You are on page 1of 69

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪431‬‬

‫(فأجعوا كيدكم ث أتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى (‪64‬‬

‫اختلفت القراء ف قراءة قوله ‪ { :‬فأجعوا كيدكم } فقرأته عامة قراء الدينة والكوفة { فأجعوا كيدكم } بمز اللف من { فأجعوا } ووجهوا معن ذلك إل ‪ :‬فأحكموا كيدكم واعزموا عليه‬
‫‪ :‬من قولم ‪ :‬أجع فلن الروج وأجع على الروج كما يقال ‪ :‬أزمع عليه ومنه قول الشاعر‬
‫( يا ليت شعري والن ل تنفع ‪ ...‬هل أغدون يوما وأمري ممع (‬
‫[ يعن بقوله ‪ :‬ممع ‪ :‬قد أحكم وعزم عليه ومنه قول النب صلى ال عليه وسلم ‪ [ :‬من ل يمع على الصوم من الليل فل صوم له‬
‫وقرأ ذلك بعض قراء أهل البصرة فاجعوا كيدكيم بوصل اللف وترك هزها من جعت الشيء كأنه وجهه إل معن ‪ :‬فل تدعوا من كيدكم شيئا إل جئتم به وكان بعض قارئي هذه القراءة‬
‫[ يعتل فيما ذكر ل لقراءته ذلك كذلك بقوله ‪ { :‬فتول فرعون فجمع كيده } [ طه ‪6 :‬‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب ف قراءة ذلك عندنا هز اللف من أجع لجاع الجة من القراء عليه وأن السحرة هم الذين كانوا به معروفي فل وجه لن يقال لم ‪ :‬اجعوا ما دعيتم له ما أنتم‬
‫به عالون لن الرء إنا يمع ما ل يكن عنده إل ما عنده ول يكن ذلك يوم تزيد ف علمهم با كانوا يعملونه من السحر بل كان يوم إظهاره أو كان متفرقا ما هو عنده بعضه إل بعض ول يكن‬
‫السحر متفرقا عندهم فيجمعونه وأما قوله ‪ { :‬فجمع كيده } [ طه ‪ ] 60 :‬فغي شبيه العن بقوله ‪ { :‬فأجعوا كيدكم } وذلك أن فرعون كان هو الذي يمع ويتفل با يغلب به موسى ما ل‬
‫يكن عنده متمعا حاضرا فقيل ‪ :‬فتول فرعون فجمع كيده‬
‫وقوله ‪ { :‬ث ائتوا صفا } يقول ‪ :‬احضروا وجيئوا صفا والصف ههنا مصدر ولذلك وحد ومعناه ‪ :‬ث ائتوا صفوفا وللصف ف كلم العرب موضع آخر وهو قول العرب ‪ :‬أتيت الصف اليوم‬
‫يعن به الصلى الذي يصلى فيه‬
‫وقوله ‪ { :‬وقد أفلح اليوم من استعلى } يقول ‪ :‬قد ظفر باجته اليوم من عل على صاحبه فقهره‬
‫كما حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ‪ :‬حدثت عن وهب بن منبه قال ‪ :‬جع فرعون الناس لذلك المع ث أمر السحرة فقال ‪ { :‬ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى }‬
‫أي قد أفلح من أفلج اليوم على صاحبه‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪432‬‬

‫(قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى (‪65‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬فأجعت السحرة كيدهم ث أتوا صفا فقالوا لوسى ‪ { :‬يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى } وترك ذكر ذلك من الكلم اكتفاء بدللة الكلم عليه‬
‫واختلف ف مبلغ عدد السحرة الذين أتوا يومئذ صفا فقال بعضهم ‪ :‬كانوا سبعي ألف ساحر مع كل ساحر منهم حبل وعصا‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن يعقوب بن إبراهيم قال ‪ :‬ثنا ابن علية عن هشام الدستوائي قال ‪ :‬ثنا القاسم بن أب بزة قال ‪ :‬جع فرعون سبعي ألف ساحر فألقوا سبعي ألف حبل وسبعي ألف عصا فألقى موسى‬
‫عصاه فإذا هي ثعبان مبي فاغر به فاه فابتلع حبالم وعصيهم { فألقي السحرة سجدا } عند ذلك فما رفعوا رؤوسهم حت رأوا النة والنار وثواب أهلهما فعند ذلك { قالوا لن نؤثرك على‬
‫{ ما جاءنا من البينات‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل كانوا نيفا وثلثي ألف رجل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي قال ‪ { :‬قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نن اللقي } قال لم موسى ‪ :‬ألقوا فألقوا حبالم وعصيهم وكانوا بضعة وثلثي‬
‫ألف رجل ليس منهم رجل إل ومعه حبل وعصا‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل كانوا خسة عشر ألفا‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ‪ :‬حدثت عن وهب بن منبه قال ‪ :‬صف خسة عشر ألف ساحر مع كل ساحر حباله وعصيه‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل كانوا تسع مائة‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬كان السحرة ثلث مئة من العريش وثلث مئة من فيوم ويشكون ف ثلث مئة من السكندرية فقالوا لوسى ‪ :‬إما أن‬
‫تلقي ما معك قبلنا وإما أن نلقي ما معنا قبلك وذلك قوله ‪ { :‬وإما أن نكون أول من ألقى } وأن ف قوله { إما أن } ف موضع نصب وذلك أن معن الكلم ‪ :‬اختر يا موسى أحد هذين‬
‫‪ :‬المرين ‪ :‬إما أن تلقي قبلنا وإما أن نكون أول من ألقى ولو قال قائل ‪ :‬هو رفع كان مذهبا كأنه وجهه إل أنه خب كقول القائل‬
‫( فسيا فإما حاجة تقضيانا ‪ ...‬وإما مقيل صال وصديق (‬
‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪433‬‬

‫(قال بل ألقوا فإذا حبالم وعصيهم ييل إليه من سحرهم أنا تسعى (‪66‬‬

‫وقوله ‪ { :‬قال بل ألقوا } يقول تعال ذكره ‪ :‬قال موسى للسحرة ‪ :‬بل ألقوا أنتم ما معكم قبلي وقوله { فإذا حبالم وعصيهم ييل إليه من سحرهم أنا تسعى } وف هذا الكلم متروك وهو‬
‫‪ :‬فألقوا ما معهم من البال والعصي فإذا حبالم ترك ذكره استغناء بدللة الكلم الذي ذكر عليه عنه وذكر أن السحرة سحروا عي موسى وأعي الناس قبل أن يلقوا حبالم وعصيهم فخيل‬
‫حينئذ إل موسى أنا تسعى‬
‫كما حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ‪ :‬حدثت عن وهب بن منبه قال ‪ :‬قالوا يا موسى { إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى * قال بل ألقوا } فكان أول ما اختطفوا‬
‫بسحرهم بصر موسى وبصر فرعون ث أبصار الناس بعد ث ألقى كل رجل منهم ما ف يده من العصي والبال فإذا هي حيات كأمثال البال قد ملت الوادي يركب بعضها بعضا‬
‫واختلفت القراءة ف قراءة قوله ‪ { :‬ييل إليه } فقبأ ذلك عامة قراء المصار { ييل إليه } بالياء بعن ‪ :‬ييل إليهم سعيها وإذا قرئ ذلك كذلك كانت أن ف موضع رفع وروي عن السن‬
‫البصري أنه كان يقرؤه تيل بالتاء بعن ‪ :‬تيل حبالم وعصيهم بأنا تسعى ومن قرأ ذلك كذلك كانت أن ف موضع نصب لتعلق تيل با وقد ذكر عن بعضهم أنه كان يقرؤه تيل إليه بعن‬
‫‪ :‬تتخيل إليه وإذا قرئ ذلك كذلك أيضا فـ أن ف موضع نصب بعن ‪ :‬تتخيل بالسعي لم‬
‫والقراءة الت ل يوز عندي ف ذلك غيها { ييل } بالياء لجاع الجة من القراء عليه‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪434‬‬

‫(فأوجس ف نفسه خيفة موسى (‪67‬‬

‫يعن تعال ذكره بقوله ‪ :‬فأوجس ف نفسه خوفا موسى فوجده‬

‫(قلنا ل تف إنك أنت العلى (‪68‬‬

‫وقوله ‪ { :‬قلنا ل تف إنك أنت العلى } يقول تعال ذكره ‪ :‬قلنا لوسى إذ أوجس ف نفسه خيفة { ل تف إنك أنت العلى } على هؤلء السحرة وعلى فرعون وجنده والقاهر لم‬

‫(وألق ما ف يينك تلقف ما صنعوا إنا صنعوا كيد ساحر ول يفلح الساحر حيث أتى (‪69‬‬

‫وألق ما ف يينك تلقف ما صنعوا } يقول ‪ :‬وألق عصاك تبتلع حبالم وعصيهم الت سحروها حت خيل إليك أنا تسعى }‬
‫وقوله ‪ { :‬إنا صنعوا كيد ساحر } اختلفت القراء ف قراءة قوله فقرأته عامة قراء الدينة والبصرة وبعض قراء الكوفة { إنا صنعوا كيد ساحر } برفع كيد وباللف ف ساحر بعن ‪ :‬إن الذي‬
‫صنعه هؤلء السحرة كيد من ساحر وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة إنا صنعوا كيد سحر برفع الكيد وبغي اللف ف السحر بعن إن الذي صنعوه كيد سحر‬
‫والقول ف ذلك عندي أنما قراءتان مشهورتان متقاربتا العن وذلك أن الكيد هو الكر والدعة فالساحر مكره وخدعته من سحر يسحر ومكر السحر وخدعته ‪ :‬تيله إل السحور على‬
‫خلف ما هو به ف حقيقته فالساحر كائد بالسحر والسحر كائد بالتخييل فإل أيهما أضفت الكيد فهو صواب وقد ذكر عن بعضهم أنه قرأ كيد سحر بنصب كيد ومن قرأ ذلك كذلك جعل‬
‫إنا حرفا واحدا وأعمل صنعوا ف كيد‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهذه قراءة ل أستجيز القراءة با لجاع الجة من القراء على خلفها‬
‫قوله ‪ { :‬ول يفلح الساحر حيث أتى } يقول ‪ :‬ول يظفر الساحر بسحره با طلب أين كان وقد ذكر عن بعضهم أنه كان يقول ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬أن الساحر يقتل حيث وجد وذكر بعض نويي‬
‫البصرة أن ذلك ف حرف ابن مسعود ول يفلح الساحر أين أتى وقال ‪ :‬العرب تقول ‪ :‬جئتك من حيث ل تعلم ومن أين ل تعلم وقال غيه من أهل العربية الول ‪ :‬جزاء يقتل الساحر حيث‬
‫أتى وأين أتى وقال ‪ :‬وأما قول العرب ‪ :‬جئتك من حيث ل تعلم ومن أين ل تعلم فإنا هو جواب ل يفهم فاستفهم كما قالوا ‪ :‬أين الاء والعشب‬
‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪435‬‬

‫(فألقي السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى (‪70‬‬

‫وف هذا الكلم متروك قد استغن بدللة ما ترك عليه وهو ‪ :‬فألقى موسى عصاه فتلقفت ما صنعوا { فألقي السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى } وذكر أن موسى لا ألقى ما ف‬
‫يده تول ثعبانا فالتقم كل ما كانت السحرة ألقته من البال والعصي‬
‫‪ :‬ذكر الرواية عمن قال ذلك‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد قال ‪ :‬لا اجتمعوا وألقوا ما ف أيديهم من السحر { خيل إليه من سحرهم أنا تسعى * فأوجس ف نفسه خيفة موسى * قلنا ل تف إنك‬
‫أنت العلى * وألق ما ف يينك تلقف ما صنعوا } فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبي قال ‪ :‬فتحت فما لا مثل الدحل ث وضعت مشفرها على الرض ورفعت الخر ث استوعبت كل شيء‬
‫ألقوه من السحر ث جاء إليها فقبض عليها فإذا هي عصا فخر السحرة سجدا { قالوا آمنا برب هارون وموسى * قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيكم الذي علمكم السحر فلقطعن‬
‫أيديكم وأرجلكم من خلف } قال ‪ :‬فكان أول من قطع اليدي والرجل من خلف فرعون { ولصلبنكم ف جذوع النخل } قال ‪ :‬فكان أول من صلب ف جذوع النخل فرعون‬
‫حدثنا موسى بن هارون قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي { فأوجس ف نفسه خيفة موسى } فأوحى ال إليه { ل تف } ‪ { -‬وألق ما ف يينك } ‪ { -‬تلقف ما يأفكون } ‪-‬‬
‫{ { فألقى عصاه } فأكلت كل حية لم فلما رأوا ذلك سجدوا و { قالوا آمنا برب العالي } { رب هارون وموسى‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ‪ :‬حدثت عن وهب بن منبه { فأوجس ف نفسه خيفة موسى } لا رأى ما ألقوا من البال والعصي وخيل إليه أنا تسعى وقال ‪ :‬وال إن‬
‫كانت لعصا ف أيديهم ولقد عادت حيات وما تعدو عصاي هذه أو كما حدث نفسه فأوحى ال إليه أن { ألق ما ف يينك تلقف ما صنعوا إنا صنعوا كيد ساحر ول يفلح الساحر حيث‬
‫أتى } وفرح موسى فألقى عصاه من يده فاستعرضت ما ألقوا من حبالم وعصيهم وهي حيات ف عي فرعون وأعي الناس تسعى فجعلت تلقفها تبتلعها حية حية حت ما يرى بالوادي قليل‬
‫ول كثي ما ألقوا ث أخذها موسى فإذا هي عصا ف يده كما كانت ووقع السحرة سجدا قالوا ‪ :‬آمنا برب هارون وموسى لو كان هذا سحر ما غلبنا‬

‫(قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيكم الذي علمكم السحر فلقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف ولصلبنكم ف جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى (‪71‬‬

‫وقوله ‪ { :‬قال آمنتم له قبل أن آذن لكم } يقول جل ثناؤه ‪ :‬وقال فرعون للسخرة ‪ :‬أصدقتم وأقررت لوسى با دعاكم إليه من قبل أن أطلق ذلك لكم { إنه لكبيكم } يقول ‪ :‬إن موسى‬
‫{ لعظيمكم { الذي علمكم السحر‬
‫كما حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ‪ :‬حدثت عن وهب بن منبه قال ‪ :‬لا قالت السحرة ‪ { :‬آمنا برب هارون وموسى } قال لم فرعون وأسف ورأى الغلبة والبينة ‪:‬‬
‫{ آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيكم الذي علمكم السحر } ‪ :‬أي لعظيم السحار الذي علمكم وقوله ‪ { :‬فلقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف } يقول ‪ :‬فلقطعن أيديكم وأرجلكم‬
‫مالفا بي قطع ذلك وذلك أن يقطع ين اليدين ويسرى الرجلي أو يسرى اليدين وين الرجلي فيكون ذلك قطعا من خلف وكان فيما ذكر أول من فعل ذلك فرعون وقد ذكرنا الرواية‬
‫‪ :‬بذلك وقوله ‪ { :‬ولصلبنكم ف جذوع النخل } يقول ‪ :‬ولصلبنكم على جذوع النخل كما قال الشاعر‬
‫( هم صلبوا العبدي ف جذع نلة ‪ ...‬فل عطست شيبان إل بأجدعا (‬
‫يعن على جذع نلة وإنا قيل ‪ :‬ف جذوع لن الصلوب على الشبة يرفع ف طولا ث يصي عليها فيقال ‪ :‬صلب عليها‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬ولصلبنكم ف جذوع النخل } لا رأى السحرة ما جاء به عرفوا أنه من ال فخروا سجدا وآمنوا عند ذلك قال عدو ال ‪:‬‬
‫{ فلقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف } الية‬
‫حدثنا موسى بن هارون قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي قال فرعون ‪ { :‬فلقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف ولصلبنكم ف جذوع النخل } فقتلهم وقطعهم كما قال عبد ال‬
‫بن عباس حي قالوا ‪ { :‬ربنا أفرغ علينا صبا وتوفنا مسلمي } [ آل عمران ‪ ] 193 :‬وقال كانوا ف أول النهار سحرة وف آخر النهار شهداء‬
‫وقوله ‪ { :‬ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى } يقول ‪ :‬ولتعلمن أيها السحرة أينا أشد عذابا لكم وأدوم أنا أو موسى‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪436‬‬

‫(قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنا تقضي هذه الياة الدنيا (‪72‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬قالت السحرة لفرعون لا توعدهم با توعدهم به { لن نؤثرك } فنتبعك ونكذب من أجلك موسى { على ما جاءنا من البينات } يعن من الجج والدلة على حقيقة ما‬
‫دعاهم إليه موسى { والذي فطرنا } يقول ‪ :‬قالوا لن نؤثرك على الذي جاءنا من البينات وعلى الذي فطرنا ويعن بقوله { فطرنا } خلقنا فالذي من قوله ‪ { :‬والذي فطرنا } خفض على قوله‬
‫‪ { :‬ما جاءنا } وقد يتمل أن يكون قوله ‪ { :‬والذي فطرنا } خفضا على القسم فيكون معن الكلم ‪ :‬لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات وال وقوله ‪ { :‬فاقض ما أنت قاض } يقول ‪:‬‬
‫فاصنع ما أنت صانع واعمل بنا ما بدا لك { إنا تقضي هذه الياة الدنيا } يقول ‪ :‬إنا تقدر أن تعذبنا ف هذه الياة الدنيا الت تفن ونصب الياة الدنيا على الوقت وجعلت إنا حرفا واحدا‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ‪ :‬حدثت عن وهب بن منبه { لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا } أي على ال على ما جاءنا من الجج مع بينة { فاقض‬
‫ما أنت قاض } ‪ :‬أي اصنع ما بدا لك { إنا تقضي هذه الياة الدنيا } أي ليس لك سلطان إل فيها ث ل سلطان لك بعده‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪437‬‬

‫(إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر وال خي وأبقى (‪73‬‬

‫وقوله ‪ { :‬إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا } يقول تعال ذكره ‪ :‬إنا أقررنا بتوحيد ربنا وصدقنا بوعده ووعيده وأن ما جاء به موسى حق { ليغفر لنا خطايانا } يقول ‪ :‬ليعفو لنا عن ذنوبنا‬
‫فيسترها علينا { وما أكرهتنا عليه من السحر } يقول ‪ :‬ليغفر لنا ذنوبنا وتعلمنا ما تعلمناه من السحر وعملنا به الذي أكرهتنا على تعلمه والعمل به وذكر أن فرعون كان أخذهم بتعليم‬
‫السحر‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن موسى بن سهل قال ‪ :‬ثنا نعيم بن حاد قال ‪ :‬ثنا سفيان بن عيينة عن أب سعيد عن عكرمة عن ابن عباس ف قول ال تبارك وتعال { وما أكرهتنا عليه من السحر } قال ‪ :‬غلمان دفعهم‬
‫فرعون إل السحرة تعلمهم السحر بالفرما‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬وما أكرهتنا عليه من السحر } قال ‪ :‬أمرهم بتعلم السحر قال ‪ :‬تركوا كتاب ال وأمروا قومهم بتعليم السحر‬
‫وما أكرهتنا عليه من السحر } قال ‪ :‬أمرتنا أن نتعلمه }‬
‫وقوله ‪ { :‬وال خي وأبقى } يقول ‪ :‬وال خي منك يا فرعون جزاء لن أطاعه وأبقى عذابا لن عصاه وخالف أمره‬
‫كما حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق ‪ { :‬وال خي وأبقى } ‪ :‬خي منك ثوابا وأبقى عذابا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن أب معشر عن ممد بن كعب و ممد بن قيس ف قول ال ‪ { :‬وال خي وأبقى } قال ‪ :‬خيا منك إن أطيع وأبقى منك عذابا إن عصي‬

‫(إنه من يأت ربه مرما فإن له جهنم ل يوت فيها ول يي (‪74‬‬

‫يقول تعال ذكره مبا عن قيل السحرة لفرعون ‪ { :‬إنه من يأت ربه } من خلقه { مرما } يقول مكتسبا الكفر به { فإن له جهنم } يقول ‪ :‬فإن له جهنم مأوى ومسكنا جزاء له على كفره‬
‫{ ل يوت فيها } فتخرج نفسه { ول ييا } فتستقر نفسه ف مقرها فتطمئن ولكنها تتعلق بالناجر منهم‬

‫(ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالات فأولئك لم الدرجات العلى (‪75‬‬

‫ومن يأته مؤمنا } موحدا ل يشرك به { قد عمل الصالات } يقول ‪ :‬قد عمل ما أمره به ربه وانتهى عما ناه عنه { فأولئك لم الدرجات العلى } يقول ‪ :‬فأولئك الذين لم درجات النة }‬
‫العلى‬

‫(جنات عدن تري من تتها النار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى (‪76‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ { :‬ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالات فأولئك لم الدرجات العلى } ث بي تلك الدرجات العلى ما هي فقال ‪ :‬هن { جنات عدن } يعن ‪ :‬جنات إقامة ل ظعن عنها ول‬
‫نفاد لا ول فناء { تري من تتها النار } يقول ‪ :‬تري من تت أشجارها النار { خالدين فيها } يقول ‪ :‬ماكثي فيها إل غي غاية مدودة فالنات من قوله ‪ { :‬جنات عدن } مرفوعة‬
‫بالرد على الدرجات‬
‫كما حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج ف قوله ‪ { :‬ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالات فأولئك لم الدرجات العلى } قال ‪ :‬عدن‬
‫وقوله { وذلك جزاء من تزكى } يقول ‪ :‬وهذه الدرجات العلى الت هي جنات عدن على ما وصف جل جلله ثواب من تزكى يعن ‪ :‬من تطهر من الذنوب فأطاع ال فيما أمره ول يدنس‬
‫نفسه بعصيته فيما ناه عنه‬
‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪438‬‬

‫(ولقد أوحينا إل موسى أن أسر بعبادي فاضرب لم طريقا ف البحر يبسا ل تاف دركا ول تشى (‪77‬‬

‫يقول تعال ذكره { ولقد أوحينا إل } نبينا { موسى } إذ تابعنا له الجج على فرعون فأب أن يستجيب لمر ربه وطغى وتادى ف طغيانه { أن أسر } ليل { بعبادي } يعن بعبادي من بن‬
‫إسرائيل { فاضرب لم طريقا ف البحر يبسا } يقول ‪ :‬فاتذ لم ف البحر طريقا يابسا واليبس واليبس ‪ :‬يمع أيباس تقول ‪ :‬وقفوا ف أيباس من الرض واليبس الخفف ‪ :‬يمع يبوس‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { يبسا } قال ‪ :‬يابسا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫وأما قوله { ل تاف دركا ول تشى } فإنه يعن ‪ :‬ل تاف من فرعون وجنوده أن يدركوك من ورائك ول تشى غرقا من بي يديك ووحل‬
‫وبنحو الذي قلنا ف تأويل ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس ف قوله { ل تاف دركا ول تشى } يقول ‪ { :‬ل تاف } من آل فرعون { دركا ول تشى } من البحر غرقا‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { ل تاف دركا ول تشى } يقول ‪ :‬ل تاف أن يدركك فرعون من بعدك ول تشى الغرق أمامك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج قال ‪ :‬قال ابن جريج ‪ :‬قال أصحاب موسى هذا فرعون قد أدركنا وهذا البحر قد غشينا فأنزل ال { ل تاف دركا } أصحاب فرعون‬
‫{ ول تشى } من البحر وحل‬
‫حدثن أحد بن الوليد الرملي قال ‪ :‬ثنا عمرو بن عون قال ‪ :‬ثنا هشيم عن بعض أصحابه ف قوله { ل تاف دركا ول تشى } قال ‪ :‬الوحل‬
‫واختلفت القراء ف قراءة قوله { ل تاف دركا } فقرأته عامة قراء المصار غي العمش وحزة ‪ { :‬ل تاف دركا } على الستئناف بل كما قال { واصطب عليها ل نسألك رزقا } [ طه ‪:‬‬
‫‪ ] 132‬فرفع وأكثر ما جاء ف هذا المر الواب مع ل وقرأ ذلك العمش وحزة ل تف دركا فجزما ل تاف على الزاء ورفعا { ول تشى } على الستئناف كما قال جل ثناؤه‬
‫‪ { :‬يولوكم الدبار ث ل ينصرون } [ آل عمران ‪ ] 111 :‬فاستأنف بثم ولو نوى بقوله { ول تشى } الزم وفيه الياء كان جائزا كما قال الراجز‬
‫( هزي إليك الذع ينيك الن (‬
‫وأعجب القراءتي إل أن أقرأ با { ل تاف } على وجه الرفع لن ذلك أفصح اللغتي وإن كانت الخرى جائزة وكان بعض نويي البصرة يقول ‪ :‬معن قوله { ل تاف دركا } اضرب لم‬
‫طريقا ل تاف فيه دركا قال ‪ :‬وحذف فيه كما تقول ‪ :‬زيد أكرمت وأنت تريد أكرمته وكما تقول { واتقوا يوما ل تزي نفس عن نفس شيئا } [ البقرة ‪ ] 123 - 48 :‬أي ل تزى فيه‬
‫وأما نويو الكوفة فإنم ينكرون حذف فيه إل ف الواقيت لنه يصلح فيها أن يقال ‪ :‬قمت اليوم وف اليوم ول ييزون ذلك ف الساء‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪439‬‬

‫(فأتبعهم فرعون بنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم (‪78‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬فسرى موسى ببن إسرائيل إذ أوحينا إليه أن أسر بم فأتبعهم فرعون بنوده حي قطعوا البحر فغشي فرعون وجنده من اليم ما غشيهم فغرقوا جيعا‬

‫(وأضل فرعون قومه وما هدى (‪79‬‬

‫وأضل فرعون قومه وما هدى } يقول جل ثناؤه ‪ :‬وجاوز فرعون بقومه عن سواء السبيل وأخذ بم على غي استقامة وذلك أنه سلك بم طريق أهل النار بأمرهم بالكفر بال وتكذيب }‬
‫رسله { وما هدى } يقول ‪ :‬وما سلك بم الطريق الستقيم وذلك أنه ناهم عن اتباع رسول ال موسى والتصديق به فأطاعوه فلم يهدهم بأمره إياهم بذلك ول يهتدوا باتباعهم إياه‬

‫(يا بن إسرائيل قد أنيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الين ونزلنا عليكم الن والسلوى (‪80‬‬
‫يقول تعال ذكره ‪ :‬فلما نا موسى بقومه من البحر وغشي فرعون قومه من اليم ما غشيهم قلنا لقوم موسى { يا بن إسرائيل قد أنيناكم من عدوكم } فرعون { وواعدناكم جانب الطور‬
‫الين ونزلنا عليكم الن والسلوى } وقد ذكرنا كيف كانت مواعدة ال موسى وقومه جانب الطور الين وقد بينا الن والسلوى باختلف الختلفي فيهما وذكرنا الشواهد على الصواب من‬
‫القول ف ذلك فيما مضى قبل با أغن عن إعادته ف هذا الوضع‬
‫واختلفت القراء ف قراءة قوله { قد أنيناكم } فكانت عامة قراء الدينة والبصرة يقرءونه { قد أنيناكم } بالنون واللف وسائر الروف الخر معه كذلك وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة قد‬
‫أنيتكم بالتاء وكذلك سائر الروف الخر إل قوله { ونزلنا عليكم الن والسلوى } فإنم وافقوا الخرين ف ذلك وقرءوه بالنون واللف‬
‫والقول ف ذلك عندي أنما قراءتان معروفتان باتفاق العن فبأيتهما قرأ القارئ ذلك فمصيب‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪440‬‬

‫(كلوا من طيبات ما رزقناكم ول تطغوا فيه فيحل عليكم غضب ومن يلل عليه غضب فقد هوى (‪81‬‬

‫وقوله { كلوا من طيبات ما رزقناكم } يقول تعال ذكره لم ‪ :‬كلوا يا بن إسرائيل من شهيات رزقنا الذي رزقناكم وحلله الذي طيبناه لكم { ول تطغوا فيه } يقول ‪ :‬ول تعتدوا فيه ول‬
‫يظلم فيه بعضكم بعضا‬
‫كما حدثنا علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { ول تطغوا فيه } يقول ‪ :‬ول تظلموا‬
‫وقوله { فيحل عليكم غضب } يقول ‪ :‬فينل عليكم عقوبت‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { فيحل عليكم غضب } يقول ‪ :‬فينل عليكم غضب‬
‫واختلفت القراء ف قراءة ذلك فقرأته عامة قراء الجاز والدينة والبصرة والكوفة { فيحل عليكم } بكسر الاء ومن يلل بكسر اللم ووجهوا معناه إل ‪ :‬فيجب عليكم غضب وقرأ ذلك‬
‫جاعة من أهل الكوفة فيحل عليكم بضم الاء ووجهوا تأويله إل ما ذكرنا عن قتادة من أنه فيقع وينل عليكم غضب‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب من القول ف ذلك أنما قراءتان مشهورتان قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القراء وقد حذر ال الذين قيل لم هذا القول من بن إسرائيل وقوع بأسه بم‬
‫ونزوله بعصيتهم إياه إن هم عصوه وخوفهم وجوبه لم فسواء قرئ ذلك بالوقوع أو بالوجوب لنم كانوا قد خوفوا العنيي كليهما‬
‫يقول تعال ذكره ‪ :‬ومن يب عليه غضب فينل به فقد هوى يقول فقد تردى فشقي‬
‫كما حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { فقد هوى } يقول ‪ :‬فقد شقي‬

‫(وإن لغفار لن تاب وآمن وعمل صالا ث اهتدى (‪82‬‬

‫وقوله { وإن لغفار لن تاب } يقول ‪ :‬وإن لذو غفر لن تاب من شركه فرجع منه إل اليان ل وآمن يقول ‪ :‬وأخلص ل اللوهة ول يشرك ف عبادته إياي غيي { وعمل صالا } يقول ‪:‬‬
‫وأدى فرائضي الت افترضتها عليه واجتنب معاصي { ث اهتدى } يقول ‪ :‬ث لزم ذلك فاستقام ول يضيع شيئا منه‬
‫وبنحو الذي قلنا ف تأويل قوله { وإن لغفار لن تاب وآمن وعمل صالا ث اهتدى } قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { وإن لغفار لن تاب } من الشرك { وآمن } يقول ‪ :‬وحد ال { وعمل صالا } يقول ‪ :‬أدى فرائض‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وإن لغفار لن تاب } من ذنبه { وآمن } به { وعمل صالا } فيما بينه وبي ال‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن أب جعفر الرازي عن الربيع { وإن لغفار لن تاب } من الشرك { وآمن } يقول ‪ :‬وأخلص ل وعمل ف إخلصه‬
‫واختلفوا ف معن قوله { ث اهتدى } فقال بعضهم ‪ :‬معناه ‪ :‬ل يشكك ف إيانه‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { ث اهتدى } يقول ‪ :‬ل يشكك‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬ث لزم اليان والعمل الصال‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { ث اهتدى } يقول ‪ :‬ث لزم السلم حت يوت عليه‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل معن ذلك ‪ :‬ث استقام‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن أب جعفر الرازي عن الربيع بن أنس { ث اهتدى } قال ‪ :‬أخذ بسنة نبيه صلى ال عليه وسلم‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل معناه ‪ :‬أصاب العمل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { وعمل صالا ث اهتدى } قال ‪ :‬أصاب العمل‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬عرف أمر مثيبه‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا حكام عن عنبسة عن الكلب { وإن لغفار لن تاب } من الذنب { وآمن } من الشرك { وعمل صالا } أدى ما افترضت عليه { ث اهتدى } عرف مثيبه إن خيا‬
‫فخيا وإن شرا فشرا‬
‫‪ :‬وقال آخرون با‬
‫حدثنا إساعيل بن موسى الفزاري قال ‪ :‬أخبنا عمر بن شاكر قال ‪ :‬سعت ثابتا البنان يقول ف قوله { وإن لغفار لن تاب وآمن وعمل صالا ث اهتدى } قال ‪ :‬إل ولية أهل بيت النب صلى‬
‫ال عليه وسلم‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وإنا اخترنا القول الذي اخترنا ف ذلك من أجل أن الهتداء هو الستقامة على هدى ول معن للستقامة عليه إل وقد جعه اليان والعمل الصال فمن فعل ذلك وثبت عليه‬
‫فل شك ف اهتدائه‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪442‬‬

‫(وما أعجلك عن قومك يا موسى (‪83‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وما أعجلك ؟ وأي شيء أعجلك عن قومك يا موسى فتقدمتهم وخلفتهم وراءك ول تكن معهم ؟‬

‫(قال هم أولء على أثري وعجلت إليك رب لترضى (‪84‬‬

‫قال هم أولء على أثري } يقول ‪ :‬قومي على أثري يلحقون ب { وعجلت إليك رب لترضى } يقول ‪ :‬وعجلت أنا فسبقتهم رب كيما ترضى عن }‬
‫وإنا قال ال تعال ذكره لوسى ‪ :‬ما أعجلك عن قومك ؟ لنه جل ثناؤه فيما بلغنا حي ناه وبن إسرائيل من فرعون وقومه وقطع بم البحر وعدهم جانب الطور الين فتعجل موسى إل ربه‬
‫وأقام هارون ف بن إسرائيل يسي بم على أثر موسى‬
‫كما حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ‪ :‬وعد ال موسى حي أهلك فرعون وقومه وناه وقومه ثلثي ليلة ث أتها بعشر فتم ميقات ربه أربعي ليلة تلقاه فيها با شاء‬
‫فاستخلف موسى هارون ف بن إسرائيل ومعه السامري يسي بم على أثر موسى ليلحقهم به فلما كلم ال موسى قال له { ما أعجلك عن قومك يا موسى * قال هم أولء على أثري‬
‫{ وعجلت إليك رب لترضى‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { وعجلت إليك رب لترضى } قال ‪ :‬لرضيك‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪443‬‬

‫(قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري (‪85‬‬

‫يقول ال تعال ذكره قال ال لوسى ‪ :‬فإنا يا موسى قد ابتلينا قومك من بعدك بعبادة العجل وذلك كان فتنتهم من بعد موسى ويعن بقوله { من بعدك } ‪ :‬من بعد فراقك إياهم يقول ال‬
‫تبارك وتعال { وأضلهم السامري } وكان إضلل السامري إياهم دعاءه إياهم إل عبادة العجل‬

‫(فرجع موسى إل قومه غضبان أسفا قال يا قوم أل يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردت أن يل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي (‪86‬‬

‫وقوله { فرجع موسى إل قومه } يقول ‪ :‬فانصرف موسى إل قومه من بن إسرائيل بعد انقضاء الربعي ليلة { غضبان أسفا } متغيطا على قومه حزينا لا أحدثوه بعده من الكفر بال‬
‫كما حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { غضبان أسفا } يقول ‪ :‬حزينا وقال ف الزخرف [ الية ‪ { ] 55 :‬فلما آسفونا } يقول ‪:‬‬
‫أغضبونا والسف على وجهي ‪ :‬الغضب والزن‬
‫حدثن موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي { غضبان أسفا } يقول ‪ :‬حزينا‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { ولا رجع موسى إل قومه غضبان أسفا } ‪ :‬أي حزينا على ما صنع قومه من بعده‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { أسفا } قال ‪ :‬حزينا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫وقوله { قال يا قوم أل يعدكم ربكم وعدا حسنا } يقول ‪ :‬أل يعدكم ربكم أنه غفار لن تاب وآمن وعمل صالا ث اهتدى ويعدكم جانب الطور الين وينل عليكم الن والسلوى فذلك‬
‫وعد ال السن بن إسرائيل الذي قال لم موسى ‪ :‬أل يعدكموه ربكم وقوله { أفطال عليكم العهد أم أردت أن يل عليكم غضب من ربكم } يقول ‪ :‬أفطال عليكم العهد ب وبميل نعم ال‬
‫عندكم وأياديه لديكم أم أردت أن يل عليكم غضب من ربكم ؟ يقول ‪ :‬أم أردت أن يب عليكم غضب من ربكم فتستحقوه بعبادتكم العجل وكفركم بال فأخلفتم موعدي وكان إخلفهم‬
‫موعده عكوفهم على العجل وتركهم السي على أثر موسى للموعد الذي كان ال وعدهم وقولم لارون إذ ناهم عن عبادة العجل ودعاهم ! ل السي معه ف أثر موسى { لن نبح عليه‬
‫[ عاكفي حت يرجع إلينا موسى } [ طه ‪91 :‬‬

‫(قالوا ما أخلفنا موعدك بلكنا ولكنا حلنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري (‪87‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬قال قوم موسى لوسى ‪ :‬ما أخلفنا موعدك يعنون بوعده عهده الذي كان عهده ! ليهم‬
‫كما حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى ح وحدثنا الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { موعدي } قال ‪ :‬عهدي وذلك‬
‫العهد والوعد هو ما بيناه قبل‬
‫وقوله بلكنا يب جل ذكره عنهم أنم أقروا على أنفسهم بالطأ وقالوا ‪ :‬إنا ل نطق حل أنفسنا على الصواب ول نلك أمرنا حت وقعنا ف الذي وقعنا فيه من الفتنة‬
‫وقد اختلفت القراء ف قراءة ذلك فقرأته عامة قراء الدينة { بلكنا } بفتح اليم وقرأته عامة قراء الكوفة بلكنا بضم اليم وقرأه بعض أهل البصرة بلكنا بالكسر فأما الفتح والضم فهما بعن‬
‫واحد وها بقدرتنا وطاقتنا غي أن أحدها مصدر والخر اسم وأما الكسر فهو بعن ملك الشيء وكونه للمالك‬
‫واختلف أيضا أهل التأويل ف تأويله فقال بعضهم ‪ :‬معناه ‪ :‬ما أخلفنا موعدك بأمرنا‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن عمي عن ابن عباس قوله { ما أخلفنا موعدك بلكنا } يقول ‪ :‬بأمرنا‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { بلكنا } قال ‪ :‬بأمرنا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معناه ‪ :‬بطاقتنا‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { قالوا ما أخلفنا موعدك بلكنا } ‪ :‬أي بطاقتنا‬
‫حدثنا موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي { قالوا ما أخلفنا موعدك بلكنا } يقول ‪ :‬بطاقتنا‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معناه ‪ :‬ما أخلفنا موعدك بوانا ولكنا ل نلك أنفسنا‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { ما أخلفنا موعدك بلكنا } قال ‪ :‬يقول بوانا قال ولكنه جاءت ثلثة قال ومعهم حلي استعاروه من آل فرعون وثياب‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وكل هذه القوال الثلثة ف ذلك متقاربات العن لن من ل يهلك نفسه لغلبة هواه على ما أمر فإنه ل يتنع ف اللغة أن يقول ‪ :‬فعل فلن هذا المر وهو ل يلك نفسه وفعله‬
‫وهو ل يضبطها وفعله وهو ل يطيق تركه فإذا كان ذلك كذلك فسواء بأي القراءات الثلث قرأ ذلك القارئ وذلك أن من كسر اليم من اللك فإنا يوجه معن الكلم إل ما أخلفنا موعدك‬
‫ونن نلك الوفاء به لغلبة أنفسنا إيانا على خلفه وجعله من قول القائل ‪ :‬هذا ملك فلن لا يلكه من الملوكات وأن من فتحها فإنه يوجه معن الكلم إل نو ذلك غي أنه يعله مصدرا من‬
‫قول القائل ‪ :‬ملكت الشيء أملكه ملكا وملكة كما يقال ‪ :‬غلبت فلنا أغلبه غلبا وغلبة وأن من ضمها فإنه وجه معناه إل ما أخلفنا موعدك بسلطاننا وقدرتنا أي ونن نقدر أن نتنع منه لن‬
‫كل من قهر شيئا فقد صار له السلطان عليه وقد أنكر بعض الناس قراءة من قرأه بالضم فقال ‪ :‬أي ملك كان يومئذ لبن إسرائيل وإنا كانوا بصر مستضعفي فأغفل معن القوم وذهب غي‬
‫مرادهم ذهابا بعيدا وقارئو ذلك بالضم ل يقصدوا العن الذي ظنه هذا النكر عليهم ذلك وإنا قصدوا إل أن معناه ‪ :‬ما أخلفنا موعدك بسلطان كانت لنا على أنفسنا نقدر أن نردها عما أتت‬
‫لن هواها غلبنا على إخلفك الوعد‬
‫وقوله { ولكنا حلنا أوزارا من زينة القوم } يقول ‪ :‬ولكنا حلنا أثقال وأحال من زينة القوم يعنون من حلي آل فرعون وذلك أن بن إسرائيل لا أراد موسى أن يسي بم ليل من مصر بأمر ال‬
‫إياه بذلك أمرهم أن يستعيوا من أمتعة آل فرعون وحليهم وقال إن ال مغنمكم ذلك ففعلوا واستعاروا من حلي نسائهم وأمتعتهم فذلك قولم لوسى حي قال لم { أفطال عليكم العهد أم‬
‫{ أردت أن يل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي * قالوا ما أخلفنا موعدك بلكنا ولكنا حلنا أوزارا من زينة القوم‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { ولكنا حلنا أوزارا من زينة القوم } فهو ما كان مع بن إسرائيل من حلي آل فرعون يقول ‪:‬‬
‫خطئونا با أصبنا من حلي عدونا‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { أوزارا } قال ‪ :‬أثقال وقوله { من زينة‬
‫القوم } قال ‪ :‬هي اللي الت استعاروا من آل فرعون فهي الثقال‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { ولكنا حلنا أوزارا } قال ‪ :‬أثقال { من زينة القوم } قال ‪ :‬حليهم‬
‫حدثنا موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي { ولكنا حلنا أوزارا من زينة القوم } يقول ‪ :‬من حلي القبط‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { ولكنا حلنا أوزارا من زينة القوم } قال ‪ :‬اللي الذي استعاروه والثياب ليست من الذنوب ف شيء لو كانت الذنوب‬
‫كانت حلناها نملها فليست من الذنوب ف شيء‬
‫واختلفت القراء ف قراءة ذلك فقرأ عامة قراء الدينة وبعض الكيي { حلنا } بضم الاء وتشديد اليم بعن أن موسى يملهم ذلك وقرأته عامة قراء الكوفة والبصرة وبعض الكيي حلنا‬
‫بتخفيف الاء واليم وفتحهما بعن أنم حلوا ذلك من غي أن يكلفهم حله أحد‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والقول عندي ف تأويل ذلك أنما قراءتان مشهورتان متقاربتا العن لن القوم حلوا وأن موسى قد أمرهم بمله فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب الصواب‬
‫وقوله { فقذفناها } يقول ‪ :‬فألقينا تلك الوزار من زينة القوم ف الفرة إفكذلك ألقى السامري يقول ‪ :‬فكما قذفنا نن تلك الثقال فكذلك ألقى السامري ما كان معه من تربة حافر فرس‬
‫جبيل‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { فقذفناها } قال ‪ :‬فألقيناها { فكذلك‬
‫ألقى السامري } ‪ :‬كذلك صنع‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { فقذفناها } قال ‪ :‬فألقيناها { فكذلك ألقى السامري } فكذلك صنع‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { فقذفناها } ‪ :‬أي فنبذناها‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪446‬‬

‫(فأخرج لم عجل جسدا له خوار فقالوا هذا إلكم وإله موسى فنسي (‪88‬‬

‫وقوله { فأخرج لم عجل جسدا له خوار } يقول ‪ :‬فأخرج لم السامري ما قذفوه وما ألقاه عجل جسدا له خوار ويعن بالوار ‪ :‬الصوت وهو صوت البقر‬
‫ث اختلف أهل العلم ف كيفية إخراج السامري العجل فقال بعضهم ‪ :‬صاغه صياغة ث ألقى من تراب حافر فرس جبئيل ف فمه فخار‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { فكذلك ألقى السامري } قال ‪ :‬كان ال وقت لوسى ثلثي ليلة ث أتها بعشر فلما مضت الثلثون قال عدو ال السامري ‪ :‬إنا أصابكم‬
‫الذي أصابكم عقوبة باللي الذي كان معكم فهلموا وكانت حليا تعيوها من آل فرعون فساروا وهي معهم فقذفوها إليه فصورها صورة بقرة وكان قد صر ف عمامته أو ف ثوبه قبضة من‬
‫{ أثر فرس جبئيل فقذفها مع اللي والصورة { فأخرج لم عجل جسدا له خوار } فجعل يور خوار البقر فقال { هذا إلكم وإله موسى‬
‫حدثنا السن قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة قال ‪ :‬لا استبطأ موسى قومه قال لم السامري ‪ :‬إنا احتبس عليكم لجل ما عندكم من اللي وكانوا استعاروا حليا من‬
‫آل فرعون فجمعوه فأعطوه السامري فصاغ منه عجل ث أخذ القبضة الت قبض من أثر الفرس فرس اللك فنبذها ف جوفه فإذا هو عجل جسد له خوار قالوا ‪ :‬هذا إلكم وإله موسى ولكن‬
‫موسى نسي ربه عندكم‬
‫‪ :‬وقال آخرون ف ذلك با‬
‫حدثن موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي قال ‪ :‬أخذ السامري من تربة الافر حافر فرس جبئيل فانطلق موسى واستخلف هارون على بن إسرائيل وواعدهم ثلثي‬
‫ليلة فأتها ال بعشر قال لم هارون ‪ :‬يا بن إسرائيل إن الغنيمة ل تل لكم وإن حلي القبط إنا هو غنيمة فاجعوها جيعا فاحفروا لا حفرة فادفنوها فإن جاء موسى فأحلها أخذتوها وإل كان‬
‫شيئا ل تأكلوه فجمعوا ذلك اللي ف تلك الفرة فجاء السامري بتلك القبضة فقذفها فأخرج ال من اللي عجل جسدا له خوار وعدت بنو إسرائيل موعد موسى فعدوا الليلة يوما واليوم‬
‫يوما فلما كان لعشرين خرج لم العجل فلما رأوه قال لم السامري { هذا إلكم وإله موسى فنسي } فعكفوا عليه يعبدونه وكان يور ويشي { فكذلك ألقى السامري } ذلك حي قال لم‬
‫هارون ‪ :‬احفروا لذا اللي حفرة واطرحوه فيها فطرحوه فقذف السامري تربته وقوله { فقالوا هذا إلكم وإله موسى } يقول ‪ :‬فقال قوم موسى الذين عبدوا العجل ‪ :‬هذا معبودكم ومعبود‬
‫موسى وقوله { فنسي } يقول ‪ :‬فضل وترك‬
‫ث اختلف أهل التأويل ف قوله { فنسي } من قائله ومن الذي وصف به وما معناه فقال بعضهم ‪ :‬هذا من ال خب عن السامري والسامري هو الوصوف به وقالوا ‪ :‬معناه ‪ :‬أنه ترك الدين‬
‫الذي بعث ال به موسى وهو السلم‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة قال ‪ :‬ثن ممد بن إسحاق عن حكيم بن جبي عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال ‪ :‬يقول ال { فنسي } ‪ :‬أي ترك ما كان عليه من السلم يعن السامري‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل هذا خب من ال عن السامري أنه قال لبن إسرائيل وأنه وصف موسى بأنه ذهب يطلب ربه فأضل موضعه وهو هذا العجل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس { فقذفناها } يعن زينة القوم حي أمرنا السامري لا قبض قبضة من أثر جبائيل عليه السلم فألقى‬
‫القبضة على حليهم فصار عجل جسدا له خوار { فقالوا هذا إلكم وإله موسى } الذي انطلق يطلبه { فنسي } يعن ‪ :‬نسي موسى ضل عنه فلم يهتد له‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { فنسي } يقول ‪ :‬طلب هذا موسى فخالفه الطريق‬
‫حدثنا السن قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة { فنسي } يقول ‪ :‬قال السامري ‪ :‬موسى نسي ربه عندكم‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { فنسي } موسى قال ‪ :‬هم يقولونه أخطأ‬
‫الرب العجل‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { فنسي } قال ‪ :‬نسي موسى أخطأ الرب العجل قوم موسى يقولونه‬
‫حدثن موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي { فنسي } يقول ‪ :‬ترك موسى إله ههنا وذهب يطلبه‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { هذا إلكم وإله موسى فنسي } قال ‪ :‬يقول ‪ :‬فنسي حيث وعده ربه ههنا ولكنه نسي‬
‫حدثت عن السي قال ‪ :‬سعت أبا معاذ يقول ‪ :‬أخبنا عبيد قال ‪ :‬سعت الضحاك يقول ف قوله { هذا إلكم وإله موسى فنسي } يقول ؟ نسي موسى ربه فأخطأه وهذا العجل إله موسى‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والذي هو أول بتأويل ذلك القول الذي ذكرناه عن هؤلء وهو أن ذلك خب من ال عز ذكره عن السامري أنه وصف موسى بأنه نسي ربه وأن ربه الذي ذهب يريده هو‬
‫العجل الذي أخرجه السامري لجاع الجة من أهل التأويل عليه وأنه عقيب ذكر موسى وهو أن يكون خبا من السامري عنه بذلك أشبه من غيه‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪448‬‬

‫(أفل يرون أل يرجع إليهم قول ول يلك لم ضرا ول نفعا (‪89‬‬

‫يقول تعال ذكره موبا عبدة العجل والقائلي له { هذا إلكم وإله موسى فنسي } وعابم بذلك وسفه أحلمهم با فعلوا ونالوا منه ‪ :‬أفل يرون أن العجل الذي زعموا أنه إلهم وإله موسى ل‬
‫يكلمهم وإن كلموه ل يرد عليهم جوابا ول يقدر على ضر ول نفع فكيف يكون ما كانت هذه صفته إلا ؟‬
‫كما حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى ح وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { أل يرجع إليهم قول } العجل‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { أفل يرون أل يرجع إليهم قول } قال ‪ :‬العجل‬
‫{ حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قال ال { أفل يرون أل يرجع إليهم } ذلك العجل الذي اتذوه { قول ول يلك لم ضرا ول نفعا‬

‫(ولقد قال لم هارون من قبل يا قوم إنا فتنتم به وإن ربكم الرحن فاتبعون وأطيعوا أمري (‪90‬‬

‫وقوله { ولقد قال لم هارون من قبل } ‪ :‬يقول ‪ :‬لقد قال لعبدة العجل من بن إسرائيل هارون من قبل رجوع موسى إليهم وقيله لم ما قال ما أخب ال عنه إنا فتنتم به يقول ‪ :‬إنا اختب ال‬
‫إيانكم ومافظتكم على دينكم بذا العجل الذي أحدث فيهم الوار ليعلم به الصحيح اليان منكم من الريض القلب الشاك ف دينه‬
‫كما حدثن موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي قال لم هارون { إنا فتنتم به } يقول ‪ :‬إنا ابتليتم به يقول ‪ :‬بالعجل‬
‫وقوله { وإن ربكم الرحن فاتبعون وأطيعوا أمري } ‪ :‬يقول ‪ :‬وإن ربكم الرحن الذي يعم جيع اللق نعمه فاتبعون على ما آمركم به من عبادة ال وترك عبادة العجل وأطيعوا أمري فيما‬
‫آمركم به من طاعة ال وإخلص العبادة له‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪449‬‬

‫(قالوا لن نبح عليه عاكفي حت يرجع إلينا موسى (‪91‬‬

‫وقوله { قالوا لن نبح عليه عاكفي } يقول ‪ :‬قال عبدة العجل من قوم موسى ‪ :‬لن نزال على العجل مقيمي نعبده حت يرجع إلينا موسى‬

‫(قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا (‪92‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬قال موسى لخيه هارون لا فرغ من خطاب قومه ومراجعته‬
‫إياهم على ما كان من خطأ فعلهم ‪ :‬يا هارون أي شيء منعك إذ رأيتهم ضلوا عن‬
‫دينهم فكفروا بال وعبدوا العجل أل تتبعن‬
‫واختلف أهل التأويل ف العن الذي عذل موسى عليه أخاه من تركه اتباعه‬
‫فقال بعضهم ‪ :‬عذله على تركه السي بن أطاعه ف أثره على ما كان عهد إليه‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحق عن حكيم بن‬
‫جبي عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال لا قال القوم { لن نبح عليه عاكفي حت يرجع إلينا موسى } أقام هارون فيمن تبعه من السلمي من ل‬
‫يفتت وأقام من يعبد العجل على عبادة العجل وتوف هارون إن سار بن معه‬
‫من السلمي أن يقول له موسى { فرقت بي بن إسرائيل ول ترقب قول } وكان‬
‫له هائبا مطيعا‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله‬
‫ما منعك إذ رأيتهم ضلوا * أن ل تتبعن } قال ‪ :‬تدعهم }‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل عذله على تركه أن يصلح ما كان من فساد القوم‬

‫(أل تتبعن أفعصيت أمري (‪93‬‬

‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬


‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قوله { ما منعك إذ رأيتهم ضلوا * أن ل تتبعن } قال ‪ :‬أمر موسى هارون أن يصلح ول يتبع سبيل الفسدين فذلك قوله { أن‬
‫ل تتبعن أفعصيت أمري } بذلك‬

‫(قال يا ابن أم ل تأخذ بلحيت ول برأسي إن خشيت أن تقول فرقت بي بن إسرائيل ول ترقب قول (‪94‬‬

‫وقوله { قال يا ابن أم ل تأخذ بلحيت ول برأسي } وف هذا الكلم متروك ترك ذكره استغناء بدللة الكلم عليه وهو ‪ :‬ث أخذ موسى بلحية أخيه هارون ورأسه يره إليه فقال هارون { يا‬
‫{ ابن أم ل تأخذ بلحيت ول برأسي‬
‫وقوله { إن خشيت أن تقول فرقت بي بن إسرائيل ول ترقب قول } فاختلف أهل العلم ف صفة التفريق بينهم الذي خشيه هارون فقال بعضهم ‪ :‬كان هارون خاف أن يسي بن أطاعه وأقام‬
‫على دينه ف أثر موسى ويلف عبدة العجل وقد { قالوا } له { لن نبح عليه عاكفي حت يرجع إلينا موسى } فيقول له موسى { فرقت بي بن إسرائيل ول ترقب قول } بسيك بطائفة‬
‫وتركك منهم طائفة وراءك‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قول ال تعال { ما منعك إذ رأيتهم ضلوا * أن ل تتبعن أفعصيت أمري } قال { خشيت أن تقول فرقت بي بن إسرائيل ول ترقب‬
‫قول } قال ‪ :‬خشيت أن يتبعن بعضهم ويتخلف بعضهم‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل معن ذلك ‪ :‬خشيت أن نقتتل فيقتل بعضنا بعضا‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج { إن خشيت أن تقول فرقت بي بن إسرائيل ول ترقب قول } قال ‪ :‬كنا نكون فرقتي فيقتل بعضنا بعضا حت نتفان‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وأول القولي ف ذلك بالصواب القول الذي قاله ابن عباس من أن موسى عذل أخاه هارون على تركه اتباع أمره بن اتبعه من أهل اليان فقال له هارون ‪ :‬إن خشيت أن‬
‫تقول ‪ :‬فرقت بي جاعتهم فتركت بعضهم وراءك وجئت ببعضهم وذلك بي ف قول هارون للقوم { يا قوم إنا فتنتم به وإن ربكم الرحن فاتبعون وأطيعوا أمري } وف جواب القوم له‬
‫{ وقيلهم { لن نبح عليه عاكفي حت يرجع إلينا موسى‬
‫وقوله { ول ترقب قول } يقول ‪ :‬ول تنظر قول وتفظه من مراقبة الرجل الشيء وهي مناظرته بفظه‬
‫كما حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قال ابن عباس { ول ترقب قول } قال ‪ :‬ل تفظ قول‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪450‬‬

‫(قال فما خطبك يا سامري (‪95‬‬

‫يعن تعال ذكره بقوله { فما خطبك يا سامري } قال موسى للسامري ‪ :‬فما شأنك يا سامري وما الذي دعاك إل ما فعلته‬
‫كما حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { فما خطبك يا سامري } قال ‪ :‬ما أمرك ؟ ما شأنك ؟ ما هذا الذي أدخلك فيما دخلت فيه‬
‫حدثنا موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي { قال فما خطبك يا سامري } قال ‪ :‬مالك يا سامري ؟‬
‫(قال بصرت با ل يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتا وكذلك سولت ل نفسي (‪96‬‬

‫وقوله { بصرت با ل يبصروا به } يقول ‪ :‬قال السامري ‪ :‬علمت ما ل يعلموه وهو فعلت من البصية ‪ :‬أي صرت با عملت بصيا عالا‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬لا قتل فرعون الولدان قالت أم السامري ‪ :‬لو نيته عن حت ل أراه ول أدري قتله فجعلته ف غار فأتى جبئيل فجعل‬
‫{ كف نفسه ف فيه فجعل يرضعه العسل واللب فلم يزل يتلف إليه حت عرفه فمن ث معرفته إياه حي قال { فقبضت قبضة من أثر الرسول‬
‫وقال آخرون ‪ :‬هي بعن ‪ :‬أبصرت ما ل يبصروه وقالوا ‪ :‬يقال ‪ :‬بصرت بالشيء وأبصرته كما يقال ‪ :‬أسرعت وسرعت ما شئت‬
‫ذكر من قال ‪ :‬هو بعن أبصرت‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { قال بصرت با ل يبصروا به } يعن فرس جبئيل عليه السلم‬
‫وقوله { فقبضت قبضة من أثر الرسول } يقول ‪ :‬قبضت قبضة من أثر فرس جبئيل‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة قال ‪ :‬ثن ممد بن إسحاق عن حكيم بن جبي عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال ‪ :‬لا قذفت بنو إسرائيل ما كان معهم من زينة آل فرعون ف النار‬
‫وتكسرت ورأى السامري أثر فرس جبئيل عليه السلم فأخذ ترابا من أثر حافره ث أقبل إل النار فقذفه فيها وقال ‪ :‬كن عجل جسدا له خوار فكان للبلء والفتنة‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قال قبض قبضة منه من أثر جبئيل فألقى القبضة على حليهم فصار عجل جسدا له خوار فقال ‪ :‬هذا إلكم‬
‫وإله موسى‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى ؟ وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد ف قول ال { فقبضت قبضة من أثر الرسول‬
‫فنبذتا } قال ‪ :‬من تت حافر فرس جبئيل نبذه السامري على حلية بن إسرائيل فانسبك عجل جسدا له خوار حفيف الريح فيه فهو خواره والعجل ‪ :‬ولد البقرة‬
‫واختلف القراء ف قراءة هذين الرفي فقرأته عامة قراء الدينة والبصرة { بصرت با ل يبصروا به } بالياء بعن ‪ :‬قال السامري ‪ :‬بصرت با ل يبصر به بنو إسرائيل وقرأ ذلك عامة قراء‬
‫الكوفة بصرت با ل تبصروا به بالتاء على وجه الخاطبة لوسى صلى ال عليه وسلم وأصحابه بعن ‪ :‬قال السامري لوسى ‪ :‬بصرت با ل تبصر به أنت وأصحابك‬
‫والقول ف ذلك عندي أنما قراءتان معروفتان قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القراء مع صحة معن كل واحدة منهما وذلك أنه جائز أن يكون السامري رأى جبئيل فكان عنده ما كان‬
‫بأن حدثته نفسه بذلك أو بغي ذلك من السباب أن تراب حافر فرسه الذي كان عليه يصلح لا حدث عنه حي نبذه ف جوف العجل ول يكن علم ذلك عند موسى ول عند أصحابه من بن‬
‫إسرائيل فلذلك قال لوسى ‪ { :‬بصرت با ل يبصروا به } ‪ :‬أي علمت با ل تعلموا به وأما إذا قرىء { بصرت با ل يبصروا به } بالياء فل مؤنة فيه لنه معلوم أن بن إسرائيل ل يعلموا ما‬
‫الذي يصلح له ذلك التراب‬
‫وأما قوله { فقبضت قبضة من أثر الرسول } فإن قراء المصار على قراءته بالضاد بعن ‪ :‬فأخذت بكفي ترابا من تراب أثر فرس الرسول‬
‫‪ :‬وروي عن السن البصري و قتادة ما‬
‫حدثن أحد بن يوسف قال ‪ :‬ثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا هشيم عن عباد بن عوف عن السن أنه قرأها { فقبضت قبضة } بالصاد‬
‫وحدثن أحد بن يوسف قال ‪ :‬ثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا هشيم عن عباد عن قتادة مثل ذلك بالصاد بعن ‪ :‬أخذت بإصابعي من تراب أثر فرس الرسول والقبضة عند العرب ‪ :‬الخذ بالكف كلها‬
‫والقبصة ‪ :‬الخذ باطراف الصابع‬
‫وقوله { فنبذتا } يقول ‪ :‬فألقيتها { وكذلك سولت ل نفسي } يقول ‪ :‬وكما فعلت من إلقائي القبضة الت قبضت من أثر الفرس على اللية الت أوقد عليها حت انسبكت فصارت عجل‬
‫جسدا له خوار { سولت ل نفسي } يقول ‪ :‬زينت ل نفسي أنه يكون ذلك كذلك‬
‫كما حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد { وكذلك سولت ل نفسي } قال ‪ :‬كذلك حدثتن نفسي‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪452‬‬

‫(قال فاذهب فإن لك ف الياة أن تقول ل مساس وإن لك موعدا لن تلفه وانظر إل إلك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ث لننسفنه ف اليم نسفا (‪97‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬قال موسى للسامري ‪ :‬فاذهب فإن لك ف أيام حياتك أن تقول ‪ :‬ل مساس ‪ :‬أي ل أمس ول أمس وذكر أن موسى أمر بن إسرائيل أن ل يؤاكلوه ول يالطوه ول يبايعوه‬
‫فلذلك قال له ‪ :‬إن لك ف الياة أن تقول ل مساس فبقي ذلك فيما ذكر ف قبيلته‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قال ‪ :‬كان وال السامري عظيما من عظماء بن إسرائيل من قبيلة يقال لا سامرة ولكن عدو ال نافق بعد ما قطع البحر مع بن‬
‫إسرائيل قوله { فاذهب فإن لك ف الياة أن تقول ل مساس } فبقاياهم اليوم يقولون ل مساس‬
‫وقوله { وإن لك موعدا لن تلفه } اختلفت القراء ف قراءته فقرأته عامة قراء أهل الدينة والكوفة { لن تلفه } بضم التاء وفتح اللم بعن ‪ :‬وإن لك موعدا لعذابك وعقوبتك على ما فعلت‬
‫من إضللك قومي حت عبدوا العجل من دون ال لن يلفه ال ولكن يذيقكه وقرأ ذلك السن و قتادة و أبو نيك وإن لك موعدا لن تلفه بضم التاء وكسر اللم بعن ‪ :‬وإن لك موعدا لن‬
‫تلفه أنت يا سامري وتأولوه بعن ‪ :‬لن تغيب عنه‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا يي بن واضح قال ‪ :‬ثنا عبد الؤمن قال ‪ :‬سعت أبا نيك يقرأ لن تلفه أنتيقول ‪ :‬لن تغيب عنه‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة وإن لك موعدا لن تلفه ! يقول لن تغيب عنه‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والقول ف ذلك عندي أنما قراءتان مشهورتان متقاربتا العن لنه ل شك أن ال موف وعده للقه بشرهم لوقف الساب وأن اللق موافون ذلك اليوم فل ال ملفهم‬
‫ذلك ول هم ملفوه بالتخلف عنه فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب الصواب ف ذلك‬
‫وقوله { وانظر إل إلك الذي ظلت عليه عاكفا } يقول ‪ :‬وانظر إل معبودك الذي ظلت عليه مقيما تعبده‬
‫كما حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله ‪ { :‬ظلت عليه عاكفا } الذي أقمت عليه‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قال ‪ :‬فقال له موسى { وانظر إل إلك الذي ظلت عليه عاكفا } يقول ‪ :‬الذي أقمت عليه وللعرب ف‬
‫ظلت ‪ :‬لغتان ‪ :‬الفتح ف الظاء وبا قرأ قراء المصار والكسر فيها وكان الذين كسروا نقلوا حركة اللم الت هي عي الفعل من ظللت إليها ومن فتحها أقر حركتها الت كانت لا قبل أن‬
‫‪ :‬يذف منها شيء والعرب تفعل ف الروف الت فيها التضعيف ذاك فيقولون ف مسست مست ومست وف همت بذلك ‪ :‬هت به وهل أحست فلنا وأحسسته كما قال الشاعر‬
‫( خل أن العتاق من الطايا ‪ ...‬أحسن به فهن إليه شوس (‬
‫وقوله { لنحرقنه } اختلفت القراء ف قراءة ذلك فقرأته عامة قراء الجاز والعراق { لنحرقنه } بضم النون وتشديد الراء بعن ‪ :‬لنحرقنه بالنار قطعة قطعة وروي عن السن البصري أنه‬
‫كان يقرأ ذلك { لنحرقنه } بضم النون وتفيف الراء بعن ‪ :‬لنحرقنه بالنار إحراقة واحدة وقرأه أبو جعفر القارىء لنحرقنه بفتح النون وضم الراء بعن ‪ :‬لنبدنه بالبارد من حرقته أحرقه‬
‫‪ :‬وأحرقه كما قال الشاعر‬
‫( بذي فرقي يوم بنو حبيب ‪ ...‬نيوبم علينا يرقونا والصواب (‬
‫ف ذلك عندنا من القراءة { لنحرقنه } بضم النون وتشديد الراء من الحراق بالنار‬
‫كما حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله ‪ { :‬لنحرقنه } يقول ‪ :‬بالنار‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس { لنحرقنه } فحرقه ث ذراه ف اليم وإنا اخترت هذه القراءة لجاع الجة من القراء عليها‬
‫‪ :‬وأما أبو جعفر فإن أحسبه ذهب إل ما‬
‫حدثنا به موسى بن هارون قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي { وانظر إل إلك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ث لننسفنه ف اليم نسفا } ث أخذه فذبه ث حرقه بالبد ث ذراه ف‬
‫اليم فلم يبق بر يومئذ إل وقع فيه شيء منه‬
‫حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { وانظر إل إلك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ث لننسفنه ف اليم نسفا } قال ‪ :‬وف بعض القراءة لنذبنه ث لنحرقنه ث لننسفنه ف اليم‬
‫نسفا‬
‫{ حدثنا السن قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة ف حرف ابن مسعود { وانظر إل إلك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ث لننسفنه ف اليم نسفا‬
‫وقوله { ث لننسفنه ف اليم نسفا } يقول ‪ :‬ث لنذرينه ف البحر تذرية يقال منه ‪ :‬نسف فلن الطعام بالنسف ‪ :‬إذا ذراه فطي عنه قشوره وترابه باليد أو الريح‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { ث لننسفنه ف اليم نسفا } يقول ‪ :‬لنذرينه ف البحر‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قال ‪ :‬ذراه ف اليم واليم ‪ :‬البحر‬
‫حدثنا موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي قال ‪ :‬ذراه ف اليم‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة ف اليم قال ‪ :‬ف البحر‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪454‬‬

‫(إنا إلكم ال الذي ل إله إل هو وسع كل شيء علما (‪98‬‬

‫وقوله { إنا إلكم ال الذي ل إله إل هو } يقول ‪ :‬ما لكم أيها القوم معبود إل الذي له عبادة جيع اللق ل تصلح العبادة لغيه ول تنبغي أن تكون إل له { وسع كل شيء علما } يقول ‪:‬‬
‫أحاط بكل شيء علما فعلمه فل يفى عليه منه شيء ول يضيق عليه علم جيع ذلك يقال منه ‪ :‬فلن يشع لذا المر ‪ :‬إذا أطاقه وقوي عليه ول يسع له ‪ :‬إذا عجز عنه فلم يطقه ول يقو عليه‬
‫‪ :‬وكان قتادة يقول ف ذلك ما‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وسع كل شيء علما } يقول ‪ :‬كل شيء علما تبارك وتعال‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪455‬‬

‫(كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا (‪99‬‬
‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬كما قصصنا عليك يا ممد نبأ موسى وفرعون وقومه وأخبار بن إسرائيل مع موسى { كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق } يقول ‪:‬‬
‫كذلك نبك بأنباء الشياء الت لد سبقت من قبلك فلم تشاهدها ول تعاينها وقوله { وقد آتيناك من لدنا ذكرا } يقول تعال ذكره لحمد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وقد آتيناك يا ممد من عندنا‬
‫ذكرا يتذكر به ويتعظ به أهل العقل والفهم وهو هذا القرآن الذي أنزله ال عليه فجعله ذكرى للعالي‬

‫(من أعرض عنه فإنه يمل يوم القيامة وزرا (‪100‬‬

‫وقوله { من أعرض عنه } يقول تعال ذكره ‪ :‬من ول عنه فأدبر فلم يصدق به ول يقر { فإنه يمل يوم القيامة وزرا } يقول ‪ :‬فإنه يأت ربه يوم القيامة يمل حل ثقيل وذلك الث العظيم‬
‫{ كما حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { يوم القيامة وزرا } قال ‪ { :‬إثا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬

‫(خالدين فيه وساء لم يوم القيامة حل (‪101‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬خالدين ف وزرهم فاخرج الب جل ثناؤه عن هؤلء ستعرضي عن ذكره ف الدنيا أنم خالدون ف أوزارهم والعن ‪ :‬أنم خالدون ف النار بأوزارهم ولكن لا كان معلوما‬
‫الراد من الكلم اكتفي با ذكر عما ل يذكر‬
‫وقوله { وساء لم يوم القيامة حل } يقول تعال ذكره ‪ :‬وساء ذلك المل والثقل من الث يوم القيامة حل وحق لم أن يسوءهم ذلك وقد أوردهم مهلكة ل منجى منها‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { وساء لم يوم القيامة حل } يقول ‪ :‬بئسما حلوا‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { وساء لم يوم القيامة حل } يعن بذلك ‪ :‬ذنوبم‬

‫(يوم ينفخ ف الصور ونشر الجرمي يومئذ زرقا (‪102‬‬

‫وقوله { يوم ينفخ ف الصور } يقول تعال ذكره ‪ :‬وساء لم يوم القيامة يوم ينفخ ف الصور فقوله { يوم ينفخ ف الصور } رد على يوم القيامة وقد بينا معن النفخ ف الصور وذكرنا اختلف‬
‫الختلفي ف معن الصور والصحيح ف ذلك من القول عندي بشواهده الغنية عن إعادته ف هذا الوضع قبل‬
‫واختلفت القراء ف قراءة ذلك فقرأته عامة قراء المصار { يوم ينفخ ف الصور } بالياء وضمها على ما ل يسم فاعله بعن ‪ :‬يوم يأمر ال إسرافيل فينفخ ف الصور وكان أبو عمرو بن العلء‬
‫يقرأ ذلك يوم ننفخ ف الصور ( بالنون بعن ‪ :‬يوم ننفخ نن ف الصور كان الذي دعاه إل قراءة ذلك كذلك طلبه التوفيق بينه وبي قوله { ونشر الجرمي } إذ كان ل خلف بي القراء ف‬
‫نشر أنا بالنون‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والذي أختار ف ذلك من القراءة يوم ينفخ بالياء على وجه ما ل يسم فاعله لن ذلك هو القراءة الت عليها قراء المصار لن كان للذي قرأ أبو عمرو وجه غي فاسد‬
‫وقوله { ونشر الجرمي يومئذ زرقا } يقول تعال ذكره ‪ :‬ونسوق أهل الكفر بال يومئذ إل موقف القيامة رزقا فقيل ‪ :‬عن بالزرق ف هذا الوضع ‪ :‬ما يظهر ف أعينهم من شدة العطش الذي‬
‫[ يكون بم عند الشر لرأي العي من الزرق وقيل ‪ :‬أريد بذلك أنم يشرون عميا كالذي قال ال { ونشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا } [ السراء ‪67 :‬‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪456‬‬

‫(يتخافتون بينهم إن لبثتم إل عشرا (‪103‬‬

‫وقوله { يتخافتون بينهم إن لبثتم إل عشرا } يقول تعال ذكره ‪ :‬يتهامسون بينهم ويسر بعضهم إل بعض ‪ :‬إن لبثتم ف الدنيا يعن أنم يقول بعضهم لبعض ‪ :‬ما لبثتم ف الدنيا إل عشرا‬
‫بنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { يتخافتون بينهم } يقول ‪ :‬يتسارون بينهم‬
‫{ حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { يتخافتون بينهم } ‪ :‬أي يتسارون بينهم { إن لبثتم إل عشرا‬

‫(نن أعلم با يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إل يوما (‪104‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬نن أعلم منهم عند إسرارهم وتافتهم بينهم بقيلهم { إن لبثتم إل عشرا } با يقولون ل يفى علينا ما يتساررونه بينهم شيء { إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إل يوما }‬
‫يقول تعال ذكره حي يقول أوفاهم عقل وأعلمهم فيهم ‪ :‬إن لبثتم ف الدنيا إل يوما‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا يعقوب عن جعفر عن شعبة ف قوله { إذ يقول أمثلهم طريقة } أوفاهم عقل وإنا عن جل ثناؤه بالب عن قيلهم هذا القول يومئذ إعلم عباده أن أهل الكفر به‬
‫ينسون من عظيم ما يعاينون من هول يوم القيامة وشدة جزعهم من عظيم ما يردون عليه ما كانوا فيه ف الدنيا من النعيم واللذات ومبلغ ما عاشوا فيها من الزمان حت ييل إل أعقلهم فيهم‬
‫وأذكرهم وأفهمهم أنم ل يعيشوا فيها إل يوما‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪457‬‬

‫(ويسألونك عن البال فقل ينسفها رب نسفا (‪105‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬ويسألك يا ممد قومك عن البال فقل لم ‪ :‬يذريها رب تذرية وبطيها بقلعها واسئصالا من أصولا ودك بعضها على بعض وتصييه إياها هباء منبثا‬

‫(فيذرها قاعا صفصفا (‪106‬‬

‫فيذرها قاعا صفصفا } يقول تعال ذكره ‪ :‬فيدع أماكنها من الرض إذا نسفها نسفا قاعا ‪ :‬يعن ‪ :‬أرضا ملساء صفصفا ‪ :‬يعن مستويا ل نبات فيه ول نشز ول ارتفاع }‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { قاعا صفصفا } يقول ‪ :‬مستويا ل نبات فيه‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { فيذرها قاعا صفصفا } قال ‪ :‬مستويا الصفصف ‪ :‬الستوي‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا عبد ال بن يوسف قال ‪ :‬ثنا عبد ال بن ليعة قال ‪ :‬ثنا أبو السود عن عروة قال ‪ :‬كنا قعودا عند عبد اللك حي قال كعب ‪ :‬إن الصخرة موضع قدم الرحن يوم‬
‫القيامة فقال ‪ :‬كذب كعب إنا الصخرة جبل من البال إن ال يقول { يسألونك عن البال فقل ينسفها رب نسفا } فسكت عبد اللك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { صفصفا } قال ‪ :‬مستويا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وكان بعض أهل العلم بلغات العرب من أهل الكوفة يقول ‪ :‬القاع ‪ :‬مستنقع الاء والصفصف ‪ :‬الذي ل نبات فيه‬

‫(ل ترى فيها عوجا ول أمتا (‪107‬‬

‫وقوله { ل ترى فيها عوجا ول أمتا } يقول ‪ :‬ل ترى ف الرض عوجا ول أمتا‬
‫واختلف أهل التأويل ف معن العوج والمت فقال بعضهم ‪ :‬عن بالعوج ف هذا الوضع ‪ :‬الودية وبالمت ‪ :‬ا لرواب والنشوز‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { ل ترى فيها عوجا ول أمتا } يقول ‪ :‬واديا ول أمتا ‪ :‬يقول ‪ :‬رابية‬
‫حدثن ممد بن عبد ال الخرمي قال ‪ :‬ثنا أبو عامر العقدي عن عبد الواحد بن صفوان مول عثمان قال ‪ :‬سعت عكرمة قال ‪ :‬سئل ابن عباس عن قوله { ل ترى فيها عوجا ول أمتا } قال ‪:‬‬
‫هي الرض البيضاء أو قال ‪ :‬اللساء الت ليس فيها لبنة مرتفعة‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { ل ترى فيها عوجا ول أمتا } قال ‪ :‬ارتفاعا‬
‫ول انفاضا‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { ل ترى فيها عوجا ول أمتا } قال ‪ :‬ل تعادى المت ‪ :‬ا لتعادي‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل عن بالعوج ف هذا الوضع ‪ :‬الصدوع والمت ‪ :‬الرتفاع من الكام وأشباهها‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة ف قوله ‪ { :‬ل ترى فيها عوجا } قال ‪ :‬صدعا { ول أمتا } يقول ‪ :‬ول أكمة‬
‫وقال آخرون ‪ :‬عن بالعوج ‪ :‬اليل وبالمت ‪ :‬الثر‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { ل ترى فيها عوجا ول أمتا } يقول ‪ :‬ل ترى فيها ميل والمت ‪ :‬الثر مثل الشراك‬
‫وقال آخرون ‪ :‬المت ‪ :‬الحان والحداب‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قال ‪ :‬المت ‪ :‬الدب‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وأول القوال ف ذلك بالصواب قول من قال ‪ :‬عن بالعوج ‪ :‬اليل وذلك أن ذلك هو العروف ف كلم العرب‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬وهل ف الرض من عوج فيقال ‪ :‬ل ترى فيها يومئذ عوجا ؟ قيل ‪ :‬إن معن ذلك ‪ :‬ليس فيها أودية وموانع تنع الناظر أو السائر فيها عن الخذ على الستقامة كما يتاج‬
‫اليوم من أخذ ف بعض سبلها إل الخذ أحيانا يينا وأحيانا شال لا فيها من البال والودية والبحار وأما المت فإنه عند العرب ‪ :‬النثناء والضعف مسموع منهم ‪ :‬مد حبله حت ما ترك فيه‬
‫‪ :‬أمتا ‪ :‬أي انثناء ومل سقاءه حت ما ترك فيه أمتا ؟ ومنه قول الراجز‬
‫( ما ف انذاب سيه من أمت (‬
‫يعن ‪ :‬من وهن وضعف فالواجب إذا كان ذلك معن المت عندهم أن يكون أصوب القوال ف تأويله ول ارتفاع ول انفاض لن النفاض ل يكن إل عن ارتفاع فإذ كان ذلك كذلك‬
‫{ فتأويل الكلم ‪ :‬ل ترى فيها ميل عن الستواء ول ارتفاعا ول انفاضا ولكنها مستوية ملساء كما قال جل ثناؤه { قاعا صفصفا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪459‬‬

‫(يومئذ يتبعون الداعي ل عوج له وخشعت الصوات للرحن فل تسمع إل هسا (‪108‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬يومئذ يتبع الناس صوت داعي ال الذي يدعوهم إل موقف القيامة فيحشرهم إليه { ل عوج له } يقول ‪ :‬ل عوج لم عنه ول انراف ولكنهم سراعا إليه ينحشرون وقيل‬
‫‪ :‬ل عوج له والعن ‪ :‬ل عوج لم عنه لن معن الكلم ما ذكرنا من أنه ل يعوجون له ول عنه ولكنهم يؤمونه ويأتونه كما يقال ف الكلم ‪ :‬دعان فلن دعوة ل عوج ل عنها ‪ :‬أي ل أعوج‬
‫عنها وقوله { وخشعت الصوات للرحن } يقول تعال ذكره ‪ :‬وسكنت أصوات اللئق للرحن فوصف الصوات بالشوع والعن لهلها إنم خضع جيعهم لربم فل تسمع لناطق منهم‬
‫منطقا إل من أذن له الرحن‬
‫كما حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { وخشعت الصوات للرحن } يقول ‪ :‬سكنت‬
‫‪ :‬وقوله { فل تسمع إل هسا } يقول ‪ :‬إنه وطء القدام إل الحشر وأصله ‪ :‬الصوت الفي يقال هس فلن إل فلن بديثه إذا أسره إليه وأخفاه ؟ ومنه قول الراجز‬
‫( وهن يشي بنا هيسا ‪ ...‬إن يصدق الطي ننك ليسا (‬
‫يعن بالمس ‪ :‬صوت أخفاف البل ف سيها‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا علي بن عابس عن عطاء عن سعيد بن جبي عن ابن عباس { فل تسمع إل هسا } قال ‪ :‬وطء القدام‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ؟ ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { وخشعت الصوات للرحن فل تسمع إل هسا } يعن ‪ :‬هس القدام وهو الوطء‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس { فل تسمع إل هسا } يقول ‪ :‬الصوت الفي‬
‫حدثنا إساعيل بن موسى السدي قال ‪ :‬أخبنا شريك عن عبد الرحن بن الصبهان عن عكرمة { فل تسمع إل هسا } قال ‪ :‬وطء القدام‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا سليمان قال ‪ :‬ثنا حاد عن حيد عن السن { فل تسمع إل هسا } قال ‪ :‬هس القدام‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { فل تسمع إل هسا } قال قتادة ‪ :‬كان السن يقول ‪ :‬وقع أقدام القوم‬
‫حدثن يعقوب بن إبراهيم قال ‪ :‬ثنا ابن علية قال ‪ :‬ثنا ابن أب نيح عن ماهد ف قوله { فل تسمع إل هسا } قال ‪ :‬تافتا وقال ‪ :‬تافت الكلم‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { هسا } قال ‪ :‬خفض الصوت‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد قال ‪ :‬خفض الصوت قال ‪ :‬وأخبن عبد ال بن كثي عن ماهد قال ‪ :‬كلم النسان ل تسمع ترك شفتيه ولسانه‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد قوله { فل تسمع إل هسا } يقول ‪ :‬ل تسمع إل مشيا قال ‪ :‬الشي المس ‪ :‬وطء القدام‬
‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪460‬‬

‫(يومئذ ل تنفع الشفاعة إل من أذن له الرحن ورضي له قول (‪109‬‬

‫يقول تعال ذكره { يومئذ ل تنفع الشفاعة إل } شفاعة { من أذن له الرحن } * أن يشفع { ورضي له قول } وأدخل ف الكلم له دليل على إضافة القول إل كناية من وذلك كقول القائل‬
‫الخر ‪ :‬رضيت لك عملك ورضيته منك وموضع من من قوله { إل من أذن له } نصب لنه خلف الشفاعة‬

‫(يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم ول ييطون به علما (‪110‬‬

‫وقوله { يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم } يقول تعال ذكره ‪ :‬يعلم ربك يا ممد ما بي أيدي هؤلء الذين يتبعون الداعي من أمر القيامة وما الذي يصيون إليه من الثواب والعقاب { وما‬
‫‪ :‬خلفهم } يقول ‪ :‬ويعلم أمر ما خلفوه وراءهم من أمر الدنيا‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { يعلم ما بي أيديهم } من أمر الساعة { وما خلفهم } من أمر الدنيا‬
‫وقوله { ول ييطون به علما } يقول تعال ذكره ‪ :‬ول ييط خلقه به علما ومعن الكلم ‪ :‬أنه ميط بعباده علما ول ييط عباده به علما وقد زعم بعضهم ‪ :‬أن معن ذلك ‪ :‬أن ال يعلم ما بي‬
‫أيدي ملئكته وما خلفهم وأن ملئكته ل ييطون علما با بي أيدي أنفسهم وما خلفهم وقال ‪ :‬إنا أعلم بذلك الذين كانوا يعبدون اللئكة أن اللئكة كذلك ل تعلم ما بي أيديها وما خلفها‬
‫موبهم بذلك ومقرعهم بأن من كان كذلك فكيف يعبد وأن العبادة إنا تصلح لن ل تفى عليه خافية ف الرض ول ف السماء‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪461‬‬

‫(وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حل ظلما (‪111‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬استسرت وجوه اللق واستسلمت للحي الذي ل يوت القيوم على خلقه بتدبيه إياهم وتصريفهم لا شاءوا وأصل العنو الذل يقال منه ‪ :‬عنا وجهه لربه يعنو عنوا يعن‬
‫خضع له وذل وكذلك قيل للسي ‪ :‬عان لذلة السر فأما قولم ‪ :‬أخذت الشيء عنوة فإنه يكون وإن كان معناه يئول إل هذا أن يكون أخذه غلبة ويكون أخذه عن تسليم وطاعة كما قال‬
‫‪ :‬الشاعر‬
‫( هل أنت مطيعي أيها القلب عنوة ‪ ...‬ول تلح نفس ل تلم ف اختيالا (‬
‫‪ :‬وقال آخر‬
‫( فما أخذوها عنوة عن مودة ‪ ...‬ولكن بد الشرف استقالا (‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { وعنت الوجوه للحي القيوم } يقول ‪ :‬ذلت‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { وعنت الوجوه للحي القيوم } يعن بعنت ‪ :‬استسلموا ل‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { وعنت الوجوه } قال ‪ :‬خشعت‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وعنت الوجوه للحي القيوم } أي ذلت الوجوه للحي القيوم‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة ف قوله { وعنت الوجوه للحي القيوم } قال ‪ :‬ذلت الوجوه‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا العتمر بن سليمان عن أبيه قال ‪ :‬قال طلق ‪ :‬إذا سجد الرجل فقد عنا وجهه أو قال ‪ :‬عنا‬
‫حدثن أبو حصي عبد ال بن أحد قال ؟ ثنا عبثر قال ‪ :‬ثنا حصي عن عمرو بن مرة عن طلق بن حبيب ف هذه الية { وعنت الوجوه للحي القيوم } قال ‪ :‬هو وضع الرجل رأسه ويديه‬
‫وأطراف قدميه‬
‫حدثن أبو السائب قال ‪ :‬ثنا ابن فضيل عن ليث عن عمرو بن مرة عن طلق بن حبيب ف قوله { وعنت الوجوه للحي القيوم } قال ‪ :‬هو وضعك جبهتك وكفيك وركبتيك وأطراف قدميك‬
‫ف السجود‬
‫حدثنا خلد بن أسلم قال ‪ :‬ثنا ممد بن فضيل عن حصي عن عمرو بن مرة عن طلق بن حبيب ف قوله { وعنت الوجوه للحي القيوم } قال ‪ :‬وضع البهة والنف على الرض‬
‫حدثن يعقوب قال ‪ :‬ثنا هشيم قال ‪ :‬أخبنا حصي عن عمرو بن مرة عن طلق بن حبيب ف قوله { وعنت الوجوه للحي القيوم } قال ‪ :‬هو السجود على البهة والراحة والركبتي والقدمي‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { وعنت الوجوه للحي القيوم } قال ‪ :‬استأسرت الوجوه للحي القيوم صاروا أسارى كلهم له قال ‪ :‬والعان ‪ :‬السي وقد بينا‬
‫معن الي القيوم فيما مضى با أغن عن إعادته ها هنا‬
‫وقوله { وقد خاب من حل ظلما } يقول تعال ذكره ‪ :‬ول يظفر باجته وطلبته من حل إل موقف القيامة شركا بال وكفرا به وعمل بعصيته‬
‫وبنحو الذي قلنا ف تأويل ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة ف قوله { وقد خاب من حل ظلما } قال ‪ :‬من حل شركا‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { وقد خاب من حل ظلما } قال ‪ :‬من حل شركا الظلم هاهنا ‪ :‬الشرك‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪462‬‬

‫(ومن يعمل من الصالات وهو مؤمن فل ياف ظلما ول هضما (‪112‬‬

‫يقول تعال ذكره وتقدست أساؤه ‪ :‬ومن يعمل من صالات العمال وذلك فيما قيل أداء فرائض ال الت فرضها على عباده { وهو مؤمن } يقول ‪ :‬وهو مصدق بال وأنه ماز أهل طاعته‬
‫وأهل معاصيه على معاصيهم { فل ياف ظلما } يقول ‪ :‬فل ياف من ال أن يظلمه فيحمل عليه سيئات غيه فيعاقبه عليها { ول هضما } يقول ‪ :‬ل ياف أن يهضمه حسناته فينقصه ثوابا‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { ومن يعمل من الصالات وهو مؤمن } وإنا يقبل ال من العمل ما كان ف إيان‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قوله { ومن يعمل من الصالات وهو مؤمن } قال ‪ :‬زعموا أنا الفرائض‬
‫{ ذكر من قال ما قلنا ف معن قوله { فل ياف ظلما ول هضما‬
‫حدثنا أبو كريب و سليمان بن عبد البار قال ‪ :‬ثنا ابن عطية عن إسرائيل عن ساك عن عكرمة عن ابن عباس { ل ياف ظلما ول هضما } قال ‪ :‬هضما ‪ :‬غصبا‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قال ‪ { :‬ل ياف ظلما ول هضما } قال ‪ :‬ل ياف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم فيزاد عليه ف سيئاته ول يظلم‬
‫فيهضم ف حسناته‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { ومن يعمل من الصالات وهو مؤمن فل ياف ظلما ول هضما } يقول ‪ :‬أنا قاهر لكم اليوم‬
‫آخذكم بقوت وشدت وأنا قادر على قهركم وهضمكم فإنا بين وبينكم العدل وذلك يوم القيامة‬
‫حدث عن السي بن الفرج قال ‪ :‬سعت أبا معاذ يقول ‪ :‬أخبنا عبيد بن سليمان قال ‪ :‬سعت الضحاك يقول ف قوله { فل ياف ظلما ول هضما } أما هضما فهو أن يقهر الرجل الرجل‬
‫بقوته يقول ال يوم القيامة ‪ :‬ل آخذكم بقوت وشدت ولكن العدل بين وبينكم ول ظلم عليكم‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { هضما } قال ‪ :‬انتقاص شيء من حق‬
‫عمله‬
‫حدثنا القاسم قال ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثن موسى بن عبد الرحن السروقي قال ‪ :‬ثنا أبو أسامة عن مسعر قال ‪ :‬سعت حبيب بن أب ثابت يقول ف قوله { ول هضما } قال ‪ :‬الضم ‪ :‬النتقاص‬
‫حدثنا السن قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة ف قوله { فل ياف ظلما ول هضما } قال ‪ :‬ظلما أن يزاد ف سيئاته ول يهضم من حسناته‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { فل ياف ظلما ول هضما } قال ‪ :‬ل ياف أن يظلم فل يزى بعمله ول ياف أن ينتقص من حقه فل يوف عمله‬
‫حدثنا الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا سلم بن مسكي عن ميمون بن سياه عن السن ف قول ال تعال { فل ياف ظلما ول هضما } قال ‪ :‬ل ينتقص ال من حسناته شيئا ول يمل عليه‬
‫ذنب مسيء وأصل الضم ‪ :‬النقص يقال ‪ :‬هضمن فلن حقي ومنه امرأة هضيم ‪ :‬أي ضامرة البطن ومنه قولم ‪ :‬قد هضم الطعام ‪ :‬إذا ذهب وهضمت لك من حقك ‪ :‬أي حططتك‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪464‬‬

‫(وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يدث لم ذكرا (‪113‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬كما رغبنا أهل اليان ف صالات العمال بوعدناهم ما وعدناهم كذلك حذرنا بالوعيد أهل الكفر بالقام على معاصينا وكفرهم بآياتنا فأنزلنا هذا القرآن عربيا إذ كانوا‬
‫عربا { وصرفنا فيه من الوعيد } فبيناه يقول ‪ :‬وخوفناهم فيه بضروب من الوعيد { لعلهم يتقون } يقول ‪ :‬كي يتقونا بتصريفنا ما صرفنا فيه من الوعيد { أو يدث لم ذكرا } يقول ‪ :‬أو‬
‫يدث لم هذا القرآن تذكرة فيعتبون ويتعظون بفعلنا بالمم الت كذبت الرسل قبلها وينجرون عما هم عليه مقيمون من الكفر بال‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون } ما حذروا به من أمر ال وعقابه ووقائعه بالمم قبلهم { أو يدث‬
‫لم } القرآن { ذكرا } ‪ :‬أي جدا وورعا‬
‫حدثنا السن قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة ف قوله { أو يدث لم ذكرا } قال ‪ :‬جدا وورعا‬
‫وقد قال بعضهم ف { أو يدث لم ذكرا } أن معناه ‪ :‬أو يدث لم شرفا بإيانم به‬

‫(فتعال ال اللك الق ول تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدن علما (‪114‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬فارتفع الذي له العبادة من جيع خلقه اللك الذي قهر سلطانه كل ملك وجبار الق عما يصفه به الشركون من خلقه { ول تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك‬
‫وحيه } ‪ :‬يقول جل ثناؤه لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ول تعجل يا ممد بالقرآن فتقرئه أصحابك أو تقرأه عليهم من قبل أن يوحى إليك بيان معانيه فعوقب على إكتابه وإملئه ما كان‬
‫ال ينله عليه من كتابه من كان يكتبه ذلك من قبل أن يبي له معانيه وقيل ‪ :‬ل تتله على أحد ول تله عليه حت نبينه لك‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { ول تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى‬
‫إليك وحيه } قال ‪ :‬ل تتله على أحد حت نبينه لك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬يقول ‪ :‬ل تتله على أحد حت نتمه لك هكذا قال القاسم ‪ :‬حت نتمه‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { ول تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه } يعن ‪ :‬ل تعجل حت نبينه لك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { ول تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه } ‪ :‬أي بيانه‬
‫حدثنا السن قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة { ول تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه } قال ‪ :‬تبيانه‬
‫حدثنا ابن الثن و ابن بشار قال ‪ :‬ثنا ممد بن جعفر قال ‪ :‬ثنا شعبة عن قتادة { من قبل أن يقضى إليك وحيه } من قبل أن يبي لك بيانه‬
‫وقوله { وقل رب زدن علما } يقول تعال ذكره ‪ :‬وقل يا ممد ‪ :‬رب زدن علما إل ما علمتن أمره بسألته ف فوائد العلم ما ل يعلم‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪465‬‬

‫(ولقد عهدنا إل آدم من قبل فنسي ول ند له عزما (‪115‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وإن يضيع يا ممد هؤلء الذين نصرف لم ف هذا القرآن من الوعيد عهدي ويالفوا أمري ويتركوا طاعت ويتبعوا أمر عدوهم إبليس ويطيعوه ف خلف أمري فقديا ما‬
‫فعل ذلك أبوهم آدم ولقد عهدنا إليه يقول ‪ :‬ولقد وصينا آدم وقلنا له ‪ { :‬إن هذا عدو لك ولزوجك فل يرجنكما من النة } فوسوس إليه الشيطان فأطاعه وخالف أمري فحل به من‬
‫عقوبت ما حل‬
‫وعن جل ثناؤه بقوله { من قبل } هؤلء الذين أخب أنه صرف لم الوعيد ف هذا القرآن وقوله { فنسي } يقول ‪ :‬فترك عهدي‬
‫كما حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس ف قوله { ولقد عهدنا إل آدم من قبل فنسي } يقول ‪ :‬فترك‬
‫حدثنا السن قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن ابن أب نيح عن ماهد ف قوله { فنسي } قال ‪ :‬ترك أمر ربه‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { ولقد عهدنا إل آدم من قبل فنسي ول ند له عزما } قال ‪ :‬قال له { يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فل يرجنكما من‬
‫النة فتشقى } فقرأ حت بلغ { ل تظمأ فيها ول تضحى } وقرأ حت بلغ { وملك ل يبلى } قال ‪ :‬فنسى ما عهد إليه ف ذلك قال ‪ :‬وهذا عهد ال إليه قال ‪ :‬ولو كان له عزم ما أطاع عدوه‬
‫الذي حسده وأب أن يسجد له مع من سجد له إبليس وعصى ال الذي كرمه وشرفه وأمر ملئكته فسجدوا له‬
‫حدثنا ابن الثن و ابن بشار قال ‪ :‬ثنا يي بن سعيد و عبد الرحن و مؤمل قالوا ‪ :‬ثنا سفيان عن العمش عن مسلم البطي عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال ‪ :‬إنا سي النسان لنه عهد‬
‫إليه فنسي‬
‫وقوله { ول ند له عزما } اختلف أهل التأويل ف معن العزم هاهنا فقال بعضهم ‪ :‬معناه الصب‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { ول ند له عزما } أي صبا‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال ‪ :‬ثنا ممد بن جعفر قال ‪ :‬ثنا شعبة عن قتادة { ول ند له عزما } قال ‪ :‬صبا‬
‫حدثنا إبراهيم بن يعقوب الوزجان قال ‪ :‬ثنا أبو النضر قال ‪ :‬ثنا شعبة عن قتادة مثله‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل معناه ‪ :‬الفظ قالوا ‪ :‬ومعناه ‪ :‬ول ند له حفظا لا عهدنا إليه‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن أبو السائب قال ‪ :‬ثنا ابن إدريس عن أبيه عن عطية { ول ند له عزما } قال ‪ :‬حفظا لا أمرته‬
‫حدثن يعقوب بن إبراهيم قال ‪ :‬ثنا هاشم بن القاسم عن الشجعي عن سفيان عن عمرو بن قيس عن عطية ف قوله { ول ند له عزما } قال ‪ :‬حفظا‬
‫حدثنا عباد بن ممد قال ‪ :‬ثنا قبيصة عن سفيان عن عمرو بن قيس عن عطية ف قوله { ول ند له عزما } قال ‪ :‬حفظا لا أمرته به‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { ول ند له عزما } يقول ‪ :‬ل ند له حفظا‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { ول ند له عزما } قال ‪ :‬العزم ‪ :‬الحافظة على ما أمره ال تبارك وتعال بفظه والتمسك به‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس ف قوله { ول ند له عزما } يقول ‪ :‬ل نعل له عزما‬
‫حدثن القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا الجاج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أب أمامة قال ‪ :‬لو أن أحلم بن آدم جعت منذ يوم خلق ال تعال آدم إل يوم الساعة ووضعت ف كفة‬
‫{ ميزان ووضع حلم آدم ف الكفة الخرى لرجع حلمه بأحلمهم وقد قال ال تعال { ول ند له عزما‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وأصل العزم ‪ :‬اعتقاد القلب على الشيء يقال منه ‪ :‬عزم فلن على كذا ‪ :‬إذا اعتقد عليه ونواه ؟ ومن اعتقاد القلب ‪ :‬حفظ الشيء ومنه الصب على الشيء لنه ل يزع‬
‫جازع إل من خور قلبه وضعفه فإذا كان ذلك كذلك فل معن لذلك أبلغ ما بينه ال تبارك وتعال وهو قوله { ول ند له عزما } فيكون تأويله ‪ :‬ول ند له عزم قلب على الوفاء ل بعيده ول‬
‫على حفظ ما عهد إليه‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪467‬‬

‫(وإذ قلنا للملئكة اسجدوا لدم فسجدوا إل إبليس أب (‪116‬‬

‫يقول تعال ذكره معلما نبيه ممدا صلى ال عليه وسلم ما كان من تضييع آدم عهده ومعرفه بذلك أن ولده لن يعدوا أن يكونوا ف ذلك على منهاجه إل من عصمه ال منهم واذكر يا ممد‬
‫{ إذ قلنا للملئكة اسجدوا لدم فسجدوا إل إبليس أب } أن يسجد له‬

‫(فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فل يرجنكما من النة فتشقى (‪117‬‬

‫فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك } ولذلك من شنآنه ل يسجد لك وخالف أمري ف ذلك وعصان فل تطيعاه فيما يأمركما به فيخرجكما بعصيتكما ربكما وطاعتكما له { من النة }‬
‫فتشقى } يقول ‪ :‬فيكون عيشك من كد يدك فذلك شقاؤه الذي حذره ربه‬
‫كما حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد قال ‪ :‬أهبط إل آدم ثور أحر فكان يرث عليه ويسح العرق من جبينه فهو الذي قال ال تعال ذكره { فل يرجنكما من النة‬
‫فتشقى } فكان ذلك شقاءه وقال تعال ذكره { فتشقى } ول يقل ‪ :‬فتشقيا وقد قال ‪ { :‬فل يرجنكما } لن ابتداء الطاب من ال كان لدم عليه السلم فكان ف إعلمه العقوبة على‬
‫معصيته إياه فيما ناه عنه من أكل الشجرة الكفاية من ذكر الرأة إذ كان معلوما أن حكمها ف ذلك حكمه كما قال { عن اليمي وعن الشمال قعيد } [ ق ‪ ] 17 :‬اجتزىء بعرفة السامعي‬
‫معناه من ذكر فعل صاحبه‬

‫(إن لك أل توع فيها ول تعرى (‪118‬‬

‫{ يقول تعال ذكره مبا عن قيله لدم حي أسكنه النة ‪ { :‬إن لك } يا آدم { أن ل توع فيها ول تعرى } وأن ف قوله { أن ل توع فيها } ف موضع نصب بإن الت ف قوله { إن لك‬

‫(وأنك ل تظمأ فيها ول تضحى (‪119‬‬

‫وقوله { وأنك ل تظمأ فيها } اختلفت القراء ف قراءتا فقرأ ذلك بعض قراء الدينة والكوفة بالكسر وإنك على العطف على قوله { إن لك } وقرأ ذلك بعض قراء الدينة وعامة قراء الكوفة‬
‫والبصرة وأنك بفتح ألفها عطفا با على أن الت ف قوله { أن ل توع فيها } ووجهوا تأويل ذلك إل أن لك هذا وهذا فهذه القراءة أعجب القراءتي إل لن ال تبارك وتعال ذكره وعد‬
‫ذلك آدم حي أسكنه النة فكون ذلك بان يكون عطفا علي أن ل توع أول من أن يكون خب مبتدأ وإن كان الخر غي بعيد من الصواب وعن بقوله { ل تظمأ فيها } ل تعطش ف النة‬
‫‪ :‬ما دمت فيها { ول تضحى } يقول ‪ :‬ل تظهر للشمس فيؤذيك حرها كما قال ابن أب ربيعة‬
‫( رأت رجل أما إذا الشمس عارضت ‪ ...‬فيضحى وأما بالعشي فيخصر (‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { وأنك ل تظمأ فيها ول تضحى } يقول ‪ :‬ل يصيبك فيها عطش ول حر‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { وأنك ل تظمأ فيها ول تضحى } يقول ‪ :‬ل يصيبك حر ول أذى‬
‫حدثن أحد بن عثمان بن حكيم الودي قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن بن شريك قال ‪ :‬ثن أب عن خصيف عن سعيد بن جبي { ل تظمأ فيها ول تضحى } قال ‪ :‬ل تصيبك الشمس‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { ول تضحى } قال ‪ :‬ل تصيبك الشمس‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪468‬‬

‫(فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة اللد وملك ل يبلى (‪120‬‬

‫وقوله { فوسوس إليه الشيطان } يقول ‪ :‬فألقى إل آدم الشيطان وحدثه { قال يا آدم هل أدلك على شجرة اللد } يقول ‪ :‬قال له ‪ :‬هل أدلك على شجرة إن أكلت منها خلدت فلم تت‬
‫وملكت ملكا لينقضي فيبلى‬
‫كما حدثنا موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي { قال يا آدم هل أدلك على شجرة اللد وملك ل يبلى } إن أكلت منها كنت ملكا مثل ال { أو تكونا من الالدين }‬
‫[ العراف ‪ ] 20 :‬فل توتان أبدا‬

‫(فأكل منها فبدت لما سوآتما وطفقا يصفان عليهما من ورق النة وعصى آدم ربه فغوى (‪121‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬فأكل آدم وحواء من الشجرة الت نيا عن الكل منها وأطاعا أمر إبليس وخالفا أمر ربما { فبدت لما سوآتما } يقول ‪ :‬فانكشفت لما عوراتما وكانت مستورة عن‬
‫أعينهما‬
‫كما حدثنا موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي قال ‪ :‬إنا أراد يعن إبليس بقوله { هل أدلك على شجرة اللد وملك ل يبلى } ليبدي لما ما توارى عنهما من سوآتما بتك‬
‫لباسهما وكان قد علم أن لما سوءة لا كان يقرأ من كتب اللئكة ول يكن آدم يعلم ذلك وكان لباسهما الظفر فأب آدم أن يأكل منها فتقدمت حواء فأكلت ث قالت ‪ :‬يا آدم كل فإن قد‬
‫أكلت فلم يضرن فلما أكل آدم بدت لما سوآتما‬
‫وقوله { وطفقا يصفان عليهما من ورق النة } يقول ‪ :‬أقبل يشدان عليهما من ورق النة‬
‫كما حدثنا موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي { وطفقا يصفان عليهما من ورق النة } يقول ‪ :‬أقبل يغطيان عليهما بورق التي‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وطفقا يصفان عليهما من ورق النة } يقول ‪ :‬يوصلن عليهما من ورق النة‬
‫وقوله { وعصى آدم ربه فغوى } يقول ‪ :‬وخالف أمر ربه فتعدى إل ما ل يكن له أن يتعدى إليه من الكل من الشجرة الت ناه عن الكل منها وقوله إث اجتباه ربه فتاب عليه وهدى مها‬
‫يقول ‪ :‬اصطفاه ربه من بعد معصيته إياه فرزقه الرجوع إل ما يرضى عنه والعمل بطاعته وذلك هو كانت توبته الت تابا عليه وقوله { وهدى } يقول ‪ :‬وهداه للتوبة فوفقه لا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪469‬‬

‫(ث اجتباه ربه فتاب عليه وهدى (‪122‬‬

‫{ ث اجتباه ربه فتاب عليه وهدى }‬

‫(قال اهبطا منها جيعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم من هدى فمن اتبع هداي فل يضل ول يشقى (‪123‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬قال ال تعال لدم وحواء { اهبطا منها جيعا } إل الرض { بعضكم لبعض عدو } يقول ‪ :‬أنتما عدو إبليس وذريته وإبليس عدوكما وعدو ذريتكما‬
‫وقوله { فإما يأتينكم من هدى } يقول ‪ :‬فإن يأتكم يا آدم وحواء وإبليس من هدى ؟ يقول ‪ :‬بيان لسبيلي وما أختاره للقي من دين { فمن اتبع هداي } يقول ‪ :‬فمن اتبع بيان ذلك وعمل‬
‫به ول يزغ عنه { فل يضل } يقول ‪ :‬فل يزول عن مجة الق ولكنه يرشد ف الدنيا ويهتدي { ول يشقى } ف الخرة بعقاب ال لن ال يدخله النة وينجيه من عذابه‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن السي بن يزيد الطحان قال ‪ :‬ثنا أبو خالد الحر عن عمرو بن قيس اللئي عن عكرمة عن ابن عباس قال ‪ :‬تضمن ال لن قرأ القرآن واتبع ما فيه أن ل يضل ف الدنيا ول يشقى ف‬
‫{ الخرة ث تل هذه الية { فمن اتبع هداي فل يضل ول يشقى‬
‫حدثن نصر بن عبد الرحن الودي قال ‪ :‬ثنا حكام الرازي عن أيوب بن موسى عن مرو ثنا اللئي عن ابن عباس أنه قال ‪ :‬إن ال قد ضمن فذكر نوه‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا حكام عن أيوب بن يسار أب عبد الرحن عن عمرو بن قيس عن رجل عن ابن عباس بنحوه‬
‫حدثنا علي بن سهل الرملي قال ‪ :‬ثنا أحد بن ممد النسائي عن أب سلمة عن عطاء عن سعيد بن جبي قال ‪ :‬قال ابن عباس ‪ :‬من قرأ القرآن واتبع ما فيه عصمه ال من الضللة ووقاه أظنه‬
‫أنه قال ‪ :‬من هول يوم القيامة وذلك أنه قال { فمن اتبع هداي فل يضل ول يشقى } ف الخرة‬

‫(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونشره يوم القيامة أعمى (‪124‬‬

‫يقول تعال ذكره { ومن أعرض عن ذكري } الذي أذكره به فتول عنه ول يقبله ول يستجب له ول يتعظ به فينجر عما هو عليه مقيم من خلفه أمر ربه { فإن له معيشة ضنكا } يقول ‪ :‬فإن‬
‫له معيشة ضيقة والضنك من النازل والماكن والعايش ‪ :‬الشديد يقال ‪ :‬هذا منل ضنك ‪ :‬إذا كان ضيقا وعيش ضنك الذكر والنثى والواحد والثنان والمع بلفظ واحد ؟ ومنه قول‬
‫‪ :‬عنترة‬
‫( وإن نزلوا بضنك أنزل (‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { فإن له معيشة ضنكا } يقول ‪ :‬الشقاء‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { ضنكا } قال ‪ :‬ضيقة‬
‫حدثنا السن قال ‪ :‬ثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ف قوله { فإن له معيشة ضنكا } قال ‪ :‬الضنك ‪ :‬الضيق‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا حكام عن عنبسة عن ممد بن عبد الرحن عن القاسم بن أب بزة عن ماهد ف قوله { فإن له معيشة ضنكا } يقول ‪ :‬ضيقة‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫واختلف أهل التأويل ف الوضع الذي جعل ال لؤلء العرضي عن ذكره العيشة الضنك والال الت جعلهم فيها فقال بعضهم ‪ :‬جعل ذلك لم ف الخرة ف جهنم وذلك أنم جعل طعامهم‬
‫فيها الضريع والزقوم‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمر وبن علي بن مقدم قال ‪ :‬ثنا يي بن سعيد عن عوف عن السن ف قوله { فإن له معيشة ضنكا } قال ‪ :‬ف جهنم‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا } فقرأ حت بلغ { ول يؤمن بآيات ربه } قال ‪ :‬هؤلء أهل الكفر قال ‪:‬‬
‫ومعيشة ضنكا ف النار شوك من نار وزقوم وغسلي والضريع ‪ :‬شوك من نار وليس ف القب ول ف الدنيا معيشة ما العيشة والياة إل ف الخرة وقرأ قول ال عز وجل { يا ليتن قدمت ليات‬
‫} [ الفجر ‪ ] 24 :‬قال ‪ :‬لعيشت قال ‪ :‬والغسلي والزقوم ‪ :‬شيء ل يعرفه أهل الدنيا‬
‫حدثنا السن قال ‪ :‬ثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة { فإن له معيشة ضنكا } قال ‪ :‬ف النار‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل عن بذلك ‪ :‬فإن له معيشة ف الدنيا حراما قال ‪ :‬ووصف ال جل وعز معيشتهم بالضنك لن الرام وإن اتسع فهو ضنك‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن حيد قال ‪ :‬ثنا يي بن واضح قال ‪ :‬ثنا السي بن واقد عن يزيد عن عكرمة ف قوله { معيشة ضنكا } قال ‪ :‬هي العيشة الت أوسع ال عليه من الرام‬
‫حدثن داود بن سليمان بن يزيد الكتب من أهل البصرة قال ‪ :‬ثنا عمرو بن جرير البجلي عن إساعيل بن أب خالد عن قيس بن أب حازم ف قول ال { معيشة ضنكا } قال ‪ :‬رزقا ف معصيته‬
‫حدثن عبد العلى بن واصل قال ‪ :‬ثنا يعلى بن عبيد قال ‪ :‬ثنا أبو بسطام عن الضحاك { فإن له معيشة ضنكا } قال ‪ :‬الكسب البيث‬
‫حدثن ممد بن إساعيل الصراري قال ‪ :‬ثنا ممد بن سوار قال ‪ :‬ثنا أبو اليقظان عمار بن ممد عن هارون بن ممد التيمي عن الضحاك ف قوله ‪ { :‬فإن له معيشة ضنكا } قال ‪ :‬العمل‬
‫البيث والرزق السيء‬
‫وقال آخرون من قال عن أن لؤلء القوم العيشة الضنك ف الدنيا إنا قيل لا ضنك وإن كانت واسعة لنم ينفقون ما ينفقون من أموالم على تكذيب منهم باللف من ال وإياس من فضل‬
‫ال وسوء ظن منهم بربم فتشتد لذلك عليهم معيشتهم وتضيق‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله ‪ { :‬ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا } يقول ‪ :‬كل مال أعطيته عبدا من عبادي قل أو‬
‫كثر ل يتقين فيه ل خي فيه وهو الضنك ف العيشة ويقال ‪ :‬إن قوما ضلل أعرضوا عن الق وكانوا أول سعة من الدنيا مكثرين فكانت معيشتهم ضنكا وذلك أنم كانوا يرون أن ال عز‬
‫وجل ليس بخلف لم معايشهم من سؤ ظنهم بال والتكذيب به فإذا كان العبد يكذب بال ويسيء الظن به اشتدت عليه معيشته فذلك الضنك‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل عن بذلك ‪ :‬أن ذلك لم ف البزخ وهو عذاب القب‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن يزيد بن ملد الواسطي قال ‪ :‬ثنا خالد بن عبد ال عن عبد الرحن بن إسحاق عن أب حازم عن النعمان بن أب عياش عن أب سعيد الدري قال ف قول ال { معيشة ضنكا } قال ‪:‬‬
‫عذاب القب‬
‫حدثن ممد بن عبد ال بن بزيع قال ‪ :‬ثنا بشر بن الفضل قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن بن إسحاق عن أب حازم عن النعمان بن أب عياش عن أب سعيد الدري قال ‪ :‬إن العيشة الضنك الت قال ال‬
‫‪ :‬عذاب القب‬
‫حدثن حوثرة بن ممد النقري قال ‪ :‬ثنا سفيان عن أب حازم عن أب سلمة عن أب سعيد الدري { فإن له معيشة ضنكا } قال ‪ :‬يضيق عليه قبه حت تتلف أضلعه‬
‫حدثن ممد بن عبد ال بن عبد الكم قال ‪ :‬ثنا أب و شعيب بن الليث عن الليث قال ‪ :‬ثنا خالد بن زيد عن ابن أب هلل عن أب حازم عن أب سعيد أنه كان يقول ‪ :‬العيشة الضنك ‪:‬‬
‫عذاب القب إنه يسلط على الكافر ف قبه تسعة وتسعون تنينا تنهشه وتدش لمه حت يبعث وكان يقال ‪ :‬لو أن تنينا منها نفخ الرض ل تنبت زرعا‬
‫حدثنا ماهد بن موسى قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا ممد بن عمرو عن أب سلمة عن أب هريرة قال ‪ :‬يطبق على الكافر قبه حت تتلف فيه أضلعه وهي العيشة الضنك الت قال ال { معيشة‬
‫{ ضنكا ونشره يوم القيامة أعمى‬
‫حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا جابر بن نوح عن إساعيل بن أب خالد عن أب صال و السدي ف قوله ‪ { :‬معيشة ضنكا } قال ‪ :‬عذاب القب‬
‫حدثنا ممد بن إساعيل الحسي قال ‪ :‬ثنا ممد بن عبيد قال ‪ :‬ثنا سفيان الثوري عن إساعيل بن أب خالد عن أب صال ف قوله ‪ { :‬فإن له معيشة ضنكا } قال ‪ :‬عذاب القب‬
‫حدثن عبد الرحن بن السود قال ‪ :‬ثنا ممد بن ربيعة قال ‪ :‬ثنا أبو عميس عن عبد ال بن مارق عن أبيه عن عبد ال ف قوله ‪ { :‬معيشة ضنكا } قال ‪ :‬عذاب القب‬
‫حدثن عبد الرحيم البقي قال ‪ :‬ثنا ابن أب مري قال ‪ :‬ثنا ممد بن جعفر و ابن أب حازم قال ‪ :‬ثنا أبو حازم عن النعمان بن أب عياش عن أب سعيد الدري { معيشة ضنكا } قال ‪ :‬عذاب‬
‫القب‬
‫‪ :‬قال أبو جعفر ‪ :‬وأول القوال ف ذلك بالصواب قول من قال ‪ :‬هو عذاب القب الذي‬
‫حدثنا به أحد بن عبد الرحن بن وهب قال ‪ :‬ثنا عمي عبد ال بن وهب قال ‪ :‬أخبن عمرو بن الارث عن دراج عن ابن حجية عن أب هريرة [ عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‬
‫‪ :‬أتدرون فيم أنزلت هذه الية { فإن له معيشة ضنكا ونشره يوم القيامة أعمى } أتدرون ما العيشة الضنك ؟ قالوا ‪ :‬ال ورسوله أعلم قال ‪ :‬عذاب الكافر ف قبه والذي نفسي بيده إنه‬
‫ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينا أتدرون ما التني ؟ تسعة وتسعون حية لكل حية سبعة رؤوس ينفخون ف جسمه ويلسعونه ويدشونه إل يوم القيامة ] وإن ال تبارك وتعال أتبع ذلك بقوله ‪:‬‬
‫{ ولعذاب الخرة أشد وأبقى } فكان معلوما بذلك أن العيشة الضنك الت جعلها ال لم قبل عذاب الخرة لن ذلك لو كان ف الخرة ل يكن لقوله ‪ { :‬ولعذاب الخرة أشد وأبقى } معن‬
‫مفهوم لن ذلك إن ل يكن تقدمه عذاب لم قبل الخرة حت يكون الذي ف الخرة أشد منه بطل معن قوله ‪ { :‬ولعذاب الخرة أشد وأبقى } فإذ كان ذلك كذلك فل تلو تلك العيشة‬
‫الضنك الت جعلها ال لم من أن تكون لم ف حياتم الدنيا أو ف قبورهم قبل البعث إذ كان ل وجه لن تكون ف الخرة لا قد بينا فإن كانت لم ف حياتم الدنيا فقد يب أن يكون كل من‬
‫أعرض عن ذكر ال من الكفار فإن معيشته فيها ضنك وف وجودنا كثيا منهم أوسع معيشة من كثي من القبلي على ذكر ال تبارك وتعال القائلي له الؤمني ف ذلك ما يدل على أن ذلك‬
‫ليس كذلك وإذ خل القول ف ذلك من هذين الوجهي صح الوجه الثالث وهو أن ذلك ف البزخ‬
‫وقوله ‪ { :‬ونشره يوم القيامة أعمى } اختلف أهل التأويل ف صفة العمى الذي ذكر ال ف هذه الية أنه يبعث هو علء الكفار يوم القيامة به فقال بعضهم ‪ :‬ذلك عمى عن الجة ل عمى‬
‫عن البصر‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن إساعيل الحسي قال ‪ :‬ثنا ممد بن عبيد قال ‪ :‬ثنا سفيان الثوري عن إساعيل بن أب خالد عن أب صال ف قوله ‪ { :‬ونشره يوم القيامة أعمى } قال ‪ :‬ليس له حجة‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد ف قوله ‪ { :‬ونشره يوم القيامة أعمى } قال ‪:‬‬
‫عن الجة‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله وقيل ‪ :‬يشر أعمى البصر‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب من القول ف ذلك ما قال ال تعال ذكره وهو أنه يشر أعمى عن الجة ورؤية الشيء كما أخب جل ثناؤه فعم ول يصص‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪473‬‬

‫(قال رب ل حشرتن أعمى وقد كنت بصيا (‪125‬‬

‫‪ :‬وقوله ‪ { :‬قال ‪ :‬رب ل حشرتن أعمى وقد كنت بصيا } اختلف أهل التأويل ف تأويل ذلك فقال بعضهم ف ذلك ما‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرزاق عن ابن أب نيح عن ماهد { قال رب ل حشرتن أعمى } ل حجة ل‬
‫وقوله ‪ { :‬وقد كنت بصيا } اختلف أهل التأويل ف تأويل ذلك فقال بعضهم ‪ :‬معناه ‪ :‬وقد كنت بصيا بجت‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { وقد كنت بصيا } قال ‪ :‬عالا بجت‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل معناه ‪ :‬وقد كنت ذا بصر أبصر به الشياء‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ { :‬وقد كنت بصيا } ف الدنيا‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬قال رب ل حشرتن أعمى وقد كنت بصيا } قال ‪ :‬كان بعيد البصر قصي النظر أعمى عن الق‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب من القول ف ذلك عندنا أن ال عز شأنه وجل ثناؤه عم بالب عنه بوصفه نفسه بالبصر ول يص منه معن دون معن فذلك على ما عمه فإذ كان ذلك كذلك‬
‫فتأويل الية قال ‪ :‬رب ل حشرتن أعمى عن حجت ورؤية الشياء وقد كنت ف الدنيا ذا بصر بذلك كله‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬وكيف قال هذا لربه ‪ { :‬ل حشرتن أعمى } مع معاينته عظيم سلطانه أجهل ف ذلك الوقف أن يكون ل أن يفعل به ما شاء أم ما وجه ذلك ؟ قيل ‪ :‬إن ذلك منه مسألة لربه‬
‫يعرفه الرم الذي استحق به ذلك إذ كان قد جهله وظن أن ل جرم له استحق ذلك به منه فقال ‪ :‬رب لي ذنب ولي جرم حشرتن أعمى وقد كنت من قبل ف الدنيا بصيا وأنت ل‬
‫تعاقب أحدا إل بدون ما يستحق منك من العقاب‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪474‬‬

‫(قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى (‪126‬‬

‫وقوله ‪ { :‬قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها } يقول تعال ذكره ‪ :‬قال ال حينئذ للقائل له ‪ { :‬ل حشرتن أعمى وقد كنت بصيا } فعلت ذلك بك فحشرتك أعمى كما أتتك آيات وهي‬
‫حججه وأدلته وبيانه الذي بينه ف كتابه فنسيتها ؟ يقول ‪ :‬فتركتها وأعرضت عنها ول تؤمن با ول تعمل وعن بقوله ‪ { :‬كذلك أتتك } هكذا أتتك وقوله ‪ { :‬وكذلك اليوم تنسى } يقول ‪:‬‬
‫فكما نسيت آياتنا ف الدنيا فتركتها وأعرضت عنها فكذلك اليوم ننساك فنتركك ف النار‬
‫وقد اختلف أهل التأويل ف معن قوله ‪ { :‬وكذلك اليوم تنسى } فقال بعضهم بثل الذي قلنا ف ذلك‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن إساعيل الحسي قال ‪ :‬ثنا ممد بن عبيد قال ‪ :‬ثنا سفيان الثوري عن إساعيل بن أب خالد عن أب صال ف قوله ‪ { :‬وكذلك اليوم تنسى } قال ‪ :‬ف النار‬
‫حدثنا السن قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن ابن أب نيح عن ماهد ف قوله ‪ { :‬كذلك أتتك آياتنا فنسيتها } قال ‪ :‬فتركتها { وكذلك اليوم تنسى } وكذلك اليوم تترك ف‬
‫النار‬
‫‪ :‬وروي عن قتادة ف ذلك ما‬
‫حدثن بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى } قال ‪ :‬نسي من الي ول ينس من الشر وهذا القول الذي قاله قتادة قريب العن‬
‫ما قاله أبو صال و ماهد لن تركه إياهم ف النار أعظم الشر لم‬

‫(وكذلك نزي من أسرف ول يؤمن بآيات ربه ولعذاب الخرة أشد وأبقى (‪127‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وهكذا نزي ‪ :‬أي نثيب من أسرف فعصى ربه ول يؤمن برسله وكتبه فنجعل له معيشة ضنكا ف البزخ كما قد بينا قبل { ولعذاب الخرة أشد وأبقى } يقول جل ثناؤه ‪:‬‬
‫ولعذاب ف الخرة أشد لم ما وعدتم ف القب من العيشة الضنك وأبقى يقول ‪ :‬وأدوم منها لنه إل غي أمد ول ناية‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪475‬‬

‫(أفلم يهد لم كم أهلكنا قبلهم من القرون يشون ف مساكنهم إن ف ذلك ليات لول النهى (‪128‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أفلم يهد لقومك الشركي بال ومعن يهد ‪ :‬يبي يقول ‪ :‬أفلم يبي لم كثرة ما أهلكنا قبلهم من المم الت سلكت قبلها الت يشون ف‬
‫مساكنهم ودورهم ويرون آثار عقوباتنا الت أحللناها بم سوء مغبة ما هم عليه مقيمون من الكفر بآياتنا ويتعظوا بم ويعتبوا وينيبوا إل الذعان ويؤمنوا بال ورسوله خوفا أن يصيبهم‬
‫بكفرهم بال مثل ما أصابم‬
‫وبنحو الذي قلنا ف تأويل ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬كم أهلكنا قبلهم من القرون يشون ف مساكنهم } لن قريشا كانت تتجر إل الشام فتمر بساكن عاد وثود ومن أشبههم فترى‬
‫آثار وقائع ال تعال بم فلذلك قال لم ‪ :‬فلم يذرهم ما يرون من فعلنا بم بكفرهم بنا نزول مثله بم وهم على مثل فعلهم مقيمون وكان الفراء يقول ‪ :‬ل يوز ف كم هذا الوضع أن يكون‬
‫إل نصبا بأهلكنا وكان يقول ‪ :‬وهو وإن ل يكن إل نصبا فإن جلة الكلم رفع بقوله ‪ { :‬يهد لم } ويقول ‪ :‬ذلك مثل قول القائل ‪ :‬قد تبي ل أقام عمرو أم زيد ف الستفهام وكقوله { سواء‬
‫عليكم أدعوتوهم أم أنتم صامتون } [ العراف ‪ ] 193 :‬ويزعم أن فيه شيئا يرفع سواء ل يظهر مع الستفهام قال ‪ :‬ولو قلت ‪ :‬سواء عليكم صمتكم ودعاؤكم تبي ذلك الرفع الذي ف‬
‫الملة وليس الذي قال الفراء من ذلك كما قال ‪ :‬لن كم وإن كانت من حروف الستفهام فإنا ل تعل ف هذا الوضع للستفهام بل هي واقعة موقع الساء الوصوفة ومعن الكلم ما قد‬
‫ذكرنا قبل وهو ‪ :‬أفلم يبي لم كثرة إهلكنا قبلهم القرون الت يشون ف مساكنهم أو أفلم تدهم القرون الالكة وقد ذكر أن ذلك ف قراءة عبد ال أفلم يهد لم من أهلكنا فكم واقعة‬
‫موقع من ف قراءة عبد ال هي ف موضع رفع بقوله ‪ { :‬يهد لم } وهو أظهر وجوهه وأصح معانيه وإن كان للذي قاله وجه ومذهب على بعد‬
‫وقوله ‪ { :‬إن ف ذلك ليات لول النهى } يقول تعال ذكره ‪ :‬إن فيما يعاين هؤلء ويرون من آثار وقائعنا بالمم الكذبة رسلها قبلهم وحلوك مثلتنا بم لكفرهم بال { ليات } يقول ‪:‬‬
‫لدللت وعبا وعظات { لول النهى } يعن ‪ :‬لهل الجى والعقول ومن ينهاه عقله وفهمه ودينه عن مواقعة ما يضره‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله ‪ { :‬لول النهى } يقول ‪ :‬التقى‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬إن ف ذلك ليات لول النهى } أهل الورع‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪476‬‬

‫(ولول كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى (‪129‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ { :‬ولول كلمة سبقت من ربك } يا ممد أن كل من قضى له أجل فإنه ل يترمه قبل بلوغه أجله { وأجل مسمى } يقول ‪ :‬ووقت مسمى عند ربك ساه لم ف أم الكتاب‬
‫وخطه فيه هم بالغوه ومستوفوه { لكان لزاما } يقول ‪ :‬للزمهم اللك عاجل وهو مصدر من قول القائل ‪ :‬لزم فلن فلنا يلزمه ملزمة ولزاما ‪ :‬إذا ل يفارقه وقدم قوله { لكان لزاما }‬
‫قبل قوله ‪ { :‬أجل مسمى } ومعن الكلم ‪ :‬ولول كلمة سبقت من ربك وأجل مسمى لكان لزاما فاصب على ما يقولون‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله ‪ { :‬ولول كلمة سبقت من ربك لكان لزاما‬
‫وأجل مسمى } الجل السمى ‪ :‬الدنيا‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬ولول كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى } وهذه من مقادي الكلم يقول ‪ :‬لول كلمة سبقت من ربك إل أجل‬
‫[ مسمى كان لزاما والجل السمى ‪ :‬الساعة لن ال تعال يقول ‪ { :‬بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } [ القمر ‪46 :‬‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬ولول كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى } قال ‪ :‬هذا مقدم ومؤخر ولول كلمة سبقت من ربك وأجل‬
‫مسمى لكان لزاما‬
‫واختلف أهل التأويل ف معن قوله ‪ { :‬لكان لزاما } فقال بعضهم ‪ :‬معناه ‪ :‬لكان موتا‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثن أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله ‪ { :‬لكان لزاما } يقول ‪ :‬موتا‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معناه لكان قتل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد { لكان لزاما } واللزام ‪ :‬القتل‬

‫(فاصب على ما يقولون وسبح بمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبا ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى (‪130‬‬

‫وقوله ‪ { :‬فاصب على ما يقولون } يقول جل ثناؤه لنبيه ‪ :‬فاصب يا ممد على ما يقول هؤلء الكذبون بآيات ال من قومك لك إنك ساحر وإنك منون وشاعر ونو ذلك من القول { وسبح‬
‫بمد ربك } يقول ‪ :‬وصل بثنائك على ربك وقال ‪ :‬بمد ربك والعن ‪ :‬بمدك ربك كما تقول ‪ :‬أعجبن ضرب زيد والعن ‪ :‬ضرب زيدا وقوله ‪ { :‬قبل طلوع الشمس } وذلك صلة‬
‫‪ :‬الصبح { وقبل غروبا } وهي العصر { ومن آناء الليل } وهي ساعات الليل واحدها ‪ :‬إن على تقدير حل ومنه قول النخل ا لسعدي‬
‫( حلو ومر كعطف القدح مرته ‪ ...‬ف كل إن قضاه الليل ينتعل (‬
‫ويعن بقوله ‪ { :‬ومن آناء الليل فسبح } صلة العشاء الخرة لنا تصلى بعد مضي آناء من الليل‬
‫وقوله ‪ { :‬وأطراف النهار } ‪ :‬يعن صلة الظهر والغرب وقيل ‪ :‬أطراف النهار والراد بذلك الصلتان اللتان ذكرنا لن صلة الظهر ف آخر طرف النهار الول وف أول طرف النهار الخر‬
‫فهي ف طرفي منه والطرف الثالث ‪ :‬غروب الشمس وعند ذلك تصلى الغرب فلذلك قيل أطراف وقد يتمل أن يقال ‪ :‬أريد به طرفا النهار وقيل ‪ :‬أطراف كما قيل ‪ { :‬صغت قلوبكما } [‬
‫التحري ‪ ] 4 :‬فجمع والراد ‪ :‬قلبان فيكون ذلك أول طرف النهار الخر وآخر طرفه الول‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان عن عاصم عن ابن أب زيد عن ابن عباس ‪ { :‬وسبح بمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبا } قال ‪ :‬الصلة الكتوبة‬
‫حدثنا تيم بن النتصر قال ‪ :‬ثنا يزيد بن هارون قال ‪ :‬أخبنا إساعيل بن أب خالد عن قيس بن أب حازم عن جرير بن عبد ال قال ‪ :‬كنا جلوسا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فرأى‬
‫القمر ليلة البدر فقال ‪ :‬إنكم راءون ربكم كما ترون هذا ل تضامون ف رؤيته فإن استطعتم أن ل تغلبوا على صلة قبل طلوع الشمس وقبل غروبا فافعلوا ث تل { وسبح بمد ربك قبل‬
‫{ طلوع الشمس وقبل غروبا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج { وسبح بمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبا } قال ابن جريج ‪ :‬العصر وأطراف النهار قال ‪ :‬الكتوبة‬
‫حدثنا السن قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ف قوله ‪ { :‬وسبح بمد ربك قبل طلوع الشمس } قال ‪ :‬هي صلة الفجر { وقبل غروبا } قال ‪ :‬صلة العصر { ومن آناء الليل‬
‫} قال ‪ :‬صلة الغرب والعشاء { وأطراف النهار } قال ‪ :‬صلة الظهر‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار } ‪ :‬قال ‪ :‬من آناء الليل ‪ :‬العتمة وأطراف النهار ‪ :‬الغرب والصبح ونصب قوله‬
‫{ وأطراف النهار } عطفا على قوله ‪ { :‬قبل طلوع الشمس } لن معن ذلك ‪ :‬فسبح بمد ربك آخر الليل وأطراف النهار‬
‫وبنحو الذي قلنا ف معن { آناء الليل } قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قال ابن عباس { ومن آناء الليل } قال ‪ :‬الصلى من الليل كله حدثن يعقوب بن إبراهيم قال ‪ :‬ثنا ابن علية عن أب‬
‫رجاء قال ‪ :‬سعت السن { ومن آناء الليل } قال ‪ :‬من أوله وأوسطه وآخره‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس ف قوله ‪ { :‬ومن آناء الليل فسبح } قال ‪ :‬آناء الليل ‪ :‬جوف الليل‬
‫وقوله ‪ { :‬لعلك ترضى } يقول ‪ :‬كي ترضى‬
‫وقد اختلفت القراء ف قراءة ذلك فقرأته عامة قراء الدينة والعراق { لعلك ترضى } بفتح التاء وكان عاصم و الكسائي يقرآن ذلك { لعلك ترضى } بضم التاء وروي ذلك عن أب عبد‬
‫الرحن السلمي وكأن الذين قرءوا ذلك بالفتح ذهبوا إل معن ‪ :‬إن ال يعطيك حت ترضى عطيته وثوابه إياك وكذلك تأوله أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬لعلك ترضى } قال ‪ :‬الثواب ترضى با يثيبك ال على ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج { لعلك ترضى } قال ‪ :‬با تعطى وكان الذين قرءوا ذلك بالضم وجهوا معن الكلم إل لعل ال يرضيك من عبادتك إياه‬
‫وطاعتك له‬
‫والصواب من القول ف ذلك عندي ‪ :‬أنما قراءتان قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القراء وها قراءتان مستفيضتان ف قرأة المصار متفقتا العن غي متلفتيه وذلك أن ال تعال ذكره إذا‬
‫أرضاه فل شك أنه يرضى وأنه إذا رضي فقد أرضاه ال فكل واحدة منهما تدل على معن الخرى فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب الصواب‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪478‬‬

‫(ول تدن عينيك إل ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خي وأبقى (‪131‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ول تنظر إل ما جعلنا لضرباء هؤلء العرضي عن آيات ربم وأشكالم متعة ف حياتم الدنيا يتمتعون با من زهرة عاجل الدنيا ونضرتا‬
‫{ لنفتنهم فيه } يقول ‪ :‬لنختبهم فيما متعناهم به من ذلك ونبتليهم فإن ذلك فان زائل وغرور وخدع تضمحل { ورزق ربك } الذي وعدك أن يرزقكه ف الخرة حت ترضى وهو ثوابه إياه‬
‫{ خي } لك ما متعناهم به من زهرة الياة الدنيا { وأبقى } يقول ‪ :‬وأدوم لنه ل انقطاع له ول نفاد وذكر أن هذه الية نزلت على رسول ال صلى ال عليه وسلم من أجل أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بعث إل يهودي يستسلف منه طعاما فأب أن يسلفه إل برهن‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن وكيع قال ‪ :‬ثنا أب عن موسى بن عبيدة عن يزيد بن عبد ال بن قسيط عن أب رافع قال ‪ :‬أرسلن رسول ال صلى ال عليه وسلم إل يهودي يستسلفه فأب أن يعطيه إل برهن‬
‫{ فحزن رسول ال صلى ال عليه وسلم فأنزل ال { ول تدن عينيك إل ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الياة الدنيا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا ممد بن كثي عن عبد ال بن واقد عن يعقوب بن يزيد عن أب رافع قال ‪ :‬نزل برسول ال صلى ال عليه وسلم ضيف فأرسلن إل يهودي بالدينة‬
‫يستسلفه فأتيته فقال ‪ :‬ل أسلفه إل برهن فأخبته بذلك فقال ‪ :‬إن لمي ف أهل السماء وف أهل الرض فاحل درعي إليه ‪ -‬فنلت ‪ { :‬ولقد آتيناك سبعا من الثان والقرآن العظيم }‬
‫[ الجر ‪ ] 87 :‬وقوله ‪ { :‬ول تدن عينيك إل ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الياة الدنيا } إل قوله ‪ { :‬والعاقبة للتقوى } ويعن بقوله ‪ { :‬أزواجا منهم } رجال منهم أشكال وبزهرة‬
‫الياة الدنيا ‪ :‬زينة الياة الدنيا‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬زهرة الياة الدنيا } ‪ :‬أي زينة الياة الدنيا ونصب زهرة الياة الدنيا على الروج من الاء الت ف قوله به من { متعنا به }‬
‫كما يقال ‪ :‬مررت به الشريف الكري فنصب الشريف الكري على فعل مررت وكذلك قوله ‪ { :‬إل ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الياة الدنيا } تنصب على الفعل بعن ‪ :‬متعناهم به زهرة‬
‫‪ :‬ف الياة الدنيا وزينة لم فيها وذكر الفراء أن بعض بن فقعس أنشده‬
‫( أبعد الذي بالسفح سفح كواكب ‪ ...‬رهينة رمس من تراب وجندل (‬
‫فنصب رهينة على الفعل من قوله ‪ :‬أبعد الذي بالسفح وهذا ل شك أنه أضعف ف العمل نصبا من قوله ‪ { :‬متعنا به أزواجا منهم } لن العامل ف السم وهو رهينة حرف خافض ل ناصب‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬لنفتنهم فيه } قال ‪ :‬لنبتليهم فيه { ورزق ربك خي وأبقى } ما متعنا به هؤلء من هذه الدنيا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪479‬‬


‫(وأمر أهلك بالصلة واصطب عليها ل نسألك رزقا نن نرزقك والعاقبة للتقوى (‪132‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ { :‬وأمر } يا ممد { أهلك بالصلة واصطب عليها } يقول ‪ :‬واصطب على القيام با وأدائها بدودها أنت { ل نسألك رزقا } يقول ‪ :‬ل‬
‫نسئلك مال بل نكلفك عمل ببدنك نؤتيك عليه أجرا عظيما وثوابا جزيل { نن نرزقك } يقول ‪ :‬نن نعطيك الال ونكسبكه ول نسألكه وقوله ‪ { :‬والعاقبة للتقوى } يقول ‪ :‬والعاقبة‬
‫الصالة من كل عمل كل عامل لهل التقوى والشية من ال دون من ل ياف له عقابا ول يرجو له ثوابا‬
‫وبنحو الذي قلنا ف قوله ‪ { :‬وأمر أهلك بالصلة واصطب عليها } قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن أبو السائب قال ‪ :‬ثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة قال ‪ :‬كان عروة إذا رأى ما عند السلطي دخل داره فقال ‪ { :‬ل تدن عينيك إل ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الياة‬
‫الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خي وأبقى * وأمر أهلك بالصلة واصطب عليها ل نسألك رزقا نن نرزقك والعاقبة للتقوى } ث ينادي ‪ :‬الصلة الصلة يرحكم ال‬
‫{ حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا عثام عن هشام بن عروة عن أبيه أنه كان إذا رأى شيئا من الدنيا جاء إل أهله فقال ‪ :‬الصلة { وأمر أهلك بالصلة واصطب عليها ل نسألك رزقا‬
‫حدثنا العباس بن عبد العظيم قال ‪ :‬ثنا جعفر بن عون قال ‪ :‬أخبنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال ‪ :‬كان يبيت عند عمر بن الطاب من غلمانه أنا ويرفا وكانت له من الليل‬
‫{ ساعة يصليها فإذا قلنا ل يقوم من الليل كان قياما وكان إذا صلى من الليل ث فرغ قرأ هذه الية ‪ { :‬وأمر أهلك بالصلة واصطب عليها‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬أخبن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم مثله‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪480‬‬

‫(وقالوا لول يأتينا بآية من ربه أو ل تأتم بينة ما ف الصحف الول (‪133‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬قال هؤلء الشركون الذين وصف صفتهم ف اليات قبل هل يأتينا ممد بآية من ربه كما أتى قومه صال بالناقة وعيسى بإحياء الوتى وإبراء الكمه والبرص يقول ال‬
‫جل ثناؤه ‪ :‬أول يأتم بيان ما ف الكتب الت قبل هذا الكتاب من أنباء المم من قبلهم الت أهلكناهم لا سألوا اليات فكفروا با لا أتتهم كيف عجلنا لم العذاب وأنزلنا بأسنا بكفرهم با‬
‫يقول ‪ :‬فماذا يؤمنهم إن أتتهم الية أن يكون حالم حال أولئك‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله ‪ { :‬أول تأتم بينة ما ف الصحف الول } قال ‪ :‬التوراة‬
‫والنيل‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬أول تأتم بينة ما ف الصحف الول } الكتب الت خلت من المم الت يشون ف مساكنهم‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 8‬صفحة ‪481‬‬

‫(ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لول أرسلت إلينا رسول فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونزى (‪134‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬ولو أنا أهلكنا هؤلء الشركي الذين يكذبون بذا القرآن من قبل أن ننله عليهم ومن قبل أن نبعث داعيا يدعوهم إل ما فرضنا عليهم فيه بعذاب ننله بم بكفرهم بال‬
‫لقالوا يوم القيامة إذ وردوا علينا فأردنا عقابم ‪ :‬ربنا هل أرسلت إلينا رسول يدعونا إل طاعتك فنتبع آياتك يقول ‪ :‬فنتبع حجتك وأدلتك وما تنله عليه من أمرك ونيك من قبل أن نذل‬
‫بتعذيبك إيانا ونزى به‬
‫كما حدثن الفضل بن إسحاق قال ‪ :‬ثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوف ي عن أب سعيد الدري عن النب صلى ال عليه وسلم [ قال ‪ :‬يتج على ال يوم‬
‫القيامة ثلثة ‪ :‬الالك ف الفترة والغلوب على عقله والصب الصغي فيقول الغلوب على عقله ‪ :‬ل تعل ل عقل أنتفع به ويقول الالك ف الفترة ‪ :‬ل يأتن رسول ول نب ولو أتان لك رسول‬
‫أو نب لكنت أطوع خلقك لك وقرأ ‪ { :‬لول أرسلت إلينا رسول } ] ويقول الصب الصغي ‪ :‬كنت صغيا ل أعقل ؟ قال ‪ :‬فترفع لم نار ويقال لم ‪ :‬ردوها قال ‪ :‬فيدها من كان ف علم‬
‫ال أنه سعيد ويتلكأ عنها من كان ف علم ال أنه شقف فيقول ‪ :‬إياي عصيتم فكيف برسلي لوأتتكم ؟‬
‫(قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى (‪135‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قل يا ممد كلكم أيها الشركون بال متربص ؟ يقول ‪ :‬منتظر لن يكون الفلح وإل ما يؤول أمري وأمركم متوقف ينتظر دوائر الزمان‬
‫فتربصوا ؟ يقول ‪ :‬فترقبوا وانتظروا فستعلمون من أهل الطريق الستقيم العتدل الذي ل اعوجاج فيه إذا جاء أمر ال وقامت القيامة أنن أم أنتم ؟ ومن اهتدى ؟ يقول ‪ :‬وستعلمون حينئذ من‬
‫الهتدي الذي هو على سنن الطريق القاصد غي الائر عن قصده منا ومنكم وف من من قوله ‪ { :‬فستعلمون من أصحاب الصراط السوي } والثانية من قوله ‪ { :‬ومن اهتدى } وجهان الرفع‬
‫وترك إعمال تعلمون فيهما كما قال جل ثناؤه ‪ { :‬لنعلم أي الزبي أحصى } [ الكهف ‪ ] 12 :‬والنصب على إعمال تعلمون فيهما كما قال جل ثناؤه { وال يعلم الفسد من الصلح }‬
‫[ [ البقرة ‪23 :‬‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪1‬‬

‫(اقترب للناس حسابم وهم ف غفلة معرضون (‪1‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬دنا حساب الناس على أعمالم الت عملوها ف دنياهم ونعمهم الت أنعمها عليهم فيها ف أبدانم وأجسامهم ومطاعمهم ومشاربم وملبسهم وغي ذلك من نعمه عندهم‬
‫ومسألته إياهم ماذا عملوا فيها وهل أطاعوه فيها فانتهوا إل أمره ونيه ف جيعها أم عصوه فخالفوا أمره فيها ؟ { وهم ف غفلة معرضون } يقول ‪ :‬وهم ف الدنيا عما ال فاعل بم من ذلك‬
‫يوم القيامة وعن دنو ماسبته إياهم منهم واقترابه لم ف سهو وغفلة وقد أعرضوا عن ذلك فتركوا الفكر فيه والستعداد له والتأهب جهل منهم با هم لقوه عند ذلك من عظيم البلء‬
‫وشديد الهوال‬
‫وبنحو الذي قلنا ف تأويل قوله { وهم ف غفلة معرضون } قال أهل التأويل وجاء الثر عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫[ حدثنا ممد بن الثن قال ‪ :‬ثنا أبو الوليد قال ‪ :‬ثن أبو معاوية قال ‪ :‬أخبنا العمش عن أب صال [ عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم { وهم ف غفلة معرضون } قال ‪ :‬ف الدنيا‬

‫(ما يأتيهم من ذكر من ربم مدث إل استمعوه وهم يلعبون (‪2‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬ما يدث ال من تنيل شيء من هذا القرآن للناس ويذكرهم به ويعظهم إل استمعوه وهم يلعبون لهية قلوبم‬
‫وبنحو الذي قلنا ف تأويل ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { ما يأتيهم من ذكر من ربم مدث } الية يقول ‪ :‬ما ينل عليهم من شيء من القرآن إل استمعوه وهم يلعبون‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪4‬‬

‫(لهية قلوبم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إل بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون (‪3‬‬

‫يقول تعال ذكره { لهية قلوبم } غافلة يقول ‪ :‬ما يستمع هؤلء القوم الذين وصف صفتهم هذا القرآن إل وهم يلعبون غافلة عنه قلوبم ل يتدبرون حكمه ول يتفكرون فيما أودعه ال من‬
‫الجج عليهم‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { لهية قلوبم } يقول ‪ :‬غافلة قلوبم‬
‫وقوله { وأسروا النجوى الذين ظلموا } يقول وأسر هؤلء الناس الذين اقتربت الساعة منهم وهم ف غفلة معرضون لهية قلوبم النجوى بينهم يقول ‪ :‬وأظهروا الناجاة بينهم فقالوا ‪ :‬هل‬
‫هذا الذي يزعم انه رسول من ال أرسله إليكم إل بشر مثلكم يقولون ‪ :‬هل هو إل إنسان مثلكم ف صوركم وخلقكم يعنون بذلك ممد صلى ال عليه وسلم وقال الذين ظلموا فوصفهم‬
‫بالظلم يفعلهم وقيلهم الذي أخب به عنهم ف هذه اليات أنم يفعلون ويقولون من العراض عن ذكر ال والتكذيب برسوله وللذين من قوله { وأسروا النجوى الذين ظلموا } ف العراب‬
‫وجهان ‪ :‬الفض على أنه تابع للناس ف قوله { اقترب للناس حسابم } والرفع على الرد من الساء الذين ف قوله { وأسروا النجوى } من ذكر الناس كما قيل ‪ { :‬ث عموا وصموا كثي‬
‫منهم } الائدة ‪ 71 :‬وقد يتمل أن يكون رفعا على البتداء ويكون معناه وأسروا النجوى ث قال ‪ :‬هم الذين ظلموا‬
‫وقوله { أفتأتون السحر وأنتم تبصرون } يقول ‪ :‬وأظهرا هذا القول بينهم وهي النجوى الت أسروها بينهم فقال بعضهم لبعض ‪ :‬أتقبلون السحر وتصدقون به وأنتم تعلمون أنه سحر ؟ يعنون‬
‫بذلك القرآن‬
‫كما حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { أفتأتون السحر وأنتم تبصرون } قال ‪ :‬قاله أهل الكفر لنبيهم لا جاء به من عند ال زعموا أنه ساحر وأن ما جاء به‬
‫سحر قالوا ‪ :‬أتأتون السحر وأنتم تبصرون ؟‬

‫(قال رب يعلم القول ف السماء والرض وهو السميع العليم (‪4‬‬

‫اختلفت القراء ف قراءة قوله ( قل رب ( فقرأ ذلك عامة قراء أهل الدينة والبصرة وبعض الكوفيي ( قل رب ( على وجه المر وقرأه بعض قراء مكة وعامة قراء الكوفة { قال رب } على‬
‫وجه الب‬
‫وكأن الذين قرءوه على وجه المر أرادوا من تأويله ‪ :‬قل يا ممد للقائلي { أفتأتون السحر وأنتم تبصرون } رب يعلم قول كل قائل ف السماء والرض ل يفى عليه من شيء وهو السميع‬
‫لذلك كله ولا يقولون من الكذب العليم بصدقي وحقيقة ما أدعوكم إليه وباطل ما تقولون وغي ذلك من الشياء كلها وكأن الذين قرءوا ذلك قال على وجه الب أرادوا قال ممد ‪ :‬رب‬
‫يعلم القول خبا من ال عن جواب نبيه إياهم‬
‫والقول ف ذلك أنما قراءتان مشهورتان ف قرأة المصار قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القراء وجاءت بما مصاحف السلمي متفقتا العن وذلك أن ال إذا أراد ممدا بقيل ذلك قاله‬
‫وإذا قاله فعن أمر ال قاله فبأيتهما قرا القارئ فمصيب الصواب ف قراءته‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪5‬‬

‫(بل قالوا أضغاث أحلم بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الولون (‪5‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬ما صدقوا بكمة هذا القرآن ول أنه من عند ال ول أقروا بأنه وحي أوحى ال إل ممد صلى ال عليه وسلم بل قال بعضهم ‪ :‬هو أهاويل رؤيا رآها ف النوم وقال بعضهم‬
‫‪ :‬هو فرية واختلق افتراه واختلقه من قبل نفسه وقال بعضهم ‪ :‬بل ممد شاعر وهذا الذي جاءكم به شعر { فليأتنا } يقول ‪ :‬قالوا فليجئنا ممد إن كان صادقا ف قوله أن ال بعثه رسول‬
‫إلينا وأن هذا الذي يتلوه علينا وحي من ال أوحاه إلينا { بآية } يقول ‪ :‬بجة ودللة على حقيقة ما يقول ويدعي { كما أرسل الولون } يقول ‪ :‬كما جاءت به الرسل الولون من قبله من‬
‫إحياء الوتى وإبراء الكمه والبرص وكناقة صال وما أشبه ذلك من العجزات الت ل يقدر عليها إل ال ول يأت با إل النبياء والرسل‬
‫‪ :‬وبنحو الذي قلناه فيذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { أضغاث أحلم } أي فعل حال إنا هي رؤيا رآها { بل افتراه بل هو شاعر } كل هذا قد كان منهم وقوله { فليأتنا بآية كما أرسل‬
‫الولون } يقول ‪ :‬كما جاء عيسى بالبينات وموسى بالبينات والرسل‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { أضغاث أحلم } قال ‪ :‬مشتبه‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيج عن ماهد فيقوله ‪ { :‬أضغاث أحلم } قال ‪ :‬أهاويلها‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله وقال تعال ذكره ‪ :‬بل قالوا ‪ :‬ول جحد ف الكلم ظاهر فيحقق ببل لن الب عن أهل الحود والتكذيب‬
‫فاجتزي بعرفة السامعي با دل عليه قوله ‪ :‬بل من ذكر الب عنهم على ما قد بينا‬

‫(ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون (‪6‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬ما آمن من قبل هؤلء الكذبي ممدا من مشركي قومه الذين قالوا ‪ :‬فليأتنا ممد بآية كما جاءت به الرسل قبله من أهل قرية عذبناهم باللك ف الدنيا إذ جاءهم رسولنا‬
‫إليهم بآية معجزة { أفهم يؤمنون } يقول ‪ :‬أفهؤلء الكذبون ممدا السائلوه الية يؤمنون به إن جاءتم آية ول تؤمن قبلهم أسلفهم من المم الالية الت أهلكناها برسلها مع ميئها‬
‫‪ :‬و بنحو الذي قلنا ف تأويل ذلك قال أهل التأويل‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { أهلكناها أفهم يؤمنون } يصدقون بذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون } أي الرسل كانوا إذا جاءوا قومهم بالبينات فلم يؤمنوا ل ينظروا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪6‬‬


‫(وما أرسلنا قبلك إل رجال نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون (‪7‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ‪ :‬وما أرسلنا يا ممد رسول إل أمة من المم الت خلت من قبل أمتك إل رجال مثلهم نوحي إليهم ما نريد أن نوحيه إليهم من أمرنا ونينا ل ملئكة فماذا أنكروا من‬
‫إرسالنا لك إليهم وأنت رجل كسائر الرسل الذين قبلك إل أمهم وقوله ‪ { :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون } يقول للقائلي لحمد صلى ال عليه وسلم ف تناجيهم بينهم ‪ :‬هل هذا‬
‫إل بشر مثلكم ‪ :‬فإن أنكرت وجهلتم أمر الرسل الذين كانوا من قبل ممد فلم تعلموا أيها القوم أمرهم إنسا كانوا أم ملئكة فاسألوا أهل الكتب من التوراة والنيل ما كانوا يبوكم عنهم‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون } يقول ‪ :‬فاسألوا أهل التوراة والنيل ‪ -‬قال أبو جعفر ‪ :‬أراه أنا قال ‪ - :‬يبوكم أن‬
‫الرسل كانوا رجال يأكلون الطعام ويشون ف السواق‬
‫وقيل ‪ :‬أهل الذكر ‪ :‬أهل القرآن‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن أحد بن ممد الطوسي قال ‪ :‬ثن عبد الرحن بن صال قال ‪ :‬ثن موسى بن عثمان عن جابر العفي قال ‪ :‬لا نزلت { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون } قال علي ‪ :‬نن أهل‬
‫الذكر‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون } قال ‪ :‬أهل القرآن والذكر ‪ :‬القرآن وقرأ { إنا نن نزلنا الذكر وإنا له لافظون‬
‫{‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪7‬‬

‫(وما جعلناهم جسدا ل يأكلون الطعام وما كانوا خالدين (‪8‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وما جعلنا الرسل الذين أرسلناهم من قبلك يا ممد إل المم الاضية قبل أمتك { جسدا ل يأكلون الطعام } يقول ‪ :‬ل نعلهم ملئكة ل يأكلون الطعام ولكن جعلناهم‬
‫أجسادا مثلك يأكلون الطعام‬
‫حدثت عن السي قال ‪ :‬سعت أبا معاذ يقول ‪ :‬أخبنا عبيد قال ‪ :‬سعت الضحاك يقول ف قوله { وما جعلناهم جسدا ل يأكلون الطعام } يقول ‪ :‬ل أجعلهم جسدا ليس فيهم أرواح ل‬
‫يأكلون الطعام ولكن جعلناهم جسدا فيها أرواح يأكلون الطعام‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وقال ‪ :‬وما جعلناهم جسدا فوحد السد وجعله موحدا وهو من صفة الماعة وإنا جاز ذلك لن السد بعن الصدر كما يقال ف الكلم ‪ :‬وما جعلناهم خلقا ل يأكلون‬
‫وقوله ‪ { :‬وما كانوا خالدين } يقول ‪ :‬ول كانوا أربابا ل يوتون ل يفنون ولكنهم كانوا بشرا أجسادا فماتوا وذلك أنم قالوا لرسول ال صلى ال عليه وسلم كما أخب ال عنهم { لن نؤمن‬
‫لك حت تفجر لنا من الرض ينبوعا } إل قوله { أو تأت بال واللئكة قبيل } قال ال تبارك وتعال لم ‪ :‬ما فعلنا ذلك بأحد قبلكم فنفعل بكم وإنا كنا نرسل إليهم رجال نوحي إليهم كما‬
‫أرسلنا إليكم رسول نوحي إليه أمرنا ونينا‬
‫‪ :‬وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وما كانوا خالدين } ‪ :‬أي ل بد لم من الوت أن يوتوا‬

‫(ث صدقناهم الوعد فأنيناهم ومن نشاء وأهلكنا السرفي (‪9‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬ث صدقنا رسلنا الذين كذبتهم أمهم وسألتهم اليات فآتيناهم ما سألوه من ذلك ث أقاموا على تكذيبهم إياها وأصروا على جحودهم نبوتا بعد الذي أتتهم به من آيات‬
‫ربا وعدنا الذي وعدناهم من اللك على إقامتهم على الكفر بربم بعد ميء الية الت سألوه وذلك كقوله جل ثناؤه ( فمن يكفر منكم فإن أعذبه عذابا ل أعذبه أحدا من العالي ( الائدة ‪:‬‬
‫‪ 115‬وكقوله ( ول تسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب ( ونو ذلك من الواعيد الت وعد المم مع ميء اليات وقوله { فأنيناهم } يقول تعال ذكره ‪ :‬فأنينا الرسل عند إصرار أمها‬
‫على تكذيبها بعد اليات { ومن نشاء } وهم أتباعها الذين صدقوها وآمنوا با وقوله { وأهلكنا السرفي } يقول تعال ذكره ‪ :‬وأهلكنا الذين أسرفوا على أنفسهم بكفرهم بربم‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة { وأهلكنا السرفي } والسرفون ‪ :‬هم الشركون‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪8‬‬


‫(لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفل تعقلون (‪10‬‬

‫اختلف أهل التأويل ف معن ذلك فقال بعضهم ‪ :‬معناه لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم فيه حديثكم‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى ‪ :‬وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { فيه ذكركم } قال ‪ :‬حديثكم‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم } قال ‪ :‬حديثكم { أفل تعقلون } قال ف ‪ :‬قد أفلح ( بل أتيناهم بذكرهم فهم‬
‫( عن ذكرهم معرضون‬
‫{ حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا سفيان نزل القرآن بكارم الخلق أل تسمعه يقول { لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفل تعقلون‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل عن بالذكر ف هذا الوضع ‪ :‬الشرف وقالوا ‪ :‬معن الكلم ‪ :‬لقد أنزلنا إليكم كتابا ف شرفكم‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهذا القول الثان أشبه بعن الكلمة وهو نو ما قال سفيان الذي حكينا عنه وذلك أنه شرف لن اتبعه وعمل با فيه‬

‫(وكم قصمنا من قرية كانت ظالة وأنشأنا بعدها قوما آخرين (‪11‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وكثيا قصمنا من قرية والقصم ‪ :‬أصله الكسر يقل منه ‪ :‬قصمت ظهر فلن إذا كسرته وانقصمت سنة ‪ :‬إذا انكسرت هو ههنا معن به أهلكنا وكذلك تأوله أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { وكم قصمنا } قال ‪ :‬أهلكنا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد قوله ‪ { :‬وكم قصمنا من قرية } قال ‪ :‬أهلكناها قال ابن جريج ‪ :‬قصمنا من قرية قال ‪ :‬باليمن قصمنا بالسيف‬
‫أهلكوا‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قول ال { قصمنا من قرية } قال ‪ :‬قصمها أهلكها‬
‫وقوله { من قرية كانت ظالة } أجرى الكلم على القرية والراد با أهلها لعرفة السامعي بعناه وكان ظلمها ‪ :‬كفرها بال وتكذبيها رسله وقوله { وأنشأنا بعدها قوما آخرين } يقول تعال‬
‫ذكره ‪ :‬وأحدثنا بعد ما أهلكنا هؤلء الظلمة من أهل هذه القرية الت قصمناها بظلمها قوما آخرين سواهم‬
‫قوله { فلما أحسوا بأسنا } يقول ‪ :‬فلما عاينوا عذابنا قد حل بم ورأوه قد وجدوا مسه يقال منه ‪ :‬قد أحسست من فلن ضعفا وأحسته منه { إذا هم منها يركضون } يقول ‪ :‬إذا هم ما‬
‫أحسوا بأسنا النازل بم يهربون سراعا عجلى يعدون منهزمي يقال منه ‪ :‬ركض فلن فرسه ‪ :‬إذا كده بسياقته‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪9‬‬

‫(فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون (‪12‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون‬

‫(ل تركضوا وارجعوا إل ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون (‪13‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬ل تربوا وارجعوا إل ما أترفتم فيه ‪ :‬يقول ‪ :‬إل ما أنعمتم فيه من عيشتكم ومساكنكم‬
‫كما حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { ل تركضوا و ارجعوا إل ما أترفتم فيه و مساكنكم لعلكم تسألون } يعن من نزل به‬
‫العذاب ف الدنيا من كان يعصي ال من المم‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى و حدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ثنا و رقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { ل تركضوا } ‪ :‬ل تفروا‬
‫حدثنا القاسم قال ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة { و ارجعوا إل ما أترفتم فيه } يقول ‪ :‬ارجعوا إل دنياكم الت أترفتم فيها‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { و ارجعوا إل ما أترفتم فيه } قال ‪ :‬إل ما أترفتم فيه من دنياكم‬
‫و اختلف أهل التأويل ف معن قوله { لعلكم تسألون } فقال بعضهم ‪ :‬معناه ‪ :‬لعلكم تفقهون و تفهمون بالسألة‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى و حدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا و رقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد ف قوله { لعلكم تسألون } قال ‪ :‬تفقهون‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { لعلكم تسألون } قال تفقهون‬
‫و قال آخرون ‪ :‬بل معناه لعلكم تسئلون من دنياكم شيئا على وجه السخرية و الستهزاء‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { لعلكم تسألون } استهزاء بم‬
‫حدثن ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { لعلكم تسألون } من دنياكم شيئا استهزاء بم‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪10‬‬

‫(قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالي (‪14‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬قال هؤلء الذين أحل ال بم بأسه بظلمهم لا نزل بم بأس ال ‪ :‬يا ويلنا إنا كنا ظالي بكفرنا بربنا { فما زالت تلك دعواهم } يقول فلم تزل دعواهم حي أتاهم بأس ال‬
‫بظلمهم أنفسهم ‪ { :‬يا ويلنا إنا كنا ظالي } حت قتلهم ال فحصدهم بالسيف كما يصد الزرع و يستأصل قطعا بالناجل و قوله ‪ { :‬خامدين } يقول ‪ :‬هالكي قد انطفأت شرارتم وسكنت‬
‫حركتهم فصاروا هودا كما تمد النار فتطفأ‬
‫و بنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬فما زالت تلك دعواهم } آلية فلما رأوا العذاب و عاينوه ل يكن لم هجيى إل قولم { يا ويلنا إنا كنا ظالي } حت دمر ال‬
‫عليهم و أهلهم‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة ‪ { :‬قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالي * فما زالت تلك دعواهم حت جعلناهم حصيدا خامدين } يقول ‪ :‬حت هلكوا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ابن عباس ‪ { :‬حصيدا } الصاد { خامدين } خود النار إذا طفئت‬
‫حدثنا سعيد بن الربيع قال ‪ :‬ثنا سفيان عن ابن أب نيح عن ماهد قال ‪ :‬إنم كانوا أهل حصون و إن ال بعث عليهم بتنصر فبعث إليهم جيشا فقتلهم بالسيف و قتلوا نبيا لم فحصدوا‬
‫بالسيف و ذلك قوله ‪ { :‬فما زالت تلك دعواهم حت جعلناهم حصيدا خامدين } بالسيف‬

‫(فما زالت تلك دعواهم حت جعلناهم حصيدا خامدين (‪15‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬فما زالت تلك دعواهم حت جعلناهم حصيدا خامدين‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪11‬‬

‫(وما خلقنا السماء والرض وما بينهما لعبي (‪16‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ { :‬و ما خلقنا السماء و الرض و ما بينهما } إل حجة عليكم أيها الناس و لتعتبوا بذلك كله فتعلموا أن الذي دبره و خلقه ل يشبهه شيء و أنه ل تكون اللوهة إل له‬
‫و ل تصلح العبادة لشيء غيه ول يلق ذلك عبثا و لعبا‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬و ما خلقنا السماء و الرض وما بينهما لعبي } يقول ‪ :‬ما خلقناها عبثا و ل باطل‬

‫(لو أردنا أن نتخذ لوا لتذناه من لدنا إن كنا فاعلي (‪17‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬لو أردنا أن نتخذ زوجة وولدا لتذنا ذلك من عندنا و لكنا ل نفعل ذلك ول يصلح لنا فعله و ل ينبغي لنه ل ينبغي أن يكون ل ولد ول صاحبة‬
‫و بنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سليمان بن عبيد ال الغيدان قال ‪ :‬ثنا أبو قتيبة قال ‪ :‬ثنا سلم بن مسكي قال ‪ :‬ثنا عقبة بن أب حزة قال ‪ :‬شهدت السن بكة قال ‪ :‬و جاءه طاوس و عطاء و ماهد فسألوه‬
‫عن قول ال تبارك و تعال ‪ { :‬لو أردنا أن نتخذ لوا لتذناه } قال السن ‪ :‬اللهو ‪ :‬الرأة‬
‫حدثن سعيد بن عمرو السكون قال ‪ :‬ثنا بقية بن الوليد عن علي بن هارون عن ممد عن ليث عن ماهد ف قوله ‪ { :‬لو أردنا أن نتخذ لوا } قال ‪ :‬زوجة‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة قوله ‪ { :‬إن كنا فاعلي } يقول ‪ :‬ما كنا فاعلي‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قالوا مري صاحبته و عيسى ولده فقال تبارك و تعال ‪ { :‬لو أردنا أن نتخذ لوا } نساء وولدا { لتذناه من لدنا إن كنا‬
‫فاعلي } قال ‪ :‬من عندنا و ل خلقنا جنة و ل نارا و ل موتا و ل بعثا ول حسابا‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى و حدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن اب نيح عن ماهد ف قوله ‪ { :‬لتذناه من لدنا } من عندنا و ما‬
‫خلقنا جنة و ل نارا و ل موتا و ل بعثا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪12‬‬

‫(بل نقذف بالق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل ما تصفون (‪18‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬و لكن ننل الق من عندنا و هو كتاب ال و تنيله على الكفر به و أهله فيدمغه ‪ :‬يقول ‪ :‬فيهلكه كما يدمغ الرجل الرجل بأن يشجه على رأسه شجة تبلغ الدماغ و إذا‬
‫بلغت الشجة ذلك من الشجوج ل يكن له بعدها حياة‬
‫و قوله ‪ { :‬فإذا هو زاهق } يقول ‪ :‬فإذا هو هالك مضمحل‬
‫كما حدثنا ممد بن عبد العلى قال ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة ‪ { :‬فإذا هو زاهق } قال ‪ :‬هالك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬بل نقذف بالق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق } و الق كتاب ال القرآن و الباطل ‪ :‬إبليس فيدمغه فإذا هو زاهق ‪ :‬أي‬
‫ذاهب‬
‫و قوله ‪ { :‬و لكم الويل ما تصفون } يقول ‪ :‬و لكم الويل من وصفكم ربكم بغي صفته و قيلكم ‪ :‬إنه اتذ زوجة وولدا و فريتكم عليه‬
‫و بنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل إل أن بعضهم قال ‪ :‬معن تصفون ‪ :‬تكذبون‬
‫و قال آخرون ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬تشركون و ذلك و إن اختلفت به اللفاظ فمتفقة معانيه لن من وصف ال بأن له صاحبة فقد كذب ف وصفه إياه بذلك و أشرك به ووصفه بغي صفته غي أن‬
‫أول العبارات أن يعب با عن معان القرآن أقربا إل فهم سامعيه‬
‫‪ :‬ذكر من قال ما قلنا ف ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬و لكم الويل ما تصفون } أي تكذبون‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج ‪ { :‬و لكم الويل ما تصفون } قال ‪ :‬تشركون و قوله ‪ ( :‬عما يصفون ( قال ‪ :‬يشركون قال ‪ :‬و قال ماهد ‪ ( :‬سيجزيهم‬
‫وصفهم ( النعام ‪ 139 :‬قال قولم الكذب ف ذلك‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪13‬‬

‫(وله من ف السماوات والرض ومن عنده ل يستكبون عن عبادته ول يستحسرون (‪19‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬و كيف يوز أن يتخذ ال لوا و له ملك جيع من ف السماوات و الرض و الذين عنده من خلقه ل يستنكفون عن عبادتم إياه و ل بعيون من طول خدمتهم له و قد‬
‫علمتم أنه ل يستعبد والد ولده و ل صاحبته و كل من ف السماوات و الرض عبيده فأن يكون له صاحبة وولد ؟ يقول ‪ :‬أو ل تتفكرون فيما تفترون من الكذب على ربكم‬
‫و بنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى و حدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله ‪ { :‬و ل يستحسرون } ل يسرون‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬و ل يستحسرون } قال ‪ :‬ل يعيون‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة قوله ‪ { :‬ول يستحسرون } قال ‪ :‬ل يعيون‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة مثله‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬ل يستكبون عن عبادته و ل يستحسرون } قال ‪ :‬ل يستحسرون ل يلون ذلك الستحسار قال ‪ :‬و ل يفترون و ل‬
‫‪ :‬يسأمون هذا كله معناه واحد ن و الكلم متلف و هو من قولم ‪ :‬بعي حسي ‪ :‬إذا أعيا و قام ح و منه قول علقمة به عبدة‬
‫( با جيف السرى فأما عظامها ‪ ...‬فبيض وأما جلدها فصليب (‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪14‬‬

‫(يسبحون الليل والنهار ل يفترون (‪20‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬يسبح هؤلء الذين عنده من ملئكة ربم الليل و النهار ل يفترون من تسبيحهم إياه‬
‫كما حدثن يعقوب قال ‪ :‬ثنا ابن علية قال ‪ :‬أخبنا حيد عن إسحاق بن عبد ال بن الارث عن أبيه أن ابن عباس سأل كعبا عن قوله ‪ { :‬يسبحون الليل و النهار ل يفترون } و يسبحون‬
‫الليل و النهار ل يسأمون فقال ‪ :‬هل يئودك طرفك هل يئودك نفسك ؟ قال ‪ :‬ل قال ‪ :‬فإنم ألموا التسبيح كما ألمتهم الطرف و النفس‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن أبو معاوية عن أب إسحاق الشيبان عن حسان بن مارق عن عبد ال بن الارث قال ‪ :‬قلت ‪ :‬لكعب الحبار { يسبحون الليل و النهار ل يفترون }‬
‫أما يشغلهم رسالة أو عمل ؟ قال ‪ :‬يا ابن أخي إنم جعل لم التسبيح كما جعل كلم النفس ألست تأكل و تشرب و تقوم و تقعد و تيء و تذهب و أنت تنفس ؟ قلت ‪ :‬بلى قال ‪ :‬فكذلك‬
‫جعل لم التسبيح‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن و أبو داود قال ‪ :‬ثنا عمران القطان عن قتادة عن سال بن أب العد عن معدان بن أب طلحة عن عمرو البكال عن عبد ال بن عمر قال ‪ :‬إن ال خلق‬
‫عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزاء يسبحون الليل و النهار ل يفترون و جزءا لرسالته و جزء اللق عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزاء الن و جزءا سائر بن آدم و جزا بن آدم عشرة أجزاء‬
‫فجعل يأجوج و مأجوج تسعة أجزاء و جزءا سائر بن آدم‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ثنا { سعيد } عن قتادة قوله ‪ { :‬يسبحون الليل والنهار ل يفترون } يقول ‪ :‬اللئكة الذين هم عند الرحن ل يستكبون عن عبادته ول يسأمون فيها‬
‫وذكر لنا أن نب ال صلى ال عليه وسلم بينما هو جالس مع أصحابه إذ قال ك ( تسمعون ما أسع ؟ قالوا ‪ :‬ما نسمع من شيء يا نب ال قال ‪ :‬إن لسع أطيط السماء وما تلم أن تئط وليس‬
‫( فيها موضع راحة إل وفيه ملك ساجد أو قائم‬
‫وقوله ‪ { :‬أم اتذوا آلة من الرض هم ينشرون } يقول تعال ذكره ‪ :‬أتذ هؤلء الشركون آلة من الرض هم ينشرون ‪ :‬يعن بقوله هم ‪ :‬اللة يقول ‪ :‬هذه اللة الت اتذوها تنشر‬
‫الموات يقول ييون الموات وينشرون اللق فإن ال هو الذي ييي وييت‬
‫كما حدثنا ممد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثن عيسى ( ح ( وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله ‪ { :‬ينشرون } يقول ‪ :‬يبون‬
‫حدثنا يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬أم اتذوا آلة من الرض هم ينشرون } يقول ‪ :‬أف آلتهم أحد ييي ذلك ينشرون ن وقرأ قول ال ( قل من يرزقكم من‬
‫السماء والرض ( يونس ‪ 31 :‬إل قوله ( ما لكم كيف تكمون ( يونس ‪35 :‬‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪13‬‬

‫(أم اتذوا آلة من الرض هم ينشرون (‪21‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬أم اتذوا آلة من الرض هم ينشرون‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪15‬‬

‫(لو كان فيهما آلة إل ال لفسدتا فسبحان ال رب العرش عما يصفون (‪22‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬لو كان ف السموات والرض ألة تصلح لم العبادة سوى ال الذي هو خالق الشياء وله العبادة واللوهية الت ل تصلح إل له { لفسدتا } يقول ‪ :‬لفسد أهل السموات‬
‫والرض { فسبحان ال رب العرش عما يصفون } يقول جل ثناؤه ‪ :‬فتنيه ل وتبئة له ما يفتري به عليه هؤلء الشركون من الكذب‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬لو كان فيهما آلة إل ال لفسدتا فسبحان ال رب العرش عما يصفون } يسبح نفسه إذ قيل عليه البهتان‬
‫(ل يسأل عما يفعل وهم يسألون (‪23‬‬

‫يقول تعال ذكره ك ل سائل يسال رب العرش عن الذي يفعل بلقه من تصريفهم فيما شاء من حياة وموت وإعزاز وإذلل وغي ذلك من حكمه فيهم لنم خلقه وعبيده وجيعهم ف ملكه‬
‫وسلطانه والكم حكمه والقضاء قضاؤه ل شيء فوقه يسأله عما يفعل فيقول له ‪ :‬ل فعلت ؟ ول ل تفعل ؟ { وهم يسألون } يقول جل ثناؤه ‪ :‬وجيع من ف السماوات والرض من عباده‬
‫مسئولون عن أفعالم وماسبون على أعمالم وهو الذي يسألم عن ذلك وياسبهم عليه لنه فوقهم ومالكهم وهم ف سلطانه‬
‫‪ :‬وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬ل يسأل عما يفعل وهم يسألون } يقول ‪ :‬ل يسأل عما يفعل بعباده وهم يسألون عن أعمالم‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قوله ‪ { :‬ل يسأل عما يفعل وهم يسألون } قال ‪ :‬ليسأل الالق عن قضائه ف خلقه وهو يسأل اللق عن عملهم‬
‫حدثت عن السي قال ‪ :‬سعت أبا معاذ يقول ‪ :‬أخبنا عبيد قال ‪ :‬سعت الضحاك يقول ف قوله { ل يسأل عما يفعل وهم يسألون } قال ‪ :‬ل يسأل الالق عما يقضي ف خلقه واللق‬
‫مسئولون عن أعمالم‬

‫(أم اتذوا من دونه آلة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم ل يعلمون الق فهم معرضون (‪24‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬اتذ هؤلء الشركون من دون ال آلة تنفع وتضر وتلق وتيي وتيت قل يا ممد لم ‪ :‬هاتوا برهانكم يعن حجتكم يقول ‪ :‬هاتوا إن كنتم تزعمون أنكم مقون ف قيلكم‬
‫ذلك حجة ودليل على صدقكم‬
‫كما حدث بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬قل هاتوا برهانكم } يقول ‪ :‬هاتوا بينتكم على ما تقولون‬
‫وقوله ‪ { :‬هذا ذكر من معي } يقول ‪ :‬هذا الذي جئتكم به من عند ال من القرآن والتنيل { ذكر من معي } يقول ‪ :‬خب من معي ما لم من ثواب ال على إيانم به وطاعتهم إياه وما‬
‫عليهم من عقاب ال على معصيتهم إياه وكفرهم به { وذكر من قبلي } يقول ‪ :‬وخب من قبلي من المم الت سلفت قبلي وما فعل ال بم ف الدنيا وهو فاعل بم ف الخرة‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬هذا ذكر من معي } يقول هذا القرآن ف ذكر اللل والرام { وذكر من قبلي } يقول ‪ :‬ذكر أعمال المم السالفة وما صنع‬
‫ال بم وإل ما صاروا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج { هذا ذكر من معي } قال ‪ :‬حديث من معي وحديث من قبلي‬
‫وقوله ‪ { :‬بل أكثرهم ل يعلمون الق } يقول ‪ :‬بل أكثر هؤلء الشركي ل يعلمون الصواب فيما يقولون ول فيما يأتون ويذرون فهم معرضون عن الق جهل منهم به وقلة فهم‬
‫‪ :‬وكان قتادة يقول ف ذلك ما‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { بل أكثرهم ل يعلمون الق فهم معرضون } عن كتاب ال‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪16‬‬

‫(وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون (‪25‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وما أرسلنا يا ممد من قبلك من رسول إل أمة من المم إل نوحي إليه أنه ل معبود ف السماوات والرض تصلح العبادة له سواي فاعبدون يقول ‪ :‬فأخلصوا ل العبادة‬
‫وأفردوا ل اللوهية‬
‫‪ :‬وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون } قال ‪ :‬أرسلت الرسل بالخلص والتوحيد ل يقبل‬
‫منهم ( قال أبو جعفر ‪ :‬أظنه أنا قال ( ‪ :‬عمل حت يقولوه ويقروا به والشرائع متلفة ف التوراة شريعة ن وف النيل شريعة وف القرآن شريعة حلل وحرام وهذا كله ف الخلص ل‬
‫والتوحيد له‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪17‬‬


‫(وقالوا اتذ الرحن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون (‪26‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وقال هؤلء الكافرون بربم ‪ :‬اتذ الرحن ولدا من ملئكته فقال جل ثناؤه استعظاما ما قالوا وتبيا ما وصفوه به سبحانه يقول تنيها له عن ذلك ‪ :‬ما ذلك من صفته‬
‫{ بل عباد مكرمون } يقول ‪ :‬ما اللئكة كما وصفهم به هؤلء الكافرون من بن آدم ولكنهم عباد مكرمون يقول ‪ :‬أكرمهم ال‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬وقالوا اتذ الرحن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون } قال ‪ :‬قالت اليهود إن ال تبارك وتعال صاهر الن فكانت منهم اللئكة‬
‫قال ال تبارك وتعال تكذيبا لم وردا عليهم ‪ { :‬بل عباد مكرمون } وإن اللئكة ليس كما قالوا إنا عباد أكرمهم ال بعبادته‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة وحدثنا السن قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة { وقالوا اتذ الرحن ولدا } قالت اليهود وطوائف‬
‫من الناس ‪ :‬إن ال تبارك وتعال خاتن إل الن واللئكة من الن قال ال تبارك وتعال { سبحانه بل عباد مكرمون } وقوله { ل يسبقونه بالقول } يقول جل ثناؤه ‪ :‬ل يتكلمون إل با‬
‫يأمرهم به ربم ول يعلمون عمل إل به‬
‫{ حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قال ‪ :‬قال ال ‪ { :‬ل يسبقونه بالقول } يثن عليهم { وهم بأمره يعملون‬

‫(ل يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون (‪27‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬ل يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون‬

‫(يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم ول يشفعون إل لن ارتضى وهم من خشيته مشفقون (‪28‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬يعلم ما بي أيدي اللئكة ما ل يبلغوه ما هو وما هم فيه قائلون وعاملون وما خلفهم ‪ :‬يقول ‪ :‬وما مضى من قبل اليوم ما خلفوه ورائهم من الزمان والدهور ما عملوا فيه‬
‫قالوا ذلك كله مصى لم وعليهم ل يفى عليه من ذلك شيء‬
‫‪ :‬وبنحو الذي قلنا ف ذلك ن قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعيد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ثن أب عن أبيه عن ابن عباس { يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم } يقول ‪ :‬يعلم ما قدموا وما أضاعوا من أعمالم { ول يشفعون إل لن‬
‫ارتضى } يقول ‪ :‬ول تشفع اللئكة إل لن رضي ال عنه‬
‫‪ :‬وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله ‪ { :‬ول يشفعون إل لن ارتضى } يقول ‪ :‬الذين ارتضى لم شهادة أن ل إله إل ال‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا ابو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { إل لن ارتضى } قال ‪ :‬لن رضي عنه‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫{ حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قوله { ول يشفعون إل لن ارتضى } يوم القيامة { وهم من خشيته مشفقون‬
‫حدثنا السن قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة يقول ‪ :‬ول يشفعون يوم القيامة‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة مثله وقوله { وهم من خشيته مشفقون } يقول ‪ :‬وهم من خوف ال وحذار عقابه أن يل بم مشفقون ‪ :‬يقول ‪ :‬حذرون أن‬
‫يعصوه ويالفوا أمره ونيه‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪18‬‬

‫(ومن يقل منهم إن إله من دونه فذلك نزيه جهنم كذلك نزي الظالي (‪29‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬ومن يقل من اللئكة ‪ :‬إن إله من دون ال { فذلك } الذي يقول ذلك منهم { نزيه جهنم } يقول ‪ :‬نثيبه على قيله ذلك جهنم { كذلك نزي الظالي } يقول ‪ :‬كما‬
‫نزي من قال من اللئكة ‪ :‬إن إله من دون ال جهنم كذلك نزي ذلك كل من ظلم نفسه فكفر بال وعبد غيه‬
‫وقيل ‪ :‬عن بذه الية إبليس وقال قائلو ذلك ‪ :‬إنا قلنا ذلك لنه ل أحد من اللئكة قال ‪ :‬إن إله من دون ال سواه‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا حجاج عن ابن جريج { ومن يقل منهم } قال ‪ :‬قال ابن جريج ‪ :‬من يقل من اللئكة إن إله من دونه فلم يقله إل إبليس دعا إل عبادة نفسه فنلت‬
‫هذه ف إبليس‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { ومن يقل منهم إن إله من دونه فذلك نزيه جهنم كذلك نزي الظالي } وإنا كانت هذه الية خاصة لعدو ال إبليس لا قال ما قال‬
‫{ لعنه ال وجعله وجيما فقال { فذلك نزيه جهنم كذلك نزي الظالي‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة { ومن يقل منهم إن إله من دونه فذلك نزيه جهنم } قال ‪ :‬هي خاصة لبليس‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪19‬‬

‫(أول ير الذين كفروا أن السماوات والرض كانتا رتقا ففتقناها وجعلنا من الاء كل شيء حي أفل يؤمنون (‪30‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬أول ينظر هؤلء الذين كفروا بال بأبصار قلوبم فيوا با ويعلموا أن السماوات والرض كانتا رتقا ‪ :‬يقول ‪ :‬ليس فيهما ثقب بل كانتا ملتصقتي يقال منه ‪ :‬رتق فلن‬
‫الفتق ‪ :‬إذا شده فهو يرتقه رتقا ورتوقا ومن ذلك قيل للمرأة الت فرجها ملتحم ‪ :‬رتقاء ووحد الرتق وهو من صفة السماء والرض وقد جاء بعد قوله { كانتا } لنه مصدر مثل قول الزور‬
‫والصوم والفطر‬
‫وقوله { ففتقناها } يقول ‪ :‬فصدعناها وفرجناها‬
‫ث اختلف أهل التأويل ف معن وصف ال السماوات والرض بالرتق وكيف كان الرتق وبأي معن فتق فقال بعضهم ‪ :‬عن بذلك أن السماوات والرض كانتا ملتصقتي ففصل ال بينهما‬
‫بالواء‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { أول ير الذين كفروا أن السماوات والرض كانتا رتقا } يقول ‪ :‬ملتصقتي‬
‫حدثن ممد بن سعد ن قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثنا عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { أول ير الذين كفروا أن السماوات والرض كانتا رتقا ففتقناها } الية يقول ‪ :‬كانتا‬
‫ملتصقتي فرفع السماء ووضع الرض‬
‫حدثت عن السي قال ‪ :‬سعت أبا معاذ يقول ‪ :‬أخبنا عبيد بن سليمان قال ‪ :‬سعت الضحاك يقول ف قوله { أن السماوات والرض كانتا رتقا ففتقناها } كان ابن عباس يقول ‪ :‬كانتا‬
‫ملتزقتي ففتقهما ال‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { أن السماوات والرض كانتا رتقا ففتقناها } قال ‪ :‬كان السن و قتادة يقولن ‪ :‬كانتا جيعا ففصل ال بينهما بالواء‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل معن ذلك أن السماوات كانت مرتتقة طبقة ففتقها ال فجعلها سبع ساوات وكذلك الرض كانت كذلك مرتتقة ففتقها فجعلها سبع أرضي‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيج عن ماهد ف قول ال تبارك وتعال { رتقا ففتقناها } من‬
‫الرض ست أرضي معها فتلك سبع ارضي ومن السماء ست ساوات معها فتلك سبع ساوات معها قال ‪ :‬ول تكن الرض والسماء متماستي‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن ابن أب نيح عن ماهد { رتقا ففتقناها } قال ‪ :‬فتقهن سبع ساوات بعضهن فوق بعض وسبع أرضي بعضهن تت بعض‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد نو حديث ممد بن عمرو عن أب عاصم‬
‫حدثنا عبد الميد بن بيان قال ‪ :‬أخبنا ممد بن يزيد عن إساعيل قال ‪ :‬سألت أبا صال عن قوله { كانتا رتقا ففتقناها } قال ‪ :‬كانت الرض رتقا والسماوات رتقا ففتق من السماء سبع‬
‫ساوات ومن الرض سبع أرضي‬
‫حدثنا موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي قال ‪ :‬كانت ساء واحدة ث فتقها فجعلها سبع ساوات ف يومي ف الميس والمعة وإنا سي يوم المعة لنه جع فيه خلق‬
‫{ السماوات والرض فذلك حي يقول ( خلق السماوات والرض ف ستة أيام ( العراف ‪ - 54 :‬يونس ‪ - 3 :‬هود ‪ - 7 :‬الديد ‪ 4 :‬يقول ‪ { :‬كانتا رتقا ففتقناها‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل عن بذلك أن السماوات كانت رتقا ل تطر ن والرض كذلك رتقا ل تنبت ففتق السماء بالطر الرض بالنبات‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا هناد قال ‪ :‬ثنا أبو الحوص عن ساك عن عكرمة { أول ير الذين كفروا أن السماوات والرض كانتا رتقا ففتقناها } قال ‪ :‬كانتا رتقا ل يرج منهما شيء ففتق السماء بالطر وفتق‬
‫الرض بالنبات قال ‪ :‬وهو قوله ( والسماء ذات الرجع * والرض ذات الصدع ( الطارق ‪12 - 11 :‬‬
‫حدثن السي بن علي الصدائي قال ‪ :‬ثنا أب عن الفضيل بن مرزوق عن عطية ف قوله { أول ير الذين كفروا أن السماوات والرض كانتا رتقا ففتقناها } قال ‪ :‬كانت السماء رتقا ل تطر‬
‫والرض رتقا ل تنبت ففتق السماء بالطر وفتق الرض بالنبات وجعل من الاء كل شيء حي أفل يؤمنون ؟‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { أول ير الذين كفروا أن السماوات والرض كانتا رتقا ففتقناها } قال ‪ :‬كانت السماوات رتقا ل ينل منها مطر وكانت‬
‫{ الرض رتقا ل يرج منها نبات ففتقهما ال فأنزل مطر السماء وشق الرض فأخرج نباتا وقرأ { ففتقناها وجعلنا من الاء كل شيء حي أفل يؤمنون‬
‫وقال آخرون ‪ :‬إنا قيل { ففتقناها } لن الليل كان قبل النهار ففتق النهار‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫{ حدثنا السن قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا الثوري عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال ‪ :‬خلق الليل قبل النهار ث قال ‪ { :‬كانتا رتقا ففتقناها‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وأول القوال ف ذلك بالصواب قول من قال ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬أول ير الذين كفروا أن السماوات والرض كانتا رتقا من الطر والنبات ففتقنا السماء بالغيث والرض بالنبات‬
‫وإنا قلنا ذلك أول بالصواب ف ذلك لدللة قوله { وجعلنا من الاء كل شيء حي } على ذلك وأنه جل ثناؤه ل يعقب ذلك بوصف الاء بذه الصفة إل والذي تقدمه من ذكر أسبابه‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬فإن كان ذلك كذلك فكيف قيل ‪ :‬أو ل ير الذين كفروا أن السماوات والرض كانتا رتقا والغيث إنا ينل من السماء الدنيا ؟ قيل ‪ :‬إن ذلك متلف فيه قد قال قوم ‪ :‬إنا‬
‫ينل من السماء السابعة وقال آخرون ‪ :‬من السماء الرابعة ولو كان ذلك أيضا كما ذكرت من أنه ينل من السماء الدنيا ل يكن ف قوله { أن السماوات والرض } دليل على خلف ما‬
‫قلنا لنه ل يتنع أن يقال السماوات والراد منها واحدة فتجمع لن كل قطعة منها ساء كما يقال ‪ :‬ثوب أخلق وقميص أسال‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬وكيف قيل إن السماوات والرض كانتا فالسماوات جع وحكم جع الناث أن يقال ف قليله كن وف كثيه كانت ؟ قيل ‪ :‬إنا قيل كذلك لنما صنفان فالسماوات نوع‬
‫‪ :‬والرض آخر وذلك نظي قول السود بن يعفر‬
‫( إن النية والتوف كلها ‪ ...‬توف الخارم يرقبان سوادي (‬
‫‪ :‬فقال كلها وقد ذكر النية والتوف لا وصفت من أنه عن النوعي وقد أخبت عن أب عبيدة معمر بن الثن قال ‪ :‬أنشدن غالب النفيلي للقطامي‬
‫( أل يزنك أن حبال ‪ ...‬قيس وتغلب قد تباينتا انقطاعا (‬
‫فجعل حبال قيس وهي جع وحبال تغلب وهي جع اثني‬
‫وقوله ‪ { :‬وجعلنا من الاء كل شيء حي } يقول تعال ذكره ‪ :‬وأحيينا بالاء الذي ننله من السماء كل شيء‬
‫كما حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { وجعلنا من الاء كل شيء حي } قال ‪ :‬كل شيء حي خلق من الاء‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬وكيف خص كل شيء حي بأنه جعل من الاء دون سائر الشياء غيه فقد علمت أنه ييا بالاء الزروع والنبات والشجار وغي ذلك ما ل حياة له ول يقال له حي ول ميت ؟‬
‫قيل ‪ :‬لنه ل شيء من ذلك إل وله حياة وموت وإن خالف معناه ف ذلك معن ذوات الرواح ف أنه ل أرواح فيهن وأن ف ذوات الرواح أرواحا فلذلك قيل { وجعلنا من الاء كل شيء‬
‫{ حي‬
‫وقوله ‪ { :‬أفل يؤمنون } يقول ‪ :‬أفل يصدقون بذلك ويقرون بألوهة من فعل ذلك ويفردونه بالعبادة‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪22‬‬

‫(وجعلنا ف الرض رواسي أن تيد بم وجعلنا فيها فجاجا سبل لعلهم يهتدون (‪31‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬أو ل ير هؤلء الكفار أيضا من حججنا عليهم وعلى جيع خلقنا أنا جعلنا ف الرض جبال راسية والرواسي ‪ :‬جع راسية وهي الثابتة‬
‫كما حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وجعلنا ف الرض رواسي } أي جبال‬
‫وقوله { أن تيد بم } يقول ك أن ل تتكفأ بم يقول جل ثناؤه ‪ :‬فجعلنا ف هذه الرض هذه الرواسي من البال ن فثبتنا لئل تتكفأ بالناس وليقدروا بالثبات على ظهرها‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة ن قال كانوا على الرض تور بم ل تستقر فأصبحوا وقد جعل ال البال ن وهي الرواسي أوتادا للرض وجعلنا فيها فجاجا سبل ‪:‬‬
‫يعي مسالك واحدها فج‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وجعلنا فيها فجاجا } ‪ :‬أي أعلما وقوله { سبل } أي طرقا ن وهي جع السبيل‬
‫وكان ابن عباس فيما ذكر عنه يقول ‪ :‬إنا عن بقوله { وجعلنا فيها فجاجا } وجعلنا ف الرواسي فالاء واللف ف قوله { وجعلنا فيها } من ذكر الرواسي‬
‫حدثنا بذلك القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قال ابن عباس قوله { وجعلنا فيها فجاجا } سبل قال ‪ :‬بي البال‬
‫وإنا اخترنا القول الخر ف ذلك وجعلنا الاء واللف من ذكر الرض لنا إذا كانت من ذكرها دخل ف ذلك السهل والبل وذلك أن ذلك كله ف الرض ن وقد جعل ال للقه ف ذلك‬
‫كله فجاجا سبل ول دللة تدل على أنه عن بذلك فجاج بعض الرض الت جعلها لم سبل دون بعض فالعموم با أول‬
‫وقوله { لعلهم يهتدون } يقول تعال ذكره ‪ :‬جعلنا هذه الفجاج ف الرض ليهتدوا إل السي فيها‬

‫(وجعلنا السماء سقفا مفوظا وهم عن آياتا معرضون (‪32‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ { :‬وجعلنا السماء سقفا } للرض مسموكا قوله { مفوظا } يقول ‪ :‬حفظناها من كل شيطان رجيم‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمروا قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد ف قوله { سقفا مفوظا } قال ‪ :‬مرفوعا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وجعلنا السماء سقفا مفوظا } الية ‪ :‬سقفا مرفوعا وموجا مكفوفا‬
‫وقوله { وهم عن آياتا معرضون } يقول ‪ :‬هؤلء الشركون عن آيات السماء ويعن بآياتا شسها وقمرها ونومها { معرضون } ‪ :‬يقول ‪ :‬يعرضون عن التفكي فيها وتدبر ما فيها من حجج‬
‫ال عليهم ودللتها على وحدانية خالقها وأنه ل ينبغي أن تكون العبادة إل لن دبرها وسواها ول تصلح إل له‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { وهم عن آياتا معرضون } قال ‪ :‬الشمس‬
‫والقمر والنجوم آيات السماء‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫وقوله { وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل ف فلك يسبحون } يقول تعال ذكره ‪ :‬وال الذي خلق لكم أيها الناس الليل والنهار نعمة منه عليكم وحجة ودللة على عظيم‬
‫سلطانه وأن اللوهة له دون كل ما سواه فهما يتلفان عليكم لصلح معايشكم وأمور دنياكم وآخرتكم وخلق الشمس والقمر أيضا كل ف فلك يسبحون يقول ‪ :‬كل ذلك ف فلك يسبحون‬
‫واختلف أهل التأويل ف معن الفلك الذي ذكره ال ف هذه الية فقال بعضهم ‪ :‬هو كهيئة حديدة الرحى‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله { كل ف فلك يسبحون } قال ‪ :‬فلك‬
‫كهيئة حديدة الرحى‬
‫حدثنا القاسم قال ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج قال ‪ :‬قال ابن جريج { كل ف فلك } قال ‪ :‬فلك كهيئة حديدة الرحى‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثن جرير عن قابوس بن أب ظبيان عن أبيه عن ابن عباس { كل ف فلك يسبحون } قال ‪ :‬فلك السماء‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل الفلك الذي ذكره اله ف هذا الوضع سرعة جري الشمس والقمر والنجوم وغيها‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثت عن السي قال ‪ :‬سعت أبا معاذ قال ‪ :‬أخبنا عبيد قال ‪ :‬سعت الضحاك يقول ف قوله { كل ف فلك يسبحون } الفلك الري والسرعة‬
‫‪ :‬وقال آخرون ‪ :‬بل هو القطب الذي تدور به النجوم واستشهد قائل هذا القول لقوله هذا بقول الراجز‬
‫( باتت تناجي الفلك الدوارا ‪ ...‬حت الصباح تعمل القتارا (‬
‫‪ :‬وقال آخرون ف ذلك ما‬
‫حدثنا به بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { كل ف فلك يسبحون } ‪ :‬أي ف فلك السماء‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { كل ف فلك يسبحون } قال ‪ :‬يري ف فلك السماء كما رأيت‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { كل ف فلك يسبحون } قال ‪ :‬الفلك الذي بي السماء والرض من ماري النجوم والشمس والقمر وقرأ { تبارك الذي‬
‫جعل ف السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيا } الفرقان ‪ 61 :‬وقال ‪ :‬تلك البوج بي السماء والرض وليست ف الرض { كل ف فلك يسبحون } قال ‪ :‬فيما بي السماء والرض‬
‫‪ :‬النجوم والشمس والقمر‬
‫وذكر عن السن أنه كان يقول ‪ :‬الفلك طاحونة كهيئة فلكة الغزل‬
‫والصواب من القول ف ذلك أن يقال كما قال ال عز وجل ‪ { :‬كل ف فلك يسبحون } وجائز أن يكون ذلك الفلك كما قال ماهد كحديدة الرحى وكما ذكر عن السن كطاحونة الرحى‬
‫‪ :‬وجائز أن يكون موجا مكفوفا وأن يكون قطب السماء وذلك أن الفلك ف كلم العرب هو كل شيء دائر فجمعه أفلك وقد ذكرت قول الراجز‬
‫باتت تناجي الفلك الدوارا‬
‫وإذ كان كل ما دار ف كلمها ول يكن ف كتاب ال ن ول ف خب عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ول عمن يقطع بقوله العذر دليل على أي ذلك هو من أي كان الواجب أن نقول فيه‬
‫ما قال ونسكت عما ل علم لنا به‬
‫فإذ كان الصواب ف ذلك من القول عندنا ما ذكرنا فتأويل الكلم ‪ :‬والشمس والقمر كل ذلك ف دائر يسبحون‬
‫وأما قوله { يسبحون } فإن معناه ‪ :‬يرون‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد ف قوله { كل ف فلك يسبحون } قال ‪ :‬يرون‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { يسبحون } قال ‪ :‬يرون وقيل كل ف فلك يسبحون فاخرج الب عن الشمس والقمر مرج الب عن بن آدم بالواو‬
‫والنون ول يقل ‪ :‬يسبحن أو تسبح كما قيل { والشمس والقمر رأيتهم ل ساجدين } يوسف ‪ 4 :‬لن السجود من أفعال بن آدم فلما وصفت الشمس والقمر بثل أفعالم أجرى الب عنهما‬
‫مرى الب عنهم‬

‫(وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل ف فلك يسبحون (‪33‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل ف فلك يسبحون‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪25‬‬


‫(وما جعلنا لبشر من قبلك اللد أفإن مت فهم الالدون (‪34‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وما خلدنا أحدا من بن آدم يا ممد قبلك ف الدنيا فنخلدك فيها ول بد لك من أن توت كما مات من قبلك رسلنا { أفإن مت فهم‬
‫الالدون } يقول ‪ :‬فهؤلء الشركون بربم هم الالدون ف الدنيا بعدك ؟ ل ! ما ذلك كذلك بل هم ميتون بكل حال عشت أو مت فأدخلت الفاء ف إن وهي جزاء وف جوابه لن الزاء‬
‫متصل بكلم قبله ودخلت أيضا ف قوله فهم لنه جواب للجزاء ولو ل يكن ف قوله فهم الفاء جاز على وجهي ‪ :‬أحدها ‪ :‬أن تكون مذوفة وهي مرادة والخر أن يكون مرادا تقديها إل‬
‫الزاء فكأنه قال ‪ :‬أفهم الالدون إن مت‬
‫وقوله { كل نفس ذائقة الوت } يقول تعال ذكره ‪ :‬كل نفس منفوسة من خلقه معالة غصص الوت ومتجرعة كأسها‬
‫وقوله { ونبلوكم بالشر والي فتنة } يقول تعال ذكره ‪ :‬ونتبكم أيها الناس بالشر وهو الشدة نبتليكم با وبالي وهو الرخاء والسعة العافية فنفتنكم به‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي ‪ :‬قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قال ابن عباس قوله { ونبلوكم بالشر والي فتنة } قال ‪ :‬بالرخاء والشدة وكلها بلء‬
‫{ حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { ونبلوكم بالشر والي فتنة } يقول ‪ :‬نبلوكم بالشر بلء والي فتنة { وإلينا ترجعون‬
‫حدثنا يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { ونبلوكم بالشر والي فتنة وإلينا ترجعون } قال ‪ :‬نبلوهم با يبون وبا يكرهون نتبهم بذلك لننظر كيف شكرهم فيما‬
‫يبون وكيف صبهم فيما يكرهون‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { ونبلوكم بالشر والي } يقول ‪ :‬نبتليكم بالشدة والرخاء والصحة والسقم والغن والفقر واللل والرام‬
‫والطاعة والعصية والدى والضللة وقوله { وإلينا ترجعون } يقول ‪ :‬وإلينا يردون فيجازون بأعمالم حسنها وسيئها‬

‫(كل نفس ذائقة الوت ونبلوكم بالشر والي فتنة وإلينا ترجعون (‪35‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬كل نفس ذائقة الوت ونبلوكم بالشر والي فتنة وإلينا ترجعون‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪26‬‬

‫(وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إل هزوا أهذا الذي يذكر آلتكم وهم بذكر الرحن هم كافرون (‪36‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم { وإذا رآك } يا ممد { الذين كفروا } بال { إن يتخذونك إل هزوا } يقول ‪ :‬ما يتخذونك إل سخريا يقول بعضهم لبعض { أهذا الذي‬
‫يذكر آلتكم } بعن بقوله ‪ :‬يذكر آلتكم بسوء ويعيبها تعجبا منهم من ذلك يقول ال تعال ذكره ‪ :‬فيعجبون من ذكرك يا ممد آلتهم الت ل تضر ول تنفع بسوء { وهم بذكر الرحن }‬
‫الذي خلقهم وأنعم عليهم ومنه نفعهم وبيده ضرهم وإليه مرجعهم با هو أهله منهم أن يذكروه به كافرون والعرب تضع الذكر موضع الدح والذم فيقولون ‪ :‬سعنا فلنا وهم يريدون سعناه‬
‫‪ :‬يذكره بقبيح ويعيبه ومن ذلك قول عنترة‬
‫( ل تذكري مهري وما أطعمته ‪ ...‬فيكون جلدك مثل جلد الجرب (‬
‫يعن بذلك ‪ :‬ل تعيب مهري وسعناه يذكر بي‬

‫(خلق النسان من عجل سأريكم آيات فل تستعجلون (‪37‬‬

‫{ يقول تعال ذكره ‪ { :‬خلق النسان } يعن آدم { من عجل‬


‫واختلف أهل التأويل ف تأويله فقال بعضهم ‪ :‬من عجل ف بنيته وخلقته كان العجلة وعلى العجلة‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫{ حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا ابن يان عن أشعث عن جعفر عن سعيد ف قوله { خلق النسان من عجل } قال ‪ :‬لا نفخ فيه الروح ف ركبتيه ذهب لينهض فقال ال { خلق النسان من عجل‬
‫حدثنا موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي قال ‪ :‬لا نفخ فيه يعن ف آدم الروح فدخل ف رأسه عطس فقالت اللئكة ‪ :‬قل المد ل فقال ‪ :‬المد ل فقال ال له ‪ :‬رحك ربك‬
‫فلما دخل الروح ف عينيه نظر إل ثار النة فلما دخل ف جوفه اشتهى الطعام فوثب قبل أ تبلغ الروح رجليه عجلن إل ثار النة فذلك حي يقول { خلق النسان من عجل } يقول ‪ :‬خلق‬
‫النسان عجول‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة { خلق النسان من عجل } قال ‪ :‬خلق عجول‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معناه ‪ :‬خلق النسان من عجل ‪ :‬أي من تعجيل ف خلق ال إياه ومن سرعة فيه وعلى عجل وقالوا ‪ :‬خلقه ال ف آخر النهار يوم المعة قبل غروب الشمس على عجل ف‬
‫خلقه إياه قبل مغيبها‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمروا قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد ف قول ال { خلق النسان من عجل } قال ‪:‬‬
‫قول آدم حي خلق بعد كل شيء آخر النهار من يوم خلق فلما أحيا الروح عينيه ولسانه ورأسه ول تبلغ أسفله قال ‪ :‬يا رب استعجل بلقي قبل غروب الشمس‬
‫حدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء عن ابن أب نيح عن ماهد مثله‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال قال ماهد { خلق النسان من عجل } قال آدم حي خلق بعد كل شيء ث ذكر نوه غي أنه قال ف حديثه ‪ :‬استعجل‬
‫بلقي فقد غربت الشمس‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { خلق النسان من عجل } قال ‪ :‬على عجل خلق آدم آخر ذلك اليوم من ذينك اليومي يريد يوم المعة وخلقه على عجل‬
‫وجعله عجول وقال بعض أهل العربية من أهل البصرة من قال نو هذه القالة ‪ :‬إنا قال ‪ :‬خلق النسان من عجل وهو يعن أنه خلقه من تعجيل من المر لنه قال { إنا قولنا لشيء إذا أردناه‬
‫أن نقول له كن فيكون } النحل ‪ 40 :‬قال ‪ :‬فهذا العجل وقوله { فل تستعجلون } إن { سأريكم آيات } وعلى قول صاحب هذه القالة يب أن يكون كل خلق ال خلق على عجل لن‬
‫كل ذلك خلق بأن قيل له كن فكان فإذا كان ذلك كذلك فما وجه خصوص النسان إذا بذكر أنه خلق من عجل دون الشياء كلها وكلها ملوق من عجل ؟ وف خصوص ال تعال ذكره‬
‫النسان بذلك الدليل الواضح على أن القول ف ذلك غي الذي قاله صاحب هذه القالة‬
‫وقال آخرون منهم ‪ :‬هذا من القلوب وإنا خلق العجل من النسان وخلقت العجلة من النسان وقالوا ذلك مثل قوله { ما إن مفاته لتنوء بالعصبة أول القوة } القصص ‪ 76 :‬إنا هو لتنوء‬
‫العصبة با متثاقلة وقالوا ‪ :‬هذا وما أشبه ف كلم العرب كثي مشهور قالوا ‪ :‬وإنا كلم القوم با يعقلون قالوا ‪ :‬وذلك مثل قولم ‪ :‬عرضت الناقة وكقولم إذا طلعت الشعرى واستوت العود‬
‫‪ :‬على الرباء ‪ :‬أي استوت الرباء على العود كقول الشاعر‬
‫( وتركب خيل ل هوادة بينها ‪ ...‬وتشقى الرماح بالضياطرة المر (‬
‫‪ :‬وكقول ابن مقبل‬
‫( حسرت كفي على السربال ‪ ...‬آخذه فردا ير على أيدي الفدينا (‬
‫يريد ‪ :‬حسرت السربال عن كفي ونو ذلك من القلوب وف إجاع أهل التأويل على خلف هذا القول الكفاية الغنية عن الستشهاد على فسادة بغيه‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب من القول ف تأويل ذلك عندنا ‪ :‬الذي ذكرناه عمن قال معناه ‪ :‬خلق النسان من عجل ف خلقه ‪ :‬أي على عجل وسرعة ف ذلك وإنا قيل ذلك كذلك لنه بودر‬
‫بلقه مغيب الشمس ف آخر ساعة من نار يوم المعة وف ذلك الوقت نفخ فيه الروح‬
‫وإنا قلنا أول القوال الت ذكرناها ف ذلك بالصواب لدللة قوله تعال { سأريكم آيات فل تستعجلون } على ذلك‬
‫وأن أبا كريب حدثنا قال ‪ :‬ثنا ابن إدريس قال أخبنا ممد بن عمرو عن أب سلمة عن أب هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ [ :‬إن ف المعة لساعة يقللها قال ل يوافقها عبد‬
‫مسلم يسأل ال فيها خيا إل آتاه ال إياه ] فقال عبد ال بن سلم ‪ :‬قد علمت أي ساعة هي هي آخر ساعات النهار من يوم المعة قال ال ‪ { :‬خلق النسان من عجل سأريكم آيات فل‬
‫{ تستعجلون‬
‫حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا الحارب و عبدة بن سليمان و أسي بن عمرو عن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو سلمة عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم بنحوه وذكر كلم عبدال بن‬
‫سلم بنحوه‬
‫فتأويل الكلم إذا كان الصواب ف تأويل ذلك ما قلنا با به استشهدنا { خلق النسان من عجل } ولذلك يستعجل ربه بالعذاب { سأريكم آيات فل تستعجلون } أيها الستعجلون ربم‬
‫باليات القائلون لنبينا ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الولون آيات كما أريتها من قبلكم من المم الت أهلكناها بتكذيبها الرسل إذا أتتها اليات فل‬
‫تستعجلون يقول ‪ :‬فل تستعجلوا ربكم فإنا سنأتيكم با ونريكموها‬
‫واختلفت القراء ف قراءة قوله { خلق النسان من عجل } فقرأته عامة قراء المصار { خلق النسان من عجل } بضم الاء على مذهب ما ل يسم فاعله وقرأه حيد العرج خلق بفتحها‬
‫بعن ‪ :‬خلق ال النسان والقراءة الت عليها قراء المصار هي القراءة الت ل أستجيز خلفها‬
‫وقوله { ويقولون مت هذا الوعد إن كنتم صادقي } يقول تعال ذكره ‪ :‬ويقول هؤلء الستعجلون ربم باليات والعذاب لحمد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬مت هذا الوعد ؟ يقول ‪ :‬مت ييئنا‬
‫هذا الذي تعدنا م العذاب إن كنتم صادقي فيما تعدوننا به من ذلك وقيل ‪ :‬هذا الوعد والعن الوعود لعرفة السامعي معناه وقيل { إن كنتم صادقي } كأنم قالوا ذلك لرسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم وللمؤمني به ومت ف موضع نصب لن معناه ‪ :‬أي وقت هذا الوعد وأي يوم هو فهو نصب على الظرف لنه وقت‬

‫(ويقولون مت هذا الوعد إن كنتم صادقي (‪38‬‬

‫{ التأويل ف قوله تعال ‪ { :‬ويقولون مت هذا الوعد إن كنتم صادقي‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪29‬‬

‫(لو يعلم الذين كفروا حي ل يكفون عن وجوههم النار ول عن ظهورهم ول هم ينصرون (‪39‬‬
‫يقول تعال ذكره ‪ :‬لو يعلم هؤلء الكفار الستعجلون عذاب ربم ماذا لم من البلء حي تلفح وجوههم النار وهم فيها كالون فل يكفون عن وجوههم النار الت تلفحها ول عن ظهورهم‬
‫فيدفعونا عنها بأنفسهم { ول هم ينصرون } يقول ‪ :‬ول لم ناصر ينصرهم فيستنقذهم حينئذ من عذاب ال لا أقاموا على ما هم عليه مقيمون من الكفر بال ولسارعوا إل التوبة منه واليان‬
‫بال ولا استعجلوا لنفسهم البلء‬

‫(بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فل يستطيعون ردها ول هم ينظرون (‪40‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬ل تأت هذه النار الت تلفح وجوه هؤلء الكفار الذين وصف أمرهم ف هذا السورة حي تأتيهم عن علم منهم بوقتها ولكنها تأتيهم مفاجأة ل يشعرون بجيئها فتبهتهم ‪:‬‬
‫يقول ‪ :‬فتغشاهم فجأة وتلفح وجوههم معاينة كالرجل يبهت الرجل ف وجهه بالشيء حت يبقى البهوت كاليان منه { فل يستطيعون ردها } يقول ‪ :‬فل يطيقون حي تبغتهم فتبهتهم دفعها‬
‫عن أنفسهم { ول هم ينظرون } يقول ‪ :‬ول هم وإن ل يطيقوا دفعها عن أنفسهم يؤخرون بالعذاب با لتوبة يدثونا وإنابة ينيبون لنا ليست حي عمل وساعة توبة وإنابة بل هي ساعة‬
‫مازاة وإثابة‬

‫(ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤون (‪41‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن يتخذك يا ممد هؤلء القائلون لك ‪ :‬هل هذا إل بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون إذ رأوك هزوا ويقولون ‪ :‬هذا الذي يذكر‬
‫آلتكم كفرا منهم بال واجتراء عليه فلقد استهزئ برسل من رسلنا الذين أرسلناهم من قبلك إل أمهم يقول ‪ :‬فوجب ونزل بالذين استهزءوا بم وسخروا منهم من أمهم ما كانوا به‬
‫يستهزءون ‪ :‬يقول جل ثناؤه ‪ :‬حل بم الذي كانوا به يستهزءون من البلء والعذاب الذي كانت رسلهم توفهم نزوله بم يستهزئون ‪ :‬يقول جل ثناؤه ‪ :‬فلن يعدو هؤلء الستهزئون بك من‬
‫هؤلء الكفرة أن يكونوا كأسلفهم من المم الكذبة رسلها فينل بم من عذاب ال وسخطه باستهزائهم بك نظي الذي نزل بم‬

‫(قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحن بل هم عن ذكر ربم معرضون (‪42‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قل يا ممد لؤلء التستعجليك بالعذاب القائلي ‪ :‬مت هذا الوعد إن كنتم صادقي ‪ :‬من يكلؤكم أيها القوم ‪ :‬من يفظكم ويرسكم بالليل‬
‫إذا نتم وبالنهار إذا تصرفتم من الرحن ؟ يقول ‪ :‬من أمر الرحن إن نزل بكم ومن عذابه إن حل بكم وترك ذكر المر وقيل من الرحن اجتراء بعرفة السامعي من ذكره‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قال ابن عباس ف قوله ‪ { :‬قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحن } قال ‪ :‬يرسكم‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحن } قل من يفظكم بالليل والنهار من الرحن يقال منه ‪ :‬كلت القوم ‪ :‬إذا حرستهم أكلؤهم‬
‫‪ :‬كما قال ابن هرمة‬
‫( إن سليمى وال يكلؤها ‪ ...‬ضنت بشيء ما كان يرزؤها (‬
‫قوله ‪ { :‬بل هم عن ذكر ربم معرضون } وقوله ‪ :‬بل تقيق لحد قد عرفه الخاطبون بذا الكلم وإن ل يكن مذكورا ف هذا الوضع ظاهرا ومعن الكلم ‪ :‬وما لم أن ل يعلمون أنه ل‬
‫كالء لم من أمر ال إذا هو حل بم ليل أو نارا بل هم عن ذكر مواعظ ربم وحججه الت احتج با عليهم معرضون ل يتدبرون ذلك فل يعتبون به جهل منهم وسفها‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪30‬‬

‫(أم لم آلة تنعهم من دوننا ل يستطيعون نصر أنفسهم ول هم منا يصحبون (‪43‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬ألؤلء الستعجلي ربم بالعذاب آلة تنعهم إن نن أحللنا بم عذابنا وأنزلنا بم بأسنا من دوننا ومعناه ‪ :‬أم لم آلة من دوننا تنعهم منا ث وصف جل ثناؤه اللة بالضعف‬
‫والهانة وما هي به من صفتها فقال وكيف تستطيع آلتهم الت يدعونا من دوننا أن تنعهم منا وهي ل تستطيع نصر أنفسها وقوله ‪ { :‬ول هم منا يصحبون } اختلف أهل التأويل ف العن‬
‫بذلك وف معن يصحبون فقال بعضهم ‪ :‬عن بذلك اللة وأنا ل تصحب من ال بي‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬أم لم آلة تنعهم من دوننا ل يستطيعون نصر أنفسهم } يعن اللة { ول هم منا يصحبون } يقول ‪ :‬ل يصحبون من ال بي‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل معن ذلك ‪ :‬ول هم منا ينصرون‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ثنا أبو ثور عن معمر عن ابن أب نيح عن ماهد { ول هم منا يصحبون } قال ‪ :‬ل ينصرون‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قال ابن عباس ‪ { :‬أم لم آلة تنعهم من دوننا } إل قوله ‪ { :‬يصحبون } قال ‪ :‬ينصرون قال ‪ :‬قال ماهد ‪ :‬ول هم‬
‫يفظون‬
‫حدثنا علي قال ‪ :‬ثنا أبو صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله ‪ { :‬ول هم منا يصحبون } يارون‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله ‪ { :‬ول هم منا يصحبون } يقول ‪ :‬ول هم منا يارون وهو قوله ‪ ( :‬وهو يي ول يار عليه (‬
‫الؤمنون ‪ 88 :‬يعن الصاحب وهو النسان يكون له خفي ما ياف فهو قوله يصحبون‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وأول القوال ف ذلك بالصواب قول من قال ‪ :‬هذا القول الذي حكيناه عن ابن عباس وأن { هم } من قوله { ول هم } من ذكر الكفار وأن قوله ‪ { :‬يصحبون } بعن ‪:‬‬
‫يارون يصحبون بالوار لن العرب مكي عنها أنا لك جار من فلن وصاحب بعن ‪ :‬أجيك وأمنعك وهم إذا ل يصحبوا بالوار ن ول يكن لم مانع من عذاب ال مع سخط ال عليهم فلم‬
‫يصحبوا بي ول ينصروا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪31‬‬

‫(بل متعنا هؤلء وآباءهم حت طال عليهم العمر أفل يرون أنا نأت الرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون (‪44‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬ما لؤلء الشركي من آلة تنعهم من دوننا ول جار ييهم من عذابنا إذا نن أردنا عذابم فاتكلوا على ذلك وعصوا رسلنا اتكال منهم على ذلك ن ولكنا متعناهم بذه‬
‫الياة الدنيا وآباءهم من قبلهم حت طال عليهم العمر وهم على كفرهم مقيمون ل تأتيهم منا واعظة من عذاب ول زاجرة من عقاب على كفرهم وخلفهم أمرنا وعبادتم الوثان والصنام‬
‫فنسوا عهدنا وجهلوا موقع نعمتنا عليهم ول يعرفوا موضع الشكر وقوله ‪ { :‬أفل يرون أنا نأت الرض ننقصها من أطرافها } يقول تعال ذكره ‪ :‬أفل يرى هؤلء الشركون بال السائلو ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم اليات الستعجلو بالعذاب أنا نأت الرض نربا من نواحيها بقهرنا أهلها وغلبتناهم وإجلئهم عنها وقتلهم بالسيوف فيعتبوا بذلك ويتعظوا به ويذروا منا أن ننل من‬
‫بأسنا بم نو الذي قد أنزلنا بن فعلنا ذلك به من أهل الطراف وقد تقدم ذكر القائلي بقولنا هذا ومالفيه بالروايات عنهم ف سورة الرعد با أغن عن إعادته ف هذا الوضع‬
‫وقوله ‪ { :‬أفهم الغالبون } يقول تبارك وتعال ‪ :‬أفهؤلء الشركون الستعجلو ممد بالعذاب الغالبونا وقد رأوا قهرنا من أحللنا بساحته بأسنا ف أطراف الرضي ؟ ليس ذلك كذلك بل نن‬
‫الغالبون وإنا هذا تقريع من ال تعال لؤلء الشركي به بهلهم يقول ‪ :‬أفيظنون أنم يغلبون ممدا ويقهرونه وقد قهر من ناوأه من أهل أطراف الرض غيهم‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬أفهم الغالبون } يقول ليسوا بغالبي ولكن رسول ال صلى ال عليه وسلم هو الغالب‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪32‬‬

‫(قل إنا أنذركم بالوحي ول يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون (‪45‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قل يا ممد لؤلء القائلي فليأتنا بآية كما أرسل الولون ‪ :‬إنا أنذركم أيها القوم بتنيل ال الذي يوحيه إل من عنده وأخوفكم به بأسه‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬قل إنا أنذركم بالوحي } أي بذا القرآن‬
‫وقوله ‪ { :‬ول يسمع الصم الدعاء } اختلفت القراء ذلك ن فقراته عامة قراء المصار و ل يسمع بفتح الياء من { يسمع } بعن أنه فعل للصم والصم حينئذ مرفوعون وروي عن أب عبد‬
‫الرحن السلمي أنه كان يقرأ ( ول تسمع ( بالتاء وضمها فالصم على هذه القراءة مرفوعة لن قوله ‪ ( :‬ول تسمع ( ل يسم فاعله ومعناه على هذه القراءة ‪ :‬ول يسمع ال الصم الدعاء‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب من القراءة عندنا ف ذلك ما عليه قراء المصار لجاع الجة من القراء عليه ومعن ذلك ‪ :‬ول يصغي الكافر بال بسمع قلبه إل تذكر ما ف وحي ال من الواعظ‬
‫والذكر فيتذكر به ويعتب فينجر عما هو عليه مقيم من ضللة إذا تلي عليه وأريد به ‪ :‬ولكنه يعرض عن العتبار به والتفكر فيه فعل الصم الذي ل يسمع ما يقال له فيعمل به‬
‫‪ :‬وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬ول يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون } يقول ‪ :‬إن الكافر قد صم عن كتاب ال ل يسمعه ول ينتفع به ول يعقله كما يسمعه الؤمن‬
‫وأهل اليان‬
‫(ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالي (‪46‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬ولئن مست هؤلء الستعجلي بالعذاب يا ممد نفحة من عذاب ربك يعن بالنفحة النصيب والظ من قولم ‪ :‬نفح فلن لفلن من عطائه ‪ :‬إذا أعطاه قسما أو نصيبا من‬
‫الال‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك } الية يقول ‪ :‬لئن أصابتهم عقوبة‬
‫وقوله ‪ { :‬ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالي } يقول ‪ :‬لئن أصابتهم هذه النفحة من عقوبة ربك يا ممد بتكذيبهم بك وكفرهم ليعلمن حينئذ غب تكذيبهم بك وليعترفن على أنفسهم بنعمة ال‬
‫وإحسانه إليهم وكفرانم أياديه عندهم وليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالي ف عبادتنا اللة والنداد وتركنا عبادة ال الذي خلقنا وأنعم علينا ووضعنا العبادة غي موضعها‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪33‬‬

‫(ونضع الوازين القسط ليوم القيامة فل تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا با وكفى بنا حاسبي (‪47‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ { :‬ونضع الوازين } العدل و هو القسط وجعل القسط وهو موحد من نعت الوازين وهو جع لنه ف مذهب عدل ورضا ونظر وقوله ‪ { :‬ليوم القيامة } يقول ‪ :‬لهل يوم‬
‫القيامة ومن ورد على ال ف ذلك اليوم من خلقه وقد كان بعض أهل العربية يوجه معن ذلك إل ف كأن معناه عنده ‪ :‬ونضع الوازين القسط ف يوم القيامة وقوله ‪ { :‬فل تظلم نفس شيئا }‬
‫يقول ‪ :‬فل يظلم ال نفسا من ورد عليه منهم شيئا بأن يعاقبه بذنب ل يعمله أو يبخسه ثواب عمل عمله وطاعة أطاعه با ولكن يازي الحسن بإحسانه ول يعاقب مسيئا إل بإساءته‬
‫‪ :‬وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعيد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله ‪ { :‬ونضع الوازين القسط ليوم القيامة } إل آخر الية وهو كقوله ‪ ( :‬والوزن يومئذ الق (‬
‫العراف ‪ 8 :‬يعن بالوزن ‪ :‬القسط بينهم بالق ف العمال السنات والسيئات فمن أحاطت حسناته بسيئاته ثقلت موازينه يقول ‪ :‬أذهبت حسناته سيئاته ومن أحاطت سيئاته بسناته فقد‬
‫خفت موازينه وأمه هاوية يقول ‪ :‬أذهبت سيئاته حسناته‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا الثوري عن ابن أب نيح عن ماهد ف قول ال ‪ { :‬ونضع الوازين القسط ليوم القيامة } قال ‪ :‬إنا هو مثل كما يوز الوزن‬
‫كذلك يوز الق قال الثوري ‪ :‬قال ليث عن ماهد { ونضع الوازين القسط } قال ‪ :‬العدل‬
‫وقوله { وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا با } يقول ‪ :‬وإن كان الذي له من عمل السنات أو عليه من السيئات وزن حبة من خردل أتينا با ‪ :‬يقول ‪ :‬جئنا با فأحضرناها إياه‬
‫كما حدثنا يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا با } قال ‪ :‬يؤتى با لك وعليك ث يعفو إن شاء أو يأخذ ويزي با عمل له من‬
‫‪ :‬طاعة وكان ماهد يقول ف ذلك ما‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬ثنا سفيان عن ابن أب نيح عن ماهد ف قوله ‪ { :‬وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا با } قال ‪ :‬جازينا با‬
‫حدثنا عمرو بن عبد الميد قال ‪ :‬ثنا سفيان عن ليث عن ماهد أنه كان يقول ‪ { :‬وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا با } قال ‪ :‬جازينا با وقال ‪ :‬أتينا با فأخرج قوله با مرج كناية‬
‫الؤنث وإن كان الذي تقدم ذلك قوله مثقال حبة لنه عن بقوله با البة دون الثقال ولو عن به الثقال لقيل به وقد ذكر أن ماهدا إنا تأول قوله ‪ { :‬أتينا با } على ما ذكرنا عنه لنه كان‬
‫يقرأ ذلك وأتينا با بد اللف وقوله ‪ { :‬وكفى بنا حاسبي } يقول ‪ :‬وحسب من شهد ذلك الوقف بنا حاسبي لنه ل أحد أعلم بأعمالم وما سلف ف الدنيا من صال أو سيء منا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪34‬‬

‫(ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقي (‪48‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬ولقد آتينا موسى بن عمران وأخاه هارون الفرقان يعن به الكتاب الذي يفرق بي الق والباطل وذلك هو التوراة ف قول بعضهم‬
‫‪ :‬ذكر من قال‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله ‪ { :‬الفرقان } قال ‪ :‬الكتاب‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان } الفرقان ‪ :‬التوراة حللا وحرامها وما فرق ال به بي الق والباطل‬
‫‪ :‬وكان ابن زيد يقول ف ذلك ما‬
‫حدثن به يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان } قال ‪ :‬الفرقان ‪ :‬الق آتاه ال موسى وهارون فرق بينهما وبي فرعون قضى بينهم‬
‫بالق وقرأ { وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان } ( النفال ‪ ( 41 :‬قال ‪ :‬يوم بدر‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهذا القول الذي قاله ابن زيد ف ذلك أشبه بظاهر التنيل ن وذلك لدخول الواو ف الضياء ولو كان الفرقان هو التوراة كما قال من قال ذلك لكان التنيل ‪ :‬ولقد آتينا‬
‫موسى وهارون الفرقان ضياء لن الضياء الذي آتى ال موسى وهارون هو التوراة الت أضاءت لما ولن اتبعهما أمر دينهم فبصرهم اللل والرام ول يقصد بذلك ف هذا الوضع ضياء‬
‫البصار وف دخول الواو ف ذلك دليل على أن الفرقان غي التوراة الت هي ضياء‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬وما ينكر أن يكون الضياء من نعت الفرقان وإن كانت فيه واو فيكون معناه ‪ :‬وضياء آتيناه ذلك كما قال ‪ { :‬بزينة الكواكب * وحفظا } ( الصافات ‪ ( 6 :‬؟ قيل له ‪ :‬إن‬
‫ذلك وإن كان الكلم يتمله فإن الغلب من معانية ما قلنا والواجب أن يوجه معان كلم ال إل الغلب الشهر من وجوهها العروفة عند العرب ما ل يكن بلف ذلك ما يب التسليم له‬
‫من حجة خب أو عقل‬
‫وقوله ‪ { :‬وذكرا للمتقي } يقول ‪ :‬وتذكيا لن اتقى ال بطاعته وأداء فرائضه واجتناب معاصيه ذكرهم با آتى موسى وهارون من التوراة‬

‫(الذين يشون ربم بالغيب وهم من الساعة مشفقون (‪49‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬آتينا موسى وهارون الفرقان ‪ :‬الذكر الذي آتيناها للمتقي الذين يافون ربم بالغيب يعن ف الدنيا أن يعاقبهم ف الخرة إذا قدموا عليه بتضييعهم ما ألزمهم من فرائضه‬
‫فهم من خشيته يافظون على حدوده وفرائضه وهم من الساعة الت تقوم فيها القيامة مشفقون حذرون أن تقوم عليهم فيدوا على ربم قد فرطوا ف الواجب عليهم ل فيعاقبهم من العقوبة‬
‫با ل قبل لم به‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪35‬‬

‫(وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون (‪50‬‬

‫يقول جل ثناؤه ‪ :‬وهذا القرآن الذي أنزلناه إل ممد صلى ال عليه وسلم ذكر لن تذكر به وموعظة لن اتعظ به { مبارك أنزلناه } كما أنزلنا التوراة إل مواسى وهارون ذكرا للمتقي‬
‫{ أفأنتم له منكرون } يقول تعال ذكره ‪ :‬أفأنتم أيها القوم لذا الكتاب الذي أنزلناه إل ممد منكرون وتقولون { بل قالوا أضغاث أحلم بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل‬
‫الولون } ( النبياء ‪ ( 5 :‬وإنا الذي آتيناه من ذلك ذكر للمتقي كالذي آتينا موسى وهارون ذكرا للمتقي‬
‫‪ :‬وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬وهذا ذكر مبارك } إل قوله ‪ { :‬أفأنتم له منكرون } ‪ :‬أي هذا القرآن‬

‫(ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالي (‪51‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ { :‬ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل } موسى وهارون ووفقناه للحق وأنقذناه من بي قومه وأهل بيته من عبادة الوثان كما فعلنا ذلك بحمد صلى ال عليه وسلم وعلى‬
‫إبراهيم فأنقذناه من قومه وعشيته من عبادة الوثان وهديناه إل سبيل الرشاد توفيقا منا له‬
‫‪ :‬وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى ح وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله ‪ { :‬ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل }‬
‫قال ‪ :‬هديناه صغيا‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل } قال ‪ :‬هداه صغيا‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ { :‬آتينا إبراهيم رشده من قبل } قال ‪ :‬هداه صغيا‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل } يقول ‪ :‬آتيناه هداه‬
‫وقوله ‪ { :‬وكنا به عالي } يقول ‪ :‬وكنا عالي به أنه ذو يقي وإيان بال وتوحيد له ل يشرك به شيئا { إذ قال لبيه وقومه } يعن ف وقت قيله وحي قيله لم ‪ { :‬ما هذه التماثيل الت أنتم‬
‫لا عاكفون } يقول ‪ :‬قال لم ‪ :‬أي شيء هذه الصور الت أنتم عليها مقيمون ! وكانت تلك التماثيل أصنامهم الت كانوا يعبدونا‬
‫كما حدثن ممد بن عمرو وقال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد قوله ‪ { :‬ما هذه التماثيل الت أنتم لا‬
‫عاكفون } قال ‪ :‬الصنام‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ماهد مثله وقد بينا فيما مضى من كتابنا هذا أن العاكف على الشيء القيم عليه بشواهد ذلك وذكرنا الرواية عن أهل التأويل‬
‫(إذ قال لبيه وقومه ما هذه التماثيل الت أنتم لا عاكفون (‪52‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬إذ قال لبيه وقومه ما هذه التماثيل الت أنتم لا عاكفون‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪36‬‬

‫(قالوا وجدنا آباءنا لا عابدين (‪53‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬قال أبو إبراهيم وقومه لبراهيم ‪ :‬وجدنا آباءنا لذه الوثان عابدين فنحن على ملة آبائنا نعبدها كما كانوا يعبدون { قال } إبراهيم ‪ { :‬لقد كنتم } أيها القوم { أنتم‬
‫وآباؤكم } بعبادتكم إياها { ف ضلل مبي } يقول ‪ :‬ف ذهاب عن سبيل الق وجور عن قصد السبيل مبي ‪ :‬يقول ‪ :‬بي لن تأمله بعقل إنكم كذلك ف جور عن الق { قالوا أجئتنا‬
‫{ بالق ؟ } يقول ‪ :‬قال أبوه وقومه له ‪ :‬أجئتنا بالق فيما تقول { أم أنت } هازل لعب { من اللعبي‬

‫(قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم ف ضلل مبي (‪54‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم ف ضلل مبي‬

‫(قالوا أجئتنا بالق أم أنت من اللعبي (‪55‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬قالوا أجئتنا بالق أم أنت من اللعبي‬

‫(قال بل ربكم رب السماوات والرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين (‪56‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬قال إبراهيم لم ‪ :‬بل جئتكم بالق ل اللعب وربكم رب السماوات والرض الذي خلقهن وأنا على ذلكم من أن ربكم هو رب السماوات والرض الذي فطرهن دون‬
‫التماثيل الت أنتم لا عاكفون ودون كل أحد سواه شاهد من الشاهدين يقول ‪ :‬فإياه فاعبدوا ل هذه التماثيل الت هي خلقه الت ل تضر ول تنفع‬

‫(وتال لكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين (‪57‬‬

‫ذكر أن إبراهيم صلوات ال عليه حلف بذه اليمي ف سر من قومه وخفاء وأنه ل يسمع ذلك منه إل الذي أفشاه عليه حي قالوا ‪ :‬من فعل هذا بآلتنا إنه لن الظالي فقالوا ‪ :‬سعنا فت‬
‫يذكرهم يقال له إبراهيم‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد ف قول ال { وتال لكيدن أصنامكم } قال ‪:‬‬
‫( قول إبراهيم حي استتبعه قومه إل عيد لم فأب وقال ‪ :‬إن سقيم فسمع منه وعيد أصنامهم رجل منهم استأخر وهو الذي يقول { سعنا فت يذكرهم يقال له إبراهيم } ( النبياء ‪60 :‬‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { وتال لكيدن أصنامكم } قال ‪ :‬نرى أنه قال ذلك حيث ل يسمعوه بعد أن تولوا مدبرين‬
‫وقوله ‪ { :‬فجعلهم جذاذا إل كبيا لم } اختلفت القراء ف قراءة ذلك فقرأته عامة قراء المصار سوى يي بن وثاب و العمش و الكسائي { فجعلهم جذاذا } بعن جيع جذيذ كأنم‬
‫أرادوا به جع جذيذ وجذاذ كما يمع الفيف خفاف والكري كرام‬
‫وأول القراءتي ف ذلك عندنا بالصواب قراءة من قرأه { جذاذا } بضم اليم لجاع قراء المصار عليه وأن ما أجعت عله فهو الصواب وهو إذا قرئ كذلك مصدر مثل الرفات والفتات‬
‫والدقاق ل واحد وأما من كسر اليم فإنه جع للجذيذ والذيذ ‪ :‬هو فعيل صرف من مذوذ إليه مثل كسي وهشيم والجذوذة ‪ :‬الكسورة قطعا‬
‫‪ :‬وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبدال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { فجعلهم جذاذا } يقول ‪ :‬حطاما‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد { جذاذا } كالصري‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { فجعلهم جذاذا } ‪ :‬أي قطعا‬
‫‪ :‬وكان سبب فعل إبراهيم صلوات ال عليه بآلة قومه ذلك كما‬
‫حدثنا موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي أن إبراهيم قال له أبوه ‪ :‬يا إبراهيم إن لنا عيدا لو قد خرجت معنا إليه قد أعجبك ديننا فلما كان يوم العيد فخرجوا إليه خرج‬
‫معهم إبراهيم فلما كان ببعض الطريق ألقى نفسه وقال ‪ :‬إن سقيم يقول ‪ :‬أشتكي رجلي فتواطئوا رجليه وهو صريع فلما مضوا نادى ف آخرهم وقد بقي ضعفي الناس { تال لكيدن‬
‫أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين } فسمعوها منه ث رجع إبراهيم إل بيت اللة فإذا هن ف بو عظيم مسقبل باب البهو صنم عظيم إل جنبه أصغر منه بعضها إل بعض كل صنم يليه أصغر منه‬
‫حت بلغوا باب البهو وإذا هم قد جعلوا طعاما فوضعوه بي أيدي اللة قالوا ‪ :‬إذا كان حي نرجع رجعنا وقد باركت اللة ف طعامنا فأكلنا فلما نظر إليهم إبراهيم وإل ما بي أيديهم من‬
‫الطعام { قال أل تأكلون } ( الذاريات ‪ ( 27 :‬فلما ل تبه قال { ما لكم ل تنطقون * فراغ عليهم ضربا باليمي } ( الصافات ‪ ( 92 :‬فأخذ فاس حديد فنقر كل صنم ف حافتيه ث علق‬
‫{ الفأس ف عنق الصنم الكب ث خرج فلما جاء القوم إل طعامهم نظروا إل آلتهم { قالوا من فعل هذا بآلتنا إنه لن الظالي * قالوا سعنا فت يذكرهم يقال له إبراهيم‬
‫وقوله { إل كبيا لم } يقول ‪ :‬إل عظيما لللة فإن إبراهيم ل يكسره ولكنه فيما ذكر علق الفأس ف عنقه‬
‫‪ :‬وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج { إل كبيا لم } قال ‪ :‬ابن عباس ‪ :‬إل عظيما لم عظيم آلتهم قال ابن جريج وقال ماهد ‪ :‬وجعل إبراهيم الفأس الت أهلك‬
‫با أصنامهم مسندة إل صدر كبيهم الت ترك‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن اسحاق قال ‪ :‬أقبل عليهن كما قال ال تبارك وتعال { ضربا باليمي } ( الصافات ‪ ( 93 :‬ث جعل يكسرهن بفأس ف يده حت إذا بقي أعظم صنم‬
‫منها ربط الفأس بيده ث تركهن فلما رجع قومه رأوا ما صنع بأصنامهم فراعهم ذلك وأعظموه وقالوا ‪ :‬من فعل هذا بآلتنا إنه لن الظالي وقوله { لعلهم إليه يرجعون } يقول ‪ :‬فعل ذلك‬
‫إبراهيم بآلتهم ليعتبوا ويعلموا أنا إذا ل تدفع عن نفسها ما فعل با إبراهيم فهي من أن تدفع عن غيها من أراده بسوء أبعد فيجعوا عما هم عليه مقيمون من عبادتا إل ما هو عليه من‬
‫دينه وتوحيد ال والباءة من الوثان‬
‫‪ :‬وبنحو الذي ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { لعلهم إليه يرجعون } قال ‪ :‬كادهم بذلك لعلهم يتذكرون أو يبصرون‬

‫(فجعلهم جذاذا إل كبيا لم لعلهم إليه يرجعون (‪58‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬فجعلهم جذاذا إل كبيا لم لعلهم إليه يرجعون‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪39‬‬

‫(قالوا من فعل هذا بآلتنا إنه لن الظالي (‪59‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬قال قوم إبراهيم لا رأوا آلتهم قد جذت إل الذي ربط به الفأس إبراهيم ‪ :‬من فعل هذا بآلتنا إن الذي فعل هذا بآلتنا لن الظالي ‪ :‬أي لن الفاعلي با ما ل يكن له فعله‬
‫{ قالوا سعنا فت يذكرهم يقال له إبراهيم } يقول ‪ :‬قال الذين سعوه يقول { تال لكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين } سعنا فت يذكرهم بعيب يقال له إبراهيم‬
‫كما حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج { قالوا سعنا فت يذكرهم } قال ابن جريج ‪ :‬يذكرهم يعيبهم‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن اسحاق قوله { سعنا فت يذكرهم يقال له إبراهيم } سعناه يسبها ويعيبها ويستهزئ با ل نسمع أحدا يقول ذلك غيه وهو الذي نظن صنع هذا با‬
‫وقوله { فاتوا به على أعي الناس لعلهم يشهدون } يقول تعال ذكره ‪ :‬قال قوم إبراهيم بعضهم لبعض ‪ :‬فأتوا بالذي فعل هذا بآلتنا الذي سعتموه يذكرها بعيب ويسبها ويذمها على أعي‬
‫الناس فقيل ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬على رؤوس الناس وقال بعضهم ‪ :‬معناه ‪ :‬بأعي الناس ومرأى منهم وقالوا ‪ :‬إنا يريد بذلك أظهروا الذي فعل ذلك للناس كما تقول العرب إذا ظهر المر وشهر ‪:‬‬
‫كان ذلك على أعي الناس يراد به كان بأيدي الناس‬
‫واختلف أهل التأويل ف تأويل قوله { لعلهم يشهدون } فقال بعضهم ‪ :‬معناه ‪ :‬لعل الناس يشهدون عليه أنه الذي فعل ذلك فتكون شهادتم عليه حجة لنا عليه وقالوا ‪ :‬إنا فعلوا ذلك لنم‬
‫كرهوا أن يأخذوه بغي نية‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي { قالوا فاتوا به على أعي الناس لعلهم يشهدون } عليه أنه فعل ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬فاتوا به على أعي الناس لعلهم يشهدون } قال ‪ :‬كرهوا أن يأخذوه بغي نية‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل معن ذلك ‪ :‬لعلهم يشهدون ما يعاقبونه به فيعاينوه ويرونه‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن اسحاق قال ‪ :‬بلغ ما فعل إبراهيم بآلة قومه نرود وأشراف قومه فقالوا ‪ { :‬فاتوا به على أعي الناس لعلهم يشهدون } ‪ :‬أي ما يصنع به وأظهر معن‬
‫ذلك أنم قالوا ‪ :‬فأتوا به على أعي الناس لعلهم يشهدون عقوبتنا إياه لنه لو أريد بذلك ليشهدوا عليه بفعله كان يقال ‪ :‬انظروا من شهده يفعل ذلك ول يقل ‪ :‬أحضروه بجمع الناس‬

‫(قالوا سعنا فت يذكرهم يقال له إبراهيم (‪60‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬قالوا سعنا فت يذكرهم يقال له إبراهيم‬

‫(قالوا فأتوا به على أعي الناس لعلهم يشهدون (‪61‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬قالوا فاتوا به على أعي الناس لعلهم يشهدون‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪40‬‬

‫(قالوا أأنت فعلت هذا بآلتنا يا إبراهيم (‪62‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬فأتوا بإبراهيم فلما أتوا به قالوا له ‪ :‬أأنت فعلت هذا بآلتنا من الكسر با يا إبراهيم ؟ فأجابم إبراهيم ‪ :‬بل فعله كبيهم هذا وعظيمهم فاسألوا اللة من فعل با ذلك و‬
‫كسرها إن كانت تنطق عن نفسها‬
‫و بنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن اسحاق قال ‪ :‬لا أت به و اجتمع له قومه عند ملكهم نرود { قالوا أأنت فعلت هذا بآلتنا يا إبراهيم * قال بل فعله كبيهم هذا فاسألوهم إن كانوا‬
‫ينطقون } غضب من أن يعبدوا معه هذه الصغار و هو أكب منها فكسرهن‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { بل فعله كبيهم هذا } الية و هي هذه الصلة الت كادهم با‬
‫و قد زعم بعض من ل يصدق بالثار و ل يقبل من الخبار إل ما استفاض به النقل من العوام أن معن قوله { بل فعله كبيهم هذا } إنا هو ‪ :‬بل فعله كبيهم هذا إن كانوا ينطقون‬
‫فاسألوهم أي إن كان اللة الكسورة تنطق فإن كبيهم هو الذي كسرهم و هذا قول خلف ما تظاهرت به الخبار عن رسول ال صلى ال عليه و سلم أن إبراهيم ل يكذب إل ثلث‬
‫كذبات كلها ف ال ‪ :‬قوله { بل فعله كبيهم هذا } و قوله ( إن سقيم ( الصافات ‪ 89 :‬و قوله لسارة ‪ :‬هي أخت غي مستحيل أن يكون ال تعال ذكره أذن لليله ف ذلك ليقرع قومه به‬
‫و يتج به عليهم و يعرفهم موضع خطئهم و سوء نظرهم لنفسهم كما قال مؤذن يوسف لخوته ( أيتها العي إنكم لسارقون ( يوسف ‪ 70 :‬ول يكونوا سرقوا شيئا‬

‫(قال بل فعله كبيهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون (‪63‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬قال بل فعله كبيهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون‬

‫(فرجعوا إل أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالون (‪64‬‬


‫يقول تعال ذكره ‪ :‬فذكروا حي قال لم إبراهيم صلوات ال عليه { بل فعله كبيهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون } ف أنفسهم ورجعوا إل عقولم و نظر بعضهم إل بعض فقالوا إنكم‬
‫معشر القوم الظالون هذا الرجل ف مسألتكم إياه و قيلكم له ‪ :‬من فعل هذا بآلتنا يا إبراهيم ؟ و هذه آلتكم الت فعل با ما فعل حاضرتكم فاسألوها‬
‫و بنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق { فرجعوا إل أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالون } قال ‪ :‬ارعووا و رجعوا عنه يعن عن إبراهيم فيما ادعو عليه من كسرهن إل أنفسهم فيما‬
‫بينهم فقالوا ‪ :‬لقد ظلمناه و ما نراه إل كما قال‬
‫{ حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج { فرجعوا إل أنفسهم } قال ‪ :‬نظر بعضهم إل بعض { فقالوا إنكم أنتم الظالون‬
‫و قوله { ث نكسوا على رؤوسهم } يقول جل ثناؤه ‪ :‬ث غلبوا ف الجة فاحتجوا على إبراهيم با هو حجة لبراهيم عليهم فقالوا ‪ :‬لقد علمت ما هؤلء الصنام ينطقون‬
‫كما حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ‪ :‬ث قالوا يعن قوم إبراهيم و عرفوا أنا يعن آلتهم ل تضر و ل تنفع و ل تبطش { لقد علمت ما هؤلء ينطقون } ‪ :‬أي ل تتكلم‬
‫فتخبنا من صنع هذا با و ما تبطش باليدي فنصدقك يقول ال { ث نكسوا على رؤوسهم } ف الجة عليهم لبراهيم حي جادلم فقال عند ذلك إبراهيم حي ظهرت الجة عليهم بقولم‬
‫{ { لقد علمت ما هؤلء ينطقون‬
‫حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قال ال { ث نكسوا على رؤوسهم } أدركت الناس حية سوء‬
‫و قال آخرون ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬ث نكسوا ف الفتنة‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي { ث نكسوا على رؤوسهم } قال نكسوا ف الفتنة على رءوسهم فقالوا ‪ :‬لقد علمت ما هؤلء ينطقون‬
‫و قال بعض أهل العربية ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬ث رجعوا عما عرفوا من حجة إبراهيم فقالوا ‪ :‬لقد علمت ما هؤلء ينطقون‬
‫و إنا اخترنا القول الذي قلنا ف معن ذلك لن نكس الشيء على رأسه ‪ :‬قلبه على رأسه و تصيي أعله أسفله و معلوم أن القوم ل يقبلوا على رءوس أنفسهم و أنم إنا نكست حجتهم‬
‫فأقيم الب عنهم مقام الب عن حجتهم و إذ كان ذلك كذلك فنكس الجة ل شك إنا هو احتجاج الحتج على خصمه با هو حجة لصمه و أما قول السدي ‪ :‬ث نكسوا ف الفتنة فإنم ل‬
‫يكونوا خرجوا من الفتنة قبل ذلك فنكسوا فيها و أما قول من قال من أهل العربية ما ذكرنا عنه فقول بعيد من الفهوم ل تسألم و لكن نسألك فأخبنا من فعل ذلك با و قد سعنا أنك‬
‫فعلت ذلك و لكن صدقوا القول فقالوا { لقد علمت ما هؤلء ينطقون } و ليس ذلك رجوعا عم كانوا عرفوا بل هو إقرار به‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪41‬‬

‫(ث نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلء ينطقون (‪65‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬ث نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلء ينطقون‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪42‬‬

‫(قال أفتعبدون من دون ال ما ل ينفعكم شيئا ول يضركم (‪66‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬قال إبراهيم لقومه ‪ :‬أفتعبدون أبا القوم ما ل ينفعكم شيئا ول يضركم وأنتم قد علمتم أنا ل تنع نفسها من أرادها بسوء ول هي تقدر أن تنطق إن سئلت عمن يأتيها‬
‫بسوء فتخب به أفل تستحيون من عبادة ما كان هكذا‬
‫كما حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق { قال أفتعبدون من دون ال ما ل ينفعكم شيئا ول يضركم } الية يقول يرحه ال ‪ :‬أل ترون أنم ل يدفعوا عن أنفسهم الضر الذي‬
‫أصابم وأنم ل ينطقون فيخبونكم من صنع لك بم فكيف ينفعونكم أو يضرون‬
‫وقوله { أف لكم } يقول ‪ :‬قبحا لكم ولللة الت تعبدون من دون ال أفل تعقلون قبح ما تفعلون من عبادتكم ما ل يضر ول ينفع فتتركوا عبادته وتعبدوا ال الذي فطر السموات والرض‬
‫والذي بيده النفع والضر‬

‫(أف لكم ولا تعبدون من دون ال أفل تعقلون (‪67‬‬


‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬أف لكم ولا تعبدون من دون ال أفل تعقلون‬

‫(قالوا حرقوه وانصروا آلتكم إن كنتم فاعلي (‪68‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬قال بعض قوم إبراهيم لبعض ‪ :‬حرقوا إبراهيم بالنار { وانصروا آلتكم إن كنتم فاعلي } يقول ‪ :‬إن كنتم ناصريها ول تريدوا ترك عبادتا‬
‫وقيل ‪ :‬إن الذي قال ذلك ‪ :‬رجل من أكراد فارس‬
‫ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن يعقوب قال ‪ :‬ثنا ابن علية عن ليث عن ماهد ف قوله { حرقوه وانصروا آلتكم } قال ‪ :‬قالا رجل من أعراب فارس يعن الكراد‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال أخبن وهب بن سليمان عن شعيب البئي قال ‪ :‬إن الذي قال حرقوه هيزن فخسف ال به الرض فهو يتجلجل فيها إل‬
‫يوم القيامة‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ‪ :‬أجع نرود و قومه ف إبراهيم فقالوا ‪ { :‬حرقوه وانصروا آلتكم إن كنتم فاعلي } ‪ :‬أي ل تنصروها منه إل بالتحريق بالنار إن كنتم‬
‫ناصريها‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة قال ‪ :‬ثن ممد بن إسحاق عن السن بن دينار عن ليث بن أب سليم عن ماهد قال ‪ :‬تلوت هذه الية على عبد ال بن عمر فقال ‪ :‬أتدري يا ماهد من الذي‬
‫أشار بتحريق إبراهيم بالنار ؟ قال ‪ :‬قلت ل قال ‪ :‬رجل من أعراب فارس قلت ‪ :‬يا أبا عبد الرحن أو هل للفرس أعراب ؟ قال ‪ :‬نعم الكرد هم أعراب فارس فرجل منهم هو الذي أشار‬
‫بتحريق إبراهيم بالنار‬
‫و قوله { قلنا يا نار كون بردا وسلما على إبراهيم } ف الكلم متروك اجتزئ بدللة ما ذكر عليه منه وهو ‪ :‬فأوقدوا له نارا ليحرقوه ث ألقوه فيها فقلنا للنار ‪ :‬يا نار كون بردا و سلما‬
‫‪ :‬على إبراهيم و ذكر أنم لا أرادوا إحراقه بنوا له بنيانا كما‬
‫حدثنا موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي قال { قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه ف الحيم } ( الصافات ‪ ( 97 :‬قال ‪ :‬فحبسوه ف بيت و جعوا له حطبا حت إن كانت الرأة‬
‫لتمرض فتقول ‪ :‬لئن عافان ال لجعن حطبا لبراهيم فلما جعوا له و أكثروا من الطب حت إن الطي لتمر با فتحرق من شدة وهجها فعمدوا إليه فرفعوه على رأس البنيان فرفع إبراهيم‬
‫صلى ال عليه و سلم رأسه إل السماء فقالت السماء و الرض و البال و اللئكة ‪ :‬ربنا إبراهيم يرق فيك فقال ‪ :‬أنا أعلم به و إن دعاكم فأغيثوه و قال إبراهيم حي رفع رأسه إل السماء‬
‫‪ :‬اللهم أنت الواحد ف السماء و أنا الواحد ف الرض ليس ف الرض أحد يعبدك غيي حسب ال و نعم الوكيل فقذفوه ف النار فناداها فقال { يا نار كون بردا و سلما على إبراهيم }‬
‫فكان جبيل عليه السلم هو الذي ناداها و قال ابن عباس ‪ :‬لو ل يتبع بردها سلما لات إبراهيم من شدة بردنا فلم يبق يومئذ نار ف الرض إل طفئت ظنت أنا هي تعن فلما طفئت النار‬
‫نظروا إل إبراهيم فإذا هو رجل آخر معه و إذا رأس إبراهيم ف حجره يسح عن وجهه العرق و ذكر أن ذلك الرجل هو ملك الظل و أنزل ال نارا فانتفع با بنو آدم و أخرجوا إبراهيم‬
‫فأدخلوه على اللك ول يكن قبل ذلك دخل عليه‬
‫حدثن إبراهيم بن القدام أبو الشعث قال ‪ :‬ثنا العتمر قال ‪ :‬سعت أب قال ‪ :‬ثنا قتادة عن أب سليمان عن كعب قال ‪ :‬ما أحرقت النار من إبراهيم إل وثاقه‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { قلنا يا نار كون بردا وسلما على إبراهيم } قال ‪ :‬ذكر لنا أن كعبا كان يقول ‪ :‬ما انتفع با يومئذ أحد من الناس وكان كعب‬
‫يقول ‪ :‬ما أحرقت النار يومئذ إل وثاقه‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال ‪ :‬ثنا مؤمل قال ‪ :‬ثنا سفيان عن العمش عن شيخ عن علي بن أب طالب رضي ال عنه ف قوله { يا نار كون بردا وسلما على إبراهيم } قال ‪ :‬بردت عليه حت‬
‫كادت تقتله حت قيل ‪ :‬وسلما قال ‪ :‬ل تضريه‬
‫حدثنا أبو كريب قال ثنا جابر بن نوح قال ‪ :‬أخبنا إساعيل عن النهال بن عمرو قال ‪ :‬قال إبراهيم خليل ال ‪ :‬ما كنت أياما قط أنعم من من اليام الت كنت فيها ف النار‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد قال ‪ :‬لا ألقي إبراهيم خليل ال صلى ال عليه وسلم ف النار قال اللك خازن الطر ‪ :‬رب خليلك إبراهيم رجا أن يؤذن له فيسل الطر‬
‫قال ‪ :‬فكان أمر ال أسرع من ذلك فقال { يا نار كون بردا وسلما على إبراهيم } فلم يبق ف الرض نار إل طفئت‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا جرير عن مغية عن الارث عن أب زرعة عن أب هريرة قال ‪ :‬إن أحسن شيء قاله أبو إبراهيم لا رفع عنه الطبق وهو ف النار وجده يرشح جبينه فقال عند ذلك ‪:‬‬
‫نعم الرب ربك يا إبراهيم‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬أخبن وهب بن سليمان عن شعيب البئي قال ‪ :‬ألقي إبراهيم ف النار وهو ابن ست عشرة سنة وذبح إسحاق وهو ابن‬
‫سبع سني وولدته سارة وهي ابنة تسعي سنة وكان مذبه من بيت إيلياء على ميلي ولا علمت سارة با أراد بإسحاق بطنت يومي وماتت اليوم الثالث قال ابن جريج ‪ :‬قال كعب الحبار ‪:‬‬
‫ما أحرقت النار من إبراهيم شيئا غي وثاقه الذي أوثقوه به‬
‫حدثنا السن قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا معمر بن سليمان التيمي عن بعض أصحابه قال ‪ :‬جاء جبيل إل إبراهيم عليهما السلم وهو يوثق أو يقمط ليلقى ف النار قال ‪ :‬يا إبراهيم ألك حاجة‬
‫؟ قال ‪ :‬أما إليك فل‬
‫قال ‪ :‬ثنا معتمر قال ‪ :‬ثنا ابن كعب عن أرقم أن إبراهيم قال حي جعلوا يوثقونه ليلقوه ف النار ‪ :‬ل إله إل أنت سبحانك رب العالي لك المد ولك اللك ل شريك لك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن أب جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أب العالية ف قوله ‪ { :‬قلنا يا نار كون بردا وسلما على إبراهيم } قال ‪ :‬السلم ل يؤذيه بردها‬
‫ولول أنه قال ‪ :‬وسلما لكان البد أشد عليه من الر‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قوله { بردا } قال ‪ :‬بردت عليه { وسلما } ل تؤذيه‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { يا نار كون بردا وسلما على إبراهيم } قال ‪ :‬كعب ‪ :‬ما انتفع أحد من أهل الرض يومئذ بنار ول أحرقت النار يومئذ‬
‫شيئا إل وثاق إبراهيم‬
‫وقال قتادة ‪ :‬ل تأت يومئذ دابة إل أطفأت عنه النار إل الوزغ‬
‫وقال الزهري ‪ :‬أمر النب صلى ال عليه وسلم بقتله وساه فويسقا‬
‫وقوله { وأرادوا به كيدا } يقول تعال ذكره ‪ :‬وأرادوا بإبراهيم كيدا { فجعلناهم الخسرين } يعن الالكي‬
‫وقد حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج { وأرادوا به كيدا فجعلناهم الخسرين } قال ‪ :‬ألقوا شيخا منهم ف النار لن يصيبوا ناته كما ني إبراهيم صلى ال‬
‫عليه وسلم فاحترق‬

‫(قلنا يا نار كون بردا وسلما على إبراهيم (‪69‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬قلنا يا نار كون بردا وسلما على إبراهيم‬

‫(وأرادوا به كيدا فجعلناهم الخسرين (‪70‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬وأرادوا به كيدا فجعلناهم الخسرين‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪44‬‬

‫(ونيناه ولوطا إل الرض الت باركنا فيها للعالي (‪71‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬ونينا إبراهيم ولوطا من أعدائهما نرود وقومه من أرض العراق { إل الرض الت باركنا فيها للعالي } وهي أرض الشام فارق صلوات ال عليه قومه ودينهم وهاجر إل‬
‫الشام‬
‫وهذا القصة الت قص ال من نبأ إبراهيم وقومه تذكي منه با قوم ممد صلى ال عليه وسلم من قريش أنم قد سلكوا ف عبادتم الوثان وأذاهم ممدا على نيه عن عبادتما دعاهم إل عبادة‬
‫ال ملصي له الدين مسلك أعداء أبيهم إبراهيم ومالفتهم دينه وأن ممدا ف براءته من عبادتا وإخلصه العبادة ل وف دعائهم إل الباءة من الصنام وف الصب على ما يلقى منهم ف ذلك‬
‫سالك منهاج أبيه إبراهيم وأنه مرجه من بي أظهرهم كما أخرج إبراهيم من بي أظهر قومه حي تادوا ف غيهم إل مهاجره من أرض الشأم ومسل بذلك نبيه ممدا صلى ال عليه وسلم عما‬
‫يلقى من قومه من الكروه والذى ومعلمه أنه منجيه منهم كما نى أباه إبراهيم من كفره قومه‬
‫وقد أختلف أهل التأويل ف الرض الت ذكر ال أنه ني إبراهيم ولوطا إليها ووصفه أنه بارك فيها للعالي فقال بعضهم بنحو الذي قلنا ف ذلك‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا السي بن حريث الروزي أبو عمار قال ‪ :‬ثنا الفضل بن موسى عن السي بن واقد عن الربيع بن أنس عن أب العالية عن أب بن كعب { ونيناه ولوطا إل الرض الت باركنا فيها‬
‫للعالي } قال ‪ :‬الشأم وما من ماء عذب إل خرج من تلك الصخرة الت ببيت القدس‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا أبو أحد قال ‪ :‬ثنا سفيان عن فرات القزاز عن السن ف قوله { إل الرض الت باركنا فيها للعالي } قال ‪ :‬الشأم‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { ونيناه ولوطا إل الرض الت باركنا فيها للعالي } كانا بأرض العراق فأنيا إل أرض الشام وكان يقال للشأم عماد دار الجرة وما‬
‫نقص من الرض زيد ف الشأم وما نقص من الشأم زيد ف فلسطي وكان يقال ‪ :‬هي أرض الحشر والنشر وبا ممع الناس وبا ينل عيسى ابن مري وبا يهلك ال شيخ الضللة الكذاب‬
‫الدجال‬
‫[ و حدثنا أبو قلبة [ أن رسول ال صلى ال عليه و سلم قال ‪ :‬رأيت فيما يرى النائم كأن اللئكة حلت عمود الكتاب فوضعته بالشأم فأولته أن الفت إذا وقعت فإن اليان بالشأم‬
‫و ذكر لنا [ أن رسول ال صلى ال عليه و سلم قال ذات يوم ف خطبة ‪ :‬إنه كائن بالشأم جند و بالعراق جند و باليمن جند فقال رجل ‪ :‬يا رسول ال خر ل فقال ‪ :‬عليك بالشأم فإن ال قد‬
‫[ تكفل ل بالشأم وأهله فمن أب فليلحق بأمنه وليسق بقدره‬
‫و ذكر لنا أن عمر بن الطاب رضي ال عنه قال ‪ :‬يا كعب أل تول إل الدينة فانا مهاجر رسول ال صلى ال عليه و سلم و موضع قبه فقال له كعب ‪ :‬يا أمي الؤمني إن أجد ف كتاب‬
‫ال النل أن الشام كن ال من أرضه و با كنه من عباده‬
‫حدثنا السن قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة ‪ { :‬ونيناه ولوطا إل الرض الت باركنا فيها للعالي } قال ‪ :‬هاجرا جيعا من كوثى إل الشام‬
‫حدثنا موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي قال ‪ :‬انطلق إبراهيم و لوط قبل الشأم فلقي إبراهيم سارة و هي بنت ملك حران و قد طعنت على قومها ف دينهم فتزوجها على‬
‫أن ل يغيها‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ‪ :‬خرج إبراهيم مهاجرا إل ربه و خرج معه لوط مهاجرا و تزوج سارة ابنة عمه فخرج با معه يلتمس الفرار بدينه و المان على عبادة‬
‫ربه حت نزل حران فمكث فيها ما شاء ال أن يكث ث خرج منها مهاجرا حت قدم مصر ث خرج من مصر إل الشام فنل السبع من ارض فلسطي و هي برية الشام و نزل لو بالؤتفكة و‬
‫هي من السبع على مسية يوم و ليلة أو أقرب من ذلك فبعثه ال نبيا صلى ال عليه و سلم‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قوله ‪ { :‬و نيناه و لوطا إل الرض الت باركنا فيها للعالي } قال ‪ :‬ناه من أرض العراق إل أرض الشام‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن أب جعفر الرازي عن الربيع عن أب العالية أنه قال ف هذه الية ‪ { :‬باركنا فيها للعالي } قال ‪ :‬ليس ماء عذب غر يهبط إل الصخرة‬
‫الت ببيت القدس قال ‪ :‬ث يتفرق ف الرض‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬و نيناه و لوطا إل الرض الت باركنا فيها للعالي } قال ‪ :‬إل الشأم‬
‫{ و قال آخرون ‪ :‬بل يعن مكة و هي الرض الت قال ال تعال ‪ { :‬الت باركنا فيها للعالي‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله ‪ { :‬و نيناه و لوطا إل الرض الت باركنا فيها للعالي } يعن مكة و نزول إساعيل البيت أل ترى أنه يقول ‪:‬‬
‫( { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالي } ( آل عمران ‪96 :‬‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬و إنا اخترنا ما اخترنا من القول ف ذلك لنه ل خلف بي جيع أهل العلم أن هجرة إبراهيم من العراق كانت إل الشام و با كان مقامه أيام حياته و إن كان قد كان قدم‬
‫مكة و بن با البيت و أسكنه إساعيل ابنه مع أمة هاجر غي أنه ل يقم با و ل يتخذها وطنا لنفسه ول لوط و ال إنا أخب عن إبراهيم و لوط انما أناها إل الرض الت بارك فيها للعالي‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪46‬‬

‫(ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكل جعلنا صالي (‪72‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬وو هبنا لبراهيم ولدا و يعقوب ولد ولده نافلة لك و اختلف أهل التأويل ف العن بقوله { نافلة } فقال بعضهم ‪ :‬عن به يعقوب خاصة‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله ‪ { :‬ووهبنا له إسحاق و يعقوب نافلة } يقول ‪ :‬ووهبنا له إسحاق ولدا و يعقوب ابن ابن نافلة‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬ووهبنا له إسحاق و يعقوب نافلة } والنافلة ‪ :‬ابن ابنه يعقوب‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة } قال ‪ :‬سأل واحدا فقال ‪ :‬رب هب ل من الصالي فأعطاه واحدا و زاده يعقوب و‬
‫يعقوب ولد ولده‬
‫و قال آخرون ‪ :‬بل عن بذلك إسحاق و يعقوب قالوا ‪ :‬و إنا معن النافلة ‪ :‬العطية و ها جيعا من عطاء ال أعطاها إياه‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء ف قوله ‪ { :‬ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة } قال ‪ :‬عطية‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى و حدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد ف قوله ‪ { :‬إسحاق ويعقوب نافلة } قال ‪:‬‬
‫عطاء‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬و قد بينا فيما مضى قبل أن النافلة ‪ :‬الفضل من الشيء يصي إل الرجل من أي شيء كان ذلك و كل ولديه إسحاق و يعقوب كان فضل من ال تفضل به على إبراهيم و‬
‫هبة منه له‬
‫و جائز أن يكون عن به أنه آتاها إياه جيعا نافلة منه له و أن يكنون عن أنه آتاه نافلة يعقوب ول برهان يدل على أي ذلك الراد من الكلم فل شيء أول أن يقال ف ذلك ما قال ال‬
‫ووهب ال لبراهيم إسحاق و يعقوب نافلة‬
‫و قوله ‪ { :‬و كل جعلنا صالي } يعن عاملي بطاعة ال متنبي مارمه و عن بقوله ‪ { :‬كل } ‪ :‬إبراهيم و إسحاق و يعقوب و قوله ‪ { :‬وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا } يقول تعال ذكره ‪:‬‬
‫و جعلنا إبراهيم و إسحاق و يعقوب أئمة يؤت بم ف الي ف طاعة ال ف إتباع أمره و نيه و يقتدى بم و يتبعون عليه‬
‫كما حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا } جعلهم ال أئمة يقتدى بم ف أمر ال و قوله ‪ { :‬يهدون بأمرنا } يقول ‪ :‬يهدون الناس بأمر‬
‫ال إياهم بذلك و يدعونم إل ال و إل عبادته و قوله ‪ { :‬وأوحينا إليهم فعل اليات } يقول تعال ذكره ‪ :‬و أوحينا فيما أوحينا أن افعلوا اليات و أقيموا الصلة بأمرنا بذلك { وكانوا‬
‫لنا عابدين } يقول ‪ :‬كانوا لنا خاشعي ل يستكبون عن طاعتنا و عبادتنا‬

‫(وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل اليات وإقام الصلة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين (‪73‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا و أوحينا إليهم فعل اليات و إقام الصلة و إيتاء الزكاة و كانوا لنا عابدين‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪48‬‬


‫(ولوطا آتيناه حكما وعلما ونيناه من القرية الت كانت تعمل البائث إنم كانوا قوم سوء فاسقي (‪74‬‬

‫يقول تعلى ذكره ‪ :‬و آتينا لوطا حكما و هو فصل القضاء بي الصوم و علما يقول ‪ :‬و آتيناه أيضا علما بأمر دينه و ما يب عليه ل من فرائضه‬
‫ف نصب لوط وجهان ‪ :‬أن ينصب لتعلق الواو بالفعل كما قلنا ‪ :‬و آتينا لوطا و الخر بضمر بعن ‪ :‬واذكر لوطا‬
‫و قوله ‪ { :‬و نيناه من القرية الت كانت تعمل البائث } يقول ‪ :‬و نيناه من عذابنا الذي أحللناه بأهل القرية الت كانت تعمل البائث و هي قرية سدوم الت كان لوط بعث إل أهلها و‬
‫كانت البائث الت يعملونا ‪ :‬إتيان الذكران ف أدبارهم و خذفهم الناس وتضارطهم ف أنديتهم مع أشياء أخر كانوا يعملونا من النكر فأخرجه ال حي أراد إهلكهم إل الشام‬
‫كما حدثن موسى قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬ثنا أسباط عن السدي قال ‪ :‬أخرجهم ال يعن لوطا وابنتيه زيثا و زعرثا إل الشام حي أراد إهلك قومه‬
‫و قوله ‪ { :‬إنم كانوا قوم سوء فاسقي } مالفي أمر ال خارجي عن طاعته و ما يرضى من العمل‬

‫(وأدخلناه ف رحتنا إنه من الصالي (‪75‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬و أدخلنا لوطا ف رحتنا بإنائنا إياه ما أحللنا بقومه من العذاب و البلء و إنقاذناه منه إنه من الصالي ‪ :‬يقول ‪ :‬إن لوطا من الذين كانوا يعملون بطاعتنا و ينتهون إل‬
‫أمرنا و نينا و ل يعصوننا‬
‫‪ :‬و كان ابن زيد يقول ف معن قوله ‪ { :‬وأدخلناه ف رحتنا } ما‬
‫حدثنا يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬وأدخلناه ف رحتنا } قال ‪ :‬ف السلم‬

‫(ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم (‪76‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬و اذكر يا ممد نوحا إذ نادى ربه من قبلك و من قبل إبراهيم و لوط و سألنا أن نلك قومه الذين كذبوا ال فيما توعدهم بع من وعيده و كذبوا نوحا فيما أتاهم به من‬
‫الق من عند ربه { وقال نوح رب ل تذر على الرض من الكافرين ديارا } ( نوح ‪ ( 26 :‬فاستجبنا له دعاءه و نيناه و أهله يعن بأهله ‪ :‬أهل اليان من ولده و حلئلهم { من الكرب‬
‫العظيم } يعن بالرب العظيم ‪ :‬العذاب الذي أحل بالكذبي من الطوفان و غرق و الكرب ‪ :‬شدة الغم يقال منه ‪ :‬قد كربن هذا المر فهو يكربن كربا و قوله ‪ { :‬و نصرناه من القوم الذين‬
‫كذبوا بآياتنا } يقول ‪ :‬و نصرنا نوحا على العوم الذين كذبوا بججنا و أدلتنا فأنيناه منهم فأغرقناهم أجعي إنم كانوا قوم سوء يقول تعال ذكره إن قوم نوح الذين كذبوا بآياتنا كانوا قوم‬
‫سوء يسيئون العمال فيعصون ال و يالفون أمره‬

‫(ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجعي (‪77‬‬

‫{ و نصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجعي }‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪49‬‬

‫(وداود وسليمان إذ يكمان ف الرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لكمهم شاهدين (‪78‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه و سلم ‪ :‬و اذكر داود و سليمان يا ممد إذ يكمان ف الرث‬
‫و اختلف أهل التأويل ف ذلك الرث ما كان ؟ فقال بعضهم ‪ :‬كان نبتا‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان ن عن ابن إسحاق عن مرة ف قوله ‪ { :‬إذ يكمان ف الرث } قال ‪ :‬كان الرث نبتا‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قال ‪ :‬ذكر لنا أن غنم القوم وقعت ف زرع ليل‬
‫و قال آخرون ‪ :‬بل كان ذلك الرث كرما‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬ثنا الحارب عن أشعث عن أب إسحاق عن مرة عن ابن مسعود ف قوله { وداود وسليمان إذ يكمان ف الرث } قال ‪ :‬كرم قد أنبت عناقيده‬
‫حدثنا تيم بن النتصر قال أخبنا اسحاق عن شريك عن أب إسحاق عن مسروق عن شريح قال ‪ :‬كان الرث كرما‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬و أول القوال ف ذلك بالصواب ما قال ال تبارك و تعال ‪ { :‬إذ يكمان ف الرث } و الرث ‪ :‬إنا هو الرث الرض ننو جائز أن يكون ذلك كان زرعا و جائز أن يكون‬
‫غرسا و غي ضائر الهل بأي ذلك كان‬
‫وقوله ‪ { :‬إذ نفشت فيه غنم القوم } يقول ‪ :‬حي دخلت ف هذا الرث غنم القوم الخرين من غي أهل الرث ليل فرعته أو أفسدته { وكنا لكمهم شاهدين } يقول ‪ :‬و كنا لكم داود‬
‫و سليمان و القوم الذين حكما بينهم فيما أفسدت غنم أهل الغنم من حرث أهل الرث شاهدين ل يفى علينا منه شيء و ل يغيب عنا علمه و قوله ‪ { :‬ففهمناها } يقول ‪ :‬ففهمنا القضية‬
‫ف ذلك { سليمان } دون داود { وكل آتينا حكما وعلما } يقول ‪ :‬و كلهم من داود و سليمان و الرسل الذين ذكرهم ف أول هذه السورة أتينا حكما و هو النبوة و علما ‪ :‬يعن و علما‬
‫بأحكام ال‬
‫و ينحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا أبو كريب و هارون بن إدريس الصم قال ‪ :‬ثنا الحارب عن أشعث عن أب إسحاق عن مرة عن ابن مسعود ف قوله ‪ { :‬وداود وسليمان إذ يكمان ف الرث إذ نفشت فيه غنم القوم‬
‫} قال ‪ :‬كرم قد أنبت عناقيده فأفسدته قال ‪ :‬فقضى داود بالغنم لصاحب الكرم فقال سليمان غي هذا يا نب ال قال ‪ :‬و ما ذاك ؟ قال ‪ :‬يدفع الكرم إل صاحب الغنم فيقوم عليه حت يعود‬
‫{ كما كان دفعت إل الكرم صاحبه و دفعت الغنم إل صاحبها فذلك قوله ‪ { :‬ففهمناها سليمان‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله ‪ { :‬وداود وسليمان إذ يكمان ف الرث } إل قوله ‪ { :‬وكنا لكمهم شاهدين } يقول ‪ :‬كنا لا‬
‫حكما شاهدين و ذلك أن رجلي دخل على داود أحدها صاحب حرث و الخر صاحب غنم فقال صاحب الرث ‪ :‬إن هذا أرسل غنمه ف حرثي فلم يبق من حرثي شيئا فقال له داود‬
‫إذهب فإن الغنم كلها لك فقضى بذلك داود مر صاحب الغنم بسليمان فأخبه بالذي قضى به داود فدخل سليمان على داود فقال ‪ :‬يا نب ال إن القضاء سوى الذي قصيت فقال ‪ :‬كيف ؟‬
‫قال سليمان ‪ :‬إن الرث ل يفى على صاحبه ما يرج منه ف كل عام فله من صاحب الغنم أن يبيع من أولدها و أصوافها و أشعارها حت يستوف ثن الرث فإن الغنم لا نسل ف كل عام‬
‫فقال داود ‪ :‬قد أصبت القضاء كما قضيت ففهمها ال سليمان‬
‫حدثنا القاسم قال ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن علي بن زيد قال ك ثن خليفة عن ابن عباس قال ‪ :‬قضى داود بالغنم لصحاب الرث فخرج الرعاة معهم الكلب فقال‬
‫سليمان ‪ :‬كيف قضى بينكم ؟ فأخبوه فقال ‪ :‬لو وافيت أمركم لقضيت بغي هذا فأخب بذلك داود فدعاه فقال ‪ :‬كيف تقضي بينهم ؟ قال ‪ :‬أدفع الغنم إل أصحاب الرث فيكون لم‬
‫أولدها و ألبانا و سلؤها و منافعها نو يبذر أصحاب الغنم لهل الرث مثل حرثهم فإذا بلغ الرث الذي كان عليه أخذ أصحاب الرث الرث و ردوا الغنم إل أصحابا‬
‫حدثنا ممد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم قال ثنا عيسى قال ثنا ابن أب نيح عن ماهد ف قول ال ‪ { :‬إذ نفشت فيه غنم القوم } قال ‪ :‬أعطاهم داود رقاب الغنم بالرث و حكم سليمان بزة‬
‫الغنم و ألبانا لهل الرث و عليهم رعايتها على أهل الرث و يرث لم أهل الغنم حت يكون الرث كهيئته يوم أكل ث يدفعونه إل أهله و يأخذون غنمهم‬
‫حدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثن ورقاء عن ابن أب نيح عن ماهد حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج بنحوه إل أنه قال ‪ :‬و عليهم رعيها‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان عن ابن إسحاق عن مرة ف قوله ‪ { :‬إذ نفشت فيه غنم القوم } قال ‪ :‬كان الرث نبتا فنفشت فيه ليل فاختصموا فيه إل داود فقضى‬
‫بالغنم لصحاب الرث فمروا على سليمان فذكروا ذلك له فقال ‪ :‬ل تدفع الغنم فيصيبون منها يعن أصحاب الرث و يقوم هؤلء على حرثهم فإذا كان ردوا عليهم فنلت ‪ { :‬ففهمناها‬
‫{ سليمان‬
‫حدثنا تيم بن النتصر قال ‪ :‬أخبنا إسحاق عن شريك عن أب إسحاق عن مسروق عن شريح ف قوله ‪ { :‬إذ نفشت فيه غنم القوم } قال ‪ :‬كان النفش ليل و كان الرث كرما ن قال ك‬
‫{ فجعل داود الغنم لصاحب الكرم قال ‪ :‬فقال سليمان ‪ :‬إن صاحب الكرم قد بقي له أصل أرضه و أ صل كرمه فاجعل له أصوافها و ألبانا قال ‪ :‬فهو قول ال ‪ { :‬ففهمناها سليمان‬
‫حدثنا ابن أب زياد قال ‪ :‬ثنا يزيد بن هارون قال ‪ :‬اخبنا إساعيل عن عامر قال ‪ :‬جاء رجلن إل شريح فقال أحدها ‪ :‬إن شياه هذا قطعت غزل ل فقال شريح ‪ :‬نارا أم ليل ؟ قال ‪ :‬إن‬
‫كان نارا فقد برىء صاحب الشياه و إن كان ليل فقد ضمن ث قرأ ‪ { :‬وداود وسليمان إذ يكمان ف الرث إذ نفشت فيه غنم القوم } قال ‪ :‬كان النفش ليل‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا حكام قال ‪ :‬ثنا إساعيل بن أب خالد عن عامر عن شريح بنحوه‬
‫حدثنا يعقوب قال ‪ :‬ثنا هشيم قال ‪ :‬أخبنا إساعيل بن أب خالد عن الشعب عن شريح مثله‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد ن قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬وداود وسليمان إذ يكمان ف الرث } الية النفش بالليل و المل بالنهار و ذكر لنا أن غنم القوم وقعت ف زرع ليل فرفع‬
‫ذلك إل داود فقضى بالغنم لصحاب الزرع فقال سليمان ‪ :‬ليس كذلك و لكن له نسلها و رسلها و عوارضها و جزازها حت إذا كان من العام القبل كهيئة يوم أكل دفعت الغنم إل ربا و‬
‫{ قبض صاحب الزرع زرعه فقال ال ‪ { :‬ففهمناها سليمان‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة و الزهري ‪ { :‬إذ نفشت فيه غنم القوم } قال ‪ :‬نفشت غنم ف حرث قوم قال الزهري ‪ :‬و النفش ل يكون إل ليل فقضى داود‬
‫أن يأخذ الغنم ففهمها ال سليمان قال ‪ :‬فلما أخب بقضاء داود قال ‪ :‬ل و لكن خذوا الغنم و لكم ما خرج من رسلها و أولدها و أصوافها إل الول‬
‫حدثنا السن قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ف قوله ‪ { :‬إذ نفشت فيه غنم القوم } قال ‪ :‬ف حرث قوم قال معمر ‪ :‬قال الزهري ‪ :‬النفش ل يكون إل بالليل و المل بالنهار‬
‫قال قتادة ‪ :‬فقضى أن يأخذوا الغنم ففهمها ال سليمان ث ذكر باقي الديث نو حديث ابن عبد العلى‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬وداود وسليمان إذ يكمان ف الرث إذ نفشت فيه غنم القوم } اليتي قال ‪ :‬انفلت غنم رجل على حرث رجل فأكلته فجاء‬
‫إل داود فقضى فيها بالغنم لصاحب الرث با أكلت و كأنه رأى أنه وجه ذلك فمروا بسليمان فقال ‪ :‬ما قضى بينكم نب ال ؟ فأخبوه فقال ‪ :‬أل اقضي بينكما عسى أن ترضيا به ؟ فقال ‪:‬‬
‫نعم فقال ‪ :‬أما أنت يا صاحب الرث فخذ غنم هذا الرجل فكن فينها كما كان صاحبها أصب من لبنها و عارضتها و كذا و كذا ما كان يصيب و احرث أنت يا صاحب الغنم حرث هذا‬
‫الرجل حت إذا كان حرثه مثله ليلة نفشت فيه غنمك فأعطه حرثه و خذ غنمك فذلك قول ال تبارك و تعال ‪ { :‬وداود وسليمان إذ يكمان ف الرث إذ نفشت فيه غنم القوم } و قرأ حت‬
‫{ بلغ قوله ‪ { :‬وكل آتينا حكما وعلما‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي نقال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن عطاء الرسان عن ابن عباس ف قوله ‪ { :‬إذ نفشت فيه غنم القوم } قال ‪ :‬رعت‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ‪ :‬النفش ‪ :‬الرعية تت الليل‬
‫قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الزهري عن حرام بن ميصة بن مسعود قال ‪ [ :‬دخلت ناقة للباء بن عازب حائطا لبعض النصار فأفسدته فرفع ذلك إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫[ فقال ‪ { :‬إذ نفشت فيه غنم القوم } فقضى على الباء با أفسدته الناقة و قال على أصحاب الاشية حفظ الاشية بالليل و على أصحاب الوائط حفظ حيطانم بالنهار‬
‫قال الزهري ‪ :‬و كان قضاء داود و سليمان ف ذلك أن رجل دخلت ماشيته زرعا لرجل فأفسدته و ل يكون النفوش إل بالليل فارتفعا إل داود فقضى بغنم صاحب الغنم لصاحب الزرع‬
‫فانصرفا فمرا بسليمان فقال ‪ :‬باذا قضى بينكما نب ال ؟ فقال ‪ :‬قضى بالغنم لصاحب الزرع فقال ‪ :‬إن الكم لعلى عي هذا انصرفا معي فأتى أباه داود فقال ‪ :‬يا نب ال قضيت على هذا‬
‫بغنمه لصاحب الزرع قال نعم قال ‪ :‬يا نب ال إن الكم لعلى غي هذا قال ‪ :‬و كيف يا بن ؟ قال ‪ :‬تدفع الغنم إل صاحب الزرع فيصيب من ألبانا و سونا و أصوافها و تدفع الزرع إل‬
‫صاحب الغنم يقوم عليه فإذا عاد الزرع إل حاله الت أصابته الغنم عليها ردت الغنم على صاحب الغنم و رد الزرع إل صاحب الزرع فقال داود ‪ :‬ر يقطع ال فمك فقضى با قضى سليمان‬
‫{ قال الزهري ‪ :‬فذلك قوله ‪ { :‬وداود وسليمان إذ يكمان ف الرث } إل قوله ‪ { :‬حكما وعلما‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة و علي بن ماهد عن ممد بن إسحاق قال ‪ :‬فحدثن من سع السن يقول ‪ :‬كان الكم با قضى به سليمان و ل يعنف ال داود ف حكمه‬
‫و قوله ‪ { :‬وسخرنا مع داود البال يسبحن والطي } يقول تعال ذكره ‪ :‬و سخرنا مع داود البال و الطي يسبحن معد إذا سبح و كان قتادة يقول ف معن قوله ‪ { :‬يسبحن } ف هذا‬
‫‪ :‬الوضع ما‬
‫حدثنا به بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬وسخرنا مع داود البال يسبحن والطي } ‪ :‬أي يصلي مع داود إذا صلى‬
‫و قوله ‪ { :‬وكنا فاعلي } يقول ‪ :‬و كنا قد قضينا أنا فاعلو ذلك و مسخرو البال و الطي ف أم الكتاب مع داود عليه الصلة و السلم‬
‫ا‬

‫(ففهمناها سليمان وكل آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داود البال يسبحن والطي وكنا فاعلي (‪79‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬ففهمناها سليمان وكل آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داود البال يسبحن والطي وكنا فاعلي‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪53‬‬

‫(وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون (‪80‬‬

‫‪ :‬يقول تعال ذكره ‪ :‬و علمنا داود صنعة لبوس لكم و اللبوس عند العرب ‪ :‬السلح كله درعا كان أو جوشنا أو سيفا أو رما يدل على ذلك قول الذل‬
‫( و معي لبوس للبيس كأنه ‪ ...‬روق ببهة ذي نعاج مفل (‬
‫و إنا يصف بذلك رما و أما ف هذا الوضع فإن أهل التأويل قالوا ‪ :‬عن الدروع‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬وعلمناه صنعة لبوس لكم } الية قال ‪ :‬كانت قبل داود صفائح قال ‪ :‬و كان أول من صنع هذا اللق و سرد داود‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ابن ثور ن عن معمر عن قتادة ‪ { :‬و علمناه صنعة لبوس لكم } قال ‪ :‬كانت صفائح فأول من سردها و حلقها داود عليه السلم‬
‫و اختلفت القراء ف قراءة قوله ‪ { :‬لتحصنكم } فقرأ ذلك أكثر قراء المصار ليحصنكم بالياء بعن ‪ :‬ليحصنكم اللبوس من بأسكم ذكروه لتذكي اللبوس و قرأ ذلك أبو جعفر يزيد بن‬
‫القعقاع { لتحصنكم } بالتاء بعن ‪ :‬لتحصنكم الصنعة فأنث لتأنيث الصنعة و قرأ شيبة بن نصاح و عاصم بن أب النجود لنحصنكم بالنون بعن ‪ :‬لنحصنكم نن من بأسكم‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬و أول القراءات ف ذلك بالصواب عندي قراءة من قرأه بالياء لنا القراءة الت عليها الجة من قراء المصار و إن كانت القراءات الثلث الت ذكرناها متقاربات العان و‬
‫ذلك أن الصنعة هي اللبوس و اللبوس هي الصنعة و ال هو الحصن به من البأس و هو الحصن بتصيي ال إياه كذلك و معن قوله ‪ :‬ليحصنكم ليحرزكم و هن من قوله ‪ :‬قد أحصن فلن‬
‫جاريته و قد بينا معن ذلك بشواهده فيما مضى قبل و البأس ‪ :‬القتال و علمنا داود صنعة سلح لكم ليحرزكم إذا لبستموه و لقيتم فيه أعداءكم من القتل‬
‫و قوله ‪ { :‬فهل أنتم شاكرون } يقول ‪ :‬فهل أنتم أيها الناس شاكرو ال على نعمته عليكم با علمكم من صنعة اللبوس الحصن ف الرب و غي ذلك من نعمه عليكم يقول ‪ :‬فاشكرون‬
‫على ذلك‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪54‬‬

‫(ولسليمان الريح عاصفة تري بأمره إل الرض الت باركنا فيها وكنا بكل شيء عالي (‪81‬‬

‫يقول تعال ذكره { و } سخرنا { لسليمان } بن داود { الريح عاصفة } و عصوفها ‪ :‬شدة هبوبا { تري بأمره إل الرض الت باركنا فيها } يقول ‪ :‬تري الريح بأمر سليمان إل الرض‬
‫{ الت باركنا فيها يعن ‪ :‬إل الشام و ذلك أنا كانت تري بسليمان و أصحابه إل حيث شاء سليمان ث تعود به إل منله بالشام فلذلك قيل ‪ { :‬إل الرض الت باركنا فيها‬
‫كما حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ممد بن إسحاق عن بعض أهل العلم عن وهب بن منبه قال ‪ :‬كان سليمان إذا خرج إل ملسه عكفت عليه الطي و قام له الن و النس حت يلس‬
‫إل سريره و كان امرءا غزاء قلما يقعد عن الغزو و ل يسمع ف ناحية من الرض بلك إل أتاه حت يذله و كان فيما يزعمون إذا أراد الغزو أمر بعسكره فضرب له بشب ث نصب له على‬
‫الشب ث حل عليه الناس و الدواب و آلة الرب كلها حت إذا حل معه ما يريد أمر العاصف من الريح فدخلت تت ذلك الشب فاحتملته حت إذا استقلت امر الرخاء فمدته شهرا ف‬
‫روحته و شهرا ف غدوته إل حيث أراد يقول ال عز و جل { فسخرنا له الريح تري بأمره رخاء حيث أصاب } ( ص ‪ ( 36 :‬قال ‪ { :‬ولسليمان الريح غدوها شهر و رواحها شهر } سبأ‬
‫‪ 12 :‬قال ‪ :‬فذكر ل أن منل بناحية و مبنيا وجدناه غدونا من إصطخر فقلناه و نن راحلون منه إن شاء ال قائلون الشام‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬ولسليمان الريح عاصفة } إل قوله ‪ { :‬وكنا لم حافظي } قال ‪ :‬ورث ال سليمان داود فورثه نبوته و ملكه و زاده على ذلك‬
‫ان سخر له الريح و الشياطي‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬ولسليمان الريح عاصفة تري بأمره } قال ‪ :‬عاصفة شديدة تري بأمره إل الرض الت باركنا فيها قال ‪ :‬الشام‬
‫و اختلفت القراء ف قراءة قوله ‪ { :‬ولسليمان الريح } فقرأته عامة قراء المصار بالنصب على العن الذي ذكرناه و قرأ عبد الرحن العرج الريح رفعا بالكلم ف سليمان على ابتداء الب‬
‫عن أن لسليمان الريح‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬و القراءة الت ل أتيز القراءة بغيها ف ذلك ما عليه قراء المصار لجاع الجة من القراء عليه‬
‫و قوله ‪ { :‬وكنا بكل شيء عالي } يقول ‪ :‬و كنا علمي ما فعلنا لسليمان من تسخينا له و إعطائنا ما أعطيناه من اللك و صلح اللق فعلى علم منا بوضع ما فعلنا به من ذلك فعلنا و نن‬
‫عالون بكل شيء ل يفى علينا منه شيء‬

‫(ومن الشياطي من يغوصون له ويعملون عمل دون ذلك وكنا لم حافظي (‪82‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬و سخرنا أيضا لسليمان من الشياطي من يغوصون له ف البحر و يعلمون عمل دون ذلك من البنيان و التماثيل و الحاريب { و كنا لم حافظي } يقول ك و كنا‬
‫لعمالم و لعدادهم حافظي ل يئودنا حفظ ذلك كله‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪55‬‬

‫(وأيوب إذ نادى ربه أن مسن الضر وأنت أرحم الراحي (‪83‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬و اذكر أيوب يا ممد إذ نادى ربه و قد مسه الضر و البلء رب { أن مسن الضر و أنت أرحم الراحي * فاستجبنا له } يقول تعال‬
‫ذكره ‪ :‬فاستجبنا ليوب دعاءه إذ نادانا فكشفنا ما كان به من ضر و بلء و جهد و كان الضر الذي أصابه و البلء الذي نزل به امتحانا من ال له و اختبارا‬
‫‪ :‬وكان سبب ذلك كما‬
‫حدثن ممد بن سهل بن عسكر البخاري قال ‪ :‬ثنا إساعيل بن عبج الكري بن هشام قال ‪ :‬ثن عبد الصمد بن معقل قال ‪ :‬سعت وهب بن منبه يقول ‪ :‬كان بدء أمر أبوب الصديق صلوات‬
‫ال عليه انه كان صابرا نعم العبد قال وهب إن لبيل بي يدي ال مقاما ليس لحد من اللئكة ف القربة من ال و الفضيلة عنده و إن جبيل هو الذي يتلقى الكلم فإذا ذكر ال عبدا بي‬
‫تلقاه جبائيل منه ث تلقاه ميكائيل و حوله اللئكة القربون حافي من حول العرش و شاع ذلك ف اللئكة القربي صارت الصلة على ذلك العبد من أهل السماوات فإذا صلت عليه‬
‫ملئكة السماوات هبطت عليه بالصلة إل ملئكة الرض و كان إبليس ل يجب بشيء من السماوات و كان يقف فيهن حيث شاء ما أرادوا و من هنالك وصل إل آدم حي أخرجه من‬
‫النة فلم يزل على ذلك يصعد ف السماوات حت فع ال عيسى ابن مري فحجب من أربع و كان يصعد ف ثلث فلما بعث ال ممدا صلى ال عليه و سلم حجب من الثلث الباقية فهو‬
‫مجوب هو و جيع جنوده من جيع السماوات إل يوم القيامة { إل من استرق السمع فأتبعه شهاب مبي } ( الجر ‪ ( 18 :‬و لذلك أنكرت الن ما كانت تعرف إل يوم قالت ‪ { :‬وأنا‬
‫( لسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا } ( الن ‪ ( 8 :‬إل قوله { شهابا رصدا } ( الن ‪9 :‬‬
‫قال وهب ‪ :‬فلم يرع إبليس إل تاوب ملئكتها بالصلة على أيوب و ذلك حي ذكره ال و أثن عليه فلما سع إبليس صلة اللئكة أدركه البغي و السد و صعد سريعا حت وقف من ال‬
‫مكانا كان يقفه فقال ‪ :‬يا إلي نظرت ف أمر عبدك أبوب فوجدته عبدا أنعمت عليه فشكرك و عافيته فحمدك ث ل تربه بشدة و ل تربه ببلء و أنا لك زعيم ‪ :‬لئن ضربته بالبلء ليكفرن بك‬
‫و لينسينك و ليعبدن غيك قال ال تبارك و تعال له ‪ :‬انطلق فقد سلطتك على ماله فإنه المر الذي تزعم أنه من أجله يشكرن ليس لك سلطان على جسده ول على عقله فانقض عدو ال‬
‫حت وقع على الرض ث جع عفاريت الشياطي و عظماءهم و كان ليوب البثنية من الشام كلها با فيها من شرقها و غربا و كان له با ألف شاة برعاتا و خس مائة فدان يتبعها خس مائة‬
‫عبد لكل عبد امرأة وولد ومال و حل آلة كل فدان أتان ولد من اثني وثلثة و أربعة و خسة و فوق ذلك فلما جع إبليس الشياطي قال لم ‪ :‬ماذا عندكم من القوة و العرفة فإن قد سلطت‬
‫على مال أيوب فهي الصيبة الفادحة و الفتنة الت ل يصي عليها الرجال قال عفريت من الشياطي ‪ :‬أعطيت من القوة ما إذا شئت تولت إعصارا من نار فأحرقت كل شيء آت عليه فقال له‬
‫إبليس ‪ :‬فأت البل ورعاتا فانطلق يؤم البل و ذلك حي وضعت رؤوسها و ثبتت ف مراعيها فلم تشعر الناس حت ثار من تت الرض إعصار من نار تنفخ منها أرواح السموم ل يدنو منها‬
‫أحد إل احترق فلم يزل يرقها و رعاتا حت أتى على آخرها فلما فرغ منها تثل إبليس على قعود منها براعيها ث انطلق يؤم أيوب حت وجده قائما يصلي فقال ‪ :‬يا أيوب قال ‪ :‬لبيك قال ‪:‬‬
‫هل تدري ما الذي صنع ربك الذي اخترت وعبدت ووحدت بإبلك ورعاتا ؟ قال أيوب ‪ :‬إنا ماله أعارينه وهو أول به إذا شاء نزعه وقديا ما وطنت نفسي ومال على الفناء قال إبليس ‪:‬‬
‫وإن ربك أرسل عليها نارا من السماء فاحترقت ورعاتا حت أتى على آخر شيء منها ومن رعاتا فتركت الناس مبهوتي وهم وقوف عليها يتعجبون منهم من يقول ‪ :‬ما كان أيوب يعبد شيئا‬
‫وما كان إل ف غرور ومنهم من يقول ‪ :‬لو كان إله أيوب يقدر على أن ينع من ذلك شيئا لنع وله ومنهم من يقول ‪ :‬بل هو فعل الذي فعل ليشمت به عدوه وليفجع به صديقه قال أيوب ‪:‬‬
‫المد ل حي أعطان وحي نزع من عريانا خرجت من بطن أمي وعريانا أعود ف التراب وعريانا أحشر إل ال ليس ينبغي لك أن تفرح حي أعارك ال وتزع حي قبض عاريته ال أول بك‬
‫وبا أعطاك ولو علم ال فيك أيها العبد خيا لنقل روحك مع ملك الرواح فآجرن فيك وصرت شهيدا ولكنه على منك شرا فأخرك من أجله فعراك ال من الصيبة وخلصك من البلء كما‬
‫يلص الزوان من القمح اللص‬
‫ث رجع إبليس إل أصحابه خاسئا ذليل فقال لم ‪ :‬ماذا عندكم من القوة ؟ فإن ل أكلم فلبه قال عفريت من عظمائهم ‪ :‬عندي من القوة ما إذا شئت صحت صوتا ل يسمعه ذو روح إل‬
‫خرجت مهجة نفسه قال له إبليس فأت الغنم ورعاتا فانطلق يؤم الغنم ورعاتا حت إذا وسطها صاح صوتا جثمت أمواتا من عند آخرها ورعاؤها ث خرج إبليس متمثل يقهرمان الرعاء حت‬
‫إذا جاء أيوب وجده وهو قائم يصلي فقال له القول الول ورد عليه أيوب الرد الول ث إن إبليس رجع إل أصحابه فقال لم ‪ :‬ماذا عندكم من القوة فإن ل أكلم قلب أيوب فقال عفريب‬
‫من عظمائهم ‪ :‬عندي من القوة إذا شئت تولت ريا عاصفا تنسف كل شيء تأت عليه حت ل أبقي شيئا قال له إبليس ‪ :‬فأت الفدادين والرث فانطلق يؤمهم وذلك حي قربوا الفدادين‬
‫وأنشئوا ف الرث والتن وأولدها رتوع فلم يشعروا حت هبت ريح عاصف تنسف كل شيء من ذلك حت كأنه ل يكن ث خرج إبليس متمثل بقهرمان الرث حت جاء أيوب وهو قائم‬
‫يصلي فقال له مثل قوله الول ورد عليه أيوب مثل رده الول‬
‫فلما رأى إبليس أنه قد أفن ماله ول ينجح منه صعد سريعا حت وقف من ال الوقف الذي كان يقفه ‪ :‬يا إلي إن أيوب يرى أنك ما متعته بنفسه وولده فأنت معطيه الال فهل أنت مسلطي‬
‫على ولده ؟ فإنا الفتنة الضلة والصيبة الت ل تقوم لا قلوب الرجال ول يقوى عليها صبهم فقال ال تعال له ‪ :‬انطلق فقد سلطتك على ولده ول سلطان لك على قلبه ول جسده ول على‬
‫عقله فانقض عدو ال جوادا حت جاء بن أيوب وهم ف قصرهم فلم يزل يزلزل بم حت تداعى من قواعده ث جعل يناطح الدر بعضها ببعض ويرميهم بالشب والندل حت إذا مثل بم‬
‫كل مثله رفع به القصر حت إذا أقله بم فصاروا فيه منكسي انطلق أيوب متمثل بالعلم الذي كان يعلمهم الكمة وهو جريح مشدوخ الوجه يسيل دمه ودماغه متغي ل يكاد يعرف من شدة‬
‫التغي والثلة الت جاء متمثل فيها فلما نظر إليه أيوب هاله وحزن ودمعت عيناه وقال له ‪ :‬يا أيوب لو رأيت كيف أفلت من حيث أفلت والذي رمانا به من فوقنا ومن تتنا ولو رأيت بينك‬
‫كيف عذبوا وكيف مثل بم وكيف قلبوا فكانوا منكسي على رؤوسهم تسيل دماءهم ودماغهم من أنوفهم وأجوافهم وتقطر من أشفارهم ولو رأيت كيف شقت بطونم فتناثرت أمعاؤهم‬
‫ولو رأيت كيف قذفوا بالشب والندل يشدخ دماغهم وكيف دق الشب عظامهم وخرق جلودهم وقطع عصبهم ولو رأيت العصب عريانا ولو رأيت العظام متهشمة ف الجواف ولو‬
‫رأيت الوجوه مشدوخة ولو رأيت الدر تناطح عليهم ولو رأيت ما رأيت قطع قلبك فلم يزل يقول هذا ونوه ول يزل يرققه حت رق أيوب فبكى وقبض قبضة من تراب فوضعها على رأسه‬
‫فاغتنم إبليس الفرصة منه عند ذلك فصعد سريعا الذي كن من جزع أيوب مسرورا به ث ل يلبث ايوب أن فاء وأبصر فاستغفر وصعد قرناؤه من اللئكة بتوبة منه فبدروا إبليس إل ال‬
‫فوجدوه قد علم بالذي رفع إليه من توبة أيوب فوقف إبليس خازيا ذليل فقال ‪ :‬يا إلي ن إنا هون على أيوب خطر الال والولد أنه يرى أنك ما متعته بنفسه فأنت تعيد له الال والولد فهل‬
‫أنت مسلطي على جسده ؟ فأنا لك زعيم لئن ابتليته ف جسده لينسينك وليكفرن بك و ليجحدنك نعمتك قال ال ‪ :‬انطلق قد سلطتك على جسده و لكن ليس لك سلطان على لسانه و ل‬
‫على قلبه ول على عقله‬
‫فانقض عدو ال جوادا فوجد أيوب ساجدا فعجل قبل أي يرفع رأسه فأتاه من قبل الرض ف موضع وجهه فنفخ ف منخره نفخة اشتعل منها جسده فترهل و نبتت به ثآليل مثل أليات الغنم‬
‫ووقعت فيه حكة ل يلكها فحك بأظفاره حت سقطت كلها ث حك بالعظام وحك بالجارة الشنة و بقطع السوح الشنة يزل يكه حت نفد لمه و تقطع ولا نغل جلد أيوب و تغي و أنت‬
‫أخرجه أهل القرية فجعلوه على تل و جعلوا له عريشان و رفضه خلق ال غي امرأته فكانت تتلف إليه ب يصلحه و يلزمه و كان ثلثة من أصحابه اتبعوه على دينه فلما رأوا ما ابتله ال به‬
‫رفضوه من غي أن يتركوا دينه و اتموه يقال لحدهم بلدد و أليفز صافر قال ‪ :‬فانطلق إليه الثلثة و هو ف بلئه فبكتوه فلما سع منهم أقبل على ربه فقال أيوب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬رب‬
‫لي شيء خلقتن ؟ ولو كنت إذ كرهتن ف الي تركتن فلم تلقن يا ليتن كنت حيضة القتن أمي ويا ليتن مت ف بطنها فلم أعرف شيئا ول تعرفن ما الذنب الذي أذنبت ل يذنبه أحد‬
‫غيي ؟ و ما العمل الذي عملت فصرفت وجهك الكري عن ؟ لو كنت أمتن فألقتن بآبائي فالوت كان أجل ب فأسوة ل بالسلطي الذي صفت من دونم اليوش يضربون عنهم‬
‫بالسيوف بل بم عن الوت و حرصا على بقائهم أصبحوا ف القبور جاثي حت ظنوا أنم سيخلدون و أسوة ل باللوك الذين كنوا الكنوز و طمروا الطامي و جعوا الموع و ظنوا أنم‬
‫سيخلدون و أسوة ل بالبارين الذين بنوا الدائن و الصون و عاشوا فيها الئي من السني ث أصبحت خرابا مأوى للوحوش و مثن للشياطي‬
‫قال أليفز التيمان ‪ :‬قد أعيانا أمرك يا أيوب إن كلمناك فما نرجو للحديث منك موضعا و إن نسكت عنك مع الذي نرى فيك من البلء فذلك علينا قد كنا نرى من أعمالك أعمال كنا‬
‫نرجو لك عليها من الثواب غي ما رأينا ن فإنا يصد امرؤ ما زرع ن و يزى با عمل أشهد على ال الذي ل يقدر قدر عظمته ول يصى عدد نعمه الذي ينل الاء من السماء فيحيي به‬
‫اليت و يرفع به الافض و بقوي به الضعيف الذي تضل حكمه الكماء عند حكمته و علم العلماء عند علمه حت تراهم من العي ف ظلمة يوجون إن من رجا معونة ال هو القوي و إن من‬
‫توكل عليه هو الكفي هو الذي يكسر و يب و يرح و يداوي‬
‫قال أيوب ‪ :‬لذلك سكت فعضضت على لسان ووضعت لسوء الدمة رأسي لن علمت أن عقوبته غيت نور وجهي و أن قوته نزعت قوة جسدي فأنا عبده ما قضى علي أصابن ور قوة ل‬
‫إل ما حل على لو كانت عظامي من حديد و جسدي من ناس و قلب من حجارة ل أطق هذا المر و لكن هو ابتلن و هو يمله عن أتيتمون غضابا رهبتم قبل أن تسترهبوا و بكيتم من‬
‫قبل أن تضربوا كيف ب لو قلت لكم ‪ :‬تصدقوا عن بأموالكم لعل ال أن يلصن أو قربوا عن قربانا لعل ال أن يتقبله من ويرضى عن ؟ إذا استيقظت تنيت النوم رجاء أن أستريح فإذا‬
‫نت كادت تود نفسي تقطعت أصابعي فإن لرفع اللقمة من الطعام بيدي جيعا فما تبلغان فمي إل على الهد من تساقطت لوات و نر رأسي فما بي أذن من سداد حت إن إحداها لترى‬
‫من الخرى و إن دماغي ليسيل من فمي تساقط شعري عن فكأنا حرق بالنار وجهي وحدقتاي ها متدليتان على خدي ورم لسان حت مل فمي فما أدخل فيه طعاما إل غصن وورمت‬
‫شفتاى حت غطت العليا أنفي و السفلى ذقن تقطعت أمعائي ف بطن فإن لدخل الطعام فيخرج كما دخل ما أحسه ول ينفعن ذهبت قوة رجلي فكأنما قربتا ماء ملئتا ل أطيق حلهما أحل‬
‫لاف بيدي و أسنان فما أطيق حله حت يمله معي غيي ذهب الال فصرت أسأل بكفي فيطعمن من كنت أعوله اللقمة الواحدة فيمنها على و يعين هلك بن و بنات و لو بقى منهم أحد‬
‫أعانن على بلئي و نفعن و ليس العذاب بعذاب الدنيا إنه يزول عن أهلها و يوتون عنه و لكن طوب لن كانت له راحة ف الدار الت ل يوت أهلها ول يتحولون عن منازلم السعيد من‬
‫سعد هنالك و الشقي من شقي فيها‬
‫قال بلدد ‪ :‬كيف يقوم لسانك بذا القول و كيف تفصح به أتقول إن العدل يور أم تقول إن القوي يضعف ؟ ابك على خطيئتك و تضرع إل ربك عسى أن يرحك و يتجاوز عن ذنبك و‬
‫عسى إن كنت بريئا أن يعل هذا لك ذخرا ف آخرتك و إن كان قلبك قد قسا فإن قولنا لن ينفعك و لن يأخذ كيف يرجو أن ينعه نو من جحد الق كيف يرجو أن يوف حقه ؟‬
‫قال أيوب ‪ :‬إن لعلم أن هذا هو الق لن يفلج العبد على ربه ول يطيق أن ياصمه فأي كلم ل معه إن كان إل القوة ؟ هو الذي سك السماء فأقامها وحده وهو الذي يكشطها إذا شاء‬
‫فتنطوي له و هو الذي سطح الرض فدحاها وحده و نصب فيه البال الراسيات ث هو الذي يزلزلا من أصولا حت تعود أسافلها أعاليها و إن كان ف الكلم فأي كلم ل معه ؟ من خلق‬
‫العرش العظيم بكلمة واحدة فحشاه السماوات و الرض و ما فيهما من اللق فوسعه و هو ف سعة واسعة و هو الذي كلم البحار ففهمت قوله و أمرها فلم تعد أمره و هو الذي يفقه اليتان‬
‫و الطي و كل دابة و هو الذي يكلم الوتى فيحييهم قوله و يكلم الجارة فتفهم قوله و يأمرها فتطيعه‬
‫قال أليفز ‪ :‬عظيم ما تقول يا أيوب إن اللود لتقشعر من ذكر ما تقول إن ما أصابك ما أصابك بغي ذنب أذنبته مثل هذه الدة و هذا القول أنزلك هذه النلة عظمت خطيئتك و كثر‬
‫طلبك و غصبت أهل الموال على أموالم فلبست وهم عراة و أكلت وهم جياع و حبست عن الضعيف بابك و عن الائع طعامك و عن الحتاج معروفك و أسررت ذلك و أخفيته ف‬
‫بيتك و أظهرت أعمال كنا نراك تعملها فظننت أن ال ل يزيك على ما ظهر منك و ظننت أن ال ل يطلع على ما غيبت ف بيتك و كيف ل يطلع على ذلك و هو يعلم ما غيبت الرضون‬
‫و ما تت الظلمات و الواء ؟‬
‫قال أيوب صلى ال عليه و سلم ‪ :‬إن تكلمت ل ينفعن الكلم و إن سكت ل تعذرون قد وقع علي كيدي و أسخطت رب بطيئت و أشت أعدائي و أمكنتهم من عنقي و جعلتن للبلء‬
‫غرضا و جعلتن للفتنة نصبا ل تنفسن مع ذلك و لكن أتبعن ببلء على إثر بلء أل أكن للغريب دارا و للمسكي قرارا و لليتيم وليا و للرملة قيما ؟ ما رأيت غريبا إل كنت له دارا مكان‬
‫داره و قرارا مكان قراره ول رأيت أيا إل كنت لا قيما ترضى قيامه و أنا عبد ذليل إن أحسنت ل يكن ل كلم بإحسان لن الن لرب و ليس ل و إن أسأت فبيده عقوبت و قد وقع علي‬
‫بلء لو سلطته على جبل ضعف عن حله فكيف يمله ضعفي ؟‬
‫قال أليفز ‪ :‬أتاج ال يا أيوب ف أمره أم تريد أن تناصفه و أنت خاطىء أو تبئها و أنت غي بريء ؟ خلق السماوات و الرض بالق و أحصى ما فيهما من اللق فكيف ل يعلم ما أسررت‬
‫و كيف ل يعلم ما عملت فيجزيك به ؟ وضع ال ملئكة صفوفا حول عرشه و على أرجاء ساواته ث احتجب بالنور فأبصاره عنه كليلة و قوتم عنه ضعيفة و عزيزهم عنه ذليل و أنت تزعم‬
‫أن لو خاصمك و أدل إل الكم معك و هل تراه فتناصفه ؟ أم هل تسمعه فتحاوره ؟ قد عرفنا فيك قضاءه إنه من أراد أن يرتفع و ضعه و من اتضع له رفعه‬
‫قال أيوب صلى ال عليه و سلم ‪ :‬إن أهلكن فمن ذا الذي يعرض له ف عبده و يسأله عن أمره ل يرد غضبه شيء إل رحته و ل ينفع عبده إل التضرع له قال ‪ :‬رب أقبل علي برحتك و‬
‫أعلمن ما ذنب الذي أذنبت أو لي شيء صرفت وجهك الكري عن و جعلتن لك مثل العدو و قد كنت تكرمن ؟ ليس يغيب عنك شيء تصي قطر المطار وورق الشجار و ذر التراب‬
‫أصبح جلدي كالثوب العفن بأيه أمسكت سقط ف يدي فهب ل قربانا من عندك و فرجا من بلئي بالقدرة الت تبعث موتى العباد و تنشر با ميت البلد و ل تلكن بغي أن تعلمن ما ذنب‬
‫و ل تفسد عمل يديك و إن كنت غنيا عن ليس ينبغي ف حكمك ظلم ول ف نقمتك عجل و إنا يتاج إل الظلم الضعيف و إنا يعجل من ياف الفوت ول تذكرن خطئي و ذنوب اذكر‬
‫كيف خلقتن من طي فجعلت مضغة ث خلقت الضغة عظاما و كسوت العظام لما و جلدا و جعلت العصب و العروق لذلك قواما و شدة وربيتن صغيا و رزقتن كبيا ث حفظت عهدك‬
‫و فعلت أمرك فإن أخطأت فبي ل و ل تلكن غما نو أعلمن ذنبقي فإن ل أرضك فأنا أهل أن تعذبن و إن كنت من بي خلقك تصي علي عملي و أستغفرك فل تغفر ل إن أحسنت ل أرفع‬
‫رأسي و إن أسأت ل تبلعن ريقي و ل تقلن عثرت و قد ترى ضعفي تتك و تضرعي لك فلم خلقتن ؟ أول أخرجتن من بطن أمي ؟ لو كنت كمن ل يكن لكان خيا ل فليست الدنيا عندي‬
‫بطر لغضبك و ليس جسدي يقوم بعذابك فارحن و أذقن طعم العافية من قبل أن أصي إل ضيق القب و ظلمة الرض غم الوت‬
‫قال صافر ‪ :‬قد تكلمت يا أيوب و ما يطيق أحد أن يبس فمك تزعم انك بريء فهل ينفعك إن كنت بريئا و عليك من يصي عملك ؟ و تزعم أنك تعلم أن ال يغفر لك ذنوبك هل تعلم‬
‫سك السماء كم بعده ؟ أم هل تعلم عمق الواء كم بعده ؟ أم هل تعلم أي الرض أعرضه ا ؟ أم عندك لا من مقدار تقدرها به ؟ أم هل تعلم أي البحر أعمقه ؟ أم هل تعلم بأي تبشه ؟ فإن‬
‫كنت تعلم هذا العلم و إن كنت ل تعلمه فإن ال خلقه و هو يصيه لو تركت كثرة الديث و طلبت إل ربك رجوت أن يرحك فبذلك تستخرج رحته و إن كنت تقيم على خطيئتك و‬
‫ترفع إل ال يديك عند الاجة و أنت مصر على ذنبك إصرار الاء الاري ف صبب ل يستطاع إحباسه فعند طلب الاجات إل الرحن تسود وجوه الشرار و تظلم عيونم و عند ذلك يسر‬
‫بنجاح حوائجهم الذين تركوا الشهوات تزينا بذلك عند ربم و تقدموا ف التضرع ليستحقوا بذلك الرحة حي يتاجون إليها و هم الذين كابدوا الليل و اعتزلوا الفرش و انتظروا السجار‬
‫قال أيوب ‪ :‬أنتم قوم قد أعجبتكم أنفسكم و قد كنت فيما خل و الرجال يوقرونن و أنا معروف حقي منتصف من خصمي قاهر لن هو اليوم يقهرن يسألن عن علم غيب ال ل أعلمه و‬
‫يسألن فلعمري ما نصح الخ لخيه حي نزل به البلء كذلك و لكنه يبكي معه و إن كنت جادا فإن عقلي يقصر عن الذي تسألن عنه فسل طي السماء هل تبك ؟ و سل وحوش الرض‬
‫هل ترجع إليك ؟ و سل سباع البية هل تيبك ؟ و سل حيتان البحر هل تصف لك كل ما عددت ؟ تعلم أن صنع هذا بكمته و هيأه بلطفه أما يعلم ابن آدم من الكلم ما سع بأذنيه و ما‬
‫طعم بفيه و ما شم بأنفه و أن العلم الذي سألت عنه ل يعلمه إل ال الذي خلقه له الكمة و البوت و له العظمة و اللطف و له اللل و القدرة إن أفسد فمن ذا الذي يصلح ؟ و إن‬
‫أعجم فمن ذا الذي يفصح ؟ إن ننظر إل البحار يبست من خوفه و إن أذن له ابتلعت الرض فإنا يملها بقدرته هو الذي تبهت اللوك عند ملكه و تطيش العلماء عند علمه نو تعيا الكماء‬
‫عند حكمته و يسأ البطلون عند سلطانه هو الذي يذكر النسي و ينسى الذكور ويري الظلمات و النور هذا علمي و خلقه أعظم من أن يصيه عقلي و عظمته أعظم من أن يقدرها مثلي‬
‫قال بلدد ‪ :‬إن النافق يزى با أسر من نفاقه و تضل عنه العلنية الت خادع با و توكل على الزاء با الذي عملها و يهلك ذكره من الدنيا و يظلم نوره ف الخرة و يوحش سبيله و توقعه‬
‫ف الحبولة سريرته و ينقطع اسه من الرض فل ذكر فيها و ل عمران ل يرثه ولد مصلحون من بعده ول يبقى له أصل يعرف به و يبهت من يراه و تقف الشعار عند ذكره‬
‫قال أيوب ‪ :‬إن أكن غويا فعلي غواي و إن أكن بريا فأي منعة عندي ؟ إن صرخت فمن ذا الذي يصرخن و إن سكت فمن ذا الذي يعذرن ذهب رجائي و انقضت أحلمي وتنكرت ل‬
‫معارف دعوت غلمي فلم يبن و تضرعت لمت فلم ترحن وقع علي البلء فرفضون أنتم كنتم أشد علي من مصيبت انظروا و ابتوا من العجائب الت ف جسدي أما سعتم با أصابن و ما‬
‫شغلكم عن ما رأيتم ب ؟ لو كان عبد ياصم ربه رجوت أن أتغلب عند الكم و لكن ل ربا جبارا تعال فوق ساواته و ألقان ها هنا و هنت عليه ل هن عذرن بعذري ول هن أدنان‬
‫فأخاصم عن نفسي يسمعن و ل أسعه و يران ول أراه و هو ميط ب و لو تلى ل لذابت كليتاي و صعق روحي ولو نفسن فأتكلم بلء فمي و نزع اليبة من علمت بأي ذنب عذبن نودي‬
‫فقيل ‪ :‬يا أيوب قال ‪ :‬لبيك قال ‪ :‬أنا هذا قد دنوت منك فقم فاشدد إزارك و قم مقام جبار فإنه ل ينبغي ل أن ياصمن إل جبار مثلي و ل ينبغي أن ياصمن إل من يعل الزمام ف فم‬
‫السد والسخال ف فم العنقاء و اللحم ف فم التني و يكيل مكيال من النور ويزن مثقال من الريح و يصر صرة من الشمس نو يرد أمس لغد لقد منتك نفسك أمرا ما يبلغ بثل قوتك و لو‬
‫كنت إذ منتك نفسك ذلك و دعتك إليه تذكرت أي مرام رامت بك أردت أن تاصمن بغيك أم أردت أن تاجن بطئك أم أردت أن تكاثرن بضعفك أين كنت من يوم خلقت الرض‬
‫فوضعتها على أساسها هل علمت بأي مقدار قدرتا ؟ أم كنت معي تر بأطرافها ؟ أم تعلم ما بعد زواياها ؟ أم على أي شيء وضعت أكنافها ؟ أبطاعتك حل الاء الرض ؟ أم بكمتك كانت‬
‫الرض للماء غطاء ؟ أين كنت من يوم رفعت السماء سقفا ف الواء ل بعلئق ثبتت من فوقها و ل يملها دعائم من تتها ؟ هل يبلغ من حكمتك أن تري نورها أو تسي نومها أو يتلف‬
‫بأمرك ليلها و نارها أين كنت من يوم سجرت البحار و أنبعت النار أقدرتك حبست أمواج البحار على حدودها أم قدرتك فتحت الرحام حي بلغت مدتا ؟ أين أنت من يوم صببت الاء‬
‫على التراب و نصبت شوامخ البال هل لك من ذراع تطيق حلها ؟ أم هل تدري كم من مثقال فيها ؟ أم أين الاء الذي أنزل من السماء ؟ هل تدري أم تلده ؟ أحكمتك أحصت القطر و‬
‫قسمت الرزاق أم قدرتك تثي السحاب و تغشيه الاء ؟ هل تدري ما أصوات الرعود ؟ أم من أي شيء لب البوق ؟ هل رأيت عمق البحور ؟ أم هل تدري ما بعد الواء ؟ أم هل خزنت‬
‫أرواح الموات ؟ أم هل تدري أين خزانة الثلج أو أين خزائن البد ؟ أم أين جبال البد ؟ أم هل تدري أين خزانة الليل بالنهار و أين خزانة النهار بالليل و أين طريق النور ؟ و بأي لغة تتكلم‬
‫الشجار ؟ و أين خزانة الريح و كيف تبسه الغلق ؟ ومن جعل العقول ف أجواف الرجال ؟ و من شق الساع و البصار و من ذلك اللئكة للكه ؟ و قهر البارين ببوته ؟ و قسم‬
‫أرزاق الدواب بكمته ؟ و من قسم للسد أرزاقها ؟ و عرف الطي معايشها و عطفها على أفراخها ؟ من أعتق الوحش من الدمة ؟ و جعل مساكنها البية ؟ ل تستأنس بالصوات و ل‬
‫تاب السلطي ؟ أمن حكمتك تفرعت أفراخ الطي و أولد لمهاتا ؟ أم من حكمتك عطفت أمهاتا عليها حت أخرجت له الطعام من بطونا و آثرتا بالعيش على نفوسها ؟ أم من حكمتك‬
‫يبصر العقاب فأصبح ف أماكن القتلى ؟ أين أنت من يوم خلقت بموت مكانه ف منقطع التراب و الوتينان يملن البال و القرى و العمران آذانما كأنا شجر الصنوبر الطوال رؤوسهما‬
‫كأنا آكام البال و عروق أفخاذها كأنا أوتاد الديد و كأن جلودها فلق الصخور و عظامهما كأنا عمد النحاس ها رأسا خلقي الذين خلقت للقتال أأنت ملت جلودها لما ؟ أم أنت‬
‫ملت رؤوسهما دماغا ؟ أم هل لك ف خلقهما من شرك ؟ أم لك بالقوة الت عملتها يدان ؟ أو هل يبلغ من قوتك أن تطم على أنوفهما أو تضع يدك على رؤوسهما أو تقعد لما على طريق‬
‫فتحبسهما أو تصدها عن قوتما ؟ أين أنت يوم خلقت التني و رزقه ف البحر و مسكنه ف السحاب عيناه توقدان نارا و منخراه يثوران دخانا أدناه مثل قوس السحاب يثور منهما لب كأنه‬
‫إعصار العجاج جوفه يترق و نفسه يلتهب و زبده كأمثال الصخور و كأن صريف أسنانه صوت الصواعق و كأن نظر عينيه لب البق أسراره ل تدخله الموم تر به اليوش و هو متكىء‬
‫ل يفزعه شيء ليس فيه مفصل زبر الديد عنده مثل التب و النحاس عنده مثل اليوط ل يفزع من النشاب و ل يس وقع الصخور على جسده و يضحك من النيازك و يسي ف الواء كأنه‬
‫عصفور و يهلك كل شيء ير به ملك الوحوش و إياه آثرت بالقوة على خلقي هل أنت آخذه بأحبولتك فرابطه بلسانه ؟ أو واضع اللجام ف شدقه ؟ أتظنه يوف بعهدك ؟ أو يسبح من‬
‫خوفك ؟ هل تصي عمره ؟ أم هل تدري أجله ؟ أو تفوت رزقه ؟ أم هل تدري ماذا خرب من الرض ؟ أم ماذا يرب فيما بقي من عمره ؟ أتطيق غضبه حي يغضب ؟ أم تأمره فيطيعك ؟‬
‫تبارك ال تعال‬
‫قال أيوب صلى ال عليه و سلم ‪ :‬قصرت عن هذا المر الذي تعرض ل ليت الرض انشقت ب فذهبت ف بلئي و ل أتكلم بشيء يسخط رب اجتمع على البلء إلي جعلتن لك مثل العدو‬
‫و قد كنت تكرمن و تعرف نصحي و قد علمت أن الذي ذكرت صنع يديك و تدبي حكمتك و أعظم من هذا ما شئت عملت ل يعجزك شيء ول يفى عليك خافية و ل تغيب عنك غائبة‬
‫من هذا الذي يظن أن شئت عملت ل يعجز شيء ول يفى عليك خافية ول تغيب عنك غائبة من هذا الذي يظن أن يسر عنك سرا وأنت تعلم ما يطر على القلوب وقد علمت منك ف‬
‫بلئي هذا ما ل أكن أعلم وخفت حي بلوت أمرك أكثر ما كنت أخاف إنا كنت أسع بسطوتك سعا فأما الن فهو بصر العي إنا تكلمت حي تكلمت لتعذرن وسكت حي سكت لترحن‬
‫كلمة زلت فلن أعود قد وضعت يدي على فمي وعضضت على لسان وألصقت بالتراب خدي ودست وجهي لصغاري ن وسكت كما أسكتتن خطيئت فاغفر ل ما قلت فلن أعود لشيء‬
‫تكرهه من‬
‫قال ال تبارك وتعال ‪ :‬يا أيوب نفذ فيك علمي وبلمي صرفت عنك غضب إذ خطئت فقد غفرت لك ورددت عليك أهلك ومالك ومثلهم معهم فاغتسل بذا الاء فإن فيه شفاءك وقرت‬
‫عن صحابتك قربانا واستغفر لم فإنم قد عصون فيك‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪62‬‬

‫(وأيوب إذ نادى ربه أن مسن الضر وأنت أرحم الراحي (‪83‬‬

‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة قال ‪ :‬ثن ممد بن إسحاق عمن ل يتهم عن وهب بن منبه اليمان وغيه من أهل الكتاب الول أنه كان من حديث أيوب أنه كان رجل من الروم وكان ال‬
‫قد اصطفاه ونبأه وابتله ف الغن بكثرة الولد والال وبسط عليه من الدنيا فوسع عليه ف الزرق ن وكانت له البثنية من أرض الشأم أعلها وأسفلها وجبلها وكان له فيها من أصناف الال‬
‫كله من البل والبقر والغنم واليل والمي ما ل يكون للرجل أفضل منه ف العدة والكثرة وكان اله قد أعطاه أهل وولدا من رجال ونساء وكان برا تقيا رحيما بالساكي يطعم الساكي‬
‫يمل الرامل ويكفل اليتام ويكرم الضيف ويبلغ ابن السبيل وكان شاكرا لنعم ال عليه مؤديا لق اله ف الغن قد امتنع من عدو ال إبليس أن يصيب منه ما أصاب أهل الغن من العزة‬
‫والغفلة والسهو والتشاغل عن أمر ال با هو فيه من الدنيا وكان معه ثلثة قد آمنوا به وصدقوه وعرفوا فضل ما أعطاه ال على من سواه منهم رجل من أهل اليمن يقال له ‪ :‬أليفز ورجلن‬
‫من أهل بلده يقال لحدها ‪ :‬صوفر وللخر ‪ :‬بلدد وكانا من بلده كهول وكان لبليس عدو ال منل من السماء السابعة يقع به كل سنة موقعا يسأل فيه فصعد إل السماء ف ذلك اليوم‬
‫الذي كان يصعد فيه فقال ال له أو قيل له عن ال ‪ :‬هل قدرت من أيوب عبدي على شيء ؟ قال ‪ :‬أي رب وكيف أقدر منه على شيء ؟ أو إنا ابتليته بالرخاء والنعمة والسعة والعافية‬
‫وأعطيت الهل والال والولد والغن والعافية ف جسده وأهله وماله فما له ل يشكرك ويعبدك ويطيعك وقد صنعت ذلك به لو ابتليته بنع ما أعطيته لال عما كان عليه من شكرك والترك‬
‫عبادتك ولرج من طاعتك إل غيها أو كما قال عدو ال فقال ‪ :‬قد سلطتك على أهله وماله وكان ال هو أعلم به و ل يسلطه عليه إل رحة ليعظم له الثواب بالذي يصيبه من البلء‬
‫وليجعله عبة للصابرين وذكرى للعابدين ف كل بلء نزل بم لتيأسوا به وليجوا من عاقبة الصب ف عرض الدنيا ثواب الخرة وما صنع ال بأيوب فانط عدو ال سريعا فجمع عفاريت‬
‫الن و مردة الشياطي من جنوده فقال ‪ :‬إن قد سلطت على أهل أيوب و ماله فماذا عليكم ؟ فقال قائل منهم ‪ :‬أكون إعصارا فيه نار فل أمر بشيء من ماله إل أهلكته قال ‪ :‬أنت و ذاك‬
‫فخرج حت أتى إبله فأحرقها و رعاتا جيعا ث جاء عدو ال إل أيوب ف صورة قيمه عليها و هو ف مصلى فقال ‪ :‬يا أيوب أقبلت نار حت غشيت إبلك فأحرقتها و من فيها غيي فجئتك‬
‫أخبك بذلك فعرفه أيوب فقال ‪ :‬المد ل الذي هو أعطاها و هو أخذها الذي أخرجك منها كما يرج الزوان من الب النقي ث انصرف عنه فجعل يصيب ماله مال حت مر على آخره‬
‫كلما انتهى إليه هلك مال من ماله حد ال و أحسن عليه الثناء و رضي بالقضاء ووطن نفسه بالصب على البلء حت إذا ل يبق له مال أتى أهله وولده وهم ف قصر لم معهم حظيانم و‬
‫خدامهم فتمثل ريا عاصفا فاحتمل القصر من نواحيه فألقاه على أهله وولده فشدخهم تته ث أتاه ف صورة قهرمانه عليهم قد شدخ وجهه فقال ‪ :‬يا أيوب قد أتت ريح عاصف فاحتملت‬
‫القصر من نواحيه ث ألقته على أهلك وولدك فشدختهم غيي فجئتك أخبك ذلك فلم يزع على شيء أصابه جزعه عل أهله وولده و أخذ ترابا فوضعه على رأسه ث قال ‪ :‬ليت أمي ل تلدن‬
‫و ل أك شيئا وسر با عدو ال منه فأصعد إل السماء جذل و راجع أيوب التوبة ما قال فحمد ال فسبقت توبته عدو ال إل ال و مراجعته قال ‪ :‬أي رب فسلطن على جسده قال ‪ :‬قد‬
‫سلطتك على جسده إل على لسانه و قلبه و نفسه و سعه و بصره فأقبل إليه عدو ال وهو ساجد فنفخ ف جسده نفخة أشعل ما بي قرنه إل قدمه كحريق النار ث خرج ف جسده ثآليل‬
‫كأليات الغنم فحك بأظفاره حت ذهبت ث بالفخار و الجارة حت تساقط لمه فلم يبق منه إل العروق و العصب و العظام عيناه تولن ف رأسه للنظر و قلبه للعقل و ل يلص إل شيء من‬
‫حشو البطن لنه ل بقاء للنفس إل به فهو يأكل و يشرب على التواء من حشوته فمكث كذلك ما شاء ال أن يكث‬
‫فحدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة قال ‪ :‬فحدثن ممد بن إسحاق قال ‪ :‬و كان وهب بن منبه يقول ‪ :‬لبث ف ذلك البلء ثلث سني ل يزد يوما واحدا فلما غلبه أيوب فلم يستطع منه شيئا‬
‫اعترض لمرأته ف هيئة ليست كهيئة بن آدم ف العظم و السم و الطول على مركب ليس من مراكب الناس له عظم و باء و جال ليس لا فقال لا ‪ :‬أنت صاحبة أيوب هذا الرجل‬
‫البتلى ؟ قالت نعم قال ‪ :‬هل تعرفين ؟ قالت ‪ :‬ل قال ‪ :‬فأنا إله الرض و أنا الذي صنعت بصاحبك ما صنعت وذلك أنه عبد إله السماء و تركن فأغضبن و لو سجد ل سجدة واحدة‬
‫رددت عليه و عليك كل ما كان لكما من مال وولد فإنه عندي ث أراها إياهم فيما ترى ببطن الوادي الذي لقيها فيه قال ‪ :‬و قد سعت أنه إنا قال لو أن صاحبك أكل طعاما و ل يسم عليه‬
‫لعوف ما به من البلء و ال أعلم و أراد عدو ال أن يأتيه من قبلها فرجعت إل أيوب فأخبته با قال لا و ما أراها قال ‪ :‬أو قد أتاك عدو ال ليفتنك عن دينك ؟ ث أقسم إن ال عافاه‬
‫ليضربنها مئة ضربة فلما طال عليه البلء جاءه أولئك النفر الذين كانوا معه قد آمنوا به و صدقوه معهم فت حديث السن قد كان آمن به و صدقه فجلسوا إل أيوب و نظروا إل ما به من‬
‫البلء فأعظموا ذلك و فظعوا به و بلغ من أيوب صلوات ال عليه مهوده و ذلك حي أراد ال أن يفرج عنه ما به فلما رأى أيوب ما أعظموا ما أصابه قال ‪ :‬أي رب لي شيء خلقتن ؟ و‬
‫لو كنت إذ قضيت على البلء تركتن فلم تلقن ليتن كنت دما ألقتن أمي ث ذكر نو حديث ابن عسكر عن إساعيل بن عبد الكري إل ‪ :‬و كابدوا الليل و اعتزلوا الفراش و انتظروا‬
‫السحار ث زاد فيه ‪ :‬أولئك المنون الذي ل يافون و ل يهتمون و ل يزنون فأين عاقبة أمرك يا أيوب من عواقبهم‬
‫قال فت حضرهم و سع قولم ول يفطنوا له و ل يأبوا لجلسه و إنا قيضة ال لم لا كان من جورهم ف النطق و شططهم فأراد ال أن يصغر به إليهم أنفسهم و أن يسفه بصغره لم أحلمهم‬
‫فلما تكلم تادى ف الكلم فلم يزدد إل حكما و كان القوم من شأنم الستماع و الشوع إذا و عظوا أو ذكروا فقال ‪ :‬إنكم تكلمتم قبلي أيها الكهول و كنتم أحق بالكلم و أول به من‬
‫لق أسنانكم و لنكم جربتم قبلي ورأيتم وعلمتم ما ل أعلم و عرفتم ما ل أعرف و مع ذلك قد تركتم من القول أحسن من الذي قلتم و من الرأي أصوب من الذي رأيتم ومن المر أجل‬
‫من الذي أتيتم و من الوعظة أحكم من الذي وصفتم و قد كان ليوب عليكم من الق و الذمام أفضل من الذي وصفتم هل تدرون أيها الكهول حق من انتقصتم ؟ و حرمة من انتهكتم ؟ و‬
‫من الرجل الذي عبتم و اتمتم ؟ و ل تعلموا أيها الكهول أن أيوب نب ال و خيته و صفوته من أهل الرض يومكم هذا اختاره ال لوحيه و اصطفاه لنفسه و أتنه على نبوته ث ل تعلموا و ل‬
‫يطلعكم اله على أنه سخط شيئا من الكرامة الت أكرمه با مذ آتاه ما آتاه إل يومكم هذا فإن كان البلء هن الذي أزرى به عندكم ووضعه ف أنفسكم فقد علمتم أن ال يبتلي النبيي و‬
‫الصديقي و الشهداء و الصالي ث ليس من ال بذه النلة و ل ف النبوة و ل ف الثرة و ل ف الفضيلة ول ف الكرامة إل أنه أخ أحببتموه على وجه الصحابة لكان ل يمل بالكيم أن‬
‫يعذل أخاه عند البلء و ل يعيه بالصيبة با ل يعلم و هو مكروب حزين و لكن يرحه و يبكي معه و يستغفر له و يزن لزنه و يدله على مراشد أمره و ليس بكيم و ل رشيد من جهل هذا‬
‫فال ال أيها الكهول ف أنفسكم‬
‫قال ‪ :‬ث أقبل على أيوب صلى ال عليه و سلم فقال ‪ :‬و قد كان ف عظمة ال و جلله و ذكر الوت ما يقطع لسانك و يكسر قلبك و ينسيك حججك أل تعلم يا أيوب أن ل عبادا‬
‫أسكتتهم خشيته من غي عي ول بكم ؟ و إنم لم الفصحاء النطقاء النبلء اللباء العاملون بال و بآياته و لكنهم إذا ذكروا عظمة ال انقطعت ألسنتهم و اقشعرت جلودهم و انكسرت‬
‫قلوبم و طاشت عقولم إعظاما ل و إعزازا و إجلل فإذا استفاقوا من ذلك استبقوا إل ال بالعمال الزاكية يعدون أنفسهم مع الظالي و الاطئي و إنم لنزاه برآء و مع القصرين و‬
‫الفرطي و إنم لكياس أقوياء و لكنهم ل يستكثرون ل الكثي ول يرضون ل بالقليل ول يدلون عليه بالعمال فهم مروعون مفزعون مغتمون خاشعون وجلون مستكينون معترفون مت ما‬
‫رأيتهم يا أيوب‬
‫قال أيوب ‪ :‬إن اله يزرع الكمة بالرحة ف قلب الصغي و الكبي فمت نبتت ف القلب يظهرها ال على اللسان و ليست تكون الكمة من قبل السن و ل الشبيبة و ل طول التجربة و إذا‬
‫جعل ال العبد حكيما ف الصيام ل يسقط منله عند الكماء و خن يرون عليه من ال نور الكرامة و لكنكم قد أعجبتكم أنفسكم و ظننتم أنكم عويتم بإحسانكم فهنالك بغيتم و تعززت ولو‬
‫نظرت فيما بينكم وبي ربكم ث صدقتم أنفسكم لوجدت لكم عيوبا سترها ال بالعافية الت ألبسكم و لكن قد أصبحت اليوم و ليس ل رأي ول كلم معكم قد كنت فيما خل مسموعا‬
‫كلمي معروفا حقي منتصفا من خصمي قاهرا لن هو اليوم يقهرن مهيبا مكان و الرجال مع ذلك ينصتون ل و يوقرون فأصبحت اليوم قد انقطع رجائي ورفع حذري و ملن أهلي و عقن‬
‫أرحامي و تنكرت ل معارف ورغب عن صديقي و قطعن أصحاب و كفرن أهل بيت و جحدت حقوقي و نسيت صنائعي أصرخ فل يصرخونن و أعتذر فل يعذرونن و إن قضاءه هو الذي‬
‫أذلن و أقمأن و أخسأن و إن سلطانه هو الذي أسقمن و أنل جسمي و لو أن رب نزع اليبة الت ف صدري و أطلق لسان حت أتكلم بلء فمي ث كان ينبغي للعبد أن ياج عن نفسه‬
‫لرجوت أن يعاقبن عند ذلك ما ب و لكنه ألقان و تعال عن فهو يران ول أراه و يسمعن و ل أسعه ل نظر إل فرحن ول دنا من ول أدنان فأدل بعذري و أتكلم بباءت و أخاصم عن‬
‫نفسي‬
‫لا قال ذل كأيوب و أصحابه عنده أظله غمام حت ظن أصحابه أنه عذاب ث نودي منه ث قيل له ‪ :‬يا أيوب إن ال يقول ‪ :‬ها أنا ذا قد دنوت منك و ل أزل منك قريبا فقم فأدل بعذرك الذي‬
‫زعمت و تكلم بباءتك و خاصم عن نفسك و اشدد إزارك ث ذكر نو حديث ابن عسكر عن إساعيل إل آخره و زاد فيه ‪ :‬ورحت سبقت غضب فاركض برجلك هذا مغتسل بارد و‬
‫شراب فيه شفاؤك و قد وهبت لك أهلك و مثلهم معهم و مالك و مثله معه و زعموا ‪ :‬و مثله معه لتكون لن خلفك آية و لتكون عبة لهل البلء ث خرج فجلس و أقبلت امرأته تلتمسه‬
‫ف مضجعه فلم تده فقامت كالوالة متلددة ث قالت ‪ :‬يا عبد ال هل لك علم بالرجل البتلى الذي كان ههنا ؟ قال ‪ :‬ل ث تبسم فعرفته بضحكه فاعتنقته‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ممد بن إسحاق عن بعض أهل العلم عن وهب بن منبه قال ‪ :‬فحدثت عبد ال بن عباس حديثه و اعتناقها إياه فقال عبد ال ‪ :‬فو الذي نفس عبد ال بيده‬
‫ما فارقته من عناقه حت مر با كل مال لما وولد‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ‪ :‬و قد سعت بعض من يذكر الديث عنه أنه دعاها حي سألت عنه فقال لا ‪ :‬و له تعرفينه إذ رأيته ؟ قالت ‪ :‬نعم و مال ل أعرفه ؟‬
‫فتبسم ث قال ‪ :‬ها أنا هو وقد فرج ال عن ما كنت فيه فعند ذلك اعتنقته قال وهب ‪ :‬فأوحى ال ف قسمه ليضربنها ف الذي كلمته أن { وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ول تنث } ( ص ‪:‬‬
‫( ‪ ( 44‬أي قد برت يينك يقول ال تعال { إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب } ( ص ‪ ( 44 :‬يقول ال { ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحة منا و ذكرى لول اللباب } ( ص ‪43 :‬‬
‫حدثنا يي بن طلحة اليبوعي قال ‪ :‬ثنا فضيل بن عياض عن هشام عن السن قال ‪ :‬لقد مكث أيوب مطروحا على كناسة سبع سني و أشهرا ما يسأل ال أن يكشف ما به قال ‪ :‬و ما على‬
‫وجه الرض خلق أكرم على ال من أيوب فيزعمون أن بعض الناس قال ‪ :‬لو كان لرب هذا فيه حاجة ما صنع به هذا فعند ذلك دعا‬
‫حدثن يعقوب بن إبراهيم قال ‪ :‬ثنا ابن علية عن يونس عن السن قال ‪ :‬بقي أبوب على كناسة لبن إسرائيل سبع سني و أشهرا تتلف عليه الدواب‬
‫حدثن ممد بن إسحاق ن قال ‪ :‬ثنا يي بن معي قال ‪ :‬ثنا ابن عيينة عن عمرو عن وهب بن منبه قال ‪ :‬ل يكن بأيوب أكلة إنا كان يرج به مثل ثدي النساء ث ينقفه‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا ملد بن حسي عن هشام عن السن و حجاج عن مبارك عن السن ‪ :‬زاد أحدها على الخر قال ‪ :‬إن أيوب أتاه ال مال وأوسع عليه وله من‬
‫النساء والبقر والغنم والبل وإن عدو ال إبليس قيل له ‪ :‬هل تقدر أن تفت أيوب ؟ قال ‪ :‬رب إن أيوب أصبح ف دنيا من مال وولد ول يستطيع أن ل يشكرك ولكن سلطن على ماله وولده‬
‫فسترى كيف يطيعن ويعصيك قال ك فسلطه على ماله وولده قال ‪ :‬فكان يأت بالاشية من ماله من الغنم فيحرقها بالنيان ث يأت أيوب وهو يصلي متشبها براعي الغنم فيقول ك يا أيوب‬
‫تصلي لربك ما ترك ال لك من ماشيتك شيئا من الغنم إل حرقها بالنيان وكنت ناحية فجئت لخبك قال ‪ :‬فيقول أيوب ‪ :‬اللهم أنت أعطيت وأنت أخذت مهما تبقى نفسي أحدك على‬
‫حسن بلئك فل يقدر منه على شيء ما يريد ث يأت ماشيته من البقر فيحرقها بالنيان ث يأت أيوب فيقول ذلك ويرد عليه أيوب مثل ذلك قال ‪ :‬وكذلك فعل بالبل حت ما ترك له من‬
‫ماشيته حت هدم البيت على ولده فقال ‪ :‬يا أيوب أرسل ال على ولدك من هدم عليهم البيوت حت هلكوا فيقول أيوب مثل ذلك قال رب هذا حي أحسنت إل الحسان كله قد كنت قبل‬
‫اليوم يشغلن حب الال بالنهار ويشغلن حب الولد بالليل شفقة عليهم فالن أفرغ سعي وبصري وليلي وناري بالذكر والمد والتقديس والتهليل فينصرف عدو ال من عنده ل يصب منه‬
‫شيئا ما يريد‬
‫قال ‪ :‬ث إن ال تبارك وتعال قال ‪ : :‬كيف رأيت أبوب ؟ قال إبليس ‪ :‬أيوب قد علم أنك سترد عليه ماله وولده ولكن سلطن على جسده فإن أصابه الضر فيه أطاعن وعصاك قال ‪ :‬فسلط‬
‫على جسده فأتاه فنفخ فيه نفخة قرح من لدن قرنه إل قدمه قال ‪ :‬فأصابه البلء بعد البلء حت حل فوضع على مزبلة كناسة لبن إسرائيل فلم يبق له مال ول ولد ول صديق ول أحد يقربه‬
‫غي زوجته صبت معه بصدق وكانت تأتيه بطعام وتمد ال معه إذا حد وأيوب على ذلك ل يفتر من ذكر ال والتحميد والثناء على اله ن والصب على ما ابتله ال قال السن ‪ :‬فصرخ‬
‫إبليس عدو ال صرخة جع فيها جنوده من أقطار الرض جزعا من صب أيوب فاجتمعوا إليه وقالوا له ‪ :‬جعتنا ما خبك ؟ ما أعياك ؟ قال ‪ :‬أعيان هذا العبد الذي سألت رب أن يسلطن على‬
‫ماله وولده فلم ادع له مال ول ولدا فلم يزدد بذلك إل صبا وثناء على ال وتميدا له ث سلطت على جسده فتركته قرحة ملقاة على كناسة بن إسرائيل ل يقر به إل امرأته فقد افتضحت‬
‫برب فاستعنت بكم فأعينون عليه قال ‪ :‬فقالوا له ‪ :‬أين مكرك ؟ أين علمك الذي أهلكت به من مضى قال ‪ :‬بطل ذلك كله ف أيوب فأشيوا علي قالوا ‪ :‬نشي عليك أرأيت آدم حي‬
‫أخرجته من النة من أين أتيته ؟ قال ‪ :‬من قبل امرأته قالوا ‪ :‬فشأنك بأيوب من قبل امرأته فإنه ل يستطيع أن يعصيها وليس أحد يقربه غيها قال ‪ :‬أصبتم فانطلق حت أتى امرأته وهي تصدق‬
‫فتمثل لا ف صورة رجل فقال ‪ :‬أين بعلك يا أمة ال ؟ قالت ‪ :‬هو ذلك يك قروحه ويتردد الدواب ف جسده فلما سعها طمع أن تكون كلمة جزع فوقع ف صدرها فوسوس إليها فذكرها‬
‫ما كنت فيه من النعم والال والدواب وذكرها جال أيوب وشبابه وما هو فيه من الضر وأن ذلك ل ينقطع عنهم أبدا قال السن ‪ :‬فصرخت فلما صرحت علم أن قد صرخت وجزعت أتاها‬
‫بسخلة فقال ‪ :‬ليذبح هذا إل أيوب ويبأ قال ‪ :‬فجاءت تصرخ يا أيوب يا أيوب حت مت يعذبك ربك أل يرحك ؟ أن الاشية ؟ أن الال ؟ أين الولد ؟ أين الصديق ؟ أن لونك السن قد تغي‬
‫وصار مثل الرماد ؟ أن جسمك السن‬
‫الذي قد بلى وتردد فيه الدواب ؟ ادبح هذه السخلة واسترح قال أيوب ‪ :‬أتاك عدو ال فنفخ فيك فوجد فيك رفقا وأجبته ؟ ويلك ! من أعطانيه ؟ قالت ‪ :‬ال قال ‪ :‬فكم متعنا به ؟ قالت ‪:‬‬
‫ثاني سنة قال ‪ :‬فمذكم ابتلنا ال بذا البلء الذي ابتلنا به ؟ قالت ‪ :‬منذ سبع سني وأشهر قال ‪ :‬ويلك ! وال ما عدلت ول أنصفت ربك أل صبت حت نكون ف هذا البلء الذي ابتلنا‬
‫ربنا به ثاني سنة كما كنا ف الرخاء ثاني سنة ؟ وال لئن شفان ال لجلدنك مائة جلدة هية أمرتين أن أذبح لغيال طعامك وشرابك الذي تأتين به على حرام أن أذوق ما تاتين به بعد إذ‬
‫قلت ل هذا فاغرب عن فل أراك فطردها فذهبت ‪0‬فقال الشيطان ‪ :‬هذا قد وطن نفسه ثاني سنة على هذا البلء الذي هو فيه فباء بالغلبة ورفضه ونظر أيوب إل امرأته وقد طردها وليس‬
‫عنده طعام ول شراب ول صديق قال السن ‪ :‬ومر به رجلن وهو على تلك الال ول وال ما على ظهر الرض يومئذ أكرم على ال من أيوب فقال أحد الرجلي لصاحبه ‪ :‬لو كان ل ف‬
‫هذا حاجة ما بلغ به هذا فلم يسمع أيوب شيئا كان أشد عليه من هذه الكلمة‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن جرير بن حازم عن عبدال بن عبيد بن عمي قال ‪ :‬كان ليوب أخوان فأتياه فقاما من بعيد ل يقدران أن يدنوا منه من ريه فقال أحدها‬
‫لصاحبه ‪ :‬لو كان ال علم ف أيوب خيا ما ابتله با رأى قال ‪ :‬فما جزع أيوب من شيء أصابه جزعه من كلمة الرجل فقال أيوب ‪ :‬اللهم إن كنت تعلم أ ي ل أبت ليلة شبعان قط وأنا‬
‫أعلم مكان جائع فصدقن فصدق وها يسمعان ث قال ‪ :‬اللهم إن كنت تعلم أن ل أتذ قميصي قط وأنا أعلم مكان عار فصدقن فصدق وها يسمعان قال ‪ :‬ث خر ساجدا‬
‫{ فحدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬فحدثن ملد بن السي عن هشام عن السن قال ‪ :‬فقال رب إن مسن الضر ث رد ذلك إل ربه فقال { وأنت أرحم الراحي‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن جرير عن عبد ال بن عبيد بن عمي قال ‪ :‬فقيل له ‪ :‬ارفع رأسك فقد استجيب لك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن مبارك عن السن و ملد عن هشام عن السن دخل حديث أحدها ف الخر قال ‪ :‬فقيل له { اركض برجلك هذا مغتسل بارد‬
‫وشراب } ( ص ‪ ( 42 :‬فركض برجله فنبعت عي فاغتسل منها فلم يبق عليه من دائه شيء ظاهر إل سقط فأذهب ال كل أل وكل سقم وعاد إليه شبابه وجاله أحسن ما كان وأفضل ما‬
‫كان ث ضرب برجله فنبعت عي أخرى فشرب منها فلم يبق ف جوفه داء إل خرج فقام صحيحا وكسي حلة قال ‪ :‬فجعل يتلفت ول يرى شيئا ما كان له من أهل ومال إل وقد أضعفه ال‬
‫له حت وال كر لنا أن الاء الذي اغتسل به تطاير على صدره جرادا من ذهب قال ‪ :‬فجعل يضمه بيده فأوحى ال إليه ‪ :‬يا أيوب أل أغنك ؟ قال ‪ :‬بلى ولكنها بركتك فمن يشبع منها قال ‪:‬‬
‫فخرج حت جلس على مكان مشرف ث إن امرأته قالت ‪ :‬أرأيت إن كان طردن إل من أكله ؟ أدعه يوت جوعا أو يضيع فتأكله السباع ؟ لرجعن إليه فرجعت فل كناسة ترى ول من تلك‬
‫الال الت كانت وإذا المور قد تغيت فجعلت تطوف حي كانت الكناسة وتبكي وذلك بعي أيوب قالت ‪ :‬وهابت صاحب اللة أن تأتيه فتسأل عنه فأرسل إليها أيوب فدعاها فقال ‪ :‬ما‬
‫تريدين يا أمة ال ؟ فبكت وقالت ‪ :‬أردت ذلك البتلى الذي كان منبوذا على الكناسة ل أدري أضاع أم ما فعل ؟ قال لا أيوب ‪ :‬ما كان منك ؟ فبكت وقالت ‪ :‬بعلي فهل رأيته ؟ وهي‬
‫تبكي إنه قد كان هاهنا قال ‪ :‬وهل تعرفينه إذا رأيته ؟ قالت ‪ :‬وهل يفى على أحد رآه ؟ ث جعلت تنظر إليه وهي تابه ث قالت ‪ :‬أما إنه كان أشبه خلق ال بك إذ كان صحيحا قال ‪ :‬فإن أنا‬
‫أيوب الذي أمرتين أن أذبح الشيطان وإن أطعت ال وعصيت الشيطان فدعوت ال فرد علي ما ترين قال السن ‪ :‬ث إن ال رحها بصبها معه على البلء أن أمره تفيفا عنها أن يأخذ جاعة‬
‫من الشجر فيضربا ضربة واحدة تفيفا عنها بصبها معه‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { وأيوب إذ نادى ربه أن مسن الضر } إل آخر اليتي فإنه لا مسه الشيطان بنصب وعذاب‬
‫أنساه ال الدعاء أن يدعوه فيكشف ما به من ضر غي ا ه كان يذكر ال كثيا ول يزيده البلء ف ال إل رغبة وحسن إيان فلما انتهى الجل وقضى ال أنه كاشف ما به من ضر أذن له ف‬
‫الدعاء ويسره له وكان قبل ذلك يقول تبارك وتعال ‪ :‬ل ينبغي لعبدي أيوب أن يدعون ث ل أستجيب له فلما دعا استجاب له وأبدله بكل شيء ذهب له ضعفي رد إليه أهله ومثلهم معهم‬
‫( وأثن عليه فقال ‪ { :‬إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب } ( ص ‪44 :‬‬
‫و اختلف أهل التأويل ف الهل الذي ذكر ال ف قول { وآتيناه أهله و مثلهم معهم } أهم أهله الذين أوتيهم ف الدنيا أم ذلك وعده وعده ال أيوب أن يفعل به ف الخرة ؟ فقال بعضهم ‪:‬‬
‫إنا آتى ال أيوب ف الدنيا مثل أهله الذي هلكوا فإنم ل يردوا عليه ف الدنيا و إنا وعد ال أيوب أن يؤتيه إياهم ف الخرة‬
‫حدثن أبو السائب سلم بن جنادة قال ‪ :‬ثنا ابن إدريس عن ليث قال ‪ :‬أرسل ماهد رجل يقال له قاسم إل عكرمة يسأله عن قول ال ليوب { و آتيناه أهله و مثلهم معهم } فقال ‪ :‬قيل له ‪:‬‬
‫إن أهلك لك ف الخرة فإن شئت عجلناهم لك ف الدنيا و إن شئت كانوا لك ف الخرة وآتيناك مثلهم ف الدنيا فقال ‪ :‬يكونون ل ف الخرة و أوتى مثلهم ف الدنيا قال ‪ :‬فرجع إل ماهد‬
‫فقال أصاب‬
‫و قال آخرون ‪ :‬بل ردهم إليه بأعيانم و أعطاه مثلهم معهم‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن حيد ن قال ‪ :‬ثنا حكام بن سلم عن أب سنان عن ثابت عن الضحاك عن ابن مسعود { وآتيناه أهله ومثلهم معهم } قال ‪ :‬أهله بأعيانم‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس لا دعا أيوب استجاب ال له و أبدله بكل شيء ذهب له ضعفي رد إليه أهله و مثلهم معهم‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال كثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد { ووهبنا له أهله ومثلهم معهم } ( ص ‪ ( 43 :‬قال ‪ :‬أحياهم بأعيانم ورد إليه مثلهم‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا جرير عن ليث عن ماهد ف قوله { وآتيناه أهله ومثلهم معهم } قال ‪ :‬قيل له ‪ :‬إن شئت أحييناهم لك و إن شئت كانوا لك ف الخرة و تعطى مثلهم ف الدنيا‬
‫فاختار أن يكونوا ف الخرة و مثلهم ف الدنيا‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة { و آتيناه أهله و مثلهم معهم } قال السن و قتادة ‪ :‬أحيا ال أهله بأعيانم وزاده إليهم مثلهم‬
‫و قال آخرون ‪ :‬بل آتاه الثل مهن نسل ماله الذي رده عليه و أهله فأما الهل و الال فإنه ردها عليه‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ابن ثور عن معمر عن رجل عن السن { ومثلهم معهم } قال ‪ :‬من نسلهم‬
‫و قوله { رحة } نصبت بعن ‪ :‬فعلنا بم ذلك رحة منا له و قوله { و ذكرى للعابدين } يقول ‪ :‬و تذكرة للعابدين ربم فعلنا ذلك به ليعتبوا به و يعلموا أن ال قد يبتلي أولياءه و من أحب‬
‫من عباده ف الدنيا بضروب من البلء ف نفسه و أهله و ماله من غي هوان به عليه و لكن اختبارا منه له ليبلغ بصبه عليه و احتسابه إياه و حسن يقينه منلته الت أعدها له تبارك و تعال من‬
‫الكرامة عنده‬
‫و حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن أب معشر عن ممد بن كعب القرظي ف قوله { رحة من عندنا وذكرى للعابدين } قال أيا مؤمن أصابه بلء فذكر ما أصاب أيوب‬
‫فلقيل ‪ :‬قد أصاب من هو خي منا نبيا من النبياء‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪55‬‬

‫(فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحة من عندنا وذكرى للعابدين (‪84‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال { فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحة من عندنا وذكرى للعابدين‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪70‬‬

‫(وإساعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين (‪85‬‬

‫يعن تعال ذكره بإساعيل ‪ :‬إساعيل بن إبراهيم صادق الوعد و بإدريس ‪ :‬أخنوخ و بذي الكفل ‪ :‬رجل تكفل من بعض الناس إما من نب و إما من ملك من صالي اللوك بعمل من العمال‬
‫فقام به من بعده فأثن ال عليه حسن وفائه با تكفل به و جعله من العدودين ف عباده مع من حد صبه‬
‫‪ :‬ذكر الرواية بذلك عنهم‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال ‪ :‬ثنا مؤمل قال ‪ :‬ثنا سفيان عن العمش عن النهال بن عمرو عن عبد ال بن الارث أن نبيا من النبياء قال ‪ :‬من تكفل ل أن يصوم النهار و يقوم الليل و ل‬
‫يغضب ؟ فقام شاب فقال ‪ :‬أنا فقال ‪ :‬اجلس ث عاد فقال ‪ :‬من تكفل ل أن يقوم الليل و يصوم النهار و ل يغضب ؟ فقام ذلك الشاب فقال ‪ :‬أنا فقال ‪ :‬تقوم الليل و تصوم النهار و ل‬
‫تغضب فمات ذلك النب فجلس ذلك الشاب مكانه يقضي بي الناس فكان ل يغضب فجاءه الشيطان ف صورة إنسان ليغضبه و هو صائم يريد أن يقيل فضرب الباب ضربا شديدا فقال ‪:‬‬
‫من هذا ؟ فقال ‪ :‬رجل له حاجة فأرسل معه آخر فقال ‪ :‬ل أرضى بذا فخرج إليه فأخذ بيده فانطلق معه حت إذا كان ف السوق خله و ذهب فسمي ذا الكفل‬
‫حدثنا ابن الثن قال ‪ :‬ثنا عفان بن مسلم قال ثنا وهيب قال ‪ :‬ثنا داود عن ماهد قال ‪ :‬لا كب اليسع قال ‪ :‬لو أن استخلفت على الناس رجل يعمل عليهم ف حيات حت أنظر كيف يعمل‬
‫قال ‪ :‬فقام رجل تزدريه العي فقال ‪ :‬أنا فقال ‪ :‬أنت تصوم النهار و تقوم الليل و ل تغضب ؟ قال ‪ :‬نعم قال ‪ :‬فردهم ذلك اليوم و قال مثلها النوم الخر فسكت الناس و قام ذلك الرجل‬
‫فقال ‪ :‬أنا فاستخلفه قال ‪ :‬فجعل إبليس يقول للشياطي ‪ :‬عليكم بفلن فأعياهم فقال ‪ :‬دعون و إياه فأتاه ف صورة شيخ كبي فقي فأتاه حي أخذ مضجعه للقائلة و كان ل ينام الليل و‬
‫النهار إل تلك النومة فدق الباب فقال من هذا ؟ قال ‪ :‬شيخ كبي مظلوم قال ‪ :‬فقام ففتح الباب فجعل يقص عليه فقال ‪ :‬إن بين و بي قومي خصومة و إنم ظلمون و فعلوا ب و فعلوا‬
‫فجعل يطول عليه حت حض الرواح و ذهبت القائلة و قال ‪ :‬إذا رحت فأتن آخذ لك بقك فانطلق وراح فكان ف ملسه فجعل ينظر هل يرى الشيخ فلم يره فجعل يبتغيه فلما كان الغد‬
‫جعل يقضي بي الناس و ينتظره فل يراه فلما رجع إل القائلة فأخذ مضجعه أتاه فدق الباب فقال ‪ :‬م هذا ؟ قال ‪ :‬الشيخ الكبي الظلوم ففتح له فقال ‪ :‬أل أقل لك إذا قعدت فأتن فقال ‪:‬‬
‫إنم أخبث قوم إذا عرفوا أنك قاعد قالوا ك نن نعطيك حقك و إذا قمت جحدون قال ‪ :‬فانطلق فإذا رحت فأتن قال ‪ :‬ففاتته القائلة فراح ينظر فل يراه فشق عليه النعاس فقال لبعض أهله‬
‫‪ :‬ل تدعن أحدا يقرب هذا الباب حت انام فإن قد شق علي النوم فلما كان تلك الساعة جاء فقال له الرجل وراءك فقال ‪ :‬إن قد أتيته أمس فذكرت له أمري قال ‪ :‬و ال لقد أمرنا أن ل‬
‫ندع أحدا يقربه فلما أعياه نظر فرأى كوة ف البيت فتسور منها فإذا هو ف البيت و إذا هو يدق الباب قال ‪ :‬و استيقظ الرجل فقال ‪ :‬يا فلن أل آمرك ؟ قال ‪ :‬أما من قبلي و ال فلم تؤت‬
‫فانظر من أين أتيت قال ‪ :‬فقام إل الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه و إذا هو معه ف البيت فعرفه فقال ‪ :‬أعدو ال ؟ قال ‪ :‬نعم أعييتن ف كل شيء ففعلت ما ترى لغضبك فسماه ذا الكفل‬
‫لنه تكفل بأمر فوف به‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد ف قوله ‪ { :‬وذا الكفل } قال رجل صال غي نب تكفل لنب قومه أن يكفيه أمر قومه و يقيمه لم ويقضي بينهم‬
‫بالعدل ففعل ذلك فسمي ذا الكفل‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى و حدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن قال ‪ :‬ثنا ورقاء جيعا عن ابن أب نيح عن ماهد بنحوه إل أنه قال ‪ :‬و يقضي بينهم بالق‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج عن أب معشر عن ممد بن قيس قال ‪ :‬كان بن إسرائيل ملك صال فكب فجمع قومه فقال ‪ :‬أيكم يكفل ل بلكي هذا على‬
‫أن يصوم النهار و يقوم الليل و يكم بي بن إسرائيل با أنزل ال فلم يقم إل ذلك الفت قال ‪ :‬فازدراه فلما كانت الثالثة قال مثل ذلك فلم يقم إل ذلك الفت فقال ‪ :‬تعل فخلي بينه و بي‬
‫ملكه فقام الفت ليلة فلما أصبح جعل يكم بي بن إسرائيل فلما انتصف النهار دخل ليقيل فأتاه الشيطان ف صورة رجل من بن آدم فجذب ثوبه فقال ‪ :‬أتنام و الصوم ببابك ؟ قال ‪ :‬إذا‬
‫كان العشية فأتن قال فانتظره بالعشي فلم يأته فلما انتصف النهار دخل ليقيل جذب ثوبه و قال ‪ :‬أتنام و الصوم على بابك ؟ قال ‪ :‬قلت لك ‪ :‬ائتن العشي فلم تأتن ائتن بالعشي فلما كان‬
‫بالعشي انتظره فلم يأت فلما دخل ليقيل جذب ثوبه فقال ‪ :‬أتنام و الصوم ببابك ؟ قال ‪ :‬أخبن من أنت لو كنت من النس سعت ما قلت قال ‪ :‬هو الشيطان جئت لقتنك فعصمك ال‬
‫من فقضى بي بن إسرائيل با أنزل ال زمانا طويل و هو ذو الكفل سي ذا الكفل لنه تكفل باللك‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة عن أب موسى الشعري قال و هو يطب الناس ‪ :‬إن ذا الكفل ل يكمن نبيا و لكن كان عبدا صالا تكفل بعمل رجل صال عند موته كان‬
‫يصلي ل كل يوم مائة صلة فأحسن ال عليه الثناء ف كفالته إياه‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا الكم قال ‪ :‬ثنا عمرو قال ‪ :‬أما ذو الكفل فإنه كان على بن إسرائيل ملك فلما حضره الوت قال ‪ :‬من يكفل ل أن يكفين بن إسرائيل و ل يغضب و يصلي كل‬
‫يوم مائة صلة فقال ذو الكفل ‪ :‬أنا فجعل ذو الكفل يقضي بي الناس فإذا فرغ صلى مائة صلة فكاده الشيطان فأمهله حت إذا قضى بي الناس و فرغ من صلته و أخذ مضجعه فنام أتى‬
‫الشيطان بابه فجعل يدقه فخرج إليه فقال ‪ :‬ظلمت وصنع ب فأعطاه خاته و قال ‪ :‬اذهب فأتن بصاحبك و انتظره فأبطأ عليه الخر حت إذا عرف أنه قد نام و أخذ مضجعه أتى الباب أيضا‬
‫كي يغضبه فجعل يدقه و خدش وجه نفسه فسالت الدماء فخرج إليه فقال ‪ :‬مالك ؟ فقال ‪ :‬ل يتبعن و ضربت و فعل فأخذه ذو الكفل و أنكر أمره فقال ‪ :‬أخبن من أنت ؟ و أخذه أخذا‬
‫شديدا قال ‪ :‬فأخبه من هو‬
‫حدثنا السن قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة ف قوله { و ذا الكفل } قال ‪ :‬قال أبو موسى الشعري ‪ :‬ل يكن ذو الكفل نبيا و لكنه كفل بصلة رجل كان يصلي كل‬
‫يوم مائة صلة فوف فكفل بصلته فذلك سي ذا الكفل و نصب إساعيل وإدريس و ذا الكفل عطفا على أيوب ث استؤنف بقوله { كل } فقال { كل من الصابرين } ومعن الكلم ‪ :‬كلهم‬
‫من أهل الصب فيما نابم ف ال‬

‫(وأدخلناهم ف رحتنا إنم من الصالي (‪86‬‬

‫وقوله { وأدخلناهم ف رحتنا إنم من الصالي } يقول تعال ذكره ‪ :‬و أدخلنا إساعيل و إدريس و ذا الكفل والاء واليم عائدتان عليهم { ف رحتنا إنم من الصالي } يقول ‪ :‬إنم من‬
‫صلح فأطاع ال وعمل با أمره‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪73‬‬

‫(وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى ف الظلمات أن ل إله إل أنت سبحانك إن كنت من الظالي (‪87‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬واذكر يا ممد ذا النون يعن صاحب النون والنون ‪ :‬الوت وإنا بذي النون ‪ :‬يونس بن مت وقد ذكرنا قصته ف سورة يونس با أغن عن ذكره ف هذا الوضع وقوله‬
‫{ إذ ذهب مغاضبا } يقول ‪ :‬حي ذهب مغاضبا‬
‫واختلف أهل التأويل ف معن ذهابه مغاضبا وعمن كان ذهابه وعلى من كان غضبه فقال بعضهم ‪ :‬كان ذهابه عن قومه وإياهم غاضب‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله { وذا النون إذ ذهب مغاضبا } يقول ‪ :‬غضب على قومه‬
‫حدثت عن السي قال ‪ :‬سعت أبا معاذ يقول ‪ :‬ثنا عبيد قال ‪ :‬سعت الضحاك يقول ف قوله { إذ ذهب مغاضبا } أما غضبه فكان على قومه‬
‫وقال آخرون ‪ :‬ذهب عن قومه مغاضبا لربه إذ كشف عنهم العذاب بعد ما وعدهوه‬
‫ذكر من قال ذلك وذكر سبب مغاضبة ربه ف قولم‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يزيد بن زياد عن عبدال بن أب سلمة عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال ‪ :‬بعثه ال يعن يونس إل أهل قربته فردوا عليه ما جاءهم به‬
‫وامتنعوا منه فلما فعلوا ذلك أوحى ال إليه ‪ :‬إن مرسل علهم العذاب ف يوم كذا وكذا فاخرج من بي أظهرهم فأعلم قومه الذي وعده ال من عذابه إياهم فقالوا ‪ :‬ارمقوه فإن خرج من بي‬
‫أظهركم فهو وال كائن ما وعدكم فلما كانت الليلة الت وعدوا بالعذاب ف صبحها أدل ورآه القوم فخرجوا من القرية إل براز من أرضهم وفرقوا بي كل دابة وولدها ث عجوا إل ال‬
‫فاستقالوه فأقالم وتنظر يونس الب عن القرية وأهلها حت مر به مار فقال ‪ :‬ما فعل أهل القرية ؟ فقال ‪ :‬فعلوا أن نبيهم خرج من بي أظهرهم عرفوا أنه صدقهم ما وعدهم من العذاب‬
‫فخرجوا من قريتهم إل براز من الرض ث فرقوا بي كل ذات ولد وولدها وعجوا إل ال وتابوا إليه فقبل منهم وأخر عنهم العذاب قال ‪ :‬فقال يونس عند ذلك وغضب ‪ :‬وال ل أرجع‬
‫إليهم كذابا أبدا وعدتم العذاب ف يوم ث رد عنهم ومضى على وجهه مغاضبا‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا ممد بن جعفر قال ‪ :‬ثنا عوف عن سعيد بي أب السن قال ‪ :‬بلغن أن يونس لا أصاب الذنب انطلق مغاضبا لربه واستزله الشيطان‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا يي بن زكريا ب أب زائدة عن مالد بن سعيد عن الشعب ف قوله { إذ ذهب مغاضبا } قال ‪ :‬مغاضبا لربه‬
‫حدثنا الارث ن قال ‪ :‬ثنا عبد العزيز قال ‪ :‬ثنا سفيان عن إساعيل بن عبد اللك عن سعيد بن جبي فذكر نو حديث ابن حيد عن سلمة وزاد فيه ‪ :‬قال ‪ :‬فخرج يونس ينظر العذاب فلم ير‬
‫شيئا قال ‪ :‬جربوا على كذبا فذهب مغاضبا لربه حت أتى البحر‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة قال ‪ :‬ثنا ممد بن إسحاق عن ربيعة بن أب عبد الرحن عن وهب بن منبه اليمان قال ‪ :‬سعته يقول ‪ :‬إن يونس بن مت كان عبدا صالا وكان ف خلقه ضيق‬
‫فلما حلت عليه أثقال النبوة ولا أثقال ل يملها إل القليل تفسخ تتها تفسخ الربع تت المل فقذفها بي يديه وخرج هاربا منها يقول ال لنبيه صلى ال عليه وسلم { فاصب كما صب أولو‬
‫العزم من الرسل } ( الحقاف ‪ { ( 35 :‬فاصب لكم ربك ول تكن كصاحب الوت } ( القلم ‪ : ( 48 :‬أي ل تلق أمري كما ألقاه وهذا القول أعن قول من قال ‪ :‬ذهب عن قومه‬
‫مغاضبا لربه أشبه بتأويل الية وذلك لدللة قوله { فظن أن لن نقدر عليه } على ذلك على أن الذين وجهوا تأويل ذلك إل أنه ذهب مغاضبا لقومه إنا زعموا أنم فعلوا ذلك استنكارا منهم‬
‫أن يغاضب نب من النبياء ربه واستعظاما له وهم يقيلهم أنه ذهب مغاضبا لقومه قد دخلوا ف أمر أعظم ما أنكروا وذلك أن الذين قالوا ‪ :‬ذهب مغاضبا لربه اختلفوا ف سبب ذهابه كذلك‬
‫فقال بعضهم ‪ :‬إنا فعل ما فعل من ذلك كراهة أن يكون بي قوم قد جربوا عليه اللف فيما وعدهم واستحيا منهم ول يعلم السبب الذي دفع به عنهم البلء وقال بعض من قال هذا القول ‪:‬‬
‫كان من أخلق قومه الذين فارقهم قتل من جربوا عليه الكذب عسى أن يقتلوه من أجل أنه وعدهم العذاب فلم ينل بم ما وعدهم من ذلك وقد ذكرنا الرواية بذلك ف سورة يونس‬
‫فكرهنا إعادته ف هذا الوضع‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل إنا غاضب ربه من أجل أنه أمر بالصي إل قوم لينذرهم بأسه ويدعوهم إليه فسأل ربه أن ينظره ليتأهب للشخوص إليهم فقيل له ‪ :‬المر أسرع من ذلك ول ينظر حت شاء‬
‫أن ينظر إل أن يأخذ نعل ليلبسها فقيل له نو القول الول وكان رجل ف خلقه ضيق قال ‪ :‬أعجلن رب أن آخذ نعل فذهب مغاضبا‬
‫ومن ذكر هذا القول عنه ‪ :‬السن البصري‬
‫حدثن بذلك الارث قال ‪ :‬ثنا السي بن موسى عن أب هلل عن شهر بن حوشب عنه‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وليس ف واحد من هذين القولي من وصف نب ال يونس صلوات ال عليه شيء إل وهو دون ما صفه با وصفه الذين قالوا ‪ :‬ذهب مغاضبا لقومه لن ذهابه عن قومه‬
‫مغاضبا لم وقد أمره ال تعال بالقام بي أظهرهم ليبلغهم رسالته ويذرهم بأسه وعقوبته على تركهم اليان به والعمل بطاعته ل شك أن فيه ما فيه ولول أنه قد كان صلى ال عليه وسلم أتى‬
‫ما قاله الذين وصفوه بإتيان الطيئة ل يكن ال تعال ذكره ليعاقبه العقوبة الت ذكرها ف كتابه ويصفه بالصفة الت وصفه با فيقول لنبيه صلى ال عليه وسلم { ول تكن كصاحب الوت إذ‬
‫( نادى وهو مكظوم } ( القلم ‪ ( 48 :‬ويقول ‪ { :‬فالتقمه الوت وهو مليم * فلول أنه كان من السبحي * للبث ف بطنه إل يوم يبعثون } ( الصافات ‪144 - 142 :‬‬
‫وقوله { فظن أن لن نقدر عليه } اختلف أهل التأويل ف تأويله فقال بعضهم ‪ :‬معناه ‪ :‬فظن أن لن نعاقبه بالتضييق عليه من قولم قدرت على فلن ‪ :‬إذا ضيقت عليه كما قال ال جل ثناؤه‬
‫( ومن قدر عليه رزقه فلينفق ما آتاه ال ( الطلق ‪7 :‬‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبدال بن صال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { فظن أن لن نقدر عليه } يقول ‪ :‬ظن أن لن يأخذه العذاب الذي أصابه‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثن عمي قال ‪ :‬ثن أب عن أبيه عن ابن عباس { فظن أن لن نقدر عليه } يقول ‪ :‬ظن أن لن نقضي عليه عقوبة ول بلء فما صنع بقومه ف عضبه إذ‬
‫عضب عليهم وفراره وعقوبته أخذ النون إياه‬
‫حدثنا ممد بن الثن قال ‪ :‬ثنا ممد بن جعفر عن شعبة عن الكم عن ماهد أنه قال ف هذه الية { فظن أن لن نقدر عليه } قال ‪ :‬فظن أن لن نعاقبه بذنبه‬
‫حدثن موسى بن عبد الرحن السروقي قال ‪ :‬ثنا زيد بن حباب قال ‪ :‬ثن شعبة عن ماهد ول يذكر فيه الكم‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد ن قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { فظن أن لن نقدر عليه } قال ‪ :‬يقول ‪ :‬ظن أن لن نعاقبه‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة و الكلب { فظن أن لن نقدر عليه } قال ‪ :‬ظن أن لن نقضي عليه العقوبة‬
‫حدثت عن السي قال ‪ :‬سعت أبا معاذ يقول ‪ :‬ثنا عبيد قال ‪ :‬سعت الضحاك يقول ف قوله { فظن أن لن نقدر عليه } يقول ‪ :‬ظن أن ال لن يقضي عليه عقوبة ول بلء ف غضبه الذي‬
‫غضب على قومه و فراقه إياهم‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا جرير عن منصور عن ابن عباس ف قوله { فظن أن لن نقدر عليه } قال البلء الذي أصابه‬
‫و قال آخرون ‪ :‬بل معن ذلك ‪ :‬فظن أنه يعجز ربه ن فل يقدر عليه‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا ممد بن جعفر قال ‪ :‬ثنا عوف عن سعيد بن أب السن قال ‪ :‬بلغن أن يونس ل أصاب الذنب انطلق مغضبا لربه و استزله الشيطان حت ظن أن لن تقدر عليه قال ‪:‬‬
‫و كان له سلف و عبادة و تسبيح فأب ال أن يدعه للشيطان فأخذه فقذفه ف بطن الوت فمكث ف بطن الوت أربعي من بي ليلة و يوم فأمسك ال نفسه فلم يقتله هناك فتاب إل ربه ف‬
‫بطن الوت و راجع نفسه قال ‪ :‬فقال { سبحانك إن كنت من الظالي } قال ‪ :‬فاستخرجه ال من بطن الوت برحته با كان سلف من العبادة و التسبيح فجعله من الصالي قال عوف ‪ :‬و‬
‫بلغن أنه قال ف دعائه ‪ :‬و بنيت لك مسجدا ف مكان ل يبنه أحد قبلي‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا هوذة قال ‪ :‬ثنا عوف عن السن { فظن أن لن نقدر عليه } و كان له سلف من عبادة و تسبيح فتداركه ال با فلم يدعه للشيطان‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الرحن بن الارث عن إياس بن معاوية الدن أنه كان إذا ذكر عنده يونس و قوله { فظن أن لن نقدر عليه } يقول إياس ‪ :‬فلم فر ؟‬
‫و قال آخرون ‪ :‬بل ذلك بعن الستفهام و إنا تأويله ‪ :‬أفظن أن لن نقدر عليه‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد قفي قوله { فظن أن لن نقدر عليه } قال ‪ :‬هذا استفهام و ف قوله ( فما تغن النذر ( القمر ‪ 5 :‬قال ‪ :‬استفهام أيضا‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬و أول هذه القوال ف تأويل ذلك عندي بالصواب قول من قال ‪ :‬عن به ‪ :‬فظن يونس أن لن نبسه و نضيق عليه عقوبة له على مغاضبة ربه‬
‫و إنا قلنا ذلك أول بتأويل الكلمة لنه ل يوز أن ينسب إل الكفر و قد اختاره لنبوته ووصفه بأن ظن أن ربه يعجز عما أراد به و ل يقدر عليه وصف له بأن جهل قدرة ال و ذلك وصف‬
‫له بالكفر و غي جائز لحد وصفه بذلك و أما ما قاله ابن زيد فإنه قول لو كان ف الكلم دليل على أنه استفهام حسن و لكنه ل دللة فيه على أن ذلك كذلك و العرب ل تذف من الكلم‬
‫شيئا لم إلية حاجة إل و قد أبقت دليل على أنه مراد ف الكلم فإذا ل يكن ف قوله { فظن أن لن نقدر عليه } دللة على أن الراد به الستفهام كما قال ابن زيد ‪ :‬كان معلوما أنه ليس به و‬
‫إذ فسد هذان الوجهان صح الثالث و هو ما قلنا‬
‫و قوله { فنادى ف الظلمات } اختلف أهل التأويل ف العن بذه الظلمات فقال بعضهم ‪ :‬عن با ظلمة الليل و ظلمة البحر و ظلمة بطن الوت‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن إسرائيل عن أب إسحاق عن عمرو بن ميمون { فنادى ف الظلمات } قال ظلمة بطن الوت و ظلمة البحر و ظلمة الليل و كذلك قال‬
‫أيضا ابن جريج‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يزيد بن زياد عن عبد ال به أب سلمة عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال ‪ :‬نادى ف الظلمات ‪ :‬ظلمة الليل و ظلمة البحر وظلمة بطن‬
‫{ الوت { ل إله إل أنت سبحانك إن كنت من الظالي‬
‫حدثن ممد بن إبراهيم السلمي قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬أخبنا ممد بن رفاعة قال ‪ :‬سعت ممد بن كعب يقول ف هذه الية { فنادى ف الظلمات } قال ‪ :‬ظلمة اللي وظلمة البحر‬
‫وظلمة بطن الوت‬
‫حدثنا بشر ن قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله { فنادى ف الظلمات } قال ‪ :‬ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الوت‬
‫حدثنا ممد بن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ممد بن ثور عن معمر عن قتادة { فنادى ف الظلمات } قال ‪ :‬ظلمة بطن الوت وظلمة البحر وظلمة الليل‬
‫وقال آخرون ‪ :‬إنا عن بذلك أنه نادى ف ظلمة جوف حوت ف جوف حوت آخر ف البحر قالوا ‪ :‬فذلك ف الظلمات‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد الرحن قال ‪ :‬ثنا سفيان عن منصور عن سال بن أب العد ‪ { :‬فنادى ف الظلمات } قال ‪ :‬أحوحى ال إل الوت أن ل تضر له لما ول عظما ث ابتلع الوت‬
‫حوت آخر قال { فنادى ف الظلمات } قال ‪ :‬ظلمة الوت ث حوت ث ظلمة البحر‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب من القول ف ذلك أن يقال ‪ :‬إن ال أخب عن يونس أنه ناداه ف الظلمات { أن ل إله إل أنت سبحانك إن كنت من الظالي } ول شك أنه قد عن بإحدى‬
‫الظلمات ‪ :‬بطن الوت وبالخرى ‪ :‬ظلمة البحر وف الثالثة اختلف وجائز أن تكون تلك الثالثة ‪ :‬ظلمة الليل وجائز أن تكون كون الوت ف جوف حوت آخر ول دليل يدل على أي ذلك‬
‫من أي فل قول ف ذلك أول بالق من التسليم لظاهر التنيل‬
‫وقوله ‪ { :‬ل إله إل أنت سبحانك } يقول ‪ :‬نادى يونس بذا القول معترفا بذنبه تائبا من خطيئته { إن كنت من الظالي } ف معصيت إياك‬
‫كما حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يزيد بن زياد عن عبدال بي أب سلمة عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال ‪ { :‬نادى ف الظلمات أن ل إله إل أنت سبحانك إن‬
‫كنت من الظالي } معترفا بذنبه تائبا من خطيئته‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج قال ‪ :‬قال أبو معشر ‪ :‬قال ممد بن قيس ‪ :‬قوله ‪ { :‬ل إله إل أنت سبحانك } ما صنعت من شيء فلم أعبد غيك { إن كنت من الظالي }‬
‫حي عصيتك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثنا جعفر بي سليمان عن عوف العراب قال ‪ :‬لا صار يونس ف بطن الوت ظن أنه قد مات ث حرك رجله فلما تركت سجد مكانه ث نادى ‪ :‬يا رب‬
‫اتذت لك مسجدا ف موضع ما اتذه أحد‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة قال ‪ :‬ثن ابن إسحاق عمن حدثه عن عبدال بن رافع مول أم سلمة زوج النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬سعت أبا هريرة يقول ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ [ :‬لا أراد ال حبس يونس ف بطن الوت أوحى ال إل الوت ‪ :‬أن خذه ول تدش له لما ‪ :‬ول تكسر عظما فأخذه ث هوى به إل مسكنه من البحر فلما انتهى به إل أسفل‬
‫البحر سع يونس حسا فقال ف نفسه ‪ :‬ما هذا ؟ قال ‪ :‬فأوحى ال إليه وهو ف بطن الوت ‪ :‬إن هذا تسبيح دواب البحر قال ‪ :‬فسبح وهو ف بطن الوت فسمعت اللئكة تسبيحه فقالوا ‪:‬‬
‫يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة قال ‪ :‬ذاك عبدي يونس عصان فحبسته ف بطن الوت ف البحر قالوا ‪ :‬العبد الصال الذي كان يصعد إليك منه ف كل يوم وليلة عمل صال ؟ قال‬
‫[ ‪ :‬نعم قال ‪ :‬فشفعوا له عند ذلك فأمر الوت فقذفه ف الساحل كما قال ال تبارك وتعال ‪ :‬وهو سقيم‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪78‬‬

‫(فاستجبنا له ونيناه من الغم وكذلك ننجي الؤمني (‪88‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ { :‬فاستجبنا } ليونس دعاءه إيانا إذ دعانا ف بطن الوت و نيناه من الغم الذي كان فيه ببسناه ف بطن الوت وغمه يطيئته وذنبه { وكذلك ننجي الؤمني } يقول جل‬
‫ثناؤه ‪ :‬وكما أنينا يونس من كرب البس ف بطن الوت ف البحر إذ دعانا كذلك ننجي الؤمني من كربم إذا استغاثوا بنا ودعونا‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك جاء الثر‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا عمران بن بكار الكلعي قال ‪ :‬ثنا يي بن صال قال ‪ :‬ثنا أبو يي بن عبد الرحن قال ‪ :‬ثن بشر بن منصور عن علي بن زيد عن سعيد بن السيب قال سعت سعد بن مالك يقول ‪:‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ [ :‬اسم ال الذي دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى دعوة يونس بن مت قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬يا رسول ال هي ليونس بن مت خاصة أم لماعة‬
‫السلمي ؟ قال ‪ :‬هي ليونس بن مت خاصة وللمؤمني عامة إذا دعوا با أل تسمع قول ال تبارك وتعال ‪ { :‬فنادى ف الظلمات أن ل إله إل أنت سبحانك إن كنت من الظالي * فاستجبنا له‬
‫[ ونيناه من الغم وكذلك ننجي الؤمني } فهو شرط ال لن دعاه با‬
‫واختلفت القراء ف قوله { ننجي الؤمني } فقرأت ذلك قراء المصار سوى عاصم بنوني الثانية منهما ساكنة من أنيناه ننجيه وإنا قرءوا ذلك كذلك وكتابته ف الصاحف بنون واحدة لنه‬
‫لو قرئ بنون واحدة وتشديد اليم بعن ما ل يسم فاعله كان ( الؤمنون ( رفعا وهم ف الصاحف منصوبون ولو قرئ بنون واحدة وتفيف اليم كان للمؤمني وكانوا رفعا ووجب مع ذلك‬
‫‪ :‬أن يكون قوله‬
‫نى ( مكتوبا باللف لنه من ذوات الواو وهو ف الصاحف بالياء (‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬فكيف كتاب ذلك بنون واحدة وقد علمت أن حكم ذلك إذا قرئ { ننجي } أن يكتب بنوني ؟ قيل ‪ :‬لن النون الثانية لا سكنت وكان الساكن غي ظاهر على اللسان‬
‫حذفت كما فعلوا ذلك بإل فحذفوا النون من إن لفائها إذ كانت مندغمة ف اللم من ل و قرأ ذلك عاصم ( ني الؤمني بنون واحدة و تثقيل اليم و تسكي الياء فإن يكن عاصم وجه‬
‫قراءته ذلك إل قول العرب ‪ :‬ضرب الضرب زيدا فكن عن الصدر الذي هو النجاء و جعل الب أعن خب ما ل يسم فاعله الؤمني كأنه أراد ‪ :‬و كذلك نى النجاء الؤمني فكن عن النجاء‬
‫فهو وجه و إن كان غيه أصوب و إل فإن الذي قرأ من ذلك على ما قرأه إياه على ما عليه قراءة القراء إلاق نون أخرى ليست ف الصحف فظن أن ذلك زيادة ما ليس ف الصحف و ل‬
‫يعرف لذفها وجها يصرفه إليه‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬و الصواب من القراءة الت ل أستجيز غيها ف ذلك عندنا ما عليه قراء المصار من قراءته بنوني و تفيف اليم لجاع الجة من القراء عليها و تطئتها خلفه‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪79‬‬

‫(وزكريا إذ نادى ربه رب ل تذرن فردا وأنت خي الوارثي (‪89‬‬


‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه و سلم ‪ :‬و اذكر يا ممد زكريا حي نادى ربه { رب ل تذرن } وحيدا { فردا } ل ولد ل ول عقب { وأنت خي الوارثي } يقول ‪ :‬فارزقن‬
‫وارثا من آل يعقوب يرثن ث رد المر إل ال فقال ‪ :‬و أنت خي الوارثي يقول ال جل ثناؤه ‪ :‬فاستجبنا لزكريا دعاءه ووهبنا له يي ولدا ووارثا يرثه و أصلحنا له زوجه‬
‫و اختلف أهل التأويل ف معن الصلح الذي عناه ال جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬وأصلحنا له زوجه } فقال بعضهم ‪ :‬كانت عقيما فأصلحها بأن جعلها ولودا‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن عبيد الحارب قال ‪ :‬ثنا حات بن إساعيل عن حيد بن صخر عن عمار عن سعيد ف قوله ‪ { :‬وأصلحنا له زوجه } قال ‪ :‬كانت ل تلد‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قال ابن عباس ف قوله ‪ { :‬وأصلحنا له زوجه } قال ‪ :‬وهبنا له ولدها‬
‫حدثنا بشر قال ‪ :‬ثنا يزيد قال ‪ :‬ثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬وأصلحنا له زوجه } ‪ :‬كانت عاقرا فجعلها ال ولودا ووهب له منها يي‬
‫و قال آخرون ‪ :‬كانت سيئة اللق فأصلحها ال له بأن رزقها حسن اللق‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬و الصواب من القول ف ذلك أن يقال ‪ :‬إن ال أصلح لزكريا زوجه كما أخب تعال ذكره بأن جعلها ولودا حسنة اللق لن كل ذلك من معان إصلحه إياها و ل يصص ال‬
‫جل ثناؤه بذلك بعضا دون بعض ف كتابه و ل على لسان رسوله و ل وضع على خصوص ذلك دللة فهو على العموم ما ل يأت ما يب التسليم له بأن ذلك مراد به بعض دون بعض‬
‫و قوله ‪ { :‬إنم كانوا يسارعون ف اليات } يقول ال ‪ :‬إن الذين سيناهم يعن زكريا و زوجه و يي كانوا يسارعون ف اليات ف طاعتنا و العمل با يقربم إلينا و قوله ‪ { :‬ويدعوننا رغبا‬
‫ورهبا } يقول تعال ذكره ‪ :‬و كانوا يعبدوننا رغبا و رهبا و عن بالدعاء ف هذا الوضع ‪ :‬العبادة كما قال ‪ ( :‬و أعتزلكم و ما تدعون من دون ال و أدعو رب عسى أن ل أكون بدعاء رب‬
‫شقيا ( مري ‪ 48 :‬و يعن بقوله ‪ { :‬رغبا } أنم كانوا يعبدونه رغبة منهم فيما يرجون منه من رحته و فضله { ورهبا } يعن رهبة منهم من عذابه و عقابه بتركهم عبادته وركوبم معصيته و‬
‫بنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج { إنم كانوا يسارعون ف اليات و يدعوننا رغبا ورهبا } قال ‪ :‬رغبا ف رحة ال ورهبا من عذاب ال‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬ويدعوننا رغبا ورهبا } قال ‪ :‬خوفا و طمعا قال ‪ :‬و ليس ينبغي لحدها أن يفارق الخر‬
‫و اختلفت القراء ف قراءة ذلك فقرأته عامة قراء المصار { رغبا ورهبا } بفتح الغي و الاء من الرغب و الرهب و اختلف عن العمش ف ذلك فرويت عنه الوافقة ف ذلك للقراء وروي‬
‫عنه أنه قرأها رغبا و رهبا بضم الراء ف الرفي و تسكي الغي و الاء‬
‫و الصواب من القراءة ف ذلك ما عليه قراء المصار و ذلك الفتح ف الرفي كليهما‬
‫و قوله ‪ { :‬وكانوا لنا خاشعي } يقول ‪ :‬و كانوا لنا متواضعي متذللي و ل يستكبون عن عبادتنا و دعائنا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪80‬‬

‫(فاستجبنا له ووهبنا له يي وأصلحنا له زوجه إنم كانوا يسارعون ف اليات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعي (‪90‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬فاستجبنا له ووهبنا له يي وأصلحنا له زوجه إنم كانوا يسارعون ف اليات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعي‬

‫(والت أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالي (‪91‬‬

‫يقول تعال ذكره لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬و اذكر الت أحصنت فرجها يعن مري بنت عمران و يعن بقوله ‪ { :‬أحصنت } ‪ :‬حفظت و منعت فرجها ما حرم ال عليها إباحته فيه‬
‫و اختلف ف الفرح الذي عن ال جل ثناؤه أنا أحصنته فقال بعضهم ‪ :‬عن بذلك فرج نفسها أنا حفظته من الفاحشة‬
‫و قال آخرون ‪ :‬عن بذلك جيب درعنا أنا منعت جبئيل منه قبل أن تعلم أنه رسول ربا و قبل أن تثبته معرفة قالوا ‪ :‬و الذي يدل على قوله ‪ { :‬فنفخنا فيها } و يعقب ذلك قوله ‪ { :‬و‬
‫{ الت أحصنت فرجها } قالوا ‪ :‬و كان معلوما بذلك أن معن الكلم ‪ :‬و الت أحصنت جيبها { فنفخنا فيها من روحنا‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬و الذي هو أول القولي عندنا بتأويل ذل ك قول من قال ‪ :‬أحصنت فرجها من الفاحش ة لن ذلك هو الغلب من معنييه عليه و الظهر ف ظاهر الكلم { فنفخنا فيها من‬
‫روحنا } يقول ‪ :‬فنفخنا ف جيب درعها من روحنا و قد ذكرنا اختلف الختلفي ف معن قوله ‪ { :‬فنفخنا فيها } ف غي هذا الوضع و الول بالصواب من القول ف ذلك فيما مضى با أغن‬
‫عن إعادته ف هذا الوضع‬
‫و قوله ‪ { :‬و جعلناها و ابنها آية للعالي } يقول ‪ :‬و جعلنا مري و ابنها عبة لعالي زمانما يعتبون بما و يتفكرون ف أمرها فيعلمون عظيم سلطاننا و قدرتنا على ما نشاء و قيل آية و ل‬
‫يقل آيتي و قد ذكر آيتي لن معن الكلم ‪ :‬جعلناها علما لنا وحجة فكل واحدة منهما ف معن الدللة على ال و على عظيم قدرته يقوم مقام الخر إذ كان أمرها ف الدللة على ال‬
‫واحدا‬
‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪81‬‬

‫(إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون (‪92‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬إن هذه ملتكم ملة واحدة و أنا ربكم أيها الناس فاعبدون يدون اللة و الوثان و سائرما تعبدون من دون‬
‫و بنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ‪ :‬ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله ‪ { :‬أمتكم أمة واحدة } يقول ‪ :‬دينكم دين واحد‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قال ماهد ف قوله ‪ { :‬إن هذه أمتكم أمة واحدة } قال ‪ :‬دينكم دين واحد و نصبت المة الثانية على القطع و بالنصب‬
‫قرأه جاعة قراء المصار و هو الصواب عندنا لن المة الثانية نكرة و الول معرفة‬
‫و إذ كان ذلك و كان الب قبل ميء النكرة مستغنيا عنها كان وجه الكلم النصب هذا مع إجاع الجة من القراء عليه و قد ذكر عن عبد ال بن أب إسحاق رفع ذلك أنه قرأه أمة واحدة‬
‫بنية تكرير الكلم كأنه أراد ‪ :‬إن هذه أمتكم هذه أمة واحدة‬

‫(وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون (‪93‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬و تفرق الناس ف دينهم الذي أمرهم ال به و دعاهم إليه فصاروا فيه أحزابا فتهودت اليهود و تنصرت النصارى و عبدت الوثان ث أخب جل ثناؤه عما هم إليه صائرون‬
‫و أن مرجع جيع أله الديان إليه متوعدا بذل كأهل الزيغ منهم و الضلل و معلمهم أنه لم بالرصاد و أنه ماز جيعهم الحسن بإحسانه و السيء بإساءته‬
‫و بنحو الذي قلنا ف تأويل قوله ‪ { :‬و تقطعوا أمرهم بينهم } قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬و تقطعوا أمرهم بينهم } قال ‪ :‬تقطعوا ‪ :‬اختلفوا ف الدين‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪82‬‬

‫(فمن يعمل من الصالات وهو مؤمن فل كفران لسعيه وإنا له كاتبون (‪94‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬فمن عمل من هؤلء الذين تفرقوا ف دينهم با أمره ال به من العمل الصال و أطاعه ف أمره و نيه و هو مقر بوحدانية ال مصدق بوعده ووعيده متبئ من النداد و‬
‫اللة { فل كفران لسعيه } يقول ‪ :‬فإن ال يشكر عمله الذي عمل له مطيعا له و هو به مؤمن فيثيبه ف الخرة ثوابه الذي وعمد أهل طاعته أن يثيبهموه و ل يكفر ذلك له فيجحده و يرمه‬
‫ثوابه على عمله الصال { و إنا له كاتبون } يقول ‪ :‬و نن نكتب أعماله الصالة كلها فل نترك منها شيئا لنجزيه على صغي ذلك و كبيه و قليله و كثيه‬
‫‪ :‬قال أبو جعفر ‪ :‬و الكفران مصدر من قول القائل ‪ :‬كفرت فلنا نعمته فأنا أكفره كفرا و كفرانا و منه قال الشاعر‬
‫( من الناس ناس ما تنام خدودهم ‪ ...‬و خدي ول كفران ل نائم (‬

‫(وحرام على قرية أهلكناها أنم ل يرجعون (‪95‬‬

‫اختلفت القراء ف قراءة قوله ‪ { :‬وحرام } فقرأته عامة قراء أهل الكوفة و حرم بكسر الاء و قرأ ذلك عامة قراء أهل الدينة و البصرة { وحرام } بفتح الاء و اللف‬
‫و الصواب من القول ف ذلك أنما قراءتان مشهورتان متفقتا العن غي متلفتيه و ذلك أن الرم هو الرام و الرام هو الرم كما الل هو اللل و اللل هو الل فبأيتهما قرأ القارئ‬
‫فمصيب و كان ابن عباس يقرؤه و حرم بتأويل ‪ :‬و عزم‬
‫حدثن يعقوب بن إبراهيم قال ‪ :‬ثنا ابن علية عن أب العلى عن سعيد بن جبي عن ابن عباس كان يقرؤها و حرم على قرية قال ‪ :‬فقلت لسعيد ‪ :‬أي شيء حرم ؟ قال ‪ :‬عزم‬
‫حدثنا ممد بن الثن قال ‪ :‬ثنا عبد العلى قال ‪ :‬ثنا داود عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقرأ هذه الية و حرم على قرية أهلكناها أنم ل يرجعون فل يرجع منهم راجع ول يتوب منهم‬
‫تائب‬
‫حدثنا ابن الثن قال ‪ :‬ثنا عبد الوهاب قال ‪ :‬ثنا داود عن عكرمة قال { وحرام على قرية أهلكناها أنم ل يرجعون } قال ‪ :‬لك يكن ليجع منهم راجع حرام عليهم ذلك‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا عيسى بن فرقد قال ‪ :‬ثنا جابر العفي قال ‪ :‬سألت أبا جعفر عن الرجعة فقرأ هذه الية { وحرام على قرية أهلكناها أنم ل يرجعون } فكأن أبا جعفر وجه تأويل‬
‫ذلك إل أنه ‪ :‬وحرام على أهل قرية أمتناهم أن يرجعوا إل الدنيا والقول الذي قاله عكرمة ف ذلك أول عندي بالصواب وذلك أن ال تعال ذكره أخب عن تفريق الناس دينهم الذي بعث به‬
‫إليهم الرسل ث أخب عن صنيعه بن عمل با دعته إليه رسله من اليان به والعمل بطاعته ث أتبع ذلك قوله ‪ { :‬وحرام على قرية أهلكناها أنم ل يرجعون } فلن يكون ذلك خبا عن صنيعه‬
‫بن أب إجابة رسله وعمل بعصيته وكقؤ يه أحرى ن بكون‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 9‬صفحة ‪83‬‬

‫(حت إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون (‪96‬‬

‫يقول تعال ذكره ‪ :‬حت إذا فتح عن يأجوج ومأجوج وها أمتان من المم ردمهما‬
‫كما حدثن عصام بن داود بن الراح قال ‪ :‬ثن أب قال ‪ :‬ثنا سفيان بن سعيد الثوري قال ‪ :‬ثنا منصور بن العتمر عن ربعي بن جراش قال ‪ :‬سعت حذيفة بن اليمان يقول ‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ [ :‬أول اليات ‪ :‬الدجال ونزول عيسى ونار ترج من قعر عدن أبي تسوق الناس إل الحشر تقيل معهم إذا قالوا والدخان والدابة ثن يأجوج ومأجوج قال حذيفة ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬يا رسول ال وما يأجوج ومأجوج ؟ قال ‪ :‬يأجوج ومأجوج ‪ :‬أمم كل أمة أربع مائة ألف ل يوت الرجل منهم حت يرى ألف عي تطرف بي يديه من صلبه وهم ولد آدم فيسيون إل‬
‫خراب الدنيا يكون مقدمتهم بالشام وساقتهم بالعراق فيمرون بأنار الدنيا فيشربون الفرات والدجلة وبية الطبية حت يأتوا بيت القدس فيقولون قد قتلنا أهل الدنيا فقاتلوا من ف السماء‬
‫فيمون بالنشاب إل السماء فترجع نشابم مضبة بالدم فيقولون قد قتلنا من ف السماء وعيسى والسلمون ببل طور سني فيوحي ال جل جلله إل عيسى ‪ :‬أن أحرز عبادي بالطور وما يلي‬
‫أيلة ث إن عيسى يرفع رأسه إل السماء ويؤمن السلمون فيبعث ال عليهم دابة يقال لا النغف تدخل من مناخرهم فيصبحون موتى من حاق الشام إل حاق العراق حت تنت الرض من‬
‫[ جيفهم ويأمر ال السماء فتمطر كأفواه القرب فتغسل الرض من جيفهم ونتنهم فعند ذلك طلوع الشمس من مغربا‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا حكام عن أب جعفر عن الربيع عن أب العالية قال ‪ :‬إن يأجوج ومأجوج يزيدون على سائر النس الضعف وإن يأجوج ومأجوج رجلن اسهما يأجوج ومأجوج‬
‫حدثنا ابن الثن قال ‪ :‬ثنا ممد بن جعفر قال ‪ :‬ثنا شعبة عن أب إسحاق قال سعت وهب بن جابر يدث عن عبدال بن عمرو أنه قال ‪ :‬إن يأجوج ومأجوج ير أولم بنهر مثل دجلة وير‬
‫آخرهم فيقول ‪ :‬قد كان ف هذا مرة ماء ل يوت رجل منهم إل ترك من ذريته ألفا فصاعدا وقال ‪ :‬من بعدهم ثلث أمم ل يعلم عددهم إل ال ‪ :‬تاويل تاريس وناسك أو منسك شك شعبة‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬ثنا يي قال ‪ :‬ثنا سفيان عن أب إسحاق عن وهب بن جابر اليوان قال ‪ :‬سألت عبدال بن عمرو عن يأجوج وماجوج أمن بن آدم هم ؟ قال ‪ :‬نعم ومن بعدهم ثلث‬
‫أمم ل يعلم عددهم إل ال ‪ :‬تاريس وتاويل ومنسك‬
‫حدثنا ابن الثن قال ‪ :‬ثنا سهل بن حاد أبو عتاب قال ‪ :‬ثنا شعبة عن النعمان بن سال قال ‪ :‬سعت نافع بن جبي بن مطعم يقول ‪ :‬قال عبدال بن عمرو ‪ :‬يأجوج ومأجوج لم أنار يلقمون ما‬
‫شاءوا ونساء يامعون ما شاءوا وشجر يلقمون ما شاءوا ول يوت رجل إل ترك من ذريته ألفا فصاعدا‬
‫حدثنا ممد بن عمارة قال ‪ :‬ثنا عبدال بن موسى قال ‪ :‬أخبنا زكريا عن عامر عن عمرو بن ميمون عن عبدال بن سلم قال ‪ :‬ما مات أحد من يأجوج ومأجوج إل ترك ألف درء فصاعدا‬
‫حدثن يي بن إبراهيم السعودي قال ‪ :‬ثنا اب عن أبيه عن جده عن العمش عن عطية قال ‪ :‬قال أبو سعيد ‪ :‬يرج يأجوج ومأجوج فل يتركون أحدا إل قتلوه إل أهل الصون فيمرون على‬
‫البحية فيشربونا فيمر الار فيقول ‪ :‬كأنه كان ههنا ماء قال ‪ :‬فيبعث ال عليهم النغف حت يكسر أعناقهم فيصيوا خبال فتقول أهل الصون ‪ :‬لقد هلك أعداء ال فيدلون رجل لينظر‬
‫ويشترط عليهم إن وجدهم أحياء أن يرفعوه فيجدهم قد هلكوا قال ‪ :‬فينل ال ماء من السماء فيقذفهم ف البحر فتطر الرض منهم ويغرس الناس بعدهم الشجر والنخل وترج الرض‬
‫ثرتا كما كانت ترج ف زمن يأجوج ومأجوج‬
‫حدثنا ممد بن الثن قال ‪ :‬ثنا ممد بن جعفر قال ‪ :‬ثنا شعبة عن عبيد ال بن أب يزيد ‪ :‬رأى ابن عباس صبيانا ينو بعضهم على بعض يلعبون فقال ابن عباس ‪ :‬هكذا يرج يأجوج ومأجوج‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬ثنا الكم قال ‪ :‬ثنا عمرو بن قيس قال ‪ :‬بلغنا أن ملكا دون الردم يبعث خيل كل يوم يرسون الردم ل يأمن يأجوج ومأجوج أن ترج عليهم قال ‪ :‬فيسمعون جلبة‬
‫وأمرا شديدا‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ابن ثور عن معمر عن أب إسحاق أن عبدال بن عمرو قال ‪ :‬ما يوت الرجل من مأجوج ومأجوج حت يولد له من صلبه ألف وإن من ورائهم لثلث أمم ما‬
‫يعلم عددهم إل ال ‪ :‬منسك وتاويل وتاريس‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة عن عمرو البكال قال ‪ :‬إن ال جزأ اللئكة والنس والن عشرة أجزاء فتسعة منهم الكروبيون وهم اللئكة الذين يملون‬
‫العرش ث هم أيضا الذين يسبحون الليل والنهار ل يفترون قال ‪ :‬ومن بقي من اللئكة لمر ال ووحيه ورسالته ث جزأ النس والن عشرة أجزاء فتسعة منهم الن ل يولد من النس ولد إل‬
‫ولد من الن تسعة ث جزأ النس على عشرة أجزاء فتسعة منهم يأجوج ومأجوج وسائر النس جزء‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ثن حجاج عن ابن جريج قوله { حت إذا فتحت يأجوج ومأجوج } قال ‪ :‬أمتان من وراء ردم ذي القرني‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ابن ثور عن معمر عن غي واحد عن حيد بن هلل عن أب الصيف قال ‪ :‬قال كعب ‪ :‬إذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج حفروا حت يسمع الذين يلونم‬
‫قرع فؤوسهم فإذا كان الليل قالوا ‪ :‬نيء غدا فنخرج فيعيدها ال كما كانت فيجيئون من الغد فيجدونه قد أعاده ال كما كان فيحفرونه حت يسمع الذين يلونم قرع فؤوسهم فإذا كان‬
‫الليل ألقى ال على لسان رجل منهم يقول ‪ :‬نيء غدا فنخرج إن شاء ال فيجيئون من الغد فيجدونه كما تركوه فيحفرون ث يرجون فتمر الزمرة الول بالبحية فيشربون ماءها ث تر‬
‫الزمرة الثانية فيلحسون طينها ث تر الزمرة الثالثة فيقولون ‪ :‬قد كان ههنا مرة ماء وتفر الناس منهم فل يقوم لم شيء يرمون بسهامهم إل السماء فترجع مضبة بالدماء فيقولون ‪ :‬غلبنا أهل‬
‫الرض وأهل السماء فيدعو عليهم عيسى ابن مري فيقول ‪ :‬اللهم ل طاقة ول يدين لنا بم فاكفناهم با شئت فيسلط ال عليهم دودا يقال له النغف فتقرس رقابم ويبعث ال عليهم طيا‬
‫فتأخذهم بناقرها فتلقيهم ف البحر ويبعث ال عينا يقال لا الياة تطهر الرض منهم وتنبتها حت إن الرمانة ليشبع منها السكن قبل ‪ :‬وما السكن يا كعب ؟ قال ‪ :‬أهل البيت قال ‪ :‬فبينا‬
‫الناس كذلك إذ أتاهم الصريخ أن ذا السويقتي يريده فيبعث عيسى طليعة سبع مائة أو بي السبع مائة والثمان مائة حت إذا كانوا ببعض الطريق بعث ال ريا يانية طيبة فيقبض ال فيها روح‬
‫كل مؤمن ث يبقى عجاج من الناس يتساقدون كما تتساقد البهائم فمثل الساعة كمثل رجل يطيف حول فرسه ينتظرها مت تضع فمن تكلف بعد قول هذا شيئا أو على هذا شيئا فهو التكلف‬
‫حدثنا العباس بن الوليد البيوت قال ‪ :‬أخبن أب قال ‪ :‬سعت ابن جابر قال ‪ :‬ثن ممد بن جابر الطائي ث المصي ثن عبد الرحن بن جبي بن نفي الضرمي قال ‪ :‬ثن أب أنه سع النواس بن‬
‫‪ :‬سعان الكلب يقول‬
‫وأما كقوله { وهم من كل حدب ينسلون } فإن أهل التأويل اختلفوا ف العن به فقال بعضهم ‪ :‬عن بذلك بنو آدم أنم يرجون من كل موضع كانوا دفنوا فيه من الرض وإنا عن بذلك‬
‫الشر إل موقف الناس يوم القيامة‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال ‪ :‬ثنا أبو عاصم قال ‪ :‬ثنا عيسى وحدثن الارث قال ‪ :‬ثنا السن عن ابن أب نيح عن ماهد ف قوله { من كل حدب ينسلون } قال ‪ :‬جع الناس من كل مكان‬
‫جاءوا منه يوم القيامة فهو الدب‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬ثنا السي قال ‪ :‬ثن حجاج عن ابن جريج { وهم من كل حدب ينسلون } قال ابن جريج ‪ :‬قال ماهد ‪ :‬جع الناس من كل حدب من مكان جاءوا منه يوم القيامة فهو‬
‫حدب‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل عن بذلك يأجوج ومأجوج وقوله وهم كناية أسائهم‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال ‪ :‬ثنا عبد المن قال ‪ :‬ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل قال ‪ :‬ثنا أبو الزعراء عن عبدال أنه قال ‪ :‬يرج يأجوج ومأجوج فيمرحون ف الرض فيفسدون فيها ث قرأ‬
‫عبد ال { وهم من كل حدب ينسلون } قال ‪ :‬ث يبعث ال عليهم دابة مثل النغف فتلج ف أساعهم ومناخرهم فيموتون منها فتنت الرض منهم فيسل ال عز وجل ماء فيطهر الرض منهم‬
‫‪ :‬والصواب من القول ف ذلك ما قاله الذين قالوا ‪ :‬عن بذلك يأجوج ومأجوج وإن قوله { وهم } كناية عن أسائهم للخب الذي‬
‫حدثنا به ابن حيد قال ‪ :‬ثنا سلمة عن ممد بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن قتادة النصاري ث الظفري عن ممود بن لبيد أخي بن عبد الشهل عن أب سعيد الدري قال ‪ :‬سعت رسول‬
‫[ ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ [ :‬يفتح يأجوج ومأجوج يرجون على الناس كما قال ال { من كل حدب ينسلون } فيغشون الرض‬
‫حدثن أحد بن إبراهيم قال ‪ :‬ثنا هشيم بن بشي قال ‪ :‬أخبنا العوام بن حوشب عن جبلة بن سحيم عن مؤثر وهو ابن عفازة العبدي عن عبدال بن مسعود قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فيما يذكر عن عيسى ابن مري قال ‪ [ :‬قال عيسى ‪ :‬عهد إل رب أن الدجال خارج وأنه مهبطي إليه فذكر أن معه قضيبي فإذا رآن أهلكه ال قال ‪ :‬فيذوب كما يذوب الرصاص‬
‫حت إن الشجر والجر ليقول ‪ :‬يا مسلم هذا كافر فاقتله فيهلكهم ال تبارك وتعال ويرجع الناس إل بلدهم وأوطانم فيستقبلهم يأجوج ومأجوج من كل حدب ينسلون ل يأتون على شيء‬
‫[ إل أهلكوه ول يرون على ماء إل شربوه‬
‫حدثن عبيد بن إساعيل الباري قال ‪ :‬ثنا الحارب عن أصبغ بن زيد عن العوام بن حوشب عن جبلة بن سحيم عن مؤثر بن عفازة عن عبدال بن مسعود عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بنحوه‬
‫وأما قوله { من كل حدب } فانه يعن من كل شرف ونشز وأكمة‬
‫‪ :‬وبنحو ما قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن علي قال ‪ :‬ثنا عبد ال قال ثن معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { من كل حدب ينسلون } يقول ‪ :‬من كل شرف يقبلون‬
‫حدثنا ابن عبد العلى قال ‪ :‬ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة { من كل حدب ينسلون } قال ‪ :‬من كل أكمة‬
‫‪ :‬حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { وهم من كل حدب ينسلون } قال ‪ :‬الدب ‪ :‬الشيء الشرف وقال الشاعر‬
‫( على الداب تور (‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله { حت إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون } قال ‪ :‬هذا مبتدأ يوم القيامة وأما قوله { ينسلون } فإنه يعن‬
‫‪ : :‬أنم يرجون مشاة مسرعي ف مشيهم كنسلن الذئب كما قال الشاعر‬
‫( عسلن الذئب أمسى قاربا ‪ ...‬برد الليل عليه فنسل (‬

You might also like