Professional Documents
Culture Documents
القراءات
()1
)2(
)3(
)4(
مدخل إلى
علم القراءات
()5
فكرة عامة حول نزول القرآن:
()6
بالقرآن: ثانيا :عناية النب
جسامة السؤولية وثقل المانة الت سيتحملها منذ اليام الول لقد أدرك رسول ال
[الزمل] فكان للدعوة ،كيف ل وقد قال ال تعال له :إنا سنلقي عليك قولً ثقيلً
حريصا كل الرص على ما ينـزل عليه من القرآن ،يُعن به كل العناية ،وفيما يلي
من الباحث نرى كيف كانت عناية النب بكتاب ال تعال.
حريصا كل -1اهتمامه بالتلقي من جبيل .ومعارضته له :لقد كان النب
الرص على حفظ ما يوحي به جبيل إليه ،خشية أن ينسى شيئا منه ،بل إنه ليتعجل
حفظه ويبادر إل أخذه ويسابق اللَك ف قراءته ،فقال ال سبحانه وتعال له :لترك به
لسانك لتعجل به إن علينا جعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ث إن علينا بيانه
[القيامة] .فأمره ال سبحانه إذا جاءه اللَك بالوحي أن يستمع له ،وتكفل له بأن يمعه له
ف صدره وأن ُييَسّره لدائه على الوجه الذي ألقاه إليه ،وأن يبينه له ويفسره ويوضحه،
قال ابن عباس :كان رسول ال إذا أنـزل عليه الوحي يلقى منه شدة ،وكان إذا
نـزل عليه عرف ف تريكه شفتيه يتلقى ويرك به شفتيه ،خشية أن ينسى أوله قبل أن
يفرغ من آخره .فأنـزل ال عليه هذه اليات ..فكان النب بعد ذلك إذا أتاه جبيل
أطرق فإذا ذهب قرأه كما وعده ال عز وجل(.)1
وقال سبحانه ف آية أخرى :ول تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل
رب زدن علما [طه].
-2معارضة القرآن مع جبيل عليه السلم ف كل عام ،حيث كان جبيل ينـزل للنب
ف رمضان من كل عام يدارسه القرآن ،حت كان العام الذي توف فيه عارضه
القرآن مرتي.
()7
وتعليمهم القراءة والقراءة عليهم :إن أعظم وظيفة بتلقي الصحابة -3اهتمامه
هي تعليم الناس كتاب ربم ،قال تعال :هو الذي بعث ف الميي رسولً للرسول
منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والكمة وإن كانوا من قبل لفي
ضلل مبي .
فما إن ينـزل عليه جبيل بالوحي حت يبلغه لصحابه ويقرأه عليهم فتتلقفه قلوبم
وعقولم .قال تعال :وقرآناَ فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونـزلناه تنـزيلً
[السراء].
وكانت طريقته ف القراءة والكلم تساعد على حفظ كلمه ،يقول أنس خادم النب
يصف حديثه وكلمه :كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلثا حت تفهم عنه(.)1
وكان يث أصحابه ويشجعهم على حفظ القرآن وتعلمه ،قال ( :خيكم من
تعلم القرآن وعلمه)( )2وكان يثن على القراء منهم ،كقوله عن صحابته(أقرؤهم
أُب)( )3وقوله عن ابن مسعود ( :من أحب أن يقرأ القرآن غضا –وف رواية
رطبا -كما أنـزل فليقرأه بقراءة ابن أم عبد)( )4وكان يقدم أهل القرآن على غيهم ف
المارة والمامة وقيادة اليوش ،بل وحت ف القب كما فعل مع شهداء أحد حيث كان
يقدم من كان أكثر أخذا للقرآن من صاحبه.
إضافة إل ترغيب أصحابه بفظ القرآن والتسابق فيه من خلل ذكر الثواب الذي أعده
ال لهل القرآن ما ل يتسع القام لذكره.
()8
عليّ القرآن .قلت يا رسول ال :أقرأ عليك وعليك أنـزل؟ قال :إن أحب أن أسعه من
غيي .فقرأت عليه سورة النساء حت إذا جئت إل هذه الية :فكيف إذا جئنا من كل
[النساء ]41قال حسبك الن .فالتفت إليه أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلء شهيدا
فإذا عيناه تذرفان( ،)1لاذا يب أن يسمع القرآن من غيه؟ ل بد أن السبب هو
التأكد من حسن أخذ الصحابة للقرآن وحفظهم وتلوتم له .
وذات يوم كان يسي ف طرقات الدينة فسمع أبا موسى الشعري يقرأ القرآن فوقف
واستمع لقراءته ،وف اليوم التال قال له لو رأيتن يا أبا موسى وأنا أسع قراءتك
البارحة ،لقد أُعطيت مزمارا من مزامي آل داود ،قال أبو موسى قلت :أما وال يا رسول
ال لو علمت أنك تسمع لقراءت لبته لك تبيا)(.)2
()9
رسول ال نؤلف القرآن من الرقاع(.)5قال البيهقي يشبه أن يكون أن الراد به تأليف ما
نـزل من اليات التفرقة ف سورها وجعها فيها بإشارة النب .
إنا نن نـزلنا فاجتمع للقرآن حفظ الصدور وحفظ الصدور تقيقا لوعد ال سبحانه
الذكر وإنا له لافظون .
)(5رواه الترمذي ج /5ص ،734وقال حديث حسن غريب ،و الاكم ف الستدرك ج ،2/249وابن حبان ج
/1ص .320
)(1رواه مسلم .3/13
()10
-2أن الصحابة كانوا مضرب الثل ف الذكاء واللعية وقوة الافظة حت كان بعضهم
يفظ ما يسمعه من أول مرة.
-3بساطة حياتم واقتصارها على الضروريات فرّغ قلوبم وأذهانم للنشغال بكتاب ال
تعال وسنة نبيه .
-4حبهم الصادق ل ورسوله ،ما حلهم على تلقي كل ما يصدر عنه وحفظه
وترديده.
-5بلغة القرآن الكري وإعجازه البيان ،وذلك أن ال تدى بالقرآن أمة العرب وكافة
اللق ،فكان ذلك داعيا لفظه وأخذه كما ل يؤخذ كتاب قبله ول بعده.لسيما وأن
من طبائع العرب أنم كانوا يتنافسون ف حفظ جيد النظوم والنثور.
-6الترغيب ف القبال على القرآن الكري علما وعملً وحفظا وفهما وتعليما ونشرا
والتحذير والترهيب من إهاله والعراض عنه .وأدلة ذلك كثية ل تصى.
-7منـزلة القرآن الكري من الدين إذ هو أصل التشريع ومصدره.
-8ارتباط كثي من كلم ال تعال بأسباب نـزول وهي وقائع وأحداث وأسئلة تثي
الهتمام وتساعد على الفظ.
-9حكمة ال ورسوله ف التعليم جعلت كتاب ال تعال يستقر ف الذهان ويسهل
حفظه ،فالقرآن جاء بأرقى أساليب اللغة العربية وتدرج نـزوله منجما وارتبط بكثي
من الوادث ودعمه بالدليل والجة وخاطب به العقول والضمائر.
-10تلقي الصحابة القرآن الكري للعمل با فيه والهتداء بديه ،يلون حلله ويرمون
ع العلم بالعمل يساعد علىحرامه ،ويعملون با فيه من نصح وإرشاد ،ولشك أن إتْبا َ
الفظ.
-11تشريع قراءة القرآن ف الصلة ،فكان ل بد لن أراد أن يصلي – والصلة عمود
الدين -أن يتعلم من القرآن ما تصح به صلته.
. مظاهر عناية الصحابة بالقرآن ف عهد النب
فقد كان الصحابة :لا كان تعليم القرآن أول مهام الرسول -1تعلمه من النب
القرآن ويفظونه ،ويعملون با فيه ،يقول خي تلميذ لي معلم ،فكانوا يتلقون منه
()11
عبد ال بن عمر( :لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى اليان قبل القرآن وتنـزل
السورة على ممد فنتعلم حللا وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون
أنتم القرآن اليوم ولقد رأينا اليوم رجال يؤتى أحدهم القرآن قبل اليان فيقرأ ما بي فاتته
إل خاتته ما يدري ما آمره ول زاجره ول ما ينبغي أن يوقف عنده منه)()1
-2كتابة مصاحف خاصة بم :لقد كان بعض الصحابة بعد أن يتلقى القرآن من النب
يذهب إل بيته فيكتب ما يفظه ،ويكتب فيه تفسي بعض اليات ،مثل ما كان يفعله
عبد ال بن مسعود حيث كان له مصحف خاص ،وكذلك أب بن كعب .
مالس يتدارسون -3الجتماع على تدارس القرآن وحفظه :كان لصحابة النب
فيها القرآن ويعلم بعضهم بعضا ،ل سيما أهل الصفة منهم حيث كان هؤلء أضياف
السلم متفرغون لتلقي القرآن والسنة عن رسول ال والهاد معه ،ومنهم أبو هريرة
وأبو سعيد الدري وغيهم من الصحابة الكرام .
فهذا عبادة بن الصامت يعلم رجلً من أهل الصفة القرآن فيهدي إليه قوسا فقال له
النب صلى ال عليه وسلم إن سرك أن تطوق با طوقا من نار فاقبلها( .)2فهذا الصحاب
من أهل الصفة رغم فقره وحاجته إل أنه يهدي قوسه لن علمه القرآن.
()12
-4أن ترتيب النـزول كان على حسب السباب ،ف حي أن ترتيب
الصحف كان لعتبارات أخرى.
فلما انقضى نـزول القرآن بوفاة النب ألم ال اللفاء الراشدين ذلك وفاء بوعده
الصادق بضمان حفظه على هذه المة.
وقصة ذلك:
يرويها زيد بن ثابت فيقول فيما رواه عنه المام البخاري :أرسل إل أبو بكر مقتل
أهل اليمامة فإذا عمر بن الطاب عنده ،فقال أبوبكر :إن عمر أتان فقال :إن القتل قد
استحر بقراء القرآن وإن أخشى أن يستحر القتل بالقراء ف الواطن فيذهب كثي من
القرآن ،وإن أرى أن تأمر بمع القرآن .فقلت لعمر :كيف تفعل شيئا ل يفعله رسول ال
؟ قال عمر وهو وال خي .فلم يزل يراجعن حت شرح ال صدري لذلك ورأيت ف
ذلك الذي رأى عمر .قال زيد :قال أبو بكر :إنك شاب عاقل ل نتهمك وقد كنت
تكتب الوحي لرسول ال فتتبع القرآن فاجعه ،فوال لو كلفون نقل جبل من البال
ما كان أثقل علي ما أمرن به من جع القرآن .قلت :كيف تفعلن شيئا ل يفعله رسول
ال قال هو وال خي .فلم يزل أبو بكر يراجعن حت شرح ال صدري للذي شرح به
صدر أب بكر وعمر .فتتبعت القرآن أجعه من العسب واللخاف وصدور الرجال
ووجدت آخر سورة التوبة مع أب خزية النصاري ل أجدها مع غيه لقد جاءكم
رسول حت خاتة براءة فكانت الصحف عند أب بكر حت توفاه ال ث عند عمر حياته
ث عند حفصة بنت عمر(.)1
من خلل هذا النص يظهر السبب الرئيسي الذي حل الصحابة على جع القرآن ف زمن
أب بكر ،أل وهو اشتداد القتل ف قراء القرآن حيث قتل منهم ف حرب مسيلمة وحده
سبعي قارئا ،فخشي عمر أن يضيع القرآن باستشهاد حلته من القراء الذين كانوا
يتسابقون إل ساحات الهاد ف سبيل ال تعال.
كما أن السباب الت حالت دون جع القرآن ف ومن النب ل يعد لا وجود ،وبالتال
كان ل بد من جع كتاب ال ف مصحف صيانة له من الضياع.
()13
: آلية جع القرآن ف عهد أب بكر
-1القتصار على ما كتب بي يدي النب وأُخِذ منه مباشرة :أخرج ابن أب داود من
طريق يي بن عبد الرحن بن حاطب قال قدم عمر فقال من كان تلقى من رسول ال
شيئا من القرآن فليأت به وكانوا يكتبون ذلك ف الصحف واللواح والعسب وكان ل
يقبل من أحد شيئا حت يشهد شهيدان(.)1
وهذا يدل على أن زيدا كان ل يكتفي لجرد وجدانه مكتوبا حت يشهد به من تلقاه
ساعا مع كون زيد كان يفظ فكان يفعل ذلك مبالغة ف الحتياط .قال ابن حجر
وكأن الراد بالشاهدين الفظ والكتاب()2
وقال السخاوي ف جال القراء الراد أنما يشهدان على أن ذلك الكتوب كتب بي يدي
رسول ال أو الراد أنما يشهدان على أن ذلك من الوجوه الت نـزل با القرآن(.)3
قال أبو شامة وكان غرضهم أل يكتب إل من عي ما كتب بي يدي النب ل من مرد
الفظ قال ولذلك قال ف آخر سورة التوبة ل أجدها مع غيه أي ل أجدها مكتوبة مع
غيه لنه كان ل يكتفي بالفظ دون الكتابة.
قلت أو الراد أنما يشهدان على أن ذلك ما عرض على النب عام وفاته (.)4
يقول الليث بن سعد قال أول من جع القرآن أبو بكر وكتبه زيد وكان الناس يأتون زيد
بن ثابت فكان ل يكتب آية إل بشاهدي عدل وأن آخر سورة براءة ل توجد إل مع
خزية بن ثابت فقال :اكتبوها فإن رسول ال جعل شهادته بشهادة رجلي فكتب وإن
()5
عمر أت بآية الرجم فلم يكتبها لنه كان وحده
مزايا جع أب بكر للقرآن.
-1جعت القرآن على أدق وجوه البحث والتحري.
-2اقتصرت على ما ل تنسخ تلوته.
()14
-3ظفرت بإجاع المة عليها وتواتر ما فيها.
وينبغي أن نلحظ هنا أن جع الصحف بأمر أب بكر ل يناف أن الصحابة كان لم
صحف أو مصاحف كتبوا فيها القرآن كله أو بعضه ،لكنها ل تظفر با ظفرت به
الصحف الت أمر بمعها أبو بكر من العناية والتحري ،ول يطعن ف ذلك ما روي من
أن عليا جع القرآن قبل أن يبايع أبا بكر ،بل إن عليا نفسه يقول( :أعظم الناس أجرا
ف الصاحف أبو بكر ،رحة ال على أب بكر ،هو أول من جع كتاب ال).
()15
من تلك المصار إذا جعتهم الجامع أو التقوا على جهاد أعدائهم يعجبون من ذلك
وكانوا يعنون ف التعجب والنكار كلما سعوا زيادة ف اختلف طرق أداء القرآن
وتأدى بم التعجب إل الشك والداجاة ث إل التأثيم واللحاة.
وتيقظت الفتنة الت كادت تطيح فيها الرؤوس وتسفك الدماء وتقود السلمي إل مثل
اختلف اليهود والنصارى ف كتابم كما قال حذيفة لعثمان ف الديث الت قريبا أضف
إل ذلك أن الحرف السبعة الت نـزل با القرآن ل تكن معروفة لهل تلك المصار ول
يكن من السهل عليهم أن يعرفوها كلها حت يتحاكموا إليها فيما يتلفون إنا كان كل
صحاب ف إقليم يقرئهم با يعرف فقط من الروف الت نـزل عليها القرآن ول يكن بي
أيديهم مصحف جامع يرجعون إليه فيما شجر بينهم من هذا اللف والشقاق البعيد
لذه السباب والحداث رأى عثمان بثاقب رأيه وصادق نظره أن يتدارك الرق قبل
أن يتسع على الراقع وأن يستأصل الداء قبل أن يعز الدواء فجمع أعلم الصحابة وذوي
البصر منهم وأجال الرأي بينه وبينهم ف علج هذه الفتنة ووضع حد لذلك الختلف
وحسم مادة هذا النـزاع
فأجعوا أمرهم على استنساخ مصاحف يرسل منها إل المصار وأن يؤمر الناس بإحراق
كل ما عداها وأل يعتمدوا سواها وبذلك يرأب الصدع ويب الكسر وتعتب تلك
الصاحف العثمانية الرسية نورهم الادي ف ظلم هذا الختلف ومصباحهم الكشاف ف
ليل تلك الفتنة وحكمهم العدل ف ذاك النـزاع والراء وشفاءهم الناجع من مصيبة ذلك
الداء
آلية نسخ القرآن ف عهد عثمان .
وشرع عثمان ف تنفيذ هذا القرار الكيم حول أواخر سنة أربع وعشرين وأوائل سنة
خس وعشرين من الجرة فعهد ف نسخ الصاحف إل أربعة من خية الصحابة وثقات
الفاظ وهم زيد بن ثابت وعبد ال بن الزبي وسعيد بن العاص وعبد الرحن بن الارث
بن هشام وهؤلء الثلثة الخيون من قريش وأرسل عثمان إل أم الؤمني حفصة بنت
عمر فبعثت إليه بالصحف الت عندها وهي الصحف الت جع القرآن فيها على عهد أب
()16
بكر رضي ال عنه وأخذت لنة الربعة هؤلء ف نسخها وجاء ف بعض الروايات أن
الذين ندبوا لنسخ الصاحف كانوا اثن عشر رجل
وما كانوا يكتبون شيئا إل بعد أن يعرض على الصحابة ويُقرّوا أن رسول ال قرأ على هذا
النحو الذي نده الن ف الصاحف .
الحرف السبعة:
()17
-عن عمر بن الطاب قال :سعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غي
ما أقرؤها عليه ،وكان رسول ال أقرأنيها ،فكدت أن أعجل عليه ،ث أمهلته حت
انصرف ،ث لببته بردائه فجئت به رسول ال فقلت يا رسول ال :إن سعت هذا يقرأ
سورة الفرقان على غي ما أقرأتنيها ،فقال له رسول ال :اقرأ فقرأ القراءة الت سعته
( :هكذا ( :هكذا أنزلت) ث قال ل :اقرأ ،فقرأت فقال يقرأ ،فقال رسول ال
أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه)(.)1
( :إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف، قال :قال رسول ال -وعن أب هريرة
فاقرؤوا ول حرج ،ولكن ل تتموا ذكر رحة بعذاب ول ذكر عذاب برحة)(.)2
قال( :أقرأن جبيل على حرف فراجعته فلم أزل عن النب -عن ابن عباس
أستزيده حت انتهى إل سبعة أحرف)(.)3
-عن أب بن كعب قال :كنت ف السجد ،فدخل رجل يصلي ،فقرأ قراءة أنكرتا
عليه ،ث دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه ،فلما قضيا الصلة دخلنا جيعا على
رسول ال ،فقلت إن هذا قرأ قراءة أنكرتا عليه ،ودخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة
سقِط ف نفسي من صاحبه ،فأمرها رسول ال فقرءا ،فحسّن النب شأنما ،ف ُ
التكذيب ول إذ كنت ف الاهلية ،فلما رأى رسول ال ما قد غشين ضرب ف
صدري ففِضت عرقا ،وكأنا أنظر إل ال عز وجل فرقا ،فقال يا أب( :أرسل إل أن اقرأ
القرآن على حرف ،فرددت إليه أن هون على أمت ،فرد إل الثانية أن اقرأه على
حرفي ،فرددت إليه أن هون على أمت ،فرددت إليه أن هون على أمت ،فرد إل الثالثة
أن اقرأه على سبعة أحرف ،ولك بكل ردة رددتكها مسأله تسألنيها ،فقلت :اللهم
اغفر لمت ،اللهم اغفر لمت ،وأخرت الثالثة ،ليوم يرغب إل اللئق حت
إبراهيم)(.)4
()18
-عن أب بن كعب (أن النب كان عند أضاة بن غفار قال فأتاه جبيل فقال:
إن ال يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف .فقال :أسأل ال معافاته ومغفرته ،وإن
أمت ل تطيق ذلك .ث أتاه الثانية فقال :إن ال يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفي.
فقال :أسأل ال معافاته ومغفرته وإن أمت ل تطيق ذلك .ث جاءه الثالثة فقال إن ال
يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلثة أحرف .فقال :أسأل ال معافاته ومغفرته ،وإن أمت
ل تطيق ذلك .ث جاءه الرابعة فقال :إن ال يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة
أحرف فأيا حرف قرأوا عليه فقد أصابوا)(.)1
-وعن عمرو بن العاص أن رجل قرأ آية من القرآن فقال له عمرو بن العاص :إنا
هي كذا وكذا لغي ما قرأ الرجل ،فقال الرجل :هكذا أقرأنيها رسول ال .فخرجا إل
( :إن هذا القرآن نزل على رسول ال حت أتياه فذكرا ذلك له ،فقال رسول ال
سبعة أحرف بأي ذلك قرأت أصبتم فل تاروا ف القرآن فإن الراء فيه كفر)(.)2
ث أحجار الراء فقال قال( :لقيت جبيل عن النب -وعن حذيفة بن اليمان
يا جبيل إن أرسلت إل أمة أمية إل الشيخ والعجوز والغلم والارية والشيخ الذي ل
يقرأ كتابا قط فقال إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)(.)3
( :أتان جبيل -وعن عبد الرحن بن أب بكرة عن أبيه قال :قال رسول ال
وميكائيل فقعد جبيل عن يين وميكائيل عن يساري فقال جبيل بسم ال -ف
حديث السن وف حديث حاد -يا ممد اقرأ القرآن على حرف .فنظرت إل ميكائيل
فقال :استزده .فقلت :زدن .فقال :بسم ال ،اقرأه على حرفي .فنظرت إل ميكائيل
فقال :استزده .فقلت :زدن .فقال :بسم ال ،اقرأه على ثلثة أحرف ،فنظرت إل
ميكائيل فقال استزده فقلت زدن قال بسم ال اقرأه على خسة أحرف فنظرت إل
ميكائيل فقال استزده فقلت زدن قال بسم ال اقرأه على ستة أحرف فنظرت إل
()19
ميكائيل فقال استزده قلت زدن قال بسم ال اقرأه على سبعة أحرف)( )1وف حديث
السن بن دينار( :فنظرت إل ميكائيل فسكت فعلمت أنه قد انتهى العدة فقال جبيل
اقرأه على سبعة أحرف كلهن شاف كاف ل يضرك كيف قرأت ما ل تتم رحة
بعذاب أو عذابا برحة) ف حديث السن وف حديث حاد( :ما ل تتم آية رحة بعذاب
أو آية عذاب بغفرة).
-وعن النّزال بن سبة قال سعت عبد ال بن مسعود قال :سعت رجل قرأ آية سعت
فقال( :كلكما مسن فاقرآ) خلفها فأخذت بيده فأتيت به رسول ال من النب
قال( :فإن من كان قبلكم قال شعبة – أحد رواة الديث – أكب علمي أن النب
اختلفوا فأُهلكوا)(.)2
معن حديث الحرف السبعة.
قبل أن ندخل بيان الراد بالحرف السبعة ف الحاديث ل بد أن نشي إل مقدمات
ومعال ل بد منها ف للوصول إل فهم صحيح لذا الديث التواتر(.)3
-1حديث نزول القرآن على سبعة أحرف بلغ حد التواتر ،فصار قطعيا يب
العتقاد به ،سواء علمنا الراد بالحرف السبعة أو ل نعلم ،ومن أنكر نزول
القرآن على سبعة أحرف مع معرفته بذه الحاديث فقد كفر.
يقول المام الدان :وجلة ما نعتقده من هذا الباب ...ونذهب إليه ونتاره أن القرآن
منل على سبعة أحرف ،كلها شاف كاف وحق وصواب ،وأن ال تعال قد خي القراء
ف جيعها ،وصوبم إذا قرؤوا بشيء منها ،وأن هذه الحرف السبعة الختلف معانيها تارة
وألفاظها تارة مع اتفاق العن ليس فيها تضاد ،ول تناف للمعن ،ول إحالة ول فساد،
وأنا ل ندري حقيقة أي هذه السبعة الحرف كان آخر العرض ،أو آخر العرض كان
ببعضها دون جيعها ،وأن جيع هذه السبعة أحرف قد كانت ظهرت واستفاضت عن
)(1رواه أحد .5/124وابن عبد الب ف التمهيد .5/286ونوه متصرا عند النسائي ف السنن الكبى رقم(
.1/327 )1013وابن حبان رقم( .3/2 )737ف ممع الزوائد .7/151
)(2رواه البخاري .4/1929
)(3ينظر :مناهل العرفان للزرقان 1/147وما بعدها .الدخل لب شهبة 156وما بعدها.
()20
رسول ال ،وضبطتها المة على اختلفها عنه وتلقتها منه ،ول يكن شيء منها
مشكوكا فيه ول مرتابا به)()1
-2أن الحاديث نصت على الكمة من تعدد الحرف :وهي التيسي على
السلمي الذين نزل القرآن بلغتهم بالقرآن إذ كانوا قبائل كثية وبينهم
اختلف ف اللهجات ونبات الصوات وطريقة الداء وشهرة بعض اللفاظ
ف بعض الدلولت على رغم أن لسانم عرب ،فلو أخذوا كلهم بقراءة القرآن
على حرف واحد لشق ذلك عليهم ،وهذا المر واضح ف قول النب ف
(أسأل ال معافاته الديث( :فرددت إليه أن هون على أمت) وقوله
لقي جبيل فقال يا جبيل ومغفرته وإن أمت ل تطيق ذلك) ومن أنه
(إن أرسلت إل أمة أمية فيهم الرجل والرأة والغلم والارية والشيخ الفان
الذي ل يقرأ كتابا قط) ال.
-3أن هذه الحرف كلها على اختلفها كلم ال تعال ل مدخل لبشر فيها ،بل
بدليل قوله كلها نازلة من عنده تعال مأخوذ بالتلقي عن رسول ال
لكل من الختلفي بعد أن سع قراءته (هكذا أنزلت) وقول الخالف لصاحبه
(أقرأنيها رسول ال ) ،ولو صح لحد أن يغي ما شاء من القرآن برادفه أو
غي مرادفه لبطلت قرآنية القرآن وأنه كلم ال ولذهب العجاز ،ولا تقق
إنا نن نزلنا الذكر وإنا له لافظون [الجر .]9 قوله سبحانه وتعال
وقال الذين ل يرجون لقاءنا ائت بقرآن غي هذا أو بدله وقوله سبحانه:
قل ما يكون ل أن أبدله من تلقاىء نفسي إن أتبع إل ما يوحى إل إن
أخاف إن عصيت رب عذاب يوم عظيم .قل لو شاء ال ما تلوته عليكم
ول أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفل تعقلون [ يونس -15
]16فل يوز لحد مهما كان أمره أن يبدل ف القرآن ويغي برادف أو
غي مرادف ما ل يكن نازلً على النب .ولو سلمنا بالثار الواردة
()21
باستبدال كلمة برادفها فذلك ممول على الذن ف أول المر ،ولكنه ل
يستمر ،حيث كان المر الصريح بقول النب ( :اقرؤوا كما علمتم).
-4أن المة مية ف القراءة بأي حرف من هذه الحرف من غي إلزام بواحد
منها ،ومن قرأ برف منها فقد أصاب ،وليس لحد أن ينكر عليه ،بدليل قوله
(فاقرؤوا ما تيسر منه) وقول جبيل( :فأيا حرف قرؤوا به فقد أصابوا).
-5أن هذه التوسعة ف نزول القرآن على سبعة أحرف مظهر من مظاهر التيسي
والتخفيف على المة ،فل يوز أن تصي مصدر اختلف ونقمة ،لقوله :
عند (فل تاروا فيه فإن الراء فيه كفر) وكذلك تغي وجهه الشريف
اختلفهم مع قوله (إنا أهلك من قبلكم الختلف) وضربه ف صدر أُب بن
كعب حي جال باطره حديث السوء ف هذا الوضوع الليل ،وعدم
موافقته لعمر وأُب وابن مسعود وعمرو بن العاص ف إنكارهم الشديد لن
خالفهم ف القراءة.
-6أن الصحابة كانوا متحمسي ف الدفاع عن القرآن مستبسلي ف
الحافظة على التنيل ،متيقظي لكل من يدث فيه حدثا ،ولو كان عن طريق
الداء واختلف اللهجات ،مبالغي ف هذه اليقظة حت ليأخذون ف هذا الباب
بالظنة ،وينافحون عن القرآن بكل عناية وهة ،وحسبك استدلل على ذلك
ما فعل عمر بصاحبه هشام بن حكيم على حي أن هشاما كان ف
واقع المر على صواب فيما يقرأ وأنه قال لعمر تسويغا لقراءته (أقرأنيها
رسول ال) لكن عمر ل يقنع .بل لببه وساقه إل الحاكمة ول يتركه حت
قضى رسول ال لشام بأنه أصاب ،قل مثل ذلك فيما فعل أب بن كعب
بصاحبه وما كان من ابن مسعود وعمرو بن العاص وصاحبيهما.
-7أن الراد بالحرف ف الحاديث السابقة وجوه ف اللفاظ وحدها ل مالة،
بدليل أن اللف الذي صورته لنا الروايات الذكورة كان دائرا حول قراءة
اللفاظ ل تفسي العان مثل قول عمر إذا هو يقرؤها على حروف كثية ل
يقرئنيها رسول ال ث حكم الرسول أن يقرأ كل منهما وقوله هكذا
()22
أنزلت وقوله (أي ذلك قرأت فقد أصبتم) ونو ذلك ول ريب أن القراءة أداء
اللفاظ ل شرح العان.
()23
الراد بالحرف السبعة:
الحرف السبعة الت أنزلت على النب على نوعي:
-1مالف للرسم .بزيادة أو نقص أو تقدي أو تأخي.
-2موافق للرسم ولو احتمالً ،ولكنه متلف ف اللهجات.
يقول المام الهدوي فيما نقله عنه المام ابن الزري ف منجد القرئي( :الروف السبعة
الت أخب النب أن القرآن نزل عليها تري على ضربي:
أحدها :زيادة كلمة ونقص أخرى ،وإبدال كلمة مكان أخرى وتقدم كلمة على أخرى
وذلك نو ما روي عن بعضهم (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضل من ربكم ف مواسم
الج) وروي عن بعضهم (حم سق) و (إذا جاء فتح ال والنصر) فهذا الضرب وأشباهه
متروك ل توز القراءة به ،ومن قرأ بشيء منه غي معاند ول مادل عليه وجب على المام
أن يأخذه بالدب والضرب والسجن على ما يظهر له من الجتهاد.
فإن قرأ وجادل عليه ،ودعا الناس إليه وجب عليه القتل( )1لقول النب "الراء ف القرآن
كفر" ولجاع المة على اتباع الصحف الرسوم.
والضرب الثان :ما اختلف القراء فيه من إظهار وإدغام وروم وإشام وقصر ومدة تفيف
وشد وإبدال حركة بأخرى وياء بتاء وواوٍ بفاء وما أشبه ذلك من الختلف التقارب
فهذا الضرب هو الستعمل ف زماننا هذا وهو الذي عليه خط مصاحف المصار ،سوى
ما وقع ف حروف يسية
فثبت بذا أن القراءات الت نقرؤها هي بعض من الروف السبعة الت نزل عليها
القرآن)(.)2
أما معن حديث الحرف السبعة:
فقد تعددت أقول العلماء ف تفسي هذا الديث ،حت بلغت أربعي قولً ،ومن أشهر
هذه القوال:
القول الول :أن الديث مشكل ،لن لفظ الرف مشترك لفظي ل يدرى أي معانيه هو
الراد.
)(1وذلك لنه يعتب مرتدا.
)(2منجد القرئي .183-182
()24
وهذا القول مردود لوجود قرائن تدل على تعيي الراد من الحرف ف الحاديث ،وهو
أي ومن الناس من يعبد ال على حرف الوجه .ويشهد لذا الستعمال قوله تعال
على ضعف ف العبادة أو على وجه واحد ،وهو أن يعبده ف السراء دون الضراء.
القول الثان :أن الراد سبعة من العان التفقة بألفاظ متلفة ،أو سبع لغات من لغات
العرب الشهورة ف كلمة واحدة .وذلك مثل :أقبل ،وهلم ،وتعال ،وإلّ ،ونوي،
وقصدي ،وقرب .وليس الراد من هذا الوجه أن كل كلمة تقرأ بسبع لغات ،وإنا غاية ما
ينتهي إليه الختلف ف تأدية العن هو سبعة أوجه .وقد نسب ابن عبد الب هذا القول
لكثر العلماء ،واستدل له بديث أب بكرة الذي رواه أحد بسند جيد ،وف آخره (حت
بلغ سبعة أحرف ،قال كل شاف كاف ،ما ل تلط آية عذاب برحة ،أو رحة
بعذاب)(.)1
،قلت (سيعا عليما .عزيزا حكيما ،مال تلط آية وكذلك ما رواه أبو داود عن أُب
عذاب برحة أو رحة بعذاب) أبوداود ،كتاب الصلة باب إنزال القرآن على سبعة
أحرف رقم 1477،1478
وعند أحد من حديث أب هريرة (أنزل القرآن على سبعة أحرف ،عليما حكيما،
غفورا رحيما)(.)2
وعنده عن عمر (أن القرآن كله صواب مال تعل مغفرة عذابا أو عذابا مغفرة)()3
القول الثالث :قول المام ابن الزري:
وأما ابن الزري فيقول :قد تتبعت صحيح القراءات وشاذها وضعيفها ومنكرها فإذا هي
يرجع اختلفها إل سبعة أوجه ل يرج عنها
- 1وذلك إما ف الركات بل تغي ف العن والصورة نو البخل بأربعة أوجه ويسب
بوجهي
البقرة 37 فتلقى ءادم من ربه كلمت2 - 2أو بتغي ف العن فقط نو
)(1رواه أحد ،5/41فيه زيد بن جدعان سيء الفظ كما قال اليثمي( ،)7/151وبقية رجال السند رجال
الصحيح.
)(2السند ،2/332صحح إسناده أحد شاكر 16/167
)(3رواه أحد .4/30
()25
برفع لفظ آدم ونصب لفظ كلمات وبالعكس
أو هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت - 3وإما ف الروف بتغي العن ل الصورة نو
فتثبتوا . تتلو .فتبينوا
- 4وعكس ذلك أي تغيي الصورة ل العن نو بصطة و بسطة ونو
الصراط و السراط .
فاسعوا . - 5أو بتغيالصورة والعن نو فامضوا
- 6وإما ف التقدي والتأخي نو َفيَقتُلون ويُقتَلون بفتح ياء الضارعة مع بناء الفعل
للفاعل ف إحدى الكلمتي وبضمها مع بناء الفعل للمفعول ف الكلمة الخرى
- 7أو ف الزيادة والنقصان كزيادة حرف نو أوصى و وصى أو زيادة كلمة
تري تتها النار . نو :تري من تتها النار و
فهذه سبعة ل يرج الختلف عنها
ونلحظ أن ابن الزري ل يذكر من أوجه الختلف ما كان من قبيل الصول ،نو
صلة الاء والمالة والدغام والدود وغي ذلك .رغم أنه نقل عن الهدوي أن أحد
ضرب اختلف الحرف السبعة هو الختلف ف الظهار والدغام والد ونو ذلك
كما مر معنا.
القول الرابع :وهو قول المام أبو الفضل الرازي ف اللوائح
وهو أن الختلف ف الكلم ل يرج عن سبعة أوجه:
الول :اختلف الساء من إفراد وتثنية وجع وتذكي وتأنيث ،مثاله :قوله سبحانه
[ الؤمنون ]8 :قرىء هكذا لماناتم جعا والذين هم لمنـٰتهم وعهدهم راعون
وقرىء لمانتهم بالفراد
الثان :اختلف تصريف الفعال من ماض ومضارع وأمر ،مثاله :قوله سبحانه :فقالوا
ـعِد بي أسفارنا [ سبأ ]19قرىء هكذا بنصب لفظ ربنا على أنه منادى ربّنا ب ٰ
وبلفظ باعِد فعل (دعاء) ،وقرىء هكذا (ربّنا بعّدَ) برفع (ربّ) على البتداء وبلفظ (بعّدَ)
فعل ماضيا مضعّف العي جلته خب .
()26
ول يضار كاتب ول شهيد الثالث :اختلف وجوه العراب ،مثاله :قوله سبحانه
[البقرة ]282قرىء بفتح الراء وضمها ،فالفتح على أن ل ناهية فالفعل مزوم بعدها،
أما الضم فعلى أن ل نافية فالفعل مرفوع بعدها .
الرابع :الختلف بالنقص والزيادة ،مثاله :قوله سبحانه :إن ال هو الغن الميد
بنقص كلمة إن ال الغن الميد [الديد ]24قرىء بذا اللفظ ،وقرىء أيضا
(هو).
[آل عمران ]195 وقاتَلوا وقُتِلوا الامس :الختلف بالتقدي والتأخي ،مثاله:
. وقُتِلوا وقاتلوا قرىء
وانظر إل العظام كيف ننشزها السادس :الختلف بالبدال ،مثاله :قوله سبحانه
بالراء. ننشرها [البقرة ]259بالزاي وقرىء
السابع :اختلف اللغات (اللهجات) كالفتح والمالة والترقيق والتفخيم والظهار
والدغام ونو ذلك.
وهذا الذهب هو أوسع الذاهب الت اعتمدت على الستقراء ،وقد قاربه كل القرب
مذهب المام ابن قتيبة والحقق ابن الزري والقاضي ابن الطيب ،ول فرق بي آرائهم
وبي هذا الرأي إل اختلف ف طرق التتبع والستقصاء والتعبي ،وزاد عليهم الرازي
بالوجه السابع ،وهو اختلف اللهجات .حت قال العلمة ابن حجر ما نصه (وقد أخذ أي
الرازي كلم ابن قتيبة ونقحه)(.)1
القول الرابع :سبع لغات موزعة ف القرآن فقسم بلغة قريش وقسم بلغة هذيل وقسم بلغة
هوازن ،وهكذا حت سبع لغات .وقد رُ ّد هذا القول بأن عمر وهشام رضي ال عنهما
كلها قرشي ومع ذلك اختلفا ف القراءة كما سبق ذكره.
القول الامس :أنا أوجه فصيحة من اللغات والقراءات الت نزل عليها القرآن ،ل تزيد
عن سبعة ف الكلمة الواحدة ،ول يلزم أن تبلغ الوجه هذا الد ف كل موضع من
القرآن.
()27
القول الختار:
وإذا استصحبنا الكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف وهي التيسي :فليس فيما ذكره
الرازي من أوجه اللف ما يقع به التيسي على المة إل الوجه السابع وهو اختلف
اللغات ،فمن كانت لجته فيها الدغام يصعب عليه الكلم بغيها ،وهكذا من كانت
لجته بالمالة أو بالتسهيل أوغي ذلك .أما ما ذكره الرازي وغيه من الوجه فل أرى ف
التيان به صعوبة على القارئ وال أعلم.
قال الزرقان عن وجه اختلف اللهجات( :بل هذا قد يكون أول بالسبان وأحرى
بالرعاية ف باب التخفيف والتيسي لنه قد يسهل على الرء أن ينطق بكلمة من غي لغته
ف جوهرها ول يسهل عليه أن ينطق بكلمة من غي لغته نفسها بلهجة غي لجته وطريقة
ف الداء غي طريقته
ذلك لن الترقيق والتفخيم والمز والتسهيل والظهار والدغام والفتح والمالة ونوها ما
هي إل أمور دقيقة وكيفيات مكتنفة بشيء من الغموض والعسر ف النطق على من ل
يتعودها ول ينشأ عليها ،واختلف القبائل العربية فيما مضى كان يدور على اللهجات ف
كثي من الالت وكذلك اختلف الشعوب السلمية وأقاليم الشعب الواحد منها الن
يدور ف كثي من الالت أيضا على اختلف اللهجات ،وإذن فتخفيف ال على المة
بنول القرآن على سبعة أحرف ل يتحقق إل بلحظة الختلف ف هذه اللهجات
ونقل عن ابن قتيبة قوله :ولو أراد كل فريق من هؤلء – أي قبائل العرب -أن يزول عن
لغته وما جرى عليه اعتياده طفل ويافعا وكهل لشتد ذلك عليه وعظمت الحنة فيه ول
يكن إل بعد رياضة للنفس طويلة وتذليل للسان وقطع للعادة فأراد ال برحته ولطفه أن
()1
يعل لم متسعا ف اللغات ومتصرفا ف الركات كتيسيه عليهم ف الدين)
()28
الكمة والفوائد من نزول القرآن على سبعة أحرف.
-1التخفيف على المة وإرادة التيسي با ،وهذا واضح ف قول النب
(هوّن على أمت) (وإن أمت ل تطيق ذلك).
-2إعجاز القرآن ف معانيه وأحكامه ،فتنوع القراءات تبعه تنوع ف العان،
وزيادة ف الحكام.
-3الحرف السبعة حفظت لغة العرب من الضياع ،لتضمنها خلصة هذه
اللغات.
-4ف الحرف السبعة دللة قاطعة على مصدر القرآن وصدقه ،فمع كثرة
أوجه الختلف وتنوعها ليس فيه تضاد ول تناقض ،بل كله يصدق بعضه
بعضا.
-5نزول القرآن على سبعة أحرف فيه بيان لفضل المة الحمدية بتلقيها
كتاب ربا والعتناء به ما يزيد ف أجور العاملي بكتاب ال تلوة وحفظا
ودراسة واستنباطا للحكام والعان.
-6الحرف السبعة خصيصة خاصة بالمة الحمدية ،لن الكتب السابقة
كانت تنْزل على وجه واحد ،وأُوكِل حفظها للمم السابقة ،بينما نزل
القرآن على سبعة أحرف ،وتكفل ل بفظه وصيانته وقيض له ف كل
عصر ومصر من يفظه ويتلوه ويعلّمه بأوجهه الختلفة.
()29
يقول المام أبو عمرو الدان( :وأن أمي الؤمني عثمان رضي ال عنه ومن بالضرة من
جيع الصحابة قد أثبتوا جيع تلك الحرف ف الصاحف وأخبوا عن صحتها وأعلموا
بصوابا وخيوا الناس فيها كما كان صنع رسول ال ....وأن عثمان رحه ال تعال
والماعة إنا طرحوا حروفا وقراءات باطلة غي معروفة ول ثابتة ،بل منقولة عن الرسول
نقل الحاديث الت ل يوز إثبات قرآن وقراءات با) .وهذا القول قول جاعة من الفقهاء
والقراء والتكلمي.
القول الثان :أن الصاحف تشتمل على ما يتمله رسها من الحرف السبعة فقط ،جامعة
للعرضة الخية ،وهو قول جاهي العلماء وقد صوبه المام ابن الزري.
القول الثالث :أن الصحابة اقتصروا على حرف واحد من الحرف السبعة ،وأثبتوه ف
الصاحف .وهو قول ابن جرير الطبي ومن وافقه من العلماء.
القراءات القرآنية:
()30
وأما سبب تعدد هذه الطرق فقد أجاب عنه الشيخ على ممد الضباع ف رده على نفس
السؤال من الشيخ إبراهيم شحاته السمنودى حيث قال :ـ
لا اجتمع رأى أهل المصار على اختيار القراء العشرة الشهورين وأخذوا ف تلقى
قراءاتم طبقة بعد طبقة إل أن دونوها بالتأليف.
ولا كان من واجب كل مؤلف أن ينسب كل قراءة إل صاحبها مع تعيي ناقليها عنه
طبقة بعد طبقة تقيقا لصحة سندها وعلوه وللمن من الوقوع ف التركيب ،فبتعيي
الناقلي تعددت فروعهم إل كل مؤلف وبتكرار الفروع ف التآليف تعددت الطرق حت
بلغت على ما ف الكتب الت آل المر ف أخذ القراءات منها ف العصور الوسطى وهى
تسعون كتابا ذكرها ابن الزرى ف نشره زهاء عشرة آلف طريق.
أقول :هذا قبل أن يؤلف ابن الزرى كتابه النشر ث قال الضباع :ولا ألف المام ابن
الزرى كتابه الذكور اقتصر فيه على الفروع الت عل سندها وأكثر الؤلفون من ذكرها
فجمع فيه منها ألف طريق من سبعة وثلثي كتابا وذكر معها أيضا متارات ل يسبق
تدوينها وصح سندها وتوفرت شروطها.
فائدة :طرق الشاطبية والدرة ل تزيد عن واحد وعشرين طريقا لن لكل راو طريقا
واحدا ما عدا إدريس عن خلف ف اختياره فله طريقان ف الدرة ولذلك كانت تريراتا
سهلة وخفيفة.
أما طرق الطيبة فهى كما سبق زهاء ألف طريق لن لكل راو من الرواة العشرين
طريقي وكل طريق من طريقي ال ،يقول ابن الزرى:باثني ف اثني وإل أربع ::فهى
زهاء ألف طريق تمع ولذلك كانت تريراتا صعبة وطويلة ،فبذل الحررون جهدهم
وحصروا اليات القرآنية وبينوا ما فيها من الوجه المنوعة والائزة من خلل هذه الطرق
ف تصانيفهم فجزاهم اله خيا.
هل كل ما ينسب للقراء السبعة أو العشرة ف كتب التفسي والنحو واللغة متواتر؟
فالواب عن ذلك :ليس كل ما يراه القارئ ف كتب التفسي أو اللغة أو النحو من
قراءات منسوبة إل واحد من هؤلء القراء السبعه أو العشرة متواترا إل إذا كان مذكورا
()31
ف كتاب النشر أو الشاطبية أو الدرة فقط ،وما عدا ذلك فليس بتواتر ول يقال له قراءة
سبعية أو عشرية لنقطاع سندها عنهم
الصول (أصول القراءات) :ويقصد با القواعد الطردة الت تنطبق على كل جزئيات
القاعدة ،والت يكثر دورها ويتحد حكمها.
مثالا :الستعاذة ،البسملة ،الدغام الكبي ،هاء الكناية ،الد والقصر ،المزتي من كلمة
ومن كلمتي ،المالة ،إل.
الفرش ( الكلمات الفرشية) :هي الكلمات الت يقل دورها وتكرارها ،ول يتحد
حكمها .وتسمى أيضا :الفروع.
التحريرات:
التحرير ف اللغة يطلق على عدة معان منها :التقوي ،التدقيق ،والحكام.يقال :ترير
الكتاب وغيه ،تقويه،وحرر الوزن ،دققه وحرر الرمى إذا أحكمه،
واصطلحا :تنقيح القراءة من أى خطأ أو خلل كالتركيب مثل ,ويقال له التلفيق,
قال السخاوى ف جال القراء :إن خلط هذه القراءات بعضها ببعض خطأ .وقال
القسطلن شارح البخارى ف لطائفه :يب على القارئ الحتراز من التركيب ف الطرق
وتييز بعضها من بعض وإل وقع فيما ليوز وقراءة ما ل ينل ..وقال الشيخ مصطفى
الزميى :التركيب حرام ف القرآن على سبيل الرواية ومكروه كراهة تري على ما حققه
أهل الدراية ،فالتدقيق ف القراءات وتقويها والعمل على تييز كل رواية على حده من
طرقها الصحيحة ،وعدم خلطها برواية أخرى ،هو معن التحرير وفائدته،وفيه مافظة على
كلم ال من أن يتطرق إليه أى مرم أو معيب.
()32
-مصدر القراءات هو جبيل عليه السلم.
-العلم الول للصحابة هو رسول ال وهو الرجع لم فيما اختلفوا فيه من
أوجه القراءة.
-قيام بعض الصحابة بهمة التعليم مع رسول ال إما بأمر من رسول ال
أو بإقرار منه.
-ظهور طائفة من الصحابة تصصت بالقراءة (القراء) ومنهم سبعي قارئا قتلوا
ف بئر معونة ،كما أن منهم (أبا بكر وعثمان وعلي بن أب طالب وأب بن
كعب وعبد ال بن مسعود وزيد بن ثابت وأبو موسى الشعري وأبو الدرداء)
وقد قال عنهم المام الذهب( :فهؤلء الذين بلغنا أنم حفظوا القرآن – أي
كامل -ف حياة النب وأخذ عنهم عرضا ،وعليهم دارت أسانيد قراءة
الئمة العشرة) (. )1
()33
الرحلة الثالثة :القراءات ف زمن التابعي وتابعي التابعي:
وتتد هذه الرحلة من بداية النصف الثان من القرن الول ،وحت بداية عصر التدوين
للعلوم السلمية وتتميز هذه الرحلة با يلي:
-إقبال جاعة من كل مصر على تلقي القرآن من هؤلء القراء الذين تلقوه
بالسند عن رسول ال و توافق قراءتم رسم الصحف العثمان.
-تفرغ قوم للقراءة والخذ واعتنوا بضبط القراءة حت صاروا أئمة يقتدى بم
ف القراءة ،وأجع أهل بلدهم على تلقي القراءة منهم بالقبول ،ولتصديهم
للقراءة وملزمتهم لا وإتقانم نسبت القراءة إليهم وتيز منهم:
oف الدينة :أبو جعفر زيد بن القعقاع(ت )130وشيبة بن
نصاح( )130ونافع بن أب نعيم (.)169
oوف مكة :عبد ال بن كثي ( )120وحيد العرج ()130
وممد ابن ميصن (.)123
oوف الكوفة :يي بن وثاب ( )103وعاصم بن أب النجود (
)129وسليمان العمش ( )148وحزة الزيات ()156
وعلي الكسائي (.)189
oوف البصرة :عبد ال بن أب إسحاق ( )129وعيسى بن عمر
( )149وأبو عمرو بن العلء ( )154وعاصم الحدري (
)128ويعقوب الضرمي (.)205
oوف الشام :عبد ال بن عامر ( )118وعطية بن قيس الكلب
( )121ويي بن الارث الذماري (.)145
()34
-تسبيع السبة والقتصار عليهم ،وأول من قام بذلك المام أبو بكر أممد بن
موسى بن ماهد (ت )324وكان لشهرته العلمية أثر كبي ف اشتهار
القراءات الشبع الت اختارها.
-بدأ ظهور وتبلور شروط القراءة الصحيحة وتييز الصحيح من الشاذ .ويقال
بأن أول من ألف ف القراءات الشواذ هو ان ماهد أيضا حيث ألف كتابه
أساه (الشواذ) إل أن هذا الكتاب مفقود.
-الحتجاج للقراءات الصحيحة ف جوانبها اللغوية (صوتيا وصرفيا ونويا).
-توال التأليف ف القراءات السبع ،فألف مكي ابن أب طالب القيسي كتابيه
التبصرة والكشف ،وألف أبو عمرو الدان (ت )444التيسي ف القراءات
السبع وجامع البيان ونظم المام الشاطب (ت )590التيسي ف حرز المان
ووجه التهان(الشاطبية).
-مرحلة إفراد القراءات ف مؤلفات خاصة با ،أو جع أقل من السبعة أو أكثر
من السبعة لدفع ما علق ف أذهان الكثيين من أن القراءات السبعة هي
الحرف السبعة ،لبيان أن هناك قراءات أخرى غي السبعة الت جعها ابن
ماهد وهي قراءات مقبولة وصحيحة ،وتوج ذلك وختم بكتاب ابن الزري
النشر ف القراءات العشر ومنظومته طيبة النشر ف القراءات العشر.
()35
ورواية قالون ف ليبيا تونس وأجزاء من الزائر.
ورواية ورش ف الزائر والغرب وموريتانيا ومعظم الدول الفريقية.
ورواية الدوري عن أب عمرو ف السودان والصومال وحضرموت ف اليمن.
عرفنا فيما سبق من خلل تاريخ القراءات أن هناك شروطا للقراءة القبولة تيزها عن
غيها من القراءات وفيما يلي نبي هذه الشروط.
()36
القراءات العشر التواترة:
القراءات التواترة هي عشر قراءات ،تنسب كل قراءة إل إمام من أئمة القراءة ،وهذه
النسبة ليست نسبة اختراع وإياد ولكنها نسبة ملزمة وإتقان ،ولكل قارئ راويان:
قراءة المام نافع الدن .رواها عنه عيسى بن مينا(:قالون) ،عثمان بن سعيد الصري:
(وَرش).
قراءة المام عبد ال بن كثي الكي :رواها عنه أحد بن عبد ال بن أب بزة (البزي)
ممد بن عبد الرحن الكي (قنبل).
قراءة المام أب عمر بن العلء البصري :رواها عنه حفص بن عمر (الدوري) وصال
بن زياد الرستب (السوسي).
قراءة المام عبد ال بن عامر اليحصب الشامي :رواها عنه :هشام بن عمار الدمشقي،
وعبد ال بن أحد بن ذكوان.
قراءة المام عاصم بن أب النجود الكوف :رواها عنه أبو بكر بن عياش الكوف (شعبة)،
حفص بن سليمان الغاضري.
قراءة المام حزة بن حبيب الزيات الكوف:رواها عنه خلف بن هشام بن ثعلب البزار،
وخلد بن خالد.
قراءة المام علي بن حزة الكسائي الكوف :رواها عنه أبو الارث الليث بن خالد
البغدادي ،وحفص بن عمر الدوري رواي أب عمر البصري.
قراءة المام أب جعفر يزيد بن القعقاع الدن :رواها عنه عيسى بن وردان أبو الارث
الذاء ،وسليمان بن مسلم بن جاز.
قراءة المام يعقوب بن إسحاق الضرمي البصري :رواها عنه ممد بن التوكل
( ُر َويْس) ،و َروْح بن عبد الؤمن.
قراءة المام خلف بن هشام البزار الكوف :رواها عنه :إسحاق بن إبراهيم بن عثمان،
وإدريس بن عبد الكري الداد.
القراءات الشاذة:
تعريف القراءة الشاذة :هي القراءة الت اختل فيها ركن من أركان القراءة الثلثة.
()37
وأشهر القراءات الشاذة أربعة:
قراءة ابن ميصن :ممد بن عبد الرحن الكي.
قراءة يي اليزيدي :أبو ممد بن البارك البصري.
قراءة السن البصري.
قراءة سليمان بن مهران العمش.
()38
يقول المام البغوي( :جع ال تعال المة بسن اختيار الصحابة على مصحف واحد،
وهو آخر العرضات على رسول ال ،كان أبو بكر أمر بكتبته( )1جعا بعدما كان
مفرقا ف الرقاع ليكون أصلً للمسلمي ،يرجعون إليه ويعتمدون عليه ،وأمر عثمان
بنسخه ف الصاحف ،وجع القوم عليه ،وأمر بتحريق ما سواه قطعا لادة اللف ،فكان
ما يالف الط التفق عليه ف حكم النسوخ والرفوع ،كسائر ما نسخ ورفع منه باتفاق
الصحابة ،والكتوب بي اللوحي هو الحفوظ من ال عز وجل للعباد،وهو المام
للمة)(.)2
وذهب المام ابن جرير الطبي :إل أن ما عليه الناس من القراءات ما يوافق خط
الصحف هو حرف واحد من الحرف السبعة ،فتكون القراءات العشر على قوله بعض
حرف
وما استدل به لذا القول أن عثمان عندما أمر الكتاب بنسخ الصاحف أمرهم أن يكتبوه
بلسان قريش.
وقد فهم البعض هذا المر بأن اقتصار على حرف واحد هوإلغاء للحروف الخرى
والواب :كما ذكر ابن الزري :أن الصحف كتب على حرف واحد ،لكن :لكونه
جرد عن النقط والشكل احتمل أكثر من حرف ،إذ ل يترك الصحابة إدغاما ول إمالة ول
ل ول نو ذلك ما هو باقي الحرف الستة وإنا تركوا ما كان قبل ذلك ل ول نق ً
تسهي ً
من زيادة كلمات ونقص أخرى ،ونو ذلك ما كان مباحا لم القراءة به) (.)3
()39
شاؤوا ويصطفون ما راق لم من ألفاظ الوفود العربية القادمة إليهم من كل صوب
وحدب ث يصقلونه ويهذبونه ويدخلونه ف دائرة لغتهم الرنة الت أذعن جيع العرب لا
بالزعامة وعقدوا لا راية المامة وعلى هذه السياسة الرشيدة نزل القرآن على سبعة
أحرف يصطفي ما شاء من لغات القبائل العربية على نط سياسة القرشيي بل أوفق ومن
هنا صح أن يقال إنه نزل بلغة قريش لن لغات العرب جعاء تثلت ف لسان القرشيي بذا
العن وكانت هذه حكمة إلية سامية فإن وحدة اللسان العام من أهم العوامل ف وحدة
المة خصوصا أول عهد بالتوثب والنهوض.
-2بيان حكم من الحكام :كقوله سبحانه :وإن كان رجل يورث كللة أو أمرأة
وله أخ أو أخت فلكل وحد منهما السدس [النساء ]12قرأ سعد بن أب وقاص (وله
أخ أو أخت من أم) بزيادة لفظ (من أم) فتبي با أن الراد بالخوة ف هذا الكم الخوة
للم دون الشقاء ومن كانوا لب وهذا أمر ممع عليه .ومثل ذلك قوله سبحانه ف
كفارة اليمي :فكفرته إطعام عشرة مسكي من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتم
[الائدة ] 89وجاء ف قراءة (أو ترير رقبة مؤمنة) بزيادة لفظ مؤمنة أو ترير رقبة
فتبي با اشتراط اليان ف الرقيق الذي يعتق كفارة يي وهذا يؤيد مذهب الشافعي ومن
نا نوه ف وجوب توافر ذلك الشرط.
فاعتزلوا النساء -ومنها المع بي حكمي متلفي بجموع القراءتي ،كقوله تعال:
[البقرة ]222قرىء بالتخفيف والتشديد ف ف الحيض ول تقربوهن حت يطهرن
حرف الطاء من كلمة يطهرن ول ريب أن صيغة التشديد تفيد وجوب البالغة ف طهر
النساء من اليض لن زيادة البن تدل على زيادة العن ،أما قراءة التخفيف فل تفيد هذه
البالغة ومموع القراءتي يكم بأمرين أحدها أن الائض ل يقربا زوجها حت يصل
أصل الطهر وذلك بانقطاع اليض ،وثانيهما أنا ل يقربا زوجها أيضا إل إن بالغت ف
الطهر وذلك بالغتسال فل بد من الطهرين كليهما ف جواز قربان النساء وهو مذهب
الشافعي ومن وافقه أيضا.
-ومنها الدللة على حكمي شرعيي ولكن ف حالي متلفي :كقوله تعال ف بيان
فأغسلوا وجوهكم وأيديكم إل الرافق وأمسحوا برءوسكم وأرجلَكم إل الوضوء
()40
[الائدة ]6قرىء بنصب لفظ (أرجلََكم) وبرها ،فالنصب يفيد طلب غسلها الكعبي
لن العطف حينئذ يكون على لفظ (وجوهَكم) النصوب وهو مغسول والر يفيد طلب
مسحها لن العطف حينئذ يكون على لفظ (رؤوسَكم) الجرور وهو مسوح وقد بي
الرسول أن السح يكون للبس الف وأن الغسل يب على من ل يلبس الف.
-ومنها دفع توهم ما ليس مرادا كقوله تعال :يأيها الذين ءامنوا إذا نودي للصلوة من
يوم المعة فاسعوا إل ذكر ال [المعة ]9وقرىء (فامضوا إل ذكر ال) فالقراءة
الول يتوهم منها وجوب السرعة ف الشي إل صلة المعة ولكن القراءة الثانية رفعت
هذا التوهم لن الضي ليس من مدلوله السرعة.
-ومنها بيان لفظ مبهم على البعض ،نو قوله تعال :وتكون البال كالعهن النفوش
[القارعة ]5وقرىء (كالصوف النفوش) فبينت القراءة الثانية أن العهن هو الصوف.
وإذا -ومنها تلية عقيدة ضل فيها بعض الناس نو قوله تعال ف وصف النة وأهلها
[النسان ]20جاءت القراءة بضم اليم وسكون رأيت ث رأيت نعيما وملكا كبيا
اللم ف لفظ (وملكا كبيا) وجاءت قراءة أخرى بفتح اليم وكسر اللم ف هذا اللفظ
نفسه فرفعت هذه القراءة الثانية نقاب الفاء عن وجه الق ف عقيدة رؤية الؤمني ل
لن اللك اليوم ل الوحد تعال ف الخرة لنه سبحانه هو اللك وحده ف تلك الدار
[غافر .]16 القهار
واللصة أن تنوع القراءات يقوم مقام تعدد اليات :وذلك ضرب من ضروب البلغة
يبتدىء من جال هذا الياز وينتهي إل كمال العجاز ،أضف إل ذلك ما ف تنوع
القراءات من الباهي الساطعة والدلة القاطعة على أن القرآن كلم ال وعلى صدق من
جاء به وهو رسول ال فإن هذه الختلفات ف القراءة على كثرتا ل تؤدي إل تناقض ف
القروء وتضاد ول إل تافت وتاذل بل القرآن كله على تنوع قراءاته يصدق بعضه بعضا
ويبي بعضه بعضا ويشهد بعضه لبعض على نط واحد ف علو السلوب والتعبي وهدف
واحد من سو الداية والتعليم وذلك من غي شك يفيد تعدد العجاز بتعدد القراءات
والروف ومعن هذا أن القرآن يعجز إذا قرىء بذه القراءة ويعجز أيضا إذا قرىء بذه
القراءة الثانية ويعجز أيضا إذا قرىء بذه القراءة الثالثة وهلم جرا ومن هنا تتعدد العجزات
()41
بتعدد تلك الوجوه والروف ،ول ريب أن ذلك أدل على صدق ممد لنه أعظم ف
اشتمال القرآن على مناح جة ف العجاز وف البيان على كل حرف ووجه وبكل لجة
ليهلك من هلك عن بينة ويي من حي عن بينة وإن ال لسميع عليم ولسان
[النفال .]42
()42
شبهات حول القراءات(:)1
()43
الواب:
هذه الشبهة الباطلة يكذبا الواقع ،وذلك أن هناك كلمات كثية جدا لو كان الرجع ف
اختلف القراءات إل الرسم لختلفوا فيها ولكنك تدهم متفقي على قراءتا بوجه واحد
رغم احتمال رسها لكثر من قراءة.
ولو تتبعنا أسانيد القراءات كلها لوجدناها تصل إل رسول ال ،فكل قارئ يقرأ وفق
ما تلقاه من شيخه حت يصل السناد إل رسول ال ،فمرجع الختلف إذا ليس
العتماد على الرسم وإنا على التلقي والشافهة .ولا كتب عثمان الصاحف أرسل مع
كل مصحف قارئا ليقرئ الناس ،ولو جاز استخراج القراءات الختلفة من الرسم لا
احتاج أن يرسل مع كل مصحف قارئا معلما.
و لو كان خلو الصاحف من الشكل والنقاط هو السبب ف تنوع القراءات واختلفها
لكانت كل قراءة يتملها رسم الصحف صحيحة معتبة قرآنًا ،وواقع المر ليس كذلك،
إذ إن القراءات القرآنية من جهة قبولا تنقسم إل أقسام؛ فهناك القراءات مقبولة ،وهناك
القراءات الردودة ،وهذا التقسيم الذي اعتمده أرباب هذا العلم يدلل على أن أي قراءة ل
يُعتد با ،ول تعتب قرآنًا إل إذا توفرت فيها شروط القبول الثلثة.
غاية ما ف المر أن خلو الصاحف من النقط والشكل سببا معينا للرسم لستيعاب
القراءات الختلفة ف الكلمة والواحدة وليس موجبا لختلف القراءات أو مصدرا من
مصادرها .وال تعال أعلم.
()44
ولذهب العجاز البيان من القرآن ،إذ كل لفظ فيه مقدر ف موضعه ل يكن أن يسد
لفظ آخر مسده.
وأما الثر الروي عن ابن مسعود فهو ضعيف ل يصح الحتجاج به ،يقول القرطب:
ولحجة ف هذا للجهال من أهل الزيغ أنه يوز إبدال حرف من القرآن بغيه ،لن ذلك
إنا كان من عبد ال تقريبا للمتعلم وتوطئة منه للرجوع إل الصواب واستعمال الق
والتكلم بالرف على إنزال ال تعال وحكاية رسول ال (.)1
()45
لسحرن [طه ]63وعن قوله تعال والقيمي الصلوة والؤتون الزكوة [ النساء
] 162وعن قوله تعال إن الذين أمنوا والذين هادوا والصبئون [ الائدة .]69
فقالت يا بن أخي هذا من عمل الكتاب قد أخطئوا ف الكتاب.
روي عن أب خلف مول بن جح أنه دخل مع عبيد بن عمي على عائشة فقال جئت
يقرؤها قالت أية آية؟ قال أسألك عن آية ف كتاب ال كيف كان رسول ال
الذين يؤتون ما آتوا أو الذين يأتون ما أتوا .قالت أيهما أحب إليك؟ قلت :والذي
نفسي بيده لحداها أحب إل من الدنيا جيعا .قالت أيهما؟ قلت الذين يأتون ما أتوا.
كذلك كان يقرؤها وكذلك أنزلت ولكن الجاء فقالت أشهد أن رسول ال
(حرف).
والواب على هذه الشبهة:
-1أن هذه الخبار كلها ل تصح عمن نسبت إليهم ،فهي ضعيفة ل تستحق
أن يرد عليها ومعارضة با ثبت بالتواتر ف قراءة القرآن .
-2على فرض صحة الروايات الذكورة :فإن كلمة لن تمل على معن
(الوجه) أو اللهجة كما ف حديث (اقرؤوا القرآن بلحون العرب) وليس
على معن الطأ.
-3أن قول عائشة (الجاء حرف) على فرض صحته هي بإسكان الراء وليس
بتشديدها ،فهي تريد أن تقول إن الجاء أي رسم الصحف حرف من
الحرف السبعة.
-4أن هذه الرواية عم أم الؤمني عائشة معارضة با ورد من سؤالا عن هذا
الوضع من سورة الؤمنون قد ورد ف فيه حديث عائشة وسؤالا النب
عن معن الية( :أهم الذين يشربون المر ويسرقون قال( :ل يا بنت
الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يافون أل يقبل
منهم)(.)1
()46
الشبهة السادسة :مالفة بعض القراءات لقواعد العربية:
طعن عدد من علماء اللغة على بعض أوجه القراءات لخالفتها الشهور من مذهبهم.
الواب:
إن موافقة اللغة العربية ولو بوجه فصيح أو أفصح شرط من شروط القراءة القبولة ،فكون
القراءة تالف الوجه الفصح ف اللغة ل يعن أنا تالف اللغة بالكلية ،لن اللغة واسعة
فيها الشهور والضعيف والنادر والغريب ،والَول بعلماء النحو أن يعلوا القراءات
التواترة حجة على العربية وحاكمة عليها وأساسا لا .ل أن يعلوا قواعد اللغة أساسا
للقراءات.
والعجب كل العجب من بعض علماء النحو أنم يثبتون لغة ببيت أو عبارة قد ل يعرف
قائلها ،ول صدق ناقلها ،ول يثبتونا بالقراءات التواترة الت نقلها أئمة القراءة.
وعِلم ال سبحانه ميط باللغات كلها ،وقد اختار منها لغة العرب لتكون لغة كتابه ،فقال
فهل أحاط النحويون باللغة أكثر من إحاطة ال بلسان عرب مبي عن القرآن
سبحانه با حت يقولوا هذا وجه ل يصح ف اللغة مع أنه منقول بالتواتر؟ تعال ال عن
ذلك.
الفراد :وهو أن يقرأ التلميذ على شيخه ختمة لكل راو أو لكل قارئ ،وهكذا حت يتم
القراءات العشر.
وهذه الطريقة هي الصل ف القراء ،ولكن لطول الزمن الذي تستغرقه القراءة ولضعف
المم توجه العلماء إل القراءة بطريقة المع.
()47
المع :هو أن يقرأ القارئ القطع القرآن بقراءاته الختلفة ،فإذا انتهى منه انتقل إل مقطع
آخر .وله عدة طرق:
طرق المع:
المع بالية :وهو أن يدد القطع القرآن بآية واحدة ،يستوف فيه القارئ خلف القراء
ث ينتقل إل قارئ آخر .وهكذا ويبدأ ف كل آية بقالون ث بن يوافقه وهكذا.
جع الاهر بالية :نفس الطريقة السابقة من حيث القطع لكنها تتلف بأن التلميذ إذا
انتهى بقارئ ف الية الول فإنه يبدأ به ف الية التالية.
المع بالوقف :وهو أن يدد القطع القرآن بالوضع الذي يقف عليه القارئ ،ويستوف
فيه أوجه القراءة ،ث ينتقل إل القطع الذي يليه.
جع الاهر بالوقف :نفس الطريقة السابقة من حيث القطع لكنها تتلف بأن التلميذ إذا
انتهى بقارئ ف القطع الول فإنه يبدأ به ف القطع التال.
قال ابن الزري:
يبدا بوجه من عليه وقفا فالاهر الذي إذا ما وقفا
متصرا مستوعبا مرتبا يعطف أقربا به فأقربا
ضابط القراءة بالمع :مراعاة حسن الوقف والبتداء ،والبعد عن التلفيق وتركيب
الوجه ف القراءة.
قال ابن الزري:
وغينا يتاره بالرف وجعنا نتاره بالوقف
ول ُيرَكّب وليُجد حسن الدا بشرطه فليع وقفا وابتدا
()48
المع بالرف :وهو أن يقرأ القارئ الية فإذا مر على كلمة فيها خلف كرر الكلمة
بسب أوجه اللف فيها ث يكمل القراءة لقارئ واحد ،وهكذا.
التيسي ف القراءات السبع :ألفه المام أبو عمرو الدان (التوف )444نسبة إل دانية
بالندلس ،وقد اشتهر هذا الكتاب بالندلس شهرة عظيمة وصار الطلبة يفظونه ويروون
القراءات بضمنه.
وما زاد ف شهرة هذا الكتاب ما قام به المام الشاطب من نظم له ف منظمته حرز
المان.
وقد استخدم رحه ال تعال ف منظومته رموزا حرفية خاصة للدللة على أساء القراء
حيث رمز لكل قارئ برف ،ولكل مموعة من القراء برمز
يقول رحه ال:
دليلً على النظوم أول أول جعلت أبا جاد على كل قارئ
مت تنقضي آتيك بالواو فيصل ومن بعد ذكري الرف أسي رجاله
()49
والقصود بـ أبا جاد ،هجاء الروف البدية (أبج ،دهز ،حطي ،كلم ،نصع ،فضق،
رست ،ثخذ ،ظغش) .كل ثلثة حروف لقارىء وراوييه ،والثاء للكوفيي ،والاء لغي
نافع (وهم ستة قراء) والذال للكوفيي وابن عامر ،والظاء للكوفيي وابن كثي ،والغي
للكوفيي وأب عمرو ،والشي لمزة والكسائي (الخوين).
كما خص بعض مموعات القراء برموز كلمة وهي:
صحاب :حفص وحزة والكسائي. صحبة :شعبة وحزة والكسائي.
سا :نافع وابن كثي وأبو عمرو. عم :نافع وابن عامر.
نفر :ابن كثي وأبو عمرو وابن عامر. حق :ابن كثي وأبو عمرو
حرمي :نافع وابن كثي (الرميان) حصن :نافع والكوفيي.
وإذا سح له النظم بذكر اسم القارئ الصريح أو لقبه فإنه يسميه وف ذلك يقول:
به موضحا جيدا معما ومول. وسوف أسي حيث يسمح نظمه
وإذا اختص القارئ بذهب معي فإنه يصه بباب خاص مثل:
الدغام لب عمرو والوقف لمزة وهشام على المز ،وف ذلك يقول:
فل بد أن يسمى فيدرى ويعقل. ومن كان ذا باب له فيه مذهب
واصطلح على ألفاظ عدها من الضداد ليكتفي بذكر أحد الضدين ولعرف الخر منه:
فيقول:
غن فزاحم بالذكاء لتفضل. وما كان ذا ضد فإن بضده
وقد مالت هذه النظومة شهرة عجيبة ،فهي علوة على كونا منظومة عليمة قيمة ،فهي
من عيون الشعر العرب وتتوى على وصايا جة لقارئ القرآن ،ومنها قوله رحه ال:
تضر حظار القدس أنقى مغسل وعش سالا صدرا وعن غيبة فغب
كقبض على جر فتنجو من البَل وهذا زمان الصب من لك بالت
سحائبها بالدمع ديا وهطل ولو أن عينا ساعدت لتوكفت
فيا ضيعة العمار تشي سبهلل ولكنها عن قسوة القلب قحطها
()50
فتح الوصيد ف شرح القصيد للمام علم الدين السخاوي (ت )643وهو تلميذ المام
الشاطب.
إبراز العان من شرح حرز المان .لب شامة القدسي وهو تلميذ السخاوي.
إرشاد الريد إل مقصود القصيد ،للعلمة الحقق علي ممد الضباع ،وله شرح آخر
متصر اسه (تقريب النفع ف القراءات السبع).
الواف ف شرح الشاطبية للشيخ عبد الفتاح القاضي.
تقريب العان ف شرح حرز المان لكل من سيد لشي أبو الفرح ،وخالد الافظ.
()51
وأقسام القراءات الشاذة ،وتعريفا موجزا بالقراء العشرة وطرقهم ،وبي مصادره فيما
ذكره ف النشر من القراءات فيما صار يعرف (بأصول النشر) وقام الدكتور أين سويد مع
مموعة من الباحثي بتحقيق بعضها فيما ساه (سلسلة أصول النشر).
وهذا الكتاب ل غن عنه لكل طالب ف علم التجويد والقراءة.
وقد اختصره ابن الزري ف كتاب أخر له ساه (تقريب النشر) وقام الشيخ زكريا
النصاري باخصار التقريب وساه (متصر تقريب النشر).
()52
قال السخاوى ف جال القراء :إن خلط هذه القراءات بعضها ببعض خطأ .وقال
القسطلن شارح البخارى ف لطائفه :يب على القارئ الحتراز من التركيب ف الطرق
وتييز بعضها من بعض وإل وقع فيما ليوز وقراءة ما ل ينل ..وقال الشيخ مصطفى
الزميى :التركيب حرام ف القرآن على سبيل الرواية ومكروه كراهة تري على ما حققه
أهل الدراية ،فالتدقيق ف القراءات وتقويها والعمل على تييز كل رواية على حده من
طرقها الصحيحة ،وعدم خلطها برواية أخرى ،هو معن التحرير وفائدته،وفيه مافظة على
كلم ال من أن يتطرق إليه أى مرم أو معيب.
أشهر كتب التحريرات:
-1كن العان بتحرير حرز المان للشيخ سليمان المزوري .وقام
المزوري بشرحه ف كتابه (الفتح الرحان شرج كن العان).
-2متصر بلوغ المنية على نظم ترير الشاطبية للضباع.
-3عمدة العرفان للزميي( .للطيبة)
-4الروض النضي للمتول( .للطيبة) وقدجع بي الكتابي جال ممد الشرف
ف كتاب واحد أساه (تريرات الطيبة على ما جاء ف عمدة العرفان)...
-5فتح الكري ف ترير أوجه القرآن الكري للمتول.
-6شرح تنقيح فتح الكري للشيخ أحد الزيات.
-7حل الشكلت وتوضيح التحريرات ف القراءات لحمد عبد الرحن
الليجي.
()53