You are on page 1of 171

‫العمارة والعمران ف ظلل‬

‫القرآن‬

‫كــلـمـة الـمـؤلـف‬

‫‪ -‬قد تشكل الطريقة التبعة ف دراسة العمران والعمارة اعتمادا على كتاب‬
‫ال سبحانه وتعال عائقا فكريا و نفسيا لكثي من ذوي الختصاص ف هذا‬
‫اليدان‪ ,‬إل أن القائق الت وقفنا عليها تغنينا عن هذا الكبياء العقيم وتدعونا‬
‫إل النبهار والدهشة لا اكتشفناه بعون ال من جوانب عديدة متعلقة بذا‬
‫الوضوع ‪,‬ما يعلنا نزيح الكثي من الغموض والتردد ف تديد نقاط عديدة‬
‫مازالت إل يومنا هذا مل للنقاش والتردد‪.‬‬

‫و يكفي أن نشي أنه رغم التقدم والتحضر الت توصلت إليه البشرية الالية‬
‫ودرجة الجتماع التطورة جدا‪ ,‬بيث ت النتقال من الدينة البسيطة إل الدينة‬
‫العملقة‪ ,‬وكذا الضخمة‪ ,‬فإن العناصر والعوامل الشكلة لتطور متناسق‬
‫للمدينة عمارة و عمرانا مازالت مل بث و جدال لللام باته الظاهرة الت‬
‫كشف عنها يوما ابن خلدون ف مقدمته‪.‬‬

‫ولا ابتليت المة بداء التخلف والتبعية إل الضارة الغربية ‪,‬راح أصحاب‬
‫الختصاص ف هذا اليدان ينهلون من منابع التغريب‪ ,‬وياولون متهدين‬
‫لسقاط جل النظريات والدلولت على العمارة العربية السلمية ‪,‬مقتصرين‬
‫ف دراستها على التحولت والتغيات الت طرأت على القواس والنافذ‬
‫للمساجد والوامع عب الدول والضارات التعاقبة‪ ,‬دون التعمق ف دراسة‬
‫لب هذا التغي وأثره على الجتماع البشري إبان تلك القبات من جانب‬
‫السلوك و تنظيم الحيط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫لذا أردنا أن تكون مساهتنا هاته لعادة دراسة جانب العمارة و العمران ف‬
‫تنظيم الحيط السلمي وفق تصور جديد‪ ,‬نابع من حقيقة هذا الدين العظيم‬
‫أين يزال الغبار حول تلحم التعاليم الدينية و طبيعة السلوك الجتماعي‬
‫للنسان‪ ,‬وتشابكهم مع العطيات الفيزيولوجية لطبيعة الوقع ليشكل الكل‬
‫صورة فنية حية تتزج فيها الروح بالادة وفق نسق متغي ف الزمن ساه القرآن‬
‫عمرانا ف قوله عز وجل(وَإِلَى َثمُو َد َأخَاهُ ْم صَالِحا قَالَ يَا َقوْمِ ا ْعبُدُوْا اللّ َه مَا‬
‫َلكُم مّنْ إِلَـ ٍه غَ ْيرُهُ هُ َو أَنشََأكُم مّ َن الَ ْرضِ وَاسْتَ ْع َم َركُمْ فِيهَا فَاسْتَ ْغ ِفرُو ُه ثُمّ‬
‫تُوبُوْا إِلَ ْي ِه ِإنّ رَبّي َقرِيبٌ ّمجِيبٌ) هود الية[ ‪]61‬‬

‫الهندس العماري ‪ :‬تومي اساعيل‬

‫الزائر‬

‫تـمـهـيــد‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪ -‬انطلقا من إياننا الراسخ أن القرآن الكري صال لكل زمان ومكان‪ ,‬وانه‬
‫ضرَبْنَا لِلنّاسِ فِي‬
‫شامل كامل‪.‬فقد قال سبحانه وتعال ف سورة الزمر (وَلَقَ ْد َ‬
‫ج لّ َع ّلهُمْ‬
‫هَذَا اْل ُقرْآنِ مِن ُكلّ مََث ٍل لّ َع ّلهُمْ يَتَ َذ ّكرُون ‪ ,‬قُرآنا َعرَبِيّا غَ ْي َر ذِي عِوَ ٍ‬
‫يَتّقُو َن ) الزمر الية]‪.[ َ 28 ,27‬‬

‫كما توله كذلك بالفظ و الصون فل تناقض فيه ‪ ,‬ول زيغ‪ ,‬فقال جل وعل‬
‫( َومَا كَانَ هَـذَا اْل ُقرْآنُ أَن يُ ْفَترَى مِن دُو ِن اللّهِ وَلَـكِن َتصْدِيقَ الّذِي بَيْنَ‬
‫ب لَ رَيْبَ فِيهِ مِن ّربّ اْلعَاَلمِيَ ) يونس الية ] ‪[ 37‬‬
‫يَدَيْ ِه وَتَفْصِيلَ اْلكِتَا ِ‬

‫وقال أيضا (َأفَلَ يََت َدّبرُونَ اْل ُقرْآ َن وََلوْ كَا َن مِنْ عِندِ غَ ْيرِ ال ّلهِ َلوَ َجدُواْ‬
‫فِيهِ ا ْختِلَفا كَثِيا( النساء الية] ‪. [ 82‬‬

‫فخلل قرأتنا لكتاب ال‪ ,‬استوقفتنا آيات بينات ضمن مالنا اختصاصنا‬
‫البسيط‪ ,‬وأخذت تتفيء بظللا على ميلتنا شيئا فشيئا‪ ,‬وإذا با تقودنا بي‬
‫مسالك اليات والسور‪ ,‬وتدفعنا إل هناك حيث الزمنة الغابرة وتعود بنا قبل‬
‫أن يرتد طرفنا إلينا للوقوف على واقع ل يتلف كثيا عن واقع القرون‬
‫الول‪ ,‬فالوهر واحد‪ ,‬والسية واحدة‪ ,‬وكأنا خطوات ل تنمح آثارها أمام‬
‫رياح التغيي الت عصفت باركان البشرية عب الزمنة‪.‬‬

‫فما أشبه اليوم بالبارحة‪.....‬‬

‫‪3‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ولقد صور الكثي أن حركة العمران البشري هو صراع متواصل بي النسان‬


‫والطبيعة لضمان بقائه‪ ,‬والقيقة أن هاته العركة هي وهية يراد من ورائها‬
‫إفراغ النسان من جوهر وجوده‪ ,‬وإبعاده عن معركته القيقية وهي خلفة ال‬
‫سبحانه وتعال لعمارة الرض‪.‬‬

‫إذ كيف يراد لذا النسان أن يقضي حياته‪ ,‬وهو يصارع موجودات قد‬
‫سخرت لجله من اجل مساعدته على حل المانة وبلوغ الغايات السى‪.‬‬

‫فالصراع القيقي هو صراع النسان مع نفسه لملها على فعل الي‪.‬‬

‫فالنفس أمارة بالسوء كما ورد ف كتابه عز وجل (وما أبرء نفسي إن النفس‬
‫لمارة بالسوء )‪ ,‬ولقوله كذلك (وَِإذْ قَالَ َرّبكَ ِل ْل َملَِئكَ ِة إِنّي جَا ِعلٌ فِي‬
‫س ِفكُ الدّمَاء وََنحْ ُن نُسَّبحُ‬
‫الَ ْرضِ َخلِيفَةً قَالُوْا أََتجْ َعلُ فِيهَا مَن ُيفْسِدُ فِيهَا وَيَ ْ‬
‫حمْدِكَ وَنُقَدّسُ َلكَ قَا َل إِنّي َأ ْعلَمُ مَا َل َت ْع َلمُونَ ) البقرة الية [‪]30‬‬
‫ِب َ‬

‫والصراع كذلك مع الشيطان ‪...‬‬

‫هذا الذي يريد أن يضل النسان عن الغاية من وجوده‪ ,‬وعن الطريق السوي‪,‬‬
‫وهذا بإتباع أدن طريقة وأحطها وهي استغلل مواطن ضعف هذا الخلوق‬
‫الذي فضله ال على كثي من ما خلق‪ ,‬وأمر اللئكة الطهار بالسجود له‬
‫تكريا وإجلل‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫والصراع كذلك بي الرء و بن جنسه لدرء الفاسد لقوله سبحانه وتعال‬


‫(الّذِي َن ُأ ْخ ِرجُوا مِن دِيَا ِرهِ ْم بِغَ ْي ِر حَ ّق إِلّا أَن يَقُولُوا رَبّنَا اللّهُ وَلَوْلَا دَ ْف ُع اللّهِ‬
‫صلَوَاتٌ َومَسَاجِدُ يُ ْذ َكرُ فِيهَا اسْمُ‬
‫ت صَوَا ِمعُ وَبِيَ ٌع َو َ‬
‫ض ّلهُدّمَ ْ‬
‫ضهُم بِبَعْ ٍ‬
‫س َبعْ َ‬
‫النّا َ‬
‫ي َعزِيزٌ( الج الية] ‪[ 40‬‬
‫صرُ ُه ِإ ّن اللّ َه َلقَ ِو ّ‬
‫ص َر ّن اللّ ُه مَن يَن ُ‬
‫اللّ ِه كَثِيا وَلَيَن ُ‬

‫ويوجد الكثي من العلماء من ينساق ف تفسي الظاهرة العمرانية‪ ,‬وطرح‬


‫إشكالتا الضرية بطرح غرب مض‪ ,‬ث يشرع ف تفسيها‪ ,‬وتعليلها بفهوم‬
‫فلسفي غرب‪ ,‬ث ياول بكل السبل جاهدا إل إياد توافق وتطابق ل يكن إل‬
‫أن يغذي من ورائه عن قصد أو عن غي قصد أطروحات‪ ,‬ومضامي بعيدة كل‬
‫البعد عن الواقع التاريي والعتقادي‪ ,‬والجتماعي للفرد السلم ‪.‬‬

‫فل يزيد ه بذلك إل تزقا ف ذاته‪ ,‬وتباين ف سلوكه‪ ,‬وفكره‪.‬‬

‫فتضيع ف خضم هذا التناقض شخصيته‪ ,‬ويتسلل الشك إل معتقده‪ ,‬فتتهاوى‬


‫مبادئه الواحد تلو الخر‪.‬‬

‫ومنهم من ذهبوا ف تأويلهم لتطور العمران البشري وفق ثورات أدت إل‬
‫انتقال البشرية من القرية الزراعية إل الدينة‪ ,‬مدعمي قولم با ورد ف القرآن‬
‫الكري من أن الدينة ورد ذكرها مقرونا بوجود اللك‪ ,‬والقضاء ف سورة‬
‫يوسف‪ ,‬وسورة العراف‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫والقيقة إنن اعتب منحاهم اجتهادا منهم للتوفيق بي مدلول الدينة الغربية‬
‫وما ت ذكره ف كتاب الول عز وجل‪.‬‬
‫وهذا الجتهاد ف نظري ل يرج عن القاعدة العامة ف تفاعل الثقافات‬
‫والضارات وهي أن الغلوب مولع بتقليد الغالب ل غي‪.‬‬

‫لفصل الول‬

‫‪6‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫الفصـل الول ‪ :‬العمران‬

‫‪ -‬قال ال سبحانه وتعال ‪:‬‬

‫(رّبّنَا إِنّي أَسْكَنتُ مِن ُذرّيّتِي ِبوَادٍ غَيْرِ ذِي َزرْعٍ عِن َد‬
‫ك اْلمُحَرّ ِم رَبّنَا لِيُقِيمُواْ الصّلَ َة فَاجْعَلْ َأفِْئدَةً مّ َن النّاسِ‬
‫بَيْتِ َ‬
‫َت ْهوِي ِإلَْي ِهمْ وَا ْرزُ ْقهُم مّنَ الّثمَرَاتِ لَعَّلهُمْ َيشْكُرُونَ(‬
‫إبراهيم الية [ ‪]37‬‬

‫‪7‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ا ‪ .‬الـعـمـران فـي الـقـرآن‬


‫‪ -‬روح العمران ف القرآن‬

‫لقد أقرن ال سبحانه وتعال ف الغاية من وجود النسان على الرض بي‬
‫استعمار الرض‪ ,‬وعبادة ال سبحانه وتعال‪.‬‬

‫فجاءت الغاية الول مرتبطة بالغاية الثانية ارتباط تكامليا ل يكن الفصل‬
‫بينهما ‪,‬حيث جسده النب إبراهيم عليه السلم ف دعائه‪:‬‬

‫(رّبّنَا إِنّي َأ ْسكَنتُ مِن ذُرّيّتِي بِوَا ٍد غَ ْي ِر ذِي َز ْرعٍ عِن َد َبيِْتكَ اْل ُمحَرّمِ رَبّنَا‬
‫س َتهْوِي إِلَ ْيهِمْ وَارْزُ ْقهُم مّنَ الّث َمرَاتِ‬
‫صلَةَ فَاجْ َعلْ َأفْئِدَةً مّنَ النّا ِ‬
‫ِليُقِيمُوْا ال ّ‬
‫ش ُكرُون)َ إبراهيم الية [ ‪]37‬‬
‫َل َع ّلهُمْ يَ ْ‬

‫‪8‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ولقد أشار لذا الرتباط ف مواضع عدة من كتابه ‪ ,‬نذكر منها قوله عز وجل‬
‫ف سورة هود لية –‪:-61‬‬

‫(وَإِلَى َثمُو َد َأخَاهُمْ صَالِحا قَا َل يَا قَوْ ِم اعْبُدُوْا ال ّلهَ مَا َلكُم مّ ْن إِلَـ ٍه غَ ْيرُهُ هُوَ‬
‫أَنشََأكُم مّ َن الَ ْرضِ وَاسَْت ْع َم َركُمْ فِيهَا فَاسَْتغْ ِفرُو ُه ثُ ّم تُوبُوْا إِلَ ْي ِه ِإنّ رَبّي َقرِيبٌ‬
‫ّمجِيبٌ (‬

‫وكذلك ف سورة قريش ف قوله ‪:‬‬


‫(لِإِيلَافِ ُقرَيْشٍ)‪ (1‬إِيلَا ِفهِمْ ِر ْحلَةَ الشّتَاء وَالصّ ْيفِ)‪َ (2‬فلَْيعْبُدُوا َربّ هَذَا‬
‫الْبَيْتِ)‪ (3‬الّذِي َأطْ َع َمهُم مّن جُوعٍ وَآمََنهُم مّ ْن خَوْفٍ)‪.4‬‬

‫وإذا كان وجود النسان ملخص ف علقاته الثلث‪ ,‬و هي ‪:‬‬

‫‪-1‬عـلقـت‬
‫ـه‬
‫بـــربه‬
‫‪-2‬علقـتـه‬
‫بـنفـس‬
‫ـه‬
‫‪-3‬عـلقـت‬
‫ـه‬
‫بالجتـمع‬

‫‪9‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫فإن تعاليم عبادة ال سبحانه و تعال جاءت خاضعة لذا الترابط بي الغايتي ‪,‬‬
‫حيث أن الشهادتي و الصلة جاءتا لتجسد علقة النسان بالقه ‪.‬‬

‫فالول أي الشهادة نفي لوجود غي ال مالك لذا الكون ‪ ,‬و إقرار و إذعان‬
‫لروبيته‪ ,‬وأما الثانية فهي اتصال للنسان بربه‪ ,‬واستحضارا له دائما ف‬
‫حركاته و سكناته ‪.‬‬

‫وأما الصوم‪ ,‬فهو تسيد لعلقة النسان بنفسه‪ ,‬فهو يشكل تربية للنفس‬
‫وترويضها على تمل البتعاد عن اللّذات و الوبقات ظاهرة وباطنة ‪ ,‬سواء‬
‫كانت مادية كالكل و الشرب و الماع ‪ ,‬أو معنوية كالقد و الكراهية‬
‫و الغيبة‪ ,‬و النميمة وغيها ‪.‬‬

‫فالنسان بصومه يسعى إل حرمان نفسه من الفطرة الت فطره ال عليها ‪,‬حت‬
‫يتمكن من كبح جاح النفس المارة بالسوء‪.‬‬

‫وأما الزكاة فهو حق للفقي ف مال الغن‪ ,‬حدده ال بيث يشعر الغن أنه على‬
‫علقة متجددة بالفقراء كل عام ‪,‬وان الفقي له علقة بالغن الشيء الذي يعزز‬
‫أواصر التعامل بينهما على أساس التراحم والتعاون ‪.‬‬

‫وكذالك الج‪ ,‬فهو لقاء جامع على طاعة ال‪ ,‬بيث يلتقي فيه الناس من كل‬
‫مكان ليشهدوا منافع لم عن طريق الحتكاك و التعارف‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫و لذا يعتب كل من الزكاة و الج مثالي لعلقة النسان بالخرين أي‬


‫بالجتمع ‪.‬ومن ت يب أن يكون العمران الرآة الصادقة لاته العلقات الت‬
‫تلخص وجود هذا النسان على الرض ‪.‬‬

‫ولنا مثال صادق عن أول خطوات النب عليه الصلة و السلم ف الدينة‬
‫النورة ‪ ,‬وهي بناء السجد لتحقيق أول غايات النسان وهي عبادة ال‬
‫سبحانه وتعال ‪.‬‬

‫ث جاءت البيوت و الساكن ‪ ,‬و هي المكنة الخصصة بل منازع لمارسة‬


‫النسان علقته بنفسه كالنوم ‪ ,‬والراحة ‪ ,‬والسكينة وغيها‪...‬‬

‫ث جاءت ف الرتبة الثالثة السواق والصانع ‪,‬وهي الماكن الت تتيح للمرء‬
‫فيها مارسة الفعل الضري عن طريق النفتاح ‪ ,‬والنتفاع من الوسط‬
‫الضري للقرية أو الدينة ‪ ,‬با يقق الحتكاك والتبادل وتفعيل علقاته‬
‫بالجتمع ‪.‬‬

‫فالفعل العمران ف روحه فعل إرادي مبمج‪ ,‬له ضوابطه وغاياته وتتجلى‬
‫أهيته ف قيمته الوظيفية والثقافية والتاريية داخل الجتمع‪ ,‬ومدى تسيده‬
‫لقيمة النسان وكرامته‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪.2 -‬التعريف القرآن للعمران البشري‬

‫هو إسكان ف منطقة معينة ‪,‬لدف معي ‪ ,‬يتطور مع الزمن إل اجتماع‬


‫بشري‪ ,‬يسوده المن و يتوفر على أسباب العيشة‪ .‬و هو التعريف الستنبط‬
‫من دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلم ف قوله سبحانه وتعال ‪:‬‬

‫(رّبّنَا إِنّي َأ ْسكَنتُ مِن ذُرّيّتِي بِوَا ٍد غَ ْي ِر ذِي َز ْرعٍ عِن َد َبيِْتكَ اْل ُمحَرّمِ رَبّنَا‬
‫س َتهْوِي إِلَ ْيهِمْ وَارْزُ ْقهُم مّنَ الّث َمرَاتِ‬
‫صلَةَ فَاجْ َعلْ َأفْئِدَةً مّنَ النّا ِ‬
‫ِليُقِيمُوْا ال ّ‬
‫ش ُكرُونَ) إبراهيم الية [ ‪]37‬‬
‫َل َع ّلهُمْ يَ ْ‬

‫ق أَ ْه َلهُ مِ َن الّث َمرَاتِ مَنْ‬


‫(وَِإذْ قَالَ إِْبرَاهِيمُ َربّ ا ْج َعلْ هَـذَا َبلَدا آمِنا وَارْ ُز ْ‬
‫ض َطرّهُ إِلَى عَذَابِ‬
‫ل ثُ ّم َأ ْ‬
‫آ َمنَ مِ ْنهُم بِاللّهِ وَاْليَوْ ِم ال ِخرِ قَالَ َومَن كَ َفرَ فَُأمَتّ ُعهُ َقلِي ً‬
‫صيُ( البقرة الية[ ‪]126‬‬
‫النّارِ وَبِئْسَ اْلمَ ِ‬

‫فلو أجرينا مقارنة مع التعريفات الكثية والتنوعة الحددة لاهية العمران ند‬
‫أن إبراهيم عليه السلم قد أل بوانبه وحدد أركان تطوره ونوه ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ومن خلل التعريف نستطيع أن نستخرج العناصر التالية وهي ‪:‬‬

‫‪-1‬فعل السكان ‪:‬‬

‫وهو القامة والستقرار ف مكان معي بغرض البقاء مدة زمنية طويلة ‪.‬‬

‫‪-2‬تديد الكان وموقعه ‪:‬‬

‫وهو تديد لبعاده ‪ ,‬وحدوده لغاية فصله عن الناطق والهات الخرى‬


‫بغرض تغيي طبيعته الفيزيائية والوظيفية‪ ,‬وتعيي لوقعه بالنسبة للتجمعات‬
‫البشرية وطرق الواصلت وغيها ‪.‬‬
‫لدى ند أن النب إبراهيم عليه السلم أشار إل عنصري الكان والوقع‪.‬‬

‫فالكان قصد به الوادي غي ذي زرع عند البيت الحرم ‪.‬والصل ف‬


‫عملية اختيار الكان أن يكون مشجع على نو العمران ‪.‬‬
‫فكان بود إبراهيم عليه السلم أن يسكن ذريته ف ارض خصبة‬
‫ذات زرع ‪,‬تسهل فيها العيشة ‪.‬‬

‫وأما الوقع فقصد به أن يكون قريبا من التجمعات البشرية ‪,‬و موطن‬


‫مقصود ف ترحالم و تنقلهم ‪ ,‬وان ل يكون مبتورا عن حركية‬
‫الجتمعات ‪ .‬فيكون بذلك غي مقق للتواصل العمران الشامل بكل‬
‫جوانبه الكانية والزما نية والوظيفية ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ج‪ -‬تديد الدف ‪:‬‬

‫تبيان للغاية والفكرة الرجوة من القامة والسكان‪ ,‬و هي غايات‬


‫ثابتة و متطورة بتغي الاجات ‪ ,‬والفكار و تتابعها بسب التطور‬
‫الزمن والبشري على السواء ‪.‬‬
‫و لقد كانت غاية إبراهيم من إسكان ذريته ف ذاك الكان هو إقامة‬
‫الصلة ‪,‬وعبادة ال سبحانه وتعال‪ ,‬وهي الغاية الت بقيت جديدة‬
‫متجددة إل يومنا هذا ‪,‬وبقي العمران البشري معها ف تطور إل الن ‪.‬‬

‫‪.3 -‬عناصر تطور العمران ف القرآن‬

‫بالضافة إل توفر الرادة والفعل‪ ,‬وكذا الكان والغاية من ذلك‪ .‬يب توفر‬
‫عناصر مساعدة على الستقرار والتطور هي الروابط الت تدد علقة النسان‬
‫بالرض أو الكان وهي‪:‬‬

‫‪-1‬المن ‪:‬‬
‫وهو صلب الستقرار ونواته ‪,‬وهو اطمئنان على الروح والال‬
‫والعرض‪,‬وضمان لقوق النسان ف الياة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وغياب المن هو تديد للجتماع البشري‪ ,‬وعامل أساسيا ف‬


‫زوال الضارات ‪ ,‬لدى جاءت دعوة إبراهيم عليه السلم‬

‫ب اجْ َعلْ هَـذَا َبلَدا آمِنا ‪ )....‬البقرة الية[ ‪]126‬‬


‫(‪َ ....‬ر ّ‬

‫‪-2‬العيشة ‪:‬‬

‫أي توفر أسباب العيش والسترزاق ‪ ,‬وتكاثره وهو ما عب عنه‬


‫ف الية الكرية بالثمرات ‪,‬وهي وفرة الي وسعته ‪,‬وهو احد‬
‫عناصر الستقرار ‪,‬وتطور الجتماع البشري ‪.‬لدى جاء رديف‬
‫المن ف الية السابقة ف دعوته عليه السلم‪:‬‬
‫ت ‪ )......‬البقرة الية[ ‪]126‬‬
‫ق أَ ْه َلهُ مِ َن الّث َمرَا ِ‬
‫(‪ .....‬وَارْ ُز ْ‬

‫‪-3‬الواصلت ‪:‬‬

‫ومعناها ف شوليتها هي الحتكاك والتبادل والتواصل‬


‫والتفاعل مع التجمعات الضرية الخرى‪ .‬فتنصهر الثقافات‬
‫‪ ,‬وتتشابك الصال والفاق ‪,‬حينها تتأسس عملية التواصل‬
‫والستمرارية ‪,‬وتنمو بذرة الختراع والبتكار وهكذا ‪...‬‬

‫‪15‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫فالتحضر عملية مركبة ومعقدة تنصهر فيها إبعاد ورؤى‬


‫وأفكار عدة ‪,‬ول يكن البتة أن يتطور الضر من العدم أو ف‬
‫معزل عن جهود البشرية جعاء ‪.‬لدى جاءت الغاية السى ف‬
‫العمران وعمارة الرض هي التعارف بي الشعوب والقبائل‬
‫والمم ‪.‬‬

‫فجاء ف دعوة إبراهيم عليه السلم (‪ ....‬فَا ْج َعلْ أَ ْفئِدَةً مّنَ‬


‫س َتهْوِي إِلَ ْيهِمْ ‪ )......‬إبراهيم الية [ ‪]37‬‬
‫النّا ِ‬

‫أي يتجهون نوهم ليتم التبادل والتفاعل وتتشابك حركية‬


‫الجتمع مع خاصية الكان لتشكل وجها من العمارة لفترة‬
‫زمنية مددة بشروط ومقومات وجودها ‪.‬‬

‫‪.4 -‬البدأ العام لتطور العمران‬

‫‪16‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫من خصائص العمران الت دلت عليها آيات القرآن‪ ,‬هي أن القرية تعتب وحدة‬
‫التركيب ‪ ,‬والتنظيم للمم الت ذكرها الول عز وجل ف كتابه ‪.‬‬

‫فمن بي البادئ العامة الت استطعنا استنباطها وردت ف سورة سبأ ف قوله‬
‫جل وعل ( َوجَ َعلْنَا بَ ْيَنهُمْ وَبَيْنَ اْل ُقرَى الّتِي بَا َركْنَا فِيهَا ُقرًى ظَا ِهرَةً وَقَدّرْنَا فِيهَا‬
‫السّ ْي َر ِسيُوا فِيهَا لَيَاِليَ وَأَيّاما آ ِمنِي) سبأ الية] ‪[ َ 18‬‬

‫ويذهب الطبي ف تفسيه لاته الية ‪,‬أن ال جعل القرى متوّضعة الواحدة‬
‫تلوى الخرى بيث أن السافر ينتقل من قرية إل أخرى ومن منل إل آخر‬
‫فل يشى الوع ول العطش ول لمن‪.‬‬
‫وهذا ما يعلنا نستنبط أن مبدأ السقاط العمران هنا كان التواصل (‬
‫‪ ) PROJECTION URBAINE CONTINUE‬فبي القرى الت بارك‬
‫ال فيها جعل بينها قرى ظاهرة ‪.‬‬
‫وهكذا يتم التواصل التسلسلي بي القرى فتنتظم الواصلت ويتم التفاعل‬
‫بينها فينتظم العمران ‪.‬‬
‫ومن البادئ كذلك‪ ,‬انه جعل لجموعة من القرى قرية كبية تلتقي فيها كل‬
‫ماور القرى الخرى ونقصد بالحاور البدأ العام الشكل للتواصل بي مموعة‬
‫القرى فقد يكون تاري ‪ ,‬امن ‪ ,‬رياضي‪ ,‬صناعي إل غي ذلك ‪.‬‬

‫وقد تتوفر ف هذا البدأ ماور عدة مكملة لبعضها البعض ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وقد أطلق على القرية الكبية اسم أم القرى وهي بثابة العاصمة ف وقتنا‬
‫الاضر ‪.‬‬

‫ب أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مّصَ ّدقُ الّذِي‬


‫فجاء ف كتاب ال سبحانه وتعال (وَهَـذَا كِتَا ٌ‬
‫َبيْ َن يَدَيْهِ َولِتُنذِ َر أُمّ اْل ُقرَى وَمَ ْن حَوَْلهَا وَالّذِي َن يُؤْ ِمنُو َن بِال ِخرَةِ يُ ْؤمِنُو َن ِبهِ وَهُمْ‬
‫صلَِتهِ ْم ُيحَا ِفظُونَ( النعام الية [ ‪]92‬‬
‫َعلَى َ‬

‫كما جاء ف سورة القصص‪ ,‬وهنا اشل واعم الية ‪َ (59‬ومَا كَانَ رَّبكَ ُم ْه ِلكَ‬
‫الْ ُقرَى حَتّى َيبْعَثَ فِي ُأ ّمهَا َرسُولً َي ْتلُو َعلَ ْيهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنّا ُم ْهلِكِي الْ ُقرَى إِلّا‬
‫وَأَ ْه ُلهَا ظَاِلمُو َن ( القصص الية] ‪[ 59‬‬

‫وكذلك ف قوله عز وجل ( َوكَذَِلكَ أَ ْوحَ ْينَا إِلَ ْيكَ ُقرْآنا َعرَبِيّا لّتُن ِذرَ أُمّ الْ ُقرَى‬
‫جمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ َفرِيقٌ فِي اْلجَنّةِ وَ َفرِيقٌ فِي السّ ِعيِ)‬
‫َومَ ْن حَوَْلهَا وَتُنذِ َر َيوْمَ اْل َ‬
‫الشورى الية] ‪[ 7‬‬

‫‪18‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫الشكل رقم ‪ )01( :‬مبدأ التواصل العمراني‬

‫‪ -‬قرى ظاهرة ‪-‬‬ ‫قرى مباركة‬

‫‪19‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪.5 -‬التصنيف القرآن للتجمعات الضرية‬

‫فعلى غرار التصنيفات العديدة الوضوعة من طرف أهل الختصاص ‪,‬ماولة‬


‫منهم لفهم ظاهرة العمران ‪ .‬فانا ند منهم من يصنف الدن بسب دورها‬
‫وتأثيها على الدن الخرى إل مدن ( ‪ , ) GENERATRICES‬و أخرى (‬
‫‪. )PARASITIQUES‬‬

‫كما يذهب آخرون إل بناء تصنيفهم على أساس ثقاف ‪ ,‬فيسمي مدن‬
‫(‪ )HETEROGENIQUES‬وأخرى (‪)HORTHOGENIQUES‬‬

‫كما أن هناك من يعتمد ف تصنيفه على الانب القتصادي فيضع مدن ف خانة‬
‫الدن (‪ )PREINDSTRIELLES‬وأخرى (‪ )INDISTRIELLES‬وكذلك‬
‫(‪.)METROPOLITAINES‬‬
‫لكن تبقى كل هاته التصنيفات وغيها ناقصة وعاجزة أمام حصر وتصنيف‬
‫ظاهرة العمران بسب اختلفها من مكان إل آخر ومن منطقة أو إقليم إل‬
‫غيه ‪.‬‬
‫غي أننا نلمس ف ظلل آي القرآن تصنيفا حكيما هو ‪:‬‬
‫‪-1‬القرى الباركة‬
‫‪-2‬القرى الظاهرة‬
‫‪-3‬أم القرى‬

‫‪20‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫مصداقا لقوله سبحانه وتعال ( َوجَ َعلْنَا بَيَْنهُمْ وَبَ ْينَ الْ ُقرَى الّتِي بَا َركْنَا فِيهَا ُقرًى‬
‫ظَا ِهرَةً َوقَدّرْنَا فِيهَا السّ ْي َر ِسيُوا فِيهَا لَيَاِليَ وَأَيّاما آمِنِي ) سبأ الية] ‪[ َ 18‬‬

‫وكذلك قوله ف سورة الشورى الية رقم ‪َ ( :7‬وكَذَِلكَ أَ ْوحَ ْينَا إِلَ ْيكَ ُقرْآنا‬
‫جنّةِ‬
‫ب فِيهِ َفرِيقٌ فِي اْل َ‬
‫جمْ ِع لَا رَيْ َ‬
‫َعرَبِيّا لّتُنذِ َر أُمّ اْل ُقرَى وَمَ ْن حَوَْلهَا وَتُن ِذ َر يَوْمَ اْل َ‬
‫وَ َفرِي ٌق فِي السّعِي )‪ِ.‬‬

‫فال سبحانه وتعال قسم القرى إل قسمي ‪ :‬قرى مباركة ‪,‬جعل بينها قرى‬
‫ظاهرة‪ ,‬وكلها لا دور تكاملي ف توفي الواصلت فيما بينها ‪,‬وتقيق المن‬
‫با يضمن تواصل التفاعل الركي فيما بينها‪ ,‬بغية تطوير العمران وتقيق‬
‫الستقرار ‪.‬‬

‫إذن القرى الباركة هي القرى المنة الطمئنة الاصلة على أسباب العيش‬
‫والرخاء ‪.‬‬
‫وأما القرى الظاهرة فهي القرى التوّضعة الواحدة تلوى الخرى أي التصلة‬
‫بيث تضمن طرق التصال والمن بينها وبي القرى الباركة ‪ ,‬فهي بثابة هزة‬
‫الوصل ‪.‬‬

‫والقيقة أن هذا التصنيف يعتب كامل شامل ‪ ,‬بإمكانه أن يتوي أو ينضوي‬


‫تت مضماره أي تصنيف آخر مهما كان نوعه أو ميزته ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫فالتصنيف هنا جاء معبا عن ماهية الصنف من حيث أدائه العمران وتسيده‬
‫لبادئ العمران العامة ‪.‬‬

‫أما تصنيف القرية بأم القرى ‪ ,‬فهو تبيان لنواع التجمعات الضرية من حيث‬
‫الدور والجم و التأثي ‪.‬‬

‫ولذا ند ف تقدير الول عز وجل أن إنزال الكتاب أو النذار ‪,‬أو إرسال‬


‫الرسل كما ورد ف اليات السالفة الذكر (النعام ‪ ,‬القصص‪ ,‬الشورى ) إل‬
‫أم القرى يكون أفضل واشل لا لا من تأثي على مموع القرى الخرى ‪.‬‬

‫ولو أن المر ت ف قرية غيها لكانت العملية مدودة ف رقعة معينة دون‬
‫غيها ‪ ,‬فمثل ذلك كمثل العواصم حاليا إذ تشكل مراكز القرار السياسي‬
‫والثقاف والعلمي وغيها ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫الشكل رقم‪ )01( :‬مبدأ التركيب العمراني‬

‫محور زراعي‬ ‫محور تجاري‬


‫محور صناعي‬ ‫محور ثقافي‬

‫‪23‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪.6 -‬معايي التحضر البشري ف القرآن الكري‬

‫يصف الكثي من الناس أهل القرية بالعراب ‪ ,‬وأنم أصحاب الريف غلظ‬
‫الطباع ‪ ,‬وإنم ليسوا أصحاب حضارة إل آخره من الصفات ‪ ,‬مستدلي‬
‫بالية الذكورة ف سورة يس ف قوله عز وجل (ِإذْ َأرْ َسلْنَا إِلَ ْي ِهمُ اثْنَيْنِ‬
‫ث فَقَالُوا إِنّا ِإلَيْكُم ّمرْ َسلُونَ( يس الية] ‪[ 14‬‬
‫فَ َكذّبُوهُمَا َف َع ّززْنَا بِثَاِل ٍ‬

‫ففي زعمهم أن ال بعث بذا القدر من النبياء لن أهل القرى ذوو طباع‬
‫متعنتة جاحدة كافرة‪ ,‬ف حي يذكرون أن الرجل ف نفس السورة الذي جاء‬
‫من أقصى الدينة كان متحضرا مدرك للحقيقة طيع النفس والسريرة إل آخره‬
‫من الصفات الستلطفة ‪.‬‬

‫والتتبع لذا الطرح يعتقد أن الدينة مكان للتحضر والتمدن وان القرية هي‬
‫البدو والتخلف ‪ ,‬وسوء الطباع ‪ .‬غي أن القيقة مالفة لذلك تاما ‪.‬‬

‫فالقرية هي عبارة عن مدينة كبية ‪ ,‬وهي تعد جزء من القرية فقد تكون قلعة‬
‫كبية أو نواة تتكون باتساعها القرية ‪ ,‬واسم الدينة هو مايرادفها بالفرنسية (‬
‫‪ )LA CITE‬بينما اسم الدينة ف حاضرنا هو ما يرادفه بالقرية كما سنبي‬
‫ذلك لحقا ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫فاسم الدينة ف عصرنا الال يطلق على التجمعات البشرية وفق خصائص‬
‫ومعايي تص كل بلد ‪ ,‬وكل إقليم ‪ ,‬فمنها ما تعتمد على عدد السكان‬
‫كفرنسا مثل لكل ‪ 2000‬ساكن ‪ ,‬والدانارك لكل ‪ 200‬ساكنا ‪ ,‬بينما اليابان‬
‫لكل ‪ 50.000‬ساكن ‪ ,‬وهناك من الدول الت تضيف معايي أخرى كالعيار‬
‫القتصادي أو العيار الضري ‪.‬‬

‫غي أننا نرى ف القرآن الكري توجد قرية واحدة انعم ال عليها ‪,‬وهي قرية‬
‫يونس عليه السلم ‪ ,‬وهي كما ورد ف سورة الصافات تزيد عن ‪100.000‬‬
‫ساكن فقال سبحانه وتعال ‪ ( :‬وَأَ ْر َسلْنَا ُه إِلَى مَِئةِ أَْلفٍ أَ ْو َيزِيدُونَ( الصافات‬
‫الية ]‪[ 147‬‬

‫واستنادا لا ذكر ف القرآن فانه يكن إياد أسباب الرخاء ‪ ,‬والتعة ‪,‬‬
‫والزدهار ضمن هذا العدد السكان كما ثبت ليونس عليه السلم ‪.‬‬

‫لدى فان اعتقد انه يكن اعتماد هذا الرقم كمعيار لتحديد التجمعات البشرية‬
‫كقرى أو مدن بسب الصطلح الديث للمدينة ‪.‬‬

‫فقد ورد ف كتاب ال قوله تأكيدا لا تقدم ( َفلَ ْولَ كَانَتْ َقرَْي ٌة آمَنَتْ فََنفَ َعهَا‬
‫ل ْزيِ فِي اْلحَيَاةَ الدّنْيَا‬
‫شفْنَا عَ ْنهُمْ عَذَابَ ا ِ‬
‫س َلمّا آمَنُواْ كَ َ‬
‫إِيَاُنهَا ِإلّ قَوْ َم يُونُ َ‬
‫َومَتّ ْعنَاهُ ْم إِلَى حِيٍ( يونس الية] ‪[ 98‬‬

‫‪25‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ويعتب العدد السكان مئة ألف (‪ )100.000‬رقما مرجعيا يعتمد عليه العمرانيي‬
‫ف إجراء دراسات مقارنة لصيورة ظاهرة العمران ف العال العاصر نذكر منهم‬
‫(‪ )GERALD BREESE‬ف كتابه ‪URBANISTION ET( :‬‬
‫‪ ) TRADITION‬حيث يقول ‪( :‬الهتمام كان دائما موجه إل التجمعات‬
‫البشرية الت تتضمن ‪ 100.000‬ساكن ‪ .‬فبالضافة إل هذا التوجه فهي تشكل‬
‫مؤشرات خاصة تعتب ذات درجة حقيقية للعمران )‪.‬‬

‫زيادة إل هذا العيار العددي للتجمعات البشرية ند أن العيار الضري‬


‫يكتسي أهية بالغة‪ ,‬فكثي ما أقرن اسم القرية ف القرآن الكري بعالها‬
‫الضرية‪ ,‬وهو الثر الدال على وجودها ‪ ,‬ودرجة تضرها وكمثال على‬
‫ذلك قوله عز وجل (َفكَأَيّن مّن َقرَْيةٍ أَ ْه َلكْنَاهَا وَ ِهيَ ظَاِل َمةٌ َف ِهيَ خَاوَِي ٌة َعلَى‬
‫صرٍ مّشِيدٍ الج الية] ‪.[ 45‬‬
‫ُعرُو ِشهَا وَبِ ْئ ٍر مّ َع ّطلَةٍ َوقَ ْ‬

‫ب ‪.‬إشكالية القـريـة والـمـدينة ‪-‬‬

‫‪.1‬اليـات الـواردة ف القـرآن‬

‫‪26‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ا‪ -‬الـــديـنـة‬

‫‪ ‬قَالَ ِف ْرعَ ْو ُن آمَنتُم ِبهِ قَ ْب َل أَن آذَ َن َلكُمْ ِإنّ هَـذَا َل َم ْكرٌ ّم َكرُْتمُوهُ‬
‫ف َت ْع َلمُو َن [ العراف الية‬
‫خ ِرجُواْ مِ ْنهَا أَ ْه َلهَا فَسَوْ َ‬
‫فِي اْلمَدِيَن ِة لُِت ْ‬
‫‪]123‬‬

‫‪‬وَ ِممّ ْن حَوَْلكُم مّ َن ا َل ْعرَابِ مُنَا ِفقُونَ َومِ ْن أَ ْهلِ اْلمَدِينَ ِة َم َردُواْ َعلَى‬
‫ق لَ َت ْع َل ُمهُمْ َنحْ ُن َن ْع َلمُهُ ْم سَنُعَذُّبهُم ّمرَّتيْ ِن ثُ ّم ُي َردّونَ إِلَى‬
‫النّفَا ِ‬
‫ب َعظِيمٍ [ التوبة الية ‪]101‬‬
‫عَذَا ٍ‬

‫خلّفُوْا عَن ّرسُولِ‬


‫ب أَن يََت َ‬
‫‪‬مَا كَا َن لِأَ ْهلِ اْلمَدِيَنةِ وَ َمنْ حَ ْوَلهُم مّ َن ا َل ْعرَا ِ‬
‫س ِه ذَِلكَ بِأَّنهُ ْم لَ يُصِيُبهُمْ َظمَأٌ َولَ َنصَبٌ‬
‫سهِ ْم عَن نّفْ ِ‬
‫ال ّلهِ َولَ َي ْرغَبُوْا بِأَنفُ ِ‬
‫خمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ َو َل َيطَؤُو َن مَوْطِئا َيغِيظُ اْل ُكفّارَ َو َل يَنَالُو َن مِنْ‬
‫َولَ َم ْ‬
‫ي[‬
‫ب َلهُم بِ ِه َع َملٌ صَاِلحٌ ِإ ّن ال ّلهَ َل يُضِي ُع َأ ْجرَ اْل ُمحْسِنِ َ‬
‫ل ِإ ّل كُتِ َ‬
‫عَدُ ّو نّ ْي ً‬
‫التوبة الية ‪]120‬‬

‫سهِ قَ ْد شَ َغ َفهَا‬
‫‪‬وَقَالَ ِنسْوَةٌ فِي اْلمَدِينَ ِة ا ْمرَأَةُ الْ َعزِي ِز ُترَا ِودُ فَتَاهَا عَن نّفْ ِ‬
‫ي [ يوسف الية ‪]30‬‬
‫للٍ مّبِ ٍ‬
‫ضَ‬‫حُبّا إِنّا لََنرَاهَا فِي َ‬

‫شرُو َن [ الجر الية ‪]67‬‬


‫‪َ ‬وجَاء أَ ْهلُ اْلمَدِيَن ِة يَسْتَبْ ِ‬

‫‪َ ‬وكَذَِلكَ َبعَثْنَاهُ ْم ِليَتَسَاءلُوا بَ ْيَنهُمْ قَالَ قَاِئلٌ مّ ْنهُمْ كَ ْم لَِبثْتُمْ قَالُوا َلبِثْنَا‬
‫ض يَوْمٍ قَالُوا رَّبكُ ْم َأ ْعلَمُ ِبمَا لَبِ ْثتُمْ فَابْعَثُوا َأحَ َدكُم ِبوَرِ ِقكُمْ‬
‫َيوْما أَ ْو َبعْ َ‬

‫‪27‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫هَذِهِ ِإلَى اْلمَدِيَنةِ َفلْيَن ُظ ْر أَّيهَا أَ ْزكَى طَعَاما َفلْيَأِْتكُم ِبرِ ْزقٍ مّ ْنهُ‬
‫وَلْيََت َل ّطفْ وَلَا يُشْ ِع َر ّن ِبكُمْ َأحَدا [ الكهف الية ‪]19‬‬

‫‪‬وَأَمّا اْلجِدَا ُر َفكَانَ ِل ُغلَامَيْ ِن يَتِيمَيْنِ فِي اْلمَدِينَ ِة َوكَانَ َتحَْت ُه َكنٌ ّل ُهمَا‬
‫خ ِرجَا‬
‫َوكَانَ أَبُو ُهمَا صَالِحا فَأَرَادَ رَّبكَ َأ ْن يَ ْب ُلغَا َأشُدّ ُهمَا وََيسَْت ْ‬
‫سطِع‬
‫َكنَ ُهمَا َر ْحمَةً مّن رّّبكَ وَمَا َف َعلْتُ ُه عَ ْن َأ ْمرِي ذَِلكَ تَأْوِيلُ مَا لَ ْم تَ ْ‬
‫ّعلَ ْيهِ صَبْرا [ الكهف الية ‪]82‬‬

‫ص ِلحُونَ‬
‫‪َ ‬وكَانَ فِي اْلمَدِيَن ِة تِسْ َعةُ رَ ْهطٍ ُيفْسِدُونَ فِي الَْأ ْرضِ وَلَا يُ ْ‬
‫[ النمل الية ‪]48‬‬

‫ي غَ ْف َلةٍ مّ ْن أَ ْه ِلهَا فَ َوجَدَ فِيهَا َر ُجلَيْنِ يَقَْتِتلَانِ‬


‫‪َ ‬و َدخَلَ اْلمَدِينَ َة َعلَى حِ ِ‬
‫هَذَا مِن شِيعَتِهِ َوهَذَا مِ ْن عَدُوّ ِه فَاسْتَغَاثَهُ الّذِي مِن شِيعَِت ِه َعلَى الّذِي‬
‫مِ ْن عَدُوّهِ فَ َو َكزَهُ مُوسَى َفقَضَى َعلَيْهِ قَالَ هَذَا ِمنْ َع َملِ الشّ ْيطَا ِن إِنّهُ‬
‫ي [ القصص الية ‪]15‬‬
‫ضلّ مّبِ ٌ‬
‫عَدُ ّو مّ ِ‬

‫صرَ ُه بِالْأَمْسِ‬
‫‪‬فََأصَْبحَ فِي اْلمَدِيَن ِة خَائِفا يََترَقّبُ فَِإذَا الّذِي اسْتَن َ‬
‫ي [ القصص الية ‪]18‬‬
‫ك لَ َغ ِويّ مّبِ ٌ‬
‫ص ِرخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِّن َ‬
‫ستَ ْ‬
‫يَ ْ‬

‫سعَى قَالَ يَا مُوسَى ِإنّ اْل َملَأَ يَأَْت ِمرُونَ‬


‫‪َ ‬وجَاء َر ُجلٌ مّ ْن َأقْصَى اْلمَدِينَ ِة يَ ْ‬
‫صحِيَ] القصص الية ‪[20‬‬
‫ج إِنّي َلكَ مِنَ النّا ِ‬
‫ك لَِيقُْتلُوكَ فَا ْخرُ ْ‬
‫ِب َ‬

‫‪28‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪َ‬لئِن لّ ْم يَنَتهِ اْلمُنَافِقُونَ وَالّذِينَ فِي ُقلُوِبهِم ّمرَضٌ وَاْل ُم ْرجِفُونَ فِي‬
‫اْلمَدِيَن ِة لَُن ْغرِيَّنكَ ِبهِ ْم ثُ ّم لَا ُيجَاوِرُوَنكَ فِيهَا إِلّا َقلِيلً] الحزاب الية‬
‫‪[ 60‬‬

‫سعَى قَالَ يَا َقوْمِ اتّبِعُوا اْل ُم ْرسَلِيَ]‬


‫‪َ ‬وجَاء مِ ْن أَقْصَى اْلمَدِيَنةِ َر ُجلٌ يَ ْ‬
‫[‬ ‫يس الية ‪20‬‬

‫خ ِرجَنّ الَْأ َعزّ ِم ْنهَا الَْأ َذلّ وَِللّهِ اْل ِعزّةُ‬


‫‪َ‬يقُولُونَ َلئِن ّرجَ ْعنَا ِإلَى اْلمَدِيَن ِة لَُي ْ‬
‫ي لَا َي ْع َلمُونَ ] النافقون الية [‬
‫وَِل َرسُولِهِ وَِل ْلمُ ْؤمِنِيَ وََلكِنّ اْلمُنَافِقِ َ‬
‫‪8‬‬

‫ب‪ -‬القـــــرية‬

‫وأما اليات الواردة ف شان القرية فنذكر اليات التالية ‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪( -‬أَ ْو كَالّذِي َم ّر َعلَى َقرْيَ ٍة وَ ِه َي خَاوِيَ ٌة َعلَى ُعرُو ِشهَا قَالَ أَّن َى ُيحْيِـي‬
‫ت َيوْما‬
‫هَـذِ ِه اللّ ُه بَعْ َد مَوِْتهَا فَأَمَاَت ُه اللّ ُه مِئَ َة عَا ٍم ثُ ّم بَعََثهُ قَا َل كَمْ َلبِثْتَ قَا َل لَبِثْ ُ‬
‫ك لَ ْم يَتَسَنّهْ‬
‫ت مِئَ َة عَامٍ فَان ُظ ْر إِلَى طَعَا ِمكَ َو َشرَاِب َ‬
‫ض يَوْ ٍم قَالَ بَل لّبِثْ َ‬
‫َأوْ بَعْ َ‬
‫ش ُزهَا ثُمّ‬
‫ج َع َلكَ آيَ ًة لّلنّاسِ وَان ُظرْ ِإلَى ال ِعظَامِ َك ْيفَ نُن ِ‬
‫وَان ُظرْ إِلَى ِحمَارِكَ وَلَِن ْ‬
‫َنكْسُوهَا َلحْما َف َلمّا تَبَيّنَ َلهُ قَا َل َأ ْعلَمُ َأ ّن اللّ َه َعلَى ُك ّل َشيْءٍ قَدِيرٌ ( البقرة‬
‫الية] ‪[ 259‬‬

‫ب أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مّصَ ّدقُ الّذِي بَيْ َن يَدَْيهِ وَلِتُنذِ َر أُمّ الْ ُقرَى َومَنْ‬
‫‪( -‬وَهَـذَا كِتَا ٌ‬
‫صلَِتهِمْ ُيحَا ِفظُونَ)‬
‫حَوَْلهَا وَالّذِي َن يُؤْ ِمنُو َن بِال ِخرَةِ يُ ْؤمِنُو َن ِبهِ وَهُ ْم َعلَى َ‬
‫النعام الية ‪[ ]92‬‬

‫جرِمِيهَا لَِي ْم ُكرُواْ فِيهَا َومَا َي ْم ُكرُو َن ِإلّ‬


‫‪َ ( -‬وكَذَِلكَ جَ َعلْنَا فِي ُكلّ َقرْيَ ٍة َأكَاِبرَ ُم َ‬
‫ش ُعرُونَ( النعام الية ] ‪[ 123‬‬
‫سهِمْ وَمَا يَ ْ‬
‫بِأَنفُ ِ‬

‫ك أَن لّ ْم َيكُن رّّبكَ ُم ْهلِكَ الْ ُقرَى ِب ُظلْمٍ وَأَ ْه ُلهَا غَا ِفلُونَ( النعام الية‬
‫‪( -‬ذَِل َ‬
‫[‪]131‬‬

‫‪30‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪َ ( -‬وكَم مّن َقرْيَ ٍة َأ ْه َلكْنَاهَا َفجَاءهَا بَ ْأسُنَا َبيَاتا أَوْ هُمْ قَآِئلُونَ ) العراف‬
‫الية] ‪[ 4‬‬

‫‪ -‬وَمَا كَانَ جَوَابَ َقوْ ِم ِه ِإلّ أَن قَالُوْا َأ ْخرِجُوهُم مّن َقرْيَِتكُ ْم إِّنهُ ْم أُنَاسٌ‬
‫َيَت َطهّرُونَ( العراف الية [ ‪]82‬‬

‫ك يَا ُشعَيْبُ وَالّذِينَ آمَنُواْ‬


‫خ ِرجَّن َ‬
‫‪( -‬قَالَ اْل َملُ الّذِي َن اسَْتكَْبرُوْا مِن قَ ْومِ ِه لَُن ْ‬

‫مَ َعكَ مِن َقرْيَتِنَا أَ ْو لََتعُو ُد ّن فِي ِملّتِنَا قَا َل أَوََلوْ ُكنّا كَارِهِيَ( العراف الية‬

‫[‬ ‫‪]88‬‬

‫ضرّاء َل َع ّلهُمْ‬
‫‪( -‬وَمَا أَ ْر َسلْنَا فِي َقرْيَ ٍة مّن نِّب ّي ِإلّ َأخَذْنَا َأ ْه َلهَا بِالْبَ ْأسَاء وَال ّ‬
‫ض ّرعُونَ) العراف الية ]‪[ 94‬‬
‫يَ ّ‬

‫سمَاءِ‬
‫‪( -‬وَلَ ْو َأ ّن أَ ْهلَ الْ ُقرَى آمَنُوْا وَاتّقَواْ لَفََتحْنَا َعلَ ْيهِم َب َركَاتٍ مّ َن ال ّ‬
‫وَالَ ْرضِ َولَـكِن كَذّبُواْ فََأخَذْنَاهُم ِبمَاكَانُوْا َيكْسِبُونَ العراف الية ‪[ ]96‬‬

‫‪31‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪َ( -‬أفَأَمِ َن َأ ْهلُ اْل ُقرَى أَن يَأْتَِيهُ ْم بَ ْأسُنَا بَيَاتا وَهُ ْم نَآِئمُونَ( العراف الية[ ‪]97‬‬

‫ضحًى وَهُ ْم َي ْلعَبُونَ( العراف الية‬


‫‪َ( -‬أوَ أَمِ َن َأ ْهلُ اْل ُقرَى أَن يَأْتَِيهُ ْم بَ ْأسُنَا ُ‬
‫[ ‪]98‬‬

‫ص َعلَ ْيكَ مِ ْن أَنبَآِئهَا وََلقَدْ جَاءْتهُمْ ُر ُس ُلهُم بِاْلبَيّنَاتِ َفمَا‬


‫‪ِ( -‬ت ْلكَ اْل ُقرَى َنقُ ّ‬
‫ك َيطْبَ ُع ال ّلهُ َع َلىَ ُقلُوبِ اْلكَا ِفرِينَ)‬
‫كَانُوْا لُِيؤْمِنُوْا ِبمَا كَذّبُواْ مِن َق ْبلُ كَذَِل َ‬
‫العراف الية [‪]101‬‬

‫ث شِئْتُمْ وَقُولُوْا ِحطّةٌ‬


‫‪( -‬وَِإذْ قِيلَ َلهُ ُم ا ْسكُنُواْ هَـذِهِ الْ َقرْيَ َة َو ُكلُواْ مِ ْنهَا حَيْ ُ‬
‫وَا ْدخُلُواْ اْلبَابَ ُسجّدا نّغْ ِف ْر َلكُمْ َخطِيئَاِتكُ ْم سََنزِيدُ اْل ُمحْسِنِيَ( العراف الية‬
‫‪[ ]161‬‬

‫ت ِإذْ‬
‫حرِ ِإ ْذ يَعْدُونَ فِي السّبْ ِ‬
‫ضرَةَ الَْب ْ‬
‫‪( -‬وَاسْأَْلهُمْ عَنِ الْ َقرَْيةِ الّتِي كَانَتْ حَا ِ‬
‫سبِتُو َن َل تَأْتِيهِ ْم كَذَِلكَ نَ ْبلُوهُم ِبمَا‬
‫تَأْتِيهِمْ حِيتَاُنهُ ْم يَوْ َم سَبِْتهِ ْم ُشرّعا َويَوْ َم لَ يَ ْ‬
‫سقُونَ العراف الية[ ‪]163‬‬
‫كَانُوا َيفْ ُ‬

‫‪32‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪َ ( -‬فلَ ْولَ كَانَتْ َقرَْي ٌة آمَنَتْ فََنفَ َعهَا إِيَاُنهَا ِإلّ قَوْ َم يُونُسَ َلمّا آمَنُوْا كَشَفْنَا‬
‫ل ْزيِ فِي اْلحَيَاةَ الدّنْيَا وَمَتّعْنَاهُ ْم إِلَى حِيٍ( يونس الية] ‪[ 98‬‬
‫عَ ْنهُ ْم عَذَابَ ا ِ‬

‫‪( -‬ذَِلكَ مِ ْن أَنبَاء اْل ُقرَى َنقُصّهُ َعلَ ْيكَ ِم ْنهَا قَآئِ ٌم َوحَصِيدٌ( هود الية ‪[ 100‬‬

‫ك ِإذَا َأخَذَ اْل ُقرَى وَ ِهيَ ظَاِلمَ ٌة ِإ ّن َأخْذَهُ أَلِي ٌم شَدِيدٌ هود‬
‫‪َ ( -‬وكَذَِلكَ َأخْذُ رَّب َ‬
‫الية] ‪[102‬‬

‫ص ِلحُونَ هود الية] ‪[117‬‬


‫‪( -‬وَمَا كَانَ رَّبكَ ِلُي ْهلِكَ الْ ُقرَى ِب ُظلْمٍ وَأَ ْه ُلهَا مُ ْ‬

‫‪( -‬وَاسَْألِ اْل َقرْيَةَ الّتِي كُنّا فِيهَا وَاْلعِ ْيرَ الّتِي أَقَْبلْنَا فِيهَا َوإِنّا َلصَادِقُونَ( يوسف‬
‫الية] ‪[82‬‬

‫‪33‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫سيُواْ‬
‫‪( -‬وَمَا أَ ْر َسلْنَا مِن قَ ْب ِلكَ ِإلّ ِرجَا ًل نّوحِي إِلَ ْيهِم مّ ْن أَ ْهلِ اْل ُقرَى أَ َفلَ ْم يَ ِ‬
‫فِي الَ ْرضِ فَيَن ُظرُواْ َك ْيفَ كَا َن عَاقِبَةُ الّذِينَ مِن َق ْب ِلهِمْ َولَدَا ُر ال ِخرَةِ خَ ْيرٌ‬
‫ّللّذِينَ اتّقَوْا َأ َفلَ َتعْ ِقلُونَ( يوسف الية[ ‪]109‬‬

‫‪ (-‬وَمَا َأ ْه َلكْنَا مِن َقرْيَ ٍة ِإلّ وََلهَا كِتَابٌ مّ ْعلُومٌ( الجر الية] ‪[ 4‬‬

‫ت آمِنَ ًة ّم ْطمَئِنّ ًة يَأْتِيهَا ِرزْ ُقهَا َرغَدا مّن ُكلّ َمكَانٍ‬


‫‪َ (-‬وضَ َربَ اللّهُ َمَثلً َقرْيَ ًة كَانَ ْ‬
‫ف ِبمَا كَانُوْا َيصْنَعُونَ‬
‫خوْ ِ‬
‫ت بِأَنْعُ ِم اللّ ِه فََأذَا َقهَا ال ّل ُه لِبَاسَ اْلجُوعِ وَاْل َ‬
‫َفكَ َف َر ْ‬
‫النحل الية [ ‪.]112‬‬

‫‪( -‬وَِإذَا َأ َردْنَا أَن ّن ْه ِلكَ َقرْيَ ًة أَ َمرْنَا مُ ْترَفِيهَا فَ َفسَقُوْا فِيهَا َفحَ ّق َعلَ ْيهَا اْلقَ ْولُ‬

‫فَدَ ّمرْنَاهَا تَدْمِيا( السراء الية[ ‪]16‬‬

‫‪( -‬وَإِن مّن َقرَْيةٍ ِإلّ َنحْ ُن ُم ْهلِكُوهَا قَ ْبلَ يَوْمِ الْ ِقيَا َمةِ َأوْ ُمعَذّبُوهَا عَذَابا شَدِيدا‬
‫سطُورا( السراء الية ‪[ ]58‬‬
‫كَا َن ذَلِك فِي اْلكِتَابِ مَ ْ‬

‫‪34‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪( -‬وَِت ْلكَ الْ ُقرَى أَ ْه َلكْنَاهُ ْم َلمّا َظ َلمُوا َوجَ َعلْنَا ِل َم ْه ِل ِكهِم مّ ْوعِدا) الكهف الية]‬
‫‪[ 59‬‬

‫ضيّفُو ُهمَا فَ َوجَدَا‬


‫‪( -‬فَان َطلَقَا حَتّى ِإذَا َأتَيَا أَ ْهلَ َقرْيَ ٍة اسَْتطْ َعمَا أَ ْه َلهَا فَأَبَوْا أَن يُ َ‬
‫ت لَاّتخَ ْذتَ َعلَ ْي ِه َأجْرا ( الكهف‬
‫فِيهَا جِدَارا ُيرِي ُد َأ ْن يَنقَضّ فَأَقَامَهُ قَا َل لَ ْو شِئْ َ‬
‫الية] ‪[ 77‬‬

‫ت قَ ْب َلهُم مّن َقرْيَ ٍة َأ ْه َلكْنَاهَا أَ َفهُ ْم يُؤْ ِمنُو َن ( النبياء الية ‪[ ]6‬‬
‫‪ (-‬مَا آمَنَ ْ‬

‫صمْنَا مِن َقرْيَ ٍة كَانَتْ ظَاِل َمةً وَأَنشَأْنَا بَعْ َدهَا قَوْما آ َخرِي َن ) النبياء‬
‫‪َ ( -‬وكَمْ قَ َ‬
‫الية] ‪.[11‬‬

‫‪ ( -‬وَلُوطا آتَيْنَا ُه ُحكْما َو ِعلْما وََنجّيْنَاهُ مِنَ اْل َقرْيَةِ الّتِي كَانَت تّ ْعمَلُ اْلخَبَائِثَ‬
‫إِّنهُ ْم كَانُوا َقوْ َم سَوْءٍ فَاسِقِيَ ( النبياء الية ‪[ ]74‬‬

‫‪35‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪َ ( -‬و َحرَامٌ َعلَى َقرَْي ٍة أَ ْه َلكْنَاهَا أَّنهُ ْم لَا َي ْرجِعُو َن ) النبياء الية] ‪[95‬‬

‫‪َ -‬فكَأَيّن مّن َقرَْيةٍ أَ ْه َلكْنَاهَا وَ ِهيَ ظَاِل َمةٌ َف ِهيَ خَاوَِي ٌة َعلَى ُعرُو ِشهَا وَبِ ْئ ٍر مّ َع ّطلَةٍ‬
‫صرٍ مّشِيدٍ( الج الية] ‪[ 45‬‬
‫وَقَ ْ‬

‫صيُ( الج‬
‫ت َلهَا وَ ِهيَ ظَاِلمَ ٌة ثُ ّم َأخَذُْتهَا وَإَِليّ اْلمَ ِ‬
‫‪َ -‬وكَأَيّن مّن َقرْيَ ٍة َأ ْملَيْ ُ‬
‫الية] ‪[48‬‬

‫‪( -‬وَلَقَ ْد أَتَوْا َعلَى الْ َقرَْيةِ الّتِي ُأ ْم ِط َرتْ َم َطرَ السّوْ ِء أَ َفلَ ْم َيكُونُوا َيرَوَْنهَا َبلْ‬
‫كَانُوا لَا َي ْرجُو َن نُشُورا( الفرقان الية ]‪[ 40‬‬

‫‪َ (-‬وَلوْ ِشئْنَا لََبعَثْنَا فِي ُك ّل قَرَْيةٍ َنذِيرا( الفرقان الية] ‪[51‬‬

‫‪36‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪َ (-‬ومَا َأ ْهلَكْنَا مِن َقرَْيةٍ إِلّا َلهَا مُن ِذرُونَ) الشعراء الية] ‪[ 208‬‬

‫ت ِإنّ اْل ُملُو َك ِإذَا َد َخلُوا َقرْيَ ًة أَ ْفسَدُوهَا َو َج َعلُوا َأ ِعزّةَ أَ ْه ِلهَا َأذِلّةً‬
‫‪ (-‬قَالَ ْ‬
‫ك يَ ْف َعلُونَ( النمل الية] ‪[34‬‬
‫َوكَذَِل َ‬

‫‪َ (-‬فمَا كَا َن جَوَابَ قَوْ ِم ِه إِلّا أَن قَالُوا َأ ْخ ِرجُوا آلَ لُوطٍ مّن َقرْيَِتكُ ْم إِّنهُمْ أُنَاسٌ‬
‫يََت َط ّهرُونَ( النمل الية ]‪. [ 56‬‬

‫سكَن مّن‬
‫‪َ (-‬وكَمْ َأ ْه َلكْنَا مِن َقرَْيةٍ َب ِط َرتْ َمعِيشََتهَا فَِت ْلكَ مَسَاكُِنهُ ْم لَ ْم تُ ْ‬
‫َبعْدِهِ ْم إِلّا َقلِيلً َوكُنّا َنحْنُ اْلوَارِثِيَ) القصص الية ] ‪[58‬‬

‫‪َ (-‬ومَا كَانَ َرّبكَ ُم ْهلِكَ اْل ُقرَى َحتّى يَ ْب َعثَ فِي ُأ ّمهَا رَسُو ًل يَ ْتلُو‬
‫َعلَ ْي ِهمْ آيَاتِنَا َومَا كُنّا ُم ْهلِكِي اْل ُقرَى ِإلّا وََأ ْه ُلهَا ظَالِمُو َن ) القصص‬
‫الية] ‪[ 59‬‬

‫شرَى قَالُوا إِنّا ُم ْهلِكُو أَ ْهلِ هَذِهِ اْل َقرْيَ ِة ِإنّ‬


‫‪ (-‬وََلمّا جَاءتْ ُر ُسلُنَا إِْبرَاهِي َم بِالْبُ ْ‬
‫َأ ْه َلهَا كَانُوا ظَاِلمِيَ( العنكبوت الية[ ‪]31‬‬

‫‪37‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪ (-‬إِنّا ُمنِلُو َن َعلَى أَ ْهلِ هَذِهِ اْل َقرْيَةِ ِرجْزا مّنَ ال ّ‬


‫سمَاءِ ِبمَا كَانُوا َيفْسُقُونَ(‬
‫[ ‪]34‬‬ ‫العنكبوت الية‬

‫‪ (-‬وَ َج َعلْنَا بَيَْن ُهمْ َوبَيْنَ اْلقُرَى الّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَا ِهرَ ًة َو َق ّدرْنَا‬
‫فِيهَا السّ ْيرَ ِسيُوا فِيهَا َليَالِ َي وََأيّاما آمِنِي) سبأ الية] ‪[ َ 18‬‬

‫‪َ (-‬ومَا َأرْ َسلْنَا فِي َقرَْيةٍ مّن ّنذِيرٍ ِإلّا قَا َل مُ ْترَفُوهَا إِنّا ِبمَا ُأرْ ِسلْتُم ِبهِ‬
‫كَا ِفرُونَ( سبأ الية] ‪[34‬‬

‫صحَابَ الْ َقرَْيةِ ِإذْ جَاءهَا اْل ُم ْر َسلُونَ( يس الية [ ‪]13‬‬


‫ل َأ ْ‬
‫ب َلهُم مَّث ً‬
‫ضرِ ْ‬
‫‪ (-‬وَا ْ‬

‫ك ُقرْآنا َعرَبِيّا لّتُن ِذرَ ُأمّ اْل ُقرَى َومَنْ َح ْوَلهَا‬


‫‪( -‬وَ َكذَِلكَ َأوْ َحيْنَا إِلَ ْي َ‬
‫سعِيِ‬
‫َوتُن ِذرَ َي ْومَ الْجَمْ ِع لَا َرْيبَ فِيهِ َفرِي ٌق فِي اْلجَّنةِ َو َفرِي ٌق فِي ال ّ‬
‫الشورى الية] ‪[7‬‬

‫‪38‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫سيُواْ‬
‫‪( -‬وَمَا أَ ْر َسلْنَا مِن قَ ْب ِلكَ ِإلّ ِرجَا ًل نّوحِي إِلَ ْيهِم مّ ْن أَ ْهلِ اْل ُقرَى أَ َفلَ ْم يَ ِ‬
‫فِي الَ ْرضِ فَيَن ُظرُواْ َك ْيفَ كَا َن عَاقِبَةُ الّذِينَ مِن َق ْب ِلهِمْ َولَدَا ُر ال ِخرَةِ خَ ْيرٌ‬
‫ّللّذِينَ اتّقَوْا َأ َفلَ َتعْ ِقلُونَ( يوسف الية[ ‪]109‬‬

‫ك مَا َأرْ َسلْنَا مِن قَ ْب ِلكَ فِي َقرَْيةٍ مّن ّنذِيرٍ ِإلّا قَا َل مُ ْترَفُوهَا إِنّا‬
‫‪ (-‬وَ َكذَِل َ‬
‫وَ َجدْنَا آبَاءنَا َعلَى ُأ ّمةٍ َوإِنّا َعلَى آثَا ِرهِم ّمقَْتدُونَ ( الزخرف الية]‬
‫[‬ ‫‪23‬‬

‫‪َ (-‬وقَالُوا َلوْلَا ُنزّ َل َهذَا اْل ُقرْآنُ َعلَى رَجُ ٍل مّنَ اْل َقرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (‬
‫الزخرف الية] ‪[31‬‬

‫‪39‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ص ّرفْنَا الْآيَاتِ َل َع ّل ُهمْ‬


‫‪َ ( -‬وَلقَدْ َأ ْهلَكْنَا مَا َحوْلَكُم مّنَ اْل ُقرَى وَ َ‬
‫الحقاف الية] ‪[27‬‬ ‫َيرْ ِجعُونَ)‬

‫صرَ‬
‫ك أَ ْه َلكْنَاهُمْ َفلَا نَا ِ‬
‫‪َ ( -‬وكَأَيّن مّن َقرْيَةٍ ِه َي َأشَدّ قُوّ ًة مّن َقرْيَِتكَ الّتِي َأ ْخ َرجَتْ َ‬
‫َلهُم( ممد اليةْ[ ‪]13‬‬

‫‪( -‬مّا َأفَاء ال ّلهُ َعلَى رَسُوِلهِ مِنْ َأ ْهلِ اْل ُقرَى َف ِللّ ِه وَلِلرّسُو ِل وَِلذِي‬
‫ي وَابْ ِن السّبِيلِ كَيْ لَا يَكُو َن دُوَلةً بَيْنَ‬
‫اْلقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِ ِ‬
‫خذُو ُه َومَا َنهَا ُكمْ عَ ْن ُه فَانَتهُوا‬
‫اْلأَغْنِيَاء مِن ُك ْم َومَا آتَا ُكمُ الرّسُو ُل فَ ُ‬
‫[‬ ‫وَاّتقُوا ال ّلهَ إِنّ ال ّلهَ َشدِيدُ اْل ِعقَابِ ( الشر الية ‪]7‬‬

‫‪( -‬لَا ُيقَاِتلُونَ ُكمْ جَمِيعا ِإلّا فِي ُقرًى مّحَصَّنةٍ َأ ْو مِن َورَاء ُج ُدرٍ َبأْ ُس ُهمْ‬
‫بَيَْن ُهمْ َشدِيدٌ َتحْسَُب ُهمْ جَمِيعا َو ُقلُوُب ُهمْ شَتّى َذِلكَ ِبَأّن ُهمْ َق ْومٌ لّا‬
‫َي ْع ِقلُون)َ الشر الية] ‪[ 14‬‬

‫‪40‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪( -‬وَ َكأَيّن مّن َقرَْيةٍ عََتتْ عَنْ َأ ْمرِ رَّبهَا َورُ ُس ِلهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابا‬
‫َشدِيدا وَ َعذّبْنَاهَا َعذَابا نّكْرا ( الطلق الية] ‪[ 8‬‬

‫ث شِئْتُمْ َرغَدا وَا ْدخُلُواْ‬


‫‪( -‬وَِإذْ ُقلْنَا ا ْد ُخلُواْ هَـذِهِ الْ َقرْيَ َة َف ُكلُواْ مِ ْنهَا حَيْ ُ‬
‫اْلبَابَ ُسجّدا َوقُولُوْا ِحطّ ٌة نّغْ ِف ْر َلكُ ْم َخطَايَاكُمْ َوسََنزِيدُ اْل ُمحْسِنِيَ( البقرة‬
‫الية] ‪[ 58‬‬

‫‪ (-‬وَمَا َلكُ ْم لَ ُتقَاِتلُونَ فِي سَبِي ِل اللّهِ وَاْلمُسَْتضْ َعفِيَ مِ َن ال ّرجَالِ وَالنّسَاء‬
‫وَالْوِلْدَانِ الّذِي َن َيقُولُونَ رَبّنَا َأ ْخ ِرجْنَا مِنْ هَـذِهِ اْل َقرْيَةِ الظّالِ ِم أَ ْه ُلهَا وَاجْعَل لّنَا‬
‫مِن لّدُنكَ وَلِيّا وَا ْجعَل لّنَا مِن لّدُنكَ نَصِيا( النساء الية] ‪[ 75‬‬

‫‪.2 -‬الـقـريــة حــضـر‬

‫‪41‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫لقـد علل الباحثون أن تطور الباديـة إل مـا يسـمى بالدينـة كان نتاج تطور‬
‫الهـن وتفرعهـا‪ ,‬وكذا تصـصها ‪,‬وكان نتاج كذلك تطور علقات الجتماع‬
‫إل درجة التعقيد‪ ,‬ما أسفر عن ظهور ما يسمى اللك و القضاء ‪.‬‬

‫و هذا التعليل ل نرده لكننا ننصف من خلله القرية الت كانت ومازلت تلفظ‬
‫على أنا مدلول و مصطلح يعب به عن الريف وعن البادية‪ ,‬غي أنا ل تيد ف‬
‫مفهومها كما وردت ف القرآن الكري عن تعليل الباحثي الذي ذكرناه ‪.‬‬

‫فلقد أقترن لفظ القرية بلفظ اللك ف قوله عز وجل على لسان ملكة سبأ ف‬
‫ت ِإنّ اْل ُملُو َك ِإذَا َد َخلُوا َقرْيَ ًة أَ ْفسَدُوهَا َو َج َعلُوا‬
‫سورة النمل الية –‪ (-34‬قَالَ ْ‬
‫ك َيفْ َعلُونَ (‪.‬‬
‫َأ ِعزّةَ َأ ْه ِلهَا َأذِلّةً َوكَذَِل َ‬

‫هذا القتران لزمه ف ملكة سليمان اختصاص ف الهن و الرف قوله عز‬
‫وجل ف سورة ص‪ُ ....( -37-‬كلّ بَنّاء َوغَوّاصٍ(‪.‬‬

‫كما استخدم إبان تلك الفترة طي الدهد ناقل للبيد ف قوله سبحانه وتعال‬
‫(ا ْذهَب بّكِتَابِي َهذَا َفأَْل ِقهْ إِلَ ْي ِهمْ ُثمّ َتوَلّ َع ْن ُهمْ فَان ُظ ْر مَاذَا َيرْجِعُونَ)‬
‫النمل الية] ‪[28‬‬

‫‪42‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ال مر الذي يعل نا ن ستنبط أن تلك الق بة ل ا معر فة بتق سيم الدوار وال هن‬
‫وهاته خاصية من أهم الصائص العمرانية للتجمع البشري ‪.‬‬

‫ويقابل هذا كله ف الهة الوازية مبدأ الحتكام إل الشورى لدى ملكة‬
‫ت قَاطِ َعةً َأمْرا حَتّى‬
‫سبأ (قَاَلتْ يَا َأّيهَا ا َل َلأُ َأفْتُونِي فِي َأ ْمرِي مَا كُن ُ‬
‫ش َهدُونِ ) النمل الية] ‪[32‬‬
‫تَ ْ‬

‫وهو أرقى سلوك ف السلطة و الكم ‪.‬‬

‫بالضافة إل ذلك ند تبادل الدايا (وَإِنّي ُم ْر ِسلَ ٌة إِلَ ْيهِم ِبهَدِيّ ٍة فَنَا ِظرَ ٌة بِمَ‬

‫َي ْرجِعُ اْل ُمرْ َسلُونَ ( النمل الية[ ‪ . ]35‬وهو سلوك حياة حضرية اجتماعية‬

‫جد متطورة ف حياة البشرية ‪.‬‬

‫إذن هذا القتران وهذا التق سيم ف ال هن ‪,‬و ف تطور ال سلوك الجتما عي و‬
‫تطور الكم يعلنا نيل بالكفة إل اعتبار أن القرية هي حضر وليست بادية ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ولقد ورد ف صفوة التفاسي لحمد علي الصابون ف شرح الية ‪-109 -‬‬
‫من سورة يوسف قوله عز وجل ( َومَا َأ ْر َسلْنَا مِن َق ْب ِلكَ ِإلّ ِرجَالً نّوحِي إِلَ ْيهِم‬
‫ف كَانَ عَا ِقبَةُ الّذِي َن مِن‬
‫سيُواْ فِي الَ ْرضِ فَيَن ُظرُوْا كَ ْي َ‬
‫مّ ْن أَ ْهلِ الْ ُقرَى أَ َفلَ ْم يَ ِ‬
‫ل تَ ْع ِقلُونَ( ‪.‬‬
‫قَ ْب ِلهِمْ وَلَدَا ُر ال ِخرَةِ خَ ْي ٌر ّللّذِينَ اتّقَوْا أَ َف َ‬

‫أن من أهل القرى‪ ,‬بعن من أهل الدن والمصار ل من أ هل البوادي ‪ ,‬وأن‬


‫ال ل يبعث نبيا من أهل البادية قط ‪.‬‬

‫وهذا تأكيـد على أن القريـة ليسـت الباديـة أو الريـف كمـا جرت العادة فـ‬
‫استعمال هذا الصطلح ‪.‬‬

‫‪- 3.‬‬ ‫الـقـريـة هـي الـمـديـنـة‬

‫‪44‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪-‬مـن خلل قراءتنـا لكتاب ال سـبحانه وتعال اسـتوقفتنا آيات بينات‬


‫جعلتنـا نتسـاءل عـن مفهومـي القريـة و الدينـة فـ كتاب ال سـبحانه‬
‫وتعال‪.‬‬

‫فوردت ف سورة الكهف الية –‪ -77‬قوله جل و علا(فَان َط َلقَا حَتّى ِإذَا أََتيَا‬
‫َأهْ َل َقرَْيةٍ ا ْستَ ْطعَمَا َأ ْه َلهَا َفأََبوْا أَن ُيضَّيفُوهُمَا َفوَ َجدَا فِيهَا ِجدَارا ُيرِيدُ‬
‫خ ْذتَ َع َل ْيهِ َأجْرا (‪.‬‬
‫ض َفأَقَامَ ُه قَالَ َلوْ ِش ْئتَ لَاتّ َ‬
‫أَنْ يَنقَ ّ‬

‫وجاء ف نفس السورة الية –‪ -82‬قوله تعال ( وََأمّا اْلجِدَارُ َفكَا َن لِ ُغلَا َميْنِ‬
‫َيتِيمَيْنِ فِي اْلمَدِيَنةِ َوكَانَ َتحَْت ُه َكنٌ ّل ُهمَا َوكَانَ أَبُو ُهمَا صَالِحا فََأرَادَ رَّبكَ َأنْ‬
‫خ ِرجَا َكنَ ُهمَا َر ْحمَةً مّن رّّبكَ وَمَا َف َعلْتُ ُه عَ ْن َأ ْمرِي ذَِلكَ‬
‫َي ْبلُغَا َأشُدّ ُهمَا وَيَسَْت ْ‬
‫سطِع ّعلَيْ ِه صَبْرا) الكهف الية[ ‪]82‬‬
‫تَ ْأوِيلُ مَا لَ ْم تَ ْ‬

‫هنا تساءلنا عن سر تطابق مفهومي القرية والدينة على السواء‪ .....‬؟؟؟‬

‫ابن كثي يعتب ف تفسيه للية –‪-82‬من سورة الكهف أن ذلك يعتب دليل‬
‫قاطع على انه يكن إطلق اسم القرية على الدينة وان القرية هي الدينة ‪.‬‬

‫كما نقرأ ف صفوة التفاسي لحمد علي الصابون ف تفسيه لقوله عز وجل‬
‫ف سورة يوسف ( وَقَا َل نِسْوَةٌ فِي اْلمَدِيَنةِ ا ْمرَأَةُ الْ َعزِي ِز ُترَا ِودُ فَتَاهَا عَن نّفْسِهِ‬
‫ضلَلٍ مِّبيٍ ) يوسف الية [‪]30‬‬
‫قَدْ َشغَ َفهَا حُبّا إِنّا َلَنرَاهَا فِي َ‬

‫‪45‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫قال نسوة ف الدينة ‪ ,‬أي قال جاعة من النساء ف مدينة مصر ‪.‬‬

‫هاته الدينة نفسها تسمى بالقرية ف تفسيه لقوله عز وجل (وَا سَْألِ اْل َقرْيَةَ‬
‫الّتِي كُنّ ا فِيهَا وَالْعِ ْيرَ الّتِي أَ ْقَبلْنَا فِيهَا وَإِنّ ا لَ صَادِقُونَ( يو سف ال ية] ‪, [82‬‬
‫حيث يوضح‪ :‬أي أسئل أهل مصر عن حقيقة ما حدث ‪.‬‬

‫وهو دليل آخر على أن الدينة هي القرية ‪...‬‬

‫وقد ورد ف جامع البيان ف تفسي القرآن للطبي قوله ف شرح سورة النساء‬
‫الية –‪ -75‬القرية كل مدينة تسمى قرية عند العرب ‪ ,‬وهي ف هذا الوضع‬
‫مكة ‪.‬‬
‫واسترسال ف مزيد من الفهم و التقصي ‪ ,‬ارتأينا أن نبحث عن مدلول هذين‬
‫الفهومي من حيث الانب اللغوي فوجدنا ف النجد ف اللغة والعلم طبعة‬
‫بيوت ‪ ,‬أن الدينة هي الصر الامع وان القرية كذلك هي جع الناس‪ ,‬وهي‬
‫الصر الامع أيضا ‪.‬‬

‫‪ .4 -‬الـقـريـة مـديـنـة كــبيـرة‬

‫‪46‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪-‬إن التأ مل ف اليات التال ية يدرك مل يا أن القر ية هي أ كب من الدي نة‬


‫وليس العكس فلقد ورد ف سور القرآن الكري قوله عز وجل‪:‬‬

‫شرُونَ) الجر الية[ ‪]67‬‬


‫ستَبْ ِ‬
‫( َوجَاء أَ ْهلُ اْلمَدِينَ ِة يَ ْ‬

‫سهِ قَ ْد شَ َغ َفهَا حُبّا إِنّا‬


‫(وَقَالَ ِنسْوَةٌ فِي اْلمَدِينَ ِة ا ْمرَأَةُ الْ َعزِي ِز ُترَا ِودُ فَتَاهَا عَن نّفْ ِ‬
‫ي يوسف الية [‪]30‬‬
‫للٍ مّبِ ٍ‬
‫ضَ‬‫َلَنرَاهَا فِي َ‬

‫( وََأمّا اْلجِدَارُ َفكَا َن لِ ُغلَامَيْ ِن يَتِيمَيْنِ فِي اْلمَدِينَةِ َوكَا َن َتحَْت ُه َكنٌ ّل ُهمَا َوكَانَ‬
‫خ ِرجَا َكنَ ُهمَا َر ْحمَةً مّن‬
‫أَبُو ُهمَا صَالِحا فََأرَادَ رَّبكَ َأ ْن يَ ْب ُلغَا َأشُدّ ُهمَا َويَسَْت ْ‬
‫سطِع ّعلَيْ ِه صَبْرا ) الكهف‬
‫رّّبكَ وَمَا َف َعلْتُ ُه عَ ْن أَ ْمرِي ذَِلكَ تَ ْأوِيلُ مَا لَ ْم تَ ْ‬
‫الية[ ‪]82‬‬

‫ص ِلحُونَ) النمل‬
‫ط ُيفْسِدُونَ فِي الْأَ ْرضِ وَلَا يُ ْ‬
‫( َوكَانَ فِي اْلمَدِيَنةِ تِسْ َعةُ رَهْ ٍ‬
‫الية[ ‪]48‬‬

‫وقوله كذلك ‪:‬‬

‫(وَلُوطا آتَيْنَا ُه ُحكْما َو ِعلْما وََنجّيْنَاهُ مِنَ اْل َقرْيَةِ الّتِي كَانَت تّ ْعمَلُ اْلخَبَائِثَ‬
‫إِّنهُمْ كَانُوا قَوْ َم سَوْءٍ فَا ِسقِيَ ( النبياء الية ‪[ ]74‬‬

‫‪47‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫( َومَا كَا َن جَوَابَ قَ ْومِ ِه ِإ ّل أَن قَالُوْا َأ ْخ ِرجُوهُم مّن َقرْيَِتكُ ْم إِّنهُمْ أُنَاسٌ‬
‫يََت َط ّهرُونَ( العراف الية [ ‪]82‬‬

‫( َفمَا كَانَ جَوَابَ قَ ْومِ ِه إِلّا أَن قَالُوا َأ ْخرِجُوا آلَ لُوطٍ مّن َقرْيَِتكُ ْم إِّنهُمْ‬
‫س يََت َط ّهرُونَ( النمل الية ]‪[ 56‬‬
‫أُنَا ٌ‬

‫شرَى قَالُوا إِنّا ُم ْه ِلكُو أَ ْهلِ هَذِهِ الْ َقرَْيةِ ِإنّ‬


‫(وََلمّا جَاءتْ ُر ُسلُنَا إِْبرَاهِي َم بِاْلبُ ْ‬
‫أَ ْه َلهَا كَانُوا ظَاِلمِيَ( العنكبوت الية[ ‪]31‬‬

‫ب وَالّذِي َن آمَنُواْ‬
‫خ ِرجَّنكَ يَا شُعَيْ ُ‬
‫(قَالَ اْل َملُ الّذِينَ ا ْسَتكَْبرُواْ مِن َقوْ ِم ِه لَُن ْ‬

‫َم َعكَ مِن َقرْيَتِنَا َأوْ لَتَعُو ُدنّ فِي ِملّتِنَا قَالَ أَوَلَ ْو كُنّا كَا ِرهِيَ( العراف‬

‫الية[ ‪]88‬‬

‫فنلحـظ أن ال سـبحانه وتعال يتناول الدينـة فـ سـياق اليات بصـيغة‬


‫الصوص ‪,‬ولا يتكلم عن القرية فإنه يتناولا بصفة العموم ما يدل على‬
‫أن القرية اشل وأوسع من الدينة ‪.‬‬

‫أ ضف إل ذلك فان ال سبحانه ل يطلق ا سم الدي نة على م كة ر غم أن ا‬


‫كانت ‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪-‬أكثر كثافة سكانية من الدينة النورة‬


‫‪-‬أكثر قوة ‪,‬وتارة‪ ,‬ونشاط‬
‫‪-‬أكثر شهرة ‪ ,‬ومقصدا للقبائل ف ترحالم وأسفارهم‬

‫بل إنا هي مكة سيت بالقرية ف قوله جل وعل (وَقَالُوا لَوْلَا ُن ّزلَ هَذَا‬
‫الْ ُقرْآنُ َعلَى َر ُجلٍ مّنَ اْل َقرْيَتَيْ ِن َعظِيمٍ) الزخرف الية] ‪ [31‬أي مكة و‬
‫الطائف ‪.‬‬

‫وكذلك ف قوله ‪َ ( :‬وكَأَيّن مّن َقرْيَةٍ ِه َي َأشَدّ قُوّ ًة مّن َقرْيَِتكَ الّتِي َأ ْخ َرجَتْكَ‬
‫َأ ْه َلكْنَاهُمْ َفلَا نَاصِ َر َلهُم( ممد اليةْ[ ‪]13‬‬

‫وسيت كذلك بأم القرى نظرا للخصائص الت تتميز با عن غيها من القرى‬
‫الخرى ‪.‬‬

‫ولو كا نت الدي نة ا كب من القر ية ل سميت ب ا م كة بدارة عن غي ها من‬


‫التجمعات البشرية الخرى ف تلك النطقة ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫–‪-82‬‬ ‫ولقد ذكر السيد قطب ف تفسيه ( ف ظلل القرآن ) الية رقم‬
‫من سورة يوسف( وَاسَْألِ الْ َقرَْيةَ الّتِي ُكنّا فِيهَا وَالْ ِع ْيرَ الّتِي َأقَْبلْنَا فِيهَا وَإِنّا‬
‫لَصَادِقُونَ ( يوسف الية] ‪[82‬‬

‫أن أ سئل أ هل القر ية أي بع ن أ هل م صر ‪ ,‬ويض يف أن القر ية ا سم للمدي نة‬


‫الكبية ‪.‬‬

‫‪ -‬ج‪.‬القــريـــة ف القرآن‬

‫‪ .1 -‬الـعـالــم الــضريــة للقــريــة‬

‫ال سبحانه وتعال ف سياق حدي ثه عن ال مم ال سالفة ل ستخلص ال عب كان‬


‫يشي إل معال حضرية قد ير عليها الغي مرور الكرام لكن أهل الختصاص‬
‫ت ستوقفهم وتدعو هم إل الوض ف مدلول ا ‪ ,‬وا ستخلص الك مة من ها ك ما‬
‫يلي ‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪ – 1‬باب القرية‬

‫ورد ذكرها ف كتاب الول عز وجل (وَِإذْ قِي َل َلهُمُ ا ْسكُنُواْ هَـذِهِ اْل َقرْيَةَ‬
‫ث شِئْتُ ْم وَقُولُوْا ِحطّةٌ وَا ْد ُخلُواْ الْبَابَ ُسجّدا نّغْ ِف ْر َلكُمْ‬
‫َو ُكلُوْا مِ ْنهَا حَيْ ُ‬
‫َخطِيئَاِتكُمْ سََنزِيدُ اْل ُمحْسِنِيَ ( العراف الية[ ‪]161‬‬

‫فالقرية هنا لا باب أو مدخل‪ ,‬وقد تكون باب فعلية أو تكون الطريق الؤدية‬
‫إل داخل القرية ‪.‬‬

‫كما ورد ذلك ف سورة يوسف حي أمر يعقوب أولده أل يدخلوا من باب‬
‫واحدة وان ادخلوا من أبواب متفرقة ( َوقَالَ يَا بَنِيّ لَ َتدْ ُخلُوْا مِن بَابٍ‬
‫وَا ِح ٍد وَادْ ُخلُوْا مِنْ َأْبوَابٍ مَّت َف ّرقَ ٍة َومَا أُغْنِي عَنكُم مّنَ ال ّلهِ مِن شَ ْيءٍ‬
‫ت وَ َعلَ ْيهِ َفلْيََتوَكّ ِل الْمَُتوَ ّكلُونَ( يوسف‬
‫إِ ِن الْحُ ْكمُ إِ ّل ِل ّلهِ َعلَ ْيهِ َتوَ ّك ْل ُ‬
‫الية] ‪[ 67‬‬

‫وكذلك ف قوله سبحانه وتعال (قَا َل رَجُلَ ِن مِنَ اّلذِي َن يَخَافُونَ أَْن َعمَ ال ّلهُ‬
‫ب َفِإذَا دَ َخلْتُمُو ُه َفإِنّ ُكمْ غَالِبُو َن وَ َعلَى ال ّلهِ‬
‫َعلَ ْيهِمَا ادْ ُخلُواْ َعلَ ْي ِهمُ اْلبَا َ‬
‫فََتوَ ّكلُواْ إِن كُنتُم ّم ْؤمِنِيَ ) الائدة الية] ‪[ 23‬‬

‫‪51‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وعلى ذ كر البواب ن ستخلص وجو با أن حدود القر ية معن ية ومددة ‪ ,‬و هي‬
‫بثابة تديد لرقعتها بالنسبة للبلد‪ .‬كما تعتب كذلك نقاط ومنافذ للتواصل مع‬
‫الحيط الارجي ‪.‬‬

‫‪ - 2‬الساكن والقصور‬

‫تعتـب مـن العال القويـة للتحضـر البشري ‪ ,‬ودليـل مادي على السـتقرار‬
‫والتعايش ‪.‬‬

‫شَتهَا فَِت ْلكَ‬


‫قال ال ف سورة القصص ( َوكَ ْم أَ ْه َلكْنَا مِن َقرْيَ ٍة َب ِط َرتْ مَعِي َ‬
‫سكَن مّن َبعْدِهِ ْم إِلّا َقلِيلً َوكُنّا َنحْنُ الْوَارِثِيَ ( القصص‬
‫مَسَاكُِنهُمْ لَمْ ُت ْ‬
‫الية ] ‪[58‬‬

‫وبالضافة إل الساكن هناك القصور كما ورد ف سورة الج (فَ َكأَيّن مّن‬
‫َقرَْيةٍ َأ ْهلَكْنَاهَا َوهِ َي ظَالِ َم ٌة فَهِيَ خَاوَِيةٌ َعلَى ُعرُو ِشهَا وَبِ ْئ ٍر ّمعَ ّطلَةٍ‬
‫صرٍ مّشِيدٍ( الج الية] ‪.[ 45‬‬
‫َوقَ ْ‬

‫ووجود الساكن والقصور يوحي بوجود تنظيم اجتماعي معي يتلف كليا عن‬
‫بساطة الجتماع البشري ف البادية ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪ – 3‬الــــبئر‬

‫هي عنوان لوجود الاء والياة وعامل قوي من عوامل الستقرار والتمدن ‪.‬‬
‫وهي احدى العال الساسية الت تي القرية بوجودها فقد ذكر الول ف كتابه‬
‫(ذَِلكَ مِ ْن أَنبَاء اْل ُقرَى َنقُصّهُ َعلَ ْيكَ ِم ْنهَا قَآئِ ٌم َوحَصِيدٌ( هود الية] ‪[ 100‬‬

‫فبالبئر تكون القرية قائمة ‪,‬وأما إذا جفت وانقطع ماؤها أضحت القرية كما‬
‫عب عنها القرآن حصيدا ‪ .‬أي عقيمة ل تصلح للعيش والجتماع ‪.‬‬

‫ونظرا لهية البئر ف الياة أضيفت إل نسب القوم فقال جل و عل ف سورة‬


‫س وَثَمُود ُ)‬
‫ح َوأَصْحَابُ ال ّر ّ‬
‫ت قَ ْب َلهُ ْم َقوْمُ نُو ٍ‬
‫ق الية ‪َ ( 12‬كذَّب ْ‬

‫فأصحاب الرس أي البئر ‪...‬‬

‫وبالضا فة إل كون البئر عامل مه ما ف هيكلة الح يط الفيزيائي للقر ية‪ ,‬ف قد‬
‫كانـت كذلك مددة لطرق ومرات القوافـل والسـافرين ‪ ,‬إذ شكلت عنصـر‬
‫ضمان لتواصل الشعوب فيما بينها‪ ,‬وساعدت النسان ف التغلب على قساوة‬
‫الناخ والتضاريس ‪.‬‬

‫‪ – 4‬الــــساحــــة‬

‫‪53‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫( َفإِذَا َنزَلَ بِسَاحَِت ِهمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُن َذرِينَ) الصافات الية] ‪.[177‬‬

‫يقول المام ابن جع فر ممد بن جر ير الطبي ف تفسيه نزل ب ساحتهم ‪,‬أي‬


‫بم ‪.‬‬

‫غيـ أنـ اعتقـد أن سـاحتهم هـو حيـز حضري وعنصـرا مكون للقريـة على‬
‫شاكلة (‪ )agora‬بالن سبة لليونانييـ ‪ ,‬و (‪ )forum‬بالن سبة للرومانييـ أو‬
‫أماكن العبادة عند المم الغابرة ‪.‬‬

‫‪ –5‬الســـواق‬

‫وهو مكان التبادل التجاري بعن البيع والشراء ‪ ,‬وهو احد العناصر الهيكلة‬
‫للقرية ‪.‬‬

‫يقول ال سبحانه وتعال ف سورة الفرقان (وَما َأرْ َسلْنَا قَ ْب َلكَ مِنَ الْ ُمرْ َسلِيَ‬
‫ق وَ َج َعلْنَا َبعْضَ ُكمْ لَِبعْضٍ‬
‫ِإلّا إِّن ُهمْ لََيأْ ُكلُونَ ال ّطعَا َم وَيَمْشُو َن فِي اْلأَ ْسوَا ِ‬
‫فِتَْنةً أََتصِْبرُونَ وَكَا َن رَّبكَ َبصِيا( الفرقان الية] ‪[ 20‬‬

‫وكذلك قوله ( َوقَالُوا مَالِ َهذَا الرّسُولِ َيأْكُ ُل ال ّطعَامَ َويَمْشِي فِي‬
‫اْلأَ ْسوَاقِ َل ْولَا أُنزِلَ ِإلَ ْيهِ َم َلكٌ فَيَكُو َن َمعَهُ َنذِيرا ) الفرقان الية] ‪[ 7‬‬

‫‪54‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وتعتب السواق الفضاء الؤهل بامتياز للحتكاك بي الناس الحليي والوافدين‬


‫‪ .‬في تم بين هم التبادل ف ال سلع والخبار والشعار ‪ ,‬فيش كل بذلك ال سوق‬
‫هزة التواصل بي الناس ‪,‬فضل عن أثره اللي ف الياة الجتماعية والتنظيمية‬
‫للقرية ‪.‬‬

‫‪ –6‬أماكـــن العــبــادة‬

‫هي الما كن القد سة ف القر ية وتع تب ذات أه ية روح ية كبية ‪,‬كثيا ما‬
‫انعكسـت على طبيعـة البناء الميـز ‪ ,‬الذي بقيـت آثاره شاهدة على تلك‬
‫العصور ‪.‬‬

‫فوجود أماكـن العبادة دللة لوجود نشاط اجتماعـي دينـ ‪ ,‬كثيا مـا تناوله‬
‫الرسامون والنحاتون ف أعمالم الفنية ‪.‬‬

‫وهذا نظرا لطغيانه على الياة العامة للجتماع البشري ف تلك الزمنة ‪.‬‬

‫وقد وردت آيات كثية تشي إل هاته الماكن ‪ ,‬نذكر منها على وجه الثال‬
‫حرَابِ‬
‫خرَجَ َعلَى َقوْ ِمهِ مِنَ الْمِ ْ‬
‫قوله سبحانه وتعال ف سورة مري (فَ َ‬
‫َفَأوْحَى إِلَ ْي ِهمْ أَن سَبّحُوا بُ ْكرَ ًة وَعَشِيّا( مري الية] ‪[11‬‬

‫‪55‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ك َأعَْثرْنَا َعلَ ْيهِ ْم لِيَ ْع َلمُوا َأنّ َوعْ َد اللّ هِ حَقّ‬


‫وكذلك ف سورة الكهف ( َوكَذَلِ َ‬
‫وَأَنّ ال سّاعَ َة لَا رَْي بَ فِيهَا ِإذْ يََتنَا َزعُو نَ َبيَْنهُ ْم َأ ْمرَهُ مْ َفقَالُوا اْبنُوا َعلَيْهِم بُنْيَانا‬
‫سجِدا ( الكهف‬
‫رّّبهُ ْم َأ ْعلَمُ ِبهِمْ قَالَ الّذِي َن َغلَبُوا َعلَى َأ ْمرِهِ ْم لَنَّتخِ َذنّ َعلَ ْيهِم مّ ْ‬
‫الية] ‪[ 21‬‬
‫وكذلك ف سورة الج الية ‪( 40‬اّلذِينَ أُ ْخرِجُوا مِن دِيَا ِر ِهمْ ِبغَ ْيرِ حَ ّق إِلّا‬
‫ضهُم بَِبعْضٍ ّل ُه ّدمَتْ‬
‫أَن َيقُولُوا رَبّنَا ال ّلهُ وََل ْولَا دَفْعُ ال ّلهِ النّاسَ َبعْ َ‬
‫صرَنّ‬
‫ص َلوَاتٌ َومَسَا ِجدُ ُيذْ َك ُر فِيهَا ا ْس ُم ال ّلهِ َكثِيا َولَيَن ُ‬
‫صوَامِعُ وَبِيَ ٌع َو َ‬
‫َ‬
‫صرُهُ إِ ّن ال ّلهَ َل َقوِيّ َعزِيزٌ)‪.‬‬
‫ال ّل ُه مَن يَن ُ‬

‫وقد لعبت دور العبادة أثرا مستحسنا ف تطور العمران ‪ ,‬وهذا لتهافت اللوك‬
‫والمراء على التمايز بينهم ف تثيلهم ‪ ,‬لا يعتقدون ما وراء الادة ‪.‬‬

‫فكانت عظمة هاته الواقع مستمدة من قوة التحضر والتطور لتلك القرى ‪.‬‬

‫‪ – 7‬الســـجـــن‬

‫حت السلوك غي السوي أو الخالف للقواني والتنظيمات التعامل با‪ ,‬كان له‬
‫اثـر على الطار الفيزيائي للتحضـر البشري ‪,‬والذي تثـل فـ إناز السـجون‬
‫كوسيلة ردعية لتقوي الخالفات ومعاقبة الناة ‪.‬‬

‫وهو كذلك يعتب احدى العناصر الشكلة للقرية أو الدينة ف معناها الديث ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ولقد ورد ذكره ف سورة يوسف ف قوله عز وجل (قَا َل َربّ السّجْنُ‬
‫صبُ ِإلَ ْيهِنّ‬
‫ص ِرفْ عَنّي َك ْي َدهُنّ أَ ْ‬
‫أَ َحبّ ِإلَ ّي مِمّا َيدْعُونَنِي ِإلَ ْيهِ َوإِلّ َت ْ‬
‫وَأَكُن مّنَ اْلجَا ِهلِيَ ( يوسف الية] ‪[ 33‬‬

‫وقوله كذلك ف نفس السورة ( َودَخَ َل َمعَهُ السّجْ َن فَتَيَانَ قَالَ أَ َح ُدهُمَا‬
‫ق رَأْسِي‬
‫صرُ َخمْرا َوقَالَ ال َخرُ إِنّي َأرَانِي أَحْمِ ُل َفوْ َ‬
‫ِإنّي َأرَانِي أَ ْع ِ‬
‫سنِي َ( يوسف‬
‫خُبْزا َتأْكُلُ الطّ ْيرُ مِ ْنهُ نَبّ ْئنَا بَِت ْأوِي ِلهِ إِنّا َنرَا َك مِنَ الْمُحْ ِ‬
‫[‪]36‬‬ ‫الية‬

‫إن وجود ال سجون مؤشر على وجود حياة اجتماع ية جد متطورة ‪ .‬فمعناه أن‬
‫هناك قضاء وحكم يقوم السلوك ‪ ,‬وينل العقوبات ‪.‬‬

‫وذاك تطور ف الجتماع البشري جد متقدم ‪.‬‬

‫‪ – 8‬الـــدائق والـــنان‬

‫وهـي الماكـن والسـاحات الضراء التـ تفـ القصـور والعمائر ‪ ,‬وتكون‬


‫منتزهـا و روضـة ‪ ,‬يتنفـس فيهـا التجول عذب النسـائم وعـبي الزهار‬

‫‪57‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫والرياحيـ ‪ ,‬ويغرس فيهـا أنواع الشجار الثمرة مـن نيـل و رمان وتفاح‬
‫وغيها ‪.‬‬

‫سكَِنهِمْ آَيةٌ جَنّتَانِ‬


‫سبَإٍ فِي مَ ْ‬
‫وقد ذكر ال سبحانه ف كتابه قوله ‪َ (:‬لقَ ْد كَانَ لِ َ‬
‫ب غَفُورٌ(‬
‫عَن َيمِيٍ َو ِشمَالٍ ُكلُوا مِن رّ ْزقِ رَّبكُمْ وَا ْش ُكرُوا َل ُه َبلْدَةٌ طَيَّبةٌ وَ َر ّ‬
‫سبأ الية] ‪[ 15‬‬

‫ت وَعُيُونٍ ( الشعراء الية] ‪[57‬‬


‫قال كذلك ( َفأَخْرَجْنَاهُم مّن جَنّا ٍ‬

‫ت وَاْلَأ ْرضَ وَأَنزَلَ لَكُم مّنَ السّمَاءِ‬


‫وقال أيضا ‪َ (:‬أمّنْ َخلَقَ السّمَاوَا ِ‬
‫ج َرهَا أَِإَلهٌ‬
‫ج ٍة مّا كَا َن لَ ُكمْ أَن تُنبِتُوا شَ َ‬
‫مَاء َفأَنبَتْنَا ِبهِ َحدَائِ َق ذَاتَ َبهْ َ‬
‫مّعَ ال ّلهِ بَ ْل ُه ْم َقوْمٌ َي ْعدِلُونَ( النمل الية] ‪[60‬‬

‫ويقول الطبي ف تفسي الدائق ‪ ,‬جع حديقة وهو البستان عليه حائط ‪ ,‬فان‬
‫ل يكن عليه حائط ل يكن حديقة ‪.‬‬

‫‪ – 9‬الــصن و الــدار‬

‫وهو الطار الادي الذي يدد النسيج العمران للقرية ‪ ,‬وهو بنيان وحاجز يقام‬
‫حول القرية لعتبارات أمنية وتنظيمية ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫فياقب من خلل البواب الغادرون والوافدون ‪ ,‬ويتحصن به ف الروب‪.‬‬

‫فقد ورد ف القرآن الكري قوله سبحانه وتعال (لَا ُيقَاِتلُونَ ُكمْ جَمِيعا ِإلّا فِي‬
‫حصَّنةٍ َأ ْو مِن َورَاء ُج ُدرٍ َبأْ ُس ُهمْ بَيَْن ُهمْ َشدِيدٌ تَحْسَُب ُهمْ جَمِيعا‬
‫ُقرًى مّ َ‬
‫َو ُقلُوُب ُهمْ شَتّى ذَِلكَ ِبَأّن ُهمْ َق ْومٌ لّا َيعْ ِقلُونَ( الشر الية] ‪[ 14‬‬

‫ج وَمَ ْأجُوجَ‬
‫وسي كذلك بالسد ف قوله عز وجل (قَالُوا يَا ذَا اْل َقرْنَيْ ِن ِإ ّن يَ ْأجُو َ‬
‫ج َعلَ َبيْنَنَا وَبَ ْيَنهُمْ سَدّا‬
‫مُفْسِدُونَ فِي الَْأ ْرضِ َف َه ْل َنجْ َع ُل َلكَ َخرْجا َعلَى أَن َت ْ‬
‫الكهف( الية] ‪[ 94‬‬

‫على ذكـر جـل العال ندرك أن حيـز القريـة مهيكـل بعناصـر حضريـة تشكـل‬
‫نسيجها العمران ‪,‬والت هي دون شك تلحم لقومات روحية وأخرى مادية‬
‫لفترة زمنية معينة ‪.‬‬

‫هذا التل حم هو ب صمة الن سان الضر ية ف تشك يل الفضاء وتغي ي الح يط‬
‫الفيزيائي للموقع ‪.‬‬

‫– ‪ .2‬البــعاد الزمكانية والوظيفية للقريــة‬

‫‪59‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ف سرده لقصص القرى ف القرآن ‪ ,‬ند أن ال سبحانه وتعال قد تناول القرية‬


‫بسب أبعادها الثلث ‪ :‬الكان ‪ ,‬والزمن ‪ ,‬والركي أو الوظيفي ‪.‬‬

‫ا – البعد الكان‬

‫ونلمسه ف قوله عز وجل ف سورة العراف ( وَمَا كَانَ جَوَابَ َقوْ ِم ِه ِإلّ أَن‬
‫س َيَت َطهّرُونَ( العراف الية [ ‪]82‬‬
‫قَالُوْا َأ ْخ ِرجُوهُم مّن َقرْيَِتكُمْ إِّنهُ ْم أُنَا ٌ‬

‫وهنا دللة واضحة على أن القوم يدركون البعد الكان ‪ ,‬أو حددت القرية ف‬
‫أذهان م مكان يا فجاء ت عبيهم بإخراج ال نب من قريت هم إخراج من مكان إل‬
‫مكان آخر ‪.‬‬

‫وند نفس الدراك أو التحديد الكان ف قوله عز وجل ف سورة البقرة (وَِإذْ‬
‫ث شِئْتُمْ َرغَدا وَا ْدخُلُواْ اْلبَابَ ُسجّدا‬
‫ُقلْنَا ا ْد ُخلُواْ هَـذِهِ الْ َقرْيَ َة َف ُكلُواْ مِ ْنهَا حَيْ ُ‬
‫وَقُولُوْا ِحطّ ٌة نّ ْغ ِفرْ َلكُ ْم َخطَايَاكُمْ َوسََنزِيدُ اْل ُمحْسِنِيَ( البقرة الية] ‪[ 58‬‬

‫فهو كذلك دخول من مكان إل مكان آخر ل ياثله ‪...‬‬

‫إذن فالقرية لا وجود فيزيائي مدد بأبعاده وموقعه ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ب – البـعــد الزمــن‬

‫وهو أن القرية لا عمر مدد‪ ,‬مثلها مثل النسان ‪.‬فإذا حلت با أسباب الزوال‬
‫اندثرت وأصبحت حصيدا ‪ ,‬وربا قامت على أنقاضها قرية أخرى ‪ ,‬وربا لن‬
‫تسكن بعد ذلك بتاتا ‪.‬‬

‫وهذا ما ورد تبيانه ف القرآن الكري حيث يقول ال سبحانه وتعال ( َومَا‬
‫َأ ْه َلكْنَا مِن َقرْيَ ٍة ِإلّ وََلهَا كِتَابٌ مّ ْعلُومٌ( الجر الية] ‪[ 4‬‬

‫وقال كذلك ( َوِت ْلكَ اْل ُقرَى َأ ْهلَكْنَا ُهمْ لَمّا َظلَمُوا وَ َج َعلْنَا لِ َم ْهلِ ِكهِم‬
‫ّموْعِدا) الكهف الية] ‪.[ 59‬‬

‫ومن ثة نستخلص أن القرية هي أيضا مددة زمنيا ل يكن أن تيد عن وقتها‬


‫العلوم وسوف تكون لنا إطالة ف فصل زوال العمران حول ذلك ‪.‬‬

‫ج – البعد الركي أو الوظيفي‬

‫ال سبحانه وتعال ل ا يتكلم على القر ية يقول أهلكنا ها ‪ ,‬دمرنا ها ‪ ,‬متعنا ها ‪,‬‬
‫ل يتناولا من حيث الانب الكان و الزمن فقط بل كلية ببعدها الوظيفي‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ص َعلَيْ كَ مِ ْن أَنبَآِئهَا‬
‫ونلمس ذلك ف قوله ف سورة العراف (ِتلْ كَ اْل ُقرَى َنقُ ّ‬
‫وََلقَدْ جَاءْتهُ مْ رُ ُس ُلهُم بِاْلبَيّنَا تِ فَمَا كَانُوْا لِيُ ْؤمِنُوْا بِمَا كَذّبُوْا مِن قَ ْب ُل كَذَلِ كَ‬
‫َيطْبَ ُع ال ّل ُه َعلَىَ ُقلُوبِ اْلكَا ِفرِينَ) العراف الية [‪]101‬‬

‫فهو يتكلم عن القرية وكأنا كائن حي يقص علينا من أنبائها‪ ,‬وهو يقصد‬

‫أهلها ف حركتهم ‪ ,‬وسلوكهم داخل إطار مكان وزمن مدد ‪ ,‬وكقوله أيضا‬

‫سقُواْ فِيهَا َفحَ ّق َعلَ ْيهَا الْقَ ْولُ‬


‫(وَِإذَا أَ َردْنَا أَن ّن ْه ِلكَ َقرَْيةً َأ َمرْنَا مُ ْترَفِيهَا َففَ َ‬

‫فَ َد ّمرْنَاهَا تَ ْدمِيا( السراء الية[ ‪]16‬‬

‫وقد تفطن إل هذا البعد الوظيفي الكاتب فر انسوا فان دو مار ف قوله‬
‫( أنصتوا إل الدينة إن الدينة تتكلم ) فالدينة ف نظر الكاتب كائن حي يعب‬
‫عن نفسه ‪.‬‬

‫وهـي إشادة إل أن الوسـط الجتماعـي البشري يبـ أن ينظـر إليـه كوحدة‬


‫عضوية متكاملة ل يكن تزئتها ‪.‬‬

‫وهو ما أشار إليه القرآن من ذي ق بل باعتبار القر ية كائن عضوي متكامل له‬
‫وجود وعمر ووظيفة ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫د‪ .‬البـــيـت ف الــقرآن ‪-‬‬

‫‪ :‬اليات الواردة ف القرآن ‪1 .-‬‬

‫خرِجُونَ‬
‫سفِكُونَ ِدمَاء ُكمْ وَلَ تُ ْ‬
‫‪(-‬وَِإذْ أَ َخذْنَا مِيثَاقَ ُكمْ َل تَ ْ‬
‫ش َهدُونَ ( البقرة‬
‫أَنفُسَكُم مّن ِديَارِ ُكمْ ُث ّم َأقْ َررُْت ْم وَأَنُتمْ تَ ْ‬
‫الية] ‪[84‬‬

‫‪63‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫حجّ وَلَيْسَ الِْبرّ‬


‫ت لِلنّاسِ وَاْل َ‬
‫ك عَنِ ال ِهلّةِ ُقلْ ِهيَ َموَاقِي ُ‬
‫‪-‬يَسْأَلُوَن َ‬
‫بَِأنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ُظهُورِهَا وَلَـكِنّ اْلِبرّ مَنِ اتّقَى َوأْتُواْ‬
‫الْبُيُوتَ مِ ْن أَبْوَاِبهَا وَاتّقُوْا ال ّل َه لَ َع ّلكُ ْم تُ ْف ِلحُونَ ( البقرة الية [‬
‫‪]189‬‬

‫‪-‬فَاسَْتجَابَ َلهُمْ رَّبهُ ْم أَنّي لَ ُأضِي ُع َعمَ َل عَا ِملٍ مّنكُم مّن َذ َكرٍ َأوْ‬
‫ضكُم مّن بَعْضٍ فَالّذِينَ هَا َجرُواْ وَُأ ْخ ِرجُواْ مِن دِيَا ِرهِمْ‬
‫أُنثَى بَعْ ُ‬
‫وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي َوقَاَتلُواْ وَ ُقِتلُوْا ُلكَ ّف َرنّ عَ ْنهُ ْم سَيّئَاِتهِمْ‬
‫جرِي مِن َتحِْتهَا الَْنهَا ُر ثَوَابا مّن عِن ِد اللّهِ‬
‫َو ُل ْد ِخلَّنهُمْ جَنّاتٍ َت ْ‬
‫وَال ّلهُ عِندَ ُه حُسْ ُن الثّوَابِ آل عمران الية ‪[ ]195‬‬
‫‪َ -‬فأَ َخذَْت ُهمُ الرّ ْجفَ ُة َفأَصْبَحُوْا فِي دَا ِر ِهمْ جَاثِمِيَ( العراف‬
‫الية] ‪[78‬‬
‫‪-‬كَمَا أَ ْخرَ َجكَ َرّبكَ مِن بَيِْتكَ بِالْحَ ّق وَإِ ّن َفرِيقا مّنَ‬
‫الْ ُم ْؤمِنِيَ لَكَا ِرهُونَ النفال الية] ‪[5‬‬

‫‪64‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ص َر بُيُوتا‬
‫‪-‬وَأَ ْوحَ ْينَا إِلَى مُوسَى وََأخِي ِه أَن تََبوّءَا لِقَ ْو ِم ُكمَا ِبمِ ْ‬
‫شرِ اْلمُؤْ ِمنِيَ) يونس‬
‫صلَةَ وَبَ ّ‬
‫وَاجْ َعلُواْ بُيُوَتكُمْ قِ ْب َلةً وَأَقِيمُواْ ال ّ‬
‫الية] ‪[ 87‬‬

‫ت الَبْوَابَ وَقَالَتْ‬
‫سهِ َو َغلّقَ ِ‬
‫‪-‬وَرَا َودَتْهُ الّتِي ُهوَ فِي بَيِْتهَا عَن نّفْ ِ‬
‫ي إِنّهُ َل ُي ْف ِلحُ‬
‫ت َلكَ قَالَ َمعَاذَ ال ّلهِ إِنّهُ رَبّي َأحْسَ َن مَثْوَا َ‬
‫هَيْ َ‬
‫الظّاِلمُونَ( يوسف الية ]‪[ 23‬‬

‫‪-‬وَال ّلهُ َج َعلَ َلكُم مّن ُبيُوِتكُ ْم َسكَنا َوجَ َعلَ َلكُم مّن ُجلُودِ الَْنعَامِ‬
‫سَتخِفّوَنهَا يَوْ َم ظَعِْنكُمْ وََيوْ َم إِقَا َمِتكُمْ وَمِ ْن َأصْوَا ِفهَا‬
‫بُيُوتا تَ ْ‬
‫وَأَ ْوبَارِهَا وََأ ْشعَارِهَا أَثَاثا َومَتَاعا إِلَى حِيٍ النحل الية] ‪[ 80‬‬

‫‪َ-‬أوْ يَكُو َن َلكَ بَ ْيتٌ مّن زُ ْخ ُرفٍ َأوْ َت ْرقَى فِي السّمَاء وَلَن‬
‫ّن ْؤمِنَ ِل ُرقِّيكَ حَتّى تَُنزّلَ َعلَيْنَا كِتَابا ّن ْق َرؤُ ُه قُلْ سُبْحَانَ‬
‫رَبّي هَلْ كُنتُ إَ ّل بَشَرا رّسُولً( السراء الية] ‪[93‬‬

‫_ لَا َت ْركُضُوا وَا ْرجِعُوا إِلَى مَا أُْترِفْتُمْ فِيهِ َومَسَاكِِنكُمْ َل َع ّلكُمْ ُتسْأَلُونَ(‬

‫‪65‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫النبياء الية[ ‪]13‬‬

‫‪-‬يَا أَّيهَا الّذِي َن آمَنُوا لَا تَ ْد ُخلُوا بُيُوتا غَ ْي َر بُيُوِتكُمْ حَتّى تَسْتَأْنِسُوا‬
‫س ّلمُوا َعلَى أَ ْه ِلهَا ذَِلكُمْ خَ ْي ٌر ّلكُمْ َل َع ّلكُمْ تَ َذ ّكرُونَ ( النور‬
‫وَتُ َ‬
‫الية] ‪[27‬‬

‫ج َولَا َعلَى‬
‫ج وَلَا َعلَى اْلأَ ْعرَجِ َحرَ ٌ‬
‫‪-‬لَ ْيسَ َعلَى اْلأَعْمَى َحرَ ٌ‬
‫ج وَلَا َعلَى أَنفُسِ ُكمْ أَن َتأْ ُكلُوا مِن بُيُوتِ ُكمْ‬
‫الْ َمرِيضِ َحرَ ٌ‬
‫َأوْ ُبيُوتِ آبَائِ ُكمْ َأ ْو بُيُوتِ ُأمّهَاتِ ُكمْ َأ ْو بُيُوتِ إِ ْخوَانِ ُكمْ‬
‫َأوْ ُبيُوتِ أَ َخوَاتِ ُكمْ َأ ْو بُيُوتِ أَعْمَامِ ُكمْ َأوْ بُيُوتِ َعمّاتِ ُكمْ‬
‫َأوْ ُبيُوتِ أَ ْخوَالِ ُكمْ َأ ْو بُيُوتِ خَالَاتِ ُكمْ َأ ْو مَا َملَكْتُم‬
‫صدِيقِ ُكمْ لَ ْيسَ َعلَ ْي ُكمْ ُجنَاحٌ أَن َتأْ ُكلُوا‬
‫حهُ َأ ْو َ‬
‫مّفَاتِ َ‬
‫سلّمُوا َعلَى أَنفُسِ ُكمْ‬
‫جَمِيعا َأوْ أَشْتَاتا َفِإذَا دَ َخلْتُم بُيُوتا فَ َ‬
‫تَحِّي ًة مّنْ عِندِ ال ّل ِه مُبَارَكَ ًة طَيَّبةً َكذَِلكَ يُبَيّنُ ال ّلهُ لَ ُكمُ‬
‫الْآيَاتِ َل َعلّكُمْ َت ْع ِقلُون( النور الية] ‪[61‬‬

‫‪66‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪-‬حَتّى ِإذَا أََتوْا َعلَى وَادِي الّن ْملِ قَاَلتْ َن ْم َلةٌ يَا أَّيهَا الّن ْم ُل ا ْدخُلُوا‬
‫ش ُعرُونَ(‬
‫ح ِطمَّنكُمْ ُسلَ ْيمَانُ َوجُنُودُهُ وَهُ ْم لَا يَ ْ‬
‫مَسَاكَِنكُ ْم لَا َي ْ‬
‫النمل الية] ‪[ 18‬‬
‫صرُوَنهُ‬
‫ض فَمَا كَا َن َلهُ مِن فِئَةٍ يَن ُ‬
‫‪-‬فَخَسَفْنَا ِب ِه وَِبدَا ِرهِ اْلَأ ْر َ‬
‫صرِينَ( القصص الية]‬
‫مِن دُونِ ال ّلهِ َومَا كَا َن مِ َن الُنَت ِ‬
‫‪[81‬‬

‫‪َ -‬وعَادا وََثمُودَ َوقَد تّبَيّ َن َلكُم مّن مّسَاكِِنهِمْ وَزَيّنَ َلهُمُ الشّ ْيطَانُ‬
‫صرِينَ( العنكبوت‬
‫َأ ْعمَاَلهُمْ فَصَدّهُ ْم عَنِ السّبِيلِ َوكَانُوا مُسْتَبْ ِ‬
‫الية [‪]38‬‬

‫ج الْجَا ِهلِّيةِ اْلأُولَى‬


‫‪َ -‬وقَرْ َن فِي بُيُوِتكُنّ َولَا تََبرّجْنَ تََبرّ َ‬
‫ي الزّكَا َة َوأَ ِطعْنَ ال ّلهَ َورَسُوَلهُ ِإنّمَا‬
‫صلَا َة وَآتِ َ‬
‫وََأقِمْنَ ال ّ‬
‫ت وَيُ َط ّهرَ ُكمْ‬
‫ُيرِي ُد ال ّلهُ لُِي ْذ ِهبَ عَن ُكمُ الرّ ْجسَ َأهْلَ الْبَ ْي ِ‬
‫تَ ْطهِيا الحزاب الية] ‪[33‬‬

‫‪67‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪-‬وَاذْ ُكرْ َن مَا ُي ْتلَى فِي ُبيُوتِكُ ّن مِنْ آيَاتِ ال ّل ِه وَالْحِكْ َمةِ إِنّ‬
‫ال ّلهَ كَانَ لَطِيفا خَبِيا الحزاب الية] ‪[34‬‬

‫‪-‬يَا َأّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا لَا َتدْ ُخلُوا بُيُوتَ النّبِيّ إِلّا أَن ُي ْؤذَنَ‬
‫لَ ُكمْ ِإلَى َطعَامٍ غَ ْيرَ نَا ِظرِينَ ِإنَا ُه وَلَكِ ْن ِإذَا دُعِيُت ْم فَادْ ُخلُوا‬
‫حدِيثٍ إِ ّن ذَلِ ُكمْ‬
‫شرُوا وَلَا مُسَْتأْنِسِيَ لِ َ‬
‫َفإِذَا َطعِمُْت ْم فَانتَ ِ‬
‫كَانَ ُي ْؤذِي النّبِ ّي فَيَسْتَحْيِي مِن ُك ْم وَال ّلهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ‬
‫الْحَ ّق وَِإذَا َسأَْلتُمُوهُنّ مَتَاعا فَا ْسأَلُوهُنّ مِن َورَاء حِجَابٍ‬
‫ذَلِ ُكمْ أَ ْط َهرُ ِل ُقلُوبِ ُك ْم َوقُلُوِبهِ ّن َومَا كَا َن لَ ُكمْ أَن ُت ْؤذُوا‬
‫رَسُولَ ال ّل ِه وَلَا أَن تَنكِحُوا َأ ْزوَا َج ُه مِن َب ْعدِ ِه أَبَدا إِنّ‬
‫ذَلِ ُكمْ كَانَ عِندَ ال ّلهِ عَظِيما( الحزاب الية] ‪[ 53‬‬

‫سلِمِيَ الذاريات‬
‫‪-‬فَمَا وَ َجدْنَا فِيهَا َغ ْيرَ بَ ْيتٍ مّنَ اْلمُ ْ‬
‫الية ] ‪[ 36‬‬

‫‪68‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪2.-‬‬ ‫التعريف القرآن للبيت‬

‫البيت هو أول العال الضرية وأهها فقد ورد ف قوله عز وجل ف سورة‬
‫ض فَمَا كَا َن َلهُ مِن فِئَةٍ‬
‫القصص الية (‪( )81‬فَخَسَفْنَا ِب ِه وَِبدَا ِرهِ اْلَأ ْر َ‬
‫صرِينَ) ‪.‬‬
‫صرُوَنهُ مِن دُونِ ال ّل ِه َومَا كَا َن مِ َن الُنَت ِ‬
‫يَن ُ‬

‫فال سبحانه ل يك تف ف عمل ية ال سف بالن سان ف قط‪ ,‬بل تعداه إل الدار‬


‫كذلك ‪,‬وكأن معنـ الوجود هنـا ل يقتصـر على الذات فحسـب بـل يشمـل‬
‫الدار أو السكن أيضا فالكل كامل متكامل ‪.‬‬

‫ونفس المر نؤكده ف سورة الذاريات ف قوله (فَمَا وَ َجدْنَا فِيهَا غَ ْيرَ بَ ْيتٍ‬
‫سلِمِيَ( الذاريات الية] ‪.[ 36‬‬
‫مّنَ الْمُ ْ‬

‫ومن ثة فإذا كان النسان أساس العمران وغايته فان الدار أو السكن‬
‫‪ .‬جوهره ومعناه ‪ ,‬فل يكن أن يكون عمرانا بل بيوت ومساكن البتة‬

‫‪69‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫و يكفينا برهان على ذلك أن ال اتذ له بيتا فقال ف سورة الج‬

‫شرِ ْك بِي شَيْئا وَ َط ّه ْر بَيِْتيَ‬


‫الية (‪( )26‬وَِإذْ َبوّأْنَا لِإِْبرَاهِيمَ َمكَانَ الْبَ ْيتِ أَن لّا تُ ْ‬

‫سجُودِ )‬
‫لِلطّاِئفِيَ وَاْلقَاِئمِيَ وَال ّركّعِ ال ّ‬

‫وقال ف سورة قريش ( َفلَْيعُْبدُوا َربّ َهذَا الْبَ ْيتِ (قريش الية] ‪[3‬‬

‫ونظرا لهية البيت فقد ورد على عكس الصون ‪,‬والقلع ‪,‬والقصور ف‬
‫‪.‬مواضع شت من القرآن الكري‬

‫فسمي بالبيت ف سورة النحل ف قوله عز وجل(وَال ّلهُ َج َعلَ َلكُم مّن ُبيُوِتكُمْ‬
‫َسكَنا َوجَ َع َل َلكُم مّن ُجلُو ِد الَنْعَا ِم بُيُوتا َتسَْتخِفّوَنهَا يَوْ َم ظَعِْنكُمْ وََيوْمَ‬
‫ِإقَامَِتكُمْ َومِ ْن َأصْوَا ِفهَا وََأوْبَارِهَا وََأ ْشعَارِهَا أَثَاثا َومَتَاعا إِلَى حِيٍ( النحل‬
‫الية] ‪[ 80‬‬

‫وسي بالدار كذلك ف سورة السراء (فَِإذَا جَاء َوعْ ُد أُول ُهمَا بَعَ ْثنَا َعلَ ْيكُمْ‬

‫للَ الدّيَارِ َوكَانَ َوعْدا مّ ْفعُول) الية]‪[5‬‬


‫س شَدِيدٍ َفجَاسُواْ ِخ َ‬
‫عِبَادا لّنَا ُأوْلِي بَ ْأ ٍ‬

‫‪70‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وذكر باسم السكن ف سورة القصص ف قوله ( َوكَمْ َأ ْه َلكْنَا مِن َقرَْيةٍ َب ِط َرتْ‬
‫سكَن مّن َبعْدِهِ ْم إِلّا َقلِيلً َوكُنّا َنحْنُ الْوَارِثِيَ(‬
‫مَعِيشََتهَا فَِت ْلكَ مَسَاكُِنهُمْ لَمْ ُت ْ‬
‫الية ] ‪[58‬‬

‫‪ . 3 -‬صيغ البيت ف القرآن‬

‫‪ :‬ولقد ورد كذلك البيت ف القرآن الكري تت صيغ كثية نذكر منها‬

‫ا ‪ -‬البيت أمنية ورضاء‬

‫ض َربَ ال ّل ُه مَثَلً‬
‫كما ورد على لسان امرأة فرعون ف سورة التحري ‪ (_:‬وَ َ‬
‫جّنةِ‬
‫ت َربّ ابْنِ لِي عِندَ َك بَيْتا فِي الْ َ‬
‫ّل ّلذِينَ آمَنُوا ِامْرََأ َة ِفرْ َعوْنَ ِإذْ قَاَل ْ‬
‫َونَجّنِي مِن ِفرْ َعوْ َن وَعَ َم ِلهِ َونَجّنِي مِنَ اْل َق ْومِ الظّاِلمِيَ( التحري‬
‫الية] ‪[ 11‬‬

‫و قوله ف سورة التوبة ( ُقلْ إِن كَانَ آبَا ُؤكُمْ َوأَبْنَآ ُؤكُمْ وَِإخْوَاُنكُمْ وَأَزْوَا ُجكُمْ‬
‫ش ْونَ كَسَادَهَا َومَسَاكِ ُن َت ْرضَوَْنهَا‬
‫شيَتُكُمْ وََأمْوَالٌ اقَْترَ ْفُتمُوهَا وَِتجَارَ ٌة َتخْ َ‬
‫َوعَ ِ‬

‫‪71‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ب إِلَ ْيكُم مّ َن اللّهِ َو َرسُولِهِ َو ِجهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فََترَبّصُوْا حَتّى يَأِْت َي اللّ ُه بَِأ ْمرِهِ‬
‫َأحَ ّ‬
‫وَاللّ ُه لَ َيهْدِي اْلقَوْمَ الْفَا ِسقِيَ( الية [‪]24‬‬

‫‪ :‬ب‪ -‬البيت سكن وطمأنينة‬

‫ف سورة النحل (وَال ّلهُ َج َعلَ َلكُم مّن ُبيُوِتكُ ْم َسكَنا َوجَ َعلَ َلكُم مّن ُجلُودِ‬
‫خفّوَنهَا يَوْمَ َظعِْنكُمْ وَيَوْ َم ِإقَامَِتكُمْ َومِ ْن َأصْوَا ِفهَا وََأوْبَارِهَا‬
‫الَْنعَامِ ُبيُوتا تَسَْت ِ‬
‫وََأشْعَا ِرهَا أَثَاثا وَمَتَاعا إِلَى حِيٍ(الية] ‪[ 80‬‬

‫‪ :‬ج‪ -‬البيت مأمن‬

‫ي ) الية‬
‫جبَالِ بُيُوتا آمِنِ َ‬
‫ف سورة الجر قوله ( َوكَانُوْا َي ْنحِتُونَ مِنَ اْل ِ‬
‫] ‪[82‬وكذلك ف سورة النمل (حَتّى ِإذَا أََتوْا َعلَى وَادِي الّن ْملِ قَاَلتْ‬
‫ح ِطمَّنكُ ْم ُسلَ ْيمَانُ َوجُنُودُهُ َوهُ ْم لَا‬
‫َن ْملَ ٌة يَا أَّيهَا الّن ْملُ ا ْد ُخلُوا مَسَاكَِنكُمْ لَا َي ْ‬
‫ش ُعرُونَ(الية] ‪[ 18‬‬
‫يَ ْ‬

‫‪ :‬د‪ -‬البيت اثر وشاهد‬

‫ف سورة السجدة قوله (َأوَلَ ْم َيهْدِ َلهُ ْم كَ ْم أَ ْه َلكْنَا مِن قَ ْب ِلهِم مّنَ الْ ُقرُونِ‬
‫سمَعُونَ) السجدة الية ‪[ ]26‬‬
‫َيمْشُو َن فِي مَسَاكِِنهِمْ ِإ ّن فِي ذَِلكَ لَآيَاتٍ أَ َفلَا يَ ْ‬

‫‪72‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪ :‬و‪ -‬البيت مصلى وقبلة‬

‫ب اغْ ِف ْر لِي وَلِوَالِ َديّ َوِلمَن َد َخلَ َبيِْتيَ مُ ْؤمِنا‬


‫كما ورد ف سورة نوح قوله ‪َ (:‬ر ّ‬
‫ي إِلّا تَبَارا ( نوح الية ]‪[ 28‬‬
‫وَِل ْلمُ ْؤمِنِيَ وَاْلمُ ْؤمِنَاتِ وَلَا َت ِزدِ الظّاِلمِ َ‬

‫‪ :‬ه‪ -‬البيت ستر وغطاء‬

‫ت الَبْوَابَ‬
‫سهِ َو َغلّقَ ِ‬
‫ف سورة يوسف قوله ‪َ (:‬ورَا َودَْتهُ الّتِي هُوَ فِي بَيِْتهَا عَن نّفْ ِ‬
‫ت َلكَ قَالَ مَعَا َذ اللّ ِه إِنّهُ رَبّي َأحْسَنَ مَ ْثوَايَ إِنّ ُه َل يُ ْف ِلحُ الظّاِلمُونَ(‬
‫ت هَيْ َ‬
‫وَقَالَ ْ‬
‫يوسف الية ]‪[ 23‬‬

‫‪ :‬ك‪ -‬البيت جزاء‬

‫ف سورة الصف الية رقم ‪َ( 12‬يغْ ِفرْ لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم وَُيدْ ِخلْ ُكمْ جَنّاتٍ‬
‫حِتهَا اْلأَْنهَارُ َومَسَاكِ َن طَيَّبةً فِي جَنّاتِ َعدْ ٍن ذَِلكَ اْل َف ْوزُ‬
‫جرِي مِن تَ ْ‬
‫تَ ْ‬
‫اْلعَظِيمُ( ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫جرِي مِن‬
‫ت جَنّاتٍ َت ْ‬
‫وكذلك ف سورة التوبة ( َوعَ َد اللّهُ اْلمُ ْؤمِنِيَ وَاْل ُمؤْمِنَا ِ‬
‫َتحِْتهَا الَْنهَا ُر خَالِدِينَ فِيهَا َومَسَاكِنَ طَيَّبةً فِي جَنّاتِ عَ ْدنٍ وَ ِرضْوَا ٌن مّ َن اللّهِ‬
‫َأكَْب ُر ذَِلكَ هُوَ اْلفَوْزُ اْل َعظِيمُ الية [‪]72‬‬

‫‪ :‬ي‪-‬البيت حجة وبرهان‬

‫ف سورة السراء (َأوْ يَكُو َن َلكَ بَ ْيتٌ مّن زُ ْخ ُرفٍ َأوْ َت ْرقَى فِي السّمَاء‬
‫وَلَن ّن ْؤمِنَ ِل ُرقِّيكَ حَتّى تَُنزّلَ َعلَيْنَا كِتَابا ّنقْ َرؤُ ُه قُلْ سُبْحَا َن رَبّي َهلْ‬
‫كُنتُ إَلّ بَشَرا رّسُولً( السراء الية] ‪[93‬‬

‫وظائف البيت ف القرآن الكري‪- 4.‬‬

‫فإذا كان الوجود بالنسبة للنسان ملخص ف علقته بنفسه وعلقته بالجتمع‬
‫وعلقته بالالق‪ ,‬فان البيت جاءت وظائفه ف القرآن الكري حافظة وجامعة‬
‫‪ .‬ومدعمة لاته العلقات الثلث‬

‫‪74‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪ :‬وأول هاته الوظائف ند‬

‫‪-1‬الـــراحــة ‪:‬‬

‫لقوله عز وجل ف سورة النحل (وَاللّ ُه جَ َع َل َلكُم مّن بُيُوِتكُمْ َسكَنا َوجَ َعلَ‬
‫َلكُم مّن ُجلُو ِد الَنْعَا ِم بُيُوتا تَسَْتخِفّوَنهَا َيوْمَ َظعِْنكُمْ وَيَوْ َم إِقَامَِتكُمْ وَ ِمنْ‬
‫َأصْوَا ِفهَا وَأَوْبَا ِرهَا وََأشْعَا ِرهَا أَثَاثا وَ َمتَاعا إِلَى حِيٍ(الية] ‪[ 80‬‬

‫فالسكن هنا راحة كاملة غي مزئة‪ .‬بعن أنا جاءت حسب العن راحة‬
‫جسدية متمثلة ف النوم والستلقاء‪ ,‬يسترجع السد فيها قوته ونقاهته بعد‬
‫سعي وجهد ومشقة ف كسب العيش ‪.‬‬
‫وراحة نفسية تسترجع النفس فيه توازنا بعد التوتر والصراع‪ ,‬وذلك بلو‬
‫الرء وخلوده إل ذاته وزوجته وأبنائه ‪.‬‬

‫‪-2‬الكــل ‪:‬‬

‫وهو ضرورة بيولوجية لبد من إتيانه ‪ .‬فعد خوار القوى من جراء العمل‬
‫والهد ترق فيها الريرات وتتضاءل الفيتامينات‪ ,‬فان النسان يلفها أو‬
‫يسترجعها عن طريق الكل من طيبات ما رزقه ال مستعيدا بذلك طاقته‬
‫وقدرته ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ومازال البيت إل يومنا هذا الكان الفضل لتناول الطعام كما ورد ذلك ف‬
‫اليات التالية ف قوله عز وجل ف سورة آل عمران (وَ َرسُو ًل إِلَى َبنِي‬
‫ِإ ْسرَائِي َل أَنّي قَ ْد جِئُْتكُم بِآيَةٍ مّن رّّبكُ ْم أَنّي َأ ْخلُ ُق َلكُم مّنَ الطّيِ َكهَ ْيئَةِ الطّ ْيرِ‬
‫ئ ال ْكمَهَ والَْبرَصَ وَُأحْيِـي اْلمَوْتَى‬
‫فَأَن ُفخُ فِيهِ فََيكُونُ َطيْرا بِِإ ْذنِ ال ّلهِ وَأُْب ِر ُ‬
‫ك ليَ ًة ّلكُمْ‬
‫بِِإ ْذ ِن اللّهِ وَُأنَبُّئكُم ِبمَا تَ ْأ ُكلُونَ َومَا تَ ّد ِخرُونَ فِي ُبيُوِتكُ ْم ِإنّ فِي ذَِل َ‬
‫إِن كُنتُم مّ ْؤمِنِيَ( آل عمران الية[ ‪]49‬‬

‫ج وَلَا‬
‫وكذلك ف قوله ف الية ‪ 61‬من سورة النور (لَ ْيسَ َعلَى اْلأَعْمَى َحرَ ٌ‬
‫ج وَلَا َعلَى أَنفُسِ ُكمْ أَن‬
‫ج وَلَا َعلَى الْ َمرِيضِ َحرَ ٌ‬
‫َعلَى اْلأَ ْعرَجِ َحرَ ٌ‬
‫َتأْ ُكلُوا مِن بُيُوتِ ُكمْ َأ ْو بُيُوتِ آبَائِ ُك ْم َأوْ بُيُوتِ ُأ ّمهَاتِ ُكمْ َأوْ بُيُوتِ‬
‫إِ ْخوَاِن ُكمْ َأوْ بُيُوتِ أَ َخوَاتِ ُكمْ َأوْ بُيُوتِ أَعْمَامِ ُكمْ َأوْ ُبيُوتِ عَمّاتِ ُك ْم َأوْ‬
‫صدِيقِ ُكمْ‬
‫حهُ َأوْ َ‬
‫بُيُوتِ أَ ْخوَاِل ُكمْ َأوْ بُيُوتِ خَالَاتِ ُكمْ َأ ْو مَا َملَكْتُم ّمفَاتِ َ‬
‫لَ ْيسَ َعلَ ْي ُكمْ ُجنَاحٌ أَن َتأْ ُكلُوا جَمِيعا َأوْ أَشْتَاتا َفِإذَا دَ َخلْتُم بُيُوتا‬
‫سلّمُوا َعلَى أَنفُسِ ُكمْ تَحِّيةً مّنْ عِندِ ال ّلهِ مُبَارَ َكةً طَيَّبةً َكذَِلكَ يُبَيّنُ‬
‫فَ َ‬
‫ال ّلهُ لَ ُكمُ الْآيَاتِ َل َعلّكُمْ َت ْع ِقلُون( النور الية] ‪[61‬‬

‫وسورة الحزاب الية ‪ 53‬ف قوله (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا لَا َتدْ ُخلُوا بُيُوتَ‬
‫النّبِ ّي إِلّا أَن ُي ْؤذَنَ لَ ُكمْ ِإلَى َطعَامٍ غَ ْيرَ نَا ِظرِينَ إِنَا ُه وَلَكِنْ ِإذَا دُعِيُتمْ‬

‫‪76‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫حدِيثٍ إِ ّن ذَلِ ُكمْ كَانَ‬


‫شرُوا وَلَا مُسَْتأْنِسِيَ لِ َ‬
‫فَادْ ُخلُوا َفإِذَا َطعِمُْت ْم فَانتَ ِ‬
‫حيِي مِنَ الْحَ ّق وَِإذَا‬
‫ُي ْؤذِي النّبِ ّي فَيَسْتَحْيِي مِن ُكمْ وَال ّلهُ لَا يَسْتَ ْ‬
‫َسَألْتُمُوهُ ّن مَتَاعا فَا ْسأَلُوهُنّ مِن َورَاء حِجَابٍ ذَِل ُكمْ أَ ْط َهرُ ِل ُقلُوبِ ُكمْ‬
‫َو ُقلُوِبهِ ّن َومَا كَانَ لَ ُكمْ أَن ُت ْؤذُوا رَسُولَ ال ّل ِه وَلَا أَن تَنكِحُوا َأ ْزوَا َجهُ‬
‫مِن َب ْعدِهِ َأبَدا إِ ّن ذَلِ ُكمْ كَانَ عِندَ ال ّلهِ عَظِيما الحزاب الية] ‪[ 53‬‬

‫وتعتب كل من وظيفة الراحة و الكل وظائف تندرج ضمن علقة النسان‬


‫بنفسه مددة بنواميس الفطرة أو الغريزة الت أودعها ال سبحانه وتعال ف‬
‫‪ .‬ذات النسان ويشترك مع النسان فيها كثي من الخلوقات الخرى‬

‫‪ :‬ج‪ -‬الضيافة والستقبال‬

‫لقوله عز وجل ف سورة يوسف الية ‪َ ( 31‬فلَمّا سَ ِم َعتْ بِمَ ْك ِرهِنّ َأرْ َس َلتْ‬
‫ِإلَ ْيهِنّ َوأَعَْت َدتْ َلهُنّ مُتّ َكًأ وَآَتتْ ُك ّل وَا ِحدَ ٍة مّ ْنهُنّ سِكّينا َوقَاَلتِ‬
‫ا ْخرُجْ َعلَ ْيهِ ّن َفلَمّا َرأَيَْنهُ أَكَْبرَْن ُه َوقَ ّطعْنَ َأْيدَِيهُ ّن َو ُقلْنَ حَاشَ ِل ّلهِ مَا‬
‫هَـذَا بَشَرا إِ ْن هَـذَا ِإلّ َم َلكٌ َكرِيٌ( ‪.‬‬

‫وقوله ف سورة الجر الية ‪َ ( 51‬ونَبّ ْئ ُهمْ عَن ضَ ْيفِ ِإ بْرَاهِيمَ (‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وهاته الوظيفة تعل من البيت وسطا مصغرا مساها ف تقيق الغاية من تواجد‬
‫النسان على ظهر هاته العمورة أل وهي التعارف بي الناس لقوله عز وجل‬
‫س إِنّا َخلَقْنَاكُم مّن َذ َكرٍ وَأُنثَى َوجَ َعلْنَاكُ ْم شُعُوبا وَ َقبَاِئلَ لَِتعَا َرفُوا ِإنّ‬
‫(يَا أَّيهَا النّا ُ‬
‫]َأ ْكرَ َمكُ ْم عِن َد اللّ ِه أَْتقَاكُ ْم ِإنّ اللّ َه َعلِيمٌ خَِبيٌ) الجرات الية [‪13‬‬
‫فالنسان و البيت و القرية و الكون كل متكامل وفق نسق واحد لتحقيق‬
‫‪ .‬الغاية من الوجود‬

‫‪ :‬د‪ -‬الدخــــار‬

‫‪ :‬لا ورد ف آل عمران على لسان عيسى عليه السلم لقومه‬

‫( ‪ ..............‬وَأُنَبُّئكُم ِبمَا تَ ْأ ُكلُونَ وَمَا تَ ّد ِخرُونَ فِي بُيُوِتكُ ْم ِإنّ فِي ذَِلكَ‬
‫لَيةً ّلكُ ْم إِن كُنتُم مّؤْ ِمنِيَ( آل عمران الية[ ‪]49‬‬

‫و الدخار هنا استعداد لجابة نوائب الدهر ‪ ,‬لا تعتب ذلك راحة للنفس‬
‫لشعورها بالطمئنان على أمنها الغذائى‪ ,‬ما يكنها من تلبية حاجتها الفطرية‬
‫‪.‬وهي الكل ‪ ,‬ويعلها قادرة على تقيق وظيفة الضيافة والستقبال‬

‫(فَان َط َلقَا حَتّى ِإذَا أََتيَا َأهْ َل َقرَْيةٍ اسْتَ ْطعَمَا َأ ْه َلهَا َفأََبوْا أَن ُيضَّيفُوهُمَا‬
‫خذْتَ َعلَ ْيهِ‬
‫َفوَ َجدَا فِيهَا ِجدَارا ُيرِيدُ أَ ْن يَنقَضّ َفَأقَا َمهُ قَالَ َلوْ شِ ْئتَ لَاتّ َ‬
‫أَجْرا ( الكهف الية] ‪[ 77‬‬

‫‪78‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ولقد علمنا يوسف عليه السلم أن الدخار طريقة عملية مدية لضمان المن‬
‫الغذائى أمام تقلب اليام والحوال ‪.‬كما علمنا أن الدخار ل يكون لنا فقط‬
‫‪ .‬بل لغينا كذلك إذا ما اقتضى الال ذلك‬

‫فوظيفة الستقبال والضيافة والدخار وظيفتي من وظائف البيت مدعمتان‬


‫‪ .‬لعلقة النسان بغيه وبحيطه‬
‫‪ :‬و‪ -‬العـــبـــادة‬

‫لقوله عز وجل ف سورة يونس الية ‪( 87‬وَأَ ْوحَيْنَا إِلَى مُوسَى وََأخِي ِه أَن تَبَوّءَا‬
‫شرِ اْلمُ ْؤمِنِيَ)‬
‫صلَةَ وَبَ ّ‬
‫صرَ بُيُوتا وَا ْج َعلُوْا بُيُوَتكُمْ ِق ْبلَةً وََأقِيمُواْ ال ّ‬
‫ِلقَ ْو ِم ُكمَا ِبمِ ْ‬

‫وكذلك قوله (وَاذْ ُكرْنَ مَا يُ ْتلَى فِي بُيُوِتكُنّ مِنْ آيَاتِ ال ّلهِ وَالْحِ ْك َمةِ‬
‫إِنّ ال ّلهَ كَانَ لَطِيفا خَبِيا ( الحزاب الية] ‪[34‬‬

‫فمن و ظائف البيت كذلك عبادة ال سبحانه و تعال ‪ ,‬فهو مكان كذلك‬
‫لتصال النسان بالقه لن ف عملية التصال تلك راحة للنفس وتطهي لا‬
‫‪ .‬من الدنسات والوبقات‬

‫وإذا كان من شروط العبادة طهارة الكان وطهارة البدن فانه من الضرورة‬
‫‪ .‬بكان أن يكون البيت حاويا لسباب ووسائل طهارة البدن والكان‬

‫‪79‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪ .‬وتعتب وظيفة العبادة تسيدا لعلقة النسان بربه‬

‫‪5.‬‬ ‫‪ -‬التصور الكان والشكلي للبيت ف القرآن‬

‫من خلل استقراء اليات الواردة ف القرآن ومن خلل تديد الوظائف يعلنا‬
‫‪ .‬نضع تصورا مكانيا وشكليا للبيت‬

‫‪ :‬ا ‪ .‬التصور الشكلي‬

‫إن إناز البيوت يتم بواسطة مواد متلفة و حسب طبيعة القامة ‪ .‬فان كانت‬
‫القامة دائمة كان البناء بواسطة الجارة وغيها من الواد الت ل تتآكل بفعل‬
‫‪ .‬الضر وف الناخية وعامل الزمن‬

‫وأما إن كانت القامة مدودة فان البيت يكون بسب الواد كاللود وغيها‬
‫‪ .‬من الواد السهلة التركيب الفيفة الوزن‬

‫البيت له الواجهة المامية ‪1.‬‬

‫وتتوي على الدخل أو الباب ‪,‬وله الواجهة اللفية وهي الظهر لقوله عز‬
‫حجّ وَلَيْسَ الِْب ّر بَِأ ْن تَأْتُوْاْ‬
‫ت لِلنّاسِ وَاْل َ‬
‫ك عَنِ ال ِهلّةِ ُقلْ ِهيَ َموَاقِي ُ‬
‫وجل (يَسْأَلُوَن َ‬

‫‪80‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫اْلبُيُوتَ مِن ُظهُو ِرهَا وَلَـكِنّ الِْبرّ مَنِ اتّقَى وَأْتُواْ اْلبُيُوتَ ِمنْ َأبْوَاِبهَا وَاتّقُوْا اللّهَ‬
‫َل َع ّلكُمْ ُت ْف ِلحُونَ( البقرة الية [‪]189‬‬

‫البيت له العا رج ‪2.‬‬

‫و هي السلل كما ورد ف قوله عز وجل ف سورة الزخرف الية رقم‬


‫س ُأمّةً وَاحِدَ ًة َلجَ َعلْنَا ِلمَن َيكْ ُف ُر بِال ّر ْحمَنِ لِبُيُوِتهِمْ‬
‫‪( 33‬وَلَوْلَا أَن َيكُونَ النّا ُ‬
‫ج َعلَ ْيهَا َي ْظ َهرُونَ(‬
‫سُقُفا مّن فَضّ ٍة وَ َمعَارِ َ‬

‫البيت له البواب ‪3 .‬‬

‫‪-1‬كما ورد ف سورة يوسف قوله (‪َ ِ....‬و َغلّ َقتِ الَْبوَابَ‬
‫ت هَيْتَ ‪ )....‬الية ]‪.[ 23‬وكذلك ف سورة الزخرف‬
‫وَقَالَ ْ‬
‫الية ‪( 34‬وَلِبُيُوِت ِهمْ أَْبوَابا وَ ُسرُرا َعلَ ْيهَا يَتّ ِكؤُونَ(‬
‫الزخرف الية] ‪[ 34‬‬

‫البيت له سقف ‪4.‬‬

‫‪81‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫س ُأمّةً‬
‫قوله عز وجل ف سورة الزخرف الية رقم ‪( 33‬وَلَوْلَا أَن َيكُونَ النّا ُ‬
‫ج َعلَ ْيهَا‬
‫ج َعلْنَا ِلمَن َي ْك ُفرُ بِال ّر ْحمَ ِن لِبُيُوِتهِمْ ُسقُفا مّن فَضّ ٍة وَ َمعَارِ َ‬
‫وَاحِدَةً َل َ‬
‫َي ْظ َهرُونَ(‬

‫البيت له أثاث ‪5.‬‬

‫كما ورد ف سورة الزخرف الية ‪َ ( 34‬ولِبُيُوِت ِهمْ َأْبوَابا وَ ُسرُرا َعلَ ْيهَا‬
‫يَتّ ِكؤُونَ )‪.‬‬

‫و كذلك ف سورة يوسف الية ‪َ ( 31‬فلَمّا سَ ِمعَتْ بِمَ ْك ِرهِنّ َأرْ َس َلتْ‬
‫ِإلَ ْيهِنّ َوأَعَْت َدتْ َلهُنّ مُتّ َكًأ وَآَتتْ ُك ّل وَا ِحدَ ٍة مّ ْنهُنّ سِكّينا َوقَاَلتِ‬
‫ا ْخرُجْ َعلَ ْيهِ ّن َفلَمّا َرأَيَْنهُ أَكَْبرَْن ُه َوقَ ّطعْنَ َأْيدَِيهُ ّن َو ُقلْنَ حَاشَ ِل ّلهِ مَا‬
‫هَـذَا بَشَرا إِ ْن هَـذَا ِإلّ َم َلكٌ َكرِيٌ(‬

‫وسورة النحل كذلك ف قوله ( ‪َ .....‬ومِ ْن َأصْوَا ِفهَا وََأوْبَارِهَا وََأشْعَا ِرهَا أَثَاثا‬
‫َومَتَاعا إِلَى حِيٍ )الية] ‪.[ 80‬‬

‫ب‪ .‬التصور الكان للبيت‬

‫فمن خلل حصر الفعال أو الوظائف الت تري داخل البيت فإننا نتصور‬
‫‪ :‬الشكل الكان كالتال‬

‫‪82‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫فوظيفة الستقبال لا مكان خاص بالضيافة‪ .‬وإعداد الطعام له مكان كذلك‪.‬‬


‫‪ .‬بالضافة إل مكان الراحة والنوم ومكان الطهارة تقيقا لشروط العبادة‬

‫غي أن هذا التصور الكان بسب الوظائف خاضع إل مبدأ (الرمة) والذي‬
‫‪ .‬نده يتدرج من اكب مكان وهو القرية إل البيت وال داخل البيت كذلك‬

‫فالبيت له حرمة من خلل قوله عز وجل ( ‪ .....‬وَلَيْسَ اْلِبرّ بَِأ ْن تَأْتُوْاْ‬


‫الْبُيُوتَ مِن ُظهُورِهَا وَلَـكِنّ اْلِبرّ مَنِ اتّقَى وَْأتُواْ الْبُيُوتَ مِ ْن أَبْوَاِبهَا‪) ......‬‬
‫وهذا أمر إلهيا لحترام هذا البدأ العام ‪.‬‬

‫ولذا كان لزاما أن يكون للبيت واجهة رئيسية با الباب ‪,‬وله الواجهة اللفية‬
‫كذلك و هي الظهر ‪ ,‬حت يكون التمثيل أو السقاط الفيزيائي مطابقا تاما‬
‫‪ .‬للسلوك داخل اليز أو الكان‬

‫أضف إل هاته الرمة الارجية هناك حرمة داخلية مؤسسة لبدأ التوزيع‬
‫الكان للوظائف داخل البيت ‪,‬حيث ند ف قوله عز وجل ف سورة النور الية‬
‫‪( 99, 98‬يَا َأّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا لِيَسَْت ْأذِن ُك ُم اّلذِي َن َملَ َكتْ أَيْمَانُ ُكمْ وَاّلذِينَ‬
‫ج ِر وَحِيَ‬
‫صلَاةِ اْلفَ ْ‬
‫ح ُل َم مِن ُكمْ َثلَاثَ َمرّاتٍ مِن قَبْلِ َ‬
‫َلمْ يَ ْب ُلغُوا الْ ُ‬
‫صلَاةِ اْلعِشَاء َثلَاثُ َع ْورَاتٍ لّ ُكمْ‬
‫ي ِة َومِن َب ْعدِ َ‬
‫ضعُونَ ثِيَابَكُم مّنَ ال ّظهِ َ‬
‫َت َ‬
‫لَ ْيسَ َعلَيْ ُك ْم وَلَا َعلَ ْي ِهمْ جُنَاحٌ َب ْع َدهُنّ َطوّافُونَ َعلَيْكُم َبعْضُ ُكمْ َعلَى‬

‫‪83‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ت وَال ّلهُ َعلِيمٌ حَكِيمٌ النور‬


‫َبعْضٍ َكذَِلكَ يُبَيّ ُن اللّه ُ لَ ُك ُم الْآيَا ِ‬
‫الية] ‪[58‬‬

‫فهذا الستئذان الشار إليه ف هاتي اليتي هو تثبيت لبدأ الرمة الداخلية ‪,‬‬
‫حيث انتقل ال وفقه من التوزيع الكان للبيت وفق هذا البدأ إل السلوك‬
‫‪.‬داخل الكان مددا بعنصر الزمن حفاظا لذه البدأ وتزكيته‬

‫‪ .‬اي اقترن التوزيع الكان بالتوزيع الزمن لتحقيق ذلك‬

‫فمن خلل ما تقدم نستطيع أن ندد أن أماكن الضيافة والكل تكون أول‬
‫الماكن توضعا ف البيت قرب الدخل‪ ,‬أما أماكن الدخار والراحة فتكون‬
‫‪ .‬أبعدها‬

‫وهكذا فان توزيع الماكن والوظائف ل يتم داخل البيت بطريقة عشوائية‪,‬‬
‫وإنا امتثال لبدأ حرمة الكان درجة درجة ‪,‬وهذا تقيق للمقصد العام للبيت‬
‫‪ .‬أل وهو السكون بفهومه الواسع‬

‫‪84‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫الفصل الثان‬

‫فـصـل العـمـارة‬

‫‪85‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪ :‬قال ال سبحانه وتعال‬

‫ك أَنتَ‬
‫(وَِإ ْذ َيرْفَ ُع إِْبرَاهِيمُ الْ َقوَاعِدَ مِنَ الْبَ ْيتِ وَِإ ْسمَاعِيلُ رَبّنَا َتقَّبلْ مِنّا إِّن َ‬
‫سمِيعُ اْل َعلِيمُ( البقرة الية [‪]127‬‬
‫ال ّ‬

‫‪86‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ه‪.‬خـــصـائـص الــبـنـاء‬

‫اليات الواردة ف القرآن الكري ‪1.‬‬

‫‪ -‬وَِإذْ َيرْ َف ُع إِْبرَاهِيمُ اْلقَوَاعِدَ مِنَ اْلبَيْتِ وَِإ ْسمَاعِيلُ رَبّنَا تَ َقّبلْ مِنّا إِّنكَ أَنتَ‬
‫سمِيعُ الْ َعلِيمُ( البقرة الية [‪]127‬‬
‫ال ّ‬

‫ض تَّتخِذُو َن مِن‬
‫‪ -‬وَا ْذ ُكرُواْ ِإ ْذ جَ َع َلكُ ْم ُخلَفَاء مِن َبعْدِ عَادٍ وَبَوَّأكُمْ فِي الَ ْر ِ‬
‫ُسهُوِلهَا قُصُورا وَتَ ْنحِتُونَ اْلجِبَا َل بُيُوتا فَا ْذ ُكرُواْ آلء اللّهِ َو َل تَ ْعثَوْا فِي الَ ْرضِ‬
‫مُفْسِدِينَ( العراف الية [‪]74‬‬

‫‪87‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ق ا َل ْرضِ َو َمغَارَِبهَا‬
‫ضعَفُو َن مَشَارِ َ‬
‫‪ -‬وََأ ْورَثْنَا اْل َق ْومَ اّلذِينَ كَانُواْ يُسَْت ْ‬
‫الّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَ ّمتْ َكلِ َمتُ رَّبكَ الْحُسْنَى َعلَى َبنِي إِ ْسرَائِيلَ ِبمَا‬
‫صََبرُوْا َو َدمّرْنَا مَا كَا َن َيصْنَعُ ِفرْ َعوْ ُن َو َقوْ ُمهُ َومَا كَانُواْ َي ْعرِشُونَ‬
‫العراف الية] ‪[ 137‬‬

‫ت ِإذْ‬
‫حرِ ِإ ْذ يَعْدُونَ فِي السّبْ ِ‬
‫ضرَةَ الَْب ْ‬
‫‪ -‬وَاسْأَْلهُمْ عَنِ الْ َقرَْيةِ الّتِي كَانَتْ حَا ِ‬
‫سبِتُو َن َل تَأْتِيهِ ْم كَذَِلكَ نَ ْبلُوهُم ِبمَا‬
‫تَأْتِيهِمْ حِيتَاُنهُ ْم يَوْ َم سَبِْتهِ ْم ُشرّعا َويَوْ َم لَ يَ ْ‬
‫سقُونَ ( العراف الية[ ‪]163‬‬
‫كَانُوا َيفْ ُ‬

‫‪.‬‬

‫صرَ ُبيُوتا وَا ْج َعلُوْا بُيُوَتكُمْ‬


‫‪ -‬وَأَ ْوحَيْنَا إِلَى مُوسَى وََأخِي ِه أَن تَبَوّءَا ِلقَوْ ِم ُكمَا ِبمِ ْ‬
‫شرِ اْلمُ ْؤمِنِيَ يونس الية] ‪[ 87‬‬
‫صلَةَ وَبَ ّ‬
‫قِ ْبلَةً وََأقِيمُواْ ال ّ‬

‫خ ّر َعلَ ْيهِمُ السّ ْقفُ‬


‫‪ -‬قَدْ َم َكرَ الّذِينَ مِن َق ْب ِلهِمْ فَأَتَى ال ّلهُ ُبنْيَاَنهُم مّنَ اْلقَوَاعِدِ َف َ‬
‫ش ُعرُونَ( النحل الية] ‪[ 26‬‬
‫ث لَ يَ ْ‬
‫مِن فَ ْو ِقهِمْ وَأَتَاهُمُ اْلعَذَابُ مِ ْن حَيْ ُ‬

‫ت مّن زُ ْخ ُرفٍ َأوْ َت ْرقَى فِي السّمَاء وَلَن‬


‫‪َ-‬أوْ يَكُونَ َلكَ بَ ْي ٌ‬
‫ّن ْؤمِنَ ِل ُرقِّيكَ حَتّى تَُنزّلَ َعلَيْنَا كِتَابا ّن ْق َرؤُهُ قُلْ سُ ْبحَانَ َربّي‬
‫هَلْ كُنتُ إَلّ بَشَرا رّسُولً السراء الية] ‪[93‬‬

‫‪88‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪-‬فَان َط َلقَا َحتّى ِإذَا أَتَيَا َأهْ َل َقرَْيةٍ اسْتَ ْطعَمَا َأ ْه َلهَا فَأََبوْا أَن‬
‫ُيضَيّفُوهُمَا َفوَ َجدَا فِيهَا ِجدَارا ُيرِيدُ أَنْ يَنقَضّ َفَأقَا َمهُ قَالَ َلوْ‬
‫خ ْذتَ َعلَ ْيهِ أَجْرا الكهف الية] ‪[ 77‬‬
‫شِ ْئتَ لَاتّ َ‬

‫‪ -‬آتُونِي زَُبرَ اْلحَدِي ِد حَتّى ِإذَا سَاوَى بَيْ َن الصّدَفَيْ ِن قَالَ ان ُفخُوا حَتّى ِإذَا جَ َع َلهُ‬

‫نَارا قَا َل آتُونِي أُ ْف ِرغْ َعلَ ْيهِ ِقطْرا( الكهف الية] ‪[96‬‬

‫ت مِنْ َأ ْه ِلهَا مَكَانا َشرْقِيّا‬


‫ب مَرَْيمَ ِإ ِذ انتََب َذ ْ‬
‫‪ - .‬وَاذْ ُك ْر فِي الْكِتَا ِ‬
‫( مري الية] ‪[16‬‬

‫‪ -‬فَحَ َملَ ْت ُه فَانتََب َذتْ ِبهِ مَكَانا قَصِيّا )مري الية ]‪[ 22‬‬

‫سكَِنهِ ْم آيَ ٌة جَنّتَا ِن عَن َيمِيٍ َو ِشمَا ٍل ُكلُوا مِن رّ ْزقِ‬


‫‪ -‬لَقَ ْد كَا َن لِسَبَإٍ فِي مَ ْ‬
‫ب غَفُورٌ( سبأ الية ‪[ 15‬‬
‫رَّبكُمْ وَا ْشكُرُوا َل ُه َبلْدَةٌ طَيَّبةٌ وَ َر ّ‬

‫‪89‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫س ُأمّةً وَاحِدَ ًة َلجَ َعلْنَا ِلمَن َيكْ ُف ُر بِال ّر ْحمَنِ لِبُيُوِتهِ ْم سُقُفا‬
‫‪ -‬وَلَوْلَا أَن َيكُونَ النّا ُ‬
‫مّن فَضّةٍ وَ َمعَا ِرجَ َعلَ ْيهَا َي ْظ َهرُونَ( الزخرف الية [‪]33‬‬

‫صفّا كَأَّنهُم بُنيَا ٌن ّم ْرصُوصٌ الصف‬


‫‪ِ -‬إ ّن اللّهَ ُيحِبّ الّذِي َن يُقَاِتلُونَ فِي سَبِي ِلهِ َ‬
‫الية[ ‪]4‬‬

‫ت عَن سَاقَ ْيهَا قَالَ إِنّهُ‬


‫شفَ ْ‬
‫صرْحَ َف َلمّا رَأَتْ ُه حَسَِبتْ ُه ُلجّةً َوكَ َ‬
‫‪ -‬قِي َل َلهَا ا ْد ُخلِي ال ّ‬
‫ت نَفْسِي وََأ ْس َلمْتُ مَ َع ُسلَ ْيمَا َن ِللّهِ‬
‫ب إِنّي َظ َلمْ ُ‬
‫صرْحٌ ّم َم ّردٌ مّن َقوَارِيرَ قَالَتْ َر ّ‬
‫َ‬
‫َربّ اْلعَاَلمِيَ( النمل الية] ‪[44‬‬

‫‪ .2‬عــنــاصـر الــبـنـاء‬

‫التمعن ف بعض أي القرآن يد أن ظللا تتفيأ على عناصر عدة ف مال البناء‬
‫‪ :‬وهي كما يلي‬

‫اخــتيــار الرض ‪1.‬‬

‫‪90‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وهي احدى العناصر وأولها ف عملية البناء ‪,‬والت نستخرجها من سرد هاته‬
‫اليات حيث يقول سبحانه وتعال ‪( :‬وَا ْذ ُكرُوْا ِإذْ َج َع َلكُمْ ُخلَفَاء مِن بَعْ ِد عَادٍ‬
‫وَبَوَّأكُمْ فِي الَ ْرضِ َتّتخِذُونَ مِن ُسهُوِلهَا قُصُورا َوتَ ْنحِتُونَ اْلجِبَا َل بُيُوتا‬
‫فَا ْذكُرُوْا آلء ال ّلهِ َو َل تَعَْثوْا فِي الَ ْرضِ مُفْسِدِينَ( العراف الية [‪]74‬‬

‫فهم إذن يتارون السهول لبناء القصور ويتارون البال لبناء البيوت‪ ,‬فعملية‬
‫الختيار هاته ف حد ذاتا تشي إل مقدرة القوم على تديد الراضي وطبيعة‬
‫‪ .‬البناء الراد إنازه‬

‫‪ :‬التــجـــاه ‪2 .‬‬
‫ف القيقة انه هناك اتاهي وليس أربع ‪,‬فهناك الشرق والغرب‪ ,‬ول يوجد ما‬
‫يسمى بالشمال و النوب ‪ ,‬لن التاه الثابت يكون بالنسبة لكوكب‬
‫‪ .‬الشمس‬
‫‪.‬فهي تشرق وتغرب‪ ,‬وليس لا موقع آخر بسب حركة الرض‬

‫ولذا ند أن ال سبحانه وتعال يقسم الرض كلها إل مشارق ومغارب ف‬


‫ق ا َل ْرضِ‬
‫ضعَفُو َن مَشَارِ َ‬
‫قوله ‪( :‬وََأ ْورَثْنَا اْل َق ْومَ اّلذِينَ كَانُواْ يُسَْت ْ‬
‫َومَغَارَِبهَا الّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَ ّمتْ َكلِ َمتُ َرّبكَ الْحُسْنَى َعلَى بَنِي‬

‫‪91‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫إِ ْسرَائِي َل بِمَا صََبرُوْا َو َد ّمرْنَا مَا كَانَ َيصْنَعُ ِفرْ َعوْ ُن َو َقوْ ُمهُ َومَا كَانُواْ‬
‫َي ْعرِشُونَ( العراف الية] ‪[ 137‬‬

‫ويقول كذلك جل وعل ف سورة مري ( وَا ْذ ُكرْ فِي اْلكِتَابِ َمرْيَ َم ِإذِ انتَبَ َذتْ‬
‫مِ ْن َأ ْه ِلهَا َمكَانا َشرْقِيّا ( مري الية] ‪[16‬‬

‫ش ِرقُ وَاْلمَ ْغ ِربُ فَأَيَْنمَا تُوَلّواْ فَثَمّ‬


‫و قوله ف سورة البقرة الية ‪( 115‬وَِللّهِ اْلمَ ْ‬
‫َوجْ ُه ال ّلهِ ِإنّ ال ّلهَ وَاسِ ٌع َعلِيمٌ (‬

‫غي انه يكن استعمال يي الشيء أو شاله ليضاح الكان ‪ ,‬حيث يكون‬
‫سبَإٍ فِي‬
‫التعبي خاصا بالزء ‪ ,‬و ليس الكل لقوله عز وجل (َلقَ ْد كَانَ لِ َ‬
‫سكَِنهِمْ آَيةٌ جَنّتَانِ عَن َيمِيٍ َو ِشمَالٍ ُكلُوا مِن رّ ْزقِ رَّبكُمْ وَا ْش ُكرُوا َل ُه َبلْدَةٌ‬
‫مَ ْ‬
‫ب غَفُورٌ( سبأ الية ‪[ 15‬‬
‫طَيَّبةٌ وَ َر ّ‬

‫وهذا التحديد للتاه يدخل النسان ضمنيا كعنصر يشغل هذا البناء الذي‬
‫شيده هو ‪,‬أي من صنع يده ‪ ,‬ولذا قولنا اليمي والشمال فهو تديد بالنسبة‬
‫للنسان ذاته‪ ,‬وأما التاه العب عنه بالنسبة للكون حيث أن النسان موجود‬
‫فيه بقدرة ال سبحانه وليس باختيار النسان أو من صنعه فجاء التعبي خاليا‬
‫‪ .‬من أي تلميح لوجود النسان أصل ف كلمت الشرق والغرب‬

‫‪92‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ويكن تديد التاه بالنسبة للبنايات الميزة كما كان ذلك ف تديد القبلة‬
‫ك فِي السّمَاء‬
‫حيث ذكر ال ف القرآن الكري قوله ( َقدْ َنرَى َت َقّلبَ وَ ْج ِه َ‬
‫ث مَا‬
‫حرَا ِم وَحَ ْي ُ‬
‫ج ِد الْ َ‬
‫ك قِ ْبلَةً َترْضَاهَا َفوَلّ وَ ْج َهكَ شَ ْطرَ الْمَسْ ِ‬
‫َفلَُنوَلّيَّن َ‬
‫كُنُت ْم َفوَلّوْا وُ ُج ِوهَ ُكمْ شَ ْطرَ ُه وَإِ ّن اّلذِي َن ُأوْتُوْا الْكِتَابَ لََي ْعلَمُونَ َأّنهُ‬
‫الْحَ ّق مِن رّّب ِه ْم َومَا ال ّلهُ ِبغَافِلٍ عَمّا َيعْ َملُونَ البقرة الية] ‪[ 144‬‬

‫نـــقــاط التـــعيـــي ‪3 .‬‬

‫ح ِر ِإذْ‬
‫ضرَةَ الَْب ْ‬
‫ت حَا ِ‬
‫يقول ال سبحانه وتعال (وَاسْأَْلهُمْ عَنِ اْل َقرْيَةِ الّتِي كَانَ ْ‬
‫ت ِإ ْذ تَأْتِيهِ ْم حِيتَاُنهُ ْم يَوْ َم سَبِْتهِ ْم ُشرّعا وََيوْمَ َل يَسِْبتُو َن لَ‬
‫َيعْدُونَ فِي السّبْ ِ‬
‫ك نَ ْبلُوهُم ِبمَا كَانُوا َيفْسُقُونَ( العراف الية[ ‪]163‬‬
‫تَأْتِيهِمْ كَذَِل َ‬

‫فهنا اختار ال سبحانه وتعال نقطة التعيي للقرية البحر ‪,‬ث اتبع باقي الية عن‬
‫‪.‬نشاط القرية وهو الصطياد ‪.‬فكان هناك تناسق بي نشاط الشيء الراد تعيينه‬

‫‪93‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪3.‬‬ ‫‪ :‬عمـــليـــة الـــبنـــاء‬

‫‪ :‬وهي تتكون من ثلث عناصر هي كالتال‬

‫تديد طبيعة وكيفية البناء ‪1.‬‬

‫وها عمليتان ضروريتان إذ أنما بثابة التخطيط ف عصرنا الال ‪ ,‬فإذا كان‬
‫القصد بناء سد ‪,‬كانت الكيفية جعل ردم ‪,‬كما نلمس ذلك ف الية الكرية‬
‫ك َخرْجا َعلَى أَن َتجْ َع َل بَيْنَنَا وَبَيَْنهُمْ‬
‫ج َعلُ َل َ‬
‫من سورة الكهف (‪َ ........‬ف َهلْ َن ْ‬
‫سَدّا‪ (,‬الكهف الية] ‪[ )94‬قَا َل مَا مَكّنّي فِيهِ رَبّي َخ ْيرٌ َفأَعِينُونِي ِب ُقوّةٍ‬
‫الكهف الية] ‪[ . 95‬‬ ‫أَ ْجعَلْ َبيْنَ ُك ْم وَبَيَْن ُه ْم َردْما‬

‫‪94‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وإذا كان الغرض بناء بيت كانت الكيفية هي النحت ‪ ,‬وعملية النحت هي‬
‫‪ .‬التفنن ف البناء مع اخذ جيع الكونات والجزاء بدقة متناهية‬

‫وهي عملية تكون صورة الشيء الراد نته حاضرة مكتملة ف الزمن طبيعة‬
‫‪ .‬وكيفية‬

‫اخـــتيار مــــواد البناء ‪2.‬‬

‫وهي العملية الثانية ف البناء أل وهي اختيار مواد البناء وكذا التيان با ‪,‬‬

‫وطريقة صناعتها ‪ ,‬حيث ند ذلك ف قوله عز وجل (آتُونِي زَُبرَ اْلحَدِي ِد حَتّى‬

‫ِإذَا سَاوَى بَيْنَ الصّ َدفَيْنِ قَا َل ان ُفخُوا حَتّى ِإذَا جَ َع َلهُ نَارا قَا َل آتُونِي أُ ْف ِرغْ َعلَ ْيهِ‬

‫ِقطْرا( الكهف الية] ‪[96‬‬

‫وقوله كذلك ف سورة القصص (وَقَالَ ِف ْرعَ ْو ُن يَا أَّيهَا اْل َملَأُ مَا َع ِلمْتُ َلكُم‬
‫صرْحا لّ َعلّي َأ ّطلِ ُع إِلَى‬
‫مّ ْن إِلَ ٍه غَ ْيرِي فَأَ ْوقِدْ لِي يَا هَامَانُ َعلَى الطّيِ فَاجْعَل لّي َ‬
‫إَِلهِ مُوسَى وَإِنّي لَأَ ُظنّهُ ِمنَ اْلكَاذِبِيَ(الية] ‪[38‬‬

‫‪95‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫خرَ بِاْلوَادِ( الفجر‬


‫وكذلك ف سورة الفجر ( َوثَمُودَ اّلذِينَ جَابُوا الصّ ْ‬
‫الية] ‪[9‬‬

‫‪ :‬تــــقــنـية البــنــاء ‪3.‬‬

‫‪ :‬متناولة ف القرآن الكري حيث نلمس ذلك ف ظلل بعض اليات ما يلي‬

‫أول البناء يتم بإنشاء السس ‪ ,‬فنجد انه من قام با على لسان القرآن النب‬
‫إبراهيم وابنه إساعيل عليهما صلوات ال وسلمه وذلك ف قوله (وَِإذْ َيرْ َفعُ‬
‫سمِيعُ الْ َعلِيم)ُ‬
‫ك أَنتَ ال ّ‬
‫إِْبرَاهِيمُ الْ َقوَاعِدَ مِنَ الَْبيْتِ وَِإ ْسمَاعِيلُ رَبّنَا َتقَّبلْ مِنّا إِّن َ‬
‫البقرة الية [‪]127‬‬

‫وهاته السس هي أهم شيء يرتكز عليه البناء فإذا انارت أو دكت انار‬
‫البناء كله لقوله عز وجل(قَدْ َم َكرَ الّذِينَ مِن َق ْب ِلهِمْ فَأَتَى ال ّلهُ ُبنْيَاَنهُم مّنَ‬
‫ش ُعرُونَ)‬
‫ث لَ يَ ْ‬
‫خ ّر َعلَ ْيهِمُ السّ ْقفُ مِن فَ ْو ِقهِمْ وَأَتَاهُمُ اْلعَذَابُ مِ ْن حَيْ ُ‬
‫اْلقَوَاعِدِ َف َ‬
‫النحل الية] ‪[ 26‬‬

‫وأما العمدة وهي الاملة للسقف ندها ف قوله‪ (:‬ال ّلهُ اّلذِي َرفَعَ‬
‫خرَ الشّ ْمسَ‬
‫السّمَاوَاتِ ِبغَ ْيرِ عَ َمدٍ َت َروَْنهَا ُثمّ اسَْتوَى َعلَى اْل َع ْرشِ وَسَ ّ‬

‫‪96‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫جرِي لَ َجلٍ مّسَمّى ُي َدّبرُ ا َل ْمرَ ُيفَصّلُ اليَاتِ َل َعلّكُم‬


‫وَاْلقَ َمرَ ُكلّ يَ ْ‬
‫ِب ِلقَاء رَبّ ُكمْ تُوقِنُونَ( الرعد الية] ‪[2‬‬

‫‪.‬فالسماء بناء ومعجزة ال ف ذلك انه رفعه من غي عمد‬

‫فهي قدرة ل تضاهيها ف ذلك قدرة ‪ ,‬فهي خاصة بال جل و عل و أما‬


‫النسان فل بد ف إنشاء بنائه من العمدة فقد تكون ركائز و إما جدران أو‬
‫‪ .‬غي ذلك من السباب‬

‫بالضافة لا تقدم ند أن ال سبحانه و تعال يتناول عناصر أخرى ف بناء‬


‫البيوت كالسقف حيث يعطي له أهية بالغة كما ورد ف سورة الزخرف‬
‫س ُأمّةً وَاحِدَ ًة َلجَ َعلْنَا ِلمَن َيكْ ُف ُر بِال ّر ْحمَنِ لِبُيُوِتهِ ْم سُقُفا‬
‫(وَلَوْلَا أَن َيكُونَ النّا ُ‬
‫مّن فَضّةٍ وَ َمعَا ِرجَ َعلَ ْيهَا َي ْظ َهرُونَ( الزخرف الية [‪]33‬‬

‫و هاته الهية البالغة ف جعل السقف من فضة يدفعنا إل التساؤل هل هذا‬


‫نوع من البة و الزخرفة ‪ ,‬أم أن للسقف من فضة حكم وغايات‬
‫أخرى ؟؟؟‬

‫وكم كان بودنا إجراء تارب حول هاته الادة ف تشكيل السقوف فقد تكون‬
‫‪ ...‬هناك فوائد جة ولكن ما باليد حيلة‬

‫‪97‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وإنا وال لتتجلى الغرابة فعل ف تصيص السقف دون غيه من أجزاء البناء‬
‫واستعمال الفضة دون غيها من العادن الخرى ؟؟؟‬

‫ث يذكر العارج الت عليها يظهرون و هي ف اعتقادي بثابة السلل الت‬


‫‪ .‬يصعدون عليها‬

‫ومن بي العناصر الخرى الوارد ذكرها ‪,‬ند البواب الت تسمح بالولوج أو‬
‫‪ .‬الروج من مكان إل آخر‬

‫وكذلك يتناول التزيي الداخلي أو بالحرى التأثيث حيث يقول سبحانه‬


‫(وَلِبُيُوِت ِهمْ أَْبوَابا وَ ُسرُرا َعلَ ْيهَا يَتّ ِكؤُونَ( الزخرف الية] ‪[34‬‬

‫طلبا للراحة وزخرفا‪ ,‬أي زينة وأبة ‪ ,‬وهو تصوير دقيق لميع عناصر البناء‬
‫من تقنية ف البناء إل تزيي داخلي وخارجي للبيت‪ ,‬فهي عناصر متمعة‬
‫‪.‬متكاملة‬

‫ولقد استطاع ف القدي أن يوفق فيها أهل سبأ بشهادة ال عز وجل و ما‬
‫سكَِنهِمْ آَيةٌ‬
‫سبَإٍ فِي مَ ْ‬
‫أعظمها من شهادة حيث يقول سبحانه (َلقَ ْد كَانَ لِ َ‬
‫جَنّتَا ِن عَن َيمِيٍ َو ِشمَالٍ ُكلُوا مِن رّ ْزقِ رَّبكُمْ وَا ْشكُرُوا َل ُه َبلْدَةٌ طَيَّبةٌ وَ َربّ‬
‫غَفُورٌ) سبأ الية ‪[ 15‬‬

‫‪98‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫و هذه إشارة قوية لدماج الساحات الضراء ف ميط تزيي البيوت‬


‫وتنظيمها ‪.‬‬

‫وهنا أقف لشي أن التفوق ف مال البناء والناز هي دعوة كذلك إل دين‬
‫‪ .‬ال سبحانه وتعال‬

‫فقوم سبأ الذين شهد ال لم بالتفوق ف مال البناء ها هي ملكتهم تدخل‬


‫صرح سليمان عليه السلم المرد بالقوارير فتعتقد انه لة فتكشف عن‬
‫ساقيها ‪ ,‬فلما عرفت طبيعة البناء ‪ ,‬وأدركت مستوى التقدم ف مال البناء‬
‫عند نب ال سليمان‪ ,‬الذي ل يكن أن يرقى إل مستواه بشرا‪ ,‬إل إذا كانت‬
‫هناك قوة أخرى غي عادية ساعدت على بلوغ هذا التطور ‪ ,‬أل وهو ال‬
‫سبحانه وتعال الذي سخر له‪ ( :‬وَالشّيَا ِطيَ ُك ّل بَنّاء َوغَوّاصٍ ( ص الية‬
‫[ ‪. ]37‬‬

‫فقالت رب إن ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لرب العالي‪ ,‬ويا له من‬


‫‪ .‬تواضع سجّل ف كتاب عظيم‬

‫‪ .‬كما كان البيت الزخرف آية ومعجزة‪ ,‬إذا تقق للرسل آمن به الناس‬

‫‪99‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ت مّن زُ ْخ ُرفٍ َأوْ َت ْرقَى‬


‫كما ورد ف قوله سبحانه وتعال (َأوْ يَكُونَ َلكَ بَ ْي ٌ‬
‫فِي السّمَاء وَلَن ّن ْؤمِنَ ِل ُرقِّيكَ حَتّى تَُنزّلَ َعلَيْنَا كِتَابا ّن ْق َرؤُ ُه قُلْ‬
‫سُبْحَا َن رَبّي هَلْ كُنتُ إَلّ بَشَرا رّسُول( السراء الية] ‪[ 93‬‬

‫وحت نتمكن من تقيق التانة والصلبة ف طبيعة البناء وتقنيته ‪ ,‬ل يفوتنا أن‬
‫نشي أن البنيان مهما كان لبد أن يكون مرصوصا يشد بعضه بعضا ‪ ,‬كما‬
‫وصف به ال السلمي ف سورة الصف حيث قال (ِإ ّن اللّهَ ُيحِبّ الّذِينَ‬
‫ُيقَاِتلُونَ فِي سَبِيلِ ِه صَفّا كَأَّنهُم بُنيَانٌ ّم ْرصُوصٌ ( الصف الية[ ‪]4‬‬

‫‪ .‬إشارة إل الصلبة والقوة والتانة الت يب أن يكون عليها البناء‬

‫الـــبناء‪4.‬‬ ‫مـــواد‬

‫يقول ال سبحانه وتعال ف سورة العراف ‪( :‬وَا ْذ ُكرُوْا ِإذْ َج َع َلكُمْ ُخلَفَاء مِن‬
‫حتُونَ اْلجِبَالَ‬
‫َبعْ ِد عَادٍ وََبوَّأكُمْ فِي ا َل ْرضِ تَّتخِذُو َن مِن ُسهُوِلهَا قُصُورا وَتَ ْن ِ‬
‫ُبيُوتا فَا ْذ ُكرُوْا آلء اللّ ِه َولَ َتعْثَوْا فِي الَ ْرضِ ُمفْسِدِينَ( العراف الية [‪]74‬‬

‫‪100‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫جبَالِ بُيُوتا آمِنِيَ(الية] ‪[ 82‬‬


‫و ف سورة الجر ( َوكَانُوْا َي ْنحِتُونَ مِنَ اْل ِ‬

‫و ف سورة الشعراء (وَتَ ْنحِتُونَ مِنَ اْلجِبَا ِل بُيُوتا فَارِ ِهيَ(الية [ ‪]149‬‬

‫فهو سبحانه يعرّفهم بنحت البيوت كتعبي عن قوتم ‪ ,‬معتبا بذلك أن عملية‬
‫‪ .‬بناء البيوت ميزة المم القوية‬

‫كما استعملت كلمة النحت للدللة على أنم يبنون بطريقة فنية رائعة بيث‬
‫‪ .‬أن كل جزء ف عملية البناء يأخذ حقه ف التقان والتكوين‬

‫كما اعتقد انه سبحانه وتعال قد خصص معن النحت ف سورة العراف‬
‫‪.‬بنحت البل بيوتا‪ ,‬لكن العن جاء عاما ف سورة الجر‪ ,‬وسورة الشعراء‬

‫بعن أن القوم يتخذون البال مصدرا لواد البناء ف كل البنايات سواء‬


‫القصور أو البيوت ‪.‬‬

‫وهنا أسجل بإعجاب انه رغم الضارة الت وصل إليها النسان حت ف‬
‫عصرنا هذا‪ ,‬إل انه مازال يعتمد ف تشييد أبنيته على البال كمصدر تقريبا‬
‫‪ .‬لل مواد البناء‬

‫‪101‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫فالسنت والصى يستخرج من البال ‪ ,‬وكذا الديد والشب من الشجار‬


‫و الزجاج من الرمال و غيها من الواد الت تشتق وتور وتستخرج بيث‬
‫‪ .‬ف الخي نمعها ونركبها بطريقة فنية علمية ودقيقة ف تشكيل البنايات‬

‫فإذا ما أردنا أن ننعت هاته العملية الت نريها وعملية البناء الالية لقلنا‬
‫ببساطة أننا نقوم بعملية النحت كالوّصف الذي اتذه ال سبحانه وتعال ف‬
‫‪ .‬نعت قوم صال‬

‫‪ :‬ومن بي الواد الت ورد ذكرها ف القرآن الكري هي كالتال‬

‫الــجـــارة ‪1.-‬‬

‫إن أفضل مواد البناء صلبة ومقاومة للزمن نطّلع عليها ف قوله عز وجل ف‬
‫سورة السراء ‪َ (:‬وقَالُوْا أَِئذَا كُنّا عِظَاما َو ُرفَاتا َأإِنّا لَمَ ْبعُوثُونَ َخلْقا‬
‫َجدِيدا ‪ ,‬قُل كُونُواْ حِجَا َرةً َأوْ َحدِيدا) السراء اليتي] ‪[50.49‬‬

‫بعن انه حت لو كنتم ف قوة وصلبة الجارة والديد فإنكم سوف تبعثون‬
‫فنستنتج أن هذان العنصرين من الواد يثلن مادتي بل منازع ف التشييد‬
‫والبناء ‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫و لعل أهل الجر توصلوا إل ذلك فقاموا بنحت البال بيوتا للحصول‬
‫على الديومة الرجوة ‪ ,‬ذلك لنه كما قال القرطب فان أعمارهم كانت‬
‫‪ .‬طويلة وكانت البيوت تبلى قبل فنائهم‬

‫الــحــديــد ‪2 -‬‬

‫ورد ذكره ف قوله سبحانه و تعال (َلقَ ْد أَ ْر َسلْنَا ُر ُسلَنَا بِالْبَيّنَاتِ وَأَنزَْلنَا‬
‫َم َعهُمُ اْلكِتَابَ وَاْلمِيزَا َن لَِيقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ َوأَنزَلْنَا اْلحَدِيدَ فِي ِه بَ ْأسٌ شَدِيدٌ‬
‫ب ِإ ّن اللّهَ َق ِويّ َعزِيزٌ(‬
‫صرُهُ وَ ُر ُسلَ ُه بِاْلغَيْ ِ‬
‫َومَنَافِ ُع لِلنّاسِ وَلَِي ْعلَمَ اللّهُ مَن يَن ُ‬
‫الديد الية [‪]25‬‬

‫فال اخبنا أن فيه باس شديد ومنافع كثية للناس ‪ ,‬كما اخبنا أيضا انه قد‬
‫استعمل ف العصور الغابرة من طرف ذو القرني ف عملية البناء ‪,‬كما جاء ف‬
‫‪:‬سورة الكهف قوله عز وجل‬

‫سدُونَ فِي اْلَأرْضِ َفهَلْ‬


‫ج ُمفْ ِ‬
‫ج َو َمأْجُو َ‬
‫(( قَالُوا يَا ذَا اْل َقرْنَيْ ِن إِنّ َيأْجُو َ‬
‫سـدّا)‪ (94‬قَالَ م َا‬
‫ُمـ َ‬
‫جعَلَ بَيْنَن َا وََبيَْنه ْ‬
‫َكـ َخرْجا َعلَى أَن َت ْ‬
‫جعَلُ ل َ‬
‫نَ ْ‬
‫مَكّنّ ي فِي ِه رَبّ ي خَ ْيرٌ َفأَعِينُونِي ِب ُقوّةٍ أَ ْجعَلْ بَيَْنكُ ْم وَبَيَْنهُ مْ َردْما)‪(95‬‬
‫ص َدفَيْنِ قَالَ انفُخُوا َحتّى ِإذَا‬
‫حدِيدِ حَتّى ِإذَا سَاوَى بَيْ َن ال ّ‬
‫آتُونِي زَُبرَ الْ َ‬
‫َج َعلَهُ نَارا قَالَ آتُونِي ُأ ْفرِغْ َع َليْ ِه قِطْرا)‪ (96‬فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَ ْظ َهرُوهُ‬
‫‪.‬‬ ‫ستَطَاعُوا َلهُ َنقْبا)‪ 97‬‬
‫َومَا ا ْ‬

‫‪103‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ومنه ندرك أن الديد قد استعمل ف البناء منذ الزمنة الغابرة و ل يكن نتاج‬
‫‪ .‬الثورة الصناعية ف أوربا‬

‫غي أننا ناسف برارة شديدة من أن الضارة السلمية كان لا أن ترتقي ف‬


‫‪ .‬عملية البناء لو تدبروا القرآن جيدا‬
‫فوال لقد أرشدنا ال سبحانه و تعال ‪ ,‬بل وضع أيدينا على مادة الديد‬
‫ف اليات السالفة الذكر‪ ,‬وأعطانا طريقة صناعته ل يتوصل إليها النسان إل‬
‫‪ .‬ف العصور الالية‬

‫‪ :‬حيث أن القرآن يصف على لسان ذو القرني الصناعة بسب الراحل التالية‬

‫ا‪ .‬التيان بزبر الديد‬


‫وهو البحث والتفتيش عن قطع الديد ‪ .‬ولو كانت الادة متوفرة لقال أعطون‬
‫‪ .‬زبر الديد ‪ ,‬فالاد ل تكن متوفرة‬

‫ب‪.‬الساواة بي الصدفي‬
‫أو البلي‪ ,‬وتعكس هنا دقة البناء بسب القاييس‪ ,‬ول تكن طريقة اعتباطية‬
‫‪ .‬عفوية خالية من كل تقدير وتقنية‬

‫ج‪-.‬النـــفــخ‬

‫‪104‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫و اعتقد أن النفخ هنا ليس لشعال النار فقط ‪ ,‬أو الزيادة ف ليبها لذابة‬
‫الديد‪ ,‬وإنا للكسدة والتصفية حسب الطرق العصرية للتقليل من مادة‬
‫الكربون فيزداد الديد صلبة وقوة ‪ .‬و هذا ما أشار إليه عز وجل حينها قال‬
‫‪ .‬فلم يستطيعوا له نقبا‬

‫‪ -.8‬إفــراغ الـــقــطــر‬

‫وهي إضافة مادة النحاس لتقوية نوعية الليط ‪.‬وهي عملية كيميائية تدل‬
‫‪ .‬على دراية عالية ف مال الناز و صناعة الواد‬

‫الــبــلـو ر ‪.- 3‬‬

‫فبالضافة إل الديد والجارة الستعملة ف البناء ند أن ال سبحانه و تعال‬


‫يشي ف سورة النمل إل مواد أخرى استعملت خاصة ف التزيي وهذا ما‬
‫‪ :‬نلمسه ف قوله‬

‫صرْحَ َف َلمّا رَأَْت ُه حَسِبَ ْتهُ ُلجّةً َوكَشَ َفتْ عَن سَاقَ ْيهَا قَا َل إِنّهُ‬
‫(قِيلَ َلهَا ا ْد ُخلِي ال ّ‬
‫ت نَفْسِي وََأ ْس َلمْتُ مَ َع ُسلَ ْيمَا َن ِللّهِ‬
‫ب إِنّي َظ َلمْ ُ‬
‫صرْحٌ ّم َم ّردٌ مّن َقوَارِيرَ قَالَتْ َر ّ‬
‫َ‬
‫َربّ اْلعَاَلمِيَ( النمل الية] ‪[44‬‬

‫‪105‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫فالصرح كما ورد ف تفسي ( ف ظلل القرآن ) قصرا من البلور أقيمت‬


‫أرضيته فوق الاء ‪ ,‬أو كما ورد ف تفسي الطبي كل بناء مسطح فهو‬
‫‪ .‬صرح كالقصر‬

‫ولذا ظهر للكة سبأ كأنه لة فكشفت عن ساقيها وإنا نعتقد أن جع عنصرين‬
‫كالبلور والاء ينم عن تقنية عالية ف ميدان البناء ‪ ,‬شهدت له ملكة العمارة‬
‫‪( ) .‬بلقيس ملكة سبأ‬

‫فان كان الاء متحركا كانت التقنية ف البناء جد متطورة‪ ,‬بيث أن القصر‬
‫‪ .‬قد شيد على الاء‬

‫فما هي يا ترى التقنية الستعملة ف ذلك ؟‬

‫‪ .‬وما هي يا ترى الواد العازلة لتفادي أضرار الياه ؟‪ .....‬إل آخره‬

‫وان كان الاء راكدا فما هي التقنية الستخدمة لبسه و الحافظة على‬
‫‪ .‬نقاوته ؟ خصوصا إذا علمنا أن الاء الراكد يفقد نقاوته‬

‫ث ما هي التقنية للربط بي الجارة و البلور بيث ل ينفذ الاء إل‬


‫‪ .‬اعلى ؟؟؟ إل آخره من السئلة الحية ف هذا اليدان‬

‫‪ :‬الطــــيـن ‪4.-‬‬

‫‪106‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ففي سورة القصص ‪ ,‬وسورة غافر ند أن ال يشي إل أن هناك مادة أخرى‬


‫‪ .‬قد استعملت ف البناء‪ ,‬وهي الطي ‪,‬حيث يطبخ أو يسخن ليصبح آجر‬

‫وذلك ف قوله عز وجل (وَقَالَ ِف ْرعَ ْو ُن يَا أَّيهَا اْل َملَأُ مَا َع ِلمْتُ َلكُم مّ ْن إِلَهٍ‬
‫صرْحا لّ َعلّي َأ ّطلِ ُع إِلَى إِلَهِ‬
‫غَ ْيرِي فَأَ ْوقِدْ لِي يَا هَامَانُ َعلَى الطّيِ فَاجْعَل لّي َ‬
‫مُوسَى وَإِنّي لَأَظُنّهُ مِنَ اْلكَاذِبِيَ( القصص الية] ‪[38‬‬

‫وان اعتقد أن فرعون هنا ل يقصد فعل و ل يكن جادا ف بناء الصرح لبلوغ‬
‫السباب‪ ,‬ولكن أراد من قوله أوقد ل على الطي فاجعل ل صرحا الشارة‬
‫إل عظمته ‪ ,‬واستعماله لواد البناء الخترعة والت يريد أن يقنع با الل أنا‬
‫‪ .‬ستمكنه من بلوغ السباب‬

‫‪ -. 5‬اللود والواد النسيجية‬

‫ولقد ورد ف سورة النحل نوع جديد من البنايات أو البيوت أل وهي الفيفة‬
‫‪ .‬الت يكن نقلها من مكان إل آخر عند السفر أو القامة‬

‫وذلك ف قوله عز وجل (وَال ّلهُ َج َعلَ َلكُم مّن ُبيُوِتكُ ْم َسكَنا َوجَ َعلَ َلكُم مّن‬
‫ُجلُو ِد الَنْعَا ِم بُيُوتا تَسَْتخِفّوَنهَا َيوْمَ ظَ ْعِنكُمْ َويَوْ َم إِقَامَِتكُمْ وَمِ ْن َأصْوَا ِفهَا‬
‫وَأَوْبَا ِرهَا وََأشْعَا ِرهَا أَثَاثا وَ َمتَاعا إِلَى حِيٍ( النحل الية] ‪[80‬‬

‫‪107‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وهذه الادة الستعملة ف صناعة البيوت‪ ,‬وهي جلود النعام بالضافة إل مادة‬
‫‪ .‬الصوف ‪ ,‬والوبر ‪ ,‬والشعر الستخدمة ف صناعة الثاث‬

‫كما ورد ف قوله سبحانه وتعال ف سورة النعام الية ‪َ ( : 142‬ومِ َن الَنْعَامِ‬
‫َحمُوَلةً وَ َفرْشا ُكلُواْ ِممّا رَ َز َقكُمُ ال ّلهُ َولَ تَتِّبعُوْا ُخطُوَاتِ الشّ ْيطَانِ إِنّ ُه َلكُمْ‬
‫عَدُ ّو مّبِيٌ (‪.‬‬

‫فمما تقدم فإن صناعة البيوت والقصور ف القدي احتاجت حسب‬


‫ذكر القرآن الكري الواد التال ( الجارة‪,‬الديد‪,‬والنحاس ‪ ,‬الطي‬
‫‪ -‬الجر‪ , -‬اللود) بالضافة إل مواد الصوف‪ ,‬والوبر ‪ ,‬والشعار‬
‫‪ .‬الستعملة ف صناعة الثاث‬

‫‪108‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫الفصل الثالث‬

‫فصل زوال العمران‬

‫‪109‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪:‬قال ال سبحانه وتعال‬

‫ث فِي ُأ ّمهَا رَسُولً يَ ْتلُو‬


‫ك مُ ْه ِلكَ اْل ُقرَى حَتّى َي ْبعَ َ‬
‫‪َ -‬ومَا كَا َن رَّب َ‬
‫َعلَ ْي ِهمْ آيَاتِنَا َومَا كُنّا ُمهْلِكِي اْل ُقرَى إِلّا وََأ ْه ُلهَا ظَالِمُونَ القصص‬
‫الية] ‪[59‬‬

‫‪ -‬وَلِكُ ّل ُأمّةٍ أَ َجلٌ َفِإذَا جَاء أَ َج ُل ُهمْ َل يَسَْتأْ ِخرُونَ سَا َعةً وَلَ‬
‫يَسَْت ْق ِدمُونَ( العراف الية] ‪[34‬‬

‫د ‪ .‬ناية العمران‬

‫‪110‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫فكما للعمران البشري عوامل نشأته وتطوره ‪,‬فان له كذلك أسباب زواله‬
‫وأفوله ‪ .‬وما الثار الت نشاهدها ف أماكن شت من العال لمم سابقة إل‬
‫‪ .‬شاهدا على ذلك‬

‫يقول ال سبحانه وتعال ف سورة هود ‪( :‬ذَِلكَ مِ ْن أَنبَاء الْ ُقرَى نَ ُقصّ ُه َعلَ ْيكَ‬
‫مِ ْنهَا قَآئِمٌ َوحَصِيدٌ ( هود الية] ‪[ 100‬‬

‫وقوله كذلك ف سورة الجر (وَمَا أَ ْه َلكْنَا مِن َقرْيَ ٍة ِإلّ وََلهَا ِكتَابٌ مّ ْعلُومٌ)‬
‫الية] ‪[ 4‬‬

‫ب فََيقُولُ اّلذِي َن َظلَمُوْا رَبّنَا‬


‫وقال أيضا (وَأَن ِذ ِر النّاسَ َي ْومَ َيأْتِي ِهمُ اْل َعذَا ُ‬
‫ك وَنَتّبِ ِع الرّسُ َل َأوََلمْ تَكُونُواْ‬
‫جبْ دَ ْعوََت َ‬
‫أَ ّخرْنَا إِلَى أَ َج ٍل قَرِيبٍ نّ ِ‬
‫َأقْسَمْتُم مّن قَبْ ُل مَا لَكُم مّن َزوَالٍ ( إبراهيم الية] ‪[44‬‬

‫فهناك القرى الت تزول ول تقوم لا قائمة أبدا‪ ,‬ومنها ما تبقى أثارها شاهدة‬
‫‪ .‬عليها‬

‫إذ يقول عز وجل ف سورة الج (فَ َكأَيّن مّن قَرَْيةٍ َأ ْهلَكْنَاهَا َوهِ َي ظَالِ َمةٌ‬
‫َفهِيَ خَاوَِيةٌ َعلَى ُعرُو ِشهَا وَِب ْئرٍ ّمعَ ّط َلةٍ َو َقصْ ٍر مّشِيدٍ الج الية] ‪[ 45‬‬

‫‪111‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وهناك من القرى الت يستبدل ال فيها قوما بقوم آخرين كما جاء ف سورة‬
‫شأْنَا َب ْعدَهَا َقوْما‬
‫َتـ ظَاِل َمةً وَأَن َ‬
‫َصـمْنَا مِن َقرَْيةٍ كَان ْ‬
‫َمـ ق َ‬
‫النـبياء (وَك ْ‬
‫آ َخرِي َن النبياء الية] ‪[11‬‬

‫وهناك من القرى الزائلة ل تسكن إل قليل من الزمن لقوله عز وجل ف سورة‬


‫سكَن مّن‬
‫القصص ( َوكَمْ َأ ْه َلكْنَا مِن َقرَْيةٍ َب ِط َرتْ َمعِيشََتهَا فَِت ْلكَ مَسَاكُِنهُ ْم لَ ْم تُ ْ‬
‫[َبعْدِهِ ْم إِلّا َقلِيلً َوكُنّا َنحْنُ اْلوَارِثِيَ) القصص الية ] ‪58‬‬

‫أسباب زوال العمران البشري ‪-‬‬

‫‪ :‬اليات القرآنية الواردة ف هدا الباب هي كالتال ‪1.-‬‬

‫ج ِرمِيهَا لِيَمْ ُكرُوْا فِيهَا َومَا‬


‫‪ -‬وَ َكذَِلكَ َج َعلْنَا فِي كُ ّل َقرَْيةٍ َأكَاِبرَ مُ َ‬
‫شعُرُونَ( النعام الية] ‪[123‬‬
‫س ِهمْ َومَا يَ ْ‬
‫يَمْ ُكرُونَ إِ ّل ِبأَنفُ ِ‬

‫سمَاءِ وَا َل ْرضِ‬


‫‪ -‬وَلَ ْو َأ ّن أَ ْهلَ الْ ُقرَى آمَنُوْا وَاتّقَواْ لَفََتحْنَا َعلَ ْيهِم َب َركَاتٍ مّ َن ال ّ‬
‫وَلَـكِن كَذّبُواْ فََأخَذْنَاهُم ِبمَا كَانُوْا َيكْسِبُونَ( العراف الية ‪[ ]96‬‬

‫‪112‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ص َعلَ ْيكَ مِ ْن أَنبَآِئهَا وََلقَدْ جَاءْتهُمْ ُر ُس ُلهُم بِاْلبَيّنَاتِ َفمَا‬


‫‪ِ -‬ت ْلكَ اْل ُقرَى َنقُ ّ‬
‫كَانُواْ ِليُ ْؤمِنُوْا ِبمَا كَذّبُواْ مِن قَ ْب ُل كَذَِلكَ َيطَْب ُع اللّ ُه َع َلىَ ُقلُوبِ اْلكَا ِفرِينَ‬
‫العراف الية [‪]101‬‬

‫ص ِلحُونَ( هود الية] ‪[117‬‬


‫ك لُِي ْه ِلكَ اْل ُقرَى ِب ُظلْمٍ وََأ ْه ُلهَا مُ ْ‬
‫‪َ -‬ومَا كَانَ رَّب َ‬

‫ك َأخْذُ رَّبكَ ِإذَا َأخَذَ الْ ُقرَى وَ ِهيَ ظَاِل َمةٌ ِإنّ َأخْذَ ُه أَلِي ٌم شَدِيدٌ( هود‬
‫‪َ -‬وكَذَِل َ‬
‫الية] ‪[102‬‬

‫ل َقرَْيةً كَاَنتْ آمَِن ًة مّطْمَئِّنةً َيأْتِيهَا ِر ْزقُهَا رَغَدا مّن‬


‫ضرَبَ ال ّلهُ مَثَ ً‬
‫‪َ -‬و َ‬
‫خ ْوفِ بِمَا‬
‫ع وَالْ َ‬
‫كُ ّل مَكَانٍ فَ َك َف َرتْ ِبَأْن ُعمِ ال ّلهِ َفَأذَا َقهَا ال ّلهُ لِبَاسَ الْجُو ِ‬
‫كَانُوْا َيصَْنعُونَ( النحل الية [ ‪]112‬‬

‫سقُواْ فِيهَا َفحَ ّق َعلَ ْيهَا الْقَ ْولُ‬


‫‪ -‬وَِإذَا أَ َردْنَا أَن ّن ْه ِلكَ َقرَْيةً َأ َمرْنَا مُ ْترَفِيهَا َففَ َ‬

‫فَدَ ّمرْنَاهَا تَدْمِيا ( السراء الية[ ‪]16‬‬

‫‪113‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪َ -‬وِت ْلكَ اْل ُقرَى َأ ْهلَكْنَا ُهمْ لَمّا َظلَمُوا وَ َج َعلْنَا لِ َم ْهلِ ِكهِم ّموْعِدا‬
‫الكهف الية] ‪[ 59‬‬

‫‪ -‬مَا آمََنتْ قَ ْب َلهُم مّن َقرَْيةٍ َأ ْهلَكْنَاهَا َأفَ ُهمْ ُي ْؤمِنُونَ ) النبياء الية‬
‫‪[ ]6‬‬

‫شأْنَا َب ْع َدهَا َقوْما آ َخرِينَ‬


‫‪ -‬وَ َكمْ َقصَمْنَا مِن َقرَْيةٍ كَاَنتْ ظَاِل َمةً وَأَن َ‬
‫النبياء الية] ‪[11‬‬

‫‪ -‬فَ َكأَيّن مّن َقرَْيةٍ َأ ْهلَكْنَاهَا َوهِ َي ظَالِ َم ٌة َفهِيَ خَاوَِيةٌ َعلَى ُعرُو ِشهَا‬
‫صرٍ مّشِيد)ٍ الج الية] ‪[ 45‬‬
‫وَبِ ْئ ٍر ّمعَ ّطلَ ٍة َوقَ ْ‬

‫‪ -‬وَ َكأَيّن مّن َقرَْيةٍ َأ ْملَ ْيتُ َلهَا َوهِ َي ظَالِ َمةٌ ُثمّ أَ َخ ْذُتهَا َوإِلَيّ الْ َمصِيُ‬
‫الج الية] ‪[48‬‬

‫‪114‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪َ -‬ومَا َأ ْهلَكْنَا مِن َقرَْيةٍ إِلّا َلهَا مُن ِذرُونَ الشعراء الية] ‪[ 208‬‬

‫سكَن مّن َبعْدِهِمْ‬


‫‪َ -‬وكَمْ َأ ْه َلكْنَا مِن َقرَْيةٍ َب ِط َرتْ َمعِيشََتهَا فَِت ْلكَ مَسَاكُِنهُ ْم لَ ْم تُ ْ‬
‫إِلّا َقلِيلً َوكُنّا َنحْنُ الْوَارِثِيَ( القصص الية ] ‪[58‬‬

‫ث فِي ُأ ّمهَا رَسُولً يَ ْتلُو‬


‫ك مُ ْه ِلكَ اْل ُقرَى حَتّى َي ْبعَ َ‬
‫‪َ -‬ومَا كَا َن رَّب َ‬
‫َعلَ ْي ِهمْ آيَاتِنَا َومَا كُنّا ُمهْلِكِي اْل ُقرَى إِلّا وََأ ْه ُلهَا ظَالِمُو َن القصص‬
‫الية] ‪[ 59‬‬

‫شرَى قَالُوا إِنّا ُم ْهلِكُو أَ ْهلِ هَذِهِ اْل َقرْيَ ِة ِإنّ‬


‫‪ -‬وََلمّا جَاءتْ ُر ُسلُنَا إِْبرَاهِي َم بِالْبُ ْ‬
‫َأ ْه َلهَا كَانُوا ظَاِلمِيَ( العنكبوت الية[ ‪]31‬‬

‫سمَاءِ ِبمَا كَانُوا َيفْسُقُونَ(‬


‫‪ -‬إِنّا ُمنِلُو َن َعلَى أَ ْهلِ هَذِهِ اْل َقرْيَةِ ِرجْزا مّنَ ال ّ‬
‫[ ‪]34‬‬ ‫العنكبوت الية‬

‫‪115‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪َ -‬وكَأَيّن مّن َقرَْيةٍ ِه َي َأشَدّ قُوّةً مّن َقرْيَِتكَ الّتِي َأ ْخ َرجَ ْتكَ َأ ْه َلكْنَاهُمْ َفلَا نَاصِرَ‬
‫َلهُم( ممد اليةْ[ ‪]13‬‬

‫‪ -‬وَ َكأَيّن مّن َقرَْيةٍ عََتتْ عَنْ َأ ْم ِر رَّبهَا َورُ ُس ِل ِه فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابا‬
‫َشدِيدا وَ َعذّبْنَاهَا َعذَابا نّكْرا الطلق الية] ‪[ 8‬‬

‫الســبـاب‪:‬‬ ‫‪- .2‬‬

‫من خلل اليات السالفة الذكر نستطيع أن نصر أسباب زوال العمران‬
‫‪ :‬البشري ف اختلل العلقات الثلثة التالية‬

‫ا ‪ -‬اختلل علقة الفرد بنفسه‬

‫حيث أن النسان أو العامة من الناس عمدت إل الروج عن الفطرة السليمة‬


‫‪ .‬الت فطر ال الناس عليها ‪,‬فكانت النتيجة الطبيعية هي الزوال والندثار‬

‫‪116‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وكتأكيد على قولنا‪ ,‬نسوق الثال الذكور ف القرآن الكري والتعلق بقوم لوط‬
‫هؤلء الذين استبدلوا فطرة ال سبحانه وتعال فأصبحوا يأتون الرجال شهوة‬
‫‪ .‬من دون النساء‬

‫و هذا الفعل يعتب ظلما وحيفا عن فطرة ال سبحانه وتعال ‪.‬‬

‫فما كان من متمعهم أن زال من على وجه الرض تاما ‪.‬وكان ذلك سببا‬
‫كافيا لزوال عمرانم وحضارتم ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬اختلل علقة الناس ببعضهم البعض‬

‫فاصل العلقة ل بد أن تبن على غاية التعارف ‪,‬والتعارف هو سلوك سوي‬


‫‪ .‬كامل يشمل جيع التعاملت سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية‬

‫فإذا اختل هذا التوازن انتشر الفساد ‪ ,‬وتكنت الفات من الجتمع ‪ ,‬وأصبح‬
‫‪.‬الرء غي آمن على عرضه وماله ونفسه‬

‫عندئذ يتبدد احد أركان تطور العمران وهو المن والطمأنينة ‪,‬وبذلك يزول‬
‫‪ .‬الجتمع ل مالة‬

‫‪117‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ولنا ف القرآن مثال حي عن قوم شعيب إذ كانوا يبخسون الناس حقوقهم ف‬


‫الكيال حت تكنت هاته الفة منهم ‪,‬فاتت على حتفهم لن هذا السلوك حاد‬
‫عن الغزى العام للوجود البشري ف التعايش ‪ .‬فقال ال سبحانه وتعال ف‬
‫مكم تنيله‬

‫س َأشْيَاءهُمْ َولَ‬
‫‪ (:‬وَيَا قَوْ ِم أَوْفُواْ اْل ِمكْيَالَ وَاْلمِيزَانَ بِاْلقِسْطِ َو َل تَ ْبخَسُوْا النّا َ‬
‫َتعْثَوْْا فِي الَ ْرضِ ُمفْسِدِينَ( هود الية] ‪[ 85‬‬

‫وقال أيضا ‪:‬‬

‫(وَلَمّا جَاء َأ ْمرُنَا نَجّيْنَا ُشعَيْبا وَاّلذِينَ آمَنُوْا َمعَهُ ِبرَحْ َم ٍة مّنّا وََأ َخذَتِ‬
‫حةُ َفأَصْبَحُوْا فِي دِيَا ِر ِهمْ جَاثِمِيَ هود الية] ‪[94‬‬
‫اّلذِي َن َظلَمُواْ الصّ ْي َ‬

‫ج ‪ -‬اختلل العلقة بي الناس وخالقهم‬

‫فعلى عكس القائلي بان الدين أفيون الشعوب‪ ,‬فان الدين يعل الفرد متصل‬
‫‪.‬بربه ماول إرضائه بإتباع الوامر واجتناب النواهي‬

‫فيصبح الفرد الؤمن مراقبا لنفسه مستشعرا بذلك ربه ف تعامله مع ذاته وفق‬
‫قوله عز وجل (وَأَن ِفقُواْ فِي سَبِي ِل اللّهِ َو َل ُتلْقُوْا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى الّت ْه ُلكَةِ َوَأحْسِنُوَاْ‬
‫ِإ ّن ال ّلهَ ُيحِبّ اْل ُمحْسِنِيَ( البقرة الية] [‪ 195‬وتعامله مع غيه وفق قوله‬

‫‪118‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫عز وجل (ْ ‪.....‬وََتعَاوَنُوْا َعلَى اْلبّ وَالتّ ْقوَى َولَ َتعَاوَنُوْا َعلَى الِثْ ِم وَالْعُ ْدوَانِ‬
‫وَاتّقُواْ اللّ َه ِإ ّن اللّ َه شَدِيدُ الْ ِعقَابِ) الائدة الية [ ‪]2‬‬

‫‪ .‬فيتقي عندئذ الفرد بأدائه داخل الجتمع‬

‫ولقد حاول النسان سن القواني الوضعية لتنظيم السلوك وحفظ الصال ‪,‬غي‬
‫أن هاته القواني الوضعية تبقى ناقصة لن الذات البشرية مهما اجتهدت تبقى‬
‫‪ .‬قاصرة‬

‫ولذا فان ضرورة إيان الناس بالقهم ‪ ,‬واستحضار الوازع الدين ف‬


‫سلوكهم ضرورة عمرانية لتحقيق الستمرارية حيث يقول ال سبحانه وتعال‬
‫ص ِلحُونَ( هود الية] ‪[117‬‬
‫(وَمَا كَانَ رَّبكَ ِلُي ْهلِكَ الْ ُقرَى ِب ُظلْمٍ وَأَ ْه ُلهَا مُ ْ‬

‫وقد يعتقد قصارى النظر إن زوال المم راجع إل الضعف والروب وانتشار‬
‫‪ .‬الوبئة والكوارث الطبيعية وغيها‬
‫وان ضمان الستمرارية موقوف على إعداد أسباب القوة ف تنظيم اليوش‬
‫وماربة المراض والوبئة ‪ ,‬وتطوير وسائل التنبؤ بالكوارث قبل وقوعها‬

‫ولعمري إن هاته النظرة هي نظرة مادية بتة قاصرة ف فهم حركة العمران‬
‫‪ .‬البشري ويكفي أن التاريخ ل يزال يشهد على مدوديتها‬

‫‪119‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫يقول ال سبحانه وتعال ف سورة ممد الية ‪َ ( :13‬وكَأَيّن مّن َقرْيَةٍ ِه َي َأشَدّ‬
‫قُوّةً مّن َقرْيَِتكَ الّتِي َأ ْخ َرجَ ْتكَ َأ ْه َلكْنَاهُمْ َفلَا نَاصِ َر َلهُم(‬

‫‪.‬اذن فان اختلل العلقة بي الناس وخالقهم سببا كذلك لزوال العمران‬

‫ولنا ف قوم نوح عبة ‪ ,‬إذ دعاهم عليه السلم سرا وجهرا لعبادة ال الواحد‬
‫الحد لكنهم فضلوا الغي على الدى مدة زمنية طويلة فما كان ليغنيهم‬
‫‪ .‬كفرهم عن عذاب ال ‪ ,‬فحقت كلمته فكانوا من الغابرين‬

‫وكذلك قوم هود وقوم صال كفروا بربم فكان الزوال والعذاب نتيجة‬
‫‪ .‬لختلل علقتهم بالقهم‬

‫ادن فان زوال العمران مصي حتمي للبشرية اذا ما انتفى للنسان ف حركته‬
‫‪ .‬أسباب وغايات وجوده‬

‫(َأَلمْ َي َروْاْ َكمْ َأ ْهلَكْنَا مِن قَ ْب ِلهِم مّن َقرْنٍ مّكّنّا ُه ْم فِي ا َل ْرضِ مَا َلمْ‬
‫جرِي مِن‬
‫نُمَكّن لّ ُكمْ َوَأرْ َسلْنَا السّمَاء َعلَ ْيهِم ّم ْدرَارا وَ َج َعلْنَا ا َلْنهَارَ تَ ْ‬
‫شأْنَا مِن َب ْع ِد ِهمْ َقرْنا آ َخرِينَ النعام‬
‫تَحِْت ِه ْم َفَأ ْهلَكْنَاهُم ِب ُذنُوِب ِهمْ َوأَنْ َ‬
‫الية] ‪[6‬‬

‫‪120‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وقال كذلك ف سورة الروم ‪َ (:‬أوََلمْ يَسِيُوا فِي اْلَأ ْرضِ فَيَن ُظرُوا كَ ْيفَ‬
‫كَانَ عَاقِبَةُ اّلذِي َن مِن قَ ْب ِل ِهمْ كَانُوا َأ َشدّ مِ ْن ُه ْم ُقوّةً َوأَثَارُوا اْلَأ ْرضَ‬
‫ت فَمَا كَانَ ال ّلهُ‬
‫وَعَ َمرُوهَا أَكَْثرَ مِمّا عَ َمرُوهَا وَجَاءْت ُه ْم رُ ُس ُلهُم بِالْبَيّنَا ِ‬
‫لِيَ ْظلِ َم ُه ْم وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَ ُهمْ يَ ْظلِمُونَ( الروم الية] ‪[9‬‬

‫‪ :‬فصل الرابع‬

‫‪121‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪-‬مظاهر الجتماع الضري لجتمعات‬


‫ورد ذكرها ف القرآن الكري‬

‫قال ال سبحانه و تعال‪- :‬‬

‫‪122‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ك مِنْ أَنبَآِئهَا وََلقَدْ جَاءْتهُمْ ُرسُُلهُم‬‫ص عََليْ َ‬ ‫ك اْلقُرَى َنقُ ّ‬ ‫(تِلْ َ‬


‫ك يَ ْطبَعُ‬
‫بِاْلبَّينَاتِ فَمَا كَانُواْ ِلُي ْؤمِنُواْ بِمَا كَ ّذبُوْا مِن َقبْلُ كَذَلِ َ‬
‫ب الْكَافِرِينَ) العراف الية [ ‪]101‬‬ ‫اللّ ُه عََلىَ ُقلُو ِ‬

‫ه‪ .‬مظاهر الجتماع الضري‬

‫بالضافة إل ظاهرة العمار أو البنيان و الكثافة السكانية فان السلوك‬


‫‪ .‬الجتماعي يعد ميزة هامة ف تديد درجة التحضر للجتماع البشري‬

‫‪ .‬كما يكن اعتبار ه عامل مهما ف الفصل أو التمييز بي الضر و البادية‬

‫‪123‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪:‬ومن مظاهر الجتماع تلك ند‬

‫‪ - 1‬الوظائف‬
‫‪ -2‬الهن‬
‫‪ - 3‬العاملت‬
‫‪ – 4‬الرائم‬

‫‪1-‬‬ ‫‪ :‬الـوظـائـف‬

‫هي الطار النظم للسلوك البشري أين يتم تديد علقة الاكم بالحكوم ‪,‬‬
‫‪ :‬وعلقة الفراد بي بعضهم البعض وهي كالتال‬

‫‪ :‬ا‪ .‬الـكـم‬

‫أو اللك أو السلطة ‪ ,‬و نقصد بوظيفة الكم الدور الذي يلعبه اللك ف‬
‫الحافظة على البنية الجتماعية للفراد وفق الصائص والشروط الهيكلة‬
‫‪ .‬لذلك الجتماع وتطوره‬

‫ولقد ورد ف القرآن الكري قوله عز وجل ( وقال اللك إن أرى سبع بقرات‬
‫سان يأكلهن سبع عجاف ‪ ,‬وسبع سنبلت خضر و أخر يابسات يأيها الل‬
‫أفتون ف رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبون ) سورة يوسف الية ‪.43‬‬

‫‪124‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وقوله كذلك ف سورة النمل الية ‪( 34‬قَالَتْ ِإنّ اْل ُملُوكَ ِإذَا َد َخلُوا َقرْيَةً‬
‫ك يَ ْف َعلُونَ) ‪.‬‬
‫أَفْسَدُوهَا َوجَ َعلُوا َأ ِعزّ َة أَ ْه ِلهَا َأذِلّةً َوكَذَِل َ‬

‫ولقد أعان اللك ف تأدية وظيفة الكم وزراء و أمناء كما أشار إل ذلك‬
‫صرْحا‬
‫القرآن الكري ف سورة غافر الية ‪( 36‬وَقَالَ ِف ْرعَ ْو ُن يَا هَامَانُ ابْ ِن لِي َ‬
‫لّ َعلّي أَْبلُغُ الَْأسْبَابَ( ‪.‬‬

‫وكذلك ف سورة يوسف قوله عز وجل (قَالَ ا ْج َعلْنِي َعلَى َخزَآئِنِ ا َل ْرضِ‬
‫[‬ ‫علِيمٌ يوسف الية ]‪55‬‬
‫َ‬ ‫ِإنّي َحفِيظٌ‬

‫و لقد تلل مارسة الكم ف بعض الجتمعات مبدأ الشورى ‪ ,‬و تبادل‬
‫الدايا و هو لوء بتعبي العصر للقنوات الدبلوماسية ف حل القضايا‬
‫فجاء ذلك ف القرآن الكري على لسان ملكة سبأ قوله جل وعل (قَاَلتْ يَا‬
‫ش َهدُونِ( النمل‬
‫أَّيهَا ا َل َلأُ َأفْتُونِي فِي َأ ْمرِي مَا كُنتُ قَا ِطعَةً َأمْرا حَتّى تَ ْ‬
‫الية] ‪[32‬‬

‫وقوله كذلك (وَإِنّي ُم ْر ِسلَةٌ إِلَ ْيهِم ِبهَدِيّةٍ فَنَا ِظرَةٌ بِ َم َي ْرجِعُ اْل ُم ْر َسلُونَ ( النمل‬

‫الية[ ‪]35‬‬

‫‪125‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ب‪.‬الـــقــضاء‬

‫وهو الفصل ف النازعات ‪ ,‬والنح والرائم طبقا للشرائع والعراف وهي‬


‫‪ .‬وظيفة كانت حكرا على اللك أو الاكم‬

‫ولقد ذكر القضاء ف سورة طه على لسان سحرة فرعون (قَالُوا لَن ّنؤِْثرَكَ‬
‫َعلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيّنَاتِ وَاّلذِي فَ َطرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنّمَا‬
‫حيَاةَ الدّنْيَا طه الية [ ‪]72‬‬
‫َت ْقضِي َه ِذهِ الْ َ‬

‫كما أنشئت السجون كمراكز للتعزير والعقاب‪ ,‬فقال سبحانه وتعال ( َودَخَلَ‬
‫صرُ خَمْرا َوقَالَ ال َخرُ‬
‫مَ َعهُ السّجْ َن فَتَيَا َن قَالَ أَ َح ُدهُمَا إِنّي َأرَانِي أَ ْع ِ‬
‫ق رَأْسِي ُخبْزا َتأْكُ ُل الطّ ْي ُر مِ ْنهُ نَبّئْنَا ِبَت ْأوِي ِلهِ إِنّا‬
‫ِإنّي َأرَانِي أَحْمِ ُل َفوْ َ‬
‫[‪]36‬‬ ‫َنرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِيَ ( يوسف الية‬

‫ج‪ .‬العــمار والسكان‬

‫‪126‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وهي بناء البيوت والقصور و إعمار القرى ‪,‬وتشييد الصون والقلع وخفر‬
‫البار ‪ .‬وهو يشكل الطار الفيزيائي‪ ,‬وأول الدلئل على تضر الجتماع‬
‫‪ .‬البشري‬

‫فلقد ورد ف كتاب ال قوله (وَا ْذ ُكرُواْ ِإ ْذ جَ َع َلكُ ْم ُخلَفَاء مِن َبعْدِ عَادٍ وَبَوَّأكُمْ‬
‫ض تَّتخِذُونَ مِن ُسهُوِلهَا قُصُورا وَتَ ْنحِتُونَ اْلجِبَالَ بُيُوتا فَا ْذ ُكرُوْا آلء‬
‫فِي الَ ْر ِ‬
‫ال ّلهِ َولَ تَعَْثوْا فِي ا َل ْرضِ مُفْسِدِينَ( العراف الية [‪]74‬‬

‫وقوله أيضا ( فَ َكأَيّن مّن َقرَْيةٍ َأ ْهلَكْنَاهَا َوهِ َي ظَالِ َم ٌة َفهِيَ خَاوَِيةٌ َعلَى‬
‫صرٍ مّشِيدٍ الج الية] ‪[ 45‬‬
‫ُعرُو ِشهَا وَبِ ْئ ٍر مّعَ ّط َلةٍ َو َق ْ‬

‫د ‪ .‬الــترفــيه‬

‫هو الترويح والحتفال ‪,‬وهو سلوك اجتماعي عرفته البشرية مند القدم‪ .‬ويعتر‬
‫‪.‬احد خصائص السلوك التحضر للجتماع البشري‬

‫‪ :‬ولقد جاء ف القرآن ذكر دلك بسب اليات التالية‬

‫‪127‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫شرَ النّاسُ ضُحًى طه الية] ‪[59‬‬


‫‪( -‬قَالَ َموْ ِعدُ ُكمْ َي ْومُ الزّيَن ِة وَأَن يُحْ َ‬

‫ب وَِإنّا َلهُ لَحَافِظُونَ يوسف الية]‬


‫‪َ( -‬أرْ ِس ْلهُ َمعَنَا غَدا َي ْرتَعْ َوَي ْلعَ ْ‬
‫‪[12‬‬

‫ضحًى وَهُ ْم َيلْعَبُونَ( العراف الية‬


‫‪( -‬أَ َو َأمِ َن أَ ْهلُ الْ ُقرَى أَن يَأْتَِيهُمْ بَ ْأسُنَا ُ‬
‫[ ‪]98‬‬

‫‪:‬وأيضا‬

‫‪ (-‬أَئِنّ ُكمْ َلَتأْتُونَ الرّجَا َل َوَتقْطَعُونَ السّبِي َل وََت ْأتُونَ فِي نَادِي ُكمُ الْمُن َكرَ‬
‫ت مِنَ‬
‫ب َق ْومِهِ إِلّا أَن قَالُوا اْئتِنَا ِب َعذَابِ ال ّلهِ إِن كُن َ‬
‫فَمَا كَانَ َجوَا َ‬
‫الصّا ِدقِيَ العنكبوت الية] ‪[29‬‬

‫ولقد عوض السلم الناس عن أيام احتفالتم بيوم عيد الفطر وعيد الضحى‬
‫وجاء قوله سبحانه وتعال ف سورة المعة (وَِإذَا رََأوْا تِجَارَ ًة َأوْ َلهْوا‬

‫‪128‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ان َفضّوا ِإلَ ْيهَا َوَترَكُو َك قَائِما قُ ْل مَا عِندَ ال ّلهِ خَ ْي ٌر مّنَ ال ّل ْهوِ َومِنَ‬
‫التّجَارَ ِة وَال ّلهُ خَ ْي ُر الرّا ِزقِيَ المعة الية] ‪[11‬‬

‫الشيء الذي يدل على وجود اللهو كسلوك اجتماعي‪ ,‬نى ال عنه إذا كان‬
‫يصد عن عبادة ال ف قوله (وَِإذَا تُ ْتلَى َعلَ ْي ِهمْ آيَاُتنَا بَيّنَاتٍ قَالَ اّلذِينَ‬
‫ي اْل َفرِيقَيْنِ َخ ْيرٌ ّمقَاما وَأَحْسَنُ َندِيّا مري الية [‬
‫َك َفرُوا ِل ّلذِينَ آمَنُوا أَ ّ‬
‫‪]73‬‬

‫الـمـهــــن ‪2.‬‬

‫و هي متلف الرف و الشغال لكسب أسباب العيش و توفي الغذاء‬

‫ا‪ -‬التــجــارة‬

‫و هي تبادل للسلع والبضائع والاجيات مقابل قيمة معينة أو ثن سواء كان‬


‫‪ .‬مال أو غي ذلك‬

‫‪129‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪ :‬ولقد ورد ذكر هاته الهنة ف آيات عدة نذكر منها اليات التالية‬

‫خسٍ َدرَا ِه َم َم ْعدُودَ ٍة وَكَانُوْا فِيهِ مِنَ الزّا ِهدِينَ‬


‫‪( -‬وَ َش َروْهُ بِثَمَ ٍن بَ ْ‬
‫يوسف الية] ‪[20‬‬

‫(وَِإذَا رََأوْا تِجَارَ ًة َأوْ َلهْوا ان َفضّوا إِلَ ْيهَا وََترَكُو َك قَائِما قُ ْل مَا عِندَ‬
‫ال ّلهِ خَ ْي ٌر مّنَ ال ّل ْه ِو َومِنَ التّجَارَ ِة وَال ّلهُ خَ ْي ُر الرّا ِزقِيَ( المعة‬
‫الية] ‪[11‬‬

‫‪ ........ ( -‬وََأمْوَالٌ ا ْقَترَفُْتمُوهَا َوِتجَارَ ٌة َتخْشَ ْو َن كَسَادَهَا ‪ َ).......‬التوبة‬


‫الية [‪]24‬‬

‫ولقد أدى ازدهار التجارة إل تطور الواصلت والطرق ‪ ,‬ول تقتصر ف ذلك‬
‫فقط على حركة الموال و البضائع ‪ ,‬بل شكلت كذلك قناة من قنوات‬
‫‪.‬التصال والحتكاك بي الجتمعات اجتماعيا وثقافيا ‪ ,‬واقتصاديا‬

‫فأنشئت السواق لذلك ‪ ,‬و أصبحت من العناصر الامة الشكلة للبنية‬


‫‪ .‬الضرية للتجمع البشري ‪ ,‬وفضاء من فضاءات التفاعل داخليا وخارجيا‬

‫‪130‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫) ب‪.‬البناء وحفر البار (الري‬

‫قال ال سبحانه وتعال ( وبئر معطلة وقصر مشيد )‪ .‬وقوله كذلك ف سورة‬
‫صرْحا لّ َعلّي أَْبلُغُ الَْأسْبَابَ( ‪.‬‬
‫غافر الية ‪( :36‬وَقَالَ ِف ْرعَ ْونُ يَا هَامَانُ ابْ ِن لِي َ‬

‫لقد كان الناس يقومون بفر البار من اجل الصول على الاء الشروب‪ ,‬إذ‬
‫أن توفر الاء كان ومازال احد العوامل الساعدة على الستقرار والتمركز‪,‬‬
‫‪ .‬ومن ت الجتماع البشري‬

‫فوجود الاء كان يشجع النسان على عملية البناء ‪ ,‬أي بناء الساكن‬
‫‪ .‬والقصور والصون والعابد إل غيها‬

‫‪ .‬وتعتب مهنة البناء من أقدم الهن‪,‬حيث كان يتقاضى البناء على عمله أجرا‬

‫فلقد ورد ف القرآن الكري ف سورة الكهف ‪( :‬فَان َط َلقَا َحتّى ِإذَا أَتَيَا َأهْلَ‬
‫َقرَْيةٍ ا ْستَ ْطعَمَا َأ ْه َلهَا َفأََبوْا أَن ُيضَّيفُوهُمَا َفوَ َجدَا فِيهَا ِجدَارا ُيرِيدُ أَنْ‬
‫خ ْذتَ َعلَ ْيهِ أَجْرا الكهف الية] ‪[77‬‬
‫ض َفأَقَامَ ُه قَالَ َلوْ شِ ْئتَ لَاتّ َ‬
‫يَنقَ ّ‬

‫‪131‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫كما عرف من خلل مهنة البناء صناعة مواد البناء كالجر والجارة والديد‬
‫وغيها ‪ ,‬وقد أوردنا فصل كامل حول خصائص البناء وصناعة الواد بسب‬
‫‪ .‬ما ورد ف ظلل آيات القرآن‬

‫ج‪ .‬الصيد والغطس‬

‫وهي مهنة قدية حيث اعتمد النسان على البحر ف ضمان عيشه‪ ,‬فصنع‬
‫الشراع والسفن ‪,‬وما لبث أن استخدمها كذلك ف النقل البحري والتاجرة‬
‫‪ .‬عب البحار ‪ ,‬ومن ت التصال بالجتمعات والضارات البعيدة‬

‫حرَ ِلَتأْ ُكلُوْا مِ ْنهُ َلحْما‬


‫خرَ الْبَ ْ‬
‫فقال سبحانه و تعال ‪َ (:‬و ُهوَ اّلذِي َس ّ‬
‫ك َموَا ِخرَ فِيهِ‬
‫خرِجُوْا مِ ْنهُ ِحلَْيةً َتلْبَسُوَنهَا َوَترَى اْل ُفلْ َ‬
‫َطرِيّا وَتَسْتَ ْ‬
‫وَلِتَ ْبَتغُواْ مِن َفضْ ِلهِ َوَل َعلّ ُكمْ تَشْ ُكرُونَ النحل الية] ‪[14‬‬

‫حرِ فَأَرَدتّ َأنْ‬


‫ت ِلمَسَاكِيَ َي ْع َملُونَ فِي الَْب ْ‬
‫وقوله كذلك ‪( :‬أَمّا السّفِيَنةُ َفكَانَ ْ‬
‫َأعِيَبهَا َوكَانَ وَرَاءهُم ّم ِلكٌ يَ ْأخُ ُذ ُكلّ َسفِيَنةٍ غَصْبا( الكهف الية] ‪[ 79‬‬

‫‪132‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫حرَا ِن َهذَا َع ْذبٌ ُفرَاتٌ‬


‫وقال كذلك ف سورة فاطر ( َومَا يَسَْتوِي اْلبَ ْ‬
‫ج َومِن كُلّ َتأْ ُكلُونَ َلحْما َطرِيّا‬
‫سَائِغٌ َشرَاُبهُ َو َهذَا ِملْحٌ أُجَا ٌ‬
‫خرِجُونَ ِحلَْيةً َتلْبَسُوَنهَا وََترَى اْل ُف ْلكَ فِيهِ َموَا ِخرَ ِلتَبَْتغُوا مِن‬
‫وَتَسْتَ ْ‬
‫ض ِلهِ َوَل َعلّ ُكمْ تَشْ ُكرُونَ فاطر الية] ‪[12‬‬
‫فَ ْ‬

‫‪:‬د‪ .‬الــبـريــد‬

‫وهي مهنة نقل الخبار والرسائل وتبليغها ‪ ,‬وقد استعملت الطيور ف القدي‬
‫للقيام باته الهمة كالغراب ف عهد سيدنا سليمان ‪ ,‬كما استعمل الرسل‬
‫‪ .‬لذلك‬

‫فقد ورد ف القرآن قوله سبحانه وتعال ‪ (:‬ا ْذهَب بّ ِكتَابِي َهذَا َفأَْلقِهْ ِإلَ ْي ِهمْ‬
‫النمل الية] ‪[28‬‬ ‫ُثمّ َتوَلّ عَ ْن ُه ْم فَان ُظ ْر مَاذَا َيرْ ِجعُو َن‬

‫ه‪ .‬الســقــايــة‬

‫ُمـ‬
‫وهـي القيام بالسـقي والرواء بالاء أو بالمـر فقال جـل وعل ‪( :‬أَ َج َعلْت ْ‬
‫حرَا مِ كَمَ نْ آمَ نَ بِاللّ هِ وَالَْيوْ مِ ال ِخرِ‬
‫جدِ اْل َ‬
‫ِسقَاَيةَ اْلحَاجّ وَعِمَارَ َة الْمَ سْ ِ‬

‫‪133‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وَجَا َهدَ فِي سَـبِي ِل اللّهِـ لَ يَس ْـَتوُونَ عِندَ اللّه ِـ وَاللّه ُـ َل َي ْهدِي اْل َقوْمَـ‬
‫التوبة الية] ‪[19‬‬ ‫الظّالِمِيَ‬

‫‪ :‬وقوله كذلك‬

‫شرَى هَـذَا ُغلَمٌ‬


‫( َوجَاءتْ سَيّارَةٌ فَأَ ْر َسلُواْ وَا ِردَهُمْ فََأدْلَى دَلْوَ ُه قَالَ يَا بُ ْ‬
‫وََأ َسرّو ُه بِضَاعَةً وَاللّ ُه َعلِيمٌ ِبمَا َي ْع َملُونَ( يوسف الية] ‪[19‬‬

‫‪ :‬وقال أيضا‬

‫سقِي رَّبهُ خَمْرا‪ )......‬يوسف‬


‫(يَا صَاحَِبيِ السّجْ ِن َأمّا َأ َحدُكُمَا فَيَ ْ‬
‫الية] ‪[41‬‬

‫سقَى َلهُمَا ُثمّ َتوَلّى إِلَى الظّ ّل َفقَالَ‬


‫وقوله كذلك ف سورة القصص (فَ َ‬
‫َربّ ِإنّي لِمَا أَنزَْلتَ ِإلَ ّي مِنْ خَ ْي ٍر َفقِيٌ القصص الية] ‪[24‬‬

‫ولقد كان السقاة يلبون الاء الشروب من البار والوديان ويطوفون على‬
‫‪ .‬العمائر والبيوت فيزودونم به لقاء اجر معي‬

‫و‪ .‬الــصنــاعات‬

‫‪134‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫إن الجتمعات الت تناولتها بالذكر آيات القرآن الكري قد عرفت أنواع‬
‫‪ :‬عديدة من الصناعات هي كالتال‬

‫صناعة مواد البناء ‪1-‬‬

‫وذلك ف قوله سبحانه وتعال (وَقَالَ ِف ْرعَ ْو ُن يَا أَّيهَا اْل َملَأُ مَا َع ِلمْتُ َلكُم مّنْ‬
‫صرْحا لّ َعلّي أَ ّطلِ ُع إِلَى إَِلهِ‬
‫إَِل ٍه غَ ْيرِي فََأوْقِ ْد لِي يَا هَامَا ُن َعلَى الطّيِ فَا ْجعَل لّي َ‬
‫مُوسَى وَإِنّي لَأَظُنّهُ مِنَ اْلكَاذِبِيَ( القصص الية[ ‪]38‬‬

‫حيث تشي هاته الية إل صناعة مواد البناء ‪ ,‬و هي الطي الت تسخن ف‬
‫الفران لتكتسب الصائص اللزمة لذلك‪ ,‬بالضافة إل مواد أخرى كالديد‬
‫‪ .‬والنحاس والجارة والقوارير أو البلور ‪.....‬ال‬

‫الصناعات النسيجية واللدية ‪2-‬‬

‫حيث ورد قوله سبحانه وتعال ف سورة النحل (وَال ّلهُ َج َعلَ َلكُم مّن ُبيُوِتكُمْ‬
‫َسكَنا َوجَ َع َل َلكُم مّن ُجلُو ِد الَنْعَا ِم بُيُوتا َتسَْتخِفّوَنهَا يَوْ َم ظَعِْنكُمْ وََيوْمَ‬
‫ِإقَامَِتكُمْ َومِ ْن َأصْوَا ِفهَا وََأوْبَارِهَا وََأ ْشعَارِهَا أَثَاثا َومَتَاعا إِلَى حِيٍ( النحل‬
‫الية] ‪[80‬‬

‫‪ .‬لتزيي البيوت‬

‫صناعة السفن والنجارة ‪3-‬‬

‫‪135‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وأول من قام باته الصناعة هو نوح عليه السلم ‪ ,‬كما ورد ذكر ذلك ف‬
‫خرُواْ‬
‫كتاب ال قوله ( َوَيصْنَعُ اْل ُف ْلكَ وَ ُكلّمَا َمرّ َعلَ ْي ِه مَلٌ مّن َقوْ ِمهِ َس ِ‬
‫خرُونَ هود‬
‫خرُ مِن ُكمْ كَمَا تَسْ َ‬
‫خرُوْا مِنّا َفإِنّا نَسْ َ‬
‫مِ ْنهُ قَالَ إِن تَسْ َ‬
‫الية] ‪[ 38‬‬

‫القمر‬ ‫ح َودُ ُسرٍ(‬


‫وكذلك ف قوله ف سورة القمر (وَحَ َملْنَاهُ َعلَى ذَاتِ أَْلوَا ٍ‬
‫الية] ‪[13‬‬

‫فبعد ما كانت السفينة وسيلة ناة من الغرق أصبح استعمالا بعد ذلك ف‬
‫الواصلت فجاء ذلك ف قوله ‪( :‬فَان َطلَقَا حَتّى ِإذَا َركِبَا فِي السّفِيَن ِة َخرَ َقهَا قَالَ‬
‫ت شَيْئا إِمْرا ( الكهف الية] ‪[ 71‬‬
‫ق أَ ْه َلهَا َلقَ ْد جِئْ َ‬
‫َأ َخرَقَْتهَا ِلتُ ْغ ِر َ‬

‫حرِ فَأَرَدتّ َأنْ‬


‫ت ِلمَسَاكِيَ َي ْع َملُونَ فِي الَْب ْ‬
‫وكذلك ف قوله ‪( :‬أَمّا السّفِيَنةُ َفكَانَ ْ‬
‫ك يَ ْأخُذُ ُك ّل سَفِينَ ٍة غَصْبا( الكهف الية] ‪[ 79‬‬
‫َأعِيَبهَا َوكَانَ َورَاءهُم ّم ِل ٌ‬

‫الصناعات الربية ‪4-‬‬

‫‪136‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وهي ما كان لداود عليه السلم من فضل ف صناعة الدروع ‪,‬كما ورد ذلك‬
‫ف سورة سبأ قوله سبحانه وتعال ‪( :‬وََل َقدْ آتَ ْينَا دَاوُودَ مِنّا فَضْلً يَا جِبَالُ‬
‫حدِيدَ( سبأ الية] ‪[ 10‬‬
‫َأوّبِي َم َعهُ وَالطّ ْي َر وََألَنّا َلهُ الْ َ‬

‫وقال كذلك ف سورة النحل‪ (:‬وَال ّلهُ َجعَ َل لَكُم مّمّا َخلَ َق ظِلَ ًل وَ َجعَلَ‬
‫ح ّر وَ َسرَابِيلَ‬
‫جبَالِ أَكْنَانا وَ َجعَلَ لَ ُكمْ َسرَابِي َل َتقِي ُكمُ الْ َ‬
‫لَكُم مّنَ الْ ِ‬
‫سلِمُونَ( النحل الية‬
‫َتقِيكُم َبأْسَ ُكمْ َكذَِلكَ يُِتمّ ِنعْمََتهُ َعلَيْ ُكمْ َل َعلّ ُكمْ تُ ْ‬
‫[‪]81‬‬

‫وهنا لنا أن نشي أن ال سبحانه وتعال قال بأنه جعل السرابيل أو الدروع الت‬
‫تقينا ف الرب أو البأس لكنه ل يذكر بتاتا انه جعل لنا السيوف والرماح‬
‫‪ .‬والنبال وغيها‬

‫ما يدل أن السلم ليس قاطع طريق ‪,‬وليس جبارا ف الرض وإنا مدافعا على‬
‫‪ :‬دينه وعرضه وماله ‪ .‬ولذا جاء قوله سبحانه وتعال ف سورة النفال‬

‫(وََأعِدّوْا َلهُم مّا اسَْت َطعْتُم مّن قُوّةٍ َومِن رّبَاطِ اْلخَ ْيلِ ُترْهِبُو َن ِبهِ عَدْ ّو ال ّلهِ‬
‫َوعَدُ ّوكُمْ وَآ َخرِينَ مِن دُوِنهِ ْم لَ َت ْع َلمُوَنهُ ُم اللّ ُه يَ ْع َل ُمهُمْ وَمَا تُن ِفقُواْ مِن َشيْءٍ فِي‬
‫ف إَِل ْيكُمْ َوأَنتُ ْم لَ ُت ْظ َلمُون)َ النفال الية ‪[ ]60‬‬
‫سَبِيلِ اللّ ِه يُوَ ّ‬

‫‪137‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ي‪ -‬النحت والزخرفة‬

‫فبالضافة إل نت البيوت وزخرفتها ‪ ,‬عكف القدماء على التفنن ف صناعة‬


‫‪ .‬التماثيل مستخدمي متلف الواد الجرية ‪,‬الديدة والنحاسية ‪..........‬ال‬

‫فلقد ورد ف كتاب ال قوله جل وعل (وَاّتخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِ ِه مِنْ‬
‫جلً جَسَدا لّهُ ُخوَا ٌر أَلَ ْم َيرَوْْا أَنّهُ َل ُي َك ّل ُمهُمْ َو َل َيهْدِيهِمْ سَبِيلً‬
‫ُحلِّيهِ ْم ِع ْ‬
‫اّتخَذُوهُ َوكَانُواْ ظَاِلمِيَ) العراف الية [‪]148‬‬

‫ت مّن‬
‫كما كان لم معرفة بالزخرفة ‪ ,‬فقد ورد كتاب ال (َأوْ يَكُونَ َلكَ بَ ْي ٌ‬
‫زُ ْخ ُرفٍ َأوْ َت ْرقَى فِي السّمَاء َولَن ّن ْؤمِنَ ِل ُرقِيّكَ حَتّى ُتَنزّلَ َع َليْنَا كِتَابا‬
‫ّنقْ َرؤُ ُه قُلْ سُبْحَا َن َربّي هَلْ كُنتُ إَلّ بَشَرا رّسُولً السراء الية]‪[ 93‬‬

‫ك‪ -‬السـحـر‬

‫لقد كان السحر مهنة طب مشوبة باعتقادات لهوتية ميتافيزيقية‪ ,‬يدرك العامة‬
‫وجودها وأهيتها لكنهم يهلون الكثي عن ماهيتها وكنهها ‪,‬ول يدون تفسيا‬
‫‪ .‬لكثي من جوانبها‬

‫‪138‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ولقد عرفت ازدهارا ف عهد موسى عليه السلم الذي عزى العلماء طبيعة‬
‫‪ .‬معجزاته عليه السلم على أنا من جنس الزدهار السائد إبان تلك القبة‬

‫ث فِي الْ َمدَائِنِ‬


‫فقد ورد ف كتابه عز وجل (قَالُوا َأرْ ِجهِ وََأخَا ُه وَاْبعَ ْ‬
‫حَا ِشرِينَ( الشعراء الية] ‪[ 36‬‬

‫حرَةُ ِف ْرعَ ْونَ قَالْوْا ِإ ّن لَنَا َلجْرا إِن كُنّا َنحْنُ الْغَالِِبيَ) العراف‬
‫سَ‬‫( َوجَاء ال ّ‬
‫الية [ ‪]113‬‬

‫ر‪ -‬الــزراعـة‬

‫قال ال سبحانه وتعال ف سورة الواقعة (أَأَنتُ ْم َتزْ َرعُونَ ُه أَ ْم َنحْ ُن الزّا ِرعُون)َ‬
‫الية] ‪.[64‬‬

‫ي دَأَبا َفمَا حَصَدتّمْ‬


‫وقال ف سورة يوسف الية ‪( 47‬قَا َل َتزْ َرعُو َن سَبْ َع سِنِ َ‬
‫فَذَرُوهُ فِي سُنُبلِ ِه ِإلّ َقلِيلً ّممّا تَ ْأ ُكلُونَ( ‪.‬‬

‫فالزراعة مهنة استخدمت دائما وأبدا كفاصل بي الريف والدينة‪ ,‬ذلك كونا‬
‫تتاج إل الراضي الصبة الترامية الطراف بعيدة عن تعقيدات الدينة‬
‫‪ .‬وتداخل الهن با‬

‫‪139‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وهي هزة الوصل بالنسبة للحضري والريفي حيث يتم التبادل بينهما ف سوق‬
‫الدينة‪ ,‬أين يعرض الول الواد الاهزة للستهلك و يقدم الثان الزروعات‬
‫‪ ...‬ومواد الام كالزيوت والصواف والخشاب وغيها‬

‫ونظرا لوجود مهنة الزراعة ضمن الطار الفيزيائي والجتماعي لكثي من الدن‬
‫القدية ‪ ,‬فقد ذهب الباحثون إل تصنيفها مدن زراعية أو ما عرف بالدينة‬
‫الزراعية ‪ ,‬حيث يعتبونا إحدى مراحل تطور الدينة إل غاية بلوغ الرحلة‬
‫النهائية الت يصبح فيها الفاصل بي فضاء الدينة وفضاء الريف أوضح‪.‬‬

‫فيصبح الول أكثر تعقيدا ‪ ,‬ويبقى الثان ف بساطته ‪ ,‬أو بتعبي آخر فان‬
‫التغيات الت تدث داخل الول تكون جد متسارعة ‪ ,‬نظرا لتداخل وتنافر‬
‫عوامل عدة اجتماعية و اقتصادية وكذا فيزيولوجية ‪ ,‬ف حي تكون وتية‬
‫‪ .‬التغي بالنسبة للثان جد متباطئة ‪ ,‬إن ل تكن منعدمة ف كثي من الحيان‬

‫وإنا لنستغرب كيف أن الدينة مع ضيقها اتسعت إل أن شلت وضمت جيع‬


‫الرف والهن‪ ,‬إل أنا عجزت أو امتنعت لسبب ما عن احتواء مهنة الزراعة‬
‫ضمن مال تطورها ؟؟؟‬

‫إنا نعتقد أن الجابة عن هاته الشكالية كفيل بل كثي من مشاكل التحضر‬


‫العاصر أين أضحت الدن تعان من آثاره السلبية ‪ :‬كالتلوث و الختناق‬
‫والضجيج وحوادث الطرقات ‪ ,‬حت أضحت مكان غي صحي لعيش النسان‬
‫‪ .‬فيه‬

‫‪140‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫لذا نرى أن الدول أصبحت تضع ضمن أولوياتا هاته المراض البيئية بل‬
‫‪ .‬تعدت ذلك إل تشكيل وزارات وأحزاب لياد اللول لا‬

‫فنرى على سبيل الثال كيف أصبح يول أهية كبى للمساحات الضراء‬
‫و كيف يسعى الكل إل ترحيل الراكز الصناعية إل أطراف العمائر ث عزلا‬
‫‪ .‬بعد ذلك بفضاءات نباتية لتفادي أضرارها‬

‫لدى فان إدماج مهنة الزراعة ضمن الحيط الضري ‪ ,‬أضحت ضرورة‬
‫لتدارك بناء فضاء حضري سليم يساهم بشكل فعال ف ربط النسان‬
‫مرة أخرى بالرض أي بيئته ‪ ,‬و ل يكفي الهتمام بذلك على الستويات‬
‫الوزارية ما ل يكن هناك جدية ف عمل جواري علمي ‪ ,‬يصبح النسان‬
‫الضري ‪,‬الصنع والثقف ‪,‬واليكانيكي ‪ ,‬والبناء ‪ ,‬والطبيب مارس للزراعة‬
‫‪ .‬وجزء ل يتجزأ من كيانه وثقافته ‪ ,‬وهواياته‬

‫صحيح أن الزراعة تتاج إل فضاء واسع مترامي الطراف بعكس الفضاء‬


‫الضري الذي هو ف أصله مددا و مهيكل بسب النشاطات القتصادية‬
‫والجتماعية ‪ ,‬لكننا نعتقد أن التقدم التكنولوجي و البحوث الزراعية كفيلة‬
‫بتحديد أنواع من الزراعة الت يكن إدماجها ف الحيط الضري ‪ ,‬حت‬
‫نستطيع تنب الكثي من التسارع العمران الغي منظم ‪ ,‬و الذي ينتج عنه‬
‫سلبيات عدة بيئية واجتماعية‪.‬‬

‫ولقد أقرن ال ف إعجابه بعمران أهل سبأ بي الساكن و النان فقال ‪:‬‬

‫‪141‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫سكَِنهِمْ آَيةٌ جَنّتَانِ عَن َيمِيٍ َو ِشمَالٍ ُكلُوا مِن رّ ْزقِ رَّبكُمْ‬
‫سبَإٍ فِي مَ ْ‬
‫(َلقَ ْد كَانَ لِ َ‬
‫ب غَفُورٌ( سبأ الية] ‪[ 15‬‬
‫وَا ْشكُرُوا َل ُه َبلْدَةٌ طَيَّبةٌ وَ َر ّ‬

‫أضف إل ذلك نده جل وعل ف كثي من موضع يدعو أهل العلم إل التفكر‬
‫والتدبر ف آيات أشارت إل الزرع والثمار وفضله ف ذلك علىالنسان‪,‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪) :‬فقال ف سورة ( النعام الية‬

‫ي أَنزَ َل مِنَ السّمَا ِء مَا ًء َفأَخْرَجْنَا ِبهِ نَبَاتَ كُلّ شَ ْيءٍ‬


‫( َو ُهوَ اّلذِ َ‬
‫خ ِل مِن َط ْل ِعهَا‬
‫ج مِنْهُ حَبّا مَّترَاكِبا َومِنَ النّ ْ‬
‫خرِ ُ‬
‫َفأَخْرَجْنَا مِ ْنهُ َخضِرا نّ ْ‬
‫ت مّنْ َأعْنَابٍ وَالزّيْتُو َن وَال ّرمّا َن مُشْتَبِها وَغَ ْيرَ‬
‫قِ ْنوَا ٌن دَاِنَيةٌ وَجَنّا ٍ‬
‫مُتَشَاِبهٍ ان ُظرُواْ ِإلِى ثَ َم ِرهِ ِإذَا َأثْ َم َر وَيَ ْن ِعهِ إِ ّن فِي ذَلِ ُكمْ ليَاتٍ ّل َق ْومٍ‬
‫ُي ْؤمِنُونَ( ‪.‬‬

‫‪3.‬‬ ‫الــعـامـلت‬

‫ا ‪ - .‬الزواج‬

‫و هو ارتباط مقدس بي الرجل و الرأة لتكوين أسرة ‪ ,‬فهي اللية الكونة‬


‫‪ .‬للمجتمع‬

‫‪142‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫فحركة هاته السرة وتفاعلتا وعلقاتا بغيها من السر على جيع الصعدة‬
‫‪ .‬والجالت هي أساس الجتماع البشري بفهومه الواسع‬

‫‪ .‬و هي اللبنة الول لتطوره ونوه‬

‫فلقد ورد ف كتاب الول ‪َ ( :‬ومِنْ آيَاِتهِ أَنْ َخلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِ ُكمْ‬
‫َأ ْزوَاجا لّتَسْكُنُوا إِلَ ْيهَا وَ َجعَلَ بَيْنَكُم ّم َودّ ًة َورَحْ َمةً ِإنّ فِي ذَِلكَ لَآيَاتٍ‬
‫ّل َق ْومٍ يََتفَ ّكرُونَ( الروم الية] ‪[ 21‬‬

‫ب‪ - .‬الــقــري و الســتــضافــة‬

‫‪ ,‬أول العاملت الدالة على مفهوم القرية ‪ ,‬وهي الطعام أو ما يعرف بالقري‬
‫‪ .‬بالضافة إل ذلك فإنا سلوك اجتماعي مض‬

‫و هي عملية تواصل بي الفراد لتحقيق الغاية السى من التحضر و هي‬


‫‪ .‬التعارف والتعاون‬

‫وهي التربة الصبة الت نبتت بي جوانبها بذرة التحضر وهي احدى واجهات‬
‫‪ .‬الشاركة للفرد داخل مدينته‬

‫‪ :‬لقد ورد ف كتاب الول عز وجل قوله سبحانه وتعال‬

‫‪143‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫(َأوْ إِ ْطعَامٌ فِي َي ْو ٍم ذِي مَسْغََبةٍ( البلد الية] ‪[14‬‬

‫و قوله كذلك ف سورة النسان الية ‪( : 08‬وَيُ ْطعِمُونَ ال ّطعَامَ َعلَى حُّبهِ‬
‫مِسْكِينا َويَتِيما وَأَسِيا( ‪.‬‬

‫وكذا قوله عن ض يف إبراه يم عل يه ال سلم ( َفرَا غَ إِلَى َأ ْهلِ ِه فَجَاء ِبعِجْلٍ‬


‫الذاريات الية] ‪[26‬‬ ‫سَمِيٍ‬

‫ج ‪ -.‬الــبــيـع والشراء‬

‫وهنا ل نقصد به مهنة التجارة بفهومها الواسع ‪ ,‬وكذا شوليتها و إنا‬


‫نقصد العاملت اليومية بي الفراد داخل الجتمع ف تبادل النافع بينهم على‬
‫‪ .‬أساس البيع والشراء‬

‫فل قد ورد ف قوله سبحانه وتعال ف سورة يو سف (وَ َش َروْ ُه بِثَمَ ٍن بَخْ سٍ‬
‫يوسف الية] ‪[20‬‬ ‫َدرَا ِهمَ َم ْعدُودَةٍ وَكَانُوْا فِيهِ مِنَ الزّا ِهدِينَ‬

‫‪144‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫ك بَعَ ْثنَاهُ ْم لِيَتَسَاءلُوا بَيَْنهُمْ قَالَ قَاِئلٌ‬


‫وقال كذلك ف سورة الكهف ( َوكَذَِل َ‬
‫ض يَوْمٍ قَالُوا رَّبكُ ْم َأ ْعلَمُ ِبمَا لَبِثْتُ ْم فَابْعَثُوا‬
‫مّ ْنهُ ْم كَمْ َلبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا َيوْما أَ ْو َبعْ َ‬
‫َأحَ َدكُم بِ َورِ ِقكُمْ هَذِ ِه إِلَى اْلمَدِينَةِ َفلْيَن ُظرْ أَّيهَا أَ ْزكَى َطعَاما َفلْيَأِْتكُم ِبرِ ْزقٍ مّنْهُ‬
‫وَلْيََت َل ّطفْ وَلَا يُشْ ِع َر ّن ِبكُمْ َأحَدا )ً الية [‪.]19‬‬

‫زيادة على عملية البادلة ف بساطتها فقد عرفت هاته الشعوب والمم صك‬
‫‪ .‬الموال من الذهب والفضة ‪.....‬ال‬

‫د‪ -.‬اليــجار والســتــدانـــة‬

‫َتـ‬
‫َتـ إِ ْحدَاهُمَا يَا أَب ِ‬
‫ورد فـ سـورة القصـص قوله سـبحانه وتعال (قَال ْ‬
‫اسَْتأْ ِج ْرهُ إِنّ خَ ْي َر مَنِ اسَْتأْ َج ْرتَ اْل َقوِيّ اْلأَمِيُ القصص الية] ‪[ 26‬‬

‫وقال أي ضا ف سورة الك هف (فَان َط َلقَا َحتّ ى ِإذَا أَتَيَا َأهْ َل َقرَْيةٍ ا سْتَ ْطعَمَا‬
‫َأ ْهلَهَا َفأََبوْا أَن ُيضَّيفُوهُمَا َفوَ َجدَا فِيهَا ِجدَارا ُيرِيدُ أَ نْ يَنقَضّ َفأَقَامَ هُ‬
‫خ ْذتَ َع َل ْيهِ َأجْرا الكهف الية] ‪[ 77‬‬
‫قَالَ َلوْ ِش ْئتَ لَاتّ َ‬

‫‪145‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫فاليار و الجر كانا من العاملت للمم الت ورد ذكرها ف القرآن‪ ,‬وهو‬
‫سلوك اجتماعي ينظم علقة الناس ببعضهم البعض‪ ,‬ويقدر الهد والصنيع‬
‫ويدد له أجرا ‪ ,‬وهي درجة من التحضر والرقي للجتماع البشري ف تلك‬
‫‪ .‬الزمنة لزلت متواصلة وموجودة إل يومنا هذا‬

‫وكذلك فقد وجدت الستدانة أو القتراض كعلقة اجتماعية و اقتصادية‬


‫متجدرة بي الناس ف تعاملتم ‪ ,‬فلما جاء السلم عمل على تنظيم تلك‬
‫‪ .‬العلقة با يفظ لكل ذي حق حقه‬

‫صفُ مَا َترَ كَ َأ ْزوَا ُجكُ مْ إِن لّ مْ‬


‫فل قد ورد ف كتاب الول قوله ( َولَكُ مْ نِ ْ‬
‫يَكُن ّلهُنّ َوَلدٌ َفإِن كَا نَ َلهُنّ وََل ٌد َفلَكُ مُ الرّبُ ُع مِمّ ا َترَكْ َن مِن َب ْعدِ‬
‫وَ صِّيةٍ يُو صِيَ بِهَا َأ ْو دَيْ ٍن وََلهُنّ الرّبُ ُع مِمّ ا َترَكْتُ مْ إِن لّ ْم يَكُن لّكُ مْ‬
‫وََل ٌد َفإِن كَا َن لَ ُكمْ َوَلدٌ َف َلهُنّ الثّمُ ُن مِمّا َترَكْتُم مّن َب ْعدِ َوصِّيةٍ تُوصُونَ‬
‫خ َأوْ أُخْ تٌ‬
‫لَلةً أَو ا ْم َرأَ ٌة وَلَ هُ أَ ٌ‬
‫بِهَا َأوْ َديْ ٍن وَإِن كَا َن رَجُلٌ يُورَ ثُ كَ َ‬
‫ك فَهُ مْ ُشرَكَاء فِي‬
‫س ُدسُ َفإِن كَاُنوَاْ َأكَْثرَ مِن ذَلِ َ‬
‫َفلِكُلّ وَا ِح ٍد مّ ْنهُمَا ال ّ‬
‫صّيةٍ يُو صَى بِهَا َأ ْو دَيْ نٍ غَ ْي َر مُضَآرّ َو صِّي ًة مّ نَ اللّ هِ‬
‫ث مِن َب ْعدِ َو ِ‬
‫الّثلُ ِ‬
‫وَال ّلهُ َعلِيمٌ َحلِيمٌ النساء الية] ‪[12‬‬

‫ه‪ -.‬السفر والترحال والجرة‬

‫‪146‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫نظرا لتكرارها وإلفها أضحت عادة أكثر منها وسيلة للعيش ‪ ,‬و هي إحدى‬
‫وسائل التواصل بي التجمعات البشرية يتم خللا البادلت التجارية‬
‫‪ .‬والجتماعية والثقافية‪ ,‬وهي كذلك أداة احتكاك لتفاعل الشعوب فيما بينها‬

‫‪ .‬وهي ذات اثر مادي ف تديد طرق الواصلت ومنافذها ‪ ,‬وأبواب الدن‬

‫وهي مع ذلك بريد الخبار ف النوائب و الفراح و قراءة الشعر وتواتر‬


‫الحاديث والكايات والفنون ‪.‬‬

‫)و‪ –.‬نـقــل الخبار ( العلم‬

‫عكفت المم السالفة على نقل الخبار وتواترها ف خلل الهرجانات‬


‫والبادلت التجارية والناظرات الشعرية ف السواق ‪.‬‬

‫فكانت القوافل بالضافة إل ميزتا التجارية إل أنا كانت أداة فعالة ف نقل‬
‫‪ .‬الخبار والنباء بي الفراد والشعوب والمم‬

‫ويكفي أن نشي إل هذا التواتر وأثره ف نقل الحاديث النبوية وغيها من‬
‫‪ .‬العلقات الشعرية والقوال والكم والمثال لكثي من الشعراء والكماء‬

‫ك‪ -.‬التــفاقات والعاهدات والفاوضات‬

‫‪147‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وهي اللتزامات التبادلة بي فردين أو قبيلتي أو إمباطوريتي‪ ,‬وهو سلوك‬


‫متحضر ف معالة النــزاعات والتوترات ‪,‬وتقيق بطريقة سلمية لصلحة‬
‫‪.‬معينة‬

‫فقد ورد ف قوله عز وجل ف سورة الكهف الية ‪( : 94‬قَالُوا يَا ذَا اْل َقرْنَيْنِ‬
‫ج مُفْسِدُونَ فِي الْأَ ْرضِ َفهَ ْل َنجْ َع ُل َلكَ َخرْجا َعلَى أَن‬
‫ج وَمَ ْأجُو َ‬
‫ِإ ّن يَ ْأجُو َ‬
‫ج َعلَ بَ ْينَنَا وَبَ ْيَنهُمْ سَدّا الكهف الية] ‪[ 94‬‬
‫َت ْ‬

‫ي‪ -.‬الــحــــروب‬

‫وهي احدى العاملت السلبية الت نشأت بي الشعوب ‪ ,‬والفراد والماعات‬


‫ف حركيتها عب الزمنة‪,‬وكانت وسيلة من وسائل التغي ف الجتماع البشري‬
‫‪ .‬ف اغلب الحيان‬

‫وبالضافة إل كونا سلوك غي متحضر فهي مانبة للغاية الكبى ف تواجد‬


‫الشعوب ‪ ,‬والمم على هاته الرض وهي التعارف و التبادل و التنافس ف‬
‫‪ .‬إعمار الرض وزراعة الي‬

‫‪148‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫و قد عر فت الشعوب و ال مم الغابرة التطا حن و التقا تل ك ما دل على ذلك‬


‫القرآن ف قوله عز و جل (قَالَ تْ إِنّ الْ ُملُو كَ ِإذَا دَ َخلُوا َقرَْيةً َأفْ سَدُوهَا‬
‫النمل الية] ‪[34‬‬ ‫وَ َج َعلُوا أَ ِعزّ َة َأ ْه ِلهَا َأذِّل ًة وَ َكذَِلكَ َي ْف َعلُونَ‬

‫خرِجَّنهُم‬
‫وقوله كذلك (ارْجِعْ ِإلَ ْي ِهمْ َفلََنأْتَِيّن ُهمْ بِجُنُودٍ لّا قِبَلَ َلهُم ِبهَا َولَنُ ْ‬
‫مّ ْنهَا َأ ِذّلةً َو ُهمْ صَا ِغرُونَ النمل الية] ‪[37‬‬

‫‪4.-‬‬ ‫الــجرائـــم والفــات‬

‫‪ .‬الغريب انه ل يكن التطرق إل التحضر دون الشارة إل الرائم والفات‬

‫فقد اثبت الواقع أن العلقة بينهما مطردة فكلما تقدم النسان وتضر كلما‬
‫‪ .‬ازدادت الرائم و تنوعت‬

‫ويكفي أن نشي إل العواصم الكثر تقدم ورفاهية فهي تتوي على نسبة‬
‫عالية من الرائم والفات ‪ ,‬وتكاد هنا كذلك أن تصدق القولة ( إن الشيء‬
‫‪ ).‬يعرف بضده‬

‫‪149‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫وان البشرية أو الجتمعات الوارد ذكرها ف القرآن قد شهدت أنواع كثية‬


‫من الرائم والفات ‪ ,‬ول يسعنا هنا إل تناول أعظمها و أكثرها تأثيا على‬
‫بنية الجتماع البشري ‪ ,‬وأكثرها تطيما لركانه والت كانت سببا ف زوال‬
‫‪ :‬أمم عب العصور وهي كالتال‬

‫‪ -.1‬الســرقــة ‪:‬‬

‫و هي التعدي على متلكات الغي و أخذها ف غفلة أو ضعف من صاحبها ‪.‬‬


‫ويكفينا دللة على ذلك موقف إخوة يوسف من أخيهم يوم اتم بسرقة صواع‬
‫اللك ‪ ,‬لندرك مدى صرامة المم و الفراد فيما مضى على معاقبة الان‬
‫ورفضهم كلية لذا السلوك الذي يقوض أركان الجتمعات‪ ,‬ويهدد الناس ف‬
‫‪ .‬أمنهم على حاجتهم ‪ ,‬ومصالهم‬

‫قال سبحانه وتعال ف سورة يوسف ‪( :‬قَالُوْا تَاللّ ِه َلقَدْ َع ِلمْتُم مّا جِئْنَا لُِنفْسِدَ‬
‫[‪]73‬‬ ‫فِي الَ ْرضِ وَمَا كُنّا سَارِقِيَ( يوسف الية‬

‫الــقــتــل ‪02 .-‬‬

‫هو سفك للدماء بغي وجه حق ‪ .‬وهو اعتداء على جوهر الوجود وهو الياة‬
‫‪ .‬وهو ترويع للذات البشرية واعتداء على أول القوق للنسان‬

‫‪150‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪ .‬و هو كذلك انتفاء للغاية الكبى ف إعمار الرض‬

‫ولذا فان زوال الدنيا أهون عند ال من قتل نفس واحدة ‪.‬فقدسية الياة‬
‫‪ .‬أساس للعيش والجتماع‬

‫وقد عدت جرية القتل دائما و أبدا اكب الوبقات عند كل الجتمعات عب‬
‫‪ .‬العصور وال يومنا هذا‬

‫و لذا فقد شدد السلم ف حد القتل فجاء حكمه أن السن بالسن والعي‬
‫‪ .‬بالعي‬

‫وقد ورد ف القرآن الكري ذكر ذلك ف اليات التالية فقال سبحانه و تعال ‪:‬‬

‫( َولَ َتقُْتلُواْ النّفْسَ الّتِي َحرّمَ ال ّلهُ ِإلّ بِالَقّ وَمَن قُِتلَ َم ْظلُوما فَقَ ْد جَ َع ْلنَا ِلوَلِيّهِ‬

‫سرِف فّي اْلقَ ْت ِل إِنّ ُه كَانَ َمنْصُورا( السراء الية ‪.[ ]33‬‬
‫ل يُ ْ‬
‫ُس ْلطَانا َف َ‬

‫الـــزنا والــلـــواط ‪03 . -‬‬

‫و ها إشباع للغريزة النسية بطرق مالفة للشرع و الفطرة ‪ .‬فالول مطمة‬


‫لعلقة الرجل بالرأة ‪ ,‬وبالتال لبنية السرة الت تعتب أساس الجتماع البشري‬

‫‪151‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫والثانية هي مروق عن الفطرة ‪ ,‬ومربة لبناء الجتمع القائم على قدسية‬


‫‪ .‬العلقة بي الرأة والرجل والذي ساه الول عز وجل باليثاق الغليظ‬

‫‪ .‬وكل الريتي كانتا مل ذم ونكران عب العصور‬

‫ولنا ف المم الت ورد ذكرها ف القرآن الشاهد على ذلك فلقد ورد ف سورة‬
‫سهِ قَ ْد شَغَ َفهَا‬
‫سوَةٌ فِي اْلمَدِينَةِ ا ْمرَأَةُ اْل َعزِيزِ ُترَا ِودُ َفتَاهَا عَن نّفْ ِ‬
‫يوسف ( َوقَالَ نِ ْ‬
‫ضلَلٍ مِّبيٍ ) يوسف الية [‪]30‬‬
‫حُبّا إِنّا لََنرَاهَا فِي َ‬

‫شةً وَسـَاء‬
‫وكذلك فـ سـورة السـراء (وَلَ َت ْقرَبُوْا الزّنَى ِإنّه ُـ كَانَـ فَاحِ َ‬
‫سَبِيلً السراء الية] ‪[32‬‬

‫و هناك آيات تناولت ظاهرة اللواط ف قوم لوط ‪ ,‬وكيف أن حضارتم قد‬
‫‪.‬زالت نتيجة ما أقترفوه من إث ‪ ,‬ومالفة للجبلة الت فطر ال عليها النسان‬

‫‪ :‬فقال سبحانه وتعال‬

‫( وَلُوطا آتَيْنَا ُه ُحكْما َو ِعلْما وََنجّيْنَاهُ مِنَ اْل َقرْيَةِ الّتِي كَانَت تّ ْعمَلُ اْلخَبَائِثَ‬
‫إِّنهُ ْم كَانُوا َقوْ َم سَوْءٍ فَاسِقِيَ ( النبياء الية ‪[ ]74‬‬

‫الـــغـــش ‪04 .-‬‬

‫‪152‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫مصدر لسلوكيات منحرفة وأظهرها هو بس الكيل أو تطفيفه‪ ,‬وهو نوع من‬


‫‪ .‬السرقة لموال الناس واكلها بالباطل‬

‫وانتشار الغش هو إهدار لمن الناس على أموالم ومتلكاتم وضياع بالتال‬
‫‪ .‬لهم ركن ف الجتماع البشري أل وهو المن‬

‫ولقد ضرب ال لنا مثل ف قوم شعيب حيث كانوا يطففون الكيل إذا اكتالوا‬
‫‪ .‬فحق عليهم غضبه فدمرهم تدميا‬

‫فانتفاء لظهر الجتماع ف علقتهم ببعضهم البعض كان سببا ف زوالم‬


‫واندثارهم فقال سبحانه (وَإِلَى مَدَْينَ َأخَاهُمْ ُشعَيْبا قَا َل يَا قَوْ ِم اعْبُدُواْ اللّهَ مَا‬
‫َلكُم مّنْ إِلَـ ٍه غَ ْيرُهُ َو َل تَن ُقصُواْ اْل ِمكْيَالَ وَاْلمِيزَانَ ِإّنيَ َأرَاكُم ِبخَ ْيرٍ وَإِّنيَ‬
‫ب يَوْمٍ ّمحِيطٍ( هود الية] ‪[ 84‬‬
‫ف َعلَ ْيكُمْ عَذَا َ‬
‫َأخَا ُ‬

‫وإذا كان الغش ف صورته الادية مرفوضا ‪ ,‬فهو كذلك ف سورته العنوية‬
‫كالكذب ‪ ,‬وشهادة الزور لنه و فقط تضييع لصال الناس ‪ ,‬وتضييع كذلك‬
‫‪ .‬لقهم‬

‫و هو فوق ذلك حجب للحقيقة ف تعامل الناس مع بعضهم البعض وهدم‬


‫لعلقة التعارف الت تعتب أساس الجتماع البشري وتطوره ‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫الــــــــاتـمــة‬

‫ف اعتمادنا على القرآن الكري ‪ ,‬استطعنا بعون ال ومشيئته أن ندد جيع‬


‫الفاهيم العمرانية والعمارية ‪ ,‬الت يستطيع با السلم أن يتميز عن غيه من‬
‫اللل ‪ ,‬ويشكل با الثل والقدوة الت يدعو با إل دينه ورسالته ‪ ,‬ويعب با‬
‫‪ .‬عمليا وميدانيا عن الجتمع الفاضل النشود‬

‫وف حصرنا لاته الفاهيم ‪ ,‬تكنا أن شاء ال من تغيي بعض الصطلحات‬


‫والسلمات الت أيقن الناس أنا راسخة ‪ ,‬ف حي وكما رأينا ل يكن رسوخها‬
‫اصليا بل شكليا وظاهريا على نسق القاعدة الت تدد العلقة بي الغالب‬
‫‪ .‬والغلوب ‪ ,‬فتجعل الخي مولع بتقليد الول‬

‫ومن ضمن هاته الفاهيم ‪ ,‬ند ما يسمى بالقرية والدينة ‪ ,‬فالقرآن قد تناول ف‬
‫آيات كثية كلمة القرية ‪ ,‬أما كلمة الدينة فجاء ذكرها عرضيا ف آيات‬
‫‪ .‬معدودة‬

‫‪ .‬ولقد بينا الكمة ف ذلك وهي أن القرية ف تعريفها هي الدينة الكبية‬

‫لكن واقعنا العلمي واليدان يعل من القرية اقرب إل الريف منها إل الضر‬
‫‪ .‬بعكس الدينة الت أخذت أبعاد اصطلحية وعمرانية جد مذهلة‬

‫‪154‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫بل الخطر من ذلك أن النسان الذي يقرأ آيات القرآن وهي تشي بي ثنياها‬
‫إل القرية وأم القرى و ل يد مقاربة بي معتقده وواقعه ‪ ,‬أي أن القرآن‬
‫صال لكل زمان ومكان ‪ ,‬ث يد أن أهل القرى ف آية هم نفسهم أهل الدينة‬
‫‪ .‬ف آية أخرى‪ ,‬فانه ل مالة سيصاب برجة ف إيانه وعقيدته‬

‫‪ .‬وهذا ما وفقنا ال إليه ف رفع اللبس والغموض عنه‬

‫كما أننا ف كتابنا هذا حددنا الفاهيم الت مازالت إل يومنا هذا مل جدال‬
‫‪ .‬ونقاش‪ ,‬كتعريف العمران ‪,‬وتديد مبادئه وعناصر تطوره وكذا معاييه‬

‫وعزونا الفضل ف ذلك إل أبينا إبراهيم عليه السلم ‪ ,‬وزدنا على ذلك وربا‬
‫‪ .‬لول مرة فصل ف توضيح أسباب زوال العمران البشري واندثاره‬

‫وانطلقا ما تـقدم ‪ ,‬فان التكلم عن الدينة السلمية ف غياب الفاهيم‬


‫العمرانية والعمارية الستمدة من كتاب ال وسنة نبيه عليه السلم هي نوع‬
‫من الجتهاد البشري أو الترف الفكري إن ل نقل ضرب من الفنتازيا الفكرية‬
‫فكل يكن أن يكون له تصوره كما كان من ذي قبل للمدينة السلمية‬
‫‪ .‬ف غياب الضوابط والعايي‬

‫إن الدينة السلمية ليست تلك الت كثرت القواس والنقوش على واجهات‬
‫عماراتا ‪ ,‬و ليست تلك الت تعددت قبب مبانيها ‪ ,‬وإنا الدينة السلمية‬
‫أو القرية السلمية هي ذلك الحيط الذي يتلءم وشخصية النسان السلم‬

‫‪155‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫سلوكيا ‪ ,‬واعتقاديا ‪ ,‬ونفسيا ‪ ,‬وينحه القدرة على تثمي ملكاته فيكون‬


‫‪.‬القدوة السنة لغيه ف عمارة الرض‬

‫إذن فبعد أن اتضحت التعريفات وتددت الصادر بفهومها ‪ ,‬يكن لنا أن‬
‫نوجد ناذج لدن إسلمية كثية ‪ ,‬واضحى بقدورنا أن نقيس مدن أخرى‬
‫‪ .‬على ضوء العايي والبادئ للعمران البشري ف السلم‬

‫الـــــمـــرا جـــــع‬

‫‪156‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

01) - Introduction à l'histoire de l'architecture


islamique ( Brahim Ben Youcef ) O. P. U Alger .

02) - Comprendre l'urbanisme ( Paul Boury )


Collection Vie Locale.

03) - Urbanisation et tradition ( Gerald breese )


imp montligeon 1969.

04) - Calcul Des Structures Métalliques


( f.z aoudja ) edi …. El hidaya .

05 - Grandes villes arabes à l'époque ottomane


(André Raymond ) biblio.; arabe Sind bad
1985.

06- 03 ‫الدينة وتنظيمها الضري (ملة شهرية العدد رقم‬

07 - Le Peuplement Humain Du Sahara


( Edmond sergeut ) archives de l'institut
pasteur d'Algérie .

08 - Construire Avec Le Peuple ( Hassen


Fathy) biblio… arabe Sind bade d 1985.

157
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪ ).‬ف ظلل القرآن ( لسيد قطب ‪09-‬‬

‫‪10 – Camillo Sitte Et Les Débuts De‬‬


‫‪L'urbanismeModerne( Daniel wiezczorek‬‬
‫‪ed:O.P.U Alger.‬‬

‫‪ -11‬التغيي الجتماعي والتخطيط ( الدكتور ممد عاطف غيث)‬


‫دار العرفة الامعية ‪.1987‬‬

‫‪ -12‬إشكالية العمران والشروع السلمي – الدكتور إبراهيم بن‬


‫يوسف – مطبعة أبو داود الراش ‪. 1992‬‬

‫‪ -13‬علم اجتماع السكان – الدكتور علي عبد الرازق جلب –‬


‫دار العرفة الامعية إسكندرية ‪.1987‬‬

‫‪ -14‬صفوت التفاسي ( ممد علي الصابون )‪.‬‬

‫‪-15‬جامع البيان ف تفسي القرآن (المام بن ممد بن جرير‬


‫الطبي)‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

. ) ‫ النجد ف اللغة و العلم ( طبعة بيوت‬-16

17 - Introduction A L’urbanisme Opérationnel


Et A La Composition Urbaine ( zucchulli
Alberto ) ed ..O.P.U Alger 1984.

‫ قصص النبياء ( عبد الوهاب النجار ) دار الحياء التراث‬-17


. ‫العرب بيوت لبنان‬

‫ الفكر الجتماعي عند بن خلدون ( عبد الغن مغرب ) الؤسسة‬-18


. ‫ الزائر‬1988 ‫الوطنية للكتاب‬

19 - Le m’zab espace &société ( Brahim ben


youcef ed. Abou daoud Alger .

‫ مدارس الفن القدي ( الدكتورة عائدة سليمان عارف الامعة‬-20


.1972 ‫ دار صادر بيوت‬.. ) ‫الردنية‬

21-L’art de bâtir les villes ( camillo sitte ) ed


l’équerre .

22 - Les Cités Jardins De Demain ( Ebenezer


Oward ) Aspects De L’urbanisme .

159
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

23 - Forme Urbaines De L’îlot A La Barre


( j.castex , j.ch depaule , ph panerai ) collection
aspects de l’urbanisme ..

24 – Urbanisme &Libertés ( édition moniteur


1979 paris ).

25 - Eléments D’introduction A L’urbanisme


Histoire , Méthodologie Réglementation
( maouia saidouni ) edi …casbah 2001 .

26 - Urbanisation Et Système Sociaux


– la planification urbaine en algerie –
Kheladi Mokhtar O.P.U Alger 1993 .

27 - Architecture Et Urbanisme Islamiques


( Denis grandet ) O.P.U Alger 1992.

160
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪161‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫فـــهـــــرس الـكــتــاب‬
‫*******************‬

‫الـــفــهـــرس‬
‫* * *‬
‫كــلمـــة الــؤلف‬ ‫‪-‬‬
‫تمــــهـيـد ‪-‬‬

‫الفصـل الول ‪:‬العمران‬

‫ا ‪ .‬العمران ف القرآن‬

‫‪162‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪ .1‬روح العمران ف القرآن‪09 ................................‬‬


‫‪ .2‬التعريف القرآن للعمران البشري‪13........................‬‬

‫عناصر تطور العمران ف القرآن‪3. 15.............................‬‬


‫‪ .4‬البدأ العام لتطور العمران‪17...............................‬‬
‫‪ .5‬التصنيف القرآن للتجمعات الضرية ‪20..................‬‬
‫‪ .6‬معايي التحضر البشري ف القرآن الكري ‪24........‬‬

‫ب‪ .‬إشكالية القرية والدينة‬

‫‪ .1‬اليات الواردة ف القرآن‪27................................‬‬


‫‪ .2‬القرية حضر ‪38............................................‬‬
‫‪ .3‬القرية هي الدينة ‪40........................................‬‬
‫‪ .4‬القرية أكب من الدينة‪43................................‬‬

‫ج‪ .‬القرية في القرآن‬

‫‪163‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫المعالم الحضرية للقرية ‪1. 46......................................‬‬


‫‪ .2‬البعاد الزمكنية و الوظيفية للقرية‪54.............................‬‬

‫د‪ .‬البيت في القرآن‬


‫‪ .1‬اليات الواردة ف القرآن‪58.................................‬‬
‫‪ . 2‬التعريف القرآن للبيت ‪62...................................‬‬
‫‪ .3‬صيغ البيت ف القرآن‪64.....................................‬‬
‫‪ .4‬وظائف البيت ف القرآن‪67..................................‬‬
‫‪ .5‬التصور الكان والشكلي للبيت ف القرآن‪72..................‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬العمارة‬

‫ه ‪ .‬خصائص البناء‬
‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪ .1‬اليات الواردة ف القرآن ‪79.................................‬‬
‫‪ .2‬عناصر البناء ‪82.............................................‬‬
‫‪ .3‬عملية البناء ‪85.............................................‬‬
‫‪ .4‬مواد البناء‪90................................................‬‬

‫‪164‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪:‬‬

‫د‪ .‬ناية العمران‬

‫‪.1‬ال يات الواردة ف‬


‫القرآن‪102..............................‬‬
‫‪ .2‬أ سباب‬
‫الزوال‪...................................‬‬
‫‪106‬‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬مظاهر الجتماع الضري‬


‫لجتمعات ورد ذكرها ف القرآن الكري‬

‫ه‪ -‬مظاهر الجتماع الضري ‪113...............................‬‬

‫‪ – 1‬الوظائف‪113 ....................................‬‬
‫‪ - 2‬الهن ‪118........................................‬‬

‫‪165‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪ - 3‬العاملت ‪129....................................‬‬
‫‪ - 4‬الرائم ‪135.....................................‬‬

‫‪ -‬الـــخــاتـــمــــة ‪140......................‬‬

‫‪ -‬الــــمـــراجـــــع ‪143.....................‬‬

‫‪166‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪167‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪168‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪169‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪170‬‬
‫العمارة والعمران ف ظلل‬
‫القرآن‬

‫‪171‬‬

You might also like