Professional Documents
Culture Documents
القرآن
كــلـمـة الـمـؤلـف
-قد تشكل الطريقة التبعة ف دراسة العمران والعمارة اعتمادا على كتاب
ال سبحانه وتعال عائقا فكريا و نفسيا لكثي من ذوي الختصاص ف هذا
اليدان ,إل أن القائق الت وقفنا عليها تغنينا عن هذا الكبياء العقيم وتدعونا
إل النبهار والدهشة لا اكتشفناه بعون ال من جوانب عديدة متعلقة بذا
الوضوع ,ما يعلنا نزيح الكثي من الغموض والتردد ف تديد نقاط عديدة
مازالت إل يومنا هذا مل للنقاش والتردد.
و يكفي أن نشي أنه رغم التقدم والتحضر الت توصلت إليه البشرية الالية
ودرجة الجتماع التطورة جدا ,بيث ت النتقال من الدينة البسيطة إل الدينة
العملقة ,وكذا الضخمة ,فإن العناصر والعوامل الشكلة لتطور متناسق
للمدينة عمارة و عمرانا مازالت مل بث و جدال لللام باته الظاهرة الت
كشف عنها يوما ابن خلدون ف مقدمته.
ولا ابتليت المة بداء التخلف والتبعية إل الضارة الغربية ,راح أصحاب
الختصاص ف هذا اليدان ينهلون من منابع التغريب ,وياولون متهدين
لسقاط جل النظريات والدلولت على العمارة العربية السلمية ,مقتصرين
ف دراستها على التحولت والتغيات الت طرأت على القواس والنافذ
للمساجد والوامع عب الدول والضارات التعاقبة ,دون التعمق ف دراسة
لب هذا التغي وأثره على الجتماع البشري إبان تلك القبات من جانب
السلوك و تنظيم الحيط.
1
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
لذا أردنا أن تكون مساهتنا هاته لعادة دراسة جانب العمارة و العمران ف
تنظيم الحيط السلمي وفق تصور جديد ,نابع من حقيقة هذا الدين العظيم
أين يزال الغبار حول تلحم التعاليم الدينية و طبيعة السلوك الجتماعي
للنسان ,وتشابكهم مع العطيات الفيزيولوجية لطبيعة الوقع ليشكل الكل
صورة فنية حية تتزج فيها الروح بالادة وفق نسق متغي ف الزمن ساه القرآن
عمرانا ف قوله عز وجل(وَإِلَى َثمُو َد َأخَاهُ ْم صَالِحا قَالَ يَا َقوْمِ ا ْعبُدُوْا اللّ َه مَا
َلكُم مّنْ إِلَـ ٍه غَ ْيرُهُ هُ َو أَنشََأكُم مّ َن الَ ْرضِ وَاسْتَ ْع َم َركُمْ فِيهَا فَاسْتَ ْغ ِفرُو ُه ثُمّ
تُوبُوْا إِلَ ْي ِه ِإنّ رَبّي َقرِيبٌ ّمجِيبٌ) هود الية[ ]61
الزائر
تـمـهـيــد:
2
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
-انطلقا من إياننا الراسخ أن القرآن الكري صال لكل زمان ومكان ,وانه
ضرَبْنَا لِلنّاسِ فِي
شامل كامل.فقد قال سبحانه وتعال ف سورة الزمر (وَلَقَ ْد َ
ج لّ َع ّلهُمْ
هَذَا اْل ُقرْآنِ مِن ُكلّ مََث ٍل لّ َع ّلهُمْ يَتَ َذ ّكرُون ,قُرآنا َعرَبِيّا غَ ْي َر ذِي عِوَ ٍ
يَتّقُو َن ) الزمر الية].[ َ 28 ,27
كما توله كذلك بالفظ و الصون فل تناقض فيه ,ول زيغ ,فقال جل وعل
( َومَا كَانَ هَـذَا اْل ُقرْآنُ أَن يُ ْفَترَى مِن دُو ِن اللّهِ وَلَـكِن َتصْدِيقَ الّذِي بَيْنَ
ب لَ رَيْبَ فِيهِ مِن ّربّ اْلعَاَلمِيَ ) يونس الية ] [ 37
يَدَيْ ِه وَتَفْصِيلَ اْلكِتَا ِ
وقال أيضا (َأفَلَ يََت َدّبرُونَ اْل ُقرْآ َن وََلوْ كَا َن مِنْ عِندِ غَ ْيرِ ال ّلهِ َلوَ َجدُواْ
فِيهِ ا ْختِلَفا كَثِيا( النساء الية] . [ 82
فخلل قرأتنا لكتاب ال ,استوقفتنا آيات بينات ضمن مالنا اختصاصنا
البسيط ,وأخذت تتفيء بظللا على ميلتنا شيئا فشيئا ,وإذا با تقودنا بي
مسالك اليات والسور ,وتدفعنا إل هناك حيث الزمنة الغابرة وتعود بنا قبل
أن يرتد طرفنا إلينا للوقوف على واقع ل يتلف كثيا عن واقع القرون
الول ,فالوهر واحد ,والسية واحدة ,وكأنا خطوات ل تنمح آثارها أمام
رياح التغيي الت عصفت باركان البشرية عب الزمنة.
3
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
إذ كيف يراد لذا النسان أن يقضي حياته ,وهو يصارع موجودات قد
سخرت لجله من اجل مساعدته على حل المانة وبلوغ الغايات السى.
فالنفس أمارة بالسوء كما ورد ف كتابه عز وجل (وما أبرء نفسي إن النفس
لمارة بالسوء ) ,ولقوله كذلك (وَِإذْ قَالَ َرّبكَ ِل ْل َملَِئكَ ِة إِنّي جَا ِعلٌ فِي
س ِفكُ الدّمَاء وََنحْ ُن نُسَّبحُ
الَ ْرضِ َخلِيفَةً قَالُوْا أََتجْ َعلُ فِيهَا مَن ُيفْسِدُ فِيهَا وَيَ ْ
حمْدِكَ وَنُقَدّسُ َلكَ قَا َل إِنّي َأ ْعلَمُ مَا َل َت ْع َلمُونَ ) البقرة الية []30
ِب َ
هذا الذي يريد أن يضل النسان عن الغاية من وجوده ,وعن الطريق السوي,
وهذا بإتباع أدن طريقة وأحطها وهي استغلل مواطن ضعف هذا الخلوق
الذي فضله ال على كثي من ما خلق ,وأمر اللئكة الطهار بالسجود له
تكريا وإجلل.
4
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ومنهم من ذهبوا ف تأويلهم لتطور العمران البشري وفق ثورات أدت إل
انتقال البشرية من القرية الزراعية إل الدينة ,مدعمي قولم با ورد ف القرآن
الكري من أن الدينة ورد ذكرها مقرونا بوجود اللك ,والقضاء ف سورة
يوسف ,وسورة العراف.
5
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
والقيقة إنن اعتب منحاهم اجتهادا منهم للتوفيق بي مدلول الدينة الغربية
وما ت ذكره ف كتاب الول عز وجل.
وهذا الجتهاد ف نظري ل يرج عن القاعدة العامة ف تفاعل الثقافات
والضارات وهي أن الغلوب مولع بتقليد الغالب ل غي.
لفصل الول
6
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
(رّبّنَا إِنّي أَسْكَنتُ مِن ُذرّيّتِي ِبوَادٍ غَيْرِ ذِي َزرْعٍ عِن َد
ك اْلمُحَرّ ِم رَبّنَا لِيُقِيمُواْ الصّلَ َة فَاجْعَلْ َأفِْئدَةً مّ َن النّاسِ
بَيْتِ َ
َت ْهوِي ِإلَْي ِهمْ وَا ْرزُ ْقهُم مّنَ الّثمَرَاتِ لَعَّلهُمْ َيشْكُرُونَ(
إبراهيم الية [ ]37
7
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
لقد أقرن ال سبحانه وتعال ف الغاية من وجود النسان على الرض بي
استعمار الرض ,وعبادة ال سبحانه وتعال.
فجاءت الغاية الول مرتبطة بالغاية الثانية ارتباط تكامليا ل يكن الفصل
بينهما ,حيث جسده النب إبراهيم عليه السلم ف دعائه:
(رّبّنَا إِنّي َأ ْسكَنتُ مِن ذُرّيّتِي بِوَا ٍد غَ ْي ِر ذِي َز ْرعٍ عِن َد َبيِْتكَ اْل ُمحَرّمِ رَبّنَا
س َتهْوِي إِلَ ْيهِمْ وَارْزُ ْقهُم مّنَ الّث َمرَاتِ
صلَةَ فَاجْ َعلْ َأفْئِدَةً مّنَ النّا ِ
ِليُقِيمُوْا ال ّ
ش ُكرُون)َ إبراهيم الية [ ]37
َل َع ّلهُمْ يَ ْ
8
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ولقد أشار لذا الرتباط ف مواضع عدة من كتابه ,نذكر منها قوله عز وجل
ف سورة هود لية –:-61
(وَإِلَى َثمُو َد َأخَاهُمْ صَالِحا قَا َل يَا قَوْ ِم اعْبُدُوْا ال ّلهَ مَا َلكُم مّ ْن إِلَـ ٍه غَ ْيرُهُ هُوَ
أَنشََأكُم مّ َن الَ ْرضِ وَاسَْت ْع َم َركُمْ فِيهَا فَاسَْتغْ ِفرُو ُه ثُ ّم تُوبُوْا إِلَ ْي ِه ِإنّ رَبّي َقرِيبٌ
ّمجِيبٌ (
-1عـلقـت
ـه
بـــربه
-2علقـتـه
بـنفـس
ـه
-3عـلقـت
ـه
بالجتـمع
9
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
فإن تعاليم عبادة ال سبحانه و تعال جاءت خاضعة لذا الترابط بي الغايتي ,
حيث أن الشهادتي و الصلة جاءتا لتجسد علقة النسان بالقه .
فالول أي الشهادة نفي لوجود غي ال مالك لذا الكون ,و إقرار و إذعان
لروبيته ,وأما الثانية فهي اتصال للنسان بربه ,واستحضارا له دائما ف
حركاته و سكناته .
وأما الصوم ,فهو تسيد لعلقة النسان بنفسه ,فهو يشكل تربية للنفس
وترويضها على تمل البتعاد عن اللّذات و الوبقات ظاهرة وباطنة ,سواء
كانت مادية كالكل و الشرب و الماع ,أو معنوية كالقد و الكراهية
و الغيبة ,و النميمة وغيها .
فالنسان بصومه يسعى إل حرمان نفسه من الفطرة الت فطره ال عليها ,حت
يتمكن من كبح جاح النفس المارة بالسوء.
وأما الزكاة فهو حق للفقي ف مال الغن ,حدده ال بيث يشعر الغن أنه على
علقة متجددة بالفقراء كل عام ,وان الفقي له علقة بالغن الشيء الذي يعزز
أواصر التعامل بينهما على أساس التراحم والتعاون .
وكذالك الج ,فهو لقاء جامع على طاعة ال ,بيث يلتقي فيه الناس من كل
مكان ليشهدوا منافع لم عن طريق الحتكاك و التعارف.
10
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ولنا مثال صادق عن أول خطوات النب عليه الصلة و السلم ف الدينة
النورة ,وهي بناء السجد لتحقيق أول غايات النسان وهي عبادة ال
سبحانه وتعال .
ث جاءت ف الرتبة الثالثة السواق والصانع ,وهي الماكن الت تتيح للمرء
فيها مارسة الفعل الضري عن طريق النفتاح ,والنتفاع من الوسط
الضري للقرية أو الدينة ,با يقق الحتكاك والتبادل وتفعيل علقاته
بالجتمع .
فالفعل العمران ف روحه فعل إرادي مبمج ,له ضوابطه وغاياته وتتجلى
أهيته ف قيمته الوظيفية والثقافية والتاريية داخل الجتمع ,ومدى تسيده
لقيمة النسان وكرامته.
11
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
(رّبّنَا إِنّي َأ ْسكَنتُ مِن ذُرّيّتِي بِوَا ٍد غَ ْي ِر ذِي َز ْرعٍ عِن َد َبيِْتكَ اْل ُمحَرّمِ رَبّنَا
س َتهْوِي إِلَ ْيهِمْ وَارْزُ ْقهُم مّنَ الّث َمرَاتِ
صلَةَ فَاجْ َعلْ َأفْئِدَةً مّنَ النّا ِ
ِليُقِيمُوْا ال ّ
ش ُكرُونَ) إبراهيم الية [ ]37
َل َع ّلهُمْ يَ ْ
فلو أجرينا مقارنة مع التعريفات الكثية والتنوعة الحددة لاهية العمران ند
أن إبراهيم عليه السلم قد أل بوانبه وحدد أركان تطوره ونوه .
12
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وهو القامة والستقرار ف مكان معي بغرض البقاء مدة زمنية طويلة .
13
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
بالضافة إل توفر الرادة والفعل ,وكذا الكان والغاية من ذلك .يب توفر
عناصر مساعدة على الستقرار والتطور هي الروابط الت تدد علقة النسان
بالرض أو الكان وهي:
-1المن :
وهو صلب الستقرار ونواته ,وهو اطمئنان على الروح والال
والعرض,وضمان لقوق النسان ف الياة.
14
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
-2العيشة :
-3الواصلت :
15
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
16
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
من خصائص العمران الت دلت عليها آيات القرآن ,هي أن القرية تعتب وحدة
التركيب ,والتنظيم للمم الت ذكرها الول عز وجل ف كتابه .
فمن بي البادئ العامة الت استطعنا استنباطها وردت ف سورة سبأ ف قوله
جل وعل ( َوجَ َعلْنَا بَ ْيَنهُمْ وَبَيْنَ اْل ُقرَى الّتِي بَا َركْنَا فِيهَا ُقرًى ظَا ِهرَةً وَقَدّرْنَا فِيهَا
السّ ْي َر ِسيُوا فِيهَا لَيَاِليَ وَأَيّاما آ ِمنِي) سبأ الية] [ َ 18
ويذهب الطبي ف تفسيه لاته الية ,أن ال جعل القرى متوّضعة الواحدة
تلوى الخرى بيث أن السافر ينتقل من قرية إل أخرى ومن منل إل آخر
فل يشى الوع ول العطش ول لمن.
وهذا ما يعلنا نستنبط أن مبدأ السقاط العمران هنا كان التواصل (
) PROJECTION URBAINE CONTINUEفبي القرى الت بارك
ال فيها جعل بينها قرى ظاهرة .
وهكذا يتم التواصل التسلسلي بي القرى فتنتظم الواصلت ويتم التفاعل
بينها فينتظم العمران .
ومن البادئ كذلك ,انه جعل لجموعة من القرى قرية كبية تلتقي فيها كل
ماور القرى الخرى ونقصد بالحاور البدأ العام الشكل للتواصل بي مموعة
القرى فقد يكون تاري ,امن ,رياضي ,صناعي إل غي ذلك .
وقد تتوفر ف هذا البدأ ماور عدة مكملة لبعضها البعض .
17
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وقد أطلق على القرية الكبية اسم أم القرى وهي بثابة العاصمة ف وقتنا
الاضر .
كما جاء ف سورة القصص ,وهنا اشل واعم الية َ (59ومَا كَانَ رَّبكَ ُم ْه ِلكَ
الْ ُقرَى حَتّى َيبْعَثَ فِي ُأ ّمهَا َرسُولً َي ْتلُو َعلَ ْيهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنّا ُم ْهلِكِي الْ ُقرَى إِلّا
وَأَ ْه ُلهَا ظَاِلمُو َن ( القصص الية] [ 59
وكذلك ف قوله عز وجل ( َوكَذَِلكَ أَ ْوحَ ْينَا إِلَ ْيكَ ُقرْآنا َعرَبِيّا لّتُن ِذرَ أُمّ الْ ُقرَى
جمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ َفرِيقٌ فِي اْلجَنّةِ وَ َفرِيقٌ فِي السّ ِعيِ)
َومَ ْن حَوَْلهَا وَتُنذِ َر َيوْمَ اْل َ
الشورى الية] [ 7
18
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
19
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
كما يذهب آخرون إل بناء تصنيفهم على أساس ثقاف ,فيسمي مدن
( )HETEROGENIQUESوأخرى ()HORTHOGENIQUES
كما أن هناك من يعتمد ف تصنيفه على الانب القتصادي فيضع مدن ف خانة
الدن ( )PREINDSTRIELLESوأخرى ( )INDISTRIELLESوكذلك
(.)METROPOLITAINES
لكن تبقى كل هاته التصنيفات وغيها ناقصة وعاجزة أمام حصر وتصنيف
ظاهرة العمران بسب اختلفها من مكان إل آخر ومن منطقة أو إقليم إل
غيه .
غي أننا نلمس ف ظلل آي القرآن تصنيفا حكيما هو :
-1القرى الباركة
-2القرى الظاهرة
-3أم القرى
20
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
مصداقا لقوله سبحانه وتعال ( َوجَ َعلْنَا بَيَْنهُمْ وَبَ ْينَ الْ ُقرَى الّتِي بَا َركْنَا فِيهَا ُقرًى
ظَا ِهرَةً َوقَدّرْنَا فِيهَا السّ ْي َر ِسيُوا فِيهَا لَيَاِليَ وَأَيّاما آمِنِي ) سبأ الية] [ َ 18
وكذلك قوله ف سورة الشورى الية رقم َ ( :7وكَذَِلكَ أَ ْوحَ ْينَا إِلَ ْيكَ ُقرْآنا
جنّةِ
ب فِيهِ َفرِيقٌ فِي اْل َ
جمْ ِع لَا رَيْ َ
َعرَبِيّا لّتُنذِ َر أُمّ اْل ُقرَى وَمَ ْن حَوَْلهَا وَتُن ِذ َر يَوْمَ اْل َ
وَ َفرِي ٌق فِي السّعِي )ِ.
فال سبحانه وتعال قسم القرى إل قسمي :قرى مباركة ,جعل بينها قرى
ظاهرة ,وكلها لا دور تكاملي ف توفي الواصلت فيما بينها ,وتقيق المن
با يضمن تواصل التفاعل الركي فيما بينها ,بغية تطوير العمران وتقيق
الستقرار .
إذن القرى الباركة هي القرى المنة الطمئنة الاصلة على أسباب العيش
والرخاء .
وأما القرى الظاهرة فهي القرى التوّضعة الواحدة تلوى الخرى أي التصلة
بيث تضمن طرق التصال والمن بينها وبي القرى الباركة ,فهي بثابة هزة
الوصل .
21
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
فالتصنيف هنا جاء معبا عن ماهية الصنف من حيث أدائه العمران وتسيده
لبادئ العمران العامة .
أما تصنيف القرية بأم القرى ,فهو تبيان لنواع التجمعات الضرية من حيث
الدور والجم و التأثي .
ولو أن المر ت ف قرية غيها لكانت العملية مدودة ف رقعة معينة دون
غيها ,فمثل ذلك كمثل العواصم حاليا إذ تشكل مراكز القرار السياسي
والثقاف والعلمي وغيها .
22
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
23
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
يصف الكثي من الناس أهل القرية بالعراب ,وأنم أصحاب الريف غلظ
الطباع ,وإنم ليسوا أصحاب حضارة إل آخره من الصفات ,مستدلي
بالية الذكورة ف سورة يس ف قوله عز وجل (ِإذْ َأرْ َسلْنَا إِلَ ْي ِهمُ اثْنَيْنِ
ث فَقَالُوا إِنّا ِإلَيْكُم ّمرْ َسلُونَ( يس الية] [ 14
فَ َكذّبُوهُمَا َف َع ّززْنَا بِثَاِل ٍ
ففي زعمهم أن ال بعث بذا القدر من النبياء لن أهل القرى ذوو طباع
متعنتة جاحدة كافرة ,ف حي يذكرون أن الرجل ف نفس السورة الذي جاء
من أقصى الدينة كان متحضرا مدرك للحقيقة طيع النفس والسريرة إل آخره
من الصفات الستلطفة .
والتتبع لذا الطرح يعتقد أن الدينة مكان للتحضر والتمدن وان القرية هي
البدو والتخلف ,وسوء الطباع .غي أن القيقة مالفة لذلك تاما .
فالقرية هي عبارة عن مدينة كبية ,وهي تعد جزء من القرية فقد تكون قلعة
كبية أو نواة تتكون باتساعها القرية ,واسم الدينة هو مايرادفها بالفرنسية (
)LA CITEبينما اسم الدينة ف حاضرنا هو ما يرادفه بالقرية كما سنبي
ذلك لحقا .
24
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
فاسم الدينة ف عصرنا الال يطلق على التجمعات البشرية وفق خصائص
ومعايي تص كل بلد ,وكل إقليم ,فمنها ما تعتمد على عدد السكان
كفرنسا مثل لكل 2000ساكن ,والدانارك لكل 200ساكنا ,بينما اليابان
لكل 50.000ساكن ,وهناك من الدول الت تضيف معايي أخرى كالعيار
القتصادي أو العيار الضري .
غي أننا نرى ف القرآن الكري توجد قرية واحدة انعم ال عليها ,وهي قرية
يونس عليه السلم ,وهي كما ورد ف سورة الصافات تزيد عن 100.000
ساكن فقال سبحانه وتعال ( :وَأَ ْر َسلْنَا ُه إِلَى مَِئةِ أَْلفٍ أَ ْو َيزِيدُونَ( الصافات
الية ][ 147
واستنادا لا ذكر ف القرآن فانه يكن إياد أسباب الرخاء ,والتعة ,
والزدهار ضمن هذا العدد السكان كما ثبت ليونس عليه السلم .
لدى فان اعتقد انه يكن اعتماد هذا الرقم كمعيار لتحديد التجمعات البشرية
كقرى أو مدن بسب الصطلح الديث للمدينة .
فقد ورد ف كتاب ال قوله تأكيدا لا تقدم ( َفلَ ْولَ كَانَتْ َقرَْي ٌة آمَنَتْ فََنفَ َعهَا
ل ْزيِ فِي اْلحَيَاةَ الدّنْيَا
شفْنَا عَ ْنهُمْ عَذَابَ ا ِ
س َلمّا آمَنُواْ كَ َ
إِيَاُنهَا ِإلّ قَوْ َم يُونُ َ
َومَتّ ْعنَاهُ ْم إِلَى حِيٍ( يونس الية] [ 98
25
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ويعتب العدد السكان مئة ألف ( )100.000رقما مرجعيا يعتمد عليه العمرانيي
ف إجراء دراسات مقارنة لصيورة ظاهرة العمران ف العال العاصر نذكر منهم
( )GERALD BREESEف كتابه URBANISTION ET( :
) TRADITIONحيث يقول ( :الهتمام كان دائما موجه إل التجمعات
البشرية الت تتضمن 100.000ساكن .فبالضافة إل هذا التوجه فهي تشكل
مؤشرات خاصة تعتب ذات درجة حقيقية للعمران ).
26
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ا -الـــديـنـة
قَالَ ِف ْرعَ ْو ُن آمَنتُم ِبهِ قَ ْب َل أَن آذَ َن َلكُمْ ِإنّ هَـذَا َل َم ْكرٌ ّم َكرُْتمُوهُ
ف َت ْع َلمُو َن [ العراف الية
خ ِرجُواْ مِ ْنهَا أَ ْه َلهَا فَسَوْ َ
فِي اْلمَدِيَن ِة لُِت ْ
]123
وَ ِممّ ْن حَوَْلكُم مّ َن ا َل ْعرَابِ مُنَا ِفقُونَ َومِ ْن أَ ْهلِ اْلمَدِينَ ِة َم َردُواْ َعلَى
ق لَ َت ْع َل ُمهُمْ َنحْ ُن َن ْع َلمُهُ ْم سَنُعَذُّبهُم ّمرَّتيْ ِن ثُ ّم ُي َردّونَ إِلَى
النّفَا ِ
ب َعظِيمٍ [ التوبة الية ]101
عَذَا ٍ
سهِ قَ ْد شَ َغ َفهَا
وَقَالَ ِنسْوَةٌ فِي اْلمَدِينَ ِة ا ْمرَأَةُ الْ َعزِي ِز ُترَا ِودُ فَتَاهَا عَن نّفْ ِ
ي [ يوسف الية ]30
للٍ مّبِ ٍ
ضَحُبّا إِنّا لََنرَاهَا فِي َ
َ وكَذَِلكَ َبعَثْنَاهُ ْم ِليَتَسَاءلُوا بَ ْيَنهُمْ قَالَ قَاِئلٌ مّ ْنهُمْ كَ ْم لَِبثْتُمْ قَالُوا َلبِثْنَا
ض يَوْمٍ قَالُوا رَّبكُ ْم َأ ْعلَمُ ِبمَا لَبِ ْثتُمْ فَابْعَثُوا َأحَ َدكُم ِبوَرِ ِقكُمْ
َيوْما أَ ْو َبعْ َ
27
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
هَذِهِ ِإلَى اْلمَدِيَنةِ َفلْيَن ُظ ْر أَّيهَا أَ ْزكَى طَعَاما َفلْيَأِْتكُم ِبرِ ْزقٍ مّ ْنهُ
وَلْيََت َل ّطفْ وَلَا يُشْ ِع َر ّن ِبكُمْ َأحَدا [ الكهف الية ]19
وَأَمّا اْلجِدَا ُر َفكَانَ ِل ُغلَامَيْ ِن يَتِيمَيْنِ فِي اْلمَدِينَ ِة َوكَانَ َتحَْت ُه َكنٌ ّل ُهمَا
خ ِرجَا
َوكَانَ أَبُو ُهمَا صَالِحا فَأَرَادَ رَّبكَ َأ ْن يَ ْب ُلغَا َأشُدّ ُهمَا وََيسَْت ْ
سطِع
َكنَ ُهمَا َر ْحمَةً مّن رّّبكَ وَمَا َف َعلْتُ ُه عَ ْن َأ ْمرِي ذَِلكَ تَأْوِيلُ مَا لَ ْم تَ ْ
ّعلَ ْيهِ صَبْرا [ الكهف الية ]82
ص ِلحُونَ
َ وكَانَ فِي اْلمَدِيَن ِة تِسْ َعةُ رَ ْهطٍ ُيفْسِدُونَ فِي الَْأ ْرضِ وَلَا يُ ْ
[ النمل الية ]48
صرَ ُه بِالْأَمْسِ
فََأصَْبحَ فِي اْلمَدِيَن ِة خَائِفا يََترَقّبُ فَِإذَا الّذِي اسْتَن َ
ي [ القصص الية ]18
ك لَ َغ ِويّ مّبِ ٌ
ص ِرخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِّن َ
ستَ ْ
يَ ْ
28
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
َلئِن لّ ْم يَنَتهِ اْلمُنَافِقُونَ وَالّذِينَ فِي ُقلُوِبهِم ّمرَضٌ وَاْل ُم ْرجِفُونَ فِي
اْلمَدِيَن ِة لَُن ْغرِيَّنكَ ِبهِ ْم ثُ ّم لَا ُيجَاوِرُوَنكَ فِيهَا إِلّا َقلِيلً] الحزاب الية
[ 60
ب -القـــــرية
29
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
( -أَ ْو كَالّذِي َم ّر َعلَى َقرْيَ ٍة وَ ِه َي خَاوِيَ ٌة َعلَى ُعرُو ِشهَا قَالَ أَّن َى ُيحْيِـي
ت َيوْما
هَـذِ ِه اللّ ُه بَعْ َد مَوِْتهَا فَأَمَاَت ُه اللّ ُه مِئَ َة عَا ٍم ثُ ّم بَعََثهُ قَا َل كَمْ َلبِثْتَ قَا َل لَبِثْ ُ
ك لَ ْم يَتَسَنّهْ
ت مِئَ َة عَامٍ فَان ُظ ْر إِلَى طَعَا ِمكَ َو َشرَاِب َ
ض يَوْ ٍم قَالَ بَل لّبِثْ َ
َأوْ بَعْ َ
ش ُزهَا ثُمّ
ج َع َلكَ آيَ ًة لّلنّاسِ وَان ُظرْ ِإلَى ال ِعظَامِ َك ْيفَ نُن ِ
وَان ُظرْ إِلَى ِحمَارِكَ وَلَِن ْ
َنكْسُوهَا َلحْما َف َلمّا تَبَيّنَ َلهُ قَا َل َأ ْعلَمُ َأ ّن اللّ َه َعلَى ُك ّل َشيْءٍ قَدِيرٌ ( البقرة
الية] [ 259
ب أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مّصَ ّدقُ الّذِي بَيْ َن يَدَْيهِ وَلِتُنذِ َر أُمّ الْ ُقرَى َومَنْ
( -وَهَـذَا كِتَا ٌ
صلَِتهِمْ ُيحَا ِفظُونَ)
حَوَْلهَا وَالّذِي َن يُؤْ ِمنُو َن بِال ِخرَةِ يُ ْؤمِنُو َن ِبهِ وَهُ ْم َعلَى َ
النعام الية [ ]92
ك أَن لّ ْم َيكُن رّّبكَ ُم ْهلِكَ الْ ُقرَى ِب ُظلْمٍ وَأَ ْه ُلهَا غَا ِفلُونَ( النعام الية
( -ذَِل َ
[]131
30
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
َ ( -وكَم مّن َقرْيَ ٍة َأ ْه َلكْنَاهَا َفجَاءهَا بَ ْأسُنَا َبيَاتا أَوْ هُمْ قَآِئلُونَ ) العراف
الية] [ 4
-وَمَا كَانَ جَوَابَ َقوْ ِم ِه ِإلّ أَن قَالُوْا َأ ْخرِجُوهُم مّن َقرْيَِتكُ ْم إِّنهُ ْم أُنَاسٌ
َيَت َطهّرُونَ( العراف الية [ ]82
مَ َعكَ مِن َقرْيَتِنَا أَ ْو لََتعُو ُد ّن فِي ِملّتِنَا قَا َل أَوََلوْ ُكنّا كَارِهِيَ( العراف الية
[ ]88
ضرّاء َل َع ّلهُمْ
( -وَمَا أَ ْر َسلْنَا فِي َقرْيَ ٍة مّن نِّب ّي ِإلّ َأخَذْنَا َأ ْه َلهَا بِالْبَ ْأسَاء وَال ّ
ض ّرعُونَ) العراف الية ][ 94
يَ ّ
سمَاءِ
( -وَلَ ْو َأ ّن أَ ْهلَ الْ ُقرَى آمَنُوْا وَاتّقَواْ لَفََتحْنَا َعلَ ْيهِم َب َركَاتٍ مّ َن ال ّ
وَالَ ْرضِ َولَـكِن كَذّبُواْ فََأخَذْنَاهُم ِبمَاكَانُوْا َيكْسِبُونَ العراف الية [ ]96
31
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
َ( -أفَأَمِ َن َأ ْهلُ اْل ُقرَى أَن يَأْتَِيهُ ْم بَ ْأسُنَا بَيَاتا وَهُ ْم نَآِئمُونَ( العراف الية[ ]97
ت ِإذْ
حرِ ِإ ْذ يَعْدُونَ فِي السّبْ ِ
ضرَةَ الَْب ْ
( -وَاسْأَْلهُمْ عَنِ الْ َقرَْيةِ الّتِي كَانَتْ حَا ِ
سبِتُو َن َل تَأْتِيهِ ْم كَذَِلكَ نَ ْبلُوهُم ِبمَا
تَأْتِيهِمْ حِيتَاُنهُ ْم يَوْ َم سَبِْتهِ ْم ُشرّعا َويَوْ َم لَ يَ ْ
سقُونَ العراف الية[ ]163
كَانُوا َيفْ ُ
32
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
َ ( -فلَ ْولَ كَانَتْ َقرَْي ٌة آمَنَتْ فََنفَ َعهَا إِيَاُنهَا ِإلّ قَوْ َم يُونُسَ َلمّا آمَنُوْا كَشَفْنَا
ل ْزيِ فِي اْلحَيَاةَ الدّنْيَا وَمَتّعْنَاهُ ْم إِلَى حِيٍ( يونس الية] [ 98
عَ ْنهُ ْم عَذَابَ ا ِ
( -ذَِلكَ مِ ْن أَنبَاء اْل ُقرَى َنقُصّهُ َعلَ ْيكَ ِم ْنهَا قَآئِ ٌم َوحَصِيدٌ( هود الية [ 100
ك ِإذَا َأخَذَ اْل ُقرَى وَ ِهيَ ظَاِلمَ ٌة ِإ ّن َأخْذَهُ أَلِي ٌم شَدِيدٌ هود
َ ( -وكَذَِلكَ َأخْذُ رَّب َ
الية] [102
( -وَاسَْألِ اْل َقرْيَةَ الّتِي كُنّا فِيهَا وَاْلعِ ْيرَ الّتِي أَقَْبلْنَا فِيهَا َوإِنّا َلصَادِقُونَ( يوسف
الية] [82
33
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
سيُواْ
( -وَمَا أَ ْر َسلْنَا مِن قَ ْب ِلكَ ِإلّ ِرجَا ًل نّوحِي إِلَ ْيهِم مّ ْن أَ ْهلِ اْل ُقرَى أَ َفلَ ْم يَ ِ
فِي الَ ْرضِ فَيَن ُظرُواْ َك ْيفَ كَا َن عَاقِبَةُ الّذِينَ مِن َق ْب ِلهِمْ َولَدَا ُر ال ِخرَةِ خَ ْيرٌ
ّللّذِينَ اتّقَوْا َأ َفلَ َتعْ ِقلُونَ( يوسف الية[ ]109
(-وَمَا َأ ْه َلكْنَا مِن َقرْيَ ٍة ِإلّ وََلهَا كِتَابٌ مّ ْعلُومٌ( الجر الية] [ 4
( -وَِإذَا َأ َردْنَا أَن ّن ْه ِلكَ َقرْيَ ًة أَ َمرْنَا مُ ْترَفِيهَا فَ َفسَقُوْا فِيهَا َفحَ ّق َعلَ ْيهَا اْلقَ ْولُ
( -وَإِن مّن َقرَْيةٍ ِإلّ َنحْ ُن ُم ْهلِكُوهَا قَ ْبلَ يَوْمِ الْ ِقيَا َمةِ َأوْ ُمعَذّبُوهَا عَذَابا شَدِيدا
سطُورا( السراء الية [ ]58
كَا َن ذَلِك فِي اْلكِتَابِ مَ ْ
34
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
( -وَِت ْلكَ الْ ُقرَى أَ ْه َلكْنَاهُ ْم َلمّا َظ َلمُوا َوجَ َعلْنَا ِل َم ْه ِل ِكهِم مّ ْوعِدا) الكهف الية]
[ 59
ت قَ ْب َلهُم مّن َقرْيَ ٍة َأ ْه َلكْنَاهَا أَ َفهُ ْم يُؤْ ِمنُو َن ( النبياء الية [ ]6
(-مَا آمَنَ ْ
صمْنَا مِن َقرْيَ ٍة كَانَتْ ظَاِل َمةً وَأَنشَأْنَا بَعْ َدهَا قَوْما آ َخرِي َن ) النبياء
َ ( -وكَمْ قَ َ
الية] .[11
( -وَلُوطا آتَيْنَا ُه ُحكْما َو ِعلْما وََنجّيْنَاهُ مِنَ اْل َقرْيَةِ الّتِي كَانَت تّ ْعمَلُ اْلخَبَائِثَ
إِّنهُ ْم كَانُوا َقوْ َم سَوْءٍ فَاسِقِيَ ( النبياء الية [ ]74
35
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
َ ( -و َحرَامٌ َعلَى َقرَْي ٍة أَ ْه َلكْنَاهَا أَّنهُ ْم لَا َي ْرجِعُو َن ) النبياء الية] [95
َ -فكَأَيّن مّن َقرَْيةٍ أَ ْه َلكْنَاهَا وَ ِهيَ ظَاِل َمةٌ َف ِهيَ خَاوَِي ٌة َعلَى ُعرُو ِشهَا وَبِ ْئ ٍر مّ َع ّطلَةٍ
صرٍ مّشِيدٍ( الج الية] [ 45
وَقَ ْ
صيُ( الج
ت َلهَا وَ ِهيَ ظَاِلمَ ٌة ثُ ّم َأخَذُْتهَا وَإَِليّ اْلمَ ِ
َ -وكَأَيّن مّن َقرْيَ ٍة َأ ْملَيْ ُ
الية] [48
( -وَلَقَ ْد أَتَوْا َعلَى الْ َقرَْيةِ الّتِي ُأ ْم ِط َرتْ َم َطرَ السّوْ ِء أَ َفلَ ْم َيكُونُوا َيرَوَْنهَا َبلْ
كَانُوا لَا َي ْرجُو َن نُشُورا( الفرقان الية ][ 40
َ (-وَلوْ ِشئْنَا لََبعَثْنَا فِي ُك ّل قَرَْيةٍ َنذِيرا( الفرقان الية] [51
36
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
َ (-ومَا َأ ْهلَكْنَا مِن َقرَْيةٍ إِلّا َلهَا مُن ِذرُونَ) الشعراء الية] [ 208
ت ِإنّ اْل ُملُو َك ِإذَا َد َخلُوا َقرْيَ ًة أَ ْفسَدُوهَا َو َج َعلُوا َأ ِعزّةَ أَ ْه ِلهَا َأذِلّةً
(-قَالَ ْ
ك يَ ْف َعلُونَ( النمل الية] [34
َوكَذَِل َ
َ (-فمَا كَا َن جَوَابَ قَوْ ِم ِه إِلّا أَن قَالُوا َأ ْخ ِرجُوا آلَ لُوطٍ مّن َقرْيَِتكُ ْم إِّنهُمْ أُنَاسٌ
يََت َط ّهرُونَ( النمل الية ]. [ 56
سكَن مّن
َ (-وكَمْ َأ ْه َلكْنَا مِن َقرَْيةٍ َب ِط َرتْ َمعِيشََتهَا فَِت ْلكَ مَسَاكُِنهُ ْم لَ ْم تُ ْ
َبعْدِهِ ْم إِلّا َقلِيلً َوكُنّا َنحْنُ اْلوَارِثِيَ) القصص الية ] [58
َ (-ومَا كَانَ َرّبكَ ُم ْهلِكَ اْل ُقرَى َحتّى يَ ْب َعثَ فِي ُأ ّمهَا رَسُو ًل يَ ْتلُو
َعلَ ْي ِهمْ آيَاتِنَا َومَا كُنّا ُم ْهلِكِي اْل ُقرَى ِإلّا وََأ ْه ُلهَا ظَالِمُو َن ) القصص
الية] [ 59
37
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
(-وَ َج َعلْنَا بَيَْن ُهمْ َوبَيْنَ اْلقُرَى الّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَا ِهرَ ًة َو َق ّدرْنَا
فِيهَا السّ ْيرَ ِسيُوا فِيهَا َليَالِ َي وََأيّاما آمِنِي) سبأ الية] [ َ 18
َ (-ومَا َأرْ َسلْنَا فِي َقرَْيةٍ مّن ّنذِيرٍ ِإلّا قَا َل مُ ْترَفُوهَا إِنّا ِبمَا ُأرْ ِسلْتُم ِبهِ
كَا ِفرُونَ( سبأ الية] [34
38
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
سيُواْ
( -وَمَا أَ ْر َسلْنَا مِن قَ ْب ِلكَ ِإلّ ِرجَا ًل نّوحِي إِلَ ْيهِم مّ ْن أَ ْهلِ اْل ُقرَى أَ َفلَ ْم يَ ِ
فِي الَ ْرضِ فَيَن ُظرُواْ َك ْيفَ كَا َن عَاقِبَةُ الّذِينَ مِن َق ْب ِلهِمْ َولَدَا ُر ال ِخرَةِ خَ ْيرٌ
ّللّذِينَ اتّقَوْا َأ َفلَ َتعْ ِقلُونَ( يوسف الية[ ]109
ك مَا َأرْ َسلْنَا مِن قَ ْب ِلكَ فِي َقرَْيةٍ مّن ّنذِيرٍ ِإلّا قَا َل مُ ْترَفُوهَا إِنّا
(-وَ َكذَِل َ
وَ َجدْنَا آبَاءنَا َعلَى ُأ ّمةٍ َوإِنّا َعلَى آثَا ِرهِم ّمقَْتدُونَ ( الزخرف الية]
[ 23
َ (-وقَالُوا َلوْلَا ُنزّ َل َهذَا اْل ُقرْآنُ َعلَى رَجُ ٍل مّنَ اْل َقرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (
الزخرف الية] [31
39
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
صرَ
ك أَ ْه َلكْنَاهُمْ َفلَا نَا ِ
َ ( -وكَأَيّن مّن َقرْيَةٍ ِه َي َأشَدّ قُوّ ًة مّن َقرْيَِتكَ الّتِي َأ ْخ َرجَتْ َ
َلهُم( ممد اليةْ[ ]13
( -مّا َأفَاء ال ّلهُ َعلَى رَسُوِلهِ مِنْ َأ ْهلِ اْل ُقرَى َف ِللّ ِه وَلِلرّسُو ِل وَِلذِي
ي وَابْ ِن السّبِيلِ كَيْ لَا يَكُو َن دُوَلةً بَيْنَ
اْلقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِ ِ
خذُو ُه َومَا َنهَا ُكمْ عَ ْن ُه فَانَتهُوا
اْلأَغْنِيَاء مِن ُك ْم َومَا آتَا ُكمُ الرّسُو ُل فَ ُ
[ وَاّتقُوا ال ّلهَ إِنّ ال ّلهَ َشدِيدُ اْل ِعقَابِ ( الشر الية ]7
( -لَا ُيقَاِتلُونَ ُكمْ جَمِيعا ِإلّا فِي ُقرًى مّحَصَّنةٍ َأ ْو مِن َورَاء ُج ُدرٍ َبأْ ُس ُهمْ
بَيَْن ُهمْ َشدِيدٌ َتحْسَُب ُهمْ جَمِيعا َو ُقلُوُب ُهمْ شَتّى َذِلكَ ِبَأّن ُهمْ َق ْومٌ لّا
َي ْع ِقلُون)َ الشر الية] [ 14
40
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
( -وَ َكأَيّن مّن َقرَْيةٍ عََتتْ عَنْ َأ ْمرِ رَّبهَا َورُ ُس ِلهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابا
َشدِيدا وَ َعذّبْنَاهَا َعذَابا نّكْرا ( الطلق الية] [ 8
(-وَمَا َلكُ ْم لَ ُتقَاِتلُونَ فِي سَبِي ِل اللّهِ وَاْلمُسَْتضْ َعفِيَ مِ َن ال ّرجَالِ وَالنّسَاء
وَالْوِلْدَانِ الّذِي َن َيقُولُونَ رَبّنَا َأ ْخ ِرجْنَا مِنْ هَـذِهِ اْل َقرْيَةِ الظّالِ ِم أَ ْه ُلهَا وَاجْعَل لّنَا
مِن لّدُنكَ وَلِيّا وَا ْجعَل لّنَا مِن لّدُنكَ نَصِيا( النساء الية] [ 75
41
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
لقـد علل الباحثون أن تطور الباديـة إل مـا يسـمى بالدينـة كان نتاج تطور
الهـن وتفرعهـا ,وكذا تصـصها ,وكان نتاج كذلك تطور علقات الجتماع
إل درجة التعقيد ,ما أسفر عن ظهور ما يسمى اللك و القضاء .
و هذا التعليل ل نرده لكننا ننصف من خلله القرية الت كانت ومازلت تلفظ
على أنا مدلول و مصطلح يعب به عن الريف وعن البادية ,غي أنا ل تيد ف
مفهومها كما وردت ف القرآن الكري عن تعليل الباحثي الذي ذكرناه .
فلقد أقترن لفظ القرية بلفظ اللك ف قوله عز وجل على لسان ملكة سبأ ف
ت ِإنّ اْل ُملُو َك ِإذَا َد َخلُوا َقرْيَ ًة أَ ْفسَدُوهَا َو َج َعلُوا
سورة النمل الية – (-34قَالَ ْ
ك َيفْ َعلُونَ (.
َأ ِعزّةَ َأ ْه ِلهَا َأذِلّةً َوكَذَِل َ
هذا القتران لزمه ف ملكة سليمان اختصاص ف الهن و الرف قوله عز
وجل ف سورة صُ ....( -37-كلّ بَنّاء َوغَوّاصٍ(.
كما استخدم إبان تلك الفترة طي الدهد ناقل للبيد ف قوله سبحانه وتعال
(ا ْذهَب بّكِتَابِي َهذَا َفأَْل ِقهْ إِلَ ْي ِهمْ ُثمّ َتوَلّ َع ْن ُهمْ فَان ُظ ْر مَاذَا َيرْجِعُونَ)
النمل الية] [28
42
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ال مر الذي يعل نا ن ستنبط أن تلك الق بة ل ا معر فة بتق سيم الدوار وال هن
وهاته خاصية من أهم الصائص العمرانية للتجمع البشري .
ويقابل هذا كله ف الهة الوازية مبدأ الحتكام إل الشورى لدى ملكة
ت قَاطِ َعةً َأمْرا حَتّى
سبأ (قَاَلتْ يَا َأّيهَا ا َل َلأُ َأفْتُونِي فِي َأ ْمرِي مَا كُن ُ
ش َهدُونِ ) النمل الية] [32
تَ ْ
بالضافة إل ذلك ند تبادل الدايا (وَإِنّي ُم ْر ِسلَ ٌة إِلَ ْيهِم ِبهَدِيّ ٍة فَنَا ِظرَ ٌة بِمَ
َي ْرجِعُ اْل ُمرْ َسلُونَ ( النمل الية[ . ]35وهو سلوك حياة حضرية اجتماعية
إذن هذا القتران وهذا التق سيم ف ال هن ,و ف تطور ال سلوك الجتما عي و
تطور الكم يعلنا نيل بالكفة إل اعتبار أن القرية هي حضر وليست بادية .
43
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ولقد ورد ف صفوة التفاسي لحمد علي الصابون ف شرح الية -109 -
من سورة يوسف قوله عز وجل ( َومَا َأ ْر َسلْنَا مِن َق ْب ِلكَ ِإلّ ِرجَالً نّوحِي إِلَ ْيهِم
ف كَانَ عَا ِقبَةُ الّذِي َن مِن
سيُواْ فِي الَ ْرضِ فَيَن ُظرُوْا كَ ْي َ
مّ ْن أَ ْهلِ الْ ُقرَى أَ َفلَ ْم يَ ِ
ل تَ ْع ِقلُونَ( .
قَ ْب ِلهِمْ وَلَدَا ُر ال ِخرَةِ خَ ْي ٌر ّللّذِينَ اتّقَوْا أَ َف َ
وهذا تأكيـد على أن القريـة ليسـت الباديـة أو الريـف كمـا جرت العادة فـ
استعمال هذا الصطلح .
44
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
فوردت ف سورة الكهف الية – -77قوله جل و علا(فَان َط َلقَا حَتّى ِإذَا أََتيَا
َأهْ َل َقرَْيةٍ ا ْستَ ْطعَمَا َأ ْه َلهَا َفأََبوْا أَن ُيضَّيفُوهُمَا َفوَ َجدَا فِيهَا ِجدَارا ُيرِيدُ
خ ْذتَ َع َل ْيهِ َأجْرا (.
ض َفأَقَامَ ُه قَالَ َلوْ ِش ْئتَ لَاتّ َ
أَنْ يَنقَ ّ
وجاء ف نفس السورة الية – -82قوله تعال ( وََأمّا اْلجِدَارُ َفكَا َن لِ ُغلَا َميْنِ
َيتِيمَيْنِ فِي اْلمَدِيَنةِ َوكَانَ َتحَْت ُه َكنٌ ّل ُهمَا َوكَانَ أَبُو ُهمَا صَالِحا فََأرَادَ رَّبكَ َأنْ
خ ِرجَا َكنَ ُهمَا َر ْحمَةً مّن رّّبكَ وَمَا َف َعلْتُ ُه عَ ْن َأ ْمرِي ذَِلكَ
َي ْبلُغَا َأشُدّ ُهمَا وَيَسَْت ْ
سطِع ّعلَيْ ِه صَبْرا) الكهف الية[ ]82
تَ ْأوِيلُ مَا لَ ْم تَ ْ
ابن كثي يعتب ف تفسيه للية –-82من سورة الكهف أن ذلك يعتب دليل
قاطع على انه يكن إطلق اسم القرية على الدينة وان القرية هي الدينة .
كما نقرأ ف صفوة التفاسي لحمد علي الصابون ف تفسيه لقوله عز وجل
ف سورة يوسف ( وَقَا َل نِسْوَةٌ فِي اْلمَدِيَنةِ ا ْمرَأَةُ الْ َعزِي ِز ُترَا ِودُ فَتَاهَا عَن نّفْسِهِ
ضلَلٍ مِّبيٍ ) يوسف الية []30
قَدْ َشغَ َفهَا حُبّا إِنّا َلَنرَاهَا فِي َ
45
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
قال نسوة ف الدينة ,أي قال جاعة من النساء ف مدينة مصر .
هاته الدينة نفسها تسمى بالقرية ف تفسيه لقوله عز وجل (وَا سَْألِ اْل َقرْيَةَ
الّتِي كُنّ ا فِيهَا وَالْعِ ْيرَ الّتِي أَ ْقَبلْنَا فِيهَا وَإِنّ ا لَ صَادِقُونَ( يو سف ال ية] , [82
حيث يوضح :أي أسئل أهل مصر عن حقيقة ما حدث .
وقد ورد ف جامع البيان ف تفسي القرآن للطبي قوله ف شرح سورة النساء
الية – -75القرية كل مدينة تسمى قرية عند العرب ,وهي ف هذا الوضع
مكة .
واسترسال ف مزيد من الفهم و التقصي ,ارتأينا أن نبحث عن مدلول هذين
الفهومي من حيث الانب اللغوي فوجدنا ف النجد ف اللغة والعلم طبعة
بيوت ,أن الدينة هي الصر الامع وان القرية كذلك هي جع الناس ,وهي
الصر الامع أيضا .
46
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
( وََأمّا اْلجِدَارُ َفكَا َن لِ ُغلَامَيْ ِن يَتِيمَيْنِ فِي اْلمَدِينَةِ َوكَا َن َتحَْت ُه َكنٌ ّل ُهمَا َوكَانَ
خ ِرجَا َكنَ ُهمَا َر ْحمَةً مّن
أَبُو ُهمَا صَالِحا فََأرَادَ رَّبكَ َأ ْن يَ ْب ُلغَا َأشُدّ ُهمَا َويَسَْت ْ
سطِع ّعلَيْ ِه صَبْرا ) الكهف
رّّبكَ وَمَا َف َعلْتُ ُه عَ ْن أَ ْمرِي ذَِلكَ تَ ْأوِيلُ مَا لَ ْم تَ ْ
الية[ ]82
ص ِلحُونَ) النمل
ط ُيفْسِدُونَ فِي الْأَ ْرضِ وَلَا يُ ْ
( َوكَانَ فِي اْلمَدِيَنةِ تِسْ َعةُ رَهْ ٍ
الية[ ]48
(وَلُوطا آتَيْنَا ُه ُحكْما َو ِعلْما وََنجّيْنَاهُ مِنَ اْل َقرْيَةِ الّتِي كَانَت تّ ْعمَلُ اْلخَبَائِثَ
إِّنهُمْ كَانُوا قَوْ َم سَوْءٍ فَا ِسقِيَ ( النبياء الية [ ]74
47
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
( َومَا كَا َن جَوَابَ قَ ْومِ ِه ِإ ّل أَن قَالُوْا َأ ْخ ِرجُوهُم مّن َقرْيَِتكُ ْم إِّنهُمْ أُنَاسٌ
يََت َط ّهرُونَ( العراف الية [ ]82
( َفمَا كَانَ جَوَابَ قَ ْومِ ِه إِلّا أَن قَالُوا َأ ْخرِجُوا آلَ لُوطٍ مّن َقرْيَِتكُ ْم إِّنهُمْ
س يََت َط ّهرُونَ( النمل الية ][ 56
أُنَا ٌ
ب وَالّذِي َن آمَنُواْ
خ ِرجَّنكَ يَا شُعَيْ ُ
(قَالَ اْل َملُ الّذِينَ ا ْسَتكَْبرُواْ مِن َقوْ ِم ِه لَُن ْ
َم َعكَ مِن َقرْيَتِنَا َأوْ لَتَعُو ُدنّ فِي ِملّتِنَا قَالَ أَوَلَ ْو كُنّا كَا ِرهِيَ( العراف
الية[ ]88
48
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
بل إنا هي مكة سيت بالقرية ف قوله جل وعل (وَقَالُوا لَوْلَا ُن ّزلَ هَذَا
الْ ُقرْآنُ َعلَى َر ُجلٍ مّنَ اْل َقرْيَتَيْ ِن َعظِيمٍ) الزخرف الية] [31أي مكة و
الطائف .
وكذلك ف قوله َ ( :وكَأَيّن مّن َقرْيَةٍ ِه َي َأشَدّ قُوّ ًة مّن َقرْيَِتكَ الّتِي َأ ْخ َرجَتْكَ
َأ ْه َلكْنَاهُمْ َفلَا نَاصِ َر َلهُم( ممد اليةْ[ ]13
وسيت كذلك بأم القرى نظرا للخصائص الت تتميز با عن غيها من القرى
الخرى .
49
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
–-82 ولقد ذكر السيد قطب ف تفسيه ( ف ظلل القرآن ) الية رقم
من سورة يوسف( وَاسَْألِ الْ َقرَْيةَ الّتِي ُكنّا فِيهَا وَالْ ِع ْيرَ الّتِي َأقَْبلْنَا فِيهَا وَإِنّا
لَصَادِقُونَ ( يوسف الية] [82
-ج.القــريـــة ف القرآن
50
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
– 1باب القرية
ورد ذكرها ف كتاب الول عز وجل (وَِإذْ قِي َل َلهُمُ ا ْسكُنُواْ هَـذِهِ اْل َقرْيَةَ
ث شِئْتُ ْم وَقُولُوْا ِحطّةٌ وَا ْد ُخلُواْ الْبَابَ ُسجّدا نّغْ ِف ْر َلكُمْ
َو ُكلُوْا مِ ْنهَا حَيْ ُ
َخطِيئَاِتكُمْ سََنزِيدُ اْل ُمحْسِنِيَ ( العراف الية[ ]161
فالقرية هنا لا باب أو مدخل ,وقد تكون باب فعلية أو تكون الطريق الؤدية
إل داخل القرية .
كما ورد ذلك ف سورة يوسف حي أمر يعقوب أولده أل يدخلوا من باب
واحدة وان ادخلوا من أبواب متفرقة ( َوقَالَ يَا بَنِيّ لَ َتدْ ُخلُوْا مِن بَابٍ
وَا ِح ٍد وَادْ ُخلُوْا مِنْ َأْبوَابٍ مَّت َف ّرقَ ٍة َومَا أُغْنِي عَنكُم مّنَ ال ّلهِ مِن شَ ْيءٍ
ت وَ َعلَ ْيهِ َفلْيََتوَكّ ِل الْمَُتوَ ّكلُونَ( يوسف
إِ ِن الْحُ ْكمُ إِ ّل ِل ّلهِ َعلَ ْيهِ َتوَ ّك ْل ُ
الية] [ 67
وكذلك ف قوله سبحانه وتعال (قَا َل رَجُلَ ِن مِنَ اّلذِي َن يَخَافُونَ أَْن َعمَ ال ّلهُ
ب َفِإذَا دَ َخلْتُمُو ُه َفإِنّ ُكمْ غَالِبُو َن وَ َعلَى ال ّلهِ
َعلَ ْيهِمَا ادْ ُخلُواْ َعلَ ْي ِهمُ اْلبَا َ
فََتوَ ّكلُواْ إِن كُنتُم ّم ْؤمِنِيَ ) الائدة الية] [ 23
51
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وعلى ذ كر البواب ن ستخلص وجو با أن حدود القر ية معن ية ومددة ,و هي
بثابة تديد لرقعتها بالنسبة للبلد .كما تعتب كذلك نقاط ومنافذ للتواصل مع
الحيط الارجي .
- 2الساكن والقصور
تعتـب مـن العال القويـة للتحضـر البشري ,ودليـل مادي على السـتقرار
والتعايش .
وبالضافة إل الساكن هناك القصور كما ورد ف سورة الج (فَ َكأَيّن مّن
َقرَْيةٍ َأ ْهلَكْنَاهَا َوهِ َي ظَالِ َم ٌة فَهِيَ خَاوَِيةٌ َعلَى ُعرُو ِشهَا وَبِ ْئ ٍر ّمعَ ّطلَةٍ
صرٍ مّشِيدٍ( الج الية] .[ 45
َوقَ ْ
ووجود الساكن والقصور يوحي بوجود تنظيم اجتماعي معي يتلف كليا عن
بساطة الجتماع البشري ف البادية .
52
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
– 3الــــبئر
هي عنوان لوجود الاء والياة وعامل قوي من عوامل الستقرار والتمدن .
وهي احدى العال الساسية الت تي القرية بوجودها فقد ذكر الول ف كتابه
(ذَِلكَ مِ ْن أَنبَاء اْل ُقرَى َنقُصّهُ َعلَ ْيكَ ِم ْنهَا قَآئِ ٌم َوحَصِيدٌ( هود الية] [ 100
فبالبئر تكون القرية قائمة ,وأما إذا جفت وانقطع ماؤها أضحت القرية كما
عب عنها القرآن حصيدا .أي عقيمة ل تصلح للعيش والجتماع .
وبالضا فة إل كون البئر عامل مه ما ف هيكلة الح يط الفيزيائي للقر ية ,ف قد
كانـت كذلك مددة لطرق ومرات القوافـل والسـافرين ,إذ شكلت عنصـر
ضمان لتواصل الشعوب فيما بينها ,وساعدت النسان ف التغلب على قساوة
الناخ والتضاريس .
– 4الــــساحــــة
53
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
( َفإِذَا َنزَلَ بِسَاحَِت ِهمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُن َذرِينَ) الصافات الية] .[177
غيـ أنـ اعتقـد أن سـاحتهم هـو حيـز حضري وعنصـرا مكون للقريـة على
شاكلة ( )agoraبالن سبة لليونانييـ ,و ( )forumبالن سبة للرومانييـ أو
أماكن العبادة عند المم الغابرة .
–5الســـواق
وهو مكان التبادل التجاري بعن البيع والشراء ,وهو احد العناصر الهيكلة
للقرية .
يقول ال سبحانه وتعال ف سورة الفرقان (وَما َأرْ َسلْنَا قَ ْب َلكَ مِنَ الْ ُمرْ َسلِيَ
ق وَ َج َعلْنَا َبعْضَ ُكمْ لَِبعْضٍ
ِإلّا إِّن ُهمْ لََيأْ ُكلُونَ ال ّطعَا َم وَيَمْشُو َن فِي اْلأَ ْسوَا ِ
فِتَْنةً أََتصِْبرُونَ وَكَا َن رَّبكَ َبصِيا( الفرقان الية] [ 20
وكذلك قوله ( َوقَالُوا مَالِ َهذَا الرّسُولِ َيأْكُ ُل ال ّطعَامَ َويَمْشِي فِي
اْلأَ ْسوَاقِ َل ْولَا أُنزِلَ ِإلَ ْيهِ َم َلكٌ فَيَكُو َن َمعَهُ َنذِيرا ) الفرقان الية] [ 7
54
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
–6أماكـــن العــبــادة
هي الما كن القد سة ف القر ية وتع تب ذات أه ية روح ية كبية ,كثيا ما
انعكسـت على طبيعـة البناء الميـز ,الذي بقيـت آثاره شاهدة على تلك
العصور .
فوجود أماكـن العبادة دللة لوجود نشاط اجتماعـي دينـ ,كثيا مـا تناوله
الرسامون والنحاتون ف أعمالم الفنية .
وهذا نظرا لطغيانه على الياة العامة للجتماع البشري ف تلك الزمنة .
وقد وردت آيات كثية تشي إل هاته الماكن ,نذكر منها على وجه الثال
حرَابِ
خرَجَ َعلَى َقوْ ِمهِ مِنَ الْمِ ْ
قوله سبحانه وتعال ف سورة مري (فَ َ
َفَأوْحَى إِلَ ْي ِهمْ أَن سَبّحُوا بُ ْكرَ ًة وَعَشِيّا( مري الية] [11
55
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وقد لعبت دور العبادة أثرا مستحسنا ف تطور العمران ,وهذا لتهافت اللوك
والمراء على التمايز بينهم ف تثيلهم ,لا يعتقدون ما وراء الادة .
فكانت عظمة هاته الواقع مستمدة من قوة التحضر والتطور لتلك القرى .
– 7الســـجـــن
حت السلوك غي السوي أو الخالف للقواني والتنظيمات التعامل با ,كان له
اثـر على الطار الفيزيائي للتحضـر البشري ,والذي تثـل فـ إناز السـجون
كوسيلة ردعية لتقوي الخالفات ومعاقبة الناة .
وهو كذلك يعتب احدى العناصر الشكلة للقرية أو الدينة ف معناها الديث .
56
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ولقد ورد ذكره ف سورة يوسف ف قوله عز وجل (قَا َل َربّ السّجْنُ
صبُ ِإلَ ْيهِنّ
ص ِرفْ عَنّي َك ْي َدهُنّ أَ ْ
أَ َحبّ ِإلَ ّي مِمّا َيدْعُونَنِي ِإلَ ْيهِ َوإِلّ َت ْ
وَأَكُن مّنَ اْلجَا ِهلِيَ ( يوسف الية] [ 33
وقوله كذلك ف نفس السورة ( َودَخَ َل َمعَهُ السّجْ َن فَتَيَانَ قَالَ أَ َح ُدهُمَا
ق رَأْسِي
صرُ َخمْرا َوقَالَ ال َخرُ إِنّي َأرَانِي أَحْمِ ُل َفوْ َ
ِإنّي َأرَانِي أَ ْع ِ
سنِي َ( يوسف
خُبْزا َتأْكُلُ الطّ ْيرُ مِ ْنهُ نَبّ ْئنَا بَِت ْأوِي ِلهِ إِنّا َنرَا َك مِنَ الْمُحْ ِ
[]36 الية
إن وجود ال سجون مؤشر على وجود حياة اجتماع ية جد متطورة .فمعناه أن
هناك قضاء وحكم يقوم السلوك ,وينل العقوبات .
– 8الـــدائق والـــنان
57
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
والرياحيـ ,ويغرس فيهـا أنواع الشجار الثمرة مـن نيـل و رمان وتفاح
وغيها .
ويقول الطبي ف تفسي الدائق ,جع حديقة وهو البستان عليه حائط ,فان
ل يكن عليه حائط ل يكن حديقة .
– 9الــصن و الــدار
وهو الطار الادي الذي يدد النسيج العمران للقرية ,وهو بنيان وحاجز يقام
حول القرية لعتبارات أمنية وتنظيمية .
58
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
فقد ورد ف القرآن الكري قوله سبحانه وتعال (لَا ُيقَاِتلُونَ ُكمْ جَمِيعا ِإلّا فِي
حصَّنةٍ َأ ْو مِن َورَاء ُج ُدرٍ َبأْ ُس ُهمْ بَيَْن ُهمْ َشدِيدٌ تَحْسَُب ُهمْ جَمِيعا
ُقرًى مّ َ
َو ُقلُوُب ُهمْ شَتّى ذَِلكَ ِبَأّن ُهمْ َق ْومٌ لّا َيعْ ِقلُونَ( الشر الية] [ 14
ج وَمَ ْأجُوجَ
وسي كذلك بالسد ف قوله عز وجل (قَالُوا يَا ذَا اْل َقرْنَيْ ِن ِإ ّن يَ ْأجُو َ
ج َعلَ َبيْنَنَا وَبَ ْيَنهُمْ سَدّا
مُفْسِدُونَ فِي الَْأ ْرضِ َف َه ْل َنجْ َع ُل َلكَ َخرْجا َعلَى أَن َت ْ
الكهف( الية] [ 94
على ذكـر جـل العال ندرك أن حيـز القريـة مهيكـل بعناصـر حضريـة تشكـل
نسيجها العمران ,والت هي دون شك تلحم لقومات روحية وأخرى مادية
لفترة زمنية معينة .
هذا التل حم هو ب صمة الن سان الضر ية ف تشك يل الفضاء وتغي ي الح يط
الفيزيائي للموقع .
59
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ا – البعد الكان
ونلمسه ف قوله عز وجل ف سورة العراف ( وَمَا كَانَ جَوَابَ َقوْ ِم ِه ِإلّ أَن
س َيَت َطهّرُونَ( العراف الية [ ]82
قَالُوْا َأ ْخ ِرجُوهُم مّن َقرْيَِتكُمْ إِّنهُ ْم أُنَا ٌ
وهنا دللة واضحة على أن القوم يدركون البعد الكان ,أو حددت القرية ف
أذهان م مكان يا فجاء ت عبيهم بإخراج ال نب من قريت هم إخراج من مكان إل
مكان آخر .
وند نفس الدراك أو التحديد الكان ف قوله عز وجل ف سورة البقرة (وَِإذْ
ث شِئْتُمْ َرغَدا وَا ْدخُلُواْ اْلبَابَ ُسجّدا
ُقلْنَا ا ْد ُخلُواْ هَـذِهِ الْ َقرْيَ َة َف ُكلُواْ مِ ْنهَا حَيْ ُ
وَقُولُوْا ِحطّ ٌة نّ ْغ ِفرْ َلكُ ْم َخطَايَاكُمْ َوسََنزِيدُ اْل ُمحْسِنِيَ( البقرة الية] [ 58
60
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ب – البـعــد الزمــن
وهو أن القرية لا عمر مدد ,مثلها مثل النسان .فإذا حلت با أسباب الزوال
اندثرت وأصبحت حصيدا ,وربا قامت على أنقاضها قرية أخرى ,وربا لن
تسكن بعد ذلك بتاتا .
وهذا ما ورد تبيانه ف القرآن الكري حيث يقول ال سبحانه وتعال ( َومَا
َأ ْه َلكْنَا مِن َقرْيَ ٍة ِإلّ وََلهَا كِتَابٌ مّ ْعلُومٌ( الجر الية] [ 4
وقال كذلك ( َوِت ْلكَ اْل ُقرَى َأ ْهلَكْنَا ُهمْ لَمّا َظلَمُوا وَ َج َعلْنَا لِ َم ْهلِ ِكهِم
ّموْعِدا) الكهف الية] .[ 59
ال سبحانه وتعال ل ا يتكلم على القر ية يقول أهلكنا ها ,دمرنا ها ,متعنا ها ,
ل يتناولا من حيث الانب الكان و الزمن فقط بل كلية ببعدها الوظيفي.
61
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ص َعلَيْ كَ مِ ْن أَنبَآِئهَا
ونلمس ذلك ف قوله ف سورة العراف (ِتلْ كَ اْل ُقرَى َنقُ ّ
وََلقَدْ جَاءْتهُ مْ رُ ُس ُلهُم بِاْلبَيّنَا تِ فَمَا كَانُوْا لِيُ ْؤمِنُوْا بِمَا كَذّبُوْا مِن قَ ْب ُل كَذَلِ كَ
َيطْبَ ُع ال ّل ُه َعلَىَ ُقلُوبِ اْلكَا ِفرِينَ) العراف الية []101
فهو يتكلم عن القرية وكأنا كائن حي يقص علينا من أنبائها ,وهو يقصد
أهلها ف حركتهم ,وسلوكهم داخل إطار مكان وزمن مدد ,وكقوله أيضا
وقد تفطن إل هذا البعد الوظيفي الكاتب فر انسوا فان دو مار ف قوله
( أنصتوا إل الدينة إن الدينة تتكلم ) فالدينة ف نظر الكاتب كائن حي يعب
عن نفسه .
وهو ما أشار إليه القرآن من ذي ق بل باعتبار القر ية كائن عضوي متكامل له
وجود وعمر ووظيفة .
62
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
خرِجُونَ
سفِكُونَ ِدمَاء ُكمْ وَلَ تُ ْ
(-وَِإذْ أَ َخذْنَا مِيثَاقَ ُكمْ َل تَ ْ
ش َهدُونَ ( البقرة
أَنفُسَكُم مّن ِديَارِ ُكمْ ُث ّم َأقْ َررُْت ْم وَأَنُتمْ تَ ْ
الية] [84
63
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
-فَاسَْتجَابَ َلهُمْ رَّبهُ ْم أَنّي لَ ُأضِي ُع َعمَ َل عَا ِملٍ مّنكُم مّن َذ َكرٍ َأوْ
ضكُم مّن بَعْضٍ فَالّذِينَ هَا َجرُواْ وَُأ ْخ ِرجُواْ مِن دِيَا ِرهِمْ
أُنثَى بَعْ ُ
وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي َوقَاَتلُواْ وَ ُقِتلُوْا ُلكَ ّف َرنّ عَ ْنهُ ْم سَيّئَاِتهِمْ
جرِي مِن َتحِْتهَا الَْنهَا ُر ثَوَابا مّن عِن ِد اللّهِ
َو ُل ْد ِخلَّنهُمْ جَنّاتٍ َت ْ
وَال ّلهُ عِندَ ُه حُسْ ُن الثّوَابِ آل عمران الية [ ]195
َ -فأَ َخذَْت ُهمُ الرّ ْجفَ ُة َفأَصْبَحُوْا فِي دَا ِر ِهمْ جَاثِمِيَ( العراف
الية] [78
-كَمَا أَ ْخرَ َجكَ َرّبكَ مِن بَيِْتكَ بِالْحَ ّق وَإِ ّن َفرِيقا مّنَ
الْ ُم ْؤمِنِيَ لَكَا ِرهُونَ النفال الية] [5
64
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ص َر بُيُوتا
-وَأَ ْوحَ ْينَا إِلَى مُوسَى وََأخِي ِه أَن تََبوّءَا لِقَ ْو ِم ُكمَا ِبمِ ْ
شرِ اْلمُؤْ ِمنِيَ) يونس
صلَةَ وَبَ ّ
وَاجْ َعلُواْ بُيُوَتكُمْ قِ ْب َلةً وَأَقِيمُواْ ال ّ
الية] [ 87
ت الَبْوَابَ وَقَالَتْ
سهِ َو َغلّقَ ِ
-وَرَا َودَتْهُ الّتِي ُهوَ فِي بَيِْتهَا عَن نّفْ ِ
ي إِنّهُ َل ُي ْف ِلحُ
ت َلكَ قَالَ َمعَاذَ ال ّلهِ إِنّهُ رَبّي َأحْسَ َن مَثْوَا َ
هَيْ َ
الظّاِلمُونَ( يوسف الية ][ 23
-وَال ّلهُ َج َعلَ َلكُم مّن ُبيُوِتكُ ْم َسكَنا َوجَ َعلَ َلكُم مّن ُجلُودِ الَْنعَامِ
سَتخِفّوَنهَا يَوْ َم ظَعِْنكُمْ وََيوْ َم إِقَا َمِتكُمْ وَمِ ْن َأصْوَا ِفهَا
بُيُوتا تَ ْ
وَأَ ْوبَارِهَا وََأ ْشعَارِهَا أَثَاثا َومَتَاعا إِلَى حِيٍ النحل الية] [ 80
َ-أوْ يَكُو َن َلكَ بَ ْيتٌ مّن زُ ْخ ُرفٍ َأوْ َت ْرقَى فِي السّمَاء وَلَن
ّن ْؤمِنَ ِل ُرقِّيكَ حَتّى تَُنزّلَ َعلَيْنَا كِتَابا ّن ْق َرؤُ ُه قُلْ سُبْحَانَ
رَبّي هَلْ كُنتُ إَ ّل بَشَرا رّسُولً( السراء الية] [93
_ لَا َت ْركُضُوا وَا ْرجِعُوا إِلَى مَا أُْترِفْتُمْ فِيهِ َومَسَاكِِنكُمْ َل َع ّلكُمْ ُتسْأَلُونَ(
65
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
-يَا أَّيهَا الّذِي َن آمَنُوا لَا تَ ْد ُخلُوا بُيُوتا غَ ْي َر بُيُوِتكُمْ حَتّى تَسْتَأْنِسُوا
س ّلمُوا َعلَى أَ ْه ِلهَا ذَِلكُمْ خَ ْي ٌر ّلكُمْ َل َع ّلكُمْ تَ َذ ّكرُونَ ( النور
وَتُ َ
الية] [27
ج َولَا َعلَى
ج وَلَا َعلَى اْلأَ ْعرَجِ َحرَ ٌ
-لَ ْيسَ َعلَى اْلأَعْمَى َحرَ ٌ
ج وَلَا َعلَى أَنفُسِ ُكمْ أَن َتأْ ُكلُوا مِن بُيُوتِ ُكمْ
الْ َمرِيضِ َحرَ ٌ
َأوْ ُبيُوتِ آبَائِ ُكمْ َأ ْو بُيُوتِ ُأمّهَاتِ ُكمْ َأ ْو بُيُوتِ إِ ْخوَانِ ُكمْ
َأوْ ُبيُوتِ أَ َخوَاتِ ُكمْ َأ ْو بُيُوتِ أَعْمَامِ ُكمْ َأوْ بُيُوتِ َعمّاتِ ُكمْ
َأوْ ُبيُوتِ أَ ْخوَالِ ُكمْ َأ ْو بُيُوتِ خَالَاتِ ُكمْ َأ ْو مَا َملَكْتُم
صدِيقِ ُكمْ لَ ْيسَ َعلَ ْي ُكمْ ُجنَاحٌ أَن َتأْ ُكلُوا
حهُ َأ ْو َ
مّفَاتِ َ
سلّمُوا َعلَى أَنفُسِ ُكمْ
جَمِيعا َأوْ أَشْتَاتا َفِإذَا دَ َخلْتُم بُيُوتا فَ َ
تَحِّي ًة مّنْ عِندِ ال ّل ِه مُبَارَكَ ًة طَيَّبةً َكذَِلكَ يُبَيّنُ ال ّلهُ لَ ُكمُ
الْآيَاتِ َل َعلّكُمْ َت ْع ِقلُون( النور الية] [61
66
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
-حَتّى ِإذَا أََتوْا َعلَى وَادِي الّن ْملِ قَاَلتْ َن ْم َلةٌ يَا أَّيهَا الّن ْم ُل ا ْدخُلُوا
ش ُعرُونَ(
ح ِطمَّنكُمْ ُسلَ ْيمَانُ َوجُنُودُهُ وَهُ ْم لَا يَ ْ
مَسَاكَِنكُ ْم لَا َي ْ
النمل الية] [ 18
صرُوَنهُ
ض فَمَا كَا َن َلهُ مِن فِئَةٍ يَن ُ
-فَخَسَفْنَا ِب ِه وَِبدَا ِرهِ اْلَأ ْر َ
صرِينَ( القصص الية]
مِن دُونِ ال ّلهِ َومَا كَا َن مِ َن الُنَت ِ
[81
َ -وعَادا وََثمُودَ َوقَد تّبَيّ َن َلكُم مّن مّسَاكِِنهِمْ وَزَيّنَ َلهُمُ الشّ ْيطَانُ
صرِينَ( العنكبوت
َأ ْعمَاَلهُمْ فَصَدّهُ ْم عَنِ السّبِيلِ َوكَانُوا مُسْتَبْ ِ
الية []38
67
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
-وَاذْ ُكرْ َن مَا ُي ْتلَى فِي ُبيُوتِكُ ّن مِنْ آيَاتِ ال ّل ِه وَالْحِكْ َمةِ إِنّ
ال ّلهَ كَانَ لَطِيفا خَبِيا الحزاب الية] [34
-يَا َأّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا لَا َتدْ ُخلُوا بُيُوتَ النّبِيّ إِلّا أَن ُي ْؤذَنَ
لَ ُكمْ ِإلَى َطعَامٍ غَ ْيرَ نَا ِظرِينَ ِإنَا ُه وَلَكِ ْن ِإذَا دُعِيُت ْم فَادْ ُخلُوا
حدِيثٍ إِ ّن ذَلِ ُكمْ
شرُوا وَلَا مُسَْتأْنِسِيَ لِ َ
َفإِذَا َطعِمُْت ْم فَانتَ ِ
كَانَ ُي ْؤذِي النّبِ ّي فَيَسْتَحْيِي مِن ُك ْم وَال ّلهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ
الْحَ ّق وَِإذَا َسأَْلتُمُوهُنّ مَتَاعا فَا ْسأَلُوهُنّ مِن َورَاء حِجَابٍ
ذَلِ ُكمْ أَ ْط َهرُ ِل ُقلُوبِ ُك ْم َوقُلُوِبهِ ّن َومَا كَا َن لَ ُكمْ أَن ُت ْؤذُوا
رَسُولَ ال ّل ِه وَلَا أَن تَنكِحُوا َأ ْزوَا َج ُه مِن َب ْعدِ ِه أَبَدا إِنّ
ذَلِ ُكمْ كَانَ عِندَ ال ّلهِ عَظِيما( الحزاب الية] [ 53
سلِمِيَ الذاريات
-فَمَا وَ َجدْنَا فِيهَا َغ ْيرَ بَ ْيتٍ مّنَ اْلمُ ْ
الية ] [ 36
68
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
البيت هو أول العال الضرية وأهها فقد ورد ف قوله عز وجل ف سورة
ض فَمَا كَا َن َلهُ مِن فِئَةٍ
القصص الية (( )81فَخَسَفْنَا ِب ِه وَِبدَا ِرهِ اْلَأ ْر َ
صرِينَ) .
صرُوَنهُ مِن دُونِ ال ّل ِه َومَا كَا َن مِ َن الُنَت ِ
يَن ُ
ونفس المر نؤكده ف سورة الذاريات ف قوله (فَمَا وَ َجدْنَا فِيهَا غَ ْيرَ بَ ْيتٍ
سلِمِيَ( الذاريات الية] .[ 36
مّنَ الْمُ ْ
ومن ثة فإذا كان النسان أساس العمران وغايته فان الدار أو السكن
.جوهره ومعناه ,فل يكن أن يكون عمرانا بل بيوت ومساكن البتة
69
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
سجُودِ )
لِلطّاِئفِيَ وَاْلقَاِئمِيَ وَال ّركّعِ ال ّ
وقال ف سورة قريش ( َفلَْيعُْبدُوا َربّ َهذَا الْبَ ْيتِ (قريش الية] [3
ونظرا لهية البيت فقد ورد على عكس الصون ,والقلع ,والقصور ف
.مواضع شت من القرآن الكري
فسمي بالبيت ف سورة النحل ف قوله عز وجل(وَال ّلهُ َج َعلَ َلكُم مّن ُبيُوِتكُمْ
َسكَنا َوجَ َع َل َلكُم مّن ُجلُو ِد الَنْعَا ِم بُيُوتا َتسَْتخِفّوَنهَا يَوْ َم ظَعِْنكُمْ وََيوْمَ
ِإقَامَِتكُمْ َومِ ْن َأصْوَا ِفهَا وََأوْبَارِهَا وََأ ْشعَارِهَا أَثَاثا َومَتَاعا إِلَى حِيٍ( النحل
الية] [ 80
وسي بالدار كذلك ف سورة السراء (فَِإذَا جَاء َوعْ ُد أُول ُهمَا بَعَ ْثنَا َعلَ ْيكُمْ
70
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وذكر باسم السكن ف سورة القصص ف قوله ( َوكَمْ َأ ْه َلكْنَا مِن َقرَْيةٍ َب ِط َرتْ
سكَن مّن َبعْدِهِ ْم إِلّا َقلِيلً َوكُنّا َنحْنُ الْوَارِثِيَ(
مَعِيشََتهَا فَِت ْلكَ مَسَاكُِنهُمْ لَمْ ُت ْ
الية ] [58
:ولقد ورد كذلك البيت ف القرآن الكري تت صيغ كثية نذكر منها
ض َربَ ال ّل ُه مَثَلً
كما ورد على لسان امرأة فرعون ف سورة التحري (_:وَ َ
جّنةِ
ت َربّ ابْنِ لِي عِندَ َك بَيْتا فِي الْ َ
ّل ّلذِينَ آمَنُوا ِامْرََأ َة ِفرْ َعوْنَ ِإذْ قَاَل ْ
َونَجّنِي مِن ِفرْ َعوْ َن وَعَ َم ِلهِ َونَجّنِي مِنَ اْل َق ْومِ الظّاِلمِيَ( التحري
الية] [ 11
و قوله ف سورة التوبة ( ُقلْ إِن كَانَ آبَا ُؤكُمْ َوأَبْنَآ ُؤكُمْ وَِإخْوَاُنكُمْ وَأَزْوَا ُجكُمْ
ش ْونَ كَسَادَهَا َومَسَاكِ ُن َت ْرضَوَْنهَا
شيَتُكُمْ وََأمْوَالٌ اقَْترَ ْفُتمُوهَا وَِتجَارَ ٌة َتخْ َ
َوعَ ِ
71
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ب إِلَ ْيكُم مّ َن اللّهِ َو َرسُولِهِ َو ِجهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فََترَبّصُوْا حَتّى يَأِْت َي اللّ ُه بَِأ ْمرِهِ
َأحَ ّ
وَاللّ ُه لَ َيهْدِي اْلقَوْمَ الْفَا ِسقِيَ( الية []24
ف سورة النحل (وَال ّلهُ َج َعلَ َلكُم مّن ُبيُوِتكُ ْم َسكَنا َوجَ َعلَ َلكُم مّن ُجلُودِ
خفّوَنهَا يَوْمَ َظعِْنكُمْ وَيَوْ َم ِإقَامَِتكُمْ َومِ ْن َأصْوَا ِفهَا وََأوْبَارِهَا
الَْنعَامِ ُبيُوتا تَسَْت ِ
وََأشْعَا ِرهَا أَثَاثا وَمَتَاعا إِلَى حِيٍ(الية] [ 80
ي ) الية
جبَالِ بُيُوتا آمِنِ َ
ف سورة الجر قوله ( َوكَانُوْا َي ْنحِتُونَ مِنَ اْل ِ
] [82وكذلك ف سورة النمل (حَتّى ِإذَا أََتوْا َعلَى وَادِي الّن ْملِ قَاَلتْ
ح ِطمَّنكُ ْم ُسلَ ْيمَانُ َوجُنُودُهُ َوهُ ْم لَا
َن ْملَ ٌة يَا أَّيهَا الّن ْملُ ا ْد ُخلُوا مَسَاكَِنكُمْ لَا َي ْ
ش ُعرُونَ(الية] [ 18
يَ ْ
ف سورة السجدة قوله (َأوَلَ ْم َيهْدِ َلهُ ْم كَ ْم أَ ْه َلكْنَا مِن قَ ْب ِلهِم مّنَ الْ ُقرُونِ
سمَعُونَ) السجدة الية [ ]26
َيمْشُو َن فِي مَسَاكِِنهِمْ ِإ ّن فِي ذَِلكَ لَآيَاتٍ أَ َفلَا يَ ْ
72
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ت الَبْوَابَ
سهِ َو َغلّقَ ِ
ف سورة يوسف قوله َ (:ورَا َودَْتهُ الّتِي هُوَ فِي بَيِْتهَا عَن نّفْ ِ
ت َلكَ قَالَ مَعَا َذ اللّ ِه إِنّهُ رَبّي َأحْسَنَ مَ ْثوَايَ إِنّ ُه َل يُ ْف ِلحُ الظّاِلمُونَ(
ت هَيْ َ
وَقَالَ ْ
يوسف الية ][ 23
ف سورة الصف الية رقم َ( 12يغْ ِفرْ لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم وَُيدْ ِخلْ ُكمْ جَنّاتٍ
حِتهَا اْلأَْنهَارُ َومَسَاكِ َن طَيَّبةً فِي جَنّاتِ َعدْ ٍن ذَِلكَ اْل َف ْوزُ
جرِي مِن تَ ْ
تَ ْ
اْلعَظِيمُ( .
73
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
جرِي مِن
ت جَنّاتٍ َت ْ
وكذلك ف سورة التوبة ( َوعَ َد اللّهُ اْلمُ ْؤمِنِيَ وَاْل ُمؤْمِنَا ِ
َتحِْتهَا الَْنهَا ُر خَالِدِينَ فِيهَا َومَسَاكِنَ طَيَّبةً فِي جَنّاتِ عَ ْدنٍ وَ ِرضْوَا ٌن مّ َن اللّهِ
َأكَْب ُر ذَِلكَ هُوَ اْلفَوْزُ اْل َعظِيمُ الية []72
ف سورة السراء (َأوْ يَكُو َن َلكَ بَ ْيتٌ مّن زُ ْخ ُرفٍ َأوْ َت ْرقَى فِي السّمَاء
وَلَن ّن ْؤمِنَ ِل ُرقِّيكَ حَتّى تَُنزّلَ َعلَيْنَا كِتَابا ّنقْ َرؤُ ُه قُلْ سُبْحَا َن رَبّي َهلْ
كُنتُ إَلّ بَشَرا رّسُولً( السراء الية] [93
فإذا كان الوجود بالنسبة للنسان ملخص ف علقته بنفسه وعلقته بالجتمع
وعلقته بالالق ,فان البيت جاءت وظائفه ف القرآن الكري حافظة وجامعة
.ومدعمة لاته العلقات الثلث
74
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
-1الـــراحــة :
لقوله عز وجل ف سورة النحل (وَاللّ ُه جَ َع َل َلكُم مّن بُيُوِتكُمْ َسكَنا َوجَ َعلَ
َلكُم مّن ُجلُو ِد الَنْعَا ِم بُيُوتا تَسَْتخِفّوَنهَا َيوْمَ َظعِْنكُمْ وَيَوْ َم إِقَامَِتكُمْ وَ ِمنْ
َأصْوَا ِفهَا وَأَوْبَا ِرهَا وََأشْعَا ِرهَا أَثَاثا وَ َمتَاعا إِلَى حِيٍ(الية] [ 80
فالسكن هنا راحة كاملة غي مزئة .بعن أنا جاءت حسب العن راحة
جسدية متمثلة ف النوم والستلقاء ,يسترجع السد فيها قوته ونقاهته بعد
سعي وجهد ومشقة ف كسب العيش .
وراحة نفسية تسترجع النفس فيه توازنا بعد التوتر والصراع ,وذلك بلو
الرء وخلوده إل ذاته وزوجته وأبنائه .
-2الكــل :
وهو ضرورة بيولوجية لبد من إتيانه .فعد خوار القوى من جراء العمل
والهد ترق فيها الريرات وتتضاءل الفيتامينات ,فان النسان يلفها أو
يسترجعها عن طريق الكل من طيبات ما رزقه ال مستعيدا بذلك طاقته
وقدرته .
75
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ومازال البيت إل يومنا هذا الكان الفضل لتناول الطعام كما ورد ذلك ف
اليات التالية ف قوله عز وجل ف سورة آل عمران (وَ َرسُو ًل إِلَى َبنِي
ِإ ْسرَائِي َل أَنّي قَ ْد جِئُْتكُم بِآيَةٍ مّن رّّبكُ ْم أَنّي َأ ْخلُ ُق َلكُم مّنَ الطّيِ َكهَ ْيئَةِ الطّ ْيرِ
ئ ال ْكمَهَ والَْبرَصَ وَُأحْيِـي اْلمَوْتَى
فَأَن ُفخُ فِيهِ فََيكُونُ َطيْرا بِِإ ْذنِ ال ّلهِ وَأُْب ِر ُ
ك ليَ ًة ّلكُمْ
بِِإ ْذ ِن اللّهِ وَُأنَبُّئكُم ِبمَا تَ ْأ ُكلُونَ َومَا تَ ّد ِخرُونَ فِي ُبيُوِتكُ ْم ِإنّ فِي ذَِل َ
إِن كُنتُم مّ ْؤمِنِيَ( آل عمران الية[ ]49
ج وَلَا
وكذلك ف قوله ف الية 61من سورة النور (لَ ْيسَ َعلَى اْلأَعْمَى َحرَ ٌ
ج وَلَا َعلَى أَنفُسِ ُكمْ أَن
ج وَلَا َعلَى الْ َمرِيضِ َحرَ ٌ
َعلَى اْلأَ ْعرَجِ َحرَ ٌ
َتأْ ُكلُوا مِن بُيُوتِ ُكمْ َأ ْو بُيُوتِ آبَائِ ُك ْم َأوْ بُيُوتِ ُأ ّمهَاتِ ُكمْ َأوْ بُيُوتِ
إِ ْخوَاِن ُكمْ َأوْ بُيُوتِ أَ َخوَاتِ ُكمْ َأوْ بُيُوتِ أَعْمَامِ ُكمْ َأوْ ُبيُوتِ عَمّاتِ ُك ْم َأوْ
صدِيقِ ُكمْ
حهُ َأوْ َ
بُيُوتِ أَ ْخوَاِل ُكمْ َأوْ بُيُوتِ خَالَاتِ ُكمْ َأ ْو مَا َملَكْتُم ّمفَاتِ َ
لَ ْيسَ َعلَ ْي ُكمْ ُجنَاحٌ أَن َتأْ ُكلُوا جَمِيعا َأوْ أَشْتَاتا َفِإذَا دَ َخلْتُم بُيُوتا
سلّمُوا َعلَى أَنفُسِ ُكمْ تَحِّيةً مّنْ عِندِ ال ّلهِ مُبَارَ َكةً طَيَّبةً َكذَِلكَ يُبَيّنُ
فَ َ
ال ّلهُ لَ ُكمُ الْآيَاتِ َل َعلّكُمْ َت ْع ِقلُون( النور الية] [61
وسورة الحزاب الية 53ف قوله (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا لَا َتدْ ُخلُوا بُيُوتَ
النّبِ ّي إِلّا أَن ُي ْؤذَنَ لَ ُكمْ ِإلَى َطعَامٍ غَ ْيرَ نَا ِظرِينَ إِنَا ُه وَلَكِنْ ِإذَا دُعِيُتمْ
76
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
لقوله عز وجل ف سورة يوسف الية َ ( 31فلَمّا سَ ِم َعتْ بِمَ ْك ِرهِنّ َأرْ َس َلتْ
ِإلَ ْيهِنّ َوأَعَْت َدتْ َلهُنّ مُتّ َكًأ وَآَتتْ ُك ّل وَا ِحدَ ٍة مّ ْنهُنّ سِكّينا َوقَاَلتِ
ا ْخرُجْ َعلَ ْيهِ ّن َفلَمّا َرأَيَْنهُ أَكَْبرَْن ُه َوقَ ّطعْنَ َأْيدَِيهُ ّن َو ُقلْنَ حَاشَ ِل ّلهِ مَا
هَـذَا بَشَرا إِ ْن هَـذَا ِإلّ َم َلكٌ َكرِيٌ( .
وقوله ف سورة الجر الية َ ( 51ونَبّ ْئ ُهمْ عَن ضَ ْيفِ ِإ بْرَاهِيمَ (.
77
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وهاته الوظيفة تعل من البيت وسطا مصغرا مساها ف تقيق الغاية من تواجد
النسان على ظهر هاته العمورة أل وهي التعارف بي الناس لقوله عز وجل
س إِنّا َخلَقْنَاكُم مّن َذ َكرٍ وَأُنثَى َوجَ َعلْنَاكُ ْم شُعُوبا وَ َقبَاِئلَ لَِتعَا َرفُوا ِإنّ
(يَا أَّيهَا النّا ُ
]َأ ْكرَ َمكُ ْم عِن َد اللّ ِه أَْتقَاكُ ْم ِإنّ اللّ َه َعلِيمٌ خَِبيٌ) الجرات الية [13
فالنسان و البيت و القرية و الكون كل متكامل وفق نسق واحد لتحقيق
.الغاية من الوجود
:د -الدخــــار
( ..............وَأُنَبُّئكُم ِبمَا تَ ْأ ُكلُونَ وَمَا تَ ّد ِخرُونَ فِي بُيُوِتكُ ْم ِإنّ فِي ذَِلكَ
لَيةً ّلكُ ْم إِن كُنتُم مّؤْ ِمنِيَ( آل عمران الية[ ]49
و الدخار هنا استعداد لجابة نوائب الدهر ,لا تعتب ذلك راحة للنفس
لشعورها بالطمئنان على أمنها الغذائى ,ما يكنها من تلبية حاجتها الفطرية
.وهي الكل ,ويعلها قادرة على تقيق وظيفة الضيافة والستقبال
(فَان َط َلقَا حَتّى ِإذَا أََتيَا َأهْ َل َقرَْيةٍ اسْتَ ْطعَمَا َأ ْه َلهَا َفأََبوْا أَن ُيضَّيفُوهُمَا
خذْتَ َعلَ ْيهِ
َفوَ َجدَا فِيهَا ِجدَارا ُيرِيدُ أَ ْن يَنقَضّ َفَأقَا َمهُ قَالَ َلوْ شِ ْئتَ لَاتّ َ
أَجْرا ( الكهف الية] [ 77
78
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ولقد علمنا يوسف عليه السلم أن الدخار طريقة عملية مدية لضمان المن
الغذائى أمام تقلب اليام والحوال .كما علمنا أن الدخار ل يكون لنا فقط
.بل لغينا كذلك إذا ما اقتضى الال ذلك
لقوله عز وجل ف سورة يونس الية ( 87وَأَ ْوحَيْنَا إِلَى مُوسَى وََأخِي ِه أَن تَبَوّءَا
شرِ اْلمُ ْؤمِنِيَ)
صلَةَ وَبَ ّ
صرَ بُيُوتا وَا ْج َعلُوْا بُيُوَتكُمْ ِق ْبلَةً وََأقِيمُواْ ال ّ
ِلقَ ْو ِم ُكمَا ِبمِ ْ
وكذلك قوله (وَاذْ ُكرْنَ مَا يُ ْتلَى فِي بُيُوِتكُنّ مِنْ آيَاتِ ال ّلهِ وَالْحِ ْك َمةِ
إِنّ ال ّلهَ كَانَ لَطِيفا خَبِيا ( الحزاب الية] [34
فمن و ظائف البيت كذلك عبادة ال سبحانه و تعال ,فهو مكان كذلك
لتصال النسان بالقه لن ف عملية التصال تلك راحة للنفس وتطهي لا
.من الدنسات والوبقات
وإذا كان من شروط العبادة طهارة الكان وطهارة البدن فانه من الضرورة
.بكان أن يكون البيت حاويا لسباب ووسائل طهارة البدن والكان
79
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
من خلل استقراء اليات الواردة ف القرآن ومن خلل تديد الوظائف يعلنا
.نضع تصورا مكانيا وشكليا للبيت
إن إناز البيوت يتم بواسطة مواد متلفة و حسب طبيعة القامة .فان كانت
القامة دائمة كان البناء بواسطة الجارة وغيها من الواد الت ل تتآكل بفعل
.الضر وف الناخية وعامل الزمن
وأما إن كانت القامة مدودة فان البيت يكون بسب الواد كاللود وغيها
.من الواد السهلة التركيب الفيفة الوزن
وتتوي على الدخل أو الباب ,وله الواجهة اللفية وهي الظهر لقوله عز
حجّ وَلَيْسَ الِْب ّر بَِأ ْن تَأْتُوْاْ
ت لِلنّاسِ وَاْل َ
ك عَنِ ال ِهلّةِ ُقلْ ِهيَ َموَاقِي ُ
وجل (يَسْأَلُوَن َ
80
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
اْلبُيُوتَ مِن ُظهُو ِرهَا وَلَـكِنّ الِْبرّ مَنِ اتّقَى وَأْتُواْ اْلبُيُوتَ ِمنْ َأبْوَاِبهَا وَاتّقُوْا اللّهَ
َل َع ّلكُمْ ُت ْف ِلحُونَ( البقرة الية []189
-1كما ورد ف سورة يوسف قوله (َ ِ....و َغلّ َقتِ الَْبوَابَ
ت هَيْتَ )....الية ].[ 23وكذلك ف سورة الزخرف
وَقَالَ ْ
الية ( 34وَلِبُيُوِت ِهمْ أَْبوَابا وَ ُسرُرا َعلَ ْيهَا يَتّ ِكؤُونَ(
الزخرف الية] [ 34
81
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
س ُأمّةً
قوله عز وجل ف سورة الزخرف الية رقم ( 33وَلَوْلَا أَن َيكُونَ النّا ُ
ج َعلَ ْيهَا
ج َعلْنَا ِلمَن َي ْك ُفرُ بِال ّر ْحمَ ِن لِبُيُوِتهِمْ ُسقُفا مّن فَضّ ٍة وَ َمعَارِ َ
وَاحِدَةً َل َ
َي ْظ َهرُونَ(
كما ورد ف سورة الزخرف الية َ ( 34ولِبُيُوِت ِهمْ َأْبوَابا وَ ُسرُرا َعلَ ْيهَا
يَتّ ِكؤُونَ ).
و كذلك ف سورة يوسف الية َ ( 31فلَمّا سَ ِمعَتْ بِمَ ْك ِرهِنّ َأرْ َس َلتْ
ِإلَ ْيهِنّ َوأَعَْت َدتْ َلهُنّ مُتّ َكًأ وَآَتتْ ُك ّل وَا ِحدَ ٍة مّ ْنهُنّ سِكّينا َوقَاَلتِ
ا ْخرُجْ َعلَ ْيهِ ّن َفلَمّا َرأَيَْنهُ أَكَْبرَْن ُه َوقَ ّطعْنَ َأْيدَِيهُ ّن َو ُقلْنَ حَاشَ ِل ّلهِ مَا
هَـذَا بَشَرا إِ ْن هَـذَا ِإلّ َم َلكٌ َكرِيٌ(
وسورة النحل كذلك ف قوله ( َ .....ومِ ْن َأصْوَا ِفهَا وََأوْبَارِهَا وََأشْعَا ِرهَا أَثَاثا
َومَتَاعا إِلَى حِيٍ )الية] .[ 80
فمن خلل حصر الفعال أو الوظائف الت تري داخل البيت فإننا نتصور
:الشكل الكان كالتال
82
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
غي أن هذا التصور الكان بسب الوظائف خاضع إل مبدأ (الرمة) والذي
.نده يتدرج من اكب مكان وهو القرية إل البيت وال داخل البيت كذلك
ولذا كان لزاما أن يكون للبيت واجهة رئيسية با الباب ,وله الواجهة اللفية
كذلك و هي الظهر ,حت يكون التمثيل أو السقاط الفيزيائي مطابقا تاما
.للسلوك داخل اليز أو الكان
أضف إل هاته الرمة الارجية هناك حرمة داخلية مؤسسة لبدأ التوزيع
الكان للوظائف داخل البيت ,حيث ند ف قوله عز وجل ف سورة النور الية
( 99, 98يَا َأّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا لِيَسَْت ْأذِن ُك ُم اّلذِي َن َملَ َكتْ أَيْمَانُ ُكمْ وَاّلذِينَ
ج ِر وَحِيَ
صلَاةِ اْلفَ ْ
ح ُل َم مِن ُكمْ َثلَاثَ َمرّاتٍ مِن قَبْلِ َ
َلمْ يَ ْب ُلغُوا الْ ُ
صلَاةِ اْلعِشَاء َثلَاثُ َع ْورَاتٍ لّ ُكمْ
ي ِة َومِن َب ْعدِ َ
ضعُونَ ثِيَابَكُم مّنَ ال ّظهِ َ
َت َ
لَ ْيسَ َعلَيْ ُك ْم وَلَا َعلَ ْي ِهمْ جُنَاحٌ َب ْع َدهُنّ َطوّافُونَ َعلَيْكُم َبعْضُ ُكمْ َعلَى
83
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
فهذا الستئذان الشار إليه ف هاتي اليتي هو تثبيت لبدأ الرمة الداخلية ,
حيث انتقل ال وفقه من التوزيع الكان للبيت وفق هذا البدأ إل السلوك
.داخل الكان مددا بعنصر الزمن حفاظا لذه البدأ وتزكيته
فمن خلل ما تقدم نستطيع أن ندد أن أماكن الضيافة والكل تكون أول
الماكن توضعا ف البيت قرب الدخل ,أما أماكن الدخار والراحة فتكون
.أبعدها
وهكذا فان توزيع الماكن والوظائف ل يتم داخل البيت بطريقة عشوائية,
وإنا امتثال لبدأ حرمة الكان درجة درجة ,وهذا تقيق للمقصد العام للبيت
.أل وهو السكون بفهومه الواسع
84
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
الفصل الثان
فـصـل العـمـارة
85
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ك أَنتَ
(وَِإ ْذ َيرْفَ ُع إِْبرَاهِيمُ الْ َقوَاعِدَ مِنَ الْبَ ْيتِ وَِإ ْسمَاعِيلُ رَبّنَا َتقَّبلْ مِنّا إِّن َ
سمِيعُ اْل َعلِيمُ( البقرة الية []127
ال ّ
86
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ه.خـــصـائـص الــبـنـاء
-وَِإذْ َيرْ َف ُع إِْبرَاهِيمُ اْلقَوَاعِدَ مِنَ اْلبَيْتِ وَِإ ْسمَاعِيلُ رَبّنَا تَ َقّبلْ مِنّا إِّنكَ أَنتَ
سمِيعُ الْ َعلِيمُ( البقرة الية []127
ال ّ
ض تَّتخِذُو َن مِن
-وَا ْذ ُكرُواْ ِإ ْذ جَ َع َلكُ ْم ُخلَفَاء مِن َبعْدِ عَادٍ وَبَوَّأكُمْ فِي الَ ْر ِ
ُسهُوِلهَا قُصُورا وَتَ ْنحِتُونَ اْلجِبَا َل بُيُوتا فَا ْذ ُكرُواْ آلء اللّهِ َو َل تَ ْعثَوْا فِي الَ ْرضِ
مُفْسِدِينَ( العراف الية []74
87
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ق ا َل ْرضِ َو َمغَارَِبهَا
ضعَفُو َن مَشَارِ َ
-وََأ ْورَثْنَا اْل َق ْومَ اّلذِينَ كَانُواْ يُسَْت ْ
الّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَ ّمتْ َكلِ َمتُ رَّبكَ الْحُسْنَى َعلَى َبنِي إِ ْسرَائِيلَ ِبمَا
صََبرُوْا َو َدمّرْنَا مَا كَا َن َيصْنَعُ ِفرْ َعوْ ُن َو َقوْ ُمهُ َومَا كَانُواْ َي ْعرِشُونَ
العراف الية] [ 137
ت ِإذْ
حرِ ِإ ْذ يَعْدُونَ فِي السّبْ ِ
ضرَةَ الَْب ْ
-وَاسْأَْلهُمْ عَنِ الْ َقرَْيةِ الّتِي كَانَتْ حَا ِ
سبِتُو َن َل تَأْتِيهِ ْم كَذَِلكَ نَ ْبلُوهُم ِبمَا
تَأْتِيهِمْ حِيتَاُنهُ ْم يَوْ َم سَبِْتهِ ْم ُشرّعا َويَوْ َم لَ يَ ْ
سقُونَ ( العراف الية[ ]163
كَانُوا َيفْ ُ
.
88
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
-فَان َط َلقَا َحتّى ِإذَا أَتَيَا َأهْ َل َقرَْيةٍ اسْتَ ْطعَمَا َأ ْه َلهَا فَأََبوْا أَن
ُيضَيّفُوهُمَا َفوَ َجدَا فِيهَا ِجدَارا ُيرِيدُ أَنْ يَنقَضّ َفَأقَا َمهُ قَالَ َلوْ
خ ْذتَ َعلَ ْيهِ أَجْرا الكهف الية] [ 77
شِ ْئتَ لَاتّ َ
-آتُونِي زَُبرَ اْلحَدِي ِد حَتّى ِإذَا سَاوَى بَيْ َن الصّدَفَيْ ِن قَالَ ان ُفخُوا حَتّى ِإذَا جَ َع َلهُ
نَارا قَا َل آتُونِي أُ ْف ِرغْ َعلَ ْيهِ ِقطْرا( الكهف الية] [96
-فَحَ َملَ ْت ُه فَانتََب َذتْ ِبهِ مَكَانا قَصِيّا )مري الية ][ 22
89
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
س ُأمّةً وَاحِدَ ًة َلجَ َعلْنَا ِلمَن َيكْ ُف ُر بِال ّر ْحمَنِ لِبُيُوِتهِ ْم سُقُفا
-وَلَوْلَا أَن َيكُونَ النّا ُ
مّن فَضّةٍ وَ َمعَا ِرجَ َعلَ ْيهَا َي ْظ َهرُونَ( الزخرف الية []33
.2عــنــاصـر الــبـنـاء
التمعن ف بعض أي القرآن يد أن ظللا تتفيأ على عناصر عدة ف مال البناء
:وهي كما يلي
90
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وهي احدى العناصر وأولها ف عملية البناء ,والت نستخرجها من سرد هاته
اليات حيث يقول سبحانه وتعال ( :وَا ْذ ُكرُوْا ِإذْ َج َع َلكُمْ ُخلَفَاء مِن بَعْ ِد عَادٍ
وَبَوَّأكُمْ فِي الَ ْرضِ َتّتخِذُونَ مِن ُسهُوِلهَا قُصُورا َوتَ ْنحِتُونَ اْلجِبَا َل بُيُوتا
فَا ْذكُرُوْا آلء ال ّلهِ َو َل تَعَْثوْا فِي الَ ْرضِ مُفْسِدِينَ( العراف الية []74
فهم إذن يتارون السهول لبناء القصور ويتارون البال لبناء البيوت ,فعملية
الختيار هاته ف حد ذاتا تشي إل مقدرة القوم على تديد الراضي وطبيعة
.البناء الراد إنازه
:التــجـــاه 2 .
ف القيقة انه هناك اتاهي وليس أربع ,فهناك الشرق والغرب ,ول يوجد ما
يسمى بالشمال و النوب ,لن التاه الثابت يكون بالنسبة لكوكب
.الشمس
.فهي تشرق وتغرب ,وليس لا موقع آخر بسب حركة الرض
91
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
إِ ْسرَائِي َل بِمَا صََبرُوْا َو َد ّمرْنَا مَا كَانَ َيصْنَعُ ِفرْ َعوْ ُن َو َقوْ ُمهُ َومَا كَانُواْ
َي ْعرِشُونَ( العراف الية] [ 137
ويقول كذلك جل وعل ف سورة مري ( وَا ْذ ُكرْ فِي اْلكِتَابِ َمرْيَ َم ِإذِ انتَبَ َذتْ
مِ ْن َأ ْه ِلهَا َمكَانا َشرْقِيّا ( مري الية] [16
غي انه يكن استعمال يي الشيء أو شاله ليضاح الكان ,حيث يكون
سبَإٍ فِي
التعبي خاصا بالزء ,و ليس الكل لقوله عز وجل (َلقَ ْد كَانَ لِ َ
سكَِنهِمْ آَيةٌ جَنّتَانِ عَن َيمِيٍ َو ِشمَالٍ ُكلُوا مِن رّ ْزقِ رَّبكُمْ وَا ْش ُكرُوا َل ُه َبلْدَةٌ
مَ ْ
ب غَفُورٌ( سبأ الية [ 15
طَيَّبةٌ وَ َر ّ
وهذا التحديد للتاه يدخل النسان ضمنيا كعنصر يشغل هذا البناء الذي
شيده هو ,أي من صنع يده ,ولذا قولنا اليمي والشمال فهو تديد بالنسبة
للنسان ذاته ,وأما التاه العب عنه بالنسبة للكون حيث أن النسان موجود
فيه بقدرة ال سبحانه وليس باختيار النسان أو من صنعه فجاء التعبي خاليا
.من أي تلميح لوجود النسان أصل ف كلمت الشرق والغرب
92
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ويكن تديد التاه بالنسبة للبنايات الميزة كما كان ذلك ف تديد القبلة
ك فِي السّمَاء
حيث ذكر ال ف القرآن الكري قوله ( َقدْ َنرَى َت َقّلبَ وَ ْج ِه َ
ث مَا
حرَا ِم وَحَ ْي ُ
ج ِد الْ َ
ك قِ ْبلَةً َترْضَاهَا َفوَلّ وَ ْج َهكَ شَ ْطرَ الْمَسْ ِ
َفلَُنوَلّيَّن َ
كُنُت ْم َفوَلّوْا وُ ُج ِوهَ ُكمْ شَ ْطرَ ُه وَإِ ّن اّلذِي َن ُأوْتُوْا الْكِتَابَ لََي ْعلَمُونَ َأّنهُ
الْحَ ّق مِن رّّب ِه ْم َومَا ال ّلهُ ِبغَافِلٍ عَمّا َيعْ َملُونَ البقرة الية] [ 144
ح ِر ِإذْ
ضرَةَ الَْب ْ
ت حَا ِ
يقول ال سبحانه وتعال (وَاسْأَْلهُمْ عَنِ اْل َقرْيَةِ الّتِي كَانَ ْ
ت ِإ ْذ تَأْتِيهِ ْم حِيتَاُنهُ ْم يَوْ َم سَبِْتهِ ْم ُشرّعا وََيوْمَ َل يَسِْبتُو َن لَ
َيعْدُونَ فِي السّبْ ِ
ك نَ ْبلُوهُم ِبمَا كَانُوا َيفْسُقُونَ( العراف الية[ ]163
تَأْتِيهِمْ كَذَِل َ
فهنا اختار ال سبحانه وتعال نقطة التعيي للقرية البحر ,ث اتبع باقي الية عن
.نشاط القرية وهو الصطياد .فكان هناك تناسق بي نشاط الشيء الراد تعيينه
93
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وها عمليتان ضروريتان إذ أنما بثابة التخطيط ف عصرنا الال ,فإذا كان
القصد بناء سد ,كانت الكيفية جعل ردم ,كما نلمس ذلك ف الية الكرية
ك َخرْجا َعلَى أَن َتجْ َع َل بَيْنَنَا وَبَيَْنهُمْ
ج َعلُ َل َ
من سورة الكهف (َ ........ف َهلْ َن ْ
سَدّا (,الكهف الية] [ )94قَا َل مَا مَكّنّي فِيهِ رَبّي َخ ْيرٌ َفأَعِينُونِي ِب ُقوّةٍ
الكهف الية] [ . 95 أَ ْجعَلْ َبيْنَ ُك ْم وَبَيَْن ُه ْم َردْما
94
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وإذا كان الغرض بناء بيت كانت الكيفية هي النحت ,وعملية النحت هي
.التفنن ف البناء مع اخذ جيع الكونات والجزاء بدقة متناهية
وهي عملية تكون صورة الشيء الراد نته حاضرة مكتملة ف الزمن طبيعة
.وكيفية
وهي العملية الثانية ف البناء أل وهي اختيار مواد البناء وكذا التيان با ,
وطريقة صناعتها ,حيث ند ذلك ف قوله عز وجل (آتُونِي زَُبرَ اْلحَدِي ِد حَتّى
ِإذَا سَاوَى بَيْنَ الصّ َدفَيْنِ قَا َل ان ُفخُوا حَتّى ِإذَا جَ َع َلهُ نَارا قَا َل آتُونِي أُ ْف ِرغْ َعلَ ْيهِ
وقوله كذلك ف سورة القصص (وَقَالَ ِف ْرعَ ْو ُن يَا أَّيهَا اْل َملَأُ مَا َع ِلمْتُ َلكُم
صرْحا لّ َعلّي َأ ّطلِ ُع إِلَى
مّ ْن إِلَ ٍه غَ ْيرِي فَأَ ْوقِدْ لِي يَا هَامَانُ َعلَى الطّيِ فَاجْعَل لّي َ
إَِلهِ مُوسَى وَإِنّي لَأَ ُظنّهُ ِمنَ اْلكَاذِبِيَ(الية] [38
95
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
:متناولة ف القرآن الكري حيث نلمس ذلك ف ظلل بعض اليات ما يلي
أول البناء يتم بإنشاء السس ,فنجد انه من قام با على لسان القرآن النب
إبراهيم وابنه إساعيل عليهما صلوات ال وسلمه وذلك ف قوله (وَِإذْ َيرْ َفعُ
سمِيعُ الْ َعلِيم)ُ
ك أَنتَ ال ّ
إِْبرَاهِيمُ الْ َقوَاعِدَ مِنَ الَْبيْتِ وَِإ ْسمَاعِيلُ رَبّنَا َتقَّبلْ مِنّا إِّن َ
البقرة الية []127
وهاته السس هي أهم شيء يرتكز عليه البناء فإذا انارت أو دكت انار
البناء كله لقوله عز وجل(قَدْ َم َكرَ الّذِينَ مِن َق ْب ِلهِمْ فَأَتَى ال ّلهُ ُبنْيَاَنهُم مّنَ
ش ُعرُونَ)
ث لَ يَ ْ
خ ّر َعلَ ْيهِمُ السّ ْقفُ مِن فَ ْو ِقهِمْ وَأَتَاهُمُ اْلعَذَابُ مِ ْن حَيْ ُ
اْلقَوَاعِدِ َف َ
النحل الية] [ 26
وأما العمدة وهي الاملة للسقف ندها ف قوله (:ال ّلهُ اّلذِي َرفَعَ
خرَ الشّ ْمسَ
السّمَاوَاتِ ِبغَ ْيرِ عَ َمدٍ َت َروَْنهَا ُثمّ اسَْتوَى َعلَى اْل َع ْرشِ وَسَ ّ
96
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وكم كان بودنا إجراء تارب حول هاته الادة ف تشكيل السقوف فقد تكون
...هناك فوائد جة ولكن ما باليد حيلة
97
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وإنا وال لتتجلى الغرابة فعل ف تصيص السقف دون غيه من أجزاء البناء
واستعمال الفضة دون غيها من العادن الخرى ؟؟؟
ومن بي العناصر الخرى الوارد ذكرها ,ند البواب الت تسمح بالولوج أو
.الروج من مكان إل آخر
طلبا للراحة وزخرفا ,أي زينة وأبة ,وهو تصوير دقيق لميع عناصر البناء
من تقنية ف البناء إل تزيي داخلي وخارجي للبيت ,فهي عناصر متمعة
.متكاملة
ولقد استطاع ف القدي أن يوفق فيها أهل سبأ بشهادة ال عز وجل و ما
سكَِنهِمْ آَيةٌ
سبَإٍ فِي مَ ْ
أعظمها من شهادة حيث يقول سبحانه (َلقَ ْد كَانَ لِ َ
جَنّتَا ِن عَن َيمِيٍ َو ِشمَالٍ ُكلُوا مِن رّ ْزقِ رَّبكُمْ وَا ْشكُرُوا َل ُه َبلْدَةٌ طَيَّبةٌ وَ َربّ
غَفُورٌ) سبأ الية [ 15
98
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وهنا أقف لشي أن التفوق ف مال البناء والناز هي دعوة كذلك إل دين
.ال سبحانه وتعال
.كما كان البيت الزخرف آية ومعجزة ,إذا تقق للرسل آمن به الناس
99
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وحت نتمكن من تقيق التانة والصلبة ف طبيعة البناء وتقنيته ,ل يفوتنا أن
نشي أن البنيان مهما كان لبد أن يكون مرصوصا يشد بعضه بعضا ,كما
وصف به ال السلمي ف سورة الصف حيث قال (ِإ ّن اللّهَ ُيحِبّ الّذِينَ
ُيقَاِتلُونَ فِي سَبِيلِ ِه صَفّا كَأَّنهُم بُنيَانٌ ّم ْرصُوصٌ ( الصف الية[ ]4
الـــبناء4. مـــواد
يقول ال سبحانه وتعال ف سورة العراف ( :وَا ْذ ُكرُوْا ِإذْ َج َع َلكُمْ ُخلَفَاء مِن
حتُونَ اْلجِبَالَ
َبعْ ِد عَادٍ وََبوَّأكُمْ فِي ا َل ْرضِ تَّتخِذُو َن مِن ُسهُوِلهَا قُصُورا وَتَ ْن ِ
ُبيُوتا فَا ْذ ُكرُوْا آلء اللّ ِه َولَ َتعْثَوْا فِي الَ ْرضِ ُمفْسِدِينَ( العراف الية []74
100
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
و ف سورة الشعراء (وَتَ ْنحِتُونَ مِنَ اْلجِبَا ِل بُيُوتا فَارِ ِهيَ(الية [ ]149
فهو سبحانه يعرّفهم بنحت البيوت كتعبي عن قوتم ,معتبا بذلك أن عملية
.بناء البيوت ميزة المم القوية
كما استعملت كلمة النحت للدللة على أنم يبنون بطريقة فنية رائعة بيث
.أن كل جزء ف عملية البناء يأخذ حقه ف التقان والتكوين
كما اعتقد انه سبحانه وتعال قد خصص معن النحت ف سورة العراف
.بنحت البل بيوتا ,لكن العن جاء عاما ف سورة الجر ,وسورة الشعراء
وهنا أسجل بإعجاب انه رغم الضارة الت وصل إليها النسان حت ف
عصرنا هذا ,إل انه مازال يعتمد ف تشييد أبنيته على البال كمصدر تقريبا
.لل مواد البناء
101
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
فإذا ما أردنا أن ننعت هاته العملية الت نريها وعملية البناء الالية لقلنا
ببساطة أننا نقوم بعملية النحت كالوّصف الذي اتذه ال سبحانه وتعال ف
.نعت قوم صال
الــجـــارة 1.-
إن أفضل مواد البناء صلبة ومقاومة للزمن نطّلع عليها ف قوله عز وجل ف
سورة السراء َ (:وقَالُوْا أَِئذَا كُنّا عِظَاما َو ُرفَاتا َأإِنّا لَمَ ْبعُوثُونَ َخلْقا
َجدِيدا ,قُل كُونُواْ حِجَا َرةً َأوْ َحدِيدا) السراء اليتي] [50.49
بعن انه حت لو كنتم ف قوة وصلبة الجارة والديد فإنكم سوف تبعثون
فنستنتج أن هذان العنصرين من الواد يثلن مادتي بل منازع ف التشييد
والبناء .
102
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
و لعل أهل الجر توصلوا إل ذلك فقاموا بنحت البال بيوتا للحصول
على الديومة الرجوة ,ذلك لنه كما قال القرطب فان أعمارهم كانت
.طويلة وكانت البيوت تبلى قبل فنائهم
الــحــديــد 2 -
ورد ذكره ف قوله سبحانه و تعال (َلقَ ْد أَ ْر َسلْنَا ُر ُسلَنَا بِالْبَيّنَاتِ وَأَنزَْلنَا
َم َعهُمُ اْلكِتَابَ وَاْلمِيزَا َن لَِيقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ َوأَنزَلْنَا اْلحَدِيدَ فِي ِه بَ ْأسٌ شَدِيدٌ
ب ِإ ّن اللّهَ َق ِويّ َعزِيزٌ(
صرُهُ وَ ُر ُسلَ ُه بِاْلغَيْ ِ
َومَنَافِ ُع لِلنّاسِ وَلَِي ْعلَمَ اللّهُ مَن يَن ُ
الديد الية []25
فال اخبنا أن فيه باس شديد ومنافع كثية للناس ,كما اخبنا أيضا انه قد
استعمل ف العصور الغابرة من طرف ذو القرني ف عملية البناء ,كما جاء ف
:سورة الكهف قوله عز وجل
103
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ومنه ندرك أن الديد قد استعمل ف البناء منذ الزمنة الغابرة و ل يكن نتاج
.الثورة الصناعية ف أوربا
:حيث أن القرآن يصف على لسان ذو القرني الصناعة بسب الراحل التالية
ب.الساواة بي الصدفي
أو البلي ,وتعكس هنا دقة البناء بسب القاييس ,ول تكن طريقة اعتباطية
.عفوية خالية من كل تقدير وتقنية
ج-.النـــفــخ
104
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
و اعتقد أن النفخ هنا ليس لشعال النار فقط ,أو الزيادة ف ليبها لذابة
الديد ,وإنا للكسدة والتصفية حسب الطرق العصرية للتقليل من مادة
الكربون فيزداد الديد صلبة وقوة .و هذا ما أشار إليه عز وجل حينها قال
.فلم يستطيعوا له نقبا
-.8إفــراغ الـــقــطــر
وهي إضافة مادة النحاس لتقوية نوعية الليط .وهي عملية كيميائية تدل
.على دراية عالية ف مال الناز و صناعة الواد
صرْحَ َف َلمّا رَأَْت ُه حَسِبَ ْتهُ ُلجّةً َوكَشَ َفتْ عَن سَاقَ ْيهَا قَا َل إِنّهُ
(قِيلَ َلهَا ا ْد ُخلِي ال ّ
ت نَفْسِي وََأ ْس َلمْتُ مَ َع ُسلَ ْيمَا َن ِللّهِ
ب إِنّي َظ َلمْ ُ
صرْحٌ ّم َم ّردٌ مّن َقوَارِيرَ قَالَتْ َر ّ
َ
َربّ اْلعَاَلمِيَ( النمل الية] [44
105
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ولذا ظهر للكة سبأ كأنه لة فكشفت عن ساقيها وإنا نعتقد أن جع عنصرين
كالبلور والاء ينم عن تقنية عالية ف ميدان البناء ,شهدت له ملكة العمارة
( ) .بلقيس ملكة سبأ
فان كان الاء متحركا كانت التقنية ف البناء جد متطورة ,بيث أن القصر
.قد شيد على الاء
وان كان الاء راكدا فما هي التقنية الستخدمة لبسه و الحافظة على
.نقاوته ؟ خصوصا إذا علمنا أن الاء الراكد يفقد نقاوته
:الطــــيـن 4.-
106
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وذلك ف قوله عز وجل (وَقَالَ ِف ْرعَ ْو ُن يَا أَّيهَا اْل َملَأُ مَا َع ِلمْتُ َلكُم مّ ْن إِلَهٍ
صرْحا لّ َعلّي َأ ّطلِ ُع إِلَى إِلَهِ
غَ ْيرِي فَأَ ْوقِدْ لِي يَا هَامَانُ َعلَى الطّيِ فَاجْعَل لّي َ
مُوسَى وَإِنّي لَأَظُنّهُ مِنَ اْلكَاذِبِيَ( القصص الية] [38
وان اعتقد أن فرعون هنا ل يقصد فعل و ل يكن جادا ف بناء الصرح لبلوغ
السباب ,ولكن أراد من قوله أوقد ل على الطي فاجعل ل صرحا الشارة
إل عظمته ,واستعماله لواد البناء الخترعة والت يريد أن يقنع با الل أنا
.ستمكنه من بلوغ السباب
ولقد ورد ف سورة النحل نوع جديد من البنايات أو البيوت أل وهي الفيفة
.الت يكن نقلها من مكان إل آخر عند السفر أو القامة
وذلك ف قوله عز وجل (وَال ّلهُ َج َعلَ َلكُم مّن ُبيُوِتكُ ْم َسكَنا َوجَ َعلَ َلكُم مّن
ُجلُو ِد الَنْعَا ِم بُيُوتا تَسَْتخِفّوَنهَا َيوْمَ ظَ ْعِنكُمْ َويَوْ َم إِقَامَِتكُمْ وَمِ ْن َأصْوَا ِفهَا
وَأَوْبَا ِرهَا وََأشْعَا ِرهَا أَثَاثا وَ َمتَاعا إِلَى حِيٍ( النحل الية] [80
107
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وهذه الادة الستعملة ف صناعة البيوت ,وهي جلود النعام بالضافة إل مادة
.الصوف ,والوبر ,والشعر الستخدمة ف صناعة الثاث
كما ورد ف قوله سبحانه وتعال ف سورة النعام الية َ ( : 142ومِ َن الَنْعَامِ
َحمُوَلةً وَ َفرْشا ُكلُواْ ِممّا رَ َز َقكُمُ ال ّلهُ َولَ تَتِّبعُوْا ُخطُوَاتِ الشّ ْيطَانِ إِنّ ُه َلكُمْ
عَدُ ّو مّبِيٌ (.
108
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
الفصل الثالث
109
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
-وَلِكُ ّل ُأمّةٍ أَ َجلٌ َفِإذَا جَاء أَ َج ُل ُهمْ َل يَسَْتأْ ِخرُونَ سَا َعةً وَلَ
يَسَْت ْق ِدمُونَ( العراف الية] [34
د .ناية العمران
110
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
فكما للعمران البشري عوامل نشأته وتطوره ,فان له كذلك أسباب زواله
وأفوله .وما الثار الت نشاهدها ف أماكن شت من العال لمم سابقة إل
.شاهدا على ذلك
يقول ال سبحانه وتعال ف سورة هود ( :ذَِلكَ مِ ْن أَنبَاء الْ ُقرَى نَ ُقصّ ُه َعلَ ْيكَ
مِ ْنهَا قَآئِمٌ َوحَصِيدٌ ( هود الية] [ 100
وقوله كذلك ف سورة الجر (وَمَا أَ ْه َلكْنَا مِن َقرْيَ ٍة ِإلّ وََلهَا ِكتَابٌ مّ ْعلُومٌ)
الية] [ 4
فهناك القرى الت تزول ول تقوم لا قائمة أبدا ,ومنها ما تبقى أثارها شاهدة
.عليها
إذ يقول عز وجل ف سورة الج (فَ َكأَيّن مّن قَرَْيةٍ َأ ْهلَكْنَاهَا َوهِ َي ظَالِ َمةٌ
َفهِيَ خَاوَِيةٌ َعلَى ُعرُو ِشهَا وَِب ْئرٍ ّمعَ ّط َلةٍ َو َقصْ ٍر مّشِيدٍ الج الية] [ 45
111
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وهناك من القرى الت يستبدل ال فيها قوما بقوم آخرين كما جاء ف سورة
شأْنَا َب ْعدَهَا َقوْما
َتـ ظَاِل َمةً وَأَن َ
َصـمْنَا مِن َقرَْيةٍ كَان ْ
َمـ ق َ
النـبياء (وَك ْ
آ َخرِي َن النبياء الية] [11
112
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ك َأخْذُ رَّبكَ ِإذَا َأخَذَ الْ ُقرَى وَ ِهيَ ظَاِل َمةٌ ِإنّ َأخْذَ ُه أَلِي ٌم شَدِيدٌ( هود
َ -وكَذَِل َ
الية] [102
113
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
َ -وِت ْلكَ اْل ُقرَى َأ ْهلَكْنَا ُهمْ لَمّا َظلَمُوا وَ َج َعلْنَا لِ َم ْهلِ ِكهِم ّموْعِدا
الكهف الية] [ 59
-مَا آمََنتْ قَ ْب َلهُم مّن َقرَْيةٍ َأ ْهلَكْنَاهَا َأفَ ُهمْ ُي ْؤمِنُونَ ) النبياء الية
[ ]6
-فَ َكأَيّن مّن َقرَْيةٍ َأ ْهلَكْنَاهَا َوهِ َي ظَالِ َم ٌة َفهِيَ خَاوَِيةٌ َعلَى ُعرُو ِشهَا
صرٍ مّشِيد)ٍ الج الية] [ 45
وَبِ ْئ ٍر ّمعَ ّطلَ ٍة َوقَ ْ
-وَ َكأَيّن مّن َقرَْيةٍ َأ ْملَ ْيتُ َلهَا َوهِ َي ظَالِ َمةٌ ُثمّ أَ َخ ْذُتهَا َوإِلَيّ الْ َمصِيُ
الج الية] [48
114
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
َ -ومَا َأ ْهلَكْنَا مِن َقرَْيةٍ إِلّا َلهَا مُن ِذرُونَ الشعراء الية] [ 208
115
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
َ -وكَأَيّن مّن َقرَْيةٍ ِه َي َأشَدّ قُوّةً مّن َقرْيَِتكَ الّتِي َأ ْخ َرجَ ْتكَ َأ ْه َلكْنَاهُمْ َفلَا نَاصِرَ
َلهُم( ممد اليةْ[ ]13
-وَ َكأَيّن مّن َقرَْيةٍ عََتتْ عَنْ َأ ْم ِر رَّبهَا َورُ ُس ِل ِه فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابا
َشدِيدا وَ َعذّبْنَاهَا َعذَابا نّكْرا الطلق الية] [ 8
من خلل اليات السالفة الذكر نستطيع أن نصر أسباب زوال العمران
:البشري ف اختلل العلقات الثلثة التالية
116
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وكتأكيد على قولنا ,نسوق الثال الذكور ف القرآن الكري والتعلق بقوم لوط
هؤلء الذين استبدلوا فطرة ال سبحانه وتعال فأصبحوا يأتون الرجال شهوة
.من دون النساء
فما كان من متمعهم أن زال من على وجه الرض تاما .وكان ذلك سببا
كافيا لزوال عمرانم وحضارتم .
فإذا اختل هذا التوازن انتشر الفساد ,وتكنت الفات من الجتمع ,وأصبح
.الرء غي آمن على عرضه وماله ونفسه
عندئذ يتبدد احد أركان تطور العمران وهو المن والطمأنينة ,وبذلك يزول
.الجتمع ل مالة
117
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
س َأشْيَاءهُمْ َولَ
(:وَيَا قَوْ ِم أَوْفُواْ اْل ِمكْيَالَ وَاْلمِيزَانَ بِاْلقِسْطِ َو َل تَ ْبخَسُوْا النّا َ
َتعْثَوْْا فِي الَ ْرضِ ُمفْسِدِينَ( هود الية] [ 85
(وَلَمّا جَاء َأ ْمرُنَا نَجّيْنَا ُشعَيْبا وَاّلذِينَ آمَنُوْا َمعَهُ ِبرَحْ َم ٍة مّنّا وََأ َخذَتِ
حةُ َفأَصْبَحُوْا فِي دِيَا ِر ِهمْ جَاثِمِيَ هود الية] [94
اّلذِي َن َظلَمُواْ الصّ ْي َ
فعلى عكس القائلي بان الدين أفيون الشعوب ,فان الدين يعل الفرد متصل
.بربه ماول إرضائه بإتباع الوامر واجتناب النواهي
فيصبح الفرد الؤمن مراقبا لنفسه مستشعرا بذلك ربه ف تعامله مع ذاته وفق
قوله عز وجل (وَأَن ِفقُواْ فِي سَبِي ِل اللّهِ َو َل ُتلْقُوْا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى الّت ْه ُلكَةِ َوَأحْسِنُوَاْ
ِإ ّن ال ّلهَ ُيحِبّ اْل ُمحْسِنِيَ( البقرة الية] [ 195وتعامله مع غيه وفق قوله
118
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
عز وجل (ْ .....وََتعَاوَنُوْا َعلَى اْلبّ وَالتّ ْقوَى َولَ َتعَاوَنُوْا َعلَى الِثْ ِم وَالْعُ ْدوَانِ
وَاتّقُواْ اللّ َه ِإ ّن اللّ َه شَدِيدُ الْ ِعقَابِ) الائدة الية [ ]2
ولقد حاول النسان سن القواني الوضعية لتنظيم السلوك وحفظ الصال ,غي
أن هاته القواني الوضعية تبقى ناقصة لن الذات البشرية مهما اجتهدت تبقى
.قاصرة
وقد يعتقد قصارى النظر إن زوال المم راجع إل الضعف والروب وانتشار
.الوبئة والكوارث الطبيعية وغيها
وان ضمان الستمرارية موقوف على إعداد أسباب القوة ف تنظيم اليوش
وماربة المراض والوبئة ,وتطوير وسائل التنبؤ بالكوارث قبل وقوعها
ولعمري إن هاته النظرة هي نظرة مادية بتة قاصرة ف فهم حركة العمران
.البشري ويكفي أن التاريخ ل يزال يشهد على مدوديتها
119
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
يقول ال سبحانه وتعال ف سورة ممد الية َ ( :13وكَأَيّن مّن َقرْيَةٍ ِه َي َأشَدّ
قُوّةً مّن َقرْيَِتكَ الّتِي َأ ْخ َرجَ ْتكَ َأ ْه َلكْنَاهُمْ َفلَا نَاصِ َر َلهُم(
.اذن فان اختلل العلقة بي الناس وخالقهم سببا كذلك لزوال العمران
ولنا ف قوم نوح عبة ,إذ دعاهم عليه السلم سرا وجهرا لعبادة ال الواحد
الحد لكنهم فضلوا الغي على الدى مدة زمنية طويلة فما كان ليغنيهم
.كفرهم عن عذاب ال ,فحقت كلمته فكانوا من الغابرين
وكذلك قوم هود وقوم صال كفروا بربم فكان الزوال والعذاب نتيجة
.لختلل علقتهم بالقهم
ادن فان زوال العمران مصي حتمي للبشرية اذا ما انتفى للنسان ف حركته
.أسباب وغايات وجوده
(َأَلمْ َي َروْاْ َكمْ َأ ْهلَكْنَا مِن قَ ْب ِلهِم مّن َقرْنٍ مّكّنّا ُه ْم فِي ا َل ْرضِ مَا َلمْ
جرِي مِن
نُمَكّن لّ ُكمْ َوَأرْ َسلْنَا السّمَاء َعلَ ْيهِم ّم ْدرَارا وَ َج َعلْنَا ا َلْنهَارَ تَ ْ
شأْنَا مِن َب ْع ِد ِهمْ َقرْنا آ َخرِينَ النعام
تَحِْت ِه ْم َفَأ ْهلَكْنَاهُم ِب ُذنُوِب ِهمْ َوأَنْ َ
الية] [6
120
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وقال كذلك ف سورة الروم َ (:أوََلمْ يَسِيُوا فِي اْلَأ ْرضِ فَيَن ُظرُوا كَ ْيفَ
كَانَ عَاقِبَةُ اّلذِي َن مِن قَ ْب ِل ِهمْ كَانُوا َأ َشدّ مِ ْن ُه ْم ُقوّةً َوأَثَارُوا اْلَأ ْرضَ
ت فَمَا كَانَ ال ّلهُ
وَعَ َمرُوهَا أَكَْثرَ مِمّا عَ َمرُوهَا وَجَاءْت ُه ْم رُ ُس ُلهُم بِالْبَيّنَا ِ
لِيَ ْظلِ َم ُه ْم وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَ ُهمْ يَ ْظلِمُونَ( الروم الية] [9
:فصل الرابع
121
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
122
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
123
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
- 1الوظائف
-2الهن
- 3العاملت
– 4الرائم
1- :الـوظـائـف
هي الطار النظم للسلوك البشري أين يتم تديد علقة الاكم بالحكوم ,
:وعلقة الفراد بي بعضهم البعض وهي كالتال
:ا .الـكـم
أو اللك أو السلطة ,و نقصد بوظيفة الكم الدور الذي يلعبه اللك ف
الحافظة على البنية الجتماعية للفراد وفق الصائص والشروط الهيكلة
.لذلك الجتماع وتطوره
ولقد ورد ف القرآن الكري قوله عز وجل ( وقال اللك إن أرى سبع بقرات
سان يأكلهن سبع عجاف ,وسبع سنبلت خضر و أخر يابسات يأيها الل
أفتون ف رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبون ) سورة يوسف الية .43
124
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وقوله كذلك ف سورة النمل الية ( 34قَالَتْ ِإنّ اْل ُملُوكَ ِإذَا َد َخلُوا َقرْيَةً
ك يَ ْف َعلُونَ) .
أَفْسَدُوهَا َوجَ َعلُوا َأ ِعزّ َة أَ ْه ِلهَا َأذِلّةً َوكَذَِل َ
ولقد أعان اللك ف تأدية وظيفة الكم وزراء و أمناء كما أشار إل ذلك
صرْحا
القرآن الكري ف سورة غافر الية ( 36وَقَالَ ِف ْرعَ ْو ُن يَا هَامَانُ ابْ ِن لِي َ
لّ َعلّي أَْبلُغُ الَْأسْبَابَ( .
وكذلك ف سورة يوسف قوله عز وجل (قَالَ ا ْج َعلْنِي َعلَى َخزَآئِنِ ا َل ْرضِ
[ علِيمٌ يوسف الية ]55
َ ِإنّي َحفِيظٌ
و لقد تلل مارسة الكم ف بعض الجتمعات مبدأ الشورى ,و تبادل
الدايا و هو لوء بتعبي العصر للقنوات الدبلوماسية ف حل القضايا
فجاء ذلك ف القرآن الكري على لسان ملكة سبأ قوله جل وعل (قَاَلتْ يَا
ش َهدُونِ( النمل
أَّيهَا ا َل َلأُ َأفْتُونِي فِي َأ ْمرِي مَا كُنتُ قَا ِطعَةً َأمْرا حَتّى تَ ْ
الية] [32
وقوله كذلك (وَإِنّي ُم ْر ِسلَةٌ إِلَ ْيهِم ِبهَدِيّةٍ فَنَا ِظرَةٌ بِ َم َي ْرجِعُ اْل ُم ْر َسلُونَ ( النمل
الية[ ]35
125
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ب.الـــقــضاء
ولقد ذكر القضاء ف سورة طه على لسان سحرة فرعون (قَالُوا لَن ّنؤِْثرَكَ
َعلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيّنَاتِ وَاّلذِي فَ َطرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنّمَا
حيَاةَ الدّنْيَا طه الية [ ]72
َت ْقضِي َه ِذهِ الْ َ
كما أنشئت السجون كمراكز للتعزير والعقاب ,فقال سبحانه وتعال ( َودَخَلَ
صرُ خَمْرا َوقَالَ ال َخرُ
مَ َعهُ السّجْ َن فَتَيَا َن قَالَ أَ َح ُدهُمَا إِنّي َأرَانِي أَ ْع ِ
ق رَأْسِي ُخبْزا َتأْكُ ُل الطّ ْي ُر مِ ْنهُ نَبّئْنَا ِبَت ْأوِي ِلهِ إِنّا
ِإنّي َأرَانِي أَحْمِ ُل َفوْ َ
[]36 َنرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِيَ ( يوسف الية
126
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وهي بناء البيوت والقصور و إعمار القرى ,وتشييد الصون والقلع وخفر
البار .وهو يشكل الطار الفيزيائي ,وأول الدلئل على تضر الجتماع
.البشري
فلقد ورد ف كتاب ال قوله (وَا ْذ ُكرُواْ ِإ ْذ جَ َع َلكُ ْم ُخلَفَاء مِن َبعْدِ عَادٍ وَبَوَّأكُمْ
ض تَّتخِذُونَ مِن ُسهُوِلهَا قُصُورا وَتَ ْنحِتُونَ اْلجِبَالَ بُيُوتا فَا ْذ ُكرُوْا آلء
فِي الَ ْر ِ
ال ّلهِ َولَ تَعَْثوْا فِي ا َل ْرضِ مُفْسِدِينَ( العراف الية []74
وقوله أيضا ( فَ َكأَيّن مّن َقرَْيةٍ َأ ْهلَكْنَاهَا َوهِ َي ظَالِ َم ٌة َفهِيَ خَاوَِيةٌ َعلَى
صرٍ مّشِيدٍ الج الية] [ 45
ُعرُو ِشهَا وَبِ ْئ ٍر مّعَ ّط َلةٍ َو َق ْ
د .الــترفــيه
هو الترويح والحتفال ,وهو سلوك اجتماعي عرفته البشرية مند القدم .ويعتر
.احد خصائص السلوك التحضر للجتماع البشري
127
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
:وأيضا
(-أَئِنّ ُكمْ َلَتأْتُونَ الرّجَا َل َوَتقْطَعُونَ السّبِي َل وََت ْأتُونَ فِي نَادِي ُكمُ الْمُن َكرَ
ت مِنَ
ب َق ْومِهِ إِلّا أَن قَالُوا اْئتِنَا ِب َعذَابِ ال ّلهِ إِن كُن َ
فَمَا كَانَ َجوَا َ
الصّا ِدقِيَ العنكبوت الية] [29
ولقد عوض السلم الناس عن أيام احتفالتم بيوم عيد الفطر وعيد الضحى
وجاء قوله سبحانه وتعال ف سورة المعة (وَِإذَا رََأوْا تِجَارَ ًة َأوْ َلهْوا
128
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ان َفضّوا ِإلَ ْيهَا َوَترَكُو َك قَائِما قُ ْل مَا عِندَ ال ّلهِ خَ ْي ٌر مّنَ ال ّل ْهوِ َومِنَ
التّجَارَ ِة وَال ّلهُ خَ ْي ُر الرّا ِزقِيَ المعة الية] [11
الشيء الذي يدل على وجود اللهو كسلوك اجتماعي ,نى ال عنه إذا كان
يصد عن عبادة ال ف قوله (وَِإذَا تُ ْتلَى َعلَ ْي ِهمْ آيَاُتنَا بَيّنَاتٍ قَالَ اّلذِينَ
ي اْل َفرِيقَيْنِ َخ ْيرٌ ّمقَاما وَأَحْسَنُ َندِيّا مري الية [
َك َفرُوا ِل ّلذِينَ آمَنُوا أَ ّ
]73
الـمـهــــن 2.
ا -التــجــارة
129
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
:ولقد ورد ذكر هاته الهنة ف آيات عدة نذكر منها اليات التالية
(وَِإذَا رََأوْا تِجَارَ ًة َأوْ َلهْوا ان َفضّوا إِلَ ْيهَا وََترَكُو َك قَائِما قُ ْل مَا عِندَ
ال ّلهِ خَ ْي ٌر مّنَ ال ّل ْه ِو َومِنَ التّجَارَ ِة وَال ّلهُ خَ ْي ُر الرّا ِزقِيَ( المعة
الية] [11
ولقد أدى ازدهار التجارة إل تطور الواصلت والطرق ,ول تقتصر ف ذلك
فقط على حركة الموال و البضائع ,بل شكلت كذلك قناة من قنوات
.التصال والحتكاك بي الجتمعات اجتماعيا وثقافيا ,واقتصاديا
130
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
قال ال سبحانه وتعال ( وبئر معطلة وقصر مشيد ) .وقوله كذلك ف سورة
صرْحا لّ َعلّي أَْبلُغُ الَْأسْبَابَ( .
غافر الية ( :36وَقَالَ ِف ْرعَ ْونُ يَا هَامَانُ ابْ ِن لِي َ
لقد كان الناس يقومون بفر البار من اجل الصول على الاء الشروب ,إذ
أن توفر الاء كان ومازال احد العوامل الساعدة على الستقرار والتمركز,
.ومن ت الجتماع البشري
فوجود الاء كان يشجع النسان على عملية البناء ,أي بناء الساكن
.والقصور والصون والعابد إل غيها
.وتعتب مهنة البناء من أقدم الهن,حيث كان يتقاضى البناء على عمله أجرا
فلقد ورد ف القرآن الكري ف سورة الكهف ( :فَان َط َلقَا َحتّى ِإذَا أَتَيَا َأهْلَ
َقرَْيةٍ ا ْستَ ْطعَمَا َأ ْه َلهَا َفأََبوْا أَن ُيضَّيفُوهُمَا َفوَ َجدَا فِيهَا ِجدَارا ُيرِيدُ أَنْ
خ ْذتَ َعلَ ْيهِ أَجْرا الكهف الية] [77
ض َفأَقَامَ ُه قَالَ َلوْ شِ ْئتَ لَاتّ َ
يَنقَ ّ
131
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
كما عرف من خلل مهنة البناء صناعة مواد البناء كالجر والجارة والديد
وغيها ,وقد أوردنا فصل كامل حول خصائص البناء وصناعة الواد بسب
.ما ورد ف ظلل آيات القرآن
وهي مهنة قدية حيث اعتمد النسان على البحر ف ضمان عيشه ,فصنع
الشراع والسفن ,وما لبث أن استخدمها كذلك ف النقل البحري والتاجرة
.عب البحار ,ومن ت التصال بالجتمعات والضارات البعيدة
132
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
:د .الــبـريــد
وهي مهنة نقل الخبار والرسائل وتبليغها ,وقد استعملت الطيور ف القدي
للقيام باته الهمة كالغراب ف عهد سيدنا سليمان ,كما استعمل الرسل
.لذلك
فقد ورد ف القرآن قوله سبحانه وتعال (:ا ْذهَب بّ ِكتَابِي َهذَا َفأَْلقِهْ ِإلَ ْي ِهمْ
النمل الية] [28 ُثمّ َتوَلّ عَ ْن ُه ْم فَان ُظ ْر مَاذَا َيرْ ِجعُو َن
ه .الســقــايــة
ُمـ
وهـي القيام بالسـقي والرواء بالاء أو بالمـر فقال جـل وعل ( :أَ َج َعلْت ْ
حرَا مِ كَمَ نْ آمَ نَ بِاللّ هِ وَالَْيوْ مِ ال ِخرِ
جدِ اْل َ
ِسقَاَيةَ اْلحَاجّ وَعِمَارَ َة الْمَ سْ ِ
133
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وَجَا َهدَ فِي سَـبِي ِل اللّهِـ لَ يَس ْـَتوُونَ عِندَ اللّه ِـ وَاللّه ُـ َل َي ْهدِي اْل َقوْمَـ
التوبة الية] [19 الظّالِمِيَ
:وقوله كذلك
:وقال أيضا
ولقد كان السقاة يلبون الاء الشروب من البار والوديان ويطوفون على
.العمائر والبيوت فيزودونم به لقاء اجر معي
و .الــصنــاعات
134
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
إن الجتمعات الت تناولتها بالذكر آيات القرآن الكري قد عرفت أنواع
:عديدة من الصناعات هي كالتال
وذلك ف قوله سبحانه وتعال (وَقَالَ ِف ْرعَ ْو ُن يَا أَّيهَا اْل َملَأُ مَا َع ِلمْتُ َلكُم مّنْ
صرْحا لّ َعلّي أَ ّطلِ ُع إِلَى إَِلهِ
إَِل ٍه غَ ْيرِي فََأوْقِ ْد لِي يَا هَامَا ُن َعلَى الطّيِ فَا ْجعَل لّي َ
مُوسَى وَإِنّي لَأَظُنّهُ مِنَ اْلكَاذِبِيَ( القصص الية[ ]38
حيث تشي هاته الية إل صناعة مواد البناء ,و هي الطي الت تسخن ف
الفران لتكتسب الصائص اللزمة لذلك ,بالضافة إل مواد أخرى كالديد
.والنحاس والجارة والقوارير أو البلور .....ال
حيث ورد قوله سبحانه وتعال ف سورة النحل (وَال ّلهُ َج َعلَ َلكُم مّن ُبيُوِتكُمْ
َسكَنا َوجَ َع َل َلكُم مّن ُجلُو ِد الَنْعَا ِم بُيُوتا َتسَْتخِفّوَنهَا يَوْ َم ظَعِْنكُمْ وََيوْمَ
ِإقَامَِتكُمْ َومِ ْن َأصْوَا ِفهَا وََأوْبَارِهَا وََأ ْشعَارِهَا أَثَاثا َومَتَاعا إِلَى حِيٍ( النحل
الية] [80
.لتزيي البيوت
135
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وأول من قام باته الصناعة هو نوح عليه السلم ,كما ورد ذكر ذلك ف
خرُواْ
كتاب ال قوله ( َوَيصْنَعُ اْل ُف ْلكَ وَ ُكلّمَا َمرّ َعلَ ْي ِه مَلٌ مّن َقوْ ِمهِ َس ِ
خرُونَ هود
خرُ مِن ُكمْ كَمَا تَسْ َ
خرُوْا مِنّا َفإِنّا نَسْ َ
مِ ْنهُ قَالَ إِن تَسْ َ
الية] [ 38
فبعد ما كانت السفينة وسيلة ناة من الغرق أصبح استعمالا بعد ذلك ف
الواصلت فجاء ذلك ف قوله ( :فَان َطلَقَا حَتّى ِإذَا َركِبَا فِي السّفِيَن ِة َخرَ َقهَا قَالَ
ت شَيْئا إِمْرا ( الكهف الية] [ 71
ق أَ ْه َلهَا َلقَ ْد جِئْ َ
َأ َخرَقَْتهَا ِلتُ ْغ ِر َ
136
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وهي ما كان لداود عليه السلم من فضل ف صناعة الدروع ,كما ورد ذلك
ف سورة سبأ قوله سبحانه وتعال ( :وََل َقدْ آتَ ْينَا دَاوُودَ مِنّا فَضْلً يَا جِبَالُ
حدِيدَ( سبأ الية] [ 10
َأوّبِي َم َعهُ وَالطّ ْي َر وََألَنّا َلهُ الْ َ
وقال كذلك ف سورة النحل (:وَال ّلهُ َجعَ َل لَكُم مّمّا َخلَ َق ظِلَ ًل وَ َجعَلَ
ح ّر وَ َسرَابِيلَ
جبَالِ أَكْنَانا وَ َجعَلَ لَ ُكمْ َسرَابِي َل َتقِي ُكمُ الْ َ
لَكُم مّنَ الْ ِ
سلِمُونَ( النحل الية
َتقِيكُم َبأْسَ ُكمْ َكذَِلكَ يُِتمّ ِنعْمََتهُ َعلَيْ ُكمْ َل َعلّ ُكمْ تُ ْ
[]81
وهنا لنا أن نشي أن ال سبحانه وتعال قال بأنه جعل السرابيل أو الدروع الت
تقينا ف الرب أو البأس لكنه ل يذكر بتاتا انه جعل لنا السيوف والرماح
.والنبال وغيها
ما يدل أن السلم ليس قاطع طريق ,وليس جبارا ف الرض وإنا مدافعا على
:دينه وعرضه وماله .ولذا جاء قوله سبحانه وتعال ف سورة النفال
(وََأعِدّوْا َلهُم مّا اسَْت َطعْتُم مّن قُوّةٍ َومِن رّبَاطِ اْلخَ ْيلِ ُترْهِبُو َن ِبهِ عَدْ ّو ال ّلهِ
َوعَدُ ّوكُمْ وَآ َخرِينَ مِن دُوِنهِ ْم لَ َت ْع َلمُوَنهُ ُم اللّ ُه يَ ْع َل ُمهُمْ وَمَا تُن ِفقُواْ مِن َشيْءٍ فِي
ف إَِل ْيكُمْ َوأَنتُ ْم لَ ُت ْظ َلمُون)َ النفال الية [ ]60
سَبِيلِ اللّ ِه يُوَ ّ
137
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
فلقد ورد ف كتاب ال قوله جل وعل (وَاّتخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِ ِه مِنْ
جلً جَسَدا لّهُ ُخوَا ٌر أَلَ ْم َيرَوْْا أَنّهُ َل ُي َك ّل ُمهُمْ َو َل َيهْدِيهِمْ سَبِيلً
ُحلِّيهِ ْم ِع ْ
اّتخَذُوهُ َوكَانُواْ ظَاِلمِيَ) العراف الية []148
ت مّن
كما كان لم معرفة بالزخرفة ,فقد ورد كتاب ال (َأوْ يَكُونَ َلكَ بَ ْي ٌ
زُ ْخ ُرفٍ َأوْ َت ْرقَى فِي السّمَاء َولَن ّن ْؤمِنَ ِل ُرقِيّكَ حَتّى ُتَنزّلَ َع َليْنَا كِتَابا
ّنقْ َرؤُ ُه قُلْ سُبْحَا َن َربّي هَلْ كُنتُ إَلّ بَشَرا رّسُولً السراء الية][ 93
ك -السـحـر
لقد كان السحر مهنة طب مشوبة باعتقادات لهوتية ميتافيزيقية ,يدرك العامة
وجودها وأهيتها لكنهم يهلون الكثي عن ماهيتها وكنهها ,ول يدون تفسيا
.لكثي من جوانبها
138
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ولقد عرفت ازدهارا ف عهد موسى عليه السلم الذي عزى العلماء طبيعة
.معجزاته عليه السلم على أنا من جنس الزدهار السائد إبان تلك القبة
حرَةُ ِف ْرعَ ْونَ قَالْوْا ِإ ّن لَنَا َلجْرا إِن كُنّا َنحْنُ الْغَالِِبيَ) العراف
سَ( َوجَاء ال ّ
الية [ ]113
ر -الــزراعـة
قال ال سبحانه وتعال ف سورة الواقعة (أَأَنتُ ْم َتزْ َرعُونَ ُه أَ ْم َنحْ ُن الزّا ِرعُون)َ
الية] .[64
فالزراعة مهنة استخدمت دائما وأبدا كفاصل بي الريف والدينة ,ذلك كونا
تتاج إل الراضي الصبة الترامية الطراف بعيدة عن تعقيدات الدينة
.وتداخل الهن با
139
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وهي هزة الوصل بالنسبة للحضري والريفي حيث يتم التبادل بينهما ف سوق
الدينة ,أين يعرض الول الواد الاهزة للستهلك و يقدم الثان الزروعات
...ومواد الام كالزيوت والصواف والخشاب وغيها
ونظرا لوجود مهنة الزراعة ضمن الطار الفيزيائي والجتماعي لكثي من الدن
القدية ,فقد ذهب الباحثون إل تصنيفها مدن زراعية أو ما عرف بالدينة
الزراعية ,حيث يعتبونا إحدى مراحل تطور الدينة إل غاية بلوغ الرحلة
النهائية الت يصبح فيها الفاصل بي فضاء الدينة وفضاء الريف أوضح.
فيصبح الول أكثر تعقيدا ,ويبقى الثان ف بساطته ,أو بتعبي آخر فان
التغيات الت تدث داخل الول تكون جد متسارعة ,نظرا لتداخل وتنافر
عوامل عدة اجتماعية و اقتصادية وكذا فيزيولوجية ,ف حي تكون وتية
.التغي بالنسبة للثان جد متباطئة ,إن ل تكن منعدمة ف كثي من الحيان
140
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
لذا نرى أن الدول أصبحت تضع ضمن أولوياتا هاته المراض البيئية بل
.تعدت ذلك إل تشكيل وزارات وأحزاب لياد اللول لا
فنرى على سبيل الثال كيف أصبح يول أهية كبى للمساحات الضراء
و كيف يسعى الكل إل ترحيل الراكز الصناعية إل أطراف العمائر ث عزلا
.بعد ذلك بفضاءات نباتية لتفادي أضرارها
لدى فان إدماج مهنة الزراعة ضمن الحيط الضري ,أضحت ضرورة
لتدارك بناء فضاء حضري سليم يساهم بشكل فعال ف ربط النسان
مرة أخرى بالرض أي بيئته ,و ل يكفي الهتمام بذلك على الستويات
الوزارية ما ل يكن هناك جدية ف عمل جواري علمي ,يصبح النسان
الضري ,الصنع والثقف ,واليكانيكي ,والبناء ,والطبيب مارس للزراعة
.وجزء ل يتجزأ من كيانه وثقافته ,وهواياته
ولقد أقرن ال ف إعجابه بعمران أهل سبأ بي الساكن و النان فقال :
141
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
سكَِنهِمْ آَيةٌ جَنّتَانِ عَن َيمِيٍ َو ِشمَالٍ ُكلُوا مِن رّ ْزقِ رَّبكُمْ
سبَإٍ فِي مَ ْ
(َلقَ ْد كَانَ لِ َ
ب غَفُورٌ( سبأ الية] [ 15
وَا ْشكُرُوا َل ُه َبلْدَةٌ طَيَّبةٌ وَ َر ّ
أضف إل ذلك نده جل وعل ف كثي من موضع يدعو أهل العلم إل التفكر
والتدبر ف آيات أشارت إل الزرع والثمار وفضله ف ذلك علىالنسان,
99 ) :فقال ف سورة ( النعام الية
3. الــعـامـلت
ا - .الزواج
142
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
فحركة هاته السرة وتفاعلتا وعلقاتا بغيها من السر على جيع الصعدة
.والجالت هي أساس الجتماع البشري بفهومه الواسع
فلقد ورد ف كتاب الول َ ( :ومِنْ آيَاِتهِ أَنْ َخلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِ ُكمْ
َأ ْزوَاجا لّتَسْكُنُوا إِلَ ْيهَا وَ َجعَلَ بَيْنَكُم ّم َودّ ًة َورَحْ َمةً ِإنّ فِي ذَِلكَ لَآيَاتٍ
ّل َق ْومٍ يََتفَ ّكرُونَ( الروم الية] [ 21
,أول العاملت الدالة على مفهوم القرية ,وهي الطعام أو ما يعرف بالقري
.بالضافة إل ذلك فإنا سلوك اجتماعي مض
وهي التربة الصبة الت نبتت بي جوانبها بذرة التحضر وهي احدى واجهات
.الشاركة للفرد داخل مدينته
143
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
و قوله كذلك ف سورة النسان الية ( : 08وَيُ ْطعِمُونَ ال ّطعَامَ َعلَى حُّبهِ
مِسْكِينا َويَتِيما وَأَسِيا( .
ج -.الــبــيـع والشراء
فل قد ورد ف قوله سبحانه وتعال ف سورة يو سف (وَ َش َروْ ُه بِثَمَ ٍن بَخْ سٍ
يوسف الية] [20 َدرَا ِهمَ َم ْعدُودَةٍ وَكَانُوْا فِيهِ مِنَ الزّا ِهدِينَ
144
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
زيادة على عملية البادلة ف بساطتها فقد عرفت هاته الشعوب والمم صك
.الموال من الذهب والفضة .....ال
َتـ
َتـ إِ ْحدَاهُمَا يَا أَب ِ
ورد فـ سـورة القصـص قوله سـبحانه وتعال (قَال ْ
اسَْتأْ ِج ْرهُ إِنّ خَ ْي َر مَنِ اسَْتأْ َج ْرتَ اْل َقوِيّ اْلأَمِيُ القصص الية] [ 26
وقال أي ضا ف سورة الك هف (فَان َط َلقَا َحتّ ى ِإذَا أَتَيَا َأهْ َل َقرَْيةٍ ا سْتَ ْطعَمَا
َأ ْهلَهَا َفأََبوْا أَن ُيضَّيفُوهُمَا َفوَ َجدَا فِيهَا ِجدَارا ُيرِيدُ أَ نْ يَنقَضّ َفأَقَامَ هُ
خ ْذتَ َع َل ْيهِ َأجْرا الكهف الية] [ 77
قَالَ َلوْ ِش ْئتَ لَاتّ َ
145
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
فاليار و الجر كانا من العاملت للمم الت ورد ذكرها ف القرآن ,وهو
سلوك اجتماعي ينظم علقة الناس ببعضهم البعض ,ويقدر الهد والصنيع
ويدد له أجرا ,وهي درجة من التحضر والرقي للجتماع البشري ف تلك
.الزمنة لزلت متواصلة وموجودة إل يومنا هذا
146
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
نظرا لتكرارها وإلفها أضحت عادة أكثر منها وسيلة للعيش ,و هي إحدى
وسائل التواصل بي التجمعات البشرية يتم خللا البادلت التجارية
.والجتماعية والثقافية ,وهي كذلك أداة احتكاك لتفاعل الشعوب فيما بينها
.وهي ذات اثر مادي ف تديد طرق الواصلت ومنافذها ,وأبواب الدن
فكانت القوافل بالضافة إل ميزتا التجارية إل أنا كانت أداة فعالة ف نقل
.الخبار والنباء بي الفراد والشعوب والمم
ويكفي أن نشي إل هذا التواتر وأثره ف نقل الحاديث النبوية وغيها من
.العلقات الشعرية والقوال والكم والمثال لكثي من الشعراء والكماء
147
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
فقد ورد ف قوله عز وجل ف سورة الكهف الية ( : 94قَالُوا يَا ذَا اْل َقرْنَيْنِ
ج مُفْسِدُونَ فِي الْأَ ْرضِ َفهَ ْل َنجْ َع ُل َلكَ َخرْجا َعلَى أَن
ج وَمَ ْأجُو َ
ِإ ّن يَ ْأجُو َ
ج َعلَ بَ ْينَنَا وَبَ ْيَنهُمْ سَدّا الكهف الية] [ 94
َت ْ
ي -.الــحــــروب
148
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
خرِجَّنهُم
وقوله كذلك (ارْجِعْ ِإلَ ْي ِهمْ َفلََنأْتَِيّن ُهمْ بِجُنُودٍ لّا قِبَلَ َلهُم ِبهَا َولَنُ ْ
مّ ْنهَا َأ ِذّلةً َو ُهمْ صَا ِغرُونَ النمل الية] [37
فقد اثبت الواقع أن العلقة بينهما مطردة فكلما تقدم النسان وتضر كلما
.ازدادت الرائم و تنوعت
ويكفي أن نشي إل العواصم الكثر تقدم ورفاهية فهي تتوي على نسبة
عالية من الرائم والفات ,وتكاد هنا كذلك أن تصدق القولة ( إن الشيء
).يعرف بضده
149
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
-.1الســرقــة :
قال سبحانه وتعال ف سورة يوسف ( :قَالُوْا تَاللّ ِه َلقَدْ َع ِلمْتُم مّا جِئْنَا لُِنفْسِدَ
[]73 فِي الَ ْرضِ وَمَا كُنّا سَارِقِيَ( يوسف الية
هو سفك للدماء بغي وجه حق .وهو اعتداء على جوهر الوجود وهو الياة
.وهو ترويع للذات البشرية واعتداء على أول القوق للنسان
150
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ولذا فان زوال الدنيا أهون عند ال من قتل نفس واحدة .فقدسية الياة
.أساس للعيش والجتماع
وقد عدت جرية القتل دائما و أبدا اكب الوبقات عند كل الجتمعات عب
.العصور وال يومنا هذا
و لذا فقد شدد السلم ف حد القتل فجاء حكمه أن السن بالسن والعي
.بالعي
وقد ورد ف القرآن الكري ذكر ذلك ف اليات التالية فقال سبحانه و تعال :
( َولَ َتقُْتلُواْ النّفْسَ الّتِي َحرّمَ ال ّلهُ ِإلّ بِالَقّ وَمَن قُِتلَ َم ْظلُوما فَقَ ْد جَ َع ْلنَا ِلوَلِيّهِ
سرِف فّي اْلقَ ْت ِل إِنّ ُه كَانَ َمنْصُورا( السراء الية .[ ]33
ل يُ ْ
ُس ْلطَانا َف َ
151
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ولنا ف المم الت ورد ذكرها ف القرآن الشاهد على ذلك فلقد ورد ف سورة
سهِ قَ ْد شَغَ َفهَا
سوَةٌ فِي اْلمَدِينَةِ ا ْمرَأَةُ اْل َعزِيزِ ُترَا ِودُ َفتَاهَا عَن نّفْ ِ
يوسف ( َوقَالَ نِ ْ
ضلَلٍ مِّبيٍ ) يوسف الية []30
حُبّا إِنّا لََنرَاهَا فِي َ
شةً وَسـَاء
وكذلك فـ سـورة السـراء (وَلَ َت ْقرَبُوْا الزّنَى ِإنّه ُـ كَانَـ فَاحِ َ
سَبِيلً السراء الية] [32
و هناك آيات تناولت ظاهرة اللواط ف قوم لوط ,وكيف أن حضارتم قد
.زالت نتيجة ما أقترفوه من إث ,ومالفة للجبلة الت فطر ال عليها النسان
( وَلُوطا آتَيْنَا ُه ُحكْما َو ِعلْما وََنجّيْنَاهُ مِنَ اْل َقرْيَةِ الّتِي كَانَت تّ ْعمَلُ اْلخَبَائِثَ
إِّنهُ ْم كَانُوا َقوْ َم سَوْءٍ فَاسِقِيَ ( النبياء الية [ ]74
152
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
وانتشار الغش هو إهدار لمن الناس على أموالم ومتلكاتم وضياع بالتال
.لهم ركن ف الجتماع البشري أل وهو المن
ولقد ضرب ال لنا مثل ف قوم شعيب حيث كانوا يطففون الكيل إذا اكتالوا
.فحق عليهم غضبه فدمرهم تدميا
وإذا كان الغش ف صورته الادية مرفوضا ,فهو كذلك ف سورته العنوية
كالكذب ,وشهادة الزور لنه و فقط تضييع لصال الناس ,وتضييع كذلك
.لقهم
153
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
الــــــــاتـمــة
ومن ضمن هاته الفاهيم ,ند ما يسمى بالقرية والدينة ,فالقرآن قد تناول ف
آيات كثية كلمة القرية ,أما كلمة الدينة فجاء ذكرها عرضيا ف آيات
.معدودة
لكن واقعنا العلمي واليدان يعل من القرية اقرب إل الريف منها إل الضر
.بعكس الدينة الت أخذت أبعاد اصطلحية وعمرانية جد مذهلة
154
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
بل الخطر من ذلك أن النسان الذي يقرأ آيات القرآن وهي تشي بي ثنياها
إل القرية وأم القرى و ل يد مقاربة بي معتقده وواقعه ,أي أن القرآن
صال لكل زمان ومكان ,ث يد أن أهل القرى ف آية هم نفسهم أهل الدينة
.ف آية أخرى ,فانه ل مالة سيصاب برجة ف إيانه وعقيدته
كما أننا ف كتابنا هذا حددنا الفاهيم الت مازالت إل يومنا هذا مل جدال
.ونقاش ,كتعريف العمران ,وتديد مبادئه وعناصر تطوره وكذا معاييه
وعزونا الفضل ف ذلك إل أبينا إبراهيم عليه السلم ,وزدنا على ذلك وربا
.لول مرة فصل ف توضيح أسباب زوال العمران البشري واندثاره
إن الدينة السلمية ليست تلك الت كثرت القواس والنقوش على واجهات
عماراتا ,و ليست تلك الت تعددت قبب مبانيها ,وإنا الدينة السلمية
أو القرية السلمية هي ذلك الحيط الذي يتلءم وشخصية النسان السلم
155
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
إذن فبعد أن اتضحت التعريفات وتددت الصادر بفهومها ,يكن لنا أن
نوجد ناذج لدن إسلمية كثية ,واضحى بقدورنا أن نقيس مدن أخرى
.على ضوء العايي والبادئ للعمران البشري ف السلم
الـــــمـــرا جـــــع
156
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
157
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
158
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
159
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
160
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
161
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
فـــهـــــرس الـكــتــاب
*******************
الـــفــهـــرس
* * *
كــلمـــة الــؤلف -
تمــــهـيـد -
ا .العمران ف القرآن
162
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
163
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
ه .خصائص البناء
: .
.1اليات الواردة ف القرآن 79.................................
.2عناصر البناء 82.............................................
.3عملية البناء 85.............................................
.4مواد البناء90................................................
164
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
:
– 1الوظائف113 ....................................
- 2الهن 118........................................
165
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
- 3العاملت 129....................................
- 4الرائم 135.....................................
-الـــخــاتـــمــــة 140......................
-الــــمـــراجـــــع 143.....................
166
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
167
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
168
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
169
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
170
العمارة والعمران ف ظلل
القرآن
171