You are on page 1of 36

‫الحديث و‬

‫الثقافة‬
‫السلمية‬

‫ثالث‬
‫ثانوي‬
‫•الستخارة ‪ :‬أصلها من الخير أو الخيرة ‪ ،‬و المراد بها ‪ :‬طلب خير المرين لمن‬
‫احتاج إلى أحدهما ‪.‬‬
‫•المور التي يشرع الستخارة فيها ‪:‬‬
‫‪ -1‬المور المباحة ‪.‬‬
‫‪ -2‬المور المستحبة إذا تعارض مستحبين أيهما أولى ‪.‬‬
‫•المشبه ‪ :‬الستخارة في المور كلها ‪.‬‬
‫•المشبه به ‪ :‬السورة في القرآن ‪.‬‬
‫•وجه الشبه ‪:‬‬
‫‪ -1‬عموم الحاجة في المور كلها إلى الستخارة ‪ ،‬كعموم الحاجة إلى القراءة في‬
‫الصلة ‪.‬‬
‫‪ -2‬التشبيه في تحفظ حروفه و ترتب كلماته و منع الزيادة و النقص منه ‪ ،‬و‬
‫الدرس له و المحافظة عليه ‪ ،‬و الهتمام به و التحقق لبركته و الحترام له ‪.‬‬
‫•الحكمة من مشروعية الستخارة ‪:‬‬
‫‪ -1‬التعلق بال سبحانه و تعالى في جميع المور ‪.‬‬
‫‪ -2‬أنه ل حول و ل قوة للنسان ‪ ،‬و الحول و القوة ل سبحانه ‪.‬‬
‫‪ -3‬يجب على العبد رد جميع المور إلى ال تعالى ‪.‬‬
‫•( ل حول و ل قوة إل بال ) ‪ :‬كنز من كنوز الجنة ‪ ،‬لن فيها تفويض كل شيء‬
‫ل سبحانه ‪.‬‬
‫•وقت دعاء الستخارة ‪:‬‬
‫‪ -1‬يكون بعد أداء الركعتين ‪.‬‬
‫‪ -2‬أثناء الصلة ‪ ،‬كما في السجود ‪.‬‬
‫‪ -3‬بعد التشهد الخير ‪.‬‬
‫•الستخارة ل تفعل لداء واجب ( الحج ) أو ترك محرم أو مكروه إل في تعارض‬
‫و مفاسد ‪.‬‬
‫•عدد ركعات صلة الستخارة ‪:‬‬
‫•ركعتين على القل ‪ ،‬بشرط أن ل تكون فريضة أو سنة راتبة ‪.‬‬
‫•الحكمة من تقديم الصلة على الدعاء ‪:‬‬
‫( الجمع بين خيري الدنيا و الخرة ) ‪.‬‬
‫•على المستخير أن يسمي حاجته أثناء الدعاء من سفر ‪ ،‬عمل ‪. ...‬‬
‫•إثبات صفتي العلم و القدرة ل تعالى على ما يليق بجلله و عظمته ‪ ،‬كما فيه‬
‫مشروعية دعاء ال تعالى بأسمائه و صفاته ‪.‬‬
‫‪----------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪2‬‬
‫•الرهينة ‪ :‬بإثبات الهاء ‪ ،‬معناه ‪ :‬مرهون ‪.‬‬
‫•العقيقة ‪ :‬اسم لما يذبح عن المولود ‪ ،‬و اختلف في اشتقاقها ‪:‬‬
‫‪ -1‬أصلها الشعر الذي يظهر على رأس المولود ‪.‬‬
‫‪ -2‬مأخوذة من العق ‪ :‬و هو الشق و القطع ‪.‬‬
‫•سميت الشاة التي تذبح عقيقة ‪ ،‬لنه يحلق عن المولود الشعر عند الذبح ‪.‬‬
‫•معنى ( مرهون برهينته ) ‪:‬‬
‫[ هذا في الشفاعة ‪ ،‬يريد أنه إذا لم يعق عنه فمات طفل لم يشفع في أبويه ‪ ،‬و‬
‫معناه ‪ :‬أن العقيقة لزمة لبد منها ‪ ،‬فشبه المولود في لزومها بالرهن في يد‬
‫المرهون ]‬
‫•حكم العقيقة ‪ ،‬مع الدليل ‪:‬‬
‫•مستحبة استحبابا مؤكدا ‪.‬‬
‫‪‬لن النبي ( ص ) عق عن المامين الحسن و الحسين ابنا المام علي ( ع ) ‪.‬‬
‫•يستحب أن يعق عن الذكر شاتان ‪ ،‬و عن النثى شاة ‪:‬‬
‫‪‬قوله ( ص ) ‪ :‬عن الغلم شاتان مكافئتان ‪ ،‬و عن الجارية شاة ‪.‬‬
‫•يستحب أن تذبح العقيقة في اليوم السابع ‪ ،‬و لو قدمها أو أخرها جاز ‪ ،‬لكنه‬
‫خالف السنة ‪.‬‬
‫•ما يعق في العقيقة مثل ما يعق به في الضحية ‪ ،‬إل أن العقيقة تجزئ عن واحد‬
‫‪ ،‬أما الضحية تجزئ عن سبعة ‪.‬‬
‫•أفضل ما يضح به الشاة ‪ ،‬لفعل الرسول ( ص )‪.‬‬
‫•تقسم العقيقة إلى ‪ 3‬أثلث ‪:‬‬
‫ثلث يؤكل ‪ ،‬ثلث يتصدق به ‪ ،‬ثلث يهدى ‪.‬‬
‫•يحلق رأس المولود الذكر يوم سابعه ‪ ،‬أم الجاريه فمكروه ‪.‬‬
‫•يستحب تسمية الولد يوم سابعه ‪ ،‬فإن سماه قبل ذلك جاز ‪:‬‬
‫‪‬قوله ( ص ) ‪ :‬ولد لي الليلة ولد ‪ ،‬سميته باسم أبي إبراهيم ‪.‬‬
‫•يسن الذان في أذن المولود ‪.‬‬
‫‪‬الدليل أن النبي ( ص ) أذن في أذن المـــام الحسن ( ع ) حـين ولدته الزهراء‬
‫( ع ) ليكون أول شيء يقرع في أذنه حين خروجه إلى الدنيا ‪ ،‬و كما يلقن كلمة‬
‫التوحيد حين خروجه منها ‪.‬‬
‫•أشعث أغبر ‪ :‬أي مبتذل في لباسه و هيئته ‪.‬‬
‫•إن ال ل يقبل من الصدقات إل إذا كان طيبا ‪ ،‬كما ل يقبل من العمال إل ما كان‬
‫طيبا ‪.‬‬
‫‪ ‬قال ( ص ) ‪ :‬ل يقبل ال صلة بغير طهور ‪ ،‬و ل صدقة من غلول ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫•موانع إجابة الدعاء ‪:‬‬
‫‪ -3‬سلب حقوق اليتامى ‪.‬‬ ‫‪ -1‬التعامل بالحرام ‪.‬‬
‫‪ -2‬أكل مال الحرام ‪.‬‬
‫•ال تعالى طيب يحب من عباده أن يكونوا طيبين في أعمالهم و أقوالهم و‬
‫اعتقاداتهم ‪.‬‬
‫‪‬قال تعالى ‪ ( :‬إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه ‪. ) ...‬‬
‫‪‬وصف ال تعالى النبي ( ص ) بأنه يحل الطيبات و يحرم الخبائث ‪:‬‬
‫( و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث ‪. )...‬‬
‫‪‬وصف ال تعالى المؤمنين بالطيبة ‪ ( :‬الذين تتوفاهم الملئكة طيبين ‪. ) ...‬‬
‫‪ -‬المؤمن كله طيب ‪ :‬قلبه ‪ ،‬لسانه ‪ ،‬جسده ‪ ،‬بما يسكن في قلبه من اليمان ‪ ،‬و‬
‫يظهر على لسانه من الذكر ‪ ،‬و على جوارحه من العمال الصالحة ‪.‬‬
‫‪‬قوله ( ص ) ‪ ( :‬سبحان ال ‪ ،‬إن المسلم ل ينجس ‪. ) ...‬‬
‫‪‬بعكس الكافر ‪ ،‬قوله ‪ ( :‬إنما المشركون نجسٌ ‪. ) ...‬‬
‫‪‬حث ال على التعامل و الكل بالحلل ‪ ،‬قوله تعالى ‪:‬‬
‫( يا أيها الناس كلوا مما في الرض حلل ً طيبًًا )‬
‫( يا أيها الذين آمنوا ل تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إل أن تكون تجارة ً عن تراض ٍ‬
‫منكم ‪. ) ...‬‬
‫( ليس عليكم جناحٌ أن تبتغوا فضل ً من ربكم ‪. ) ...‬‬
‫‪‬قوله ( ص ) ‪:‬‬
‫( يأتي على الناس زمان ل يبالي المرء ما أخذ أمن الحلل أم من الحرام )‬
‫( ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده ‪ ،‬و إن نبي ال داود كان يأكل‬
‫من عمل يده )‬
‫( لن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه ) ‪.‬‬

‫•آداب الدعاء ‪ ،‬و أسباب إجابته ‪:‬‬


‫‪ -1‬إطالة السفر ‪.‬‬
‫‪‬قوله ( ص ) ‪ ( :‬ثلث دعوات مستجبات ل شك فيهن ‪ :‬دعوة المظلوم ‪ ،‬و دعوة‬
‫المسافر ‪ ،‬و دعوة الوالد لولده ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬رفع اليدي أثناء الدعاء ‪.‬‬
‫‪‬قوله ( ص ) ‪ ( :‬إن ال تعالى حييٌ كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن‬
‫يردهما صفرا خائبتين ) ‪.‬‬
‫‪ -3‬اللحاح على ال عز و جل بذكر ربوبيته ‪ ( :‬يا رب ‪ ،‬يا رب ) ‪.‬‬
‫•الحديث القدسي ‪:‬‬
‫" هو ما أضيف إلى النبي ( ص ) و أسنده إلى ربه سبحانه " ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫•عوامل زيادة الحسنات و مضاعفتها إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف ‪:‬‬
‫‪ -1‬الزيادة في الخلص ‪.‬‬
‫‪ -2‬صدق العزم ‪.‬‬
‫‪ -3‬حضور القلب ‪.‬‬
‫‪ -4‬تعدي النفع كالصدقة الجارية ‪.‬‬
‫‪ -5‬العلم النافع ‪.‬‬
‫‪ -6‬شرف العمل ‪.‬‬
‫•من فضل ال و منه على عباده ‪:‬‬
‫‪ -‬من هم بعمل حسنة فلم يعملها كتب ال له بها حسنة ‪.‬‬
‫‪ -‬من هم بعمل حسنة فعملها كتب ال له بها عشر حسنات إلى سبعة مئة إلى‬
‫أضعاف كثيرة ‪.‬‬
‫‪‬قوله تعالى ‪:‬‬
‫( و أقم الصلة طرفي النهار و زلفــًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك‬
‫ذكرى للذاكرين )‬
‫‪ -‬من هم بعمل سيئة و لم يعملها كتب ال له بها حسنة ‪.‬‬
‫‪ -‬من هم بعمل سيئة و عملها كتب ال له بها سيئة ‪.‬‬
‫‪‬قوله ( ص ) ‪ ( :‬إن ال تجاوز لمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو‬
‫يعملوا به ) ‪.‬‬
‫•إن ال كتب على كل عبد عمله في الدنيا صغيرا أم كبيرا ‪.‬‬
‫‪‬قوله تعالى ‪:‬‬
‫( إنا نحن نحي الموتى و نكتب ما قدموا و آثارهم ‪) ...‬‬
‫( فمن يعمل مثقال ذرة ٍ خيرًا يره * و من يعمل مثقال ذرة ٍ شرًا يره )‬
‫‪‬إن العمال المباحة ل يثاب عليها العبد و ل يعاقب إل إذا اقترنت بالنية الصالحة‬
‫أو الفاسدة ‪.‬‬
‫•الولي ‪ :‬هو القريب من ال بعمل الطاعات و الكف عن المعاصي ‪.‬‬
‫•فعل الطاعات و المستحبات و ترك المعاصي تؤهل العبد لن يكون من أولياء‬
‫ال الذين يبهم و يحبونه ‪ ،‬و يحب من يحبهم ‪.‬‬
‫•أولياء ال على قسمين ‪:‬‬
‫‪ -1‬الذين تقربوا إليه بأداء الفرائض ‪ ،‬و هذه درجة المقتصدين أصحاب اليمين ‪ ،‬و‬
‫أداء الفرائض أفضل العمال ‪.‬‬
‫‪‬قول عمر بن الخطاب ‪ ( :‬أفضل العمال أداء ما افترض ال ‪ ،‬و الورع عما حرم‬
‫ال ‪ ،‬و صدق النية فيما عند ال )‬

‫‪5‬‬
‫‪ -2‬الذين تقربوا إليه بعد أداء الفرائض من السنن الرواتب ‪ ،‬و النكفاف عن‬
‫المكروهات ‪ ، ...‬و ذلك يوجب للعبد محبة ال ‪.‬‬
‫‪‬الحديث القدسي ‪ ( :‬و ل يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ) ‪.‬‬

‫•المور التي تسبب محبة ال للعبد ‪:‬‬


‫‪ -1‬أداء الفرائض التي فرضها ال عز و جل ‪.‬‬
‫‪‬قوله ( ص ) ‪ ( :‬و ما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬البعد عن المحرمات ‪.‬‬
‫‪ -3‬التقرب إلى ال بالنوافل و الصدقات و الصيام و أعمال البر و الذكر ‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫( أ ) كثرة تلوة القرآن بتأمل و تفكر ‪.‬‬
‫(ب) كثرة ذكر ال باللسان و القلب ‪.‬‬
‫‪‬قول النبي ( ص) ‪ ( :‬يقول ال تعالى ‪ :‬أنا عند ظن عبدي بي ‪ ،‬و أنا معه حين‬
‫يذكرني ‪ ،‬فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ‪ ،‬و إن ذكرني في مل ذكرته في‬
‫مل خير منهم )‬
‫‪‬قوله تعالى ‪ ( :‬اذكروني أذكركم ) ‪.‬‬
‫(جـ ) محبة أوليائه ‪ ،‬و معاداة أعدائه ‪.‬‬
‫‪‬قول عمر بن الخطاب مرفوعا ‪ ( :‬أن من عباد ال أناسا ما هم بأنبياء و ل‬
‫شهداء ‪ ،‬يغبطهم النبياء و الشهداء بمكانهم من ال تعالى ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا رسول‬
‫ال ‪ ،‬من هم ؟ قال ‪ :‬قوم تحابوا بروح ال على غير أرحام بينهم ‪ ،‬و ل أموال‬
‫يتعاطونها ‪ ،‬فو ال إن وجوههم لنور ‪ ،‬و إنهم لعلى منابر من نور ‪ ،‬و ل‬
‫يخافون إذا خاف الناس و ل يحزنون إذا حزن الناس ) ثم تل هذه الية ‪:‬‬
‫( أل إن أولياء ال ل خوفٌ عليهم و ل هم يحزنون ) ‪.‬‬
‫‪‬تجب موالة أولياء ال و محبتهم ‪ ،‬كما تجب معاداة أعدائه و تحرم موالتهم ‪.‬‬
‫‪‬قال تعالى ‪:‬‬
‫( يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا عدوي و عدوكم أولياء ‪) ...‬‬
‫( و من يتول ال و رسوله و الذين آمنوا فإن حزب ال هم الغالبون )‬
‫‪‬دين السلم دين الطهر و النظافة الحسية و المعنوية ‪ ،‬و نظافة الظاهر و‬
‫الباطن‪.‬‬
‫‪‬قص الشارب و حفه ‪ ،‬و إكرام اللحية و إعفاؤها من الواجبات ‪ ،‬و مما يتميز به‬
‫المسلم عن غيره ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ :‬قوله ( ص ) ‪:‬‬
‫" خالفوا المشركين ‪ ،‬و فروا اللحى ‪ ،‬و أحفوا الشوارب " ‪.‬‬
‫" أنهكوا الشوارب ‪ ،‬و أعفوا اللحى " ‪.‬‬
‫‪‬يحرم حلق اللحية و تقصيرها ‪ ،‬و يكره حلق الشارب من أصله ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪‬من السنن المؤكدة ‪ ،‬و من خصال الفطرة ‪:‬‬
‫‪‬السواك الذي هو ‪ :‬دلك السنان بعود و نحوه لتنظيفها ‪ ،‬و تطييب رائحة الفم ‪،‬‬
‫و كل ما يؤدي إلى ذلك فهو في معنى السواك ‪.‬‬
‫‪‬الستنشاق ‪ :‬و هو واجب في الوضوء و الغسل ‪ ،‬إذا هو ضمن الوجه ‪ ،‬و جميع‬
‫من وصف وضوء الرسول ( ص ) ذكر فيه الستنشاق ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله ( ص ) ‪:‬‬
‫" لول أن أشق على أمتي لمرتهم بالسواك عند كل صلة " ‪.‬‬
‫" السواك مطهرة للفم ‪ ،‬مرضاة للرب " ‪.‬‬
‫‪‬مواضع يتأكد فيها السواك ‪-:‬‬
‫‪ -‬عند الوضوء ‪.‬‬
‫‪ -‬عند الصلة ‪.‬‬
‫‪ -‬عند قراءة القرآن ‪.‬‬
‫‪ -‬القيام من النوم ‪.‬‬
‫‪ -‬تغير رائحة الفم ‪.‬‬
‫‪‬من مكملت النظافة الظاهرة تقليم الظافر و قصها ‪ ،‬لن الوسخ يجتمع فيها و‬
‫قد ينتهي إلى حد يمنع وصول الماء إلى ما يجب غسله في الطهارة ‪.‬‬
‫‪‬في الجسم مواضع ينبغي أن تتعاهد بالتنظيف كالبراجم التي قد يعلق بها شيء‬
‫من الوساخ ‪ ،‬فعليه بغسلها و تنظيفها ‪.‬‬
‫‪‬كم آداب النظافة ‪-:‬‬
‫‪ -1‬حلق العانة ‪.‬‬
‫‪ -2‬نتف البط ‪.‬‬
‫‪‬الحكمة من حلق الغانة و نتف البط ‪-:‬‬
‫( إزالة أو تخفيف ما تسببه تلك الشعور من الرائحة الكريهة ‪ ،‬لتبقى رائحة المسلم‬
‫طيبة كمخبره ) ‪.‬‬
‫‪‬ل يلزم نتف البط بل يجوز أن يزيله بأي مزيل ‪.‬‬
‫‪‬من الواجب على المسلم الستنجاء بالماء لزالة الخارج من السبيلين حتى‬
‫ينظف‪.‬‬
‫‪‬من آداب السلم ‪-:‬‬
‫‪ -1‬احترام الخرين و تقديرهم ‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم الساءة إليهم حتى بالرائحة ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫( لذا أمر السلم بنظافة المسلم ظاهرا و باطنا ‪ ،‬حتى يعكس صورتهم الحسنة‬
‫للمجتمع ) ‪.‬‬

‫‪‬قال تعالى ‪ ( :‬و وصوركم فأحسن صوركم ‪ ) ...‬تدل على ‪:‬‬


‫‪ -‬أن ال خلق الناس في أحسن تقويم ‪ ،‬و ندبهم إلى أل يشوهوا هذه الصورة بما‬
‫يقبحها ‪ ،‬و أن يحافظوا على ما يستمر به حسنها ‪ ،‬بالضافة إلى المحافظة على‬
‫المروءة ( علل ؟؟ )‬
‫‪‬لن النسان إذا بدا في الهيئة الجميلة كان أدعى لنبساط النفس إليه ‪ ،‬فيقبل‬
‫قوله و يحمد رأيه ‪ ،‬و العكس العكس ‪.‬‬
‫‪‬من السنة البتداء باليمين فيما ينبغي تنظيفه ‪.‬‬
‫‪‬إن قص الشارب و الظافر ‪ ،‬و حلق العانة ‪ ،‬و نتف البط يكون حسب الحاجة‬
‫إليها ‪.‬‬
‫‪‬استحب بعض العلمـاء أن تعاهد ذلك ( قص الشــارب ‪ ) ...‬من الجمعة إلى‬
‫الجمعة ( علل ؟؟ )‬
‫‪‬لستحباب الغسل و النظافة في ذلك اليوم ‪.‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الشــمــائــل المــحــمــديــة‬
‫‪‬الرسول ( ص ) قدوة للعالمين ‪-:‬‬
‫‪ -‬بعث ال محمدا ( ص ) للناس كافة ‪ ،‬يبشرهم و ينذرهم ‪ ،‬و يدعوهم إلى دين‬
‫ال و يخرجهم من الظلمات إلى النور ‪ ،‬و من الضللة إلى الهدى ‪.‬‬
‫‪ -‬تمثل الدين بأقواله و أفعاله ‪ ،‬و في سلوكه و تصرفاته ‪ ،‬و في أخلقه و تعامله‬
‫مع الناس ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله تعالى ‪:‬‬
‫( و إنك لعلى خلق ٍ عظيم ٍ ) ‪.‬‬
‫‪‬أمـر ال سـبحانه الخلق بأن يقتدوا بـه ‪ ،‬و يتأسـوا بأفعاله ‪ ،‬و يهتدوا بهديـه ‪ ،‬و‬
‫يتخلقوا بأخلقه ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله تعالى ‪:‬‬
‫( لقد كان لكم في رسول ال أسوةٌ حسنةٌ لمن كان يرجو ال و اليوم الخر و ذكر‬
‫ال كثيرًا ) ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الشــمــائــل المــحــمــديــة‬
‫( أ ) الصفات الخـَلـْقِية ‪.‬‬
‫(ب) سلوكه ( ص ) في الحياة ‪ ،‬و الصفات الخـُلـُقِية ‪.‬‬

‫أول ‪ :‬الصفات الخـَلـْقِية ‪-:‬‬


‫‪‬عن أنس بن مالك قال ‪ ( :‬كان رسول ال ‪ -‬ص ‪ -‬ليس بالطويل البائن و ل‬
‫بالقصير ‪ ،‬و ل بالبيض المهق ‪ ،‬و ل بالدم ‪ ،‬و ل بالجهد القطط ‪ ،‬و ل بالسبط‬
‫بعثه ال على رأس أربعين سنة ‪. ) ...‬‬

‫‪‬عن البراء بن عازب قال ‪ ( :‬كان رسول ال ‪ -‬ص ‪ -‬رجل مربوعا بعيد ما بين‬
‫المنكبين عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه ‪ ،‬عليه حلة حمراء ‪ ،‬ما رأيت شيئا قط‬
‫أحسن منه ) ‪.‬‬

‫•معاني الكلمات ‪-:‬‬


‫•الشمائل ‪ :‬هي الصفات و السمات ‪ ،‬و شمائل الرسول ( ص ) صفاته الخـَلـْقِية و‬
‫الخـُلـُقِية ‪.‬‬
‫•الطويل البائن ‪ :‬الطويل الظاهر الطول ‪.‬‬
‫•المهق ‪ :‬الشديد البياض ‪.‬‬
‫•الدم ‪ :‬السمر ‪.‬‬
‫•الجهد القطط ‪ :‬هو الشعر الذي فيه التواء و انقباض ‪.‬‬
‫•السبط ‪ :‬الشعر المسترسل ‪.‬‬
‫•رجــِل ‪ :‬هو وصف الشعر ‪.‬‬
‫•مربوعا ‪ :‬ليس بالطويل و ل بالقصير ‪.‬‬
‫•الجمة ‪ :‬و هي ما سقط من شعر الرأس ‪.‬‬
‫•الحلة ‪ :‬ثوبان ( إزار و رداء ) ‪.‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪9‬‬
‫ثانيا ‪ :‬سلوكه ( ص ) في الحياة ‪ ،‬و الصفات الخـُلـُقِية ‪-:‬‬
‫( أ ) لباس الرسول ( ص ) ‪-:‬‬
‫‪‬عن أم سلمة قالت ‪ ( :‬كان أحب الثياب إلى رسول ال ( ص ) يلبسه القميص )‪.‬‬
‫‪‬عن أبي سعيد الخدري قال ‪ :‬كان رسول ال ( ص ) إذا استجد ثوبا سماه‬
‫باسمه ‪ :‬عمامة ‪ ،‬أو قميصا ‪ ،‬أو رداء ‪ ،‬ثم يقول ‪:‬‬
‫( اللهم لك الحمد كما كسوتنيه ‪ ،‬أسألك خيره و خير ما صنع له ‪ ،‬و أعوذ بك من‬
‫شره و شر ما صنع له ) ‪.‬‬
‫‪‬عن حذيفة بن اليمان قال ‪ :‬أخذ رسول ال ( ص ) بعضلة ساقي أو ساقه ‪،‬‬
‫فقال‪ ( :‬هذا موضع الزار ‪ ،‬فإن أبيت فأسفل ‪ ،‬فإن أبيت فل حق للزار في‬
‫الكعبين ) ‪ .‬و المعنى ‪ :‬ل تستر الكعبين بالزار ‪.‬‬

‫(ب) مشي الرسول ( ص ) ‪-:‬‬


‫‪‬عن أبي هريرة قال ‪ :‬ما رأيت شيئا أحسن من رسول ال ( ص ) ‪ ،‬كأن الشمس‬
‫تجري في وجهه ‪ ،‬و ل رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول ال ( ص ) كأنما‬
‫الرض تطوى له ‪ ،‬إنا لنجهد أنفسنا ‪ ،‬و إنه لغير مكترث ‪.‬‬

‫(جـ) عيش الرسول ( ص ) ‪-:‬‬


‫‪‬عن النعمان بن بشير قال ‪ :‬ألستم في طعام و شراب ما شئتم ؟ لقد رأيت نبيكم‬
‫(ص) و ما يجد من الدقل ما يمل بطنه ‪.‬‬
‫‪‬عن عائشة قالت ‪ :‬إنا كنا آل محمد ‪ ،‬نمكث شهرا ما نستوقد بنار ‪ ،‬إن هو إل‬
‫التمر و الماء ‪.‬‬

‫( د ) كلم الرسول ( ص ) ‪-:‬‬


‫‪‬عن عائشة قالت ‪ :‬ما كان رسول ال ( ص ) يسرد سردكم هذا ‪ ،‬و لكنه يتكلم‬
‫بكلم يبينه فصل ‪ ،‬يحفظه من يجلس إليه ‪.‬‬
‫‪‬عن أنس بن مالك قال ‪ :‬كان رسول ال ( ص ) يعيد الكلمة ثلثا لتعقل عنه ‪.‬‬

‫( هـ ) ضحك الرسول ( ص ) ‪-:‬‬

‫‪10‬‬
‫‪‬عن عبد ال بن الحارث قال ‪ :‬ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول ال ( ص )‪.‬‬
‫و في رواية أخرى ( ما كان ضحك رسول ال ‪ -‬ص ‪ -‬إل تبسما ) ‪.‬‬

‫( و ) مزاح الرسول ( ص ) ‪-:‬‬


‫‪‬عن أنس بن مالك قال ‪ :‬إن كان رسول ال ( ص ) ليخالطنا حتى يقول لخ لي‬
‫صغير ‪ ( :‬يا أبا عمير ‪ ،‬ما فعل النغير ) ؟ ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬وفقه هذا الحديث أن‬
‫النبي ( ص ) كان يمازح ‪ ،‬حين كنى غلما صغيرا ‪ ،‬فقال له ‪ ( :‬يا أبا عمير ) ‪.‬‬

‫( ز ) بكاء الرسول ( ص ) ‪-:‬‬


‫‪‬عن عبد ال بن الشخير قال ‪ :‬أتيت رسول ال ( ص ) و هو يصلي ‪ ،‬و لجوفه‬
‫أزيز كأزيز المرجل من البكاء ‪.‬‬

‫( ح ) تواضع الرسول ( ص ) ‪-:‬‬


‫‪‬عن عمر بن الخطاب قال ‪ :‬قال رسول ال ( ص ) ‪ ( :‬ل تطروني كما أطرت‬
‫النصارى ابن مريم ‪ ،‬إنما أنا عبد فقولوا ‪ :‬عبد ال و رسوله ) ‪.‬‬
‫( أي ‪ :‬ل تبالغوا في مدحي كما بالغت النصارى في مدح نبي ال عيسى عليه‬
‫السلم ‪ ،‬فجعلوه إلها ‪ ،‬أو ابن إله ) ‪.‬‬

‫( ط ) معاملته ( ص ) لهل بيته ‪-:‬‬


‫‪‬عن عمرة قالت ‪ :‬قيل لعائشة ‪ :‬ماذا كان يفعل رسول ال ( ص ) في بيته ؟‬
‫قالت‪ ( :‬كان بشرا من البشر ‪ ،‬يفلي ثوبه و يحلب شاته و يخدم نفسه ) ‪.‬‬

‫( ي ) خلق الرسول ( ص ) ‪-:‬‬


‫‪‬عن أنس بن مالك قال ‪ :‬خدمت رسول ال ( ص ) عشر سنين ‪ ،‬فما قال لي ‪:‬‬
‫أف ‪ ،‬قط ‪ .‬و ما قال لي لشيء صنعته ‪ :‬لم صنعته ‪ ،‬و ل لشيء تركته لم تركته‬
‫و كان رسول ال ( ص ) من أحسن الناس خلقا ‪ ،‬و ل مسست خزا و ل حريرا‬
‫و ل شيئا كان ألين من كف رسول ال ( ص ) ‪ ،‬و ل شممت مسكا قط و ل‬
‫عطرا كان أطيب من عرق النبي ( ص ) ‪.‬‬

‫‪‬عن عائشة قالت ‪ :‬لم يكن رسول ال ( ص ) فاحشا و ل متفحشا ‪ ،‬و ل صخابا‬
‫في السواق ‪ ،‬و ل يجزئ بالسيئة ‪ ،‬و لكن يعفو و يصفح ‪.‬‬

‫•معاني الكلمات ‪-:‬‬


‫•استجد ‪ :‬أي ( لبس ثوبا جديدا ) ‪.‬‬
‫•الدقل ‪ :‬رديء التمر ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫•النغير ‪ :‬طائر صغير ‪.‬‬
‫•أزير كأزير المرجل ‪ :‬أي ( غليان كغليان القدر ) ‪.‬‬
‫•الفاحش ‪ :‬ذو الفحش في طبعه في أقواله و صفاته ‪.‬‬
‫•المتفحش ‪ :‬متكلف الفحش ‪.‬‬

‫صور من خلق النبي ( ص ) و أصحابه‬


‫‪‬الرسول ( ص ) هو القدوة ‪-:‬‬
‫قال تعالى ‪ ( :‬لقـد كان لكـم فـي رسـول ال أسـوةٌ حسـنةٌ لمـن كان يرجـو ال و اليوم‬
‫الخر و ذكر ال كثيرًا ) ‪.‬‬
‫‪ -‬و قد عايش الصحابة الرسول ( ص ) فأخذوا من أقواله و أفعاله ‪ ،‬و قاموا بنقل‬
‫أخباره ( ص ) لمن بعدهم ( علل ؟ )‬
‫‪‬ليســتمر أثــر التربيــة النبويــة عــبر الجيال ‪ ،‬و قــد اجتمــع فيــه ( ص ) الخلق‬
‫النــبيلة كلهــا ‪ ،‬فكان أجود الناس و أشجــع الناس و أكرم خلقــا و خلقــا ‪ ،‬فكانــت‬
‫أقواله و أفعاله تربية لصحابه ‪.‬‬

‫‪‬صور من كريم أخلق الرسول ( ص ) ‪-:‬‬


‫‪‬عـن عائشـة قالت ‪ ( :‬مـا ضرب رسـول ال ( ص ) بيده شيئا قـط ‪ ،‬ل عبدا ‪ ،‬و ل‬
‫امرأة ‪ ،‬و ل خادمـا ‪ ،‬إل أن يجاهـد فـي سـبيل ال ‪ ،‬و ل نيـل منـه شيـء فينتقـم مـن‬
‫صاحبه ‪ ،‬إل أن ينتهك شيء من محارم ال ‪ ،‬فينتقم ل عز و جل ) ‪.‬‬

‫‪‬قال أنس ‪ :‬كنت أمشي مع رسول ال ( ص ) و عليه برد نجراني غليظ الحاشية‬
‫فأدركه أعرابي ‪ ،‬فجبذه بردائه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عانق رسول‬
‫ال ( ص ) قـد أثرت بهـا حاشيـة البرد مـن شدة جبذتـه ‪ ،‬ثـم قال ‪ :‬يـا محمـد ! مـر‬
‫لي مـن مال ال الذي عندك ‪ ،‬فالتفـت إليـه رسـول ال ( ص ) ثـم ضحـك ‪ ،‬ثـم أمـر‬
‫له بعطاء ‪.‬‬

‫‪‬قال أنس ‪ :‬كان رسول ال ( ص ) من أحسن الناس خلقا ‪ ،‬فأرسلني يوما لحاجة‬
‫فقلت ‪ :‬و ال ل أذهـب – و فـي نفسـي أن أذهـب لمـا أمرنـي بـه رسـول ال ( ص )‬
‫فخرجت حتى أمر على صبيان و هم يلعبون في السوق ‪ ،‬فإذا رسول ال ( ص )‬
‫قد قبض بقفاي من ورائي ‪ ،‬قال ‪ :‬فنظرت إليه و هو يضحك ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أنيس !‬

‫‪12‬‬
‫أذهبـت حيـث أمرتـك ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬نعـم ‪ ،‬أنـا أذهـب يـا رسـول ال ‪ ،‬قال أنـس ‪ :‬و‬
‫ال لقـد خدمتـه تسـع سـنين ‪ ،‬مـا علمتـه قال لشيـء صـنعته ‪ :‬لم فعلت كذا و كذا ‪،‬‬
‫أو لشيء تركته ‪ :‬هل فعلت كذا و كذا ‪.‬‬

‫‪‬صور من أخلق الصحابة ‪-:‬‬


‫‪‬اشترى المام علي ( ع ) تمرا بدرهم ‪ ،‬فحمله في ملحفته ‪ ،‬فقال له رجل ‪ :‬أحمل‬
‫عنك يا أمير المؤمنين ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬أبو العيال أحق أن يحمل ‪.‬‬

‫‪‬قال أبـو الدرداء ‪ :‬كنــت جالسـا عنـد النـبي ( ص ) إذ أقبـل أبـو بكــر آخذا بطرف‬
‫ثوبـه ‪ ،‬حتـى أبدى عـن ركبتيـه ‪ ،‬فقال النـبي ( ص ) ‪ ( :‬أمـا صـاحبكم فقـد غامـر )‬
‫فسـلم و قال ‪ :‬يـا رسـول ال إنـي كان بينـي و بيـن ابـن الخطاب شيـء ‪ ،‬فأسـرعت‬
‫إليه ثم ندمت ‪ ،‬فسألته أن يغفر لي ‪ ،‬فأبي علي ‪ ،‬فأقبلت إليك ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬يغفر ال‬
‫لك يـا أبـا بـك‪،‬ر ) ثلثـا ‪ .‬ثـم إن عمـر ندم ‪ ،‬فأتـي منزل أبـي بكـر ‪ ،‬فسـأل ‪ :‬أثـم أبـو‬
‫بكـر ؟ فقالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬فأتـي إلى النـبي ( ص ) فجعـل وجـه النـبي ( ص ) يتمعـر حتـى‬
‫أشفق أبو بكر ‪ ،‬فجثا على ركبتيه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول ال أنا كنت أظلم ( مرتين )‬
‫فقال النبي ( ص ) ‪ ( :‬إن ال بعثني إليكم ‪ ،‬فقلتم ‪ :‬كذبت‪ ،‬و قال أبو بكر ‪ :‬صدق‬
‫و واسـاني بنفسـه و ماله ‪ ،‬فهـل أنتـم تاركوا لي صـاحبي ؟ ( مرتيـن ) فمـا أوذي‬
‫بعدها ‪.‬‬

‫‪ ‬عن عائذ بن عمرو المزني ‪ ،‬أن أبا سفيان أتى على سلمان ‪ ،‬وصهيب ‪ ،‬و بلل‬
‫في نفر ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ما أخذت سيوف ال من عدو ال مأخذها ‪.‬‬
‫فقال أبـو بكـر ‪ :‬أتقولون هذا لشيـخ قريـش و سـيدهم ؟ فأتـى النـبي ( ص ) فأخـبره ‪،‬‬
‫فقال ‪ ( :‬يا أبا بكر ‪ ،‬لعلك أغضبتهم ؟ لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك ) فأتاهم‬
‫فقال ‪ :‬يا إخوتاه أغضبتكم ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬يغفر ال لك يا أخي ‪.‬‬

‫‪‬عـن سـنان بـن سـلمة الهذلي ‪ ،‬قال ‪ :‬خرجـت مـع الغلمان و نحـن بالمدينـة نلتقـط‬
‫البلح ‪ ،‬فإذا عمر بن الخطاب معه الدرة ‪ ،‬فلما رآه الغلمان تفرقوا في النخل قال‪:‬‬
‫وقمـت وفـي إزاري شيـء قـد لقطتـه ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يـا أميـر المؤمنيـن ‪ ،‬هذا مـا تلقـي‬
‫الريـح ‪ ،‬قال ‪ :‬فنظـر إليـه فـي إزاري ‪ ،‬فلم يضربنـي ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يـا أميـر المؤمنيـن ‪،‬‬

‫‪13‬‬
‫الغلمان الن بين يدي ‪ ،‬و سيأخذون ما معي ‪ ،‬قال ‪ :‬كل ‪ ،‬امش ‪ ،‬فجاء معي إلى‬
‫أهلي ‪.‬‬

‫‪‬عــن عبــد ال الرومــي قال ‪ :‬كان عثمان يلي وضوء الليــل بنفســه ‪ ،‬فقيــل ‪ :‬لو‬
‫أمرت بعض الخدم فكفوك ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل ‪ ،‬إن الليل لهم يستريحون فيه ‪.‬‬

‫•معاني الكلمات ‪-:‬‬


‫•غامر ‪ :‬خاصم ‪.‬‬

‫المر بالمعروف و النهي عن المنكر‬


‫‪‬المراد بالمعروف و المنكر ‪-:‬‬
‫‪‬تعريف المعروف ‪-:‬‬
‫‪‬لغــة ‪ :‬المعلوم ‪ ،‬و المعروف ضــد المنكــر و كلمــة المعروف تتضمــن المعرفــة و‬
‫الستحسان ‪.‬‬
‫‪‬شرعــا ‪ :‬اســم جامــع لكــل مــا عرف مــن طاعــة ال تعالى ‪ ،‬و التقرب إليــه بفعــل‬
‫الواجبات و المندوبات ‪.‬‬
‫‪‬تعريف المنكر ‪-:‬‬
‫( ضد المعروف ‪ ،‬و هو ‪ :‬كل ما قبحه الشرع و حرمه و كرهه ) ‪.‬‬

‫‪‬حكم المر بالمعروف و النهي عن المنكر ‪-:‬‬


‫‪‬واجب كفاية ‪ ،‬إذا قام به من يكفي سقط الثم عن الباقين ‪.‬‬
‫‪‬الدليل من القرآن ‪:‬‬
‫( و لتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و‬
‫أولئك هم المفلحون ) ‪.‬‬
‫( و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض ٍ يأمرون بالمعروف و ينهون عن‬
‫المنكر و يقيمون الصلة ‪) ...‬‬
‫‪ -‬كما قال تعالى عن المنافقين ‪-:‬‬
‫( المنافقــــون و المنافقات بعضهــم مــن بعــض ٍ يأمرون بالمنكــر و ينهون عــن‬
‫المعروف ‪. ) ...‬‬

‫•فجعل ال المر بالمعروف و النهي عن المنكر فارق بين المؤمنين و المنافقين ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪‬الدليل من السنة ‪ ،‬قوله ( ص ) ‪:‬‬
‫( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ‪ ،‬فإن لم يستطع فبلسانه ‪ ،‬فإن لم يستطع فبقلبه‬
‫و ذلك أضعف اليمان ) ‪.‬‬

‫‪‬الدليـل مـن الجماع ‪ :‬فقال النووي ‪ :‬فقـد تطابـق على وجوب المـر بالمعروف و‬
‫النهي عن المنكر الكتاب و السنة و الجماع ‪.‬‬

‫•تدل اليـة ( و لتكـن منكـم أمـةٌ ) ‪ :‬على أن المـر بالمعروف و النهـي عـن المنكـر‬
‫فرض كفاية ‪.‬‬

‫‪‬الحكمة من المر بالمعروف و النهي عن المنكر ‪-:‬‬


‫( أ ) إقامة حجة ال على خلقه ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫( رسل ً مبشرين و منذرين لئل يكون للناس على ال حجةٌ بعد الرسل ‪. ) ...‬‬

‫(ب) خروج المر من عهدة التكليف بالمر بالمعروف ‪ ،‬كما قال تعالى في صالحي‬
‫القوم الذين اعتدى قوم منهم في سبت ‪:‬‬
‫( قالوا معذرة ً إلى ربكم ‪. ) ...‬‬

‫(جـ) رجاء النفع للمأمور ‪ ،‬كما قال تعالى ‪:‬‬


‫( قالوا معذرة ً إلى ربكم و لعلهم يتقون ) ‪.‬‬
‫و قال سبحانه ‪ ( :‬و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) ‪.‬‬

‫‪‬فضل المر بالمعروف و النهي عن المنكر ‪-:‬‬


‫( أ ) الرحمة من عند ال ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫( و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض ٍ يأمرون بالمعروف و ينهون عن‬
‫المنكـر و يقيمون الصـلة و يؤتون الزكاة و يطيعون ال و رسـوله أولئك سـيرحمهم‬
‫ال إن ال عزيزٌ حكيمٌ ) ‪.‬‬

‫(ب) عاقبة كل من أمر بالمعروف و نهى عن المنكر الفلح ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫( و لتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و‬
‫أولئك هم المفلحون ) ‪.‬‬

‫(جـ) أنه سبب للنجاة من مصائب الدنيا و عذاب الخرة ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫( فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء و أخذنا الذين ظلموا بعذابٍ‬
‫بئيس ٍ بما كانوا يفسقون ) ‪.‬‬

‫‪‬سوء عاقبة ترك المر بالمعروف و النهي عن المنكر ‪-:‬‬


‫‪ -‬أنـه سـبب للعــن ال تــعـالـى و غــضـبـه و مقتـه و حلــول عقابـه فـي الدنيـا و‬
‫الخرة ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫( لعــن الذيـن كفـــروا مـن بنـي إسـرائيل على لسـان داود و عيسـى ابـن مريـم ذلك بمـا‬
‫عصــــوا و كانــــوا يعتدون ** كانوا ل يتناهون هـــن منكـــر ٍ فعلوه لبئس مـــا كانوا‬
‫يفعلون ) ‪.‬‬

‫‪‬شروط وجوب إنكار المنكر ‪-:‬‬


‫أول ‪ :‬الشروط المتعلقة بالمر و الناهي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬اليمان ‪ ،‬فمن كان غير مسلم فل يلتزم بهذا الواجب ‪.‬‬
‫‪ -2‬التكليـف ‪ ،‬بمعنـى أن يكون المـر و الناهـي ملكفـا ‪ ،‬فمـن لم يكـن كذلك فل يجـب‬
‫عليه المر و النهي ‪.‬‬
‫‪ -3‬القدرة ‪ ،‬فمـن لم يكـن قادرا فل يجـب عليـه إل النكار بالقلب ‪ ،‬بمعنـى أن يكره‬
‫المنكر و يبغضه ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الشروط المتعلقة بالمنكر الذي يجب إنكاره ‪-:‬‬


‫‪ -1‬تحقق كون الفعل منكرا ‪ ،‬فل يجوز النكار بالظن و الحتمال ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون موجود في الحال ‪ ،‬و صاحبه مباشر له وقت النهي ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون ظاهرا دون تجسس ‪ ،‬فإذا كان إنكار المنكر متوقفا على التجسس ‪ ،‬فل‬
‫يجوز النكار ( علل ؟ )‬
‫‪‬لقوله تعالى ‪ ( :‬و ل تجسـسوا ‪ ، ) ...‬و لن للبيوت و مـا شابههـا حرمـة ل يجوز‬
‫انتهاكها بغير مبرر شرعي ‪.‬‬

‫‪‬الداب التي يلتزمها المر بالمعروف و النهي عن المنكر ‪-:‬‬


‫( أ ) الخلص ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله تعالى ‪ ( :‬فاعبد ال مخلصًا له الدين ‪. ) ...‬‬
‫(ب) العلم ‪ ،‬فل ينكر المنكر بدون علم ‪ ،‬و إل وقع فيه محظورات شرعية ‪.‬‬
‫‪‬الدليــل ‪ ،‬قوله تعالى ‪ ( :‬قــل هذه ســبيلي أدعوا إلى ال على بصــيرة ٍ أنــا و مــن‬
‫اتبعني ‪. ) ...‬‬

‫‪16‬‬
‫(ج) الحكمة و الموعظة الحسنة و السلوب اللطيف مع إيضاح الحق ‪.‬‬
‫‪‬الدليــل ‪ ،‬قوله تعالى ‪ ( :‬ادع إلى ســبيل ربــك بالحكمــة و الموعظــة الحســنة و‬
‫جادلهم بالتي هي أحسن ‪. ) ...‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله تعالى لموسى و هارون ( ع ) في خطابهما لفرعون ‪:‬‬
‫( فقول له قول ً لينــًا لعله يتذكر أو يخشى )‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله تعالى لنبينا محمد ( ص ) ‪:‬‬
‫( و لو كنت فظــًا غليظ القلب لنفضوا من حولك ‪. ) ...‬‬
‫( د ) الصبر و الحلم ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله تعالى في وصية لقمان لبنه ‪:‬‬
‫( و أمل بالمعروف و انـه عـن المنكـر و اصـبر على مـا أصـابك إن ذلك مـن عزم‬
‫المور ) ‪.‬‬

‫(هــ) مراعاة المصـالح و المفاسـد ‪ ،‬فل يأمـر بالمعروف أو ينهـى إل إذا غلبـت‬
‫المصـلحة على المفسـدة ‪ ،‬أمـا إذا غلبـت المفسـدة على المصـلحة فل يجوز المـر و‬
‫النهي ( علل ؟؟ )‬
‫‪‬لئل يقع المر و الناهي في منكر أعظم من المنكر الذي يريد إنكاره ‪.‬‬
‫(و) دفـع المنكـر بأيسـر مـا يندفـع بـه ‪ ،‬فل يجوز أن يدفـع المنكـر بوسـيلة أكـبر مـن‬
‫الوسيلة المناسبة لدفعه ‪.‬‬
‫(ز) النكار بحسب درجاته ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله ( ص ) ‪:‬‬
‫( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ‪ ،‬فإن لم يستطع فبلسانه ‪ ،‬فإن لم يستطع فبقلبه‬
‫و ذلك أضعف اليمان ) ‪.‬‬

‫‪‬درجات النكار ‪-:‬‬


‫‪ -‬أعلها باليد ‪.‬‬
‫‪ -‬أدناها بالقلب ‪.‬‬

‫•ل يغير المنكر بالشد إذا يستطاع تغييره بالخف ‪.‬‬


‫‪-----------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الصـبـر‬
‫‪‬تعريف الصبر ‪-:‬‬
‫‪ -‬لغة ‪ :‬الحبس و الكف و المنع ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪‬حكم الصبر ‪-:‬‬
‫•صبر و اجب ‪ ،‬و هو ثلث أنواع ‪-:‬‬
‫‪ -1‬الصبر عن المحرمات بتركها ‪.‬‬
‫‪ -2‬الصبر على الواجبات بفعلها ‪.‬‬
‫‪ -3‬الصبر على المصائب التي يقدرها ال على العبد ‪ ،‬كالمرض ‪ ،‬و الفقر ‪ ،‬و موت‬
‫القريب ‪. ... ،‬‬
‫•صبر مستحب ‪ ،‬و هو نوعان ‪-:‬‬
‫‪ -1‬الصبر على المكروهات بتركها ‪.‬‬
‫‪ -2‬الصبر على المستحبات بفعلها ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬الصبر على مقابلة الجاني بمثل فعله ‪.‬‬
‫•صبر محرم ‪ ،‬و هو ثلث أنواع ‪-:‬‬
‫‪ -1‬الصبر عن الطعام و الشراب حتى الموت ‪.‬‬
‫‪ -2‬صبر النسان على ما فيه هلكه ‪ :‬كحريق ‪ ،‬أو كافر يريد قتله ‪.‬‬
‫‪ -3‬صبر النسان على من أراده و أهله بفاحشة ‪.‬‬

‫•صبر مكروه ‪ ،‬و هو نوعان ‪-:‬‬


‫‪ -1‬الصبر على فعل المكروه ‪.‬‬
‫‪ -2‬الصبر على ترك المستحب ‪.‬‬
‫• صبر مباح ‪ :‬كالصبر على الكل فترة ل يحصل بها ضرر ‪ ،‬أو على البرد فترة ل‬
‫يحصل به أذى ‪.‬‬
‫‪‬فضائل الصبر ‪-:‬‬
‫‪ -1‬أنه ما من قربة إل و أجرها بتقدير و حساب إل الصبر ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله ‪ ( :‬إنما يوفى الصابرون أجورهم بغير حساب ٍ ) ‪.‬‬
‫•لن الصوم من الصبر فإن ثوابه غير محسوب ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله ( ص ) ‪-:‬‬
‫( كـل عمـل ابـن آدم يضاعـف الحسـنة عشـر أمثالهـا سـبعمائة ضعـف ‪ ،‬قال ال عـز و‬
‫جل ‪ :‬إل الصوم فإنه لي و أنا أجزي به ‪. ) ...‬‬

‫‪ -2‬ما تتضمنه الية من البشارة للصابرين ‪ ،‬في قوله تعالى ‪:‬‬


‫( و بشـر الصـابرين – الذيـن إذا أصـابتهم مصـيبةٌ قالوا إنـا ل و إنـا إليـه راجعون –‬
‫أولئك عليهم صلواتٌ من ربهم و رحمةٌ و أولئك هم المهتدون ) ‪.‬‬

‫‪ -3‬معية ال الخاصة ‪ ،‬و محبته للصابرين ‪.‬‬


‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله تعالى ‪:‬‬
‫( و اصبروا إن ال مع الصابرين ) ‪.‬‬
‫( و ال يحب الصابرين ) ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -4‬أن الصبر خير لصحابه ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله تعالى ‪:‬‬
‫( و لئن صبرتم لهو خيرٌ للصابرين ) ‪.‬‬

‫‪ -5‬أن ال أوجب لهم الجزاء بأحسن أعمالهم ‪.‬‬


‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله تعالى ‪:‬‬
‫( و لنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) ‪.‬‬

‫‪‬أهمية الصبر ‪-:‬‬


‫‪ -‬قال ابن مسعود ‪ :‬الصبر نصف اليمان ‪.‬‬
‫‪ -‬قال العلماء ‪ :‬اليمان نصف صبر ‪ ،‬و نصف شكر ‪.‬‬

‫‪‬أنواع الصبر ‪-:‬‬


‫•صبر على طاعة ال عز و جل ‪ .‬و المراد به ‪-:‬‬
‫( حبس النفس على القيام بالطاعة و مداومتها ) ‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫‪ -1‬الصبر على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها مع المسلمين ‪.‬‬
‫‪ -2‬الصبر على إخراج الزكاة ‪ ،‬و بر الوالدين ‪.‬‬

‫•صبر عن معاصي ال عز و جل ‪ .‬و المراد به ‪-:‬‬


‫( حبس النفس عن ارتكاب المعصية ‪ ،‬و منعها من السترسال مع الهوى ) ‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫‪ -1‬الصبر على منع النفس من النظر الحرام ‪.‬‬
‫‪ -2‬الصبر على ترك الغيبة و أصحاب السوء ‪.‬‬
‫‪ -3‬مجاهدة النفس على ترك مال الحرام ‪.‬‬

‫•صبر على أقدار ال المؤلمة ‪ .‬و المراد به ‪-:‬‬


‫( حبس النفس عن الجزع و التسخط ‪ ،‬و اللسان عن الشكوى ‪ ،‬و الجوارح عن فعل‬
‫ما ل ينبغي كلطم الخدود ‪ ،‬و شق الثياب ‪. ) ...‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫‪ -1‬الصبر على فقد أخ أو قريب ‪ ،‬أو مال ‪ ،‬أو مرض ‪.‬‬
‫‪ -2‬الصبر على أذى الناس ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫•و ضده ‪ ( :‬التســخط ‪ ،‬و التشكــي ‪ ،‬و اســتبطاء الفرج مــن روح ال ‪ ،‬و الجزع‬
‫الذي يؤدي إلى فوات الجر ‪ ،‬و تضاعف المصيبة ‪ ،‬و نقصان اليمان ) ‪.‬‬

‫‪‬تفاوت مراتب الصبر ‪-:‬‬


‫‪ -‬الصبر على الطاعات و عن المحرمات أفضل من الصبر على القدار المؤلمة ‪.‬‬
‫‪ -‬الصبر على أداء الطاعات أكمل من الصبر على اجتناب المحرمات و أفضل ‪.‬‬
‫‪ -‬صرح بذلك السلف (( سعيد بن جبير ‪ ،‬ميمون بن مهران )) ‪.‬‬

‫‪‬الصيام صـبـر ‪-:‬‬


‫‪ -‬من أفضل أنواع الصبر ( علل ؟؟ ) لنه يجمع أنواع الصبر الثلثة ‪-:‬‬
‫( أ ) صبر على طاعة ال و صبر عن معصيته ( علل ؟؟ ) لن العبد يترك شهواته‬
‫ل ‪ ،‬و نفسه قد تنازعه إليها ‪.‬‬
‫(ب) صبر على القدار المؤلمة بما قد يصل للصائم من الجوع و العطش ‪.‬‬
‫‪‬كان النبي ( ص ) يسمي شهر رمضان بـ ( شهر الصبر ) ‪ ،‬لقوله ( ص ) ‪:‬‬
‫( صوم شهر الصبر و ثلثة أيام من كل شهر صوم الدهر )) ‪.‬‬

‫‪‬الصيام يحتاج إلى مجاهدة ‪-:‬‬


‫‪ -‬الصيام يحتاج إلى مجاهدة و صبر ‪ :‬بفعل الطاعات و ترك المنكرات ‪ ،‬و الصبر‬
‫على المكاره و الفات ‪ ،‬و أذى الناس ‪.‬‬
‫‪‬قوله ( ص ) ‪ ( :‬و من يتصبر يصبره ال ) ‪.‬‬
‫‪ -‬الصبر يحتاج إلى استعانة بال ‪ ،‬فهو المصبر و المعين ‪.‬‬
‫‪‬قال تعالى ‪ ( :‬و اصبر و ما صبرك إل بال ‪. ) ...‬‬
‫‪ ‬و قال فيما حكاه موسى ( ع ) ‪ ( :‬استعينوا بال و اصبروا ‪. ) ...‬‬

‫‪‬صبر الكرام ‪ ،‬و صبر اللئام ‪-:‬‬


‫‪ -‬الكريم يصبر في طاعة الرحمن ‪.‬‬
‫‪ -‬اللئيـم يصـبر فـي طاعـة الشيطان ‪ ،‬فهـو أصـبر شيـء فـي طاعـة أهوائهـم و‬
‫شهواتهم ‪ ،‬و أقل الناس صبرا في طاعة ال ‪.‬‬

‫‪‬الصبر على المسرات ‪-:‬‬


‫‪ -‬الصبر يكون في المكاره ‪ ،‬كما هو في النعم و المسرات بل هو أعظم و أشق من‬
‫الصبر على المكاره ‪ ،‬و لذلك ل يستعمله إل الصادقون و الكثير يغفل عنه ( علل ؟ )‬
‫‪‬لن مقرون بالقدرة و التمكن ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله تعالى ‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫( و لئن أذقنا النسان منا رحمة ً ثم نزعناها منه إنه ليئوسٌ كفورٌ – و لئن أذقناه‬
‫نعماء بعــد ضراء مســته ليقولن ذهــب الســيئات عنــي إنــه لفرحٌ فخورٌ – إل الذيــن‬
‫صبروا و عملوا الصالحات أولئك لهم مغفرةٌ و أجرٌ كبيرٌ ) ‪.‬‬

‫‪‬الصبر على النعمة و المسرة فيما يلي ‪-:‬‬


‫•أل يركــن إليهــا ‪ ،‬و ل يغتــر بهــا ‪ ،‬و ل تحمله على البطــر و الشــر ‪ ،‬و الفرح‬
‫المذموم الذي ل يحب ال أهله ‪.‬‬
‫•أل ينهمك فـي نيلها و يبالغ فـي استقصائها حتى تنقلب إلى أضدادها ‪ ،‬أو يصاب‬
‫بالغفلة فينهمك في النعمة حتى ل يعرف حقها من باطلها ‪.‬‬
‫•أن يصبر على أداء حق ال فيها ‪ ،‬و ل يضيعه ‪.‬‬
‫•أن يصبر عن صرفها في الحرام ‪ ،‬فل يمكن نفسه من كل تهواه فتوصله للباطل‬
‫و توقعه في الحرام ‪.‬‬

‫‪‬آداب الصبر ‪-:‬‬


‫‪ -1‬أن يكون الصبر في أول حدوث المصيبة ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله ( ص ) ‪ ( :‬إنما الصبر عند الصدمة الولى ) ‪.‬‬

‫‪ -2‬السترجاع عند المصيبة ‪.‬‬


‫‪‬الدليل ‪:‬‬
‫‪ -‬قوله تعالى ‪ ( :‬الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا ل و إنا إليه راجعون ) ‪.‬‬
‫‪ -‬حديث أم سلمة ‪ ،‬قالت ‪ :‬سمعت رسول ال ( ص ) يقول ‪:‬‬
‫( ما من مسلم تصيبه مصبية ‪ ،‬فيقول ما أمره ال ‪ :‬إنا ل ‪ ،‬و إنا إليه راجعون ‪،‬‬
‫اللهـم أجرنـي فـي مصـيبتي ‪ ،‬و اخلف لي خيرا منهـا إل أخلف ال له خيرا منهـا ) ‪.‬‬
‫فلما مات أبو سلمة ‪ ،‬قلت ‪ :‬أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟! أول بيت هاجر إلى‬
‫رسول ال ( ص ) ثم إني قلتها ‪ ،‬فأخلف ال لي رسول ال ( ص ) ‪.‬‬

‫‪ -3‬سكون الجوارح و اللسان عند حدوث المصيبة ‪ ،‬أما البكاء بدون نياحة ‪ ،‬و رفع‬
‫الصوت فهو جائز ‪.‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪21‬‬
‫الذنوب و المعاصي و آثارها‬
‫‪‬المراد بالذنوب و المعاصي ‪-:‬‬
‫( ترك الواجبات الشرعية ‪ ،‬أو ارتكاب المحرمات بالشرع ) ‪.‬‬
‫‪‬مسميات المعصية ‪-:‬‬
‫‪ -3‬السيئة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬الثم ‪.‬‬ ‫‪ -1‬الخطيئة ‪.‬‬
‫‪‬خطر الذنوب و المعاصي و التحذير منها ‪-:‬‬
‫‪ -1‬مبعدة عن ال تعالى ‪.‬‬
‫‪ -2‬مبعدة عن رحمة ال تعالى ‪.‬‬
‫‪ -3‬مقربة إلى سخط النار ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪-:‬‬
‫‪ -‬من الكتاب ‪ ،‬قوله تعالى ‪:‬‬
‫( فإن تولوا فاعلم أنما يريد ال أن يصيبهم ببعض ذنوبهم ‪. ) ...‬‬
‫( أو لم يهد للذين يرثون الرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ‪. ) ...‬‬
‫‪ -‬من السنة ‪ ،‬قوله ( ص ) ‪:‬‬
‫( اجتنبوا السبع الموبقات ‪. ) ...‬‬
‫‪ -‬فأمر الجتناب أبلغ مما لو نهى عن اقترافها ( علل ؟ )‬
‫‪‬لن الجتناب يقتضـي ترك الذنـب و مـا يوصـل إليـه ‪ ،‬ثـم أخـبر ( ص ) أنهـا مهلكـة‬
‫لمن واقعها ‪.‬‬

‫‪‬أنواع الذنوب ‪-:‬‬


‫‪ -‬تنقسم الذنوب إلى ‪ :‬كبائر ‪ ،‬صغائر ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪-:‬‬
‫‪ -‬من الكتاب ‪ ،‬قوله تعالى ‪:‬‬
‫( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ‪. ) ...‬‬
‫( الذين يجتنبون كبائر الثم إل اللمم ‪. ) ...‬‬
‫‪ -‬من السنة ‪ ،‬قوله ( ص ) ‪:‬‬
‫( الصلوات الخمس ‪ ،‬و الجمعة إلى الجمعة ‪ ،‬كفارةٌ لما بينهن ما لم تغش الكبائر )‪.‬‬

‫أول ‪ :‬الكبائر ‪-:‬‬


‫‪‬المراد بالكبائر ‪ :‬كــل معصــية دل الدليــل على تغليــظ تحريمهــا ‪ ،‬إمــا بلعــن ‪ ،‬أو‬
‫غضب ‪ ،‬أو عذاب ‪ ،‬أو نار ‪ ،‬أو حد في الدنيا ‪.‬‬
‫‪‬أمثلة ‪-:‬‬
‫•الشرك بال ‪.‬‬
‫•عقوق الوالدين ‪.‬‬
‫•قتل النفس التي حرم ال ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫•السحر ‪.‬‬
‫•شهادة الزور ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الصغائر ‪-:‬‬


‫‪‬تعريف الصغيرة ‪ :‬ما لم ينطق عليها حد الكبيرة ‪.‬‬
‫‪‬أمثلة ‪-:‬‬
‫•الخروج من المسجد بعد الذان لغير حاجة ‪.‬‬
‫•ترك إجابة دعوة العرس بدون عذر ‪.‬‬
‫•ترك رد السلم ‪.‬‬
‫•عدم تشميت العاطس الذي حمد ال ‪.‬‬

‫‪‬التحذير من الستهانة بالصغائر ‪-:‬‬


‫( أ ) أن مـن الواجـب ترك جميـع مـا نهـى ال عنـه و رسـوله ‪ ،‬ل فرق فـي ذلك بيـن‬
‫الصغائر و الكبائر ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله ( ص ) ‪ ( :‬ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ) ‪.‬‬
‫(ب) أن ترك الذنب تعظيم لحق ال على العبد ‪ ،‬و تعظيم لما نهى عنه ال و رسوله‪.‬‬
‫‪‬قال بلل بـن ســعد التابعـي ‪ :‬ل تنظــر إلى صـغر الخطيئة ‪ ،‬و لكـن انظـر إلى مـن‬
‫عصيت ‪.‬‬
‫(جـ) أنه قد ورد التحذير من التهاون بالصغائر بنص خاص ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله ( ص ) ‪:‬‬
‫( إياكم و محقرات الذنوب ‪ ،‬فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد ‪،‬‬
‫فجاء ذا بعود ‪ ،‬و جاء ذا بعود ‪ ،‬حتـى جمعوا مـا أنضجوا بـه خبزهـم ‪ ،‬و إن محقرات‬
‫الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه ) ‪.‬‬
‫(د) أن الصغيرة قد تجر غيرها من صغائر أو كبائر ‪ ،‬و هذا إنما يكون من استدراج‬
‫الشيطان للعبد ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله تعالى ‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا ل تتبعوا خطوات الشيطان ) ‪.‬‬
‫(هـ) أن الصغائر تتحول إلى كبائر ‪.‬‬

‫‪‬من السباب التي تحول الصغائر إلى الكبائر ‪-:‬‬


‫‪ -1‬الستمرار عليها و العتياد لها ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قال ابن عباس ‪ ( :‬ل كبيرة مع استغفار ‪ ،‬و ل صغيرة مع إصرار ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬الفرح بفعلها أو الفتخار به ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله ( ص ) ‪:‬‬
‫( كل أمتي معافى إل المجاهرين ‪ ،‬و إن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عمل ثم‬
‫يصبح و قد ستره ال فيقول ‪ :‬يا فلن قد عملت البارحة كذا و كذا ‪ ،‬و قد بات يستره‬
‫ربه و يصبح يكشف ستر ال عنه ) ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تصدر عمن يقتدي به الناس ( علل ؟؟ )‬
‫‪‬لنه بفعله يتسبب في إغرائهم ‪ ،‬فيكون عليه وزر نفسه و مثل أوزارهم ‪.‬‬

‫‪‬آثار المعاصي و الذنوب ‪-:‬‬


‫‪ -1‬على الفرد ‪:‬‬
‫(ب) عدم انشراحه ‪.‬‬ ‫( أ ) ظلمة القلب ‪.‬‬
‫( د ) قلة التوفيق ‪.‬‬ ‫(جـ) ابتلؤه بالمصائب و المشاكل ‪.‬‬
‫•قد يرى بعض العصاة آثار النعمة و السرور ‪ ،‬إنما هو استدراج من ال ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪-:‬‬
‫‪ -‬من الكتاب ‪ ،‬قوله تعالى ‪:‬‬
‫( و أملي لهم إن كيدي متينٌ )‬
‫( و ل تحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرٌ لنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثمًا‬
‫و لهم عذابٌ مهينٌ ) ‪.‬‬
‫‪ -‬من السنة ‪ ،‬قوله ( ص ) ‪:‬‬
‫( إن ال ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) ثم قرأ قوله تعالى ‪:‬‬
‫(( و كذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى و هي ظالمةٌ ‪. )) ...‬‬

‫‪ -2‬على المجتمع ‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫( أ ) كثرة المراض و الوبئة ‪.‬‬
‫(ب) اختلل المن و ظهور الخوف و فقد الطمأنينة‪.‬‬
‫(جـ) قلة نزول المطر أو كثرتها كثرة مؤذية ‪.‬‬
‫( د ) ظهور الزلزل و البراكين ‪.‬‬
‫(هـ) الحروب المدمرة ‪.‬‬

‫‪‬كيفية الوقاية و التخلص من المعاصي و الذنوب ‪-:‬‬


‫•واجب المجتمع ‪-:‬‬
‫‪ -‬على المجتمع محاربة الذنوب و المعاصي بأنواعها ‪ ،‬و التكاتف و التناصح فيما‬
‫بينهم ‪ ،‬و المر بالمعروف و النهي عن المنكر ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪:‬‬
‫‪ -‬من الكتاب ‪ ،‬قوله تعالى ‪:‬‬
‫( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود و عيسى ابن مريم ذلك بما‬
‫عصوا و كانوا يعتدون * كانوا ل يتناهون عن منكر ٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون )‬

‫‪ -‬من السنة ‪ ،‬قوله ( ص ) ‪:‬‬


‫( مثل القائم في حدود ال و الواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة ‪ ،‬فأصاب‬
‫بعضهم أعلها و بعضهم أسفلها ‪ ،‬فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مروا‬
‫على من فوقهم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا و لم نؤذ من فوقنا ‪ ،‬فإن‬
‫تركوهم و ما أرادوا هلكوا جميعا ‪ ،‬و إن أخذوا على أيديهم نجوا و نجوا جميعا ) ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫•واجب الفرد ‪-:‬‬
‫‪ -‬على المسلم بالتوبة النصوح ‪ ،‬و كثرة الستغفار ‪ ،‬و دعاء ال للمغفرة ‪ ،‬و‬
‫استشعار مراقبة ال ‪ ،‬و الستكثار من فعل الحسنات ‪ ،‬كما عليه البعد عن السباب‬
‫الموقعة في الذنوب ‪ ( :‬الجهل بال ‪ ،‬التهاون بالمعصية ‪ ،‬مقارنة العصاة ‪ ،‬ضعف‬
‫اليمان ‪ ،‬الفراغ ) ‪.‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الـتـوبة‬
‫‪‬معنى التوبة ‪-:‬‬
‫( الرجوع إلى ال تعالى بالتزام فعل ما يحب ‪ ،‬و ترك ما يكره ) ‪.‬‬
‫‪‬حكمها ‪-:‬‬
‫واجبة من الكتاب و السنة و الجماع ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪:‬‬
‫‪ -‬من الكتاب ‪ ،‬قوله تعالى ‪:‬‬
‫( و توبوا إلى ال جميعًا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون ) ‪.‬‬
‫( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى ال توبة ً نصوحًا ) ‪.‬‬
‫‪ -‬من السنة ‪ ،‬قوله ( ص ) ‪:‬‬
‫( يا أيها الناس توبوا إلى ال ‪ ،‬فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة ) ‪.‬‬
‫‪ -‬أما الجماع فقد أجمع العلماء على وجوب التوبة ‪.‬‬

‫‪‬وجوب التوبة على الفور ‪-:‬‬


‫‪ -‬ل يجوز تأخيـر التوبـة لي سـبب مـن السـباب فالواجـب المبادرة إليهـا و ترك‬
‫التسويف بها ‪ .‬فإنه من مصادر الشيطان ليبقى المسكين في حبائله ‪.‬‬

‫‪‬أهمية التوبة ‪-:‬‬


‫‪ -‬العبد مأمور بإتباع الصراط المستقيم ‪ ،‬و هو مع إرادته ل بد أن ينحرف عنها‬
‫في بعض أحيانه ( علل ؟؟ )‬
‫‪‬لما في طبيعة البشر من الضعف و الهوى ‪.‬‬

‫‪‬فضائل التوبة ‪-:‬‬


‫‪ -1‬محبة ال للتائبين ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله تعالى ‪:‬‬
‫( إن ال يحب التوابين و يحب المتطهرين ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬مغفرة لسيئاتهم و تكفيره لخطاياهم ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله تعالى ‪:‬‬
‫( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى ال توبة ً نصوحًا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم‬
‫و يدخلكم جنات ٍ تجري من تحتها النهار ‪. ) ...‬‬
‫‪ -3‬أن ال من رحمته بعباده ‪ ،‬يفرح بتوبة عباده ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله ( ص ) ‪:‬‬
‫( ل أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلة ‪،‬‬
‫فانفلتـت منـه ‪ ،‬و عليهـا طعامـه و شرابـه ‪ ،‬فأيـس منهـا ‪ ،‬فأتـى شجرة فاضطجـع فـي‬
‫ظلها ‪ ،‬و قد أيس من راحلته ‪ ،‬فبينما هو كذلك ‪ ،‬إذ هو بقائمة عنده ‪ ،‬فأخذ بخطامها‬
‫ثم قال من شدة الفرح ‪ :‬اللهم أنت عبدي و أنا ربك ‪ ،‬أخطأ من شدة الفرح ) ‪.‬‬

‫‪‬شروط صحة التوبة ‪-:‬‬


‫‪ -1‬القلع عـن الذنـب ‪ ،‬فإن كان الذنـب بفعـل محرم تركـه ‪ ،‬و إن كان ترك واجـب‬
‫فعله‪.‬‬
‫‪ -2‬الندم على ما فات من مقارفة الخطايا ‪.‬‬
‫‪ -3‬العزم الصادق على عدم العودة إلى الذنب ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون تركها لجل ال تعالى ‪ ،‬ل لخوف أو مصلحة ‪. ...‬‬
‫( و إن كان الذنـب فـي حـق آدمـي فل بـد مـن شرط آخـر ‪ :‬أن يعيـد الحق لصـاحبه أو‬
‫يتحلل منـه ‪ ،‬و لزمـه إعادة الحـق ‪ ،‬فإن لم يوافـه حيـا أعطاه ورثتـه ‪ ،‬فإن لم يوافقهـم‬
‫تصدق به عن صاحبه )‬
‫‪ -‬ل يشترط مواجهة صاحب الحق ( علل ؟؟ )‬
‫‪‬لما يحصل به من الذى ‪ ،‬و لكن يعيد الحق بأي طريق مناسب ‪.‬‬

‫‪‬ما على العبد بعد التوبة ‪-:‬‬


‫‪ -‬أن يستكثر من الطاعات و ذكر ال تعالى ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يدعو ال أن يثبته على التوبة و يقبلها منه ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬ما ذكره النبي ( ص ) في قصة ‪ :‬قاتل المئة ‪ ،‬الذي تاب فقال له العالم ‪:‬‬
‫( انطلق إلى أرض كذا و كذا ‪ ،‬فإن بها أناسا يعبدون ال ‪ ،‬فاعبد ال معهم ‪ ،‬و ل‬
‫ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء ) ‪.‬‬

‫‪‬زمن التوبة ‪-:‬‬


‫‪ -‬المرء محتاج للتوبة دائما ( علل ؟؟ ) لنه ل يخلو أحد من تقصير بحق ال ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله ( ص ) ‪:‬‬
‫( كل ابن آدم خطاء ‪ ،‬وخير الخطائين التوابون ) ‪.‬‬
‫‪ -‬كان النبي ( ص ) و هو المعصوم يستغفر ال و يتوب إليه في اليوم مائة مرة ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله ( ص ) ‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫( و ال إني لستغفر ال و أتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ) ‪.‬‬
‫‪ -‬زمن التوبة يكون متى قارف العبد ذنبا أو قصر في واجب ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله ( ص ) ‪:‬‬
‫( إن ال تعالى يبسـط يده بالليـل ليتوب مسـيء النهار ‪ ،‬و يبسـط يده بالنهار يتوب‬
‫مسيء الليل ‪ ،‬حتى تطلع الشمس من مغربها ) ‪.‬‬

‫‪‬الزمن الذي ل تقبل فيه التوبة ‪-:‬‬


‫‪ -1‬وقت الحتضار ‪ ،‬لنه إذا بلغت الروح الحلقوم لم تقبل التوبة ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪:‬‬
‫‪ -‬قوله تعالى ‪:‬‬
‫( و ليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت‬
‫الن ‪. ) ...‬‬
‫‪ -‬قوله ( ص ) ‪:‬‬
‫( إن ال يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا طلعت الشمس من مغربها ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله ( ص ) ‪:‬‬
‫( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب ال عليه ) ‪.‬‬

‫‪‬المور الصارفة عن التوبة ‪-:‬‬


‫‪ -1‬العتماد على رحمـة ال و عفوه مـع الغفلة عـن عقابـه ‪ ،‬كقول الكثيـر مـن‬
‫المذنبين ‪ :‬ال غفور رحيم ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم * و أن عذابي هو العذاب الليم ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬التسويف ‪ ،‬و طول المل ‪ ،‬و تأجيل التوبة إلى حين الكبر ‪.‬‬
‫‪ -3‬النهماك في متع الحياة الدنيا ‪ ،‬و الغفلة عن الخرة ‪ ،‬و نسيان الموت ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله ( ص ) ‪:‬‬
‫( أكثروا ذكر هاذم اللذات ) ‪ ،‬يعني ‪ :‬الموت ‪.‬‬
‫و قال ‪ ( :‬زوروا القبور فإنها تذكر الموت ) ‪.‬‬
‫‪ -4‬استصغار الذنب و احتقاره ‪ ،‬وقول المذنب ‪ ( :‬أنا ما فعلت شيئا ) ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪-:‬‬
‫( أ ) قال ابن مسعود ‪ ( :‬إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع‬
‫عليه ‪ ،‬و إن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه ‪ ،‬فقال به هكذا ) ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫(ب) قال أنس ‪ ( :‬إنكم لتعملون أعمال ً هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها‬
‫على عهد النبي ( ص ) من الموبقات ) ‪.‬‬
‫‪ -5‬الغترار بالحسـنات التـي يفعلهـا العبـد ‪ ،‬و نسـيان الذنوب ‪ .‬فيقول معجبـا ‪ ( :‬أنـا‬
‫فعلت كذا و كذا ) ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله تعالى ‪:‬‬
‫( يمنون عليـك أن أسـلموا قـل ل تمنوا علي إسـلمكم بـل ال يمـن عليكـم أن هداكـم‬
‫لليمان إن كنتم صادقين ) ‪.‬‬
‫‪ -6‬مصاحبة المنهمكين في الذنوب ‪ ،‬و لو لم يكن فيها من المفاسد إل أنهم يهونون‬
‫الذنب بقولهم و فعلهم ‪ ،‬و يثبطون عن التوبة ‪.‬‬
‫‪ -7‬ظن المسرف على نفسه أن ال ل يقبل توبته ‪ ،‬و أنه ل بد و أن يعذبه ‪ ،‬و هذا‬
‫من تسويل الشيطان للمسكين ‪ ،‬و هو قنوط من رحمة ال ‪.‬‬
‫‪‬الدليل ‪ ،‬قوله تعالى ‪:‬‬
‫( قـل يـا عبادي الذيـن أسـرفوا على أنفسـهم ل تقنطوا مـن رحمـة ال إن ال يغفـر‬
‫الذنوب جميعَا إنه هو الغفور الرحيم ) ‪.‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الـــــــــــورع‬
‫‪‬تعريف الورع ‪-:‬‬
‫‪ -‬لغة ‪ :‬تحرج و توقى عن المحارم ‪ ،‬فهو روع و متورع ‪.‬‬
‫‪ -‬شرعا ‪ :‬ترك ما يخاف ضرره في الخرة ‪.‬‬

‫‪‬فضل الورع ‪-:‬‬


‫‪ -‬قوله ( ص ) ‪ ( :‬كن ورعا تكن أعبد الناس ) ‪.‬‬
‫‪ -‬قوله ( ص ) ‪ ( :‬فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة ‪ ،‬و خير دينكم الورع ) ‪.‬‬

‫‪‬أنواع العبادة ‪-:‬‬


‫( أ ) ورع واجب ‪ :‬و هو الورع عن فعل المحرمات ‪ ،‬و ترك الواجبات ‪.‬‬
‫(ب) ورع مستحب ‪ :‬و هو الورع عن فعل المكروهات و ترك المستحبات ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫* ويدخـل فيـه الورع عن الشبهـة ‪ ،‬مثـل قوله ( ص ) ‪ :‬إنـي لنقلب إلى أهلي فأجد‬
‫التمرة ساقطة على فراشي ‪ ،‬فأرفعها لكلها ‪ ،‬ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها * ‪.‬‬
‫‪ -‬هذا الحديـث أصـل مـن أصـول الورع ‪ ،‬فالنـبي ( ص ) تحرم عليـه الصـدقة ‪ ،‬فلهـا‬
‫احتمالن ‪-:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون من مال النبي ( ص ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون من مال الصدقة المحرم عليه ‪ .‬فلما اشتبه عليه المر تركها تورعا ‪.‬‬

‫‪‬ضوابط في الورع ‪-:‬‬


‫‪ -‬الخلل في الضوابط أو بعضها ينتج عنه ورع فاسد غير مشروع إما ‪:‬‬
‫( غلو مذموم ‪ ،‬تقصير ممنوع ) ‪.‬‬
‫‪ -‬تتلخص الضوابط فيما يلي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬الورع يكون فـي فعـل الواجـب و المسـتحب ‪ ،‬و ترك المحرم و المكروه ‪ .‬و يكون‬
‫في ترك ما أصله مباح ( علل ؟؟ ) ‪ ،‬إما لشبهة عارضة ‪ ،‬أو لخوف جلب مفسدة ‪.‬‬
‫أما المباح المحض فل يصح فيه الورع ( علل ؟؟ ) ‪ ،‬لنه ل يخاف ضرره ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون الورع صـادرا عـن علم حاصـل بالدلة الشرعيـة ( علل ؟؟ ) لنـه قـد‬
‫يؤدي إلى فساد أعظم من صلح يرتجى منه ‪.‬‬
‫‪ -3‬الموازنـة بيـن المفاسـد و المصـالح ‪ ،‬فمـا غلبـت مصـلحته فالورع فعله ‪ ،‬و مـا‬
‫غلبت مفسدته فالورع تركه ‪.‬‬

‫‪‬أغلط الناس في الورع ‪-:‬‬


‫‪ -1‬مـن الناس مـن أخطـأ فـي الورع ‪ ،‬و قصـره على اجتناب المحرمات ‪ ،‬دون فعـل‬
‫الواجبات ‪ ،‬فتورع عـن الكذب ‪ ،‬و كسـب المال الذي فيـه شبهـة ‪ ،‬و نحـو ذلك ‪ .‬لكنـه‬
‫مـع هذا ترك أمورا واجبـة عليـه ‪ ،‬كصـلة الرحـم ‪ ،‬و حـق الجار ‪ ،‬و حـق ذي السـلطان‬
‫و العلم ‪ ،‬و ترك المر بالمعروف و النهي عن المنكر و الجهاد في سبيل ال ‪.‬‬
‫و هذا الورع قد يوقع صاحبه في البدع الكبار ‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫( بدع الخوارج و المعتزلة ‪ ،‬و بعض الفرق الضالة ) ‪ ،‬حتى أنهم تركوا الواجبات‬
‫الكبار ‪ ،‬مثل ‪ :‬الجمعة ‪ ،‬الجماعة ‪ ،‬الحج ‪ ،‬الجهاد مع السلطان ‪.‬‬
‫‪ -2‬مـن الناس كان ورعـه فـي اجتناب المحرمات غيـر مبنـي على دليـل شرعـي ‪ ،‬بـل‬
‫على مـا تنفـر منـه نفسـه ‪ ،‬و يخالف هواهـا ‪ ،‬و لجـل هذا تتولد عنده أوهام و ظنون‬
‫كاذبة ‪ ،‬فيقع في الورع الفاسد مع ظنه صحة ما هو فيه ‪ ،‬مثل ‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫( أهـل الوسـوسة في النجاسـات ‪ ،‬أو النيـة فـي العبادات ‪ ، ) ...‬و ورعهم فاسـد لنه‬
‫مركب من دين مع ضعف علم ‪ ،‬قد يتبعه ضعف عقل ‪ ،‬و قد أنكر حال هؤلء الئمة‬
‫كأحمد بن حنبل ‪. ...‬‬
‫‪‬من هذا النوع ‪ :‬الورع الذي ذمه الرسول ( ص ) ‪ ،‬ففي حديث عائشة قالت ‪:‬‬
‫صـنع رسـول ال ( ص ) أمرا فترخـص فيـه ‪ ،‬فبلغ ذلك ناسـا مـن أصـحابه ‪ ،‬فكأنهـم‬
‫كرهوه و تنزهوا عنـه ‪ ،‬فبلغـه ذلك ‪ ،‬فقام خطيبـا ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬مـا بال رجال بلغهـم عنـي‬
‫أمـر ترخصـت فيـه ‪ ،‬فكرهوه و تنزهوا عنـه ‪ ،‬فـو ال لنـا أعلمهـم بال ‪ ،‬و أشدهـم له‬
‫خشية ) ‪.‬‬
‫‪ -3‬من الناس من حمله ورعه على ترك بعض المور ‪:‬‬
‫( أ ) ناظرا إلى جهة فساده ‪ ،‬و لم يلحظ ما يعارضه من جهة الصلح الراجح على‬
‫المفسدة ‪.‬‬
‫( ب ) و قـد يحصـل العكـس ‪ .‬فيفعـل بعـض المور ناظرا إلى جهـة صـلحه دون أن‬
‫يلحظ ما يعارضه من جهة الفساد الراجح على المصلحة ‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫‪‬المثال الول ( أ ) ‪ :‬مـن يترك الئتمام بالمام الفاسـق ‪ ،‬فيفوت مـا هـو أعظـم مـن‬
‫ذلك ‪ ،‬بترك الجمعة و الجماعة ‪.‬‬
‫‪‬المثال الثانـي (ب) ‪ :‬مـن يرى أن ل يمكـن أداء واجـب المناصـحة للسـلطان الظالم‬
‫إل بالقتال الذي فيه من الفساد و سفك الدماء أضعاف ما عند الحاكم من الظلم ‪.‬‬
‫مثــل ‪ :‬مــن يقدم على إنكار منكــر ‪ ،‬و هــو يعلم صــاحبه إذا أنكــر زاد عليــه ضرره و‬
‫منكره إلى أعظم مما هو عليه ‪.‬‬

‫‪‬جماع الورع ‪-:‬‬


‫‪‬قـد جمـع النـبي ( ص ) الورع كله فـي كلمـة واحدة ‪ ،‬فقال ‪ (( :‬مـن حسـن إسـلم‬
‫المرء تركه ما ل يعنيه )) ‪.‬‬
‫‪ -‬و هذا يعم الترك لما ل يعني المرء ‪ :‬من الكلم ‪ ،‬النظر ‪ ،‬الستماع ‪ ،‬البطش ‪. ...‬‬
‫و سائر الحركات الظاهرة و الباطنة ‪. ....‬‬

‫‪‬أمثلة على ما ينبغي فيه الورع ‪-:‬‬


‫•ورع الباطن ‪ :‬بترك العمل لغير ال ‪ ،‬و تطهير القلب من الرياء ‪.‬‬
‫•الطعام و الشراب ‪ :‬و مـــن أعظـــم الورع ‪ .‬الورع فـــي المطاعـــم و المشارب ‪:‬‬
‫بتحري الحلل ‪ ،‬و البعد عن الحرام ‪ ،‬أو ما فيه شبهة ‪.‬‬
‫•المنطـق و الكلم ‪ ،‬و لشدتـه قال بعـض السـلف ‪ :‬الورع فـي المنطـق أشـد منـه فـي‬
‫الذهب و الفضة ‪.‬‬
‫•الورع في المشتبهات ‪:‬‬
‫‪ -‬المراد بالمشتبهات ‪ :‬أمور بين الحلل و الحرام ‪.‬‬
‫‪ -‬أما الراسخون في العلم فل يشتبه عليهم ( علل ؟؟ ) ‪ ،‬لنها ل تكون مشتبهة في‬
‫ذاتها لن ال قد بين الحلل والحرام ‪ .‬لكن تشتبه لمن ل علم له ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫•البيع و الشراء ‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫‪ -‬التورع عـن بيـع السـلعة المعيبـة مـع إخفاء عيبهـا و لو لم يكـن ظاهرا ‪ ،‬فمـن‬
‫الورع بيانهــا ‪ ،‬و إن نزلت قيمتهــا ‪ .‬و الورع فــي إعطاء البائع الدراهــم الممزقــة و‬
‫وضعها بين السليمة حتى تختفي ‪.‬‬
‫•التورع في الفتوى ‪ :‬ذلك بترك القدام عليها دون علم و تثبت ‪.‬‬
‫•الورع عن الخوض في أعراض الناس و أموالهم ‪.‬‬

‫رواة الحديث‬

‫جابر بن عبد ال بن عمرو بن حرام النصاري ‪ ،‬له و لبيه صحبة ‪ ،‬شهد مع أبيه‬
‫بيعة العقبة الخيرة ‪ ،‬و كان أبوه أحد النقباء في البيعة ‪ ،‬شهد مع الرسول ( ص )‬
‫‪ 19‬غزوة ‪ .‬و هو أحد المكثرين لرواية الحديث ‪ ،‬و كانت له حلقة في المسجد‬
‫النبوي للعلم ‪ ،‬و قد كان من المعمرين ‪ ،‬و هو من أواخر الصحابة الذين ماتوا في‬
‫المدينة ‪ ،‬توفي سنة ‪ 78‬هـ ‪ ،‬و عمر ‪ 94‬سنة ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫سمرة بن جندب الفزاري ‪ ،‬يكنى بأبي سليمان ‪ ،‬من حلفاء النصار ‪ ،‬و كان تقيا و‬
‫صدوقا و من حفاظ الحديث ‪ ،‬نزل بالبصرة و سكـن فيها ‪ ،‬توفي قبل عام ‪ 60‬هـ ‪.‬‬

‫أبو هريرة ‪ :‬عبد الرحمن بن صخر الدوسي ‪ ،‬أسلـم عــــــام خيبر ‪ 7‬هـ ‪ ،‬و كان‬
‫أكثر الصحــابة رواية للحديث ‪ ،‬لملزمته للرســـول ( ص ) و قد روي ‪ 5374‬حديثا‬
‫‪ ،‬و توفي سنة ‪ 57‬هـ ‪.‬‬

‫ابن عباس ‪ :‬حبر المة و إمام التفسير ‪ ،‬و ابن عم الرسول ( ص ) ‪ ،‬عبد ال بن‬
‫العباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي ‪ ،‬ولد قبل الهجرة بثلث سنين و دخل‬
‫السلم هو و أبوه عام الفتح ‪ ،‬دعا له الرسول ( ص ) بسعة العلــم و الفقــه ‪:‬‬
‫اللهم فقهه في الدين و علمه التأويل ‪ ،‬و كان من أكثــر الصحابة رواية للحديث ‪ ،‬و‬
‫أعلمهم بالتفسير ‪ ،‬و أقدرهم على الستنباط ‪ ،‬توفي عام ‪ 68‬هـ ‪ ،‬و عمره ‪ 71‬سنة‪.‬‬

‫عائشة بنت أبي بكر الصديق ‪ ،‬أم المؤمنين ‪ ،‬زوج النبي ( ص ) و أشهر نسائه‬
‫عقد عليها النبي ( ص ) و عمرها ‪ 6‬سنين ‪ ،‬و ذلك قبل الهجرة بسنتين ‪ ،‬و دخل‬
‫بها و هي في ‪ 9‬من عمرها ‪ ،‬في السنة الثانية من الهجرة ‪ ، ،‬و هي من أكثر‬
‫الصحابة رواية للحديث خاصة ما يتعلق قي أمور النبي ( ص ) السرية ‪ ،‬اشتهرت‬
‫بفقهها و علمها و حفظها و أدبها ‪ ،‬توفي سنة ‪ 57‬هـ ‪ ،‬و صلى عليها أبو هريرة ‪.‬‬

‫معاني الكلمات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫م‬


‫أصـلها مـن الخيـر أو مـن الخيرة و اسـتخار ال ‪ :‬طلب‬
‫الستخارة‬ ‫‪1‬‬
‫منه الخير ‪ ،‬و خار ال له ‪ :‬أعطاه ما هو خير له ‪.‬‬
‫هذه جملة عامـــة أريـــد بهـــا الخصـــوص ‪ ،‬و ذلك أن‬
‫الواجـب و المسـتحب ل يسـتخار فـي فعلهمـا ‪ ،‬و الحرام‬
‫و المكروه ل يسـتخار فـي تركهمـا ‪ ،‬فانحصـر المـر فـي‬ ‫في المور كلها‬ ‫‪2‬‬
‫المباح و في المستحب إذا تعارض أمران أيهما يبدأ به‬
‫و يقصر عليه ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫وجـــه الشبـــه ‪ :‬عموم الحاجـــة فـــي المور كلهـــا إلى‬
‫الســتخارة ‪ ،‬كعموم الحاجــة إلى القراءة فــي الصــلة ‪.‬‬
‫كالسورة من القرآن التشــبيه ‪ :‬فــي تحفــظ حروفــه و ترتــب كلماتــه و منــع‬ ‫‪3‬‬
‫الزيادة و النقـص منـه ‪ ،‬و الدرس له و المحافظـة عليـه‬
‫و الهتمام به و التحقق لبركته و الحترام له ‪.‬‬
‫إذا أراد ‪ ،‬فليركـع ركعتيـن ‪ :‬أقـل مـا يصـلي ‪ ،‬و ل مانـع‬
‫مــن الزيادة لكــن كــل ركعتيــن بتســليمتين و ل يجزى‬ ‫إذا هم‬ ‫‪4‬‬
‫واحدة ‪.‬‬
‫أطلب الخيرة مما علم لنك أعلم ‪.‬‬ ‫استخيرك بعلمك‬ ‫‪5‬‬
‫و أستقدرك بقدرتك لنك أقدر ‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫إشارة إلى إعطاء الرب فضل منه تعالى و نعمة ‪.‬‬ ‫و أسألك من‬ ‫‪7‬‬
‫فضلك العظيم أو قال أو ‪ :‬شك من الراوي ‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫اجعله مقدورا لي و ميسرا ‪.‬‬ ‫فاقدره‬ ‫‪9‬‬
‫حتى ل يبقى القلب بعد صرف المر عنه متعلقا به ‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫و اصرفني عنه‬
‫‪0‬‬
‫مرهون‬ ‫رهينة‬ ‫‪11‬‬
‫العقيقــة ‪ :‬اســم لمــا يذبــح عــن المولود ‪ ،‬و اختلف فــي‬
‫اشتقاقها ‪ ،‬فقيل ‪ :‬أصلها الشعر الذي يخرج على رأس‬
‫‪1‬‬
‫المولود ‪ .‬و سميت الشاة التي تذبح عقيقة ‪ ،‬لنه يحلق‬ ‫عقيقته‬
‫‪2‬‬
‫عنه الشعر عند الذبح ‪.‬‬
‫و قيل ‪ :‬مأخوذة من العق ‪ ،‬و هو الشق و القطع ‪.‬‬
‫الطاهــر ‪ ،‬و المراد هنــا ‪ :‬أن ال منزه عــن النقائص و‬ ‫‪1‬‬
‫طيب‬
‫العيوب كلها ‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫أن ال ل يقبل من الصدقات إل ما كان طيبا حلل ‪ .‬و ل‬
‫مـن الموال إل مـا كان طيبـا حلل ‪ ،‬فإن الطيـب توصـف‬ ‫‪1‬‬
‫ل يقبل إل طيبا‬
‫العمال و القوال و العتقادات ‪ ،‬وضده ‪ :‬الخبيث ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫إن ال أمر المؤمنين أن الرسـل و أممهـم مأمورون بالكـل مـن الطيبات التـي‬ ‫‪1‬‬
‫بما أمر به المرسلين هي الحلل و العمل الصالح ‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫أي متبذل في لباسه و هيئته ‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫أشعث أغبر‬
‫‪6‬‬
‫أنه ربي بالحرام ‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫غذي‬
‫‪7‬‬
‫معناه ‪ :‬كيــف يســتجاب له ؟ اســتفهام وقــع على وجــه‬ ‫‪1‬‬
‫فأنى يستجاب لذلك‬
‫التعجب و الستبعاد ‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫هذه إحدى صيغ الحديث القدسي ‪ .‬و الحديث القدسي ‪:‬‬ ‫‪1‬‬
‫فيما يرويه عن ربه‬
‫ما أضيف إلى رسول ال ( ص ) و أسنده إلى ربه ‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪34‬‬
‫‪-1‬يحتمل أن يكون هذا من قول ال ‪.‬‬
‫‪-2‬يتحمــــل أن يكون مــــن كلم النــــبي ( ص )‬ ‫إن ال كتب الحسنات‬ ‫‪2‬‬
‫يحكيـه عـن ربـه ‪ ،‬أي ‪ :‬أن ال أمـر الحفظـة‬ ‫و السيئات‬ ‫‪0‬‬
‫أن تكتب ‪ ،‬و عرف الملئكة ذلك بتقدير ‪.‬‬
‫أن ال تعالى بين ذلك ‪ ،‬ثم فصله بقوله ( فمن هم ‪) ...‬‬ ‫‪2‬‬
‫ثم بين ذلك‬
‫‪1‬‬
‫الهم ترجيح قصد الفعل‬ ‫‪2‬‬
‫فمن هم‬
‫‪2‬‬
‫بجوارحه أو بقلبه ‪ .‬إلى سبع مائة ضعف ‪ .‬الضعف في‬ ‫‪2‬‬
‫فلم يعملها‬
‫اللغة ‪ :‬المثل ‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫هذه من صبغ الحاديث القدسية‬ ‫‪2‬‬
‫إن ال تعالى قال‬
‫‪4‬‬
‫مــــن أذى لي وليــــا أو أهان لي وليــــا فقـــد بارزنــــي‬ ‫‪2‬‬
‫من عادى لي وليا‬
‫بالمحاربة ‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫من الموالة ‪ :‬أصلها القرب ‪ ،‬و أصل المعاداة ‪ :‬البعد ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الولي ‪ :‬هو القريب من ال بعمل الطاعات و الكف عن‬ ‫الولي‬
‫‪6‬‬
‫المعاصي ‪.‬‬
‫فقـــد أعلمتـــه أنـــي محارب له حيـــث كان يحارب لي‬ ‫‪2‬‬
‫فقد آذنته بالحرب‬
‫بمعاداته أوليائي ‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫لمــا ذكــر أن معاداة أليائه محاربــة له ‪ ،‬ذكــر بعــد ذلك‬
‫و ما تقرب إلي عبدي وصف أوليائه الذين تحرم معاداتهم و تجب موالتهم ‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫فأولياء ال هـم الذيـن يتقربون إليـه بمـا يقربهـم منـه و‬ ‫‪......‬‬ ‫‪8‬‬
‫أول ذلك أداء الفرائض ‪.‬‬
‫المراد من هذا أن من اجتهد بالتقرب إلى ال قربه إليه‬
‫و رقاه مـن درجـة اليمان إلى درجـة الحسـان ‪ ،‬فيصـير‬
‫فإذا أحببته كنت‬
‫يعبــد ال كأنــه يراه فيملئ ال قلبــه بالنور و المحبــة و‬ ‫‪2‬‬
‫سمعه الذي يسمع به‬
‫معرفة ال و مهابته و إجلله و النس به ‪ ،‬حتى يصير‬ ‫‪9‬‬
‫‪.....‬‬
‫هذا الذي فـي قلبـه المعرفـة شاهدا له بعيـن البصــيرة ‪،‬‬
‫فإن نطق نطق بال و سمع به و نظر به ‪. ...‬‬
‫يعنـــي أن المحبوب المقرب له عنـــد ال منزلة خاصـــة‬
‫و لئن سألني‬ ‫‪3‬‬
‫تقتضـي أنـه إذا سـأل ال شيئا أعطاه إياه ‪ ،‬و إن اسـتعاذ‬
‫لعطيته ‪...‬‬ ‫‪0‬‬
‫به من شيء أعاذه ال و إن دعاه أجابه ‪. ....‬‬
‫السنة ‪ :‬من سنن النبياء عليهم الصلة و السلم عشر‬ ‫‪3‬‬
‫الفطرة‬
‫‪ ،‬و قيل ‪ :‬هي الدين ‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫أصــل القــص ‪ :‬تتبــع الثــر ‪ ،‬و يطلق على إيراد الخــبر‬ ‫قص الشارب‬ ‫‪3‬‬
‫تاما على من لم يحضره ‪ ،‬و يطلق على قطع شيء من‬ ‫‪2‬‬
‫شيــء بآلة مخصــوصة ‪ ،‬و المراد هنــا ‪ :‬قــص الشعــر‬

‫‪35‬‬
‫النابت على الشفة العليا ‪ ،‬من غير استئصال ‪.‬‬
‫العفاء‪ :‬الترك ‪ ،‬و اللحيـة ‪ :‬اسـم لمـا نبـت على الخديـن‬ ‫‪3‬‬
‫إعفاء اللحية‬
‫و الذقن ‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫يطلق على العود الذي يتســوك بــه ‪ ،‬و على الفعــل ‪ .‬و‬
‫‪3‬‬
‫المراد بـــه ‪ :‬اســـتعمال عود أو نحوه لتنظيـــف الفـــم و‬ ‫السواك‬
‫‪4‬‬
‫السنان ‪.‬‬
‫اجتذاب الماء بالنفس إلى باطن النف ‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫استنشاق الماء‬
‫‪5‬‬
‫جمع برجمة ‪ ،‬و هي عقد الصابع التي تظهر في ظهر‬ ‫‪3‬‬
‫البراجم‬
‫الكف ‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫الشعـر الذي فوق ذكـر الرجـل و حواليـه ‪ ،‬و كذا الشعـر‬ ‫‪3‬‬
‫العانة‬
‫الذي حوالي فرج المرأة ‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫أي ‪ :‬الستنجاء ‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫انتقاص الماء‬
‫‪8‬‬

‫مدرسة صفوى الثانوية – عمل الطالب ‪ :‬حسين موسى آل حسن‬

‫‪36‬‬

You might also like