلبه الله من الناس عل مر الزمان هو اليمان .فنري
أنيه "باليمان قدم هابييل لله ذبيحية أفضيل مين قاييين" (عيب )4 :11وبهيا
بإيمانه نال نعمة البر بناء علي اليمان" .فيه ( في اليمان) شهد له أنه بار إذ شهد
الله لقرابينه" ( عب )4 :11فالله إذ قبل ذبيحة هابيل ،شهد أنها هي الطريق الوحيد
للخلص ،فذبيحتيه تشيير لذبيحية المسييح .وشهيد الله أيضيا له أنيه بار إذ نال البر باليمان
بأن الطريق للقتراب لله هو الذبيحة.
ونال أخنوخ رضييي الله عيين طريييق اليمان لنييه "باليمان نقييل أخنوخ لكييي
ليري الموت ....إذ قبيل نقله شهيد له أنيه قيد أرضيي الله .ولكين بدون
إيمان ليمكين إرضاؤه" (عيب )6-5 :11وبنفيس الطريقية صيار نوح "وارثيا للبر
الذي حسيب اليمان" (عيب )7 :11وبعيد ذلك "آمين إبراهييم بالله فحسيب له
برا" (يع )23 :2وهكذا كان هذا هو طريق البر من الزل وسيظل هكذا للبد.
وكميا رأينيا فيى قاييين ،يتعارض مبدأ العمال ميع مبدأ اليمان .أي يتعارض الناموس
ميع اليمان .ويؤكيد بولس الرسيول للغلطييين أنيه إن كان هناك أحيد لبيد له مين اللتزام
3إن العمال مطلوبة علي نحو ما بالطبع من المؤمن ولكن ليس فى مجال الحصول علي التبرير .بل في مجال
الشهادة .فلكي يثبت الشاهد مايقوله عن اليمان والبر الذي ناله من الله عن طريق اليمان لبد له من أعمال .فاليمان
الحقيقي لبد ان يكون مثمرا ً وإل يكون إيمانا ً مزيفاً .فيقول يعقوب الرسول أن "هكذا اليمان إن لم يكن له أعمال ميت
في ذاته" (يع )17 :2أي أن اليمان الحي الحقيقي الذي يخلص هو اليمان الذي له أعمال .أي إيمان عامل .فهو ليضيف
العمال إلي اليمان ولكنه يفرق بين اليمان العقلي البحت الذي فى الفكر كإقتناع وهو ميت وبين اليمان الحقيقي الحي
الذي فى القلب والذي يدل علي حقيقته أعمال إيمانية مصاحبه له .وقد قال أيضا ان " ألم يتبرر ابراهيم ابونا بالعمال اذ
قدم اسحق ابنه على المذبح" (يع )21 :2ولكنه يعود فيقول "وتم الكتاب القائل فآمن ابراهيم بالله فحسب له برا" (يع :2
12
)23ولكننا بالعودة لسفر التكوين نجد أن الله قد حسب لبراهيم البر لما وعده بالنسل "وقال له هكذا يكون نسلك .فآمن
بالرب فحسبه له برا( ".تك )6-5 :15أي قبل حوالي خمسة وعشرون سنة من تقديم إسحق .أي أن اليمان حسب له
قبل حادثة تقديم إسحق بخمسة وعشرون سنة وأما حادثة تقديم إسحق فتمت كعمل إيمان يثبت البر الذي حصل عليه
إبراهيم من خمسة وعشرون سنة.
بالعمال التي فى الناموس لكي يتبرر فأولي البشر بذلك هم اليهود "نحن بالطبيعة
يهود ولسينا مين الميم خطاة .اذ نعلم ان النسيان ل يتيبرر باعمال
الناموس بل بايمان يسوع المسيح آمن ّا نحن ايضا بيسوع المسيح لنتبرر
بايمان يسيوع ل باعمال الناموس .لنيه باعمال الناموس ل يتيبرر جسيد
مييا( ".غييل .)16-15 :2فاليهود كانوا يعبدون الله وليييس كالمييم الخطاة أي الذييين
يعبدون الوثان وقيد أخيذ اليهود الناموس وصيار عهدا بينهيم وبيين الله .ولكين صيار إليهيم
العلم ان الناموس ليبرر بل اليمان بيسوع المسيح فتركو الناموس وآمنوا بالمسيح.
ويعود يقول أن علقتيه بالناموس قيد إنتهيت إذ انيه فيى الصيليب يؤمين انيه مات ميع
المسيييح والقانون ليسييود علي الموات .فبالموت تسييقط جميييع التهييم وليسييتطيع أي
قانون أن يطالب شخيص مييت بتمييم وصيايا ميا" .لنيي ميت بالناموس للناموس
لحيا لله" (غل )19 :2أي أننى حكم علي بالموت بواسطة الناموس ونفذ الحكم فى
المسييح ،لذا بالنسيبة للناموس أنيا ميت .إذن ليعود الناموس يسيود علي وليسيتطيع أن
يطالبنى بأي شيئ .وإن كنت نظير هذه العطية العظيمة أصبحت أريد أن أحيا لله ،ليس
لجل أن أحصل علي الحياة ولكن لني مت وقمت حاصل بالفعل علي الحياة التي يجب
أن أحياها لله .ليس خوفا من الموت لن الخوف ينشئ عبودية ،لن المسيح مات لكي
"يعتيق أولئك الذيين خوفيا مين الموت كانوا جميعيا كيل حياتهيم تحيت
العبودية" ( عب )15 :2بل لننى قد مت بالفعل ،وأنا أؤمن بذلك فلمجال لن أخاف
لن الحكم قد نفذ بالفعل بخصوصي فى المسيح.
إذن أنا " مع المسيح صلبت ،فأحيا ل أنا بل المسيح يحيا في ،فما أحياه
الن فييى الجسييد ،فإنمييا أحياه فييى اليمان ،إيمان إبيين الله الذي أحبنييى
وأسلم نفسه لجلي" ( غل )20 :2فقد صلبت ومت وحصلت علي الحياة ،ليست
حياة خاصية بيي أنيا يمكننيى أن أفقدهيا مثلميا فعيل آدم فيى السيقوط ،ل بيل هيو المسييح
نفسيه يحييا فيي .فنحين "عالميين أن المسييح بعدميا أقييم مين الموات ،ليموت
أيضيا .ليسيود علييه الموت بعيد ....كذلك إنتيم ايضيا أحسيبوا أمواتيا عين
الخطية ولكن أحياء لله بالم سيح يسوع رب نا" (رو )11-9 :6فلبيد لي من أن
أؤمن أننى كما أن المسييح مات وقام ،هكذا أنا أيضا قيد مت عين الخطيية الساكنة فى
الطبيعة العتيقة .فإنقطعت صيلتي بها وبالناموس إذ أن الطبيعية العتيقية هي التيي وضع
لجلهيا الناموس .فمهميا طالبهيا الناموس بمطالييب فهذا لييس له سيلطان علي ،لننيى
ليجيب أن أسيلك بهيا مرة أخري لننيي الن حيي لله فيي المسييح فأخذت حياتيه البديية
التي ليمكن أن تفقد .فكما أن المسيح ليسود عليه الموت بعد كذلك نحن أيضا لتسود
علينييا الخطييية بعييد لننييا أحياء فييى المسيييح لله .وهذه المور تقبييل وتعاش فييى الحياة
باليمان.
ويتساءل الرسول فيقول للغلطيين مستنكرا" :اريد ان اتعلّم منكم هذا فقط
أباعمال الناموس اخذتم الروح ام بخبر اليمان .أهكذا انتم اغبياء .أبعد ما
ملُون (تحصيلون علي الكمال) الن بالجسيد (الذات – الطبيعية َ
أبتدأتيم بالروح تُك ّ َ
العتيقية)" (غيل )3-2 :3فهيو يسيتنكر ويسيألهم علي أي أسياس أخذتيم الروح القدس؟
هيل علي أسياس الناموس بأعماله؟ أم علي أسياس اليمان بالمسييح؟ والجابية بالطبيع
هيييو أنهيييم نالوا الروح القدس بواسيييطة اليمان .والروح القدس هيييو حياة الله .ويعود
ويسيتنكر مرة أخري ،هيل مين إبتدأ بأن أخيذ الروح القدس ،أي أخيذ حياة الله التيي فيى
المسيح يسوع بواسطة اليمان ،هل هذا الشخص له يبحث عن أن يكون كامل أمام الله
بواسيطة الجسيد؟ أي بواسيطة الطبيعية العتيقية إذ تسيمي جسيد فيى الكتاب المقدس؟
12
هل يمكن لطبيعة عتيقة ميته أن تضيف بأعمالها شيئا ً لطبيعة جديدة مدعمة بحياة الله
بالروح القدس؟ هييل ميين أخييذ حياة الله يعود يبحييث عيين كمال وحياة فييى الطبيعيية
الفاسدة الموروثة من آدم؟ بالطبع ل .بل إنه يقول لهم إذ قاموا بهذا المر ،أهكذا أنتم
أغبياء؟
وهنا يتسائل الغلطيون ومن قبلهم اليهود :إذن "لماذا الناموس؟" (غل .)19 :3وهو سؤال
منطقيي جداً .إن كان "لييس أحيد يتيبرر بالناموس عنيد الله" (غيل )11 :3فلماذا إذن
أعطي الله الناموس؟ ويعود ويعطيهم مجموعة من السباب:
)1
فالناموس "زيد بسبب التعديات" ( غل )19 :3أي أدخل مضافا بسبب التعديات
علي وصيايا الله .أي بسيبب الخطاييا .فالناموس "دخيل لكيي تكثير الخطيية" (رو :5
)20فبدخول الناموس وضحييت كييل الخطايييا .لن مقاييييس الضمييير وإن كانييت تؤدي
لكتشاف الخطيية أيضا ً كالناموس لكنهيا قاصيرة عين أن تكشيف كيل الخطاييا .فالناموس
وضح مقاييس الله بصورة جيدة مما أدي لن تكثر الخطية فى عيني البشر ،إذ أصبحوا
أكثر قدرة علي ملحظتها.
وأيضيا يكشيف الناموس عين فسياد النسيان لن الطبيعية المتمردة الموروثية مين آدم
لذتها في رفض طرق الله .وكما نعلم جميعا ً أن "الممنوع مرغوب" وذلك بسبب التمرد
الدفييين .فكثرة الممنوعات فييى الناموس قييد ايضا ً أكثرت الخطييية ،ممييا كشييف فسيياد
النسيان أكثير وأكثير .لن "الخطيية (السياكنة فيى الطبيعية البشريية الفاسيدة) وهيي
متخذه فرصية بالوصيية (الناموس) أنشأت فيي كيل شهوة .لن بدون
الناموس الخطية مي تة" (رو .)8 :7وهنيا نجيد أن الناموس ،ميع أنه مقدس وصيالح
وعادل ،يجعيل الخطيية (أي الطبيعية المتمردة الملوثية بالخطيية) تنشيئ فيي كيل شهوة
لنهيا تحيب أن تتمرد علي وصيايا الله .فبدون الناموس الخطيية ضعيفية فيى تأثيرهيا أو
ميتية .ولكنهيا موجودة بداخلي ،لذا فالناموس كشيف مقدار فسياد الخطيية السياكنة فيي
ومقدار إنحطاط البشيير "لكيي تظهير الخطيية (الفسيياد الداخلي) خاطئة جدا ً (أي
ليمكن إصلحه) بالوصية (بالناموس)" (رو )13 :7
)2
يؤدي الناموس إلي ان يصير الناس جميعا تحت الخطية وحكم الموت محبوسين أو
مغلق عليهييم ،ويظلوا جميعييا محتاجييين ومنتظرييين منقذا ً أي المسيييح" .لكيين الكتاب
اغلق على الكيل تحيت الخطيية ليعطيي الموعيد مين ايمان يسيوع المسييح
للذين يؤمنون( ".غل )22 :3ولكن أيضا يصير الجميع منتظرين تحقق الوعد بالبركة
لبراهيم بدون الناموس بل بالموعد .لن إبراهيم أخذ الوعد بالبركة قبل نزول الناموس
بنحيو أربعمائة سينة .وكانيت البركية علي أسياس إيمان إبراهييم بقدرة الله علي إعطاءه
نسييلً .فأغلق الكتاب بالناموس علي كييل البشيير وصيياروا محبوسييين منتظرييين تحقيييق
الوعد باليمان ،اليمان بيسوع المسيح" .ولكن قبلما جاء اليمان كنا محروسين
تحيت الناموس مغلقيا علينيا الى اليمان العتييد ان يعلن( ".غيل )23 :3فقيد
كان إبراهيم مؤمنا وكان هناك الكثير من المؤمنين فى العهد القديم ولكن كان اليمان
بالمسيح لم يعلن بعد.
12
"اذا قد كان الناموس مؤدبنا الى المسيح لكي نتبرر باليمان ( ".غل :3
)24أي أن الناموس كان وسيلة تدريبية تقنع الجميع بحاجتهم للتبرير باليمان بالمسيح.
وقيد كان عنيد الرومان هناك وظيفية تعطيي لعبيد مين البييت موثوق فيي ثقة عظيمية هيي
وظيفيية "المؤدب" وهييو يقوم بملحظية الطفال وتقويييم سييلوكهم وتعليمهيم وتدريبهييم
وبعيض الترجمات النجليزيية تترجيم نفيس الكلمية " "Schoolmasterأي ناظير مدرسية.
فكأنما كنا فى مدرسة الناموس نتعلم عدم نفعنا وفسادنا وإحتياجنا للمخلص والخلص
باليمان بالوعيد ولييس بتنفييذ الناموس إلي أن يأتيي اليمان بالمسييح فنتخرج مين تلك
المدرسية" .ولكين بعيد ميا جاء اليمان لسينا بعيد تحيت مؤدب" (غيل .)24 :3
فليس هناك نفع للناموس بعد الن ،فبعد اليمان بالمسيح ل حاجة للمؤدب.
إذن كما قال الرسول "أني لست بل ناموس لله ،بل تحت ناموس للمسيح" (1كو :9
.)21فالمسيحي الحقيقي قد وضع نفسه تحت مبادئ معلمه وسيده ليعيش بها أي وضع نفسه
تحيت نيير المسييح الذي أوصيي أحبائه "إحملوا نيري علييك وتعلموا منيى لننيى ودييع
ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم لن نيري هين وحملي خفيف" (مت :11
)29-28فالمسييحي الحقيقيي وإن كان قيد تحرر مين الناموس كواسيطة للحصيول علي التيبرير
والحياة بواسييطة مجهودات وأعمال النسييان فهذا مين ناحييية ،ولكيين مين الناحييية الخري هييو
ملتزم إلتزام أدبيي أمام الله أن يحييا حياة مثل المسيح تماماً .فهو يحمل نيير المسيح وهو نيير
هين لنه يشارك المسيح فى الحمل .فالمسيح رفيق شخصي له فى هذه النوعية من الحياة،
فهو يعيش فى الطاعة نتيجة حبه للمسيح وليس سعيا للحصول علي البر والحياة البدية فقد
قال السيد له المجد" :إن كنتم تحبوننى فأحفظوا وصاياي" (يو )15 :14وأيضا ً "الذي
عنده وصياياي ويحفظهيا فهيو الذي يحبنيى والذي يحبنيى يحبيه أبيي وأنيا أحبيه
وأظهير له ذاتيي" (ييو )21 :14ولن الطاعية وحفيظ الوصيايا يجعل المؤمين مقيميا بصيورة
دائمة فى شركة حية وممتعة مع الرب .بل ويجعل الرب يظهر له ذاته وهو شيئ غال جدا عند
المسيحي الحقيقي.
12
ولكين الضرر كيل الضرر هيو أن يظيل المسييحي معتمدا علي أعمال البر فيى الحصيول علي
التبرير والقبول أمام الله .لن هذا ضد الحق وضد مقاصد الله بل وأيضا ً إهانة لصليب المسيح
وإبطال لنعمية الله" .ل ست اب طل نع مة الله .ل نه ان كان بالناموس بر فالم سيح اذا
مات بل سيبب" (غيل )21 :2ونلحيظ أن الرسيول لم يقيل إن كان بالناموس "البر" ولكنيه
قال إن كان بالناموس بر ،بدون تعريييف باللف واللم ،أي لو كان بالناموس أي بر .فهييو ينفييي
هنييا أن أعمال النسييان تسييتطيع أن تعطيييه أي مقدار ميين البر ،فأعمالي لتسييتطيع أبدا ً أن
تعطينيي ولو قدر قلييل جدا ً مين البر "لن جمييع الذيين هيم مين اعمال الناموس هيم
تحت لعنة" ( غل )10 :3فعمل النسان ناقص دائما ً أبداً .وأي عمل بر إنساني بكل تأكيد به
ولو شوائب بسيطة جدا ً ولكنها تفسد هذا العمل وتجعل الله ليقبله كواسطة للبر .ونحن نري
هذا المبدأ فيى إختيار الذبائح التيي تشيير للمسييح .فكان ينبغيي للذبيحية أن تكون بلعييب تماماً
مثل المسيح .فالله لن يقبل أمامه أي شيئ أقل من المسيح وكمال المسيح .لنه ليتوافق مع
قداسية الله سيوي الله .لذا فكيل ميا أصينعه ل يمكين أبدا ً أن يكون أسياسا ً ولو بسييطا ً للقبول
أمام الله .وكأن الرسيول هنيا سيبق ورأي ماسييحدث مين محاولت للنسيان بتيبرير نفسيه ولو
بدرجية بسييطة جدا ً عين طرييق أعماله .أي أن يظين النسيان أن التيبرير فيي عينيي الله هيو بر
المسييح علي الصيليب مضافيا إلييه شيئا ً قليل ً مين البر العملي فيى الحياة .فهذه معادلة حسيابية
خاطئة.
والحقيقة أنه علي العكس تماماً" .لكن الخطية وهي متخذة فرصة بالوصية
انشأت فيي كيل شهوة .لن بدون الناموس الخطيية ميتية" (رو )8 :7أي أن
مبدأ التبرير عن طريق تتميم الوصايا هو فرصة للخطية التي في لكي تنشئ في كل
شهوة .فبداخلي إنسان معاد لله ،ساكنة فيه الخطية .وهي حالة من الستقلل عن الله
والعتداد بالذات .هذه الخطييية السيياكنة فييي تسييتغل الوصييية فييى أن تنشييئ فييي كييل
12
شهوة .فمبدأ التييبرير عيين طريييق أعمال النسييان يضييع النسييان تحييت عبودييية مريرة
للشهوات .فمبدأ الناموس أي أكون متيبررا ً عين طرييق أعمالي أمام الله يجعيل الخطيية
السياكنة فيي تحييا أي تصيير عاملة وتأخيذ فرصية .لن الطبيعية الفاسيدة الملوثية بالخطيية
تريد أن تكون ندا ً لله فهي تبدأ بالعمل لكي تثبت أنها جيده وأنها تستطيع أن تفعل البر
لكي تحصل علي الحياة .وهكذا يكون نفس المبدأ الذي للحياة هو هو الذي للموت كما
قال الرسيول "فوجدت الوصيية التيي للحياة هيي نفسيها لي للموت" (رو :7
.)10لن هذه الطبيعية متمردة أصيل ً بطبعهيا ولن تصينع البر بيل هيي مسيتعبدة للخطيية
رغيم أنهيا تظين أنهيا قادرة علي التحرر منهيا .وكلميا أعطيهيا فرصية أكثير لثبات نفسيها
وكلما أتمحور حول نفسي أكثر وحول أعمالي أكثر وحول حياتى الروحية وأين أنا فيها
أكثر كلما أتمركز حول ذاتي بشكل أكثر وفي كل هذا يخرج المسيح وعمله من المشهد
رويدا ً رويدا ً وأحتيل أنيا المشهيد وأحاول أن أثبيت أننيى قادر علي عميل الخيير ونوال البر.
وأجد نفسي مستعبدا ً أكثر وأكثر.
ويؤكد الرسول علي هذا المبدأ أنه عند اليمان بأن التبرير هو بالنعمة فقط وقتها لن
نستعبد للخطية إذ يقول "فان الخطية لن تسودكم لنكم لستم تحت الناموس
بل تحت النعمة" (رو )14 :6نعم الخطية لن تسودنا إن تأكدنا أننا مبررون بالنعمة
فقيط ولييس عين طرييق أعمال بر ناموسيية .ألييس هذا ضيد الفكير البشري الطيبيعي؟
نعيم .إن الفكر البشري الطيبيعي يري أنيه إن خاف شخصيا مين قانون ميا عندهيا سييكون
اكثر إلتزاما به .ولكن عالم الروح وفكر الله من جهة الخلص مختلف تماماً .وينبغي لنا
أن نري المور مين وجهية نظير الله ولييس مين وجهية نظير النسيان الطيبيعي .الله يقول
أننييا عندمييا نسييقط ميين حسيياباتنا مبدأ التييبرير عيين طريييق تتميييم الفرائض والطقوس
والوصايا والممارسات أيا كانت ،ونضع فى حساباتنا أن التبرير هو بالنعمة فقط ،عندها
لن تسودنا الخطية ولن نستعبد لها" .ليكن كل إنسان كاذباً وأما الله فصادقاً "
(رو )4 :3نعيم آميين .الله صيادق فيميا يقول .فمبدأ التيبرير بأعمال ميا يجعلنيا عبييد
للخطييية إذ يكمييل الرسييول بولس شرحييه قائلً" :فشكرا لله انكييم كنتييم عييبيدا
للخطيية ولكنكيم اطعتيم مين القلب صيورة التعلييم التيي تسيلمتموها .واذ
أعتق تم من الخطية صرتم عبيدا للبر" (رو )17 :6نعم فتحيت الناموس سيادت
علينيا الخطيية وكنيا مسيتعبدين لهيا .ولكين إطاعية التعلييم ،تعلييم العهيد الجدييد ،إنجييل
"نعمة الله" ( تي )11 :2الذي نادي به بولس الرسول ،أعتقنا من الخطية أي حررنا
منهيا وجعلنيا عيبيدا ً للبر .ياله مين أمير مجييد .أل تؤمين ياأخيي بنعمية الله ،لو تحررت مين
فكرة الناموس تماما ً وصرت مؤمنا ً بالكامل بمبدأ النعمة ستكون عبدا ً للبر .كم أرهقتك
الخطيية فيى عبوديية مرة؟ ألترييد أن تكون فيي عبوديية ولكين للبر؟ يسيتطيع الرب ان
يفعيل بيك هذا المير أن تجيد نفسيك مسيتعبدا ً ولكين ياللعجيب مسيتعبدا ً للبر .لتسيتطيع
سوي عمل البر .وتكون الخطية بالنسبة لك شيئا ً عارضاً .أتريد هذا المر؟ أسمع صوتك
فى أذني يقول نعم نعم نعم أريد .إذن أسقط من حساباتك مبدأ الناموس وعش بمبدأ
النعمة.
ومين العجييب أيضا ً أن مبدأ "النعمية فقيط" له تأثيير غرييب علي النسيان فيتسيائل
الرسييول "فماذا إذا؟ أنخطيئ لننيا لسينا تحيت الناموس بيل تحيت النعمية؟
حاشا" (رو )15 :6فرغم أن النعمة هي الحصول علي البر بالمجان دون أعمال ،فهي
تجعيل النسيان يكره الخطيية ويبتعيد عنهيا .فقول الرسيول حاشيا يدل علي أنيه لن يحدث
هذا المير أبداً ،لن نعييش فيى الخطيية مادمنيا تحيت النعمية بيل يقول أيضا ً "لنيه قيد
ظهرت نعميية الله المخل ّ يصة لجميييع الناس ،معل ّ يمة ايانييا ان ننكيير الفجور
والشهوات العالميية ونعييش بالتعقيل والبر والتقوى فيي العالم الحاضير"
( تي )11 :2فالنعمة تعلمنا أن ننكر الخطايا .ولحظ أنه لم يقل تأمرنا ،أو تشدد علينا
12
بل معلمة إيانا .وهي تعلمنا لنه هذا هو طبعها .فنوال نعمة عظيمة من الله عن طريق
موت المسيح "الذي أحبنى وأسلم نفسه لجلي" ( غل )20 :2يجعل قلبي ينكر
الخطاييا ويتحرر منهيا ويعييش لله .فالغفران المجانيي بالنعمية يسيبي القلب حبا ً للمسييح
ويجعله يسعي لعمل وصاياه بحب وليس خوفا من عقوبة أو طمعا ً فى مكافأة.
ويعود أيضا ً فيشيييير إلي أنيييه كان الناموس يجعلنيييى عبدا ً للخطيييية والموت ولكييين
بسكنى الروح القدس في باليمان كنعمة مجانية قد أعتقت من الخطية "لن ناموس
روح الحياة فيي المسييح يسيوع قيد اعتقنيي مين ناموس الخطيية والموت.
لنه ما كان الناموس عاجزا عنه في ما كان ضعيفا بالجسد فالله اذ ارسل
ابنه في شبه جسد الخطية ولجل الخطية دان الخطية في الجسد " (رو :8
)3-2فالناموس كان عاجزا ً وضعيفا ً عين أن يحرر النسيان بيل علي العكيس فالناموس
أعطي الخطية الفرصة لكيي تسيتعبد النسان لن "قوة الخطية هي الناموس" (
1كييو )56 :15أي أن الخطييية تسييتمد قوتهييا ميين مبدأ التييبرير علي أسيياس العمال.
فإسيقاط هذا المبدأ مين حسياباتي يجعلنيى أتحرر مين عبوديية الخطيية إذ تفقيد الخطيية
قوتها.
.
.
.
12
.
.
12