كنت قد أرسلت رسالة سابقة للخ أشرف فيها توضيح لموضوع التينة ،ولم يتكرم الجروب بنشرها ول أدري لماذا ،رغم أنهم يدّعون أنهم يريدون حوارا ول يريدون أكاذيب وافتراءات ،فهل كان في هذه الرسالة إفتراءات؟! وأعيدها الن مرة ثانية ،مع بعض التوضيح لما كان غامضاً فيها. وقد فهمت من الخ حسن -صاحب الرسالة الصلية -وجه إعتراضه على القصة في قول القديس مرقس الرسول أنه لم يكن أوان التين ،وبالتالي فهو يلتمس العذر للتينة مما فعله بها السيد المسيح .أو أن السيد المسيح لم يكن يعرف أوان التين الذي كان يعرفه القديس مرقس ..فكيف يكون إبن ال؟! وبالضافة للشرح الذي ستجده بالسفل أوضح لكم بعض النقاط: هذه الحادثة حدثت قبل عيد الفصح اليهودي بخمسة أيام ،وهو يكون في نهاية شهر مارس وبداية شهر أبريل ،أي بداية موسم الصيف ..وفي هذا الوقت يبدأ شجر التين في إخراج بشائر تسمى تين فج (أي غير قابل للكل) ،ثم بعدها بفترة يبدأ ظهور الورق ..وفي بعض الحيانالنادرة يكون هذا التين الفج صالح للكل ..ولو أخرجت الشجرة أوراقاً قبل ظهور التين الفج فلن تثمر في تلك السنة ..واضح المر زراعياً الن..؟ هذا هو المر من الناحية الفيزيقية (طبيعة الشجرة) .وشجرة التين هي الشجرة الوحيدة تقريباً التي لها هذه الخاصية (إخراج الثمر قبل الورق) .وهي لها أيضا دللة روحية أن اليمان بالمسيح المخلص لبد أن يسبق العمال الصالحة ،والتي نعملها باسم المسيح وليس ببرنا الذاتي. والن لنرى كيف إستغل السيد المسيح هذا المثل الطبيعي ليشرح المعنى الذي يريد أن يوصله للعالم: هذا المثل ذو شقين :الشق الول يتعلق بقصة الخلص وفداء المسيح للبشرية ،والشق الثاني يتعلق بخلص النفس في المعنى الروحي. نبدأ بالشق الول :لم يكن السيد المسيح يطلب من الناموس أن يكون مثمراً (يعطي الخلص) ،لن أوان الثمر الحقيقي هو مجئ المسيا الذي ينتظره العالم ليتمم الفداء وهو الوحيد القادر على إعطاء الخلص للبشرية ..ولهذا قال القديس مرقس الرسول لنه لم يكن أوان التين (بمعنى لم يكن أوان الفداء الكامل قد أتى) ..والناموس كان أحد المحطات على طريق الخلص ولكن لم يكن هو الخلص .فلكي يوضح السيد المسيح هذه الصورة ،إستغل هذا الشكل الطبيعي للشجرة المورقة غير المثمرة لكي يقول للعالم كله قبل إتمام الخلص على الصليب بأربعة أيام أنه قد إنتهى عهد الناموس وبدأ عهد الخلص، عهد النعمة ،بالفداء الذي سوف يكمل يوم الجمعة .ليمكن للناموس أن يعطي ثمر ،ولكنه فقط شكل خارجي يظهر كأنه مثمر ولكنه في الحقيقة غير مثمر. الشق الثاني وهو ما يتعلق بالمة اليهودية ،وكل نفس بشرية مثلها ،تدعي كذب ًا أنها مثمرة وذلك بكثرة أوراقها التي ترمز لكثرة أعمالها الصالحة ،وكثرة فرائضها وذبائحها ،ولكنها في الحقيقة بل ثمر لن قلبها بعيد كل البعد عن اليمان بالرب الله الحقيقي .ولذلك فإن هذه الصورة مرفوضة تماماً عند الرب ،لنه بدون إيمان بالمسيح المخلص الحقيقي لن يكون خلص للنفس مهما إدعت كذبا بكثرة أعمالها (أوراقها) أنها قادرة على أن تخلص نفسها بنفسها. وأقول مرة ثانية[ :السيد المسيح حكم على التينة ،ليس لنها بل ثمر (لنه لم يكن أوان الثمر) ،بل لنها إدعت كذباً بكثرة أوراقها أنها مثمرة]. فالحكم على الشجرة غير المثمرة ليس حكما ظالما حتى ولو لم يكن يقصد أي معنى روحي ..لنه من الطبيعي أن تُقطع الشجار غير المثمرة التي ل يُرجى منها فائدة لنها تبطل الرض ،ول يستفيد منها أحد .وقطعها يتم بصورة مادية طبيعية (باستخدام البلطة مثل) ،ولكن القطع الروحي لبد أن يتم بطريقة روحية ،ولهذا يبست الشجرة بكلمة منه بدون تدخل ذراع بشري ،مما يؤكد على أن المقصود هو المعنى الروحي ،وليس المعنى المادي ..مفهوم؟ أرجو أن تقرأ بعناية الشرح أسفله وراجع أيضا مايرمز إليه ورق التين في الكتاب المقدس. وشكراً لكم جميعاً
الجزء الثاني :موضوع التينة المظلومة
الخ الحبيب أشرف ..وباقي أعضاء الجروب الموقرين سلم لكم جميعا من ال... سوف أحاول أن ألخص ما المغزى من قصة التينة في النقاط التالية: .1السيد المسيح كان يتكلم مع الجموع بأمثال يكني بها عن حقائق إيمانية. .2كان معروفا للجميع أن شجرة التين ترمز إلى المة اليهودية. .3كان قصد المسيح من قوله {ل ياكل احد منك ثمرا بعد الى البد zإنتهاء العهد القديم ،عهد الشريعة والناموس إلى البد .وبداية عهد النعمة برجوع النسان إلى ال مرة أخرى .4معنى كلمتي {جاع zو {لعله z .5هل كان السيد المسيح يقصد هذا التشبيه؟ .6ماذا يعني ورق التين في الكتاب المقدس؟ ************ أنا أعلم أن الكلم الذي سأقوله الن ،هو صعب في فهمه على أناس ليس لديهم أية خلفية عن العهد القديم ،ومفهوم الفداء ورموزه في العهد القديم ،ومن هو المسيا الذي كان اليهود ينتظرونه ،وما معنى الديان القديمة والغرض منها ...إلخ .وكنت أتمنى أن أؤجل هذا الملف حتى نطرح بعض الساسيات التي يمكن البناء عليها بعد ذلك ..ولذلك أنا أعتقد أنه سوف تثار كثير من العتراضات على هذا الكلم، لن القراء ليس لديهم خلفية عن أصل الحكاية ..فأنا كمن يحاول أن يشرح لوغاريتم لناس لم يعرفوا ل جدول الضرب ..ولكنى سأحاول بنعمة ال أن أبسط المر على قدر ما أستطيع ،حتى يستريح قلبك أص ً فقط ،ولتعرف سبب الرجاء الذي فينا..... ***** بعض أساسيات العهد القديم التي يجب أن تؤخذ في العتبار قبل الشرح: أن البشرية كانت في حالة عداوة مع ال بسبب سقوطها في الخطية. • علمة هذه العداوة هو الطرد من حضرة ال وفقدان نعمة الروح القدس. • لم يوجد أي إنسان إستطاع أن ينفذ وصية ال بسبب فقدان النعمة التي تعطيه القوة لتنفيذ الوصية. • (لن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد ال) أن الناموس والشرائع والذبائح كانت أولً :رمزا أساسيا للمخلص التي ،وثانيا :لتنظيم العلقة بين • البشر بعضهم البعض. أن تنفيذ هذه الشرائع وتقديم الذبائح ل يمكن أن تخلص النسان مالم تكن مصحوبة باليمان بأنها رمز • للمسيا المخلص ،و ُمقَدّمة فقط على هذا الرجاء. عندما نتكلم عن المة اليهودية فإنما نتكلم عن الذين لم يؤمنوا منهم بالمسيح فقط. • ****** النقطة الولى :كان السيد المسيح يتكلم مع الجموع بأمثال يكني بها عن حقائق إيمانية. نبتدي الحكاية من البداية.... كان السيد المسيح يطوف في كل المدن والقرى ليعلم الشعب ،كان الغرض الساسي من تعليمه ليس أن يطيعوا ال ويحفظوا وصاياه ،ولكن كان الغرض الساسي أن يفهمهم قصة الفداء والخلص ،وأن يوضح لهم أنه هو المسيا الذي تنبأ عنه كل أنبياء العهد القديم ،والذي سيأتي ليخلصهم ،ويردهم إلى الفردوس الذي طرد منه أبوهم آدم .لذلك فقد كان يكلمهم بأمثال لكي يوضح لهم هذا المر ،وهذه الطريقة في التعليم كانت معروفة جيدا عند اليهود ،بل وأنها كانت إحدى العلمات المميزة للمسيا عندما يأتي [راجع (مزمور ])2 :78وهو الذي أشار إليه النجيل بقوله [هذا كله كلم به يسوع الجموع بامثال ،وبدون مثل لم يكن يكلمهم ،لكي يتم ما قيل بالنبي القائل سافتح بامثال فمي وانطق بمكتومات منذ تاسيس العالم (أي سأشرح أشياء كانت مكتومة منذ بداية العالم)( ].متى . )34 :13 إذا النقطة الولى أن السيد المسيح كان يتكلم مع الجموع بأمثال يكني بها عن حقائق إيمانية ...... ***** ثانيا :إلى أي شئ كانت ترمز شجرة التين؟؟؟ كانت شجرة التين في العهد القديم ترمز إلى المة اليهودية. هل كان اليهود يعرفون هذا المر؟ بكل تأكيد فلو رجعنا إلى العهد القديم لنعرف هل إستخدم الرب هذا التشبيه ،سنجد أن الرب كان يُشبّه اليهود دائما بالكرمة والتينة ،وهذا المر يعرفه اليهود جيدا جدا ،وأضع أمامك بعض النصوص (غير المؤلفة من المسيحيين صدقني) من العهد القديم: [وجدت اسرائيل كعنب في البرية رايت اباءكم كباكورة على تينة في اولها اما هم فجاءوا الى بعل فغور ونذروا انفسهم للخزي وصاروا رجسا كما احبوا] (هوشع )10 :9 ونقرأ في سفر إرميا نبوته عن سبي يهوذا إلى بابل أنه شبه إسرائيل بالتين ،البرار بالتين الجيد والشرار بالتين الردئ[ :اراني الرب واذا سلّتا تين موضوعتان امام هيكل الرب ،بعدما سبى نبوخذراصر ملك بابل يكنيا بن يهوياقيم ملك يهوذا ورؤساء يهوذا والنجارين والحدادين من اورشليم واتى بهم الى بابل .في السلة الواحدة تين جيد جدا مثل التين الباكوري ،وفي السلة الخرى تين رديء جدا ل يؤكل من رداءته .فقال لي الرب ماذا انت راء يا ارميا فقلت :تينا ،التين الجيد جيد جدا ،والتين الرديء رديء جدا ل يؤكل من رداءته .ثم صار كلم الرب الي قائل .هكذا قال الرب اله اسرائيل كهذا التين الجيد هكذا انظر الى سبي يهوذا الذي ارسلته من هذا الموضع الى ارض الكلدانيين للخير .واجعل عيني عليهم للخير وارجعهم الى هذه الرض وابنيهم ول اهدمهم واغرسهم ول اقلعهم .واعطيهم قلبا ليعرفوني اني انا الرب فيكونوا لي شعبا وانا اكون لهم الها لنهم يرجعون الي بكل قلبهم .وكالتين الرديء الذي ل يؤكل من رداءته هكذا قال الرب هكذا اجعل صدقيا ملك يهوذا ورؤساءه وبقية اورشليم الباقية في هذه الرض والساكنة في ارض مصر .واسلمهم للقلق والشر في جميع ممالك الرض عارا ومثل وهزاة ولعنة في جميع المواضع التي اطردهم اليها .وارسل عليهم السيف والجوع والوبا حتى يفنوا عن وجه الرض التي اعطيتهم واباءهم اياها] (إرميا [ )10 – 1 :24هكذا قال رب الجنود هانذا ارسل عليهم السيف والجوع والوبا واجعلهم كتين رديء ل يؤكل من الرداءة] (ارميا [ )17 :29نزعا انزعهم يقول الرب ل عنب في الجفنة ول تين في التينة والورق ذبل واعطيهم ما يزول عنهم] (ارميا )13 :8 وانظر أيضا كلم الرب على فم يوئيل النبي[ :جعلت كرمتي خربة وتينتي متهشمة قد قشرتها وطرحتها فابيضت قضبانها] (يوئيل )7 :1لحظ كيف يتكلم ال عن شعبه بضمير الملكية – كرمتي وتينتي – ورغم ذلك سلمهم للخراب والنحطام بسبب بعدهم عنه. إذن كان معروفا للجميع أن شجرة التين ترمز إلى المة اليهودية ‚ ................................. ***** النقطة الثالثة :ماذا كان يقصد المسيح بقوله {ل ياكل احد منك ثمرا بعد الى البد z؟ نقرأ نص هذه الحادثة كما شهدها التلميذ وذكرها الرسولن متى ومرقس ،كلٍ في كتابه[ ....وفي الصبح اذ كان راجعا الى المدينة جاع .فنظر شجرة تين على الطريق وجاء اليها فلم يجد فيها شيئا ال ورقا فقط فقال لها ل يكن منك ثمر بعد الى البد فيبست التينة في الحال( .متى )19 ،18 :21 وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع .فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا ال ورقا لنه لم يكن وقت التين .فاجاب يسوع وقال لها ل ياكل احد منك ثمرا بعد الى البد وكان تلميذه يسمعون( .مرقس )14 -12 : 11 بداية يجب أن تعلم أن اللعن في الفكر المسيحي ليس هو السب ،وهو عكس البركة بالفعل ،ويعني البتعاد عن ال مصدر البركة ،والخضوع تحت سيطرة إبليس الملعون والمطرود من أمام وجه ال (وسأشرح ذلك بالتفصيل في الجزء الرابع). نتابع الحداث ...حدثت هذه القصة يوم الثنين الذي يلي دخول المسيح إلى أورشليم في يوم أحد الشعانين ..وفي صباح اليوم التالي كان متوجها من قرية {بيت عنيا ( zالتي تبعد حوالي 2,5كم عن أورشليم) إلى الهيكل في أورشليم ،ولم يبق سوى أربعة أيام على صلبه وموته في يوم الجمعة التالي، وكان لبد أن يعلن للعالم كله عن نهاية عهد وبداية عهد جديد ،نهاية عهد الناموس والشرائع التي كانت فقط لتنظم العلقة بين الناس بعضهم البعض ،ونهاية عهد الذبائح الدموية التي كانت ترمز له.. فالناموس والشرائع والذبائح وحدها ل يمكن أن تخلص ما لم تكن مصحوبة باليمان بأننا نقدمها على رجاء مجيئ المخلص وكرمز له .وبداية العهد الجديد الذي سيبدأ بالصليب يوم الجمعة ..ولذلك جاء إلى شجرة التين ليشرح على الطبيعة هذا المثل ،أن العهد القديم والمة اليهودية هما مثل هذه الشجرة المورقة ،لها الشكل الخارجي الجميل ولكن في الحقيقة ل يمكن أن تعطي ثمرا (الحياة البدية) لن الحياة البدية ل تكون إل باليمان بالمسيح المخلص. وبحكم الرب على المة اليهودية -التي يُرمز لها بشجرة التين -أنها لن تعطي ثمرا إلى البد؛ أعلن إنتهاء عهد الناموس والذبائح الدموية التي كانت ترمز له هو شخصيا كذبيحة حقيقية تقدم عن خلص العالم كله .إنتهاء العهد القديم الذي كان كله رمز للمسيا الحقيقي مخلص العالم[ ،وأنه ليس باحد غيره الخلص لن ليس اسم اخر تحت السماء قد اعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص]( .أعمال )12 :4 وبذلك ل يمكن لي إنسان مهما إلتزم بالشريعة اليهودية ،ومارس كل الطقوس وشعائر العهد القديم أن يدخل ملكوت السموات ،لن هذه كلها كانت رمز وبطلت بمجيئ المرموز إليه. ملحوظة :شجرة تين {على الطريق zإلى أورشليم ..هذه الكلمة لم توضع هنا جزافا ،فمن المعروف أن شجر الفاكهة يكون داخل مربعات من الراضي ،وليس على الطريق ..وعادة ما يكون حول كل مربع سياج [اسمعوا مثل اخر كان انسان رب بيت غرس كرما واحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبنى برجا وسلمه الى كرامين وسافر] (متى [..)33 :21فالن اعرفكم ماذا اصنع بكرمي انزع سياجه فيصير للرعي اهدم جدرانه فيصير للدوس] (اشعياء .)5:5ولكن هذا الوصف له مغزى في الكتاب المقدس ..فهو يريد أن يقول أن الطريق إلى أورشليم (الملكوت السماوي) يمر بعدة محطات ،منذ آدم ونوح وإبراهيم وموسى.. وإحدى هذه المحطات هي المة اليهودية بشرائعها ،وسوف ينتهي هذا الطريق بصلب المسيح وقيامته في أورشليم. إذن كان قصد المسيح من قوله {ل ياكل احد منك ثمرا بعد الى البد zإنتهاء العهد القديم عهد الشريعة ƒ والناموس إلى البد وبداية عهد النعمة بالصليب والقيامة ......................................... ****** النقطة الرابعة :ما معنى كلمتي {جاع zو {لعله z؟ في الليلة السابقة كان السيد المسيح يبيت في بيت لعازر الذي أقامه من الموت ،وكان لعازر وأسرته يفرحون بمجئ السيد المسيح جدا ويصنعون له وليمة كلما أتى إليهم ،كما كان السيد المسيح معتادا على الصوم حتى أنه قضى على الجبل أربعين يوما بلياليهم دون أكل أو شرب..وفي صباح اليوم التالي وهو سائر في الطريق يقول النجيل أنه {جاع ، zفماذا كان يقصد بهذه الكلمة ،ليس من المعقول لنسان معتاد على الصوم ،وفي الليلة السابقة مباشرة كان معزوما في بيت أحبائه ،وهو الن في الصباح الباكر أن يكون مقصده هنا الجوع الجسدي ،فلبد أنه يقصد جوعا من نوع آخر ،الجوع بمعناه الروحي والرمزي [هوذا ايام تاتي يقول السيد الرب ارسل جوعا في الرض ل جوعا للخبز ول عطشا للماء بل لستماع كلمات الرب] (عاموس [ )11 : 8فقال لهم يسوع انا هو خبز الحياة من يقبل الي فل يجوع ومن يؤمن بي فل يعطش ابدا] (يوحنا )35 : 6كان جوع الرب إلى خلص العالم كله ،فأتى إلى التينة (المة اليهودية) التي غرسها بيده ،منتظرا أن يجد فيها ثمرا (أي قلبا نقيا) ليعرفوه أنه هو المسيا الذي أتى لخلصهم ،ولكن للسف ،لم يجد إل ورقا فقط ،فمن المعروف أن شجرة التين تخرج ثمرا فجا في بداية الموسم قبل أن تخرج الوراق ،ثم بعد ذلك ينضج الثمر ..فوجود الورق معناه حتما وجود الثمر ،ولكن كانت الشجرة لها الشكل الجميل أنها شجرة جيدة ،وأما في الحقيقة فإنها كانت بل ثمر ..وأي إنسان يزرع أرضه أشجارا ،فهو يبغي من هذه الزراعة الثمر الجيد لنه هو الذي له قيمة، لن الورق الكثير لن يفيده بشئ ..وقد قال الكتاب المقدس قبل ذلك “ ..كل شجرة ل تصنع ثمرا جيدا، تقطع وتلقى في النار ،فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة” فالحكم على الشجرة غير المثمرة ليس حكما ظالما حتى ولو لم يكن يقصد أي معنى روحي ..لنه من الطبيعي أن تُقطع الشجار غير المثمرة التي ل يُرجى منها فائدة لنها تبطل الرض ،ول يستفيد منها أحد. وهذا هو حال المة اليهودية في ذلك الوقت ،كان لها الشكل الجميل من العبادة في الهيكل والذبائح والعياد الرائعة ،ولكن للسف كانت بل ثمر ،أي شكل خارجي فقط بدون قلب نقي ..بهذا المفهوم الروحي ،أراد أن يقول أن الشكل الخارجي وحده من مظاهر العبادة ل يمكن أن يُخلّص ،ولكن الذي يخلص هو القلب النقي الذي يُرمز له بالثمر .وهو الذي كان يجب أن يقود اليهود إلى معرفة شخص المسيا الحقيقي ،ولكنهم للسف لم يعرفوه رغم كل النبوات التي قيلت عنه ،أما الذين عرفوه وآمنوا به فقد اعطاهم السلطان أن يصيروا أولد ال. ولذلك قال {لعله zكانت شهوة قلبه أن يفهم اليهود أنه هو المسيا الذي أتى من أجل خلصهم ،ولكنه أصيب بخيبة المل من قساوة قلوبهم ،وكانت هذه الصيغة الرجائية هي أبسط تعبير عمّا في داخل قلبه من محبة لهم ولخلصهم. إذن كلمة {جاع zلها معنى رمزي ،تعبر عن الرغبة الجارفة لخلص الشعب ..والصيغة الرجائية {لعله zتؤكد هذا المعنى ................................................................................... „ ****** النقطة الخامسة :هل كان السيد المسيح يقصد هذا التشبيه؟ في اليوم التالي -يوم الثلثاء – [خرج يسوع ومضى من الهيكل فتقدم تلميذه لكي يروه ابنية الهيكل .فقال لهم يسوع اما تنظرون جميع هذه الحق اقول لكم انه ل يترك ههنا حجر على حجر ل ينقض .وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم اليه التلميذ على انفراد قائلين قل لنا متى يكون هذا؟ وما هي علمة مجيئك وانقضاء الدهر؟] (متى )3 – 1 :24سأل التلميذ السيد المسيح سؤالين ..الول عن خراب الهيكل ومتى يكون؟ والثاني عن علمات مجيئه الثاني؟ وبعد أن أسهب السيد المسيح في شرح الجابة عن كل من السؤالين ..أعطاهم نبوة واضحة عن واحدة من أهم علمات مجيئة الثاني ..فقد ذكر لهم أن الهيكل سيخرب وأورشليم ستدمر (وهذا تم في سنة 70ميلدية على يد تيطس الروماني) وسيتشتت اليهود في كل الرض ..ثم بعد هذا أعطاهم هذه العلمة[ ..فمن شجرة التين تعلموا المثل متى صار غصنها رخصا واخرجت اوراقها تعلمون ان الصيف قريب .هكذا انتم ايضا متى رايتم هذا كله فاعلموا انه قريب على البواب( ].متى )33 ،32 :24أي عندما ترجع ثانية المة اليهودية (وهذا هو الحادث في هذه اليام) وتصير مثل الغصن الرخص ،تعلمون أن يوم مجيئي قريب على البواب. وقد ضرب السيد المسيح مثل قرب نهاية خدمته على الرض أوضح فيه هذا المعنى بوضوح شديد [ وقال هذا المثل كانت لواحد(ال الب) شجرة تين (المة اليهودية) مغروسة في كرمه (شعبه الخاص) فاتى يطلب فيها ثمرا ولم يجد .فقال للكرام (البن) هوذا ثلثة سنين (مدة خدمة المسيح على الرض ثلث سنين ونصف تقريبا) اتي اطلب ثمرا في هذه التينة ولم اجد اقطعها لماذا تبطل الرض ايضا. فاجاب وقال له يا سيد اتركها هذه السنة ايضا (آخر سنة في خدمته على الرض) حتى انقب حولها (لوقال (تشفع لها لعلها تعرفه وتؤمن به) .فان صنعت ثمرا وال ففيما بعد تقطعها (وقد كان)] واضع زب ً .)9 – 6 :13 إذن كان المسيح يقصد بشجرة التين المة اليهودية وتنبأ عن خرابها ثم رجوعها بعد التشتت ،وجعلها إحدى العلمات المميزة لقرب مجيئه الثاني … ........................................................ ***** ثم نأتي إلى النقطة السادسة :ماذا يعني ورق التين في الكتاب المقدس؟ عندما سقط آدم وحواء في العصيان ،إنفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان ..فكيف تصرفا؟ عمل لنفسيهما مآزر من ورق التين[ ..فانفتحت اعينهما وعلما انهما عريانان فخاطا اوراق تين وصنعا لنفسهما مازر] (تكوين .)7 :3وهذا المر لم يعجب الرب ،ولذلك [ صنع الرب الله لدم وامراته اقمصة من جلد والبسهما]( .تكوين ..)21 :3فما هو المغزى من هذه القصة؟ أراد آدم وامرأته أن يسترا نفسهما بنفسهما ،أو كما في الفكر السلمي ..يستغفرا ربهما وكفى (خلص ،يادار ما دخلك شر) وهكذا ينتهي المر.. ولكن أراد الرب أن يعلمهما أنه من المستحيل أن تستر نفسك بنفسك ،أو تغفر خطيتك بإستغفارك، لبد من الذبيحة التي يقدمها ال ،لكي بجلدها يستر ال آدم ..وهكذا ذبح ال ذبيحة وأخذ من جلدها وصنع أقمصة ليستر بها آدم وحواء .وكانت هذه الذبيحة أحد الرموز الكثيرة في العهد القديم لذبيحة المسيح التي تستر خطايانا وتجعلنا أهلً للعودة إلى الفردوس مرة أخرى. إذن أوراق التين ترمز إلى محاولة النسان ستر عريه بذاته † ..................................... ******* الملخص :من كل هذا نفهم أن هذه الحادثة هي مثل حي (مؤكد بعلمة إلهية) أراد به السيد المسيح أن يوضح إنتهاء العهد القديم إلى البد ،وأنه حكم على التينة (المة اليهودية) ليس لنها بل ثمر (الخلص) ،لنه لم يكن أوان التين (أوان الخلص) ولكن لنها إدعت كذبا بكثرة أوراقها أنها مثمرة (قادرة على نوال الخلص بأعمالها) ،وأن الورق وحده كافي لبقاءها حية في الرض (يورثها الحياة البدية) .في حين أنها لو قبلت خلص المسيح لكان ثمرها أفضل من كل المم. ************* والن نأتي إلى سؤالك التالي: هل أتعامل مع هذه النصوص على أنها كلم ال؟ أم أتعامل معها على أنها مجرد "رؤية" لكل تلميذ (أو رسول) يمكن أن يُؤخذ منه وُيرد عليه (يعني كلمه قابل للنقد)؟ أم ماذا؟ التلميذ هنا مجرد شهود عيان لما رأوه بأعينهم ،ولمسته أيديهم ،ولذلك كلمهم غير قابل للنقد من الناحية المنطقية لنهم ل يعبرون عن رؤيتهم الخاصة ،بل عن أحداث وقعت بالفعل ،ولكنه قابل للتصديق أو التكذيب (كله على بعضه) ،بحسب قناعتك الشخصية. تقول :ودعك من موضوع تحريف الناجيل ودعنا نقبلها كما هي الن على القل.. أنت تفترض أنه كلم ال ..فما هو العيب في أن يكون هو بالفعل كذلك؟؟؟!! إذا أخذت بالتسلسل الطبيعي السباب أدت إلى نتائج ،فكما قلت لك سابقا ،إن إستجابة التينة يقطع بأن الكلم إلهي ،حتى ولو لم يعجبك ..أو كنت ترى فيه تناقض.. أما إذا أردت أن تعكس السباب مكان النتائج ..فهنا يجب أن تقول أن موضوع لعن التينة غير منطقي ول يعجبني ،ولذلك أنا أشك أن تكون يبست في الحال ،وبالتالي أشك في أن النجيل محرف. وتنقده كما تشاء. ولكن بما أنك إفترضت أن الكلم هو كلم ال ،فبناءً عليه ،يجب أن تبحث عن المعنى الحقيقي لتلك الحداث ،وهو كما شرحته لك ..وفي كلتا الحالتين أنت حر أن تقبل الكلم أو ترفضه. ثم أنني أكتب ما أقصده ،وإن كنت أنت تفهمه بطريقة أخرى ،فهذا المر ل يعنيني في شئ ..إفهم براحتك إللي إنت عايزه.. أعود فأكرر.. عاوز تستنكر تصرف المسيح بخصوص التينة فعليك أن تنكر أن التينة يبست. عاوز تثبت أن النجيل محرف فعليك أن تنكر أن التينة يبست. أما أن تقول أن المسيح بتصرف أهوج لعن التينة المظلومة فجعلها يبست ،فهذا هو قمة التناقض!!