You are on page 1of 8

‫الخوة الحباء‪:‬‬

‫سلم لكم جميع ًا من ال‬


‫كنت قد أرسلت رسالة سابقة للخ أشرف فيها توضيح لموضوع التينة‪ ،‬ولم يتكرم الجروب بنشرها‬
‫ول أدري لماذا‪ ،‬رغم أنهم يدّعون أنهم يريدون حوارا ول يريدون أكاذيب وافتراءات‪ ،‬فهل كان في هذه‬
‫الرسالة إفتراءات؟! وأعيدها الن مرة ثانية‪ ،‬مع بعض التوضيح لما كان غامضاً فيها‪.‬‬
‫وقد فهمت من الخ حسن ‪ -‬صاحب الرسالة الصلية ‪ -‬وجه إعتراضه على القصة في قول القديس‬
‫مرقس الرسول أنه لم يكن أوان التين‪ ،‬وبالتالي فهو يلتمس العذر للتينة مما فعله بها السيد المسيح‪ .‬أو‬
‫أن السيد المسيح لم يكن يعرف أوان التين الذي كان يعرفه القديس مرقس‪ ..‬فكيف يكون إبن ال؟!‬
‫وبالضافة للشرح الذي ستجده بالسفل أوضح لكم بعض النقاط‪:‬‬
‫هذه الحادثة حدثت قبل عيد الفصح اليهودي بخمسة أيام‪ ،‬وهو يكون في نهاية شهر مارس وبداية‬
‫شهر أبريل‪ ،‬أي بداية موسم الصيف‪ ..‬وفي هذا الوقت يبدأ شجر التين في إخراج بشائر تسمى تين فج‬
‫(أي غير قابل للكل)‪ ،‬ثم بعدها بفترة يبدأ ظهور الورق‪ ..‬وفي بعض الحيانالنادرة يكون هذا التين الفج‬
‫صالح للكل‪ ..‬ولو أخرجت الشجرة أوراقاً قبل ظهور التين الفج فلن تثمر في تلك السنة‪ ..‬واضح المر‬
‫زراعياً الن‪..‬؟ هذا هو المر من الناحية الفيزيقية (طبيعة الشجرة)‪ .‬وشجرة التين هي الشجرة الوحيدة‬
‫تقريباً التي لها هذه الخاصية (إخراج الثمر قبل الورق)‪ .‬وهي لها أيضا دللة روحية أن اليمان بالمسيح‬
‫المخلص لبد أن يسبق العمال الصالحة‪ ،‬والتي نعملها باسم المسيح وليس ببرنا الذاتي‪.‬‬
‫والن لنرى كيف إستغل السيد المسيح هذا المثل الطبيعي ليشرح المعنى الذي يريد أن يوصله للعالم‪:‬‬
‫هذا المثل ذو شقين‪ :‬الشق الول يتعلق بقصة الخلص وفداء المسيح للبشرية‪ ،‬والشق الثاني يتعلق‬
‫بخلص النفس في المعنى الروحي‪.‬‬
‫نبدأ بالشق الول‪ :‬لم يكن السيد المسيح يطلب من الناموس أن يكون مثمراً (يعطي الخلص)‪ ،‬لن‬
‫أوان الثمر الحقيقي هو مجئ المسيا الذي ينتظره العالم ليتمم الفداء وهو الوحيد القادر على إعطاء‬
‫الخلص للبشرية‪ ..‬ولهذا قال القديس مرقس الرسول لنه لم يكن أوان التين (بمعنى لم يكن أوان الفداء‬
‫الكامل قد أتى)‪ ..‬والناموس كان أحد المحطات على طريق الخلص ولكن لم يكن هو الخلص‪ .‬فلكي‬
‫يوضح السيد المسيح هذه الصورة‪ ،‬إستغل هذا الشكل الطبيعي للشجرة المورقة غير المثمرة لكي يقول‬
‫للعالم كله قبل إتمام الخلص على الصليب بأربعة أيام أنه قد إنتهى عهد الناموس وبدأ عهد الخلص‪،‬‬
‫عهد النعمة‪ ،‬بالفداء الذي سوف يكمل يوم الجمعة‪ .‬ليمكن للناموس أن يعطي ثمر‪ ،‬ولكنه فقط شكل‬
‫خارجي يظهر كأنه مثمر ولكنه في الحقيقة غير مثمر‪.‬‬
‫الشق الثاني وهو ما يتعلق بالمة اليهودية‪ ،‬وكل نفس بشرية مثلها‪ ،‬تدعي كذب ًا أنها مثمرة وذلك‬
‫بكثرة أوراقها التي ترمز لكثرة أعمالها الصالحة‪ ،‬وكثرة فرائضها وذبائحها‪ ،‬ولكنها في الحقيقة بل ثمر‬
‫لن قلبها بعيد كل البعد عن اليمان بالرب الله الحقيقي‪ .‬ولذلك فإن هذه الصورة مرفوضة تماماً عند‬
‫الرب‪ ،‬لنه بدون إيمان بالمسيح المخلص الحقيقي لن يكون خلص للنفس مهما إدعت كذبا بكثرة أعمالها‬
‫(أوراقها) أنها قادرة على أن تخلص نفسها بنفسها‪.‬‬
‫وأقول مرة ثانية‪[ :‬السيد المسيح حكم على التينة‪ ،‬ليس لنها بل ثمر (لنه لم يكن أوان الثمر)‪ ،‬بل‬
‫لنها إدعت كذباً بكثرة أوراقها أنها مثمرة]‪.‬‬
‫فالحكم على الشجرة غير المثمرة ليس حكما ظالما حتى ولو لم يكن يقصد أي معنى روحي‪ ..‬لنه‬
‫من الطبيعي أن تُقطع الشجار غير المثمرة التي ل يُرجى منها فائدة لنها تبطل الرض‪ ،‬ول يستفيد‬
‫منها أحد‪ .‬وقطعها يتم بصورة مادية طبيعية (باستخدام البلطة مثل)‪ ،‬ولكن القطع الروحي لبد أن يتم‬
‫بطريقة روحية‪ ،‬ولهذا يبست الشجرة بكلمة منه بدون تدخل ذراع بشري‪ ،‬مما يؤكد على أن المقصود‬
‫هو المعنى الروحي‪ ،‬وليس المعنى المادي‪ ..‬مفهوم؟‬
‫أرجو أن تقرأ بعناية الشرح أسفله وراجع أيضا مايرمز إليه ورق التين في الكتاب المقدس‪.‬‬
‫وشكراً لكم جميعاً‬

‫الجزء الثاني‪ :‬موضوع التينة المظلومة‬


‫الخ الحبيب أشرف‪ ..‬وباقي أعضاء الجروب الموقرين‬
‫سلم لكم جميعا من ال‪...‬‬
‫سوف أحاول أن ألخص ما المغزى من قصة التينة في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬السيد المسيح كان يتكلم مع الجموع بأمثال يكني بها عن حقائق إيمانية‪.‬‬
‫‪ .2‬كان معروفا للجميع أن شجرة التين ترمز إلى المة اليهودية‪.‬‬
‫‪ .3‬كان قصد المسيح من قوله {ل ياكل احد منك ثمرا بعد الى البد ‪ z‬إنتهاء العهد القديم‪ ،‬عهد الشريعة‬
‫والناموس إلى البد‪ .‬وبداية عهد النعمة برجوع النسان إلى ال مرة أخرى‬
‫‪ .4‬معنى كلمتي {جاع ‪ z‬و {لعله ‪z‬‬
‫‪ .5‬هل كان السيد المسيح يقصد هذا التشبيه؟‬
‫‪ .6‬ماذا يعني ورق التين في الكتاب المقدس؟‬
‫************‬
‫أنا أعلم أن الكلم الذي سأقوله الن‪ ،‬هو صعب في فهمه على أناس ليس لديهم أية خلفية عن العهد‬
‫القديم‪ ،‬ومفهوم الفداء ورموزه في العهد القديم‪ ،‬ومن هو المسيا الذي كان اليهود ينتظرونه‪ ،‬وما معنى‬
‫الديان القديمة والغرض منها‪ ...‬إلخ‪ .‬وكنت أتمنى أن أؤجل هذا الملف حتى نطرح بعض الساسيات‬
‫التي يمكن البناء عليها بعد ذلك‪ ..‬ولذلك أنا أعتقد أنه سوف تثار كثير من العتراضات على هذا الكلم‪،‬‬
‫لن القراء ليس لديهم خلفية عن أصل الحكاية‪ ..‬فأنا كمن يحاول أن يشرح لوغاريتم لناس لم يعرفوا‬
‫ل جدول الضرب‪ ..‬ولكنى سأحاول بنعمة ال أن أبسط المر على قدر ما أستطيع‪ ،‬حتى يستريح قلبك‬ ‫أص ً‬
‫فقط‪ ،‬ولتعرف سبب الرجاء الذي فينا‪.....‬‬
‫*****‬
‫بعض أساسيات العهد القديم التي يجب أن تؤخذ في العتبار قبل الشرح‪:‬‬
‫أن البشرية كانت في حالة عداوة مع ال بسبب سقوطها في الخطية‪.‬‬ ‫•‬
‫علمة هذه العداوة هو الطرد من حضرة ال وفقدان نعمة الروح القدس‪.‬‬ ‫•‬
‫لم يوجد أي إنسان إستطاع أن ينفذ وصية ال بسبب فقدان النعمة التي تعطيه القوة لتنفيذ الوصية‪.‬‬ ‫•‬
‫(لن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد ال)‬
‫أن الناموس والشرائع والذبائح كانت أولً‪ :‬رمزا أساسيا للمخلص التي‪ ،‬وثانيا‪ :‬لتنظيم العلقة بين‬ ‫•‬
‫البشر بعضهم البعض‪.‬‬
‫أن تنفيذ هذه الشرائع وتقديم الذبائح ل يمكن أن تخلص النسان مالم تكن مصحوبة باليمان بأنها رمز‬ ‫•‬
‫للمسيا المخلص‪ ،‬و ُمقَدّمة فقط على هذا الرجاء‪.‬‬
‫عندما نتكلم عن المة اليهودية فإنما نتكلم عن الذين لم يؤمنوا منهم بالمسيح فقط‪.‬‬ ‫•‬
‫******‬
‫النقطة الولى‪ :‬كان السيد المسيح يتكلم مع الجموع بأمثال يكني بها عن حقائق إيمانية‪.‬‬
‫نبتدي الحكاية من البداية‪....‬‬
‫كان السيد المسيح يطوف في كل المدن والقرى ليعلم الشعب‪ ،‬كان الغرض الساسي من تعليمه ليس‬
‫أن يطيعوا ال ويحفظوا وصاياه‪ ،‬ولكن كان الغرض الساسي أن يفهمهم قصة الفداء والخلص‪ ،‬وأن‬
‫يوضح لهم أنه هو المسيا الذي تنبأ عنه كل أنبياء العهد القديم‪ ،‬والذي سيأتي ليخلصهم‪ ،‬ويردهم إلى‬
‫الفردوس الذي طرد منه أبوهم آدم‪ .‬لذلك فقد كان يكلمهم بأمثال لكي يوضح لهم هذا المر‪ ،‬وهذه‬
‫الطريقة في التعليم كانت معروفة جيدا عند اليهود‪ ،‬بل وأنها كانت إحدى العلمات المميزة للمسيا عندما‬
‫يأتي [راجع (مزمور ‪ ])2 :78‬وهو الذي أشار إليه النجيل بقوله [هذا كله كلم به يسوع الجموع‬
‫بامثال‪ ،‬وبدون مثل لم يكن يكلمهم‪ ،‬لكي يتم ما قيل بالنبي القائل سافتح بامثال فمي وانطق بمكتومات‬
‫منذ تاسيس العالم (أي سأشرح أشياء كانت مكتومة منذ بداية العالم)‪( ].‬متى ‪. )34 :13‬‬
‫إذا النقطة الولى أن السيد المسيح كان يتكلم مع الجموع بأمثال يكني بها عن حقائق إيمانية‪ ......‬‬
‫*****‬
‫ثانيا‪ :‬إلى أي شئ كانت ترمز شجرة التين؟؟؟‬
‫كانت شجرة التين في العهد القديم ترمز إلى المة اليهودية‪.‬‬
‫هل كان اليهود يعرفون هذا المر؟‬
‫بكل تأكيد فلو رجعنا إلى العهد القديم لنعرف هل إستخدم الرب هذا التشبيه‪ ،‬سنجد أن الرب كان‬
‫يُشبّه اليهود دائما بالكرمة والتينة‪ ،‬وهذا المر يعرفه اليهود جيدا جدا‪ ،‬وأضع أمامك بعض النصوص‬
‫(غير المؤلفة من المسيحيين صدقني) من العهد القديم‪:‬‬
‫[وجدت اسرائيل كعنب في البرية رايت اباءكم كباكورة على تينة في اولها اما هم فجاءوا الى بعل‬
‫فغور ونذروا انفسهم للخزي وصاروا رجسا كما احبوا] (هوشع ‪)10 :9‬‬
‫ونقرأ في سفر إرميا نبوته عن سبي يهوذا إلى بابل أنه شبه إسرائيل بالتين‪ ،‬البرار بالتين الجيد‬
‫والشرار بالتين الردئ‪[ :‬اراني الرب واذا سلّتا تين موضوعتان امام هيكل الرب‪ ،‬بعدما سبى‬
‫نبوخذراصر ملك بابل يكنيا بن يهوياقيم ملك يهوذا ورؤساء يهوذا والنجارين والحدادين من اورشليم‬
‫واتى بهم الى بابل‪ .‬في السلة الواحدة تين جيد جدا مثل التين الباكوري‪ ،‬وفي السلة الخرى تين رديء‬
‫جدا ل يؤكل من رداءته‪ .‬فقال لي الرب ماذا انت راء يا ارميا فقلت‪ :‬تينا‪ ،‬التين الجيد جيد جدا‪ ،‬والتين‬
‫الرديء رديء جدا ل يؤكل من رداءته‪ .‬ثم صار كلم الرب الي قائل‪ .‬هكذا قال الرب اله اسرائيل كهذا‬
‫التين الجيد هكذا انظر الى سبي يهوذا الذي ارسلته من هذا الموضع الى ارض الكلدانيين للخير‪ .‬واجعل‬
‫عيني عليهم للخير وارجعهم الى هذه الرض وابنيهم ول اهدمهم واغرسهم ول اقلعهم‪ .‬واعطيهم قلبا‬
‫ليعرفوني اني انا الرب فيكونوا لي شعبا وانا اكون لهم الها لنهم يرجعون الي بكل قلبهم‪ .‬وكالتين‬
‫الرديء الذي ل يؤكل من رداءته هكذا قال الرب هكذا اجعل صدقيا ملك يهوذا ورؤساءه وبقية اورشليم‬
‫الباقية في هذه الرض والساكنة في ارض مصر‪ .‬واسلمهم للقلق والشر في جميع ممالك الرض عارا‬
‫ومثل وهزاة ولعنة في جميع المواضع التي اطردهم اليها‪ .‬وارسل عليهم السيف والجوع والوبا حتى‬
‫يفنوا عن وجه الرض التي اعطيتهم واباءهم اياها] (إرميا ‪[ )10 – 1 :24‬هكذا قال رب الجنود هانذا ارسل‬
‫عليهم السيف والجوع والوبا واجعلهم كتين رديء ل يؤكل من الرداءة] (ارميا ‪[ )17 :29‬نزعا انزعهم‬
‫يقول الرب ل عنب في الجفنة ول تين في التينة والورق ذبل واعطيهم ما يزول عنهم] (ارميا ‪)13 :8‬‬
‫وانظر أيضا كلم الرب على فم يوئيل النبي‪[ :‬جعلت كرمتي خربة وتينتي متهشمة قد قشرتها‬
‫وطرحتها فابيضت قضبانها] (يوئيل ‪ )7 :1‬لحظ كيف يتكلم ال عن شعبه بضمير الملكية – كرمتي وتينتي‬
‫– ورغم ذلك سلمهم للخراب والنحطام بسبب بعدهم عنه‪.‬‬
‫إذن كان معروفا للجميع أن شجرة التين ترمز إلى المة اليهودية ‪‚ .................................‬‬
‫*****‬
‫النقطة الثالثة‪ :‬ماذا كان يقصد المسيح بقوله {ل ياكل احد منك ثمرا بعد الى البد ‪z‬؟‬
‫نقرأ نص هذه الحادثة كما شهدها التلميذ وذكرها الرسولن متى ومرقس‪ ،‬كلٍ في كتابه‪[ ....‬وفي‬
‫الصبح اذ كان راجعا الى المدينة جاع‪ .‬فنظر شجرة تين على الطريق وجاء اليها فلم يجد فيها شيئا ال‬
‫ورقا فقط فقال لها ل يكن منك ثمر بعد الى البد فيبست التينة في الحال‪( .‬متى ‪)19 ،18 :21‬‬
‫وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع‪ .‬فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها‬
‫شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا ال ورقا لنه لم يكن وقت التين‪ .‬فاجاب يسوع وقال لها ل ياكل احد‬
‫منك ثمرا بعد الى البد وكان تلميذه يسمعون‪( .‬مرقس ‪)14 -12 : 11‬‬
‫بداية يجب أن تعلم أن اللعن في الفكر المسيحي ليس هو السب‪ ،‬وهو عكس البركة بالفعل‪ ،‬ويعني‬
‫البتعاد عن ال مصدر البركة‪ ،‬والخضوع تحت سيطرة إبليس الملعون والمطرود من أمام وجه ال‬
‫(وسأشرح ذلك بالتفصيل في الجزء الرابع)‪.‬‬
‫نتابع الحداث‪ ...‬حدثت هذه القصة يوم الثنين الذي يلي دخول المسيح إلى أورشليم في يوم أحد‬
‫الشعانين‪ ..‬وفي صباح اليوم التالي كان متوجها من قرية {بيت عنيا ‪( z‬التي تبعد حوالي ‪ 2,5‬كم عن‬
‫أورشليم) إلى الهيكل في أورشليم‪ ،‬ولم يبق سوى أربعة أيام على صلبه وموته في يوم الجمعة التالي‪،‬‬
‫وكان لبد أن يعلن للعالم كله عن نهاية عهد وبداية عهد جديد‪ ،‬نهاية عهد الناموس والشرائع التي‬
‫كانت فقط لتنظم العلقة بين الناس بعضهم البعض‪ ،‬ونهاية عهد الذبائح الدموية التي كانت ترمز له‪..‬‬
‫فالناموس والشرائع والذبائح وحدها ل يمكن أن تخلص ما لم تكن مصحوبة باليمان بأننا نقدمها على‬
‫رجاء مجيئ المخلص وكرمز له‪ .‬وبداية العهد الجديد الذي سيبدأ بالصليب يوم الجمعة‪ ..‬ولذلك جاء إلى‬
‫شجرة التين ليشرح على الطبيعة هذا المثل‪ ،‬أن العهد القديم والمة اليهودية هما مثل هذه الشجرة‬
‫المورقة‪ ،‬لها الشكل الخارجي الجميل ولكن في الحقيقة ل يمكن أن تعطي ثمرا (الحياة البدية) لن‬
‫الحياة البدية ل تكون إل باليمان بالمسيح المخلص‪.‬‬
‫وبحكم الرب على المة اليهودية ‪ -‬التي يُرمز لها بشجرة التين ‪ -‬أنها لن تعطي ثمرا إلى البد؛‬
‫أعلن إنتهاء عهد الناموس والذبائح الدموية التي كانت ترمز له هو شخصيا كذبيحة حقيقية تقدم عن‬
‫خلص العالم كله‪ .‬إنتهاء العهد القديم الذي كان كله رمز للمسيا الحقيقي مخلص العالم‪[ ،‬وأنه ليس باحد‬
‫غيره الخلص لن ليس اسم اخر تحت السماء قد اعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص]‪( .‬أعمال ‪)12 :4‬‬
‫وبذلك ل يمكن لي إنسان مهما إلتزم بالشريعة اليهودية‪ ،‬ومارس كل الطقوس وشعائر العهد القديم أن‬
‫يدخل ملكوت السموات‪ ،‬لن هذه كلها كانت رمز وبطلت بمجيئ المرموز إليه‪.‬‬
‫ملحوظة‪ :‬شجرة تين {على الطريق ‪ z‬إلى أورشليم‪ ..‬هذه الكلمة لم توضع هنا جزافا‪ ،‬فمن المعروف‬
‫أن شجر الفاكهة يكون داخل مربعات من الراضي‪ ،‬وليس على الطريق‪ ..‬وعادة ما يكون حول كل مربع‬
‫سياج [اسمعوا مثل اخر كان انسان رب بيت غرس كرما واحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبنى برجا‬
‫وسلمه الى كرامين وسافر] (متى ‪ [..)33 :21‬فالن اعرفكم ماذا اصنع بكرمي انزع سياجه فيصير للرعي‬
‫اهدم جدرانه فيصير للدوس] (اشعياء ‪ .)5:5‬ولكن هذا الوصف له مغزى في الكتاب المقدس‪ ..‬فهو يريد أن‬
‫يقول أن الطريق إلى أورشليم (الملكوت السماوي) يمر بعدة محطات‪ ،‬منذ آدم ونوح وإبراهيم وموسى‪..‬‬
‫وإحدى هذه المحطات هي المة اليهودية بشرائعها‪ ،‬وسوف ينتهي هذا الطريق بصلب المسيح وقيامته‬
‫في أورشليم‪.‬‬
‫إذن كان قصد المسيح من قوله {ل ياكل احد منك ثمرا بعد الى البد ‪ z‬إنتهاء العهد القديم عهد الشريعة‬
‫‪ƒ‬‬ ‫والناموس إلى البد وبداية عهد النعمة بالصليب والقيامة ‪.........................................‬‬
‫******‬
‫النقطة الرابعة‪ :‬ما معنى كلمتي {جاع ‪ z‬و {لعله ‪z‬؟‬
‫في الليلة السابقة كان السيد المسيح يبيت في بيت لعازر الذي أقامه من الموت‪ ،‬وكان لعازر‬
‫وأسرته يفرحون بمجئ السيد المسيح جدا ويصنعون له وليمة كلما أتى إليهم‪ ،‬كما كان السيد المسيح‬
‫معتادا على الصوم حتى أنه قضى على الجبل أربعين يوما بلياليهم دون أكل أو شرب‪..‬وفي صباح اليوم‬
‫التالي وهو سائر في الطريق يقول النجيل أنه {جاع ‪ ، z‬فماذا كان يقصد بهذه الكلمة‪ ،‬ليس من‬
‫المعقول لنسان معتاد على الصوم‪ ،‬وفي الليلة السابقة مباشرة كان معزوما في بيت أحبائه‪ ،‬وهو الن‬
‫في الصباح الباكر أن يكون مقصده هنا الجوع الجسدي‪ ،‬فلبد أنه يقصد جوعا من نوع آخر‪ ،‬الجوع‬
‫بمعناه الروحي والرمزي [هوذا ايام تاتي يقول السيد الرب ارسل جوعا في الرض ل جوعا للخبز ول‬
‫عطشا للماء بل لستماع كلمات الرب] (عاموس ‪[ )11 : 8‬فقال لهم يسوع انا هو خبز الحياة من يقبل الي‬
‫فل يجوع ومن يؤمن بي فل يعطش ابدا] (يوحنا ‪ )35 : 6‬كان جوع الرب إلى خلص العالم كله‪ ،‬فأتى إلى‬
‫التينة (المة اليهودية) التي غرسها بيده‪ ،‬منتظرا أن يجد فيها ثمرا (أي قلبا نقيا) ليعرفوه أنه هو‬
‫المسيا الذي أتى لخلصهم‪ ،‬ولكن للسف‪ ،‬لم يجد إل ورقا فقط‪ ،‬فمن المعروف أن شجرة التين تخرج‬
‫ثمرا فجا في بداية الموسم قبل أن تخرج الوراق‪ ،‬ثم بعد ذلك ينضج الثمر‪ ..‬فوجود الورق معناه حتما‬
‫وجود الثمر‪ ،‬ولكن كانت الشجرة لها الشكل الجميل أنها شجرة جيدة‪ ،‬وأما في الحقيقة فإنها كانت بل‬
‫ثمر‪ ..‬وأي إنسان يزرع أرضه أشجارا‪ ،‬فهو يبغي من هذه الزراعة الثمر الجيد لنه هو الذي له قيمة‪،‬‬
‫لن الورق الكثير لن يفيده بشئ‪ ..‬وقد قال الكتاب المقدس قبل ذلك‪ “ ..‬كل شجرة ل تصنع ثمرا جيدا‪،‬‬
‫تقطع وتلقى في النار‪ ،‬فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة”‬
‫فالحكم على الشجرة غير المثمرة ليس حكما ظالما حتى ولو لم يكن يقصد أي معنى روحي‪ ..‬لنه‬
‫من الطبيعي أن تُقطع الشجار غير المثمرة التي ل يُرجى منها فائدة لنها تبطل الرض‪ ،‬ول يستفيد‬
‫منها أحد‪.‬‬
‫وهذا هو حال المة اليهودية في ذلك الوقت‪ ،‬كان لها الشكل الجميل من العبادة في الهيكل والذبائح‬
‫والعياد الرائعة‪ ،‬ولكن للسف كانت بل ثمر‪ ،‬أي شكل خارجي فقط بدون قلب نقي‪ ..‬بهذا المفهوم‬
‫الروحي ‪ ،‬أراد أن يقول أن الشكل الخارجي وحده من مظاهر العبادة ل يمكن أن يُخلّص‪ ،‬ولكن الذي‬
‫يخلص هو القلب النقي الذي يُرمز له بالثمر‪ .‬وهو الذي كان يجب أن يقود اليهود إلى معرفة شخص‬
‫المسيا الحقيقي‪ ،‬ولكنهم للسف لم يعرفوه رغم كل النبوات التي قيلت عنه‪ ،‬أما الذين عرفوه وآمنوا به‬
‫فقد اعطاهم السلطان أن يصيروا أولد ال‪.‬‬
‫ولذلك قال {لعله ‪ z‬كانت شهوة قلبه أن يفهم اليهود أنه هو المسيا الذي أتى من أجل خلصهم‪ ،‬ولكنه‬
‫أصيب بخيبة المل من قساوة قلوبهم‪ ،‬وكانت هذه الصيغة الرجائية هي أبسط تعبير عمّا في داخل قلبه‬
‫من محبة لهم ولخلصهم‪.‬‬
‫إذن كلمة {جاع ‪ z‬لها معنى رمزي‪ ،‬تعبر عن الرغبة الجارفة لخلص الشعب‪ ..‬والصيغة الرجائية {لعله‬
‫‪ z‬تؤكد هذا المعنى ‪...................................................................................‬‬
‫„‬
‫******‬
‫النقطة الخامسة‪ :‬هل كان السيد المسيح يقصد هذا التشبيه؟‬
‫في اليوم التالي ‪ -‬يوم الثلثاء – [خرج يسوع ومضى من الهيكل فتقدم تلميذه لكي يروه ابنية‬
‫الهيكل‪ .‬فقال لهم يسوع اما تنظرون جميع هذه الحق اقول لكم انه ل يترك ههنا حجر على حجر ل‬
‫ينقض‪ .‬وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم اليه التلميذ على انفراد قائلين قل لنا متى يكون هذا؟‬
‫وما هي علمة مجيئك وانقضاء الدهر؟] (متى ‪ )3 – 1 :24‬سأل التلميذ السيد المسيح سؤالين‪ ..‬الول عن‬
‫خراب الهيكل ومتى يكون؟ والثاني عن علمات مجيئه الثاني؟ وبعد أن أسهب السيد المسيح في شرح‬
‫الجابة عن كل من السؤالين‪ ..‬أعطاهم نبوة واضحة عن واحدة من أهم علمات مجيئة الثاني‪ ..‬فقد ذكر‬
‫لهم أن الهيكل سيخرب وأورشليم ستدمر (وهذا تم في سنة ‪ 70‬ميلدية على يد تيطس الروماني)‬
‫وسيتشتت اليهود في كل الرض‪ ..‬ثم بعد هذا أعطاهم هذه العلمة‪[ ..‬فمن شجرة التين تعلموا المثل‬
‫متى صار غصنها رخصا واخرجت اوراقها تعلمون ان الصيف قريب‪ .‬هكذا انتم ايضا متى رايتم هذا كله‬
‫فاعلموا انه قريب على البواب‪( ].‬متى ‪ )33 ،32 :24‬أي عندما ترجع ثانية المة اليهودية (وهذا هو‬
‫الحادث في هذه اليام) وتصير مثل الغصن الرخص‪ ،‬تعلمون أن يوم مجيئي قريب على البواب‪.‬‬
‫وقد ضرب السيد المسيح مثل قرب نهاية خدمته على الرض أوضح فيه هذا المعنى بوضوح شديد‬
‫[ وقال هذا المثل كانت لواحد(ال الب) شجرة تين (المة اليهودية) مغروسة في كرمه (شعبه الخاص)‬
‫فاتى يطلب فيها ثمرا ولم يجد‪ .‬فقال للكرام (البن) هوذا ثلثة سنين (مدة خدمة المسيح على الرض‬
‫ثلث سنين ونصف تقريبا) اتي اطلب ثمرا في هذه التينة ولم اجد اقطعها لماذا تبطل الرض ايضا‪.‬‬
‫فاجاب وقال له يا سيد اتركها هذه السنة ايضا (آخر سنة في خدمته على الرض) حتى انقب حولها‬
‫(لوقا‬‫ل (تشفع لها لعلها تعرفه وتؤمن به)‪ .‬فان صنعت ثمرا وال ففيما بعد تقطعها (وقد كان)]‬
‫واضع زب ً‬
‫‪.)9 – 6 :13‬‬
‫إذن كان المسيح يقصد بشجرة التين المة اليهودية وتنبأ عن خرابها ثم رجوعها بعد التشتت‪ ،‬وجعلها‬
‫إحدى العلمات المميزة لقرب مجيئه الثاني ‪… ........................................................‬‬
‫*****‬
‫ثم نأتي إلى النقطة السادسة‪ :‬ماذا يعني ورق التين في الكتاب المقدس؟‬
‫عندما سقط آدم وحواء في العصيان‪ ،‬إنفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان‪ ..‬فكيف تصرفا؟ عمل‬
‫لنفسيهما مآزر من ورق التين‪[ ..‬فانفتحت اعينهما وعلما انهما عريانان فخاطا اوراق تين وصنعا‬
‫لنفسهما مازر] (تكوين ‪ .)7 :3‬وهذا المر لم يعجب الرب‪ ،‬ولذلك [ صنع الرب الله لدم وامراته اقمصة‬
‫من جلد والبسهما]‪( .‬تكوين ‪ ..)21 :3‬فما هو المغزى من هذه القصة؟ أراد آدم وامرأته أن يسترا نفسهما‬
‫بنفسهما‪ ،‬أو كما في الفكر السلمي‪ ..‬يستغفرا ربهما وكفى (خلص‪ ،‬يادار ما دخلك شر) وهكذا ينتهي‬
‫المر‪..‬‬
‫ولكن أراد الرب أن يعلمهما أنه من المستحيل أن تستر نفسك بنفسك‪ ،‬أو تغفر خطيتك بإستغفارك‪،‬‬
‫لبد من الذبيحة التي يقدمها ال‪ ،‬لكي بجلدها يستر ال آدم‪ ..‬وهكذا ذبح ال ذبيحة وأخذ من جلدها‬
‫وصنع أقمصة ليستر بها آدم وحواء‪ .‬وكانت هذه الذبيحة أحد الرموز الكثيرة في العهد القديم لذبيحة‬
‫المسيح التي تستر خطايانا وتجعلنا أهلً للعودة إلى الفردوس مرة أخرى‪.‬‬
‫إذن أوراق التين ترمز إلى محاولة النسان ستر عريه بذاته ‪† .....................................‬‬
‫*******‬
‫الملخص‪ :‬من كل هذا نفهم أن هذه الحادثة هي مثل حي (مؤكد بعلمة إلهية) أراد به السيد المسيح‬
‫أن يوضح إنتهاء العهد القديم إلى البد‪ ،‬وأنه حكم على التينة (المة اليهودية) ليس لنها بل ثمر‬
‫(الخلص)‪ ،‬لنه لم يكن أوان التين (أوان الخلص) ولكن لنها إدعت كذبا بكثرة أوراقها أنها مثمرة‬
‫(قادرة على نوال الخلص بأعمالها)‪ ،‬وأن الورق وحده كافي لبقاءها حية في الرض (يورثها الحياة‬
‫البدية)‪ .‬في حين أنها لو قبلت خلص المسيح لكان ثمرها أفضل من كل المم‪.‬‬
‫*************‬
‫والن نأتي إلى سؤالك التالي‪:‬‬
‫هل أتعامل مع هذه النصوص على أنها كلم ال؟ أم أتعامل معها على أنها مجرد "رؤية" لكل تلميذ (أو‬
‫رسول) يمكن أن يُؤخذ منه وُيرد عليه (يعني كلمه قابل للنقد)؟ أم ماذا؟‬
‫التلميذ هنا مجرد شهود عيان لما رأوه بأعينهم‪ ،‬ولمسته أيديهم‪ ،‬ولذلك كلمهم غير قابل للنقد من‬
‫الناحية المنطقية لنهم ل يعبرون عن رؤيتهم الخاصة‪ ،‬بل عن أحداث وقعت بالفعل‪ ،‬ولكنه قابل‬
‫للتصديق أو التكذيب (كله على بعضه)‪ ،‬بحسب قناعتك الشخصية‪.‬‬
‫تقول ‪ :‬ودعك من موضوع تحريف الناجيل ودعنا نقبلها كما هي الن على القل‪..‬‬
‫أنت تفترض أنه كلم ال‪ ..‬فما هو العيب في أن يكون هو بالفعل كذلك؟؟؟!! إذا أخذت بالتسلسل‬
‫الطبيعي السباب أدت إلى نتائج‪ ،‬فكما قلت لك سابقا‪ ،‬إن إستجابة التينة يقطع بأن الكلم إلهي‪ ،‬حتى ولو‬
‫لم يعجبك‪ ..‬أو كنت ترى فيه تناقض‪..‬‬
‫أما إذا أردت أن تعكس السباب مكان النتائج‪ ..‬فهنا يجب أن تقول أن موضوع لعن التينة غير‬
‫منطقي ول يعجبني‪ ،‬ولذلك أنا أشك أن تكون يبست في الحال‪ ،‬وبالتالي أشك في أن النجيل محرف‪.‬‬
‫وتنقده كما تشاء‪.‬‬
‫ولكن بما أنك إفترضت أن الكلم هو كلم ال‪ ،‬فبناءً عليه‪ ،‬يجب أن تبحث عن المعنى الحقيقي لتلك‬
‫الحداث‪ ،‬وهو كما شرحته لك‪ ..‬وفي كلتا الحالتين أنت حر أن تقبل الكلم أو ترفضه‪.‬‬
‫ثم أنني أكتب ما أقصده‪ ،‬وإن كنت أنت تفهمه بطريقة أخرى‪ ،‬فهذا المر ل يعنيني في شئ‪ ..‬إفهم‬
‫براحتك إللي إنت عايزه‪..‬‬
‫أعود فأكرر‪..‬‬
‫عاوز تستنكر تصرف المسيح بخصوص التينة فعليك أن تنكر أن التينة يبست‪.‬‬
‫عاوز تثبت أن النجيل محرف فعليك أن تنكر أن التينة يبست‪.‬‬
‫أما أن تقول أن المسيح بتصرف أهوج لعن التينة المظلومة فجعلها يبست‪ ،‬فهذا هو قمة التناقض!!‬

You might also like