You are on page 1of 259

‫القطبية‬

‫هي الفتنة فاعرفوها‬

‫بقلم‬
‫أبي إبراهيم ابن سلطان العدناني‬
‫الطبعة الولى لمجالس الهدى‬
‫‪1425‬ه ـ ‪2004‬م‬

‫رقم اليداع القانوني‪ 300 :‬ـ ‪2004‬‬


‫ردمك‪ 2 :‬ـ ‪ 049‬ـ ‪ 43‬ـ ‪9961‬‬
‫وشهد شاهد من أهلها‬

‫قال الصاوي‪< :‬أمّا القطبيون‪ ...‬فقد قام منهجهم‬


‫ابتدا ءً على بلورة قضية التشريع وبيان صلتها بأصل الدين‬
‫أن اللل الذي يغشى أنظمة الكم ف متمعاتنا العاصرة‬
‫ناقض لعقد السلم وهادم لصل التوحيد‪..‬‬
‫ومعلوم أ نّ الكتب الت تثّل هذا التاه وتعبّر عن‬
‫منه جه هي ك تب ال ستاذ سيّد‪ ‬ق طب رح ه ال ف مال‬
‫الدعوة والخاط بة العامّة‪ ،‬وكتاب حدّ ال سلم للستاذ‬
‫عبد‪ ‬الجيد الشاذل ف مال التأصيل والتنظي‪.>..‬‬
‫[مدى شرعي ة النتماء إل الحزاب والماعات‬
‫السلمية (ص ‪.])171‬‬

‫القطبية هي الفتنة‬
‫فاعرفوها‬
‫‪5‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫‪U‬‬
‫مقدمة الطبعة الثانية‬

‫المد ل حدًا كثيًا طيّبًا مباركًا فيه كما ي بّ ربّنا ويرضى‪ ،‬الله مّ ص ّل‬
‫على ممّد وعلى آل ممّد‪ ،‬كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حيد‬
‫ميد‪ .‬وبعد‪:‬‬
‫فإنّه لَمّا صدر كتاب‪< :‬القطبية هي الفتنة فاعرفوها> شرّق وغرّب ـ ول‬
‫المد والنّة ـ فوصل إل كثي من العامّة والا صّة من أهل العلم وطلبته‪ ،‬فأقبلوا‬
‫عليه قراءة وتوزيعًا ـ لقتناعهم بإفادته ـ حت نفد ما طُبِ عَ منه‪ ،‬فأشار عل يّ بعض‬
‫إخوانه وأحبّته بإعادة طبعهه مرّة أخرى‪ ،‬ليعمّه النفهع بهه‪ ،‬فأجبتههم إل طلبههم‪،‬‬
‫فحرّرت عباراته‪ ،‬زائدًا ف مادّته العلمية‪ ،‬ليخرج للناس مرّة أخرى ف صورة بية‬
‫نقية ـ إن شاء ال تعال ـ‪.‬‬
‫هذا ول يفوتن أن أشكر كلّ من نصح ل حي أهدى إلّ ملحظاته على‬
‫ما كتبت‪ ،‬فله منّي الشكر والثناء والدعاء الصال ف ظهر الغيب‪.‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪6‬‬

‫وأودّ ه نا ـ بالنا سبة ـ أن أزف البشرى لِم َن أراد الزيادة ف معر فة هذه‬
‫الماعة أكثر فأكثر‪ ،‬بأنّه سيصدر قريبًا ـ إن شاء ال تعال ـ بعض الؤلّفات لبعض‬
‫العلماء والفضلء والفاضلت‪ ،‬وال ت تبي منا هج وأفكار تلك الما عة‪ ،‬مناق شة‬
‫إيّاها بالجّة والبهان‪.‬‬
‫اللهمّ أرنا القّ حقّا وارزقنا اتباعه‪ ،‬وأرنا الباطل باطلً وارزقنا اجتنابه‪.‬‬
‫ربه العاليه‪ ،‬والصهلة والسهلم على سهيّد‬ ‫وآخهر دعوانها أن المهد ل ّ‬
‫الرسلي‪.‬‬

‫تّ الفراغ من مراجعته وكتابة مقدّمته‬


‫يوم السبت غرة شهر ذي القعدة من عام ‪1415‬ه‬
‫الؤلّف‪:‬‬
‫أبو إبراهيم ابن سلطان العدنان‬

‫‪‬‬
‫‪7‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫‪U‬‬
‫المد ل القائل ف كتابه‪ :‬اليَوْ مَ أَكْ َملْ تُ لَكُ مْ دِينَكُ مْ َوأَتْمَ ْم تُ عَ َليْكُ مْ‬
‫نِعْمَتِي َورَضِيتُ لَ ُكمُ ا ِل ْسلَمَ دِينًا [الائدة‪ ،‬آية‪.]6 :‬‬
‫والقائل‪َ :‬فلَ وَ َربّ كَ لَ يُ ْؤمِنُو نَ حَتّى يُحَكٍّمُو كَ فِيمَا َشجَرَ بَيْنَهُ مْ ثُمّ لَ‬
‫سلِيمًا [النساء‪ ،‬آية‪.]65 :‬‬
‫سلّمُوا تَ ْ‬
‫جدُوا فِي أَنفُسِ ِهمْ حَرَجًا مِمّا قَضَ ْيتَ َويُ َ‬
‫يَ ِ‬
‫والقائل أيضًا‪ :‬وَال سّاِبقُونَ الَ ّولُو نَ مِ نَ الُهَاجِرِي نَ وَالَن صَارِ وَاّلذِي نَ‬
‫اتَّبعُوهُم بِإِ ْح سَانٍ رَضِ َي الُ عَنْهُ مْ َورَضُوا َعنْ هُ َوأَ َعدّ لَهُ مْ جَنّا تٍ تَجْرِي َتحْتَهَا‬
‫ا َلنْهَارُ خَاِلدِينَ فِيهَا أََبدًا َذلِكَ الفَ ْوزُ ال َعظِيمُ [التوبة‪ ،‬آية‪.]100 :‬‬
‫والصهلة والسهلم على خليله ومصهطفاه ممّهد بهن عبهد ال القائل‪:‬‬
‫<تَ َركْتُكُ مْ عَلَى البَ ْيضَاءِ‪ ،‬لَيْلِهَا كَنَهَارِهَا‪ ،‬لَ يَزِي غُ عَنْهَا إِلّ هَالِ كٌ‪ .>...‬أحد‬
‫ف م سنده (‪ ،)4/126‬والقائل أيضًا‪< :‬مَ نْ عَ ِملَ عَ َملً لَيْ سَ عَلَيْ هِ أَمْرُنَا فَهُوَ‬
‫رَدّ>‪ .‬البخاري (‪.)8/156‬‬
‫وعلى آله و صحبه الذ ين قال ل م الر سول الكر ي ‪< :‬أُو صِي ُكمْ بَِتقْوَى‬
‫الِ‪ ،‬وَال سّ ْمعِ وَالطّا َعةِ‪َ ،‬وإِ نْ كَا نَ عَ ْبدًا حَبَشِيّا‪َ ،‬فِإنّ هُ مَ نْ َيعِ شْ مِنْكُ مْ يَرَى بعدي‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪8‬‬

‫اخِْتلَفًا كَِثيًا‪َ ،‬فعَ َليْكُ مْ بِ سُنّتِي َو سُّنةِ الُ َلفَاءِ الرّا ِشدِي نَ الَ ْهدِيّيَ‪ ،‬وَ َعضّوا عَ َليْهَا‬
‫حدَثَات ُ ا ُلمُورِ‪َ ،‬فإِنّ كُلّ ُمحْ َدثَةٍ ِبدْ َعةٌ‪ ،‬وإِنّ كُلّ ِبدْ َعةٍ‬
‫بِالنّوَا ِجذِ‪َ ،‬وإِيّاكُم ْ َو ُم ْ‬
‫للَةٌ>‪ .‬أحد ف السند (‪.)4/126‬‬
‫ضَ‬‫َ‬
‫والقائل‪َ < :‬وَتفْتَرِ قُ أُمّتِي عَلَى َثلَ ثٍ وَ سَ ْبعِيَ مِ ّلةً‪ ،‬كُلّهَا فِي النّارِ إِلّ مِلّة‬
‫صحَابِي > الاكم (‬
‫وَا ِحدَة‪ ،‬فقيل له‪ :‬ما الواحدة ؟ قال‪ :‬مَا َأنَا عَ َليْ ِه اليَوْ مَ َوأَ ْ‬
‫‪ 1/128‬ـ ‪ .)1()129‬وبعد‪:‬‬
‫فإنّهه قهد كثهر الكلم فه هذه اليام حول مها يسهمّى ب <الماعات‬
‫السهلمية>‪ ،‬وانقسهم غالبيهة التكلّميه فيهها إل قسهمي‪ :‬قادح‪ ،‬ومادح؛‬
‫لختلف غايات النقهد‪ ،‬ولذا أحببهت أن أتكلّم حول جاعتيه منهها‪ ،‬لبيّن مها‬
‫أعتقهد أنّه الصهواب‪ ،‬ولبيّن بعهض الشكالت الته يسهتشكلها بعهض الخوة‬
‫الفضلء‪ ،‬ولجيب على بعض التساؤلت الت تدور ف أذهان كثي من الشباب‪،‬‬
‫رابطًا الفروع بالصول الت تنطلق منها تلك الماعات‪ ،‬فأقول وبال التوفيق‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫اعلم أخهي ـ وفّقنه ال وإيّاك لكلّ خيه ـ بأنّه الدعوة القّه ههي الدعوة‬
‫التم سّكة بالكتاب والسنّة على فهم السلف الصال‪ ،‬وأ نّ أ يّ دعوة تركت شيئًا‬
‫مّا سبق فهي دعوة منحرفة عن طريق القّ والصواب بقدر ما تركت من ذلك‪.‬‬

‫الفروق بين الدعوات الباطلة والدعوة الحقّ‪:‬‬


‫واعلم ـ أيضًا ـ بأ نّ كلّ الدعوات تدّ عي التم سّك بالكتاب وال سنّة‪ ،‬ف يا‬
‫تُرى ما هي الفروق بي هذه الدعوات والدعوة القّ ؟‬

‫() انظر سلسلة الحاديث الصحيحة (‪ 1/356‬ـ ‪ ،)367‬رقم الديث‪.)204 ،203( :‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪9‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫الفروق كثية جدّا‪ ،‬أهّها‪:‬‬


‫أوّلً‪ :‬أ نّ الدعوة ال قّ هي التم سّكة بالكتاب وال سنّة على ف هم ال سلف‬
‫الصال‪.‬‬
‫أمّا الدعوات الخرى‪ ،‬فهي متمسّكة بفهم مَن أنشأها ـ وقد يدّعي هو أو‬
‫تدّ عي لنف سها أّن ها بذلك تتم سّك بالكتاب وال سنّة ـ فالهم ية متم سّكة بف هم‬
‫العد بن درهم‪ ،‬وجهم بن صفوان‪.‬‬
‫والشعرية متمسّكة بفهم أئمّتهم النتسبي لب السن الشعري(‪ ،)1‬والتبليغية‬
‫متم سّكة بف هم مؤ سّسها ممّد إلياس‪ ،‬والخوان ية بف صائلها ـ ومن ها القطب ية ـ‬
‫متم سّكة بف هم مؤ سّسها <ح سن البنّا> و< سيّد ق طب> و<الض يب>‬
‫وغيهم‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أنّ الدعوة القّ أصحابا يأخذون علمهم عن أئمّة الدعوة السلفية ف‬
‫كلّ عصهر‪ ،‬ويتتلمذون على أيدي الحياء منههم‪ ،‬ويقرأون للميّت منههم ـ جيلً‬
‫بعد جيل ـ بلف أصحاب الدعوات الباطلة؛ فإنّهم أعداء لئمّة السلف‪ ،‬الحياء‬
‫منههم والموات‪ ،‬بهل ههم خلف كلّ مالف لولئك‪ ،‬وإن ادّعوا ظاهرًا بأنّههم‬
‫متّبعون لم‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬أصهحاب الدعوة ّ‬
‫القه يهتمّون بالكتهب السهلفية‪ ،‬وذلك بقراءتاه‬
‫وحفظ ها وفهم ها وتقيق ها ونشر ها(‪ )2‬والذ بّ عن ها‪ ،‬بلف أ صحاب الدعوات‬

‫() لقد مرّ أ بو السن بثل ثة أطوار؛ الوّل‪ :‬طور العتزال‪ ،‬والثا ن‪ :‬طور الكلب ية‪ ،‬والطور‬ ‫‪1‬‬

‫الثالث‪ :‬رجوعه إل مذهب السلف‪ .‬فالشاعرة ينتسبون لطوره الثان‪.‬‬


‫() قد ينشر بعضهم كتب السلف‪ ،‬مع تريف لا‪ ،‬ول يُرى عليه أي أثر لتلك الكتب‪ ،‬ول‬ ‫‪2‬‬

‫على دعوته وأتباعه‪.‬‬


‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪10‬‬

‫الباطلة‪ ،‬فإنّ هم مبغضون لتلك الكتب‪ ،‬بل وماربون ل ا‪ ،‬ولنشر ها‪ ،‬و هم ساعون‬
‫ـ أيضًا ـ لربط أتباعهم بكتب مؤسسي تلك الماعات‪.‬‬
‫وبعد‪ :‬فقد يقول قائل‪ :‬مَن هم السلف ؟ وما هي مؤلّفاتم ؟‬
‫فالواب‪ :‬ال سلف هم ال صحابة والتابعون وتاب عو التابع ين‪ .‬فهؤلء هم‬
‫سلفنا‪ ،‬ومَن سار على نجهم فهو سلفي‪.‬‬
‫وأمّا مؤلّفات السلف فكثية جدّا‪ ،‬أذكر بعضًا منها‪:‬‬
‫مسند المام أحد‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬السنن الربعة‪ ،‬تفسي‬
‫ابن جرير الطبي‪ ،‬تفسي البغوي‪ ،‬تفسي ابن كثي‪ ،‬ردّ المام الدارمي على بشر‬
‫الريسهي‪ ،‬ردّ المام أحده على الهميهة‪ ،‬خلق أفعال العباد للبخاري‪ ،‬الشريعهة‬
‫للجري‪ ،‬اليان ل بن منده‪ ،‬التوح يد ل بن خزي ة‪ ،‬ال سنّة للمام أح د بن حن بل‪،‬‬
‫هّة‬
‫هّة لعبهد ال بهن أحدهبهن حنبهل‪ ،‬البانهة لبهن بطهة‪ ،‬الس ن‬
‫هّة للخلل‪ ،‬الس ن‬
‫الس ن‬
‫للبباري‪ ،‬شرح أصهول اعتقاد أههل السهنّة والماعهة لللكائي‪ ،‬كتهب شيهخ‬
‫ال سلم ا بن تيم ية ـ رح ه ال تعال ـ ‪ ،‬كلّ ها بل اسهتثناء‪ ،‬وكذا ك تب تلميذه‬
‫ا بن القيّم ـ رح ه ال تعال ـ ‪ ،‬وك تب أئمّة الدعوة النجد ية ال سلفية‪ ،‬ككتاب‬
‫التوحيد للمام ممّد بن عبد الوهاب‪ ،‬وشروحه مثل‪ :‬تيسي العزيز الميد‪ ،‬وفتح‬
‫الجيد‪ ،‬وقرّة عيون الوحّدين‪ ،‬والدرر السنّية‪ ،‬وغيها كثي‪ ،‬مّا كتب على منهج‬
‫أولئك الكرام من السابقي واللّحقي‪.‬‬
‫ـ كما أشرت لك سابقًا ـ‬ ‫إذا علمت هذا‪ ،‬فاعلم بأنّي سأتكلّم عن جاعتي‬
‫مهن تلك الماعات‪ ،‬جاعلً إحداهاه فرع ًا‪ ،‬والخرى أصهلً‪ ،‬أو بعبارة أخرى‪،‬‬
‫جاعلً إحداهاه أصهلً ليفههم القارئ مهن خلله الماعهة الخرى‪ ،‬وإليهك البيان‬
‫‪11‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫وعلى ال التكلن‪:‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪12‬‬

‫الجماعة الولى‪ :‬جماعة التبليغ(‪:)1‬‬


‫لذه الماعة منهج تسي عليه‪ ،‬وأصول ترجع إليها‪ ،‬تسمّى بالصول الستّة‪،‬‬
‫وهي كالت‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تقيق الكلمة الطيّبة <ل إله إلّ ال م ّمدًا رسول ال >‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الصلة ذات الشوع الضوع‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ العلم مع الذكر‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ إكرام السلمي‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ تصحيح النية وإخلصها‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ الروج ف سبيل ال‪.‬‬
‫انتبه أخي القارئ الكري لذه الصول الستة‪ ،‬وانظر فيها‪ ،‬وتفكّر ف معن‬
‫كلّ أصل‪ ،‬ثّ تعال معي لخُذ لك بعض هذه الصول؛ لبيّن لك ما الذي يعنونه‬
‫ب ا‪ ،‬ثّ نن ظر ب عد ذلك‪ ،‬هل هم على طري قة ال سلف ف فهم هم لذه ال صول‬
‫وتطبيقها والدعوة إليها أوْ ل ؟‬

‫كلمة السر في منهج جماعة التبليغ‪:‬‬


‫وق بل الناق شة‪ ،‬ل بدّ أن تف هم ُأخَيّ أ ّن لذه الصول ال ستة كل مة سرّ‪ ،‬إذا‬
‫فهمت ها ا ستطعت ـ بإذن ال تعال ـ أن تف هم ج يع أقوال وأفعال هذه الما عة‪،‬‬
‫عندمها ترجهع بتلك القوال والفعال إل كلمهة السهر الته قامهت عليهها أصهولم‬
‫الستّة‪.‬‬

‫() لعر فة أقوال العلماء ف هذه الما عة ان ظر لزامًا كتاب‪< :‬القول البل يغ ف التحذ ير من‬ ‫‪1‬‬

‫جاعة التبليغ>‪ ،‬للشيخ حود بن عبد ال التويري رحه ال رحة واسعة‪.‬‬


‫‪13‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫فإن ك نت على ا ستعداد لتف هم تلك ال صول وكذا كل مة ال سر‪ ،‬فهَلُمّ إلّ‬
‫ـ وفّقن ال وإيّاك لكلّ خي وصَرَف عنّي وعنك ك ّل شر ـ‪:‬‬
‫كل مة ال سرّ يا أ خي هي‪ :‬أ نّ ك ّل ش يء ي سبب النّفرَة‪ ،‬أو الفُرق َة‪ ،‬أو‬
‫الختلف بيه اثنيه ـ ولو كان حقّاه ـ ؛ فههو مبتور‪ ،‬مقطوع‪ ،‬ملغهى مهن منههج‬
‫الماعة‪.‬‬
‫هل فه مت كل مة ال سر ؟ أر جو م نك تَكرار الن ظر مع الف هم اليّد‪ .‬كرّر‬
‫مرّة أخرى‪ .‬ههل كرّرت ؟ إذًا تعال معهي لنأخهذ الصهل الوّل مهن أصهول هذه‬
‫الماعة وهو‪ :‬تقيق الكلمة الطيبة <ل إله إلّ ال>‪ .‬هل تدري ما معن تقيق‬
‫الكلمة الطيبة <ل إله إلّ ال> ؟‬
‫تق يق الكل مة الطي بة <ل إله إلّ ال> معنا ها‪ :‬تق يق التوح يد بأنوا عه‬
‫الثلثة‪ ،‬توحيد اللوهية‪ ،‬وتوحيد الربوبية‪ ،‬وتوحيد الساء والصفات‪.‬‬
‫قال الش يخ ع بد الرح ن بن ح سن آل الش يخ ـ رح ة ال عل يه ـ ف ف تح‬
‫الجيهد (ص ‪< :)48‬قوله‪< :‬باب مَهن حق ّق التوحيهد دخهل الن ّة بغيه‬
‫ح ساب> أي‪ :‬ول عذاب‪ .‬قلت‪ :‬تقي قه؛ تلي صه وت صفيته من شوائب الشرك‬
‫والبدع والعاصي> انتهى كلمه رحه ال‪.‬‬
‫وقد يتبادر إل ذهنك ـ أخي القارئ ـ سؤال‪ ،‬وهو‪ :‬إذا كان هذا هو معن‬
‫تقيق الكلمة الطيبة‪ ،‬فلماذا نتلف معهم إذًا ؟‬
‫اسع الواب ـ بعد أن تتذكّر كلمة السرّ ـ تذكّرت ؟ فاسع الن‪ :‬نعم‪..‬‬
‫ههم قالوا‪ :‬الصهل الوّل‪ :‬تقيهق الكلمهة الطيبهة <ل إله إلّ ال>‪ ،‬ولكهن مها‬
‫مرادهم بتحقيقها ؟ مرادهم بتحقيقها هو الكلم حول توحيد الربوبية ! لاذا ؟‬
‫لنّه ل ي سبّب النفرة‪ ،‬ول الفر قة‪ ،‬ول الختلف ب ي اثن ي من ال سلمي‪ .‬وذلك‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪14‬‬

‫حينما ل ينظر إل لزمه من استحقاق ال سبحانه للعبادة دون سواه‪.‬‬


‫أمّا الكلم فه توحي د الس اء والص فات؛ فإنّه يس ب‬
‫هّب الفرقهة‪ ،‬والنفرة‪،‬‬
‫والختلف‪ ،‬ل نّ هناك أشعرية‪ ،‬وماتريدية‪ ،‬وجهمية‪ ،‬حلولية‪ ،‬واتادية‪ ،‬وهؤلء‬
‫كلّ هم متلفون ف هذا الباب‪ ،‬ومالفون لعقيدة ال سلف ف يه‪ ،‬وال صل الذي ت سي‬
‫عليه الماعة ـ كلمة السر ـ‪ :‬أنّ أيّ شيء يسبّب النفرة‪ ،‬أو الفرقة‪ ،‬أو الختلف‬
‫بي اثني‪ ،‬فحكمه البتر واللغاء من منهج الماعة‪.‬‬
‫وكذا القسم الثالث من أقسام التوحيد‪ ،‬وهو توحيد اللوهية‪ ،‬فإ نّ الكلم‬
‫فيه منوع ـ أيضًا ـ وحكمه ف منهج الماعة البتر والقطع واللغاء‪ ،‬لنّه يسبّب‬
‫الفرقة والختلف والنفرة‪ ،‬فهذا سلفي‪ ،‬وهذا خلفي قبوري‪ ،‬فالوّل ل ييز شدّ‬
‫الرحال للقبور‪ ،‬ول الصهلة عندهها‪ ،‬ول إليهها‪ ،‬ول الطواف باه‪ ،‬ول التوسهّل‬
‫بالصهالي مهن أصهحابا‪ ،‬ول السهتغاثة بمه‪ ،‬ول‪ ..‬ول‪ ،..‬بلف الثانه‪ ،‬فكلّ‬
‫ذلك جائز عنده‪ ،‬بل كلّ ما ذكرت لك إنّما هو من صلب الدين عنده‪.‬‬
‫ولذا ـ يا أخي الكري ـ إذا قام قائمهم ليبيّن هذا الصل ل يقول إلّ‪ :‬المد‬
‫ل الذي خلقنا ورزقنا وأنعم علينا‪ ..‬و‪ ..‬و‪ ،..‬مّا يتعلّق بتوحيد الربوبية فقط‪.‬‬
‫قال أخي‪ :‬هلّ طبّقت كلمة السرّ على أصل آخر لم ؟‬
‫قلت له بك ّل سرور‪ :‬نعم‪ .‬وهل أردت لك إلّ الي ؟!‬
‫تعال نأخذ الصل الثالث‪ :‬العلم مع الذكر‪.‬‬
‫أنا وإيّاك نعلم بأنّ العلم هو‪ :‬قال ال‪ ،‬قال رسوله‪ ،‬قال الصحابة‪ ،‬سواء ف‬
‫العقائد‪ ،‬أو العبادات‪ ،‬أو العاملت‪ ،‬أو الخلق‪ ..‬ال‪ ،‬فما مرادهم بالعلم ؟‬
‫يقولون‪ :‬إنّ العلم نوعان‪ :‬علم فضائل‪ ،‬وعلم مسائل‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫هل تذكّرت كلمة السرّ ؟ أُذكّرك‪< :‬أي شيء يسبّب النفرة‪ ،‬أو الفرقة‪،‬‬
‫أو الختلف بي اثني؛ فإنّ حكمه ف منهج الماعة البتر والقطع واللغاء>‪.‬‬
‫إذًا لن عد إل تق سيمهم العلم نوعان‪ :‬علم فضائل‪ ،‬وهذا لنا (أي للجماعة)‪.‬‬
‫وعلم م سائل‪ ،‬فهذا ل هل العلم‪ ،‬كلّ من كم ـ أي الارج ي مع هم ـ يطل به ع ند‬
‫علماء بلده‪.‬‬
‫هل انتب هت لذا التق سيم ؟ ولاذا أجازوا الكلم ف علم الفضائل‪ ،‬ومنعوه‬
‫ف علم ال سائل‪ ،‬بل يطلبون من الذ ين يرجون مع هم ـ ك ما تقدّم ـ أن يأخذوه‬
‫عن علماء بلدهم ؟ لنّ الوّل ل يسبّب الفرقة‪ ،‬ول اختلفًا‪ ،‬بلف الثان‪.‬‬
‫أخي القارئ‪ :‬هل تسمح ل بطرح سؤال آخر اختباري؛ لعلم هل فهمت‬
‫كلمة سرّهم أو ل ؟‬
‫السؤال هو‪ :‬هل سيأمرون بالعروف وينهون عن النكر ؟‬
‫لنه المهر بالعروف‬
‫سهيكون الواب على ضوء كلمهة السهرّ‪ :‬ل‪ .‬لاذا؟ ّ‬
‫والنهي عن النكر يسبّب النفرة‪ ،‬والوحشة ـ ف زعمهم ـ بي المر والأمور‪ ،‬إذن‬
‫حكمه البتر من منهج الماعة‪.‬‬
‫سؤال آخر‪ :‬إذن كيف سيأمرون وينهون ؟‬
‫الواب‪ :‬يَعرضون الحاديهث واليات الرغبهة فه الفعهل أو الترك‪ ،‬غيه‬
‫متطرّقيه للجانهب العقدي‪ ،‬فيقولون لتارك الصهلة مثلً‪َ :‬قدْ أَفْلَح َ الُ ْؤمِنُون َ‬
‫لتِ ِهمْ خَا ِشعُونَ‪ ...‬ويقولون قال رسول ال ‪< :‬ما من عبد‬
‫صَ‬‫اّلذِينَ ُهمْ فِي َ‬
‫مسلم يُ صلّي ل تعال ف كلّ يوم ثِنْتَ يْ عشرة ركعة تطوعًا غي الفريضة‪،‬‬
‫إلّ ب ن ال له بيتًا ف النّة>‪ .‬هذا ف ضل التطوع‪ ،‬فك يف بف ضل الفري ضة ؟‬
‫وهكذا‪.‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪16‬‬

‫ولذا فإنّه مهن منهجههم‪ :‬عدم النكار على متعاطهي العصهية الجاههر باه‬
‫بينههم‪ ،‬فل ينكرون على شارب الدخان ونوه‪ ،‬بهل ربّمها أعانوه على الصهول‬
‫عل يه أو اشتروه له‪ ،‬وكذا شارب ال مر‪ ،‬ورُبّ ما حلوا له زجاجتهه !! وإذا أراد‬
‫حلق ليته أعطوه الوسى ! أو ذهبوا به إل اللق !! وهكذا‪ .‬قد تقول يا أخي‬
‫هذه مبالغة‪.‬‬
‫فأقول ـ هدان ال وإيّاك ـ ‪< :‬ليس الب كالعاينة>‪ ،‬فارجع إل الكتب‬
‫الت انتقدتم تَرَ العجب العجاب‪.‬‬
‫فإ نْ أب يت إلّ‪ ،‬ف سأذكر لك القل يل من ق صصهم ـ علمًا بأن ّ تعليم هم‬
‫لبادئهم إنّما هو بطريق القصة ـ مبيّنًا تأويلتم‪:‬‬
‫حينما ق سّموا العلم إل علم فضائل‪ ،‬وعلم م سائل‪ ،‬وقالوا للخارج ي مع هم‬
‫إ نّ طلب علم ال سائل إنّ ما يكون ع ند علماء بلدة كلّ خارج‪ ،‬خشوا وخافوا أن‬
‫يدخهل هذا الكلم إل عقول وقلوب أولئك‪ ،‬لنّههم إن تعلّموا تركوا الماعهة‪،‬‬
‫ولذا جعلوا بعض العوائق الت تعيقهم عن طلب علم السائل‪ ،‬وتعينهم على طلب‬
‫علم الفضائل‪ ،‬حته لو سهعوا آيهة أو حديثًها فيهه للعلم وفضله نزّلوه على علم‬
‫الفضائل‪.‬‬
‫اعلم ـ رح ك ال ـ بأ نّ ل م جل ستي‪ :‬جل سة ليلة الثلثاء‪ ،‬وجل سة ليلة‬
‫الربعاء‪.‬‬
‫الل سة الول‪ :‬للعائد ين من الروج‪ ،‬يُح ضر ل م م َن يريدون تشجي عه‬
‫للخروج معهم‪ ،‬أو التأثي عليه‪.‬‬
‫والل سة الثان ية‪ :‬الترت يب للخروج ع صر الربعاء؛ فيقول أم ي تلك الل سة‬
‫ل حد الارج ي ـ ليُعِْل مَ الددَ من ال ستمعي ـ ‪ :‬كم يومًا خر جت ؟ فيجي به‬
‫‪17‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫الارج‪ :‬خرجت أربعة أشهر ف سبيل ال‪ .‬فيقول له‪ :‬ما شاء ال‪ ،‬أين قضيتها ؟‬
‫فيقول له الارج‪ :‬قضيت عشرة أيام ف الدول الليجية‪ ،‬وعشرين يومًا ف أدغال‬
‫إفريقيا‪ ،‬وشهرًا ف أوروبا‪ ،‬وشهرًا ف أمريكا النوبية‪ ،‬وشهرًا ف شرق آسيا والند‬
‫وباكستان‪ ،‬فيقول له أمي اللسة ـ وانتبه ـ ‪ :‬ما شاء ال أنت داعية‪ ،‬والداعية مثل‬
‫السهحاب يَمرّ على الناس فه أرضههم فيسهقيهم‪ ،‬بلف العلماء‪ ،‬فإنّههم أشبهه‬
‫بالبار إذا أ صابك الظ مأ على ب عد م سافة م يل‪ ،‬قد يقتلك الع طش ق بل أن تأ ت‬
‫تلك البار‪ ،‬بل قد ل تشرب؛ لن ّ الدلو الت تلقى فيها غي موجودة‪ ،‬فإذا أردت‬
‫الشرب فلبدّ من الضور عند حافة البئر‪ ،‬ثّ تلقي الدلو‪ ،‬ثّ تذب حت تشرب‪.‬‬
‫هل انتبهت لِم َا انقدح ف نفسك ـ كما انقدح ف نفوس السامعي له ـ‬
‫من تفضيل الداعية على العال ؟‬
‫فإذا أراد أحد هم أن يلس لطلب العلم تذكّر تلك الق صّة؛ فأراد أن يكون‬
‫سحابًا ل أن يكون بئرًا من البار‪.‬‬
‫وح ت ل أجعلك ف حية من هذه الق صة‪ ،‬فلبدّ من بيان زيف ها‪ ،‬فأقول‬
‫وبال التوفيق‪ :‬اعلم ـ أرشدن ال وإياك لكلّ خي وح قّ ـ أ نّ السحاب ل يُنب ِت‬
‫إلّ كل البهائم غالبًا‪ ،‬ول ينبت إلّ الكل الوسي‪ ،‬بل إنّه إن نزل بأرض سبخة أو‬
‫نزل ف غي وقته ل ينفع‪ ،‬وقد يكون ف ذلك السحاب الدمار واللك‪.‬‬
‫بلف مياه البار فإن ّه يسقى منها‪ ،‬ويزرع‪ ،‬والنطقة الت فيها آبار تكون‬
‫الياة في ها م ستقرّة غالبًا‪ ،‬ل نّ أهل ها سيزرعون‪ ،‬و من ثَم ّ ي سقون‪ ،‬و من ثَم ّ‬
‫ي صدون‪ ،‬وهكذا‪ ،‬ولن ّ البار ينت فع من ها القا طن والعابر سواءً لنف سهم‪ ،‬أو‬
‫لدوابم‪ ،‬أو لزروعهم‪ ،‬أو للتزوّد منها عن طريق حلها معهم ف قِربم وآنيتهم‪.‬‬
‫ول نّ البار كلّ ما ُنزِ حَ من ها‪ ،‬كلّ ما ح سن ماؤ ها‪ ،‬و صفي لون ا‪ ،‬وطاب‬
‫ريها‪ ،‬فهل فطنت للفرق ؟‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪18‬‬

‫ول يَ ِردُ على مها قلت‪ :‬تشهبيه النهب مها بعثهه ال بهه مهن الدى والعلم‬
‫بالغيث‪ ،‬لنّ ما جاء به هو من عند ال‪ ،‬وهو دينه الذي ارتضاه للناس كافة‪ ،‬فهو‬
‫القه‬
‫خيه وحقهّ مضه وغيهث نافهع‪ ،‬بلف تلك الماعهة‪ ،‬فإنّه خليهط مهن ّ‬
‫والباطل‪ ،‬والي والشرّ‪ ،‬بل باطله وشرّه والهل الذي فيه أكثر وأعظم من ال قّ‬
‫والي الذي فيه‪ .‬فشتّان ما بي الغيثي‪ :‬غيث الوحي وغيث أولئك‪.‬‬
‫وإليك ـ أيضًا ـ قصة أخرى‪ ،‬لعلّك تزداد بم بصية‪:‬‬
‫يقول أحدهم ـ بضور البتدئي ـ لرجل يريد طلب العلم الشرعي‪ :‬إل أين‬
‫تذههب يها فلن ؟ قال له الخهر‪ :‬سهأذهب لطلب العلم‪ .‬فيجيبهه الوّل‪ :‬لاذا ؟‬
‫فيقول الخهر‪ :‬لعرف اللل مهن الرام‪ .‬فيقول الوّل‪ :‬سهبحان ال‪ ،‬أنهت ل‬
‫تعرف اللل من الرام ؟! أل تسمع قول النب ‪< :‬استفت قلبك وإن أفتاك‬
‫الفتون>‪ .‬سبحان ال ! إل الن ل تعرف اللل من الرام وكث ي من الدواب‬
‫يعرف ذلك ؟! أل ترى إل أنّ القطة حينما تضع طعامك ف مكان ثّ تذهب عنه‬
‫ثّ تعود إليهه ب عد ح ي‪ ،‬فترى القطهة تأكهل منهه فإنّ ها مها إن تراك إلّ وترب‪،‬‬
‫بلف ما إن جلست على مائدة طعامك ثّ وضعت لا بوارك شيئًا من الطعام‬
‫فإنّها ستأت حت تأكله عندك‪.‬‬
‫فالول علِمَت أنّ ها وق عت ف حرام‪ ،‬فلذا هر بت م نك‪ ،‬والثان ية علِ مت‬
‫أنّ ها وقعت ف حلل‪ ،‬ولذا أكلت معك‪ .‬يا أخي العقول الؤمنة تيّز بي اللل‬
‫والرام‪< ،‬اسهتفت قلبهك وإن أفتاك الُفتون>‪ .‬فيها أُخَيّ‪ :‬ههل يرضيهك هذا‬
‫التمثيل وهذه النظرة ؟!!‬
‫أقول إذا كانت اليوانات تعلم اللل من الرام ـ كما يزعمه هؤلء ـ فل‬
‫حاجة إذن للبشرية من إرسال الرسل وإنزال الكتب‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫خذ قصّة ثالثة‪:‬‬


‫يقول التحدّث عن هم لِم َن ي ستمع إل يه‪ :‬حين ما ير يد الترغيب ف الروج‬
‫مع هم‪ ،‬وترك الوطان‪ ،‬وال هل‪ ،‬والولد‪ ،‬والال‪ ،‬وغ ي ذلك‪ :‬يا أ خي إن ّك إذا‬
‫وضعت ف كأس الشاهي سكرًا‪ ،‬ثّ صببت عليه الشاهي‪ ،‬ثّ قمت بشربه‪ ،‬من‬
‫غ ي تر يك ال سكر؛ ل تذق حلوة ال سكر‪ ،‬فإذا حرّك ته ذُق ْت حلو ته‪ ،‬فكذا‬
‫اليان ف قلب كلّ إنسان هو موجود ل يكن أن يذوق حلوته صاحبه إلّ بعد‬
‫تريكه بالروج مع الماعة‪.‬‬
‫وإن ّي أظنّك يا أخي الكري ستبادر بإنكار هذه القصة‪ ،‬وهذا الثل‪ :‬قائلً‪:‬‬
‫سهبحان ال ! اليان موجود فه قلب كلّ إنسهان ! حته فه قلوب النافقيه‬
‫والكفار والرتدين ؟!‬
‫و ستقول أيضًا‪ :‬سبحان ال ! إذن مَن ل يرج من العلماء وطل بة العلم‪،‬‬
‫والدعاة‪ ،‬والعامّة من الرجال والنساء ل يذق حلوة اليان‪.‬‬
‫وستقول ـ أيضًا ـ ‪ :‬سبحان ال ! أل يقل النب ‪َ< :‬ثلَ ثٌ مَ نْ كُنّ فِي هِ‬
‫وَ َجدَ بِهِنّ َحلَ َوةَ الِيَا نِ‪ :‬أَ نْ يَكُو نَ الُ وَرَ سُولُهُ أَ َحبّ ِإلَيْ هِ مِمّا سِوَاهُمَا‪َ ،‬وأَ نْ‬
‫يُحِبّ الَ ْرءَ لَ ُيحِبّ هُ إِلّ لِ‪َ ،‬وأَ نْ يَ ْكرَ هَ أَ نْ َيعُودَ فِي ال ُكفْرِ َبعْدَ أَ نْ َأنْ َقذَ هُ الُ مِنْ هُ‬
‫كَمَا يَكْ َرهُ َأنْ يُ ْقذَفَ فِي النّارِ>‪[ .‬مسلم (‪.])1/66‬‬
‫وأخيًا وليهس آخرًا‪ ،‬أختهم لك أخهي البهيب بذه القصهة‪ ،‬لتنظهر فيهها‬
‫ولتعجب من تلعبهم بالشرع وعقل الستمع معًا‪:‬‬
‫يقوم أمي الروج صباح يوم الميس بتقسيم الارجي معه إل مموعتي‪:‬‬
‫الجموعة الول‪ :‬تلزم السجد بتكوين حلقة ذكر مستمر حت تعود جيع‬
‫مموعات الجموعة الثانية‪.‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪20‬‬

‫والجموعة الثانية‪ :‬تنقسم بدورها إل مموعات صغية‪ ،‬مكوّنة من ثلثة‬


‫أشخاص فأكثهر‪ ،‬مهمّتهها طرق أبوب البيوت الجاورة للمسهجد‪ ،‬يدعونمه‬
‫للحضور والشار كة ف برنا مج الما عة‪ ،‬وليحضروا البيان الذي ب عد الغرب إل‬
‫العشاء‪.‬‬
‫وقبهل تفرّق الميهع يكهي الميه لمه قصهة تعليميهة؛ فيقول‪ :‬فه إحدى‬
‫الرّات خرجهت جاعهة إل منطقهة كذا وكذا‪ ،‬وبعهد تقسهيمهم إل مموعتيه‪،‬‬
‫مكثت الجموعة الول ف السجد‪ ،‬وخرجت الجموعة الثانية بعد تقسيمها إل‬
‫مموعات إل البيوت الجاورة للمسهجد‪ ،‬وكلّمها طرق الارجون بابًها مهن‬
‫البواب ل يدوا الواب الناسهب‪ ،‬ول السهتجابة الطيبهة‪ ،‬فمها زالوا يطرقون‬
‫البواب ول يُستجاب لم‪ ،‬فقال بعضهم لبعض‪ :‬تفقّدوا إيانكم يا أحبّة‪ ،‬فتفقّد‬
‫كلّ منههم إيانهه فلم يدهبهه بأسهًا!! فتفطّن أحدههم وقال‪ :‬لعلّ إخواننها الذيهن‬
‫تركناهم ف السجد غفلوا عن ذكر ال‪ ،‬فقالوا بأجعهم‪ :‬دَعُون َا نذهب ونرى‪،‬‬
‫فلمّا دخلوا عليهم السجد‪ ،‬وجدوهم قد غفلوا عن ذكر ال‪.‬‬
‫ف قلب وعقل مستمعيه ـ‬ ‫أخي‪ :‬هل انقدح ف قلبك وعقلك ـ كما انقدح‬
‫بأن ّك لو ك نت خارجًا مع هم‪ ،‬ثّ جعلوك ف حل قة ال سجد‪ ،‬هل ك نت ح ي‬
‫ساعك لذه الق صة ستغفل عن ذ كر ال ؟ أم أن ّك ستجتهد ف يه‪ ،‬لعلّ ال أن‬
‫يوفّق إخوانك الذين ف الارج من الجموعة الثانية‪ ،‬حت تعود بأسرها ؟‬
‫ل ش كّ أ نّ هذا هو الذي سيكون‪ ،‬ل سيما إذا أسند ذلك بقوله بعد تلك‬
‫الق صة‪ :‬قال ر سول ال ‪< :‬مَا اجْتَمَ عَ قَوْ مٌ فِي بَيْ تٍ مِ نْ بُيُو تِ الِ يَتْلُو نَ‬
‫كِتَا بَ الِ َويََتدَارَ سُونَهُ بَيَْنهُ مْ‪ ،‬إِلّ نَ َزلَ تْ َعلَيْهِ مُ ال سّكِيَنةُ‪َ ،‬وغَشِيَتْهُ ُم الرّحْ َمةُ‪،‬‬
‫لئِ َكةُ‪ ،‬وَ َذكَرَ ُه ُم الُ فِيمَنْ عِ ْن َدهُ>‪[ .‬مسلم (‪.])4/2074‬‬
‫وَ َحفّتْ ُهمُ الَ َ‬
‫‪21‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫فأهل السجد أشبه بولّد الكهرباء‪ ،‬والماعة الثانية أشبه بالصباح ف آخر‬
‫السلك‪ ،‬إذا اشتغل مولّد الكهرباء أنار ذلك الصباح‪ ،‬وإذا انطفأ‪ ،‬انطفأ‪.‬‬
‫بل قد يكلّفون بذلك واحدًا ـ من غي الارجي ف الولة ـ بعينه يُسمّونه‬
‫<الدينمو>‪.‬‬
‫هل سعت يا أخي الكري بثل هذا الثل ؟ وهل رأيت استدللً ـ مثل هذا‬
‫الستدلل ـ ؟!!‬
‫ومها ذكرت ذلك لك إلّ بُغيَة تنبيههك وتذيرك مهن مثهل هذه التّرّهات‬
‫والرافات‪ ،‬فانتبه يا مريد القّ والصواب والي والسداد‪.‬‬
‫وقد أخبتك من قبل بأنّي ل أريد دراسة هذه الماعة دراسة موسعة‪ ،‬بل‬
‫جئت با لكي تفهم الماعة الخرى‪ ،‬فإنّها أدقّ وأخفى من تلك‪ ،‬فهيّء نفسك‬
‫لفهم ها فهمًا ح سنًا‪ ،‬وإن شئت فا سترح بر هة‪ ،‬ثّ تعال م عي لطوف بك على‬
‫غا ية هذه الما عة‪ ،‬والو سائل الحقّ قة ل ا‪ ،‬مبيّنًا كل مة سرّها ومفتاح رمز ها‪،‬‬
‫مناقشًا لفكارهها معتمدًا فه ذلك كلّه على ال تعال أ ّولً‪ ،‬ثّ على كتهب القوم‬
‫ومقالتم وأشرطتهم ثانيًا‪ ،‬وعلى أقوال الذين تركوهم بعد أن كانوا معهم ثالثًا‪.‬‬
‫فأقول وبال التوفيق‪:‬‬

‫‪‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪22‬‬

‫تمهيد‬

‫لَم ّا اعتدى طاغية العراق القومي البعثي عميل روسيا على دولة الكويت‬
‫وشعبها‪ ،‬وتشريد أهلها‪ ،‬وغَصْبِ أموالا وأموالم‪ ،‬وهتك أعراض نسائهم‪ ،‬وقتل‬
‫رجال م و سجنهم‪ ،‬ل أ أ هل الكو يت إل ال أوّلً‪ ،‬ثّ إل دولة التوح يد‪ ،‬طالب ي‬
‫من هم العا نة والن صرة لر فع الظلم النازل ب م‪ ،‬فا ستجاب حكام ها وعلى رأ سهم‬
‫خادم الرمي الشريفي ـ وفّقه ال ـ وعلماؤها‪ ،‬وعلى رأسهم هيئة كبار العلماء‬
‫ـ حفظهم ال ـ وعامة أهلها ـ تبعًا لقادتم ـ لنجدة إخوانم‪ ،‬قائلي لم‪ :‬إنّ العقل‬
‫والشرع‪ ،‬وأصهحاب العقول الراجحهة والضمائر النهبيلة اليهة‪ ،‬ييزون لكهم‬
‫الستعانة بِمَن فيه القدرة على صدّ عدوان هذا اللحد الظال الغاشم ـ رفعًا لِمَا‬
‫نزل بكم‪ ،‬وحاية لنا من أن ينل بنا ما نزل بكم ـ ولو كان من الشركي‪.‬‬
‫فانبى بعض السياسيي فقهاء الواقع إل اتاذ موقف مغاير لِم َا عليه هذا‬
‫البلد وحكامه وعلماؤه وعامة أهله‪ ،‬قائلي‪:‬‬
‫لنه هؤلء القادميه متلون‪ ،‬ل مناصهرون‬‫ل يوز السهتعانة بالشركيه‪ّ ،‬‬
‫مؤيدون‪.‬‬
‫ثّ ل يكف هم ذلك‪ ،‬بل روّجوا الشر طة الختل فة‪ ،‬ووزّعوا من ها أعدادًا ل‬
‫ت صى‪ ،‬لتأي يد موقف هم‪ ،‬ولبيان خ طأ أ هل العلم ـ بزعم هم ـ ف فتوا هم‪ ،‬و قد‬
‫صحب ذلك كله تو تر شد يد ب ي الشباب أنف سهم‪ ،‬ووجدت فجوة بين هم وب ي‬
‫‪23‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫أهل العلم‪ ،‬بسعي أولئك ف التشكيك ف مواقف بعض العلماء‪ ،‬قائلي‪ :‬بأنّ فلنًا‬
‫ل يعلم‪ ،‬وال خر ل ي ضر‪ ،‬والثالث ترا جع‪ ،‬والرا بع توق ّف‪ .‬وهكذا ح ت جعلوا‬
‫الشباب ف حية من صحة فتوى العلماء‪ ،‬و من بقائ هم علي ها‪ ،‬بل ظ هر أولئك‬
‫السهياسيون بثوب الريهص على سهلمة البلد وأهله‪ ،‬وأنّههم المرون بالعروف‬
‫والناهون عن الن كر‪ ،‬وأنّ هم الكاشفون ل طط العداء‪ ،‬وألعيب هم‪ ،‬ومكر هم‪،‬‬
‫وكيدهم بالسلم وأهله‪ ،‬فارتقى هؤلء مرتقًا صعبًا‪.‬‬
‫ول أزل ف حية من هول الز مة‪ ،‬ومو قف هؤلء‪ ،‬و من ورائ هم الشباب‬
‫الذيهن ل يبلغوا مهن العلم الشرعهي إلّ القليهل القليهل‪ ،‬يدفعههم إل ذلك الوقهف‬
‫حسن ظنّهم بأولئك القوم‪ ،‬وحاس الشباب وعنفوانه‪ ،‬وما يرونه ويشاهدونه من‬
‫وجود القوّات الجنبية‪ ،‬إلّ أن ّه كما قد قيل‪< :‬رُب ّ ضارّة نافعة>‪ .‬إذ قد‬
‫كشفهت هذه الزمهة عهن كذب دعاوى القومييه‪ ،‬والبعثييه‪ ،‬والعلمانييه مهن‬
‫العرب‪ ،‬ح يث انق سم هؤلء إل فريق ي‪ :‬فر يق يؤي ّد الطاغ ية‪ ،‬وفر يق يؤ يّد أ هل‬
‫القّ‪.‬‬
‫وكشفت ـ أيضًا ـ عن عداء كثي من الامعات لكام هذا البلد وعلمائه‪،‬‬
‫الذين هم على النهج السلفي‪.‬‬
‫وكشفت ـ أيضًا ـ عن أنّ هاهنا جاعة قائمة مباينة لِمَا عليه علماء هذا‬
‫البلد‪ ،‬لا غاية ولا وسائل تقّق با تلك الغاية‪.‬‬
‫وبعد هذه القدمة التذكيية أبدأ معك أخي الكري بتوضيح ما ألّفت هذا‬
‫الكتاب من أجله‪ ،‬و ما دف عك إل قراء ته‪ ،‬وأ سأل ال التوف يق وال سداد والرشاد‪،‬‬
‫فأقول‪:‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪24‬‬

‫فصل‬
‫في اسم هذه الجماعة‬

‫إن سهألت عهن اسهم هذه الماعهة‪ ،‬فإنّه م يُس مّون ب <أه ل الس نّة‬
‫والماعة>‪ ،‬كما جاء ذلك ف مقال مم ّد ممّد بدري ف ملّة‪< :‬البيان>‬
‫ف عدد ها ر قم‪ )28( :‬لش هر شوال عام ‪1410‬ه‪ .‬ح يث قال ف ص (‪:)15‬‬
‫<وههي ههي الماعهة الته ندعوا فصهائل الركهة السهلمية إل اللتزام باه‪،‬‬
‫<جاعة أهل السنة>‪ ،‬الماعة العامة الواسعة‪.‬‬
‫ويقول ف ص (‪ ...< :)18‬ولِنَ سِيَ جيعًا إل أهداف نا ت ت را ية أ هل‬
‫ال سنّة والما عة>‪ .‬وان ظر أيضًا ال سلسلة ال ت ت صدرها دار الو طن للن شر ت ت‬
‫عنوان‪< :‬رسائل ودراسات ف منهج أهل السنّة>‪ ،‬وأحيانًا <الماعة>‪.‬‬
‫ول يفوت ك النظ ر إل كتابم العمدة‪< :‬أه ل الس نّة والماع ة معال‬
‫النطلقة الكبى>‪ ،‬لحمّد عبد الادي الصري‪.‬‬
‫وإل مها قاله عاي ض القرن فه شريطهه‪< :‬فِرّ مهن الزبيهة فرارك مهن‬
‫السد>‪ ،‬حيث قال‪ < :‬بل نن أهل السنّة ليس لنا اسم إلّ أهل السنّة‪ ...‬ول‬
‫يوز امتحان الناس‪ ،‬هل أنت إخوانيّا‪ ،‬أو سلفيّا‪ ،‬أو سروريّا‪ ،‬أو تبليغيّا‪ ،‬وما هي‬
‫جاعتهك الته تنتسهب ؟ ولبدّ لك مهن جاعهة‪ ،‬ب ل جاعت ك أه ل الس نّة‬
‫والماعة‪ .>...‬اه‬
‫‪25‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫هذا هو ا سها ال ت تنت سب إل يه‪ ،‬و سأرى م عك ـ إن شاء ال ـ هل هذا‬


‫ال سم مطا بق ل سمّاه‪ ،‬أم أنّه مُفرَغ من أع ظم متواه ؟! وأ نّ هذه إنّ ما هي‬
‫دعوى عريضة ل واقع لا ف القيقة ـ وفّق ال الميع لطاعته ـ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪26‬‬

‫فصل‬
‫في غاية هذه الجماعة‬

‫غاي ة هذه الماع ة‪ :‬ه ي إياد جاع ة الس لمي‪ ،‬وم ن ثَم َّ إمامه م‬
‫ودولتهم !‬
‫يوضّح ذلك ما جاء ف نشرة مركز بوث تطبيق الشريعة السلمية‪ ،‬العدد‬
‫ر قم (‪ ،)4‬والعنو نة ب <شرع ية النتماء إل الحزاب والماعات ال سلمية>‪،‬‬
‫حيث جاء ف ص (‪ ،)34‬عنوان هو‪< :‬الماعات السلمية خطوات مرحلية‬
‫ف الطريق إل جاعة السلمي>‪.‬‬
‫وف الصفحة نفسها قوله‪< :‬إنّ الهاد لنصبة المام‪ ،‬وإقامة الدين‪ ،‬وتكيم‬
‫الشريعة‪ ،‬فرض على الكافة ف هذه الالة‪ ...‬ف هذه الرحلة يأت دور الماعات‬
‫ال سلمية باعتبار ها تمّعات مرحل ية ف الطر يق إل جا عة ال سلمي‪ ...‬وغا ية‬
‫هذه الماعات أن تتولّى إعداد الطلي عة الجاهدة والقاعدة اليان ية ال صلبة‪ ...‬ل قد‬
‫سبق أ نّ الصل عن(‪ )1‬انعدام السلطة الشرعية‪ ،‬هو انتقال هذه السلطة إل المّة‪،‬‬
‫مثلة ف أ هل اللّ والع قد من ها‪ ،‬وأن ّ على هؤلء أن يمعوا كل مة الم ّة حول‬
‫متبوع مطاع‪ ،‬تنتظم به الكلمة‪ ،‬وتتوحّد به الراية‪ ،‬ويبدأ من خلله الهاد ف سبيل‬
‫ال‪ .>...‬اه‬
‫وجاء ف العدد رقم (‪ )12‬من نفس السلسلة السابقة والعنون ب <مدخل إل‬

‫() كذا بالصل‪ ،‬والصواب‪ :‬عند‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪27‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫ترش يد الع مل ال سلمي ف م سية الماعات ال سلمية> ف ص (‪ )116‬قول م‪:‬‬


‫<والصل ف ذلك كلّه أن ّ الركات السلمية اليوم بثابة اليوش‪ ،‬الت ينبغي‬
‫أن تنتظم با الم ّة كلّها على اختلف مذاهبها(‪ )1‬ومشاربا‪ ،‬لدفع فتنة الكفر وردّ‬
‫خطره عن دار السلم؛ فهي البديل عن الدولة السلمية‪ ،‬الت كانت تنّد كافّة‬
‫السلمي إذا داهم العدوّ دار السلم‪ ،‬ول تجب أحدًا مّن ثبت له عقد السلم من‬
‫الشتراك فه هذا الهاد‪ ،‬ول تنعهه منهه الغنيمهة والفيهء مها دامهت يده مهع‬
‫السلمي>‪ .‬اه‬
‫وقال حسي بن ممّد بن علي جابر ف كتابه <الطريق إل جاعة السلمي>‬
‫أنه جاعهة السهلمي غيه‬
‫ص (‪< :)11‬هدف البحهث أن أبيّن للمّة السهلمية ّ‬
‫موجودة‪.‬‬
‫وأنّه واجهب على ال سلمي كافّهة إقامتهها‪ ،‬وأ نّ هذا الوا جب هو فرض‬
‫العصر على كلّ المّة‪ ،‬حت تقوم دولة السلم وتترعرع>‪.‬‬
‫وقال فه ص (‪ 15‬ـ ‪< :)17‬مهن الوافهز الته دفعتنه لختيار هذا‬
‫الوضوع ما يلي‪:‬‬
‫أ ـ غياب جاعة السلمي عن حياة المّة السلمية‪ ،‬ووجوب إقامتها‪...‬‬
‫ج ـ لق صاء ال سلم وأحكا مه عن حياة البشر ية‪ ،‬بل عن حياة الم ّة‬
‫السلمية‪...‬‬
‫ه ـ جهل عامّة المّة السلمية بوجوب إقامة جاعة السلمي‪...‬‬
‫ز ـ الفت نة أو الشقاء‪ ،‬والضياع‪ ،‬ال ت تعيش ها البشر ية كاف ّة لغياب الدولة‬
‫السلمية>‪.‬‬

‫() ف الصل‪ :‬مذاهبا‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪28‬‬

‫وقال ـ أيضًا ـ ف (ص ‪< :)32‬هل ف الرض جاعة السلمي؟! والواب‬


‫ليس ف الرض جاعة السلمي بفهومها الشرعي>‪.‬‬
‫والذي ي كن أن نقول بوجوده بذا الفهوم‪ ،‬وعلى و جه القي قة‪ ،‬والوا قع هي‬
‫جاعة من السلمي‪ ،‬ودولة لبعض السلمي‪ ،‬وليس جاعة السلمي ول دولة السلمي‪.‬‬
‫وقال ـ أيضًا ـ ف ص (‪< :)35‬هذه الدلّة تدلّ على عدم وجود جا عة‬
‫السلمي ف حياة المّة السلمية‪ ،‬وعليه فواجب المّة السلمية كافة أن تسعى‬
‫لياد هذه الما عة ـ أ هل اللّ والع قد ف المّة يتفقون على أم ي ل م ـ فتكون‬
‫الكومة السلمية واللفة السلمية‪.>...‬‬
‫وقال مناع قطان(‪ )1‬ف مقابل ته ف مرآة الام عة عدد (‪ )175‬ال صادرة ف‬

‫() اعلم ـ أ خي القارئ ـ بأ ّن علي عشماوي <آ خر قادة التنظ يم الاص> قال ف كتا به‬ ‫‪1‬‬

‫<التاريهخ السهرّي لماعهة الخوان السهلمي> ص (‪ )62‬عهن مناع القطان‪< :‬قيادات‬


‫اله جر>‪ :‬وب عد أن سعت ق صته عن حال الخوان فأجاب‪ :‬إ نّ الخوان ف ال سعودية قد‬
‫اختاروا الش يخ <مناع قطاع> ـ كذا ف ال صل ـ م سئو ًل عن هم ـ والخوان ف إمارات‬
‫الليج اختاروا < سعد الدين إبراهيم> مسئولً‪ ...‬ويدر بنا أن نُعرّف بكلّ شخصية من‬
‫هذه الشخصيات الت ذكرتا‪.‬‬
‫الش يخ مناع القطان هو أ حد إخوان النوف ية‪ ،‬و قد ها جر وق يل إنّه أوّل م صري يرأ على تن يد‬
‫سعوديي ف دعوة الخوان بالسعودية‪ ،‬دون استشارة أحد‪ ،‬حت أنّن حينما عدت من السعودية‬
‫بعد زيارة لا عام ‪1964‬م‪ ،‬استقبلن الخ ممّد هلل ف الطار وسألن‪ :‬من السئول هنا ؟‬
‫فقلت له‪ :‬إنّه الشيخ مناع القطان‪...‬‬
‫<الخ سعد الدين إبراهيم>‪ :‬أحد الخوان الذين هربوا من مصر عام ‪1954‬م‪ ،‬إل ليبيا‪،‬‬
‫واستقرّ با بعض الوقت‪ ،‬ثّ اته بعد ذلك إل الليج‪ ،‬حيث عاش مدّة طويلة هناك وانتخبه‬
‫الخوان مسئولً عنهم‪.>...‬‬
‫وقال ـ أيضًا ـ ف (ص ‪...< :)104‬خاصّة أن ّه ـ ف هذه الفترة ـ قد صدر قرار من الخ‬
‫<مناع القطان> ال سئول عن الخوان ف ال سعودية ـ بف صل ال ستاذ < سعيد رمضان>‬
‫‪29‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫يوم الثن ي ‪ 9‬من شوال ‪1414‬ه ح يث جاء في ها‪< :‬شباب نا إل م ت سيبقى‬


‫حالم هكذا ؟‬
‫ـ إل أن يأذن ال بقيادة إسلمية رشيدة تضمّه بي جناحيها‪.‬‬
‫أمنية تتمنّونا ؟‬
‫ـ أن تقوم دولة ال سلم العال ية وت ستعيد ماضي ها وتقود البشر ية‪ ،‬مؤد ية‬
‫رسالتها‪ ،‬حت يكون الدين كلّه ل‪.>...‬‬
‫ويقول س لمان العودة فه شريطهه <الم ّة الغائب ة>‪< :‬فالشعوب‬
‫السلمية تع يش ف وادٍ‪ ،‬وحكام ها يعيشون ف وادٍ آ خر‪ ،‬لنّ هم ل ي عبون عن‬
‫حقي قة مشاعر ها ال ت ف قلب ها‪ ،‬ول يثلون حقي قة الد ين الذي تنت سب إل يه‪...‬‬
‫ويؤسفن جدّا أن أقول ف مقابلة ذلك‪ :‬هناك دول قامت على أساس قناعة الناس‬
‫با‪ ،‬فكانت راسخة عميقة مكّنة‪.‬‬
‫أم ّا دولة السلم الت تكم السلمي منذ عهد اللفة الراشدة‪ ،‬فهذا أمر‬
‫واضح ل يتاج إل بيان‪.‬‬
‫فقد ظلّت دولة اللفة قائمة قرونًا تزيد على ثلثة عشر قرنًا من الزمان‪،‬‬
‫تميها القلوب قبل اليدي‪ ،‬وتميها الدعوات قبل العارك والضربات‪.‬‬
‫أمّا ف واقعنا اليوم‪ ،‬فالؤسف أن ّ المثلة الت تتّ جه إليها النظار غالبًا‬
‫هي أمثلة غي إسلمية>‪ .‬اه‬
‫أل تر أخي كيف سَمّى هذه المّة ب <الغائبة> ـ والغائبة ضدّ الاضرة‬
‫والوجودة ـ إذن فهي أمّة ل تأت بعد‪.‬‬

‫من الماعة‪ ،‬وكانت هناك ماولت من الستاذ <عبد البديع صقر>‪ ،‬لعادته مرة أخرى‪،‬‬
‫وكان حوله الكثي من اللغط‪ ،‬والقاويل الت كان الول البعد عنها‪ ،‬والتزام الذر>‪ .‬اه‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪30‬‬

‫وك يف قال‪< :‬إ نّ دولة الل فة ا ستمرّت أك ثر من ثل ثة ع شر قرنًا من‬


‫الزمان>‪ ،‬ويعن بذلك‪< :‬اللفة العثمانية>‪ ،‬وبعدها زالت اللفة والمامة‬
‫العامّة‪.‬‬
‫وان ظر ـ أيضًا ـ إل جواب سلمان العودة ف شري طه <لاذا يافون من‬
‫ال سلم>‪ ،‬ح يث سئل‪ :‬ل ي فى علي كم نظام ال كم ف ليب يا‪ ،‬و ما في ها من‬
‫مارب ة للس لم والس لمي‪ ،‬فم ا ه و واج ب الس لمي هناك؟ أَوَ يَفرّون‬
‫بدينهم ؟‬
‫فأجاب بقوله‪< :‬هذا ف كلّ بلد‪ .>...‬اه‬
‫وانظهر إل مها قاله س فر الوال ف شرح الطحاوي ة رق م (‪:)266/2‬‬
‫<فشوقنا كبي أن تكون أفغانستان النواة واللَبِن َة الول للدولة السلمية‪،‬‬
‫وما ذلك على ال بعزيز>‪ .‬اه‬
‫وإل ما قهاله سلم ان ـ أيضًا ـ ف شريطه <ي ا لراحات السلمي>‪:‬‬
‫<‪...‬الرايات الرفوع ة اليوم ف طول العال وعرض ه إنّم ا ه ي رايات‬
‫علمانية‪ .>...‬اه‬
‫وإل ما قاله ع بد العز يز الل يل ف ر سالته الراب عة <إ نّ رب ّك حك يم‬
‫علي م>‪ ،‬ص (‪ ،)43‬وكتاب ه <وقفات تربوي ة> ص (‪ ،)116‬حي ث قال‬
‫فيهم ا‪< :‬أي أنّن ا نري د منهجًا دعويّا يقوم على س لفية النه ج وعص رية‬
‫الواج هة‪ ...‬ح يث ل نق صد بال سلفية الوقوف فح سب ع ند القضا يا العقد ية‪،‬‬
‫الت واجه با سلفنا الصال انرافات عصرهم‪ ،‬وكانت فريضة الوقت يومئذ‪،‬‬
‫ثّ نتخلى عن العارك الطاح نة ال ت تدير ها الاهل ية ف الجتمعات العا صرة‪،‬‬
‫حيث ضاعت إسلمية الراية وإسلمية النّظُم>‪ .‬اه‬
‫‪31‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫‪‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪32‬‬

‫فصل‬
‫في وسائل هذه الجماعة للوصول إلى غايتها‬

‫بعد أن أوقفتك ـ أخي الكري ـ على اسم هذه الماعة وغايتها‪ ،‬فإنّك قد‬
‫تقول‪ :‬هل لذه الماعة من وسائل لتحقيق ما تصبو إليه ؟‬
‫فسأجيبك واثقًا هادئًا ب <نعم>‪.‬‬
‫وسهأذكر لك هذه الوسهائل متصهرًا أولً‪ ،‬ثّه أعود عليهها ـ بعون ال‬
‫وتوفيقه ـ بالتفصيل الشاف الرافع الدافع لكلّ لبس ف نفسك ـ إن شاء ال تعال ـ‬
‫ثانيًا‪ ،‬فهل أنت على استعداد لن تسمع ؟‬
‫إذن استمع لِمَا يُلقَى إليك من القائق والباهي‪.‬‬

‫بيان الوسائل على وجه الختصار‪:‬‬


‫من خلل قراءت لرسائل هؤلء‪ ،‬واستماعي لشرطتهم‪ ،‬والتقائي بكثي مِمّن‬
‫تركهم‪ ،‬وقراءت للردود عليهم‪ ،‬خلصت إل أ ّن لهذه الماعة ثلث وسائل رئيسية‬
‫لتحقيق غايتهم‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫<العدل والنصاف>‪ ،‬و<فقه الواقع>‪ ،‬و<التثبّت>‪.‬‬
‫علمًا بأ نّ هذه الوسائل تُعرَض على الدعوي ي والقراء بثوب مُجْمَل‪ ،‬ف‬
‫غاية من الجال ـ وهذه هي كلمة السرّ عندهم‪ ،‬كما بيّنت لك من قبل كلمة‬
‫‪33‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫ال سرّ ع ند جا عة التبل يغ‪ ،‬فتنبّه ! ح ت يت سنّى ل م التوف يق وال مع ب ي الوا فق‬
‫والخالف‪ ،‬فإذا حصل ذلك تكوّنت لم جاعة السلمي‪.‬‬
‫فالوس يلة الول‪ :‬لدخال الماعهة السهلمية فه جاعهة واحدة‪ ،‬أطلقوا‬
‫عليها <أهل السنّة الماعة>‪ ،‬وأَطلَق عليها غيُهم <القطبية>‪.‬‬
‫والو سيلة الثان ية‪ :‬لر فع َمنْزلة دعات م إل م صاف الئم ّة والعلماء‪ ،‬وال طّ‬
‫من شأن العلماء‪ ،‬لنّهم ل يفقهون الواقع‪...‬‬
‫والثال ثة‪ :‬لترو يج ما يقولو نه من شائعات‪ ،‬وتقريرات‪ ،‬وت صّورات لنّ هم‬
‫أوهوا الناس بأنّ هم أهل التثب ّت‪ ،‬وف الوقت نفسه للدفع عن جاعتهم وأفرادهم‬
‫ودعاتم‪ ،‬كلّ ردّ ونقد ـ ولو كان حقّا مضًا ـ إذا وُجِّه إليهم‪.‬‬
‫إلّ أنّه ق بل الكلم على تلك الو سائل مف صَّلً‪ ،‬ي سن ب نا أن ن تبيّن مو قف‬
‫ال سلف من اللفاظ الجملة؛ ح ت تت سنّى ل نا القار نة ب ي الوقف ي من ها‪ :‬مو قف‬
‫السلف‪ ،‬وموقف السياسيي‪.‬‬

‫‪‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪34‬‬

‫فصل‬
‫في بيان موقف السلف من اللفاظ المجملة‬

‫قال المام ابن القيم الوزية ـ رحه ال تعال ـ ف كتابه‪< :‬الصواعق الرسلة‬
‫على الهميهة والعطّلة> (‪ 3/925‬ـ ‪< :)928‬إنّ هؤلء العارضي للكتاب‬
‫والسنّة بعقلياتم‪ ،‬الت هي ف القيقة جهليات‪ ،‬إنّما يبنون أمرهم ف ذلك على‬
‫أقوال مشتبهة متملة‪ ،‬تتمل معان متعدّدة‪ ،‬ويكون ما فيها من الشتباه ف العن‪،‬‬
‫والجال ف اللفظ يوجب تناولا ب قّ وباطل‪ ،‬فبما فيها من ال قّ يَقب َل ـ م َن ل‬
‫يُحِط با علمًا ـ ما فيها من الباطل‪ ،‬لجل الشتباه واللتباس‪ ،‬ثّ يعارضون با فيها‬
‫من البا طل ن صوص ال نبياء‪ ،‬وهذا من شأ ضلل م َن ضلّ من ال مم قبل نا‪ ،‬و هو‬
‫منشأ البدع كلّها‪ ،‬فإن ّ البدعة لو كانت باطلً مضًا لَمَا قبلت‪ ،‬ولبادر كلّ أحد‬
‫إل ردّها وإنكارها‪ ،‬ولو كانت حقّا مضًا ل تكن بدعة‪ ،‬وكانت موافقة للسنّة‪،‬‬
‫ولكنّ ها تشتمل على ح قّ وباطل‪ ،‬ويلتبس فيها ال قّ بالباطل‪ ،‬كما قال تعال‪:‬‬
‫وَلَ تَ ْلبِسُوا الَقّ بِالبَاطِلِ وَتَ ْكتُمُوا الَقّ وَأَنتُمْ تَ ْعلَمُونَ [البقرة‪.]42 :‬‬
‫فن هى عن ل بس ال قّ بالبا طل وكتما نه‪ ،‬ولب سه به خل طه به ح ت يلت بس‬
‫أحدها بالخر‪ ،‬ومنه التلبيس‪ ،‬وهو التدليس والغ شّ‪ ،‬الذي يكون باطنه خلف‬
‫ظاهره‪ ،‬فكذلك ال قّ إذا ل بس بالبا طل يكون فاعله قد أظ هر البا طل ف صورة‬
‫ال قّ‪ ،‬وتكلّم بل فظ له معنيان‪ :‬مع ن صحيح‪ ،‬ومع ن باطل‪ ،‬فيتوه ّم ال سامع أن ّه‬
‫‪35‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫أراد العن الصحيح‪ ،‬ومراده الباطل‪،‬فهذا من الجال ف اللفظ‪.‬‬


‫وأمّا الشتباه ف العن فيكون له وجهان‪ ،‬هو ح ّق من أحدها‪ ،‬وباطل من‬
‫الخر‪ ،‬فيوهم إرادة الوجه الصحيح‪ ،‬ويكون مراده الباطل‪ ،‬فأصل ضلل بن آدم‬
‫م ن اللفاظ الجملة‪ ،‬والعان الشتبه ة‪ ،‬ول س يما إذا ص ادفت أذهانًا مبط ة‪،‬‬
‫فكي ف إذا انضاف إل ذلك هوى وتعص ّب ؟ فسهَلْ مثبّت القلوب أن يثبّت‬
‫قلبك على دينه‪ ،‬وأن ل يوقعك ف هذه الظلمات‪ .‬قال المام أحد ف خطبة كتابه‬
‫ف الردّ على الهمية‪< :‬المد ل الذي جعل ف ك ّل زمان فترة من الرسل بقايا‬
‫مهن أههل العلم‪ ،‬يدعون مَهن ض ّل إل الدى ويصهبون منههم على الذى‪ ،‬ييون‬
‫بكتاب ال الو تى‪ ،‬ويب صرون بكتاب ال أ هل الع مى‪ ،‬ف كم من قت يل لبل يس قد‬
‫أحيوه‪ ،‬وكم من تائه ضالّ قد هدوه‪ ،‬فما أحسن أثرهم على الناس‪ ،‬وما أقبح أثر‬
‫الناس عليهم‪ ،‬ينفون عن الكتاب تريف الغالي وانتحال البطلي‪ ،‬وتأويل الاهلي‪،‬‬
‫الذ ين عقدوا ألو ية البد عة وأطلقوا عنان الفت نة‪ ،‬ف هم متلفون ف الكتاب‪ ،‬مالفون‬
‫للكتاب متفقون على مالفة الكتاب‪ ،‬يقولون على ال‪ ،‬وف ال‪ ،‬وف كتاب ال بغي‬
‫هه مهن الكلم‪ ،‬ويدعون جُهّال الناس بِمَها يشبهون‬ ‫علم‪ ،‬يتكلّمون بالتشابه‬
‫عليهم‪ ،‬فنعوذ بال من فت الضلّ ي>‪ .‬وهذه الطبة تلقاها المام أحد عن عمر‬
‫بن الطاب‪ ،‬أو وافقه فيها>‪ .‬اه‬
‫بيان تلك الوسائل على وجه التفصيل‪:‬‬
‫إذا تبيّن لك أخي الكري ما ذكرته آنفًا‪ ،‬فل بأس من أن نضي سويّا قُدُمًا‬
‫للوقوف على تفصيل القول ف كلّ وسيلة بالجّة والبهان‪ ،‬لكن بعد أن نتذكّر‬
‫سويّا بأ نّ كلمة سرّهم هي‪< :‬أ نّ أيّ وسيلة أو فكرة أو مقولة يراد لا أن‬
‫تُروَّج بي الناس؛ فلبدّ م ن عرضه ا بثوب مُجْمَ ل ليق ف منه ا المي ع‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪36‬‬

‫ـ الوافق والخالف ـ موقف الياد على أقل تقدير>‪.‬‬


‫‪37‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫فالوسيلة الولى‪ :‬العدل والنصاف‪.‬‬


‫قهد ذكرت لك أنّههم سهلكوا هذه الوسهيلة‪ ،‬ونادوا باه كهي يُدْخِلوا‬
‫الماعات السهلمية فه جاعتههم القترح إنشاؤهها‪ ،‬مهع بقاء كلّ فرد ضمهن‬
‫جاع ته‪ ،‬ول كن يتعاون الم يع ف ال صال الشتر كة العام ّة‪ ،‬والمور ال ت تقّق‬
‫الي؛ فإذا حصل ذلك تكوّنت الماعة العامّة أو الماعة المّ‪.‬‬
‫ف هم ينظرون إل اللف ب ي الماعات السلمية على أنّه خلف تنوّع‪،‬‬
‫ل خلف تضاد‪ ،‬خلف ف الزئيات والفرعيات‪ ،‬ل ف الكلّيات والصول‪.‬‬
‫وهذا ل ش كّ ج هل بوا قع الماعات ال سلمية القائ مة ومناهج ها ـ علمًا‬
‫بأنّهم يزعمون أنّهم فقهاء واقع !‬
‫هذا إذا ل يكونوا يعلمون‪ ،‬أمّها إن كانوا عاليه بفسهاد مناههج تلك‬
‫الماعات‪ ،‬ومع ذلك أدخلوا خلفهم ضمن اللف السائغ‪ ،‬فهذه خيانة عظمى‪،‬‬
‫وغشّ لعامّة السلمي‪ ،‬وال الستعان‪.‬‬
‫واعلم ـ هدي تُ وإيّاك للر شد ـ بأن ّه قد تكلّم عن هذا البدأ كث ي من‬
‫ال ُكتّاب‪ ،‬والطباء‪ ،‬والحاضرين‪ ،‬ف رسائل عديدة‪ ،‬وأشرطة كثية‪.‬‬
‫فمن الرسائل‪ :‬رسالة أحد بن عبد الرحن الصويان بعنوان‪< :‬منهج أهل‬
‫السنّة والماعة ف تقوي الرجال ومؤلّفاتم>‪ ،‬وهشام بن إساعيل الصين ف‬
‫رسالة بعنوان‪< :‬منهج أهل السنّة والماعة ف النقد والكم على الخرين>‪.‬‬
‫و سلمان العودة ف كتا به وشري طه‪ < :‬من أخلق الداع ية>‪ ،‬وز يد الز يد ف‬
‫رسهالته‪< :‬ضوابهط رئيسهة فه تقويه الماعات السهلمية>‪ ،‬والقطري فه‪:‬‬
‫<قواعد العتدال لِمَن أراد تقوي الماعات والرجال>‪ ،‬وغيها كثي‪.‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪38‬‬

‫ولنأخذ منها رسالة تكون هي مدار البحث والناقشة‪ ،‬مع تطبيق <كلمة‬
‫الس رّ> على النقاط البحوثهة‪ ،‬ولتكهن رسهالة‪< :‬ضوابهط رئيسهة فه تقويه‬
‫الماعات السلمية> للزيد(‪ ،)1‬إذ هي خلصة تلك الرسائل‪.‬‬

‫() قرأت مقالة نشرها الدكتور‪ :‬زيد بن عبد الكري الزيد بعنوان <الوسطية ف السلم> ف‬ ‫‪1‬‬

‫جريدة الرياض عدد (‪ )9688‬وقد قال ف آخرها‪< :‬وقفة مهمّة‪ :‬صدر ل منذ عدّة سنوات‬
‫كتيب حول ضوابط ف تقوي الماعات السلمية ضمّنته خسة ضوابط موجزة‪ ،‬وقد جدّت‬
‫لديّ معلومات‪ ،‬وطرأت أحداث توجب إعادة النظر ف العديد منها‪ ،‬بل إعادة النظر ف فكرة‬
‫الكتاب جلة‪ .‬وال الوفق>‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬يا زيد ل تصنع شيئًا‪ ،‬إذ هي توبة ورجوع منك عن أخطاء وَقَعْتَ فيها فيما كتبت‬
‫بألفاظ مملة ـ على الن هج ال سابق ـ فهلّ ف صّلتها لتُحذَر‪ .‬وعلى كلّ فرجوع ش خص عن‬
‫مقالة معيّنهة أو منههج معيّن‪ ،‬ل يسهتلزم بالضرورة زوال ذلك النههج واندثار تلك القولة‪ ،‬ل‬
‫سيما إذا انتشر وانتشرت‪ ،‬واشتهر واشتهرت عن طريق الكتب والشرطة والشخاص الداعي‬
‫إليه ما‪ ،‬ك ما أ نّ رجوع أ ب ال سن الشعري عن مذ هب العتزلة والكلب ية إل مذ هب أ هل‬
‫السنّة والماعة ل ي ُح مذهب العتزلة والكلبية من الوجود‪ ،‬بل بقيا إل يومنا هذا ـ لنّ القالة‬
‫ل توت بوت صاحبها ول برجوعه عنها‪ ،‬ل سيما بعد انتشارها فكذا هنا‪ .‬هذا أ ّولً‪.‬‬
‫وثان يا‪ :‬إ ّن رجوع الش خص عن من هج قائم منت شر ل ي نع من الردّ على ذلك الن هج وتلك‬
‫القولت‪ ،‬ولو كا نت ب عض القولت لذلك الكا تب التائب‪ ،‬ل نّ البا طل ل يُردُّ إلّ بذلك‪.‬‬
‫وهذا ك ما ل تنع ب عض أ هل ال سنّة والما عة كا بن تيم ية وا بن الق يم وغيه ا ـ تو بة بعض‬
‫علماء الكلم ـ كالرازي والوين والغزال وغيهم ـ من الر ّد عليهم‪.‬‬
‫وثالثًا‪ :‬ليعلم أ ّن منهج السلف الصال منهج كامل متكامل ل نقص فيه بوجه من الوجوه‪ ،‬وف‬
‫الو قت نف سه هو من هج وا ضح كوضوح الش مس ف راب عة النهار‪ ،‬لكثرة الدلة التضافرة من‬
‫الكتاب والسنّة وأقوال الصحابة والئم ّة على توضيحه‪ ،‬فهو منهج واضح مستقرّ غي خاضع‬
‫للتجر بة والتجر يب‪ ،‬كالنا هج الدنيو ية ـ كال طب والند سة واليولوج يا والفيزياء والكيمياء‬
‫‪39‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫قال ـ وفّقه ال لكلّ خي ـ‪< :‬الضابط الول‪ :‬الرجع الول لكلّ اختلف‬
‫كتاب ال وسنّة رسوله >‪.‬‬
‫ثّه ذكهر اليات والحاديهث الدالّة على وجوب إرجاع أيهّ اختلف‬
‫وتنازع إل كتاب ال وسنّة رسوله ‪.‬‬
‫وهذا الكلم فيهه إجال‪ ،‬لنهّ كلّ الماعات السهلمية تنادي بذلك‪،‬‬
‫وتدّعهي كلٌّ منهها أنّهها متمسهّكة بالكتاب والسهنّة‪ ،‬ومرجعهة كلّ خلفهها‬
‫واختلفها إليهما‪.‬‬
‫فالواجهب أن يقال‪< :‬الرجهع الول لكلّ اختلف؛ كتاب ال وسهنّة‬
‫رسوله على فهم السلف الصال>‪.‬‬
‫وإلّ فالشاعرة ـ بزعمهم ـ يرجعون إل الكتاب والسنّة لكن بفهم أئمّتهم‬
‫الشعرية‪ ،‬وكذا الاتريدية‪ ،‬والهمية‪ ،‬والعتزلة‪ ،‬بل والرافضة ـ هذه دعواهم ـ كلّ‬
‫يرجع إليهما‪ ،‬لكن بفهم شيخه وأصحاب طريق ته‪ ،‬والماعات السلمية كذلك‬
‫يفعلون‪ ،‬لكن لَم ّا أراد إدخال الميع رفع هذا القيد‪ ،‬ولو أنّه صرّح به لرجت‬
‫جيع الطوائف‪ ،‬وبقيت الدعوة الصحيحة‪ ،‬لكنّه أجل حت يوافقه الميع‪.‬‬
‫قال الز يد‪< :‬الضا بط الثا ن‪ :‬العتماد ف التقو ي على ن صوص الما عة‬
‫وأنظمتها‪ ،‬ل على أقوال النتسبي إليها‪...‬‬
‫إ نّ درا سة الما عة وال كم علي ها وتقوي ها ينب غي أن ي ستند إل ن صوص‬
‫نظامها ومستنداتا الرسية فحسب‪.‬‬

‫ونوهها ـ فعلى هذا ل يصهح قول الزيهد ـ وفقهه ال ـ ‪< :‬وقهد جدَّت لدي معلومات‪،‬‬
‫وطرأت =‬
‫= أحداث توجب إعادة النظر ف العديد منها‪ ،‬بل إعادة النظر ف فكرة الكتاب جلة>‪.‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪40‬‬

‫ول يس من العدل والن صاف أن تنت قص من جا عة ل طأ و قع ف يه أ حد‬


‫أفرادها‪.‬‬
‫وفرق كبي جدّا ب ي رأي الفرد النت سب إل الما عة‪ ،‬ورأي الما عة‪ ،‬بل‬
‫هناك فرق كبي بي رأي قائد الماعة بصفته الشخصية‪ ،‬وصفته الرسية‪ ،‬فما قاله‬
‫بصفته الشخصية ل ينسب إل الماعة بال من الحوال‪.‬‬
‫أليس الرسول يقول‪ :‬ما روى ذلك أنس أنّه مرّ بقوم يلقحون‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫<لَوْ لَم ْ َتفْعَلُوا لَص َ َلحَ>‪ .‬قال‪ :‬فخرج شيصهًا‪ ،‬فمرّ بمه فقال‪< :‬مَ ا‬
‫لَِنخْلِ ُكمْ ؟>‪ ،‬قالوا‪ :‬قلت‪ :‬كذا وكذا‪ ،‬قال‪< :‬أَنُْتمْ أَعْ َلمُ بَِأمْرِ ُدنْيَا ُكمْ>‪.‬‬
‫فهذا قول الر سول و قد قاله ب صفته الشخصية فقط‪ ،‬ون ن متعبّد ين(‪ )1‬ب ا‬
‫قاله بصهفته‪< :‬بشرًا رسهولً> يُبلّغ عهن ال سهبحانه وتعال‪ ،‬ولذلك جاء فه‬
‫شرٌ‪ِ ،‬إذَا َأمَ ْرتُكُ مْ ِبشَيْءٍ مِ نْ رَْأ يٍ َفإِنّمَا أَنَا‬
‫الروا ية الخرى‪ ،‬فقال‪ِ< :‬إنّمَا أَنَا بَ َ‬
‫شرٌ>‪ .‬اه‬
‫بَ َ‬
‫ولنا مع هذا الكلم وقفات‪:‬‬
‫الول‪ :‬هذا الكلم أعطى لكلّ مبطل شبهة يدفع با النقد الوجّه لماعته‬
‫ـ ولو كان النقد حقّا ـ إذ ل يعسر عليه أن يقول‪ :‬يا أخي هذا الكلم ل تقل به‬
‫الماعة‪ ،‬وليس هو من منهجها‪ ،‬بل هو قول ذلك الشخص وذلك القائد‪ ،‬لن ّه‬
‫إنّما تكلّم بصفته الشخصية‪ ،‬ل الرسية‪.‬‬
‫فإذا قالوا ذلك‪ ،‬قل نا‪َ :‬فلِ مَ ل تأ مر الما عة ذلك الش خص بالعروف وتن هه‬
‫عن النكر ؟ بل يب على تلك الماعة أن تتبأ من تلك القوال الخالفة للشرع‪،‬‬
‫وإلّ كانت مقرّة لا معتقدة إيّاها‪.‬‬

‫() كذا بالصل‪ ،‬وصوابه‪ :‬متعبّدون‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪41‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫الثاني ة‪ :‬هذا القول أشبهه بقول بعهض التبليغييه حينمها قلت لمه‪ّ :‬‬
‫إنه فه‬
‫كتابكم <تبليغي نصاب> من الشركيات والبدع والحاديث الوضوعة ما ال‬
‫به عليم‪ ،‬فلماذا تعتمدونه‪ ،‬وتروّجونه بينكم وبي غيكم ؟‬
‫فقال ل أحدهم‪ :‬يا أخي هذا الكتاب كتبه رجل مبّ للجماعة‪ ،‬ل أنّه من‬
‫الماعة‪.‬‬
‫فقلت لم‪ :‬أرأيتم لو أن ّ دار الفتاء قامت بطبع ونشر كتب علوي مالكي‬
‫البيثة‪ ،‬أكان يغن ف الذ بّ عن فساد منهج الدار القول بأ نّ كاتب هذه الكتب‬
‫مبّ للدار‪ ،‬ل أنّه من أهلها ؟! الواب‪ :‬ل‪ .‬فكذا فيما قلتم‪.‬‬
‫وبالناسهبة‪ ،‬ينبغهي أن تعلم أخهي الكريه أنّه عنهد جاعهة التبليهغ مصهطلحًا‬
‫ييّزون به ب ي الارج ي مع هم‪ ،‬ل سيما إذا كان بين هم م َن هو مالف ل م ف‬
‫الن هج‪ ،‬والفكار‪ ،‬فإنّ هم يقولون ع نه حين ما ت سنح فر صة للتعارف‪ :‬فلن مب ّ‬
‫للجماعة‪.‬‬
‫ويقولون لِمَن كان منهم‪ :‬فلن من الماعة‪.‬‬
‫ولذا إذا أطلق الصطلح الول على شخص ما‪ ،‬فإ نّ صافرات النذار ـ غي‬
‫الرئيهة وغيه السهموعة ـ تنطلق‪ ،‬فيعامَهل هذا الشخهص معاملة معيّنهة‪ ،‬ومهن‬
‫أشخاص معيّن ين‪ ،‬حت تنتهي فترة خروجه‪ ،‬حفاظًا على الذين خرجوا معهم من‬
‫أن يفسد عليهم عقولم !!!‬
‫الثالث ة‪ :‬قوله‪< :‬فهذا قول الرسهول ‪ ،‬وقهد قاله بصهفته الشخصهية فقهط‪،‬‬
‫ون ن متعبد ين ـ هكذا ـ ب ا قاله ب صفته بشرًا ر سولً>‪ .‬اه كلم با طل‪ .‬إذ ن ن‬
‫متعبدون بكلّ ما قاله أو فعله أو أقرّه‪ ،‬إلّ ما استثناه الدليل‪ ،‬ولذا فإ نّ الصحابة‬
‫حينما سعوا قوله‪< :‬لو ل تفعلوا لصلح>‪ ،‬ل يقولوا له‪ :‬هل قلت هذا الكلم يا‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪42‬‬

‫ر سول ال ب صفتك الشخ صية ـ فن حن ف حلّ ـ أو ب صفتك الر سالية ـ إن ص ّح‬


‫التعبي ـ فنحن متثلون لك‪ .‬بل بجرّد ساعهم له تركوا التأبي‪ ،‬واستمرّوا على هذا‬
‫المهر حته جاءههم البيان‪ ،‬وههو قوله عليهه الصهلة والسهلم‪< :‬أنتهم أعلم بأمهر‬
‫دنياكم>‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أنّ هذا القياس إمّا فاسد‪ ،‬أو ل يؤدّي إل ما يريد‪.‬‬
‫أنه الصهل فه أقوال الرسهول عليهه الصهلة والسهلم وأفعاله‬
‫توضيحهه‪ّ :‬‬
‫وتقريراته‪ :‬التشر يع‪ ،‬ل ينتقل من هذا ال صل إلّ بدليل ـ كما أوضحنا أدلّته ـ ؛‬
‫فإذا كان ذلك كذلك‪ ،‬فقياس أ يّ قائد جا عة على الر سول يعل الصل ف يه‬
‫أنّه إذا تكلّم أو فعل أو قرّر يُحم َل على صفته الرسية‪ ،‬ل ينتقل من ذلك الصل‬
‫إل صفته الشخصية إلّ ببيان‪.‬‬
‫وهذا القياس ل يؤدّي إل مها يريهد الزيهد‪ ،‬لن ّه ل يلحهق تلك القوال‬
‫والفعال ما ينقلها إل الصفة الشخصية أي بيان‪ ،‬بلف قول الصطفى ‪< :‬لو‬
‫ل تفعلوا لصلح>‪ ،‬فإنّه لقه البيان‪ ،‬وهو قوله‪< :‬أنتم أعلم بأمر دنياكم>‪.‬‬
‫َفإِ نْ جعل الصل ف المي الصفة الشخصية‪ ،‬فسد عليه القياس؛ لختلف‬
‫الصلي‪ ،‬إذ الصل ف الرسول عليه الصلة والسلم الصفة التشريعية الرسالية‪،‬‬
‫والصل ف المي الصفة الشخصية عنده‪.‬‬
‫الوقفة الامسة‪ :‬هب أن ّا سلّمنا لكم ذلك‪ ،‬فلماذا تتعلّقون بشخص قال‬
‫الباطل ودعا إليه وأمر به ؟ ولاذا ل نتّحد وإيّاكم ف ردعه ؟ ببيان فساد مقولته‪،‬‬
‫والخذ على يده وتذير الناس من الغترار به وبباطله‪ ،‬وذلك بتوجيههم إل القّ‬
‫وأهله‪ ،‬أمّا أن يسكت عنه‪ ،‬بل يعلّق الشباب به‪ ،‬وذلك بتلميعه‪ ،‬وتجيده‪ ،‬وتبير‬
‫‪43‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫أخطائه‪ ،‬فهذا موقف ل يمده الشرع ول العقل‪ ،‬لكونه غشّا وخيانة‪.‬‬


‫الوقفة السادسة‪ :‬أنّ هذا قياس مع الفارق‪ ،‬إذ الادثة الت قال فيها الرسول‬
‫‪< :‬لو ل تفعلوا لصلح>‪ ،‬حادثة دنيوية‪ ،‬ل دينية‪ ،‬بلف زعمائكم‪ ،‬فإنّ هم‬
‫ل يتكلّمون ف أمر الدنيا‪ ،‬بل ف أمر الدين‪ ،‬فافترقا‪ ،‬فلم يصحّ القياس‪ ،‬فتنبّه !!!‬
‫الوقفة السابعة‪ :‬إذا قارن القارئ بي ما حكاه عن النووي ـ رحه ال ـ ف‬
‫هذه الر سالة‪ ،‬وب ي ما ذكره النووي ـ رح ه ال ـ ف شر حه ل صحيح م سلم (‬
‫‪ ،)15/166‬يد فرقًا بي الكلمي‪ ،‬ل يدلّ على ما ذكره الزيد‪ ،‬فليُرجَع إليه‪.‬‬
‫قال الزيد‪<:‬الضابط الثالث‪ :‬ل تتعرض للنقد إلّ إذا كان يقّق مصلحة‬
‫راجحة>‪ .‬اه‬
‫اعلم ـ أخي الكري ـ أ نّ اللف بي الماعات السلمية ليس من باب‬
‫اللف السهائغ‪ ،‬أو خلف الفروع‪ ،‬إنّمها ههو مهن خلف التضاد واللف فه‬
‫الصول‪.‬‬
‫إذن ل يس اللف بين نا وب ي الماعات من باب ن قل الش خص من النلة‬
‫الفضولة إل النلة الفاضلة‪ ،‬وكذا العكهس‪ ،‬بهل ننه ناول نقله مهن الضللة إل‬
‫الدى‪ ،‬ومن البدعة إل السنّة‪ ،‬ومن الشرك والكفر إل التوحيد واليان‪.‬‬
‫ف هل ب عد هذا ي صح أن يقال‪ :‬ل تتعرّض للن قد إلّ إذا كان يقّق م صلحة‬
‫راج حة ؟ فأ ين ال صلحة الراج حة إذا تعار ضت الضللة مع الدى‪ ،‬والبد عة مع‬
‫السنّة‪ ،‬والشرك مع التوحيد ؟‬
‫ل كن لَم ّا كان عرض أفكار هذه الما عة بألفاظ مملة‪ ،‬و جب التف صيل‬
‫ليتضح القّ والصواب ـ بإذن ال تعال ـ‪.‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪44‬‬

‫إذا اتّ ضح ذلك‪ ،‬فاعلم ـ أخي الكري ـ أ نّ ما نقله الزيد عن شيخ السلم‬
‫ل يدلّ على ما يريد‪ ،‬إذا كان اللف من باب اللف ف الصول‪ ،‬ل اللف‬
‫ف الفروع‪ ،‬ل كن لَم ّا ج عل الز يد كل مه مملً ت سنّى له أن ين قل كلم ش يخ‬
‫ال سلم‪ ،‬لكنّك إذا أنزل ته على وا قع الماعات ال سلمية اليوم‪ ،‬ات ضح ما قلت‬
‫لك سابقًا‪.‬‬
‫صبّ على م َن نقل شخ صًا من طريقة مفضولة إل‬ ‫فكلم شيخ السلم ُمنْ َ‬
‫‪...‬فإنه بعهض التفقّههة يدعون‬
‫ّ‬ ‫طريقهة فاضلة‪ ،‬يوضّح ذلك قوله رحهه ال‪< :‬‬
‫الر جل إل ما هو أف ضل من طريق ته عند هم‪ ،‬و قد يكونون مطئ ي‪ ،‬فل سلك‬
‫الول‪ ،‬ول الثان‪ ،‬وبعض التصوفة الريد يعتقد أ نّ شيخه أكمل شيخ على وجه‬
‫الرض‪ ،‬وطريقته أفضل الطرق وكلها انراف‪ ،‬بل يؤمر كلّ رجل أن يأت من‬
‫طاعة ال ورسوله با استطاعه‪ ،‬ول ينقل (تنبّه) من طاعة ال ورسوله بطريقته‪،‬‬
‫وإن كان فيها نوع نقص أو خطأ‪ ،‬ول يبيّن (تنبّه) له نقصها‪ ،‬إلّ إذا نقل إل ما‬
‫هو أف ضل منه ما‪ ،‬وإلّ ف قد ين فر قل به عن الول (الفضولة وإن كا نت حقّ ا)‬
‫بالكلّ ية‪ ،‬ح ت يترك ال قّ الذي ل يوز تر كه‪ ،‬ول يتم سّك بش يء آ خر>‪ .‬اه‬
‫[مموع الفتاوى (‪.])14/433‬‬
‫واعلم ـ أيضًا ـ أ نّ ما نقله عن العزّ بن عبد السلم ل يدلّ على ما يريد‪،‬‬
‫ل نّ اللف ب ي الماعات خلف ف ال صول‪ ،‬ل ف الفروع‪ ،‬و ما ذكره العزّ‬
‫إنّ ما هو من باب السائل الفرعية‪ ،‬حيث قال‪< :‬الكذب مفسدة مرّ مة‪ ،‬إلّ أن‬
‫يكون فيه جلب مصلحة أو درء مفسدة‪ ،‬فيجوز تارة ويب أخرى‪ ،‬وله أمثلة‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أن يكذب لزوجته لصلحها‪ ،‬وحسن عشرتا‪ ،‬فيجوز‪...‬‬
‫الثان‪ :‬أن يتبئ عنده معصوم من ظال يريد قطع يده‪ ،‬فيسأله عنه‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫‪45‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫ما رأيته‪ :‬فهذا الكذب أفضل من الصدق‪.>...‬‬


‫واعلم أنّ ما نقله عن ابن القيم ـ رحه ال ـ قد حذف منه كلمًا هامّا‪ ،‬ي ّل‬
‫حذفه بعن النقول‪ ،‬لن ّه لو ذكره لفسد عليه ما يريد إثباته‪ ،‬فتعال معي ـ أخي‬
‫الكري ـ لتقف على حقيقة المر بنفسك‪.‬‬
‫شرع‬ ‫قال الزيد‪< :‬يقول ابن القيم الوزية ـ يرحه ال تعال ـ إنّ النب‬
‫لمّ ته إياب إنكار الن كر‪ ،‬ليح صل بإنكاره من العروف ما يب ّه ال ور سوله‪،‬‬
‫فإذا كان إنكار النكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إل ال ورسوله‪ :‬فإن ّه ل‬
‫ي سوغ إنكاره‪ ،‬وإن كان يبغ ضه وي قت أهله‪ .>...‬إل أن قال‪< :‬وم َن تأمّل‬
‫ما جرى على ال سلم من الف ت الكبار وال صغار‪ ،‬رآ ها من إضا عة هذا ال صل‬
‫وعدم الصب على النكر‪ ،‬فطلب إزالته‪ ،‬فتولّد منه ما هو أكب منه‪ .>...‬ثّ قال‪:‬‬
‫<فإنكار النكر أربع درجات‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن يزول ويلفه ضدّه‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن َيقِلّ وإن ل يزل بملته‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن يلفه ما هو مثله‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن يلفه ما هو شرّ منه‪.‬‬
‫فالدرجتان الوليان مشروعتان‪ ،‬والثالثة موضع اجتهاد‪ ،‬والرابعة مرّمة‪.‬‬
‫فإذا رأيت أهل الفجور والفسوق يلعبون بالشطرنج‪ ،‬كان إنكارك من عدم‬
‫الفقهه والبصهية‪ ،‬إلّ إذا نقلتههم منهه إل مها ههو أحبّه إل ال ورسهوله‪ ،‬كرمهي‬
‫النشاب وسباق اليل ونو ذلك‪.‬‬
‫وإذا رأيت الفسّاق قد اجتمعوا على لو ولعب‪ ،‬أو ساع مكاء وتصدية‪،‬‬
‫فإن نقلتهم عنه إل طاعة ال‪ ،‬فهو الراد‪ ،‬وإلّ كان تركهم فيه شاغلً‪ ،‬خيًا من‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪46‬‬

‫أن تفرغهم لِمَا هو أعظم من ذلك‪ ،‬فكان ما هم فيه شاغلً لم عن ذلك‪ .‬وكما‬
‫إذا كان الر جل مشتغلً بك تب الجون ونو ها‪ ،‬وخِ فت من نقله عن ها انتقاله إل‬
‫كتب البدع والضلل والسحر‪ ،‬فدعه وكتبه الول>‪.‬‬
‫ول معه ف هذا النقل وقفتان‪:‬‬
‫الول‪ :‬حذفهه لكلم هام جدّا مهن كلم ابهن القيهم ـ رحهه ال ـ كمها‬
‫أسلفت ـ حيث حذف بعد قوله‪< :‬فإذا كان إنكار النكر يستلزم ما هو أنكر‬
‫م نه وأب غض إل ال ور سوله فإن ّه ل ي سوغ إنكاره‪ ،‬وإن كان ال يبغ ضه وي قت‬
‫أهله> قوله‪< :‬وهذا كالنكار على اللوك والولة بالروج عليه م‪ ،‬فإنّ ه‬
‫ف‬ ‫أ ساس كلّ شرّ وفت نة إل آ خر الد هر‪ ،‬و قد ا ستأذن ال صحابة ر سول ال‬
‫قتال المراء الذيهن يؤخرون الصهلة عهن وقتهها‪ ،‬وقالوا‪ :‬أفل نقاتلههم ؟ فقال‪:‬‬
‫يهِ مَا يَكْ َرهُ‪َ ،‬فلْيَصِْبرْ‪ ،‬وَلَ‬
‫لةَ> وقال‪َ < :‬ومَنْ َرأَى مِنْ أَمِ ِ‬
‫صَ‬‫<لَ‪ ،‬مَا أَقَامُوا ال ّ‬
‫يَنْزِعنّ يَدًا مِنْ طَاعَِتهِ>‪.‬‬
‫وحذف‪ :‬ـ أيضًا ـ بعهد قوله‪< :‬فطلب إزالتهه فتولّد منهه مها ههو أكهب‬
‫م نه>‪ ،‬قوله‪< :‬ف قد كان ر سول ال يرى ب كة أ كب النكرات‪ ،‬ول ي ستطيع‬
‫تغييها‪ ،‬بل لَم ّا فتح ال مكة وصارت دار إسلم عزم على تغيي البيت‪ ،‬وردّه‬
‫على قواعد إبراهيم‪ ،‬ومنعه من ذلك ـ مع قدرته عليه ـ خشية وقوع ما هو أعظم‬
‫منه من عدم احتمال قريش لذلك‪ ،‬لقرب عهدهم بالسلم‪ ،‬وكونم حديثي عهد‬
‫بكفر‪ ،‬ولذا ل يأذن ف النكار على المراء باليد‪ ،‬لِمَا يترتّب عليه من وقوع ما‬
‫هو أعظم منه‪ ،‬كما وجد سواء>‪.‬‬
‫والدا عي ف نظري ـ وال أعلم ـ لذ فه هذا الكلم اله مّ جدّا هو أنّه لو‬
‫لنه مفسهدة النكار على الماعات‬ ‫نقله لفسهدت عليهه قاعدتهه الته ذكهر‪ّ ،‬‬
‫‪47‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫السلمية‪ ،‬ليست كمفسدة النكار على الكام والولة‪ ،‬بل الخية أعظم‪ ،‬ل نّ‬
‫النكار على الماعات ال سلمية يقّق م صلحة ل مف سدة في ها‪ ،‬إذ ل يس في ها‬
‫إراقة دماء‪ ،‬ول ذهاب مال وولد وبلد‪ ،‬وليس فيها فتنة ف الدين والدنيا‪ ،‬بل فيها‬
‫ردّ لؤلء من الضللة إل الدى‪ ،‬ومن البدعة إل السنّة‪ ،‬ومن الشرك إل التوحيد‪،‬‬
‫فأي ّ مفسدة ف ذلك ؟ بلف النكار على الولة بالروج عليهم‪ ،‬ففيه فساد‬
‫وإفس اد للدي ن والدني ا‪ ،‬وذهاب الم ن والمان‪ ،‬وفي ه انتشار الرج والرج‪،‬‬
‫فكانت مفسدته أعظم من مصلحته؛ فلذا ل يشرعه الشارع‪.‬‬
‫وانظهر فه كلم ابهن القيهم حيهث قال‪< :‬وهذا كالنكار على اللوك‬
‫والولة بالروج عليهم‪ ،‬فإنّه أساس كلّ شرّ وفتنة إل آخر الدهر>‪.‬‬
‫ومهن أسهباب حذفهه لذا الكلم ـ أيض ًا ـ ههو‪ :‬أنّه لو نقله لرآه وقرأه‬
‫الشباب‪ ،‬ومن ثَمّ وقر ف قلوبم عدم الروج على الولة‪ ،‬فإثباته ل يتناسب مع‬
‫منهج مَن يريد إياد جاعة السلمي وإمامهم ودولتهم‪ ،‬فوجب حينئذ حذفه‪.‬‬
‫الوقفة الثانية‪ :‬أ نّ ما أثبته من كلم ابن القيم ل يؤدّي إل ما يريده‪ ،‬بل‬
‫يؤدّي إل ضدّه‪.‬‬
‫ان ظر إل قوله ـ رح ه ال ـ ‪< :‬فإذا رأ يت أ هل الفجور والف سوق يلعبون‬
‫بالشطرنهج‪ .>...‬اه‪ ،‬فههل ترى ـ أخهي الكريه ـ الماعات السهلمية لعبهة‬
‫بالشطرنج فقط‪ ،‬كالفسّاق الذين ذكرهم المام ابن القيم ؟ أو أنّ هم واقعون ف‬
‫البدع والضللة ـ ل سهيّما كهباءهم ـ كالقول باللول‪ ،‬والتاد‪ ،‬والتصهوف‪،‬‬
‫والدعوة إل بعض أنواع الشرك‪ ،‬والدعوة إل وحدة الصف مع الرافضة‪ ،‬بل مع‬
‫الديان ال سماوية ـ هكذا يزعمون ـ وبعض هم يد عو لترك الهاد‪ ،‬والهاد عنده‬
‫عبارة عن الروج وال سياحة ف الرض‪ ،‬وآخرون من هم يرون الروج على كلّ‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪48‬‬

‫حاكم مسلم‪ ،‬أو غي مسلم‪ ،‬وأغلب الماعات السلمية معادية لهل التوحيد‬
‫ف هذه البلد وف غيها‪.‬‬
‫وما جرى لهل كُنَر وأنصار السنّة ف السودان ليس منّا ببعيد بل ما‬
‫جرى ل نا ف أز مة الل يج من وقوف الماعات ال سلمية بأجع ها ف الدا خل‬
‫والارج مع طاغية العراق ـ أيضًا ـ ما هو منّا ببعيد‪.‬‬
‫واسح ل ـ أخي العزيز ـ بمسة صادقة ف أذنك؛ لعلّنا نفيق مّا نن فيه‪:‬‬
‫اعلم ـ أخي الكري ـ بأ نّ هذه الماعات قد فشلت ف تصحيح الوضاع‬
‫ف بلد ها ال ت انطل قت من ها‪ ،‬فإذا كان ذلك كذلك‪ ،‬فل يس ل نا حا جة ف تلك‬
‫الدعوات الفاشلة‪ ،‬ل سيّما و قد أغنا نا ال عن ها بدعوة سلفية صحيحة‪ ،‬قا مت‬
‫على يد أئمّة صادقي‪ ،‬صالي‪ ،‬مصلحي ـ ول زالت ول المد والن ّة ـ تميها‬
‫دولة إسلمية‪ ،‬رافعة لراية التوحيد منذ وجدت إل الن‪ ،‬وبعده ـ إن شاء ال ـ ؛‬
‫فما بالنا أُخَيّ نستبدل الذي هو أدن بالذي هو خي ؟!‬
‫صرَح من ذلك‪ ،‬فاعلم أن ّه حين ما قا مت دولة التوح يد والدعوة‬
‫وإن أردت َأ ْ‬
‫السلفية الت سَمّاها خصومنا ف ذلك الوقت ب <الدعوة النجدية> أو ب <الدعوة‬
‫الوهاب ية>‪ ،‬لينفِرّوا عن ها السلمي‪ ،‬وحين ما ف شل التحذ ير العل ن من تلك الدعوة‪،‬‬
‫أنشأوا طرقًا وجاعات دعو ية‪ ،‬لي سهل ل م ن قل ف سادهم النه جي والعقدي إل هذه‬
‫الدعوة وأهل ها‪ ،‬مطبّق ي القولة الفار سية البي ثة‪< :‬أشغلوا هذا الر جل ف ع قر‬
‫داره>‪.‬‬
‫فجاءوا متسلّلي‪ ،‬ومتسترين‪ ،‬متخفي‪ ،‬متمسّكني‪ ،‬حت إذا تكّنوا‪ ،‬رفعوا‬
‫عقيت م ورؤو سهم‪ ،‬عن طر يق أبنائ نا‪ ،‬وإخوان نا‪ ،‬وآبائ نا‪ ،‬الذ ين هم من ب ن‬
‫جلدتنها‪ ،‬فدبّه إلينها اللف‪ ،‬والشقاق‪ ،‬والفرقهة‪ ،‬فأصهبحنا جاعات وفرق ًا‬
‫‪49‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫وأحزابًا‪ ،‬ب عد أن كنّا أمّة واحدة‪ ،‬على من هج سواء‪ ،‬ف يا لِهول ال صيبة وعِ ظم‬
‫الطب‪ ،‬فال الستعان‪ ،‬ول حول ول قوّة إلّ بال‪.‬‬
‫إذا عل مت هذا فاعلم ـ أيضًا ـ بأ نّ كلم ابن الق يم ـ رح ه ال ـ ‪< :‬وإذا‬
‫رأيت الفسّاق قد اجتمعوا على لو ولعب أو ساع مكاء وتصدية‪ .>...‬اه‪ ،‬ل‬
‫يدلّ على ما يريده الزيد ـ هدانا ال وإيّاه ـ‪.‬‬
‫ل بكتب الجون ونوها‪،‬‬ ‫أمّا كلم ابن القيم‪< :‬وكما إذا كان الرجل مشتغ ً‬
‫وخِف ْت مهن نقله عنهها انتقاله إل كتهب البدع والضلل والسهحر‪ ،‬فدعهه وكتبهه‬
‫الول>‪ .‬اه‪ .‬ف هو مؤ ّد لض ّد ما يريده الز يد‪ ،‬بل هذا الكلم صادق على موقف نا‬
‫حينمها ننكهر على الماعات السهلمية‪ ،‬إذ ننه ننكهر عليههم الشتغال بالكتهب‬
‫البدع ية‪ ،‬والشرك ية‪ ،‬والضالّة‪ ،‬ونر يد أن ننقل هم من ها إل ك تب ال سنّة‪ ،‬والتوح يد‪،‬‬
‫والدى‪.‬‬
‫أمّا هم‪ ،‬فإنّهم ساعون ف نقل فسّاقنا مّا هم عليه من الجون إل البدع‬
‫والضللة‪ ،‬بل هم ناقلون صالينا إل ذلك‪.‬‬
‫فالواجب عليهم حينئذ تاه فسّاقنا وصالينا؛ تركهم على ما هم عليه‪،‬‬
‫ل نقلهم إل كتب الشرك‪ ،‬والبدع‪ ،‬والضللة‪ ،‬والشعوذة‪.‬‬
‫فتنبّه جيّدًا أخي الكري‪ ،‬ول تغرّنّك الشعارات البّاقة الوفاء !!‬
‫قال الزيد‪< :‬الضابط الرابع‪ :‬بيان القّ دون التعرض للمخطئ>‪ .‬اه‬
‫تذكّر ـ أخي الكري ـ بأنّ هذا النهج قائم على الجال‪ ،‬حي إرادة عرض‬
‫منهجه ووسائله وأساليبه‪.‬‬
‫بأنه منه ج الس لف الص ال ف‬
‫إذا تذكّرت ذلك‪ ،‬فإنّه ينبغهي أن تعلم ّ‬
‫النكار على الخالف له طريقتان‪:‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪50‬‬

‫الطريقة الول‪ :‬التصريح باسم الخطئ‪.‬‬


‫الطريقة الثانية‪ :‬التلميح‪.‬‬
‫فل يس من هج ال سلف الت صريح بإطلق‪ ،‬ول التلم يح بإطلق‪ ،‬بل ب سَب‬
‫الاجة‪ ،‬فأحيانًا يكفي التلميح‪ ،‬وأخرى لبدّ من التصريح‪ ،‬فمنهج السلف شامل‬
‫للنوعي والطرقيتي‪ ،‬وهؤلء القوم يأخذون ما يدم منهجهم من طريق السلف‪،‬‬
‫فيعمّمون أو يصّصون على نو ما يريدون‪.‬‬
‫وهذه الما عة ـ ك ما أخب تك ـ طرق ها خف ية جليّة‪ ،‬خفي ّة على الا هل‪،‬‬
‫و صاحب النظرة ال سطحية وم سن الظ نّ‪ ،‬جل ية على م َن عرف من هج ال سلف‬
‫معرفة جيّدة‪ ،‬وعرف الطرق الخالفة له‪.‬‬
‫ولنّ هذه الماعة تدّعي أنّها هي <جاعة أهل السنّة والماعة>‪ ،‬وف‬
‫الوقت نف سه تذ كر بعض أقوال ال سلف وتتم سّك ب ا‪ ،‬ف هي أش به بالشاعرة ف‬
‫خفائ ها على بعض الناس‪ ،‬وعدم التمي يز بين ها وب ي أ هل ال سنّة والما عة من‬
‫جهة‪ ،‬وعدم بعدها عن ال قّ ـ ف الظاهر ـ على خلف الفرق الواضحة‪ ،‬فلذا‬
‫التبس أمرهم على كثي من الشباب‪.‬‬
‫قال الزي د‪< :‬الضاب ط الام س‪ :‬العدل فه النقهد‪ ،‬بذكهر السهنات‬
‫والسيئات‪...‬‬
‫فالعدل حينئذ يقتضي أن يذكر السنات والسيّئات معًا‪.‬‬
‫فليس من النصاف ف شيء لِم َن ينصح جاعة من الماعات السلمية‪،‬‬
‫ومن ثّ سائر المّة السلمية‪ ،‬أن يذكر الخطاء والنرافات والساوئ فحسب‪،‬‬
‫إنّ هذا كما هو ماوز للعدل‪ ،‬فهو عرض مضلّل لقيقة الماعة‪ .>...‬اه‬
‫وهذا الضا بط ـ أ خي الكر ي ـ قلت لك من ق بل‪ :‬إنّ هم نادوا به ورفعوه‬
‫‪51‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫ليتسنّى لم المع بي الماعات السلمية ف جاعتهم الزعومة‪ ،‬قائلي للشباب‬


‫الغر‪< :‬إنّ مبدأ الوازنة بي السنات والسيئات هو عي العدل والنصاف‪ ،‬وهو‬
‫منهج السلف الصال> ـ هكذا زعموا ـ‪.‬‬
‫وق د ان بى العالِم الفاض ل والشي خ الجاه د‪ :‬ربي ع ب ن هادي الدخلي‬
‫ـ حفظ ه ال ورعاه ـ لبيان فس اد تلك الدعوى‪ ،‬رادّا على قائليه ا بالج ّة‬
‫والبهان‪ ،‬ف كتا به‪< :‬من هج أ هل ال سنّة والما عة ف ن قد الرجال والك تب‬
‫والطوائف>‪ ،‬فكفانهوكفهى غيي ـ جزاه ال عنّا خيهالزاء ـ الردّ على هذا‬
‫البدأ وقائليه‪.‬‬
‫بل خ صّص له ـ لطور ته ـ كتابًا م ستقلّ أ ساه‪< :‬الحج ّة البيضاء ف‬
‫حاية السنّة الغراء من زلت أهل الخطاء وزيغ أهل الهواء>‪.‬‬
‫فقول زيد‪< :‬العدل(‪ )1‬حينئذ يقتضي أن يذ كر السنات والسيّئات معًا‪،‬‬
‫فليس من النصاف ف شيء لِم َن ينصح جاعة من الماعات السلمية ومن‬
‫ثَم ّ لسائر المّة السلمية؛ أن يذكر الخطاء‪ ،‬والنرافات والساوئ فحسب‪،‬‬
‫إنّ هذا كما هو ماوز للعدل فهو عرض مضلّل لقيقة الماعة‪ .>...‬اه‬
‫ول معه ف قوله هذا وقفات‪:‬‬
‫الول‪ :‬أنّ قوله‪< :‬يقتضي>‪ ،‬يعن يلزم‪ ،‬يوضّح ذلك قوله‪< :‬فليس من‬
‫النصاف ف شيء‪ ...‬ال>‪.‬‬

‫() عرّف كثي مِمّن كتب من هؤلء عن العدل بنحو ما عرّفه به الزيد‪ .‬انظر مثلً‪< :‬منهج‬ ‫‪1‬‬

‫أ هل ال سنّة والما عة ف تقو ي الرجال ومؤلّفات م> لل صويان ص (‪ ،)27‬و<من هج أ هل‬


‫السنّة والماعة ف النقد والكم على الخرين> للصين ص (‪ ،)27‬و<قواعد العتدال>‬
‫للمقطري ص (‪.)33‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪52‬‬

‫ـ‬ ‫وعلى هذا يكون م َن اقتصر على ذكر السيّئة ـ وهي سيّئة ف نفس المر‬
‫لشخص أو جا عة أو شريط‪ ...‬ال‪ ،‬ل يعدل‪ ،‬بل جار ف حك مه‪ ،‬بل يلزم على‬
‫هذا القول بأن ّ م َن اقت صر على ذ كر ال سنة هو جائر ـ أيضًا ـ وهذه لوازم‬
‫فاسدة‪ ،‬ولوازم القول إذا فسدت‪ ،‬دلّت على فساد القول نفسه‪ ،‬يوضّح ذلك قوله‬
‫لثَةٍ‪[ ...‬الائدة‪ ،‬آية ‪.]73‬‬
‫تعال‪َ :‬ل َقدْ كَفَرَ اّلذِينَ قَالُوا ِإ ّن الَ ثَالِثُ ثَ َ‬
‫حيث ذكر سيّئتهم ول يقرنا بأي ّ حسنة لم‪ ،‬فهل هذا عدل‪ ،‬أم جور ؟!‬
‫لكنّ الماعة حينما كان من منهجهم الجال‪ ،‬أجل‪ ،‬ليَْن ُفقَ ما يريد‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أ نّ أهل ال قّ خاضعون للح قّ منقادون له‪ ،‬يدورون مع ال قّ أينما‬
‫دار‪ ،‬سواءً كان ذلك ال قّ كتابًا أو سنّة‪ ،‬أو آثارًا سلفية‪ ،‬بلف أ هل البا طل‪،‬‬
‫والزيهغ والضلل‪ ،‬فإنّههم يعتقدون أوّلً أشياء فاسهدة ـ يزعمون أنّهها القّه ـ ثّ‬
‫هّة أو أقوال‬
‫يبحثون بعدئذٍ عهن أيهّ شيهء يؤيّد مها يقولون‪ ،‬مهن الكتاب أو الس ن‬
‫ال سلف‪ ،‬فإذا عثروا عل يه‪ ،‬ت سّكوا به‪ ،‬فإذا جاء هم ما يبيّن ف ساد ما هم عل يه‪،‬‬
‫وقفوا فه صهدره بالردّ إن اسهتطاعوا‪ ،‬وبالتأويهل الفاسهد إن ل يسهتطيعوا‪ ،‬فضلّوا‬
‫وأضلّوا‪.‬‬
‫و سأوضّح ما قلت لك‪ ،‬بأمثلة تبيّن لك ما أر يد‪ ،‬ثّ أعود ب عد ذلك لِم َا‬
‫ذكره الزيد‪.‬‬
‫أنه العقيدة ومها‬
‫لَم ّا كان مهن عقيدة العتزلة ومَهن سهار على منهجههم ّ‬
‫شابهها ل تَثبُهت إ ّل بقطهع‪ ،‬نتهج عهن ذلك عدم قَبولمه لخبار الحاد فه هذا‬
‫الباب‪ ،‬فذهبوا ينقبون ويبحثون لعلّ هم يدون ما يؤيّد مذهب هم‪ ،‬قالوا‪ :‬ال أ كب‪،‬‬
‫ال نب هو إمام نا ف ذلك‪ ،‬أل ي قل له ذو اليد ين ف شأن ال صلة‪ :‬يا ر سول‬
‫أق صرت ال صلة أم ن سيت ؟‪ ...‬فقال الر سول ‪< :‬مَا َيقُولُ ذُو الَيدَيْ نِ ؟>‬
‫‪53‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫قالوا‪ :‬صدق‪ ،‬ل تصلّ إلّ ركعتي‪ ...‬الديث(‪.)1‬‬


‫قال العتزلة‪ :‬فها هو رسول ال ل يقبل خبه فيما يب فيه القطع‪ ،‬ونن‬
‫لثره مقتفون متّبِعون‪.‬‬
‫أرأيت ـ أخي الكري ـ هذا الوقف‪ ،‬مع أ نّ هذا الديث عليهم وليس لم‪،‬‬
‫لنّه بعد أن سأل أبا بكر وعمر‪ ،‬فأقرّا مقولة ذي اليدين‪ ،‬ل يرجه ذلك عن‬
‫كونهه خهب آحاد‪ ،‬وعلى فرض خروجهه فأيهن ههم مهن قبول الرسهول شهادة‬
‫ا بن ع مر برؤ ية هلل رمضان(‪ )2‬؟ وأ ين هم من بع ثه معاذ بن ج بل إل الي من‬
‫ليعلّم هم الد ين أج عه(‪ )3‬؟ لكنّ هم قوم ل يعقلون‪ ،‬لنّ هم اعتقدوا أوّلً‪ ،‬ثّ بثوا‬
‫ثانيًا‪ ،‬عن أي ّ شيء يؤيّد ما يعتقدونه‪ ،‬على قاعدة <أَ سّسْ ثّ استدل >‪ ،‬ولو‬
‫أنّهم استسلموا وسلّموا ل ورسوله وداروا حيثما دار القّ‪ ،‬لصابوا‪.‬‬
‫ولَمّا اعتقد الوارج أنّ مَن فعل كبية من الكبائر‪ ،‬ثّ مات عليها قبل أن‬
‫يتوب منها‪ ،‬فإن ّه كافر‪ ،‬خالد ف نار جهنّم‪ ،‬ذهبوا يبحثون عن أي ّ شيء يؤيّد‬
‫مقولتهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬قلنا بقول ال تعال‪َ :‬ومَن َيقْتُلْ مُ ْؤمِنًا مَُتعَ ّمدًا َفجَزَاؤُ هُ جَ َهنّ مُ‬
‫خَاِلدًا فِيهَا وَغضِبَ الُ عَلَ ْيهِ َولَعََنهُ‪[ ...‬النساء‪ ،‬آية‪.]93 :‬‬
‫وغفلوا أو تغافلوا عهن قوله سهبحانه‪.. :‬فَمَن ْ ُعفِيَ لَهُ مِن ْ أَخِيهِ شَ ْيءٌ‬
‫فَاتّبَا عٌ بِا َلعْرُو فِ َوأَدَاءٌ ِإلَيِْ هِ بِإِ ْح سَانٍ‪[ ..‬البقرة‪ ،‬آية‪ ،]178 :‬فسمّى ال تعال‬
‫القاتل والقتول وأولياءها إخوة‪ .‬وعن قوله تعال‪ :‬إِنّ الَ لَ َيغْفِرُ أَن يُشْرَ كَ بِ هِ‬
‫َوَيغْفِرُ مَا دُونَ َذِلكَ لِمَن يَشَاءُ‪[ ..‬النساء‪ ،‬آية‪.]48 :‬‬

‫() رواه مسلم (‪.)1/403‬‬ ‫‪1‬‬

‫() صحيح سنن أب داود (‪.)2/446‬‬ ‫‪2‬‬

‫() صحيح مسلم (‪.)1/50‬‬ ‫‪3‬‬


‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪54‬‬

‫ولول خش ية الطالة لتو سّعت ف هذه المثلة‪ ،‬مع مناق شة الخالف ي في ها‬
‫بتوسّع‪ ،‬ولكنّ القام مقام إشارة‪ ،‬واللبيب بالشارة يفهم‪.‬‬
‫ولذا ـ أخي الكري ـ قد يقع حدثٌ ما ف زمان سابق أو لحق‪ ،‬فتف سّره‬
‫ك ّل طائفة بسَب ما تعتقده‪ ،‬لتؤيّد به معتقدها‪.‬‬
‫إذا فهمت ذلك فهمًا جيّدًا‪ ،‬فسأعود معك ـ بإذن ال ـ إل ما ذكره الزيد‬
‫وغيه ـ هدانا ال وإيّاهم جيعًا ـ‪.‬‬
‫وذلك أنّ هم حين ما وجدوا ك تب الرح والتعد يل ذَكَرَ تْ بعضًا من‬
‫الرواة الذين اختُلِف ف تعديلهم وتريهم‪ ،‬أو الرواة البتدعة‪ ،‬وأنّ ها قرنت بي‬
‫تعديل هم وجرح هم‪ ،‬طاروا بذلك فرحًا معمّم ي ال كم‪ ،‬قائل ي‪< :‬إ نّ من هج‬
‫هّئات>‪ ،‬ففسهّروا ذلك الفعهل باه يوافهق‬‫السهلف يقتضهي ذكهر السهنات والس ي‬
‫هواهم‪ ،‬ويؤيّد مذهبهم‪.‬‬
‫والواب عن هذا أتركه للشيخ الفاضل ربيع بن هادي ـ حفظه ال ـ حيث‬
‫قال ف كتا به «من هج أ هل ال سنّة والما عة ف ن قد الرجال والك تب والطوائف»‬
‫ص (‪ 28‬ـ ‪< :)30‬خام سًا‪ :‬الرواة والشهود إذا كانوا مروحي‪ ،‬جاز جرحهم‬
‫بإجاع السهلمي‪ ،‬بهل ههو واجهب‪ ،‬قههال ذلك وحكاه النووي وابهن تيميهة‬
‫ـ رحهما ال ـ‪.‬‬
‫(أ) فإذا اتّ فق أئمّة الرح والتعد يل على جرح راوٍ بالكذب‪ ،‬أو ف حش ف‬
‫الغلط‪ ،‬أو قالوا‪ :‬متروك الديهث‪ ،‬واههي الديهث‪ ،‬ومها شاكهل ذلك‪ ،‬جاز لكلّ‬
‫با حث ونا قل أن ين قل ذلك ويرو يه ول يلز مه ـ من قر يب ول من بع يد ـ ذ كر‬
‫شيء من ماسنه‪ ،‬فضلً عن البحث عن كلّ ماسنه ثّ ذكرها‪.‬‬
‫(ب) وأمّا الرواة الختلف ف تعديلهم وتريهم‪ ،‬أو الرواة البتدعون‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫فالنوع الول يترت ّب على تقد ي جر حه وال خذ به‪ ،‬دون التفات إل قول‬
‫مَن عدّله؛ إسقاط شيء من الدين‪ ،‬ومِمّا ثبت عن سيّد الرسلي‪.‬‬
‫وهذا إفساد عظيم‪ ،‬وتضييع شيء من الدين يب علينا حفظه‪ ،‬وهو أمانة‬
‫ف أعناق العلماء‪ ،‬فيجب حينئذ لصلحة الدين وحفظه‪ ،‬ولجل الصلحة العام ّة‬
‫للمسلمي‪ ،‬أن نتحرّى القيقة‪ ،‬ونوازن بي أقوال أئمّة الرح والتعديل‪ ،‬ونأخذ‬
‫بالراجهح مهن الرح أو التعديهل كلّ ذلك لجهل هذه الصهلحة‪ ،‬ل مهن أجهل‬
‫وجوب الواز نة لذات ذلك الر جل الجروح‪ ،‬فإذا ث بت جر حه ب عد الدرا سة جاز‬
‫حكاية جرحه دون موازنة‪ ،‬ول يقول عال بوجوبا‪.‬‬
‫وأم ّا البتدع‪ :‬فإذا كنّا ف مقام التحذ ير من البدع‪ ،‬حذّر نا م نه‪ ،‬ذاكر ين‬
‫بدع ته ف قط‪ ،‬ول ي ب علي نا ذ كر ش يء من ما سنه‪ ،‬وإذا كنّا ف باب الروا ية‬
‫فيجهب ذكهر عدالتهه وصهدقه إذا كان عدلً صهادقًا‪ ،‬لجهل مصهلحة الروايهة‬
‫وتصيلها‪ ،‬والفاظ عليها ل من أجل شيء آخر‪ ،‬كوجوب ذكر جوده‪ ،‬وعلمه‪،‬‬
‫وشجاعته‪ ،‬وجهاده‪ ،‬وأخلقه‪ ،‬وغي ذلك مِمّا ل علقة له بالرواية‪.‬‬
‫ولقد كان من السلف م َن يانب الرواية عن أهل البدع وعن أهل التهم‪،‬‬
‫قال ا بن عباس ‪< :‬إن ّا كن ّا مرّة إذا سعنا رجلً يقول‪ :‬قال ر سول ال ‪،‬‬
‫ابتدر ته أب صارنا‪ ،‬وأ صغينا إل يه آذان نا‪ ،‬فلم ّا ر كب الناس ال صعب والذلول‪ ،‬ل‬
‫نأخذ من الناس إلّ ما نعرف>‪.‬‬
‫وقال ابن سيين‪< :‬لم يكونوا يسألون عن السناد‪ ،‬فلم ّا وقعت الفتنة‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬سَمّوا لنا رجالكم‪ ،‬فيُنظ َر إل أهل السنّة‪ ،‬فيؤخذ حديثهم‪ ،‬ويُنظ َر إل‬
‫أهل البدع‪ ،‬فل يؤخذ حديثهم>‪.‬‬
‫وكلم ابن عباس وابن سيين يتمل أ نّ هذا كان مذهبًا عامّا للسلف ف‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪56‬‬

‫عهد بقية الصحابة ومَن بعدهم من التابعي‪.‬‬


‫ولعلّ هذا كان من هم ب سبب إدراك هم بأنّ هم ف غُنْيَةٍ عن الروا ية عن‬
‫البتدع ي‪ ،‬فوقفوا من هم هذا الو قف الازم الا سم‪ ،‬فلمّا اضطرّ من بعد هم إل‬
‫الرواية عن ال صادقي من أ هل البدع‪ ،‬أخذو ها عن هم بشروط وتفّظات‪ ،‬تض من‬
‫أخذ السوي منها‪ ،‬وردّ معوجّها ومدسوسها‪.‬‬
‫قال المام أبهو إسهحاق إبراهيهم بهن يعقوب الوزجانه ـ رحهه ال ـ ‪:‬‬
‫<ومنههم زائغ عهن القّه صهادق اللهجهة‪ ،‬قد جرى فه الناس حديثهه‪ ،‬إذ كان‬
‫مذولً ف بدعته‪ ،‬مأمونًا ف روايته‪ ،‬فهؤلء عندي ليس فيهم حيلة إلّ أن يؤخذ‬
‫من حديثهم ما يُعرَف إذا ل يُقوّ به بدعته>‪ .‬انتهى‬
‫بأنه الزيهد ومَهن وافقهه ـ هدانها ال‬
‫وبعهد ذلك‪ ،‬اعلم ـ أخهي القارئ ـ ّ‬
‫وإيّاههم ـ قهد اسهتدلّوا ببعهض الحاديهث‪ ،‬وببعهض الثار السهلفية على صهحّة‬
‫دعوا هم‪ ،‬من أ نّ العدل يقت ضي ذ كر ال سنات وال سيّئات‪ ،‬و سأذكر بعضًا من‬
‫أدلّتهم‪ ،‬مع ذكر وجه الستدلل الذي ذكروه‪ ،‬ومن ثَمَّ مناقشتهم فيما استدلّوا‬
‫به‪ ،‬معرضًا عن ب عض أدلّت هم الخرى‪ ،‬لن ّي قد اع تبت ما ناقشت هم ف يه أصلً‬
‫ومثالً يُحتذَى به‪ ،‬ف سائر ما تر كت من أدلّت هم‪ ،‬وذلك خش ية الطالة‪ ،‬فإ نّ‬
‫الطريق ما زال طويلً وعرًا‪ ،‬فالصب الصب‪.‬‬
‫قال الزيد‪< :‬ولقد علّمَ نا القرآن الكري‪ ،‬والسنّة النبوية هذا النهج‪ ،‬ومن‬
‫ذلك‪ :‬قوله تعال‪َ :‬ومِ نْ أَهْلِ الكِتَا بِ مَ نْ إِ نْ تَ ْأمَنْ هُ ِبقِنطَارٍ يُؤَدّ هِ إِلَيْ كَ َومِنْهُ مْ‬
‫مَ نْ إِن َت ْأمَنْ هُ ِبدِينَارٍ لَ يُؤَدّ هِ ِإلَيْك إِلّ مَا ُدمْ تَ َعلَيْ هِ قَائِمًا [آل عمران‪ ،‬آ ية‪:‬‬
‫‪.]75‬‬
‫فالذم ّ ه نا مقرون‪ ،‬بل م سبوق بالدح‪ ،‬وبيان حقي قة ب عض أ هل الكتاب‬
‫‪57‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫واعتراف بوفاء بعضهم بالمانة>‪ .‬اه‬


‫فالواب عن وجه الستدلل هنا‪ ،‬هو أن يقال‪:‬‬
‫على فرض الت سليم لك بأ نّ هذه ال ية قد دلّت على ضرورة ذ كر ال سنة‬
‫والسيّئة معًا‪ ،‬فما قولك ف قوله تعال‪ُ :‬لعِنَ اّلذِينَ َكفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ َعلَى‬
‫لِس َانِ دَاوُدَ َوعِيس َى بْن ِ مَ ْريَم َ [الائدة‪ ،‬آيهة‪ .]78 :‬إذ لعنههم ال‪ ،‬وحكهم‬
‫بكفرهم‪ ،‬ول يذكر لم حسنة‪ ،‬فهل هذا عدل أو جور ؟!!‬
‫كيف وما ذكرته ـ يا زيد ـ هنا ل يدلّ على ما تريد‪ ،‬بل يدلّ على ضدّ ما‬
‫أردت‪ ،‬فاستمع إل بيان ذلك‪:‬‬
‫إنه قوله تعال‪َ :‬ومِن ْ أَ ْهلِ الكِتَاب ِ ‪ ،‬أي‪ :‬بعهض أههل الكتاب‪ ،‬وقوله‬
‫ّ‬
‫تعال‪َ :‬ومِنْ ُهمْ ‪ ،‬أي‪ :‬بعضهم الخر‪.‬‬
‫وإذا كان ذلك كذلك‪ ،‬فإ نّ ال حين ما ذ كر الب عض ـ أو ال صنف الول ـ‬
‫ذ كر ح سنتهم‪ ،‬ول يذ كر سيّئة ل م‪ ،‬وحين ما ذ كر الب عض ال خر ـ أو ال صنف‬
‫الثان ـ ذكر سيّئتهم‪ ،‬ول يذكر حسنةً واحدةً لم‪.‬‬
‫فك يف حَمّلْ تَ كتاب ال ما ل يت مل ؟ وقوّل ته ما ل ي قل به ؟ أل يس ف‬
‫ذلك ترك للكتاب نف سه‪ ،‬وترك لف هم ال سلف ال صال ؟! إذ لو ك نت تعت مد ف هم‬
‫السلف الصال مطلقًا‪ ،‬لَمَا وقعت ف هذا الطأ‪ ،‬وسيأت مثله بعد قليل‪.‬‬
‫قال الصهويان‪< :‬وقال ال تعال‪َ :‬ويَس َْألُونَكَ عَن ِ الَمْرِ وَالَيْس ِرِ‪ ،‬قُلْ‬
‫فِيهِماَ إِْثمٌ كَبِيٌ َومَنَا ِفعُ لِلنّاسِ َوِإثْمُهُمَا َأكْبَرُ مِنْ نَ ْفعِهِمَا [البقرة‪ ،‬آية‪.]219 :‬‬
‫فال سبحانه وتعال أث بت النفع ف ال مر والي سر‪ ،‬ولكن ّه حرّمهما لغل بة‬
‫الفاسد على الحاسن>‪ .‬اه‬
‫فالواب هو قول‪:‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪58‬‬

‫أوّلً‪ :‬سبحان ال !‬
‫وثانيًا‪ :‬م َن ذا الذي ناز عك ف أ نّ ف ال مر نفعًا وضرّا‪ ،‬خيًا وشرّا‪ ،‬بل‬
‫م َن نازعك ف أنّه ل يوجد ف الدنيا شيء إلّ وفيه خي وشرّ‪ ،‬فإ نّ الي الحض‬
‫ل يكون إلّ ف النّة‪ ،‬والشرّ الحض ل يكون إلّ ف النار‪ ،‬وأمّا دار البتلء ففيها‬
‫الي والشرّ متزجان‪ ،‬والكم للغالب منهما‪.‬‬
‫ولكن ُأخَيّ‪ :‬إنّما نازعتك ف أ نّ الي الذي عند الماعات السلمية ـ ل‬
‫سيما ما كان ف مناهجها أو عقائدها أو مؤلّفاتا ـ أهو خي اختصّت به دون‬
‫منهج السلف الصال‪ ،‬وأئم ّة الدعوة السلفية‪ ،‬القدامى منهم والحدثي ؟ أم هو‬
‫موروث عنهم ؟‬
‫هلف‬ ‫هة‪ ،‬إذ لو كان خيًا‪ ،‬لكان السه‬ ‫فإن قلت بالوّل‪ ،‬فتلك ضللة وبدعه‬
‫أسبق الناس إليه‪.‬‬
‫وإن قلت بالثان ية ـ وهذا أملي ف يك ـ فل حا جة ب نا إل خ ي امتزج بشرّ‬
‫كث ي‪ ،‬فعند نا من هج م ستقيم‪ ،‬وأئمّة مهتدون‪ ،‬وك تب صحيحة سليمة م صفاة‪،‬‬
‫فلماذا ل ننهل من العذب الصاف‪ ،‬ونترك الكدر ؟!!‬
‫وه نا نق طة لبدّ من توضيح ها‪ ،‬ل ّن أ صحاب الجال والتلم يع والت صنيع‬
‫يسلكون فيها مسالك ملتوية‪ ،‬قد ل يفهمها كثي من الشباب؛ فوجب النصح لم‪:‬‬
‫قال الز يد(‪< :)1‬وأ نّ م َن يع يب جا عة من الماعات ال سلمية ل طأ‬
‫() وكذا قال عايض القرن ف شريطه‪< :‬فِرّ من الزبية فرارك من السد>‪ ،‬حيث قال‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫<وم َن أوجب على أحد من الناس من العباد أن يكون إخوانيّا أو سلفيّا ـ انظر ـ أو تبليغيّا‬
‫أو سروريّا يوجبه وجوبًا فإن ّه يستتاب‪ ،‬فإن تاب وإ ّل قتل‪ ...‬هذه الماعات فيها خي ونصر‬
‫القه فه هذه الماعهة كلّ القهّ‪ ،‬وغيهها‬ ‫ّ‬ ‫باه القهّ‪ ،‬لكهن ل يوز لحهد أن يقول‪:‬‬
‫باطلة‪ ...‬ال>‪ .‬اه‬
‫‪59‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫بعض أفرادها‪ ،‬فمثله كمثل مَن يعيب السلم بطأ بعض السلمي‪ .>...‬اه‬
‫قلت‪ :‬سبحان ال ! أرأيت ـ يا أخي ـ كيف ساوى بي مناهج الماعات‬
‫السلمية‪ ،‬والسلم‪ ،‬إنّ هذا لشيء عجيب حقّا !!‬
‫يريد الزيد أن يقول‪< :‬هناك فرق بي النهج‪ ،‬والقائم على النهج‪ ،‬كما أنّ‬
‫هناك فرقًا بي السلم والسلم‪ ،‬فخطأ السلم ل يدلّ على فساد السلم كمنهج‬
‫ربّان‪ ،‬فكذا خطأ التبليغي ـ مثلً ـ ل يدلّ على فساد النهج التبليغي‪ ،‬وخطأ الفرد‬
‫الخوان ل يدلّ بالضرورة على فساد النهج الخوان‪ ،‬وخطأ الفرد الشعري ل‬
‫يدلّ بالضرورة على فسهاد النههج الشعري‪ ،‬وخطهأ العتزل ل يدلّ على فسهاد‬
‫النهج العتزل‪ ...‬ال>‪.‬‬
‫فهل يقول بذلك مَن يعلم حال الماعات والفرق السلمية ؟!‬
‫فإن كان ل يعلم فتلك مصيبة‪ ،‬وإن كان يعلم فالصيبة أعظم‪.‬‬
‫اعلم ـ ُأ َخيّ ـ بأ ّن النهج السلفي ح ّق مض ل باطل فيه‪ ،‬إذ هو السلم‪،‬‬
‫والشخص السلفي أو السلم قد يسن وقد يسيء‪ ،‬فإذا أحسن ول يقع منه خلل‬
‫ه ههي مسهتمدّة مهن منهجهه السهلفي‪ ،‬الذي ههو‬ ‫ول زلل‪ ،‬فحسهنه واسهتقامته إنّم ا‬
‫السلم‪ ،‬بلف الناهج البدعية الخرى‪ ،‬فإنّ ها منحرفة‪ ،‬فيها ح قّ‪ ،‬وفيها باطل‪،‬‬
‫ك سينحرف بقدر ما ف‬ ‫فإذا أخذ شخص من تلك الناهج أو أحدها‪ ،‬فإنّه بل ش ّ‬
‫لنه تلك الناههج منحرفهة مهن أصهلها‪ ،‬و<فاقهد الشيهء ل‬ ‫ذلك مهن انراف؛ ّ‬
‫يعط يه>‪ ،‬ك ما أّن هم ل ينازعون ف ف ساد الن هج الشعري‪ ،‬واله مي‪ ،‬والعتزل‬
‫ـ أيضًا إن شاء ال ـ ل ينازعون ف أ ّن م َن سلك أي منهج منها فإنّه سيضلّ بقدر‬
‫سههلوكه على ذلك النهههج؛ فإذا كان ذلك كذلك‪ ،‬فلماذا ل يرون ذلك على‬
‫س ّمتْ بالماعات السلمية دون الفرق؟‬ ‫مناهج الماعات السلمية ؟ هل لنّها َت َ‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪60‬‬

‫أو لنّ ها قالت‪ :‬ن ن جاعات إ سلمية ؟! فتلك ِفرَق إ سلمية ـ أيضًا ـ أو أنّ هم‬
‫يقولون‪ :‬إنّها متّفقة من حيث النهج العام‪ ،‬كما هو حال الئمّة الربعة‪ ،‬متلفون‬
‫ف الفروع فقط ؟‬
‫فأقول لم‪ :‬ما قولكم ـ أيّ ها الخوة ـ ف منهج جاعة كجماعة الخوان‬
‫ال سلمي‪ ،‬وال ت تض مّ ت ت كنف ها الفرق السلمية كلّ ها‪ ،‬فت جد في هم اله مي‪،‬‬
‫والعتزل‪ ،‬والشعري‪ ،‬والاتريدي‪ ،‬والصوف‪ ،‬والقبوري‪ ،‬والرافضي‪ ...‬ال ؟‬
‫أو ما قولكم ف منهج جاعة كجماعة التبليغ‪ ،‬والت تقول عن نفسها‪ :‬نن‬
‫نبايع على أربع طرق صوفية‪ ،‬الشتية‪ ،‬والنقشبندية‪ ،‬والقادرية‪ ،‬والسهروردية ؟‬
‫فإن كن تم ل تعلمون ذلك‪ ،‬فل ستم بأ هل لقيادة المّة إل عليائ ها ورفعت ها‪،‬‬
‫ل نّ <فا قد الش يء ل يعط يه>‪ ،‬ل سيّما مع دعوا كم العري ضة بأنّ كم فقهاء‬
‫الواقع !!‬
‫وإن كن تم تعلمون ذلك‪ ،‬فتلك خيا نة عظ مى‪ ،‬وغِشّ كبي‪ ،‬ل يوز ل كم‬
‫كتمه عن شباب المّة خاصّة‪ ،‬وعن الناس عامّة‪.‬‬
‫لكنّ كم ـ يا إخوتاه ـ إنّ ما تدعون ف القي قة شباب هذا البلد الط يب‬
‫ـ وم َن كان على شاكلته ف البلدان الخرى ـ فتنقلونم عمّا هم عليه‪ ،‬وفيه من‬
‫الن هج ال سليم القو ي‪ ،‬إل منا هج وطرق تلك الماعات النحر فة‪ ،‬ال ت فشلت ف‬
‫إصلح نفسها‪ ،‬وإصلح متمعاتا الت انطلقت منها‪ ،‬فهلّ سعيتم يا إخوتاه ف‬
‫نقل أصحاب تلك الماعات إل النهج السلفي‪ ،‬بدلً من العكس ؟‬
‫سبحان ال ! ما أشبه هذا الفعل بعملية التقريب بي السنّة والشيعة‪ ،‬والت‬
‫تولّى كِبْرَها جاعة <الخوان السلمون> !!‬
‫‪61‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫وبعد هذا التطواف الطويل المتع‪ ،‬أعود وإيّاك ـ أخي الكري ـ إل مناقشة‬
‫ما ذكره الصويان‪ .‬فأقول‪ :‬ـ وبال التوفيق ـ‪:‬‬
‫إنّ ه حين ما ذ كر تلك ال ية الكري ة‪ ،‬إنّ ما أراد من ها أن يقول‪ :‬إذا أث بت ال‬
‫الن فع ف ال مر والي سر مع وجود الضرّ‪ ،‬فالدعاة والماعات ال سلمية أط يب‬
‫وأشرف من المر‪ ،‬فلماذا ل يثبت لم الي والشرّ ؟!‬
‫قلت‪ :‬أ نا أواف قك ـ أُخَيّ ـ على أ نّ الماعات ال سلمية في ها خ ي وفي ها‬
‫شرّ‪ ،‬وأ نت قد ق ست الماعات ال سلمية ودعات ا على ال مر‪ ،‬وأ نت تعلم أن ّ‬
‫الفرع يأخذ حكم الصل إذا اتّحدا ف العلة‪ ،‬وقد اتّحدا هنا‪ ،‬فح كم المر‬
‫التحر ي‪ ،‬فكذا ح كم النتماء إل الماعات ال سلمية واتباع دعات ا التحر ي؛‬
‫لنّ هذا هو ما يؤدّي إليه القياس‪.‬‬
‫فإن أبيت إلّ التمادي‪ ،‬فسأقول لك‪ :‬أل تعلم بأ نّ هذه الية الت استدللت‬
‫ب ا من سوخة ؟ فك يف ت ستدلّ بآ ية من سوخة ال كم‪ ،‬على إثبا ته بال ية الخرى‪،‬‬
‫سرُ وَا َلنْ صَابُ وَالَ ْزلَ مُ ِرجْ سٌ مِ نْ عَمَلِ‬
‫و هي قوله تعال‪ِ :‬إنّمَا الَمْرُ وَالَيْ ِ‬
‫الشّ ْيطَانِ فَاجْتَِنبُوهُ ؟ [الائدة‪ ،‬آية‪.]90 :‬‬
‫فإذا كان المهر رجسهًا‪ ،‬وحكمهه وجوب اجتنابهه‪ ،‬فقياسهك الماعات‬
‫ودعات ا عل يه يقت ضي أن تأ خذ ح كم ال مر الذي هو وجوب الجتناب‪ ،‬فإذن‬
‫وجب اجتناب تلك الماعات ودعاتا كاجتناب المر‪ ،‬وهذا هو موقف السلف‬
‫من البتدعة‪.‬‬
‫وأظ نّ أ نّ هذه الناق شة كاف ية لِم َن أل قى ال سمع و هو شه يد‪ ،‬وإلّ فف يه‬
‫إلزامات أخرى تركتها خشية الطالة‪.‬‬
‫قال الزيد‪< :‬إنّ النب قال لب هريرة ف حديث فضل آية الكرسي‪،‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪62‬‬

‫ف شأن الشيطان الذي جاءه يثو من الصدقة‪ ،‬ويسكه أبو هريرة ثّ يطلقه‪ ،‬وف‬
‫الثال ثة أطل قه ب عد أن علّ مه ف ضل آ ية الكر سي‪ ،‬قال الر سول ع نه‪< :‬أَمَا إِنّ هُ‬
‫صدَ َقكَ َوهُوَ َكذُوبٌ>‪ .‬اه‬
‫َ‬
‫فقد ذكر الرسول السنات ـ هكذا يا زيد !! ـ وأثبت له الصدق‪ ،‬وإن‬
‫كانت صفة الكذب ملزمة له‪ ،‬ول ينعه كثرة كذب الشيطان من ذكر صدقه‬
‫ف هذه الرّة>‪.‬‬
‫قال الصويان‪< :‬فالنب أثبت الصدق للشيطان الذي ديدنه الكذب‪ ،‬فلم‬
‫ينع ذلك من تقبّل الي الذي دلّ عليه>‪ .‬اه‬
‫إخوتاه‪ :‬أ سألكم بال مَن مِن الناس نازع كم ف أ نّ الكذّاب قد ي صدق‪،‬‬
‫كما صدق إبليس ؟‬
‫ومَن مِن الناس نازعكم ف أنّ الماعات السلمية فيها خي وفيها شرّ ؟‬
‫أم أنّ كم تريدون من ّا ومن الشباب العائد إل ال أن يثو على رُكَب ِه بي‬
‫يدي الكذّابي‪ ،‬والشياطي‪ ،‬والدجّالي‪ ،‬والبتدعي‪ ،‬والضالّ ي الضلّ ي‪ ،‬لينهل‬
‫من علمهم الكدر النكد ؟!‬
‫علمًا بأ نّ روا ية الشياط ي والكفار والكذاب ي ل تُقب َل! فك يف تطالبون نا‬
‫بأخذ الدين عنهم ؟!! بل كيف للغرّ أن يي ّز بي ال قّ والباطل‪ ،‬وبي الصحيح‬
‫والسقيم ؟!! إنّ هذا لشيء عجاب‪.‬‬
‫و هل خلت الرض من ال صالي وال صلحي‪ ،‬الثقات الثبات‪ ،‬أ هل السنّة‬
‫والماعهة‪ ،‬أتباع السهلف الصهال‪ ،‬حته يطلب العلم عنهد البتدعهة‪ ،‬والخرفيه‪،‬‬
‫والنحرفي ؟!!! <سبحانك اللهمّ وبمدك‪ ،‬أستغفرك وأتوب إليك>‪.‬‬
‫يا إخوتاه‪ :‬نن ف بلد طيّب‪ ،‬رايته سلفية‪ ،‬وعلماؤه سلفيون‪ ،‬أمثال الشيخ‬
‫‪63‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫العامل العال‪ :‬عبد العزيز بن باز‪ ،‬والشيخ‪ :‬ممّد بن عثيمي‪ ،‬والشيخ ابن غديان‪،‬‬
‫والش يخ صال الفوزان‪ ،‬والش يخ‪ :‬ا بن غ صون‪ ،‬والش يخ صال اللحيدان‪ ،‬والش يخ‬
‫ع بد العز يز آل الش يخ‪ ،‬وغي هم كث ي من دا خل البلد وخارج ها‪ ،‬أمدّ ال ف‬
‫أعمارهم‪ ،‬وبارك ف أعمالم‪ ،‬وجعلهم ذخرًا للعباد والبلد‪ ،‬اللهمّ آمي‪.‬‬
‫فلماذا يا إخوتاه نلتفت إل النطيحة والتردية‪ ،‬وما أكل السبع ؟!!‬
‫ولكن لاجة ف نفوس هؤلء‪ ،‬وال الستعان على ما يصفون‪.‬‬
‫وبعد هذا‪ ،‬فلنعد ـ أخي الكري ـ إل ما كتبه الزيد والصويان لننظر معك‬
‫فيما قاله‪ ،‬أهو صواب أم خطأ ؟‬
‫قال الز يد‪< :‬ف قد ذ كر الر سول ال سنات‪ ،‬وأث بت له ال صدق‪ ،‬وإن‬
‫كانت صفة الكذب ملزمة له‪ .>...‬اه‬
‫فقوله‪< :‬ال سنات>‪ ،‬خ طأ‪ ،‬لنّه ل يذ كر له إلّ ح سنة واحدة‪ ،‬و هو‬
‫صدقه ف هذه الرّة‪.‬‬
‫وأمّا الصويان‪ ،‬فقد قال‪< :‬فالنبّ أثبت الصدق للشيطان الذي ديدنه‬
‫الكذب‪ ،‬فلم ينع ذلك من تقبّل الي الذي دلّ عليه>‪ .‬اه‬
‫فقوله‪< :‬أثبههت الصههدق للشيطان>‪ ،‬فهههل <أل> التهه فهه‬
‫<الصدق>‪ ،‬لستغراق النس‪ ،‬أو ماذا ؟‬
‫وقوله‪< :‬فلم ينع ذلك من تقبّل الي الذي دلّ عليه>‪.‬‬
‫فأقول‪ :‬أرأيت يا أخي لو أ نّ أبا هريرة ل يلق النب حت قبض‪ ،‬فهل‬
‫سيوي أبو هريرة تلك الادثة على أنّها شرع يتقرب به إل ال‪ ،‬ونتقرّب به إليه‬
‫أو ل ؟!! ل ش كّ أ نّ الواب هو الخ ي‪ ،‬علمًا بأ نّ أ با هريرة ل يعلم بأنّه‬
‫شيطان‪ ،‬إ ّل بعد إخبار الرسول ‪.‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪64‬‬

‫فإذا كان ذلك كذلك‪ ،‬امتنهع قبول ذلك اليه الزعوم‪ ،‬لنّهه ليهس بيه‬
‫والال هذه‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬فمتهه كان ذلك خيًا ؟ كان ذلك خيًا بعههد قول الرسههول ‪:‬‬
‫< صدقك و هو كذوب>‪ ،‬بل ف قوله ‪< :‬و هو كذوب> التحذ ير من‬
‫قبول قوله‪.‬‬
‫وكما قلت لك‪ ،‬قد يصدق الكاذب والكافر‪ ،‬والدجال والشعوذ‪ ،‬فهل إذا‬
‫أخبنا أحد من هؤلء نقبل خبه ؟ أو أنّنا نتثبّت‪ ،‬ونحّص‪ ،‬وندقّق تلك القوال‬
‫النقولة‪ ،‬وذلك بعرضهها على الشرع‪ ،‬فإن خالَفَتْهه رمينها باه ول كرامهة‪ ،‬وإن‬
‫وافقَت ْه‪ ،‬عمل نا ب ا‪ ،‬لنّ ها من الشرع‪ ،‬ل على أ نّ هؤلء هم الذ ين أنشأوا ذلك‬
‫وأتوا به من عند أنفسهم ؟‬
‫فتنبه لذه النكتة‪ ،‬تسلم ـ بإذن ال ـ من كثي من اللط والتلبيس‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬فمعنه قول رسهول ال ‪< :‬صهدقك>‪ :‬أي وافهق القهّ‪ ،‬ل أنّه‬
‫أنشأه‪.‬‬
‫يوضّح ذلك قول الرسول عن الكاهن الذي يسترق السمع من السماء‪،‬‬
‫قال‪< :‬تلك الكلمهة القهّ‪ ،‬يطفهها فيقذفهها فه أذن ولي ّه‪ ،‬ويزيهد فيهها مئة‬
‫كذبة> [مسلم ‪.]4/1750‬‬
‫فهذا الكا هن أو ال ساحر قال تلك الكل مة ال قّ‪ ،‬ف صدق ف مقول ته تلك‪،‬‬
‫لنّه موافق للحقّ‪ ،‬ل أنّه أنشأه‪.‬‬
‫كمها لو قال لك رجهل مشهور بالكذب‪ :‬هذا الديهث رواه البخاري‪،‬‬
‫فقلت له‪ :‬أخر جه ل من صحيح البخاري‪ ،‬فقال لك‪ :‬ان ظر ه نا‪ ،‬فوجد ته ك ما‬
‫أخبك‪ ،‬فإنّه ف هذه الال يكون صدقك وهو كذوب‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫وإن ّي ه نا ـ ُأخَيّ ـ ب صدد مناق شة طويلة لذا البدأ؛ لن ّي ك ما أخبتك أ ّن‬


‫غايتهم من هذا البدأ هو صهر الماعات السلمية ف بوتقة ما أَ سْمَوه ب <جاعة‬
‫أههل السهنّة والماعهة>‪ ،‬لقامهة اللفهة الراشدة ـ بزعمههم ـ واسهتئناف الياة‬
‫السلمية‪.‬‬
‫إ نّ الوصول إل هذا الدف ل يكن تقيقه على يد جاعة واحدة‪ ،‬بل لب ّد‬
‫مهن تميهع تلك الماعات تته رايهة واحدة‪ ،‬ومهن خللاه تُوحَّهد الصهفوف‬
‫والقُوى‪ ،‬وتُوجَّه إل الدف النشود تقيقه‪.‬‬
‫وهذا ال مر بالط بع لن يت مّ ل م بذه ال سهولة‪ ،‬ولذا قاموا بإبراز هذا البدأ‪،‬‬
‫<مبدأ العدل والنصاف>‪ ،‬وعرضوه عرضًا مملً غي مف صّل‪ ،‬ل نّ بالجال‬
‫يصل التجميع ـ أي بي الح قّ والبطل ـ وبالتفصيل يصل التفريق ـ أي الفرقان‬
‫بي القّ والباطل ـ‪.‬‬
‫ولذا سَطَوْا على ما كان من باب الضرورة عند السلف‪ ،‬أل وهو المع بي‬
‫الرح والتعديل ف الرجل الختلَف فيه‪ ،‬والبتدع‪ ،‬فعمّموه وجعلوه هو الصل‪ ،‬وما‬
‫كان هو الصل عند السلف جعلوه بثابة الضرورة‪ ،‬بل قالوا‪ :‬ليس هذا من منهجهم‪.‬‬
‫فسبحان ال !! ما أعظم جهلهم بنهج السلف‪ ،‬وفِرْيَتِهم عليه ف الوقت‬
‫نفسه !!!‬
‫ولذا قالوا‪ :‬العدل‪ :‬يقتضي أن تذكر السنات مع السيّئات‪.‬‬
‫فمَن ل يفعل فما عدل وأنصف‪ ،‬بل جار وخان !‬
‫والغريب أ نّ هؤلء قد اعتمدوا ف تقرير مذهب السلف ـ بزعمهم ـ على‬
‫< سي أعلم النبلء> للذ هب‪ ،‬م ستخلصي م نه مبدأ الوازنات‪ ،‬مع العلم بأ نّ‬
‫< سي أعلم النبلء> هو أش به بك تب التار يخ‪ ،‬ف هو أش به بكتاب <البدا ية‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪66‬‬

‫والنهاية> لبن كثي ـ رحهما ال تعال ـ غافلي أو متغافلي عن كتب الذهب‬


‫هّئات‪،‬‬
‫الته سهارت على منههج الحدّثيه‪ ،‬فه عدم الوازنهة بيه السهنات والس ي‬
‫ك <ميزان العتدال>‪ ،‬و<الغن>‪ ،‬و<الكاشف>‪ ،‬ونوها‪.‬‬
‫وعلى فرض الت سليم الدل ل م ب صحّة ما ذهبوا إل يه‪ ،‬فإنّي أطالب هم بأن‬
‫يذكروا لنا حسنات وسيّئات الماعات السلمية‪ ،‬والكتب الفكرية‪ ،‬والشرطة‬
‫السلمية‪ ،‬والعمال الدعوية الماعية‪ ،‬والفردية‪ ،‬وكذا حسنات وسيّئات الدعاة‬
‫إل ال تعال مفصّلة‪ ،‬لنكون على بصية‪ ،‬فنعرف ما نأخذ‪ ،‬ونعرف ما نذر‪.‬‬
‫والدليل ـ أيضًا ـ على ما أقول هو‪:‬‬
‫أنّه ل وجود للتفصيل عندهم‪ ،‬ل ف كتبهم‪ ،‬ول ف رسائلهم‪ ،‬بل ول ف‬
‫أشرطتهم‪ ،‬ول ف الجوبة الصادرة عنهم‪ ،‬على بعض السئلة الوجّهة إليهم‪ ،‬بل‬
‫نراهم يصرّحون بالضدّ‪.‬‬
‫وه نا ـ أ خي الكر ي ـ سأنقل لك كثيًا من أقوال م ف الثناء على الماعات‬
‫السلمية الختلفة‪ ،‬وعلى قادتا‪ ،‬ومؤ سّسيها‪ ،‬وسأنقل ـ أيضًا ـ عنهم أنّهم يرون أ نّ‬
‫اللف بي الماعات السلمية إنّما هو من باب خلف التنوع ل خلف التضاد‪.‬‬
‫وسهأنقل ـ أيض ًا‪ ،‬إن شاء ال ـ عنههم دعوة الماعات السهلمية إل‬
‫النضمام إل جاعتهم <جاعة ال مّ>‪ ،‬جاعة <أهل السنّة والماعة>‪ ،‬أي‪:‬‬
‫صلً‪:‬‬
‫<القطبية>‪ ..‬وإليك ذلك مف ّ‬
‫‪67‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫فصل‬
‫في أقوال القطبية في الثناء على الجماعات‬
‫السلمية المختلفة‬
‫ودعوة تلك الجماعات للنضمام إلى جماعتهم‬

‫قال ال صري ف <معال النطل قة ال كبى> (ص ‪ ..< :)6‬إل ج يع‬


‫ال سلمي الخل صي‪ ..‬أفردًا وجاعات‪ ،‬الذ ين يتطلّعون إل ميلد ف جر صادق‪،‬‬
‫وبدء مرحلة جديدة‪ ،‬وانطلقة حقيقية تاه الدف السلمي النشود‪ ،‬إل جيع‬
‫ال سلمي الواع ي‪ ..‬أفرادًا‪ ..‬وجاعات الذ ين يدركون أ نّ إحياء المّة ال سلمية‬
‫من سُباتِ ها العم يق‪ ،‬والد فع ب ا إل مكانا ال طبيعي لتقود نف سها أ ّولً‪ ،‬وتقود‬
‫البشر ية جعاء مرّة أخرى ـ بأ مر ال ـ لن يتحقّق من خلل جهود أفراد مه ما‬
‫أنه كلّ منهها تغلق‬
‫كثروا‪ ،‬أو تمّعات صهغية‪ ،‬أو كهبية‪ ،‬مهمها تعدّدت‪ ،‬طالاه ّ‬
‫باب ا‪ ،‬وت يط نف سها ب سياج من الوهام‪ ،‬ينع ها من التعاون‪ ،‬والتشاور‪ ،‬وتبادل‬
‫النصيحة مع الخرين‪ ،‬وتذر نفسها بدعوى مظنونة‪ :‬أنّها هي وحدها على القّ‪،‬‬
‫وهي وحدها الفرقة الناجية‪ ،‬والطائفة النصورة‪ ،‬وما عداها باطل‪ ،‬وأ نّ نصر ال‬
‫لاه وحدهها آت‪ ...‬إل جي ع الس لمي م ن أه ل الس نّة والماع ة‪ ..‬أفرادًا‪..‬‬
‫وجاعات‪ .>...‬اه‬
‫وقال ـ أيضًا ـ فه ص (‪< :)187‬إن ّ هذا يقودن ا إل موق ف بع ض‬
‫الماعات ال سلمية النتشرة ف البلد‪ ،‬ال ت تنت سب إل ال سنّة‪ ،‬ويد ين أك ثر‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪68‬‬

‫أهل ها على الملة بعقائد أ هل ال سنّة ـ و هي غالب الدول النتشرة على طول‬
‫العال السلمي باستثناء إيران ـ‪ .‬إنّ موقف هذه الماعات لعجيب حقّا‪ ،‬سواءً‬
‫منه ا الماعات التقليدي ة ف ال ساحة‪ ،‬أو التجمعات الخرى ال ت تنت شر ف‬
‫ميدان العم ل الس لمي‪ .‬فالناظ ر ف شعارات بع ض هذه الماعات تص دمه‬
‫حقي قة أول ية‪ ،‬و هي‪ :‬عدم وجود أي ّة فوارق حقيق ية ب ي شعارات ب عض هذه‬
‫الماعات‪ ،‬تبّر أن تاجم كلّ منها الخرى‪ ،‬وتُسفّه أفكارها>‪ .‬اه‬
‫وقال ـ أيضًا ـ فه ص (‪ 188‬ـ ‪< :)189‬فلماذا ل يترك كلّ منه م‬
‫الخر يسي ف طريقه ويقف منه موقفًا مايدًا ـ على أقل تقدير ـ بدلً من أن‬
‫يهاجم‪ ،‬ويفاصل‪ ،‬ويتّ هم ـ دون دليل من شرع أو أثارة من علم أو عقل‪ ،‬وما‬
‫الضرر على دي ن كلٍّ منه م إذا تعاون م ع أخي ه ـ كلّ بماعت ه ـ فيم ا‬
‫يس تطيعون في ه أن يتعاونوا‪ ،‬م ع اس تقلل كلٍّ منه م بأس لوبه‪ ،‬وأدوات ه‪،‬‬
‫وجاعته ؟‬
‫إنّنا ل ننكر أ نّ كلّ جاعة ـ أو تمّع ـ ف الساحة السلمية لا اجتهادها‬
‫الا صّ ف تقد ير الوا قع الح يط على الملة‪ ،‬و ف تقد ير الطرق وال ساليب ال ت‬
‫ي كن أن يبدأ من ها اللّ ال سلمي لشكلت هذا الوا قع‪ ،‬ـ وأيضًا ـ ل نن كر أ نّ‬
‫الختلف ف هذه الجتهادات الا صّة لكلّ جاعة‪ ،‬تصبغ حركة الماعة بصبغة‬
‫حركية خاصّة ـ وليست فكرية أو سلوكية ـ بعن‪ :‬أنّ الكلّ قد يكون متفقًا على‬
‫هّة والماعهة> ابتداءً‪ ،‬وأمام الختلف فه‬ ‫اللتزام بفكهر وسهلوك <أههل الس ن‬
‫تقديهر مشكلت الواقهع‪ ،‬وتقديهر طريهق الواجههة‪ ،‬يبدأ الختلف فه أسهلوب‬
‫العمل‪:‬‬
‫فهذه الماعة تركز على جانب العقائد‪ ،‬ونشرها بي السلمي‪.‬‬
‫‪69‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫وهذه تركز على جانب التربية والعداد‪.‬‬


‫وهذه تركز على العمل السياسي‪ ،‬ونشر الوعي الركي‪.‬‬
‫وهذه تركز على الدعوة للسنّة‪ ،‬وماربة البدع‪ ،‬ف السلوك والداب‪.‬‬
‫وهذه تركز على نشر الفاهيم السلمية بي عامّة الناس‪ ،‬ودعوتم لللتزام‬
‫بتعاليم الدين‪.‬‬
‫وهذه تركز على جانب العداد العسكري والواجهة مع الباطل‪..‬‬
‫إل آ خر هذه الجتهادات ال ت ترى أ نّ ال ساحة ال سلمية ف حا جة ل ا‬
‫جيعًا‪ ،‬بل إنّها تكمّل بعضها بعضًا‪ ،‬وتصبّ ف النهاية ف مصبّ واحد‪ ،‬وهو‬
‫إيقاظ الم ّة ال سلمة من سباتا العم يق‪ ،‬وتر يك هذا ال سد النائم‪ ،‬ليف يق من‬
‫غفوته‪ ،‬ويفرز قيادته القيقية‪ ،‬الت تقوده نو مارسة دوره الطلوب منه ف هذه‬
‫الياة الدنيا بأمر ال>‪ .‬اه‬
‫وقال ـ أيضًا ـ ف ص (‪ 190‬ـ ‪< :)191‬إ نّ الرء قد يت ساءل أمام هذه‬
‫القائق إذا كان المر كذلك‪ ،‬فما هو البّر القيقي لوجود ماصمة بي كثي‬
‫من هذه الماعات‪ ،‬الت ترفع كلّها شعار <السنّة والماعة> ؟‪...‬‬
‫إ نّ الفكرة السائدة بي كثي من هذه الماعات‪ :‬وهي اعتقاد كلّ منها‬
‫أنّها هي وحدها <جاعة أهل السنّة‪ .>..‬اه‬
‫وقال ـ أيضًا ـ ف ص (‪< :)193‬إ نّ الع مل لل سلم من خلل هذه‬
‫الماعات أمر ل غبار عليه‪ ،‬ل شرعًا‪ ،‬ول عقلً‪ .>...‬اه‬
‫قلت‪ :‬سبحان ال !! ما هذه التمويهات يا م صري ح ي جعلت اللف‬
‫بيه الماعات السهلمية خلف تنوّع ل خلف تضادّ ؟! بهل ليهس بينههم‬
‫اختلف‪ ،‬إنّما الواقع بينهم إنّما هو اجتهاد !!‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪70‬‬

‫فإن كنت تعلم حال الماعات السلمية وحال مؤ سّسيها‪ ،‬فقد خنت ال‬
‫ورسوله والؤمني عامّة‪ ،‬والعلماء وطلبة العلم خاصّة‪ ،‬بترويك لتلك الفكار‬
‫وعدم النكار !! وإن كنت ل تعلم‪ ،‬فاعلم بأنّ جاعة التبليغ أسّسها أميهم ممّد‬
‫إلياس بن ممّد إساعيل النفي‪ ،‬الديوبندي‪ ،‬الشت‪ ،‬الكاندهلوي‪ ،‬الولود سنة (‬
‫‪1303‬ه)‪ ،‬والتوف سنة (‪1363‬ه)‪ ،‬ثّ جاء من بعده ابنه ممّد يوسف بن ممّد‬
‫إلياس‪ ،‬ثّ جاء من بعده ممّد إنعام السن‪.‬‬
‫وهذه الماعهة قائمهة على أصهول سهتّة‪ ،‬كمها ذكرت لك مهن قبهل ص‬
‫(‪ ،)12‬ولم كتب معتمدة عندهم‪ ،‬منها‪ :‬كتاب <تبليغي نصاب> <فضائل‬
‫العمال>‪ ،‬لحمّد زكريا الكاندهلوي‪ ،‬الجاز إجازة عامّة من قِبل شيخه الرشد‬
‫<خل يل أح د ال سهارنفوري>‪ ،‬بالباي عة‪ ،‬والرشاد‪ ،‬على أر بع طرق صوفية‪،‬‬
‫وهي‪ :‬الشتية‪ ،‬والنقشبندية‪ ،‬والسهروردية‪ ،‬والقادرية‪.‬‬
‫والكتاب ال سابق ذكره‪ ،‬قد مله مؤل فه بالحاد يث الضعي فة والوضو عة‪،‬‬
‫وحكايات ومنامات الصهوفية‪ ،‬وإجلل مشائخهها كابهن عربه القائل بوحدة‬
‫الوجود‪ ،‬و سأجعل ف آ خر الب حث(‪ )1‬صورًا من هذا الكتاب بالل غة الُرْدِي ّة‪،‬‬
‫وبوارها ترجتها باللغة العربية ليتّ ضح للقارئ الكري مدى ما فيه من الضلل‪،‬‬
‫وال الستعان‪.‬‬
‫والكتاب الثا ن <حياة الصهحابة>‪ ،‬لحمّد يوسهف الكاندهلوي‪ ،‬و هو‬
‫كسابقه‪ .‬وإن كنت ف ش كّ مّا قلت لك ـ أخي الكري ـ فعليك بقراءة الكتابي‬
‫السابقي‪ ،‬و<سوانح ممّد يوسف> لحمّد ثان حسن‪ ،‬و<وقفات مع جاعة‬
‫التبليهغ> للجربوع‪ ،‬و<جاعهة التبليهغ‪ :‬مفاهيهم يبه أن تصهحّح> لسهن‬

‫() انظر ملحق الوثائق‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪71‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫جنا حي‪ ،‬و<جا عة التبل يغ> لحمّد أ سلم‪ ،‬و<ال سراج الن ي> لحمّد ت قي‬
‫الدين اللل‪ ،‬و<نظرة عابرة اعتبارية حول الماعة التبليغية>‪ ،‬لسيف الرحن‬
‫الدهلوي‪ ،‬و<القول البل يغ ف التحذ ير جا عة التبل يغ> للش يخ حود التويري‬
‫رحه ال‪ ،‬و<حقيقة الدعوة إل ال> للشيخ سعد الصيّن‪.‬‬
‫واعلم بأ نّ جا عة الخوان ال سلمي أنشأ ها وأ سّسها‪ :‬ح سن البنّا‪ ،‬الذي‬
‫بايهع شيخهه‪< :‬بسهيون العبهد> و<عبهد الوهاب الصهاف> على الطريقهة‬
‫الصوفية الصافية‪.‬‬
‫وللخوان السهلمي زعامات كثية جدّا‪ ،‬فمهن زعاماتمه‪ :‬سهيّد قطهب‪،‬‬
‫والضيهب‪ ،‬والتلمسهان‪ ،‬والسهباعي‪ ،‬والغزال‪ ،‬والقرضاوي‪ ،‬وفتحهي يكهن‪،‬‬
‫والغنوشي‪ ،‬وقادة جبهة النقاذ الزائرية‪ ،‬والتراب‪ ،‬وغيهم كثي‪.‬‬
‫وهذه الما عة عبارة عن مز يج غر يب الفكار والقوال والفعال‪ ،‬وإل يك‬
‫ناذج على ما أقول‪:‬‬

‫‪‬‬
‫فصل‬
‫في ذكر بعض الفكار والقوال والفعال الغريبة‬
‫عند جماعة الخوان المسلمين‬

‫قال <حسهن البنها> فه مموعهة رسهائله ص (‪ )498‬مبيّنًا فه جانهب‬


‫ال ساء وال صفات‪< :‬ون ن نعتقد أ نّ رأي ال سلف من ال سكوت وتفويض علم‬
‫هذه العان إل ال تبارك وتعال أسلم وأول بالتباع‪ .>..‬اه‬
‫قلت‪ :‬هذا الذ هب من أخ بث الذا هب‪ ،‬إذ هو مذ هب الفو ضة‪ ،‬بل هذا‬
‫الذهب أسوأ حالً من مذ هب الؤوّلة‪ ،‬ول يس هذا مذهب السلف‪ ،‬بل مذهب هم‬
‫هو معرفة معان تلك الصفات‪ ،‬مثبتي حقائقها ـ ل جلّ وعل ـ على الوجه اللئق‬
‫به ـ سبحانه وتعال ـ فهم يعلمون معن تلك الصفات‪ ،‬ويفوّضون كيفياتا‪ .‬فتنبّه‪.‬‬
‫وقال ممود ع بد الل يم ف كتا به <الخوان ال سلمون أحداث صنعت‬
‫التاريهخ> (‪< :)1/109‬وكنّا نذه ب جيعًا كلّ ليلة إل الس جد الس يّدة‬
‫زين ب‪ ،‬فنؤدّي صهلة العشاء‪ ،‬ثّ نرج مهن السهجد ونصهطفّ صهفوفًا يتقدّمنها‬
‫الستاذ الرشد <البنا> ينشد من أناشيد الولد النبوي‪ ،‬ونن نردّده من بعده ف‬
‫صوت جهوري جاعي يلفت النظر»‪ .‬اه‬
‫وأمّا بالن سبة لو قف جا عة الخوان ال سلمي من الراف ضة‪ ،‬ف هو مو قف‬
‫موحّد ‪ ،‬قائم على التقري ب بي الس نّة والشيع ة‪ ،‬وهذا الوقهف ههو موقهف‬
‫<البنها> و<شلتوت> و<أبه زهرة> و<الغزال> و<التلمسهان>‬
‫و<فتحههي يكههن> و<أنور الندي> و<عبههد الكريهه زيدان>‬
‫و<الشكعة> و<خلّف> و<البهنساوي> و< سعيد حوى> و<واف‬
‫العظمهي> و<الودودي> و<الندوي> و<الغنوشهي> و<حسهن‬
‫أيوب> و<الترابه> و<عهز الديهن إبراهيهم> صهاحب كتاب <علماء‬
‫السلمي وموقفهم من الثورة الشيعية>‪ ،‬وغيهم‪.‬‬
‫فمن ذلك قول التلمسان‪..< :‬وف الربعينات ـ على ما أذكر ـ كان السيد‬
‫<القُم ّي> ـ وهو شيعي ـ َينْزل ضيفًا على الخوان ف الركز العام‪ ،‬ووقتها‬
‫كان المام الشه يد يع مل جادّا على التقر يب ب ي الذا هب‪ ..‬و سألناه يومًا عن‬
‫مدى اللف ب ي أ هل ال سنّة والشي عة ؟ فنها نا عن الدخول ف م ثل هذه ال سائل‬
‫الشائكة‪ ..‬فقال‪ :‬اعلموا أ نّ أهل ال سنّة والشيعة مسلمون‪ ،‬تمع هم كلمة <ل إله‬
‫إ ّل ال‪ ،‬وأ ّن م ّمدًا رسول ال> ـ هكذا ـ‪ .>..‬اه انظر موقف علماء السلمي ص‬
‫(‪ 5‬ـ ‪.)21‬‬
‫وقال الغزال ف كتا به ال سلم والشتراك ية ص (‪< :)112‬إ نّ ال سلم‬
‫أخوّة ف الدين واشتراكية ف الدنيا>‪.‬‬
‫إنه عمهر كان أعظهم فقيهه اشتراكهي تولّى‬
‫وفه ص (‪ )183‬قال‪ّ < :‬‬
‫الكم>‪.‬‬
‫وقال ـ أيضًا ـ ف كتابه <السلم الفترى عليه> ص (‪< :)103‬إ ّن‬
‫أبها ذرّ كان اشتراكيّاه‪ ،‬وإنّه اسهتقى نزعتهه الشتراكيهة مهن النهب عليهه الصهلة‬
‫والسلم>‪.‬‬
‫فانظهر أخهي السهلم إل هذا الكذب على ال وعلى رسهول ال‪ ،‬وعلى‬
‫صحابته رضي ال عنهم أجعي‪ ،‬فل حول ول قوّة إلّ بال‪ .‬فماذا سيصنع الغزال‬
‫بقوله تعال‪َ :‬ف إِن طِبْ نَ لَكُ مْ عَن شَ ْيءٍ مِنْ هُ َنفْ سًا َفكُلُ وهُ هَنِيئًا مرِيئًا‬
‫[سورة النساء‪ ،‬آية‪.]4 :‬‬
‫وبقوله تعال‪ :‬يَا أَيّهَا الّذِي نَ آ َمنُوا لَ تَ ْأكُلُوا َأمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالبَاطِلِ إِلّ‬
‫أَن تَكُونَ تِجَا َرةً عَن تَرَاضٍ مِن ُكمْ [سورة النساء‪ ،‬آية‪.]29 :‬‬
‫وبقوله عليه الصلة والسلم‪< :‬أَلَ لَ َتظْلِمُوا‪ ،‬أَلَ لَ َيحِلّ مَالُ امْ ِرئٍ إِلّ‬
‫بِطِيب ِ نَفْس ٍ مِنْه ُ>‪ ،‬مشكاة الصهابيح (‪ ،)2/889‬وصهحيح الامهع الصهغي‬
‫وزيادتهه (‪ .)2/1268‬وبقوله ـ أيض ًا ـ ‪< :‬إِن ّ ِدمَاءَكُم ْ َوَأمْوَالَكُم ْ َحرَام ٌ‬
‫عَ َليْ ُكمْ‪ >..‬مسلم (‪.)2/889‬‬
‫ويقول الغزال‪< :‬نعهم أنها كنهت مهن العنييه بالتقريهب بيه الذاههب‬
‫السلمية‪ ،‬وكان ل عمل دؤوب ومتصل ف القاهرة‪ ،‬وصادقت الشيخ‪< :‬ممّد‬
‫تقي القمي>‪ ،‬كما صادقت الشيخ‪< :‬ممّد جواد مغنيه>‪ ،‬ول أصدقاء من‬
‫العلماء والكابر من علماء الشيعة‪ .>..‬اه انظر موقف علماء السلمي ص (‪21‬‬
‫ـ ‪.)23‬‬
‫وقال الغنوش ي‪ّ < :‬‬
‫إنه التاه السهلمي الديهث تبلور‪ ،‬وأخهذ شكلً‬
‫واضحًهها على يههد <المام البنهها> و<الودودي> و<قطههب>‪،‬‬
‫و<المينه>‪ ،‬مثلي أهمّه التاهات السهلمية فه الركهة السهلمية‬
‫العاصرة>‪ .‬اه الصدر السابق (‪ 42‬ـ ‪.)43‬‬
‫وقال الودودي‪< :‬إ نّ ثورة المي ن ثورة إ سلمية‪ ،‬والقائمون علي ها هم‬
‫جا عة إ سلمية‪ ،‬وشباب تلقوا الترب ية ال سلمية ف الركات ال سلمية‪ ،‬وعلى‬
‫جيع السلمي عامة والركات السلمية خاصة أن تؤيّد هذه الثورة كلّ التأييد‪،‬‬
‫وتتعاون مع ها ف جيع الجالت>‪ .‬اه ان ظر الشقيقان ص (‪ ،)3‬ومو قف علماء‬
‫السلمي ص (‪.)48‬‬
‫وقال أم ي الما عة ال سلمية <الودود ية> ميان طف يل م مد‪< :‬إ نّ‬
‫المين هو قائد السلمي ف العال كلّه>‪ .‬اه انظر الشقيقان ص (‪.)3‬‬
‫وقال أسعد جيلن ـ أمي الماعة السلمية لدينة لهور ـ ف مؤتر إحياء‬
‫الذكرى السنوية للثورة السلمية اليرانية النعقد ف لهور‪< :‬إنّ هذه الكومة‬
‫اليرانية مثل حكومة النب وحكومة خلفائه‪ > !!!..‬اه‬
‫وقال عمر عبد الرحن ف ماضرة ألقاها ف أمريكا‪< :‬ولبد لكلّ طاغية‬
‫ظال أن يُزال من الياة ك ما أز يل الشاه‪ ،‬وك ما أز يل أنور ال سادات‪ ،‬من ه نا‬
‫كانت الثورة السلمية ف إيران مظهرًا من مظاهر العزّ والقوة والجد‪ ،‬وإنّها‬
‫لتب عث ف روح ال سلمي الجاهد ين ف ك ّل مكان بعام ّة‪ ،‬و ف م صر با صّة‪،‬‬
‫روح ال مل واليق ي‪ .‬هذه الثورة ال ت أزالت و ما زالت تز يل طواغ يت و جب‬
‫علينا نن السلمي أن نزيلها‪ ،‬لقد مرغت أنفهم ف التراب وجعلتهم يتحدّثون‬
‫عن قوّة السلم ويرهبونا‪ .‬هذه الثورة السلمية ف إيران مشرق أمل ومبعث‬
‫فرح ة وس رور‪ ،‬وانطلق للجهاد ف س بيل ال‪ ،‬والس لمون ف كلّ مكان‬
‫يترسّمون خطاها ويفرحون بانتصاراتا العظيمة>‪ .‬اه‬
‫وقال الودودي‪< :‬إ نّ هذه ل ت كن مطال بة لن صب وز ير الال ية ف قط‪ ،‬بل‬
‫إنّ ها كا نت مطال بة للدكتاتور ية ونتي جة لذلك كان و ضع سيّدنا يو سف عل يه‬
‫السلم يشبه جدّا وضع موسولين ف إيطاليا الن>‪ .‬اه [الشقيقان ص (‪.])20‬‬
‫وقال‪< :‬إنّ سيّدنا يونس كانت قد صدرت منه بعض التقصيات ف تبليغ‬
‫فريضة الرسالة>‪ .‬اه [الشقيقان ص (‪.])21‬‬
‫وقال‪< :‬إنّ سيّدنا نوح عليه السلم أصبح مغلوبًا أمام نزواته وطغت عليه‬
‫عاطفة الاهلية>‪ .‬اه [الشقيقان ص (‪.])22‬‬
‫وهذا هو إمامهم سيّد قطب يترك صلة المعة‪ ،‬كما ذكره علي عشماوي‬
‫ف كتا به‪< :‬التار يخ ال سري لما عة الخوان ال سلمي> ص (‪ )112‬ح يث‬
‫قال‪..< :‬وجاء وقهت صهلة المعهة‪ ،‬فقلت له‪ :‬دعنها نقهم ونصهلي‪ ،‬وكانهت‬
‫الفاجأة أن علمت ـ ولوّل مرّة ـ أنّه ل يصلي المعة‪ .‬وقال‪ :‬إن ّه يرى ـ فقهيّ ًا ـ‬
‫أنّ صلة المعة تسقط إذا سقطت اللفة‪ ،‬وأنّه ل جعة إلّ بلفة‪.>..‬‬
‫وهذا ـ أخهي الكريه ـ غيهض مهن فيهض‪ .‬ومهع تلك الطامّات والنرافات‬
‫والضللت من الكذب على ال والتحريف لشرعه وسبّ أنبيائه وتنقّ صهم والطعن‬
‫ف صحابة نبيّ نا عل يه ال صلة وال سلم‪ ،‬يب قى هؤلء أئم ّة وقادة‪ ،‬ودعاة‪ ،‬وعلماء‬
‫وا قع‪ ،‬فكّل ما ازدادوا ضللً‪ ،‬ازدادوا ف أع ي تابعي هم رفعةً وعلوّا !!! ف هل رأ يت‬
‫ـ أخهي الكريه ـ انتكاس القوم فه مفاهيمههم ؟!! إذن فاحده ال على العافاة‬
‫والسلمة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫موقف جماعة الخوان المسلمين من‬
‫الحزاب العلمانية وغيرها‬

‫وأمّا مو قف جا عة الخوان ال سلمي من الحزاب العلمان ية‪ ،‬والقوم ية‪،‬‬


‫والبعثية‪ ،‬بل الديان كاليهودية‪ ،‬والنصرانية‪ ،‬فهو موقف سلمي‪ ،‬بل أخوي‪.‬‬
‫يدلّ على ذلك قول <البن ا> أمام لنهة التحقيهق البيطانيهة المريكيهة‬
‫ـ لبحث قضية فلسطي ـ ‪..< :‬إنّه ل يريد أن يتحدّث عن مشكلة فلسطي من‬
‫النواحي السياسية‪ ،‬والقتصادية‪ ،‬والجتماعية‪ ،‬فقد طال فيها البحث‪ ،‬ول حاجة‬
‫إل تكرار مها قيهل‪ ..‬والناحيهة الته سهأتدّث عنهها؛ نقطهة بسهيطة مهن الوجههة‬
‫الدينية‪ ..‬فأقرّر أ نّ خصومتنا لليهود ليست خصومة دينية‪ ،‬ل نّ القرآن الكري‬
‫ح ضّ على م صافاتم‪ ،‬وم صادقتهم‪ ،‬وال سلم شري عة إن سانية ق بل أن يكون‬
‫شريع ة قومي ة‪ ،‬وقهد أثنه عليههم‪ ،‬وجعهل بيننها وبينههم اتفاقًا‪ .>..‬اه انظهر‬
‫<الخوان السلمون أحداث صنعت التاريخ> (‪ 1/409‬ـ ‪.)410‬‬
‫وقال <البنها> فه أحهد احتفالتمه‪..< :‬وليس ت حرك ة الخوان‬
‫موج هة ضدّ عقيدة من العقائد‪ ،‬أو د ين من الديان‪ ،‬أو طائ فة من الطوائف‪،‬‬
‫البلد العربي ة‬ ‫‪ ...‬ول يكره الخوان الس لمون الجان ب النّزلء ف‬
‫والسلمية‪ ،‬ول يضمرون لم سوءًا‪ ،‬حت اليهود الواطني ل يكن بيننا وبينهم‬
‫إلّ العلئق الطيّبة>‪ .‬اه انظر <الطريق إل الماعة الم> (ص ‪.)132‬‬
‫وقال يوس ف القرضاوي فه حديهث لريدة الرايهة ـ القطريهة ـ عدد‬
‫‪< :4696‬إنّن ا ل نقات ل اليهود م ن أج ل العقيدة‪ ،‬وإنّم ا م ن أج ل‬
‫الرض‪( .>..‬انظر ملحق الوثائق)‪.‬‬
‫وقال <ال سباعي>‪< :‬فل يس السلم دينًا معاديًا للنصرانية‪ ،‬بل هو‬
‫معترف ب ا مقدّس ل ا‪ ..‬وال سلم ل يفرق ب ي م سلم وم سيحي‪ ،‬ول يع طي‬
‫للم سلم حقّ ا ف الدولة أك ثر من ال سيحي‪ ،‬والد ستور سينص على م ساواة‬
‫الواطني جيعًا‪ ،‬ف القوق والواجبات‪ ،‬ثّ أقترح أربع مواد‪ )1( :‬السلم دين‬
‫الدولة السهلمية‪ )2( ،‬الديان الس ماوية مترم ة ومقدس ة‪ )3( ،‬الحوال‬
‫الشخص ية للطوائف الديني ة مص ونة ومرعي ة‪ )4( ،‬ل يال بي مواط ن وبي‬
‫الوص ول إل أعلى مناص ب الدولة بس بب الدي ن أو الن س أو اللغ ة>‪ .‬اه‬
‫[انظر‪< :‬الطريق إل الماعة الم> ص (‪.])134‬‬
‫قلت‪ :‬سبحان ال ! أرأيت لو أ نّ نصرانيّا تولّى سدّة حكم السلمي فإنّه‬
‫والال هذه سيكون حاكمًا شرعيّا ـ ف زعمهم ـ ل يوز الروج عليه‪ ،‬فما بالم‬
‫ييزون الروج على حكام السلمي وهم ل يبلغوا مبلغ أولئك ؟!!‬
‫وقال الغزال ف كتابه <ومن هنا نعلم> ص (‪ 150‬ـ ‪< :)153‬ومع‬
‫ذلك التاريخ السابق فإنّنا نبّ أن ند أيدينا وأن نفتح آذاننا وقلوبنا إل كلّ دعوة‬
‫تؤاخي بي الديان‪ ،‬وتقرب بي بنيها‪ ،‬وَتْنزِع من قلوب أتباعها أسباب الشقاق‪.‬‬
‫إنّ نا ُنقْبِل مرحبي على كلّ وحدة توجه قوى التديّني إل البناء ل الدم‪،‬‬
‫وتذكرهم بنسبهم السماوي الكري‪ ،‬وتصرفهم إل تكريس الهود لحاربة اللاد‬
‫والفساد‪ ،‬وابتكار أفضل الوسائل لردّ البشر إل دائرة الوحي بعد ما كادوا يفلتون‬
‫منها إل البد‪ ،..‬إننا نستريح من صميم قلوبنا إل قيام اتاد بي الصليب واللل‪،‬‬
‫ب يد أنّ نا نريده تعاونًا ب ي الؤمن ي بعي سى وممّد‪ ،‬ل ب ي الكافر ين بال سيحية‬
‫والسلم جيعًا>‪ .‬اه‬
‫فهل سعت ـ أخي الكري ـ براء وحق وسفه وضلل مثل هذا ؟!!‬
‫ك الَيهُو ُد َو َل الّنصَارَى َحتّى‬
‫أل يقرأ هذا الحق قوله تعال‪َ :‬ولَن َت ْرضَى عَن َ‬
‫َتّتِب َع ِمّلَت ُه ْم [البقرة‪ ،‬آ ية‪ .]120 :‬وقوله تعال‪ :‬قَاِتلُوا اّل ِذي َن َل ُي ْؤ ِمنُو َن بِالِ َو َل‬
‫ح ّرمُو َن مَا َح ّر َم الُ َو َرسُوُل ُه َو َل َيدِينُو َن دِي َن ا َلقّ ِم َن اّلذِي َن أُوتُوا‬
‫بِالَي ْو ِم ال ِخ ِر َو َل ُي َ‬
‫ب َحتّى ُي ْعطُوا ا ِل ْزَي َة عَن َي ٍد َو ُه ْم صَا ِغرُو َن [التوبة‪ ،‬آية‪.]29 :‬‬
‫ال ِكتَا َ‬
‫وقوله عليه الصلة والسلم‪ُ< :‬أمِرْتُ أَنْ أُقَاتِ َل النّاسَ حَتّى يَقُولُوا‪ :‬لَ ِإلَهَ‬
‫حقّهَا َوحِ سَابُ ُهمْ عَلَى‬
‫إِ ّل الُ َفإِذَا قَالُوهَا َع صَمُوا مِنّ ي ِدمَاءَهُ مْ َوأَمْوَالَهُ مْ إِلّ بِ َ‬
‫الِ> مسلم (‪)1/53‬‬
‫بل إ نّ حكو مة <الترا ب> مطب قة لذا الن هج ح ّق التطهبيق‪ ،‬إذ نائب‬
‫الرئ يس ن صران‪ ،‬وكث ي من وزراء الدولة ن صارى‪ ،‬وكذا كث ي من هم ف ملس‬
‫الشعب‪.‬‬
‫واعلم ـ أيضًا ـ بأ نّ قادة الما عة من أئ مة الدعاة إل الشتراك ية‪ ،‬ف ما‬
‫هلم‬ ‫هب‪ ،‬و<السه‬ ‫هة> لسهيّد قطه‬ ‫هك إلّ أن تقرأ <العدالة الجتماعيه‬ ‫عليه‬
‫والشتراك ية> للغزال‪ ،‬و<ال سلم الفترى عل يه> له أيضًا‪ ،‬و<الشتراك ية‬
‫السلمية> لصطفى السباعي‪ ،‬وغيها كثي‪.‬‬
‫أمّا تكف ي الق طبيي للمجتمعات ال سلمية قاط بة‪ ،‬فهذا حدّث ع نه ول‬
‫حرج‪ ،‬ويك في شهادة أحد هم علي هم أل و هو القرضاوي‪ ،‬ح يث قال ف كتا به‬
‫<أولويات الر كة ال سلمية> ص (‪ < :)110‬ف هذه الرحلة ظهرت ك تب‬
‫الشهيد <سيّد قطب> الت تثل الرحلة الخية من تفكيه‪ ،‬والت تنضح بتكفي‬
‫الجت مع‪ ،‬وتأج يل الدعوة إل النظام ال سلمي‪ ،‬وال سخرية بفكرة تد يد الف قه‪،‬‬
‫وتطويره‪ ،‬وإحياء الجتهاد‪ ،‬وتدعهو إل العزلة الشعوريهة عهن الجتمهع‪ ،‬وقطهع‬
‫العلقة مع الخرين‪ ،‬وإعلن الهاد الجومي على الناس كافّة‪ .>..‬اه‬
‫ولقادة هذه الماعات انرافات كثية وكثية‪ ،‬ولو ل خشية الطالة لنقلت‬
‫لك ما سطّروه ف كتبهم‪ ،‬ولكن أظ نّ أ نّ ما ذكرته هنا فيه كفاية لِم َن كان له‬
‫قلب وعقل ودين‪ ،‬ليعلم فساد منهج هذه الماعة‪ ،‬وكذا كثي من أفكار قادتا‪.‬‬
‫فهل بعد هذا كلّه ـ أيها الصري ـ تعل اللف بي الماعات السلمية‬
‫إنّ ما هو خلف ف الفروع‪ ،‬ل ف ال صول ؟ بل تعله من باب الجتهادات‬
‫السائغة ؟!!‬
‫وانظهر إل مها قاله عب د العزي ز ب ن ناص ر اللي ل‪ ،‬ف كتاب ه <وقفات‬
‫تربو ية> ص (‪ 160‬ـ ‪ ،)162‬ب عد أن أ خذ ح سنة ال سلفيي‪ ،‬و هو منهج هم‬
‫العقدي ال سليم‪ ،‬وح سنة الخوان ال سلمي ـ على فرض الت سليم بأنّ ها ح سنة ـ‬
‫وهو تنظيمهم‪ ،‬و ِس ّريَتهم‪ ،‬ومواجهتهم للمشاكل العصرية‪.‬‬
‫ث ّ بعهد ذلك نصهب منهج ًا وهيّاه‪ ،‬جعله هدف ًا له‪ ،‬أسهاه ب <النههج‬
‫ال سلفي> صبّ عل يه جام غض به‪ ،‬مع العلم بأ نّ ما ادعاه من الن قص ف ذلك‬
‫النهج‪ ،‬إنّما هو ف ذهنه فقط‪ ،‬ول حقيقة له ف الارج‪ ،‬فسبحان ال وبمده !!‬
‫قال الل يل‪< :‬أي‪ :‬أنّ نا نر يد منهجًا دعويّ ا‪ ،‬يقوم على سلفية الن هج‬
‫وعص رية الواجه ة‪ .‬ونقصهد بالسهلفية‪ :‬العودة بأصهول الفههم والسهتدلل إل‬
‫الكتاب والسنّة‪ ،‬وقواعد الفهم العتبة(‪ ،)1‬لدى أصحاب رسول ال ومَن تبعهم‬
‫بإح سان‪ ،‬وذلك لنتمكّن من خلل هذا الن هج من الواج هة ال سلفية العا صرة‬
‫لشكلت ع صرنا التجدّدة‪ ،‬ح يث ل نق صد بال سلفية‪ :‬الوقوف فح سب ع ند‬
‫القضايا العقدية‪ ،‬الت واجه با سلفنا الصال انرافات عصرهم‪ ،‬وكانت فريضة‬
‫الوقهت يومئذ‪ ،‬ث ّ نتخلّى ع ن العارك الطاحن ة الت تديره ا الاهلي ة ف‬
‫الجتمعات العاصرة‪ ،‬حيث ضاعت إسلمية الراية وإسلمية النظم‪.‬‬
‫() هل أفهم بأنّ هناك قواعد فهم لدى الصحابة ـ رضوان ال عليهم ـ غي معتبة ؟!!‬ ‫‪1‬‬
‫إ نّ ال سلفية القّة ل تق بل أن ت ستهدف الدعوة ف ب عض الوا قع‪ ،‬تر ير‬
‫العقائد م ن شرك الموات‪ ،‬والتمائم‪ ،‬وتضرب ص فحًا ع ن شرك الحياء‪،‬‬
‫والوضاع‪ ،‬والنظم‪ ،‬والت ل تقل عن شرك الصنام‪ ،‬وكل الشركي خطي‪.‬‬
‫ك ما ل تق بل ال سلفية القّة أن تارب الت شبيه والتعط يل ف صفات ال‬
‫ـ عزّ وجلّ ـ وتقف عند ذلك ول تعلن الرب على تعط يل الشريعة‪ ،‬وتكيم‬
‫القواني الوضعية‪ ،‬وفصل الدين عن الدولة‪.‬‬
‫وإنّنا بذا النهج الشامل والسلفية العاصرة‪ ،‬نسلم وتسلم عقيدتنا الثابتة‬
‫من أي ّ خلط أو اهتزاز‪ ،‬ك ما هو الا صل ف هذه اليام‪ ،‬ولكنّ ها الف ت نعوذ‬
‫بال منها ما ظهر منها وما بطن>‪ .‬اه‬
‫وانظر إل ما قاله ممّد ممّد بدري ف ملة <البيان> عدد (‪ )28‬ص (‬
‫‪ 15‬ـ ‪ )18‬بعنوان‪< :‬ت ت راية أ هل ال سنّة والما عة>‪< :‬و هي الماعة‬
‫الت ندعو فصائل الركة السلمية إل اللتزام با‪ ،‬جاعة أهل السنّة‪ ،‬الماعة‬
‫أنه وجود هذا الصهنف مهن الدعاة ههو القدّمهة‬ ‫شكه ّ‬
‫ّ‬ ‫العام ّة الواس عة‪ ..‬ول‬
‫ال صحيحة لتعم يم مفاه يم <أ هل ال سنّة والما عة> ف كلّ الر كة ال سلمية‬
‫وإزالة الواجهز بيه العامليه للسهلم‪ ،‬بيهث ل يتحرّج فرد مهن النتسهاب إل‬
‫فصيل من فصائل الركة السلمية والتعاون مع الخر ف الي‪..‬‬
‫إنّ نا ندعوا كلّ إخوان نا إل الع مل على تكا مل ف صائل الر كة ال سلمية‬
‫وتعاوناه فه هذا الطار الذي نسهبه صهوابًا‪ ،‬ول ندعهي له الكمال‪ ،‬وإنّمها ههو‬
‫ماولة وخطوة على الطريق يعوزها التواصل الستمر‪ >..‬ال‪.‬‬
‫ـ‬ ‫وقال ف كتا به ـ أيضًا ـ <ن و وحدة الع مل ال سلمي> ص (‪43‬‬
‫‪< :)44‬إل م َن ينفصل بطريق دون إخوا نه ف الر كة السلمية‪ ،‬ويعت قد أ نّ‬
‫مموعته هي الوحيدة صاحبة القّ ف التواجد على الساحة السلمية‪..‬‬
‫وأقول‪ :‬إنّ التعصّب لماعة‪ ،‬والولء لا‪ ،‬ورفض بقية الماعات الت تنتمي‬
‫ل <أ هل ال سنّة والما عة> ومعادات ا‪ ،‬هي ف حقيقت ها دعوى جاهل ية‪ ،‬يقال‬
‫لهلها كما قال النب للمهاجرين والنصار‪< :‬دَعُوهَا فَإنّهَا مُنْتَِنةٌ> >‪ .‬اه‬
‫وانظر إل ما قاله <البيانون> ف كتابه‪< :‬وحدة العمل السلمي بي‬
‫المل والواقع> ص (‪ 18‬ـ ‪< :)20‬ومنهم مَن ل يستوعب فهم حقيقة تعدّد‬
‫الماعات ال سلمية‪ ،‬في سيئون إلي ها بت صرّفاتم ومواقف هم‪ ! ..‬فكثرًا ما ت صوّر‬
‫الشباب السهلم العامهل للسهلم‪ ،‬تعدّد الماعات السهلمية العاملة فه السهاحة‬
‫السهلمية عقبهة كئودًا أمام تقيهق وحدة العمهل السهلمي‪ ،‬إذ كيهف يكهن أن‬
‫يكون هناك عمهل إسهلمي واحهد مهع وجود تمّعات وجاعات إسهلمية‬
‫متعدّدة ؟!!‬
‫فإذا كان تعدّد الراء العلمية ف السألة الواحدة‪ ،‬ف الدين الواحد ـ أحيانًا ـ‬
‫أمرًا طبيعيّا وشرعيّا(‪ )1‬لسباب تعرف ف مالّ ها‪ ،‬فإ ّن تعدّد الماعات السلمية‬
‫ف الساحة السلمية‪ ،‬ف السلم الواحد أمر طبيعي‪ ،‬وشرعي أيضًا‪ ،‬ول سيما‬
‫ف هذا الزمن>‪ .‬اه‬
‫وانظهر إل القال الذي بعنوان‪< :‬عندمها يتحوّل اللف مهن تنوع إل‬
‫تضاد>‪ ،‬النشور فهه ملة <البيان> عدد (‪ ،)52‬ص (‪ ،)98‬حيههث قال‬
‫صاحبه‪< :‬ك ما أ نّ العبادات تتعدّد وتتنوع‪ ،‬ما ب ي صيام‪ ،‬و صدقة‪ ،‬و صلة‪،‬‬
‫() هذا قياس فاسد‪ ،‬إذ يقول‪ :‬كما أنّه ساغ اللف ف الفروع‪ ،‬فليسغ اللف ف الصول !‬ ‫‪1‬‬

‫ف هل ب عد هذا الضلل من ضلل ؟! إذ ف يه ت سويغ اللف ف ال صول‪ ،‬وهذا مالف لِم َا‬
‫أجع عليه العلماء‪ ،‬من أنّه ل يوز اللف ف الصول‪ ،‬وإ ّل كان اختلفًا مذمومًا‪ ،‬ل اختلفًا‬
‫جائزًا‪ ،‬بل مَن قال لك‪ :‬إنّ كلّ خلف ف الفروع فهو سائغ ؟!‬
‫ـ وهذا من رحة ال وحكمته ـ كذلك ـ أيضًا ـ تتعدّد أساليب الدعوة ومالتا‪،‬‬
‫وتتنوّع ما بي وعظ وخطابة‪ ،‬وأمر بالعروف وني عن النكر‪ ،‬وتأليف وتصنيف‪،‬‬
‫وتربية‪ ،‬وأعمال خيية‪ ،‬وإغاثة‪ ...‬ال‪.‬‬
‫وهذا التعدّد ينص بّ ف الدعوة‪ ،‬والعم ل الس لمي ينص بّ ف قناة‬
‫هاحب‬‫<اختلف التنوع>(‪ ..)1‬ويؤدّي هذا إل ظهور التحزّب والتفرّق ويصه‬
‫ذلك شعور العداء والبغضاء بينههم‪ ،‬رغهم أنّههم يسهتظلّون تته رايهة الدعوة‬
‫السلمية‪ ،‬ومنهج أهل السنّة والماعة>‪ .‬اه‬
‫وان ظر إل ما قاله وكت به ممّد ممّد بدري ف ملة <البيان>‪ ،‬عدد (‬
‫هة‬
‫هذ الفرقه‬‫‪ )13‬ص (‪ 38‬ـ ‪ )39‬تت ه عنوان <الوحدة والئتلف‪ ..‬ونبه‬
‫والختلف> حيث قال‪< :‬وأ نّ من أعظم ما أصاب السية السلمية الفرقة‬
‫والتنازع والختلف‪ ،‬فساحة العمل السلمي تغصّ بماعات كثية‪ ،‬دعواها‬
‫واحدة وهي السلم‪ ،‬وإعادة مد السلم‪ ،‬وأمّة السلم‪ ،‬ولكنّها متنافرة فيما‬
‫بين ها‪ ،‬تترا شق التام‪ ..‬بل ي صل ال مر إل الر مي بالروق من الد ين‪ ،‬والتام‬
‫بالضلل‪ ،‬وهذا هو اللف الذموم‪ ،‬النا شئ عن الوى‪ ،‬والتع صب‪ ،‬لر جل أو‬
‫جاع ة‪ ،‬بدون تَعرّف على الق ّ وت بيّن له‪ ..‬وناول إياد ص يغة لللتقاء‬
‫والنسجام(‪ )2‬بي تمعات أهل السنّة والماعة‪ ،‬العاملة ف الساحة السلمية‪،‬‬
‫بيث تضي القافلة السلمة ف طريق واحد نو هدفها>‪ .‬اه‬
‫() قلت‪ :‬سبحان ال ! تشابت مقولتم‪ ،‬لتشابه منهجهم‪ ،‬وبعد ذلك يزعمون أنّ هم ليسوا‬ ‫‪1‬‬

‫جاعة‪ ،‬وليس لم منهج إ ّل منهج أهل السنّة والماعة‪ ،‬الذين هم سلفنا الصال‪ ،‬فهل هذا هو‬
‫من هج ال سلف ال صال‪ ،‬والذي ي مع ت ت لوائه‪ :‬ال صوف‪ ،‬والقبوري‪ ،‬والتكفيي‪ ،‬والراف ضي‪،‬‬
‫والشعري‪ ،‬والاتريدي‪ ،‬بل والدا عي إل وحدة الديان ؟!! سبحانك الل هم وبمدك‪ ،‬إ نّ هذا‬
‫إلّ افتراء على النهج السلفي وأهله‪.‬‬
‫وان ظر إل ما جاء ف بر يد القراء ف مجلة <البيان> عدد (‪ ،)26‬ص (‬
‫‪ ،)97‬قولم‪ ..< :‬نقول للخ الباك‪ :‬منذ البداية دَعَوْن َا جاعات أهل السنة‬
‫ـ يعنه باه فصهائل الهاد الفغانه ـ إل التاد والتعاون‪ ،‬وحذرنها مهن أمثال‬
‫<الجددي>‪ ،‬والظروف الص عبة الت يَمرّ با الس لمون تُحت ّم عليه م‬
‫التعاون والتناصر ما داموا ضمن إطار أهل السنّة>‪ .‬اه‬
‫وانظهر إل مها جاء فه كتاب النتدى السهلمي الوّل والذي بعنوان‪:‬‬
‫<جهاد السلمي ف أفغانستان ير بأخطر مراحله> ف ص (‪ 12‬ـ ‪ ،)13‬حيث‬
‫قال كاتبهه‪< :‬يسهتحيل اجتماع كلمهة الجاهديهن ـ الفغان ـ على حزب مهن‬
‫الحزاب‪ ،‬أو جا عة من الماعات‪ ،‬و قد بذلوا ماولت من هذا القي بل ففشلوا‪،‬‬
‫لكنّ هم يؤكّدون بأنّ هم ي سيون على ما كان عل يه الر سول ‪ ،‬و ما كان عل يه‬
‫(‪)4‬‬
‫الصحابة رضوان ال عليهم ـ هكذا !! ـ وم َن تبعهم من رجال خي القرون‬

‫() أرأيت هذا النهج الترقيعي التلفيقي‪ ،‬فالداعية اللهم <بدري>‪ ،‬يريد إياد صيغة لللتقاء‬ ‫‪2‬‬

‫والنسجام بي الحزاب والماعات السلمية‪ ،‬ول يقل لم‪ :‬دعوا ما أنتم عليه من الباطل‪،‬‬
‫وارجعوا إل الن هج التكا مل‪ ،‬والن هج ال قّ‪ ،‬من هج ال سلف ال صال !! فبد ًل من أن تُخضِ عَ‬
‫الن هج ال سلفي لرغبات أولئك‪ ،‬ا ْسعَ إل إخضاع هم للنقياد له‪ ،‬وإ ّل انقل بت الواز ين‪ ،‬ف صار‬
‫الاكم مكومًا‪ ،‬والحكوم حاكمًا‪ ،‬وهذا عي الباطل‪.‬‬
‫() قلت‪ُ :‬قلْ هَاتُوا ُبرْهَاَنكُ ْم إِن كُنتُم صَادِقِيَ ‪ .‬أل تت حد هذه الحزاب ـ ال ت ل ت كن‬ ‫‪4‬‬

‫متحدة ف يوم ما ـ على قتل أهل كُن َر من أهل السنّة وأميهم‪ ،‬وتشريد الباقي منهم ؟! أل‬
‫يقهل حزب حكمتيار فه جريدتهه <شهادات> فه عددهها (‪ ،)338‬الصهادر بتاريهخ ‪28‬‬
‫ذي القعدة عام ‪1411‬ه تت عنوان <الفرصة ل زالت موجودة>‪< :‬ولكن مع ذلك فإنّ‬
‫أعداء السلم قد أدخلوا فينا فتنة ثانية بديلة من القاديانية‪ ،‬أل وهي فتنة الوهابية‪.‬‬
‫فإ نّ الوهاب ية مذ هب دخ يل على ال سلم‪ ،‬وهذه أخ طر خ طط ال ستعمار وال صهيونية ضدّ‬
‫السلم‪ ،‬ل نّ العداء يريدون أن ياربوا السلم بأن يفجّروه من الداخل‪ .‬فإ نّ الوهابية الذين‬
‫ـ أي منهج أهل السنّة والماعة ـ ‪ ..‬وقد التقينا بعظم قادة الجاهدين فقالوا‬
‫لنا‪ :‬إنّهم يلتزمون منهج أهل السنّة والماعة>‪ .‬اه‬
‫واستمع إل ما قاله عائض القرن ف شريطه <نصر أو هزية> الوجه‬
‫الثانه‪ ،‬حيهث قال‪< :‬والسهلم أوسهع‪ ،‬أوسهع مهن أن تعهل ل دوائر ضيقهة‬
‫لتقييدي‪ ،‬السلم رحب‪ ،‬والسلم واسع‪ ،‬أستفيد من كلّ أحد‪.‬‬
‫الداعية الذي يهتمّ بالرقائق معي‪.‬‬
‫والداعية الذي يهتمّ بالعقيدة معي‪.‬‬
‫والداعية الذي ينادي بالاكمية ل معي‪.‬‬
‫أم ّا أن ي عل الن سان حوله دوائر مغل قة‪ ،‬ويرى أ نّ م َن د خل م عه هو‬
‫الصيب‪ ،‬وم َن خالفه الخطئ‪ ،‬فل‪...‬ال>‪ .‬بل استمع إل شريطه‪< :‬فِرّ من‬
‫الزبية فرارك من السد>‪ ،‬يتضح لك صدق ما قلت لك آنفًا(‪.)5‬‬
‫واستمع ـ أيضًا ـ إل ما قاله العودة ف شريطه <تقوي الرجال>‪ ..‬قال‪:‬‬
‫<أيّ ها الخوة‪ :‬رجالت ال سلم ف هذا الع صر‪ :‬هم مياد ين ش ت‪ ،‬فأ نت إذا‬
‫نظرت مثلً فه ميدان الدعوة إل ال‪ ،‬وجدت رجالً عرفوا بالدعوة‪ ،‬وأثروا فه‬
‫يسهتخدمون مباشرة مهن تهل أبيهب‪ ،‬وواشنطهن‪ ،‬ولندن‪ ،‬ههم الذيهن يكمون على السهلمي‬
‫بالشرك‪ ..‬ول المد كما رفع الستار عن وجه الستعمار ـ أيضًا ـ كشفت مطّطات هؤلء‪،‬‬
‫وعرف الناس ما هي هذه الطائفة العميلة للجانب واكتشفوا جّيدًا‪ .>..‬اه‬
‫فاقرأ أخي القارئ‪ ،‬واعجب من موقف هؤلء‪ ،‬وقلبهم ال قّ باطلً‪ ،‬والباطل حقّا‪ ،‬لكنّه كما‬
‫قال عليه الصلة والسلم‪ِ< :‬إذَا لَ ْم تَسَْتحِ فَاصَْنعْ مَا شِئْتَ>‪.‬‬
‫() وتراجعه عن بعض ما أخطأ فيه ف كتابه <معال ف النهج> هو تراجع بألفاظ مملة‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫تتاج إل إيضاح وتطبيق عملي بيّن‪ ،‬وفق ال الميع لرضاته وأخلص نياتنا‪ ،‬وأصلح أعمالنا‪،‬‬
‫آمي‪.‬‬
‫متمعاتم أبلغ تأثي‪ ،‬لعلّ من الساء البارزة الشهورة أمثال الشيخ حسن البنا‪،‬‬
‫أو أبو العلى الودودي‪ ،‬أو غيهم من الصلحي‪.‬‬
‫وإذا نظرت ف مال الدب والفك ر‪ ،‬أمثال الس تاذ س يّد قط ب‪،‬‬
‫وممّد قط ب‪ ،‬وغيههم مهن الكتاب الشهوريهن‪ ،‬وكذلك كتابات أب و العلى‬
‫الودودي‪ ،‬وأبو السن الندوي‪ ،‬وغيهم‪.‬‬
‫وفه مال العلم الشرعهي‪ ،‬والفقهه‪ ،‬والفتوى‪ ،‬والديهث‪ ،‬وجدت علماء‬
‫أفذاذ‪ ،‬ف هذه الزيرة ـ أو غيها ـ ولعلّ من الجياد الذين يشاد بذكرهم أمثال‬
‫الشيخ‪ :‬ممّد ناصر الدين اللبان‪ ،‬ف مال الديث والسنّة‪ ،‬والشيخ عبد العزيز‬
‫بن باز‪ ،‬وممّد بن صال العثمي‪ ،‬وكذلك ل تنكر جهود الخرين ف غي هذه‬
‫البلد‪ ،‬تد بوث للدكتور مصطفى الزرقا‪ ،‬ويوسف القرضاوي‪.‬‬
‫مال الهاد وجدت شخص يات بارزة‪ ،‬ولعلّ الهاد‬ ‫وإذا نظرت ف‬
‫ب الر سول سياف‪،‬‬
‫الفغا ن على ال ساحة أبرز ما يل فت النظار‪ ،‬أمثال‪ :‬ع بد ر ّ‬
‫وبرهان الدي ن ربان ‪ ،‬وحكمتيار‪ ،‬أو مَ ن تبن ّى الهاد كعب د ال عزام‪ ،‬أو‬
‫غيه‪..‬‬
‫وف مال الطب ة والوع ظ مثهل‪ :‬عب د المي د كش ك‪ ،‬وأحد قطان‪،‬‬
‫وإبراه يم عزت‪ ،‬وغي هم‪ ،‬وال ساء كثية‪ .‬ول يس هد ف ف هذه الل سة ذ كر‬
‫الساء‪ ،‬ولكن ذكرت هذه الساء حيث يكثر الكلم حول عدد منهم‪.‬‬
‫خذ نوذجًا آ خر‪ :‬الش يخ ح سن البنا ـ رح ه ال ـ ر جل داع ية‪ ،‬أث ّر ف‬
‫الجتمع الصري تأثيًا كبيًا‪ ،‬وقُتل فيما نسبه ـ إن شاء ال ـ ف سبيل ال تعال‪،‬‬
‫وترك آثارًا طيّبهة بكلّ حال‪ ،‬سهواءً آثار علميهة‪ ،‬أو مها كتهب فه عدد مهن‬
‫الوضوعات‪ ،‬ت د أ نّ كثيًا من الناس ينظرون إل يه نظرة معيّ نة‪ ،‬في ها كث ي من‬
‫فنه‬
‫النتقاص‪ ،‬والشارة إل ضعهف علم هذا الرجهل ـ مثلً ـ وأن ّه ل يتقهن ّ‬
‫الديث‪ ..‬وقد ُينَْتقَد لنّه اجتهد ف عدد من السائل الدعوية والواقعية‪ ،‬اجتهادًا‬
‫قابلً للنقاش‪ ،‬وال خذ والردّ‪ ،‬و قد ت د م َن ينت قد الر جل لنّه تكلّم ف عدد من‬
‫مسائل العتقاد‪ ،‬كلمًا يالف ما عليه منهج السلف‪ ..‬القصود الن‪ :‬الشارة إل‬
‫أنّ هذا الطأ ينبغي أن يوضع ف إطاره الصحيح‪ ،‬فل يسقط الرجل بالكلّ ية‪ ،‬بل‬
‫يقال‪ :‬أخطأ ف كذا‪ ،‬ويبقى للرجل منلته وكرامته وبلؤه ف السلم‪ .>..‬اه‬
‫واقرأ مها قاله عائض القرنه فه رسهالته <قهل هذه سهبيلي> ص (‪:)8‬‬
‫<وباكستان أرض الستاذ أب العلى الودودي الداعية الشهي والكاتب الطي‬
‫والذي أوذي ف سبيل ال وحبس فصب واحتسب‪:‬‬
‫نفسي فدتك أبا العلى وهل بقيت نفسهي لفديهك مهن أههل ومِهن‬
‫أما استحى السجن من شيخ ومفرقه صههههههههههههحب‬
‫نور لغيههه طلب القهههّ ل‬
‫يشههههههههههب>‪ .‬اه‬

‫وانظر إل ما قاله ـ أيضًا ـ عن حكمتيار ف الرسالة السابقة (ص ‪ 23‬ـ ‪24‬‬


‫)‪.‬‬
‫وقال عائض القرن ف رسالته <كتب ف الساحة السلمية> ص (‪)66‬‬
‫وهو يتكلّم عن الكتب الهمة ف هذا العصر ـ ‪..< :‬وكتب سيّد قطب‪ ،‬وممّد‬
‫قطب‪ ،‬وكتب أب العلى الودودي‪ ،‬وأب السن الندوي‪ ،‬وكتب النطق والرقائق‬
‫والعوائق‪ ،‬لحمّد أحد الراشد وغيهم‪.>..‬‬
‫واقرأ ـ أيضًا ـ لعائض القرن ما قاله ف كتابه <لن اللود> ص (‪،)20‬‬
‫حيث مدح سيّد قطب‪ ،‬بقصيدة أساها <ف جنازة شهيد>‪ ،‬والت قال فيها‪:‬‬
‫ك بالناصب والندى‬ ‫كم حاولوا إغراء عز‬
‫تبخل على الجد الفدا‬ ‫فحلفت ل ترضى ول‬
‫ل رغم مَن قد هددا‬ ‫فصمدت يا قطب العا‬
‫م معالِمًا فيه الدى‬ ‫أهديت للشعب اليتي‬
‫لك ف حاسك غردا‬ ‫شعب سيحيا ف ظل‬
‫ع على الرواب منشدا‬ ‫ما زال زجعك ف الربو‬
‫والبغي أدبر‬ ‫الق صداح بكم‬
‫مرعدا>‪ .‬اه‬

‫وانظ ر إل مقالة منص ور الحد ‪ ،‬والته بعنوان‪< :‬مغالطهة وتريهض‬


‫حاقد>‪ ،‬الت نشرتا ملة <البيان>‪ ،‬عدد (‪ ،)19‬ف ص (‪ ،)100‬حيث قال‬
‫فيها‪ ..< :‬أو حسدًا للمكامن الفكرية الت يتمتع با الندوي والودودي بي‬
‫ال سلمي عام ّة‪ ،‬ل ب ي م سلمي ال ند ف قط‪ ،..‬وطمأ نت مد ثي‪ ،‬ل تغ ضب ول‬
‫يؤلكه إتاحهة جريدة القبهس صهفحاتا الخية‪ ،‬ويوم المعهة لذا الوتور كهي‬
‫ينضحهها بفكره‪ ،‬فلعلّ قراء ل يقرأوا فك ر الودودي والندوي بع د‪ ،‬يهرعون‬
‫إليهم ا فيكتشفون فكرًا أص يلً‪ ،‬وتليلً عميقًا‪ ،‬وعف ة ف الدل‪ ،‬وس وّا ف‬
‫القصد والغاية‪ .>..‬اه‬
‫واقرأ ما سطّره ممّد صال النجد ف رسالته‪< :‬أربعون نصيحة لإ صلح‬
‫البيوت> ص (‪ 23‬ـ ‪ )25‬حيث قال‪< :‬كما أنّ هناك عددًا من الكتب اليدة‬
‫ف الجالت الختل فة‪ ،‬فمن ها‪ :‬ك تب ال ستاذ سيّد ق طب ـ رح ه ال ـ م ثل‪:‬‬
‫ال ستقبل لذا الد ين‪ ،‬هذا الد ين‪ ،‬معال ف الطر يق‪ ،‬خ صائص الت صور ال سلمي‬
‫ومقوماته‪ .‬وكتب الستاذ ممّد قطب مثل‪ :‬منهج التربية السلمية ‪ 1‬ـ ‪ ،2‬واقعنا‬
‫العا صر‪ ،‬رؤ ية إ سلمية ف أحوال العال العا صر‪ ،‬قب سات من الر سول‪ ،‬معر كة‬
‫التقال يد‪ ،‬هل ن ن م سلمون‪ ،‬جاهل ية القرن العشر ين‪ ،‬ومذا هب فكر ية معا صرة‪.‬‬
‫ومهن كتهب السهتاذ أبه العلى الودودي‪ ،‬تفسهي سهورة النور‪ ،‬والجاب‪،‬‬
‫والهاد‪ .‬وللستاذ أب السن الندوي‪ ،‬مثل‪ :‬ماذا خسر العال بانطاط السلمي‪،‬‬
‫والصراع بي الفكرة السلمية‪ ،‬والفكرة الغربية>‪ .‬اه‬
‫وانظهر إل م ا قاله ممّد س رور ب ن ناي ف زي ن العابدي ن ف كتاب ه‪:‬‬
‫<درا سات ف ال سية النبو ية> ص (‪ 321‬ـ ‪ ،)323‬ح يث قال‪< :‬ويَظلِ ُم‬
‫سيّدَ قطب(‪ )1‬صنفان من الناس‪ :‬يظلمه بعض تلميذه ومبّ يه‪ ،‬لنّ هم معجبون به‬
‫أشدّ العجاب‪ :‬معجبون بثباتهه على القهّ‪ ،‬وصهبه على الذى فه سهبيل ال‪،‬‬
‫معجبون ب سعة أف قه و صفاء فطرتهه‪ ،‬وع مق خهبته‪ ...‬ون ن نشارك هم ف هذا‬

‫() أم ّا سيد قطب‪ ،‬فقد كفى الشيخ ربيع بن هادي ـ حفظه ال ـ أهل العلم وطلبه ف بيان‬ ‫‪1‬‬

‫أخطائه‪ ،‬وضللته‪ ،‬وانرافاته العقدية‪ ،‬ف أربعة كتب له‪ ،‬هي‪< :‬أضواء إسلمية على عقيدة‬
‫هّد قطهب>‪ ،‬و<مطاعهن سهيد قطهب فه الصهحابة>‪ ،‬و<العواصهم مِم ّا فه كتهب‬ ‫سي‬
‫سيّد قطب من القواصم>‪ ،‬و<الدّ الفاصل بي القّ والباطل>‪.‬‬
‫وإليك ـ أخي القارئ ـ ملخّصًا لا فيها‪ ،‬وعليك بالرجوع إليها لترى تفصيل ذلك؛ طعن سيّد‬
‫ف مو سى عل يه ال سلم‪ ،‬وطع نه ف ال صحابة وخا صّة عثمان‪ ،‬وتكفيه للمجتمعات قاط بة‪،‬‬
‫وقوله بلق القرآن‪ ،‬ووحدة الوجود‪ ،‬واللول وال ب‪ ،‬وتعطيله لب عض صفات ال على طري قة‬
‫الهم ية الغلة‪ ،‬وعدم قبوله لخبار الحاد ال صحيحة والتواترة ف العقائد‪ ،‬وقوله بالشتراك ية‬
‫الادية الغال ية‪ ...‬ال‪ .‬فهل بعد هذا كلّه يستحقّ التبجيل والتلميع والمامة ؟!! اللهم ّ ل‪ ،‬إلّ‬
‫عند من أحرق التعصّب المقوت قلبه وعقله‪.‬‬
‫كلّه‪ ...‬وأمّا الصنف الخر من الناس‪ ،‬فل يذكرون سيّدًا ـ رحه ال ـ إلّ من خلل‬
‫أخطائه العلمية‪:‬‬
‫هن دعاة وحدة‬
‫فتارة يزعمون بأنّهه أشعري‪ ،‬وتارة أخرى يقولون‪ :‬إنّهه مه‬
‫الوجود‪ ،‬وفهه غيهه هذه وتلك يردّدون أقوال الظاليهه‪< :‬إنّهه مههن غلة‬
‫الوارج !!>‪.‬‬
‫وما كان ـ رحه ال ـ أشعريّا(‪ )1‬ول صوفيّا(‪ ،)2‬وإنّما كان أديبًا من تلمذة‬
‫() ماذا سيقول سرور وم َن شاكله مِم ّن ا ستمات ف الدفاع عن سيّد ق طب‪ ،‬حين ما يقرأ‬ ‫‪1‬‬

‫تفسهيه لسهتواء ال بالسهيطرة واليمنهة كمها فه ظلله‪ ،‬حيهث قال‪ :‬فه (‪:)3/1762‬‬
‫<الستواء على العرش كناية عن مقام السيطرة العلوية الثابتة‪ .>...‬وانظر أيضًا (‪،)1/53‬‬
‫(‪ )5/2807( ،)4/2045( ،)3/1296( ،)1/54‬وغيها‪.‬‬
‫وحينما يقرأ قوله بوحدة الوجود‪ ،‬كما ف ظلله ـ أيضًا ـ حيث قال ف (‪< :)6/4002‬إنا‬
‫أحدية الوجود‪ ،‬فليس هناك حقيقة إلّ حقيقته‪ ،‬وليس هناك وجود حقيقي إ ّل وجوده‪ ،‬وكل‬
‫موجود آخر فإنّما يستمد وجوده من ذلك الوجود القيقي‪ ،‬ويستمد حقيقته من تلك القيقة‬
‫الذات ية‪ ...‬وم ت ا ستقرّ هذا الت صور الذي ل يرى ف الوجود إ ّل حقي قة ال‪ ،‬ف ستصحبه رؤ ية‬
‫هذه القيقة ف كل وجود آخر انبثق منها>‪.‬‬
‫وحين ما يقرأ تقريره أ نّ اللف ب ي الر سل وأقوام هم ل ي كن ف توح يد اللوه ية‪ ،‬وإنّ ما ف‬
‫توحيد الربوبية‪ ،‬بقوله ف ظلله (‪< :)4/1846‬فقضية اللوهية ل تكن م ّل خلف‪ ،‬إنّ ما‬
‫قضية الربوبية هي الت تواجهها الرسالت‪ ،‬وهي الت كانت تواجهها الرسالة الخية‪.>...‬‬
‫وحينمها يقرأ ردّه لحاديهث الحاد وعدم قبولاه فه باب العقائد‪ ،‬بقوله فيهه (‪:)6/4008‬‬
‫<وأحاد يث الحاد ل يؤ خذ ب ا ف أمر العقيدة‪ ،‬والر جع هو القرآن‪ ،‬والتوا تر شرط لل خذ‬
‫بالحاديث ف أصول العتقاد‪.>...‬‬
‫فماذا نقول ب عد يا سرور ؟ هل ن صدقك ف قولك الذي ل تُقِم عل يه دليلً واحدًا إلّ الن في‬
‫الدال على جهلك أو تاهلك ؟ أو نصدق القولة نفسها‪ ،‬والذي يشهد كلمه عليه بأنّه أضل‬
‫أيضًا من الشاعرة ؟!!‬
‫() بل كان صوفيّا‪ ،‬يدلّ على ذلك قوله ف ظلله (‪< :)6/3291‬وهناك أنا سًا يعبدون ال‬ ‫‪2‬‬
‫العقّاد‪ ،‬وعندمها سهلك طريهق الدعاة اتهه إل الكتاب ة ف العلوم الس لمية‪،‬‬
‫كالتوحيد والتفسي‪ ،‬وغيها‪ ،‬فوفّقه ال سبحانه ف معظم ما كتب(‪ ،)1‬واجتمع‬
‫ف أسلوبه الصفات والزايا التالية‪:‬‬
‫كان ـ رحهه ال ـ جريئًا(‪ )2‬ل يشهى فه ال لومهة لئم‪ ،‬وكان يعلم ّ‬
‫أنه‬
‫الطاغوت يتربص به الدوائر‪ ،‬ويقدم له العروض والغراءات‪ ،‬فأعرض ـ رحه ال ـ‬
‫عن النا صب الرفي عة‪ ،‬والاه العر يض‪ ،‬ابتغاء مرضاة ال سبحانه وتعال‪ ،‬وطمعًا‬
‫بنّته‪ .‬كان متجرّدًا ل يتع صّب لذهب من الذاهب‪ ،‬أو حزب من الحزاب‪ ،‬وما‬
‫كان يتحدّث عن نف سه‪ ،‬ولو ف عل لكان م عه كث ي من ال قّ‪ .‬و قد بلي نا ف هذا‬
‫العصر بأشخاص ل يذكرون مكرمة ول فضلً من خلل الديث عن ذواتم‪.‬‬
‫ل أعرف كاتبًا ف الع صر الد يث عرض مشكلت الع صر ك سيّد ق طب‬
‫ـ رحه ال ـ فقد كان أمينًا ف عرضها‪ ،‬وف وضع اللول الناسبة لعلجها‪ .‬كان‬
‫بعيدًا عهن الغلوّ‪ ،‬وكانهت أدلّتهه مهن الكتاب والسهنّة وأقوال الئمّة‪ .‬كانهت له‬
‫جولت وجولت ف شرح معان <ل إله إلّ ال ممّد رسول ال>‪ ،‬وتوضيح‬
‫مدلولت اللوهية‪ ،‬والتحذير من الشرك والنفاق‪.‬‬

‫لنّهم=‬
‫= يشكرو نه على نع مه ال ت ل ي صونا‪ ،‬ول ينظرون وراء ذلك إل جنّة أو نار‪ ،‬ول إل نع يم أو‬
‫عذاب على الطلق>‪.‬‬
‫‪ )( 1‬وبعد ك ّل ما سبق ذكره من بعض انرافاته وضللته تقول يا سرور‪ :‬وفقه ال ف معظم ما‬
‫ك تب !! سبحانك الل هم وبمدك‪ ،‬و صدق ال إذ يقول‪ :‬فَإِنّهَا لَ َتعْمَى الَبْ صَا ُر وَلَكِن‬
‫تَ ْعمَى ال ُقلُوبُ الّتِي فِي الصّدُورِ [سورة الج‪ ،‬آية‪.]46 :‬‬
‫() نعم‪ ،‬كان جريئًا ف تريفه لكتاب ال‪ ،‬وطعنه ف نب ال موسى عليه الصلة والسلم‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وسادات المّة من الصحابة رضوان ال عليهم‪ ،‬وتكفيه الجتمعات قاطبة‪ ...‬ال‪.‬‬


‫ووقع ـ رحه ال ـ ببعض الخطاء‪ ،‬ولكنّه ل ي كن صوفيّا‪ ،‬وقد ردّ على‬
‫الصوفيي ف مواضع كثية من الظلل‪ .‬ول يكن من الؤمني بنهج الوارج(‪،)1‬‬
‫وكتبهه تشههد على ذلك‪ .‬ول يكهن مهن أههل العتزال‪ ،‬أو مهن فلول الدرسهة‬
‫الصلحية‪ ،‬وقد رد عليهم(‪ ،)2‬ف تف سي سورة الفلق‪ ،‬وف تفسي سورة الفيل‪،‬‬
‫وف كتابه خصائص التصور السلمي>‪ .‬اه‬
‫وأظ ّن ـ إن شاء ال ـ أنّه ل يفى عليك ـ أخي القارئ ـ ثناء سلمان العودة‬
‫على الترا ب والبش ير وحكومته ما‪ ،‬ول ي فى عل يك ـ ثناؤه على ف صائل الهاد‬
‫الفغان ف شريط ه <س قوط كاب ل>‪ ،‬وأيضًا ل يف ى علي ك تأييده لزب‬
‫ال صلح اليم ن‪ ،‬وبع ثه بالبقيات تنئة ل <بلح مر>‪ ،‬بفوز هم ف النتخابات‬
‫الشعبية هناك(‪.)3‬‬

‫() قال القرضاوي ف كتابه <أولويات الركة السلمية> ص (‪ < :)110‬ف هذه الرحلة‬ ‫‪1‬‬

‫ظهرت ك تب الشه يد سيّد ق طب‪ ،‬ال ت تثّل الرحلة الخية من تفكيه وال ت تن ضح بتكف ي‬
‫الجتمع‪ ...‬وإعلن الهاد الجومي على الناس كافة>‪.‬اه‬
‫بل اقرأ ما كتبه سيّد نفسه ف كتابه <الظلل> حيث قال ف (‪< :)2/1057‬لقد استدار‬
‫الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إل البشرية بل إله إ ّل ال‪ ،‬فقد ارتدّت البشرية إل عبادة العباد‪،‬‬
‫وجور الديان‪ ،‬ونكصهت عهن ل إله إلّ ال‪ ،‬وإن ظلّ فريهق منهها يردّدون على الآذن ل إله إلّ‬
‫ال>‪.‬اه‬
‫فعلى هذا يكون منهج سيّد قطب أخبث وأض ّل من منهج الوارج‪ ،‬فل تغترّ بكلم الموّهي‪،‬‬
‫ملمعي البتدعة وبدعهم‪.‬‬
‫() أخي القارئ‪ ،‬هل نقبل الكلم النشائي العاطفي‪ ،‬الال من الدلة والباهي‪ ،‬على الكلم‬ ‫‪2‬‬

‫الذي قام بال ّق وللحقّ ؟! فارجع ـ أخي القارئ الكري ـ للكتب السابقة الذكر ـ أعن كتب‬
‫الشيخ ربيع وما كان على شاكلتها ـ تد فيها الجّة والبهان الساطع القاطع‪.‬‬
‫وان ظر إل الجلة ال صادرة عن مر كز بوث ت طبيق الشري عة ال سلمية‬
‫ة النتماء إل الحزاب والماعات‬ ‫بعنوان‪< :‬شرعي‬ ‫عدد (‪ )4‬والت‬
‫الس لمية> حيهث جاء فه ص (‪ ،)34‬عنوان فه وسهط الصهفحة‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫<الماعات السلمية خطوات مرحلية ف الطريق إل جاعة السلمي‪ ،‬ثّ قال‬
‫إنه الهاد لنصهبة المام وإقامهة الديهن‪ ،‬وتكيهم الشريعهة‪ ،‬فرض على‬
‫تتهه‪ّ < :‬‬
‫وإنه إقامهة‬
‫الكاف ّة‪ ،‬فه هذه الالة‪ ،‬ول سهبيل إل ذلك مهع الشتات والتناثهر‪ّ ،‬‬
‫الفرائض الماعية من‪ :‬استفاضة البلغ‪ ،‬وإقامة الجّة‪ ،‬والمر بالعروف والنهي‬
‫عهن النكهر‪ ،‬والتناصهف بيه السهلمي‪ ،‬وإعداد العدّة للجهاد‪ ،‬ونوه‪ ،‬فرائض‬
‫متعيّ نة‪ ،‬ل نّ سقوط الول ية ال سلمية ل يع ن سقوط التكل يف بذه الواجبات‪،‬‬
‫ول سبيل إل أدائها كذلك مع الفرقة والتهارج‪ ،‬فما هو الخرج إذن ؟‬
‫ف هذه الرحلة يأت دور الماعات الس لمية‪ ،‬باعتباره ا تمعات‬
‫مرحلية‪ ،‬ف الطريق إل جاعة السلمي‪.‬‬
‫إنّ الصورة الثلى ـ كما سبق ـ أن يتمع أهل اللّ والعقد لتصفّح أحوال‬
‫أه ل المام ة‪ ،‬وتقدي أكثره م فضلً‪ ،‬وأكمله م شروطًا‪ ،‬ليعقدوا له الراي ة‪،‬‬
‫وليجمعوا كلمة المّة حوله‪ ،‬ليكون للناس ُجنّة يُتقَى به‪ ،‬ويقاتل من ورائه‪.‬‬
‫فإذا عسهر ذلك‪ ،‬أو طال أمده‪ ،‬أو وقفهت دونهه بعهض العوائق‪ ،‬مهن تعدّد‬
‫الجتهادات‪ ،‬وتفاوات ال ساليب القتر حة للتغي ي‪ ،‬أو التنازع على ب عض ال سائل‬
‫العلم ية أو العمل ية‪ ،‬كتلك ال ت تتعلّق بتوث يق الوا قع‪ ،‬أو تكيي فه‪ ،‬فه نا يأ ت ـ ك ما‬

‫() لو ل خش ية الطالة‪ ،‬لنقلت ك ّل ذلك‪ ،‬ولك ن أكت في بذا وأطلب م نك ال ستماع لشر يط‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫<البي نة على الد عي>‪ ،‬لحمّد الدخلي‪ ،‬وكذا شر يط <ر سالة إل سلمان والربوع> له‬
‫أيضًا‪ ،‬ففيهما غنية‪.‬‬
‫ذكر ـ دور الماعات السلمية‪ .‬وغاية هذه الماعات أن تتولّى إعداد الطليعة‬
‫ه ها الول‪ ،‬وشغل ها‬‫الجاهدة اليان ية ال صلبة‪ ،‬ال ت ت عل من قض ية ال سلم ّ‬
‫الكب‪ ،‬ف هذه الياة‪ ،‬وذلك ف إطار من البامج النظمة‪ ،‬والروح الماعية‪ ،‬الت‬
‫تشجّع على السارعة إل الي‪ ،‬والتنافس ف أداء الواجبات‪ ،‬فهي بثابة الحاضن‬
‫اليان ية لذه الطلي عة الجاهدة‪ ،‬تد فع عن ها بإذن ال غوائل الشبهات والشهوات‪،‬‬
‫وتعمق ف نفوسها حقائق التوحيد واليان‪ ،‬وتلصها من بقايا الاهلية وموروثها‪،‬‬
‫وتطبع عقلها وروحها بطابع اليان والهاد>‪.‬اه‬
‫وأيضًا جاء ف عدد ها (‪ )12‬والذي بعنوان <مد خل إل ترش يد الع مل‬
‫السلمي ف مسية الماعات السلمية> ص (‪ ،)114‬قوله‪...< :‬ولذا فل‬
‫ي صحّ تأ سيس النظرة إل ف صائل الع مل ال سلمي على أنّه من ج نس تعدّد‬
‫الفِ َرقِ الذموم‪ .>..‬اه‬
‫وأظنّك ـ أ خي الكر ي ـ قد اكتف يت ب ا نقل ته لك‪ ،‬لوضوح تلك القوال‬
‫و صراحتها‪ ،‬ولو ل خش ية الطالة لزد تك‪ ،‬لكنّ ن أعلم بأنّك نَبِي هٌ ف طن‪ ،‬م بّ‬
‫للحقّ متّبع له ـ إن شاء ال تعال ـ ولذا كفاك ما سبق نقله‪.‬‬

‫‪‬‬
‫فصل‬
‫في حكم النتماء إلى الجماعات السلمية‬

‫وبعد أن فرغتُ وإيّاك من مناقشة هذا البدأ وهذه الوسيلة‪ ،‬وعلمنا الغاية‬
‫من سلوكه‪ ،‬أل وهي إياد جاعة السلمي‪ ،‬فإنّك لذكائك التوقّد ستسأل فورًا‪:‬‬
‫ما حكم النتماء ـ عندهم ـ إل تلك الماعات الؤدّية ف ناية الطاف إل جاعة‬
‫السلمي ؟‬
‫فالواب ي صلك من صال علي بن الكنا ن‪ ،‬وذلك ف مقاله النشور ف‬
‫ملة <البيان> عدد (‪ )19‬فه صهفحة (‪ 43‬ـ ‪ ،)43‬تته عنوان <رؤيهة‬
‫نقدية>‪ ،‬حيث قال‪< :‬ومن العجيب أنّ بعض النتسبي إل العلم(‪ ،)1‬أصبحوا‬
‫يفتون الناس بعدم شرعية النتماء إل جاعة إسلمية‪ .>...‬اه‬
‫وم ن الص اوي فه سهلسلته الته يصهدرها مركهز بوث تطهبيق الشريعهة‬
‫السلمية عدد رقم (‪ )12‬والت بعنوان‪< :‬مدخل إل ترشيد العمل السلمي ف‬
‫م سية الماعات ال سلمية> ص (‪ ،)72‬ح يث قال‪...< :‬وعند ما سئل عن‬
‫بأنه دورهها يتمث ّل فه التعاون على البّ‬
‫دور الماعهة فه هذه الال‪ ،‬فأجاب ّ‬
‫والتقوى‪ ،‬وعدم العونة على الث والعدوان‪ ،‬وف قتال الفئة الباغية حت تفيء إل‬
‫أمهر ال‪ ،‬وفه ماهدة أئمّة الور‪ ،‬والقيام بواجهب المهر بالعروف والنههي عهن‬

‫() قلت‪ :‬ومن هذا البعض الزعوم هيئة كبار العلماء‪ ،‬وغيهم من علماء هذه البلد وغيها‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫النكر‪ ...‬ـ ثّ تساءل ـ ‪< :‬وهل بغ يٌ أوضح من تعطيل شرائع ال‪ ،‬والكم بي‬
‫الناس‪ ،‬وإنفاذ المر بينهم‪ ،‬على خلف أمر ال ورسوله ؟‬
‫وهل من بر يب التعاون عليه كأمر ال أعظم من إنفاذ أمر ال ورسوله‪،‬‬
‫وشرائعهه‪ ،‬والتمكيه لدينهه‪ ،‬والهاد‪ ،‬لتكون كلمهة ال ههي العليها ؟ وهذا ه و‬
‫الدف الذي قام ت الماع ة أص لً لتحقيق ه‪ ،‬وه و أم ر واج ب على كلّ‬
‫السلمي‪ ،‬ول يكن أن يقّقوه أفرادًا؛ فلزم العمل ف جاعة تدف لتحقيق هذا‬
‫الدف ال كبي‪ ،‬وم َن تلف عن النضمام ل ثل هذه الما عة‪ ،‬فإنّه يُأث َم كإث ه‬
‫عن ترك أيّ فرض أو تكليف شرعي>‪ .‬اه‬

‫‪‬‬
‫فصل‬
‫نصيحة مجّرب‬

‫أخي ـ القارئ ـ قبل أن نتكلّم عن التنظيم والبيعة عند القطبية‪ ،‬يسن بنا أن‬
‫نقرأ نصيحة مَن جرّب تنظيمهم‪ ،‬لنتّعظ ونعتب‪ ،‬فالسعيد مَن اتعظ بغيه‪.‬‬
‫قال علي عشماوي ف كتابه <التاريخ السري لماعة الخوان السلمي>‬
‫ص (‪ 3‬ـ ‪< :)4‬أسباب كثية جعلتن متر ّددًا ف أن يرج هذا الكتاب إل النور‪،‬‬
‫منها‪:‬‬
‫الرغبة ف الفاظ على أسرار كثية عشتها وتفاعلت معها‪ ،‬ول أكن لبيح‬
‫لنفسي أن أخوض فيها بغي سبب قوي يدم غرضًا‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أنّ ن كنت أرى أ نّ الوقت غي مناسب للنشر‪ ،‬فالكلمة ينبغي أن‬
‫تقال ف أوانا الناسب‪ ،‬وإلّ مرّت دون أن يلتفت إليها أحد أو يعيها قارئ‪.‬‬
‫وكان هناك سبب أخي يسوقه الحيطون ب‪ ،‬وهو خشيتهم عل يّ من انتقام‬
‫موتور‪ ،‬ولكن ّ هذا السبب ل يكن ليمنعن أن أقول الكلمة الت أراها حقّا ـ وف‬
‫وقتها الناسب ـ مهما تمّلت ف سبيلها من عنت ومشقّة‪ ،‬واقتناعي التام أنّ المر‬
‫كلّه ب يد ال‪ ،‬الطلع على النوا يا‪ ،‬وأن ّ الب شر لن ي ستطيعوا أن يتدخّلوا بش يء ف‬
‫التأثي على قدر ال‪ ،‬فلِلّه المر من قبل ومن بعد‪.‬‬
‫إ نّ الرحلة ال صيية ال ت نعيش ها ف م صر والو طن العر ب‪ ،‬وال ت ازداد‬
‫فيها اللط ف المور إل الدرجة الت اختلط فيها الابل بالنابل‪ ،‬وعتمت فيها‬
‫الرُأى‪ ،‬وتشابكت <الطرق> وضاع الشباب وسط هذا الضجيج العال من‬
‫التيارات الفكر ية ـ وخا صة الدين ية من ها ـ وزاد ف <غ بش> الرؤ ية ض يق‬
‫الياة القت صادية الذي د فع بالشباب إل اليأس وتَلم ّس أي ّ طر يق يغيبون‬
‫فيه عن واقعهم الليم‪ .‬والساحة مليئة بالتيارات الختلفة الت خرج الكثي منها‬
‫من عباءة «الخوان السلمي»‪ ،‬وإن كان كلّ ف واد بعيد ـ فكريّا وتنظيميّا ـ‬
‫وزاد اللف ب ي الماعات‪ ،‬وزادت زاو ية النراف عن الدف‪ ،‬و هو الد ين‬
‫الن يف‪ ،‬ون سوا حد يث الر سول عل يه ال صلة وال سلم‪< :،‬تتلف أمّ ت إل‬
‫بضع وسبعي شعبة‪ ،‬كلّهم ف النار إلّ شعبة واحدة‪ :‬مَن استمسك بكتاب ال‬
‫وسنّت>‪ .‬واعتقد كلّ أنّه على القّ‪ ،‬واتّهم الخرين بالبطلن‪.‬‬
‫ووقف <الخوان السلمون> يرفعون شعارهم الشهي بي الماعات‬
‫واليئات ال سلمية‪< :‬دَعُون َا نتعاون في ما اتفق نا عل يه‪ ،‬ويعذر بعض نا بعضًا‬
‫فيما اختلفنا فيه>‪ .‬وهو شعار ياولون به المساك بوقع الريادة‪ ،‬وتوجيه دفّة‬
‫المور لصالهم‪ ،‬دون ماولة الوقوف لتصحيح السار أو تلف السلبيات‪ ،‬أو‬
‫تقو ي النراف الذي ا ستفحل أمره ف مال الر كة ال سلمية ح ت أ صبحت‬
‫توص م بالعن ف والرهاب ف كلّ بلد الدني ا‪ ،‬وكان س بب هذا كلّه وقوع‬
‫الكثيين إمّا ف إفراط شديد‪ ،‬وإمّا ف تفريط ملّ‪.‬‬
‫لذا كلّه فإنّن أرى أنّه قد آن الوان لقف مذّرًا وفاتًا النافذ للشمس‬
‫والواء الن قي أن يد خل إل سراديب الما عة ال ت عُف ّن هواؤ ها‪ ،‬وتعطّ نت‬
‫رائحتها‪ ،‬وحت تكون تربت معهم نذيرًا للشباب أن يتلم ّس خطاه‪ ،‬وأن يرى‬
‫مواقع أقدامه قبل أن يطو‪ ،‬وألّ يلغي عقله ول كيانه‪ ،‬ليعطي السمع والطاعة‬
‫لحد أيّا كان‪ ..‬فقد وهبنا ال العقل تكريًا للنسان‪ ،‬فل ينبغي أن نتنازل عنه‪،‬‬
‫حت ل يلعب بأقدارنا أحد أيّا كان‪ ،‬وتت أيّ شعار‪.‬‬
‫وبداي ة فإنّن أعت ب أن ّ <الخوان> كان ت <أم> التنظيمات‬
‫الس لمية ف العال العرب ‪ ،‬لنّه ا أقدمه ا‪ ،‬وه ي الت <فرّخ ت> بقي ة‬
‫التنظيمات بعد ذلك‪.‬‬
‫وبداية النرافات جاءت من داخل الخوان أنفسهم‪.‬‬
‫إ نّ مشواري مع الخوان بدأ ته من عام ‪1951‬م‪ ،‬وح ت خر جت من‬
‫السجن ـ أي ثلثة وعشرين عامًا ـ ل أنفي عن نفسي أي ّة مسؤولية تاه ما‬
‫حدث‪ ..‬ولكن ّي أقدمه ـ كما قلت ـ لشبابنا الذي بات تتقاذفه تيارات ترتدي‬
‫ثوب الخوان‪ ،‬ول يعرفون ع ن أهدافه ا شيئًا‪ ،‬ويلقون بأنفس هم ف خِضم ّ‬
‫أهوال ل ينبغي لم أن يتورطوا فيها>‪ .‬اه‬
‫وقال ـ أيضًا ـ ف ص (‪ 48‬ـ ‪< :)49‬أمراض التنظيمات السرية‪ :‬وهذه‬
‫تندرج تتها بعض النقاط‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الحساس باللكية‪ :‬وهو من أخطر المراض الت تنشأ داخل النظمات‬
‫السرية‪ ،‬ويعن إحساس أحد السؤولي بلكية الجموعة الوضوعة تت قيادته‪،‬‬
‫لنّه هو الذي أتى بم واختبهم‪ ،‬وعلّمهم‪ ،‬ودرّبم‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ عدم وجود ضواب ط للديقراطي ة‪ :‬أي ّ‬
‫أنه المهر قائم على السهمع‬
‫والطاعهة الطلقهة‪ ،‬فالعمهل السهري ل يتمهل الناقشات الكثية والتردّد فه اتاذ‬
‫القرارات‪ ،‬وهذا مّا يوجد الحساس بالتسلّط عند السؤولي وضيقهم من الناقشة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ عدم اكتشاف ف ساد القيادة ب سهولة(‪ :)1‬فال و ال سرّي النض بط هو‬
‫خي مناخ لتغطية القائد الفاسد‪ ،‬وعدم كشفه ف الوقت الناسب‪ ،‬وإذا اكتشف‬
‫فهناك ماطرة من أبعاده خوفًا من كشف التنظيم‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ عدم التعوّد على العلنية‪ :‬وهذا مّا يعل الفراد منعزلي عن الجتمع‬
‫ل يشاركون ف يه‪ ،‬لح ساسهم أ نّ هناك انف صالً فكريّ ا وعقائديّ ا بين هم وبي نه‪.‬‬
‫ومِم ّا يبعد هم أكثر عن الشار كة العلن ية‪ ،‬ف أمور الجت مع واعتبار أت فه المور‬
‫من السرار والوف من الديث عمّا ف نفوسهم مع غي النتمي إليهم‪ ،‬خوفًا‬
‫من ردود فعل الستمع حت وإن كان الكلم عاديّا وموضوعيّا‪...‬‬
‫‪ 5‬ـ الش كّ ف السلطة‪ :‬والش كّ الدائم ف نوايا رجال السلطة‪ ،‬هي إحدى‬
‫سات النتم ي إل تنظيمات سرية‪ ،‬وعدم الث قة ب م‪ ،‬ح ت وإن تدّثوا بالخلص‬
‫وف أمور موضوعية‪.‬‬

‫‪ )( 1‬وضّح علي عشماوي هذه النقطة بقوله ف ص (‪< :)81‬وكان مِم ّا قاله ـ سيّد قطب ـ‬
‫إ نّ ال ستاذ الب نا كان يعلم أ ّن الما عة م ستهدفة من الارج‪ ،‬و من القوى العاد ية لل سلم‪،‬‬
‫وأنّهم=‬
‫= أدخلوا إل الما عة ب عض أعضائ هم‪ ،‬أو جنّدوا من دا خل الما عة أفرادًا يعملون ل صالهم‪.‬‬
‫على سبيل الثال‪ :‬ذ كر الدكتور <ممّد خ يس حيدة> كان ما سونيّا‪ ،‬بدر جة عال ية من‬
‫الا سونية‪ ،‬و قد و صل إل أن أ صبح وك يل عام الما عة‪ .‬وأن الاج «حل مي النياوي» كان‬
‫ل للمخابرات النليزية داخل الماعة‪.‬‬ ‫مث ً‬
‫والواقع أ ّن مسألة اختراق الماعة من أعلى عن طريق الاسونية أو الخابرات النليزية وغيها‬
‫كان أمرًا غريبًا علي نا‪ ،‬إلّ أ نّ ب عض الخوان الخر ين غ ي ال ستاذ سيّد ق طب قد أشاروا إل‬
‫هذا المهر‪ ،‬مثهل السهتاذ ممّد الغزال فه كتابهه <مهن معال القّه فه كفاحنها السهلمي‬
‫الد يث>‪< :‬ول قد سعنا كلمًا كثيًا عن انت ساب عدد من <الا سون> بين هم ال ستاذ‬
‫حسن الضيب نفسه لماعة الخوان‪ ،‬ولكن ل أعرف بالضبط كيف استطاعت هذه اليئات‬
‫الكافرة بالسلم أن تنق جاعة كبية على هذا النحو الذي فعلته> ص (‪ .)226‬اه‬
‫‪ 6‬ـ الحساس بالطر‪ :‬ورجال التنظيمات السرية يعيشون ومعهم دائمًا‪،‬‬
‫وعدم الث قة والطمئنان إل أي ّ ج هة أو فرد‪ ،‬وهذا الح ساس ـ مع طول الدة ـ‬
‫مرهق جدّا‪ ،‬ومدمّر للنفس>‪ .‬اه‬
‫فصل‬
‫في التنظيم والبيعة عند القطبية‬

‫وبعد هذه ستقول ل ـ أخي القارئ ـ‪ :‬إذن عندهم تنظيم وبيعة !!‬
‫وجواب ب ‪ :‬نعم‪ ،‬وإليك أقوالم الدالّة على ذلك‪.‬‬
‫قال علي عشماوي ف كتاب ه‪< :‬التاري خ الس ري لماع ة الخوان‬
‫الس لمي> ص (‪< :)99 ،95 ،94‬ف هذه الرحلة ينبغ ي على الفراد‬
‫النتظمي ف الركة أن ينفصلوا شعوريّا عن الجتمع‪ ،‬وألّ يشاركوا ف شيء‬
‫بينهم وبي أنفسهم‪ ،‬ول يهرون بذلك حت يكتمل نضجهم‪ ،‬وتتم ّ تربيتهم‪،‬‬
‫وتت مّ تو سعة رقعت هم‪ ،‬وزيادة أعداد هم على قدر المكان‪ .‬ثّ تأ ت ب عد ذلك‬
‫مرحلة أخرى هي مرحلة <الفا صلة> و هي أن ي قف رجالت هذه الدعوة‬
‫<ويفاصلوا> الجتمع‪ ،‬ويقولوا‪ :‬إ نّ هذه طريقنا‪ ،‬وهذا طريقكم‪ ،‬فم َن أراد‬
‫أن يل حق ب نا ف هو م سلم‪ ،‬وم َن و قف ضدّ نا‪ ،‬ف قد ح كم على نف سه بالك فر‪،‬‬
‫ولكلّ أن يتخذ ما يراه من موقف ف هذه الالة‪ ،‬وحي يفصل ال بي الطرفي‬
‫بشي ء أو بآخ ر‪ ،‬فإمّا أن ينص ر الفئة الؤمن ة‪ ،‬وتأخ ذ بزمام المور‪ ،‬وإمّا أن‬
‫يكون العك س‪ ،‬ويكون ف قضاء ال أن تذب ح هذه الفئة الؤمن ة‪ ،‬كم ا حدث‬
‫ل صحاب الخدود‪ ،‬الذ ين <فا صلوا> قوم هم‪ ،‬ثّ ق ضي علي هم عن طر يق‬
‫دفنهم ف الخدود‪ ،‬كما جاء ف القرآن الكري‪ ...‬وإضافة لذلك كان الستاذ‬
‫سيّد قطب يرى أنّ للحركة السلمية قواعد وأحكامًا فقهية متلفة كثيًا ـ وف‬
‫كثي من الالت ـ عمّا هو مقرّر ف الفقه السلمي العادي‪ .‬وسعنا منه لول‬
‫مرّة تعبي <فقه الركة>‪ ،‬وكان يقول أحكامًا قائمة على فقه الركة‪ ،‬مالفة‬
‫ـ إل ح ّد ما ـ الحكام العامة‪.‬‬
‫وف كتابه الذي ل ينشر‪< :‬معال الطريق ـ الزء الثان ـ > كان يفرد‬
‫جزءًا كاملً سّاه <فق ه الرك ة> ولكنّه عندم ا أخ ذ رأي ي ف نش ر هذا‬
‫الكتاب رجوته أن ل ينشره‪ ،‬لنّه سيثي انقسامات واختلفات كثية‪ ،‬وسيثي‬
‫الدنيا علينا‪ ،‬وسيقولون‪ :‬إ نّ سيّد قطب ابتدع ف السلم بدعة‪ .‬ووافق على‬
‫رأيي‪ ،‬ول ينشر الكتاب‪ ،‬ول أعرف مصيه بعد ذلك‪.‬‬
‫و قد أخب نا ال ستاذ « سيّد ق طب» أ نّ هذه الرؤ ية قد اتض حت له أثناء‬
‫وجوده ف ال سجن‪ ،‬عند ما اعت قل عام ‪1954‬م‪ ،‬وح كم عل يه بع شر سنوات‬
‫قضاه ا ف الس جن‪ ،‬وكان يتأمّل م ا حدث ورافق ه ف هذا التأمّل الس تاذ‬
‫<ممّد يو سف حواش> ـ الذي أعدم ف أحداث ‪1965‬م ـ وشار كه ف‬
‫الرأي‪.‬‬
‫وقال‪ :‬إ نّ ال ستاذ <ممّد يو سف حواش> ي ب أن نع تبه الش خص‬
‫الثا ن بعده فإذا أ صابه مكروه فلنل جأ إل يه‪ ،‬وأنّه هو ـ تقريبًا ـ الف كر نف سه‪،‬‬
‫والرأي نفسه‪ ،‬والشورة نفسها‪...‬‬
‫تّ التفاق على أن يكون ما سبق هو ال طّ الفكري العام للتنظيم الذي‬
‫ن ن ب صدده‪ ،‬وأن نبدأ فورًا ف إعادة تشكيله و صياغة أفكار الناس ـ الخوة‬
‫النتظمي معنا ـ حسب ما قال الستاذ سيّد قطب‪ ،‬وما رآه‪ .‬وقد اقترح علينا‬
‫مموعة من الكتب نبدأ با‪ ،‬ومنها على سبيل الثال‪ :‬هل نن مسلمون‪ ،‬العدالة‬
‫الجتماعي ة ف الس لم‪ ،‬معال ف الطري ق‪ ،‬الغارة على العال الس لمي‪،‬‬
‫التاهات الوطني ة ف الدب العاص ر <للدكتور ممّد حس ي>‪ ،‬العقائد‪،‬‬
‫ال سلم ف طور جد يد <لل ستاذ البنّا>‪ ،‬ال سلم ب ي ج هل أبنائه وع جز‬
‫علمائه <للستاذ عبد القادر عودة>‪.‬‬
‫وكان سيّد قطب يرى ـ بعد أن سَألَنا عن عدد الفراد الذين ف أيدينا‬
‫ـ‬ ‫وأخ بناه أنّه م حوال ثلثائة ـ كان يرى أن ّ س بعي منه م ـ على الق ل‬
‫س يكونون قادة م بزين أو إيابيي أكث ر‪ ،‬وقال‪ :‬يب أن نبح ث ع ن هؤلء‬
‫السبعي وأن نعمل على إعطائهم جرعات أكثر من الفكر‪ ،‬وأن نبدأ بتدريب‬
‫هؤلء تدريبًا خفيفًا‪ ،‬حت يكون ذلك بداية لتأهيلهم‪ ،‬ف أن يكون قادة العمل‬
‫الذي نن بصدده ف الستقبل القريب‪.‬‬
‫تّت إعادات تشكيل الجموعات‪ ،‬وكانت الجموعة بي ثلثة إل خسة‬
‫أفراد واتف ق على أن يكون لكلّ خس ة مموعات قائد‪ ،‬وكلّ قائد على علق ة‬
‫مباشرة برئي س النطق ة الت يقوم بالعم ل فيه ا‪ ،‬وبذا نتمكّن م ن عزل أيّ‬
‫مموعات يتمّ كشفها‪ ،‬أو القبض على أحد أفرادها بتهريب السؤول عن هذه‬
‫الجموعات‪ ،‬وبذا ل يتمّ كشف التنظيم كلّه‪ ،‬كما كان يدث سابقًا ف أغلب‬
‫تنظيمات الخوة <الرمي ة> الت كان ت إذا اعتق ل أح د الخوة يتم ّ‬
‫العتراف على با قي التنظ يم‪ ،‬ومعر فة كلّ أفراده ب سهولة شديدة‪ ،‬وبدأ الع مل‬
‫ف تنيد مموعات جديدة من الشباب التحمّس للسلم‪ .>...‬اه‬
‫واقرأ ما كتبه ممّد ممّد بدري ف مقاله النشور ف ملّة <البيان> عدد (‬
‫‪ )83‬ال صادر ف ر جب عام ‪1415‬ه‪ ،‬ت ت عنوان‪< :‬روح الفر يق والبادرات‬
‫الذاتية> حيث قال ف ص (‪< :)44‬ول تستطيع أمّة من المم أن تقّق أقصى‬
‫سيّر خطوات‬
‫الفعالية ف الداخل والارج إ ّل إذا كان النظام الماعي هو الذي ُي َ‬
‫أفرادها‪ ،‬ومن هنا فإ ّن الواجب الوّل لميع فصائل العمل السلمي العاصر هو‬
‫بداية مسية التعاون من أجل بناء المّة السلمية القوية الت تستطيع مواجهة‬
‫ك ّل أعدائ ها‪ ،‬وح ل ر سالتها الضار ية إل ك ّل البشر ية‪ ...‬تلك الر سالة ال ت ل‬
‫يكن أن يملها فرد أو مموعة أفراد‪ ،‬إنّما تملها مموعات متعاونة تعمل وفق‬
‫خط ة تكاملي ة مدروس ة تقوم على أس اس م ن <روح الفري ق والبادرات‬
‫الذاتية> >‪ .‬اه‬
‫ف كتا به < صناعة الياة> ص (‪ 113‬ـ‬ ‫وقال ممّد أح د الرا شد(‪:)1‬‬
‫‪..< :)116‬فالدعوة دارٌ لا داخل وظاهر‪ ،‬فالظاهر يسع كلّ أمّة ممّد ‪،..‬‬
‫ولكنّ الداخ ل حَرَم‪ ،‬وههو مأوى الشداء الثقات النبلء المناء فقهط‪ ،‬لن ّه‬
‫موطن اتاذ القرار واختيار الطة والسرار‪ ،‬وأي ّ تساهل ف ذلك قد ينتج عنه‬
‫النراف‪ ،‬ولذلك لن يصهل له إلّ القديه الولء العابهد التواضهع‪ ..‬ول بدّ مهن‬
‫وجود الصهفوف اللفيهة التربويهة حيهث أههل النقاء واللتزام وحيهث الثوابهت‬
‫والسهتقرار‪ ،‬ب ل وف معظ م الحوال يب اس تتار هذه الص فوف بس بب‬
‫الضرورات المن ية‪ ،‬ح ت ف الغرب‪ ..‬وال ل الذي هو خ ي من ذلك كلّه؛ أن‬
‫يب قى م صنع الرجال الل في ال ستتر‪ ،‬ل ي سه تر خص‪ ،‬ول إعلن‪ ،‬ول تبد يل‪،‬‬
‫ول تسهيل‪ ،‬وأن يبقى مصدرًا للقرار‪ ،‬وتكون هناك واجهة من بعض القيمي‬

‫() هذا اسم حركي‪ ،‬وحقيقة اسه‪ :‬عبد النعم بن صال العلي العزي‪ ،‬العراقي النسية‪ ،‬القيم‬ ‫‪1‬‬

‫ف دولة المارات العربية‪ ،‬ويتول بنفسه توزيع كتبه على أتباعه ومَن يترددون عليه‪.‬‬
‫على ش كل حزب أو جع ية(‪ ،..)2‬وأه ية القيادة ف الع مل ال سلمي‪ ،‬وأن جودة‬
‫عمل صناعة الياة ل يلغي دورها‪ ،‬ول بد من طاعتها‪ ،‬والصدور عن أمرها‪...‬‬
‫فههي قلب العمهل‪ ،‬وأداة النسهجام‪ ،‬والتناغهم‪ ،‬وطريهق الناقلة‪ ،‬وحزام الربهط‪...‬‬
‫وكلّ الباهي الشرعي ة والعقلي ة‪ ،‬كوجوب العم ل الماع ي‪ ،‬تص دق على‬
‫وجوب طاعته ا ـ أيض ًا ـ ووجوب بروزه ا‪ ،‬وشخوص ها‪ ،‬وس يطرتا على‬
‫العمل‪ .>...‬اه‬
‫واقرأ ـ أخهي الكريه ـ مها جاء فه نشرة مركهز بوث تطهبيق الشريعهة‬
‫ال سلمية‪ ،‬عدد (‪ ،)4‬ص (‪ ،)34‬ح يث جاء في ها قول م‪< :‬إ نّ الهاد لن صبة‬
‫المام‪ ،‬وإقا مة الد ين‪ ،‬وتك يم الشري عة‪ ،‬فرض على الكاف ّة‪ ،‬ف هذه الالة‪ ،‬ول‬
‫سبيل إل ذلك مع الشتات والتنا ثر‪ ،‬وإ نّ إقا مة الفرائض الماع ية من ا ستفاضة‬
‫البلغ وإقامهة الجّة‪ ،‬والمهر بالعروف والنههي عهن النكهر‪ ،‬والتناصهف بيه‬
‫لنه سهقوط الوليهة‬‫السهلمي‪ ،‬وإعداد العدّة للجهاد ونوه‪ ،‬فرائض متعيّنهة‪ّ ،‬‬
‫السلمية ل يعن سقوط التكليف بذه الواجبات‪ ،‬ول سبيل إل أدائها كذلك مع‬
‫الفرقهة‪ ،‬والتهارج‪ ،‬فمها ههو الخرج إذن ؟ فه هذه الرحلة يأته دور الماعات‬
‫السلمية‪ ،‬باعتبارها تمّعات مرحلية ف الطريق إل جاعة السلمي‪.‬‬
‫إ نّ الصورة الثلى ـ كما سبق ـ أن يتمع أهل اللّ والعقد لتصفّح أحوال‬
‫أهل الم ّة وتقدي أكثرهم فضلً‪ ،‬وأكملهم شروطًا‪ ،‬ليعقدوا له الراية‪ ،‬وليجمعوا‬
‫كلمة المّة حوله‪ ،‬ليكون للناس جُنّة يتقى به‪ ،‬ويقاتل من ورائه‪.‬‬
‫فإذا ع سر ذلك‪ ،‬أو طال أمده‪ ،‬أو وق فت دو نه ب عض العوائق‪ ،‬من‪ :‬تعدّد‬
‫الجتهادات‪ ،‬وتفاوت ال ساليب القتر حة للتغي ي‪ ،‬أو التنازع على ب عض ال سائل‬
‫() وهذا أشبه بالتنظيم الاسون الباطن‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫العلمية‪ ،‬أو العملية‪ ،‬كتلك الت تتعلّق بتوثيق الواقع‪ ،‬أو تكييفه‪ ،‬فهنا يأت ـ كما‬
‫ذكر ـ دور الماعات السلمية‪.‬‬
‫وغا ية هذه الماعات أن تتول إعداد الطلي عة الجاهدة‪ ،‬اليان ية‪ ،‬ال صلبة‪،‬‬
‫ال ت ت عل من قضية السلم هّ ها الول وشغل ها الشا غل ال كب ف هذه الياة‪،‬‬
‫وذلك ف إطار من البامج النظمة‪ ،‬والروح الماعية‪ ،‬الت تشجع على السارعة‬
‫إل ال ي والتنا فس ف أداء الواجبات‪ ،‬ف هي بثا بة الحا ضن اليان ية لذه الطلي عة‬
‫الجاهدة‪ ،‬تدفهع عن ها بإذن ال غوائل الشبهات والشهوات‪ ،‬وتع مق فه نفو سها‬
‫حقائق التوح يد واليان‪ ،‬وتل صها من بقا يا الاهل ية وموروثات ا‪ ،‬وتط بع عقل ها‬
‫وروحها بطابع اليان والهاد>‪ .‬اه‬
‫واقرأ ـ أيضًا ـ ف عدد هم ر قم (‪ ،)12‬ص (‪ ،)16‬قول م‪< :‬إ ّن البيان‬
‫والتذك ي فري ضة ثاب تة ف الالت ي‪ ،‬إذ الفرض أن ّ الول ترم ف إطار إ سلمي‪،‬‬
‫بلف الثان ية‪ ،‬فإّن ها تتحرك ف إطار علما ن‪ ،‬أدار ظهره لل سلم وتنك ّر ل صوله‬
‫الجملة‪.‬‬
‫وال صل ف ذلك كلّه أ نّ الركات ال سلم اليوم بثا بة اليوش‪ ،‬ال ت‬
‫ينب غي أن تنت ظم في ها المّة كلّ ها‪ ،‬على اختلف مذاهب ها ومشارب ا؛ لد فع فت نة‬
‫الكفر وردّ خطره عن دار السلم‪ ،‬فهي البديل عن الدولة السلمية‪ ،‬الت كانت‬
‫تنّد كاف ّة ال سلمي إذا دا هم العدو دار ال سلم‪ ،‬ول ت جب أحدًا م ن ث بت له‬
‫ع قد ال سلم(‪ )1‬من الشتراك ف هذا الهاد‪ ،‬ول تن عه من الغني مة والف يء ما‬

‫() كالرافضة‪ ،‬والزنادقة‪ ،‬والنافقي‪ ،‬والقبوريي‪ ،‬والطوائف الصوفية بكلّ اتاهاتا‪ ،‬وعقائدها‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫فأين هي السنة الت يدّعونا ؟‬


‫دامت يده مع السلمي(‪.)1‬‬
‫هذا هو الطار الذي يب أن توضع فيه الركات السلمية‪ ،‬عندما تكون‬
‫فه مرحلة الدفاع‪ ،‬والواجههة‪ ،‬والتصهدي‪ ،‬لِمَهن تقاسهوا على حرب السهلم‪،‬‬
‫وإبادة أهله‪ ،‬و هي ف مع ظم أحوال ا كذلك‪ ،‬ما دا مت ال سيادة لغ ي ال سلم ف‬
‫بلد ال‪ ،‬وما دام جنده مجوبي عن الشريعة ف هذه البلد‪.‬‬
‫ذلك أنّه ب سقوط الل فة ال سلمية(‪ ،)2‬وانعدام شرع ية الرا ية ف أغلب‬
‫بلد الس لمي‪ ،‬نظرًا لنعدامهها على العلمانيهة‪ ،‬وتكيهم القوانيه الوضعيهة‪،‬‬
‫والتحاكهم إل أحوال الم ّة بدلً مهن التحاكهم إل الكتاب والسهنّة‪ ،‬أخذت‬
‫الركات السهلمية على عاتقهها مهمّة الهاد‪ ،‬لسهتئناف الوجود السهلمي‪،‬‬
‫ولقامهة الدولة السهلمية‪ ،‬والوقوف فه وجهه الكفهر القادم مهن الغرب ومهن‬
‫الشرق(‪ .>)3‬اه‬
‫واقرأ مها كتبهه ونقله عبهد العزيهز بهن ناصهر الليهل فه كتابهه <وقفات‬
‫تربوية>‪ ،‬ص (‪ ،)162‬حيث قال‪< :‬وما أحسن ما كتبه الستاذ‪< :‬ممّد‬
‫ويظهر من قولم هذا‪ :‬أ ّن م َن دخل ف تنظيمهم فهو منهم كائنًا م َن كان‪ ،‬ومَن أحجم عن‬
‫تنظيمهم البدعي فهو عدوهم الذي يستباح دمه وماله‪ ،‬وإ ّل فم َن ياهدون ؟ ومن أين تأت‬
‫الغنائم ؟!‬
‫() صدق رسول ال حيث قال ف الوارج الولي‪ ،‬وامتدادها من هؤلء‪< :‬يقتلون أهل‬ ‫‪1‬‬

‫ال سلم‪ ،‬ويدعون أ هل الوثان>‪ .‬فهؤلء مع الغرب حامات سلم‪ ،‬و مع ال سلمي أ سود‬
‫الشرى !!‬
‫() أل تعلم بأنّ اللفة العثمانية الت تتباكى عليها كانت تكم بالقواني الوضعية‪ ،‬وف الوقت‬ ‫‪2‬‬

‫نفسه تتضن صوفية وحدة الوجود‪ ،‬واللول‪ ،‬وتشيد لا القبور ؟!‬


‫() و هل دولتكهم القائ مة ف ال سودان ت كم بالشرع‪ ،‬وتارب الك فر القادم من الشرق‬ ‫‪3‬‬

‫والغرب؟ أو أنا كغيها من الدول السلمية الخرى‪ ،‬بل أسوأ حالً ؟!!‬
‫ق طب> ف كتا به الق يم <واقع نا العا صر>‪ ،‬حول أه ية الترب ية‪ ،‬والردّ على‬
‫م َن ي ستطول طريق ها‪ ،‬وير يد ق طف الثمرة ق بل ا ستكمالا‪ ،‬فقال ص (‪:)486‬‬
‫<أمّا الذ ين ي سألون إل م ت ن ظل نر بّ ي دون أن (نع مل) ؟ فل ن ستطيع أن‬
‫نعطي هم موعدًا م ّددًا‪ ،‬فنقول ل م‪ :‬ع شر سنوات من الن‪ ،‬أو عشر ين سنة من‬
‫الن ! فهذا ر جم بالغ يب ل يعت مد على دل يل وا ضح‪ ،‬وإنّ ما ن ستطيع أن نقول‬
‫لم‪ :‬نظل نربّي حت تتكوّن القاعدة الطلوبة بالجم العقول‪ .>...‬اه‬
‫هألون مت ه نظلّ نرب ه دون أن‬ ‫هن يسه‬ ‫هر إل قوله‪< :‬أمّها الذيه‬ ‫وانظه‬
‫(نعمل) ؟‪ .>...‬أليست التربية عملً ؟! فلماذا فرّق بينها وبي قوله‪< :‬دون أن‬
‫نعمل> ؟‬
‫فرّق بيه التربيهة والعمهل‪ ،‬لنّه يريهد عملً مصهوصًا‪ ،‬ههو الروج على‬
‫النظمة الاكمة وأهلها‪ ،‬وسيأت لا ـ إن شاء ال ـ زيادة تفصيل‪.‬‬
‫بل ا ستمع إل ما قاله سلمان العودة ف شري طه <ال سلم والزب ية>‪،‬‬
‫حيهث قال فيهه‪< :‬أم ّا الكلم فه البيعهة الته توجهد عنهد بعهض الماعات‬
‫السلمية‪ ...‬الذي أراه أنّ أقلّ أحوالا أن تكون مكروهة‪ ،‬لِم َا فيها من التشبه‬
‫أو من مشابة النذر‪ .>...‬اه‬
‫واعلم أُخَي ّ ـ هديتُ وإيّاك للرشد ـ بأن ّ حكم النذر ابتداءً‪ :‬الكراهية‪،‬‬
‫لكهن إذا أقدم الشخهص وجهب‪ ،‬فإذا كان كذلك‪ ،‬فبيعهة الماعات السهلمية‪،‬‬
‫ـ عند هم ـ ابتداءً مكرو هة كالنذر‪ ،‬ل كن إذا التزم ها الش خص وج بت ف عن قه‪،‬‬
‫ولزمه الوفاء با كالنذر‪ ،‬بعد إقدامه عليه‪.‬‬
‫وأرجوك ـ أخي الكري ـ أل تقاطعن قائلً‪ :‬ما دام عندهم تنظيم وعندهم‬
‫بيعهة‪ ،‬فههم متأهبون للخروج !!! لن ّي سهأقول لك‪ :‬إذن فلماذا كلّ هذا إن ل‬
‫يكن ذلك هو آخر مطافهم ؟!!! وإن شئت الزيد فاستمع‪...‬‬

‫‪‬‬
‫فصل‬
‫في إرهاصات خروجهم‬

‫أوّلً‪ :‬تكفيرهم الحكام قاطبة‪ ،‬بدون استثناء‪.‬‬


‫يوضّح ذلك قول ممّد س رور ف ملّة <الس نّة>‪ ،‬عدد (‪ )26‬سهنة‬
‫‪1413‬ه‪ ،‬فه صهفحة (‪ 2‬ـ ‪ )3‬حيهث قال‪...< :‬ومهن خلل هذه الفقرات‬
‫الختارة يفهم القراء كثيًا مِمّا يري ف عالنا السلمي‪.‬‬
‫هذا وللعبودية طبقات هرمية اليوم‪:‬‬
‫فالطب قة الول‪ :‬يترب ّع على عرش ها رئ يس الوليات التحدة‪< ،‬جورج‬
‫بوش> وقد يكون غدًا <كلينتون>‪.‬‬
‫والطبقة الثانية‪ :‬هي طبقة الكام ف البلدان العربية‪.‬‬
‫وهؤلء يعتقدون أ نّ نفع هم وضرر هم ب يد بوش‪ ،‬ولذا ف هم يجّون إل يه‪،‬‬
‫ويقدمون إليه النذور والقرابي‪.‬‬
‫والطبق ة الثالث ة‪ :‬حاشي ة حكام العرب‪ ،‬مهن‪ :‬الوزراء‪ ،‬ووكلء الوزراء‪،‬‬
‫وقادة اليش‪ ،‬والستشارين؛ فهؤلء ينافقون لسيادهم‪ ،‬وُيزَيّنون لم كلّ باطل‪،‬‬
‫دون حياء ول خجل ول مروءة‪.‬‬
‫والطبق ة الرابع ة والامس ة والس ادسة‪ :‬كبار الوظفي عن د الوزراء‪،‬‬
‫وهؤلء يعلمون أ نّ الشرط الوّل من أجل يترفعوا‪ ،‬النفاق والذل وتنفيذ كلّ أمر‬
‫يصدر إليهم‪ .>...‬اه‬
‫قلت‪ :‬هل قرأت هذا الكلم ـ أخي الكري ـ متدبّرًا لعانيه‪ ،‬وما يرمي إليه ؟!‬
‫فإن كنت قد استعجلت ف القراءة‪ ،‬فاسح ل ـ حفظن ال وإيّاك من كلّ‬
‫سوء وفتنة ـ أن أوقفك على بعض ما أرى ف مقالته هذه‪:‬‬
‫اعلم ـ أ خي ـ بأنّه أراد أن ي بك بك فر الكام العرب‪ ،‬وحاشيت هم من‬
‫الوزراء‪ ،‬والمراء وقادة اليوش‪ ،‬ومسهتشاريهم‪ ،‬فإذا كانوا كفّارًا فل سهع ول‬
‫طاعة‪ ،‬ووجب الروج عليهم لكونم مرتدّين‪.‬‬
‫وِقفْ معي هنا الوقفات التية‪ ،‬حت ترى ما قلت لك قبل قليل‪:‬‬
‫أوّلً‪ :‬ل ش كّ أ نّ جورج بوش كا فر ن صران‪ ،‬وكذا كلينتون‪ ،‬ف هل لؤلء‬
‫سع وطاعة‪ ،‬وولية علينا ؟!! الواب‪ :‬ل‪.‬‬
‫إذن فمن كان مثله فهل له ذلك ؟!! الواب‪ :‬أتركه لك !!!‬
‫ثانيًا‪ :‬قوله‪< :‬الطبقة الثانية هي طبقة الكام ف البلدان العربية‪.>...‬‬
‫سبحان ال‪ ،‬وأ ين ذ كر حكام الدول الكافرة أ صلً ؟! وأ ين ذ كر حكام‬
‫ه الكفار ههم الكام العرب فقهط‪ ،‬وحكام البلدان‬ ‫البلدان السهلمية ؟ أم أن ّ‬
‫ال سلمية ـ كإيران وأفغان ستان وباك ستان والدول ال سلمية ال ت كا نت ت ت‬
‫ال كم الشيو عي ـ موحّدون ؟!! أم أنّه خ شي إن عم ّم أن ل يف هم القارئ أنّه‬
‫يريد تكفي حكام الزيرة العربية‪ ،‬فلذا خصّص ؟!‬
‫ومِمّ َا يدل على ذلك قول سرور ف ملّ ته <ال سنة> ـ العدد الثالث‬
‫والربعون ـ جادى الثان ‪1415‬ه ص (‪ 27‬ـ ‪< :)29‬قال صاحب‪ :‬ما رأيك‬
‫بذا القول‪ :‬لو سلم أبناء ع بد العز يز من البطا نة العلمان ية ال ت ت يط ب م‪ ،‬ل ا‬
‫كان ت المور بذا الس وء ؟‪ ...‬قلت‪ :‬يها أبها‪ ...‬ه م أخب ث م ن بطانته م‬
‫العلمانية‪...‬‬
‫فلماذا اختيارهم على الفاسدين والعلمانيي والنافقي دون غيهم ؟‪...‬‬
‫ولذا فإنّ ن أقول‪ :‬إ نّ أولد ع بد العز يز أخ بث من بطانت هم‪ ،‬ل نّ عقائد‬
‫الطرفي واحدة‪ ،‬ومن جهة ثانية فأولد عبد العزيز هم الذين يفرضون على المّة‬
‫القرارات الائرة الت يشتركون مع العلمانيي ف التخطيط لا وإعدادها>‪ .‬اه‬
‫فهل رأيت ـ أخي القارئ ـ كيف حكم بأ نّ أبناء عبد العزيز أخبث من‬
‫بطانتهم العلمانية وعلّل ذلك بقوله‪ :‬لنّ عقائد الطرفي واحدة ؟!‬
‫واعلم علم اليق ي ـ أ خي القارئ ـ بأ نّ العلمان ية ك فر‪ ،‬والعلماني ي كفار‪،‬‬
‫فإذا كان ذلك كذلك‪ ،‬فإنّ مَن كان أخبث من العلمانيي فهو أشدّ كفرًا منهم‪.‬‬
‫هذا الذي يريهد أن يصهل إليهه هذا الضال النحرف‪ ،‬فإذا ته ّد له ذلك‪،‬‬
‫ترتبت عليه ثرته‪ ،‬أل وهي الروج على أولئك الكفار ـ بزعمهم ـ‪.‬‬
‫لكنّنه أقول‪ :‬يلزم ـ هذا الضال وأمثاله ـ أن يكهم بكفهر وزراء وعلماء‬
‫أولد عبد العزيز قاطبة‪ ،‬لنّهم هم الاشية لولئك الكام‪ ،‬بل أقول‪ :‬كيف خفي‬
‫هذا البهث والكفهر والعلمنهة على فحول العلماء الذيهن بايعوا أولئك الكام‪،‬‬
‫وسعوا لم‪ ،‬وأطاعوهم ف غي معصية ال منذ عهد اللك عبد العزيز(‪ )1‬ـ رحه‬
‫ال ـ إل يومنا هذا ؟!!‬
‫أقول ك يف ي فى هذا ال مر على أولئك الكرام‪ ،‬ويعل مه شر ير لئ يم طر يد‬
‫بعيد يعيش بي أظهر الكفار ف لندن ؟!!‬
‫ثالثًا‪ :‬من العلوم شرعًا أ ّن طلب ك شف الض ّر وجلب الن فع من الخلوق‬

‫() لعرفة جهود اللك عبد العزيز ـ رحه ال ـ وأولده ف نشر العقيدة السلفية‪ ،‬ارجع لزامًا إل‬ ‫‪1‬‬

‫كتاب فضيلة الدكتور الشيخ‪ :‬صال بن عبد ال العبود‪« :‬عقيدة الشيخ ممّد بن عبد الوهاب‬
‫السلفية وأثرها ف العال»‪.‬‬
‫مِم ّا ل يقدر عليه إ ّل ال كفر أكب مرج من اللة‪ ،‬ومن العلوم ـ أيضًا ـ أ ّن تقدي‬
‫النذور والقرابي‪ ،‬وصرف الج لغي ال كفر أكب مرج ـ أيضًا ـ من اللة‪ ،‬فلمّا‬
‫هفهم بذلك‪ ،‬بقوله‪< :‬وهؤلء‬ ‫هر(‪ )1‬وصه‬ ‫هم على الكام العرب بالكفه‬ ‫أراد الكه‬
‫أنه نفعههم وضررههم بيهد بوش ولذا فههم يجّون إليهه ويقدّمون له‬ ‫يعتقدون ّ‬
‫القرابي>(‪.)2‬‬
‫رابعًا‪ :‬لَمّها أراد تكفيه حاشيهة الكام العرب مهن‪ :‬الوزراء‪ ،‬والوكلء‪،‬‬
‫وقادة اليوش‪ ،‬والستشارين؛ وصفهم بالنفاق ـ والنفاق كفر ـ ووصفهم بتحليل‬
‫كلّ حرام وباطهل‪ ،‬ـ وتليهل الرام كفهر أكهب مرج مهن اللة ـ ؛ فههل فطنهت‬
‫لذلك ؟!!‬
‫خام سًا‪ :‬لَم ّا أراد ـ أيضًا ـ تكف ي كبار موظ في الدولة رما هم بالنفاق‬
‫ـ والنفاق ك ما قلت لك ك فر ـ وو صفهم بأنّ هم ينفّذون كلّ أ مر ي صدر إلي هم‪،‬‬
‫وهذا هو شرك الطاعة‪ ،‬وهو كفر ـ أيضًا ـ‪.‬‬
‫سادسًا‪ :‬وأع جب من كلّ ما سبق تكفيه العلماء الذ ين وقفوا مع هذه‬
‫الدولة ـ دولة التوح يد ـ حين ما غزا طاغ ية العراق صدام ح سي الكو يت‪ ،‬وأراد‬
‫هذه الدولة بسهوء‪ ،‬فأفته هؤلء العلماء الوحّدون النبلء الشرفاء بواز السهتعانة‬
‫بالشركي‪ ،‬فقال فيهم‪:‬‬

‫() قلت‪ :‬أ نا ل ست مدافعًا عن الكام العرب بأجع هم‪ ،‬وإنّ ما أ نا موضّح لكل مه قائلً له‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫اج عل ف قولك إحدى أدوات ال ستثناء‪ ،‬ح ت ل يكون حك مك حكمًا عامّ ا‪ ،‬أم أ نّ أدوات‬
‫الستثناء ل وجود لا ف قاموس لغتك ؟!!‬
‫والجه ل يبه فه العمهر إ ّل مرة واحدة ـ فكيهف بال‬
‫ّ‬ ‫() إذا كان هذا ههو شأن الاج ـ‬ ‫‪2‬‬

‫العاكف الراكع الساجد عند تلك الكعبة ؟ بل كيف حال سدنتها يا سرور ؟!!‬
‫أولً‪ :‬ف ملته‪< :‬السنّة> ف عددها الثالث والعشرين‪ ،‬ص (‪ 29‬ـ ‪:)30‬‬
‫<وصنف آخر يأخذون ول يجلون‪ ،‬ويربطون مواقفهم بواقف ساداتم‪ ..‬فإذا‬
‫استعان السادة بالمريكان‪ ،‬انبى العبيد إل حشد الدلة الت تيز هذا العمل‪،..‬‬
‫وإذا اختلف ال سادة مع إيران الراف ضة‪ ،‬تذ كر العب يد خ بث الراف ضة‪ >..‬ـ ثّ‬
‫قال عنهم ـ‪:‬‬
‫ثانيًا‪ :‬ف عدد ملّ ته السادس والعشرين‪ ،‬بعد ذكره للكلم السابق‪< :‬لقد‬
‫كان الرق ف القدي بسيطًا‪ ،‬لنّ للرقيق سيّدًا مباشرًا‪ ،‬أمّا اليوم‪ ،‬فالرق معقد‪ ،‬ول‬
‫ينقضي عجب (انتبه) من الذين يتحدّثون عن التوحيد وهم عبيد عبيد عبيد‬
‫عبيد العبيد‪ ،‬وسيّدهم الخي نصران>‪ .‬اه‬
‫هل سعت أو قرأت أقلّ أدبًا من هذا الكلم وأخبث ؟!!!‬
‫أل ت سمع لقوله <يتحدّثون عن التوح يد>‪ ،‬أي‪ :‬أنّ هم لي سوا من أهله‪،‬‬
‫وإنّ ما هم متحدّثون عنه؛ يوضّح ذلك قوله‪< :‬وهم عبيد عبيد عبيد عبيد العبيد‪،‬‬
‫و سيّدهم الخ ي ن صران>‪ .‬فلو كانوا موحّد ين ـ ف نظره ـ ل ي كن سيّدهم‬
‫الخي نصران !!!‬
‫وانظر ـ أيضًا ـ إل ما قاله العبدة ف كتابه‪< :‬حركة النفس الزكية>‬
‫ص (‪< :)6‬ول أق صد درا ستها من الناح ية الشرع ية‪ ،‬وأع ن بذلك ال سؤال‬
‫الذي يطرح ه العلماء‪ :‬ه ل يوز الروج على أئم ّة الور أو ل ؟‪ ...‬وإنّم ا‬
‫ق صدت درا ستها كوا قع ح صل ف التار يخ ال سلمي‪ ،‬و هل ي كن ال ستفادة‬
‫منها ف حياتنا العاصرة‪ ،‬عندما ندرس أسباب ناحها وفشلها ؟>‪ .‬اه‬
‫وانظر إل قوله‪< :‬ول أقصد دراستها من الناحية الشرعية‪ >...‬تعجب !‬
‫لنّ ها إن كا نت مرّ مة شرعًا ـ ك ما هو ال قّ الذي عل يه ال سلف ال صال ـ فل‬
‫يوز فعلها ول التأسّي بأصحابا‪.‬‬
‫لكن ّه حينما اعتقد بأ نّ الروج على أئمّة الور جائز‪ ،‬بل واجب‪ ،‬تطرق‬
‫إل دراستها لكي يستفيد هو ومَن معه منها‪.‬‬
‫بل اقرأ ما كتبه سفر الوال ف كتابه <وعد كيسنجر> ص (‪،)138‬‬
‫مدقّقًا النظر والفهم‪ ،‬حيث قال‪< :‬إ نّ ما أصابنا ل يكن إلّ با كسبت أيدينا‪،‬‬
‫واقترفنها مهن ذنوب وعصهيان‪ ،‬وخروج ع ن شرع ال‪ ،‬وماهرة با حرّم ال‪،‬‬
‫وموالة أعداء ال‪ ،‬وتاون فه حق ّه‪ ،‬وتقصهي فه دعوة ال؛ اشترك ف ذلك‬
‫الا كم والحكوم‪ ،‬والعال والا هل‪ ،‬وال صغي وال كبي‪ ،‬والذ كر والن ثى‪ ،‬على‬
‫تفاوت فيما بينهم‪...‬‬
‫لقد ظهر الكفر واللاد ف صحفنا‪ ،‬وفشا النكر ف نوادينا‪ ،‬ودعي إل‬
‫الزنا ف إذاعت نا وتلفزيون نا‪ ،‬واستبحنا الربا‪ ،‬ح ت أ نّ بنوك دول الك فر ل تب عد‬
‫عن بيت ال الرام إلّ خطوات معدودات‪.‬‬
‫أمّا التحاكم إل الشرع ـ تلك الدعوى القدية ـ فال ّق أنّه ل يبق للشريعة‬
‫عند نا إ ّل ما ي سمّيه أ صحاب الطاغوت الوض عي‪< :‬الحوال الشخ صية>‪،‬‬
‫وبعض الدود الت غرضها ضبط المن>‪ .‬اه‬
‫واعلم أيضًا بأنّه قال ف شرحه للطحاوية رقم (‪< :)266/2‬فشوقنا كبي‬
‫أن تكون أفغان ستان النواة واللب نة الول للدولة ال سلمية‪ ،‬و ما ذلك على ال‬
‫بعزيز>‪ .‬اه‬
‫وسؤال للشيخ هو‪ :‬ما رأيك الن ف الكومة الفغانية‪ ،‬هل ل زالت هي‬
‫النواة واللبنة الول للدولة السلمية‪ ،‬أو ماذا ؟!‬
‫وإن تعجهب‪ ،‬فأعجهب منهه قول س لمان العودة ف شريط ه‪< :‬فلماذا‬
‫يافون من السلم> حيث جاء فيه‪ < :‬سؤال‪ :‬ل يفى عليكم نظام الكم ف‬
‫ليبيا‪ ،‬وما فيها من ماربة للسلم والسلمي؛ فما هو واجب السلمي هناك ؟ أَوَ‬
‫يفرون بدينهم ؟‬
‫الواب‪ :‬هذا ف كلّ بلد !!!‪ .>..‬اه‬
‫قلت‪ :‬سبحان ال ! تقول هذا ف كلّ بلد ـ يا شيخ سلمان ـ أنت من أهل‬
‫التدقيق ومن الحاربي للتعميم ؟! فما بالك نسيت اللبنة الول للدولة السلمية‬
‫أفغانسهتان ؟! أم كيهف أنسهاك التعميهم الكومهة السهلمية فه السهودان ؟! أو‬
‫الكومة واللفة الراشدة ف اليمن ؟!!‬
‫يها شيهخ سهلمان‪ ،‬لاذا يلجهأ الدعاة السهلميون كالغنوشهي‪ ،‬والعبدة‪،‬‬
‫وسهرور‪ ،‬والسهعري‪ ،‬ومَهن كان على شاكلتههم؛ إل الغرب طالبيه منههم‪ ،‬بهل‬
‫متوسّلي إليهم أن يُقبَلوا على أرضهم‪ ،‬وتت كنفهم وحايتهم ؟!!!‬
‫سبحان ال ! ل تيزوا لهل هذا البلد الستعانة بالشركي ف صدّ عدوان‬
‫الل حد صدام‪ ،‬وتيزون لئم ّة دعوت كم اللجوء ال سياسي عند هم‪ ،‬يعيشون ب ي‬
‫ظهرانيهم‪ ،‬ويستظلّون برايتهم‪ ،‬ويتحاكمون إل أنظمتهم عند الصام ؟!! فهلّ‬
‫لأوا إل الكومات السهلمية الراشدة ك <أفغانسهتان>‪< ،‬السهودان>‪،‬‬
‫و<اليمن> ؟!‬
‫أم أ نّ هذه موا قف منهج ية سياسية تُملَى علي كم‪ ،‬إذ لو كا نت موا قف‬
‫شرعية لكان الكم واحدًا‪ ،‬لكونا من التماثلت‪ ،‬ل من الختلفات‪.‬‬
‫بل ا ستمع لشري طه‪< :‬المّة الغائ بة>‪ ،‬ح يث قال ف يه‪< :‬فالشعوب‬
‫ال سلمية تع يش ف واد‪ ،‬وحكام ها يعيشون ف واد آ خر؛ لنّ هم ل يُعبّرون‬
‫عن حقي قة مشاعر ها ال ت ف قلب ها‪ ،‬ول يثلون حقي قة الد ين الذي ينت سب‬
‫إليه‪ .>...‬اه‬
‫وا ستمع لقوله ف شري طه‪ < :‬يا لراحات ال سلمي>‪ ،‬ح يث قال ف يه‪:‬‬
‫<الرايات الرفو عة اليوم ف طول العال ال سلمي وعر ضه إنّ ما هي رايات‬
‫علمانية‪ .>..‬اه‬
‫ومِم ّا يوضّح المر السابق ما كتبه الليل ف كتابه <وقفات تربوية>‬
‫ص (‪ )161‬حيهث قال‪ ..< :‬ث ّ نتخلّى ع ن العارك الطاحن ة الت تديره ا‬
‫الاهلي ة ف الجتمعات العاص رة‪ ،‬حي ث ضاع ت إس لمية الراي ة وإس لمية‬
‫الن ظم‪ ..‬وإنّ نا بذا الن هج الشا مل وال سلفية العا صرة‪ ،‬ن سلم وت سلم عقيدت نا‬
‫الثاب تة من أي ّ خلط أو اهتزاز‪ ،‬ك ما هو الا صل ف هذه اليام ـ أيام غزو‬
‫صدام للكويت ـ‪ .>..‬اه‬

‫ثانيًا‪ :‬من الرهاصات الدالّة على أنّهم سيخرجون‬


‫للعامة على ولة المر‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫عاجل ً أم آجلً‪ ،‬تهييجهم‬
‫يبيّن ذلك قول سلمان العودة ف شريطه‪< :‬هوم فتاة ملتزمة>‪ ،‬حيث‬
‫يقول‪< :‬إنّ ن أعت قد أ نّ ز من الشكوى الجرّدة قد انت هى أو كاد ينت هي‪ ،‬أع ن‪:‬‬
‫أنه دَ ْورَ الييهن واليات ل يوز أبدًا أن يتوقّف عنهد مرّد الشكوى للجهات‬ ‫ّ‬
‫الختصّة‪ ،‬حصل كذا‪ ،‬وحصل كذا‪ ،‬وحصل كذا‪.‬‬
‫إنه هذا الدور الذي وقهف عنهد مرّد الشكوى فقهط‪ ،‬قهد انتههى‬ ‫وأقول‪ّ :‬‬
‫لسباب‪ ،‬أهّها‪ ،‬أو يكاد أن ينتهي لسباب أهها‪:‬‬
‫أوّلً‪ :‬لو كان هناك إ صرار من الق مم على م نع ر يح التغي ي والف ساد‪،‬‬
‫لحكموا غلق النوافذ‪...‬‬
‫ثانيًا‪ :‬ضغوط الناس ل يكن إهالا بال من الحوال‪.‬‬
‫الن ون ن ف ع صر صار للجماه ي ف يه تأث ي كبي؛ فأ سقطوا زعماء‪،‬‬
‫وهَزّوا عروش ًا‪ ،‬وحَطّموا أس وارًا وحواج ز‪ ،‬ول زالت صهور ال ُعزّل الذيهن‬
‫يواجهون الدبابات بصدورهم ف التاد السوفيت بعد ما قام النقلب الشيوعي‬
‫الخيه الذي فشهل‪ ،‬ل زالت صهور أولئك العزّل يتدافعون فه وجوه الدبابات‬
‫باللف‪ ،‬بهل بعشرات اللف‪ ،‬حته اسهتطاعوا ـ وههم ل يلكون ول رصهاصة‬
‫واحدة ـ أن يقفوا فه وجهه ذلك النقلب ويفشلوه‪ .‬ل زالت الصهورة ماثلة‬
‫للذهان‪ ،‬وقد رآها العال كلّه‪ ،‬حيّة على الواء ف شرقه وغربه‪ .>...‬اه‬
‫ومِم ّا يدل على ذلك ـ أيضًا ـ ما جاء ف شريط < من هنا‪ ..‬وهناك>‬
‫للعودة‪ ،‬حيهث قرأ رسهالة تقول‪...< :‬أرج و أن ل تغرّك هذه الموع مهم ا‬
‫كثرت أشباح ها‪ ،‬وتوا صلت ات صالتا‪ ،‬وتوالت ر سائلها‪ ،‬ول نا ف <ح سن‬
‫البنا> و<عباس مدن> أقرب مثال وأوضحه‪.‬‬
‫أيّ ها الشيخ‪ :‬قبل أن ترّك قدمك أو تضعها‪ ،‬تأكّد من أنّك تضع على‬
‫أرض متماس كة‪ ،‬واعلم أن ّ هذه القدم ترّك خلفه ا أقدام‪ ،‬وك م يتلكن‬
‫الوف ـ لاذا ؟ ـ كلّ ما تيّلت م صي هذه ال صحوة عند ما تكون الطوات‬
‫غي مسوبة‪ ،‬نريد بطئًا‪ ،‬ولكن أكيد الفعول !!!>‪ .‬اه‬
‫أقول‪ :‬ل تعليق عندي‪.‬‬

‫‪‬‬
‫مناقشة أدلة القطبية‬
‫في النكار العلني على الولة‬

‫واعلم ـ أخي الكري ـ أ نّ من وسائل التهييج عندهم‪ :‬النكار العلن على‬


‫الولة‪ ،‬والكثار من غمزهم ولزهم‪ ،‬ون شر أخطائ هم على الل والعامّة‪ ،‬ليوغروا‬
‫بذلك صدور العام ّة على الولة‪ ،‬فيتمنّوا زوال م إن ل ي سعوا ف ذلك بأيدي هم‬
‫وأرجلهم‪.‬‬
‫و قد ا ستدلّ هؤلء ال سياسيون بب عض الثار‪ ،‬زاعم ي أنّ ها تدلّ على ما‬
‫يريدون من النكار العل ن على الولة‪ ،‬و سأبيّن ـ بعون ال ـ ما وقعوا ف يه من‬
‫التدليس والتلبيس‪ ،‬فأقول‪:‬‬
‫قال سلمان العودة ف شري طه <لاذا ناف من الن قد>‪ < :‬من ذلك‬
‫مثلً‪ :‬أ نّ ب عض الناس شكّكوا ف ق سمة ال نب للمال ـ وهذا موجود ف كلّ‬
‫زمان ـ ‪ ،‬وأنّ ها ق سمة ما أر يد ب ا و جه ال‪ ،‬فقال ال نب ‪< :‬رَحِ َم الُ أَخِي‬
‫مُوسَى‪َ ،‬قدْ أُو ِذيَ ِبأَكْثَرَ مِنْ َهذَا َفصَبَرَ>‪.‬‬
‫والثابت ف الصحيح أ نّ النب ل يأمر بالقبض على هذا الرجل الذي قال‬
‫تلك الكلمة وشكّك ف القيادة العليا ـ قيادة النب ـ ل يأمر بالقبض عليه ق طّ‪،‬‬
‫ول أود عه ف ال سجن‪ ،‬ول ف تح ماضرة للتحق يق م عه‪ ،‬ول ح كم ب سجن مؤبّد‪،‬‬
‫ول بغي مؤبّد‪ ،‬ول شهّر به‪ ،‬ول فضحه أبدًا‪ ،‬وإنّما تركه حرّا طليقًا ل يتعرّض له‬
‫ي بَِأكْثَرَ مِ نْ َهذَا‬
‫بش يء‪ ،‬سوى أن ّه قال‪َ < :‬رحِ َم الُ أَخِي مُو سَى‪َ ،‬ق ْد أُوذِ َ‬
‫صبَرَ>‪ ،‬وهو رسول ال‪ ،‬الصادق الصدوق‪ ،‬البء ا ُلَنزّه‪ ..‬هذا النهج التربوي‬ ‫فَ َ‬
‫النبوي العظيم ظلّ هو السنّة التبعة للمسلمي قرونًا طويلة‪ ،‬من بعد النب ‪ ،‬سواءً‬
‫كانوا من اللفاء والكام‪ ،‬أو من العلماء والدعاة‪ ،‬أو من عامّة الناس‪ .>..‬اه‬
‫ول مع هذا الكلم وقفات‪:‬‬
‫الوقفة الول‪ :‬يا سلمان‪ :‬هل تقول إن ّ فعل الرجل وقوله كان جائزًا‪ ،‬أم‬
‫ل ؟ فإن كان الواب ب «ل» ـ وهذا ظنّي فيك ـ إذًا فل حجّة لك فيه‪.‬‬
‫وإن قلت بالثانية فتلك مصيبة !!!‬
‫الوقف ة الثاني ة‪ :‬يقول العلماء‪ّ :‬‬
‫إنه ذلك الرجهل كان ههو البذرة الول‬
‫للخوارج‪ ،‬فهل تسوغ لك نفسك بأن يكون قائدك البذرة الول للخوارج ؟!!‬
‫الوقفة الثالثة‪ :‬سلّمت لك جدلً أ نّ هذا الديث يدلّ على جواز النكار‬
‫العلن على الولة‪ ،‬لنّه إذا جاز ذلك ف حقّ النب فما عداه من باب أول‪.‬‬
‫ل كن‪ ،‬الر جل ه نا جاء إل الر سول وجهًا لو جه‪ ،‬و من ثَ مّ أن كر على‬
‫الصطفى ‪ ،‬فأين هذا مِم ّا تفعلون من الذهاب إل الساجد‪ ،‬سواءً ف خطب‬
‫ال مع‪ ،‬أو إلقاء الحاضرات العام ّة ف النا طق البعيدة‪ ،‬و من ثَ مّ طرح وإلقاء ما‬
‫ترونه من النكر الذي وقع فيه الولة على مسامع الناس‪ ،‬ل على مسامع الولة‪.‬‬
‫فأن تم ف هذه الال ل تنكروا على الولة‪ ،‬بل ذكر ت ما عند هم للعام ّة‪،‬‬
‫وفرق كبي بي النكار عليهم‪ ،‬وبي ذكر ما عندهم للغي‪.‬‬
‫فإن أردت النصح لم فاذهبوا إليهم مباشرة‪ ،‬أو بواسطة‪ ،‬ومن ثَ مّ أسعوهم‬
‫ما تريدون‪ ،‬ونن ل نالفكم ـ والال هذه ـ من النصح لم‪.‬‬
‫ل كن قد يقول ملقّ َن ـ يهرف ب ا ل يعرف ـ ‪ :‬إ نّ الكلم ف الحاضرات‬
‫العام ّة وخطب الُمَع‪ ،‬والشرطة السجلة تبلغ هؤلء‪ ،‬بل إن ّ كشف أخطائهم‬
‫عند العامّة يردعهم عن التمادي ف باطلهم‪.‬‬
‫فأقول له‪ :‬هل أنت مصلح تريد الصلح‪ ،‬أو ل ؟ فإن كنت مصلحًا فاسلك‬
‫طريق الشرع‪ ،‬لن ّه سبيل الصلحي‪ ،‬والشرع قد ورد فيه قول الرسول الكري ‪:‬‬
‫ش َهدَاءِ َح ْم َزةُ‪َ ،‬و َر ُج ٌل قَامَ إِلَى ِإمَا ٍم جَاِئ ٍر َفَأ َم َرهُ َوَنهَا ُه َف َقَت َلهُ>‪.‬‬
‫< َسّيدُ ال ّ‬
‫وإن كنت مفسدًا‪ ،‬فل كلم ل مع الفسدين‪.‬‬
‫وأزيدك شيئًا آ خر ل تف طن له‪ ،‬و هو‪ :‬ما يدر يك من أن ّ ن صحك الذي‬
‫نصحت به ف شريطك‪ ،‬أو ماضرتك‪ ،‬أو خطبتك‪ ،‬قد وصلت للولة على وجهها‬
‫الصحيح من غي تريف فيها ول تبديل‪ ،‬ل سيما وأنتم لكم أعداء يتربّصون بكم‬
‫الدوائر ـ كما تزعمون ـ كالعلمانيي‪ ،‬والقوميي‪ ،‬والنفعيي‪ ،‬وغيهم ؟!!‬
‫فلماذا ل تكون فطنًا نبيهًا مفوتًها على أولئك خطط هم‪ ،‬ل سهيما وأنهت‬
‫الفقيه بالواقع‪ ،‬العال بسبل الجرمي وخططهم وأهدافهم ؟!!‬
‫إذا فه مت ذاك الواب‪ ،‬فه مت الواب عن كلّ ما ا ستدلّوا به من الثار‬
‫الدالة على جواز النكار العلن على الولة‪ ،‬كالذي ذكره سلمان ف كتابه <من‬
‫و سائل د فع الغر بة> ص (‪ 149‬ـ ‪< :)151‬و من ذلك أ نّ مروان بن ال كم‬
‫لَم ّا أخرج النب يوم العيد‪ ،‬وبدأ بالطبة قبل الصلة‪ ،‬مالفًا بذلك سنّة النب ‪،‬‬
‫قام إليه رجل‪ ،‬وقال له بصريح العبارة‪ :‬يا مروان‪ :‬خالفت السنّة‪ ،‬أخرجت النب‬
‫ف يوم ع يد‪ ،‬ول ي كن يرج ف يه‪ ،‬وبدأت بالط بة ق بل ال صلة‪ ،‬فأيّده على هذا‬
‫النكار أبو سعيد الدري وقال‪< :‬أم ّا هذا ف قد ق ضى ما عليه> أي‪ :‬أن ّه‬
‫قام بالواجب الذي يقتضيه حديث‪< :‬مَنْ َرأَى مِنْ ُكمْ مُنْكَرًا‪.>...‬‬
‫وكان لب سعيد نفسه موقف أقوى من موقف هذا الرجل‪ ،‬ولعلّه كان‬
‫قبل هذه الادثة‪.‬‬
‫فعن أب سعيد الدري قال‪ :‬كان رسول ال يرج يوم الفطر والضحى‬
‫إل الصلى‪ ،‬فأول شيء يبدأ به الصلة‪ ،‬ثّ ينصرف‪ ،‬فيقوم مقابل الناس‪ ،‬والناس‬
‫جلوس على صفوفهم‪ ،‬فيعظ هم‪ ،‬ويو صيهم‪ ،‬ويأمر هم‪ ،‬فإن كان ير يد أن يق طع‬
‫بعثًا‪ ،‬قطعه‪ ،‬أو يأمر بشيء‪ ،‬أمر به‪ ،‬ثّ ينصرف‪.‬‬
‫قال أبو سعيد‪ :‬فلم يزل الناس على ذلك‪ ،‬حت خرج تُ مع مروان ـ و هو‬
‫أمي الدينة ـ ف أضحى أو فطر‪ ،‬فلما أتينا الصلى‪ ،‬إذا منب بناه كثي بن الصلت‪،‬‬
‫فإذا مروان يريهد أن يرتقيهه قبهل أن يصهلي‪ ،‬فجذبهت بثوبهه‪ ،‬فجذنه‪ ،‬فارتفهع‪،‬‬
‫فخطب قبل الصلة‪ ،‬فقلت له‪ :‬غيّرت وال‪ .‬فقال‪ :‬أبا سعيد ! قد ذهب ما تعلم‬
‫فقلت‪ :‬ما أعلم ـ وال ـ خيٌ مِمّا ل أعلم‪ ،‬فقال‪ :‬إنّ الناس ل يكونوا يلسون لنا‬
‫بعد الصلة‪ ،‬فجعلناها قبل الصلة>‪ .‬اه‬
‫اعلم ـ أ خي الكر ي ـ بأن ّ الحت ساب على الولة كغي هم من ال سلمي‪،‬‬
‫ي سلك ف ذلك الشرع بل إفراط ول تفر يط‪ ،‬فم َن رأى من أميه منكرًا فليأمره‬
‫بالعروف الذي تركه‪ ،‬وينهاه عن النكر الذي فعله‪ ،‬ولو كان بضرة المي بعض‬
‫الناس‪ ،‬كما ف الثار السابقة ـ إذا كان يقّق مصلحة راجحة ـ‪.‬‬
‫أمّا أن تكون ف مكان‪ ،‬والوال ف مكان آخر‪ ،‬ل يسمعك ول يراك‪ ،‬أو قد‬
‫يسمع صوتك السجل‪ ،‬ولكن بتحريف وتغيي لكلمك‪ ،‬فليس هذا من النكار ف‬
‫شيء‪ ،‬بل هو عبث وسفه‪ ،‬لِمَا يترتّب على ذلك من الفاسد الكبية الكثية‪.‬‬
‫وعلى فرض التسليم بصحة ما ادّعوه‪ ،‬فإن ّي سأقول لم‪ :‬إذا جاز النكار‬
‫على الولة علنًا‪ ،‬فلن يوز النكار على أولئك الدعاة من باب أول‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬هذا ل ي صح‪ ،‬ل نّ النكار على الدعاة علنًا ي سبب الفر قة‬
‫ويعيهق الدعوة‪ ،‬ويشتهت الكلمهة‪ ،‬ويورث الشحناء والبغضاء‪ ،‬ويشك ّك فيمها‬
‫يملون من القّ‪.‬‬
‫ف سأقول‪ :‬إ نّ الفا سد الترت بة من النكار العل ن على الولة‪ ،‬أع ظم وأع ظم‬
‫من الفاسد الترتبة على النكار العلن على الدعاة‪.‬‬
‫بل أقول له‪ :‬لاذا يغضبون إذا أنكر بعض علمائنا على داعية من الدعاة‪ ،‬أو‬
‫على جاعهة مهن الماعات فه شريهط له‪ ،‬أو كتاب وزع على الشباب والناس‪،‬‬
‫ليحذَروا ما عند ذلك الداعية وتلك الماعة من خطأ وباطل‪.‬‬
‫ـ وأيضًا ـ فإ نّ العلّة الت أجازت لعلمائنا النكار‪ ،‬هي العلّة الت تعلّلون‬
‫با النكار على الكام والولة‪ ،‬وهي قولكم‪< :‬إ نّ النكر متفشّ منتشر‪ ،‬فلبدّ‬
‫مهن إنكاره علنًا>‪ .‬فلماذا تأخذون بذا البدأ حيه يكون لكهم‪ ،‬وتتركونهه إذا‬
‫كان ضدّكم ؟!!‬
‫بل اللتزام بذا الن هج يسهبب الفو ضى‪ ،‬ل نّ الو ظف سهينكر على مديره‬
‫علنًا‪ ،‬والطالب سينكر على شيخه علنًا‪ ،‬والندي سينكر على قائده علنًا و‪ ...‬ال‪.‬‬
‫الوقفة الرابعة‪ :‬قوله‪< :‬وشكّك ف القيادة العليا‪.>...‬‬
‫بأنه القيادة العليها فه السهلم ههي القيادة الشرعيهة‬
‫اعلم أخهي القارئ ّ‬
‫السهياسية‪ ،‬مثّلة فه الاكهم وول المهر‪ ،‬وتته هذه القيادة قيادات أخرى مهن‬
‫أولها‪ :‬القيادة العلمية الشرعية‪ ،‬مثلة ف أهل العلم ـ كهيئة كبار العلماء عندنا ـ‪.‬‬
‫وسهلمان يقول‪ :‬إذا جاز التشكيهك فه القيادة العليها‪ ،‬قيادة النهب جاز‬
‫التشكيك فيما دونا من القيادات من باب أول‪.‬‬
‫فأقول لسلمان‪ :‬أرأيت لو أنّك التزمت بذلك البدأ لفسدت الدنيا‪ ،‬ولفسد‬
‫الد ين‪ ،‬لن ّ ال صوفية سيقومون ويشككون ف تلك القيادة العل يا و ما دون ا من‬
‫القيادات‪ ،‬وكذا الراف ضة‪ ،‬وكذا العلمانيون‪ ،‬وكذا كلّ البطل ي‪ ،‬فإذا ح صل هذا‪،‬‬
‫أليس هو الفساد والفساد بعينه ؟!!‬
‫بل قد يقول قائل‪ :‬إذا جاز ذلك‪ ،‬جاز التشكيك فيكم من باب أول‪ ،‬فإن‬
‫قبلتم ذلك كان فيه علي كم من الشقة ما ال به عليم‪ ،‬وإن منعتم ذلك‪ ،‬نقضتم‬
‫أصلكم الذي أصّلتم‪.‬‬
‫الوقفة الامسة‪ :‬قوله‪< :‬ل يأمر بالقبض عليه قطّ‪ ،‬ول أودعه ف السجن‪،‬‬
‫ول فتح ماضر التحقيق معه‪ ،‬ول حكم عليه بسجن مؤبّد‪ ،‬ول بغي مؤبّد‪ ،‬ول‬
‫شهّر به‪ ،‬ول فضحه أبدًا‪ ،‬وإنّما تركه حرّا طليقًا ل يتعرّض له بشيء‪.>...‬‬
‫قلت‪ :‬عفها ال عن ّا وعنهك يها سهلمان‪ ،‬أل تسهمع قول النهب عهن هذا‬
‫الر جل حين ما أدبر‪..< :‬إِنّ مِ نْ ضِ ْئضِئِ َهذَا أَوْ فِي َعقِ بِ َهذَا قَوْمًا َيقْ َرأُو نَ‬
‫لمِ مُرُو قَ ال سّ ْهمِ مِ نَ ال ّرمِّيةِ‪،‬‬
‫القُرآ نَ لَ ُيجَاوِزُ حَنَا ِجرَهُ مْ‪ ،‬يَمْرُقُو نَ مِ نَ الِ ْس َ‬
‫لمِ‪َ ،‬ويَدَعُونَ أَهْلَ الَ ْوثَانِ‪ ،‬لَئِن ْ أَنَا أَدْ َركْتُهُم ْ َقتَلْتُهُم ْ َقتْلَ‬
‫يَقْتُلُونَ أَ ْهلَ الِس ْ َ‬
‫عَادٍ> سنن أب داود (‪.)5/122‬‬
‫وهذا النب يقول‪< :‬لَئِنْ أَدْ َركْتُ ُهمْ قَتَلُْت ُهمْ قَ ْتلَ عَادٍ>‪.‬‬
‫فهو عليه الصلة والسلم يريد قتل ذرّي ّة ذلك الرجل وفروعه‪ ،‬أفل ترى‬
‫بأنّه عل يه ال صلة وال سلم لو تكّن وقدر على ق تل الذي هو أ ساسهم وأ صلهم‬
‫لفعل‪ ،‬لكنّ منعه من ذلك خشية أن يقول الناس‪ :‬إنّ ممّدًا يقتل أصحابه‪.‬‬
‫فهل يصلح بعد ذلك أن تقول‪ :‬ل يأمر بالقبض عليه‪ ،..‬ول شهّر به‪ ،‬ول‬
‫فضحه‪ ..‬؟! بل قد شهّر به‪ ،‬وفضحه‪ ،‬بل شهّر ذريّته ـ أيضًا ـ وفضحهم‪ ،‬بل‬
‫وأمر بقتلهم‪ ،‬وبيّن أنّ هم شرّ قتلى على وجه الرض‪ ،‬فماذا بعد هذا من التشهي‬
‫والفضيحة ؟!!‬
‫الوقف ة الس ادسة‪ :‬لو طب ّق هذا النههج‪ ،‬لكانهت حياتنها أشبهه بالياة‬
‫الديقراطية‪ ،‬فتدبّر وتنبّه !!!‬

‫ثالث ًـــا‪ :‬مـــن الرهاصـــات الدالة على خروجهـــم‪:‬‬


‫طعنهـم فـي العلماء والتهويـن مـن شأنهـم‪ ،‬ومنزلتهـم‬
‫والخاصة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عند العامّة‬
‫وذلك بوصهفهم بأنّههم علماء سهلطان‪ ،‬وأنّههم حاشيهة حكام‪ ،‬ل أنّههم‬
‫ك <سلطان العلماء>‪ :‬الع ّز بن عبد السلم‪.‬‬
‫يوضّح ما قلت لك ما يأت‪:‬‬
‫أ) قول سلمان ف شريطه <وقفات مع إمام دار الجرة>‪ ،‬حيث قال‬
‫فيه‪ ...< :‬ف بلد العال السلمي اليوم جهات كثية جدّا‪ ،‬ل يبق لا من أمر‬
‫الدين ـ وقد تكون مسئولة عن الفتيا ـ أحيانًا ـ أو عن الشؤون الدينية ـ ل يبق‬
‫لا إلّ أن تعلن عن دخول شهر رمضان أو خروجه>‪ .‬اه‬
‫فمَن هم العنيون بقول سلمان‪< :‬جهات كثية‪ >...‬؟!‬
‫ل أراه يقصد بذلك إ ّل هيئة كبار العلماء ف بلد التوحيد‪ ،‬وم َن كان على‬
‫شاكلتهم من غيهم ف البلد الخرى‪.‬‬
‫وإليك البهان‪:‬‬
‫ب) جاء ف حوار ملة‪< :‬ال صلح> المارات ية مع سلمان العودة‪،‬‬
‫عدد (‪ ،)223‬ص (‪ ،)11‬قوله‪ ..< :‬الحداث ال ت حد ثت ف الل يج ل تزد‬
‫على أنّها كشفت النقاب عن علل‪ ،‬وأدواء خفية كان السلمون يعانون منها‪،‬‬
‫وأكّدت على أنّ هم لي سوا على م ستوى مواج هة م ثل هذه الحداث ال كبية‪،‬‬
‫وكشفت كذلك عن عدم وجود مرجعية علمية صحيحة وموثوقة للمسلمي‪،‬‬
‫ب يث أنّ ها ت صر نطاق اللف‪ ،‬وت ستطيع أن تقدّم ل م حلّ جاهزًا صحيحًا‪،‬‬
‫وتليلً ناضجًا‪ .>...‬اه‬
‫ج) قال عائض القر ن ف ق صيدته‪< :‬دع الوا شي واخرج>‪ ،‬ف كتا به‬
‫<لن اللود> ص (‪ 46‬ـ ‪:)47‬‬
‫جعبت أبا بلقياك تسامى‬ ‫يا رياض الي قد جئت وف‬
‫أرضكم يا صاح والهل يتامى‬ ‫ل تدثن عن العمران ف‬
‫دام قلب ف حثى الذل مساما‬ ‫أنا ل أرغب سكن القصر ما‬
‫يعرف العابد مَن صلى وصاما‬ ‫صل ما شئت وصم فالدين ل‬
‫أنت من أحد يكفيك اللما‬ ‫أنت قسيس من الرهبان ما‬
‫بي قزم مقرف يلوي الزماما‬ ‫تترك الساحة للوغاد ما‬
‫أمت جرحا أب ذاك التآما‬ ‫أو دعيّ فاجر أوقع ف‬
‫دامت الدنيا بلءً وظلمًا‬ ‫ل تادعن بزي الشيخ ما‬
‫أنت إل مدنف حب الكلما‬ ‫أنت تأليفك للموات ما‬
‫مذهب التقليد قد زدت قتاما‬ ‫كلّ يوم تشرح الت على‬
‫حينما خفت من الباغي حساما‬ ‫والواشي السود أشغلت با‬
‫عمر فتوى مثلكم خسي عاما‬ ‫ل تقل شيخي كلما وانتظر‬
‫ل تدانيها فتلقيك حطاما‬ ‫والسياسات حى مذورة‬

‫د) دعوا هم الف جة العري ضة أ نّ العلماء ـ كهيئة كبار العلماء ه نا وإخوان م‬


‫مهن خارج هذه البلد مِم ّن ههم على شاكلتههم وعلى منهجههم ـ ل يفقهون‬
‫الواقع‪ ،‬والعال والفت الذي ل يفقه الواقع تكون فتواه غي صحيحة‪ ،‬وغي صائبة‪،‬‬
‫بلف هؤلء السياسيي‪ ،‬فإنّ هم أئم ّة فقه الواقع‪ ،‬وأئم ّة الفتوى ف آن وا حد‪،‬‬
‫فكانوا ههم الول بالتباع والتقديه !! ومِم ّن رف ع لواء دعوى فق ه الواق ع‪:‬‬
‫ناصر العمر‪ ،‬في شريطه الذي أصبح فيما بعد كتابًا أساه ب <فقه الواقع>‪.‬‬
‫واعلم أُ َخ يّ ـ هديت للرشد ـ بأن ّي قد أخبتك بأ نّ هذا البدأ هو الوسيلة‬
‫الثان ية لتحق يق غايت هم‪ ،‬وأخب تك ـ أيضًا ـ بأنّ هم رفعوا هذا البدأ ليفعوا من‬
‫أصههحاب الجلت‪ ،‬والرائد‪ ،‬والذاعات‪ ،‬والقصههص‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫شأن دعاتم‬
‫والقصهاصات ـ ويهوّنوا م ن شأن أه ل العلم ـ أصهحاب الكتهب الصهفراء‪،‬‬
‫وأصحاب الواشي ـ لنّه إذا حصل لم ذلك‪ ،‬سَهُل عليهم حينئذ قيادة وتوجيه‬
‫المهج‪ ،‬والرعاع‪ ،‬والببغاوات؛ إل مها يريدون تقيقهه مهن أهداف وغايات‪،‬‬
‫فجعلوهم أشبه باللت الت ل تسمع ول تبصر ول تفهم ول تعقل‪ ،‬فل حول ول‬
‫قوّة إ ّل بال‪.‬‬
‫ولذا فإن ّي سأقوم ه نا ـ إن شاء ال ـ بناق شة هذا البدأ و صاحبه مناق شة‬
‫متصرة ـ ي سّر ال مناقشتها مفصلة ـ خشية الطالة‪ ،‬بعد أن نتذكّر سويّا كلمة‬
‫سرّهم الت تقول‪ :‬إنّ البادئ والفكار والسس والغايات الت يريدون عرضها‬
‫على الناس ـ مِم ّا يوجب الختلف ـ لبد من عرضها بقوالب وألفاظ مملة‬
‫ليتسنّى لم ما يريدون‪.‬‬

‫‪‬‬
‫فصل‬
‫مناقشة الوسيلة الثانية من وسائل القطبية في‬
‫تحقيق أهدافها‬
‫وهي‪ :‬فقه الواقع‬

‫اعلم ـ أخي الكري ـ بأ نّ غاية ما يكن أن يقال عن علم فقه الواقع النادى‬
‫به اليوم ـ إن صحّت تسميته علمًا وفقهًا ـ أن يكون من فروض الكفايات إن ل‬
‫يكن من الباحات‪.‬‬
‫إلّ أنّ صاحب فقه الواقع أخرجه ف صورة مبالغ فيها جدّا‪ ،‬فاق با فروض‬
‫العيان‪.‬‬
‫قال العمر ف <فقه الواقع>‪< :‬إحكام الفتوى وإتقانا‪ :‬أشار ابن القيم‬
‫ـ رحه ال ـ إل أهّية فقه الواقع للمفت>‪.‬‬
‫وهو يشي بذلك إل قول ابن القيم رحه ال ف كتابه <إعلم الوقعي>‬
‫(‪ 1/87‬ـ ‪ ،)88‬حيث قال ـ رحه ال ـ‪...< :‬ول يتمكّن الفت ول الاكم من‬
‫الفتوى والكم بالقّ إلّ بنوعي من الفهم‪:‬‬
‫أحده ا‪ :‬ف هم الوا قع والف قه ف يه‪ ،‬وا ستنباط علم حقي قة ما و قع بالقرائن‪،‬‬
‫والمارات‪ ،‬والعلمات‪ ،‬حت ييط به علمًا‪.‬‬
‫والنوع الثا ن‪ :‬ف هم الوا جب ف الوا قع‪ ،‬و هو ح كم ال الذي ح كم به ف‬
‫كتابه‪ ،‬أو على لسان رسوله ف هذا الواقع‪ ،‬ثّ يطبّق أحدها على الخر‪.>...‬‬
‫فكلم ابن القيم ـ رحه ال ـ عامّ ف كلّ مسألة‪ ،‬سواءً كانت ف العقائد‪،‬‬
‫أو ف العاملت‪ ،‬أو ف العبادات‪ ،‬أو ف السياسات الاصّة‪ ،‬أو العام ّة‪ ،‬الداخلية‬
‫أو الارجيهة‪ ،‬أو حته الدنيويهة‪ ...‬ال‪ .‬ف <الكهم على الشيهء فرع عهن‬
‫تصوّره>‪.‬‬
‫ف ما هو الراد بف قه الوا قع ع ند هؤلء ال صحفيي الركي ي ال سياسيي يا‬
‫ترى ؟!!!‬
‫الراد به‪ :‬ف قه ال سياسات الغرب ية‪ ،‬ومعر فة مطّطات ا ال سرية تاه ال سلم‬
‫والسلمي‪.‬‬
‫وهذا الفقهه شيهء ممود‪ ،‬ل ننكره ول ناربهه‪ ،‬ولكنّه الذي ننكره ول‬
‫نرضاه هو‪ :‬جعلهم العال الذي يُ ْقتَدَى به هو الفقيه بذلك الواقع ل غي‪.‬‬
‫ولذا ندههم يسهمّون ذلك الفقيهه ـ أي‪ :‬فقيهه الواقهع ـ ب <ا ُلَنظّره>‪،‬‬
‫وب <الُ َوجّه>‪ ،‬وب <الفكر>‪ ،‬وب <الداعية>‪ ،‬وب <الركي>‪ ...‬ال‪.‬‬
‫ولَم ّا كان ن ج هؤلء قائمًا على اللفاظ الجملة‪ ،‬أوهوا القارئ بأنّ هم‬
‫موافقون لبن القيم ف كلمه‪ ،‬وأنّ هم مقتفون لثاره‪ ،‬قائلون با‪ ،‬والفَطِن النبيه‬
‫يعلم بأنّههم مصهّصون لكلمهه‪ ،‬مقيّدون لطلقهه‪ ،‬فشتّان بيه الفقهيه‪ ،‬فذاك‬
‫عامّ‪ ،‬وهذا خاصّ‪ ،‬وذاك مطلق‪ ،‬وهذا مقيّد‪ ،‬فأنّى يستويان(‪! )1‬‬
‫يوض ّح ذلك تعريفهم لفقه الواقع حيث قالوا‪ :‬هو <علم يبحث ف فقه‬
‫الحوال العاص رة‪ ،‬م ن العوام ل الؤثّرة ف الجتمعات‪ ،‬والقوى الهيمن ة على‬
‫الدول والفكار الوجه ة لزعزع ة العقيدة‪ ،‬والس بل الشروع ة لماي ة الم ّة‬

‫() فابن القيم يريد بفقه الواقع ملبسات الواقعة بعد وقوعها‪ ،‬أم ّا هؤلء فإنّ هم يريدون بفقه‬ ‫‪1‬‬

‫الواقع فهم الادثة قبل وقوعها‪.‬‬


‫ورقيّها ف الاضر والستقبل>‪[ .‬فقه الواقع للعمر ص (‪.])10‬‬
‫إذن فما هو الامل لم على ذلك ؟‬
‫الامل لم هو‪ :‬ترويج ما يدعون إليه من مناهج وأفكار‪ ،‬إذ لو ل تكن لم‬
‫آثار سلفية لنكشفوا وانفضحوا لدى العامّة والاصّة‪ ،‬فهم أشبه ف ذلك النهج‬
‫والسهلك بالشاعرة‪ ،‬حيهث قالوا‪ :‬بتنيهه الربّه جلّ جلله‪ ،‬وعنوا بهه تعطيله‬
‫سبحانه وتعال عن كثي من صفاته‪ ،‬إذ لو قالوا بالتعطيل ابتداءً لَم َا تَبِعَ هم إلّ‬
‫قلّة‪ ،‬فما أشبه الليلة بالبارحة !! <ولكلّ قوم وارث>‪.‬‬
‫واعلم أخيّ ـ وفّقن ال وإيّاك لكلّ خي ـ بأنّ صاحب فقه الواقع قد ذكر‬
‫بعض الدلة الشرعية مستدلّ با على صحة دعواه‪ ،‬وهي ف حقيقة المر ليس لا‬
‫صلة با قرّره من فقه الواقع بعناه الاصّ‪ ،‬وإليك ـ أخي الكري ـ تفصيل ذلك‪:‬‬
‫قال العم ر ص (‪< :)14‬أم ّا السهنّة فقهد حفلت بكثيه مهن الوقائع‬
‫والشواهد الت تدلّ على عناية الصطفى بذا الانب ـ أي فقه الواقع ـ‪.‬‬
‫فهها ننه نراه يوجّه السهتضعفي مهن صهحابته بالجرة إل البشهة‪ ،‬وهذا‬
‫برهان ساطع على معرفته با يدور حوله وأحوال المم العاصرة له‪.‬‬
‫فلماذا ل يرسل الصحابة إل فارس والروم أو غيهم‪ ،‬ولاذا اختار البشة؟‬
‫يبيّن ذلك بقوله‪ِ< :‬إنّ فِيهَا مَلِكًا لَ ُيظْ َلمُ عِ ْن َدهُ أَ َحدٌ>‪.‬اه‬
‫قلت‪ :‬سهبحان ال !! هذا الديهث يدلّ على معرفهة المور والحوال‬
‫الظاهرة‪ ،‬والت يشترك فيها أكثر الناس‪ ،‬فأين دللته على الشتغال بتتبّع الرائد‪،‬‬
‫والجلت‪ ،‬والفلم‪ ،‬والتقارير الغربية‪ ...‬ال‪ ،‬بزعم أنّ نا بذا الطريق نعلم خطط‬
‫وأهداف الغربيي السرّية‪ ،‬والوجهة تاه السلم والسلمي ؟!!‬
‫ويقال هذا ـ أيضًا ـ في ما قاله ف ف قه الوا قع ص (‪ 15‬ـ ‪ )16‬ح يث قال‪:‬‬
‫<‪ ..‬ومن أقوى الدلة على عناية الكتاب والسنّة بفقه الواقع قصة فارس والروم‪،‬‬
‫وفيها يبز اهتمام الصحابة ـ أيضًا ـ بذا العلم‪ ،‬وإدراكهم لهّيته‪ ،‬والق صّة كما‬
‫وردت ف سورة الروم‪ :‬أن ّه قا مت حرب ب ي فارس والروم فانت صر الفرس على‬
‫الروم‪ ،‬وهنا حزن السلمون لذا المر‪ ،‬فقام أبو بكر وراهن أحد الشركي على‬
‫ل قصيًا‪ ،‬فأخب أبو بكر رسول ال‬ ‫انتصار الروم على الفرس‪ ،‬وحدّد لذلك أج ً‬
‫بذلك‪ ،‬فأقرّه وأمره بزيادة مدّة الجل‪ ،‬إل عشر سني‪ ،‬ففعل أبو بكر‪.>..‬‬
‫قلت‪ :‬نن فرحنا بذلك‪ ،‬وفرحنا ـ أيضًا ـ بانتصار السلم والسلمي ف‬
‫كثي من البقاع والزمان‪ ،‬وإن ل نضر أو نرهم‪ ،‬ونت مّ ونفرح بانتصار السلم‬
‫والسلمي ف هذا العصر وبعده‪ ،‬ولكن يا فقيه الواقع‪ :‬أين الدللة من هذه الادثة‬
‫على الهتمام بالرائد‪ ،‬والجلت والتحليلت الغربية والشرقية‪ ...‬ال ؟‬
‫لنّه ل يتمّ فقه الواقع ـ كما تقول ـ إلّ بذا‪ ،‬بل كلّ ما ذكرته من الدلة‬
‫هو بذه الثابة‪ ،‬حيث يستوي فيها كثي من الناس‪ ،‬العال منهم والاهل‪ ،‬والذكر‬
‫والنثى‪ ،‬الصغي والكبي‪.‬‬
‫وإلّ فالعالَم علِم ب سقوط الشيوع ية ف التاد ال سوفيت‪ ،‬وتزّ قه إل دول‪،‬‬
‫و َعلِم العالَم ـ أيضًا ـ برب العراق وإيران‪ ،‬وعلم العال برب الليهج‪ ،‬والرب‬
‫اليمن ية‪ ،‬بل علم العال بال صلح مع إ سرائيل‪ ،‬ف هل هو ف قه الوا قع الذي تريده‪،‬‬
‫والذي يستوي فيه أكثر الناس ؟!!‬
‫أم تزعم ـ يا فقيه الواقع ـ ومَن سار على دربك ـ أنّكم قد أحطتم بأسرار‬
‫تلك الوقائع‪ ،‬ومطّطاتاه‪ ،‬وأهدافهها الدقيقهة والليلة‪ ،‬الظاهرة والفيهة‪ ،‬القريبهة‬
‫والبعيدة ؟ فإن كان ذلك كذلك‪ ،‬فأظهره ونوّر لنا دربنا ؟! وإن كانت الخرى‪،‬‬
‫فل تلعبوا بعقولنا وبعقول شبيبتنا‪ ،‬و<رحم ال امرءًا عرف قدر نفسه>‪.‬‬
‫ويكن تقرير الواب بوجه آخر‪ ،‬وهو‪ :‬أن ّه مِم ّا علم واشتهر وانتشر أ نّ‬
‫أمريكا كانت تطّط لعدوّها اللدود الدب الحر روسيا‪ ،‬وكانت روسيا تفعل مثل‬
‫ما تفعل عدوّتا التقليدية أمريكا‪ ،‬وكانت بينهم حرب تسمّى برب الواسيس‪،‬‬
‫كالرب العسكرية‪ ،‬أو أشدّ‪ ،‬وكانوا يتبادلون السرى فيما بينهم‪ ،‬ول يفى على‬
‫أحهد مها لدى تلك القوتيه مهن المكانات الاديهة الائلة للتجسهس‪ ،‬والراقبهة‬
‫ـ لدر جة أنّ هم غزو الفضاء ب ا ـ و مع ذلك كلّه ل يكت شف كلّ من هم أ سرار‬
‫ومطّطات خصمه السرية‪ ،‬فأن ّى لكم ذلك ؟!!! وأنتم ل تلكون شيئًا من ذلك‪،‬‬
‫بل ول معشار معشار ما يلكون من هذه الو سائل الاد ية‪ ،‬بل العج يب ف ذلك‬
‫كلّه أنّكههم تعتمدون على مهها يكتبون ويقولون مههن تقريرات‪ ،‬ونشرات‪،‬‬
‫وتصريات‪ ...‬ال‪ ،‬كما هو واضح من تليلتكم السياسية لزمة الليج‪ ،‬والت‬
‫ت صدّر ل ا سفر ف كتا به <ك شف الغُم ّة>‪ ،‬ف سبحان ال ما ل كم ك يف‬
‫تمعون وتللون‪ ،‬وتربطون‪ ،‬و من ثَمَّ تكمون وترشدون‪ ،‬وأن تم ف ذلك كله‬
‫معتمدون على أخبار الكفرة الفجرة الكذبة ؟!!‬
‫واعلموا أنّكم قلتم‪:‬‬
‫إ نّ من مقومات ف قه الوا قع التأ صيل الشر عي‪ ،‬وأنّه لبدّ أن يكون لدى‬
‫فق يه الوا قع من العلم الشر عي ما يتاج إل يه ف ت صّصه‪ ،‬مِم ّا ل يعذر بهله‬
‫من فرض العي أو الكفاية‪.‬‬
‫ول ب د له م ن س عة الطّلع وتدّده‪ ،‬ولتشع ب هذا العلم وشوله‬
‫فيحتاج التخصّص فيه إل كثي من الفنون‪ ،‬سواءً العلوم الشرعية‪ ،‬كالعقيدة‪،‬‬
‫والفق ه‪ ،‬أو العلوم الجتماعي ة‪ ،‬كالتاري خ‪ ،‬أو العلوم العاص رة‪ ،‬كالس ياسية‪،‬‬
‫والعلمية‪ ،‬وهلمّ جرا‪.‬‬
‫وإذا قصهّر فه أيّه علم مهن هذه العلوم أو غيهها‪ ،‬مِم ّا يتاج إليهه‪،‬‬
‫ف سينعكس ذلك سلبًا على قدر ته على ف قه الوا قع‪ ،‬وتقو ي الحداث‪ ،‬وال كم‬
‫عليها‪.‬‬
‫وهذا العلم يتاج ـ أيضًا ـ إل قدرة فائ قة على التاب عة والب حث ف كلّ‬
‫جديد‪ ،‬لذا يلزم التخصّص أن يكون لديه دأب ل يكلّ ف متابعة الحداث‪،‬‬
‫ودرا سة أحوال ال مم والشعوب‪ ،‬فلو انق طع ع نه فترة من الز من أثّر ف ت صيله‬
‫وقدرته ف فهم مريات الحداث وتقويها‪.‬‬
‫ومن مقوّماته‪ :‬القدرة على الربط‪ ،‬والقارنة‪ ،‬والتحليل‪ ،‬بعد جع الخبار‬
‫والعلومات‪ ،‬ول بدّ ـ أيضًا ـ من تفاعل الفقيه اليا ب مع الواقع‪ ،‬ول بد أن‬
‫يكون ح سن الختيار ل صادر ذلك الف قه‪ ،‬فم صادره متعدّدة متنو عة‪ ،‬متباي نة‪،‬‬
‫فم ن مص ادر إس لمية‪ ،‬إل مص ادر مادي ة‪ ،‬وم ن مراج ع قدية إل مراج ع‬
‫معاص رة‪ ،‬وم ن أخبار الس لمي‪ ،‬إل أخبار الكفار واللحدي ن‪ ،‬وهكذا‬
‫دوالَيْكَ‪.‬‬
‫وقلتم ـ أيضًا ـ إ نّ مصادر فقه الواقع كثية جدّا‪ ،‬منها‪ :‬القرآن الكري‬
‫وتفسيه‪ ،‬والسنّة النبوية وشروحها‪ ،‬وسي السلف الصال‪ ،‬من القادة والعلماء‬
‫وال صلحي‪ ،‬وك تب العقيدة والف قه‪ ،‬ودرا سة العا صرين والتقدّم ي من ك تب‬
‫تتعلّق بالوانب السياسية‪ ،‬كمذكّرات السياسيّي‪ ،‬الذين قضوا سنوات طويلة‬
‫ف غمار ال سياسة ودهاليز ها‪ ،‬والك تب الت تب حث ف موضوعات سياسية‬
‫كالعلقات الدولي ة‪ ،‬وعلق ة الس ياسة بالقتص اد‪ ،‬ومهمّات الس فراء‪ ،‬ونو‬
‫ذلك‪ ،‬والك تب ال ت تتحدّث عن خفا يا ال سياسة وأ ساليبها‪ ،‬ودور النظمات‬
‫الدولي ة‪ ،‬ككتاب <لعب ة الم م>‪ ،‬و<اليكافيلي ة>‪ ،‬و<منظم ة الم م‬
‫التحدة>‪ ،‬و<عصبة المم>‪ ،‬وك <ملس المن>‪.‬‬
‫ومن مصادره‪ :‬الصادر اليومية‪ ،‬كالصحف‪ ،‬والجلت‪ ،‬والدوريات‪،‬‬
‫ونشرات وكالت النباء العالية‪ ،‬والذاعات‪ ،‬والتلفزيون‪ ،‬والشرطة‬
‫والوثائق‪ ،‬إل غي ذلك من الوسائل العلمية العاصرة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬إذا ُعلِم هذا‪ ،‬فليعلم بأن ّه ل ي كن ل حد من أ هل العلم ـ ولو كان‬
‫من سادات الصحابة‪ ،‬كأب بكر وعمر وعثمان وعلي ‪ ،‬أو أحد الئمّة الربعة‪،‬‬
‫أو حت شيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬أو ابن القيم‪ ،‬ومَن هو مثلهم ـ أن يقوم بعشر ما‬
‫سبق ذكره‪ ،‬بل أنت ـ يا فقيه الواقع ـ هل تدّ عي أنّك قد ألمت بكلّ ما ذكرته‬
‫وقام بهك ؟! بهل إنّهه ل يكهن أن يقام بذلك العمهل إلّ بواسهطة دولة متكاملة‪،‬‬
‫قوية‪ ،‬غنية‪ ،‬لا من المكانات الادية والعلمية الشيء الكثي‪ ،‬فهل أنتم دولة ؟!‬
‫إنّ فقهاء الواقع يريدون حشر الشباب السذج‪ ،‬البسطاء‪ ،‬الغرار ف دهاليز‬
‫السياسة وظلمات ها الخيفة‪ ،‬ومكرها الدفي‪ ،‬ليكونوا على شاكلتهم متابعي لم‪،‬‬
‫فل يفقهون علمًا‪ ،‬ول يسمعون نصحًا‪ ،‬فاللهمّ رُحْماك رُحْماك‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬قد تت سرب ب عض مطّطات العداء من أيدي هم على أيدي‬
‫بعضهم مِمّن أراد الشهرة والال‪ ،‬وذلك بكتابة مذكّراته ومن ثَمَّ نشرها‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا م كن وأ نا ل أتكلّم عن المكان العقلي‪ ،‬بل أتكلّم عن الوا قع يا‬
‫أهل الواقع‪ ،‬وهب ـ أيضًا ـ بأ ّن ذلك وقع‪ ،‬فكم يا ترى من كتاب‪ ،‬ونشرة‪ ،‬وتقرير‪،‬‬
‫ين شر بضدّه‪ ،‬ليع مى على القارئ‪ ،‬ويشوّش عل يه‪ ،‬ك ما يفعله الكا هن حين ما يقول‬
‫ال قّ الذي ا سترقه الشيطان من ال سماء ثّ يكذب م عه مئة كذ بة‪ .‬بل الكث ي مِم ّا‬
‫يعلن وينشر تريد به تلك الدول التعتيم والتضليل‪ ،‬ول يثل حقيقة سياستها ونواياها‬
‫الستقبلية‪ ،‬هذا إن أصدرته هي‪ ،‬فضلً عن أن تكون مصادره مستقلة عنها‪.‬‬
‫بل إن ّ من هدي ال نب وشر عه أن ّه إذا أراد غزوة ورّى بأخرى‪ ،‬فإذا‬
‫كان هذا من ديننا‪ ،‬فكيف بِمَن ل دين لم إلّ الكذب ؟!!‬
‫إنّنا ف هذا البلد الطيب ـ بلد التوحيد والسنّة ـ قد كُفِينَا مُؤْنَة ذلك‬
‫كلّه‪ ،‬فحكام نا ـ هدا نا ال وإيّا هم ووفق نا ال وإيا هم ل كل خ ي ـ قد كفو نا‬
‫مُؤْنَة متابعة الحوال السياسية الداخلية والارجية‪ ،‬القليمية منها والعالية‪.‬‬
‫وهيئة كبار العلماء ـ حفظنا ال وإيّاهم ـ قد كفونا مُؤْنةَ الكم على‬
‫تلك الس ياسات والحداث؛ فم ا علين ا إلّ أن نتفرّغ لطلب العلم الناف ع‪،‬‬
‫والعمل الصال الدين والدنيوي‪ ،‬والناصحة الصادقة الادفة للجميع‪ ،‬والدعاء‬
‫لم بالتوفيق ف الدين والدنيا‪.‬‬
‫هذا هو سبيل الؤمني ف الصلح‪ ،‬إن كنتم مصلحي‪.‬‬
‫ول يفوت ن ه نا ق بل أن أنت قل إل ال سألة الت ية ـ أن ُأذَكّ ر ـ أ خي القارئ‬
‫الكري بأنّ هذه السألة ل تطرح للساحة إلّ ف أزمة الليج‪ ،‬بعد مُضِيّ شهرين‬
‫من ها ف منط قة أَبْه َا‪ ،‬ومقدّم الحاضرة هو عا يض القر ن‪ ،‬وعندي ا ستشكال‬
‫وا ستفسار هو‪ :‬لاذا عر ضت ف ذلك الو قت و ف ذلك الكان ؟!! أَلَن ّ هيئة‬
‫كبار العلماء أصابت ف فتواها أم لنّها‪ ...‬؟!!‬

‫رابعًـا‪ :‬مــن إرهاصــات خروجهــم أن ّـَهم قالوا‪ :‬إ ّـ‬


‫ن‬
‫الحاديــث الواردة فــي وجوب مبايعــة إمام كقوله عليهه‬
‫ال صلة وال سلم‪...< :‬مَ نْ مَا تَ َولَيْ سَ فِي عُُنقِ هِ بَ ْيعَةٌ مَا تَ مَيَْتةً جَاهِ ِلّيةً>‪.‬‬
‫لمِيِ‪َ ،‬وإِ نْ ضَر بَ ظَهْرَ كَ‬
‫وكقوله عل يه ال صلة وال سلم‪< :‬تَ سْ َمعُ َوُتطِي عُ لِ َ‬
‫َوأَ َخذَ مَاَلكَ‪ ،‬فَاسْ َمعْ َوَأ ِطعْ>‪.‬‬
‫شطِك َ‬
‫وكقوله‪َ < :‬علَيْك َ الس ّ ْمعَ وَالطّا َعةَ‪ ،‬فِي عُس ْرِكَ َويُس ْرِكَ‪َ ،‬ومَنْ َ‬
‫َومَكْرَ ِهكَ‪ ،‬وَأثرة عَ َل ْيكَ>(‪.)1‬‬
‫إنّ ما الراد با إمام العامّة‪ ،‬أو الليفة الذي تضع له البلدان عامّة‪ ،‬أم ّا‬
‫الوضاع الالية‪ ،‬فل تصدق عليها هذه الحاديث‪.‬‬
‫قالوا ذلك ل كي يتجرّأ الشباب على الروج على حكام هم‪ ،‬ول سيما ف‬
‫هذه البلد الطيبة‪.‬‬
‫وزعموا ـ أيضًا ـ بأنّ المامة الكبى ل تكون إلّ ف قريش‪ ،‬وهؤلء ليسوا‬
‫من قريش‪ ،‬فل ولية لم ول بيعة‪.‬‬
‫ول أدري أيهن ذهبوا عهن قول الصهطفى ‪ ...< :‬مَن ْ ُيطِع ِ الَمِيَ َف َقدْ‬
‫أَطَاعَنِي‪َ ،‬ومَن َيعْ صِ ا َلمِيَ َف َقدْ َع صَانِي>(‪ )2‬وقوله ـ أيضًا ـ ف حديث أب ذر‬
‫ه خليلي أوصهان أن أسهع وأطيهع‪ ،‬وإن كان عبدًا مدّع‬ ‫حيهث قال‪< :‬إن ّ‬
‫الطراف>(‪ .)3‬وغيها كثي‪.‬‬
‫ف في هذه الحاد يث ل يشترط الر سول الما مة ال كبى‪ ،‬ول كو نه من‬
‫قر يش‪ ،‬أَفَتُ ْؤمِنُو نَ بَِبعْ ضِ الكِتَا بِ َوتَ ْكفُرُو نَ بَِبعْ ضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَ ْفعَلُ َذلِ كَ‬
‫مِنكُ مْ إِلّ خِزْ يٌ فِي الَيَاةِ ال ّدنْيَا َويَوْ مَ القِيَا َمةِ يُرَدّو نَ إِلَى أَ َشدّ ال َعذَا بِ َومَا الُ‬
‫بِغَافِلٍ عَمّا َتعْمَلُونَ [البقرة‪ ،‬آية‪.]85 :‬‬
‫قال الش يخ الشنقي طي ـ رح ه ال ـ ف أضواء البيان (‪ 1/123‬ـ ‪:)124‬‬
‫<فاشتراط كونه قريشيّا هو ال قّ‪ ،‬ولكن ّ النصوص الشرعية دلّت على أ نّ ذلك‬
‫التقد ي الوا جب ل م ف الما مة مشروط بإقامت هم الد ين‪ ،‬وإطاعت هم ل ورسوله‪،‬‬

‫() رواها مسلم (‪.)1467 ،1476 ،3/1478‬‬ ‫‪1‬‬

‫() رواه مسلم (‪.)3/1466‬‬ ‫‪2‬‬

‫() رواه مسلم (‪.)3/1467‬‬ ‫‪3‬‬


‫فإن خالفوا أمر ال فغيهم مِمّن يطيع ال ـ تعال ـ وينفذ أوامره أول منهم‪.‬‬
‫ف من الدلة الدالة على ذلك‪ :‬ما رواه البخاري ف صحيحه عن معاو ية‬
‫‪ ...‬فإن ّي سعت ر سول ال يقول‪< :‬إِنّ َهذَا ا َلمْرَ فِي قُ َريْ شٍ‪ ،‬لَ يُعَادِيهِ مْ‬
‫أَ َحدٌ إِلّ كَّب ُه الُ عَلَى وَجْ ِههِ؛ مَا أَقَامُوا الدّينَ>‪.‬‬
‫وملّ الشاهد منه قوله ‪ < :‬ما أقاموا الدين> ل نّ لفظة‪ < :‬ما> فيه‬
‫م صدرية ظرف ية‪ ،‬مقيّدة لقوله‪< :‬إ نّ هذا ال مر ف قر يش>؛ وتقر ير الع ن‪ :‬إ نّ‬
‫هذا ال مر ف قر يش مدّة إقامت هم الد ين‪ .‬ومفهو مه‪ :‬أنّ هم إن ل يقيموه ل ي كن‬
‫فيهم‪ .‬وهذا هو التحقيق الذي ل شكّ فيه ف معن الديث>‪ .‬اه‬
‫وأقول لؤلء أيضًا‪ :‬أتهلون وا قع ال سلمي حين ما سقطت الدولة المو ية‬
‫ف الشام‪ ،‬وقا مت ف الندلس‪ ،‬وقا مت الدولة العبا سية ف بغداد‪ ،‬فكا نت آنذاك‬
‫دولتان ف آن وا حد ـ بل كا نت هناك دولة الغال بة والدار سة ـ المو ية ف‬
‫الندلس‪ ،‬والعباسية ف بغداد ؟‬
‫فههل سهيقول هؤلء السهياسيون بأنّه ذلك الوقهت خل عهن إمام مبايهع له‬
‫بالسمع والطاعة‪ ،‬وخل عن الهاد والغنيمة ؟‬
‫القه ـ‬
‫أم سهيقولون لكلٍّ منهمها بيعهة وسهع وطاعهة ـ كمها ههو القول ّ‬
‫فيتركون ما يطنطنون به ويزمّرون ؟!!‬
‫اللهمّ افتح بيننا وبينهم بالقّ‪ ،‬وأنت خي الفاتي‪.‬‬
‫بل اللفة العثمانية الت تتباكون على سقوطها ل تكن خلفة عام ّة‪ ،‬ول‬
‫يكن الليفة قرشيّا‪ .‬فهل سيقولون جاز لولئك ول يوز لؤلء(‪ )1‬؟!!‬

‫() م َن أراد الزيادة باختصار وفائدة عظيمة ف الوقت نفسه‪ ،‬فعليه بقراءة رسالة‪< :‬نصيحة‬ ‫‪1‬‬

‫مه مة ف ثلث قضا يا>‪ ،‬و<العلوم من وا جب العل قة ب ي الا كم والحكوم>‪ ،‬إعداد‬


‫وكم ف حياتم وسياساتم من الهالت واللل والتناقضات والضطراب‬
‫والماحكات !!‬

‫سا‪ :‬مـن إرهاصـاتهم للخروج‪ ،‬قولهـم بجواز‪،‬‬‫خام ًـ‬


‫بـل بوجوب بيعـة زعماء الجماعات السـلمية‪ ،‬ك ما سبق‬
‫ذكره عنهد الكلم على التنظيهم والبيعهة‪ ،‬وعنهد الكلم على تكفيههم للحكام‪،‬‬
‫فارجع إليه ـ وُفّقت لكلّ خي ـ‪.‬‬
‫فلو كان هؤلء يعتقدون وجوب البيعة لولة هذا البلد الطيبـ بلد التوحيد ـ‬
‫لَمَا أجازوا تلك البيعات الناقضة لا‪ ،‬فتنبّه!!!‬
‫ول يدعنّك قولم‪ :‬إ نّ بيعة زعماء الماعات السلمية وإمرتم إنّ ما هي‬
‫م ثل بي عة الم ي ف ال سفر وإمر ته‪ ،‬ل ّن تأم ي الم ي ف ال سفر ل ينا قض البي عة‬
‫العامّة للحاكم أو الوال‪ ،‬وإلّ ل يز‪ .‬هذا أولً‪.‬‬
‫وثانيّا‪ :‬هذه المرة مصوصة بالسفر‪ ،‬فإذا انتهى السفر انتهت المرة بل إذا‬
‫افترقوا ف السفر لصلحة عرضت لحدهم‪ ،‬انتهت إمرة الخر عليه‪ ،‬بلف البيعة‬
‫للخلي فة‪ ،‬أو الا كم‪ ،‬أو الوال‪ ،‬فل تنق طع بفرا قه لتجارة‪ ،‬أو درا سة‪ ،‬أو ما أش به‬
‫ذلك‪ ،‬فما أطول سفر القوم !!‬
‫ب ل إنّ القطري ف <قواع د العتدال> ص (‪ ،)60‬ص رّح بعدم‬
‫وجود ال سلطان ال سلم الذي ت ب له البي عة‪ ،‬ح يث قال‪...< :‬والنا ظر اليوم‬
‫إل واقع السلمي يرى أن ّه ل يوجد السلطان السلم !!! الذي يُحك ّم شرع‬
‫ال ف كلّ نواحي الياة‪ ،‬والذي تب له البيعة على السمع والطاعة ف النشط‬

‫أ ب ع بد ال الوائلي‪ ،‬و<حقوق الرا عي والرع ية> للش يخ ا بن عثيم ي‪ ،‬ومع ها فتوى للش يخ‬
‫ابن باز‪ ،‬و<وجوب طاعة السلطان ف غي معصية الرحن> لحمد العرين‪.‬‬
‫والكره‪ ،‬والعسر واليسر‪ ،‬ويأث كلّ مستطيع إن ترك مبايعته>‪.‬‬

‫سا‪ :‬مـــن إرهاصـــاتهم للخروج‪ :‬ذكرهـــم‬ ‫ســـاد ً‬


‫ودراسـتهم لحركات خرجت ـ بزعمهـم ـ بعضها نجح‪،‬‬
‫وبعضهـا فشـل‪ ،‬آخذيـن منهـا العـبر والفوائد‪ ،‬وذلك لعر فة‬
‫ـ‬ ‫أسباب ناحها‪ ،‬وأسباب فشلها‪ ،‬كما قاله العبدة ف كتابه ـ القدّس عندهم‬
‫<حر كة الن فس الزك ية> ص (‪ ،)6‬ح يث قال‪< :‬ول أق صد درا ستها من‬
‫الناح ية الشرع ية‪ ،‬وأع ن بذلك ال سؤال الذي يطر حه العلماء‪ ،‬هل يوز الروج‬
‫على أئم ّة الور أم ل ؟‪ ..‬ك ما أنّ ن ل أقصد الدراسة التاريية البح تة ‪..‬وإنّ ما‬
‫قصدت دراستها كواقع حصل ف التاريخ السلمي‪ ،‬وهل يكن الستفادة منها‬
‫ف حياتنا العاصرة‪ ،‬عندما ندرس أسباب خروجها أو فشلها ؟>‪.‬‬
‫إنه كثيًا مهن علماء السهلمي ل‬
‫ومهن ذلك قوله ص (‪ 10‬ـ ‪ّ < :)11‬‬
‫يكونوا راضي عن القصور ف دمشق وبغداد‪ ،‬وقد قدم بعضهم سندًا َأدَبيّا لمثال‬
‫حر كة الن فس الزك ية‪ ،‬لنّ هم كانوا يريدون الت طبيق الشا مل لل سلم‪ ،‬ولكن ّ‬
‫الكثري ة م ن العلماء كانوا يرون الروج على الكام في ه م ن الفاس د أكث ر‬
‫مِم ّا ف يه من ال صال‪ ،‬لنّ هم ل يلكون تكتّلً قويّ ا لتغي ي ال كم بدون ف ت‬
‫وإراقة دماء‪.>...‬‬
‫ان ظر وت عن ف قوله‪< :‬ولكن ّ الكثر ية من العلماء كانوا يرون الروج‬
‫على الكام فيه من الفاسد أكثر مِم ّا فيه من الصال‪ ...‬ال>‪ ،‬هكذا يا عبدة‬
‫تُوه ِم القارئ بأن ّ القضية قضية ترجيح م صال على مفاسد‪ ،‬وكأن ّه ل يوجد‬
‫في ها ن صوص قاط عة ثاب تة صرية‪ ،‬تدل على وجوب ال سمع والطا عة‪ ،‬وإن ظلم‬
‫وجار‪ ،‬ما ل نر كفرًا بواحًا عند نا ف يه من ال برهان‪ ،‬وتُحرّم الروج علي هم‪،‬‬
‫وأن ّ الكم فيمن أراد الروج القتل كائنًا م َن كان‪ ،‬كما ف قوله عليه الصلة‬
‫والسهلم‪< :‬إن ّه سهيكون هنات هنات‪ ،‬فمَهن أراد أن يُفرّق أمهر هذه الم ّة‬
‫وهي جيع فاضربوه بالسيف كائنًا مَن كان> مسلم (‪.)3/1479‬‬
‫وقوله‪< :‬م َن أتاك م وأمر كم ج يع على ر جل وا حد ير يد أن يشق ّ‬
‫عصاكم أو يفرّق جاعتكم فاقتلوه> مسلم (‪.)3/1480‬‬
‫ون ن ـ ول ال مد والن ّة ـ متمعون ف هذا البلد ت ت را ية سنّية سلفية‬
‫وحاكم مسلم؛ فل نسمح لحد كائنًا م َن كان أن يفرّق جعنا‪ ،‬ويشت ّت شلنا‪،‬‬
‫ويذهب برايتنا وولتنا‪ ،‬ل ّن ف هذا إفساد ديننا ودنيانا‪ ،‬وإنّ ما الطلوب الصلح‬
‫بالعروف‪.‬‬
‫وانظر ـ أخي الكري ـ مقارنًا بي كلم العبدة حيث قال‪...< :‬لنّ هم ل‬
‫يلكون تكتّلً قويّا لتغيي الكم بدون فت وإراقة دماء‪.>...‬‬
‫وبي كلم العودة حيث يقول ف شريطه <الم ّة الغائبة>‪< :‬إذًا من‬
‫خلل هذه المثلة التفرّ قة ن ستطيع أن نقول‪ :‬كلّ قض ية نر يد ل ا أن تن جح‬
‫علينا أن نشد لا جاهي المّة بقلوبم وعقولم ومشاركتهم‪.>...‬‬
‫وب ي ما نقله ع بد العز يز بن نا صر الل يل عن أ ستاذه مم ّد ق طب ف‬
‫كتاب ه‪< :‬وقفات تربوي ة> ص (‪ ،)162‬حيهث يقول مم ّد قطهب‪< :‬أم ّا‬
‫الذين يسألون إل مت نظل نرب دون أن (نعمل) ؟ فل نستطيع أن نعطيهم موعدًا‬
‫م ّددًا؛ فنقول لم‪ :‬عشر سنوات من الن‪ ،‬أو عشرين سنة من الن ! فهذا رجم‬
‫بالغ يب ل يعت مد على دل يل وا ضح‪ ،‬وإنّ ما ن ستطيع أن نقول ل م‪ :‬نظلّ نرب ّي‬
‫حت تتكون القاعدة الطلوبة بالجم العقول‪.>...‬‬

‫ضا ــ عدم‬
‫سـابعًا‪ :‬مـن إرهاصـات خروجهـم ــ أي ًـ‬
‫قناعتهــم فــي أحقّـِية هيئة كبار العلماء فــي هذا البلد‬
‫حيه اتاذههم ليّه قرار تاه هؤلء السهياسيي وذلك حينمها رمهى أولئك‬
‫السياسيون تلك اليئة العظيمة بأنّهم ل يفقهون الواقع‪.‬‬
‫ف من تلك القوال ال ت قالو ها ف اليئة وغي هم‪ :‬قول سلمان ف شري طه‬
‫<وقفات م ع إمام دار الجرة>‪..< :‬ف بلد العال الس لمي اليوم جهات‬
‫كثية جدّا ل يبق لا من أمر الدين ـ وقد تكون مسئولة عن الفتيا ـ أحيانًا ـ أو‬
‫عن الشؤون ال سلمية ـ ل ي بق ل ا إلّ أن تعلن عن دخول ش هر رمضان أو‬
‫خروجه‪.>..‬‬
‫وف الوار الذي أجرت ه مع ه ملّة <الص لح> الماراتي ة‪ ،‬عدد (‬
‫‪ ،)223‬ص (‪ )11‬قال‪ ...< :‬الحداث الت حدثت ف الليج ل تزد على أنّها‬
‫كشفهت النقاب عهن علل وأدواء خفيهة‪ ،‬كان السهلمون يعانون منهها‪ ،‬وأكّدت‬
‫على أنّ هم لي سوا على م ستوى مواج هة م ثل هذه الحداث ال كبية‪ ،‬وكش فت‬
‫كذلك عن عدم وجود مرجع ية علم ية صحيحة‪ ،‬وموثو قة للم سلمي‪ ،‬ب يث‬
‫أنّ ها ت صر نطاق اللف‪ ،‬وت ستطيع أن تقدّم ل م حلّ جاهزًا صحيحًا‪ ،‬وتليلً‬
‫ناضجًا‪.>...‬‬
‫و ف كتاب سفر الذي وج هه للهيئة‪ ،‬والذي أ ساه ب <ك شف الغ مة عن‬
‫علماء الم ّة>‪ ،‬وحينًا آخهر ب <حقائق حول أزمهة الليهج>‪ ،‬وحينًا آخهر‬
‫ب <وعهد كيسهنجر>‪ ،‬قال فه ص (‪< :)127 ،126‬وبعهد‪ ..‬الن وبعهد أن‬
‫ا ستعرضنا القض ية من بدايت ها‪ ،‬وجذور ها‪ ،‬وخطط ها‪ ،‬وإرها صاتا‪ ،‬وإخراج ها‪،‬‬
‫أتظلّ السألة مسألة استعانة‪ ،‬كما فهم الشايخ والخوان الفاضل أصحاب الرأي‬
‫الول‪ ..‬أم ّا مهن جههة الواقهع فالناط متلف جدّا ـ فاليئة تقول اسهتعانة‪ ،‬وههم‬
‫يقولون احتلل ـ وعلي نا معرف ته ومدار سته‪ ،‬والروج ب ا يبئ الذم ّة‪ ،‬وي سقط‬
‫الؤاخذة‪ ،‬ويدفع عذاب ال عنّا‪.>..‬‬
‫وأريد بذه الناسبة أن أتوجّه لسفر بسؤال هام ّ جدّا‪ ،‬وهو‪ :‬هل نن الن‬
‫ـ يها سهفر ـ ل زلنها متلّيه‪ ،‬أو ل ؟ وههل قوات التحالف ل زالت باقيهة فه‬
‫الطرقات والطارات‪ ،‬والدن‪ ،‬والقرى‪ ،‬والناطق النفطية‪ ،‬أو أنّها رحلت ؟‬
‫ـ وأيضًا ـ هل برئت ذمّة اليئة الن وسقطت عنهم الؤاخذة‪ ،‬أو ل ؟‬
‫إذا ُعلِم ما سبق‪ ،‬فاعلم أ خي أن ّه لَم ّا انغرس ذلك الش يء ف نفو سهم‬
‫ونفوس أتباع هم؛ل ين صاعوا للقرارات ال ت صدرت من اليئة ولو كا نت مم عة‬
‫على ذلك القرار‪ ،‬يوضّحهه‪ :‬أن ّه حينمها أفته أههل العلم بواز السهتعانة‪ ،‬أفته‬
‫السياسيون بعدم جوازها‪ ،‬بل ادّعوا أ نّ هذه ليست استعانة‪ ،‬وإنّ ما هي احتلل‪،‬‬
‫هذا أولً‪.‬‬
‫وثانيًا‪ :‬حين ما وجّهوا ن صيحتهم ـ الزعو مة ـ للملك ـ حف ظه ال ورعاه‬
‫وسدّد لكلّ خي خطاه ـ قاموا بنشره ف الرائد الارجية‪ ،‬وأعلنوها على رؤوس‬
‫الشهاد‪ ،‬فخرجت عن كونا نصيحة إل كونا فضيحة‪ ،‬فقامت اليئة باستنكار‬
‫ذلك الفعل وذلك العمل‪ ،‬فهل سكت أولئك القوم ؟ أم أنّ هم استنكروا استنكار‬
‫اليئة وتادوا ف غيّهم ؟‬
‫وثالثًا‪ :‬حينما أجعت اليئة على استدعائهم وتقريرهم بأخطائهم ـ من قبل‬
‫ولة المر ـ ومن ثَمّ طلب منهم الكفّ عن تلك المارسات‪ ،‬وتلك الخطاء‪ ،‬فإن‬
‫امتثلوا فب ها ونع مت‪ ،‬وإلّ مُنِعوا الُ طب‪ ،‬والحاضرات‪ ،‬والدروس‪ ،‬والتدر يس‪،‬‬
‫حاية للمجتمع من أخطائهم‪ ،‬وذلك باتّفاق اليئة‪.‬‬
‫فهل امتثلوا ما قيل لم‪ ،‬أو ل ؟‬
‫ثامن ًـا‪ :‬مـن إرهاصـات خروجهـم إعلنهـم المشيـن‬
‫ما أســــموه ﺑ‪< :‬لجنــــة الدفاع عــــن الحقوق‬ ‫ع ّــــ‬
‫الشرعية>‪ ،‬وتأييد هؤلء لها‪.‬‬
‫حي ث يقول س لمان ف شأنا ‪ ...< :‬فهذه المعي ة أو اللجن ة عمله ا‬
‫جل يل و هي قا مت بفرض كفا ية بالنيا بة عن ّا جيعًا‪ ،‬فعلي نا أن نؤازر ها‪ ،‬وأن‬
‫نساعدها‪ ،‬وأن نراسلها‪ ،‬وأول ذلك‪ :‬أن نبعث إليها ببقيات الشكر على هذا‬
‫الشروع الليل الذي بدأوا به‪.>...‬‬
‫علمًا بأ نّ سلمان العودة قد مهّد لقيام هذه المع ية ق بل ظهور ها ب سبعة‬
‫أشهر ـ تقريبًا ـ حيث دعا إل إنشائها ف ماضرته الت بعنوان‪< :‬حقوق النسان‬
‫ف ال سلم> ح يث قال في ها‪...< :‬ن ن نتاج إل جعيات تدا فع عن حقوق‬
‫النس ان الس لم‪ ،‬ول يوز أن يكون الدفاع ع ن حقوق النس ان حكرًا على‬
‫النصارى الذين يستخدمون مثل هذه الشياء ـ أحيانًا ـ لغراض دعائية‪.‬‬
‫ينب غي أن ي نبي من أ هل القدرة والمكان ية م َن يقيمون ف بلد العال‬
‫كلها جعيات للدفاع عن حقوق النسان‪ ،‬وخاصّة الدفاع عن حقوق النسان‬
‫السلم؛ مثلما ند ف منظمات العفو‪.>...‬‬
‫والواب عن ذلك قد تولّ ته هيئة كبار العلماء حين ما قالت‪< :‬ال مد ل‬
‫وال صلة وال سلم على ر سول ال‪ ،‬وعلى آله و صحبه وم َن اهتدى بداه‪ .‬أم ّا‬
‫بعد‪:‬‬
‫فإ نّ ملس هيئة كبار العلماء‪ ،‬ف دور ته الربع ي‪ ،‬النعقدة ف الرياض‪ ،‬ف‬
‫الفترة مهن ‪10/11/1413‬ه إل ‪19/11/1413‬ه‪ ،‬اطّلع على النشرة العنون‬
‫لا ب <إعلن عن تأسيس لنة الدفاع عن القوق الشرعية>‪ ،‬الوقعة من كلّ‬
‫من‪ :‬ح د ال صليفيح‪ ،‬وع بد ال بن سليمان ال سعري‪ ،‬وع بد ال بن ع بد الرح ن‬
‫ال بين‪ ،‬وع بد ال الا مد‪ ،‬و سليمان بن إبراه يم الرشودي‪ ،‬وع بد ال بن حود‬
‫التوجري‪ ،‬الذين عيّنوا أنفسهم لنة للدفاع عن القوق الشرعية ـ كما يقولون ـ‬
‫وأبدوا اسهتعدادهم فه هذه النشرة لسهتقبال مَهن يرغهب موافاتمه بظلمهة‪ ،‬أو‬
‫معلومة موثقة‪ ،‬تعينهم على القيام فيما نصّبوا أنفسهم له‪ ،‬ووضعوا لذلك عناوين‬
‫وهواتف يكن استقبال الرسائل والكالات عليها‪.‬‬
‫والجلس إذ يسهتغرب تصهرّف هؤلء الخوة فه تكوينههم أنفسههم لنهة‬
‫للدفاع عن القوق الشرعية‪ ،‬وإعلنا ف وسائل العلم الجنبية‪ ،‬ويستنكر هذا‬
‫العمل‪ ،‬يقرّر بالجاع عدم شرعية قيام هذه اللجنة‪ ،‬وعدم جواز إقرارها‪ ،‬ل ّن‬
‫الملكة العربية السعودية بمد ال تُحك ّم شرع ال‪ ،‬والحاكم الشرعية منتشرة‬
‫ف جيع أرجائها‪ ،‬ول ينع أحد من رفع ظلمته إل الهات الخت صّة ف الحاكم‬
‫أو ديوان الظال‪ ،‬وكات بو النشرة يعلمون ذلك تام العلم‪ ،‬ولِ ما يترتّب على وجود‬
‫هذه اللجنة من أمور ل تُحمَد عقباها‪ ،‬وال ول التوفيق والداية‪.‬‬
‫وصلى ال وسلم على نبيّنا ممّد وآله وصحبه>‪ .‬انتهى‬
‫واعلم ـ أ خي القارئ ـ بأ نّ النا طق الر سي لذه اللج نة ف بريطان يا ممّد‬
‫ا بن ع بد ال ال سعري قد ف ضح نف سه ـ ول ال مد ـ ف سقط ف أيدي أتبا عه‬
‫ومادحيهه‪ ،‬حيهث قال فه نشرة له بعنوان‪< :‬إيضاح مهن الناطهق الرسهي للجنهة‬
‫الدفاع عههن القوق الشرعيههة> والصههادرة فهه لندن‪ ،‬يوم الميههس‬
‫‪22/10/1415‬ه الوافق ‪23/3/1995‬م حيث جاء فيها‪:‬‬
‫<أولً‪ :‬ل أتّ هم الش يخ ع بد العز يز بن باز بالك فر‪ ،‬وإنّ ما قلت بالرف‬
‫الوا حد‪< :‬إ نّ كثيًا من العلماء والشا يخ يرون أنّه ب عد فتواه بواز ال صلح مع‬
‫إسرائيل قد وصل إل مرحلة تقارب الكفر>‪.‬‬
‫ول قد نقلت رأي هؤلء العلماء والشا يخ‪ ،‬أم ّا رأ يي الشخ صي ف هو‪ :‬أ نّ‬
‫الشيخ ابن باز قد وصل إل مرحلة من الرف والسفه‪ ،‬والضعف التام‪ ،‬ولكنّي ل‬
‫أرى منه كفرًا لديّ عليه برهان من ال سبحانه وتعال‪.‬‬
‫ثانيّا ‪ :‬ل أتعرض لعقيدة الشيهخ ممّد بهن عبهد الوهاب رحهه ال‪ ،‬وإنّم ا‬
‫ه‬
‫ذكرت القيقة‪ ،‬وهي أنّه كان رجلً ساذجًا‪ ،‬وليس عالِمًا وتبن ّى قضايا ومواقف‬
‫ساذجة‪ ،‬تتناسب مع سذاجة القوم ف ن د‪ ،‬ف تلك اليام‪ ،‬ول أهاجه شخ صيّا‬
‫وحسهابه على ال‪ ،‬وإنّمها هاجته موقفهه مهن إعطاء السهلطة الدينيهة للمشايهخ‬
‫وال سلطة الدنيو ية لل سعود‪ ،‬وقلت‪ :‬إ نّ هذا ل يتما شى مع ال سلم‪ ،‬بل مع‬
‫السيحية الت تعطي لقيصر ما لقيصر‪ ،‬ول ما ل‪ ،‬والقّ أحقّ أن يتبع‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬فيما يتعلّق بعاوية بن أب سفيان‪ ،‬قلت ف معرض ردّي على سؤال‬
‫من أحد الخوة الشيعة الضور‪ :‬إنّ ن أعتب معاوية <مغتصبًا>‪ ،‬وأنّ ن أعتقد‬
‫أنّه سهيلقى جزاءه مهن ال يوم القيامهة على مها ارتكبهه مهن جرائم ولكن ّي ل‬
‫أُكفّره‪ ،‬بل أكدت على أنّن أعتب عهده أصلح من عهد آل سعود‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬ل أُم ّد المين كما زعمت الجهزة السعودية‪ ،‬أم ّا عن إشارت‬
‫إل يه بت عبي <المام>‪ ،‬فإنّ ما هي من باب ا ستعمال الل فظ الشائع‪ ،‬ول يع ن‬
‫أنه قول‪< :‬إنّه زعيهم تارييه عظيهم‬
‫اعترافه بإمامتهه بالعنه الشرعهي‪ ،‬كمها ّ‬
‫وعبقري>‪ ،‬ل يع ن أبدًا اعترا ف بول ية الفق يه‪ ،‬ك ما أوض حت ف جوا ب على‬
‫سائل آخر‪.‬‬
‫خام سًا‪ :‬صحيح أنّن قلت‪ :‬إنّ أركان السلم < ستّة>‪ ،‬ولكن ّي ل أكن‬
‫جادّا‪ ،‬وإنّ ما ك نت أ سخر من النظام ال سعودي الذي قلت إنّه أضاف إل أركان‬
‫السلم المسة ركنًا جديدًا هو <التابعية السعودية>‪.‬‬
‫سادسًا‪.. :‬أمّا القيقة الت يعرفها الميع فهي‪ :‬أنّن عضو ف حزب التحرير‬
‫السلمي‪ ،‬منذ أكثر من عشرين عامًا‪ ،‬وأنا أفتخر بذه العضوية‪ ،‬كما أنّن أفتخر‬
‫بأن ّي أول م َن أ سّس قوا عد هذا الزب ف جزيرة العرب‪ ،‬و قد سجّلت هذه‬
‫القي قة طائعًا متارًا أمام الحك مة الشرع ية ال كبى بالرياض‪ ،‬و سوف أظلّ وفيّ ا‬
‫لبادئ هذا الزب السلمي العظيم حت ألقى ال عزّ وجلّ دون أن أبدّل تبديلً‬
‫إن شاء ال‪ .>..‬اه‬

‫ول مع هذا اليضاح وقفات‪:‬‬


‫الوق فة الول‪ :‬مع قوله‪< :‬إ نّ كثيًا من العلماء والشا يخ يرون أنّه ب عد‬
‫فتواه بواز الصلح مع إسرائيل قد وصل إل مرحلة تقارب الكفر>‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ـ يا مسعري ـ أل تستحي من نسبة هذه القولة الضالّة الظالة‪ ،‬لكثي‬
‫ل عن عال‪،‬‬‫من العلماء والشا يخ‪ ،‬ل ّن ذلك ل ي كن أن ي صدر عن جا هل فض ً‬
‫وإن ّي ه نا أطال بك ـ يا م سعري ـ بأن ت سمّي ل نا واحدًا من أولئك العلماء‪ ،‬هذا‬
‫أولً‪.‬‬
‫وثانيًا‪ :‬أل تعلم ـ يا مسعري ـ ويعلم أولئك الذين نسبت إليهم ذلك القول‬
‫ـ بأ نّ الصلح مع الشركي ـ ومنهم اليهود ـ من السائل الفقهية الفرعية‪ ،‬وليست‬
‫من نواقض اليان ؟!!‬
‫وثالثًا‪ :‬لاذا ل تصدر ويصدر أولئك ذلك الكم على م َن دعا إل وحدة‬
‫الديان‪ ،‬أو على م َن ز عم أ نّ النّزاع الدائر بين نا وب ي اليهود ل يس سببه الد ين‪،‬‬
‫وإنّما لنّ اليهود غصبوا أرضًا عربيةً ؟!!‬
‫الوقفة الثانية‪ :‬مع قوله‪< :‬أم ّا رأيي الشخصي فهو أ نّ الشيخ ابن باز قد‬
‫وصل إل مرحلة الرف والسفه والضعف التامّ ولكنّي ل أر منه كفرًا بواحًا لديّ‬
‫عليه برهان من ال سبحانه وتعال>‪.‬‬
‫فمهها أقول إلّ كمهها قال ال تعال‪ :‬قُلْ مُوتُوا ِبغَ ْيظِكُم ْ [سههورة‬
‫آل عمران‪ ،‬آية‪.]119 :‬‬
‫وك ما قال ال تعال‪ :‬كَبُرَ تْ َكلِ َمةً َتخْرُ جُ مِ نْ أَفْوَاهِهِ مْ إِن يَقُولُو نَ إِلّ‬
‫َكذِبًا [سورة الكهف‪ ،‬آية‪.]5 :‬‬
‫وأقول أيضًا‪ :‬قد أظهرت ـ يا مسعري ـ ما كنت تبطنه من كره وحسد‬
‫وح قد لعلماء الدعوة ال سلفية النجد ية‪ ،‬حين ما قلت‪ < :‬قد و صل إل مرحلة من‬
‫الرف والسفه والضعف التا مّ‪ .>...‬وأقول‪ :‬سبحان ال‪ :‬هذا الشيخ عبد العزيز‬
‫ـ حف ظه ال وأمدّ ف عمره ـ يف ت الناس ل يل نار‪ ،‬و ها هو يدرّس م نذ ال صباح‬
‫دروسه العتادة‪ ،‬وأبناؤه الطلبة يقرأون عليه‪ ،‬وإخوانه العلماء يستفيدون منه‪ ،‬فهل‬
‫خ في تر يف الشيخ و سفهه وضع فه على هؤلء عامّة‪ ،‬وعل مه م سعري بريطان يا‬
‫خاصّة ؟!! سبحانك اللهمّ إلّ أن تكون كهانة ؟!!‬
‫وأمّا قوله‪< :‬ولكنّنه ل أر منهه كفرًا بواحًا ّ‬
‫لديه عليهه برهان مهن ال‬
‫سبحانه وتعال>‪.‬‬
‫فأقول‪ :‬هذا عذر أقبح من ذنب‪ ،‬إذ الشيخ ابن باز ـ حفظه ال ورعاه ـ ف‬
‫ن ظر ال سعري ل ي صل إل در جة الك فر الخرج من اللة لكنّه أو غل ف الضلل‬
‫والضلل !!! سبحانك اللهمّ‪ ،‬إنّ هذا إلّ اختلق‪.‬‬
‫وأقول ـ أيض ًا ـ إذا كان هذا ههو موقهف السهعري مهن فضيلة الشيهخ‬
‫عبد العزيز بن باز ـ وهو مَن هو ـ إذن فموقفه من باقي هيئة كبار العلماء وطلبة‬
‫العلم أردأ‪ ،‬وأسوأ وأخبث !!!‬
‫فهل بعده يسوغ لسلم أن يسمع من السعري قولً ف أحد منهم‪.‬‬
‫الوقف ة الثالث ة‪ :‬مهع قوله‪< :‬ل أتعرّض لعقيدة الشيهخ مم ّد ابهن عبهد‬
‫الوهاب‪ ...‬ال>‪.‬‬
‫فأقول‪ :‬إ نّ قوله‪< :‬إنّه كان رجلً ساذجًا ول يس عالِمًا>‪ ،‬يدلّ على أ نّ‬
‫السد والقد قد أكل قلبه‪ ،‬وأعمى بصره وبصيته‪ ،‬والعياذ بال‪ ،‬وإلّ فإ نّ أقوال‬
‫وأفعال وكتهب إمام الدعوة السهلفية النجديهة والجدّد الصهلح الشيهخ‪ :‬مم ّد‬
‫ا بن ع بد الوهاب ـ رح ه ال رح ة وا سعة ـ تش هد له بالعلم واللم والف ضل‪،‬‬
‫وشهد ـ أيضًا ـ له بذلك العلماء الصالون الصلحون‪ ،‬فهو قد جاوز القنطرة‪ ،‬فل‬
‫يتاج إل تعديل من عدل‪ ،‬فكيف يتاجه من مدخول مروح مفتون ؟!!!‬
‫وقوله‪< :‬وتبنّى قضايا ومواقف ساذجة تتناسب مع سذاجة القوم ف ند‬
‫ف تلك اليام‪.>...‬‬
‫أقول‪ :‬ل يأت الشيخ ممّد بن عبد الوهاب ـ رحه ال تعال ـ إلّ با جاء‬
‫من المر بالتوحيد والنهي عن الكفر والشرك بال‪ ،‬والمر بإقامة‬ ‫به الرسول‬
‫ال صلة وإيتاء الزكاة و صوم رمضان‪ ،‬وح جّ الب يت لِم َن ا ستطاع إل يه سبيلً‪،‬‬
‫والمهر بالعروف والنههي عهن النكهر‪ ،‬والهاد فه سهبيل ال‪ ،‬وإقامهة شعائر ال‬
‫وحدوده‪ ،‬فههل الدعوة إل هذه القضايها ـ يها مسهعري ـ تعتهب دعوة إل قضايها‬
‫ساذجة ؟!!‬
‫و هل ال سعي ف اتاذ ال سباب الشرع ية الؤدّ ية لقا مة شرع ال وحك مه‬
‫كما أمر ال مواقف ساذجة ؟!!‬
‫الوق فة الراب عة‪ :‬مع قوله‪< :‬في ما يتعلّق بعاو ية بن أ ب سفيان‪ ،‬قلت ف‬
‫معرض ردّي على سؤال من أحد الخوة الشيعة الضور‪.>...‬‬
‫أقول‪ :‬يكفيك ـ يا مسعري ـ خذلنًا من ال أن يكون م َن قال بتحريف‬
‫إنه‬
‫كتاب ال بالزيادة والنقصهان فيهه‪ ،‬ومَهن قال‪ :‬بالبداءة على ال‪ ،‬ومَهن قال‪ّ :‬‬
‫الصحابة قد ارتدّوا جيعًا إ ّل نفرًا قليلً‪ ،‬ومن قال‪ :‬إ نّ الئمة يعلمون ما كان وما‬
‫يكون وما ل يكن لو كان كيف سيكون‪ ،‬وم َن قال إ نّ قب أمي الؤمني يزوره‬
‫ال مع ملئك ته‪ ،‬ويزوره ال نبياء ويزوره الؤمنون‪ ،‬وم َن يقول إ نّ ت سعة أعشار‬
‫الدين ف التقية‪ ،‬ول دين لِم َن ل تقية له‪ ،‬وم َن يقول‪ :‬إ نّ لئمّتنا مقامًا ل يبلغه‬
‫ملك مقرّب‪ ،‬ول نهب مرسهل‪ ،‬ومَهن قال ل يتصهوّر فه الئمّهة السههو أو‬
‫الغفلة‪ ...‬ال‪ ،‬أخًا لك‪ ،‬فلتهنأك تلك الخوّة !! فإ نّ الرجل يشر مع م َن أح بّ‪،‬‬
‫جدُ قَ ْومًا يُ ْؤمِنُونَ بِالِ وَاليَوْمَ الخِرِ‬
‫والخوّة ثرة البّ‪ ،‬والله تعال يقول‪ :‬لَ تَ ِ‬
‫يُوَادّونَ مَنْ حَادّ الَ وَ َرسُوَلهُ [سورة الجادلة‪ ،‬آية (‪.])22‬‬
‫وقولك ـ يا مسعري ـ عن معاوية بن أب سفيان ‪< :‬إنّ ن أعتب معاوية‬
‫مغتصبًا‪ ،‬وأنّ ن أعتقد أن ّه سيلقى جزاءه من ال يوم القيامة‪ ،‬على ما ارتكبه من‬
‫(‪)1‬‬
‫جرائم‪ ،>...‬فههو مالف لقول النهب ‪< :‬إِذَا ُذكِرَ أَص ْحَابِي َفأَمْسِكُوا>‬
‫وف الوقت نفسه موافق لقول أخيك الشيعي !!‬
‫ولتعلم ـ يا مسعري ـ بأ نّ معاوية بن أب سفيان ـ من ُكتّاب النب ‪،‬‬
‫و من ُكتّاب الو حي‪ ،‬فطع نك ف يه‪ ،‬ط عن ف ر سول ال و ف كتاب ال‪ ،‬وك فى‬

‫() انظر الكلم حول الديث ف سلسلة الحاديث الصحيحة‪ ،‬رقم (‪.)34‬‬ ‫‪1‬‬
‫بذلك خزيًا‪.‬‬
‫واعلم ـ أيضًا ـ بأنّ العام الذي بويع له باللفة‪ ،‬يسمى بعام الماعة‪.‬‬
‫وأمّا اتّها مك له بارتكاب الرائم فأعدّ له جوابًا ح ي ي قف لك خ صمًا‬
‫بيه يدي ال يوم القيامهة‪ ،‬وقولك‪< :‬ولكن ّي ل أكفّره>‪ ،‬فهذا ـ أيضًا ـ عذر‬
‫أقبح من ذنب‪ ،‬إذ هو ف نظرك أفسق الفاسقي‪ ،‬وأضلّ الضالي‪ ،‬فل حول ول قوّة‬
‫إلّ بال‪.‬‬
‫الوقفة الامسة‪ :‬زعم السعري بأنّه ل يجّد المين‪ ،‬ومع ذلك وصفه بأنّه‬
‫إمام‪ ،‬وزعيم تاريي عظيم‪ ،‬وعبقري‪ ،‬فإذا ل يكن ذلك تجيدًا فما هو التمجيد‬
‫إذن ؟!‬
‫أل تعلم ـ يا م سعري ـ بأ نّ المام ل يطلق إلّ على م َن يقتدى به‪ ،‬ك ما‬
‫قال ال تعال عن إبراهيم عليه السلم‪ :‬إِنّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُ ّمةً قَانِتًا لِ َحنِيفًا َولَمْ‬
‫يَ كُ مِ نَ الُشْ ِركِيَ [سورة النحل‪ ،‬آية‪ .]120 :‬فإذا أطلق لفظ المام بل تقييد‬
‫ـ كإمام ف البدعة أو إمام ضللة‪ ،‬أو إمام الشركي ـ يوضّح الراد منه‪ ،‬انصرف‬
‫إل العن الحمود‪ ،‬هذا أوّلً‪.‬‬
‫وأمّا ثانيًا‪ :‬ففهي أيّه شيهء كان المينه إمامًا؟!! وفه أيّه شيهء كان‬
‫عظيمًا؟!! وف أيّ شيء صار عبقريّا؟!!‬
‫الوق فة ال سادسة‪ :‬مع قوله‪< :‬أمّا القي قة ال ت يعرف ها الم يع‪ ،‬ف هي أنّ ن‬
‫ع ضو ف حزب التحرير السلمي م نذ أكثر من عشرين عامًا‪ ،‬وأنا أفت خر بذه‬
‫العضوية>‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ل أملك إ ّل أن أقول للمسعري هنيئًا لك هذا الزب‪ ،‬وتلك العضوية‬
‫فيه !!! إذ قد استبدلت الدى بالضلل‪ ،‬والنور بالظلمات‪ ،‬وال ّق بالباطل‪ ،‬والدعوة‬
‫السلفية النقية‪ ،‬بالدعوة البدعية الزبية‪ ،‬فهنيئًا لك ّث هنيئًا لك !!!‬
‫ولتعلم ـ يا م سعري ـ بأ نّ حزب التحر ير حزب ن شأ ف الردن‪ ،‬أ سّسه‬
‫ت قي الد ين النبها ن التخرج ف جام عة الز هر‪ ،‬والذي من مبادئ حز به(‪ )1‬أ نّ‬
‫العقائد ل تؤخهذ إلّ عهن يقيه‪ ،‬وأنّه يرّم أخهذ العقيدة بناءً على دليهل ظن ّي‪،‬‬
‫كأخبار الحاد‪ ،‬ولذا يرّم على أعضاء حزب التحريهر العتقاد بعذاب القهب‪،‬‬
‫وظهور السيح الدحال‪ ،‬لنّ أحاديثها ظنية‪...‬‬
‫ومنها‪< :‬أنّ السلم قد بن العقيدة على العقل فيما يدركه‪ ،‬أو عن طريق‬
‫مصادر ثابتة بالعقل‪ ،‬مثل القرآن والديث التواتر>‪.‬‬
‫ول يرى الزب القيام بأيّه أعمال؛ مهن دعوة إل الخلق الفاضلة‪ ،‬أو‬
‫الصلة والصيام‪ ،‬أو رفع مستوى الم ّة التعليمي والعلمي‪ ،‬يدل على ذلك قوله‪:‬‬
‫<لذلك ي ب أن تكون الكتلة ال ت ت مل الدعوة ال سلمية كتلة سهياسية‪ ،‬ول‬
‫يوز أن تكون روحية‪ ،‬ول كتلة أخلقية‪ ،‬ول كتلة علمية‪ ،‬ول كتلة تعليمية‪ ،‬ول‬
‫شيئًا من ذلك ول ما يشب هه‪ ،‬بل ي ب أن تكون كتلة سياسية‪ ،‬و من ه نا كان‬
‫حزب التحرير حزبًا سياسيّا يشتغل بالسياسة‪ ...‬ال>‪.‬‬
‫ومهن آراء حزب التحريهر الفقهيهة؛ القول بواز تقبيهل الرأة الجنبيهة‪،‬‬
‫ومصافحتها‪.‬‬
‫ومن أقواله الشاذّة أيضًا‪ :‬إباحته النظر إل الصور العارية‪ ،‬وغي ذلك‪.‬‬
‫ومن آراء حزب التحرير السياسية تويزه لغي السلمي أن يكونوا ف ملس‬

‫() ان ظر تلك البادئ وغي ها ف الطر يق إل جا عة ال سلمي ل سي جابر (‪ 281‬ـ ‪،)294‬‬ ‫‪1‬‬

‫والوسوعة اليسرة (‪ 135‬ـ ‪.)141‬‬


‫الشورى‪ ،‬وتويزه ـ أيضًا ـ للمرأة أن تكون عضوًا ف ملس الشورى‪.‬‬
‫وآخرًا وليهس أخيًا‪ ،‬أعتذر لك أخهي القارئ عهن نقلي تلك الراء الباطلة‬
‫ال ساقطة‪ ،‬والنحر فة عقائديّ ا و سلوكيّا وأخلقيّ ا‪ ،‬ول كن ح ت تعلم مدى ضلل‬
‫وانراف حزب التحر ير وأهله‪ ،‬و مع ذلك الضلل كلّه‪ ،‬يقول ال سعري‪< :‬وأ نا‬
‫أفت خر بذه العضو ية‪ ،..‬و سوف أظلّ وفيّ ا لبادئ هذا الزب ال سلمي العظ يم‬
‫حت ألقى ال عزّ وجلّ‪ ،‬دون أن أبدّل تبديلً‪.>..‬‬
‫وأمّا قوله‪< :‬كما أنّن أفتخر بأنّي أوّل م َن أ سّس قواعد هذا الزب ف‬
‫جزيرة العرب‪.>..‬‬
‫أقول‪ :‬بادر بالتو بة ـ يا م سعري ـ ع ما أ نت عل يه من الضلل والنراف‬
‫وأصلح ما أفسدت‪ ،‬من قبل أن يأتيك الجل‪ ،‬وإلّ فإ نّ عليك إث م َن تبعك إل‬
‫لمِ سُّنةً سَيَّئةً‪ ،‬كَا نَ لَ هُ‬
‫يوم القيامة‪ ،‬كما قال الصطفى ‪َ < :‬ومَ نْ َسنّ فِي الِ ْس َ‬
‫وِ ْزرُهَا وَ ِوزْرُ مَ نْ عَ ِملَ بِهَا مَ نْ بَ ْعدَ هُ مِ نْ َغيْرِ أَ نْ يَنْقُ صَ مِ نْ أَ ْوزَارِهِ مْ شَ ْيءٌ>‬
‫رواه مسلم (‪.)2/705‬‬
‫واعلم ـ يا مسعري ـ بأنّ هذه الزيرة العربية بعد أن طهّرها ال من الشرك‬
‫والوثان والبدع بفضله أ ّولً‪ ،‬ث ّ بفضهل دعوة الشيهخ مم ّد بهن عبهد الوهاب‬
‫ومؤازرة المام ممّد بن سعود ـ ر حم ال الم يع ـ وا ستمرار ذلك الو ضع إل‬
‫يومنا هذا‪ ،‬نعمة كبى تتاج من الميع الشكر والعمل على حفظها ورعايتها‪،‬‬
‫وما أرى إحداثك ف هذه الزيرة وإحداث زعماء الماعات السلمية النحرفة‬
‫إلّ و هو شبيه بإحداث عمرو بن ي ي في ها‪ ،‬إذ هو أوّل م َن أحدث في ها عبادة‬
‫الوثان‪ ،‬وأنت وم َن شابك أول م َن أحدث فيها البدع والتحزّبات الشيطانية‪،‬‬
‫فإل ال الشتكى‪.‬‬
‫أخي القارئ‪ ،‬بعد ذلك كلّه أودّ أن ألفت انتباهك إل أنّ هؤلء قد أنشأوا‬
‫ـ بزعمهم ـ لنة للدفاع عن القوق الشرعية‪ ،‬فأي ّ حقوق شرعية حفظوا‪ ،‬وأي‬
‫ظلم وعدوان دفعوا‪ ،‬حيث ل يسلم من طعنهم الموات‪ ،‬الذين ل حول لم ول‬
‫قوّة‪ ،‬ول يسلم من طعنهم الحياء ـ أيضًا ـ‪.‬‬
‫فلم يسلم من طعنهم معاوية حيث وصفوه بأنّه مغتصب للخلفة‪ ،‬بل قد‬
‫طعنوه في من عا صره من ال صحابة والتابع ي‪ ،‬ح يث ل يقوموا بر فع ذلك الظلم‬
‫والغصب‪ ،‬ول يأمروا بالعروف وينهوا عن النكر‪.‬‬
‫وطعنوا ـ أيضًا ـ ف الش يخ ممّد بن عبد الوهاب ودعوته وعلماء عصره‬
‫الذين تابعوه‪.‬‬
‫وطعنوا ف ولة أمر السلمي الذين ناصروا ذلك المام ودعوته‪.‬‬
‫ـ‬ ‫وطعنوا ـ أيضًا ـ ف علماء السلمي ف هذا البلد حيث اتبعوا ـ بزعمهم‬
‫شيخًا قد أصابه الرف والسفه والضعف التامّ‪.‬‬
‫والغر يب العجيهب مهن أ مر تلك اللجنهة وناطق ها الرسهي؛ أنّ ها وصهفت‬
‫المين بأنّه إمام‪ ،‬وزعيم تاريي عظيم وعبقري‪ ،‬ووصفت معاوية بن أب سفيان‬
‫بأنّه غاصب وسيلقى جزاءه من ال يوم القيامة على ما ارتكبه من جرائم‪ ،‬ول‬
‫ت صف المي ن بذلك مع أ نّ معاو ية بر يء مِم ّا ن سب إل يه‪ ،‬والمي ن يداه‬
‫ملطّختان بدماء البرياء التقياء النقياء ؟!!‬
‫اللهمّ اكفنا شرّ هذه اللجنة وناطقها با شئت‪.‬‬
‫فصل‬
‫موطن خروج القطبيين وترتيباتهم لذلك‬

‫وبعد ذلك كلّه‪ ،‬قد تتساءل أو تسأل ـ أخي الكري ـ عن موطن خروجهم‪،‬‬
‫وما ترتيباتم لذلك ؟‬
‫ف سأجعل ممّد العبدة يي بك على ذلك خطوة خطوة‪ ،‬مع شرح كل مه‬
‫وأقواله بأقوال هؤلء القوم ومواقفهم‪ ،‬مع تدخل من بالشرح والتعليق والربط بي‬
‫تلك القوال‪ ،‬فاستمع‪:‬‬
‫قال العبدة ف كتا به <حر كة الن فس الزك ية> (ص ‪< :)17‬ته يد‪:‬‬
‫سبقت حركة ممّد بن عبد ال بن حسن حركات قامت ف الدينة وف الكوفة‪،‬‬
‫الفروض فيمن يقوم بركة قوية أن يدرس ويلل من الركات السابقة‪ ،‬كيف‬
‫قا مت ؟ ولاذا فشلت ؟ وياول أن يتجنّب أخطاء ها وي ستفيد من إيابيات ا‪،‬‬
‫خاصّة وأ نّ حركت ي من الركات السابقة قام با جاعة من أهل البيت‪ ،‬ومن‬
‫الفرع ال سين‪ ،‬ح يث خرج ال سي بن علي‪ ،‬على يز يد بن معاو ية‪ ،‬وكا نت‬
‫نايتهما مأساة مروعة لل البيت والسلمي‪ ،‬وقام زيد بن علي بن السي على‬
‫هشام بن عبد اللك‪ ،‬وفشل ـ أيضًا ـ‪.‬‬
‫ول ش كّ أ نّ آثار هات ي الركت ي كا نت ماثلة أمام الن فس الزك ية وأخ يه‬
‫إبراهيهم ووالديهمها‪ ،‬وسهنستعرض باختصهار هذه الركات‪ ،‬لاذا قامهت ؟ ولاذا‬
‫فشلت ؟ لذا هل ا ستفاد الن فس الزك ية من ها ؟ و هل ا ستفاد ال سلمون كلّ هم‬
‫بعدئذٍ منها ؟>‪ .‬اه‬
‫أقول‪ :‬لن أذكر هنا حركة النفس الزكية لكونا حركة فاشلة‪ ،‬بل سأذكر‬
‫الطّة الت سار عليه العباسيون فأدّت إل ناح هم كما ذكرها العبدة‪ ،‬ثّ أعود‬
‫لناقشة ما فيها‪.‬‬
‫قال فه ص (‪...< :)47 ،45‬تدلّ خطهة العباسهيي على ذكاء وخهبة‬
‫بالمور السياسية والجتماعية‪ ،‬ومعرفة عميقة بنفسية الناس‪ ،‬فقد اختار مؤسّس‬
‫العبا سية ممّد بن علي بن ع بد ال بن عباس الزمان والكان والشخاص‪ ،‬أمّا‬
‫الكان‪ ،‬فهو إقليم خراسان‪ ...‬فأهل خراسان بتعبي اليوم <مادة خام>‪ ،‬وهذا‬
‫عدا عن بعد ها عن مر كز الدولة <دمشهق> واختار الزمان النا سب و هو‬
‫ض عف الدولة‪ ،‬ب عد ع مر بن ع بد العز يز وهشام بن ع بد اللك‪ ،‬ح يث تتاب عت‬
‫الحداث بعهد هشام بانقسهام بيه البيهت الموي‪ ،‬وظهرت البدع الكلميهة فه‬
‫أواخر أيامهم‪ ،‬مِم ّا زاد من نقمة علماء أهل السنّة‪ ،‬وكان الطالبيون قد خرجوا‬
‫على الدولة زمن هشام ـ حركة زيد بن علي ـ وكذلك حركة عبد ال بن معاوية‬
‫بن ع بد ال ا بن جع فر‪ ،‬مِم ّا أر هق الدولة المو ية‪ ،‬فجاء العبا سيون ليقطفوا‬
‫الثمرة‪.‬‬
‫وأمّا من ناحية التخطيط‪ ،‬فقد جعل بينه وبي خراسان قاعدة ف الوسط‪،‬‬
‫و هي الكو فة‪ ،‬وأهل ها وإن كانوا شي عة‪ ،‬فالدعوة العبا سية رف عت شعارًا عامّ ا‪،‬‬
‫ترضى عنه الشيعة‪ ،‬ويرضى عنه أهل السنّة تقريبًا‪ ،‬هذا الشعار هو‪ :‬أ نّ البايعة‬
‫للرضا من آل ممّد ‪ ،‬بدون تعيي اسم‪ ،‬ول تعيي هل هو من البيت العباسي‪،‬‬
‫أم من الطالبي ي ؟ ك ما أ ّن العبا سيي ل يرفعوا شعارًا واضحًا جادّا من ناح ية‬
‫الفكر والعقيدة‪.‬‬
‫وبدأت الدعوة العباسهية سهنة ‪ 99‬للهجرة تقريب ًا‪ ،‬وكان الدعاة يتمعون‬
‫سنويّا بالؤ سّس ممّد بن علي العباسي‪ ،‬الذي استقرّ ف قرية صغية مغمورة‪ ،‬ف‬
‫الردن من بلد الشام‪ ،‬اسها <الميمة>‪ ،‬ومع علم الدولة الموية ـ أحيانًا ـ‬
‫بب عض ترّكات العبا سيي‪ ،‬ولكنّ ها ل تش عر بطر هم الكا مل‪ ،‬إلّ ن صر بن سيار‬
‫أم ي خرا سان ف قد ش عر بال طر الدا هم؛ فأر سل إل اللي فة ف دم شق يذّره‬
‫وينذره‪ ،‬ولكن بدون جدوى‪.‬‬
‫وبعد اثنتي وثلثي سنة كان اليش العباسي يزحف من الشرق ول يقف‬
‫أمامه شيء‪ ،‬وانتهت الدولة الموية عند نر الزاب ف معركة فاصلة‪.‬‬
‫فأ ين ما كان يفعله آل علي بن أ ب طالب من الروج ال سريع الفا جئ‬
‫بدون إعداد ول تطيط‪ ،‬من فعل العباسيي ؟ حيث كان التنظيم هرميّا‪ ،‬القائد‬
‫ف <الميم ة>‪ ،‬واثن ا عش ر نقيبًا ف الكوف ة‪ ،‬وك ّل نقي ب عنده س بعون‬
‫داعية ؟‬
‫ب الناس لم كما يعتمد الطالبيون‪ ،‬بل‬
‫إ نّ بن العباس ل يعتمدوا على ح ّ‬
‫كانوا واقعيي يستخدمون قدرات الخرين بأساليب ماهرة>‪ .‬اه‬
‫أل تر ـ أخي القارئ الكري ـ إل قوله‪< :‬تدلّ خطة العباسيي على ذكاء‬
‫وخهبة بالمور السهياسية‪ ،‬ومعرفهة عميقهة بنفسهية الناس‪ ...‬وأم ّا مهن ناحيهة‬
‫التخطيط؛ ف قد جعل بينه وب ي خرا سان قاعدة ف الوسط‪...‬فأين ما كان يفعله‬
‫آل علي بن أب طالب من الروج السريع الفاجئ‪ ،‬بدون إعداد ول تطيط‪ ،‬من‬
‫ف عل العبا سيي‪ ،‬ح يث كان التنظ يم هرميّ ا القائد ف <المي مة>‪ ،‬واث نا ع شر‬
‫نقيبًا ف الكوفة‪ ،‬وك ّل نقيب عنده سبعون داعية ؟>‪ .‬اه‬
‫إ نّ هذا يدلّ على أ نّ هؤلء كأولئك ف التنظيم والتخطيط‪ ،‬بل هؤلء أد قّ‬
‫وأخفى‪.‬‬
‫ولذا فارجع إل مبحث التنظيم‪ ،‬حت تعيد الذاكرة ما قرأته سابقًا‪ ،‬ثّ قارنه‬
‫بذا‪ .‬وتفكّر ف قوله‪< :‬بدأت الدعوة العباسية سنة ‪ 99‬للهجرة تقريبًا‪ ...‬وبعد‬
‫اثنتي وثلثي سنة كان اليش العباسي يزحف من الشرق ول يقف أمامه شيء‬
‫وانتهت الدولة الموية عند نر الزاب ف معركة فاصلة>‪.‬‬
‫مقارنًا بينه وبي ما قاله العودة ف شريطه <من هنا‪ ...‬وهناك>‪ ،‬حيث‬
‫جاء ف يه قول قائل له‪< :‬أر جو أن ل تغرّك هذه الموع مه ما كثرت أشباح ها‪،‬‬
‫وتواصهلت اتصهالتا‪ ،‬وتوالت رسهائلها‪ ،‬ولنها فه <حسهن البنها> و<عباس‬
‫مدن> أقرب مثال وأوضحه‪.‬‬
‫أيّ ها الش يخ‪ :‬ق بل أن ترّك قد مك أو تضع ها تأكّد من أن ّك ت ضع على‬
‫أرض متماس كة‪ ،‬واعلم أن ّ هذه القدم تُحرك خلفه ا أقدام‪ .‬وك م يتملّكن‬
‫الوف كلّم ا تيّلت مص ي هذه الص حوة‪ ،‬عندم ا تكون الطوات غي‬
‫مسوبة‪ ،‬نريد بطئًا‪ ،‬ولكن أكيد الفعول> !!!‬
‫وب ا نقله الل يل ف كتا به‪< :‬وقفات تربو ية> ص (‪ :)162‬عن شي خه‬
‫ممّد قطب‪ ،‬حيث قال‪< :‬وما أحسن ما كتبه الستاذ ممّد قطب ف كتابه القيم‬
‫<واقع نا العا صر> حول أهّ ية الترب ية‪ ،‬والر ّد على م َن ي ستطول طريق ها‪ ،‬وير يد‬
‫قطف الثمرة قبل استكمالا‪ ،‬فقال ص (‪< :)486‬أمّا الذين يسألون إل مت نظ ّل‬
‫نرب ّي دون أن (نعمهل) ؟ فل نسهتطيع أن نعطيههم موعدًا م ّددًا‪ ،‬فنقول لمه‪ :‬عشهر‬
‫سني من الن‪ ،‬أو عشر ين سنة من الن‪ ،‬فهذا ر جم بالغ يب ل يعت مد على دل يل‬
‫واضهح‪ ،‬وإنّمها نسهتطيع أن نقول لمه‪ :‬نظ ّل نرب ّي حت تتكون القاعدة الطلوب ة‬
‫بالجم العقول‪.>...‬‬
‫وبا قاله مادحُ سلمانَ ف القصيدة الت ألقاها بي يديه‪ ،‬قبل إلقاء سلمان‬
‫ماضرته الت بعنوان‪< :‬حقيقة التطرف>‪ ،‬حيث قال الشاعر‪:‬‬
‫أنّى أردت فأنت القدوة الثل‬ ‫إنّا رجالك يا سلمان فامض بنا‬
‫إنّا رجالك لو سبوا ولو عذلوا‬ ‫إنّا رجالك مهما قال حاسدكم‬
‫أو ذاك منحرف أو ذاك معتدل‬ ‫إنّا رجالك لو قالوا زبانية‬
‫هذي منابرهم فليعتل السفل‬ ‫هذي مالسهم غرقى بمرهو‬
‫للكافرين صنوف الزيغ والسبل‬ ‫إنّا لنا خطنا نشي عليه كما‬
‫وكهذا أصهولية بال تتصل‬ ‫متطرفون نعم ل خالقنا‬
‫فكيف يصرفنا عن نوره هبل‬ ‫إنّا اهتدينا بنور ال خالقنا‬

‫وافههم جيّدًا قوله‪< :‬الكوفهة وأهلهها وإن كانوا شيعهة فالدعوة العباس ية‬
‫رف عت شعارًا عامّ ا تر ضى ع نه الشي عة وير ضى ع نه أ هل ال سنة تقريبًا‪ ،‬وهذا‬
‫الشعار هو‪ :‬أ نّ البايعة للرضا من آل ممّد ‪ ،‬بدون تعيي اسم‪ ،‬ول تعيي هل‬
‫هو من الب يت العبا سي أم من الطالبي ي‪ ...‬ك ما أ نّ العبا سيي ل يرفعوا شعارًا‬
‫واضحًا جدّا‪ ،‬من ناحية الفكر والعقيدة>‪.‬‬
‫فها هم يطبّقون هذا الن هج ح قّ الت طبيق‪ ،‬مطلق ي على أنف سهم <أ هل‬
‫ال سنّة>‪ ،‬ول يتكلّمون إلّ بذا الطلق‪ ،‬ل نّ م صطلح <أ هل ال سنّة> ل فظ‬
‫م مل‪ ،‬ـ أحيانًا ـ يطلق ويراد به ما عدا الراف ضة‪ ،‬فيد خل ف هذا الطلق ج يع‬
‫الفرق والطوائف والماعات السلمية خل الرافضة‪ ،‬ويطلق إطلقًا آخر ول يراد‬
‫به إلّ أهل السنّة الحضة‪ ،‬فتخرج بذا الطلق جيع الفرق الضالة‪.‬‬
‫فلم ّا كان هذا اللفظ <أهل السنّة> مملً‪ ،‬أطلقوه ليقف منه السلفيون‬
‫موقف الؤي ّد‪ ،‬وعلى أقلّ تقدير موقف الحايد‪ ،‬لن ّ التكلّم به من بن جلدتنا‪،‬‬
‫فيجعلههم حُسهن ظنّههم بمه يقفون ذلك الوقهف‪ ،‬وأم ّا الخالف كالشعريهة‪،‬‬
‫والاتريدية‪ ،‬والماعات السلمية‪ ،‬فيقفون منه ـ أيضًا ـ كموقف السلفية‪ ،‬لنّهم‬
‫هم ـ أيضًا ـ يطلقون على أنف سهم <أ هل ال سنّة والما عة>‪ ،‬ول يدون ف‬
‫الوقت نفسه من أولئك الدعاة والتكلّمي به موقفًا عدائيّا‪ ،‬بل يدون منهم الثناء‬
‫والطراء والدح‪ ،‬وغهض الطرف عهن أخطائههم العقديهة‪ ،‬والناداة ببدأ العدل‬
‫والنصاف تاههم؛ فوقفوا منهم بسبب ذلك‪ ،‬ذلك الوقف‪.‬‬
‫ولو أنّ هؤلء أفصحوا عن منهجهم صراحة بل إجال‪ ،‬لوقف الميع منهم‬
‫موقفًا واضحًا‪ ،‬ول يت مّ لم إقامة اللفة ـ كما يزعمون ـ ؛ لنم حينئذ ِقلّة‪ ،‬فل‬
‫يتمّ لم ذلك إلّ بالجال والتعميم‪.‬‬
‫ولَم ّا كان هذا هو منهج هم‪ ،‬قام سلمان ف كتا به < صفة الغرباء>‬
‫بالتفريق بي الفرقة الناجية والفرقة النصورة‪ ،‬ليتسنّى له جع الميع ف جاعته‬
‫الديدة‪ ،‬فأطلق <الفر قة الناج ية> على ج يع الفرق والماعات ال سلمية‪،‬‬
‫وأطلق <الطائ فة الن صورة> على ال صفوة من تلك‪ ،‬كاليان مع ال سلم‪،‬‬
‫وهو بذا العرض قد كسب الميع ـ بزعمه ـ ؛ لن ّه ل يش كّ ف رضى الفرق‬
‫والماعات ال سلمية ع نه به‪ ،‬لن ّه قد أدخل هم ف الفر قة الناج ية‪ ،‬وهذا ما‬
‫ي صبون إل يه‪ .‬وأم ّا أ هل ال سنّة الُلّص‪ ،‬فقال لل مر من هم بالعروف‪ ،‬والنا هي‬
‫من هم عن الن كر‪ ،‬والجا هد ف سبيل ال‪ ،‬وم َن وافق هم ف ذلك من الفِرق‬
‫الضالة والماعات السلمية‪ :‬أنتم من <الطائفة النصورة>‪ ،‬وم َن تقاعس‪،‬‬
‫فهو من <الفرقة الناجية> ـ ل الفِرَق الالكة ـ فتمّ له بذلك ما يريد‪.‬‬
‫ولذا فإنّ التفريق‪ :‬سياسي حركي‪ ،‬منهجي‪ ،‬ل علمي‪ ،‬فتنبّه !!!‬
‫وأمّا إذا أردت أن تعلم أنّ هم منادون بذلك ال سم العام‪ ،‬أو الج مل ف ما‬
‫عليك إلّ أن تلقي نظرة على سلسلة دارهم‪ ،‬دار الوطن‪< :‬رسائل ودراسات ف‬
‫منهج أهل السنّة>‪.‬‬
‫وكتاب <أههل السهنّة والماعهة معال النطلقهة الكهبى> للمصهري‪،‬‬
‫هّة والماعهة فه النقهد والكهم على الخريهن> للصهين‪،‬‬ ‫و<منههج أههل الس ن‬
‫والقالت الت تنشر ف ملّتهم <البيان>‪ ،‬وملّتهم <السنّة>‪.‬‬
‫وافهم ـ معي ـ فهمًا دقيقًا لقوله‪...< :‬فقد اختار مؤسّس الدعوة العباسية‬
‫مم ّد ابهن علي بهن عباس الزمان والكان والشخاص>‪ ،‬وقوله‪< :‬وكان الدعاة‬
‫يتمعون سنويّا بالؤ سّس ممّد بن علي العباس>‪ ،‬وقوله‪< :‬ح يث كان التنظ يم‬
‫هرميّا>‪.‬‬
‫ول كي تف هم الكلم ال سابق فهمًا صحيحً ـ إن شاء ال ـ فإن ّي سأطرح‬
‫عل يك ثل ثة أ سئلة‪ ،‬ثّ أج يب عن ها ب ا أ ستطيعه من قرائن وأحوال‪ ،‬سائلً الول‬
‫التوفيق والسداد ف ذلك‪ .‬أمّا السئلة‪ ،‬فهي‪:‬‬
‫ـ أين سيكون خروجهم ؟‬
‫من هم الشخاص الذين سيقومون به ؟‬ ‫ـو َ‬
‫ـ وما هو الزمان المناسب لذلك ؟!!‬
‫فالسـؤال الول‪ :‬أجاب ع نه سلمان العودة ف ر سالته <جزيرة‬
‫ال سلم> ح يث قال‪< :‬إ نّ ال ـ عزّ وجلّ ـ هو الالق‪ ،‬و هو الختار‪ ،‬خلق‬
‫البشر‪ ،‬واختار منهم الرسل والنبياء‪ ،‬ـ عليهم الصلة والسلم ـ وخلق اللئكة‪،‬‬
‫واصطفى منهم أفضلهم‪ :‬جبيل‪ ،‬وميكائيل‪ ،‬وإسرافيل‪ ،‬وخلق البلد والرضي‪،‬‬
‫هي أفضلها وأطهرها‪ ..‬هناك أماكن اختارها ال ـ عزّ وجلّ ـ‬ ‫واختار منها بقاعًا‬
‫وا صطفاها واخت صّها‪ ،‬و هي كثية جدّا فلن قف على ش يء من ها‪ ،‬وطرف مِم ّا‬
‫ورد ف فضائلها‪:‬‬
‫أ ـ مكة والرم‪ :‬لقد اختار ال تعال مكة والرم من حولا‪...‬‬
‫ب ـ الدينة النورة‪.‬‬
‫إنه مهن الماكهن الفاضلة الصهطفاة بلد الجاز فه‬ ‫ج ـ أرض الجاز‪ّ :‬‬
‫الملة‪ ،‬حت لقد قال فيها النب ف حديث ابن عمر الذي رواه مسلم‪< :‬إ نّ‬
‫السلم بدأ غريبًا‪ ،‬وسيعود غريبًا كما بدأ‪ ،‬وهو يأرز بي السجدين‪ ،‬كما تأرز‬
‫الية ف جحرها>‪ .‬أي بي مسجدي مكة والدينة‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬فالدين يتمع ويرجع إل بلد الجاز‪ ،‬إل مكة والدينة وما بينهما‪.‬‬
‫د ـ اليمن‪ :‬من الماكن الفاضلة‪ :‬اليمن‪ ،‬وهي جزء من جزيرة العرب‪ ،‬وقد‬
‫ورد ف فضلها عدّة أحاديث منها‪...< :‬اليان يان‪ ،‬والكمة يانية‪ .>...‬وف‬
‫رواية <الفقه يان‪ ،‬والكمة يانية>‪.‬‬
‫واليمن يشمل مواقع عديدة‪ ،‬فحت أهل الدينة هم ف الصل من اليمن‪،‬‬
‫وكذلك ما تيامن عن الكعبة‪ ،‬فيعدّ من اليمن‪ ،‬وليس اليمن مقصورًا على البقعة‬
‫الغرافية الت تسمى اليوم ب <اليمن>‪ ،‬وإن كانت هذه الرقعة الغرافية داخلة‬
‫فيه دون شكّ‪.‬‬
‫جاء ذكهر الزيرة العربيهة <جزيرة السهلم> فه أحاديهث عدة‪ ،‬وتلك‬
‫الحاديث على نوعي‪:‬‬
‫النوع الول‪:‬‬
‫ن صوص صرية أ ّن ال نب ح كم لذه الزيرة <عا صمة ال سلم>‬
‫بأنّ ها تتميّز عن كلّ بلد الدنيا‪ ،‬بكم خاصّ‪ ،‬وهو‪ :‬أن ّه ل يتمع فيها دينان‪،‬‬
‫ول ي ساكن ال سلم في ها ملة أخرى‪ ،‬ل يهود ية‪ ،‬ول ن صرانية‪ ،‬ول مو سية‪ ،‬ول‬
‫وثنية‪ ،‬ول غيها‪...‬‬
‫ـ‬ ‫و ما ذلك إلّ أنّ ها النطلق الول والخ ي لل سلم‪ ،‬ول نّ ال ـ تعال‬
‫كتهب أن تكون فه هذه الزيرة <الدار>‪ ،‬ك ما قال ال عزّ وجلّ‪ :‬وَاّلذِينَ‬
‫تَبَوّأُوا الدّارَ وَالِيَان َ م ِن قَبْ ِلهِم ْ ُيحِبّون َ مَن ْ هَا َجرَ ِإلَيْهِم ْ وَلَ َيجِدُون َ فِي‬
‫صدُورِ ِهمْ حَا َجةً مِمّا أُوتُوا [سورة الشر‪ ،‬الية‪.]9 :‬‬
‫ُ‬
‫فههي دار اليان‪ ،‬وبلده‪ ،‬وأرضهه الته يأوي إليهها أههل اليان مهن كلّ‬
‫مكان‪ ،‬وف ك ّل زمان‪.‬‬
‫ميزات هذا الوقع‪:‬‬
‫هذه الزيرة الت اختاره ا ال لتكون دار الس لم‪ ،‬ومأوى الؤمني ‪،‬‬
‫تتمتّع بعدّة ميزات‪ ،‬ل تتمع ف غيها من البلد‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ـ أنّ ها وسط ف الرض كلّها‪ ،‬فكأنّنا ـ نن السلمي ـ سرنا ف البسيطة‬
‫حت إذا صرنا ف مركز الرض قعدنا‪ ،‬وقلنا‪ :‬هذا هو موقعنا الذي اختاره ال لنا‬
‫<جزيرة العرب>‪.‬‬
‫ـ أ نّ ال عزّ وجلّ أودع ف تلك الرض كنوزًا وخيات كثية‪ ،‬وج عل‬
‫فيها خزائن الرض‪.‬‬
‫فإ نّ هذه الزيرة تقوم على خزّان من النفط‪ ،‬والنفط اليوم هو أعظم ثروة‬
‫ماد ية تقوم علي ها الياة البشر ية‪ ،‬فل ي كن أن ي ستغن الناس اليوم ف الشرق أو‬
‫الغرب عن تلك الثروة؛ ل نّ اقت صادهم‪ ،‬و صناعتهم‪ ،‬وو سائل مدنيّت هم‪ ،‬بش ت‬
‫أنواعها‪ ،‬مبنية على الثروة النفطية‪.‬‬
‫إ ّن المّة يوم تتمكّن من التحكم القيقي باليات الت أودعها ال فيها ستكون‬
‫ك ـ هي القائمة على المم‪ ،‬القادرة على قيادة البشرية‪ ،‬وتوجيه مسيتا‪،‬‬
‫ـ بدون ش ّ‬
‫ونشر دين ال ف أرجاء الدنيا من أقصاها إل أقصاها‪ ،‬وإنّ غدًا لناظره قريب‪.‬‬
‫إ ّن الزيرة العرب ية بكلّ هذه اليزات ت ستطيع أن ت ستغن عن الدن يا كلّ ها‪،‬‬
‫ت ستطيع أن ت ستغن بثروات ا وخيات ا وش سها وجوّ ها‪ ،‬وموقع ها‪ ..‬عن كلّ أ مم‬
‫الرض‪.‬‬
‫ولكن‪ ..‬هل تستطيع أن تستغن عن هذه الزيرة ؟! كلّ‪ ..‬ل تستطيع‪.‬‬
‫إ نّ هذه الزيرة تلك ق بل كلّ ش يء أمرًا عظيمًا من ذلك كلّه‪ ،‬أل و هو‬
‫أنّ ها تو صل الدا ية إل البشر ية‪ ،‬أن ت مل هذا النور إل العال ي كافّة‪ ،‬أن تبلّغ‬
‫ذلك الد ين الذي كلّف الُ ـ تعال ـ ال سلمي قاطب ًة بنشره ب ي ال مم‪ ،‬ال ت ل‬
‫تلك إلّ التيه‪ ،‬والضياع‪ ،‬والضلل‪ ،‬والدمار‪ ،‬والبوار‪.‬‬
‫ثّ تلك من خزائن الدن يا ومفات يح الضارة والقت صاد‪ ،‬ما ل يل كه العال‬
‫كله من أقصاه إل أقصاه !>‪ .‬اه‬
‫ومِم ّا يؤكّد أيضًا ـ مع ما سبق ـ أ نّ انطلقتهم إنّ ما هي جزيرة العرب‪،‬‬
‫هو‪ :‬أنّه حينما قام الهاد الفغان‪ ،‬وترّك كثي من الناس والدعاة لنصرة إخوانم‬
‫ال سلمي هناك‪ ،‬ح ت أ نّ ب عض أولئك الدعاة قال‪< :‬إ نّ الهاد فرض ع ي>‪،‬‬
‫وبدأ الشباب الطيّب من هذا البلد بالذهاب إل الهاد الفغان‪.‬‬
‫وحين ما انز عج هؤلء من تلك الفتاوى و من ذهاب الشباب من هذا البلد‬
‫إل هناك‪ ،‬أصدر سفر كتابًا يردّ فيه على القائلي بأنّ الهاد فرض عي‪.‬‬
‫وأجاب سهلمان العودة عهن سهؤال عهن الذهاب إل أفغانسهتان فه آخهر‬
‫شريطه‪< :‬أل إنّ نصر ال قريب>‪ ،‬قائلً‪< :‬ل شكّ أنّ الذهاب إل أفغانستان‬
‫للتدريب أمر طيّب ف كلّ وقت !!!‬
‫وأمّا الذهاب للجهاد فل ينب غي أن يذ هب الن سان إلّ بإذن والده‪ ،‬فإن ل‬
‫يأذن له بذلك‪ ،‬فل يذهب !!!>‪ .‬اه‬
‫بل سعى أولئك ف دعوة الش يخ ا بن عثيم ي ـ حف ظه ال ـ لنا طق عدّة‪،‬‬
‫كالنط قة الشرق ية‪ ،‬والغرب ية‪ ،‬وغيه ا‪ ،‬للقاء ب عض الحاضرات‪ ،‬و ما أن ينت هي‬
‫الش يخ من ماضر ته تلك‪ ،‬إلّ ويُ سأل عن ح كم الهاد ف أفغان ستان‪ ،‬هل هو‬
‫فرض ع ي‪ ،‬أو فرض كفايهة ؟!! لنّهه سيقول ب ا يوا فق رأيههم‪ ،‬لكنهّ الش يخ‬
‫ـ حفظه ال ورعاه ـ كما يعتقد غيه من إخوانه العلماء ل سيما علماء هذا البلد‪،‬‬
‫بأ نّ لمام هذا البلد ف أعناق هم بي عة شرع ية‪ ،‬ف هو يقول ف جوا به‪< :‬الهاد ل‬
‫يكون فرض عي إلّ ف حالة من إحدى الالت الثلث التالية‪:‬‬
‫إذا استنفر المام‪ :‬وجب وتعيّن الهاد على م َن استنفرهم المام‪ ،‬والمام‬
‫ل يستنفر‪ ،‬فل يكون فرض عي‪ ،‬بل فرض كفاية‪.‬‬
‫والثان ية‪ :‬إذا الت قى ال صفّان‪ ،‬فم َن ح ضر ذلك تعيّ َن عل يه القتال‪ ،‬والذ ين‬
‫هنا ل يصل لم هذا‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬إذا ل يستطع جيانم من السلمي دفع شرّ ذلك العتدي‪ ،‬وجب على‬
‫مَن بعدهم‪ ،‬وهكذا إل أن يعمّ السلمي‪ ،‬ول يصل ذلك‪ ،‬فلم يكن فرض عي>‪.‬‬
‫بلف أولئك ال سياسيي‪ ،‬فإنّ هم ل يقولوا‪ :‬إن ّه فرض ع ي إلّ لا جة ف‬
‫نفو سهم‪ ،‬و هي‪ :‬أنّ نا إنّ ما بذل نا الو قت والال‪ ،‬وال هد‪ ،‬وعلّمنا هم‪ ،‬وربّينا هم‪،‬‬
‫ل ستخدامهم ف الوقت الناسب‪ ،‬ف الكان الناسب‪ ،‬أم ّا أن يذهبوا فيموتوا ف‬
‫جبال أفغانستان‪ ،‬فما فعلنا شيئًا يذكر‪ .‬لاذا ؟ لنّ الفغان وبلدهم ل يكونوا من‬
‫الصطفي‪ ،‬بلف الزرة العربية وأهلها‪.‬‬
‫بل إنّ هؤلء القوم قد ركّزوا ـ ول يزالون يركّزون ـ على بقعة من هذه البلد‪،‬‬
‫أل وهي الناطق النوبية من الملكة‪ ،‬ك <أَبْهَا>‪ ،‬وما حولا‪ ،‬وذلك لمور أهّها‪:‬‬
‫ـ أ نّ هذه النطقة َجبَلية وعرة‪ ،‬ل تكاد تصل إليها السيارات‪ ،‬ل سيما إذا‬
‫قطعت طرقها‪.‬‬
‫ـ وأ نّ كثيًا منهم قد تدرّب على صعودها‪ ،‬ونزولا‪ ،‬وتسلّق جبالا‪ ،‬وذلك‬
‫مهن خلل رحلت <الراكهز الصهيفية>‪ ،‬وكذا مها يسهمى ب <الكتبات>‪،‬‬
‫والت يضع جلّها لؤلء الركيي‪ ،‬فإذا ذهبوا قاموا بتدريب هؤلء الشباب على‬
‫الراسات الليلية‪ ،‬والجوم على العسكرات الخرى‪ ،‬وهي ف ظاهر أمرها ترفيه‪،‬‬
‫وف باطنه إعداد العدّة لليوم الكريه‪.‬‬
‫ـ وأنّ كثيًا من الشباب الذين ذهبوا إل الهاد الفغان قد تدرّب على مثل‬
‫تلك الناطق‪.‬‬
‫ـ ولتوفّر مقوّمات الياة الكاملة فيها‪ ،‬فالرض فيها آبار وأشجار وزروع‪،‬‬
‫والوّ جيّد‪ ،‬مطر غالبًا‪ ،‬بلف غيها‪.‬‬
‫ـ ولسهولة تريب السلح إليها ـ ل سيما من اليمن ـ وهذا هو مَكْم َن‬
‫الداء‪.‬‬
‫وانظر إل كلم سلمان العودة ف الرب الدائرة بي اليمني‪ ،‬ووصفه لليمن‬
‫الشمال بأحسهن الوصهاف‪ ،‬بهل وصهفه بتطهبيق السهلم صهغيه وكهبيه‪ ،‬قليله‬
‫وكثيه‪ ،‬ووصفه للجنوبيي بأنّهم خوارج‪ ،‬حيث قال عنهم‪:‬‬
‫<‪...‬الواقع أن ّه ليس ف اليمن شال وجنوب‪ ،‬بل كلّه ين واحد‪ ،‬لمته‬
‫و سداه ال سلم‪ ،‬وحاك مه الشري عة‪ ،‬وقدو ته الر سول عل يه ال صلة وال سلم‪،‬‬
‫ومبدأه التحا كم إل ال والر سول‪ ،‬ول يوز ل حد أن ين فر أو ينفرد عن هذه‬
‫القاعدة‪ ،‬أو يرج علي ها‪ ،‬أو يتمرّد على شري عة ال عزّ وجلّ‪ ،‬أو نظا مه‪ ،‬أو سنّة‬
‫رسهوله ‪ ..‬ونن ني ّي أبناء اليم ن كلّه‪ ،‬وكلّه م فل فرق عندن ا بي شال‬
‫وجنوب‪ ،‬ول بي قبيلة وأخرى‪ ..‬فالعبة عندنا بأولئك البطال من أبناء اليمن‬
‫شاله وجنوب ه‪ ،‬الذي ن ص دقوا م ا عاهدوا ال علي ه‪ ،‬فاتقوا ال تعال‪ ،‬ودَعَوا‬
‫إليه‪ ،‬وتناصروا فيه‪ ،‬وتوحّدوا على كلمته‪ ،‬وأمروا بالعروف‪ ،‬ونوا عن النكر‪،‬‬
‫ووالوا ف ال‪ ،‬وعادوا ف ال‪ ،‬وأخذوا ف ال‪ ،‬وأعطوا ف ال‪ ،‬وإنّم ا تنال‬
‫ول ية ال بذلك؛ فهنيئًا ل م موعود ر سول ال باليان‪ ،‬ح ت قال ال‪ :‬يَا‬
‫أَيّهَا الّذِي نَ آ َمنُوا مَن يَ ْرَتدّ مِنكُ مْ عَن دِينِ هِ ـ ف أزمنة الردّة ـ فَ سَ ْوفَ َي ْأتِي الُ‬
‫بِقَوْ مٍ يُحِبّهُ مْ َوُيحِبّونَ هُ‪ ،‬أذِّلةٍ َعلَى الُ ْؤمِنِيَ‪ ،‬أَعِ ّزةٍ عَلَى الكَافِرِي نَ‪ُ ،‬يجَا ِهدُو نَ فِي‬
‫سَبِي ِل الِ َولَ َيخَافُونَ لَ ْومَةَ َلئِمٍ ‪.‬‬
‫قال النب ـ وأشار إل أب موسى الشعري ـ‪َ < :‬و ُهمْ َهذَا وَ َق ْومُهُ>‪.‬‬
‫فأه ل اليم ن ه م الثابتون ف زم ن الردّة‪ ،‬ف غي موض ع م ن تاري خ‬
‫ال سلم‪ ،‬ولعلّ ال تعال أن يدّد ف أ هل زمان نا هذا من هم‪ ،‬و من غي هم‪ ،‬ما‬
‫عرفه التاريخ وحفظه لم‪.‬‬
‫وثَمَّة حديث آخر ينصّ على منطقة بعينها من اليمن‪ ،‬وهو حديث طريف‬
‫ل بأس بإيراده‪ ،‬عن ا بن عباس أ نّ ال نب قال‪< :‬يرج من عدن أب ي اث نا‬
‫ع شر ألفًا‪ ،‬ين صر ال تعال ب م ال سلم‪ ،‬هم خ ي ما بي ن وبين هم>‪ .‬والد يث‬
‫صحّحه غي واحد من أهل العلم‪ .‬وفيه بشارة خا صّة لهل تلك البلد‪ ،‬بأ نّ ال‬
‫تعال سوف يعزّ أمر الدين‪ ،‬وينصر اللة‪ ،‬ويقيم القّ‪ ،‬ويمع الكلمة‪ ،‬بإذنه وحوله‬
‫وقوّته‪ .>..‬اه‬
‫وأ ّما الجواب عن السؤال الثاني فهو‪ :‬إ نّ الذين سيقومون‬
‫بذلك الروج ههم أبناء أناس مهن أبناء الزيرة العربيهة خاصهّة‪ ،‬ومَهن كان على‬
‫منهجهم مِمّن هو من خارجها؛ لنّهم هم الذين اتصفوا بصفات خَلقية وخُلُقية‬
‫لنه جزيرة العرب ههي عاصهمة‬‫تؤهّلههم للقيام بذلك‪ ،‬بهل لقيادة العال بأسهره‪ّ ،‬‬
‫يهتمه القطهبيون بالفغان‪،‬‬
‫ّ‬ ‫السهلم والسهلمي‪ ،‬وأهلهها ههم قادتمه‪ ،‬ولذا ل‬
‫وال سودان‪ ،‬وال صومال‪ ،‬والن سيات الخرى‪ ،‬لنّ هم ل يت صفوا بذلك‪ ،‬وبلد هم‬
‫ليست كذلك ـ أيضًا ـ وإلّ لو كان ذلك كذلك‪ ،‬لاهدوا مع الفغان بأنفسهم‪،‬‬
‫ولاجروا إل السودان بعد حكم البشي لا‪.‬‬
‫وإل يك توض يح سلمان العودة لذلك‪ ،‬ف ر سالته <جزيرة ال سلم>‬
‫ـ آنفة الذكر ـ حيث يقول‪ ..< :‬ومن طريف ما تتحدّث عنه بعض النظريات‬
‫الف سيولوجية‪ :‬أ نّ جزيرة العرب ب كم وجود ها ف النط قة التو سّطة ب ي الشرق‬
‫هيًّا‪ ،‬ولذلك فإنّه أج سام أهلهها تناسهب جوّ ها‪،‬‬
‫والغرب‪ ،‬فإ نّ جوّ ها معتدل نس ب‬
‫وتستطيع التكيف مع الجواء الخرى ف الناطق الارّة‪ ،‬والناطق الباردة‪ ،‬فكأ نّ‬
‫أهل ها قد هيّئوا ل كم الدن يا كلّ ها‪ ،‬وبالتال صارت أج سامهم تتأقلم مع كلّ‬
‫الرجاء وكلّ البيئات‪.‬‬
‫وهذا بلف الذيهن يعيشون ـ مثلً ـ فه الناطهق الباردة‪ ،‬كأههل البلد‬
‫المريكية‪ ،‬فإنّ هم ل يستطيعون التكيف مع جوّ هذه الزيرة‪ ،‬ولذلك فإنّ هم إذا‬
‫جاءوا إليها فسرعان ما تتأثّر سحناتهم ووجوههم‪ ،‬وتتغي ملمهم‪ ،‬بل بعد فترة‬
‫ينتقل التأثي إل أجهزة أجسامهم‪ ،‬فل يستطيعون البقاء فيها طويلً‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬فهذه ميزة ل هل الزيرة‪ ،‬تُمكّن هم من غزو بلد الدن يا كلّ ها‪ ،‬لن شر‬
‫دين ال ف أنائها‪ ،‬فهم يستطيعون أن يعيشوا ف كلّ الجواء ف البلدان الختلفة‪.‬‬
‫فضل العرب وقبائلهم وبلؤهم ف السلم‪:‬‬
‫إنّ ن ل ست من القومي ي الذي يقدّمون العرب على كلّ الجناس‪ ،‬سواءً‬
‫كان أولئك العرب مسلمي أو يهودًا أو نصارى ـ حا شا ل ـ ‪ ،‬فإ نّ تلك القومية‬
‫دين آخر غي دين السلم‪ .‬ولكن ّي ف الوقت نفسه لست من الشعوبيي الذين‬
‫ينتقصون العرب‪ ،‬ويتّهمونم‪ ،‬ويفضّلون عليهم شعوبًا أخرى‪.‬‬
‫كلّ‪ ..‬لست من هؤلء ول من أولئك‪ ،‬ولكن ّي أريد أن أُثب ِت أ نّ للعرب‬
‫فضلً‪ ،‬تؤيّده الدلة‪ ،‬ويشهد له التاريخ‪.‬‬
‫يقول ش يخ ال سلم ا بن تيم ية ـ رح ه ال ـ ‪< .‬الذي عل يه أ هل ال سنّة‬
‫والماعة اعتقاد أ نّ جنس العرب أفضل من جنس العجم‪ ،‬عبانيهم‪ ،‬وسريانيهم‪،‬‬
‫وروميهم‪ ،‬وفارسيهم‪ ،‬وغيهم‪.>...‬‬
‫فجنس العرب ـ على سبيل الجال ـ أفضل من جنس العجم وقد يوجد ف‬
‫ه ثبهت هذا الفضهل للعرب على غيههم‬ ‫العجهم أفرادًا أفضهل مهن العرب‪ ..‬وإنّم ا‬
‫بسبب مزايا عديدة‪ ،‬وخصائص فريدة‪ ،‬خصّ ال با العرب ومن أبرز ذلك‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الزية الول‪ :‬اللغة‪...‬‬
‫‪ 2‬ـ الزية الثانية‪ :‬الفظ‪...‬‬
‫‪ 3‬ـ الزية الثالثة‪ :‬العقول‪.‬‬
‫فالعرب وباصّة ف هذه البلد يتميّزون بعقول علمية منتجة‪ ،‬عقول كيف‬
‫ي صلون إل ما يريدون‪ ،‬ك يف يطون الطر يق لن صر دين هم‪ ،‬ك يف ياهدون ف‬
‫سبيل ال ؟!! إنّها عقول حيّة صافية‪ ،‬ل تدمرها ضللت الفلسفة‪ ،‬الت ضيّعت‬
‫كثيًا مهن العقول العجميهة‪ ،‬ول تسهتهلكها سهفاهات الترف والضياع والري‬
‫خلف أمور ل طائل تتها‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ الزية الرابعة‪ :‬الغرائز والخلق‪.‬‬
‫إ نّ العرب يتميّزون بأخلق وغرائز ل يتميّز با غيهم‪ ،‬وهذا أمر ل يش كّ‬
‫فيه م َن عايش العرب‪ ،‬وعايش غيهم من المم والشعوب‪ ،‬فهم أطوع للخي‪،‬‬
‫وأقرب لل سخاء‪ ،‬واللم‪ ،‬والشجا عة‪ ،‬والوفاء من غي هم‪ ،‬ح ت ف الاهل ية‪،‬‬
‫فقد كان لم ف الاهلية طبيعة حيدة‪ ،‬وسجايا كرية‪ ،‬لكنّها كالرض الطيبة الت‬
‫ل ينل عليها الغيث‪ ،‬فلمّا جاء السلم واعتنقه أبناء الزيرة كان كالغيث الذي‬
‫نزل على أرض طيبة‪ ،‬فاهتزّت وربت وأنبتت من كلّ زوجٍ بيج‪.‬‬
‫لقد كانوا ف جاهليتهم يبعدون عن الغطرسة والزدراء‪ ،‬وكانوا يهيمون‬
‫بالر ية‪ ،‬ويأبون الذلّ وال ستعباد‪ ،‬ول يقبلون الض يم‪ ،‬ول ي ستمرئون ال سف‪،‬‬
‫بأي ّ حال من الحوال‪ ،‬ف حي أ نّ الشعوب الخرى‪ ،‬كانت ل تأب الضيم‪ ،‬ول‬
‫تأنف من الستعباد‪...‬‬
‫أم ّا العرب فل يعرفون ف حياتم التزلف والنفاق‪ ،‬وتمل الستعباد‪ ،‬بل‬
‫جُبِلوا على حبّ الري ة‪ ،‬وعزّة النف س‪ ،‬والعتدال ف التعظي م‪ ،‬حت كانوا‬
‫يتنعون ـ أحيانًا ـ من تلبية مطالب بعض ساداتم وملوكهم‪.‬‬
‫ثناء نبوي‪:‬‬
‫ولقد أثن رسول ال على قبائل العرب‪ ،‬وبيّن بلءها ف السلم‪ ،‬فيما‬
‫مضى‪ ،‬وفيما يستقبل‪ ،‬وهو كثي يطول الكلم فيه‪ ،‬ولكن من ذلك‪:‬‬
‫أنّه أثنه عليهه الصهلة والسهلم على <قريهش>‪ ،‬فقال‪< :‬النّاسُ تَبَعٌ‬
‫ش ْأنِ‪ ،‬مُسْلِ ُم ُهمْ تََبعٌ لِمُسْلِ ِم ِهمْ‪َ ،‬وكَافِرُ ُهمْ تََبعٌ لِكَافِرِ ِهمْ>‪.‬‬
‫لِقُ َرْيشٍ فِي َهذَا ال ّ‬
‫ـ وأث ن على <أ سلم> و<غفّار>‪ ،‬فقال‪َ< :‬أ ْسَل ُم سَاَل َمهَا الُ‪َ ،‬و َغفَا ُر‬
‫َغ َف َر ا ُل َلهَا>‪.‬‬
‫ـ وقال عل يه ال صلة وال سلم‪ُ < :‬ق َريْ شُ‪ ،‬وَا َلنْ صَارُ‪ ،‬وَجُهَ ْيَنةُ‪ ،‬ومزي نة‪،‬‬
‫جعُ‪ ،‬مَوَالِيّ‪ ،‬لَ ْيسَ لَ ُهمْ مَوْلًى دُو َن الِ َورَسُولِهِ>‪.‬‬
‫َوأَسْ َلمُ‪َ ،‬و َغفَارُ‪َ ،‬وأَ ْش َ‬
‫ـ وقال أبو هريرة ‪ :‬ل أزال أحبّ بن تيم‪ ،‬منذ ثلث سعتهنّ من رسول‬
‫ال‪ ،‬سعت رسول ال يقول‪ُ < :‬همْ أَ َشدّ أُمّتِي َعلَى الدّجَالِ>‪.‬‬
‫قال‪ :‬وجاءت صهدقاتم فقال النهب ‪َ < :‬هذِه ِ ص َدَقَاتُ قَ ْومِنَا> قال‪:‬‬
‫وكا نت سبية من هم ع ند عائ شة‪ ،‬فقال ر سول ال ‪< :‬أَعِْتقِيهَا َفِإنّهَا مِ نْ َوَلدِ‬
‫إِسْمَاعِيلَ>‪.‬‬
‫كلّ م ا أس لفنا يدلّ على أن ّ ال تعال اختار هذه الزيرة لتكون ه ي‬
‫جزيرة ال سلم‪ ،‬وعا صمة الد ين‪ ،‬وهذا أ مر تؤيّده شوا هد التار يخ‪ ،‬ودِللت‬
‫الواقع‪ ،‬والخبار النبوية عن الستقبل>‪ .‬اه‬
‫هل أدركت أخي الكري ما الذي كان العودة يريده حي إيراده لذا الكلم‬
‫القّ ؟!!‬
‫ما الجواب عن السؤال الثالث‪ :‬فقد كفان عن الواب‬ ‫وأ ّ‬
‫عنه ممّد قطب‪ ،‬فيما نقله عنه تلميذه الليل ف كتابه <وقفات تربوية> ص (‬
‫‪ ،)162‬حيث قال‪< :‬أم ّا الذين يسألون إل مت نظلّ نرب ّي دون أن (نعمل)؟‬
‫فل نسهتطيع أن نعطيههم موعدًا م ّددًا‪ ،‬فنقول لمه‪ :‬عشهر سهنوات مهن الن‪ ،‬أو‬
‫عشر ين سنة من الن‪ ،‬فهذا ر جم بالغ يب‪ ،‬ل يعت مد على دل يل وا ضح‪ ،‬وإنّ ما‬
‫نسهتطيع أن نقول لمه‪ :‬نظلّ نرب ّي حت تتكوّن القاعدة الطلوب ة بالج م‬
‫العقول‪ .>...‬اه‬
‫وال سؤال هو‪ :‬ك يف يعرفون أن القاعدة الطلو بة قد تكو نت بال جم‬
‫العقول ؟!!!‪.‬‬
‫والواب ما قاله العبدة‪< :‬وكان الدعاة يتمعون سنويّا بالؤ سس ممّ د‬
‫ابن علي العباسي‪ >...‬اه‪.‬‬
‫و من المور ال ت يعرف هؤلء أن ّه قد تكوّ نت ل م تلك القاعدة الطلو بة‬
‫بال جم العقول‪ :‬النا سبات العامّة ال ت يت مع في ها الناس‪ ،‬كال جّ والعتمار ف‬
‫رمضان‪ ،‬وحضور الحاضرات والندوات العام ّة والشاركهة فه الراكهز الصهيفية‬
‫والكتبات وغيها‪.‬‬
‫واعلم بأ نّ كلّ فرد ف تلك الرا كز ال صيفية‪ ،‬أو الكتبات الا صّة بؤلء‪،‬‬
‫يتابع متابعة شديدة جدّا‪ ،‬لينتقي من تلك الجموعة م َن سيكون قياديّا فيما بعد‪،‬‬
‫وإليك بعض النماذج والت هي بثابة التقارير الت تكتب عن أفراد الكتبة‪ ،‬علمًا‬
‫بأ نّ هذه النماذج تباع علنًا ف ال سواق‪ ،‬و ف مكتبات القرطا سية‪ ،‬ف هي علن ية‬
‫سرّية‪[ .‬انظر النموذجي التاليي ف الصفحتي التاليتي]‪.‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪174‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪176‬‬

‫واعلم بأنّه حي تل هذه الوراق من قبل الشخص الباشر لم؛ فإنّ معرفته‬
‫بصي تلك الوراق تنقطع من حي رفعها لسؤوله الباشر‪ ،‬فل يدري عنها شيئًا‪،‬‬
‫ول يدري أين تذهب‪ .‬وأنا بدوري أتساءل إل أين تذهب ؟!! وم َن هم الذين‬
‫يتّخذون قرار النتقاء من أولئك النتظمي بتلك الكتبة ؟!!‬
‫وهناك ـ أيض ًا ـ طرق أخرى لعرفهة حجهم تلك القاعدة عهن طريهق‬
‫الحاضرات العام ّة‪ ،‬كالديهث عهن <الدش> وكمشروع سهفر لترجةه‬
‫<الواب الصهحيح لِمَهن بدّل ديهن السهيح> لشيهخ السهلم‪ ،‬وكمشروع‬
‫سلمان الذي أقامه ف القصيم‪ ،‬باسم‪< :‬السنّة>‪.‬‬
‫وقت خروجهم‪:‬‬
‫وأمّا ساعة صفرهم فأظنّ ها كا نت ف أز مة الل يج‪ ،‬ح يث كانوا يعدّون‬
‫تلك اللح ظة ل ظة انطلق هم‪ ،‬فلمّا جاءت المور ف أز مة الل يج على غ ي ما‬
‫كانوا يتوقّعون أرادوا العودة إل ال سرّية‪ ،‬إلّ أنّ هم ل ي ستطيعوا ذلك‪ ،‬ل نّ ال مر‬
‫قد خرج من أيديهم‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ قبل احتلل الكويت بشهرين ـ تقريبًا ـ ألقى ناصر العمر ف الرياض‬
‫ماضرة بعنوان‪< :‬أسباب سقوط الندلس>‪ ،‬فجعلنا كالندلس‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وبعهد وقهع الحتلل مباشرة‪ ،‬وبعهد إفتاء هيئة كبار العلماء بواز‬
‫السهتعانة بالشركيه‪ ،‬انهبى سهفر فه الردّ عليههم فه شريطهه العروف‪:‬‬
‫<فستذكرون ما أقول لكم>‪ ،‬الذي أصبح ـ فيما بعد ـ كتابًا أساه ب <وعد‬
‫كيسنجر>‪ ،‬بيّن فيه أ نّ هذه الادثة حادثة مفتعلة لحتلل هذه البلد‪ .‬ومعلوم‬
‫أ نّ الدولة الحتلة يسقط وجودها القيقي‪ ،‬فينتج من ذلك أن ّه ل سع ول طاعة‬
‫ف أعناقهم لا لكونا قد سقطت‪ ،‬فوجب الدفاع‪ ،‬وحل السلح‪ ،‬والهاد‪.‬‬
‫يدلّك على ذلك قوله للهيئة ف ص (‪ 127‬ـ ‪ ..< :)128‬أم ّا من ج هة‬
‫الوا قع فالناط متلف جدّا‪ ،‬وعلي نا معرف ته ومدار سته‪ ،‬والروج ب ا يبئ الذم ّة‪،‬‬
‫ويسقط الؤاخذة‪ ،‬ويدفع عذاب ال عنّا‪ .>...‬اه‬
‫فمناطهه عنهد اليئة <السهتعانة>‪ ،‬ومناطهه عنهد سهفر <احتلل>‪،‬‬
‫فالكم إذن متلف‪ ،‬فاليئة الكم عندهم‪ :‬الواز‪ ،‬وسفر الكم عنده‪ :‬التحري‪.‬‬
‫وانظر ـ أيضًا ـ إل قوله ف التفرقة بي الكمي‪ ،‬وأ نّ اليئة ف واد وهو ف‬
‫وادٍ آخر‪ ،‬قوله ف كتاب <وعد كيسنجر> ص (‪ 131‬ـ ‪< :)134‬نستطيع‬
‫الوصول إل القيقة الت تبأ با الذمّة إن شاء ال‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ هل من الستعانة أن يكون الستعان به جيوشًا غفية‪ ،‬ورايات كثية‪،‬‬
‫لدول عظمى طامعة‪ ،‬تتحي ّن الفرصة لقتحام النطقة من سني‪ ،‬ويصبح عددهم‬
‫ثانية أضعاف اليش الستعي‪ ،‬أمّا العدّة واللة فل نسبة بي الفريقي ؟!‬
‫‪ 2‬ـ هل من الستعانة أن يصبح زعيم اليوش التحالفة‪< ،‬بوش>‪ ،‬وهو‬
‫صاحب المر والنهي ف القضية‪ ،‬سلمًا أو حربًا إن شاء‪ ،‬وإن رفض التنازل مطلقًا‬
‫ـ مع ر ضى صاحب القض ية ـ آل ال صباح ـ و به‪ ،‬وكذا غيه من حكام النط قة‬
‫وربّما قبل الصلح مطلقًا مع صدام؟‬
‫‪ 3‬ـ ك يف نوا فق ب ي تقي يد الضرورة زمانًا ومكانًا‪ ،‬وكمّ ا‪ ،‬وكيفًا‪ ،‬وب ي‬
‫الواقع ؟‬
‫أنه‬
‫فمهن جههة الزمهن‪ :‬ل تديهد لمه ول يدّه اليام‪ ،‬والناس يعلمون ّ‬
‫المريكان ي ستأجرون الجموعات ال سكنية وغي ها بعقود طويلة‪ ،‬هذا مع قول م‬
‫إنّ الرب قد تنشب‪.‬‬
‫ومن جهة الكان‪ :‬هل تركوا مطارًا أو قاعدة عسكرية ل يَنْزلوها ؟‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪178‬‬

‫ومن جهة الك مّ‪ :‬يسمع الناس كلهم أنّ هم كلّ يوم ف ازدياد ألوفًا مؤلّفة‪،‬‬
‫المريكان وحدهم سيزيدون عن (‪ )400000‬؟‬
‫ومن ج هة الكيف‪ :‬هم أصحاب القضية‪ ،‬وبيد هم زمام الو قف‪ ،‬فل يقال‬
‫لم‪ :‬كيف ؟ ل ندري أيقبلون أن يستعينوا باليوش العربية‪ ،‬ولو ف بعض المور‬
‫أم ل ؟‬
‫‪ 4‬ـ هل من الستعانة أن يكون الندي السلم شبه أعزل‪ ،‬والندي الكافر‬
‫ال ستعان به مدجّجًا بأحدث ال سلحة‪ ،‬من رأ سه إل أخ ص قدم يه‪ ،‬وت سب‬
‫الرصاصات على السلم كلّما دخل أو خرج ؟‬
‫‪ 5‬ـ ههل مهن السهتعانة‪ :‬أن يتحقّق مها خطّط له المريكان منهذ عشهر‬
‫سهنوات‪ ،‬وههو أن يكون للقوّات السهعودية والمريكيهة قيادة مشتركهة‪ ،‬ونظام‬
‫اتصال موحّد‪ ،‬ونظام إنذار مبكّر موحّد‪ ،‬بيث أصبحتا وكأنّهما شخصية معنوية‬
‫واحدة ؟‬
‫‪ 6‬ـ ههل مهن السهتعانة‪ :‬أن تقوم اليوش السهتعان باه بعمهل التاريهس‪،‬‬
‫ول ستحكامات على النشئات البترولية‪ ،‬وشبهها‪ ،‬ويبنون قوا عد عسكرية دا خل‬
‫الدن‪ ،‬ول سان حال م يقول‪ :‬إنّ ما نر سها من أهل ها ؟ ول يهمّ نا من البلد إلّ‬
‫هي ؟‬
‫‪ 7‬ـ ههل مهن السهتعانة‪ :‬مها صهرّحت بهه بعهض دول اللفاء الكهبى‬
‫ـ كفرن سا ورو سيا ـ من أنّ ها لن تد خل الرب إلّ بواف قة ملس ال من الدول‪،‬‬
‫أي‪ :‬دون النظر إل رغبة دول النطقة ورأيها ؟‬
‫‪ 8‬ـ هل من ال ستعانة‪ :‬أن ي صرّح ال ستعان به بأ نّ مهمّ ته هي تغي ي البلد‬
‫السلم الستعي؛ لتصبح حياته على النمط الغرب سياسيّا‪ ،‬واجتماعيّا‪ ،‬واقتصاديّا‪،‬‬
‫وخا صة ما يتعلّق بالرأة‪ .‬وا سعوا إن شئ تم إذا عة < صوت أمري كا>‪ ،‬واقرأوا‬
‫صحفها كلّ يوم تقريبًا ؟‬
‫‪ 9‬ـ ههل مهن السهتعانة‪ :‬أن تأته إل بلد نا جيوش ل نطلب ن ن ميئ ها‬
‫وعونا‪ ،‬وإنّ ما طلبتها أمريكا‪ ،‬حت إ نّ الدولة الت تتلكأ تؤنبها أمريكا‪ ،‬والدولة‬
‫الت تريد سحب جيوشها أو تبديلها تستأذن أمريكا ؟‬
‫‪ 10‬ـ هل من ال ستعانة‪ :‬أن يكون من أغراض نزول القوات الستعان ب ا‬
‫ف أرض ال سلم حا ية أ من اليهود‪ ،‬ك ما صرّح بذلك زعماء أمري كا‪ ،‬وللعلم‬
‫نقول‪ :‬إنّ القائد العام ليوش التحالف ـ نورمان شوارسكوف ـ يهودي !!‬
‫‪ 11‬ـ هل من ال ستعانة‪ :‬أن تطالع نا صحافة الدول ال ستعان ب ا كلّ يوم‬
‫بانتقاص هذه البلد‪ ،‬وتقيهها‪ ،‬والسهخرية مهن دينهها‪ ،‬وشعوباه‪ ،‬وعلمائهها‪،‬‬
‫وحكامها‪ ،‬وهو ما ل تكن تفعله بذه الكثرة من قبل‪ ،‬ومن ذلك ما نشرت التاي‬
‫ف ‪ 3‬سبتمب الا ضي‪ ،‬من أنّ هم علّقوا شعارًا على أ حد الطوط ال سعودية ف‬
‫أمريكا‪ ،‬يقول‪< :‬خذوا بترولم واضربوا أدبارهم> ؟‬
‫‪ 12‬ـ أَيُعق َل أن يكون موقف نا أمام صدام أض عف من مو قف إخوان نا‬
‫الجاهدين الفغان أمام الروس‪ ،‬ونن أثرى بلد ف العال‪ ،‬وشعبنا معدن الشجاعة‬
‫ف الدن يا‪ ،‬وأرض نا قارة؟ هذا و صدام ل يهاج نا‪ ،‬بل هو يردّد أن ّه ل يفك ّر ف‬
‫ذلك‪ ،‬أم ّا الروس فقهد ملكوا البلد كلّهها بالفعهل‪ ،‬وحاربوا بأسهلحة الدمار‬
‫الحرّمة دوليّا بكلّ أنواعها ـ ما عدا النووي منها ـ وكان مصيهم ما يعلمه العال‬
‫كلّه ؟‬
‫‪ 13‬ـ ل قد ا ستطاع الجرم صدام بناء أ سوار هائلة من الرمال‪ ،‬والوا جز‪،‬‬
‫واللغام‪ ،‬تعل اختراق الدبابات المريكية التطورة صعبًا للغاية‪ ،‬أكان يعجزنا أن‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪180‬‬

‫نفعل مثلها لنصدّ دبابته ؟ أمّا سلح الوّ فأستطيع الزم بتفوّق جيشنا فيه‪.‬‬
‫‪ 14‬ـ أل تسهتسلم عشرات الدبابات العراقيهة للمملكهة‪ ،‬ولو ل الواجهز‬
‫لتدفّق الزيهد ؟ فلو كن ّا صهادقي مهع ال‪ ،‬معاديهن لعداء ال‪ ،‬فاضحيه لزب‬
‫البعث‪ ،‬مواسي لخواننا السلمي ف العراق‪ ،‬فيما يعانونه‪ ،‬لطمأنّوا لنا‪ ،‬ولَم َا‬
‫كان دخولم حدودنا‪ ،‬لو أمر به صدام إلّ استسلمًا لنا‪ ،‬بل ربّ ما حولناهم إل‬
‫فاتي للعراق‪ ،‬مرّرين له من الكفر البعثي ؟‬
‫‪ 15‬ـ وأخيًا نسهأل‪ :‬أليهس وقوع مها حذّر منهه الناصهحون‪ ،‬وأخهب بهه‬
‫الصادقون‪ ،‬كما حذّروا‪ ،‬وأخبوا‪ ،‬دليلً على أنّ الرائد ل يكذب أهله ؟ فلماذا ل‬
‫يتاح لم فرصة الزيد من النصح والتحذير ؟>‪ .‬اه‬
‫ه وإيّاك للر شد ـ بأ نّ ف كلمهه ال سابق تاوزات‪،‬‬ ‫اعلم أخ يّ ـ هديت ُ‬
‫ومازفات‪ ،‬ومبالغات‪ ،‬بيّنهت الرب كذباه‪ ،‬وبعدهها عهن الواقهع؛ فل داعهي‬
‫لناقشتها‪.‬‬
‫ولكن ّ العجيب الغريب أ نّ شريطه ذلك ل يدع بيتًا من الوبر ول الدر إلّ‬
‫دخله‪ ،‬ومع ذلك يقول أتباعه‪ :‬إنّ السألة مسألة خلفية‪ ،‬وف الوقت نفسه يلزمون‬
‫الناس بتبن ّي رأيهم‪ ،‬ويشنعون النك ي عليهم‪ ،‬بل ل ألتق بأ حد على ف كر هؤلء‪،‬‬
‫إلّ وهو يعتقد أ نّ السألة <احتلل>‪ ،‬ل أنّ ها مسألة استعانة‪ ،‬فقلت‪ :‬سبحان‬
‫ال‪ ،‬هذا موقف منهجي حركي منظ ّم‪ ،‬ل أن ّه موقف شرعي؛ إذ لو كان موقفًا‬
‫شرعيّا لكان ـ على أقلّ تقدير ـ هناك خلف بينهم‪ ،‬فمنهم مَن ييز‪ ،‬ومنهم مَن‬
‫ل ييز‪ ،‬لكنّن وجدتا مسألة اتّفاقية‪ ،‬فعلمت أن ّه موقف منهجي حركي‪ ،‬دالّ‬
‫على تنظيمهم‪ ،‬ل غي‪.‬‬
‫ـ وبعد شهر من أزمة الليج ألقى ناصر العمر ماضرة ف النطقة الشرقية ف‬
‫الدمام‪ ،‬بعنوان‪< :‬لوم العلماء مسمومة>‪ .‬وذلك لنّ سفرًا حينما خالف هيئة‬
‫كبار العلماء‪ ،‬بدأ ب عض الناس يتكلّم ف يه‪ ،‬فأحب ّ الدفاع ع نه‪ ،‬مبيّنًا أ نّ ال سألة‬
‫خلفية على أبلغ تقدير‪ ،‬وما كان هذا شأنه فل تثريب على من خالف‪.‬‬
‫قلت‪ :‬حكم القاضي يرفع اللف بل خلف‪ ،‬فكيف إذا استفت الوال أو‬
‫الاكم علماءه ف مسألة خلفية فاختلفوا عليه‪ ،‬ثّ اختار أحد القولي؛ فهل يبقى‬
‫للخر ـ الن ـ الكلم‪ ،‬ونشر خلفه‪ ،‬أم الواجب ف حقّه السكوت بعد أن أدّى‬
‫مها عليهه‪ ،‬ل سهيما والسهألة خلفيهة‪ ،‬والاكهم قهد قضهى بالعمهل بأحهد هذيهن‬
‫حقّ لحد الن تفريق‬ ‫القولي ؟!! فكيف إذا ل يصل بي علمائه خلف ؟!! أَوَ يَ ِ‬
‫كلمتهم ؟!!‬
‫وأتركك ـ أخي القارئ الكري‪ ،‬بعد أن بيّنت لك ـ مع ناصر العمر قائلً‪:‬‬
‫<ثالثًا‪ :‬قد يف ت بعض العلماء بفتوى ل ا أ سبابا‪ ،‬فيخالف هم في ها آخرون من‬
‫العلماء أو طلب ة العلم‪ ،‬فيطع ن ف الخالف‪ ،‬ويتّه م بإثارة الفتن ة‪ ،‬وح ب‬
‫الظهور‪ ،‬وسرقة الضواء‪ ،‬وقلة العلم‪ ...‬ال‪.‬‬
‫وهذا تصرّف غي سليم‪ ،‬فعلينا أن ننتبه ف هذا المر لِمَا يلي‪:‬‬
‫(أ) أ ّن ك ّل يؤخذ من قوله ويُر ّد ـ وكذا أنتم ـ إ ّل رسول ال ‪ ،‬وما جاء به‪.‬‬
‫أنه الخالَفيه علماء‪ ،‬فيجهب تقديهر‬
‫أنه الخالِفيه علماء‪ ،‬كمها ّ‬
‫(ب) ّ‬
‫الخالِفي‪ ،‬وحفظ أعراضهم‪ ،‬وعدم أكل لومهم‪.‬‬
‫(ج) أن نعلم أنّ الرجال يُعرَفون بالقّ‪ ،‬وليس القّ يُعرَف بالرجال‪.‬‬
‫(د) أن نتثبّت من صحّة الفتوى‪ ،‬واكتمال شروط ها ع ند كلّ فر يق من‬
‫الفريق ي‪ ،‬فال هم هو صحّة الفتوى‪ ،‬واكتمال شروط ها‪ ،‬بغ ضّ الن ظر عن الفر يق‬
‫الذي صدرت منه من الفريقي>‪ .‬اه‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪182‬‬

‫قلت‪ :‬مها شاء ال يها ناصهر‪ ،‬أصهبحت حكمًا على العلماء‪ ،‬فتعرف مَهن‬
‫أصاب ال قّ وم َن أخطأه‪ ،‬ل أنّك قد عرفت م َن توفّرت ف فتواه شروط صحّتها‬
‫واكتمالا !!!‬
‫أنه مسهائل الجتهاد يسهوغ فيهها اللف‪ ،‬ولقهد وقهع اللف بيه‬ ‫(ه) ّ‬
‫ال صحابة ف ف هم قول الر سول ‪< :‬لَ يُ صَلّيَنّ أَ َح ُدكُ مُ العَ صْرَ إِلّ فِي بَنِي‬
‫قُ َرْيظَةَ> رواه البخاري‪ ،‬ووقع اللف بينهم بعد وفاة الرسول ‪ ،‬لكنّ ذلك ل‬
‫يؤدّ بم إل الفتنة والطعن ف العراض‪.‬‬
‫فيجهب إذن‪ :‬ألّ نضي ّق على أنفسهنا‪ ،‬وأن تتّسهع صهدورنا للخلف فه‬
‫السائل الجتهادية‪.‬‬
‫(و) أ نّ الخالفة ليست خطأ‪ ،‬ول عبة هنا بصغر سنّ الخالف أو كبه‪،‬‬
‫بل ال عبة بتوا فر شروط الفتوى‪ ،‬ول يزل العلماء قديًا وحديثًا يالف صغيُهم‬
‫كبيَهم‪ ،‬وقد يكون القّ مع الصغي‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك أ نّ ابن تيمية !!! ـ رحه ال ـ خالف علماء بلده مِمّن هو‬
‫أكب منه سنّا وثبت أنّ القّ معه>‪ .‬اه‬
‫قلت‪ :‬فكذا سفر على حدّ قوله هذا !!!‬
‫‪ 3‬ـ وب عد ش هر آ خر من أز مة الل يج‪ ،‬وب عد إلقائه لتلك الحاضرة‪ ،‬قام‬
‫ناصهر العمهر ـ أيضًا ـ بإلقاء ماضرة أخرى له ف <أَبْ ها> بعنوان‪< :‬ف قه‬
‫الواقع>‪ ،‬فرفع فيها من شأن السياسيي‪ ،‬وحطّ فيها من أقدار أهل العلم الكبار‪،‬‬
‫ـ بل وصف بعض أهل العلم بالعلمنة الفكرية كما ف شريطه‪ ،‬فال الستعان على‬
‫ما يصفون ـ مشيًا بذلك إل أ نّ فتوى هيئة كبار العلماء ل تكن مطابقة للواقع‪،‬‬
‫بلف غيهم مِمّن خالفهم؛ لكونه فقيهًا بالواقع‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ وبعد شهر آخر من أزمة الليج قام سلمان العودة بإلقاء ماضرة له ف‬
‫الرياض‪ ،‬بعنوان‪< :‬أسهباب سهقوط الدول>‪ ،‬فذكهر فيهها أسهبابًا طبّقهها على‬
‫واقعنا‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ وحينما وقعت فتنة النساء اللت خرجن ف الرياض‪ ،‬هاج وماج كثي‬
‫من الشباب‪ ،‬وكادت أن تقع فت لو ل أ نّ ال سلّم‪ .‬وف ذلك الوقت قام ناصر‬
‫العمر بإلقاء ماضرة بعنوان‪< :‬السكينة السكينة> !!‬
‫وتذكّر ـ أ خي القارئ ـ قول القائل ل سلمان‪< :‬نر يد بطئًا ول كن أك يد‬
‫الفعول>‪.‬‬
‫ولَم ّا انكش فت الغم ّة‪ ،‬وطُرِد صدام من الكو يت‪ ،‬وعاد أهل ها إلي ها‪،‬‬
‫وانسحبت القوات الجنبية من الزيرة‪ ،‬أُ ْسقِط ف أيدي القوم‪ ،‬فقيل لم‪ :‬أين ما‬
‫كنتم تزعمون من الحتلل ؟‬
‫قال لسان حالم ومقالم‪ :‬أنتم اعتقدت أنّه احتلل عسكري‪ ،‬هذا من سوء‬
‫فهمكههم !!! وإنّمهها عنينهها بههه الحتلل القتصههادي‪ ،‬والسههياسي‪،‬‬
‫والفكري‪ ...‬ال !!!‬
‫قلت‪ :‬هذه التربية الصوفية الباطنية بعينها‪ ،‬فَلِ مَ ل تعترفون بأنّ كم ـ كنتم ـ‬
‫مطئون ؟!!‬
‫‪ 6‬ـ وب عد تر ير الكو يت قام ال سياسيون بذ كر ب عض الثار الترت بة على‬
‫ال ستعانة بالشرك ي؛ ل يبيّنوا للناس أ نّ اليئة‪ ،‬هيئة كبار العلماء ل ت كن موفَّ قة‬
‫حينما أجازت الستعانة بالشركي‪ ،‬ل من حيث الدلة الشرعية‪ ،‬إذ مناط الكم‬
‫متلف‪ ،‬ول من حيث ترجيح الصال على الفاسد‪ ،‬فما ترتّب على الستعانة بم‬
‫من الفساد أعظم من الصال‪ ،‬فاليئة مطئة ف كل الالي‪.‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪184‬‬

‫فأل قى سلمان العودة ماضرةً بعنوان‪< :‬هش يم ال صحافة الكويت ية>‪،‬‬


‫بيّن فيها أ نّ الصحافة الكويتية ل ترتدع عن غيّها‪ ،‬بل ازدادت سوءًا فوق سوئها‬
‫الوّل‪ ،‬فهذه واحدة‪.‬‬
‫وألق ى ـ أيض ًا ـ بع د ذلك ماضرة باس م <تري ر الرض أم تري ر‬
‫النس ان>‪ ،‬قائ ً‬
‫ل لِمَهن أجاز السهتعانة بالشركيه‪ :‬أنتهم حينمها جئتهم بؤلء‬
‫و صرفتم علي هم الوقات والموال الكثية‪ ،‬هل كان هدف كم طرد طاغ ية العراق‪،‬‬
‫وجعل طاغية آخر مكانه هو طاغية الكويت ؟ فإنّ كم حينئذٍ ل تصنعوا شيئًا‪ ،‬إذ‬
‫ليس هذا هو القصود من التحرير <ترير الرض>‪ ،‬وإنّ ما القصود من التحرير‬
‫هو تر ير الن سان من عقائده الفا سدة‪ ،‬ورب طه بال‪ ،‬وإقا مة ح كم ال ف تلك‬
‫الرض‪ ،‬ول يصل شيء من ذلك‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وأنتم حينما وقفتم مع الحزاب الظالة‪ ،‬والبتدعة‪ ،‬والضالّة الضلّة‪،‬‬
‫ضدّ الوحّد ين من أ هل ك نر‪ ،‬وح صل ما ح صل من انتهاك الرمات‪ ،‬و سفك‬
‫الدماء‪ ،‬و من ثَ مّ توجّ هت تلك الحزاب ـ بزعم كم ـ إل إ سقاط كا بل ب عد‬
‫سقوط خوست‪ ،‬هل كان القصود <ترير الرض‪ ،‬أم ترير النسان> ؟!!‬
‫يا سلمان‪ :‬هل القصود تريرها من الشيوعيي الروس‪ ،‬مع بقاء الشيوعيي‬
‫الفغان إل جانهب الصهوفية‪ ،‬والباطنيهة‪ ،‬والرافضهة ؟!! أو القصهود <تريهر‬
‫الن سان> وتعلق يه برب ّه‪ ،‬وطرد الشيوعي ي‪ ،‬وإعطاء الرض للموحّد ين ليقيموا‬
‫حكم ال هناك ؟!!‬
‫ـ وقام سلمان ـ أيضًا ـ بإلقاء ماضرة تكلّم في ها عن التن صي ف جزيرة‬
‫العرب‪ ،‬أرعد فيها وأبرق‪ ،‬وبالغ فيها ما شاء ال له أن يبالغ‪ ،‬ول يذكر أ نّ ممّد‬
‫العكّاس ـ موظف ف أرامكو ـ قد أسلم على يديه أكثر من (‪ )2000‬عسكري‬
‫أمري كي‪ ،‬وعقهد دورات ومالس مناظرة فه النطقهة الشرقيهة‪ ،‬وعلى كلّ فأنها ل‬
‫أختلف م عه ف أن ّه ي ب أن ي نع هؤلء الن صارى من ال سعي ف ب ثّ سومهم‪،‬‬
‫والدعوة إل دينهم‪ ،‬ل هنا‪ ،‬ول ف بلد السلمي الخرى‪.‬‬
‫ـ‬ ‫ولكن أين هذا الوقف من حكومة البشير والتراب ـ الت تدحونا ليل نار‬
‫والت نائب الرئيس فيها نصران‪ ،‬وف ملس حكومته عشرات من النصارى؟!! بل‬
‫أين الكلم عليها حينما استقبلت البابا‪ ،‬وهو رافع لصليبٍ طوله أكثر من عشرة‬
‫أمتار ؟!!‬
‫بل أين الكلم عن دعوة السودان لوحدة الديان‪ ،‬ورعايتها لذا الؤتر ف‬
‫أرض ها ؟!! بل أ ين الكلم على م َن استحلّ دماء ال سلمي من أن صار ال سنّة ف‬
‫ب يت من بيوت ال ب عد صلة الم عة‪ ،‬ك ما ا ستحلّ اليهود دماء ال سلمي ف‬
‫فلسطي ؟!!‬
‫بل أقول له‪ :‬هذه شر كة تنق يب الن فط <أرام كو> في ها ن صارى‪ ،‬ول ا‬
‫أك ثر من خ سي عامًا تن قب عن الن فط ف المل كة؛ فأت ن يا سلمان ب سعودي‬
‫تنصّر ف المسي سنة‪.‬‬
‫ومِم ّا تكلّموا ع نه ـ أيضًا ـ <مؤت ر ال سلم>‪ ،‬و<ال بث البا شر>‪،‬‬
‫وغيها‪ ،‬زاعمي بأ نّ هذه الثار السيئة إنّ ما كانت بسبب الستعانة بالشركي‪،‬‬
‫فما هي الصال الت حقّقناها يا ترى ؟!!‬
‫واعلم أخ يّ ـ هُديت للرشد ـ بأ نّ مشاينا ـ حفظهم ال ورعاهم وسدّد‬
‫لكلّ خ ي خطا هم آم ي ـ حين ما وق عت أزمة الليج وقفوا خلف علمائ نا الكبار‬
‫أ هل العلم والف ضل‪ ،‬وخلف وُلّت نا وقادت نا‪ ،‬نا صحي ل‪ ،‬ولكتا به‪ ،‬ولر سوله‪،‬‬
‫ولئمّة ال سلمي‪ ،‬وعامّت هم‪ ،‬منا صحي لولئك ال سياسيي بأشر طة‪ ،‬ور سائل‪،‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪186‬‬

‫وكتب‪ ،‬وغيها‪ ،‬رادّين عليهم ما رأوه باطلً من أقوالم‪ ،‬وكتاباتم‪ ،‬وأشرطتهم‪،‬‬


‫لعلّهم يرجعون إل ال قّ‪ ،‬ولعلّهم يفيقون مِم ّا هم فيه‪ .‬فلم يزدهم ذلك الفعل‪،‬‬
‫وذلك الوقف؛ إلّ نفورًا‪ ،‬وتاديًا ف الكيد لولئك الكرام الفضلء النبلء‪.‬‬
‫فارتاب مشاينا من ذلك الوقف‪ ،‬وعلموا أنّ ها مواقف سياسية‪ ،‬منهجية‪،‬‬
‫حزبية‪ ،‬ل شرعية‪.‬‬
‫ثّ لَمّا حصلت حادثة كُن َر‪ ،‬ل يفاجئهم شيء أغرب من موقف أولئك‬
‫ال سياسيي‪ ،‬ح يث نادوا قائل ي‪< :‬إنّ نا ل ندري حقي قة ال مر‪ ،‬و ما يري ب ي‬
‫الجاهديهن‪ ،‬ول ندري حقيقهة مَهن الظلوم مهن الظال ؟ بهل كلّ مها نعرفهه ههو‬
‫معلومات عامّة عن هذا أو ذاك‪ ،‬بل تلك فتنة حفظ ال منها أيدينا فلنحفظ منها‬
‫ألسنتنا‪ ،‬وإنّنا ندعو الميع باللتزام لا يقرّره علماؤنا‪ .‬وهذا نداء من إخوانكم ف‬
‫اليئة العامّة لستقبال التبعات يطلب منكم ذلك فأجيبوه>‪.‬‬
‫قال مشاينا ـ حفظهم ال ـ سبحان ال ! كانوا عالي بفقه الواقع ف أزمة‬
‫الليج‪ ،‬وأن ّه كان يطّط لذه الزمة منذ أكثر من عشر سنوات‪ ،‬وأنّ هم فعلوا‪،‬‬
‫وفعلوا‪ ،‬وفعلوا‪ ...‬إل ذلك الذيان الصحفي‪.‬‬
‫أمّا الهاد الفغان‪ ،‬الذي له أكثر من عشر سنوات ـ أيضًا ـ وهو جهاد ف‬
‫جلتهه حقهّ‪ ،‬ل يفقهوا واقعهه‪ ،‬ول واقهع تلك الحزاب‪ ،‬وتلك الماعات‪ ،‬ول‬
‫الحقه مهن البطهل‪ ،‬وههم العلماء بفقهه‬
‫ّ‬ ‫يعلموا السهنّي منههم مهن البدعهي‪ ،‬ول‬
‫الواقع!!! إنّ هذا لشيء عجيب غريب مريب‪.‬‬
‫وفه أزمهة الليهج خالفوا العلماء قاطبهة‪ ،‬وهنها يدعون الناس إل الوقوف‬
‫خلفهم !!!‬
‫وه نا يعترفون بأنّ هم ل يعلمون الح قّ من الب طل‪ ،‬ول الظال من الظلوم‪،‬‬
‫و مع ذلك ينادون ب مع ال تبعات ل م‪ ،‬ف هل هذا هو الو قف الشر عي‪ ،‬والال‬
‫هذه‪ ،‬أو أنّه موقف سياسي ـ أيضًا ـ ؟!!‬
‫وأيضًا لِم َن مِن هؤلء ستعطون ال تبعات‪ ،‬وأن تم ل تعلمون الظلوم من‬
‫الظال ؟!!‬
‫ومِم ّا سبق ـ و من غيه ـ أ صبح لدى مشاي نا ـ الفضلء النبلء الشرفاء‬
‫الكرماء ـ قناعة تامّة بأنّ لؤلء أهدافًا‪ ،‬وغايات‪ ،‬ومناهج‪ ،‬وسياسات‪ ،‬وارتباطات‬
‫فكرية‪ ،‬يقام بتوجيهها من الارج‪.‬‬
‫ولَم ّا علم أولئك السهياسيون بأ نّ أولئك الشا يخ قد وقفوا على حقيقهة‬
‫أمر هم‪ ،‬خشوا من أن يفضحو هم ع ند العلماء وع ند العامّة‪ ،‬فقاموا ساعي ف‬
‫التشكيك فيهم عند أولئك‪ ،‬فرموهم بالاسوسية(‪ ،)1‬وبالعمالة‪ ،‬وبأ نّ دافعهم ف‬
‫الكلم ف الدعاة إنّ ما هو السد والقد الدفي‪ ،‬وأنّ هم بذا الصنيع ساعون ف‬
‫تفر يق الم ّة‪ ،‬وتز يق وحدت ا‪ ،‬وتشت يت شل ها؛ في سهل على العداء اقتنا صها‬
‫حينئذ‪ ،‬فأجلبوا على مشاي نا بيل هم ورجل هم‪ ،‬و ما أوتوا من قوة ف التدل يس‪،‬‬
‫والتلب يس‪ ،‬والتشو يه‪ ،‬ح ت ل تقوم ل م قائ مة‪ ،‬ول ي سمع أ حد من هم قولً‪ ،‬ول‬
‫نصحًا‪ ،‬بل لعلّها أن ترس ألسنتهم‪ ،‬وتكفّ أيديهم عن الكتابة فيهم‪.‬‬

‫() اعلم ـ أخي القارئ ـ أن ّه لَم ّا اعتقدت ك ّل جاعة أنّ ها هي جاعة السلمي أو هي جزء‬ ‫‪1‬‬

‫منها‪ ،‬وحكمت على الكام بأنّ هم كفار وطواغيت لتحكيمهم القواني الوضعية ـ بزعمهم‪،‬‬
‫وإ ّل فنحن ف هذا البلد الطيب يكمنا الشرع ونكم به ـ وكان هناك كثي من العلماء وطلبة‬
‫العلم والعا مة ل يد خل ف تنظيم هم‪ ،‬رمو هم بالا سوسية‪ ،‬ل سيما إذا ن صحوا ل ور سوله‬
‫وأئمّت هم من ال سلمي‪ ،‬وذلك ببيان أخطاء وانرافات هؤلء الزبي ي‪ ،‬ل نّ هؤلء ف ن ظر‬
‫الزبيي والال هذه مظاهرين للكفار والنافقي ـ أي الكام ـ على السلمي وجاعتهم‪ ،‬فإذا‬
‫وصفوا شخصًا بأنّه جاسوس‪ ،‬فكأنّهم حكموا بردّته والعياذ بال‪.‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪188‬‬

‫هعَوا فه اسهتصدار بيان مهن الشيهخ عبهد العزيهز بهن باز ـ حفظهه ال‬ ‫فس َ‬
‫ورعاه ـ فيهم‪ ،‬وبعد إلاح شديد أصدر الشيخ بيانًا عامّا‪ ،‬قام أولئك السياسيون‬
‫فيما بعد بشرحه‪ ،‬وبيانه‪ ،‬وَتنْزيله على مشاينا‪ ،‬حيث أوهوا العام ّة‪ ،‬بأ نّ الشيخ‬
‫إنّ ما كان ق صده الدفاع عن أعراض الدعاة ـ أي‪ :‬هم ـ حين ما تطاول علي ها‬
‫التطاولون العتدون ـ هكذا بزعمهم‪.‬‬
‫وإليك ـ أخي القارئ الكري ـ بعضًا من أقوال أولئك السياسيي ف مشاينا‬
‫الكرام‪ ،‬مردفًا تلك القوال بالبيان الشا ف الكاف من صاحب البيان الوّل ـ أي‪:‬‬
‫الشيخ عبد العزيز ـ لتعلم حينئذ الصادق من الكاذب‪ ،‬والحقّ من البطل‪.‬‬
‫فإذا عرفت ذلك‪ ،‬فاتبع الصادق الحقّ‪ ،‬واترك الكاذب البطل‪.‬‬
‫قال سلمان ف شري طه <تر ير الرض أم تر ير الن سان>‪ ...<:‬يا‬
‫أخي‪ :‬الطاب الذي قرأته علي كم‪ ،‬ن ن اقترحنا على الشيخ عبد العزيز إخرا جه‬
‫منذ ثلثة أشهر‪ ،‬وكان مقتنعًا بإخراجه‪ ،‬لكن ّ كثرة مشاغل الشيخ حالت دون‬
‫ذلك‪ ...‬والوا قع أن ّه أبدًا الوضوع بكامله أ نا على علم به‪ ،‬م نذ أن كان هذا‬
‫الطاب فكرة‪ ،‬ومشروع‪ ،‬وكيفية صياغته‪ ،‬وتوقيع الشيخ عليه‪ ،‬وما يتعلّق به‬
‫وأبعاده !!! والقصود به بعض الرجفي ف الدينة>(‪ .)1‬اه‬
‫و سأله ش خص قائلً‪ :‬لِ مَ ل يت مّ‪ ...‬ف ضح الشخاص الذ ين تكلّموا على‬
‫العلماء والدعاة ما دام أنّهم على باطل ؟!!‬

‫() قال عائض القر ن ف معال ه ص (‪ 17‬ـ ‪< :)18‬وحرام الكذب على عباد ال عزّ و جل‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫والكذب على العلماء أشدّ‪ ،‬كتحميهل أقوالمه مها ل تتمله‪ ،‬ونسهبة مها ل يقولوه إليههم‪،‬‬
‫والنقطاع من كلمهم ما يوافق هوى التكلّم‪ ،‬دون أن يكون هذا الكلم مقصودًا>‪ .‬اه‬
‫قلت‪ :‬ومن نزّل بيان الشيخ عبد العزيز على أهل الدينة عائض نفسه !!!‬
‫فأجاب بقوله‪< :‬يكف يك ما سوّد ال به وجوه هم من خلل خطاب‬
‫الشيخ عبد العزيز‪.>...‬‬
‫وقال ممّد سعيد القحطا ن ف أ حد درو سه‪ ،‬ف شرح <مت صر معارج‬
‫القبول>‪ ،‬ف مدين ة جدة‪ ،‬حي ث قال‪..< :‬يأت هؤلء الس فهاء فيوّجون‬
‫بأشرطة مأجورة للطعن‪ ،‬وييدون كتابة التقارير ف اللف على هؤلء العلماء‪..‬‬
‫وهم شرذمة ـ ول المد ـ ومعروفي ـ هكذا ـ ول ننج ّس هذا الجلس بذكر‬
‫أسائهم‪.‬‬
‫هم معروفي (هكذا !!)‪ ،‬فرفضوا نصيحة الشيخ‪ ،‬ثّ تكرر هذا المر منهم‬
‫ـ حفظه ال ـ معهم ـ فأبوا إلّ العناد‪ ،‬والتشهي‪ ،‬والتشكيك‪ ،‬فكتب ـ حفظه ال ـ‬
‫هذه النصيحة‪ .>..‬اه‬
‫ومِمّهن شرح هذا البيان شرحًا تفصهيليّا سهفر الوال‪ ،‬ول أطيهل بنقهل‬
‫كلمه إذ هو كسابقه‪.‬‬
‫وبعهد‪ :‬إليهك ـ أخهي الكريه ـ الردّ الصهارم النكهي على تلك الترهات‬
‫والشنشنات‪ ،‬والطنطنات‪ ،‬فاستمع للحقّ واتّبعه‪ ،‬فإنّ القّ أحقّ أن يتبع‪.‬‬
‫سئل ساحة الشيخ العلمة عبد العزيز بن عبد ال بن باز ـ حفظه ال ـ عن‬
‫مراده بالبيان الصادر عن ساحته‪ ،‬فأجاب ساحته ف تاريخ ‪28/7/1412‬ه‪ ،‬ف‬
‫مكة الكرمة با نصه <وذلك عن شريط مسجّل>‪:‬‬
‫<ب سم ال الرح ن الرح يم‪ ،‬ال مد ل و صلى ال على ر سوله‪ ،‬وعلى آله‬
‫وأصحابه‪ ،‬أمّا بعد‪:‬‬
‫فالبيان الذي صدر منا‪ ،‬القصود منه دعوة الميع‪ ،‬جيع الدعاة والعلماء‪،‬‬
‫إل الن قد البناء‪ ،‬وعدم التعرض بالتجر يح لشخاص معين ي من إخوان م الدعاة‪،‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪190‬‬

‫بل ك ّل وا حد ين صح ل ولعباده‪ ،‬وإذا علم من أخ يه خ طأ نا صحه بال ع ّز وجلّ‪،‬‬


‫بالكاتبة‪ ،‬أو بالشافهة‪ ،‬من دون تريح ف أشرطة‪ ،‬أو صحافة‪ ،‬أو غي ذلك‪ ،‬حت‬
‫تبقهى القلوب مسهتقيمة‪ ،‬ومسهتمرّة على الحب ّة‪ ،‬والولء‪ ،‬والتعاون على ال ّب‬
‫والتقوى‪ ،‬وليس القصود إخواننا أهل الدينة من طلبة العلم والدرسي والدعاة‪،‬‬
‫وليس القصود غيهم ف مكة أو الرياض أو ف جدة‪ ،‬وإنّما القصود العموم‪.‬‬
‫وإخواننا الشايخ العروفون ف الدينة ليس عندنا فيهم شكّ‪ ،‬هم من أهل‬
‫العقيدة الطيّ بة‪ ،‬ومن أ هل ال سنّة والما عة‪ ،‬م ثل الش يخ مم ّد أمان بن علي‪،‬‬
‫وم ثل الش يخ رب يع بن هادي‪ ،‬وم ثل الش يخ صال بن سعد ال سحيمي‪ ،‬وم ثل‬
‫الشي خ فال ب ن ناف ع‪ ،‬ومث ل الشي خ ممّد ب ن هادي‪ ،‬كلّه م معروفون لدين ا‬
‫بالستقامة‪ ،‬والعلم‪ ،‬والعقيدة الطيّبة‪ ،‬نسأل ال لم الزيد من خي‪ ،‬والتوفيق لِمَا‬
‫يرضيه‪.‬‬
‫ولكن دعاة الباطل‪ ،‬وأهل الصيد ف الاء العكر‪ ،‬هم الذي يشوّشون على‬
‫الناس‪ ،‬ويتكلّمون ف هذه الشياء‪ ،‬ويقولون‪ :‬الراد كذا‪ ،‬والراد كذا !! وهذا‬
‫ليس بيّد‪ ،‬الواجب حل الكلم على أحسن الحامل‪ ،‬وأنّ القصود‪ :‬التعاون على‬
‫البّ والتقوى‪ ،‬وصفاء القلوب‪ ،‬والذر من الغيبة الت تُسبّب الشحناء والعداوة‪.‬‬
‫نسأل ال للجميع التوفيق والداية>‪ .‬انتهى‬
‫وهذا ن صّ جواب ساحة الش يخ العل مة‪ :‬عبد العز يز بن عبد ال بن باز‬
‫ـ حفظه ال ـ على سؤال ألقي عليه حول البيان السابق‪ ،‬وذلك ف برنامج <نور‬
‫على الدرب>‪.‬‬
‫نص ال سؤال‪ :‬من الوا طن <ع‪ .‬ف‪ .‬غ>‪ ،‬يقول‪ :‬صدر من ساحتكم‬
‫بيان منذ أسبوعي تقريبًا‪ ،‬حول ما ينب غي للدعاة والعلماء من النقد البناء‪ ،‬وعدم‬
‫تريهح الشخاص‪ ،‬فتأوّله بعهض الناس على أناس معيّنيه‪ ،‬فماذا ترون فه هذا‬
‫التأويل ـ جزاكم ال خيًا وأحسن إليكم ـ ؟‬
‫نص الواب‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم‪ ،‬المد ل وصلّى ال على رسول‬
‫ال‪ ،‬وعلى آله وأصحابه وم َن اهتدى بداه‪ ،‬أمّا بعد‪ :‬فهذا البيان الذي أشار إليه‬
‫ال سائل‪ ،‬أرد نا م نه ن صيحة إخوا ن العلماء والدعاء‪ ،‬بأن يكون نقد هم لخوان م‬
‫فيمها يصهدر مهن مقالت‪ ،‬أو نصهيحة‪ ،‬أو ماضرة‪ ،‬أو ندوة‪ ،‬أن يكون نقدًا بنّاءً‬
‫هِب شحناء وعداوة بيه‬ ‫بعيدًا عهن التجريهح‪ ،‬وتسهمية الشخاص‪ ،‬لنّه هذا يس بّ‬
‫الم يع‪ ،‬وكان من عادة ال نب وطريق ته‪ ،‬إذا بل غه عن أ صحابه ش يء ل يوا فق‬
‫الشرع نب ّه على ذلك بقوله ‪< :‬مَا بَالُ أَقْوَا مٍ قَالُوا َكذَا َو َكذَا>‪ ،‬ثّ يبيّن‬
‫المر الشرعي ـ عليه الصلة والسلم ـ ومن ذلك‪ :‬أنّه بلغه أ نّ بعض الناس قال‪:‬‬
‫أم ّا أنا فأصلي ول أنام‪ ،‬وقال آخر‪ :‬أمّا أنا فأصوم ول أفطر‪ ،‬وقال آخر‪ :‬أمّا أنا‬
‫فل أتزوّج الن ساء‪ ،‬خ طب النا سَ ‪ ،‬وح د ال وأث ن عل يه‪ ،‬ثّ قال‪< :‬مَا بَالُ‬
‫ج النّ سَاءَ‪،‬‬
‫أَقْوَا مٍ قَالُوا َكذَا َوكَذَا‪َ ،‬ولَكِنّ ي أُ صَلّي َوَأنَا مُ‪َ ،‬وأَ صُومُ َوأُ ْفطِرُ‪َ ،‬وَأتَزَوّ ُ‬
‫فَمَنْ َرغِبَ عَنْ سُنّتِي َفلَ ْيسَ مِنّي>‪ .‬والقصود هو ما قاله النب ‪.‬‬
‫مقصهودي بأنّه التنهبيه يكون بثهل هذا الكلم‪ ،‬وبعهض الناس يقول كذا‪،‬‬
‫وب عض الناس قال كذا‪ ،‬والوا جب كذا‪ ،‬والشرع كذا‪ ،‬يكون النتقاد بغ ي تر يح‬
‫لحد معيّن‪ ،‬ولكن من باب المر الشرعي‪ ،‬أنّ الواجب كذا‪ ،‬وأنّ الشروع كذا‪،‬‬
‫وينبغي كذا‪ ،‬ومن غي أن يقال‪ :‬فعل فلن‪ ،‬وقال فلن‪ ،‬حت تبقى الودّة والحب ّة‬
‫بيه الخوان‪ ،‬وبيه الدعاة وبيه العلماء‪ ،‬ولسهت أقصهد بذلك أناسهًا معيّنيه‪،‬‬
‫وإنّما قصدت العموم‪ ،‬قصدت جيع الدعاة‪ ،‬وجيع ف الداخل والارج‪.‬‬
‫نصهيحت للجميهع‪ :‬أن يكون التخاطهب فيمها يتعلّق بالنصهيحة والن قد مهن‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪192‬‬

‫طريق البام‪ ،‬ل من طريق التعيي‪ ،‬إذ القصود التنبيه على الطأ والغلط‪ ،‬والتنبيه‬
‫على ما ينبغي ف هذا القام من بيان الصواب وال قّ‪ ،‬من دون حاجة إل تريح‬
‫فلن أو فلن‪ ،‬هذا هو القصود‪ ،‬وليس القصود أحدًا معّينًا بذلك دون غيه‪ ،‬وفّق‬
‫ال الميع>‪ .‬انتهى‬
‫وب عد أن قرأت ـ أ خي الكر ي ـ بيان الش يخ ـ حف ظه ال ـ لبيا نه الأول‪،‬‬
‫وعلمت الصادق من الكاذب‪ ،‬والح قّ من البطل؛ أزف إليك خطاب هيئة كبار‬
‫العلماء فه إيقاف أولئك السهياسيي عهن الحاضرات‪ ،‬والندوات‪ ،‬والطهب‪،‬‬
‫والدروس العام ّة‪ ،‬والتسهجيلت‪ ،‬معلّليه لك سهبب ذلك‪ ،‬بقولمه‪< :‬حايهة‬
‫للمجت مع من أخطائه ما>‪ .‬فاقرأ‪ ،‬واف هم ـ هُدي تُ وإيّاك لكلّ خ ي آم ي ـ‬
‫[انظر الطاب ف الصفحة التالية]‪.‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪194‬‬

‫ل كن هل يا تُرى ا ستجاب أولئك لِم َا طلب ته منه ما هيئة كبار العلماء‬


‫وولة المر ؟‬
‫الواب‪ :‬ل ي ستجب أ حد منه ما لش يء مِم ّا طلب منه ما‪ ،‬بل الغر يب‬
‫والعجيب أنّهما بعثا بطاب إل الشيخ عبد العزيز بن باز ـ حفظه ال ـ زاعمي‬
‫فيه أ نّ الشيخ قد طلب منهما أن يكتبا له با جرى بينهما وبي وزارة الداخلية‪،‬‬
‫حول موضوع إيقافهما عن الدروس والحاضرات وفصلهما من العمل‪ ،‬وقد جاء‬
‫ف ذلك الطاب ـ الذي نشروه ف كلّ مكان ـ قولم‪:‬‬
‫<‪ 3‬ـ هذه النقاط الت سَمَّوها تاوزات‪ ،‬تنقسم إل أربعة أقسام‪:‬‬
‫أ ـ أشياء متل قة ل حقي قة ل ا‪ ،‬ودعاوى عار ية عن الوثي قة والدل يل‪ ،‬و هي‬
‫كثية‪.‬‬
‫ب ـ أشياء ثابتة عنّا‪ ،‬ولكنّها حقّ ل يادل فيه أحد‪ ،‬وذلك مثل‪:‬‬
‫ـ القول بأنّ السياسة جزء من الدين‪.‬‬
‫ـ القول بأنّ ما أصاب أمريكا هو بسبب بعدهم عن ال‪.‬‬
‫ـ بيان خطر <الدش> وأضراره‪.‬‬
‫ـ القول برمة الساهة ف البنوك الربوية‪...‬‬
‫ث بعض الشباب أن يذهبوا للدعوة إل ألبانيا وغيها‪.‬‬
‫ـح ّ‬
‫ـ دعوة الناس لخراج الزكاة والنفاق ف جوّ الي‪.‬‬
‫ـ الديث عن القومية العربية‪.‬‬
‫وعلى هذا النمط أشياء كثية هي ح قّ ل ش كّ فيه‪ ،‬ول ي تبّأ منه مسلم‪،‬‬
‫فضلً عن داعية أو طالب علم‪ ،‬فهي جزء من ميثاق الكتاب الذي أخذه ال على‬
‫مَن أتوه>‪ .‬اه‬
‫إنه النسهان لَيَعجَهب كلّ العجهب مهن هذه الركات‬ ‫أخهي القارئ‪ّ :‬‬
‫الصبيانية الضاحكة بعقول تابعيها‪ ،‬وإلّ فمَن مِن العلماء قال بفصل السياسة عن‬
‫الدين‪ ،‬أو قال‪ :‬إنّ ما أصابنا ل يكن بسبب ذنوبنا‪ ،‬فضلً عمّا أصاب أمريكا‪ ،‬أو‬
‫قال إ نّ <الدش>(‪ )1‬ليس فيه خ طر ول ضرر‪ ،‬أو قال بواز الساهة ف البنوك‬
‫الربوية ؟ أو منع الشباب من الدعوة إل ال هنا أو هناك ؟ أو دعا الناس إل عدم‬
‫إخراج الزكاة والنفاق ف وجوه الي‪ ،‬أو نى عن الديث عن القومية العربية‪.‬‬
‫بل الذي قاله العلماء أجع‪ :‬إنّهم قد اطّلعوا على ملخص لجالس ودروس‬
‫الذكوريهن مهن أوّل مرّم ‪1414‬ه‪ ،‬ونسهخة مهن كتاب سهفر الوال <وعهد‬
‫كيسنجر>‪ ،‬واطّلع كذلك على بعض التسجيلت لما‪ ،‬وبعد الدراسة والناقشة‬
‫رأى الجلس بالجاع‪ :‬مواجهة الذكورين بالخطاء الت عرضت على الجلس‪.‬‬
‫ف هل ما ذكراه ف ذلك الطاب الوجّه للش يخ ع بد العز يز بن باز أخطاء‬
‫وتاوزات تستوجب منهما العتذار عنها ؟!‬
‫واعلم ـ أخهي الكريه ـ بأنّهفههذا الطاب(‪ )2‬مهن الغلطات والتناقضات‬
‫الشيء الكثي‪ ،‬ولو ل خشية الطالة لذكرتا مع الردّ عليها‪ ،‬ولكن فيما سبق تنبيه‬
‫وكفاية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫() بهل أنتهم الذيهن تنظرون إليهه‪ ،‬وتقتنونهه لتتابعوا الحداث ومها يري فه العال ـ يها فقهاء‬ ‫‪1‬‬

‫الواقع ـ بل إ ّن مناع القطان قال ف مقابلته ف مرآة جامعة عدد (‪ )175‬حينما سئل‪ < :‬هل‬
‫لديكم دش ؟ لاذا ؟ > قال‪< :‬نعم‪ ،‬ترفيه للولد‪ ،‬مع التوجيه الدائم>‪.‬‬
‫() انظره ف ملحق الوثائق‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪196‬‬

‫فصل‬
‫في الوسيلة الثالثة من وسائلهم الرئيسة لتحقيق‬
‫غايتهم‬
‫وهي‪ :‬دعوى التثبّت‬

‫لَم ّا كانوا يعلَمون أ نّ خطط هم وأهداف هم قد تنك شف‪ ،‬نادوا بو سيلتهم‬


‫الثالثة ـ الت أطلقوها ف حادثة كُنَر ـ لتحقيق مآربم‪ ،‬وهي‪ :‬الدعوة إل التثبّت‪.‬‬
‫فأصهبحوا يكثرون مهن ذكرهها‪ ،‬والسهتدلل لاه بالدلّة الشرعيهة‪ ،‬حته أوهوا‬
‫ال سامعي والقرّاء بأنّ هم أهل التثبّ ُت والتبيُّن‪ ،‬فما جاء منهم‪ ،‬فل يتاج فيه إل‬
‫تثبُّت وتبيُّن‪ ،‬بلف غيهم‪.‬‬
‫إ نّ هذا البدأ أ صبح في ما ب عد سلحًا دفاعيّ ا وهجوميّ ا ف الو قت نف سه‪،‬‬
‫سلحًا دفاعيّ ا عن مبادئ هم‪ ،‬وت صرّفاتم‪ ،‬وأقوال م‪ ،‬وتليلت م‪ ،‬ف ما أن يعترض‬
‫عليههم معترض بأيّه شيهء مِمّها يملون إلّ قالوا له بكلّ بسهاطة وهدوء‪:‬‬
‫<تثبّت>‪.‬‬
‫وهجوميّاه‪ ،‬على ك ّل شخهص‪ ،‬أو جاعهة‪ ،‬أو كتاب‪ ،‬أو شريهط‪ ،‬أو مبدأ‬
‫يريدون تطيمه‪ ،‬فما عليهم إلّ أن يطعنوا فيه ـ ولو بكلمة من غي بيِّنة ـ فيسقط‬
‫ولو كان حقّا‪ ،‬لنّهم غرسوا ف نفوس سامعيهم‪ :‬بأنّهم أهل التثبت‪.‬‬

‫قاعدة خبيثة‪:‬‬
‫أسس <ممّد العبدة> قاعدة خبي ثة ذكرها ف كتابه‪< :‬حركة النفس‬
‫الزكي ّة> ص (‪ )47‬ح يث قال‪< :‬إ نّ ب ن العباس ل يعتمدوا على ح بّ الناس‬
‫لمه كمها يعتمهد الطالبيون‪ ،‬ب ل كانوا واقعيي يس تخدمون قدرات الخري ن‬
‫بأساليب ماهرة>‪ .‬اه‬
‫وهذه القاعدة طبّقهها أتباعهه السهياسيون هنها هناك‪ ،‬على أحسهن وجهه‬
‫وأتَمّه‪.‬‬
‫ولن أط يل الكلم ه نا‪ ،‬بل سأضرب أمثلة مت صرة واض حة ـ إن شاء ال ـ‬
‫تبيّن ما أقول‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ استغللم لفتاوى بعض العلماء القائلي بأ نّ الهاد ف أفغانستان ليس‬
‫فرض ع ي‪ ،‬رادّ ين بذلك على م َن قال بأن ّه فرض ع ي‪ ،‬مع أ نّ مأ خذ ال كم‬
‫متلف‪.‬‬
‫فالشا يخ هنا قالوا‪ :‬بأن ّه فرض كفاية؛ لنّ هم يعتقدون أ نّ لول المر هنا‬
‫بيعهة فه أعناقههم‪ ،‬والهاد ل يكون فرض عيه إلّ إذا التقهى الصهفّان‪ ،‬وهنها ل‬
‫يلتقيا‪ ،‬أو عجز السلمون الذين ياورونم عن صدّ ذلك العدوان‪ ،‬وهنا ل يصل‬
‫عجز‪ ،‬أو استنفر المام‪ ،‬والمام هنا ل يستنفر‪.‬‬
‫أم ّا هم‪ ،‬فمنعو هم عن الذهاب للجهاد خش ية أن يُقتَلوا هناك‪ ،‬و هم قد‬
‫أعدّوهم ليوم هنا‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أنشأت دار هم <دار الو طن> سلسلة تدم منهج هم الذي يدعون‬
‫إليه‪ ،‬سّت هذه السلسلة ب‪< :‬رسائل ودراسات ف منهج أهل السنّة>‪ ،‬أقحمت‬
‫فيه كثيًا من رسائل الشايخ السلفيي‪ ،‬ليكملوا النقص الاصل عندهم‪ ،‬موهي‬
‫بذلك أنّ هؤلء على منهجهم سائرون‪ ،‬وله مقتفون‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ا ستصدرت ملّة <البيان> ـ النا طق النه جي لركت هم ـ تزكيات‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪198‬‬

‫من ب عض العلماء‪ ،‬كا بن باز وا بن عثيم ي‪ ،‬وا بن قعود‪ ،‬و صال ال صي‪ ،‬وفتوى‬
‫شرعيهة صهادرة مهن النهة الدائمهة للبحوث العلميهة والفتاء‪ ،‬فكان ذلك بثابهة‬
‫التعديل لا‪ ،‬وتزكيَتها‪ ،‬وتزكية منهجها(‪ ،)1‬تيز دفع أموال الزكاة لا‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ حينما وقعت حادثة كُن َر‪ ،‬قال سفر ف ماضرته <شبابنا مسؤولية‬
‫م َن ؟>‪..< :‬أم ّا أنّ نا نعمّ ِم‪ ،‬أو نشيع عند الناس هذه الشاكل‪ ،‬أو ناس هنا‬
‫ل يهمّ هم الوضوع‪ ،‬حقي قة لن يؤدّوا أي ّ ش يء إيا ب‪ ،‬إنّ ما كلّ ما سوف‬
‫يكون هو نوع من التأثّر ف قلوبم‪ ،‬ونوع من النعكاس سيظهر ف قبض اليد عن‬
‫التبّع للمجاهدين ف عمومهم‪.>...‬‬
‫‪ 5‬ـ شرحهم بيان الشيخ عبد العزيز بن باز لصالهم‪ ،‬مع كونه عامّا كما‬
‫سبق بيانه قريبًا ص (‪.)188‬‬
‫‪ 6‬ـ ألقى ناصر العمر ماضرة بعنوان‪ < :‬قل موتوا بغيظكم>‪ ،‬دافع فيها‬
‫عن الشيخ اللبان ـ حفظه ال ـ وهاجم فيها السقاف‪.‬‬
‫وب عد أن بلغ الش يخ اللبا ن شري طه‪ ،‬سافر إل يه ليقرأ عل يه كتا به‪< :‬ف قه‬
‫الواقع>‪ .‬وليحصل منه على ثناء عليه وعلى أصحابه‪ ،‬وخاصّة سلمان‪.‬‬
‫وف الوقت نفسه‪ ،‬ليحصل منه على جرح لصومه التقليديي‪ :‬أهل الدينة‪،‬‬
‫فلم يصل على ما يريد‪ ،‬ول المد والنة <قل موتوا بغيظكم>‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ زجّ هم للشيخ عبد ال بن جبين ـ حفظه ال ـ ف جعيتهم ولنتهم‬
‫ال سماة ب‪< :‬ل نة الدفاع عن القوق الشرعية>‪ ،‬إلّ أ نّ هذا الداع للش يخ ل‬
‫ي طل ـ ول ال مد والن ّة ـ بل أعلن براء ته من ها ومن هم‪ ،‬بل أف ت ف ال سعري‬
‫نفسه‪ ،‬وف نشرته الت يصدرها من لندن ـ <حامية التوحيد !!!> ـ‪.‬‬

‫() انظر ملحق الوثائق‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫وإليك نصّ فتواه‪:‬‬
‫فضيلة الشيخ عبد ال بن جبين سلمه ال‪.‬‬
‫السلم عليكم ورحة ال وبركاته‪ ،‬أمّا بعد‪:‬‬
‫انتشر ف هذه اليام أوراق للمدعو‪ :‬ممّد السعري‪ ،‬يصدرها من بريطانيا‪،‬‬
‫يذكر فيها بعض الخطاء‪.‬‬
‫أولً‪ :‬ما رأي فضيلتكم ف هذا الشخص ممَّد السعري ؟‬
‫ثانيًا‪ :‬ما رأي فضيلتكم ف توزيع هذه الوراق ونشرها ؟‬
‫والسلم عليكم ورحة ال وبركاته‪.‬‬
‫الواب‪ :‬عليكم السلم ورحة ال وبركاته‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫هذا الرجل ليس معروفًا بالعلم الشرعي‪ ،‬ول يُعرف عنه تصُّص ف دراسة‬
‫علم ية‪ ،‬وغالب درا سته تلقّا ها بغ ي الل غة العرب ية‪ ،‬و ف غ ي بلد أ هل ال سنّة‪ ،‬ول‬
‫شكّ أنّ ذلك مِمّا يلب الشكّ ف أمره‪ ،‬وإن كان والده وأسرته من أهل السنّة‪.‬‬
‫أمّا أورا قه ال ت ير سلها بوا سطة الفا كس؛ فأرى عدم توزيع ها ونشر ها‪،‬‬
‫بقطع النظر عن صحّة ما جاء فيها أو عدمه‪ ،‬وذلك لِمَا فيها من إفشاء السرار‪،‬‬
‫ونشر الخطاء الت قد يكون لا مبّر وهو ل يعلم‪ ،‬والغالب أنّه يصوغها حسب‬
‫ما يهوى‪ ،‬ويبالغ ف كون ا انتقادًا‪ ،‬و قد يكون الكث ي من ها ل صحّة له‪ ،‬وكان‬
‫الوا جب عل يه الن صح لِم َن و قع م نه ال طأ‪ ،‬وبيان ال قّ له‪ ،‬فل يوز ن شر هذه‬
‫الوراق ول توزيعها‪ ،‬وال أعلم‪ ،‬وصلّى ال على ممّد وآله وصحبه وسلّم‪ .‬ف‬
‫‪23/3/1415‬ه‪ .‬انتهى‬
‫‪ 8‬ـ ا ستغللم كتاب الش يخ ب كر أ بو ز يد‪< :‬ت صنيف الناس ب ي الظ ّن‬
‫واليقيه>‪ ،‬ومها كتبهه اسهتدراكًا‪ ،‬على كتاب‪< :‬أضواء إسهلمية على عقيدة‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪200‬‬

‫سيد قطب وفكره> للشيخ ربيع ـ حفظه ال ـ ليوهوا القرّاء بأ نّ الشيخ بكرًا‬
‫إنّ ما ع ن بالكتاب الول الش يخ ربيعًا‪ ،‬وم َن كان م عه‪ ،‬نا صبي على دعوا هم‬
‫تلك ما كت به الش يخ استدراكًا على كتاب أضواء إسلمية‪ ،‬بل قائل ي إ نّ الشيخ‬
‫بكرًا على منهجهم وطريقتهم‪ ،‬ناسي أو متناسي مواقفه السلفية‪.‬‬
‫بل أرادوا أع ظم من ذلك‪ ،‬أل و هو‪ :‬اليقاع ب ي الشيخ ي‪ ،‬لينف ّر كلّ‬
‫منهما عن الخر‪ ،‬وليشتغل كلّ منهما بالخر‪ ،‬تاركي باطل أولئك القوم يصول‬
‫ويول‪ ،‬ولكن ّ ال سبحانه وتعال ردّ كيد هم ف نر هم‪ ،‬ففضح هم ف راب عة‬
‫النهار‪ ،‬وسيفضحهم إن شاء ال أكثر وأكثر‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ زجُّ هم للشيخ العبيكان ـ حفظه ال ـ ف وجه وُلّة المر والعلماء‬
‫مهن إخوانهه‪ ،‬ولقّبوه لجهل ذلك ب‪< :‬سهلطان العلماء>‪ ،‬فرفعوه مكانًا عليّاه‬
‫ـ و هو كذلك حف ظه ال ـ ول كن عند ما تبيَّن للش يخ ـ حف ظه ال ووفّ قه لكلّ‬
‫خي ـ ما هم عليه من الباطل‪ ،‬ل يارهم فيه بل أنكر عليهم‪ ،‬فتنكّروا له وتركوه‪.‬‬
‫ول أدري مَن هو <سلطان العلماء> عندهم الن ؟‬
‫‪ 10‬ـ كثي من هؤلء السياسيي ل يكتب كتابًا إلّ وياول تقريظه مِمّن‬
‫اشتهر علمه‪ ،‬ليكون ذلك عونًا له ولم ف نشر باطلهم‪ ،‬بل إنّ بعضهم قد يترجم‬
‫لعََلمٍ من أولئك العلم‪ ،‬ليُحسب عليه‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ سكت هؤلء السياسيون عن الهاد الفغان مدّةً طويلةً‪ ،‬لكن حينما‬
‫قارب قطف الثمرة صاحوا وناحوا قائلي‪< :‬ال أكب سقطت كابل>‪< ،‬ال أكب‬
‫فتهح الفتوح>‪ ،‬فخطفوا الضواء والشهرة‪ ،‬والههد والهاد‪ ،‬وسهحبوا البسهاط مهن‬
‫تته أقدام أقوام كانوا له معاصهرين متابعيه‪ ،‬فسهبحان ال مها أقبهح السهتغلل‬
‫والستغفال !!!‬
‫وأظ نّ أ نّ ما ذكر ته لك أ خي من وقائع وأحداث ف الكفا ية‪ ،‬لن تف هم‬
‫تلك القاعدة البيثة‪ < ،‬بل كانوا واقعيي يستخدمون قدرات الخرين بأساليب‬
‫ماهرة> بل ماكرة‪.‬‬
‫فإذا فهمتها‪ ،‬وفهمت تلك الوقائع السابقة‪ ،‬فألق النظي بنظيه إذا وجدته‪.‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪202‬‬

‫تناقضات واضحات فاضحات‪:‬‬


‫لتعلم أخي القارئ بأنّ مواقف هؤلء إنّما هي ف الغالب مواقف سياسية‪،‬‬
‫ل مواقف شرعية‪ ،‬لذا سأذكر لك بعضًا من تناقضاتم‪ ،‬لتحكم بعد ذلك عليها‪،‬‬
‫وال الوفّق‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ قالوا‪ :‬ل توز لكم الستعانة بالشركي لصدّ عدوان صدام حسي‪.‬‬
‫ثّ قالوا‪ :‬بوجوب الوحدة مع الشتراكيي والشيوعيي ف اليمن !!!‬
‫وقالوا‪ :‬بوجوب الستعانة بالرافضة والشيوعيي لفتح كابل !!!‬
‫وقالوا‪ :‬بواز الستعانة بالشركي ف البوسنة والرسك !!!‬
‫وسكتوا عن استعانة الكراد ف شال العراق بالمم التحدة !!!‬
‫‪ 2‬ـ قالوا‪ :‬ل توز لكهم السهتعانة بالشركيه‪ ،‬فه طرد صهدام حسهي‬
‫وإخراجه من الكويت‪.‬‬
‫وأجازوا لنف سهم اللجوء ال سياسي للغرب‪ ،‬بل وال سكن ب ي ظهراني هم‪،‬‬
‫وتكثيه سهوادهم ـ وقهد يكون فه ذلك مظاهرة لمه على أههل التوحيهد ودولة‬
‫التوح يد ـ بل أد هى من ذلك وأمرّ أ خذ جن سياتم ـ عن اختيار ـ فيكون ذلك‬
‫الشخص فرنسيّا‪ ،‬والخر بريطانيّا‪ ،‬والثالث ألانيّا‪ ،‬والرابع أمريكيّا‪ ...‬ال‪.‬‬
‫فإن قالوا‪ :‬نن مضطرّون لذلك‪.‬‬
‫ـ‬‫قلنا‪ :‬هذا كذب مض‪ ،‬لن ّ الكومة السلمية ف السودان ـ بزعمكم‬
‫ستستقبلكم بالب ّ والحترام والتقدير كما استقبلت البابا !!! فإن أبت فعليكم‬
‫بالنواة واللبنهة الول للدولة السهلمية ـ أفغانسهتان ـ فإنّهها إل أخباركهم‬
‫بالشواق !!!‬
‫‪ 3‬ـ نادَوا بالعدل مع اللق أجع ي‪ ،‬بل مع اللحدة والشياط ي‪ ،‬وذلك‬
‫بذ كر ح سناتم و سيّئاتم‪ ،‬ول يطبّقوا ذلك البدأ مع م َن خالف هم من مشاي نا‬
‫وأ ساتذتنا‪ ،‬مع أنّ هم أعلم‪ ،‬وأحلم‪ ،‬وأ سلم منهجًا من أ صحاب الن هج النظري‬
‫العوج‪ ،‬بل ل مقارنة بينهم‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ قال سفر الوال ف ماضر ته‪< :‬شباب نا م سؤولية م َن ؟>‪< :‬أم ّا‬
‫أنّ نا نعم ّم أو نش يع ع ند الناس هذه الشا كل‪ ،‬أو ناس ه نا ل يه ّم هم الوضوع؛‬
‫حقيقة لن يؤدّوا أيّ شيء إياب‪ ،‬إنّما ك ّل ما سوف يكون هو نوع من التأثي ف‬
‫قلوبمه‪ ،‬ونوع مهن انعكاس سهيظهر فه قبهض اليهد عهن التهبع للمجاهديهن فه‬
‫عمومهم‪ ،‬وبلبلة تدث عند الناس !! من هذا ومن ذاك‪ ،‬ولاذا هذا فعل؟ ولاذا هذا‬
‫ل يفعل ؟‬
‫وهكذا أمر أو أحداث ل نشهدها‪ ،‬وحفظ ال ـ تبارك وتعال ـ منها أيدينا‪،‬‬
‫فينبغي أن نفظ منها ـ أيضًا ـ ألسنتنا‪ ،‬وأن ندعوا الميع باسم علمائنا ـ هم الذين‬
‫يسمع لم هناك ـ أن يكفّوا عن الفت‪ ،‬وعن الختلف وعن القتتال فيما بينهم‪،‬‬
‫وأن يوحِّدوا صفوفهم ف مار بة الذي ل ير حم أحدًا‪ ،‬ول يفرّق ب ي أ حد من‬
‫السلمي‪.‬‬
‫ولذا أنا أقول‪ :‬ل أرى أن تنشر هذه النشرات على الستوى العام‪ .‬أم ّا أن‬
‫يعطاهها بعهض الناس‪ ،‬بعهض الاصهّة‪ ،‬ليعرفوا القائق‪ ،‬ويوجّهوا النصهيحة؛ هذا‬
‫ضروري‪ ،‬ول بد م نه‪ ،‬لكن ّ الن شر العام‪ ،‬ل أرى ذلك‪ ،‬ول أرى أن ي صل ال مر‬
‫للعام ّة‪ ،‬أو إل جهور الس جد بال م ن الحوال‪ ،‬هذه ن صيحت‪ ،‬وهذا رأ يي‬
‫على كلّ حال>‪ .‬اه‬
‫قلت‪ :‬لاذا ل يكن هذا هو موقفك ف أزمة الليج ؟!!‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪204‬‬

‫فهلّ امتنعهت عهن فتواك خشيهة بلبلة الشباب‪ ،‬فضلً عهن الناس‪ ،‬وتفريهق‬
‫الصف لظة تسويته ورصّه‪ ،‬لردّ الطر الداهم ؟!!‬
‫‪ 5‬ـ قال العودة فه شريطهه‪< :‬يها لراحات السهلمي>‪..< :‬الانهب‬
‫القلبه موضوع فه العتبار‪ ،‬وقهد يضاف إليهه عناصهر وأسهباب وعوامهل أخرى‬
‫كثية مبن ية عن سوء الظ نّ التبادل ب ي الطراف‪ ،‬وعلى اعتقادات وت صوّرات‪،‬‬
‫وخلفيات تارييهة معيّنهة‪ ،‬وهذا اللف يعهل العداء فه كثيه مهن الحيان ل‬
‫يتاجون إل التد خل ب ي ال سلمي‪ ،‬فالسلم نف سه يقوم بهم ّة القضاء على أخيه‬
‫ال سلم‪ ،‬أو مقاو مة جهده‪ .‬ـ فمثلً ـ أ نا اليوم أك تب كتابًا‪ ،‬وأؤلّ فه‪ ،‬وأنشره ب ي‬
‫ال سلمي‪ ،‬فبدلً من أن ي سعى العدو إل القضاء على هذا الكتاب أو مارب ته‪ ،‬ل‬
‫يتاج العدو إل ش يء‪ ،‬لن ّ هناك م سلمًا آ خر سوف ي نبي ويت صدّى ل صدار‬
‫كتاب للردّ على هذا الكتاب‪ ،‬وبالتال تتحط ّم هذه الهود بعضهها على بعهض‪،‬‬
‫فل أ نا بالذي ا ستطعت أن يق ضي على اجتهادات أ خي ال سلم ال خر‪ ،‬ول هو‬
‫بالذي اسهتطاع أن يقضهي على اجتهاداته‪ ،‬ولكنّنها اسهتطعنا ونحنها أن نقنهع‬
‫السلمي بأن ّه أنا وأخي ذلك الذي ردّ علي ّ‪ ،‬كلّ نا ل نصلح لشيء‪ ،‬ونتخالف‬
‫ونتهارش حول قضايا‪ ،‬وبالتال تركنا الساحة لغينا واشتغلنا‪ .>..‬اه‬
‫وقال ما يضادّ ف شريطه <خلل ف التفكي>‪ ،‬حيث قال‪< :‬فقط بقي‬
‫دعاة ال سلم وعلماؤه الخلصون‪ ،‬هم الذ ين ف كث ي من الحيان يؤثّرون عدم‬
‫الديث‪ ،‬ولذلك ل يظهر صوتم بصورة صحيحة‪.‬‬
‫هي أم ّة ـ إن شاء ال ـ‬ ‫إذًا ل داعي أن ناجر هذه الم ّة‪ ،‬ونفقد الثقة با‪،‬‬
‫يعن ستنضج مت أعطيناها الثقة‪.‬‬
‫ل ـ كتاب ترى نشره على الم ّة‪ ،‬وف يه خ ي‪ ،‬أن شر هذا الكتاب‪،‬‬
‫عندك ـ مث ً‬
‫وأنا عندي ر ّد على هذا الكتاب‪ ،‬ما ف مانع ـ أيضًا ـ أنشر هذا الردّ‪ ،‬ودع الم ّة‬
‫تقرأ الكتاب‪ ،‬وتقرأ الر ّد على هذا الكتاب‪ ،‬وتك م‪ ،‬وتص ل إل القائق‪ ،‬وإل‬
‫النتائج‪.‬‬
‫وإذا أخطأ وا حد ما أخ طأ عشرة‪ ،‬ول ي صح إلّ الصحيح‪ ،‬وي قّ ال ال ّق‬
‫ويبطل الباطل‪ ،‬فما ف داعي أن نظل دائمًا وأبدًا ـ يعن ـ ف خوف شديد ورعب‬
‫على هذه المّة‪ ،‬ل ينبغي هذا‪.‬‬
‫ينبغي أن تعطي الم ّة بعض الثقة‪ ،‬وناول أن نرّ الم ّة إل الشاركة ف‬
‫إحقاق ال قّ‪ ،‬وإبطال الباطل‪ ،‬والتفكي‪ ،‬يشارك معنا حت يكون ف الصورة‪ ،‬إن‬
‫حصل خطأ أدركوا‪ ،‬وإن حصل صواب أدركوا وباركوا‪ ،‬أم ّا كونم يفاجَأون‬
‫بال طأ و هم ما علموا به‪ ،‬ما الذي ي صل ؟ ي صل أنّ هم ينحون باللئ مة‪ :‬أن تم‬
‫قل تم‪ ،‬وأن تم فعل تم‪ ،‬وأن تم‪ ،‬وأن تم‪ ،‬لاذا ؟ لن ّه ل ي كن عند هم خب سابق‪ ،‬ل كن‬
‫لَم ّا يكونوا مشارك ي م عك ف التفك ي أ صلً‪ ،‬يكونون ك ما يقال‪ :‬ف ال صورة‬
‫معك‪ ،‬مشاركي ف الصورة وبالتال ل يفاجَأون بشيء>‪ .‬اه‬
‫قلت‪ :‬هذان رأيان‪ ،‬فبأيّهما نأخذ ؟! أم أنّهما على حسب الواقف‪ ،‬فاختر‬
‫مرّة هذا ومرّة ذاك ؟!!‬
‫إنه قوله‪..< :‬ودع الم ّة تقرأ الكتاب‪ ،‬وتقرأ الر ّد على هذا الكتاب‪،‬‬
‫بهل ّ‬
‫وتكم وتصل إل القائق وإل النتائج‪ ،>...‬كلم باطل‪ ،‬ل ّن كثيًا من الشباب‬
‫ل عن الم ّة‪ ،‬فكيف نسمح للباطل المزوج بشيء من‬ ‫التديّن جهّال بشرعهم فض ً‬
‫ال قّ أن ي صل إلي ها‪ ،‬ونطالب ها ب عد ذلك أن تُمي ّز ب ي ال ّق والبا طل !! إ ّن هذا‬
‫لشيهء عجاب !!! علم ًا بأنّه م يجزون على أتباعه م قراءة الكت ب الرادّة‬
‫عليهم‪.‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪206‬‬

‫بل إ نّ تطبيق هذا يؤدّي إل إفساد المّة‪ ،‬ل نّ كثيًا من البتدعة سيقولون‬
‫دعونا نناقش ما تملونه من حقّ‪ ،‬وناقشونا ـ أيضًا ـ فيما نمله من باطل‪ ،‬ثّ ندع‬
‫المّة تكم بينا وبينكم‪ ،‬ول يصح حينئذ إلّ الصحيح‪.‬‬
‫فما رأيك أخي القارئ ف هذا البدأ ؟!!‬
‫‪ 6‬ـ هذه الما عة ل ا أهداف‪ ،‬وغايات‪ ،‬ووسائل‪ ،‬ومبادئ لتحقيق ها‪ ،‬ول ا‬
‫كتهب معيَّنهة يقرأوناه مثهل‪ :‬كتهب سهيد قطهب‪< :‬الظلل>‪ ،‬و<العدالة‬
‫الجتماعية>‪ ،‬و<معركة السلم والرأسالية>‪ ،‬و<نو مت مع إسلمي>‪،‬‬
‫و<دراسهات إسهلمية>‪ ،‬و<السهلم العاليه>‪ ،‬و<معال فه الطريهق>‪،‬‬
‫و<السهؤولية> لحمّد أميه الصهري‪ ،‬و<السهلم بيه جههل أبنائه وعجهز‬
‫علمائه>‪ ،‬لعبد القادر عوده‪ ،‬و<الوسوعة الركية>‪ ،‬لفتحي ي كن‪ ،‬و<هذا‬
‫الديهن بيه جههل أبنائه وكيهد أعدائه> لحمّد السهيل الوكيهل‪ ،‬و<صهناعة‬
‫الياة>‪ ،‬و<السار>‪ ،‬و<النطلق>‪ ،‬و<العوائق>‪ ،‬و<البوارق> كلّ ها‬
‫لح د ممّد الرا شد‪ ،‬و<حر كة الن فس الزكي ّة> للعبدة‪ ،‬و<معال النطل قة‬
‫ال كبى> للم صري‪ ،‬و<جاهل ية القرن العشر بن>‪ ،‬و<ماذا خ سر العال>‪،‬‬
‫و<قبسهات> لحم ّد قطهب‪ ،‬و<اقرأ وربهك الكرم>‪ ،‬لسهعدي جودت‪،‬‬
‫و<السهلم الديهث> لمال سهلطان‪ ،‬و<هذا الديهن> لسهيد قطهب‪،‬‬
‫و<القيادة> لا سم مهل هل يا سي‪ ،‬و<فقدان التوازن الجتما عي> لودت‬
‫سعيد‪ ،‬وغيها مِمّا هو مشابه لا‪.‬‬
‫بل إنّ قراءة هذه الكتب ل تكون إلّ وفق جدول معيّن متدرج‪ .‬بل هؤلء‬
‫لم أفكار معيّنة يطرحونا ف وقت معيّن‪ ،‬ف داخل هذه البلد وخارجها‪.‬‬
‫وك ّل ذلك ض من برنا مج مُعيّن من ق بل أ صحاب هذه الما عة‪ ،‬ل تد هذه‬
‫البا مج تتلف ف شرق المل كة أو ف غرب ا‪ ،‬أو ف شال ا أو ف جنوب ا‪ ،‬أو ف‬
‫وسطها‪ ،‬ل ف كتبها ول ف طريقة تلقّيها‪ ،‬بل حت المور الترفيهية ل اختلف فيها‪.‬‬
‫وهذه الماعة ل تتلقى دراستها‪ ،‬وتثقيفها‪ ،‬وتوجيهها؛ إلّ من مشايخ على‬
‫ن ط معيّن‪ ،‬بل ل ت د موا قف أتباع ها تتلف من مكان ل خر‪ ،‬بل تده موحّدًا‬
‫أينما اتهت وهذا يدلّ على وحدة مصادر التلقي عندهم‪.‬‬
‫ـ البدعهة ـ‬ ‫اهتمامههم الكهبي بجلة <البيان> للعبدة‪ ،‬و<السهنّة>‬
‫لسرور‪ ،‬والِدّ والستماتة ف توزيعها وترويها بينهم وبي غيهم‪.‬‬
‫وبعد ذلك كلّه يقولون‪ :‬نن لسنا جاعة‪ ،‬وليس لنا تنظيم ول قيادة !!! بل‬
‫وجدنا هكذا صدفة !!! فما أشبه مقولتهم هذه بقولة اللحدة‪< :‬إنّ هذه الدنيا‬
‫باه فيهها مهن غرائب وعجائب <الدالة على خالقهها وبارئهها> وجدت هكذا‬
‫صدفة>‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ زعموا بأن ّه ل يس لدي هم تنظ يم‪ ،‬ول جا عة‪ ،‬ول ارتباط بالارج‪ ،‬ول‬
‫زالوا ينادون بذلك‪ ،‬وممّد سرور يثبت ذلك بقوله للشيخ مقبل الوادعي‪< :‬ل‬
‫نَكْتُمُكُمْ أنّنا جاعة‪ ،‬ونن نوال كلّ مسلم‪ ،‬ليس لدينا تعصّب>‪.‬‬
‫انظر هذا الكلم ف رسالة الشيخ مقبل الوادعي للشيخ عبد ال بن صال‬
‫العبيلن ف ملحق الوثائق‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ قالوا ل تقرأوا هذا الكتاب لن ّه كتاب كت به ر جل مهول ل نعر فه‪،‬‬
‫ونن ـ بزعمهم ـ ل نقرأ إلّ للمشاهي العروفي‪.‬‬
‫قلت‪ :‬سبحان ال‪ ،‬قرأت وربّيتم الشباب على كتب ل تعرف أساء كاتبيها‬
‫القيقية‪ ،‬ك <العوائق>‪ ،‬و<النطلق>‪ ،‬و<السار>‪ ،‬و<صناعة الياة>‪،‬‬
‫فكاتبهها اسهه الركهي‪< :‬أحده ممّد الراشهد>‪ ،‬أمّا اسهه القيقهي فههو‪:‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪208‬‬

‫<ع بد الن عم بن صال العلي العزي>‪ ،‬عرا قي الن سية‪ ،‬مق يم بدولة المارات‬
‫العربية‪.‬‬
‫وكاتهب <وجاء دور الجوس> اس ه الرك ي‪< :‬الدكتور عب د ال‬
‫ممّد الغريب>‪ ،‬واسه القيقي‪< :‬ممّد سرور بن نايف زين العابدين>‪،‬‬
‫صاحب النتدى السلمي بلندن‪.‬‬
‫وكا تب <الدعوة ال سلمية فري ضة شرع ية وضرورة بشر ية>‪ ،‬ا سه‬
‫الر كي‪< :‬الدكتور صادق أم ي>‪ ،‬وا سه القي قي‪< :‬ع بد ال عزام>‪،‬‬
‫وغي هؤلء كثي‪.‬‬
‫علمًا بأن ّ هؤلء ق د ملوا كتبه م بالباطي ل والترهات والتدليس ات‪،‬‬
‫بلف ما ذكرت ـ إن شاء ال تعال ـ فإن ّه موثق مدّلل عليه بالدلة والباهي‬
‫والقرائن الصحيحة‪ ،‬فما لكم كيف تكمون ؟!!‬
‫‪ 9‬ـ قال سلمان ف و صفه للي من‪ ...< :‬والوا قع أن ّه ل يس ف الي من‬
‫شال وجنوب‪ ،‬بل كلّه يَ من وا حد لم ته و سداه ال سلم‪ ،‬وحاك مه الشري عة‪،‬‬
‫وقدو ته الر سول عل يه ال صلة وال سلم‪ ،‬ومبدأه التحا كم إل ال والر سول‪ ،‬ول‬
‫يوز لحد أن ينفر أو ينفرد عن هذه القاعدة‪ ،‬أو يرج عليها‪ .>...‬اه‬
‫وقال مص در مس ؤول بمعي ة علماء اليم ن فه بيان نشهر فه‬
‫<المهور ية> ف عدد ها (‪ ،)9132‬ال صادر يوم الم عة ‪ 6‬صفر ‪1415‬ه‪،‬‬
‫جاء فيه‪< :‬نفى مصدر مسؤول بمعية علماء اليمن نفيّا قاطعًا ما رددته بعض‬
‫الذاعات ووكالت النباء الفرنسهية فه اليمهن حول موقهف علماء اليمهن مهن‬
‫الزب الشتراكي اليمن‪ ،‬وما نسبه الراسل إل دعوتم باستبعاد الشتراكي من‬
‫الشاركة ف السلطة‪.‬‬
‫وأكّد الصدر ف تصريح لوكالة النباء اليمنية < سبأ> أ نّ بيان علماء‬
‫الي من الذي صدر ف ختام اجتماعات م يوم أ مس الول ل يطالب ب ظر على‬
‫الزب الشتراكي اليمن من الشاركة ف السلطة‪.‬‬
‫وأضاف أن ّه على العكس من ذلك‪ ،‬فقد ن صّ البيان على ترسيخ الرية‬
‫والعدالة والس اواة بي جي ع أبناء الشع ب اليمن ‪ ،‬وف كاف ّة مافظات‬
‫المهوري ة اليمني ة‪ ،‬وعلى نب ذ الظلم والس تبداد‪ ،‬وضرورة اللتزام ببدأ‬
‫التداول السلمي للسلطة>‪ .‬اه‬
‫وجاء ف جريهدة <المهل> عدد (‪ )161‬الصهادرة يوم الميس (‬
‫ة الاشي‬ ‫‪3/4/1415‬ه)‪< :‬التطرّفون يهدمون القدس ات [أضرح‬
‫والعيدروس وزاوية اليلن]‪ ..‬والرئيس يأمر ببنائها‪.‬‬
‫<مقبل> أمينًا عامّا للإشتراكي‪ ...‬والؤتر بعد ستة أشهر>‪ .‬اه‬
‫وجاء ف جريدة <الصحوة> وهي الناطقة باسم التجمّع اليمن للصلح‬
‫عدد (‪ )432‬وال صادرة يوم الم يس ‪ 3‬رب يع ثا ن عام ‪1415‬ه تعليقًا للتج مع‬
‫اليم ن لل صلح على أحداث هدم الضر حة والقبور‪ ،‬قال ف يه‪< :‬تا بع التج مع‬
‫لل صلح باهتمام كبي الحداث الؤ سفة ال ت وق عت ف مدي نة عدن البا سلة‬
‫يومي المعة والسبت الاضيي من قبل بعض العناصر غي السؤولة الت تفهم‬
‫الدي ن فهمًا قاص رًا‪ ،‬فتجع ل م ن الفروع قضاي ا أس اسية‪ ،‬بينم ا تتغاف ل ع ن‬
‫الصول والقضايا الوهرية‪...‬‬
‫إن ّ التجم ع اليمن للص لح يس تنكر ويدي ن بشدة هذه المارس ات‬
‫البعيدة عن جو هر الد ين وق يم ال سلم‪ ،‬وال ت ل هدف ل ا سوى إثارة الف ت‬
‫وشغل الناس‪ ،‬والجتمع بقضايا هامشية‪ .>...‬اه‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪210‬‬

‫فهها هي ـ يها سهلمان ـ جعيهة علماء اليمهن‪ ،‬ل تطالب باسهتبعاد الزب‬
‫الشترا كي من الشار كة ف ال سلطة‪ ،‬بل طال بت بضرورة اللتزام ببدأ التداول‬
‫السلمي للسلطة‪.‬‬
‫وها هم ـ أيضًا ـ أهل الصلح ـ بزعمهم ـ يعلون هدم القبور والضرحة‬
‫ـ الت هي أوثان تُعبَد من دون ال ـ من القضايا الفرعية ل الوهرية‪ ،‬بل يقولون‬
‫عن هدمها‪ :‬إنّه بعيد عن جوهر الدين وقيم الصلح‪.‬‬
‫فهل هذه القوال والعمال من لمة وسدى السلم ؟!!‬
‫وهل هذا هو الكم بالسلم والتحاكم إليه ؟!!‬
‫وهل هذا هو القتداء بالرسول عليه الصلة والسلم ؟!!‬
‫‪ 10‬ـ قال الربوع ف شري طه <أحوال ال سودان> ف الو جه الول‪:‬‬
‫<‪..‬لذلك اشرأبهت أعناق الناس إل السهودان وإعلن الكهم بالسهلم هنالك‬
‫بالسهودان والحاولت القديةه على يهد زعماء الركات السهلمية أو على‬
‫الركات السلمية هنالك وماولتهم لكم أو ماولتهم لن يكموا السلم وأن‬
‫يكم البلد بالسلم‪.‬‬
‫والسودان بلد عريق يا إخوة قدي ل غرو أن قال بعض الدعاة إ نّ السلم‬
‫دخله‪ ،‬ودخل تلك النطقة قبل أن يدخل الدينة‪ ،‬وذلك ف بعثة البشة‪.‬‬
‫والسهودان معشهر الخوة ليهس مثله مثهل غيه مهن البلدان الخرى‪ ،‬فإن ّه‬
‫يعيش أنواعًا من العتقدات‪.‬‬
‫وكفى أن يوجد به ما يقارب من خسي طريقة للصوفية ل غي‪.‬‬
‫فليت شعري هل السلم سيحكم مباشرة بغمضة عي هنالك‪.‬‬
‫إ نّ السلم ما أصبح له دولة ف الدينة وكيان إلّ بعد ثلثة عشر عامًا من‬
‫الدعوة إل ال عزّ وجلّ‪ ،‬وماولة توطيد قواعد الكم هنالك‪.‬‬
‫فال سودان‪ :‬الطرق ال صوفية ف قط ما يقارب من خ سي طري قة‪ ،‬ناهي كم‬
‫عن القباب والمور الشرك ية هنالك التأ صّلة ف نفوس ب عض الناس هنالك‪،‬‬
‫فإن ّ انتزاعها صعب‪ .‬ناهيكم عن النصرانية الختلطة بشعب السودان السلم‬
‫هنالك الن صران‪ .‬وتعلمون ـ أيضًا ـ أ ّن ال سودان ولل سف الشدي د اح تل‬
‫احتل ًل بريطانيّ ا م صريّا‪ ،‬ولل سف الشد يد احتلل بريطا ن م صري‪ ،‬ك ما هي‬
‫الدارس ف الرطوم الن تكون على منهاهج ها التعليم ية وغي ها هي النا هج‬
‫القطبية الصرية النصرانية>‪.‬‬
‫و قد قال البش ي ف كل مة ألقا ها ف ح فل أق يم لفتتاح م قر الطري قة‬
‫البهان ية ال صوفية ليلة الم عة (‪18/10/1412‬ه) ب عد أن قدّم له مقدّم ال فل‬
‫بقوله‪< :‬بسم ال الرحن الرحيم والصلة والسلم على أشرف الرسلي‪ ،‬سيّدنا‬
‫ممّد خات النبياء والرسلي‪ ،‬باسم م َن قال فيهم الول عزّ جلّ كُنتُ مْ خَ ْيرَ ُأمّةٍ‬
‫أُخْرِ َجتْ لِلنّاسِ َت ْأمُرُونَ بِالَعْرُوفِ َوتَنْهَ ْونَ عَنِ الُنكَرِ َوتُ ْؤمِنُونَ بِالِ ‪.‬‬
‫باسهم هذه الموع الته رفعهت أكفّهها إل السهماء مبايعهة لك‪ ،‬وباسهم‬
‫شيخ ها إبراه يم ممّد عثمان‪ ،‬وبا سم مريدي الطري قة البهان ية وأحبّائه‪ ،‬با سم‬
‫الرك ّع وال سجود‪ ،‬با سم القائم ي‪ ،‬با سم ل إله إلّ ال‪ ،‬وبا سم الللو با‪ ،‬وبا سم‬
‫السبحة‪ ،‬وباسم الذبة‪ ،‬وباسم الركوة‪ ،‬باسم هؤلء جيعًا‪ ،‬باسم أخوات اللئي‬
‫بايعنك‪ ،‬فهلّ تكرّ مت أخي الرئيس وشرّ فت هذه الساحة وهذه الضرة وهذه‬
‫الولية‪ ،‬فهلّ تكرّمت>‪.‬‬
‫ثُم ّ قام البشي فقال‪< :‬بسم ال الرحن الرحيم‪ ،‬المد ل رب العالي‪،‬‬
‫والصلة والسلم على أشرف الرسلي‪ ،‬سيّدنا ممّد‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومَن تبع‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪212‬‬

‫نجهم إل يوم الدين‪.‬‬


‫الش يخ إبراه يم ا بن ال سيخ ممّد عثمان عبده البها ن‪ ،‬الخوة والخوات‬
‫أبناء الطريقة البهانية‪ ،‬السلم عليكم ورحة ال تعال وبركاته‪،‬‬
‫إنّها لظات سعيدة أن نقف ف هذه الليلة الباركة ليلة المعة حيث تُرفع‬
‫فيها العمال إل ال سبحانه وتعال‪ ،‬أن نلتقي مع هذا المع الكري الذي التقى‬
‫مب ّة ف ال سبحانه وتعال‪ ،‬ل تمع هم أمور دنيوية‪ ،‬ول مكاسب زائلة‪ ،‬وإنّ ما‬
‫اجتمعوا على كل مة ل إله إلّ ال ممّد ر سول ال‪ ،‬فإنّ ن أحي ّي ف هذه الليلة‬
‫ذكرى الشي خ مم ّد عثمان عبده‪ ،‬وأحي ّي ابن ه الشي خ إبراهي م‪ ،‬وأحي ّي‬
‫مريد يه‪ ،‬وطلب ته‪ ،‬وتلمذ ته‪ ،‬أحيّي هم جيعًا لِم َا قدموه خد مة للد ين بن شر‬
‫التعالي م‪ ،‬وتن بيه الغافلي ‪ ،‬م ن أبناء هذه الم ّة وم ن غيه م‪ ،‬إل الطري ق‬
‫السديد‪..‬‬
‫إنّ نا ف هذه الليلة البار كة ني ّي ك ّل أبناء الطرق ال صوفية وشيوخ ها‪،‬‬
‫على م ا قدّموه خدم ة للدي ن‪ .‬لق د دخ ل الس لم إل الس ودان ع ن طري ق‬
‫مشاينا مشايخ الطرق الصوفية‪ .>..‬اه‬
‫هذا بعض من أحوال وأقوال رئيس البلد‪ ،‬أم ّا أقوال وأفعال حسن التراب‬
‫ـ الرجل الثان ف البلد ـ الخالفة لصريح الشرع‪ ،‬فل تفى على ك ّل منصف(‪،)1‬‬
‫يك في أن ّ الم يع قام بتبن ّي الدعوة إل وحدة الديان ال سماوية‪ ،‬وتكوين جب هة‬
‫لحاربة العلمانية واللدينية‪.‬‬
‫وسأقوم هنا بنقل بعض عناوين ومقتطفات من الصحف الصادرة ف السودان‬

‫() ان ظر بعضًا من تلك الخالفات ف كتاب «ال صارم ال سلول ف الردّ على الترا ب شا ت‬ ‫‪1‬‬

‫الرسول»‪.‬‬
‫وغيها‪ ،‬والت قامت بتغطية أحداث تلك الؤترات التكررة‪ ،‬فمن ذلك قولم‪:‬‬
‫<مرحبًا بالبا با‪ ...‬وال جد ل ف العال وعلى الرض ال سلم‪ ،‬ف أرض‬
‫الت سامح الدي ن كفالة تام ّة للحريات الدين ية>‪ .‬اه‪ .‬القوات ال سلحة م نب الرأي‬
‫الربعاء ‪ 18‬شعبان ‪1413‬ه‪ ،‬الوافق ‪ 10‬فباير ‪1993‬م‪.‬‬
‫و<الرطوم تستقبل الباب وسط احتفالت حاشدة؛‬
‫وسط احتفالت حاشدة استقبلت الرطوم أمس الباب يوحنا بولس الثان‪،‬‬
‫وعقب وصوله مطار الرطوم توجّه إل الكاتدرائية الكاثوليكية بالرطوم‪ ،‬وأدّى‬
‫فيهها الصهلة‪ ،‬وخاطهب حشود الخوة السهيحيي‪ .‬كمها التقهى برجال الديهن‬
‫السهلمي والسهيحي بسهفارة الفاتيكان بالرطوم وأك ّد على دور العلماء فه‬
‫ترسيخ مبادئ التسامح الدين والنسجام بي معتنقي الديانات السماوية‪.‬‬
‫و من ثَ مّ توجّه سيادته إل ال ساحة الضراء ح يث احتشدت أعداد كبية‬
‫من الخوة السيحيي لداء الصلة مع البابا‪ .‬وقد تلّل أداء الصلة ترنيم وأدعية‬
‫تنادي بال سلم وال ي لل سودان‪ ،‬ك ما وقدم وعظًا أثناء تأد ية التران يم‪ .‬هذا و قد‬
‫قدمت مطرانية الرطوم هدية للبابا>‪ .‬اه‪ .‬القوات السلحة الميس ‪ 20‬شعبان‬
‫‪1413‬ه‪ ،‬الوافق ‪ 10‬فباير ‪1993‬م‪.‬‬
‫وقول م‪< :‬زيارة البا با رح يق للمحب ّة وال سلم>‪ .‬اه ال سودان الد يث‬
‫ـ الرأي ـ الربعاء ‪ 18‬شعبان ‪1413‬ه‪ ،‬الوافق ‪ 10‬فباير ‪1993‬م‪.‬‬
‫وقولم‪< :‬إل ساحة البابا ف أرض السلم>‪ .‬اه الصدر السابق‪.‬‬
‫وقول م‪< :‬و قد ح ضر الؤت ر(‪ )1‬حوال خ سمائة ش خص يثّلون ثلث ي‬
‫دولة‪ ،‬ون بة من قيادات ورموز ال سلمي وال سيحيي‪ ،‬مثّل ي لك ثر من خ سي‬
‫() الؤت ر الذي ع قد ف <ملس ال صداقة الشعب ية العال ية>‪ .‬ف فترة من (‪ 4‬ـ ‪ )6‬جادى‬ ‫‪1‬‬

‫الول ‪1415‬ه‪ ،‬الوافق ‪ 8‬ـ ‪ 10‬أكتوبر ‪1994‬م‪.‬‬


‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪214‬‬

‫كني سة ومنظ مة إ سلمية‪ ،‬ومؤ سّسات وهيئات دين ية وطرق صوفية>‪ .‬اه ملّة‬
‫النور السلمية ـ اليمنية ـ الصادرة ف رجب عام ‪1415‬ه ص (‪.)6‬‬
‫وقولم‪< :‬وقد بُدِئ الؤتر بقراءة من القرآن الجيد‪ ..‬ثّ تليت بعد ذلك‬
‫آيات من النيل‪ ..‬وقد تكلم ف الؤتر ـ الطران كابوتشي ـ ومِم ّا قاله‪ < :‬ما‬
‫أروع الكان الذي جعنها‪ ،‬ننه إخوة‪ ،‬ننه أبناء السهرة الواحدة‪ ،‬ل تييهز ول‬
‫تفر يق ب ي الديان‪ ،‬ل يعني ن ماذا تد ين‪ ،‬ما د مت تع بد ال(‪ ،)1‬فهذا هو ال هم‪،‬‬

‫() ل يوز لحد كائنًا م َن كان أن يعبد ال على غي دين ال الذي ختم به الديانات كلّها‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ول =‬
‫= يوز لحد أن يتبع أحدًا من رسل ال بعد إرسال ال لحمّد بن عبد ال الذي ختم ال به‬
‫الرسالت كلّها‪ .‬قال تعال‪ :‬وَمَن َيبْتَ غِ غَ ْيرَ ا ِل ْسلَمِ دِينًا فَلَن يُ ْقبَلَ ِمنْ هُ َو ُه َو فِي الخِ َرةِ مِ نَ‬
‫الَا سِرِينَ سورة آل عمران آ ية‪ .)85( :‬وقال تعال‪ :‬وَأَرْ سَلْنَاكَ لِلنّا سِ رَ سُولً‬
‫وَكَف َى بِ الِ شَهِيدًا سورة النساء‪ ،‬آية‪ ،)79( :‬وقال تعال‪ :‬وَم َا أَرْ سَلْنَاكَ إِلَّ‬
‫كَافّةً لِلنّاس ِ بَشِيًا وَنَذِيرًا سهورة سهبأ‪ ،‬آيهة‪ .)28( :‬وقال تعال‪ :‬هُوَ الّذِي‬
‫أَرْ سَلَ رَسُولَهُ بِالُدَى وَدِينِ الَقِّ لِيُظْهِرَ هُ عَلَى الدّينِ كُلّ هِ وَلَوْ كَرِ هَ‬
‫الُشْرِكُون َ سهورة الصهف‪ ،‬آيهة‪ .)9( :‬وقال تعال‪ :‬قَاتِلُوا الّذِين َ لَ يُؤْمِنُون َ‬
‫بِ الِ وَلَ بِاليَوْ مِ الخِرِ وَلَ يُحَرِّمُونَ م َا حَرَّمَ الُ وَرَسُولُهُ وَلَ يَدِينُونَ‬
‫دِي نَ الَقِّ مِ نَ الّذِي نَ أُوتُوا الكِتَا بَ حَت ّى يُعْطُوا الِزْيَةَ عَ نْ يَدٍ وَهُ مْ‬
‫صَاغِرُونَ سورة التوبة‪ ،‬آية‪.)29( :‬‬
‫وقال ‪< :‬أُمِرْت ُ أَن ْ أُقَاتِلَ النّاس َ حَت ّى يَشْهَدُوا أَن ْ لَ إِلَه َ إِلَّ الُ‬
‫وَيُؤْمِنُوا ب ِي وَبِم َا جِئْ تُ بِ هِ‪ ،‬فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِ كَ عَ صَمُوا مِن ّي دِمَاءَهُ مْ‬
‫وَأَمْوَالَهُم ْ إِلَّ بِحَقِّهَ ا وَحِس َابُهُمْ عَلَ ى الِ>‪ .‬رواه مسهلم فه صهحيحه (‬
‫‪ .)1/52‬وقال ‪< :‬وَالّذِي نَفْس ُ مُحَمَّدٍ بِيَدِه ِ لَ يَس ْمَعُ بِ ي أَحَدٌ مِن ْ‬
‫هَذِه ِ الُمّةِ‪ ،‬يَهُودِيّ وَلَ نَص ْرَانِيّ‪ ،‬ثُمَّ يَمُوت ُ وَلَم ْ يُؤْمِن ْ بِالّذِي‬
‫أُرْس ِلْتُ بِه ِ‪ ،‬إِلَّ كَان َ مِن ْ أَص ْحَابِ النّارِ>‪ .‬رواه مسهلم فه صهحيحه (‬
‫أحسهنكم أخلق ًا وأنفعكهم لوطنهه هذا ههو الههم‪ ،‬تضافرت جهود الديانتيه‬
‫ال سلمية وال سيحية‪ .>...‬اه ال صحوة ـ اليمن ية ـ الم يس ‪ 16‬جادى الول‬
‫‪1415‬ه‪ ،‬الوافق ‪20/10/1994‬م‪.‬‬
‫وقول م‪< :‬و من جه ته د عا الدكتور ح سن ع بد ال الترا ب الم ي العام‬
‫للمؤتر الشع ب وال سلمي الذي خاط ب الؤتر إل إقام ة نظام دين عال ي‬
‫وإياد آلية تثل السلمي والسيحيي بوضع ميثاق للتوحيد وسدّ الطريق أمام‬
‫الذ ين ي ستغلّون الد ين ف تأج يج ال صراعات‪ ،‬والتو سع ال مبيال‪ ،‬واليم نة‬
‫وفرض اللدينية الت تسود العال الن‪ .‬ودعا إل أهّ ية إقامة أمم متحدة‪ ،‬وملس‬
‫أمن جديد‪ ،‬ل يقوم على حقّ الفيتو وهضم حقوق الشعوب‪.‬‬
‫وأضاف أ نّ أصل الديان كلها واحد ويب أل يكون هناك صراع بي‬
‫الس لمي والس يحيي‪ ،‬ول بي البي ض والس ود‪ ،‬م ا دام يمعه م مص ي وإله‬
‫واحد>‪ .‬اه‬
‫و ما ذكرت ه نا هو غ يض من ف يض من تلك القوال والفعال الشني عة‬
‫والخالفهة صهراحة للكتاب والسهنّة وإجاع الم ّة‪ ،‬ومهع ذلك كله‪ ،‬قام هؤلء‬
‫الس ياسيون بدح حكوم ة الس ودان وقائده ا <عم ر البشي >‪ ،‬ومَُنظّره ا‬
‫<حسن التراب>‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬

‫‪ .)1/134‬وقال ‪< :‬وَالّذِي نَفْ سِي بِيَدِ هِ لَوْ أَنَّ مُو سَى كَا نَ حَيّ ا م َا‬
‫وَسِعَهُ إِلَّ أَنْ يَتْبَعَنِي>‪ .‬رواه أحد ف السند (‪.)3/387‬‬
‫و قد أج ع العلماء قاط بة على أ نّ د ين ال سلم الذي ب عث ال به نبيّ نا ممّد نا سخ لم يع‬
‫الديانات الت قبله‪ ،‬وأ نّ م َن اعتقد أن ّه يوز لحد أن يعبد ال بغي شرع ال الذي أنزله على‬
‫خات رسله ممّد بن عبد ال أنّه كافر ل يقبل ال منه عدلً ول صرفًا يوم القيامة‪.‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪216‬‬

‫قول س لمان العودة فه شريطهه <الصهحوة فه نظهر الغربييه>‪:‬‬


‫<‪...‬السلم ينتصر يومًا بعد يوم ف السودان‪.‬‬
‫على الصعيد القتصادي تَم ّ إلغاء الربا ف جيع البنوك‪ ،‬ومع ذلك حق ّق‬
‫القت صاد ال سودان ارتفاعًا ف العدلت ما حقّ قه م نذ سني طويلة‪ ،‬وحق ّق‬
‫استغناء عن جيع العونات‪..‬‬
‫وحقّق انتصهارًا على صهعيد الزراعهة سهواءً زراعهة الذرة‪ ،‬أو السهكر‪ ،‬أو‬
‫الق مح أو غي ها‪ ،‬وأن تم تعلمون اليوم أ نّ ال سكر ال سودان يباع ح ت ف هذا‬
‫البلد‪ ،‬وف جي ع البقالت‪ ،‬تد الس كر الس ودان يباع وبأس عار منخفض ة‪..‬‬
‫إضافة إل أنّ نا نتخوّف من الصابع اليرانية الت تعمل داخل السودان‪ ،‬وتبذل‬
‫مهودًا‪ ،‬وتستغل الذي تلى السلمي جيعًا عن هذه الكومة الصادقة ف دعوتا‬
‫إل ال سلم‪ ..‬إلّ أ نه ل يس لد يه ـ أي ذ نب ـ ا ستعدادًا أن ي نح ال سلم فر صة‬
‫ليجرب‪ ،‬هل يلك السلم حلولً ف عهد عمر البشي كما كان يلك حلولً‬
‫ف عه د عم ر اب ن الطاب أم ل ؟ ليهس لدى الغرب اسهتعداد أن يرب‬
‫ذلك>‪ .‬اه‬
‫وقول سهلمان العودة فه شريطهه‪< :‬حقيقهة التطرف> عهن الترابه‪:‬‬
‫<‪...‬يقول مورفه ـ وههو مراسهل لحدى الصهحف المريكيهة فه الشرق‬
‫الو سط ـ يقول عن أحد زعماء الب هة ف ال سودان‪< :‬إنه منظر إ سلمي فذ‪،‬‬
‫لك نه أ صول‪ ،‬أ صول يعرف جيدًا ك يف ي ستغل الظروف وي ستخدمها ل صاله‪،‬‬
‫و هو قادر على التأقلم مع الوا قع ـ ل حظ اللفاظ‪ :‬قادر على التأقلم مع الوا قع ـ‬
‫ويرضى بهادنة النظمة بدون أن يتخلى عن مطالبه‪.>...‬‬
‫قال سلمان‪< :‬أولً‪ :‬ل أحد يستطيع أن يدح الترا ب ول غيه بأفضل‬
‫من مثل هذا الكلم>‪.‬‬
‫وقول ممّد س رور ف ملّت ه <الس نّة> العدد الامهس والعشرون‪،‬‬
‫الصهادر فه ربيهع الثانه عام ‪1413‬ه (ص ‪ 21‬ـ ‪ ،)23‬تته عنوان‪< :‬حقّ‬
‫للسودان ف ذمّة كلّ داعية>‪:‬‬
‫<م صر مبارك ل يهدأ ل ا بال ول ي قر ل ا قرار و هي ترى دولة ماورة‬
‫ت كم كتاب ال‪ ...‬وهذا الدف يتل خص ف سعيهم الث يث من أ جل إ سقاط‬
‫الكوم ة الس لمية ف الس ودان‪ ،‬وعودة نظام الحزاب الفاسهدة‪ ،‬أو النظام‬
‫العسكري الاهلي الستبدّ‪...‬‬
‫وق صارى القول‪ :‬فإ نّ هذه الملة الشر سة ض ّد ال سودان سببها تك يم‬
‫النظام السودان للسلم‪...‬‬
‫ـ ول نّ هذه الدولة إ سلمية‪ ،‬ف قد ن صرها ال سبحانه وتعال على قوات‬
‫قرنق‪...‬‬
‫ـ ولنّه ا دولة إس لمية‪ ،‬فق د خلص ت الس ودان م ن نظام الحزاب‬
‫العلمانية العميلة‪ ،‬وجعت الم ّة على منهج ربّان ل يأتيه الباطل من بي يديه‬
‫ول من خلفه‪.‬‬
‫ـ ولنّها دولة إسلمية فلقد انتعش القتصاد السودان‪ ،‬واختفت السرقة‪،‬‬
‫وأصبحت السودان من الدول الصدرة للسكر الذي كانت تستورده‪..‬‬
‫ـ ولنّه ا دولة إس لمية فلم تع د الس ودان منقادة للشرق أو للغرب‪..‬‬
‫لقد أصبحت السودان ـ والمد ل ـ مستقلة متحررة ل سلطان عليها إلّ ل‬
‫جل وعل‪ .>..‬اه‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪218‬‬

‫أقول‪ :‬ماذا نصهنع بذلك الدح والثناء غيه الواقعهي‪ ،‬حي يقول البشي ‪:‬‬
‫<إنّ نا ف هذه الليلة الباركة ني ّي كلّ أبناء الطرق الصوفية وشيوخها على‬
‫ما قدموه خد مة للد ين‪ ،‬ل قد د خل ال سلم إل ال سودان عن طر يق مشائخ نا‬
‫مشائخ الطرق الصوفية>‪.‬‬
‫وحي نقرأ ما نقلته الصحف حول الؤترات الت تدعو إل وحدة الديان‪،‬‬
‫والت تبنّتها السودان ودعت إليها‪.‬‬
‫وحي نقرأ من أفكار التراب النحرفة كقوله‪< :‬ل تد ف مباحث العقيدة‬
‫حديثًا عن الفن‪ ،‬كأ نّ التوحيد يمع الياة كلّ ها صلتا ونسكها ومياها وماتا‬
‫ويترك الفن‪ ،‬ولكن ّ الواقع أن ّ مباحثنا العقدية السلمية مباحث فقية‪ ،‬وليست‬
‫مباحث توحيدية>(‪.)1‬‬
‫وقوله‪< :‬إن ّه أمر ـ أي المر بغمس الذبابة إذا وقعت ف الناء ـ طب ّي‪،‬‬
‫آخهذ فيهه بقول الكافهر‪ ،‬ول آخهذ بقول الرسهول ول أجهد فه ذلك حرجًا‬
‫البتة>(‪.)2‬‬
‫وقوله‪< :‬أم ّا ال صدر الذي يتعي ّن علي نا أن نع يد إل يه اعتباره‪ ،‬كأ صل له‬
‫مكانته ودوره‪ ،‬فهو العقل‪.)3(>...‬‬
‫وقوله‪< :‬إذا رأينا أن نأ خذ من كلّ الصحابة أو ل نأخذ‪ ،‬قد ني نعمل‬
‫تنق يح جد يد‪ ،‬نقول ال صحاب إذا روى حديثًا عنده ف يه م صلحة‪ ،‬نتح فظ ف يه‪،‬‬
‫ونُعمِل روايته ودرجة ضعيفة جدّا‪.‬‬

‫() نقلً عن ماضرة ألقاها ف الرطوم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() نقلً عن ماضرة ألقاها ف الرطوم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() تديد الفكر السلمي ص (‪.)26‬‬ ‫‪3‬‬


‫وإذا روى حديثًا ما عنده ف يه م صلحة‪ ،‬نأ خذ حدي ثه بقوة أك ثر‪ ،‬وي كن‬
‫تصنيف الصحابة مستويات معيّنة ف صدق الرواية>(‪.)1‬‬
‫قوله ف ثورة المين‪..< :‬وهي اليوم تشهد تارب جديدة ف ثورة إيان‬
‫ف النفوس تنقلب ثورة قوة ف الوا قع‪ ،‬ولعلّ أروع ناذج ها ف الثورة اليران ية‬
‫السهلمية‪ ،‬الته نسهمع قصهتها ونعيهش عبتاه هذه اليام‪ .>..‬تديهد الفكهر‬
‫السلمي ص (‪.)203‬‬
‫وقوله‪< :‬وأودّ أن أقول إن ّه ف إطار الدولة الواحدة والعهد الواحد يوز‬
‫للمسلم كما يوز للمسيحي أن يبدل دينه>(‪.)2‬‬
‫وقوله‪...< :‬وكله ا ـ أي الدف واللة الوتر ية ـ يكاد يكون ضرب ف‬
‫الواء‪ ،‬الدف واللت والعزف والصههفارة والزمار ليسههت كلههها إلّ آلت‬
‫وذبذبات ف الواء‪.‬‬
‫وهذه ماولت اصطناعية وهو فقه فن اصطناعي‪.‬‬
‫قد يكون باب النّة الذي يدخلون به هو باب الفناني ف النة‪...‬‬
‫فالمهور السلم ف مارسته الصوفية‪ ،‬وف مدائحه وف فنونه الشعبية‪ ،‬لعلّه‬
‫أقرب إل فطرة التدين الفن‪ ،‬أو الفن الدين‪.)3(>...‬‬
‫وح ي نقرأ بعضًا من فقرات نص مبادرة الكو مة ال سودانية لل سلم مع‬
‫التمرّدين ف النوب‪ ،‬حيث جاء فيها قولم‪< :‬العتراف بالتنوع الثقاف والعرقي‬
‫() عن ماضرة له بعنوان‪< :‬قضايا فكرية وأصولية وحديثية>‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫وكل مه هذا موا فق لكلم الراف ضة‪ ،‬ح يث ل يرون عدالة ال صحابة رضوان ال علي هم‪ ،‬وهذا‬
‫مالف لكلم ومعتقد أهل السنّة والماعة‪ ،‬من كون الصحابة كلهم عدول‪.‬‬
‫() عن ماضرة له بعنوان‪< :‬تكيم الشريعة> ألقاها ف جامعة الرطوم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() عن ماضرة له بعنوان‪< :‬تكيم الشريعة> ألقاها ف جامعة الرطوم‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪220‬‬

‫والدين للسودان‪.‬‬
‫ـ توزيع عادل للثروة ومشاركة عامة ف السلطة‪.‬‬
‫ـ ال سودان ق طر وا حد متنوع العراق والثقافات‪ ،‬وي مع ب ي أهله العد يد‬
‫من العادات الشتركة والواطنة والخوة وحب الوطن‪.‬‬
‫ـ ا ستثناء النا طق ذات الغالب ية غ ي ال سلمة من ت طبيق الشري عة النائ ية‪،‬‬
‫واعتماد العرف كمصدر للتشريع‪.‬‬
‫ـ تع تب الواط نة هي ال ساس الذي يتم ّ عل يه بناء الوحدة الوطن ية وتت خذ‬
‫لتولّي الناصب الدستورية والتنفيذية والتشريعية والوظائف التنفيذية الخرى دون‬
‫النظر إل الدين أو العرق أو النس‪.‬‬
‫ـ تكف ّل حر ية العتقاد والعبادة وإقا مة الشعائر والدعوة والتبش ي لكاف ّة‬
‫الواطنيه‪ ،‬وتسهعى الدولة لتوقيه التديّنيه واحترام الديان ورموزهها‪ .>...‬اه‬
‫جريدة الشرق الوسط عدد (‪ )5097‬بتاريخ ‪11/11/1992‬م‪.‬‬
‫وحيه نسهمع مادح السهودان الربوع وههو يقول فه شريطهه <أحوال‬
‫ال سودان>‪ ..< :‬وك فى أن يو جد ما يقارب من خ سي طري قة لل صوفية‪..‬‬
‫ناهيكهم عهن القباب والمور الشركيهة هنالك التأصهلة فه نفوس بعهض الناس‬
‫هلم هنالك‬‫هودان السه‬ ‫هب السه‬ ‫هة بشعه‬ ‫هرانية الختلطه‬ ‫هم النصه‬ ‫هنالك‪ ..‬ناهيكه‬
‫النصران‪.>..‬‬
‫ف هل هذا يا سرور ويا سلمان تك يم الكتاب والسنّة ؟!! و هل هذه هي‬
‫الدولة السلمية الت تنشدون ولا تدّعون ؟!!‬
‫وهل هذا هو النهج الربّان الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه‬
‫والذي ج عت الكو مة ال سودانية ال سودانيي عل يه ؟ أو أن ّ هذا هو ت صويركم‬
‫للسلم وتطبيقه ؟!!‬
‫وأمّا قول سرور‪< :‬فلقد انتعش القتصاد السودان‪ ...‬وأصبحت السودان‬
‫من الدول الصدّرة للسكر الذي كانت تستورده‪.>...‬‬
‫وزيادة سلمان عليه بقوله‪...< :‬وأنتم تعلمون اليوم أن ّ السكر السودان‬
‫يباع حت ف هذا البلد وف جيع البقالت‪.>...‬‬
‫فعلى فرض تصديقهما والتسليم لما با قاله ـ وإلّ فالواقع يشهد بلف‬
‫ذلك ـ فانتعاش السودان اقتصاديّا ليس دليلً على أ نّ ذلك إنّ ما هو ثرة من ثار‬
‫ت طبيق ال سودان لل سلم‪ ،‬وتكي مه بل هذا قد ي ستوي ف يه ال سودان وغيه من‬
‫البلدان الخرى كدول أوروبا وأمريكا واليابان وغيها‪.‬‬
‫وأم ّا قول سرور‪< :‬ول نّ هذه الدولة إ سلمية‪ ،‬ف قد ن صرها ال سبحانه‬
‫وتعال على قوات قرنق‪.>...‬‬
‫فيكذ به قول الترا ب‪...< :‬إ نّ الد ين ل ي كن سببًا ف ال صراع الدائر ف‬
‫السودان‪ ،‬رغم الزاعم عن الضطهاد الدين وعدم الساواة‪ ،‬مؤكّدًا أنّ هذا الؤتر‬
‫العال ي جاء تأكيدًا على أ نّ اللف ليهس دينيّاه>‪ .‬جريدة ال ستقلة عدد (‪)29‬‬
‫السنة الثانية‪ ،‬والصادرة ف يوم الثني ‪ 13‬جادى الول ‪1415‬ه‪ ،‬الوافق ‪17‬‬
‫أكتوبر‪/‬تشرين الول ‪1994‬م‪.‬‬
‫وأم ّا قول سلمان‪< :‬إلّ أن ّه ل يس لد يه ا ستعداد أن ي نح ال سلم فر صة‬
‫ليجرب‪ ،‬هل يلك السلم حلولً ف عهد البشي كما يلك حلولً ف عهد عمر‬
‫ابن الطاب أم ل ؟>‪.‬‬
‫فمها أملك أن أقول له بعهد أن ذكرت لك ـ أخهي القارئ ـ بعضًا مهن‬
‫انرافات القوم‪ ،‬ل أملك إلّ أن أقول ك ما قال تعال‪َ :‬فِإنّهَا لَ َتعْمَى الَبْ صَارُ‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪222‬‬

‫صدُورِ ‪ .‬وإلّ فم َن يرؤ على أن يش به ع مر‬


‫ب الّتِي فِي ال ّ‬
‫َولَكْن تَعْمَى القُلُو ُ‬
‫البشي بالفاروق والليفة الراشد عمر بن الطاب ؟!‬
‫وإن تع جب ـ أ خي القارئ ـ فإن ّي أع جب أك ثر مِم ّا تع جب م نه‪ ،‬إذ‬
‫أولئك يصرّحون ويصرخون ليل نار بأنّ مبادئهم كذا وكذا‪ ،‬وحكومتهم قائمة‬
‫على كذا وكذا‪ ،‬وفهم هم لل سلم على ن و كذا‪ ،‬وهؤلء م ستميتون ف الدفاع‬
‫عن هم‪ ،‬بل م ستميتون ف تزكيت هم ف سبحان ال فَمَا لِهَ ُؤ َلءِ القَوْ مِ لَ يَكَادُو نَ‬
‫يَ ْفقَهُونَ َحدِيثًا أم أنّهم سائرون على مبدأ‪< :‬عنْز ولو طارت> ؟!!‬
‫‪ 10‬ـ قال ناصر العمر ف فقه الواقع‪< :‬مقومات فقه الواقع‪:‬‬
‫ـ التأصيل الشرعي‪.‬‬
‫ـ سعة الطلع وتديده‪ ...‬فيحتاج التخ صّص ف يه إل كث ي من الفنون‪،‬‬
‫سهواءً العلوم الشرعيهة كالعقيدة‪ ،‬والفقهه‪ ،‬أو العلوم الجتماعيهة‪ ،‬كالتاريهخ‪ ،‬أو‬
‫العلوم العاصرة كالسياسة والعلمية‪ ،‬وهلمَّ جرّا‪.‬‬
‫وإذا قصهّر فه أيّه علم مهن هذه العلوم أو غيهها مِمّها يتاج إليهه‪،‬‬
‫فسهينعكس ذلك سهلبًا على قدرتهه على فقهه الواقهع‪ ،‬وتقويه الحداث والكهم‬
‫عليها‪.‬‬
‫فهذا العلم يتاج إل قدرة فائقة على التابعة والبحث ف كلّ جديد‪ ..،‬لذا‬
‫يلزم التخصص أن يكون لديه دأب ل يكلّ ف متابعة الحداث‪ ،‬ودراسة أحوال‬
‫المم والشعوب‪ ،‬فلو انقطع عنه فترة من الزمن أث ّر على تصيله وقدرته ف فهم‬
‫مريات الحداث وتقويها‪..‬‬
‫ـ مصادر فقه الواقع‪ :‬القرآن وتفسيه‪ ،‬السنّة النبوية‪ ،‬سي السلف‪ ،‬كتب‬
‫العقيدة‪ ،‬والفقهه‪ ،‬دراسهة التاريهخ وفقهه السهنن‪ ،‬الصهادر السهياسية كمذكرات‬
‫السياسيي‪ ،‬وسياسة العلقات الدولية‪ ،‬والكتب الت تتحدّث عن خفايا السياسة‪،‬‬
‫وأساليبها‪ ،‬ودور النظمات الدولية ككتاب لعبة المم‪ ،‬واليكافيلية‪ ،‬ومنظمة المم‬
‫التحدة‪ ،‬وعصهبة المهم‪ ،‬وملس المهن‪ ،‬والصهادر العلميهة‪ ،‬كالصهحف‪،‬‬
‫والجلت‪ ،‬والدوريات‪ ،‬ونشرات وكالت النباء العاليهههههة‪ ،‬والذاعات‪،‬‬
‫والتلفزيونات‪ ،‬والشرطة‪ ،‬والوثائق‪ ...‬ال >‪.‬‬
‫وقال سهلمان العودة فه كتابهه <هكذا علم النهبياء> ص (‪:)44‬‬
‫<فجزء من هذا اليسر‪ ،‬اليسر ف العقيدة‪ ،‬بيث تستطيع أن تشرح لي ّ إنسان‬
‫عقيدة التوحيد ف عشر دقائق أو نوها‪.>...‬‬
‫ـ فضلً عهن أتباعههم ـ‬ ‫أقول‪ :‬هلّ علّمهت زعامات الماعات السهلمية‬
‫عقيدة التوحيد ف عشر دقائق‪.‬‬
‫أو علّ مت شبي بة الماعات ال سلمية عقيدة التوح يد‪ ،‬ل أقول ف ع شر‬
‫دقائق كما قلت‪ ،‬بل أقول ف عشر سنوات‪.‬‬
‫فها هو الهاد الفغان قد انتهى‪ ،‬فماذا صنعت يا سلمان ـ هل علّمتَ هم‬
‫عقيدة التوحيهد‪ ،‬طيلة الهاد الفغانه ؟ وههل أصهبحوا بعهد ذلك على عقيدة‬
‫التوحيد ؟!!‬
‫بل ها هم جاعة الخوان السلمي وجاعة التكفي وجاعة التبليغ وجاعة‬
‫الترا ب‪ ..‬ال‪ .‬هل صححت عقائد هم وعلمت هم ف ع شر دقائق ك ما تز عم يا‬
‫سلمان ؟!!‬
‫بل هاهم بعض جهلة السلمي ف بعض البلدان العربية والسلمية يطوفون‬
‫بالقبور ويذبون لا ويستغيثون بأصحابا‪ ،‬فهلّ علمتهم أو علمهم أتباعك عقيدة‬
‫التوحيد ف عشر دقائق ؟!‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪224‬‬

‫بل هذه الطرق الصوفية النتشرة ف كثي من البلدان العربية والسلمية‪ ،‬ل‬
‫زالوا على طرق هم الضالّة‪ ،‬فهلّ ذه بت إلي هم لتعلّم هم عقيدة التوح يد ف ع شر‬
‫دقائق‪.‬‬
‫بل قل ـ يا سلمان ـ لناصر العمر‪ :‬علّم الناس فقه الواقع ف عشر دقائق‪،‬‬
‫وليقل هو لك‪ :‬وأنت علّم الناس عقيدة التوحيد طيلة عمرك ل تكلّ ول تَمَل‪.‬‬
‫أم أنّ تعلّم فقه الواقع ـ عندكم ـ أهمّ من تعلّم عقيدة التوحيد ؟!!‬

‫‪‬‬
‫فصل‬
‫تربية صوفية رافضية‬

‫للصوفية مبادئ ف تربية الشيخ لريده‪ ،‬وتعليمات يتقي ّد با الريد بي يدي‬


‫شيخه‪ ،‬منها قولم‪< :‬كن بي يدي الشيخ كاليت بي يدي غاسله>‪.‬‬
‫إنه‬
‫وللرافضهة مبدأ مشابهه لذا البدأ‪ ،‬وههو قولمه‪< :‬إذا قال لك المام ّ‬
‫الشمس غائبة وهي ف كبد السماء‪ ،‬فقل‪ :‬غائبة>‪.‬‬
‫وقد سلك هؤلء السياسيون مع أتباعهم هذين البدئي‪ ،‬حيث غرسوا ف‬
‫أذهان أتباع هم ومريدي هم بأ نّ الشايخ مع هم‪ ،‬قائل ي لم‪< :‬أل تروا كيف أثنوا‬
‫علي نا‪ ،‬وأطرو نا‪ ،‬ولقّبو نا بالعلماء والدعاة ؟!! ل كن حين ما أوقفو نا ومنعو نا من‬
‫الطابة‪ ،‬والتدر يس‪ ،‬والحاضرات‪ ،‬إنا كان ذلك بسبب الضغوط الواقعة عليهم‬
‫من ِقبَل الكومة>‪.‬‬
‫وهذا أشبه با كان يقوله <جهيمان> وأتباعه‪ ،‬حيث كانوا يطلقون على‬
‫أنف سهم‪<:‬أ هل الد يث>‪ ،‬وكانوا يقولون لِم َن تبع هم أو خالف هم‪< :‬إ نّ‬
‫الش يخ ع بد العز يز بن باز مع نا‪ ،‬مِنّا وفي نا‪ ،‬فم َن ش كّ ف ذلك ف ما عل يه إلّ أن‬
‫يذ هب إل الش يخ قائلً له‪ :‬يا ش يخ‪ ،‬ما تقول ف أ هل الد يث ؟!! فإن ّه سيثن‬
‫علينا خيًا>‪.‬‬
‫قلت‪ :‬سبحان ال‪ ،‬ما أخبث هذه التربية الصوفية الرافضية‪.‬‬
‫أليهس فه هذا القول وتلك القولة طعهن فه تدي ّن وصهدق ونزاههة‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪226‬‬

‫مشاي نا ؟!! بل إ نّ في ها ن سبة إظهار البا طل‪ ،‬ون صرته‪ ،‬وتأييده‪ ،‬وط مس ال قّ‪،‬‬
‫وماربته‪ ،‬وكتمانه إليهم‪.‬‬
‫فسبحانك اللهم وبمدك‪ ،‬اللهم ّ إن ّا نبأ إليك مِم ّا يقوله هؤلء‪ ،‬ومِم ّا‬
‫قاله أولئك‪.‬‬
‫ه أن ّه ل سهبيل لؤلء إلّ أن يقولوا تلك القولت‪ ،‬إذ لو ل‬ ‫واعلم أُخيّ َ‬
‫ينسبوا أنفسهم إل أهل العلم؛ لتضح أمرهم وانفضح‪ ،‬ولَمَا تبعهم أحد‪ ،‬ولمكن‬
‫كلّ أحد أن يقول‪ :‬مَن مِن أهل العلم يوافقكم على ما أنتم عليه ؟!! فإن قالوا‪ :‬ل‬
‫أ حد‪ .‬افت ضح أمر هم‪ ،‬وبان ضلل م‪ ،‬ف ما ل م إلّ أن يقولوا‪ :‬مع نا فلن وفلن‪،‬‬
‫ولكن ينعهم من التصريح خشية السلطان!!‬
‫أخي الكري‪ ،‬هل رأيت فرقًا بي هذه التربيات‪ ،‬والتربية الصوفية‪ ،‬والتربية‬
‫الرافضية ؟!! اللهمّ ل !!!‬

‫‪‬‬
‫الخاتمة‬

‫وفه التام‪ ،‬أتوجَّهه إل ال العلي القديهر أن يأخهذ بيدي وبيهد إخوانه‬


‫الشباب‪ ،‬ومشاينها‪ ،‬ودعاتنها‪ ،‬وعامّتنها‪ ،‬ووُلّتنها؛ لكلّ مها يب ّه ال ويرضاه‬
‫ـ اللهمّ آمي ـ‪.‬‬
‫مذكّرًا إيّاهم بِم َا هم فيه من الي ف المور الدينية‪ ،‬والمور الدنيوية‪،‬‬
‫وليعلموا أنّ ال قد هيّأ لم علماء فضلء‪ ،‬أئمة كبارا‪ ،‬على منهج السلف الصال‬
‫حقيقة ل دعوى‪ ،‬وهيّأ لم وُلّة صالي مصلحي ـ إن شاء ال ـ ليسوا مبتدعة‪،‬‬
‫فضلً عن أن يكونوا كفارًا‪ ،‬بل هم مسلمون‪.‬‬
‫فعلى الم ّة عام ّة والشباب خا صّة أن يضعوا أيدي هم ف أيدي علمائ هم‬
‫العلم ـ كهيئة كبار العلماء ـ ناهل ي من علم هم ال صحيح‪ ،‬عامل ي ب ا علموا‬
‫منهم‪ ،‬متأدّبي بأدبم‪ ،‬حافظي لعراضهم‪ ،‬ومقدّرين لم َمنْزلتهم العلية‪.‬‬
‫طائعي لوُلّة أمرهم ف طاعة ال ـ سبحانه وتعال ـ ناصحي لم ف السرّ‬
‫والعلن‪ ،‬ساعي ف جع الكلمة تت لوائهم‪ ،‬سالكي سبل الصلح والصلح‪.‬‬
‫واعلموا ـ أيضًا ـ إخوتاه بأ ّن الكمال عز يز‪ ،‬فا ستمتعوا بِم َا أن تم ف يه من‬
‫س َع جيعًا إخوتاه‪ ،‬لقامة الدين ف‬ ‫النعيم‪ ،‬واسألوا ال الزيد من فضله وتوفيقه‪ ،‬ولَن ْ‬
‫نفوسنا وف بيوتنا‪ ،‬وف متمعنا؛ بالطريق الصحيح القوي ف ظ ّل هذه الدولة السلمة‬
‫ـ ول ال مد ـ نابذ ين تلك الماعات والفرق ال ت وفدت إلي نا ـ وال ت ل تفلح ف‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪228‬‬

‫بلدها‪ ،‬ل ّن فاقد الشيء ل يعطيه ـ خلفنا ظهريّا‪ ،‬ولنتم سّك بالنهج القوي الذي‬
‫سلكه أئم ّة الدعوة النجدية ـ رحم ال ميّتهم‪ ،‬وثبّت ووفّق الي ّ منهم لِم َا فيه‬
‫الي للبلد والعباد ـ‪.‬‬
‫فإنّه هذا النههج ههو من هج السهلف الصهال‪ ،‬والعلماء فه هذا البلد ـ ول‬
‫ال مد ـ له سالكون‪ ،‬ووُلّت نا له وعل يه مافظون‪ ،‬فال ال أن تتنكّبوا عن هذا‬
‫الصراط الستقيم وأهله‪ ،‬فتخسروا خسارة كبى‪ ،‬ول حول ول قوة إلّ بال‪.‬‬
‫واعلموا إخوان بأ ّن منازعة أهله هي فتنة ف الدين والدنيا‪.‬‬
‫وأولوا أمرنا هنا هم العلماء والمراء‪ ،‬فل ننازع فيما رأوه‪ ،‬ول الولة فيما‬
‫اتذوه‪ ،‬بل ليقل كل منا لنفسه‪< :‬رحم ال امرءً عرف قدر نفسه>‪ ،‬ولنجعل‬
‫الرسل بيننا وبي ولة أمرنا علماءنا‪ ،‬فإنّ هم الصفوة‪ ،‬أهل العلم واليان‪ ،‬والِلم‪،‬‬
‫وأهل البصر والبصية‪.‬‬
‫ولنعلن إخوتاه بأنّا مسودون بسبب ديننا ودنيانا‪ ،‬وكم من ساع لفساد‬
‫ذلك علينا‪ ،‬فلنقف ف وجه الاسدين الفسدين وقفة صادقة‪ ،‬حازمة مفوتي عليه‬
‫ما يريد؛ ليبقى لنا ديننا‪ ،‬وتبقى لنا دنيانا‪.‬‬
‫وليكن آخر دعوانا أن المد ل رب العالي‪ ،‬والصلة والسلم على سيّد‬
‫الرسلي‪ ،‬ممّد بن عبد ال‪ ,‬وآله وصحبه أجعي‪ ،‬آمي‪.‬‬

‫ت الفراغ منه ليلة الثني‬


‫الثان عشر من شهر ربيع الخر لعام‬
‫‪1415‬ه‬

‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪230‬‬

‫ملحق‬
‫الوثائق‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪232‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪234‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪236‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪238‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪240‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪242‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪244‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪246‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪248‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪250‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪252‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪254‬‬

‫فهرس‬
‫الموضوعات‬
‫‪255‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫فهرس الموضوعات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫♦‬
‫مقدمة الطبعة الثانية‪5.....................................................‬‬
‫‪7.....................................................................U‬‬
‫تهيد‪8................................................................:‬‬
‫الفروق بي الدعوات الباطلة والدعوة القّ‪8.............................:‬‬
‫وبعد‪ :‬فقد يقول قائل‪ :‬مَن هم السلف ؟ وما هي مؤلّفاتم ؟‪10........‬‬
‫وأمّا مؤلّفات السلف فكثية جدّا‪ ،‬أذكر بعضًا منها‪10................:‬‬
‫الماعة الول‪ :‬جاعة التبليغ()‪12......................................:‬‬
‫كلمة السر ف منهج جاعة التبليغ‪12....................................:‬‬
‫سؤال آخر‪ :‬إذن كيف سيأمرون وينهون ؟‪15........................‬‬
‫تهيد‪22.................................................................‬‬
‫فصهههههههههههههههههههههههههههههههل‬
‫ف اسم هذه الماعة‪24...................................................‬‬
‫فصهههههههههههههههههههههههههههههههل‬
‫ف غاية هذه الماعة‪26..................................................‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪256‬‬

‫فصهههههههههههههههههههههههههههههههل‬
‫ف وسائل هذه الماعة للوصول إل غايتها‪32..............................‬‬
‫بيان الوسائل على وجه الختصار‪32....................................:‬‬
‫فصهههههههههههههههههههههههههههههههل‬
‫ف بيان موقف السلف من اللفاظ الجملة‪34..............................‬‬
‫بيان تلك الوسائل على وجه التفصيل‪35................................:‬‬
‫فالوسيلة الول‪ :‬العدل والنصاف‪37....................................‬‬
‫ول معه ف قوله هذا وقفات‪51.....................................:‬‬
‫فصهههههههههههههههههههههههههههههههل‬
‫فهه أقوال القطبيههة فهه الثناء على الماعات السههلمية الختلفههة‬
‫ودعوة تلك الماعات للنضمام إل جاعتهم‪67...........................‬‬
‫فصهههههههههههههههههههههههههههههههل‬
‫فهههه ذكههههر بعههههض الفكار والقوال والفعال الغريبههههة‬
‫عند جاعة الخوان السلمي‪72...........................................‬‬
‫موقهههههف جاعهههههة الخوان السهههههلمي مهههههن‬
‫الحزاب العلمانية وغيها‪77..............................................‬‬
‫فصهههههههههههههههههههههههههههههههل‬
‫ف حكم النتماء إل الماعات السلمية‪96...............................‬‬
‫فصهههههههههههههههههههههههههههههههل‬
‫نصيحة مرّب‪98.........................................................‬‬
‫‪257‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫فصهههههههههههههههههههههههههههههههل‬
‫ف التنظيم والبيعة عند القطبية‪103.........................................‬‬
‫فصهههههههههههههههههههههههههههههههل‬
‫ف إرهاصات خروجهم‪112..............................................‬‬
‫أ ّولً‪ :‬تكفيهم الكام قاطبة‪ ،‬بدون استثناء‪112..........................‬‬
‫ثانيًا‪ :‬من الرهاصات الدالّة على أنّهم سيخرجون عاجلً أم آجلً‪ ،‬تييجهم‬
‫للعامّة على ولة المر‪119..............................................‬‬
‫مناقشهههههههههههههة أدلة القطبيهههههههههههههة‬
‫ف النكار العلن على الولة‪121..........................................‬‬
‫ثالثًا‪ :‬من الرهاصات الدالة على خروجهم‪ :‬طعنهم ف العلماء والتهوين من‬
‫شأنم‪ ،‬ومنلتهم عند العامّة والاصّة‪127................................‬‬
‫فصهههههههههههههههههههههههههههههههل‬
‫مناقشهة الوسهيلة الثانيهة مهن وسهائل القطبيهة فه تقيهق أهدافهها‬
‫وهي‪ :‬فقه الواقع‪130....................................................‬‬
‫ثامنًا‪ :‬من إرهاصات خروجهم إعلنم الشي عمّا أسوه ب‪< :‬لنة الدفاع‬
‫عن القوق الشرعية>‪ ،‬وتأييد هؤلء لا‪145............................‬‬
‫فصهههههههههههههههههههههههههههههههل‬
‫موطن خروج القطبيي وترتيباتم لذلك‪156...............................‬‬
‫وقت خروجهم‪176...............................................:‬‬
‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬ ‫‪258‬‬

‫فصهههههههههههههههههههههههههههههههل‬
‫فهه الوسههيلة الثالثههة مههن وسههائلهم الرئيسههة لتحقيههق غايتهههم‬
‫وهي‪ :‬دعوى التثبّت‪196.................................................‬‬
‫قاعدة خبيثة‪196......................................................:‬‬
‫تناقضات واضحات فاضحات‪202.....................................:‬‬
‫فصهههههههههههههههههههههههههههههههل‬
‫تربية صوفية رافضية‪225.................................................‬‬
‫الاتة‪227..............................................................‬‬
‫ملحههههههههههههههههههههههههههههههق‬
‫الوثائق‪230.............................................................‬‬
‫فهرس الوضوعات‪255...................................................‬‬
‫‪259‬‬ ‫القطبية هي الفتنة فاعرفوها‬

‫الفتاوى الشرعية‬
‫في القضايا‬
‫العصرية‬
‫جمع وإعداد‬
‫مد بن فهد الحصين‬
‫مح ّ‬

‫تقديم‬
‫سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ‬
‫فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان‬
‫فضيلة الشيخ عبد المحسن بن ناصر آل عبيكان‬
‫مد بن حسن آل الشيخ‬ ‫فضيلة الشيخ مح ّ‬

You might also like