Professional Documents
Culture Documents
الله
مجموعة من قصص التائبين ،من مشاهير
وعلماء ودعاة وغيرهم يرونها بأنفسهم
جمعها
محمد بن عبدالعزيز المسند
المجموعة الولى
1
()1توبة الشيخ أحد القطان
الشيخ أحد القطان من الدعاة الشهورين والطباء العروفي يروي قصة توبته فيقول:
إن ف الياة تارب وعبا ودروسا… لقد مررت ف مرحلة الدراسة بنفسية متقلّبة حائرة…
لقد درست التربية السلمية ف مدارس التربية – ول تربية – ثانية عشر عاما.
وترجت بل دين… وأخذت ألتفت يينا وشالً :أين الطريق؟ هل خلفت هكذا ف الياة
عبثا؟ ..أحس فراغا ف نفسي وظلما وكآبةً ..أفر إل الب… وحدي ف الظلم لعلي أجد
هناك العزاء ،ولكن أعود حزينا كئيبا.
وترجت ف معهد العلمي 1969م وف هذه السنة والت قبلها حدث ف حيات حدث
غريب تراكمت فيه الظلمات والغموم إذ قام الزب الشيوعي باحتوائي ونشر قصائدي ف
ملتم وجرائدهم .والنفخ فيها .وأخذوا يفسرون العبارات والكلمات بزخرف من القول
يوحي به بعضهم إل بعض حت نفخوا فّ نفخة ظننت أنن أن المام النتظر؟
وما قلت كلمة إل وطبّلوا وزمّروا حولا… وهي حيلة من حيلهم .إذا أرادوا أن يقتنصوا
ويفترسوا فردا ينظرون إل هويته وهوايته ماذا يرغب… يدخلون عليه من هذا الدخل.
رأون أميل على الشعر والدب فتعهّدوا بطبع ديوان نشر قصائدي وعقدوا ل اللسات
واللقاءات الدبية الساهرة… ث أخذوا يدسون السم ف الدسم.
يذهبون ب إل مكتبات خاصة ث يقولون :اختر ما شئت من الكتب بل ثن فأحم كتبا فاخرة
أوراقا مصقولة… طباعة أنيقة عناوينها( :أصول الفلسفة الاركسية)0 ،البادئ الشيوعية)
وهكذا بدءوا بالتدريج يذهبون ب إل القاهي الشعبية العامة ،فإذا جلست معهم على طاولة
قدية تتز… أشرب الشاي بكوب قدي وحول العمال… فإذا م ّر رجل بسيارته المريكية
الفاخرة قالوا :انظر ،إن هذا يركب السيارة من دماء آبائك وأجدادك… وسيأت عليك اليوم
الذي تأخذها منه بالثورة الكبى الت بذأت وستستمر… إننا الن نيئها ف (ظفار) ونعمل
لا ،وإننا نيئها ف الكويت ونعمل لا ،وستكون قائدا من قوادها.
هذه القصة ذكره الشيخ في محاضرة له بعنوان (تجاربي في الحياة) 1
وبينما أنا اسع هذا الكلم أحسّ أن الفراغ ف قلب بدأ يتلئ بشيء لنك إن ل تشغل قلبك
بالرحن أشغله الشيطان… فالقلب كالرحى… يدور… فإن وضعت به دقيقا مباركا
أخرج لك الطحي الطيب وإن وضعت فيه الصى أخرج لك الصى.
ويقدّر ال – سبحانه وتعال -بعد ثلثة شهور أن نلتقي برئيس اللية الذي ذهب إل مصر
وغاب شهرا ث عاد.
وف تلك الليلة أخذوا يستهزئون بأذان الفجر… كانت اللسة تتد من العشاء إل الفجر
يتكلمون بكلم ل أفهمه مثل (التفسي الادي للتاريخ) و (الشتراكية والشيوعية ف النس
والال) …ث يقولون كلما أمرّره على فطرت السليمة الت ل تزال… فل يرّ…أحس أنه
يصطدم ويصطكّ ولكن الياء ينعن أن أناقش فأراهم عباقرة… مفكرين… أدباء…
شعراء… مؤلفي كيف أجرؤ أن أناقشهم فأسكت.
ث بلغت الالة أن أذّن الؤذّن لصلة الفجر فلما قال (ال أكب) أخذوا ينكّتون على ال ث لا
قال الؤذن (أشهد أن ممّدا رسول ال) أخذوا ينكّتون على رسول ال ،صلى ال عليه
وسلم.
وهنا بدأ النفعال الداخلي والبكان اليان الفطري يغلي وإذا أراد ال خيا بعباده بعد أن
أراه الظلمات يسرّ له أسباب ذلك إذا قال رئيس اللية :لقد رأيت الشيوعية القيقية ف لقائي
مع البنودي الشاعر الشعب بصر وهو الوحيد الذي رأيته يطبّقها تطبيقا كاملً.
فقلت :عجبا… ما علمة ذلك؟!!.
قال( :إذا خرجنا ف الصباح الباكر عند الباب فكما أن زوجته تقبله تقبلن معه أيضا وإذا ننا
ف الفراش فإنا تنام بين وبينه…) هكذا يقول… وال ياسبه يوم القيامة فلما قال ذلك
ن وانقباض ف قلب وقلت ف نفسي :أهذا فكر؟!! أهذه حرية؟!! أهذه
نَ َزَلتْ ظلمة على عي ّ
ثورة؟!! ل وربّ الكعبة إن هذا كلم شيطان إبليسي!!
ومن هنا ترأ أحد الالسي فقال له :يا أستاذ مادمت أنت ترى ذلك فلماذا ل تدع زوجتكم
تدخل علينا نشاركك فيها؟ قال( :إنن ما أزال أعان من ملفات البجوازية وبقايا الرجعية.
وسيأت اليوم الذي نتخلص فيه منه جيعا)...
ومن هذه الادثة بدأ التحول الكبي ف حيات إذ خرجت أبث عن رفقاء غي أولئك الرفقاء
فقدّر ال أن ألتقي باخوة ف (ديوانية)
كانوا يافظون على الصلة ...وبعد صلة العصر يذهبون إل ساحل البحر ث يعودون
وأقصى ما يفعلونه من مأث أنم يلعبون (الورقة).
ويقدّر ال أن يأت أحدهم إلّ ويقول :يا أخ أحد يذكرون أن شيخا من مصر اسه (حسن
أيوب) جاء إل الكويت ويدحون جرأته وخطبته ،أل تأت معي؟ قالا من باب حبّ
الستطلع..
فقلت :هيا بنا ..وذهبت معه وتوضأت ودخلت السجد وجلستُ وصليتُ الغرب ث بدأ
يتكلم وكان يتكلم وافقا ل يرضى أن يلس على كرسي وكان شيخا كبيا شاب شعر رأسه
وليته ولكن القوة اليانية البكانية تتفجر من خلل كلماته لنه كان يتكلم بأرواح الدافع
ل بسيوف من خشب.
وبعد أن فرغ من خطبته أحسستُ أن خرجت من عال إل عامل آخر ..من ظلمات إل نور
لول مرة أعرف طري قي ال صحيح وأعرف هد ف ف الياة ولاذا خل قت وماذا يراد م ن وإل
أين مصيي..
وبدأت ل أستطيع أن أقدم أو أؤخر إل أن أعانق هذا الشيخ وأسلّم عليه.
ث عاد هذا الخ يسألن عن انطباعي فقلت له :اسكت وسترى انطباعي بعد أيام..
عدتُ ف الليلة نفسها واشتريت جيع الشرطة لذا الشيخ وأخذتُ أسعها إل أن طلعتِ
الشمس ووالدت تقدم ل طعام الفطار فأردّه ث طعام الغداء وأنا أسع وأبكي بكاءً حارّا
وأحسّ أن قد ولدتُ من جديد ودخلتُ عالا آخر وأحببتُ الرسول صلى ال عليه وسلم،
وصار هو مثلي العلى وقدوت وبدأتُ أنكبُ على سيته قراءةً وساعا حت حفظتها من
مولده إل وفاته صلى ال عليه وسلم ،فأحسستُ أنن إنسان لول مرة ف حيات وبدأت أعود
فأقرأ القرآن فأرى كل آية فيه كأنا تاطبن أو تتحدث عن (أوًمنْ كا َن ميتا فأحييناه وجعلنا
له نورا يشي به ف الناس كمن مثله ف الظلمات ليس بارج منها…) سورة النعام
نعم ..لقد كنت ميتا فأحيان ال… ول الفضل والنة… ومن هنا انطلقتُ مرة ثانية إل
أولئك الرفقاء الضالي الضلي وبدأت أدعوهم واحدا واحدا ولكن… (إنّك ل تدي من
أحببت ولكنّ ال يهدي من يشاء وهو أعلم بالهتدين)… أما أحدهم فقد تاب بإذن ال
وفضله ،ث ذهب إل العمرة فانقلبتْ به السيارة ومات وأجره على ال.
وأما رئيس اللية فقابلن بابتسامة صفراء وأنا أناقشه أقول له :أتنكر وجود ال؟!! وتريد أن
تقنعي بأن ال غي موجود؟!! فابتسم ابتسامة صفراء وقال :يا أستاذ أحد ..إنن أحسدك
لنك عرفت الطريق الن ..أما أنا فاتركن ..فإن ل طريقي ولك طريقك ..ث صافحن
وانصرفت وظل هو كما هو الن؟
ل ومنهم من أصبح شاعرا يكتب الغان وله أشرطة (فيديو) وأما البقية فمنهم من أصبح مث ً
يلقي الشعر وهو سكران ...وسبحان الذي يُخرج الي من اليت ...ومن تلك اللحظة بدأت
أدعو إل ال رب العالي.
( )2توبة والد الشيخ أحد القطان
الشيخ أحد القطان -جزاه ال خيا -كان هو السبب -بعد توفيق ال -ف هداية والده
يروي لنا القصة فيقول
2
أصيب والدي -رحه ال -برض ف الغوص حيث كانوا على ظهر سفينة فضربتهم صاعقة..
فقد كانوا داخلي ف شط العرب يملون التمور وكانت هناك سفينة كويتية معطلة تتاج إل
بعض التصليح فطلب ربّان هذه السفينة من ربّان السفينة الخرى الت فيها والدي أن يساعده
فيجر معه (الحمل) حت يرجه من الكان الضحل إل الكان العميق .فوعده أن يساعده ف
وقت آخر بعد أن يستقي الاء ويره إل الكان العميق إل أنه كان مستعجلً وكان ممّل
بضاعـة ثقيلة فلم يف بوعده إذ (خطف) بالليل خفيـة وترك صاحبه الذي وعده قال
والدي -رحه ال :-فلما خرجنا من الليج العرب جاءت سحابة فوق السفينة فبقت
ورعدت ونزلت منها صاعقة على الشراع فاحترق كله..
فكان والدي من أصيب بذه الصاعقة إذ أصيب برض أشبه بالشلل.
وكان التجار يلومون ربان السفينة ويقولون له :لو أنك ساعدت ذلك الرجل صاحب السفينة
العطلة لا حدث ما حدث ...ولكن ...قد ّر ال وما شاء فعل...
ث عادوا بوالدي -رحه ال -إل بيته وأصبح مقعدا ل يستطيع الشي وأكل ما عنده من
مدخرات حت أصبح يرج وهو يزحف إل الشارع لعله يد من يود عليه ولو بكسرة خبز.
ولا بلغت به هذه الالة وامتد مرضه ما يقارب العشر سنوات وهو جالس البيت بل علج
وصفوا له شيخا من النتسبي للدين يقرأ على الناس اليات والحاديث للستشفاء.
واستدعي ذلك الشيخ الذي يسمونه (الل) وكان أول سؤال وجّهه إل والدي -مع السف
الشديد( : -كم تدفع على هذه القراءة؟!فقال والدي -رحه ال : -أنا رجل فقي ومقعد
هذه القصة ذكرها الشيخ في درس له بعنوان( :سلمة الصدر من الحقاد), 2
وليس معي ف جيب إل هذه النصف روبية هي ثن طعامي أنا ووالدت ..فقال (الل) هذه ل
تكفي ..وطلب أكثر من ذلك ..فلما ل يعطه والدي ما يريد خرج ول يقرأ عليه شيئا.
س والدي بامتعاض شديد وتولد عنده ردّ فعل عنيف جعله يكره الدين ويكره من
وهنا أح ّ
ينتسب إل هذا الدين ...وأصبحت هذه الادثة دائما على لسانه لسيما وأنه كان فصيحا
وذكيا يقول الشعر ويضرب المثال ..فسلط تلك الفصاحة وذلك الذكاء للسخرية بالتديني
بسبب ذلك الوقف الذي وقفه ذلك الل.
ومرت اليام...
ويقدر ال -جل وعل -أن يأتيه رجل فيقول له :لاذا ل تذهب إل الستشفى (المريكان)
الذي يدحه الناس ويثنون عيه وفيه طبيب جيد اسه سكيدر ...ال وهو مستشفى تابع
لرساليات التبشي (النصرانية) الت تعمل لتنصي السلمي أو إخراجهم من دينهم على
القل..
فقال والدي ولكن كيف أستطيع الوصول إل هذا الستشفى وهو بعيد عن بيت وأنا ل
أستطيع الشي.
ول تكن ف ذلك الوقت مواصلت تنقلهم كما هو الن إل عند أناس يعدون على الصابع
ومن هؤلء العدودين ذلك الستشفى الذكور حيث كان يلك سيارة وعند الدكتور
سكيدر..
وعند أذان الفجر زحف والدي رحه ال على فخذيه من بيته إل الستشفى (المريكان) فما
وصله –زحفا -إل قبيل الظهر وكان ذلك ف فصل الصيف.
يقول رحه ال :فلما وصلت إل جدار الستشفى ل تبق فّ قطرة ماء ل ف فمي ول ف عين
ول جسمي ...وأحسست أن الشمس ترقن وأكاد أموت حت إن ل أستطيع أن أتكلم أو
أصرخ أنادي ..فدنوت من الدار ونت وبدأت أتشهد استعدادا للموت.
يقول :ث أغمي عليّ وظننت أن م ّ
ت فلما فتحت عين إذا أنا ف بيت وبواري دواء..
قال :فسألت الناس الذين كانوا يعالون ف الستشفى :ماذا حدث؟ فقالوا :إن الناس قد
ل قد أغمي عليه عند جدار الستشفى فنظر من النافذة فرآه فنل
أخبوا الطبيب بأن هناك رج ً
مع المرضي وحلوه ودخلوا به ث بعد ذلك قام بتشخيصه تشخيصا كاملً حت عرف الرض
وأعطاه حقنة ث بعد ذلك أعطاه الدواء وحله بسيارته الاصة وأوصله إل البيت.
قال والدي -رحه ال :-فلما وضعتُ يدي ف جيب وجدتُ با خس روبيات فسألت :من
الذي وضع هذه الروبيات ف جيب؟ فقالت الوالدة وضعها الدكتور الذي أحضرك إل هنا!!!.
وهنا يظهر الفرق الكبي بي ما فعله هذا (البشر) النصران وبي ما فعله ذلك (الل) سامه
ال.
ع والدي إل دينه بطريقة مباشرة وإنا أحسن معه العاملة لكي يستميل
إن هذا النصران ل يد ُ
قلبه ومن أصول الرساليات التبشيية (التنصيية) الت تدرس لم وقرأناه ف الكتب ودرسناها
نن أنه ليس من الشرط أن تعل السلم نصرانيا- ..إن جعلته نصرانيا فهذا تشريف للمسلم
(هكذا يقولون) -ولكن إذا عجزت أن تعله نصرانيا فاحرص على أن تتركه بل دين فإن
تركته بل دين فقد حققت الطلب الذي نريد.
الشاهد أن الوالد رحه ال شُفي وقام يشي وظل ذلك الطبيب يزوره ف كل أسبوع مرة
ويتلطف معه ويسح عليه وينظفه ويعاله إل أن تسنت صحته وقام يشي وبدأ يعمل ث بعد
تزوج فلما رزقه ال بابنه الول -وهو أنا -ظل ولؤه لذا الطبيب لدرجة أنن لا بلغت
الامسة من عمري وبدأت أعقل بعض المور كان يأخذن كل أسبوع ف زيارة مصصة إل
ذلك الدكتور ويلقنن منذ الصغر ويقول :انظر إل هذا الرجل الذي أمامك .إنه هو سبب
شفاء والدك ..هذا الذي كان يعالن ف يوم من اليام ويضع ف جيب خس روبيات بينما
يرفض (الل) علجي لن ل أملك هذه الروبيات..ث يأمرن بتقبيل يده ..فأقوم أنا وأقبل
يده.
وا ستمرت هذه الزيادة الخ صصة لذلك الدكتور إل أن بل غت العاشرة من عمري ..ف كل
أسبوع زيارة وكأنا عبادة ..يدفعن إليه دفعا لكي أقبّل يده.
ث بعد ذلك استمر والدي يسخر من التديني ويستهزئ بم ،فلما هدان ال إل الطريق
الستقيم وأعفيت ليت بدأ يسخر ويستهزئ باللحية.
فقلت ف نفسي :إنه من الستحيل أن أنزع صورة ذلك (الل) من رأسه وصورة ذلك
الدكتور من رأسه أيضا إل أن أحسن العاملة معه أكثر من (الل) وأكثر من الدكتور وبدون
ذلك لن أستطيع.
فظللت أنتظر الفرصة الناسبة لذلك طمعا ف هداية والدي .وجاءت الفرصة النتظرة ..ومرض
الوالد مرضا عضالً ..وأ صبح طر يح الفراش ف ال ستشفى ح ت إ نه ل ي ستطيع الذهاب إل
مكان قضاء الاجة إذا أراد ذلك وكن تُ أنا بواره ليلً ونارا فقل تُ ف نفسي هذه فرصة ل
تقدّر بثمن.
وف تلك الال كان -رحة ال عليه -يتفنّن ف مطالبة يتبن هل أطيعه أم ل؟
ومن ذلك أنه ف جوف الليل كان يأمرن بأن أحضر له نوعا من أنواع الفاكهة ل يوجد ف
ذلك الوقت فأذهب وأبث ف كل مكان حت أجدها ف تلك الساعة التأخرة ث أقدمها له
فل يأكلها ..فإذا أراد أن يقضي الاجة ل يستطيع القيام فأضع يدي تت مقعدته حت يقضي
حاجته ف يدي ..ويتبول ف يدي ..وأظل واضعا يدي حت ينتهي من قضاء الاجة ،وهو
يتعجّب من هذا السلوك ...ث أذهب إل دورة الياه وأنظف يدي ما أصابما.
وقد تكررت هذه الادثة ف كل عشر دقائق مرة ..نظرا لشدة الرض حت أنن ف النهاية ل
أتكن من وضع يدي كلما تبز أو تبول ..لكثرة ذلك.
فلما رأى والدي هذا التصرف يتكرر من أكثر من مرة أخذ يبكي ..فكان هذه البكاء فاتة
خي وإيان ف قلبه ..ث قال ل :إنن ما عرفت قيمتك إل ف هذه اللحظة.
ث سألن :هل جيع هؤلء الشباب التديني مثلك؟ ..قلت له :بل أحسن من ،ولكنك ل
تعرفهم ..وكانوا يزورونه ويسلمون عليه.
فبدأ يصلي ويصوم ويب الدين ويذكر ال ..ول يفتر لسانه عن ذكر ال وقول ل إله إل
ال ممد رسول ال وأسبغ ال عليه هذا الدين فقلتُ :سبحان ال ..حقا إن الدين هو
العاملة.
( )3الشيخ سعيد بن مسفر القحطان
ف لقاء مفتوحٍ مع الشيخ سعيد بن مسفر -حفظه ال -طلب منه بعض الاضرين أن يتحدث
عن بداية هدايته فقال:
حقيقةً ..لكل هداية بداية… ث قال بفطرت كنت أؤمن بال ،وحينما كنتُ ف سن الصغر
أمارس العبادات كان ينتابن شيء من الضعف والتسويف على أمل أن أكب وأن أبلغ مبلغ
الرجال فكنتُ أتساهل ف فترات معينة بالصلة فإذا حضرتُ جنازة أو مقبة ،أو سعتُ
موعظ ًة ف مسجد ازدادتْ عندي نسبة اليان فأحافظ على الصلة فترة معينة مع السنن ث
بعد أسبوع أو أسبوعي أترك السنن ...وبعد أسبوعي أترك الفريضة حت تأت مناسبة أخرى
تدفعن إل أن أصلى..
وبعد أن بلغت مبلغ الرجال وسن اللم ل أستفد من ذلك البلغ شيئا وإنا بقيت على وضعي
ف التمرد وعدم الحافظة على الصلة بدقة لن من شبّ علي شيء شاب عليه.
وتزوجت ...فكنت أصلي أحيانا وأترك أحيانا على الرغم من إيان الفطري بال ..حت شاء
ال -تبارك وتعال -ف مناسبة من الناسبات كنت فيها مع أخ ل ف ال وهو الشيخ سليمان
بن ممد بن فايع -بارك ال فيه -وهذا كان ف سنة 1387هـ نزلت من مكتب -وأنا
مفتش ف التربية الرياضية -وكنتُ ألبس الزي الرياضي والتقيتُ به على باب إدارة التعليم
وهو نازل من قسم الشئون الالية فحييته لنه كان زميل الدراسة وبعد التحية أردتّ أن أودعه
فقال ل إل أين؟ -وكان هذا ف رمضان -فقلت له :إل البيت لنام ..وكنت ف العادة
أخرج من العمل ث أنام إل الغرب ول أصلى العصر إل إذا استيقظت قبل الغرب وأنا
ل فما رأيك لو نتمشى قليل؟ فوافقته على ذلك صائم ..فقال ل :ل يبق على صلة إل قلي ً
ومشينا على أقدامنا وصعدنا إل السد (سد وادي أبا) -ول يكن آنذاك سدا -وكان هناك
غدير وأشجار ورياحي طيبة فجلسنا هناك حت دخل وقت صلة العصر وتوضأنا وصلينا ث
رجعنا وف الطريق ونن عائدون… ويده بيدي قرأ علي حديثا كأنا أسعه لول مرة وأنا قد
سعته من قبل لنه حديث مشهور… لكن حينما كان يقرأه كان قلب ينفتح له حت كأن
أسعه لول مرة… هذا الديث هو حديث الباء بن عازب رضي ال عنه الذي رواه المام
أحد ف مسنده وأبو داود ف سننه قال الباء رضي ال عنه :خرجنا مع النب صلى ال عليه
وسلم ف جنازة رجل من النصار فانتهينا إل القب ول يُلحد فجلس رسول ال صلى ال عليه
وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطي وف يده عود ينكت ف الرض فرفع رأسه
فقال :استعيذوا بال من عذاب القب – قالا مرتي أو ثلثا – ث قال (إن الؤمن إذا كان ف
انقطاع من الدنيا وإقبال من الخرة نزل إليه ملئكة من السماء بيض الوجوه )..الديث.
فذكر الديث بطوله من أوله إل آخره وانتهى من الديث حينما دخلنا أبا وهناك سنفترق
حيث سيذهب كل واحد منا إل بيته فقلت له :يا أخي من أين أتيت بذا الديث؟ قال :هذا
الديث ف كتاب رياض الصالي فقلت له :وأنت أي كتاب تقرأ؟ قال أقرأ كتاب الكبائر
للذهب ..فودعته ..وذهبتُ مباشرة إل الكتبة -ول يكن ف أبا آنذاك إل مكتبة واحدة وهي
مكتبة التوفيق -فاشتريتُ كتاب الكبائر وكتاب رياض الصالي وهذان الكتابان أول كتابي
أقتنيهما.
وف الطريق وأنا متوجه إل البيت قلت لنفسي :أنا الن على مفترق الطريق وأمامي الن
طريقان الطريق الول طريق اليان الوصل إل النة ،والطريق الثان طريق الكفر والنفاق
والعاصي الوصل إل النار وأنا الن أقف بينهما فأي الطريقي أختار؟
العقل يأمرن باتباع الول… والنفس المارة بالسوء تأمرن باتباع الطريق الثان وتنين
وتقول ل :إنك مازلت ف ريعان الشباب وباب التوبة مفتوح إل يوم القيامة فبإمكانك التوبة
فيما بعد.
هذه الفكار والوساوس كانت تدور ف ذهن وأنا ف طريق إل البيت ...وصلتُ إل البيت
وأفطرت وبعد صلة الغرب صليت العشاء تلك الليلة وصلة التراويح ول أذكر أن صليت
التراويح كاملة إل تلك الليلة ..وكنت قبلها أصلي ركعتي فقط ث أنصرف وأحيانا إذا رأيت
أب أصلي أربعا ث أنصرف ..أما ف تلك الليلة فقد صليت التراويح كاملةً ..وانصرفت من
الصلة وتوجهت بعدها إل الشيخ سليمان ف بيته ،فوجدته خارجا من السجد فذهبت معه
إل البيت وقرأنا ف تلك الليلة -ف أول كتاب الكبائر -أربع كبائر الكبية الول الشرك بال
والكبية الثانية السحر والكبية الثالثة قتل النفس الت حرم ال إل بالق والكبية الرابعة كبية
ترك الصلة وانتهينا من القراءة قبل وقت السحور فقلت لصاحب :أين نن من هذا الكلم
فقال :هذا موجود ف كتب أهل العلم ونن غافلون عنه ..فقلت :والناس أيضا ف غفلة عنه
فلبدّ أن نقرأ عليهم هذا الكلم.
قال :ومن يقرأ؟ قلت له :أنت .قال :بل أنت واختلفنا من يقرأ وأخيا استقر الرأي علي أن
أقرأنا.
فأتينا بدفتر وسجّلنا فيه الكبية الرابعة كبية ترك الصلة .وف السبوع نفسه ،وف ويوم
المعة وقفت ف مسجد الشع العلى الذي بوار مركز الدعوة بأبا -ول يكن ف أبا غي
هذا الامع إل الامع الكبي -فوقفت فيه بعد صلة المعة وقرأت على الناس هذه الوعظة
الؤثرة الت كانت سببا -ول المد -ف هدايت واستقامت وأسأل ال أن يثبتنا وإياكم على
دينه إنه سيع ميب.
3
( )4توبة المثلة شس البارودي
ف حوار أجرته إحدى الصحف مع شس البارودي المثلة العروفة الت اعتزلت التمثيل وردّا
على سؤال عن سبب هدايتها قالت:
البداية كانت ف نشأت ..والنشأة لا دور مهم .والدي -بفضل ال -رجل متدين ،التدين
البسيط العادي ..وكذلك كانت والدت -رحهما ال -كنت أصلي ولكن ليس بانتظام..
كانت بعض الفروض تفوتن ول أكن أشعر بفداحة ترك فرض من فروض الصلة ..وللسف
كانت مادة الدين ف الدارس ليست أساسية وبالطبع ل يكن يرسب فيها أحد ول يكن الدين
علما مثل باقي العلوم الخرى الدنيوية ..وعندما حصلت على الثانوية العامة كانت رغبت إما
ف دخول كلية القوق أو دراسة الفنون الميلة ،ولكن الجموع ل يؤهلن ليهما ..فدخلت
معهد الفنون السرحية ،ول أكمل الدراسة فيه حيث مارست مهنة التمثيل ..وأشعر الن
كأنن دفعت إليها دفعا ..فلم تكن ف يوم من اليام حلم حيات ولكن بريق الفن والفناني
والسينما والتليفزيون كان يغري أي فتاة ف مثلي سن -كان عمري آنذاك 17-16سنة-
خاصة مع قلة الثقافة الدينية اليدة.
وأثناء عملي بالتمثيل كنت أشعر بشيء ف داخلي يرفض العمل حت أنن كنت أظل عامي أو
ثلثة دون عمل حت يقول البعض :إنن اعتزلت..
والمد ل كانت أسرت ميسورة الال من الناحية الادية فلم أكن أعمل لاجة مادية..
وكنت أنفق العائد من عملي على ملبسي ومكياجي وما إل ذلك ..استمر الوضع حت
شعرت أن ل أجد نفسي ف هذا العمل ..وشعرتُ أن جال هو الشيء الذي يُستغل ف
عملي بالتمثيل ..وعندها بدأت أرفض الدوار الت تُعرض عليً ،والت كانت تركز دائما على
جال الذي وهبن ال إياه وعند ذلك قلّ عملي جدا ..كان عملي بالتمثيل أشبه بالغيبوبة..
كنت أشعر أن هناك انفصاما بي شخصيت القيقية والوضع الذي أنا فيه ..وكنت أجلس
ح .ح .م .شابّ ذهبت إل الارج… تعلم وحصل على شهادات عالية ث رجع إل
البلد… تزوج من فتاة غنية جيلة كانت سببا ف تعاسته لول عناية ال… يقول ح .ح .م:
مات والدي وأنا صغي فأشرفتْ أمي على رعايت… َعمَِلتْ خادمة ف البيوت حت تستطيع
أن تصرف علي ،فقد كنت وحيدها… أدخلتن الدرسة وتعلمتُ حت أنيت الدراسة
الامعية… كنت بارّا با… وجاءت بعثت إل الارج فودّعتن أمي والدموع تل عينيها
وهي تقول ل :انتبه يا ولدي على نفسك ول تقطعن من أخبارك… أرسل ل رسائل حت
أطمئن على صحتك.
أكملتُ تعليمي بعد مضي زمن طويل ورجعت شخصا آخر قد أثّرتْ فيه الضارة الغربية…
رأيتُ ف الدين تلفا ورجعية… وأصبحتُ ل أؤمن إل بالياة الادية -والعياذ بال.-
وتصلتُ على وظيفة عالية وبدأت أبث عن الزوجة حت حصلت عليها وكانت والدت قد
اختارت ل فتاة متدينة مافظة ولكن أبيتُ إل تلك الفتاة الغنية الميلة لن كنتُ أحلم
بالياة (الرستقراطية) (كما يقولون)… وخلل ستة أشهر من زواجي كانتْ زوجي تكيد
لمي حت كرهتُ والدت… وف يوم من اليام دخلت البيت وإذا بزوجي تبكي فسألتها عن
السبب فقالت ل :شوف يا أنا يا أمك ف هذا البيت… ل أستطيع أن أصب عليها أكثر من
ذلك.
جنّ جنون وطردتّ أمي من البيت ف لظة غضب َفخَر َجتْ وهي تبكي وتقول :أسعدك ال
يا ولدي.
وبعد ذلك بساعات خَرجتُ أبث عنها ولكن بل فائدة… رجعتُ إل البيت واستطاعت
زوجت بكرها وجهلي أن تنسين تلك الم الغالية الفاضلة.
انقطعت أخبار أمي عن فترة من الزمن ُأصِْبتُ خللا برض خبيث دخلت على إثره
الستشفى… وعَلِمتْ أمي بالب فجاءت تزورن ،وكانت زوجت عندي وقبل أن تدخل
هذه القصة نشرت في جريدة البلد /عدد /9021إعداد عبد العزيز الحمدان. 4
علي طردتْها زوجت وقالت لا :ابنك ليس هنا… ماذا تريدين منا… اذهب عنا… رجعت
أمي من حيث أتت!.
وخرجتُ من الستشفى بعد وقت طويل انتكستْ فيه حالت النفسية وفقدت الوظيفة والبيت
وتراكمت علي الديون وكل ذلك بسبب زوجت فقد كانت ترهقن بطلباتا الكثية… وف
آخر الطاف ردت زوجت الميل وقالت :مادمتَ قد فقدت وظيفتك ومالك ول يعد لك
مكان ف الجتمع فإن أعلنها لك صرية :أنا ل أريد… طلقن.
كان هذا الب بثابة صاعقة وقعتْ على رأسي… وطلقتها بالفعل… فاستيقظتُ من السّباتِ
الذي كنت فيه.
خرجتُ أهيم على وجهي أبث عن أمي وف النهاية وجدتا ولكن أين وجدتا؟!! كانت
تقبع ف أحد الربطة تأكل من صدقات الحسني.
دخلت عليه… وجدتا وقد أثر عليها البكاء فبدت شاحبة… وما إن رأيتها حت ألقيتُ
بنفسي عند رجليها وبكيتُ بكاءً مرّا فما كان منها إل أن شاركتن البكاء.
بقينا على هذه الالة حول ساعة كاملة… بعدها أخذتّها إل البيت وآليت على نفسي أن
أكون طائعا لا وقبل ذلك أكون متبعا لوامر ال ومتنبا لنواهيه.
وها أنا الن أعيش أحلى أيامي وأجلها مع حبيبة العمر :أمي -حفظها ال -وأسأل ال أن
يُدي علينا الستّر والعافية.
5
( )6توبة فتاة نصرانية
(سناء) فتاة مصرية نصرانية ،كتب ال لا الداية واعتناق الدين الق بعد رحلة طويل من
الشكّ والعاناة ،تروي قصة هدايتها فتقول:
(نشأت كأي فتاة نصرانية مصرية على التعصب للدين النصران ،وحرص والديّ على
اصطحاب معهما إل الكنيسة صباح كل يوم أحد لقبّل يد القس ،وأتلو خلفه التراتيل
الكنسية ،وأستمع إليه وهو ياطب المع ملقنا إياهم عقيدة التثليث ،ومؤكدا عليهم بأغلظ
اليان أن غي السيحيي مهما فعلوا من خي فهم مغضوب عليهم من الربّ ،لنم -حسب
زعمه -كفرة ملحدة.
كنت أستمع إل أقوال القس دون أن أستوعبها ،شأن شأن غيي من الطفال ،وحينما
أخرج من الكنيسة أهرع إل صديقت السلمة للعب معها ،فالطفولة ل تعرف القد الذي
يزرعه القسيس ف قلوب الناس.
كبت قليلً ،ودخلت الدرسة ،وبدأت بتكوين صداقات مع زميلت ف مدرست الكائنة
بحافظة السويس… وف الدرسة بدأت عيناي تتفتحان على الصال الطيبة الت تتحلّى با
زميلت السلمات ،فهن يعاملن معاملة الخت ،ول ينظرن إل اختلف دين عن دينهن ،وقد
فهمت فيما بعد أن القرآن الكري حث على معاملة الكفار -غي الحاربي -معاملة طيب
طمعا ف إسلمهم وإنقاذهم من الكفر ،قال تعال( :ل ينهاكم ال عن الذين ل يُقاتلوكم ف
الدين ول يُخرجوكم من دياركم أن تبوهم وتقسطوا إليهم إن ال يب الُقسطي).
إحدى زميلت السلمات ربطتن با على وجه الصوص صداقة متينة ،فكنت ل أفارقها إل
ف حصص التربية الدينية ،إذ كنت -كما جرى النظام -أدرس مع طالبات الدرسة
النصرانيات مبادئ الدين النصران على يد معلمة نصرانية.
كنت أريد أن أسأل معلمت كيف يكن أن يكون السلمون -حسب افتراضات السيحيي-
غي مؤمني وهو على مثل هذا الُلق الكري وطيب العشر؟! لكن أم أجرؤ على السؤال
خشية إغضاب العلمة حت ترأت يوما وسألت ،فجاء سؤال مفاجأةً للمعلمة الت حاولت
مجلة الفيصل ،العدد ( 165بتصرف). 5
كظم غيظها ،وافتعلت ابتسامة صفراء رستها على شفيتها وخاطبتن قائلة( :إنك مازلت
صغية ول تفهمي الدنيا بعد ،فل تعلي هذه الظاهر البسيطة تدعك عن حقيقة السلمي
كما نعرفها نن الكبار…).
صمتّ على مضض على الرغم من رفضي لجابتها غي الوضوعية ،وغي النطقية.
وتنتقل أسرة أعز صديقات إل القاهرة ،ويومها بكينا لل الفراق ،وتبادلنا الدايا والتذكارات،
ول تد صديقت السلمة هدية تعب با عن عمق وقوة صداقتها ل سوى مصحف شريف ف
علبة قطيفة أنيقة صغية ،قدمتها ل قائلة( :لقد فكرتُ ف هدية غالية لعطيك إياها ذكرى
صداقة وعمر عشنا سوياّ فلم أجد هذا الصحف الشريف الذي يتوي على كلم ال).
تقبّلت هدية صديقت السلمة شاكرة فرحة ،وحرصت على إخفائها عن أعي أسرت الت ما
كانت لتقبل أن تمل ابنتهم الصحف الشريف.
وبعد أن رَحََلتْ صديقت السلمة ،كنت كلما تناهى إلّ صوت الؤذن ،مناديا للصلة ،وداعيا
السلمي إل الساجد ،أعمد إل إخراج هدية صديقت وأقبلها وأنا أنظر حول متوجسة أن
يُفاجأن أحد أفراد السرة ،فيحدث ل ما ل تُحمد عُقباه.
ومرت اليام ،وتزوجت من (شاس) كنيسة العذراء مري ،ومع متعلقات الشخصية ،حلت
هدية صديقت السلمة (الصحف الشريف) ،وأخفيته بعيدا عن عن زوجي ،الذي عشت معه
كأي امرأة شرقية وفيّة وملصة وأنبت منه ثلثة أطفال.
وتوظفت ف ديوان عام الحافظة ،وهناك التقيتُ بزميلت مسلمات متحجبات ،ذكرن
بصديقت الثية ،وكنت كلما عل صوت الذان من السجد الجاور ،يتملكن إحساس خفي
يفق له قلب ،دون أن أدري لذلك سببا مددا ،إذ كنت ل أزال غي مسلمة ،ومتزوجة من
شخص ينتمي إل الكنيسة بوظيفة يقتات منها ،ومن مالا يطعم أسرته.
وبرور الوقت ،وبجاورة زميلت وجارات مسلمات على دين وخلق بدأت أفكر ف حقيقة
السلم والسيحية ،وأوازن بي ما أسعه ف الكنيسة عن السلم والسلمي ،وبي ما أراه
وألسه بنفسي ،وهو ما يتناقض مع أقوال القس والتعصبي النصارى.
بدأت أحاول التعرف على حقيقة السلم ،وأنتهز فرصة غياب زوجي لستمع إل أحاديث
الشايخ عب الذاعة والتلفاز ،علي أجد الواب الشاف لا يعتمل ف صدري من تساؤلت
حيي ،وجذبتن تلوة الشيخ ممد رفعت ،والشيخ عبد الباسط عبد الصمد للقرآن الكري،
وأحسستُ وأنا أستمع إل تسجيلتم عب الذياع أن ما يرتلنه ل يكن أن يكون كلم بشر،
بل هو وحي إلي.
ت كني الغالية وعمدتُ يوما أثناء وجود زوجي ف الكنيسة إل دولب ،وبيد مرتعشة أخرج ُ
(الصحف الشريف) ،فتحته وأنا مرتبكة ،فوقعت عيناي على قوله تعال( :إن مثل عيسى
عند ال كمثل آدم خلقه من تراب ث قال له كن فيكون) .ارتعشت يدي أكثر ،وتصبب
وجهي عرقا ،وسرتْ ف جسمي قشعريرة ،وتعجبت لن سبق أن استمعت إل القرآن كثيا
ف الشارع والتلفاز والذاعة ،وعند صديقات السلمات ،لكن ل أشعر بثل هذه القشعريرة
الت شعرت با وأنا أقرأ من الصحف الشريف مباشرةً بنفسي.
همتً أن أواصل القراءة إل أن صوت أزيز مفتاح زوجي وهو يفتح باب الشقة حال دون
ذلك ،فأسرعت وأخفيت والصحف الشريف ف مكانه المي ،وهرعت لستقبل زوجي.
وف اليوم التال لذه الادثة ذهبتُ إل عملي ،وف رأسي ألف سؤال حائر ،إذ كانت الية
الكرية الت قرأتا وضعتْ الد الفاصل لا كان يؤرقن حول طبيعة عيسى عليه السلم ،أهو
ابن ال كما يزعم القسيس -تعال ال عما يقولون -أم أنه نب كري كما يقول القرآن؟!
فجاءت الية لتقطع الشك باليقي ،معلنة أن عيسى ،عليه السلم ،من صلب آدم ،فهو إذا
ليس ابن ال ،فال سبحانه وتعال( :ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحدٌ).
تساءلت ف نفسي عن اللّ وقد عرفت القيقة الالدة ،حقيقة أن (ل إله إل ال وأن ممدا
رسول ال) ،أيكن أن أشهر إسلمي؟! وما موقف أهلي من ،بل ما موقف زوجي ومصي
أبنائي؟!
طافت ب كل هذه التساؤلت وغيها وأنا جالسة على مكتب أحاول أن أؤدي عملي لكن ل
أستطع ،فالتفكي كاد يقتلن ،واتاذ الطوة الول أرى أنا ستعرضن لخطار جة أقلّها قتلي
بواسطة الهل أو الزوج والكنيسة.
ولسابيع ظللتُ مع نفسي بي دهشة زميلت اللت ل يصارحن بشيء ،إذ تعودنن عاملة
نشيطة ،لكن من ذلك اليوم ل أعد أستطيع أن أنز عملً إل بشق النفس.
وجاء اليوم الوعود ،اليوم الذي تلصتُ فيه من كل شك وخرف وانتقلت فيه من ظلم
الكفر إل نور اليان فبينما كنتُ جالسة ساهة الفكر ،شاردة الذهن ،أفكر فيما عقدتّ العزم
عليه ،تناهى إل سعي صوت الذان من السجد القريب داعيا السلمي إل لقاء ربم وأداء
صلة الظهر ،تغلغل صوت الذان داخل نفسي ،فشعرت بالراحة النفسية الت أبث عنها،
وأحسست بضخامة ذنب لبقائي على الكفر على الرغم من عظمة نداء اليان الذي كان
يسري ف كل جواني ،فوقفتُ بل مقدما لهتف بصوت عالٍ بي ذهول زميلت( :أشهد أن
ل إله إل ال ،وأن ممدا عبده ورسوله) ،فأقبل عليّ زميلت وقد تينَ من ذهولن ،مهنئات
باكيات بكاء الفرح ،وانرطتُ أنا أيضا معهن ف البكاء ،سائلة ال أن يغفر ل ما مضى من
حيات ،وأن يرضى عليّ ف حيات الديدة.
كان طبيعيا أن ينتشر خب إسلمي ف ديوان الحافظة ،وأن يصل إل أساع زملئي وزميلت
النصارى ،اللوات تكلفن -بي مشاعر سخطهن -بسرعة إيصاله إل أسرت وزوجي ،وبدأن
يرددنَ عن مدّعي أن وراء القرار أسباب ل تفى.
ل آبه لقوالن الاقدة ،فالمر الكثر أهية عندي من تلك التخرصات :أن أشهر إسلمي
بصورة رسية ،كي يصبح إسلمي علنا ،وبالفعل توجهتُ إل مديرية المن حيث أنيتُ
الجراءات اللزمة لشهار إسلمي.
وعدتُ إل بيت لكتشف أن زوجي ما إن علم بالب حت جاء بأقاربه وأحرق جيع
ملبسي ،واستول على ما كان لديّ من موهرات ومال وأثاث ،فلم يؤلن ذلك ،وإنا تألت
لطف أطفال من قَبَل زوجي ليتخذ منهم وسيلة للضغط عليّ للعودة إل ظلم الكفر ...آلن
مصي أولدي ،وخفتُ عليهم أن يتربوا بي جدران الكنائس على عقيدة التثليث ،ويكون
مصيهم كأبيهم ف سقر.
رفعتُ ما اعتمل ف نفسي بالدعاء إل ال أن يعيد إلّ أبنائي لتربيتهم تربية إسلمية ،فاستجاب
ال دعائي ،إذ تطوع عدد من السلمي بإرشادي للحصول على حكم قضائي بضانة الطفال
باعتبارهم مسلمي ،فذهبت إل الحكمة ومعي شهادة إشهار إسلمي ،فوقفت الحكمة مع
ت بدخول ف الق ،فخيتْ زوجي بي الدخول ف السلم أو التفريق بينه وبين ،فقد أصبح ُ
السلم ل أحلّ لغي مسلم ،فأب واستكب أن يدخل ف دين الق ،فحكمتِ الحكمة بالتفريق
بين وبينه ،وقضتْ بقي ف حضانة أطفال باعتبارهم مسلمي ،لكونم ل يبلغوا الُلم ،ومن
ث يلتحقون بالسلم من الوالدين.
حسبت أن مشكلت قد انتهت عند هذا الد ،لكن فوجئت بطاردة زوجي وأهلي أيضا،
بالشاعات والقاويل بدف تطيم معنويات ونفسيت ،وقاطعتن السر النصرانية إل كنت
أعرفها ،وزادت على ذلك بأن سعت هذه السر إل بث الشاعات حول بدف تلويث
سعت ،وتويف السر السلمة من مساعدت لقطع صلتهن ب.
وبالرغم من كل الضايقات ظللتُ قوية متماسكة ،مستمسكة بإيان ،رافضة كل الحاولت
ت يديّ بالدعاء إل مالك الرض والسماء ،أن ينحن الرامية إل ردّت عن دين الق ،ورفع ُ
القوة لصمد ف وجه كل ما يشاع حول ،وأن يفرّج كرب.
فاستجاب ال دعائي وهو القريب الجيب ،وجاءن الفرج من خلل أرملة مسلمة ،فقية
الال ،غنية النفس ،لا أربع بنات يتامى وابن وحيد بعد وفاة زوجها ،تأثرتْ هذه الرملة
السلمة للظروف النفسية الت أحياها ،وتلكها العجاب والكبار لصمودي ،فعرضتْ عليّ
أن تزوجن بابنها الوحيد (ممد) لعيش وأطفال معها ومع بناتا الربع ،وبعد تفكي ل يدم
طويلً وافقتُ ،وتزوجتُ ممدا ابن الرملة السلمة الطيبة.
وأنا الن أعيش اليوم مع زوجي السلم (ممد) وأولدي ،وأهل الزوج ف سعادة ورضا
وراحة بال ،على الرغم ما نعانيه من شظف العيش ،وما نلقيه من حقد زوجي السابق،
ومعاملة أسرت السيحية.
ول أزال بالرغم ما فَعَلَته عائلت معي أدعو ال أن يهديهم إل دين الق ويشملهم برحته مثلما
هدان وشلن برحته ،وما ذلك عليه -سبحانه وتعال -بعزيز.
6
( )7توبة حدث
يروي أحد الدرسي ف دار اللحظة -وهي دار مصصة للحداث الذين يرتكبون الرائم
الخلقية أو غيها من الرائم -يقول:
من أعجب الالت الت قابلتنا ف ميدان العمل الجتماعي حالة ( َحدَث) كان موجودا لدينا
ف الدار مكوما عليه ف قضية (أخلقية) .فبعد انتهاء مدته ف الدار قمت بإبلغه بانتهائها
وأنه سيُطلَق سراحه ف السبوع القادم ومطلوب منه إبلغ أهله ف الزيارة لحضار الكفالة
اللزمة… فانرط الدث ف بكاء شديد ظننت ف البداية أنه دموع الفرح لروجه من الدار
ولكن استمرار البكاء وتعبيات الزن والقلق على وجهه جعلتن أنتحي به بعيدا عن إخوانه
وأسأله عن سبب ذلك… فإذا به يقول :ل لريد أن أطلع من الدار ...أرجو إبقائي
هنا…!! ماذا تقول؟ قلتها وأنا ف دهشة… قال :أريد أن أبقى ف الدار فالدار بالرغم ما با
من قيود لريت فهي أفضل من بيت أب…!!
قلت له :ل شك أنك مطئ… فل يوجد مكان أفضل من منل السرة… رد قائل :اسع
قصت واحكم بنفسك.
قلت :هات ما عندك.
بدأ الدث ابن الثالثة عشرة يروي قصته فقال :توفيتْ والدت منذ حوال ثانية أعوام وتركتنْي
أنا وشقيقة أصغر من بعامي وبعد وفاتا بعدة شهور أبلغن أب أنه سيتزوج… وستكون ل
خالة ف مقام أمي… ل أستوعب جيدا لصغر سن هذا الكلم… وبعد حوال أسبوع أقام
والدي حفل عرس كبي وجاءت زوجة اب إل النل.
عاملتنا خالت ف بداية المر معاملة طيبة ث بدأت معاملتها تتغي بالتدرج فكانت دائمة
الشكوى لوالدي كلما عاد إل النل من عمله… فتقول له :ابنك عمل كذا وابنتك سوّت
كذا… ول يكن أب الذي يعود مرهقا من عمله لديه استعداد لسماع الشكلت وحلها كما
هذه القصة نشرف في مجلة دار الملحظة العدد الثاني .بعنوان (أب للبيع). 6
أن صغر سننا وضعف قدرتنا أنا وشقيقت على التعبي ل يكن يسمح لنا بالدفاع عن أنفسنا
أمام القصص الت تتلقها زوجة أب وتيد حبكها وروايتها.
ف البداية كان أب ينصحنا وأحيانا يوبنا… ث تطور المر مع استمرار القصص والشكاوي
إل الضرب والسباب والهانات وازداد المر سوءا بعد أن رزق أب بثلثة أولد من
زوجته… وبرور اليام تولتُ أنا وشقيقت إل خدم بالنل علينا أن نلب طلبات خالت
وأبنائها فأنا مسئول عن شراء كل ما يتاجه البيت من السوق وشقيقت مسئولة عن التنظيف
والعمل بالطبخ… وكنا ننظر بسد إل أبناء أب الذين يتمتعون بالب والتدليل وتستجاب
رغباتم وطلباتم… وكان أب يشعر أنن أنا وشقيقت عبء عليه وعلى سعادته ،وأننا دائما
نتسبب ف تكدير جو البيت با تقصه عليه خالت من قصص متلقة عنا… وكان رد فعل أب
السباب الدائم لنا ،ونعتنا بالبناء العاقي… وأنه لن يرضى عنا إل إذا رضيتْ عنا زوجته
وأبناءه… كما أطبق علينا النعوت السيئة ،وكان الميع بالنل ينادوننا با حتـى كدنا
ننسى أساءنا القيقيـة… وكنا مرومي من كل شيء -حت الناسبات الت تدعى إليها
السرة -كنا نرم منها ول نذهب معهم .ونلس وحدنا ف الدار ننعي سوء حظنا.
وهناك حادثة ل أنساها حدثت ف الشتاء الاضي فقد أحسستُ بتعب شديد ف بطن وطلبتْ
من خالت أن أخرج لشراء خبز للعشاء… وكانت البودة شديدة فقلتُ لا إنن مريض ول
أستطيع الروج الن فقالت لب إنن أتارض حت ل أقوم با هو مطلوب من… فانال أب
علي ضربا وصفعا وركلً حت سقطتّ من الرض والعياء واضطروا إل نقلي إل الستشفى
عندما ساءت حالت ومكثتُ ف الستشفى خسة أيام وعلى الرغم من الل والتعب فقد
استبشرت خيا بذه الادثة وقلت لعلها توقظ ضمي أب وتعله يراجع نفسه إل أنه للسف
استمر على ما هو عليه… وبدأت بعد ذلك أعرف طريق الروب من النل… والتقطن
بعض الشباب الكب سنا وأظهروا ل بعض العطف الذي كنت ف حاجة شديدة إليه…
ومن خلل هذه الشاعر الزيفة استطاعوا خداعي… وانزلقتُ معهم ف النراف الخلقي
ول أكن أدرك بشاعة ذلك لصغر سن وعدم إدراكي… ث قبض علي ف قضية أخلقية
وأدخلت الدار ،وعرفتُ فيها مقدار الطأ الذي وقعت فيه… وأحد ال على توبت… فهل
أنا على حق ف بكائي وحزن وتسّكي بداركم أم ل؟… وسكتّ بعد أن أثقل ضميي
بالمل الذي ينوء بمله الرجال فكيف بطفل ل يبلغ مرحلة الشباب؟ ومن السئول عن هذه
الأساة؟… هل هي زوجة الب الت ل ترع ال ف أبناء زوجها ،أو هو ذلك الب الذي ل
ترع ال ف أبناء زوجها ،أم هو ذلك الب الذي أنسته زوجته الديدة عاطفة البوة وأبعدته
عن العدل وجعلت منه دمية تركها بيوط أكاذيبها وألعيبها.
وشرد خيال بعيدا وأنا أتيل لو أن هناك سوقا يتار فيه البناء الباء اليدين لدفع هذا
الدث كل ما يلكه ثنا لب جيد ولكن… كم يساوي رجل مثل أبيه القيقي ف مثل هذا
السوق.
7
( )8توبة عاص
قال الراوي:
لقد تغي صاحب… نعم تغي… ضحكاته الوقورة تصافح أذنيك كنسمات الفجر الندية
وكان من قبل ضحكات ماجنة مستهترة تصلّ الذان وتؤذي الشاعر… نظراته الجولة تنم
عن ظهر وصفاء وكانت من قبل جريئة وقحة… كلما ترج من فمه بساب وكانت من
قبل يبعثرها هنا وهناك… تصيب هذا وترح ذاك… ل يعبأ بذلك ول يهتم… وجهه
هادئ القسمات تزينه لية وقورة وتيط به هالة من نور وكانت ملمه من قبل تعب عن
النطلق وعدم البالة… نظرتُ إليه وأطلت النظر ففهم ما يدور بلدي فقال :تريد أن
تسألن :ماذا غيّرك؟
قلت :نعم هو ذلك… فصورتك الت أذكرها منذ لقيتك آخر مرة من سنوات ،تتلف عن
صورتك الن…
فتنهد قائل :سبحان مغيّر الحوال… قلت :لبدّ أن وراء ذلك قصة؟ قال :نعم… قصة
كلما تذكرتا ازدادت إيانا بال القادر على كل شيء قصة تفوق اليال… ولكنها وقعت
ل فغيتْ مرى حيات… وسأقصها عليك…
ث التفت إل قائل:
كنت ف سيارت متجها إل القاهرة… وعند أحد السور الوصلة إل إحدى القرى فوجئت
ببقرة تري ويري وراءها صب صغي… وارتكبت… فاختلت عجلة القيادة ف يدي ول
أشعر إل وأنا ف أعماق الاء (ماء ترعة البراهيمية) ورفعت رأسي إل أعلى عليّ أجد
متنفسا… ولكن الاء كان يغمر السيارة جيعها… مددت يدي لفتح الباب فلم ينفتح…
هنا تأكدت أن هالك ل مالة.
وف لظات -لعلها ثوان -مرتْ أمام ذهن صور سريعة متلحقة ،هي صور حيات الافلة
بكل أنواع العبث والجون… وتثل ل الاضي شبحا ميفا وأحاطت ب الظلمات كثيفة…
هذه القصة نشرت في مجلة المة القطرية العدد السبعين بقلم :حسين عويس مطر بعنوان توبة. 7
وأحسست بأن أهوي إل أغوار سحيقة مظلمة فانتابن فرع شديد فصرختُ ف صوت
مكتوم… يا رب… ودرت حول نفسي مادّا ذارعي أطلب النجاة ل من الوت الذي أصبح
مقّقّا… بل من خطاياي الت حاصرتن وضيقت عليّ الناق.
أحسست بقلب يفق بشدة فانتفضتُ… وبدأت أزيح من حول تلك الشباح الخيفة
وأستغفر رب قبل أن ألقاه وأحسست كأن ما حول يضغط علي كأنا استحالت الياه إل
جدران من الديد فقلت إنا النهاية ل مالة… فنطقت بالشهادتي وبدأت أستعد للموت…
وحركت يدي فإذا با تنفذ ف فراغ… فراغ يتد إل خارج السيارة… وف الال تذكرتُ
أن زجاج السيارة المامي مكسور… شاء ال أن ينكسر ف حادث منذ أيام ثلثة…
وقفزت دون تفكي ودفعت بنفسي من خلل هذا الفراغ فإذا الضواء تغمرن وإذا ب خارج
السيارة… ونظرتُ فإذا جع من الناس يقفون على الشاطئ كانوا يتصايون بأصوات ل
أتبينها… ولا رأون خارج السيارة نزل اثنان منهم وصعدا ب إل الشاطئ.
وقفتُ على الشاطئ ذاهلً عما حول غي مصدق أن نوت من الوت وأن الن بي
الحياء… كنت أنظر إل السيارة وهي غارقة ف الاء فأتيل حيات الاضية سجينة هذه
السيارة الغارقة… أتيلها تتنق وتوت… وقد ماتت فعلً… وهي الن راقدة ف نعشها
أمامي لقد تلصت منها وخرجت… خرجت مولودا جديدا ل يت إل الاضي بسبب من
السباب… وأحسست برغبة شديدة ف الري بعيدا عن هذا الكان الذي دفنت فيه ماضي
الدنس ومضيتُ… مضيت إل البيت إنسانا آخر غي الذي خرج قبل ساعات.
دخلت البيت وكان أول ما وقع عليه بصري صور معلقة على الائط لبعض المثلت
والراقصات وصور النساء عاريات… واندفعت إل الصور أمزقها… ث ارتيت على سريري
أبكي ولول مرة أحس بالندم على ما فرطت ف جنب ال… فأخذت الدموع تنساب ف
غزارة من عين… وأخذ جسمي يهتز… وفيما أنا كذلك إذ بصوت الؤذن يلجل ف
الفضاء وكأنن أسعه لول مرة… فانتفضت واقفا وتوضأت… وف السجد وبعد أن أديت
الصلة أعلنت توبت ودعوت ال أن يغفر ل ومنذ ذلك الي وأنا كما ترى…
قلت هنيئا لك يا أخي وحدا ل على سلمتك لقد أراد ال بك خيا وال يتولك ويرعاك
ويثبت على الق خطاك.
8
( )9الشاب ح م ج
كان شابا يافعا… شُجاعا… يعرفه كل أولد الارة بالنخوة… بالشهامة… كان دوما ل
يفارق ذلك القهى النوي والذي تُظلله تلك الشجرة الكبية… أولد الارة يافونه…
ويستنجدون به ف وقت الزمات… كانت عصاه ل تطيء… وكانت حجارته
كالسهام… كانت أخباره ف كل الارات… كان إذا دخل ذلك القهى وأخذ (مركازه)
الذي اعتاد اللوس عليه… وشاهده (القهوجي) ترك كل شيء ف يده وأحضر (براد
الشاهي) (أبو رابعة) الذي تعود أن يتناوله باستمرار وخاصة بعد صلة الغرب… إنه ل يافه
ولكنه يترمه… يترم نوته… وشهامته.
ظل ذلك الشاب طويلً على هذه الال… بل منافس… غي أن هذه الحوال ل تعجب
مموعة من أشرار الي… كيف يأخذ هذا الشاب كل هذه الشهرة… كل هذا الب
والحترام … لبدّ من حل سعته… فكر كبيهم مليا وقال :إنن ل أستطيع مقاومة ذلك
الشاب… ولكن لدي سلح سهل وبسيط… إذا استخدمته… دمرته به… إنا
الخدرات… ولكن كيف… قفز واحد من تلك الجموعة الشريرة وصاح( :براد
الشاهي)… (براد الشاهي)… إنه يب أن يتناوله يوميا بعد صلة الغرب.
تسلل واحد منهم بفية وسرعة إل ذلك القهى… ووضع كمية من البوب الخدرة ف
(براد الشاهي) وجلسوا ف (الركاز) القابل يراقبون تصرفاته… لقد وقع ف الفخ… وتر
بالصدفة دورية الشرطة… ترى حالته غي طبيعية فتلقى القبض عليه… إنا الخدرات
وكم كان اندهاش قائد الدورية… إنه يعرفه تاما… كيف تول بذه السرعة إل
اللعونة… البوب الخدرة.
وأدخل السجن ولكن ل فائدة… لقد أدمن… نعم أدمن… ول يستطع الفلت من
حبائلها… إنه ف كل مرة يرج من السجن… يعود إل ذلك القهى ويقابل تلك
الجموعة… استمر على تلك الال عدة سنوات… وكانت الفاجأة.
هذه القصة نشرت في مجلة المن العدد 31بقلم النقيب مساعد اللحياني. 9
لقد فكر والداه وأقاربه كثيا ف حاله… ف مصيه… ف سعتهم بي الناس… وكان
القرار… أن أصلح شيء له هو الزواج ومن إحدى البلد الجاورة… يفظه… ينسيه ذلك
القهى وتلك الشلة… وأبلغوه ذلك القرار فكان نبأ سارّا… أعلن توبته… عاهد والديه…
بدأ ف الترتيب للخطوبة… لعش الزوجية… اشترى –فعلً -بعض الثاث… دخل مرحلة
الحلم… المان… زوجة… بيت… أسرة… أبناء… ما أجل ذلك.
وتدد موعد السفر ليافق والده للبحث عن زوجة… إنه يوم السبت لكن ال ل يهله…
نام ليلة الميس وكان كل تفكيه ف اللم الديد… ف الوعد الت… حت ينقضي هذا
اليوم… واليوم الذي بعده… إيه أيتها الليلة إنك طويلة… وكان الواب… إنا ليلتك
الخية… فل عليك وأصبح الصباح… واعتلى الصياح… وكانت النهاية… أن يكون ف
مثواه الخي.10
سئل سماحة الشيخ محمد ابن عثيمين عن التعبير عن القبر بقولهم( :مثواه الخير) فأجاب بأن ذلك حرام ول يجوز ،لنه يتضمن إنكار البعث فالواجب 10
قصة غربية… غريبة جدا… ذكرها الشيخ علي الطنطاوي ف بعض كتبه قال:
دخلت أحد مساجد مدينة (حلب) فوجدت شابا يصلي فقلت -سبحان ال -إن هذا الشاب
من أكثر الناس فسادا يشرب المر ويفعل الزنا ويأكل الربا وهو عاقّ لوالديه وقد طرداه من
البيت فما الذي جاء به إل السجد… فاقتربتُ منه وسألته :أنت فلن؟!! قال :نعم…
قلت :المد ل على هدايتك… أخبن كيف هداك ال؟؟ قال :هدايت كانت على يد شيخ
وعظنا ف مرقص… قلت مستغربا… ف مرقص؟!! قال :نعم… ف مَرقص!! قلت :كيف
ذلك؟!! قال :هذه هي القصة… فأخذ يرويها فقال:
كان ف حارتنا مسجد صغي… يؤم الناس ف شيخ كبي السن… وذات يوم التَفَتَ الشيخ
إل الصلي وقال لم :أين الناس؟!… ما بال أكثر الناس وخاصة الشباب ل يقربون السجد
ول يعرفونه؟!!… فأجابه الصلون :إنم ف الراقص واللهي… قال الشيخ :وما هي
الراقص واللهي؟!!… ردّ عليه أحد الصلي :الرقص صالة كبية فيها خشبة مرتفعة تصعد
عليها الفتيات عاريات أو شبه عاريات يرقصنَ والناس حولنَ ينظرون إليهن… فقال الشيخ:
والذين ينظرون إليهن من السلمي؟ قالوا :نعم… قال :ل حول وقوة إل بال… هيا بنا إل
تلك الراقص ننصح الناس… قالوا له :يا شيخ… أين أنت… تعظ الناس وتنصحهم ف
الرقص؟! قال :نعم… حاولوا أن يثنوه عن عزمه وأخبوه أنم سَيُواجَهون بالسخرية
والستهزاء وسينالم الذى فقال :وهل نن خي ممد صلى ال عليه وسلم؟! وأمسك الشيخ
بيد أحد الصلي ليدله على الرقص… وعندما وصلوا إليه سألم صاحب الرقص :ماذا
تريدون؟!! قال الشيخ :نريد أن ننصح من ف الرقص… تعجب صاحب الرقص… وأخذ
يعن النظر فيهم ورفض السماح لم… فأخذوا يساومونه ليأذن لم حت دفعوا له مبلغا من
الال يعادل دخله اليومي.
وافق صاحب الرقص… وطلب منهم أن يضروا ف الغد عند بدء العرض اليومي..
هذه القصة ذكرها الشيخ العوضي في درس له بعنوان (فوائد عض البصر). 11
قال الشاب :فلما كان الغد كنت موجودا الرقص… بدأ الرقص من إحدى الفتيات… ولا
انتهت أسدل الستار ث فتح… فإذا بشيخ وقور يلس على كرسي فبدأ بالبسملة وحد ال
وأثن عليه وصلى على رسول ال صلى ال عليه وسلم ث بدأ ف وعظ الناس الذين أخذتم
الدهشة وتلكهم العجب وظنوا أن ما يرونه هو فقرة فكاهية… فلما عرفوا أنم أمام شيخ
يعظهم أخذوا يسخرون منه ويرفعون أصواتم بالضحك والستهزاء وهو ل يبال بم…
واستمر ف نصحه ووعظه حت قام أحد الضور وأمرهم بالسكوت والنصات حت يسمعوا
ما يقوله الشيخ.
قال :فبدأ السكون والدوء ييم على أناء الرقص حت أصبحنا ل نسمع إل صوت الشيخ،
فقال كلما ما سعناه من قبل… تل علينا آيات من القرآن الكري وأحاديث نبوية وقصصا
لتوبة بعض الصالي وكان ما قاله :أيها الناس… إنكم عشتم طويلً وعصيتم ال كثيا…
فأين ذهبت لذة العصية .لقد ذهبت اللذة وبقيت الصحائف سوداء ستسألون عنها يوم القيامة
وسيأت يوم يهلك فيه كل شيء إل ال سبحانه وتعال… أيها الناس… هل نظرت إل
أعمالكم إل أين ستؤدي بكم إنكم ل تتحملون نار الدنيا وهي جزء من سبعي جزءا من نار
جهنم فكيف بنار جهنم… بادروا بالتوبة قبل فوات الوان…
قال فبكى الناس جيعا… وخرج الشيخ من الرقص وخرج الميع وراءه وكانت توبتهم
على يده حت صاحب الرقص تاب وندم على ما كان منه.
12
( )12توبة رجل ف بانكوك
(بانكوك) بلد الضياع والفساد… بلد العربدة والفجور بلد الخدرات واللك أنه رمز لذلك
كله.
مئات الشباب… بل والشيوخ يذهبون إل بانكوك يبحثون عن التعة الرام فيعودون وقد
خسروا… السعيدة… دينهم ودنياهم… خسروا الراحة والياة السعيدة… وبعضهم يعود
وقد خسر الدنيا والخرة يعود جنازة قد فارق الياة ويا لا من خاتة بئيسة!!
وفيما يلي ق صة لر جل قد بدأ الشّي بُ يَشتعلُ ف رأسه ذ هب إل هناك تاركا زوجته وأولده
ولكنه استيقظ ف النهاية يروي قصته فيقول:
ل أخجل من الشيب الذي زحف إل رأسي… ل أرحم مستقبل ابنت الكبى الت تنتظر من
يطرق الباب طالبا يد ها للزواج… ل أع بأ بالضحكات الطفول ية لبن ت ال صغرى ال ت كا نت
تض في ال سعادة والبه جة على الب يت… ل أتل فت إل ولدي ذي الم سة ع شر ربيعا والذي
أرى فيـه أيام صـباي وطموحات شبابـ وأحلم مسـتقبلي… وفوق كـل هذا وذاك ل أهتـم
بنظرات زوجت… شريكة اللو والرّ وهي تكاد تسألن إل أين ذلك الرحيل الفاجئ.
شيئا واحدا كان ف خاطري وأنا أجع حقيبة الضياع لرحل… قفز هذا الشيء فجأة ليصبح
هو اللم والمل… ليصبح هو الاطر الوحيد… وميزان الختيارات القوى.
ما أقسى أن يتار الرء تت تأثي الرغبة… وما أفظع أن يسلك طريقا ل هدف له فيه سوء
تلبية نداء الشيطان ف نفسه وهكذا أنا… كأنه ل تكفن ما تنحه زوجت إياي… تلك الرأة
الطيبة الت باعت زهرة عمرها لتشتري فقري… وضحت كثيا لتشبع غروري الكاذب…
كانت تر عليها أيام وهي تقتصر على وجبة واحدة ف اليوم لن مرتب التواضع من وظيفت
البسيطة ل يكن يصمد أمام متطلبات الياة.
شاب ل يتجاوز الثال ثة والعشر ين من عمره ذ هب إل بانكوك بثا عن الت عة الرام فوجد ها
ولك نه سقط مع ها إل الاو ية لول عنا ية ال وفضله تدارك ته ف آ خر ل ظة… عر فه الشباب
الليجي ف بانكوك بالشاش لن سيجارة الشيش ل تكن تفارق يده وشفتيه… هنا تلى
عن مهنته كطالب جامعي واضطره (الكيف) إل أن يترف مهنة… ويا لا من مهنة له معها
صولت وجولت يروي قصته فيقول:
أنا واحد من أحد عشر أخا من الذكور… إل أنن الوحيد الذي سافر هناك… كان سفري
الول قبل عام تقريبا بعد جلسة مع الزملء تدثوا فيها عن التعة ف بانكوك!!! وخلل عام
واحد سافرت سبع مرات وصل مموعها إل تسعة أشهر!!!
بداي ت مع الدرات كا نت ف الطائرة ف أول رحلة إل بانكوك عند ما ناول ن أ حد ال صدقاء
المسـة الذيـن كانـت معهـم كأسـا مـن (البية) ول اسـتسغها فقال ل خـذ كأسـا أخرى
و سيختلف ال مر عل يك فأخذت ا فكا نت هذه بدا ية الدمان ح يث كان في ها نوع من أنواع
الخدر يسمى (الكنشة).
ما إن وصلت إل بلدي حت بعت سيارت وعدت إل بانكوك… وعند وصول كنت أسأل
عن (الكنشة)… فدخنتها بكثرة… ول أكتف بل أخذت أبث وأجرب أنواعا أخرى من
الخدرات فجربت (الكبتيجول) فلم تناسبن.
كنت أبث عن لذة أخرى يشبه (الكنشة) أو تفوقها فلم أجد وعدت إل بلدي!!.
وفـ منل أحـد أصـدقائي الذيـن سـافرت معهـم أول مرة عثرت عنده على (الشييش)
فتعاطي ته… كان سعره مرتفعا فاضطررت لض يق ذات ال يد أن أخدع أ خي وأوه ه أن أ حد
الصدقاء يطالبن بال اقترضته منه فباع أخي سيارته وأعطان النقود… فاشتريت با حشيشا
وسافرت إل بانكوك.
كان متأثرا من قصته… كيف ل وقد أتى على مرمات كثية المر … الزنا… الرقص…
ال.
كل هذه كانت من معشوقاته.
ونتركك -عزيزي القارئ -مع مريات الحداث الت مر على التائب ع .أ .س وهو يدثنا
فيقول :من كرم ال على عباده أنه يهلهم ول يهملهم… وقد سبقت رحته غضبه وإل فما
الذي ينعه سبحانه أن ينل عذابه وعقابه بعباده مت شاء (إنا أمره إذا أراد شيئا أن يقول له
كن فيكون) ول عل ال أراد ب خيا ف قد ك نت دائم التفك ي ف سوء الات ة وأ سأل نف سي
سؤالً :ما الذي ينعن من الصلة مثل؟ فكانت نفسي والشيطان عونا علي وتنقلت من دولة
إل دولة… اليونان إل فرنسا إل هولندا وكندا وأمري كا وغي ها… و ف أمري كا أمض يت ما
يقرب من ثلث سنوات… ل أذكر أن صليت سوى جعة واحدة ف السجد.
وكان داعي الفطرة السليمة والبيئة الت عشت فيها صغيا يدعون إل ال… ولكن الشيطان
استحوذ علي فأنسان ذكر ال.
أمضيت تلك السني ف أمريكا وأنا بي مدّ وجزر… هناك أصدقاء ملتزمون كانوا يزورونن
لر صهم على هداي ت فكان عندي ال يل لؤلء وأت ن أن أكون مثل هم ف تعامل هم و سلوكهم
وطاعت هم لرب م… و ف القا بل ك نت دائم ال ستعداد لتلب ية دعوة الشيطان… فتجد ن كل
عطلة أسبوعية أطارد الراقص الشهورة من الديسكو والروك آندورل… ل أكن أتناول المر
ف البدا ية… وكان الهاد صعبا ف بيئة موبوءة بالف ساد والنلل… وق عت ف ال فخ…
وأخذت أعاقـر المـر… أشرب مـن جيـع الصـناف… ولبدّ أن يقترن الشراب بفعـل
الفاحشة والزنا والعياذ بال فبقيتُ على هذه الال حت كانت عودت إل موطن.
كان يسكن مع أمه العجوز ف بيت متواضع وكان يقضي معظم وقته أمام شاشة التلفاز كان
مغرما بشاهدة الفلم وال سلسلت ي سهر الليال من أ جل ذلك ل ي كن يذ هب إل ال سجد
ليؤدي الصلة الفروضة مع السلمي طالا نصحته أمه العجوز بأداء الصلة فكان يستهزئ با
ويسخر منها ول يعيها أي اهتمام.
م سكينة تلك الم إن ا ل تلك شيئا و هي الرأة ال كبية الضعي فة إن ا تتم ن لو أن الدا ية تباع
فتشتريها لنا وحيدها بكل ما تلك إنا ل تلك إل شيئا واحدا… واحدا فقط إنه الدعاء
إنا سهام الليل الت ل تطئ.
فبينما هو يسهر طوال الليل أمام تلك الناظر الزرية كانت هي تقوم ف جوف الليل تدعو له
بالداية والصلح… ول عجب ف ذلك فإنا عاطفة المومة الت ل تساوي عاطفة.
و ف ليلة من الليال ح يث ال سكون والدوء وبين ما هي راف عة كفي ها تد عو ال و قد سالت
الدموع على خديهـا… دموع الزن والل إذا بصـوت يقطـع ذلك الصـمت الرهيـب…
صوت غريب… فخرج تْ الم مسرعة باتاه الصوت وهي تصرخ ولدي حبيب فلما دخلت
عليه فإذا بيده السحاة وهو يطم ذلك الهاز اللعي الذي طالا عكف عليه وانشغل به عن
طاعة ال وطاعة أمه وترك من أجله الصلوات الكتوبة ث انطلق إل أمه ليقبل رأسها ويضمها
إل صدره وف تلك اللحظة وقفت الم مندهشة ما رأت والدموع على خديها ولكنها ف هذه
الرة ليسـت دموع الزن والل وإناـ دموع الفرح والسـرور وهكذا اسـتجاب ال لدعائهـا
فكانت الداية.
و صدق ال إذ يقول( :وإذا سألك عبادي ع ن فإ ن قر يب أج يب دعوة الداع إذا دعان)
الية.
( )16توبة شاب من ساع الغناء
طفل صغي ل يتجاوز سن البلوغ كان سببا ف هداية أخيه من ساع الغناء الحرم.
عرف ذلك الطفـل حكـم السـلم فـ الغناء وتريهـ له فانشغـل عنـه بقراءة القرآن الكريـ
وحفظه ،ولكن لبدّ من البتلء.
ففي يوم من اليام خرج مع أخيه الكب ف السيارة ف طريق طويل وأخوه هذا كان مفتونا
بسماع الغناء فهو ل يرتاح إل إذا سعه وف السيارة قام بفتح السجل على أغنية من الغان
الت كان يبها .فأخذ يهز رأسه طربا ويردد كلماته مسرورا.
ل يتحمل ذلك الطفل الصغي هذه الال وتذكر قول الرسول صلى ال عليه وسلم (من رأى
منكيم منكرا فليغيه بيده فإن ل يسيتطع فبلسيانه فإن ل يسيتطع فبقلبيه وذلك أضعيف
اليان) .فعزم على النكار وهو ل يلك هنا إل أن ينكر بلسانه أو بقلبه فأنكر بلسانه وقال
ماطبا أخاه :لو سحت أغلق السجل فإن الغناء حرام وأنا ل أريد أن أسعه… فضحك أخوه
ال كب ور فض أن يي به إل طل به… وم ضت فترة وأعاد ذلك الط فل الطلب و ف هذه الرة
قوبـل بالسيتهزاء والسيخرية فقيد اتميه أخوه بالتزميت والتشدد!!! ال… وحذره مـن
الوسيوسة (!!!) وهدده بأن ينله فـ الطريـق ويتركـه وحده… وهنـا سـكت الطفـل على
مضض ول يعد أمامه إل أن ينكر بقلبه ولكن… كيف ينكر بقلبه إنه ل يستطيع أن يفارق
ذلك الكان فجاء الت عبي عن ذلك ب عبة ث دم عة نزلت على خده ال صغي الطا هر كا نت أبلغ
موعظـة لذلك الخ العانـد مـن كـل كلم يقال… فقـد التفـت إل أخيـه… -ذلك الطفـل
ال صغي -فرأى الدم عة ت سيل على خده فا ستيقظ من غفل ته وب كى متأثرا ب ا رأى ث أخرج
الشر يط من م سجل ال سيارة ور مى به بعيدا معلنا بذلك توب ته من ا ستماع تلك التّرهات
الباطل..