You are on page 1of 3

‫الْمَنْظُو َمةُ الرّائِيّ ُة فِي‬

‫السّنّةِ‬

‫ع ِليّ ْبنِ الحُسَيْنِ‬


‫حمّدِ بْنِ َ‬
‫ع ِليّ بْنِ مُ َ‬
‫لَِبِي القَاسِمِ سَعْدِ ْبنِ َ‬
‫الزّنْجَا ِنيّ‬
‫( توفي سنة ‪ 471‬هـ )‬
‫وَدَعْ عَنْكَ َرأْيًا َل يُلَ ِئ ُمهُ أَ َثرْ‬ ‫ل وَاعْ َتمِدِ الخَبَرْ ‍‬
‫لمَ ا ِ‬
‫تَدَبّ ْر كَ َ‬
‫ك تَ ْنجَبِرْ‬
‫شهِدُوا التّنْزِي َل عَلّ َ‬
‫ُهمُ َ‬ ‫وَ َن ْهجَ الهُدَى فَا ْل َز ْمهُ وَاقْتَ ِد بِالُلَى ‍‬
‫ُأمِرْنَا ِب َق ْفوِ الحَقّ وَا َلخْذِ بِا ْلحَذَرْ‬ ‫َوكُنْ مُوقِنًا أَنّا َو ُكلّ ُمكَلّفٍ ‍‬
‫قَدِيمٍ حلَِيمٍ عَا ِلمِ الغَيْبِ ُمقْتَدِرْ‬ ‫َوحُ ّكمَ فِ ْيمَا بَيْنَنَا َق ْولُ مَالِكٍ ‍‬
‫جرِي عَلَى الخَلْقِ ِمنْ قَ َدرْ‬
‫مُرِي ٍد ِلمَا َي ْ‬ ‫سمِيْعٍ بَصِ ْيرٍ وَاحِدٍ مُ َتكَّلمٍ ‍‬
‫َ‬
‫ظهَرْ‬
‫ن ُم ْعجِزٍ قَاهِ ٍر َ‬
‫ِبمَا جَاءَهُ مِ ْ‬ ‫ق صِدْ ُقهُ ‍‬
‫وَ َق ْولُ َرسُولٍ قَ ْد َتحَقّ َ‬
‫ن الغَرَرْ‬
‫إِذَا مَا تَنَازَعْ ُتمْ لِتَ ْنجُوا مِ َ‬ ‫ل َأمْ َركُم ‍‬
‫َفقِ ْيلَ لَنَا رُدّوا إِلَى ا ِ‬
‫َفطَاعَ ُت ُه تُرْضِي الّذِي أَنْ َزلَ الزُبُرْ‬ ‫حمّدٌ ‍‬
‫َأوِ اتّ ِبعُوا مَا سَنّ فِيهِ ُم َ‬
‫خسِرْ‬
‫حقّا وَقَدْ َ‬
‫ك امْ ُرؤٌ قَ ْد خَابَ َ‬
‫فَذَا َ‬ ‫ي المُبِينَ ِب َعقْ ِلهِ ‍‬
‫ن خَالَفَ ا ْل َوحْ َ‬
‫َفمَ ْ‬
‫خِلَفَ الّذِي قَدْ قَا َلهُ وَا ْتلُ وَاعْتَ ِبرْ‬ ‫طفَى فِتْ َنةٌ فَ َذرْ ‍‬
‫صَ‬‫ك َأمْرِ المُ ْ‬
‫وَفِي تَرْ ِ‬
‫ن سَبَرْ‬
‫ك سَبِ ْيلُ ال ُم ْؤمِنِينَ ِلمَ ْ‬
‫وَتِلْ َ‬ ‫جةٌ ‍‬
‫حّ‬‫صحَا َبةُ ُ‬
‫َومَا اجْ َت َمعَتْ فِ ْي ِه ال ّ‬
‫ن َبعْدَ ُهمْ رُ ّد َبلْ ُزجِرْ‬
‫َوجَاءَ ِب ِه مَ ْ‬ ‫صرِ ِهمْ مُ َتعَا َرفًا ‍‬
‫َومَا َل ْم َيكُنْ فِي عَ ْ‬
‫خطَرْ‬
‫ع مِنَ ال َ‬
‫َكمَا فِي شُذُوذِ ال َق ْولِ َنوْ ٌ‬ ‫سعَادَةٌ ‍‬
‫جمَاعِ فَاعْ َلمْ َ‬
‫َففِي ا َلخْذِ بِا ِل ْ‬
‫ن َومَنْ غَ َبرْ‬
‫ُمفَارِقَ َق ْولِ التّا ِبعِي َ‬ ‫َو ُمعْتَرِضًا اتْ ُركِ اعْ ِتمَا َد َمقَا ِلهِ ‍‬
‫َوأَغْزَ ُر ُهمْ عِ ْلمًا ُمقِي ٌم عَلَى الَثَرْ‬ ‫َوَأمْثَ ُل أَ ْهلِ العِ ْلمِ فِينَا طَرِ ْي َقةً ‍‬
‫صغِي إِلَى ُكلّ مَنْ هَذَرْ‬
‫ِبخَاطِرِهِ يُ ْ‬ ‫س ُمعْجَبٌ ‍‬
‫ن النّا ِ‬
‫ن تَ ْلقَى مِ َ‬
‫ج َهلُ مَ ْ‬
‫َوأَ ْ‬
‫سوَى الضّرَرْ‬
‫يءٌ ِ‬
‫َفمَا فِي اسْ ِتمَاعِ الزّ ْيغِ شَ ْ‬ ‫ع عَنْكَ َق ْو َل النّاسِ فِيمَا ُكفِيْ َتهُ ‍‬
‫فَدَ ْ‬
‫لَنَا ا َلمْرَ فِي القُرْآنِ فَا ْنهَضْ ِبمَا َأمَرْ‬ ‫ط ِفهِ ‍‬
‫ح الُ الكَرِ ْيمُ بُِل ْ‬
‫ضَ‬‫َلقَدْ َأوْ َ‬
‫غوْثًا إِلَى الْ َبشَرْ‬
‫حمّدٌ ا ْلمَ ْبعُوثُ َ‬
‫ُم َ‬ ‫َوخَلّفَ فِيْنَا سُ ّنةً َنقْتَدِي ِبهَا ‍‬
‫ن ال َقوْ ِل وَالعِبَرْ‬
‫ف المَتْلُو مِ ْ‬
‫ِبهَا َيعْرِ ُ‬ ‫َومَنّ عَلَى المَ ْأمُو ِر بِال َع ْقلِ آ َلةً ‍‬
‫سقَرْ‬
‫وَ ُتحْدِثُ فَا ِلحْدَاثُ مُ ْدنٍ إِلَى َ‬ ‫ن الهُدَى ‍‬
‫غ عَ ِ‬
‫ك بِدْعِيّا تَ ُزوْ ُ‬
‫ل تَ ُ‬
‫فَ َ‬
‫َفعَ ْنهُ َرسُولُ الِ ِمنْ قَ ْبلُ قَدْ َزجَرْ‬ ‫عةً ‍‬
‫ن عِنْدَ ال ُمجَا ِد ِل سَا َ‬
‫َولَ َتجْ ِلسَ ْ‬
‫صرْ‬
‫ِلخَاطِرِ ِه ذَاكَ امْ ُرؤٌ مَا َلهُ بَ َ‬ ‫َومَنْ رَدّ َأخْبَا َر النّبِيّ ُمقَ ّدمًا ‍‬
‫حسَرْ‬
‫حمْ ِل ِه َ‬
‫عَ ُدوّ ِلهَذَا الدّيْنِ عَنْ َ‬ ‫لمِ فَإِ ّنهُ ‍‬
‫س َمعَنْ دَاعِي الكَ َ‬
‫َولَ َت ْ‬
‫ك وَا َلشَرْ‬
‫ق بِالِفْ ِ‬
‫َوجَازُوا حُدُودَ الحَ ّ‬ ‫َوأَصْحَا ُبهُ قَ ْد أَبْدَعُوا وَتَ َنطّعُوا ‍‬
‫علَ ْيهِ ْم لِلّذِي مِ ْن ُهمُ خَبَرْ‬
‫شَدِيْدٌ َ‬ ‫ع إِ ّنهُ ‍‬
‫ص َفهُمْ عَنْ صَاحِبِ الشّرْ ِ‬
‫َوخُذْ وَ ْ‬
‫وَصِ ْنفَيْنِ ُكلّ ُمحْدِثٌ زَائِغٌ َدعِرْ‬ ‫وَقَدْ عَدّ ُهمْ سَ ْبعِينَ صِ ْنفًا نَبِيّنَا ‍‬
‫علَى الِ وَالنّذُرْ‬
‫ن الحَقّ ذُو ُبهْتٍ َ‬
‫عَ ِ‬ ‫ض مَ ْنسُوبٌ إِلَى الشّرْكِ عَا ِدلٌ ‍‬
‫فَبِالرّفْ ِ‬
‫سعُرْ‬
‫ل ٍل وَفِي ُ‬
‫كِلَبٌ َتعَاوَى فِي ضَ َ‬ ‫خوَارِجِ أَ ّن ُهمْ ‍‬
‫صحِ ْيحٌ فِي ال َ‬
‫عقْدِي َ‬
‫وَ َ‬
‫َلظًى ذَاتَ َلهْبٍ َل تُ َبقّي َولَ تَ َذرْ‬ ‫وَ ُيوْرِدُ ُهمْ مَا َأحْدَثُوا ِمنْ َمقَا ِل ِهمْ ‍‬
‫ظهَ َر الِ ْرجَا وَذَا أَ ْنكَرَ القَدَرْ‬
‫فَذَا َأ ْ‬ ‫ن صِ ْنفَينِ قَ ْد ُلعِنَا َمعًا ‍‬
‫َوأَبْ َرأُ مِ ْ‬
‫جهْلً قَ ِد انْ َتشَرْ‬
‫وَ ِبشْرٌ َفمَا أَبْدَاهُ َ‬ ‫حقّا ضَلَ َلةٌ ‍‬
‫ج ْهمٌ َف َ‬
‫َومَا قَا َلهُ َ‬
‫َوَأمّا ابْنُ كُلّبٍ فََأقْ ِبحْ ِبمَا َذكَرْ‬ ‫ث َمقَا ِلهِ ‍‬
‫َوجَعْدٌ َفقَدْ أَرْدَاهُ خُبْ ُ‬
‫جسَرْ‬
‫َلهُ قَ َدمٌ فِي العِ ْلمِ َلكِ ّنهُ َ‬ ‫ن كَرّامٍ ِب ُهجْرٍ وَ َلمْ َيكُنْ ‍‬
‫َوجَاءَ ابْ ُ‬
‫ن َذوْي الدّبَرْ‬
‫َوأَرْبَا عَلَى مَنْ قَبْ َل ُه مِ ْ‬ ‫ل َمهُ ‍‬
‫شعَ ِريّ كَ َ‬
‫وَ َثقّفَ هَذَا ا َل ْ‬
‫ن مَا َز وَادّكَرْ‬
‫عمْدًا ِلمَ ْ‬
‫َومَا فِي الهُدَي َ‬ ‫ق ظَاهِرًا ‍‬
‫ن لِ ْلحَ ّ‬
‫َفمَا قَا َلهُ قَ ْد بَا َ‬
‫وَيَ ْذكُرُ ذَا عَ ْنهُ الّذِي عِنْدَهُ ُذكِرْ‬ ‫ُيكَفّرُ هَذَا ذَاكَ فِيمَا َيقُوُلهُ ‍‬
‫شعَرْ‬
‫ق العَ ْقلَ َلوْ َ‬
‫َوكُّلهُمُ قَدْ فَارَ َ‬ ‫ن تَبَايَنُوا ‍‬
‫عمُو َ‬
‫وَبِال َعقْلِ فِيمَا َيزْ ُ‬
‫صطَبِرْ‬
‫ص وَا ْ‬
‫ق الحَقّ وَالنّ ّ‬
‫َولَ ِزمْ طَرِي َ‬ ‫ك مَا قَ ْد أَبْدَعُوا وَتَ َنطّعُوا ‍‬
‫ع عَنْ َ‬
‫فَدَ ْ‬
‫س مِنْ هَذِهِ ال ِفقَرْ‬
‫تَنَا َزعَ فِي ِه النّا ُ‬ ‫َوخُذْ ُمقْتَضَى الثَا ِر وَال َوحْيِ فِي الّذِي ‍‬
‫سوَرْ‬
‫أَتَاهُ ِب ِه جِبْرِ ْيلُ فِي مُ ْن َزلِ ال ّ‬ ‫ك مَا ‍‬
‫َفمَا لِ َذوِي ال ّتحْصِيلِ عُ ْذرٌ بِ َترْ ِ‬
‫سطِرْ‬
‫صحَابِ مَا عَ ْنهُ قَدْ ُ‬
‫َوأَبْدَا إِلَى الَ ْ‬ ‫حهِ ‍‬
‫حوَا ُه النّبِيّ ِبشَ ْر ِ‬
‫وَبَيّنَ َف ْ‬
‫ن الغِيَرْ‬
‫حفْظًا َيقِينِي مِ َ‬
‫َوَأسْأَُلهُ ِ‬ ‫ع ْفوَهُ ‍‬
‫فَبِالِ َت ْوفِيقِي وَآ ُملُ َ‬
‫إِلَى جَ ّنةِ الفِرْدَوسِ فِي صَا ِلحِ ال ّزمَرْ‬ ‫سعَدَ بِال َفوْ ِز المُبِينِ ُمسَا ِبقًا ‍‬
‫لِ َأ ْ‬

You might also like