You are on page 1of 44

‫العائدون إلى‬

‫الله‬
‫مجموعة من قصص التائبين ‪ ،‬من مشاهير‬
‫وعلماء ودعاة وغيرهم يرونها بأنفسهم‬

‫جمعها‬
‫محمد بن عبدالعزيز المسند‬

‫المجموعة الولى‬
‫‪1‬‬
‫(‪)1‬توبة الشيخ أحد القطان‬

‫الشيخ أحد القطان من الدعاة الشهورين والطباء العروفي يروي قصة توبته فيقول‪:‬‬
‫إن ف الياة تارب وعبا ودروسا… لقد مررت ف مرحلة الدراسة بنفسية متقلّبة حائرة…‬
‫لقد درست التربية السلمية ف مدارس التربية – ول تربية – ثانية عشر عاما‪.‬‬
‫وترجت بل دين… وأخذت ألتفت يينا وشالً‪ :‬أين الطريق؟ هل خلفت هكذا ف الياة‬
‫عبثا؟‪ ..‬أحس فراغا ف نفسي وظلما وكآبةً‪ ..‬أفر إل الب… وحدي ف الظلم لعلي أجد‬
‫هناك العزاء‪ ،‬ولكن أعود حزينا كئيبا‪.‬‬
‫وترجت ف معهد العلمي ‪1969‬م وف هذه السنة والت قبلها حدث ف حيات حدث‬
‫غريب تراكمت فيه الظلمات والغموم إذ قام الزب الشيوعي باحتوائي ونشر قصائدي ف‬
‫ملتم وجرائدهم‪ .‬والنفخ فيها‪ .‬وأخذوا يفسرون العبارات والكلمات بزخرف من القول‬
‫يوحي به بعضهم إل بعض حت نفخوا فّ نفخة ظننت أنن أن المام النتظر؟‬
‫وما قلت كلمة إل وطبّلوا وزمّروا حولا… وهي حيلة من حيلهم‪ .‬إذا أرادوا أن يقتنصوا‬
‫ويفترسوا فردا ينظرون إل هويته وهوايته ماذا يرغب… يدخلون عليه من هذا الدخل‪.‬‬
‫رأون أميل على الشعر والدب فتعهّدوا بطبع ديوان نشر قصائدي وعقدوا ل اللسات‬
‫واللقاءات الدبية الساهرة… ث أخذوا يدسون السم ف الدسم‪.‬‬
‫يذهبون ب إل مكتبات خاصة ث يقولون‪ :‬اختر ما شئت من الكتب بل ثن فأحم كتبا فاخرة‬
‫أوراقا مصقولة… طباعة أنيقة عناوينها‪( :‬أصول الفلسفة الاركسية)‪0 ،‬البادئ الشيوعية)‬
‫وهكذا بدءوا بالتدريج يذهبون ب إل القاهي الشعبية العامة‪ ،‬فإذا جلست معهم على طاولة‬
‫قدية تتز… أشرب الشاي بكوب قدي وحول العمال… فإذا م ّر رجل بسيارته المريكية‬
‫الفاخرة قالوا‪ :‬انظر‪ ،‬إن هذا يركب السيارة من دماء آبائك وأجدادك… وسيأت عليك اليوم‬
‫الذي تأخذها منه بالثورة الكبى الت بذأت وستستمر… إننا الن نيئها ف (ظفار) ونعمل‬
‫لا‪ ،‬وإننا نيئها ف الكويت ونعمل لا‪ ،‬وستكون قائدا من قوادها‪.‬‬
‫هذه القصة ذكره الشيخ في محاضرة له بعنوان (تجاربي في الحياة)‬ ‫‪1‬‬
‫وبينما أنا اسع هذا الكلم أحسّ أن الفراغ ف قلب بدأ يتلئ بشيء لنك إن ل تشغل قلبك‬
‫بالرحن أشغله الشيطان… فالقلب كالرحى… يدور… فإن وضعت به دقيقا مباركا‬
‫أخرج لك الطحي الطيب وإن وضعت فيه الصى أخرج لك الصى‪.‬‬
‫ويقدّر ال – سبحانه وتعال ‪ -‬بعد ثلثة شهور أن نلتقي برئيس اللية الذي ذهب إل مصر‬
‫وغاب شهرا ث عاد‪.‬‬
‫وف تلك الليلة أخذوا يستهزئون بأذان الفجر… كانت اللسة تتد من العشاء إل الفجر‬
‫يتكلمون بكلم ل أفهمه مثل (التفسي الادي للتاريخ) و (الشتراكية والشيوعية ف النس‬
‫والال) …ث يقولون كلما أمرّره على فطرت السليمة الت ل تزال… فل يرّ…أحس أنه‬
‫يصطدم ويصطكّ ولكن الياء ينعن أن أناقش فأراهم عباقرة… مفكرين… أدباء…‬
‫شعراء… مؤلفي كيف أجرؤ أن أناقشهم فأسكت‪.‬‬
‫ث بلغت الالة أن أذّن الؤذّن لصلة الفجر فلما قال (ال أكب) أخذوا ينكّتون على ال ث لا‬
‫قال الؤذن (أشهد أن ممّدا رسول ال) أخذوا ينكّتون على رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫وهنا بدأ النفعال الداخلي والبكان اليان الفطري يغلي وإذا أراد ال خيا بعباده بعد أن‬
‫أراه الظلمات يسرّ له أسباب ذلك إذا قال رئيس اللية‪ :‬لقد رأيت الشيوعية القيقية ف لقائي‬
‫مع البنودي الشاعر الشعب بصر وهو الوحيد الذي رأيته يطبّقها تطبيقا كاملً‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬عجبا… ما علمة ذلك؟!!‪.‬‬
‫قال‪( :‬إذا خرجنا ف الصباح الباكر عند الباب فكما أن زوجته تقبله تقبلن معه أيضا وإذا ننا‬
‫ف الفراش فإنا تنام بين وبينه…) هكذا يقول… وال ياسبه يوم القيامة فلما قال ذلك‬
‫ن وانقباض ف قلب وقلت ف نفسي‪ :‬أهذا فكر؟!! أهذه حرية؟!! أهذه‬
‫نَ َزَلتْ ظلمة على عي ّ‬
‫ثورة؟!! ل وربّ الكعبة إن هذا كلم شيطان إبليسي!!‬
‫ومن هنا ترأ أحد الالسي فقال له‪ :‬يا أستاذ مادمت أنت ترى ذلك فلماذا ل تدع زوجتكم‬
‫تدخل علينا نشاركك فيها؟ قال‪( :‬إنن ما أزال أعان من ملفات البجوازية وبقايا الرجعية‪.‬‬
‫وسيأت اليوم الذي نتخلص فيه منه جيعا‪)...‬‬
‫ومن هذه الادثة بدأ التحول الكبي ف حيات إذ خرجت أبث عن رفقاء غي أولئك الرفقاء‬
‫فقدّر ال أن ألتقي باخوة ف (ديوانية)‬
‫كانوا يافظون على الصلة‪ ...‬وبعد صلة العصر يذهبون إل ساحل البحر ث يعودون‬
‫وأقصى ما يفعلونه من مأث أنم يلعبون (الورقة)‪.‬‬
‫ويقدّر ال أن يأت أحدهم إلّ ويقول‪ :‬يا أخ أحد يذكرون أن شيخا من مصر اسه (حسن‬
‫أيوب) جاء إل الكويت ويدحون جرأته وخطبته‪ ،‬أل تأت معي؟ قالا من باب حبّ‬
‫الستطلع‪..‬‬
‫فقلت‪ :‬هيا بنا‪ ..‬وذهبت معه وتوضأت ودخلت السجد وجلستُ وصليتُ الغرب ث بدأ‬
‫يتكلم وكان يتكلم وافقا ل يرضى أن يلس على كرسي وكان شيخا كبيا شاب شعر رأسه‬
‫وليته ولكن القوة اليانية البكانية تتفجر من خلل كلماته لنه كان يتكلم بأرواح الدافع‬
‫ل بسيوف من خشب‪.‬‬
‫وبعد أن فرغ من خطبته أحسستُ أن خرجت من عال إل عامل آخر‪ ..‬من ظلمات إل نور‬
‫لول مرة أعرف طري قي ال صحيح وأعرف هد ف ف الياة ولاذا خل قت وماذا يراد م ن وإل‬
‫أين مصيي‪..‬‬
‫وبدأت ل أستطيع أن أقدم أو أؤخر إل أن أعانق هذا الشيخ وأسلّم عليه‪.‬‬
‫ث عاد هذا الخ يسألن عن انطباعي فقلت له‪ :‬اسكت وسترى انطباعي بعد أيام‪..‬‬
‫عدتُ ف الليلة نفسها واشتريت جيع الشرطة لذا الشيخ وأخذتُ أسعها إل أن طلعتِ‬
‫الشمس ووالدت تقدم ل طعام الفطار فأردّه ث طعام الغداء وأنا أسع وأبكي بكاءً حارّا‬
‫وأحسّ أن قد ولدتُ من جديد ودخلتُ عالا آخر وأحببتُ الرسول صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫وصار هو مثلي العلى وقدوت وبدأتُ أنكبُ على سيته قراءةً وساعا حت حفظتها من‬
‫مولده إل وفاته صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فأحسستُ أنن إنسان لول مرة ف حيات وبدأت أعود‬
‫فأقرأ القرآن فأرى كل آية فيه كأنا تاطبن أو تتحدث عن (أوًمنْ كا َن ميتا فأحييناه وجعلنا‬
‫له نورا يشي به ف الناس كمن مثله ف الظلمات ليس بارج منها…) سورة النعام‬
‫نعم‪ ..‬لقد كنت ميتا فأحيان ال… ول الفضل والنة… ومن هنا انطلقتُ مرة ثانية إل‬
‫أولئك الرفقاء الضالي الضلي وبدأت أدعوهم واحدا واحدا ولكن… (إنّك ل تدي من‬
‫أحببت ولكنّ ال يهدي من يشاء وهو أعلم بالهتدين)… أما أحدهم فقد تاب بإذن ال‬
‫وفضله‪ ،‬ث ذهب إل العمرة فانقلبتْ به السيارة ومات وأجره على ال‪.‬‬
‫وأما رئيس اللية فقابلن بابتسامة صفراء وأنا أناقشه أقول له‪ :‬أتنكر وجود ال؟!! وتريد أن‬
‫تقنعي بأن ال غي موجود؟!! فابتسم ابتسامة صفراء وقال‪ :‬يا أستاذ أحد‪ ..‬إنن أحسدك‬
‫لنك عرفت الطريق الن‪ ..‬أما أنا فاتركن‪ ..‬فإن ل طريقي ولك طريقك‪ ..‬ث صافحن‬
‫وانصرفت وظل هو كما هو الن؟‬
‫ل ومنهم من أصبح شاعرا يكتب الغان وله أشرطة (فيديو)‬ ‫وأما البقية فمنهم من أصبح مث ً‬
‫يلقي الشعر وهو سكران‪ ...‬وسبحان الذي يُخرج الي من اليت‪ ...‬ومن تلك اللحظة بدأت‬
‫أدعو إل ال رب العالي‪.‬‬
‫(‪ )2‬توبة والد الشيخ أحد القطان‬

‫الشيخ أحد القطان ‪-‬جزاه ال خيا‪ -‬كان هو السبب ‪-‬بعد توفيق ال‪ -‬ف هداية والده‬
‫يروي لنا القصة فيقول‬
‫‪2‬‬

‫أصيب والدي ‪-‬رحه ال‪ -‬برض ف الغوص حيث كانوا على ظهر سفينة فضربتهم صاعقة‪..‬‬
‫فقد كانوا داخلي ف شط العرب يملون التمور وكانت هناك سفينة كويتية معطلة تتاج إل‬
‫بعض التصليح فطلب ربّان هذه السفينة من ربّان السفينة الخرى الت فيها والدي أن يساعده‬
‫فيجر معه (الحمل) حت يرجه من الكان الضحل إل الكان العميق‪ .‬فوعده أن يساعده ف‬
‫وقت آخر بعد أن يستقي الاء ويره إل الكان العميق إل أنه كان مستعجلً وكان ممّل‬
‫بضاعـة ثقيلة فلم يف بوعده إذ (خطف) بالليل خفيـة وترك صاحبه الذي وعده قال‬
‫والدي ‪-‬رحه ال ‪ :-‬فلما خرجنا من الليج العرب جاءت سحابة فوق السفينة فبقت‬
‫ورعدت ونزلت منها صاعقة على الشراع فاحترق كله‪..‬‬
‫فكان والدي من أصيب بذه الصاعقة إذ أصيب برض أشبه بالشلل‪.‬‬
‫وكان التجار يلومون ربان السفينة ويقولون له‪ :‬لو أنك ساعدت ذلك الرجل صاحب السفينة‬
‫العطلة لا حدث ما حدث‪ ...‬ولكن‪ ...‬قد ّر ال وما شاء فعل‪...‬‬
‫ث عادوا بوالدي ‪-‬رحه ال‪ -‬إل بيته وأصبح مقعدا ل يستطيع الشي وأكل ما عنده من‬
‫مدخرات حت أصبح يرج وهو يزحف إل الشارع لعله يد من يود عليه ولو بكسرة خبز‪.‬‬
‫ولا بلغت به هذه الالة وامتد مرضه ما يقارب العشر سنوات وهو جالس البيت بل علج‬
‫وصفوا له شيخا من النتسبي للدين يقرأ على الناس اليات والحاديث للستشفاء‪.‬‬
‫واستدعي ذلك الشيخ الذي يسمونه (الل) وكان أول سؤال وجّهه إل والدي ‪-‬مع السف‬
‫الشديد‪( : -‬كم تدفع على هذه القراءة؟!فقال والدي ‪-‬رحه ال‪ : -‬أنا رجل فقي ومقعد‬

‫هذه القصة ذكرها الشيخ في درس له بعنوان‪( :‬سلمة الصدر من الحقاد)‪,‬‬ ‫‪2‬‬
‫وليس معي ف جيب إل هذه النصف روبية هي ثن طعامي أنا ووالدت‪ ..‬فقال (الل) هذه ل‬
‫تكفي ‪ ..‬وطلب أكثر من ذلك‪ ..‬فلما ل يعطه والدي ما يريد خرج ول يقرأ عليه شيئا‪.‬‬
‫س والدي بامتعاض شديد وتولد عنده ردّ فعل عنيف جعله يكره الدين ويكره من‬
‫وهنا أح ّ‬
‫ينتسب إل هذا الدين‪ ...‬وأصبحت هذه الادثة دائما على لسانه لسيما وأنه كان فصيحا‬
‫وذكيا يقول الشعر ويضرب المثال‪ ..‬فسلط تلك الفصاحة وذلك الذكاء للسخرية بالتديني‬
‫بسبب ذلك الوقف الذي وقفه ذلك الل‪.‬‬
‫ومرت اليام‪...‬‬
‫ويقدر ال ‪-‬جل وعل‪ -‬أن يأتيه رجل فيقول له‪ :‬لاذا ل تذهب إل الستشفى (المريكان)‬
‫الذي يدحه الناس ويثنون عيه وفيه طبيب جيد اسه سكيدر‪ ...‬ال وهو مستشفى تابع‬
‫لرساليات التبشي (النصرانية) الت تعمل لتنصي السلمي أو إخراجهم من دينهم على‬
‫القل‪..‬‬
‫فقال والدي ولكن كيف أستطيع الوصول إل هذا الستشفى وهو بعيد عن بيت وأنا ل‬
‫أستطيع الشي‪.‬‬
‫ول تكن ف ذلك الوقت مواصلت تنقلهم كما هو الن إل عند أناس يعدون على الصابع‬
‫ومن هؤلء العدودين ذلك الستشفى الذكور حيث كان يلك سيارة وعند الدكتور‬
‫سكيدر‪..‬‬
‫وعند أذان الفجر زحف والدي رحه ال على فخذيه من بيته إل الستشفى (المريكان) فما‬
‫وصله –زحفا‪ -‬إل قبيل الظهر وكان ذلك ف فصل الصيف‪.‬‬
‫يقول رحه ال ‪ :‬فلما وصلت إل جدار الستشفى ل تبق فّ قطرة ماء ل ف فمي ول ف عين‬
‫ول جسمي‪ ...‬وأحسست أن الشمس ترقن وأكاد أموت حت إن ل أستطيع أن أتكلم أو‬
‫أصرخ أنادي‪ ..‬فدنوت من الدار ونت وبدأت أتشهد استعدادا للموت‪.‬‬
‫يقول‪ :‬ث أغمي عليّ وظننت أن م ّ‬
‫ت فلما فتحت عين إذا أنا ف بيت وبواري دواء‪..‬‬
‫قال‪ :‬فسألت الناس الذين كانوا يعالون ف الستشفى‪ :‬ماذا حدث؟ فقالوا‪ :‬إن الناس قد‬
‫ل قد أغمي عليه عند جدار الستشفى فنظر من النافذة فرآه فنل‬
‫أخبوا الطبيب بأن هناك رج ً‬
‫مع المرضي وحلوه ودخلوا به ث بعد ذلك قام بتشخيصه تشخيصا كاملً حت عرف الرض‬
‫وأعطاه حقنة ث بعد ذلك أعطاه الدواء وحله بسيارته الاصة وأوصله إل البيت‪.‬‬
‫قال والدي ‪-‬رحه ال‪ :-‬فلما وضعتُ يدي ف جيب وجدتُ با خس روبيات فسألت‪ :‬من‬
‫الذي وضع هذه الروبيات ف جيب؟ فقالت الوالدة وضعها الدكتور الذي أحضرك إل هنا!!!‪.‬‬
‫وهنا يظهر الفرق الكبي بي ما فعله هذا (البشر) النصران وبي ما فعله ذلك (الل) سامه‬
‫ال‪.‬‬
‫ع والدي إل دينه بطريقة مباشرة وإنا أحسن معه العاملة لكي يستميل‬
‫إن هذا النصران ل يد ُ‬
‫قلبه ومن أصول الرساليات التبشيية (التنصيية) الت تدرس لم وقرأناه ف الكتب ودرسناها‬
‫نن أنه ليس من الشرط أن تعل السلم نصرانيا‪- ..‬إن جعلته نصرانيا فهذا تشريف للمسلم‬
‫(هكذا يقولون)‪ -‬ولكن إذا عجزت أن تعله نصرانيا فاحرص على أن تتركه بل دين فإن‬
‫تركته بل دين فقد حققت الطلب الذي نريد‪.‬‬
‫الشاهد أن الوالد رحه ال شُفي وقام يشي وظل ذلك الطبيب يزوره ف كل أسبوع مرة‬
‫ويتلطف معه ويسح عليه وينظفه ويعاله إل أن تسنت صحته وقام يشي وبدأ يعمل ث بعد‬
‫تزوج فلما رزقه ال بابنه الول ‪-‬وهو أنا‪ -‬ظل ولؤه لذا الطبيب لدرجة أنن لا بلغت‬
‫الامسة من عمري وبدأت أعقل بعض المور كان يأخذن كل أسبوع ف زيارة مصصة إل‬
‫ذلك الدكتور ويلقنن منذ الصغر ويقول‪ :‬انظر إل هذا الرجل الذي أمامك‪ .‬إنه هو سبب‬
‫شفاء والدك‪ ..‬هذا الذي كان يعالن ف يوم من اليام ويضع ف جيب خس روبيات بينما‬
‫يرفض (الل) علجي لن ل أملك هذه الروبيات‪..‬ث يأمرن بتقبيل يده‪ ..‬فأقوم أنا وأقبل‬
‫يده‪.‬‬
‫وا ستمرت هذه الزيادة الخ صصة لذلك الدكتور إل أن بل غت العاشرة من عمري‪ ..‬ف كل‬
‫أسبوع زيارة وكأنا عبادة‪ ..‬يدفعن إليه دفعا لكي أقبّل يده‪.‬‬
‫ث بعد ذلك استمر والدي يسخر من التديني ويستهزئ بم‪ ،‬فلما هدان ال إل الطريق‬
‫الستقيم وأعفيت ليت بدأ يسخر ويستهزئ باللحية‪.‬‬
‫فقلت ف نفسي‪ :‬إنه من الستحيل أن أنزع صورة ذلك (الل) من رأسه وصورة ذلك‬
‫الدكتور من رأسه أيضا إل أن أحسن العاملة معه أكثر من (الل) وأكثر من الدكتور وبدون‬
‫ذلك لن أستطيع‪.‬‬
‫فظللت أنتظر الفرصة الناسبة لذلك طمعا ف هداية والدي‪ .‬وجاءت الفرصة النتظرة‪ ..‬ومرض‬
‫الوالد مرضا عضالً‪ ..‬وأ صبح طر يح الفراش ف ال ستشفى ح ت إ نه ل ي ستطيع الذهاب إل‬
‫مكان قضاء الاجة إذا أراد ذلك وكن تُ أنا بواره ليلً ونارا فقل تُ ف نفسي هذه فرصة ل‬
‫تقدّر بثمن‪.‬‬
‫وف تلك الال كان ‪-‬رحة ال عليه‪ -‬يتفنّن ف مطالبة يتبن هل أطيعه أم ل؟‬
‫ومن ذلك أنه ف جوف الليل كان يأمرن بأن أحضر له نوعا من أنواع الفاكهة ل يوجد ف‬
‫ذلك الوقت فأذهب وأبث ف كل مكان حت أجدها ف تلك الساعة التأخرة ث أقدمها له‬
‫فل يأكلها‪ ..‬فإذا أراد أن يقضي الاجة ل يستطيع القيام فأضع يدي تت مقعدته حت يقضي‬
‫حاجته ف يدي‪ ..‬ويتبول ف يدي‪ ..‬وأظل واضعا يدي حت ينتهي من قضاء الاجة‪ ،‬وهو‬
‫يتعجّب من هذا السلوك‪ ...‬ث أذهب إل دورة الياه وأنظف يدي ما أصابما‪.‬‬
‫وقد تكررت هذه الادثة ف كل عشر دقائق مرة‪ ..‬نظرا لشدة الرض حت أنن ف النهاية ل‬
‫أتكن من وضع يدي كلما تبز أو تبول‪ ..‬لكثرة ذلك‪.‬‬
‫فلما رأى والدي هذا التصرف يتكرر من أكثر من مرة أخذ يبكي‪ ..‬فكان هذه البكاء فاتة‬
‫خي وإيان ف قلبه‪ ..‬ث قال ل‪ :‬إنن ما عرفت قيمتك إل ف هذه اللحظة‪.‬‬
‫ث سألن‪ :‬هل جيع هؤلء الشباب التديني مثلك؟‪ ..‬قلت له‪ :‬بل أحسن من‪ ،‬ولكنك ل‬
‫تعرفهم‪ ..‬وكانوا يزورونه ويسلمون عليه‪.‬‬
‫فبدأ يصلي ويصوم ويب الدين ويذكر ال‪ ..‬ول يفتر لسانه عن ذكر ال وقول ل إله إل‬
‫ال ممد رسول ال وأسبغ ال عليه هذا الدين فقلتُ‪ :‬سبحان ال‪ ..‬حقا إن الدين هو‬
‫العاملة‪.‬‬
‫(‪ )3‬الشيخ سعيد بن مسفر القحطان‬

‫ف لقاء مفتوحٍ مع الشيخ سعيد بن مسفر ‪-‬حفظه ال‪ -‬طلب منه بعض الاضرين أن يتحدث‬
‫عن بداية هدايته فقال‪:‬‬
‫حقيقةً‪ ..‬لكل هداية بداية… ث قال بفطرت كنت أؤمن بال‪ ،‬وحينما كنتُ ف سن الصغر‬
‫أمارس العبادات كان ينتابن شيء من الضعف والتسويف على أمل أن أكب وأن أبلغ مبلغ‬
‫الرجال فكنتُ أتساهل ف فترات معينة بالصلة فإذا حضرتُ جنازة أو مقبة‪ ،‬أو سعتُ‬
‫موعظ ًة ف مسجد ازدادتْ عندي نسبة اليان فأحافظ على الصلة فترة معينة مع السنن ث‬
‫بعد أسبوع أو أسبوعي أترك السنن‪ ...‬وبعد أسبوعي أترك الفريضة حت تأت مناسبة أخرى‬
‫تدفعن إل أن أصلى‪..‬‬
‫وبعد أن بلغت مبلغ الرجال وسن اللم ل أستفد من ذلك البلغ شيئا وإنا بقيت على وضعي‬
‫ف التمرد وعدم الحافظة على الصلة بدقة لن من شبّ علي شيء شاب عليه‪.‬‬
‫وتزوجت‪ ...‬فكنت أصلي أحيانا وأترك أحيانا على الرغم من إيان الفطري بال‪ ..‬حت شاء‬
‫ال ‪-‬تبارك وتعال‪ -‬ف مناسبة من الناسبات كنت فيها مع أخ ل ف ال وهو الشيخ سليمان‬
‫بن ممد بن فايع ‪-‬بارك ال فيه‪ -‬وهذا كان ف سنة ‪1387‬هـ نزلت من مكتب ‪-‬وأنا‬
‫مفتش ف التربية الرياضية‪ -‬وكنتُ ألبس الزي الرياضي والتقيتُ به على باب إدارة التعليم‬
‫وهو نازل من قسم الشئون الالية فحييته لنه كان زميل الدراسة وبعد التحية أردتّ أن أودعه‬
‫فقال ل إل أين؟ ‪-‬وكان هذا ف رمضان‪ -‬فقلت له‪ :‬إل البيت لنام‪ ..‬وكنت ف العادة‬
‫أخرج من العمل ث أنام إل الغرب ول أصلى العصر إل إذا استيقظت قبل الغرب وأنا‬
‫ل فما رأيك لو نتمشى قليل؟ فوافقته على ذلك‬ ‫صائم‪ ..‬فقال ل‪ :‬ل يبق على صلة إل قلي ً‬
‫ومشينا على أقدامنا وصعدنا إل السد (سد وادي أبا) ‪-‬ول يكن آنذاك سدا‪ -‬وكان هناك‬
‫غدير وأشجار ورياحي طيبة فجلسنا هناك حت دخل وقت صلة العصر وتوضأنا وصلينا ث‬
‫رجعنا وف الطريق ونن عائدون… ويده بيدي قرأ علي حديثا كأنا أسعه لول مرة وأنا قد‬
‫سعته من قبل لنه حديث مشهور… لكن حينما كان يقرأه كان قلب ينفتح له حت كأن‬
‫أسعه لول مرة… هذا الديث هو حديث الباء بن عازب رضي ال عنه الذي رواه المام‬
‫أحد ف مسنده وأبو داود ف سننه قال الباء رضي ال عنه‪ :‬خرجنا مع النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ف جنازة رجل من النصار فانتهينا إل القب ول يُلحد فجلس رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطي وف يده عود ينكت ف الرض فرفع رأسه‬
‫فقال‪ :‬استعيذوا بال من عذاب القب – قالا مرتي أو ثلثا – ث قال (إن الؤمن إذا كان ف‬
‫انقطاع من الدنيا وإقبال من الخرة نزل إليه ملئكة من السماء بيض الوجوه‪ )..‬الديث‪.‬‬
‫فذكر الديث بطوله من أوله إل آخره وانتهى من الديث حينما دخلنا أبا وهناك سنفترق‬
‫حيث سيذهب كل واحد منا إل بيته فقلت له‪ :‬يا أخي من أين أتيت بذا الديث؟ قال‪ :‬هذا‬
‫الديث ف كتاب رياض الصالي فقلت له‪ :‬وأنت أي كتاب تقرأ؟ قال أقرأ كتاب الكبائر‬
‫للذهب‪ ..‬فودعته‪ ..‬وذهبتُ مباشرة إل الكتبة ‪-‬ول يكن ف أبا آنذاك إل مكتبة واحدة وهي‬
‫مكتبة التوفيق‪ -‬فاشتريتُ كتاب الكبائر وكتاب رياض الصالي وهذان الكتابان أول كتابي‬
‫أقتنيهما‪.‬‬
‫وف الطريق وأنا متوجه إل البيت قلت لنفسي‪ :‬أنا الن على مفترق الطريق وأمامي الن‬
‫طريقان الطريق الول طريق اليان الوصل إل النة‪ ،‬والطريق الثان طريق الكفر والنفاق‬
‫والعاصي الوصل إل النار وأنا الن أقف بينهما فأي الطريقي أختار؟‬
‫العقل يأمرن باتباع الول… والنفس المارة بالسوء تأمرن باتباع الطريق الثان وتنين‬
‫وتقول ل‪ :‬إنك مازلت ف ريعان الشباب وباب التوبة مفتوح إل يوم القيامة فبإمكانك التوبة‬
‫فيما بعد‪.‬‬
‫هذه الفكار والوساوس كانت تدور ف ذهن وأنا ف طريق إل البيت‪ ...‬وصلتُ إل البيت‬
‫وأفطرت وبعد صلة الغرب صليت العشاء تلك الليلة وصلة التراويح ول أذكر أن صليت‬
‫التراويح كاملة إل تلك الليلة‪ ..‬وكنت قبلها أصلي ركعتي فقط ث أنصرف وأحيانا إذا رأيت‬
‫أب أصلي أربعا ث أنصرف‪ ..‬أما ف تلك الليلة فقد صليت التراويح كاملةً‪ ..‬وانصرفت من‬
‫الصلة وتوجهت بعدها إل الشيخ سليمان ف بيته‪ ،‬فوجدته خارجا من السجد فذهبت معه‬
‫إل البيت وقرأنا ف تلك الليلة ‪-‬ف أول كتاب الكبائر‪ -‬أربع كبائر الكبية الول الشرك بال‬
‫والكبية الثانية السحر والكبية الثالثة قتل النفس الت حرم ال إل بالق والكبية الرابعة كبية‬
‫ترك الصلة وانتهينا من القراءة قبل وقت السحور فقلت لصاحب‪ :‬أين نن من هذا الكلم‬
‫فقال‪ :‬هذا موجود ف كتب أهل العلم ونن غافلون عنه‪ ..‬فقلت‪ :‬والناس أيضا ف غفلة عنه‬
‫فلبدّ أن نقرأ عليهم هذا الكلم‪.‬‬
‫قال‪ :‬ومن يقرأ؟ قلت له‪ :‬أنت‪ .‬قال‪ :‬بل أنت واختلفنا من يقرأ وأخيا استقر الرأي علي أن‬
‫أقرأنا‪.‬‬
‫فأتينا بدفتر وسجّلنا فيه الكبية الرابعة كبية ترك الصلة‪ .‬وف السبوع نفسه‪ ،‬وف ويوم‬
‫المعة وقفت ف مسجد الشع العلى الذي بوار مركز الدعوة بأبا ‪-‬ول يكن ف أبا غي‬
‫هذا الامع إل الامع الكبي‪ -‬فوقفت فيه بعد صلة المعة وقرأت على الناس هذه الوعظة‬
‫الؤثرة الت كانت سببا ‪-‬ول المد‪ -‬ف هدايت واستقامت وأسأل ال أن يثبتنا وإياكم على‬
‫دينه إنه سيع ميب‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(‪ )4‬توبة المثلة شس البارودي‬

‫ف حوار أجرته إحدى الصحف مع شس البارودي المثلة العروفة الت اعتزلت التمثيل وردّا‬
‫على سؤال عن سبب هدايتها قالت‪:‬‬
‫البداية كانت ف نشأت‪ ..‬والنشأة لا دور مهم‪ .‬والدي ‪-‬بفضل ال‪ -‬رجل متدين‪ ،‬التدين‬
‫البسيط العادي‪ ..‬وكذلك كانت والدت ‪-‬رحهما ال‪ -‬كنت أصلي ولكن ليس بانتظام‪..‬‬
‫كانت بعض الفروض تفوتن ول أكن أشعر بفداحة ترك فرض من فروض الصلة‪ ..‬وللسف‬
‫كانت مادة الدين ف الدارس ليست أساسية وبالطبع ل يكن يرسب فيها أحد ول يكن الدين‬
‫علما مثل باقي العلوم الخرى الدنيوية‪ ..‬وعندما حصلت على الثانوية العامة كانت رغبت إما‬
‫ف دخول كلية القوق أو دراسة الفنون الميلة‪ ،‬ولكن الجموع ل يؤهلن ليهما‪ ..‬فدخلت‬
‫معهد الفنون السرحية‪ ،‬ول أكمل الدراسة فيه حيث مارست مهنة التمثيل‪ ..‬وأشعر الن‬
‫كأنن دفعت إليها دفعا‪ ..‬فلم تكن ف يوم من اليام حلم حيات ولكن بريق الفن والفناني‬
‫والسينما والتليفزيون كان يغري أي فتاة ف مثلي سن ‪-‬كان عمري آنذاك ‪ 17-16‬سنة‪-‬‬
‫خاصة مع قلة الثقافة الدينية اليدة‪.‬‬
‫وأثناء عملي بالتمثيل كنت أشعر بشيء ف داخلي يرفض العمل حت أنن كنت أظل عامي أو‬
‫ثلثة دون عمل حت يقول البعض‪ :‬إنن اعتزلت‪..‬‬
‫والمد ل كانت أسرت ميسورة الال من الناحية الادية فلم أكن أعمل لاجة مادية‪..‬‬
‫وكنت أنفق العائد من عملي على ملبسي ومكياجي وما إل ذلك‪ ..‬استمر الوضع حت‬
‫شعرت أن ل أجد نفسي ف هذا العمل‪ ..‬وشعرتُ أن جال هو الشيء الذي يُستغل ف‬
‫عملي بالتمثيل‪ ..‬وعندها بدأت أرفض الدوار الت تُعرض عليً‪ ،‬والت كانت تركز دائما على‬
‫جال الذي وهبن ال إياه وعند ذلك قلّ عملي جدا‪ ..‬كان عملي بالتمثيل أشبه بالغيبوبة‪..‬‬
‫كنت أشعر أن هناك انفصاما بي شخصيت القيقية والوضع الذي أنا فيه‪ ..‬وكنت أجلس‬

‫من كتابها (رحلتي من الظلمات إلى النور) من ص ‪.29-16‬‬ ‫‪3‬‬


‫أفكر ف أعمال السينمائية الت يراها المهور‪ ..‬ول أكن أشعر أنا تعبّر عن‪ ،‬وأنا أمر‬
‫مصطنع‪ ،‬كنت أحسّ أنن أخرج من جلدي‪.‬‬
‫وبدأت أمثل مع زوجي الستاذ حسن يوسف ف أدوار أقرب لنفسي فحدثت ل نقلة طفيفة‬
‫من أن يكون الضمون لشكلي فقط بل هناك جانب آخر‪ .‬أثناء ذلك بدأت أواظب على أداء‬
‫الصلوات بيث لو تركت فرضا من الفروض استغفر ال كثيا بعد أن أصلّيه قضاءً‪ ..‬وكان‬
‫ذلك يزنن كثيا‪ ..‬كل ذلك ول أكن ألتزم بالزي السلمي‪.‬‬
‫وقبل أن أتزوج كنتُ أشتري ملبس من أحدث بيوت الزياء ف مصر وبعد أن تزوجت كان‬
‫زوجي يصحبن للسفر خارج مصر لشراء اللبس الصيفية والشتوية!!‪ ..‬أتذكر هذا الن‬
‫بشيء من الزن‪ ،‬لن مثل هذه المور التافهة كانت تشغلن‪.‬‬
‫ث بدأت أشتري ملبس أكثر حشمةً‪ ،‬وإن أعجبن ثوب بكمّ قصي كنت أشتري معه‬
‫(جاكيت) لستر الزء الظاهر من السم‪ ..‬كانت هذه رغبة داخلية عندي‪.‬‬
‫وبدأت أشعر برغبة ف ارتداء الجاب ولكن بعض الحيطي ب كانوا يقولون ل‪ :‬إنكِ الن‬
‫أفضل!!!‪.‬‬
‫بدأت أقرأ ف الصحف الشريف أكثر‪ ..‬وحت تلك الفترة ل أكن قد ختمت القرآن الكري‬
‫قراءة‪ ،‬كنت أختمه مع مموعة من صديقات الدراسة‪ ..‬ومن فضل ال أنن ل تكن ل‬
‫صداقات ف الوسط الفنـي‪ ،‬بل كانت صداقات هي صداقات الطفولة‪ ،‬كنت أجتمع‬
‫وصديقات ‪-‬حت بعد أن تزوجت‪ -‬ف شهر رمضان الكري ف بيت واحدة منا نقرأ الكري‬
‫ونتمه وللسف ل تكن منهن من تلتزم بالزي الشرعي‪.‬‬
‫ف تلك الفترة كنت أعمل دائما مع زوجي سواء كان يثل معي أو يُخرج ل الدوار الت‬
‫كنت أمثلها‪ ..‬وأنا أحكي هذا الن ليس باعتباره شيئا جيلً ف نفسي ولكن أتدث عن فترة‬
‫زمنية عندما أتذكرها أتن لو تحى من حيات ولو عدت إل الوراء لا تنيت أبدا أن أكون من‬
‫الوسط الفن!!‬
‫كنت أتن أن أكون مسلمة ملتزمة لن ذلك هو الق وال –تعال‪ -‬يقول‪( :‬وما خلقت‬
‫النّ والنس إل ليَعبدون)‪.‬‬
‫كنت عندما أذهب إل الصيف أتأخر ف نزول البحر إل ما بعد الغروب ومغادرة الميع‬
‫للمكان إل من زوجي‪ ،‬وأنا أقول هذا لن هناك من تظن أن بينها وبي اللتزام ُهوّةٌ واسعة‬
‫ولكن المر ‪-‬بفضل ال‪ -‬سهل وميسور فال يقول ف الديث القدسي‪( :‬ومن تقرب إلّ‬
‫شبا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إل ذراعا تقربتُ إليه باعا‪ ،‬ومن أتان يشي أتيته‬
‫هرولةً)‪.‬‬
‫وكانت قراءات ف تلك الفترة لبجسون وسارتر وفرويد وغيهم من الفلسفات الت ل تقدم‬
‫ول تؤخر وكنت أدخل ف مناقشات جدلية فلسفية وكانت عندي مكتبة ولكن أحجمت عن‬
‫هذه القراءات دون سبب ظاهر‪.‬‬
‫كانت عند رغبة قوية ف أداء العمرة وكنت أقول ف نفسي‪ :‬إنن ل أستطيع أن أؤدي العمرة‬
‫إل إذا ارتديت الجاب لنه غي معقول أن أذهب لبيت ال دون أن أكون ملتزمة بالزي‬
‫السلمي‪ ..‬لكن هناك من قلنَ ل‪ :‬ل‪ ..‬أبدا‪ ..‬هذا ليس شرطا‪ ..‬كان ذلك جهلً منهن‬
‫بتعاليم السلم لنن ل يتغي فيهن شيء بعد أدائهن للعمرة‪.‬‬
‫وذهب زوجي لداء العمرة ول أذهب معه لوف أن تتأخر ابنت عن الدراسة ف فترة غياب‪..‬‬
‫ولكنها أصيبت بنلة شعبية وانتقلت العدوى إل ابن ث انتقلت إلّ فصرنا نن الثلثة مرضى‬
‫فنظرت إل هذا المر نظرة فيها تدبر وكأنا عقاب على تأخري عن أداء العمرة‪.‬‬
‫وف العام التال ذهبت لداء العمرة وكان ذلك سنة ‪1982‬م ف شهر (فباير) وكنتُ عائدة‬
‫ف (ديسمب) من باريس وأنا أحل أحدث اللبس من بيوت الزياء‪ ..‬كانت ملبس‬
‫متشمة‪ ..‬ولكنها أحدث موديل‪ ..‬وعندما ذهبتُ واشتريت ملبس العمرة البيضاء كانت أول‬
‫مرة ألبس الثياب البيضاء دون أن أضع أي نوع من الساحيق على وجهي ورأيت نفسي أكثر‬
‫جال‪..‬‬
‫ولول مرة سافرت دون أن أصاب بالقلق على أولدي لبُعدي عنهم وكانت سفريات تصيبن‬
‫بالفزع والرعب خوفا عليهم‪ ..‬وكنت آخذهم معي ف الغالب‪.‬‬
‫وذهبتُ لداء العمرة مع وفد من هيئة قناة السويس‪ ..‬وعندما وصلتُ إل الرم النبوي بدأت‬
‫أقرأ ف الصحف دون أن أفهمَ اليات فهما كاملً لكن كان لدي إصرار على ختم القرآن ف‬
‫الدينة ومكة‪ ..‬وكانت بعض الرافقات ل يسألنن‪ :‬هل ستتحجبي؟ وكنت أقول‪ :‬ل‬
‫أعرف‪ ..‬كنت أعلق ذلك المر على زوجي‪ ..‬هل سيوافق أم ل‪ ...‬ول أكن أعلم أنه ل طاعة‬
‫لخلوق ف معصية الالق‪.‬‬
‫وف الرم الكي وجدت العديد من الخوات السلمات اللئى كُنّ يرتدين المار وكنت‬
‫أفضل البقاء ف الرم لقرأ القرآن الكري وف إحدى الرات أثناء وجودي ف الرم بي العصر‬
‫والغرب التقيتُ بإحدى الخوات وهي مصرية تعيش ف الكويت اسها (أروى) قرأتْ عليّ‬
‫أبياتا من الشعر الذي كتبته هي فبكيت‪ ،‬لنن استشعرت أنا مسّت شيئا ف قلب وكنت ف‬
‫تلك الفترة تراودن فكرة الجاب كثيا ولكن الذي من حول كانوا يقولون ل‪ :‬انتظري‬
‫حت تسأل زوجك‪ ..‬ل تتعجلي… أنت مازلتِ شابة… ال) ولكن كانت رغبت دائما ف‬
‫ارتداء الجاب قالت الخت (أروى)‪:‬‬
‫ل وربـي لـن أبـــالــي‬ ‫فليقــولوا عـن حجابـــي‬
‫وحبـــــان بالـــلل‬ ‫قـد حان فيــه دينـــي‬
‫واحتشــامي هـو مالـــي‬ ‫زينتـي دومــا حيـائــي‬
‫عـــن متــاعٍ لـــزوالِ‬ ‫ألنــــي أتـــولــى‬
‫أطلب الســـوء لــالـي‬ ‫لمنـي النـاس كـأنـــي‬
‫ف حــديث أو ســــؤال‬ ‫كم لحـت اللــوم‬
‫منهـــم‬
‫وهي قصيدة طويلة أبكي كلما تذكرتا… استشعرت تتحدث بلسان حال… وأنا مست‬
‫شغاف قلب‪.‬‬
‫وبعد ذلك ذهبت لداء العمرة لخت ل من أب توفيت وكنت أحبها كثي ‪-‬رحها ال‪-‬‬
‫وبعد أداء العمرة ل أن تلك الليلة واستشعرت بضيق ف صدري رهيب وكأن جبال الدنيا‬
‫تثم فوق أنفاسي… وكأن خطايا البشر كلها تنقن… كل مباهج الدنيا الت كنت أتتع‬
‫با كأنا أوزار تكبلن… وسألن والدي عن سبب أرقي فقلت له‪ :‬أريد أن أذهب إل الرم‬
‫الن… ول يكن الوقت العتاد لذهابنا إل الرم قد حان ولكن والدي ‪-‬وكان مندا نفسه‬
‫لراحت ف رحلة العمرة‪ -‬صحبن إل الرم… وعندما وصلنا أديتُ تية السجد وهي‬
‫الطواف وف أول شوط من الشواط السبعة يسّر ال ل الوصول إل الجر السود ول يضر‬
‫على لسان غي دعاء واحد… ل ولزوجي وأولدي وأهلي وكل من أعرف… دعوت بقوة‬
‫اليان… ودموعي تنهمر ف صمت ودون انقطاع… طوال الشواط السبعة ل أدعُ إل بقوة‬
‫اليان وطوال الشواط السبعة أصل إل الجر السود وأقبّله‪ ،‬وعند مقام إبراهيم عليه السلم‬
‫وقفت لصلي ركعتي بعد الطواف وقرأت الفاتة‪ ،‬كأن ل أقرأها طوال حيات واستشعرت‬
‫فيها معانٍ اعتبتا منة من ال‪ ،‬فشعرت بعظمة فاتة الكتاب… وكنت أبكي وكيان‬
‫يتزلزل… ف الطواف استشرت كأن ملئكة كثية حول الكعبة تنظر إل… استشعرت‬
‫عظمة ال كما ل أستشعرها طوال حيات‪.‬‬
‫ث صليت ركعتي ف الِجر وحدث ل الشيء نفسه كل ذلك كان قبل الفجر… وجاءن‬
‫والدي لذهب إل مكان النساء لصلة الفجر عندها كنت قد تبدلت وأصبحت إنسانة أخرى‬
‫تاما‪ .‬وسألن بعض النساء‪ :‬هل ستتحجّبي يا أخت شس؟ فقلت‪ :‬بإذن ال… حت نبات‬
‫صوت قد تغيت… تبدلت تاما… هذا كل ما حدث ل… وعدتّ ومن بعدها ل أخلع‬
‫حجاب… وأنا الن ف السنة السادسة منذ ارتديته وأدعو ال أن يُحسن خاتت وخاتتنا جيعا‬
‫أنا وزوجي وأهلي وأمة السلمي جعاء‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(‪ )5‬توبة شاب عاق لمه‬

‫ح‪ .‬ح‪ .‬م‪ .‬شابّ ذهبت إل الارج… تعلم وحصل على شهادات عالية ث رجع إل‬
‫البلد… تزوج من فتاة غنية جيلة كانت سببا ف تعاسته لول عناية ال… يقول ح‪ .‬ح‪ .‬م‪:‬‬
‫مات والدي وأنا صغي فأشرفتْ أمي على رعايت… َعمَِلتْ خادمة ف البيوت حت تستطيع‬
‫أن تصرف علي‪ ،‬فقد كنت وحيدها… أدخلتن الدرسة وتعلمتُ حت أنيت الدراسة‬
‫الامعية… كنت بارّا با… وجاءت بعثت إل الارج فودّعتن أمي والدموع تل عينيها‬
‫وهي تقول ل‪ :‬انتبه يا ولدي على نفسك ول تقطعن من أخبارك… أرسل ل رسائل حت‬
‫أطمئن على صحتك‪.‬‬
‫أكملتُ تعليمي بعد مضي زمن طويل ورجعت شخصا آخر قد أثّرتْ فيه الضارة الغربية…‬
‫رأيتُ ف الدين تلفا ورجعية… وأصبحتُ ل أؤمن إل بالياة الادية ‪-‬والعياذ بال‪.-‬‬
‫وتصلتُ على وظيفة عالية وبدأت أبث عن الزوجة حت حصلت عليها وكانت والدت قد‬
‫اختارت ل فتاة متدينة مافظة ولكن أبيتُ إل تلك الفتاة الغنية الميلة لن كنتُ أحلم‬
‫بالياة (الرستقراطية) (كما يقولون)… وخلل ستة أشهر من زواجي كانتْ زوجي تكيد‬
‫لمي حت كرهتُ والدت… وف يوم من اليام دخلت البيت وإذا بزوجي تبكي فسألتها عن‬
‫السبب فقالت ل‪ :‬شوف يا أنا يا أمك ف هذا البيت… ل أستطيع أن أصب عليها أكثر من‬
‫ذلك‪.‬‬
‫جنّ جنون وطردتّ أمي من البيت ف لظة غضب َفخَر َجتْ وهي تبكي وتقول‪ :‬أسعدك ال‬
‫يا ولدي‪.‬‬
‫وبعد ذلك بساعات خَرجتُ أبث عنها ولكن بل فائدة… رجعتُ إل البيت واستطاعت‬
‫زوجت بكرها وجهلي أن تنسين تلك الم الغالية الفاضلة‪.‬‬
‫انقطعت أخبار أمي عن فترة من الزمن ُأصِْبتُ خللا برض خبيث دخلت على إثره‬
‫الستشفى… وعَلِمتْ أمي بالب فجاءت تزورن‪ ،‬وكانت زوجت عندي وقبل أن تدخل‬

‫هذه القصة نشرت في جريدة البلد ‪/‬عدد ‪ /9021‬إعداد عبد العزيز الحمدان‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫علي طردتْها زوجت وقالت لا‪ :‬ابنك ليس هنا… ماذا تريدين منا… اذهب عنا… رجعت‬
‫أمي من حيث أتت!‪.‬‬
‫وخرجتُ من الستشفى بعد وقت طويل انتكستْ فيه حالت النفسية وفقدت الوظيفة والبيت‬
‫وتراكمت علي الديون وكل ذلك بسبب زوجت فقد كانت ترهقن بطلباتا الكثية… وف‬
‫آخر الطاف ردت زوجت الميل وقالت‪ :‬مادمتَ قد فقدت وظيفتك ومالك ول يعد لك‬
‫مكان ف الجتمع فإن أعلنها لك صرية‪ :‬أنا ل أريد… طلقن‪.‬‬
‫كان هذا الب بثابة صاعقة وقعتْ على رأسي… وطلقتها بالفعل… فاستيقظتُ من السّباتِ‬
‫الذي كنت فيه‪.‬‬
‫خرجتُ أهيم على وجهي أبث عن أمي وف النهاية وجدتا ولكن أين وجدتا؟!! كانت‬
‫تقبع ف أحد الربطة تأكل من صدقات الحسني‪.‬‬
‫دخلت عليه… وجدتا وقد أثر عليها البكاء فبدت شاحبة… وما إن رأيتها حت ألقيتُ‬
‫بنفسي عند رجليها وبكيتُ بكاءً مرّا فما كان منها إل أن شاركتن البكاء‪.‬‬
‫بقينا على هذه الالة حول ساعة كاملة… بعدها أخذتّها إل البيت وآليت على نفسي أن‬
‫أكون طائعا لا وقبل ذلك أكون متبعا لوامر ال ومتنبا لنواهيه‪.‬‬
‫وها أنا الن أعيش أحلى أيامي وأجلها مع حبيبة العمر‪ :‬أمي ‪-‬حفظها ال‪ -‬وأسأل ال أن‬
‫يُدي علينا الستّر والعافية‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫(‪ )6‬توبة فتاة نصرانية‬

‫(سناء) فتاة مصرية نصرانية‪ ،‬كتب ال لا الداية واعتناق الدين الق بعد رحلة طويل من‬
‫الشكّ والعاناة‪ ،‬تروي قصة هدايتها فتقول‪:‬‬
‫(نشأت كأي فتاة نصرانية مصرية على التعصب للدين النصران‪ ،‬وحرص والديّ على‬
‫اصطحاب معهما إل الكنيسة صباح كل يوم أحد لقبّل يد القس‪ ،‬وأتلو خلفه التراتيل‬
‫الكنسية‪ ،‬وأستمع إليه وهو ياطب المع ملقنا إياهم عقيدة التثليث‪ ،‬ومؤكدا عليهم بأغلظ‬
‫اليان أن غي السيحيي مهما فعلوا من خي فهم مغضوب عليهم من الربّ‪ ،‬لنم ‪-‬حسب‬
‫زعمه‪ -‬كفرة ملحدة‪.‬‬
‫كنت أستمع إل أقوال القس دون أن أستوعبها‪ ،‬شأن شأن غيي من الطفال‪ ،‬وحينما‬
‫أخرج من الكنيسة أهرع إل صديقت السلمة للعب معها‪ ،‬فالطفولة ل تعرف القد الذي‬
‫يزرعه القسيس ف قلوب الناس‪.‬‬
‫كبت قليلً‪ ،‬ودخلت الدرسة‪ ،‬وبدأت بتكوين صداقات مع زميلت ف مدرست الكائنة‬
‫بحافظة السويس… وف الدرسة بدأت عيناي تتفتحان على الصال الطيبة الت تتحلّى با‬
‫زميلت السلمات‪ ،‬فهن يعاملن معاملة الخت‪ ،‬ول ينظرن إل اختلف دين عن دينهن‪ ،‬وقد‬
‫فهمت فيما بعد أن القرآن الكري حث على معاملة الكفار ‪-‬غي الحاربي‪ -‬معاملة طيب‬
‫طمعا ف إسلمهم وإنقاذهم من الكفر‪ ،‬قال تعال‪( :‬ل ينهاكم ال عن الذين ل يُقاتلوكم ف‬
‫الدين ول يُخرجوكم من دياركم أن تبوهم وتقسطوا إليهم إن ال يب الُقسطي)‪.‬‬
‫إحدى زميلت السلمات ربطتن با على وجه الصوص صداقة متينة‪ ،‬فكنت ل أفارقها إل‬
‫ف حصص التربية الدينية‪ ،‬إذ كنت ‪-‬كما جرى النظام‪ -‬أدرس مع طالبات الدرسة‬
‫النصرانيات مبادئ الدين النصران على يد معلمة نصرانية‪.‬‬
‫كنت أريد أن أسأل معلمت كيف يكن أن يكون السلمون ‪-‬حسب افتراضات السيحيي‪-‬‬
‫غي مؤمني وهو على مثل هذا الُلق الكري وطيب العشر؟! لكن أم أجرؤ على السؤال‬
‫خشية إغضاب العلمة حت ترأت يوما وسألت‪ ،‬فجاء سؤال مفاجأةً للمعلمة الت حاولت‬
‫مجلة الفيصل‪ ،‬العدد ‪( 165‬بتصرف)‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫كظم غيظها‪ ،‬وافتعلت ابتسامة صفراء رستها على شفيتها وخاطبتن قائلة‪( :‬إنك مازلت‬
‫صغية ول تفهمي الدنيا بعد‪ ،‬فل تعلي هذه الظاهر البسيطة تدعك عن حقيقة السلمي‬
‫كما نعرفها نن الكبار…)‪.‬‬
‫صمتّ على مضض على الرغم من رفضي لجابتها غي الوضوعية‪ ،‬وغي النطقية‪.‬‬
‫وتنتقل أسرة أعز صديقات إل القاهرة‪ ،‬ويومها بكينا لل الفراق‪ ،‬وتبادلنا الدايا والتذكارات‪،‬‬
‫ول تد صديقت السلمة هدية تعب با عن عمق وقوة صداقتها ل سوى مصحف شريف ف‬
‫علبة قطيفة أنيقة صغية‪ ،‬قدمتها ل قائلة‪( :‬لقد فكرتُ ف هدية غالية لعطيك إياها ذكرى‬
‫صداقة وعمر عشنا سوياّ فلم أجد هذا الصحف الشريف الذي يتوي على كلم ال)‪.‬‬
‫تقبّلت هدية صديقت السلمة شاكرة فرحة‪ ،‬وحرصت على إخفائها عن أعي أسرت الت ما‬
‫كانت لتقبل أن تمل ابنتهم الصحف الشريف‪.‬‬
‫وبعد أن رَحََلتْ صديقت السلمة‪ ،‬كنت كلما تناهى إلّ صوت الؤذن‪ ،‬مناديا للصلة‪ ،‬وداعيا‬
‫السلمي إل الساجد‪ ،‬أعمد إل إخراج هدية صديقت وأقبلها وأنا أنظر حول متوجسة أن‬
‫يُفاجأن أحد أفراد السرة‪ ،‬فيحدث ل ما ل تُحمد عُقباه‪.‬‬
‫ومرت اليام‪ ،‬وتزوجت من (شاس) كنيسة العذراء مري‪ ،‬ومع متعلقات الشخصية‪ ،‬حلت‬
‫هدية صديقت السلمة (الصحف الشريف)‪ ،‬وأخفيته بعيدا عن عن زوجي‪ ،‬الذي عشت معه‬
‫كأي امرأة شرقية وفيّة وملصة وأنبت منه ثلثة أطفال‪.‬‬
‫وتوظفت ف ديوان عام الحافظة‪ ،‬وهناك التقيتُ بزميلت مسلمات متحجبات‪ ،‬ذكرن‬
‫بصديقت الثية‪ ،‬وكنت كلما عل صوت الذان من السجد الجاور‪ ،‬يتملكن إحساس خفي‬
‫يفق له قلب‪ ،‬دون أن أدري لذلك سببا مددا‪ ،‬إذ كنت ل أزال غي مسلمة‪ ،‬ومتزوجة من‬
‫شخص ينتمي إل الكنيسة بوظيفة يقتات منها‪ ،‬ومن مالا يطعم أسرته‪.‬‬
‫وبرور الوقت‪ ،‬وبجاورة زميلت وجارات مسلمات على دين وخلق بدأت أفكر ف حقيقة‬
‫السلم والسيحية‪ ،‬وأوازن بي ما أسعه ف الكنيسة عن السلم والسلمي‪ ،‬وبي ما أراه‬
‫وألسه بنفسي‪ ،‬وهو ما يتناقض مع أقوال القس والتعصبي النصارى‪.‬‬
‫بدأت أحاول التعرف على حقيقة السلم‪ ،‬وأنتهز فرصة غياب زوجي لستمع إل أحاديث‬
‫الشايخ عب الذاعة والتلفاز‪ ،‬علي أجد الواب الشاف لا يعتمل ف صدري من تساؤلت‬
‫حيي‪ ،‬وجذبتن تلوة الشيخ ممد رفعت‪ ،‬والشيخ عبد الباسط عبد الصمد للقرآن الكري‪،‬‬
‫وأحسستُ وأنا أستمع إل تسجيلتم عب الذياع أن ما يرتلنه ل يكن أن يكون كلم بشر‪،‬‬
‫بل هو وحي إلي‪.‬‬
‫ت كني الغالية‬ ‫وعمدتُ يوما أثناء وجود زوجي ف الكنيسة إل دولب‪ ،‬وبيد مرتعشة أخرج ُ‬
‫(الصحف الشريف)‪ ،‬فتحته وأنا مرتبكة‪ ،‬فوقعت عيناي على قوله تعال‪( :‬إن مثل عيسى‬
‫عند ال كمثل آدم خلقه من تراب ث قال له كن فيكون)‪ .‬ارتعشت يدي أكثر‪ ،‬وتصبب‬
‫وجهي عرقا‪ ،‬وسرتْ ف جسمي قشعريرة‪ ،‬وتعجبت لن سبق أن استمعت إل القرآن كثيا‬
‫ف الشارع والتلفاز والذاعة‪ ،‬وعند صديقات السلمات‪ ،‬لكن ل أشعر بثل هذه القشعريرة‬
‫الت شعرت با وأنا أقرأ من الصحف الشريف مباشرةً بنفسي‪.‬‬
‫همتً أن أواصل القراءة إل أن صوت أزيز مفتاح زوجي وهو يفتح باب الشقة حال دون‬
‫ذلك‪ ،‬فأسرعت وأخفيت والصحف الشريف ف مكانه المي‪ ،‬وهرعت لستقبل زوجي‪.‬‬
‫وف اليوم التال لذه الادثة ذهبتُ إل عملي‪ ،‬وف رأسي ألف سؤال حائر‪ ،‬إذ كانت الية‬
‫الكرية الت قرأتا وضعتْ الد الفاصل لا كان يؤرقن حول طبيعة عيسى عليه السلم‪ ،‬أهو‬
‫ابن ال كما يزعم القسيس ‪-‬تعال ال عما يقولون‪ -‬أم أنه نب كري كما يقول القرآن؟!‬
‫فجاءت الية لتقطع الشك باليقي‪ ،‬معلنة أن عيسى‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬من صلب آدم‪ ،‬فهو إذا‬
‫ليس ابن ال‪ ،‬فال سبحانه وتعال‪( :‬ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحدٌ)‪.‬‬
‫تساءلت ف نفسي عن اللّ وقد عرفت القيقة الالدة‪ ،‬حقيقة أن (ل إله إل ال وأن ممدا‬
‫رسول ال)‪ ،‬أيكن أن أشهر إسلمي؟! وما موقف أهلي من‪ ،‬بل ما موقف زوجي ومصي‬
‫أبنائي؟!‬
‫طافت ب كل هذه التساؤلت وغيها وأنا جالسة على مكتب أحاول أن أؤدي عملي لكن ل‬
‫أستطع‪ ،‬فالتفكي كاد يقتلن‪ ،‬واتاذ الطوة الول أرى أنا ستعرضن لخطار جة أقلّها قتلي‬
‫بواسطة الهل أو الزوج والكنيسة‪.‬‬
‫ولسابيع ظللتُ مع نفسي بي دهشة زميلت اللت ل يصارحن بشيء‪ ،‬إذ تعودنن عاملة‬
‫نشيطة‪ ،‬لكن من ذلك اليوم ل أعد أستطيع أن أنز عملً إل بشق النفس‪.‬‬
‫وجاء اليوم الوعود‪ ،‬اليوم الذي تلصتُ فيه من كل شك وخرف وانتقلت فيه من ظلم‬
‫الكفر إل نور اليان فبينما كنتُ جالسة ساهة الفكر‪ ،‬شاردة الذهن‪ ،‬أفكر فيما عقدتّ العزم‬
‫عليه‪ ،‬تناهى إل سعي صوت الذان من السجد القريب داعيا السلمي إل لقاء ربم وأداء‬
‫صلة الظهر‪ ،‬تغلغل صوت الذان داخل نفسي‪ ،‬فشعرت بالراحة النفسية الت أبث عنها‪،‬‬
‫وأحسست بضخامة ذنب لبقائي على الكفر على الرغم من عظمة نداء اليان الذي كان‬
‫يسري ف كل جواني‪ ،‬فوقفتُ بل مقدما لهتف بصوت عالٍ بي ذهول زميلت‪( :‬أشهد أن‬
‫ل إله إل ال‪ ،‬وأن ممدا عبده ورسوله)‪ ،‬فأقبل عليّ زميلت وقد تينَ من ذهولن‪ ،‬مهنئات‬
‫باكيات بكاء الفرح‪ ،‬وانرطتُ أنا أيضا معهن ف البكاء‪ ،‬سائلة ال أن يغفر ل ما مضى من‬
‫حيات‪ ،‬وأن يرضى عليّ ف حيات الديدة‪.‬‬
‫كان طبيعيا أن ينتشر خب إسلمي ف ديوان الحافظة‪ ،‬وأن يصل إل أساع زملئي وزميلت‬
‫النصارى‪ ،‬اللوات تكلفن ‪-‬بي مشاعر سخطهن‪ -‬بسرعة إيصاله إل أسرت وزوجي‪ ،‬وبدأن‬
‫يرددنَ عن مدّعي أن وراء القرار أسباب ل تفى‪.‬‬
‫ل آبه لقوالن الاقدة‪ ،‬فالمر الكثر أهية عندي من تلك التخرصات‪ :‬أن أشهر إسلمي‬
‫بصورة رسية‪ ،‬كي يصبح إسلمي علنا‪ ،‬وبالفعل توجهتُ إل مديرية المن حيث أنيتُ‬
‫الجراءات اللزمة لشهار إسلمي‪.‬‬
‫وعدتُ إل بيت لكتشف أن زوجي ما إن علم بالب حت جاء بأقاربه وأحرق جيع‬
‫ملبسي‪ ،‬واستول على ما كان لديّ من موهرات ومال وأثاث‪ ،‬فلم يؤلن ذلك‪ ،‬وإنا تألت‬
‫لطف أطفال من قَبَل زوجي ليتخذ منهم وسيلة للضغط عليّ للعودة إل ظلم الكفر‪ ...‬آلن‬
‫مصي أولدي‪ ،‬وخفتُ عليهم أن يتربوا بي جدران الكنائس على عقيدة التثليث‪ ،‬ويكون‬
‫مصيهم كأبيهم ف سقر‪.‬‬
‫رفعتُ ما اعتمل ف نفسي بالدعاء إل ال أن يعيد إلّ أبنائي لتربيتهم تربية إسلمية‪ ،‬فاستجاب‬
‫ال دعائي‪ ،‬إذ تطوع عدد من السلمي بإرشادي للحصول على حكم قضائي بضانة الطفال‬
‫باعتبارهم مسلمي‪ ،‬فذهبت إل الحكمة ومعي شهادة إشهار إسلمي‪ ،‬فوقفت الحكمة مع‬
‫ت بدخول ف‬ ‫الق‪ ،‬فخيتْ زوجي بي الدخول ف السلم أو التفريق بينه وبين‪ ،‬فقد أصبح ُ‬
‫السلم ل أحلّ لغي مسلم‪ ،‬فأب واستكب أن يدخل ف دين الق‪ ،‬فحكمتِ الحكمة بالتفريق‬
‫بين وبينه‪ ،‬وقضتْ بقي ف حضانة أطفال باعتبارهم مسلمي‪ ،‬لكونم ل يبلغوا الُلم‪ ،‬ومن‬
‫ث يلتحقون بالسلم من الوالدين‪.‬‬
‫حسبت أن مشكلت قد انتهت عند هذا الد‪ ،‬لكن فوجئت بطاردة زوجي وأهلي أيضا‪،‬‬
‫بالشاعات والقاويل بدف تطيم معنويات ونفسيت‪ ،‬وقاطعتن السر النصرانية إل كنت‬
‫أعرفها‪ ،‬وزادت على ذلك بأن سعت هذه السر إل بث الشاعات حول بدف تلويث‬
‫سعت‪ ،‬وتويف السر السلمة من مساعدت لقطع صلتهن ب‪.‬‬
‫وبالرغم من كل الضايقات ظللتُ قوية متماسكة‪ ،‬مستمسكة بإيان‪ ،‬رافضة كل الحاولت‬
‫ت يديّ بالدعاء إل مالك الرض والسماء‪ ،‬أن ينحن‬ ‫الرامية إل ردّت عن دين الق‪ ،‬ورفع ُ‬
‫القوة لصمد ف وجه كل ما يشاع حول‪ ،‬وأن يفرّج كرب‪.‬‬
‫فاستجاب ال دعائي وهو القريب الجيب‪ ،‬وجاءن الفرج من خلل أرملة مسلمة‪ ،‬فقية‬
‫الال‪ ،‬غنية النفس‪ ،‬لا أربع بنات يتامى وابن وحيد بعد وفاة زوجها‪ ،‬تأثرتْ هذه الرملة‬
‫السلمة للظروف النفسية الت أحياها‪ ،‬وتلكها العجاب والكبار لصمودي‪ ،‬فعرضتْ عليّ‬
‫أن تزوجن بابنها الوحيد (ممد) لعيش وأطفال معها ومع بناتا الربع‪ ،‬وبعد تفكي ل يدم‬
‫طويلً وافقتُ‪ ،‬وتزوجتُ ممدا ابن الرملة السلمة الطيبة‪.‬‬
‫وأنا الن أعيش اليوم مع زوجي السلم (ممد) وأولدي‪ ،‬وأهل الزوج ف سعادة ورضا‬
‫وراحة بال‪ ،‬على الرغم ما نعانيه من شظف العيش‪ ،‬وما نلقيه من حقد زوجي السابق‪،‬‬
‫ومعاملة أسرت السيحية‪.‬‬
‫ول أزال بالرغم ما فَعَلَته عائلت معي أدعو ال أن يهديهم إل دين الق ويشملهم برحته مثلما‬
‫هدان وشلن برحته‪ ،‬وما ذلك عليه ‪-‬سبحانه وتعال‪ -‬بعزيز‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫(‪ )7‬توبة حدث‬

‫يروي أحد الدرسي ف دار اللحظة ‪-‬وهي دار مصصة للحداث الذين يرتكبون الرائم‬
‫الخلقية أو غيها من الرائم‪ -‬يقول‪:‬‬
‫من أعجب الالت الت قابلتنا ف ميدان العمل الجتماعي حالة ( َحدَث) كان موجودا لدينا‬
‫ف الدار مكوما عليه ف قضية (أخلقية)‪ .‬فبعد انتهاء مدته ف الدار قمت بإبلغه بانتهائها‬
‫وأنه سيُطلَق سراحه ف السبوع القادم ومطلوب منه إبلغ أهله ف الزيارة لحضار الكفالة‬
‫اللزمة… فانرط الدث ف بكاء شديد ظننت ف البداية أنه دموع الفرح لروجه من الدار‬
‫ولكن استمرار البكاء وتعبيات الزن والقلق على وجهه جعلتن أنتحي به بعيدا عن إخوانه‬
‫وأسأله عن سبب ذلك… فإذا به يقول‪ :‬ل لريد أن أطلع من الدار‪ ...‬أرجو إبقائي‬
‫هنا…!! ماذا تقول؟ قلتها وأنا ف دهشة… قال‪ :‬أريد أن أبقى ف الدار فالدار بالرغم ما با‬
‫من قيود لريت فهي أفضل من بيت أب…!!‬
‫قلت له‪ :‬ل شك أنك مطئ… فل يوجد مكان أفضل من منل السرة… رد قائل‪ :‬اسع‬
‫قصت واحكم بنفسك‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هات ما عندك‪.‬‬
‫بدأ الدث ابن الثالثة عشرة يروي قصته فقال‪ :‬توفيتْ والدت منذ حوال ثانية أعوام وتركتنْي‬
‫أنا وشقيقة أصغر من بعامي وبعد وفاتا بعدة شهور أبلغن أب أنه سيتزوج… وستكون ل‬
‫خالة ف مقام أمي… ل أستوعب جيدا لصغر سن هذا الكلم… وبعد حوال أسبوع أقام‬
‫والدي حفل عرس كبي وجاءت زوجة اب إل النل‪.‬‬
‫عاملتنا خالت ف بداية المر معاملة طيبة ث بدأت معاملتها تتغي بالتدرج فكانت دائمة‬
‫الشكوى لوالدي كلما عاد إل النل من عمله… فتقول له‪ :‬ابنك عمل كذا وابنتك سوّت‬
‫كذا… ول يكن أب الذي يعود مرهقا من عمله لديه استعداد لسماع الشكلت وحلها كما‬

‫هذه القصة نشرف في مجلة دار الملحظة العدد الثاني‪ .‬بعنوان (أب للبيع)‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫أن صغر سننا وضعف قدرتنا أنا وشقيقت على التعبي ل يكن يسمح لنا بالدفاع عن أنفسنا‬
‫أمام القصص الت تتلقها زوجة أب وتيد حبكها وروايتها‪.‬‬
‫ف البداية كان أب ينصحنا وأحيانا يوبنا… ث تطور المر مع استمرار القصص والشكاوي‬
‫إل الضرب والسباب والهانات وازداد المر سوءا بعد أن رزق أب بثلثة أولد من‬
‫زوجته… وبرور اليام تولتُ أنا وشقيقت إل خدم بالنل علينا أن نلب طلبات خالت‬
‫وأبنائها فأنا مسئول عن شراء كل ما يتاجه البيت من السوق وشقيقت مسئولة عن التنظيف‬
‫والعمل بالطبخ… وكنا ننظر بسد إل أبناء أب الذين يتمتعون بالب والتدليل وتستجاب‬
‫رغباتم وطلباتم… وكان أب يشعر أنن أنا وشقيقت عبء عليه وعلى سعادته‪ ،‬وأننا دائما‬
‫نتسبب ف تكدير جو البيت با تقصه عليه خالت من قصص متلقة عنا… وكان رد فعل أب‬
‫السباب الدائم لنا‪ ،‬ونعتنا بالبناء العاقي… وأنه لن يرضى عنا إل إذا رضيتْ عنا زوجته‬
‫وأبناءه… كما أطبق علينا النعوت السيئة‪ ،‬وكان الميع بالنل ينادوننا با حتـى كدنا‬
‫ننسى أساءنا القيقيـة… وكنا مرومي من كل شيء ‪-‬حت الناسبات الت تدعى إليها‬
‫السرة‪ -‬كنا نرم منها ول نذهب معهم‪ .‬ونلس وحدنا ف الدار ننعي سوء حظنا‪.‬‬
‫وهناك حادثة ل أنساها حدثت ف الشتاء الاضي فقد أحسستُ بتعب شديد ف بطن وطلبتْ‬
‫من خالت أن أخرج لشراء خبز للعشاء… وكانت البودة شديدة فقلتُ لا إنن مريض ول‬
‫أستطيع الروج الن فقالت لب إنن أتارض حت ل أقوم با هو مطلوب من… فانال أب‬
‫علي ضربا وصفعا وركلً حت سقطتّ من الرض والعياء واضطروا إل نقلي إل الستشفى‬
‫عندما ساءت حالت ومكثتُ ف الستشفى خسة أيام وعلى الرغم من الل والتعب فقد‬
‫استبشرت خيا بذه الادثة وقلت لعلها توقظ ضمي أب وتعله يراجع نفسه إل أنه للسف‬
‫استمر على ما هو عليه… وبدأت بعد ذلك أعرف طريق الروب من النل… والتقطن‬
‫بعض الشباب الكب سنا وأظهروا ل بعض العطف الذي كنت ف حاجة شديدة إليه…‬
‫ومن خلل هذه الشاعر الزيفة استطاعوا خداعي… وانزلقتُ معهم ف النراف الخلقي‬
‫ول أكن أدرك بشاعة ذلك لصغر سن وعدم إدراكي… ث قبض علي ف قضية أخلقية‬
‫وأدخلت الدار‪ ،‬وعرفتُ فيها مقدار الطأ الذي وقعت فيه… وأحد ال على توبت… فهل‬
‫أنا على حق ف بكائي وحزن وتسّكي بداركم أم ل؟… وسكتّ بعد أن أثقل ضميي‬
‫بالمل الذي ينوء بمله الرجال فكيف بطفل ل يبلغ مرحلة الشباب؟ ومن السئول عن هذه‬
‫الأساة؟… هل هي زوجة الب الت ل ترع ال ف أبناء زوجها‪ ،‬أو هو ذلك الب الذي ل‬
‫ترع ال ف أبناء زوجها‪ ،‬أم هو ذلك الب الذي أنسته زوجته الديدة عاطفة البوة وأبعدته‬
‫عن العدل وجعلت منه دمية تركها بيوط أكاذيبها وألعيبها‪.‬‬
‫وشرد خيال بعيدا وأنا أتيل لو أن هناك سوقا يتار فيه البناء الباء اليدين لدفع هذا‬
‫الدث كل ما يلكه ثنا لب جيد ولكن… كم يساوي رجل مثل أبيه القيقي ف مثل هذا‬
‫السوق‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫(‪ )8‬توبة عاص‬

‫قال الراوي‪:‬‬
‫لقد تغي صاحب… نعم تغي… ضحكاته الوقورة تصافح أذنيك كنسمات الفجر الندية‬
‫وكان من قبل ضحكات ماجنة مستهترة تصلّ الذان وتؤذي الشاعر… نظراته الجولة تنم‬
‫عن ظهر وصفاء وكانت من قبل جريئة وقحة… كلما ترج من فمه بساب وكانت من‬
‫قبل يبعثرها هنا وهناك… تصيب هذا وترح ذاك… ل يعبأ بذلك ول يهتم… وجهه‬
‫هادئ القسمات تزينه لية وقورة وتيط به هالة من نور وكانت ملمه من قبل تعب عن‬
‫النطلق وعدم البالة… نظرتُ إليه وأطلت النظر ففهم ما يدور بلدي فقال‪ :‬تريد أن‬
‫تسألن‪ :‬ماذا غيّرك؟‬
‫قلت‪ :‬نعم هو ذلك… فصورتك الت أذكرها منذ لقيتك آخر مرة من سنوات‪ ،‬تتلف عن‬
‫صورتك الن…‬
‫فتنهد قائل‪ :‬سبحان مغيّر الحوال… قلت‪ :‬لبدّ أن وراء ذلك قصة؟ قال‪ :‬نعم… قصة‬
‫كلما تذكرتا ازدادت إيانا بال القادر على كل شيء قصة تفوق اليال… ولكنها وقعت‬
‫ل فغيتْ مرى حيات… وسأقصها عليك…‬
‫ث التفت إل قائل‪:‬‬
‫كنت ف سيارت متجها إل القاهرة… وعند أحد السور الوصلة إل إحدى القرى فوجئت‬
‫ببقرة تري ويري وراءها صب صغي… وارتكبت… فاختلت عجلة القيادة ف يدي ول‬
‫أشعر إل وأنا ف أعماق الاء (ماء ترعة البراهيمية) ورفعت رأسي إل أعلى عليّ أجد‬
‫متنفسا… ولكن الاء كان يغمر السيارة جيعها… مددت يدي لفتح الباب فلم ينفتح…‬
‫هنا تأكدت أن هالك ل مالة‪.‬‬
‫وف لظات ‪-‬لعلها ثوان‪ -‬مرتْ أمام ذهن صور سريعة متلحقة‪ ،‬هي صور حيات الافلة‬
‫بكل أنواع العبث والجون… وتثل ل الاضي شبحا ميفا وأحاطت ب الظلمات كثيفة…‬

‫هذه القصة نشرت في مجلة المة القطرية العدد السبعين بقلم‪ :‬حسين عويس مطر بعنوان توبة‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫وأحسست بأن أهوي إل أغوار سحيقة مظلمة فانتابن فرع شديد فصرختُ ف صوت‬
‫مكتوم… يا رب… ودرت حول نفسي مادّا ذارعي أطلب النجاة ل من الوت الذي أصبح‬
‫مقّقّا… بل من خطاياي الت حاصرتن وضيقت عليّ الناق‪.‬‬
‫أحسست بقلب يفق بشدة فانتفضتُ… وبدأت أزيح من حول تلك الشباح الخيفة‬
‫وأستغفر رب قبل أن ألقاه وأحسست كأن ما حول يضغط علي كأنا استحالت الياه إل‬
‫جدران من الديد فقلت إنا النهاية ل مالة… فنطقت بالشهادتي وبدأت أستعد للموت…‬
‫وحركت يدي فإذا با تنفذ ف فراغ… فراغ يتد إل خارج السيارة… وف الال تذكرتُ‬
‫أن زجاج السيارة المامي مكسور… شاء ال أن ينكسر ف حادث منذ أيام ثلثة…‬
‫وقفزت دون تفكي ودفعت بنفسي من خلل هذا الفراغ فإذا الضواء تغمرن وإذا ب خارج‬
‫السيارة… ونظرتُ فإذا جع من الناس يقفون على الشاطئ كانوا يتصايون بأصوات ل‬
‫أتبينها… ولا رأون خارج السيارة نزل اثنان منهم وصعدا ب إل الشاطئ‪.‬‬
‫وقفتُ على الشاطئ ذاهلً عما حول غي مصدق أن نوت من الوت وأن الن بي‬
‫الحياء… كنت أنظر إل السيارة وهي غارقة ف الاء فأتيل حيات الاضية سجينة هذه‬
‫السيارة الغارقة… أتيلها تتنق وتوت… وقد ماتت فعلً… وهي الن راقدة ف نعشها‬
‫أمامي لقد تلصت منها وخرجت… خرجت مولودا جديدا ل يت إل الاضي بسبب من‬
‫السباب… وأحسست برغبة شديدة ف الري بعيدا عن هذا الكان الذي دفنت فيه ماضي‬
‫الدنس ومضيتُ… مضيت إل البيت إنسانا آخر غي الذي خرج قبل ساعات‪.‬‬
‫دخلت البيت وكان أول ما وقع عليه بصري صور معلقة على الائط لبعض المثلت‬
‫والراقصات وصور النساء عاريات… واندفعت إل الصور أمزقها… ث ارتيت على سريري‬
‫أبكي ولول مرة أحس بالندم على ما فرطت ف جنب ال… فأخذت الدموع تنساب ف‬
‫غزارة من عين… وأخذ جسمي يهتز… وفيما أنا كذلك إذ بصوت الؤذن يلجل ف‬
‫الفضاء وكأنن أسعه لول مرة… فانتفضت واقفا وتوضأت… وف السجد وبعد أن أديت‬
‫الصلة أعلنت توبت ودعوت ال أن يغفر ل ومنذ ذلك الي وأنا كما ترى…‬
‫قلت هنيئا لك يا أخي وحدا ل على سلمتك لقد أراد ال بك خيا وال يتولك ويرعاك‬
‫ويثبت على الق خطاك‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫(‪ )9‬الشاب ح م ج‬

‫يروي هذا الشاب قصته فيقول‪:‬‬


‫كنت أعمل سائقا للمسافات الطويلة وكان خط سيي ما بي جدة – الدينة وبالعكس…‬
‫وبالهد والكفاح استطعت ‪-‬بفضل ال‪ -‬أن أشتري سيارة أعمل عليها وكان العمل يشتد ف‬
‫مواسم رمضان والج وف عطلة الربيع… وأنا ل أستطيع أن أواصل الليل بالنهار لن كنت‬
‫أحلم بالياة الوردية ‪-‬كما يقولون‪ -‬ما أدى ب إل استعمال البوب النبهة فأصبحت أواصل‬
‫السهر والسفر من ثلثة أيام إل خسة أيام دون نوم‪.‬‬
‫بقيتُ على هذا الال ما يقرب من سنتي جعت خللما مبلغًا كبيا… وذات يوم فكرت‬
‫ف الراحة فصممت على أن تكون هذه الراحة آخر ]رد[ وبعدها أرتاح من هذا العناء…‬
‫وكانت إرادة ال فوق كل شيء… ركب السافرون السيارة وخرجنا من مدينة جدة‬
‫وقطعت مسافة ل بأس با وإذا ب أفاجأ بسيارة تر من جواري تسي بسرعة جنونية أحسست‬
‫بداخلي بأن أمرا ما سوف يدث… وبالفعل فما هي إل لظات حت رأيت السيارة الذكور‬
‫وهي تتقلب أماي… ومع تقلبها كنت أرى أشلء السائق وجثته تتقطع وتتطاير ف الواء‪.‬‬
‫هالن النظر… فلقد مرّت ب حوادث كثية ولكن الذي رأيت كان فوق تصوري…‬
‫وجُمتُ للحظات… أفقت بعدها على صوت بعض السافرين وهو يرددون‪ :‬ل حول ول‬
‫قوة إل بال… إنا ل وإنا إليه راجعون…‬
‫قلت ف نفسي‪ :‬كيف لو كنت مكان هذا الشاب… كيف أقابل رب… بل صلة ول‬
‫عبادة ول خوف من ال… أحسستُ برعدة شديدة ف جسمي ث ل أستطع قيادة السيارة إل‬
‫بعد ثلث ساعات… بعدها أوصلت الركاب إل الدينة وعدتُ إل جدة… وف الطريق‬
‫أديت صلة الغرب والعشاء وكانتا أول صلتي أصليهما ف حيات‪.‬‬
‫دخلت إل منل… وقابلتن زوجت… فرأتْ تغيا واضحا وجليا ف هيئت ظنتْ بأن‬
‫مريض فصرخت ف وجهي‪( :‬أل أقل لك اترك هذه البوب… حبوب البلء إنك لن تدعها‬
‫حت يقصف ال عمرك فتذهب إل النار…) كانت هذه الكلمات بثابة صفعات وجهتْها ل‬
‫هذه القصة نشرت في جريد ة البلد العدد ‪ 9016‬إعداد عبد العزيز الحمدان‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫زوجت فقلت لا‪ :‬أعاهد ال أنن لن أستعمل هذا البيث… وبشرتا بأن صليت الغرب‬
‫والعشاء وأن تبت إل ال وأجهشتُ بالبكاء… بكيتُ بكاءً مرّا وشديدا‪.‬‬
‫أيقنت زوجت أن صادق فيما أقول فما كان منها إل أن انطرت تبكي قبلي فرحة بتوبت‬
‫ورجوعي إل الق‪.‬‬
‫ف تلك الليلة ل أتناول عشائي… نت وأنا خائف من الوت وما يليه… فرأيت فيما يرى‬
‫النائم أن أملك قصورا وشركات وسيارات ومليي الريالت… وفجأة… وجدت نفسي‬
‫بي القبور أنتقل من حفرة إل حفرة أبث عن ذلك الشاب القطع فلم أجده… فأحسست‬
‫بضربة شديدة على رأسي… أفقت بعدها لجد نفسي على فراشي… تنفست الصعداء‬
‫وكان الوقت قد جاوز منتصف الليل… قمت وتوضأت وصليت حت بزغ الفجـر…‬
‫فخرجت من البيت إل السجد ومنذ ذلك اليوم وأنا ‪-‬ول المد‪ -‬ملتزم ببيوت ال ل‬
‫أفارقها وأصبحتُ حريصا على حضور الندوات والدروس الت تقام ف الساجد وأحد ال أن‬
‫هدان إل طريق السعادة القيقية والياة القة‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫(‪ )10‬توبة شاب مدمن للمخدرات‬

‫كان شابا يافعا… شُجاعا… يعرفه كل أولد الارة بالنخوة… بالشهامة… كان دوما ل‬
‫يفارق ذلك القهى النوي والذي تُظلله تلك الشجرة الكبية… أولد الارة يافونه…‬
‫ويستنجدون به ف وقت الزمات… كانت عصاه ل تطيء… وكانت حجارته‬
‫كالسهام… كانت أخباره ف كل الارات… كان إذا دخل ذلك القهى وأخذ (مركازه)‬
‫الذي اعتاد اللوس عليه… وشاهده (القهوجي) ترك كل شيء ف يده وأحضر (براد‬
‫الشاهي) (أبو رابعة) الذي تعود أن يتناوله باستمرار وخاصة بعد صلة الغرب… إنه ل يافه‬
‫ولكنه يترمه… يترم نوته… وشهامته‪.‬‬
‫ظل ذلك الشاب طويلً على هذه الال… بل منافس… غي أن هذه الحوال ل تعجب‬
‫مموعة من أشرار الي… كيف يأخذ هذا الشاب كل هذه الشهرة… كل هذا الب‬
‫والحترام … لبدّ من حل سعته… فكر كبيهم مليا وقال‪ :‬إنن ل أستطيع مقاومة ذلك‬
‫الشاب… ولكن لدي سلح سهل وبسيط… إذا استخدمته… دمرته به… إنا‬
‫الخدرات… ولكن كيف… قفز واحد من تلك الجموعة الشريرة وصاح‪( :‬براد‬
‫الشاهي)… (براد الشاهي)… إنه يب أن يتناوله يوميا بعد صلة الغرب‪.‬‬
‫تسلل واحد منهم بفية وسرعة إل ذلك القهى… ووضع كمية من البوب الخدرة ف‬
‫(براد الشاهي) وجلسوا ف (الركاز) القابل يراقبون تصرفاته… لقد وقع ف الفخ… وتر‬
‫بالصدفة دورية الشرطة… ترى حالته غي طبيعية فتلقى القبض عليه… إنا الخدرات‬
‫وكم كان اندهاش قائد الدورية… إنه يعرفه تاما… كيف تول بذه السرعة إل‬
‫اللعونة… البوب الخدرة‪.‬‬
‫وأدخل السجن ولكن ل فائدة… لقد أدمن… نعم أدمن… ول يستطع الفلت من‬
‫حبائلها… إنه ف كل مرة يرج من السجن… يعود إل ذلك القهى ويقابل تلك‬
‫الجموعة… استمر على تلك الال عدة سنوات… وكانت الفاجأة‪.‬‬

‫هذه القصة نشرت في مجلة المن العدد ‪ 31‬بقلم النقيب مساعد اللحياني‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫لقد فكر والداه وأقاربه كثيا ف حاله… ف مصيه… ف سعتهم بي الناس… وكان‬
‫القرار… أن أصلح شيء له هو الزواج ومن إحدى البلد الجاورة… يفظه… ينسيه ذلك‬
‫القهى وتلك الشلة… وأبلغوه ذلك القرار فكان نبأ سارّا… أعلن توبته… عاهد والديه…‬
‫بدأ ف الترتيب للخطوبة… لعش الزوجية… اشترى –فعلً‪ -‬بعض الثاث… دخل مرحلة‬
‫الحلم… المان… زوجة… بيت… أسرة… أبناء… ما أجل ذلك‪.‬‬
‫وتدد موعد السفر ليافق والده للبحث عن زوجة… إنه يوم السبت لكن ال ل يهله…‬
‫نام ليلة الميس وكان كل تفكيه ف اللم الديد… ف الوعد الت… حت ينقضي هذا‬
‫اليوم… واليوم الذي بعده… إيه أيتها الليلة إنك طويلة… وكان الواب… إنا ليلتك‬
‫الخية… فل عليك وأصبح الصباح… واعتلى الصياح… وكانت النهاية… أن يكون ف‬
‫مثواه الخي‪.10‬‬

‫سئل سماحة الشيخ محمد ابن عثيمين عن التعبير عن القبر بقولهم‪( :‬مثواه الخير) فأجاب بأن ذلك حرام ول يجوز‪ ،‬لنه يتضمن إنكار البعث فالواجب‬ ‫‪10‬‬

‫تجنب مثل هذه العبارة‪ .‬انظر مجلة المجاهد‪ ،‬العدد ‪.31‬‬


‫‪11‬‬
‫(‪ )11‬توبة ف مرقص‬

‫قصة غربية… غريبة جدا… ذكرها الشيخ علي الطنطاوي ف بعض كتبه قال‪:‬‬
‫دخلت أحد مساجد مدينة (حلب) فوجدت شابا يصلي فقلت ‪-‬سبحان ال‪ -‬إن هذا الشاب‬
‫من أكثر الناس فسادا يشرب المر ويفعل الزنا ويأكل الربا وهو عاقّ لوالديه وقد طرداه من‬
‫البيت فما الذي جاء به إل السجد… فاقتربتُ منه وسألته‪ :‬أنت فلن؟!! قال‪ :‬نعم…‬
‫قلت‪ :‬المد ل على هدايتك… أخبن كيف هداك ال؟؟ قال‪ :‬هدايت كانت على يد شيخ‬
‫وعظنا ف مرقص… قلت مستغربا… ف مرقص؟!! قال‪ :‬نعم… ف مَرقص!! قلت‪ :‬كيف‬
‫ذلك؟!! قال‪ :‬هذه هي القصة… فأخذ يرويها فقال‪:‬‬
‫كان ف حارتنا مسجد صغي… يؤم الناس ف شيخ كبي السن… وذات يوم التَفَتَ الشيخ‬
‫إل الصلي وقال لم‪ :‬أين الناس؟!… ما بال أكثر الناس وخاصة الشباب ل يقربون السجد‬
‫ول يعرفونه؟!!… فأجابه الصلون‪ :‬إنم ف الراقص واللهي… قال الشيخ‪ :‬وما هي‬
‫الراقص واللهي؟!!… ردّ عليه أحد الصلي‪ :‬الرقص صالة كبية فيها خشبة مرتفعة تصعد‬
‫عليها الفتيات عاريات أو شبه عاريات يرقصنَ والناس حولنَ ينظرون إليهن… فقال الشيخ‪:‬‬
‫والذين ينظرون إليهن من السلمي؟ قالوا‪ :‬نعم… قال‪ :‬ل حول وقوة إل بال… هيا بنا إل‬
‫تلك الراقص ننصح الناس… قالوا له‪ :‬يا شيخ… أين أنت… تعظ الناس وتنصحهم ف‬
‫الرقص؟! قال‪ :‬نعم… حاولوا أن يثنوه عن عزمه وأخبوه أنم سَيُواجَهون بالسخرية‬
‫والستهزاء وسينالم الذى فقال‪ :‬وهل نن خي ممد صلى ال عليه وسلم؟! وأمسك الشيخ‬
‫بيد أحد الصلي ليدله على الرقص… وعندما وصلوا إليه سألم صاحب الرقص‪ :‬ماذا‬
‫تريدون؟!! قال الشيخ‪ :‬نريد أن ننصح من ف الرقص… تعجب صاحب الرقص… وأخذ‬
‫يعن النظر فيهم ورفض السماح لم… فأخذوا يساومونه ليأذن لم حت دفعوا له مبلغا من‬
‫الال يعادل دخله اليومي‪.‬‬
‫وافق صاحب الرقص… وطلب منهم أن يضروا ف الغد عند بدء العرض اليومي‪..‬‬

‫هذه القصة ذكرها الشيخ العوضي في درس له بعنوان (فوائد عض البصر)‪.‬‬ ‫‪11‬‬
‫قال الشاب‪ :‬فلما كان الغد كنت موجودا الرقص… بدأ الرقص من إحدى الفتيات… ولا‬
‫انتهت أسدل الستار ث فتح… فإذا بشيخ وقور يلس على كرسي فبدأ بالبسملة وحد ال‬
‫وأثن عليه وصلى على رسول ال صلى ال عليه وسلم ث بدأ ف وعظ الناس الذين أخذتم‬
‫الدهشة وتلكهم العجب وظنوا أن ما يرونه هو فقرة فكاهية… فلما عرفوا أنم أمام شيخ‬
‫يعظهم أخذوا يسخرون منه ويرفعون أصواتم بالضحك والستهزاء وهو ل يبال بم…‬
‫واستمر ف نصحه ووعظه حت قام أحد الضور وأمرهم بالسكوت والنصات حت يسمعوا‬
‫ما يقوله الشيخ‪.‬‬
‫قال‪ :‬فبدأ السكون والدوء ييم على أناء الرقص حت أصبحنا ل نسمع إل صوت الشيخ‪،‬‬
‫فقال كلما ما سعناه من قبل… تل علينا آيات من القرآن الكري وأحاديث نبوية وقصصا‬
‫لتوبة بعض الصالي وكان ما قاله‪ :‬أيها الناس… إنكم عشتم طويلً وعصيتم ال كثيا…‬
‫فأين ذهبت لذة العصية‪ .‬لقد ذهبت اللذة وبقيت الصحائف سوداء ستسألون عنها يوم القيامة‬
‫وسيأت يوم يهلك فيه كل شيء إل ال سبحانه وتعال… أيها الناس… هل نظرت إل‬
‫أعمالكم إل أين ستؤدي بكم إنكم ل تتحملون نار الدنيا وهي جزء من سبعي جزءا من نار‬
‫جهنم فكيف بنار جهنم… بادروا بالتوبة قبل فوات الوان…‬
‫قال فبكى الناس جيعا… وخرج الشيخ من الرقص وخرج الميع وراءه وكانت توبتهم‬
‫على يده حت صاحب الرقص تاب وندم على ما كان منه‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫(‪ )12‬توبة رجل ف بانكوك‬

‫(بانكوك) بلد الضياع والفساد… بلد العربدة والفجور بلد الخدرات واللك أنه رمز لذلك‬
‫كله‪.‬‬
‫مئات الشباب… بل والشيوخ يذهبون إل بانكوك يبحثون عن التعة الرام فيعودون وقد‬
‫خسروا… السعيدة… دينهم ودنياهم… خسروا الراحة والياة السعيدة… وبعضهم يعود‬
‫وقد خسر الدنيا والخرة يعود جنازة قد فارق الياة ويا لا من خاتة بئيسة!!‬
‫وفيما يلي ق صة لر جل قد بدأ الشّي بُ يَشتعلُ ف رأسه ذ هب إل هناك تاركا زوجته وأولده‬
‫ولكنه استيقظ ف النهاية يروي قصته فيقول‪:‬‬
‫ل أخجل من الشيب الذي زحف إل رأسي… ل أرحم مستقبل ابنت الكبى الت تنتظر من‬
‫يطرق الباب طالبا يد ها للزواج… ل أع بأ بالضحكات الطفول ية لبن ت ال صغرى ال ت كا نت‬
‫تض في ال سعادة والبه جة على الب يت… ل أتل فت إل ولدي ذي الم سة ع شر ربيعا والذي‬
‫أرى فيـه أيام صـباي وطموحات شبابـ وأحلم مسـتقبلي… وفوق كـل هذا وذاك ل أهتـم‬
‫بنظرات زوجت… شريكة اللو والرّ وهي تكاد تسألن إل أين ذلك الرحيل الفاجئ‪.‬‬
‫شيئا واحدا كان ف خاطري وأنا أجع حقيبة الضياع لرحل… قفز هذا الشيء فجأة ليصبح‬
‫هو اللم والمل… ليصبح هو الاطر الوحيد… وميزان الختيارات القوى‪.‬‬
‫ما أقسى أن يتار الرء تت تأثي الرغبة… وما أفظع أن يسلك طريقا ل هدف له فيه سوء‬
‫تلبية نداء الشيطان ف نفسه وهكذا أنا… كأنه ل تكفن ما تنحه زوجت إياي… تلك الرأة‬
‫الطيبة الت باعت زهرة عمرها لتشتري فقري… وضحت كثيا لتشبع غروري الكاذب…‬
‫كانت تر عليها أيام وهي تقتصر على وجبة واحدة ف اليوم لن مرتب التواضع من وظيفت‬
‫البسيطة ل يكن يصمد أمام متطلبات الياة‪.‬‬

‫هذه القصة نشرت في جريدة المسلمون العدد (‪.)202‬‬ ‫‪12‬‬


‫صـبت السـكينة… وقاسـت كثيا حتـ وقفـت على قدمـي… كنـت أصـعد على أشلء‬
‫تضحياتا… نسيتُ أنا امرأة جيلة صغية… يتمناها عشرات اليسورين واختارتن لتبن من‬
‫رجلً ذا دنيا واسعة ف عال العمال يسانده النجاح ف كل خطوة من خطواته‪.‬‬
‫وف الوقت الذي قررّت ف يه أن ترتاح تن ثرات كفاحها معي فوجئ تْ ب أطي كأن عقلي‬
‫تضخم من أموال… وكأن أعيش طيش الراهقة الت ل أعشها ف مرحلتها القيقية‪.‬‬
‫بدأت يومي الول ف بانكوك… وجه زوجت يصفع خيال كلما هم تُ بالسقوط هل هي‬
‫صيحات داخلية من ضمي يرفض أن ينام… أم هو عجز (الكهولة) الذي شل حركت‪.‬‬
‫(إنك ل ت ستطيع شيئا… أعرض نفسك على ال طبيب) عبارة صفعتن با أول عثرة فنهضت‬
‫وقـد أعمـى الشيطان البصـية ول يعـد هيـ سـوى رد الصـفعة… توالت السـقطات وتوال‬
‫الضياع… كنـت أخرج كـل يوم لشتري اللك وأبيـع الديـن والصـحة ومسـتقبل الولد‬
‫وسلمة السرة… ظننت أنن الرابح والقيقة أنن الاسر الضائع الذي فقد روحه وضميه‬
‫وعاش بسلوك البهائم يغشى مواطن الزلل‪.‬‬
‫أخذت أترع سـاعات اللك فـ بانكوك كأننـ أترّع السـم الزعاف… أشرب كأس‬
‫الوت… كلما زلّت القدم بعثرات الفساد… ل تعد ف زمن عظة ول يسمع عقلي حكمة‪.‬‬
‫ع شت غيبو بة ال سوء يزين ها ل مناخ ي مل كل أمراض الطيئة… مرت سبعة أيام أ صبحت‬
‫خللا من مشاهي رواد مواطن السوء … يُشار إل بالبنان… فأنا رجل العمال (الوسيم)‬
‫الذي يدفع أكثر لينال الجل!‬
‫أحيانا كان ه ي الوح يد مناف سة الشباب القادم ي إل بانكوك ف الوجا هة… ف العربدة…‬
‫ف القوة… أعرفهم جيدا… ل يلكون جزءا يسيا ما أملكه لكنهم كانوا يلبسون (أشيك)‬
‫ما ألسبه لذا كنت اقتنص فورا الفريسة الت تقع عليها أعينهم… وعندها أشعر أنن انتصرت‬
‫ف معركة حربية وف النهاية سقطت سقطة حولتن إل بيمة… فقدت فيها إنسانيت ول أعد‬
‫أسـتحق أبوتـ… فكانـت الصـفعة التـ أعادت إل الوعـي… قولوا عنـ مـا تشاءون…‬
‫اصفعون… ابصقوا ف وجهي… ليتكم كنتم معي ف تلك الساعة لتفعلوا كل هذا… أي‬
‫رعب عشته ف تلك اللحظات وأي موت ترعته‪.‬‬
‫أقسم لكم أنن وضعت الذاء ف فمي لن هذا أقل عقاب أستحقه… رأيت ‪-‬فجأة‪ -‬وجه‬
‫زوجت يقفز إل خيال… كانت تبتسم ابتسامة حزينة… وتز رأسها أسفا على ضياعي…‬
‫رأيت وجه ابنت الكبى الت بلغت سن الزواج تلومن وهي تقول‪ :‬ما الذي جعلك تفعل كل‬
‫هذا فينـا وفـ نفسـك؟! ورأيـت ‪-‬لول مرة‪ -‬صـحوة ضميي ولكنهـا صـحوة متأخرة…‬
‫جعـت حقيبـة الضياع التـ رحلت باـ مـن بلدي… قذفتهـا بعيدا… وعدت مذبوحا مـن‬
‫الوريد إل الوريد‪.‬‬
‫ها أنذا أبدا أول ماولت للنظر ف وجه زوجت… أدعو ال أن يتوب علي… وأن يلهم قلبها‬
‫نسيان ما فعلته ف حقها وحق أولدنا‪ .‬ولكن حت الن ل أسامح نفسي… ليتكُم تأتون إلّ‬
‫وتصفعون بأحذيتكم أنن أستحق أكثر من ذلك‪.‬‬
‫(‪ )13‬توبة شاب من ضحايا بانكوك (‪)13‬‬

‫شاب ل يتجاوز الثال ثة والعشر ين من عمره ذ هب إل بانكوك بثا عن الت عة الرام فوجد ها‬
‫ولك نه سقط مع ها إل الاو ية لول عنا ية ال وفضله تدارك ته ف آ خر ل ظة… عر فه الشباب‬
‫الليجي ف بانكوك بالشاش لن سيجارة الشيش ل تكن تفارق يده وشفتيه… هنا تلى‬
‫عن مهنته كطالب جامعي واضطره (الكيف) إل أن يترف مهنة… ويا لا من مهنة له معها‬
‫صولت وجولت يروي قصته فيقول‪:‬‬
‫أنا واحد من أحد عشر أخا من الذكور… إل أنن الوحيد الذي سافر هناك… كان سفري‬
‫الول قبل عام تقريبا بعد جلسة مع الزملء تدثوا فيها عن التعة ف بانكوك!!! وخلل عام‬
‫واحد سافرت سبع مرات وصل مموعها إل تسعة أشهر!!!‬
‫بداي ت مع الدرات كا نت ف الطائرة ف أول رحلة إل بانكوك عند ما ناول ن أ حد ال صدقاء‬
‫المسـة الذيـن كانـت معهـم كأسـا مـن (البية) ول اسـتسغها فقال ل خـذ كأسـا أخرى‬
‫و سيختلف ال مر عل يك فأخذت ا فكا نت هذه بدا ية الدمان ح يث كان في ها نوع من أنواع‬
‫الخدر يسمى (الكنشة)‪.‬‬
‫ما إن وصلت إل بلدي حت بعت سيارت وعدت إل بانكوك… وعند وصول كنت أسأل‬
‫عن (الكنشة)… فدخنتها بكثرة… ول أكتف بل أخذت أبث وأجرب أنواعا أخرى من‬
‫الخدرات فجربت (الكبتيجول) فلم تناسبن‪.‬‬
‫كنت أبث عن لذة أخرى يشبه (الكنشة) أو تفوقها فلم أجد وعدت إل بلدي!!‪.‬‬
‫وفـ منل أحـد أصـدقائي الذيـن سـافرت معهـم أول مرة عثرت عنده على (الشييش)‬
‫فتعاطي ته… كان سعره مرتفعا فاضطررت لض يق ذات ال يد أن أخدع أ خي وأوه ه أن أ حد‬
‫الصدقاء يطالبن بال اقترضته منه فباع أخي سيارته وأعطان النقود… فاشتريت با حشيشا‬
‫وسافرت إل بانكوك‪.‬‬

‫هذه القصة أيضا نشرت في جريدة المسلمون في العدد ‪.202‬‬ ‫‪13‬‬


‫وعند ما عد تّ إل بلدي بدأت أب ث عن نوع آ خر يكون أقوى من (الش يش) سافرت إل‬
‫بلد عرب ف طلب زيت الشيش ومع زيت الشيش كنت أته إل الاوية… ل أعد أستطيع‬
‫تركـه… تورطـت فيـه… أخذتـه معـي إل بانكوك ول تكـن سـيجارت الدهونـة بـه تفارق‬
‫شف ت… عرف ن الم يع هناك بالشاش أ صبت به إ صابات خطية ف ج سدي أح د ال أن‬
‫شفان منها… فلم أكن أتصور يوما من اليام أنن سأشفي من إدمان زيت الشيش‪.‬‬
‫أصبح الال مشكلت الوحيدة… من أين أحصل عليه؟ اضطررت إل السي ف طريق النصب‬
‫والحتيال حت إنن أطلقت ليت وقصرت ثوب لوهم أقارب بأنن بدأت ألتزم… واقترضت‬
‫منهـم مالً… وسـرقت مـن خال وعمـي… وأغريـت بعـض أصـدقائي بالسـفر إل بانكوك‬
‫لذهب معهم وعلى حسابم… بل لقد أصبحتُ نصّابا ف بانكوك فكنت أحتال على شباب‬
‫الليج الذين قدموا للتو إل هناك وأستول على أموالم… كنت أخدع كبار السن الليجيي‬
‫وأ ستحوذ على نقود هم ح ت التايلندي ي أنف سهم ك نت أتدث مع هم بل غة تايلند ية مك سرة‬
‫وأنصب عليهم!!‪.‬‬
‫ل أكـن أغادر بانكوك لن عملي ‪-‬أقصـد مهنـة النصـب‪ -‬كان هناك… وفكرت فعلً فـ‬
‫ال ستقرار والزواج من تايلند ية للح صول على الن سية التايلند ية ح ت أن شئ مشروعا صغيا‬
‫أعيش منه‪.‬‬
‫أصبحت خبيا ف الشيش أستطيع معرفة الشيش الغشوش من السليم‪.‬‬
‫وم ضت اليام وفقدت كل ما أملك فلم أ جد من يقرض ن… عرف ج يع إخو ت وأقار ب‬
‫وأصدقائي أنن نصّاب… ول أجد من يرشدن إل مكان فيه مال لسرقه… ضاقت ب الدنيا‬
‫وربطت البل لشنق نفسي بعد أن شربت زجاجة عطر لسكر… ولكن أخي قال ل‪ :‬أنت‬
‫غب… فغضبت لذلك ونزلت لناقشه فأقنعن أنن لن أستفيد شيئا من النتحار‪.‬‬
‫ركبت السيارة وأنا ممور وف ذهن آنذاك أمران إما أن تقبض عل يّ الشرطة‪ ،‬وإما أن أصل‬
‫إل ال ستشفى لعال من حالة الدمان ال ت أعا ن من ها… وال مد ل ذه بت إل ال ستشفى‬
‫وتعالت وها أنذا الن أصبحت سليما معاف تبتُ إل ال ولن أعود إل سابق عهدي‪.‬‬
‫(‪ )14‬توبة شاب بعد ساعه لقراءة الشيخ (علي جابر) إمام الرم‬
‫ودعائه(‪)14‬‬

‫كان متأثرا من قصته… كيف ل وقد أتى على مرمات كثية المر … الزنا… الرقص…‬
‫ال‪.‬‬
‫كل هذه كانت من معشوقاته‪.‬‬
‫ونتركك ‪-‬عزيزي القارئ‪ -‬مع مريات الحداث الت مر على التائب ع ‪ .‬أ‪ .‬س وهو يدثنا‬
‫فيقول‪ :‬من كرم ال على عباده أنه يهلهم ول يهملهم… وقد سبقت رحته غضبه وإل فما‬
‫الذي ينعه سبحانه أن ينل عذابه وعقابه بعباده مت شاء (إنا أمره إذا أراد شيئا أن يقول له‬
‫كن فيكون) ول عل ال أراد ب خيا ف قد ك نت دائم التفك ي ف سوء الات ة وأ سأل نف سي‬
‫سؤالً‪ :‬ما الذي ينعن من الصلة مثل؟ فكانت نفسي والشيطان عونا علي وتنقلت من دولة‬
‫إل دولة… اليونان إل فرنسا إل هولندا وكندا وأمري كا وغي ها… و ف أمري كا أمض يت ما‬
‫يقرب من ثلث سنوات… ل أذكر أن صليت سوى جعة واحدة ف السجد‪.‬‬
‫وكان داعي الفطرة السليمة والبيئة الت عشت فيها صغيا يدعون إل ال… ولكن الشيطان‬
‫استحوذ علي فأنسان ذكر ال‪.‬‬
‫أمضيت تلك السني ف أمريكا وأنا بي مدّ وجزر… هناك أصدقاء ملتزمون كانوا يزورونن‬
‫لر صهم على هداي ت فكان عندي ال يل لؤلء وأت ن أن أكون مثل هم ف تعامل هم و سلوكهم‬
‫وطاعت هم لرب م… و ف القا بل ك نت دائم ال ستعداد لتلب ية دعوة الشيطان… فتجد ن كل‬
‫عطلة أسبوعية أطارد الراقص الشهورة من الديسكو والروك آندورل… ل أكن أتناول المر‬
‫ف البدا ية… وكان الهاد صعبا ف بيئة موبوءة بالف ساد والنلل… وق عت ف ال فخ…‬
‫وأخذت أعاقـر المـر… أشرب مـن جيـع الصـناف… ولبدّ أن يقترن الشراب بفعـل‬
‫الفاحشة والزنا والعياذ بال فبقيتُ على هذه الال حت كانت عودت إل موطن‪.‬‬

‫من جريد البلد عدد ‪ 9014‬إعداد أبو عبد الخالق‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫تزوج تُ من فتاة طي بة القلب صالة و من أ سرة ماف ظة… رج عت ب عد الزواج إل أمري كا‬
‫مصطحبا زوجت وعدتّ إل ما كنت عليه قبل الزواج دون علم زوجت وكان لرفقاء السوء‬
‫دور كـبي وللسـف فهـم متزوجون قبـل… أشاروا علي أن نسـتأجر شقـة لمارسـة‬
‫الحرمات… وكانت البداية أن رفضت نفسي هذا الوضع الشي الزري… اتهت فورا إل‬
‫زوجت البيبة قلت‪ :‬لبدّ من العودة إل السعودية ف أقرب فرصة مكنة… ل أعد أحتمل…‬
‫وجاء بعض الصدقاء يثنون عن عزمي ف العودة رفضت جيع الغريات وتفوقت ف الدراسة‬
‫وعدت إل بلدي… وبقيت على ما كنت عليه فال ل يأذن ل بعد ف الداية فكنت أفعل‬
‫الحرمات وسافرت عدة سفرات بقصد السياحة‪.‬‬
‫وب عد سنة تقريبا من هذا الال قدر ال أن أ جد ف سيارت شريطا للش يخ (علي جابر) وف يه‬
‫آيات من القرآن الكري ودعاء القنوت وبدأ الشيخ يدعو وكان الوقت صباحا وأنا ذاهب إل‬
‫عملي ح ت وجدت نف سي أب كي م ثل الط فل بكاءً شديدا ول أ ستطع قيادة ال سيارة فوق فت‬
‫بانب الطريق أستمع إل الشريط وأبكي… وكأن أسع آيات ال لول مرة‪.‬‬
‫بدأ عقلي يفكر وقلب ينبض وكل جوارحي تنادين‪ :‬اقتل الشيطان والوى… وبدأت حيات‬
‫تتغيـ… وهيئتـ تتبدل… وبدأت أسـي على طريـق اليـ وأسـأل ال أن يسـن ختامـي‬
‫وختامكم أجعي‪.‬‬
‫(‪ )15‬توبة شاب بدعاء أمه له‬

‫كان يسكن مع أمه العجوز ف بيت متواضع وكان يقضي معظم وقته أمام شاشة التلفاز كان‬
‫مغرما بشاهدة الفلم وال سلسلت ي سهر الليال من أ جل ذلك ل ي كن يذ هب إل ال سجد‬
‫ليؤدي الصلة الفروضة مع السلمي طالا نصحته أمه العجوز بأداء الصلة فكان يستهزئ با‬
‫ويسخر منها ول يعيها أي اهتمام‪.‬‬
‫م سكينة تلك الم إن ا ل تلك شيئا و هي الرأة ال كبية الضعي فة إن ا تتم ن لو أن الدا ية تباع‬
‫فتشتريها لنا وحيدها بكل ما تلك إنا ل تلك إل شيئا واحدا… واحدا فقط إنه الدعاء‬
‫إنا سهام الليل الت ل تطئ‪.‬‬
‫فبينما هو يسهر طوال الليل أمام تلك الناظر الزرية كانت هي تقوم ف جوف الليل تدعو له‬
‫بالداية والصلح… ول عجب ف ذلك فإنا عاطفة المومة الت ل تساوي عاطفة‪.‬‬
‫و ف ليلة من الليال ح يث ال سكون والدوء وبين ما هي راف عة كفي ها تد عو ال و قد سالت‬
‫الدموع على خديهـا… دموع الزن والل إذا بصـوت يقطـع ذلك الصـمت الرهيـب…‬
‫صوت غريب… فخرج تْ الم مسرعة باتاه الصوت وهي تصرخ ولدي حبيب فلما دخلت‬
‫عليه فإذا بيده السحاة وهو يطم ذلك الهاز اللعي الذي طالا عكف عليه وانشغل به عن‬
‫طاعة ال وطاعة أمه وترك من أجله الصلوات الكتوبة ث انطلق إل أمه ليقبل رأسها ويضمها‬
‫إل صدره وف تلك اللحظة وقفت الم مندهشة ما رأت والدموع على خديها ولكنها ف هذه‬
‫الرة ليسـت دموع الزن والل وإناـ دموع الفرح والسـرور وهكذا اسـتجاب ال لدعائهـا‬
‫فكانت الداية‪.‬‬
‫و صدق ال إذ يقول‪( :‬وإذا سألك عبادي ع ن فإ ن قر يب أج يب دعوة الداع إذا دعان)‬
‫الية‪.‬‬
‫(‪ )16‬توبة شاب من ساع الغناء‬

‫طفل صغي ل يتجاوز سن البلوغ كان سببا ف هداية أخيه من ساع الغناء الحرم‪.‬‬
‫عرف ذلك الطفـل حكـم السـلم فـ الغناء وتريهـ له فانشغـل عنـه بقراءة القرآن الكريـ‬
‫وحفظه‪ ،‬ولكن لبدّ من البتلء‪.‬‬
‫ففي يوم من اليام خرج مع أخيه الكب ف السيارة ف طريق طويل وأخوه هذا كان مفتونا‬
‫بسماع الغناء فهو ل يرتاح إل إذا سعه وف السيارة قام بفتح السجل على أغنية من الغان‬
‫الت كان يبها‪ .‬فأخذ يهز رأسه طربا ويردد كلماته مسرورا‪.‬‬
‫ل يتحمل ذلك الطفل الصغي هذه الال وتذكر قول الرسول صلى ال عليه وسلم (من رأى‬
‫منكيم منكرا فليغيه بيده فإن ل يسيتطع فبلسيانه فإن ل يسيتطع فبقلبيه وذلك أضعيف‬
‫اليان)‪ .‬فعزم على النكار وهو ل يلك هنا إل أن ينكر بلسانه أو بقلبه فأنكر بلسانه وقال‬
‫ماطبا أخاه‪ :‬لو سحت أغلق السجل فإن الغناء حرام وأنا ل أريد أن أسعه… فضحك أخوه‬
‫ال كب ور فض أن يي به إل طل به… وم ضت فترة وأعاد ذلك الط فل الطلب و ف هذه الرة‬
‫قوبـل بالسيتهزاء والسيخرية فقيد اتميه أخوه بالتزميت والتشدد!!! ال… وحذره مـن‬
‫الوسيوسة (!!!) وهدده بأن ينله فـ الطريـق ويتركـه وحده… وهنـا سـكت الطفـل على‬
‫مضض ول يعد أمامه إل أن ينكر بقلبه ولكن… كيف ينكر بقلبه إنه ل يستطيع أن يفارق‬
‫ذلك الكان فجاء الت عبي عن ذلك ب عبة ث دم عة نزلت على خده ال صغي الطا هر كا نت أبلغ‬
‫موعظـة لذلك الخ العانـد مـن كـل كلم يقال… فقـد التفـت إل أخيـه… ‪-‬ذلك الطفـل‬
‫ال صغي‪ -‬فرأى الدم عة ت سيل على خده فا ستيقظ من غفل ته وب كى متأثرا ب ا رأى ث أخرج‬
‫الشر يط من م سجل ال سيارة ور مى به بعيدا معلنا بذلك توب ته من ا ستماع تلك التّرهات‬
‫الباطل‪..‬‬

You might also like