You are on page 1of 5

‫الشوكة والنكار‬

‫سنمع سنمعان بطرس عنن الرب يسنوع أول مرة عندمنا تكلم يوحننا المعمدان عننه قائلً‬
‫"هوذا حمتتل الله الذي يرفتتع خطيتتة العالم‪ .‬هذا هتتو الذي قلت عنتته يأتتتي بعدي‬
‫رجتل صتار قدامتي لنته كان قبلي" (يتو ‪ )30-29 :1‬حينث كان سنمعان أحند تلمينذ‬
‫يوحنا المعمدان‪ .‬وقد سمع سمعان هذه الكلمات وصدقها‪ .‬فلما حدث أن المعمدان فى‬
‫اليوم التالي "نظتر الى يستوع ماشيتا فقال هوذا حمتل الله‪( ".‬يتو ‪ )36 :1‬سنمع هنذ‬
‫الكلمات كنل منن يوحننا وأندراوس التلميذينن‪ ،‬وذهبنا كلهمنا وراء المسنيح وقضينا النهار‬
‫كله معنه‪ .‬بعند هذا ذهنب أندراوس وهنو أخنو سنمعان ودعني أخاه وقال له "قتد وجدنتا‬
‫مستيا‪ .‬الذي تفستيره المستيح‪( ".‬يتو ‪ )41 :1‬وأخذه أندراوس للمسننيح الذي قال له‬
‫"أنت سمعان بن يونا‪ .‬انت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس" (يو ‪ .)42 :1‬وهكذا‬
‫بدأت العلقة بين الرب يسوع المسيح وبين سمعان الذي هو بطرس‪.‬‬

‫ثنم بعند ذلك كاننت حادثنة الصنيد المعجزينة لمنا سنهر بطرس وشركاه فنى الصنيد طوال‬
‫الليل ولم يصطاودا شيئا‪ .‬وفي الصباح جاءهم الرب يسوع وإستخدم سفينتهم لكي يبعد‬
‫عن الشط قليل ويعظ الجمع‪" .‬فدخل احدى السفينتين التي كانت لسمعان وسأله‬
‫ان يبعتد قليل عتن البر‪.‬ثتم جلس وصتار يعلّم الجموع متن الستفينة‪( ".‬لو ‪ )3 :5‬ثنم‬
‫"ولما فرغ من الكلم قال لسمعان ابعد الى العمق وألقوا شباككم للصيد‪( ".‬لو‬
‫‪ )4 :5‬وكان الصنيد عظينم جدا وكان هذا إعلن منن الله لبطرس فهنم مننه أن يسنوع هنو‬
‫الله‪ .‬وأيضنا لمنا شعنر أننه وهنو فني محضنر الرب يسنوع‪ ،‬أننه فني محضنر الله إعترف أننه‬
‫إنسنان خاطنئ‪ .‬وأيضنا قبنل بعند ذلك أن يكرس الحياة للرب فيكتنب لوقنا مسنجل هذه‬
‫ي يستوع قائل اخرج متن‬ ‫الحداث "فلمتا رأى ستمعان بطرس ذلك خّر عنتد ركبت ّت‬
‫سفينتي يا رب لني رجل خاطئ‪ .‬اذ اعترته وجميع الذين معه دهشة على صيد‬
‫الستمك الذي اخذوه‪ .‬وكذلك ايضتا يعقوب ويوحنتا ابنتا زبدي اللذان كانتا شريكتي‬
‫ستتمعان‪ .‬فقال يستتوع لستتمعان ل تختتف‪ .‬متتن الن تكون تصتتطاد الناس‪ .‬ولمتتا‬
‫جاءوا بالسفينتين الى البر تركوا كل شيء وتبعوه" (لو ‪)11-8 :5‬‬

‫وبالطبنع شاهند بطرس بعند ذلك معجزات المسنيح‪ ،‬ومؤكند أننه شعنر بالفخنر الشديند أننه‬
‫منن تلمينذ هذا الشخنص الفريند‪ .‬بنل لقند أجري بطرس نفسنه هنو أيضا ً المعجزات هنو إذ‬
‫أن المسنيح "دعتا تلميذه الثنتي عشتر واعطاهتم ستلطانا على ارواح نجستة حتتى‬
‫يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف‪( ".‬مت ‪)1 :10‬‬

‫وتعلم وتتلمننذ علي يدي المسننيح‪ ،‬وكان مننن المقربيننن له هننو ويعقوب ويوحنننا‪ ،‬إذ كان‬
‫الرب كثيرا مايخننص هؤلء الثلثننة بحوادث وأحاديننث وإعلنات خاصننة مثننل إقامننة إبنننة‬
‫يايرس حيث أخذهم معه دونا عن باقي التلميذ ومثل حادثة جبل التجلي مثلً‪.‬‬

‫بنل لقند خنص الب نفسنه بطرس بإعلنات خاصنة ومهمنة جداً‪ .‬فلمنا سنأل الرب التلمينذ‬
‫"متن يقول الناس إنتى أنتا إبتن النستان؟" (متت ‪ )13 :16‬أجابوه أن البعنض يقولون‬
‫أنه إيليا وآخرون قالوا أنه يوحنا المعمدان أو واحد من النبياء قد قام من الموات‪ .‬فعاد‬
‫الرب وسألهم "وانتم من تقولون اني انا؟ فاجاب سمعان بطرس وقال‪ :‬انت هو‬
‫المسيح ابن الله الحي‪ .‬فاجاب يسوع وقال له‪ :‬طوبى لك يا سمعان بن يونا‪ .‬ان‬
‫لحمتا ودمتا لم يعلن لك لكتن ابتي الذي فتي الستموات‪ .‬وانتا اقول لك ايضتا‪ :‬انتت‬
‫بطرس وعلى هذه الصتتخرة ابنتتي كنيستتتي وابواب الجحيتتم لن تقوى عليهتتا‪.‬‬
‫وأعطيتك مفاتيتح ملكوت الستموات‪ .‬فكتل متا تربطته على الرض يكون مربوطتا‬
‫في الستموات‪ .‬و كل ما تحله على الرض يكون محلول في الستموات‪ ( .‬مت ‪:16‬‬
‫‪)19-15‬‬

‫وبالطبع‪ ،‬شعر بطرس بالفخر أنه شخصيا يتلقي إعلنات مباشرة من الب‪ ،‬وأن المسيح‬
‫أعطاه تكليفات ومهام عظيمنة وشعنر أننه أول الرسنل والقائد العظينم بينهنم‪ .‬وأدي هذا‬
‫الفخر إلي الثقة الشديدة بالنفس والندفاع لثبات أنه مختلفا عن باقي الرسل‪ .‬فهذا هو‬
‫الجسند أو الذات التني تريند أن تتمينز عنن غيرهنا‪ .‬فمباشرة بعند هذا المنر "ابتدأ يستوع‬
‫يظهتتر لتلميذه انتته ينبغتتي ان يذهتتب الى اورشليتتم ويتألم كثيرا متتن الشيوخ‬
‫ورؤستتاء الكهنتتة والكتبتتة ويقتتتل وفتتي اليوم الثالث يقوم‪ .‬فأخذه بطرس اليتته‬
‫وابتدأ ينتهره قائل حاشاك يتتا رب‪.‬ل يكون لك هذا‪( ".‬متتت ‪ )22-21 :16‬والمثيننر‬
‫للعجنب أن بطرس بدأ يتطاول علي الرب شخصنيا وينتهره‪ ،‬ياللعجنب! منن ذا الذي يجرؤ‬
‫أن ينتهنر الرب يسنوع المسنيح؟ حتنى أعدائه شهدوا أننه "لم يتكلم قتط انستان هكذا‬
‫مثتل هذا النستان‪( ".‬يتو ‪ )46 :7‬ولم يسنتطيع أحند قنط أن يجند للمسنيح خطنأ واحند‪.‬‬
‫ولكن بطرس بعد تلقي العلنات وبعد تلقي المديح والتطويب وبعد أن أخذ دورا عظيما‬
‫فى الخدمة‪ ،‬تجرأ بأن ينتهر الرب نفسه ويصحح له!‬

‫وإن كان قنند تجاسننر أن يصننحح كلم الرب‪ ،‬فهننو بالطبننع يري نفسننه أفضننل مننن باقنني‬
‫ي فتي هذه الليلة لنته مكتوب‬ ‫الرسنل فبالرغنم أن الرب قال لهنم "كلكتم تشكون ف ّت‬
‫انتي اضرب الراعتي فتتبدد خراف الرعيتة‪( ".‬متت ‪ )31 :26‬نجند بطرس يقول "وان‬
‫شك فيك الجميع فانا ل اشك ابدا‪( ".‬مت ‪ )33 :26‬فبدل من أن يصدق الرب نجده‬
‫يقول له منا معناه "يارب أننت لتعلم منن أننا جيداً‪ ،‬أننا لسنت مثلهنم" ويعود الرب نفسنه‬
‫فيحذره قائل ً "الحق اقول لك انك في هذه الليلة قبل ان يصيح ديك تنكرني ثلث‬
‫مرات‪( ".‬متت ‪ )34 :26‬ولكننه يضرب بكلم الرب عرض الحائط ويؤكند إعتداده بنفسنه‬
‫ويقول "ولو اضطررت ان اموت معك ل انكرك‪( ".‬مت ‪)35 :27‬‬

‫وهكذا تسنتمر القصنة كمنا نعرفهنا جميعنا وينكنر بطرس ثلث مرات بنل ويلعنن ويشتنم‬
‫مصنرا أننه ل يعرف "الرجتل" (متت ‪ .)74 :26‬أهكذا يابطرس‪ ،‬هنل صنار الرب يسنوع‬
‫بالنسنبة لك يابطرس مجرد "رجتل"؟ هنل أصنبح هكذا نكرة فنى عينينك؟ ألم يكنن هنو‬
‫"المستيح إبتن الله الحتي"‪ ،‬ألم تقنل له "يارب إلي متن نذهتب‪ .‬كلم الحياة البديتة‬
‫عندك"؟ (يو ‪ .)68 :6‬إنه الجسد أو النسان المعتد بذاته‪ ،‬الواثق في قدراته‪ .‬إنه ينهار‬
‫إن وضنع فنى التجربنة‪ .‬وبعند ذلك "خرج بطرس إلي خارج وبكتي بكاء مرا" (لو ‪:22‬‬
‫‪ .)62‬ياله منن درس مكلف ومؤلم‪ .‬يالهنا منن تجربنة قاسنية ومريرة‪ .‬كنم جرحنت نفنس‬
‫بطرس؟ كنم صندم فنى نفسنه؟ كنم ندم عنن كنل كلمنة قال فيهنا أننه أفضنل منن الجمينع؟‬
‫وكنم ندم أيضنا علي كنل كلمنة إنكار؟ كنم تألم؟ وكنم منن ليال قضاهنا فنى دموع سناخنة‬
‫تنهال علي وجنتينه؟ ربمنا لم يجند نومنا لجفاننه فني ليال عديدة حزننا علي مافعنل‪ .‬لم‬
‫يقتنع بطرس بواسطة كلم الرب‪ ،‬لكنه عاد وإقتنع تماما بضعفه وبعدم تميزه ولكن عن‬
‫طريق السقوط فى الخطية والنكار‪ .‬يالها من طريقة مريرة للتعلم‪.‬‬

‫لقنند عالج الرب بعنند هذا إنكار بطرس وسنناعده علي إجتياز المحنننة وجعله يعترف أنننه‬
‫ضعينف وصنغير كباقني التلمينذ‪ .‬ولكنن لقند كلفتنه التجربنة آلمنا عديدة ومآسني مريرة‬
‫ومذله‪.‬‬

‫بالمقابلة مننع هذه القصننة‪ .‬نجنند أيضننا قصننة إناء آخننر مننن أواننني الكرامننة‪ ،‬شاول‬
‫الطرسنوسي أو بولس الرسنول‪ .‬كان هذا الرسنول قبنل أن يعرف الرب يسنوع المسنيح‬
‫رجل "مجدفتتا ومضطهدا ومفتريتتا" (‪1‬تتتي ‪ )13 :1‬بننل قال أيضننا عننن نفسننه أنننه‬
‫"اضطهد كنيسة الله بافراط واتلفها" (غل ‪ )13 :1‬ولكن إفتقدته نعمة الله‪ ،‬وعينته‬
‫رسول‪ ،‬يشهد بنعمة الله‪ .‬وكتب بولس الرسول معظم العهد الجديد فأعطانا أربعة عشر‬
‫سفرا‪ .‬وتلقينا من خلله إعلنات عظيمة وكثيره وكان كثيرا مايقول أسرار أعلنها الله له‬
‫هو وحده (رو ‪ 1 ،25 :16 ،5 :11‬كو ‪ ،51 :15 ،1 :4 ،7 :2‬أف ‪،19 :6 ،32 :5 ،9 ،4 ،3 :3 ،9 :1‬‬
‫كنو ‪1 ،3 :4 ،2 :2 ،27 ،26 :1‬تني ‪ )16 :3‬بنل لقند صنعد للسنماء الثالثنة ورأي وسنمع أشياء‬
‫لينس لنسنان طاقنة أن يعنبر عنهنا‪2( .‬كنو ‪ )4-2 :12‬تري كينف حفنظ الله بولس رغنم كنل‬
‫هذه العلنات من التكبر والعتداد بالنفس؟‬

‫هذا منن جهنة العلنات والمعرفنة وماذا عنن عنن دور بولس فنى الخدمنة؟ يمكنننا القول‬
‫"حدث ولحرج"‪ .‬فيقول عن نفسه بالمقارنة مع باقي الرسل "في التعاب اكثر‪ .‬في‬
‫الضربات اوفتر‪ .‬فتي الستجون اكثتر‪ .‬فتي الميتات مرارا كثيرة‪ .‬متن اليهود خمتس‬
‫مرات قبلت اربعيتتتتتتن جلدة ال واحدة‪ .‬ثلث مرات ضربتتتتتتت بالعصتتتتتتي‪ .‬مرة‬
‫رجمت‪.‬ثلث مرات انكسرت بي السفينة‪ .‬ليل ونهارا قضيت في العمق‪ .‬باسفار‬
‫مرارا كثيرة‪ .‬باخطار ستيول‪ .‬باخطار لصتوص‪ .‬باخطار متن جنستي‪ .‬باخطار متن‬
‫المتم‪ .‬باخطار فتي المدينتة‪ .‬باخطار فتي البريتة‪ .‬باخطار فتي البحتر‪ .‬باخطار متن‬
‫اخوة كذبتة‪ .‬فتتي تعتتب وكتتد‪ .‬فتتي استتهار مرارا كثيرة‪ .‬فتي جوع وعطتتش‪ .‬فتي‬
‫اصوام مرارا كثيرة‪ .‬في برد وعري‪ .‬عدا ما هو دون ذلك‪ .‬التراكم علي كل يوم‪.‬‬
‫الهتمام بجميتع الكنائس‪ .‬متن يضعتف وانتا ل اضعتف‪ .‬متن يعثتر وانتا ل التهتب‪( ".‬‬
‫‪2‬كتتو ‪ )29-23 :11‬كيننف بعنند ذلك لم يسننقط بولس فننى خطايننا الكننبرياء والعتداد‬
‫بالذات؟‬

‫نجند الجابنة بوضوح فني (‪2‬كتو ‪ )7 :12‬فيقول "ولئل ارتفتع بفرط العلنات اعطيتت‬
‫شوكتة فتي الجستد ملك الشيطان ليلطمنتي لئل ارتفتع‪ ".‬فالجابنة هني "الشوكتة"‬
‫وماهني الشوكنة؟ هني مصندر ألم مزعنج ومسنتمر‪ .‬كان مريضنا فنى جسنده بمرض لم‬
‫يسنتقر الشراح ماهنو‪ .‬لكننه كان مصندر ألم وضينق مسنتمر‪ .‬ولماذا سنمح الرب له بهذا‬
‫اللم أو بهذه الشوكننة؟ لجننل أن ليرتفننع مننن فرط أو كثرة العلنات‪ .‬فكلمننا زاد دور‬
‫الخادم وزادت معرفته وعلمه كلما كان معرضا للرتفاع‪ .‬وكما نعلم فإنه "قبل الكسر‪،‬‬
‫الكتتبرياء‪ ،‬وقبتتل الستتقوط‪ ،‬تشامتتخ الروح" (أم ‪ )18 :16‬وأيضننا نعلم أن "العلم‬
‫ينفتخ" (‪1‬كتو ‪ .)1 :8‬ويقول الرب "متن يظتن أنته قائم فلينظتر أن ليستقط" (‪1‬كتو‬
‫‪ )12 :10‬كيننف إذن يحفظننه الرب مننن السننقوط فننى خطيننة الرتفاع وتشامننخ الروح‬
‫والنتفاخ والظنن أننه قائم فني كنبرياء وإعتداد بالذات؟ لبدينل عنن "الشوكتة" ينا إخوتني‬
‫الحباء‪.‬‬

‫وماهنو تأثينر الشوكنة إذن علي الخادم؟ يسنجل بولس رد الرب علينه بعدمنا طلب مننه‬
‫ثلث مرات أن تفارقنه الشوكنة "فقال لي تكفيتك نعمتتي لن قوتتي فتي الضعتف‬
‫تكمل‪ .‬فبكل سرور افتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل علي قوة المسيح" (‬
‫‪2‬كتو ‪ )9 :12‬إن الشوكنة نجحنت فنى أن تشعره بضعفنه‪ ،‬بنل وأن يفتخنر بضعفنه‪ .‬فهنو‬
‫ليخجنل منن الضعنف ويحاول أن يخفينه عنن العينن كأننه شينء مهينن‪ ،‬لكننه قند صنار له‬
‫ضعفنه مادة للفتخار‪ .‬ونجحنت الشوكنة بذلك فنى أن تدفعنه دائمنا للجوء للرب ونعمتنه‪،‬‬
‫فصنار فنى حالة إسنتناد دائم علي الرب نتيجنة لحالة دائمنة منن الشعور بالضعنف‪ .‬وربمنا‬
‫يقول أحد‪" :‬إن الشعور الدائم بالضعف هو شيء غير صحي من وجهة نظر علم النفس‬
‫ومنن وجهنة نظنر المنطنق‪ .‬إذ ربمنا نتيجنة ذلك يشعنر بولس بصنغر النفنس‪ ،‬ويجعله هذا‬
‫ينهار ويكنف عنن الخدمنة"‪ .‬ولكنننا علي العكنس تمامنا نري بولس يكمنل قائل‪" :‬لنتي‬
‫حينما انا ضعيف فحينئذ انا قوي" (‪2‬كو ‪.)10 :12‬‬

‫ماهو مصدر قوة بولس؟ ضعفه‪ ...‬نعم يا أخي ويا أختي‪ .‬مصدر قوتنا هو قناعتنا بضعفنا‪.‬‬
‫فلمجال لمناقشنة أنننا ضعفاء أم ل‪ .‬إنهنا حقيقنة واقعنة‪ .‬لكنن قناعتننا بهنا هني المحنك‬
‫الساسي هنا‪.‬‬

‫نعننم لقنند واجهتننه الشوكننة ببولسنا ضعيفننا‪ ،‬فتعلم أن يحول عينننه دائمننا إلي الرب الذي‬
‫يقوينه بالنعمنة‪ .‬فصنار قويا ً لننه ضعيفاً‪ .‬إن أهنم درس يتعلمنه المؤمنن الخادم هنو درس‬
‫"الضعننف"‪ .‬أي أن يدرك ضعفننه فيتعلم التكال الدائم علي الرب‪ .‬وليفتخننر بنفسننه بننل‬
‫يفتخر بالرب‪ .‬بل يقول "ان كان يجب الفتخار فسأفتخر بامور ضعفي" (‪ 2‬كو ‪:11‬‬
‫‪ .)30‬إنها الشوكة يا أخي الخادم‪.‬‬

‫ونجند أن كنل منن بطرس وبولس تألمنا ولكنن منا اعظنم الفرق بينن ألم السنقوط فنى‬
‫الخطية وألم الشوكة‪.‬‬

‫إن ألم الخطيننة ألما ً مريرا ً مملوءا ً علقما ً وليننس فيننه تعزيننة أو فرح‪ .‬فيقول داود فنني‬
‫المزمور عن الخطينة‪ " :‬لن آثامي قد ط مت فوق را سي‪ .‬كح مل ثق يل اثقل م ما‬
‫احتمتل‪ ....‬لويتت انحنيتت الى الغايتة اليوم كله ذهبتت حزينتا‪ .‬لن خاصترتي قتد‬
‫امتلتا احتراقا وليست في جسدي صحة‪ .‬خدرت وانسحقت الى الغاية‪ .‬كنت أئن‬
‫ي ايضتا ليتس معتي‪".‬‬‫متن زفيتر قلبتي‪ ...‬قلبتي خافتق‪ .‬قوتتي فارقتنتي ونور عين ّت‬
‫(متز ‪ )10-4 :38‬فالخطينة تسنحق النفنس وتمل القلب بالنينن والضعنف وتجعنل القوة‬
‫تفارق النسان فينحني لسفل وينهار تحت حمل الخطايا الثقيل وليعود يري الرب "نور‬
‫عينتى أيضتا ليتس معتي"‪ .‬إن الخطينة تقطنع الشركنة بينن الرب والمؤمنن فينقطنع أي‬
‫مصدر للنور أو الرجاء أو التعزيات أو الفرح‪ .‬فلنرتعب إذا يا أخي ويا أختي من الخطية‪.‬‬
‫ونهرب منن امامهنا دون توان‪ .‬فالخطينة مذله ومره وجارحنة "فعار الشعوب الخطيتة"‬
‫(أم ‪)34 :14‬‬

‫أما قبول الشوكة وألمها فله عائد عظيم هنا فى الحياة هو "النعمة" و"قوة المسيح"‬
‫التي تحل علي المؤمن المتألم‪ .‬ففي وسط اللم هناك شركة مع الرب وينبوع تعزيات‬
‫وفرح‪ ،‬وكم من العلنات الروحية‪" .‬واله كل نعمة الذي دعانا الى مجده البدي في‬
‫المستيح يستوع بعدمتا تألمتتم يستيرا هتو يكملكتم ويثبتكتم ويقويكتم ويمكنكتم" (‬
‫‪ 1‬بط ‪ )10 :5‬فهناك شركة شخصية ومعونة شخصية من المخلص نفسه للمتألم "لنه‬
‫فتي متا هتو قتد تألم مجربتا يقدر ان يعيتن المجربيتن" (عتب ‪ )18 :2‬فقبول الشوكنة‬
‫وآلمهنا تجعنل الرب نفسنه رفيقنا شخصنيا لننا فنى آلمننا‪ ،‬وياله منن إمتياز عظينم‪ .‬وهناك‬
‫أيضنا عائد أبدي إذ يقول الرسنول بولس "إن كنتا نتألم معته لكتي نتمجتد أيضتا معته"‬
‫(رو ‪ )17 :8‬وأيضنا "فإنتي أحستب أن آلم الزمان الحاضتر لتقاس بالمجتد العتيتد‬
‫أن يستعلن في نا" (رو ‪ )18 :8‬فإحتمال اللم يؤهل المؤمن لمجاد عظيمة وعلي كل‬
‫مؤمنن متألم أن يتذكنر هذا ويحسنب هذا الحسناب أن كنل مايحدث لننا هننا منن آلم هنو‬
‫شيء ليذكر مقارنة بمقدار المجد المعد لنا فى السماء مع المسيح‪.‬‬

‫ماذا تختار إذن ينا أخني؟ السنقوط فنى الخطينة وجلب العار علي إسنم المسنيح ووقوعنك‬
‫فنى مرارة الخطينة وعارهنا منع أحزانهنا؟ أم التألم منع المسنيح والتمجند معنه وأن تحنل‬
‫عليننك قوة ونعمننة وتعزيات المسننيح وتتخذه هننو معينننا ورفيقننا شخصننيا طوال طريننق‬
‫آلمك؟‬

‫لنختار الشوكة إذن يا أخي ويا أختي‪ .‬ولكن ماهي الشوكة فى حياتك؟‬

‫ربما تكون مرض ما‪ ،‬أو فقر مادي‪ ،‬أو جوع عاطفي غير مسدد أو إهانات معينة تصيبك‬
‫دون حنق‪ ،‬أو ظلم منا تمنر فينه بينن الحينن والخنر‪ ،‬أو وحدة قاتلة تجتازهنا دون ان يشعنر‬
‫بك أحد‪ ،‬أو ظروف طاحنة فى البيت أو لحد الحباء‪ .‬يعلم الرب كيف يصنع بدقة ودون‬
‫خطأ ما شوكة مناسبة لكل مؤمن يريد أن يستخدمه كإناء للكرامة‪ .‬تلك الشوكة تجعله‬
‫شخنص يلجنأ دائمنا للرب ويسنتند دائمنا علي الرب ويحول عينينه دائمنا تجاه الرب ويثبتهنا‬
‫عليه‪.‬‬

‫دعوننا إذن أن لنتذمنر منن أجنل آلم الشوكنة‪ ،‬بنل نشكنر الرب منن أجلهنا ونرتمني علينه‬
‫لجئين لحضنه‪ ،‬وساكنين فى محضره ومستندين علي نعمته‪.‬‬

‫وللرب كل المجد‪.‬‬

You might also like