You are on page 1of 30

‫‪1‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫العائدات إلى الله‬


‫قصص جديدة للتائبات‬
‫(( ‪)) 1‬‬

‫محمد بن عبد العزيز المسند‬

‫شبكة نور السلم‬


‫‪www.islamlight.net‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪2‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫القـدمـة‬

‫المد ل وحده‪ ،‬والصلة والسلم على من ل نب بعده ‪ ،‬أما بعد ‪ ،‬فقد سبق وأن أشار عليّ كثي‬
‫مـن الخوة بتخصـيص جزء خاص للخوات التائبات ينفردن بـه عـن الذكور ‪ ،‬ولكـن ل ينشرح‬
‫صدري لذلك لسباب عدة ؛ حت اجتمع لدي عدد ل بأس به من القصص ما يتعذر نشره ف كتيب‬
‫واحد ‪ ،‬فرأيت أن أعمل بتلك الشورة ‪.‬‬
‫هذا وأسأل ال الثوبة والسداد ‪..‬‬
‫وال الوفق‬
‫ممد السند‬

‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪3‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫توبة المثلة شهية‬

‫ل تزال قوافل التائبي والتائبات ماضية ؛ ل يضرها نكوص الناكصي ‪ ،‬ول نبح النابي ‪ ،‬ولسان حالا‬
‫يقول ‪:‬‬
‫إذا الكلب ل يؤذيك إل بنبحه فدعه إل يوم القيامة ينبحُ‬
‫وإ نّ من أواخر من التحق بركب اليان ‪ ،‬المثلة شهية أو عائشة حدي كما هو اسها القيقي ‪..‬‬
‫أترككن معها لتروي لكنّ رحلتها من الظلمات إل النور ‪ ..‬تقول ‪:‬‬
‫( المد ل ) ‪ ..‬هي الكلمة الوحيدة الت ل أجد أحلى منها الن لرددها على لسان ‪ ..‬فقد تردّد تْ‬
‫حول منذ فترة طويلة كثي من الشائعات حول نيت العتزال والحتجاب ‪ ،‬إل أن حقيقة ما حدث أنه‬
‫م نذ عام ون صف شاهدت رؤ يا ف النام كان معنا ها أن ال يطلب م ن أن أف تح كتابا وأقرأه ‪ ،‬فبدأت‬
‫أتردد على مالس الذ كر ف ال ساجد ‪ ،‬وأقرأ الك تب الدين ية بش غف شد يد ‪ ،‬وخلل هذا كله كا نت‬
‫تراودن فكرة (الحاب) ولكن كانت تنقصن الشجاعة اللزمة لتاذ هذه الطوة ‪.‬‬

‫وعند ما جاءتن الفرصة تسكت با ‪ ،‬وكان ذلك ف يوم المعة ‪ ،‬وكان من عادت أن أبكي بشدة ف‬
‫صلة المعة ‪ ،‬ول أدري لذلك سببا معينا ‪ ..‬إنا مرد عادة ‪ ،‬وأنا أبكي ف صلوات كثيا ‪ ،‬لكن صلة‬
‫المعة بالتحديد تثي ف نفسي الشجن ‪.‬‬
‫و ف ظ هر يوم من أيام المعة ؛ وجدت نف سي أردد ب عد صلت الكث ي من الدعية ‪ ،‬ووجدت ل سان‬
‫يلهج بمد ال عز وجل ‪ ،‬ويردد رغما عن وبشكل متدفق ‪ (( :‬اللهم وفقن لا فيه الي ل )) ‪..‬‬
‫ص َفتْ ب موجة من البكاء ‪ ،‬ورحت ف عال رحب كله‬ ‫ظللت أكرر هذا الدعاء عشرات الرات ‪ ،‬وعَ َ‬
‫حب ال ‪ ،‬وأمسكت بالصحف ‪ ،‬وفتحته ‪ ،‬فإذا بعين تقع على الية الكرية ‪(( :‬قُلْ يَا َأّيهَا النّا سُ ِإنّي‬
‫حيِـي َويُمِي تُ فَآ ِمنُواْ بِاللّ هِ‬
‫ت وَالَرْ ضِ ل إِلَـهَ إِ ّل ُهوَ ُي ْ‬ ‫ك ال سّمَاوَا ِ‬ ‫رَ سُولُ اللّ هِ إَِليْكُ مْ جَمِيعا الّذِي لَ ُه ُملْ ُ‬
‫كلِمَاتِ ِه وَاّتِبعُوهُ َلعَّلكُ ْم َتهْتَدُونَ)) ( العراف ‪.) 158 :‬‬
‫وَ َرسُولِهِ الّنبِ ّي ا ُلمّ ّي الّذِي ُيؤْمِ ُن بِاللّ ِه وَ َ‬
‫فشعرت بقشعريرة زلزلت كيا ن ‪ ،‬وأكمل تُ قراءة السورة الكرية حت نايتها ‪ ،‬ومع آخر كلمة من‬
‫ال سورة ك نت قد اتذت قراري بارتداء الجاب واعتزال التمث يل ‪ ،‬وأذ كر أن ن ليلت ها ل أ ن ‪ ،‬وانتابت ن‬
‫حالة من التيقظ غي العادي ‪ ،‬وغفوت لدة ساعة ث صحوت بعدها على صلة الفجر ‪ ،‬والغريب أنن‬
‫منذ التزامي أصحو على صلة الفجر ‪ ،‬ومن قب ُل كنت أنام إل منتصف النهار ‪...‬‬
‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪4‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والن ‪ ..‬أنا سعيدة للغاية حيث أكرمن ال عز وجل ‪ ،‬وهدان إل نور الق ‪ ..‬والمد ل أن اتذت‬
‫هذا القرار ف الوقت الناسب ‪.‬‬
‫وحول سؤالا عن سبب اعتزالا ( الفن ) قالت ‪:‬‬
‫اعتزلت التمثيل لرغبت ف البعد عن الضواء والشهرة ‪ ،‬وأن التقي بال سبحانه وتعال بدون دنيا زائفة‬
‫‪ ..‬ك ما أن الرائج الن ف سوق ال فن هو الل عب على غرائز التفرج ‪ ..‬الع نف ‪ ..‬العمال البلهاء ‪..‬‬
‫الكوميديا الرخيصة ‪ ..‬وللسف هذا هو الذي يظى بالرواج !!!‬
‫ـ يشيعـه البعـض مـن تلقـي التائبات أموالً مـن جهات مهولة (!!! ) مقابـل التوبـة ‪ ...‬ترد‬
‫وحول م ا‬
‫عائشة ( شهية سابقا )) فتقول ‪:‬‬
‫حسب ال ونعم الوكيل ‪ ..‬هذا غي صحيح ‪ ..‬دافعنا إل العتزال كان أسى من كل القيم الادية ‪..‬‬
‫لقد اخترنا الطريق الذي نشعر فيه بالرضا عن النفس ‪..‬‬
‫وحول جهودها ف مال الدعوة تقول ‪.‬‬
‫حقي قة ما زلت ف بدا ية الطر يق ‪ ،‬وأحتاج إل الكث ي جدا من العلم والعر فة بأمور دي ن ‪ ،‬ول كن ما‬
‫أتذوقه الن من حلوة ‪ ،‬وما أشعر به من الرضا والسعادة أحاول جاهدة أن أنقله إل جيع من حول ‪،‬‬
‫فبغم ثقاف ت الدين ية الب سيطة ‪ ،‬إل أن ن بتلقائ ية شديدة أتكلم مع هن عن بديهيات المور ‪ ،‬وأولويات‬
‫اليان ‪ ،‬وأنقل إليهن أولً بأول ما أقرأه وأتعلمه ‪ ،‬وأحاول إقناعهن با اقتنعت به من أن الجاب فرض‬
‫وأمر إلي كالصلة والصوم والزكاة ‪..‬ل يتاج إل مناقشة أو تردد ‪.‬‬
‫والمد ل أن حبان موهبة القناع ‪ ،‬ول أجد من الكلمات ما أصف به مشاعري بالسنة الت يرزقن‬
‫ال إياها عند ما تأت مالس العلم بثمرة طيبة بجاب إحدى الخوات ‪ ،‬وأتن من ال وأدعوه أن يعل‬
‫من قدوة صالة ف مال الدعوة إليه ‪ ،‬كما كنت من قبل قدوة لكثيات ف مال الفن (‪)1‬‬

‫‪ - 1‬انظر ملة الصلح ‪ ،‬العدد ‪ ، 206 /‬وجريدة السلون ‪ ( 414‬باختصار ) ‪.‬‬


‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪5‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫توبة الداعية سوزي مظهر على يد امرأة فرنسية‬

‫سوزي مظهر لا أكثر من عشرين عاما ف مال الدعوة إل ال ‪ ،‬ارتبط اسها بالفنانات التائبات وكان‬
‫لا دور دعوي بينهن ‪ ..‬روت قصة توبتها فقالت ‪:‬‬
‫ترجت من مدارس ( الاردي دييه ) ث ف قسم الصحافة بكلية الداب ‪ ،‬عشت مع جدت والدة الفنان‬
‫أحد مظهر فهو عمي ‪ ...‬كنت أجوب طرقت حي الزمالك ‪ ،‬وأرتاد النوادي وكأنن أستعرض جال‬
‫أمام العيون اليوانية بل حرمة تت مسميات التحرر والتمدن ‪.‬‬
‫عليـ ‪ ،‬بـل حتـ أبـ وأمـي ‪ ،‬فأولد الذوات هكذا يعيشون ؛‬ ‫وكانـت جدتـ العجوز ل تقوى ّ‬
‫كالنعام ‪ ،‬بل أضل سبيلً ‪ ،‬إل من رحم ال عز وجل ‪.‬‬
‫حقيقة كنت ف غيبوبة عن السلم سوى حروف كلماته ‪ ،‬لكنن رغم الال والاه كنت أخاف من‬
‫ش يء ما ‪ ..‬أخاف من م صادر الغاز والكهرباء ‪ ،‬وأ ظن أن ال سيحرقن جزاء ما أ نا ف يه من مع صية ‪،‬‬
‫وكنت أقول ف نفسي إذا كانت جدت مريضة وهي تصلي ‪ ،‬فكيف أنو من عذاب ال غدا ‪ ،‬فأهرب‬
‫بسرعة من تأنيب ضميي بالستغراق ف النوم أو الذهاب إل النادي ‪.‬‬
‫وعند ما تزوجت ؛ ذهبت مع زوجي إل فرنسا لقضاء ما يسمى بشهر العسل ‪ ،‬وكان ما لفت نظري‬
‫هناك ؛ أنن عند ما ذهبت للفاتيكان ف روما وأردت دخول التحف البابوي أجبون على ارتداء البالطو‬
‫أو اللد ال سود على الباب ‪ ..‬هكذا يترمون ديانت هم الحر فة ‪ ..‬وه نا ت ساءلت ب صوت خا فت ‪ ..‬ف ما‬
‫بالنا نن ل نترم ديننا ؟؟!‬
‫وف أوج سعادت الدنيوية الزيفة قلت لزوجي أريد أن أصلي شكرا ل على نعمته ‪ ،‬فأجابن ‪ :‬افعلي ما‬
‫تريدين ‪ ،‬فهذه حرية شخصية (!!! ) ‪.‬‬
‫وأحضرت معي ذات مرة ملبس طويلة وغطاء للرأس ودخلت السجد الكبي بباريس فأديت الصلة ‪،‬‬
‫وعلى باب ال سجد أز حت غطاء الرأس ‪ ،‬وخل عت الل بس الطويلة ‪ ،‬وه مت أن أضع ها ف القي بة ‪،‬‬
‫وهنـا كانـت الفاجأة ‪ ..‬اقتربـت منـ فتاة فرنسـية ذات عيون زرقاء لن أنسـاها طول عمري ‪ ،‬ترتدي‬
‫الجاب ‪ ..‬أمسـكت يدي برفـق وربتـت على كتفـي ‪ ،‬وقالت بصـوت منخفـض ‪ :‬لاذا تلعيـ‬
‫ت م ن أن أد خل مع ها‬ ‫الجاب ؟ ! أل تعلم ي أ نه أ مر ال !! ‪ ..‬ك نت أ ستمع ل ا ف ذهول ‪ ،‬والتم س ْ‬
‫السجد بضع دقائق ‪ ،‬حاولت أن أفلت منها لكنّ أدبا الم ‪ ،‬وحوارها اللطيف أجبان على الدخول ‪.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪6‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫سألتن ‪ :‬أتشهدين أن ل إله إل ال ؟ ‪ ..‬أتفهمي معناها ؟؟ ‪ ..‬إنا ليست كلمات تقال باللسان ‪ ،‬بل ل‬
‫بد من التصديق والعمل با ‪..‬‬
‫ل قد علمت ن هذه الفتاة أق سى درس ف الياة ‪ ..‬اه تز قل ب ‪ ،‬وخض عت مشاعري لكلمات ا ث صافحتن‬
‫قائلة ‪ :‬انصري يا أخت هذا الدين ‪.‬‬
‫خرجت من السجد وأنا غارقة ف التفكي ل أحس بن حول ‪ ،‬ث صادف ف هذا اليوم أن صحبن‬
‫زوجي ف سهرة إل ( كباريه ‪ ، ) ..‬وهو مكان إباحي يتراقص فيه الرجال والنساء شبه عرايا ‪ ،‬ويفعلون‬
‫كاليوانات ‪ ،‬بل إن اليوانات لتتر فع من أن تف عل مثل هم ‪ ،‬ويلعون ملب سهم قط عة قط عة على أنغام‬
‫الو سيقى ‪ ..‬كرهت هم ‪ ،‬وكر هت نف سي الغار قة ف الضلل ‪ ..‬ل أن ظر إلي هم ‪ ،‬ول أ حس ب ن حول ‪،‬‬
‫وطلبت من زوجي أن نرج حت أستطيع أن أتنفس ‪ ..‬ث عدت فورا إل القاهرة ‪ ،‬وبدأتُ أول خطوات‬
‫للتعرف على السلم ‪.‬‬
‫وعلى الرغم ما كنت فيه من زخرف الياة الدنيا إل أنن ل أعرف الطمأنينة والسكينة ‪ ،‬ولكن أقترب‬
‫إليها كلما صليت وقرأت القرآن ‪.‬‬
‫واعتزلت الياة الاهليـة مـن حول ‪ ،‬وعكفـت على قراءة القرآن ليلً ونارا ‪ ..‬وأحضرت كتـب ابـن‬
‫كثي وسيد قطب وغيها ‪ ..‬كنت أنفق الساعات الطويلة ف حجرت للقراءة بشوق وشغف ‪ ..‬قرأت‬
‫كثيا ‪ ،‬وهجرت حياة النوادي وسهرات الضلل ‪ ..‬وبدأت أتعرف على أخوات مسلمات ‪...‬‬
‫ور فض زو جي ف بدا ية ال مر بشدة حجا ب واعتزال ليات م الاهل ية ‪ ،‬ل أ عد اختلط بالرجال من‬
‫القارب وغي هم ‪ ،‬ول أ عد أ صافح الذكور ‪ ،‬وكان امتحانا من ال ‪ ،‬ل كن أول خطوات اليان هي‬
‫الستسلم ل ‪ ،‬وأن يكون ال ورسوله أحب إلّ ما سواها ‪ ،‬وحدثت مشاكل كادت تفرق بين وبي‬
‫زو جي ‪ ،‬ول كن ‪ ،‬ال مد ل فرض ال سلم وجوده على بيت نا ال صغي ‪ ،‬وهدى ال زو جي إل ال سلم ‪،‬‬
‫وأصبح الن خيا من ‪ ،‬داعية ملصا لدينه ‪ ،‬أحسبه كذلك ول أزكي على ال أحدا ‪.‬‬
‫وبرغم الرض والوادث الدنيوية ‪ ،‬والبتلءات الت تعرضنا لا فنحن سعداء ما دامت مصيبتها ف دنيانا‬
‫وليست ف ديننا ) (‪. )2‬‬

‫‪ -‬السلمون ‪ ،‬العدد ‪ ( 423 /‬بتصرف ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪7‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫توبة المثلة أمية‬

‫المثلة أمية هي أيضا من التحق بركب التائبي ‪ ،‬تقول ‪:‬‬


‫طول عمري وأنا قريبة من ال‪ ،‬أحب الصلة ‪ ،‬وأداوم عليها ‪ . .‬وأختلي بنفسي – حت خلل مرحلة‬
‫اشتغال بالفن ‪.. -‬‬
‫وب عد الزواج ؛ أد يت فري ضة ال ج ‪ ،‬ولك ن ل أر تد الجاب بعد ها مباشرة ‪ ،‬ث أد يت العمرة مرات‬
‫عديدة ‪ ،‬وبعـد العمرة الامسـة تجبـت لتسـعة أشهـر ‪ ،‬ولكنـ تعرضـت لضغوط رهيبـة – ل داعـي‬
‫لذكرها الن‪ -‬كانت سببا ف تركي للحجاب ‪..‬‬
‫ل تتبدل حيا ت ‪ ،‬ول أش عر بارتياح ‪ ،‬بل بالع كس ؛ ك نت حزي نة ‪ ،‬وقررت ف ل ظة انفعال العودة إل‬
‫الجاب للمرة الثانية ‪ ،‬ولكن ل يكن مقدرا (‪ )3‬لذه الرة أن تدوم طويلً ‪...‬‬
‫وكانت الرة الثالثة الت ارتديت فيها الجاب منذ نو عام تقريبا وهي الخية الدائمة إن شاء ال ‪..‬‬
‫إنم يقولون ( الثالثة ثابتة ) ‪ ،‬وأنا عازمة بإذن ال أن تكون كذلك ‪.‬‬
‫لقد كان المر ف الرات الول متلفا ؛ فلم يكن أحد بانب مثل الن يشجعن ويؤازرن ‪ ..‬كنت‬
‫وحدي ف متمعات كلها سفور وعداء للحجاب ‪.‬‬
‫وتؤ كد أمية ‪ :‬ل يدث أبدا ف أي و قت أن ض غط عل يّ أ حد لت جب ‪ ،‬ح ت صديقت العزيزة هناء‬
‫ثروت – الت سبقتن إل الجاب – ل تطلب من ذلك ‪ ،‬فقد اكتفت عند ما كنت أزورها ذات يوم‬
‫بأن دعتن للصلة ‪ ،‬ث بعد الصلة سألتن ‪ :‬لو كان لديك موعد مع إنسان عزيز تبينه فماذا ترتدين له؟‬
‫‪-‬قلت ‪ :‬أفضل ملبسي ‪.‬‬
‫‪ -‬قالت ‪ :‬فما بالك بلقاء ال سبحانه وتعال لظة الصلة ‪ ..‬أل يستحق ذلك زيا ملئما كما‬
‫أمر ال ‪ .‬؟‬
‫وبعد فترة من هذه الواقعة وجدت نفسي أته لتاذ القرار الذي كنت أسعى إليه باختياري منذ‬
‫البداية ‪.‬‬
‫والمد ل الذي أمد ف عمري حت أتذ هذا القرار ‪ ،‬ول يقبض روحي وأنا متبجة سافرة ‪.‬‬

‫‪ - 3‬ل يوز الحتجاج بالقدر على فعل العاصي ‪.‬‬


‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪8‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫توبة المثلة الماراتية نورية سليمان‬

‫بعد عامي فقط من دخولا ( الوسط الفن ) هجرت السرح والتمثيل‪ ،‬وعادت إل ال عز وجل ‪..‬‬
‫نورية سليمان ‪ ..‬خرية قسم العلم عام ‪1989‬م ‪..‬‬
‫وقد عملت ف تلفزيون دب عام ( ‪... ) 1991 -1990‬‬
‫تقول ف بداية حديثها ‪:‬‬
‫( أولً ‪ ،‬أود أن أقدم توضيحا بي يدي هذا الديث ؛ وهو أن وجودي ف الوسط الفن كان مدودا‬
‫‪ ،‬فأنا دخلته عام ‪ 91‬لمثل ف مسرحية ( حبة رمل ) والت ت عرضها ف مهرجان القاهرة للمسرح مدة‬
‫يوم ي ‪ ،‬ث ب عد رجو عي من هناك ابتعدت عن الفر قة راف ضة الشار كة ف عرض ال سرحية نف سها ف‬
‫المارات ‪ ،‬ث عدت للمسرح ثانية لقدم مسرحية ( جيلة ) ف العام الاضي والت عُرضت عدة أسابيع‬
‫ف المارات ث ابتعدت من جديد ورفضت السفر مع الفرقة لعرضها ف مهرجان القاهرة للمسرح ف‬
‫العام نفسه ‪ ،‬فالسرح ل يكن كل حيات ف يوم من اليام لكنه إحدى الوايات الت أحببتها وطغت على‬
‫غيها من الهتمامات والوايات ردحا من الزمن ‪.‬‬

‫النق طة الثان ية ف هذا التوض يح أن اعتزال الو سط الف ن ‪ -‬أو ما ي سميه الب عض بالع فن الف ن – ل يع ن‬
‫بالضرورة اللتزام بالجاب عندي ‪ ،‬ف قد كان بالمكان أن أبت عد عن ال سرح مع ال ستمرار ف حيا ت‬
‫الا صة على الن حو الذي ك نت عل يه ف الرحلة الاض ية ق بل التزا مي ‪ ،‬ل كن قراري الذي أحدث تغييا‬
‫شاملً ف حيات ؛ كان اعتزال السرح من ضمن جزئياته ‪ .‬إنه قرار كبي ول المد شل تفاصيل حيات‬
‫اليومية ‪ ..‬طريقة تفكيي ‪ ..‬مظهري‪ ..‬معاملت ‪ ...‬هوايات ‪ ..‬أصبحت أحاول جاهدة أن أجعل رضا‬
‫ال العيار الول والخ ي لتقي يم كل الشياء حول ‪ ..‬فالقرار كان التغي ي ‪ ،‬و كل الحداث الخرى من‬
‫اللتزام بالجاب ‪ ،‬والبتعاد عن السرح وغي ذلك إنا ترتبت على هذا التغيي الذي وفقن ال إليه ‪.‬‬

‫أ ما بالن سبة لل سباب الا صة ال ت دفعت ن لعتزال الو سط الف ن ف هي عدم الر ضا عن نف سي ‪ ،‬ث ن و‬
‫الو عي الدي ن ‪ ،‬والتوج يه ال ستمر والتشج يع من أقرب الناس إلّ ‪ :‬زو جي الذي و فر ل كل الجواء‬
‫النفسية والياتية ‪..‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪9‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وأ ما ما ي ص الو سط الف ن ف هو ل ا رأي ته من ضياع الق يم الخلق ية م ا كان له أ ثر سلب عن يف على‬
‫مفاهي مي وقناعا ت ‪ ،‬هذا ما دفع ن لر فض ال ستمرار ف هذا الو سط ‪ ،‬و قد فرح أهلي وزو جي بشدة‬
‫وشجعون على الستمرار ف الط الديد ليات ‪ ،‬كما كانت هناك بعض التبيكات من بعض زملء‬
‫الهنة ‪ ،‬إل أن الكثي منهم وصفن بالرجعية والتعجل ف اتاذ القرار (!!) ‪ ،‬والغباء بإضاعة فرص النجاح‬
‫ف السرح (!! ) ‪ ،‬خاصة وأن مسرحيت الخية كانت ف أوج ناحها عند ما تركت كل شيء وراء‬
‫ظهري (‪. )4‬‬

‫‪ - 4‬انظر ملة الصلح ‪ ،‬العدد ‪ (245 /‬باختصار وتصرف ) ‪.‬‬


‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪10‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫توبة راقصة جزائرية‬

‫نَشَأ تْ ف أرض الليون شهيد ‪ ...‬ونتيجة لتربية خاطئة ؛ انرف تْ عن الصراط السوي ‪ ،‬فتلقفتها امرأة‬
‫يهودية لترسلها إل باريس وتصنع منها راقصة (!! )) ‪.‬‬
‫اسها خدية الداح ‪ ،‬وعرفها رواد الفسق والضلل بـ ( هدى !! الزائرية ) ‪.‬‬
‫تقول خدية ‪ :‬ولدت ف منطقة الشلف ‪ ،‬ف أسرة متدينة ‪ ،‬لكن أحد أفرادها – سامه ال وغفر له –‬
‫كان متشددا لدر جة الغلو ‪ ،‬فع ند ما ك نت طفلة كان يؤ ثر ضر ب ال بح بدلً من تعلي مي أ صول دي ن‬
‫النيف ‪ ،‬وحدث أن طُلّقتْ والدت فتفكك شل السرة ‪ ،‬وهربتُ من البيت ‪ ،‬ومن هنا كانت البداية ‪.‬‬
‫انضممت إل فرقة ( مي الدين !! ) ث إل العمل ف بيت امرأة يهودية ‪ ،‬فما كان منها إل أن أوفدتن‬
‫للع مل ف بار يس كمُهرّ جة مع يهودي وأ خر فرن سي ‪ ،‬كان دوري يتل خص ف ارتداء الزي الزائري‬
‫والسخرية منه ليضحك المهور ‪..‬‬
‫وف باريس تعرفت على ليلى الزائرية الت كانت تعمل مع فريد الطرش ‪ ،‬فرشحتن للعمل كراقصة ‪،‬‬
‫وكنت ف كل يوم أقترب كثيا من حياة الضلل ‪ .‬ل أفق ما أنا فيه فجأة ‪ ..‬كل ؛ بل منذ اليوم الول‬
‫وأنا أشعر بالندم والسرة على السي ف هذا الطريق ‪ ،‬وتأنيب الضمي با تبقّى لديّ من فطرة ‪.‬‬
‫ث جاءت اللحظة الاسة ‪ ،‬وجريت إل سكن ‪ ،‬واكتشفت أن ما زلت حية ‪ ،‬وأن ضميي ما زال حيا‬
‫‪ ،‬وأ نه ل ييأس من رَوح ال إل القوم الكافرون ‪ ..‬قرأت كثيا ‪ ،‬وبك يت كثيا ‪ ،‬و ما زلت أب كي على‬
‫ما مضى من عمري ‪ ،‬لكنن أرجو رحة رب ‪ ،‬وأدعوه جل شأنه أن يتقبل توبت (‪. )5‬‬

‫‪ - 5‬السلمون ‪. 437‬‬
‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪11‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫توبة مامية شهية‬

‫كانـت ماميـة شهية ‪ ..‬وفجأة اعتزلت الحاماة وارتدت الجاب ‪ ،‬وتولت إل داعيـة تتردد على‬
‫الساجد للقاء دروس الوعظ والرشاد على بنات جنسها ‪.‬‬

‫كشفت سر هذا التحول فقالت ‪:‬‬


‫ف أثناء تأديت للعمرة وجدت نفسي أبكي ‪ ،‬وكلما بكيت أحسست بنقاء وشفافية ‪ ،‬وف لظات‬
‫قررت اعتزال مهن ت ‪. .‬وب عد أن حاك مت نف سي ؛ وجدت كل ذرة ف كيا ن تؤ يد ذلك القرار ‪،‬‬
‫وحي عدت إل بيت تلصت من جيع اللبس الت ل تتفق مع الزي السلمي وارتديت الجاب ‪،‬‬
‫ورفضت مقابلة العملء الذين كانوا يأتونن من قبل بصفت مامية (‪. )6‬‬

‫أ ما أفراد أ سرت ف قد اقتنعوا جيعا بذا القرار إل خط يب الذي هدد ن بالطلق ق بل الدخول وكان‬
‫قراري أسـبق مـن قراره ؛ إذ أعلنـت له رغبتـ فـ عدم إتام هذا الزواج إذا تعارض مـع مـا قررتـه‬
‫لكون امرأة مسلمة حقا ‪ ،‬وكانت قسيمة الطلق آخر شيء يربطن بعالَم ل أريده (‪. )7‬‬

‫‪ - 6‬ف اعتراف جر يء لحام ية أخرى مشهورة زاولت هذه اله نة أك ثر من ع شر سنوات قالت ( إ ن أعلن ب صراحة أن النيا بة والحاماة تتنافيان مع طبي عة الرأة‬
‫وتتعارضان مع مصلحتها ‪ ) ..‬إل أن قالت ‪ ( :‬ولقروية ساذجة ف حجرها طفل أفضل للمة من ألف نائبة وألف مامية ‪ ،‬وحكمة ال فيكن أن تكون أمهات )) ‪.‬‬
‫راجع كتاب اعترافات متأخرة ‪.‬‬
‫‪ - 7‬انظر جريدة السلمون ‪ ،‬العدد ‪ ( 365‬باختصار وتصرف ) ‪.‬‬
‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪12‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫توبة فتاة مصرية (‪)8‬‬

‫تقول هذه الفتاة ‪:‬‬


‫تولت مع أ سرت ف أك ثر من دولة عرب ية كا نت بلد الرم ي هي آخر ها ‪ ..‬والدي خر يج أزهري‬
‫متدين ومدرس للدراسات السلمية ‪ ،‬أما والدت فثقافتها السلمية قليلة جدا ‪ ،‬لذا فهي دائمة اللف‬
‫معي حول مسائل دينية ف الياة ‪ ..‬أثناء سفرات التعددة لحظت أن بعض نساء الريف يلبس ملبس‬
‫طويلة ساترة ‪ ،‬ول يظهرن أما الرجال الجانب ( غي الحارم ) ‪ ،‬ولكن اعتقدت أنن يلبس هذا اللباس‬
‫اتباعا لعادات وتقاليد تسكن با ‪ ،‬ول أعرف أنا إسلمية ‪ ،‬ل أعرف ف حيات شيئا اسه الجاب رغم‬
‫سفري التعدد ‪ ،‬رغم أن والدت تلبس ملبس طويلة ‪ ،‬وتغطي شعرها بـ ( إيشارب ) ‪ ،‬ولا استقرينا ف‬
‫م صر لول مرة ‪ ،‬وانتقلت إل الرحلة الثانو ية ‪ ،‬جل ست بواري فتاة مج بة ‪ ..‬سألتن من أول يوم ‪:‬‬
‫لاذا أنت لستِ مجبة يا ‪ ..‬؟! ولكن ل أرد عليها ‪ ،‬وإنا اكتفيت بالنظر إليها باستغراب ‪ ،‬ث تركتها‬
‫وان صرفت ‪ ،‬لكن ها ل تترك ن فأخذت تعلم ن طوال العام تعال يم الد ين ‪ ،‬وأشياء ل أت صور ف يوم من‬
‫اليام أنا مرمة ‪ ،‬فالجاب – مثلً – ل أكن أعلم أنه فرض على كل مسلمة حت أخبتن بذلك ‪ ،‬وما‬
‫ساعدن على تقبّل نصائحها أنن كنت أحبها لدبا وحيائها ‪ ،‬واجتهادها ف الدراسة ‪.‬‬
‫وانتهـى العام الدراسـي ‪ ،‬وأحسـست بالوحشـة لبتعادي عنهـا ‪ ،‬وابتعدت رويدا رويدا عـن الهتمام‬
‫بالجاب ‪ ،‬وكنت أنظر إل الفتيات الحجبات وأتن أن أكون مثلهن وأن أغطي وجهي ‪ ،‬كما كنت‬
‫– فـ الوقـت نفسـه – أنظـر إل الفتيات السـافرات فأطمـح أن أكون مثلهـن فـ اهتمامهـن بأنفسـهن‬
‫وحركتهن ‪ ..‬أصبحت هكذا ف دوامة إل أن سافرنا مع والدي إل السعودية وهي البلد الوحيد حسب‬
‫علمي الذي ليس فيه مدارس متلطة ف جيع الراحل الدراسية ‪. .‬‬

‫ك نت آنذاك قد ن حت إل ال صف الثالث ‪ ،‬فالتح قت بإحدى الدارس الثانو ية للبنات فرأ يت الفتيات‬


‫وجالن ف الدرسة ومدى الرية الت يتمتعن با حيث يتعلمن ويسرحن ويرحن دون أن ينظر إليهن‬
‫ر جل ثـ يرجـن مـن الدرسـة وهـن يرتديـن الجاب ويغطيـ وجوههـن ‪ ..،‬تأثرت كثيا بذا الن ظر‬
‫الرائع ‪ ،‬وعند ما خرجت من الدرسة وأنا أغطي وجهي كنت ف غاية السعادة وكأنن ملكة قد لبست‬
‫أفخر الثياب ‪.‬‬
‫‪ - 8‬كتبتها ل بنفسها ‪.‬‬
‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪13‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وف العطلة الصيفية كنا نرج أنا وأسرت إل السوق لشراء بعض الاجات ‪ ،‬فيبهرن ما فيه من الياة‬
‫الناعمـة ‪ ،‬والسـيارات الفاخرة ‪ ،‬و ( الكسـسوارات ) والذهـب واللبـس ‪ ،‬وسـائر التـع واللذات‬
‫الدنيوية ‪ ،‬الزائفة ‪ ،‬فقد كان لا ف عين بريق خاص ‪ ،‬فقلت لنفسي ‪ ،‬ل بد أن أحقق أمنيات ؛ وهي أن‬
‫أكون (فنانة ) ؛ مثلة ‪ ..‬أو مغنية ‪ ..‬أو ملحنة ‪ ..‬أو مضيفة ف طائرة ‪ ...‬هذا ما كانت تدثن به نفسي‬
‫المارة بالسوء ‪ ،‬وحينما أعود إل البيت أتيل نفسي وقد أصبحت ثرية ‪ ،‬وتأخذن المان الكاذبة ‪،‬‬
‫والدنيا بزخرفها الزائل ‪..‬‬
‫وب عد انتهاء الجازة ال صيفية ‪ ،‬عد نا إل الدر سة ‪ ،‬وك نت قد أعدت ال سنة ب سبب ب عض الظروف‬
‫التعل قة بانتقال نا من م صر ‪ ،‬و ف الدر سة بدأت أكوّن صداقات كثية متل فة ‪ ،‬وأثناء الف سحة الدر سية‬
‫أجلس ف مصلى الدرسة لستمع إل الدروس والندوات الت تُلقى ‪ ،‬فأخرج منها ف كثي من الحيان‬
‫وأنا باكية وف داخلي عزم أكيد على أن أكون صالة مستقيمة ‪ ،‬وميزت أنن ل أكره النصيحة ‪ ،‬بل هي‬
‫ش يء م بب إل نف سي وخا صة إذا صدرت من أ هل الد ين وال صلح أو كبار ال سن التدين ي ‪ ،‬فت ظل‬
‫عالقة ف ذهن أتذكرها دائما ‪ ،‬وأعمل با بكل صدق وأمانة قدر طاقت ووسعي ‪..‬‬
‫هذه الياة الدر سية الق صية ال ت ل تتجاوز الش هر جعلتن ن أف كر كثيا ‪ ،‬وأعرف الكث ي عن دي ن ‪..‬‬
‫حلله وحرا مه ‪ ..‬ك نت – مثلً – أعت قد وأ نا ف م صر أن غطاء الو جه فضيلة وليس بوا جب ن ول كن‬
‫ع ند ما قد مت إل هذه البلد ‪ ،‬وب سماعي للشر طة وقراء ت للك تب ؛ عر فت أ نه وا جب ‪ ،‬وع ند ما‬
‫دخلت هذه الكفرة فـ رأسـي ‪ ،‬واقتنعـت باـ ؛ فكرت أن ألبـس الجاب الصـري ( وهـو خار فوق‬
‫الرأس إل منتصف السد ث تته فستان واسع ) ولكن سعت شيخا يقول إن الجاب ل بد أن يكون‬
‫من أول الرأس إل أسفل القدمي قطعة واحدة فيغطي جيع البدن (‪ ، )9‬عندها صممت أن ألبس العباءة‬
‫‪ ..‬ل لكون سعودية ‪ ،‬بل لكون مسلمة حقيقة أتّبع ما يريده ال عز وجل ‪..‬‬
‫ولكن بعد هذا التغّي الذي طرأ على حيات ؛ سألت نفسي مرة ‪ :‬كيف أغطي وجهي وألبس العباءة‬
‫وأنا أريد أن أكون فنانة ومضيفة ‪ ..‬؟! فقلت لنفسي ‪ :‬إن أحب التدين ‪ ،‬وإذا تزوجت أحب أن يكون‬
‫زوجي صالا ‪ ،‬وأن يكون أولدي كذلك مثل أولد السلمي الوائل ‪ .‬فإذا أصحبت فنانة ‪ ،‬فل بد أن‬
‫ينحرف أولدي ‪ ،‬وكذلك زوجـي ‪ ..‬ل ‪ ،‬بـل سـيتعدى ذلك إل إخوانـ البنيـ الذيـن هـم فـ سـن‬

‫‪ - 9‬هذا هو اللباب الذكور ف القرآن وهو يشبه العباءة ‪ ،‬أما الوجه فيُغطى بالمار لقوله تعال ‪ ( :‬وليضربن بِخُ ُمرِهنّ على جيوبن ) ‪.‬‬
‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪14‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الراهقة ‪ ،‬وسيندمون مع أولد الطبقات الفاسدة الت ل تعرف إل طريق الفساد والنراف ‪ ..‬وأخت ‪،‬‬
‫أكيد أنا ستنع الجاب ‪ ،‬وأمي ‪ ،‬وأب ‪.‬‬
‫وإذا أصـبحت مضيفـة فمـن يضمـن ل أل أحترق فـ الطائرة فأكون قـد خسـرت الدنيـا والخرة ‪..‬‬
‫تساؤلت كثية ومثية كادت تطم رأسي فأحس به يكاد ينفجر ‪ ..‬لقد تواردت عليّ تلك التساؤلت‬
‫دفعة واحدة ‪ ،‬فسيطرت على كيان وكأنا شبح ينقن ‪ ،‬ول يفارقن حت وأنا أقوم ببعض أعمال البيت‬
‫‪ ،‬فأترك ما ف يدي ‪ ،‬وأضرب رأ سي بك في ‪ ،‬وأقول ‪ :‬ك فى ‪ ..‬ك فى ‪ ..‬لن أتلى عن ال فن مه ما‬
‫كانت العواقب ‪...‬‬
‫أح سست أن هناك صراعا داخليا ف نف سي ب ي شخ صيتي ؛ الول ‪ :‬تقول ل ‪ :‬إياك أن تبتعدي عن‬
‫الفن ‪ ...‬إنه حلم حياتك ‪ ..‬إنه الجد والشهرة والغن والسعادة ‪!...‬‬
‫والثانية ‪ :‬تأمرن بأن أبتعد عن الفن ‪ ،‬وتقول ل ‪ :‬إياك إياك ‪ ..‬فإنه السران البي ‪ ،‬وسوف تندمي ‪. .‬‬
‫واحتدم الصـراع فـ داخلي ‪ ،‬حتـ انتهيـت إل قرار يرينـ ويرضاه عقلي ‪ ،‬وقبـل ذلك يرضاه ربـ‬
‫وخالقي ‪ ...‬فقد رفضت أن أكون فنانة ماجنة ‪ ،‬أو دمية متحركة باسم الفن ‪ ،‬أو خادمة باسم مضيفة ‪،‬‬
‫واستسلمت ل ‪ ،‬وقلت ‪ :‬ما أحلى الياة مع ال والعيش ف كنفه ‪ ،‬وسحقا لذه الدنيا الزائلة ‪ ،‬وملذاتا‬
‫وبريقها الادع ‪:‬‬
‫ج ِزَينّهُمْ أَ ْج َرهُم ِبأَحْسَ ِن مَا كَانُواْ‬
‫حِييَنّهُ َحيَاةً طَّيَبةً وََلنَ ْ‬
‫((مَ ْن عَمِلَ صَالِحا مّن ذَ َكرٍ َأوْ أُنثَى َو ُهوَ ُم ْؤمِنٌ َفَلنُ ْ‬
‫َيعْمَلُونَ )) ( النحل ‪. )97 :‬‬

‫وبعـد هذا القرار أصـبحت أكثـر اطمئنانا ‪ ..‬ل أرهـب الوت ‪ ،‬ول أقيـم للدنيـا ووزنا ‪ ..‬أنظـر إليهـا‬
‫وكأن أجلي سيكون غدا أو ف أقرب لظة ‪ ،‬وكلما رأيت شيئا جيلً أو حديقة غناء أقول لنفسي النة‬
‫أجل وأدوم ‪ ،‬وكلما رأيت نفسي تنح لسوء أو شيء يغضب ال عز وجل أتذكر على الفور جنة اللد‬
‫ونعيمها السرمدي البدي ‪ ،‬وأتذكر لسعة النار على يدي فأفيق من غفلت ‪ ..‬هكذا كنت أدرّب نفسي‬
‫بنفسي على تقوى ال عز وجل والوف منه ‪ ..‬وكما كنت ف الاضي أتشوق إل أن أكون داعية لدين‬
‫‪..‬والمد ل أن تلصت من كل ما يغضب ال عز وجل من ملت ساقطة ‪ ،‬وروايات ماجنة وقصص‬
‫تاف هة ‪ ،‬أ ما أشر طة الغناء ف قد سجلت علي ها ما ير ضي ال عز و جل من قرآن وحد يث ‪ ..‬كل ذلك‬
‫حدث بعد تأديت فريضة الج للمرة الثانية ‪ ،‬وقد أديت عمرتي ف رمضان وال المد ‪.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪15‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أخت الفاضلة ‪ :‬أل ترين أن ال كان معي حيث أنقذن من الضلل ‪ ،‬وجاء ب إل هذه الرض القدسة ‪،‬‬
‫ولبسـت الجاب الشرعـي ‪ ،‬وتلصـت مـن الفكار الفاسـدة التـ كانـت تول فـ خاطري ‪..‬وأيضا‬
‫أ صبحت حاجّ ة ومعتمرة وأ نا ف زهرة شبا ب ‪ ..‬حقيق ية ‪ ..‬إن ا ن عم عظم ية أ جد نف سي عاجزة عن‬
‫شكر ها والثناء على م سديها سبحانه وتعال مه ما ل ج ل سان بشكره ‪ ،‬وكَلّ تْ جوار حي بالع مل في ما‬
‫يرضيه ‪..‬‬
‫وأخيا ‪ ،‬نصيحة غالية أقدمها للفتاة السعودية ‪:‬‬
‫تسكي بجابك الميز ؛ فإنه رمز عف تك وشرفك ‪ ،‬وعزتك وجالك القيقي ‪ ،‬وإياك أن تتخلي عنه‬
‫مهما كانت الضغوط ومهما كانت الحوال ‪ ..‬تسكي به واحرصي عليه كحرصك على الياة ‪ .‬أنت‬
‫ـ فتاة الزيرة أكثـر الفتيات حظا ف الدنيـا – والخرة إن شاء ال – ل نك أكثـر فتاة ف العال تن عم‬ ‫يا‬
‫بالرية ‪ ..‬إنا حرية مع مراعاة حدود ال ‪ ،‬والدليل على ذلك أن مصرية ‪ ،‬وألبس النقاب ف بلدي ‪..‬‬
‫ألبسـه فـ الحاضرات فتحتبـس أنفاسـي وأنـا جالسـة لدة سـاعتي أو أكثـر بسـبب الختلط ووجود‬
‫الرجال ‪ ،‬أما أنت فتدخلي الدرسة أو الكلية وليس فيها رجل واحد ‪ ،‬فتكشفي وجهك وشعرك دون‬
‫أن يعكر صفوك رجل يتلط بك ‪.‬‬
‫احذري أن تقول إن الفتاة الصرية أو غيها تتمتع بالرية ‪ ..‬ل وألف ل ‪ ،‬بل أنت الت تنعمي بأكب‬
‫قدر من الر ية والحترام ‪ ،‬وأ ما حر ية الفتاة ال صرية – حر ية الختلط وال تبج وال سفور – فن حن ل‬
‫نسميها حرية ‪ ،‬بل هي عبودية للنفس والوى والشيطان ‪ ،‬ورق عصري ف ثوب جديد حيث تتحول‬
‫الرأة إل دمية متحركة ل روح فيها ول حياة ‪.‬‬
‫أختك ف ال ‪..........‬‬
‫مصر‬

‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪16‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫توبة فتاة ف روضة القرآن (‪. )10‬‬

‫تقول هذه التائبة ‪:‬‬


‫أنا طالبة ف الرحلة الثانوية ‪ ،‬أعيش ف دولة المارات العربية ولا معزة خاصة عندي ‪ ،‬ففي هذا البلد‬
‫اختار ال ل طريق الداية ‪.‬‬
‫م نذ قدو مي إل هذه البلد الش يق وأ نا قد عقدت حلفا مع حضرة ال ستاذ الو قر !! ( التلفزيون ) ‪...‬‬
‫كنت ل أفارقه لظة ‪ ..‬ل أترك مسلسلً ول برنامج أطفال ول أغنية ول تثيلية إل وأشاهدها ‪ ،‬فإذا ما‬
‫جاء برنامج ثقاف أو دين فسرعان ما أغلق الهاز ‪ ،‬فتسألن أخت ‪ :‬لِ مَ فعل تِ ذلك ؟! فأجيبها ببث‬
‫تذكرتـ الواجبات !! أيـن كنـت عنـد‬
‫ِ‬ ‫متجـة بكثرة الواجبات الدرسـية والنليـة ‪ ،‬فتقول ل ‪ :‬الن‬
‫مشاهدتك لتلك السلسلت والغان والبامج التافهة ؟! فل أرد عليها ‪.‬‬
‫أخت هذه كانت بعكسي تاما ‪ ..‬منذ أن علمتها أمي الصلة ل تتركها إل لعذر شرعي ‪ ،‬أما أنا فل‬
‫أحافظ عليها ‪ ،‬بل ل أكاد أصليها إل ف السبوع مرة أو مرتي ‪..‬‬
‫لقد كانت أخت تتجنب التلفاز بقدر المكان ‪ ،‬وقد أحاطت نفسها بصديقات صالات يساعدنا على‬
‫فعل الي ‪ ،‬وقد بلغ من صلحها أن خالت ل أسقطت طفلها وهي ف الستشفى وكانت ف غيبوبة ؛‬
‫رأت أخت وهي تلبس ملبس بيضاء جيلة وهي تطمئنها ‪ ،‬فاستيقظت خالت وهي سعيدة مطمئنة القلب‬
‫‪.‬‬
‫كا نت دائما تُذَكّر ن بال وتعظ ن ‪ ،‬فل أزداد إل ا ستكبارا وعنادا ‪ ،‬بل كا نت ساعات جلو سي أمام‬
‫التلفاز تزداد يوما ب عد يوم ‪ ،‬والتلفاز يتف نن ف عرض أنواع من ال سلسلت التاف هة والفلم الاب طة ‪،‬‬
‫والغان الاجنة الت ل أدرك خطورتا إل بعد أن هدان ال عز وجل ‪ ،‬فله المد وله الشكر ‪.‬‬
‫كنت أفعل ذلك كله وأنا ف قرارة نفسي على يقي تام من أن ذلك حرام ‪ ،‬وأن طريق الداية واضح لن‬
‫أراد أن يسلكه ‪ ،‬فكانت نفسي كثيا ما تلومن ‪ ،‬وضميي يعذبن بشدة ‪ ،‬ل سيما وأن المر ل يكن‬
‫مقت صرا على ارتكاب العا صي بل تعداه إل ترك الفرائض ‪ ..‬لذا ك نت دائما أت نب اللوس بفردي ‪،‬‬
‫حت عندما أخلد إل النوم والراحة فإن أحاول أن أشغل نفسي بكتاب أو ملة حت ل أدع ما ًل لتوبيخ‬
‫النفس أو تأنيب الضمي ‪.‬‬

‫‪ - 10‬كتبتها ل بنفسها ‪.‬‬


‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪17‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وظللت على هذه الال مدة خس سنوات حت كان ذلك اليوم الذي اختاره ال ل فيه طريق الداية ‪.‬‬
‫كنا ف إجازة نصف السنة ‪ ،‬وأرادت أخت أن تلتحق بدورة ف تفيظ القرآن الكري بإحدى المعيات‬
‫ال سلمية ‪ ،‬فعر ضت عليّ أن أذ هب مع ها ‪ ،‬فواف قت أ مي ‪ ،‬ولك ن رف ضت ‪ ..‬بل رف ضت بشدة ‪،‬‬
‫وأقمت الدنيا وأقعدتا ‪ ،‬وقلت بأعلى صوت ‪ (( :‬ل أريد الذهاب ) ‪ ...‬وكنت ف قرارة نفسي عازمة‬
‫على العكوف أمام ذلك الهاز الذي أصبح جزءا ل يتجزأ من حيات العابثة ‪ ..‬فما ل وللقات تفيظ‬
‫القرآن ‪..‬‬
‫ف قلب عب ٍد ليس يتمعان‬ ‫حب القرآن وحب ألان الغنا‬

‫وحضـر أبـ ‪ ..‬فشكوت له مـا حدث ‪ ،‬فقال ‪ :‬دعوهـا ‪ ،‬ول تبوهـا على الذهاب واتركوهـا على‬
‫راحتها ‪. .‬‬
‫وكانت ل عند أب معزة خاصة لن ابنته الوسطى فليس ل سوى أخت الكبى ‪ ،‬وأخي الذي يصغرن‬
‫بكث ي ‪ ،‬و قد قال ذلك و هو ي ظن أ ن ماف ظة على صلت ‪ ،‬ول ي كن يعلم بأن ال مر متلف جدا ‪..‬‬
‫صحيح أ ن ل أ كن أكذب عل يه حين ما ي سألن ( أ صليتِ ؟) فأقول ‪ :‬ن عم ‪ ...‬ف قد ا ستطعت أخ ت أن‬
‫تل صن من داء الكذب ‪ ،‬ول كن ك نت أقوم فأ صلي أما مه عند ما يكون موجودا ‪ ،‬فإذا ذ هب إل عمله‬
‫تركت الصلة ‪ ،‬وكان أب يكث ف عمله من ‪ 4 -3‬أيام ‪.‬‬
‫وذات يوم ‪ ،‬طلب من أب بلطف أن أرافق أخت ولو مرة واحدة ‪ ،‬فإن أعجبن الال وإل فلتكن الرة‬
‫الول والخية ‪ ،‬فوافقت لن أحب أب ول أرد له طلبا ‪..‬‬
‫وانطلقت إل روضة القرآن ‪..‬‬
‫وهناك ‪ ..‬رأ يت وجوها متوضئة مشر قة بنور اليان ‪ ،‬وأعينا باك ية ل تد من الن ظر إل الرام م ثل ما‬
‫ك نت أف عل ؛ فتمالك ن شعور فياض ل أ ستطيع له و صفا ‪ ..‬شعور بال سعادة والره بة ‪ ،‬يال طه إح ساس‬
‫بالندم والتوبـة ‪ ،‬وأحسـست بأنـ قريبـة مـن ال عـز وجـل ‪ ،‬فرقّ قلبـ ‪ ،‬وانمرت دموعـي ندما على‬
‫الوقات الت ضيعتها ف غي مرضاة ال ‪ ..‬أمام شاشة التلفاز ‪ ،‬أو ف مالس اللغو مع رفيقات السوء‬
‫اللت ل هم لن إل القيل والقال ‪..‬‬
‫كم كنت غافلة عن مثل هذه الجالس الت تفها ملئكة الرحن ‪ ،‬وتتنل على أهلها السكينة والرحة‬
‫واليان ‪.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪18‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫( لقد منّ ال عليّ بالياة ف ظلل القرآن فترة من الزمن ‪ ،‬ذقت فيها من نعمته ما ل أذقه قط ف حيات‬
‫‪ ..‬ع شت ف ظلل القرآن هادئة الن فس ‪ ،‬مطمئ نة ال سريرة ‪ ،‬قريرة الضم ي ‪ ،‬وانته يت إل يق ي جازم‬
‫حا سم أ نه ل صلح لذه الرض ‪ ،‬ول را حة لذه البشر ية ‪ ،‬ول طمأني نة لذا الن سان ‪ ،‬ول رف عة ول‬
‫بركة ول طهارة ‪ ..‬إل بالرجوع إل ال ‪..‬‬
‫إن الياة ف ظلل القرآن نعمة ‪ ،‬نعمة ل يعرفها إل من ذاقها‪ ..‬نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه ‪) ..‬‬
‫(‪ .. )11‬فما أروع العيش ف ظلل القرآن ‪.‬‬
‫نعم ‪ ..‬لقد هدان ال عز وجل ‪ ..‬وقد كنت أبارزه بالعصيان ‪ ،‬وأقدم ما يرضي نفسي على ما يرضيه –‬
‫سبحانه – وما يأمرن به الشيطان على ما يأمر به الواحد الديان ‪.‬‬
‫باختصار ؛ لقد كنت غافلة فأيقظن القرآن ‪:‬‬
‫(( إِنّ هَ ـذَا اْلقُرْآ نَ ِيهْدِي لِلّتِي هِ يَ أَ ْقوَ مُ َوُيبَشّ ُر الْ ُم ْؤ ِمنِيَ الّذِي َن َيعْمَلُو نَ ال صّالِحَاتِ أَنّ َلهُ مْ أَجْرا‬
‫َكبِيا )) ( السراء ‪. )9 :‬‬
‫واليوم ‪ ،‬أتساءل ‪:‬‬
‫ك يف ك نت سأقابل ر ب لو ل يهد ن ‪ ..‬حقا إن ن خجلة من نف سي ‪ ،‬وق بل ذلك من ر ب ‪ ،‬و صدق‬
‫القائل ‪:‬‬
‫هُ أم كيف يحده الاحدُ‬ ‫فيا عجبا كيف يعصي اللــ‬
‫تدل على أنـه واحدُ‬ ‫وف كل شيء لــه آية‬

‫أتوب إليك رب ‪ ،‬واستغفرك ‪ ،‬إنك أنت التواب الرحيم ‪..‬‬


‫أخت البيبة ‪ :‬حلقات تفيظ القرآن بانتظارك فل تترددي ف اللتحاق با‬
‫وال يفظك ويرعاك‬
‫ك ‪ /‬طالبة ف الرحلة الثانوية‬
‫أخت ِ‬
‫المارات ‪.‬‬

‫‪ - 11‬انظر مقدمة ( ف ظلل القرآن ) لسيد قطب ‪ ( ،‬بتصرف ) ‪.‬‬


‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪19‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫روب التخرج (‪)12‬‬

‫ل تعرف ليلى كتّاب القريـة كسـائر الطفال ‪،‬فلقـد كانـت بنـت كـبي اللّاك ‪ ،‬وكان أبوهـا يعتبهـا‬
‫( يا سينة الب يت ) ‪ ،‬فكا نت تن ظر إل القر ية وأطفال ا من برج عا جي و قد أقا مت بين ها وبين هم حاجزا‬
‫نفسيا رهيبا تبدو مظاهره ف سور قصرها العال ‪ ،‬وطبعها التعال ‪ ..‬استأجر لا والدها مدرّسة تعلّمها‬
‫اللغة الجنبية ‪ ،‬أما أزياء ملبسها فقد كانت تأت خصيصا من ( بيي كاردن ) و ( كرستيان ديور ) ‪..‬‬
‫وف مدرسة ( سان جورج ) كان مضِنها الول ‪.‬‬
‫وكـبت ليلى ‪ ،‬وافتتنـت بالثقافـة الغربيـة أشـد الفتتان ‪ ،‬وحينمـا حصـلت على بعثـة مـن الامعـة إل‬
‫( السربون ) ؛ جعلت اسم الرسالة ‪ ( :‬أهية الفكر الغرب ف بناء الضارة النسانية ) !!! ‪.‬‬
‫وم ضى علي ها ‪ ،‬ف ال سربون أر بع سنوات انت هت خلل ا من الر سالة ‪ ..‬كا نت كثيا ما تلم ب فل‬
‫التخريج ‪ ،‬وروب التخرج ‪ ،‬وصوره التذكارية ‪ ..‬فها قد آن الوان لشراء الروب لثل هذا الدث الام‬
‫ف تاريها الدارسي ‪..‬‬
‫ونزلت إل شوارع باريـس لشراء الروب ‪ ..‬وأثناء رجوعهـا مرت على زميلهـا ( آن ) كـي تشاركهـا‬
‫الفرحة ‪ ،‬فسألتها آن ‪ :‬هل تعرفي يا ليلى حكاية هذا الروب ؟ ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬ل أسأل نفسي يوما ما هذا السؤال ‪ ،‬كل ما أعرفه أنه تقليد غرب ‪..‬‬
‫قالت لاـ آن‪ :‬ل يـا ليلى ‪ ..‬لقـد كانـت جامعات الندلس السـلمية منارات فـ غرب أوروبـا للعلم‬
‫والثقافـة ‪ ،‬وكان خريوهـا – مـن أبناء الغرب – يلبسـون الروب أو العباءة العربيـة حتـ يتميزوا بأنمـ‬
‫النخ بة ف الجت مع الورو ب بعلم هم وثقافت هم ال ت تلقو ها على أيدي ال ساتذة ال سلمي ‪.‬ح ت أ صبح‬
‫تقليدا غربيا ‪.‬‬
‫كان وقع الجابة بثابة الصدمة بالنسبة لليلى ‪ ،‬وهي الت أضاعت حياتا منذ نعومة أظفارها ف ماضن‬
‫الفكر الغرب ‪ ..‬ابتداءً من ( سان جورج ) حت ( السربون ) ‪.‬‬
‫تتمت ليلى ‪ :‬نن الصل ؟!! نن الساس ؟!! ‪.‬‬
‫وتذكرت كلمات جدتا لا ‪ (( :‬يا بنيت‪ ،‬إن الشخصية السلمية هي الشخصية السوية )) ‪.‬‬

‫‪ - 12‬جريدة الدينة عدد ‪ ،9303 /‬بقلم ‪ :‬عبد الوهاب عبد الرحن ( بتصرف )‪.‬‬
‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪20‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وعادت ليلى من ال سربون و هي ت مل الشهادة ‪ ..‬ولكن ها ت مل ف داخل ها غ صة على ُملْك الندلس‬
‫الضاع ‪ ..‬وعلى سنوات قضتها ف البحث عن أهية الفكر الغرب ‪..‬‬
‫عادت ليلى ول كن بف كر جد يد ‪ ،‬ور سالة جديدة هي ‪ :‬ك يف تعلم طالبات ا ف الام عة أه ية الف كر‬
‫السلمي ف بناء الضارة النسانية ‪ ..‬وكيف ننب أطفالنا السلبيات الت وقعنا فيها ‪.‬‬
‫عادت ليلى ول تعد تنظر إل الكُتاب من برجها العاجي ‪ ،‬بل بنظرة كلها إكبار واحترام ‪..‬‬
‫وتر اليام ‪ .‬وتتزوج ليلى ‪ ،‬وترسل أولدها إل الكُتّاب ‪ .‬حت يستعدوا مد الجداد ‪ ..‬الغافقي وابن‬
‫زياد ‪.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪21‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫توبة فتاة جزائرية (‪. )13‬‬

‫تقول هذه الفتاة ‪:‬‬


‫نشأت ف مت مع يرى الناس ف يه أن عبادة ال ل تتم ثل إل ف أداء ب عض الشعائر التعبد ية كال صلوات‬
‫المس وصوم رمضان والج ‪ ..‬إل ‪ ،‬وهي مع هذا تقتصر على كبار السن والعجائز ‪ ،‬أما الصغار فل‬
‫أحد يأمرهم ول ينهاهم ‪.‬‬
‫ودخلت الدرسة ‪ ..‬وبعد ثلث سنوات من الدارسة ؛ رأيت تلميذتي فقط من قسمنا تؤديان الصلة ‪،‬‬
‫فحزّ ف نفسي ‪ ،‬وقلت لِ مَ ل أصلي وقد تعلمت ف الدرسة كيفية أداء الصلة ‪ ،‬وعرفت أن ا واجبة‬
‫على كل مسلم صغيا كان أو كبيا ‪..‬‬
‫ومنذ ذلك اليوم بدأت أصلي ‪ ،‬ولكنّ الصلة وحدها ل تكفي ‪ ،‬لِ مَ ل أحفظ شيئا من القرآن ؟ ‪ ..‬لِ مَ‬
‫ل أرتدي الجاب ؟ ‪ ..‬لَِ أستمع إل الغناء الحرم ‪ ،‬وأراه مباحا ؟ ‪ ..‬لِ مَ ‪..‬ولِ مَ ‪ ...‬كل هذه الفكار‬
‫والواطر كانت تتردد ف ذهن ‪..‬‬
‫ول ا قار بت سن البلوغ – وكان ذلك عام ‪1980‬م‪ ،‬و هي ال سنة ال ت انتشرت في ها ظاهرة الجاب‬
‫(( إن صح الت عبي )) (‪ – )14‬رأ يت أخت ي شقيقت ي ف مدر ستنا ترتديان الجاب ‪ ،‬فكنـت أوليه ما‬
‫احتراما بالغا أكثر من غيها ‪ ،‬بيد أن ل أكن بعدُ أدرك كنه هذا الجاب ‪ ،‬لكنن كنت متارة ومرتابة‬
‫فيما يقوله الناس عنه من أنه بدعة (!!! ) ‪ ..‬وإخفاء للحقائق والشخصية ( !! ) ‪..‬‬
‫وهنا أتذكر حادثة وقعت ل بعد أن عرفت فرضية الجاب ‪ ،‬وهي أن الشيطان تثل ل ف شخصية‬
‫ابنة عم ل كانت توي الفسق والغناء الاجن ‪ ،‬ففي أحد اليام عدت من الدرسة ؛ فسمعتها تطعن ف‬
‫الجاب والحجبات ‪ ،‬فقلت ل ا ف غ ضب ‪ :‬أتقول ي هذا ؟! ‪ ..‬فأ نا أيضا سأرتدي الجاب ‪ ،‬فردت‬
‫عليّ بسخرية وخبث ‪ ..‬ولِمَ تفي جالك ؟! فأنت ما زلت صغية ‪..‬‬
‫هذه الادثة أثّرت ف نفسي ‪ ،‬وجعلتن أتذ قرارا بأن أرتدي الجاب ‪ ،‬وف أقرب وقت ‪..‬‬
‫وب عد أيام ؛ زرت إحدى قريبا ت ‪ ،‬ول ا أردت الروج إل منل قدّ مت ل جلبابا وخارا ‪ ..‬ل أ سألا‬
‫عن السبب ‪ ،‬لن أدركت أنا تدعون لرتدائه ‪ ،‬ث أردَفتْ قائلة ‪ :‬ربا يأت يوم وتتاجينه ‪...‬‬

‫‪ - 13‬كتبتها ل بنفسها ‪.‬‬


‫‪ - 14‬يراجع حول هذا الوضوع كتاب ( عودة الجاب ) لحمد القدم ‪ ،‬فهو كتاب قيم جدا ‪.‬‬
‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪22‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وتق كلمها ‪ ،‬فجاء يوم وأردت الروج ‪ ،‬فتذكرت الجاب فلبسته دون تفكي ‪ ،‬وخرجت به لدع‬
‫الناس من حول يندهشون ‪ ،‬ث ينقلب هذا الندهاش من البعض إل سخرية واستهزاء ‪..‬‬
‫لكنن وقد مضى على ارتدائي للحجاب خسة أعوام ‪ ،‬أتذكر العامي السابقي لحتجاب ‪ ،‬ول أقول‬
‫إل ال ق ‪ ،‬فخلل ما ل أذق ط عم النوم لو ف الشد يد أن يتوفا ن ال وأ نا على تلك الال ‪ ،‬فبأي و جه‬
‫سأقابل رب بعد ساعي لكلمه وعصيان له ‪ ،‬خاصة عند ما أستعرض سورة النور – وقد حفظتها ول‬
‫المد كاملة – وكذلك حي أتذكر حديث الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬نساء كاسيات عاريات‬
‫مائلت ‪ )) ..‬الديث ‪.‬‬
‫وختاما أقول لكل فتاة متبجة ‪ :‬إل مت ستظلي هدفا للسهام السمومة ‪ ،‬والعي الحمومة ‪ ..‬أنسيت‬
‫أن ال مطلع عليك ‪ ..‬أنسيت أم جهلت أم تاهلت أن جال الرأة القيقي ف حجابا وحيائها وسترها‬
‫‪ ..‬؟ !‬

‫خضعت فرنسا والعصاة توتروا‬ ‫أنسيت فاطمة الت لجابا‬


‫كالنخلـة الشمّاء ‪ ،‬ل تتأثـرُ‬ ‫ثبتت على إيانا وتسامقت‬
‫عنها الوسائل كيف ع ّز الَخبَرُ‬ ‫أنسيتها أنسيت كيف تدثت‬

‫هيا أخت السلمة ‪ ،‬قومي وتوضئي وصلي ‪ ،‬وعاهدي ال أن تلتزمي بالجاب ‪..‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪23‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫توبة فتاة مستهترة (‪. )15‬‬

‫ف هدأة الليل ‪ ،‬وسكون البحر ؛ كانت الباخرة الصرية ( سال إكسبس ) تخر عباب البحر الحر‬
‫متوجهة إل اليناء الصري ‪ ،‬وعلى ظهرها قرابة ‪ 500‬راكب ما بي غافل لهٍ – وهم الكثر – ومصلّ‬
‫سـاجد ‪ ،‬وأراد قبطان الباخرة اختصـار الزمـن ؛ فسـلك طريقا غيـ العتاد ‪ ،‬فوقعـت الكارثـة حيـث‬
‫ا صطدمت الباخرة بب عض البال الرجان ية الادة ‪ ،‬م ا أدى إل غرق ها ‪ ..‬و قد ن ا من ن ا ‪ ،‬وهلك من‬
‫هلك ‪ ،‬وكل ذلك بتقدير من ال عز وجل ‪ ،‬وله الكمة البالغة سبحانه ‪ ،‬وقد كان لذه الادثة الليمة‬
‫وقع كبي ف نفوس الكثيين ‪ ،‬منهم صاحبة هذه القصة حيث تقول ‪:‬‬
‫أنا فتاة ‪ ،‬منّ ال عليّ بالداية والستيقاظ من الغفلة قبل فوات الوان ‪ ،‬وإليكم قصت لعل ال أن ينفع‬
‫با ‪:‬‬
‫حيا ت كل ها كا نت متل طة متب جة ‪ ،‬عشت ها ك ما أردت ا لنف سي ‪ ،‬كان ل د خل شهري ج يد‬
‫أتقاضاه من عملي ‪ ،‬ولكن ال نزع منه البكة فلم انتفع به نفعا يذكر ‪ ..‬فقد كنت أنفق ثلثة أرباعه ف‬
‫شراء اللبـس الضيقـة والقصـية ‪ ،‬وأصـباغ الكياج التـ ألطـخ باـ وجهـي كلمـا أردت الروج ‪ ،‬ول‬
‫أشتري إل أغلى العطورات الفوا حة لدر جة أن ب عض جيا ن ورفقائي من (( الن سي )) ( !!! ) كانوا‬
‫يتنبئون بقدمي من رائحة عطري الفواحة الت تُشم من على بُعد (‪ .. . )16‬كنت مغرمة باتباع ما تلبه‬
‫( الوضة ) من قصات الشعر وتسرياته ‪ ،‬ول أرضى بعمل تسريات شعري إل عند ( الكوافي ) الذي‬
‫ل يعمل به إل الرجال ( !!! ) ‪ ..‬وكانت ل رحلت تنه متلطة كنا نقضيها ف الزاح والغناء الحرم ‪..‬‬
‫‪.‬وهذا وال ما يريده أعداء السلم من شباب السلمي يريدون منهم أن يكونوا كالبهائم العجماوات ‪..‬‬
‫ل همّ لم إل البحث عن الشهوات (‪. )17‬‬
‫واذكر مرة أن كنت ف رحلة متلطة ‪ ،‬فكنا نغن ونسرد أنواع النكت والهازيج ‪ ..‬ما جعل سائق‬
‫الافلة بتضجر وينعج من أصواتنا العالية ‪ ،‬وأخذ ينظر إلينا بعي السخرية ‪ ،‬وأراد مرة أن يتبنا فقال ‪:‬‬
‫‪ - 15‬كتبتها ل بنفسها ‪.‬‬
‫‪ - 16‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬كل عي زانية ‪ ،‬والرأة إذا استعطرت فمرت على قوم ليجدوا رائحتها فهي زانية )) رواه الثلثة وصححه الترمذي ‪.‬‬
‫‪ - 17‬لا عجز النصرون عن تنصي السلمي ف مصر والبلد العربية ؛ وقف أحد زعمائهم ليقول لم ‪ (( :‬ليست مهمتكم هي إدخال السلمي ف السيحية ‪ ،‬فإن ف‬
‫هذا هداية لم وتكريا ‪ ..‬إن مهمتكم أن ترجوا السلمي من السلم ليصبح ملوقا ل صلة له بال ‪ ،‬وبالتال ل صلة تربطه بالخلق الت تعتمد عليها المم ف‬
‫حيات ا ‪ ..‬إل أن قال ‪ :‬إن كم أعدد ت ن شأ ل يعرف ال صلة بال ‪ ،‬ول ير يد أن يعرف ها ‪ ..‬ل يه تم بعظائم المور ‪ ،‬وي ب الرا حة والك سل ‪ ،‬وي سعى للح صول على‬
‫الشهوات بأي أ سلوب ‪ ،‬ف هو إن تعلم فللحصول على الشهوات ‪ ،‬وإذا ج ع الال فللشهوات ؛ وإذا تبوأ أسى الرا كز ففي سبيل الشهوات ‪ ..‬إ نه يود ب كل شيء‬
‫للوصول إل الشهوات ‪. )) ..‬‬
‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪24‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫هل أن تم تيدون حفظ جيع الغا ن ؟ قلت له وب كل ثقة ‪ :‬ن عم ‪ ..‬هل تريد ن أن أغ ن لك ؟ لك نه ل‬
‫يبن ‪ ،‬ث عاد وسأل مرة ثانية ‪ :‬هل تعرفون إجابة كل شيء ؟ ‪ ..‬قلنا جيعا وبثقة متناهية ‪ :‬نعم نن‬
‫نعرف كل شيء ‪ ..‬فقال ‪ :‬إذن سأطرح عليكم سؤا ًل فأجيبون عليه ‪ :‬كم عدد أولد النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ؟؟ ‪ .‬فتلعثمنا جيعا ‪ ،‬ول يستطع أحد منا الجابة على هذا السؤال لهلنا التام بالواب ‪..‬‬
‫إنا وال القيقة غي مبالَع فيها ‪ ..‬فأنا ل أستطع الواب لن كنت أسخر من الخوة الذين باعوا هذه‬
‫الدنيـا الفانيـة بالخرة الباقيـة ‪ ،‬وأسـتهزيء بالحجبات ‪ ،‬وأطلق عليهـن عبارات السـخرية بلبسـهن‬
‫الحتشمة ‪..‬‬
‫وظللت على حالتـ هذه إل أن جاء موعـد سـفري إل السـعودية للعمـل فيهـا ‪ ،‬وهناك ؛ فوجئت بأن‬
‫النساء كلهن يرتدين الجاب الكامل ‪ ..‬ظننت لول وهلة أنه زِي ترتديه الوظفات عند خروجهن إل‬
‫الع مل و سرعان ما يلع نه ف ال سوق أو الشارع ‪ ..‬فإذا ب أفا جأ ب ن و هن يلب سنه ف كل مكان بل‬
‫استثناء ‪ ..‬وال ل أكن أتصور أنه يوجد أحد ف هذه الدنيا على مثل هذه اليئة من الستر والحتشام ‪.‬‬
‫وب عد فترة وجيزة من قدو مي قابلت ف عملي أختا صالة تعرف من الد ين ما ُقدّر ل ا معرف ته ‪،‬‬
‫فكا نت تأمر ن بالجاب الشر عي ‪ ،‬فك نت أ سخر من ها ‪ ،‬ول أط يق اللوس مع ها لكثرة كلم ها عن‬
‫الد ين والجاب ‪ ،‬وعلى الر غم من نفوري من ها إل أن ا ل تيأس من ن صحي وتذكيي وإهدائي ب عض‬
‫الشرطة والكتيبات النافعة الت يتاجها أمثال ‪ ،‬حت بدأت أميل بعض الشيء إل كلمها ‪.‬‬
‫ودارت اليام ‪ ،‬ورزق ن ال بزوج صال يعرف ال جيدا ‪ ،‬فأ خذ يرغب ن ف ال ‪ ،‬ويأمر ن بال صلة ‪،‬‬
‫فتأثرت بكلمه ‪ ،‬واستطاع بأسلوبه الطيب أن يذبن إل طريق اليان ويببه إلّ ‪ ،‬وإن كنت لا ألتزم‬
‫بعدُ التزاما كاملً ‪..‬‬
‫فبينا أنا كذلك ؛ إذ هز مسامعي وزلزل كيان خب كان وقعه عليّ كالصاعقة ‪ ..‬إنه خي تطم الباخرة‬
‫ال صرية (( سال إك سبيس )) وغرق ها ف ع مق الب حر الح ر ‪ ..‬ل قد أحدث هذا ال ب هزة عني فة ف‬
‫نف سي ل أتالك مع ها عيناي ح ت ذرف تُ دموعا حارة ‪ ،‬وبك يت بكاءً مريرا ‪ ،‬فا ستيقظت أخيا من‬
‫غفل ت ‪ ،‬و سألت نف سي سؤالً صريا ‪ :‬إل م ت الغفلة ؟ إل م ت أ ظل أ سية الوى والشيطان والن فس‬
‫المارة بالسوء ؟؟ ‪ ..‬ودارت ف ميلت أسئلة كثية من هذا القبيل ‪ ،‬وبعد لظات من التفكي وماسبة‬
‫النفس ؛ نضت مسرعة إل تلك الخت الفاضلة ( الت كنت أكره اللوس معها سابقا ) وبوزت جيع‬
‫الشرطة الغنائية التافهة فأعطيتها إياها للتسجيل عليها من تلوات وخطب وماضرات إسلمية ‪..‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪25‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وأعلنـت توبتـ النصـوح ‪ ،‬وعاهدت ربـ أن يكون هدفـ فـ هذه الدنيـا هـو إرضاء ال عـز وجـل‬
‫وال ستقامة على دي نه ‪ ،‬وحقي قة ‪ ،‬ل أ كن أت يل ف يوم من اليام أ ن سأرتدي الجاب أو أقلع عن‬
‫التعطـر عنـد الروج مـن النل ووضـع الكياج ‪ ،‬وإنـ لحدـ ال عـز وجـل حدا كثيا على هدايتـ‬
‫واستيقاظي من غفلت قبل حلول أجلي ‪ ..‬وال الوفق ‪.‬‬
‫أختكم إيان ‪...‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪26‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫عبات تائبة‬

‫يا إلي ‪..‬‬


‫ف مصيي ‪..‬‬ ‫جاء ب حَرّ ذنوب جاء ب خو ُ‬
‫ساقن ‪ -‬يا رب – تأنيبُ ضميي ‪..‬‬
‫ألبت قلب سياطُ الوف من يوم رهيب ‪..‬‬
‫كادتا عيناي أن تبيضّ من فرط نيب ‪..‬‬
‫(( آه ‪ ..‬يا مولي ما أعظم حُوب )) يا إلي ‪:‬‬
‫أنت ل تطرد من جاءك يبكي ‪ ..‬وأنا ذي سوف أحكي ‪..‬‬
‫أنا ل أعلم ما تعلم عن ‪ ..‬أنت أدرى ‪..‬‬
‫غي أن ‪ ..‬بؤت ‪ -‬يا رب – با قد كان من ‪..‬‬
‫فاعفُ عن ‪ ..‬ل تُهنّي ‪ ..‬ولِنفسي ل تكلن ‪..‬‬
‫أنا سافرت مع الشيطان ف كل الدروب ‪ ..‬غي درب الق ما سافرت فيه ‪..‬‬
‫كان إبليس معي ف درب تيهي ‪ ..‬يتبين ‪..‬‬
‫وأنا ‪ -‬يا لَغبائي – أجتبيهِ‪..‬‬
‫كان للشيطان من حولَ جندٌ خدعون ‪ ..‬غرّروا ب ‪..‬‬
‫وإذا فكرت ف التوبة قالوا ‪ :‬ل تتوب ‪ ..‬ربنا ربّ قلوب !!‬
‫(( آه ‪ .‬يا موليَ ما أعظم حُوب ) ‪..‬‬
‫غرّن – يا رب – مال ‪ ..‬وجال ‪ ..‬وفراغي ‪ ..‬وشباب ‪..‬‬
‫زيّن الفجار ل حرق حجاب ‪.‬‬
‫يا لَحمقى ‪ ..‬كيف مزقت وقصّرت ثياب ؟!‬
‫أين عقلي ؟! ‪ ..‬حينما فتّحتُ للموضة شُبّاكي وباب ‪..‬‬
‫أنا ما فكرتُ ف أخذ كتاب ‪ ..‬بيمين ‪ ..‬أو شال ‪ ..‬أنا ما فكّرت ف كَيّ جياهٍ وجُنوب ‪..‬‬
‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪27‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫( آه ‪ .‬يا مولي ما أعظم حُوب ‪. ) ..‬‬

‫يا إلي ‪ ..‬أنا ما فكرتُ ف يوم الساب ‪ ..‬حينما قدّمن إبليس شاة للذئاب ‪..‬‬
‫يا لَجهلي ‪ ! ..‬كيف أقدمتُ على قتل حيائي ‪ ..‬؟!‬
‫وأنا أمقتُ قتل البرياء ‪..‬‬
‫يا إلي ‪ ..‬أنت من يعلم دائي ‪ ..‬ودوائي ‪..‬‬
‫ل أريد الطب من أي طبيب ‪ ..‬أنت ل أقرب من كل قريب ‪..‬‬
‫آه ‪ ..‬يا مولي ما أعظم حُوب ‪. ) ...‬‬
‫يا إلي ‪ ..‬إهدِ من سهّل مشوار غيي ‪..‬‬
‫فلقد حيّرن أمر وليّي ‪ ..‬أغبّ ساذج أم متغاب ‪.‬‬
‫ل يكن يسأل عن سرّ غياب ‪ ..‬عن ميئي وذهاب ‪. .‬‬
‫ل يكن يعنيه ما نوع صِحاب ‪..‬‬
‫كان معنيا بتوفي طعامي وشراب ‪.‬‬
‫جاء ل بـ ( السائق الندي ) ف عزّ الشباب ‪..‬‬
‫ب ف السواق من غي رقيب ‪...‬‬ ‫يتمشى َ‬
‫مِشيت مِشية حقاءَ لعوب ‪ ..‬أسلب اللباب من كل لبيب ‪ ..‬أشتري النار بكياجي وطيب ‪..‬‬
‫(( آه ‪ ..‬يا مولي ما أعظم حُوب ‪) ..‬‬
‫يا إلي ‪ ..‬يا ميب الدعوات ‪ ..‬يا مُقيل العثرات ‪..‬‬
‫أعفُ عن ‪ ..‬أنت من أيقظ قلب من سُبات ‪..‬‬
‫وأنا عاهدت عهد الؤمنات ‪ ..‬أن تران ‪..‬‬
‫بي تسبيح وصوم وصلة ‪..‬‬
‫يا إلي ‪ ..‬جئتُ كي أعلن ذل واعتراف ‪..‬‬
‫أنا ألغيت زوايا إنراف ‪ ..‬وتشبثتُ بطهري وعفاف ‪..‬‬
‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪28‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أنا لن أمشيَ بعد اليوم ف درب الرذيلة ‪..‬‬
‫جرّب الفجّار كي يردونن ‪ ..‬كلّ وسيلة ‪..‬‬
‫دبّروا ل ألف حيلة ‪..‬‬
‫فليُ ِعدّوا لقتال ما استطاعوا ‪. .‬فأمانيهم بقتلى مستحيلة ‪..‬‬
‫يا إلي ‪ ..‬جئت بالثوب الذي أذنبت فيه ‪..‬‬
‫وأنا آمل ف ثوب قشيب ‪ .‬من سيع قادر بَرٍ ميب ‪.‬‬
‫تُبتُ يا رحن فارحم عبات وشحوب ‪..‬‬
‫واغسلنْ بالعفو يا مولي حُوب ‪. )18( ..‬‬

‫‪ - 18‬ملة الدعوة ‪ ،‬العدد ‪.1407 /‬‬


‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪29‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫صدر للمـــؤلف ‪:‬‬
‫زينــة الـرأة‬
‫بي‬
‫الطب و الشرع‬
‫تقرئي فيه أقوال العلماء والطباء حول ‪:‬‬
‫‪-‬مساحيق التجميل ‪ ،‬أحر الشفاة ‪ ،‬العدسات اللونة ‪ ،‬طلء الظافر ‪ ،‬الظافر الصناعية ‪ ،‬الرموش‬
‫الصناعية ‪ ،‬اللوان حول العيني ‪ ،‬صبغات الشعر و ( اليش ) ‪ ،‬كريات تغذية البشرة ‪ ،‬النمص ‪،‬‬
‫اللبس الضيقة ‪ ،‬الكعب العال ‪ ،‬التعري عند الشواطئ ‪ ،‬ملت الزياء ‪ ،‬الكوافي ‪ ..‬وغيها ‪...‬‬
‫ث البديل الطبيعي ‪..‬‬

‫صــدر للــمؤلف‬
‫‪-1‬العائدون إل ال ( سلسلة قصص التائبي ) ‪ 6‬أجزاء ‪.‬‬
‫‪-2‬رحلت إل السلم ( رجال ونساء أسلموا ) ‪ 3‬أجزاء‬
‫‪-3‬اعترافات متأخرة ( الشاهي وغيهم يعترفون ) جزءان ‪.‬‬
‫‪-4‬سر النجاح ( كيف تكون ناجحا ف أعمالك ) ‪.‬‬
‫‪-5‬الختار من شواهد الشعار ( للخطب والدروس والواعظ ) ‪.‬‬
‫‪-6‬رسالة عاجلة إل جار السجد ‪.‬‬
‫لفّاظ لليات التشابة ‪.‬‬ ‫‪-7‬تنبيه ا ُ‬
‫‪ -8‬الللء السان ( صور معبة ‪ ،‬أقوال مؤثرة ‪ ،‬حكم ‪ ،‬طرائف ‪ 8 ).‬أجزاء‪.‬‬
‫‪-9‬وهم الب‪.‬‬
‫‪-10‬اللحظات الاسة‪.‬‬
‫‪-11‬أصناف الناس ف الصلة‪.‬‬
‫‪-12‬أصناف الناس ف الصيام‪.‬‬
‫‪-13‬أدعية متارة ( للسجود والوتر وختم القرآن ) ‪.‬‬
‫‪-14‬فتاوى إسلمية ( جع وترتيب الؤلف ) ‪ 4‬أجزاء ‪.‬‬
‫‪-15‬فتاوى الرأة ‪ .‬جزءان ‪.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬
‫‪30‬‬ ‫العائدات إلى ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الفهـــــارس‬

‫القدمة‬
‫توبة المثلة شهية‬
‫توبة الداعية سوزي مظهر‬
‫توبة المثلة أمية‬
‫توبة المثلة الماراتية نورية سليمان‬
‫توبة راقصة جزائرية‬
‫توبة مامية شهية‬
‫توبة فتاة مصرية‬
‫توبة فتاة ف روضة القرآن‬
‫روب التخرج‬
‫توبة فتاة جزائرية‬
‫توبة فتاة مستهترة‬
‫عبات تائبة‬

‫جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬محمد بن عبد العزيز المسند‬
‫‪www.islamlight.net/almesnad/‬‬

You might also like