You are on page 1of 6

‫‪:‬ألثالوث فى ألعهد القديم‬

‫==============‬

‫فى أليهوديّة نجد ان هناك آية مشهورة جدا تقول‪ :‬أنا ألرب إلهك ألذى أخرجك‬
‫من أرض مصر من بيت ألعبوديّة‪ ،‬ل يكن لك آلهة أخرى أمامى‪( .‬خروج ‪2:20‬و‬
‫‪ )3‬ومثلها آية أخرى تقول‪ :‬إسمع يا إسرائيل‪ ،‬ألرب إلهنا رب واحد‪( .‬مرقس‬
‫‪ )29:12‬هذه الية تُقرأ هكذا فى العبريّة‪ [ :‬يشمع يشراييل يهوة إيلوهيمو‬
‫يهوة آحاد ]‪ .‬وكلمة يهوة تعنى ألرب‪ .‬وإيلوهيمو تعنى آلهتك أو أربابك‪ ،‬مفردها‬
‫[ إيل ] كما نطق بها ألرب يسوع ألمسيح وهو على ألصليب قائل‪ [ :‬إيلى إيلى‬
‫لما شبقتنى ] والذى تفسيره ( إلهى إلهى لماذا تركتنى )‪ .‬بناء عليه‪ ،‬ورد فى‬
‫اليهوديّة ألكلمة إيل (بصيغة ألمفرد) وأيضا إيلوهيم (بصيغة ألجمع) وكلتهاهما‬
‫تشيران إلى الله ألواحد‪ .‬إذن ألتوحيد وألتعدديّة فى أليهوديّة موجود فى ذات‬
‫‪.‬الله‬

‫ليست هذه هى ألمّرة الوحيدة ألتى يرد فيها ألتوحيد وألتعددية فى الذات‬
‫اللهية فى أليهودية‪ .‬ففى الصحاح الول من ألسفر الول فى ألتوراة‪ ،‬وهو‬
‫سفر ألتكوين‪ ،‬وفى الية ‪ 26‬نقرأ [ وقال الله نعمل النسان على صورتنا‬
‫كشبهنا ]‪ .‬صورتنا كشبهنا كلتاهما بألجمع‪ ،‬وأيضا فى ألعدد ألتالى مباشرة نقرأ‪:‬‬
‫[ فخلق الله النسان على صورته‪ .‬على صورة الله خلقه‪ .‬ذكرا وأنثى‬
‫خلقهم ]‪ .‬لم يقل على "صورته" بل قال على "صورتنا"‪ ،‬ولم يقل "آلهة" بل‬
‫قال "إلله"‪ ،‬ولم يقل "كشبهى" بل قال "كشبهنا" ولم يقل "خلقوهم" بل‬
‫‪"".‬خلقهم‬

‫مما يجب التنويه إليه أن إستخدام صيغة الجمع فى اللغة العربية لغرض‬
‫التعظيم والتفخيم ليست مستخدمة ول ورادة فى اللغة العبرية وهو غير‬
‫معروف في قواعدها أللُغوية‪ .‬مثال أن يقول المر ألصادر من الملك‪ " :‬نحن –‬
‫فلن – ملك الردن " غير وارد سوى فى العربية ولكنه غير وارد فى ألعبريّة‪.‬‬
‫‪.‬إذن‪ ،‬فألجمع هنا يعنى ألجمع بألحقيقة وفعل فى الله ألواحد‬

‫وكمثال آخر‪ ،‬تقول ألتوراة فى أمر بلبلة ألرب ألسنة ألبابليين عند بنائهم برج‬
‫بابل كيما يصعدوا إلى ألسماء لرؤية الله‪ ،‬يقول ألرب‪" :‬هلم ننزل ونُبلبل‬
‫ألسنتهم‪ ،‬فنزل الله"‪ .‬وقوله‪" :‬هوذا ألنسان قد صار كواحد منا‪ .‬وأيضا نلحظ‬
‫ان الله حينما يتكلّم‪ ،‬فإنه يتكلّم بصيغة ألجمع‪ ،‬ولكنه حينما يصنع‪ ،‬فهو يصنع‬
‫– بصيغة ألمفرد – أى بألتوحيديّة‬
‫لن ألصانع هنا هو أقنوم البن الذى هو أحد ألقانيم الثلثة‪ .‬ولن ألنسان فى‬
‫العهد القديم لم يكن قد نضج عقليّا ول روحيّا لقبول فكرة ألتثليث حيث انه‬
‫كان يميل للوثنيّة‪ ،‬لذلك نجد أن الله كان يبعده عن ألخوض عن مسألة‬
‫‪.‬ألتعدديّة‪ ،‬ألتى هى ألثالوث فى الله ألواحد‬

‫ومّرة أخرى نقرأ فى سفر أشعياء الصحاح ألسادس الية ‪ [ :8‬ثم سمعت‬
‫مرسل واحد و"لجلنا"‬
‫صوت ألسيد قائل من أرسل ومن يذهب من أجلنا ]‪ .‬فأل ُ‬
‫‪.‬تعنى التعدديّة لذات الواحد‬

‫وبألرغم من ان النسان فى العهد ألقديم لم يكن كفءا ول كان لديه النضج‬


‫ألعقلى كيما يتقبل فكرة الله ألمثلث القانيم‪ ،‬غير أن ألرب أرسى فى ذلك‬
‫الوقت ألمبدأ حتى متى جاء الوقت يعيه ألنسان ويستوعبه‪ ،‬فيجد انه قديم‬
‫الرسوخ وان العلّة والقصور فى فهمه كانا ألسبب وراء عدم إستيعابه فى‬
‫حينه‪ .‬نجد مثل فى ألمزمور ‪ [ 17:33‬بكلمة ( القنوم ألثانى‪ :‬البن ) ألرب‬
‫( القنوم الول‪ :‬الب ) أُسست السموات‪ ،‬وبنسمة ( القنوم الثالث‪ :‬ألروح‬
‫‪ [.‬ألقدس ) فيه كل جندها‬

‫وفى أشعياء ‪ 48:16‬يقول‪ [ :‬منذ وجوده ( أى منذ وجود ألب الذى هو‬
‫القنوم الول ) أنا هناك ( ألمتحدّث هو القنوم الثانى‪ :‬ألبن ) وألن ( أى وقت‬
‫سده من العذراء ) ألسيّد ألرب ( ألذى هو مّرة أخرى الب ) أرسلنى‬ ‫تج ّ‬
‫سل هو القنوم الثانى‪ :‬ألبن‪ ،‬وألغرض من ألرسال‬ ‫مر َ‬
‫( ألراسل هو الب وال ُ‬
‫هو التجسد لجل ألفداء وخلص ألبشريّة ) وروحه ( أى القنوم ألثالث‪ :‬ألروح‬
‫سل هو الله‪ ،‬أى أن الله أرسل نفسه‬ ‫مر َ‬
‫ألقدس ) ]‪ .‬فألراسل هو الله وأل ُ‬
‫( ألب أرسل ألبن )‪ .‬كما نلحظ هنا إقرار صريح وواضح وضوح الشمس ل‬
‫لبس فيه ال وهو ان ألبن أزلى بأزليّة الب بحسب ألقول‪ [ :‬منذ وجوده ]‪ .‬أى‬
‫أنه لم يكن هناك وقت كان فيه الب بدون البن‪ ،‬وبألطبع ما ينطبق على البن‬
‫‪.‬ينطبق على الروح القدس من باب أولى‬

‫فى ألمزمور ‪6:45‬و ‪ 7‬والذى يقول‪ 6 [ :‬كرسيك يا الله إلى دهر ألدهور‪7 .‬‬
‫ت ألثم من أجل ذلك‬ ‫ت ألبَّر وأبغ ّ‬
‫ض َ‬ ‫قضيب إستقامة قضيب ملكك‪ .‬أحبب َ‬
‫جه إلى‬
‫مسحك الله إلهك بدهن ألبتهاج أكثر من رفقائك ]‪ .‬ألحديث هنا مو ّ‬
‫ب‪ .‬ولكن نقرأ "لذلك مسحك الله"‪ .‬لم يقل لذلك‬ ‫مخاط َ ُ‬‫الله‪ .‬أى أن الله هو أل ُ‬
‫ب! بل مسحك الله‪ .‬أى أن الله‬ ‫َ‬
‫مخاط ُ‬ ‫مسحتُه" بإعتبار ان الله هو أل ُ‬ ‫" َ‬
‫ح‪ .‬هنا يبرز شخص آخر ممسوح من‬ ‫س َ‬
‫م ِ‬‫ح وهو ألذى ُ‬ ‫مس َ‬ ‫ب هو ألذى َ‬‫مخاط َ ُ‬
‫أل ُ‬
‫الله‪ .‬فلو إستبدلنا السماء بضمائر فنقول عن الول > أنت‪ ،‬وعن الخر > هو‪.‬‬
‫فهل يعنى الحديث بوجود إلهين؟ ألجابة تعطينا إياها ألية‪" :‬إسمع يا إسرائيل‪،‬‬
‫‪).‬ألرب إلهنا رب واحد" (مرقس ‪29:12‬‬
‫هكذا يتضح لنا وجود التوحيد والتثليث فى التوراة اليهوديّة‪ .‬أما فى ألمسيحيّة‪،‬‬
‫فما هو ألحال؟‬

‫‪:‬ألثالوث فى ألعهد الجديد‬


‫==============‬

‫ألتثليث فى ألمسيحية يدعو الله بألب وهذا هو القنوم الول؛ ويسوع المسيح‬
‫‪.‬بألبن وهذا هو القنوم ألثانى؛ وألروح ألقدس وهذا هو القنوم ألثالث‬

‫إن أول مّرة يُذ ْكُر فيها ألتثليث فى ألمسيحية كان فى بشارة ألملك جبرائيل‬
‫ل عليك‪ ،‬وقوّة ألعلى تظللك‪،‬‬‫للسيّدة ألعذراء حينما قال لها‪" :‬ألروح ألقدس يح ُّ‬
‫فلذلك أيضا ً ألمولود منك يدعى إبن الله" ( لوقا ‪ .) 35:1‬هنا يتجلى ألثالوث‬
‫بصورة جليّة فى ذكر‪ )1 :‬ألروح ألقدس‪ ،‬و ‪ )2‬ألعلى [ل يلقب بها غير الله‬
‫وحده] و ‪ )3‬إبن الله‪ .‬فها هو ألثالوث ألقدّوس يُعلن حتى من قبل ولدة ألسيد‬
‫‪.‬ألمسيح‬

‫وأيضا فى معموديّة ألسيد يسوع ألمسيح‪ ،‬يقول ألكتاب ألمقدّس‪ ... [ :‬إعتمد‬
‫يسوع أيضا‪ .‬وإذ كان يصلّى إنفتحت ألسماء‪ ،‬ونزل عليه ألروح ألقدس بهيئة‬
‫جسميّة مثل حمامة‪ ،‬وكان صوت من ألسماء قائل‪ :‬أنت إبنى ألحبيب‪ ،‬بك‬
‫سررت ]‪( .‬لوقا ‪21:3‬و ‪ )22‬نشاهد بمنتهى الوضوح الثالوث يجتمع ويعلن عن‬
‫ذاته فى وقت واحد‪ .‬فألبن فى الماء يعتمد على يدى يوحنا المعمدان ويشهد‬
‫سم فى هيئة حمامة‪ ،‬والب ينطق‬ ‫ببنوّته الب من ألسماء‪ ،‬وألروح ألقدس مج ّ‬
‫من ألسماء معلنا أن يسوع هو إبنه ألحبيب‪ .‬وتحتفل ألكنيسة بهذه ألمناسبة‬
‫مى بألثيؤفانيا؛ أى عيد ألظهور أللهى وذلك لتجلى ألب‬
‫وتعيّد عيدا كبيرا يس ّ‬
‫‪.‬وألبن وألروح ألقدس فى وقت واحد‬

‫عندما تحدّث بولس ألرسول عن ألبركة ألرسوليّة‪ ،‬قال‪ [ :‬نعمة ربّنا يسوع‬
‫ألمسيح‪ ،‬ومحبّةُ الله‪ ،‬وشركة ألروح ألقدس مع جميعكم آمين ] (كورنثوس‬
‫ألثانية ‪ .)14:13‬وهو يعطى بركة ونعمة الثالوث القدّوس لهل كورنثوس‪ .‬ثم‬
‫أيضا يقول‪ [ :‬ثم بما أنكم أبناء‪ ،‬أرسل الله روح إبنه إلى قلوبكم صارخا‪ :‬يا أبا‬
‫‪(.‬الب ] (غلطية ‪6:4‬‬
‫‪[.‬يتحدث عن الله [ألب] وإرساله روح إبنه [ألروح ألقدس] وإبنه [ألبن‬

‫ألسيد ألمسيح قال مخاطبا تلميذه ألقدّيسين ورسلة ألمكَّرمين قائل‪ [ :‬وأما‬
‫ألمعّزِى‪ ،‬ألروح ألقدس‪ ،‬ألذى سيرسله الب بإسمي‪ ،‬فهو يعلّمكم كل شئ ]‬
‫(يوحنا ‪ .)26:14‬الب> القنوم الول‪ ،‬ألروح ألقدس> القنوم ألثالث‪،‬‬
‫‪.‬إسمى> 'أنا البن' القنوم ألثانى‬

‫متى ألرسول يقول عن لسان ألسيد ألمسيح‪ [ :‬فإذهبوا وتلمذوا جميع المم‬
‫مدوهم بإسم الب و ألبن و ألروح ألقدس ](مت ‪ .)19: 28‬وفى رسالة‬ ‫وع ّ‬
‫يوحنّا الولى‪ ،‬يقول‪ [ :‬فإن ألذين يشهدون فى السماء هم ثلثة‪ :‬ألب‪،‬‬
‫وألكلمة‪ ،‬وألروح ألقدس‪ .‬وهؤلء ألثلثة هم واحد ] (يوحنا الولى ‪ .)7:5‬فأى‬
‫وضوح أكثر من هذا؟‬

‫الله الب‬

‫بحسب أليمان ألمسيحى عن الله الب ‪ -‬الذى هو القنوم الول ‪ -‬يقول‬


‫المسيحى فى قانون اليمان‪ :‬بألحقيقة نؤمن بإله واحد‪ ،‬الله ألب‪ ،‬ضابط‬
‫‪.‬ألكل‪ ،‬خالق ألسماء والرض‪ ،‬ما يرى وما ل يرى‬
‫‪-6-‬‬

‫ويقول عن ألسيد ألمسيح – القنوم ألثانى لله ‪ :‬نؤمن برب واحد‪ ،‬يسوع‬
‫ألمسيح‪ ،‬إبن الله ألوحيد‪ ،‬ألمولود من ألب قبل كل ألدهور‪ .‬نور من نور‪ .‬إله‬
‫حق من إله حق‪ .‬مولود غير مخلوق‪ .‬مساوى للب فى ألجوهر‪ .‬ألذى به كان‬
‫كل شئ‪ .‬هذا ألذى من أجلنا نحن ألبشر ومن أجل خلصنا‪ ،‬نزل من ألسماء‬
‫سد من ألروح ألقدس ومن مريم ألعذراء وتأنس‪ .‬وصلب عنّا على عهد‬ ‫وتج ّ‬
‫بيلطس ألبنطى‪ .‬تألّم وقبر‪ .‬وقام من الموات فى أليوم ألثالث كما فى‬
‫ألكتب‪ .‬وصعد إلى ألسموات وجلس عن يمين أبيه‪ .‬وأيضا يأتى فى مجده‬
‫‪.‬ليدين الحياء والموات‪ .‬ألذى ليس لملكه إنقضاء‬

‫ويقول عن ألروح ألقدس – ألذى هو القنوم ألثالث ‪ :‬نعم نؤمن بألروح‬


‫جده مع ألب وألبن‪.‬‬‫ألقدس‪ ،‬ألرب ألمحيى‪ ،‬ألمنبثق من ألب‪ ،‬نسجد له ونم ّ‬
‫‪.‬ألناطق فى النبياء‬

‫من هذا يتضح بأن ألله ألواحد له ثلثة أقانيم (وكلمة أقنوم هى كلمة سريانية‬
‫تعنى شخص)‪ .‬فألله الب هو شخص‪ ،‬والله ألبن هو شخص‪ ،‬والله ألروح‬
‫ألقدس هو شخص‪ .‬وإن كان لكل شخص شخصيته المنفردة‪ ،‬غير أنهم الثلثة‬
‫غير مستقلّين‪ ،‬بمعنى انهم ثالوث فى واحد وواحد فى ثالوث‪ .‬حينما نقول ان‬
‫ى هنا هو أقنوم الب‪ ،‬لن‬‫الله روح ل يستطيع إنسان أن يراه ويعيش‪ ،‬فألمعن ِ ُّ‬
‫ألبن إتخذ جسدا وظهر لنا به على الرض وعاش بين ألناس كإنسان كامل له‬
‫الجسد ألكامل بكل وظائف ألجسد ألطبيعية لكل إنسان‪ ،‬ومع ذلك كان هو‬
‫الله فى لهوته‪ .‬بكلمات بسيطة‪ ،‬نقول ان ألمسيح هو الله ألمتأنس‪ ،‬أى صار‬
‫إنسانا‪ ،‬وإتخذ جسدا كيما يستطيع ان يعيش بين بنى البشر كأى إنسان آخر‬
‫صيصا من أجلها‪،‬‬ ‫مة التى أتى خ ّ‬‫حتى يتمكن فى ألوقت ألمناسب من أداء ألمه ّ‬
‫ال وهى تقديم نفسه ذبيحة على الصليب من أجل خلص كل جنس ألبشر‪،‬‬
‫من أول آدم وحواء إلى آخر إنسان يُخلق على سطح الرض حتى لحظة‬
‫ألقيامة‪ .‬وألروح ألقدس ألذى هو القنوم ألثالث لله‪ ،‬هو روح الله ذاته‪ .‬فألله‬
‫ى بروحه (ألروح ألقدس)‪ .‬والله‬ ‫كائن بذاته (ألب)‪ ،‬ناطق بكلمته (ألبن)‪ ،‬ح ّ‬
‫وذاته وكلمته وروحه واحد‪ .‬ليس كل منها إله مستقل‪ ،‬بل ألكل إله واحد ذو‬
‫‪.‬ثلثة أبعاد‬

‫‪:‬الله الب‬
‫هو الله الذى لم يره أحد‪ .‬هو الله الب لنا نحن ألبشر وأيضا للسيد ألمسيح‬
‫نفسه‪ .‬فقد دعاه السيد المسيح بالب وطلب منا نحن البشر ان ندعوه كذلك‬
‫‪.‬فى قوله‪ :‬متى صلّيتم فقولوا يا أبانا ألذى فى ألسموات‬

‫‪:‬ألله ألبن‬
‫هو الله الظاهر فى ألجسد‪ .‬هو ألسيد ألمسيح‪ ،‬إبن الله ألحى‪ .‬فقد ذكر ألعهد‬
‫‪.‬ألقديم (ألتوراة) ان السيد ألمسيح هو إبن الله فى أربع مرات‬
‫‪(.‬أول‪ :‬فى ألمزمور ألثانى‪ [ :‬قال لى أنت إبنى‪ .‬أنا أليوم ولدتك ] (مزمور ‪7:2‬‬
‫ثانيا‪ :‬فى أمثال سليمان ألحكيم‪ [ :‬من صعد إلى السموات ونزل‪ .‬من جمع‬
‫ألريح فى حفنتيه‪ .‬من صَّر ألمياه فى ثوب‪ .‬من ثبَّت جميع أطراف الرض‪ .‬ما‬
‫إسمه وما إسم إبنه إن عرفت ] (أمثال ‪ .)4:30‬من يستطيع ان يفعل كل هذه‬
‫‪".‬غيره؟ أنه الله‪ .‬وما إسم إبنه؟ إسمه "إبن الله‬

‫ثالثا‪ :‬يقول ألمزمور‪ [ :‬قبّلوا البن لئل يغضب فتبيدوا من ألطريق ] (مزمور‬
‫(‪12:2‬‬
‫رابعا‪ :‬فى سفر دانيال ألنبى يقول ألكتاب‪ [ :‬أجاب وقال ها أنا ناظر أربعة‬
‫شون فى وسط ألنار وما بهم ضرر ومنظر ألرابع شبيه بإبن‬ ‫رجال محلولين يتم ُّ‬
‫(أللهة ] (دانيال ‪25:3‬‬

‫بخلف ذلك‪ ،‬فقد وردت كلمة "شيلون" فى سفر ألتكوين ‪ [ 110:49‬ل يزول‬
‫قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتى شيلون وله يكون خضوع‬
‫شعوب ] وهذه الكلمة ترجمتها‪ )1 :‬ألذى له ألكل‪ )2 ،‬إبن ألسلم‪ ،‬و ‪ )3‬إبن‬
‫الله ألحى‪ .‬وألمعنى الرجح فى هذه الجملة هو إبن الله ألحى وهو لقب من‬
‫ألقاب ألسيد ألمسيح له كل ألمجد‪ .‬وكان تعبير إبن الله ألحى مألوف لدى‬
‫اليهود منذ ألقديم‪ .‬فنجد أنه فى محاكمة السيد ألمسيح أمام قيافا رئيس‬
‫ألكهنة‪ ،‬سأله قيافا‪ [ :‬أستحلفك بالله ألحى أن تقول لنا‪ :‬هل أنت ألمسيح إبن‬
‫الله؟ ] (متى ‪ .)63:26‬وفى إنجيل مرقس يقول‪ [ :‬أأنت المسيح إبن‬
‫ألمبارك؟ ] (مرقس ‪ .)61:14‬ويقول ألكتاب ألمقدس فى لوقا ‪ [ :‬أفأنت إبن‬
‫الله؟ ] (لوقا ‪ )70:22‬وفى الية ألسابقة لهذه مباشرة يقول ألسيد ألمسيح‬
‫عن نفسه‪ [ :‬منذ الن يكون إبن ألنسان جالسا عن يمين قوَّة الله ] (لوقا‬
‫‪69:22(.‬‬
‫كان أليهود يعلمون جيدا معنى "إبن الله" ويتضح هذا جليّا حينما قال السيد‬
‫المسيح فى إحدى مواعظه لليهود أنه إبن الله ولنه جعل نفسه مساويا للب‬
‫[ أنا وألب واحد ] (يوحنا ‪ .)30:10‬حينئذ تناولوا حجارة ليرجموه‪ ،‬فقال لهم‬
‫يسوع‪ [ :‬أعمال ً كثيرة حسنة أريتكم من عند أبى‪ .‬بسبب أى عم ٍ‬
‫ل منها‬
‫ن بل لجل‬ ‫ل حس ٍ‬ ‫ترجموننى؟ أجابه أليهود قائلين‪ :‬لسنا نرجمك لجل عم ٍ‬
‫ن تجعل نفسك إلها ً ] (يوحنا ‪32:10‬و ‪33‬‬‫(تجديف‪ .‬فإنك وأنت إنسا ُ‬

‫ونركّز على القنوم ألثانى ألذى هو ألسيد ألمسيح لن ألخلف حول معرفته‬
‫ألحقيقيّة لدى ألمسلم يشكّل عائقا كبيرا فى ألوصول إليه لنوال نعمة ألخلص‬
‫جانا‪ ،‬وإن كان انه دفع ثمنها غاليا بدمه‬
‫البدى ألتى صنعها وقدّمها للبشر م ّ‬
‫المسفوك عنا على الصليب ‪ -‬وألتى إن نحن أهملناها نصير مجرمين فى حق‬
‫ألرب ولن يكون لنا نصيب فى ألحياة البدية‪ ،‬كما يقول ألقديس بولس‬
‫ألرسول‪ [ :‬فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلصا هذا مقداره؟ ] (عبرانيين ‪.)3:2‬‬
‫جانيّة‬
‫حقا ليس هناك نجاة من ألنار البدية لكل من يرفض هذه ألعطيّة ألم ّ‬
‫وألغالية ألثمن ألتى دفع ثمنها الرب ألله بدمه ألغالى على عود ألصليب‬
‫جاناً‬
‫‪.‬وقدّمها لنا م ّ‬

You might also like