Professional Documents
Culture Documents
بقلم
أبي إبراهيم ابن سلطان العدناني
الطبعة الولى لمجالس الهدى
1425ه ـ 2004م
القطبية هي الفتنة
فاعرفوها
5 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
U
مقدمة الطبعة الثانية
المد ل حدًا كثيًا طيّبًا مباركًا فيه كما ي بّ ربّنا ويرضى ،الله مّ ص ّل
على ممّد وعلى آل ممّد ،كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حيد
ميد .وبعد:
فإنّه لَمّا صدر كتاب< :القطبية هي الفتنة فاعرفوها> شرّق وغرّب ـ ول
المد والنّة ـ فوصل إل كثي من العامّة والا صّة من أهل العلم وطلبته ،فأقبلوا
عليه قراءة وتوزيعًا ـ لقتناعهم بإفادته ـ حت نفد ما طُبِ عَ منه ،فأشار عل يّ بعض
إخوانه وأحبّته بإعادة طبعهه مرّة أخرى ،ليعمّه النفهع بهه ،فأجبتههم إل طلبههم،
فحرّرت عباراته ،زائدًا ف مادّته العلمية ،ليخرج للناس مرّة أخرى ف صورة بية
نقية ـ إن شاء ال تعال ـ.
هذا ول يفوتن أن أشكر كلّ من نصح ل حي أهدى إلّ ملحظاته على
ما كتبت ،فله منّي الشكر والثناء والدعاء الصال ف ظهر الغيب.
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 6
وأودّ ه نا ـ بالنا سبة ـ أن أزف البشرى لِم َن أراد الزيادة ف معر فة هذه
الماعة أكثر فأكثر ،بأنّه سيصدر قريبًا ـ إن شاء ال تعال ـ بعض الؤلّفات لبعض
العلماء والفضلء والفاضلت ،وال ت تبي منا هج وأفكار تلك الما عة ،مناق شة
إيّاها بالجّة والبهان.
اللهمّ أرنا القّ حقّا وارزقنا اتباعه ،وأرنا الباطل باطلً وارزقنا اجتنابه.
ربه العاليه ،والصهلة والسهلم على سهيّد وآخهر دعوانها أن المهد ل ّ
الرسلي.
7 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
U
المد ل القائل ف كتابه :اليَوْ مَ أَكْ َملْ تُ لَكُ مْ دِينَكُ مْ َوأَتْمَ ْم تُ عَ َليْكُ مْ
نِعْمَتِي َورَضِيتُ لَ ُكمُ ا ِل ْسلَمَ دِينًا [الائدة ،آية.]6 :
والقائلَ :فلَ وَ َربّ كَ لَ يُ ْؤمِنُو نَ حَتّى يُحَكٍّمُو كَ فِيمَا َشجَرَ بَيْنَهُ مْ ثُمّ لَ
سلِيمًا [النساء ،آية.]65 :
سلّمُوا تَ ْ
جدُوا فِي أَنفُسِ ِهمْ حَرَجًا مِمّا قَضَ ْيتَ َويُ َ
يَ ِ
والقائل أيضًا :وَال سّاِبقُونَ الَ ّولُو نَ مِ نَ الُهَاجِرِي نَ وَالَن صَارِ وَاّلذِي نَ
اتَّبعُوهُم بِإِ ْح سَانٍ رَضِ َي الُ عَنْهُ مْ َورَضُوا َعنْ هُ َوأَ َعدّ لَهُ مْ جَنّا تٍ تَجْرِي َتحْتَهَا
ا َلنْهَارُ خَاِلدِينَ فِيهَا أََبدًا َذلِكَ الفَ ْوزُ ال َعظِيمُ [التوبة ،آية.]100 :
والصهلة والسهلم على خليله ومصهطفاه ممّهد بهن عبهد ال القائل:
<تَ َركْتُكُ مْ عَلَى البَ ْيضَاءِ ،لَيْلِهَا كَنَهَارِهَا ،لَ يَزِي غُ عَنْهَا إِلّ هَالِ كٌ .>...أحد
ف م سنده ( ،)4/126والقائل أيضًا< :مَ نْ عَ ِملَ عَ َملً لَيْ سَ عَلَيْ هِ أَمْرُنَا فَهُوَ
رَدّ> .البخاري (.)8/156
وعلى آله و صحبه الذ ين قال ل م الر سول الكر ي < :أُو صِي ُكمْ بَِتقْوَى
الِ ،وَال سّ ْمعِ وَالطّا َعةَِ ،وإِ نْ كَا نَ عَ ْبدًا حَبَشِيّاَ ،فِإنّ هُ مَ نْ َيعِ شْ مِنْكُ مْ يَرَى بعدي
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 8
اخِْتلَفًا كَِثيًاَ ،فعَ َليْكُ مْ بِ سُنّتِي َو سُّنةِ الُ َلفَاءِ الرّا ِشدِي نَ الَ ْهدِيّيَ ،وَ َعضّوا عَ َليْهَا
حدَثَات ُ ا ُلمُورَِ ،فإِنّ كُلّ ُمحْ َدثَةٍ ِبدْ َعةٌ ،وإِنّ كُلّ ِبدْ َعةٍ
بِالنّوَا ِجذَِ ،وإِيّاكُم ْ َو ُم ْ
للَةٌ> .أحد ف السند (.)4/126
ضََ
والقائلَ < :وَتفْتَرِ قُ أُمّتِي عَلَى َثلَ ثٍ وَ سَ ْبعِيَ مِ ّلةً ،كُلّهَا فِي النّارِ إِلّ مِلّة
صحَابِي > الاكم (
وَا ِحدَة ،فقيل له :ما الواحدة ؟ قال :مَا َأنَا عَ َليْ ِه اليَوْ مَ َوأَ ْ
1/128ـ .)1()129وبعد:
فإنّهه قهد كثهر الكلم فه هذه اليام حول مها يسهمّى ب <الماعات
السهلمية> ،وانقسهم غالبيهة التكلّميه فيهها إل قسهمي :قادح ،ومادح؛
لختلف غايات النقهد ،ولذا أحببهت أن أتكلّم حول جاعتيه منهها ،لبيّن مها
أعتقهد أنّه الصهواب ،ولبيّن بعهض الشكالت الته يسهتشكلها بعهض الخوة
الفضلء ،ولجيب على بعض التساؤلت الت تدور ف أذهان كثي من الشباب،
رابطًا الفروع بالصول الت تنطلق منها تلك الماعات ،فأقول وبال التوفيق:
تمهيد:
اعلم أخهي ـ وفّقنه ال وإيّاك لكلّ خيه ـ بأنّه الدعوة القّه ههي الدعوة
التم سّكة بالكتاب والسنّة على فهم السلف الصال ،وأ نّ أ يّ دعوة تركت شيئًا
مّا سبق فهي دعوة منحرفة عن طريق القّ والصواب بقدر ما تركت من ذلك.
() انظر سلسلة الحاديث الصحيحة ( 1/356ـ ،)367رقم الديث.)204 ،203( : 1
9 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
() لقد مرّ أ بو السن بثل ثة أطوار؛ الوّل :طور العتزال ،والثا ن :طور الكلب ية ،والطور 1
الباطلة ،فإنّ هم مبغضون لتلك الكتب ،بل وماربون ل ا ،ولنشر ها ،و هم ساعون
ـ أيضًا ـ لربط أتباعهم بكتب مؤسسي تلك الماعات.
وبعد :فقد يقول قائل :مَن هم السلف ؟ وما هي مؤلّفاتم ؟
فالواب :ال سلف هم ال صحابة والتابعون وتاب عو التابع ين .فهؤلء هم
سلفنا ،ومَن سار على نجهم فهو سلفي.
وأمّا مؤلّفات السلف فكثية جدّا ،أذكر بعضًا منها:
مسند المام أحد ،صحيح البخاري ،صحيح مسلم ،السنن الربعة ،تفسي
ابن جرير الطبي ،تفسي البغوي ،تفسي ابن كثي ،ردّ المام الدارمي على بشر
الريسهي ،ردّ المام أحده على الهميهة ،خلق أفعال العباد للبخاري ،الشريعهة
للجري ،اليان ل بن منده ،التوح يد ل بن خزي ة ،ال سنّة للمام أح د بن حن بل،
هّة
هّة لعبهد ال بهن أحدهبهن حنبهل ،البانهة لبهن بطهة ،الس ن
هّة للخلل ،الس ن
الس ن
للبباري ،شرح أصهول اعتقاد أههل السهنّة والماعهة لللكائي ،كتهب شيهخ
ال سلم ا بن تيم ية ـ رح ه ال تعال ـ ،كلّ ها بل اسهتثناء ،وكذا ك تب تلميذه
ا بن القيّم ـ رح ه ال تعال ـ ،وك تب أئمّة الدعوة النجد ية ال سلفية ،ككتاب
التوحيد للمام ممّد بن عبد الوهاب ،وشروحه مثل :تيسي العزيز الميد ،وفتح
الجيد ،وقرّة عيون الوحّدين ،والدرر السنّية ،وغيها كثي ،مّا كتب على منهج
أولئك الكرام من السابقي واللّحقي.
ـ كما أشرت لك سابقًا ـ إذا علمت هذا ،فاعلم بأنّي سأتكلّم عن جاعتي
مهن تلك الماعات ،جاعلً إحداهاه فرع ًا ،والخرى أصهلً ،أو بعبارة أخرى،
جاعلً إحداهاه أصهلً ليفههم القارئ مهن خلله الماعهة الخرى ،وإليهك البيان
11 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
وعلى ال التكلن:
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 12
() لعر فة أقوال العلماء ف هذه الما عة ان ظر لزامًا كتاب< :القول البل يغ ف التحذ ير من 1
فإن ك نت على ا ستعداد لتف هم تلك ال صول وكذا كل مة ال سر ،فهَلُمّ إلّ
ـ وفّقن ال وإيّاك لكلّ خي وصَرَف عنّي وعنك ك ّل شر ـ:
كل مة ال سرّ يا أ خي هي :أ نّ ك ّل ش يء ي سبب النّفرَة ،أو الفُرق َة ،أو
الختلف بيه اثنيه ـ ولو كان حقّاه ـ ؛ فههو مبتور ،مقطوع ،ملغهى مهن منههج
الماعة.
هل فه مت كل مة ال سر ؟ أر جو م نك تَكرار الن ظر مع الف هم اليّد .كرّر
مرّة أخرى .ههل كرّرت ؟ إذًا تعال معهي لنأخهذ الصهل الوّل مهن أصهول هذه
الماعة وهو :تقيق الكلمة الطيبة <ل إله إلّ ال> .هل تدري ما معن تقيق
الكلمة الطيبة <ل إله إلّ ال> ؟
تق يق الكل مة الطي بة <ل إله إلّ ال> معنا ها :تق يق التوح يد بأنوا عه
الثلثة ،توحيد اللوهية ،وتوحيد الربوبية ،وتوحيد الساء والصفات.
قال الش يخ ع بد الرح ن بن ح سن آل الش يخ ـ رح ة ال عل يه ـ ف ف تح
الجيهد (ص < :)48قوله< :باب مَهن حق ّق التوحيهد دخهل الن ّة بغيه
ح ساب> أي :ول عذاب .قلت :تقي قه؛ تلي صه وت صفيته من شوائب الشرك
والبدع والعاصي> انتهى كلمه رحه ال.
وقد يتبادر إل ذهنك ـ أخي القارئ ـ سؤال ،وهو :إذا كان هذا هو معن
تقيق الكلمة الطيبة ،فلماذا نتلف معهم إذًا ؟
اسع الواب ـ بعد أن تتذكّر كلمة السرّ ـ تذكّرت ؟ فاسع الن :نعم..
ههم قالوا :الصهل الوّل :تقيهق الكلمهة الطيبهة <ل إله إلّ ال> ،ولكهن مها
مرادهم بتحقيقها ؟ مرادهم بتحقيقها هو الكلم حول توحيد الربوبية ! لاذا ؟
لنّه ل ي سبّب النفرة ،ول الفر قة ،ول الختلف ب ي اثن ي من ال سلمي .وذلك
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 14
هل تذكّرت كلمة السرّ ؟ أُذكّرك< :أي شيء يسبّب النفرة ،أو الفرقة،
أو الختلف بي اثني؛ فإنّ حكمه ف منهج الماعة البتر والقطع واللغاء>.
إذًا لن عد إل تق سيمهم العلم نوعان :علم فضائل ،وهذا لنا (أي للجماعة).
وعلم م سائل ،فهذا ل هل العلم ،كلّ من كم ـ أي الارج ي مع هم ـ يطل به ع ند
علماء بلده.
هل انتب هت لذا التق سيم ؟ ولاذا أجازوا الكلم ف علم الفضائل ،ومنعوه
ف علم ال سائل ،بل يطلبون من الذ ين يرجون مع هم ـ ك ما تقدّم ـ أن يأخذوه
عن علماء بلدهم ؟ لنّ الوّل ل يسبّب الفرقة ،ول اختلفًا ،بلف الثان.
أخي القارئ :هل تسمح ل بطرح سؤال آخر اختباري؛ لعلم هل فهمت
كلمة سرّهم أو ل ؟
السؤال هو :هل سيأمرون بالعروف وينهون عن النكر ؟
لنه المهر بالعروف
سهيكون الواب على ضوء كلمهة السهرّ :ل .لاذا؟ ّ
والنهي عن النكر يسبّب النفرة ،والوحشة ـ ف زعمهم ـ بي المر والأمور ،إذن
حكمه البتر من منهج الماعة.
سؤال آخر :إذن كيف سيأمرون وينهون ؟
الواب :يَعرضون الحاديهث واليات الرغبهة فه الفعهل أو الترك ،غيه
متطرّقيه للجانهب العقدي ،فيقولون لتارك الصهلة مثلًَ :قدْ أَفْلَح َ الُ ْؤمِنُون َ
لتِ ِهمْ خَا ِشعُونَ ...ويقولون قال رسول ال < :ما من عبد
صَاّلذِينَ ُهمْ فِي َ
مسلم يُ صلّي ل تعال ف كلّ يوم ثِنْتَ يْ عشرة ركعة تطوعًا غي الفريضة،
إلّ ب ن ال له بيتًا ف النّة> .هذا ف ضل التطوع ،فك يف بف ضل الفري ضة ؟
وهكذا.
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 16
ولذا فإنّه مهن منهجههم :عدم النكار على متعاطهي العصهية الجاههر باه
بينههم ،فل ينكرون على شارب الدخان ونوه ،بهل ربّمها أعانوه على الصهول
عل يه أو اشتروه له ،وكذا شارب ال مر ،ورُبّ ما حلوا له زجاجتهه !! وإذا أراد
حلق ليته أعطوه الوسى ! أو ذهبوا به إل اللق !! وهكذا .قد تقول يا أخي
هذه مبالغة.
فأقول ـ هدان ال وإيّاك ـ < :ليس الب كالعاينة> ،فارجع إل الكتب
الت انتقدتم تَرَ العجب العجاب.
فإ نْ أب يت إلّ ،ف سأذكر لك القل يل من ق صصهم ـ علمًا بأن ّ تعليم هم
لبادئهم إنّما هو بطريق القصة ـ مبيّنًا تأويلتم:
حينما ق سّموا العلم إل علم فضائل ،وعلم م سائل ،وقالوا للخارج ي مع هم
إ نّ طلب علم ال سائل إنّ ما يكون ع ند علماء بلدة كلّ خارج ،خشوا وخافوا أن
يدخهل هذا الكلم إل عقول وقلوب أولئك ،لنّههم إن تعلّموا تركوا الماعهة،
ولذا جعلوا بعض العوائق الت تعيقهم عن طلب علم السائل ،وتعينهم على طلب
علم الفضائل ،حته لو سهعوا آيهة أو حديثًها فيهه للعلم وفضله نزّلوه على علم
الفضائل.
اعلم ـ رح ك ال ـ بأ نّ ل م جل ستي :جل سة ليلة الثلثاء ،وجل سة ليلة
الربعاء.
الل سة الول :للعائد ين من الروج ،يُح ضر ل م م َن يريدون تشجي عه
للخروج معهم ،أو التأثي عليه.
والل سة الثان ية :الترت يب للخروج ع صر الربعاء؛ فيقول أم ي تلك الل سة
ل حد الارج ي ـ ليُعِْل مَ الددَ من ال ستمعي ـ :كم يومًا خر جت ؟ فيجي به
17 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
الارج :خرجت أربعة أشهر ف سبيل ال .فيقول له :ما شاء ال ،أين قضيتها ؟
فيقول له الارج :قضيت عشرة أيام ف الدول الليجية ،وعشرين يومًا ف أدغال
إفريقيا ،وشهرًا ف أوروبا ،وشهرًا ف أمريكا النوبية ،وشهرًا ف شرق آسيا والند
وباكستان ،فيقول له أمي اللسة ـ وانتبه ـ :ما شاء ال أنت داعية ،والداعية مثل
السهحاب يَمرّ على الناس فه أرضههم فيسهقيهم ،بلف العلماء ،فإنّههم أشبهه
بالبار إذا أ صابك الظ مأ على ب عد م سافة م يل ،قد يقتلك الع طش ق بل أن تأ ت
تلك البار ،بل قد ل تشرب؛ لن ّ الدلو الت تلقى فيها غي موجودة ،فإذا أردت
الشرب فلبدّ من الضور عند حافة البئر ،ثّ تلقي الدلو ،ثّ تذب حت تشرب.
هل انتبهت لِم َا انقدح ف نفسك ـ كما انقدح ف نفوس السامعي له ـ
من تفضيل الداعية على العال ؟
فإذا أراد أحد هم أن يلس لطلب العلم تذكّر تلك الق صّة؛ فأراد أن يكون
سحابًا ل أن يكون بئرًا من البار.
وح ت ل أجعلك ف حية من هذه الق صة ،فلبدّ من بيان زيف ها ،فأقول
وبال التوفيق :اعلم ـ أرشدن ال وإياك لكلّ خي وح قّ ـ أ نّ السحاب ل يُنب ِت
إلّ كل البهائم غالبًا ،ول ينبت إلّ الكل الوسي ،بل إنّه إن نزل بأرض سبخة أو
نزل ف غي وقته ل ينفع ،وقد يكون ف ذلك السحاب الدمار واللك.
بلف مياه البار فإن ّه يسقى منها ،ويزرع ،والنطقة الت فيها آبار تكون
الياة في ها م ستقرّة غالبًا ،ل نّ أهل ها سيزرعون ،و من ثَم ّ ي سقون ،و من ثَم ّ
ي صدون ،وهكذا ،ولن ّ البار ينت فع من ها القا طن والعابر سواءً لنف سهم ،أو
لدوابم ،أو لزروعهم ،أو للتزوّد منها عن طريق حلها معهم ف قِربم وآنيتهم.
ول نّ البار كلّ ما ُنزِ حَ من ها ،كلّ ما ح سن ماؤ ها ،و صفي لون ا ،وطاب
ريها ،فهل فطنت للفرق ؟
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 18
ول يَ ِردُ على مها قلت :تشهبيه النهب مها بعثهه ال بهه مهن الدى والعلم
بالغيث ،لنّ ما جاء به هو من عند ال ،وهو دينه الذي ارتضاه للناس كافة ،فهو
القه
خيه وحقهّ مضه وغيهث نافهع ،بلف تلك الماعهة ،فإنّه خليهط مهن ّ
والباطل ،والي والشرّ ،بل باطله وشرّه والهل الذي فيه أكثر وأعظم من ال قّ
والي الذي فيه .فشتّان ما بي الغيثي :غيث الوحي وغيث أولئك.
وإليك ـ أيضًا ـ قصة أخرى ،لعلّك تزداد بم بصية:
يقول أحدهم ـ بضور البتدئي ـ لرجل يريد طلب العلم الشرعي :إل أين
تذههب يها فلن ؟ قال له الخهر :سهأذهب لطلب العلم .فيجيبهه الوّل :لاذا ؟
فيقول الخهر :لعرف اللل مهن الرام .فيقول الوّل :سهبحان ال ،أنهت ل
تعرف اللل من الرام ؟! أل تسمع قول النب < :استفت قلبك وإن أفتاك
الفتون> .سبحان ال ! إل الن ل تعرف اللل من الرام وكث ي من الدواب
يعرف ذلك ؟! أل ترى إل أنّ القطة حينما تضع طعامك ف مكان ثّ تذهب عنه
ثّ تعود إليهه ب عد ح ي ،فترى القطهة تأكهل منهه فإنّ ها مها إن تراك إلّ وترب،
بلف ما إن جلست على مائدة طعامك ثّ وضعت لا بوارك شيئًا من الطعام
فإنّها ستأت حت تأكله عندك.
فالول علِمَت أنّ ها وق عت ف حرام ،فلذا هر بت م نك ،والثان ية علِ مت
أنّ ها وقعت ف حلل ،ولذا أكلت معك .يا أخي العقول الؤمنة تيّز بي اللل
والرام< ،اسهتفت قلبهك وإن أفتاك الُفتون> .فيها أُخَيّ :ههل يرضيهك هذا
التمثيل وهذه النظرة ؟!!
أقول إذا كانت اليوانات تعلم اللل من الرام ـ كما يزعمه هؤلء ـ فل
حاجة إذن للبشرية من إرسال الرسل وإنزال الكتب.
19 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
فأهل السجد أشبه بولّد الكهرباء ،والماعة الثانية أشبه بالصباح ف آخر
السلك ،إذا اشتغل مولّد الكهرباء أنار ذلك الصباح ،وإذا انطفأ ،انطفأ.
بل قد يكلّفون بذلك واحدًا ـ من غي الارجي ف الولة ـ بعينه يُسمّونه
<الدينمو>.
هل سعت يا أخي الكري بثل هذا الثل ؟ وهل رأيت استدللً ـ مثل هذا
الستدلل ـ ؟!!
ومها ذكرت ذلك لك إلّ بُغيَة تنبيههك وتذيرك مهن مثهل هذه التّرّهات
والرافات ،فانتبه يا مريد القّ والصواب والي والسداد.
وقد أخبتك من قبل بأنّي ل أريد دراسة هذه الماعة دراسة موسعة ،بل
جئت با لكي تفهم الماعة الخرى ،فإنّها أدقّ وأخفى من تلك ،فهيّء نفسك
لفهم ها فهمًا ح سنًا ،وإن شئت فا سترح بر هة ،ثّ تعال م عي لطوف بك على
غا ية هذه الما عة ،والو سائل الحقّ قة ل ا ،مبيّنًا كل مة سرّها ومفتاح رمز ها،
مناقشًا لفكارهها معتمدًا فه ذلك كلّه على ال تعال أ ّولً ،ثّ على كتهب القوم
ومقالتم وأشرطتهم ثانيًا ،وعلى أقوال الذين تركوهم بعد أن كانوا معهم ثالثًا.
فأقول وبال التوفيق:
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 22
تمهيد
لَم ّا اعتدى طاغية العراق القومي البعثي عميل روسيا على دولة الكويت
وشعبها ،وتشريد أهلها ،وغَصْبِ أموالا وأموالم ،وهتك أعراض نسائهم ،وقتل
رجال م و سجنهم ،ل أ أ هل الكو يت إل ال أوّلً ،ثّ إل دولة التوح يد ،طالب ي
من هم العا نة والن صرة لر فع الظلم النازل ب م ،فا ستجاب حكام ها وعلى رأ سهم
خادم الرمي الشريفي ـ وفّقه ال ـ وعلماؤها ،وعلى رأسهم هيئة كبار العلماء
ـ حفظهم ال ـ وعامة أهلها ـ تبعًا لقادتم ـ لنجدة إخوانم ،قائلي لم :إنّ العقل
والشرع ،وأصهحاب العقول الراجحهة والضمائر النهبيلة اليهة ،ييزون لكهم
الستعانة بِمَن فيه القدرة على صدّ عدوان هذا اللحد الظال الغاشم ـ رفعًا لِمَا
نزل بكم ،وحاية لنا من أن ينل بنا ما نزل بكم ـ ولو كان من الشركي.
فانبى بعض السياسيي فقهاء الواقع إل اتاذ موقف مغاير لِم َا عليه هذا
البلد وحكامه وعلماؤه وعامة أهله ،قائلي:
لنه هؤلء القادميه متلون ،ل مناصهرونل يوز السهتعانة بالشركيهّ ،
مؤيدون.
ثّ ل يكف هم ذلك ،بل روّجوا الشر طة الختل فة ،ووزّعوا من ها أعدادًا ل
ت صى ،لتأي يد موقف هم ،ولبيان خ طأ أ هل العلم ـ بزعم هم ـ ف فتوا هم ،و قد
صحب ذلك كله تو تر شد يد ب ي الشباب أنف سهم ،ووجدت فجوة بين هم وب ي
23 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
أهل العلم ،بسعي أولئك ف التشكيك ف مواقف بعض العلماء ،قائلي :بأنّ فلنًا
ل يعلم ،وال خر ل ي ضر ،والثالث ترا جع ،والرا بع توق ّف .وهكذا ح ت جعلوا
الشباب ف حية من صحة فتوى العلماء ،و من بقائ هم علي ها ،بل ظ هر أولئك
السهياسيون بثوب الريهص على سهلمة البلد وأهله ،وأنّههم المرون بالعروف
والناهون عن الن كر ،وأنّ هم الكاشفون ل طط العداء ،وألعيب هم ،ومكر هم،
وكيدهم بالسلم وأهله ،فارتقى هؤلء مرتقًا صعبًا.
ول أزل ف حية من هول الز مة ،ومو قف هؤلء ،و من ورائ هم الشباب
الذيهن ل يبلغوا مهن العلم الشرعهي إلّ القليهل القليهل ،يدفعههم إل ذلك الوقهف
حسن ظنّهم بأولئك القوم ،وحاس الشباب وعنفوانه ،وما يرونه ويشاهدونه من
وجود القوّات الجنبية ،إلّ أن ّه كما قد قيل< :رُب ّ ضارّة نافعة> .إذ قد
كشفهت هذه الزمهة عهن كذب دعاوى القومييه ،والبعثييه ،والعلمانييه مهن
العرب ،ح يث انق سم هؤلء إل فريق ي :فر يق يؤي ّد الطاغ ية ،وفر يق يؤ يّد أ هل
القّ.
وكشفت ـ أيضًا ـ عن عداء كثي من الامعات لكام هذا البلد وعلمائه،
الذين هم على النهج السلفي.
وكشفت ـ أيضًا ـ عن أنّ هاهنا جاعة قائمة مباينة لِمَا عليه علماء هذا
البلد ،لا غاية ولا وسائل تقّق با تلك الغاية.
وبعد هذه القدمة التذكيية أبدأ معك أخي الكري بتوضيح ما ألّفت هذا
الكتاب من أجله ،و ما دف عك إل قراء ته ،وأ سأل ال التوف يق وال سداد والرشاد،
فأقول:
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 24
فصل
في اسم هذه الجماعة
إن سهألت عهن اسهم هذه الماعهة ،فإنّه م يُس مّون ب <أه ل الس نّة
والماعة> ،كما جاء ذلك ف مقال مم ّد ممّد بدري ف ملّة< :البيان>
ف عدد ها ر قم )28( :لش هر شوال عام 1410ه .ح يث قال ف ص (:)15
<وههي ههي الماعهة الته ندعوا فصهائل الركهة السهلمية إل اللتزام باه،
<جاعة أهل السنة> ،الماعة العامة الواسعة.
ويقول ف ص ( ...< :)18ولِنَ سِيَ جيعًا إل أهداف نا ت ت را ية أ هل
ال سنّة والما عة> .وان ظر أيضًا ال سلسلة ال ت ت صدرها دار الو طن للن شر ت ت
عنوان< :رسائل ودراسات ف منهج أهل السنّة> ،وأحيانًا <الماعة>.
ول يفوت ك النظ ر إل كتابم العمدة< :أه ل الس نّة والماع ة معال
النطلقة الكبى> ،لحمّد عبد الادي الصري.
وإل مها قاله عاي ض القرن فه شريطهه< :فِرّ مهن الزبيهة فرارك مهن
السد> ،حيث قال < :بل نن أهل السنّة ليس لنا اسم إلّ أهل السنّة ...ول
يوز امتحان الناس ،هل أنت إخوانيّا ،أو سلفيّا ،أو سروريّا ،أو تبليغيّا ،وما هي
جاعتهك الته تنتسهب ؟ ولبدّ لك مهن جاعهة ،ب ل جاعت ك أه ل الس نّة
والماعة .>...اه
25 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 26
فصل
في غاية هذه الجماعة
غاي ة هذه الماع ة :ه ي إياد جاع ة الس لمي ،وم ن ثَم َّ إمامه م
ودولتهم !
يوضّح ذلك ما جاء ف نشرة مركز بوث تطبيق الشريعة السلمية ،العدد
ر قم ( ،)4والعنو نة ب <شرع ية النتماء إل الحزاب والماعات ال سلمية>،
حيث جاء ف ص ( ،)34عنوان هو< :الماعات السلمية خطوات مرحلية
ف الطريق إل جاعة السلمي>.
وف الصفحة نفسها قوله< :إنّ الهاد لنصبة المام ،وإقامة الدين ،وتكيم
الشريعة ،فرض على الكافة ف هذه الالة ...ف هذه الرحلة يأت دور الماعات
ال سلمية باعتبار ها تمّعات مرحل ية ف الطر يق إل جا عة ال سلمي ...وغا ية
هذه الماعات أن تتولّى إعداد الطلي عة الجاهدة والقاعدة اليان ية ال صلبة ...ل قد
سبق أ نّ الصل عن( )1انعدام السلطة الشرعية ،هو انتقال هذه السلطة إل المّة،
مثلة ف أ هل اللّ والع قد من ها ،وأن ّ على هؤلء أن يمعوا كل مة الم ّة حول
متبوع مطاع ،تنتظم به الكلمة ،وتتوحّد به الراية ،ويبدأ من خلله الهاد ف سبيل
ال .>...اه
وجاء ف العدد رقم ( )12من نفس السلسلة السابقة والعنون ب <مدخل إل
() اعلم ـ أ خي القارئ ـ بأ ّن علي عشماوي <آ خر قادة التنظ يم الاص> قال ف كتا به 1
من الماعة ،وكانت هناك ماولت من الستاذ <عبد البديع صقر> ،لعادته مرة أخرى،
وكان حوله الكثي من اللغط ،والقاويل الت كان الول البعد عنها ،والتزام الذر> .اه
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 30
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 32
فصل
في وسائل هذه الجماعة للوصول إلى غايتها
بعد أن أوقفتك ـ أخي الكري ـ على اسم هذه الماعة وغايتها ،فإنّك قد
تقول :هل لذه الماعة من وسائل لتحقيق ما تصبو إليه ؟
فسأجيبك واثقًا هادئًا ب <نعم>.
وسهأذكر لك هذه الوسهائل متصهرًا أولً ،ثّه أعود عليهها ـ بعون ال
وتوفيقه ـ بالتفصيل الشاف الرافع الدافع لكلّ لبس ف نفسك ـ إن شاء ال تعال ـ
ثانيًا ،فهل أنت على استعداد لن تسمع ؟
إذن استمع لِمَا يُلقَى إليك من القائق والباهي.
ال سرّ ع ند جا عة التبل يغ ،فتنبّه ! ح ت يت سنّى ل م التوف يق وال مع ب ي الوا فق
والخالف ،فإذا حصل ذلك تكوّنت لم جاعة السلمي.
فالوس يلة الول :لدخال الماعهة السهلمية فه جاعهة واحدة ،أطلقوا
عليها <أهل السنّة الماعة> ،وأَطلَق عليها غيُهم <القطبية>.
والو سيلة الثان ية :لر فع َمنْزلة دعات م إل م صاف الئم ّة والعلماء ،وال طّ
من شأن العلماء ،لنّهم ل يفقهون الواقع...
والثال ثة :لترو يج ما يقولو نه من شائعات ،وتقريرات ،وت صّورات لنّ هم
أوهوا الناس بأنّ هم أهل التثب ّت ،وف الوقت نفسه للدفع عن جاعتهم وأفرادهم
ودعاتم ،كلّ ردّ ونقد ـ ولو كان حقّا مضًا ـ إذا وُجِّه إليهم.
إلّ أنّه ق بل الكلم على تلك الو سائل مف صَّلً ،ي سن ب نا أن ن تبيّن مو قف
ال سلف من اللفاظ الجملة؛ ح ت تت سنّى ل نا القار نة ب ي الوقف ي من ها :مو قف
السلف ،وموقف السياسيي.
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 34
فصل
في بيان موقف السلف من اللفاظ المجملة
قال المام ابن القيم الوزية ـ رحه ال تعال ـ ف كتابه< :الصواعق الرسلة
على الهميهة والعطّلة> ( 3/925ـ < :)928إنّ هؤلء العارضي للكتاب
والسنّة بعقلياتم ،الت هي ف القيقة جهليات ،إنّما يبنون أمرهم ف ذلك على
أقوال مشتبهة متملة ،تتمل معان متعدّدة ،ويكون ما فيها من الشتباه ف العن،
والجال ف اللفظ يوجب تناولا ب قّ وباطل ،فبما فيها من ال قّ يَقب َل ـ م َن ل
يُحِط با علمًا ـ ما فيها من الباطل ،لجل الشتباه واللتباس ،ثّ يعارضون با فيها
من البا طل ن صوص ال نبياء ،وهذا من شأ ضلل م َن ضلّ من ال مم قبل نا ،و هو
منشأ البدع كلّها ،فإن ّ البدعة لو كانت باطلً مضًا لَمَا قبلت ،ولبادر كلّ أحد
إل ردّها وإنكارها ،ولو كانت حقّا مضًا ل تكن بدعة ،وكانت موافقة للسنّة،
ولكنّ ها تشتمل على ح قّ وباطل ،ويلتبس فيها ال قّ بالباطل ،كما قال تعال:
وَلَ تَ ْلبِسُوا الَقّ بِالبَاطِلِ وَتَ ْكتُمُوا الَقّ وَأَنتُمْ تَ ْعلَمُونَ [البقرة.]42 :
فن هى عن ل بس ال قّ بالبا طل وكتما نه ،ولب سه به خل طه به ح ت يلت بس
أحدها بالخر ،ومنه التلبيس ،وهو التدليس والغ شّ ،الذي يكون باطنه خلف
ظاهره ،فكذلك ال قّ إذا ل بس بالبا طل يكون فاعله قد أظ هر البا طل ف صورة
ال قّ ،وتكلّم بل فظ له معنيان :مع ن صحيح ،ومع ن باطل ،فيتوه ّم ال سامع أن ّه
35 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
ولنأخذ منها رسالة تكون هي مدار البحث والناقشة ،مع تطبيق <كلمة
الس رّ> على النقاط البحوثهة ،ولتكهن رسهالة< :ضوابهط رئيسهة فه تقويه
الماعات السلمية> للزيد( ،)1إذ هي خلصة تلك الرسائل.
() قرأت مقالة نشرها الدكتور :زيد بن عبد الكري الزيد بعنوان <الوسطية ف السلم> ف 1
جريدة الرياض عدد ( )9688وقد قال ف آخرها< :وقفة مهمّة :صدر ل منذ عدّة سنوات
كتيب حول ضوابط ف تقوي الماعات السلمية ضمّنته خسة ضوابط موجزة ،وقد جدّت
لديّ معلومات ،وطرأت أحداث توجب إعادة النظر ف العديد منها ،بل إعادة النظر ف فكرة
الكتاب جلة .وال الوفق>.
فقلت :يا زيد ل تصنع شيئًا ،إذ هي توبة ورجوع منك عن أخطاء وَقَعْتَ فيها فيما كتبت
بألفاظ مملة ـ على الن هج ال سابق ـ فهلّ ف صّلتها لتُحذَر .وعلى كلّ فرجوع ش خص عن
مقالة معيّنهة أو منههج معيّن ،ل يسهتلزم بالضرورة زوال ذلك النههج واندثار تلك القولة ،ل
سيما إذا انتشر وانتشرت ،واشتهر واشتهرت عن طريق الكتب والشرطة والشخاص الداعي
إليه ما ،ك ما أ نّ رجوع أ ب ال سن الشعري عن مذ هب العتزلة والكلب ية إل مذ هب أ هل
السنّة والماعة ل ي ُح مذهب العتزلة والكلبية من الوجود ،بل بقيا إل يومنا هذا ـ لنّ القالة
ل توت بوت صاحبها ول برجوعه عنها ،ل سيما بعد انتشارها فكذا هنا .هذا أ ّولً.
وثان يا :إ ّن رجوع الش خص عن من هج قائم منت شر ل ي نع من الردّ على ذلك الن هج وتلك
القولت ،ولو كا نت ب عض القولت لذلك الكا تب التائب ،ل نّ البا طل ل يُردُّ إلّ بذلك.
وهذا ك ما ل تنع ب عض أ هل ال سنّة والما عة كا بن تيم ية وا بن الق يم وغيه ا ـ تو بة بعض
علماء الكلم ـ كالرازي والوين والغزال وغيهم ـ من الر ّد عليهم.
وثالثًا :ليعلم أ ّن منهج السلف الصال منهج كامل متكامل ل نقص فيه بوجه من الوجوه ،وف
الو قت نف سه هو من هج وا ضح كوضوح الش مس ف راب عة النهار ،لكثرة الدلة التضافرة من
الكتاب والسنّة وأقوال الصحابة والئم ّة على توضيحه ،فهو منهج واضح مستقرّ غي خاضع
للتجر بة والتجر يب ،كالنا هج الدنيو ية ـ كال طب والند سة واليولوج يا والفيزياء والكيمياء
39 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
قال ـ وفّقه ال لكلّ خي ـ< :الضابط الول :الرجع الول لكلّ اختلف
كتاب ال وسنّة رسوله >.
ثّه ذكهر اليات والحاديهث الدالّة على وجوب إرجاع أيهّ اختلف
وتنازع إل كتاب ال وسنّة رسوله .
وهذا الكلم فيهه إجال ،لنهّ كلّ الماعات السهلمية تنادي بذلك،
وتدّعهي كلٌّ منهها أنّهها متمسهّكة بالكتاب والسهنّة ،ومرجعهة كلّ خلفهها
واختلفها إليهما.
فالواجهب أن يقال< :الرجهع الول لكلّ اختلف؛ كتاب ال وسهنّة
رسوله على فهم السلف الصال>.
وإلّ فالشاعرة ـ بزعمهم ـ يرجعون إل الكتاب والسنّة لكن بفهم أئمّتهم
الشعرية ،وكذا الاتريدية ،والهمية ،والعتزلة ،بل والرافضة ـ هذه دعواهم ـ كلّ
يرجع إليهما ،لكن بفهم شيخه وأصحاب طريق ته ،والماعات السلمية كذلك
يفعلون ،لكن لَم ّا أراد إدخال الميع رفع هذا القيد ،ولو أنّه صرّح به لرجت
جيع الطوائف ،وبقيت الدعوة الصحيحة ،لكنّه أجل حت يوافقه الميع.
قال الز يد< :الضا بط الثا ن :العتماد ف التقو ي على ن صوص الما عة
وأنظمتها ،ل على أقوال النتسبي إليها...
إ نّ درا سة الما عة وال كم علي ها وتقوي ها ينب غي أن ي ستند إل ن صوص
نظامها ومستنداتا الرسية فحسب.
ونوهها ـ فعلى هذا ل يصهح قول الزيهد ـ وفقهه ال ـ < :وقهد جدَّت لدي معلومات،
وطرأت =
= أحداث توجب إعادة النظر ف العديد منها ،بل إعادة النظر ف فكرة الكتاب جلة>.
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 40
الثاني ة :هذا القول أشبهه بقول بعهض التبليغييه حينمها قلت لمهّ :
إنه فه
كتابكم <تبليغي نصاب> من الشركيات والبدع والحاديث الوضوعة ما ال
به عليم ،فلماذا تعتمدونه ،وتروّجونه بينكم وبي غيكم ؟
فقال ل أحدهم :يا أخي هذا الكتاب كتبه رجل مبّ للجماعة ،ل أنّه من
الماعة.
فقلت لم :أرأيتم لو أن ّ دار الفتاء قامت بطبع ونشر كتب علوي مالكي
البيثة ،أكان يغن ف الذ بّ عن فساد منهج الدار القول بأ نّ كاتب هذه الكتب
مبّ للدار ،ل أنّه من أهلها ؟! الواب :ل .فكذا فيما قلتم.
وبالناسهبة ،ينبغهي أن تعلم أخهي الكريه أنّه عنهد جاعهة التبليهغ مصهطلحًا
ييّزون به ب ي الارج ي مع هم ،ل سيما إذا كان بين هم م َن هو مالف ل م ف
الن هج ،والفكار ،فإنّ هم يقولون ع نه حين ما ت سنح فر صة للتعارف :فلن مب ّ
للجماعة.
ويقولون لِمَن كان منهم :فلن من الماعة.
ولذا إذا أطلق الصطلح الول على شخص ما ،فإ نّ صافرات النذار ـ غي
الرئيهة وغيه السهموعة ـ تنطلق ،فيعامَهل هذا الشخهص معاملة معيّنهة ،ومهن
أشخاص معيّن ين ،حت تنتهي فترة خروجه ،حفاظًا على الذين خرجوا معهم من
أن يفسد عليهم عقولم !!!
الثالث ة :قوله< :فهذا قول الرسهول ،وقهد قاله بصهفته الشخصهية فقهط،
ون ن متعبد ين ـ هكذا ـ ب ا قاله ب صفته بشرًا ر سولً> .اه كلم با طل .إذ ن ن
متعبدون بكلّ ما قاله أو فعله أو أقرّه ،إلّ ما استثناه الدليل ،ولذا فإ نّ الصحابة
حينما سعوا قوله< :لو ل تفعلوا لصلح> ،ل يقولوا له :هل قلت هذا الكلم يا
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 42
إذا اتّ ضح ذلك ،فاعلم ـ أخي الكري ـ أ نّ ما نقله الزيد عن شيخ السلم
ل يدلّ على ما يريد ،إذا كان اللف من باب اللف ف الصول ،ل اللف
ف الفروع ،ل كن لَم ّا ج عل الز يد كل مه مملً ت سنّى له أن ين قل كلم ش يخ
ال سلم ،لكنّك إذا أنزل ته على وا قع الماعات ال سلمية اليوم ،ات ضح ما قلت
لك سابقًا.
صبّ على م َن نقل شخ صًا من طريقة مفضولة إل فكلم شيخ السلم ُمنْ َ
...فإنه بعهض التفقّههة يدعون
ّ طريقهة فاضلة ،يوضّح ذلك قوله رحهه ال< :
الر جل إل ما هو أف ضل من طريق ته عند هم ،و قد يكونون مطئ ي ،فل سلك
الول ،ول الثان ،وبعض التصوفة الريد يعتقد أ نّ شيخه أكمل شيخ على وجه
الرض ،وطريقته أفضل الطرق وكلها انراف ،بل يؤمر كلّ رجل أن يأت من
طاعة ال ورسوله با استطاعه ،ول ينقل (تنبّه) من طاعة ال ورسوله بطريقته،
وإن كان فيها نوع نقص أو خطأ ،ول يبيّن (تنبّه) له نقصها ،إلّ إذا نقل إل ما
هو أف ضل منه ما ،وإلّ ف قد ين فر قل به عن الول (الفضولة وإن كا نت حقّ ا)
بالكلّ ية ،ح ت يترك ال قّ الذي ل يوز تر كه ،ول يتم سّك بش يء آ خر> .اه
[مموع الفتاوى (.])14/433
واعلم ـ أيضًا ـ أ نّ ما نقله عن العزّ بن عبد السلم ل يدلّ على ما يريد،
ل نّ اللف ب ي الماعات خلف ف ال صول ،ل ف الفروع ،و ما ذكره العزّ
إنّ ما هو من باب السائل الفرعية ،حيث قال< :الكذب مفسدة مرّ مة ،إلّ أن
يكون فيه جلب مصلحة أو درء مفسدة ،فيجوز تارة ويب أخرى ،وله أمثلة:
أحدها :أن يكذب لزوجته لصلحها ،وحسن عشرتا ،فيجوز...
الثان :أن يتبئ عنده معصوم من ظال يريد قطع يده ،فيسأله عنه ،فيقول:
45 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
أن تفرغهم لِمَا هو أعظم من ذلك ،فكان ما هم فيه شاغلً لم عن ذلك .وكما
إذا كان الر جل مشتغلً بك تب الجون ونو ها ،وخِ فت من نقله عن ها انتقاله إل
كتب البدع والضلل والسحر ،فدعه وكتبه الول>.
ول معه ف هذا النقل وقفتان:
الول :حذفهه لكلم هام جدّا مهن كلم ابهن القيهم ـ رحهه ال ـ كمها
أسلفت ـ حيث حذف بعد قوله< :فإذا كان إنكار النكر يستلزم ما هو أنكر
م نه وأب غض إل ال ور سوله فإن ّه ل ي سوغ إنكاره ،وإن كان ال يبغ ضه وي قت
أهله> قوله< :وهذا كالنكار على اللوك والولة بالروج عليه م ،فإنّ ه
ف أ ساس كلّ شرّ وفت نة إل آ خر الد هر ،و قد ا ستأذن ال صحابة ر سول ال
قتال المراء الذيهن يؤخرون الصهلة عهن وقتهها ،وقالوا :أفل نقاتلههم ؟ فقال:
يهِ مَا يَكْ َرهَُ ،فلْيَصِْبرْ ،وَلَ
لةَ> وقالَ < :ومَنْ َرأَى مِنْ أَمِ ِ
صَ<لَ ،مَا أَقَامُوا ال ّ
يَنْزِعنّ يَدًا مِنْ طَاعَِتهِ>.
وحذف :ـ أيضًا ـ بعهد قوله< :فطلب إزالتهه فتولّد منهه مها ههو أكهب
م نه> ،قوله< :ف قد كان ر سول ال يرى ب كة أ كب النكرات ،ول ي ستطيع
تغييها ،بل لَم ّا فتح ال مكة وصارت دار إسلم عزم على تغيي البيت ،وردّه
على قواعد إبراهيم ،ومنعه من ذلك ـ مع قدرته عليه ـ خشية وقوع ما هو أعظم
منه من عدم احتمال قريش لذلك ،لقرب عهدهم بالسلم ،وكونم حديثي عهد
بكفر ،ولذا ل يأذن ف النكار على المراء باليد ،لِمَا يترتّب عليه من وقوع ما
هو أعظم منه ،كما وجد سواء>.
والدا عي ف نظري ـ وال أعلم ـ لذ فه هذا الكلم اله مّ جدّا هو أنّه لو
لنه مفسهدة النكار على الماعات نقله لفسهدت عليهه قاعدتهه الته ذكهرّ ،
47 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
السلمية ،ليست كمفسدة النكار على الكام والولة ،بل الخية أعظم ،ل نّ
النكار على الماعات ال سلمية يقّق م صلحة ل مف سدة في ها ،إذ ل يس في ها
إراقة دماء ،ول ذهاب مال وولد وبلد ،وليس فيها فتنة ف الدين والدنيا ،بل فيها
ردّ لؤلء من الضللة إل الدى ،ومن البدعة إل السنّة ،ومن الشرك إل التوحيد،
فأي ّ مفسدة ف ذلك ؟ بلف النكار على الولة بالروج عليهم ،ففيه فساد
وإفس اد للدي ن والدني ا ،وذهاب الم ن والمان ،وفي ه انتشار الرج والرج،
فكانت مفسدته أعظم من مصلحته؛ فلذا ل يشرعه الشارع.
وانظهر فه كلم ابهن القيهم حيهث قال< :وهذا كالنكار على اللوك
والولة بالروج عليهم ،فإنّه أساس كلّ شرّ وفتنة إل آخر الدهر>.
ومهن أسهباب حذفهه لذا الكلم ـ أيض ًا ـ ههو :أنّه لو نقله لرآه وقرأه
الشباب ،ومن ثَمّ وقر ف قلوبم عدم الروج على الولة ،فإثباته ل يتناسب مع
منهج مَن يريد إياد جاعة السلمي وإمامهم ودولتهم ،فوجب حينئذ حذفه.
الوقفة الثانية :أ نّ ما أثبته من كلم ابن القيم ل يؤدّي إل ما يريده ،بل
يؤدّي إل ضدّه.
ان ظر إل قوله ـ رح ه ال ـ < :فإذا رأ يت أ هل الفجور والف سوق يلعبون
بالشطرنهج .>...اه ،فههل ترى ـ أخهي الكريه ـ الماعات السهلمية لعبهة
بالشطرنج فقط ،كالفسّاق الذين ذكرهم المام ابن القيم ؟ أو أنّ هم واقعون ف
البدع والضللة ـ ل سهيّما كهباءهم ـ كالقول باللول ،والتاد ،والتصهوف،
والدعوة إل بعض أنواع الشرك ،والدعوة إل وحدة الصف مع الرافضة ،بل مع
الديان ال سماوية ـ هكذا يزعمون ـ وبعض هم يد عو لترك الهاد ،والهاد عنده
عبارة عن الروج وال سياحة ف الرض ،وآخرون من هم يرون الروج على كلّ
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 48
حاكم مسلم ،أو غي مسلم ،وأغلب الماعات السلمية معادية لهل التوحيد
ف هذه البلد وف غيها.
وما جرى لهل كُنَر وأنصار السنّة ف السودان ليس منّا ببعيد بل ما
جرى ل نا ف أز مة الل يج من وقوف الماعات ال سلمية بأجع ها ف الدا خل
والارج مع طاغية العراق ـ أيضًا ـ ما هو منّا ببعيد.
واسح ل ـ أخي العزيز ـ بمسة صادقة ف أذنك؛ لعلّنا نفيق مّا نن فيه:
اعلم ـ أخي الكري ـ بأ نّ هذه الماعات قد فشلت ف تصحيح الوضاع
ف بلد ها ال ت انطل قت من ها ،فإذا كان ذلك كذلك ،فل يس ل نا حا جة ف تلك
الدعوات الفاشلة ،ل سيّما و قد أغنا نا ال عن ها بدعوة سلفية صحيحة ،قا مت
على يد أئمّة صادقي ،صالي ،مصلحي ـ ول زالت ول المد والن ّة ـ تميها
دولة إسلمية ،رافعة لراية التوحيد منذ وجدت إل الن ،وبعده ـ إن شاء ال ـ ؛
فما بالنا أُخَيّ نستبدل الذي هو أدن بالذي هو خي ؟!
صرَح من ذلك ،فاعلم أن ّه حين ما قا مت دولة التوح يد والدعوة
وإن أردت َأ ْ
السلفية الت سَمّاها خصومنا ف ذلك الوقت ب <الدعوة النجدية> أو ب <الدعوة
الوهاب ية> ،لينفِرّوا عن ها السلمي ،وحين ما ف شل التحذ ير العل ن من تلك الدعوة،
أنشأوا طرقًا وجاعات دعو ية ،لي سهل ل م ن قل ف سادهم النه جي والعقدي إل هذه
الدعوة وأهل ها ،مطبّق ي القولة الفار سية البي ثة< :أشغلوا هذا الر جل ف ع قر
داره>.
فجاءوا متسلّلي ،ومتسترين ،متخفي ،متمسّكني ،حت إذا تكّنوا ،رفعوا
عقيت م ورؤو سهم ،عن طر يق أبنائ نا ،وإخوان نا ،وآبائ نا ،الذ ين هم من ب ن
جلدتنها ،فدبّه إلينها اللف ،والشقاق ،والفرقهة ،فأصهبحنا جاعات وفرق ًا
49 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
وأحزابًا ،ب عد أن كنّا أمّة واحدة ،على من هج سواء ،ف يا لِهول ال صيبة وعِ ظم
الطب ،فال الستعان ،ول حول ول قوّة إلّ بال.
إذا عل مت هذا فاعلم ـ أيضًا ـ بأ نّ كلم ابن الق يم ـ رح ه ال ـ < :وإذا
رأيت الفسّاق قد اجتمعوا على لو ولعب أو ساع مكاء وتصدية .>...اه ،ل
يدلّ على ما يريده الزيد ـ هدانا ال وإيّاه ـ.
ل بكتب الجون ونوها، أمّا كلم ابن القيم< :وكما إذا كان الرجل مشتغ ً
وخِف ْت مهن نقله عنهها انتقاله إل كتهب البدع والضلل والسهحر ،فدعهه وكتبهه
الول> .اه .ف هو مؤ ّد لض ّد ما يريده الز يد ،بل هذا الكلم صادق على موقف نا
حينمها ننكهر على الماعات السهلمية ،إذ ننه ننكهر عليههم الشتغال بالكتهب
البدع ية ،والشرك ية ،والضالّة ،ونر يد أن ننقل هم من ها إل ك تب ال سنّة ،والتوح يد،
والدى.
أمّا هم ،فإنّهم ساعون ف نقل فسّاقنا مّا هم عليه من الجون إل البدع
والضللة ،بل هم ناقلون صالينا إل ذلك.
فالواجب عليهم حينئذ تاه فسّاقنا وصالينا؛ تركهم على ما هم عليه،
ل نقلهم إل كتب الشرك ،والبدع ،والضللة ،والشعوذة.
فتنبّه جيّدًا أخي الكري ،ول تغرّنّك الشعارات البّاقة الوفاء !!
قال الزيد< :الضابط الرابع :بيان القّ دون التعرض للمخطئ> .اه
تذكّر ـ أخي الكري ـ بأنّ هذا النهج قائم على الجال ،حي إرادة عرض
منهجه ووسائله وأساليبه.
بأنه منه ج الس لف الص ال ف
إذا تذكّرت ذلك ،فإنّه ينبغهي أن تعلم ّ
النكار على الخالف له طريقتان:
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 50
() عرّف كثي مِمّن كتب من هؤلء عن العدل بنحو ما عرّفه به الزيد .انظر مثلً< :منهج 1
ـ وعلى هذا يكون م َن اقتصر على ذكر السيّئة ـ وهي سيّئة ف نفس المر
لشخص أو جا عة أو شريط ...ال ،ل يعدل ،بل جار ف حك مه ،بل يلزم على
هذا القول بأن ّ م َن اقت صر على ذ كر ال سنة هو جائر ـ أيضًا ـ وهذه لوازم
فاسدة ،ولوازم القول إذا فسدت ،دلّت على فساد القول نفسه ،يوضّح ذلك قوله
لثَةٍ[ ...الائدة ،آية .]73
تعالَ :ل َقدْ كَفَرَ اّلذِينَ قَالُوا ِإ ّن الَ ثَالِثُ ثَ َ
حيث ذكر سيّئتهم ول يقرنا بأي ّ حسنة لم ،فهل هذا عدل ،أم جور ؟!
لكنّ الماعة حينما كان من منهجهم الجال ،أجل ،ليَْن ُفقَ ما يريد.
الثانية :أ نّ أهل ال قّ خاضعون للح قّ منقادون له ،يدورون مع ال قّ أينما
دار ،سواءً كان ذلك ال قّ كتابًا أو سنّة ،أو آثارًا سلفية ،بلف أ هل البا طل،
والزيهغ والضلل ،فإنّههم يعتقدون أوّلً أشياء فاسهدة ـ يزعمون أنّهها القّه ـ ثّ
هّة أو أقوال
يبحثون بعدئذٍ عهن أيهّ شيهء يؤيّد مها يقولون ،مهن الكتاب أو الس ن
ال سلف ،فإذا عثروا عل يه ،ت سّكوا به ،فإذا جاء هم ما يبيّن ف ساد ما هم عل يه،
وقفوا فه صهدره بالردّ إن اسهتطاعوا ،وبالتأويهل الفاسهد إن ل يسهتطيعوا ،فضلّوا
وأضلّوا.
و سأوضّح ما قلت لك ،بأمثلة تبيّن لك ما أر يد ،ثّ أعود ب عد ذلك لِم َا
ذكره الزيد.
أنه العقيدة ومها
لَم ّا كان مهن عقيدة العتزلة ومَهن سهار على منهجههم ّ
شابهها ل تَثبُهت إ ّل بقطهع ،نتهج عهن ذلك عدم قَبولمه لخبار الحاد فه هذا
الباب ،فذهبوا ينقبون ويبحثون لعلّ هم يدون ما يؤيّد مذهب هم ،قالوا :ال أ كب،
ال نب هو إمام نا ف ذلك ،أل ي قل له ذو اليد ين ف شأن ال صلة :يا ر سول
أق صرت ال صلة أم ن سيت ؟ ...فقال الر سول < :مَا َيقُولُ ذُو الَيدَيْ نِ ؟>
53 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
ولول خش ية الطالة لتو سّعت ف هذه المثلة ،مع مناق شة الخالف ي في ها
بتوسّع ،ولكنّ القام مقام إشارة ،واللبيب بالشارة يفهم.
ولذا ـ أخي الكري ـ قد يقع حدثٌ ما ف زمان سابق أو لحق ،فتف سّره
ك ّل طائفة بسَب ما تعتقده ،لتؤيّد به معتقدها.
إذا فهمت ذلك فهمًا جيّدًا ،فسأعود معك ـ بإذن ال ـ إل ما ذكره الزيد
وغيه ـ هدانا ال وإيّاهم جيعًا ـ.
وذلك أنّ هم حين ما وجدوا ك تب الرح والتعد يل ذَكَرَ تْ بعضًا من
الرواة الذين اختُلِف ف تعديلهم وتريهم ،أو الرواة البتدعة ،وأنّ ها قرنت بي
تعديل هم وجرح هم ،طاروا بذلك فرحًا معمّم ي ال كم ،قائل ي< :إ نّ من هج
هّئات> ،ففسهّروا ذلك الفعهل باه يوافهقالسهلف يقتضهي ذكهر السهنات والس ي
هواهم ،ويؤيّد مذهبهم.
والواب عن هذا أتركه للشيخ الفاضل ربيع بن هادي ـ حفظه ال ـ حيث
قال ف كتا به «من هج أ هل ال سنّة والما عة ف ن قد الرجال والك تب والطوائف»
ص ( 28ـ < :)30خام سًا :الرواة والشهود إذا كانوا مروحي ،جاز جرحهم
بإجاع السهلمي ،بهل ههو واجهب ،قههال ذلك وحكاه النووي وابهن تيميهة
ـ رحهما ال ـ.
(أ) فإذا اتّ فق أئمّة الرح والتعد يل على جرح راوٍ بالكذب ،أو ف حش ف
الغلط ،أو قالوا :متروك الديهث ،واههي الديهث ،ومها شاكهل ذلك ،جاز لكلّ
با حث ونا قل أن ين قل ذلك ويرو يه ول يلز مه ـ من قر يب ول من بع يد ـ ذ كر
شيء من ماسنه ،فضلً عن البحث عن كلّ ماسنه ثّ ذكرها.
(ب) وأمّا الرواة الختلف ف تعديلهم وتريهم ،أو الرواة البتدعون.
55 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
فالنوع الول يترت ّب على تقد ي جر حه وال خذ به ،دون التفات إل قول
مَن عدّله؛ إسقاط شيء من الدين ،ومِمّا ثبت عن سيّد الرسلي.
وهذا إفساد عظيم ،وتضييع شيء من الدين يب علينا حفظه ،وهو أمانة
ف أعناق العلماء ،فيجب حينئذ لصلحة الدين وحفظه ،ولجل الصلحة العام ّة
للمسلمي ،أن نتحرّى القيقة ،ونوازن بي أقوال أئمّة الرح والتعديل ،ونأخذ
بالراجهح مهن الرح أو التعديهل كلّ ذلك لجهل هذه الصهلحة ،ل مهن أجهل
وجوب الواز نة لذات ذلك الر جل الجروح ،فإذا ث بت جر حه ب عد الدرا سة جاز
حكاية جرحه دون موازنة ،ول يقول عال بوجوبا.
وأم ّا البتدع :فإذا كنّا ف مقام التحذ ير من البدع ،حذّر نا م نه ،ذاكر ين
بدع ته ف قط ،ول ي ب علي نا ذ كر ش يء من ما سنه ،وإذا كنّا ف باب الروا ية
فيجهب ذكهر عدالتهه وصهدقه إذا كان عدلً صهادقًا ،لجهل مصهلحة الروايهة
وتصيلها ،والفاظ عليها ل من أجل شيء آخر ،كوجوب ذكر جوده ،وعلمه،
وشجاعته ،وجهاده ،وأخلقه ،وغي ذلك مِمّا ل علقة له بالرواية.
ولقد كان من السلف م َن يانب الرواية عن أهل البدع وعن أهل التهم،
قال ا بن عباس < :إن ّا كن ّا مرّة إذا سعنا رجلً يقول :قال ر سول ال ،
ابتدر ته أب صارنا ،وأ صغينا إل يه آذان نا ،فلم ّا ر كب الناس ال صعب والذلول ،ل
نأخذ من الناس إلّ ما نعرف>.
وقال ابن سيين< :لم يكونوا يسألون عن السناد ،فلم ّا وقعت الفتنة،
قالوا :سَمّوا لنا رجالكم ،فيُنظ َر إل أهل السنّة ،فيؤخذ حديثهم ،ويُنظ َر إل
أهل البدع ،فل يؤخذ حديثهم>.
وكلم ابن عباس وابن سيين يتمل أ نّ هذا كان مذهبًا عامّا للسلف ف
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 56
أوّلً :سبحان ال !
وثانيًا :م َن ذا الذي ناز عك ف أ نّ ف ال مر نفعًا وضرّا ،خيًا وشرّا ،بل
م َن نازعك ف أنّه ل يوجد ف الدنيا شيء إلّ وفيه خي وشرّ ،فإ نّ الي الحض
ل يكون إلّ ف النّة ،والشرّ الحض ل يكون إلّ ف النار ،وأمّا دار البتلء ففيها
الي والشرّ متزجان ،والكم للغالب منهما.
ولكن ُأخَيّ :إنّما نازعتك ف أ نّ الي الذي عند الماعات السلمية ـ ل
سيما ما كان ف مناهجها أو عقائدها أو مؤلّفاتا ـ أهو خي اختصّت به دون
منهج السلف الصال ،وأئم ّة الدعوة السلفية ،القدامى منهم والحدثي ؟ أم هو
موروث عنهم ؟
هلف هة ،إذ لو كان خيًا ،لكان السه فإن قلت بالوّل ،فتلك ضللة وبدعه
أسبق الناس إليه.
وإن قلت بالثان ية ـ وهذا أملي ف يك ـ فل حا جة ب نا إل خ ي امتزج بشرّ
كث ي ،فعند نا من هج م ستقيم ،وأئمّة مهتدون ،وك تب صحيحة سليمة م صفاة،
فلماذا ل ننهل من العذب الصاف ،ونترك الكدر ؟!!
وه نا نق طة لبدّ من توضيح ها ،ل ّن أ صحاب الجال والتلم يع والت صنيع
يسلكون فيها مسالك ملتوية ،قد ل يفهمها كثي من الشباب؛ فوجب النصح لم:
قال الز يد(< :)1وأ نّ م َن يع يب جا عة من الماعات ال سلمية ل طأ
() وكذا قال عايض القرن ف شريطه< :فِرّ من الزبية فرارك من السد> ،حيث قال: 1
<وم َن أوجب على أحد من الناس من العباد أن يكون إخوانيّا أو سلفيّا ـ انظر ـ أو تبليغيّا
أو سروريّا يوجبه وجوبًا فإن ّه يستتاب ،فإن تاب وإ ّل قتل ...هذه الماعات فيها خي ونصر
القه فه هذه الماعهة كلّ القهّ ،وغيهها ّ باه القهّ ،لكهن ل يوز لحهد أن يقول:
باطلة ...ال> .اه
59 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
بعض أفرادها ،فمثله كمثل مَن يعيب السلم بطأ بعض السلمي .>...اه
قلت :سبحان ال ! أرأيت ـ يا أخي ـ كيف ساوى بي مناهج الماعات
السلمية ،والسلم ،إنّ هذا لشيء عجيب حقّا !!
يريد الزيد أن يقول< :هناك فرق بي النهج ،والقائم على النهج ،كما أنّ
هناك فرقًا بي السلم والسلم ،فخطأ السلم ل يدلّ على فساد السلم كمنهج
ربّان ،فكذا خطأ التبليغي ـ مثلً ـ ل يدلّ على فساد النهج التبليغي ،وخطأ الفرد
الخوان ل يدلّ بالضرورة على فساد النهج الخوان ،وخطأ الفرد الشعري ل
يدلّ بالضرورة على فسهاد النههج الشعري ،وخطهأ العتزل ل يدلّ على فسهاد
النهج العتزل ...ال>.
فهل يقول بذلك مَن يعلم حال الماعات والفرق السلمية ؟!
فإن كان ل يعلم فتلك مصيبة ،وإن كان يعلم فالصيبة أعظم.
اعلم ـ ُأ َخيّ ـ بأ ّن النهج السلفي ح ّق مض ل باطل فيه ،إذ هو السلم،
والشخص السلفي أو السلم قد يسن وقد يسيء ،فإذا أحسن ول يقع منه خلل
ه ههي مسهتمدّة مهن منهجهه السهلفي ،الذي ههو ول زلل ،فحسهنه واسهتقامته إنّم ا
السلم ،بلف الناهج البدعية الخرى ،فإنّ ها منحرفة ،فيها ح قّ ،وفيها باطل،
ك سينحرف بقدر ما ف فإذا أخذ شخص من تلك الناهج أو أحدها ،فإنّه بل ش ّ
لنه تلك الناههج منحرفهة مهن أصهلها ،و<فاقهد الشيهء ل ذلك مهن انراف؛ ّ
يعط يه> ،ك ما أّن هم ل ينازعون ف ف ساد الن هج الشعري ،واله مي ،والعتزل
ـ أيضًا إن شاء ال ـ ل ينازعون ف أ ّن م َن سلك أي منهج منها فإنّه سيضلّ بقدر
سههلوكه على ذلك النهههج؛ فإذا كان ذلك كذلك ،فلماذا ل يرون ذلك على
س ّمتْ بالماعات السلمية دون الفرق؟ مناهج الماعات السلمية ؟ هل لنّها َت َ
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 60
أو لنّ ها قالت :ن ن جاعات إ سلمية ؟! فتلك ِفرَق إ سلمية ـ أيضًا ـ أو أنّ هم
يقولون :إنّها متّفقة من حيث النهج العام ،كما هو حال الئمّة الربعة ،متلفون
ف الفروع فقط ؟
فأقول لم :ما قولكم ـ أيّ ها الخوة ـ ف منهج جاعة كجماعة الخوان
ال سلمي ،وال ت تض مّ ت ت كنف ها الفرق السلمية كلّ ها ،فت جد في هم اله مي،
والعتزل ،والشعري ،والاتريدي ،والصوف ،والقبوري ،والرافضي ...ال ؟
أو ما قولكم ف منهج جاعة كجماعة التبليغ ،والت تقول عن نفسها :نن
نبايع على أربع طرق صوفية ،الشتية ،والنقشبندية ،والقادرية ،والسهروردية ؟
فإن كن تم ل تعلمون ذلك ،فل ستم بأ هل لقيادة المّة إل عليائ ها ورفعت ها،
ل نّ <فا قد الش يء ل يعط يه> ،ل سيّما مع دعوا كم العري ضة بأنّ كم فقهاء
الواقع !!
وإن كن تم تعلمون ذلك ،فتلك خيا نة عظ مى ،وغِشّ كبي ،ل يوز ل كم
كتمه عن شباب المّة خاصّة ،وعن الناس عامّة.
لكنّ كم ـ يا إخوتاه ـ إنّ ما تدعون ف القي قة شباب هذا البلد الط يب
ـ وم َن كان على شاكلته ف البلدان الخرى ـ فتنقلونم عمّا هم عليه ،وفيه من
الن هج ال سليم القو ي ،إل منا هج وطرق تلك الماعات النحر فة ،ال ت فشلت ف
إصلح نفسها ،وإصلح متمعاتا الت انطلقت منها ،فهلّ سعيتم يا إخوتاه ف
نقل أصحاب تلك الماعات إل النهج السلفي ،بدلً من العكس ؟
سبحان ال ! ما أشبه هذا الفعل بعملية التقريب بي السنّة والشيعة ،والت
تولّى كِبْرَها جاعة <الخوان السلمون> !!
61 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
وبعد هذا التطواف الطويل المتع ،أعود وإيّاك ـ أخي الكري ـ إل مناقشة
ما ذكره الصويان .فأقول :ـ وبال التوفيق ـ:
إنّ ه حين ما ذ كر تلك ال ية الكري ة ،إنّ ما أراد من ها أن يقول :إذا أث بت ال
الن فع ف ال مر والي سر مع وجود الضرّ ،فالدعاة والماعات ال سلمية أط يب
وأشرف من المر ،فلماذا ل يثبت لم الي والشرّ ؟!
قلت :أ نا أواف قك ـ أُخَيّ ـ على أ نّ الماعات ال سلمية في ها خ ي وفي ها
شرّ ،وأ نت قد ق ست الماعات ال سلمية ودعات ا على ال مر ،وأ نت تعلم أن ّ
الفرع يأخذ حكم الصل إذا اتّحدا ف العلة ،وقد اتّحدا هنا ،فح كم المر
التحر ي ،فكذا ح كم النتماء إل الماعات ال سلمية واتباع دعات ا التحر ي؛
لنّ هذا هو ما يؤدّي إليه القياس.
فإن أبيت إلّ التمادي ،فسأقول لك :أل تعلم بأ نّ هذه الية الت استدللت
ب ا من سوخة ؟ فك يف ت ستدلّ بآ ية من سوخة ال كم ،على إثبا ته بال ية الخرى،
سرُ وَا َلنْ صَابُ وَالَ ْزلَ مُ ِرجْ سٌ مِ نْ عَمَلِ
و هي قوله تعالِ :إنّمَا الَمْرُ وَالَيْ ِ
الشّ ْيطَانِ فَاجْتَِنبُوهُ ؟ [الائدة ،آية.]90 :
فإذا كان المهر رجسهًا ،وحكمهه وجوب اجتنابهه ،فقياسهك الماعات
ودعات ا عل يه يقت ضي أن تأ خذ ح كم ال مر الذي هو وجوب الجتناب ،فإذن
وجب اجتناب تلك الماعات ودعاتا كاجتناب المر ،وهذا هو موقف السلف
من البتدعة.
وأظ نّ أ نّ هذه الناق شة كاف ية لِم َن أل قى ال سمع و هو شه يد ،وإلّ فف يه
إلزامات أخرى تركتها خشية الطالة.
قال الزيد< :إنّ النب قال لب هريرة ف حديث فضل آية الكرسي،
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 62
ف شأن الشيطان الذي جاءه يثو من الصدقة ،ويسكه أبو هريرة ثّ يطلقه ،وف
الثال ثة أطل قه ب عد أن علّ مه ف ضل آ ية الكر سي ،قال الر سول ع نه< :أَمَا إِنّ هُ
صدَ َقكَ َوهُوَ َكذُوبٌ> .اه
َ
فقد ذكر الرسول السنات ـ هكذا يا زيد !! ـ وأثبت له الصدق ،وإن
كانت صفة الكذب ملزمة له ،ول ينعه كثرة كذب الشيطان من ذكر صدقه
ف هذه الرّة>.
قال الصويان< :فالنب أثبت الصدق للشيطان الذي ديدنه الكذب ،فلم
ينع ذلك من تقبّل الي الذي دلّ عليه> .اه
إخوتاه :أ سألكم بال مَن مِن الناس نازع كم ف أ نّ الكذّاب قد ي صدق،
كما صدق إبليس ؟
ومَن مِن الناس نازعكم ف أنّ الماعات السلمية فيها خي وفيها شرّ ؟
أم أنّ كم تريدون من ّا ومن الشباب العائد إل ال أن يثو على رُكَب ِه بي
يدي الكذّابي ،والشياطي ،والدجّالي ،والبتدعي ،والضالّ ي الضلّ ي ،لينهل
من علمهم الكدر النكد ؟!
علمًا بأ نّ روا ية الشياط ي والكفار والكذاب ي ل تُقب َل! فك يف تطالبون نا
بأخذ الدين عنهم ؟!! بل كيف للغرّ أن يي ّز بي ال قّ والباطل ،وبي الصحيح
والسقيم ؟!! إنّ هذا لشيء عجاب.
و هل خلت الرض من ال صالي وال صلحي ،الثقات الثبات ،أ هل السنّة
والماعهة ،أتباع السهلف الصهال ،حته يطلب العلم عنهد البتدعهة ،والخرفيه،
والنحرفي ؟!!! <سبحانك اللهمّ وبمدك ،أستغفرك وأتوب إليك>.
يا إخوتاه :نن ف بلد طيّب ،رايته سلفية ،وعلماؤه سلفيون ،أمثال الشيخ
63 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
العامل العال :عبد العزيز بن باز ،والشيخ :ممّد بن عثيمي ،والشيخ ابن غديان،
والش يخ صال الفوزان ،والش يخ :ا بن غ صون ،والش يخ صال اللحيدان ،والش يخ
ع بد العز يز آل الش يخ ،وغي هم كث ي من دا خل البلد وخارج ها ،أمدّ ال ف
أعمارهم ،وبارك ف أعمالم ،وجعلهم ذخرًا للعباد والبلد ،اللهمّ آمي.
فلماذا يا إخوتاه نلتفت إل النطيحة والتردية ،وما أكل السبع ؟!!
ولكن لاجة ف نفوس هؤلء ،وال الستعان على ما يصفون.
وبعد هذا ،فلنعد ـ أخي الكري ـ إل ما كتبه الزيد والصويان لننظر معك
فيما قاله ،أهو صواب أم خطأ ؟
قال الز يد< :ف قد ذ كر الر سول ال سنات ،وأث بت له ال صدق ،وإن
كانت صفة الكذب ملزمة له .>...اه
فقوله< :ال سنات> ،خ طأ ،لنّه ل يذ كر له إلّ ح سنة واحدة ،و هو
صدقه ف هذه الرّة.
وأمّا الصويان ،فقد قال< :فالنبّ أثبت الصدق للشيطان الذي ديدنه
الكذب ،فلم ينع ذلك من تقبّل الي الذي دلّ عليه> .اه
فقوله< :أثبههت الصههدق للشيطان> ،فهههل <أل> التهه فهه
<الصدق> ،لستغراق النس ،أو ماذا ؟
وقوله< :فلم ينع ذلك من تقبّل الي الذي دلّ عليه>.
فأقول :أرأيت يا أخي لو أ نّ أبا هريرة ل يلق النب حت قبض ،فهل
سيوي أبو هريرة تلك الادثة على أنّها شرع يتقرب به إل ال ،ونتقرّب به إليه
أو ل ؟!! ل ش كّ أ نّ الواب هو الخ ي ،علمًا بأ نّ أ با هريرة ل يعلم بأنّه
شيطان ،إ ّل بعد إخبار الرسول .
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 64
فإذا كان ذلك كذلك ،امتنهع قبول ذلك اليه الزعوم ،لنّهه ليهس بيه
والال هذه.
إذن ،فمتهه كان ذلك خيًا ؟ كان ذلك خيًا بعههد قول الرسههول :
< صدقك و هو كذوب> ،بل ف قوله < :و هو كذوب> التحذ ير من
قبول قوله.
وكما قلت لك ،قد يصدق الكاذب والكافر ،والدجال والشعوذ ،فهل إذا
أخبنا أحد من هؤلء نقبل خبه ؟ أو أنّنا نتثبّت ،ونحّص ،وندقّق تلك القوال
النقولة ،وذلك بعرضهها على الشرع ،فإن خالَفَتْهه رمينها باه ول كرامهة ،وإن
وافقَت ْه ،عمل نا ب ا ،لنّ ها من الشرع ،ل على أ نّ هؤلء هم الذ ين أنشأوا ذلك
وأتوا به من عند أنفسهم ؟
فتنبه لذه النكتة ،تسلم ـ بإذن ال ـ من كثي من اللط والتلبيس.
إذن ،فمعنه قول رسهول ال < :صهدقك> :أي وافهق القهّ ،ل أنّه
أنشأه.
يوضّح ذلك قول الرسول عن الكاهن الذي يسترق السمع من السماء،
قال< :تلك الكلمهة القهّ ،يطفهها فيقذفهها فه أذن ولي ّه ،ويزيهد فيهها مئة
كذبة> [مسلم .]4/1750
فهذا الكا هن أو ال ساحر قال تلك الكل مة ال قّ ،ف صدق ف مقول ته تلك،
لنّه موافق للحقّ ،ل أنّه أنشأه.
كمها لو قال لك رجهل مشهور بالكذب :هذا الديهث رواه البخاري،
فقلت له :أخر جه ل من صحيح البخاري ،فقال لك :ان ظر ه نا ،فوجد ته ك ما
أخبك ،فإنّه ف هذه الال يكون صدقك وهو كذوب.
65 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
فصل
في أقوال القطبية في الثناء على الجماعات
السلمية المختلفة
ودعوة تلك الجماعات للنضمام إلى جماعتهم
أهل ها على الملة بعقائد أ هل ال سنّة ـ و هي غالب الدول النتشرة على طول
العال السلمي باستثناء إيران ـ .إنّ موقف هذه الماعات لعجيب حقّا ،سواءً
منه ا الماعات التقليدي ة ف ال ساحة ،أو التجمعات الخرى ال ت تنت شر ف
ميدان العم ل الس لمي .فالناظ ر ف شعارات بع ض هذه الماعات تص دمه
حقي قة أول ية ،و هي :عدم وجود أي ّة فوارق حقيق ية ب ي شعارات ب عض هذه
الماعات ،تبّر أن تاجم كلّ منها الخرى ،وتُسفّه أفكارها> .اه
وقال ـ أيضًا ـ فه ص ( 188ـ < :)189فلماذا ل يترك كلّ منه م
الخر يسي ف طريقه ويقف منه موقفًا مايدًا ـ على أقل تقدير ـ بدلً من أن
يهاجم ،ويفاصل ،ويتّ هم ـ دون دليل من شرع أو أثارة من علم أو عقل ،وما
الضرر على دي ن كلٍّ منه م إذا تعاون م ع أخي ه ـ كلّ بماعت ه ـ فيم ا
يس تطيعون في ه أن يتعاونوا ،م ع اس تقلل كلٍّ منه م بأس لوبه ،وأدوات ه،
وجاعته ؟
إنّنا ل ننكر أ نّ كلّ جاعة ـ أو تمّع ـ ف الساحة السلمية لا اجتهادها
الا صّ ف تقد ير الوا قع الح يط على الملة ،و ف تقد ير الطرق وال ساليب ال ت
ي كن أن يبدأ من ها اللّ ال سلمي لشكلت هذا الوا قع ،ـ وأيضًا ـ ل نن كر أ نّ
الختلف ف هذه الجتهادات الا صّة لكلّ جاعة ،تصبغ حركة الماعة بصبغة
حركية خاصّة ـ وليست فكرية أو سلوكية ـ بعن :أنّ الكلّ قد يكون متفقًا على
هّة والماعهة> ابتداءً ،وأمام الختلف فه اللتزام بفكهر وسهلوك <أههل الس ن
تقديهر مشكلت الواقهع ،وتقديهر طريهق الواجههة ،يبدأ الختلف فه أسهلوب
العمل:
فهذه الماعة تركز على جانب العقائد ،ونشرها بي السلمي.
69 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
فإن كنت تعلم حال الماعات السلمية وحال مؤ سّسيها ،فقد خنت ال
ورسوله والؤمني عامّة ،والعلماء وطلبة العلم خاصّة ،بترويك لتلك الفكار
وعدم النكار !! وإن كنت ل تعلم ،فاعلم بأنّ جاعة التبليغ أسّسها أميهم ممّد
إلياس بن ممّد إساعيل النفي ،الديوبندي ،الشت ،الكاندهلوي ،الولود سنة (
1303ه) ،والتوف سنة (1363ه) ،ثّ جاء من بعده ابنه ممّد يوسف بن ممّد
إلياس ،ثّ جاء من بعده ممّد إنعام السن.
وهذه الماعهة قائمهة على أصهول سهتّة ،كمها ذكرت لك مهن قبهل ص
( ،)12ولم كتب معتمدة عندهم ،منها :كتاب <تبليغي نصاب> <فضائل
العمال> ،لحمّد زكريا الكاندهلوي ،الجاز إجازة عامّة من قِبل شيخه الرشد
<خل يل أح د ال سهارنفوري> ،بالباي عة ،والرشاد ،على أر بع طرق صوفية،
وهي :الشتية ،والنقشبندية ،والسهروردية ،والقادرية.
والكتاب ال سابق ذكره ،قد مله مؤل فه بالحاد يث الضعي فة والوضو عة،
وحكايات ومنامات الصهوفية ،وإجلل مشائخهها كابهن عربه القائل بوحدة
الوجود ،و سأجعل ف آ خر الب حث( )1صورًا من هذا الكتاب بالل غة الُرْدِي ّة،
وبوارها ترجتها باللغة العربية ليتّ ضح للقارئ الكري مدى ما فيه من الضلل،
وال الستعان.
والكتاب الثا ن <حياة الصهحابة> ،لحمّد يوسهف الكاندهلوي ،و هو
كسابقه .وإن كنت ف ش كّ مّا قلت لك ـ أخي الكري ـ فعليك بقراءة الكتابي
السابقي ،و<سوانح ممّد يوسف> لحمّد ثان حسن ،و<وقفات مع جاعة
التبليهغ> للجربوع ،و<جاعهة التبليهغ :مفاهيهم يبه أن تصهحّح> لسهن
جنا حي ،و<جا عة التبل يغ> لحمّد أ سلم ،و<ال سراج الن ي> لحمّد ت قي
الدين اللل ،و<نظرة عابرة اعتبارية حول الماعة التبليغية> ،لسيف الرحن
الدهلوي ،و<القول البل يغ ف التحذ ير جا عة التبل يغ> للش يخ حود التويري
رحه ال ،و<حقيقة الدعوة إل ال> للشيخ سعد الصيّن.
واعلم بأ نّ جا عة الخوان ال سلمي أنشأ ها وأ سّسها :ح سن البنّا ،الذي
بايهع شيخهه< :بسهيون العبهد> و<عبهد الوهاب الصهاف> على الطريقهة
الصوفية الصافية.
وللخوان السهلمي زعامات كثية جدّا ،فمهن زعاماتمه :سهيّد قطهب،
والضيهب ،والتلمسهان ،والسهباعي ،والغزال ،والقرضاوي ،وفتحهي يكهن،
والغنوشي ،وقادة جبهة النقاذ الزائرية ،والتراب ،وغيهم كثي.
وهذه الما عة عبارة عن مز يج غر يب الفكار والقوال والفعال ،وإل يك
ناذج على ما أقول:
فصل
في ذكر بعض الفكار والقوال والفعال الغريبة
عند جماعة الخوان المسلمين
موقف جماعة الخوان المسلمين من
الحزاب العلمانية وغيرها
ف هل ب عد هذا الضلل من ضلل ؟! إذ ف يه ت سويغ اللف ف ال صول ،وهذا مالف لِم َا
أجع عليه العلماء ،من أنّه ل يوز اللف ف الصول ،وإ ّل كان اختلفًا مذمومًا ،ل اختلفًا
جائزًا ،بل مَن قال لك :إنّ كلّ خلف ف الفروع فهو سائغ ؟!
ـ وهذا من رحة ال وحكمته ـ كذلك ـ أيضًا ـ تتعدّد أساليب الدعوة ومالتا،
وتتنوّع ما بي وعظ وخطابة ،وأمر بالعروف وني عن النكر ،وتأليف وتصنيف،
وتربية ،وأعمال خيية ،وإغاثة ...ال.
وهذا التعدّد ينص بّ ف الدعوة ،والعم ل الس لمي ينص بّ ف قناة
هاحب<اختلف التنوع>( ..)1ويؤدّي هذا إل ظهور التحزّب والتفرّق ويصه
ذلك شعور العداء والبغضاء بينههم ،رغهم أنّههم يسهتظلّون تته رايهة الدعوة
السلمية ،ومنهج أهل السنّة والماعة> .اه
وان ظر إل ما قاله وكت به ممّد ممّد بدري ف ملة <البيان> ،عدد (
هة
هذ الفرقه )13ص ( 38ـ )39تت ه عنوان <الوحدة والئتلف ..ونبه
والختلف> حيث قال< :وأ نّ من أعظم ما أصاب السية السلمية الفرقة
والتنازع والختلف ،فساحة العمل السلمي تغصّ بماعات كثية ،دعواها
واحدة وهي السلم ،وإعادة مد السلم ،وأمّة السلم ،ولكنّها متنافرة فيما
بين ها ،تترا شق التام ..بل ي صل ال مر إل الر مي بالروق من الد ين ،والتام
بالضلل ،وهذا هو اللف الذموم ،النا شئ عن الوى ،والتع صب ،لر جل أو
جاع ة ،بدون تَعرّف على الق ّ وت بيّن له ..وناول إياد ص يغة لللتقاء
والنسجام( )2بي تمعات أهل السنّة والماعة ،العاملة ف الساحة السلمية،
بيث تضي القافلة السلمة ف طريق واحد نو هدفها> .اه
() قلت :سبحان ال ! تشابت مقولتم ،لتشابه منهجهم ،وبعد ذلك يزعمون أنّ هم ليسوا 1
جاعة ،وليس لم منهج إ ّل منهج أهل السنّة والماعة ،الذين هم سلفنا الصال ،فهل هذا هو
من هج ال سلف ال صال ،والذي ي مع ت ت لوائه :ال صوف ،والقبوري ،والتكفيي ،والراف ضي،
والشعري ،والاتريدي ،بل والدا عي إل وحدة الديان ؟!! سبحانك الل هم وبمدك ،إ نّ هذا
إلّ افتراء على النهج السلفي وأهله.
وان ظر إل ما جاء ف بر يد القراء ف مجلة <البيان> عدد ( ،)26ص (
،)97قولم ..< :نقول للخ الباك :منذ البداية دَعَوْن َا جاعات أهل السنة
ـ يعنه باه فصهائل الهاد الفغانه ـ إل التاد والتعاون ،وحذرنها مهن أمثال
<الجددي> ،والظروف الص عبة الت يَمرّ با الس لمون تُحت ّم عليه م
التعاون والتناصر ما داموا ضمن إطار أهل السنّة> .اه
وانظهر إل مها جاء فه كتاب النتدى السهلمي الوّل والذي بعنوان:
<جهاد السلمي ف أفغانستان ير بأخطر مراحله> ف ص ( 12ـ ،)13حيث
قال كاتبهه< :يسهتحيل اجتماع كلمهة الجاهديهن ـ الفغان ـ على حزب مهن
الحزاب ،أو جا عة من الماعات ،و قد بذلوا ماولت من هذا القي بل ففشلوا،
لكنّ هم يؤكّدون بأنّ هم ي سيون على ما كان عل يه الر سول ،و ما كان عل يه
()4
الصحابة رضوان ال عليهم ـ هكذا !! ـ وم َن تبعهم من رجال خي القرون
() أرأيت هذا النهج الترقيعي التلفيقي ،فالداعية اللهم <بدري> ،يريد إياد صيغة لللتقاء 2
والنسجام بي الحزاب والماعات السلمية ،ول يقل لم :دعوا ما أنتم عليه من الباطل،
وارجعوا إل الن هج التكا مل ،والن هج ال قّ ،من هج ال سلف ال صال !! فبد ًل من أن تُخضِ عَ
الن هج ال سلفي لرغبات أولئك ،ا ْسعَ إل إخضاع هم للنقياد له ،وإ ّل انقل بت الواز ين ،ف صار
الاكم مكومًا ،والحكوم حاكمًا ،وهذا عي الباطل.
() قلتُ :قلْ هَاتُوا ُبرْهَاَنكُ ْم إِن كُنتُم صَادِقِيَ .أل تت حد هذه الحزاب ـ ال ت ل ت كن 4
متحدة ف يوم ما ـ على قتل أهل كُن َر من أهل السنّة وأميهم ،وتشريد الباقي منهم ؟! أل
يقهل حزب حكمتيار فه جريدتهه <شهادات> فه عددهها ( ،)338الصهادر بتاريهخ 28
ذي القعدة عام 1411ه تت عنوان <الفرصة ل زالت موجودة>< :ولكن مع ذلك فإنّ
أعداء السلم قد أدخلوا فينا فتنة ثانية بديلة من القاديانية ،أل وهي فتنة الوهابية.
فإ نّ الوهاب ية مذ هب دخ يل على ال سلم ،وهذه أخ طر خ طط ال ستعمار وال صهيونية ضدّ
السلم ،ل نّ العداء يريدون أن ياربوا السلم بأن يفجّروه من الداخل .فإ نّ الوهابية الذين
ـ أي منهج أهل السنّة والماعة ـ ..وقد التقينا بعظم قادة الجاهدين فقالوا
لنا :إنّهم يلتزمون منهج أهل السنّة والماعة> .اه
واستمع إل ما قاله عائض القرن ف شريطه <نصر أو هزية> الوجه
الثانه ،حيهث قال< :والسهلم أوسهع ،أوسهع مهن أن تعهل ل دوائر ضيقهة
لتقييدي ،السلم رحب ،والسلم واسع ،أستفيد من كلّ أحد.
الداعية الذي يهتمّ بالرقائق معي.
والداعية الذي يهتمّ بالعقيدة معي.
والداعية الذي ينادي بالاكمية ل معي.
أم ّا أن ي عل الن سان حوله دوائر مغل قة ،ويرى أ نّ م َن د خل م عه هو
الصيب ،وم َن خالفه الخطئ ،فل...ال> .بل استمع إل شريطه< :فِرّ من
الزبية فرارك من السد> ،يتضح لك صدق ما قلت لك آنفًا(.)5
واستمع ـ أيضًا ـ إل ما قاله العودة ف شريطه <تقوي الرجال> ..قال:
<أيّ ها الخوة :رجالت ال سلم ف هذا الع صر :هم مياد ين ش ت ،فأ نت إذا
نظرت مثلً فه ميدان الدعوة إل ال ،وجدت رجالً عرفوا بالدعوة ،وأثروا فه
يسهتخدمون مباشرة مهن تهل أبيهب ،وواشنطهن ،ولندن ،ههم الذيهن يكمون على السهلمي
بالشرك ..ول المد كما رفع الستار عن وجه الستعمار ـ أيضًا ـ كشفت مطّطات هؤلء،
وعرف الناس ما هي هذه الطائفة العميلة للجانب واكتشفوا جّيدًا .>..اه
فاقرأ أخي القارئ ،واعجب من موقف هؤلء ،وقلبهم ال قّ باطلً ،والباطل حقّا ،لكنّه كما
قال عليه الصلة والسلمِ< :إذَا لَ ْم تَسَْتحِ فَاصَْنعْ مَا شِئْتَ>.
() وتراجعه عن بعض ما أخطأ فيه ف كتابه <معال ف النهج> هو تراجع بألفاظ مملة، 5
تتاج إل إيضاح وتطبيق عملي بيّن ،وفق ال الميع لرضاته وأخلص نياتنا ،وأصلح أعمالنا،
آمي.
متمعاتم أبلغ تأثي ،لعلّ من الساء البارزة الشهورة أمثال الشيخ حسن البنا،
أو أبو العلى الودودي ،أو غيهم من الصلحي.
وإذا نظرت ف مال الدب والفك ر ،أمثال الس تاذ س يّد قط ب،
وممّد قط ب ،وغيههم مهن الكتاب الشهوريهن ،وكذلك كتابات أب و العلى
الودودي ،وأبو السن الندوي ،وغيهم.
وفه مال العلم الشرعهي ،والفقهه ،والفتوى ،والديهث ،وجدت علماء
أفذاذ ،ف هذه الزيرة ـ أو غيها ـ ولعلّ من الجياد الذين يشاد بذكرهم أمثال
الشيخ :ممّد ناصر الدين اللبان ،ف مال الديث والسنّة ،والشيخ عبد العزيز
بن باز ،وممّد بن صال العثمي ،وكذلك ل تنكر جهود الخرين ف غي هذه
البلد ،تد بوث للدكتور مصطفى الزرقا ،ويوسف القرضاوي.
مال الهاد وجدت شخص يات بارزة ،ولعلّ الهاد وإذا نظرت ف
ب الر سول سياف،
الفغا ن على ال ساحة أبرز ما يل فت النظار ،أمثال :ع بد ر ّ
وبرهان الدي ن ربان ،وحكمتيار ،أو مَ ن تبن ّى الهاد كعب د ال عزام ،أو
غيه..
وف مال الطب ة والوع ظ مثهل :عب د المي د كش ك ،وأحد قطان،
وإبراه يم عزت ،وغي هم ،وال ساء كثية .ول يس هد ف ف هذه الل سة ذ كر
الساء ،ولكن ذكرت هذه الساء حيث يكثر الكلم حول عدد منهم.
خذ نوذجًا آ خر :الش يخ ح سن البنا ـ رح ه ال ـ ر جل داع ية ،أث ّر ف
الجتمع الصري تأثيًا كبيًا ،وقُتل فيما نسبه ـ إن شاء ال ـ ف سبيل ال تعال،
وترك آثارًا طيّبهة بكلّ حال ،سهواءً آثار علميهة ،أو مها كتهب فه عدد مهن
الوضوعات ،ت د أ نّ كثيًا من الناس ينظرون إل يه نظرة معيّ نة ،في ها كث ي من
فنه
النتقاص ،والشارة إل ضعهف علم هذا الرجهل ـ مثلً ـ وأن ّه ل يتقهن ّ
الديث ..وقد ُينَْتقَد لنّه اجتهد ف عدد من السائل الدعوية والواقعية ،اجتهادًا
قابلً للنقاش ،وال خذ والردّ ،و قد ت د م َن ينت قد الر جل لنّه تكلّم ف عدد من
مسائل العتقاد ،كلمًا يالف ما عليه منهج السلف ..القصود الن :الشارة إل
أنّ هذا الطأ ينبغي أن يوضع ف إطاره الصحيح ،فل يسقط الرجل بالكلّ ية ،بل
يقال :أخطأ ف كذا ،ويبقى للرجل منلته وكرامته وبلؤه ف السلم .>..اه
واقرأ مها قاله عائض القرنه فه رسهالته <قهل هذه سهبيلي> ص (:)8
<وباكستان أرض الستاذ أب العلى الودودي الداعية الشهي والكاتب الطي
والذي أوذي ف سبيل ال وحبس فصب واحتسب:
نفسي فدتك أبا العلى وهل بقيت نفسهي لفديهك مهن أههل ومِهن
أما استحى السجن من شيخ ومفرقه صههههههههههههحب
نور لغيههه طلب القهههّ ل
يشههههههههههب> .اه
() أم ّا سيد قطب ،فقد كفى الشيخ ربيع بن هادي ـ حفظه ال ـ أهل العلم وطلبه ف بيان 1
أخطائه ،وضللته ،وانرافاته العقدية ،ف أربعة كتب له ،هي< :أضواء إسلمية على عقيدة
هّد قطهب> ،و<مطاعهن سهيد قطهب فه الصهحابة> ،و<العواصهم مِم ّا فه كتهب سي
سيّد قطب من القواصم> ،و<الدّ الفاصل بي القّ والباطل>.
وإليك ـ أخي القارئ ـ ملخّصًا لا فيها ،وعليك بالرجوع إليها لترى تفصيل ذلك؛ طعن سيّد
ف مو سى عل يه ال سلم ،وطع نه ف ال صحابة وخا صّة عثمان ،وتكفيه للمجتمعات قاط بة،
وقوله بلق القرآن ،ووحدة الوجود ،واللول وال ب ،وتعطيله لب عض صفات ال على طري قة
الهم ية الغلة ،وعدم قبوله لخبار الحاد ال صحيحة والتواترة ف العقائد ،وقوله بالشتراك ية
الادية الغال ية ...ال .فهل بعد هذا كلّه يستحقّ التبجيل والتلميع والمامة ؟!! اللهم ّ ل ،إلّ
عند من أحرق التعصّب المقوت قلبه وعقله.
كلّه ...وأمّا الصنف الخر من الناس ،فل يذكرون سيّدًا ـ رحه ال ـ إلّ من خلل
أخطائه العلمية:
هن دعاة وحدة
فتارة يزعمون بأنّهه أشعري ،وتارة أخرى يقولون :إنّهه مه
الوجود ،وفهه غيهه هذه وتلك يردّدون أقوال الظاليهه< :إنّهه مههن غلة
الوارج !!>.
وما كان ـ رحه ال ـ أشعريّا( )1ول صوفيّا( ،)2وإنّما كان أديبًا من تلمذة
() ماذا سيقول سرور وم َن شاكله مِم ّن ا ستمات ف الدفاع عن سيّد ق طب ،حين ما يقرأ 1
تفسهيه لسهتواء ال بالسهيطرة واليمنهة كمها فه ظلله ،حيهث قال :فه (:)3/1762
<الستواء على العرش كناية عن مقام السيطرة العلوية الثابتة .>...وانظر أيضًا (،)1/53
( )5/2807( ،)4/2045( ،)3/1296( ،)1/54وغيها.
وحينما يقرأ قوله بوحدة الوجود ،كما ف ظلله ـ أيضًا ـ حيث قال ف (< :)6/4002إنا
أحدية الوجود ،فليس هناك حقيقة إلّ حقيقته ،وليس هناك وجود حقيقي إ ّل وجوده ،وكل
موجود آخر فإنّما يستمد وجوده من ذلك الوجود القيقي ،ويستمد حقيقته من تلك القيقة
الذات ية ...وم ت ا ستقرّ هذا الت صور الذي ل يرى ف الوجود إ ّل حقي قة ال ،ف ستصحبه رؤ ية
هذه القيقة ف كل وجود آخر انبثق منها>.
وحين ما يقرأ تقريره أ نّ اللف ب ي الر سل وأقوام هم ل ي كن ف توح يد اللوه ية ،وإنّ ما ف
توحيد الربوبية ،بقوله ف ظلله (< :)4/1846فقضية اللوهية ل تكن م ّل خلف ،إنّ ما
قضية الربوبية هي الت تواجهها الرسالت ،وهي الت كانت تواجهها الرسالة الخية.>...
وحينمها يقرأ ردّه لحاديهث الحاد وعدم قبولاه فه باب العقائد ،بقوله فيهه (:)6/4008
<وأحاد يث الحاد ل يؤ خذ ب ا ف أمر العقيدة ،والر جع هو القرآن ،والتوا تر شرط لل خذ
بالحاديث ف أصول العتقاد.>...
فماذا نقول ب عد يا سرور ؟ هل ن صدقك ف قولك الذي ل تُقِم عل يه دليلً واحدًا إلّ الن في
الدال على جهلك أو تاهلك ؟ أو نصدق القولة نفسها ،والذي يشهد كلمه عليه بأنّه أضل
أيضًا من الشاعرة ؟!!
() بل كان صوفيّا ،يدلّ على ذلك قوله ف ظلله (< :)6/3291وهناك أنا سًا يعبدون ال 2
العقّاد ،وعندمها سهلك طريهق الدعاة اتهه إل الكتاب ة ف العلوم الس لمية،
كالتوحيد والتفسي ،وغيها ،فوفّقه ال سبحانه ف معظم ما كتب( ،)1واجتمع
ف أسلوبه الصفات والزايا التالية:
كان ـ رحهه ال ـ جريئًا( )2ل يشهى فه ال لومهة لئم ،وكان يعلم ّ
أنه
الطاغوت يتربص به الدوائر ،ويقدم له العروض والغراءات ،فأعرض ـ رحه ال ـ
عن النا صب الرفي عة ،والاه العر يض ،ابتغاء مرضاة ال سبحانه وتعال ،وطمعًا
بنّته .كان متجرّدًا ل يتع صّب لذهب من الذاهب ،أو حزب من الحزاب ،وما
كان يتحدّث عن نف سه ،ولو ف عل لكان م عه كث ي من ال قّ .و قد بلي نا ف هذا
العصر بأشخاص ل يذكرون مكرمة ول فضلً من خلل الديث عن ذواتم.
ل أعرف كاتبًا ف الع صر الد يث عرض مشكلت الع صر ك سيّد ق طب
ـ رحه ال ـ فقد كان أمينًا ف عرضها ،وف وضع اللول الناسبة لعلجها .كان
بعيدًا عهن الغلوّ ،وكانهت أدلّتهه مهن الكتاب والسهنّة وأقوال الئمّة .كانهت له
جولت وجولت ف شرح معان <ل إله إلّ ال ممّد رسول ال> ،وتوضيح
مدلولت اللوهية ،والتحذير من الشرك والنفاق.
لنّهم=
= يشكرو نه على نع مه ال ت ل ي صونا ،ول ينظرون وراء ذلك إل جنّة أو نار ،ول إل نع يم أو
عذاب على الطلق>.
)( 1وبعد ك ّل ما سبق ذكره من بعض انرافاته وضللته تقول يا سرور :وفقه ال ف معظم ما
ك تب !! سبحانك الل هم وبمدك ،و صدق ال إذ يقول :فَإِنّهَا لَ َتعْمَى الَبْ صَا ُر وَلَكِن
تَ ْعمَى ال ُقلُوبُ الّتِي فِي الصّدُورِ [سورة الج ،آية.]46 :
() نعم ،كان جريئًا ف تريفه لكتاب ال ،وطعنه ف نب ال موسى عليه الصلة والسلم، 2
() قال القرضاوي ف كتابه <أولويات الركة السلمية> ص ( < :)110ف هذه الرحلة 1
ظهرت ك تب الشه يد سيّد ق طب ،ال ت تثّل الرحلة الخية من تفكيه وال ت تن ضح بتكف ي
الجتمع ...وإعلن الهاد الجومي على الناس كافة>.اه
بل اقرأ ما كتبه سيّد نفسه ف كتابه <الظلل> حيث قال ف (< :)2/1057لقد استدار
الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إل البشرية بل إله إ ّل ال ،فقد ارتدّت البشرية إل عبادة العباد،
وجور الديان ،ونكصهت عهن ل إله إلّ ال ،وإن ظلّ فريهق منهها يردّدون على الآذن ل إله إلّ
ال>.اه
فعلى هذا يكون منهج سيّد قطب أخبث وأض ّل من منهج الوارج ،فل تغترّ بكلم الموّهي،
ملمعي البتدعة وبدعهم.
() أخي القارئ ،هل نقبل الكلم النشائي العاطفي ،الال من الدلة والباهي ،على الكلم 2
الذي قام بال ّق وللحقّ ؟! فارجع ـ أخي القارئ الكري ـ للكتب السابقة الذكر ـ أعن كتب
الشيخ ربيع وما كان على شاكلتها ـ تد فيها الجّة والبهان الساطع القاطع.
وان ظر إل الجلة ال صادرة عن مر كز بوث ت طبيق الشري عة ال سلمية
ة النتماء إل الحزاب والماعات بعنوان< :شرعي عدد ( )4والت
الس لمية> حيهث جاء فه ص ( ،)34عنوان فه وسهط الصهفحة ،يقول:
<الماعات السلمية خطوات مرحلية ف الطريق إل جاعة السلمي ،ثّ قال
إنه الهاد لنصهبة المام وإقامهة الديهن ،وتكيهم الشريعهة ،فرض على
تتههّ < :
وإنه إقامهة
الكاف ّة ،فه هذه الالة ،ول سهبيل إل ذلك مهع الشتات والتناثهرّ ،
الفرائض الماعية من :استفاضة البلغ ،وإقامة الجّة ،والمر بالعروف والنهي
عهن النكهر ،والتناصهف بيه السهلمي ،وإعداد العدّة للجهاد ،ونوه ،فرائض
متعيّ نة ،ل نّ سقوط الول ية ال سلمية ل يع ن سقوط التكل يف بذه الواجبات،
ول سبيل إل أدائها كذلك مع الفرقة والتهارج ،فما هو الخرج إذن ؟
ف هذه الرحلة يأت دور الماعات الس لمية ،باعتباره ا تمعات
مرحلية ،ف الطريق إل جاعة السلمي.
إنّ الصورة الثلى ـ كما سبق ـ أن يتمع أهل اللّ والعقد لتصفّح أحوال
أه ل المام ة ،وتقدي أكثره م فضلً ،وأكمله م شروطًا ،ليعقدوا له الراي ة،
وليجمعوا كلمة المّة حوله ،ليكون للناس ُجنّة يُتقَى به ،ويقاتل من ورائه.
فإذا عسهر ذلك ،أو طال أمده ،أو وقفهت دونهه بعهض العوائق ،مهن تعدّد
الجتهادات ،وتفاوات ال ساليب القتر حة للتغي ي ،أو التنازع على ب عض ال سائل
العلم ية أو العمل ية ،كتلك ال ت تتعلّق بتوث يق الوا قع ،أو تكيي فه ،فه نا يأ ت ـ ك ما
() لو ل خش ية الطالة ،لنقلت ك ّل ذلك ،ولك ن أكت في بذا وأطلب م نك ال ستماع لشر يط: 3
<البي نة على الد عي> ،لحمّد الدخلي ،وكذا شر يط <ر سالة إل سلمان والربوع> له
أيضًا ،ففيهما غنية.
ذكر ـ دور الماعات السلمية .وغاية هذه الماعات أن تتولّى إعداد الطليعة
ه ها الول ،وشغل هاالجاهدة اليان ية ال صلبة ،ال ت ت عل من قض ية ال سلم ّ
الكب ،ف هذه الياة ،وذلك ف إطار من البامج النظمة ،والروح الماعية ،الت
تشجّع على السارعة إل الي ،والتنافس ف أداء الواجبات ،فهي بثابة الحاضن
اليان ية لذه الطلي عة الجاهدة ،تد فع عن ها بإذن ال غوائل الشبهات والشهوات،
وتعمق ف نفوسها حقائق التوحيد واليان ،وتلصها من بقايا الاهلية وموروثها،
وتطبع عقلها وروحها بطابع اليان والهاد>.اه
وأيضًا جاء ف عدد ها ( )12والذي بعنوان <مد خل إل ترش يد الع مل
السلمي ف مسية الماعات السلمية> ص ( ،)114قوله...< :ولذا فل
ي صحّ تأ سيس النظرة إل ف صائل الع مل ال سلمي على أنّه من ج نس تعدّد
الفِ َرقِ الذموم .>..اه
وأظنّك ـ أ خي الكر ي ـ قد اكتف يت ب ا نقل ته لك ،لوضوح تلك القوال
و صراحتها ،ولو ل خش ية الطالة لزد تك ،لكنّ ن أعلم بأنّك نَبِي هٌ ف طن ،م بّ
للحقّ متّبع له ـ إن شاء ال تعال ـ ولذا كفاك ما سبق نقله.
فصل
في حكم النتماء إلى الجماعات السلمية
وبعد أن فرغتُ وإيّاك من مناقشة هذا البدأ وهذه الوسيلة ،وعلمنا الغاية
من سلوكه ،أل وهي إياد جاعة السلمي ،فإنّك لذكائك التوقّد ستسأل فورًا:
ما حكم النتماء ـ عندهم ـ إل تلك الماعات الؤدّية ف ناية الطاف إل جاعة
السلمي ؟
فالواب ي صلك من صال علي بن الكنا ن ،وذلك ف مقاله النشور ف
ملة <البيان> عدد ( )19فه صهفحة ( 43ـ ،)43تته عنوان <رؤيهة
نقدية> ،حيث قال< :ومن العجيب أنّ بعض النتسبي إل العلم( ،)1أصبحوا
يفتون الناس بعدم شرعية النتماء إل جاعة إسلمية .>...اه
وم ن الص اوي فه سهلسلته الته يصهدرها مركهز بوث تطهبيق الشريعهة
السلمية عدد رقم ( )12والت بعنوان< :مدخل إل ترشيد العمل السلمي ف
م سية الماعات ال سلمية> ص ( ،)72ح يث قال...< :وعند ما سئل عن
بأنه دورهها يتمث ّل فه التعاون على البّ
دور الماعهة فه هذه الال ،فأجاب ّ
والتقوى ،وعدم العونة على الث والعدوان ،وف قتال الفئة الباغية حت تفيء إل
أمهر ال ،وفه ماهدة أئمّة الور ،والقيام بواجهب المهر بالعروف والنههي عهن
() قلت :ومن هذا البعض الزعوم هيئة كبار العلماء ،وغيهم من علماء هذه البلد وغيها. 1
النكر ...ـ ثّ تساءل ـ < :وهل بغ يٌ أوضح من تعطيل شرائع ال ،والكم بي
الناس ،وإنفاذ المر بينهم ،على خلف أمر ال ورسوله ؟
وهل من بر يب التعاون عليه كأمر ال أعظم من إنفاذ أمر ال ورسوله،
وشرائعهه ،والتمكيه لدينهه ،والهاد ،لتكون كلمهة ال ههي العليها ؟ وهذا ه و
الدف الذي قام ت الماع ة أص لً لتحقيق ه ،وه و أم ر واج ب على كلّ
السلمي ،ول يكن أن يقّقوه أفرادًا؛ فلزم العمل ف جاعة تدف لتحقيق هذا
الدف ال كبي ،وم َن تلف عن النضمام ل ثل هذه الما عة ،فإنّه يُأث َم كإث ه
عن ترك أيّ فرض أو تكليف شرعي> .اه
فصل
نصيحة مجّرب
أخي ـ القارئ ـ قبل أن نتكلّم عن التنظيم والبيعة عند القطبية ،يسن بنا أن
نقرأ نصيحة مَن جرّب تنظيمهم ،لنتّعظ ونعتب ،فالسعيد مَن اتعظ بغيه.
قال علي عشماوي ف كتابه <التاريخ السري لماعة الخوان السلمي>
ص ( 3ـ < :)4أسباب كثية جعلتن متر ّددًا ف أن يرج هذا الكتاب إل النور،
منها:
الرغبة ف الفاظ على أسرار كثية عشتها وتفاعلت معها ،ول أكن لبيح
لنفسي أن أخوض فيها بغي سبب قوي يدم غرضًا.
ومنها :أنّ ن كنت أرى أ نّ الوقت غي مناسب للنشر ،فالكلمة ينبغي أن
تقال ف أوانا الناسب ،وإلّ مرّت دون أن يلتفت إليها أحد أو يعيها قارئ.
وكان هناك سبب أخي يسوقه الحيطون ب ،وهو خشيتهم عل يّ من انتقام
موتور ،ولكن ّ هذا السبب ل يكن ليمنعن أن أقول الكلمة الت أراها حقّا ـ وف
وقتها الناسب ـ مهما تمّلت ف سبيلها من عنت ومشقّة ،واقتناعي التام أنّ المر
كلّه ب يد ال ،الطلع على النوا يا ،وأن ّ الب شر لن ي ستطيعوا أن يتدخّلوا بش يء ف
التأثي على قدر ال ،فلِلّه المر من قبل ومن بعد.
إ نّ الرحلة ال صيية ال ت نعيش ها ف م صر والو طن العر ب ،وال ت ازداد
فيها اللط ف المور إل الدرجة الت اختلط فيها الابل بالنابل ،وعتمت فيها
الرُأى ،وتشابكت <الطرق> وضاع الشباب وسط هذا الضجيج العال من
التيارات الفكر ية ـ وخا صة الدين ية من ها ـ وزاد ف <غ بش> الرؤ ية ض يق
الياة القت صادية الذي د فع بالشباب إل اليأس وتَلم ّس أي ّ طر يق يغيبون
فيه عن واقعهم الليم .والساحة مليئة بالتيارات الختلفة الت خرج الكثي منها
من عباءة «الخوان السلمي» ،وإن كان كلّ ف واد بعيد ـ فكريّا وتنظيميّا ـ
وزاد اللف ب ي الماعات ،وزادت زاو ية النراف عن الدف ،و هو الد ين
الن يف ،ون سوا حد يث الر سول عل يه ال صلة وال سلم< :،تتلف أمّ ت إل
بضع وسبعي شعبة ،كلّهم ف النار إلّ شعبة واحدة :مَن استمسك بكتاب ال
وسنّت> .واعتقد كلّ أنّه على القّ ،واتّهم الخرين بالبطلن.
ووقف <الخوان السلمون> يرفعون شعارهم الشهي بي الماعات
واليئات ال سلمية< :دَعُون َا نتعاون في ما اتفق نا عل يه ،ويعذر بعض نا بعضًا
فيما اختلفنا فيه> .وهو شعار ياولون به المساك بوقع الريادة ،وتوجيه دفّة
المور لصالهم ،دون ماولة الوقوف لتصحيح السار أو تلف السلبيات ،أو
تقو ي النراف الذي ا ستفحل أمره ف مال الر كة ال سلمية ح ت أ صبحت
توص م بالعن ف والرهاب ف كلّ بلد الدني ا ،وكان س بب هذا كلّه وقوع
الكثيين إمّا ف إفراط شديد ،وإمّا ف تفريط ملّ.
لذا كلّه فإنّن أرى أنّه قد آن الوان لقف مذّرًا وفاتًا النافذ للشمس
والواء الن قي أن يد خل إل سراديب الما عة ال ت عُف ّن هواؤ ها ،وتعطّ نت
رائحتها ،وحت تكون تربت معهم نذيرًا للشباب أن يتلم ّس خطاه ،وأن يرى
مواقع أقدامه قبل أن يطو ،وألّ يلغي عقله ول كيانه ،ليعطي السمع والطاعة
لحد أيّا كان ..فقد وهبنا ال العقل تكريًا للنسان ،فل ينبغي أن نتنازل عنه،
حت ل يلعب بأقدارنا أحد أيّا كان ،وتت أيّ شعار.
وبداي ة فإنّن أعت ب أن ّ <الخوان> كان ت <أم> التنظيمات
الس لمية ف العال العرب ،لنّه ا أقدمه ا ،وه ي الت <فرّخ ت> بقي ة
التنظيمات بعد ذلك.
وبداية النرافات جاءت من داخل الخوان أنفسهم.
إ نّ مشواري مع الخوان بدأ ته من عام 1951م ،وح ت خر جت من
السجن ـ أي ثلثة وعشرين عامًا ـ ل أنفي عن نفسي أي ّة مسؤولية تاه ما
حدث ..ولكن ّي أقدمه ـ كما قلت ـ لشبابنا الذي بات تتقاذفه تيارات ترتدي
ثوب الخوان ،ول يعرفون ع ن أهدافه ا شيئًا ،ويلقون بأنفس هم ف خِضم ّ
أهوال ل ينبغي لم أن يتورطوا فيها> .اه
وقال ـ أيضًا ـ ف ص ( 48ـ < :)49أمراض التنظيمات السرية :وهذه
تندرج تتها بعض النقاط:
1ـ الحساس باللكية :وهو من أخطر المراض الت تنشأ داخل النظمات
السرية ،ويعن إحساس أحد السؤولي بلكية الجموعة الوضوعة تت قيادته،
لنّه هو الذي أتى بم واختبهم ،وعلّمهم ،ودرّبم.
2ـ عدم وجود ضواب ط للديقراطي ة :أي ّ
أنه المهر قائم على السهمع
والطاعهة الطلقهة ،فالعمهل السهري ل يتمهل الناقشات الكثية والتردّد فه اتاذ
القرارات ،وهذا مّا يوجد الحساس بالتسلّط عند السؤولي وضيقهم من الناقشة.
3ـ عدم اكتشاف ف ساد القيادة ب سهولة( :)1فال و ال سرّي النض بط هو
خي مناخ لتغطية القائد الفاسد ،وعدم كشفه ف الوقت الناسب ،وإذا اكتشف
فهناك ماطرة من أبعاده خوفًا من كشف التنظيم.
4ـ عدم التعوّد على العلنية :وهذا مّا يعل الفراد منعزلي عن الجتمع
ل يشاركون ف يه ،لح ساسهم أ نّ هناك انف صالً فكريّ ا وعقائديّ ا بين هم وبي نه.
ومِم ّا يبعد هم أكثر عن الشار كة العلن ية ،ف أمور الجت مع واعتبار أت فه المور
من السرار والوف من الديث عمّا ف نفوسهم مع غي النتمي إليهم ،خوفًا
من ردود فعل الستمع حت وإن كان الكلم عاديّا وموضوعيّا...
5ـ الش كّ ف السلطة :والش كّ الدائم ف نوايا رجال السلطة ،هي إحدى
سات النتم ي إل تنظيمات سرية ،وعدم الث قة ب م ،ح ت وإن تدّثوا بالخلص
وف أمور موضوعية.
)( 1وضّح علي عشماوي هذه النقطة بقوله ف ص (< :)81وكان مِم ّا قاله ـ سيّد قطب ـ
إ نّ ال ستاذ الب نا كان يعلم أ ّن الما عة م ستهدفة من الارج ،و من القوى العاد ية لل سلم،
وأنّهم=
= أدخلوا إل الما عة ب عض أعضائ هم ،أو جنّدوا من دا خل الما عة أفرادًا يعملون ل صالهم.
على سبيل الثال :ذ كر الدكتور <ممّد خ يس حيدة> كان ما سونيّا ،بدر جة عال ية من
الا سونية ،و قد و صل إل أن أ صبح وك يل عام الما عة .وأن الاج «حل مي النياوي» كان
ل للمخابرات النليزية داخل الماعة. مث ً
والواقع أ ّن مسألة اختراق الماعة من أعلى عن طريق الاسونية أو الخابرات النليزية وغيها
كان أمرًا غريبًا علي نا ،إلّ أ نّ ب عض الخوان الخر ين غ ي ال ستاذ سيّد ق طب قد أشاروا إل
هذا المهر ،مثهل السهتاذ ممّد الغزال فه كتابهه <مهن معال القّه فه كفاحنها السهلمي
الد يث>< :ول قد سعنا كلمًا كثيًا عن انت ساب عدد من <الا سون> بين هم ال ستاذ
حسن الضيب نفسه لماعة الخوان ،ولكن ل أعرف بالضبط كيف استطاعت هذه اليئات
الكافرة بالسلم أن تنق جاعة كبية على هذا النحو الذي فعلته> ص ( .)226اه
6ـ الحساس بالطر :ورجال التنظيمات السرية يعيشون ومعهم دائمًا،
وعدم الث قة والطمئنان إل أي ّ ج هة أو فرد ،وهذا الح ساس ـ مع طول الدة ـ
مرهق جدّا ،ومدمّر للنفس> .اه
فصل
في التنظيم والبيعة عند القطبية
وبعد هذه ستقول ل ـ أخي القارئ ـ :إذن عندهم تنظيم وبيعة !!
وجواب ب :نعم ،وإليك أقوالم الدالّة على ذلك.
قال علي عشماوي ف كتاب ه< :التاري خ الس ري لماع ة الخوان
الس لمي> ص (< :)99 ،95 ،94ف هذه الرحلة ينبغ ي على الفراد
النتظمي ف الركة أن ينفصلوا شعوريّا عن الجتمع ،وألّ يشاركوا ف شيء
بينهم وبي أنفسهم ،ول يهرون بذلك حت يكتمل نضجهم ،وتتم ّ تربيتهم،
وتت مّ تو سعة رقعت هم ،وزيادة أعداد هم على قدر المكان .ثّ تأ ت ب عد ذلك
مرحلة أخرى هي مرحلة <الفا صلة> و هي أن ي قف رجالت هذه الدعوة
<ويفاصلوا> الجتمع ،ويقولوا :إ نّ هذه طريقنا ،وهذا طريقكم ،فم َن أراد
أن يل حق ب نا ف هو م سلم ،وم َن و قف ضدّ نا ،ف قد ح كم على نف سه بالك فر،
ولكلّ أن يتخذ ما يراه من موقف ف هذه الالة ،وحي يفصل ال بي الطرفي
بشي ء أو بآخ ر ،فإمّا أن ينص ر الفئة الؤمن ة ،وتأخ ذ بزمام المور ،وإمّا أن
يكون العك س ،ويكون ف قضاء ال أن تذب ح هذه الفئة الؤمن ة ،كم ا حدث
ل صحاب الخدود ،الذ ين <فا صلوا> قوم هم ،ثّ ق ضي علي هم عن طر يق
دفنهم ف الخدود ،كما جاء ف القرآن الكري ...وإضافة لذلك كان الستاذ
سيّد قطب يرى أنّ للحركة السلمية قواعد وأحكامًا فقهية متلفة كثيًا ـ وف
كثي من الالت ـ عمّا هو مقرّر ف الفقه السلمي العادي .وسعنا منه لول
مرّة تعبي <فقه الركة> ،وكان يقول أحكامًا قائمة على فقه الركة ،مالفة
ـ إل ح ّد ما ـ الحكام العامة.
وف كتابه الذي ل ينشر< :معال الطريق ـ الزء الثان ـ > كان يفرد
جزءًا كاملً سّاه <فق ه الرك ة> ولكنّه عندم ا أخ ذ رأي ي ف نش ر هذا
الكتاب رجوته أن ل ينشره ،لنّه سيثي انقسامات واختلفات كثية ،وسيثي
الدنيا علينا ،وسيقولون :إ نّ سيّد قطب ابتدع ف السلم بدعة .ووافق على
رأيي ،ول ينشر الكتاب ،ول أعرف مصيه بعد ذلك.
و قد أخب نا ال ستاذ « سيّد ق طب» أ نّ هذه الرؤ ية قد اتض حت له أثناء
وجوده ف ال سجن ،عند ما اعت قل عام 1954م ،وح كم عل يه بع شر سنوات
قضاه ا ف الس جن ،وكان يتأمّل م ا حدث ورافق ه ف هذا التأمّل الس تاذ
<ممّد يو سف حواش> ـ الذي أعدم ف أحداث 1965م ـ وشار كه ف
الرأي.
وقال :إ نّ ال ستاذ <ممّد يو سف حواش> ي ب أن نع تبه الش خص
الثا ن بعده فإذا أ صابه مكروه فلنل جأ إل يه ،وأنّه هو ـ تقريبًا ـ الف كر نف سه،
والرأي نفسه ،والشورة نفسها...
تّ التفاق على أن يكون ما سبق هو ال طّ الفكري العام للتنظيم الذي
ن ن ب صدده ،وأن نبدأ فورًا ف إعادة تشكيله و صياغة أفكار الناس ـ الخوة
النتظمي معنا ـ حسب ما قال الستاذ سيّد قطب ،وما رآه .وقد اقترح علينا
مموعة من الكتب نبدأ با ،ومنها على سبيل الثال :هل نن مسلمون ،العدالة
الجتماعي ة ف الس لم ،معال ف الطري ق ،الغارة على العال الس لمي،
التاهات الوطني ة ف الدب العاص ر <للدكتور ممّد حس ي> ،العقائد،
ال سلم ف طور جد يد <لل ستاذ البنّا> ،ال سلم ب ي ج هل أبنائه وع جز
علمائه <للستاذ عبد القادر عودة>.
وكان سيّد قطب يرى ـ بعد أن سَألَنا عن عدد الفراد الذين ف أيدينا
ـ وأخ بناه أنّه م حوال ثلثائة ـ كان يرى أن ّ س بعي منه م ـ على الق ل
س يكونون قادة م بزين أو إيابيي أكث ر ،وقال :يب أن نبح ث ع ن هؤلء
السبعي وأن نعمل على إعطائهم جرعات أكثر من الفكر ،وأن نبدأ بتدريب
هؤلء تدريبًا خفيفًا ،حت يكون ذلك بداية لتأهيلهم ،ف أن يكون قادة العمل
الذي نن بصدده ف الستقبل القريب.
تّت إعادات تشكيل الجموعات ،وكانت الجموعة بي ثلثة إل خسة
أفراد واتف ق على أن يكون لكلّ خس ة مموعات قائد ،وكلّ قائد على علق ة
مباشرة برئي س النطق ة الت يقوم بالعم ل فيه ا ،وبذا نتمكّن م ن عزل أيّ
مموعات يتمّ كشفها ،أو القبض على أحد أفرادها بتهريب السؤول عن هذه
الجموعات ،وبذا ل يتمّ كشف التنظيم كلّه ،كما كان يدث سابقًا ف أغلب
تنظيمات الخوة <الرمي ة> الت كان ت إذا اعتق ل أح د الخوة يتم ّ
العتراف على با قي التنظ يم ،ومعر فة كلّ أفراده ب سهولة شديدة ،وبدأ الع مل
ف تنيد مموعات جديدة من الشباب التحمّس للسلم .>...اه
واقرأ ما كتبه ممّد ممّد بدري ف مقاله النشور ف ملّة <البيان> عدد (
)83ال صادر ف ر جب عام 1415ه ،ت ت عنوان< :روح الفر يق والبادرات
الذاتية> حيث قال ف ص (< :)44ول تستطيع أمّة من المم أن تقّق أقصى
سيّر خطوات
الفعالية ف الداخل والارج إ ّل إذا كان النظام الماعي هو الذي ُي َ
أفرادها ،ومن هنا فإ ّن الواجب الوّل لميع فصائل العمل السلمي العاصر هو
بداية مسية التعاون من أجل بناء المّة السلمية القوية الت تستطيع مواجهة
ك ّل أعدائ ها ،وح ل ر سالتها الضار ية إل ك ّل البشر ية ...تلك الر سالة ال ت ل
يكن أن يملها فرد أو مموعة أفراد ،إنّما تملها مموعات متعاونة تعمل وفق
خط ة تكاملي ة مدروس ة تقوم على أس اس م ن <روح الفري ق والبادرات
الذاتية> > .اه
ف كتا به < صناعة الياة> ص ( 113ـ وقال ممّد أح د الرا شد(:)1
..< :)116فالدعوة دارٌ لا داخل وظاهر ،فالظاهر يسع كلّ أمّة ممّد ،..
ولكنّ الداخ ل حَرَم ،وههو مأوى الشداء الثقات النبلء المناء فقهط ،لن ّه
موطن اتاذ القرار واختيار الطة والسرار ،وأي ّ تساهل ف ذلك قد ينتج عنه
النراف ،ولذلك لن يصهل له إلّ القديه الولء العابهد التواضهع ..ول بدّ مهن
وجود الصهفوف اللفيهة التربويهة حيهث أههل النقاء واللتزام وحيهث الثوابهت
والسهتقرار ،ب ل وف معظ م الحوال يب اس تتار هذه الص فوف بس بب
الضرورات المن ية ،ح ت ف الغرب ..وال ل الذي هو خ ي من ذلك كلّه؛ أن
يب قى م صنع الرجال الل في ال ستتر ،ل ي سه تر خص ،ول إعلن ،ول تبد يل،
ول تسهيل ،وأن يبقى مصدرًا للقرار ،وتكون هناك واجهة من بعض القيمي
() هذا اسم حركي ،وحقيقة اسه :عبد النعم بن صال العلي العزي ،العراقي النسية ،القيم 1
ف دولة المارات العربية ،ويتول بنفسه توزيع كتبه على أتباعه ومَن يترددون عليه.
على ش كل حزب أو جع ية( ،..)2وأه ية القيادة ف الع مل ال سلمي ،وأن جودة
عمل صناعة الياة ل يلغي دورها ،ول بد من طاعتها ،والصدور عن أمرها...
فههي قلب العمهل ،وأداة النسهجام ،والتناغهم ،وطريهق الناقلة ،وحزام الربهط...
وكلّ الباهي الشرعي ة والعقلي ة ،كوجوب العم ل الماع ي ،تص دق على
وجوب طاعته ا ـ أيض ًا ـ ووجوب بروزه ا ،وشخوص ها ،وس يطرتا على
العمل .>...اه
واقرأ ـ أخهي الكريه ـ مها جاء فه نشرة مركهز بوث تطهبيق الشريعهة
ال سلمية ،عدد ( ،)4ص ( ،)34ح يث جاء في ها قول م< :إ نّ الهاد لن صبة
المام ،وإقا مة الد ين ،وتك يم الشري عة ،فرض على الكاف ّة ،ف هذه الالة ،ول
سبيل إل ذلك مع الشتات والتنا ثر ،وإ نّ إقا مة الفرائض الماع ية من ا ستفاضة
البلغ وإقامهة الجّة ،والمهر بالعروف والنههي عهن النكهر ،والتناصهف بيه
لنه سهقوط الوليهةالسهلمي ،وإعداد العدّة للجهاد ونوه ،فرائض متعيّنهةّ ،
السلمية ل يعن سقوط التكليف بذه الواجبات ،ول سبيل إل أدائها كذلك مع
الفرقهة ،والتهارج ،فمها ههو الخرج إذن ؟ فه هذه الرحلة يأته دور الماعات
السلمية ،باعتبارها تمّعات مرحلية ف الطريق إل جاعة السلمي.
إ نّ الصورة الثلى ـ كما سبق ـ أن يتمع أهل اللّ والعقد لتصفّح أحوال
أهل الم ّة وتقدي أكثرهم فضلً ،وأكملهم شروطًا ،ليعقدوا له الراية ،وليجمعوا
كلمة المّة حوله ،ليكون للناس جُنّة يتقى به ،ويقاتل من ورائه.
فإذا ع سر ذلك ،أو طال أمده ،أو وق فت دو نه ب عض العوائق ،من :تعدّد
الجتهادات ،وتفاوت ال ساليب القتر حة للتغي ي ،أو التنازع على ب عض ال سائل
() وهذا أشبه بالتنظيم الاسون الباطن. 2
العلمية ،أو العملية ،كتلك الت تتعلّق بتوثيق الواقع ،أو تكييفه ،فهنا يأت ـ كما
ذكر ـ دور الماعات السلمية.
وغا ية هذه الماعات أن تتول إعداد الطلي عة الجاهدة ،اليان ية ،ال صلبة،
ال ت ت عل من قضية السلم هّ ها الول وشغل ها الشا غل ال كب ف هذه الياة،
وذلك ف إطار من البامج النظمة ،والروح الماعية ،الت تشجع على السارعة
إل ال ي والتنا فس ف أداء الواجبات ،ف هي بثا بة الحا ضن اليان ية لذه الطلي عة
الجاهدة ،تدفهع عن ها بإذن ال غوائل الشبهات والشهوات ،وتع مق فه نفو سها
حقائق التوح يد واليان ،وتل صها من بقا يا الاهل ية وموروثات ا ،وتط بع عقل ها
وروحها بطابع اليان والهاد> .اه
واقرأ ـ أيضًا ـ ف عدد هم ر قم ( ،)12ص ( ،)16قول م< :إ ّن البيان
والتذك ي فري ضة ثاب تة ف الالت ي ،إذ الفرض أن ّ الول ترم ف إطار إ سلمي،
بلف الثان ية ،فإّن ها تتحرك ف إطار علما ن ،أدار ظهره لل سلم وتنك ّر ل صوله
الجملة.
وال صل ف ذلك كلّه أ نّ الركات ال سلم اليوم بثا بة اليوش ،ال ت
ينب غي أن تنت ظم في ها المّة كلّ ها ،على اختلف مذاهب ها ومشارب ا؛ لد فع فت نة
الكفر وردّ خطره عن دار السلم ،فهي البديل عن الدولة السلمية ،الت كانت
تنّد كاف ّة ال سلمي إذا دا هم العدو دار ال سلم ،ول ت جب أحدًا م ن ث بت له
ع قد ال سلم( )1من الشتراك ف هذا الهاد ،ول تن عه من الغني مة والف يء ما
() كالرافضة ،والزنادقة ،والنافقي ،والقبوريي ،والطوائف الصوفية بكلّ اتاهاتا ،وعقائدها، 1
ال سلم ،ويدعون أ هل الوثان> .فهؤلء مع الغرب حامات سلم ،و مع ال سلمي أ سود
الشرى !!
() أل تعلم بأنّ اللفة العثمانية الت تتباكى عليها كانت تكم بالقواني الوضعية ،وف الوقت 2
والغرب؟ أو أنا كغيها من الدول السلمية الخرى ،بل أسوأ حالً ؟!!
ق طب> ف كتا به الق يم <واقع نا العا صر> ،حول أه ية الترب ية ،والردّ على
م َن ي ستطول طريق ها ،وير يد ق طف الثمرة ق بل ا ستكمالا ،فقال ص (:)486
<أمّا الذ ين ي سألون إل م ت ن ظل نر بّ ي دون أن (نع مل) ؟ فل ن ستطيع أن
نعطي هم موعدًا م ّددًا ،فنقول ل م :ع شر سنوات من الن ،أو عشر ين سنة من
الن ! فهذا ر جم بالغ يب ل يعت مد على دل يل وا ضح ،وإنّ ما ن ستطيع أن نقول
لم :نظل نربّي حت تتكوّن القاعدة الطلوبة بالجم العقول .>...اه
هألون مت ه نظلّ نرب ه دون أن هن يسه هر إل قوله< :أمّها الذيه وانظه
(نعمل) ؟ .>...أليست التربية عملً ؟! فلماذا فرّق بينها وبي قوله< :دون أن
نعمل> ؟
فرّق بيه التربيهة والعمهل ،لنّه يريهد عملً مصهوصًا ،ههو الروج على
النظمة الاكمة وأهلها ،وسيأت لا ـ إن شاء ال ـ زيادة تفصيل.
بل ا ستمع إل ما قاله سلمان العودة ف شري طه <ال سلم والزب ية>،
حيهث قال فيهه< :أم ّا الكلم فه البيعهة الته توجهد عنهد بعهض الماعات
السلمية ...الذي أراه أنّ أقلّ أحوالا أن تكون مكروهة ،لِم َا فيها من التشبه
أو من مشابة النذر .>...اه
واعلم أُخَي ّ ـ هديتُ وإيّاك للرشد ـ بأن ّ حكم النذر ابتداءً :الكراهية،
لكهن إذا أقدم الشخهص وجهب ،فإذا كان كذلك ،فبيعهة الماعات السهلمية،
ـ عند هم ـ ابتداءً مكرو هة كالنذر ،ل كن إذا التزم ها الش خص وج بت ف عن قه،
ولزمه الوفاء با كالنذر ،بعد إقدامه عليه.
وأرجوك ـ أخي الكري ـ أل تقاطعن قائلً :ما دام عندهم تنظيم وعندهم
بيعهة ،فههم متأهبون للخروج !!! لن ّي سهأقول لك :إذن فلماذا كلّ هذا إن ل
يكن ذلك هو آخر مطافهم ؟!!! وإن شئت الزيد فاستمع...
فصل
في إرهاصات خروجهم
() لعرفة جهود اللك عبد العزيز ـ رحه ال ـ وأولده ف نشر العقيدة السلفية ،ارجع لزامًا إل 1
كتاب فضيلة الدكتور الشيخ :صال بن عبد ال العبود« :عقيدة الشيخ ممّد بن عبد الوهاب
السلفية وأثرها ف العال».
مِم ّا ل يقدر عليه إ ّل ال كفر أكب مرج من اللة ،ومن العلوم ـ أيضًا ـ أ ّن تقدي
النذور والقرابي ،وصرف الج لغي ال كفر أكب مرج ـ أيضًا ـ من اللة ،فلمّا
هفهم بذلك ،بقوله< :وهؤلء هر( )1وصه هم على الكام العرب بالكفه أراد الكه
أنه نفعههم وضررههم بيهد بوش ولذا فههم يجّون إليهه ويقدّمون له يعتقدون ّ
القرابي>(.)2
رابعًا :لَمّها أراد تكفيه حاشيهة الكام العرب مهن :الوزراء ،والوكلء،
وقادة اليوش ،والستشارين؛ وصفهم بالنفاق ـ والنفاق كفر ـ ووصفهم بتحليل
كلّ حرام وباطهل ،ـ وتليهل الرام كفهر أكهب مرج مهن اللة ـ ؛ فههل فطنهت
لذلك ؟!!
خام سًا :لَم ّا أراد ـ أيضًا ـ تكف ي كبار موظ في الدولة رما هم بالنفاق
ـ والنفاق ك ما قلت لك ك فر ـ وو صفهم بأنّ هم ينفّذون كلّ أ مر ي صدر إلي هم،
وهذا هو شرك الطاعة ،وهو كفر ـ أيضًا ـ.
سادسًا :وأع جب من كلّ ما سبق تكفيه العلماء الذ ين وقفوا مع هذه
الدولة ـ دولة التوح يد ـ حين ما غزا طاغ ية العراق صدام ح سي الكو يت ،وأراد
هذه الدولة بسهوء ،فأفته هؤلء العلماء الوحّدون النبلء الشرفاء بواز السهتعانة
بالشركي ،فقال فيهم:
() قلت :أ نا ل ست مدافعًا عن الكام العرب بأجع هم ،وإنّ ما أ نا موضّح لكل مه قائلً له: 1
اج عل ف قولك إحدى أدوات ال ستثناء ،ح ت ل يكون حك مك حكمًا عامّ ا ،أم أ نّ أدوات
الستثناء ل وجود لا ف قاموس لغتك ؟!!
والجه ل يبه فه العمهر إ ّل مرة واحدة ـ فكيهف بال
ّ () إذا كان هذا ههو شأن الاج ـ 2
العاكف الراكع الساجد عند تلك الكعبة ؟ بل كيف حال سدنتها يا سرور ؟!!
أولً :ف ملته< :السنّة> ف عددها الثالث والعشرين ،ص ( 29ـ :)30
<وصنف آخر يأخذون ول يجلون ،ويربطون مواقفهم بواقف ساداتم ..فإذا
استعان السادة بالمريكان ،انبى العبيد إل حشد الدلة الت تيز هذا العمل،..
وإذا اختلف ال سادة مع إيران الراف ضة ،تذ كر العب يد خ بث الراف ضة >..ـ ثّ
قال عنهم ـ:
ثانيًا :ف عدد ملّ ته السادس والعشرين ،بعد ذكره للكلم السابق< :لقد
كان الرق ف القدي بسيطًا ،لنّ للرقيق سيّدًا مباشرًا ،أمّا اليوم ،فالرق معقد ،ول
ينقضي عجب (انتبه) من الذين يتحدّثون عن التوحيد وهم عبيد عبيد عبيد
عبيد العبيد ،وسيّدهم الخي نصران> .اه
هل سعت أو قرأت أقلّ أدبًا من هذا الكلم وأخبث ؟!!!
أل ت سمع لقوله <يتحدّثون عن التوح يد> ،أي :أنّ هم لي سوا من أهله،
وإنّ ما هم متحدّثون عنه؛ يوضّح ذلك قوله< :وهم عبيد عبيد عبيد عبيد العبيد،
و سيّدهم الخ ي ن صران> .فلو كانوا موحّد ين ـ ف نظره ـ ل ي كن سيّدهم
الخي نصران !!!
وانظر ـ أيضًا ـ إل ما قاله العبدة ف كتابه< :حركة النفس الزكية>
ص (< :)6ول أق صد درا ستها من الناح ية الشرع ية ،وأع ن بذلك ال سؤال
الذي يطرح ه العلماء :ه ل يوز الروج على أئم ّة الور أو ل ؟ ...وإنّم ا
ق صدت درا ستها كوا قع ح صل ف التار يخ ال سلمي ،و هل ي كن ال ستفادة
منها ف حياتنا العاصرة ،عندما ندرس أسباب ناحها وفشلها ؟> .اه
وانظر إل قوله< :ول أقصد دراستها من الناحية الشرعية >...تعجب !
لنّ ها إن كا نت مرّ مة شرعًا ـ ك ما هو ال قّ الذي عل يه ال سلف ال صال ـ فل
يوز فعلها ول التأسّي بأصحابا.
لكن ّه حينما اعتقد بأ نّ الروج على أئمّة الور جائز ،بل واجب ،تطرق
إل دراستها لكي يستفيد هو ومَن معه منها.
بل اقرأ ما كتبه سفر الوال ف كتابه <وعد كيسنجر> ص (،)138
مدقّقًا النظر والفهم ،حيث قال< :إ نّ ما أصابنا ل يكن إلّ با كسبت أيدينا،
واقترفنها مهن ذنوب وعصهيان ،وخروج ع ن شرع ال ،وماهرة با حرّم ال،
وموالة أعداء ال ،وتاون فه حق ّه ،وتقصهي فه دعوة ال؛ اشترك ف ذلك
الا كم والحكوم ،والعال والا هل ،وال صغي وال كبي ،والذ كر والن ثى ،على
تفاوت فيما بينهم...
لقد ظهر الكفر واللاد ف صحفنا ،وفشا النكر ف نوادينا ،ودعي إل
الزنا ف إذاعت نا وتلفزيون نا ،واستبحنا الربا ،ح ت أ نّ بنوك دول الك فر ل تب عد
عن بيت ال الرام إلّ خطوات معدودات.
أمّا التحاكم إل الشرع ـ تلك الدعوى القدية ـ فال ّق أنّه ل يبق للشريعة
عند نا إ ّل ما ي سمّيه أ صحاب الطاغوت الوض عي< :الحوال الشخ صية>،
وبعض الدود الت غرضها ضبط المن> .اه
واعلم أيضًا بأنّه قال ف شرحه للطحاوية رقم (< :)266/2فشوقنا كبي
أن تكون أفغان ستان النواة واللب نة الول للدولة ال سلمية ،و ما ذلك على ال
بعزيز> .اه
وسؤال للشيخ هو :ما رأيك الن ف الكومة الفغانية ،هل ل زالت هي
النواة واللبنة الول للدولة السلمية ،أو ماذا ؟!
وإن تعجهب ،فأعجهب منهه قول س لمان العودة ف شريط ه< :فلماذا
يافون من السلم> حيث جاء فيه < :سؤال :ل يفى عليكم نظام الكم ف
ليبيا ،وما فيها من ماربة للسلم والسلمي؛ فما هو واجب السلمي هناك ؟ أَوَ
يفرون بدينهم ؟
الواب :هذا ف كلّ بلد !!! .>..اه
قلت :سبحان ال ! تقول هذا ف كلّ بلد ـ يا شيخ سلمان ـ أنت من أهل
التدقيق ومن الحاربي للتعميم ؟! فما بالك نسيت اللبنة الول للدولة السلمية
أفغانسهتان ؟! أم كيهف أنسهاك التعميهم الكومهة السهلمية فه السهودان ؟! أو
الكومة واللفة الراشدة ف اليمن ؟!!
يها شيهخ سهلمان ،لاذا يلجهأ الدعاة السهلميون كالغنوشهي ،والعبدة،
وسهرور ،والسهعري ،ومَهن كان على شاكلتههم؛ إل الغرب طالبيه منههم ،بهل
متوسّلي إليهم أن يُقبَلوا على أرضهم ،وتت كنفهم وحايتهم ؟!!!
سبحان ال ! ل تيزوا لهل هذا البلد الستعانة بالشركي ف صدّ عدوان
الل حد صدام ،وتيزون لئم ّة دعوت كم اللجوء ال سياسي عند هم ،يعيشون ب ي
ظهرانيهم ،ويستظلّون برايتهم ،ويتحاكمون إل أنظمتهم عند الصام ؟!! فهلّ
لأوا إل الكومات السهلمية الراشدة ك <أفغانسهتان>< ،السهودان>،
و<اليمن> ؟!
أم أ نّ هذه موا قف منهج ية سياسية تُملَى علي كم ،إذ لو كا نت موا قف
شرعية لكان الكم واحدًا ،لكونا من التماثلت ،ل من الختلفات.
بل ا ستمع لشري طه< :المّة الغائ بة> ،ح يث قال ف يه< :فالشعوب
ال سلمية تع يش ف واد ،وحكام ها يعيشون ف واد آ خر؛ لنّ هم ل يُعبّرون
عن حقي قة مشاعر ها ال ت ف قلب ها ،ول يثلون حقي قة الد ين الذي ينت سب
إليه .>...اه
وا ستمع لقوله ف شري طه < :يا لراحات ال سلمي> ،ح يث قال ف يه:
<الرايات الرفو عة اليوم ف طول العال ال سلمي وعر ضه إنّ ما هي رايات
علمانية .>..اه
ومِم ّا يوضّح المر السابق ما كتبه الليل ف كتابه <وقفات تربوية>
ص ( )161حيهث قال ..< :ث ّ نتخلّى ع ن العارك الطاحن ة الت تديره ا
الاهلي ة ف الجتمعات العاص رة ،حي ث ضاع ت إس لمية الراي ة وإس لمية
الن ظم ..وإنّ نا بذا الن هج الشا مل وال سلفية العا صرة ،ن سلم وت سلم عقيدت نا
الثاب تة من أي ّ خلط أو اهتزاز ،ك ما هو الا صل ف هذه اليام ـ أيام غزو
صدام للكويت ـ .>..اه
مناقشة أدلة القطبية
في النكار العلني على الولة
فصل
مناقشة الوسيلة الثانية من وسائل القطبية في
تحقيق أهدافها
وهي :فقه الواقع
اعلم ـ أخي الكري ـ بأ نّ غاية ما يكن أن يقال عن علم فقه الواقع النادى
به اليوم ـ إن صحّت تسميته علمًا وفقهًا ـ أن يكون من فروض الكفايات إن ل
يكن من الباحات.
إلّ أنّ صاحب فقه الواقع أخرجه ف صورة مبالغ فيها جدّا ،فاق با فروض
العيان.
قال العمر ف <فقه الواقع>< :إحكام الفتوى وإتقانا :أشار ابن القيم
ـ رحه ال ـ إل أهّية فقه الواقع للمفت>.
وهو يشي بذلك إل قول ابن القيم رحه ال ف كتابه <إعلم الوقعي>
( 1/87ـ ،)88حيث قال ـ رحه ال ـ...< :ول يتمكّن الفت ول الاكم من
الفتوى والكم بالقّ إلّ بنوعي من الفهم:
أحده ا :ف هم الوا قع والف قه ف يه ،وا ستنباط علم حقي قة ما و قع بالقرائن،
والمارات ،والعلمات ،حت ييط به علمًا.
والنوع الثا ن :ف هم الوا جب ف الوا قع ،و هو ح كم ال الذي ح كم به ف
كتابه ،أو على لسان رسوله ف هذا الواقع ،ثّ يطبّق أحدها على الخر.>...
فكلم ابن القيم ـ رحه ال ـ عامّ ف كلّ مسألة ،سواءً كانت ف العقائد،
أو ف العاملت ،أو ف العبادات ،أو ف السياسات الاصّة ،أو العام ّة ،الداخلية
أو الارجيهة ،أو حته الدنيويهة ...ال .ف <الكهم على الشيهء فرع عهن
تصوّره>.
ف ما هو الراد بف قه الوا قع ع ند هؤلء ال صحفيي الركي ي ال سياسيي يا
ترى ؟!!!
الراد به :ف قه ال سياسات الغرب ية ،ومعر فة مطّطات ا ال سرية تاه ال سلم
والسلمي.
وهذا الفقهه شيهء ممود ،ل ننكره ول ناربهه ،ولكنّه الذي ننكره ول
نرضاه هو :جعلهم العال الذي يُ ْقتَدَى به هو الفقيه بذلك الواقع ل غي.
ولذا ندههم يسهمّون ذلك الفقيهه ـ أي :فقيهه الواقهع ـ ب <ا ُلَنظّره>،
وب <الُ َوجّه> ،وب <الفكر> ،وب <الداعية> ،وب <الركي> ...ال.
ولَم ّا كان ن ج هؤلء قائمًا على اللفاظ الجملة ،أوهوا القارئ بأنّ هم
موافقون لبن القيم ف كلمه ،وأنّ هم مقتفون لثاره ،قائلون با ،والفَطِن النبيه
يعلم بأنّههم مصهّصون لكلمهه ،مقيّدون لطلقهه ،فشتّان بيه الفقهيه ،فذاك
عامّ ،وهذا خاصّ ،وذاك مطلق ،وهذا مقيّد ،فأنّى يستويان(! )1
يوض ّح ذلك تعريفهم لفقه الواقع حيث قالوا :هو <علم يبحث ف فقه
الحوال العاص رة ،م ن العوام ل الؤثّرة ف الجتمعات ،والقوى الهيمن ة على
الدول والفكار الوجه ة لزعزع ة العقيدة ،والس بل الشروع ة لماي ة الم ّة
() فابن القيم يريد بفقه الواقع ملبسات الواقعة بعد وقوعها ،أم ّا هؤلء فإنّ هم يريدون بفقه 1
() م َن أراد الزيادة باختصار وفائدة عظيمة ف الوقت نفسه ،فعليه بقراءة رسالة< :نصيحة 1
أ ب ع بد ال الوائلي ،و<حقوق الرا عي والرع ية> للش يخ ا بن عثيم ي ،ومع ها فتوى للش يخ
ابن باز ،و<وجوب طاعة السلطان ف غي معصية الرحن> لحمد العرين.
والكره ،والعسر واليسر ،ويأث كلّ مستطيع إن ترك مبايعته>.
ضا ــ عدم
سـابعًا :مـن إرهاصـات خروجهـم ــ أي ًـ
قناعتهــم فــي أحقّـِية هيئة كبار العلماء فــي هذا البلد
حيه اتاذههم ليّه قرار تاه هؤلء السهياسيي وذلك حينمها رمهى أولئك
السياسيون تلك اليئة العظيمة بأنّهم ل يفقهون الواقع.
ف من تلك القوال ال ت قالو ها ف اليئة وغي هم :قول سلمان ف شري طه
<وقفات م ع إمام دار الجرة>..< :ف بلد العال الس لمي اليوم جهات
كثية جدّا ل يبق لا من أمر الدين ـ وقد تكون مسئولة عن الفتيا ـ أحيانًا ـ أو
عن الشؤون ال سلمية ـ ل ي بق ل ا إلّ أن تعلن عن دخول ش هر رمضان أو
خروجه.>..
وف الوار الذي أجرت ه مع ه ملّة <الص لح> الماراتي ة ،عدد (
،)223ص ( )11قال ...< :الحداث الت حدثت ف الليج ل تزد على أنّها
كشفهت النقاب عهن علل وأدواء خفيهة ،كان السهلمون يعانون منهها ،وأكّدت
على أنّ هم لي سوا على م ستوى مواج هة م ثل هذه الحداث ال كبية ،وكش فت
كذلك عن عدم وجود مرجع ية علم ية صحيحة ،وموثو قة للم سلمي ،ب يث
أنّ ها ت صر نطاق اللف ،وت ستطيع أن تقدّم ل م حلّ جاهزًا صحيحًا ،وتليلً
ناضجًا.>...
و ف كتاب سفر الذي وج هه للهيئة ،والذي أ ساه ب <ك شف الغ مة عن
علماء الم ّة> ،وحينًا آخهر ب <حقائق حول أزمهة الليهج> ،وحينًا آخهر
ب <وعهد كيسهنجر> ،قال فه ص (< :)127 ،126وبعهد ..الن وبعهد أن
ا ستعرضنا القض ية من بدايت ها ،وجذور ها ،وخطط ها ،وإرها صاتا ،وإخراج ها،
أتظلّ السألة مسألة استعانة ،كما فهم الشايخ والخوان الفاضل أصحاب الرأي
الول ..أم ّا مهن جههة الواقهع فالناط متلف جدّا ـ فاليئة تقول اسهتعانة ،وههم
يقولون احتلل ـ وعلي نا معرف ته ومدار سته ،والروج ب ا يبئ الذم ّة ،وي سقط
الؤاخذة ،ويدفع عذاب ال عنّا.>..
وأريد بذه الناسبة أن أتوجّه لسفر بسؤال هام ّ جدّا ،وهو :هل نن الن
ـ يها سهفر ـ ل زلنها متلّيه ،أو ل ؟ وههل قوات التحالف ل زالت باقيهة فه
الطرقات والطارات ،والدن ،والقرى ،والناطق النفطية ،أو أنّها رحلت ؟
ـ وأيضًا ـ هل برئت ذمّة اليئة الن وسقطت عنهم الؤاخذة ،أو ل ؟
إذا ُعلِم ما سبق ،فاعلم أ خي أن ّه لَم ّا انغرس ذلك الش يء ف نفو سهم
ونفوس أتباع هم؛ل ين صاعوا للقرارات ال ت صدرت من اليئة ولو كا نت مم عة
على ذلك القرار ،يوضّحهه :أن ّه حينمها أفته أههل العلم بواز السهتعانة ،أفته
السياسيون بعدم جوازها ،بل ادّعوا أ نّ هذه ليست استعانة ،وإنّ ما هي احتلل،
هذا أولً.
وثانيًا :حين ما وجّهوا ن صيحتهم ـ الزعو مة ـ للملك ـ حف ظه ال ورعاه
وسدّد لكلّ خي خطاه ـ قاموا بنشره ف الرائد الارجية ،وأعلنوها على رؤوس
الشهاد ،فخرجت عن كونا نصيحة إل كونا فضيحة ،فقامت اليئة باستنكار
ذلك الفعل وذلك العمل ،فهل سكت أولئك القوم ؟ أم أنّ هم استنكروا استنكار
اليئة وتادوا ف غيّهم ؟
وثالثًا :حينما أجعت اليئة على استدعائهم وتقريرهم بأخطائهم ـ من قبل
ولة المر ـ ومن ثَمّ طلب منهم الكفّ عن تلك المارسات ،وتلك الخطاء ،فإن
امتثلوا فب ها ونع مت ،وإلّ مُنِعوا الُ طب ،والحاضرات ،والدروس ،والتدر يس،
حاية للمجتمع من أخطائهم ،وذلك باتّفاق اليئة.
فهل امتثلوا ما قيل لم ،أو ل ؟
ثامن ًـا :مـن إرهاصـات خروجهـم إعلنهـم المشيـن
ما أســــموه ﺑ< :لجنــــة الدفاع عــــن الحقوق ع ّــــ
الشرعية> ،وتأييد هؤلء لها.
حي ث يقول س لمان ف شأنا ...< :فهذه المعي ة أو اللجن ة عمله ا
جل يل و هي قا مت بفرض كفا ية بالنيا بة عن ّا جيعًا ،فعلي نا أن نؤازر ها ،وأن
نساعدها ،وأن نراسلها ،وأول ذلك :أن نبعث إليها ببقيات الشكر على هذا
الشروع الليل الذي بدأوا به.>...
علمًا بأ نّ سلمان العودة قد مهّد لقيام هذه المع ية ق بل ظهور ها ب سبعة
أشهر ـ تقريبًا ـ حيث دعا إل إنشائها ف ماضرته الت بعنوان< :حقوق النسان
ف ال سلم> ح يث قال في ها...< :ن ن نتاج إل جعيات تدا فع عن حقوق
النس ان الس لم ،ول يوز أن يكون الدفاع ع ن حقوق النس ان حكرًا على
النصارى الذين يستخدمون مثل هذه الشياء ـ أحيانًا ـ لغراض دعائية.
ينب غي أن ي نبي من أ هل القدرة والمكان ية م َن يقيمون ف بلد العال
كلها جعيات للدفاع عن حقوق النسان ،وخاصّة الدفاع عن حقوق النسان
السلم؛ مثلما ند ف منظمات العفو.>...
والواب عن ذلك قد تولّ ته هيئة كبار العلماء حين ما قالت< :ال مد ل
وال صلة وال سلم على ر سول ال ،وعلى آله و صحبه وم َن اهتدى بداه .أم ّا
بعد:
فإ نّ ملس هيئة كبار العلماء ،ف دور ته الربع ي ،النعقدة ف الرياض ،ف
الفترة مهن 10/11/1413ه إل 19/11/1413ه ،اطّلع على النشرة العنون
لا ب <إعلن عن تأسيس لنة الدفاع عن القوق الشرعية> ،الوقعة من كلّ
من :ح د ال صليفيح ،وع بد ال بن سليمان ال سعري ،وع بد ال بن ع بد الرح ن
ال بين ،وع بد ال الا مد ،و سليمان بن إبراه يم الرشودي ،وع بد ال بن حود
التوجري ،الذين عيّنوا أنفسهم لنة للدفاع عن القوق الشرعية ـ كما يقولون ـ
وأبدوا اسهتعدادهم فه هذه النشرة لسهتقبال مَهن يرغهب موافاتمه بظلمهة ،أو
معلومة موثقة ،تعينهم على القيام فيما نصّبوا أنفسهم له ،ووضعوا لذلك عناوين
وهواتف يكن استقبال الرسائل والكالات عليها.
والجلس إذ يسهتغرب تصهرّف هؤلء الخوة فه تكوينههم أنفسههم لنهة
للدفاع عن القوق الشرعية ،وإعلنا ف وسائل العلم الجنبية ،ويستنكر هذا
العمل ،يقرّر بالجاع عدم شرعية قيام هذه اللجنة ،وعدم جواز إقرارها ،ل ّن
الملكة العربية السعودية بمد ال تُحك ّم شرع ال ،والحاكم الشرعية منتشرة
ف جيع أرجائها ،ول ينع أحد من رفع ظلمته إل الهات الخت صّة ف الحاكم
أو ديوان الظال ،وكات بو النشرة يعلمون ذلك تام العلم ،ولِ ما يترتّب على وجود
هذه اللجنة من أمور ل تُحمَد عقباها ،وال ول التوفيق والداية.
وصلى ال وسلم على نبيّنا ممّد وآله وصحبه> .انتهى
واعلم ـ أ خي القارئ ـ بأ نّ النا طق الر سي لذه اللج نة ف بريطان يا ممّد
ا بن ع بد ال ال سعري قد ف ضح نف سه ـ ول ال مد ـ ف سقط ف أيدي أتبا عه
ومادحيهه ،حيهث قال فه نشرة له بعنوان< :إيضاح مهن الناطهق الرسهي للجنهة
الدفاع عههن القوق الشرعيههة> والصههادرة فهه لندن ،يوم الميههس
22/10/1415ه الوافق 23/3/1995م حيث جاء فيها:
<أولً :ل أتّ هم الش يخ ع بد العز يز بن باز بالك فر ،وإنّ ما قلت بالرف
الوا حد< :إ نّ كثيًا من العلماء والشا يخ يرون أنّه ب عد فتواه بواز ال صلح مع
إسرائيل قد وصل إل مرحلة تقارب الكفر>.
ول قد نقلت رأي هؤلء العلماء والشا يخ ،أم ّا رأ يي الشخ صي ف هو :أ نّ
الشيخ ابن باز قد وصل إل مرحلة من الرف والسفه ،والضعف التام ،ولكنّي ل
أرى منه كفرًا لديّ عليه برهان من ال سبحانه وتعال.
ثانيّا :ل أتعرض لعقيدة الشيهخ ممّد بهن عبهد الوهاب رحهه ال ،وإنّم ا
ه
ذكرت القيقة ،وهي أنّه كان رجلً ساذجًا ،وليس عالِمًا وتبن ّى قضايا ومواقف
ساذجة ،تتناسب مع سذاجة القوم ف ن د ،ف تلك اليام ،ول أهاجه شخ صيّا
وحسهابه على ال ،وإنّمها هاجته موقفهه مهن إعطاء السهلطة الدينيهة للمشايهخ
وال سلطة الدنيو ية لل سعود ،وقلت :إ نّ هذا ل يتما شى مع ال سلم ،بل مع
السيحية الت تعطي لقيصر ما لقيصر ،ول ما ل ،والقّ أحقّ أن يتبع.
ثالثًا :فيما يتعلّق بعاوية بن أب سفيان ،قلت ف معرض ردّي على سؤال
من أحد الخوة الشيعة الضور :إنّ ن أعتب معاوية <مغتصبًا> ،وأنّ ن أعتقد
أنّه سهيلقى جزاءه مهن ال يوم القيامهة على مها ارتكبهه مهن جرائم ولكن ّي ل
أُكفّره ،بل أكدت على أنّن أعتب عهده أصلح من عهد آل سعود.
رابعًا :ل أُم ّد المين كما زعمت الجهزة السعودية ،أم ّا عن إشارت
إل يه بت عبي <المام> ،فإنّ ما هي من باب ا ستعمال الل فظ الشائع ،ول يع ن
أنه قول< :إنّه زعيهم تارييه عظيهم
اعترافه بإمامتهه بالعنه الشرعهي ،كمها ّ
وعبقري> ،ل يع ن أبدًا اعترا ف بول ية الفق يه ،ك ما أوض حت ف جوا ب على
سائل آخر.
خام سًا :صحيح أنّن قلت :إنّ أركان السلم < ستّة> ،ولكن ّي ل أكن
جادّا ،وإنّ ما ك نت أ سخر من النظام ال سعودي الذي قلت إنّه أضاف إل أركان
السلم المسة ركنًا جديدًا هو <التابعية السعودية>.
سادسًا.. :أمّا القيقة الت يعرفها الميع فهي :أنّن عضو ف حزب التحرير
السلمي ،منذ أكثر من عشرين عامًا ،وأنا أفتخر بذه العضوية ،كما أنّن أفتخر
بأن ّي أول م َن أ سّس قوا عد هذا الزب ف جزيرة العرب ،و قد سجّلت هذه
القي قة طائعًا متارًا أمام الحك مة الشرع ية ال كبى بالرياض ،و سوف أظلّ وفيّ ا
لبادئ هذا الزب السلمي العظيم حت ألقى ال عزّ وجلّ دون أن أبدّل تبديلً
إن شاء ال .>..اه
() انظر الكلم حول الديث ف سلسلة الحاديث الصحيحة ،رقم (.)34 1
بذلك خزيًا.
واعلم ـ أيضًا ـ بأنّ العام الذي بويع له باللفة ،يسمى بعام الماعة.
وأمّا اتّها مك له بارتكاب الرائم فأعدّ له جوابًا ح ي ي قف لك خ صمًا
بيه يدي ال يوم القيامهة ،وقولك< :ولكن ّي ل أكفّره> ،فهذا ـ أيضًا ـ عذر
أقبح من ذنب ،إذ هو ف نظرك أفسق الفاسقي ،وأضلّ الضالي ،فل حول ول قوّة
إلّ بال.
الوقفة الامسة :زعم السعري بأنّه ل يجّد المين ،ومع ذلك وصفه بأنّه
إمام ،وزعيم تاريي عظيم ،وعبقري ،فإذا ل يكن ذلك تجيدًا فما هو التمجيد
إذن ؟!
أل تعلم ـ يا م سعري ـ بأ نّ المام ل يطلق إلّ على م َن يقتدى به ،ك ما
قال ال تعال عن إبراهيم عليه السلم :إِنّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُ ّمةً قَانِتًا لِ َحنِيفًا َولَمْ
يَ كُ مِ نَ الُشْ ِركِيَ [سورة النحل ،آية .]120 :فإذا أطلق لفظ المام بل تقييد
ـ كإمام ف البدعة أو إمام ضللة ،أو إمام الشركي ـ يوضّح الراد منه ،انصرف
إل العن الحمود ،هذا أوّلً.
وأمّا ثانيًا :ففهي أيّه شيهء كان المينه إمامًا؟!! وفه أيّه شيهء كان
عظيمًا؟!! وف أيّ شيء صار عبقريّا؟!!
الوق فة ال سادسة :مع قوله< :أمّا القي قة ال ت يعرف ها الم يع ،ف هي أنّ ن
ع ضو ف حزب التحرير السلمي م نذ أكثر من عشرين عامًا ،وأنا أفت خر بذه
العضوية>.
أقول :ل أملك إ ّل أن أقول للمسعري هنيئًا لك هذا الزب ،وتلك العضوية
فيه !!! إذ قد استبدلت الدى بالضلل ،والنور بالظلمات ،وال ّق بالباطل ،والدعوة
السلفية النقية ،بالدعوة البدعية الزبية ،فهنيئًا لك ّث هنيئًا لك !!!
ولتعلم ـ يا م سعري ـ بأ نّ حزب التحر ير حزب ن شأ ف الردن ،أ سّسه
ت قي الد ين النبها ن التخرج ف جام عة الز هر ،والذي من مبادئ حز به( )1أ نّ
العقائد ل تؤخهذ إلّ عهن يقيه ،وأنّه يرّم أخهذ العقيدة بناءً على دليهل ظن ّي،
كأخبار الحاد ،ولذا يرّم على أعضاء حزب التحريهر العتقاد بعذاب القهب،
وظهور السيح الدحال ،لنّ أحاديثها ظنية...
ومنها< :أنّ السلم قد بن العقيدة على العقل فيما يدركه ،أو عن طريق
مصادر ثابتة بالعقل ،مثل القرآن والديث التواتر>.
ول يرى الزب القيام بأيّه أعمال؛ مهن دعوة إل الخلق الفاضلة ،أو
الصلة والصيام ،أو رفع مستوى الم ّة التعليمي والعلمي ،يدل على ذلك قوله:
<لذلك ي ب أن تكون الكتلة ال ت ت مل الدعوة ال سلمية كتلة سهياسية ،ول
يوز أن تكون روحية ،ول كتلة أخلقية ،ول كتلة علمية ،ول كتلة تعليمية ،ول
شيئًا من ذلك ول ما يشب هه ،بل ي ب أن تكون كتلة سياسية ،و من ه نا كان
حزب التحرير حزبًا سياسيّا يشتغل بالسياسة ...ال>.
ومهن آراء حزب التحريهر الفقهيهة؛ القول بواز تقبيهل الرأة الجنبيهة،
ومصافحتها.
ومن أقواله الشاذّة أيضًا :إباحته النظر إل الصور العارية ،وغي ذلك.
ومن آراء حزب التحرير السياسية تويزه لغي السلمي أن يكونوا ف ملس
() ان ظر تلك البادئ وغي ها ف الطر يق إل جا عة ال سلمي ل سي جابر ( 281ـ ،)294 1
وبعد ذلك كلّه ،قد تتساءل أو تسأل ـ أخي الكري ـ عن موطن خروجهم،
وما ترتيباتم لذلك ؟
ف سأجعل ممّد العبدة يي بك على ذلك خطوة خطوة ،مع شرح كل مه
وأقواله بأقوال هؤلء القوم ومواقفهم ،مع تدخل من بالشرح والتعليق والربط بي
تلك القوال ،فاستمع:
قال العبدة ف كتا به <حر كة الن فس الزك ية> (ص < :)17ته يد:
سبقت حركة ممّد بن عبد ال بن حسن حركات قامت ف الدينة وف الكوفة،
الفروض فيمن يقوم بركة قوية أن يدرس ويلل من الركات السابقة ،كيف
قا مت ؟ ولاذا فشلت ؟ وياول أن يتجنّب أخطاء ها وي ستفيد من إيابيات ا،
خاصّة وأ نّ حركت ي من الركات السابقة قام با جاعة من أهل البيت ،ومن
الفرع ال سين ،ح يث خرج ال سي بن علي ،على يز يد بن معاو ية ،وكا نت
نايتهما مأساة مروعة لل البيت والسلمي ،وقام زيد بن علي بن السي على
هشام بن عبد اللك ،وفشل ـ أيضًا ـ.
ول ش كّ أ نّ آثار هات ي الركت ي كا نت ماثلة أمام الن فس الزك ية وأخ يه
إبراهيهم ووالديهمها ،وسهنستعرض باختصهار هذه الركات ،لاذا قامهت ؟ ولاذا
فشلت ؟ لذا هل ا ستفاد الن فس الزك ية من ها ؟ و هل ا ستفاد ال سلمون كلّ هم
بعدئذٍ منها ؟> .اه
أقول :لن أذكر هنا حركة النفس الزكية لكونا حركة فاشلة ،بل سأذكر
الطّة الت سار عليه العباسيون فأدّت إل ناح هم كما ذكرها العبدة ،ثّ أعود
لناقشة ما فيها.
قال فه ص (...< :)47 ،45تدلّ خطهة العباسهيي على ذكاء وخهبة
بالمور السياسية والجتماعية ،ومعرفة عميقة بنفسية الناس ،فقد اختار مؤسّس
العبا سية ممّد بن علي بن ع بد ال بن عباس الزمان والكان والشخاص ،أمّا
الكان ،فهو إقليم خراسان ...فأهل خراسان بتعبي اليوم <مادة خام> ،وهذا
عدا عن بعد ها عن مر كز الدولة <دمشهق> واختار الزمان النا سب و هو
ض عف الدولة ،ب عد ع مر بن ع بد العز يز وهشام بن ع بد اللك ،ح يث تتاب عت
الحداث بعهد هشام بانقسهام بيه البيهت الموي ،وظهرت البدع الكلميهة فه
أواخر أيامهم ،مِم ّا زاد من نقمة علماء أهل السنّة ،وكان الطالبيون قد خرجوا
على الدولة زمن هشام ـ حركة زيد بن علي ـ وكذلك حركة عبد ال بن معاوية
بن ع بد ال ا بن جع فر ،مِم ّا أر هق الدولة المو ية ،فجاء العبا سيون ليقطفوا
الثمرة.
وأمّا من ناحية التخطيط ،فقد جعل بينه وبي خراسان قاعدة ف الوسط،
و هي الكو فة ،وأهل ها وإن كانوا شي عة ،فالدعوة العبا سية رف عت شعارًا عامّ ا،
ترضى عنه الشيعة ،ويرضى عنه أهل السنّة تقريبًا ،هذا الشعار هو :أ نّ البايعة
للرضا من آل ممّد ،بدون تعيي اسم ،ول تعيي هل هو من البيت العباسي،
أم من الطالبي ي ؟ ك ما أ ّن العبا سيي ل يرفعوا شعارًا واضحًا جادّا من ناح ية
الفكر والعقيدة.
وبدأت الدعوة العباسهية سهنة 99للهجرة تقريب ًا ،وكان الدعاة يتمعون
سنويّا بالؤ سّس ممّد بن علي العباسي ،الذي استقرّ ف قرية صغية مغمورة ،ف
الردن من بلد الشام ،اسها <الميمة> ،ومع علم الدولة الموية ـ أحيانًا ـ
بب عض ترّكات العبا سيي ،ولكنّ ها ل تش عر بطر هم الكا مل ،إلّ ن صر بن سيار
أم ي خرا سان ف قد ش عر بال طر الدا هم؛ فأر سل إل اللي فة ف دم شق يذّره
وينذره ،ولكن بدون جدوى.
وبعد اثنتي وثلثي سنة كان اليش العباسي يزحف من الشرق ول يقف
أمامه شيء ،وانتهت الدولة الموية عند نر الزاب ف معركة فاصلة.
فأ ين ما كان يفعله آل علي بن أ ب طالب من الروج ال سريع الفا جئ
بدون إعداد ول تطيط ،من فعل العباسيي ؟ حيث كان التنظيم هرميّا ،القائد
ف <الميم ة> ،واثن ا عش ر نقيبًا ف الكوف ة ،وك ّل نقي ب عنده س بعون
داعية ؟
ب الناس لم كما يعتمد الطالبيون ،بل
إ نّ بن العباس ل يعتمدوا على ح ّ
كانوا واقعيي يستخدمون قدرات الخرين بأساليب ماهرة> .اه
أل تر ـ أخي القارئ الكري ـ إل قوله< :تدلّ خطة العباسيي على ذكاء
وخهبة بالمور السهياسية ،ومعرفهة عميقهة بنفسهية الناس ...وأم ّا مهن ناحيهة
التخطيط؛ ف قد جعل بينه وب ي خرا سان قاعدة ف الوسط...فأين ما كان يفعله
آل علي بن أب طالب من الروج السريع الفاجئ ،بدون إعداد ول تطيط ،من
ف عل العبا سيي ،ح يث كان التنظ يم هرميّ ا القائد ف <المي مة> ،واث نا ع شر
نقيبًا ف الكوفة ،وك ّل نقيب عنده سبعون داعية ؟> .اه
إ نّ هذا يدلّ على أ نّ هؤلء كأولئك ف التنظيم والتخطيط ،بل هؤلء أد قّ
وأخفى.
ولذا فارجع إل مبحث التنظيم ،حت تعيد الذاكرة ما قرأته سابقًا ،ثّ قارنه
بذا .وتفكّر ف قوله< :بدأت الدعوة العباسية سنة 99للهجرة تقريبًا ...وبعد
اثنتي وثلثي سنة كان اليش العباسي يزحف من الشرق ول يقف أمامه شيء
وانتهت الدولة الموية عند نر الزاب ف معركة فاصلة>.
مقارنًا بينه وبي ما قاله العودة ف شريطه <من هنا ...وهناك> ،حيث
جاء ف يه قول قائل له< :أر جو أن ل تغرّك هذه الموع مه ما كثرت أشباح ها،
وتواصهلت اتصهالتا ،وتوالت رسهائلها ،ولنها فه <حسهن البنها> و<عباس
مدن> أقرب مثال وأوضحه.
أيّ ها الش يخ :ق بل أن ترّك قد مك أو تضع ها تأكّد من أن ّك ت ضع على
أرض متماس كة ،واعلم أن ّ هذه القدم تُحرك خلفه ا أقدام .وك م يتملّكن
الوف كلّم ا تيّلت مص ي هذه الص حوة ،عندم ا تكون الطوات غي
مسوبة ،نريد بطئًا ،ولكن أكيد الفعول> !!!
وب ا نقله الل يل ف كتا به< :وقفات تربو ية> ص ( :)162عن شي خه
ممّد قطب ،حيث قال< :وما أحسن ما كتبه الستاذ ممّد قطب ف كتابه القيم
<واقع نا العا صر> حول أهّ ية الترب ية ،والر ّد على م َن ي ستطول طريق ها ،وير يد
قطف الثمرة قبل استكمالا ،فقال ص (< :)486أمّا الذين يسألون إل مت نظ ّل
نرب ّي دون أن (نعمهل) ؟ فل نسهتطيع أن نعطيههم موعدًا م ّددًا ،فنقول لمه :عشهر
سني من الن ،أو عشر ين سنة من الن ،فهذا ر جم بالغ يب ل يعت مد على دل يل
واضهح ،وإنّمها نسهتطيع أن نقول لمه :نظ ّل نرب ّي حت تتكون القاعدة الطلوب ة
بالجم العقول.>...
وبا قاله مادحُ سلمانَ ف القصيدة الت ألقاها بي يديه ،قبل إلقاء سلمان
ماضرته الت بعنوان< :حقيقة التطرف> ،حيث قال الشاعر:
أنّى أردت فأنت القدوة الثل إنّا رجالك يا سلمان فامض بنا
إنّا رجالك لو سبوا ولو عذلوا إنّا رجالك مهما قال حاسدكم
أو ذاك منحرف أو ذاك معتدل إنّا رجالك لو قالوا زبانية
هذي منابرهم فليعتل السفل هذي مالسهم غرقى بمرهو
للكافرين صنوف الزيغ والسبل إنّا لنا خطنا نشي عليه كما
وكهذا أصهولية بال تتصل متطرفون نعم ل خالقنا
فكيف يصرفنا عن نوره هبل إنّا اهتدينا بنور ال خالقنا
وافههم جيّدًا قوله< :الكوفهة وأهلهها وإن كانوا شيعهة فالدعوة العباس ية
رف عت شعارًا عامّ ا تر ضى ع نه الشي عة وير ضى ع نه أ هل ال سنة تقريبًا ،وهذا
الشعار هو :أ نّ البايعة للرضا من آل ممّد ،بدون تعيي اسم ،ول تعيي هل
هو من الب يت العبا سي أم من الطالبي ي ...ك ما أ نّ العبا سيي ل يرفعوا شعارًا
واضحًا جدّا ،من ناحية الفكر والعقيدة>.
فها هم يطبّقون هذا الن هج ح قّ الت طبيق ،مطلق ي على أنف سهم <أ هل
ال سنّة> ،ول يتكلّمون إلّ بذا الطلق ،ل نّ م صطلح <أ هل ال سنّة> ل فظ
م مل ،ـ أحيانًا ـ يطلق ويراد به ما عدا الراف ضة ،فيد خل ف هذا الطلق ج يع
الفرق والطوائف والماعات السلمية خل الرافضة ،ويطلق إطلقًا آخر ول يراد
به إلّ أهل السنّة الحضة ،فتخرج بذا الطلق جيع الفرق الضالة.
فلم ّا كان هذا اللفظ <أهل السنّة> مملً ،أطلقوه ليقف منه السلفيون
موقف الؤي ّد ،وعلى أقلّ تقدير موقف الحايد ،لن ّ التكلّم به من بن جلدتنا،
فيجعلههم حُسهن ظنّههم بمه يقفون ذلك الوقهف ،وأم ّا الخالف كالشعريهة،
والاتريدية ،والماعات السلمية ،فيقفون منه ـ أيضًا ـ كموقف السلفية ،لنّهم
هم ـ أيضًا ـ يطلقون على أنف سهم <أ هل ال سنّة والما عة> ،ول يدون ف
الوقت نفسه من أولئك الدعاة والتكلّمي به موقفًا عدائيّا ،بل يدون منهم الثناء
والطراء والدح ،وغهض الطرف عهن أخطائههم العقديهة ،والناداة ببدأ العدل
والنصاف تاههم؛ فوقفوا منهم بسبب ذلك ،ذلك الوقف.
ولو أنّ هؤلء أفصحوا عن منهجهم صراحة بل إجال ،لوقف الميع منهم
موقفًا واضحًا ،ول يت مّ لم إقامة اللفة ـ كما يزعمون ـ ؛ لنم حينئذ ِقلّة ،فل
يتمّ لم ذلك إلّ بالجال والتعميم.
ولَم ّا كان هذا هو منهج هم ،قام سلمان ف كتا به < صفة الغرباء>
بالتفريق بي الفرقة الناجية والفرقة النصورة ،ليتسنّى له جع الميع ف جاعته
الديدة ،فأطلق <الفر قة الناج ية> على ج يع الفرق والماعات ال سلمية،
وأطلق <الطائ فة الن صورة> على ال صفوة من تلك ،كاليان مع ال سلم،
وهو بذا العرض قد كسب الميع ـ بزعمه ـ ؛ لن ّه ل يش كّ ف رضى الفرق
والماعات ال سلمية ع نه به ،لن ّه قد أدخل هم ف الفر قة الناج ية ،وهذا ما
ي صبون إل يه .وأم ّا أ هل ال سنّة الُلّص ،فقال لل مر من هم بالعروف ،والنا هي
من هم عن الن كر ،والجا هد ف سبيل ال ،وم َن وافق هم ف ذلك من الفِرق
الضالة والماعات السلمية :أنتم من <الطائفة النصورة> ،وم َن تقاعس،
فهو من <الفرقة الناجية> ـ ل الفِرَق الالكة ـ فتمّ له بذلك ما يريد.
ولذا فإنّ التفريق :سياسي حركي ،منهجي ،ل علمي ،فتنبّه !!!
وأمّا إذا أردت أن تعلم أنّ هم منادون بذلك ال سم العام ،أو الج مل ف ما
عليك إلّ أن تلقي نظرة على سلسلة دارهم ،دار الوطن< :رسائل ودراسات ف
منهج أهل السنّة>.
وكتاب <أههل السهنّة والماعهة معال النطلقهة الكهبى> للمصهري،
هّة والماعهة فه النقهد والكهم على الخريهن> للصهين، و<منههج أههل الس ن
والقالت الت تنشر ف ملّتهم <البيان> ،وملّتهم <السنّة>.
وافهم ـ معي ـ فهمًا دقيقًا لقوله...< :فقد اختار مؤسّس الدعوة العباسية
مم ّد ابهن علي بهن عباس الزمان والكان والشخاص> ،وقوله< :وكان الدعاة
يتمعون سنويّا بالؤ سّس ممّد بن علي العباس> ،وقوله< :ح يث كان التنظ يم
هرميّا>.
ول كي تف هم الكلم ال سابق فهمًا صحيحً ـ إن شاء ال ـ فإن ّي سأطرح
عل يك ثل ثة أ سئلة ،ثّ أج يب عن ها ب ا أ ستطيعه من قرائن وأحوال ،سائلً الول
التوفيق والسداد ف ذلك .أمّا السئلة ،فهي:
ـ أين سيكون خروجهم ؟
من هم الشخاص الذين سيقومون به ؟ ـو َ
ـ وما هو الزمان المناسب لذلك ؟!!
فالسـؤال الول :أجاب ع نه سلمان العودة ف ر سالته <جزيرة
ال سلم> ح يث قال< :إ نّ ال ـ عزّ وجلّ ـ هو الالق ،و هو الختار ،خلق
البشر ،واختار منهم الرسل والنبياء ،ـ عليهم الصلة والسلم ـ وخلق اللئكة،
واصطفى منهم أفضلهم :جبيل ،وميكائيل ،وإسرافيل ،وخلق البلد والرضي،
هي أفضلها وأطهرها ..هناك أماكن اختارها ال ـ عزّ وجلّ ـ واختار منها بقاعًا
وا صطفاها واخت صّها ،و هي كثية جدّا فلن قف على ش يء من ها ،وطرف مِم ّا
ورد ف فضائلها:
أ ـ مكة والرم :لقد اختار ال تعال مكة والرم من حولا...
ب ـ الدينة النورة.
إنه مهن الماكهن الفاضلة الصهطفاة بلد الجاز فه ج ـ أرض الجازّ :
الملة ،حت لقد قال فيها النب ف حديث ابن عمر الذي رواه مسلم< :إ نّ
السلم بدأ غريبًا ،وسيعود غريبًا كما بدأ ،وهو يأرز بي السجدين ،كما تأرز
الية ف جحرها> .أي بي مسجدي مكة والدينة.
إذن ،فالدين يتمع ويرجع إل بلد الجاز ،إل مكة والدينة وما بينهما.
د ـ اليمن :من الماكن الفاضلة :اليمن ،وهي جزء من جزيرة العرب ،وقد
ورد ف فضلها عدّة أحاديث منها...< :اليان يان ،والكمة يانية .>...وف
رواية <الفقه يان ،والكمة يانية>.
واليمن يشمل مواقع عديدة ،فحت أهل الدينة هم ف الصل من اليمن،
وكذلك ما تيامن عن الكعبة ،فيعدّ من اليمن ،وليس اليمن مقصورًا على البقعة
الغرافية الت تسمى اليوم ب <اليمن> ،وإن كانت هذه الرقعة الغرافية داخلة
فيه دون شكّ.
جاء ذكهر الزيرة العربيهة <جزيرة السهلم> فه أحاديهث عدة ،وتلك
الحاديث على نوعي:
النوع الول:
ن صوص صرية أ ّن ال نب ح كم لذه الزيرة <عا صمة ال سلم>
بأنّ ها تتميّز عن كلّ بلد الدنيا ،بكم خاصّ ،وهو :أن ّه ل يتمع فيها دينان،
ول ي ساكن ال سلم في ها ملة أخرى ،ل يهود ية ،ول ن صرانية ،ول مو سية ،ول
وثنية ،ول غيها...
ـ و ما ذلك إلّ أنّ ها النطلق الول والخ ي لل سلم ،ول نّ ال ـ تعال
كتهب أن تكون فه هذه الزيرة <الدار> ،ك ما قال ال عزّ وجلّ :وَاّلذِينَ
تَبَوّأُوا الدّارَ وَالِيَان َ م ِن قَبْ ِلهِم ْ ُيحِبّون َ مَن ْ هَا َجرَ ِإلَيْهِم ْ وَلَ َيجِدُون َ فِي
صدُورِ ِهمْ حَا َجةً مِمّا أُوتُوا [سورة الشر ،الية.]9 :
ُ
فههي دار اليان ،وبلده ،وأرضهه الته يأوي إليهها أههل اليان مهن كلّ
مكان ،وف ك ّل زمان.
ميزات هذا الوقع:
هذه الزيرة الت اختاره ا ال لتكون دار الس لم ،ومأوى الؤمني ،
تتمتّع بعدّة ميزات ،ل تتمع ف غيها من البلد ،منها:
ـ أنّ ها وسط ف الرض كلّها ،فكأنّنا ـ نن السلمي ـ سرنا ف البسيطة
حت إذا صرنا ف مركز الرض قعدنا ،وقلنا :هذا هو موقعنا الذي اختاره ال لنا
<جزيرة العرب>.
ـ أ نّ ال عزّ وجلّ أودع ف تلك الرض كنوزًا وخيات كثية ،وج عل
فيها خزائن الرض.
فإ نّ هذه الزيرة تقوم على خزّان من النفط ،والنفط اليوم هو أعظم ثروة
ماد ية تقوم علي ها الياة البشر ية ،فل ي كن أن ي ستغن الناس اليوم ف الشرق أو
الغرب عن تلك الثروة؛ ل نّ اقت صادهم ،و صناعتهم ،وو سائل مدنيّت هم ،بش ت
أنواعها ،مبنية على الثروة النفطية.
إ ّن المّة يوم تتمكّن من التحكم القيقي باليات الت أودعها ال فيها ستكون
ك ـ هي القائمة على المم ،القادرة على قيادة البشرية ،وتوجيه مسيتا،
ـ بدون ش ّ
ونشر دين ال ف أرجاء الدنيا من أقصاها إل أقصاها ،وإنّ غدًا لناظره قريب.
إ ّن الزيرة العرب ية بكلّ هذه اليزات ت ستطيع أن ت ستغن عن الدن يا كلّ ها،
ت ستطيع أن ت ستغن بثروات ا وخيات ا وش سها وجوّ ها ،وموقع ها ..عن كلّ أ مم
الرض.
ولكن ..هل تستطيع أن تستغن عن هذه الزيرة ؟! كلّ ..ل تستطيع.
إ نّ هذه الزيرة تلك ق بل كلّ ش يء أمرًا عظيمًا من ذلك كلّه ،أل و هو
أنّ ها تو صل الدا ية إل البشر ية ،أن ت مل هذا النور إل العال ي كافّة ،أن تبلّغ
ذلك الد ين الذي كلّف الُ ـ تعال ـ ال سلمي قاطب ًة بنشره ب ي ال مم ،ال ت ل
تلك إلّ التيه ،والضياع ،والضلل ،والدمار ،والبوار.
ثّ تلك من خزائن الدن يا ومفات يح الضارة والقت صاد ،ما ل يل كه العال
كله من أقصاه إل أقصاه !> .اه
ومِم ّا يؤكّد أيضًا ـ مع ما سبق ـ أ نّ انطلقتهم إنّ ما هي جزيرة العرب،
هو :أنّه حينما قام الهاد الفغان ،وترّك كثي من الناس والدعاة لنصرة إخوانم
ال سلمي هناك ،ح ت أ نّ ب عض أولئك الدعاة قال< :إ نّ الهاد فرض ع ي>،
وبدأ الشباب الطيّب من هذا البلد بالذهاب إل الهاد الفغان.
وحين ما انز عج هؤلء من تلك الفتاوى و من ذهاب الشباب من هذا البلد
إل هناك ،أصدر سفر كتابًا يردّ فيه على القائلي بأنّ الهاد فرض عي.
وأجاب سهلمان العودة عهن سهؤال عهن الذهاب إل أفغانسهتان فه آخهر
شريطه< :أل إنّ نصر ال قريب> ،قائلً< :ل شكّ أنّ الذهاب إل أفغانستان
للتدريب أمر طيّب ف كلّ وقت !!!
وأمّا الذهاب للجهاد فل ينب غي أن يذ هب الن سان إلّ بإذن والده ،فإن ل
يأذن له بذلك ،فل يذهب !!!> .اه
بل سعى أولئك ف دعوة الش يخ ا بن عثيم ي ـ حف ظه ال ـ لنا طق عدّة،
كالنط قة الشرق ية ،والغرب ية ،وغيه ا ،للقاء ب عض الحاضرات ،و ما أن ينت هي
الش يخ من ماضر ته تلك ،إلّ ويُ سأل عن ح كم الهاد ف أفغان ستان ،هل هو
فرض ع ي ،أو فرض كفايهة ؟!! لنّهه سيقول ب ا يوا فق رأيههم ،لكنهّ الش يخ
ـ حفظه ال ورعاه ـ كما يعتقد غيه من إخوانه العلماء ل سيما علماء هذا البلد،
بأ نّ لمام هذا البلد ف أعناق هم بي عة شرع ية ،ف هو يقول ف جوا به< :الهاد ل
يكون فرض عي إلّ ف حالة من إحدى الالت الثلث التالية:
إذا استنفر المام :وجب وتعيّن الهاد على م َن استنفرهم المام ،والمام
ل يستنفر ،فل يكون فرض عي ،بل فرض كفاية.
والثان ية :إذا الت قى ال صفّان ،فم َن ح ضر ذلك تعيّ َن عل يه القتال ،والذ ين
هنا ل يصل لم هذا.
والثالثة :إذا ل يستطع جيانم من السلمي دفع شرّ ذلك العتدي ،وجب على
مَن بعدهم ،وهكذا إل أن يعمّ السلمي ،ول يصل ذلك ،فلم يكن فرض عي>.
بلف أولئك ال سياسيي ،فإنّ هم ل يقولوا :إن ّه فرض ع ي إلّ لا جة ف
نفو سهم ،و هي :أنّ نا إنّ ما بذل نا الو قت والال ،وال هد ،وعلّمنا هم ،وربّينا هم،
ل ستخدامهم ف الوقت الناسب ،ف الكان الناسب ،أم ّا أن يذهبوا فيموتوا ف
جبال أفغانستان ،فما فعلنا شيئًا يذكر .لاذا ؟ لنّ الفغان وبلدهم ل يكونوا من
الصطفي ،بلف الزرة العربية وأهلها.
بل إنّ هؤلء القوم قد ركّزوا ـ ول يزالون يركّزون ـ على بقعة من هذه البلد،
أل وهي الناطق النوبية من الملكة ،ك <أَبْهَا> ،وما حولا ،وذلك لمور أهّها:
ـ أ نّ هذه النطقة َجبَلية وعرة ،ل تكاد تصل إليها السيارات ،ل سيما إذا
قطعت طرقها.
ـ وأ نّ كثيًا منهم قد تدرّب على صعودها ،ونزولا ،وتسلّق جبالا ،وذلك
مهن خلل رحلت <الراكهز الصهيفية> ،وكذا مها يسهمى ب <الكتبات>،
والت يضع جلّها لؤلء الركيي ،فإذا ذهبوا قاموا بتدريب هؤلء الشباب على
الراسات الليلية ،والجوم على العسكرات الخرى ،وهي ف ظاهر أمرها ترفيه،
وف باطنه إعداد العدّة لليوم الكريه.
ـ وأنّ كثيًا من الشباب الذين ذهبوا إل الهاد الفغان قد تدرّب على مثل
تلك الناطق.
ـ ولتوفّر مقوّمات الياة الكاملة فيها ،فالرض فيها آبار وأشجار وزروع،
والوّ جيّد ،مطر غالبًا ،بلف غيها.
ـ ولسهولة تريب السلح إليها ـ ل سيما من اليمن ـ وهذا هو مَكْم َن
الداء.
وانظر إل كلم سلمان العودة ف الرب الدائرة بي اليمني ،ووصفه لليمن
الشمال بأحسهن الوصهاف ،بهل وصهفه بتطهبيق السهلم صهغيه وكهبيه ،قليله
وكثيه ،ووصفه للجنوبيي بأنّهم خوارج ،حيث قال عنهم:
<...الواقع أن ّه ليس ف اليمن شال وجنوب ،بل كلّه ين واحد ،لمته
و سداه ال سلم ،وحاك مه الشري عة ،وقدو ته الر سول عل يه ال صلة وال سلم،
ومبدأه التحا كم إل ال والر سول ،ول يوز ل حد أن ين فر أو ينفرد عن هذه
القاعدة ،أو يرج علي ها ،أو يتمرّد على شري عة ال عزّ وجلّ ،أو نظا مه ،أو سنّة
رسهوله ..ونن ني ّي أبناء اليم ن كلّه ،وكلّه م فل فرق عندن ا بي شال
وجنوب ،ول بي قبيلة وأخرى ..فالعبة عندنا بأولئك البطال من أبناء اليمن
شاله وجنوب ه ،الذي ن ص دقوا م ا عاهدوا ال علي ه ،فاتقوا ال تعال ،ودَعَوا
إليه ،وتناصروا فيه ،وتوحّدوا على كلمته ،وأمروا بالعروف ،ونوا عن النكر،
ووالوا ف ال ،وعادوا ف ال ،وأخذوا ف ال ،وأعطوا ف ال ،وإنّم ا تنال
ول ية ال بذلك؛ فهنيئًا ل م موعود ر سول ال باليان ،ح ت قال ال :يَا
أَيّهَا الّذِي نَ آ َمنُوا مَن يَ ْرَتدّ مِنكُ مْ عَن دِينِ هِ ـ ف أزمنة الردّة ـ فَ سَ ْوفَ َي ْأتِي الُ
بِقَوْ مٍ يُحِبّهُ مْ َوُيحِبّونَ هُ ،أذِّلةٍ َعلَى الُ ْؤمِنِيَ ،أَعِ ّزةٍ عَلَى الكَافِرِي نَُ ،يجَا ِهدُو نَ فِي
سَبِي ِل الِ َولَ َيخَافُونَ لَ ْومَةَ َلئِمٍ .
قال النب ـ وأشار إل أب موسى الشعري ـَ < :و ُهمْ َهذَا وَ َق ْومُهُ>.
فأه ل اليم ن ه م الثابتون ف زم ن الردّة ،ف غي موض ع م ن تاري خ
ال سلم ،ولعلّ ال تعال أن يدّد ف أ هل زمان نا هذا من هم ،و من غي هم ،ما
عرفه التاريخ وحفظه لم.
وثَمَّة حديث آخر ينصّ على منطقة بعينها من اليمن ،وهو حديث طريف
ل بأس بإيراده ،عن ا بن عباس أ نّ ال نب قال< :يرج من عدن أب ي اث نا
ع شر ألفًا ،ين صر ال تعال ب م ال سلم ،هم خ ي ما بي ن وبين هم> .والد يث
صحّحه غي واحد من أهل العلم .وفيه بشارة خا صّة لهل تلك البلد ،بأ نّ ال
تعال سوف يعزّ أمر الدين ،وينصر اللة ،ويقيم القّ ،ويمع الكلمة ،بإذنه وحوله
وقوّته .>..اه
وأ ّما الجواب عن السؤال الثاني فهو :إ نّ الذين سيقومون
بذلك الروج ههم أبناء أناس مهن أبناء الزيرة العربيهة خاصهّة ،ومَهن كان على
منهجهم مِمّن هو من خارجها؛ لنّهم هم الذين اتصفوا بصفات خَلقية وخُلُقية
لنه جزيرة العرب ههي عاصهمةتؤهّلههم للقيام بذلك ،بهل لقيادة العال بأسهرهّ ،
يهتمه القطهبيون بالفغان،
ّ السهلم والسهلمي ،وأهلهها ههم قادتمه ،ولذا ل
وال سودان ،وال صومال ،والن سيات الخرى ،لنّ هم ل يت صفوا بذلك ،وبلد هم
ليست كذلك ـ أيضًا ـ وإلّ لو كان ذلك كذلك ،لاهدوا مع الفغان بأنفسهم،
ولاجروا إل السودان بعد حكم البشي لا.
وإل يك توض يح سلمان العودة لذلك ،ف ر سالته <جزيرة ال سلم>
ـ آنفة الذكر ـ حيث يقول ..< :ومن طريف ما تتحدّث عنه بعض النظريات
الف سيولوجية :أ نّ جزيرة العرب ب كم وجود ها ف النط قة التو سّطة ب ي الشرق
هيًّا ،ولذلك فإنّه أج سام أهلهها تناسهب جوّ ها،
والغرب ،فإ نّ جوّ ها معتدل نس ب
وتستطيع التكيف مع الجواء الخرى ف الناطق الارّة ،والناطق الباردة ،فكأ نّ
أهل ها قد هيّئوا ل كم الدن يا كلّ ها ،وبالتال صارت أج سامهم تتأقلم مع كلّ
الرجاء وكلّ البيئات.
وهذا بلف الذيهن يعيشون ـ مثلً ـ فه الناطهق الباردة ،كأههل البلد
المريكية ،فإنّ هم ل يستطيعون التكيف مع جوّ هذه الزيرة ،ولذلك فإنّ هم إذا
جاءوا إليها فسرعان ما تتأثّر سحناتهم ووجوههم ،وتتغي ملمهم ،بل بعد فترة
ينتقل التأثي إل أجهزة أجسامهم ،فل يستطيعون البقاء فيها طويلً.
إذن ،فهذه ميزة ل هل الزيرة ،تُمكّن هم من غزو بلد الدن يا كلّ ها ،لن شر
دين ال ف أنائها ،فهم يستطيعون أن يعيشوا ف كلّ الجواء ف البلدان الختلفة.
فضل العرب وقبائلهم وبلؤهم ف السلم:
إنّ ن ل ست من القومي ي الذي يقدّمون العرب على كلّ الجناس ،سواءً
كان أولئك العرب مسلمي أو يهودًا أو نصارى ـ حا شا ل ـ ،فإ نّ تلك القومية
دين آخر غي دين السلم .ولكن ّي ف الوقت نفسه لست من الشعوبيي الذين
ينتقصون العرب ،ويتّهمونم ،ويفضّلون عليهم شعوبًا أخرى.
كلّ ..لست من هؤلء ول من أولئك ،ولكن ّي أريد أن أُثب ِت أ نّ للعرب
فضلً ،تؤيّده الدلة ،ويشهد له التاريخ.
يقول ش يخ ال سلم ا بن تيم ية ـ رح ه ال ـ < .الذي عل يه أ هل ال سنّة
والماعة اعتقاد أ نّ جنس العرب أفضل من جنس العجم ،عبانيهم ،وسريانيهم،
وروميهم ،وفارسيهم ،وغيهم.>...
فجنس العرب ـ على سبيل الجال ـ أفضل من جنس العجم وقد يوجد ف
ه ثبهت هذا الفضهل للعرب على غيههم العجهم أفرادًا أفضهل مهن العرب ..وإنّم ا
بسبب مزايا عديدة ،وخصائص فريدة ،خصّ ال با العرب ومن أبرز ذلك:
1ـ الزية الول :اللغة...
2ـ الزية الثانية :الفظ...
3ـ الزية الثالثة :العقول.
فالعرب وباصّة ف هذه البلد يتميّزون بعقول علمية منتجة ،عقول كيف
ي صلون إل ما يريدون ،ك يف يطون الطر يق لن صر دين هم ،ك يف ياهدون ف
سبيل ال ؟!! إنّها عقول حيّة صافية ،ل تدمرها ضللت الفلسفة ،الت ضيّعت
كثيًا مهن العقول العجميهة ،ول تسهتهلكها سهفاهات الترف والضياع والري
خلف أمور ل طائل تتها.
4ـ الزية الرابعة :الغرائز والخلق.
إ نّ العرب يتميّزون بأخلق وغرائز ل يتميّز با غيهم ،وهذا أمر ل يش كّ
فيه م َن عايش العرب ،وعايش غيهم من المم والشعوب ،فهم أطوع للخي،
وأقرب لل سخاء ،واللم ،والشجا عة ،والوفاء من غي هم ،ح ت ف الاهل ية،
فقد كان لم ف الاهلية طبيعة حيدة ،وسجايا كرية ،لكنّها كالرض الطيبة الت
ل ينل عليها الغيث ،فلمّا جاء السلم واعتنقه أبناء الزيرة كان كالغيث الذي
نزل على أرض طيبة ،فاهتزّت وربت وأنبتت من كلّ زوجٍ بيج.
لقد كانوا ف جاهليتهم يبعدون عن الغطرسة والزدراء ،وكانوا يهيمون
بالر ية ،ويأبون الذلّ وال ستعباد ،ول يقبلون الض يم ،ول ي ستمرئون ال سف،
بأي ّ حال من الحوال ،ف حي أ نّ الشعوب الخرى ،كانت ل تأب الضيم ،ول
تأنف من الستعباد...
أم ّا العرب فل يعرفون ف حياتم التزلف والنفاق ،وتمل الستعباد ،بل
جُبِلوا على حبّ الري ة ،وعزّة النف س ،والعتدال ف التعظي م ،حت كانوا
يتنعون ـ أحيانًا ـ من تلبية مطالب بعض ساداتم وملوكهم.
ثناء نبوي:
ولقد أثن رسول ال على قبائل العرب ،وبيّن بلءها ف السلم ،فيما
مضى ،وفيما يستقبل ،وهو كثي يطول الكلم فيه ،ولكن من ذلك:
أنّه أثنه عليهه الصهلة والسهلم على <قريهش> ،فقال< :النّاسُ تَبَعٌ
ش ْأنِ ،مُسْلِ ُم ُهمْ تََبعٌ لِمُسْلِ ِم ِهمَْ ،وكَافِرُ ُهمْ تََبعٌ لِكَافِرِ ِهمْ>.
لِقُ َرْيشٍ فِي َهذَا ال ّ
ـ وأث ن على <أ سلم> و<غفّار> ،فقالَ< :أ ْسَل ُم سَاَل َمهَا الَُ ،و َغفَا ُر
َغ َف َر ا ُل َلهَا>.
ـ وقال عل يه ال صلة وال سلمُ < :ق َريْ شُ ،وَا َلنْ صَارُ ،وَجُهَ ْيَنةُ ،ومزي نة،
جعُ ،مَوَالِيّ ،لَ ْيسَ لَ ُهمْ مَوْلًى دُو َن الِ َورَسُولِهِ>.
َوأَسْ َلمَُ ،و َغفَارَُ ،وأَ ْش َ
ـ وقال أبو هريرة :ل أزال أحبّ بن تيم ،منذ ثلث سعتهنّ من رسول
ال ،سعت رسول ال يقولُ < :همْ أَ َشدّ أُمّتِي َعلَى الدّجَالِ>.
قال :وجاءت صهدقاتم فقال النهب َ < :هذِه ِ ص َدَقَاتُ قَ ْومِنَا> قال:
وكا نت سبية من هم ع ند عائ شة ،فقال ر سول ال < :أَعِْتقِيهَا َفِإنّهَا مِ نْ َوَلدِ
إِسْمَاعِيلَ>.
كلّ م ا أس لفنا يدلّ على أن ّ ال تعال اختار هذه الزيرة لتكون ه ي
جزيرة ال سلم ،وعا صمة الد ين ،وهذا أ مر تؤيّده شوا هد التار يخ ،ودِللت
الواقع ،والخبار النبوية عن الستقبل> .اه
هل أدركت أخي الكري ما الذي كان العودة يريده حي إيراده لذا الكلم
القّ ؟!!
ما الجواب عن السؤال الثالث :فقد كفان عن الواب وأ ّ
عنه ممّد قطب ،فيما نقله عنه تلميذه الليل ف كتابه <وقفات تربوية> ص (
،)162حيث قال< :أم ّا الذين يسألون إل مت نظلّ نرب ّي دون أن (نعمل)؟
فل نسهتطيع أن نعطيههم موعدًا م ّددًا ،فنقول لمه :عشهر سهنوات مهن الن ،أو
عشر ين سنة من الن ،فهذا ر جم بالغ يب ،ل يعت مد على دل يل وا ضح ،وإنّ ما
نسهتطيع أن نقول لمه :نظلّ نرب ّي حت تتكوّن القاعدة الطلوب ة بالج م
العقول .>...اه
وال سؤال هو :ك يف يعرفون أن القاعدة الطلو بة قد تكو نت بال جم
العقول ؟!!!.
والواب ما قاله العبدة< :وكان الدعاة يتمعون سنويّا بالؤ سس ممّ د
ابن علي العباسي >...اه.
و من المور ال ت يعرف هؤلء أن ّه قد تكوّ نت ل م تلك القاعدة الطلو بة
بال جم العقول :النا سبات العامّة ال ت يت مع في ها الناس ،كال جّ والعتمار ف
رمضان ،وحضور الحاضرات والندوات العام ّة والشاركهة فه الراكهز الصهيفية
والكتبات وغيها.
واعلم بأ نّ كلّ فرد ف تلك الرا كز ال صيفية ،أو الكتبات الا صّة بؤلء،
يتابع متابعة شديدة جدّا ،لينتقي من تلك الجموعة م َن سيكون قياديّا فيما بعد،
وإليك بعض النماذج والت هي بثابة التقارير الت تكتب عن أفراد الكتبة ،علمًا
بأ نّ هذه النماذج تباع علنًا ف ال سواق ،و ف مكتبات القرطا سية ،ف هي علن ية
سرّية[ .انظر النموذجي التاليي ف الصفحتي التاليتي].
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 174
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 176
واعلم بأنّه حي تل هذه الوراق من قبل الشخص الباشر لم؛ فإنّ معرفته
بصي تلك الوراق تنقطع من حي رفعها لسؤوله الباشر ،فل يدري عنها شيئًا،
ول يدري أين تذهب .وأنا بدوري أتساءل إل أين تذهب ؟!! وم َن هم الذين
يتّخذون قرار النتقاء من أولئك النتظمي بتلك الكتبة ؟!!
وهناك ـ أيض ًا ـ طرق أخرى لعرفهة حجهم تلك القاعدة عهن طريهق
الحاضرات العام ّة ،كالديهث عهن <الدش> وكمشروع سهفر لترجةه
<الواب الصهحيح لِمَهن بدّل ديهن السهيح> لشيهخ السهلم ،وكمشروع
سلمان الذي أقامه ف القصيم ،باسم< :السنّة>.
وقت خروجهم:
وأمّا ساعة صفرهم فأظنّ ها كا نت ف أز مة الل يج ،ح يث كانوا يعدّون
تلك اللح ظة ل ظة انطلق هم ،فلمّا جاءت المور ف أز مة الل يج على غ ي ما
كانوا يتوقّعون أرادوا العودة إل ال سرّية ،إلّ أنّ هم ل ي ستطيعوا ذلك ،ل نّ ال مر
قد خرج من أيديهم.
1ـ قبل احتلل الكويت بشهرين ـ تقريبًا ـ ألقى ناصر العمر ف الرياض
ماضرة بعنوان< :أسباب سقوط الندلس> ،فجعلنا كالندلس.
2ـ وبعهد وقهع الحتلل مباشرة ،وبعهد إفتاء هيئة كبار العلماء بواز
السهتعانة بالشركيه ،انهبى سهفر فه الردّ عليههم فه شريطهه العروف:
<فستذكرون ما أقول لكم> ،الذي أصبح ـ فيما بعد ـ كتابًا أساه ب <وعد
كيسنجر> ،بيّن فيه أ نّ هذه الادثة حادثة مفتعلة لحتلل هذه البلد .ومعلوم
أ نّ الدولة الحتلة يسقط وجودها القيقي ،فينتج من ذلك أن ّه ل سع ول طاعة
ف أعناقهم لا لكونا قد سقطت ،فوجب الدفاع ،وحل السلح ،والهاد.
يدلّك على ذلك قوله للهيئة ف ص ( 127ـ ..< :)128أم ّا من ج هة
الوا قع فالناط متلف جدّا ،وعلي نا معرف ته ومدار سته ،والروج ب ا يبئ الذم ّة،
ويسقط الؤاخذة ،ويدفع عذاب ال عنّا .>...اه
فمناطهه عنهد اليئة <السهتعانة> ،ومناطهه عنهد سهفر <احتلل>،
فالكم إذن متلف ،فاليئة الكم عندهم :الواز ،وسفر الكم عنده :التحري.
وانظر ـ أيضًا ـ إل قوله ف التفرقة بي الكمي ،وأ نّ اليئة ف واد وهو ف
وادٍ آخر ،قوله ف كتاب <وعد كيسنجر> ص ( 131ـ < :)134نستطيع
الوصول إل القيقة الت تبأ با الذمّة إن شاء ال:
1ـ هل من الستعانة أن يكون الستعان به جيوشًا غفية ،ورايات كثية،
لدول عظمى طامعة ،تتحي ّن الفرصة لقتحام النطقة من سني ،ويصبح عددهم
ثانية أضعاف اليش الستعي ،أمّا العدّة واللة فل نسبة بي الفريقي ؟!
2ـ هل من الستعانة أن يصبح زعيم اليوش التحالفة< ،بوش> ،وهو
صاحب المر والنهي ف القضية ،سلمًا أو حربًا إن شاء ،وإن رفض التنازل مطلقًا
ـ مع ر ضى صاحب القض ية ـ آل ال صباح ـ و به ،وكذا غيه من حكام النط قة
وربّما قبل الصلح مطلقًا مع صدام؟
3ـ ك يف نوا فق ب ي تقي يد الضرورة زمانًا ومكانًا ،وكمّ ا ،وكيفًا ،وب ي
الواقع ؟
أنه
فمهن جههة الزمهن :ل تديهد لمه ول يدّه اليام ،والناس يعلمون ّ
المريكان ي ستأجرون الجموعات ال سكنية وغي ها بعقود طويلة ،هذا مع قول م
إنّ الرب قد تنشب.
ومن جهة الكان :هل تركوا مطارًا أو قاعدة عسكرية ل يَنْزلوها ؟
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 178
ومن جهة الك مّ :يسمع الناس كلهم أنّ هم كلّ يوم ف ازدياد ألوفًا مؤلّفة،
المريكان وحدهم سيزيدون عن ( )400000؟
ومن ج هة الكيف :هم أصحاب القضية ،وبيد هم زمام الو قف ،فل يقال
لم :كيف ؟ ل ندري أيقبلون أن يستعينوا باليوش العربية ،ولو ف بعض المور
أم ل ؟
4ـ هل من الستعانة أن يكون الندي السلم شبه أعزل ،والندي الكافر
ال ستعان به مدجّجًا بأحدث ال سلحة ،من رأ سه إل أخ ص قدم يه ،وت سب
الرصاصات على السلم كلّما دخل أو خرج ؟
5ـ ههل مهن السهتعانة :أن يتحقّق مها خطّط له المريكان منهذ عشهر
سهنوات ،وههو أن يكون للقوّات السهعودية والمريكيهة قيادة مشتركهة ،ونظام
اتصال موحّد ،ونظام إنذار مبكّر موحّد ،بيث أصبحتا وكأنّهما شخصية معنوية
واحدة ؟
6ـ ههل مهن السهتعانة :أن تقوم اليوش السهتعان باه بعمهل التاريهس،
ول ستحكامات على النشئات البترولية ،وشبهها ،ويبنون قوا عد عسكرية دا خل
الدن ،ول سان حال م يقول :إنّ ما نر سها من أهل ها ؟ ول يهمّ نا من البلد إلّ
هي ؟
7ـ ههل مهن السهتعانة :مها صهرّحت بهه بعهض دول اللفاء الكهبى
ـ كفرن سا ورو سيا ـ من أنّ ها لن تد خل الرب إلّ بواف قة ملس ال من الدول،
أي :دون النظر إل رغبة دول النطقة ورأيها ؟
8ـ هل من ال ستعانة :أن ي صرّح ال ستعان به بأ نّ مهمّ ته هي تغي ي البلد
السلم الستعي؛ لتصبح حياته على النمط الغرب سياسيّا ،واجتماعيّا ،واقتصاديّا،
وخا صة ما يتعلّق بالرأة .وا سعوا إن شئ تم إذا عة < صوت أمري كا> ،واقرأوا
صحفها كلّ يوم تقريبًا ؟
9ـ ههل مهن السهتعانة :أن تأته إل بلد نا جيوش ل نطلب ن ن ميئ ها
وعونا ،وإنّ ما طلبتها أمريكا ،حت إ نّ الدولة الت تتلكأ تؤنبها أمريكا ،والدولة
الت تريد سحب جيوشها أو تبديلها تستأذن أمريكا ؟
10ـ هل من ال ستعانة :أن يكون من أغراض نزول القوات الستعان ب ا
ف أرض ال سلم حا ية أ من اليهود ،ك ما صرّح بذلك زعماء أمري كا ،وللعلم
نقول :إنّ القائد العام ليوش التحالف ـ نورمان شوارسكوف ـ يهودي !!
11ـ هل من ال ستعانة :أن تطالع نا صحافة الدول ال ستعان ب ا كلّ يوم
بانتقاص هذه البلد ،وتقيهها ،والسهخرية مهن دينهها ،وشعوباه ،وعلمائهها،
وحكامها ،وهو ما ل تكن تفعله بذه الكثرة من قبل ،ومن ذلك ما نشرت التاي
ف 3سبتمب الا ضي ،من أنّ هم علّقوا شعارًا على أ حد الطوط ال سعودية ف
أمريكا ،يقول< :خذوا بترولم واضربوا أدبارهم> ؟
12ـ أَيُعق َل أن يكون موقف نا أمام صدام أض عف من مو قف إخوان نا
الجاهدين الفغان أمام الروس ،ونن أثرى بلد ف العال ،وشعبنا معدن الشجاعة
ف الدن يا ،وأرض نا قارة؟ هذا و صدام ل يهاج نا ،بل هو يردّد أن ّه ل يفك ّر ف
ذلك ،أم ّا الروس فقهد ملكوا البلد كلّهها بالفعهل ،وحاربوا بأسهلحة الدمار
الحرّمة دوليّا بكلّ أنواعها ـ ما عدا النووي منها ـ وكان مصيهم ما يعلمه العال
كلّه ؟
13ـ ل قد ا ستطاع الجرم صدام بناء أ سوار هائلة من الرمال ،والوا جز،
واللغام ،تعل اختراق الدبابات المريكية التطورة صعبًا للغاية ،أكان يعجزنا أن
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 180
نفعل مثلها لنصدّ دبابته ؟ أمّا سلح الوّ فأستطيع الزم بتفوّق جيشنا فيه.
14ـ أل تسهتسلم عشرات الدبابات العراقيهة للمملكهة ،ولو ل الواجهز
لتدفّق الزيهد ؟ فلو كن ّا صهادقي مهع ال ،معاديهن لعداء ال ،فاضحيه لزب
البعث ،مواسي لخواننا السلمي ف العراق ،فيما يعانونه ،لطمأنّوا لنا ،ولَم َا
كان دخولم حدودنا ،لو أمر به صدام إلّ استسلمًا لنا ،بل ربّ ما حولناهم إل
فاتي للعراق ،مرّرين له من الكفر البعثي ؟
15ـ وأخيًا نسهأل :أليهس وقوع مها حذّر منهه الناصهحون ،وأخهب بهه
الصادقون ،كما حذّروا ،وأخبوا ،دليلً على أنّ الرائد ل يكذب أهله ؟ فلماذا ل
يتاح لم فرصة الزيد من النصح والتحذير ؟> .اه
ه وإيّاك للر شد ـ بأ نّ ف كلمهه ال سابق تاوزات، اعلم أخ يّ ـ هديت ُ
ومازفات ،ومبالغات ،بيّنهت الرب كذباه ،وبعدهها عهن الواقهع؛ فل داعهي
لناقشتها.
ولكن ّ العجيب الغريب أ نّ شريطه ذلك ل يدع بيتًا من الوبر ول الدر إلّ
دخله ،ومع ذلك يقول أتباعه :إنّ السألة مسألة خلفية ،وف الوقت نفسه يلزمون
الناس بتبن ّي رأيهم ،ويشنعون النك ي عليهم ،بل ل ألتق بأ حد على ف كر هؤلء،
إلّ وهو يعتقد أ نّ السألة <احتلل> ،ل أنّ ها مسألة استعانة ،فقلت :سبحان
ال ،هذا موقف منهجي حركي منظ ّم ،ل أن ّه موقف شرعي؛ إذ لو كان موقفًا
شرعيّا لكان ـ على أقلّ تقدير ـ هناك خلف بينهم ،فمنهم مَن ييز ،ومنهم مَن
ل ييز ،لكنّن وجدتا مسألة اتّفاقية ،فعلمت أن ّه موقف منهجي حركي ،دالّ
على تنظيمهم ،ل غي.
ـ وبعد شهر من أزمة الليج ألقى ناصر العمر ماضرة ف النطقة الشرقية ف
الدمام ،بعنوان< :لوم العلماء مسمومة> .وذلك لنّ سفرًا حينما خالف هيئة
كبار العلماء ،بدأ ب عض الناس يتكلّم ف يه ،فأحب ّ الدفاع ع نه ،مبيّنًا أ نّ ال سألة
خلفية على أبلغ تقدير ،وما كان هذا شأنه فل تثريب على من خالف.
قلت :حكم القاضي يرفع اللف بل خلف ،فكيف إذا استفت الوال أو
الاكم علماءه ف مسألة خلفية فاختلفوا عليه ،ثّ اختار أحد القولي؛ فهل يبقى
للخر ـ الن ـ الكلم ،ونشر خلفه ،أم الواجب ف حقّه السكوت بعد أن أدّى
مها عليهه ،ل سهيما والسهألة خلفيهة ،والاكهم قهد قضهى بالعمهل بأحهد هذيهن
حقّ لحد الن تفريق القولي ؟!! فكيف إذا ل يصل بي علمائه خلف ؟!! أَوَ يَ ِ
كلمتهم ؟!!
وأتركك ـ أخي القارئ الكري ،بعد أن بيّنت لك ـ مع ناصر العمر قائلً:
<ثالثًا :قد يف ت بعض العلماء بفتوى ل ا أ سبابا ،فيخالف هم في ها آخرون من
العلماء أو طلب ة العلم ،فيطع ن ف الخالف ،ويتّه م بإثارة الفتن ة ،وح ب
الظهور ،وسرقة الضواء ،وقلة العلم ...ال.
وهذا تصرّف غي سليم ،فعلينا أن ننتبه ف هذا المر لِمَا يلي:
(أ) أ ّن ك ّل يؤخذ من قوله ويُر ّد ـ وكذا أنتم ـ إ ّل رسول ال ،وما جاء به.
أنه الخالَفيه علماء ،فيجهب تقديهر
أنه الخالِفيه علماء ،كمها ّ
(ب) ّ
الخالِفي ،وحفظ أعراضهم ،وعدم أكل لومهم.
(ج) أن نعلم أنّ الرجال يُعرَفون بالقّ ،وليس القّ يُعرَف بالرجال.
(د) أن نتثبّت من صحّة الفتوى ،واكتمال شروط ها ع ند كلّ فر يق من
الفريق ي ،فال هم هو صحّة الفتوى ،واكتمال شروط ها ،بغ ضّ الن ظر عن الفر يق
الذي صدرت منه من الفريقي> .اه
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 182
قلت :مها شاء ال يها ناصهر ،أصهبحت حكمًا على العلماء ،فتعرف مَهن
أصاب ال قّ وم َن أخطأه ،ل أنّك قد عرفت م َن توفّرت ف فتواه شروط صحّتها
واكتمالا !!!
أنه مسهائل الجتهاد يسهوغ فيهها اللف ،ولقهد وقهع اللف بيه (ه) ّ
ال صحابة ف ف هم قول الر سول < :لَ يُ صَلّيَنّ أَ َح ُدكُ مُ العَ صْرَ إِلّ فِي بَنِي
قُ َرْيظَةَ> رواه البخاري ،ووقع اللف بينهم بعد وفاة الرسول ،لكنّ ذلك ل
يؤدّ بم إل الفتنة والطعن ف العراض.
فيجهب إذن :ألّ نضي ّق على أنفسهنا ،وأن تتّسهع صهدورنا للخلف فه
السائل الجتهادية.
(و) أ نّ الخالفة ليست خطأ ،ول عبة هنا بصغر سنّ الخالف أو كبه،
بل ال عبة بتوا فر شروط الفتوى ،ول يزل العلماء قديًا وحديثًا يالف صغيُهم
كبيَهم ،وقد يكون القّ مع الصغي.
ومن أمثلة ذلك أ نّ ابن تيمية !!! ـ رحه ال ـ خالف علماء بلده مِمّن هو
أكب منه سنّا وثبت أنّ القّ معه> .اه
قلت :فكذا سفر على حدّ قوله هذا !!!
3ـ وب عد ش هر آ خر من أز مة الل يج ،وب عد إلقائه لتلك الحاضرة ،قام
ناصهر العمهر ـ أيضًا ـ بإلقاء ماضرة أخرى له ف <أَبْ ها> بعنوان< :ف قه
الواقع> ،فرفع فيها من شأن السياسيي ،وحطّ فيها من أقدار أهل العلم الكبار،
ـ بل وصف بعض أهل العلم بالعلمنة الفكرية كما ف شريطه ،فال الستعان على
ما يصفون ـ مشيًا بذلك إل أ نّ فتوى هيئة كبار العلماء ل تكن مطابقة للواقع،
بلف غيهم مِمّن خالفهم؛ لكونه فقيهًا بالواقع.
4ـ وبعد شهر آخر من أزمة الليج قام سلمان العودة بإلقاء ماضرة له ف
الرياض ،بعنوان< :أسهباب سهقوط الدول> ،فذكهر فيهها أسهبابًا طبّقهها على
واقعنا.
5ـ وحينما وقعت فتنة النساء اللت خرجن ف الرياض ،هاج وماج كثي
من الشباب ،وكادت أن تقع فت لو ل أ نّ ال سلّم .وف ذلك الوقت قام ناصر
العمر بإلقاء ماضرة بعنوان< :السكينة السكينة> !!
وتذكّر ـ أ خي القارئ ـ قول القائل ل سلمان< :نر يد بطئًا ول كن أك يد
الفعول>.
ولَم ّا انكش فت الغم ّة ،وطُرِد صدام من الكو يت ،وعاد أهل ها إلي ها،
وانسحبت القوات الجنبية من الزيرة ،أُ ْسقِط ف أيدي القوم ،فقيل لم :أين ما
كنتم تزعمون من الحتلل ؟
قال لسان حالم ومقالم :أنتم اعتقدت أنّه احتلل عسكري ،هذا من سوء
فهمكههم !!! وإنّمهها عنينهها بههه الحتلل القتصههادي ،والسههياسي،
والفكري ...ال !!!
قلت :هذه التربية الصوفية الباطنية بعينها ،فَلِ مَ ل تعترفون بأنّ كم ـ كنتم ـ
مطئون ؟!!
6ـ وب عد تر ير الكو يت قام ال سياسيون بذ كر ب عض الثار الترت بة على
ال ستعانة بالشرك ي؛ ل يبيّنوا للناس أ نّ اليئة ،هيئة كبار العلماء ل ت كن موفَّ قة
حينما أجازت الستعانة بالشركي ،ل من حيث الدلة الشرعية ،إذ مناط الكم
متلف ،ول من حيث ترجيح الصال على الفاسد ،فما ترتّب على الستعانة بم
من الفساد أعظم من الصال ،فاليئة مطئة ف كل الالي.
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 184
() اعلم ـ أخي القارئ ـ أن ّه لَم ّا اعتقدت ك ّل جاعة أنّ ها هي جاعة السلمي أو هي جزء 1
منها ،وحكمت على الكام بأنّ هم كفار وطواغيت لتحكيمهم القواني الوضعية ـ بزعمهم،
وإ ّل فنحن ف هذا البلد الطيب يكمنا الشرع ونكم به ـ وكان هناك كثي من العلماء وطلبة
العلم والعا مة ل يد خل ف تنظيم هم ،رمو هم بالا سوسية ،ل سيما إذا ن صحوا ل ور سوله
وأئمّت هم من ال سلمي ،وذلك ببيان أخطاء وانرافات هؤلء الزبي ي ،ل نّ هؤلء ف ن ظر
الزبيي والال هذه مظاهرين للكفار والنافقي ـ أي الكام ـ على السلمي وجاعتهم ،فإذا
وصفوا شخصًا بأنّه جاسوس ،فكأنّهم حكموا بردّته والعياذ بال.
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 188
هعَوا فه اسهتصدار بيان مهن الشيهخ عبهد العزيهز بهن باز ـ حفظهه ال فس َ
ورعاه ـ فيهم ،وبعد إلاح شديد أصدر الشيخ بيانًا عامّا ،قام أولئك السياسيون
فيما بعد بشرحه ،وبيانه ،وَتنْزيله على مشاينا ،حيث أوهوا العام ّة ،بأ نّ الشيخ
إنّ ما كان ق صده الدفاع عن أعراض الدعاة ـ أي :هم ـ حين ما تطاول علي ها
التطاولون العتدون ـ هكذا بزعمهم.
وإليك ـ أخي القارئ الكري ـ بعضًا من أقوال أولئك السياسيي ف مشاينا
الكرام ،مردفًا تلك القوال بالبيان الشا ف الكاف من صاحب البيان الوّل ـ أي:
الشيخ عبد العزيز ـ لتعلم حينئذ الصادق من الكاذب ،والحقّ من البطل.
فإذا عرفت ذلك ،فاتبع الصادق الحقّ ،واترك الكاذب البطل.
قال سلمان ف شري طه <تر ير الرض أم تر ير الن سان> ...<:يا
أخي :الطاب الذي قرأته علي كم ،ن ن اقترحنا على الشيخ عبد العزيز إخرا جه
منذ ثلثة أشهر ،وكان مقتنعًا بإخراجه ،لكن ّ كثرة مشاغل الشيخ حالت دون
ذلك ...والوا قع أن ّه أبدًا الوضوع بكامله أ نا على علم به ،م نذ أن كان هذا
الطاب فكرة ،ومشروع ،وكيفية صياغته ،وتوقيع الشيخ عليه ،وما يتعلّق به
وأبعاده !!! والقصود به بعض الرجفي ف الدينة>( .)1اه
و سأله ش خص قائلً :لِ مَ ل يت مّ ...ف ضح الشخاص الذ ين تكلّموا على
العلماء والدعاة ما دام أنّهم على باطل ؟!!
() قال عائض القر ن ف معال ه ص ( 17ـ < :)18وحرام الكذب على عباد ال عزّ و جل، 1
والكذب على العلماء أشدّ ،كتحميهل أقوالمه مها ل تتمله ،ونسهبة مها ل يقولوه إليههم،
والنقطاع من كلمهم ما يوافق هوى التكلّم ،دون أن يكون هذا الكلم مقصودًا> .اه
قلت :ومن نزّل بيان الشيخ عبد العزيز على أهل الدينة عائض نفسه !!!
فأجاب بقوله< :يكف يك ما سوّد ال به وجوه هم من خلل خطاب
الشيخ عبد العزيز.>...
وقال ممّد سعيد القحطا ن ف أ حد درو سه ،ف شرح <مت صر معارج
القبول> ،ف مدين ة جدة ،حي ث قال..< :يأت هؤلء الس فهاء فيوّجون
بأشرطة مأجورة للطعن ،وييدون كتابة التقارير ف اللف على هؤلء العلماء..
وهم شرذمة ـ ول المد ـ ومعروفي ـ هكذا ـ ول ننج ّس هذا الجلس بذكر
أسائهم.
هم معروفي (هكذا !!) ،فرفضوا نصيحة الشيخ ،ثّ تكرر هذا المر منهم
ـ حفظه ال ـ معهم ـ فأبوا إلّ العناد ،والتشهي ،والتشكيك ،فكتب ـ حفظه ال ـ
هذه النصيحة .>..اه
ومِمّهن شرح هذا البيان شرحًا تفصهيليّا سهفر الوال ،ول أطيهل بنقهل
كلمه إذ هو كسابقه.
وبعهد :إليهك ـ أخهي الكريه ـ الردّ الصهارم النكهي على تلك الترهات
والشنشنات ،والطنطنات ،فاستمع للحقّ واتّبعه ،فإنّ القّ أحقّ أن يتبع.
سئل ساحة الشيخ العلمة عبد العزيز بن عبد ال بن باز ـ حفظه ال ـ عن
مراده بالبيان الصادر عن ساحته ،فأجاب ساحته ف تاريخ 28/7/1412ه ،ف
مكة الكرمة با نصه <وذلك عن شريط مسجّل>:
<ب سم ال الرح ن الرح يم ،ال مد ل و صلى ال على ر سوله ،وعلى آله
وأصحابه ،أمّا بعد:
فالبيان الذي صدر منا ،القصود منه دعوة الميع ،جيع الدعاة والعلماء،
إل الن قد البناء ،وعدم التعرض بالتجر يح لشخاص معين ي من إخوان م الدعاة،
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 190
طريق البام ،ل من طريق التعيي ،إذ القصود التنبيه على الطأ والغلط ،والتنبيه
على ما ينبغي ف هذا القام من بيان الصواب وال قّ ،من دون حاجة إل تريح
فلن أو فلن ،هذا هو القصود ،وليس القصود أحدًا معّينًا بذلك دون غيه ،وفّق
ال الميع> .انتهى
وب عد أن قرأت ـ أ خي الكر ي ـ بيان الش يخ ـ حف ظه ال ـ لبيا نه الأول،
وعلمت الصادق من الكاذب ،والح قّ من البطل؛ أزف إليك خطاب هيئة كبار
العلماء فه إيقاف أولئك السهياسيي عهن الحاضرات ،والندوات ،والطهب،
والدروس العام ّة ،والتسهجيلت ،معلّليه لك سهبب ذلك ،بقولمه< :حايهة
للمجت مع من أخطائه ما> .فاقرأ ،واف هم ـ هُدي تُ وإيّاك لكلّ خ ي آم ي ـ
[انظر الطاب ف الصفحة التالية].
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 194
() بهل أنتهم الذيهن تنظرون إليهه ،وتقتنونهه لتتابعوا الحداث ومها يري فه العال ـ يها فقهاء 1
الواقع ـ بل إ ّن مناع القطان قال ف مقابلته ف مرآة جامعة عدد ( )175حينما سئل < :هل
لديكم دش ؟ لاذا ؟ > قال< :نعم ،ترفيه للولد ،مع التوجيه الدائم>.
() انظره ف ملحق الوثائق. 2
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 196
فصل
في الوسيلة الثالثة من وسائلهم الرئيسة لتحقيق
غايتهم
وهي :دعوى التثبّت
قاعدة خبيثة:
أسس <ممّد العبدة> قاعدة خبي ثة ذكرها ف كتابه< :حركة النفس
الزكي ّة> ص ( )47ح يث قال< :إ نّ ب ن العباس ل يعتمدوا على ح بّ الناس
لمه كمها يعتمهد الطالبيون ،ب ل كانوا واقعيي يس تخدمون قدرات الخري ن
بأساليب ماهرة> .اه
وهذه القاعدة طبّقهها أتباعهه السهياسيون هنها هناك ،على أحسهن وجهه
وأتَمّه.
ولن أط يل الكلم ه نا ،بل سأضرب أمثلة مت صرة واض حة ـ إن شاء ال ـ
تبيّن ما أقول:
1ـ استغللم لفتاوى بعض العلماء القائلي بأ نّ الهاد ف أفغانستان ليس
فرض ع ي ،رادّ ين بذلك على م َن قال بأن ّه فرض ع ي ،مع أ نّ مأ خذ ال كم
متلف.
فالشا يخ هنا قالوا :بأن ّه فرض كفاية؛ لنّ هم يعتقدون أ نّ لول المر هنا
بيعهة فه أعناقههم ،والهاد ل يكون فرض عيه إلّ إذا التقهى الصهفّان ،وهنها ل
يلتقيا ،أو عجز السلمون الذين ياورونم عن صدّ ذلك العدوان ،وهنا ل يصل
عجز ،أو استنفر المام ،والمام هنا ل يستنفر.
أم ّا هم ،فمنعو هم عن الذهاب للجهاد خش ية أن يُقتَلوا هناك ،و هم قد
أعدّوهم ليوم هنا.
2ـ أنشأت دار هم <دار الو طن> سلسلة تدم منهج هم الذي يدعون
إليه ،سّت هذه السلسلة ب< :رسائل ودراسات ف منهج أهل السنّة> ،أقحمت
فيه كثيًا من رسائل الشايخ السلفيي ،ليكملوا النقص الاصل عندهم ،موهي
بذلك أنّ هؤلء على منهجهم سائرون ،وله مقتفون.
3ـ ا ستصدرت ملّة <البيان> ـ النا طق النه جي لركت هم ـ تزكيات
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 198
من ب عض العلماء ،كا بن باز وا بن عثيم ي ،وا بن قعود ،و صال ال صي ،وفتوى
شرعيهة صهادرة مهن النهة الدائمهة للبحوث العلميهة والفتاء ،فكان ذلك بثابهة
التعديل لا ،وتزكيَتها ،وتزكية منهجها( ،)1تيز دفع أموال الزكاة لا.
4ـ حينما وقعت حادثة كُن َر ،قال سفر ف ماضرته <شبابنا مسؤولية
م َن ؟>..< :أم ّا أنّ نا نعمّ ِم ،أو نشيع عند الناس هذه الشاكل ،أو ناس هنا
ل يهمّ هم الوضوع ،حقي قة لن يؤدّوا أي ّ ش يء إيا ب ،إنّ ما كلّ ما سوف
يكون هو نوع من التأثّر ف قلوبم ،ونوع من النعكاس سيظهر ف قبض اليد عن
التبّع للمجاهدين ف عمومهم.>...
5ـ شرحهم بيان الشيخ عبد العزيز بن باز لصالهم ،مع كونه عامّا كما
سبق بيانه قريبًا ص (.)188
6ـ ألقى ناصر العمر ماضرة بعنوان < :قل موتوا بغيظكم> ،دافع فيها
عن الشيخ اللبان ـ حفظه ال ـ وهاجم فيها السقاف.
وب عد أن بلغ الش يخ اللبا ن شري طه ،سافر إل يه ليقرأ عل يه كتا به< :ف قه
الواقع> .وليحصل منه على ثناء عليه وعلى أصحابه ،وخاصّة سلمان.
وف الوقت نفسه ،ليحصل منه على جرح لصومه التقليديي :أهل الدينة،
فلم يصل على ما يريد ،ول المد والنة <قل موتوا بغيظكم>.
7ـ زجّ هم للشيخ عبد ال بن جبين ـ حفظه ال ـ ف جعيتهم ولنتهم
ال سماة ب< :ل نة الدفاع عن القوق الشرعية> ،إلّ أ نّ هذا الداع للش يخ ل
ي طل ـ ول ال مد والن ّة ـ بل أعلن براء ته من ها ومن هم ،بل أف ت ف ال سعري
نفسه ،وف نشرته الت يصدرها من لندن ـ <حامية التوحيد !!!> ـ.
سيد قطب وفكره> للشيخ ربيع ـ حفظه ال ـ ليوهوا القرّاء بأ نّ الشيخ بكرًا
إنّ ما ع ن بالكتاب الول الش يخ ربيعًا ،وم َن كان م عه ،نا صبي على دعوا هم
تلك ما كت به الش يخ استدراكًا على كتاب أضواء إسلمية ،بل قائل ي إ نّ الشيخ
بكرًا على منهجهم وطريقتهم ،ناسي أو متناسي مواقفه السلفية.
بل أرادوا أع ظم من ذلك ،أل و هو :اليقاع ب ي الشيخ ي ،لينف ّر كلّ
منهما عن الخر ،وليشتغل كلّ منهما بالخر ،تاركي باطل أولئك القوم يصول
ويول ،ولكن ّ ال سبحانه وتعال ردّ كيد هم ف نر هم ،ففضح هم ف راب عة
النهار ،وسيفضحهم إن شاء ال أكثر وأكثر.
9ـ زجُّ هم للشيخ العبيكان ـ حفظه ال ـ ف وجه وُلّة المر والعلماء
مهن إخوانهه ،ولقّبوه لجهل ذلك ب< :سهلطان العلماء> ،فرفعوه مكانًا عليّاه
ـ و هو كذلك حف ظه ال ـ ول كن عند ما تبيَّن للش يخ ـ حف ظه ال ووفّ قه لكلّ
خي ـ ما هم عليه من الباطل ،ل يارهم فيه بل أنكر عليهم ،فتنكّروا له وتركوه.
ول أدري مَن هو <سلطان العلماء> عندهم الن ؟
10ـ كثي من هؤلء السياسيي ل يكتب كتابًا إلّ وياول تقريظه مِمّن
اشتهر علمه ،ليكون ذلك عونًا له ولم ف نشر باطلهم ،بل إنّ بعضهم قد يترجم
لعََلمٍ من أولئك العلم ،ليُحسب عليه.
11ـ سكت هؤلء السياسيون عن الهاد الفغان مدّةً طويلةً ،لكن حينما
قارب قطف الثمرة صاحوا وناحوا قائلي< :ال أكب سقطت كابل>< ،ال أكب
فتهح الفتوح> ،فخطفوا الضواء والشهرة ،والههد والهاد ،وسهحبوا البسهاط مهن
تته أقدام أقوام كانوا له معاصهرين متابعيه ،فسهبحان ال مها أقبهح السهتغلل
والستغفال !!!
وأظ نّ أ نّ ما ذكر ته لك أ خي من وقائع وأحداث ف الكفا ية ،لن تف هم
تلك القاعدة البيثة < ،بل كانوا واقعيي يستخدمون قدرات الخرين بأساليب
ماهرة> بل ماكرة.
فإذا فهمتها ،وفهمت تلك الوقائع السابقة ،فألق النظي بنظيه إذا وجدته.
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 202
فهلّ امتنعهت عهن فتواك خشيهة بلبلة الشباب ،فضلً عهن الناس ،وتفريهق
الصف لظة تسويته ورصّه ،لردّ الطر الداهم ؟!!
5ـ قال العودة فه شريطهه< :يها لراحات السهلمي>..< :الانهب
القلبه موضوع فه العتبار ،وقهد يضاف إليهه عناصهر وأسهباب وعوامهل أخرى
كثية مبن ية عن سوء الظ نّ التبادل ب ي الطراف ،وعلى اعتقادات وت صوّرات،
وخلفيات تارييهة معيّنهة ،وهذا اللف يعهل العداء فه كثيه مهن الحيان ل
يتاجون إل التد خل ب ي ال سلمي ،فالسلم نف سه يقوم بهم ّة القضاء على أخيه
ال سلم ،أو مقاو مة جهده .ـ فمثلً ـ أ نا اليوم أك تب كتابًا ،وأؤلّ فه ،وأنشره ب ي
ال سلمي ،فبدلً من أن ي سعى العدو إل القضاء على هذا الكتاب أو مارب ته ،ل
يتاج العدو إل ش يء ،لن ّ هناك م سلمًا آ خر سوف ي نبي ويت صدّى ل صدار
كتاب للردّ على هذا الكتاب ،وبالتال تتحط ّم هذه الهود بعضهها على بعهض،
فل أ نا بالذي ا ستطعت أن يق ضي على اجتهادات أ خي ال سلم ال خر ،ول هو
بالذي اسهتطاع أن يقضهي على اجتهاداته ،ولكنّنها اسهتطعنا ونحنها أن نقنهع
السلمي بأن ّه أنا وأخي ذلك الذي ردّ علي ّ ،كلّ نا ل نصلح لشيء ،ونتخالف
ونتهارش حول قضايا ،وبالتال تركنا الساحة لغينا واشتغلنا .>..اه
وقال ما يضادّ ف شريطه <خلل ف التفكي> ،حيث قال< :فقط بقي
دعاة ال سلم وعلماؤه الخلصون ،هم الذ ين ف كث ي من الحيان يؤثّرون عدم
الديث ،ولذلك ل يظهر صوتم بصورة صحيحة.
هي أم ّة ـ إن شاء ال ـ إذًا ل داعي أن ناجر هذه الم ّة ،ونفقد الثقة با،
يعن ستنضج مت أعطيناها الثقة.
ل ـ كتاب ترى نشره على الم ّة ،وف يه خ ي ،أن شر هذا الكتاب،
عندك ـ مث ً
وأنا عندي ر ّد على هذا الكتاب ،ما ف مانع ـ أيضًا ـ أنشر هذا الردّ ،ودع الم ّة
تقرأ الكتاب ،وتقرأ الر ّد على هذا الكتاب ،وتك م ،وتص ل إل القائق ،وإل
النتائج.
وإذا أخطأ وا حد ما أخ طأ عشرة ،ول ي صح إلّ الصحيح ،وي قّ ال ال ّق
ويبطل الباطل ،فما ف داعي أن نظل دائمًا وأبدًا ـ يعن ـ ف خوف شديد ورعب
على هذه المّة ،ل ينبغي هذا.
ينبغي أن تعطي الم ّة بعض الثقة ،وناول أن نرّ الم ّة إل الشاركة ف
إحقاق ال قّ ،وإبطال الباطل ،والتفكي ،يشارك معنا حت يكون ف الصورة ،إن
حصل خطأ أدركوا ،وإن حصل صواب أدركوا وباركوا ،أم ّا كونم يفاجَأون
بال طأ و هم ما علموا به ،ما الذي ي صل ؟ ي صل أنّ هم ينحون باللئ مة :أن تم
قل تم ،وأن تم فعل تم ،وأن تم ،وأن تم ،لاذا ؟ لن ّه ل ي كن عند هم خب سابق ،ل كن
لَم ّا يكونوا مشارك ي م عك ف التفك ي أ صلً ،يكونون ك ما يقال :ف ال صورة
معك ،مشاركي ف الصورة وبالتال ل يفاجَأون بشيء> .اه
قلت :هذان رأيان ،فبأيّهما نأخذ ؟! أم أنّهما على حسب الواقف ،فاختر
مرّة هذا ومرّة ذاك ؟!!
إنه قوله..< :ودع الم ّة تقرأ الكتاب ،وتقرأ الر ّد على هذا الكتاب،
بهل ّ
وتكم وتصل إل القائق وإل النتائج ،>...كلم باطل ،ل ّن كثيًا من الشباب
ل عن الم ّة ،فكيف نسمح للباطل المزوج بشيء من التديّن جهّال بشرعهم فض ً
ال قّ أن ي صل إلي ها ،ونطالب ها ب عد ذلك أن تُمي ّز ب ي ال ّق والبا طل !! إ ّن هذا
لشيهء عجاب !!! علم ًا بأنّه م يجزون على أتباعه م قراءة الكت ب الرادّة
عليهم.
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 206
بل إ نّ تطبيق هذا يؤدّي إل إفساد المّة ،ل نّ كثيًا من البتدعة سيقولون
دعونا نناقش ما تملونه من حقّ ،وناقشونا ـ أيضًا ـ فيما نمله من باطل ،ثّ ندع
المّة تكم بينا وبينكم ،ول يصح حينئذ إلّ الصحيح.
فما رأيك أخي القارئ ف هذا البدأ ؟!!
6ـ هذه الما عة ل ا أهداف ،وغايات ،ووسائل ،ومبادئ لتحقيق ها ،ول ا
كتهب معيَّنهة يقرأوناه مثهل :كتهب سهيد قطهب< :الظلل> ،و<العدالة
الجتماعية> ،و<معركة السلم والرأسالية> ،و<نو مت مع إسلمي>،
و<دراسهات إسهلمية> ،و<السهلم العاليه> ،و<معال فه الطريهق>،
و<السهؤولية> لحمّد أميه الصهري ،و<السهلم بيه جههل أبنائه وعجهز
علمائه> ،لعبد القادر عوده ،و<الوسوعة الركية> ،لفتحي ي كن ،و<هذا
الديهن بيه جههل أبنائه وكيهد أعدائه> لحمّد السهيل الوكيهل ،و<صهناعة
الياة> ،و<السار> ،و<النطلق> ،و<العوائق> ،و<البوارق> كلّ ها
لح د ممّد الرا شد ،و<حر كة الن فس الزكي ّة> للعبدة ،و<معال النطل قة
ال كبى> للم صري ،و<جاهل ية القرن العشر بن> ،و<ماذا خ سر العال>،
و<قبسهات> لحم ّد قطهب ،و<اقرأ وربهك الكرم> ،لسهعدي جودت،
و<السهلم الديهث> لمال سهلطان ،و<هذا الديهن> لسهيد قطهب،
و<القيادة> لا سم مهل هل يا سي ،و<فقدان التوازن الجتما عي> لودت
سعيد ،وغيها مِمّا هو مشابه لا.
بل إنّ قراءة هذه الكتب ل تكون إلّ وفق جدول معيّن متدرج .بل هؤلء
لم أفكار معيّنة يطرحونا ف وقت معيّن ،ف داخل هذه البلد وخارجها.
وك ّل ذلك ض من برنا مج مُعيّن من ق بل أ صحاب هذه الما عة ،ل تد هذه
البا مج تتلف ف شرق المل كة أو ف غرب ا ،أو ف شال ا أو ف جنوب ا ،أو ف
وسطها ،ل ف كتبها ول ف طريقة تلقّيها ،بل حت المور الترفيهية ل اختلف فيها.
وهذه الماعة ل تتلقى دراستها ،وتثقيفها ،وتوجيهها؛ إلّ من مشايخ على
ن ط معيّن ،بل ل ت د موا قف أتباع ها تتلف من مكان ل خر ،بل تده موحّدًا
أينما اتهت وهذا يدلّ على وحدة مصادر التلقي عندهم.
ـ البدعهة ـ اهتمامههم الكهبي بجلة <البيان> للعبدة ،و<السهنّة>
لسرور ،والِدّ والستماتة ف توزيعها وترويها بينهم وبي غيهم.
وبعد ذلك كلّه يقولون :نن لسنا جاعة ،وليس لنا تنظيم ول قيادة !!! بل
وجدنا هكذا صدفة !!! فما أشبه مقولتهم هذه بقولة اللحدة< :إنّ هذه الدنيا
باه فيهها مهن غرائب وعجائب <الدالة على خالقهها وبارئهها> وجدت هكذا
صدفة>.
7ـ زعموا بأن ّه ل يس لدي هم تنظ يم ،ول جا عة ،ول ارتباط بالارج ،ول
زالوا ينادون بذلك ،وممّد سرور يثبت ذلك بقوله للشيخ مقبل الوادعي< :ل
نَكْتُمُكُمْ أنّنا جاعة ،ونن نوال كلّ مسلم ،ليس لدينا تعصّب>.
انظر هذا الكلم ف رسالة الشيخ مقبل الوادعي للشيخ عبد ال بن صال
العبيلن ف ملحق الوثائق.
8ـ قالوا ل تقرأوا هذا الكتاب لن ّه كتاب كت به ر جل مهول ل نعر فه،
ونن ـ بزعمهم ـ ل نقرأ إلّ للمشاهي العروفي.
قلت :سبحان ال ،قرأت وربّيتم الشباب على كتب ل تعرف أساء كاتبيها
القيقية ،ك <العوائق> ،و<النطلق> ،و<السار> ،و<صناعة الياة>،
فكاتبهها اسهه الركهي< :أحده ممّد الراشهد> ،أمّا اسهه القيقهي فههو:
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 208
<ع بد الن عم بن صال العلي العزي> ،عرا قي الن سية ،مق يم بدولة المارات
العربية.
وكاتهب <وجاء دور الجوس> اس ه الرك ي< :الدكتور عب د ال
ممّد الغريب> ،واسه القيقي< :ممّد سرور بن نايف زين العابدين>،
صاحب النتدى السلمي بلندن.
وكا تب <الدعوة ال سلمية فري ضة شرع ية وضرورة بشر ية> ،ا سه
الر كي< :الدكتور صادق أم ي> ،وا سه القي قي< :ع بد ال عزام>،
وغي هؤلء كثي.
علمًا بأن ّ هؤلء ق د ملوا كتبه م بالباطي ل والترهات والتدليس ات،
بلف ما ذكرت ـ إن شاء ال تعال ـ فإن ّه موثق مدّلل عليه بالدلة والباهي
والقرائن الصحيحة ،فما لكم كيف تكمون ؟!!
9ـ قال سلمان ف و صفه للي من ...< :والوا قع أن ّه ل يس ف الي من
شال وجنوب ،بل كلّه يَ من وا حد لم ته و سداه ال سلم ،وحاك مه الشري عة،
وقدو ته الر سول عل يه ال صلة وال سلم ،ومبدأه التحا كم إل ال والر سول ،ول
يوز لحد أن ينفر أو ينفرد عن هذه القاعدة ،أو يرج عليها .>...اه
وقال مص در مس ؤول بمعي ة علماء اليم ن فه بيان نشهر فه
<المهور ية> ف عدد ها ( ،)9132ال صادر يوم الم عة 6صفر 1415ه،
جاء فيه< :نفى مصدر مسؤول بمعية علماء اليمن نفيّا قاطعًا ما رددته بعض
الذاعات ووكالت النباء الفرنسهية فه اليمهن حول موقهف علماء اليمهن مهن
الزب الشتراكي اليمن ،وما نسبه الراسل إل دعوتم باستبعاد الشتراكي من
الشاركة ف السلطة.
وأكّد الصدر ف تصريح لوكالة النباء اليمنية < سبأ> أ نّ بيان علماء
الي من الذي صدر ف ختام اجتماعات م يوم أ مس الول ل يطالب ب ظر على
الزب الشتراكي اليمن من الشاركة ف السلطة.
وأضاف أن ّه على العكس من ذلك ،فقد ن صّ البيان على ترسيخ الرية
والعدالة والس اواة بي جي ع أبناء الشع ب اليمن ،وف كاف ّة مافظات
المهوري ة اليمني ة ،وعلى نب ذ الظلم والس تبداد ،وضرورة اللتزام ببدأ
التداول السلمي للسلطة> .اه
وجاء ف جريهدة <المهل> عدد ( )161الصهادرة يوم الميس (
ة الاشي 3/4/1415ه)< :التطرّفون يهدمون القدس ات [أضرح
والعيدروس وزاوية اليلن] ..والرئيس يأمر ببنائها.
<مقبل> أمينًا عامّا للإشتراكي ...والؤتر بعد ستة أشهر> .اه
وجاء ف جريدة <الصحوة> وهي الناطقة باسم التجمّع اليمن للصلح
عدد ( )432وال صادرة يوم الم يس 3رب يع ثا ن عام 1415ه تعليقًا للتج مع
اليم ن لل صلح على أحداث هدم الضر حة والقبور ،قال ف يه< :تا بع التج مع
لل صلح باهتمام كبي الحداث الؤ سفة ال ت وق عت ف مدي نة عدن البا سلة
يومي المعة والسبت الاضيي من قبل بعض العناصر غي السؤولة الت تفهم
الدي ن فهمًا قاص رًا ،فتجع ل م ن الفروع قضاي ا أس اسية ،بينم ا تتغاف ل ع ن
الصول والقضايا الوهرية...
إن ّ التجم ع اليمن للص لح يس تنكر ويدي ن بشدة هذه المارس ات
البعيدة عن جو هر الد ين وق يم ال سلم ،وال ت ل هدف ل ا سوى إثارة الف ت
وشغل الناس ،والجتمع بقضايا هامشية .>...اه
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 210
فهها هي ـ يها سهلمان ـ جعيهة علماء اليمهن ،ل تطالب باسهتبعاد الزب
الشترا كي من الشار كة ف ال سلطة ،بل طال بت بضرورة اللتزام ببدأ التداول
السلمي للسلطة.
وها هم ـ أيضًا ـ أهل الصلح ـ بزعمهم ـ يعلون هدم القبور والضرحة
ـ الت هي أوثان تُعبَد من دون ال ـ من القضايا الفرعية ل الوهرية ،بل يقولون
عن هدمها :إنّه بعيد عن جوهر الدين وقيم الصلح.
فهل هذه القوال والعمال من لمة وسدى السلم ؟!!
وهل هذا هو الكم بالسلم والتحاكم إليه ؟!!
وهل هذا هو القتداء بالرسول عليه الصلة والسلم ؟!!
10ـ قال الربوع ف شري طه <أحوال ال سودان> ف الو جه الول:
<..لذلك اشرأبهت أعناق الناس إل السهودان وإعلن الكهم بالسهلم هنالك
بالسهودان والحاولت القديةه على يهد زعماء الركات السهلمية أو على
الركات السلمية هنالك وماولتهم لكم أو ماولتهم لن يكموا السلم وأن
يكم البلد بالسلم.
والسودان بلد عريق يا إخوة قدي ل غرو أن قال بعض الدعاة إ نّ السلم
دخله ،ودخل تلك النطقة قبل أن يدخل الدينة ،وذلك ف بعثة البشة.
والسهودان معشهر الخوة ليهس مثله مثهل غيه مهن البلدان الخرى ،فإن ّه
يعيش أنواعًا من العتقدات.
وكفى أن يوجد به ما يقارب من خسي طريقة للصوفية ل غي.
فليت شعري هل السلم سيحكم مباشرة بغمضة عي هنالك.
إ نّ السلم ما أصبح له دولة ف الدينة وكيان إلّ بعد ثلثة عشر عامًا من
الدعوة إل ال عزّ وجلّ ،وماولة توطيد قواعد الكم هنالك.
فال سودان :الطرق ال صوفية ف قط ما يقارب من خ سي طري قة ،ناهي كم
عن القباب والمور الشرك ية هنالك التأ صّلة ف نفوس ب عض الناس هنالك،
فإن ّ انتزاعها صعب .ناهيكم عن النصرانية الختلطة بشعب السودان السلم
هنالك الن صران .وتعلمون ـ أيضًا ـ أ ّن ال سودان ولل سف الشدي د اح تل
احتل ًل بريطانيّ ا م صريّا ،ولل سف الشد يد احتلل بريطا ن م صري ،ك ما هي
الدارس ف الرطوم الن تكون على منهاهج ها التعليم ية وغي ها هي النا هج
القطبية الصرية النصرانية>.
و قد قال البش ي ف كل مة ألقا ها ف ح فل أق يم لفتتاح م قر الطري قة
البهان ية ال صوفية ليلة الم عة (18/10/1412ه) ب عد أن قدّم له مقدّم ال فل
بقوله< :بسم ال الرحن الرحيم والصلة والسلم على أشرف الرسلي ،سيّدنا
ممّد خات النبياء والرسلي ،باسم م َن قال فيهم الول عزّ جلّ كُنتُ مْ خَ ْيرَ ُأمّةٍ
أُخْرِ َجتْ لِلنّاسِ َت ْأمُرُونَ بِالَعْرُوفِ َوتَنْهَ ْونَ عَنِ الُنكَرِ َوتُ ْؤمِنُونَ بِالِ .
باسهم هذه الموع الته رفعهت أكفّهها إل السهماء مبايعهة لك ،وباسهم
شيخ ها إبراه يم ممّد عثمان ،وبا سم مريدي الطري قة البهان ية وأحبّائه ،با سم
الرك ّع وال سجود ،با سم القائم ي ،با سم ل إله إلّ ال ،وبا سم الللو با ،وبا سم
السبحة ،وباسم الذبة ،وباسم الركوة ،باسم هؤلء جيعًا ،باسم أخوات اللئي
بايعنك ،فهلّ تكرّ مت أخي الرئيس وشرّ فت هذه الساحة وهذه الضرة وهذه
الولية ،فهلّ تكرّمت>.
ثُم ّ قام البشي فقال< :بسم ال الرحن الرحيم ،المد ل رب العالي،
والصلة والسلم على أشرف الرسلي ،سيّدنا ممّد ،وعلى آله وصحبه ومَن تبع
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 212
() ان ظر بعضًا من تلك الخالفات ف كتاب «ال صارم ال سلول ف الردّ على الترا ب شا ت 1
الرسول».
وغيها ،والت قامت بتغطية أحداث تلك الؤترات التكررة ،فمن ذلك قولم:
<مرحبًا بالبا با ...وال جد ل ف العال وعلى الرض ال سلم ،ف أرض
الت سامح الدي ن كفالة تام ّة للحريات الدين ية> .اه .القوات ال سلحة م نب الرأي
الربعاء 18شعبان 1413ه ،الوافق 10فباير 1993م.
و<الرطوم تستقبل الباب وسط احتفالت حاشدة؛
وسط احتفالت حاشدة استقبلت الرطوم أمس الباب يوحنا بولس الثان،
وعقب وصوله مطار الرطوم توجّه إل الكاتدرائية الكاثوليكية بالرطوم ،وأدّى
فيهها الصهلة ،وخاطهب حشود الخوة السهيحيي .كمها التقهى برجال الديهن
السهلمي والسهيحي بسهفارة الفاتيكان بالرطوم وأك ّد على دور العلماء فه
ترسيخ مبادئ التسامح الدين والنسجام بي معتنقي الديانات السماوية.
و من ثَ مّ توجّه سيادته إل ال ساحة الضراء ح يث احتشدت أعداد كبية
من الخوة السيحيي لداء الصلة مع البابا .وقد تلّل أداء الصلة ترنيم وأدعية
تنادي بال سلم وال ي لل سودان ،ك ما وقدم وعظًا أثناء تأد ية التران يم .هذا و قد
قدمت مطرانية الرطوم هدية للبابا> .اه .القوات السلحة الميس 20شعبان
1413ه ،الوافق 10فباير 1993م.
وقول م< :زيارة البا با رح يق للمحب ّة وال سلم> .اه ال سودان الد يث
ـ الرأي ـ الربعاء 18شعبان 1413ه ،الوافق 10فباير 1993م.
وقولم< :إل ساحة البابا ف أرض السلم> .اه الصدر السابق.
وقول م< :و قد ح ضر الؤت ر( )1حوال خ سمائة ش خص يثّلون ثلث ي
دولة ،ون بة من قيادات ورموز ال سلمي وال سيحيي ،مثّل ي لك ثر من خ سي
() الؤت ر الذي ع قد ف <ملس ال صداقة الشعب ية العال ية> .ف فترة من ( 4ـ )6جادى 1
كني سة ومنظ مة إ سلمية ،ومؤ سّسات وهيئات دين ية وطرق صوفية> .اه ملّة
النور السلمية ـ اليمنية ـ الصادرة ف رجب عام 1415ه ص (.)6
وقولم< :وقد بُدِئ الؤتر بقراءة من القرآن الجيد ..ثّ تليت بعد ذلك
آيات من النيل ..وقد تكلم ف الؤتر ـ الطران كابوتشي ـ ومِم ّا قاله < :ما
أروع الكان الذي جعنها ،ننه إخوة ،ننه أبناء السهرة الواحدة ،ل تييهز ول
تفر يق ب ي الديان ،ل يعني ن ماذا تد ين ،ما د مت تع بد ال( ،)1فهذا هو ال هم،
() ل يوز لحد كائنًا م َن كان أن يعبد ال على غي دين ال الذي ختم به الديانات كلّها، 1
ول =
= يوز لحد أن يتبع أحدًا من رسل ال بعد إرسال ال لحمّد بن عبد ال الذي ختم ال به
الرسالت كلّها .قال تعال :وَمَن َيبْتَ غِ غَ ْيرَ ا ِل ْسلَمِ دِينًا فَلَن يُ ْقبَلَ ِمنْ هُ َو ُه َو فِي الخِ َرةِ مِ نَ
الَا سِرِينَ سورة آل عمران آ ية .)85( :وقال تعال :وَأَرْ سَلْنَاكَ لِلنّا سِ رَ سُولً
وَكَف َى بِ الِ شَهِيدًا سورة النساء ،آية ،)79( :وقال تعال :وَم َا أَرْ سَلْنَاكَ إِلَّ
كَافّةً لِلنّاس ِ بَشِيًا وَنَذِيرًا سهورة سهبأ ،آيهة .)28( :وقال تعال :هُوَ الّذِي
أَرْ سَلَ رَسُولَهُ بِالُدَى وَدِينِ الَقِّ لِيُظْهِرَ هُ عَلَى الدّينِ كُلّ هِ وَلَوْ كَرِ هَ
الُشْرِكُون َ سهورة الصهف ،آيهة .)9( :وقال تعال :قَاتِلُوا الّذِين َ لَ يُؤْمِنُون َ
بِ الِ وَلَ بِاليَوْ مِ الخِرِ وَلَ يُحَرِّمُونَ م َا حَرَّمَ الُ وَرَسُولُهُ وَلَ يَدِينُونَ
دِي نَ الَقِّ مِ نَ الّذِي نَ أُوتُوا الكِتَا بَ حَت ّى يُعْطُوا الِزْيَةَ عَ نْ يَدٍ وَهُ مْ
صَاغِرُونَ سورة التوبة ،آية.)29( :
وقال < :أُمِرْت ُ أَن ْ أُقَاتِلَ النّاس َ حَت ّى يَشْهَدُوا أَن ْ لَ إِلَه َ إِلَّ الُ
وَيُؤْمِنُوا ب ِي وَبِم َا جِئْ تُ بِ هِ ،فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِ كَ عَ صَمُوا مِن ّي دِمَاءَهُ مْ
وَأَمْوَالَهُم ْ إِلَّ بِحَقِّهَ ا وَحِس َابُهُمْ عَلَ ى الِ> .رواه مسهلم فه صهحيحه (
.)1/52وقال < :وَالّذِي نَفْس ُ مُحَمَّدٍ بِيَدِه ِ لَ يَس ْمَعُ بِ ي أَحَدٌ مِن ْ
هَذِه ِ الُمّةِ ،يَهُودِيّ وَلَ نَص ْرَانِيّ ،ثُمَّ يَمُوت ُ وَلَم ْ يُؤْمِن ْ بِالّذِي
أُرْس ِلْتُ بِه ِ ،إِلَّ كَان َ مِن ْ أَص ْحَابِ النّارِ> .رواه مسهلم فه صهحيحه (
أحسهنكم أخلق ًا وأنفعكهم لوطنهه هذا ههو الههم ،تضافرت جهود الديانتيه
ال سلمية وال سيحية .>...اه ال صحوة ـ اليمن ية ـ الم يس 16جادى الول
1415ه ،الوافق 20/10/1994م.
وقول م< :و من جه ته د عا الدكتور ح سن ع بد ال الترا ب الم ي العام
للمؤتر الشع ب وال سلمي الذي خاط ب الؤتر إل إقام ة نظام دين عال ي
وإياد آلية تثل السلمي والسيحيي بوضع ميثاق للتوحيد وسدّ الطريق أمام
الذ ين ي ستغلّون الد ين ف تأج يج ال صراعات ،والتو سع ال مبيال ،واليم نة
وفرض اللدينية الت تسود العال الن .ودعا إل أهّ ية إقامة أمم متحدة ،وملس
أمن جديد ،ل يقوم على حقّ الفيتو وهضم حقوق الشعوب.
وأضاف أ نّ أصل الديان كلها واحد ويب أل يكون هناك صراع بي
الس لمي والس يحيي ،ول بي البي ض والس ود ،م ا دام يمعه م مص ي وإله
واحد> .اه
و ما ذكرت ه نا هو غ يض من ف يض من تلك القوال والفعال الشني عة
والخالفهة صهراحة للكتاب والسهنّة وإجاع الم ّة ،ومهع ذلك كله ،قام هؤلء
الس ياسيون بدح حكوم ة الس ودان وقائده ا <عم ر البشي > ،ومَُنظّره ا
<حسن التراب> ،ومن ذلك:
.)1/134وقال < :وَالّذِي نَفْ سِي بِيَدِ هِ لَوْ أَنَّ مُو سَى كَا نَ حَيّ ا م َا
وَسِعَهُ إِلَّ أَنْ يَتْبَعَنِي> .رواه أحد ف السند (.)3/387
و قد أج ع العلماء قاط بة على أ نّ د ين ال سلم الذي ب عث ال به نبيّ نا ممّد نا سخ لم يع
الديانات الت قبله ،وأ نّ م َن اعتقد أن ّه يوز لحد أن يعبد ال بغي شرع ال الذي أنزله على
خات رسله ممّد بن عبد ال أنّه كافر ل يقبل ال منه عدلً ول صرفًا يوم القيامة.
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 216
أقول :ماذا نصهنع بذلك الدح والثناء غيه الواقعهي ،حي يقول البشي :
<إنّ نا ف هذه الليلة الباركة ني ّي كلّ أبناء الطرق الصوفية وشيوخها على
ما قدموه خد مة للد ين ،ل قد د خل ال سلم إل ال سودان عن طر يق مشائخ نا
مشائخ الطرق الصوفية>.
وحي نقرأ ما نقلته الصحف حول الؤترات الت تدعو إل وحدة الديان،
والت تبنّتها السودان ودعت إليها.
وحي نقرأ من أفكار التراب النحرفة كقوله< :ل تد ف مباحث العقيدة
حديثًا عن الفن ،كأ نّ التوحيد يمع الياة كلّ ها صلتا ونسكها ومياها وماتا
ويترك الفن ،ولكن ّ الواقع أن ّ مباحثنا العقدية السلمية مباحث فقية ،وليست
مباحث توحيدية>(.)1
وقوله< :إن ّه أمر ـ أي المر بغمس الذبابة إذا وقعت ف الناء ـ طب ّي،
آخهذ فيهه بقول الكافهر ،ول آخهذ بقول الرسهول ول أجهد فه ذلك حرجًا
البتة>(.)2
وقوله< :أم ّا ال صدر الذي يتعي ّن علي نا أن نع يد إل يه اعتباره ،كأ صل له
مكانته ودوره ،فهو العقل.)3(>...
وقوله< :إذا رأينا أن نأ خذ من كلّ الصحابة أو ل نأخذ ،قد ني نعمل
تنق يح جد يد ،نقول ال صحاب إذا روى حديثًا عنده ف يه م صلحة ،نتح فظ ف يه،
ونُعمِل روايته ودرجة ضعيفة جدّا.
وكل مه هذا موا فق لكلم الراف ضة ،ح يث ل يرون عدالة ال صحابة رضوان ال علي هم ،وهذا
مالف لكلم ومعتقد أهل السنّة والماعة ،من كون الصحابة كلهم عدول.
() عن ماضرة له بعنوان< :تكيم الشريعة> ألقاها ف جامعة الرطوم. 2
والدين للسودان.
ـ توزيع عادل للثروة ومشاركة عامة ف السلطة.
ـ ال سودان ق طر وا حد متنوع العراق والثقافات ،وي مع ب ي أهله العد يد
من العادات الشتركة والواطنة والخوة وحب الوطن.
ـ ا ستثناء النا طق ذات الغالب ية غ ي ال سلمة من ت طبيق الشري عة النائ ية،
واعتماد العرف كمصدر للتشريع.
ـ تع تب الواط نة هي ال ساس الذي يتم ّ عل يه بناء الوحدة الوطن ية وتت خذ
لتولّي الناصب الدستورية والتنفيذية والتشريعية والوظائف التنفيذية الخرى دون
النظر إل الدين أو العرق أو النس.
ـ تكف ّل حر ية العتقاد والعبادة وإقا مة الشعائر والدعوة والتبش ي لكاف ّة
الواطنيه ،وتسهعى الدولة لتوقيه التديّنيه واحترام الديان ورموزهها .>...اه
جريدة الشرق الوسط عدد ( )5097بتاريخ 11/11/1992م.
وحيه نسهمع مادح السهودان الربوع وههو يقول فه شريطهه <أحوال
ال سودان> ..< :وك فى أن يو جد ما يقارب من خ سي طري قة لل صوفية..
ناهيكهم عهن القباب والمور الشركيهة هنالك التأصهلة فه نفوس بعهض الناس
هلم هنالكهودان السه هب السه هة بشعه هرانية الختلطه هم النصه هنالك ..ناهيكه
النصران.>..
ف هل هذا يا سرور ويا سلمان تك يم الكتاب والسنّة ؟!! و هل هذه هي
الدولة السلمية الت تنشدون ولا تدّعون ؟!!
وهل هذا هو النهج الربّان الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه
والذي ج عت الكو مة ال سودانية ال سودانيي عل يه ؟ أو أن ّ هذا هو ت صويركم
للسلم وتطبيقه ؟!!
وأمّا قول سرور< :فلقد انتعش القتصاد السودان ...وأصبحت السودان
من الدول الصدّرة للسكر الذي كانت تستورده.>...
وزيادة سلمان عليه بقوله...< :وأنتم تعلمون اليوم أن ّ السكر السودان
يباع حت ف هذا البلد وف جيع البقالت.>...
فعلى فرض تصديقهما والتسليم لما با قاله ـ وإلّ فالواقع يشهد بلف
ذلك ـ فانتعاش السودان اقتصاديّا ليس دليلً على أ نّ ذلك إنّ ما هو ثرة من ثار
ت طبيق ال سودان لل سلم ،وتكي مه بل هذا قد ي ستوي ف يه ال سودان وغيه من
البلدان الخرى كدول أوروبا وأمريكا واليابان وغيها.
وأم ّا قول سرور< :ول نّ هذه الدولة إ سلمية ،ف قد ن صرها ال سبحانه
وتعال على قوات قرنق.>...
فيكذ به قول الترا ب...< :إ نّ الد ين ل ي كن سببًا ف ال صراع الدائر ف
السودان ،رغم الزاعم عن الضطهاد الدين وعدم الساواة ،مؤكّدًا أنّ هذا الؤتر
العال ي جاء تأكيدًا على أ نّ اللف ليهس دينيّاه> .جريدة ال ستقلة عدد ()29
السنة الثانية ،والصادرة ف يوم الثني 13جادى الول 1415ه ،الوافق 17
أكتوبر/تشرين الول 1994م.
وأم ّا قول سلمان< :إلّ أن ّه ل يس لد يه ا ستعداد أن ي نح ال سلم فر صة
ليجرب ،هل يلك السلم حلولً ف عهد البشي كما يلك حلولً ف عهد عمر
ابن الطاب أم ل ؟>.
فمها أملك أن أقول له بعهد أن ذكرت لك ـ أخهي القارئ ـ بعضًا مهن
انرافات القوم ،ل أملك إلّ أن أقول ك ما قال تعالَ :فِإنّهَا لَ َتعْمَى الَبْ صَارُ
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 222
بل هذه الطرق الصوفية النتشرة ف كثي من البلدان العربية والسلمية ،ل
زالوا على طرق هم الضالّة ،فهلّ ذه بت إلي هم لتعلّم هم عقيدة التوح يد ف ع شر
دقائق.
بل قل ـ يا سلمان ـ لناصر العمر :علّم الناس فقه الواقع ف عشر دقائق،
وليقل هو لك :وأنت علّم الناس عقيدة التوحيد طيلة عمرك ل تكلّ ول تَمَل.
أم أنّ تعلّم فقه الواقع ـ عندكم ـ أهمّ من تعلّم عقيدة التوحيد ؟!!
فصل
تربية صوفية رافضية
مشاي نا ؟!! بل إ نّ في ها ن سبة إظهار البا طل ،ون صرته ،وتأييده ،وط مس ال قّ،
وماربته ،وكتمانه إليهم.
فسبحانك اللهم وبمدك ،اللهم ّ إن ّا نبأ إليك مِم ّا يقوله هؤلء ،ومِم ّا
قاله أولئك.
ه أن ّه ل سهبيل لؤلء إلّ أن يقولوا تلك القولت ،إذ لو ل واعلم أُخيّ َ
ينسبوا أنفسهم إل أهل العلم؛ لتضح أمرهم وانفضح ،ولَمَا تبعهم أحد ،ولمكن
كلّ أحد أن يقول :مَن مِن أهل العلم يوافقكم على ما أنتم عليه ؟!! فإن قالوا :ل
أ حد .افت ضح أمر هم ،وبان ضلل م ،ف ما ل م إلّ أن يقولوا :مع نا فلن وفلن،
ولكن ينعهم من التصريح خشية السلطان!!
أخي الكري ،هل رأيت فرقًا بي هذه التربيات ،والتربية الصوفية ،والتربية
الرافضية ؟!! اللهمّ ل !!!
الخاتمة
بلدها ،ل ّن فاقد الشيء ل يعطيه ـ خلفنا ظهريّا ،ولنتم سّك بالنهج القوي الذي
سلكه أئم ّة الدعوة النجدية ـ رحم ال ميّتهم ،وثبّت ووفّق الي ّ منهم لِم َا فيه
الي للبلد والعباد ـ.
فإنّه هذا النههج ههو من هج السهلف الصهال ،والعلماء فه هذا البلد ـ ول
ال مد ـ له سالكون ،ووُلّت نا له وعل يه مافظون ،فال ال أن تتنكّبوا عن هذا
الصراط الستقيم وأهله ،فتخسروا خسارة كبى ،ول حول ول قوة إلّ بال.
واعلموا إخوان بأ ّن منازعة أهله هي فتنة ف الدين والدنيا.
وأولوا أمرنا هنا هم العلماء والمراء ،فل ننازع فيما رأوه ،ول الولة فيما
اتذوه ،بل ليقل كل منا لنفسه< :رحم ال امرءً عرف قدر نفسه> ،ولنجعل
الرسل بيننا وبي ولة أمرنا علماءنا ،فإنّ هم الصفوة ،أهل العلم واليان ،والِلم،
وأهل البصر والبصية.
ولنعلن إخوتاه بأنّا مسودون بسبب ديننا ودنيانا ،وكم من ساع لفساد
ذلك علينا ،فلنقف ف وجه الاسدين الفسدين وقفة صادقة ،حازمة مفوتي عليه
ما يريد؛ ليبقى لنا ديننا ،وتبقى لنا دنيانا.
وليكن آخر دعوانا أن المد ل رب العالي ،والصلة والسلم على سيّد
الرسلي ،ممّد بن عبد ال ,وآله وصحبه أجعي ،آمي.
ملحق
الوثائق
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 232
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 234
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 236
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 238
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 240
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 242
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 244
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 246
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 248
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 250
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 252
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 254
فهرس
الموضوعات
255 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
فهرس الموضوعات
الصفحة الموضوع
♦
مقدمة الطبعة الثانية5.....................................................
7.....................................................................U
تهيد8................................................................:
الفروق بي الدعوات الباطلة والدعوة القّ8.............................:
وبعد :فقد يقول قائل :مَن هم السلف ؟ وما هي مؤلّفاتم ؟10........
وأمّا مؤلّفات السلف فكثية جدّا ،أذكر بعضًا منها10................:
الماعة الول :جاعة التبليغ()12......................................:
كلمة السر ف منهج جاعة التبليغ12....................................:
سؤال آخر :إذن كيف سيأمرون وينهون ؟15........................
تهيد22.................................................................
فصهههههههههههههههههههههههههههههههل
ف اسم هذه الماعة24...................................................
فصهههههههههههههههههههههههههههههههل
ف غاية هذه الماعة26..................................................
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 256
فصهههههههههههههههههههههههههههههههل
ف وسائل هذه الماعة للوصول إل غايتها32..............................
بيان الوسائل على وجه الختصار32....................................:
فصهههههههههههههههههههههههههههههههل
ف بيان موقف السلف من اللفاظ الجملة34..............................
بيان تلك الوسائل على وجه التفصيل35................................:
فالوسيلة الول :العدل والنصاف37....................................
ول معه ف قوله هذا وقفات51.....................................:
فصهههههههههههههههههههههههههههههههل
فهه أقوال القطبيههة فهه الثناء على الماعات السههلمية الختلفههة
ودعوة تلك الماعات للنضمام إل جاعتهم67...........................
فصهههههههههههههههههههههههههههههههل
فهههه ذكههههر بعههههض الفكار والقوال والفعال الغريبههههة
عند جاعة الخوان السلمي72...........................................
موقهههههف جاعهههههة الخوان السهههههلمي مهههههن
الحزاب العلمانية وغيها77..............................................
فصهههههههههههههههههههههههههههههههل
ف حكم النتماء إل الماعات السلمية96...............................
فصهههههههههههههههههههههههههههههههل
نصيحة مرّب98.........................................................
257 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
فصهههههههههههههههههههههههههههههههل
ف التنظيم والبيعة عند القطبية103.........................................
فصهههههههههههههههههههههههههههههههل
ف إرهاصات خروجهم112..............................................
أ ّولً :تكفيهم الكام قاطبة ،بدون استثناء112..........................
ثانيًا :من الرهاصات الدالّة على أنّهم سيخرجون عاجلً أم آجلً ،تييجهم
للعامّة على ولة المر119..............................................
مناقشهههههههههههههة أدلة القطبيهههههههههههههة
ف النكار العلن على الولة121..........................................
ثالثًا :من الرهاصات الدالة على خروجهم :طعنهم ف العلماء والتهوين من
شأنم ،ومنلتهم عند العامّة والاصّة127................................
فصهههههههههههههههههههههههههههههههل
مناقشهة الوسهيلة الثانيهة مهن وسهائل القطبيهة فه تقيهق أهدافهها
وهي :فقه الواقع130....................................................
ثامنًا :من إرهاصات خروجهم إعلنم الشي عمّا أسوه ب< :لنة الدفاع
عن القوق الشرعية> ،وتأييد هؤلء لا145............................
فصهههههههههههههههههههههههههههههههل
موطن خروج القطبيي وترتيباتم لذلك156...............................
وقت خروجهم176...............................................:
القطبية هي الفتنة فاعرفوها 258
فصهههههههههههههههههههههههههههههههل
فهه الوسههيلة الثالثههة مههن وسههائلهم الرئيسههة لتحقيههق غايتهههم
وهي :دعوى التثبّت196.................................................
قاعدة خبيثة196......................................................:
تناقضات واضحات فاضحات202.....................................:
فصهههههههههههههههههههههههههههههههل
تربية صوفية رافضية225.................................................
الاتة227..............................................................
ملحههههههههههههههههههههههههههههههق
الوثائق230.............................................................
فهرس الوضوعات255...................................................
259 القطبية هي الفتنة فاعرفوها
الفتاوى الشرعية
في القضايا
العصرية
جمع وإعداد
مد بن فهد الحصين
مح ّ
تقديم
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
فضيلة الشيخ عبد المحسن بن ناصر آل عبيكان
مد بن حسن آل الشيخ فضيلة الشيخ مح ّ